You are on page 1of 37

‫‪.

‬الكتاب السادس‪ .‬من العبادة الحقيقية‬


‫‪.‬عبادة اإلله الحقيقي ‪ ،‬والبراعة ‪ ،‬وعبادة اآللهة الباطلة ‪1.‬‬

‫لقد أكملنا ما كان موضوع تعهدنا ‪ ،‬من خالل تعليم الروح اإللهي ‪ ،‬ومعونة الحق نفسه ؛‪ ‬سبب‬
‫التوكيد والشرح الذي فرضه عل ّي كل من الضمير واإليمان وربنا نفسه ‪ ،‬الذي بدونه ال يمكن معرفة‬
‫أي شيء أو تحديده بوضوح‪ .‬لقد جئت اآلن إلى الجزء الرئيسي واألكبر من هذا العمل ‪ -‬ألعلم بأي‬
‫طريقة أو بأي تضحية يجب أن يعبد هللا‪ .‬ألن هذا هو واجب اإلنسان ‪ ،‬وفي هذا الشيء الواحد يتكون‬
‫مجموع كل األشياء ومسار الحياة السعيدة بالكامل ‪ ،‬حيث أننا خلقنا وحصلنا منه على روح الحياة‬
‫على هذا الحساب ‪ ،‬وليس أننا قد نرى السماء والشمس ‪ ،‬كما افترض أناكساغوراس ‪ ،‬لكننا نستطيع‬
‫بعقل نقي غير فاسد أن نعبد الذي خلق الشمس والسماء‪ .‬ولكن بالرغم من ذلك في الكتب‬
‫السابقة ‪  ،‬بقدر ما تسمح به موهبتي المعتدلة ‪ ،‬فقد دافعت عن الحقيقة ‪ ،‬ومع ذلك يمكن توضيحها‬
‫بشكل خاص من خالل طريقة العبادة نفسها‪ .‬ألن هذا الجالل المقدس والمتفوق ال يتطلب من اإلنسان‬
‫أكثر من البراءة وحدها‪ .‬وإن قدم أحد هذا إلى هللا فقد ضحى بتقوى ودين كافيين‪ .‬لكن الرجال ‪،‬‬
‫متجاهلين للعدالة ‪ ،‬على الرغم من تلوثهم بالجرائم واالعتداءات من جميع األنواع ‪ ،‬يعتقدون أنهم‬
‫متدينون إذا قاموا بتلطيخ المعابد والمذابح بدماء الضحايا ‪ ،‬إذا قاموا بتطهير المواقد بغزارة من النبيذ‬
‫ضا األعياد المقدسة والمآدب المختارة ‪ ،‬كما لو‬ ‫المعطر والقديم‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬فإنهم يعدون أي ً‬
‫كانوا يقدمون للذين يتذوقون شيًئا منهم‪ .‬كل ما نادرًا ما يُنظر إليه ‪ ،‬كل ما هو ثمين في الصناعة أو‬
‫في العطر ‪ ،‬يحكمون أنه يرضي آلهتهم ‪ ،‬ليس باإلشارة إلى الهوتهم ‪ ،‬الذي يجهلون به ‪ ،‬بل من‬
‫خالل رغباتهم ؛‪ ‬وال يفهمون أن هللا ال يحتاج إلى موارد أرضية‪ .‬ألنهم ال يعرفون شيًئا إال األرض ‪،‬‬
‫ويقدرون الخير والشر بإدراك الجسد ولذة الجسد فقط‪ .‬وكما يحكمون على الدين حسب رضاه ‪ ،‬كذلك‬
‫يرتبون أعمالهم طوال حياتهم‪ .‬وبما أنهم ابتعدوا مرة واحدة عن التأمل في السماء ‪ ،‬وجعلوا تلك القوة‬
‫السماوية عبدًا للجسد ‪ ،‬فإنهم يعطون شهواتهم زمام األمور ‪ ،‬كما لو كانوا على وشك أن يبتعدوا عن‬
‫متعة أنفسهم ‪ ،‬والتي هم اسرع في االستمتاع في كل لحظة ؛‪ ‬بينما يجب على النفس أن توظف خدمة‬
‫الجسد وليس الغنيمة لتستفيد من خدمة الروح‪ .‬نفس الرجال يحكمون على الثروة على أنها أعظم‬
‫نفع‪ .‬وإذا لم يتمكنوا من الحصول عليها بالممارسات الجيدة ‪ ،‬فإنهم يسعون للحصول عليها‬
‫بالممارسات الشريرة ؛‪ ‬يخدعون ‪ ،‬ينفذون العنف ‪ ،‬ينهبون ‪ ،‬يتربصون ‪ ،‬ينكرون بيمين ؛‪ ‬باختصار ‪،‬‬
‫ليس لديهم أي اعتبار أو اعتبار ألي شيء ‪ ،‬إذا كان بإمكانهم فقط التألق بالذهب ‪ ،‬والتألق بشكل‬
‫واضح مع الصفيحة ‪ ،‬بالجواهر ‪ ،‬والثياب ‪ ،‬ويمكنهم إنفاق الثروات على شهيتهم الجشعة ‪ ،‬ودائ ًما ما‬
‫يمشون مع حشود من العبيد من خالل اضطر الناس للتخلي عن الطريق‪ .‬وهكذا يكرسون أنفسهم‬
‫لخدمة الملذات ‪ ،‬يطفئون قوة العقل وحيويته ؛‪ ‬وعندما يعتقدون أنهم على قيد الحياة بشكل خاص ‪،‬‬
‫فإنهم يسارعون بأكبر هطول حتى الموت‪ .‬ألنه كما أظهرنا في الكتاب الثاني‪ .‬الروح معنية بالسماء‬
‫والجسد باألرض‪  .‬أولئك الذين يهملون خيرات الروح ‪ ،‬ويبحثون عن خيرات الجسد ‪ ،‬ينشغلون‬
‫بالظالم والموت اللذين يخصان األرض والجسد ‪ ،‬ألن الحياة والنور من السماء ؛‪ ‬والذين هم بدون‬
‫هذا ‪ ،‬من خالل خدمة الجسد ‪ ،‬بعيدين عن فهم األشياء اإللهية‪ .‬نفس العمى في كل مكان يضطهد‬
‫الرجال البائسين‪ .‬ألنهم إذ ال يعرفون من هو اإلله الحقيقي ‪ ،‬فهم ال يعرفون ما الذي يشكل العبادة‬
‫‪.‬الحقة‬

‫‪.‬ثانيًا‪ .‬من عبادة اآللهة الزائفة واإلله الحقيقي‬

‫لذلك يذبحون هلل ذبيحة حسنة وسمينة كأنه جائع‪ .‬يسكبون له الخمر كأنه عطشان يوقدون له أنوارًا‬
‫كأنه في الظلمة‪  .‬لكن إذا كانوا قادرين على تخمين أو تصور هذه الخيرات السماوية في أذهانهم ‪،‬‬
‫والتي ال يمكننا تخيل عظمتها ‪ ،‬بينما ال نزال محاطين بجسم أرضي ‪ ،‬فإنهم سيعرفون على الفور‬
‫أنهم أكثر حماقة بفراغهم‪ .‬مكاتب‪ .‬أو إذا فكروا في ذلك النور السماوي الذي نسميه الشمس ‪ ،‬فسوف‬
‫يدركون على الفور كيف أن هللا ليس بحاجة إلى شموعهم ‪ ،‬الذي أعطى بنفسه ضو ًءا واضحًا‬
‫ومشرقًا الستخدام اإلنسان‪ .‬وعندما ‪ ،‬في دائرة صغيرة جدًا ‪ ،‬يبدو أن مقياسها ال يزيد عن قياس رأس‬
‫اإلنسان ‪  ،‬ال يزال هناك الكثير من التألق لدرجة أن العين الفانية ال تستطيع رؤيتها ‪ ،‬وإذا كان يجب‬
‫أن توجه عينك إليها لفترة قصيرة ‪ ،‬فإن الضباب والظالم سيطغى على عينيك الخافتة ‪ ،‬أي ضوء ‪،‬‬
‫أصلي ‪ ،‬ما هو السطوع ‪ ،‬يجب أن نفترض أن هناك باهلل الذي ال ليل عنده؟‪ ‬ألنه قد أوقف هذا الضوء‬
‫بالذات ‪ ،‬لدرجة أنه قد ال يؤذي الكائنات الحية بالسطوع المفرط أو الحرارة الشديدة ‪ ،‬وقد أعطاها‬
‫الكثير من هذه الخصائص التي قد تتحملها األجساد البشرية أو نضج المحاصيل‪ .‬فهل يجب التفكير‬
‫في ذلك الرجل في حواسه ‪ ،‬الذي يقدم نور الشموع والمشاعل كهدية لمن هو مؤلف ومانح‬
‫النور؟‪ ‬فالنور الذي يطلبه منا هو من نوع آخر ‪ ،‬وهو في الحقيقة ليس مصحوبًا بالدخان ‪ ،‬بل (كما‬
‫يقول الشاعر) نقيًا ناصعًا‪ .‬أعني نور العقل ‪ ،‬من أجل ذلك سمينا من قبل الشعراء بالصور ‪ ،‬والتي ال‬
‫يمكن ألحد أن يعرضها على الضوء إال إذا كان قد عرف هللا‪ .‬واما آلهتهم النهم من االرض فتقفوا في‬
‫حاجة الى انوار لكي ال يكونوا في الظلمة‪ .‬وعبادهم ‪ ،‬ألنهم ال يذوقون شيًئا سماويًا ‪ ،‬يتم تذكيرهم إلى‬
‫األرض حتى من خالل الطقوس الدينية التي يكرسون لها‪ .‬ألن هناك حاجة إلى نور على األرض ‪،‬‬
‫ألن نظامها وطبيعتها مظلمة‪ .‬لذلك فهم ال ينسبون إلى اآللهة تصورًا سماويًا ‪ ،‬بل ينسبون إلى اآللهة‬
‫تصورًا بشريًا‪  .‬ولهذا السبب يعتقدون أن نفس األشياء ضرورية ومرضية بالنسبة لهم كما هو الحال‬
‫بالنسبة لنا ‪ ،‬عندما نكون جائعين ‪ ،‬فنحن بحاجة إلى الطعام ؛‪ ‬أو عند العطش من الشراب‪ .‬أو ‪ ،‬عندما‬
‫نشعر بالبرد ‪ ،‬نطلب ثوبًا ؛‪ ‬أو ‪ ،‬عندما تنسحب الشمس ‪ ،‬تطلب ضو ًءا قد نتمكن من رؤيته‪ .‬من‬
‫العدم‪  ‬هل يمكن إثبات وفهم أن هذه اآللهة ‪ ،‬منذ أن عاشوا مرة واحدة ‪ ،‬ماتوا ‪ ،‬كما هو الحال من‬
‫عبادتهم نفسها ‪ ،‬التي هي كليًا األرض‪ .‬فما هو التأثير السماوي الذي يمكن أن يحدث في سفك دماء‬
‫الوحوش التي تلطخ بها مذابحها؟‪ ‬ما لم يتخيلوا عن طريق الصدفة أن اآللهة تتغذى مما يحجم الناس‬
‫عن لمسه‪ .‬ومن قدم لهم هذا الطعام ‪ ،‬وإن كان قاتاًل أو زانيًا أو ساحرًا أو أبًا ‪ ،‬فسيكون سعيدًا‬
‫ومزدهرًا‪ .‬الذي يحبونه ‪ ،‬ويدافعون عنه ‪ ،‬ويؤمنون له كل ما يتمناه‪ .‬لذلك ‪ ،‬يسخر بيرسيوس عن‬
‫جدارة من خرافات من هذا النوع بأسلوبه الخاص‪" :‬بأي رشوة ‪ "،‬يقول ‪" ،‬هل تكسب آذان اآللهة؟‬
‫هل هي مع الرئتين واألمعاء الغنية؟"‪ ‬لقد أدرك بوضوح أنه ليست هناك حاجة للجسد إلرضاء عظمة‬
‫السماء ‪ ،‬بل لعقل نقي وروح عادلة ‪ ،‬وصدر ‪ ،‬كما يقول هو نفسه ‪ ،‬كريم مع حب طبيعي‬
‫للكرامة‪  .‬هذا هو دين السماء ‪ -‬ليس ذلك الذي يتألف من أشياء فاسدة ‪ ،‬بل دين فضائل الروح التي‬
‫أصلها من السماء‪  .‬هذه هي العبادة الحقيقية ‪ ،‬حيث يقدم عقل العابد نفسه كقربان غير دنس هلل‪ .‬ولكن‬
‫كيف يتم الحصول على هذا ‪ ،‬وكيف يتم توفيره ‪ ،‬ستظهر مناقشة هذا الكتاب ؛‪ ‬ألنه ال يوجد شيء‬
‫‪ Catulus‬يمكن أن يكون المعًا ومناسبًا لإلنسان بحيث يدرب الناس على البر‪ .‬في شيشرون ‪ ،‬يقول‬
‫بينما يفضل الفلسفة على كل األشياء ‪ ،‬إنه يفضل أن يكون لديه رسالة ‪in the Hortensius ،‬‬
‫قصيرة تحترم الواجب ‪ ،‬بدالً من خطاب طويل نيابة عن رجل مثير للفتنة كورنيليوس‪ .‬ومن الواضح‬
‫أن هذا ال يُنظر إليه على أنه رأي كاتولوس ‪ ،‬الذي ربما لم يتفوه بهذا القول ‪ ،‬بل رأي شيشرون ‪،‬‬
‫الذي كتبه‪  .‬أعتقد أنه كتبه بغرض التوصية بهذه الكتب التي كان على وشك كتابتها في المكاتب ‪،‬‬
‫وفيها يشهد على أنه ال يوجد شيء في النطاق الكامل للفلسفة أفضل وأكثر ربحية من إعطاء مبادئ‬
‫للعيش‪  .‬ولكن إذا كان هذا قد تم من قبل أولئك الذين ال يعرفون الحق ‪ ،‬فكم باألحرى يجب علينا أن‬
‫نفعل ذلك ‪ ،‬من هم قادرون على إعطاء الوصايا الصحيحة ‪ ،‬وتعليمهم واستنارتهم من قبل هللا؟‪ ‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬فإننا لن نُعلِّم كما لو كنا نقدم العناصر األولى للفضيلة ‪ ،‬والتي ستكون مهمة ال نهاية لها ‪ ،‬ولكن‬
‫كما لو كنا قد أخذنا تعليمات من الذي يبدو أنه كامل بالفعل معهم‪ .‬فبينما تبقى وصاياهم التي اعتادوا‬
‫إعطائها بالشكل الصحيح ‪ ،‬وقصد االستقامة نضيف لهم ما لم يجهلوه ‪ ،‬إلكمال وإتمام الصالح الذي‬
‫ال يملكونه‪ .‬لكني سأحذف تلك األشياء المشتركة بيننا معهم ‪ ،‬حتى ال أبدو مستعا ًرا من أولئك الذين‬
‫‪.‬قررت إدانتهم وإبراز أخطائهم‬

‫‪.‬ثالثا‪ .‬الطرق والقرارات والفتاوى ؛‪ ‬ومكافآت الجنة ومعاقبة الجحيم‬


‫هناك طريقتان ‪ ،‬أيها اإلمبراطور قسطنطين ‪ ،‬يجب أن تتقدم بها الحياة البشرية ‪ -‬أحدهما يقود إلى‬
‫الجنة ‪ ،‬واآلخر يغوص في الجحيم ؛‪ ‬وهذه الطرق التي أدخلها الشعراء في قصائدهم والفالسفة في‬
‫نزاعاتهم‪ .‬وبالفعل فقد صور الفالسفة الواحد على أنه ينتمي إلى الفضائل واآلخر إلى الرذائل‪ .‬وقد‬
‫مثلوا ما يخص الفضائل على أنه شديد االنحدار وعرة عند المدخل األول ‪ ،‬حيث صعد أحدهم إلى‬
‫القمة بعد أن تغلب على الصعوبة‪ .‬يقولون إن له بعد ذلك طريقًا مستويًا وسهاًل مشرقًا ومبه ًجا ‪ ،‬وأنه‬
‫يتمتع بثمار وفيرة وممتعة من أعماله ؛‪ ‬لكن أولئك الذين ردعهم صعوبة النهج األول ‪ ،‬ينزلقون‬
‫وينحرفون جانبًا في طريق الرذائل ‪ ،‬التي تبدو عند دخولها األول ممتعة ومهزومة أكثر بكثير ‪،‬‬
‫ولكن بعد ذلك ‪ ،‬بعد أن تقدموا فيه أكثر قليالً ‪ ،‬أن مظهر اللذة ينحسر ‪ ،‬وأن هناك طريقًا شديد‬
‫االنحدار ‪ ،‬اآلن خشن بالحجارة ‪ ،‬اآلن مغطى باألشواك ‪ ،‬اآلن مقطوع بمياه عميقة أو عنيف بالسيول‬
‫‪ ،‬بحيث يجب أن يكون في صعوبة ‪ ،‬يتردد ‪ ،‬ينزلق ‪ ،‬ويسقط‪ .‬ويتم تقديم كل هذه األشياء بحيث يبدو‬
‫أن هناك أعمااًل كبيرة جدًا في القيام بالفضائل ‪ ،‬ولكن عندما يتم اكتسابها تكون هناك مزايا أعظم ‪،‬‬
‫وملذات ثابتة وغير قابلة للفساد ؛‪ ‬لكن تلك الرذائل تشغل عقول الناس ببعض اإلغراءات الطبيعية ‪،‬‬
‫وتقودهم بظهور الملذات الفارغة إلى حزن وبؤس مرير ‪ - ،‬مناقشة حكيمة تما ًما ‪ ،‬إذا كانوا يعرفون‬
‫أشكال وحدود الفضائل نفسها‪ .‬ألنهم لم يتعلموا ما هم ‪ ،‬أو ما هي أجرهم الذي ينتظرهم من هللا‪ :‬ولكن‬
‫هذا سوف نظهر في هذين الكتابين‪ .‬لكن هؤالء الرجال ‪ ،‬ألنهم كانوا يجهلون أو يشكون في أن أرواح‬
‫البشر خالدة ‪ ،‬ق ّدروا الفضائل والرذائل بالشرف أو العقوبات الدنيوية‪ .‬لذلك فإن كل هذا النقاش‬
‫المتعلق بالطريقتين له إشارة إلى التوفير والرفاهية‪ .‬ألنهم يقولون إن مسار حياة اإلنسان يشبه الحرف‬
‫ألن كل رجل ‪ ،‬عندما وصل إلى عتبة الشباب المبكر ‪ ،‬ووصل إلى المكان "حيث ينقسم الطريق ‪Y ،‬‬
‫إلى قسمين ‪ "،‬يكون في يشك ‪ ،‬ويتردد ‪ ،‬وال يعرف إلى أي جانب ينبغي عليه بدالً من ذلك أن يوجه‬
‫نفسه‪  .‬إذا التقى بمرشد قد يوجهه مترددا نحو أفضل األشياء ‪ -‬أي إذا كان يتعلم الفلسفة أو البالغة أو‬
‫بعض الفنون الشريفة التي يمكن بواسطتها أن يتحول إلى حسن السلوك ‪ ،‬التي ال يمكن أن تتم بدون‬
‫عمل كبير ‪ -‬يقولون إنه سيعيش حياة كريمة ووفرة ؛‪ ‬ولكن إذا لم يقابل معل ًما لالعتدال ‪ ،‬فإنه يقع في‬
‫طريق اليد اليسرى ‪ ،‬التي تفترض ظهور األفضل ‪ ،‬أي أنه يستسلم للكسل ‪ ،‬والكسل ‪ ،‬والرفاهية ‪،‬‬
‫التي تبدو ممتع لبعض الوقت لمن يجهل الخيرات الحقيقية ‪ ،‬لكنه بعد ذلك ‪ ،‬بعد أن فقد كل كرامته‬
‫وممتلكاته ‪ ،‬سيعيش في كل بؤس وخزي‪ .‬لذلك أشاروا إلى نهاية تلك الطرق إلى الجسد وإلى هذه‬
‫الحياة التي نحياها على األرض‪ .‬ربما كان أداء الشعراء أفضل ‪ ،‬فمن كان يظن أن هذه الطريقة‬
‫المزدوجة كانت في المناطق الدنيا ؛‪ ‬لكنهم ضلوا في هذا حتى عرضوا هذه الطرق على‬
‫االموات‪ .‬فكلتاهما إذن تحدثا بالحق ‪ ،‬ولكن كالهما كان خطأ ؛‪ ‬ألن الطرق التي كان يجب أن يُشار‬
‫إليها في حياتهم ‪ ،‬وغاياتهم إلى الموت‪ .‬لذلك نتحدث بشكل أفضل وأكثر صدقًا ‪ ،‬الذين يقولون إن‬
‫الطريقتين ينتميان إلى الجنة والجحيم ‪ ،‬ألن الخلود موعود للصالحين ‪ ،‬والعقاب األبدي مهدد‬
‫للشر‪  .‬لكنني سأشرح كيف أن هذه الطرق إما أن تمجد إلى الجنة أو تنزل إلى الجحيم ‪ ،‬وسأحدد ماهية‬
‫ضا ما هي الرذائل ‪ ،‬وما‬ ‫هذه الفضائل التي كان الفالسفة يجهلونها ؛‪ ‬ثم سأوضح ما هي مكافآتهم ‪ ،‬وأي ً‬
‫هي عقوباتهم‪ .‬ربما يتوقع البعض أنني سأتحدث منفصلة عن الرذائل والفضائل‪ .‬بينما عندما نناقش‬
‫ضا فهم ما هو مخالف‪ .‬ألنه سواء أدخلتم الفضائل ‪ ،‬فإن الرذائل‬ ‫موضوع الخير أو الشر ‪ ،‬يمكن أي ً‬
‫ستنتقل من تلقاء نفسها ؛‪ ‬أو إذا أزلت الرذائل ‪ ،‬الفضائل سوف تنجح من تلقاء نفسها‪ .‬إن طبيعة‬
‫األشياء الصالحة والشر ثابتة للغاية ‪ ،‬لدرجة أنهم دائ ًما ما يعارضون ويطردون بعضهم البعض‪:‬‬
‫ومن ثم يتضح أن الرذائل ال يمكن إزالتها بدون فضائل ‪ ،‬وال يمكن تقديم الفضائل دون إزالة‬
‫الرذائل‪ .‬لذلك نطرح هذه الطرق بطريقة مختلفة تما ًما عن تلك التي اعتاد الفالسفة على تقديمها‪ :‬أوالً‬
‫وقبل كل شيء ‪ ،‬ألننا نقول إن دلياًل ُمقتر ًحا لكل منهما ‪ ،‬وفي كل حالة يكون خالدًا‪ :‬ولكن هذا هو‬
‫الدليل‪ .‬تكريم من يرأس الفضائل والصفات الحميدة ‪ ،‬واآلخر مدان الذي يترأس الرذائل‬
‫والشرور‪ .‬لكنهم يضعون المرشد على الجانب األيمن فقط ‪ ،‬وهذا ليس دلياًل واحدًا فقط ‪ ،‬وال دلياًل‬
‫دائ ًما ؛‪  ‬بقدر ما يقدمون أي معلم لفن جيد ‪ ،‬قد يتذكر الرجال من الكسالن ‪ ،‬ويعلمهم أن يكونوا‬
‫معتدلين‪ .‬لكنهم ال يمثلون أيًا منهم على أنه يدخل في هذا الطريق باستثناء األوالد والشبان ؛‪ ‬لهذا‬
‫السبب ‪ ،‬يتم تعلم الفنون في هذه العصور‪ .‬نحن ‪ ،‬من ناحية أخرى ‪ ،‬نقود أولئك من كل جنس ‪ ،‬كل‬
‫عصر وعرق ‪ ،‬إلى هذا الطريق السماوي ‪ ،‬ألن هللا ‪ ،‬الذي هو المرشد على هذا الطريق ‪ ،‬ال ينكر‬
‫في ‪ Y‬الخلود ألي إنسان‪ .‬كما أن شكل الطرق نفسها ليس كما يفترضون‪ .‬ما الحاجة إلى الحرف‬
‫األمور التي تختلف وتتعارض مع بعضها البعض؟‪ ‬ولكن األفضل يتجه نحو شروق الشمس ‪ ،‬واآلخر‬
‫يتجه نحو غروبها‪ :‬فمن يتبع الحق والبر ‪ ،‬بعد أن نال أجر الخلود ‪ ،‬ينعم بنور دائم ؛‪ ‬ولكن الذي‬
‫يغريه هذا المرشد الشرير يفضل الرذائل على الفضائل والباطل على الحقيقة يجب أن يتحمل لغروب‬
‫‪.‬الشمس والظالم‬

‫‪.‬رابعا‪ .‬من طرق الحياة ‪ ،‬والمرح ‪ ،‬وكذلك من مصاعب المسيحيين‬

‫إذن ‪ ،‬هناك طريق واحد للفضيلة والخير ال يقود ‪ ،‬كما يقول الشعراء ‪ ،‬إلى السهول اإلليزية ‪ ،‬بل إلى‬
‫‪: -‬حصن العالم‬

‫‪ ،‬اليسار يؤلم الخطاة"‬

‫‪ ".‬ويؤدي إلى حكم تارتاروس بالذنب‬

‫ألنه ينتمي إلى ذلك المتهم الذي ‪ ،‬بعد أن اخترع ديانات باطلة ‪ ،‬يبعد الناس عن الطريق السماوي‬
‫ويقودهم إلى طريق الهالك‪ .‬ومظهر وشكل هذه الطريقة مؤلفان للغاية بالنسبة للمشهد ‪ ،‬بحيث يبدو‬
‫مستويًا ومنفتحًا وممتعًا بكل أنواع الزهور والفواكه‪ .‬ألنه يوجد فيه كل األشياء التي يتم تقديرها على‬
‫األرض كأشياء جيدة ‪ -‬أعني الثروة والشرف والراحة والسرور وكل أنواع اإلغراءات ؛‪ ‬ولكن مع‬
‫ض ا الظلم ‪ ،‬والقسوة ‪ ،‬والكبرياء ‪ ،‬والغدر ‪ ،‬والشهوة ‪ ،‬والبخل ‪ ،‬والخالف ‪ ،‬والجهل ‪ ،‬والباطل‬‫هذه أي ً‬
‫‪ ،‬والحماقة ‪ ،‬وغيرها من الرذائل‪ .‬لكن نهاية هذه الطريقة هي كما يلي‪ :‬عندما وصلوا إلى النقطة التي‬
‫ال عودة منها اآلن ‪ ،‬يتم إزالتها فجأة ‪ ،‬مع كل جمالها ‪ ،‬بحيث ال يستطيع أحد توقع االحتيال قبل أن‬
‫يسقط بتهور‪ .‬في هاوية عميقة‪ .‬ألن كل من تأثر بمظهر األشياء الحاضرة ‪ ،‬وانشغل بالسعي وراء‬
‫هذه األشياء والتمتع بها ‪ ،‬لم يكن قد توقع األشياء التي على وشك أن تتبع بعد الموت ‪ ،‬وأن ينحرف‬
‫عن هللا ؛‪ ‬هو حقًا سوف يُطرح في الجحيم ويُحكم عليه بالعقاب األبدي‪ .‬لكن هذا الطريق السماوي‬
‫محدد كصعب وتالل ‪ ،‬أو خشن مع أشواك مخيفة ‪ ،‬أو متشابك مع حجارة بارزة ؛‪ ‬بحيث يجب على‬
‫كل إنسان أن يمشي بأقصى جهد وارتداء للقدم ‪ ،‬وباحتياطات عظيمة ضد الفشل‪ .‬في هذا وضع العدل‬
‫‪ ،‬واالعتدال ‪ ،‬والصبر ‪ ،‬واإليمان ‪ ،‬والعفة ‪ ،‬وضبط النفس ‪ ،‬والوفاق ‪ ،‬والمعرفة ‪ ،‬والحقيقة ‪،‬‬
‫والحكمة ‪ ،‬وغيرها من الفضائل ؛‪ ‬كوخ مع هؤالء ‪ ،‬الفقر ‪ ،‬والعار ‪ ،‬والمخاض ‪ ،‬واأللم ‪ ،‬وجميع‬
‫أنواع المشقة‪ .‬ألن من بسط رجاءه إلى ما بعد الحاضر ‪ ،‬واختار أشياء أفضل ‪ ،‬سيكون بدون هذه‬
‫الخيرات األرضية ‪ ،‬ألنه ‪ ،‬بكونه خفيف التجهيز وبدون عوائق ‪ ،‬قد يتغلب على صعوبة‬
‫الطريق‪ .‬ألنه من المستحيل لمن أحاط نفسه بأبهة ملكية ‪ ،‬أو مح ّمل نفسه بالثروات ‪ ،‬إما أن يدخل في‬
‫هذه الصعوبات أو يثابر عليها‪ .‬ومن هذا يُفهم أنه يسهل على األشرار وغير األشرار أن ينجحوا في‬
‫رغباتهم ‪ ،‬ألن طريقهم ينحدر ويهبط‪ .‬ولكن يصعب على الصالح تحقيق رغباتهم ‪ ،‬ألنهم يسيرون في‬
‫طريق صعب ومنحدر‪ .‬لذلك فالرجل الصالح ‪ ،‬بما أنه دخل في طريق صعب وو ِعر ‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫موضع ازدراء وسخرية وكراهية‪ .‬لكل الذين تتجرأهم الرغبة أو اللذة ‪ ،‬احسدوا من استطاع بلوغ‬
‫الفضيلة ‪ ،‬واعتبروا أن أي شخص يمتلك ما ال يمتلكونه هم أنفسهم‪ .‬لذلك سيكون فقيرا ‪ ،‬متواضعا ‪،‬‬
‫حقير ‪ ،‬عرضة للضرر ‪ ،‬ومع ذلك فهو يتحمل كل ما هو مؤلم‪ .‬وإن استمر في صبره بال انقطاع‬
‫حتى تلك الخطوة والنهاية األخيرة ‪ ،‬سيمنحه إكليل الفضيلة ‪ ،‬وسيكافأه هللا بالخلود على األعمال التي‬
‫تحملها في الحياة من أجل البر‪  .‬هذه هي الطرق التي خصصها هللا للحياة البشرية ‪ ،‬والتي أظهر في‬
‫كل منها أشياء جيدة وشريرة ‪ ،‬ولكن بترتيب متغير ومقلوب‪ .‬في ذلك ‪ ،‬أشار في المقام األول إلى‬
‫الشرور الزمنية تليها الخيرات األبدية ‪ ،‬وهي الترتيب األفضل ؛‪ ‬في اآلخر ‪ ،‬الخيرات الزمنية األولى‬
‫تليها الشرور األبدية ‪ ،‬وهي أسوأ الترتيب‪ :‬من اختار الشرور الحالية مع البر ‪ ،‬سينال خيرات أعظم‬
‫وأكثر يقينًا من تلك التي احتقرها ؛‪ ‬ولكن من فضل الخيرات الحاضرة على البر ‪ ،‬فسوف يقع في‬
‫شرور أعظم وأطول من تلك التي تجنبها‪ .‬ألن هذه الحياة الجسدية قصيرة ‪ ،‬لذلك يجب أن تكون‬
‫ضا قصيرة ؛‪ ‬ولكن بما أن تلك الحياة الروحية التي تتعارض مع هذه الحياة‬ ‫خيراتها وشرورها أي ً‬
‫ضا أبدية‪ .‬وهكذا يحدث أن الخيرات قصيرة األمد‬ ‫ً‬ ‫أي‬ ‫هي‬ ‫وشرورها‬ ‫خيراتها‬ ‫األرضية هي أبدية ‪ ،‬فإن‬
‫تأتي بعد الشرور األبدية ‪ ،‬والشرور قصيرة األمد تبعتها الخيرات األبدية‪ .‬بما أن األشياء الجيدة‬
‫والشرّة تُعرض على اإلنسان في نفس الوقت ‪ ،‬فمن المناسب أن يفكر كل شخص بنفسه كم من‬
‫األفضل تعويض الشرور قصيرة األمد بالخيرات الدائمة ‪ ،‬من تحمل الشرور الدائمة للسلع القصيرة‬
‫والقابلة للتلف‪ .‬ألنه ‪ ،‬في هذه الحياة ‪ ،‬عندما تكون أمامك منافسة مع عدو ‪ ،‬يجب عليك أوالً العمل‬
‫حتى تستمتع بعد ذلك بالراحة ‪ ،‬ويجب أن تعاني من الجوع والعطش ‪ ،‬ويجب أن تتحمل الحرارة‬
‫والبرودة ‪ ،‬ويجب أن تستريح على األرض ‪ ،‬يجب أن تنتبه وتخوض األخطار ‪ ،‬حتى تتمكن من‬
‫الحفاظ على أطفالك ومنزلك وممتلكاتك ‪ ،‬حتى تتمكن من التمتع بكل بركات السالم والنصر ؛‪ ‬ولكن‬
‫إذا اخترت السهولة الحالية في تفضيل المخاض ‪ ،‬فعليك أن تصنع لنفسك أكبر ضرر‪ :‬ألن العدو‬
‫سوف يفاجئك أنك ال تقدم أي مقاومة ‪ ،‬وستدمر أراضيك ‪ ،‬وينهب منزلك ‪ ،‬وتصبح زوجتك وأطفالك‬
‫فريسة ‪ ،‬أنت سوف تقتل أو تؤخذ أسيرًا ؛‪ ‬لمنع حدوث هذه األشياء ‪ ،‬يجب تنحية الميزة الحالية‬
‫جانبا ً ‪  ،‬أنه يمكن اكتساب ميزة أكبر وأكثر ديمومة ؛ ‪ -‬هكذا في هذه الحياة بأكملها ‪ ،‬ألن هللا قد وفر‬
‫لنا خص ًم ا ‪ ،‬حتى نتمكن من اكتساب الفضيلة ‪ ،‬يجب أن يتم التخلي عن اإلشباع الحالي ‪ ،‬خشية أن‬
‫يكون العدو قهرنا‪ .‬يجب أن نكون في حالة تأهب ‪ ،‬يجب أن ننشر حراسًا ‪ ،‬يجب أن نقوم ببعثات‬
‫عسكرية ‪ ،‬يجب أن نراق دمائنا إلى أقصى حد ؛‪ ‬باختصار ‪ ،‬يجب أن نخضع بصبر لكل األشياء غير‬
‫السارة والمؤلمة ‪ ،‬واألكثر استعدادًا ألن هللا قد حدد لنا مكافآت أبدية ألعمالنا‪ .‬وبما أن الرجال في هذه‬
‫الحرب األرضية يبذلون الكثير من الجهد ليحصلوا ألنفسهم على األشياء التي قد تهلك بنفس الطريقة‬
‫التي تم بها اكتسابها ‪ ،‬فمن المؤكد أنه ال ينبغي لنا أن نرفض أي عمل ‪ ،‬ألننا نكتسب ما يمكن أن‬
‫يفنى‪ .‬بأي حال من األحوال تضيع‪ .‬هلل‪ ،‬الذي خلق الرجال لهذه الحرب ‪ ،‬وأراد أن يقفوا مستعدين في‬
‫صف المعركة ‪ ،‬وبعقل شديد النية يجب أن يراقبوا الحيل أو الهجمات المفتوحة لعدونا الوحيد ‪،‬‬
‫الذي ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للجنراالت الماهرين وذوي الخبرة ‪ ،‬يحاولون إيقاع لنا بفنون مختلفة ‪،‬‬
‫ويوجه غضبه حسب طبيعة وتصرف كل منهما‪ .‬ألنه ينفخ في بعض الجشع الذي ال يشبع ‪ ،‬بحيث أنه‬
‫‪ ،‬كونه مقيدًا بثرواتهم كما بالقيود ‪ ،‬قد يدفعهم عن طريق الحقيقة‪ .‬إنه يلهب اآلخرين بإثارة الغضب ‪،‬‬
‫حتى وإن كانوا عازمين على إلحاق األذى ‪ ،‬فقد يبعدهم عن تأمل هللا‪ .‬إنه يغرق اآلخرين في شهوات‬
‫غير معتدلة ‪ ،‬بحيث يمنحون أنفسهم متعة الجسد ‪ ،‬وقد ال يتمكنون من التطلع إلى الفضيلة‪ .‬يلهم‬
‫اآلخرين بالحسد ‪  ،‬كونهم منشغلين بعذاباتهم الخاصة ‪ ،‬فقد ال يفكرون إال في سعادة أولئك الذين‬
‫يكرهونهم‪ .‬إنه يتسبب في تضخم اآلخرين بالرغبات الطموحة‪ .‬هؤالء هم الذين يوجهون كل االحتالل‬
‫والعناية بحياتهم إلى سلطة القضاء ‪ ،‬حتى يتمكنوا من وضع عالمة على السجالت ‪ ،‬وإعطاء اسم‬
‫للسنوات‪  .‬تتصاعد رغبة اآلخرين ‪ ،‬ليس في أنهم قد يحكمون المقاطعات بالسيف الزمني ‪ ،‬ولكن بقوة‬
‫غير محدودة ودائمة قد يرغبون في أن يطلق عليهم اسم أسياد الجنس البشري بأكمله‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن أولئك الذين رآهم أتقياء يتورطون في خرافات مختلفة ‪ ،‬حتى يجعلهم غير تقوى‪ .‬أما الذين‬
‫يبحثون عن الحكمة ‪ ،‬فيطرح الفلسفة أمام أعينهم ‪ ،‬حتى يعميهم بظهور النور ‪ ،‬لئال يدرك أحدهم‬
‫ويتمسك بالحقيقة‪ .‬وهكذا أوقف كل المقاربات ضد الناس ‪ ،‬وشغل الطريق مبتهجا ً باألخطاء‬
‫العلنية‪  .‬ولكن لكي نكون قادرين على تبديد هذه األخطاء ‪ ،‬والتغلب على صاحب الشرور نفسه ‪ ،‬فقد‬
‫‪.‬أنارنا هللا وسالحنا بفضيلة حقيقية وسماوية ‪ ،‬والتي يجب أن أتحدث عنها اآلن‬

