Professional Documents
Culture Documents
١
اإلهداء
أجرا.
٢
مواضيع البحث
املقدمة
املبحث األول:
● التعجيل ف الزواج
● الرزق مع الزواج
املبحث الثاني:
● النسب
● الفقر
● غالء املهر
٣
● املظهر اخلارجي
املبحث الثالث:
املبحث الرابع:
● اإلطعام
● الوضوء
● صالة ركعتي
● الدعاء
٤
املبحث اخلامس:
● حق الزوجة ف اإلسالم
● سهم من اإلرث
● ثبوت املهر
● وجوب االنفاق
● املعاشرة باملعروف
● حق الزوج ف اإلسالم
● تعظيم الزوج
● رضا الزوج
● وجوب التمكي
● حرمة اغضابه
املبحث السادس:
● املودة والرحمة
● التسامح
● الصبر
● كتم االسرار
● التوسعة ف اإلنفاق
● التعاون
● القناعة
● التضحية
● التشاور بي الزوجي
● الشخصية القوية
٦
املقدمة
احلمد ل كما هو أهله ,والصالة والسالم على خير خلقه محمد ) صلى
أما بعد :فمن الواضح ان الزواج يُعد ركيزة اساسية ف اجملتمع البشري
جَعَل َبْيَنُكم
سُكُنوا ِإَلْيَها َو َ
جا ِّلَت ْ
سُكْم َأْزَوا ً
خَلَق َلُكم ِّمْن َأنُف ِ
)َوِمْن آَياِتِه َأْن َ
ت ِّلَقْوٍم َيَتَفَّكُرون(.الروم).(٢١
ك آلَيا ٍ
حَمًة ِإَّن ف َذِل َ
َّمَوَّدًة َوَر ْ
ولكن مع ذلك الربط والعلقة الزوجية الكائنة بينهما قد تنشأ موانع كثيرة
اذن :فالزواج يعد مسؤولية كبيرة ,ويحدوه مخاطر جمة ,بي هزمية
فمن يجهل خطواته ,او يهمل مخاطره ,سيضل ف التيه ,ألنه لم يتحّرز
فالذي يقصد سفرا البد له من دليل ,وراحلة ,ومتاع ,وصبر ,وعزمية ,
وقد عمدنا الى طرح هذا البحث املتواضع ألهميته ف اجملتمع ,والتذكير
واالنانية ,والقاء التهم ,وبالتالي اما ان يعيش الزوجان على هذا الركام
سُهْم
اخلارطة الصحيحة او عدم االلتزام بها )وَمَا ظَلَمْنَُهْم وَلَِكن َكاُنوْا َأنُف َ
عليها املرء وثم منها ينطلق نحو حتقيق األهداف املطلوبة و املرجوة ,ألن
الكون قائم كله على العلل واملعلوالت او كاملعادلة الرياضية التي تأبى
اخلطأ .
ولذا حينما نبحث عن اسباب النجاح لدى كثير من األزواج سنجد هنالك
الزوجية السعيدة ف حال االلتزام بها من كال الزوجي ,فال يكفي االلتزام
١٠
أحدهما دون اآلخر فقد يكون أحدهما يبني بناء صحيحا ولكن اآلخر
وقبل ذلك نعرض رؤية اإلسالم جتاه الزواج ,وكيف تعاطى مع حيثياته
بايجابية كبيرة ,من خالل وضع تشريعات وسن وآداب كثيرة ,ترسم له
املعالم القيمة ,واملناهج السليمة ,فما على الوالج ف رحابه إال يسير
الصاحلة.
سامي التميمي
١١
● التعجيل ف الزواج
● الرزق مع الزواج
,وتسهيل ِقرانه ,ورفع العراقيل أمامه ,وتبي النتائج والثمار الطيبة منه
تأخذ باإلنسان إلى بر األمان ,وتهديه الى سبل السالم ,الن هذه التعاليم
شؤونهم ملا هو أنفع ,فيأمر باجلميل ,ويبشر اهله بالثواب ,وينهى عن
موافقا لتعاليم اإلسالم ,وكل فساد موجود فهو بال ريب ال يوافق تعاليمه
ْ %
ئ ِذى ٱْلُقْرَبى َوَيْنَهى َعِن
سِن َوِإيَتا ِ ل َيْأُمُر ِ!ﭑﻟَﻌﺪِل َوٱِإل ْ
ح َ قال تعالى ) ِإﱠن ٱ َ
وف هذا الباب نذكر جملة من التعاليم واالرشادات االسالمية التي تبي
ل ۖ◌
طاَع ا َ
سوَل َفَقْد َأ َ يوسف اية ) (١٠٨وقال عز وجل ) ﱠمن ُي ِ
طِع الﱠر ُ
السنة هي الطريقة والنهج الذي يُتبع ويسار عليه سواء كان فعال او قوال
واملفاسد الكثيرة عند اإلعراض عنه ,ومن جهة اخرى حثّ املسلمي على
حتّبوَن
وقد امرنا ال تعالى باتباع نبيه وطاعته قال تعالى ) ُقْل ِإن ُكنُتْم ِ
خُذوُه َوَما َنَهاُكْم َعْنُه عمران اية ) (٣١وقال سبحانه ) َوَما آَتاُكُم الﱠر ُ
سوُل َف ُ
وروي عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أنه قال :النكاح سنتي
فمن رغب عن سنتي فليس مني ( )(١وقال )صلى ال عليه وآله وسلم(
) :من أحب فطرتي فليست بسنتي ,أال وهي النكاح () (٢وقال )صلى
ال عليه وآله وسلم( ) :تزوجوا فإني مكاثر بكم األم غدا يوم
القيامة.(٣).
إذن فالزواج من املسائل العبادية التي ميكن أن يتقرب بها العبد إلى ال
تعالى وينال بنيته األجرة والثواب ألنه بزواجه قد اتبع سُنة نبيه ) صلى
ومن هنا نفهم احلكمة بتفاضل الكبير بصالة املتزوج على األعزب ف
ل )عليه السالم(
قول املعصوم )عليه السالم (فقد روي َعْن َأِبي َعْبِد ا ِ
صّليِهَما َغْيُر
ي َرْكَعًة ُي َ
سْبِع َ
ضُل ِمْن َ
صّليِهَما ُمَتَزّوٌج َأْف َ
ي ُي َ
َقاَل َ " :رْكَعَت ِ
ج")٢.(١
ُمَتَزّو ٍ
قلنا فيما سبق بان الزواج ليس مجرد نزوة عابرة امنا هو تكوين أسرة
طيبة ,وإيجاد عالقة حميمة بي الزوجي التي تقوم على أساس االحترام
واملعاصي الشهوية الكثيرة ,ألن الشهوة نقطة ضعف لدى اإلنسان أمام
ولذا يحرز املسلم بالزواج نصف دينه ألنه يغلق على نفسه االمارة بالسوء
فقد روي عن رسول ال)صلى ال عليه وآله وسلم( انه قال ) :من تزوج
فاملؤمن بزواجه كأمنا طوي نصف املسافة ف إحراز نصف دينه ,ألن
واخلارجية .
إذن فالزواج أعظم عونا ف التغلب على شهوات النفس ,وغرور الشيطان
ومن ثمار الزواج ونتائجه الطيبة ان األرض تثقل باملوحدين وبكلمة ال اله
اال ال ,فعن أبي جعفر ) عليه السالم ( قال :قال رسول ال ) صلى
ال عليه وآله وسلم ( :ما مينع املؤمن أن يتخذ أهال لعل ال أن يرزقه
٥٤ نسمة تثقل االرض بال إله إال ال()..(١
الديني حتى ال تكون ممن تهلك احلرث والنسل وتنشر الفساد ف األرض.
فاإلسالم كما يهتم باجلانب الكمي بأثقال األرض بأهل التوحيد وكذلك
والفساد.
ان اجناب االوالد ف االسالم امر محبوب ومطلوب ولكن على اآلباء أن
آكد.
١٩
تهدد زرعه.
