You are on page 1of 15

‫الشيخ جاد الحق علي جاد الحق‬

‫نمدك اللهم ونستعينك‪ ،‬ونستهديك الي والتوفيق ف القول والعمل‪ ،‬ونصلي ونسلم على رسولك المي ممد خات النبياء‬
‫والرسلي‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فهذه رسالة‪ ،‬أضعها بي يدي من كتب ال لم زيارة بيته الرام‪ ،‬وأداء الركن الامس ف السلم يسترشدون با ف تأدية الناسك‪ ،‬ف‬
‫يسر السلم وساحته‪ ،‬امتثالً لقول ال سبحانه‪" :‬وَمَا َجعَ َل عََليْكُمْ فِي الدّي ِن مِنْ َحرَجٍ" (الج‪ ،)78 :‬وأبتغي با ثواب ال ‪-‬تعال‪-‬‬
‫ورضوانه‪ ،‬وصال الدعاء ف مواطن القبول والجابة من وفد الجاج والعُمار‪ ،‬الذين تفضل ال عليهم فأعطاهم سؤلم‪ ،‬ربنا ظلمنا‬
‫أنفسنا فاغفر لنا وارحنا‪ ،‬فإنك أهل التقوى وأهل الغفرة‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫الـج‪:‬‬
‫الج‪ :‬قصد مكة لداء عبادة الطواف وسائر الناسك؛ استجابة لمر ال وابتغاء مرضاته‪.‬‬
‫ل عَلَى النّاسِ حِ ّج الَْبْيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَْيهِ‬
‫وهو أحد أركان السلم المسة‪ ،‬وفرض معلوم من الدين بالضرورة‪ ،‬قال ال تعال‪" :‬وَ ِ‬
‫سَبِيلً" (آل عمران‪.)97 :‬‬
‫شهَدُوا َمنَافِعَ َلهُ ْم وََيذْ ُكرُوا ا ْسمَ الِ‬
‫وقال سبحانه‪ " :‬وََأذّن فِي النّاسِ بِالْحَ ّج يَأْتُو َك رِجَالً َو َعلَى كُ ّل ضَا ِمرٍ يَأِْتيَ مِن كُ ّل فَ ّج عَمِي ٍق * لِيَ ْ‬
‫فِي أَيّا ٍم ّمعْلُومَاتٍ" (الج‪.)28-27 :‬‬
‫وف حديث أب هريرة ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬فيما رواه البخاري وأحد والنسائي وابن ماجه‪ ،‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪" :-‬من‬
‫حج فلم يرفث ول يفسق رجع كيوم ولدته أمه"‪.‬‬
‫وروى الطبان ف "الوسط" عن عبد ال بن جراد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪" :-‬حجوا؛ فإن الج يغسل الذنوب‬
‫كما يغسل الاء الدرن"‪.‬‬
‫وروى النسائي وابن ماجه وغيها من حديث أب هريرة ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪" :-‬الجاج‬
‫والعمار وفد ال؛ إن دعوه أجابم‪ ،‬وإن استغفروه غفر لم"‪.‬‬
‫وف فضل النفاق ف الج‪ :‬روى أحد والبيهقي وغيها عن بريدة أن رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬النفقة ف الج كالنفقة‬
‫ف سبيل ال؛ الدرهم بسبعمائة ضعف"‪.‬‬
‫•وهو فرض على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬بالغ عاقل مستطيع‪.‬‬
‫•وتستحب البادرة بأداء هذه الفريضة مت توافرت الستطاعة‪.‬‬
‫نصائح وتوجيهات‪:‬‬
‫‪ - 1‬على كل مسلم ومسلمة دعاه ال لج بيته وعمرته أن يلص التوبة إل ال ‪-‬سبحانه‪ ،-‬ويسأله غفران ذنوبه؛ ليبدأ عهدًا جديدًا‬
‫مع ربه‪ ،‬ويعقد معه صلحًا ل ينث فيه‪.‬‬
‫‪ - 2‬من علمات الخلص‪ :‬أن يعد نفقة الج من أطيب كسبه وحلله؛ فإن ال طيب ل يقبل إل طيبًا‪ ،‬ومن حج من مال غي حلل‬
‫ولب‪" :‬لبيك اللهم لبيك" قال ال سبحانه –كما جاء ف الديث الشريف‪" :-‬ل لبيك ول سعديك‪ ،‬حت ترد ما ف يديك"‪.‬‬
‫‪ - 3‬ومن مظاهر التوبة وصدق الخلص فيها أن يطهر السلم والسلمة نفسه‪ ،‬ويلص رقبته من الظال وحقوق الغي؛ فيد الظال إل‬
‫أصحابا مت استطاع إل ذلك سبيلً‪ .‬ويتوب إل ال ويستغفره فيما عجز عن رده‪ ،‬وأن يصل أرحامه ويب والديه‪ ،‬ويترضى إخوانه‬
‫وجيانه‪.‬‬
‫‪ - 4‬من الستطاعة الشروطة لوجوب الج القدرة على تمل أعباء السفر ومشقاته؛ فل عليك ‪-‬أيها السلم‪ -‬إذا قعد بك عجزك‬
‫السدي عن الج؛ فإن الج مفروض على القادر الستطيع‪.‬‬
‫‪ - 5‬حافظ على نظافتك ف اللبس والأكل والشرب‪ ،‬وعلى نظافة الماكن الشريفة الت تتردد عليها؛ لن السلم دين النظافة‪.‬‬
‫أل ترى أنك ل تدخل الصلة إل بعد النظافة بالوضوء أو الغتسال؟‬
‫‪ - 6‬ل تكلف نفسك فوق طاقتها ف الال أو الهد السدي‪ ،‬واحرص على راحة غيك‪ ،‬كما ترص على راحة نفسك‪ .‬وعامل‬
‫الناس با تب أن يعاملوك به‪ ،‬كما جاء ف الديث الشريف‪.‬‬
‫‪ - 7‬قال تعال‪" :‬وَلَ تُ ْلقُوا بَِأيْدِيكُمْ إِلَى الّتهُْلكَةِ" (البقرة‪ .)195 :‬وقال‪" :‬وَلَ َتقْتُلُوا أَْنفُسَكُمْ" (النساء‪ .)29 :‬فل تعرض نفسك‬
‫للخطر بالصعود إل قمم البال أو الدأب على السهر ولو ف العبادة؛ فإن خي العمال أدومها وإن قل‪.‬‬