‫‪.‬خامسا ً ‪ -‬الخطأ والقيمة الحقيقية ؛‪ ‬والمعرفة‬

‫لكن قبل أن أبدأ في تحديد الفضائل المنفصلة ‪ ،‬ال بد لي من تحديد طبيعة الفضيلة نفسها ‪ ،‬التي لم‬
‫يحددها الفالسفة بشكل صحيح ‪ ،‬من حيث طبيعتها أو في األشياء التي تتكون منها ؛‪ ‬ويجب أن أصف‬
‫عملها ومكتبها‪ .‬ألنهم احتفظوا باالسم فقط ‪ ،‬لكنهم فقدوا قوتها وطبيعتها وتأثيرها‪ .‬لكن أيًا كان ما‬
‫اعتادوا أن يقولوه في تعريفهم للفضيلة ‪ ،‬فإن لوسيليوس يجمع ويعبر عن بعض اآليات ‪ ،‬التي أفضل‬
‫‪: -‬أن أقدمها ‪ ،‬لئال ‪ ،‬بينما أنا أدحض آراء الكثيرين ‪ ،‬يجب أن أكون أطول مما هو ضروري‬
‫‪ ،‬فضل يا ألبين أن تدفع الثمن المناسب"‬

‫‪.‬االهتمام باألمور التي نشارك فيها والتي نعيش فيها‬

‫‪.‬من الفضيلة للرجل أن يعرف طبيعة كل شيء‬

‫‪ ،‬فضيلة الرجل أن يعرف الصواب والنفع والمك ّرم‬

‫‪.‬ما هي األشياء الجيدة وما هي الشر‬

‫‪.‬ما هو عديم النفع ‪ ،‬وقاعدة ‪ ،‬ومخزي‬

‫‪.‬من الفضيلة معرفة نهاية الشيء المراد البحث عنه ‪ ،‬ووسائل الحصول عليه‬

‫‪.‬من الفضيلة أن تكون قاد ًرا على تخصيص قيمتها للثروات‬

‫فضيلة إعطاء ما هو حق للشرف ؛‬

‫أن نكون عد ًوا وعد ًوا لألشرار واألخالق ‪ ،‬ولكن من ناحية أخرى ‪ ،‬مدافع عن األخيار واألخالق ؛‬

‫‪ ،‬لتقدير هؤالء عاليا ‪ ،‬وأتمنى لهم التوفيق ‪ ،‬والعيش في صداقة معهم‬

‫عالوة على ذلك ‪ ،‬النظر في مصلحة البلد أوالً ؛‬

‫‪ ".‬ثم اهتمامات الوالدين ‪ ،‬لوضع مصالحنا في المرتبة الثالثة واألخيرة‬

‫من هذه التعريفات ‪ ،‬التي وضعها الشاعر بإيجاز ‪ ،‬اشتق ماركوس توليوس مكاتب المعيشة ‪ ،‬متبعًا‬
‫‪.‬لبانيتيوس الرواقي ‪ ،‬وأدرجها في ثالثة كتب‬

‫لكننا سنرى اآلن كم هي زائفة هذه األشياء ‪ ،‬حتى يظهر مقدار التنازل اإللهي الذي منحنا إياه في فتح‬
‫الحقيقة لنا‪  .‬يقول‪ :‬من الفضيلة معرفة الخير والشر ‪ ،‬ما هو األساس ‪ ،‬ما هو الشرف ‪ ،‬ما هو النافع ‪،‬‬
‫ما هو غير المجدي‪  .‬ربما يكون قد اختصر أطروحته إذا تحدث فقط عن الخير والشر ؛‪ ‬ألنه ال شيء‬
‫ضا ‪ ،‬وال شيء عديم الفائدة وقاعدة ليس شريرًا‬ ‫يمكن أن يكون نافعًا أو مكر ًما وهو ليس جيدًا أي ً‬
‫ضا في الكتاب الثالث من‬ ‫ضا ينطبق على الفالسفة ‪ ،‬ويظهر شيشرون ذلك أي ً‬ ‫أيضًا‪ .‬ويبدو أن هذا أي ً‬
‫األطروحة المذكورة أعاله‪ .‬لكن المعرفة ال يمكن أن تكون فضيلة ‪ ،‬ألنها ليست بداخلنا ‪ ،‬لكنها تأتي‬
‫إلينا من الخارج ‪ ،‬لكن ما يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر ليس فضيلة ‪ ،‬ألن الفضيلة ملك لكل‬
‫فرد‪ .‬وبالتالي فإن المعرفة تتكون من فائدة مستمدة من آخر ؛‪ ‬ألنها تعتمد على السمع‪ .‬الفضيلة هي‬
‫ملكنا تما ًما ؛‪ ‬ألنها تعتمد على اإلرادة لفعل الخير‪ .‬لذلك ‪ ،‬في القيام برحلة ‪ ،‬ال فائدة من معرفة‬
‫ضا الجهد والقوة للمشي ‪ ،‬لذا فإن المعرفة حقًا لن تكون مجدية إذا فشلت‬ ‫الطريق ‪ ،‬ما لم يكن لدينا أي ً‬
‫فضيلتنا‪  .‬ألن الذين يخطئون ‪ ،‬بشكل عام ‪ ،‬يدركون ما هو الخير والشر ‪ ،‬ولكن ليس بشكل‬
‫كامل‪  .‬وبقدر ما يتصرفون بشكل غير الئق ‪ ،‬فإنهم يعرفون أنهم يخطئون ‪ ،‬وبالتالي يسعون إلخفاء‬
‫أفعالهم‪  .‬ولكن على الرغم من أن طبيعة الخير والشر ال تفلت من إدراكهم ‪ ،‬إال أن الرغبة الشريرة‬
‫في الخطيئة تغلب عليهم ‪ ،‬ألنهم يريدون الفضيلة ‪ ،‬أي الرغبة في فعل الصواب والشرف‪ .‬لذلك فإن‬
‫معرفة الخير والشر شيء واحد‪ .‬وفضيلة أخرى تظهر من هذا ‪ ،‬ألن المعرفة يمكن أن توجد بدون‬
‫فضيلة ‪ ،‬كما كانت في حالة العديد من الفالسفة ؛‪ ‬حيث إن عدم القيام بما كنت تعلم أنه على حق أمر‬
‫يستحق اللوم بحق ‪ ،‬فإن اإلرادة الفاسدة والعقل الشرير ‪ ،‬الذي ال يمكن للجهل تبريره ‪ ،‬سوف يعاقبان‬
‫بشكل عادل‪ .‬لذلك فكما أن معرفة الخير والشر ليست فضيلة ‪ ،‬فإن فعل الخير واالمتناع عن الشر هو‬
‫فضيلة‪  .‬ومع ذلك ‪[ ،‬تتحد المعرفة إلى هذا الحد مع الفضيلة ‪ ،‬بحيث تسبق المعرفة الفضيلة ‪ ،‬وتتبع‬
‫الفضيلة المعرفة ؛‪ ‬ألن العلم ال ينفع إال إذا تبعه عمل‪ .‬لذلك يتحدث هوراس بشكل أفضل إلى حد ما‪:‬‬
‫"الفضيلة هي الهروب من الرذيلة ‪ ،‬والحكمة األولى هي التحرر من الحماقة"‪ .‬لكنه يتكلم بشكل غير‬
‫الئق ‪ ،‬ألنه ع ّرف الفضيلة بمخالفتها ‪ ،‬كأن يقول‪ :‬هذا خير وليس شر‪ .‬ألنني عندما ال أعرف ما هي‬
‫الفضيلة ‪ ،‬فأنا ال أعرف ما هي الرذيلة‪ .‬لذلك يتطلب كل منها تعريفًا ‪ ،‬ألن طبيعة القضية يجب أن‬
‫تُفهم أو ال تُفهم‪ .‬لكن دعونا نفعل ما كان يجب أن يفعله‪ .‬إنها فضيلة لكبح الغضب ‪ ،‬والتحكم في‬
‫الرغبة ‪ ،‬وكبح الشهوة ؛‪ ‬الن هذا هروب من الرذيلة‪ .‬ألن كل األشياء التي تُرتكب بشكل غير عادل‬
‫وغير نزيه تقريبًا تنشأ من هذه المشاعر‪ .‬ألنه إذا خفت قوة هذه المشاعر التي تسمى الغضب ‪،‬‬
‫ضا ‪ ،‬إذا كانت‬ ‫فسوف تهدأ كل مزاعم البشر الشريرة ؛‪ ‬لن يتآمر أحد ‪ ،‬ولن يندفع أحد إليذاء آخر‪ .‬أي ً‬
‫الرغبة مقيدة ‪ ،‬فلن يستخدم أحد العنف في البر أو البحر ‪ ،‬ولن يقود أحد جي ًشا ينقل ويهدم ممتلكات‬
‫ضا ‪ ،‬إذا قمعت حماسة الشهوات ‪ ،‬كل عمر وجنس سيحتفظان بقداساته‪ .‬لن يتألم أحد‬ ‫اآلخرين‪ .‬وأي ً‬
‫ولن يفعل أي شيء مخزي‪ .‬لذلك ستنتزع كل الجرائم واألعمال المشينة من حياة اإلنسان‬
‫وشخصيته ‪ ،‬إذا استقرت هذه المشاعر وهدأت بالفضيلة‪ .‬وهذا التهدئة للعواطف والعواطف لها هذا‬
‫المعنى ‪ ،‬أننا نقوم بكل األشياء الصحيحة‪ .‬إذن ‪ ،‬فإن واجب الفضيلة كله هو أال نخطئ‪ .‬وبالتأكيد ال‬
‫يمكنه إبراء ذمة من يجهل هللا ‪ ،‬ألن الجهل بمن تنبع منه األشياء الصالحة يجب أن يدفع اإلنسان على‬
‫غير قصد إلى الرذائل‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي أتمكن من إصالح وظائف كل موضوع بشكل أكثر إيجا ًزا‬
‫وبشكل ملموس ‪ ،‬فإن المعرفة هي معرفة هللا ‪ ،‬والفضيلة هي عبادته‪ :‬األول يشير إلى الحكمة ‪،‬‬
‫والثاني إلى البر‪  .‬لذلك ستنتزع كل الجرائم واألعمال المشينة من حياة اإلنسان وشخصيته ‪ ،‬إذا‬
‫استقرت هذه المشاعر وهدأت بالفضيلة‪ .‬وهذا التهدئة للعواطف والعواطف لها هذا المعنى ‪ ،‬أننا نقوم‬
‫بكل األشياء الصحيحة‪ .‬إذن ‪ ،‬فإن واجب الفضيلة كله هو أال نخطئ‪ .‬وبالتأكيد ال يمكنه إبراء ذمة من‬
‫يجهل هللا ‪ ،‬ألن الجهل بمن تنبع منه األشياء الصالحة يجب أن يدفع اإلنسان على غير قصد إلى‬
‫الرذائل‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي أتمكن من إصالح وظائف كل موضوع بشكل أكثر إيجا ًزا وبشكل ملموس ‪ ،‬فإن‬
‫المعرفة هي معرفة هللا ‪ ،‬والفضيلة هي عبادته‪ :‬األول يشير إلى الحكمة ‪ ،‬والثاني إلى البر‪ .‬لذلك‬
‫ستنتزع كل الجرائم واألعمال المشينة من حياة اإلنسان وشخصيته ‪ ،‬إذا استقرت هذه المشاعر‬
‫وهدأت بالفضيلة‪ .‬وهذا التهدئة للعواطف والعواطف لها هذا المعنى ‪ ،‬أننا نقوم بكل األشياء‬
‫الصحيحة‪ .‬إذن ‪ ،‬فإن واجب الفضيلة كله هو أال نخطئ‪ .‬وبالتأكيد ال يمكنه إبراء ذمة من يجهل هللا ‪،‬‬
‫ألن الجهل بمن تنبع منه األشياء الصالحة يجب أن يدفع اإلنسان على غير قصد إلى الرذائل‪ .‬لذلك ‪،‬‬
‫لكي أتمكن من إصالح وظائف كل موضوع بشكل أكثر إيجا ًزا وبشكل ملموس ‪ ،‬فإن المعرفة هي‬
‫معرفة هللا ‪ ،‬والفضيلة هي عبادته‪ :‬األول يشير إلى الحكمة ‪ ،‬والثاني إلى البر‪ .‬إذن ‪ ،‬فإن واجب‬
‫الفضيلة كله هو أال نخطئ‪ .‬وبالتأكيد ال يمكنه إبراء ذمة من يجهل هللا ‪ ،‬ألن الجهل بمن تنبع منه‬
‫األشياء الصالحة يجب أن يدفع اإلنسان على غير قصد إلى الرذائل‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي أتمكن من إصالح‬
‫وظائف كل موضوع بشكل أكثر إيجا ًزا وبشكل ملموس ‪ ،‬فإن المعرفة هي معرفة هللا ‪ ،‬والفضيلة هي‬
‫عبادته‪ :‬األول يشير إلى الحكمة ‪ ،‬والثاني إلى البر‪ .‬إذن ‪ ،‬فإن واجب الفضيلة كله هو أال‬
‫نخطئ‪  .‬وبالتأكيد ال يمكنه إبراء ذمة من يجهل هللا ‪ ،‬ألن الجهل بمن تنبع منه األشياء الصالحة يجب‬
‫أن يدفع اإلنسان على غير قصد إلى الرذائل‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي أتمكن من إصالح وظائف كل موضوع‬
‫بشكل أكثر إيجا ًز ا وبشكل ملموس ‪ ،‬فإن المعرفة هي معرفة هللا ‪ ،‬والفضيلة هي عبادته‪ :‬األول يشير‬
‫‪.‬إلى الحكمة ‪ ،‬والثاني إلى البر‬

‫‪.‬السادس‪ .‬للشيخ صالح وصالح ‪ ،‬أو العلم والصالح‬

‫لقد قلت ما هو أول شيء ‪ ،‬إن معرفة الخير ليست فضيلة‪ .‬وثانيا ً ‪ ،‬لقد بينت ماهية الفضيلة وما تتكون‬
‫ضا ‪ ،‬أن الفالسفة كانوا يجهلون ما هو خير وما هو‬ ‫منها‪ .‬ويترتب على ذلك أن أظهر هذا أي ً‬
‫شر‪ .‬وهذا لفترة وجيزة ‪ ،‬ألنه تم توضيحه تقريبًا في الكتاب الثالث ‪ ،‬عندما كنت أناقش موضوع‬
‫الصالح العام‪  .‬وألنهم لم يعرفوا ما هو الصالح الرئيسي ‪ ،‬فقد أخطأوا بالضرورة في حالة الخيرات‬
‫والشرور األخرى التي ليست الرئيس ؛‪ ‬ألنه ال يمكن ألحد أن يزن هذه بالدينونة الحقيقية لمن ال يملك‬
‫الينبوع نفسه الذي اشتق منه‪ .‬واآلن مصدر الخيرات هو هللا‪ .‬لكن من الشرور ‪ ،‬الذي هو دائ ًما عدو‬
‫االسم اإللهي ‪ ،‬الذي تحدثنا عنه كثيرًا‪ .‬من هذين المصدرين ينبع الخير والشر من أصلهما‪ .‬أولئك‬
‫الذين ينطلقون من هللا لديهم هذا الهدف ‪ ،‬وهو الحصول على الخلود الذي هو أعظم خير ؛‪ ‬لكن أولئك‬
‫الذين ينشأون من اآلخر لديهم هذا المنصب ‪ ،‬ليطردوا اإلنسان من السماويات ويغرقونه في األمور‬
‫األرضية ‪ ،‬وبالتالي يعاقبون بالموت األبدي ‪ ،‬الذي هو أعظم شر‪ .‬فهل من المشكوك فيه إال أن كل‬
‫هؤالء كانوا يجهلون ما هو الخير والشر ‪ ،‬والذين ال يعرفون هللا وال خصمه؟‪ ‬لذلك أشاروا إلى نهاية‬
‫األشياء الصالحة للجسد ‪ ،‬وإلى هذه الحياة القصيرة التي يجب أن تذوب وتهلك‪ :‬لم يتقدموا‬
‫أكثر‪ .‬ولكن كل وصاياهم وكل ما يقدمونه خيرات ‪ ،‬يلتصق باألرض ويضطجع على األرض ‪ ،‬إذ‬
‫يموتون مع الجسد الذي هو األرض‪ .‬ألنهم ال يميلون إلى توفير الحياة لإلنسان ‪ ،‬ولكن إما الكتساب‬
‫أو زيادة الثروات والكرامة والمجد والقوة ‪ ،‬التي هي كلها أشياء مميتة ‪ ،‬بقدر ما هو في الواقع من‬
‫جاهد للحصول عليها‪ .‬ومن هنا جاء القول‪( :‬فضيلة معرفة نهاية الشيء المطلوب ‪ ،‬ووسيلة الحصول‬
‫عليه)‪  .‬ألنهم يأمرون بأي وسيلة وبأي ممارسات يتم البحث عن الممتلكات ‪ ،‬ألنهم يرون أنه غالبًا ما‬
‫يتم السعي إليها ظلماً‪ .‬لكن فضيلة من هذا النوع ال تعرض على الحكيم‪ .‬ألنه ليس من الفضيلة السعي‬
‫وراء الثروات ‪ ،‬التي ليس في مقدورنا اكتشافها أو حيازتها‪ :‬لذلك من السهل اكتسابها واالحتفاظ بها‬
‫من قبل السيئ منها في الخير‪ .‬فالفضيلة إذن ال يمكن أن تتمثل في البحث عن تلك األشياء في‬
‫ازدراءها التي تظهر فيها قوة ومضمون الفضيلة‪ .‬ولن يلجأ إلى تلك األشياء ذاتها التي ‪ ،‬بعقلها‬
‫العظيم والسامي ‪ ،‬فإنها ترغب في أن تدوس على أقدامها وتكدسها ؛‪ ‬كما أنه ال يجوز أن تُستدعى‬
‫الروح التي تميل بقوة على الخيرات السماوية بعيدًا عن مساعيها الخالدة ‪ ،‬لكي تحصل لنفسها على‬
‫هذه األشياء الضعيفة‪  .‬لكن مسار الفضيلة يتألف بشكل خاص من اكتساب تلك األشياء التي ال يستطيع‬
‫أي إنسان ‪ ،‬وال الموت نفسه ‪ ،‬أن يسلبها منا‪ .‬بما أن هذه األمور كذلك ‪ ،‬فإن ما يليها صحيح‪" :‬من‬
‫الفضيلة أن تكون قاد ًرا على تخصيص قيمتها للثروات‪ ":‬أي آية لها نفس المعنى تقريبًا مثل‬
‫األولين‪  .‬لكن لم يكن هو وال أي من الفالسفة قادرين على معرفة الثمن نفسه ‪ ،‬سواء أكان ذلك من‬
‫طبيعة أو ما هو ؛‪  ‬بالنسبة للشاعر وكل من تبعهم ‪ ،‬اعتقدوا أن ذلك يعني االستفادة من الثروات ‪ ،‬أي‬
‫االعتدال في الحياة ‪  ،‬عدم تقديم وسائل ترفيه مكلفة ‪ ،‬وعدم التبذير بال مباالة ‪ ،‬وعدم إنفاق ممتلكات‬
‫على أشياء غير ضرورية أو مشينة‪ .‬ربما سيقول قائل ما رأيك؟‪ ‬هل تنكر أن هذه فضيلة؟‪ ‬أنا ال أنكر‬
‫ذلك بالفعل‪ .‬ألنه إذا كان علي أن أنكر ذلك ‪ ،‬يجب أن أبدو ألثبت العكس‪ .‬لكني أنكر أنها فضيلة‬
‫حقيقية‪  .‬ألنه ليس هذا المبدأ السماوي ‪ ،‬بل هو من األرض بالكامل ‪ ،‬ألنه ال ينتج عنه أي تأثير سوى‬
‫ما يبقى على األرض‪ .‬ولكن ما هو االستخدام الصحيح للثروة ‪ ،‬وما هي الميزة التي يجب البحث‬
‫عنها من الثروات ‪ ،‬سأعلن بصراحة أكبر عندما أبدأ في الحديث عن واجب التقوى‪ .‬اآلن األشياء‬
‫األخرى التالية ليست صحيحة بأي حال من األحوال ؛‪ ‬ألن إعالن عداوة الشرير أو الدفاع عن‬
‫الصالح قد يكون مشتر ًكا مع الشر‪ .‬بالنسبة للبعض بحجة الخير ‪ ،‬يمهدون الطريق ألنفسهم للسلطة ‪،‬‬
‫ويفعلون أشياء كثيرة اعتاد الصالحون أن يفعلوها ‪ ،‬وهذا أكثر استعدادًا ألنهم يفعلون ذلك من أجل‬
‫الخداع ؛‪ ‬وأتمنى أن يكون تنفيذ الخير في العمل سهالً مثل التظاهر به‪ .‬لكن عندما بدأوا في تحقيق‬
‫هدفهم ورغبتهم في الوصول إلى أعلى درجات السلطة ‪ ،‬فعندئذ ‪ ،‬وبتجاهل التظاهر حقًا ‪ ،‬يكتشف‬
‫هؤالء الرجال شخصيتهم ؛‪ ‬يستولون على كل شيء ويعرضون العنف ويهدرون‪ .‬وهم يضغطون‬
‫على الخير بأنفسهم ‪ ،‬الذين دافعوا عن قضيتهم ؛‪ ‬وقطعوا الدرجات التي صعدوا بها حتى ال يستطيع‬
‫أحد أن يتشبه بها على نفسه‪  .‬لكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬دعونا نفترض أن واجب الدفاع عن الخير هذا يخص‬
‫اإلنسان الصالح فقط‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن القيام بذلك سهل ‪ ،‬ولكن من الصعب تحقيقه ؛‪ ‬ألنه عندما تكون‬
‫قد ألزمت نفسك بمنافسة ولقاء ‪ ،‬فإن النصر يكون تحت تصرف هللا ‪ ،‬وليس في قوتك‪ .‬وبالنسبة‬
‫للجزء األكبر ‪ ،‬يكون األشرار أكثر قوة من حيث العدد والجمع من الخير ‪ ،‬لذا فإن التغلب عليهم ليس‬
‫فضيلة بقدر ما هو ضروري للتغلب عليهم مثل الحظ السعيد‪ .‬هل هناك من يجهل كم مرة تم التغلب‬
‫على الجانب األفضل واألكثر عدالً؟‪ ‬من هذا المنطلق اندلعت دائما أنظمة طغيان قاسية ضد‬
‫المواطنين‪ .‬كل التاريخ مليء باألمثلة ‪ ،‬لكننا سنكتفي بواحدة‪ .‬تمنى كنويوس بومبيوس أن يكون‬
‫مدافعًا عن الخير ‪ ،‬حيث حمل السالح دفاعًا عن الكومنولث ‪ ،‬ودفاعًا عن مجلس الشيوخ ‪ ،‬ودفاعًا‬
‫عن الحرية ؛‪  ‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذا الرجل نفسه ‪ ،‬بعد أن تم إخضاعه ‪ ،‬وهلك مع الحرية نفسها ‪،‬‬
‫‪.‬وتشويهه على يد الخصيان المصريين ‪ ،‬لم يُدفن‬

‫‪".‬عالوة على ذلك ‪ ،‬لحساب مصالح بالدنا كما في المقام األول"‬

‫عندما يتم نزع موافقة الرجال ‪ ،‬ال وجود للفضيلة على اإلطالق ؛‪ ‬ما هي مصالح بلدنا ‪ ،‬ولكن‬
‫مضايقات دولة أو أمة أخرى؟ ‪ -‬أي توسيع الحدود التي تؤخذ بعنف من اآلخرين ‪ ،‬لزيادة سلطة‬
‫الدولة ‪ ،‬وتحسين اإليرادات ‪ - ،‬الكل ما هي األشياء التي ليست فضائل ‪ ،‬بل اإلطاحة بالفضائل‪:‬‬
‫ألنه ‪ ،‬في المقام األول ‪ ،‬يتم نزع وحدة المجتمع البشري ‪ ،‬وتنتزع البراءة ‪ ،‬وينزع االمتناع عن‬
‫ممتلكات اآلخرين ؛‪ ‬أخيرًا ‪ ،‬تُنزع العدالة نفسها ‪ ،‬التي ال تتحمل تمزيق الجنس البشري ‪ ،‬وحيثما‬
‫تتألق األسلحة ‪ ،‬يجب إبعادها وإبادتها من هناك‪ .‬هذا القول عن شيشرون صحيح‪" :‬لكن الذين يقولون‬
‫أن هذا االعتبار يجب أن يكون للمواطنين ‪ ،‬لكن ال يجب أن يكون لألجانب ‪ ،‬هذه تدمر المجتمع‬
‫المشترك للجنس البشري ؛‪  ‬وعندما يتم إزالتها ‪ ،‬فإن اإلحسان ‪ ،‬والسخاء ‪ ،‬واللطف ‪ ،‬والعدل ينتزعان‬
‫تما ًما‪" .‬فكيف يكون الرجل عادالً يجرح ‪ ،‬ويكره ‪ ،‬ويسلب ‪ ،‬ويموت؟ والذين يسعون جاهدين ليكونوا‬
‫في خدمة البلد يفعل كل هذه األشياء‪ :‬ألنهم يجهلون ما هي هذه الخدمة ‪ ،‬الذين ال يعتقدون شيًئا مفيدًا ‪،‬‬
‫وال شيء مفيد ‪ ،‬إال ما يمكن إمساكه بيده ؛ وهذا وحده ال يمكن حمله ‪ ،‬ألنه قد يتم انتزاعه‪ .‬فقد ربح‬
‫لبالده هذه البضائع ‪ -‬كما يسمونها هم أنفسهم ‪ -‬أي الذين مألوا الخزانة بالمال من خالل اإلطاحة‬
‫بالمدن وتدمير األمم ‪ ،‬واستولى على األراضي وأثري بلده ‪ -‬رجال‪ - -‬تمجد الجنة بالتسابيح‪ :‬ويقال‬
‫ضا من الفالسفة ‪ ،‬الذين‬ ‫فيه أن الفضيلة أعظم وأكمل‪ .‬وهذا ليس خطأ الناس والجاهلين فحسب ‪ ،‬بل أي ً‬
‫حتى أنهم يقدمون وصايا للظلم ‪ ،‬ويختبرون الحماقة والشر يجب أن يكونا راغبين في االنضباط‬
‫والسلطة‪  .‬لذلك ‪ ،‬عندما يتحدثون عن الواجبات المتعلقة بالحرب ‪ ،‬فإن كل هذا الخطاب ال يتوافق مع‬
‫العدالة وال مع الفضيلة الحقيقية ‪ ،‬بل مع هذه الحياة والمؤسسات المدنية ؛‪ ‬وأن هذه ليست عدالة كما‬
‫يعلنها األمر نفسه ‪ ،‬وقد شهد شيشرون‪ .‬يقول‪" :‬لكننا ال نمتلك الشكل الحقيقي الذي يشبه الحياة‬
‫للقانون الحقيقي والعدالة الحقيقية ‪ ،‬ليس لدينا سوى الترسيمات والرسومات ؛ وأتمنى أن نتبعها‬
‫حتى ‪ ،‬ألنها مأخوذة من النسخ الممتازة من الطبيعة والحقيقة "‪ .‬ومن ثم فهو ترسيم ورسم اعتقدوا أنه‬
‫عدالة‪ .‬ولكن ماذا عن الحكمة؟‪ ‬ال يعترف نفس الرجل بأنه ال وجود له في الفالسفة "وال" ‪ ،‬كما‬
‫يقول ‪" ،‬عندما يُدعى فابريسيوس أو أريستيدس بالعدل ‪ ،‬يكون مثااًل للعدالة المطلوبة من هؤالء كما‬
‫هو من رجل حكيم ؛ ألن ال أحد من هؤالء حكيم في المعنى الذي نتمنى من خالله أن يُفهم الحكماء‬
‫حقًا‪ .‬ولم يكونوا هم الموقرون والمدعوون حكماء ‪ ،‬ماركوس كاتو وكايوس اليليوس ‪ ،‬حكيمين في‬
‫الواقع ‪ ،‬وال أولئك السبعة المعروفين ؛ ولكن من ممارستهم المستمرة لـ "الواجبات الوسطى ‪ ،‬لقد‬
‫حملوا شكالً ومظه ًرا معينين للحكماء‪ .‬إذاً ‪ ،‬إذا انتزعت الحكمة من الفالسفة باعترافهم ‪ ،‬وسُحب‬
‫العدل من أولئك الذين يُعتبرون عادلين ‪ ،‬فإن هذا يعني أن كل هذه األوصاف للفضيلة يجب أن تكون‬
‫خاطئة ‪ ،‬ألنه ال يمكن ألحد أن يعرف ما هي الفضيلة الحقيقية إال الذي هو عادل وحكيم‪ .‬ولكن ليس‬
‫‪.‬هناك من هو عادل وحكيم إال الذي أمره هللا بالتعاليم السماوية‬

‫‪.‬سابعا‪ .‬من طريق الخطأ والحقيقة‪ :‬أنه واحد ‪ ،‬وضيق ‪ ،‬وخطوة ‪ ،‬ولديه هللا دليله‬

