You are on page 1of 21

‫لسماحة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي‬

‫جمع وترتيب‬
‫جميل بن خلفان الغافري‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫الحمد ل الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة‬
‫ورحمة‪.‬‬
‫وال صلة وال سلم على ر سول ال القائل ‪‬خي كم خي كم لهله وأ نا خي كم ‪‬‬
‫لهلي‬
‫وعلى آله وأصحابه ومن سار على نجه إل يوم الدين‪.‬‬
‫وأما بعد‪،،،‬‬
‫فأقدم هذا العمل المتواضع لخوي العروسين ليسترشدا به في أول‬
‫لحظات حياتهما الزوجية حتى يسيرا على نهج رسول ال من أول حياتهم‪.‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪1‬‬
‫وقد رأيت أن أجمع فتاوى عالم العصر وفريد الزمان خاتمة الحفاظ‬
‫سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‪ ..‬الخاصة بآداب الزفاف‪ ..‬مع إضافة بعض‬
‫العبارات لتعم الفائدة أكثر فأكثر‪...‬‬
‫وال المستعان وال من وراء القصد‪.‬‬

‫" نظرة السلم إلى الزواج "‬

‫فالزواج ففي نظفر السفلم سفكن ومودة وعطفف ورحمفة وألففة وائتلف‪،‬‬
‫واقتران بيففن ذكففر وأنثففى بالجسففم والروح والقلب فففي هذا القول يقول الحففق‬
‫سفبحانه وتعالى‪  :‬وَمِنْس آيَاتِهِس أَنْس َ‬
‫خلَقَس لَكُم مّنْس أَنفُسِسكُمْ أَ ْزوَاجًا لّتَسْسكُنُوا ِإلَيْهَا َوجَ َعلَ‬
‫‪1‬‬
‫‪‬‬
‫ت ّل َقوْمٍ َي َتفَكّرُونَ ‪.‬‬
‫بَيْنَكُم ّموَدّ ًة وَ َرحْ َمةً ِإنّ فِي َذ ِلكَ لَيَا ٍ‬
‫والزواج عبارة عسن حقوق وواجبات متبادلة بيس الزوج وزوجتسه‪ ،‬يقول ال سسبحانه‬
‫‪‬‬
‫وتعال‪ :‬وََل ُه ّن مِ ْثلُ اّلذِي َعلَ ْي ِهنّ بِالْ َمعْرُوفِ ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫" إلى الفتى قبل الزفاف "‬


‫أخي الشاب المسلم‪:‬‬
‫كن كما عهدتك الشاب المتزن في تصرفاته البعيد عن الغلو والشطط‪،‬‬
‫ويجب أن تكون هادئ العصاب‪ ،‬طويل الناة‪ ،‬والحلم‪ ..‬ليعرف كل منكما‬
‫طباع الخر ويدرس كل منكما صاحبه…‬
‫وأهم ما أوصيك به تقوى ال في كل صغيرة وكبيرة فأقبل على زفافك‬
‫وحياتك بروح متفائلة‪ ،‬ونفس راضية‪.‬‬
‫" إلى الفتاة قبل الزفاف "‬
‫أختي المسلمة‪:‬‬
‫اسمعي من فضلك وعي هذه الوصية من أسماء بنت خارجة امرأة عوف‬
‫الشيباني إلى ابنتها قبل زفافها‪ ،‬تجدي فيها كلمة جامعة لصول المعاملت‬
‫الزوجية والداب العالية التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مقبلة على الزواج‪:‬‬
‫‪ 1‬الروم‪21/‬‬
‫‪ 2‬البقرة‪228/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪2‬‬


‫تقول أسماء لبنتها‪:‬‬
‫"أي بنية‪ ،‬إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك منك‪ ،‬ولكنها‬
‫تذكرة للغافل‪ ،‬ومعونة للعاقل‪ ،‬ولو أن امرأة استغنت عن الزواج لغنى والديها‬
‫وشدة حاجتهما إليها‪ ،‬كنت أغنى الناس عنه‪ ،‬لكن النساء للرجال خلقن‪ ،‬ولهن‬
‫خلق الرجال‪.‬‬
‫أي بنيفة‪ ،‬إنفك تفارقيفن بيتفك الذي منفه خرجفت‪ ،‬وتتركيفن عشفك الذي فيفه‬
‫درجت‪ ،‬إلى رجل لم تعرفيه‪ ،‬وقرين لم تألفيه‪ ،‬فكوني له أرضا يكن لك سماء‪،‬‬
‫وكوني له مهادا يكن لك عمادا‪ ،‬وكونففي له أمففة يكففن لك عبدا‪ ،‬واحفظففي له‬
‫خصال عشرا يكن لك ذخرا‪:‬‬
‫وأما الولى والثانية‪ :‬فالخشوع بالقناعة‪ ،‬وحسن السمع والطاعة‪.‬‬
‫وأما الثالثة والرابعة‪ :‬فالتفقد لموضع عينيه وأنفه‪ ،‬فل تقع عينه منك على قبيح‬
‫ول يشم منك إل أطيب ريح‪.‬‬
‫وأمففا الخامسسسة والسسسادسة‪ :‬فالتفقففد لوقففت منامففه وطعامففه‪ ،‬فإن تواتففر الجوع‬
‫ملهبة‪ ،‬وتنغيص النوم مغضبة‪.‬‬
‫وأما السابعة والثامنة‪ :‬فالحتراس بماله‪ ،‬والدعاء على حشمه وعياله‪ ،‬فملك‬
‫المر بالمال حسن التقدير‪ ،‬وفي العيال حسن التدبير‪.‬‬
‫وأما التاسعة والعاشرة‪ :‬فل تعصين أمرا ول تفشين سرا‪ ،‬فإنك إن خالفت أمره‬
‫أوغرت صفدره‪ ،‬ثفم إياك والفرح بيفن يديفه إن كان ترحفا‪ ،‬والترح بيفن يديفه إن‬
‫كان فرحا فإن الخصلة الولى من التقصير والخرى من التكدير‪.‬‬
‫وكونففي مففا تكونيففن له إعظامففا يكففن أشففد مففا يكون لك إكرامففا‪ ،‬وأشففد مففا‬
‫تكونيفن له موافقفة‪ ،‬يكفن أطول مفا يكون لك مرافقفة‪ ،‬واعلمفي أنفك ل تصفلين إلى‬
‫مففا تحففبين حتففى تؤثري رضاه على رضاك‪ ،‬وهواه على هواك فيمففا أحببففت‬
‫وكرهت وال يخير لك" ‪..‬ما أحسنها من وصية جامعة نافع ‍ة‍!!‪.‬‬
‫أختي المسلمة‪:‬‬
‫افهمففي حياتففك جيدا ول تصففدقي نصففائح الجهلء‪ ،‬فالجهففل ظلمففه فتاك‬
‫ووحش مفترس‪ ،‬وخذي النصح من أفواه العقلء من أهل البصيرة حتى يمن ال‬
‫عليك بالسعادة في حياتك المقبلة‪ ،‬فل تحاولي السيطرة على زوجك‪.‬‬
‫وتذكري دائمفا أن عقفد الزواج يمنفح الزوجفة حفق مقاسفمة الزوج حياتفه‬
‫ولكفن ل يمنحهفا حفق السفيطرة عليفه‪ ،‬والرجفل يحفب دائمفا المرأة التفي تحترمفه‬
‫وتقدره‪.‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪3‬‬


