Professional Documents
Culture Documents
نمدك اللهم ونستعينك ،ونستهديك الي والتوفيق ف القول والعمل ،ونصلي ونسلم على رسولك المي ممد خات النبياء
والرسلي ،وبعد:
فهذه رسالة ،أضعها بي يدي من كتب ال لم زيارة بيته الرام ،وأداء الركن الامس ف السلم يسترشدون با ف تأدية الناسك ،ف
يسر السلم وساحته ،امتثالً لقول ال سبحانه" :وَمَا َجعَ َل عََليْكُمْ فِي الدّي ِن مِنْ َحرَجٍ" (الج ،)78 :وأبتغي با ثواب ال -تعال-
ورضوانه ،وصال الدعاء ف مواطن القبول والجابة من وفد الجاج والعُمار ،الذين تفضل ال عليهم فأعطاهم سؤلم ،ربنا ظلمنا
أنفسنا فاغفر لنا وارحنا ،فإنك أهل التقوى وأهل الغفرة ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم.
الـج:
الج :قصد مكة لداء عبادة الطواف وسائر الناسك؛ استجابة لمر ال وابتغاء مرضاته.
ل عَلَى النّاسِ حِ ّج الَْبْيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَْيهِ
وهو أحد أركان السلم المسة ،وفرض معلوم من الدين بالضرورة ،قال ال تعال" :وَ ِ
سَبِيلً" (آل عمران.)97 :
شهَدُوا َمنَافِعَ َلهُ ْم وََيذْ ُكرُوا ا ْسمَ الِ
وقال سبحانه " :وََأذّن فِي النّاسِ بِالْحَ ّج يَأْتُو َك رِجَالً َو َعلَى كُ ّل ضَا ِمرٍ يَأِْتيَ مِن كُ ّل فَ ّج عَمِي ٍق * لِيَ ْ
فِي أَيّا ٍم ّمعْلُومَاتٍ" (الج.)28-27 :
وف حديث أب هريرة -رضي ال عنه -فيما رواه البخاري وأحد والنسائي وابن ماجه ،قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم" :-من
حج فلم يرفث ول يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وروى الطبان ف "الوسط" عن عبد ال بن جراد ،قال :قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم" :-حجوا؛ فإن الج يغسل الذنوب
كما يغسل الاء الدرن".
وروى النسائي وابن ماجه وغيها من حديث أب هريرة -رضي ال عنه -قال :قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم" :-الجاج
والعمار وفد ال؛ إن دعوه أجابم ،وإن استغفروه غفر لم".
وف فضل النفاق ف الج :روى أحد والبيهقي وغيها عن بريدة أن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -قال" :النفقة ف الج كالنفقة
ف سبيل ال؛ الدرهم بسبعمائة ضعف".
•وهو فرض على كل مسلم ومسلمة ،بالغ عاقل مستطيع.
•وتستحب البادرة بأداء هذه الفريضة مت توافرت الستطاعة.
نصائح وتوجيهات:
- 1على كل مسلم ومسلمة دعاه ال لج بيته وعمرته أن يلص التوبة إل ال -سبحانه ،-ويسأله غفران ذنوبه؛ ليبدأ عهدًا جديدًا
مع ربه ،ويعقد معه صلحًا ل ينث فيه.
- 2من علمات الخلص :أن يعد نفقة الج من أطيب كسبه وحلله؛ فإن ال طيب ل يقبل إل طيبًا ،ومن حج من مال غي حلل
ولب" :لبيك اللهم لبيك" قال ال سبحانه –كما جاء ف الديث الشريف" :-ل لبيك ول سعديك ،حت ترد ما ف يديك".
- 3ومن مظاهر التوبة وصدق الخلص فيها أن يطهر السلم والسلمة نفسه ،ويلص رقبته من الظال وحقوق الغي؛ فيد الظال إل
أصحابا مت استطاع إل ذلك سبيلً .ويتوب إل ال ويستغفره فيما عجز عن رده ،وأن يصل أرحامه ويب والديه ،ويترضى إخوانه
وجيانه.
- 4من الستطاعة الشروطة لوجوب الج القدرة على تمل أعباء السفر ومشقاته؛ فل عليك -أيها السلم -إذا قعد بك عجزك
السدي عن الج؛ فإن الج مفروض على القادر الستطيع.
- 5حافظ على نظافتك ف اللبس والأكل والشرب ،وعلى نظافة الماكن الشريفة الت تتردد عليها؛ لن السلم دين النظافة.
أل ترى أنك ل تدخل الصلة إل بعد النظافة بالوضوء أو الغتسال؟
- 6ل تكلف نفسك فوق طاقتها ف الال أو الهد السدي ،واحرص على راحة غيك ،كما ترص على راحة نفسك .وعامل
الناس با تب أن يعاملوك به ،كما جاء ف الديث الشريف.
- 7قال تعال" :وَلَ تُ ْلقُوا بَِأيْدِيكُمْ إِلَى الّتهُْلكَةِ" (البقرة .)195 :وقال" :وَلَ َتقْتُلُوا أَْنفُسَكُمْ" (النساء .)29 :فل تعرض نفسك
للخطر بالصعود إل قمم البال أو الدأب على السهر ولو ف العبادة؛ فإن خي العمال أدومها وإن قل.
- 8احرص على التواجد ف الرم أكب وقت مكن ،والنظر إل الكعبة ،وقراءة القرآن الكري ،والطواف حول البيت ،كلما وجدت
القدرة على ذلك.
