You are on page 1of 100

‫قال الل تبارك وتعاىل‪:‬‬

‫(ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)‬
‫[سورة آل عمران‪.]97 :‬‬

‫وقال عز وجل‪:‬‬

‫(ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ )‬
‫[سورة البقرة‪.]196 :‬‬
‫‪5‬‬

‫احلمد لل الكريم املنان‪ ،‬امتن عىل من شاء من عباده بنعمة‬


‫اإليامن‪ ،‬ورشع هلم احلج إىل بيته العتيق‪ ،‬وهو الغني عن‬
‫العاملني‪ ،‬أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة‪ ،‬وجعلنا من خري‬
‫أمة أخرجت للناس‪ ،‬نأمر باملعروف وننهى عن املنكر‪.‬‬

‫والصالة والسالم عىل املبعوث رمحة للعاملني‪ ،‬خري من‬


‫حج واعتمر‪ ،‬بني لنا أحكام املناسك خري بيان‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫«خذوا عني مناسككم»‪ ،‬وأمرنا بالسكينة والوقار‪ ،‬فقال‬
‫عليه الصالة والسالم‪« :‬أهيا الناس‪ ،‬عليكم بالسكينة‪ ،‬فإن‬
‫الرب ليس باإليضاع»‪- ،‬أي ليس الرب يف العجلة واإلرساع‪،-‬‬
‫فربام أدى ذلك إىل إيقاع األذى بإخوانك املسلمني‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وإن حضور القلب وخشوعه ُيدرك بسكون اجلوارح‬


‫ووقارها؛ إذ الظاهر عنوان الباطن‪ ،‬وقد مجع النبي ﷺ يف‬
‫غري متشاغل بيشء‬
‫حاض القلب ر‬
‫ر‬ ‫حجه بني األمرين‪ ،‬فكان‬
‫ال منكرس ًا بني يدي مواله‪ ،‬باكي ًا‬
‫عن نسكه‪ ،‬خاضع ًا لربه ذلي ً‬
‫ساكب العربات‪ ،‬مكثر ًا من الترضع واملناجاة‪.‬‬

‫كام كان النبي ﷺ خاشع اجلوارح يسري سري ًا لين ًا بسكينة‬


‫ووقار‪ ،‬يؤدي مناسكه بتؤدة واطمئنان‪ ،‬قال جابر ‪:‬‬
‫«أفاض رسول الل ﷺ وعليه السكينة»‪.‬‬

‫وهلذا قال عمر بن عبد العزيز –رمحه الل‪ -‬ملا خطب‬


‫الناس بعرفة‪« :‬ليس السابق من سبق بعريه وفرسه‪ ،‬ولكن‬
‫السابق من غفر له»‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫فيا أهيا احلاج واملعتمر‪ :‬ليكن رسول الل ﷺ قدوتك‪،‬‬


‫والبس رداء السكينة وثوب الوقار‪ ،‬وأ ِّد نسكك هبدوء بال‬
‫واستحضار ملعنى ما تقول وتفعل‪ ،‬والبعد عن التكلف؛ فإن‬
‫خري األمور الوسط‪ ،‬وقد قال ﷺ‪« :‬القصد القصد تبلغوا»‪،‬‬
‫وقال‪« :‬عليكم هدي ًا قاصد ًا‪ ،‬فإنه من يشا ّد الدين يغلبه»‪.‬‬
‫وإن الرئاسة العامة لشؤون املسجد احلرام واملسجد‬
‫النبوي إذ تضع بني يدي إخواننا ضيوف الرمحن هذا الكتيب‬
‫اإلرشادي ملناسك احلج والعمرة‪ ،‬والتنبيه عىل بعض‬
‫األخطاء التي قد يقع فيها احلاج واملعتمر‪ ،‬لتأمل من إخواننا‬
‫املسلمني أن يتفقهوا يف دينهم‪ ،‬وجيتهدوا يف أداء نسكهم عىل‬
‫الوجه الرشعي‪ ،‬ويشكروا موالهم عز وجل الذي يرس هلم‬
‫أداء مناسكهم بكل طمأنينة ويرس‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫تقبل الل منا ومنكم صالح األعامل‪ ،‬ووفقنا مجيع ًا ملا حيبه‬
‫ويرضاه‪ ،‬واحلمد لل رب العاملني‪ ،‬وصىل الل عىل نبينا حممد‬
‫وعىل آله وصحبه وسلم تسلي ًام كثري ًا‪.‬‬

‫اإلدارة العـــــامة‬
‫للتوجيه واإلرشاد‬
‫بالمسـجد الحـرام‬
‫‪9‬‬

‫احلمد لل الذي جعل حج بيته احلرام من مباين الدين‬


‫العظام‪ ،‬ووفق من شاء من عباده للطواف بالبيت والصالة‬
‫خلف املقام استجابة لنداء إبراهيم اخلليل عليه السالم؛‬

‫حيث أمره ربنا عز وجل بقوله‪( :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬


‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬
‫ﮔ ﮕ) [سورة احلج‪.]27 :‬‬

‫والصالة والسالم عىل خري الورى وإمام املرسلني‪ ،‬نبينا‬


‫وقدوتنا حممد بن عبد الل املبعوث بالدين القويم واملنهج‬
‫املستقيم‪ ،‬القائل‪« :‬يا أهيا الناس إن الل قد فرض عليكم احلج‬
‫فحجوا» [رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫وقد أرشد أمته إىل احلج الصحيح فقال عليه الصالة‬


‫والسالم ألصحابه ‪« :‬خذوا عني مناسككم»[رواه مسلم]‪.‬‬

‫فحث عىل االقتداء هبديه واألخذ بسنته؛ فإن العبادة ال‬


‫تكون صحيحة إال إذا كانت خالصة لوجه الل تعاىل موافقة‬
‫لسنته ﷺ‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق حرصت الرئاسة العامة لشؤون املسجد‬


‫احلرام واملسجد النبوي أن تضع هذه اإلرشادات والتنبيهات‬
‫يف صفة احلج والعمرة لتيضء الطريق أمام الوافدين إىل بيت‬
‫الل احلرام من احلجاج واملعتمرين ليؤدوا عباداهتم عىل‬
‫الوجه الصحيح املوافق للكتاب والسنة‪ ،‬وليكون املسلم عىل‬
‫ب ّينة من دينه؛ فيبتعد عن كل ما يفسد عبادته أو ّ‬
‫خيل هبا‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫وإننا إذ نقدم هذا اجلهد املتواضع لندعو الل عز وجل أن‬


‫ينفع هبذه التوجيهات إخواننا املسلمني‪ ،‬وأن يمنحنا وإياهم‬
‫الفقه يف الدين واإلخالص يف القول والعمل‪ ،‬ويتقبل من‬
‫اجلميع صالح األعامل‪ ،‬إنه نعم املوىل ونعم النصري‪ ،‬وصىل‬
‫الل عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه وسلم تسلي ًام كثري ًا‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫ا حلج والعمرة من أفضل األعامل املكفرة للذنوب‬


‫واخلطايا‪ ،‬واملقربة إىل رضوان الل تعاىل وجنته‪ ،‬فمن حج‬
‫ومل ي رفث ومل يفسق رجع كيوم ولدته أمه‪ ،‬واحلج املربور‬
‫ليس له جزاء إال اجلنة‪ ،‬وقد ُسئل النبي ﷺ عن أفضل‬
‫األعامل‪ ،‬فقال‪« :‬إيامن بالل ورسوله»‪ ،‬قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪:‬‬
‫«ثم جهاد يف سبيل الل»‪ ،‬قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪« :‬ثم حج‬
‫[متفق عليه]‪.‬‬ ‫مربور»‬

‫وقال عليه أفضل الصالة والسالم‪« :‬العمرة إىل العمرة‬


‫كفارة ملا بينهام‪ ،‬واحلج املربور ليس له جزاء إال اجلنة»‬
‫[رواه مسلم]‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫وقد قال عليه الصالة والسالم‪« :‬عمرة يف رمضان تعدل‬


‫حجة معي»[متفق عليه]‪.‬‬

‫وقالت عائشة ريض الل عنها‪ :‬يا رسول الل‪ ،‬نرى اجلهاد‬
‫أفضل األعامل‪ ،‬أفال نجاهد؟ قال‪« :‬ال‪ ،‬لكن أفضل اجلهاد‬
‫حج مربور»[رواه البخاري]‪.‬‬

‫فهذا فضل عظيم وثواب جزيل‪ ،‬يم ّن به املوىل عز وجل عىل‬


‫عباده املؤمنني الوافدين إىل هذه الديار املقدسة‪ ،‬واملشاعر‬
‫املعظمة؛ حيث يباهي هبم مالئكته عىل صعيد عرفات‪ ،‬ويقول‬
‫هلم‪« :‬انظروا إىل عبادي أتوين شعث ًا غرب ًا‪ ،‬أشهدكم أين قد غفرت‬
‫هلم»‪« ،‬وما من يوم أكثر من أن يعتق الل فيه عبد ًا من النار من يوم‬
‫[رواه مسلم]‪.‬‬ ‫عرفة»‬
‫‪14‬‬

‫فحري باملسلم أن يتعرض لنفحات الل تعاىل‪ ،‬ويغتنم‬


‫األوقات الفاضلة ليفوز برضوان الل وجنته‪ ،‬وينجو من‬
‫غضب الل وناره‪ ،‬فإنه تعاىل جواد كريم‪ ،‬ال هيلك عليه إال‬
‫هالك شقي‪.‬‬

‫قبل احلديث عن صفة احلج والعمرة نذكر املواقيت التي‬


‫جيب اإلحرام منها ملن أراد احلج أو العمرة‪ ،‬وهذه املواقيت‬
‫عىل نوعني‪:‬‬

‫زمانية ومكانية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬املواقيت الزمانية‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ‬


‫ﭓ ﭔ) [البقرة‪.]197 :‬‬
‫‪15‬‬

‫فأشهر احلج شوال وذو القعدة والعرش األول من ذي‬


‫احلجة‪ ،‬وأما العمرة فليس هلا زمان حمدد‪ ،‬بل يرشع فعلها يف‬
‫أي وقت من السنة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬املواقيت املكانية‪ :‬حددت ُّ‬


‫السنَّة أمكنة ال جيوز ملن‬
‫مر هبا وهو يريد احلج أو العمرة أن يتجاوزها إال وهو حمرم‪،‬‬
‫ّ‬
‫وهي مخسة مواقيت‪:‬‬
‫‪ -1‬ذو الحليفة‪ :‬ويسمى اآلن أبيار عيل‪ ،‬وهو ميقات أهل‬
‫مر به من غريهم‪ ،‬ويبعد عن مكة املكرمة‬
‫املدينة و رمن َّ‬
‫(‪420‬كم) تقريب ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬الجحفة‪ :‬وهي قرية قريبة من رابغ‪ ،‬وهي ميقات أهل‬
‫مر هبا من غريهم‪ ،‬وتبعد عن‬
‫الشام ومرص واملغرب‪ ،‬و رمن َّ‬
‫مكة املكرمة (‪186‬كم) تقريب ًا‪ ،‬والناس حيرمون من رابغ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪-3‬قرن المنازل‪ :‬ويسمى السيل الكبري‪ ،‬وهو ميقات أهل‬


‫نجد وأهل الطائف ومن رم َّر به من غريهم‪ ،‬ويبعد عن‬
‫مكة املكرمة (‪78‬كم) تقريب ًا‪ ،‬وحياذيه وادي حمرم‪ ،‬وهو‬
‫أعىل قرن املنازل من جهة طريق اهلدا الطائف‪ ،‬ويبعد عن‬
‫مكة املكرمة (‪75‬كم) تقريب ًا‪.‬‬

