You are on page 1of 228

‫حواشي‬

‫الشيخ عبد الحميد الشرواني‬


‫والشيخ أحمد بن قاسم العبادي‬

‫على‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫للمام‬
‫شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي‬

‫وضعت حاشية الشرواني في أعلى كل صحيفة‬


‫وحاشية ابن قاسم أدناها مفصول بينهما بخط عرضي‬

‫وبهامشه‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫الجزء الثالث‬

‫دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫باب كيفية صلة الخوف‬


‫من حيث إنه يحتمل في الفرض فيه ما ل يحتمل في غيره كممما‬
‫يأتي وتعبيرهم بالفرض هنا‪ ،‬لنه الصل وإل فلو صلوا فيه عيممدا مثل‬
‫جاز فيه الكيفيات التية لما صرحوا به فممي الرابعممة مممن جممواز نحممو‬
‫عيد وكسوف ل استسمقاء‪ ،‬لنمه ل يفموت وحينئذ فيحتممل اسمتثناؤه‬
‫أيضمما مممن بقيممة النممواع >ص‪ <3 :‬ويحتمممل العممموم‪ ،‬لن الرابعممة‬
‫يحتاط لها لما فيها من كثرة المبطلت ما ليس فممي غيرهمما وأصمملها‬
‫قوله تعالى }وإذا كنت فيهم{ الية مع ما يأتي )هي أنواع( تبلغ ستة‬
‫عشر نوعا بعضها في الحاديث وبعضها في القرآن واختار الشافعي‬
‫رضي الله عنه منها الثلثة التيممة‪ ،‬لنهمما أقممرب إلممى بقيممة الصمملوات‬
‫وأقل تغييرا وذكر الرابع التي لمجيء القرآن به‬
‫]تنبيه[ هذا الختيار مشكل‪ ،‬لن أحمماديث ممما عممدا تلممك الثلثمة ل‬
‫عذر في مخالفتها مممع صممحتها وإن كممثر تغييرهمما وكيممف تكممون هممذه‬
‫الكثرة التي صح فعلها عنه صلى الله عليه وسلم من غير ناسخ لهمما‬
‫مقتضية للبطال ولو جعلت مقتضية للمفضولية لتجه‪ ،‬وقد صح عنه‬
‫ما تشيد به فخره من قوله إذا صح الحممديث فهممو مممذهبي واضممربوا‬
‫بقولي الحائط وهو وإن أراد من غير معارض لكن‪ ،‬ما ذكممر ل يصمملح‬
‫معارضا كما يعرف من قواعمده فمي الصمول فتمأمله )الول( صملة‬
‫عسفان وحذف هذا مع أنه النوع حقيقة لفهمه مما ذكره وكممذا فممي‬
‫الباقي )يكون( >ص‪ <4 :‬أي كون على حممد تسمممع بالمعيممدي خيممر‬
‫من أن تراه فاندفع ما هنمما للشممارح )العممدو فممي( جهممة )القبلممة( ول‬
‫حائل بيننا وبينه وفينا كثرة بحيث تقمماوم كممل فرقممة منمما العممدو كممذا‬
‫قالوه مصرحين بأنه شرط لجواز هذه الكيفية وهممو مشممكل مممع ممما‬
‫يعلم من كلمهم التي أنه يكفي جعلهم صفا واحممدا وحراسممة واحممد‬
‫منهم وقد يجاب بأنه صلى الله عليه وسلم لم يفعلها إل مع الكممثرة‪،‬‬
‫لنه كان في ألف وأربعمائة وخالد بممن الوليممد رضممي اللممه عنممه فممي‬
‫مائتين من المشركين في صحراء واسعة والغالب على هذه النواع‬
‫التباع والتعبد فاختص الجواز بما في معنى الوارد من غير نظر إلى‬
‫أن حراسممة واحممد يممدفع كيممدهم لحتمممال أن يسممهو فيفجممأ العممدو‬
‫المصلين فينال منهم لو قلوا‪ ،‬وأيضا فقلتهم ربما كانت حاملة العممدو‬
‫على الهجوم وهم في سجودهم بخلف كثرتهم فجازت هذه الكيفية‬
‫مع الكثرة وأدنى مراتبها أن يكون مجموعنا مثلهم بممأن نكممون مممائة‬
‫وهم مائة مثل فصدق حينئذ أنا إذا فرقنا فرقتين كافممأت كممل منهممما‬
‫العدو سواء أجعلنا فرقة أم فرقا‪ ،‬فقولهم بحيث إلممى آخممره المممراد‬
‫منه كمن عبر بأن يكافئ بعض منا العدو ما ذكر كما هو ظاهر ل مع‬
‫القلة )فيرتب المام القوم صفين( أو أكثر )ويصلي بهم( بأن يحممرم‬
‫بالجميع إلى أن يعتدل بهم )فممإذا سممجد سممجد معمه صممف سممجدتين‬
‫>ص‪ <5 :‬وحرس صف فإذا قاموا سجد من حممرس ولحقمموه( فممي‬
‫القيام ليقرأ بالكل فإن لم يلحقوه فيه بأن سممبقهم بممأكثر مممن ثلثممة‬
‫طويلة السجدتين والقيام بأن لم يفرغوا من سجدتيهم إل وهو راكع‬
‫وافقوه في الركوع وأدركوه بشرطه فممإن لممم يوافقمموه فيممه وجممروا‬
‫على ترتيب أنفسهم بطلت صلتهم بشرطه كما علم ذلك كلممه مممما‬
‫مر في المزحمموم وغيممره‪ .‬نعممم يممتردد النظممر هنمما فيممما ذكرتممه فممي‬
‫حسبان السجدتين عليهممم مممع كممونهم مممأمورين بممالتخلف بهممما مممع‬
‫إمكان فعلهم لهما مممع المممام لمصمملحة الغيممر بخلف تلممك النظممائر‬
‫)وسجد معه في الثانية من حرس أول وحرس الخرون فممإذا جلممس‬
‫سجد من حرس وتشهد بالصممفين وسمملم وهممذه صمملة رسممول اللممه‬
‫صلى الله عليه وسلم بعسممفان( بضممم العيممن سمممي بممذلك لعسممف‬
‫السيول فيه رواها مسلم لكن فيه أن الصف الول سممجد معممه فممي‬
‫الركعممة الولممى والثمماني فممي الثانيممة مممع تقممدم الثمماني وتممأخر الول‬
‫وحملوه على الفضل الصادق >ص‪ <6 :‬بممه المتممن كعكسممه وذلممك‬
‫بشرط أن ل تكثر أفعالهم في التقدم والتأخر المطلوب في العكس‬
‫أيضا قياسا على الوارد‪ ،‬لن الول أفضممل فخممص بالسممجود أول مممع‬
‫المام الفضل أيضمما واغتفممر هنمما للحممارس هممذا التخلممف لعممذره ول‬
‫حراسة في غير السجدتين لعدم الحاجة إليها )ولو حرس فيهما( أي‬
‫الركعتين )فرقتا صف( على المناوبة فرقة فمي الولمى وفرقمة فمي‬
‫الثانية )جاز( قطعا لحصول المقصود وهو الحراسة )وكذا( يجمموز أن‬
‫تحرس فيهما )فرقة( واحدة ولممو واحممدا )فممي الصممح( إذ ل محممذور‬
‫فيممه وفرضممهم الركعممتين باعتبممار أنممه المموارد وإل فللممزائد عليهممما‬
‫حكمهما‪) .‬الثاني يكون( العدو )فممي غيرهمما( أي القبلممة أو فيهمما وثممم‬
‫ساتر وليمس همذا شمرطا لجمواز همذه الكيفيمة بمل لنمدبها كمما فمي‬
‫المجموع عن الصحاب )فيصلي( المممام بعممد جعلممه القمموم فرقممتين‬
‫واحدة بوجه العدو حين صلته بالولى ثم تذهب هممذه لمموجهه وتممأتي‬
‫الخرى إليه )مرتين كل مرة بفرقة وهذه صمملة رسممول اللممه صمملى‬
‫الله عليه وسلم ببطن نخل( موضع من نجد رواهمما الشمميخان >ص‪:‬‬
‫‪ <7‬وشرط ندب هذه كما قاله ل جوازها خلفا لما زعمه السممنوي‬
‫نظرا إلى أنها مع فقد بعض الشممروط فيهمما تغريممر بالمسمملمين‪ ،‬لن‬
‫هذا ملحظ آخممر ل تعلممق لممه بالصمملة علممى أنممه ل تغريممر فيممه إل إن‬
‫أكرههم على القتداء بمه ممع علممه بمأن فيمه ضمررا عليهمم‪ ،‬كثرتنما‬
‫بحيث تقاوم كل فرقة منا العدو أي بالعتبار السابق كما هممو ظمماهر‬
‫وخوف هجممومهم فممي الصمملة لممو لممم يفعلوهما وعممبر بعضممهم بممأمن‬
‫مكرهم ول تخالف‪ ،‬لن المراد أمنه لو فعلوا والمام ينتظرهم‪ ،‬نعممم‬
‫إن أمكن أن يؤم الثانية واحد منها كان أفضل ليسلموا من اقتدائهم‬
‫بالمتنفل المختلف في صحته في الجملممة وصمملته صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم بالفرقتين‪ ،‬لنهم ل يسمحون بالصلة خلف غيره مممع وجمموده‬
‫)أو( يكون العدو في غيرها أو فيها وثم ساتر وهذا هو النمموع الثممالث‬
‫كما أفمماده قمموله التممي‪ .‬الرابممع )تقممف فرقمة فممي وجهمه( أي العمدو‬
‫تحرس )ويصلي بفرقة ركعممة >ص‪ <8 :‬فممإذا قممام للثانيممة فممارقته(‬
‫بالنية وإل بطلت صلتها وعلم منه أنه ل تسن لهم نيممة المفارقممة إل‬
‫بعد تمام النتصاب‪ ،‬لنه قائم أيضا فيكون انتصابهم في حال القدوة‬
‫)وأتمت وذهبت إلى وجهه وجاء الواقفون( في وجممه العممدو والمممام‬
‫ينتظرهم )فاقتدوا به وصلى بهم( الركعة )الثانية فإذا جلس للتشهد‬
‫قاموا( ندبا فورا من غيممر نيممة‪ ،‬لنهممم مقتممدون بممه حكممما كممما يممأتي‬
‫)فأتموا ثانيتهم ولحقوه وسلم بهم وهممذه صمملة رسممول اللممه صمملى‬
‫الله عليه وسلم بذات الرقاع( موضع من نجد رواها الشمميخان أيضمما‬
‫وسميت بذلك لتقطع جلود أقدامهم فيها فكانوا يلفون عليها الخممرق‬
‫وقيل غير ذلك‪ ،‬ويجوز فيها غير تلك الكيفية ولو مع الفعال الكممثيرة‬
‫>ص‪ <9 :‬لصحة الخبر به كما بينته في شرح العباب )والصح أنها(‬
‫أي هذه الكيفية )أفضل من بطن نخل( وعسفان‪ ،‬لنها أخف وأعدل‬
‫بين الطائفتين ولصحتها بالجماع في الجملة وفارقت صلة عسفان‬
‫بجوازها في المن لغير الفرقة الثانية ولها إن نوت المفارقة بخلف‬
‫التخلف الفاحش الذي في عسفان فإنه ل يجوز في المن كذا قيل‪،‬‬
‫وفيه نظر فإن التخلف الذي فممي عسممفان يجمموز فممي المممن للعممذر‬
‫كالزحمة وعند نية المفارقة فكانت أولممى بممالجواز مممن ذات الرقمماع‬
‫بالنسبة للفرقة الثانية‪ ،‬لن انفرادها ل يجمموز فممي المممن بحممال‪ ،‬ثممم‬
‫رأيت ذلمك منقمول عمن الرافعمي ورأيمت لمه توجيهما يوضمحه بعمض‬
‫اليضاح وهو أن ذات الرقاع أشبه بالقرآن لما فيها من الحزم وأمن‬
‫غدر العدو إذ وقوف الطائفة الحارسة قبالته مممن غيممر صمملة أقمموى‬
‫في مصابرة العدو ودفع كيممده )ويقممرأ المممام( نممدبا )فممي انتظمماره(‬
‫الفرقة )الثانية( في القيممام الفاتحممة وسممورة طويلممة إلممى أن يجيئوا‬
‫إليه ثم يزيد من تلك السورة قدر الفاتحة وسممورة قصمميرة إن بقممي‬
‫منها قدرهما وإل فمممن سممورة أخممرى لتحصممل لهممم قممراءة الفاتحممة‬
‫>ص‪ <10 :‬وشيء من زمن السورة )ويتشهد( نممدبا فممي انتظارهمما‬
‫في الجلوس ويممدعو إلممى أن يجلسمموا معممه ويفرغمموا مممن تشممهدهم‬
‫بكماله‪ ،‬لن الصلة ليس فيها سكوت والقيام ليس محل ذكر )وفي‬
‫قول( يشتغل بالذكر و )يؤخر( قراءة الفاتحة والتشهد ندبا )لتلحقه(‬
‫وتعادل الفرقة الولى فإنه قرأها معهممم ويسممن لممه تخفيممف الولممى‬
‫ولهم تخفيف ما ينفردون به )فإن صلى مغربمما( بهممذه الكيفيممة )ف(‬
‫يصلي )بفرقة ركعتين وبالثانية ركعة وهو أفضل من عكسه( الجممائز‬
‫أيضا بل هو مكروه )في الظهر(‪ ،‬لن التفضيل ل بممد منممه فالسممابق‬
‫أولى به‪ ،‬ولسلمته من التطويل في عكسه بزيادة تشهد فممي أولممى‬
‫الثانيممة )وينتظممر( الثانيممة إذا صمملى بممالولى ركعممتين )فممي( جلمموس‬
‫)تشممهده( الول )أو قيممام الثالثممة وهممو( أي انتظارهمما فممي القيممام‬
‫)أفضل( منه في التشهد )في الصممح( لبنممائه علممى التطويممل بخلف‬
‫التشهد الول ويقرأ في انتظاره في القيام ويتشهد في انتظاره في‬
‫القيام ويتشهد في انتظاره إن فممارقته الولممى قبلممه‪ ،‬والولممى أن ل‬
‫يفممارقوه إل بعممده‪ ،‬لنممه محممل تشممهدهم )أو( صمملى بهممم )رباعيممة(‬
‫فيصمملي )بكممل( مممن الفرقممتين )ركعممتين( تسمموية بينهممما والفضممل‬
‫انتظاره الثانية في قيام الثالثة هنا أيضا‪) .‬ولو( فرقهم أربع فرق في‬
‫الرباعية وثلثا في الثلثية و )صلى بكل فرقممة ركعممة( وفممارقته كممل‬
‫من الثلث الول وصلت لنفسها ما بقي عليها وهو منتظر فراغها ثم‬
‫تجيء الرابعة فيصلي بها ركعة وتأتي بالباقي وهممو منتظممر لهمما فممي‬
‫التشهد ثم يسلم بها )صحت صلة الجميع في الظهر( إذ ل محممذور‬
‫فيه لجوازه في المن ولو لغير حاجة وإنما اقتصر صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم على النتظارين‪ ،‬لنه الفضل )وسهو كل فرقة( >ص‪<11 :‬‬
‫إذا فرقهم فرقتين كما دل عليه كلمه وصرح به أصله )محمول في‬
‫أولهم( لقتدائهم فيها حسا وحكما )وكذا ثانيممة الثانيممة فممي الصممح(‬
‫لقتدائهم فيها حكما وإل لحتمماجوا لنيممة القممدوة إذا جلسمموا للتشممهد‬
‫معممه )ل ثانيممة الولممى( لنفرادهممم فيهمما حسمما وحكممما )وسممهوه( أي‬
‫المام )في الولى يلحق الجميمع( أمما الولمى فظماهر فتسمجد عنمد‬
‫تمام صلتها‪ ،‬وأما الثانية فلنهم ربطوا صلتهم بصلة ناقصة لما مممر‬
‫أن من اقتدى بمن سها قبل اقتدائه به يلحقه سهوه فيسجدون معه‬
‫فإن لم يسجد سجدوا بعد سمملمه )و( سممهوه )فممي الثانيممة ل يلحممق‬
‫الولين(‪ ،‬لنهم فارقوه قبل السهو بل يلحق الخريممن وإن كممان فممي‬
‫حال انتظاره لهم في التشهد الخير وهذا كله وإن علم مما مر فممي‬
‫سجود السهو لكنهم ذكروه هنا‪ ،‬لنه مما يخفى ولو كان الخوف في‬
‫بلد وحضرت صلة الجمعة صمملوها علممى هيئة عسممفان وهممو واضممح‬
‫وعلى هيئة ذات الرقمماع لكممن بشممروط حررتهمما فممي شممرح الرشماد‬
‫وحاصلها أن يكون في كل ركعة أربعون سمعوا الخطبة لكن ل يضر‬
‫النقص في الركعة الثانية‪) .‬ويسممن( للمصمملي صمملة الخمموف )حمممل‬
‫السمملح( الممذي ل يمنممع صممحة الصمملة ل نحممو نجممس وبيضممة تمنممع‬
‫السجود فل يجوز حمله >ص‪ <12 :‬لغير عممذر وكحملممه فممي سممائر‬
‫أحكامه وضعه بين يديه إن سهل أخذه كسهولته وهو محممموله وهممو‬
‫هنا ما يقتل نحو سيف ورمممح وسممكين وقمموس ونشمماب ل ممما يممدفع‬
‫كترس ودرع فيكره حمله كترك حمل الول حيث ل عذر )فممي هممذه‬
‫النواع( الثلثة )وفممي قممول يجممب( لظمماهر قمموله تعممالى }وليأخممذوا‬
‫أسلحتهم{ وحمله الول على النممدب وإل لبطلممت الصمملة بممتركه ول‬
‫قائل به‪ ،‬وفيه ما فيه‪ ،‬ولو خاف ضررا يبيح التيمم بترك حمله وجب‬
‫في النواع الثلثة على الوجممه ولممو نجسمما ومانعمما للسممجود‪ ،‬والممذي‬
‫يتجه أنه يأتي في القضاء هنا ما يأتي في حمل السلح والنجس في‬
‫حال القتال وإن فرض أن هذا أندر‪ ،‬ولو انتفى خوف الضممرر وتممأذى‬
‫غيره بحمله كره أي إن خف الضرر بأن احتمل عادة وإل حممرم وبممه‬
‫يجمع بين إطلق كراهته وإطلق حرمته‪).‬الرابع( من النممواع بمحلممه‬
‫كذا قاله الشارح منبها به على أن قوله‪ :‬الرابع واقع فممي محلممه وإن‬
‫لم يذكر الثالث‪ ،‬لنه ذكره ضمممنا كممما مممر )أن يلتحممم القتممال( بممأن‬
‫يختلط بعضهم ببعض ولم يتمكنوا من تركممه تشممبيها بمماختلط لحمممة‬
‫الثوب بسداه )أو يشممتد الخمموف( بل التحممام بممأن لممم يممأمنوا هجمموم‬
‫العدو لو ولوا أو انقسمموا )فيصملي( كمل منهمم )كيمف أمكمن راكبما‬
‫وماشيا( ول يجوز تأخير الصلة عن الوقت وظمماهر كلمهممم أن لهممم‬
‫فعلها كذلك أول الوقت >ص‪ <13 :‬وهممو نظيممر ممما مممر فممي صمملة‬
‫فاقد الطهورين ونحوه‪ ،‬لكن صرح ابن الرفعة باشتراط ضيقه ونقله‬
‫الذرعي عن بعض شراح المختصر واعتمده هممو وغيممره وزاد أعنممي‬
‫الذرعي أن ذلك مرادهم وفيه ما فيه للتوسعة لهم في أمور كممثيرة‬
‫مع غلبة كون التأخير هنا سببا لضاعة الصمملة بإخراجهمما عممن وقتهمما‬
‫لكثرة اشتغالهم بما هم فيه مع عسر معرفتهممم بممآخر المموقت حممتى‬
‫يؤخروا إليه فممالوجه ممما أطلقمموه )ويعممذر فممي تممرك القبلممة( لحاجممة‬
‫القتال لقوله تعالى }فإن خفتممم فرجممال أو ركبانمما{ قممال ابممن عمممر‬
‫مستقبلي القبلة وغير مستقبليها قال الشافعي رواه ابن عمر رضي‬
‫الله عنهما عن النبي صلى الله عليمه وسملم ويجموز اقتمداء بعضمهم‬
‫ببعض وإن اختلفممت جهتهممم كالمممأمومين حممول الكعبممة‪ ،‬نعممم يجمموز‬
‫التقدم هنا على المام للضرورة‪ ،‬بممل الجماعممة لهممم حيممث لممم يكممن‬
‫النفراد هو الحزم أفضل‪ ،‬أما لو انحرف عنهمما ل لحاجممة القتممال بممل‬
‫لنحممو جممماح دابتممه وطممال الفصممل فتبطممل صمملته‪) .‬وكممذا العمممال‬
‫الكثيرة( كضربات متوالية وركض كثير وركوب احتاجه أثنمماء الصمملة‬
‫وحصل منه فعل كثير يعذر فيها )لحاجة( إليها )في الصح( كالمشي‬
‫المذكور في الية أما حيث ل حاجة فتبطل قطعا )ل صياح( أو نطق‬
‫بدونه فل يعذر فيه لعدم الحاجممة إليممه بممل السمماكت أهيممب‪ ،‬وفممرض‬
‫الحتياج إليه لنحو تنممبيه مممن خشممي وقمموع نحممو مهلممك بممه أو لزجممر‬
‫الخيل أو ليعرف أنه فلن المشهور بالشجاعة نادر )ويلقممي السمملح‬
‫إذا دمي( >ص‪ <14 :‬أو تنجس بما ل يعفى عنه ولممم يحتجممه فممورا‬
‫وجوبا حذرا من بطلن صلته بإمساكه وله جعله بقرابه تحت ركممابه‬
‫إن قل زمن هذا الجعل بأن كان قريبا من زمممن اللقمماء ويغتفممر لممه‬
‫هذه اللحظة اليسيرة لما في إلقائه من التعريض لضاعة المال مممع‬
‫أنه يغتفر هنا ما ل يغتفر في غيره ومن ثم لممم تكممن النممواع الثلثممة‬
‫كما هنا )فإن عجز( عن إلقائه كأن احتاج لمسمماكه وإن لممم يضممطر‬
‫إليه كما أفهمه كلم الروضممة وأصمملها )أمسممكه( للحاجممة )ول قضمماء‬
‫في الظهر(‪ ،‬لنه عممذر يعممم فممي حممق المقاتممل فأشممبه الستحاضممة‬
‫والمعتمد في الشرحين والروضة والمجموع عممن الصممحاب وجمموبه‬
‫واعتمده السنوي وغيره ومنعوا التعليممل المممذكور وقممالوا بممل ذلممك‬
‫نادر )فإن عجز عن ركوع وسجود أومأ( بهما وجوبا للعذر )والسجود‬
‫أخفممض( خممبر بمعنممى المممر أي ليجعممل سممجوده أخفممض‪ ،‬وقيممل‬
‫منصوبان بتقممدير جعممل‪ ،‬المممذكور بأصمله‪) .‬ولممه( سممفرا وحضممرا )ذا‬
‫النوع( أي صملة شمدة الخمموف قمال الذرعمي نقل عمن غيمره وكممذا‬
‫النواع الثلثة بالولى )فممي كممل قتممال وهزيمممة مبمماحين( كقتممال ذي‬
‫مال وغيره لقاصد أخذه ظلممما ول يبعممد إلحمماق الختصمماص بممه فممي‬
‫ذلممك‪ ،‬وفئة عادلممة لباغيممة بخلف عكسممه >ص‪ <15 :‬إن حكمنمما‬
‫بإثمهم في الحالة التية في بابهم‪ ،‬وقولهم ليس البغي اسممم ذم أي‬
‫وليس مفسقا‪ ،‬وكهممرب مسمملم فممي قتممال كفممار مممن ثلثممة ل اثنيممن‬
‫)وهرب من حريق وسيل وسبع( وحية ونحوهمما إذا لممم يمكنممه المنممع‬
‫ول التحصن بشيء )و( هرب )غريم( من دائنه )عند العسار وخوف‬
‫حبسه( إن لحقه لعجزه عن بينة العسار مممع عممدم تصممديقه فيممه أو‬
‫لكون حاكم ذلك المحل ل يقبممل بينممة العسممار إل بعممد حبسممه مممدة‬
‫فيما يظهر ثم رأيت غير واحممد بحممث ذلممك ول إعممادة هنمما‪) .‬والصممح‬
‫منعه لمحرم( قصممد عرفممة فممي وقممت العشمماء و )خمماف( إن صمملها‬
‫كالعادة )فوت الحج( بأن لم يدرك عرفممة قبممل الفجممر فل تجمموز لممه‬
‫صلة شدة الخوف‪ ،‬لنممه محصممل ل خممائف وبممه يعلممم أنممه ل يصمملي‬
‫>ص‪ <16 :‬كذلك طالب عدو إل إن خشي كرهم عليممه أو كمينمما أو‬
‫انقطاعا عن رفقته أي وخشي بذلك ضررا كما هممو ظمماهر وأن مممن‬
‫أخذ لمه مممال وهمو فمي الصمملة ل يجموز لمه إذا تبعممه أن يبقممى فيهمما‬
‫ويصليها كذلك على الوجه خلفا لجمع بل يقطعهمما ويتبعممه إن شماء‪،‬‬
‫وإذا امتنع على المحممرم ذلممك لزمممه كممما قمماله ابممن الرفعممة إخممراج‬
‫العشاء عن وقتها وتحصيل الوقوف‪ ،‬لن قضاء الحممج صممعب بخلف‬
‫قضاء الصلة ولنه عهد جواز تأخيرها عن وقتهمما لنحممو عممذر السممفر‬
‫وتجهيز ميت خيف تغيره فهذا أولى ولو كان يممدرك منهمما ركعمة بعممد‬
‫تحصمميل الوقمموف وجممب تأخيرهمما جزممما >ص‪ <17 :‬قيممل العمممرة‬
‫المنذورة في وقت معين كالحج في هذا ا ه وليممس فممي محلممه‪ ،‬لن‬
‫الحج يفوت بفمموات عرفممة والعمممرة ل تفمموت بفمموات ذلممك المموقت‪.‬‬
‫وفي الجيلممي لممو ضمماق المموقت وهممو بممأرض مغصمموبة أحممرم ماشمميا‬
‫كهارب من حريق ورجحه الغزي بأن المنع الشرعي كالحسي وأيده‬
‫بتصريح القاضي به في ستر العورة وفيممه نظممر والممذي يتجممه أنممه ل‬
‫تجوز له صلتها صلة شدة الخوف لما تقرر في مسألة الحممج‪ ،‬وأنممه‬