‫لجميع أولئك الذين ‪ ،‬بحماقة اآلخرين المعترف بهم ‪ ،‬يعتبرون حكماء ‪ ،‬متلبسين بمظهر الفضيلة ‪،‬‬
‫يستوعبون الظالل والخطوط العريضة ‪ ،‬لكن ال شيء حقيقي‪ .‬وهو ما يحدث على هذا الحساب ‪ ،‬ألن‬
‫ذلك الطريق المخادع الذي ؛‪ ‬للميل إلى الغرب العديد من المسارات ‪ ،‬بسبب تنوع المالحقات‬
‫واألنظمة التي تختلف وتتنوع في حياة الرجال‪ .‬ألن هذه الطريقة في الحكمة تحتوي على ما يشبه‬
‫الحماقة ‪ ،‬كما أوضحنا في الكتاب السابق ‪ ،‬فإن هذه الطريقة التي تنتمي كليًا إلى الحماقة ‪ ،‬تحتوي‬
‫على شيء يشبه الحكمة ‪ ،‬والذين يدركون حماقة الناس بشكل عام يمسكون بها ؛‪ ‬وكما تظهر‬
‫رذائلها ‪ ،‬فإن لها ما يبدو أنه يشبه الفضيلة‪ :‬إذ أن شرها مكشوف ‪ ،‬فهي تشبه العدالة‬
‫وظهورها‪ .‬فكيف يمكن لسابق هذا الطريق ‪ ،‬الذين قوتهم وسلطتهم كلها في الخداع ‪ ،‬يقودون الناس‬
‫جميعًا إلى االحتيال ‪ ،‬إال إذا أظهر لهم بعض األشياء التي تشبه الحق؟‪ ‬ألنه لكي يتم إخفاء سره‬
‫الخالد ‪ ،‬وضع هللا في طريقه أشياء قد يحتقرها الناس على أنها شريرة ومخزية ‪ ،‬حتى إذا ابتعدوا عن‬
‫الحكمة والحق ‪ ،‬اللذين كانوا يبحثون عنه دون أي دليل ‪ ،‬فقد يقعون على هذا الشيء بالذات‪ .‬الذي‬
‫أرادوا تجنبه والهروب منه‪ .‬لذلك يشير إلى طريق الهالك والموت الذي له العديد من اللفات ‪ ،‬إما ألن‬
‫هناك أنواعًا كثيرة من الحياة ‪ ،‬أو ألن هناك العديد من اآللهة الذين يعبدون‪ .‬إن المرشد المخادع‬
‫والخائن لهذه الطريقة ‪ ،‬بحيث يبدو أنه قد يكون هناك بعض التمييز بين الحقيقة والباطل ‪ ،‬والخير‬
‫والشر ‪ ،‬يقرأ الفخامة في اتجاه واحد ‪ ،‬وأولئك الذين يطلق عليهم المعتدلون في اتجاه آخر ؛‪ ‬الجاهل‬
‫في اتجاه ‪ ،‬والمتعلم في اتجاه آخر ؛‪ ‬البطيء في اتجاه ‪ ،‬والنشط في اتجاه آخر ؛‪ ‬الحمقى في اتجاه ‪،‬‬
‫والفالسفة في اتجاه آخر ‪ ،‬وحتى هؤالء ليسوا في مسار واحد‪ .‬بالنسبة ألولئك الذين ال يتجنبون‬
‫الملذات والثروات ‪ ،‬فإنه ينسحب قليالً من هذا الطريق العام والمتكرر ؛‪ ‬أما أولئك الذين يرغبون في‬
‫إتباع الفضيلة ‪ ،‬أو يحتقرون األشياء ‪ ،‬فإنه يجر فوق منحدرات وعرة معينة‪ .‬ولكن مع ذلك ‪ ،‬فإن كل‬
‫تلك المسارات التي تظهر مظهر الشرف ليست طرقًا مختلفة ‪ ،‬ولكنها منعطفات وممرات جانبية ‪،‬‬
‫والتي تبدو بالفعل منفصلة عن تلك المشتركة‪ .‬والتفرع إلى اليمين ‪ ،‬ولكن مع العودة إلى نفس‬
‫الشيء ‪ ،‬وكل ذلك يؤدي في النهاية إلى قضية واحدة‪ .‬ألن هذا الدليل يوحدهم جميعًا ‪ ،‬حيث كان من‬
‫الضروري فصل الخير عن السيئ ‪ ،‬والقوي عن غير النشط ‪ ،‬الحكيم من الجاهل‪ .‬أي في عبادة‬
‫اآللهة ‪ ،‬حيث يقتلهم جميعًا بسيف واحد ‪ ،‬ألنهم كانوا جميعًا حمقى دون أي تمييز ‪ ،‬ويغرقهم في‬
‫الموت‪  .‬لكن هذه الطريقة ‪ -‬وهي طريقة الحقيقة ‪ ،‬والحكمة ‪ ،‬والفضيلة ‪ ،‬والعدالة ‪ ،‬التي ال يوجد منها‬
‫سوى ينبوع واحد ‪ ،‬ومصدر واحد للقوة ‪ ،‬ومسكن واحد ‪ -‬هي في نفس الوقت بسيطة ‪ ،‬ألنه مع‬
‫العقول المتشابهة ‪ ،‬ومع اتفاق تام ‪ ،‬نتبع ونعبد إله واحد‪ .‬وهي ضيقة ‪ ،‬ألن الفضيلة تُعطى للعدد‬
‫وسام للغاية ‪ ،‬ال يمكن بلوغه دون صعوبة‬ ‫ٍ‬ ‫عال‬
‫األصغر ؛‪ ‬وشديد االنحدار ‪ ،‬ألن الخير ‪ ،‬الذي هو ٍ‬
‫أكبر وجهد‪  .‬والفضيلة ‪ ،‬والعدالة ‪ ،‬التي ال يوجد منها سوى ينبوع واحد ‪ ،‬ومصدر قوة واحد ‪،‬‬
‫ومسكن واحد ‪ -‬بسيطة ‪ ،‬ألننا بعقولنا المتشابهة ‪ ،‬وباالتفاق التام ‪ ،‬نتبع ونعبد إلهًا واحدًا ؛‪ ‬وهي ضيقة‬
‫وسام للغاية ‪ ،‬ال‬
‫ٍ‬ ‫‪ ،‬ألن الفضيلة تُعطى للعدد األصغر ؛‪ ‬وشديد االنحدار ‪ ،‬ألن الخير ‪ ،‬الذي هو ٍ‬
‫عال‬
‫يمكن بلوغه دون صعوبة أكبر وجهد‪ .‬والفضيلة ‪ ،‬والعدالة ‪ ،‬التي ال يوجد منها سوى ينبوع واحد ‪،‬‬
‫ومصدر قوة واحد ‪ ،‬ومسكن واحد ‪ -‬بسيطة ‪ ،‬ألننا بعقولنا المتشابهة ‪ ،‬وباالتفاق التام ‪ ،‬نتبع ونعبد‬
‫إلهًا واحدًا ؛‪ ‬وهي ضيقة ‪ ،‬ألن الفضيلة تُعطى للعدد األصغر ؛‪ ‬وشديد االنحدار ‪ ،‬ألن الخير ‪ ،‬الذي‬
‫وسام للغاية ‪ ،‬ال يمكن بلوغه دون صعوبة أكبر وجهد‬ ‫ٍ‬ ‫عال‬
‫‪.‬هو ٍ‬

‫‪.‬ثامنا‪ .‬أخطاء الفالسفة واختالف القانون‬

‫هذه هي الطريقة التي يبحث عنها الفالسفة ‪ ،‬لكنهم ال يجدونها في هذا الحساب ‪ ،‬ألنهم يفضلون‬
‫البحث عنها على األرض ‪ ،‬حيث ال يمكن أن تظهر‪ .‬لذلك هم ‪ ،‬كما هم ‪ ،‬على البحر الكبير ‪ ،‬وال‬
‫يفهمون أين يولدون ‪ ،‬ألنهم ال يميزون الطريق وال يتبعون أي دليل‪ .‬ألنه يجب البحث عن طريقة‬
‫الحياة هذه بنفس الطريقة التي تتبعها السفن التي تعبر األعماق عن مسارها‪ :‬ألنهم ما لم يروا بعض‬
‫نور السماء ‪ ،‬فإنهم يتجولون في مسارات غير مؤكدة‪ .‬ولكن كل من يسعى إلى اتباع مسار الحياة‬
‫الصحيح ال ينبغي أن ينظر إلى األرض بل إلى السماء‪ :‬ولكي يتكلم بصراحة أكثر ال ينبغي أن يتبع‬
‫اإلنسان بل هللا ؛‪ ‬ال يخدمون هذه الصور االرضية بل االله السماوي‪ .‬ال يقيسون كل األشياء باإلشارة‬
‫إلى الجسد ‪ ،‬بل باإلشارة إلى الروح ؛‪ ‬ال تحضر هذه الحياة ‪ ،‬لكن الحياة األبدية‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا وجهت‬
‫عينيك دائ ًما نحو السماء ‪ ،‬وراقبت الشمس ‪ ،‬حيث تشرق ‪ ،‬واتخذت هذا دلياًل لحياتك ‪ ،‬كما في حالة‬
‫الرحلة ‪ ،‬فسيتم توجيه قدميك تلقائيًا إلى الطريق ؛‪ ‬وهذا النور السماوي ‪ ،‬الذي هو أكثر إشراقًا للعقول‬
‫السليمة من هذا الذي نراه في الجسد الفاني ‪ ،‬سوف يحكمك ويحكمك حتى يقودك دون أي خطأ إلى‬
‫أعظم مرفأ للحكمة والفضيلة‪ .‬لذلك يجب إتباع شريعة هللا التي قد توجهنا إلى هذا الطريق‪ .‬ذلك‬
‫القانون المقدس ‪ ،‬ذلك القانون السماوي ‪ ،‬الذي وصفه ماركوس توليوس ‪ ،‬في كتابه الثالث عن‬
‫احترام الجمهورية ‪ ،‬بصوت إلهي تقريبًا ؛‪ ‬الذين استسلمت كلماتهم ‪ ،‬حتى ال أتحدث بإسهاب‪" :‬يوجد‬
‫بالفعل قانون حقيقي ‪ ،‬سبب صحيح ‪ ،‬يتفق مع الطبيعة ‪ ،‬منتشر بين الجميع ‪ ،‬ال يتغير ‪ ،‬األبدي ‪،‬‬
‫الذي يستدعي الواجب باألمر ‪ ،‬يردع عن الخطأ بالنهي ؛‪ ‬التي ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬ال تأمر وال تمنع الخير‬
‫عبثا ‪ ،‬وال تمس األشرار باألمر أو النهي‪ .‬ال يجوز تعديل أحكام هذا القانون ‪ ،‬وال يجوز تعديله ‪ ،‬كما‬
‫ال يجوز إلغاؤه بالكامل‪ .‬وال يمكننا حقًا أن نتحرر من هذا القانون ‪ ،‬سواء من قبل مجلس الشيوخ أو‬
‫الشعب ؛‪ ‬وال يُطلب من شخص آخر تفسيرها أو تفسيرها‪ .‬ولن يكون هناك قانون واحد في روما‬
‫وآخر في أثينا ؛‪  ‬قانون واحد في الوقت الحاضر وآخر فيما بعد‪ :‬لكن نفس القانون ‪ ،‬األبدي وغير‬
‫القابل للتغيير ‪ ،‬سيلزم جميع األمم في جميع األوقات ؛‪ ‬وسيكون هناك سيد واحد وحاكم واحد مشترك‬
‫للجميع ‪ ،‬حتى هللا ‪ ،‬واضع القانون ‪ ،‬والمحكم ‪ ،‬والمقترح لهذا القانون ؛‪ ‬ومن ال يطيع هذا يهرب من‬
‫‪ ،‬نفسه و‬

‫‪.‬تاسعا‪ .‬من قانون وأمر هللا ؛‪ ‬من الرحمة وخطأ الفالسفة‬

‫أول رأس لهذا القانون هو معرفة هللا نفسه ‪ ،‬وطاعته وحده ‪ ،‬وعبادته وحده‪ .‬ألنه ال يستطيع أن‬
‫يحافظ على شخصية الرجل الجاهل باهلل ‪ ،‬والد روحه‪ :‬التي هي أعظم معصية‪ .‬ألن هذا الجهل يجعله‬
‫يخدم آلهة أخرى ‪ ،‬وال جريمة أعظم من ذلك‪ .‬ومن ثم هناك اآلن خطوة سهلة للغاية نحو الشر من‬
‫خالل الجهل بالحقيقة والصالح الرئيسي ؛‪ ‬ألن هللا الذي ينكمش من علمه هو نفسه ينبوع الخير‪ .‬أو إذا‬
‫كان يرغب في اتباع عدل هللا ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لجهله بالقانون اإللهي ‪ ،‬فإنه يحتضن قوانين بلده كعدالة‬
‫حقيقية ‪ ،‬على الرغم من أنه من الواضح أنها لم تبتدع بالعدالة ‪ ،‬بل عن طريق المنفعة‪ .‬لماذا هناك‬
‫قوانين مختلفة ومتنوعة بين جميع الناس ‪ ،‬ولكن أن كل أمة قد سنّت لنفسها ما اعتبرته مفيدًا في‬
‫شؤونها؟‪ ‬ولكن ما مدى االختالف الكبير بين المنفعة والعدل الذي يعلمه الرومان أنفسهم ‪ ،‬والذين ‪،‬‬
‫من خالل إعالن الحرب من خالل القواعد الخاصة ‪ ،‬وإلحاق األذى وفقًا لألشكال القانونية ‪ ،‬من‬
‫خالل الرغبة دائ ًما في نقل ممتلكات اآلخرين ‪ ،‬اكتسبوا ألنفسهم حيازة العالم أجمع‪ .‬لكن هؤالء‬
‫األشخاص يعتقدون أنفسهم فقط إذا لم يفعلوا شيًئا ضد قوانينهم الخاصة ؛‪ ‬التي قد تنسب إلى الخوف ‪،‬‬
‫إذا امتنعوا عن الجرائم بسبب الخوف من العقوبة الحالية‪ .‬لكن دعونا نضمن أنهم يفعلون ذلك بشكل‬
‫طبيعي ‪ ،‬أو ‪ ،‬كما يقول الفيلسوف ‪ ،‬من تلقاء أنفسهم ‪ ،‬وهو ما يجبرهم على فعله بموجب‬
‫القوانين‪  .‬هل سيكونون بالتالي عادلين ‪ ،‬ألنهم يطيعون مؤسسات الرجال ‪ ،‬الذين قد يكونون هم‬
‫أنفسهم قد أخطأوا ‪  ،‬أم أنهم ظلموا؟ ‪ -‬كما كان الحال مع واضعي الطاوالت االثني عشر ‪ ،‬الذين‬
‫روجوا بالتأكيد للمصلحة العامة وفقًا لظروف العصر‪ .‬القانون المدني شيء يختلف في كل مكان‬
‫حسب العادات‪  .‬لكن العدالة شيء آخر ‪ ،‬وقد أوضحه هللا للجميع على أنها موحدة وبسيطة‪ :‬ومن‬
‫يجهل هللا يجب أن يكون أيضًا جاهالً بالعدالة‪ .‬لكن دعونا نفترض أنه من الممكن أن يكتسب أي‬
‫شخص ‪ ،‬من خالل الخير الطبيعي والفطري ‪ ،‬فضائل حقيقية ‪ ،‬مثل هذا الرجل كما سمعنا أن‬
‫كان في أثينا ‪ ،‬والذي قدم الصدقات للمحتاجين ‪ ،‬ورفى الفقراء ‪ ،‬وألبسهم‪ .‬عار‪ ‬ومع ذلك ‪Cimon ،‬‬
‫عندما يكون الشيء الوحيد الذي هو األكثر أهمية هو الرغبة ‪ -‬االعتراف باهلل ‪ -‬فإن كل هذه األشياء‬
‫الصالحة تكون زائدة عن الحاجة وفارغة ‪ ،‬لذا فقد جاهد عبثًا في السعي وراءها‪ .‬على الرغم من أن‬
‫عداله سيشبه جس ًما بشريًا ليس له رأس ‪ ،‬حيث ‪ ،‬على الرغم من أن جميع األطراف في مكانها‬
‫الصحيح ‪ ،‬وشكلها ‪ ،‬وتناسبها ‪ ،‬إال أنه نظ ًرا ألن هذا هو القصور الذي هو الشيء الرئيسي للجميع ‪،‬‬
‫فهو معدم‪ .‬كل من الحياة واإلحساس‪ .‬لذلك فإن هذه األطراف لها شكل األطراف فقط ‪ ،‬ولكنها ال تقبل‬
‫أي فائدة ‪ ،‬مثلها مثل الرأس بدون جسم ؛‪ ‬وهو يشبه هذا الذي ال يخلو من معرفة هللا ‪ ،‬لكنه يعيش‬
‫ظلماً‪ .‬ألنه ال يملك إال ما له أهمية كبرى ؛‪ ‬ولكن ليس له أي غرض ‪ ،‬ألنه يفتقر إلى فضائل‬
‫األطراف ‪ ،‬كما كانت‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي يكون الجسد حيًا وقاد ًرا على اإلحساس ‪ ،‬فإن معرفة هللا ضرورية‬
‫‪ ،‬ألنه كان الرأس ‪ ،‬وكل الفضائل ‪ ،‬كما كان الجسد‪ .‬وهكذا يوجد رجل كامل وحي‪ .‬لكن ‪ ،‬مع‬
‫ذلك ‪ ،‬المادة كلها في الرأس‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا ال يمكن أن يوجد في غياب الكل ‪ ،‬إال أنه قد‬
‫يكون موجودًا في غياب البعض‪ .‬وسيكون حيوانًا غير كامل ومعيب ‪ ،‬لكنه مع ذلك سيبقى على قيد‬
‫الحياة ‪ ،‬مثل من يعرف هللا ومع ذلك يخطئ في بعض النواحي‪ .‬ألن هللا يغفر الذنوب‪ .‬وبالتالي من‬
‫الممكن العيش بدون بعض األطراف ‪ ،‬ولكن ال يمكن بأي حال من األحوال العيش بدون رأس‪ .‬هذا‬
‫هو السبب في أن الفالسفة ‪ ،‬على الرغم من أنهم قد يكونون جيدين بطبيعتهم ‪ ،‬إال أنهم يفتقرون إلى‬
‫المعرفة والذكاء‪ .‬كل علمهم وفضيلتهم بال عقل ‪ ،‬ألنهم جاهلون باهلل الذي هو رأس الفضيلة‬
‫والمعرفة‪ .‬والجاهل به وهو يبصر أعمى‪ .‬وإن سمع فهو أصم‪ .‬على الرغم من أنه قد يتكلم ‪ ،‬فهو‬
‫غبي‪ .‬ولكن عندما يعرف الخالق ووالد كل شيء ‪ ،‬فإنه سيبصر ويسمع ويتكلم‪ .‬ألنه يبدأ في أن يكون‬
‫له رأس توضع فيه كل الحواس ‪ ،‬أي العيون واألذنان واللسان‪ .‬ألنه يرى بالتأكيد من رأى بعيون‬
‫عقله الحقيقة التي فيها هللا أو هللا الذي فيه الحق‪ .‬يسمع من يطبع على قلبه الكلمات اإللهية والوصايا‬
‫المحيية‪  .‬يتكلم ‪ ،‬الذي يتحدث عن فضيلة هللا الفائق وعظمته ‪ ،‬في مناقشته لألمور السماوية‪ .‬لذلك فهو‬
‫بال ريب من ال يعترف باهلل‪ .‬وكل فضائله ‪ ،‬التي يعتقد أنه يمتلكها أو يمتلكها ‪ ،‬توجد في ذلك الطريق‬
‫المميت الذي ينتمي كليًا إلى الظلمة‪ .‬لذلك ال يوجد سبب يدعو أي شخص إلى أن يهنئ نفسه إذا‬
‫حصل على هذه الفضائل الفارغة ‪ ،‬ألنه ليس فقط البائس المحروم من الخيرات الحالية ‪ ،‬بل يجب أن‬
‫ضا أحمق ‪ ،‬ألنه يقوم بأعظم األعمال في حياته دون أي غرض‪ .‬ألنه إذا سلب رجاء الخلود ‪،‬‬ ‫يكون أي ً‬
‫الذي وعد به هللا لمن استمر في دينه ‪ ،‬من أجل الحصول على الفضيلة التي يجب البحث عنها ‪،‬‬
‫ومهما كانت الشرور يجب تحملها ‪ ،‬فسيكون بالتأكيد أعظم حماقة للناس‪ .‬ترغب في االمتثال للفضائل‬
‫التي جلبت عبثًا مصائب وعمل لإلنسان‪ .‬ألنه إذا كان من الفضيلة أن نتحمل ونتحمل بصالبة وعوز‬
‫ونفي وألم وموت ‪ ،‬وهو ما يخافه اآلخرون ‪ ،‬فما هو الخير ‪ ،‬أصلي ‪ ،‬في حد ذاته ‪ ،‬على الفالسفة أن‬
‫يقولوا إنه يجب السعي وراءه‪ .‬حسابه الخاص؟‪ ‬حقًا إنهم مسرورون بالعقوبات غير الضرورية وغير‬
‫المجدية ‪ ،‬عندما يُسمح لهم بالعيش في هدوء‪ .‬ألنه إذا كانت أرواحنا مميتة ‪ ،‬إذا كانت الفضيلة على‬
‫وشك أن يكون لها وجود بعد انحالل الجسد ‪ ،‬لماذا نتجنب الخيرات المخصصة لنا كأننا كنا جاحدين‬
‫أو غير مستحقين للتمتع بالعطايا اإللهية؟‪ ‬فلكي نتمتع بهذه البركات ‪ ،‬يجب أن نعيش في الشر‬
‫والمعصية ‪ ،‬ألن الفضيلة ‪ ،‬أي العدالة ‪ ،‬يتبعها الفقر‪ .‬لذلك فهو ليس عقاًل سلي ًما ‪ ،‬الذي ‪ ،‬دون أن‬
‫يكون أمامه أي أمل أكبر ‪ ،‬يفضل األشغال والتعذيب والبؤس على تلك الخيرات التي يتمتع بها‬
‫اآلخرون في الحياة‪ .‬ولكن إذا كانت الفضيلة يجب أن تؤخذ ‪ ،‬كما يقال بحق أكثر من قبل هؤالء ‪،‬‬
‫ألنه من الواضح أن اإلنسان قد ولد لها ‪ ،‬فيجب أن تحتوي على بعض األمل األكبر ‪ ،‬الذي قد يطرح‬
‫عزا ًءا عظي ًما والمعًا على العلل واألعمال التي إنه جزء من الفضيلة أن تدوم‪ .‬كما ال يمكن اعتبار‬
‫الفضيلة ‪ ،‬بما أنها صعبة في حد ذاتها ‪ ،‬خي ًرا بأي طريقة أخرى غير التعويض عن مشقتها بأكبر قدر‬
‫من الخير‪  .‬ال يمكننا بأي حال من األحوال االمتناع بنفس القدر عن هذه الخيرات الحالية ‪ ،‬إال إذا‬
‫كانت هناك خيرات أخرى أعظم تستحق بسببها ترك السعي وراء الملذات وتحمل كل الشرور‪ .‬لكن‬
‫هذه ‪ ،‬كما بينت في الكتاب الثالث ‪ ،‬ليست سوى خيرات الحياة األبدية‪ .‬اآلن من يستطيع أن يمنح هذه‬
‫إال هللا الذي قدم لنا الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل‬
‫وعبادته‪ .‬كل رجاء وسالمة مراكز اإلنسان في هذا ؛‪ ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من‬
‫هو أبينا الحقيقي ‪ ،‬وأن نعبده وحده بالتقوى الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى‬
‫قدر من التفاني‪ :‬دعنا نتصرف بكامله ‪ ،‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‪ .‬مما لو كانت هناك‬
‫خيرات أخرى أعظم من أجلها يستحق ترك السعي وراء الملذات وتحمل كل الشرور بسببها‪ .‬لكن‬
‫هذه ‪ ،‬كما بينت في الكتاب الثالث ‪ ،‬ليست سوى خيرات الحياة األبدية‪ .‬اآلن من يستطيع أن يمنح هذه‬
‫إال هللا الذي قدم لنا الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل‬
‫وعبادته‪ .‬كل رجاء وسالمة مراكز اإلنسان في هذا ؛‪ ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من‬
‫هو أبينا الحقيقي ‪ ،‬وأن نعبده وحده بالتقوى الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى‬
‫قدر من التفاني‪ :‬دعنا نتصرف بكامله ‪ ،‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‪ .‬مما لو كانت هناك‬
‫خيرات أخرى أعظم من أجلها يستحق ترك السعي وراء الملذات وتحمل كل الشرور بسببها‪ .‬لكن‬
‫هذه ‪ ،‬كما بينت في الكتاب الثالث ‪ ،‬ليست سوى خيرات الحياة األبدية‪ .‬اآلن من يستطيع أن يمنح هذه‬
‫إال هللا الذي قدم لنا الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل‬
‫وعبادته‪ .‬كل رجاء وسالمة مراكز اإلنسان في هذا ؛‪ ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من‬
‫هو أبينا الحقيقي ‪ ،‬وأن نعبده وحده بالتقوى الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى‬
‫قدر من التفاني‪ :‬دعنا نتصرف بكامله ‪ ،‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‪ .‬وتحمل كل شر‪ .‬لكن‬
‫هذه ‪ ،‬كما بينت في الكتاب الثالث ‪ ،‬ليست سوى خيرات الحياة األبدية‪ .‬اآلن من يستطيع أن يمنح هذه‬
‫إال هللا الذي قدم لنا الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل‬
‫وعبادته‪ .‬كل رجاء وسالمة مراكز اإلنسان في هذا ؛‪ ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من‬
‫هو أبينا الحقيقي ‪ ،‬وأن نعبده وحده بالتقوى الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى‬
‫قدر من التفاني‪ :‬دعنا نتصرف بكامله ‪ ،‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‪ .‬وتحمل كل شر‪ .‬لكن‬
‫هذه ‪ ،‬كما بينت في الكتاب الثالث ‪ ،‬ليست سوى خيرات الحياة األبدية‪ .‬اآلن من يستطيع أن يمنح هذه‬
‫إال هللا الذي قدم لنا الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل‬
‫وعبادته‪ .‬كل رجاء وسالمة مراكز اإلنسان في هذا ؛‪ ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من‬
‫هو أبينا الحقيقي ‪ ،‬وأن نعبده وحده بالتقوى الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى‬
‫قدر من التفاني‪ :‬دعنا نتصرف بكامله ‪ ،‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‪ .‬من اقترح علينا‬
‫الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل وعبادته‪ .‬كل رجاء‬
‫وسالمة مراكز اإلنسان في هذا ؛‪ ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من هو أبينا الحقيقي ‪،‬‬
‫وأن نعبده وحده بالتقوى الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى قدر من التفاني‪ :‬دعنا‬
‫نتصرف بكامله ‪ ،‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‪ .‬من اقترح علينا الفضيلة نفسها؟‪ ‬لذلك فإن‬
‫مجموع كل شيء وجوهره موجودان في االعتراف باهلل وعبادته‪ .‬كل رجاء وسالمة مراكز اإلنسان‬
‫في هذا ؛‪  ‬هذه هي الخطوة األولى للحكمة ‪ ،‬أن نعرف من هو أبينا الحقيقي ‪ ،‬وأن نعبده وحده بالتقوى‬
‫الواجبة له ‪ ،‬وأن نطيعه ‪ ،‬ونسلم أنفسنا لخدمته بأقصى قدر من التفاني‪ :‬دعنا نتصرف بكامله ‪،‬‬
‫‪.‬واالهتمام واالهتمام في كسب رضاه‬

‫‪.‬عاشراً للدين نحو هللا والرحمة للرجال‪ .‬وبداية العالم‬

‫لقد قلت ما هو واجب هلل سأقول اآلن ما يجب أن يعطى لإلنسان‪ .‬مع أن هذا الشيء الذي تعطيه‬
‫لإلنسان قد أعطي هلل ‪ ،‬فإن اإلنسان هو صورة هللا‪ .‬ولكن ‪ ،‬مهما يكن ‪ ،‬فإن أول منصب للعدالة هو‬
‫االتحاد مع هللا ‪ ،‬والثاني مع اإلنسان‪ .‬لكن األول يسمى الدين‪ .‬والثاني اسمه رحمة أو لطف‪ .‬وهي‬
‫فضيلة خاصة بالصالحين وعباد هللا ‪ ،‬ألن هذا وحده يشتمل على مبدأ الحياة المشتركة‪ .‬ألن هللا ‪ ،‬الذي‬
‫يعط الحكمة للحيوانات األخرى ‪ ،‬جعلها أكثر أمانًا من هجوم الدفاعات الطبيعية‪ .‬ولكن ألنه جعله‬ ‫لم ِ‬
‫عريًا وعز ‪ ،‬حتى يمده بالحكمة ‪ ،‬فقد منحه هذا الشعور باللطف ‪ ،‬إلى جانب أشياء أخرى‪ .‬حتى‬ ‫اًل‬
‫يحمي اإلنسان اإلنسان ويحبّه ويعتز به ‪ ،‬ويتلقى ويؤمن المساعدة من كل األخطار‪ .‬لذلك فإن اللطف‬
‫هو أعظم رباط في المجتمع البشري‪ .‬ومن كسر هذا يعتبر شريرًا وأبًا‪ .‬ألننا إذا استمدنا أصلنا من‬
‫إنسان واحد خلقه هللا ‪ ،‬فمن الواضح أننا من دم واحد‪ .‬ولذلك يجب اعتبار كره اإلنسان مذنبا ً أعظم‬
‫شر‪ .‬على أي حساب أمر هللا بأن العداوات لن نتعاقد عليها أبدًا ‪ ،‬بل يجب إزالتها دائ ًما ‪ ،‬حتى نهدئ‬
‫أعداءنا ‪ ،‬من خالل تذكيرهم بعالقتهم‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬إذا كان إله واحد يلهمنا جميعًا ويحيينا ‪ ،‬فماذا نحن‬
‫غير اإلخوة؟‪ ‬وبالفعل ‪ ،‬نحن أكثر اتحادًا ‪ ،‬ألننا متحدون بالروح وليس بالجسد‪ .‬وفقًا لذلك ‪ ،‬ال يخطئ‬
‫لوكريتيوس عندما يقول‪" :‬باختصار ‪ ،‬لقد انبثقنا جميعًا من نسل سماوي ؛ كلنا لنا نفس األب"‪ .‬لذلك‬
‫يجب أن يحسبوا على أنهم وحوش متوحشة تؤذي اإلنسان‪ .‬الذين يتعارضون مع كل قانون وحق من‬
‫حقوق الطبيعة البشرية ينهبون ويعذبون ويذبحون ويطردون‪ .‬بسبب عالقة األخ ّوة هذه ‪ ،‬يعلّمنا هللا أال‬
‫ضا ما يتكون منه هذا الفعل الجيد‪ :‬في تقديم العون‬ ‫نفعل الش ّر ‪ ،‬بل الخير دائ ًما‪ .‬وهو يصف أي ً‬
‫للمظلومين والذين يواجهون صعوبات ‪ ،‬وفي تقديم الطعام للمعدمين‪ .‬ألن هللا ‪ ،‬بما أنه طيب ‪ ،‬تمنى‬
‫لنا أن نكون حيوانًا اجتماعيًا‪ .‬لذلك ‪ ،‬في حالة الرجال اآلخرين ‪ ،‬يجب أن نفكر في أنفسنا‪ .‬نحن ال‬
‫نستحق أن نتحرر من األخطار الخاصة بنا ‪ ،‬إذا لم نساعد اآلخرين ؛‪ ‬نحن ال نستحق المساعدة إذا‬
‫رفضنا تقديمها‪  .‬ال توجد وصايا من الفالسفة في هذا المضمون ‪ ،‬ألنهم ‪ ،‬مفتونين بظهور الفضيلة‬
‫الزائفة ‪ ،‬أخذوا الرحمة من اإلنسان ‪ ،‬وبينما هم يرغبون في الشفاء ‪ ،‬قد أفسدوا‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫أنهم يعترفون عمو ًم ا بضرورة االحتفاظ بالمشاركة المتبادلة للمجتمع البشري ‪ ،‬إال أنهم يفصلون‬
‫ضا لمن يعتقد أنه‬
‫أنفسهم تما ًما عنه بقسوة فضيلتهم الالإنسانية‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن هذا الخطأ يجب دحضه أي ً‬
‫ال يوجد شيء ينعم به أحد‪ .‬لم يقدموا أصاًل واحدًا فقط ‪ ،‬وسببًا لبناء مدينة ؛‪ ‬لكن البعض يتحدث عن‬
‫هؤالء الرجال الذين ولدوا ألول مرة من األرض ‪ ،‬عندما مروا بحياة تجول بين الغابات والسهول ‪،‬‬
‫ولم يتحدوا بأي رابطة كالم أو عدالة متبادلة ‪ ،‬لكنهم كانوا يمتلكون أوراقًا وأعشابًا ألسرتهم وكهوفًا‪.‬‬
‫وكانت مغارات مساكنهم فريسة للوحوش وحيوانات اقوى‪ .‬ثم أولئك الذين إما هربوا أو تمزقوا أو‬
‫رأوا جيرانهم ممزقين ‪  ،‬أن يتم تحذيرهم من خطرهم الشخصي ‪ ،‬واللجوء إلى الرجال اآلخرين ‪،‬‬
‫وطلب الحماية ‪ ،‬وفي البداية أعلنوا رغباتهم باإليماءات ؛‪ ‬ثم أنهم جربوا بدايات المحادثة ‪ ،‬وبإرفاق‬
‫األسماء بكل كائن ‪ ،‬أكملوا نظام الكالم بالدرجات‪ .‬لكن عندما رأوا أن األرقام نفسها ليست آمنة ضد‬
‫ض ا في بناء المدن ‪ ،‬إما لجعل استراحتهم الليلية آمنة ‪ ،‬أو أنهم قد يصدون غارات‬ ‫الوحوش ‪ ،‬بدأوا أي ً‬
‫وهجمات الوحوش ‪ ،‬ليس عن طريق القتال ‪ ،‬ولكن من خالل فاصلة الحواجز‪ .‬أيها العقول التي ال‬
‫تليق بالناس التي أنتجت هذه التفاهات الحمقاء!‪ ‬أيها الرجال البائسون البائسون ‪ ،‬الذين التزموا‬
‫بالكتابة وتسليم سجل رقائقهم للذكرى) ‪ ،‬من ‪ ،‬عندما رأوا أن خطة االجتماع معًا ‪ ،‬أو االتصال‬
‫المتبادل ‪ ،‬أو تجنب الخطر ‪ ،‬أو االحتراس من الشر ‪ ،‬أو االستعداد ألنفسهم أماكن للنوم والمخابئ ‪،‬‬
‫كان أمرًا طبيعيًا حتى بالنسبة للحيوانات الغبية ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد اعتقدت أنه ال يمكن توبيخ الرجال‬
‫وتعلمهم ‪ ،‬إال من خالل األمثلة ‪ ،‬ما يجب أن يخافوه ‪ ،‬وما أن يتجنبوا ‪ ،‬وماذا يفعلون ‪ ،‬أو أنهم لن‬
‫يجتمعوا أبدًا ‪ ،‬أو يكتشفوا طريقة الكالم ‪ ،‬لو لم تلتهمهم الوحوش!‪ ‬بدت هذه األشياء لآلخرين بال‬
‫معنى ‪ ،‬كما هي بالفعل ؛‪ ‬وقالوا إن سبب اجتماعهم معًا لم يكن تمزيق الوحوش البرية ‪ ،‬بل باألحرى‬
‫شعور البشرية نفسها ؛‪ ‬ولذلك فقد جمعوا أنفسهم معًا ‪ ،‬ألن طبيعة اإلنسان كانت تتجنب العزلة ‪،‬‬
‫وكانت ترغب في الشركة والمجتمع‪ .‬التناقض بينهما ليس كبيرا‪ .‬ألن األسباب مختلفة ‪ ،‬فإن الحقيقة‬
‫هي نفسها‪ .‬قد يكون كل منهما صحي ًحا ‪ ،‬ألنه ال توجد معارضة مباشرة‪ .‬لكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬ليس أي‬
‫منهما صحي ًح ا بأي حال من األحوال ‪ ،‬ألن البشر لم يولدوا من األرض في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬كما‬
‫لو كان ينبت من أسنان تنين ما ‪ ،‬كما يقول الشعراء ؛‪ ‬ولكن هللا خلق إنسانًا واحدًا ‪ ،‬ومن ذلك اإلنسان‬
‫امتألت األرض كلها بالجنس البشري ‪ ،‬تما ًما كما حدث مرة أخرى بعد الطوفان ‪ ،‬الذي ال يمكنهم‬
‫بالتأكيد إنكاره‪ .‬لذلك لم يحدث تجمع من هذا النوع في البداية‪ .‬وأنه لم يكن هناك أبدًا رجال على‬
‫ضعًا ‪ ،‬فكل من يمتلك الحس‬ ‫األرض ال يستطيعون الكالم باستثناء أولئك الذين كانوا ُر َّ‬
‫سيفهم‪  .‬لنفترض ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬أن هذه األشياء صحيحة التي يقولها كبار السن ‪ ،‬العاطلون والحماقيون ‪،‬‬
‫عبثًا ‪ ،‬أننا قد ندحضها خاصة بمشاعرهم وحججهم‪ .‬إذا تم جمع الرجال معًا على هذا الحساب ‪ ،‬حتى‬
‫يتمكنوا من حماية ضعفهم من خالل المساعدة المتبادلة ‪ ،‬لذلك يجب علينا مساعدة الرجل الذي يحتاج‬
‫إلى المساعدة‪  .‬ألن الرجال دخلوا في شركة مع الرجال وتعاقدوا عليها من أجل الحماية ‪ ،‬إما النتهاك‬
‫أو عدم الحفاظ على هذا الميثاق الذي تم إبرامه بين الرجال منذ بداية نشأتهم ‪ ،‬يجب اعتباره أعظم‬
‫معصية‪  .‬ألن من يبتعد عن تقديم المساعدة يجب عليه بالضرورة أن ينسحب من تلقيها ؛‪ ‬ألن من‬
‫يرفض مساعدته لآلخر يعتقد أنه في حاجة إلى مساعدة أحد‪ .‬لكن من ينسحب ويفصل نفسه عن‬
‫الجسد ككل ‪ ،‬يجب أن يعيش ليس وفقًا لعادة البشر ‪ ،‬ولكن وفقًا لطريقة الوحوش البرية‪ .‬ولكن إذا لم‬
‫يكن من الممكن القيام بذلك ‪ ،‬فيجب الحفاظ على رباط المجتمع البشري بكل الوسائل ‪ ،‬ألن اإلنسان ال‬
‫يستطيع بأي حال من األحوال أن يعيش بدون إنسان‪ .‬لكن الحفاظ على المجتمع هو تقاسم متبادل‬
‫للمكاتب الطيبة‪ .‬أي ‪ ،‬تقديم المساعدة ‪ ،‬حتى نتمكن من الحصول عليها‪ .‬ولكن إذا كان اجتماع الناس ‪،‬‬
‫كما يؤكد هؤالء اآلخرون ‪ ،‬قد حدث بسبب اإلنسانية نفسها ‪ ،‬فال شك أن اإلنسان يجب أن يتعرف‬
‫على اإلنسان‪  .‬لكن إذا فعل هؤالء الجهالء وغير المتحضرين هذا ‪ ،‬وعندما لم تكن ممارسة الكالم قد‬
‫ُأنشئت بعد ‪ ،‬فما الذي يجب أن نفكر فيه يجب أن يقوم به رجال مهذبون ومتصلون ببعضهم البعض‬
‫من خالل تبادل المحادثة وجميع األعمال ‪ ،‬من الذي اعتاد على مجتمع الرجال ال يستطيع أن يتحمل‬
‫العزلة؟‪ ‬لقد حدث اجتماع الناس معًا بسبب اإلنسانية نفسها ‪ ،‬وال شك في أنه يجب على اإلنسان أن‬
‫يتعرف على اإلنسان‪  .‬لكن إذا فعل هؤالء الجهالء وغير المتحضرين هذا ‪ ،‬وعندما لم تكن ممارسة‬
‫الكالم قد ُأنشئت بعد ‪ ،‬فما الذي يجب أن نفكر فيه يجب أن يقوم به رجال مهذبون ومتصلون ببعضهم‬
‫البعض من خالل تبادل المحادثة وجميع األعمال ‪ ،‬من الذي اعتاد على مجتمع الرجال ال يستطيع أن‬
‫يتحمل العزلة؟‪ ‬لقد حدث اجتماع الناس معًا بسبب اإلنسانية نفسها ‪ ،‬وال شك في أنه يجب على‬
‫اإلنسان أن يتعرف على اإلنسان‪ .‬لكن إذا فعل هؤالء الجهالء وغير المتحضرين هذا ‪ ،‬وعندما لم‬
‫تكن ممارسة الكالم قد ُأنشئت بعد ‪ ،‬فما الذي يجب أن نفكر فيه يجب أن يقوم به رجال مهذبون‬
‫ومتصلون ببعضهم البعض من خالل تبادل المحادثة وجميع األعمال ‪ ،‬من الذي اعتاد على مجتمع‬
‫الرجال ال يستطيع أن يتحمل العزلة؟‬