‫‪ - 8‬احرص على التواجد ف الرم أكب وقت مكن‪ ،‬والنظر إل الكعبة‪ ،‬وقراءة القرآن الكري‪ ،‬والطواف حول البيت‪ ،‬كلما وجدت‬
‫القدرة على ذلك‪.‬‬
‫‪ - 9‬عليك أن تب أقرب الناس إليك با لك أو عليك‪ ،‬وحث البناء والبنات والهل والخوان على تقوى ال‪ ،‬والتمسك بآداب‬
‫الدين والحافظة على أداء فرائضه‪.‬‬
‫ها أنت أيها الاج‪ ،‬قد هيأت نفسك لبدء الرحلة الباركة‪ ،‬وقد أعددت ما يلزم لا‪.‬‬
‫ومن هذا اللزم‪:‬‬
‫ملبس الحرام‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إزار‪ :‬وهو ثوب من قماش تلفه على وسطك‪ ،‬تستر به جسدك ما بي سرتك إل ما دون ركبتك‪ .‬وخيه‪ :‬الديد البيض الذي ل‬
‫يشف عن العورة (بشكي)‪.‬‬
‫ب ‪ -‬رداء‪ :‬وهو ثوب كذلك تستر به ما فوق سرتك إل كتفيك‪ ،‬فيما عدا رأسك ووجهك‪ .‬وخيه أيضًا‪ :‬الديد البيض "بشكي"‪.‬‬
‫واحذر أن تلبس ف مدة الحرام "فانلة" أو جوربًا أو جلبابًا أو شيئًا ما اعتدت لبسه من الثياب الفصلة الخيطة‪ ،‬إل إذا كنت مضطرًا؛‬
‫سكٍ"‬
‫فلك أن تلبس ذلك مع الفدية؛ فقد قال ال تعال‪" :‬فَمَن كَا َن مِْنكُم ّمرِيضًا َأوْ ِبهِ َأذًى مّن رّأْ ِسهِ َففِدَْي ٌة مّن صِيَامٍ َأ ْو صَدََقةٍ َأوْ نُ ُ‬
‫(البقرة‪.)196 :‬‬
‫جـ‪ -‬نعل تلبسه ف رجليك‪ ،‬يظهر منه الكعب من كل رجل‪ .‬والراد بالكعب هنا العظم الرتفع بظاهر القدم‪.‬‬
‫كل هذا للحاج الرجل‪.‬‬
‫أما الرأة الاجة فتلبس ملبسها العتادة الساترة لميع جسدها من شعر رأسها حت قدميها ول تكشف إل وجهها‪.‬‬
‫وعليها أل تزاحم الرجال‪ ،‬وأن تكون ملبسها واسعة ل تبز تفاصيل السد وتلفت النظر‪ ،‬والستحب البيض‪.‬‬
‫مت تدد موعد السفر بمد ال ووسيلته؛ فإذا كنت متوجهًا إل الدينة النورة ‪-‬أولً‪ -‬فل ترم ول تلبس ملبس الحرام؛ بل ابق‬
‫بلبسك العادية إل أن تتم زيارة الرسول ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪ ،-‬وتنتهي إقامتك بالدينة‪.‬‬
‫كيفيات الج والعمرة‪:‬‬
‫وعندما تشرع ف التوجه من الدينة (أو من غيها) إل (مكة) فإن عليك أن ترم‪ :‬بالعمرة فقط‪ ،‬أو بالج فقط‪ ،‬أو بما معًا‪ ،‬حسبما‬
‫تريد من الدينة ذاتا‪ ،‬أو من ميقاتا "ذي الليفة"‪ ،‬وهو الكان العروف الن بـ"آبار علي" قرب الدينة ف الطريق منها إل (مكة) أو‬
‫من (رابغ)‪ ،‬إذا كنت من يسافرون ف الفواج التأخرة الذاهبة من جدة إل مكة مباشرة؛ فلك أن تنوي الج والعمرة معًا‪ ،‬وتسمى‬
‫"قارنًا" أي جامعًا بينهما‪ .‬ولك أن ترم بالعمرة فقط‪ ،‬أو أن ترم بالج فقط‪.‬‬
‫الحرام‪:‬‬
‫فإذا ركبت الباخرة‪ ،‬واقتربت بك من اليقات‪ ،‬وهو "الحفة" قرب "رابغ" بالنسبة للمصريي وأهل الشام‪ ،‬فتهيأ للحرام بلق شعرك‬
‫وقصّ أظافرك‪ ،‬ث اغتسل ف الباخرة استعدادًا للحرام‪ ،‬وهو غسل للنظافة ل للفريضة‪ ،‬أو توضأ إن ل يتيسر لك الغتسال‪ ،‬وضع على‬
‫جسدك شيئًا من الرائحة الطيبة الباحة‪ ،‬والبس ملبس الحرام الوصوفة آنفًا‪.‬‬
‫ومت لبست ثياب الحرام على هذا الوجه؛ أي بعد التطهر بالغتسال أو الوضوء ص ّل ركعتي سُنة‪ ،‬وانوِ ف قلبك عقب الفراغ من‬
‫أدائهما ما تريد من العمرة فقط‪ ،‬أو الج فقط‪ ،‬أو ها معًا إذا نويت القران بينهما‪ ،‬وقل‪" :‬اللهم إن نويت (كذا) فيسره ل وتقبله‬
‫من"‪.‬‬
‫ث قل‪" :‬لبيك اللهم لبيك‪ .‬لبيك ل شريك لك لبيك‪ .‬إن المد والنعمة لك واللك‪ .‬ل شريك لك"‪.‬‬
‫وبذا القول ‪-‬بعد تلك التلبية‪ -‬تصي مرمًا با نويت وقصدت‪" :‬العمرة فقط‪ ،‬أو الج فقط‪ ،‬أو ها معًا"؛ لن هذه التلبية بثابة تكبية‬
‫الحرام للدخول ف الصلة‪.‬‬
‫مظورات الحرام‪:‬‬
‫ومت صرت مرمًا على هذا الوجه‪ ،‬فل تفعل ‪-‬بل ول تقترب ما صار مرمًا عليك بذا الحرام‪ -‬وهو‪:‬‬
‫تغطية الرأس‪ ،‬وحلق الشعر أو شده من أي جزء من السد‪ ،‬ول تقص الظافر‪ ،‬ول تستخدم الطيب والروائح العطرية‪ ،‬ول تالط‬
‫زوجتك أو تفعل معها دواعي الخالطة كاللمس والتقبيل بالشهوة‪ ،‬ول تلبس أي ميط‪ ،‬ول تتعرض لصيد الب الوحشي‪ ،‬أو لشجر‬
‫الرم‪.‬‬
‫وإذا فعل الحرم واحدًا من هذه الحظورات ‪ -‬قبل رمي جرة العقبة ف عاشر ذي الجة‪ -‬صح حجه وصحت عمرته‪ ،‬ولكن عليه أن‬
‫يذبح شاة أو يطعم ستة مساكي‪ ،‬أو يصوم ثلثة أيام‪ .‬أما الماع قبل رمي جرة العقبة (التحلل الول) فإنه يفسد الج‪ .‬وعلى من‬