‫يلزمه الترك حتى يخرج منها كما له تركها لتخليص ماله لو أخذ منممه‬
‫بل أولى ومن ثم صرح بعضهم بأن من رأى حيوانا محترممما يقصممده‬
‫ظممالم أي ول يخشممى منممه قتممال أو نحمموه أو يغممرق لزمممه تخليصممه‬
‫وتأخيرهمما أو إبطالهمما إن كممان فيهمما‪ ،‬أو مممال >ص‪ <18 :‬جمماز ذلممك‬
‫وكممره لممه تركممه )ولممو صمملوا( صمملة شممدة الخمموف كممما فممي أصممله‬
‫والروضة بدار السلم أو الحرب )لسممواد ظنمموه( ولممو بإخبممار عممدل‬
‫)عدوا فبمان( أن ل عمدو أو أن بينهمم وبينمه مما يمنمع وصموله إليهمم‬
‫كخندق أو أن يقربهم أي عرفا حصنا يمكنهم التحصن به منه أي من‬
‫غير أن يحاصروهم فيه كما هو ظاهر أو أنه عدو يجمب قتماله لكمونه‬
‫ضعفهم أو شكوا فممي شمميء مممن ذلممك )قضمموا فممي الظهممر( لعممدم‬
‫الخوف في نفس المر أو الشك فيه‪ .‬أمما لمو صملوا صملة الخموف‪،‬‬
‫فإن كانت كبطن نخل أو ذات الرقاع بالكيفيممة السممابقة فممي المتممن‬
‫فل قضاء‪ ،‬لنهم لم يسقطوا فرضا ول غيروا ركنا‪ ،‬أو صلة عسممفان‬
‫أو ذات الرقاع على رواية ابن عمر قضوا‪ ،‬وفي المجموع وغيره لممو‬
‫بان عدوا لكن نيته الصلح أو التجممارة فل قضمماء‪ ،‬لنممه هنمما ل تقصممير‬
‫منه في تأمله إذ ل اطلع له على نيته‪.‬‬
‫)فصممل( فممي اللبمماس‪ .‬وذكممره هنمما الكممثرون اقتممداء بالشممافعي‬
‫رضي الله عنه وكان وجه مناسبته أن المقاتلين كممثيرا ممما يحتمماجون‬
‫للبس الحرير والنجس للبرد والقتممال وذكممره جمممع فممي العيممد وهممو‬
‫مناسب أيضا )يحرم على الرجل( والخنثى )اسممتعمال الحريممر( ولممو‬
‫قزا أو غير منسوج أخذا مما يأتي من استثنائهم خيط السبحة وليقة‬
‫الدواة )بفرش( لنحو جلوسممه أو قيممامه ل مشمميه عليممه فيممما يظهممر‬
‫>ص‪ ،<19 :‬لنه لمفارقته له حال ل يعد مستعمل له عرفا )وغيره(‬
‫من سائر وجوه الستعمال إل ما اسممتثني مممما يممأتي بعضممه إجماعمما‬
‫في اللبس وكأنهم لممم يعتممدوا بمممن جمموزه إغاظممة للكفممار لشممذوذه‬
‫كالوجه القائل بحل القز وهو ما يخرج منه الدود حيا فيكمد لونه ول‬
‫يقصد للزينة وللخبر الصحيح }أنه حرام على ذكور أمته صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم{ وللنهي عن لبسه والجلموس عليمه رواه البخماري ولن‬
‫فيه خنوثة ل تليق بشهامة الرجال ويحل الجلوس على حرير فممرش‬
‫عليه ثوب أو غيره ولو رقيقا أو مهلهل ما لم يمس الحرير من خلله‬
‫سواء اتخذه لممذلك أم ل‪ .‬ومحممل حرمممة اتخمماذ الحريممر بل اسممتعمال‬
‫الذي أفتى به ابممن عبممد السمملم ممما إذا كممان علممى صممورة محرمممة‪،‬‬
‫وقضية قول الذرعي إنما لم يكف المهلهل المفروش علممى نجممس‪،‬‬
‫لنه أغلظ لوجوب اجتنمماب قليلممه أيضمما بخلف الحريممر ا ه إن مممس‬
‫الحرير من خلله ل يؤثر ويتعين حمله على مماسة قدر ل يعد عرفمما‬
‫مستعمل له لمزيد قلته >ص‪ ،<20 :‬والتدثر بحرير استتر بثمموب إن‬
‫خيط عليه فيما يظهر‪ ،‬وظاهر كلمهم أنه ل فرق فمي حرممة التمدثر‬
‫بغير المستتر بين ما قرب منه وما بعد كأن كان معلقا بسقف وهممو‬
‫جالس تحته كالبشخانة وهو قريب إن صدق عليه عرفمما أنممه جممالس‬
‫تحت حرير ويفرق بينه وبين حمل الجلموس تحمت سمقف ذهمب بمما‬
‫يتحصل منه بأن العرف يعده هنا مستعمل للحرير‪ ،‬لنه يقصد لوقاية‬
‫الجالس تحته من نحو غبار السقف فألحق بالمستعمل له في بممدنه‬
‫ول كممذلك ثممم‪) .‬ويحممل للمممرأة لبسممه( إجماعمما )والصممح تحريممم‬
‫افتراشممها( إيمماه للسممرف بخلف اللبممس فممإنه يزينهمما وعليممه يحممرم‬
‫تدثرها به بل أولى‪ ،‬لنه يجوز للرجل افتراشه على وجه دون التممدثر‬
‫به ويحرم على الكل ستر سقف أو باب أو جدار غيممر الكعبممة >ص‪:‬‬
‫‪ <21‬قيل ويلحق بها قبره صلى الله عليه وسلم به أي لغيممر حاجممة‬
‫فيما يظهر أخذا من تعبيرهم بالتزيين وقد يشكل بما يأتي في كيس‬
‫الدراهم ونحمموه إل أن يفممرق بممأن الخيلء هنمما أعظممم منهمما‪ .‬ثممم )و(‬
‫الصممح )أن للممولي( الب وغيممره )إلباسممه( كحلممي الممذهب وغيممره‬
‫)الصبي( ما لم يبلغ والمجنون إذ ل شهامة لهما تنافي تلممك الخنوثممة‬
‫نعم ل خلف في جواز ذلك يوم العيد‪ ،‬لنه يمموم زينممة )قلممت الصممح‬
‫حل افتراشها( إياه )وبه قطع العراقيون وغيرهم والله أعلم( لعموم‬
‫الخبر الصحيح أنه حل لنمماث أمتممه >ص‪ <22 :‬وأطلممق بعضممهم أن‬
‫للرجل أن يعلو لبسته‪ ،‬لنه ل يعد استعمال له وظاهره أنممه ل فممرق‬
‫بين طول بقائه على ما عل عليه منها وعدمه ولو لغيممر حاجممة وفيممه‬
‫ممما فيممه )ويحممل للرجممل لبسممه( فضممل عممن غيممره مممن بقيممة أنممواع‬
‫الستعمال )للضرورة كحر وبرد مهلكين( أو خشي منهما ضررا يبيح‬
‫التيمم وألحق به جميع اللممم الشممديد‪ ،‬لنمه أولمى ممن نحمو الجمرب‬
‫التممي )أو فجممأة( بضممم ففتممح والمممد‪ ،‬وبفتممح فسممكون وهممي البغتممة‬
‫)حرب( جائز )ولم يجد غيره( ول أمكنممه طلممب غيممره يقمموم مقممامه‬
‫للضرورة وصحح في الكفايممة قممول جمممع يجمموز القبمماء وغيممره مممما‬
‫يصلح للقتال وإن وجد غيره إرهابما لهمم كتحليمة السميف وهمذا غيمر‬
‫الشاذ الذي مر أنممه مخممالف للجممماع‪ ،‬لن الظمماهر أن ذلممك يكتفممي‬
‫بمجرد الغاظة وإن لم يكن إرهمماب ول صمملحية للقتممال )وللحاجممة(‬
‫كستر العورة ولو في الخلوة و )كجرب وحكة( وقد آذاه لبس غيممره‬
‫أي تأذيا ل يحتمل عادة فيما يظهر‪ ،‬ولم يحتج هنا لمبيح التيمم‪ ،‬لنممه‬
‫رخصة فسومح فيه أكثر‪ ،‬وكذا إن لم يؤذه غيممره >ص‪ <23 :‬لكنممه‬
‫يزيلها كما هو ظمماهر كالتممداوي بالنجاسممة‪ ،‬بممل لممو قيممل إن تخفيفممه‬
‫للمها كإزالتها لم يبعد وكون الحكة غير الجرب الذي أفاده العطممف‬
‫صحيح وقوله في مجممموعه وغيممره كالصممحاح أنهمما هممو يحمممل علممى‬
‫اتحاد أصل المادة دون صممورتها وكيفيتهمما‪) ..‬ودفممع قمممل( ل يحتمممل‬
‫أذاه عادة وإن لم يكثر حتى يصير كالداء المتوقف على الدواء خلفا‬
‫لبعضهم ولو في الحضر في الكل‪ ،‬خلفا لما أطال به الذرعي وذلك‬
‫لخبر الصحيحين }أنه صلى الله عليه وسلم أرخص لعبد الرحمن بن‬
‫عوف والزبير في لبس الحرير لحكة كانت بهما{ وفي غزاة بسممبب‬
‫القمل‪ ،‬ورواية مسلم أن الول كان في السممفر ل يخصممص‪ ،‬ويؤخممذ‬
‫من قوله للحاجة أنه متى وجد مغنيا عنه من دواء أو لباس لممم يجممز‬
‫له لبسه كالتداوي بالنجاسة واعتمممده جمممع ونممازع فيممه شممارح بممأن‬
‫جنس الحرير مما أبيح لغيمر ذلمك فكمان أخمف ويمرد بمأن الضمرورة‬
‫المبيحة للحرير ل يتأتى مثلها في النجاسة حممتى يبمماح لجلهمما فعممدم‬
‫إباحتها لغير التداوي إنما هو لعدم تأتيه فيها ل لكونها أغلظ علممى أن‬
‫لبس نجس العين يجمموز لممما جمماز لممه الحريممر فهممما مسممتويان فيهمما‬
‫)وللقتال كديباج ل يقوم غيره مقامه( في دفع السمملح كحاجممة دفممع‬
‫القمل بل أولى قيل هذه مفهومة من قوله أو فجممأة حممرب بممالولى‬
‫أو داخلممة فيهمما ا همم وليممس كممذلك فممإن تلممك فممي خصمموص الفجممأة‬
‫وعموم الحرير وهذه في خصوص نوع منه وعموم القتال فلممم يغممن‬
‫أحدهما عن الخر >ص‪) <24 :‬ويحممرم المركممب مممن إبريسممم( أي‬
‫حرير بأي أنواعه كان وأصممله ممما حممل عممن الممدود بعممد ممموته داخلممه‬
‫)وغيره إن زاد وزن البريسم ويحل عكسه( تغليبا لحكم الكممثر ولممو‬
‫ظنا كما في النوار وصممح عممن ابممن عبمماس رضممي اللممه عنهممما إنممما‬
‫}نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثمموب المصمممت{ أي‬
‫الخالص من الحرير‪ ،‬وأما العلم أي بفتممح العيممن واللم وهممو الطممراز‬
‫وسدى الثوب فل بأس )وكذا إن استويا( وزنا ولو ظنا )فممي الصممح(‬
‫إذ ل يسمممى ثمموب حريممر ول عممبرة بممالظهور مطلقمما خلفمما لجمممع‬
‫متقدمين‪ ،‬ولو شك في الستواء فالصل الحممل علممى الوجممه خلفمما‬
‫لبعض نسخ النوار وصريح كلم المام ويفرق بين النظر للظن فممي‬
‫الولين على ما فيه وعدم النظممر إليممه فممي معاملممة مممن أكممثر ممماله‬
‫حرام بأن هناك قرينة شرعية دالة على الملك وهي اليممد فلممم يممؤثر‬
‫الظن معها بل ول اليقين إذا لم تعرف عيممن الحممرام بخلف ممما هنمما‬
‫ويظهر منع اجتهاده مع تيسر سؤال خبيرين ولممو عممدلي روايممة عممن‬
‫الكثر وقضية المتن أن صورة العكس ل خلف فيها أي يعتممد بممه فل‬
‫يكره لبسه وإن قال الجممويني المممذهب تحريمممه لمخممالفته للحممديث‬
‫الصحيح بخلف المستوي الولى اجتنابه لقوة الخلف فيه )ويحل ما‬
‫طرز( أو رقع بحرير خالص وهو أعني الطراز >ص‪ <25 :‬ما يركب‬
‫على الكمين مثل للخممبر المممذكور لكممن المعتمممد كممما فممي الروضممة‬
‫والمجموع وغيرهما أنه يشترط أن يكون قدر أربع أصممابع مضمممومة‬
‫أي معتدلة لخبر مسلم }أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الحريممر‬
‫إل موضمممع إصمممبعين أو ثلث أو أربمممع{ قمممال الحليممممي والجمممويني‬
‫ويشترط أن ل يزيد مجموع الطرازيممن علممى أربممع أصممابع وخالفهممما‬
‫صاحب الكافي فقال لو كان في طرفي العمامة علم كل واحد أربع‬
‫أصابع احتمل وجهين والصح الجواز لنفصالهما وحكم الكمين حكممم‬
‫طرفي العمامة ا هم وعبارة الروضة والمجموع كالخبر محتملة لكممل‬
‫من المقالتين لكنها إلى الثاني أقرب فالشرط أن ل يزيممد المجممموع‬
‫على ثمانية أصابع وإن زاد على طرازين وما اقتضمماه قممول الكممافي‬
‫لنفصالهما أن علمي العمامة طرازان منفصلن عنهمما يجعلن عليهمما‬
‫وأنهما حللن كطرازي الكمين غيممر بعيممد‪ ،‬وأممما اغتفممار التعممدد فممي‬
‫التطريممز والممترقيع مطلقمما بشممرط أن ل يزيممد كممل علممى أربممع ول‬
‫المجموع على وزن الثوب >ص‪ <26 :‬فبعيد مخالف لكل من كلم‬
‫هؤلء والروضة والمجموع‪ ،‬وكذا قول الجيلي وغيره يجوز كل منهما‬
‫وإن تعددا ما لم يزد وزن الحرير على غيره‪ ،‬وأفتى ابن عبد السلم‬
‫بأنه ل بأس باستعمال عمامة في طرفيها حرير قدر شبر إل أن بين‬
‫كل قدر أربع أصابع منها فرق قلم من كتممان أو قطممن‪ .‬قممال الغممزي‬
‫وهذا بناء منه على اعتبار العادة فيه ا ه فالمراد أن ذلممك فممي حكممم‬
‫التطريف وإنما تقيد بالربع على الموجه الممذكور‪ ،‬لن العمادة كمانت‬
‫كذلك فإذا تغيرت اتبعت لما يأتي‪ ،‬وصورة المسممألة كممما هممو ظمماهر‬
‫أن السدى حرير وأنه أقل وزنا من اللحمة وأنممه لحمهمما بحريممر فممي‬
‫طرفيها ولم يزد به وزن السمدى‪ ،‬فمإذا كمان الملحموم بحريمر أشممبه‬
‫التطريف أما التطريز بالبرة فكالنسج فيعتبر الكثر وزنا منممه ومممما‬
‫طرز فيه كما بحثه السبكي والسنوي قال نعم قد يحرم فممي بعممض‬
‫النواحي لكونه من لباس النساء عنممد مممن قممال بتحريممم التشممبه أي‬
‫تشبه النساء بالرجال وعكسه وهو الصح وما أفمماده مممن أن العممبرة‬
‫في لباس وزي كل من النوعين حتى يحممرم التشممبه بممه فيممه بعممرف‬
‫كل ناحية حسن وقول الذرعي الظاهر أن التطريز بالبرة كممالطراز‬
‫بعيد وإن تبعه غيره )أو طرف( أي سجف ظاهره أو بمماطنه )بحريممر‬
‫قدر العادة( >ص‪ <27 :‬الغالبة لمثاله في كل ناحية للخبر الصحيح‬
‫}أنه صلى الله عليه وسلم كانت له جبة مكفوفة الفرجين والكمين‬
‫بالديباج{ وفارق ما مر في الطراز بأنه محل حاجة وقد يحتاج لكثر‬
‫من أربع أصابع بخلف التطريز فإنه مجرد زينة فتقيد بالوارد‪ ،‬ويجوز‬
‫لبس الثوب المصبوغ بأي لون كان إل المزعفممر فحكمممه‪ - :‬وإن لممم‬
‫يبق للونه ريح‪ ،‬لن الحرمة للونه ل لريحه‪ ،‬لنه ل حرمة فيه أصل إذ‬
‫ل يتصور فيه تشبه‪ ،‬لن النساء لم يتميزن بنوع منه بخلف اللممون ‪-‬‬
‫حكم الحرير فيممما مممر حممتى لممو صممبغ بممه أكممثر الثمموب حممرم‪ ،‬وكممذا‬
‫المعصفر على ما صحت به الحاديث واختاره الممبيهقي وغيممره ولممم‬
‫يبالوا بنممص الشممافعي علممى حلممه تقممديما للعمممل بوصمميته ول بكممون‬
‫جمهور العلماء سلفا وخلفا على حله لحاديث تقتضيه بل تصرح بممه‬
‫كخبر }كان يصبغ ثيابه بممالزعفران قميصممه ورداءه وعمممامته{ قممال‬
‫الزركشي عن البيهقي وللشافعي نص بحرمته فيحمل على ممما بعممد‬
‫النسج‪ ،‬والول على ما قبله وبه تجتممع الحماديث الدالمة علمى حلمه‬
‫والدالة على حرمته‪ ،‬ويرد بمخالفته لطلقهم الصممريح فممي الحرمممة‬
‫مطلقا وله وجه وجيه وهو أن المصبوغ بالعصفر مممن لبمماس النسمماء‬
‫المخصوص بهن فحرم للتشبه بهن كممما أن المزعفممر كممذلك‪ ،‬وإنممما‬
‫جرى الخلف في المعصفر دون المزعفر‪ ،‬لن الخيلء والتشبه فيممه‬
‫أكثر منهما في المعصفر ويؤيده أن الزركشي لم يفرق فيه بيمن مما‬
‫قبل النسج وبعده كممما فممرق فممي المعصممفر‪ ،‬واختلممف فممي الممورس‬
‫فألحقه جمع متقدمون بالزعفران واعترض بأن قضية كلم الكثرين‬
‫حله )قوله‪ :‬والتأنيث باعتبار( كذا بأصل الشيخ رحمه اللمه ول تممأنيث‬
‫إذا جعممل تقيممد ماضمميا‪ ،‬ومممع ذلممك سممقط بعممد باعتبممار شمميء ولعممل‬
‫الساقط الصنعة وقلمه سبق من المضارع إلى الماضممي فممي قمموله‬
‫بصيغة الماضي والله أعلم ا ه من هامش‪> .‬ص‪ <28 :‬وفي شممرح‬
‫مسلم عن عياض والمازري صح }أنه صلى اللممه عليممه وسمملم كممان‬
‫يصبغ ثيابه بالورس حتى عمامته{ واعتمده جمممع متممأخرون وقضممية‬
‫قممول الشممافعي ينهممى الرجممل حلل أن يممتزعفر‪ ،‬فممإن فعممل أمرنمماه‬
‫بغسممله‪ :‬حرمممة اسممتعمال الزعفممران فممي البممدن وبممه صممرح جمممع‬
‫متأخرون للحديث الصحيح }نهى أن يتزعفر الرجل{ وسبقهم لذلك‬
‫البيهقي حيث قال ورد عن ابن عمر أنه صفر لحيته بالزعفران‪ ،‬فإن‬
‫صممح احتمممل أن يكممون مسممتثنى‪ ،‬غيممر أن حممديث نهممي الرجممل عممن‬
‫الزعفران مطلقا أصح ا ه فهو مصرح حممتى بحرمممة اسممتعماله فممي‬
‫اللحية لكن حمله جمع على الكراهة لحديث أبممي داود وغيممره }أنممه‬
‫صلى الله عليه وسلم كان يصبغ لحيته بالزعفران والورس{ وحمممل‬
‫بعض العلماء الحل علممى نحممو اللحيممة والنهممي علممى ممما عممداها مممن‬
‫البدن‪ ،‬وبعضهم النهي على المحرم والحل على غيره‪ ،‬ويؤيممد الحممل‬
‫جزم التحقيممق بكراهممة التطلممي بممالخلوق وهممو طيممب مممن زعفممران‬
‫وغيره‪ ،‬فلو حرم الزعفران لحرم هممذا أو فصممل بيممن كممونه غالبمما أو‬
‫مغلوبا على أن المقصود من الخلوق هو الزعفران فتجممويزه تجممويز‬
‫للزعفمران إذ الفمرض بقماء لمونه المقصمود منمه‪ ،‬ويؤخمذ ممن قمول‬
‫البيهقي غير إلى آخره أنممه ل يممرد علممى حرمممة المزعفممر الحمماديث‬
‫المصرحة بحل لبسه‪ ،‬لن الحاديث الدالة على حرمته أصح‪ ،‬ويحممل‬
‫أيضا زر الجيب وما جاء عن ابممن عمممر وغيممره مممما يصممرح بحرمتممه‬
‫لعله رأي لهممما‪ ،‬وكيممس نحممو الممدراهم‪ ،‬وإن حملممه وغطمماء العمامممة‬
‫وليقة الدواة على الوجمه فمي الكمل خلفما لممن نمازع فمي الثانيمة‪،‬‬
‫والثالثة فقد مر حل رأس الكوز من فضة لنفصاله فل يعد مستعمل‬
‫لممه فكممذا هاتممان أيضمما بممالولى ومممن هنمما أخممذ السممنوي أن ضممابط‬
‫الستعمال المحرم هنا وفي إناء النقد أن يكون في بدنه وصرح في‬
‫المجموع بحل خيط السبحة‪ ،‬قال جمممع نعمم ل تحممل الشممرابة الممتي‬
‫برأسها لما فيهما ممن >ص‪ <29 :‬الخيلء وألحممق بهمما آخمرون البنممد‬
‫المذي فيمه وكمان الممراد بمه العقمدة الكمبيرة المتي فوقهما الشمرابة‬
‫وخالف بعضهم فقال بحل ذلك ا هم‪ .‬ولك أن تقممول إن كممانت العلممة‬
‫في خيط السبحة عممدم الخيلء كممما فممي كلم المجممموع حرممما لممما‬
‫فيهما من الخيلء أو عدم مباشرته بالسممتعمال كالصممور الممتي قبلممه‬
‫جاز أو هو الوجه وأي فرق بينهممما وبيممن كيممس الممدراهم‪ ،‬وإن كممان‬
‫يحمممل فممي العمامممة ويباشممر فممي أخممذها منممه‪ ،‬لن ذلممك ل يسمممى‬
‫استعمال له في البدن‪ ،‬والمحرم هو الستعمال فيه ل غيممر‪ ،‬ويحممرم‬
‫خلفا لكثيرين كتابة الرجممل ل المممرأة قطعمما خلفمما لمممن وهممم فيممه‬
‫الصداق فيه ولو لمرأة‪ ،‬لن المستعمل حال الكتابة هو الكاتب كممذا‬
‫أفتى به المصنف ونقله عن جماعة من أصممحابنا ونمموزع فيممه بممما ل‬
‫يجدي‪ ،‬وإن خالف فيه آخرون ويفرق بين هذا وخياطة ونقممش ثمموب‬
‫حرير لمممرأة بممأن الخياطممة ل اسممتعمال فيهمما بمموجه‪ ،‬وكممذا النقممش‬
‫بخلف الكتابة‪ ،‬فإنها تعد استعمال للمكتوب فيممه عرفمما‪ ،‬لن القصممد‬
‫حفظه لما كتب فيه فهو كممالظرف لممه بخلف النقممش‪> ،‬ص‪<30 :‬‬
‫نعم يشكل على هذا ما مر أن شرط الستعمال المحممرم أن يكممون‬
‫في البدن‪ ،‬والكاتب غير مستعمل له في بممدنه‪ ،‬اللهممم إل أن يممدعى‬
‫أن العممرف يعممده مسممتعمل للمكتمموب بيممده وفيممه ممما فيممه‪ ،‬وقممول‬
‫الماوردي بحل لبس خلع الملوك يحمل على من يخشممى الفتنممة ول‬
‫يدل له إلبمماس عمممر حذيفممة أو سممراقة رضممي اللممه عنهممم سممواري‬
‫كسرى وتاجه‪ ،‬لنه لبيان المعجممزة فهممو ضممرورة أي ضممرورة فأخممذ‬
‫بعضهم منه ككلم الماوردي حل لبممس الحريممر إذا قممل الزمممن جممدا‬
‫بحيث انتفى الخيلء ليس في محله‪ ،‬ويكره ولممو لمممرأة تزييممن غيممر‬
‫الكعبة كمشهد صالح بغير حرير ويحرم به‪) .‬و( يحل للدمممي )لبممس‬
‫الثوب النجس( أي المتنجس لما يأتي في حل جلد الميتة )في غيممر‬
‫الصلة ونحوها( كالطواف وخطبة الجمعممة وسممجدة التلوة والشممكر‬
‫إن كان جافا وبدنه كذلك‪ ،‬لن المنع من ذلك يشق >ص‪ <31 :‬أممما‬
‫في نحو الصلة فيحرم إن كانت فرضا‪ ،‬وكذا إن كانت نفل واسممتمر‬
‫فيه لكن ل لحرمة إبطاله‪ ،‬فإنه جائز بل لتلبسه بعبادة فاسدة‪ ،‬وأممما‬
‫مع رطوبة فل‪ ،‬لن المذهب تحريم تنجيس البدن من غيممر ضممرورة‪،‬‬
‫ومع حل لبسه يحرم المكث به في المسجد من غير حاجة إليه كممما‬
‫بحثه الذرعي‪ ،‬لنه يجب تنزيه المسجد عممن النجممس‪).‬ل جلممد كلممب‬
‫وخنزير( وفرع أحدهما فل يحممل لبسممه لغلممظ نجاسممته )إل لضممرورة‬
‫كفجأة قتال( أو خوف نحمو بمرد ولمم يجمد غيمره نظيمر مما ممر فمي‬
‫الحرير وخرج بلبسه استعماله في غيره كافتراشه فيحل قطعا كممما‬
‫في النمموار‪ ،‬وإن قممال الزركشممي المممذهب المنصمموص أنممه ل ينتفممع‬
‫بشيء منهما )وكذا جلد الميتة( غيرهممما فيحممرم لبسممه >ص‪<32 :‬‬
‫في حال الختيار )في الصح( لنجاسة عينه مع ممما عليمه ممن التعبمد‬
‫باجتناب النجس لقامة العبادة ويؤخذ منممه أنممه يحممل إلبمماس جلممدها‬
‫لصبي غير مميز ومجنون ويجمموز اسممتعماله فممي غيممر اللبممس نظيممر‬
‫الذي قبله بل أولى وإلباسممه جلممد كممل منهممما للخممر علممى المعتمممد‬