‫قاسففمي زوجففك أفراحففه وأحزانففه‪ ،‬آماله وأحلمففه‪ ،‬واحرصففي على أل‬
‫تمتهنفي كرامتفه ولو كان بينفك وبينفه‪ ،‬فالرجفل يفتخفر بينفه وبيفن نفسفه بكرامتفه‪،‬‬
‫ول يستطيع أن يعيش بدونها‪.‬‬
‫تنبهي –أختي المسلمة‪ -‬إلى حقيقة تغفل عنها كثير من الفتيات‪ ..‬وهي أن‬
‫حياتفك القتصفادية ففي بيتفك الجديفد يختلف اختلففا كليفا عفن حياة أهلك وأبويفك‬
‫كما وكيفا‪ ..‬فل تقارني بينهما‪.‬‬
‫واعلمفي أن العفش يبدأ صفغيرا ثفم يكفبر –بتعاونكمفا‪ -‬يومفا بعفد يوم حتفى‬
‫يقوم على دعائم قوية وأركان متينة‪.‬‬
‫فعلى بركفففة ال ابدئي حياة جديدة‪ ،‬ونعفففم اليوم يوم زفاففففك لرجلك الذي‬
‫تحفبين‪ ،‬لتعيشفا حياة مباركفة سفعيدة‪ ،‬متعاونيفن فيهفا على التفاهفم والقناع‪ ،‬فإن‬
‫‪‬‬
‫الحياة تحتاج إلى صففبر ومثابرة ومففا ذلك عليكمففا بعزيففز وَمَسا ُي َلقّاهَسا ِإ ّل الّذِينسسَ‬

‫‪‬‬
‫صَبَرُوا وَمَا ُيَلقّاهَا إِلّ ذُو َح ّظ َعظِيمٍ ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وأخيرا وليس آخرا أتمنى لكما التوفيق والسداد في حمل الرسالة السامية‬
‫التي كلفكم ال القيام بها‪ ،‬فإنها نعم الرسالة ونعم المانة‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيقها إليكم هذه الداب السلمية في الزفاف والعرس‪:‬‬
‫لتقتدوا بنبيكم عليه الصلة والسلم‪َ  :‬ل َقدْ كَا َن َل ُكمْ فِي َرسُولِ ال ّل ِه أُ ْس َوةٌ َحسََنةٌ لّمَن كَانَ‬

‫‪.2‬‬‫َيرْجُو الّلهَ وَالَْيوْمَ الْآخِ َر َوذَ َكرَ الّلهَ كَثِيًا ‪‬‬

‫" آداب العرس ومستحباته "‬


‫ومفن المعروف عنفد أهفل الفهفم والبصفيرة أن السفلم أباح لتباعفه أنواعفا‬
‫من الفراح المباحة التي ليس فيها تهتك ول إثارة ول رذيلة‪ ،‬ومن هذه اللوان‬
‫الترفيهيفة المباحفة التفي شرعهفا السفلم الحنيفف مفا وضعفه ففي حفلت الزفاف‪،‬‬
‫وليالي العراس!!‬

‫‪ 1‬فصلت‪35/‬‬
‫‪2‬‬
‫الحزاب‪21/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪4‬‬


‫" الضرب على الدف والغناء المنـزه عن القبح والخلعة "‬
‫السسسسؤال الول‪ :‬مسسسا حكسسسم الغناء والضرب بالدف فسسسي العرس ومسسسا هسسسي‬
‫شروطه؟‬
‫الجواب‪ :‬ذلك جائز بالسنة على أن ل يكون مثيرا وأن ل يكون هنالك اختلط‬
‫بين الجنسين‪.‬‬
‫قال‪ :‬اعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه‬ ‫فعن النبي‬
‫‪‬‬
‫الدفوف ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫فصل ما بين الحلل والحرام ضرب الدف والصوت في‬ ‫وقال ‪‬‬
‫‪‬‬
‫النكاح‪.‬‬
‫والصوت في النكاح يقصد به الغناء المهذب الصيل الخالي من الثارة‪..‬‬
‫فيحرم بذلك الغناء الماجن أو ما صاحبته أدوات الموسيقى والمزامير لقوله‬
‫‪: ‬صوتان ملعونان في الدنيا والخرة‪ ،‬صوت مزمار عند نغمة وصوت‬
‫‪‬‬
‫مرنة عند مصيبة ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫" وليمة العرس "‬


‫السؤال الثاني‪ :‬ما حكم وليمة العرس؟‬
‫الجواب‪ :‬هي من السنة‪ ،‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك –رضي‬
‫ما بك؟‬ ‫ال عنهم‪ -‬قال جاء عبدالرحمن بن عوف إلى رسول ال‬
‫فقال يا رسول ال تزوجت امرأة من النصار‪ ،‬فقال كم سقت إليها؟ قال‪:‬‬
‫‪‬‬
‫أولم ولو بشاة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫نواة من ذهب‪ ،‬فقال رسول ال ‪‬‬
‫إذا دعي‬ ‫‪:‬‬ ‫كما يجب على من دعي أن يجيب الدعوة مصداقا لقوله ‪‬‬
‫‪‬‬
‫أحدكم إلى وليمة فليأتها ‪ ،‬إل إذا كان في الدعوة ما يخالف الشرع ويناقضه‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ 1‬رواه أحمد والترمذي‪.‬‬


‫‪ 2‬رواه المام الربيع بن حبيب‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه المام الربيع‪.‬‬
‫‪ 4‬رواه البخاري‪.‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪5‬‬
‫ويستحب للهل والحباب أن يساهموا في الوليمة والعرس ويشاركوا‬
‫‪‬‬
‫بأموالهم وأنفسهم لقوله تعالى‪ :‬وتعاونوا على البر والتقوى ولما ورد أن‬
‫‪1‬‬