‫فعل ذلك أن يعيد الج مرة أخرى ف عام قادم‪.‬‬
‫ويرم على الرأة تغطية الوجه واليدين‪.‬‬
‫ث وَلَ‬
‫ل رََف َ‬
‫حجّ فَ َ‬
‫ومظور على السلمة وعلى السلم الخاصمة والدال بالباطل مع الرفقة؛ يقول ال –سبحانه‪َ" :-‬فمَن َف َرضَ فِيهِ ّن الْ َ‬
‫ق وَلَ جِدَالَ فِي الْحَجّ" (البقرة‪.)197 :‬‬
‫فُسُو َ‬
‫وإذا كنت مسافرًا بالطائرة‪ ،‬فاستعد بالحرام وأنت ف بيتك‪ ،‬أو ف الطار‪ ،‬أو ف داخل الطائرة‪ ،‬والبس ملبس الحرام إن ل يكن بك‬
‫عذر مانع من لبسها‪ ،‬ث انوِ ما تريد من عمرة أو حج وَلبّ بالعبارة السابقة بعد ارتداء ملبس الحرام‪ ،‬أو عند استقرارك ف الطائرة أو‬
‫عقب تركها‪ ،‬وذلك كما تقدم‪ :‬مت كنت متوجهًا إل مكة مباشرة من جدة‪ ،‬أما إذا كنت متوجهًا إل الدينة أولً‪ ،‬فكن عاديّا ف‬
‫كل شيء‪.‬‬
‫ومت أحرمت ونويت ولبّيت ‪-‬كما سبق‪ -‬صار مظورًا عليك الوقوع ف شيء من تلك الحظورات‪.‬‬
‫ما يباح للمحرم‪:‬‬
‫بعد الحرام يباح الغتسال وتغيي ملبس الحرام‪ ،‬واستعمال الصابون للتنظيف‪ ،‬ولو كانت له رائحة‪ .‬وللمرأة غسل شعرها ونفضه‬
‫وامتشاطه؛ فقد أذن الرسول –صلى ال عليه وسلم‪ -‬لعائشة –رضي ال عنها‪ -‬ف ذلك بقوله‪" :‬انفضي رأسك وامتشطي"‪.‬‬
‫ويباح أيضًا‪ :‬الجامة (فصد العرق لخراج الدم) وفقء الدمل‪ ،‬ونزع الضرس‪ ،‬وقطع العرق‪ ،‬وحك الرأس والسد دون شد الشعر؛‬
‫ويباح النظر ف الرآة والتداوي‪.‬‬
‫أما ش ّم الروائح الطيبة فدائر بي الكراهة والتحري‪ .‬ومن ث يستحب أن ينع الاج عن استعمالا قصدًا‪ .‬أما ما يدث من اللوس أو‬
‫الرور ف مكان طيب الرائحة فل كراهة فيه ول تري‪.‬‬
‫ويباح التظلل بظلة أو خيمة أو سقف‪ ،‬والكتحال والضاب والناء للتداوي ل للزينة‪ ،‬ويباح قتل الذباب والنمل والقُراد‪ ،‬والغراب‬
‫والدأة والفأرة‪ ،‬والعقرب والكلب العقور‪ ،‬وكل ما من شأنه الذى‪.‬‬
‫أما حشرات السد الدمي كالبغوث والقمل‪ ،‬فللمحرم إلقاؤها وله قتلها ول شيء عليه‪ .‬وإن كان إلقاؤها أهون من قتلها‪.‬‬
‫وإذا احتلم الحرم أو فكر أو نظر فأنزل‪ ،‬فل شيء عليه‪ ،‬عند الشافعية‪.‬‬
‫دخول مكة والطواف بالكعبة‪:‬‬
‫ها أنت ‪-‬أيها الاج أو العتمر‪ -‬على مشارف مكة مرمًا‪.‬‬
‫فمت دخلتها ‪-‬بعون ال وتوفيقه‪ -‬فاطمئن أولً على أمتعتك ف مكان إقامتك‪ ،‬ث اغتسل إن استطعت أو توضأ‪ ،‬ث توجه إل البيت‬
‫الرام لتطوف طواف العمرة إن نويتها‪ ،‬أو طواف القدوم إن كنت نويت الج‪ ،‬وكب وهلل عند رؤية الكعبة الشرفة‪ ،‬وقل‪" :‬المد ل‬
‫الذي بلغن بيته الرام‪ .‬اللهم افتح ل أبواب رحتك ومغفرتك‪ .‬اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريًا ومهابة وبرّا‪ ،‬وزد من‬
‫شرفه وكرمه ‪-‬من حجه أو اعتمره‪ -‬تشريفًا وتكريًا وتعظيمًا وبرًا‪ .‬اللهم أنت السلم‪ ،‬ومنك السلم فحيّنا ‪-‬ربنا‪ -‬بالسلم‪ ،‬وأدخلنا‬
‫دار السلم"‪.‬‬
‫ث ادع با يفتح ال به عليك؛ فالدعاء ف هذا القام مقبول بإذن ال‪.‬‬
‫وإذا ل تفظ شيئًا من الدعية الأثورة‪ ،‬فادع با شئت وبا يليه عليك قلبك‪ ،‬ول تشغل نفسك بالقراءة من كتاب غي القرآن؛ فهو‬
‫الذي تقرؤه وتكثر من تلوته‪.‬‬
‫طواف العمرة‪:‬‬
‫ث اقصد إل مكان الطواف؛ لتبدأه وأنت متطهر‪ ،‬واستقبل الكعبة الشرفة تاه الجر السود لتمر أمامه بكل بدنك‪ ،‬واستقبله بوجهك‬
‫ل معلنًا شهادة أن ل‬
‫وصدرك‪ ،‬وارفع يديك حي استقباله كما ترفعها ف تكبية الحرام للدخول ف الصلة؛ ناويًا الطواف مكبًا مهل ً‬
‫إله إل ال‪ ،‬وأن ممدًا عبده ورسوله‪ .‬اللهم إيانًا بك‪ ،‬وتصديقًا بكتابك‪ ،‬ووفاء بعهدك‪ ،‬واتباعًا لسنة نبيك ممد ‪-‬صلى ال علي وآله‬
‫وصحبه وسلم‪.-‬‬
‫ث اجعل الكعبة على يسارك مبتدئًا من قبالة الجر السود‪ ،‬وسِر ف الطاف مع الطائفي حت تتم سبعة أشواط‪ ،‬بادئًا بالجر السعد‪،‬‬
‫ومنتهيًا إليه ف كل شوط‪ ،‬ول تشتغل ف الطواف بغي ذكر ال والستغفار والدعاء‪ ،‬وقراءة ما تفظ من القرآن مع الضوع والتذلل‬
‫سنَ ًة وَفِي الَ ِخ َرةِ َحسَنَ ًة َوقِنَا عَذَابَ النّارِ" (البقرة‪:‬‬
‫ل‪ ،‬ومن أفضل الدعاء ما جاء ف القرآن الكري كقوله تعال‪" :‬رَبّنَا آتِنَا فِي الدّْنيَا حَ َ‬
‫‪.)201‬‬
‫حبّ الْ ُمعْتَدِينَ" (العراف‪:‬‬
‫ض ّرعًا َو ُخفْيَةً ِإّنهُ لَ ُي ِ‬
‫ول ترفع صوتك‪ ،‬ول تؤذِ غيك‪ ،‬واستشعر الخلص؛ فال يقول‪" :‬ا ْدعُوا رَبّكُمْ َت َ‬