‫لستوائهما تغليظا وجلد الميتة لدابته ويحرم اقتناء الخنزير لوجمموب‬
‫قتله فورا إل لضرورة كأن اضطر لحمل متاع عليه والكلب إل لنحممو‬
‫صمميد أو حفممظ حممال ل مترقبمما‪) .‬ويحممل( مممع الكراهممة )الستصممباح‬
‫بالدهن النجس( بعممارض أو أصممالة كممودك الميتممة أي غيممر المغلظممة‬
‫)علممى المشممهور( للخممبر الصممحيح فممي الفممأرة تممموت فممي السمممن‬
‫الذائب استصبحوا به أو قال فانتفعوا به ودخان النجممس يعفممى عممن‬
‫قليله نعم يحرم ذلك في المسممجد مطلقمما لحرمممة إدخممال النجاسممة‬
‫فيه لغير حاجة ومن قيد بأن لوث يحمل مفهومه على ممما إذا احتيممج‬
‫للسراج به فيه >ص‪ ،<33 :‬وكذا الدار المسممتأجرة أو المعممارة إن‬
‫أدى إلى تنجيس شيء منها بما ل يعفى عنه أو بما ينقص قيمتهمما أو‬
‫أجرتهمما فيممما يظهممر بخلف قليممل دخانهمما الممذي ل يممؤثر نقصمما البتممة‬
‫ويجوز اتخاذه صابونا وسقيه للدواب‪.‬‬
‫)فائدة مهمممة(‪ ،‬لن أكثرهمما ليممس فممي كتممب الفقممه‪ ،‬وإنممما هممي‬
‫ملتقطة من كتب الحاديث ولذا كنت أطلممت الكلم فيهمما ثممم رأيممت‬
‫أنها أخرجت الشرح عن موضوعه فأفردتها بتأليف حافل ثم لخصت‬
‫منه هنا ما ل بد منه بأخصر إشارة اتكال على ما بسط ثم‪ ،‬اعلم أنه‬
‫لم يتحرر كما قاله الحفاظ في طول عمامته صلى الله عليه وسمملم‬
‫وعرضها شيء وما وقممع للطممبري فممي طولهمما أنمه نحممو سممبعة أذرع‬
‫ولغيره أنه نقل عن عائشة أنها سبعة في عممرض ذراع‪ ،‬وأنهمما كمانت‬
‫في السفر بيضاء وفي الحضر سوداء من صوف وأن عممذبتها كممانت‬
‫في السفر مممن غيرهمما وفممي الحضممر منهمما فهممو شمميء >ص‪<34 :‬‬
‫استروحا إليه ول أصل له‪ ،‬نعممم وقممع خلف فممي الممرداء فقيممل سممتة‬
‫أذرع في عرض ثلثة أذرع وقيل أربعة أذرع ونصممف أو شممبران فممي‬
‫عرض ذراعين وشبر وقيل أربعة أذرع في عممرض ذراعيممن ونصممف‪،‬‬
‫وليس في الزار إل القول الثاني‪ ،‬ويسن لكممل أحممد بممل يتأكممد علممى‬
‫مممن يقتممدى بممه تحسممين الهيئة والمبالغممة فممي التجمممل والنظافممة‬
‫والملبمموس بسممائر أنممواعه لكممن المتوسممط نوعمما مممن ذلممك بقصممد‬
‫التواضع لله أفضل من الرفع‪ ،‬فإن قصد به إظهممار النعمممة والشممكر‬
‫عليها احتمل تساويهما للتعارض وأفضلية الول‪ ،‬لنه ل حظ للنفممس‬
‫فيه بوجه وأفضلية الثاني للخبر الحسن }إن الله يحب أن يممرى أثممر‬
‫نعمته على عبده{‪ .‬وينبغي عدم التوسع فممي المأكممل والمشممرب إل‬
‫لغرض شرعي كإكرام ضيف والتوسع علممى العيممال وإيثممار شممهوتهم‬
‫علممى شممهوته مممن غيممر تكلممف كقممرض لحرمتممه علممى فقيممر جهممل‬
‫المقرض حاله إل إن كممان لممه جهممة ظمماهرة يتيسممر الوفمماء منهمما إذا‬
‫طولب وورد }امشوا حفاة{ وفي رواية }أنه صلى الله عليه وسلم‬
‫مشى حافيا{ وقد يؤخذ منه ندب الحفاء في بعممض الحمموال بقصممد‬
‫التواضع حيث أمن مؤذيمما وتنجسمما ولممو احتمممال‪ ،‬ويؤيممده نممدبه لنحممو‬
‫دخول مكة بهذه الشروط‪ ،‬ويحل كما في المجموع بل كراهممة لبممس‬
‫نحو قميص وقباء ونحو جبة أي غير خارمممة لمروءتممه لممما يممأتي فممي‬
‫الطيلسان ولو غير مزرورة إن لممم تبممد عممورته للتبمماع ا ه‪ ،‬ومممر ممما‬
‫يعلم منه أنه متى قصممد بلبمماس أو نحمموه نحممو تكممبر كممان فاسممقا أو‬
‫تشبها‪> .‬ص‪ <35 :‬بنساء أو عكسه في لباس اختممص بممه المشممبه‬
‫به حرم بل فسق للعنة في الحديث ويحرم على غنممي لبممس خشممن‬
‫ليعطى لما يأتي أن كل من أعطي شيئا لصفة ظنت فيه وخل عنهمما‬
‫باطنا حرم عليه قبوله ولم يملكممه‪ ،‬ويحممرم نحممو جلمموس علممى جلممد‬
‫سبع كنمر وفهد به شعر‪ ،‬وإن جعمل إلمى الرض علمى الوجمه‪ ،‬لنمه‬
‫من شأن المتكبرين‪ .‬وحرم جمع لبممس فممروة السممنجاب والصممواب‬
‫حلها كجوخ وجبن اشتهر عملهما بشحم خنزير بل ل يفيد علممم ذلممك‬
‫إل في فرو معين دون مطلق الجنس‪ ،‬وفرو الوشق شممعره نجممس‪،‬‬
‫وإن دبغ‪ ،‬لنه غير مأكول‪ .‬ويسن نفممض فممرش احتمممل حممدوث مممؤذ‬
‫عليه للمر به }وكان صلى الله عليممه وسمملم يلبممس الحممبرة{ وهممي‬
‫ثوب مخطط بل صح أنها أحب الثياب إليه }وقال فممي ثمموب خيطممه‬
‫أحمممر خلعممه وأعطمماه لغيممره خشمميت أن أنظممر إليهمما فتفتننممي عممن‬
‫صلتي{ وبينهما تعارض مع كون المقممرر عنممدنا كراهمة الصمملة فمي‬
‫المخطط أو إليه أو عليه‪ ،‬وقد يجاب بأنها أحبية خاصة بغيممر الصمملة‬
‫جمعا بين الحديثين‪ ،‬والفضل في القميص كونه مممن قطممن وينبغممي‬
‫أن يلحممق بممه سممائر أنممواع اللبمماس كالعمامممة والطيلسممان والممرداء‬
‫والزار وغيرها‪ ،‬ويليه الصوف لحديث في الول وحديثين في الثاني‪،‬‬
‫لكن ذاك أقمموى مممن هممذين‪ ،‬وكممونه قصمميرا بممأن ل يتجمماوز الكعممب‪،‬‬
‫وكونه إلى نصف السمماق أفضممل‪ ،‬وتقصممير الكميممن بممأن يكممون إلممى‬
‫الرسغ للتباع‪ ،‬فإن زاد على ذلك ككل ما زاد علممى ممما قممدروه فممي‬
‫غير ذلك بقصد الخيلء حرم بل فسق‪ ،‬وإل كره إل لعممذر كممأن تميممز‬
‫العلماء بشعار يخالف ذلك فلبسه ليعرف فيسأل أو ليمتثممل كلمممه‪،‬‬
‫بل لو توقفت إزالة محرم أو فعل واجب على ذلك وجممب‪ ،‬وأطلقمموا‬
‫أن توسعة الكمام بدعة ومحله في الفاحشة‪ .‬ويجوز بل كراهة لبس‬
‫ضمميق الكميممن حضمرا وسمفرا للتبمماع وزعمم أن همذا خمماص بمالغزو‬
‫ممنوع‪ ،‬نعم إن أريد أنه فيه سنة كما صرح >ص‪ <36 :‬به ابن عبد‬
‫الممبر لممم يبعممد‪ ،‬وتسممن العمامممة للصمملة ولقصممد التجمممل للحمماديث‬
‫الكثيرة فيها واشتداد ضعف كممثير منهمما يجممبره كممثرة طرقهمما وزعممم‬
‫وضع كثير منها تساهل كما هو عادة ابن الجمموزي هنمما والحمماكم فممي‬
‫التصحيح أل ترى إلى حديث }اعتموا تزدادوا حلما{ حيث حكم ابممن‬
‫الجوزي بوضممعه والحمماكم بصممحته اسممترواحا منهممما علممى عادتهممما‪،‬‬
‫وتحصل السممنة بكونهمما علممى الممرأس أو نحممو قلنسمموة تحتهمما‪ ،‬وفممي‬
‫حديث ما يدل على أفضلية كبرها لكنه شديد الضعف وهممو وحممده ل‬
‫يحتج به ول في فضائل العمال وينبغي ضممبط طولهمما وعرضممها بممما‬
‫يليق بلبسها عادة في زمانه ومكانه‪ ،‬فإن زاد فيهمما علممى ذلممك كممره‬
‫وعليه يحمل إطلقهم كراهة كبرها وتتقيد كيفيتها بعادته أيضمما ومممن‬
‫ثم انخرمت مروءة فقيه يلبس عمامة سوقى ل تليممق بممه وعكسممه‪،‬‬
‫وسيأتي أن خرمها مكروه بل حرام على من تحمل شهادة‪ ،‬لن فيه‬
‫حينئذ إبطال لحق الغير‪ ،‬ولو اطردت عادة محل بإزرائها مممن أصمملها‬
‫لم تنخرم بها المروءة خلفمما لبعضممهم ويممأتي فممي الطيلسممان خلف‬
‫ذلك ويفممرق بممأن نممدبها عممام فممي أصممل وضممعها فلممم ينظممر لعممرف‬
‫يخممالفه‪ ،‬فممإن أصممل وضمعه للرؤسمماء كممما صممرح بمه بعمض العلممماء‬
‫المتقدمين‪ ،‬وفي حديثين ما يقتضي عدم ندبها من أصلها لكممن قممال‬
‫بعممض الحفمماظ ل أصممل لهممما‪ ،‬والفضممل فممي لونهما البيمماض وصممحة‬
‫}لبسه صلى الله عليه وسلم لعمامة سوداء ونممزول أكممثر الملئكممة‬
‫يوم بدر بعمائم صفر{ وقائع محتملة فل تنافي عموم الخبر الصحيح‬
‫المر بلبس البياض وأنه خير اللوان فممي الحيمماة والممموت ول بممأس‬
‫بلبس القلنسوة اللطئة بالرأس والمرتفعة المضممربة وغيرهمما تحممت‬
‫العمامة وبل عمامة‪ ،‬لن كل ذلك جاء عنه صملى اللمه عليمه وسملم‪،‬‬
‫وبقممول المراوي وبل عمامممة قممد يتأيمد بعمض ممما اعتمماده بعمض أهممل‬
‫النواحي من ترك العمامة من أصلها وتميز علمائهم بطيلسان علممى‬
‫قلنسوة بيضاء لصقة بالرأس‪ ،‬لكن بتسليم ذلك الفضل ما عليه ما‬
‫عدا هممؤلء مممن النمماس مممن لبممس العمامممة بعممذبتها ورعايممة قممدرها‬
‫وكيفيتها السممابقين‪ ،‬ول يسممن تحنيممك العمامممة عنممدنا واختممار بعممض‬
‫حفاظ هنا ما عليه كثيرون من العلماء أنه يسن وهو تحزيممق الرقبممة‬
‫وما تحت الحنك واللحية ببعض العمامة وقد أجبت فمي الصممل عممما‬
‫استدل به أولئك وأطالوا فيه وجاء في العذبممة أحمماديث كممثيرة منهمما‬
‫صحيح ومنها حسن ناصممة علممى فعلممه صمملى اللممه عليممه وسمملم لهمما‬
‫لنفسه ولجماعة من أصحابه وعلى أمره بها ولجل هذا تعين تأويممل‬
‫قول الشمميخين وغيرهممما ومممن تعمممم فلممه فعممل العذبممة وتركهمما ول‬
‫كراهة في واحد منهما‪ ،‬زاد المصنف‪ ،‬لنه لم يصممح فممي النهممي عممن‬
‫تممرك العذبممة شمميء انتهممى‪ ،‬بممأن المممراد بلممه فعممل العذبممة‪ ،‬الجممواز‬
‫الشامل للندب‪ ،‬وتركه صلى الله عليه وسلم لها في بعممض الحيممان‬
‫إنما يدل على عممدم وجوبهمما أو عممدم تأكممد نممدبها‪> ،‬ص‪ <37 :‬وقممد‬
‫استدلوا بكونه صلى الله عليه وسلم أرسلها بين الكتفين تارة وإلممى‬
‫الجانب اليمن أخرى على أن كل منهما سنة وهذا تصريح منهم بممأن‬
‫أصلها سنة‪ ،‬لن السنية في إرسالها إذا أخذت من فعلمه صملى اللمه‬
‫عليه وسلم له فأولى أن تؤخذ سنية أصلها من فعله لها وأمممره بهمما‬
‫متكررا‪ ،‬ثم إرسالها بين الكتفين أفضل منه على اليمن‪ ،‬لن حديث‬
‫الول أصح‪ ،‬وأما إرسال الصمموفية لهمما علممى الجممانب اليسممر لكممونه‬
‫جانب القلب فتذكر تفريغه مما سمموى ربممه فهممو شمميء استحسممنوه‬
‫والظن بهم أنهم لم يبلغهم في ذلك سنة فكانوا معذورين‪ ،‬وأما بعممد‬
‫أن بلغتهم السنة فل عذر لهم في مخالفتهمما وكممان حكمممة نممدبها ممما‬
‫فيها من الجمممال وتحسممين الهيئة‪ ،‬وأبممدى بعممض مجسمممي الحنابلممة‬
‫لجعلها بين الكتفيممن حكمممة تليممق بمعتقممده الباطممل فاحممذره‪ ،‬ووقممع‬
‫لصاحب القاموس هنا ما ردوه عليه كقمموله لممم يفارقهمما صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم قط‪ .‬والصواب أنه كان يتركهمما أحيانمما‪ ،‬وكقمموله طويلممة‪،‬‬
‫فإن أراد أن فيها طول نسبيا حتى أرسمملت بيممن الكتفيممن فواضممح أو‬
‫أزيد من ذلك فل‪ ،‬وقد قال بعض الحفمماظ أقممل ممما ورد فممي طولهمما‬
‫أربع أصابع وأكثر ما ورد ذراع وبينهما شبر انتهى‪ ،‬ومر ما يعلم منممه‬
‫حرمة إفحاش طولها بقصممد الخيلء‪ ،‬فممإن لممم يقصممد كممره وذكرهممم‬
‫الفحاش بل والطول بل هي من أصمملها تمثيممل لممما هممو معلمموم أن‬
‫سبب الثم إنما هو قصد نحو الخيلء‪ ،‬فإذا وجد التصميم على فعلهمما‬
‫لهذا الغرض أثم‪ ،‬وإن لم يفعلها على الصح كما هو الصح فممي كممل‬
‫معصية صمم علممى فعلهمما وفممي حممديث حسممن }مممن لبممس ثوبمما ذا‬
‫شهرة أعرض الله عنه‪ ،‬وإن كان وليا{ أي من لبسه بقصد الشممهرة‬
‫المستلزمة لقصد نحو الخيلء لخبر }من لبس ثوبا يباهي به النمماس‬
‫لم ينظر الله إليه حتى يرفعه{‪ ،‬ولو خشي مممن إرسممالها نحممو خيلء‬
‫لم يؤمر بتركها خلفا لمن زعمه بممل يفعلهمما وبمجاهممدة نفسممه فممي‬
‫إزالة نحو الخيلء منها‪ ،‬فإن عجز لممم يضممر حينئذ خطممور نحممو ريمماء‪،‬‬
‫لنه قهري عليه فل يكلف بممه كسممائر الوسمماوس القهريممة‪ ،‬غايممة ممما‬
‫يكلف به أنه ل يسترسل مممع نفسممه فيهمما بممل يشممتغل بغيرهمما ثممم ل‬
‫يضره ما طرأ قهرا عليه بعد ذلك‪ ،‬وخشية إيهممامه النمماس صمملحا أو‬
‫علممما خل عنممه بإرسممالها ل يمموجب تركهمما أيضمما بممل يفعلهمما ويممؤمر‬
‫بمعالجة نفسممه كممما ذكممر‪ ،‬وبحممث الزركشممي أنممه يحممرم علممى غيممر‬
‫الصالح التزيي بزيه إن غربه غيره حتى يظممن صمملحه فيعطيممه وهممو‬
‫ظاهر إن قصد هذا التغرير‪ ،‬وأممما حرمممة القبممول فهممو مممن القاعممدة‬
‫السابقة أن كل من أعطي شيئا لصفة ظنت به لم يجز له قبوله ول‬
‫يملكه إل إن كان باطنا كذلك‪ ،‬وعليه يحمممل قممول ابممن عبممد السمملم‬
‫لغير الصالح التزيي بزيه ما لم يخف فتنممة أي علممى نفسممه أو غيممره‬
‫بأن تخيل لهمما أو لممه صمملحها وليسممت كممذلك‪ .‬واعلممم أنممه كممثر كلم‬
‫العلماء قديما وحممديثا مممن الشممافعية وغيرهممم فممي الطيلسممان وقممد‬
‫لخصت المهم منه في المؤلف السابق ذكره وأردت هنمما أن ألخممص‬
‫المهم من هذا الملخص بأوجز عبارة‪ ،‬فقلت هو قسمان محنك وهممو‬
‫ثوب طويل عريض قريب من طول وعرض الرداء على ما مر مربع‬
‫يجعل على الرأس فوق نحو عمامة ويغطى به أكثر الوجه كما قمماله‬
‫جمع محققون وظاهر أنه لبيان الكمل فيه ويحذر من تغطيته الفممم‬
‫في الصلة‪ ،‬فإنه مكممروه ثمم يممدار طرفممه والولمى اليميممن كمما هممو‬
‫المعهود فيه من تحت الحنك إلى أن يحيط بالرقبة جميعها ثم يلقممى‬
‫طرفاه على الكتفين وهذا أحسن ما يقال في تعريفه ل ما قيل فيممه‬
‫مما بعضه غير جامع وبعضه غير مممانع‪ ،‬وبينممت فممي الصممل كيفيممتين‬
‫أخرييمن يقاربمان همذه وقمد يلحقمان بهما فمي تحصميل أصمل السمنة‬
‫ويطلق مجازا على الرداء الذي هو حقيقة مختممص بممما يجعممل علممى‬
‫الكتفين‪ ،‬ومنه قول كثيرين من السلف للمحرم لبممس طيلسممان لممم‬
‫يزره عليه ومقور والمراد به ما عدا الول فيشمل المدور والمثلممث‬
‫التيين في الستسقاء والمربع والمسدول وهو ما يرخى طرفاه من‬
‫غيممر أن يضمممهما أو أحممدهما ولممو بيممده ومنممه الطرحممة الممتي كممانت‬
‫معتادة لقاضي >ص‪ <38 :‬القضاة الشافعي والمختصة بممه وفعلهمما‬
‫أجلء من منذ مئات من السنين وهو عجيب جدا‪ ،‬لنها بدعممة منكممرة‬
‫مكروهممة لكونهمما مممن شممعار اليهممود ولن فيهمما السممدل المكممروه‬
‫بكيفيتيها المممذكورتين فممي الصممل مممع بيممان كيفيممة المقممورة ووجممه‬
‫تسميته بذلك وبيان ما ألحق به وأنه ل وجود له الن‪ ،‬نعم يقرب من‬
‫شكله خرقة المتصوفة التي يجعلونها تحت عمائمهم وأحممد قسمممي‬
‫الطرحة‪ .‬والحاصل أن كل ما كممان مشممتمل علممى هيئة السممدل بممأن‬
‫يلقي طرفي نحو ردائه ممن الجمانبين ول يردهمما علممى الكتفيمن ول‬
‫يضمهما بيده أو غيرها مكروه‪ .‬وأما ما نقل عن أولئك فلعلهم كممانوا‬
‫مكرهين عليها كلبس الخلع الحرير الصممرف‪ ،‬لكممن ينممافيه ممما يممزداد‬
‫التعجب منه قول السبكي لول أخشى على شممعار القضمماة لبطلتهمما‬
‫وأعجب من هممذا عممد ولممده لهممذه السممقطة فممي ترجمتممه ثممم حكممم‬
‫القسم الول الندب باتفاق العلممماء كممما قماله غيممر واحممد مممن أئممة‬
‫الشممافعية والحنابلممة وغيرهممما بممل تأكممده للصمملة وحضممور الجمعممة‬
‫والمسجد ومجممامع النمماس‪ ،‬قممالوا وكممل مممن صممرح أو أوهممم كلمممه‬
‫كراهة الطيلسان‪ ،‬فإنممما أراد قسمممه الثمماني بممأنواعه المتفممق علممى‬
‫كراهة جميعها وأنها من شعار اليهود أو النصممارى ولجممل ذلممك كممان‬
‫الصح أن إنكار أنس على قوم حضروا الجمعة متطيلسين إنممما هممو‬
‫لكممون طيالسممتهم مقممورة كطيالسممة اليهممود وكممذا طيالسممة اليهممود‬
‫السبعين ألفا الذين مع الممدجال فهممي مقممورة أيضمما كممما يصممرح بممه‬
‫حممديث رواه أحمممد‪ ،‬وجمماء فممي المحنممك الممذي هممو الول المنممدوب‬
‫أحاديث صحاح وغيرها وآثممار عممن الصممحابة والسمملف الصممالح ومممن‬
‫بعدهم بفعله وطلبه والحث عليه والشارة إلى بعممض فمموائده وغيممر‬
‫ذلك مما يعلم بممه الممرد الشممنيع علممى مممن أوهممم كلمممه عممدم نممدب‬
‫الطيلسان إن أراد المحنك المذكور‪ ،‬ولذا أجبت عنه بأنه أراد ما عدا‬
‫الول‪ ،‬نعم وقع في أكثر ذلممك التعممبير عممن التطليممس بممالتقنع وعممن‬
‫الطيلسان بالقناع ومن ثم قال في فتممح البمماري فممي }مجيئه صمملى‬
‫الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر متقنعا قوله متقنعا{ أي متطيلسا‬
‫رأسه وهو أصل في لبس الطيلسان وفيه أيضا التقنع تغطية الرأس‬
‫وأكثر الوجه برداء أو غيره أي مع التحنيك وقممد صممرحوا بممأن القنمماع‬
‫الذي يحصل به التقنع الحقيقي هو الرداء وهو يسمى طيلسممانا كممما‬
‫أن الطيلسان قد يسمى رداء كما مر‪ ،‬ومن ثم قال ابن الثير الرداء‬
‫يسمى الن الطيلسممان فممما علممى الممرأس مممن التحنيممك الطيلسممان‬
‫الحقيقي ويسمى رداء مجازا وما على الكتاف هو الممرداء الحقيقممي‬
‫ويسمى طيلسانا مجازا والكمل جمعهما في الصلة وصح عممن ابممن‬
‫مسعود وله حكممم المرفمموع التقنمع ممن أخلق النبيمماء وفممي حممديث‬
‫إطلق أن التقنع بالليل ريبة ويتعين حمله على حال يتأتى فيممه ذلممك‬
‫لما صرح به كلم أئمتنا وغيرهم أنه سنة لنحو الصلة ولممو ليل حيممث‬
‫ل ريبة‪ ،‬وجاء أن عثمان رضي الله عنه خرج ليل متقنعا وفي آخر ما‬
‫يقتضي أن التطيلس ل يسن للمعتكف في المسجد وليس مرادا بل‬
‫هو للمعتكف آكد‪ ،‬لن المقصود من العتكمماف الخلمموة عممن النمماس‪،‬‬
‫وسيأتي أن الطيلسان الخلوة الصغرى ويأتي في الشهادات ما يعلم‬
‫منه أن محل سنية التطيلس إذا لممم تنخممرم بممه مروءتممه وإل كلبممس‬
‫سوقي طيلسان فقيه كره له واختلت مروءتممه بممه‪> ،‬ص‪ <39 :‬ول‬
‫ينافيه تعميمهم ندبه لنحو الصمملة‪ ،‬لنمما ل نطلممق منعممه‪ ،‬وإنمما المذي‬
‫نمنع منه كونه بكيفية ل تليق به كما أشمماروا إليممه بقممولهم طيلسممان‬
‫فقيه‪ ،‬فإذا أراد السنة لبسه بكيفيممة تليممق بممه وهممذا واضممح‪ ،‬وإن لممم‬
‫يصرحوا به بل ربما يفهم من إطلقهم أنه ل يندب لممه مطلقمما‪ ،‬وقممد‬
‫تختل المروءة بترك التطيلس فيكره تركه بل يحرم إن كان متحمل‬
‫لشهادة‪ ،‬لنها حق للغيممر فيحممرم التسممبب إلممى ممما يبطلممه‪ ،‬وتوقممف‬
‫المام في كون تركه يخرمها بالغوا في رده‪ ،‬وفي حديث ل يتقنع إل‬
‫من استكمل الحكمة في قوله وفعله‪ ،‬وأخممذ العلممماء مممما ذكممر أنممه‬
‫ينبغي أن يكون للعلماء شعار مختص بهم ليعرفوا فيسألوا وليتمثممل‬
‫ما أمروا به أو نهوا عنه‪ ،‬كما وقع لبن عبد السلم أنهممم لممم يمتثلمموا‬
‫قوله حتى تحلل ولبس شمعار العلمماء‪ ،‬فلبسمه ‪ -‬وإن خمالف الموارد‬
‫السابق فيه ‪ -‬لهذا القصد سنة أي سنة بممل واجممب إن توقممف عليممه‬
‫إزالة منكممر‪ ،‬وللطيلسممان فمموائد كممثيرة جليلممة‪ ،‬فيهمما صمملح البمماطن‬
‫والظاهر كالستحياء من الله والخوف منممه إذ تغطيممة الممرأس شممأن‬
‫الخائف البممق الممذي ل ناصممر لممه ول معيممذ‪ ،‬وكجمعممه للفكممر لكممونه‬
‫يغطي كثيرا من الوجه أو أكثره فيندفع عممن صمماحبه مفاسممد كممثيرة‬
‫كنظر معصية وما يلجئ إلى نحو غيبة‪ ،‬ويجتمع همه فيحضر قلبه مع‬
‫ربه ويمتلئ بشهوده وذكره وتصان جوارحه عن المخالفمات ونفسمه‬
‫عن الشهوات وهذا كله مما يثابر عليه العلماء والصوفية معا‪ ،‬ولقممد‬
‫كان من مشايخنا الصوفية من يلزمه لذلك فيظهر عليممه مممن أنممواع‬
‫الجللة وأنوار المهابة والسممتغراق والشممهود ممما يبهممر ويقهممر وبهممذا‬
‫يتضح قول الصوفية الطيلسان الخلوة الصغرى‪.‬‬