ولذا ُأمرنا بوقاية انفسنا واهلينا من العذاب االليم ,وال سبيل الى ذلك
اال بوقاية انفسنا واهلينا من اخملاطر التي حتدق بنا قال تعالى ) يَا أَيّهَا
جاَرُة َعَلْيَها
حل َ
س َوا ِ
سُكْم َوَأْهِليُكْم َناًرا َوُقوُدَها الﱠنا ُ
اﱠلِذيَن آَمُنوا ُقوا َأنُف َ
()٦.(١ َمالِئَكٌة غِالظٌ شِدَادٌ ال يَعْصُونَ الَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
• التعجيل ف الزواج:
روي عن اإلمام الرضا )عليه السالم( :نزل جبرئيل على النبي )صلى ال
عليه وآله( فقال :يا محمد إن ربك يقرؤك السالم ,ويقول :إن األبكار من
النساء مبنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع الثمر فال دواء له إال اجتناؤه
وإال أفسدته الشمس ,وغيرته الريح ,وإن األبكار إذا أدركن ما تدرك
النساء فال دواء لهن إال البعول ,وإال لم يؤمن عليهن الفتنة ,فصعد رسول
ال )صلى ال عليه وآله( املنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما أمر ال عز
الفتنة.
فكما أن الشمس تفسد الثمر اذا اينع والبد من جنيه قبل فوات اوانه
موجبات الفساد تضرب األسرة ف عقر داره فال يامن عليهن من الفتنة
بارتكاب الفاحشة فال دواء لهن إال البعول بالزواج والنكاح الشرعي صونا
السفاح٨. لهن من الوقوع ف
ابعد ,وهذه احلقيقة واضحة املعالم ف اجملتمع االنساني بصورة عامة ,
اإلهمال وعدم األخذ بتعاليمه وأحكامه ,كل ذلك من أجل درء الفساد.
حلِدي ُ
ث ل عليه السالم :ا َ حاَق ْبِن َعَّماٍرَ ,قاَلُ :قْل ُ
ت َألِبي َعْبِد ا ِ س َ
َعْن ِإ ْ
جَة
حلا َ
شَكا ِإَلْيِه ا َ
جَة َ ,فَأَمَرُه ِبالَّتْزِويِج َ ,فَفَعَل ُ ,ثَّم َأَتاُه َ ,ف َ
حلا َ
شَكا ِإَلْيِه ا َ
َف َ
ل عليه السالم
ت? َفَقاَل َأُبو َعْبِد ا ِ
ث َمَّرا ٍ
حّتى َأَمَرُه َثال َ
َ ,فَأَمَرُه ِبالَّتْزِويِج َ
ساِء َواْلِعَياِل).(1
حٌّق « ُثَّم َقاَل » :الِّرْزُق َمَع الِّن َ
َ » :نَعْم ُ ,هَو َ
وهذا احلديث املبارك يردّ صراحة على من ميتنع عن الزواج خشية الفقر
فال تعالى الذي خلق اإلنسان وقد تكفل ف رزقه ,ال يغفل وال يتغافل
عن حوائج خلقه ,مهما تفرقوا وازدادوا ف أرضه ,فالقادر على خلقهم
سَتَقﱠرَها
ل ِرْزُقَها َوَيْعَلُم ُم ْ تعالى ) ۞ َوَما ِمن َداﱠبٍة ف اَألْر ِ
ض ِإال َعَلى ا ِ
الصادق )عليه السالم( :من زوج أعزبا كان ممن ينظر ال عز وجل إليه
يوم القيامة() (١وروي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من زوج أخاه
املؤمن امرأة يأنس بها وتشد عضده ويستريح إليها زوجه ال من احلور
العي وآنسه مبن أحبه من الصديقي من أهل بيته وإخوانه وآنسهم به
) .(١وورد عن اإلمام الكاظم )عليه السالم( :ثالثة يستظلون بظل عرش ال
سرا)( ٢ يوم ال ظل إال ظله :رجل زوج أخاه املسلم أو أخدمه أو كتم له
فال تعالى ينظر بعنايته ورعايته اإللهية على الساعي ف تزويج إخوانهم
املؤمني ,وإن السرور الذي ادخلوه عليهم ف دار الدنيا بتزويجهم إياهم
واآلثار املباركة التي تعقب هذا العمل من ُقّرة العي بالزوجة ,والولد ,
ض( ١١.آل
َبْع ٍ ضيُع َعَمَل َعاِمٍل ّمنُكم ّمن َذَكٍر َأْو ُأنَثى ۖ◌ َبْع ُ
ضُكم ّمن ال ُأ ِ
اذن :فهذه الروايات الشريفة تبي بوضوح االثار الطيبة واملباركة من
وف نفس الوقت ترّد على اولئك الذين يتذرعون بشتى الذرائع لترك
عبادة ,فعن اإلمام الرضا )عليه السالم( :إن امرأة سألت أبا جعفر )عليه
السالم( فقالت :أصلحك ال إني متبتلة فقال لها :وما التبتل عندك?
قالت :ال أريد التزويج أبدا ,قال :ولم? قالت :ألتمس ف ذلك الفضل,
فقال :انصرف فلو كان ف ذلك فضل لكانت فاطمة )عليها السالم( أحق
به منك ,إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل (١) .وعن رسول ال صلى
ال عليه وآله -لرجل اسمه عكاف :-ألك زوجة? قال :ال يا رسول ال,
قال :ألك جارية? قال :ال يا رسول ال ,قال :أفأنت موسر? قال :نعم,
) (٢نفس املصدر
٢٥
اذن :على املؤمن ان يستحضر هذه املعاني اجلليلة ف عقله وقلبه ,وال
ينظر الى الزواج على أنه تكوني اسرة او الشعور املسؤولية فقط بل ينظر
وفهم املِقدمي على الزواج ,حيث الكثير منهم يجهلون هذه املعاني اجلليلة
,وال يبذلون بعض اجملهود ف ادراك هذه املعاني من خالل املطالعة او
السؤال أهل املعرفة للوقوف على هذه النكات واملالحظات املهمة .
٢٦
● النسب
● الفقر
● غالء املهر
● املظهر اخلارجي
التي تعرقل الزواج وحتول دون حتققه ,وهذه املوانع التي تعرقل مسالة
• ا ل ن س ب:
والنسب كان وما يزال ميثل عائقا كبيرا أمام الكثير من الراغبي ف
غير الهاشمي.
سب
ك الَتقوى ِاِّتكاًال َعلى الَن َ
َفال َتتُر ِ
س
سلمــاَن فاِر ٍ
َفَقد َرَفـــَع اِإلسالُم َ
ف َأبا َلَهب
شري َ
ك ال َ
شر ُ
ضَع ال ِ
َوَقد َو َ
٢٨
مع ان اإلسالم وقف بشدة أمام هذه الثقافة اخلاطئة لكن -لألسف -
العصبية والعادات والتقاليد العرفية ُتقدم على الدين واإلميان ,مع أن
املعيار ليس النسب وال احلسب إمنا التقوى قال تعالى ) َيا َأُّيَها الَّنا ُ
س
عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ربكم واحد ,وإن أباكم واحد,
ودينكم واحد ,ونبيكم واحد ,وال فضل لعربي على عجمي ,وال عجمي
على عربي ,وال أحمر على أسود ,وال أسود على أحمر ,إال بالتقوى(٢) .
• الفقر:
يعد الفقر أيضا أحد أهم املوانع أمام زواج ميسوري احلال بل هو اكثر
املؤهالت الكثيرة لكنه ُيرفض ما دام فقيرا !! .روي عن اإلمام الرضا
)عليه السالم( :ان خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه ,وال
مينعك فقره وفاقته ,قال ال تعالى) * :وإن يتفرقا يغن ال كال من
البشرية بصورة عامة ,وملا جاء اإلسالم أخذ بتثقيف املسلمي على ثقافة
التواضع واالميان والتعاون ,فجعل املعيار ليس الغنى وال املعايير الدنيوية
االخرى ,بل جعل الدين واألخالق ,ولذا كان النبي ) صلى ال عليه
والنسب حتى يقضي على هذه الثقافة اخلاطئة املتفشية ف اجملتمع ,
واالنسانية .
وقد اتضح مما سبق ان الغنى وسعة احلال ,مع الزواج والعيال ,وان
الزواج خير معي على الفقر ,فما على املرء أال يحسن الظن بربه ,
• غالء املهور:
بحدوث العزوبة بشكل مخيف لدى الشباب ,مع العلم ان الفتاة ف الغالب
هي ال تُطالب باملهر الفاحش إمنا هو ولي امرها ,ولذا تبقى الفتاة عانسة
١٥. لسنوات ف بيتها بسبب هذا عائق
ولذا وردت روايات كثيرة عن أهل البيت ) عليه السالم( حتذر من كثرة
املهر ,وتدعو الى املهر اليسير فروي عن اإلمام الصادق )عليه السالم( :
أما شؤم املرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها ( (١).وروي عن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا(٢).
وعنه )صلى ال عليه وآله( :خير الصداق أيسره (١)..وعنه )صلى ال
عليه وآله( :إن من مين املرأة تيسير خطبتها ,وتيسير صداقها ,وتيسير
رحمها(٢).