‫الصحابة ساعدوا عليا وشاركوه فرحته فأهدى إليه سعد بن عبادة كبشا‪ ،‬وجمع‬
‫له رهط من النصار أصوعا من ذرة‪ ،‬وهذا من عظمة تربية السلم وهذه هي‬
‫الخوة الحقة‪( ،‬والوليمة تكون بعد الدخول حسب ما يظهر من الحديث‬
‫السابق)‪.‬‬
‫" أحسن اللباس "‬
‫فقفد اسفتحب السفلم لكفل مفن العروسفين أن يلتقيفا ليلة الزفاف على طهارة‬
‫باطنيففة وظاهريففة‪ ،‬أمففا الطهارة الباطنيففة‪ :‬فهففي أن يكون الهدف تكويففن بيففت‬
‫إسفلمي أصفيل‪ ،‬وإنجاب ذريفة تؤمفن بال ربفا‪ ،‬وبالسفلم دينفا‪ ،‬وبمحمفد نبيفا‬
‫ورسول‪.‬‬
‫وأما الطهارة الظاهرية‪ :‬فهي الزينة الحسنة في الملبس‪ ،‬من جانب الرجل‬
‫والمرأة على السواء وليس هذا من خواص ليلة الزفاف بل أنه مطلوب في كل‬
‫لحظة من اللحظات‪.‬‬
‫فعلى الزوج أن يرتدي ليلة زفافه أجمل ما عنده‪ ،‬وعلى العروس أن تلبس‬
‫ليلة زفافها أجمل ما لديها من الثياب‪ ،‬شريطة أن يكون الثوب إسلميا ل يظهر‬
‫منها إل الوجه والكفين‪ ،‬فليلة الزفاف لتحل حراما ول تحرم حلل‪ ،‬وما نراه‬
‫اليوم من خلع المرأة ثياب الحشمة يوم زفافها ليس من السلم في شيء‪ ،‬بل إنه‬
‫عمل شيطاني خطير‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬ما حكم نتف العروس حاجبيها ووضع المساحيق على‬
‫وجهها للتجمل للعريس؟‬
‫الجواب‪ :‬أما نتف المرأة حاجبيها فحرام لنه النمص المنهي عنه والملعونة‬
‫فاعلته بنص الحديث‪ :‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس –رضي ال‬
‫قال‪ :‬لعن ال النامصة والمتنمصة والواصلة‬ ‫عنهم‪ -‬عن النبي‬
‫‪‬‬
‫والمستوصلة‪ ،‬والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن ‪ ،‬وأما تجميل‬
‫‪2‬‬

‫الوجه بالزينة التي لم تشبها نجاسة من غير أن تكشفه للجانب من الرجال فل‬
‫حرج فيه‪ ..‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المائدة‪2/‬‬
‫‪ 2‬رواه المام الربيع‪.‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪6‬‬
‫" سنن لبد منها "‬
‫فإذا دخفل الزوج بعروسفه فقفد سفن السفلم لهمفا سفننا‪ ،‬وطالبهمفا بالسفير‬
‫على منوالهفا‪ ،‬وهفا أنذا أسفردها لكفل مفن أراد أن ينهفج النهفج السفلمي العظيفم‪،‬‬
‫وأن يستن بسنة سيد المرسلين‪.‬‬
‫" دعاء مبارك "‬
‫السؤال الرابع‪ :‬ماذا ينبغي أن يفعله الزوجان في ليلة العرس وقبل البناء‪،‬‬
‫وما دليل ذلك من السنة؟‬
‫الجواب‪ :‬ينبغي لهما أن يصليا ركعتين ثم يأخذ بناصيتها ويدعو ال لنفسه ولها‬
‫بأن ينيله ال خيرها ويكفيه شرها‪.‬‬
‫أنه قال‪ :‬إذا تزوج‬ ‫فقد أخرج البخاري وأبو داود وغيرهما عن النبي‬
‫أحدكم المرأة فليأخذ بناصيتها وليسم ال عز وجل وليدع بالبركة وليقل‬
‫اللهم إني أسألك من خير ما جبلتها عليه‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما‬
‫‪‬‬
‫جبلتها عليه‪.‬‬
‫وأن يقدم لا شيئا تأكله أو تشربه كقطعة من اللوى أو ما تيسر من الطعمة والشربة‬
‫الطيبة الفيفة‪.‬‬
‫فعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت‪ :‬قينت (زينت) عائشة –رضي ال‬
‫ثم جئته فدعوته لجلوتها فجاء إلى جنبها فأتى بعسس‬ ‫عنها‪ -‬لرسول ال‬
‫فخفضت رأسها واستحيت" رواه أحمد‪.‬‬ ‫(قدح) لبن فشرب ثم ناولها النبي‬
‫بدعة احذر منها‪ :‬وهي إن تبصق أو تلقي بنخامة في المشرب الذي تشرب منه‬
‫كما يفعل الجهال‪ ..‬فالسنة كما علمت وكفى!!‪.‬‬

‫" الملطفة "‬


‫السؤال الخامس‪ :‬ما حكم ملطفة الزوجة عند البناء بها وهل في ذلك أثر‬
‫من السنة؟‬
‫الجواب‪ :‬نعم جاء في السنة ما يدعو إلى الملطفة والملعبة قبل الوقاع (من‬
‫ذلك حديث أسماء بنت يزيد السابق)‪.‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪7‬‬


‫لجابر بن عبدال‬ ‫وروى البخاري ومسلم والنسائي قال رسول ال‬
‫حيث أخبره أنه تزوج ثيبا ‪‬فهل بكرا تلعبك وتلعباها وتضاحكك‬
‫‪‬‬
‫وتضاحكها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي رواية مسلم أنه قال له فأين أنت من العذراء ولعابها‪.‬‬
‫بدعة احذر منها‪ :‬وهي أن تدخل على زوجتك وكأنك وحش كاسر كل شيء تريده بالقوة‬
‫فإنه أول معول تدم به سعادتك‪ ،‬فتجنبه فإنه ليس من الروءة والسياسة ف شيء فاحذره‪.‬‬
‫ملحظة‪ :‬الملطفة والمداعبة من تقبيل وعناق وكلمة طيبة مطلوبة عند كل‬
‫اتصال والتقاء بين الرجل وزوجته وامرأته وليست خاصة بليلة الزفاف‪( ،‬فافهم‬
‫يرحمك ال)‪.‬‬

‫" الجماع "‬


‫يقول ال سففبحانه وتعالى‪ :‬نسسساؤكم حرث لكسسم فأتوا حرثكسسم أنسسى شئتسسم‬
‫‪‬‬
‫وقدموا لنفسكم ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫فالتيان المشروع إنما هو في موضع الحرث ل محل الفرث ‪‬وقدموا‬


‫‪‬‬
‫لنفسكم في ابتغاء النسل والولد ويقول ال سبحانه وتعالى‪ :‬فإذا تطهرن‬
‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫فأتوهن من حيث أمركم ال وهو محل الحرث والولد‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫" حكم إتيان الزوجة في دبرها "‬