‫باب صلة العيدين وما يتعلق بها‬


‫مممن العممود وهممو التكممرر لتكررهممما كممل عممام أو لعممود السممرور‬
‫بعودهم أو لكثرة عمموائد اللممه أي أفضمماله علممى عبمماده فيهممما وكممان‬
‫القياس في جمعه أعوادا‪ ،‬لنه واوي كممما علممم لكنهممم فرقمموا بممذلك‬
‫بينه وبين عود الخشب )هي سنة( مؤكممدة ومممن ثممم عممبر الشممافعي‬
‫رضي الله عنه بوجوبها في موضممع علممى حممد خممبر }غسممل الجمعممة‬
‫واجب على كل محتلم{ أي متأكد الندب لقول أكثر المفسرين فممي‬
‫}فصممل لربممك وانحممر{ أن المممراد صمملة العيممد ونحممر الضممحية‬
‫ولمواظبته صلى الله عليه وسلم عليها‪ ،‬وأول عيد صله صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم عيد الفطر في ثانية الهجرة ووجوب رمضممان كممان فممي‬
‫شعبانها‪ ،‬ولم تجب لخبر }هل علي غيرها أي الخمس قممال ل إل إن‬
‫تطوع{ )وقيل فرض كفاية(‪ ،‬لنها من شعائر السلم فعليممه‪ ،‬يقاتممل‬
‫أهل بلد تركوها قيل ويؤيده أنه صملى اللمه عليمه وسمملم لمم يتركهمما‬
‫>ص‪ <40 :‬ويرد بأن هذا محله في الفطر‪ ،‬وأممما النحممر فصممح أنممه‬
‫تركها بمنى وخبر فعله لهمما بهمما غريممب ضممعيف )وتشممرع( أي تسممن‬
‫)جماعة( وهو أفضل إل للحمماج بمنممى‪ ،‬فممإن الفضممل لممه صمملة عيممد‬
‫النحر فرادى لكثرة ما عليه من الشغال في ذلممك اليمموم‪ ،‬قممال فممي‬
‫النوار ويكره تعدد جماعتها بل حاجة وللمممام المنممع منممه‪) .‬و( تسممن‬
‫)للمنفرد( ول خطبة له )والعبد والمممرأة( ويممأتي فممي خممروج الحممرة‬
‫والمة لها جميع ما مر أوائل الجماعة في خروجهما لها )والمسافر(‬
‫كسممائر النوافممل ويسممن لمممام المسممافرين أن يخطبهممم‪ ،‬والخنممثى‬
‫كالنثى وممما اقتضمماه ظممواهر الخبممار الصممحيحة مممن خممروج المممرأة‬
‫مطلقا مخصوص خلفا لكثيرين أخذوا بإطلقه بذلك الزمممن الصممالح‬
‫كما أشارت لذلك عائشة رضي الله عنها بقولها لو علم النبي صمملى‬
‫الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعممت‬
‫نساء بني إسرائيل‪) .‬ووقتها بين( ابتداء وقيل تمام )طلوع الشمس(‬
‫من اليوم الذي يعيد فيه الناس‪ ،‬وإن كان ثاني شوال كما يأتي آخممر‬
‫الباب )وزوالها( ول نظر لوقت الكراهة‪ ،‬لن هذه صلة لها سبب أي‬
‫وقت محدود الطرفين فهي صاحبة الوقت وما هممي كممذلك ل تحتمماج‬
‫لسبب آخر كصلة العصممر وقممت الغممروب وسممنتها إذا أخممرت عنهمما‪،‬‬
‫فاندفع قول ابن الرفعة ل يتم القول بممدخول وقتهمما بممالطلوع إل إذا‬
‫قلنا‪ :‬إن الصلة وقت النهي ل تحممرم وتصممح وإل اسممتحال أن نقممول‬
‫بممدخول وقتهمما وعممدم صممحتها )ويسممن تأخيرهمما لممترتفع( الشمممس‬
‫)كرمح( معتدل وهو سبعة أذرع فممي رأي العيممن خروجمما مممن خلف‬
‫من قال ل يدخل وقتها إل بذلك واخممتير >ص‪ <41 :‬ومممن ثممم كممره‬
‫فعلها قبل الرتفاع المذكور ويؤيده كراهة ترك غسل الجمعة مع أنه‬
‫لم يرد فيه نهي رعاية لخلف موجبه‪) .‬وهي ركعتان( كغيرهمما أركانمما‬
‫وشروطا وسننا إجماعا )ويحرم بها( بنية صلة عيد الفطممر أو النحممر‬
‫مطلقا كما مر أول صفة الصلة )ثممم يممأتي بممدعاء الفتتمماح( كغيرهمما‬
‫)ثم سبع تكبيرات( غير تكبيرة الحرام قبل القراءة للخممبر الصممحيح‬
‫فيه )يقف بين كل ثنتين( من التكبيرات )كآية معتدلة( ل قصمميرة ول‬
‫طويلة وضبطها أبو علي بسورة الخلص )يهلممل ويكممبر ويمجممد( أي‬
‫يعظم اللممه بالتسممبيح والتحميممد رواه الممبيهقي بسممند جيممد عممن ابممن‬
‫مسممعود قممول وفعل )ويحسممن( فممي ذلممك أن يقممول )سممبحان اللممه‬
‫والحمممد للممه ول إلممه إل اللممه واللممه أكممبر(‪ ،‬لنممه لئق بالحممال وهممي‬
‫الباقيات الصممالحات فممي قممول ابممن عبمماس وجماعممة ويسممن الجهممر‬
‫بالتكبير والسرار بالذكر )ثممم يتعمموذ و( بعممد التعمموذ )يقممرأ( الفاتحممة‬
‫)ويكبر في الثانيممة( بعممد تكممبيرة القيممام )خمسمما( بالصمميغة السممابقة‬
‫)قبل( التعوذ السممابق علممى )القممراءة( للخممبر الصممحيح >ص‪<42 :‬‬
‫فيه أيضا نعممم إن كممبر إمممامه سممتا أو ثلثمما مثل تممابعه نممدبا‪ ،‬وإن لممم‬
‫يعتقده المام‪ ،‬ويفرق بينه وبين ما يأتي فيما لممو كممبر إمممام الجنممازة‬
‫خمسا بأن التكبيرات ثم أركان ومن ثم جرى في زيادتها خلف فممي‬
‫البطال بخلفه هنا‪ ،‬هممذا والممذي يتجممه أنممه ل يتممابعه إل إن أتممى بممما‬
‫يعتقده أحدهما وإل فل وجه لمتابعته حينئذ )ويرفع يديه في الجميع(‬
‫أي في كل تكبيرة >ص‪ <43 :‬مما ذكر ويسن أن يضع يمنمماه علممى‬
‫يسراه بين كممل تكممبيرتين‪ ،‬وفممي الكفايممة عممن العجلممي ل يكممبر فممي‬
‫المقضية‪ ،‬لنه حق للوقت‪ .‬وإطلقهم يخممالفه بممل صممريح قممولهم أن‬
‫القضاء يحكي الداء يرده‪ ،‬لكنهم في الجهممر اعتممبروا وقممت القضمماء‬
‫ويفرق بأنه صفة فأثر فيها اختلف الوقت بخلف التكبير‪ ،‬فإن قلممت‬
‫يؤيده ما يأتي أنه ل يكبر لمقضية أيام التشممريق إذا قضمماها خارجهمما‬
‫قلت يفرق بأن التكبير هنمما لممذات الصمملة ل المموقت بخلفممه ثممم‪ ،‬أل‬
‫ترى أنه لو فعل مقضية في أيام التشريق كبر عقبها وهنمما لممو فعممل‬
‫مقضية وقت أداء العيممد ل يكممبر فيهمما فعلمنمما أن التكممبير ثممم شممعار‬
‫الوقت وهنا شعار صمملة العيممد دون غيرهمما فانممدفع قمموله‪ :‬أنممه حممق‬
‫للوقت ولو اقتدى بحنفي والى التكبيرات والرفع لزمه مفارقته كما‬
‫هو ظاهر‪ ،‬لن العبرة باعتقاد الممأموم وليمس كمما ممر فمي سمجدة‬
‫الشممكر‪ ،‬لن المممأموم يممرى مطلممق السممجود فممي الصمملة ول يممرى‬
‫التوالي المبطل فيها اختيارا أصممل‪ ،‬نعممم ل بممد مممن تحققممه للممموالة‬
‫لنضباطها بالعرف وهو مضطرب في مثل ذلك ويظهر ضبطه بأن ل‬
‫يستقر العضو بحيث ينفصل رفعه عن هويه حممتى ل يسممميان حركممة‬
‫واحدة‪) .‬ولسن( أي هذه السبع والخمس )فرضا( فل تبطممل الصمملة‬
‫بتركها )ول بعضمما( فل يسممجد لتركهمما بممل هممي كبقيممة هيئات الصمملة‬
‫ويكره تركها‪ ،‬والزيادة عليها كما في الم وترك الرفممع فيهمما والممذكر‬
‫بينها ولو ترك غيممر المممأموم تكممبير الولممى أتممى بممه فممي الثانيممة مممع‬
‫تكبيرها على >ص‪ <44 :‬ما ذكره غيممر واحممد‪ ،‬وكممأنهم أخممذوه مممن‬
‫نظيره السابق في الجمعة والمنافقين غفلة عما فممي الم واعتمممده‬
‫ابن الرفعة ومن بعده‪ ،‬أنه يكره ذلك بل يقتصر علممى تكممبير الثانيممة‪.‬‬
‫ويؤيده ما يصرح به كلمهم أن الشممروع فممي قممراءة الفاتحممة بعممدها‬
‫فوت مشروعيتها وما فاتت مشروعيته ل يطلب فعله في محلممه ول‬
‫غيره وقولهم التممي فل يتممداركها صممريح فيممه‪ ،‬وبممه يفممرق بيممن هممذا‬
‫ونظيره المذكور‪ ،‬لن قراءة الجمعة‪ .‬ثم لممم تفممت مشممروعيتها كممما‬
‫يصرح به قولهم المقصود أن ل تخلو صمملته عنهممما‪ ،‬ولممو اقتممدى بممه‬
‫فيها وكبر معه خمسا أتى في ثانيته بالخمس لئل يغير سنتها بإتيممانه‬
‫بالسبع كذا قالوه‪ ،‬وهو مشكل بما مر أنه لو تعمد قراءة المنممافقين‬
‫في أولى الجمعة سن لممه قممراءة الجمعممة فممي ثانيتهمما فلممم ينظممروا‬
‫لتغيير سنة الثانية هنا‪ ،‬وقد يفرق بأن ما يدركه المأموم أول صمملته‪،‬‬
‫وإنما اقتصر على الخمس فيها رعاية للمام فلممم يممأت فممي الولممى‬
‫بما يسن في الثانية فليس نظير تلك‪ ,.‬لكممن قضمميته أن المنفممرد لممو‬
‫كبر في الولى خمسا كبرها في الثانية أيضا ول يشكل بتلك إذ ليس‬
‫نظيرها‪ ،‬لنه هنا إنما أتى بالبعض وتممرك البعممض وثممم لممم يممأت فممي‬
‫الولى بشيء من سورتها أصل وقضيته أنه لو قرأ بعض الجمعة في‬
‫الولى لم يأت بباقيها مع المنافقين في الثانية وهو محتمل ويحتمممل‬
‫خلفه‪ ،‬وعليه يفرق بتمايز البعض عممما فممي الثانيممة ثممم فجمممع معممه‬
‫بخلفه هنا‪ ،‬ثم رأيته في المجموع أشار لستشكال ممما هنمما بممما مممر‬
‫في الجمعة والمنافقين ولم يجب عنه )ولممو نسمميها( أو تعمممد تركهمما‬
‫كما علم بأولى )وشرع( في التعوذ لم تفممت أو )فممي القممراءة( ولممو‬
‫لبعض البسملة أو شرع إمامه ولم يتمها هو )فمماتت( لفمموات محلهمما‬
‫فل يتممداركها >ص‪ <45 :‬ويفممرق بيممن ممما هنمما وعممدم فمموات نحممو‬
‫الفتتاح بشروع المممام فممي الفاتحممة بممأنه شممعار خفممي ل يظهممر بممه‬
‫مخالفة بخلفها‪ ،‬فإنه شعار ظاهر لندب الجهر بها والرفممع فيهمما كمما‬
‫مر ففي التيان بها أو ببعضها بعد شروع المام في الفاتحة مخالفممة‬
‫له‪ ،‬ويؤيده أنه لو اقتدى بمخالف فتركهما تبعمه أو دعماء الفتتماح لمم‬
‫يتبعه ولو أتى به بعد الفاتحة سن إعادتهمما‪ ،‬وكممأنهم إنممما لممم يراعمموا‬
‫القول بالبطلن بتكريرها إما‪ ،‬لن محله فيما ليس بعذر وإما لضعفه‬
‫جدا‪ ،‬والول أقرب )وفي القديم يكبر ما لم يركع( لبقاء محلممه وهممو‬
‫القيام )ويقرأ بعد الفاتحة في الولى ق وفممي الثانيممة اقممتربت( ولممم‬
‫يقممل سممورة لشممذوذ مممن كممره تركهمما )بكمالهممما(‪ ،‬وإن لممم يممرض‬
‫المأمومون بممذلك للتبمماع رواه مسمملم وفيممه أيضمما }أنمه قممرأ بسممبح‬
‫والغاشية{ فكل سنة لكن الوليان أفضل )جهممرا( إجماعمما‪) .‬ويسممن‬
‫بعدها( إجماعا فل يعتد بهما قبلها‪ ،‬وفعل بعض أمراء بنممي أميممة لممه‪،‬‬
‫لن الناس كانوا ينفرون عقب الصلة عن سممماع خطبتممه لكراهتهممم‬
‫له‪ ،‬بالغ السلف الصالح في رده عليه )خطبتان( قياسا على تكرارها‬
‫في الجمعة ومممر أن الخطبممة ل تسممن لمنفممرد )أركانهممما( وسممننهما‬
‫)كهي في الجمعة( فتجب الثلثة الول فممي كممل منهممما وقممراءة آيممة‬
‫فممي إحممداهما والممدعاء للمممؤمنين فممي الثانيممة وخممرج بأركانهممما‬
‫شروطهما فل يجب هنا نحو قيام وجلوس بينهممما وطهممر وسممتر بممل‬
‫يسن‪ ،‬نعم لو كان في حال قراءة اليممة جنبمما بطلممت خطبتممه >ص‪:‬‬
‫‪ <46‬لعدم العتداد بها منه ما لم يتطهممر ويعيممدها‪ ،‬ول بممد فممي أداء‬
‫سنتها من كونها عربية لكن المتجه أن هذا شرط لكمالهمما ل لصمملها‬
‫بالنسبة لمن يفهمها كالطهارة بممل أولممى‪ ،‬لن اعتنمماء الشممارع بنحممو‬
‫الطهارة أعظم أل ترى أن العاجز عن العربية يخطب بلسانه لمثلممه‬
‫كما مر وعن الطهورين ل يخطب أصل‪ ،‬فإذا لم يشترط في صممحتها‬
‫الطهممر فممأولى كونهمما عربيممة‪ ،‬ول بممد فممي ذلممك أيضمما مممن سممماع‬
‫الحاضرين لها بالفعل لكن يظهر الكتفاء بسماع واحد‪ ،‬لن الخطبممة‬
‫تسن للثنين‪ ،‬ثم هي وإن كانت كخطبة الجمعممة فممي سممننها إل أنهمما‬
‫تزيممد بسممنن أخممرى تعلممم مممن قمموله )ويعلمهممم( نممدبا )فممي الفطممر‬
‫الفطرة( أي زكاتها )و( فممي )الضممحى الضممحية( أي أحكامهمما الممتي‬
‫تعم الحاجة إليها للتباع في بعض ذلك رواه الشيخان ولما فيممه مممن‬
‫عظم نفعهم )يفتتح الولى بتسع تكبيرات والثانية بسبع ولء( إفممرادا‬
‫في الكل وهي مقدمة لهمما ل منهمما ول ينممافيه التعممبير بالفتتمماح‪ ،‬لن‬
‫الشيء قد يفتتح ببعض مقدماته >ص‪) <47 :‬ويندب الغسل( كممما‬
‫قدمه أيضا في الجمعة ومر ممما فيممه ثممم‪ ،‬وذكممره هنمما تمموطئة لقمموله‬
‫)ويدخل وقته بنصف الليل(‪ ،‬لن أهممل السممواد يقصممدونها مممن حينئذ‬
‫فوسممع لهممم وكممما يممدخل أذان الصممبح بممذلك )وفممي قممول بممالفجر(‬
‫كالجمعة ومر الفرق ثم )والتطيب والتزين( والمشممي وغيرهمما سممنة‬
‫هنا )كالجمعة( بل أولى‪ ،‬لنه يوم زينة فيأتي هنا‪ ،‬جميع ما مر ثممم إل‬
‫في غير أبيض أرفع منه قيمة‪ ،‬فإنه الفضل هنا وإل في التزين بنحو‬
‫الطيب وإزالة نحو شعر وظفر مما مر ثم‪ ،‬فإنه يسن هنا لكل أحممد‪،‬‬
‫وإن لم يحضر كالغسل‪ ،‬بخلفه هناك نعممم ل يسممن إزالممة ذلممك فممي‬
‫الضحى لمريد التضحية كما يأتي )وفعلها بالمسجد أفضل( لشرفه‬
‫)وقيل( فعلها )بالصحراء( أفضل للتباع‪ ،‬ورد بممأنه صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم إنما خرج إليها لصغر مسممجده >ص‪ <48 :‬ومحلممه فممي غيممر‬
‫المسجد الحرام أما هو فهممي فيممه أفضممل قطعمما لفضممله ومشمماهدة‬
‫الكعبة وألحق كممثيرون بممه بيممت المقممدس واعترضممه المصممنف بممأن‬
‫ظاهر إطلقهم أنه كغيره ونازعه الذرعي‪ ،‬وألحممق بممه ابممن السممتاذ‬
‫مسجد المدينة‪ ،‬لنه اتسع )إل لعذر( راجع للمموجهين فعلممى الول إن‬
‫ضاق المسجد كرهت فيه وعلى الثمماني إن كممان نحممو مطممر كرهممت‬
‫في الصحراء ولو ضاق المسجد وحصل نحو مطر صلى المممام فيممه‬
‫واستخلف من يصلي بالبقيممة فممي محممل آخممر )ويسممتخلف( نممدبا إذا‬
‫ذهب إلى الصحراء )من يصلي( في المسممجد )بالضممعفة( ومممن لممم‬
‫يخممرج‪ ،‬ول يخطممب الخليفممة إل بممإذنه ويممأتي فممي‪ ،‬ثممم يخطممب فممي‬
‫الكسمموف ممما يمكممن مجيئه هنمما >ص‪) <49 :‬ويممذهب فممي طريممق‬
‫ويرجع في أخرى( ندبا للتبمماع رواه البخمماري‪ .‬وحكمتممه }أنممه صمملى‬
‫الله عليه وسلم كان يذهب في الطول{‪ ،‬لن أجممر الممذهاب أعظممم‬
‫ويرجع في القصر وهذا سنة في كل عبادة‪ ،‬أو ليتبرك به أهلهممما أو‬
‫ليستفتى فيهما أو ليتصدق على فقرائهما أو ليزور أقاربه أو قبورهم‬
‫فيهما أو ليغيظ منافقيهما أو ليحذر منهم وللتفاؤل بتغير الحال إلممى‬
‫المغفرة أو لتشهد له البقاع أو خشية العين أو الزحمممة‪ ،‬وعلممى كممل‬
‫مممن هممذه المعمماني يسممن ذلممك ولممو لمممن لممم توجممد فيممه كالرمممل‬
‫والضطباع )ويبكر الناس( من الفجر نممدبا ليحصمملوا فضمميلة القممرب‬
‫وانتظار الصلة هذا إن خرجوا للصحراء والسن المكث عقب الفجر‬
‫كما بحث‪ ،‬ومحله إن لم يحتج لزيادة تزيممن ونحمموه وإل ذهممب وأتممى‬
‫فممورا‪) .‬ويحضممر المممام وقممت صمملته( نممدبا للتبمماع رواه الشمميخان‬
‫)ويعجل( ندبا الخروج )في الضحى( >ص‪ <50 :‬ويؤخر في الفطر‬
‫لخبر مرسل فيه المر بهما وهو حجة في مثل ذلك وحكمتممه اتسمماع‬
‫وقممت الضممحية ووقممت إخممراج الفطممرة‪ ،‬فممإن هممذا أفضممل أوقممات‬
‫خروجها‪ ،‬وحد الماوردي ذلك في الضحى بمضي سدس النهار وفي‬
‫الفطر بمضي ربعه وهو بعيد‪ ،‬وإنما الموجه أنمه فمي الضمحى يخمرج‬
‫عقب الرتفاع كرمح وفي الفطر يؤخر عن ذلك قليل )قلت ويأكممل(‬
‫أو يشرب )في عيد الفطر قبل الصلة( ولو في الطريق كممما صممرح‬
‫به بعضهم ومثلها المسجد بل أولممى وعليممه فل تنخممرم بممه المممروءة‬
‫لعذره‪ ،‬ويسن التمر وكونه وتممرا‪ ،‬وألحممق بممه الزبيممب )ويمسممك فممي‬
‫الضحى( للتباع صححه ابن حبان وغيره وليمتاز يوم العيد عما قبله‬
‫بالمبممادرة بالكممل أو تممأخيره أي مممن حيممث الصممل فل نظممر لصممائم‬
‫الدهر ول لمفطر رمضان كما هو ظاهر‪ ،‬ولنممدب الفطممر يمموم النحممر‬
‫على شيء من أضحيته ويكممره تممرك ذلممك كممما فممي المجممموع عممن‬
‫المام )ويذهب ماشيا( إل لعذر )بسكينة( كالجمعة وفي العود يتخير‬
‫بين المشي والركوب‪ ،‬وذكر ابن الستاذ أن الولى لهل ثغر بقممرب‬
‫عدوهم ركوبهم ذهابا وإيابا وإظهار السلح )ول يكره( في غير وقت‬
‫الكراهة )ول النفل قبلها لغير المام واللممه أعلممم( إذ ل محممذور فيممه‬
‫أما المام فيكره له التنفل قبلها وبعدها‪ ،‬ومن جمماء والمممام يخطممب‬
‫فممي الصمحراء سممع إن اتسمع الموقت إذ ل تحيمة‪ ،‬أو فمي المسممجد‬
‫>ص‪ <51 :‬صلى العيد لحصول التحية في ضمنه كما مر ويكره له‬
‫تنفل زائد على ذلك إن سمع وإل فل‪ .‬فممي توابممع لممما سممبق )ينممدب‬
‫التكبير بغروب الشمممس ليلممتي العيممد( الشممامل لعيممد الفطممر وعيممد‬
‫النحر )في المنازل والطممرق والمسمماجد والسممواق برفممع الصمموت(‬
‫لغير امرأة وخنثى بحضرة غير نحو محرم لقمموله تعممالى }ولتكملمموا‬
‫العدة{ أي عدة الصوم }ولتكبروا الله{ أي عند إكمالهمما }علممى ممما‬
‫هداكم{ أي لجممل هممدايته إيمماكم وقيممس بممه الضممحى ويسمممى هممذا‬
‫التكبير المرسممل والمطلممق لنممه ل يتقيممد بصمملة ول بغيرهمما ويسممن‬
‫تأخيره عن أذكارها بخلف المقيد التي )والظهر إدامته حتى يحممرم‬
‫المام بصلة العيد( إذ التكبير لكونه شعار الوقت >ص‪ <52 :‬أولى‬
‫ما يشتغل به أما من صلى منفردا فالعبرة بإحرام نفسه‪.‬‬
‫)فائدة( ورد في حديث في سنده متروكان }أنه صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يكبر في عيد الفطر من حين يخرج من بيتممه حممتى يممأتي‬
‫المصلى{)ول يكبر الحاج ليلة الضحى( خلفا للقفال )بل يلممبي( أي‬
‫لن التلبية هي شعاره الليق به والمعتمر يلبي إلممى أن يشممرع فممي‬
‫الطواف )ول يسن ليلة الفطر عقممب الصمملوات فممي الصممح( إذ لممم‬
‫ينقل وقيل يستحب وصححه في الذكار وأطال غيممره فممي النتصممار‬
‫له وأنه المنقول المنصوص )ويكبر الحاج( الذي بمنممى وغيرهمما كممما‬
‫يأتي )من ظهر النحر(‪ ،‬لنها أول صلة تلقاه بعد تحلله باعتبار وقتممه‬
‫الفضل وهو الضحى‪ ،‬وقضيته أنه لو قدمه على الصبح أو أخره عممن‬
‫الظهر لم يعتبر ذلك‪ ،‬وهو متجه خلفا لمن أناطه بوجود التحلل ولممو‬
‫قبل الفجر إذ يلزمه تأخره بتأخر التحلل عن الظهر‪ ،‬وإن مضت أيام‬
‫التشريق وهو بعيد مممن كلمهممم وأنممه لممو صمملى قبممل الظهممر نفل أو‬
‫فرضا >ص‪ <53 :‬كبر إل أن يقممال غيرهمما تممابع لهمما فممي ذلممك فلممم‬
‫يتقدم عليها )ويختم بصبح آخر( أيام )التشريق(‪ ،‬وإن نفر قبل أو لم‬
‫يكن بها أصل كما اقتضاه إطلقهم ول ينافيه قولهم‪ ،‬لنها آخر صمملة‬
‫يصلونها بمنى‪ ،‬لنه باعتبار الفضل لهممم مممن البقمماء بهمما إلممى النفممر‬
‫الثاني وتأخير الظهر إلى المحصب )وغيممره( أي الحمماج )كهممو( فيممما‬
‫ذكر من التكبير من ظهر النحر إلى صبح آخممر أيممام التشممريق )فممي‬
‫الظهر( تبعا له )وفي قول( يكبر غير الحاج )من مغرب ليلة النحممر(‬
‫كعيد الفطر )وفي قول( يكبر )من( حين فعممل )صممبح( يمموم )عرفممة‬
‫ويختم( على القولين )بعصر( أي بالتكبير عقب فعل عصر آخر أيممام‬
‫)التشريق والعمل على هذا( في العصار والمصممار للخممبر الصممحيح‬
‫فيه على ما قاله الحاكم وتبعه تلميذه المام الممبيهقي فممي خلفيمماته‬
‫لكنه ضعفه في غيرها وبتسليمه هو حجة في ذلك ومممن ثممم اختمماره‬
‫المصنف في المجموع وغيره وفي الذكار أنه الصح وفممي الروضممة‬
‫أنه الظهر عند المحققين ثم رأيت الذهبي في تلخيممص المسممتدرك‬
‫أشار إلى أنه شديد الضعف وعبارته خبر واه كأنه موضمموع ثممم بيممن‬
‫ذلك ومر أن ما هو كذلك ليس بحجة ول في الفضائل )والظهر أنممه‬
‫يكبر في هذه اليام للفائتة( المفروضة أو النافلة فيها أو في غيرهمما‬
‫والمنذورة )والراتبة والنافلة( تعميم بعد تخصيص سواء ذات السبب‬
‫ككسمموف واستسممقاء وغيرهمما كالضممحى والعيممد ونحوهممما‪ ،‬والنافلممة‬
‫المطلقة وقيده شممارح بالمطلقممة ثممم أورد عليممه نحممو ذات السممبب‬
‫والضحى وليس بحسن وكذا صلة الجنازة‪ ،‬لنه شعار الوقت >ص‪:‬‬
‫‪ <54‬ومن ثم لم يكبر اتفاقا لفائتهمما إذا قضمماه خارجهمما كممما أفهمممه‬
‫قوله في هذه اليام ولم يفت بطول الزمن وبه فارق فمموت الجابممة‬
‫بطمموله‪ ،‬لنهمما للذان وبممالطول انقطعممت نسممبتها عنممه وهممذا للزمممن‬
‫فيسن بعد الصلة‪ ،‬وإن طال قال في البيان ما دامت أيام التشريق‬
‫باقية ل سجدة تلوة أو شكر على الوجه وفاقا للمحاملي وآخريممن‪،‬‬
‫لنهما ليستا بصلة أصل بخلف ما على الجنازة‪ ،‬فإنه يسمممى صمملة‬
‫لكن مقيدة‪ .‬والخلف في تكبير يرفع به صوته ويجعله شعار المموقت‬
‫أممما لممو اسممتغرق عمممره بممالتكبير فل منممع‪) .‬وصمميغته المحبوبممة( أي‬
‫الفاضلة لشتمالها على نحو ما صح في مسلم على الصفا وزيادتهمما‬
‫بأشياء أخذوا بعضها من فعل بعض الصحابة تارة كتتابع التكبير ثلثمما‬
‫أولها ومن فعل بقية السلف أخرى )الله أكبر الله أكبر اللممه أكممبر ل‬
‫إله إل الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمممد ويسممتحب( كممما فممي الم‬
‫)أن يزيد( بعد التكبيرة الثالثة أي وما بعدها مما ذكر إن أتى به اللممه‬
‫أكبر )كبيرا والحمد لله كممثيرا وسممبحان اللممه بكممرة وأصمميل( أي أول‬
‫النهار وآخره‪ ،‬والمراد جميع الزمنممة ل إلممه إل اللممه ول نعبممد إل إيمماه‬
‫مخلصين له الدين ولو كممره الكممافرون ل إلممه إل اللممه وحممده صممدق‬
‫وعده ونصر عبده وهزم الحزاب وحممده ل إلممه إل اللممه واللممه أكممبر‪،‬‬
‫لنه مناسب ولنه صلى الله عليه وسلم قال نحو ذلك علممى الصممفا‪.‬‬
‫)ولو شهدوا يوم الثلثيممن( وقبلمموا )قبممل الممزوال( >ص‪ <55 :‬وقممد‬
‫بقي ما يسع جمع الناس وصلة العيممد أو ركعممة منهمما )برؤيممة الهلل‬
‫الليلة الماضية أفطرنا وصلينا العيد( أداء لبقاء وقتها أما لممو شممهدوا‬
‫وقبلوا وقد بقي من الوقت ممما ل يسممع ذلممك فكممما لممو شممهدوا بعممد‬
‫الزوال ويسن فعلها للمنفرد ومن تيسر حضوره معه حيث بقي مممن‬
‫الوقت ما يسع ركعة ثم مممع النمماس )وإن شممهدوا بعممد الغممروب لممم‬
‫تقبل الشهادة( بالنسبة لصلة العيد إذ ل فائدة لها فيها إل منع أدائها‬
‫مممن الغممد ولممما فممي الخممبر الصممحيح }الفطممر يمموم يفطممر النمماس‪،‬‬
‫والضحى يوم يضحي الناس وعرفة يوم يعرف الناس{ فيصلي من‬
‫الغد أداء بل بالنسبة لغيرها كأجممل وطلق وعتممق علقممت بشمموال أو‬
‫الفطر أو النحر ونازع في ذلممك ابممن الرفعممة بممما ردوه عليممه >ص‪:‬‬
‫‪) <56‬أو( شممهدوا وقبلمموا )بيممن الممزوال والغممروب أفطرنمما( وجوبمما‬
‫)وفاتت الصلة( أي أداؤهمما لخممروج وقتهمما بممالزوال وبممما قممررت بممه‬
‫كلمه علممم أن العممبرة بمموقت التعممديل ل بمموقت الشممهادة )ويشممرع‬
‫قضاؤها متى شاء( مريده )في الظهممر( كسممائر الرواتممب وهممو فممي‬
‫باقي اليوم أولى ما لم يعسر جمع الناس فتممأخيره للغممد أولممى هممذا‬
‫بالنسبة لصلة المام بالناس أما كل على حدته فالفضل له تعجيممل‬
‫القضاء مطلقا وهذا‪ ،‬وإن علم من قوله في صمملة النفممل ولممو فممات‬
‫النفل المممؤقت نممدب قضمماؤه فممي الظهممر لكممن ذكممره هنمما إيضمماحا‬
‫وتفريعا على الفوات الذي حكى مقابله بقموله )وقيمل فمي قممول( ل‬
‫تفوت بل )تصلى من الغد أداء( لكثرة الغلط فممي الهلممة فل يفمموت‬
‫به هذا الشعار العظيم‪.‬‬