ولذا كان املسلمون ف بداية انطالق الدولة اإلسالمية يجعلون املهر مقابل
امور اعتبارية ميسورة كتعليم الزوجة آية أو سورة قرآنية ,او دراهم
معدودة ,او بعض االثاث املنزلي اليسير ,لتسود هذه الثقافة بي املسلمي,
وتسهيال للزواج ,وقضاء على العزوبة ,وتكثيرا لكلمة ال اله اال ال.
وان كثيرا من األولياء األمور يعدون اخذ املهر الكثير ازاء زواج بناتهم
حنكة وذكاء ,كأمنا عندهم بضاعة ثمينة يبغون بيعها بأغلى االسعار ,
اقول :حينما ال تبصر العي إال الى الدنيا ,فال شك سوف تعمى البصيرة
عن النظر الى اآلخرة ,وحينما تكون العالقة والتعامل بي املسلمي مبنية
على أساس املصالح واملنافع الضيقة فسوف تسحق القيم واملبادئ .
• املظهر ا َ
خلارجي:
الزوجة او الزوج وفق معايير معينة كاجلمال او الرشاقة والرياضة الخ ..
مع العلم أن الدين اإلسالمي ال مينع من ذلك الن االنسان بطبعه يعشق
اجلمال واالمور االخرى ولكن ليس على نحو اإلفراط والهوس كما نسمع
ان كثيرا من الشباب يبقى لسنوات عديدة ُمعرضًا عن الزواج ألنه يبحث
عن أوصاف ظاهرية معينة وغير مقتنع مبا تقع عليه عيناه.
ومن املوانع التي تقف عائقا امام الزواج املبارك هو عناد أولياء األمور
وخاصة امام البنت ألسباب عديدة ال متت للشرع والعقل بأية صلة إمنا
َغَلبُة القوي على ارادة الضعيف فتبقى البنت حبيسة الدار فتمّر عليها
السنون ,ويذبل شبابها بي جدران املنزل وبعد ذلك يأتيها صاحب الشيبة
٣٣
ان عناد أولياء األمور له تبعات سلبية كبيرة على نفسية وأخالق البنت
فليس كل الفتيات تقبل بهذا الواقع املتشنج الذي ينذر بوقوع الكثير من
احملذورات.
ولذا وردت أحاديث كثيرة ف التعجيل بزواج البنت ,الجل إزالة هذا املانع
القبلي واالخالقي فروي عن النبي ) صلى ال عليه وآله ( انه قال )وإن
األبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فال دواء لهن إال البعول ,وإال لم يؤمن
فهذه بعض املوانع والعقبات على نحو املثال ,وليس غرضنا االستقصاء
واإلنسان املؤمن أما يتبع وينساق وراء العادات العرفية اخلاطئة اخملالفة
للعقل فضال عن الشرع ,وأما يتبع كتاب ال وسنة نبيه )صلى ال عليه
حْكمًا
ل ُ
سُن ِمَن ا ِ جلاِهِلَّيِة َيْبُغوَن ۚ◌ َوَمْن َأ ْ
ح َ حْكَم ا َ
وآله ( قال تعالى ) َأَف ُ
ل ۚ◌ َعَلى َب ِ
صيَرٍة َأَنا َوَمِن اَّتَبَعِني .يوسف اية )(١٠٨ ا ِ
٣٥
إن الزواج كما ذكرنا مرارا يعد مسؤولية كبيرة ,وتضحية ووفاء ,وتربية
وأمل وطموح ,وليست نزوة عابرة ,او حياة هامشية سخيفة ,او حاجة
جْعَفر
صحح وتنير الطريق َقاَل اإلماُم َ
جزافا ومن دون مقدمات متهيدية ت ّ
ساِئِر
صيَرٍة َكال َّ
سالم ( :اْلَعاِمُل َعَلى َغْيِر َب ِ
صادق )عليه ال َّ
بن محمد ال َّ
إذن :من أراد ان يدخل العش الزوجي ,وأن يصون ما امكن احلياة الزوجية
من الفساد واالنهيار ,وأن تسودها السعادة ,عليه يعي بعض املقدمات
املفيدة :
ميكن قبولها واالقتناع واالعتقاد بها إال بعد معرفتها وفهمها وإدراكها ,
فاإلنسان موجود عقلي وفكري ال ينصاع ف الغالب الى شيء اال بعد
هو الوصول الى الهدف الصحيح واحلق وجتنب اخلطأ والباطل وقد أثنى
والدخول الى البيت الزوجي يحتاج الى وقفة معرفية وفكرية ولو اجمالية
لكي يعيش الزوجان ف سعادة وراحة بال ولكي يتجنبا اخملاطر واملشاكل
٣٨
فكل عاقل يقر بان الزوج املثقف والواعي واخللوق ال يساوق اجلاهل
اإلميان والعلم والوعي وبالتالي سوف يحافظ على البيت الزوجي من
البعض لديه التزام ديني كااللتزام بصالته وصومه ولكنه فاقد األخالق
روي عن رسول ال )إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إال تفعلوه
فإذن :ال بأس مبن يريد اإلقدام على الزواج أن يطالع الكتب االجتماعية
واالخالقية حتى يتسلح بالعلم واملعرفة حتى تكون لديه خارطة اجتماعية
فالزواج ليس نزهة وال نزوة عابرة إمنا هي حياة طويلة مليئة بالتحديات
اخملتلفة حتتاج الى استعداد فكري وثقاف وأخالقي وديني حتى تصل
على حق اآلخر امنا يأخذ كالهما حقه إن أرادا ذلك ,ويجب معرفة ما
من كال الطرفي فهناك معايير صحيحة ميكن االعتماد عليها ,وهناك
على كل حال فالنفس متيل الى ذلك ,وما دام ال يناف الشرع والعقل فال
املعايير املهمة األخرى روي عن النبي )صلى ال عليه وآله( :ال يختار
دينها٢٠.(١). حسن وجه املرأة على حسن
وهذا االختيار واقع -لألسف -ف ثقافة كثير من الناس فقد يغمض
البعض ويهمل عن اهم االمور الشرعية والعقلية كاألخالق والدين ويبحث
عن اجلمال وحده ,ولذا نالحظ رسول ال ) صلى ال عليه وآله ( ركّز
عليهما ف حديثه الشريف ) إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إال تفعلوه تكن فتنة ف األرض وفساد كبير( .(٢).
وعنه )صلى ال عليه وآله( :من تزوج امرأة ال يتزوجها إال جلمالها لم ير
فيها ما يحب ,ومن تزوجها ملالها ال يتزوجها إال وكله ال إليه ,فعليكم
بذات الدين (٣).وعن اإلمام الباقر )عليه السالم( :أتى رجل رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يستأمره ف النكاح ,فقال :نعم إنكح ,وعليك بذوات
الدين تربت يداك . (٤).وجاء رجل إلى اإلمام احلسن )عليه السالم(
وقال أبو األسود الدؤلي لبنيه :قد أحسنت إليكم صغاًرا وكباًرا ,وقبل أن
تولدوا ,قالوا :وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد? قال :اخترت لكم من
بها٢١(١). سٌّبون
األمهات َمن ال ُت َ
او الشهادة العليا وغيرها من دون ان تضع للدين واألخالق أية أولوية .
االختيار ,فالعجلة مطلوبة ف الزواج ألنها محبوبة ولها آثار مباركة ولكن
فاخلطأ املكتشف بعد االرتباط والذي حدث من دون تفكير ,وسؤال ,
إذن :فاملسألة خطيرة ,ولها تبعات كبيرة على الزوجة واألطفال واألسرة
ان حرية اختيار الزوجة او الزوج البد ان يستند إليهما دون غيرهما من
االقربي ,فقد تكره البنت على الزواج ,ويفرض على ارادتها الزوج وهي
غير راضية به ,فتخرج من بيت اهلها بالتهديد والوعيد الى بيت زوجها
من العلم أن عقد الِقران البد فيه من ايجاب وقبول من الطرفي فإذا لم
ترض به البنت يكون العقد باطال ,ويحرم الدخول بها إال بالقبول والرضا.