- 9عليك أن تب أقرب الناس إليك با لك أو عليك ،وحث البناء والبنات والهل والخوان على تقوى ال ،والتمسك بآداب
الدين والحافظة على أداء فرائضه.
ها أنت أيها الاج ،قد هيأت نفسك لبدء الرحلة الباركة ،وقد أعددت ما يلزم لا.
ومن هذا اللزم:
ملبس الحرام:
أ -إزار :وهو ثوب من قماش تلفه على وسطك ،تستر به جسدك ما بي سرتك إل ما دون ركبتك .وخيه :الديد البيض الذي ل
يشف عن العورة (بشكي).
ب -رداء :وهو ثوب كذلك تستر به ما فوق سرتك إل كتفيك ،فيما عدا رأسك ووجهك .وخيه أيضًا :الديد البيض "بشكي".
واحذر أن تلبس ف مدة الحرام "فانلة" أو جوربًا أو جلبابًا أو شيئًا ما اعتدت لبسه من الثياب الفصلة الخيطة ،إل إذا كنت مضطرًا؛
سكٍ"
فلك أن تلبس ذلك مع الفدية؛ فقد قال ال تعال" :فَمَن كَا َن مِْنكُم ّمرِيضًا َأوْ ِبهِ َأذًى مّن رّأْ ِسهِ َففِدَْي ٌة مّن صِيَامٍ َأ ْو صَدََقةٍ َأوْ نُ ُ
(البقرة.)196 :
جـ -نعل تلبسه ف رجليك ،يظهر منه الكعب من كل رجل .والراد بالكعب هنا العظم الرتفع بظاهر القدم.
كل هذا للحاج الرجل.
أما الرأة الاجة فتلبس ملبسها العتادة الساترة لميع جسدها من شعر رأسها حت قدميها ول تكشف إل وجهها.
وعليها أل تزاحم الرجال ،وأن تكون ملبسها واسعة ل تبز تفاصيل السد وتلفت النظر ،والستحب البيض.
مت تدد موعد السفر بمد ال ووسيلته؛ فإذا كنت متوجهًا إل الدينة النورة -أولً -فل ترم ول تلبس ملبس الحرام؛ بل ابق
بلبسك العادية إل أن تتم زيارة الرسول -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم ،-وتنتهي إقامتك بالدينة.
كيفيات الج والعمرة:
وعندما تشرع ف التوجه من الدينة (أو من غيها) إل (مكة) فإن عليك أن ترم :بالعمرة فقط ،أو بالج فقط ،أو بما معًا ،حسبما
تريد من الدينة ذاتا ،أو من ميقاتا "ذي الليفة" ،وهو الكان العروف الن بـ"آبار علي" قرب الدينة ف الطريق منها إل (مكة) أو
من (رابغ) ،إذا كنت من يسافرون ف الفواج التأخرة الذاهبة من جدة إل مكة مباشرة؛ فلك أن تنوي الج والعمرة معًا ،وتسمى
"قارنًا" أي جامعًا بينهما .ولك أن ترم بالعمرة فقط ،أو أن ترم بالج فقط.
الحرام:
فإذا ركبت الباخرة ،واقتربت بك من اليقات ،وهو "الحفة" قرب "رابغ" بالنسبة للمصريي وأهل الشام ،فتهيأ للحرام بلق شعرك
وقصّ أظافرك ،ث اغتسل ف الباخرة استعدادًا للحرام ،وهو غسل للنظافة ل للفريضة ،أو توضأ إن ل يتيسر لك الغتسال ،وضع على
جسدك شيئًا من الرائحة الطيبة الباحة ،والبس ملبس الحرام الوصوفة آنفًا.
ومت لبست ثياب الحرام على هذا الوجه؛ أي بعد التطهر بالغتسال أو الوضوء ص ّل ركعتي سُنة ،وانوِ ف قلبك عقب الفراغ من
أدائهما ما تريد من العمرة فقط ،أو الج فقط ،أو ها معًا إذا نويت القران بينهما ،وقل" :اللهم إن نويت (كذا) فيسره ل وتقبله
من".
ث قل" :لبيك اللهم لبيك .لبيك ل شريك لك لبيك .إن المد والنعمة لك واللك .ل شريك لك".
وبذا القول -بعد تلك التلبية -تصي مرمًا با نويت وقصدت" :العمرة فقط ،أو الج فقط ،أو ها معًا"؛ لن هذه التلبية بثابة تكبية
الحرام للدخول ف الصلة.
مظورات الحرام:
ومت صرت مرمًا على هذا الوجه ،فل تفعل -بل ول تقترب ما صار مرمًا عليك بذا الحرام -وهو:
تغطية الرأس ،وحلق الشعر أو شده من أي جزء من السد ،ول تقص الظافر ،ول تستخدم الطيب والروائح العطرية ،ول تالط
زوجتك أو تفعل معها دواعي الخالطة كاللمس والتقبيل بالشهوة ،ول تلبس أي ميط ،ول تتعرض لصيد الب الوحشي ،أو لشجر
الرم.
وإذا فعل الحرم واحدًا من هذه الحظورات -قبل رمي جرة العقبة ف عاشر ذي الجة -صح حجه وصحت عمرته ،ولكن عليه أن
يذبح شاة أو يطعم ستة مساكي ،أو يصوم ثلثة أيام .أما الماع قبل رمي جرة العقبة (التحلل الول) فإنه يفسد الج .وعلى من
فعل ذلك أن يعيد الج مرة أخرى ف عام قادم.
