You are on page 1of 67

‫جمعها الفقير إلى الله تعالى‬

‫عبد الله بن جار الله بن إبراهيم‬


‫الجار الله‬
‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمششد للششه رب العششالمين وأشششهد أن ل‬


‫إله إل الله وحششده ل شششريك لششه‪ ،‬وأشششهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله ‪ ‬وعلى آله وأصحابه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫أمششا بعششد فششإنه يجششب علششى المسششلم أن‬
‫يحب لخوانه المسلمين من الخير ما يحششب‬
‫لنفسه وأن يكره لهششم مششن الشششر مششا يكششره‬
‫لنفسششه‪ ،‬كمششا أنششه يجششب علششى المسششلمين‬
‫عمومًا أن يكونوا إخوة متحششابين متناصششحين‬
‫متعاونين علششى الششبر والتقششوى متنششاهين عششن‬
‫الثششم والعششدوان‪ ،‬وأن يتششآمروا بششالمعروف‬
‫ويتناهوا عششن المنكششر‪ ،‬وأن يكونششوا كالجسششد‬
‫الواحششد وكالبنيششان المرصششوص يشششد بعضششه‬
‫بعضا كمششا وصششفهم الرسششول ‪ ‬بششذلك فششي‬
‫الحديث الصحيح المتفق عليششه‪ ،‬وأن يكونششوا‬
‫متششوادين مششتراحمين متعششاطفين يسششودهم‬
‫الحب والششوئام‪ ،‬لششذا فقششد جمعششت فششي هششذه‬

‫‪3‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫الرسششالة المختصششرة كلمششات يسششيرة فيمششا‬


‫يتعلق بششالخوة السششلمية وآثارهششا وفوائدهششا‬
‫وحق المسشلم علششى أخيششه المسشلم والحششب‬
‫فششي اللششه والبغششض فششي اللششه والحششث علششى‬
‫الجتمشششاع والئتلف والنهشششي عشششن التفشششرق‬
‫والختلف مششع ذكششر فششوائد أخششرى تمششس‬
‫الحاجة إليها‪ ،‬وذكرت أرقام اليششات القرآنيششة‬
‫من سورها ونسبت الحاديث إلى مخرجيها‪،‬‬
‫وهي مسششتفادة مششن كلم اللششه تعششالى وكلم‬
‫رسوله وكلم العلماء المحققين‪.‬‬
‫وأسأل الله الكريم رب العرش العظيششم‬
‫بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بها‬
‫وأن يجعلهششا خالصششة لششوجهه الكريششم ومششن‬
‫أسباب الفوز لديه بجنات النعيم كمشا أسشأله‬
‫تعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحششق‬
‫والهشششدى وأن يصشششلح أحشششوال المسشششلمين‪،‬‬
‫قادتهم وشبابهم وأن يجعلهم هششداة مهتششدين‬
‫وبششدينه متمسششكين وأن يؤلششف بيششن قلوبهششا‬
‫ويصشششلح ذات بينهشششم وأن ينصشششرهم علشششى‬
‫عدوهم وأن يهديهم صراطه المستقيم‪ ،‬وهو‬

‫‪4‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫حسششبنا ونعششم الوكيششل ول حششول ول قششوة إل‬


‫بالله العلي العظيم وصششلى اللششه علششى نبينششا‬
‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫المؤلف في ‪ 1406 /11 /1‬هـ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫الأخوة‬
‫هشششي رابطشششة نفسشششية تشششورث الششششعور‬
‫العميششق بالعاطفششة والمحبششة والحششترام‪ ،‬مششع‬
‫كششل مششن تربطششك وإيششاه أواصششر العقيششدة‬
‫السششلمية وركششائز اليمششان والتقششوى‪ ،‬فهششذا‬
‫الشششعور الخششوي الصششادق يولششد فششي نفششس‬
‫المسلم أصدق العواطف النبيلششة فششي اتخششاذ‬
‫مواقف إيجابية من التعاون واليثار والرحمة‬
‫والعفو عند المقدرة‪ ،‬واتخاذ مواقششف سششلبية‬
‫من البتعاد عششن كششل مششا يضششر بالنششاس فششي‬
‫أنفسششهم وأمششوالهم وأعراضششهم والمسششاس‬
‫بكرامتهششم ولقششد حششث السششلم علششى هششذه‬
‫الخوة في الله وبين مقتضششياتها وملتزماتهششا‬
‫فششي كششثير مششن اليششات القرآنيششة والحششاديث‬
‫ن‬
‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫النبوية قال الله تعالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ة ‪] ‬الحجششرات‪ [10 :‬وقششال تعششالى‪:‬‬ ‫و ٌ‬
‫خــ َ‬ ‫إِ ْ‬
‫م‬‫م إ ِذْ ك ُن ُْتــ ْ‬‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ه َ‬
‫ة الل ِ‬‫م َ‬‫ع َ‬ ‫واذْك ُُروا ن ِ ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫م‬ ‫قُلــوبك ُم َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫فأ َل ّ َ‬
‫داءً َ‬ ‫أَ ْ‬
‫حت ُ ْ‬
‫صــب َ ْ‬
‫فأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف ب َي ْ َ‬ ‫ع َ‬

‫‪6‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫وان ًـــا‪] ‬آل عمشششران‪[103 :‬‬ ‫خ َ‬‫ه إِ ْ‬ ‫مت ِـــ ِ‬


‫ع َ‬‫ب ِن ِ ْ‬
‫وقششال عليششه الصششلة والسششلم‪» :‬ل يــؤمن‬
‫أحــدكم حــتى يحــب لخيــه مــا يحبــه‬
‫لنفسه« رواه البخاري ومسلم‪ ،‬وكششان مششن‬
‫نتيجششة هششذه الخششوة والمحبششة فششي اللششه أن‬
‫تعامل أفراد المجتمع السلمي عبر التاريششخ‬
‫وخلل العصور على أحسن ما تعامل الناس‬
‫مواساة وإيثارا وتعاونا وتكافلً‪.‬‬
‫إذا علششم ذلششك فمششا عليكششم يششا شششباب‬
‫السلم إل أن تلجششوا بششاب الخششوة فششي اللشه‬
‫وتتحقق قلوبكم بمعانيها لتكونوا فيما بينكششم‬
‫رحماء وعلى أعدائكم أقوياء أشداء متأسين‬
‫برسششول اللششه ‪ ‬وبصششحابته الكششرام الششذين‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫م دٌ َر ُ‬‫ح ّ‬ ‫وصفهم الله بقوله‪ُ  :‬‬
‫م َ‬
‫ر‬ ‫عَلــى ال ْك ُ ّ‬ ‫واّلــذين معــ َ‬
‫فــا ِ‬ ‫داءُ َ‬‫شــ ّ‬
‫هأ ِ‬ ‫ِ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫م ‪]‬الفتششح‪ (1)[29 :‬وبششالله‬ ‫هــ ْ‬‫مــاءُ ب َي ْن َ ُ‬ ‫ح َ‬‫ُر َ‬
‫التوفيق‪.‬‬

‫)( انظر تربية الولد في السششلم للشششيخ عبششد‬ ‫‪1‬‬

‫اللششششششششششششه علششششششششششششوان )‪،1/362‬شششششششششششش‬


‫‪.(363‬‬

‫‪7‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫من آثار الخوة ونتائجها‬


‫عن أبي هريششرة رضششي اللششه عنششه قششال‪:‬‬
‫قششال رسششول اللششه ‪» ‬ل تحاســدوا ول‬
‫تناجشوا ول تباغضوا ول تــدابروا ول‬
‫يبع بعضكم علـى بيــع بعـض‪ ،‬وكونـوا‬
‫عبـــاد اللـــه إخوانـــا‪ ،‬المســـلم أخـــو‬
‫المســـلم ل يظلمـــه ول يخـــذله ول‬
‫يكـــذبه ول يحقـــره‪ ،‬التقـــوى ههنـــا‬
‫ويشـــير إلـــى صـــدره ثلث مـــرات‪،‬‬
‫بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه‬
‫المسلم‪ ،‬كل المســلم علــى المســلم‬
‫حرام دمه وماله وعرضه« رواه مسلم‪.‬‬
‫أيها المسلمون العمل بهذا الحديث مششن‬
‫أعظشششم السشششباب الموصشششلة للتشششآلف بيشششن‬
‫المسلمين وقلة الشحناء بينهششم فششالمؤمنون‬
‫إخوة في النسب أبوهم آدم وأمهششم حششواء ل‬
‫يتفاضلون إل بالتقوى وأخوة في الدين قششال‬
‫ة‪‬‬ ‫و ٌ‬
‫خـــ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫من ُـــو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫مـــا ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫تعشششالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫]الحجشششرات‪ [10 :‬وقشششال رسشششول اللشششه ‪‬‬
‫»المــؤمن للمــؤمن كالبنيـــان يشــد‬

‫‪8‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫بعضه بعضا وشبك بين أصــابعه« رواه‬


‫البخشششاري ومسشششلم‪ ،‬وقشششال عليشششه الصشششلة‬
‫والسلم »مثل المؤمنين فــي تــوادهم‬
‫وتراحمهــم وتعــاطفهم مثــل الجســد‬
‫و تداعى له ســائر‬ ‫إذا اشتكى منه عض ٌ‬
‫مى« رواه البخششاري‬ ‫الجسد بالسهر والح ّ‬
‫ومسلم‪ ،‬ولهذا قال ‪» ‬ل تحاســدوا« أي‬
‫ل يحسد بعضكم بعضًا‪ ،‬والحسد تمنششي زوال‬
‫النعمة عن أخيششك المسششلم وهششو حششرام لنششه‬
‫اعتراض على الله في نعمته وقسمته وقال‬
‫النبي ‪» ‬دب إليكم داء المــم قبلكــم‬
‫الحسد والبغضاء هي الحالقـة حالقـة‬
‫الــدين ل حالقــة الشــعر« رواه الششبزار‬
‫والبيهقي وغيرهما بإسناد جيد‪.‬‬
‫َ‬
‫س‬
‫ن الّنــا َ‬ ‫دو َ‬‫س ُ‬‫ح ُ‬‫م يَ ْ‬‫وقال تعالى‪ :‬أ ْ‬
‫ه‪‬‬ ‫ضــل ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ف ْ‬ ‫مــ ْ‬
‫ه ِ‬‫م الل ـ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫عَلــى َ‬
‫مــا آَتــا ُ‬ ‫َ‬
‫]النساء‪.[54 :‬‬
‫ثم قال ‪» ‬ول تناجشوا«‪ ،‬والنجشششش‬
‫هو أن يزيد في السلعة من ل يريد شششراءها‬
‫ليغر غيره بها وهششو حششرام لنششه مششن أسششباب‬

‫‪9‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫العداوة والبغضاء ومششن أسششباب أكششل المششال‬


‫بالباطل ولهذا قششال بعششض العلمششاء النششاجش‬
‫آكل ربا خائن غاش ومن غشنا فليششس منّششا‪،‬‬
‫ثم قال ‪» :‬ول تباغضـوا« أي ل يبغش شض‬
‫بعضشششششششششششكم بعضششششششششششًا بتعششششششششششاطي‬
‫أسباب البغضاء من السب والشششتم واللعششن‬
‫والغيبة والنميمة والخمر والميسر ‪.‬‬
‫ريـــدُ‬ ‫مـــا ي ُ ِ‬ ‫قشششال اللشششه تعشششالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫و َ‬ ‫دا َ‬‫عـ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ع ب َي ْن َك ُـ ُ‬ ‫قـ َ‬‫ن ُيو ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫ش ـي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ر‬‫ســـ ِ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ر َ‬ ‫مـــ ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫فـــي ال ْ َ‬ ‫ضـــاءَ ِ‬ ‫غ َ‬‫وال ْب َ ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫صــل ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عـ ِ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫ر الل ِ‬ ‫ن ِذك ْ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫ص دّ ك ُ ْ‬
‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫فه ـ ْ َ‬
‫ن ‪] ‬المششائدة‪،[91 :‬‬ ‫هــو َ‬ ‫من ْت َ ُ‬‫م ُ‬ ‫ل أن ْت ُـ ْ‬ ‫َ َ‬
‫وقشششال ‪» ‬والـــذي نفســـي بيـــده ل‬
‫تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنــوا‬
‫حتى تحابوا أل أدلكم علــى شــيء إذا‬
‫فعلتمــوه تحــاببتم أفشــوا الســلم‬
‫بينكم« رواه مسلم‪ ،‬وقال ‪» ‬أل أنبئكم‬
‫بشراركم؟« قالوا بلى يا رسول الله قال‪:‬‬
‫»المشاءون بالنميمة المفرقون بيــن‬
‫الحبــة البــاغون للــبراء العنــت« رواه‬