‫مر به من غريهم‪،‬‬
‫‪ -4‬يلملم‪ :‬وهو ميقات أهل اليمن و رمن َّ‬
‫ويبعد عن مكة املكرمة (‪120‬كم) تقريب ًا‪.‬‬

‫‪ -5‬ذات عرق‪ :‬ويسمى الرضيبة‪ ،‬وهو ميقات أهل العراق‬


‫مر به من غريهم‪ ،‬ويبعد عن مكة املكرمة‬
‫و رمن َّ‬
‫(‪100‬كم) تقريب ًا‪.‬‬

‫ومن كان منزله دون هذه املواقيت فإنه حيرم باحلج‬


‫‪17‬‬

‫والعمرة من منزله‪ ،‬إال من كان منزله يف مكة فإنه خيرج إىل‬


‫احلل لإلحرام بالعمرة‪ ،‬وأما احلج فيحرم أهل مكة من‬
‫منازهلم ومقر إقامتهم‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫من جاء عن طريق اجلو وهو يريد احلج أو العمرة فيجب‬
‫عليه أن حيرم يف الطائرة إذا حاذى أحد املواقيت‪ ،‬وال جيوز‬
‫له أن يؤخر اإلحرام إىل أن ينزل يف مطار جدة؛ ألن جدة‬
‫ليست ميقات ًا إال ألهلها‪.‬‬
‫وإذا مل يكن معه مالبس لإلحرام أبقى الرساويل وخلع‬
‫الثوب وجعله عىل كتفيه وصدره ونوى اإلحرام‪ ،‬فإذا نزل‬
‫يف املطار لبس مالبس اإلحرام عند حصوله عليها وخلع‬
‫الرساويل‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫وأما املرأة فليس هلا مالبس خاصة لإلحرام‪ ،‬فتحرم يف‬


‫الطائرة بثياهبا‪ ،‬وإن كان عليها برقع ونقاب وقفازان فإهنا‬
‫ختلعها وتغطي وجهها بخامر عند الرجال األجانب‪.‬‬

‫أنواع النسك يف احلج ثالثة‪ :‬اإلفراد والتمتع والقران‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلفراد‪ :‬وصفته أن حيرم باحلج وحده من امليقات‬


‫فيقول‪ :‬لبيك حج ًا‪ ،‬فإذا وصل إىل مكة طاف بالبيت‬
‫للقدوم ثم سعى بني الصفا واملروة‪ ،‬وال حيلق وال يقرص‬
‫وال حيل من إحرامه‪ ،‬بل يبقى حمرم ًا إىل أن يرمي مجرة‬
‫العقبة يوم العيد‪ ،‬ثم حيلق أو يقرص‪ ،‬وإن أخر سعي احلج‬
‫إىل ما بعد طواف احلج جاز له ذلك‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ -2‬التمتع‪ :‬وصفته أن حيرم بالعمرة وحدها يف أشهر احلج‪،‬‬


‫فيقول‪ :‬لبيك عمرة‪ ،‬فإذا وصل مكة طاف وسعى ثم حلق‬
‫أو قرص‪ّ ،‬‬
‫وحل له كل يشء‪ ،‬ثم حيرم باحلج يوم الرتوية‪،‬‬
‫وهو الثامن من ذي احلجة‪ ،‬ثم يأيت بأفعال احلج مجيعها‪.‬‬

‫هدي يذبحه يوم النحر أو أيام الترشيق‬


‫ٌ‬ ‫وعىل املتمتع‬
‫الثالثة‪ ،‬فإن مل جيد صام عرشة أيام‪ ،‬ثالثة أيام يف احلج‬
‫وسبعة إذا رجع إىل أهله‪.‬‬

‫القران‪ :‬وصفته أن حيرم بالعمرة واحلج مجيع ًا‪ ،‬فيقول‪:‬‬


‫‪ِ -3‬‬
‫لبيك عمرة وحج ًا‪ ،‬أو حيرم بالعمرة أو ً‬
‫ال ثم يدخل عليها‬
‫احلج قبل الرشوع يف الطواف للعمرة‪ ،‬وعمل القارن مثل‬
‫عمل املفرد‪ ،‬إال أن القارن عليه هدي‪ ،‬واملفرد ال هدْ ي عليه‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫للحج أربعة أركان‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬نية الدخول يف النسك‪ ،‬وهو اإلحرام‪.‬‬

‫‪ -2‬الوقوف بعرفة‪.‬‬

‫‪ -3‬طواف اإلفاضة‪.‬‬

‫‪ -4‬السعي بني الصفا واملروة‪.‬‬

‫وهي سبعة‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلحرام من امليقات‪.‬‬

‫‪ -2‬الوقوف بعرفة إىل غروب الشمس‪.‬‬


‫‪21‬‬

‫‪ -3‬املبيت بمزدلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬املبيت بمنى ليايل أيام الترشيق‪.‬‬

‫‪ -5‬رمي اجلامر‪.‬‬

‫‪ -6‬احللق أو التقصري‪.‬‬

‫‪ -7‬طواف الوداع‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬

‫من ترك ركن ًا مل يتم حجه إال به‪ ،‬ومن ترك واجب ًا فعليه‬
‫فدية يذبحها يف مكة ويفرقها عىل مساكني احلرم‪ ،‬وال يأكل‬
‫منها شيئ ًا‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫ثالثة أركان‪:‬‬

‫‪ -1‬نية الدخول يف النسك‪ ،‬وهو اإلحرام‪.‬‬

‫‪ -2‬الطواف بالبيت‪.‬‬

‫‪ -3‬السعي بني الصفا واملروة‪.‬‬

‫للعمرة واجبان‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلحرام من امليقات‪.‬‬

‫‪ -2‬احللق أو التقصري‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫حمظورات اإلحرام عىل ثالثة أقسام‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬ما حيرم عىل الذكور واإلناث‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬ما حيرم عىل الذكور دون اإلناث‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما حيرم عىل اإلناث دون الذكور‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األمور التي تحرم على الذكور واإلناث‪:‬‬


‫ً‬
‫• ال جيوز للمحرم بعد نية اإلحرام أن يأخذ شيئ ًا من‬
‫شعره أو أظفاره‪ ،‬فإن سقط يشء بدون قصد فال فدية‬
‫عليه‪.‬‬

‫• جيتنب املحرم الطيب بأنواعه سواء يف بدنه أو ثوبه أو‬


‫مأكله أو مرشبه‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫• ال جيوز لبس القفازين ومها جوارب اليدين‪.‬‬

‫• ال خيطب املحرم وال يعقد لنفسه أو لغريه عقد نكاح‪.‬‬

‫• حيرم عىل املحرم اجلامع ودواعيه‪.‬‬

‫• ال يتعرض للصيد الربي بقتل أو تنفري أو إعانة عليه ما دام‬


‫حمرم ًا‪ ،‬وأما صيد احلرم فيحرم عىل املحرم وغري املحرم‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬ما يحرم على الذكور دون اإلناث‪:‬‬

‫• ال جيوز لبس املخيط عىل هيئته التي فصل عليها‪،‬‬


‫كالقميص والرساويل واجلوارب ونحوها‪ ،‬إال إذا مل‬
‫جيد إزار ًا فيجوز له لبس الرساويل‪ ،‬وإذا مل جيد نعلني‬
‫جاز له لبس اخلفني‪.‬‬

‫• ال جيوز تغطية الرأس بمالصق كالعاممة ونحوها‪.‬‬


‫‪25‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬ما يحرم على اإلناث دون الذكور‪:‬‬

‫ال جيوز للمرأة أن تغطي وجهها بالربقع والنقاب‬


‫ونحومها‪ ،‬وعليها أن تسرت وجهها باخلامر ونحوه عن‬
‫الرجال األجانب‪.‬‬

‫حكم من ارتكب شيئ ًا من هذه املحظورات‪:‬‬

‫ال أو ناسي ًا أو مكرها فال إثم عليه‬


‫• إن فعل املحظور جاه ً‬
‫وال فدية‪.‬‬

‫• إن فعل املحظور حلاجة فيجوز له ذلك وعليه الفدية‪.‬‬

‫• إن فعل املحظور بال عذر وال حاجة فهو آثم وعليه‬


‫الفدية‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫مقدار الفدية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬يف إزالة الشعر والظفر ومس الطيب ولبس‬
‫القفازين ولبس الذكر للمخيط‪ ،‬وتغطيته رأسه‪ ،‬وانتقاب‬
‫املرأة‪ ،‬واملبارشة لشهوة‪ ،‬يف كل واحدة من هذه املحظورات‬
‫خيري بني ثالثة أشياء‪:‬‬

‫أ‪ -‬صيام ثالثة أيام متتابعة أو متفرقة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أو إطعام ستة مساكني لكل مسكني نصف صاع من‬
‫طعام كالتمر أو الرز أو غريمها‪.‬‬

‫وتوزع عىل مساكني احلرم‪.‬‬


‫ج‪ -‬أو ذبح شاة ّ‬

‫ثاني ًا‪ :‬من ترك واجب ًا من واجبات احلج أو العمرة‬


‫كاإلحرام من امليقات أو رمي اجلامر أو املبيت بمزدلفة‬
‫‪27‬‬

‫ونحوها من الواجبات‪ ،‬فإنه جيب عليه ذبح فدية‪ ،‬وهي ما‬


‫جيزئ يف األضحية من ذكر أو أنثى من الضأن أو املعز أو ما‬
‫يقوم مقامها من بدنة أو سبع بقرة‪ ،‬ويفرق مجيع اللحم عىل‬
‫الفقراء يف احلرم‪ ،‬وال يأكل منه شيئ ًا‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬فدية اجلامع‪ :‬من جامع قبل التحلل األول فسد‬
‫حجه وعليه امليض فيه‪ ،‬ويقيض من العام القادم‪ ،‬وعليه ذبح‬
‫بدنة أو ما يقوم مقامها كالبقرة أو سبع شياه‪ ،‬ومن جامع بعد‬
‫كسبع بدنة‬
‫التحلل األول فعليه ذبح شاة أو ما يقوم مقامها ُ‬
‫أو ُسبع بقرة‪ ،‬فإن مل جيد صام عرشة أيام‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬يف جزاء الصيد‪ ،‬وله حاالن‪:‬‬

‫إن كان للصيد مثل من النعم‪ُ ،‬خ ِّري بني ثالثة أشياء‪:‬‬
‫‪28‬‬

‫أ‪ -‬إما ذبح املثل ثم يفرقه بني الفقراء واملساكني يف احلرم‪.‬‬

‫ب‪ -‬وإما أن ينظر كم قيمة هذا املثل‪ ،‬فيشرتي به طعام ًا‬


‫ثم يفرقه عىل املساكني‪ ،‬لكل مسكني نصف صاع‬
‫من طعام‪.‬‬

‫ج‪ -‬وإما أن يصوم عن إطعام كل مسكني يوم ًا‪.‬‬

‫إن مل يكن للصيد مثل كاجلراد مث ً‬


‫ال فإنه خيري بني شيئني‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن ينظر كم قيمة الصيد املقتول‪ ،‬وخيرج ما يقابلها‬


‫طعام ًا يفرقه عىل املساكني‪ ،‬لكل مسكني نصف‬
‫صاع‪.‬‬

‫ب‪ -‬وإما أن يصوم عن إطعام كل مسكني يوم ًا‪.‬‬


‫‪29‬‬

‫خامس ًا‪ :‬فدية اإلحصار‪:‬‬

‫من حرصه عد ٌّو أو غريه بعد اإلحرام ومل يشرتط عند‬


‫إحرامه‪ ،‬فإنه هيدي وحيلق أو يقرص ويتحلل‪ ،‬فيذبح ذبيحة‬
‫يف حمله الذي ُأ ر‬
‫حرص فيه‪ ،‬سواء يف احلرم أو يف احلل‪ ،‬ويعطيها‬
‫الفقراء‪ ،‬فإن مل يستطع اهلدي صام عرشة أيام ثم حلق أو‬
‫قرص وحتلل‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫إذا أردت أن حترم بالعمرة أو احلج فإنه ُيرشع لك قبل‬