ويرم على الرأة تغطية الوجه واليدين.
ث وَلَ
ل رََف َ
حجّ فَ َ
ومظور على السلمة وعلى السلم الخاصمة والدال بالباطل مع الرفقة؛ يقول ال –سبحانهَ" :-فمَن َف َرضَ فِيهِ ّن الْ َ
ق وَلَ جِدَالَ فِي الْحَجّ" (البقرة.)197 :
فُسُو َ
وإذا كنت مسافرًا بالطائرة ،فاستعد بالحرام وأنت ف بيتك ،أو ف الطار ،أو ف داخل الطائرة ،والبس ملبس الحرام إن ل يكن بك
عذر مانع من لبسها ،ث انوِ ما تريد من عمرة أو حج وَلبّ بالعبارة السابقة بعد ارتداء ملبس الحرام ،أو عند استقرارك ف الطائرة أو
عقب تركها ،وذلك كما تقدم :مت كنت متوجهًا إل مكة مباشرة من جدة ،أما إذا كنت متوجهًا إل الدينة أولً ،فكن عاديّا ف
كل شيء.
ومت أحرمت ونويت ولبّيت -كما سبق -صار مظورًا عليك الوقوع ف شيء من تلك الحظورات.
ما يباح للمحرم:
بعد الحرام يباح الغتسال وتغيي ملبس الحرام ،واستعمال الصابون للتنظيف ،ولو كانت له رائحة .وللمرأة غسل شعرها ونفضه
وامتشاطه؛ فقد أذن الرسول –صلى ال عليه وسلم -لعائشة –رضي ال عنها -ف ذلك بقوله" :انفضي رأسك وامتشطي".
ويباح أيضًا :الجامة (فصد العرق لخراج الدم) وفقء الدمل ،ونزع الضرس ،وقطع العرق ،وحك الرأس والسد دون شد الشعر؛
ويباح النظر ف الرآة والتداوي.
أما ش ّم الروائح الطيبة فدائر بي الكراهة والتحري .ومن ث يستحب أن ينع الاج عن استعمالا قصدًا .أما ما يدث من اللوس أو
الرور ف مكان طيب الرائحة فل كراهة فيه ول تري.
ويباح التظلل بظلة أو خيمة أو سقف ،والكتحال والضاب والناء للتداوي ل للزينة ،ويباح قتل الذباب والنمل والقُراد ،والغراب
والدأة والفأرة ،والعقرب والكلب العقور ،وكل ما من شأنه الذى.
أما حشرات السد الدمي كالبغوث والقمل ،فللمحرم إلقاؤها وله قتلها ول شيء عليه .وإن كان إلقاؤها أهون من قتلها.
وإذا احتلم الحرم أو فكر أو نظر فأنزل ،فل شيء عليه ،عند الشافعية.
دخول مكة والطواف بالكعبة:
ها أنت -أيها الاج أو العتمر -على مشارف مكة مرمًا.
فمت دخلتها -بعون ال وتوفيقه -فاطمئن أولً على أمتعتك ف مكان إقامتك ،ث اغتسل إن استطعت أو توضأ ،ث توجه إل البيت
الرام لتطوف طواف العمرة إن نويتها ،أو طواف القدوم إن كنت نويت الج ،وكب وهلل عند رؤية الكعبة الشرفة ،وقل" :المد ل
الذي بلغن بيته الرام .اللهم افتح ل أبواب رحتك ومغفرتك .اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريًا ومهابة وبرّا ،وزد من
شرفه وكرمه -من حجه أو اعتمره -تشريفًا وتكريًا وتعظيمًا وبرًا .اللهم أنت السلم ،ومنك السلم فحيّنا -ربنا -بالسلم ،وأدخلنا
دار السلم".
ث ادع با يفتح ال به عليك؛ فالدعاء ف هذا القام مقبول بإذن ال.
وإذا ل تفظ شيئًا من الدعية الأثورة ،فادع با شئت وبا يليه عليك قلبك ،ول تشغل نفسك بالقراءة من كتاب غي القرآن؛ فهو
الذي تقرؤه وتكثر من تلوته.
طواف العمرة:
ث اقصد إل مكان الطواف؛ لتبدأه وأنت متطهر ،واستقبل الكعبة الشرفة تاه الجر السود لتمر أمامه بكل بدنك ،واستقبله بوجهك
ل معلنًا شهادة أن ل
وصدرك ،وارفع يديك حي استقباله كما ترفعها ف تكبية الحرام للدخول ف الصلة؛ ناويًا الطواف مكبًا مهل ً
إله إل ال ،وأن ممدًا عبده ورسوله .اللهم إيانًا بك ،وتصديقًا بكتابك ،ووفاء بعهدك ،واتباعًا لسنة نبيك ممد -صلى ال علي وآله
وصحبه وسلم.-
ث اجعل الكعبة على يسارك مبتدئًا من قبالة الجر السود ،وسِر ف الطاف مع الطائفي حت تتم سبعة أشواط ،بادئًا بالجر السعد،
ومنتهيًا إليه ف كل شوط ،ول تشتغل ف الطواف بغي ذكر ال والستغفار والدعاء ،وقراءة ما تفظ من القرآن مع الضوع والتذلل
سنَ ًة وَفِي الَ ِخ َرةِ َحسَنَ ًة َوقِنَا عَذَابَ النّارِ" (البقرة:
ل ،ومن أفضل الدعاء ما جاء ف القرآن الكري كقوله تعال" :رَبّنَا آتِنَا فِي الدّْنيَا حَ َ
.)201
حبّ الْ ُمعْتَدِينَ" (العراف:
ض ّرعًا َو ُخفْيَةً ِإّنهُ لَ ُي ِ
ول ترفع صوتك ،ول تؤذِ غيك ،واستشعر الخلص؛ فال يقول" :ا ْدعُوا رَبّكُمْ َت َ
.)55
ركعتا الطواف:
إذا فرغت من أشواط الطواف السبعة ،فتوجه إل الكان العروف بـ"مقام إبراهيم" ،وصلّ فيه منفردًا ركعتي خفيفتي؛ ناويًا بما سنة
الطواف ،أو صلهما ف أي مكان ف السجد إن ل تد متسعًا ف مقام إبراهيم ،وادع ال با تشاء ،وما يفتح به عليك.
