You are on page 1of 4

‫‪ 10‬همسات في أسراِر القيادة والتأثير‬

‫عبد الرحمن بن محمد السيد‬

‫أّيها البراُر الكاِرم‪..‬‬

‫ت التأثيِر وأخلقُ‬‫صفا ُ‬‫ج أّمَة السلِم اليوم إلى رجاٍل تتوّفُر فيِهم ِ‬ ‫ما أحو َ‬
‫ن المم عبَر أنا ٍ‬
‫س‬ ‫ي بحاجٍة إلى أن تستعيَد صدارَتها بي َ‬ ‫الِقيادة‪ ..‬بل ه َ‬
‫حكمة والبصيرِة‪..‬‬ ‫ح ال ِ‬
‫ن وانِقدا ِ‬
‫ج الذه ِ‬
‫ن بُنض ِ‬
‫يتمّتعو َ‬

‫ن في قائمةِ‬ ‫ب أن تكو َ‬ ‫ن هذِه القضّية ‪ -‬أعني صناعَة القادة ‪ -‬يج ُ‬ ‫إّ‬


‫س الهتمامات عنَد العظماِء والُمصلحين‪ ..‬وينبغي على‬ ‫ت ورأ ِ‬‫الولوّيا ِ‬
‫ن الناجحين أن ُيهّيئوا للّمِة قادًة أفذاذاً ل‬ ‫الّدعاِة العاملينَ والمرّبي َ‬
‫ن البذِل والعطاء‪ ،‬ل‬ ‫قعِ‬ ‫ى للعجِز والكسل‪ ،‬ول ُيعيُقهم عائ ٌ‬ ‫ن معن ً‬‫يعرفو َ‬
‫ل‪..‬‬‫خَوِر سبي ً‬
‫ن للراحِة طعمًا أو لل َ‬
‫يعرفو َ‬

‫ق الصِبرا‬
‫ت آكُلُه*** لن تبُلغَ المجَد حتى تلَع َ‬
‫ن المجَد تمرًا أن َ‬
‫ل تحسب ّ‬

‫ل ببعيد‪ ..‬فالّمة ‪ -‬بحمِد ال ‪ -‬معطاءٌة ولود‪ ،‬وقد كتبتُ‬ ‫س ذلك على ا ِ‬ ‫ولي َ‬
‫ن ُمعينًا على ذِلك‪ ..‬جمعُتها من هنا وهناك‪ ،‬وانتقُيُتها‬
‫هذِه الهمسات ِلتكو َ‬
‫ن ُمعينًة لي أوًل ولكّل من يراها من إخوتي ثانيًا‪..‬‬
‫ِبعنايٍة ِلتكو َ‬

‫ن نبراسًا ومفتاحًا لكّل من‬ ‫ح لها قلوبًا مؤمنة‪ ..‬وأن تكو َ‬ ‫أسأل ال أن يفَت َ‬
‫راَم القيادَة‪ ..‬وتطّلَع للتأثيِر والّريادة‪..‬‬

‫الهمسُة الولى ‪:‬‬

‫ل ‪ -‬تعالى ‪ ،-‬طائعاً‬‫ن مؤمنًا با ِ‬ ‫ت القائِد الُمسلِم أن يكو َ‬


‫ن من صفا ِ‬ ‫إّ‬
‫ي ومماتي ِ‬
‫ل‬ ‫سكي ومحيا َ‬‫ن صلتي وُن ُ‬ ‫لوامِره‪ ،‬مخلصًا لُه العمل‪ " :‬قل إ ّ‬
‫ن أوتوا‬ ‫ن آمنوا منكم والذي َ‬‫ل الذي َ‬
‫ك له "‪ " ،‬يرفِع ا ُ‬ ‫ن ل شري َ‬ ‫ب العالمي َ‬
‫ر ّ‬
‫العلَم درجات "‪.‬‬

‫الهمسُة الثانية ‪:‬‬

‫ت القائِد الناجح‪ ..‬عُلّو الِهّمِة‪ ،‬وسمّو الغاية‪ ،‬ووضوحُ‬ ‫ن من صفا ِ‬


‫كما أ ّ‬
‫ج‪ ،‬وسلمِة المقصِد‪ ،‬وطهارِة الُمعَتَقد‪ " ،‬وما ُأِمروا إّل ِليعبدوا ا َ‬
‫ل‬ ‫المنه ِ‬
‫حنفاء"‪.‬‬
‫ن ُ‬ ‫ن لُه الدي َ‬
‫ُمخِلصي َ‬