‫ذلك فعل عدة أشياء‪:‬‬

‫• إذا وصلت إىل امليقات فإنه يستحب لك أن تغتسل‬


‫وتتنظف وتزيل شعر اإلبط والعانة‪ ،‬وتقص أظفارك‬
‫حتى ال حتتاج إىل أخذ يشء من ذلك بعد اإلحرام‪.‬‬

‫• يسن لك أن تتطيب يف بدنك بام تيرس من طيب‪ ،‬وال‬


‫ُت رط ِّيب مالبس اإلحرام‪.‬‬

‫• يلبس الذكر ثياب اإلحرام إزار ًا وردا ًء‪ ،‬واألفضل أن‬


‫يكونا أبيضني نظيفني‪ ،‬واملرأة تلبس ما شاءت من الثياب‬
‫غري متربجة بزينة‪ ،‬وختلع ما عىل وجهها من برقع أو‬
‫‪31‬‬

‫نقاب‪ ،‬وهو ما خيط عىل قدر الوجه‪ ،‬وتنزع ما عىل كفيها‬


‫من القفازين‪ ،‬وجتعل عىل وجهها مخار ًا تسترت به من‬
‫الرجال األجانب‪.‬‬

‫• إذا كانت املرأة حائض ًا أو نفساء فإهنا تغتسل وتتنظف‬


‫وحترم كغريها من النساء‪ ،‬وتفعل ما يفعل احلاج غري‬
‫الطواف بالبيت‪ ،‬وإذا كانت معتمرة فإهنا تبقى عىل‬
‫إحرامها حتى تطهر ثم تغتسل وتكمل عمرهتا‪.‬‬

‫• بعد الفراغ من الغسل والتنظف ولبس ثياب اإلحرام‪،‬‬


‫تنوي بقلبك الدخول يف النسك الذي تريده‪.‬‬

‫• ويرشع للمحرم أن يتلفظ بام نوى من النسك‪ ،‬فإن‬


‫كانت نيته العمرة قال‪« :‬لبيك عمرة»‪ ،‬وإن كانت نيته‬
‫‪32‬‬

‫احلج مفرد ًا قال‪« :‬لبيك حج ًا»‪ ،‬وإن كانت نيته العمرة‬


‫متمتع ًا هبا إىل احلج قال‪« :‬لبيك اللهم عمرة»‪ ،‬وإن كان‬
‫قارن ًا قال‪« :‬لبيك اللهم عمرة وحج ًا»‪ ،‬وإن كانت نيته‬
‫عن غريه وقد اعتمر وحج عن نفسه فإنه يقول‪« :‬لبيك‬
‫حج ًا عن فالن»‪ ،‬أو «لبيك عمرة عن فالن»‪.‬‬

‫• إذا خشيت من عائق يمنعك من إمتام نسكك فلك أن‬


‫تشرتط عند إحرامك فتقول‪« :‬إن حبسني حابس‬
‫فمحيل حيث حبستني»‪ ،‬فإن حصل لك ما يعيقك عن‬
‫إمتام نسكك حللت من إحرامك وال يشء عليك‪.‬‬

‫• السنة أن تكثر من ذكر الل تعاىل ومن التلبية‪ ،‬وصفة‬


‫التلبية أن تقول‪« :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال رشيك لك‬
‫‪33‬‬

‫لبيك‪ ،‬إن احلمد والنعمة لك وامللك ال رشيك لك»‪،‬‬


‫ويرشع للرجال اجلهر هبا‪ ،‬وأما النساء فال جيهرن هبا‬
‫عند الرجال األجانب‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫• إذا وصلت إىل البيت احلرام فيسن لك عند دخوله أن‬


‫تقدم رجلك اليمنى وتقول‪« :‬بسم الل والصالة والسالم‬
‫عىل رسول الل‪ ،‬اللهم اغفر يل ذنويب وافتح يل أبواب‬
‫رمحتك»‪ ،‬وهذا عام يف مجيع املساجد‪.‬‬

‫• عند وصولك إىل الكعبة املرشفة للطواف هبا تقطع‬


‫التلبية وتبدأ الطواف من عند احلجر األسود‪ ،‬فتقبله أو‬
‫تستلمه بيدك وتقبلها إن تيرس لك ذلك بدون مزامحة‬
‫إلخوانك املسلمني‪ ،‬فإن مل يتيرس لك استالمه تشري إليه‬
‫وتقول‪« :‬الل أكرب»‪ ،‬وتطوف سبعة أشواط‪ ،‬تبتدئ كل‬
‫شوط باحلجر األسود وختتم به‪ ،‬وترمل يف األشواط‬
‫‪35‬‬

‫الثالثة األول‪ ،‬والرمل هو اإلرساع يف امليش مع مقاربة‬


‫اخلطا‪ ،‬ومتيش يف األربعة الباقية‪ ،‬ويستحب لك‬
‫االضطباع يف مجيع األشواط‪ ،‬واالضطباع أن جتعل‬
‫وسط ردائك حتت إبطك األيمن وطرفيه عىل كتفك‬
‫األيرس‪ ،‬ويكون الكتف األيمن مكشوف ًا‪ ،‬وهذا خاص‬
‫بطواف القدوم وطواف العمرة‪ ،‬والرمل واالضطباع‬
‫للرجال دون النساء‪ ،‬وعليك باإلكثار من الدعاء وذكر‬
‫الل تعاىل وتعظيمه‪ ،‬واالستغفار من مجيع الذنوب‪،‬‬
‫وليس للطواف دعاء خاص به‪ ،‬بل تدعو بام شئت‪.‬‬

‫• ُي رس ُّن لك استالم الركن اليامين بيدك اليمنى‪ ،‬وال تقبله‪،‬‬


‫وتقول‪« :‬بسم الل والل أكرب»‪ ،‬وتقول بني الركنني‪:‬‬
‫‪36‬‬

‫(ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ) ‪.‬‬

‫• بعد االنتهاء من الطواف جتعل رداءك عىل كتفيك إذا‬


‫كنت مضطبع ًا‪ ،‬ثم تصيل خلف مقام إبراهيم عليه السالم‬
‫ركعتني إن تيرس لك ذلك‪ ،‬وإال ففي أي مكان من‬
‫املسجد‪ ،‬و ُيس ّن لك أن تقرأ يف الركعة األوىل بعد الفاحتة‪:‬‬

‫(ﭑ ﭒ ﭓ)‪ ،‬ويف الركعة الثانية‪:‬‬

‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ)‪.‬‬

‫• بعد االنتهاء من الركعتني ُيس ّن لك أن تذهب إىل احلجر‬


‫تيرس لك ذلك‪ ،‬ثم ترشب‬
‫األسود فتستلمه وتقبله إن ّ‬
‫من ماء زمزم‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫• ثم خترج إىل الصفا وترقى عليه‪ ،‬ثم تقرأ عند ذلك قوله‬

‫تعاىل‪( :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) اآلية‪.‬‬

‫• ويستحب لك أن تستقبل القبلة وحتمد الل وتكربه‬


‫وتقول‪« :‬ال إله إال الل والل أكرب‪ ،‬ال إله إال الل وحده ال‬
‫رشيك له‪ ،‬له امللك وله احلمد حييي ويميت وهو عىل‬
‫كل يشء قدير‪ ،‬ال إله إال الل وحده‪ ،‬أنجز وعده‪،‬‬
‫ونرص عبده‪ ،‬وهزم األحزاب وحده»‪ ،‬وتكرر هذا‬
‫الدعاء ثالث مرات‪ ،‬وتدعو بام تيرس من الدعاء‪.‬‬
‫• ثم تنزل فتميش إىل املروة‪ ،‬فإذا وصلت إىل العلم‬
‫األخرض ترسع يف امليش إىل أن تصل إىل العلم الثاين‪،‬‬
‫واملرأة ال يرشع هلا اإلرساع بني العلمني‪ ،‬وإنام املرشوع‬
‫هلا امليش يف السعي كله‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫• ثم متيش فرتقى املروة وتفعل عليها مثل فعلك عىل‬


‫الصفا‪ ،‬ثم تنزل فتميش يف موضع امليش‪ ،‬وترسع يف‬
‫موضع اإلرساع‪ ،‬حتى تصل إىل الصفا‪ ،‬تفعل ذلك سبع‬
‫مرات‪ ،‬ذهابك من الصفا إىل املروة شوط‪ ،‬ورجوعك‬
‫من املروة إىل الصفا شوط‪ ،‬تبدأ سعيك بالصفا وتنتهي‬
‫باملروة‪.‬‬

‫• ويستحب لك أن تكثر يف سعيك من ذكر الل تعاىل‬


‫تيرس‪ ،‬وأن تكون متطهر ًا من األحداث‪ ،‬ولو‬
‫والدعاء بام ّ‬
‫سعيت من غري طهارة أجزأك ذلك‪ ،‬وكذلك املرأة لو‬
‫حاضت أو نفست بعد الطواف جاز هلا السعي؛ ألن‬
‫الطهارة ليست رشط ًا يف السعي‪ ،‬بل هي مستحبة‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫• إذا أكملت سعيك فاحلق شعر رأسك أو قرصه‪،‬‬


‫واحللق للرجل أفضل إال إذا كان احلج قريب ًا فالتقصري‬
‫أوىل ليحلق رأسه يف احلج‪ ،‬وال يكفي تقصري بعضه أو‬
‫حلق بعضه‪ ،‬بل ال بد من تعميم الرأس‪ ،‬وأما املرأة فإهنا‬
‫تقرص من كل ضفرية قدر أنملة‪ ،‬أو جتمع شعرها ثم‬
‫تقص منه قدر أنملة‪ ،‬واألنملة هي رأس األصبع‪.‬‬

‫• إذا فعلت ذلك متت عمرتك وحل لك كل يشء حرم‬


‫عليك باإلحرام‪ ،‬إال أن تكون ممن ساق اهلدي من‬
‫احلل‪ ،‬فإنك تبقى عىل إحرامك بعد الطواف والسعي‪،‬‬
‫وال حتلق أو تقرص حتى حتل من احلج والعمرة مجيع ًا‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫• إذا كان يوم الرتوية‪ ،‬وهو اليوم الثامن من ذي احلجة‪،‬‬


‫فيستحب لك أن حترم باحلج من مكانك‪ ،‬وإن أخرت‬
‫اإلحرام إىل اليوم التاسع جاز ذلك‪ ،‬لكنه خالف السنة‪.‬‬

‫• فاغتسل إن تيرس لك ذلك وتط ّيب‪ ،‬ثم البس ثياب‬


‫اإلحرام وتنوي احلج‪ ،‬وتقول‪« :‬لبيك حج ًا لبيك اللهم‬
‫لبيك ‪ ..‬إلخ»‪.‬‬

‫• ثم خترج إىل منى وتصيل هبا الظهر والعرص واملغرب‬


‫والعشاء والفجر‪ ،‬تقرص الرباعية ركعتني يف أوقاهتا‬
‫بدون مجع‪.‬‬

‫• إذا طلعت شمس يوم التاسع من ذي احلجة توجه إىل‬


‫‪41‬‬

‫عرفات‪ ،‬ويس ّن لك أن تنزل بنمرة إىل الزوال إن تيرس‬


‫لك ذلك‪ ،‬ثم تصيل الظهر والعرص مجع تقديم قرص ًا‬
‫بأذان واحد وإقامتني‪.‬‬

‫• تأكد من دخولك عرفات‪ ،‬وعرفة كلها موقف إال بطن‬


‫عرنة‪ ،‬وأكثر فيها من الدعاء والذكر والترضع إىل الل‬
‫ال القبلة رافع ًا يديك متذلالً‪ ،‬وإن قرأت شيئ ًا‬
‫تعاىل مستقب ً‬
‫من القرآن فحسن‪.‬‬