الدعاء عند ا ُللْتَزم:
ث توجه إل اللتزم ،وهو الكان الذي بي باب الكعبة والجر السود ،وإذا استطعت الوصول إليه ،فضع صدرك عليه ،مادّا ذراعيك
عليه ،متعلقًا بأستار الكعبة ،واسأل ال من فضله لنفسك ولغيك ،فإن الدعاء هنا مرجو الجابة -إن شاء ال ،-وادع با تشاء وبأي
دعاء.
اشرب من ماء زمزم:
ث توجه إل مياه زمزم ،واشرب منها ما استطعت فإن ماءها لا شُرب له .كما ف الديث الشريف.
السعي بي الصفا والروة للعمرة:
صفَا
ث ارجع بعد شربك من ماء زمزم ،أو بعد وقوفك باللتزم ،واسعَ بي الصفا والروة ،بادئًا با بدأ ال تعال به ف قوله" :إِنّ ال ّ
وَالْ َم ْر َوةَ مِن َشعَاِئ ِر الِ" (البقرة.)158 :
ع لنفسك ولن تب ،ولنا معك ،با
ومت صعدت على الصفا فهلّ ْل وكبّر ،واستقبل الكعبة الشرفة ،وصلّ على النب الصطفى .واد ُ
يشرح ال به صدرك ،ث ابدأ أشواط السعي سيًا عاديًا من الصفا إل الروة ،ف السار العد لذلك ،مراعيًا النظام والبتعاد عن اليذاء،
وأسرع قليلً ف سيك بي اليلي الخضرين (ف السعي علمة تدل عليهما) ،وهذا السراع هو ما يسمى (هرولة) وهي خاصة
بالرجال دون النساء ،فإذا بلغت الروة ،فقف قليلً مكبًا مهللً مصليًا على النب -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم -جاعلً الكعبة
تاه وجهك ،داعيًا ال با تشاء من خييْ الدنيا والخرة لك ولغيك ،وبذا تكون قد أنيت الشوط الول ،والعودةُ إل الصفا شوطٌ
ثانٍ ..وهكذا ف بقية الشواط.
وتابع الشواط السبعة على هذا النوال مع الشوع والخلص والذكر والستغفار ،وردّد ما ورد عن الرسول -صلى ال عليه
وسلم" :-رب اغفر وارحم ،واعفُ عما تعلم ،إنك أنت ال العز الكرم .رب اغفر وارحم واهدن السبيل القوم".
وبانتهائك من أشواط السعي السبعة ،تكون قد أتمت العمرة ،الت نويتها حي الحرام.
التحلل من العمرة:
وبعدها احلق رأسك بالوسى ،أو قصّ شعرك كله أو بعضه ،واللق أفضل للرجال ،وحرام على النساء ،وبذا اللق أو التقصي للشعر
ل كان أو امرأة ،ويل له ما كان مظورًا عليه ،فيلبس ما شاء ،ويتمتع بكل اللل الطيب إل أن
يتحلل الحرم من إحرام العمرة؛ رج ً
يي وقت الحرام بالج.
هدي التمتع:
ومت تتعت على هذا الوجه بالتحلل من إحرام العمرة قبل الحرام بالج؛ فقد وجب عليك ذبح هدي امتثالً لقول ال تعال" :فَمَنْ
ش َرةٌ كَا ِملَ ٌة ذَِلكَ لِمَن
ك عَ َ
س َر مِنَ اْلهَدْيِ فَمَن لّمْ يَجِ ْد َفصِيَامُ ثَلََثةِ أَيّامٍ فِي اْلحَ ّج وَسَْب َعةٍ ِإذَا رَ َجعْتُمْ ِت ْل َ
تَمَتّ َع بِاْلعُ ْم َرةِ إِلَى اْلحَجّ فَمَا ا ْستَيْ َ
حرَامِ" (البقرة.)196 :
ضرِي الْ َمسْجِدِ الْ َ
لّمْ يَكُنْ َأ ْهُلهُ حَا ِ
وهذا الدي يوز ذبه بكة عقب النتهاء من التحلل من العمرة ،كما يوز ذبه بن ف يوم العيد ،أو ف أيام التشريق التالية له ،أو ف
مكة بعد عودتك من من ،ولك أن تأكل منه.
طواف الج:
أما من أحرم بالج فقط ،أو كان مرمًا قارنًا بي الج والعمرة؛ فإن عليه -حي وصوله إل مكة مرمًا ،وبعد أن يضع متاعه ويطمئن
على مكان إقامته -أن يطوف بالكعبة طواف القدوم سبعة أشواط.