‫باب صلة الكسوفين‬


‫كسمموف الشمممس وكسمموف القمممر ويقممال خسمموفان وللول‬
‫كسوف وللثاني خسوف وهو الشهر الفصممح وقيممل عكسممه ويمموجه‬
‫شهرة ذلك وكونه أفصح بأن معنى كسف تغير وخسممف ذهممب وقممد‬
‫بين علماء الهيئة أن كسوف الشمس ل حقيقممة لممه بخلف خسمموف‬
‫القمر‪ ،‬لن نوره مسممتمد مممن نورهمما >ص‪ <57 :‬فممإذا حيممل بينهممما‬
‫صار ل نور له وهي مضيئة في نفسها‪ ،‬وإنما يحول بيننا وبينها حممائل‬
‫فيمنع وصول ضوئها إلينا وكان همذا همو سمبب إيثماره فمي الترجممة‬
‫وأيضمما فأحمماديث كسمموف الشمممس أكممثر وأصممح وأشممهر ونممازعهم‬
‫المدي في ذلك بما رددته عليه في شرح العباب )هي سنة( مؤكدة‬
‫لكل من مر في العيد للمر بها فيهممما رواه الشمميخان ويكممره تركهمما‬
‫وهو مراد الشافعي في موضممع بل يجمموز‪ ،‬لن المكممروه قممد يوصممف‬
‫بعدم الجواز إذ المتبادر منه استواء الطرفين‪ ،‬وإنما لممم تجممب لخممبر‬
‫هل علي غيرها‪) .‬يحرم بنية صمملة الكسمموف( مممع تعييممن أنممه صمملة‬
‫كسوف شمس أو قمر نظير ما مر في أنه ل بد من نية صمملة عيممد‬
‫الفطر أو النحر وهذا‪ ،‬وإن أغنى عنه ما قدمه أول صممفة الصمملة أن‬
‫ذات السبب ل بد مممن تعيينهمما ولممذا اغتنممى عممن نظيممره فممي العيممد‪،‬‬
‫والستسقاء لفهمه من ذلك لكن صرح به هنا‪ ،‬لنه خفي لندرة هممذه‬
‫الصلة ويجوز لمريد هذه الصمملة ثلث كيفيممات إحممداها وهممي أقلهمما‬
‫ومحلها إن نواها كالعادة أو أطلق أن يصليها ركعممتين كسممنة الصممبح‬
‫وثبت فيها حديثان صممحيحان ومحممل ممما يممأتي أنممه ل يجمموز النقممص‪،‬‬
‫والرجوع بها إلى الصلة المعتادة عند النجلء إذا نواها بالصفة التية‬
‫خلفا لما زعمه السنوي ثانيتها وهي أكمل من الولى ومحلها كالتي‬
‫بعدها إن نواها بصفة الكمال أن يزيد ركمموعين مممن غيممر قممراءة ممما‬
‫يأتي فحينئذ )يقرأ الفاتحة( >ص‪ <58 :‬أو وسورة قصمميرة )ويركممع‬
‫ثم يرفع ثم يقرأ الفاتحة( أو وسورة قصيرة )ثم يركع ثم يعتممدل ثممم‬
‫يسجد( سجدتين كغيرها )فهذه ركعة ثم يصمملي ثانيممة كممذلك( وهممذه‬
‫في الصحيحين لكن من غير تصريح بقراءة الفاتحة فممي كممل ركعممة‪.‬‬
‫)ول تجمموز( إعادتهمما إل فيممما يممأتي ول )زيممادة ركمموع ثممالث( فممأكثر‬
‫)لتمممادي الكسمموف ول نقصممه( أي أحممد الركمموعين اللممذين نواهممما‬
‫)للنجلء في الصح(‪ ،‬لنها ليست نفل مطلقا وغيره ل تجوز الزيممادة‬
‫فيه ول النقص عنه وخبر مسلم }أنه صلى اللمه عليمه وسملم صملى‬
‫ركعتين في كل ركعة ثلث ركوعات{ وفيه أيضا أربعة وصح خمسممة‬
‫وصح أيضا إعادتها أجابوا عنها بأن أحمماديث الركمموعين أصممح وأشممهر‬
‫واعترضه جمع بممأنه إنممما يصممح إذا اتحممدت الواقعممة أممما إذا تعممددت‬
‫لكسوف الشمس‪ ،‬والقمر فل تعارض وفيه نظممر‪ ،‬لن سممبر كلمهممم‬
‫قاض بأنه لم ينقل تعددها بعدد تلك الروايات المتخالفممة الممتي تزيممد‬
‫علممى سممبعة وحينئذ فالتعممارض محقممق وعنممد تحققممه يتعيممن الخممذ‬
‫بالصح‪ ،‬والشهر وهو ما تقرر فتأمله‪.‬وصورة الزيادة والنقممص علممى‬
‫المقابل أن يكون من أهل الحساب ويقتضي حسابه ذلك وعلى هذا‬
‫يحمل قول من قال محل الكيفية التية أن ل يضيق المموقت ويمكممن‬
‫حمله على ما يأتي في الخسوف قبل طلوع الشمس فوقتهمما حينئذ‬
‫ضيق فل تكون هذه الكيفية فاضلة في حقه حينئذ ولو صلها منفردا‬
‫أو جماعة ثم رأى جماعة يصلونها سممن لممه إعادتهمما معهممم كممما مممر‬
‫وواضح >ص‪ <59 :‬أن محله بل ومن أراد صلتها معهممم ولممم يكممن‬
‫صلها قبل ما إذا لم يقع النجلء قبل تحرمممه وإل امتنممع‪ ،‬لنممه أنشممأ‬
‫صلة مع زوال سببها‪ .‬ثالثتها )و( هممي )الكمممل( علممى الطلق‪ ،‬وإن‬
‫لم يرض بها المأمومون إل لعذر كما إذا بدأ بالكسوف قبل الفممرض‬
‫كما يأتي )أن يقممرأ فممي القيممام الول بعممد الفاتحممة( وسمموابقها مممن‬
‫افتتاح وتعوذ )البقرة( أو قمدرها وهمي أفضمل لممن أحسمنها )وفمي(‬
‫القيام )الثاني( بعممد التعمموذ‪ ،‬والفاتحممة )كمممائتي آيممة( معتدلممة )منهمما‬
‫وفي( القيام )الثالث( بعد ذلك )مائة وخمسين( منها )وفممي( القيممام‬
‫)الرابع( بعد ذلك )مائة( منها )تقريبا( كذا نص عليممه فممي أكممثر كتبممه‬
‫وله نص آخر أنه يقرأ في الثاني آل عمممران أو قممدرها وفممي الثممالث‬
‫النسمماء أو قممدرها‪ ،‬والرابممع المممائدة أو قممدرها وليممس بمماختلف عنممد‬
‫المحققين بل هو للتقريب وهما متقاربان كذا قاله ويشكل عليه أنه‬
‫في الول طول الثاني على الثممالث‪ ،‬وفممي الثمماني عكممس وهممذا هممو‬
‫النسب‪ ،‬فإن الثاني تابع للول‪ ،‬والرابممع للثممالث فكممان الول أطممول‬
‫من الثاني‪ ،‬والثالث أطول منه ومن الرابع ويمكن تمموجيه الول بممأن‬
‫الثاني لما تبع الول طال على الثالث وهممو علممى الرابممع ويؤيممده ممما‬
‫يأتي في الركوع فيمكن حمل التقريب على التخييممر بينهممما لتعممادل‬
‫علتيهما كما علمت )ويسبح في الركوع الول قدر مائة من( اليممات‬
‫المعتدلة من )البقرة وفي الثاني( قدر )ثمانين و( في )الثالث( قممدر‬
‫)سبعين( بالسين أوله )و( في )الرابممع( قممدر )خمسممين تقريبمما( كممذا‬
‫نص عليه في أكثر كتبه أيضا وله نص آخر أنه يسبح فممي كممل ركعممة‬
‫بقدر قراءته ويقول في كممل رفممع سمممع اللممه لمممن حمممده ربنمما لممك‬
‫الحمد إلى آخر ذكر العتدال )ول يطول السجدات في الصمح( كمما‬
‫ل يزيد فممي التشممهد‪ ،‬والجلمموس بيممن السممجدتين‪ ،‬والعتممدال الثمماني‬
‫)قلت‪ :‬الصحيح تطويلها( وهو الفضممل‪ ،‬لنممه )ثبممت فممي الصممحيحين‬
‫ونص >ص‪ <60 :‬في البويطي( على )أنه يطولها نحو الركوع الذي‬
‫قبلها والله أعلم( فيكون السجود الول نحو الركمموع الول‪ ،‬والثمماني‬
‫نحو الثاني‪.‬‬
‫)وتسن جماعة( وبالمسممجد إل لعممذر وذلممك للتبمماع رواه الشمميخان‪،‬‬
‫وإنما لم يسممن هنمما الخممروج للصممحراء‪ ،‬لنممه يعرضممها للفمموات قيممل‬
‫جماعة بالرفع أي فيها ول يصممح نصممبه حممال لقتضممائه تقييممد النممدب‬
‫بحالة الجماعة وليس كذلك ا ه وفيه نظممر بممل النصممب هممو الظمماهر‬
‫وليس بحال بل تمييز محممول عممن نممائب الفاعممل ويصممح جعلممه حممال‬
‫وذلك اليهام منتف بقوله أول هي سنة الظمماهر فممي سممنها للمنفممرد‬
‫أيضا‪) .‬ويجهر بقراءة كسوف القمر( إجماعمما‪ ،‬لنهمما ليليممة أو ملحقممة‬
‫بهمما )ل الشمممس( بممل يسممر للتبمماع صممححه الترمممذي وغيممره )ثممم‬
‫يخطب( من غير تكبير كما بحثممه ابممن السممتاذ )المممام( للتبمماع فممي‬
‫كسمموف الشمممس متفممق عليممه وقيممس بممه خسمموف القمممر وتكممره‬
‫الخطبة في مسجد بغيممر إذن المممام خشممية الفتنممة ويؤخممذ منممه أن‬
‫محلممه ممما إذا اعتيممد اسممتئذانه أو كممان ل يراهمما ويخطممب إمممام نحممو‬
‫المسافرين ل إمامممة النسمماء نعممم إن قممامت واحممدة فمموعظتهن فل‬
‫بأس وكذا في العيد كممما هممو ظمماهر )خطبممتين بأركانهممما( وسممننهما‬
‫السابقة )في الجمعة( قياسا عليها أما شروطهما فسممنة هنمما >ص‪:‬‬
‫‪ <61‬كالعيد نعممم تحصممل السممنة هنمما بخطبممة واحممدة علممى ممما فممي‬
‫الكفاية عن النص وتبعه جمع لكن رده آخرون وهو المعتمد )ويحث(‬
‫الخطيب ندبا الناس )على التوبة‪ ،‬والخير( عممام بعممد خمماص وحكمممة‬
‫إفراده مزيد الهتمام بشأنه ويحرضهم على العتق‪ ،‬والصدقة للتباع‬
‫بسند صحيح في كسموف الشمممس وقيممس بهممما البماقي ويمذكر مما‬
‫يناسب الحال من حث وزجر ويكثر الدعاء‪ ،‬والستغفار‪.‬‬
‫)وممن أدرك الممام فمي ركموع أول( ممن الركعمة الولمى أو الثانيمة‬
‫)أدرك الركعة( كغيرها بشرطه السابق )أو( أدركه )في( ركوع )ثان‬
‫أو في قيام ثان( من الولممى أو الثانيممة )فل( يممدركها )فممي الظهممر(‪،‬‬
‫لن ما بعد الركوع الول في حكمم العتمدال‪ ،‬وإنمما وجبمت الفاتحمة‬
‫وسنت السورة فيه للتبمماع محاكمماة للول لتتميممز هممذه الصمملة عممن‬
‫غيرهمما وفممي مقابممل الظهممر هنمما تفصمميل لسممنا بصممدده ويسممن هنمما‬
‫الغسممل ل الممتزين السممابق فممي الجمعممة كممما بحثممه بعضممهم لخمموف‬
‫فواتهمما‪) .‬وتفمموت صمملة( كسمموف )الشمممس( إذا لممم يشممرع فيهمما‬
‫)بممالنجلء( لجميعهمما يقينمما ل لبعضممها ول إذا شممككنا فيممه لحيلولممة‬
‫سحاب‪ ،‬لن الصل بقاؤه >ص‪ <62 :‬ول نظر في هذا الباب لقممول‬
‫المنجمين مطلقا‪ ،‬وإن كثروا‪ ،‬لنه تخمين‪ ،‬وإن اطرد ويفرق بين هذا‬
‫وجواز عمل المنجم في المموقت‪ ،‬والصمموم بعلمممه بممأن هممذه الصمملة‬
‫خارجة عن القياس فاحتيط لها وبأنه يلزمه القضاء في الصوم‪ ،‬وإن‬
‫صادف كما يأتي فله جابر وهذه ل قضاء فيها كممما مممر فل جممابر لهمما‬
‫وبأن دللة علمه على ذينك أقوى منها هنا وذلممك لفمموات سممببها أممما‬
‫إذا زال أثناءهمما‪ ،‬فممإنه يتمهمما قيممل ول توصممف بممأداء ول قضمماء ا ه‪،‬‬
‫والوجه صحة وصفها بالداء‪ ،‬وإن تعذر القضمماء كرمممي بالجمممار ولممو‬
‫بان وجود النجلء قبل الشروع فيهمما فممالوجه أنهمما إن كممانت كسممنة‬
‫الصبح وقعت نفل مطلقا كممما لممو أحممرم بفممرض أو نفممل قبممل وقتممه‬
‫جاهل به أو كالهيئة الكاملة بان بطلنها إذ ل نفل على هيئتهمما يمكممن‬
‫انصرافها إليه )وبغروبها كاسفة( لزوال سلطانها‪ ،‬والنتفمماع بهمما‪) .‬و(‬
‫تفوت صلة خسوف )القمر( قبل الشروع فيهمما )بممالنجلء( لجميعممه‬
‫كما مر في الشمس )وطلوع الشمس( لزوال سمملطانه )ل( بطلمموع‬
‫)الفجر( وهو خاسممف فل تفمموت )فممي الجديممد( لبقمماء ظلمممة الليممل‪،‬‬
‫والنتفاع بضوئه وله الشروع فيها إذا خسف بعد الفجر >ص‪<63 :‬‬
‫وإن علممم طلمموع الشمممس فيهمما‪ ،‬لنممه ل يممؤثر )ول تفمموت بغروبممه‬
‫خاسفا( ولو بعد الفجر كما لو غاب تحت السحاب خاسممفا مممع بقمماء‬
‫محل سمملطانه والنتفمماع بممه‪ .‬قممال ابممن السممتاذ هممذا مشممكل‪ ،‬وإن‬
‫اتفقوا عليه‪ ،‬لنه قد تم سلطانه فممي هممذه الليلممة ا ه ويجمماب بممأنهم‬
‫نظروا لما من شأنه ل بالنظر لليلة مخصوصة‪ ،‬وإناطممة الشممياء بممما‬
‫من شأنها كثير في كلمهم ول يفمموت ابتممداء الخطبممة بممالنجلء‪ ،‬لن‬
‫خطبته صلى الله عليه وسلم إنما كانت بعممده‪).‬ولممو اجتمممع كسمموف‬
‫وجمعة أو فرض آخر قدم( وجوبمما )الفممرض( الجمعممة أو غيرهمما )إن‬
‫خيف فوته(‪ ،‬لن فعله حتم فكان أهم ففي الجمعة يخطممب لهمما ثممم‬
‫يصليها ثم الكسوف ثم يخطب له )وإل( يخف فوته )فالظهر تقممديم‬
‫الكسوف( لخمموف فمموته بممالنجلء فيقممرأ بعممد الفاتحممة بنحممو سممورة‬
‫الخلص )ثم( بعد صمملة الكسمموف )يخطممب للجمعمة( فممي صممورتها‬
‫)متعرضمما للكسمموف( ليسممتغني بممذكره ممما يتعلممق بالخسمموف عممن‬
‫خطبتين أخريين بعد الجمعة ويجب أن ينمموي خطبممة الجمعممة فقممط‪،‬‬
‫فإن نواهما بطلت‪ ،‬لنه شرك بين فرض ونفل مقصممود‪ ،‬لن خطبممة‬
‫الجمعة ل تتضمن خطبة الكسوف فليس كنية الفرض‪ ،‬والتحية وكذا‬
‫إن نوى الكسوف وحممده وهممو ظمماهر فيسممتأنف خطبممة للجمعممة‪ ،‬أو‬
‫أطلق‪ ،‬لن القرينممة تصممرفها للخسمموف وقممول الذرعممي ل تنصممرف‬
‫الخطبة إليه إل بقصده‪ ،‬لن خطبته سقطت مبني على أنه ل يحتمماج‬
‫لخطبة وإن لم يتعرض في خطبة الجمعة له والذي صممرح بممه غيممره‬
‫أنممه مممتى لممم يتعممرض فيهمما لممه سممن لممه خطبممة أخممرى )ثممم يصمملي‬
‫الجمعة(‪ ،‬والعيد مع الكسمموف كمالفرض معمه فيممما ذكممر‪ ،‬لن العيممد‬
‫أفضممل منممه نعممم يجمموز هنمما قصممدهما بممالخطبتين واستشممكله فممي‬
‫المجموع بأنهما سنتان مقصودتان فل يضر التشريك بينهما كركعتين‬
‫نوى بهما سنة الضحى وسنة الصممبح المقضممية >ص‪ <64 :‬ويجمماب‬
‫بأنهما لما كانتا تابعتين للصلة أشبهتا غسل الجمعممة والعيممد وليسممتا‬
‫كالصلتين‪ ،‬لنه يغتفر في التوابع ما ل يغتفممر فممي غيرهمما ثممم رأيممت‬
‫السبكي أشار لذلك‪) .‬ولو اجتمع( خسوف ووتر قدم الخسوف‪ ،‬وإن‬
‫خيممف فمموت المموتر‪ ،‬لنممه أفضممل ويمكممن تممداركه بالقضمماء أو )عيممد(‬
‫وجنازة )أو كسوف وجنازة قدمت الجنازة( خوفا من تغير الميت ثم‬
‫يفرد طائفة لتشييعها ويشتغل ببقية الصلوات ولو اجتمع معها فرض‬
‫اتسع وقته ولو جمعة قدمت إن حضر وليها وحضممرت وإل أفممرد لهمما‬
‫جماعة ينتظرونها واشتغل مع الباقين بغيرها‪ .‬قال السبكي تعليلهممم‬
‫يقتضي وجوب تقديمها على الجمعة أول الوقت خلف ما اعتيد من‬
‫تأخيرها عنها فينبغي التحذير منه ولما ولي ابن عبد السمملم خطابممة‬
‫جامع عمرو رضممي اللممه عنممه بمصممر كممان يصمملي عليهمما أول ويفممتي‬
‫الحمالين وأهل الميت أي الذين يلزمهم تجهيزه فيما يظهر بسقوط‬
‫الجمعة عنهم ليذهبوا بها ا ه‪ ،‬وإنما يتجممه إن خشممي تغيرهمما أو كممان‬
‫التأخير ل لكثرة المصلين وإل فالتأخير يسممير وفيممه مصمملحة للميممت‬
‫فل ينبغي منعه ولذا أطبقوا علممى تأخيرهمما إلممى ممما بعممد صمملة نحممو‬
‫العصر لكثرة المصلين حينئذ قيل اجتماع العيد مع كسوف الشمممس‬
‫محال عادة‪ ،‬لنها ل تكسف إل في الثامن أو التاسع والعشممرين ورد‬
‫بأنه ل استحالة في ذلممك عنممد غيممر المنجميممن كيممف وقممد صممح أنهمما‬
‫كسفت يوم موت إبراهيم ولد النبي صمملى اللممه عليممه وسمملم وروى‬
‫>ص‪ <65 :‬الزبير بن بكار‪ ،‬والبيهقي عممن الواقممدي أنممه مممات يمموم‬
‫عاشر شهر ربيع الول وكسفت أيضا يوم قتل الحسممين رضممي اللممه‬
‫عنه وقد اشتهر أنه كان يوم عاشوراء على أنممه قممد يتصممور موافقممة‬
‫العيد للثامن والعشرين بأن يشهد اثنان بنقممص رجممب وتممالييه وهممي‬
‫في الحقيقة كوامل‪.‬‬
‫)فرع( ل يصلي لغير الكسوفين من نحو زلزال وصواعق جماعة بل‬
‫فرادى ركعتين ل كصلة الكسوف على الوجه مع التضرع‪ ،‬والدعاء‬