نعم ال بأس تُسمع نصيحة الوالدين على كل حال ,ولكن يبقى القرار
ويثق بهما ثقة عمياء من دون ان يحرك ساكنا ,وبعد مدة من الزواج
يكتشف الزوج أن زوجته غير مناسبة له ,وقد يحدث العكس أيضا بأن
وبعد مدة من الزواج يبدأ التذمر من هذه العالقة املعتمدة على اختيار
اآلخرين من دون حتر وفحص من قبل الزوجي وقد تنتهي هذه العالقة
ومحبوبة ف اإلسالم ,ولها آثار ايجابية كثيرة ولكن هذا ال يعني عدم
اعتمادها على أسس صحيحة يسير عليها ملن يقدم على الزواج .
املبارك ,ويجب عليهما حتملها بكل ثقة وعزمية ,وأن يعضد أحدهما
٤٤
اآلخر ,أمام التحديات التي يواجهونها بعد الزواج ,وان تسود بينهم روح
وان يسعى الزوجان ف إفشاء أجواء الرحمة واملودة والتعاون بينهما ,وأن
يتحلى الزوجان بسمو األخالق ,فال يبخس أحدهما حق اآلخر قال تعالى
َيَتَفَّكُروَن(الروم اية).(٢١
٤٥
● اإلطعام
● الوض وء
● صالة ركعتي
● الد ع اء
٤٦
• اإلطعام :
فمن السن املستحبة هو اإلطعام عند التزويج ضُحىً ,وان ينال فقراء
طَعاَم
ي اِإل ْ
سِل َ
ن اُملْر َ
س ِ
أن النبي )صلى ال عليه وآله ( َقاَل ِ " :إَّن ِمْن ُ
حٌّق َوالَّثاِن َ
ي ل )صلى ال عليه وآله ( :اْلَوِليَمُة َأَّوَل َيْوٍم َ
سوُل ا ِ
َقاَل َ :قاَل َر ُ
)٢٢.(٣ سْمَعة
ف َوَما َزاَد ِرَياٌء َو ُ
َمْعُرو ٌ
)(٣نفس املصدر
٤٧
وأن يقع الزفاف ليال الن النساء سكن قال تعالى ) َوِمْن آَياِتِه َأْن َ
خَلَق َلُكم
سَكًنا( االنعام
جَعَل الَّلْيَل َ
صَباِح َو َ
جعل سكنا قال تعالى ) َفاِلُق اِإل ْ
والليل ُ
حى . (١).
ض ً
طِعُموا ُ
سُكْم َلْيال َوَأ ْ
أنه قال ُ " :زُّفوا َعَراِئ َ
سِمْعُتُه َيُقوُل ف الَّتْزِويِج َ ,قاَل ِ " :مَن السَُّّنِة الَّتْزِويُج ِبالَّلْيِل َألَّن ا َ
ل َقاَل َ :
ن٢٣.(٢).
سَك ٌ
َ منا ُهَّن
ساُء ِإ َ
سَكنًا َوالِّن َ
جَعَل الَّلْيَل َ
َ
ال بأس أن ننبه املؤمني الى ضرورة ابعاد هذه السنة املباركة عن كل ما
فال تتحول هذه الوسيلة العبادية ,والسنة املباركة الى ما يسخط ال ,
• ا ل و ض و ء:
ومن السن هو الوضوء لكال الزوجي قبل املقاربة فقد رُوِيَ عن اإلمام
صُل ِإَلْيَها
ت ال َت ِ
ك َأْن َتُكوَن ُمَتَوضَِّئًة ُ ,ثَّم َأْن َ
صَل ِإَلْي َ
ت َفُمْرَها َقْبَل َأْن َت ِ
خَل ْ
َد َ
ضَأ.(١).
حَّتى َتَو َّ
َ
ان الوضوء نور وطهارة ,وهو بال شك يفيض كماالً لسُنة الزواج ,وله أثر
٢٤. ايجابي على النطفة
فأهل البيت عليهم السالم ال يأمرون بشيء اعتباطا اال لوجود مصلحة
• :صالة ركعتي
ي عن اإلمام محمد
وكذلك يستحب أن يصلي الزوجان ركعتي فقد ُرِو َ
ك
ت ال َأْدِري َقاَل ِإَذا َهﱠم ِبَذِل َ
صَنُع ُقْل ُ
ف َي ْ )عليه السالم( ِإَذا َتَزﱠوَج َأ َ
حُدُكْم َكْي َ
سَعُهﱠن
سَها َو ف َماِلي َوَأْو َ
ظُهﱠن ِلي ف َنْف ِ
حَف َ
ساِء َأَعﱠفُهﱠن َفْرجًا َو َأ ْ
ِمَن الّن َ
حَياِتي
صاحلًا ف َ
خَلفًا َ
جتَعُلُه َ
طّيبًا ْ ِرْزقًا َوَأْع َ
ظَمُهﱠن َبَرَكًة َوَقّدْر ِلي َوَلدًا َ
مماِتي). ( ١
َوَبْعَد َ
لكي يشكر العبد ال تعالى على هذه النعمة ,وال ينسى فضله الواسع ,
مبا مّن عليه من النكاح احلالل قال االمام السجاد ) عليه السالم ( :
سكنًا وُمسَتراحًا
ل جعَلَها َ
حّق َرعﱠيتك مبلك الّنكاِح ,فأْن َتعَلَم أﱠن ا َ
)َوأﱠما َ
حِبه
صا ِ
ل َعَلى َ
وأُنساً وَوِاقِية ,وكذلك كُلّ واحدٍ مِنكُما يَجِبُ أنْ يَحمَد ا َ
٢٥(٢). ك ِنعمًة ِمنُه َعَليه
,وَيعَلَم أﱠن َذِل َ
ي عن اإلمام
ان يصلي الزوجان على النبي ) صلى ال عليه وآله ( فقد ُرِو َ
سالم ( ف حديث أنه قال ِ ... " :إَذا َدخََل ْ
ت محمد بن علي الباقر ) عليه ال َّ
حَّمٍد . (١).
حَّمٍد َو آِل ُم َ
صِّل َعَلى ُم َ
َ ...و َ
فهذه الصالة املباركة على النبي ) صلى ال عليه وآله ( لكي تنزل الرحمة
الزوجي٢٦. والبركة على الذرية وعلى
• الدعاء
شْركًا
طاِن ِفيِه ِ
شْي َ
جتَعْل ِلل َّ
حَّمٍد َو ال ْ
شيَعِة آِل ُم َ
جَعْلُه ُمَباَركًا َتِقّيًا ِمْن ِ
َفا ْ
صيبًا ").(٢
َوال َن ِ
إمنا جعل الدعاء حتى يكون املؤمن دائما ف معية ال تعالى ,وحتى
يستمد منه التوفيق والعناية والبركة ,ومن ضمنها الدعاء عند الزواج .
● حق الزوجة ف اإلسالم
● سهم من اإلرث
● ثبوت املهر
● وجوب االنفاق
● املعاشرة باملعروف
● حق الزوج ف اإلسالم
● تعظ يم الزوج
● ر ض ا ا لز و ج
● و ج و ب ا لت م ك ي
● ح ر مة اغ ض ابه
• حق الزوجة ف اإلسالم
ُبعث النبي ) صلى ال عليه وآله ( ف مجتمع ينظر الى املرأة نظرة
ازدرائية ودونية وتعسفية ال تعدو سوى غرضا هامشيا ,ونزوة عابرة ,
فال جتّل ,وال ُيسمع لها قول ,وال تشارك ف أمر ,اال ما ندر ,بل هي
حمل ثقيل ,وعار ف اجلبي ,فكان أبوها يئُدها حية ,تخلصا من عارها
وكانت ال ُيعطى لها ميراثها ,وال تنال حقها ,بل كان االجحاف والتجاوز
على مالها ونفسها ظاهرا ال لبس فيه من ذويها ومن ينتسب اليها .
والظالم الى العدالة والنور ففرض لها حقوقا ف كتابه اجمليد فمن تلك
حَلًة (.النساء
صُدَقاِتِهﱠن ِن ْ • ثبوت املهر :قال تعالى ) َوآُتوا الّن َ
ساَء َ
اية).(٤
اية ).(٣٤
اية).(١٩
الكرمية فال ُتظلم ,وال ُتضطهد :وال ُيستغل ضعفها ,وال ُينظر لها
خْيًرا ِّمْنُهَّن.