‫• إذا غربت الشمس فانرصف من عرفة إىل مزدلفة بسكينة‬


‫ووقار‪ ،‬وأكثر من التلبية وجتنب إيذاء إخوانك املسلمني‪،‬‬
‫فإذا وصلت إىل مزدلفة ّ‬
‫فصل هبا املغرب والعشاء مجع ًا‬
‫وقرص ًا بأذان واحد وإقامتني‪ ،‬ثم امكث هبا حتى ّ‬
‫تصيل‬
‫‪42‬‬

‫الفجر‪ ،‬ثم تقف عند املشعر احلرام مستقب ً‬


‫ال القبلة‪،‬‬
‫وتكثر من ذكر الل تعاىل ودعائه‪ ،‬رافع ًا يديك إىل أن‬
‫يسفر جد ًا‪ ،‬ويف أي مكان وقفت من مزدلفة أجزأك‪،‬‬
‫وجيوز للضعفة من النساء والصبيان ونحوهم أن يدفعوا‬
‫إىل منى بعد نصف الليل‪.‬‬

‫• ثم توجه قبل طلوع الشمس إىل منى ملبي ًا‪ ،‬وخذ معك‬
‫سبع حصيات عىل قدر حىص اخلذف‪ ،‬أو حبات الفول‬
‫ـح ّرس استحب لك‬
‫ونحوها‪ ،‬فإذا وصلت وادي ُم ر‬
‫اإلرساع قليالً‪.‬‬

‫فتوجه إىل مجرة العقبة‪ ،‬فإذا وصلتها‬


‫ّ‬ ‫• إذا وصلت إىل منى‬
‫فاقطع التلبية ثم ارمها بسبع حصيات متعاقبات‪ ،‬تك ّرب‬
‫‪43‬‬

‫مع كل حصاة‪ ،‬ويشرتط أن تقع كل حصاة يف املرمى‪،‬‬


‫ويستحب لك عند الرمي أن جتعل الكعبة عن يسارك‬
‫تيرس ذلك‪.‬‬
‫ومنى عن يمينك إذا ّ‬

‫• بعد الرمي اذبح اهلدي إن كان عليك هدي‪ ،‬ويستحب‬


‫لك أن تأكل منه وتطعم الفقراء‪ ،‬ويمتد وقت الذبح إىل‬
‫غروب شمس اليوم الثالث من أيام الترشيق‪.‬‬

‫• بعد نحر اهلدي أو ذبحه حتلق رأسك أو تقرصه‪ ،‬واحللق‬


‫أفضل‪ ،‬واملرأة تقرص من كل ضفرية قدر أنملة‪.‬‬

‫• هذا الرتتيب هو األفضل‪ ،‬وإن قدمت بعض هذه‬


‫األفعال عىل بعض فال حرج عليك‪.‬‬

‫• بعد الرمي واحللق أو التقصري تلبس ثيابك‪ ،‬ويباح‬


‫‪44‬‬

‫للمحرم كل يشء حرم عليه باإلحرام إال النساء‪،‬‬


‫ويسمى هذا التحلل بالتحلل األول‪ ،‬ويستحب لك‬
‫بعده التطيب والتوجه إىل مكة‪.‬‬
‫• إذا وصلت إىل مكة فطف طواف اإلفاضة‪ ،‬ويسمى‬
‫طواف الزيارة‪ ،‬وبعد الطواف تصيل ركعتني خلف املقام‬

‫تيرس ذلك بدون مزامحة‪ ،‬وإال فص ّلها يف ّ‬


‫أي مكان من‬ ‫إن ّ‬
‫املسجد‪ ،‬ثم تسعى بني الصفا واملروة إن كنت متمتع ًا أو مل‬
‫وكنت قارن ًا أو مفرد ًا‪ ،‬وجيوز‬
‫ر‬ ‫تسع مع طواف القدوم‬
‫ْ‬
‫تأخري طواف اإلفاضة والسعي عن يوم النحر‪.‬‬
‫• بعد طواف اإلفاضة يوم النحر ترجع إىل منى وتبيت فيها‬
‫ليايل أيام الترشيق‪ ،‬وهي ليلة إحدى عرشة واثنتي عرشة‬
‫وتعجلت جاز لك ذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وثالث عرشة‪ ،‬وإن رب َّت ليلتني‬
‫‪45‬‬

‫• ترمي اجلمرات الثالث يف أيام الترشيق بعد الزوال‪ ،‬تبدأ‬


‫باألوىل وهي الصغرى مما ييل منى ومسجد اخليف‪ ،‬ثم‬
‫الوسطى ثم مجرة العقبة‪ ،‬كل واحدة بسبع حصيات‬
‫تكرب مع كل حصاة‪ ،‬وتتأكد من سقوط كل‬
‫متعاقبات‪ّ ،‬‬
‫حصاة يف حوض اجلمرة‪ ،‬و ُيس ّن لك أن تدعو الل تعاىل‬
‫كثري ًا بعد رمي اجلمرة األوىل وبعد رمي اجلمرة الثانية‪.‬‬

‫• جيوز لك التعجل بعد رمي اجلمرات يف اليوم الثاين عرش‬


‫بعد الزوال‪ ،‬فتخرج من منى قبل غروب الشمس‪ ،‬وإن‬
‫تأخرت إىل اليوم الثالث عرش فهو أفضل‪ ،‬فرتمي‬
‫اجلمرات الثالث بعد الزوال‪.‬‬

‫• إذا عزمت عىل السفر إىل بلدك بعد انتهاء أعامل احلج‬
‫‪46‬‬

‫وجب عليك أن تطوف بالبيت طواف الوداع سبعة‬


‫أشواط‪ ،‬ثم تصيل خلف املقام ركعتني‪ ،‬ويسقط هذا‬
‫الطواف عن احلائض والنفساء‪ ،‬فيجوز هلام السفر بال‬
‫وداع‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫أخي املسلم‪ ،‬أختي املسلمة‪ ،‬هذه بعض اإلرشادات‬


‫املهمة التي ينبغي للحاج واملعتمر أن يعلمها ويتنبه هلا‬
‫ويعمل هبا؛ لتقع عبادته صحيحة إن شاء الل تعاىل‪:‬‬

‫• إخالص النية لل تعاىل وابتغاء ما عنده‪ ،‬واالبتعاد عن‬


‫الرياء والسمعة‪.‬‬

‫• التوبة النصوح من مجيع الذنوب واخلطايا مع التذلل‬


‫واخلضوع لل تعاىل‪.‬‬

‫• التفقه يف دين الل تعاىل‪ ،‬وتعلم ما جيب عليك يف حجك‬


‫وعمرتك‪ ،‬والسؤال عام يشكل عليك‪.‬‬

‫• حفظ لسانك وجوارحك عن كل ما يسخط الل تعاىل‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫• اإلكثار من ذكر الل تعاىل والتلبية والدعاء واالستغفار‬


‫وأعامل الرب؛ فأنت يف مكان تضاعف فيه احلسنات‪.‬‬

‫• إذا وصلت إىل امليقات فأنت خمري بني اإلفراد أو التمتع أو‬
‫القران‪ ،‬وحيرم علي ك جماوزة امليقات بدون إحرام إذا كنت‬
‫تريد احلج أو العمرة‪.‬‬

‫• إذا قدمت عن طريق اجلو فيجب عليك اإلحرام عند‬


‫حماذاة امليقات‪.‬‬

‫• إذا كان منزلك دون املواقيت فإنك حترم من مكانك‪،‬‬


‫وال يلزمك الذهاب للميقات‪.‬‬

‫• إذا خشيت أن ال تتمكن من أداء النسك فاشرتط عند‬


‫إحرامك بأن تقول‪« :‬إن حبسني حابس فمحيل حيث‬
‫‪49‬‬

‫حبستني»‪ ،‬فإن حصل لك عذر يمنعك من أداء نسكك‬


‫حللت وال يشء عليك‪.‬‬
‫• جيوز للمحرم عقد اإلزار وربطه بخيط أو سبت‪،‬‬
‫ووضع مهيان حلفظ النفقة‪ ،‬ولبس اخلاتم والساعة‬
‫ونظارة العني وسامعة األذن‪.‬‬
‫• جيوز للمحرم أن يلبس الرساويل إذا مل جيد اإلزار‪،‬‬
‫ويلبس اخلفني إذا مل جيد نعلني‪.‬‬
‫• جيوز للمرأة أن حترم فيام شاءت من الثياب وال تتشبه‬
‫بالرجال يف لباسهم‪ ،‬وجتتنب املالبس الفاتنة والتربج‬
‫بالزينة‪.‬‬
‫• جيب عىل املرأة أن تسدل مخارها عىل وجهها إذا خشيت‬
‫أن يراها الرجال األجانب‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫• جيوز للمرأة أن تلبس اجلورب‪ ،‬وهو الرشاب يف قدميها‬


‫أثناء اإلحرام‪ ،‬وجيوز هلا خلعه وال يؤثر يف إحرامها‪.‬‬

‫• املتمتعة إذا حاضت قبل طواف العمرة وخشيت فوات‬


‫احلج فإهنا حترم باحلج وتصبح قارنة‪.‬‬

‫• جيوز للمحرم أن يغتسل ويغسل رأسه وحيكه إذا احتاج‬


‫إىل ذلك برفق‪.‬‬

‫• جيوز للمحرم غسل ثيابه التي أحرم فيها وتبديلها‬


‫بغريها‪.‬‬

‫• جيوز للمحرم أن يستظل بسقف السيارة واملظلة واخليمة‬


‫والشجرة‪ ،‬وأن حيمل متاعه فوق رأسه إذا احتاج إىل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫• جيوز الطواف من وراء زمزم واملقام عند الزحام‪،‬‬


‫واملسجد كله حمل للطواف‪.‬‬

‫• جيوز ملن قدم هنار ًا أن يؤخر الطواف والسعي إىل الليل‬


‫والعكس‪.‬‬

‫• من حدث له شك يف عدد الطواف أو السعي بنى عىل‬


‫اليقني‪ ،‬فمن شك هل طاف ثالثة أو أربعة جعلها ثالثة‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫• جيوز ملن تعب يف السعي أو الطواف أن جيلس ويسرتيح‪،‬‬


‫ثم يكمل سعيه أو طوافه ماشي ًا أو عىل عربة ونحوها‪.‬‬

‫• األفضل أن يكون السعي موالي ًا للطواف‪ ،‬فإن أخره عنه‬


‫فال بأس‪ ،‬مثل أن يطوف أول النهار ويسعى آخره‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫• األفضل أن يقدم احلاج العاجز عن اهلدي صيام الثالثة‬


‫األيام عىل يوم عرفة ليكون يف يوم عرفة مفطر ًا لنهي‬
‫النبي ﷺ عن صيام عرفة بعرفة‪ ،‬وألن الفطر أقوى له‬
‫عىل الذكر والعبادة‪.‬‬

‫• جيوز صيام الثالثة أيام والسبعة متتابعة ومتفرقة‪.‬‬

‫• املتمتع إذا انتهى من عمرته حل له كل يشء حرم عليه‬


‫باإلحرام حتى النساء‪.‬‬

‫• حيرم احلاج يف يوم الرتوية من مكان إقامته‪ ،‬وال جيب‬


‫عليه اإلحرام من داخل مكة أو من املسجد أو من حتت‬
‫امليزاب‪ ،‬وليس عليه طواف وداع عند خروجه إىل منى‬
‫أو عرفات‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫• األفضل للحاج أن يتوجه من منى إىل عرفة يف اليوم‬