‫‪.)55‬‬
‫ركعتا الطواف‪:‬‬
‫إذا فرغت من أشواط الطواف السبعة‪ ،‬فتوجه إل الكان العروف بـ"مقام إبراهيم"‪ ،‬وصلّ فيه منفردًا ركعتي خفيفتي؛ ناويًا بما سنة‬
‫الطواف‪ ،‬أو صلهما ف أي مكان ف السجد إن ل تد متسعًا ف مقام إبراهيم‪ ،‬وادع ال با تشاء‪ ،‬وما يفتح به عليك‪.‬‬
‫الدعاء عند ا ُللْتَزم‪:‬‬
‫ث توجه إل اللتزم‪ ،‬وهو الكان الذي بي باب الكعبة والجر السود‪ ،‬وإذا استطعت الوصول إليه‪ ،‬فضع صدرك عليه‪ ،‬مادّا ذراعيك‬
‫عليه‪ ،‬متعلقًا بأستار الكعبة‪ ،‬واسأل ال من فضله لنفسك ولغيك‪ ،‬فإن الدعاء هنا مرجو الجابة ‪-‬إن شاء ال‪ ،-‬وادع با تشاء وبأي‬
‫دعاء‪.‬‬
‫اشرب من ماء زمزم‪:‬‬
‫ث توجه إل مياه زمزم‪ ،‬واشرب منها ما استطعت فإن ماءها لا شُرب له‪ .‬كما ف الديث الشريف‪.‬‬
‫السعي بي الصفا والروة للعمرة‪:‬‬
‫صفَا‬
‫ث ارجع بعد شربك من ماء زمزم‪ ،‬أو بعد وقوفك باللتزم‪ ،‬واسعَ بي الصفا والروة‪ ،‬بادئًا با بدأ ال تعال به ف قوله‪" :‬إِنّ ال ّ‬
‫وَالْ َم ْر َوةَ مِن َشعَاِئ ِر الِ" (البقرة‪.)158 :‬‬
‫ع لنفسك ولن تب‪ ،‬ولنا معك‪ ،‬با‬
‫ومت صعدت على الصفا فهلّ ْل وكبّر‪ ،‬واستقبل الكعبة الشرفة‪ ،‬وصلّ على النب الصطفى‪ .‬واد ُ‬
‫يشرح ال به صدرك‪ ،‬ث ابدأ أشواط السعي سيًا عاديًا من الصفا إل الروة‪ ،‬ف السار العد لذلك‪ ،‬مراعيًا النظام والبتعاد عن اليذاء‪،‬‬
‫وأسرع قليلً ف سيك بي اليلي الخضرين (ف السعي علمة تدل عليهما)‪ ،‬وهذا السراع هو ما يسمى (هرولة) وهي خاصة‬
‫بالرجال دون النساء‪ ،‬فإذا بلغت الروة‪ ،‬فقف قليلً مكبًا مهللً مصليًا على النب ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪ -‬جاعلً الكعبة‬
‫تاه وجهك‪ ،‬داعيًا ال با تشاء من خييْ الدنيا والخرة لك ولغيك‪ ،‬وبذا تكون قد أنيت الشوط الول‪ ،‬والعودةُ إل الصفا شوطٌ‬
‫ثانٍ‪ ..‬وهكذا ف بقية الشواط‪.‬‬
‫وتابع الشواط السبعة على هذا النوال مع الشوع والخلص والذكر والستغفار‪ ،‬وردّد ما ورد عن الرسول ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :-‬رب اغفر وارحم‪ ،‬واعفُ عما تعلم‪ ،‬إنك أنت ال العز الكرم‪ .‬رب اغفر وارحم واهدن السبيل القوم"‪.‬‬
‫وبانتهائك من أشواط السعي السبعة‪ ،‬تكون قد أتمت العمرة‪ ،‬الت نويتها حي الحرام‪.‬‬
‫التحلل من العمرة‪:‬‬
‫وبعدها احلق رأسك بالوسى‪ ،‬أو قصّ شعرك كله أو بعضه‪ ،‬واللق أفضل للرجال‪ ،‬وحرام على النساء‪ ،‬وبذا اللق أو التقصي للشعر‬
‫ل كان أو امرأة‪ ،‬ويل له ما كان مظورًا عليه‪ ،‬فيلبس ما شاء‪ ،‬ويتمتع بكل اللل الطيب إل أن‬
‫يتحلل الحرم من إحرام العمرة؛ رج ً‬
‫يي وقت الحرام بالج‪.‬‬
‫هدي التمتع‪:‬‬
‫ومت تتعت على هذا الوجه بالتحلل من إحرام العمرة قبل الحرام بالج؛ فقد وجب عليك ذبح هدي امتثالً لقول ال تعال‪" :‬فَمَنْ‬
‫ش َرةٌ كَا ِملَ ٌة ذَِلكَ لِمَن‬
‫ك عَ َ‬
‫س َر مِنَ اْلهَدْيِ فَمَن لّمْ يَجِ ْد َفصِيَامُ ثَلََثةِ أَيّامٍ فِي اْلحَ ّج وَسَْب َعةٍ ِإذَا رَ َجعْتُمْ ِت ْل َ‬
‫تَمَتّ َع بِاْلعُ ْم َرةِ إِلَى اْلحَجّ فَمَا ا ْستَيْ َ‬
‫حرَامِ" (البقرة‪.)196 :‬‬
‫ضرِي الْ َمسْجِدِ الْ َ‬
‫لّمْ يَكُنْ َأ ْهُلهُ حَا ِ‬
‫وهذا الدي يوز ذبه بكة عقب النتهاء من التحلل من العمرة‪ ،‬كما يوز ذبه بن ف يوم العيد‪ ،‬أو ف أيام التشريق التالية له‪ ،‬أو ف‬
‫مكة بعد عودتك من من‪ ،‬ولك أن تأكل منه‪.‬‬
‫طواف الج‪:‬‬
‫أما من أحرم بالج فقط‪ ،‬أو كان مرمًا قارنًا بي الج والعمرة؛ فإن عليه ‪-‬حي وصوله إل مكة مرمًا‪ ،‬وبعد أن يضع متاعه ويطمئن‬
‫على مكان إقامته‪ -‬أن يطوف بالكعبة طواف القدوم سبعة أشواط‪.‬‬
‫السعي بي الصفا والروة للحج‪:‬‬
‫وله أن يسعى بي الصفا والروة‪ ،‬حسبما تقدم‪ ،‬وله تأجيل السعي إل ما بعد طواف الفاضة‪ ،‬ول يتحلل من إحرامه‪ ،‬بل يظل مرمًا‬
‫حت يؤدي مناسك الج والعمرة‪ ،‬ويقف على عرفات‪ ،‬ث يبدأ التحلل الول برمي جرة العقبة‪ ،‬يوم النحر‪ ،‬ث التحلل الخي بطواف‬
‫الفاضة‪.‬‬
‫إعادة الحرام للحج من مكة‪:‬‬
‫إذا كنت متمتعًا؛ ففي اليوم الثامن من شهر ذي الجة ‪-‬ويسمى يوم التروية‪ -‬تيأ للحرام بالج على نو ما سبق بيانه ف الحرام‬