‫‪10‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫أحمد )‪ (1‬والعنت المشقة وقال تعششالى‪ :‬ل‬


‫ن‬‫مـ ْ‬‫م ِإل َ‬ ‫ه ْ‬‫وا ُ‬
‫جـ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫مـ ْ‬‫ر ِ‬ ‫في ك َِثي ـ ٍ‬ ‫خي َْر ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫صــل ٍ‬ ‫و إِ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫عــُرو ٍ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫صــدَ َ ٍ‬
‫مــَر ب ِ َ‬ ‫أ َ‬
‫غــاءَ‬ ‫ل ذَِلــ َ‬
‫ك اب ْت ِ َ‬ ‫عــ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫س َ‬‫ن الّنا ِ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫ؤِتي َ‬ ‫ه َ‬
‫جــًرا‬ ‫هأ ْ‬ ‫ف ُنــ ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ســ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ة اللــ ِ‬ ‫ضــا ِ‬‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫ما‪] ‬النساء‪.[114 :‬‬ ‫ظي ً‬‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫والتبششاغض المششذموم هششو الششذي منشششؤه‬
‫التنششافس فششي الششدنيا واتبششاع الهششواء‪ ،‬فأمششا‬
‫الحششب للششه والبغششض للششه فهششو أوثششق عششرى‬
‫اليمان وأحب العمال إلى الله‪ ،‬وقال عليششه‬
‫الصلة والسلم‪» :‬من أحب لله وأبغــض‬
‫للــه وأعطــى اللــه ومنــع للــه فقــد‬
‫اســــتكمل اليمــــان« رواه أبشششششو داود‬
‫والترمششذي )‪ (2‬فيجششب عليششك أيهششا المسششلم‬
‫)( قششال فششي المجمششع الششزوائد )‪ (93 /8‬رواه‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد وفيه شهر بششن حوشششب وقششد وثقششه غيششر‬


‫واحششد وبقيششة رجششال أحمششد أسششانيده رجششال‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫)( وحسششنه الرنششؤوط فششي جششامع الصششول )‪/1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (239‬ثم قال وله شاهد يصح به وهو ما بعششده‬


‫بمعنششاه مششن حششديث معششاذ بششن أنششس الجهنششي‬
‫أخرجه الترمذي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫محبة الله ومحبة رسوله ومحبششة الصششالحين‬


‫ومحبة مششا يحبششه اللششه مششن اليمششان والعمششل‬
‫الصالح‪ ،‬لنك مششع مششن أحببششت يششوم القيامششة‬
‫كمششا يجششب عليششك بغششض الكفششر والفسششوق‬
‫والمعاصشششي وبغشششض الكفشششرة والمششششركين‬
‫والعصاة والملحدين‪.‬‬
‫ن‬‫كــ ّ‬ ‫ول َ ِ‬ ‫وصدق الله العظيم إذ يقول‪َ  :‬‬
‫فــي‬ ‫ه ِ‬ ‫وَزي َّنــ ُ‬ ‫ن َ‬‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ب إ ِل َي ْك ُ ُ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل َ‬
‫فــــَر‬ ‫م ال ْك ُ ْ‬ ‫كــــ ُ‬‫كــــّر هَ إ ِل َي ْ ُ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫قُلــــوب ِك ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫هـــ ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن ُأول َئ ِ َ‬‫صـــَيا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ســـوقَ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫مـ ً‬ ‫ع َ‬ ‫ون ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اللـ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ض ـل ً ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫دو َ‬ ‫ش ُ‬‫الّرا ِ‬
‫م ‪] ‬الحجششرات‪،7 :‬شش ‪[8‬‬ ‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬
‫عِلي ٌ‬
‫ه َ‬
‫والل ُ‬
‫َ‬
‫وقششال ‪» ‬إن اللـه تعـالى يقـول يـوم‬
‫القيامــة‪ :‬أيــن المتحــابون بجللــي؟‬
‫اليوم أظلهم في ظلــي يــوم ل ظــل‬
‫إل ظلي« رواه مسلم‪.‬‬
‫ثششم قششال ‪» ‬ول تــدابروا« والتششدابر‪:‬‬
‫التهاجر والتقاطع فششإن كل مششن المتقششاطعين‬
‫يولي صاحبه دبششره ويعششرض عنششه ول يسششلم‬
‫عليه ول يرد عليه السلم‪ ،‬وفششي الصششحيحين‬

‫‪12‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫أن النششبي ‪ ‬قششال‪» :‬ل يحل لمســلم أن‬


‫يهجر أخاه فــوق ثلث ليــال يلتقيــان‬
‫فيعرض هــذا ويعــرض هــذا وخيرهمــا‬
‫الذي يبدأ بالسلم«‪ ،‬وفي رواية‪» :‬فمن‬
‫هجر فــوق ثلث فمــات دخــل النــار«‬
‫رواه أبو داود والنسائي‪.‬‬
‫ثم قال ‪» :‬ول يب ـع بعضــكم علــى‬
‫بيع بعض«‪.‬‬
‫ومعنششى الششبيع علششى بيششع أخيششه أن يقششول‬
‫لمن اشترى سلعة فششي مششدة الخيششار افسششخ‬
‫هذا البيع وأنا أبيعك مثله أو أجود منه بثمنششه‬
‫والنهي للتحريم لما فيه من اليذاء الموجب‬
‫للتباغض ثم قال ‪» :‬وكونوا عبــاد اللــه‬
‫إخوانا«‪.‬‬
‫وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركوا التحاسد‬
‫والتناجش والتباغض والتششدابر وبيششع بعضششهم‬
‫علششى بيششع بعششض كششانوا إخوانششا أي تعششاملوا‬
‫وتعاشروا معاملة الخوان ومعاشششرتهم فششي‬
‫المشششودة والرفشششق والششششفقة والملطفشششة‬
‫والتعششاون فششي الخيششر مششع صششفاء القلششوب‬

‫‪13‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫والنصششششششششششششششششششششيحة بكششششششششششششششششششششل‬
‫حال فكونششوا عبششاد اللششه إخوانششا فششي المحبششة‬
‫والشششششششدين والرفشششششششق والليشششششششن ثشششششششم‬
‫قشششال ‪» :‬المســلم أخــو المســلم ل‬
‫يظلمـــه ول يحقـــره ول يخـــدله ول‬
‫يكذبه«‪.‬‬
‫ن‬
‫من ُــو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مــا ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫قال اللششه تعششالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫قــوا‬‫وات ّ ُ‬‫م َ‬ ‫وي ْك ُ ْ‬
‫خـ َ‬ ‫ن أَ َ‬
‫حوا ب َي ْ َ‬‫صل ِ ُ‬‫فأ ْ‬
‫خ و ةٌ َ َ‬
‫إِ ْ َ‬
‫ن ‪] ‬الحجششرات‪:‬‬ ‫مــو َ‬ ‫ح ُ‬
‫م ت ُْر َ‬
‫كــ ْ‬ ‫عل ّ ُ‬‫ه لَ َ‬
‫اللــ َ‬
‫‪ ،[10‬وقشششال النشششبي ‪» :‬انصـــر أخـــاك‬
‫ظالمًا أو مظلومًا« قال‪ :‬يششا رسششول اللششه‬
‫انصره مظلومًا فكيف انصره ظالمششا؟ قششال‪:‬‬
‫»تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه«‬
‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وأمششا احتقششار المسششلم فهششو ناشششئ عششن‬
‫الكبر وقد قال ‪» :‬ل يدخل الجنــة مــن‬
‫كان في قلبه مثقــال ذرة مــن كــبر«‬
‫فقيل لششه‪ :‬إن الرجششل يحششب أن يكششون ثششوبه‬
‫حسنا ونعله حسنا فقال‪» :‬إن الله جميــل‬
‫يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمــط‬

‫‪14‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫الناس« رواه مسششلم‪ ،‬وبطششر الحششق دفعششه‬


‫ورده على قائله وغمط الناس احتقارهم‪.‬‬
‫َ‬
‫س إ ِن ّــا‬‫هــا الن ّــا ُ‬ ‫وقال تعششالى‪ :‬ي َــا أي ّ َ‬
‫قَناك ُم من ذَك َر ُ‬
‫م‬‫عل َْنــاك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وأن َْثــى َ‬
‫و َ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫كــ ْ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫فوا إ ِ ّ‬ ‫عاَر ُ‬ ‫ل ل ِت َ َ‬ ‫قَبائ ِ َ‬ ‫و َ‬
‫عوًبا َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ُ‬
‫خِبيـٌر‬ ‫م َ‬ ‫عِليـ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قاك ُ ْ‬ ‫ه أ َت ْ َ‬‫عن ْدَ الل ِ‬ ‫ِ‬
‫‪] ‬الحجرات‪ [13 :‬فل فضششل لعربششي علششى‬
‫عجمششي ول لبيششض علششى أسششود إل بششالتقوى‬
‫قال عليه الصششلة والسششلم‪» :‬إن الله قــد‬
‫أذهــب عنكــم عبيــة الجاهليــة وهــي‬
‫الكبر‪ ،‬وفخرها بالباء إنما هو مــؤمن‬
‫تقــي أو فــاجر شــقي النــاس لدم‬
‫وآدم مـــن تـــراب لينتهيـــن أقـــوام‬
‫يفتخرون بآبــائهم الــذين مــاتوا إنمــا‬
‫هم فحــم مــن فحــم جهنــم وليكــونن‬
‫أهــون علــى اللــه مــن الجعــل الــذي‬
‫يدهــده الخــرأ بــأنفه«‪ ،‬رواه أبشششو داود‬
‫والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حششديث حسششن‪ ،‬وقششال ‪:‬‬
‫»إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى‬
‫ل يفخر أحد على أحد ول يبغــي أحــد‬

‫‪15‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫على أحد« رواه مسلم وغيره‪.‬‬


‫ثم قششال ‪» ‬التقــوى ههنــا ويشــير‬
‫إلــى صــدره ثلث مــرات« ل شششك أن‬
‫اليمششان أصششله فششي القلششب وثمرتششه علششى‬
‫الجششوارح فهششو قششول واعتقششاد وعمششل وحششب‬
‫وبغض وفعل وترك وليس اليمششان بششالتحلي‬
‫ول بالتمني ولكنه ما وقر في القلب وصدقه‬
‫العمل‪.‬‬
‫ثم قال عليه الصلة والسلم‪» :‬بحسب‬
‫امـــرئ مـــن الشـــر أن يحقـــر أخـــاه‬
‫المسلم«‪.‬‬
‫يعني يكفيششه مششن الشششر احتقششاره لخيششه‬
‫المسششلم فششإنه إنمششا يحقششره‪ ،‬لتكششبره عليششه‪،‬‬
‫والكبر من أعظم خصال الشر‪ ،‬ثم قششال ‪:‬‬
‫»كل المسلم على المسلم حرام دمه‬
‫وماله وعرضه« وهشذا ممشا كشان النشبي ‪‬‬
‫يخطب به في المجامع الكبار العظيمة كمششا‬
‫قال في حجة الوداع يوم النحر بمنششى‪» :‬إن‬
‫دماءكم وأمــوالكم وأعراضــكم عليــك‬
‫حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم‬

‫‪16‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫هــذا فــي بلــدكم هــذا« رواه البخششاري‬