السعي بي الصفا والروة للحج:
وله أن يسعى بي الصفا والروة ،حسبما تقدم ،وله تأجيل السعي إل ما بعد طواف الفاضة ،ول يتحلل من إحرامه ،بل يظل مرمًا
حت يؤدي مناسك الج والعمرة ،ويقف على عرفات ،ث يبدأ التحلل الول برمي جرة العقبة ،يوم النحر ،ث التحلل الخي بطواف
الفاضة.
إعادة الحرام للحج من مكة:
إذا كنت متمتعًا؛ ففي اليوم الثامن من شهر ذي الجة -ويسمى يوم التروية -تيأ للحرام بالج على نو ما سبق بيانه ف الحرام
ل أو وضوءًا -ث ص ّل ركعتي بالسجد الرام إن استطعت ،وانوِ
حي بدء الرحلة ،والبس ملبس الحرام الوصوفة على الطهارة -غس ً
الج وقل إن شئت" :اللهم إن أردت الج فيسره ل وتقبله من" .ث قل" :لبيك اللهم لبيك ..لبيك ل شريك لك لبيك ..إن المد
والنعمة لك واللك ..ل شريك لك".
ومت قلت ذلك بعد تلك النية ،صرت مرمًا بالج ،ورددها كلما استطعت ف سيك ووقوفك وجلوسك ،وارفع با صوتك دون إيذاء
لغيك ..والرأة تلب ف سرها ..وداوم عليها وأنت ف الطريق إل من ،وإل عرفات ،وف عرفات ،وحي الفاضة من عرفة إل الزدلفة.
وف هذه الخية ،وعند وصولك إل من يوم النحر ،ول تقطعها حت تبدأ ف رمي مرة العقبة.
الج عرفة:
ث استعد للوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الجة؛ لن هذا الوقوف هو الركن العظم للحج ،كما جاء ف الديث الشريف "الج
عرفة" .فمن فاته الوقوف فقد فاته الج.
ويتحقق هذا الوقوف بوجود الاج وحضوره أي لظة ولو مقدار سجدتي ،واقفًا أو جالسًا أو ماشيًا أو راكبًا ف أي وقت من بعد
ظهر يوم التاسع إل فجر يوم العاشر ،والفضل المع بي جزء من النهار ف آخره وأول جزء من ليلة العاشر منه؛ أي قبيل غروب
شس يوم التاسع إل ما بعد الغروب بقليل ،ويسن أن تكون على طهارة ،وأفضل الدعاء على عرفة ما جاء ف الديث الشريف:
"أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيّون من قبلي :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد ،وهو على كل
شيء قدير".
ل يوم الشر الكب ،فإن عرفة صورة
واخشع وتذلل لربك ،نادمًا على ذنبك وخطاياك ،راجيًا عفوه ،طامعًا ف رحته ورضوانه ،متمث ً
منه؛ فقد حشر فيه اللق من كل جوانب الرض حجاجًا.
الصلة بنمرة:
صلّ الظهر والعصر يوم التاسع مقصورتي (ركعتي) مموعتي جع تقدي؛ أي صلهما ف وقت الظهر مع المام ف مسجد نرة إذا
استطعت ،ول تفصل بينهما بنافلة ،وإل فصلهما حيث كنت ف خيمتك؛ كلً منهما ف وقتها ،أو جعًا ف وقت الظهر.
إل مزدلفة:
وعقب غروب شس يوم التاسع يتوجه الجيج إل مزدلفة ،وعند الوصول إليها يؤدي الاج فرض الغرب وفرض العشاء جع تأخي ف
وقت العشاء ،ولك أن تبيت بزدلفة حت تصلي با الصبح ،ث تتوجه إل من ،وهذا متوقف على استطاعة البيت بزدلفة ،وكلها موقف
وهي الشعر الرام ،وفيها :أكثر من الذكر والدعاء والستغفار والطلب من ال ،واجع من أرضها الصوات الت سترمي با جرة
العقبة صباح يوم النحر بن ،وهي سبع حصوات كل واحدة منها ف حجم حبة الفول .ولك أن تمعها من أي مكان غي مزدلفة،
ولك أن تمع جيع حصوات الرمي ف اليام الثلثة ،ومموعها 49حصاة للمتعجل و 70للمتم :سبع منها لمرة العقبة يوم
النحر ،وواحدة وعشرون للجمرات الثلث ف ثان أيام العيد ،ومثلها ف ثالث أيامه للمتعجل.
ومن بقي بن إل رابع أيام العيد ،فعليه رمي المرات الثلث كل واحدة بسبع حصوات ،كما فعل ف اليومي الثان والثالث وهو
التم.
الذهاب إل من ورمي جرة العقبة:
بعد الرجوع من عرفة إل من بعد منتصف الليل أقصد إل جرة العقبة ،وارمها بالصيات السبع ،واحدة بعد الخرى على التوال،
وارم بقوة ،وقل :بسم ال وال أكب :رجًا للشيطان وحزبه.
اللهم اجعله حجًا مبورًا ،وذنبًا مغفورًا.
واقطع التلبية الت التزمتها منذ أحرمت ،وإياك ورمي هذه المرات أو غيها بالجارة الكبية أو العصي أو الزجاج أو الحذية ،كما
يفعل بعض الناس؛ لن كل هذا مالف للسنة الشريفة ،ولك أن تؤجل الرمي لخر النهار ،ول حرج عليك.
النابة ف الرمي:
إذا عجز الاج عن الرمي بنفسه لرض أو لعذر مانع ف وقته ،جاز أن يوكل غيه ف الرمي عنه ،بعد رمي الوكيل لنفسه.