‫‪.‬الحادي عشر‪ .‬األشخاص الذين تُمنح لهم المنفعة‬

‫لذلك يجب الحفاظ على اإلنسانية ‪ ،‬إذا أردنا حقًا أن نُدعى بشرًا‪ .‬ولكن ما هو الحفاظ على اإلنسانية‬
‫هذا غير محبة الرجل ألنه رجل ‪ ،‬ونفسنا؟‪ ‬لذلك فإن الخالف والخالف ال يتفقان مع طبيعة‬
‫اإلنسان‪  .‬وهذا التعبير عن شيشرون صحيح ‪ ،‬والذي يقول أن اإلنسان ‪ ،‬بينما هو مطيع للطبيعة ‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن يؤذي اإلنسان‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا كان إيذاء اإلنسان مخالفًا للطبيعة ‪ ،‬فيجب أن يكون ذلك وفقًا‬
‫للطبيعة إلفادة الرجل ؛‪  ‬ومن ال يفعل هذا يحرم نفسه من لقب الرجل ‪ ،‬ألنه من واجب اإلنسانية أن‬
‫تعين ضرورة اإلنسان وخطره‪ .‬لذلك أسأل أولئك الذين ال يعتقدون أنه جزء من رجل حكيم يجب أن‬
‫يتغلب عليه ويشفق عليه ‪ ،‬إذا تم القبض على رجل من قبل بعض الحيوانات ‪ ،‬وكان عليه أن يطلب‬
‫مساعدة رجل مسلح ‪ ،‬هل يظنون أنه يجب أن يرعاه أم ال؟‪ ‬إنهم ليسوا وقحين لدرجة إنكار أن ذلك‬
‫ضا ‪ ،‬إذا أحاط أحدهم بالنار ‪ ،‬أو سحقه انهيار مبنى ‪ ،‬أو‬ ‫يجب أن يتم بما تتطلبه اإلنسانية وتتطلبه‪ .‬وأي ً‬
‫غرق في البحر ‪ ،‬أو جرفه نهر ‪ ،‬فهل يعتقدون أنه من واجب الرجل أال يساعده؟‪ ‬هم أنفسهم ليسوا‬
‫رجااًل إذا اعتقدوا ذلك ؛‪ ‬فال أحد يستطيع أن يتقاعس عن تحمل مخاطر من هذا النوع‪ .‬نعم ‪ ،‬حقًا ‪،‬‬
‫ضا ‪ ،‬للحفاظ على شخص كان على وشك‬ ‫سيقولون إنه جزء من إنسان ‪ ،‬ومن رجل شجاع أي ً‬
‫الهالك‪  .‬إذا ‪ ،‬في ضحايا هذه الطبيعة التي تعرض حياة اإلنسان للخطر ‪ ،‬فإنهم يسمحون بأن يكون‬
‫جزء من اإلنسانية هو تقديم العون ‪ ،‬فما السبب الذي يجعلهم يعتقدون أن العون يجب حجبه إذا كان‬
‫اإلنسان يعاني من الجوع؟ العطش‪ ‬أم برد؟‪ ‬ولكن على الرغم من أن هذه األشياء تتساوى بشكل‬
‫طبيعي مع تلك الظروف العرضية ‪ ،‬وتحتاج إلى نفس اإلنسانية ‪ ،‬إال أنها تميز بين هذه األشياء ‪،‬‬
‫ألنها تقيس كل األشياء ليس بالحقيقة نفسها ‪ ،‬ولكن من خالل المنفعة الحالية‪ .‬ألنهم يأملون أن من‬
‫ينقذهم من الخطر سيعود لهم الجميل‪ .‬ولكن ألنهم ال يأملون في ذلك في حالة المحتاجين ‪ ،‬فإنهم‬
‫يعتقدون أن كل ما يمنحونه لرجال من هذا النوع يتم التخلص منه‪ .‬ومن هنا فإن عاطفة بالنتوس‬
‫مكروهة‪ - :‬ألنهم يأملون أن من ينقذهم من الخطر سيعود لهم الجميل‪ .‬لكن ألنهم ال يأملون في ذلك‬
‫في حالة المحتاجين ‪ ،‬فإنهم يعتقدون أن كل ما يمنحونه لرجال من هذا النوع يتم التخلص منه‪ .‬ومن‬
‫هنا فإن عاطفة بالنتوس مكروهة‪ - :‬ألنهم يأملون أن من ينقذهم من الخطر سيعود لهم الجميل‪ .‬ولكن‬
‫ألنهم ال يأملون في ذلك في حالة المحتاجين ‪ ،‬فإنهم يعتقدون أن كل ما يمنحونه لرجال من هذا النوع‬
‫‪: -‬يتم التخلص منه‪ .‬ومن هنا فإن عاطفة بالنتوس مكروهة‬

‫إنه مستحق المرض الذي يعطي طعا ًما لمتسول ؛"‬

‫ألن ما يعطي هو طرح ‪ ،‬و‬

‫‪ ".‬يطيل عمر االخر الى بؤسه‬

‫‪.‬لكن ربما تحدث الشاعر باسم الممثل‬

‫ماذا يقول ماركوس توليوس في كتبه عن احترام المكاتب؟‪ ‬أال ينصح أيضا بعدم استخدام المكافأة‬
‫إطالقا؟‪  ‬ألنه هكذا يتكلم‪" :‬المكافأة ‪ ،‬التي تنبع من ممتلكاتنا ‪ ،‬تستنزف مصدر سخائنا ؛ وبالتالي تدمر‬
‫الحرية بالسخاء‪ :‬فكلما زاد عدد الذين تمارسهم تجاههم ‪ ،‬قل قدرتك على ممارستها‪ .‬تجاه الكثيرين‬
‫ضا بعد ذلك بوقت قصير‪" :‬ولكن ما هو أحمق من أن تتصرف حتى ال تتمكن من‬ ‫"‪ .‬ويقول أي ً‬
‫االستمرار في فعل ما تفعله عن طيب خاطر؟"‪ ‬من الواضح أن أستاذ الحكمة هذا يمنع الرجال من‬
‫أعمال اللطف ‪ ،‬وينصحهم بعناية بحراسة ممتلكاتهم ‪ ،‬والحفاظ على صندوق أموالهم في أمان ‪ ،‬بدالً‬
‫من اتباع العدالة‪  .‬وعندما أدرك أن هذا أمر غير إنساني وشرير ‪ ،‬بعد فترة وجيزة ‪ ،‬في فصل‬
‫آخر ‪ ،‬كما لو كان متأث ًرا بالتوبة ‪ ،‬قال هكذا‪" :‬في بعض األحيان ‪ ،‬يجب أن نمارس المكافأة في‬
‫العطاء‪ :‬وال يتم رفض هذا النوع من السخاء كليًا ؛ ويجب أن نعطي من ممتلكاتنا ألشخاص مناسبين‬
‫عندما يحتاجون إلى المساعدة ‪ " .‬ما معنى كلمة "مناسب"؟‪ ‬بالتأكيد أولئك القادرين على رد الجميل‬
‫ورد الجميل‪  .‬إذا كان شيشرون على قيد الحياة اآلن ‪ ،‬يجب أن أصيح بالتأكيد‪ :‬هنا ‪ ،‬هنا ‪ ،‬ماركوس‬
‫توليوس ‪ ،‬لقد أخطأت من العدالة الحقيقية ؛‪ ‬وقد أخذتها بكلمة واحدة ‪ ،‬منذ أن قست وظائف التقوى‬
‫واإلنسانية بالمنفعة‪ .‬ألننا يجب أال نمنح فضلنا على األشياء المناسبة ‪ ،‬ولكن بقدر اإلمكان على‬
‫األشياء غير المناسبة‪ .‬ألن ذلك يتم بالعدل والتقوى واإلنسانية ‪ ،‬وهو ما يجب أن تفعله دون أمل في‬
‫أي عودة!‪ ‬هذه هي العدالة الحقيقية والحقيقية ‪ ،‬التي تقول إنه ليس لديك شخصية حقيقية تشبه‬
‫الحياة‪ .‬أنت نفسك تصرخ في العديد من األماكن أن الفضيلة ليست مرتزقة ؛‪ ‬وأنت تقر في كتب‬
‫قوانينك بأن السخاء ال مبرر له ‪ ،‬في هذه الكلمات‪" :‬وال شك في أن من يُدعى ليبراليًا وكري ًما يتأثر‬
‫بالواجب وليس بالميزة"‪ .‬فلماذا تمنح فضلتك ألشخاص مناسبين ‪ ،‬إال إذا كان من الممكن أن تحصل‬
‫صا مناسبًا‬‫بعد ذلك على مكافأة؟‪ ‬إذن معك ‪ ،‬بصفتك كاتب العدل ومعلمه ‪ ،‬كل من ال يكون شخ ً‬
‫سيُرهق بالعري والعطش والجوع ؛‪ ‬ولن يساعد الرجال األثرياء والمزودون بوفرة ‪ ،‬حتى في‬
‫الرفاهية ‪ ،‬أطرافه األخيرة‪ .‬إذا كانت الفضيلة ال تقتضي أجرًا ؛‪ ‬إذا كان ‪ ،‬كما تقول ‪ ،‬يتم البحث عنه‬
‫لحسابه الخاص ‪ ،‬فقم بتقدير العدالة ‪ ،‬التي هي أم ورائد الفضائل ‪ ،‬بثمنها الخاص ‪ ،‬وليس حسب‬
‫صا لمن تأمل منه شيًئا في المقابل‪ .‬لماذا تختار األشخاص؟‪ ‬لماذا تنظر إلى‬ ‫مصلحتك‪ :‬أعط خصو ً‬
‫األشكال الجسدية؟‪ ‬يجب أن تحترمه كرجل ‪ ،‬كل من يتوسل إليك ‪ ،‬ألنه يعتبرك رجالً‪ .‬تخلص من‬
‫تلك الخطوط العريضة والرسومات للعدالة ‪ ،‬وتمسك بالعدالة السريعة نفسها ‪ ،‬والحقيقية والمنسقة في‬
‫الحياة‪  .‬كونوا كريما على األعمى ‪ ،‬الضعفاء ‪ ،‬األعرج ‪ ،‬المعوزين ‪ ،‬الذين يجب أن يموتوا ‪ ،‬إال إذا‬
‫أعطتهم فضلك‪  .‬إنها عديمة النفع لإلنسان ‪ ،‬لكنها في خدمتها هلل الذي يحتفظ بها في الحياة ‪ ،‬الذي‬
‫يهبها رو ًحا ‪ ،‬ويمنحها النور‪  .‬اعتز فيك بقدر ما تكذب ‪ ،‬وادعم حياة الرجال بلطف ‪ ،‬حتى ال‬
‫تنقرض‪ .‬من يقدر على أن ينفق على الموت يقتله‪ .‬لكنهم ‪ ،‬ألنهم ال يحتفظون بطبيعتهم ‪ ،‬وال يعرفون‬
‫ما هي المكافأة الموجودة في هذا ‪ ،‬بينما يخشون أن يخسروا ‪ ،‬ويخسرون ‪ ،‬ويسقطون في ما‬
‫يحرسون منه بالدرجة األولى ؛‪ ‬بحيث يضيع كل ما يمنحونه تما ًما ‪ ،‬أو يربحون فقط ألقصر‬
‫وقت‪  .‬ألن أولئك الذين يرفضون هدية صغيرة إلى البائسين ‪ ،‬الذين يرغبون في الحفاظ على اإلنسانية‬
‫دون أي خسارة ألنفسهم ‪ ،‬يهدرون ممتلكاتهم ‪ ،‬حتى يكتسبوا ألنفسهم أشياء هشة وقابلة للتلف ‪ ،‬أو ال‬
‫يكسبون شيًئا بالتأكيد من خسارتهم الكبيرة‪ .‬ألنه ما يجب أن يقال عن أولئك الذين ‪ ،‬مدفوعين بغرور‬
‫النعمة الشعبية ‪ ،‬تنفق على معرض العروض ثروة تكفي حتى للمدن الكبرى؟‪ ‬أال يجب أن نقول إنهم‬
‫مجانين ومجنونين ينعمون بالناس ما ضاع ألنفسهم ‪ ،‬وال يناله أي من أولئك الذين يُمنح لهم؟‪ ‬لذلك ‪،‬‬
‫بما أن كل اللذة قصيرة وقابلة للتلف ‪ ،‬وخاصة متعة العيون واألذنين ‪ ،‬فإما أن ينسى الرجل‬
‫المصاريف التي يتكبدها اآلخر ويشكرها ‪ ،‬أو يستهين بها إذا كانت نزوة الناس غير راضية‪ :‬الحمقى‬
‫قد اكتسبوا الشر ألنفسهم‪  .‬أو إذا نجحوا في إرضاءهم ‪ ،‬فلن يكسبوا أكثر من نعمة فارغة وكالم أيام‬
‫قليلة‪ .‬وهكذا كل يوم تُنفق ممتلكات معظم الرجال التافهين على أمور ال لزوم لها‪ .‬هل يتصرفون بعد‬
‫ذلك بحكمة أكثر عندما يعرضون لمواطنيهم هدايا أكثر فائدة ودائمة؟‪ ‬هم ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬من‬
‫الذي يسعى ببناء األشغال العامة إلى ذكرى دائمة السمه؟‪ ‬حتى أنهم ال يتصرفون بشكل صحيح في‬
‫دفن ممتلكاتهم في األرض ؛‪ ‬ألن ذكرهم ال يمنح الموتى شيًئا ‪ ،‬كما أن أعمالهم ليست أبدية ‪ ،‬حيث إما‬
‫أن يتم إلقاؤهم وتدميرهم بواسطة زلزال واحد ‪ ،‬أو يلتهمهم حريق عرضي ‪ ،‬أو ينقلبون بهجوم من‬
‫عدو‪ ، .‬أو على أي حال فإنها تتحلل وتتحول إلى أشالء لمجرد فترة زمنية‪ .‬ألنه ال يوجد شيء ‪ ،‬كما‬
‫يقول الخطيب ‪ ،‬من عمل يد اإلنسان ال يضعف وال يدمر طول الوقت‪ .‬لكن هذه العدالة التي نتكلم‬
‫عنها ‪ ،‬والرحمة ‪ ،‬تزدهر أكثر كل يوم‪ .‬لذلك فهم يتصرفون بشكل أفضل من يمنح فضلهم لرجال‬
‫القبائل والعمالء ‪ ،‬ألنهم يمنحون الرجال شيًئا‪ .‬والربح منها‪ .‬لكن هذا ليس صحيحًا وعاداًل ‪ ،‬ألنه ال‬
‫يوجد منح لمنفعة حيث ال توجد ضرورة‪ .‬لذلك فإن كل ما يُمنح لمن ال يحتاجون إليه من أجل الشهرة‬
‫يتم التخلص منه ؛‪ ‬أو يتم سدادها بفائدة ‪ ،‬وبالتالي لن تكون بمثابة منح منفعة‪ .‬وعلى الرغم من أنها‬
‫مرضية ألولئك الذين تُعطى لهم ‪ ،‬إال أنها ليست عادالً ‪ ،‬ألنه إذا لم يتم القيام بها ‪ ،‬فلن يتبعها‬
‫شر‪  .‬لذلك فإن الوظيفة الوحيدة المؤكدة والحقيقية للسخاء هي دعم المحتاجين وغير الصالحين‬
‫للخدمة‪ .‬كل ما يُعطى للمحتاجين من أجل الشهرة يتم التخلص منه ؛‪ ‬أو يتم سدادها بفائدة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫لن تكون بمثابة منح منفعة‪ .‬وعلى الرغم من أنها مرضية ألولئك الذين تُعطى لهم ‪ ،‬إال أنها ليست‬
‫عادالً ‪ ،‬ألنه إذا لم يتم القيام بها ‪ ،‬فلن يتبعها شر‪ .‬لذلك فإن الوظيفة الوحيدة المؤكدة والحقيقية للسخاء‬
‫هي دعم المحتاجين وغير الصالحين للخدمة‪ .‬كل ما يُعطى للمحتاجين من أجل الشهرة يتم التخلص‬
‫منه ؛‪ ‬أو يتم سدادها بفائدة ‪ ،‬وبالتالي لن تكون بمثابة منح منفعة‪ .‬وعلى الرغم من أنها مرضية ألولئك‬
‫الذين تُعطى لهم ‪ ،‬إال أنها ليست عادالً ‪ ،‬ألنه إذا لم يتم القيام بها ‪ ،‬فلن يتبعها شر‪ .‬لذلك فإن الوظيفة‬
‫‪.‬الوحيدة المؤكدة والحقيقية للسخاء هي دعم المحتاجين وغير الصالحين للخدمة‬

‫‪.‬ثاني عشر‪ .‬من أنواع اإلحسان وأعمال الرحمة‬

‫هذه هي العدالة الكاملة التي تحمي المجتمع البشري والتي يتحدث عنها الفالسفة‪ .‬هذه هي الميزة‬
‫الرئيسية والصادقة للثروات ؛‪ ‬عدم استخدام الثروة من أجل إمتاع الفرد الخاص ‪ ،‬ولكن من أجل‬
‫رفاهية الكثيرين ؛‪  ‬ليس من أجل التمتع المباشر بالفرد ‪ ،‬ولكن من أجل العدالة ‪ ،‬التي وحدها ال‬
‫تهلك‪  .‬لذلك يجب علينا بكل الوسائل أن نضع في اعتبارنا أن األمل في الحصول في المقابل يجب أن‬
‫يكون غائبًا تما ًما عن واجب إظهار الرحمة‪ :‬ألن مكافأة هذا العمل والواجب يجب أن تكون متوقعة‬
‫من هللا وحده ؛‪ ‬ألنه إذا كنت تتوقعه من اإلنسان ‪ ،‬فلن يكون ذلك لطفًا ‪ ،‬بل إقراض منفعة بربح ؛‪ ‬وال‬
‫يمكن أن يبدو أنه يستحق الخير من يقدم ما يفعله ‪ ،‬ليس لغيره ‪ ،‬بل لنفسه‪ .‬ومع ذلك فإن األمر يصل‬
‫إلى هذا ‪ ،‬أن كل ما أهداه الرجل لغيره ‪ ،‬ال يأمل في أي منفعة منه ‪ ،‬فهو يمنح نفسه حقًا ‪ ،‬ألنه سينال‬
‫أج ًرا من هللا‪  .‬كما أمر هللا ‪ ،‬أنه إذا قمنا في أي وقت بعمل وليمة ‪ ،‬فيجب أن ندعو إلى الترفيه أولئك‬
‫الذين ال يستطيعون دعوتنا في المقابل ‪ ،‬وبالتالي جعلنا مكافأة ‪ ،‬حتى ال يكون أي عمل في حياتنا‬
‫بدون ممارسة الرحمة‪ . .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن يعتقد أنه ممنوع من الجماع مع أصدقائه أو‬
‫اللطف مع جيرانه‪ .‬لكن هللا قد عرفنا ما هو عملنا الحقيقي والعادل‪ :‬لذلك يجب علينا أن نعيش مع‬
‫أقربائنا ‪ ،‬بشرط أن نعرف أن أسلوب الحياة األول يتعلق باإلنسان واآلخر باهلل‪ .‬لذلك فإن كرم‬
‫الضيافة فضيلة أساسية كما يقول الفالسفة‪ .‬لكنهم يبتعدون عنها عن العدالة الحقيقية ‪ ،‬ويطبقونها‬
‫بالقوة لتحقيق المنفعة‪ .‬يقول شيشرون‪ " :‬امتدح ثيوفراستوس حسن الضيافة‪ .‬ألنه (كما يبدو لي)‬
‫أصبح من الواضح أن بيوت الرجال الالمعين يجب أن تكون مفتوحة لضيوف بارزين‪" .‬األشخاص‪.‬‬
‫ألن منزل الرجل العادل والحكيم ال ينبغي أن يكون مفتو ًحا على الالمعين ‪ ،‬بل على المتواضعين‬
‫والضعفاء‪ .‬بالنسبة ألولئك الرجال الالمعين واألقوياء ال يمكن أن يكونوا في حاجة إلى أي شيء ‪،‬‬
‫ألنهم يتمتعون بالحماية الكافية واالحترام من قبلهم‪ .‬البذخ الخاص‪ .‬ولكن ال شيء يفعله الرجل العادل‬
‫سوى ما هو منفعة‪ .‬ولكن إذا تم إرجاع المنفعة ‪ ،‬يتم تدميرها ووضع حد لها ؛ ألننا ال نستطيع أن‬
‫نمتلك في اكتمالها ما كان الثمن من أجله دفعت لنا‪ .‬لذلك يتم استخدام مبدأ العدالة فيما يتعلق بالمزايا‬
‫التي ظلت آمنة وغير فاسدة ؛‪ ‬لكنهم ال يستطيعون البقاء بأي وسيلة أخرى إال إذا تم تكديسهم على‬
‫أولئك الرجال الذين ال يستطيعون بأي حال من األحوال أن يستفيدوا منا‪ .‬ولكن في استقباله رجاال‬
‫المعين ‪ ،‬لم ينظر إلى أي شيء سوى المنفعة‪ .‬وال الرجل العبقري يخفي الميزة التي كان يأمل‬
‫منها‪ .‬ألنه يقول إن من يفعل ذلك سيصبح قويا ً بين األجانب بمحاباة الرجال الرائدين ‪ ،‬الذين سيلزمهم‬
‫بحق الضيافة والصداقة‪  .‬يا كم عدد الحجج التي يمكن إثبات عدم اتساق شيشرون ‪ ،‬إذا كان هذا هو‬
‫ضا ‪ ،‬أنه كلما زاد إحالة أي‬ ‫موضوعي!‪ ‬ولن تتم إدانته بكلماتي بقدر ما يدين بكلماته‪ .‬ألنه يقول أي ً‬
‫شخص جميع أفعاله لمصلحته الخاصة ‪ ،‬قل أنه رجل صالح‪ .‬كما يقول ‪ ،‬أنه ليس جز ًءا من رجل‬
‫بسيط ومنفتح أن يكرس نفسه لصالح اآلخرين ‪ ،‬وأن يتظاهر ويزعم أي شيء ‪ ،‬وأن يبدو أنه يفعل‬
‫شيًئا ما عندما يفعل شيًئا آخر ‪ ،‬وأن يتظاهر بأنه يمنح لشخص آخر ما ينعم على نفسه‪ .‬بل أن هذا‬
‫باألحرى جزء من مصمم ومكر ومخادع وغادر‪ .‬ولكن كيف يمكنه أن يؤكد أن هذه الضيافة‬
‫الطموحة لم تكن نية شريرة؟‪" ‬هل تجول عبر جميع البوابات ‪ ،‬حتى تتمكن من دعوة رؤساء الدول‬
‫والمدن عند وصولهم إلى منزلك ‪ ،‬حتى تتمكن من خالل وسائلهم من التأثير على مواطنيهم ؛ وتتمنى‬
‫لنفسك أن تُدعى عادالً ‪ ،‬و طيب ومضياف ‪ ،‬على الرغم من أنك تدرس لتعزيز مصلحتك الخاصة؟‬
‫"‪ ‬لكن ألم يقل هذا بشكل غير حذر؟‪ ‬ما هو أقل مالءمة لشيشرون؟‪ ‬ولكن من خالل جهله بالعدالة‬
‫الحقيقية وقع في هذا الفخ عن علم وبصيرة‪ .‬ولكي يُعفَى عن هذا ‪ ،‬شهد أنه ال يعطي تعاليم باإلشارة‬
‫إلى العدالة الحقيقية ‪ ،‬التي ال يحملها ‪ ،‬ولكن باإلشارة إلى رسم وخطوط عامة للعدالة‪ .‬لذلك يجب أن‬
‫نعفو عن هذا المعلم الذي يستخدم الرسومات والخطوط العريضة ‪ ،‬وال يجب أن نطلب الحقيقة من‬
‫الذي يقر بأنه يجهلها‪  .‬إن فدية األسرى هي ممارسة عظيمة ونبيلة للعدالة ‪ ،‬والتي وافق عليها‬
‫توليوس نفسه أيضًا‪ .‬ويقول‪" :‬وهذا السخاء يخدم الدولة حتى ‪ ،‬وأنه يجب تحرير األسرى من‬
‫العبودية ‪ ،‬ويجب توفير الموارد الضئيلة لألسرى‪ .‬وأنا أفضل إلى حد كبير ممارسة السخاء هذه على‬
‫اإلنفاق الباذخ على العروض‪  .‬هذا هو جزء من الرجال العظماء والبارزين‪" .‬لذلك فإن العمل المالئم‬
‫للصالحين هو دعم الفقراء وفدية األسرى ‪ ،‬ألنهم من بين الظالمين ‪ ،‬إن وجد ‪ ،‬يُدعون بالعظماء‬
‫والبارزين‪ .‬ألنه يستحق أعظم الثناء على أولئك الذين يمنحون منفعة لم يتوقع منهم أحد مثل هذا‬
‫السلوك‪ .‬ألن من يفعل الخير لقريبه ‪ ،‬أو جاره ‪ ،‬أو صديقه ‪ ،‬إما ال يستحق الثناء ‪ ،‬أو بالتأكيد ال‬
‫يستحق الثناء ‪ ،‬ألنه ملزم بفعل ذلك ‪ ،‬وسيكون شريرًا ومكرهًا إذا لم يفعل ما تتطلبه الطبيعة نفسها‬
‫والعالقة ؛ وإذا فعل ذلك ‪ ،‬فإنه ال يفعل ذلك من أجل الحصول على المجد بقدر ما يفعله لتجنب اللوم‪.‬‬
‫شخص غريب ومجهول ‪ ،‬فهو حقًا يستحق الثناء ‪ ،‬ألنه قاد إلى فعل ذلك بالطيبة فقط‪ .‬وبالتالي ‪،‬‬
‫توجد العدالة هناك ‪ ،‬حيث ال يوجد التزام بالضرورة لمنح منفعة‪ .‬لذلك لم يكن يجب أن يفضل واجب‬
‫الكرم هذا على اإلنفاق على العروض ؛‪ ‬ألن هذا جزء من مقارنة ‪ ،‬وسلعتين تختار األفضل‪ .‬ذلك أن‬
‫كثرة الرجال الذين يلقون بممتلكاتهم في البحر هو عبث وتافه ‪ ،‬وبعيد جدًا عن كل عدل‪ .‬لذلك ال‬
‫يجب حتى أن يُطلق عليهن لقب فتيات ‪ ،‬حيث ال يقبل أحد إال من ال يستحق أن يتلقى‪ .‬كما أن حماية‬
‫األيتام واألرامل المعوزين والذين يحتاجون إلى المساعدة والدفاع عنهم ليس من عمل‬
‫العدالة ؛‪ ‬ولذلك فإن القانون اإللهي يقضي بذلك على الجميع ‪ ،‬ألن جميع القضاة الجيدين يرون أن من‬
‫شأنهم أن يحظوا بالحب الطبيعي وأن يسعوا إلفادةهم‪ .‬لكن هذه األعمال خاصة بنا ‪ ،‬ألننا تلقينا‬
‫الناموس ‪ ،‬وكلمات هللا نفسه تعطينا تعليمات‪ .‬ألنهم يدركون أنه من الطبيعي حماية أولئك الذين‬
‫يحتاجون إلى الحماية ‪ ،‬لكنهم ال يدركون سبب ذلك‪ .‬ألن هللا ‪ ،‬الذي له الرحمة األبدية ‪ ،‬يأمر على هذا‬
‫األساس بالدفاع عن األرامل واأليتام واالعتزاز بهم ‪ ،‬حتى ال يُمنع أي شخص ‪ ،‬من خالل االحترام‬
‫والشفقة على تعهداته ‪ ،‬من الموت من أجل العدل واإليمان ‪ ،‬ولكن يجب مواجهته‪ .‬بإسراع وجرأة ‪،‬‬
‫ألنه يعلم أنه يترك أحبائه لرعاية هللا ‪ ،‬وأنهم لن يحتاجوا إلى الحماية أبدًا‪ .‬أيضا لتولي رعاية ودعم‬
‫المرضى ‪  ،‬من يحتاج إلى شخص ما لمساعدتهم ‪ ،‬هو جزء من أعظم لطف وإحسان كبير ؛‪ ‬ومن‬
‫يفعل هذا سيكسب ذبيحة حية هلل ‪ ،‬وتلك التي قدمها آلخر مرة سيحصل عليها هو نفسه من هللا إلى‬
‫األبد‪ .‬آخر وأعظم وظيفة للتقوى هي دفن الغرباء والفقراء‪ .‬التي تخضع لمعلمي الفضيلة والعدالة‬
‫هؤالء لم يتطرقوا إليها على اإلطالق‪ .‬ألنهم لم يتمكنوا من رؤية هذا ‪ ،‬الذين قاسوا جميع واجباتهم‬
‫حسب المنفعة‪  .‬ألنه في األشياء األخرى المذكورة أعاله ‪ ،‬على الرغم من أنهم لم يحافظوا على‬
‫المسار الصحيح ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬نظ ًرا ألنهم اكتشفوا بعض المزايا في هذه األشياء ‪ ،‬والتي تم االحتفاظ‬
‫بها كما كانت من خالل نوع من التلميح عن الحقيقة ‪ ،‬فقد تجولوا لمسافة أقل ؛‪ ‬لكنهم تخلوا عن هذا‬
‫ألنهم لم يتمكنوا من رؤية أي ميزة فيه‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬لم يكن هناك من يريد أن يكون الدفن غير‬
‫ضروري ‪ ،‬وقال إنه ليس من الشر أن يكذب غير مدفون ومهمل ؛‪ ‬لكن حكمتهم الالديعة مرفوضة‬
‫على حد سواء من قبل الجنس البشري كله ‪ ،‬ومن خالل التعبيرات اإللهية التي تحكم أداء‬
‫الطقس‪ .‬لكنهم ال يجرؤون على القول إنه ال ينبغي القيام بذلك ‪ ،‬ولكن إذا حدث أنه تم حذفه ‪ ،‬فلن‬
‫يكون هناك أي إزعاج‪ .‬لذلك ‪ ،‬في هذا الصدد ‪ ،‬يقومون بأداء المنصب ‪ ،‬وليس الكثير ممن يقدمون‬
‫الوصايا ‪ ،‬مثل أولئك الذين يقترحون المواساة ‪ ،‬أنه إذا كان هذا قد حدث بالصدفة لرجل حكيم ‪ ،‬فال‬
‫ينبغي أن يعتبر نفسه بائسًا على هذا الحساب‪ .‬لكننا ال نتحدث عن ما يجب أن يتحمله الحكيم ‪ ،‬ولكن‬
‫ما يجب أن يفعله هو نفسه‪ .‬لذلك ال نستفسر اآلن عما إذا كان نظام الدفن بأكمله صال ًحا للخدمة أم‬
‫ال ؛‪ ‬لكن هذا‪  ‬على الرغم من عدم جدوى ذلك ‪ ،‬كما يتصورون ‪ ،‬يجب مع ذلك ممارسته ‪ ،‬حتى على‬
‫هذا الحساب فقط ‪ ،‬بحيث يبدو أنه يتم القيام به بين الرجال بشكل صحيح ولطيف‪ .‬ألنه هو الشعور‬
‫الذي يتم التساؤل عنه ‪ ،‬وهذا هو الغرض الذي يتم وزنه‪ .‬لذلك لن نعاني من صورة هللا وعمله حتى‬
‫نقع فريسة للوحوش والطيور ‪ ،‬لكننا سنعيدها إلى األرض التي نشأت منها ؛‪ ‬وعلى الرغم من أنه في‬
‫حالة رجل مجهول ‪ ،‬فإننا سنقوم بوظيفة األقارب ‪ ،‬الذين في مكانهم ‪ ،‬ألنهم يريدون ‪ ،‬دع اللطف‬
‫ينجح ؛‪ ‬وحيثما تكون هناك حاجة لإلنسان ‪ ،‬سنعتقد أن واجبنا مطلوب‪ .‬ولكن فيما تتكون طبيعة‬
‫العدالة أكثر من منحنا للغرباء من خالل اللطف ‪ ،‬ما نقدمه ألقاربنا من خالل المودة؟‪ ‬ويكون هذا‬
‫اللطف أكثر ثقة ‪ ،‬وعندما يُمنح اآلن ‪ ،‬ليس للرجل الذي ال يشعر به ‪ ،‬بل هلل وحده ‪ ،‬الذي يعتبر العمل‬
‫العادل أكثر تضحية مقبولة له‪ .‬ربما سيقول البعض‪ :‬إذا فعلت كل هذه األشياء ‪ ،‬فلن أمتلك‬
‫ممتلكات‪  .‬ماذا لو كان عدد كبير من الرجال في حاجة ‪ ،‬سيعانون من البرد ‪ ،‬سيتم أسرهم ‪ ،‬سيموتون‬
‫‪ ،‬ألن الشخص الذي يتصرف بهذه الطريقة يجب أن يحرم نفسه من ممتلكاته حتى في يوم واحد ‪ ،‬هل‬
‫يجب أن أتخلص من التركة التي حصل عليها عملي الخاص أو من خالل عمل أجدادي ‪ ،‬حتى أنني‬
‫بعد ذلك يجب أن أعيش بنفسي من خالل شفقة اآلخرين؟‪ ‬لماذا تخاف بشدة من الفقر الذي يمتدحه‬
‫حتى فالسفتك ويشهدون على أنه ال يوجد شيء أكثر أمانًا وال شيء أكثر هدو ًءا من هذا؟‪ ‬ما تخشاه‬
‫هو مالذ ضد القلق‪ .‬أال تعلم كم من األخطار وكم عدد الحوادث التي تتعرض لها بهذه الموارد‬
‫الشريرة؟‪ ‬سيعاملك هؤالء جيدًا إذا مروا دون إراقة دماءك‪ .‬لكنك تمشي محملة بالغنائم وتحمل الغنائم‬
‫التي قد تثير عقول حتى أقاربك‪ .‬فلماذا إذاً تتر َّدد في توضيح ذلك الذي ربما ستنتزع منك سرقة‬
‫واحدة ‪ ،‬أو تحريم ينشأ فجأة ‪ ،‬أو نهب عدو؟‪ ‬لماذا تخشى أن تجعل خيرًا ه ًشا وقاباًل للتلف أبديًا ‪ ،‬أو‬
‫أن توكل كنوزك إلى هللا كحافظ لها ‪ ،‬وفي هذه الحالة ال داعي للخوف من السارق والسارق ‪ ،‬وال‬
‫الصدأ ‪ ،‬وال الطاغية؟‪ ‬من هو غني تجاه هللا ال يمكن أن يكون فقيراً‪ .‬إذا كنت تحترم العدالة بشكل‬
‫كبير ‪ ،‬اترك جانبا ً القوى التي تضغط عليك ‪ ،‬واتبعها ؛‪ ‬تحرر من القيود والسالسل ‪ ،‬لكي تهربوا إلى‬
‫هللا بدون أي مانع‪  .‬إنه جزء من عقل عظيم ونبيل أن يحتقر ويدوس على الشؤون الفانية‪ .‬ولكن إذا لم‬
‫تفهم هذه الفضيلة ‪ ،‬حتى تفرغ ثرواتك على مذبح هللا ‪ ،‬فتعيل لنفسك ممتلكات أقوى من تلك الهزيلة ‪،‬‬
‫سأحررك من الخوف‪ .‬كل هذه الوصايا لم تُعطى لك وحدك ‪ ،‬بل إلى كل الناس الذين يتحدون في‬
‫أذهانهم ويتماسكون كرجل واحد‪ .‬إذا لم تكن مناسبًا ألداء األعمال العظيمة بمفردك ‪ ،‬فقم بتنمية‬
‫العدالة بكل قوتك ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬يمكنك أن تتفوق اآلخرين في العمل بقدر ما تتفوقهم في الثروات‪ .‬وال‬
‫تعتقد أنه يُنصح بتقليل أو استنفاد ممتلكاتك ؛‪ ‬ولكن ما كنت ستنفقه على الفائض ‪ ،‬انتقل إلى‬
‫استخدامات أفضل‪ .‬كرس ما تشتري الوحوش من األسرى ؛‪ ‬تبقي على الفقراء بما تطعم به‬
‫الوحوش‪ .‬ادفن الموتى االبرياء بما تقدمون منه رجاال للسيف‪ .‬ما الفائدة من إثراء الشر المتروكين ‪،‬‬
‫الذين يقاتلون الوحوش ‪ ،‬وتجهيزهم للجرائم؟‪ ‬انقل األشياء التي توشك أن تُلقى بعيدًا إلى الذبيحة‬
‫العظيمة ‪ ،‬مقابل هذه الهدايا الحقيقية قد تحصل على هبة أبدية من هللا‪ .‬للرحمة أجر عظيم‪ .‬الن هللا‬
‫يعده انه سيغفر كل الذنوب‪ .‬إذا سمعت ‪ ،‬كما يقول ‪ ،‬صلواتك ‪ ،‬فسأسمع صالتك أيضًا ؛‪ ‬إذا رحمت‬
‫ضا على ضيقك‪ .‬ولكن إذا لم تنظر إليهم وال تساعدهم ‪ ،‬فسأحكم‬ ‫على الضيق ‪ ،‬فإني أشفق عليك أي ً‬
‫ً‬
‫ضا بعقلك مثل عقلك ‪ ،‬وسأحكم عليك وفقا لقوانينك الخاصة‬ ‫‪.‬عليك أي ً‬