‫ومسلم‪ ،‬وقال رجل لعمر بششن عبششد العزيششز‪:‬‬
‫اجعل كبير المسلمين عنششدك أبشا وصششغيرهم‬
‫ابنًا وأوسطهم أخًا‪.‬‬
‫وقال بعض السلف‪ :‬ليكن حظ المششؤمن‬
‫منكم ثلث إن لم تنفعه فل تضششره‪ ،‬وإن لششم‬
‫تفرحه فل تغمه‪ ،‬وإن لششم تمششدحه فل تششذمه‪،‬‬
‫وقششال عليششه الصششلة والسششلم‪» :‬إن مــن‬
‫إجلل الله إكرام ذي الشيبة المســلم‬
‫وحامــل القــرآن غيــر الغــالي فيــه‬
‫والجافي عنــه وإكــرام ذي الســلطان‬
‫المقسط« حديث حسن رواه أبو داود)‪.(1‬‬
‫وقال ‪» ‬ليس منا مــن لــم يرحــم‬
‫صغيرنا ويعرف شرف كبيرنــا« حششديث‬
‫صحيح رواه أبو داود والترمذي وعنه ‪ ‬أنششه‬
‫قال‪» :‬أنزلوا الناس منازلهم« رواه أبششو‬
‫داود ومسشششلم تعليقشششا‪ ،‬وصشششححه الحشششاكم‬
‫والسيوطي‪.‬‬

‫)( انظشر جشامع العلشوم والحكشم لبشن رجشب )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (294-285‬والمجموعة الجليلة )‪.(436-434‬‬

‫‪17‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫وقانا الله وإياكم شرور أنفسنا وسيئات‬


‫أعمالنا‪.‬‬
‫اللهم طهر قلوبنشا مشن النفشاق وأعمالنشا‬
‫من الرياء وألسنتنا من الكششذب وأعيننششا مششن‬
‫الخيانة إنك تعلشم خائنشة العيشن ومشا تخفشي‬
‫الصدور‪.‬‬
‫اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسششن‬
‫عبادتك‪ ،‬واجعلنا هشداة مهتشدين وصشلى اللشه‬
‫وسلم على نبينا محمششد وعلششى آلششه وصششحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫)‪(1‬‬
‫من فضائل الخوة في الله‬
‫لمششا كششانت الخششوة فششي اللششه ملزمششة‬
‫اليمان مقرونة مع التقششوى فقششد جعششل اللششه‬
‫لهششا مششن الكرامششة والفضششل وعلششو المنزلششة‬
‫والجر ما يدفع أبناء السلم إلى التحقق بها‬
‫والحشششرص عليهشششا عسشششى أن يكونشششوا مشششن‬
‫المششششؤمنين الطهششششار والمتقيششششن البششششرار‬
‫والصفياء الخيار ومن فضششائل الخششوة فششي‬
‫الله أن المتحابين في الله‪:‬‬
‫‪ -1‬تكشششون وجشششوههم نشششورًا‪ ،‬كمشششا فشششي‬
‫الحششاديث الششتي رواهششا أبششو داود‪ ،‬وأحمششد‬
‫النسائي وابن حبان في صحيحه )‪.(2‬‬
‫‪ -2‬أنهششم فششي ظششل عششرش اللششه يششوم‬
‫القيامة كما في حديث السبعة الذين يظلهم‬
‫الله فششي ظلششه يششوم ل ظششل إل ظلششه ومنهششم‬
‫رجلن تحابا في الله متفق عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الله يحبهم كمششا فششي قصششة الششذي‬

‫)( انظر رسالة الخشوة السشلمية للششيخ عبشد‬ ‫‪1‬‬

‫الله ناصح علوان‪.‬‬


‫)( انظششر الششترغيب والششترهيب للمنششذري )‪/4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.(426 ،425 ،424‬‬

‫‪19‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫زار أخششا لششه فششي قريششة لنششه يحبششه فششي اللششه‬


‫فأخبره الملك أن الله يحبششه كمششا أحبششه فيششه‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬أن مششن أحششب اللششه وأحششب للششه يجششد‬
‫حلوة اليمان ولذته كما في الحششديث الششذي‬
‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -5‬أن المحبششة للششه وفششي اللششه تششوجب‬
‫اليمان الذي يوجب دخششول الجنششة كمششا فششي‬
‫الحششديث الششذي رواه مسششلم »ل تــدخلوا‬
‫الجنة حــتى تؤمنــوا ول تؤمنــوا حــتى‬
‫تحـــابوا أل أدلكـــم علـــى شـــيء إذا‬
‫فعلتمــوه تحــاببتم؟ أفشــوا الســلم‬
‫بينكم«‪.‬‬
‫‪ -6‬الخوة في الله جامعششة اليمششان كمششا‬
‫موا‬ ‫وأ َ َ‬
‫قــا ُ‬ ‫ن َتــاُبوا َ‬ ‫فــإ ِ ْ‬‫قشششال تعشششالى‪َ  :‬‬
‫فــي‬ ‫م ِ‬ ‫وان ُك ُ ْ‬
‫خ َ‬ ‫كاةَ َ‬
‫فــإ ِ ْ‬ ‫وا الّز َ‬
‫وآت َ ُ‬
‫صلةَ َ‬‫ال ّ‬
‫ن‪] ‬التوبة‪.[11 :‬‬ ‫دي ِ‬
‫ال ّ‬

‫‪20‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫)‪(1‬‬
‫شروط الخوة في الله‬
‫للخششوة فششي اللششه شششروط أساسششية ل‬
‫ينتظششم عقششدها إل بهششا ول يمكششن أن تكششون‬
‫مقبولششة عنشششد اللشششه عزوجشششل إل أن ينتهشششج‬
‫المسلمون سبيلها ويأخذوا بأحسنها‪.‬‬
‫وإليكششم أيهششا الإخششوة المسششلمون أهششم‬
‫شرائطها وأظهر أساسياتها لعلهششا أن تكششون‬
‫ذكرى لمشن كشان لشه قلشب أو ألقشى السشمع‬
‫وهو شهيد وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الخوة خالصة لله‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكششون الخششوة فششي اللششه مقرونششة‬
‫باليمان والتقوى‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكشششون الخشششوة ملتزمشششة منهشششج‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون الأخوة قائمة علششى النصششح‬
‫للششه ولعبششاده قششال عليششه الصششلة والسششلم‬
‫»الدين النصيحة« قالها ثلثا‪ ،‬قالوا‪ :‬لمششن‬
‫يششا رسششول اللششه؟ قششال‪» :‬للــه ولكتــابه‬
‫ولرســـــوله ولئمـــــة المســـــلمين‬
‫)( انظر رسالة الأخوة السششلمية للشششيخ عبششد‬ ‫‪1‬‬

‫الله ناصح علوان‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫وعامتهم« رواه مسلم‪.‬‬


‫مـــن وســـائل التعميـــق لـــروح‬
‫الخوة)‪:(1‬‬
‫وأظهر الوسائل لتعميق روح الخوة مششا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا أحششب الرجششل أخششاه فليخششبره أنشه‬
‫يحبه‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا فششارق الخ أخششاه فليطلششب منششه‬
‫الدعاء له بظهر الغيب‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا لقي الخ أخاه فليطلق وجهه عند‬
‫اللقشششاء أي يلقشششه بشششوجه متهلشششل بالبششششر‬
‫والتلطف والبتسام‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا لقشششي الخ أخشششاه فليبشششادر إلشششى‬
‫مصافحته والسلم عليه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكثر من زيارة أخيه المسلم بيششن‬
‫الحين والخر‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يهنئه ويدخل السششرور عليششه عنششد‬
‫المناسبات السارة‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يعزيشششه ويسشششليه ويواسشششيه عنشششد‬

‫)( انظر رسالة الخوة السلمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫المصائب‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يساعده ويعاونه عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يؤدي له حقوق الخوة كاملة‪.‬‬
‫ول شك أيها الخوة في اللششه أن الخ إذا‬
‫قام بتنفيذ هذه الوسائل نحو أخيششه المسششلم‬
‫علششى الششوجه الكمششل تششوثقت بينهمششا عششرى‬
‫المودة وتعمقت معاني المحبة وقويت أخوة‬
‫السلم بينهما‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫)‪(1‬‬
‫من فوائد الخوة وثمراتها‬
‫الخوة في الله نعمة يهبها الله للجماعة‬
‫المسششلمة ويهبهششا لمششن يحبهششم مششن عبششاده‬
‫ويشترتب عليهششا فشوائد وثمششرات يجتنيهشا مشن‬
‫يحب في الله ويبغض في الله وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه يتذوق حلوة اليمان فيحيششا حيششاة‬
‫السعداء‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه يحيطه الله برحمته ويقيه شششدائد‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه ينال المششن والسششرور ويعششد فششي‬
‫صفوف السششبعة الششذين يظلهششم اللششه يششوم ل‬
‫ظل إل ظله‪.‬‬
‫‪ -4‬تكون شجرة إيمششانه مورقششة مزهششرة‬
‫مباركة‪.‬‬
‫‪ -5‬أنشششه يستششششعر زيشششادة محبشششة اللشششه‬
‫ورسوله ويجد حلوتها في قلبه‪.‬‬
‫‪ -6‬المحبششة فششي اللششه علمششة القبششول‬
‫وعنوان التوفيق‪.‬‬
‫‪ -7‬أن زيششادة درجششات الجنششة تنششال فششي‬
‫)( انظشر رسشالة الخشوة تشأليف جاسشم محمشد‬ ‫‪1‬‬

‫مهلهل )‪.(70-66‬‬

‫‪24‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫صدق الخاء في الله‪.‬‬


‫‪ -8‬أن المتحشششابين فشششي اللشششه قلشششوبهم‬
‫مطمئنششة آمنششة مششن الهششوال تتلل وجششوههم‬
‫نورا وسرورًا يوم القيامة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -9‬أنها عروة اليمان الوثقى من تمسك‬
‫بها نجا‪.‬‬
‫‪ -10‬أنها مششن بشششائر العمششال الصششالحة‬
‫الموصلة إلى قبول الله تعششالى الدالششة علششى‬
‫الهداية والنجاح‪.‬‬
‫‪ -11‬أن المتحابين فششي اللششه مششع الششذين‬
‫أنعششم اللششه عليهششم مششن النششبيين والصششديقين‬
‫والشهداء والصالحين يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -12‬أن الخوة في اللششه سششلوك حسششن‬
‫وصششحبة نافعششة وسششيرة طيبششة ونيششة صششالحة‬
‫وعيشة سعيدة‪.‬‬
‫‪ -13‬أن الداعي إلى المحبة والخوة لششه‬
‫نصيب في الخير وسهم في الجر‪.‬‬
‫‪ -14‬أن الحب في الله يدل على كمششال‬
‫الششدين وصششفاء السششريرة والعمششل المتقششن‬
‫وخوف الله ورعاية حقه واحترام كتابه وحب‬

‫‪25‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫نبيه ‪.‬‬
‫‪ -15‬الخششوة تعيششن علششى طاعششة اللششه‬
‫تعالى‪.‬‬
‫‪ -16‬الخوة تكافل اجتماعي إنساني‪.‬‬
‫‪ -17‬الخشششوة أنشششس ومحبشششة وتكشششاتف‬
‫وإحساس بحاجة الخ والسعي لقضائها‪.‬‬
‫وبالله التوفيششق وصششلى اللششه علششى نبينششا‬
‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫حق المسلم على أخيه المسلم‬


‫عن أبي هريششرة رضششي اللششه عنششه قششال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪» :‬حق المسلم علــى‬
‫المسلم ست‪ «:‬قيل يششا رسششول اللششه ومششا‬
‫هن؟ قال‪» :‬إذا لقيته فسلم عليــه وإذا‬
‫دعــــاك فــــأجبه‪ ،‬وإذا استنصــــحك‬
‫فانصـــحه وإذا عطـــس فحمـــد اللـــه‬
‫فشمته وإذا مــرض فعــده‪ ،‬وإذا مــات‬
‫فاتبعه« رواه مسلم‪.‬‬
‫هذه الحقوق الستة من قام بها في حق‬
‫المسلمين كان قيامه بغيرهششا أولششى وحصششل‬
‫له أداء هششذه الواجبششات الحقششوق الششتي فيهششا‬
‫الخير الكثير والجر العظيم من الله تعالى‪:‬‬
‫الولششى‪ :‬إذا لقيتششه فسششلم عليششه فششإن‬
‫السلم تحيششة المسششلمين وأتششم هششذه التحيششة‬
‫وأكملهشششا )السشششلم عليكشششم ورحمشششة اللشششه‬
‫وبركاته( فهو دعاء للمسلم عليششه بالسششلمة‬
‫والرحمة والبركة‪ .‬والسلم اسم من أسششماء‬
‫الله الحسنى‪.‬‬
‫والسلم من محاسن السلم ومن حششق‬