‫ل أو وضوءًا‪ -‬ث ص ّل ركعتي بالسجد الرام إن استطعت‪ ،‬وانوِ‬
‫حي بدء الرحلة‪ ،‬والبس ملبس الحرام الوصوفة على الطهارة ‪-‬غس ً‬
‫الج وقل إن شئت‪" :‬اللهم إن أردت الج فيسره ل وتقبله من"‪ .‬ث قل‪" :‬لبيك اللهم لبيك‪ ..‬لبيك ل شريك لك لبيك‪ ..‬إن المد‬
‫والنعمة لك واللك‪ ..‬ل شريك لك"‪.‬‬
‫ومت قلت ذلك بعد تلك النية‪ ،‬صرت مرمًا بالج‪ ،‬ورددها كلما استطعت ف سيك ووقوفك وجلوسك‪ ،‬وارفع با صوتك دون إيذاء‬
‫لغيك‪ ..‬والرأة تلب ف سرها‪ ..‬وداوم عليها وأنت ف الطريق إل من‪ ،‬وإل عرفات‪ ،‬وف عرفات‪ ،‬وحي الفاضة من عرفة إل الزدلفة‪.‬‬
‫وف هذه الخية‪ ،‬وعند وصولك إل من يوم النحر‪ ،‬ول تقطعها حت تبدأ ف رمي مرة العقبة‪.‬‬
‫الج عرفة‪:‬‬
‫ث استعد للوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الجة؛ لن هذا الوقوف هو الركن العظم للحج‪ ،‬كما جاء ف الديث الشريف "الج‬
‫عرفة"‪ .‬فمن فاته الوقوف فقد فاته الج‪.‬‬
‫ويتحقق هذا الوقوف بوجود الاج وحضوره أي لظة ولو مقدار سجدتي‪ ،‬واقفًا أو جالسًا أو ماشيًا أو راكبًا ف أي وقت من بعد‬
‫ظهر يوم التاسع إل فجر يوم العاشر‪ ،‬والفضل المع بي جزء من النهار ف آخره وأول جزء من ليلة العاشر منه؛ أي قبيل غروب‬
‫شس يوم التاسع إل ما بعد الغروب بقليل‪ ،‬ويسن أن تكون على طهارة‪ ،‬وأفضل الدعاء على عرفة ما جاء ف الديث الشريف‪:‬‬
‫"أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيّون من قبلي‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللك وله المد‪ ،‬وهو على كل‬
‫شيء قدير"‪.‬‬
‫ل يوم الشر الكب‪ ،‬فإن عرفة صورة‬
‫واخشع وتذلل لربك‪ ،‬نادمًا على ذنبك وخطاياك‪ ،‬راجيًا عفوه‪ ،‬طامعًا ف رحته ورضوانه‪ ،‬متمث ً‬
‫منه؛ فقد حشر فيه اللق من كل جوانب الرض حجاجًا‪.‬‬
‫الصلة بنمرة‪:‬‬
‫صلّ الظهر والعصر يوم التاسع مقصورتي (ركعتي) مموعتي جع تقدي؛ أي صلهما ف وقت الظهر مع المام ف مسجد نرة إذا‬
‫استطعت‪ ،‬ول تفصل بينهما بنافلة‪ ،‬وإل فصلهما حيث كنت ف خيمتك؛ كلً منهما ف وقتها‪ ،‬أو جعًا ف وقت الظهر‪.‬‬
‫إل مزدلفة‪:‬‬
‫وعقب غروب شس يوم التاسع يتوجه الجيج إل مزدلفة‪ ،‬وعند الوصول إليها يؤدي الاج فرض الغرب وفرض العشاء جع تأخي ف‬
‫وقت العشاء‪ ،‬ولك أن تبيت بزدلفة حت تصلي با الصبح‪ ،‬ث تتوجه إل من‪ ،‬وهذا متوقف على استطاعة البيت بزدلفة‪ ،‬وكلها موقف‬
‫وهي الشعر الرام‪ ،‬وفيها‪ :‬أكثر من الذكر والدعاء والستغفار والطلب من ال‪ ،‬واجع من أرضها الصوات الت سترمي با جرة‬
‫العقبة صباح يوم النحر بن‪ ،‬وهي سبع حصوات كل واحدة منها ف حجم حبة الفول‪ .‬ولك أن تمعها من أي مكان غي مزدلفة‪،‬‬
‫ولك أن تمع جيع حصوات الرمي ف اليام الثلثة‪ ،‬ومموعها ‪ 49‬حصاة للمتعجل و ‪ 70‬للمتم‪ :‬سبع منها لمرة العقبة يوم‬
‫النحر‪ ،‬وواحدة وعشرون للجمرات الثلث ف ثان أيام العيد‪ ،‬ومثلها ف ثالث أيامه للمتعجل‪.‬‬
‫ومن بقي بن إل رابع أيام العيد‪ ،‬فعليه رمي المرات الثلث كل واحدة بسبع حصوات‪ ،‬كما فعل ف اليومي الثان والثالث وهو‬
‫التم‪.‬‬
‫الذهاب إل من ورمي جرة العقبة‪:‬‬
‫بعد الرجوع من عرفة إل من بعد منتصف الليل أقصد إل جرة العقبة‪ ،‬وارمها بالصيات السبع‪ ،‬واحدة بعد الخرى على التوال‪،‬‬
‫وارم بقوة‪ ،‬وقل‪ :‬بسم ال وال أكب‪ :‬رجًا للشيطان وحزبه‪.‬‬
‫اللهم اجعله حجًا مبورًا‪ ،‬وذنبًا مغفورًا‪.‬‬
‫واقطع التلبية الت التزمتها منذ أحرمت‪ ،‬وإياك ورمي هذه المرات أو غيها بالجارة الكبية أو العصي أو الزجاج أو الحذية‪ ،‬كما‬
‫يفعل بعض الناس؛ لن كل هذا مالف للسنة الشريفة‪ ،‬ولك أن تؤجل الرمي لخر النهار‪ ،‬ول حرج عليك‪.‬‬
‫النابة ف الرمي‪:‬‬
‫إذا عجز الاج عن الرمي بنفسه لرض أو لعذر مانع ف وقته‪ ،‬جاز أن يوكل غيه ف الرمي عنه‪ ،‬بعد رمي الوكيل لنفسه‪.‬‬
‫التحلل من إحرام الج‪:‬‬
‫بعد رمي جرة العقبة هذه‪ ،‬يلق الاج رأسه‪ ،‬أو يقصر من شعره‪ ،‬وتقصر الاجة من أطراف شعرها‪ ،‬ول تلق‪.‬‬
‫التحلل الصغر‪:‬‬
‫وبذا اللق أو التقصي يصل التحلل الصغر من إحرام الج‪ ،‬ويل ما كان مرمًا ‪-‬عدا التصال النسي بي الزوجي‪-‬؛ فإن هذا ل‬
‫يل إل بعد طواف الفاضة الذي قال ال ف شأنه‪" :‬وَْليَ ّطوّفُوا بِاْلبَْيتِ اْلعَتِيقِ" (الج‪.)29 :‬‬
‫طواف الفاضة والسعي والتحلل الكب‪:‬‬