‫‪.‬الثالث عشر‪ .‬من التوبة والرحمة وغفران الذنوب‬

‫لذلك ‪ ،‬في كثير من األحيان ‪ ،‬عندما يُطلب منك المساعدة ‪ ،‬عليك أن تؤمن بأن هللا قد جربك ‪ ،‬وأنه‬
‫يمكن أن يرى ما إذا كنت تستحق أن يُسمع صوتك‪ .‬افحص ضميرك ‪ ،‬وبقدر ما تستطيع ‪ ،‬اشفي‬
‫جراحك‪  .‬ومع ذلك ‪ ،‬وألن اإلساءات يتم إزالتها عن طريق المكافأة ‪ ،‬فكر في أنه تم منحك ترخيصًا‬
‫لإلثم‪ .‬النهم قد ابتلوا اذا كنت كريما هلل النك قد اخطأت‪ .‬ألنك إذا أخطأت بالتوكل على فضلك ‪ ،‬فلن‬
‫يتم التخلص منها‪  .‬ألن هللا يرغب بشكل خاص في تطهير البشر من خطاياهم ‪ ،‬وبالتالي يأمرهم‬
‫بالتوبة‪ .‬لكن التوبة ليست سوى االعتراف والتأكيد على أن المرء لن يخطئ فيما بعد‪ .‬لذلك يتم العفو‬
‫عنهم الذين ينزلقون بغير حذر إلى الخطيئة‪ .‬من يخطئ عمدا فليس له عفو‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا كان أي‬
‫شخص قد تطهر من كل وصمة من الخطيئة ‪ ،‬ليظن أنه قد يمتنع عن عمل المكافأة ألنه ليس لديه‬
‫عيوب يمحوها‪ .‬كال ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬هو إذن أكثر إلزا ًما بممارسة العدل عندما يصبح عادالً ‪ ،‬بحيث‬
‫يفعل ما فعله من قبل لشفاء جروحه بعد ذلك لمدح ومجد الفضيلة‪ .‬يضاف إلى ذلك ‪ ،‬أنه ال يمكن أن‬
‫يكون أي شخص بدون عيب طالما أنه مغطى بغطاء من الجسد ‪ ،‬حيث يخضع ضعفه لسيادة الخطيئة‬
‫بطريقة ثالثية ‪ -‬في األفعال والكلمات واألفكار‪ .‬بهذه الخطوات تتقدم العدالة إلى أعلى‬
‫ارتفاع‪ .‬الخطوة األولى للفضيلة هي االمتناع عن األعمال الشريرة‪ .‬والثاني ان يمتنع عن شر‬
‫الشر‪ .‬والثالث االمتناع حتى عن افكار الشر‪ .‬من يصعد الدرجة األولى يكون عادالً بما فيه‬
‫الكفاية ؛‪ ‬من يصعد الثاني فهو اآلن ذو فضيلة كاملة ‪ ،‬ألنه ال يسيء في األفعال وال في‬
‫الحديث ؛‪ ‬الذي يصعد الثالث يبدو حقا ً أنه قد بلغ شبه هللا‪ .‬ألنه ال يمكن لإلنسان تقريبًا أن يعترف‬
‫بالفكرة التي هي إما سيئة في الفعل أو غير الئقة في الكالم‪ .‬لذلك ‪ ،‬حتى الرجال فقط ‪ ،‬الذين‬
‫يستطيعون االمتناع عن كل عمل غير عادل ‪ ،‬يتعرضون أحيانًا للتغلب على الضعف نفسه ‪ ،‬حتى‬
‫أنهم إما يتكلمون بالشر في الغضب ‪ ،‬أو ‪ ،‬عند رؤية األشياء المبهجة ‪ ،‬يرغبون فيها بفكر‬
‫صامت‪ .‬ولكن إذا كانت حالة الموت ال تجعل اإلنسان طاه ًرا من كل وصمة عار ‪ ،‬فيجب بالتالي‬
‫التخلص من عيوب الجسد من خالل الهبة المستمرة‪ .‬ألن العمل الوحيد الذي يقوم به رجل حكيم‬
‫وعادل ويستحق الحياة هو أن يضع ثروته على العدل وحده ؛‪ ‬ألنه بالتأكيد من هو بدون هذا ‪ ،‬على‬
‫الرغم من أنه يجب أن يتفوق على كروسوس أو كراسوس في الثراء ‪ ،‬إال أنه يجب اعتباره فقيرًا‬
‫وعاريًا ومتسواًل ‪ .‬لذلك يجب أن نبذل جهودنا لنلبس رداء العدل والتقوى ‪ ،‬الذي ال يجوز ألحد أن‬
‫يحرمنا منه ‪ ،‬مما قد يزودنا بزخرفة أبدية‪ .‬ألنه إذا كان عبدة اآللهة يعبدون صو ًرا ال معنى لها ‪،‬‬
‫ويمنحونهم كل ما لديهم مما هو ثمين ‪ ،‬على الرغم من أنهم ال يستطيعون االستفادة منها أو شكرهم‬
‫ألنهم قد استقبلوها ‪ ،‬فكم باألحرى تبجيل األحياء‪ .‬صور هللا لكي تنال نعمة هللا الحي!‪ ‬ألنه بما أن‬
‫هؤالء يستفيدون مما تلقوه ويشكرون ‪ ،‬كذلك فإن هللا ‪ ،‬الذي ستفعل في بصره ما هو صالح ‪ ،‬سيقبله‬
‫ويكافئ تقواك‪ .‬لذلك يجب أن نبذل جهودنا لنلبس رداء العدل والتقوى ‪ ،‬الذي ال يجوز ألحد أن‬
‫يحرمنا منه ‪ ،‬مما قد يزودنا بزخرفة أبدية‪ .‬ألنه إذا كان عبدة اآللهة يعبدون صو ًرا ال معنى لها ‪،‬‬
‫ويمنحونهم كل ما لديهم مما هو ثمين ‪ ،‬على الرغم من أنهم ال يستطيعون االستفادة منها أو شكرهم‬
‫ألنهم قد استقبلوها ‪ ،‬فكم باألحرى تبجيل األحياء‪ .‬صور هللا لكي تنال نعمة هللا الحي!‪ ‬ألنه بما أن‬
‫هؤالء يستفيدون مما تلقوه ويشكرون ‪ ،‬كذلك فإن هللا ‪ ،‬الذي ستفعل في بصره ما هو صالح ‪ ،‬سيقبله‬
‫ويكافئ تقواك‪ .‬لذلك يجب أن نبذل جهودنا لنلبس رداء العدل والتقوى ‪ ،‬الذي ال يجوز ألحد أن‬
‫يحرمنا منه ‪ ،‬مما قد يزودنا بزخرفة أبدية‪ .‬ألنه إذا كان عبدة اآللهة يعبدون صو ًرا ال معنى لها ‪،‬‬
‫ويمنحونهم كل ما لديهم مما هو ثمين ‪ ،‬على الرغم من أنهم ال يستطيعون االستفادة منها أو شكرهم‬
‫ألنهم قد استقبلوها ‪ ،‬فكم باألحرى تبجيل األحياء‪ .‬صور هللا لكي تنال نعمة هللا الحي!‪ ‬ألنه بما أن‬
‫هؤالء يستفيدون مما تلقوه ويشكرون ‪ ،‬كذلك فإن هللا ‪ ،‬الذي ستفعل في بصره ما هو صالح ‪ ،‬سيقبله‬
‫ويكافئ تقواك‪ .‬ألنه إذا كان عبدة اآللهة يعبدون صو ًرا ال معنى لها ‪ ،‬ويمنحونهم كل ما لديهم مما هو‬
‫ثمين ‪ ،‬على الرغم من أنهم ال يستطيعون االستفادة منها أو شكرهم ألنهم قد استقبلوها ‪ ،‬فكم باألحرى‬
‫تبجيل األحياء‪ .‬صور هللا لكي تنال نعمة هللا الحي!‪ ‬ألنه بما أن هؤالء يستفيدون مما تلقوه ويشكرون ‪،‬‬
‫كذلك فإن هللا ‪ ،‬الذي ستفعل في بصره ما هو صالح ‪ ،‬سيقبله ويكافئ تقواك‪ .‬ألنه إذا كان عبدة اآللهة‬
‫يعبدون صو ًرا ال معنى لها ‪ ،‬ويمنحونهم كل ما لديهم مما هو ثمين ‪ ،‬على الرغم من أنهم ال‬
‫يستطيعون االستفادة منها أو شكرهم ألنهم قد استقبلوها ‪ ،‬فكم باألحرى تبجيل األحياء‪ .‬صور هللا لكي‬
‫تنال نعمة هللا الحي!‪ ‬ألنه بما أن هؤالء يستفيدون مما تلقوه ويشكرون ‪ ،‬كذلك فإن هللا ‪ ،‬الذي ستفعل‬
‫‪.‬في بصره ما هو صالح ‪ ،‬سيقبله ويكافئ تقواك‬

‫‪.‬الرابع عشر‪ .‬التأثيرات ‪ ،‬ورأي الرواقيين تجاههم ؛‪ ‬والفضل والصالح والرحمة‬

‫إذا كانت الرحمة ‪ ،‬إذن ‪ ،‬هدية مميزة وممتازة في اإلنسان ‪ ،‬وحُكم عليها بأنها جيدة جدًا بموافقة كل‬
‫من الخير والشر ‪ ،‬فيبدو أن الفالسفة كانوا بعيدين عن خير اإلنسان ‪ ،‬الذين لم يأمروا وال يمارس أي‬
‫شيء من هذا النوع ‪ ،‬ولكن يُنظر إليه دائ ًما على أنه رذيلة تلك الفضيلة التي تكاد تحتل المرتبة‬
‫األولى في اإلنسان‪ .‬يسعدني هنا أن أطرح موضوعًا واحدًا في الفلسفة ‪ ،‬حتى نتمكن من دحض‬
‫أخطاء أولئك الذين يسمون الرحمة والرغبة والخوف أمراض الروح‪ .‬إنهم يحاولون بالفعل التمييز‬
‫بين الفضائل والرذائل ‪ ،‬وهي حقًا مسألة سهلة للغاية‪ .‬ألن من ال يستطيع أن يميز بين الرجل‬
‫الليبرالي والمبذر (كما يفعلون) ‪ ،‬أو الرجل المقتصد عن الدنيء ‪ ،‬أو الهدوء عن الكسل ‪ ،‬أم حذر من‬
‫خجول؟‪  ‬ألن هذه األشياء الصالحة لها حدودها ‪ ،‬وإذا تجاوزت هذه الحدود ‪ ،‬تقع في الرذائل ؛‪ ‬لذلك‬
‫فإن هذا الثبات ‪ ،‬ما لم يتم القيام به من أجل الحق ‪ ،‬يصبح وقاحة‪ .‬وبنفس الطريقة ‪ ،‬فإن الشجاعة ‪،‬‬
‫إذا تعرضت لخطر معين ‪ ،‬دون إكراه ألي ضرورة ‪ ،‬أو بدون سبب شريفة ‪ ،‬تتحول إلى‬
‫تسرع‪ .‬حرية التعبير أيضا ‪ ،‬إذا تعرضت للهجوم ؛‪ ‬إن العناد هو العناد وليس معارضة من‬
‫يهاجمها‪  .‬كما أن الخطورة ‪ ،‬ما لم تكبح نفسها في إطار العقوبات المناسبة للمذنب ‪ ،‬تصبح قسوة‬
‫وحشية‪  .‬لذلك يقولون‪ :‬إن الذين يظهرون الشر ال يخطئون من تلقاء أنفسهم ‪ ،‬أو يختارون الشرور‬
‫بالتفضيل ‪ ،‬لكنهم إذا أخطأوا بظهور الخير يقعون في الشر ‪ ،‬وهم يجهلون التمييز بين الخير‬
‫والشر‪ . .‬هذه األشياء ليست خاطئة حقًا ‪ ،‬لكنها جميعًا تُحال إلى الجسد‪ .‬أن تكون مقتصدًا ‪ ،‬أو ثابتًا ‪،‬‬
‫أو حذ ًرا ‪ ،‬أو هادًئا ‪ ،‬أو خطي ًرا ‪ ،‬أو شديدًا ‪ ،‬هي فضائل بالفعل ‪ ،‬لكنها فضائل تتعلق بهذه الحياة‬
‫القصيرة‪  .‬لكننا نحن الذين نحتقر هذه الحياة لدينا فضائل أخرى أمامنا ‪ ،‬تحترم ما ال يستطيع الفالسفة‬
‫حتى التكهن به بأي حال من األحوال‪ .‬لذلك اعتبروا بعض الفضائل رذائل ‪ ،‬وبعض الرذائل‬
‫فضائل‪  .‬ألن الرواقيين ينتزعون من اإلنسان كل المشاعر التي تحرك الروح من خاللها ‪ -‬الرغبة ‪،‬‬
‫والفرح ‪ ،‬والخوف ‪ ،‬والحزن‪ :‬كالهما ينشأ من األشياء الجيدة ‪ ،‬سواء في المستقبل أو في‬
‫الحاضر ؛‪ ‬هذا األخير من الشر‪ .‬وبنفس الطريقة ‪ ،‬يسمون هذه األمراض األربعة (كما قلت) ‪ ،‬التي ال‬
‫تدخل فينا بطبيعتها كثي ًرا كما يحدث من خالل رأي منحرف ؛‪ ‬وبالتالي يعتقدون أنه يمكن القضاء‬
‫عليها ‪ ،‬إذا أزيلت الفكرة الخاطئة عن الخير والشر‪ .‬ألنه إذا كان الحكيم ال يفكر في شيء خير أو شر‬
‫‪ ،‬فلن يكون ملتهبًا بالرغبة ‪ ،‬ولن ينقلب بفرح ‪ ،‬ولن ينزعج من الخوف ‪ ،‬ولن يجعل معنوياته تتدلى‬
‫بسبب الحزن‪  .‬سنرى في الوقت الحالي ما إذا كانوا يؤثرون على ما يرغبون فيه ‪ ،‬أو ما يفعلونه‪ :‬قوة‬
‫‪.‬ونظام الطبيعة‬

‫‪.‬الخامس عشر‪ .‬من التأثيرات ‪ ،‬ورأي الممارسين فيما يتعلق بهم‬

‫ألن هذه األشياء طبيعية وليست اختيارية ‪ ،‬تظهر طبيعة جميع الكائنات الحية ‪ ،‬التي تحركها كل هذه‬
‫المشاعر‪  .‬هناك من قبل المشائين يتصرفون بشكل أفضل ‪ ،‬الذين يقولون إن كل هذه ال يمكن أن تؤخذ‬
‫منا ‪ ،‬ألنهم ولدوا معنا ؛‪ ‬وهم يسعون إلظهار كيف أن هللا ‪ ،‬أو الطبيعة بالضرورة (على هذا النحو‬
‫يسمونها) ‪ ،‬سلحنا بهذه المشاعر ؛‪ ‬والتي ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬ألنها تصبح شريرة عمو ًما إذا كانت مفرطة ‪،‬‬
‫كاف‬
‫ٍ‬ ‫يمكن أن ينظمها اإلنسان بشكل مفيد ‪ - ،‬يتم تطبيق حد ‪ ،‬بحيث يمكن ترك اإلنسان بقدر ما هو‬
‫للطبيعة‪ .‬ليس خالفًا غير حكيم ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬إذا لم تتم اإلشارة إلى كل األشياء في هذه الحياة‪ .‬ولذلك‬
‫فإن الرواقيين مجانين ال ينظمونها بل يقطعونها ‪ ،‬ويرغبون بطريقة أو بأخرى في حرمان اإلنسان‬
‫من السلطات التي تزرعها الطبيعة فيه‪ .‬وهذا يعادل الرغبة في انتزاع الخجل من األيائل ‪ ،‬أو السم‬
‫من الثعابين ‪ ،‬أو الغضب من الوحوش البرية ‪ ،‬أو اللطف من الماشية‪ .‬بالنسبة لتلك الصفات التي‬
‫أعطيت بشكل منفصل للحيوانات الغبية ‪ ،‬فإنها تُمنح لإلنسان تما ًما في نفس الوقت‪ .‬ولكن إذا كان‬
‫لحن الفرح ‪ ،‬كما يؤكد األطباء ‪ ،‬مقره في الطحال ‪ ،‬والغضب في المرارة ‪ ،‬والرغبة في الكبد ‪،‬‬
‫والخوف في القلب ‪ ،‬فمن األسهل قتل الحيوان نفسه بدالً من تمزيق أي شيء منه‪ .‬الجسم؛‪ ‬ألن هذا هو‬
‫الرغبة في تغيير طبيعة الكائن الحي‪ .‬لكن الرجال الماهرين ال يفهمون أنهم عندما يأخذون الرذائل‬
‫ضا ‪ ،‬التي هم وحدهم يصنعون مكانًا لها‪ .‬ألنه إذا كانت فضيلة‬ ‫من اإلنسان ‪ ،‬فإنهم يسلبون الفضيلة أي ً‬
‫في خضم اندفاع الغضب أن يكبحوا ويتحققوا من نفسه ‪ ،‬وهو ما ال يستطيعون إنكاره ‪ ،‬فمن كان بال‬
‫غضب فليس له فضيلة أيضا‪ .‬إذا كان من الفضيلة السيطرة على شهوة الجسد ‪ ،‬فيجب أن يكون‬
‫متحررا من الفضيلة التي ال شهوة قد ينظمها‪ .‬إذا كان من الفضيلة كبح الرغبة في اشتهاء ما يخص‬
‫اآلخر ‪ ،‬فمن المؤكد أنه ال يمكن أن تكون له فضيلة من دونها ‪ ،‬إلى تقييد ممارسة الفضيلة‪ .‬لذلك ‪،‬‬
‫حيث ال توجد رذائل ‪ ،‬ال يوجد مكان حتى للفضيلة ‪ ،‬حيث ال يوجد مكان للنصر حيث ال يوجد‬
‫خصم‪ .‬وهكذا يحدث أنه ال يمكن أن يكون هناك خير في هذه الحياة بدون شر‪ .‬لذلك فإن المودة هي‬
‫نوع من الخصوبة الطبيعية لقوى العقل‪ .‬ألنه كحقل مثمر بشكل طبيعي ينتج محصواًل وفي ًرا من‬
‫العوسج ‪ ،‬كذلك فإن العقل غير المزروع يتضخم بالرذائل التي تزدهر من تلقاء نفسها ‪ ،‬كما هو‬
‫الحال مع األشواك‪  .‬ولكن عندما يطبق المزارع الحقيقي نفسه ‪ ،‬تتالشى الرذائل على الفور ‪ ،‬وتنبت‬
‫ثمار الفضائل‪ .‬لذلك ‪ ،‬عندما خلق هللا اإلنسان ألول مرة ‪ ،‬غرس فيه أوالً هذه المشاعر الذهنية ‪،‬‬
‫ببصيرة رائعة ‪ ،‬حتى يكون قاد ًرا على تلقي الفضيلة ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لألرض‪ .‬ووضع‬
‫موضوع الرذائل في المحبة وموضوع الفضيلة في الرذائل‪ .‬من المؤكد أن الفضيلة لن يكون لها‬
‫وجود ‪ ،‬أو لن تكون قيد الممارسة ‪ ،‬إذا كانت تلك األشياء تنقصها أو تظهر قوتها أو توجد‪ .‬اآلن‬
‫دعونا نرى ماذا فعلوا بمن يزيل الرذائل بالكلية‪ .‬وأما تلك العواطف األربع التي يتص ّورون أنها تنبثق‬
‫عن رأي الخيرات والشر ‪ ،‬التي يظنون بها استئصال عقل الحكيم ‪ ،‬إذ يدركون أنها مغروسة بالفطرة‬
‫‪  ،‬وأنه بدون هذه األشياء ال يمكن تحريك أي شيء ‪ ،‬ال يمكن فعل أي شيء ‪ ،‬بل يضعون أشياء‬
‫أخرى معينة في مكانهم وغرفهم‪ :‬بالنسبة للرغبة ‪ ،‬فإنهم يستبدلون الميل ‪ ،‬كما لو أنه ليس من‬
‫األفضل بكثير الرغبة في الخير على الشعور بالميل إليه ؛‪ ‬هكذا يستبدلون بهجة الفرح ويخافون‬
‫الحذر‪ .‬لكن في حالة الرابعة يكونون في حيرة من أجل طريقة تبادل االسم‪ .‬لذلك فقد أزالوا كليا‬
‫الحزن ‪ ،‬أي الحزن وألم العقل ‪ ،‬الذي ال يمكن فعله‪ .‬فمن ال يحزن إذا دمر الوباء وطنه ‪ ،‬أو أطاح به‬
‫عدو ‪ ،‬أو سحق طاغية حريتها؟‪ ‬هل يمكن أن يفشل أي شخص في الشعور بالحزن إذا رأى اإلطاحة‬
‫بالحرية والنفي أو المذابح الوحشية للجيران واألصدقاء ‪ ،‬أو رجال طيبون؟ ‪ -‬إال إذا ذهل عقل أي‬
‫شخص بالدهشة بحيث تؤخذ منه كل األحاسيس‪ .‬لذلك كان يجب عليهم إما أن يأخذوا الكل ‪ ،‬أو أن‬
‫هذه المناقشة المعيبة والضعيفة يجب أن تكتمل ؛‪ ‬وهذا يعني أنه كان يجب استبدال شيء ما في مكان‬
‫الحزن ‪ ،‬ألنه ‪ ،‬بعد أن تم ترتيب األشياء السابقة على هذا النحو ‪ ،‬كان هذا يتبع بشكل طبيعي‪ .‬ألننا‬
‫كما نفرح في الحاضرات الصالحة ‪ ،‬كذلك نحن مغتاظون ونحزن على الشرور‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا أطلقوا‬
‫اس ًم ا آخر على الفرح ألنهم اعتقدوا أنه شرير ‪ ،‬لذلك كان من المالئم إعطاء اسم آخر للحزن ألنهم‬
‫اعتقدوا أنه شرير أيضًا‪  .‬الذي يبدو منه أنه لم يكن ‪ ،‬الشيء نفسه الذي كان يريده لهم ‪ ،‬بل كلمة ‪ ،‬من‬
‫خالل عوزهم ‪ ،‬على عكس ما تسمح به الطبيعة ‪ ،‬ليأخذ تلك العاطفة التي هي أعظم‪ .‬ألنه كان‬
‫بإمكاني دحض هذه التغييرات في األسماء بإسهاب ‪ ،‬وأظهر أن العديد من األسماء مرتبطة بنفس‬
‫األشياء ‪ ،‬من أجل تجميل النمط وزيادة وفرته ‪ ،‬أو على أي حال أنها ال تختلف كثي ًرا عن واحدة‬
‫اخر‪  .‬فالرغبة تنبع من النزعة ‪ ،‬والحذر ينشأ من الخوف ‪ ،‬والفرح ليس إال تعبي ًرا عن الفرح‪ .‬لكن‬
‫دعونا نفترض أنهم مختلفون ‪ ،‬ألنهم هم أنفسهم سيحصلون عليها‪ .‬وبنا ًء على ذلك سيقولون إن‬
‫الرغبة هي ميل مستمر ودائم ‪ ،‬لكن هذا الفرح هو الفرح الذي يتحمل نفسه بشكل غير معتدل ؛‪ ‬وذلك‬
‫الخوف هو اإلفراط في الحذر ‪ ،‬وتجاوز حدود االعتدال‪ .‬وهكذا يحدث أنهم ال يأخذون تلك األشياء‬
‫التي يعتقدون أنه يجب أخذها ‪ ،‬لكن تنظمهم ‪ ،‬بما أن األسماء تتغير فقط ‪ ،‬فإن األشياء نفسها‬
‫تبقى‪  .‬لذلك يعودون على حين غرة إلى تلك النقطة التي يصل عندها المشائون بالحجة ‪ ،‬تلك‬
‫الرذائل ‪ ،‬بما أنه ال يمكن التخلص منها ‪ ،‬يجب تنظيمها باعتدال‪ .‬لذلك هم يخطئون ‪ ،‬ألنهم لم ينجحوا‬
‫‪.‬في تحقيق ما يبتغونه ‪ ،‬وبطريق ملتوي طويل وخشن يعودون إلى نفس المسار‬

‫السادس عشر‪ .‬التأثيرات ‪ ،‬ودحض رأي المفكرين بشأنها ؛‪ ‬ما هو االستخدام الصحيح للتأثيرات ‪،‬‬
‫‪.‬وما هو االستخدام السيئ لها‬

‫لكني أعتقد أن المشائين لم يقتربوا حتى من الحقيقة ‪ ،‬الذين يسمحون بأنهم رذائل ‪ ،‬لكنهم ينظمونها‬
‫باعتدال‪ .‬ألننا يجب أن نتحرر حتى من الرذائل المعتدلة‪ .‬نعم ‪ ،‬بدالً من ذلك ‪ ،‬كان يجب أن يكون قد‬
‫تم في البداية عدم وجود رذائل‪ .‬ال شيء يمكن أن يولد شريرا‪ .‬ولكن إذا استخدمنا العواطف بشكل‬
‫سيئ فإنها تصبح رذائل ‪ ،‬وإذا استخدمناها بشكل جيد فإنها تصبح فضائل‪ .‬ثم يجب إثبات أن أسباب‬
‫العواطف ‪ ،‬ال العواطف نفسها ‪ ،‬يجب تعديلها‪ .‬ويقولون إنه يجب أال نبتهج بفرح مفرط ‪ ،‬ولكن بشكل‬
‫معتدل ومعتدل‪  .‬هذا كأنهم يجب أن يقولوا إننا يجب أال نجري بسرعة ‪ ،‬بل نسير بهدوء‪ .‬ولكن من‬
‫الممكن أن يخطئ من يمشي ‪ ،‬وأن يسير في الصراط المستقيم‪ .‬ماذا لو أظهرت أن هناك حالة يكون‬
‫فيها من الشرير ليس فقط أن نفرح باعتدال ‪ ،‬ولكن حتى في أصغر درجة ؛‪ ‬وأن هناك حالة أخرى ‪،‬‬
‫على العكس من ذلك ‪ ،‬ال يكون فيها حتى االبتهاج بنقل الفرح أم ًرا خاطًئا؟‪ ‬فماذا إذن ‪ ،‬أصلي ‪ ،‬هل‬
‫ستفيدنا هذه الرداءة؟‪  ‬أسأل عما إذا كانوا يعتقدون أنه يجب على الرجل الحكيم أن يفرح إذا رأى أي‬
‫شر يحدث لعدوه‪  .‬أو ما إذا كان يجب عليه كبح جماح فرحه ‪ ،‬إذا كان من خالل غزو األعداء أو‬
‫اإلطاحة بالطاغية ‪ ،‬اكتسب الحرية واألمان من قبل أبناء وطنه‪ .‬ال أحد يشك في ذلك ‪ ،‬لكن في الحالة‬
‫األولى ‪ ،‬أن نفرح قليالً ‪ ،‬وفي الحالة الثانية أن نفرح قليالً جدًا ‪ ،‬هو جريمة كبيرة جدًا‪ .‬قد نقول نفس‬
‫الشيء فيما يتعلق بالعواطف األخرى‪ .‬ولكن ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬ال يتمثل موضوع الحكمة في تنظيم هذه‬
‫األمور ‪ ،‬بل في أسبابها ‪ ،‬حيث يتم التصرف بنا ًء عليها من الخارج ؛‪ ‬وال يليق بتقييد هؤالء‬
‫أنفسهم‪  .‬ألنها قد تكون موجودة في درجة صغيرة مع أكبر قدر من اإلجرام ‪ ،‬وفي أكبر درجة من‬
‫دون أي إجرام‪ .‬ولكن كان يجب أن يتم تكليفهم بأوقات وظروف وأماكن محددة ‪ ،‬حتى ال يكونوا‬
‫رذائل ‪ ،‬عندما يُسمح لنا باستخدامها بشكل صحيح‪ .‬ألن السير في الطريق الصحيح أمر جيد ‪ ،‬أما‬
‫االبتعاد عنه فهو شر ‪ ،‬لذا فإن التأثر بالحب إلى الصواب خير ‪ ،‬أما الفاسد فهو شر‪ .‬بالنسبة للرغبة‬
‫الحسية ‪ ،‬إذا لم تبتعد عن موضوعها الشرعي ‪ ،‬على الرغم من أنها متحمسة ‪ ،‬فهي بال عيب‪ .‬وأما‬
‫إذا رغب في شيء غير مشروع ‪ ،‬مع أنه معتدل ‪ ،‬فهو رذيلة كبيرة‪ .‬لذلك فليس الغضب مرضا وال‬
‫الرغبة وال الشهوة‪ .‬لكن أن تكون شغوفًا ‪ ،‬أن تكون مطمعًا أو فاسقًا ‪ ،‬فهذا مرض‪ .‬ألن الشغوف‬
‫يغضب حتى على من ال يجب أن يغضب منه أو في األوقات التي ال يجب عليه أن يغضب‪ .‬الطمع‬
‫يشتهي حتى ما ال داعي له‪ .‬الفاسق يالحق حتى ما حرمته الشريعة‪ .‬كان يجب أن يتحول األمر برمته‬
‫إلى هذا ‪ ،‬بما أنه ال يمكن تقييد زخم هذه األشياء ‪ ،‬وليس من الصواب أن يكون كذلك ‪ ،‬ألنه يتم‬
‫زرعها بالضرورة للحفاظ على واجبات الحياة ‪ ،‬فقد يتم توجيهها باألحرى إلى الحق‪ .‬الطريق ‪ ،‬حيث‬
‫‪.‬قد يكون من الممكن حتى الركض دون تعثر وخطر‬