‫باب صلة الستسقاء‬


‫هو لغة طلب السقيا وشرعا طلب السقيا من اللممه تعممالى عنممد‬
‫الحاجة إليها وسقاه وأسقاه بمعنى‪ ،‬والصل فيهمما فعلممه صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم لها وكممذا الخلفمماء بعممده )هممي سممنة( مؤكممدة لكممل أحممد‬
‫كالعيد بأنواعها الثلثة أدناها مجممرد الممدعاء وأوسممطها الممدعاء خلممف‬
‫الصلوات ولو نفل >ص‪ <66 :‬وفي نحممو خطبممة الجمعممة قممال فممي‬
‫النوار ويتحول فيها للقبلة عند الدعاء ويحممول رداءه واعممترض بممأنه‬
‫من تفرده مع أنه صلى الله عليه وسلم استسمقى فيهما ولمم يفعلمه‬
‫وأيضا استقبال القبلة فيها مكروه بممل مبطممل علممى وجممه ثممم رأيممت‬
‫بعضهم نقل عنه أنه عبر بيجوز وهو الذي رأيته في نسممخة ثممم قممال‬
‫بل الذي يتجه ندبه وحينئذ فالعتراض إنما يتجه على الثاني وأكملها‬
‫الستسممقاء بخطبممتين وركعممتين علممى الكيفيممة التيممة لثبوتهمما فممي‬
‫الصحيحين وغيرهما وليس فممي القممرآن ممما ينفيهمما إذ ترتيممب نممزول‬
‫المطر على الستغفار المأمور به فيه على لسان نمموح وهممود صمملى‬
‫الله على نبينا وعليهما وسملم المممراد بمه اليمممان وحقيقتممه ل ينفممي‬
‫ندب الستسقاء لنقطاعه الثابت في الحاديث التي كادت أن تتواتر‬
‫على أن الصممح فممي الصممول أن شممرع مممن قبلنمما ليممس بشممرع لنمما‬
‫وبتسليمه فمحله ما لم يرد فممي شممرعنا ممما يخممالفه )عنممد الحاجممة(‬
‫للماء لفقده أو ملوحته أو قلته بحيث ل يكفممي أو لزيممادته الممتي بهمما‬
‫نفع‪ ،‬وإن كان المحتاج لذلك طائفة مسلمين قليلممة فيسممن لغيرهممم‬
‫الستسقاء لهم ولممو بالصمملة‪ .‬نعممم إن كممانوا فسممقة أو مبتدعممة لممم‬
‫يفعممل لهممم علممى ممما بحممث >ص‪ <67 :‬لئل تظممن العامممة حسممن‬
‫طريقتهم وجعل شارح من ذلك الحاجة إلى طلوع الشمممس ويمموجه‬
‫بممأن حبسممها يمنمع فمائدة السمقيا لمنعمه نمممو النبممت‪ ،‬والثمممر فكمان‬
‫طلوعها من تتمة الستسقاء ويمكن أن يقال‪ :‬إنه من نحممو الزلممزال‬
‫الذي مر فيه أنه يصلى له فممرادى وهممذا هممو الوجممه ثممم رأيممت فممي‬
‫كلمهم ما يرد الول )وتعمماد( بأنواعهمما )ثانيمما وثالثمما( وهكممذا )إن لممم‬
‫يسقوا( حتى يسقيهم الله تعممالى مممن فضممله لخممبر }إن اللممه يحممب‬
‫الملحين فممي الممدعاء{‪ ،‬وإن ضممعف ثممم إذا أرادوا إعادتهمما بالصمملة‪،‬‬
‫والخطبة إن لم يشق عليهم الخروج من غممد كممل خرجممة خممرج بهممم‬
‫صياما‪ ،‬وإن شق ورأى التأخير أياما صام بهم ثلثمما وخممرج بهممم فممي‬
‫الرابع صياما وهكذا‪) .‬فإن تأهبوا للصلة( ولو للزيادة المحتمماج إليهمما‬
‫)فسقوا قبلها اجتمعوا للشكر( علممى تعجيممل مطلمموبهم قممال تعممالى‬
‫}لئن شممكرتم لزيممدنكم{ )والممدعاء( بطلممب الزيممادة إن احتاجوهمما‬
‫)ويصلون( الصلة التية ويخطبممون أيضمما للمموعظ ويؤخممذ منممه أنهممم‬
‫ينوون صلة الستسقاء ول ينافيه قولهم التي شكرا )على الصحيح(‬
‫شكرا أيضا وبه يفرق بين هذا وما لممو وقممع النجلء بعممد اجتممماعهم‪،‬‬
‫ووجهه أن القصد بالصلة ثم رفع التخويف المقصود بالكسوف كممما‬
‫دلت عليه الحاديث الصحيحة وقد زال وهنا تجديد الشكر على هذه‬
‫النعمة الظاهرة ولم يفممت ذلممك >ص‪ <68 :‬أو بعممدها لممم يخرجمموا‬
‫لشكر ول لدعاء )ويأمرهم( أي الناس ندبا )المممام( أو نممائبه ويظهممر‬
‫أن منه القاضي العام الولية ل نحو والي الشوكة وأن البلد الممتي ل‬
‫إمام بها يعتبر ذو الشوكة المطاع فيهمما ثممم رأيممت النمموار صممرح بممه‬
‫فقال ويأمرهم المام أو المطاع )بصيام ثلثة أيام( متتابعة )أول( أي‬
‫قبل يوم الخروج وبصمموم الرابممع التممي ويصمموم معهممم‪ ،‬لن الصمموم‬
‫يعين على رياضة النفس وخشوع القلب وبممأمره بالثلثممة أو الربعممة‬
‫يلزمهم الصوم >ص‪ <69 :‬ظاهرا وباطنا بدليل وجوب تممبييت نيتممه‬
‫عليهم على المعتمد كمما شمممله قممولهم يجممب التممبييت فممي الصمموم‬
‫الواجب ويظهر أنه ل يجب قضاؤها لفوات المعنممى الممذي طلممب لممه‬
‫الداء وأنه لو نوى به نحممو قضمماء أثممم‪ ،‬لنممه لممم يصممم امتثممال للمممر‬
‫الواجب عليه امتثاله باطنا كما تقرر‪> .‬ص‪ <70 :‬ومن ثم لممو نمموى‬
‫هنا المرين اتجممه أن ل إثممم لوجممود المتثممال‪ ،‬ووقمموع غيممره معممه ل‬
‫يمنعه وأن الولي ل يلزمه أمر موليه الصغير به‪ ،‬وإن أطاقه وأن من‬
‫له فطر رمضان لسفر أو مرض ل يلزمممه الصمموم‪ ،‬وإن أمممر بممه ثممم‬
‫رأيت من بحث أن المسافر ل يلزمه إن تضممرر بممه‪ ،‬لن المممر حينئذ‬
‫غير مطلوب لكون الفطر أفضل منه وفيممه نظممر ل سمميما تعليلممه إذ‬
‫ظاهر كلمهم وجوب مأموره‪ ،‬وإن كان مفضول بل ولو مباحمما علممى‬
‫ما يأتي‪ ،‬وإنما لم يلزم نحو المسممافر‪ ،‬لن مممأموره غممايته أن يكممون‬
‫كرمضممان‪ ،‬فممإذا جمماز الخممروج منممه لعممذر فممأولى مممأموره‪ .‬وبحممث‬
‫السنوي أن كل ما أمرهم بممه مممن نحممو صممدقة وعتممق >ص‪<71 :‬‬
‫يجب كالصوم ويظهر أن الوجوب إن سلم في الموال وإل فممالفرق‬
‫بينها وبين نحو الصوم واضح لمشقتها غالبا على النفمموس ومممن ثممم‬
‫خالفه الذرعي وغيره إنما يخاطب به الموسرون بما يمموجب العتممق‬
‫في الكفارة وبما يفضل عن يموم وليلمة فمي الصمدقة نعمم يؤيمد مما‬
‫بحثه قولهم تجب طاعة المام في أمره ونهيه ما لم يخالف الشممرع‬
‫أي بأن لم يأمر بمحرم وهو هنا لم يخالفه‪ ،‬لنه إنممما أمممر بممما نممدب‬
‫إليه الشرع وقولهم يجب امتثال أمره فممي التسممعير إن جوزنمماه أي‬
‫كما هو رأي ضعيف نعم الذي يظهر أن ممما أمممر بممه مممما ليممس فيممه‬
‫مصلحة عامة ل يجب امتثمماله إل ظمماهرا فقممط بخلف ممما فيممه ذلممك‬
‫يجب باطنا أيضا‪ ،‬والفرق ظمماهر وأن الوجمموب فممي ذلممك علممى كممل‬
‫صالح له عينا ل كفاية إل إن خصص أمره بطائفة فيختص بهم فعلممم‬
‫أن قولهم إن جوزناه قيد لوجوب امتثاله ظاهرا وإل فل إل إن خمماف‬
‫فتنة كما هو ظاهر فيجب ظاهرا فقط وكذا يقال في كل أمر محرم‬
‫عليه بأن كان بمباح فيممه ضممرر علممى المممأمور بممه‪ ،‬وإنممما لممم ينظممر‬
‫السنوي للضرر فيما مر عنه‪ ،‬لنه مندوب وهو ل ضممرر فيممه يمموجب‬
‫تحريم أمر المممام بمه للمصمملحة العامممة بخلف المبمماح >ص‪<72 :‬‬
‫وبهذا يعلم أن الكلم فيما مر في المسافر وفممي مخالفممة الذرعممي‬
‫وغيره للسنوي إنما هو من حيث الوجوب باطنا‪ .‬أما ظاهرا فل شك‬
‫فيه بل هو أولى مما هنا فتأمله ثم هل العبرة في المباح والمنممدوب‬
‫المأمور به باعتقاد المر‪ ،‬فإذا أمر بمبمماح عنممده سممنة عنممد المممأمور‬
‫يجب امتثاله ظاهرا فقط أو المأمور فيجب باطنما أيضمما أو بمالعكس‬
‫فينعكس ذلك كل محتمممل وظمماهر إطلقهممم هنمما الثمماني‪ ،‬لنهممم لممم‬
‫يفصلوا بين كون نحو الصوم المأمور به هنا منممدوبا عنممد المممر أو ل‬
‫ويؤيده ما مر أن العبرة باعتقاد المأموم ل المام ولو عين على كل‬
‫غني قدرا فالذي يظهر أن هذا من قسم المبمماح‪ ،‬لن التعييممن ليممس‬
‫بسنة وقد تقرر في المر بالمباح أنه إنما يجب امتثاله ظمماهرا فقممط‬
‫)والتوبة( لوجوبها فورا إجماعا‪ ،‬وإن لم يأمر بها )والتقرب إلى اللممه‬
‫تعالى بوجوه البر‪ ،‬والخروج من المظالم( التي لله أو للعبمماد دممما أو‬
‫عرضا أو مال وذكرهمما‪ ،‬لنهمما أخممص أركممان التوبممة‪ ،‬لن ذلممك أرجممى‬
‫للجابة وقد يكون منع الغيث عقوبة لممذلك لخممبر الحمماكم‪ ،‬والممبيهقي‬
‫}ول منع قوم الزكاة إل حبس الله عنهم المطر{ وفي خبر ضممعيف‬
‫تفسممير اللعنيممن فممي اليممة بممدواب الرض تقممول نمنممع القطممر‬
‫بخطاياهم‪) .‬ويخرجون( حيث ل عذر )إلممى الصممحراء( للتبمماع >ص‪:‬‬
‫‪ <73‬إل في مكة وبيت المقدس علممى ممما قمماله الخفمماف واعتمممده‬
‫جمع منهم الذرعي اقتداء بالخلف‪ ،‬والسلف لشرف المحل وسممعته‬
‫المفرطممة ول ينممافيه إحضممار نحممو الصممبيان‪ ،‬والبهممائم‪ ،‬لنهمما توقممف‬
‫بممأبواب المسممجد وإل إن قممل المستسممقون فالمسممجد مطلقمما لهممم‬
‫أفضل كما صرح بممه الممدارمي )فممي الرابممع( مممن صمميامهم )صممياما(‬
‫للخبر الصحيح }ثلثة ل تممرد دعمموتهم الصممائم حممتى يفطممر‪ ،‬والمممام‬
‫العادل‪ ،‬والمظلوم{ وفارق ندب الفطر بعرفة ولو لهل عرفممة كممما‬
‫شمله كلمهم‪ ،‬لنه آخممر النهممار فيشممق معممه الصمموم وهنمما بعكسممه‪.‬‬
‫وقضيته أنه لو وقع هنا آخر النهار ألحق بعرفة وهو محتمل ويحتمممل‬
‫الفرق بأن الحاج لحتياجه بعد الفطر إلى مما عليمه فمي ليلمة النحمر‬
‫ويومها من المتاعب أحوج إلى الفطر من المستسقى فل يقاس بممه‬
‫)في ثياب بذلة( بكسر فسكون للمعجمة أي عمممل غيممر جديممدة )و(‬
‫في )تخشع( أي تذلل وخضوع واستكانة إلى الله تعالى في كلمهممم‬
‫ومشيهم وجلوسهم مع حضور القلب وامتلئه بالهيبة‪ ،‬والخمموف مممن‬
‫الله تعالى واحتمال عطف تخشع على بذلممة مممدفوع بممأنه ليممس لنمما‬
‫ثياب تخشع مخصوصة كذا قيل وفيممه نظممر بممل ثيمماب التخشممع غيممر‬
‫ثياب الكبر والفخر والخيلء لنحو طول أكمامها وأذيالهمما‪ ،‬وإن كممانت‬
‫ثياب عمل فصح عطفه على بذلة أيضا خلفا لمن نممازع فيممه وحينئذ‬
‫إذا أمروا بإظهار التخشع في ملبوسهم >ص‪ <74 :‬ففي ذاتهم من‬
‫باب أولى وذلك للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى‬
‫الستسقاء متبذل متواضعا حتى أتى المصلى فرقى المنبر فلم يزل‬
‫في الدعاء‪ ،‬والتضرع‪ ،‬والتكبير ثم صلى ركعتين كممما يصمملي العيممد{‬
‫وقول المتولي ل بأس بخروجهم حفماة مكشموفة رؤسمهم اسمتبعده‬
‫الشاشي قال الذرعي وهو كما قال ول يسن لهم تطيب بل تنظممف‬
‫بسواك وغسل وقطع ريح كريه ويخرجون من طريق ويرجعون فممي‬
‫آخر‪) .‬ويخرجون( ندبا )الصبيان( والذي يتجممه أن مؤنممة حملهممم فممي‬
‫مال الولي كمؤن حجهم بل أولى‪.‬‬
‫)تنمبيه( شممل الصمبيان غيمر المميزيمن وعليمه تخمرج المجمانين‬
‫الذين أمنت قطعا ضراوتهم ويحتمل التقييد بممالمميزين ويؤيممد الول‬
‫إخممراج أولد البهممائم إشممعارا بممأن الكممل مسممترزقون )والشمميوخ(‪،‬‬
‫والعجممائز‪ ،‬لن دعمماءهم أقممرب للجابممة وفممي خممبر البخمماري }وهممل‬
‫ترزقون وتنصرون إل بضعفائكم{ وفممي خممبر ضممعيف }لممول شممباب‬
‫خشع وبهائم رتممع وشمميوخ ركممع{ أي لكممبر سممنهم أو كممثرة عبممادتهم‬
‫}وأطفممال رضممع لصممب عليكممم العممذاب صممبا{ )وكممذا البهممائم فممي‬
‫الصح(‪ ،‬لن الجدب قد أصابها أيضمما وفممي الخممبر الصممحيح }أن نبيمما‬
‫من النبياء قال جمع هو سليمان صلى الله على نبينا وعليممه وسمملم‬
‫خرج يستسقي‪ ،‬فإذا هممو بنملمة رافعممة بعممض قوائمهمما إلممى السممماء‬
‫فقال ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل شأن النملممة{ وتعممزل عنمما‬
‫>ص‪ <75 :‬ويفرق بين المهات‪ ،‬والولد حتى يكثر الضجيج والرقة‬
‫فيكون أقرب إلى الجابة ونازع فيه جمع بما ل يجدي )ول يمنع أهل‬
‫الذمة( أو العهد )الحضور( أي ل ينبغي ذلك ويظهر أن محله ممما لممم‬
‫يممر المممام المصمملحة فممي ذلممك علممى أنممه يسممن للمممام المنممع مممن‬
‫المكروه كما صرحوا به وسيأتي أنه يكره لهم الحضور إل أن يجمماب‬
‫بأن المقام مقام ذلة واستكانة فل يكسر خاطرهم حيممث ل مصمملحة‬
‫تقتضي ذلك‪ ،‬لنهم مسترزقون وفضل اللمه واسمع وقمد تعجمل لهمم‬
‫الجابة اسممتدراجا وبممه يممرد قممول البحممر يحممرم التممأمين علممى دعمماء‬
‫الكافر‪ ،‬لنه غير مقبول ا ه على أنه قد يختم له بالحسممنى فل علممم‬
‫بعدم قبوله إل بعد تحقق موته على كفره ثممم رأيممت الذرعممي قممال‬
‫إطلقه بعيد‪ ،‬والوجه جواز التأمين بل ندبه إذا دعمما لنفسممه بالهدايممة‬
‫ولنا بالنصر مثل ومنعه إذا جهل ما يدعو به‪ ،‬لنممه قممد يممدعو بممإثم أي‬
‫بل هو الظاهر مممن حمماله ويكممره لهممم الحضممور ولنمما إحضممارهم )ول‬
‫يختلطون بنا( >ص‪ <76 :‬أي يكره لنا فيما يظهر تمكينهم من ذلك‬
‫من حين الخروج إلى العود كما هو ظاهر وقول شيخنا فممي مصمملنا‬
‫الظاهر أنه تصوير فقط ثم رأيت السممنوي صممرح بكراهممة الختلط‪،‬‬
‫لنه قد يصمميبهم عممذاب قممال تعممالى }واتقمموا فتنممة ل تصمميبن الممذين‬
‫ظلموا منكم خاصة{ ونص على أن خروجهم يكون غير يوم خروجنا‬
‫واستشممكل بممأنهم قممد يسممقون فيفتممن بعممض العامممة ورد بممأن فممي‬
‫خروجهم معنا مفسدة محققة وهي مضاهاتهم لنا فقدمت على تلك‬
‫المتوهمة ولقول المالكية بالمصالح المرسلة منعمموهم مممن النفممراد‬
‫وقد يجاب بأن مفسدة الفتنة أشممد مممن مفسممدة المضمماهاة وادعمماء‬
‫تحققهمما ممنمموع كيممف ونحممن نمنعهممم مممن الختلط بنمما ونصمميرهم‬
‫منفردين عنا كالبهائم فأي مضاهاة في ذلك فالولى عممدم إفرادهممم‬
‫بيوم بل المضاهاة فيممه أشممد‪) .‬وهممي ركعتممان كالعيممد( للخممبر المممار‬
‫فتكون في وقتها إن أريد الفضل ويكبر في الولممى سممبعا‪ ،‬والثانيممة‬
‫خمسا ويقرأ في الولى ق أو سبح وفي الثانيممة اقممتربت أو الغاشممية‬
‫بكمالهما جهرا )لكن( تجوز زيادتها على ركعتين بخلف العيد وأيضمما‬
‫)قيل يقرأ في الثانية }إنا أرسلنا نوحا{(‪ ،‬لنها لئقة بالحممال إذ فيهمما‬
‫}استغفروا ربكم{ الية‪) .‬ول تختص( صلة الستسقاء )بوقت العيممد‬
‫في الصح( ول بغيره بل تجوز ولو وقت الكراهممة‪ ،‬لنهمما ذات سممبب‬
‫متقدم فدارت مع سببها >ص‪ <77 :‬واقتضاء الخبر }أنه صلى الله‬
‫عليه وسلم صلها في وقت العيد{ محمممول علممى أنممه للكمممل كممما‬
‫مر‪) .‬ويخطب ك( خطبة )العيد( في الركان والسنن دون الشروط‪،‬‬
‫فإنها سنة كما مر في الكسوف‪ ،‬والعيد )لكممن( يجمموز القتصممار هنمما‬
‫على خطبة واحدة بناء على ما مممر فممي الكسمموف و )يسممتغفر اللممه‬
‫تعالى بدل التكبير( أولهما فيقول أسممتغفر اللممه الممذي ل إلممه إل هممو‬
‫الحي القيوم وأتوب إليه تسعا في الولممى وسممبعا فممي الثانيممة‪ ،‬لنممه‬
‫الليق لوعد الله تعالى بإرسممال المطممر بعممده فممي آيممة }اسممتغفروا‬
‫ربكممم{ ومممن ثممم سممن إكثممار قراءتهمما إلممى قمموله }أنهممارا{ وإكثممار‬
‫الستغفار وختم كلمه به وقيل يكبر كالعيممد وانتصممر لممه بممأنه قضممية‬
‫الخبر وكلم الكممثرين )ويممدعو فممي الخطبممة الولممى( جهممرا بممأدعيته‬
‫صلى الله عليه وسلم الواردة عنه وهي كثيرة ومنها )}اللهم اسممقنا‬
‫غيثمما{( أي مطممرا )}مغيثمما{( بضممم أولممه أي منقممذا مممن الشممدة‬
‫)}هنيئا{( بالمد‪ ،‬والهمز أي ل ينغصمه شميء أو ينممي الحيمموان مممن‬
‫غير ضرر )}مريئا{( بفتح أوله وبالمممد‪ ،‬والهمممز أي محمممود العاقبممة‬
‫فالهنيء النافع ظاهرا والمريء النافع باطنا )}مريعمما{( بضممم أولممه‬
‫وبالتحتية أي آتيمما بممالريع وهممو الزيممادة مممن المراعممة وهممي الخصممب‬
‫بكسر أوله ويجوز هنا فتح الميم أي ذا ريع أي نماء أو الموحدة مممن‬
‫أربع البعيممر أكممل الربيممع أو الفوقيممة مممن رتعممت الماشممية أكلممت ممما‬
‫شاءت‪ ،‬والمقصود واحد )}غدقا{( أي كثير الماء‪ ،‬والخيممر أو قطممره‬
‫كبممار )}مجلل{( بكسممر اللم أي سمماترا للفممق لعمممومه أو للرض‬
‫بالنبات كجل الفرس )}سحا{( بفتممح فشممدة للمهملممتين أي شممديدا‬
‫الوقع بالرض من ساح جرى )}طبقا{( بفتح أوليه أي يطبق الرض‬
‫حتى يعمها )}دائما{( إلى انتهاء الحاجة إليه )}اللهم اسممقنا الغيممث‬
‫ول تجعلنمما مممن القممانطين{( أي اليسممين مممن رحمتممك }اللهممم إن‬
‫بالعباد‪ ،‬والبلد والخلق مممن اللواء{ >ص‪ <78 :‬أي بالمممد‪ ،‬والهمممز‬
‫شممدة المجاعممة‪ ،‬والجهممد أي بفتممح أولممه وقيممل ضمممه قلممة الخيممر‪،‬‬
‫}والضنك{ أي الضمميق }ممما ل نشممكو{ أي بممالنون }إل إليممك اللهممم‬
‫أنبت لنا الممزرع وأدر لنمما الضممرع واسممقنا مممن بركممات السممماء{ أي‬
‫المطر }وأنبت لنا من بركات الرض{ أي المرعى }اللهم ارفع عنمما‬
‫الجهد‪ ،‬والجوع‪ ،‬والعري واكشف عنا من البلء ما ل يكشفه غيممرك{‬
‫)}اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا{( أي لم تزل تغفر ما يقع من‬
‫هفوات عبادك )}فأرسل السماء{( أي السحاب أو المطممر )}علينمما‬
‫مدرارا{( أي كثيرا )ويستقبل القبلة بعممد صممدر الخطبممة الثانيممة( أي‬
‫نحو ثلثها إلى فراغ الدعاء ثم يستقبل الناس ويكمل الخطبة بالحث‬
‫على الطاعة وبالصلة على النبي صلى اللممه عليممه وسمملم وبالممدعاء‬
‫للمؤمنين‪ ،‬والمؤمنات ويقرأ آية أو آيتين ثم يقول أسممتغفر اللممه لممي‬
‫ولكممم )ويبممالغ فممي الممدعاء( حينئذ )سممرا( ويسممرون حينئذ )وجهممرا(‬
‫ويؤمنون حينئذ قال تعالى }ادعوا ربكممم تضممرعا وخفيممة{ ويجعلممون‬
‫ظهور أكفهم إلى السماء كما ثبت في مسلم وكذا يسن ذلممك لكممل‬
‫من دعا لرفع بلء ولو في المستقبل ليناسب المقصممود وهممو الرفممع‬
‫بخلف قاصد تحصمميل شمميء‪ ،‬فممإنه يجعممل بطممن كفممه إلممى السممماء‬
‫>ص‪ ،<79 :‬لنه المناسب لحال الخذ وينبغي أن يكون من دعائهم‬
‫حينئذ كما في أصله اللهم أنت أمرتنا بدعائك ووعممدتنا إجابتممك وقممد‬
‫دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا اللهم فامنن علينا بمغفممرة ممما‬
‫قارفناه وإجابتك في سقيانا وسممعة فممي رزقنمما )ويحممول رداءه عنممد‬
‫استقباله( القبلمة )فيجعمل يمينممه يسماره وعكسمه( للتبماع وحكمتممه‬
‫التفاؤل بتغير الحال إلى الرخاء كما ورد ويكره تركممه )وينكسممه( إن‬
‫كان غير مدور ومثلث وطويممل )علممى الجديممد فيجعممل أعله أسممفله‬
‫وعكسه( لما صح أنه صلى الله عليه وسلم هممم بممذلك فمنعممه ثقممل‬
‫خميصته ويحصل التحويل والتنكيس معا بأن يجعل الطرف السممفل‬
‫الذي على شقه اليمن على عاتقه اليسر‪ ،‬والطرف السممفل الممذي‬
‫على شقه اليسر على عاتقه اليمن أما المدور والمثلث فليس فيه‬
‫إل التحويل وكذا الطويل أي البالغ في الطول لتعسر التنكيممس فيممه‬
‫وفممي كتممابي در الغمامممة تفصمميل فممي تحويممل الطيلسممان فراجعممه‬
‫)ويحول( مع التنكيممس كممما أفمماده قمموله مثلممه فسمماوى قممول أصممله‬
‫ويجعل خلفا لمن اعترضه على أنمه فممي بعمض النسمخ عمبر بعبمارة‬
‫أصله )الناس( أي الذكور وهممم جلمموس )مثلممه( للتبمماع أيضمما )قلممت‬
‫ويترك( الرداء )محول( منكسا )حتى ينزع الثياب( بنحو الممبيت‪ ،‬لنممه‬
‫لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم غير رداءه قبل ذلك ويترك وينزع‬
‫مبنيممان للمفعممول ليعممم ذلممك المممام وغيممره‪) .‬ولممو تممرك المممام‬
‫الستسممقاء >ص‪ <80 :‬فعلممه النمماس( حممتى الخممروج للصممحراء‪،‬‬
‫والخطبة كسائر السنن ل سيما مع شممدة احتيمماجهم نعممم إن خشمموا‬
‫من ذلك فتنة تركوه كما هو ظاهر وبه يجمع بين ممما وقممع للمصممنف‬
‫في ذلك مما ظاهره التنافي )ولو خطب قبل الصلة جاز( كما صممح‬
‫به الخبر لكنه خلف الفضل الذي هو أكثر أحمواله صملى اللمه عليمه‬
‫وسلم من تأخير الخطبمة عمن الصملة‪) .‬ويسممن أن يمبرز( أي يظهممر‬
‫)لول مطر السنة( وغيره لكممن الول آكممد وكممان المممراد بممأوله أول‬
‫واقع منه بعد طول العهد بعدمه‪ ،‬لنه المتبادر من التعليل في الخبر‬
‫بأنه حديث عهد بربه وبممه يتجممه أن الممبروز لكممل مطممر >ص‪<81 :‬‬
‫سنة كما تقرر وأنه لول كل مطر أولى منممه لخممره )ويكشممف غيممر‬
‫عورته ليصيبه( لخبر مسلم }أنه صلى الله عليه وسمملم حسممر ثمموبه‬
‫حتى أصابه المطر وقال إنه حديث عهد بربممه{ أي بتكمموينه وتنزيلممه‬
‫وصح }كممان إذا مطممرت السممماء حسممر{ الحممديث )وأن يغتسممل أو‬
‫يتوضأ(‪ ،‬والفضل أن يجمع ثم الغسل ثم الوضوء )في السيل( لخبر‬
‫منقطممع }أنممه صمملى اللممه عليممه وسمملم كممان إذا سممال المموادي قممال‬
‫اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا فنتطهممر بممه ونحمممد اللممه‬
‫عليه{ قال السنوي ول تشرع له نية إذا لم يصادف وقت وضوء ول‬
‫غسل ا ه ولو قيل ينمموي سممنة الغسممل فممي السمميل لممم يبعممد‪ ،‬وأممما‬
‫الوضوء فهو كالوضوء المجدد أو المسنون لنحممو قممراءة فل بممد فيممه‬
‫من نية معتبرة مما مر في بابه ول يكفي نيممة سممنة الوضمموء كممما ل‬
‫يكفي في كل وضوء مسنون ول ترد نية الجنممب إذا تجممردت جنممابته‬
‫الوضوء المسنون ونية الغاسل بوضوء الميت ذلممك‪ ،‬لن هممذين غيممر‬
‫مقصودين بل تابعان علممى أنممه لممو قيممل هنمما بممذلك لممم يبعممد )و( أن‬
‫)يسبح عند الرعد( لما صح أن ابن الزبير رضي الله عنهممما كممان إذا‬
‫سمممعه تممرك الحممديث وقممال سممبحان مممن يسممبح الرعممد بحمممده‪،‬‬
‫والملئكة من خيفته )و( عند )البرق( لما يممأتي عممن الممماوردي ولن‬
‫الذكر عنممد المممور المخوفممة يممؤمن غائلتهمما‪ ،‬والرعممد ملممك‪ ،‬والممبرق‬
‫أجنحته يسوق بها السحاب نقله الشافعي عممن مجاهممد >ص‪<82 :‬‬
‫وقال ما أشبهه بظاهر القرآن قال السنوي فالمسموع هو صوته أو‬
‫صوت سوقه على اختلف فيه وأطلق الرعد عليممه مجممازا )ول يتبممع‬
‫بصره البرق( أو المطر أو الرعد قال الماوردي‪ ،‬لن السلف الصالح‬
‫كانوا يكرهون الشارة إلى الرعد والبرق ويقولون عنممد ذلممك ل إلممه‬
‫إل الله وحده ل شريك له سبوح قممدوس فيختممار القتممداء بهممم فممي‬
‫ذلك )ويقول( ندبا )عند المطر اللهم صيبا( بتشممديد اليمماء أي مطممرا‬
‫وقيل مطرا كثيرا )نافعا( للتبمماع رواه البخمماري وفممي روايممة }صمميبا‬
‫هنيئا{ وفي أخرى }سيبا{ أي بفتح فسكون }عطاء نافعا مرتيممن أو‬
‫ثلثا{ فيندب الجمع بين ذلك )ويدعو بممما شمماء( لخممبر الممبيهقي }أن‬
‫الدعاء يسممتجاب فممي أربعممة مممواطن عنممد التقمماء الصممفوف ونممزول‬
‫الغيث وإقامة الصلة ورؤية الكعبة{ )و( يقول )بعده( أي إثر نزوله‪.‬‬
‫)مطرنا بفضل الله ورحمته ويكره( تنزيهمما أن يقممول )مطرنمما بنمموء(‬
‫أي وقت )كذا( أي الثريا مثل‪ ،‬لنه‪ ،‬وإن انصرف إلى أن النمموء وقمت‬
‫يوقع الله فيه المطر من غير تأثير له البتة لكنه يوهم أن يراد به ممما‬
‫في خبر الصحيحين }ومممن قممال مطرنمما بنمموء كممذا فممذاك كممافر بممي‬
‫ممؤمن بمالكواكب{ أي بمأن اعتقمد أن للكمواكب تمأثيرا فمي اليجماد‬
‫استقلل أو شركة فهذا كافر إجماعا نعم كان أبو هريرة رضممي اللممه‬
‫عنه يقول مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ }ما يفتح الله للناس من رحمة‬
‫فل ممسك لها{ قيل فيستثنى هممذا مممن المتممن ا ه وفيممه نظممر‪ ،‬لن‬
‫هذا ل إيهام فيممه البتممة فل اسممتثناء‪) .‬و( يكممره )سممب الريممح( للخممبر‬
‫الصحيح }الريح من روح اللممه تممأتي بالرحمممة وتممأتي بالعممذاب‪ ،‬فممإذا‬
‫رأيتموها فل تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها{‬
‫)ولو تضرروا بكثرة المطر( بتثليث الكاف بأن خشي منه علممى نحممو‬
‫الممبيوت >ص‪) <83 :‬فالسممنة أن يسممألوا اللممه( فممي نحممو خطبممة‬
‫الجمعة‪ ،‬والقنوت‪ ،‬لنه نازلة كما مر وأعقمماب الصمملوات ومممن زعممم‬
‫ندب قول هذا في خطبة الستسقاء فقد أبعد‪ ،‬لن السنة لم ترد بممه‬
‫ول دخل حينئذ وقت الحتياج إليممه وعبممارة الم صممريحة فيممما قلنمماه‬
‫وفي أنه ل يسن هنا خروج ول صلة ول تحويل رداء )رفعه( فيقولوا‬
‫ندبا ما رواه الشيخان )}اللهممم حوالينمما{( بفتممح اللم )}ول علينمما{(‬
‫أي اجعله في الودية والمراعممي الممتي ل يضممرها ل البنيممة والطممرق‬
‫فالثاني بيان للمراد بالول لشموله للطرق التي حواليهم اللهم على‬
‫الكام والظراب وبطون الودية ومنابت الشجر‪ ،‬والكام بالمد جمممع‬
‫أكم بضمتين جمع أكام ككتاب جمع أكم بفتحممتين جمممع أكمممة وهممي‬
‫دون الجبل وفوق الرابية‪ ،‬والظراب بالظاء المشالة ووهم من قممال‬
‫بالضاد الساقط جمع ظرب بفتح فكسر الجبل الصغير وأفادت الواو‬
‫أن طلب المطر حوالينا القصد منه بالذات وقايممة أذاه ففيهمما معنممى‬
‫التعليل أي اجعلمه حوالينمما لئل يكممون علينمما وفيممه تعليمنمما لدب هممذا‬
‫الدعاء حيث لم يدع برفعه مطلقا‪ ،‬لنه قد يحتاج لستمراره بالنسبة‬
‫لبعض الودية والمزارع فطلب منع ضرره وبقاء نفعه وإعلمنمما بممأنه‬
‫ينبغي لمن وصلت إليه نعمة من ربمه أن ل يتسمخط بعمارض قارنهما‬
‫بل يسأل الله رفعممه وإبقاءهمما وبممأن الممدعاء برفممع المضممر ل ينممافي‬
‫التوكل والتفممويض )ول يصمملي لممذلك واللممه أعلممم( إذ لممم يممؤثر غيممر‬
‫الدعاء وقياس ما مر قبيل الباب الصلة لذلك فرادى‬