‫السسؤال السسادس‪ :‬مسن المعلوم أن ناكسح المرأة فسي دبرهسا أن المرأة تحرم‬
‫عليسه حرمسة أبديسة‪ ،‬لكسن مسن فعسل هذه الفعلة الشنعاء وهسو جاهسل بهذا ثسم‬
‫علم بحرمة هذا الفعل‪ ،‬ما الحكم في ذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬تحريم المأتية في الدبر حرمة أبدية غير مبني على دليل فقهي غير‬
‫الدلة التي اعتمدها بعض الفقهاء‪ ،‬وهي سد ذرائع الفساد وقطع طرقة على‬
‫‪1‬‬
‫البقرة‪223/‬‬
‫‪2‬‬
‫البقرة‪223/‬‬
‫‪3‬‬
‫البقرة‪222/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪8‬‬


‫المفسدين وهو أمر حسن لو لم يترتب عليه من الشكال ما ل نجد له حل‪،‬‬
‫وذلك أن تحريمها على زوجها يؤدي إلى تحليلها لغيره‪ ،‬وما دامت عقدة‬
‫الزواج ثبتت بنص فإن التفريق الذي يحلها لغيره لبد من أن يكون ثابت بنص‬
‫أيضا وإل فما يحلها لغيره؟‬
‫لذلك أرى إن التوبة تجزيه في ذلك فإن المسألة خطيرة‪ ..‬وال المستعان‬
‫وهو أعلم بالصواب‪.‬‬

‫" النظر إلى العورة "‬


‫السؤال السابع‪ :‬ما حكم نظر كل من الزوجين إلى عورة الخر ولمسها؟‬
‫الجواب‪ :‬ل مانع من ذلك وإنما كرهوا كراهة تنفزيه أن ينظر إلى فرجها بغير‬
‫داع‪.‬‬
‫فقد جاء عن معاوية بن صيده أنه قال‪ :‬قلت يا رسول ال عوراتنا ما نأتي‬
‫‪‬‬
‫احفظ عورتك إل من زوجتك أو ما ملكت يمينك ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬‬ ‫منها وما نذر؟ قال ‪‬‬
‫السؤال الثامن‪ :‬من السنة أن يقول الزوجان قبل الجماع (بسم ال اللهم‬
‫جنبنا الشيطان‪ ،‬وجنب الشيطان أرزاقنا)‪ ،‬ولكن إذا نسيا ذلك أو نسي‬
‫أحدهما وتذكر خلل الجماع فهل الفضل ذكر ذلك في تلك الحالة؟ أم أنه‬
‫من سوء الدب وما الحل؟‬
‫الجواب‪ :‬في هذه الحالة يذكران بالقلب دون اللسان‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫" انتبه "‬


‫السؤال التاسع‪ :‬عن رجل عندما يجامع زوجته ويقضي حاجته منها تبقى‬
‫هسي لوقست طويسل دون أن تقضسي حاجتهسا منسه وتحاول فسي هذه الحالة مسن‬
‫إشباع رغبتهسا فسي أن تجعله يحتسك بهسا بواسسطة ركبتسه أو الضغسط عليهسا‬
‫بيده‪ ،‬فهل يجوز له في هذه الحالة اتباع من تطلبه منه لشباع رغبتها؟‬
‫إذا جامع أحدكم أهله فل يعجلها‬ ‫‪:‬‬ ‫الجواب‪ :‬جاء في الحديث عن النبي ‪‬‬
‫حتى تقضي شهوتها وهو يعني أنه مأمور أن يواصل معها حركة الجماع بعد‬ ‫‪‬‬
‫إنفزاله حتى تنفزل هي‪ ،‬وتنتهي شهوتها وفي اتباع هذا الرشاد النبوي ما يغني‬
‫عن أي وسيلة أخرى‪ ..‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪ 1‬رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد‪.‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪9‬‬
‫" نصيحة نبوية "‬
‫وإذا أردت أيهفففا الزوج أن تعاود أهلك اسفففتحب لك أن تغتسفففل‪ ،‬وإن لم‬
‫تغتسل ينبغي لك أن تتوضأ مع الستنجاء بالماء‪.‬‬
‫والحكمة في ذلك إعادة النشاط إلى الجسد مرة أخرى أي أن تغسل يديك‬
‫وذكرك‪.‬‬
‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن عمر بن الخطاب –رضي ال‬
‫تصيبني الجنابة من الليل ماذا تصنع؟ فقال‬ ‫عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫‪‬‬
‫توضأ واغسل ذكرك ثم نم‪.‬‬ ‫رسول ال‬‫‪‬‬
‫قال الربيع‪ :‬قال أبو عبيدة معنى توضأ ليس بوضوء الصلة وهو غسل‬
‫اليدين وذلك لن لمس الذكر ينقض الوضوء الشرعي‪ ،‬فدل ذلك على قصد‬
‫الوضوء اللغوي وهو غسل اليدين ولكن لو توضأ الوضوء الشرعي مع‬
‫الستنجاء فقد أتى بالسنة وزيادة‪.‬‬

‫" الغتسال "‬


‫السسؤال العاشسر‪ :‬مسا حكسم اغتسسال الزوجيسن معسا؟ وهسل فسي ذلك أثسر مسن‬
‫السنة؟‬
‫وأم المؤمنين عائشة –‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع من ذلك‪ ،‬وقد روي عن النبي‬
‫رضي ال عنها‪ -‬أنهما اغتسل من إناء واحد‪( ،‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن‬
‫في‬ ‫عائشة –رضي ال عنهم‪ -‬أنها قالت‪ :‬كنت أغتسل أنا ورسول ال‬
‫‪‬‬
‫إناء واحد ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫" كيفية الغتسال "‬


‫أن ينوي الغسل من الجنابة ثم يراود نفسه بالتبول ليخرج ما بقي في‬
‫الحليل من مني ثم يستبرئ "وهو أن يعصر ذكره ثلثا" ثم يستجمر بالحجار‬
‫أو بمحارم الورق "الكلينكس" ثم يغسل عورته من السرة إلى الركبة مقدمته‬
‫ومؤخرته ثم يتوضأ وضوءه للصلة‪ ،‬وإن لم يتوضأ فل بأس عليه ولكن لبد‬

‫‪ 1‬رواه المام الربيع ومسلم والنسائي‪.‬‬


‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪10‬‬
‫يقول‪ :‬تحت كل شعرة جنابة فبل‬ ‫من المضمضة والستنشاق لن الرسول‬
‫‪‬‬
‫الشعر وانقوا البشرة ‪ ،‬فالنف فيها شعر والفم من ضمن البشرة ثم يحثو على‬
‫‪1‬‬