‫التاسع بعد طلوع الشمس‪.‬‬

‫• يمتد الوقوف بعرفة إىل طلوع الفجر يوم العيد (العارش‬


‫من ذي احلجة)‪.‬‬

‫• يؤدي احلاج صالة املغرب والعشاء بعد الوصول إىل‬


‫مزدلفة‪ ،‬سواء يف وقت املغرب أو بعد دخول وقت‬
‫صالة العشاء‪.‬‬

‫• جيوز لقط حىص اجلامر من أي موضع سواء من مزدلفة‬


‫أو منى أو غريمها‪.‬‬

‫• جيوز للضعفة من النساء والصبيان ونحوهم أن يدفعوا‬


‫من مزدلفة بعد منتصف الليل‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫• جيوز لويل الصبي العاجز عن الرمي أن يرمي عنه اجلامر‪،‬‬


‫وكذا البنت الصغرية يرمي عنها وليها‪.‬‬

‫• جيوز للعاجز عن الرمي ملرض أو كرب سن أو محل أن‬


‫يوكل من يرمي عنه‪.‬‬

‫• جيوز للنائب أن يرمي عن نفسه ثم عن مستنيبه كل مجرة‬


‫من اجلامر الثالث وهو يف موقف واحد‪ ،‬وال جيب عليه‬
‫أن يكمل الرمي عن نفسه ثم يرجع فريمي عن مستنيبه‪.‬‬

‫• جيوز ملن فاته الرمي يف النهار أن يرمي يف الليل‪ ،‬ومن فاته‬


‫رمي يوم جاز له أن يرمي يف اليوم الذي بعده بعد الزوال‪،‬‬
‫ثم يرمي عن اليوم احلاض‪.‬‬

‫• جيوز رمي اجلامر من أي جهة من جهات املرمى‪ ،‬برشط‬


‫‪55‬‬

‫أن يقع احلىص يف املرمى‪ ،‬وال يشرتط بقاؤه فيه‪ ،‬فلو‬


‫خرجت احلصاة بعد وقوعها يف املرمى أجزأت‪.‬‬

‫• السنة ترتيب أعامل يوم العيد كاآليت‪ :‬رمي مجرة العقبة‪،‬‬


‫ثم ذبح اهلدي إن كان عليه هدي‪ ،‬ثم احللق أو التقصري‪،‬‬
‫واحللق أفضل‪ ،‬ثم الطواف بالبيت‪ ،‬وجيوز تقديم بعض‬
‫هذه األعامل عىل بعض‪.‬‬

‫• جيوز تأخري طواف اإلفاضة والسعي عن يوم العيد‪،‬‬


‫واألفضل أن ال يؤخرمها عن شهر ذي احلجة‪.‬‬

‫• وقت ذبح اهلدي يمتد إىل غروب الشمس من اليوم‬


‫الثالث عرش‪ ،‬وهو الثالث من أيام الترشيق‪ ،‬فتكون مدة‬
‫الذبح أربعة أيام‪ ،‬يوم النحر وثالثة أيام بعده‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫• جيوز للمحرم أن حيلق أو يقرص لغريه ولو مل يتحلل من‬


‫إحرامه‪.‬‬

‫• جيوز للمحرم أن حيلق أو يقرص يف أي مكان شاء‪ ،‬فليس‬


‫له مكان حمدد‪.‬‬

‫• يسقط طواف الوداع عن احلائض والنفساء‪.‬‬

‫• طواف اإلفاضة عند السفر يكفي عن طواف الوداع إذا‬


‫نوى ذلك‪.‬‬

‫• جيوز ملن طاف للوداع أن يشرتي ما حيتاج إليه ما دامت‬


‫املدة قصرية‪ ،‬فإذا طالت املدة أعاد طواف الوداع‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫هذه تنبيهات عىل أخطاء يقع فيها بعض احلجاج‬


‫واملعتمرين‪ ،‬جيب عىل املسلم أن يتنبه هلا‪ ،‬وحيرص أن تكون‬
‫عبادته صحيحة‪ ،‬وجيتنب كل ما يفسدها أو خيل هبا‪.‬‬

‫وقبل ذكر هذه األخطاء املتعلقة باملناسك البد من التنبيه‬


‫عىل أمر مهم يتعلق بأصل الدين وقاعدته‪ ،‬وهو أن بعض‬
‫احلجاج واملعتمرين –هيدهيم الل‪ -‬يذهبون إىل املقابر يف مكة‬
‫واملدينة‪ ،‬فيتوسلون باملوتى ويتربكون بقبورهم وما أشبه‬
‫ذلك من األعامل الرشكية أو البدعية املخالفة لعقيدة‬
‫املسلمني الصحيحة‪ ،‬وال يلتزمون بالزيارة الرشعية التي فيها‬
‫االعتبار وتذكر اآلخرة والدعاء لألموات واالستغفار هلم‬
‫‪58‬‬

‫بعد السالم عليهم‪ ،‬فقد قال عليه الصالة والسالم‪« :‬كنت‬


‫هنيتكم عن زيارة القبور‪ ،‬أال فزوروها فإهنا تذكر املوت»‬
‫[رواه مسلم]‪.‬‬

‫وزيارة القبور مرشوعة بدون سفر وال شد رحل‪ ،‬وهي‬


‫خاصة للرجال دون النساء‪ ،‬وقد كان من هديه ﷺ ‪-‬إذا زار‬
‫القبور‪ -‬الدعاء ألصحاهبا باملغفرة والرمحة بعد السالم‬
‫عليهم‪.‬‬

‫ومن األخطاء أيض ًا أن من احلجاج من يتعب نفسه‬


‫ويضيع وقته وماله بالذهاب إىل أماكن يف مكة واملدينة ليس‬
‫هلا تعلق باملناسك وال العبادة‪ ،‬فيذهب يف مكة إىل غار‬
‫حراء وغار ثور وغريمها‪ ،‬ويف املدينة إىل املساجد السبعة‬
‫‪59‬‬

‫ومسجد القبلتني ومسجد الغاممة‪ ،‬وأماكن معينة للصالة‬


‫فيها والدعاء عندها‪ ،‬وهذا من البدع‪ ،‬فليس هناك أماكن‬

‫وال مساجد يف األرض ت رُشدُّ الرحال إليها و ُت ر‬


‫قصد للصالة‬
‫فيها إال املسجد احلرام ومسجد الرسول ﷺ واملسجد‬
‫األقىص‪ ،‬ومسجد قباء رملرن كان باملدينة‪ ،‬وأما ما سواها‬
‫فليس هناك دليل عىل فضل الصالة فيها عىل غريها‪.‬‬

‫وأما األخطاء املتعلقة باملناسك فهي كاآليت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أخطاء في اإلحرام‪:‬‬


‫ً‬
‫• جتاوز امليقات بدون إحرام‪ ،‬فمن جتاوزه وهو يريد احلج‬
‫أو العمرة بدون إحرام فإنه جيب عليه الرجوع إليه إن‬
‫تيرس ذلك‪ ،‬وإال فعليه دم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪60‬‬

‫• بعض احلجاج واملعتمرين يعتقد أن اإلحرام هو لبس‬


‫ثياب اإلحرام‪ ،‬والصحيح أن اإلحرام هو أن تنوي‬
‫بقلبك الدخول يف النسك‪ ،‬وأما لبس ثياب اإلحرام فهو‬
‫استعداد لإلحرام وشعار له‪ ،‬ومن النسك الواجب‪.‬‬

‫• بعض النساء يعتقدن أن لثياب اإلحرام لون ًا خاص ًا‬


‫كاألخرض أو األبيض مث ً‬
‫ال وهذا خطأ‪ ،‬فاملرأة جيوز هلا أن‬
‫حترم بثياهبا املعتادة‪ ،‬وجتتنب ما فيه زينة أو تشبه‬
‫بالرجال‪.‬‬

‫• بعض النساء إذا مرت بامليقات وكانت حائض ًا أو نفساء‬


‫تركت اإلحرام ظن ًا منها أو من وليها أن اإلحرام يشرتط‬
‫له الطهارة من احليض‪ ،‬والصحيح أن احليض والنفاس ال‬
‫‪61‬‬

‫يمنع املرأة من اإلحرام‪ ،‬بل جيب عليها أن حترم وتفعل ما‬


‫يفعل احلاج غري الطواف بالبيت‪ ،‬فتؤخره حتى تطهر‪ ،‬ثم‬
‫تغتسل وتذهب للطواف‪ ،‬وال يلزمها الذهاب للتنعيم أو‬
‫امليقات ما دامت قد أحرمت منه‪.‬‬
‫• بعض النساء إذا أحرمن يضعن عىل رؤوسهن ما يشبه‬
‫العامئم أو العصائب لرفع غطاء الوجه عن مالمسة‬
‫الوجه‪ ،‬وهذا تكلف ال دليل عليه‪ ،‬فإنه ال حرج عىل‬
‫املرأة أن يالمس مخارها وجهها عند الرجال األجانب‪.‬‬
‫• بعض الرجال إذا لبس ثياب اإلحرام كشف عن كتفه‬
‫عىل هيئة االضطباع‪ ،‬وهذا مرشوع يف حالة طواف‬
‫القدوم أو العمرة خاصة‪ ،‬ويف غري ذلك يكون الكتفان‬
‫مستورين بالرداء‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫ثانياً ‪ :‬أخطاء في الطواف‪:‬‬


‫• بعض الطائفني يبدأ طوافه قبل احلجر األسود‪،‬‬
‫والواجب أن تكون البداية من عنده فيحاذيه بكتفه‬
‫األيرس‪ ،‬وينتهي الطواف عنده‪.‬‬
‫• بعض الطائفني يلتزم أدعية خاصة يف الطواف‪ ،‬وقد يقرأها‬
‫بصوت مرتفع‪ ،‬فيتبعه مجاعة معه بصوت واحد‪ ،‬فيشوش‬
‫عىل غريه‪ ،‬ومل يرد يف الرشع دعاء خاص للطواف إال ما‬
‫جاء بني الركن اليامين واحلجر األسود‪« :‬ربنا آتنا يف الدنيا‬
‫حسنة ويف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار»‪.‬‬
‫• ال يصح الطواف من داخل حجر إسامعيل؛ ألن بعضه‬
‫من الكعبة‪ ،‬فمن طاف من داخله مل يصح طوافه وعليه‬
‫اإلعادة‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫• بعض الطائفني يرمل يف مجيع أشواط الطواف السبعة‪،‬‬


‫والرمل –هو اإلرساع يف امليش مع مقاربة اخلطى‪ -‬ال‬
‫يكون إال يف األشواط الثالثة األوىل من طواف القدوم‬
‫خاصة‪.‬‬

‫• بعض الطائفني يزاحم ويؤذي غريه لتقبيل احلجر‬


‫األسود‪ ،‬وقد يصل به األمر إىل سب غريه أو ضبه فيأثم‬
‫بذلك‪ ،‬ألن تقبيل احلجر األسود سنة وليس رشط ًا يف‬
‫صحة الطواف‪.‬‬

‫• بعض الطائفني يستلم مجيع أركان الكعبة وربام مجيع‬


‫جدراهنا‪ ،‬ويتمسح بمقام إبراهيم‪ ،‬والسنة استالم احلجر‬
‫األسود وتقبيله أو اإلشارة إليه‪ ،‬واستالم الركن اليامين‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫• بعض الطائفني يزاحم للصالة عند مقام إبراهيم‪ ،‬وهذا‬