التحلل من إحرام الج:
بعد رمي جرة العقبة هذه ،يلق الاج رأسه ،أو يقصر من شعره ،وتقصر الاجة من أطراف شعرها ،ول تلق.
التحلل الصغر:
وبذا اللق أو التقصي يصل التحلل الصغر من إحرام الج ،ويل ما كان مرمًا -عدا التصال النسي بي الزوجي-؛ فإن هذا ل
يل إل بعد طواف الفاضة الذي قال ال ف شأنه" :وَْليَ ّطوّفُوا بِاْلبَْيتِ اْلعَتِيقِ" (الج.)29 :
طواف الفاضة والسعي والتحلل الكب:
بعد رمي جرة العقبة ،والتحلل باللق أو التقصي ،يذهب الاج إل مكة للطواف بالكعبة سبعة أشواط ،هي :طواف الفرض ،ويسمى
طواف الفاضة أو طواف الزيارة ،وقد سبق بيان أحكام الطواف ،ث يصلي ركعتي ف مقام إبراهيم ،ويشرب من ماء زمزم ،ويسعى
بي الصفا والروة ،على ما تقدم بيانه ،وبذلك يكون الاج قد تلل التحلل الكب.
البيت بن ورمي باقي المرات:
بعد طواف الفاضة عُد إل من ف نفس اليوم ،وبت فيها ليلة الادي عشر والثان عشر من ذي الجة ،ويوز أن تبقى ف مكة ،ث تتم
الليلة بن ،كما يوز أن تستمر ف من وتتم الليلة بكة .ولك أل تبيت بن ،وإن ُك ِرهَ ذلك لغي عذر.
ومن العذار عدم تيسر مكان البيت؛ ولكن يلزمك إذا ل تبت ف من :أن تضر إليها لرمي المرات.
أماكن رمي المرات الثلث ووقته:
الصغرى ،وهي القريبة من مسجد اليف ،ث الوسطى ،وهي الت تليها وعلى مقربة منها ث العقبة ،وهي الخية.
ارمِ هذه المرات ف كل من يومي ثان وثالث أيام العيد :كل واحدة بسبع حصوات ،كما فعلت حي رميت جرة العقبة ف يوم
العيد.
وقت رمي المرات:
ووقت رمي هذه المرات من الزوال إل الغروب ،وبعد الغروب أيضًا ،ولكن الفضل عقب الزوال لوافقته فعل الرسول -صلى ال
عليه وآله وصحبه وسلم -مت كان ذلك ميسورًا دون حرج أو مشقة.
وقد أجاز الرمي قبل الظهر :عطاء وطاووس وغيها من الفقهاء.
وأجاز الرافعي -من الشافعية -رمي هذه المرات من الفجر إل الفجر.
سرَ" (البقرة .)185 :و"لَ يُ َكلّفُ الُ
س َر وَلَ ُيرِيدُ بِكُ ُم اْلعُ ْ
ل بِكُمُ الْيُ ْ
هذا كله موافق لحدى الروايات عن المام أب حنيفة " ُيرِيدُ ا ُ
َنفْسًا إِ ّل وُ ْس َعهَا" (البقرة.)286 :
حيض الرأة قبل طواف الفاضة:
للمرأة إذا فاجأها اليض قبل طواف الفاضة ،ول يكنها التخلف حت انقطاعه أن تستعمل دواء لوقفه وتغتسل وتطوف ،أو إذا كان
الدم ل يستمر نزوله طوال أيام اليض بل ينقطع ف بعض أيام مدته.
عندئذ يكون لا أن تطوف ف أيام النقطاع عملً بأحد قول المام الشافعي القائل :إن النقاء ف أيام انقطاع اليض طهر .وهذا القول
أيضًا يوافق مذهب المامي :مالك وأحد.
وأجاز بعض فقهاء النابلة والشافعية للحائض دخول السجد للطواف بعد إحكام الشد والعصب وبعد الغسل ،حت ل يسقط منها ما
يؤذي الناس ويلوث السجد ،ول فدية عليها ف هذا الال باعتبار حيضها -مع ضيق الوقت والضطرار للسفر -من العذار الشرعية.
ويوز للحائض أن تنيب غيها ف الطواف انطلقًا من أن الج كله كعبادة توز فيه النابة.
وقد أفت كل من المام ابن تيمية والمام ابن القيم بصحة طواف الائض طواف الفاضة إذا اضطرت إل السفر مع صحبتها.
ث إن النفساء حكمها كالائض ف هذا الوضع.
طواف الوداع:
اسه يدل على الغرض منه؛ لنه توديع البيت الرام ،وهو آخر ما يفعله الاج قبيل سفره من مكة بعد انتهاء الناسك ،وقد اتفق العلماء
على أنه مشروع ،مت فعله الاج سافر بعده فورًا.
ث اختلف العلماء ف حكم هذا الطواف :هل هو واجب أو سنة؟ بالول قال فقهاء الحناف والنابلة ورواية عن الشافعي ،وبالقول
الخر قال مالك وداود وابن النذر ،وهو أحد قول الشفعي.
يستحب تعجيل العودة:
فيما رواه الدارقطن عن عائشة -رضي ال عنها -أن رسول ال -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم -قال" :إذا قضى أحدكم حجه
فليتعجل إل أهله؛ فإنه أعظم لجره".
زيارة الدينة النورة:
إذا ل تكن -أيها الاج -قد بدأت هذه الرحلة الباركة بزيارة الرسول -صلى ال عليه وسلم-؛ فمن السنة –بعد أن تكون قد فرغت
من مناسك الج -أن تقوم با ،فإنا من أعظم الطاعات وأفضل القربات.