‫‪27‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫المسلم على أخيششه المسششلم وابتششداؤه سششنة‬


‫عند اللقاء على من عرفت ومن لششم تعششرف‬
‫مششن صششغير وكششبير وغنششي وفقيششر وشششريف‬
‫ووضيع وهو يتضمن تواضع المسششلم وأنششه ل‬
‫يتكبر على أحد فمن بدأ الناس بالسلم فقد‬
‫بششرئ مششن الكششبر‪ ،‬وأولششى النششاس بششالله مششن‬
‫بدأهم بالسششلم وأبخششل النششاس الششذي يبخششل‬
‫بالسلم‪.‬‬
‫وإفشششاء السششلم مششن أسششباب المحبششة‬
‫واللفششة بيششن المسششلمين الموجبششة لليمششان‬
‫الذي يوجب دخول الجنة والنجششاة مششن النششار‬
‫كمششا قششال النششبي ‪» :‬ل تــدخلوا الجنــة‬
‫حتى تؤمنوا ول تؤمنــوا حــتى تحــابوا‬
‫أل أدلكــم علــى شــيء إذا فعلتمــوه‬
‫تحاببتم؟ أفشوا الســلم بينكــم« رواه‬
‫مسششلم‪ ،‬وعلششى المسششلم عليششه رد السششلم‬
‫ذا‬ ‫بمثله أو بأحسن منششه‪ .‬قششال تعششالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة َ‬
‫هــا أ ْ‬ ‫من ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫س َ‬
‫ح َ‬
‫حّيوا ب ِأ ْ‬
‫ف َ‬ ‫حي ّ ٍ‬
‫م ب ِت َ ِ‬‫حّييت ُ ْ‬‫ُ‬
‫ها‪] ‬النساء‪. [86 :‬‬ ‫دو َ‬ ‫ُر ّ‬
‫هششذه تحيششة المسششلمين الششتي جششاء بهششا‬

‫‪28‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫السلم وهي التحية المباركة الطيبششة واللششه‬


‫تعششالى هششو السششلم ومنششه السششلم‪ ..‬وتحيششة‬
‫المسلمين في الدنيا والخششرة هششي السششلم‪:‬‬
‫م‪‬‬ ‫ســـل ٌ‬‫ه َ‬‫ون َ ُ‬ ‫م ي َل ْ َ‬
‫قـــ ْ‬ ‫و َ‬
‫م َيـــ ْ‬ ‫هـــ ْ‬‫حي ّت ُ ُ‬ ‫‪‬ت َ ِ‬
‫هــا‬‫في َ‬
‫ن ِ‬ ‫عو َ‬
‫م ُ‬‫ســ َ‬‫]الحششزاب‪ [44 :‬ل ي َ ْ‬
‫ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫ما‬‫ســـل ً‬‫قيل ً َ‬ ‫مـــا * ِإل ِ‬ ‫ول ت َأِثي ً‬ ‫وا َ‬ ‫غـــ ً‬
‫ما‪] ‬الواقعة‪ .[26 ،25 :‬يسلم عليهم‬ ‫سل ً‬ ‫َ‬
‫الرب الكريم وتسلم عليهم الملئكة ويسلم‬
‫بعضهم على بعض وقد سلموا من كششل آفششة‬
‫ونقص‪.‬‬
‫يششا أخششي المسششلم إذا كششان هششذا شششأن‬
‫السششلم ديششن المحبششة والسششلم ديششن اللفششة‬
‫والخششاء والعاقبششة الحميششدة والراحششة التامششة‬
‫والكرامة الدائمة والخلششود فششي النعيششم فمششا‬
‫أجششدرنا نحششن المسششلمين بتطششبيق تعششاليمه‬
‫والعمل بأحكامه والسير على مناهجه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ومن حق أخيك المسلم عليك إذا‬ ‫ً‬
‫دعاك فأجبه أي دعاك إلى طعام أو شششراب‬
‫فاجبر خششاطر أخيششك الششذي أكرمششك بالششدعوة‬
‫وأجبه لذلك إل أن يكون لششك عششذر شششرعي‪،‬‬
‫قششال النششبي ‪» ‬من دعــاكم فــأجيبوه«‬

‫‪29‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح‪.‬‬


‫ثالثا‪ :‬ومن حق أخيك المسلم عليك إذا‬ ‫ً‬
‫استنصحك فانصح له أي إذا استشششارك فششي‬
‫عمل من العمال هل يعملششه أم ل؟ فانصششح‬
‫له بما تحب لنفسك فإن كششان العمششل نافعً شا‬
‫من كششل وجششه فحثششه علششى فعلششه‪ ،‬وإن كششان‬
‫مضششرا فحششذره منششه وإن احتششوى علششى نفششع‬
‫وضر فاشششرح لششه ذلششك ووازن بيششن المنششافع‬
‫والمضششار والمصششالح والمفاسششد وكششذلك إذا‬
‫شششاورك علششى معاملششة أحششد مششن النششاس أو‬
‫الششتزوج منششه أو تزويجششه فششأظهر لششه محششض‬
‫نصششحك واعمششل لششه مششن الششرأي مششا تعملششه‬
‫لنفسك‪.‬‬
‫وإيششاك أن تغشششه فششي شششيء مششن ذلششك‬
‫فمن غش المسلمين فليس منهم وقد ترك‬
‫واجب النصيحة‪ ،‬وهذه النصيحة واجبة علششى‬
‫كل حال ولكنها تتأكد إذا استنصحك وطلششب‬
‫منك الرأي النافع ولهششذا قيششده بهششذه الحالششة‬
‫الششششتي تتأكششششد وفششششي الحششششديث »الـــدين‬
‫النصيحة« قالها ثلثا رواه مسلم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫رابعا‪ :‬ومن حق أخيششك المسششلم عليششك‬


‫إذا عطششس فحمششد اللششه فشششمته وذلششك أن‬
‫العطاس نعمة من الله بخششروج هششذه الريششح‬
‫المحتقنة في أجزاء بدن النسان يسششر اللششه‬
‫لهششا منفششذًا تخششرج منششه فيسششتريح العششاطس‬
‫فشرع له أن يحمد اللششه علششى هششذه النعمششة‬
‫وشرع لخيه المسلم أن يقول لششه‪ :‬يرحمششك‬
‫اللششه وأمششره أن يجيبششه بقششوله‪ :‬يهششديكم اللششه‬
‫ويصششلح بششالكم )‪ (1‬فمششن لششم يحمششد اللششه لششم‬
‫يستحق التشميت ول يلومن إل نفسششه فهششو‬
‫الذي فوت على نفسه النعمتين‪.‬‬
‫نعمششة الحمششد للششه ونعمششة دعششاء أخيششه‬
‫المشششترتب علشششى الحمشششد‪ ،‬وسشششمي الشششدعاء‬
‫للعاطس بالرحمة تشميتا لنه دعشاء لشه بمشا‬
‫يزيل عنه شماتة العداء وهششي فرحهششم بمششا‬
‫يصششيبه‪ ،‬وقيششل‪ :‬التسششميت بالسششين المهملششة‬
‫فيكون دعاء له بحسن السمت وهو السششداد‬
‫والستقامة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬من حق أخيك المسششلم عليششك‬ ‫ً‬

‫)( كما في الحديث الذي رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫إذا مرض فعده فإن عيادة المريض وزيششارته‬


‫من حقوق المسلم وخصوص شًا مششن لششه حششق‬
‫عليششك‪ ،‬متأكششد كششالقريب والجششار والنسششيب‬
‫والصاحب وهي من أفضل العمال الصالحة‬
‫ومن عاد أخاه المسلم لم يزل يخششوض فششي‬
‫الرحمششة فششإذا جلششس عنششده غمرتششه الرحمششة‬
‫ومششن عششاده فششي أول النهششار صششلت عليششه‬
‫الملئكة حتى يمسي‪ ،‬ومن عاده آخر النهششار‬
‫صششلت عليششه الملئكششةحتى يصششبح كمششا فششي‬
‫الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود)‪.(1‬‬
‫ويبنغي للعائد أن يشرح خاطر المريششض‬
‫بالبشششارة بالعافيششة والششدعاء لششه بالشششفاء‬
‫ويذكره التوبة والنابة إلى الله والكثار مششن‬
‫الذكر والدعاء والسششتغفار ويششأمره بالوصششية‬
‫النافعة ول يطيل عنششده الجلششوس بششل بقششدر‬
‫العيششادة إل أن يششؤثر المريششض كششثرة تششردده‬
‫عليه وجلوسه عنده فلكل مقام مقال‪.‬‬

‫)( وقشششال الترمشششذي‪ :‬حشششديث حسشششن غريشششب‬ ‫‪1‬‬

‫وصححه الحاكم )انظر مشششكاة المصششابيح )‪/1‬‬


‫‪.((489‬‬

‫‪32‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫سادســا‪ :‬مشششن حشششق المسشششلم علشششى‬


‫ً‬
‫المسلم اتباع جنازته إذا مات فششإن مششن تبششع‬
‫الجنازة حتى يصلى عليهششا فلششه قيششراط مششن‬
‫الجر فإن تبعها حششتى تششدفن فلششه قيراطششان‬
‫كشل قيشراط مثشل الجبششل العظيششم )‪ (2‬واتبشاع‬
‫الجنششازة فيششه حششق للششه وحششق للميششت وحششق‬
‫لقاربه الحياء‪.‬‬
‫أيها المسلم الكريشم أعشود فشأقول‪ :‬مشن‬
‫حق أخيك المسلم عليك أن تسلم عليششه إذا‬
‫لقيته وتجيبه إذا دعششاك وتشششمته إذا عطششس‬
‫وأن تعوده إذا مرض وتشهد جنازته إذا مات‬
‫وتبر قسششمه إذا أقسششم عليششك فششي شششيء ل‬
‫محذور فيه فتفعل ما حلف عليك مششن أجلششه‬
‫حتى ل يحنث في يمينه‪.‬‬
‫ومن حق أخيك المسلم عليك أن تنصششح‬
‫له إذا استنصحك وتحفظه بظهششر الغيششب إذا‬
‫غاب عنك وأن تحب له ما تحب لنفسك من‬
‫الخير وتكره له ما تكره لنفسك مششن الشششر‬
‫قششال ‪» ‬ليــؤمن أحــدكم حــتى يحــب‬

‫)( كما في الحديث الصحيح المتفق عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫لخيه مــا يحــب لنفســه« متفششق عليششه‪،‬‬


‫وقشششال عليشششه الصشششلة والسشششلم »مثـــل‬
‫المــؤمنين فــي تــوادهم وتراحمهــم‬
‫وتعاطفهم كمثل الجســد إذا اشــتكى‬
‫منــه عضــو تــداعى لــه ســائر الجســد‬
‫بالســهر والحمــى« متفششق عليششه‪ ،‬وقششال‬
‫»المــؤمن للمــؤمن كالبنيـــان يشــد‬
‫بعضه بعضا وشبك بين أصابعه« متفق‬
‫عليه‪.‬‬
‫ومششن حششق المسششلم علششى المسششلم أن‬
‫يخششالقه بخلششق حسششن فيبششذل لششه المعششروف‬
‫ويكف عنه الذى وأن يششوقره إن كششان كششبيرًا‬
‫ويرحمششه إن كششان صششغيرًا وأن ينصششفه مششن‬
‫نفسه ويعامله بما يحششب أن يعششامله بششه وأن‬
‫يساعده إذا احتاج إلى مساعدة‪ ،‬وأن يشششفع‬
‫له في قضاء حاجته‪ ،‬فمن أحسن إلششى عبششاد‬
‫الله أحسن الله إليه ومن فششرج عششن مششؤمن‬
‫كربة من كرب الششدنيا فششرج اللششه عنششه كربششة‬
‫مششن كششرب يششوم القيامششة ومششن يسششر علششى‬
‫معسر يسر الله عليششه فششي الششدنيا والخششرة‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫ومششن سششتر مسششلمًا سششتره اللششه فششي الششدنيا‬