‫الهمسُة الثالثة ‪:‬‬

‫ح التقديِر والهتماِم لكّل شخص‪ .‬فإن من أقوى أسرار التفّو ِ‬


‫ق‬ ‫كذلك‪ ..‬من ُ‬
‫ب الّرعايِة والحرص‪.‬‬
‫ب التقدير وطل ِ‬
‫ح ّ‬
‫ي الرغبُة في الثناِء و ُ‬
‫البشر ّ‬

‫ص أبي‬
‫ي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬هذا المبدأ مع شخ ِ‬ ‫ق النب ّ‬
‫وقد طّب َ‬
‫س ‪ -‬رضي ال عنه ‪:-‬‬ ‫ن ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬عاَم الفتح‪ ،‬قاَل العّبا ُ‬ ‫سفيا َ‬
‫ُ‬
‫ب الفخر‪ ،‬فاجعل لُه شيئًا‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫ن أبا سفيان رجٌل ُيح ّ‬
‫))يا رسوَل ال إ ّ‬
‫من دخَل داَر أبي سفيان فهَو آمن‪ (( ......‬الحديث‪.‬‬

‫الهمسُة الرابعة ‪:‬‬

‫ن طبيعَة‬‫ح الُمؤّثر‪ُ ..‬مجانبُة النقِد وإقلُل الِعتاب‪ .‬فإ ّ‬


‫ومن أسراِر القائِد الناج ِ‬
‫ش ذاتها أو يجر ُ‬
‫ح‬ ‫س البشرّية النفوَر والبتعاَد عن كّل ما يخِد ُ‬ ‫النف ِ‬
‫كبريائها‪ ..‬فالولى بالمرّبي أن يختار الطريقَة الُمثلى في المعالجِة‬
‫والتصحيح‪ ،‬قاَل ‪ -‬تعالى ‪ " :-‬وقولوا للّناسِ حسنًا "‪.‬‬

‫الهمسُة الخامسة ‪:‬‬

‫ي لقضاءِ‬‫ق القائِد الُمؤّثر‪ ..‬محّبُة الخيِر للجميع‪ ،‬والسع ِ‬


‫ومن أهّم أخل ِ‬
‫سه‪..‬‬
‫ح نف ِ‬‫ح المِة العاّمة وحاجاتها على مصاِل ِ‬ ‫حوائجهم‪ ،‬وتقديُم مصاِل ِ‬

‫ولكم أن تتأملوا في سيرَة حبيبنا محمٍد ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬يتبّينُ‬


‫ي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ليلًة يقرُأ‬ ‫ث عنه‪ .‬ألم يُقِم النب ّ‬
‫لكم حاجَة ما أتحّد ُ‬
‫ت العزيُز الحكيم‬‫قوَل ال‪ " :‬إن ُتعّذبهم فإنهم عباُدك وإن تغِفر لهم فإنك أن َ‬
‫" فرفع يديه وقال‪ :‬اللهم أّمتي أّمتي! وبكى‪.‬‬

‫ق في ماِله‪،‬‬
‫وقد قيَل للحنف‪ :‬من السّيد؟ فقال‪ :‬الذليُل في نفسه‪ ،‬الحم ُ‬
‫ي بأمِر قوِمه‪ ،‬الناظر للعامة‪.‬‬
‫المعن ّ‬

‫الهمسُة السادسة ‪:‬‬

‫ط حُّبه‬
‫ق القائِد قي النصيحة من أسراِر تفّوِقه وتأثيِره‪ ..‬فهَو ِلفْر ِ‬
‫صد ُ‬
‫ص على نصيحِتِهم وِدللِتهم‪..‬‬ ‫شّدِة شفقِته عليهم حِر َ‬
‫للُمترّبين و ِ‬

‫الهمسُة السابعة ‪:‬‬

‫ب الخصومةَ‬ ‫سلمُة الصدِر وطهارِتها من الحقاد والثقال‪ ،‬وتجًّن ِ‬


‫ن رّبنا اغِفر لنا ولخواننا‬‫ن جاءوا من بعدهم يقولو َ‬‫والتناُزع‪ " ..‬والذي َ‬
‫ن آمنوا "‪.‬‬‫ل للذي َ‬
‫غً‬
‫ن سبقونا باليمان ول تجعل في قلوِبنا ِ‬ ‫الذي َ‬

‫ق في القلب‪.‬‬
‫ت الّنفا َ‬
‫ن قيس‪ :‬كثرُة الخصومة ُتنِب ُ‬
‫فبُ‬
‫قاَل الحن ُ‬