‫بعد رمي جرة العقبة‪ ،‬والتحلل باللق أو التقصي‪ ،‬يذهب الاج إل مكة للطواف بالكعبة سبعة أشواط‪ ،‬هي‪ :‬طواف الفرض‪ ،‬ويسمى‬
‫طواف الفاضة أو طواف الزيارة‪ ،‬وقد سبق بيان أحكام الطواف‪ ،‬ث يصلي ركعتي ف مقام إبراهيم‪ ،‬ويشرب من ماء زمزم‪ ،‬ويسعى‬
‫بي الصفا والروة‪ ،‬على ما تقدم بيانه‪ ،‬وبذلك يكون الاج قد تلل التحلل الكب‪.‬‬
‫البيت بن ورمي باقي المرات‪:‬‬
‫بعد طواف الفاضة عُد إل من ف نفس اليوم‪ ،‬وبت فيها ليلة الادي عشر والثان عشر من ذي الجة‪ ،‬ويوز أن تبقى ف مكة‪ ،‬ث تتم‬
‫الليلة بن‪ ،‬كما يوز أن تستمر ف من وتتم الليلة بكة‪ .‬ولك أل تبيت بن‪ ،‬وإن ُك ِرهَ ذلك لغي عذر‪.‬‬
‫ومن العذار عدم تيسر مكان البيت؛ ولكن يلزمك إذا ل تبت ف من‪ :‬أن تضر إليها لرمي المرات‪.‬‬
‫أماكن رمي المرات الثلث ووقته‪:‬‬
‫الصغرى‪ ،‬وهي القريبة من مسجد اليف‪ ،‬ث الوسطى‪ ،‬وهي الت تليها وعلى مقربة منها ث العقبة‪ ،‬وهي الخية‪.‬‬
‫ارمِ هذه المرات ف كل من يومي ثان وثالث أيام العيد‪ :‬كل واحدة بسبع حصوات‪ ،‬كما فعلت حي رميت جرة العقبة ف يوم‬
‫العيد‪.‬‬
‫وقت رمي المرات‪:‬‬
‫ووقت رمي هذه المرات من الزوال إل الغروب‪ ،‬وبعد الغروب أيضًا‪ ،‬ولكن الفضل عقب الزوال لوافقته فعل الرسول ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وآله وصحبه وسلم‪ -‬مت كان ذلك ميسورًا دون حرج أو مشقة‪.‬‬
‫وقد أجاز الرمي قبل الظهر‪ :‬عطاء وطاووس وغيها من الفقهاء‪.‬‬
‫وأجاز الرافعي ‪-‬من الشافعية‪ -‬رمي هذه المرات من الفجر إل الفجر‪.‬‬
‫سرَ" (البقرة‪ .)185 :‬و"لَ يُ َكلّفُ الُ‬
‫س َر وَلَ ُيرِيدُ بِكُ ُم اْلعُ ْ‬
‫ل بِكُمُ الْيُ ْ‬
‫هذا كله موافق لحدى الروايات عن المام أب حنيفة " ُيرِيدُ ا ُ‬
‫َنفْسًا إِ ّل وُ ْس َعهَا" (البقرة‪.)286 :‬‬
‫حيض الرأة قبل طواف الفاضة‪:‬‬
‫للمرأة إذا فاجأها اليض قبل طواف الفاضة‪ ،‬ول يكنها التخلف حت انقطاعه أن تستعمل دواء لوقفه وتغتسل وتطوف‪ ،‬أو إذا كان‬
‫الدم ل يستمر نزوله طوال أيام اليض بل ينقطع ف بعض أيام مدته‪.‬‬
‫عندئذ يكون لا أن تطوف ف أيام النقطاع عملً بأحد قول المام الشافعي القائل‪ :‬إن النقاء ف أيام انقطاع اليض طهر‪ .‬وهذا القول‬
‫أيضًا يوافق مذهب المامي‪ :‬مالك وأحد‪.‬‬
‫وأجاز بعض فقهاء النابلة والشافعية للحائض دخول السجد للطواف بعد إحكام الشد والعصب وبعد الغسل‪ ،‬حت ل يسقط منها ما‬
‫يؤذي الناس ويلوث السجد‪ ،‬ول فدية عليها ف هذا الال باعتبار حيضها ‪-‬مع ضيق الوقت والضطرار للسفر‪ -‬من العذار الشرعية‪.‬‬
‫ويوز للحائض أن تنيب غيها ف الطواف انطلقًا من أن الج كله كعبادة توز فيه النابة‪.‬‬
‫وقد أفت كل من المام ابن تيمية والمام ابن القيم بصحة طواف الائض طواف الفاضة إذا اضطرت إل السفر مع صحبتها‪.‬‬
‫ث إن النفساء حكمها كالائض ف هذا الوضع‪.‬‬
‫طواف الوداع‪:‬‬
‫اسه يدل على الغرض منه؛ لنه توديع البيت الرام‪ ،‬وهو آخر ما يفعله الاج قبيل سفره من مكة بعد انتهاء الناسك‪ ،‬وقد اتفق العلماء‬
‫على أنه مشروع‪ ،‬مت فعله الاج سافر بعده فورًا‪.‬‬
‫ث اختلف العلماء ف حكم هذا الطواف‪ :‬هل هو واجب أو سنة؟ بالول قال فقهاء الحناف والنابلة ورواية عن الشافعي‪ ،‬وبالقول‬
‫الخر قال مالك وداود وابن النذر‪ ،‬وهو أحد قول الشفعي‪.‬‬
‫يستحب تعجيل العودة‪:‬‬
‫فيما رواه الدارقطن عن عائشة ‪-‬رضي ال عنها‪ -‬أن رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪ -‬قال‪" :‬إذا قضى أحدكم حجه‬
‫فليتعجل إل أهله؛ فإنه أعظم لجره"‪.‬‬
‫زيارة الدينة النورة‪:‬‬
‫إذا ل تكن ‪-‬أيها الاج‪ -‬قد بدأت هذه الرحلة الباركة بزيارة الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪-‬؛ فمن السنة –بعد أن تكون قد فرغت‬
‫من مناسك الج‪ -‬أن تقوم با‪ ،‬فإنا من أعظم الطاعات وأفضل القربات‪.‬‬
‫ل للثواب؛ فقد ورد ف الديث الشريف عن صاحب هذا‬
‫وف فضلها أحاديث شريفة كثية‪ ،‬ولتقصد من الزيارة ف حرمه المن تصي ً‬
‫الرم ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪" -‬صلة ف مسجدي خي من ألف صلة فيما سواه‪ ،‬إل السجد الرام‪."...‬‬
‫رواه أحد ف مسنده عن عبد ال بن الزبي‪.‬‬
‫خطة هذه الزيارة وآدابا‪:‬‬