‫والخرةوالله في عون العبد مششا كششان العبششد‬
‫في عون أخيه)‪ (1‬فالجزاء من جنششس العمششل‬
‫وما ربك بظلم العبيد)‪.(2‬‬
‫اللهششم اغفششر للمسششلمين والمسششلمات‬
‫والمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬واجمع كلمتهم علششى‬
‫الحششق وأصششلح قششادتهم وألششف بيششن قلششوبهم‬
‫وأصششلح ذات بينهششم وانصششرهم علششى عششدوك‬
‫وعششدوهم واهششدهم سششبل السششلم وأخرجهششم‬
‫من الظلمات إلى النششور واجعلهششم شششاكرين‬
‫لنعمتك مثنين بها عليك قابليها وأتمها عليهم‬
‫برحمتششك يششا أرحششم الراحميششن‪ ،‬وصششلى اللششه‬
‫على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫)( كما في الحديث الذي رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر سبل السلم شششرح بلششوغ المششرام )‪/4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (224-200‬وبهجة قلوب البرار وقششرة عيششون‬


‫الخيششار بشششرح جوامششع الخبششار للشششيخ عبششد‬
‫الرحمن بن ناصر السعدي )‪.(92-90‬‬

‫‪35‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫فصل‬
‫ومن حق أخيك المسلم عليك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تحششب لششه مششا تحششب لنفسششك مششن‬
‫الخير وأن تكششره لششه مششا تكششره لنفسششك مششن‬
‫الشر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل تششؤذي أحششدا مششن المسششلمين‬
‫بقششول ول فعشششل »المســلم مــن ســلم‬
‫المســلمون مــن لســانه ويــده« متفششق‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬ألّا تنقل الكلم بين الناس على جهششة‬
‫الفساد بينهم وأن ل تذكر أحدًا بما يكره‪.‬‬
‫‪ -4‬ألّ تزيد فششي الهجششر علششى ثلثششة أيششام‬
‫لغير سبب شرعي‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تحسششن إلششى كششل أحششد بحسششب‬
‫القششدرة والسششتطاعة بكششل أنششواع الحسششان‬
‫القولي والفعلي‪.‬‬
‫‪ -6‬ألّ تدخل على أحد إل بإذنه‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تخالق الناس بخلق حسن‪.‬‬
‫‪ -8‬الوفاء بحششق الصششحبة والخلص فششي‬
‫المودة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫‪ -9‬أن ترحم الصغير وتوقر الكبير‪.‬‬


‫‪ -10‬أن تكشششون مشششع كافشششة المسشششلمين‬
‫مستبشرًا طلق الوجه لين الجانب‪.‬‬
‫‪ -11‬أن تأمر أخاك المسششلم بششالمعروف‬
‫وتنهاه عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -12‬أن تنصشششف النشششاس مشششن نفسشششك‬
‫فتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به‪.‬‬
‫‪ -13‬أن تصلح بين النششاس إذا تخاصششموا‬
‫وتقرب بينهم إذا تباعدوا‪.‬‬
‫‪ -14‬أن تستر عورات المسلمين‪.‬‬
‫‪ -15‬أن تشيع جنائزهم وتزور قبورهم‪.‬‬
‫‪ -16‬أن تشفع لكششل مششن لششه حاجششة مششن‬
‫المسلمين إلى من لك عنده منزلة وتسششعى‬
‫في قضاء حاجته‪.‬‬
‫‪ -17‬أن تبششششدأ مششششن تلقششششى بالسششششلم‬
‫والمصافحة قبل الكلم‪.‬‬
‫‪ -18‬أن تصششوم عششرض أخيششك المسششلم‬
‫ونفسه ومششاله عششن الظلششم والعششدوان مهمششا‬
‫قدرت وترد عنه وتناضل دونه وتنصره فششإن‬
‫ذلك يجب عليك بمقتضى أخوة السلم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫مسلما بوعد إل وتفي به‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪ -19‬ألّ تعد‬
‫‪ -20‬أن تتواضع لكل مسلم ول تسششتكبر‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -21‬الدعاء لخيششك المسششلم فششي حيششاته‬
‫وبعد موته‪.‬‬
‫‪ -22‬أن تتقشششي مواضشششع التهشششم صشششيانة‬
‫لقلوب الناس عن سوء الظن بك وألسنتهم‬
‫عن غيبتك‪.‬‬
‫‪ -23‬أن تصل من قطعك‪ ،‬وتعطششي مششن‬
‫حرمك‪ ،‬وتعفو عمششن ظلمششك‪ ،‬وتحسششن إلششى‬
‫من أساء إليك‪.‬‬
‫‪ -24‬أن تشكر من أحسن إليك وتكششافئه‬
‫على إحسانه وتدعو له‪.‬‬
‫‪ -25‬إذا ابتليششت بششذي شششر فينبغششي أن‬
‫تجششامله وتتقيششه وتششداريه وتقابششل إسششاءته‬
‫بالحسان إليه‪.‬‬
‫‪ -26‬أن تسلم علششى أخيششك المسششلم إذا‬
‫لقيته‪ ،‬وتجيبه إذا دعاك‪ ،‬وتشمته إذا عطس‪،‬‬
‫وتعوده إذا مرض‪ ،‬وتشهد جنششازته إذا مششات‪،‬‬
‫وتشبر قسشمة إذا أقسششم عليشك‪ ،‬وتنصشحه إذا‬
‫استنصحك‪ ،‬وتحفظه بظهر الغيششب إذا غششاب‬

‫‪38‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫عنك‪ ،‬وبالله التوفيق )‪.(1‬‬

‫)( انظشر موعظشة المشؤمنين مشن إحيشاء علشوم‬ ‫‪1‬‬

‫الشششدين )‪ (154-148 /1‬ومختصشششر منهشششاج‬


‫القاصدين )‪.(106-95‬‬

‫‪39‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫الترغيب في الحب في الله تعالى‬


‫والترهيب من حب الشرار وأهل‬
‫البدع‬
‫)‪(1‬‬
‫لن المرء مع من أحب‬
‫عن أنس رضي الله عنششه عششن النششبي ‪‬‬
‫قششال‪» :‬ثلث مــن كــن فيــه وجــد بهــن‬
‫حلوة اليمان من كان الله ورســوله‬
‫أحب إليـه ممـا سـواهما‪ ،‬ومـن أحـب‬
‫عبدًا ل يحبــه إل للــه‪ ،‬ومــن يكــره أن‬
‫يعود فــي الكفــر بعــد أن أنقــذه اللــه‬
‫منه كما يكــره أن يقــذف فــي النــار«‬
‫وفي روايششة‪» :‬ثلث مــن كـن فيــه وجــد‬
‫حلوة اليمان وطعمه أن يكــون اللــه‬
‫ورسوله أحب إليه مما ســواهما‪ ،‬وأن‬
‫يحب في الله ويبغض فــي اللــه‪ ،‬وأن‬
‫توقد نــار عظيمــة فيقــع فيهــا أحــب‬
‫إليه من أن يشــرك بــالله شــيئًا« رواه‬
‫البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضششي اللششه عنششه‪» :‬أن‬

‫)( الترغيب والترهيب للمنذري )‪.(149 /4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪40‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫رجل زار أخًا فــي قريــة فأرصــد اللــه‬


‫على مــدرجته ملكً ـا فلمــا أتــى عليــه‬
‫قال‪ :‬أين تريد؟« قال‪ :‬أريــد أخــا لــي‬
‫في هذه القرية‪ .‬قال‪ :‬هل لــك عليــه‬
‫من نعمــة تربهــا؟ قــال‪ :‬ل غيــر أنــي‬
‫أحبه فــي اللــه‪ ،‬قــال‪ :‬فــإني رســول‬
‫الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته‬
‫فيه« رواه مسلم‪.‬‬
‫والمدرجة هششي الطريششق وقششوله )تربهششا(‬
‫أي تقوم بها وتسعى في إصلحها وعن أنس‬
‫رضي الله عنه‪ :‬أن رجل سششأل رسششول اللششه‬
‫‪ ‬مششتى السششاعة؟ قششال‪» :‬ومــا أعــددت‬
‫لهــا؟« قششال‪ :‬ل شششيء إل أنششي أحششب اللششه‬
‫ورسوله‪ ،‬قششال‪» :‬أنت مــع مــن أحببــت«‬
‫قال أنششس‪ :‬مششا فرحنششا بشششيء فرحنششا بقششول‬
‫النبي ‪» ‬أنت مــع أحببــت« قششال أنششس‪:‬‬
‫فأنا أحب النبي ‪ ‬وأبا بكر وعمر وأرجو أن‬
‫أكششون معهششم بحششبي إيششاهم‪ ،‬رواه البخششاري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي اللششه عنششه قششال‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫جششاء رجششل إلششى رسششول اللششه ‪ ‬فقششال‪ :‬يششا‬


‫رسول الله كيف ترى في رجل أحششب قومً شا‬
‫ولم يلحق بهششم؟ فقششال‪» :‬المرء مــع مــن‬
‫أحب« رواه البخاري ومسششلم وقششوله‪ :‬ولششم‬
‫يلحق بهم أي لم يعمل مثل عملهششم‪ ،‬فششدلت‬
‫هششذه الحششاديث علششى فضششل محبششة اللششه‬
‫ورسوله والصالحين من عباده والحث عليها‬
‫وملزمتها وبالله التوفيق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫فصل‬
‫في الحب في الله والبغض في الله‬
‫أيضًا‬
‫في الصحيحين عن عائشششة رضششي اللششه‬
‫عنهششا عششن النششبي ‪ ‬أنششه قششال‪» :‬الرواح‬
‫جنود مجندة فما تعارف منهــا ائتلــف‬
‫وما تناكر منها اختلــف« وهششذه الخششوة‬
‫الخاصة هي التي عقدها رسول الله ‪ ‬بين‬
‫أصششحابه‪ ،‬وقششد علششم أن الخششوة العامششة فششي‬
‫ة‪‬‬ ‫و ٌ‬
‫خـ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫من ُــو َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬
‫قول تعالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫]الحجششرات‪ [10 :‬فهششي واقعششة بينهششم قبششل‬
‫عقده غير أنه زاد المر الخاص‪.‬‬
‫وهذه الخوة هي التي توجب المحبة فششي‬
‫الله عشز وجشل وهشي أوثشق عشرى اليمشان أن‬
‫يحب في الله ويبغض فششي اللششه‪ ،‬ومششن جملششة‬
‫السبعة الشذين يظلهشم اللشه فشي ظلشه يشوم ل‬
‫ظل إل ظله رجلن تحابا في الله اجتمعا عليه‬
‫وتفرقا عليشه‪ ،‬وفشي صشحيح مسشلم عشن أبشي‬
‫هريششرة رضششي اللششه عنششه أن رسششول اللششه ‪‬‬
‫قشششال‪» :‬إن اللـــه تعـــالى يقـــول يـــوم‬
‫القيامــة‪ :‬أيــن المتحــابون بجللــي؟‬

‫‪43‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫أظلهــم فــي ظلــي يــوم ل ظــل إل‬


‫ظلي« وأخشرج المشام أحمشد بإسشناد صشحيح‬
‫عن عبادة بن الصامت رضي اللشه عنشه قشال‪:‬‬
‫سمعت رسول الله ‪ ‬يقول فيما يرويه عششن‬
‫ربه تبارك وتعالى‪» :‬حقت محبششتي للمتحششابين‬
‫في‪ ،‬وحقت محبتي للمتواصششلين فششي وحقششت‬
‫محبششتي للمششتزاورين فششي‪ ،‬وحقششت محبششتي‬
‫للمتباذلين في«‪ ،‬والحاديث في هششذا المعنششى‬
‫كثيرة جدا‪.‬‬
‫والخششوة فششي اللششه والصششداقة مطلوبششة‬
‫ذي‬ ‫و اّلــ ِ‬
‫ه َ‬‫شرعًا وطبعًا قال الله تعالى‪ُ  :‬‬
‫أَ‬
‫ن ‪ ‬بمعنششى‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫وِبــال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬
‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬
‫صـ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫يــ‬
‫ّ‬
‫م ‪ ‬جمششع‬ ‫ن ُ ُ‬ ‫َ‬
‫وأ ل ّ َ‬
‫ه ْ‬‫قلوب ِ ِ‬ ‫ف ب َي ْ َ‬ ‫قواك بهم ‪َ ‬‬
‫بينها في المحبة‪.‬‬
‫والمششراد باليششة الوس والخششزرج وهششم‬
‫النصششار رضششي اللششه عنهششم‪ ،‬وكششانت بينهششم‬
‫عداوات في الجاهلية فألف الله بينهم‪ ،‬وهذا‬
‫من أعجب اليششات كششانوا ذوي أنفششة شششديدة‬
‫فلو لطم رجل رجل لقاتلت عنه قبيلته‪ ،‬فآل‬
‫بهم السلم إلى أن يقتل الرجل ابنششه وأبششاه‬
‫فششي طاعششة اللششه عششز وجششل‪ ،‬والجششامع بيششن‬