سى َأن َيُكَّن َ
ساٍء َع َ
ساٌء ِّمن ِّن َ
خْيًرا ِّمْنُهْم َوال ِن َ
َأن َيُكوُنوا َ
وعن أمير املؤمني )عليه السالم( حملمد بن احلنفية :يا بني إذا قويت
اصول ف عقول بعض الناس ? فال شك أنها ما زالت سائدة ,وما زالت
املرأة تضطهد اليوم بأشكال وأساليب متعددة بجاهلية جديدة حيث ُتهمل
من ِقبل زوجها وخاصة إذا ما حدث خالف بينهما فتترك الزوجة مع
أطفالها بال نفقة ,وال سؤال ,وال طالق نكاال بها ,أو لكي تتنازل عن
ومن التصرفات التي يندى لها جبي االنسانية التي تقع بحق الزوجة بعد
صيِني روي عن النبي األكرم ) صلى ال عليه وآله ( َ( :ما َزاَل ِ
جبراِئيل ُيو ِ
شٍة ُمِبيَنة).(1
ح َ
طالُقَها إَّال ِمن َفا ِ
ت أَّنه ال َيْنَبغي َ
ظَنْن ُ
حَّتى َ
ِباَملْرأِة َ ,
جوَعَها ,وأْن
جَها :أْن َيسَّد ُ وف احلديث الشريف َ ( :
حُّق اَملْرأِة َعَلى َزو ِ
جهًا (٢).
َيسُتَر َعوَرَتها َ ,وال ُيَقِّبُح َلَها َو ْ
حُّق
وف رسالة احلقوق لإلمام السجاد عليه السالم انه قال َ :وأَّمــــــــــــــا َ
ســـــــا
حا َوُأْن ً
سَتَرا ً
سَكًنا َوُم ْ
جـَعـَلـَهـا َ ك الّنَكاِح َفَأْن َتْعَلَم َأَّن ا َ
ل َ مبْل ِ
ك َِرِعَّيِت َ
صاحِبِه,
ل َعَلى َ
حَمَد ا َ
ب َأْن َي ْ
ج ُ
حٍد ِمْنُكَما َي ِ
ك ُكُّل َوا ِ
َوَواِقيًة َ ,وَكَذِل َ
حَبَة ِنْعَمِة
ص ْ
ســــــــــَن ُ
ح ِ
ب أَْن ُي ْ
ج َ
ك ِنْعَمٌة ِمْنُه َعَلْيِهَ .وَو َ
وَيْعَلـــــــــــــَم َأَّن َذِل َ
ك أْن
ظ ,فإَّن َلها َعَلْي َ
ك َعَلْيَها َأْغَل َ
حُّق َ
ل َوُيْكِرَمَها وَيْرَفَق بَها َوإْن َكاَن َ
ا ِ
عْنه(١) (٢٩
َ ت َعَفْو َ
ت جِهَل ْ
سوهاِ ,فإذا َ
طِعمها وَتْك ُ
ك و ُت ْ
حَمها َألَّنها أسيُر َ
َتْر َ
وروي عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم » :حّق املرأة على زوجها
أن يسَّد جوعتها ,وأن يستر عورتها ,وال يقّبح لها وجهاً ,فإذا فعل ذلك
أدّى وال حقّها (٢).وروي قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم » :
خيركم خيركم لنسائه ,لنسائه ,وأنا خيركم لنسائي (٣).وقال صلى ال
وف جوابه ) صلى ال عليه وآله ( على سؤال خولة بنت األسود حول
مما يلبس
مما يأكل ,ويكسوك ّ
حق املرأة قال » :حقك عليه أن يطعمك ّ
,وال يلطم وال يصيح ف وجهك() (٥وقال صلى ال عليه وآله وسلم :
)(١رسالة احلقوق
)(٢بحار االنوار ج ١٠٠ص ٢٥٤
)(٣من ال يحضره الفقيه ج ٣ص ٤٤٣
)(٤الكاف ج ٥ص ٥٠٨
) (٥مكارم االخالق ج ١ص ٢١٨
٥٨
وقال اإلمام جعفر الصادق عليه السالم » :رحم ال عبدًا أحسن فيما
بينه وبي زوجته (٢).وروي عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :اتقوا
وروي عن اإلمام الصادق )عليه السالم( :من حسن بره بأهله زاد ال ف
عمره.(٤).
بحيث ُيجّر الزوج الى مسائل تعارض الدين واألخالق إرضاًء لزوجته ,
وحبا بها ,وتنزيال لرغبتها ,ودفعا حلزنها ,فهذا مما ال ينبغي أن يقع
إذن ينبغي للمؤمن أن يتحلى بأدب املعاشرة مع الزوجة ,وأن يتسامى عن
وان الزوجة كلما جتل من قبل زوجها وتعطى حقها تكون أكثر عطاء
وانسجاما مع زوجها خالفا للمراة التي تضطهد وال جتلّ تكون أكثر نفورا
فكما أن الزوج يرغب ان يستوف حقه دون نقيصة من زوجته ,كذلك هو
مطالب أن يفي بواجباته جتاه زوجته ,وال يبخس شيئا منها حتى يعيش
اخلصام .
٦٠
• حق الزوج ف اإلسالم
اتضح مما سبق اهمية الزواج ف الشريعة ,ولكي يصان الزواج من
عليهما ,فمن حق املرأة وجوب اإلنفاق عليها ,وأن تعاشر باملعروف ,وإن
جتّل ,وترحم ,وان يستر عورتها ,وقد ذكرنا شطرا منها , ,وف نفس
الوقت ان الشريعة املقدمة أكدت بصورة كبيرة على حق الزوج على زوجته
,وف هذا املقام نذكر بعض حقوق الزوج على زوجته ف االسالم .
• تعظيم الزوج:
وان السخرية واللمز باآلخرين والتنابز باأللقاب وغير ذلك فانه امر
خْيًرا ّمْنُهْم
سى َأن َيُكوُنوا َ
خْر َقْوٌم ّمن َقْوٍم َع َ
س َ
) َيا َأّيَها اﱠلِذيَن آَمُنوا ال َي ْ
تطالب الزوجة بصورة خاصة بضرورة احترام زوجها لعظيم حقه عليها
,وال تستخف قدره ,وال تنسى فضله ,فروي عن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أعظم الناس حقا على املرأة زوجها ,وأعظم الناس حقا على
الرجل أمه ) (١وعنه )صلى ال عليه وآله( :لو أمرت أحدا أن يسجد
ومن الواضح ان احترام الزوج من قبل زوجته سيعكس بظالله على احلياة
• رضا الزوج:
روي عن اإلمام الباقر )عليه السالم( :ال شفيع للمرأة أجنح عند ربها من
وآله(٣٢.: رضا زوجها - .(١).وروي عن رسول ال )صلى ال عليه
ويل المرأة أغضبت زوجها ,وطوبى المرأة رضى عنها زوجها ).(٢
وملا ماتت فاطمة )عليها السالم( قام عليها أمير املؤمني )عليه السالم(
وقال :اللهم إني راض عن ابنة نبيك ,اللهم إنها قد أوحشت فآنسها(٣).
إن أهل البيت عليهم السالم ف مقام احلث الزوجة ف إرضاء زوجها
وكذلك ف مقام بيان املنزلة الشريفة عند ال تعالى ملن ترضي زوجها.
ان رضا الزوج عن زوجته ميكن ان يتحقق من خالل صور وحاالت متعددة
وحفظه ف ماله ونفسها ,وعدم اخلروج من البيت اال بإذنه ,ورضاه أيضا
بأن تصبر معه عند الشدة والبالء كالفقر واملرض ,ألن احلياة حتدوها
ون مناسبا مع كثرتهم ومتطلباتهم الكثيرة فهنا يأتي دور الزوجة الصاحلة
بأن تصبر وترضى عن زوجها مبا كدح ف عمله ,ووفر من رزق ال
احلالل ,وتقنع باحلال ,وإذا رضيت عنه رضيَ عنها لرضاها وبالتالي
ب َوال
ظْهِر َقَت ٍ
ت َعَلى َ
سَها َو ِإْن َكاَن ْ
متَنَعُه َنْف َ
طّوعًا ِإال ِبِإْذِنِه َ ,و ال ْ
صوَم َت َ
َت ُ
جَع
حﱠتى َتْر ِ
حَمِة َ
ب َوَمالِئَكُة الﱠر ْ
ض ِ
ض َو َمالِئَكُة اْلَغ َ
سَماِء َو َمالِئَكُة اَألْر ِ
ال ﱠ
٣٣. ِإَلى َبْيِتَها "
جِل ?
حّقًا َعَلى الﱠر ُ
س َ
ظُم الﱠنا ِ
ل َمْن َأْع َ
سوَل ا ِ
ت َ :يا َر ُ
َفَقاَل ْ
جَها "(1).