‫فيه تضييق عىل الطائفني‪ ،‬فإن ركعتي الطواف جيوز أن‬
‫ت ّ‬
‫ُصىل يف أي موضع من املسجد احلرام‪.‬‬
‫• بعض النساء يزامحن الرجال عند احلجر األسود‪ ،‬وهذا‬
‫ال جيوز ملا فيه من الرش والفتنة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أخطاء يف السعي‪:‬‬
‫• بعض الساعني يعتقد أن سعيه ال يتم إال بالصعود إىل‬
‫آخر جبل الصفا‪ ،‬أو آخر جبل املروة حتى يصل إىل‬
‫اجلدار‪ ،‬والذي يكفيه أن يرقى عىل الصفا واملروة وسعيه‬
‫صحيح‪.‬‬
‫• بعض الساعني ربام يأيت بأربعة عرش شوط ًا بحيث خيتم‬
‫بالصفا وهذا خطأ‪ ،‬فإن الواجب عليه سبعة أشواط‪ ،‬من‬
‫‪65‬‬

‫الصفا إىل املروة شوط‪ ،‬ومن املروة إىل الصفا شوط‪،‬‬


‫بحيث خيتم باملروة‪.‬‬
‫• بعضهم يرسع يف السعي بني الصفا واملروة يف كل‬
‫الشوط‪ ،‬والسنة اإلرساع بني العلمني األخرضين فقط‪،‬‬
‫ثم يميش يف بقية الشوط‪ ،‬واإلرساع خاص بالرجال‬
‫دون النساء‪.‬‬
‫• بعضهم إذا صعد عىل الصفا واملروة استقبل الكعبة وكرب‬
‫بيديه كأنه يف صالة‪ ،‬وهذه اإلشارة خطأ‪ ،‬فإن السنة أن‬
‫يرفع كفيه للدعاء فقط‪ ،‬وحيمد الل ويكربه مستقب ً‬
‫ال‬
‫القبلة‪.‬‬
‫• بعض الساعني إذا انتهى من السعي صىل ركعتني كام‬
‫يفعل بعد الطواف‪ ،‬وهذا غري مرشوع‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫• بعض الساعني يستمر يف سعيه بعد إقامة الصالة ليكمل‬


‫شوطه وهذا خطأ‪ ،‬فإن الواجب عليه أن يصيل مع‬
‫الناس ثم يكمل ذلك الشوط‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬أخطاء في عرفة‪:‬‬


‫• بعض احلجاج ال يتأكد من حدود عرفة‪ ،‬فينزل خارج‬
‫حدودها ويبقى يف مكانه إىل غروب الشمس‪ ،‬ثم‬
‫يذهب إىل مزدلفة دون أن يقف يف عرفة‪ ،‬وهذا يفوت‬
‫عىل نفسه احلج‪ ،‬ألن احلج عرفة‪.‬‬

‫• بعض احلجاج ينرصف من عرفة قبل غروب الشمس‬


‫وهذا ال جيوز‪ ،‬بل الواجب أن يقف بعرفة حتى غروب‬
‫الشمس‪ ،‬فمن خرج قبل الغروب ومل يرجع فعليه دم‪.‬‬
‫‪67‬‬

‫• بعض احلجاج يزاحم من أجل الصعود إىل جبل عرفة –‬


‫املسمى جبل الرمحة‪ -‬ليصل إىل أعاله‪ ،‬وهذا جهل‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬
‫عرفة كلها موقف‪ ،‬والصعود إىل اجلبل غري مرشوع‪ ،‬كام‬
‫أن ختصيصه بصالة ليس بمرشوع‪.‬‬

‫• بعض احلجاج يستقبل جبل عرفة عند الدعاء‪ ،‬وهذا‬


‫خطأ‪ ،‬فإن الواجب استقبال القبلة‪.‬‬

‫• بعض احلجاج يقوم بتجميع أكوام من الرتاب واحلىص يف‬


‫يوم عرفة يف أماكن معينة‪ ،‬وهذا عمل بدعي ال دليل عليه‪.‬‬

‫• بعض احلجاج يرسع عند الدفع من عرفة إىل مزدلفة‬


‫ويزعج املسلمني ويزامحهم بالسيارات ومنبهات‬
‫الصوت‪ ،‬وهذا خطأ؛ فإن السنة أن يميش بسكينة ورفق‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫خامساً ‪ :‬أخطاء في مزدلفة‪:‬‬


‫• بعض احلجاج يقوم بجمع حىص اجلامر أول ما يصل إىل‬
‫مزدلفة قبل أداء صالة املغرب والعشاء‪ ،‬ويعتقد أن ذلك‬
‫مرشوع‪ ،‬والسنة لقط احلىص بعد االنرصاف من مزدلفة‬
‫إىل منى‪ ،‬ويصح لقط احلىص من أي موضع‪.‬‬

‫• بعض احلجاج خيرج من مزدلفة قبل نصف الليل وال‬


‫يبيت فيها‪ ،‬ومن مل يبت بمزدلفة من غري عذر فقد ترك‬
‫واجب ًا من واجبات احلج‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬أخطاء في الرمي‪:‬‬


‫• من األخطاء التزاحم والتقاتل عند اجلمرات من أجل‬
‫الرمي‪ ،‬واملرشوع الرفق وعدم أذية املسلمني‪.‬‬
‫• بعض احلجاج يرمي حىص اجلامر دفعة واحدة‪،‬‬
‫‪69‬‬

‫واملرشوع رمي كل حصاة وحدها والتكبري مع كل‬


‫حصاة‪.‬‬
‫• بعض احلجاج يعتقد أثناء رميه للجامر أنه يرمي‬
‫الشيطان‪ ،‬فيحصل منهم رصاخ وسب وانفعال وضب‬
‫ألنصاب اجلمرات بالنعال واحلىص الكبار‪ ،‬وهذا جهل‪،‬‬
‫فإن رمي اجلامر إنام رشع إلقامة ذكر الل تعاىل‪ ،‬ويكون‬
‫احلىص صغري ًا مثل حىص اخلذف أكرب من احلمص‬
‫قليالً‪.‬‬
‫• بعض احلجاج يقوم بتوكيل غريه يف الرمي خوف ًا من‬
‫املشقة والزحام‪ ،‬والصحيح أن التوكيل ال جيوز يف‬
‫الفريضة إال عند عدم االستطاعة ملرض ونحوه‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫• بعض احلجاج يرمي يف غري وقت الرمي؛ وذلك بأن‬


‫يرمي مجرة العقبة قبل منتصف ليلة العيد‪ ،‬أو يرمي‬
‫اجلمرات الثالث يف أيام الترشيق قبل الزوال‪ ،‬وهذا‬
‫الرمي ال جيزئ ألنه يف غري وقته‪ ،‬وعليه أن يعيد الرمي‪.‬‬
‫• بعض احلجاج خيل برتتيب اجلمرات‪ ،‬فيبدأ مث ً‬
‫ال‬
‫بالكربى أو الوسطى‪ ،‬والواجب عليه أن يبدأ بالصغرى‬
‫التي تيل مسجد اخليف‪ ،‬ثم الوسطى ثم الكربى‪ ،‬وهي‬
‫مجرة العقبة القريبة من مكة‪.‬‬
‫• بعض احلجاج ال يتحرى أثناء الرمي وال يتأكد من‬
‫دخول احلىص وسقوطه يف حوض اجلمرة‪ ،‬وقد يرضب‬
‫باحلىص يف العمود الشاخص وال تسقط يف املرمى‪،‬‬
‫وحينئذ ال جتزئ‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫• بعض احلجاج يقدم رمي األيام األخرية مع رمي اليوم‬


‫األول من أيام الترشيق‪ ،‬ثم يسافر قبل متام احلج‪ ،‬وقد‬
‫يوكل من يرمي عنه البقية ثم يسافر إىل وطنه‪ ،‬وهذا من‬
‫العبث والتالعب بمناسك احلج‪ ،‬وعجلة من الشيطان‬
‫بسبب اجلهل‪ ،‬فيرتك احلاج بسبب ذلك كثري ًا من أعامل‬
‫احلج الواجبة كرمي اجلمرات واملبيت بمنى أيام الترشيق‪.‬‬

‫سابعاً ‪ :‬أخطاء في منى‪:‬‬


‫• بعض احلجاج ينزل من منى يوم النفر قبل رمي‬
‫اجلمرات‪ ،‬فيطوف للوداع ثم يرجع إىل منى فريمي‬
‫اجلمرات ثم يسافر إىل بلده‪ ،‬فيكون آخر عهده باجلامر ال‬
‫بالبيت‪ ،‬والواجب أن يكون طواف الوداع بعد انتهاء‬
‫رمي مجيع اجلمرات‪ ،‬فهو آخر أعامل احلج‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫• من احلجاج من يفهم ً‬
‫خطأ معنى التعجل‪ ،‬فيظن أن املراد‬
‫التعجل فيهام يوم العيد ويوم‬
‫ّ‬ ‫باليومني اللذين جيوز له‬
‫بعده‪ ،‬واملراد باليومني بعد يوم العيد ومها احلادي عرش‬
‫تعجل فيهام بعد رمي اجلامر بعد‬
‫والثاين عرش‪ ،‬فمن ّ‬
‫الزوال من اليوم الثاين عرش فال إثم عليه‪ ،‬ومن تأخر إىل‬
‫اليوم الثالث عرش بعد الزوال فال إثم عليه وهو األفضل‪.‬‬

‫ثامناً ‪ :‬أخطاء في الخروج من المسجد الحرام‪:‬‬


‫بعض احلجاج إذا أرادوا اخلروج من املسجد احلرام بعد‬
‫طواف الوداع رجع القهقرى وهو امليش إىل اخللف‪ ،‬ويعتقد‬
‫أن هذا مرشوع‪ ،‬وأنه من األدب‪ ،‬واحلقيقة أن هذا من البدع‬
‫املحدثة‪ ،‬والل أعلم‪.‬‬
‫‪73‬‬

‫ﷺ‬
‫• ُتس ُّن زيارة مسجد الرسول ﷺ سواء قبل احلج أو بعده‪،‬‬
‫وأن ّ‬
‫يصيل الزائر فيه الصلوات اخلمس‪ ،‬ويكثر من الذكر‬
‫والدعاء وصالة النافلة‪ ،‬ألن الصالة فيه خري من ألف‬
‫صالة فيام سواه إال املسجد احلرام‪.‬‬

‫• يسن لزائر املسجد النبوي أن يبدأ بصالة ركعتني حتية‬


‫للمسجد‪ ،‬واألفضل أن تكون يف الروضة الرشيفة ملا ورد يف‬
‫فضلها‪ ،‬ويف أي مكان صىل من املسجد حصل له الفضل‪.‬‬

‫• ثم ُيس ّن زيارة قربه ﷺ‪ ،‬والسالم عليه وعىل صاحبيه‬


‫بأدب وخفض صوت‪ ،‬وال جيوز رفع األصوات عند‬
‫قربه ﷺ؛ ألنه حمرت ٌم حي ًا وميت ًا‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫• ويس ُّن الذهاب إىل مسجد قباء والصالة فيه؛ ملا يف ذلك‬
‫من الفضل‪.‬‬

‫• ويس ُّن زيارة مقربة البقيع وقبور شهداء أحد وقبور‬


‫الصحابة ‪ ‬والدعاء هلم؛ ألن النبي ﷺ كان يزورهم‬
‫ويدعو هلم‪.‬‬

‫• ليس لزيارة املسجد النبوي إحرا ٌم وال تلبية وال مالبس‬


‫خاصة وال وداع مما هو من خصائص املسجد احلرام‪.‬‬

‫• ال جيوز ألحد أن يسأل رسول الل ﷺ أو غريه من األموات‬


‫أو الغائبني قضاء حاجة أو تفريج كربة أو شفاء مريض مما‬
‫ال يقدر عليه إال الل سبحانه وتعاىل؛ ألن ذلك رشك‪.‬‬