ل للثواب؛ فقد ورد ف الديث الشريف عن صاحب هذا
وف فضلها أحاديث شريفة كثية ،ولتقصد من الزيارة ف حرمه المن تصي ً
الرم -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم" -صلة ف مسجدي خي من ألف صلة فيما سواه ،إل السجد الرام."...
رواه أحد ف مسنده عن عبد ال بن الزبي.
خطة هذه الزيارة وآدابا:
يُسن للزائر -بعد أن يطمئن على أمتعته ومل إقامته -أن يغتسل ،وأن يلبس أحسن ثيابه ويتطيب ،وإذا ل يتيسر الغتسال اكتفى
بالوضوء.
ث يتوجه إل الرم النبوي ،متواضعًا ف سكينة ووقار؛ فإذا دخل من باب السجد ،قصد إل الروضة الشريفة ،وهي بي القب الشريف
والنب النبوي ،وصلى فيها ركعتي تية للمسجد ،ويدعو ال متهدًا ف الدعاء؛ لنه ف روضة من رياض النة ،وف مهبط الرحة،
وموطن الجابة ،إن شاء ال.
فإذا انتهى الزائر من تية السجد واللوس ف الروضة الشريفة توجه إل قب الرسول -عليه وآله وصحبه الصلة والسلم ،-ووقف
قبالة موضع الرأس الشريف ف أدب واحترام ،ويسلم على الرسول ف صوت خفيض ويقول:
"السلم عليك يا نب ال ،السلم عليك يا خية ال من خلقه .السلم عليك يا سيد الرسلي وإمام التقي .أشهد أنك بلغت الرسالة،
وأديت المانة ،ونصحت المة وجاهدت ف ال حق جهاده".
ث يصلي الزائر على رسول ال -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم ،-ويبلغ إليه سلمنا وسلم من أوصوه.
ث يترك هذا الوضع إل اليمي قليلً با يساوي ذراعًا (أقل من التر) ليجد نفسه واقفًا قبالة رأس الصديق أب بكر -رضي ال عنه-
فيسلم عليه بقوله" :السلم عليك يا خليفة رسول ال ،السلم عليك يا صاحب رسول ال ف الغار ،السلم عليك يا أمينه ف السرار.
جزاك ال عنا أفضل ما جزى إمامًا عن أمة نبيه".
ث يتجاوز مكانه إل اليمي قدر ذراع أيضًا ،ليجد نفسه واقفًا قبالة رأس عمر بن الطاب -رضي ال عنه ،-فيقول:
"السلم عليك يا أمي الؤمني ،السلم عليك يا مظهر السلم ،السلم عليك يا مكسر الصنام ،جزاك ال عنا أفضل الزاء".
وبعد هذا يستقبل الزائر القبلة ،ويدعو با شاء لنفسه ولوالديه وأهله ،ولن أوصاه بالدعاء شاملً جيع السلمي.
وينبغي للزائر أل يلمس حجرة الرسول -صلى ال عليه وسلم ،-ول يقبل الواجز ول اليطان ،ول يطوف حولا؛ لن هذا منهي عنه
ف أحاديث وفية عن الرسول -عليه الصلة والسلم.-
وينبغي للزائر كذلك أن يغتنم مدة وجوده ف الدينة ،فيصلي ف مسجد الرسول -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم -الصلوات
المس ،وعليه أن يكثر من تلوة القرآن الكري فيها ،ومن الدعاء والستغفار والتسبيح.
ومن الستحب زيارة أهل البقيع ،حيث دُفن أصحاب الرسول -صلى ال عليه وسلم -من الهاجرين والنصار والصالي ،كما يزور
شهداء أحد ،وقب سيد الشهداء "حزة" عم الرسول -صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم -ومسجد قباء؛ أول مسجد بناه الرسول،
صلى ال عليه وسلم.
وف ختام القامة بالدينة ل تفارقها -أيها الزائر -إل بعد أن تصلي ركعتي ف مسجد الرسول -صلى ال عليه وسلم ،-وتزور الرسول
وصاحبيه ،وتسأل ال تيسي العودة لذه الزيارة وتكرارها.
الضحية
القصود بالضحية وشروطها:
الراد بالتضحية :ذبح الضحية ،وشروطها( :منها) ما يتعلق بن عليه التضحية أي الضحي ،و(منها) ما يتعلق بوقت التضحية.
شروط الضحي ومن يذبح الضحية:
أولً :نية الضحية عند الذبح:
يشترط ف التضحية أن ينوي الضحي نية الضحية عند الذبح ،فل تزئ الضحية بدونا؛ لن الذبح قد يكون للحم ،وقد يكون
للقربة ،والفعل ل يقع قربة بدون النية ،فل يتعي الذبح للضحية إل بالنية ،وليس على الضحّي أن يقول عند الذبح عمن هذه
الضحية؛ لن النية تزئ ف ذلك .قال ابن قدامة :ل أعلم خلفًا ف أن النية تزئ ،وإن ذكر من يضحي عنه فحسن.
ثانيًا :يذبها مسلم:
يستحب أن ل يذبح الضحية إل مسلم؛ لنا قربة ،فل يتولها غي أهل القربة ،وهم السلمون ،فإن استناب من عليه التضحية ذميًا ف
ذبها جاز مع الكراهة ،وهذا مذهب النابلة ،وهو قول الشافعي ،وأب ثور ،وابن النذر.