‫رأسه ثلث حثيات بالماء‪،‬ثم يغسل أيمن رأسه ثم أيسره مع الوجه ثم أيمن‬
‫العنق ثم أيسره‪ ،‬ثم أيمن الجسد ثم أيسره‪ ،‬ثم الصدر ثم البطن وتعهد منطقة‬
‫السرة ثم الظهر ثم أيمن رجليه ثم أيسرهما من أسفل الركبة‪ ،‬ويمر في جميع‬
‫ذلك بيده على جسده مع مرور الماء حيثما أمكنه‪ ،‬وإن أعم الماء جسده من غير‬
‫ترتيب أجزاه‪.‬‬
‫ولبد من تعميم الجسد بالماء مع مرور اليد عليهما‪ ،‬ول مانع من استخدام‬
‫المنظفات كالصابون وغيره ويتعهد المواطن التالية عند الغسل وهي‪ :‬تحت‬
‫النف‪ ،‬وتحت الشفة السفلى "الذمة"‪ ،‬ومؤخرة الرأس‪ ،‬وتحت البطين‬
‫والركبتين‪ ،‬وما بين الفخذين‪ ،‬والذكر‪ ،‬ومؤخرة النسان من أعلى "عجز‬
‫الذنب"‪.‬‬
‫هذا هو الغسل والمرأة ل يلزمها أن تفك ضفائر شعرها ولكن يكفيها أن‬
‫تغمزها بأصابعها عند صب الماء ليصل إلى أصول شعرها وهذه رخصة‪،‬‬
‫وهذا في الغسل من الجنابة أما في الغسل في الحيض والنفاس فإنها تنقض‬
‫الضفائر عند الغسل منهما‪.‬‬
‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد –رضي ال عنهما‪ -‬قال بلغني عن أسامة بن‬
‫زيد –رضي ال عنه‪ -‬قال جاءت أم سلمة –رضي ال عنها‪ -‬إلى النبي‬
‫تستفتيه لمرأة جاءتها فقالت‪( :‬امرأة تشد شعر رأسها هل تنقضه بغسل‬
‫الجنابة؟ قال‪ :‬يكفيها أن تحثي عليه ثلث حفنات (حثيات) من ماء واغمزي‬
‫‪‬‬
‫قرونك عند كل حثية ثم تفيضين عليك من الماء وتطهرين ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 1‬رواه المام الربيع وأبو داود والترمذي وابن ماجة‪.‬‬


‫‪ 2‬رواه المام الربيع بن حبيب والجماعة إل البخاري‪.‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪11‬‬
‫" من موجبات الغسل "‬
‫ويجب الغسل بالتقاء الختانين ولو لم ينفزل‪ ،‬كما يجب بالحتلم وهو‬
‫خروج المني من الرجل أو المرأة والنفاس والحيض ‪‬أبو عبيدة عن جابر بن‬
‫من جماع لم ينسزل‬ ‫زيد قال سألت عائشة هل كان يغتسل رسول ال‬
‫يصنع بنا ذلك ويغتسل ويأمرنا بالغسل ويقول‬ ‫قالت‪ :‬كان رسول ال‬
‫‪‬‬
‫الغسل واجب إذا التقى الختانان‪.1‬‬

‫" حديث محرم "‬


‫احذر أخفي المسفلم كفل الحذر مفن تحديفث الناس بمفا جرى بينفك وبيفن زوجتفك‬
‫وقففت الجماع مففن كلم ومداعبات وغيرهففا‪ ،‬فقففد حرم السففلم عليففك وعلى‬
‫زوجتفك هذا الفعفل الشنيفع‪ ،‬بفل أنفه اعتفبر هذا العمفل مفن الجرائم الوقحفة التفي ل‬
‫يرضاها ال ول يحبها رسوله صلوات ال وسلمه عليه‪.‬‬
‫فعن أبي سعيد –رضي ال عنه‪ -‬قال رسول ال ‪ ‬إن من شر الناس‬
‫عند ال منسزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر‬
‫‪‬‬
‫أحدهما سر صاحبه ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫عن أسماء بنت يزيد –رضي ال عنها‪ -‬أنها كانت عند رسول ال‬
‫والرجال والنساء قعود عنده فقال‪" :‬لعل رجل يقول ما فعله بأهله‪ ،‬ولعل امرأة‬
‫تخبر بما فعلت مع زوجها‪ ،‬فارم القوم‪ ،‬فقلت أي وال رسول ال إنهم يفعلون‬
‫وإنهن يفعلن‪ ،‬فقال‪ :‬فل تفعلوا‪ ،‬فل تفعلوا‪ ،‬فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي‬
‫‪‬‬
‫شيطانا فواقعها والناس ينظرون‪.‬‬

‫‪ 1‬رواه المام الربيع بن حبيب ورواه أحمد والترمذي بالمعنى‪.‬‬


‫‪ 2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪12‬‬
‫" فتاوى مهمة "‬
‫السسسؤال الول‪ :‬هسسل يجوز عقسسد حفسسل للزواج فسسي أحسسد الفنادق‪ ،‬علمسسا بأن‬
‫ظاهرة عقد حفلت الزواج هذه متفشية في مجتمعات غير إسلمية؟‬
‫الجواب‪ :‬من دواعي السف أن يتخلى المسلمون شيئا فشيئا عن عاداتهم‬
‫وآدابهم بل وعن عبادتهم وعقائدهم‪ ،‬ويسيروا على نهج غيرهم ظانين أن ذلك‬
‫من عناوين الرقي وإشارات التقدم‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على‬
‫ضلل الرأي وانطماس البصيرة وانحراف النظرة وهو ناشئ عن العجاب‬
‫بما عند غيرهم من قشور الحضارة الزائفة‪ ،‬وطلء التقدم المزعوم وليتهم إذ‬
‫فتنوا بغيرهم‪ ،‬فتنوا بما عندهم من أسباب القوة ومقومات الحياة‪ ،‬كالتفنن في‬
‫الصناعات والبداع في النظمة الدارية‪ ،‬ولم يفتنوا بأسباب النحلل والزوال‬
‫من خمر وميسر وابتذال واختلط بين الجنسين من رقص وغناء‪.‬‬
‫وعلى آله وصحبه وجدنا‬ ‫وإذا عدنا إلى كتاب ال وسنة رسول ال‬
‫فيها ما يكفينا رادعا ومنفرا مما وقعت فيه المة من النسياق وراء الخرين‬
‫فال تعالى يقول‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء‪،‬‬
‫بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن ال ل يهدي القوم‬
‫الظالمين‪ ،‬فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى‬
‫أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على‬
‫‪‬‬
‫ما أسروا في أنفسهم نادمين ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ومثل ذلك في القرآن كثير وفي الية الثانية من هاتين اليتين دليل واضح‬
‫على أن هذه الموالة ل تكون إل من مرضى القلوب وليست هذه المتابعة‬
‫العمياء إل نوعا من الموالة المحذر منها ومن ذلك التأسي بهم في إقامة‬
‫الحفلت في العراس بالفنادق وما يتبع ذلك من اختلط الجنسين وشرب‬
‫الخمور والرقص والفساد‪ ،‬ليت شعري هل ضاقت بيوت المسلمين حتى‬
‫اضطروا في حفلتهم إلى هذه المجامع العامة التي تجمع فنونا من المنكرات‬
‫وأنواع من الضللت‪ ...‬اللهم إن ذلك إغراء من الشيطان فليحذر كل من كان‬
‫له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القصص‪50/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪13‬‬