‫‪44‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫المسلمين السششلم فقششد اكتسششبوا بششه أخششوة‬


‫أصيلة وجششب عليهششم بششذلك حقششوق لبعضششهم‬
‫على بعض‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن النعمان بششن بشششير‬
‫رضي الله عنه عششن النششبي ‪ ‬قششال‪» :‬مثل‬
‫المــؤمنين فــي تــوادهم وتراحمهــم‬
‫وتعـاطفهم مثــل الجســد إذا اشــتكى‬
‫منــع عضــو تــداعى لــه ســائر الجســد‬
‫بالســهر والحمــى«‪ .‬وفيهمششا عششن أبششي‬
‫موسى رضششي اللششه عنششه عششن النششبي ‪ ‬أنششه‬
‫قال‪» :‬المؤمن للمؤمن كالبنيان يشــد‬
‫بعضه بعضا وشبك بين أصابعه«‪.‬‬
‫واعلم أن هذا الثواب فششي هششذه المحبششة‬
‫إنمششا يكششون إذا كششانت فششي اللششه خالصششة ل‬
‫يشوبها كدر‪ ،‬وإذا قويت محبة الله عز وجششل‬
‫في القلب قويت محبششة أوليششائه والصششالحين‬
‫من عباده‪ ،‬فلينظر النسان من يؤاخي ومن‬
‫يحب ول ينبغي أن يتخير إل من سششبر عقلششه‬
‫ودينه‪.‬‬
‫وروى المام أحمششد والترمششذي والحششاكم‬
‫وقال‪ :‬صحيح السناد والبيهقي وغيرهم عششن‬

‫‪45‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله‬


‫‪ ‬قششال‪» :‬مــن أعطــى للــه ومنــع للــه‬
‫وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقــد‬
‫اســتكمل اليمــان« ورواه أبششو داود مششن‬
‫حششديث أبششي أمامششة بنحششوه وليششس فيششه‪:‬‬
‫»وأنكح لله« )‪.(1‬‬
‫من أسباب المحبة والتآلف بين‬
‫المسلمين‬
‫لقد شرع الله في السلم أمورًا تسششبب‬
‫التآلف والمحبة بين المسلمين فمنها‪:‬‬
‫‪ -1‬مشروعية أداء الصلوات الخمس مع‬
‫الجماعشششة فشششي المسشششاجد حيشششث يلتقشششي‬
‫المسلمون فيهششا فششي اليششوم والليلششة خمششس‬
‫مرات فيتعارفون ويتآلفون ويسششلم بعضششهم‬
‫على بعض ويصافح بعضهم بعضًا وكششل ذلششك‬
‫من أسباب المحبة والتششآلف وزوال التقششاطع‬
‫بين المسلمين‪.‬‬
‫‪ -2‬صلة الجمعششة فششي المسششجد الجششامع‬
‫حيث يجتمع فيه سكان الحششي فيحصششل فيششه‬

‫)( انظششر غششذاء اللبششاب بشششرح منظومششة الداب‬ ‫‪1‬‬

‫للسفاريني )‪.(475-473 /2‬‬

‫‪46‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫اللقاء بين السر فيسلم بعضهم على بعض‪،‬‬


‫فحضششور سششكان الحششي فششي مكششان واحششد‬
‫وصلتهم خلف إمام واحد في مسششجد واحششد‬
‫واستماعهم للخطبة والموعظة كل ذلك من‬
‫أسباب المؤانسة والمودة والتعششاون واتحششاد‬
‫الكلمة‪.‬‬
‫‪ -3‬الحج فإن الله أوجبه على المستطيع‬
‫مششرة فششي عمششره فيجتمششع المسششلمون مششن‬
‫مشششارق الرض ومغاربهششا فششي مكششان واحششد‬
‫ولباس واحششد فششي وقششت واحششد يعبششدون ربّشا‬
‫واحشششدًا فيتعشششارفون ويتشششآلفون ويتعشششاونون‬
‫ويحلون مشاكلهم وتتوحد كلمتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬إفشاء السلم بيششن المسششلمين فششإنه‬
‫إذا سششلم بعضششهم علششى بعششض حصششل بششذلك‬
‫الستئناس والمحبة كمششا قششال النششبي ‪» ‬ل‬
‫تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنــوا‬
‫حتى تحابوا إل أدلكم علــى شــيء إذا‬
‫فعلتمــوه تحــاببتم أفشــوا الســلم‬
‫بينكم« رواه مسلم‪ ،‬وسئل ‪ ‬أي السششلم‬
‫خيششر؟ قششال‪» :‬تطعــم الطعــام وتقــرأ‬

‫‪47‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫الســلم علــى مــن عرفــت ومــن لــم‬


‫تعرف« رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -5‬تبادل الهدايا فإنها تزيششد فششي المحبششة‬
‫وتذهب الحق شاد والشششحناء‪ ،‬وحششرّم السششلم‬
‫التهششاجر والتقششاطع بيششن المسششلمين قششال ‪‬‬
‫»ل يحل لمسلم أن يهجر أخــاه فــوق‬
‫ثلث ليـــال يلتقيـــان فيعـــرض هـــذا‬
‫ويعــرض هــذا وخيرهمــا الــذي يبــدأ‬
‫بالسلم« رواه البخاري ومسلم)‪.(1‬‬
‫وبالله التوفيق وصلى الله وسششلم علششى‬
‫نبينا محمد وعلىآله وأصحابه أجمعين‪،،،‬‬

‫)( انظر كتاب البصشائر فشي تشذكير العششائير )‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(673‬‬

‫‪48‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫آداب الخوة في الله‬


‫والحب والبغض فيه سبحانه‬
‫)‪(1‬‬
‫وتعالى‬
‫المسششلم بحكششم إيمششانه بششالله تعششالى ل‬
‫يحششب إذا أحششب إل فششي اللششه‪ ،‬ول يبغششض إذا‬
‫أبغض إل في الله‪ ،‬لنه ل يحب إل مششا يحششب‬
‫اللششه ورسششوله‪ ،‬ول يكششره إل مششا يكششره اللششه‬
‫ورسوله‪ ،‬فهو إذًا بحب اللششه ورسششوله يحششب‬
‫وببغضششهما يبغششض‪ ،‬ودليلششه فششي هششذا قششول‬
‫الرسول ‪» ‬من أحب لله وأبغــض للــه‬
‫وأعطى لله ومنع لله فقــد اســتكمل‬
‫اليمان« )‪. (2‬‬
‫وبنشششاء علشششى هشششذا فجميشششع عبشششاد اللشششه‬
‫الصالحين يحبهم المسلم ويششواليهم‪ ،‬وجميششع‬
‫عباد الله الفاسقين عشن أمشر اللشه ورسشوله‬
‫يبغضششهم ويعششاديهم‪ ،‬غيششر أن هششذا غيششر مششانع‬
‫للمسلم أن يتخششذ إخوانششا أصششدقاء فششي اللششه‬
‫يخصهم مزيد محبة ووداد‪ ،‬إ رغششب الرسششول‬

‫)( مشششن كتشششاب منهشششاج المسشششلم لبشششي بكشششر‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائري )‪.(125-121‬‬
‫)( رواه أبو داود وغيره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫‪ ‬في اتخاذ مثل هؤلء الخوان والصششدقاء‬


‫بقوله‪» :‬المؤمن ألف مألوف‪ ،‬ول خيــر‬
‫فيمن ل يألف ول يؤلف « )‪.(1‬‬
‫وقوله‪» :‬إن حول العرش منابر من‬
‫نـــور عليهـــا قـــوم لباســـهم نـــور‪،‬‬
‫ووجــوههم نــور ليســوا بأنبيــاء ول‬
‫شهداء‪ ،‬يغبطهم النبيون والشــهداء«‬
‫فقالوا‪ :‬يششا رسششول اللششه‪ ،‬صششفهم لنششا فقششال‪:‬‬
‫»المتحابون في اللــه‪ ،‬والمتجالســون‬
‫)‪(2‬‬
‫في الله‪ ،‬والمتزاورون فــي اللــه«‬
‫وقوله ‪» ‬إن الله تعالى يقول‪ :‬حقت‬
‫محبتي للذين يــتزاورون مــن أجلــي‪،‬‬
‫وحقت محبتي للذين يتناصــرون مــن‬
‫أجلي« )‪.(3‬‬
‫وقششوله‪» :‬ســبعة يظلهــم اللــه فــي‬
‫ظله يوم ل ظل إل ظله‪ :‬إمام عادل‪،‬‬
‫وشاب نشأ فــي عبــادة اللــه‪ ،‬ورجــل‬
‫قلبــه معلــق بالمســجد إذا خــرج منــه‬

‫)( رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه النسائي وهو صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه أحمد والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪50‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫حتى يعود إليه ورجلن تحابا في الله‬


‫فاجتمعــا علــى ذلــك‪ ،‬وتفرقــا عليــه‪،‬‬
‫ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عينــاه‪،‬‬
‫ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال‬
‫فقال‪ :‬إني أخاف الله تعالى‪ ،‬ورجــل‬
‫تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلــم‬
‫شماله ما تنفق يمينه« )‪.(1‬‬
‫وقوله ‪» :‬إن رجلً زار أخًا له في‬
‫الله فأرصد الله له ملكًا‪ ،‬فقال‪ :‬أيــن‬
‫تريد؟ قـال أريـد أن أزور أخـي فلنًـا‬
‫فقــال‪ :‬لحاجــة لــك عنــده؟ قــال؟ لا‪،‬‬
‫قــال لقرابــة بينــك وبينــه؟ قــال‪ :‬ل‪،‬‬
‫قــال‪ :‬فبنعمــة لــك عنــده؟ قــال‪ :‬ل‪،‬‬
‫قــال‪ :‬فبــم؟ قــال‪ :‬أحبــه فــي اللــه«‪،‬‬
‫قال‪» :‬فإن الله أرسلني إليــك أخــبرك‬
‫بأنه يحبك لحبك إياه‪ ،‬وقد أوجب لــك‬
‫الجنة«)‪.(2‬‬
‫)وشرط هذه الأخوة( أن تكون لله وفي‬
‫الله بحيث تخلو من شوائب الدنيا وعلئقهششا‬
‫)( رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪51‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫المادية بالكلية‪ ،‬ويكون الباعث عليها اليمان‬


‫بالله ل غير‪.‬‬
‫وأما آدابها فهي أن يكون المتخذ أخًا‪:‬‬
‫‪ -1‬عاقل‪ ،‬لأنه ل خير في أخششوة الحمششق‬
‫وصحبته‪ ،‬إذ قششد يضششر الأحمششق الجاهششل مششن‬
‫حيث يريد أن ينفع‪.‬‬
‫‪ -2‬حسششن الخلششق‪ ،‬إذ سششيئ الخلششق وإن‬
‫كان عاقلً فقد تغلبششه شششهوة أو يتحكششم فيششه‬
‫غضب فيسيء إلى صاحبه‪.‬‬
‫‪ -3‬تقيا لن الفاسق الخارج عششن طاعششة‬
‫ربه ل يؤمن جانبه‪ ،‬إذ قد يرتكب ضد صاحبه‬
‫جريمة ل يبالي معها بأخوة أو غيرها لن من‬
‫ل يخاف الله تعالى ل يخاف غيره بحال مششن‬
‫الحوال‪.‬‬
‫‪ -4‬ملزمً شا للكتششاب والسششنة بعيششدًا عششن‬
‫الخرافة والبدعة‪ ،‬إذ المبتدع قد ينال صديقه‬
‫مششن شششؤم بششدعته‪ ،‬ولن المبتششدع وصششاحب‬
‫الهوى هجرتهما متعينة‪ ،‬ومقاطعتهما لزمششة‪،‬‬
‫فكيف تمكن خلتهما وصششداقتهما وقششد أوجششز‬
‫هشششذه الداب فشششي اختيشششار الصشششحاب أحشششد‬