‫‪.‬السابع عشر‪ .‬التأثيرات واستخدامها ؛‪ ‬من الصبر ‪ ،‬ورئيس خير المسيحيين‬

‫لكنني كنت مضطرا في رغبتي في دحضهم‪ .‬بما أن هدفي هو إظهار أن تلك األشياء التي اعتقد‬
‫الفالسفة أنها رذائل ‪ ،‬بعيدة كل البعد عن كونها رذائل ‪ ،‬بل إنها فضائل عظيمة‪ .‬من بين اآلخرين ‪،‬‬
‫من أجل التعليم ‪ ،‬سأقبل تلك التي أعتقد أنها وثيقة الصلة بالموضوع‪ .‬إنهم يعتبرون الرهبة أو الخوف‬
‫رذيلة كبيرة جدًا ‪ ،‬ويعتقدون أنها ضعف كبير جدًا في العقل ؛‪ ‬وعكسها الشجاعة‪ :‬وإن وجدت في‬
‫الرجل يقولون‪ :‬ال مكان للخوف‪ .‬هل يعتقد أي شخص إذن أنه من المحتمل أن يكون هذا الخوف نفسه‬
‫هو أقصى درجات الثبات؟‪ ‬بدون معني‪ .‬ألن الطبيعة ال يبدو أنها تعترف بأن أي شيء يجب أن يعود‬
‫إلى نقيضه‪  .‬لكني مع ذلك ‪ ،‬ليس من خالل أي استنتاج ماهر ‪ ،‬كما يفعل سقراط في كتابات‬
‫أفالطون ‪  ،‬من يجبر أولئك الذين يجادل ضدهم على االعتراف بتلك األشياء التي أنكروها ‪ ،‬ولكن‬
‫بطريقة بسيطة ‪ ،‬سيظهر أن الخوف األكبر هو أعظم فضيلة‪ .‬ال أحد يشك إال في أنه جزء من عقل‬
‫خجول وضعيف إما أن يخشى األلم ‪ ،‬أو الفاقة ‪ ،‬أو النفي ‪ ،‬أو السجن ‪ ،‬أو الموت‪ .‬وإن كان أحد ال‬
‫يخشى كل هؤالء ‪ ،‬فيحكم عليه برجل شديد الصالبة‪ .‬واما من يتقي هللا فهو خال من الخوف من كل‬
‫هذه االمور‪ .‬وإثباتًا على ذلك ‪ ،‬ال داعي للحجج‪ :‬فالعقوبات التي تُنزل بعباد هللا قد شوهدت في جميع‬
‫األوقات ‪ ،‬وما زالت تُشاهد في العالم ‪ ،‬في تعذيبهم ابتكروا تعذيبًا جديدًا وغير مألوف‪ .‬ألن العقل‬
‫ينكمش من تذكر أنواع مختلفة من الموت ‪ ،‬عندما تشتعل مذبحة الوحوش المتوحشة حتى بعد الموت‬
‫نفسه‪  .‬لكن الصبر السعيد الذي ال يقهر تحمل هذه التمزقات المروعة في أجسادهم دون أنين‪ .‬كانت‬
‫هذه الفضيلة تثير الدهشة الكبرى لجميع الناس واألقاليم ‪ ،‬وللعذبين أنفسهم ‪ ،‬عندما تغلب الصبر على‬
‫القسوة‪ .‬لكن هذه الفضيلة لم يكن سببها سوى مخافة هللا‪ .‬لذلك (كما قلت) ال يجب اقتالع الخوف ‪ ،‬كما‬
‫يؤكد الرواقيون ‪ ،‬وال يجب تقييده كما يرغب المشائون ‪ ،‬ولكن يجب توجيهه إلى الطريق‬
‫الصحيح ؛‪  ‬يجب التخلص من المخاوف ‪ ،‬ولكن حتى يمكن ترك هذا فقط‪ :‬بما أن هذا هو الشيء‬
‫الوحيد الشرعي والحقيقي ‪ ،‬فإنه يؤدي وحده إلى عدم الخوف من جميع األشياء األخرى‪ .‬الرغبة‬
‫تحسب أيضا بين الرذائل‪ .‬ولكن إذا أراد ما هو من األرض فهو رذيلة‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬إذا كانت‬
‫ترغب في السماويات ‪ ،‬فهي فضيلة‪ .‬ألن من يرغب في الحصول على العدل ‪ ،‬وهللا ‪ ،‬والحياة‬
‫األبدية ‪ ،‬والنور األبدي ‪ ،‬وكل ما وعده هللا لإلنسان ‪ ،‬سيحتقر هذه الثروات ‪ ،‬واألوسمة ‪ ،‬واألوامر ‪،‬‬
‫والممالك نفسها‪ .‬ربما سيقول الرواقي إن الميل ضروري لتحقيق هذه األشياء وليس الرغبة ؛‪ ‬لكن ‪،‬‬
‫في الحقيقة ‪ ،‬الميل ليس كافياً‪ .‬بالنسبة للكثيرين الميول‪ .‬لكن عندما يقترب األلم من العناصر‬
‫الحيوية ‪ ،‬فإن الميل يفسح المجال ‪ ،‬لكن الرغبة تستمر‪ :‬وإذا أثرت على أن كل األشياء التي يسعى‬
‫إليها اآلخرون هي موضع ازدراء له ‪ ،‬فهي أعظم فضيلة ‪ ،‬ألنها أم ضبط النفس‪ . .‬ولذلك يجب علينا‬
‫باألحرى أن نحدث هذا ‪ ،‬حتى نتمكن من توجيه العواطف بشكل صحيح ‪ ،‬واالستخدام الفاسد لها هو‬
‫رذيلة‪ .‬ألن هذه اإلثارة الذهنية تشبه عربة مسخرة ‪ ،‬في اإلدارة الصحيحة التي تتمثل المهمة الرئيسية‬
‫للسائق في معرفة الطريق ؛‪  ‬وإذا كان يلتزم بهذا ‪ ،‬وبغض النظر عن السرعة التي قد يذهب إليها ‪،‬‬
‫فلن يضرب عائقًا‪ .‬ولكن إذا تجول بعيدًا عن المسار ‪ ،‬على الرغم من أنه قد يسير بهدوء ولطف ‪،‬‬
‫فسوف يهتز على األماكن الوعرة ‪ ،‬أو ينزلق فوق المنحدرات ‪ ،‬أو على أي حال سيتم نقله إلى حيث‬
‫ال يحتاج إلى الذهاب‪  .‬لذلك فإن عربة الحياة التي يقودها المحب كما لو كانت بخيل سريعة ‪ ،‬إذا‬
‫حافظت على الطريق الصحيح ‪ ،‬ستؤدي واجبها‪ .‬إذاً ‪ ،‬الرهبة والرغبة ‪ ،‬إذا ُألقيت على األرض ‪،‬‬
‫ستصبح رذائل ‪ ،‬لكنها ستكون فضائل إذا تمت إحالتها إلى األشياء اإللهية‪ .‬من ناحية أخرى ‪،‬‬
‫يعتبرون البخل فضيلة ؛‪ ‬التي ‪ ،‬إذا كانت شغفًا باالمتالك ‪ ،‬ال يمكن أن تكون فضيلة ‪ ،‬ألنه يتم توظيفه‬
‫كليًا في زيادة أو الحفاظ على البضائع الدنيوية‪ .‬لكننا ال نحيل الصالح الرئيسي إلى الجسد ‪ ،‬لكننا‬
‫نقيس كل واجب من خالل الحفاظ على الروح فقط‪ .‬ولكن إذا لم يكن علينا بأي حال من األحوال‬
‫الحفاظ على ممتلكاتنا حتى نحافظ على اللطف والعدالة ‪ ،‬كما علمت سابقًا ‪ ،‬فليس من فضيلة أن‬
‫نكون مقتنعين ؛‪ ‬أي اسم يخدع ويخدع تحت ظهور الفضيلة‪ .‬ألن التوفير هو حق االمتناع عن‬
‫الملذات‪  .‬لكنه في هذا الصدد رذيلة ‪ ،‬ألنه ينبع من حب االمتالك ‪ ،‬في حين يجب علينا أن نمتنع عن‬
‫الملذات ‪ ،‬وال نمنع المال بأي حال من األحوال‪ .‬ألن استخدام المال باعتدال ‪ ،‬أي بشكل معتدل ‪ ،‬هو‬
‫نوع من ضعف العقل ‪ ،‬إما بسبب خوف المرء من أن يكون في حاجة ‪ ،‬أو من اليأس من القدرة على‬
‫استرداده ‪ ،‬أو من شخص غير قادر على ازدراء األشياء األرضية‪ .‬لكنهم ‪ ،‬من ناحية أخرى ‪،‬‬
‫يسمونه الذي ال يدخر في ممتلكاته ضاالً‪ .‬لذلك فهم يميزون بين الرجل الليبرالي والضال‪ :‬إنه ليبرالي‬
‫يمنح األشياء التي تستحقها ‪ ،‬وفي المناسبات المناسبة ‪ ،‬وبكميات كافية ؛‪ ‬بل هو ضال يسرف في‬
‫األشياء غير المستحقة ‪ ،‬وعندما ال تكون هناك حاجة ‪ ،‬ودون أي اعتبار لممتلكاته‪ .‬ماذا بعد؟‪ ‬هل‬
‫ندعوه ضال الذي بالشفقة يعطي طعاما للمحتاجين؟‪ ‬لكنه يحدث فرقًا كبي ًرا ‪ ،‬سواء بسبب الشهوة التي‬
‫تمنحها أموااًل للعاهرات ‪ ،‬أو بسبب إحسان البائسين ؛‪ ‬وسواء أهدر الفاسدون والالعبون والقوادون‬
‫أموالك أو تفرغها على التقوى وهللا ؛‪ ‬سواء كنت تنفقه على شهيتك أو تضعه في خزينة‬
‫العدل‪ .‬كما‪  ،‬لذلك ‪ ،‬من الرذيلة أن نضعها بشكل سيء ‪ ،‬لذا فمن األفضل أن نعرضها بشكل جيد‪ .‬إذا‬
‫كانت فضيلة عدم تجنيب الثروات ‪ ،‬التي يمكن استبدالها ‪ ،‬حتى تتمكن من دعم حياة اإلنسان التي ال‬
‫يمكن استبدالها ؛‪ ‬ثم البخل هو نائب‪ .‬لذلك ال يمكنني أن أطلق عليهم أي اسم آخر غير المجنون ‪ ،‬الذي‬
‫يحرم اإلنسان ‪ ،‬حيوان معتدل ومؤنس ‪ ،‬من اسمه ؛‪ ‬الذين ‪ ،‬بعد أن اقتلعوا العواطف ‪ ،‬التي تتكون‬
‫منها البشرية بالكامل ‪ ،‬يرغبون في نقله إلى حالة ذهنية غير قابلة للحركة ‪ ،‬بينما يرغبون في تحرير‬
‫الروح من االضطرابات ‪ ،‬وجعلها ‪ ،‬كما يقولون هم أنفسهم ‪ ،‬هادئة وهادئة ؛‪ ‬وهو ليس مستحياًل‬
‫فقط ‪ ،‬ألن قوته وطبيعته يتألفان من حركة ‪ ،‬ولكن ال يجب أن يكونا كذلك‪ .‬ألن الماء الساكن دائ ًما هو‬
‫غير صحي وأكثر موحلة ‪  ،‬لذا فإن النفس التي ال تتحرك وال تتأثر هي نفسها عديمة النفع‪ :‬ولن تكون‬
‫قادرة على الحفاظ على الحياة نفسها ؛‪ ‬ألنه ال يفكر وال يفكر في أي شيء ‪ ،‬ألن الفكر نفسه ليس أقل‬
‫من إثارة الذهن‪ .‬حسنًا ‪ ،‬أولئك الذين يؤكدون على ثبات النفس يرغبون في حرمان روح الحياة ؛‪ ‬الن‬
‫الحياة مليئة بالنشاط والموت هادئ‪ .‬كما أنهم يعتبرون بحق بعض األشياء فضائل ‪ ،‬لكنهم ال‬
‫يحتفظون بنسبها المستحقة‪ .‬الثبات فضيلة؛‪ ‬ليس أننا نقاوم أولئك الذين يؤذوننا ‪ ،‬ألننا يجب أن نستسلم‬
‫لهؤالء ؛‪  ‬ولماذا يجب القيام بذلك سوف أعرضه اآلن‪ :‬ولكن عندما يأمرنا الناس بالتصرف في‬
‫معارضة شريعة هللا ‪ ،‬ومعارضة للعدالة ‪ ،‬ال ينبغي أن تردعنا التهديدات أو العقوبات عن تفضيل‬
‫أمر هللا على أمر الرجل‪ .‬وبالمثل فإن احتقار الموت فضيلة‪ .‬ليس ألننا نسعى إليه ‪ ،‬ونفرضه على‬
‫أنفسنا بمحض إرادتنا ‪ ،‬كما فعل العديد من الفالسفة المتميزين في كثير من األحيان ‪ ،‬وهو أمر شرير‬
‫وغير تقوى ؛‪  ‬ولكن عندما نضطر إلى التخلي عن هللا ‪ ،‬وخيانة إيماننا ‪ ،‬يجب أن نفضل الخضوع‬
‫للموت ‪ ،‬ويجب أن ندافع عن حريتنا ضد العنف األحمق الذي ال معنى له ألولئك الذين ال يستطيعون‬
‫أن يحكموا أنفسهم ‪ ،‬وعلينا أن نتحدى كل التهديدات بصرامة‪ .‬وأهوال العالم‪ .‬وهكذا فإننا بعقل نبيل ال‬
‫يقهر ندوس على تلك األشياء التي يخافها اآلخرون ‪ -‬األلم والموت‪ .‬هذه فضيلة‪ .‬هذا هو الثبات‬
‫الحقيقي ‪ -‬يجب الحفاظ عليه والحفاظ عليه في هذا الشيء وحده ‪ ،‬بحيث ال يمكن ألي إرهاب وال‬
‫عنف أن يبعدنا عن هللا‪  .‬لذلك هذا هو الشعور الحقيقي لشيشرون‪" :‬ال أحد ‪ "،‬كما يقول ‪" ،‬يمكن أن‬
‫ضا عن سينيكا ‪ ،‬الذي يقول في‬ ‫يكون عادالً من يخاف الموت ‪ ،‬أو األلم ‪ ،‬أو المنفى ‪ ،‬أو تريد‪" .‬أي ً‬
‫كتبه عن الفلسفة األخالقية‪ ":‬هذا هو ذلك الرجل الفاضل ‪ ،‬الذي ال يتميز بإكليل أو أرجواني ‪ ،‬أو‬
‫حضور دكتاتور ‪ ،‬ولكنه ليس أدنى من ذلك ‪ ،‬عندما يرى الموت في متناول اليد ‪ ،‬ال ينزعج كما لو‬
‫أنه رأى شيًئا جديدًا ؛‪ ‬من ‪ ،‬سواء أكان جسده كله عذابًا أم لهبًا أمسك به فمه ‪ ،‬أو تمد يديه على‬
‫الصليب ‪ ،‬ال يسأل عما يعانيه ‪ ،‬ولكن إلى أي مدى‪ " .‬من يعبد هللا يعاني هذه األشياء دون خوف‪.‬‬
‫لذلك فهو عادل‪ .‬بهذه األشياء يتم تنفيذه ‪ ،‬بحيث ال يستطيع أن يعرف أو يحافظ على اإلطالق على‬
‫الفضائل أو الحدود الدقيقة للفضائل ‪ ،‬أيا كان من ابتعاد عن دين هللا الواحد‪ . .‬هذا هو ذلك الرجل‬
‫الفاضل ‪ ،‬الذي ال يميزه إكليل أو أرجواني ‪ ،‬أو حضور الدكتاتور ‪ ،‬ولكنه ليس أدنى من ذلك بأي‬
‫حال من األحوال ‪ ،‬والذي ‪ ،‬عندما يرى الموت في متناول اليد ‪ ،‬ال ينزعج كما لو أنه رأى شيًئا جديدًا‬
‫؛‪ ‬من ‪ ،‬سواء أكان جسده كله عذابًا أم لهبًا أمسك به فمه ‪ ،‬أو تمد يديه على الصليب ‪ ،‬ال يسأل عما‬
‫يعانيه ‪ ،‬ولكن إلى أي مدى‪ " .‬من يعبد هللا يعاني هذه األشياء دون خوف‪ .‬لذلك فهو عادل‪ .‬بهذه‬
‫األشياء يتم تنفيذه ‪ ،‬بحيث ال يستطيع أن يعرف أو يحافظ على اإلطالق على الفضائل أو الحدود‬
‫الدقيقة للفضائل ‪ ،‬أيا كان من ابتعاد عن دين هللا الواحد‪ . .‬هذا هو ذلك الرجل الفاضل ‪ ،‬الذي ال يميزه‬
‫إكليل أو أرجواني ‪ ،‬أو حضور الدكتاتور ‪ ،‬ولكنه ليس أدنى من ذلك بأي حال من األحوال ‪ ،‬والذي ‪،‬‬
‫عندما يرى الموت في متناول اليد ‪ ،‬ال ينزعج كما لو أنه رأى شيًئا جديدًا ؛‪ ‬من ‪ ،‬سواء أكان جسده‬
‫كله عذابًا أم لهبًا أمسك به فمه ‪ ،‬أو تمد يديه على الصليب ‪ ،‬ال يسأل عما يعانيه ‪ ،‬ولكن إلى أي مدى‪.‬‬
‫" من يعبد هللا يعاني هذه األشياء دون خوف‪ .‬لذلك فهو عادل‪ .‬بهذه األشياء يتم تنفيذه ‪ ،‬بحيث ال‬
‫يستطيع أن يعرف أو يحافظ على اإلطالق على الفضائل أو الحدود الدقيقة للفضائل ‪ ،‬أيا كان من‬
‫ابتعاد عن دين هللا الواحد‪ . .‬لم ينزعج كما لو أنه رأى شيًئا جديدًا ؛‪ ‬من ‪ ،‬سواء أكان جسده كله عذابًا‬
‫أم لهبًا أمسك به فمه ‪ ،‬أو تمد يديه على الصليب ‪ ،‬ال يسأل عما يعانيه ‪ ،‬ولكن إلى أي مدى‪ " .‬من‬
‫يعبد هللا يعاني هذه األشياء دون خوف‪ .‬لذلك فهو عادل‪ .‬بهذه األشياء يتم تنفيذه ‪ ،‬بحيث ال يستطيع أن‬
‫يعرف أو يحافظ على اإلطالق على الفضائل أو الحدود الدقيقة للفضائل ‪ ،‬أيا كان من ابتعاد عن دين‬
‫هللا الواحد‪ . .‬لم ينزعج كما لو أنه رأى شيًئا جديدًا ؛‪ ‬من ‪ ،‬سواء أكان جسده كله عذابًا أم لهبًا أمسك به‬
‫فمه ‪ ،‬أو تمد يديه على الصليب ‪ ،‬ال يسأل عما يعانيه ‪ ،‬ولكن إلى أي مدى‪ " .‬من يعبد هللا يعاني هذه‬
‫األشياء دون خوف‪ .‬لذلك فهو عادل‪ .‬بهذه األشياء يتم تنفيذه ‪ ،‬بحيث ال يستطيع أن يعرف أو يحافظ‬
‫‪. .‬على اإلطالق على الفضائل أو الحدود الدقيقة للفضائل ‪ ،‬أيا كان من ابتعاد عن دين هللا الواحد‬

‫‪.‬الثامن عشر‪ .‬لبعض أوامر هللا والصبر‬

‫لكن دعونا نترك الفالسفة ‪ ،‬الذين إما ال يعرفون شيًئا على اإلطالق ‪ ،‬ونبقي هذا الجهل بالذات على‬
‫أنه أعظم معرفة ؛‪ ‬أو من ‪ ،‬بقدر ما يظنون أنهم يعرفون ما يجهلون عنه ‪ ،‬هم أحمق سخيف‬
‫ومتعجرفون‪  .‬دعونا إذن (لنعود إلى هدفنا) ‪ ،‬الذين أظهر لهم هللا وحده الحق ‪ ،‬وأرسلت الحكمة من‬
‫السماء ‪ ،‬نمارس تلك األشياء التي يأمرنا بها هللا الذي ينيرنا‪ :‬دعنا ندعم ونتحمل أعمالنا‪ .‬الحياة ‪ ،‬من‬
‫خالل المساعدة المتبادلة تجاه بعضنا البعض ؛‪ ‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا كنا قد قمنا بأي عمل صالح ‪ ،‬فلنهدف‬
‫إلى المجد منه‪ .‬ألن هللا يحذرنا من أن فاعل العدل ال ينبغي أن يكون متفاخ ًرا ‪ ،‬لئال يبدو أنه قد أدى‬
‫واجبات الخير ‪ ،‬وليس رغبة في إطاعة الوصايا اإللهية بقدر إرضاء الناس ‪ ،‬ويجب أن يكون لديه‬
‫بالفعل مكافأة المجد التي قصدها ‪ ،‬وال ينبغي أن ينال أجر تلك المكافأة السماوية واإللهية‪ .‬األشياء‬
‫األخرى التي يجب على عابد هللا أن يراعيها تكون سهلة ‪ ،‬عندما تُدرك هذه الفضائل ‪ ،‬فال ينبغي‬
‫ألحد أن يتكلم بها زوراً من أجل الخداع أو اإليذاء‪ .‬فال يجوز لمن يزرع الحق أن يغش في أي شيء‬
‫وأن يحيد عن الحقيقة نفسها التي يتبعها‪ .‬في طريق العدالة هذا وكل الفضائل ال مكان للباطل‪ .‬لذلك‬
‫فإن الرحالة الصادق والعادل لن يستخدم قول لوسيليوس‪ - :‬أنه ال ينبغي ألحد أن يتكلم كذبًا من أجل‬
‫الخداع أو الجرح‪  .‬فال يجوز لمن يزرع الحق أن يغش في أي شيء وأن يحيد عن الحقيقة نفسها التي‬
‫يتبعها‪ .‬في طريق العدالة هذا وكل الفضائل ال مكان للباطل‪ .‬لذلك فإن الرحالة الصادق والعادل لن‬
‫يستخدم قول لوسيليوس‪ - :‬أنه ال ينبغي ألحد أن يتكلم كذبًا من أجل الخداع أو الجرح‪ .‬فال يجوز لمن‬
‫يزرع الحق أن يغش في أي شيء وأن يحيد عن الحقيقة نفسها التي يتبعها‪ .‬في طريق العدالة هذا‬
‫‪: -‬وكل الفضائل ال مكان للباطل‪ .‬لذلك فإن الرحالة الصادق والعادل لن يستخدم قول لوسيليوس‬

‫ليس لي أن أتحدث كذبًا إلى رجل صديق ومعارف" ؛"‬

‫لكنه سيعتقد أنه ليس من دوره أن يتكلم زوراً حتى مع عدو وغريب ؛‪ ‬ولن يتصرف على هذا النحو‬
‫في أي وقت ‪ ،‬حتى يتعارض لسانه ‪ ،‬الذي هو مفسر عقله ‪ ،‬مع شعوره وفكره‪ .‬إذا أقرض أي مال ‪،‬‬
‫فلن يحصل على فائدة ‪ ،‬وأن المنفعة قد ال تتأثر بما تفي بالضرورة ‪ ،‬وأنه قد يمتنع تما ًما عن‬
‫ممتلكات شخص آخر‪ .‬ألنه في هذا النوع من الواجب يجب أن يكتفي بما هو عليه ؛‪ ‬بما أنه من واجبه‬
‫نواح أخرى عدم اإلبقاء على ممتلكاته ‪ ،‬حتى يتمكن من فعل الخير ؛‪ ‬ولكن الحصول على أكثر‬ ‫ٍ‬ ‫في‬
‫مما أعطاه هو أمر غير عادل‪ .‬ومن يفعل هذا يكمن في انتظار بعض الشيء ‪ ،‬فيحصل على غنيمة‬
‫من ضرورة غيره‪ .‬لكن الرجل الصالح ال يغفل أي فرصة لعمل أي شيء برحمة‪ :‬ولن يلوث نفسه‬
‫بمكاسب من هذا القبيل‪ .‬لكنه سيتصرف حتى ال يُحسب ما يقرضه من أعماله الصالحة دون أن يخسر‬
‫نفسه‪ .‬يجب أال يتلقى هدية من رجل فقير ؛‪ ‬حتى إذا كان هو نفسه قد دفع شيًئا ‪ ،‬فقد يكون جيدًا بقدر‬
‫ما هو مجاني‪ .‬من يشتم ‪ ،‬يجب أن يستجيب له بالبركة‪ .‬هو نفسه ال يجب أن يشتم أبدًا ‪ ،‬حتى ال‬
‫ضا أن يتوخى‬ ‫تخرج أي كلمة شريرة من فم رجل يوقر الكلمة الطيبة‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬يجب عليه أي ً‬
‫الحذر ‪ ،‬لئال يصنع عد ًوا ألي خطأ منه في أي وقت ؛‪ ‬وإذا كان على أي شخص أن يكون وقحًا‬
‫لدرجة أن يلحق األذى بإنسان صالح وعادل ‪ ،‬فعليه أن يتحمل ذلك بهدوء واعتدال ‪ ،‬وال يأخذ على‬
‫عاتقه االنتقام ‪ ،‬بل يحتفظ به لدينونة هللا‪ .‬يجب عليه في جميع األوقات واألماكن أن يحرس‬
‫البراءة‪  .‬وهذا األمر ال ينحصر في أن الكذبة ال ينبغي أن تلحق األذى بنفسه ‪ ،‬ولكن تلك الكذبة ال‬
‫قاض عظيم للغاية وغير متحيز ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ينبغي أن تنتقم لها عندما تلحق بنفسه‪ .‬إذ يجلس على كرسي القضاء‬
‫ومراقب وشاهد للجميع‪ .‬فليفضله على اإلنسان‪ .‬فليختار باألحرى أنه ينبغي أن يصدر حك ًما احترا ًما‬
‫لقضيته ‪ ،‬التي ال يمكن ألحد أن يفلت من عقوبتها ‪ ،‬إما بدعوة أحد أو لصالحه‪ .‬وهكذا يحدث أن‬
‫الرجل العادل هو موضوع ازدراء الجميع ؛‪ ‬وألنه يُعتقد أنه غير قادر على الدفاع عن نفسه ‪،‬‬
‫فسيُعتبر كسواًل وغير نشط ؛‪ ‬ولكن إذا انتقم أحد من عدوه ‪ ،‬فيُحكم عليه على أنه رجل روح ونشاط ‪-‬‬
‫شرفه وتقديسه‪  .‬وعلى الرغم من أن الرجل الصالح لديه القدرة على ربح الكثيرين ‪ ،‬لكنهم ينظرون‬
‫إلى القادر على األذى ال إلى القادر على االنتفاع‪ .‬ولكن فساد البشر ال يقدر على إفساد الرجل‬
‫الصديق حتى ال يجتهد في طاعة هللا‪ .‬ويفضل أن يكون محتق ًرا ‪ ،‬بشرط أن يؤدي دائ ًما واجب الرجل‬
‫الصالح ‪ ،‬وليس واجب الرجل السيئ أبدًا‪ .‬يقول شيشرون في نفس هذه الكتب عن االحترام للمكاتب‪:‬‬
‫"ولكن إذا أراد أي شخص كشف هذا المفهوم غير الواضح لروحه ‪ ،‬فدعوه يعلم نفسه على الفور أنه‬
‫رجل صالح يستفيد من أولئك الذين يستطيعون ‪ ،‬وال يؤذي أحدًا ما لم يتم استفزازه‪ .‬عن طريق‬
‫االصابة "‪ .‬وليس من رجل سيء‪ .‬يقول شيشرون في نفس هذه الكتب عن االحترام للمكاتب‪" :‬ولكن‬
‫إذا أراد أي شخص كشف هذا المفهوم غير الواضح لروحه ‪ ،‬فدعوه يعلم نفسه على الفور أنه رجل‬
‫صالح يستفيد من أولئك الذين يستطيعون ‪ ،‬وال يؤذي أحدًا ما لم يتم استفزازه‪ .‬عن طريق االصابة‬
‫"‪ .‬وليس من رجل سيء‪  .‬يقول شيشرون في نفس هذه الكتب عن االحترام للمكاتب‪" :‬ولكن إذا أراد‬
‫أي شخص كشف هذا المفهوم غير الواضح لروحه ‪ ،‬فدعوه يعلم نفسه على الفور أنه رجل صالح‬
‫‪ ".‬يستفيد من أولئك الذين يستطيعون ‪ ،‬وال يؤذي أحدًا ما لم يتم استفزازه‪ .‬عن طريق االصابة‬