‫" الزواج بين العيدين "‬
‫السؤال الثاني‪ :‬ما رأي فضيلتكم في الزواج بين العيدين حيث ظهرت هذه‬
‫الظاهرة فسسي المجتمسسع كعادة وهسسي أنسسه ل يجوز الزواج ول الملكسسة بيسسن‬
‫العيدين وإل يكون زوجا مشئوما‪ ،‬فأفتونا مع التوضيح جزاكم ال خيرا؟‬
‫الجواب‪ :‬المتناع عن عقد الزواج والبناء بالمرأة فيما بين عيدي الفطر‬
‫والضحى والتشاؤم من ذلك‪ ..‬من عادات الجاهلية ومعتقداتها‪ ،‬وقد هدم ذلك‬
‫بفعله فقد تزوج أحب نسائه إليه في شهر شوال وبنى بها في شهر‬ ‫النبي‬
‫شوال وهي عائشة الصديقة بنت الصديق –رضي ال عنهما‪ -‬وقد كانت تقول‬
‫في شهر شوال‪ ،‬وبني‬ ‫كما جاء في صحيح مسلم وغيره‪ :‬تزوجني النبي‬
‫‪‬‬
‫بي في شهر شوال وأي نسائه كانت أحظى عنده مني ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وفي هذا ما يكفي المؤمن أسوة حسنة وزجرا عن التلوث بشيء من‬
‫عادات أهل الجاهلية ومعتقداتها عمل بقوله تعالى‪ :‬لقد كان لكم في رسول ال‬
‫‪‬‬
‫أسوة حسنة لمن كان يرجو ال واليوم الخر وذكر ال كثيرا وال أعلم‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫" الجماع في الحيض "‬


‫السسؤال الثالث‪ :‬ماذا تقول فسي رجسل جامسع زوجتسه وهسي حائض‪ ،‬هسل تطلق‬
‫منسه زوجتسه؟ وماذا عليسه بالشرع؟ أفدنسي بالجواب وأنست مسن المأجوريسن‬
‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته؟‬
‫الجواب‪ :‬من جامع زوجته وهي حائض فبئس ما صنع لمخالفته أمر ال سبحانه‬
‫وتعالى فإنه يقول‪ :‬فاعتزلوا النساء في المحيض ول تقربوهن حتى يطهرن‬
‫فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ال إن ال يحب التوابين ويحب‬
‫‪‬‬
‫المتطهرين ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫وقد اختلف علمائنا –رحمهم ال‪ -‬في حكم الزوجة إن جامعها في الحيض‬
‫عمدا‪ ..‬فذهب الجمهور إلى حرمتها عليه وهذا منهم من باب النظر في‬
‫المصالح المرسلة لن عوام الناس قد يردعهم تحريم المرأة أكثر مما يردعهم‬

‫‪ 1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ 2‬الحزاب‪21/‬‬
‫‪ 3‬البقرة‪222/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪14‬‬


‫الخوف من عقاب ال‪ ،‬ومنهم من ذهب إلى عدم تحريمها وهو رأي أبي نوح‬
‫صالح الدهان وموسى بن أبي جابر –رحمهم ال تعالى‪.-‬‬
‫وعليه أكثر أصحابنا من أهل المغرب‪ ،‬وتوقف المام أبو الشعثاء –‬
‫رضوان ال تعالى عليه‪ -‬وروى نحوه عن أبي عبيدة والربيع –رضي ال‬
‫عنهما‪ ،-‬وقد وردت أحاديث ضعيفة السناد في إيجاب كفارة على من ارتكب‬
‫هذا الثم الشنيع وهي تفريق دينار أو درهم‪ ،‬وللعلماء في المسألة بحث نفيس‬
‫ومن أكثرهم بحثا فيها العلمة السدويكشي –رحمه ال‪ -‬في حواشي علم‬
‫اليضاح‪ ،‬هذا الذي أعجبني لمن يحتاط لدينه أن يطلق امرأته إن صدر منه‬
‫مثل هذا الجرم الكبير‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫" تحديد النسل "‬


‫السسؤال الرابسع‪ :‬هسل يعتسبر تحديسد النسسل حرام خاصسة إذا لم يشسك الزوجيسن‬
‫من أي مرض؟‬
‫الجواب‪ :‬تحديد النسل والترويج له في أوساط المسلمين من مخططات أعداء‬
‫هذه المة الذين يكيدون لها كيدا ليوهنوا قواها ويقللوا عددها‪ ،‬ولذلك ينفقون‬
‫النفقات الباهضة في الترويج لذلك بوسائل العلم المختلفة‪ ،‬وقد انخدع‬
‫المسلمون مع السف‪ ،‬فاندفعوا إلى هذا الفخ غير مبالين بما يترتب على ذلك‬
‫من مخاطر اجتماعية تهدد أمتهم في قوتها وأمنها على في القدام على هذا‬
‫العمل‪:‬‬
‫•مصادمة لحكمة ال القاضية بسنة التوالد لستمرارها عبر‬
‫الجيال المتلحقة‪.‬‬
‫•وإعراضها عن السنة النبوية الحاضة على النكاح من أجل‬
‫التناسل‪.‬‬
‫•وتحديا لحكمة ال عز وجل القاضي بتحريم قتل الولد لجل‬
‫فقر واقع أو متوقع‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ول تقتلوا أولدكم من إملق‬
‫نحن نرزقهم وإياكم‪  ...‬وقال أيضا‪ :‬ول تقتلوا أولدكم خشية‬
‫‪1‬‬

‫‪‬‬
‫إملق نحن نرزقكم وإياهم أما إذا كان الحمل يهدد حياة‬
‫‪2‬‬

‫الحامل فل مانع في هذه الحالة منه حتى يرتفع المحذور‪ ..‬وال‬


‫أعلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫النعام‪151/‬‬
‫‪ 2‬السراء‪31/‬‬
‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪15‬‬
‫" خدمة المرأة لزوجها "‬
‫السؤال الخامس‪ :‬ما حكم خدمة المرأة لزوجها؟ وما هو حد هذه الخدمة؟‬
‫الجواب‪ :‬ينبغي للمرأة أن تقوم بخدمة زوجها البينية كالطبخ والتنظيف‪ ،‬أما ما‬
‫كان خارج البيت فهو الذي يقوم به‪ ..‬وال أعلم‪.‬‬