‫• تدخل زيارة قرب الرسول ﷺ وزيارة غريه من قبور‬


‫‪75‬‬

‫الصحابة والشهداء تبع ًا لزيارة مسجده ﷺ؛ ألن السفر‬


‫وشد الرحال إنام يكون ملسجده ﷺ‪.‬‬

‫• ليس لزيارة املسجد النبوي الرشيف عالقة باحلج‪،‬‬


‫وليست من مكمالته‪ ،‬فإن زيارة املسجد النبوي ليس هلا‬
‫وقت حمدد من السنة‪.‬‬

‫• ليس هناك عدد معني للصلوات التي يصليها الزائر يف‬


‫املسجد النبوي‪.‬‬

‫• من أراد الدعاء يف مسجده ﷺ فعليه باستقبال القبلة‪،‬‬


‫وال جيوز استقبال احلجرة النبوية حال الدعاء‪.‬‬

‫• ال جيوز التمسح باحلجرة النبوية وال تقبيلها وال الطواف‬


‫هبا؛ فإن هذا من البدع املنكرة‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫• السنة عند زيارة قربه ﷺ أن يقف الزائر أمامه مستقبالً له‬


‫ثم يقول بأدب وخفض صوت‪ :‬السالم عليك أهيا النبي‬
‫ورمحة الل وبركاته‪ ،‬ثم يصيل عليه ويدعو له‪ ،‬وإن قال‬
‫الزائر‪« :‬السالم عليك يا نبي الل‪ ،‬السالم عليك يا خرية‬
‫الل من خلقه‪ ،‬السالم عليك يا سيد املرسلني وإمام‬
‫املتقني‪ ،‬أشهد أنك قد ب ّلغت الرسالة وأديت األمانة‬
‫ونصحت األمة وجاهدت يف الل حق جهاده»‪ ،‬فهذه كلها‬
‫من أوصافه ﷺ‪ ،‬وال بأس بذلك‪.‬‬

‫• ثم يسلم عىل أيب بكر وعمر ريض الل عنهام ويدعو هلام‬
‫ويرتىض عنهام‪.‬‬

‫• ليس هناك ما ترشع زيارته يف املدينة املنورة من املساجد‬


‫‪77‬‬

‫غري املسجد النبوي ومسجد قباء للصالة فيهام‪ ،‬أما بقية‬


‫مساجد املدينة فهي كغريها من املساجد ال مزية عىل‬
‫غريها وال ترشع زيارهتا‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫اللهم لك احلمد محد ًا كثري ًا طيب ًا مبارك ًا فيه كام حتب ربنا‬
‫وترىض‪ ،‬محد ًا ال ينقطع وال يبيد وال يفنى‪ ،‬ملء سامواتك‬
‫وملء أرض ك وملء ما شئت من يشء بعد‪ ،‬عدد ما محدك‬
‫احلامدون‪ ،‬وعدد ما غفل عن ذكرك الغافلون‪ ،‬والصالة‬
‫والسالم عىل عبدك ورسولك حممد خاتم أنبيائك ورسلك‬
‫وخريتك من خلقك وأمينك عىل وحيك وعىل آله وصحبه‬
‫أمجعني‪.‬‬

‫اللهم لك احلمد أنت نور السموات واألرض ومن‬


‫فيهن‪ ،‬ولك احلمد أنت قيوم السموات واألرض ومن‬
‫‪79‬‬

‫فيهن‪ ،‬ولك احلمد أنت احلق ووعدك حق وقولك حق‬


‫ولقاؤك حق‪ ،‬واجلنة حق والنار حق‪ ،‬والساعة حق والنبيون‬
‫حق وحممد ﷺ حق‪.‬‬
‫اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك‬
‫أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر يل ما قدمت‬
‫وما أخرت وما أرسرت وما أعلنت‪ ،‬أنت املقدم وأنت‬
‫املؤخر ال إله إال أنت‪ ،‬وال حول وال قوة إال بالل العيل‬
‫العظيم‪.‬‬
‫اللهم آت نفيس تقواها‪ ،‬وزكّها أنت خري من زكاها‪ ،‬أنت‬
‫وليها وموالها‪.‬‬
‫اللهم إين أعوذ بك من علم ال ينفع‪ ،‬ومن قلب ال خيشع‪،‬‬
‫ومن نفس ال تشبع‪ ،‬ومن دعوة ال ُيستجاب هلا‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫اللهم إين أسألك بأن لك احلمد ال إله إال أنت بديع‬


‫السموات واألرض‪ ،‬يا ذا اجلالل واإلكرام‪ ،‬يا حي يا قيوم‪،‬‬
‫أن تغفر يل وترمحني‪ ،‬وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك‬
‫غري مفتون‪.‬‬

‫اللهم ربنا آتنا يف الدنيا حسنة ويف اآلخرة حسنة وقنا‬


‫عذاب النار‪.‬‬

‫ربنا آمنا فاغفر لنا وارمحنا‪ ،‬وأنت خري الرامحني‪.‬‬

‫ربنا ال تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رمحة‬


‫إنك أنت الوهاب‪.‬‬

‫ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا‪ ،‬ربنا وال حتمل علينا‬


‫إرص ًا كام محلته عىل الذين من قبلنا‪ ،‬ربنا وال حتملنا ما ال‬
‫‪81‬‬

‫طاقة لنا به‪ ،‬واعف عنّا واغفر لنا وارمحنا‪ ،‬أنت موالنا‬
‫فانرصنا عىل القوم الكافرين‪.‬‬

‫رب اجعلني مقيم الصالة ومن ذريتي ربنا وتقبل‬


‫دعاء‪ ،‬ربنا اغفر يل ولوالدي وللمؤمنني يوم يقوم‬
‫احلساب‪.‬‬

‫ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعني واجعلنا‬


‫للمتقني إمام ًا‪.‬‬

‫وهيء لنا من أمرنا رشد ًا‪.‬‬


‫ربنا آتنا من لدنك رمحة ّ‬

‫ربنا وآتنا ما وعدتنا عىل رسلك وال ختزنا يوم القيامة‪،‬‬


‫إنك ال ختلف امليعاد‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك اهلدى والتقى والعفاف والغنى‪.‬‬


‫‪82‬‬

‫اللهم اقسم يل من خشيتك ما حتول به بيني وبني‬


‫معصيتك‪ ،‬ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك‪ ،‬ومن اليقني ما‬
‫عيل مصائب الدنيا‪ ،‬ومتّعني بسمعي وبرصي‬
‫هتون به ّ‬
‫وقوايت أبد ًا ما أبقيتني‪ ،‬واجعله الوارث مني‪ ،‬واجعل ثأري‬
‫عىل من ظلمني‪ ،‬وانرصين عىل من عاداين‪ ،‬وال جتعل‬
‫مصيبتي يف ديني‪ ،‬وال جتعل الدنيا أكرب مهي وال مبلغ‬
‫علمي‪ ،‬وال إىل النار مصريي‪ ،‬واجعل اجلنة هي داري‪ ،‬وال‬
‫تس ّلط عيل بذنويب من ال خيافك وال يرمحني‪ ،‬برمحتك يا‬
‫أرحم الرامحني‪.‬‬

‫اللهم إين أعوذ بعزتك ال إله إال أنت أن تضلني‪ ،‬أنت‬


‫احلي الذي ال يموت‪ ،‬واجلن واإلنس يموتون‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫اللهم فاطر السموات واألرض عامل الغيب والشهادة‪ ،‬ال‬


‫إله إال أنت‪ ،‬رب كل يشء ومليكه‪ ،‬أعوذ بك من رش‬

‫الشيطان ورشكه‪ ،‬وأن أقرتف عىل نفيس سوء ًا أو ُ‬


‫أج ُّره عىل‬
‫مسلم‪.‬‬

‫اللهم أصلح يل ديني الذي هو عصمة أمري‪ ،‬وأصلح يل‬


‫دنياي التي فيها معايش‪ ،‬وأصلح يل آخريت التي إليها معادي‪،‬‬
‫واجعل احلياة زيادة يل يف كل خري‪ ،‬واملوت راحة يل من كل‬
‫رش‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك العافية يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬اللهم إين‬


‫أسألك العفو والعافية يف ديني ودنياي وأهيل ومايل‪ ،‬اللهم‬
‫اسرت عورايت وآمن روعايت‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫اللهم احفظني من بني يدي ومن خلفي عن يميني وعن‬


‫شاميل‪ ،‬ومن فوقي‪ ،‬وأعوذ بعظمتك أن ُأغتال من حتتي‪.‬‬

‫اللهم أحسن عاقبتي يف األمور كلها‪ ،‬وأجرين من خزي‬


‫الدنيا وعذاب اآلخرة‪.‬‬

‫اللهم أعني عىل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪.‬‬

‫وحتول عافيتك‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اللهم إين أعوذ بك من زوال نعمتك‪،‬‬
‫ومن فجاءة نقمتك ومن مجيع سخطك‪.‬‬

‫اللهم إنك عفو حتب العفو فاعف عني‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك من اخلري كله عاجله وآجله ما علمت‬


‫منه وما مل أعلم‪ ،‬وأعوذ بك من الرش كله عاجله وآجله ما‬
‫علمت منه وما مل أعلم‪.‬‬
‫‪85‬‬

‫اللهم إين أسألك من خري ما سألك منه عبدك ونبيك‬


‫حممدﷺ‪ ،‬وأعوذ بك من رش ما استعاذ منه عبدك ونبيك‬
‫حممد ﷺ‪.‬‬

‫قرب إليها من قول أو‬


‫اللهم إين أسألك اجلنة وما ّ‬
‫قرب إليها من قول أو‬
‫عمل‪ ،‬وأعوذ بك من النار وما ّ‬
‫عمل‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك موجبات رمحتك‪ ،‬وعزائم مغفرتك‪،‬‬


‫والغنيمة من كل بر‪ ،‬والسالمة من كل إثم‪ ،‬والفوز باجلنة‬
‫والنجاة من النار‪.‬‬

‫اللهم جن بني منكرات األخالق واألعامل واألهواء‬


‫واألدواء‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫اللهم اغفر يل ذنويب مجيع ًا‪ ،‬واهدين ألحسن األخالق ال‬


‫هيدي ألحسنها إال أنت‪ ،‬وارصف عني سيئها ال يرصف‬
‫عني سيئها إال أنت‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك خشيتك يف الغيب والشهادة‪ ،‬وأسألك‬


‫كلمة احلق يف الغضب والرضا‪ ،‬وأسألك القصد يف الفقر‬
‫والغنى‪ ،‬وأسألك نعي ًام ال ينفد‪ ،‬وقرة عني ال تنقطع‪،‬‬
‫وأسألك الرضا بعد القضاء‪ ،‬وبرد العيش بعد املوت‪ ،‬ولذة‬
‫النظر إىل وجهك الكريم‪ ،‬والشوق إىل لقائك يف غري ضاء‬
‫مرضة وال فتنة مضلة‪.‬‬

‫اللهم زينا بزينة اإليامن‪ ،‬واجعلنا هداة مهتدين‪ ،‬غري‬


‫ضالني وال مضلني‪ ،‬رسل ًام ألوليائك حرب ًا عىل أعدائك‪،‬‬
‫‪87‬‬

‫نحب بحبك من أح ّبك‪ ،‬ونعادي بعداوتك من عاداك أو‬


‫خالفك‪.‬‬

‫اللهم انقلني من ذل املعصية إىل عز الطاعة‪ ،‬وأغنني‬


‫بحاللك عن حرامك‪ ،‬وبطاعتك عن معصيتك‪ ،‬وبفضلك‬
‫عمن سواك‪ ،‬يا حي يا قيوم‪ ،‬يا ذا اجلالل واإلكرام‪.‬‬