َقاَل َ " :زْو ُ
تخرج من هذا االمتحان االلهي ظافرة ومرضية عنده سبحانه قال عز
وجل ) وَمَا كَانَ ملُؤْمِنٍ وَال مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ
ضالال ّمِبيًنا
ضﱠل َ
سوَلُه َفَقْد َ
ل َوَر ُ اخلِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ◌ َوَمن َيْع ِ
صا َ
الزوجة وإال ُقدمت على حق الزوج كاحلج وصلة األرحام وغير ذلك .
ساِئُكم
خيِر ِن َ
روي عن الرسول األكرم ) صلى ال عليه وآله ( :إَّن ِمن َ
ت َما
خال ِبَها َبذَل ْ
طيُع أْمَره ,إَذا َ
سَمُع َلُه وُت ِ
صاُن َمع َغيِرِه ,التي َت ْ
,احل َ
والذليلة مبعنى املطاوعة لزوجها التي تسمع وتطيع أمره مبا يرضي ال
خَل ْ
ت ساِئُكُم اَّلِتي ِإَذا َ
خْيُر ِن َ
ل عليه السالمَ ,قاَل َ » :
روي َعْن َأِبي َعْبِد ا ِ
حلَياِء(٢).
ت َمَعُهِ ,دْرَع ا َ
س ْ
ت َلِب َ
س ْ
حلَياِءَ ,وِإَذا َلِب َ
ت َلُه ِدْرَع ا َ
خَلَع ْ
جَها َ
َمَع َزْو ِ
احلياء مَلَكة شريفة وعظيمة ومن خُلُق األنبياء والصاحلي ولكن على
الزوجة أن تخلع احلياء إذا ما خلت مع زوجها ,وأن تبذل له نفسها من
دون خجل وحياء وف نفس الوقت عليها أن تلبس لباس العفاف واحلجاب
ل صلى
سوُل ا ِ
سِمْعُتُه َيُقوُل َ » :قاَل َر ُ
ل َ ,قاَل َ :
جاِبِر ْبِن َعْبِد ا ِ
روي َعْن َ
شَراِر ِنسَاِئُكْم? الَّذِليَلُة ف َأْهِلَها , ال عليه وآله وسلم َ :أال ُأ ْ
خِبُرُكْم ِب ِ
جُة ِ ,إَذا
حلُقوُد ,اَّلِتي الَتَوَّرُع ِمْن َقِبيٍح ,اُملَتَبِّر َ
اْلَعِزيَزُة َمَع َبْعِلَها ,اْلَعِقيُم ا َ
طيُع
سَمُع َقْوَلُه َ ,وال ُت ِ
ضَر ,ال َت ْ
ح َ
صاُن َ ,مَعُه ِإَذا َ
حل َ
ب َعْنَها َبْعُلَها ,ا َ
َغا َ
فهذه األوصاف ينبغي ان ال تقع فيها الزوجة املؤمنة ,بل تترفع وتتنزه
االشرار .
ي عليه
ضا عليه السالم َ ,قاَل َ » :قاَل َأِميُر اُملْؤِمِن َ
سِن الِّر َ
حل َ
َعْن َأِبي ا َ
س?
خلْم ُ
ي َ ,وَما ا َ
س ِ ,قيَل َ :يا َأِميَر اُملْؤِمِن َ
خلْم ُ
ساِئُكُم ا َ
خْيُر ِن َ
السالم َ :
حّتى
ض َ
حْل ِبُغْم ٍ
جَها َلْم َتْكَت ِ
ب َزوْ ُ
ض َ
َقاَل :اْلَهِّيَنُة الَّلِّيَنُة اُملَؤاِتَيُة ,اَّلِتي ِإَذا َغ ِ
ب (١ ).
خي ُ
ل ال َي ِ
ل َ ,وَعاِمُل ا ِ
ا ِ
الذي ال يخيب حينما تطيع زوجها ,وتسمع قوله ,ومتكن له نفسها الخ.
ل صلى ال
سوُل ا ِ
وروي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السالم َ ,قاَل َ » :قاَل َر ُ
خْيَر
سِلِم َ
جَمَع ِلْلُم ْ
ت َأْن َأ ْ
جَّل ِ :إَذا َأَرْد ُ
ل َعَّز َو َ
عليه وآله وسلم َ:قاَل ا ُ
ب َعْنَها ف
ظُه ِإَذا َغا َ
حتَف ُ
ظَر ِإَلْيَها َ ,و ْ
سُّرُه ِإَذا َن َ
جًة ُمْؤِمَنًة َت ُ
صاِبرًا َ ,وَزْو َ
َ
سَها َوَماِلِه.(١).
َنْف ِ
ب َعْنَها
سَّرْتُه َ ,وِإَذا َغا َ
حلٍة ِ ,إَذا َرآَها َ
صا َ
جٍة َ
خْيرًا ِمْن َزْو َ
َأَفاَد َعْبٌد َفاِئَدًة َ
التقصير واإلهمال بشيء من ذلك ,فيحرم على الزوجة التعدي على مال
زوجها ,بل عليها أن حتفظه ف ماله فال تسبب ف إتالفه وضياعه ,
وكذلك عليها أن حتفظه وتصونه ف نفسها فال تخونه ,وال تتزين لغيره
واالحصان٣٧. ,وتتحلى بالعفاف
• حرمة اغضابه:
باعتبار عظيم حق الزوج على زوجته ,وما يبذل ويكدح ف سبيل توفير
روي عن اإلمام الصادق عليه السالم قال رسول ال) صلى ال عليه وآله
( ونهى أن تتزين لغير زوجها ,فان فعلت كان حقا على ال عز وجل أن
يحرقها بالنار(٢).
ووقاحة وكأنها لم تفعل شيئا ,وتخلع حجاب العفة والستر من أجل نزوات
احلَيَاةُ الدّنْيَا().(١
وهذا التّزين مُحّرم حتى مع رضا الزوج فال طاعة خمللوق ف معصية
اخلالق .
٧١
والواجبات الشرعية امللزمة إمنا يؤتى بها على نحو احلب والرحمة
وحسن اخللق من كال الزوجي وقد ورد عن أهل البيت عليهم السالم
احلث والترغيب باإلتيان بها ويصيب فاعلها الثواب واألجر الكبير ومن
فضل النساء ف خدمة أزواجهن ,فقال :أميا امرأة رفعت من بيت زوجها
شيئا من موضع إلى موضع تريد به صالحا إال نظر ال إليها ,ومن نظر
يعذبه٣٩(١). ال إليه لم
روي عن اإلمام الكاظم )عليه السالم( :جهاد املرأة حسن التبعل وروي
عن اإلمام الباقر )عليه السالم( :أميا امرأة خدمت زوجها سبعة أيام ,
أغلق ال عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب اجلنة تدخل من
أيها شاءت (١).وقال )عليه السالم( :ما من امرأة تسقي زوجها شربة من
ماء إال كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها () (٢وعن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إذا سقى الرجل امرأته أجر .(٣).
ولكن قد يفهم البعض تلك االمور -االخالقية -على انها ملزمة ويحاسب
املنزلية فهي غير ملزمة بها شرعا إمنا تأتي بها بدافع أخالقي وتعاوني
صرت
أنواع القسوة ومختلف مظاهر الشدة والعنف من زوجها إذا ما ق ّ
بشيء بهذه االمور اما بسبب التعب او املشاغل او اي ظرف اخر ,
بالنتيجة هي غير ملزمة بها ,وكان األولى أن تشكر وال ُتعّنف ,وجتازى
ساِن ِإال
ح َ
جَزاُء اِإل ْ
باإلحسان ,ال باإلساءة والنكران قال تعالى) َهْل َ
وان هذه الثقافة قد تفرز مشاكل وتشنجات جمة ف البيت األسري ,وقد
يصل األمر الى التوتر او االنفصال بينهما الن الزوج يحاسب ويعاقب
إمنا حثها الى اخلدمة على نحو التطوع واالستحباب ,ولذا قلنا فيما
وف هذا العنوان من موضوعنا نذكر عدة مسائل اخالقية مهمة تخص
املسائل الزوجية التي ينبغي االعتناء وااللتزام بها من قبل الزوجي اذا
• املودة والرحمة:
ان ال تعالى قد جعل بي الزوجي مودة رحمة قال تعالى ) َوِمْن آَياِتِه
فسوف يحل مكان املودة والرحمة اجلفاء والغلظة والتنمر ,وتصبح احلياة
بالباطل حتى تؤول االمور الى الهاوية ورمبا تفضي الى الطالق.
الرحمة والشفقة لكي تعم الطمأنينة والهدوء بينهما حتى مع وجود الباليا
والشدائد اخلارجية.