‫" خرافة "‬


‫السؤال السادس‪ :‬أنا شاب أريد أن أعقد قران يوم الجمعة القادمة بإذن ال‬
‫تعالى ولكسسن هناك بعسسض الكلم عسسن مسسا يسسسمى بالمنسسسزلة‪ ،‬وإنسسه لبسسد مسسن‬
‫إجرائهسا قبسل الزواج‪ ،‬وإنسه الذي ل يقوم بهسا ل يوفسق فسي حياتسه الزوجيسة‪،‬‬
‫وسسسسسوف تؤدي إلى موت الزوج أحيانسسسسا‪ ،‬أو أنسسسسه سسسسسوف ينجسسسسب أطفال‬
‫مشوهين‪ ،‬وهذه عادة في محيط السرة‪.‬‬
‫ملحظة‪ :‬المنسزلة عند الهل هي بأن يذهب والد الزوج إلى أحد العرافين لكي‬
‫ينجم له هل هذا اليوم يوم سعد أم يوم نحس‪ ،‬أرجو الفادة أدامك ال تعالى‬
‫للرد ومحاربة هذه الخرافات؟‬
‫الجواب‪ :‬أعوذ بال من الضللة بعد الهدى ومن العمى بعد البصيرة وما أعظم‬
‫هذه الفرية وأبعدها عن الحق وأوغلها في الضلل ‪‬كبرت كلمة تخرج من‬
‫‪‬‬
‫أفواههم إن يقولون إل كذبا من أين جاءوا بهذا القول‪ ،‬هل اقتبسوه من آية‬
‫‪1‬‬

‫محكمة أو تلقوه من سنة ثابتة‪ ،‬أو أنهم استوحوه من تضليل الشيطان ومكائده!‬
‫لقد مضى السلف الصالح وقائدهم رسول ال ‪ ،‬وما كان أحد منهم‬
‫ينظر إلى منفزلة ول يعتني بحساب وإنما أبتلي المسلمون بهذه الضللت‬
‫عندما دخل السلم قوم يحملون مواريثهم الفكرية‪ ،‬وما النظر في المنازل إل‬
‫من مخلفات المجوس الذين يقدسون النجوم‪ ،‬وكفى به كفرا وضللة‪ ،‬فإن كل‬
‫محدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار والعياذ بال‪.‬‬
‫وأصحابه والتابعين لهم بإحسان طريق إلى‬ ‫وليس بعد منهج النبي‬
‫الحق ول سبيل إلى الرشد‪ ،‬فعليكم بطريقهم تظفروا بسلمة الدنيا وسعادة‬
‫العقبى وال أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الكهف‪5/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪16‬‬


‫" التهنئة "‬
‫السؤال السابع‪ :‬ما رأيكم بتهنئة العريس بالرفاء والبنين؟‬
‫الجواب‪ :‬رأينا أن السلف كانوا يكرهون ذلك ويستحبون أن يقال‪ :‬بارك ال لك‬
‫‪‬‬
‫فيها وبارك لها فيك وجمعكما على خير وذلك لتباع السنة وال أعلم‪.‬‬

‫" الحيض والنفاس "‬


‫السؤال الثامن‪ :‬ماذا يحل الزوج من زوجته الحائض والنفساء؟‬
‫الجواب‪ :‬يباح له منها ما كان يباح له في غير الحيض إل الجماع فإنه حرام‬
‫‪‬‬
‫عليه لقول تعالى‪ :‬فاعتزلوهن‪.‬‬
‫السسؤال التاسسع‪ :‬متسى يحسل إتيان الزوجسة‪ ..‬بعسد انقطاع الحيسض والنفاس أم‬
‫بعد الغتسال منه؟‬
‫الجواب‪ :‬تحل له مباشرتها بعد التطهر أي الغتسال بقوله تعالى‪ :‬فإذا تطهرن‬
‫‪‬‬
‫فأتوهن من حيث أمركم ال وال أعلم‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫" زواج المتعة "‬


‫السسؤال العاشسر‪ :‬زواج هسل هسو حرام أم حلل حيسث أن بعسض الناس تسسافر‬
‫إلى خارج البلد هناك تتزوج لمدة معينة بقصد الستمتاع؟‬
‫الجواب‪ :‬الزواج هو رباط مقدس يراد به استقرار النفس وبناء المدينة وامتداد‬
‫الحياة بامتداد الذرية‪ ،‬ونكاح المتعة ينافي ذلك كله فل يصح وال أعلم‪.‬‬

‫" حبوب منع الحمل "‬


‫السسؤال الحادي عشسر‪ :‬مسا هسو حكسم شرب المرأة لحبوب منسع الحمسل؟ وهسل‬
‫يمكن قياسها على العزل؟‬
‫الجواب‪ :‬ل يجوز ذلك إل في حالت الضرورة‪ ،‬ولبد من استشارة الطبيب‬
‫المسلم‪ ،‬والحبوب أضر من العزل لنها مركبات كيميائية‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫البقرة‪222/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪17‬‬


‫" لبس الدبلة "‬
‫السسؤال الثانسي عشسر‪ :‬مسا حكسم السسلم فسي تختسم الرجسل بالذهسب ولباس‬
‫الدبلة؟‬
‫الجواب‪ :‬السلم دين الفطرة أنزله ال ليوجهها في طريقها الصحيح ولذلك‬
‫جاءت أحكامه متفقة مع مقتضياتها ملبية لحاجاتها‪ ،‬ومن المور الواضحة‬
‫بديهيا أن لكل من الرجل والمرأة خصائص فطرية تستلزم اختلف أحوالها‬
‫نفسيا وجسميا واجتماعيا‪ ،‬ولذلك حرم السلم على كل منهما أن يتلبس‬
‫بخصائص الجنس الخر كما نجده في قوله عليه أفض الصلة وأتم التسليم ‪‬لعن‬
‫‪‬‬
‫ال المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال لن‬
‫في ذلك خروجا عن الفطرة واصطداما بنواميس الحياة واعتداء على خصائص‬
‫الغير ول ريب أن الرجل الباقي على سلمة الفطرة تأبى عليه شهامة الرجولة‬
‫أن يتحلى بالذهب لمخالفة ذلك سمات الرجولة وخشونة الذكورة وملءمته‬
‫لليونة النوثة وغنجها ومن ثم نجد من صحائف السنة النبوية على صاحبها‬
‫أفضل الصلة والسلم من قوارع النكار وروادع الوعيد على لباس الذهب‬
‫للرجال ما ل يدع لحد مجال للتردد في قبول هذا الحكم وكثيرا منها جاء نصا‬
‫في الخاتم‪ ..‬وإليك نماذج من ذلك تستبصر بنورها في سبيل المعرفة‪.‬‬
‫‪)1‬روى المام الربيع –رحمه ال‪ -‬عن المام علي بن أبي طالب –كرم ال‬
‫عن لبس القسي وعن لبس المعصفر‬ ‫وجهه‪ -‬قال‪ :‬نهاني الرسول‬
‫وعن خاتم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع والسجود‪ ..‬أخرجه‬
‫النسائي وكذلك الترمذي ما عدا ذكر القراءة في الركوع والسجود وقال‬
‫حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫نهى‬ ‫‪ )2‬أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة أن رسول ال‬
‫نهاني عن تختم الذهب‪.‬‬ ‫عن خاتم الذهب وفي رواية للنسائي أن النبي‬
‫‪ )3‬روى الترمذي عن عمران ابن حصين –رضي ال عنه‪ -‬قال‪( :‬نهى رسول‬
‫عن التختم بالذهب)‪.‬‬ ‫ال‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪18‬‬