‫اللهم إين أعوذ بك من اهلم واحلزن‪ ،‬ومن العجز‬


‫والكسل‪ ،‬ومن اجلبن والبخل‪ ،‬ومن املأثم واملغرم‪ ،‬ومن‬
‫غلبة الدين وقهر الرجال‪.‬‬

‫اللهم إين أعوذ بك من الربص واجلنون واجلذام‪ ،‬ومن‬


‫يسء األسقام‪.‬‬

‫اللهم رب السموات واألرض ورب العرش العظيم‪،‬‬


‫‪88‬‬

‫ربنا ورب كل يشء‪ ،‬فالق احلب والنوى‪ ،‬منزل التوراة‬


‫واإلنجيل والفرقان‪ ،‬أعوذ بك من رش كل ذي رش أنت آخذ‬
‫بناصيته‪.‬‬

‫اللهم أنت األول فليس قبلك يشء‪ ،‬وآنت اآلخر فليس‬


‫بعدك يشء‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك يشء‪ ،‬وأنت الباطن‬
‫فليس دونك يشء‪ ،‬اقض عني الدين واغنني من الفقر‪.‬‬

‫اللهم أنت ريب ال إله إال أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا عىل‬
‫عهدك ووعدك ما استطعت‪ ،‬أعوذ بك من رش ما صنعت‪،‬‬
‫أبوء لك بنعمتك عيل وأبوء بذنبي فاغفر يل‪ ،‬فإنه ال يغفر‬
‫الذنوب إال أنت‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك فعل اخلريات‪ ،‬وترك املنكرات‪ ،‬وحب‬


‫‪89‬‬

‫املساكني‪ ،‬وأن تغفر يل وترمحني‪ ،‬وإذا أردت بعبادك فتنة‬


‫فاقبضني إليك غري مفتون‪.‬‬

‫اللهم إين أعوذ بك من جهد البالء‪ ،‬ودرك الشقاء‪ ،‬وسوء‬


‫القضاء‪ ،‬وشامتة األعداء‪.‬‬

‫اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي عىل دينك‪ ،‬اللهم يا‬


‫رصف قلبي عىل طاعتك‪.‬‬
‫مرصف القلوب واألبصار‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫مه ًا إال فرجته‪ ،‬وال‬


‫اللهم ال تدع يل ذنب ًا إال غفرته‪ ،‬وال ّ‬
‫ردين ًا إال قضيته‪ ،‬وال حاجة من حوائج الدنيا واآلخرة هي‬
‫لك رض ًا ولنا فيها صالح إال قضيتها يا أرحم الرامحني‪.‬‬

‫ربنا تق ّبل منا إنك أنت السميع العليم‪ ،‬وتب علينا إنك‬
‫أنت التواب الرحيم‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫ربنا اغفر لنا وإلخواننا الذين سبقونا باإليامن‪ ،‬وال‬


‫جتعل يف قلوبنا غ ًّ‬
‫ال للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم‪.‬‬

‫اللهم إين عبدك ابن عبدك ابن أمتك‪ ،‬ناصيتي بيدك‪،‬‬


‫ماض ّيف حكمك‪ٌ ،‬‬
‫عدل ّيف قضاؤك‪ ،‬أسألك بكل اسم هو‬
‫لك سميت به نفسك‪ ،‬أو أنزلته يف كتابك‪ ،‬أو استأثرت به يف‬
‫علم الغيب عندك‪ ،‬أن جتعل القرآن العظيم ربيع قلبي‪ ،‬ونور‬
‫صدري‪ ،‬وجالء حزين‪ ،‬وذهاب مهي‪.‬‬

‫اللهم علمني منه ما جهلت‪ ،‬وذكرين منه ما نسيت‪،‬‬


‫وارزقني تالوته آناء الليل والنهار عىل الوجه الذي يرضيك‬
‫عني‪ ،‬برمحتك يا أرحم الرامحني‪.‬‬

‫اللهم إين أعوذ بك من عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القرب‪،‬‬


‫‪91‬‬

‫وأعوذ بك من فتنة املسيح الدجال‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة‬


‫املحيا واملامت‪ ،‬اللهم إين أعوذ بك من املأثم واملغرم‪.‬‬

‫اللهم اغفر يل واهدين وارزقني وعافني وارمحني‪ ،‬اللهم‬


‫إين أسألك خري املسألة‪ ،‬وخري الدعاء‪ ،‬وخري النجاح‪ ،‬وخري‬
‫العمل‪ ،‬وخري الثواب‪ ،‬وخري احلياة‪ ،‬وخري املامت‪ ،‬وثبتني‬
‫وث ّقل موازيني‪ ،‬وحقق إيامين‪ ،‬وارفع درجتي‪ ،‬وتق ّبل‬
‫صاليت‪ ،‬واغفر خطيئتي‪ ،‬وأسألك الدرجات العىل من اجلنة‬
‫آمني‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك فواتح اخلري وخوامته وجوامعه‪ ،‬وأوله‬


‫وآخره‪ ،‬وظاهره وباطنه‪ ،‬والدرجات العىل من اجلنة آمني‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري‪ ،‬وتصلح‬


‫‪92‬‬

‫أمري وتطهر قلبي‪ ،‬وحتصن فرجي وتنور قلبي‪ ،‬وتغفر يل‬


‫ذنبي‪ ،‬وأسألك الدرجات العىل من اجلنة آمني‪.‬‬
‫اللهم إين أسألك أن تبارك يل يف نفيس ويف سمعي‬
‫وبرصي‪ ،‬ويف روحي ويف رخ ْل رقي ويف ُخ ُلقي‪ ،‬ويف أهيل ويف‬
‫حمياي ويف ممايت ويف عميل‪ ،‬وتقبل حسنايت‪ ،‬وأسألك‬
‫الدرجات العىل من اجلنة آمني‪.‬‬
‫اللهم احفظني باإلسالم قائ ًام‪ ،‬واحفظني باإلسالم‬
‫قاعد ًا‪ ،‬واحفظني باإلسالم راقد ًا‪ ،‬وال تُشمت يب عدو ًا وال‬
‫حاسد ًا‪.‬‬
‫اللهم باعد بيني وبني خطاياي كام باعدت بني املرشق‬
‫واملغرب‪ ،‬اللهم نقني من خطاياي كام ُينقى الثوب األبيض‬
‫من الدنس‪ ،‬اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج واملاء والربد‪.‬‬
‫‪93‬‬

‫اللهم أنت امللك‪ ،‬ال إله إال أنت‪ ،‬أنت ريب وأنا عبدك‪،‬‬
‫ظلمت نفيس واعرتفت بذنبي‪ ،‬فاغفر يل ذنويب مجيع ًا‪ ،‬إنه ال‬
‫يغفر الذنوب إال أنت‪ ،‬واهدين ألحسن األخالق ال هيدي‬
‫ألحسنها إال أنت‪ ،‬وارصف عني سيئها ال يرصف عني‬
‫سيئها إال أنت‪ ،‬لبيك وسعديك‪ ،‬واخلري كله يف يديك‪،‬‬
‫والرش ليس إليك‪ ،‬أنا بك وإليك‪ ،‬تباركت وتعاليت‪،‬‬
‫ّ‬
‫استغفرك وأتوب إليك‪.‬‬
‫اللهم إين أعوذ بك أن أرد إىل أرذل العمر‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫من القسوة والغفلة والذلة واملسكنة‪ ،‬وأعوذ بك من الكفر‬
‫والفسوق والشقاق والسمعة والرياء‪.‬‬
‫رش ما مل‬
‫رش ما عملت‪ ،‬ومن ّ‬
‫اللهم إين أعوذ بك من ّ‬
‫رش ما علمت ومن رش ما مل أعلم‪.‬‬
‫أعمل‪ ،‬وأعوذ بك من ّ‬
‫‪94‬‬

‫اللهم إين أعوذ بك من اهلدم والرتدي‪ ،‬ومن الغرق‬


‫واحلرق واهلرم‪ ،‬وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند‬
‫املوت‪ ،‬وأعوذ بك أن أموت لديغ ًا‪ ،‬وأعوذ بك من طمع‬
‫هيدي إىل طبع‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك الثبات يف األمر‪ ،‬والعزيمة عىل الرشد‪،‬‬


‫وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك‪ ،‬وأسألك قلب ًا سلي ًام‬
‫ولسان ًا صادق ًا‪ ،‬وأسألك من خري ما تعلم‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫رش ما تعلم‪ ،‬وأستغفرك مما تعلم وأنت عالم الغيوب‪.‬‬
‫ّ‬

‫رش نفيس‪ ،‬يا حي يا قيوم‪،‬‬


‫اللهم أهلمني رشدي‪ ،‬وقني ّ‬
‫اللهم زدين وال تنقصني‪ ،‬وأكرمني وال هتنّي‪ ،‬وأعطني وال‬
‫حترمني‪ ،‬وآثرين وال تؤثر عيل يا ذا اجلالل واإلكرام‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫اللهم إين أسألك رمحة من عندك هتدي هبا قلبي‪ ،‬وجتمع‬


‫هبا أمري‪ ،‬وتلم هبا شعثي‪ ،‬وحتفظ هبا غائبي‪ ،‬وترفع هبا‬
‫شاهدي‪ ،‬وتبيض هبا وجهي‪ ،‬وتزكّي هبا عميل‪ ،‬وتلهمني هبا‬
‫رشدي‪ ،‬وتر ّد هبا الفتن عني‪ ،‬وتعصمني هبا من كل سوء‪.‬‬

‫اللهم إين أسألك صحة يف إيامن‪ ،‬وإيامن ًا يف حسن خلق‪،‬‬


‫ونجاح ًا يتبعه فالح‪ ،‬ورمحة منك وعافية منك ومغفرة‬
‫ورضوان ًا‪.‬‬

‫اللهم إنك تسمع كالمي وترى مكاين‪ ،‬وتعلم رسي‬


‫وعالنيتي‪ ،‬ال خيفى عليك يشء من أمري‪ ،‬وأنا البائس‬
‫الفقري‪ ،‬واملستغيث املستجري‪ ،‬والوجل املشفق‪ ،‬املقر املعرتف‬
‫إليك بذنبه‪ ،‬أسألك مسألة املسكني‪ ،‬وأبتهل إليك ابتهال‬
‫‪96‬‬

‫املذنب الذليل‪ ،‬وأدعوك دعاء اخلائف الرضير‪ ،‬دعاء من‬


‫خضعت لك رقبته‪َّ ،‬‬
‫وذل لك جسمه‪ ،‬ورغم لك أنفه‪،‬‬
‫فاللهم تقبل توبتي‪ ،‬واغسل حوبتي‪ ،‬وأجب دعويت‪ ،‬وث ّبت‬
‫حجتي‪ ،‬واهد قلبي‪ ،‬وسدد لساين‪ ،‬واسلل سخيمة صدري‬
‫يا أرحم الرامحني‪.‬‬

‫ال إله إال أنت سبحانك إين كنت من الظاملني‪.‬‬

‫ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك املصري‪ ،‬ربنا ال‬


‫جتعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز‬
‫احلكيم‪.‬‬

‫سبحان ربك رب العزة عام يصفون‪ ،‬وسالم عىل‬


‫املرسلني‪ ،‬واحلمد لل رب العاملني‪.‬‬

You might also like