‫يُسن للزائر ‪-‬بعد أن يطمئن على أمتعته ومل إقامته‪ -‬أن يغتسل‪ ،‬وأن يلبس أحسن ثيابه ويتطيب‪ ،‬وإذا ل يتيسر الغتسال اكتفى‬
‫بالوضوء‪.‬‬
‫ث يتوجه إل الرم النبوي‪ ،‬متواضعًا ف سكينة ووقار؛ فإذا دخل من باب السجد‪ ،‬قصد إل الروضة الشريفة‪ ،‬وهي بي القب الشريف‬
‫والنب النبوي‪ ،‬وصلى فيها ركعتي تية للمسجد‪ ،‬ويدعو ال متهدًا ف الدعاء؛ لنه ف روضة من رياض النة‪ ،‬وف مهبط الرحة‪،‬‬
‫وموطن الجابة‪ ،‬إن شاء ال‪.‬‬
‫فإذا انتهى الزائر من تية السجد واللوس ف الروضة الشريفة توجه إل قب الرسول ‪-‬عليه وآله وصحبه الصلة والسلم‪ ،-‬ووقف‬
‫قبالة موضع الرأس الشريف ف أدب واحترام‪ ،‬ويسلم على الرسول ف صوت خفيض ويقول‪:‬‬
‫"السلم عليك يا نب ال‪ ،‬السلم عليك يا خية ال من خلقه‪ .‬السلم عليك يا سيد الرسلي وإمام التقي‪ .‬أشهد أنك بلغت الرسالة‪،‬‬
‫وأديت المانة‪ ،‬ونصحت المة وجاهدت ف ال حق جهاده"‪.‬‬
‫ث يصلي الزائر على رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪ ،-‬ويبلغ إليه سلمنا وسلم من أوصوه‪.‬‬
‫ث يترك هذا الوضع إل اليمي قليلً با يساوي ذراعًا (أقل من التر) ليجد نفسه واقفًا قبالة رأس الصديق أب بكر ‪-‬رضي ال عنه‪-‬‬
‫فيسلم عليه بقوله‪" :‬السلم عليك يا خليفة رسول ال‪ ،‬السلم عليك يا صاحب رسول ال ف الغار‪ ،‬السلم عليك يا أمينه ف السرار‪.‬‬
‫جزاك ال عنا أفضل ما جزى إمامًا عن أمة نبيه"‪.‬‬
‫ث يتجاوز مكانه إل اليمي قدر ذراع أيضًا‪ ،‬ليجد نفسه واقفًا قبالة رأس عمر بن الطاب ‪-‬رضي ال عنه‪ ،-‬فيقول‪:‬‬
‫"السلم عليك يا أمي الؤمني‪ ،‬السلم عليك يا مظهر السلم‪ ،‬السلم عليك يا مكسر الصنام‪ ،‬جزاك ال عنا أفضل الزاء"‪.‬‬
‫وبعد هذا يستقبل الزائر القبلة‪ ،‬ويدعو با شاء لنفسه ولوالديه وأهله‪ ،‬ولن أوصاه بالدعاء شاملً جيع السلمي‪.‬‬
‫وينبغي للزائر أل يلمس حجرة الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬ول يقبل الواجز ول اليطان‪ ،‬ول يطوف حولا؛ لن هذا منهي عنه‬
‫ف أحاديث وفية عن الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪.-‬‬
‫وينبغي للزائر كذلك أن يغتنم مدة وجوده ف الدينة‪ ،‬فيصلي ف مسجد الرسول ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪ -‬الصلوات‬
‫المس‪ ،‬وعليه أن يكثر من تلوة القرآن الكري فيها‪ ،‬ومن الدعاء والستغفار والتسبيح‪.‬‬
‫ومن الستحب زيارة أهل البقيع‪ ،‬حيث دُفن أصحاب الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬من الهاجرين والنصار والصالي‪ ،‬كما يزور‬
‫شهداء أحد‪ ،‬وقب سيد الشهداء "حزة" عم الرسول ‪-‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‪ -‬ومسجد قباء؛ أول مسجد بناه الرسول‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وف ختام القامة بالدينة ل تفارقها ‪-‬أيها الزائر‪ -‬إل بعد أن تصلي ركعتي ف مسجد الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬وتزور الرسول‬
‫وصاحبيه‪ ،‬وتسأل ال تيسي العودة لذه الزيارة وتكرارها‪.‬‬
‫الضحية‬
‫القصود بالضحية وشروطها‪:‬‬
‫الراد بالتضحية‪ :‬ذبح الضحية‪ ،‬وشروطها‪( :‬منها) ما يتعلق بن عليه التضحية أي الضحي‪ ،‬و(منها) ما يتعلق بوقت التضحية‪.‬‬
‫شروط الضحي ومن يذبح الضحية‪:‬‬
‫أولً‪ :‬نية الضحية عند الذبح‪:‬‬
‫يشترط ف التضحية أن ينوي الضحي نية الضحية عند الذبح‪ ،‬فل تزئ الضحية بدونا؛ لن الذبح قد يكون للحم‪ ،‬وقد يكون‬
‫للقربة‪ ،‬والفعل ل يقع قربة بدون النية‪ ،‬فل يتعي الذبح للضحية إل بالنية‪ ،‬وليس على الضحّي أن يقول عند الذبح عمن هذه‬
‫الضحية؛ لن النية تزئ ف ذلك‪ .‬قال ابن قدامة‪ :‬ل أعلم خلفًا ف أن النية تزئ‪ ،‬وإن ذكر من يضحي عنه فحسن‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬يذبها مسلم‪:‬‬
‫يستحب أن ل يذبح الضحية إل مسلم؛ لنا قربة‪ ،‬فل يتولها غي أهل القربة‪ ،‬وهم السلمون‪ ،‬فإن استناب من عليه التضحية ذميًا ف‬
‫ذبها جاز مع الكراهة‪ ،‬وهذا مذهب النابلة‪ ،‬وهو قول الشافعي‪ ،‬وأب ثور‪ ،‬وابن النذر‪.‬‬
‫وحكي عن أحد‪ :‬ل يوز أن يذبها إل مسلم‪ ،‬وهو قول مالك‪ .‬ومن كره ذلك ‪-‬أي كراهة ذبح الذمي أضحية السلم‪ -‬علي‪ ،‬وابن‬
‫عباس‪ ،‬وجابر ‪-‬رضي ال عنهم‪ ،-‬وبه قال السن‪ ،‬وابن سيين‪.‬‬