‫‪52‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫الصششالحين فقششال يوصششي ابنششه‪ :‬يششا بنششي إذا‬


‫عرضششت لششك علششى صششحبة الرجششال حاجششة‬
‫فاصحب من إذا خدمته صششانك‪ ،‬وإن صششحبته‬
‫زانك‪ ،‬وإن قعد بك مؤونة مانك‪ ،‬اصحب من‬
‫إذا مددت يششدك بخيششر مششدها‪ ،‬وإن رأى منششك‬
‫حسنة عدها‪ ،‬وإن رأى سيئة سدها‪ :‬اصششحب‬
‫من إذا سششألته أعطششاك وإن سششكت ابتششداك‪،‬‬
‫وإن نزلت بك نازلة واساك‪ ،‬اصحب مششن إذا‬
‫قلت صدق قولك‪ ،‬وأن حاولتما امرًا أمششرك‪،‬‬
‫وإن تنازعتما شيئا آثرك«‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫حقوق الخوة في الله‪:‬‬


‫ومن حقوق هذه الخوة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المواسششاة بالمششال )‪ (1‬فيواسششي كششل‬
‫منهمششا أخششاه بمششاله إن احتششاج إليششه‪ ،‬بحيششث‬
‫يكششون دينارهمششا ودرهمهمششا واحششدًا ل فششرق‬
‫بينهما فيه‪ ،‬كما روي عن أبي هريششرة رضششي‬
‫الله عنه إذ أتششاه رجششل فقششال‪ :‬إنششي أريششد أن‬
‫أؤاخيششك فششي اللششه‪ ،‬قششال‪ :‬أتششدري مششا حششق‬
‫الخاء؟ قال‪ :‬عرفني‪ ،‬قال‪» :‬ل تكون أحق‬
‫بدينارك ودرهمك مني« قششال‪ :‬لششم أبلششغ‬
‫هذه المنزلة بعد‪ ،‬قال‪ :‬فاذهب عني‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكششون كششل منهمششا عونششا لصششاحبه‬
‫يقضي حششاجته ويقششدمها علششى نفسششه يتفقششد‬
‫أحواله كما يتفقد أحوال نفسه‪ ،‬ويؤثره على‬
‫نفسه‪ ،‬وعلى أهله وأولده‪ ،‬ويسأل عنه بعششد‬
‫كل ثلث فإن كششان مريضشًا عششاده‪ ،‬وإن كششان‬
‫مشغولً أعانه‪ ،‬وإن كان ناسيا ذكششره يرحششب‬
‫به إذا دنا‪ ،‬ويوسع له إذا جلس‪ ،‬ويصغي إليه‬
‫إذا حدث‪.‬‬

‫)( المعاونة والمساعدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫‪ -3‬أن يكششف عنششه لسششانه إل بخيششر‪ ،‬فل‬


‫يششذكر لششه عيبًششا فششي غيبتششه أو حضششوره ول‬
‫يستكشف أسراره‪ ،‬ول يحششاول التطلششع إلششى‬
‫خبايا نفسه وإذا رآه في طريقه لحاجششة مششن‬
‫حاجات نفسه فل يفاتحه ذكرهششا‪ ،‬ول يحششاول‬
‫التعرف إلششى مصششدرها أو موردهششا‪ ،‬يتلطششف‬
‫في أمره بالمعروف‪ ،‬أو نهيه عن المنكششر‪ ،‬ل‬
‫يماريه في الكلم ول يجادله بحق أو بباطل‪،‬‬
‫ل يعاتبه في شيء ول يعتب عليه في آخر‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يعطيه من لسشانه مشا يحبشه منشه‪،‬‬
‫فيدعوه بأحب أسمائه إليه‪ ،‬ويششذكره بششالخير‬
‫في الغيبة والحضور‪ ،‬يبلغه ثناء الناس عليه‪،‬‬
‫مظهشششرًا اغتبشششاطه بشششذلك‪ ،‬وفرحشششه بشششه‪ ،‬ل‬
‫يسترسششل فششي نصششحه فيقلقششه‪ ،‬ول ينصششحه‬
‫أمششام النششاس فيفضششحه‪ ،‬كمششا قششال المششام‬
‫الشافعي رحمه الله تعالى‪ :‬من وعظ أخششاه‬
‫سرا فقد نصحه وزانه‪ ،‬ومششن وعظششه علنيششة‬ ‫ّ‬
‫فقد فضحه وشانه‪.‬‬
‫‪ -5‬يعفششو عششن زلتششه‪ ،‬ويتغاضششى عششن‬
‫هفواته‪ ،‬يسششتر عيششوبه‪ ،‬ويحسششن بششه ظنششونه‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫وإن ارتكب معصية سرّا أوعلنيششة فل يقطششع‬


‫مششودته‪ ،‬ول يهمششل أخششوته‪ ،‬بششل ينتظششر تششوبته‬
‫وأوبتششه‪ ،‬فششإن أصششر فلششه صششرمه وقطعششه‪ ،‬أو‬
‫البقششاء علششى أخششوته مششع إسششداء النصششيحة‪،‬‬
‫ومواصلة الموعظة رجششاء أن يتششوب فيتششوب‬
‫الله عليه‪.‬‬
‫قال أبشو الشدرداء رضشي اللشه عنشه‪» :‬إذا‬
‫تغير أخوك‪ ،‬وحال عما كششان عليششه فل تششدعه‬
‫لجل ذلك‪ ،‬فإن أخاك يعششوج مششرة ويسششتقيم‬
‫أخرى«‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يفي له في الخوة فيثبششت عليهششا‬
‫ويديم عهدها‪ ،‬لن قطعها محبط لجرها وإن‬
‫مات نقل المودة إلى أولده‪ ،‬ومن واله من‬
‫أصششدقائه‪ ،‬محافظششة علششى الأخششوة ووفششاء‬
‫لصاحبها‪ ،‬فقد أكرم رسششول اللششه ‪ ‬عجششوزًا‬
‫دخلت عليه فقيل له في ذلك فقال‪» :‬إنهــا‬
‫كــانت تأتينــا أيــام خديجــة‪ ،‬وإن كــرم‬
‫العهد من الدين«)‪.(1‬‬
‫ومن الوفاء أن ل يصادق عششدو صششديقه‪،‬‬

‫)( رواه الحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫إذ قال الشافعي رحمه الله تعالى‪ :‬إذا أطاع‬


‫صديقك عدوك‪ ،‬فقد اشتركا في عداوتك‪.‬‬
‫‪ -7‬أن ل يكلفششه مششا يشششق عليششه‪ ،‬وأن ل‬
‫يحمله ما ل يرتاح معه فل يحاول أن يستمد‬
‫منه شيئًا من جاه أو مال‪ ،‬أو يلزمششه بالقيششام‬
‫بأعمال‪ ،‬إذ أصل الخوة كانت لله فل ينبغششي‬
‫أن تحول إلى غيره من جلششب منششافع الششدنيا‪،‬‬
‫أو دفششع المضششار‪ ،‬وكمششا ل يكلفششه ل يجعلششه‬
‫يتكلف له إذ كلهما مخل بالخوة مؤثر فيهششا‬
‫منقص من أجرها المقصود منهششا‪ ،‬فعليششه أن‬
‫يطشششوي معشششه بسشششاط الشششتزمت والتكلشششف‬
‫والتحفظ‪ ،‬إذ بهذه تحصل الوحشششة المنافيششة‬
‫لللفة‪.‬‬
‫وقد جاء فششي الثششر‪» :‬أنششا وأتقيششاء أمششتي‬
‫براء من التكلف«‪ ،‬وقششال بعششض الصششالحين‪:‬‬
‫من سقطت كلفته‪ ،‬دامت ألفته‪ ،‬ومن خفت‬
‫مؤونته دامت مششودته‪ ،‬وآيششة سششقوط الكلفششة‬
‫الموجبة للنس‪ ،‬والمذهبة للوحشة أن يفعل‬
‫الخ في بيت أخيه أربع خصال‪ :‬أن يأكل في‬
‫بيته ويدخل الخلء عنده‪ ،‬ويصلي وينام معه‪،‬‬

‫‪57‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫فششإذا فعششل هششذه فقششد تششم الخششاء‪ ،‬وارتفعشت‬


‫الحشمة‪ ،‬الموجبششة للوحشششة‪ ،‬ووجششد النششس‬
‫وتأكد النبساط‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يدعو له ولولده ومن بششه يتعلششق‬
‫بخير ما يدعو به لنفسه وأولده ومن يتعلششق‬
‫بششه‪ ،‬إذ ل فششرق بيششن أحششدهما والخششر بحكششم‬
‫الخوة الششتي جمعششت بينهمششا فيششدعو لششه حيّشا‬
‫وميتًششا وحاضششرًا وغائبًششا قششال عليششه الصششلة‬
‫والسششلم‪» :‬إذا دعا الرجــل لخيــه فــي‬
‫ظهر الغيـب قـال الملـك‪ :‬ولـك مثـل‬
‫ذلك« )‪ (1‬وقششال أحششد الصششالحين‪ :‬أيششن مثششل‬
‫الخ الصشششالح؟ إن أهشششل الرجشششل إذا مشششات‬
‫يقسمون ميراثه ويتمتعون بمششا خلششف‪ ،‬والخ‬
‫الصالح ينفرد بالحزن‪ ،‬مهتما بما قدم أخششوه‬
‫عليه‪ ،‬وما صششار إليششه‪ ،‬يششدعو لششه فششي ظلمششة‬
‫الليل‪ ،‬ويستغفر له وهو تحت أطباق الششثرى‪،‬‬
‫وبالله التوفيق‪.‬‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫)‪(1‬‬
‫الجليس الصالح وكيف نختاره؟‬
‫جليسك الصالح يشعر بشعورك ويعتنششي‬
‫بششششئونك ويهتشششم بشششأمورك يفشششرح لفرحشششك‬
‫ويحزن لحزنك ويسر بسرورك‪ ،‬ويحششب لششك‬
‫ما يحب لنفسه ويكره لك ما يكششره لنفسششه‪،‬‬
‫وينصح لششك فششي مشششهدك ومغيبششك‪ ،‬يششأمرك‬
‫بالخير وينهششاك عششن الشششر ويسششمعك العلششم‬
‫النششافع والقششول الصششادق والحكمششة البالغششة‬
‫ويحثك على العمل الصالح المثمر ويششذكرك‬
‫نعم الله عليك لكي تشكرها ويعرفك عيوب‬
‫نفسك لكي تجتنبها ويشغلك عما ل يعنيك‪.‬‬
‫وهكذا استاذك الصالح يجهد نفسششه فششي‬
‫تعليمشششك وتفهيمشششك وإصشششلحك وتقويمشششك‬
‫يطالبك بالعمل وينتظر من ظاهرك ثمرة ما‬
‫يغششرس فششي باطنششك إذا غفلششت ذكششرك‪ ،‬وإذا‬
‫أهملت أو مللت بشرك وأنذرك وليششس فششي‬
‫الجلسششاء مششن ينفعششك خيششره ويضششرك شششره‬
‫كالستاذ الذي يعد لك أبششا ثانيششا وكمششا يكششون‬
‫هو تكون أنت والجليس الصالح يسششد خلتششك‬
‫)( من كتاب بهجششة النششاظرين للمؤلششف )‪-237‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(240‬‬

‫‪59‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫ويغفر زلتك ويقي شل عثرتششك ويسششتر عورتششك‬


‫وإذا اتجهت إلششى الخيششر حثششك عليششه ورغبششك‬
‫فيه وبشرك بعاقبة المتقين وأجششر العششاملين‬
‫وقام فيه معك وكان لك عونًا عليه‪.‬‬
‫وإذا تكلمشششت بسشششوء أو فعلشششت قبيحشششا‬
‫زجرك عنه ومنعك منه وحال بينك وبيششن مششا‬
‫تريششد‪ ،‬جليسششك الصششالح ل يمششل قربششك ول‬
‫ينساك على البعد‪ ،‬وإن حصل لك خير هنأك‬
‫وإن أصشششابتك مصشششيبة عشششزاك يسشششرك إذا‬
‫حضرت بحديثه ويرضيك بأفعاله ويحضر بك‬
‫مجالس العلم وحلق الششذكر وبيششوت العبششادة‬
‫ويزين لك الطاعة بالصلة والصيام والنفاق‬
‫فشششي سشششبيل اللشششه وكشششف الذى واحتمشششال‬
‫المشقة وحسن الجوار وجميل المعاشرة‪.‬‬
‫ويقبح لك المعصية ويذكرك ما يعششود بششه‬
‫الفساد عليك من الويل والشقاء في عاجششل‬
‫المششر وآجلششه‪ ،‬ومششا زال ينفعششك ويرفعششك‬
‫ويزجرك ويودعك حتى يكون كبششائع المسششك‬
‫وأنششت المشششتري ولصششلحه ونصششحه ل ي شبيع‬
‫عليك إل طيبًا ول يعطيك إل جيدًا وإن أبيششت‬