• التسامح:
٧٦
معقدة ويكثر فيها التصادم واالنتقام واملالمة واجلدال قال تعالى )َوْلَيْعُفوا
اية). (٢٢
إن ثقافة العفو والتسامح لو عمت احلياة الزوجية وحتلى الزوجان بهما
ويعسر االستقرار والعيش فيه ولذا كان من االولى ان تعم ثقافة الرحمة
والعفو والتسامح.
وانهن أعداء ألزواجهن ولكنه ف ذيل اآلية يحثنا أن نأخذ جانب العفو
٧٧
والصفح واملغفرة قال تعالى ) يَا أَيّهَا الﱠذِينَ آمَنُوا إِنﱠ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْالدِكُمْ
ل َغُفوٌر ﱠرحِيٌم
حوا َوَتْغِفُروا َفِإﱠن ا َ
صَف ُ
حَذُروُهْم َوِإن َتْعُفوا َوَت ْ
َعُدًّوا ﱠلُكْم َفا ْ
التغابن اية ) (١٤فال تعالى يريد منا ان نتأدب بأدبه العظيم فقال َ :فِإﱠن
حيٌم ( .
ل َغُفوٌر ﱠر ِ
ا َ
وكبيرة ,فما تكاد أن تصدر بعض الهفوات واألخطاء حتى حّول البيت
الناس من حوله ,فخذ على سبيل املثال رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فمع أنه خير خلق ال ولكنه لو استعمل سياسة الفظاظة والغلظة فان
ت َلُهْم َوَلْو
ل ِلْن َ
حَمٍة ِمَن ا ِ
الناس ينفضون من حوله قال تعالى ) َفِبَما َر ْ
ال تعالج باألخطاء ,مع التسليم بأن احملاسبة مسألة مهمة ومطلوبة حتى
٧٨
ال يزداد اخملطئ ف غيه ولكن احملاسبة حتتاج الى فن وأسلوب وطريقة
• الصبر
بالصبر على احلياة الزوجية ,املليئة بالتحديات ,فإن فشل اكثر االزواج
هو بسبب فقدان الصبر وخاصة ف بداية العالقة الزوجية وعدم وجود
والفجوات بينهما فهنا يأتي عامل الصبر ف حتمل أعباء احلياة الزوجية.
ومن مصاديق الصبر هو الصبر على الفقر واملرض والباليا التي حتدق
مخاطرها على العالقة االسرية ,وتهدد كيانها ,لو ال التحلي بالصبر ,
وحتمل الشدائد ,فما اكثر االسر التي حتطمت بسبب فقدان الصبر
ولذا ورد عن النبي ) صلى ال عليه وآله ( ) جهاد املرأة حسن التبعل (
لصبرها ف حتمل شتى الباليا والصعاب سواء كانت ف طاعة زوجها او
ومن القضايا التي البد من أخذها بعي االعتبار من كال الزوجي هي
مسالة تضيق وحتجيم دائرة املشكلة ,فإن على الزوج ان ال يوسع فجوة
املشكلة ويزيد الطي بلة ,وان يخمد نيرانها باحلكمة واحللم فإن النار
نار الغضب واالنتقام إذا اضطرمت ف النفس حترق اجلميع وال متيز بي
٤١. الصديق والعدو
تسارع ف حشر أهلها ف مشاكلها الزوجية حتى تضغط على زوجها ,
وظنًا منها أن ذلك التصرف يأتي بثماره ,ويحل املشكلة ,فإذا باملشكلة
إمنا عليهما حلها ف بداية األمر فيما بينهما وحتجيم دائرتها .
الزوجان لهذه التحديات بحكمة وصبر فال شك سوف تؤثر على العالقات
الزوجية ,و ّ
حتول البيت الى حالة من التشنج والفوضى وعدم االستقرار.
فبعض األزواج )الذكر واألنثى( يُعظّم صغائر املشاكل التي ميكن جتاوزها
بأدنى نظر وحكمة وترٍو فيحولها إلى كبائر ويلبسها لباس التعظيم
والعجيب أن البعض يحوّل البيت الى جهنم بسبب أمور تافهة وسخيفة
يزهد عنها الطفل الصغير فال يعيير لها اهتماما وقيمة ,وقد يصل االمر
٨١
احيانا ان الزوج يعمد أمام هذه املشاكل الصغيرة واحلقيرة الى الضرب
املبرح ,ورمبا الى القتل وكثير من األحيان تنتهي وتؤول إلى الطالق
واالنفصال.
إن املشاكل الصغيرة كالنار ف بدايتها ,فإن الواعي واحلكيم عليه ان
وتأججا.
من املشاكل التي تضرب العالقة الزوجية هي بسبب انتشار هذه الظاهرة
السلبية ف البيوتات.
٨٢
,وبعد ذلك تصبح هذه االسرار ف متناول اجلميع وتكون اداة لتحطيم
االسرة .
ومع أن السر أمانة إلهية ال يجوز إظهاره لآلخرين سواء بقيت العالقة
الزوجية او انفصلت ,ولكن مع عظمته جتد الكثير من األزواج ال يبالون
بهذه االمانة وجتد اسرارهم صغيرها وكبيرها عند االخرين .
اإلنفاق:
جِل
سِن ) عليه السالم ( ِإﱠن ِعَياَل الﱠر ُ
حل َ
سَعَدَة َقاَلَ :قاَل ِلي َأُبو ا َ
َعْن َم ْ
ش َ
ك سَراِئِه َفِإْن َلْم َيْفَعْل َأْو َ
سْع َعَلى ُأ َ سَراُؤُه َفَمْن َأْنَعَم ا ُ
ل َعَلْيِه ِبِنْعَمٍة َفْلُيَو ّ ُأ َ
َأْن َتُزوَل الّنْعَمُة.(١).
ثم إن التوسعة على الزوجة والعيال له تأثير كبير ف إيجاد احلياة الكرمية
اإلنفاق روي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن املؤمن يأخذ بأدب
ال إذا أوسع ال عليه اتسع وإذا أمسك عنه أمسك(٢) .
قلنا فيما سبق الزواج ليس رحلة قصيرة وال نزوة عابرة امنا هو مشروع
اجتماعي اخالقي إنساني وهذا املشروع فيه ضوابط ويتضمن على قيود
صر ف
وقواني اخالقية ودينية وانسانية واجتماعية ولكن البعض يق ّ
واجباته ويتجاوز على حقوق اآلخرين بسبب االنانية وحب الذات فيريد
ان ينهم ويستحوذ على كل ما تقع عليه عيناه ,فيستأثر باملال واألمور
٤٣. العينية األخرى فال يجعل أية فسحة ألخر
إن االستئثار باملال وعدم صرفه ف موارده الصحيحة يولد الكثير من
ان املال بحد ذاته هو نعمة ولكن شريطة ان يتعامل الفرد معه بصورة
مخيفة وخاصة عند اجلالية املسلمة ف الدول الغرب وان عامل املال قد
واخلالفات.
والبعض من الرجال جتده كرميا منفقا على غير زوجته وأسرته وبخيال
على أهله او ينفق امواله على اشياء ثانوية او كمالية ليست من أساسيات
٨٥
فهذه االمور قد يراها البعض مسائل بسيطة وهامشية وال تؤثر على
الزوجي ,والتجربة والواقع يثبت ذلك فالزوجة كما تريد األخالق واحملبة
فاملال من ثماره أنه يجلب السعادة لإلنسان ,وراحة البال ,ويقطع عن
االمر الى الطالق فما الفائدة من وجوده حينها ? فالسعيد ليس من كنز
يعيش الضيق والهموم والغموم ونكد احلياة ,بسبب بخله وشغفه مباله ,
• التعاون :
فالتعاون أمر مطلوب ومحبوب من كال الزوجي حتى ولو لم يكن واجبا
اإللزام ,فمثل هذا السلوك يجعل احلياة الزوجية نظير القانون العسكر
فإن إفشاء ثقافة التعاون واملساعدة ف البيت األسري يفيض حالة من
فالزوجة إذا كانت ميسورة احلال ,وترى زوجها مير بظروف خانقة ال
ميكنه أن يوفر الطعام املناسب واحلاجيات االخرى املهمة ,ف مثل هذه
وسعادة.