‫باب في حكم تارك الصلة‬


‫)إن تممرك( مكلممف عممالم أو جاهممل لممم يعممذر بجهلممه لكممونه بيممن‬
‫أظهرنا ول يخرجه الجحد الذي هو إنكار ممما سممبق علمممه‪ ،‬لن كممونه‬
‫بين أظهرنا بحيث ل يخفى عليه صمميره فممي حكممم العممالم )الصمملة(‬
‫المكتوبة التي هي إحدى الخمممس كممما يصممرح بممه قمموله التممي عممن‬
‫وقت الضرورة‪ ،‬لنه إنممما يكممون لهممذه ل غيممر >ص‪ <84 :‬أو فعلهمما‬
‫وآثر الترك لجل التقسيم )جاحممدا وجوبهمما( أو وجمموب ركممن مجمممع‬
‫عليه منها أو فيه خلف واه أخذا مما يأتي )كفر( إجماعا ككل مجمع‬
‫عليه معلوم من الدين بالضرورة‪ ،‬لن ذلك تكذيب للنص‪) .‬أو( تركها‬
‫)كسل( مع اعتقاده وجوبها )قتل( لية }فإن تابوا{ وخبر }أمرت أن‬
‫أقاتل الناس{‪ ،‬فإنهما شرطا في الكف عن القتل والمقاتلة السلم‬
‫وإقامة الصلة وإيتاء الزكاة لكممن الزكمماة يمكممن للمممام أخممذها ولممو‬
‫بالمقاتلممة ممممن امتنعمموا منهمما وقاتلونمما فكممانت فيهمما علممى حقيقتهمما‬
‫بخلفهمما فممي الصمملة‪ ،‬فإنهمما ل يمكممن فعلهمما بالمقاتلممة فكممانت فيهمما‬
‫بمعنى القتل فعلم وضوح الفرق بين الصلة‪ ،‬والزكاة وكممذا الصمموم‪،‬‬
‫فإنه إذا علم أنه يحبس طممول النهممار نممواه فأجممدى الحبممس فيممه ول‬
‫كذلك الصلة فتعين القتل في حدها ونخسممه بالحديممدة التممي ليممس‬
‫من إحسان القتلة في شيء فلم نقل به ل يقال ل قتممل بالحاضممرة‪،‬‬
‫لنه لم يخرجها عن وقتها ول بالخارجممة عنممه‪ ،‬لنممه ل قتممل بالقضمماء‪،‬‬
‫وإن وجب فورا‪ ،‬لنا نقول بل يقتممل بالحاضممرة إذا أمممر بهمما أي مممن‬
‫جهة المام أو نائبه دون غيرهما >ص‪ <85 :‬فيما يظهر في المموقت‬
‫عند ضيقه وتوعد على إخراجها عنه فممامتنع حممتى خممرج وقتهمما‪ ،‬لنمه‬
‫حينئذ معاند للشرع عنادا يقتضممي مثلممه القتممل فهممو ليممس لحاضممرة‬
‫فقممط ول لفائتممة فقممط بممل لمجممموع المريممن المممر والخممراج مممع‬
‫التصميم وخرج بكسل ما لو تركها لعذر ولو فاسدا كممما يممأتي وذلممك‬
‫كفاقد الطهورين‪ ،‬لنه مختلف في وجوبها عليه ويلحق به كمل تمارك‬
‫لصلة يلزمه قضاؤها‪ ،‬وإن لزمته اتفاقمما‪ ،‬لن إيجمماب قضممائها شممبهة‬
‫في تركها‪ ،‬وإن ضعفت بخلف ما لو قال من تلزمه الجمعة إجماعمما‬
‫ل أصليها إل ظهرا‪ ،‬فإن الصح قتله‪ ،‬والقول بأنها فرض كفايممة شمماذ‬
‫ل يعول عليه ويقتل أيضا بكل ركن أو شرط لها أجمممع علممى ركنيتممه‬
‫أو شممرطيته كالوضمموء أو كممان الخلف فيممه واهيمما جممدا دون إزالممة‬
‫النجاسة قال شارح >ص‪ <86 :‬وكمذا مما اعتقمد التمارك شمرطيته‪،‬‬
‫لن تركه ترك لها ولك رده بأنه ترك لها عندنا ل إجماعا أل ترى إلى‬
‫ما مر في فاقد الطهمورين أنمه ل يقتمل بتركهما‪ ،‬وإن اعتقمد وجوبهما‬
‫رعاية لمن لم يوجبها فكذا هنا فالوجه خلف ما قال وبحث بعضممهم‬
‫قتله بترك تعلمها بأركانها وظاهره أنه ترك تعلم كيفيتها مممن أصمملها‬
‫وهو ظاهر‪ ،‬لنه ترك لها لستحالة وجودها مممن جاهممل بممذلك بخلف‬
‫من علم كيفيتها ولم يميز الفرض من غيره‪ ،‬لنه يسممامح فممي عممدم‬
‫هذا التمييز‪ ،‬وإنما يقتل بذلك حدا ل كفرا لما في الخبر الصممحيح أن‬
‫تاركها تحت المشيئة إن شاء تعالى عممذبه‪ ،‬وإن شمماء أدخلممه الجنممة‪،‬‬
‫والكافر ليس كذلك فخبر مسلم }بين العبد‪ ،‬والكفر تممرك الصمملة{‬
‫محمول على المستحل‪) .‬والصحيح قتله بصلة فقط( لعممموم الخممبر‬
‫السممابق )بشممرط إخراجهمما عممن وقممت الضممرورة( أي الجمممع >ص‪:‬‬
‫‪ <87‬فل يقتل بالظهر حتى تغرب الشمس ول بالمغرب حتى يطلمع‬
‫الفجر ويقتل بالصبح بطلوع الشمس‪ ،‬لن الوقتين قد يتحدان فكممان‬
‫شبهة دارئة للقتل ومن ثم لو ذكر عذرا للتأخير لم يقتممل‪ ،‬وإن كممان‬
‫فاسدا كما لو قال صليت‪ ،‬وإن ظن كذبه‪ .‬وظاهر أن المراد بمموقت‬
‫الضرورة في الجمعممة ضمميق وقتهمما عممن أقممل ممكممن مممن الخطبممة‪،‬‬
‫والصلة‪ ،‬لن وقت العصر ليس وقتمما لهمما فممي حالممة بخلف الظهممر‪،‬‬
‫فإن قلت‪ :‬ينبغي قتله عقب سلم المام منهمما قلممت شممبهة احتمممال‬
‫تبين فسادها وإعادتها فيدركها أوجبت التأخير لليأس منها بكل تقدير‬
‫وهو ما مر )ويستتاب( فورا ندبا كممما صممححه فممي التحقيممق وفممارق‬
‫الوجوب في المرتد ومنه الجاحد السابق بأن تممرك اسممتتابته يمموجب‬
‫تخليده في النار إجماعا بخلف هممذا >ص‪) <88 :‬ثممم( إذا لممم يتممب‬
‫)يضرب عنقممه( بالسمميف ول يجمموز قتلممه بغيممر ذلممك للمممر بإحسممان‬
‫القتلة‪ ،‬وإنما نفعت التوبة هنا بخلف سائر الحدود‪ ،‬لن القتممل ليممس‬
‫على الخراج عن الوقت فقط بل مع المتناع مممن القضمماء وبصمملته‬
‫يممزول ذلممك )وقيممل( ل يقتممل لعممدم الممدليل الواضممح علممى قتلممه بممل‬
‫)ينخس بحديدة حتى يصمملي أو يممموت( ومممر رده )ويغسممل ويصمملى‬
‫عليه ويدفن في مقابر المسلمين(‪ ،‬لنه مسمملم )ول يطمممس قممبره(‬
‫بل يترك كبقية قبور أصحاب الكبائر وعلى ندب الستتابة ل يضمممنه‬
‫من قتله قبل التوبة مطلقا لكنه يأثم من جهة الفتيات علممى المممام‬
‫>ص‪<89 :‬‬