‫آه كيف أفسد عاطفة بسيطة وصحيحة بإضافة كلمتين!‪ ‬فما الحاجة إلى إضافة هذه الكلمات ‪" ،‬إال إذا‬
‫كان سببها ضرر؟"‪ ‬أنه قد يلحق الرذيلة باعتباره ذياًل شائنًا لرجل صالح وقد يمثله على أنه بدون‬
‫صبر ‪ ،‬وهو أعظم الفضائل‪ .‬قال إن الرجل الصالح سيُلحق األذى إذا تم استفزازه‪ :‬اآلن يجب‬
‫بالضرورة أن يفقد اسم الرجل الصالح من هذا الظرف بالذات ‪ ،‬إذا تسبب في إصابة‪ .‬ألنه ال يقل دور‬
‫الرجل السيئ في رد الجرح عن إلحاقه به‪ .‬فمن أي مصدر تنشأ الخالفات ‪ ،‬ومن أي مصدر تنشأ‬
‫الخالفات والخالفات بين الناس ‪ ،‬باستثناء أن نفاد الصبر المعارض للظلم غالبًا ما يثير عواصف‬
‫عظيمة؟‪ ‬ولكن إذا صادفت الظلم بالصبر ‪ ،‬فال شيء أكثر صحة من فضيلة ‪ ،‬ال شيء يستحق الرجل‬
‫أكثر من ذلك ‪ ،‬سوف ينطفئ على الفور ‪ ،‬كما لو كنت تصب الماء على النار‪ .‬ولكن إذا كان ذلك‬
‫الظلم الذي يثير المعارضة قد قوبل بنفاد صبر مسا ٍو له ‪ ،‬كما لو كان منتش ًرا بالنفط ‪ ،‬فإنه سيثير‬
‫حريقًا هائالً ال يمكن لتيار أن يطفئه ‪ ،‬إال إراقة الدماء‪ .‬عظيم ‪ ،‬إذن ‪ ،‬ميزة الصبر التي حرمها الحكيم‬
‫الرجل الصالح‪ .‬ألن هذا وحده ال يحدث شر‪ .‬وإذا أعطي للجميع فلن يكون هناك شر وال غش في‬
‫شؤون الناس‪ .‬ما يمكن ‪ ،‬إذن ‪ ،‬أن يكون كارثيًا لرجل صالح ‪ ،‬متعارضًا جدًا مع شخصيته ‪ ،‬بحيث‬
‫يفقد مقاليد الغضب ‪ ،‬مما يحرمه ليس فقط من لقب رجل صالح ‪ ،‬بل حتى لقب الرجل ؛‪ ‬منذ أن جرح‬
‫صا آخر ‪ ،‬كما يقول هو نفسه بصدق ‪ ،‬ال يتوافق مع طبيعة االنسان؟‪ ‬ألنك إذا استفزت ماشية أو‬ ‫شخ ً‬
‫خيل فإنها تنقلب عليك إما بحافرها أو بقرونها‪ .‬والثعابين والوحوش ‪ ،‬ما لم تطاردها فتقتلها ‪ ،‬فال‬
‫تتعب‪  .‬وللعودة إلى أمثلة من الرجال ‪ ،‬حتى عديمي الخبرة والسفهاء ‪ ،‬إذا تعرضوا في أي وقت‬
‫إلصابة ‪ ،‬يقودهم غضب أعمى وغير عقالني ‪ ،‬والسعي لالنتقام ممن يجرحهم‪ .‬إذن ‪ ،‬في أي وجه‬
‫يختلف الرجل الحكيم والصالح عن الشر والجاهل ‪ ،‬إال أن له صب ًرا ال يقهر ‪ ،‬والجاهل معدمون ؛‪ ‬إال‬
‫أنه يعرف كيف يحكم نفسه ‪ ،‬ويخفف من غضبه ‪ ،‬الذين ال يقدرون على كبحه ألنهم بال فضيلة؟‪ ‬لكن‬
‫هذا الظرف خدعه بشكل واضح ‪ ،‬ألنه عندما يتم التحقيق في احترام الفضيلة ‪ ،‬كان يعتقد أنه جزء‬
‫من الفضيلة أن تتغلب في كل نوع من الخالف‪ .‬كما أنه لم يكن قاد ًرا بأي شكل من األشكال على أن‬
‫يرى ‪ ،‬أن الرجل الذي يفسح المجال للحزن والغضب ‪ ،‬والذي ينغمس في هذه المشاعر ‪ ،‬التي كان‬
‫عليه باألحرى أن يكافح ضدها ‪ ،‬والذي يندفع حيثما يسميه الظلم ‪ ،‬ال يقوم بواجبه‪ .‬من الفضيلة‪ .‬فمن‬
‫سعى لرد الجرح ‪ ،‬أراد أن يقلد ذلك الشخص الذي أصابه‪ .‬وهكذا فإن من يقلد رجالً سيئا ً ال يمكن أن‬
‫يكون صالحا ً بأي حال من األحوال‪ .‬لذلك فقد أزال بكلمتين من الصالح والحكيم اثنتين من أعظم‬
‫الفضائل ‪ ،‬البراءة والصبر‪ .‬ولكن ‪ ،‬كما يروي سالوستيوس ‪ ،‬قاله أبيوس ‪ ،‬ألنه هو نفسه مارس‬
‫ضا أن يعيش على طريقة الكلب ‪ ،‬حتى يعض في المقابل عند‬ ‫فصاحة الكالب ‪ ،‬يتمنى اإلنسان أي ً‬
‫مهاجمته‪  .‬وإلظهار مدى ضرر رد اإلهانة هذا ‪ ،‬وما هي المذبحة التي اعتادت أن تنتجها ‪ ،‬مما يمكن‬
‫البحث عنه أكثر من مثال أكثر مالءمة ‪ ،‬من أكثر الكوارث حزنًا للمعلم نفسه ‪ ،‬الذي ‪ ،‬بينما كان‬
‫يرغب في إطاعة هذه التعاليم من الفالسفة دمر نفسه؟‪ ‬ألنه إذا تعرض لإلصابة ‪ ،‬فقد احتفظ بالصبر ‪-‬‬
‫إذا كان قد علم أنه جزء من الرجل الصالح أن يتخلف ويتحمل اإلهانة ‪ ،‬وأن نفاد صبره وغروره‬
‫وجنونه لم يسكب تلك الخطب النبيلة ‪ ،‬نقش عليه اسم مشتق من مصدر آخر ‪ ،‬فلن يلوث أبدًا ‪ ،‬برأسه‬
‫الملصق عليهم ‪ ،‬الروسترا التي كان يميز نفسه عليها سابقًا ‪ ،‬ولن يؤدي هذا الحظر إلى تدمير الدولة‬
‫تما ًما‪ .‬لذلك فليس من رجل حكيم وصالح أن يرغب في المجادلة ‪ ،‬ويلزم نفسه بالخطر ‪ ،‬ألن‬
‫االنتصار ليس في قدرتنا ‪ ،‬وكل منافسة مشكوك فيها ؛‪ ‬لكنه جزء من رجل حكيم ورائع أال يرغب في‬
‫إزالة خصمه ‪ ،‬وهو أمر ال يمكن القيام به دون الشعور بالذنب والخطر ‪ ،‬ولكن إنهاء الصراع نفسه ‪،‬‬
‫والذي يمكن أن يتم بميزة وعدالة‪ .‬لذلك فإن الصبر هو فضيلة عظيمة جدا‪ .‬ولكي ينال الصديق هذا ‪،‬‬
‫شاء هللا ‪ ،‬كما قيل من قبل ‪ ،‬أن يحتقره كالكسل‪ .‬ألنه ما لم يكن قد تعرض لإلهانة ‪ ،‬فلن يعرف مدى‬
‫ثباته في كبح نفسه‪  .‬اآلن ‪ ،‬إذا بدأ في متابعة مهاجمه بالعنف ‪ ،‬عند استفزازه ‪ ،‬يتم التغلب عليه‪ .‬ولكن‬
‫إذا كان قد كبت تلك المشاعر عن طريق التفكير ‪ ،‬فلديه سيطرة كاملة على نفسه‪ :‬فهو قادر على أن‬
‫يحكم نفسه‪  .‬وهذا التقييد للنفس يسمى بحق الصبر ‪ ،‬وهو فضيلة واحدة تعارض كل الرذائل‬
‫والعواطف‪ .‬وهذا يذ ّكر بالعقل المضطرب والمتذبذب إلى هدوءه‪ .‬هذا يخفف ‪ ،‬هذا يعيد الرجل‬
‫لنفسه‪  .‬لذلك ‪ ،‬حيث إنه من المستحيل وغير المجدي مقاومة الطبيعة ‪ ،‬حتى ال نكون متحمسين على‬
‫اإلطالق ؛‪  ‬ومع ذلك ‪ ،‬قبل أن تنفجر العاطفة إللحاق األذى ‪ ،‬بقدر اإلمكان ‪ ،‬دعها تهدأ في الوقت‬
‫المناسب‪ .‬لقد أمرنا هللا أال تغرب الشمس على غضبنا ‪ ،‬لئال يغادر شاهداً على جنوننا‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬قام‬
‫ماركوس توليوس ‪ ،‬على عكس وصيته ‪ ،‬التي تحدثت عنها مؤخ ًرا ‪ ،‬بأعظم الثناء على نسيان‬
‫اإلصابات‪  .‬يقول‪" :‬إنني أتمتع باآلمال ‪ ،‬يا قيصر ‪ ،‬الذي اعتاد الفن على نسيان أي شيء سوى‬
‫‪".‬الجروح‬

‫‪.‬التاسع عشر‪ .‬التأثيرات واستخدامها ؛‪ ‬وثالث من الغضب‬

‫عندما يحاول الرواقيون اقتالع عواطف اإلنسان من جذورها على أنها أمراض ‪ ،‬فإنهم يعارضونهم‬
‫ضا ‪ ،‬ويقولون إنه ال يوجد شيء في‬ ‫المشائون ‪ ،‬الذين ال يحتفظون بها فحسب ‪ ،‬بل يدافعون عنها أي ً‬
‫اإلنسان ال ينتج فيه بعقل كبير وبصيرة‪ .‬يقولون هذا بحق بالفعل ‪ ،‬إذا كانوا يعرفون الحدود الحقيقية‬
‫لكل فرد‪ .‬وبنا ًء على ذلك ‪ ،‬يقولون إن عاطفة الغضب هذه هي شحذ الفضيلة ‪ ،‬كأن ال أحد يستطيع أن‬
‫يحارب األعداء بشجاعة ما لم يكن متحمسًا للغضب ؛‪ ‬التي يظهرون بها بوضوح أنهم ال يعرفون ما‬
‫هي الفضيلة ‪ ،‬وال لماذا غضب هللا على اإلنسان‪ .‬وإذا كان هذا قد أعطي لنا لهذا الغرض ‪ ،‬حتى‬
‫نستخدمه لقتل البشر ‪ ،‬فما الذي يمكن اعتباره أكثر وحشية من اإلنسان ‪ ،‬وما هو أكثر شبها ً بالوحوش‬
‫من ذلك الحيوان الذي شكله هللا من أجل الشركة والبراءة؟‪ ‬هناك إذن‪ ‬ثالث عواطف تدفع الرجل إلى‬
‫كل الجرائم‪ :‬الغضب ‪ ،‬والشهوة ‪ ،‬والشهوة‪ .‬على أي حساب قال الشعراء إن هناك ثالث حنقات‬
‫تسيء إلى عقول الرجال‪ :‬الغضب يتوق إلى االنتقام ‪ ،‬والرغبة في الثراء ‪ ،‬وشهوة الملذات‪ .‬لكن هللا‬
‫وضع حدودًا ثابتة لكل هذه‪ .‬وإذا تجاوزوا هذه الحدود وبدأوا في أن يكونوا أكبر من الالزم ‪ ،‬يجب‬
‫بالضرورة أن يحرفوا طبيعتهم ويتحولوا إلى أمراض ورذائل‪ .‬وهي ليست مسألة جهد كبير إلظهار‬
‫ماهية هذه الحدود‪ .‬يتم منحنا النقاء لتوفير تلك األشياء الضرورية للحياة ؛‪ ‬الخضوع إلنجاب‬
‫النسل ؛‪  ‬عاطفة السخط ‪ ،‬لتقييد أخطاء من هم في قوتنا ‪ ،‬أي حتى يمكن تشكيل سن الرقة من خالل‬
‫االنضباط األكثر صرامة للنزاهة والعدالة‪ :‬ألنه إذا لم يحد الخوف هذا الوقت من الحياة ‪ ،‬فإن‬
‫الرخصة ستنتج الجرأة ‪ ،‬وهذا سينتشر في كل عمل مشين وجريء‪ .‬لذلك ‪ ،‬بما أنه من العدل‬
‫والضروري استخدام الغضب تجاه الشباب ‪ ،‬فمن المؤذي وغير األخالقي استخدامه تجاه من هم في‬
‫عصرنا‪ .‬إنه شرير ‪ ،‬ألن البشرية مجروحة ؛‪ ‬ضار ‪ ،‬ألنهم إذا عارضوا ‪ ،‬فمن الضروري إما‬
‫تدميرهم أو هالكهم‪ .‬ولكن أن هذا الذي تكلمت عنه هو سبب منح عاطفة الغضب لإلنسان ‪ ،‬يمكن‬
‫فهمه من تعاليم هللا نفسه ‪ ،‬الذي يأمرنا بأال نغضب على أولئك الذين يسبوننا ويؤذوننا ‪ ،‬لكن ذلك‬
‫يجب أن نضع أيدينا دائ ًما على الشباب ؛‪ ‬أي أنه عندما يخطئون ‪ ،‬يجب أن نصححهم بخطوط‬
‫مستمرة ‪  ،‬لئال يتدربوا بالحب غير المجدي والتساهل المفرط على الشر ويتغذون على الرذائل‪ .‬لكن‬
‫الذين ال يملكون الخبرة في الشؤون ويجهلون العقل ‪ ،‬قد طردوا تلك المشاعر التي أعطيت لإلنسان‬
‫لالستخدامات الصالحة ‪ ،‬وهم يتجولون على نطاق أوسع مما يتطلبه العقل‪ .‬من هذا السبب يعيشون‬
‫ظل ًما وغير ودي‪  .‬إنهم يوظفون الغضب على نظرائهم في السن‪ :‬ومن ثم الخالفات ‪ ،‬ومن ثم النفي ‪،‬‬
‫وبالتالي نشأت الحروب على عكس العدالة‪ .‬إنهم يستخدمون الرغبة في تكديس الثروات‪ :‬ومن هنا‬
‫نشأت جميع أنواع الجرائم‪ .‬إنهم يستعملون الشهوة فقط للتمتع بالملذات‪ :‬من هنا الفجور ‪ ،‬ومن ثم‬
‫الزنا ‪ ،‬فكانت كل فساد‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فمن قلل من تلك المشاعر في حدودها الصحيحة ‪ ،‬والتي ال يستطيع‬
‫‪ ،‬الجهالء باهلل أن يفعلوها ‪ ،‬فهو صبور‬
‫‪.‬بمشاعرهم ‪ ،‬و ُم َّ‬
‫لذاتهم في الجراح وفي اإلنسان ؛‪ ‬ومن دواعي سروري العيون والنظارات‪XX. ‬‬

‫يبقى أن أتحدث ضد ملذات الحواس الخمس ‪ ،‬وهذا باختصار ‪ ،‬ألن مقياس الكتاب نفسه يتطلب اآلن‬
‫االعتدال ؛‪ ‬يجب التغلب عليها جميعًا ‪ ،‬بما أنها شريرة ومميتة ‪ ،‬وإخضاعها بالفضيلة ‪ ،‬أو كما قلت‬
‫قليالً قبل احترام المشاعر ‪ ،‬يجب استعادتها إلى مناصبها المناسبة‪ .‬الحيوانات األخرى ليس لها‬
‫متعة ‪ ،‬باستثناء تلك التي تتعلق فقط بالجيل‪ .‬لذلك يستخدمون حواسهم لضرورة طبيعتهم‪ :‬إنهم يرون‬
‫حتى يتمكنوا من البحث عن األشياء الضرورية للحفاظ على الحياة ؛‪ ‬يسمعون بعضهم البعض‬
‫ويميزون بعضهم البعض حتى يتمكنوا من االجتماع‪ .‬إما أن يكتشفوا من الرائحة أو يدركون من‬
‫الذوق األشياء المفيدة للطعام ؛‪ ‬يرفضون ويرفضون األشياء التي ال فائدة منها ‪ ،‬يقيسون عمل األكل‬
‫والشرب من خالل ملء معدتهم‪ .‬لكن بصيرة الخالق األكثر مهارة أعطت اإلنسان متعة بال حدود ‪،‬‬
‫وعرضة للسقوط في الرذيلة ‪ ،‬ألنه وضع أمامه فضيلة قد تتعارض دائ ًما مع المتعة ‪ ،‬كما هو الحال‬
‫مع العدو المنزلي‪ .‬يقول شيشرون ‪ ،‬في كتاب كاتو ماجور‪" :‬في الحقيقة ‪ ،‬ال تُثار الفسوق ‪ ،‬والزنا ‪،‬‬
‫واألفعال المشينة بإغراءات أخرى غير تلك المتعلقة باللذة‪ .‬وبما أن الطبيعة أو بعض هللا لم يمنح‬
‫اإلنسان شيًئا أفضل من العقل ‪ ،‬فال شيء معادية جدًا لهذه المنفعة اإللهية والعطية على أنها متعة‪.‬‬
‫ألنه عندما تسود الشهوة ال يوجد مكان لالعتدال ‪ ،‬وال يمكن أن يكون للفضيلة أي وجود عندما تسود‬
‫المتعة "‪  .‬ولكن ‪ ،‬من ناحية أخرى ‪ ،‬أعطى هللا فضيلة على هذا الحساب ‪ ،‬حتى أنه قد يقهر ويغلب‬
‫اللذة ‪ ،‬وذلك ‪  ،‬عندما تتجاوز الحدود المخصصة لها ‪ ،‬قد تقيدها ضمن الحدود المقررة ‪ ،‬خشية أن‬
‫تهدئ وتأسر اإلنسان بالمتعة ‪ ،‬وتجعله خاضعًا لسيطرتها ‪ ،‬وتعاقبه بالموت األبدي‪ .‬اللذة الناشئة عن‬
‫العين متنوعة ومتشعبة ‪ ،‬وهي مشتقة من رؤية األشياء الممتعة في الجماع مع الرجال ‪ ،‬أو في‬
‫الطبيعة أو الصنعة‪ .‬لقد أخذ الفالسفة هذا األمر عن حق‪ .‬ألنهم يقولون إن النظر إلى السماء أفضل‬
‫بكثير من األعمال المنحوتة ‪ ،‬وأن يعجب اإلنسان بهذا العمل األجمل المزين بأضواء النجوم المتأللئة‬
‫‪ ،‬كما هو الحال مع الزهور ‪ ،‬من اإلعجاب باألشياء المرسومة والرائعة‪ .‬مصبوب ومتنوع‬
‫بالجواهر‪  .‬ولكن عندما حثونا ببالغة على احتقار األشياء األرضية ‪ ،‬وحثونا على أن ننظر إلى‬
‫السماء ‪ ،‬ومع ذلك فهم ال يحتقرون هذه النظرات العامة‪ .‬لذلك كالهما مسرور بهما وموجود بهما‬
‫بفرح‪  .‬مع ذلك ‪ ،‬بما أنهم أكبر تحريض على الرذائل ‪ ،‬ولديهم ميل أقوى إلفساد عقولنا ‪ ،‬يجب أن‬
‫ضا في أكبر قدر‬ ‫يُسلبوا منا ؛‪  ‬ألنهم ال يساهمون فقط في حياة سعيدة دون أي اعتبار ‪ ،‬بل يتسببون أي ً‬
‫من األذى‪ .‬ألن من يعتقد أنه من دواعي سروري أن يقتل الرجل أمام عينيه ‪ ،‬وإن كان محكو ًما عليه‬
‫بالعدل ‪ ،‬فإنه يلوث ضميره كما لو كان متفر ًجا ومشار ًكا في جريمة قتل تم ارتكابها سراً‪ .‬ومع ذلك‬
‫فإنهم يسمون هذه الرياضات التي يسفك فيها دم اإلنسان‪ .‬حتى اآلن غادر شعور اإلنسانية عن الرجال‬
‫‪ ،‬حتى أنهم عندما يدمرون حياة الرجال ‪ ،‬يعتقدون أنهم يستمتعون بالرياضة ‪ ،‬أن يكونوا مذنبين أكثر‬
‫من كل أولئك الذين يق ّدرون إراقة دماءهم لذة‪ .‬أسأل اآلن عما إذا كان بإمكانهم أن يكونوا رجااًل‬
‫عادلين وأتقياء ‪ ،‬الذين ‪ ،‬عندما يرون رجااًل يتعرضون لضربة الموت ‪ ،‬ويطلبون الرحمة ‪ ،‬ال‬
‫ضا ‪ ،‬ويمنحون أصواتًا قاسية وغير إنسانية لموتهم ‪ ،‬ال‬ ‫يعانون فقط من الموت ‪ ،‬بل يطالبون بها أي ً‬
‫يشبعون من الجروح وال يكتفون بسفك الدماء‪ .‬ثم يأمرونهم ‪ ،‬رغم الجرحى والسجود ‪ ،‬بالهجوم مرة‬
‫أخرى ‪ ،‬وتضييع مداعباتهم في الضربات ‪ ،‬حتى ال يخدعهم أحد بالموت المزعوم‪ .‬بل إنهم غاضبون‬
‫من المقاتلين ‪ ،‬ما لم يُقتل أحدهما بسرعة ؛‪ ‬وكأنهم متعطشون لدماء البشر يكرهون التأخير‪ .‬إنهم‬
‫يطالبون بإعطائهم مقاتلين جدد وجدد ‪ ،‬حتى يرضوا أعينهم في أسرع وقت ممكن‪ .‬أن تكون مشبعًا‬
‫بهذه الممارسة ‪ ،‬لقد فقدوا إنسانيتهم‪ .‬لذلك هم ال يشفقون على األبرياء ‪ ،‬بل يمارسون كل ما تعلموه‬
‫في ذبح األشرار‪  .‬لذلك ‪ ،‬ال يليق بأولئك الذين يسعون للبقاء على طريق العدالة أن يكونوا رفقاء‬
‫ومشاركين في جريمة القتل العلني هذه‪ .‬ألنه عندما يمنعنا هللا من القتل ‪ ،‬فهو ال يمنعنا فقط من العنف‬
‫العلني ‪ ،‬وهو ما ال تسمح به القوانين العامة ‪ ،‬ولكنه يحذرنا من ارتكاب تلك األشياء التي تعتبر‬
‫قانونية بين الرجال‪ .‬وبالتالي لن يكون قانونيًا لرجل عادل أن ينخرط في الحرب ‪ ،‬ألن حربه هي‬
‫العدالة بحد ذاتها ‪ ،‬وال أن يتهم أي شخص بتهمة اإلعدام ‪ ،‬ألنه ال فرق بين قتل رجل بالكالم أو‬
‫باألحرى السيف ‪ ،‬ألن القتل نفسه ممنوع‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فيما يتعلق بوصية هللا هذه ‪ ،‬يجب أال يكون هناك‬
‫استثناء على اإلطالق ولكن من غير القانوني دائ ًما قتل إنسان أراد هللا أن يكون حيوانًا مقدسًا‪ .‬لذلك ال‬
‫ينبغي ألحد أن يتخيل أنه حتى هذا مسموح به ‪ ،‬خنق األطفال حديثي الوالدة ‪ ،‬وهو أعظم‬
‫معصية ؛‪ ‬الن هللا ينفخ في ارواحهم مدى الحياة ال للموت‪ .‬لكن الرجال ‪ ،‬حتى ال تكون هناك جريمة‬
‫قد ال يلوثون بها أيديهم ‪ ،‬يحرمون أروا ًحا بريئة وبسيطة من النور الذي لم يعطوه هم أنفسهم‪ .‬هل‬
‫يمكن ألي شخص ‪ ،‬حقًا ‪ ،‬أن يتوقع أنه سيمتنع عن دماء اآلخرين الذين ال يمتنعون حتى عن‬
‫دماءهم؟‪ ‬لكن هؤالء بال جدال شرير وظالم‪ .‬من هم الذين ترغمهم التقوى الباطلة على فضح‬
‫أوالدهم؟‪ ‬هل يمكن اعتبارهم أبرياء من كشف ذريتهم فريسة للكالب ‪ ،‬وبقدر ما يعتمد عليهم ‪،‬‬
‫اقتلوهم بطريقة أشد قسوة مما لو خنقوهم؟‪ ‬من يشك في أنه غير تقوى الذي يعطي فرصة لشفقة‬
‫اآلخرين؟‪  ‬ألنه ‪ ،‬على الرغم من أن ما تمناه ينبغي أن يصيب الطفل ‪ -‬أي تربيته ‪ -‬فإنه بالتأكيد قد سلم‬
‫نسله إما للعبودية أو إلى بيت الدعارة؟‪ ‬ولكن من ال يفهم ‪ ،‬ومن يجهل ما يمكن أن يحدث ‪ ،‬أو اعتاد‬
‫وحده ‪ OEdipus ،‬أن يحدث ‪ ،‬في حالة كل جنس ‪ ،‬حتى من خالل الخطأ؟‪ ‬لهذا يتضح من مثال‬
‫الخلط بينه وبين الذنب المزدوج‪ .‬لذلك ‪ ،‬من الشرير أن يُفضح مثله مثل القتل‪ .‬لكن األبناء يشكون حقًا‬
‫من ندرة وسائلهم ‪ ،‬ويزعمون أنه ليس لديهم ما يكفي لتربية المزيد من األطفال ؛‪ ‬كأن وسائلهم في‬
‫الحقيقة كانت في يد من يملكها ‪ ،‬او لم يجعل هللا الغني فقيرا يوميا والفقير اغنياء‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا كان أي‬
‫شخص بسبب الفقر غير قادر على تربية األطفال ‪ ،‬فمن األفضل االمتناع عن الزواج بدالً من األيدي‬
‫الشريرة لتشويه عمل هللا‪ .‬فإذا كان القتل ال يجوز بأي شكل من األشكال ‪ ،‬فال يجوز لنا أن نكون‬
‫حاضرين على اإلطالق ‪ ،‬لئال يسفك الدم في الضمير ‪ ،‬ألن ذلك الدم يقدم إلرضاء الناس‪ .‬وأنا أميل‬
‫إلى االعتقاد بأن التأثير المفسد للمرحلة ال يزال أكثر تلويثًا‪ .‬ألن موضوع الكوميديا هو إهانة‬
‫العذارى أو محبة الزواني‪ .‬وكلما كانوا أكثر بالغة هم الذين ألفوا حسابات هذه األفعال المشينة ‪ ،‬كلما‬
‫اقنعوا بأناقة مشاعرهم ؛‪ ‬واآليات المنسجمة والمنسقة بسهولة أكبر تبقى ثابتة في ذاكرة‬
‫السامعين‪  .‬وبنفس الطريقة ‪ ،‬فإن قصص التراجيديين تضع أمام أعين األبناء وسفاح الملوك‬
‫األشرار ‪ ،‬وتمثل جرائم مأساوية‪ .‬وما هو التأثير اآلخر الذي تحدثه اإليماءات غير المحتشمة لالعبين‬
‫‪ ،‬ولكن كالهما يعلم ويثير الشهوات؟‪ ‬الذين يتألمون بأجسادهم المتعثرة بعد مشية النساء ولباسهن ‪،‬‬
‫تقلد النساء غير العفيفات بإيماءاتهن المشينة‪ .‬لماذا يجب أن أتحدث عن ممثلي التمثيل الصامت ‪،‬‬
‫الذين يقدمون تعليمات حول التأثيرات المفسدة ‪ ،‬والذين يعلمون الزنا وهم يتظاهرون بها ‪ ،‬وعن‬
‫طريق األفعال المزعومة تتدرب على تلك الحقيقية؟‪ ‬ماذا يستطيع الشبان أو العذارى أن يفعلوا عندما‬
‫يرون أن هذه األشياء تمارس دون خجل وأن ينظر إليها الجميع عن طيب خاطر؟‪ ‬يتم تحذيرهم‬
‫بوضوح مما يمكنهم فعله ‪ ،‬ويلتهبون الشهوة ‪ ،‬التي تثيرها الرؤية بشكل خاص ؛‪ ‬وكل شخص حسب‬
‫جنسه يشكل نفسه في هذه التصورات‪ .‬وهم يوافقون على هذه األشياء ‪ ،‬بينما يضحكون عليها ‪ ،‬ومع‬
‫التشبث بالرذائل بها ‪ ،‬يعودون أكثر فسادًا إلى شققهم ؛‪ ‬وليس األوالد فقط ‪ ،‬الذين ال ينبغي أن يتعودوا‬
‫ضا كبار السن ‪ ،‬الذين لم يصبحوا في سنهم يخطئون‪ .‬ما الذي‬ ‫على الرذائل قبل األوان ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫تحتويه ممارسة األلعاب الشركسية غير اللطف والغرور والجنون؟‪ ‬ألن أرواحهم تُسرع إلى اإلثارة‬
‫المجنونة بقوة كبيرة مثل تلك التي استمرت بها سباقات العربات ؛‪ ‬حتى أن أولئك الذين يأتون من‬
‫أجل مشاهدة المشهد اآلن هم أنفسهم يعرضون المزيد من المشهد ‪ ،‬عندما يبدأون في نطق تعجب ‪،‬‬
‫ويتم إلقاؤهم في وسائل النقل ‪ ،‬والقفز من مقاعدهم‪ .‬لذلك يجب تجنب كل النظارات ‪ ،‬ليس فقط حتى‬
‫ال تستقر الرذيلة في صدورنا ‪ ،‬والتي يجب أن تكون هادئة وسلمية ؛‪ ‬ولكن أن التساهل المعتاد في أي‬
‫متعة قد ال يهدئنا ويأسرنا ‪ ،‬ويبعدنا عن هللا وعن األعمال الصالحة‪ .‬فاحتفاالت األلعاب هي‬
‫مهرجانات تكريما لآللهة ‪ ،‬حيث أقيمت على حساب أعياد ميالدهم ‪ ،‬أو تكريس معابد جديدة‪ .‬وفي‬
‫البداية ‪ ،‬كانت عمليات الصيد ‪ ،‬التي تسمى العروض ‪ ،‬تكريما لساتورنوس ‪ ،‬واأللعاب ذات المناظر‬
‫الخالبة على شرف ليبر ‪ ،‬ولكن الشركسية تكريما لنبتون‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬بدرجات ‪ ،‬بدأ نفس التكريم‬
‫ض ا لآللهة األخرى ‪ ،‬وتم تخصيص ألعاب منفصلة ألسمائهم ‪ ،‬كما يعلم سيسينيوس كابيتا في كتابه‬ ‫أي ً‬
‫‪،‬عن األلعاب‪ .‬وبالتالي‬

‫‪.‬الحادي والعشرون‪ .‬من ملذات اآلذان واألدب المقدس‬

‫إن متعة األذنين تتلقاها من حالوة األصوات والتوترات ‪ ،‬والتي هي في الواقع منتجة للرذيلة مثل‬
‫بهجة األعين التي تحدثنا عنها‪ .‬فمن ال يعتبره فخ ًما ضد عديم القيمة ومن يجب أن يكون لديه فنون‬
‫المناظر الطبيعية في منزله؟‪ ‬لكن ال فرق بين ممارسة الفخامة وحدك في المنزل أو مع الناس في‬
‫المسرح‪  .‬لكننا تحدثنا بالفعل عن النظارات‪ :‬ال يزال هناك شيء واحد يجب أن نتغلب عليه ‪ ،‬أال‬
‫نأسرنا بتلك األشياء التي تخترق اإلدراك األعمق‪ .‬ألن كل تلك األشياء غير المرتبطة بالكلمات ‪ ،‬أي‬
‫األصوات اللطيفة للهواء واألوتار ‪ ،‬يمكن تجاهلها بسهولة ‪ ،‬ألنها ال تلتزم بها ‪ ،‬وال يمكن‬
‫كتابتها‪ .‬لكن القصيدة المؤلفة جيدًا والخطاب الذي يخترق حالوتها يأسر عقول الرجال ‪ ،‬ودفعهم في‬
‫أي اتجاه يريدون‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فعندما يطبق العلماء أنفسهم على دين هللا ‪ ،‬فإنهم ال يؤمنون ما لم يتلقوا‬
‫تعليمات من معلم ماهر‪ .‬ألنهم اعتادوا على الخطب أو القصائد اللطيفة واللطيفة ‪ ،‬فهم يرسمون اللغة‬
‫البسيطة والمشتركة للكتابات المقدسة على أنها دنيئة‪ .‬ألنهم يسعون إلى ما يهدئ الحواس‪ .‬لكن كل ما‬
‫هو ممتع لألذن آثار اإلقناع ‪ ،‬وبينما يبهج يثبت نفسه بعمق داخل الثدي‪ .‬إذن ‪ ،‬هل هللا مخترع الفكر‬
‫والصوت واللسان عاجز عن التكلم ببالغة؟‪ ‬نعم ‪ ،‬باألحرى ‪ ،‬بأكبر قدر من البصيرة ‪ ،‬تمنى أن تكون‬
‫األشياء اإللهية بال زينة ‪ ،‬حتى يفهم الجميع األشياء التي قالها هو نفسه للجميع‪ .‬لذلك الذي يشتاق إلى‬
‫الحق ‪ ،‬من ال يرغب في خداع نفسه ‪ ،‬عليه أن يتنحى جانبًا عن الملذات المؤذية والضارة ‪ ،‬التي من‬
‫شأنها أن تربط العقل بذاته ‪ ،‬كما يفعل الجسد بالطعام اللطيف‪ :‬يجب تفضيل األشياء الحقيقية على‬
‫األشياء الخاطئة ‪ ،‬واألشياء األبدية على األشياء قصيرة األمد والمفيدة‪ .‬األشياء التي هي ممتعة‪ .‬ال‬
‫يرضي البصر إال ما تراه بالتقوى والعدالة ؛‪ ‬ال يرضي السمع إال ما يغذي الروح ويجعلك رجالً‬
‫أفضل‪ .‬وال سيما هذا المعنى ال يجب أن يتشوه للرذيلة ‪ ،‬ألنه ُمعطى لنا لهذا الغرض ‪ ،‬حتى نكتسب‬
‫معرفة هللا‪  .‬لذلك ‪ ،‬إذا كان من دواعي سروري سماع األلحان واألناشيد ‪ ،‬فليكن ترنيمة وسماع تسبيح‬
‫هللا‪ .‬هذه هي اللذة الحقيقية التي تكون مصاحبة للفضيلة ورفيقتها‪ .‬هذا ليس ضعيفا ومختصرا ‪ ،‬مثل‬
‫أولئك الذين يريدون ‪ ،‬مثل البهائم ‪ ،‬عبيد للجسد ؛‪ ‬ولكنه دائم ‪ ،‬ويمنح البهجة دون انقطاع‪ .‬وإذا تجاوز‬
‫أي شخص حدوده ‪ ،‬ولم يبحث عن أي شيء آخر من اللذة سوى المتعة نفسها ‪ ،‬فهو يخطط للموت‬
‫لنفسه‪ .‬ألنه كما توجد حياة أبدية في الفضيلة ‪ ،‬كذلك يوجد موت في اللذة‪ .‬الن من يختار الدهر‬
‫سيكون بال اشياء ابدية‪ .‬من يفضل الدنيوي لن يكون له السماويات‪ .‬الن من يختار الدهر سيكون بال‬
‫اشياء ابدية‪ .‬من يفضل الدنيوي لن يكون له السماويات‪ .‬الن من يختار الدهر سيكون بال اشياء‬
‫‪.‬ابدية‪ .‬من يفضل الدنيوي لن يكون له السماويات‬

‫‪.‬الثاني والعشرون‪ .‬من ملذات الطعم والرائحة‬

‫ولكن فيما يتعلق بمتعة الذوق والشم ‪ ،‬التي تتعلق بحاستين بالجسد فقط ‪ ،‬فال يوجد شيء يمكن‬
‫مناقشته من قبلنا ؛‪  ‬إال إذا طلب منا أحد بالصدفة أن نقول إنه من العار على الرجل الحكيم والصالح‬
‫أن يكون عبد شهيته ‪ ،‬إذا سار متوه ًجا بالكرات وتوج بالزهور‪ :‬ومن يفعل هذه األشياء فهو أحمق‬
‫بشكل واضح‪ .‬ال معنى له وال قيمة له ‪ ،‬وهو شخص لم يصله حتى مفهوم الفضيلة‪ .‬ربما سيقول قائل‪:‬‬
‫لماذا إذن صنعت هذه األشياء ‪ ،‬إال أننا نتمتع بها؟‪ ‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد قيل في كثير من األحيان أنه لن‬
‫تكون هناك فضيلة ما لم يكن لديها أشياء يمكن أن تتغلب عليها‪ .‬لذلك صنع هللا كل األشياء لتوفر‬
‫تنافسًا بين شيئين‪  .‬إن إغراءات الملذات هذه ‪ ،‬إذن ‪ ،‬هي أدوات ذلك الذي يتمثل عمله الوحيد في‬
‫إخضاع الفضيلة ‪ ،‬وإقصاء العدالة عن الرجال‪ .‬مع هذه التأثيرات والمتع المهدئة يأسر‬
‫أرواحهم‪ .‬النها تعلم ان اللذة صانعة الموت‪ .‬ألنه كما يدعو هللا اإلنسان إلى الحياة بالفضيلة والعمل‬
‫فقط ‪ ،‬هكذا يدعونا اآلخر إلى الموت من خالل المسرات واللذات‪ .‬وعندما يصل الناس إلى الخير‬
‫الحقيقي من خالل الشرور الخادعة ‪ ،‬يصلون إلى الشر الحقيقي من خالل خيرات الغش‪ .‬لذلك يجب‬
‫حماية هذه المتع ‪ ،‬كأشراك أو شباك ‪ ،‬لئال نأسر لنعومة المتعة ‪ ،‬فيجعلنا تحت سيطرة الموت بالجسد‬
‫ولذات‪ .‬وعندما يصل الناس إلى‬ ‫نفسه ‪ ،‬الذي استعبدنا أنفسنا له‪ .‬هكذا يدعونا اآلخر الى الموت بلذة ّ‬
‫الخير الحقيقي من خالل الشرور الخادعة ‪ ،‬يصلون إلى الشر الحقيقي من خالل خيرات الغش‪ .‬لذلك‬
‫يجب حماية هذه المتع ‪ ،‬كأشراك أو شباك ‪ ،‬لئال نأسر لنعومة المتعة ‪ ،‬فيجعلنا تحت سيطرة الموت‬
‫ولذات‪ .‬وعندما يصل‬ ‫بالجسد نفسه ‪ ،‬الذي استعبدنا أنفسنا له‪ .‬هكذا يدعونا اآلخر الى الموت بلذة ّ‬
‫الناس إلى الخير الحقيقي من خالل الشرور الخادعة ‪ ،‬يصلون إلى الشر الحقيقي من خالل خيرات‬
‫الغش‪  .‬لذلك يجب حماية هذه المتع ‪ ،‬كأشراك أو شباك ‪ ،‬لئال نأسر لنعومة المتعة ‪ ،‬فيجعلنا تحت‬
‫‪.‬سيطرة الموت بالجسد نفسه ‪ ،‬الذي استعبدنا أنفسنا له‬