وال تقتصر مساعدتها ف اجلوانب املادية بل هنالك أمور كثيرة أهم بكثير
من املسائل املادية تقدمها لزوجها كالوقوف بجانبه ف ساعة العسرة ,
وكذلك بالنسبة للزوج ينبغي أن ميد العون لزوجته عند حاجتها إليه ف
بعض املسائل التي ال تعد شرعا ملزمة عليه إمنا يقف بجانبها من باب
ب َلُهْم َرّبُهْم
جا َ
سَت َ
ويزيدها أكثر انسجاما وترابطا ومحبة قال تعالى ) َفا ْ
٨٨
ض (آل ضيُع َعَمَل َعاِمٍل ّمنُكم ّمن َذَكٍر َأْو ُأنَثى ۖ◌ َبْع ُ
ضُكم ّمن َبْع ٍ َأّني ال ُأ ِ
عمران اية).(١٩٥
• القناعة
وال تعارض الدين وال األخالق ما دامت ف إطار احللية ,وعدم التجاوز
على حقوق اآلخرين ,وف نفس الوقت أن التكّيف مع الظرف املعاش هو
للكثيرين من األزواج ,فمثال حينما تنظر الزوجة الى بيت غيرها وترى
من السعة والغنى ما ال تراه ف بيت زوجها فاما إن تشعر بالغبطة وحتمد
وهذا األمر ال يقتصر على النساء بل قد يقع فيه الرجال فما أكثر الرجال
فوجود القناعة عند األزواج مسألة ضرورية للحفاظ على النسيج الزوجي
ان اجلمال والثقافة وغير ذلك من الصفات ُتعد من املسائل املهمة ولكن
ليس على حساب االخالق والدين او حتطيم العائلة ,أو تُبّرر جواز التعدي
على احملرمات.
عويصة ,يصعب اخلروج منها ورمبا تؤول الى االنفصال وخاصة إذا علم
بعض االزواج )الرجل واملرأة( ال يعيرون جانب االهتمام بينهم فعلى سبيل
٩٠
املثال نالحظ بعض الرجال بسبب كثرة مشاغله وعمله والتزاماته الكثيرة
فالزوجة كحالة طبيعية حتتاج إلى الكثير من األمور غير مسألة املاكل
احللية واملشروعية.
فالزوجة حتى وان كانت تستطيع اجناز كل حاجاتها بنفسها ولكنها ال
أنه ما دام يوفر كل طلباتها وطلبات االسرة املادية فقد ادى ما عليه من
ولكن املسائل ال تدرس وتقرأ فقط من جانب ديني إمنا هنالك مسائل
فهذا التقصير إذا صدر من أحدهما بحق االخر فانه يولد حالة من
وان كثيرا من املشاكل والتحديات التي تنهال على االسرة الزوجية ناجتة
تنعكس سلبا عليه بصورة خاصة وعلى البيت األسري بصورة عامة.
عنه ولكن يجب اعطاء كل ذي حق حقه فال افراط وال تفريط يجنب
اإلنسان من املشاكل.
٩٢
والعيوب ولكن لكل قاعدة شواذ فلذا البعض بسبب إهماله وتقصيره ال
اللبيب.
فان الزوج يرغب ان يرى زوجته دائما ف أحسن حالها من الزينة ,
األمر بالنسبة للزوجة فإنها حتب أن ترى زوجها من االهتمام بنفسه مبثل
فإن االعتناء بالشكل اخلارجي لإلنسان أمر مهم جدا ألنه من عوامل
حينما يرى زوجته ال تهتم بنفسها وزينتها وجمالها ورمبا يعمد الى الطالق
وهذه املسالة واضحة عند الكثير من الناس ولكن الزوجة قد تهمل هذا
ثم أن التجربة والواقع املعاش اثبت ولو بصورة إجمالية ان بعض األوالد
يتأثرون أيضا بالوضعية والكيفية التي يرونها عليها آباءهم وأمهاتهم سلبا
وايجابا.
ال شك أن املشاكل العائلية كثيرة ومتنوعة وال يكاد يخلو بيت من املشاكل
املشاكل التي رمبا تتجاوز احلد بحيث يكون البيت عبارة عن صراع قائم
بعثرة احاسيس املقابل واثارة كوامن الغضب لديه ,ورمبا تكون بكلمات
فهذا األسلوب خطير وخاصة عندما تكون هنالك مشكلة قائمة وكبيرة
إذن :فمن العوامل التي تزلزل وتهدد العش الزوجي هو أسلوب االستفزاز
فمن املؤسف ان بعض االزواج يدقق ويركز ف أدق األشياء ومن ثم يحول
)احلبة كُبة( كما يقال ف املثل!! وكان ميكنه أن يغض الطرف عن تلك
األمور وال يعيرها اهتماما ولكنه حينما اصبغ عليها طابع التهويل
وان املشاكل التي حتدث أثناء احلياة الزوجية ال ميكن حلها عن طريق
بينهما قال تعالى )َوَتَعاَوُنوا َعَلى اْلِبّر َوالﱠتْقَوى َوال َتَعاَوُنوا َعَلى اِإلْثِم
ب( ).(١
شِديُد اْلِعَقا ِ
ل َ
ل ِإﱠن ا َ
َواْلُعْدَواِن واﱠتُقوا ا َ
• التضحية:
ونحن لسنا بصدد التعريض بأن املظلوم عليه ان يسكت عن ظلمه ,وال
يبحث عن مخرج يحفظ كرامته وحقه ولكن حينما تغلق األبواب وتفتقد
احللول وال يبقى اال الطالق فيشعر املظلوم واملعتدى عليه أن الطالق
٩٦
سوف يكون فوهة نارية حترق االخضر واليابس ف األسرة ,فيتحمل األذى
سًرا
سِر ُي ْ
ويصبر لعل ال يأتي بالفرج واليسر قال تعالى )ِإﱠن َمَع اْلُع ْ
• التشاور:
بينهما ال تختص بأحدهما دون اآلخر وبالتالي عملية التأثير والتأثر أمر
واقع ال مناص منه ,ولدفع املشاكل ,وجلب املنافع يكون التشاور بي
اآلخر ,وانه يعطي مساحة من احلرية لآلخر لكي يبت برأيه وكلمته ,
وما يقال بأن املرأة ال تشاور ف القضايا واملسائل االسرية فهذا ليس على
النحو االطالق واملوجبة الكلية إمنا يستثنى النساء ذوات العقل الراجح ,
ومع العلم ان احلياة الزوجية ليست كلها مسائل ذات طابع مصيري ومهم
• الشخصية القوية
ورفض األنفة والتكبر ولكن التواضع ليس مبعنى إزالة شخصية املتواضع
ومن خالل هذا االستغالل والتعدي تتولد مبرور الزمن حالة من اإلرهاق
فال تناقض بي التواضع والشخصية القوية ولكن على الفرد املؤمن أن
يحسن التصرف بينهما وهذا االمر يحتاج الى وعي ومعرفة وتوفيق من
ال تعالى.
٩٩
فمن املؤسف أن يتحلى بعض األزواج بثقافة مغايرة لتعاليم اإلسالم حيث
يتعامل مع الزوجة معاملة استعالئية وتكبرية فال ميازح وال يشاور وال
ثقافة باطلة وغير صحيحة فإظهار األخالق الطيبة ومنها التواضع ال
ولكن هذا ال يعني بأن الرجل أفضل من املرأة ,قال سبحانه ) َواُملْؤِمُنوَن
وقد ُتستغل هذه القيمومة بصورة خاطئة فيتجاهل الزوج زوجته ويفرض
عليها إرادته وسلطته حتى ولو على حساب قمص حقها او استضعافها.
واألسرة بالقوة والشدة ,فأن بعضا من الرجال يريد أن يدير االسرة بالقوة
واالكراه والقهر من دون تفاهم ومشاورة ألنه رجل وعلى الزوجة أن تطيع
ثم إن إثبات واظهار الرجولة ف البيت ال يقتصر على الرجل فهناك بعض
ف األسرة.
١٠١
للتفاخر امنا وسام الزوجة أن تكون الزوجة الصاحلة ,واألم احلنونة ,
فان ثقافة القوة هي من أسباب تفكك العالقة الزوجية ألن هذه النزعة
الطرف اآلخر فيندفع الى الرغبة الى االنفصال من اجل ان يعيش احلرية
واالجالل.
١٠٢
نفسه ف حياته اليومية ف املأكل واملنام وكذلك الزوجة ,وكل منهما يعيش
ف عامله اخلاص ورمبا يبقى هذا الشرخ لسنوات عديدة من دون معاجلة
وان هذا السلوك له نتائج خطيرة على حياة وأخالق كال الزوجي والعائلة
بأسرها ,فمن خالل هذا التصرف الغير املسؤول تقع الكثير من
اآلخر.
وقد تتفاقم األمور ,ويتعدى الفرد حدوده بحيث ان الزوجة ال متكن نفسها
واحلمد ل رب العاملي
١٠٤