‫واحتج ابن قدامة لواز ذبح الذمي لضحية السلم مع الكراهة‪ :‬بأن من جاز له ذبح غي الضحية جاز له ذبح الضحية كالسلم‪ ،‬كما‬
‫أن الكافر يوز أن يتول ما كان قربة للمسلم كبناء الساجد‪ ،‬فيجوز له أن يتول للمسلم أيضًا ذبح أضحيته‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده رجلً كان أو امرأة‪:‬‬
‫ويستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده‪ ،‬لن النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬ضحّى بكبشي أقرني أملحي ذبهما بيده الشريفة‪.‬‬
‫وهذا الستحباب يسري على الرأة إذا أرادت أن تضحي كما يسري على الرجل‪ .‬قال ابن حزم الندلسي ‪-‬رحه ال تعال‪:-‬‬
‫ويستحب للمضحي رجلً كان أو امرأة أن يذبح أضحيته أو ينحرها بيده‪ ،‬فإن ذبها أو نرها بأمرهِ مسلمٌ غيه أو كتاب أجزأه ذلك‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬التسمية عند الذبح‪:‬‬
‫ثبت أن النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬كان إذا ذبح أضحيته قال‪" :‬بسم ال‪ ،‬وال أكب" وكذلك كان يقول ابن عمر‪ ،‬وقال ابن قدامة‪:‬‬
‫ول نعلم من استحباب هذا خلفًا ول ف أن التسمية مزئة‪ ،‬وإن نسي التسمية أجزأه‪ .‬وإن زاد على التسمية فقال‪ :‬اللهم هذا منك‬
‫ولك‪ ،‬اللهم تقبل من أو من فلن‪ ،‬فهذا حسن‪ ،‬وبه قال أكثر أهل العلم‪.‬‬
‫وقت الضحية‪:‬‬
‫أول وقت التضحية إذا مضى من نار اليوم الول من عيد الضحى مقدار صلة العيد وخطبته‪ ،‬فقد حل أول وقت ذبح الضحية‪ ،‬ول‬
‫يعتب ف هذا التقدير نفس الصلة‪ ،‬وإنا العتب ما تستغرقه من وقت مع الطبة ف أخف ما تزئ به الصلة والطبة‪ .‬ول فرق ف هذا‬
‫بي أهل الصر والقرى وغيهم‪ .‬وهذا مذهب النابلة‪ ،‬والشافعية‪ ،‬وابن النذر‪ .‬وا َلوْل اعتبار وقت التضحية ف المصار بعد فراغ‬
‫المام من الصلة وخطبة العيد‪.‬‬
‫أما آخر وقت التضحية فهو آخر اليوم الثان من أيام التشريق؛ فتكون أيام النحر ثلثة أيام‪ :‬اليوم الول من العيدين ويومان بعده ‪-‬أي‬
‫أيام العاشر والادي عشر والثان عشر من ذي الجة‪ .-‬وهذا قول عمر وعلي وابن عمر وابن عباس وأب هريرة وأنس‪ ،‬وهو مذهب‬
‫النابلة‪ ،‬قال أحد بن حنبل‪ :‬أيام النحر ثلثة‪ ،‬عن غي واحد من أصحاب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬وبذا قال مالك‬
‫والثوري وأب حنيفة‪ .‬وروي عن علي أن آخر وقت التضحية هو آخر أيام التشريق‪ ،‬وهو مذهب الشافعي‪ ،‬وهو قول عطاء والسن‪.‬‬
‫ما يفعله الضحي بلحم أضحيته‪:‬‬
‫يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ويبقى منها له بدود ثلث أضحيته‪ ،‬ويهدي ثلثها‪ ،‬ويتصدق بثلثها‪ ،‬وإن أبقى لنفسه أكثر من‬
‫ثلثها جاز‪ .‬وقال النفية‪ :‬ما كثر التصدق به من لم الضحية فهو أفضل‪.‬‬
‫هل يعطى الزار بدلً عن أجرته شيئًا من الضحية؟‬
‫قال النابلة‪ :‬ل يعطى الزار شيئًا من الضحية بدلً عن أجرته ف ذبح الضحية‪ .‬وبذا قال الشافعي وأصحاب الرأي‪ ،‬ولكن إن دفع‬
‫إل الزار شيئًا من الضحية لفقره أو على سبيل الدية فل بأس؛ لنه مستحق للخذ؛ فهو كغيه بل هو أول؛ لنه باشر ذبها وتاقت‬
‫نفسه إليها‪.‬‬
‫هل يوز بيع شيء من لم الضحية أو جلدها؟‬
‫قال النابلة‪ :‬ل يوز بيع شيء من الضحية‪ ،‬ل لمها ول جلدها‪ ،‬سواء كانت واجبة بالنذر أو كانت تطوعًا‪ .‬قال المام أحد‪ :‬ل‬
‫يبيعها ول يبيع شيئًا منها‪ .‬وهذا مذهب الشافعي‪ ،‬ورخص السن والنخعي ف اللد أن يبيعه ويشتري به غربالً ومنخلً‪ .‬وروي نو‬
‫هذا عن الوزاعي؛ لنه ينتفع به هو وغيه‪ ،‬فجرى مرى تفريق اللحم‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة‪ :‬يبيع ما شاء من الضحية ويتصدق بثمنه‪ .‬وروي هذا عن ابن عمر‪:‬‬
‫يبيع اللد ويتصدق بثمنه‪ ،‬وحكاه ابن النذر عن أحد وإسحاق‪ ،‬إل أن ابن قدامة النبلي ل يوّز بيع شيء من الضحية ل لمها ول‬
‫جلدها؛ لنه جعله ل‪-‬تعال‪ ،-‬فلم يز بيعه‪ ،‬كالوقف‪ ،‬إل أنه أجاز النتفاع بلد الضحية‪ ،‬وقال‪ :‬ل خلف فيه؛ لنه جزء منها‪،‬‬
‫فجاز له النتفاع فيه كاللحم‪ .‬وكان علقمة ومسروق يدبغان جلد أضحيتهما ويصليان عليه‪.‬‬
‫ل متقبلً إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫حجّا مبورًا‪ ،‬وذنبًا مغفورًا‪ ،‬وعم ً‬

You might also like