‫الهمسُة الثامنة ‪:‬‬

‫ج من‬
‫ن يخُر ُ‬
‫ك حي َ‬
‫الصبُر وما أدراكم ما الصبر‪ ..‬فالقائُد بل صبٍر كالسم ِ‬
‫الماء‪ ..‬هل يستطيُع العْيش؟‬

‫ق أحينًا ِقلدتُه*** فاصِبر عليِه ول تجزع ول تث ِ‬


‫ب‬ ‫الدهُر يخِن ُ‬

‫حتى ُيفّرجها في حاِل ُمّدِتها*** فقد يزيُد اجتنانًا كّل مضطربِ‬

‫الهمسُة التاسعة ‪:‬‬

‫ن ُمستِمعًا جيدًا وُمحاِورًا‬


‫ن قائدًا ناجحًا عظيمًا‪ :‬عليكَ أن تكو َ‬
‫كي تكو َ‬
‫ن النب ّ‬
‫ي‬ ‫ن ُيؤذو َ‬
‫ن بإقناع‪ ،‬قال ‪ -‬تعالى ‪ " :-‬ومنهم الذي َ‬
‫ُيحاوُر الخري َ‬
‫ن ُيؤذونَ‬‫ن بال "‪ " ،‬ومنهُم الذي َ‬ ‫ن خيٍر لكم ُيؤم ُ‬
‫ن قل أذ ُ‬‫ن هَو ُأُذ ٌ‬
‫ويقولو َ‬
‫ن هَو ُأُذن " أي‪ :‬يسمُع مقالَة كّل أحٍد‬ ‫النبي " وهم المنافقون‪ " ،‬ويقولو َ‬
‫ن بال‬‫ن خيٍر لكم ُيؤم ُ‬‫طل‪ " ،‬قل أُذ ُ‬ ‫ح والبا ِ‬
‫ن الصحي ِ‬‫ق بي َ‬
‫فُيصّدُقه‪ ،‬ول ُيفَّر ُ‬
‫ن هو؛ لكونه يسمُع الخيَر ول‬ ‫" أي‪ :‬نعم هَو يستمُع لكم‪ ،‬ولكن نعَم الذ ُ‬
‫يسمُع الشّر‪.‬‬

‫الهمسُة العاشرة ‪:‬‬

‫ل إليه‪ ،‬وانِكسارُه‬
‫ت القائِد الفّذ‪ :‬خوُفُه من رّبه‪ ،‬وتذ ًُّ‬
‫ن من صفا ِ‬
‫أخيرًا‪ ..‬إ ّ‬
‫سِه وتأنيِبِه لها‪..‬‬
‫ن يديه‪ ،‬ومحاسبُتُه ِلنف ِ‬‫بي َ‬

‫ن استغنى بال ِافتقَر الناسُ إليه‪.‬‬


‫ن المسّيب‪ :‬م ِ‬
‫قاَل سعيُد ب ُ‬

‫ض من غْيض‪ ..‬فهذا الموضوعُ‬ ‫ت من ينبوع‪ ..‬وفي ٌ‬ ‫أّيها الكارُم‪ :‬هذِه َقطرا ٌ‬


‫ت سريعة‪ ،‬ومن‬‫ح وإشارا ٌ‬‫ي مفاتي ٌ‬‫طِر حّقه‪ ،‬إّنما ه َ‬
‫الكبير ل ُتوفيِه هذِه الس ُ‬
‫ن الِكتابين‪:‬‬
‫ب الستزادة فأوصيِه بهذي ِ‬ ‫أح ّ‬

‫ح قائدًا؟ لمؤّلفه‪ :‬خالد أبو صاِلح‪.‬‬


‫ف ُتصِب ُ‬
‫الول‪ :‬كي َ‬

‫سلْيمان بن عوض قيمان‪.‬‬


‫الثاني‪ :‬أسراُر الِقيادِة والتأثير‪ ،‬لمؤّلفه‪ُ :‬‬

‫ل ‪ -‬تعالى ‪-‬أعلُم وأحكم‪.‬‬


‫ل وإياكم ِلما ُيرضيه‪..‬وا ُ‬
‫وفقني ا ُ‬

‫ل وسّلَم على إماِم القادة محمد بن عبد ال وعلى آله وصحابته‬


‫وصّلى ا ُ‬
‫ن لهم بإحسان‪.‬‬
‫والتابعي َ‬

‫‪2/4/2009‬م‬

‫من موقع المختار السلمي‬

You might also like