وحكي عن أحد :ل يوز أن يذبها إل مسلم ،وهو قول مالك .ومن كره ذلك -أي كراهة ذبح الذمي أضحية السلم -علي ،وابن
عباس ،وجابر -رضي ال عنهم ،-وبه قال السن ،وابن سيين.
واحتج ابن قدامة لواز ذبح الذمي لضحية السلم مع الكراهة :بأن من جاز له ذبح غي الضحية جاز له ذبح الضحية كالسلم ،كما
أن الكافر يوز أن يتول ما كان قربة للمسلم كبناء الساجد ،فيجوز له أن يتول للمسلم أيضًا ذبح أضحيته.
ثالثًا :يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده رجلً كان أو امرأة:
ويستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده ،لن النب -صلى ال عليه وسلم -ضحّى بكبشي أقرني أملحي ذبهما بيده الشريفة.
وهذا الستحباب يسري على الرأة إذا أرادت أن تضحي كما يسري على الرجل .قال ابن حزم الندلسي -رحه ال تعال:-
ويستحب للمضحي رجلً كان أو امرأة أن يذبح أضحيته أو ينحرها بيده ،فإن ذبها أو نرها بأمرهِ مسلمٌ غيه أو كتاب أجزأه ذلك.
رابعًا :التسمية عند الذبح:
ثبت أن النب -صلى ال عليه وسلم -كان إذا ذبح أضحيته قال" :بسم ال ،وال أكب" وكذلك كان يقول ابن عمر ،وقال ابن قدامة:
ول نعلم من استحباب هذا خلفًا ول ف أن التسمية مزئة ،وإن نسي التسمية أجزأه .وإن زاد على التسمية فقال :اللهم هذا منك
ولك ،اللهم تقبل من أو من فلن ،فهذا حسن ،وبه قال أكثر أهل العلم.
وقت الضحية:
أول وقت التضحية إذا مضى من نار اليوم الول من عيد الضحى مقدار صلة العيد وخطبته ،فقد حل أول وقت ذبح الضحية ،ول
يعتب ف هذا التقدير نفس الصلة ،وإنا العتب ما تستغرقه من وقت مع الطبة ف أخف ما تزئ به الصلة والطبة .ول فرق ف هذا
بي أهل الصر والقرى وغيهم .وهذا مذهب النابلة ،والشافعية ،وابن النذر .وا َلوْل اعتبار وقت التضحية ف المصار بعد فراغ
المام من الصلة وخطبة العيد.
أما آخر وقت التضحية فهو آخر اليوم الثان من أيام التشريق؛ فتكون أيام النحر ثلثة أيام :اليوم الول من العيدين ويومان بعده -أي
أيام العاشر والادي عشر والثان عشر من ذي الجة .-وهذا قول عمر وعلي وابن عمر وابن عباس وأب هريرة وأنس ،وهو مذهب
النابلة ،قال أحد بن حنبل :أيام النحر ثلثة ،عن غي واحد من أصحاب رسول ال -صلى ال عليه وسلم ،-وبذا قال مالك
والثوري وأب حنيفة .وروي عن علي أن آخر وقت التضحية هو آخر أيام التشريق ،وهو مذهب الشافعي ،وهو قول عطاء والسن.
ما يفعله الضحي بلحم أضحيته:
يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ويبقى منها له بدود ثلث أضحيته ،ويهدي ثلثها ،ويتصدق بثلثها ،وإن أبقى لنفسه أكثر من
ثلثها جاز .وقال النفية :ما كثر التصدق به من لم الضحية فهو أفضل.
هل يعطى الزار بدلً عن أجرته شيئًا من الضحية؟
قال النابلة :ل يعطى الزار شيئًا من الضحية بدلً عن أجرته ف ذبح الضحية .وبذا قال الشافعي وأصحاب الرأي ،ولكن إن دفع
إل الزار شيئًا من الضحية لفقره أو على سبيل الدية فل بأس؛ لنه مستحق للخذ؛ فهو كغيه بل هو أول؛ لنه باشر ذبها وتاقت
نفسه إليها.
هل يوز بيع شيء من لم الضحية أو جلدها؟
قال النابلة :ل يوز بيع شيء من الضحية ،ل لمها ول جلدها ،سواء كانت واجبة بالنذر أو كانت تطوعًا .قال المام أحد :ل
يبيعها ول يبيع شيئًا منها .وهذا مذهب الشافعي ،ورخص السن والنخعي ف اللد أن يبيعه ويشتري به غربالً ومنخلً .وروي نو
هذا عن الوزاعي؛ لنه ينتفع به هو وغيه ،فجرى مرى تفريق اللحم.
وقال أبو حنيفة :يبيع ما شاء من الضحية ويتصدق بثمنه .وروي هذا عن ابن عمر:
يبيع اللد ويتصدق بثمنه ،وحكاه ابن النذر عن أحد وإسحاق ،إل أن ابن قدامة النبلي ل يوّز بيع شيء من الضحية ل لمها ول
جلدها؛ لنه جعله ل-تعال ،-فلم يز بيعه ،كالوقف ،إل أنه أجاز النتفاع بلد الضحية ،وقال :ل خلف فيه؛ لنه جزء منها،
فجاز له النتفاع فيه كاللحم .وكان علقمة ومسروق يدبغان جلد أضحيتهما ويصليان عليه.
ل متقبلً إن شاء ال تعال.
حجّا مبورًا ،وذنبًا مغفورًا ،وعم ً