‫‪. DE TACTUS VOLUPTATE ET LIBIDINE ، ATQUE DE‬الثالث والعشرون‬


‫‪MATRIMONIO ET CONTINENTIA.‬‬

‫‪Venio nunc ad eam، quae percipitur exactu، voluptatem: qui sensus est‬‬
‫‪quidem totius corporis. Sed ego non de ornamentis، aut vestibus، sed de sola‬‬
‫‪ qum maxime coercenda est، quia maxime‬؛‪libidine dicendum mihi puto‬‬
nocet. Cure excogitasset Deus duorum sexuum rationero، attribuit iis، ut se
invicem appeterent، and conjunctione gauderent.  ‫من الممكن أن يكون هناك العديد‬
‫ والتي يمكن أن تؤثر على الكائنات الحية المتدفقة والرائعة من‬، ‫من أنواع الكائنات الحية المجسمة‬
‫حيث الدعاية واألجناس المتعددة‬. quae cupiditas and appetentia in homine
vehementior et acrior invenitur ‫ واالمتناع عن‬، ‫هذه هي الطريقة األساسية لتعدد البشر‬ ‫؛‬
‫يجب أن يكون هناك خطأ في مواجهة هذا الوضع ؛‬ .‫الذات‬ eamque a right et bono، ad
malum et pravum transfert. Illicita enim desideria immittit ، ‫ الملوثات الغريبة‬،
quibus habere propria sine delicto licet. Objicit quippe oculis irritabiles
formas، suggeritque fomenta، et vitiis pabulum subministrat: tum intimis
visceribus stimulos omnes conturbat et commovet، et naturalem illum incitat
atquealalitis ardorem، made irretitum hominem implicatumque decipiat. AC
ne quis esset، qui poenarum metu abstineret alieno، lupanaria quoque contuit
‫؛‬ et pudorem infelicium mulierum publicavit، ut ludibrio haberet tam eos qui
faciunt، quam quas pati required est. Idem etiam mares maribus admiscuit
‫؛‬ et nefandos coitus contre naturam contque Institutum Dei machinatus
est: ‫ كذا إدخال‬homines ، ‫ وآخرون‬armavit ad nefas omne.  ‫كيف يمكن أن يكون هذا هو‬
‫غير قادر على دقة‬ ‫ هل هو مجرد شيء من عدم القدرة على البقاء على قيد الحياة؟‬، ‫المكان المناسب‬
‫ عالية من المغنطيسى‬enarrari. Nihil amplius istos appellare posum، quam implos
et parricidas، quibus non sufficit sexus a Deo datus، nisi eliare suum devane
ac petulanter illudant. Haec tamen apud illos levia، et ‫شبه صريح شريعة‬. Quid
dicam de iis، qui abominandam non libidinem، sod insaniam potius
‫!التمارين‬ Piget dicere: sed quid ‫والتأكد من االستفتاء‬ ‫ ما هو وجه الخنزير؟‬، ‫له صفة مقدمة‬
‫على النحو المناسب‬. De istis loquor، quorum teterrima libido et execrabilis furor
ne capiti quidem parcit. Quibus hoc verbis، aut qua indignatione tantum
nefas prosequar‫؟‬ Vincit officium linguae sceleris magnitudo. ‫نائب الرئيس‬
igitur libido haec edat opera،  ‫ يكسبون قيمة الفضيلة‬، ‫وآخرون مصممون للوجه‬
‫القصوى‬. Quisquis effectus illos fraenare non potest، cohibeat eos intra
praescriptum dynamic tori، ut et illud، quod avide expetat، lateratur، et
tamen in peccatum non incidat. ‫ نام كويد سيبي‬homines perditi ‫نيمبي نيمبا‬ ‫تطوعية؟‬
‫أوبرا فولوبتاس تسلسل‬: si ipsam ‫ في حد ذاته شهية‬، justa et legal frui licet. ‫من الضروري‬
‫أن تحظر الكثير من المشاكل‬. Nec tanturn alienis، quae attingere non legal، veriun
etiam publicis vulgatisque corporibus abstinendum، Deus praecepit
‫؛‬ docetque nos، cum duo inter se corpora fuerint copulata، unum corpus
efficere. Ita qui se coeno immerserit، coeno sit oblitus implitus est‫؛‬ et corpus
quidem cito ablui potest: mens autem contagione impudici corporis
inquinata non potest، nisi et longo tempore، et multis bonis operibus، ab
quae inhaeserit colluvione purgari. Oportet ergo sibi quemque proponere ،
duorum sexuum conjunctionem Genandi reasona datam esse viventibus ،
eamque legera his affaction positam، ut contractionera parent. Sicut autem
dedit nobis oculos Deus، non ut spectemus، voluptatemque capiamus، sed ut
videamus propter eos actus، qui ad vitae required، ita genitalem corporis
partem، quod nomen ipsum docet، nulla all reasona Efficiendae sobolis
accepimus. Huic divinae legi Summa devotione parendum est. sint omnes،
qui se disculos Dei profitebuntur، ita morati et Instituti، ut imperare sibi
posint. Nam qui voluptatibus indulgent، qui libidini obsequuntur، ii animam
suam corpori mancipant، ad mortemque denant: quia se corpori addixerunt،
in quod habet mors potestatem.  ‫ شكل خاص‬، ‫ إمكانيات كمومية‬، ‫إيجيتور غير مألوف‬
‫ صفة الضمير والتعلم ؛‬، ‫ بودورم كوالت‬، ‫بالحدود‬ nec tantum legibus publicis pareat:
sed sit supra omnes leges، qui legem Dei Sequitur. Quibus bonis si
assueverit، jam pudebit eum ad deala desciscere: modo placeant recta et
honouna، quae melioribus jucundiora sunt quam prava et inhonesta
pejoribus. ‫المجموع غير الرسمي للمكتب التنفيذي‬: quam Deus fion modo intra
privatos parietes، sed etiam praescripto lectuli terminat‫؛‬ ut cum quis hobeat
uxorem، neque servam، neque liberam habere insuper velit، sed matrimonio
fidem server. non enim، sicut law publici ratio est، solo mulier adultera est،
quae habet allure، maritus outem، etiam si plures habeat، a crimine adulterii
solutus est. Sed divina lex ira duos in matrimonium، quod est in corpus
unum، pari jure conjungit، ut adulter habeatur، quisquis compagem corporis
iniversa distraxerit. Nec ob aliam cansam Deus، cam caeteras animantes
suscepto foetu maribus repugnare voluisset، solam omnium mulierem
patientem viri fecit‫؛‬ scilicet ne foeminis repugnantibus ، libido cogeret viros
aliud appetere ، eoque facto ، castitatis gloriam non tenerent. Sed neque
mulier Virtutem pudicitiae caperet، si peccare non putet. Nam quis mutum
animal pudicum esse dixerit، quod suscepto foetu mari repugnat ، ‫وجها ً لوجه‬ ‫؟‬
‫ ال يمكن قبولها‬، ‫وهو أمر ضروري في دولورم آتكي في حوائط البندقية‬. Nulla igitur Iaus est،
non facere quod facere non own. Ideo autem pudicitia in homine laudatur،
quia non naturalis est، sed Voluntaria. Servanda igitur fides ab utroque alteri
est: ‫نموذج مناعي للقارة‬: docenda uxor، ut se caste gerat. Iniquum est enim، ut id
exigas، quod praestare ipse non posis.  ، ‫ الزنا الجوهري‬، ‫معلومات عن األخطاء المهنية‬
‫فطريات الزنا غير المتكافئة‬. Denique nulla est tam perditi pudoris adultera، quae
non hanc reasonam vitiis suis praetendat ‫ إحالة‬، ‫إنجوريام حد ذاته غير وجهي‬ ‫؛‬
‫بسيطة‬. Quod optime Quintilianus expressit: Homo، inquit، neque alieni
matrimonii abstinens، neque sui custos، quae inter se natura.  ‫كونيكسا‬
‫سونت‬. Nam neque maritus circa corrumpendas aliorum conjuges Occupatus
potest vacare localae sanctitati ‫ مثال على‬، ‫ نائب الرئيس في حكاية الزوجية‬، ‫وآخرون‬ ‫؛‬
‫ خارج‬، ‫ األمر نفسه‬، ‫ ذلك‬vindicari. Cavendum igitur، ne Eventem vitiis nostra
intemperantia demus: seduescant invicem mores duorum، et jugum paribus
animis ferant. Nos ipsos ‫ في‬altero cogitemus. Nam fere in hoc justitiae
Summa ‫ تتكون‬، ut non facias alteri، quidquid ipse ab altero pati nolis. Haec
sunt quae ad unioniam praecipiuntur a Deo. Sed tamen ne quis divina
praecepta، et eum qui paet posse، adduntur ilia، ut omnis calumnia، et ‫أحيانًا‬
‫االحتيال إزالة‬، adulterum esse، qui a marito dimissam duxerit، et eum qui
praeter crimen adulterii uxorem dimiserit‫؛‬ disociari enim corpus et distrahi
Deus noluit. preterea non tanturn adulterium esse vitandum، sed etiam
cogitationem‫؛‬ ne quis aspiciat alienam، et animo concupiscat: adulteram
enim fieri mentem، si vel imaginem voluptatis sibi ipsa depinxerit.  ‫رجل يعمل‬
‫على اكتساب مهارة عالية الجودة ؛‬ quae immoderata: libidinis fructum cogitatione
complectitur ‫في‬ ‫ ؛‬hac crimen est، in hac omne delictum. ‫ نام‬etsi corpus nulla
‫‪sit lobe maculatum، non constat tamen pudicitiae ratio، si animus incestus‬‬
‫‪ nec illibata castitas videri potest، ubi conscientiam cupiditas‬؛‪est‬‬
‫تتضمن إجراءات فعلية غير صحيحة ‪ ،‬وصعوبة جوهرية ‪ ،‬وحشية ‪ ،‬وفجوة ‪inquinavit.  ،‬‬
‫وخطأ ‪ ،‬وحدود متطرفة ‪ ،‬وقائمة على وضع اإلنسان ‪ ،‬وجسم متنوع ‪ ،‬وتكامل جسد ‪ ،‬وتكامل‬
‫‪. Quod quidem Deus non ira fieri praecepit ، tanquam‬جيني ‪ ،‬ونمط متعدد الجوانب‬
‫‪. Si quis‬؛‪ ‬سيد تنكوام سينات‪ .‬ال بد من ذلك ‪astringat ، quia generari homines oportet‬‬
‫‪hoc، inquit، facere potuerit، habebit eximiam incomparabilemque‬‬
‫‪mercedem. Quod universiae genus quasi fastigium est، omniumque‬‬
‫‪consummatio Virtutum. ad quam si quis eniti eluctari potuerit، hunc servum‬‬
‫؛‪ ‬مرتفعات التضاريس المنتصرة ‪ ،‬مرحبًا ‪dominus، hunc Disculum magister agnoscet‬‬
‫‪ sed de eo‬؛‪ videntur‬صعب ‪. Haec quidem‬بكم في هذا األمر ‪ ،‬لقد كان هذا األمر رائعًا‬
‫‪ coelum paratur. Nam quia‬في ‪loquimur، cui calcatis omnibus terrenis، iter‬‬
‫‪ ubi‬يتجاهل ؛ ‪ ، omnia gravia sunt ، dum‬تتكون ‪ Dei agnitione‬في ‪Virtus‬‬
‫‪ exeundum est، qui ad sumum bonum‬صعب التنفيذ ‪cognoveris، facilia: per ipsas‬‬
‫‪totimus.‬‬

‫‪.‬الرابع والعشرون‪ .‬من التوبة والمغفرة وأوامر هللا‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬ال تدع أي شخص يشعر باإلحباط أو اليأس من نفسه ‪ ،‬إذا تغلب عليه العاطفة ‪ ،‬أو مدفوعًا‬
‫بالرغبة ‪ ،‬أو ُخ ِدع بالخطأ ‪ ،‬أو ُأجبر بالقوة ‪ ،‬فقد انحرف جانبًا عن طريق اإلثم‪ .‬ألنه من الممكن أن‬
‫يتم إعادته ‪ ،‬وأن يتحرر ‪ ،‬إذا تاب عن أفعاله ‪ ،‬والتحول إلى أشياء أفضل ‪ ،‬يرضي هللا‪ .‬شيشرون ‪،‬‬
‫في الواقع‪  .‬يعتقد أن هذا مستحيل ‪ ،‬وكلماته في الكتاب الثالث لألكاديميين هي‪" :‬ولكن إذا ‪ ،‬كما في‬
‫حالة أولئك الذين ضلوا في رحلة ‪ ،‬فقد سمح لمن اتبع مسارًا ملتويًا بتصحيح أخطائهم من خالل‬
‫التوبة سيكون من األسهل تعديل التهور "‪ .‬إنه مسموح لهم بالكلية‪ .‬فلو ظننا أن أوالدنا يصلحون‬
‫عندما ندرك أنهم يتوبون عن أخطائهم ‪ ،‬وعلى الرغم من أننا حرمناهم من الميراث وتخلصنا منهم ‪،‬‬
‫فإننا نتقبلهم مرة أخرى ونعتز بهم ونعتنقهم ‪ ،‬فلماذا يأس من أن رحمة هللا أبينا يمكن أن تهدأ مرة‬
‫أخرى بالتوبة؟‪ ‬لذلك ‪ ،‬فإن الذي هو في نفس الوقت الرب واألب األكثر تساهاًل يعد أنه سيغفر خطايا‬
‫التائب ‪ ،‬وأنه سيمحو كل آثامه الذي سيبدأ من جديد في ممارسة البر‪ .‬ألنه كما أن استقامة حياته‬
‫الماضية ال تنفع لمن يعيش حياة سيئة ‪ ،‬ألن الشر الالحق قد دمر أعماله الصالحة ‪ ،‬كذلك الخطايا‬
‫السابقة ال تقف في طريق من عدل حياته ‪ ،‬ألن البر الالحق‪ .‬طمس وصمة حياته السابقة‪ .‬الن من‬
‫تاب مما فعل يفهم خطئه السابق‪ .‬وعلى هذا الحساب ‪ ،‬يتحدث اإلغريق بشكل أفضل وأكثر أهمية عن‬
‫والذي قد نتحدث عنه في الالتينية الحمار للعودة إلى الفهم الصحيح‪ .‬ألنه يعود إلى ‪metanoia ،‬‬
‫الفهم الصحيح ‪ ،‬ويسترد عقله كما كان من الجنون ‪ ،‬الذي يحزن على خطأه ؛‪ ‬وهو يوبخ نفسه على‬
‫الجنون ‪ ،‬ويؤكد عقله على مسار حياة أفضل‪ :‬ثم يحرس بشكل خاص ضد هذا الشيء بالذات ‪ ،‬حتى‬
‫ال يقع مرة أخرى في نفس الفخاخ‪ .‬باختصار ‪ ،‬حتى الحيوانات األغبياء ‪ ،‬عندما يقعون في شرك‬
‫االحتيال ‪ ،‬إذا قاموا بأي وسيلة بتخليص أنفسهم من أجل الهروب ‪ ،‬فإنهم يصبحون أكثر حذرًا في‬
‫المستقبل ‪ ،‬ويتجنبون دائ ًما كل تلك األشياء التي أدركوا فيها الحيل والفخاخ‪ .‬وهكذا فإن التوبة تجعل‬
‫اإلنسان حريصا ً ومثابراً على تجنب العيوب التي وقع فيها مرة بسبب الغش‪ .‬فال أحد يستطيع أن‬
‫يكون حذرًا وحذرًا جدًا بحيث ال ينزلق في وقت ما ؛‪ ‬ولذلك فقد فتح هللا ‪ ،‬وهو يعلم ضعفنا ‪ ،‬عن‬
‫رأفته ‪ ،‬مال ًذ ا لإلنسان ‪ ،‬لكي يساعد دواء التوبة هذه الضرورة التي يتعرض لها ضعفنا‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا‬
‫‪.‬أخطأ أحد ‪ ،‬فليرد على خطوته ‪ ،‬وفي أسرع وقت ممكن يتعافى ويصلح نفسه‬

‫‪ ،‬ولكن إلى األعلى لتتبع الطريق"‬

‫‪ ،‬وتمر في ضوء النهار‬


‫‪ ".‬ثم يأتي ضغوط المخاض‬

‫فعندما يتذوق الرجال الملذات الحلوة حتى دمارهم ‪ ،‬بالكاد يمكن فصلهم عنها‪ :‬سوف يتبعون األشياء‬
‫الصحيحة بسهولة أكبر إذا لم يتذوقوا جاذبيتها‪ .‬لكن إذا انتزعوا أنفسهم من هذا العبودية الخبيثة ‪،‬‬
‫فسيغفر لهم كل أخطائهم ‪ ،‬إذا كانوا سيصححون خطأهم بحياة أفضل‪ .‬وال يتخيل أحد أنه رابح إذا لم‬
‫يكن لديه شاهد على خطئه‪ :‬ألن كل األشياء معروفة له الذي نعيش في بصره ؛‪ ‬وإذا كنا قادرين على‬
‫إخفاء أي شيء عن جميع الناس ‪ ،‬فال يمكننا أن نخفيه عن هللا ‪ ،‬الذي ال يمكن إخفاء شيء له ‪ ،‬وال‬
‫شيء سرًا‪  .‬ختم سينيكا تحذيراته بمشاعر رائعة‪" :‬هناك" ‪ ،‬كما يقول ‪" ،‬إله عظيم ‪ ،‬وأعظم مما يمكن‬
‫تخيله ؛ وبالنسبة له نحن نسعى للعيش‪ .‬فلنوافق عليه‪ .‬النه ال ينفع ان يثبت الضمير‪ .‬نحن منفتحون‬
‫على عيني هللا‪" .‬ما الذي يمكن أن يقوله بصدق أعظم لمن عرف هللا أكثر مما قاله رجل جاهل بالدين‬
‫الحقيقي؟ ألنه عبر كالهما عن عظمة هللا بقوله أعظم من أن تتلقاها القوى العاكسة للعقل البشري ؛‬
‫وتطرق إلى ينبوع الحقيقة ذاته ‪ ،‬بإدراكه أن حياة الرجال ليست زائدة عن الحاجة ‪ ،‬كما سيحصل‬
‫عليها األبيقوريون ‪ ،‬لكنهم يجعلون ذلك سعيهم إلى عيشوا هلل ‪ ،‬إذا كانوا حقا ً يعيشون بعدل وتقوى‪.‬‬
‫ربما كان عابداً حقيقيا ً هلل ‪ ،‬إذا كان أحد قد أشار إليه ‪ ،‬ولربما احتقر زينو ومعلمه سوشن بالتأكيد ‪ ،‬إذا‬
‫كان قد نال دليل حقيقي للحكمة‪ .‬فلنوافق عليه ‪ ،‬كما يقول‪ .‬كالم سماوي حقًا ‪ ،‬لو لم يسبقه اعتراف‬
‫بالجهل‪ .‬ال جدوى من تقييد الضمير‪ .‬ننفتح على عيني هللا‪ .‬إذن ال يوجد مكان للباطل ‪ ،‬وال مجال‬
‫ين ‪َ ،‬ولَ ِك َّن ق َّوةُ هللاِ ال تُ ْم ِكنُ َأ ْن تَ ُزو َل بِاَألجْ َرا ِء الَّتِي تَ ْنظُ ُر‬
‫ت بِ ْال َجوْ ِر ِ‬ ‫للرياء ؛‪َ ‬أل َّن َع ْينَ النَّ ِ‬
‫اس ُمزَالَ ْ‬
‫ْرفُ ال َّر ُج َل بِ ُكلِّ ِه‪ .‬يقول الكاتب نفسه في الكتاب األول من نفس العمل‪" :‬ماذا تفعل؟ ماذا تفكر؟‬ ‫َوتَع ِ‬
‫بصحة ضعيفة ‪ ،‬هذا الشخص ملتزم بك ‪ ،‬وال يمكن أن تكون بدونه‪ .‬لماذا تختار مكانًا سريًا ‪ ،‬وتخرج‬
‫الشاهد؟ لنفترض أن يون نجح في الهروب من علم الجميع ‪ ،‬أيها الرجل األحمق! ما الذي ينفعك؟‬
‫ليس لديك شاهد ‪ ،‬إذا كان عندك شاهد من ضميرك؟‪ ‬ويتحدث تولي بطريقة ال تقل أهمية عن الضمير‬
‫وهللا‪" :‬ليذكر" ‪ ،‬كما يقول ‪" ،‬أن هللا شاهدًا ‪ ،‬أي ‪ ،‬كما أحكم ‪ ،‬عقله الخاص ‪ ،‬الذي لم يعطه هللا شيًئا‬
‫أكثر من ذلك‪ .‬إلهي لإلنسان "‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬في حديثه عن الرجل العادل والصالح ‪ ،‬يقول‪" :‬لذلك فإن‬
‫مثل هذا الرجل ال يجرؤ على فعل أي شيء ال يجرؤ على إعالنه فحسب ‪ ،‬بل حتى التفكير‬
‫فيه"‪ .‬فلنطهر إذن ضميرنا المنفتح على عيني هللا‪ .‬وكما يقول الكاتب نفسه ‪" ،‬دعونا نحيا دائ ًما حتى‬
‫نتذكر أنه يتعين علينا تقديم حساب" ؛‪ ‬ودعونا نحسب أنه يتم النظر إلينا في كل لحظة ‪ ،‬وليس ‪ ،‬كما‬
‫قال ‪ ،‬في بعض مسرحيات العالم من قبل الرجال ‪ ،‬ولكن من فوق من قبل ذلك الذي سيصبح قاضيًا‬
‫ضا الشاهد ‪ ،‬الذي ‪ ،‬عندما يطلب حسابًا لحياتنا ‪ ،‬لن يُسمح ألي شخص أن ينكر أفعاله‪ .‬لذلك من‬ ‫وأي ً‬
‫األفضل إما أن نهرب من الضمير ‪ ،‬أو أن نفتح أذهاننا من تلقاء أنفسنا ‪ ،‬ونمزق جراحنا إلحداث‬
‫الدمار‪  .‬الذي جرح ال يسخن غيره إال هو الذي جعل األعرج يمشون ‪ ،‬وأعاد البصر إلى األعمى ‪،‬‬
‫وطهر األطراف الملوثة ‪ ،‬وأقام الموتى‪ .‬سوف يطفئ شهوات الشهوات ‪ ،‬ويقضي على الشهوات ‪،‬‬
‫ويزيل الحسد ‪ ،‬ويخفف الغضب‪ .‬سوف يعطي صحة حقيقية ودائمة‪ .‬وهذا العالج ينبغي أن يطلبه‬
‫الجميع ‪ ،‬بما أن النفس معرضة لخطر أكبر من الجسد ‪ ،‬وعالج األمراض السرية يجب أن يطبق‬
‫بأسرع ما يمكن‪ .‬ألنه إذا كان أحد بصره واضحًا ‪ ،‬كل أطرافه كاملة ‪ ،‬وجسده كله في أقوى حاالت‬
‫الصحة ‪ ،‬ومع ذلك ال ينبغي أن أدعوه سلي ًما إذا كان الغضب يبتعد به ‪ ،‬منتف ًخا وممتلًئا بالفخر ‪ ،‬عبد‬
‫الشهوة ‪ ،‬ومشتعاًل بالشهوات ؛‪ ‬بل يجب أن أسميه صوتًا ال يرفع عينيه إلى رخاء شخص آخر ‪ ،‬ال‬
‫يعجب بالثراء ‪ ،‬ينظر إلى زوجة اآلخر بعين عفيفة ‪ ،‬ال تشتهي شيًئا على اإلطالق ‪ ،‬ال تشتهي ما هو‬
‫آخر ‪ ،‬ال تحسد‪ .‬واحد ال يحتقر احد‪ .‬المتواضع ‪ ،‬الرحيم ‪ ،‬الرحيم ‪ ،‬اللطيف ‪ ،‬الكياسة‪ :‬السالم يسكن‬
‫في عقله على الدوام‪ .‬هذا الرجل سليم ‪ ،‬إنه عادل ‪ ،‬إنه كامل‪ .‬فمن أطاع كل هذه الوصايا السماوية‬
‫فهو عابد لإلله الحقيقي ‪ ،‬ذبائحه هي لطف الروح وحياة بريئة وأعمال صالحة‪ .‬ومن يظهر كل هذه‬
‫الصفات يقدم ذبيحة بقدر ما يقوم بعمل صالح وتقوى‪ .‬ألن هللا ال يرغب في ذبيحة حيوان أخرس ‪،‬‬
‫وال ذبيحة موت ودم ‪ ،‬بل ذبيحة اإلنسان والحياة‪ .‬ولهذه الذبيحة ليست هناك حاجة إلى أغصان مقدسة‬
‫‪ ،‬وال للتطهير ‪ ،‬وال إلى أحجار العشب ‪ ،‬وهي األشياء التي من الواضح أنها عبثية ‪ ،‬ولكن تلك‬
‫األشياء التي تخرج من الثدي الداخلي‪ .‬لذلك ‪ ،‬على مذبح هللا ‪ ،‬الذي هو حقًا عظيم جدًا ‪ ،‬والذي‬
‫يوضع في قلب اإلنسان وال يمكن أن يتنجس بالدم ‪ ،‬يوجد البر والصبر واإليمان والبراءة والعفة‬
‫واالمتناع عن العبادة‪  .‬هذا هو أصدق احتفال ‪ ،‬هذا هو قانون هللا ‪ ،‬كما يسميه شيشرون ‪ ،‬الالمع‬
‫واإللهي ‪ ،‬الذي يأمر دائ ًما باألمور الصحيحة والشرفة ‪ ،‬ويحرم ما هو خاطئ ومخزي ؛‪ ‬ومن يطيع‬
‫هذه الناموس األقدس واألكيد ال يمكنه أن يتخلى عن الحياة العادلة والقانونية‪ .‬وقد وضعت بعض‬
‫النقاط الرئيسية في هذا القانون ‪ ،‬منذ أن وعدت أنني سأتحدث فقط عن تلك‪ :‬األشياء التي أكملت‬
‫شخصية الفضيلة واالستقامة‪ .‬إذا أراد أي شخص أن يشتمل على جميع األجزاء األخرى ‪ ،‬فليطلبها‬
‫‪.‬من الينبوع نفسه ‪ ،‬الذي تدفَّق منه هذا التيار إلينا‬

‫‪.‬الخامس والعشرون‪ .‬التضحية ‪ ،‬وتقديرا هلل ‪ ،‬وشكل تسبيح هللا‬

‫اآلن دعونا نتحدث بإيجاز عن الذبيحة نفسها‪ .‬يقول أفالطون‪" :‬العاج ليس تقدمة نقية هلل"‪ .‬ماذا‬
‫بعد؟‪ ‬هي مواد مطرزة ومكلفة؟‪ ‬كال ‪ ،‬بل ال شيء هو قربان طاهر هلل يمكن أن يفسد أو يؤخذ في‬
‫الخفاء‪  .‬لكن بما أنه رأى هذا ‪ ،‬أنه ال يجب تقديم أي شيء مأخوذ من جثة إلى كائن حي ‪ ،‬فلماذا لم ير‬
‫أن الذبيحة الجسدية يجب أال تقدم لكائن غير مادي؟‪ ‬إلى أي مدى يتكلم سينيكا بشكل أفضل وأكثر‬
‫صدقًا‪" :‬هل ستفكر في هللا على أنه عظيم وهادئ ‪ ،‬وصديق يجب تبجيله بجالل لطيف ‪ ،‬وفي متناول‬
‫اليد دائ ًما؟ ال يجب أن يُعبد بالتضحية بالضحايا وبالكثير من الدماء‪ - -‬ألية لذة تنبع من ذبح الحيوانات‬
‫البريئة؟ ‪ -‬ولكن بعقل نقي وبهدف صالح ومكرم‪ .‬ال تُبنى له المعابد بالحجارة المكدسة في‬
‫العالء‪  .‬يجب أن يكرسه كل رجل في صدره‪" .‬لذلك ‪ ،‬إذا كان أي شخص يعتقد أن الثياب ‪ ،‬والجواهر‬
‫‪ ،‬وغيرها من األشياء التي تعتبر قيمة عند هللا ‪ ،‬فهو يجهل تما ًما ما هو هللا ‪ ،‬ألنه يعتقد أن تلك‬
‫األشياء ترضي هللا والتي حتى اإلنسان سيُمدح بحق الزدرائها‪ .‬إذن ما هو طاهر ‪ ،‬ما الذي يستحق‬
‫هللا ‪ ،‬ولكن ما طلبه هو نفسه في قانونه اإللهي هذا؟ هناك شيئان التي يجب تقديمها ‪ ،‬الهدية والتضحية‬
‫؛ الهدية كذبيحة دائمة ‪ ،‬التضحية لفترة‪ .‬ولكن مع أولئك الذين ال يفهمون بأي حال طبيعة الكائن‬
‫اإللهي ‪ ،‬فإن الهدية هي أي شيء مصنوع من الذهب أو الفضة ‪ ،‬وكذلك أي شيء منسوج من‬
‫األرجوان والحرير‪ :‬الذبيحة هي ضحية ‪ ،‬وكل ما احرق على المذبح‪ .‬لكن هللا ال يستفيد من أحدهما‬
‫خال من الفساد ‪ ،‬وهذا كليًا قابل للفساد‪ .‬لذلك ‪ ،‬في كل حالة ‪ ،‬يجب تقديم ما هو غير‬ ‫أو ذاك ‪ ،‬ألنه ٍ‬
‫مألوف إلى هللا ‪ ،‬ألنه يقبل هذا‪ .‬عرضه براءة الروح‪ .‬له ذبيحة الثناء وترنيمة‪ .‬ألنه إذا لم يُرى هللا ‪،‬‬
‫فينبغي إذن أن يُعبد بما ال يُرى‪ .‬لذلك ال يوجد دين آخر صحيح إال الذي يتكون من الفضيلة‬
‫والعدالة‪ .‬لكن الطريقة التي يتعامل بها هللا مع عدل اإلنسان يمكن فهمها بسهولة‪ .‬ألنه إذا كان اإلنسان‬
‫عادالً ونال الخلود ‪ ،‬فسوف يخدم هللا إلى األبد‪ .‬لكن هؤالء الرجال ال يولدون إال من أجل العدالة ‪،‬‬
‫كما يشتبه الفالسفة القدامى وحتى شيشرون‪ .‬لمناقشته في القوانين يقول‪ " :‬ألنه أعظم معصية أن يتم‬
‫قبول أي فكرة من هذا القبيل فيما يتعلق بكونه ذائع الصيت‪ .‬فهذه األشياء وما يشبهها ال تتكيف‬
‫معه‪ .‬ألنه ممتلئ من كل شيء ‪ ،‬كل ما هو موجود ‪ ،‬وال يحتاج إلى أي شيء على اإلطالق‪ .‬ولكن‬
‫دعونا نشكره ونعبده‪  .‬ألن تضحيته هي فقط البركة‪" .‬وتكلم بصواب‪ .‬ألنه يجب علينا أن نضحي هلل‬
‫بالكلمة ‪ ،‬حيث أن هللا هو الكلمة كما اعترف هو نفسه‪ .‬لذلك فإن االحتفالية الرئيسية في عبادة هللا هي‬
‫التسبيح من الفم لرجل عادل موجه نحو هللا‪ .‬ولكن لكي يقبل هللا هذا ‪ ،‬هناك حاجة إلى التواضع ‪،‬‬
‫والخوف ‪ ،‬والتفاني إلى أقصى حد ‪ ،‬لئال يثق أحد في سالمته وبراءته ‪ ،‬و فيحملون تهمة الكبرياء‬
‫والغطرسة ‪ ،‬وبهذا الفعل يفقد جزاء فضيلته‪ .‬ولكن لكي ينال رضى هللا ويخلو من كل وصمة ‪،‬‬
‫فليطلب دائ ًم ا رحمة هللا ‪ ،‬وال يصلي إال من أجل العفو عن خطاياه ‪ ،‬حتى لو لم يكن لديه‪ .‬إذا كان‬
‫يرغب في أي شيء آخر ‪ ،‬فال داعي للتعبير عنه بالكالم لمن يعرف ما نتمناه ؛‪ ‬ان اصيبه خير‬
‫فليحمده‪  .‬إذا كان هناك شر فليصلحه ‪ ،‬وليعترف أن الشر قد أصابه بسبب أخطائه ؛‪ ‬وحتى في‬
‫الشرور ‪ ،‬ال تدعوه يشكروا شيًئا أقل من ذلك ‪ ،‬ويصلحوا األشياء الصالحة ‪ ،‬حتى يكون هو نفسه في‬
‫جميع األوقات ‪ ،‬ويكون حاز ًما ‪ ،‬وغير قابل للتغيير ‪ ،‬وال يتزعزع‪ .‬وال يفترض أن هذا يجب أن‬
‫يفعله في الهيكل فقط ‪ ،‬بل في المنزل ‪ ،‬وحتى في سريره‪ .‬باختصار ‪ ،‬فليكن هللا دائ ًما مع‬
‫نفسه ‪ ،‬مكرس في قلبه بقدر ما هو نفسه هيكل هللا‪ .‬ولكن إذا كان قد خدم هللا أبيه وربه بهذا االجتهاد‬
‫والطاعة واإلخالص ‪ ،‬فإن العدل يكون كامالً وكامالً‪ .‬ومن حفظ هذا كما شهدنا من قبل فقد أطاع هللا‬
‫‪.‬وأوفى بواجبات الدين وواجبه‬

You might also like