‫‪60‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫الشراء طيبك وصب عليششك العطششر فل تمششر‬


‫بشششارع ول تسششلك طريقًششا إل وعبششق منششك‬
‫الطيب وملت به النوف وأولئك هم القششوم‬
‫ل يشقى بهم جليسهم تنزل عليهم الرحمششة‬
‫فيشاركهم فيها ويهم بالسششوء فل يقششوله ول‬
‫يستطيع فعله إما مخافة من الله وإما حيششاء‬
‫من الناس‪.‬‬
‫فالخير الذي تصيبه من جليسك الصششالح‬
‫أبلغ وأفضل من المسك الذفر فإنه إمششا أن‬
‫يعلمك ما ينفعك في دينك ودنيششاك أو يهششدي‬
‫لك نصيحة أو يحذرك مششن القامششة علششى مششا‬
‫يضرك فيحثك على طاعة الله وبر الوالششدين‬
‫وصلة الرحام ويدعوك إلششى مكششارم الخلق‬
‫ومحاسنها بقوله وفعله وحاله فإن النسششان‬
‫مجبششول علششى القتششداء بصششاحبه وجليسششه‬
‫والطباع والرواح جنود مجندة يقششود بعضششها‬
‫بعضا إلى الخير أو إلى ضده وفي الحششديث‪:‬‬‫ً‬
‫»المــرء علــى ديــن خليلــه فلينظــر‬
‫أحــدكم مــن يخالــل«)‪ (1‬وفششي الحكمششة‬

‫)( رواه أبو داود والترمذي وحسنه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪61‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫المشهورة‪» :‬ل تسأل عن المرء واسأل عن‬


‫قرينه«‪.‬‬
‫وأقل ما تستفيده من الجليششس الصششالح‬
‫أن تنكف بسششببه عششن السششيئات والمعاصششي‬
‫رعاية للصحبة ومنافسة فششي الخيششر وترفعً شا‬
‫عن الشر وفوائد الصحاب الصالحين ل تعد‬
‫ول تحصى وحسشب المششرء أن يعتششبر بقرينششة‬
‫وأن يكششون علششى ديششن خليلششه‪ ،‬وأمششا قريششن‬
‫السششوء فهششو بضششد ذلششك كلششه فإنششك إن لششم‬
‫تشششاركه إسششاءته أخششذت بنصششيب وافششر مششن‬
‫الرضى بما يصنع والسكوت على شر تخاف‬
‫منه وتحذره وتحتاط لحفظ كرامتك مششن أن‬
‫يمزقهششا أو أن يسششمعك عششن نفسششك أو عششن‬
‫الخرين ما ل تحب فهو كنافششخ الكيششر وأنششت‬
‫جليسششه القريششب منششه يحششرق بششدنك وثيابششك‬
‫ويمل أنفك بالروائح الكريهة وأنت وإياه في‬
‫الثم سششواء ومششن أعششان علششى معصششية ولششو‬
‫بشطر كلمة فهو كالفاعل وكل كلم ل يحل‬
‫فهو من اللغو الذي مدح الله تاركيه بقششوله‪:‬‬
‫ه‪‬‬ ‫عن ْ ـ ُ‬
‫ضــوا َ‬ ‫و أَ ْ‬
‫عَر ُ‬ ‫عوا الل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫م ُ‬
‫س ِ‬
‫ذا َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وإ ِ َ‬

‫‪62‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫]القصششص‪ [55 :‬وقششد يكششون جليششس السششوء‬


‫قويّ شا ل تسششتطيع مقششاومته ول النكششار عليششه‬
‫فخير لك البتعاد عنه لئل تقع في معصششيتين‬
‫السكوت على الباطل وموافقة أهله‪.‬‬
‫وفششي مجششالس الشششر تقششع فششي الغيبششة‬
‫والنميمة والكذب واللعن وكل كلم فششاحش‬
‫ويقششع اللهششو والطششرب وممششالة الفسششاق‬
‫ومجششاراتهم علششى السششراف فششي النفششاق‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ذا َرأي ْ َ‬ ‫والخوض في الباطل ‪َ ‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫م‬ ‫هـ ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬‫ف ـأ َ ْ‬‫في آَيات ِن َــا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫خو ُ‬‫يَ ُ‬
‫مــا‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ه َ‬‫ر ِ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬‫في َ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫خو ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫عــدَ‬ ‫عــدْ ب َ ْ‬ ‫ق ُ‬‫فل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شــي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ســي َن ّ َ‬
‫ي ُن ْ ِ‬
‫ن *‪‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظــال ِ ِ‬ ‫وم ال ّ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫الــذّك َْرى َ‬
‫قــ ْ ِ‬ ‫مــ َ‬
‫]النعام‪.[68 :‬‬
‫وإن أعظم مثل يصور لنا خطششر جليششس‬
‫السوء ما حصل لبششي طششالب عششم النششبي ‪‬‬
‫عند وفاته جاء إليه النبي ‪ ‬حيششن احتضششاره‬
‫وهو يلفظ آخر أنفاسه فقششال لششه رغبششة فششي‬
‫إسلمه‪ :‬يا عم قل‪ :‬ل إله إل الله كلمة أحاج‬
‫لك بها عند الله‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫فقششال أبششو جهششل وكششان جالسششًا عنششده‪:‬‬


‫أترغب عن ملة عبد المطلب‪ ،‬فرسول اللششه‬
‫‪ ‬يلقنه السلم وأبو جهل يلقنه الكفر إلى‬
‫أن مششات وهششو يقششول‪ :‬هششو علششى ملششة عبششد‬
‫)‪(1‬‬
‫المطلب وأبششى أن يقششول‪ :‬ل إلششه إل اللششه‬
‫بسششبب جليششس السششوء فمصششاحبة الشششرار‬
‫ومجالستهم مضرة من جميع الوجششوه علششى‬
‫من صاحبهم وشر على مششن خششالطهم فكششم‬
‫هلك بسببهم أقششوام؟ وكششم قششادوا أصششحابهم‬
‫في المهالك؟ وقششد قششال اللششه تعششالى مخششبرًا‬
‫عن عاقبة الظالمين وتمنيهم سلوك طريششق‬
‫المؤمنين وندمهم علششى مصششاحبة الضششالين‪:‬‬
‫عَلــى َيــدَي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ظــال ِ ُ‬‫ض ال ّ‬ ‫عــ ّ‬ ‫م يَ َ‬ ‫و َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وَيــ ْ‬
‫ل‬ ‫ســو ِ‬ ‫ع الّر ُ‬ ‫مــ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل َيا ل َي ْت َِني ات ّ َ‬
‫خ ذْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫فلًنا‬ ‫خ ذْ ُ‬ ‫م أ َت ّ ِ‬ ‫وي ْل ََتا ل َي ْت َِني ل َ ْ‬‫سِبيل ً * َيا َ‬ ‫َ‬
‫عدَ إ ِذْ‬‫ر بَ ْ‬ ‫ن الذّ ك ْ ِ‬ ‫ع ِ‬‫ضل ِّني َ‬ ‫ق دْ أ َ َ‬‫خِليل ً * ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ســا ِ‬ ‫ن ل ِل ِن ْ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شــي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كــا َ‬‫و َ‬ ‫جــاءَِني َ‬ ‫َ‬
‫ذول ً *‪] ‬الفرقان‪ [29-27 :‬وقال النبي‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬

‫)( الحديث في قصة وفاة أبششي طششالب مخششرج‬ ‫‪1‬‬

‫في الصحيحين‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫ويقشششول‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪» :‬ل تصــحب إل مؤمنــا«‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫إن القرين‬ ‫واختر من الصحاب‬
‫في يقتدي‬
‫القلب‬ ‫بالقرين‬
‫تزيد‬ ‫مرشد‬
‫الشرار داء‬ ‫كل‬
‫وصحبة‬
‫السقا‬ ‫السقيم‬
‫فاجتنبن قرناء‬ ‫وعمى‬
‫تبعت سنة‬ ‫فإن‬
‫السوء‬ ‫النبي‬
‫وقششال ‪» ‬مثــل الجليــس الصــالح‬
‫والجليــس الســوء كحامــل المســك‬
‫ونافخ الكير فحامــل المســك إمــا أن‬
‫يحذيك‪ ،‬وإمــا أن تبتــاع منــه وإمــا أن‬
‫تجد منه ريحًا طيبًا ونافــخ الكيــر إمــا‬
‫ريحا‬
‫ً‬ ‫أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه‬
‫خبيثة«)‪ (2‬صدق رسول الله ‪ ‬فما أروعششه‬
‫من مثل يصور لنا حقيقة الجليس ومششا ينتششج‬
‫عنه من نفع أو ضر وخير أو شششر وطيششب أو‬
‫ل‬‫ق ْ‬ ‫خبث وصدق الله العظيششم إذ يقششول‪ُ  :‬‬
‫وَلــ ْ‬
‫و‬ ‫ب َ‬ ‫والطّي ّـــ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫خِبيــ ُ‬ ‫وي ال ْ َ‬ ‫ســت َ ِ‬‫ل يَ ْ‬
‫ه ي َــا‬
‫قوا الل ـ َ‬ ‫فات ّ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫خِبي ِ‬ ‫ك ك َث َْرةُ ال ْ َ‬ ‫جب َ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ع َ‬
‫عل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن *‪‬‬ ‫حــو َ‬‫فل ِ ُ‬‫م تُ ْ‬ ‫كــ ْ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫أوِلــي ال ل َْبــا ِ‬
‫]المشششائدة‪ [100 :‬اللهشششم وفقنشششا للجلسشششاء‬

‫)( رواه أحمشد وأبشو داود والترمشذي وابشن حبشان‬ ‫‪1‬‬

‫والحاكم ورمز السيوطي لصحته‪.‬‬


‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪65‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫الصالحين والصدقاء الناصحين وزينششا بزينششة‬


‫اليمان واجعلنا هششداة مهتششدين آميششن يششا رب‬
‫العالمين وصلى الله على محمد وعلششى آلششه‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫انظر إصششلح المجتمششع للبيجششاني )‪-362‬‬
‫‪.(365‬‬
‫وبهجة قلوب البرار لبن سعدي )‪-177‬‬
‫‪.(179‬‬
‫وأحاديث الجمعششة للشششيخ عبششد اللششه بششن‬
‫قعود )‪.(96-93‬‬

‫‪66‬‬
‫عبد الله بن جار الله آل جار الله‬

‫الفهرس‬
‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫مقدمة‪3........................................‬‬
‫الخوة‪5........................................‬‬
‫من آثار الخوة ونتائجها‪7...................‬‬
‫من فضائل الخوة في الله‪14...............‬‬
‫شروط الخوة في الله‪16...................‬‬
‫من فوائد الخوة وثمراتها‪18................‬‬
‫حق المسلم على أخيه المسلم‪20.........‬‬
‫من حق أخيك المسلم‪26....................‬‬
‫الشششترغيب فشششي الحشششب فشششي اللشششه تعشششالى‬
‫والترهيب من حب الشرار‬
‫وأهل البدع لن المرء مع من أحب‪29.....‬‬
‫فصل في الحب في الله والبغض فششي اللششه‬
‫أيضا‪31..........................................‬‬
‫ً‬
‫من أسباب المحبة والتآلف بيششن المسششلمين‬
‫‪33................................................‬‬
‫آداب الخوة في الله والحب والبغض‪35. .‬‬

‫‪67‬‬
‫الخوة السلمية وآثارها‬

‫الجليس الصالح وكيف نختاره؟‪42.........‬‬


‫الفهرس‪47.....................................‬‬

‫‪68‬‬

You might also like