‫رأى‬ ‫‪)4‬روى مسلم عن ابن عباس –رضي ال عنهما‪ -‬أن رسول ال‬
‫خاتم من ذهب في يد رجل فنسزعه وطرحه وقال‪ :‬يعمد أحدكم إلى جمرة‬
‫خذ‬ ‫‪‬‬
‫من نار فيطرحها في يده فقيل للرجل بعدما ذهب رسول ال‬
‫خاتمك انتفع به فقال‪ :‬ل وال ل آخذه أبدا وقد طرحه رسول ال ‪.‬‬
‫‪)5‬روى النسائي عن أبي سعيد الخدري –رضي ال عنه‪ -‬أن رجل كان جالسا‬
‫مخصرة فضرب بها‬ ‫وعليه خاتم من ذهب وفي يد النبي‬ ‫عند النبي‬
‫أصبع الرجل فقال‪ :‬مالي يا رسول ال؟ قال‪ :‬أل تطرح هذا الذي في‬
‫بعد ذلك فقال‪ :‬ما فعلت‬ ‫‪‬‬
‫أصبعك فأخذه الرجل فرمى به فرآه النبي‬
‫‪‬‬
‫بالخاتم قال‪ :‬رميت به‪ ،‬قال‪ :‬ما بهذا أمرتك إنما أمرتك أن تبيعه فتستعين‬
‫بثمنه‪ ..‬ومهما قيل في الحديث فإنه يعتضد بغيره من الصحاح‪.‬‬‫‪‬‬
‫أبصر‬ ‫‪)6‬روى النسائي عن أبي ثعلبة الخشني –رضي ال عنه‪ -‬أن النبي‬
‫ألقاه‬ ‫في يده خاتما من ذهب فجعل يقرعه بقضيب معه فلما غفل النبي‬
‫‪‬‬
‫قال‪ :‬وما أرانا إل قد أوجعناك وأغرمناك‪.‬‬
‫إن هذه الروايات كافية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد في‬
‫ردعه عن التختم بالذهب واستعماله ‪‬وما كان لمؤمن ول مؤمنة أن إذا قضى‬
‫ال ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص ال ورسوله‬
‫‪‬‬
‫فقد ضل ضلل مبينا وإذا ثبت أن خاتم الذهب حرام على الرجل بهذه‬
‫‪1‬‬

‫النصوص القاطعة فإن الدبلة تتضاعف حرمتها لما فيها من تقليد المشركين‬
‫والتأسي بهم وذلك ما ل يصدر إل من مرضى القلوب الذين تزلزلت نفوسهم‬
‫وتقلص إيمانهم فإن التشبه بهم ترجمة عملية عما وقر في قلوب هؤلء‬
‫المتشبهين من إكبارهم والعجاب بعاداتهم وحب النخراط في سلكهم وذلك‬
‫عين موالة الكفار التي حذر ال منها عباده المؤمنين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الحزاب‪36/‬‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪19‬‬


‫وهل أدلكم على أصل الدبلة؟‬
‫إن أصلها خرافة رومانية ساذجة‪ ،‬فقد كان الرومان يعتقدون أن إلباس‬
‫الرجل والمرأة والعكس إبان الخطبة خاتم حديد في البنصر اليسرى له أثر في‬
‫حفظ المودة بينهما لما يعتقدون من الصلة بين البنصر واليسرى والقلب فكأنهما‬
‫بذلك يأسر كل منهما قلب صاحبه‪ ،‬ثم تطورت هذه العادة في أوروبا فأصبح‬
‫الذهب بدل من الحديد وقد فتن بها كثير من مرضى القلوب في بلد السلم‪،‬‬
‫(وتعظم في عين الصغير صغارها)‪ ..‬وأصبحت من عناوين التقدم وشارات‬
‫الرقي‪ ،‬وما هي لعمري إل من دلئل التأخر وشواهد النحطاط‪.‬‬
‫ما بال المسلمين والوهام التي أفرزتها الجاهلية الرومانية القديمة‬
‫وورثتها الجاهلية الوروبية الحديثة؟ وقد أثبت الواقع بطلنها‪ ،‬فكم من زواج‬
‫كان معه تبادل الدبلة بين الزوجين حال الخطبة وانقلب إلى مصدر شقاء لهما‬
‫وظل يصطليان حر مشاكل ل تنتهي وشقاق ل يطاق‪ ،‬وما أكثر السعادة التي‬
‫صاحبت حياة كثير من الزواج مع عدم اتباع هذه العادة الجاهلية‪.‬‬
‫ليت شعري إلى متى يظل المحسوبون على السلم أذنابا للخرين‬
‫يقلدونهم في جميع توافه العادات وسفاسف المور؟‬
‫وهذا وطريقة أكثر الناس اليوم في التختم مخالفة بهدي رسول ال‬
‫بخلف‬ ‫فهم يتختمون ي البنصر اتباعا لعادات الخرين وهدي رسول ال‬
‫ذلك‪ ،‬فالروايات تدل على أنه كان يتختم في الخنصر‪ ،‬وروى مسلم عن علي –‬
‫أن أجعل خاتمي في هذه أو التي‬ ‫كرم ال وجهه‪ -‬قال نهاني رسول ال‬
‫تليها‪ ،‬وأشار إلى الوسطى والتي تليها ونحوه عند أبي داود والنسائي‬
‫والترمذي‪ ..‬فليتنبه المسلم لهذه الدقائق‪ ،‬وليحذر مزالق القدام ومزلت‬
‫الفهام‪ ..‬وال ولي التوفيق‪ ..‬وصلى ال وسلم على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين…‬
‫" زيارة الهل "‬
‫السؤال الثالث عشر‪ :‬هل يجوز للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها؟‬
‫الجواب‪ :‬ليس له منعها من زيارة أهلها إن كانت هذه الزيارة حسب المعتاد‪..‬‬
‫ول يترتب عليها مفسدة‪ ..‬وال أعلم‪.‬‬
‫" مختارات من جوهر النظام "‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪20‬‬


‫فوطؤه لم تلف منه‬ ‫وبعد أن أدى إليها‬
‫عذرا‬ ‫المهرا‬
‫ليس لها تمنعه مطالبه‬ ‫لو أنها فوق الجمال‬
‫لبيته والضر تدفعا‬ ‫راكبه‬
‫منها بقصد بره‬ ‫وتنصحن له وتحفظنا‬
‫والطاعه‬ ‫وخدمة البيت يقال‬
‫تعبد فيها خالق النام‬ ‫ساعه‬
‫أفضل من ألف من‬
‫العوام‬

‫فتاوى الزفاف لمن أراد العفاف‬ ‫‪21‬‬

You might also like