‫كتاب الجنائز‬
‫بفتح الجيم جمع جنازة بممه وبالكسممر اسممم للميممت فممي النعممش‬
‫وقيل بالفتح لذلك وبالكسر للنعش وهو فيه وقيل عكسممه مممن جنممز‬
‫ستر قيل كان حق هذا أن يذكر بين الفرائض والوصايا لكن لما كان‬
‫أهم ما يفعل بالميت الصمملة ذكممر أثرهمما‪) .‬ليكممثر( كممل مكلممف نممدبا‬
‫مؤكدا وإل فأصل ذكره سنة أيضا ول يفهمه المتن لنه ل يلممزم مممن‬
‫ندب الكثر نممدب القممل الخممالي عممن الكممثرة وإن لممزم مممن التيممان‬
‫بالكثر التيان بالقل وكونه سنة من حيث اندراجه فيمه‪ .‬وعلمى همذا‬
‫يحمل قول شيخنا في شرح الروض يستحب الكثار من ذكر الموت‬
‫المستلزم ذلك لستحباب ذكممره المصممرح بممه فممي الصممل أيضمما ا ه‬
‫)ذكر الموت(‪> .‬ص‪ <90 :‬لنه أدعى إلى امتثممال الوامممر واجتنمماب‬
‫المناهي للخبر الصحيح }أكثروا من ذكر هاذم اللذات{ أي بالمهملة‬
‫مزيلها من أصلها وبالمعجمممة قاطعهمما لكممن قممال السممهيلي الروايممة‬
‫بالمعجمة فإنه ما ذكر في كثير ‪ -‬أي من المل ‪ -‬إل قلله ول قليممل ‪-‬‬
‫أي من العمل ‪ -‬إل كثره )ويستعد( وجوبا إن علم أن عليممه حقمما وإل‬
‫فندبا كما هو ظاهره وعلى هذا يحمممل قممول شممارح " نممدبا " وقممول‬
‫آخرين " وجوبا " )بالتوبة( بأن يبادر إليها )ورد المظالم( إلممى أهلهمما‬
‫يعني الخروج منهمما ليتنمماول رد العيممان ونحممو قضمماء الصمملة ‪ -‬وقممد‬
‫صممرح السممبكي بممأن تاركهمما ظممالم لجميممع المسمملمين >ص‪<91 :‬‬
‫وقضاء دين لم يبرأ منه والتمكين من استيفاء حد أو تعزيممر ل يقبممل‬
‫العفممو أو يقبلممه ولممم يعممف عنممه وذلممك لنممه قممد يممأتيه الممموت بغتممة‬
‫وعطفها اعتناء بشممأنها لنهمما أهممم شممروط التوبممة‪) .‬والمريممض آكممد(‬
‫بذلك أي أشمد مطالبمة بمه ممن غيمره لنمزول مقمدمات المموت بمه‪.‬‬
‫)ويضممجع( نممدبا )المحتضممر( >ص‪ <92 :‬وهممو مممن حضممره الممموت‬
‫)لجنبه اليمن( فاليسر )إلى القبلة علممى الصمحيح( كمما فمي اللحمد‬
‫ولن القبلممة أشممرف الجهممات‪ .‬قممال فممي المجممموع‪ :‬والعمممل علممى‬
‫المقابل أي الموافق للمذكور في قوله )فإن تعممذر( أي تعسممر ذلممك‬
‫)لضمميق مكممان ونحمموه( كعلممة بجنممبيه )ألقممي علممى قفمماه ووجهممه‬
‫وأخمصاه( بفتح الميم أشهر من ضمها وكسرها وهما المنخفض من‬
‫الرجلين والمراد جميع أسفلهما )للقبلة( لنه الممكن ويرفممع رأسممه‬
‫ليتوجه وجهه للقبلة‪) .‬ويلقن( ندبا المحتضر ولو مميزا علممى الوجممه‬
‫ليحصل له الثواب التي وبه فارق عدم تلقينه في القبر ل منممه مممن‬
‫السممؤال )الشممهادة( أي ل إلممه إل اللممه فقممط لخممبر مسمملم }لقنمموا‬
‫موتاكم أي من حضممره الممموت ل إلممه إل اللممه{ مممع الخممبر الصممحيح‬
‫}من كان آخر كلمه ل إله إل الله دخل الجنة{ أي مع الفممائزين وإل‬
‫فكل مسلم ولو فاسقا يدخلها ولو بعد عذاب وإن طال خلفا لكممثير‬
‫من فمرق الضملل كالمعتزلمة والخمموارج‪>.‬ص‪ <93 :‬وقمول جمممع‪:‬‬
‫يلقن " محمد رسول الله " أيضا لن القصد موته علممى السمملم ول‬
‫يسمى مسلما إل بهما مردود بأنه مسلم وإنما القصد ختم كلمه بل‬
‫إله إل الله ليحصل له ذلك الثواب وبحث تلقينه الرفيق العلى لنممه‬
‫آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم مممردود بممأن ذلممك‬
‫لسبب لم يوجد في غيممره وهممو أن اللمه خيمره فاختماره أممما الكممافر‬
‫فيلقنهما قطعا مع لفظ " أشهد " لوجوبه أيضا على ما سمميأتي فيممه‬
‫إذ ل يصير مسلما إل بهما وينبغي كما قال الممماوردي وغيممره تقممديم‬
‫التلقين على الضطجاع السابق إن لم يمكن فعلهما معا لن النقممل‬
‫فيه أثبت ولعظيم فائدته ولئل يحصل الزهوق إن اشتغل بالضطجاع‬
‫ويسن أن يكون مرة فقط و )بل إلحاح( عليه لئل يضجر فيتكلم بممما‬
‫ل ينبغي لشدة ما يقاسي حينئذ وأن ل يقال له‪ :‬قل بل يذكر الكلمة‬
‫عنده ليتذكر فيذكر فإن ذكرهمما وإل سممكت يسمميرا ثممم يعيممدها فيممما‬
‫يظهممر وأن يعيممده إذا تكلمم ولممو بمذكر ليكممون آخمر كلمممه الشممهادة‬
‫وليكن غير متهم لنحو عداوة أو إرث إن كممان ثممم غيممره فممإن حضممر‬
‫عممدو ووارث فممالوارث لنممه أشممفق لقممولهم لممو حضممر ورثممة قممدم‬
‫أشفقهم )ويقرأ( نممدبا )عنممده يممس( للخممبر الصممحيح }اقممرءوا علممى‬
‫موتاكم يس{ أي من حضره الموت لن الميت ل يقرأ عليممه‪ .‬وأخممذ‬
‫ابن الرفعة بقضيته وهو أوجه في المعنى إذ ل صممارف عممن ظمماهره‬
‫وكون الميت ل يقرأ عليمه ممنموع لبقماء إدراك روحمه فهمو بالنسمبة‬
‫لسماع القممرآن وحصممول بركتممه لمه كمالحي وإذا صمح السملم عليممه‬
‫فالقراءة عليه أولممى‪> .‬ص‪ <94 :‬وقممد صممرحوا بممأنه ينممدب للممزائر‬
‫والمشيع قراءة شيء من القرآن نعم يؤيد الول ما في خبر غريممب‬
‫}ما من مريض يقرأ عنده يممس إل مممات ريانما وأدخممل قمبره ريانمما{‬
‫والحكمة في يس اشتمالها على أحوال القيامة وأهوالها وتغير الدنيا‬
‫وزوالها ونعيم الجنممة وعمذاب جهنمم فيتمذكر بقراءتهما تلممك الحموال‬
‫الموجبة للثبات قيل‪ :‬والرعد لنها تسهل طلوع الروح ويجممرع الممماء‬
‫ندبا بل وجوبا فيما يظهر إن ظهرت أمارة تدل على احتياجه له كأن‬
‫يهش إذا فعل به ذلك لن العطش يغلب حينئذ لشدة النممزع ولممذلك‬
‫يأتي الشيطان ‪ -‬كما ورد ‪ -‬بماء زلل ويقول‪ :‬قل ل إله غيممري حممتى‬
‫أسمقيك قيمل‪ :‬ويحمرم حضمور الحمائض عنمده ويمأتي فمي المسمائل‬
‫المنثورة ما يرده )وليحسن( ندبا المحتضممر وكممذا المريممض وإن لممم‬
‫يصل إلمى حالمة الحتضمار كمما فمي المجمموع )ظنمه بربمه سمبحانه‬
‫وتعالى( أي يظن أنه يغفر له ويرحمه للخبر الصحيح }أنا عنممد ظممن‬
‫عبدي بي فل يظن بي إل خيرا{ وصح قوله صلى اللممه عليممه وسمملم‬
‫قبممل مموته بثلث }ل يممموتن أحممدكم إل وهممو يحسمن الظممن بمالله{‬
‫ويسن له عنده تحسين ظنه وتطميعه فممي رحمممة ربممه >ص‪<95 :‬‬
‫وبحث الذرعي وجوبه إذا رأوا منه أمارة اليأس والقنوط لئل يممموت‬
‫على ذلك فيهلك فهو من النصيحة الواجبة وإنما يممأتي علممى وجمموب‬
‫استتابة تارك الصلة فعلى ندبها السابق يندب هذا إل أن يفرق بممأن‬
‫تقصير ذاك أشد وبأن ممما هنمما يممؤدي إلممى الكفممر بخلف ذاك‪) .‬فممإذا‬
‫مات غمض( ندبا لخبر مسلم }أنه صلى الله عليه وسلم فعله بممأبي‬
‫سلمة لما شق بصممره{ ‪ -‬بفتممح الشممين وضممم الممراء ‪ -‬أي شممخص ‪-‬‬
‫بفتح أوليه ‪ -‬ثم قال }إن الممروح إذا قبممض تبعممه البصممر{ ولئل يقبممح‬
‫منظره فيساء به الظن ويسن حينئذ بسمم اللمه وعلمى ملمة رسمول‬
‫الله‪ .‬صلى الله عليه وسلم )تنبيه( يحتمل أن المراد من قمموله تبعممه‬
‫البصر أن القوة الباصممرة تممذهب عقممب خممروج الممروح فحينئذ تجمممد‬
‫العين ويقبح منظرها ويحتمل أنه يبقى فيه عقب خروجها شيء من‬
‫حارها الغريزي فيشخص به ناظرا أين يممذهب بهمما ول بعممد فممي هممذا‬
‫لن حركته حينئذ قريبة من حركة المذبوح وسيأتي أنممه يحكممم عليممه‬
‫مممع وجودهمما بسممائر أحكممام الممموتى بقيممده‪) .‬وشممد لحيمماه بعصممابة(‬
‫عريضة تعمهما ويربطها فوق رأسه لئل يدخل فمماه الهمموام )ولينممت(‬
‫أصابعه و )مفاصله( عقب زهو روحه بأن يرد ساعده لعضده وساقه‬
‫لفخممذه وهممو لبطنممه ثممم يردهمما >ص‪ <96 :‬ليسممهل غسممله لبقمماء‬
‫الحرارة حينئذ )وستر( بعد نزع ثيابه التي )جميع بدنه بثوب( طرفاه‬
‫في غير المحرم تحت رأسه ورجليه للتباع واحتراما له )خفيف( لئل‬
‫يتسارع إليه الفساد )ووضع على بطنه( تحت الثمموب أو فمموقه لكنممه‬
‫فوقه أولى كما بحثه غير واحد وزعم أخذه مممن المتممن غيممر صممحيح‬
‫لن فيه كالروضة عطفه على وضع الثوب بالواو )شيء ثقيممل( مممن‬
‫حديد كسيف أو مرآة‪ .‬قال الذرعي والظاهر أن نحو السيف يوضممع‬
‫بطول الميت فإن فقد فطين رطب فما تيسر لئل ينتفخ وأقلممه نحممو‬
‫عشرين درهما والظمماهر أن هممذا الممترتيب لكمممال السممنة ل لصمملها‬
‫نظير ما مر في ندب المسك فالطيب إلى آخره عقب الغسممل مممن‬
‫نحو الحيض وأن تقديم الحديد لكونه أبلغ في دفممع النفممخ لسممر فيممه‬
‫ويكره وضع المصحف قممال الذرعممي والتحريممم محتممل ا ه ويتعيمن‬
‫الجزم به إن مس بل أو قرب مما فيه قذر ولو طاهرا أو جعل على‬
‫كيفيممة تنممافي تعظيمممه وألحممق بممه السممنوي كتممب الحممديث والعلممم‬
‫المحترم فإن قلت هذا الوضع إنما يتأتى عند الستلقاء ل عنممد كممونه‬
‫على جنبه مع أن كلمهم صريح في وضعه هنا على جنبه كالمحتضر‬
‫قلت يحتمل أنه تعممارض هنمما منممدوبان الوضممع علممى الجنممب ووضممع‬
‫الثقيل على البطن فيقدم هذا لن مصلحة الميت بممه أكممثر ويحتمممل‬
‫أنه ل تعارض لمكان وضع الثقيل على بطنه وهو على جنبممه لشممده‬
‫عليه بنحو عصابة وهذا هو القرب لكلمهم وإن مممال الذرعممي إلممى‬
‫الول حيث قال الظاهر هنا إلقاؤه على قفاه كما مر لقولهم يوضممع‬
‫على بطنه ثقيل‪) .‬ووضع( ندبا )على سرير ونحوه( لئل تصيبه نممداوة‬
‫الرض من غير فراش ومن ثم لو كانت صلبة ل نداوة عليها لم يكن‬
‫وضعه عليها خلف الولى )ونزعت( ندبا عنه )ثيابه( التي مات فيهمما‬
‫لئل يحمممى الجسممد فيتغيممر >ص‪ <97 :‬نعممم بحممث الذرعممي بقمماء‬
‫قميصه الذي يغسل فيه إذا كان طاهرا إذ ل معنى لنزعه ثم إعممادته‬
‫لكن يشمر لحقوه لئل يتنجس ويؤيده تقييد الوسيط الثياب بالمدفئة‬
‫وسمميأتي أن الشممهيد يممدفن بثيممابه فل تنممزع عنممه‪) .‬ووجهممه للقبلممة‬
‫كمحتضر( فيكون على جنبممه اليمممن إلممى آخممره )ويتممولى ذلممك( أي‬
‫جميع ما مر ندبا بأسهل ممكن )أرفق محارمه( به مع اتحاد الذكورة‬
‫والنوثة ومثله أحد الزوجين بمالولى لوفمور شممفقته‪) .‬ويبممادر( بفتمح‬
‫الدال )بغسله إذا تيقممن ممموته( نممدبا إن لممم يخممش مممن التممأخير وإل‬
‫فوجوبا كما هو ظاهر وذلك لمره صلى الله عليممه وسمملم بالتعجيممل‬
‫بالميت وعلله بأنه }ل ينبغي لجيفة مؤمن أن تحبممس بيممن ظهرانممي‬
‫أهله{ رواه أبو داود ومتى شك في موته >ص‪ <98 :‬وجب تممأخيره‬
‫إلى اليقين بتغير ريح أو نحمموه فممذكرهم العلمممات الكممثيرة لممه إنممما‬
‫تفيد حيث لم يكن هناك شك خلفا لما يوهمه كلم شارح وقممد قممال‬
‫الطباء‪ :‬إن كثيرين ممن يموتون بالسكتة ظاهرا يدفنون أحياء لنممه‬
‫يعممز إدراك الممموت الحقيقممي بهمما إل علممى أفاضممل الطبمماء وحينئذ‬
‫فيتعين فيها التمأخير إلمى اليقيمن بظهمور نحمو التغيمر‪) .‬وغسمله( أي‬
‫المسلم غير الشهيد )وتكفينممه والصمملة عليممه( وحملممه وكمان سممبب‬
‫عدم ذكره له ‪ -‬وإن ذكره غيره ‪ -‬أنه قد ل يجب بأن يحفممر لممه عنممد‬
‫محله ثم يحرك لينزل فيه )ودفنه( وما ألحق به كإلقممائه فممي البحممر‬
‫وبناء دكة عليه على وجمه الرض بشمرطهما التمي )فمروض كفايمة(‬
‫إجماعا على كل من علم بموته أو قصر لكممونه بقربممه وينسممب فممي‬
‫عدم البحث عنه إلى تقصير ويأتي الكافر وكذا الشممهيد فهممو كغيممره‬
‫إل في الغسل والصلة عليه‪) .‬وأقل الغسل( ولو لنحو جنب )تعميممم‬
‫بدنه( بالماء لنه الفرض في الحي فالميت أولممى وبممه يعلممم وجمموب‬
‫غسل ما يظهر من فرج الثيب عند جلوسها علممى قممدميها نظيممر ممما‬
‫مر في الحي فقول بعضهم إنهم أغفلوا ذلك ليممس فممي محلمه )بعممد‬
‫إزالة النجس( عنه إن كان ندبا إذ يكفي لهما غسله واحدة إن زالت‬
‫عينه بها بل تغير كالحي والفرق بممأن هممذا خاتمممة أمممره فليحتممط لممه‬
‫أكثر يرده تصريحهم التي بأنه لو خرج بعد الغسل نجس من الفممرج‬
‫أو أولج فيه لم يجب غسل ول وضوء بخلف الحي فاغتفروا فيه ممما‬
‫لم يغتفروه في الحممي ولممم يحتممج للسممتدراك هنمما للعلممم بممه >ص‪:‬‬
‫‪ <99‬مما قدمه في الطهارة أنممه يكفممي لهممما غسمملة واحممدة خلفمما‬
‫للرافعي‪ .‬فإن قلت يؤيد كون الحتياط له أكثر أنه لو اجتمع مع حي‬
‫وكل ببدنه نجس والماء ل يكفي إل أحدهما قدم الميممت قطعمما وممما‬
‫يأتي أنه يكفن في الثواب الثلثة وإن لم يرض الورثة قلممت ممنمموع‬
‫أما الول فلن الحممي يمكنممه إزالممة خبثممه بعممد بخلف الميممت فقممدم‬
‫لذلك وأما الثاني فلن الثلثة حقه فلم يملممك الورثممة إسممقاطها )ول‬
‫تجب( لصحة الغسل )نية الغاسل في الصح فيكفي غرقه أو غسممل‬
‫كافر( له لحصول المقصممود مممن غسممله وهممو النظافممة وإن لممم ينممو‬
‫وينبغي ندب نية الغسل خروجا من الخلف وكيفيتهمما أن ينمموي نحممو‬
‫أداء الغسل عنه أو استباحة الصلة عليممه )قلممت الصممح المنصمموص‬
‫وجوب غسل الغريق والله أعلم( لنمما مممأمورون بغسممله فل يسممقط‬
‫عنا إل بفعلنا والكممافر مممن جملممة المكلفيممن ومممن ثممم لممو شمموهدت‬
‫الملئكممة تغسممله لممم يكممف لنهممم ليسمموا مممن جملممة المكلفيممن أي‬
‫بالفروع فل ينافي قول جمع أنهم مكلفممون باليمممان بممه صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم بناء على أنه مرسل إليهم على المختار وإنما كفى ذلممك‬
‫في الدفن لحصول المقصممود منممه وهممو السممتر أي مممع كممونه ليممس‬
‫صورة عبادة بخلف الغسل فل يقممال المقصممود منممه النظافممة أيضمما‬
‫بدليل عدم وجوب نيته ويتردد النظر في الجن لنهم مممن المكلفيممن‬
‫بشممرعنا فممي الجملممة إجماعمما ضممروريا ثممم رأيممت ممما سممأذكره أول‬
‫محرمات النكاح أنه ل يسقط بفعلهم ويكفي غسل المميز لنه مممن‬
‫جملتنا كالفاسممق كممما يممأتي )والكمممل وضممعه بموضممع خممال( >ص‪:‬‬
‫‪ <100‬عن غير الغاسل ومعينه )مسممتور( بممأن يكممون مسممقفا نممص‬
‫عليه في الم وإن خالف فيه جمع‪ ،‬ليس فيه نحممو كمموة يطلممع عليممه‬
‫منه لن الحي يحممرص علممى ذلممك ولنممه قممد يكممون ببممدنه ممما يكممره‬
‫الطلع عليه‪ ،‬نعم لوليه الدخول عليه وإن لم يكممن غاسممل ول معينمما‬
‫لحرصه على مصلحته كما فعل العباس فإن ابنه الفضل وابممن أخيممه‬
‫عليمما كانمما يغسمملنه صمملى اللممه عليممه وسمملم وأسممامة ينمماول الممماء‬
‫والعباس يدخل عليهم ويخرج‪ .‬ويؤخذ منممه أن الممولي أقممرب الورثممة‬
‫لكن بشرط أن توجد فيه الشروط التيممة فممي الغاسممل فيممما يظهممر‬
‫وأن يكون )على( نحو )لوح( مرتفع لئل يصيبه رشاش ورأسه أعلممى‬
‫لينحدر الماء عنه )و( الكمل أنه )يغسل في قميممص( بممال وسممخيف‬
‫لما صح أنهم لما أخذوا في غسممله صمملى اللممه عليممه وسمملم نمماداهم‬
‫مناد من داخل الممبيت ل تنزعمموا عممن رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم قميصه‪ ،‬وادعاء الخصوصممية يحتماج لممدليل لنممه خلف الصمل‬
‫ولنه أستر ثم إن اتسع كمه وإل فتق دخاريصممه >ص‪ <101 :‬فممإن‬
‫فقد وجب ستر عورته وأن يكممون )بممماء( مالممح و )بممارد( لنممه يشممد‬
‫البدن‪ ،‬والسخن يرخيه نعم إن احتيج له لنحو شدة بممرد أو وسممخ فل‬
‫بأس وينبغي إبعاد إناء الماء عن رشاشه كما بأصله وأن يجتنب ممماء‬
‫زمممزم للخلف فممي نجاسممة الميممت ولممم يممراع نظيممره فممي إدخمماله‬
‫المسجد لن مانعه مخممالف للسممنة الصممحيحة كممما يعلممم مممما يممأتي‬
‫)ويجلسه( الغاسل برفق )على المغتسل( المرتفع )مائل إلى ورائه(‬
‫إجلسا رقيقا لن اعتداله قد يحبس ما يخرج منه )ويضع يمينه علمى‬
‫كتفه وإبهامه في نقرة قفمماه( وهممو مممؤخر عنقممه لئل يتمايممل رأسممه‬
‫)ويسند ظهره إلى ركبتممه اليمنممى( لئل يسممقط )ويمممر يسمماره علممى‬
‫بطنه إمرارا بليغا( أي مكررا المرة بعد المرة مع نوع تحامممل ل مممع‬
‫شدته لن احترام الميت واجب قاله الماوردي )ليخرج ما فيممه( مممن‬
‫الفضلت خشية مممن خروجممه بعممد الغسممل ولتكممن المجمممرة فائحممة‬
‫الطيب من أول وضعه بل من حين موته إلى انتهائه وليعتن المعيممن‬
‫بكثرة صب الماء إذهابا لعين الخارج وريحه ممما أمكممن )ثممم يضممجعه‬
‫لقفاه ويغسل بيساره وعليها خرقة سوأتيه( قبله ودبممره وممما حمموله‬
‫كما يستنجي الحي والولى خرقة لكل سموأة علمى مما قماله الممام‬
‫والغزالي ورد بممأن المباعممدة عممن هممذا المحممل أولممى ولممف الخرقممة‬
‫واجب لحرمة مس شيء ممن عمورته بل حمائل حمتى بالنسمبة لحمد‬
‫الزوجيمن >ص‪ <102 :‬بخلف نظمر أحمدهما وسميد بل شمهوة ولمو‬
‫للعورة لنه أخف )ثم( يلقي تلك ويغسل ما أصمماب يممده بممماء ونحممو‬
‫أشنان و )يلف( خرقة )أخرى( بيساره أيضا ويغسممل ممما بقممي علممى‬
‫بدنه من قذر ظاهر أو نجس ويجب لفها في العورة كما عرف فعلم‬
‫أنه يسن كما في المجموع عن الشافعي والصحاب أنه يعد خرقتين‬
‫نظيفتين واحدة للسوأتين وأخرى لبقية البدن ثم يلف خرقة نظيفممة‬
‫على أصبعه )ويدخل أصبعه( تلك والولممى أن تكممون اليسممرى خلفمما‬
‫للقمولي كبعض نسخ المحرر )فمه ويمرها على أسنانه( بشيء من‬
‫الماء كسواك الحي ول يفتح أسنانه لئل يدخل الماء جموفه فيفسمده‬
‫قيل يؤخذ من هممذا أن الحممي يسممتاك باليسممرى ا هممم‪ .‬وليممس كممذلك‬
‫لوضوح الفرق فإن الصبع هنا مباشممرة للذى مممن وراء الخرقممة ول‬
‫كذلك ثم نعم قياسه أنا لو قلنا بحصول السواك بالصبع أو أراد لممف‬
‫خرقة علممى أصممبع للسممتياك بهمما والذى ينفممذ منهمما لهمما سممن كممونه‬
‫باليسرى )ويزيممل( بأصممبعه اليسممرى أيضمما وعليهمما الخرقممة والولممى‬
‫الخنصر )ما في منخريه( بفتح أوله وثالثه وكسرهما وضمهما وبفتممح‬
‫ثم كسر وهي أشهر )من الذى( مع شيء من الماء ويتعهممد كممل ممما‬
‫ببدنه من أذى )و( بعد ذلك كله >ص‪) <103 :‬يوضئه( وضوءا كامل‬
‫بمضمضة واستنشاق وغيرهما ويميل فيهما رأسممه لئل يممدخل الممماء‬
‫جوفه ومن ثم لم يندب فيهما مبالغة )كالحي ثممم يغسممل رأسممه ثممم‬
‫لحيتممه بسممدر ونحمموه( كممالخطمي والسممدر أولممى )ويسممرحهما( أي‬
‫شممعورهما إن تلبممدت كممما اقتضمماه كلم المجممموع لزالممة ممما فممي‬
‫أصولهما كما في الحي وإذا أراد التسريح فالولى أن يقممدم الممرأس‬
‫كمما بحمث وأن يكمون )بمشمط( بضمم أو كسمر فسمكون وبضممهما‬
‫)واسع السنان برفق( ليقل النتتاف أو ينعدم )ويرد( ندبا )المنتتف(‬
‫أي الساقط منهما وكذا من شعر غيرهممما )إليممه( فممي كفنممه ليممدفن‬
‫معه إكراما له ول ينافي هذا ممما يممأتي أن نحممو الشممعر يصمملى عليممه‬
‫ويغسل ويستر ويدفن وجوبا في الكل لن ممما هنمما مممن حيممث كممونه‬
‫معه وذاك من حيث ذاته )ويغسل( بعد ذلك كلممه )شممقه اليمممن ثممم‬
‫اليسممر( المقبليممن مممن عنقممه لقممدمه >ص‪) <104 :‬ثممم يحرفممه(‬
‫بالتشديد )إلى شقه اليسممر فيغسممل شممقه اليمممن مممما يلممي القفمما‬
‫والظهر إلممى القمدم ثممم يحرفممه إلمى شمقه اليمممن فيغسممل اليسمر‬
‫كذلك( لمره صلى الله عليه وسلم بالبداءة بالميامن وقدم الشقان‬
‫اللذان يليان الوجه لشرفهما ولو غسل شقه اليمن من مقممدمه ثممم‬
‫من ظهره ثم اليسر من مقدمه ثم من ظهمره حصمل أصمل السمنة‬
‫ويحرم كبه على وجهه )فهذه( الفعال كلها ‪ -‬بل نظر لنحو السدر إذ‬
‫ل دخممل لممه فممي الغسممل كممما هممو واضممح فل يممرد عليممه ‪) -‬غسمملة‬
‫وتستحب( غسلة )ثانية و( غسلة )ثالثة( كذلك )و( يستحب في كممل‬
‫من هذه الثلث ثلث غسلت وذلك أنه يسممتحب )أن يسممتعان فممي(‬
‫الغسلة )الولى( من كل من الثلث )بسدر أو خطمي( بكسر الخمماء‬
‫في الفصح لزالة الوسخ ثم يزيل ذلك بغسلة ثانية )ثم( بعد همماتين‬
‫الغسلتين في كل غسلة من الثلث )يصب ماء قممراح( بفتممح القمماف‬
‫أي خالص )من فرقه( بفاء ثم قاف كما في نسممخ وبقمماف ثممم نممون‬
‫كما في أخرى وعبر في الروضة بالثاني وهو جممانب الممرأس وفسممر‬
‫الفرق في القاموس بالطريق في شممعر الممرأس وظمماهر أن المممراد‬
‫من العبارتين واحد وهممو الصممب مممن أول جممانب الممرأس المسممتلزم‬
‫لدخول شيء من الفرق إذ المراد بتلك الطريق المحل البيض فممي‬
‫وسط الرأس المنحدر عنه الشعر في كل من الجانبين )إلممى قممدمه‬
‫بعد زوال السدر( فعلم أن مجموع ما يممأتي بممه تسممع غسمملت لكنممه‬
‫مخير في القراح بين أن يفرقه بأن يجعلمه عقمب ثنمتي السمدر فمي‬
‫كل غسلة وأن يممواليه بممأن يغسممل السممت الممتي بالسممدر ثممم يمموالي‬
‫الثلث القراح‪ ،‬المحصل أولها للفرض وثانيها وثالثها لسممنة التثليممث‬
‫وهل السنة في صب القممراح أن يجلممس ثممم يصممب عليممه جميعممه أو‬
‫يفعممل فيممه ممما مممر فممي غسمملة >ص‪ <105 :‬السممدر مممن التيممامن‬
‫والتياسر والتحريف السابق لم أر في ذلك تصريحا ولو قيل‪ :‬تحصل‬
‫السنة بكممل والخيممرة أولممى لتجمه فممإن لممم يحصممل النقمماء بالثلثممة‬
‫المذكورة زاد ويسن وتران حصممل بشممفع وإن حصممل بهممن لممم يممزد‬
‫عليهن كما اقتضاه كلمهما وقال الماوردي هي أدنى الكمال وأكمل‬
‫منها خمس فسبع والزيادة إسراف ا هم‪ .‬ول يسقط الفممرض بغسمملة‬
‫تغير ماؤها بالسدر تغيرا كثيرا لنه يسلبه الطهوريممة كممما مممر سممواء‬
‫المخالطة له وهي الولممى والمزيلممة لممه وهممي الثانيممة مممن كممل مممن‬
‫الثلث وبما قررت به المتن يعلم أنه ل اعممتراض عليممه وقممولي مممن‬
‫كل من الثلث هو ما اعتمده جمع وصرح به خبر أم عطية فاقتصممار‬
‫المتن والروضة كالصحاب على الولى إن لم يحمممل >ص‪<106 :‬‬
‫على ما ذكرته يحمل على أنممه لبيممان أقممل الكمممال واقتضمماء المتممن‬
‫استواء السدر والخطمي ينازعه قول الماوردي السدر أولممى للنممص‬
‫عليممه ولنممه أمسممك للبممدن إل أن يحمممل علممى السممتواء فممي أصممل‬
‫الفضيلة قيل وإفهام الروضة الجمع بينهما غريب واسممتحب المزنممي‬
‫إعادة الوضوء مع كل غسلة )وأن يجعل في كل غسمملة( مممن الثلث‬
‫التي بالماء الصرف في غير المحرم )قليل كافور( مخالط بحيممث ل‬
‫يغيره تغيرا ضارا‪ ،‬أو كثيرا مجمماورا لممما مممر أنممه نوعممان وذلممك لنممه‬
‫يقوي البدن وينفر الهوام والخيرة آكد ويكره تركممه ويليممن مفاصممله‬
‫بعد الغسل كأثنائه ثم ينشممفه تنشمميفا بليغمما لئل يبتممل كفنممه فيسممرع‬
‫تغيره‪ .‬ويأتي بعممد وضمموئه وغسممله بممذكر الوضمموء بعممده وكممذا علممى‬
‫العضاء على ما مر ويسن " اجعله من التوابين أو اجعلني وإيمماه "‪.‬‬
‫)ولو خرج بعده( أي الغسل أي وقبل الدراج في الكفن )نجس( ولو‬
‫من الفرج )وجمب إزالتمه( تنظيفما لمه منمه )فقمط( لن الفمرض قمد‬
‫سقط بما وجد وعليه ل يجمب بخمروج منيمه الطماهر شميء )وقيمل(‬
‫يجب ذلك )مممع الغسممل إن خممرج مممن الفممرج( القبممل أو الممدبر لنممه‬
‫يتضمن الطهر وطهر الميت غسل كل بدنه )وقيممل( يجممب مممع ذلممك‬
‫)الوضوء( كالحي أما ممما خممرج مممن غيممر الفممرج أو بعممد الدراج فممي‬
‫الكفن فل يجب غير إزالته مممن بممدنه وكفنممه قطعمما‪) .‬و( الصممل أنممه‬
‫)يغسل الرجل( >ص‪ <107 :‬بالنصب وخلفه ركيممك لتفممويته نكتممة‬
‫تقديم المفعول على خلف الصل وهممي الشممعار بأهميممة ممما الكلم‬
‫فيه وهو الميت ولو أمرد لما يممأتي فممي الخنممثى ولنممه مممن الجنممس‬
‫)الرجل‪ ،‬والمرأة( كذلك )المرأة( إلحاقا لكل بجنسه )ويغسل أمته(‬
‫ولو نحو أم ولد ومكاتبة وذمية كالزوجة بممل أولممى ولرتفمماع الكتابممة‬
‫بممالموت ل مزوجممة ومعتممدة ومسممتبرأة ومشممتركة ومبعضممة >ص‪:‬‬
‫‪ <108‬وكذا نحو وثنية على الوجه لحرمة بضعهن عليه وإن جاز له‬
‫نظر ما عدا ما بين سرة وركبة غير المبعضة كممما يممأتي فممي النكمماح‬
‫وليس لها ولو مكاتبة وأم ولد أن تغسل سمميدها لنتقالهمما للورثممة أو‬
‫عتقها بخلف الزوجة لبقاء آثار الزوجية بعد الممموت )وزوجتممه( غيممر‬
‫الرجعيمة والمعتمدة عمن شمبهة وإن حمل نظرهما لتعلمق الحمق فيهما‬
‫بأجنبي ولو ذمية )وهي( أي غير من ذكرنا ولو ذمية تغسل )زوجهمما(‬
‫إجماعا وإن اتصلت بزوج بأن وضعت عقب ممموته ويعلممم مممما يممأتي‬
‫أن الكافر ل يغسممل مسمملما أن الذميممة إنممما تغسممل زوجهمما الممذمي‬
‫)ويلفممان( أي السمميد وأحممد الزوجيممن )خرقممة( نممدبا )ول مممس( مممن‬
‫أحممدهما ينبغممي أن يصممدر لشمميء مممن بممدن الميممت حفظمما لطهممارة‬
‫الغاسل إذ الميت ل ينتقض طهره بذلك فإن خممالف صممح الغسممل ل‬
‫يقال هذا مكرر مع ما مر من لمف الخرقمة الشمامل لحمد الزوجيممن‬
‫لن ذاك في لف واجب وهممو شممامل لهممما كممما مممر وهممذا فممي لممف‬
‫مندوب وهو خاص بهممما فل تكممرار نعممم الممذي يتمموهم >ص‪<109 :‬‬
‫إنما هو تكرر هذا مع من عبر بأنه يسن لكل غاسل لف خرقة علممى‬
‫يده في سائر غسله ومع ذلك ل تكرار أيضا لن هذا بالنظر لكراهممة‬
‫اللمممس وممما هنمما بممالنظر لنتقمماض الطهممر بمه‪) .‬فممإن لممم يحضممر إل‬
‫أجنبي( كبير واضح والميت امرأة )أو أجنبيممة( كممذلك والميممت رجممل‬
‫)يمم( الميت )في الصح( لتعذر الغسل شرعا لتمموقفه علممى النظممر‬
‫والمس المحرم ويؤخذ منه أنه لو كممان فممي ثيمماب سممابغة وبحضممرة‬
‫نهر مثل وأمكن غمسه به ليصل الماء لكل بممدنه مممن غيممر مممس ول‬
‫نظر وجب وهو ظاهر على أن الذرعي وغيره أطممالوا فممي النتصممار‬
‫للمقابل مذهبا ودليل‪ ،‬وقضية المتن ككلمهم أنه ييمم وإن كان على‬
‫بدنه خبث ويوجه بتعذر إزالته كما تقرر ومحل توقممف صممحة الممتيمم‬
‫أي والصمملة التممي فممي المسمائل المنثممورة علممى إزالمة النجمس إن‬
‫أمكنت كما مر أما الصغير بأن لممم يبلممغ حممدا يشممتهى والخنممثى ولممو‬
‫كبيرا لم يوجد له محرم فيغسممله الفريقممان أممما الول فواضممح وأممما‬
‫الثاني >ص‪ <110 :‬فللضرورة مع ضعف الشهوة بالموت ويغسممل‬
‫من فوق ثوب ويحتمماط الغاسممل نممدبا فممي النظممر والمممس‪) .‬وأولممى‬
‫الرجال به( أي بالرجل في الغسل )أولهم بالصمملة( عليممه وسمميأتي‬
‫لكن غالبا فل يرد أن الفقه بباب الغسل أولى من القرب‪ ،‬والسممن‬
‫والفقيه ولو أجنبيا أولى من غير فقيه ولو قريبا عكس الصلة علممى‬
‫ما يأتي فيها لن القصد هنا إحسان الغسل والفقه والفقيه أولى به‬
‫وثممم الممدعاء ونحممو السممن والقممرب أرق فممدعاؤه أقممرب للجابممة‬
‫والحاصل أنه يقدم رجال عصبة النسب فالولء فالوالي فذو الرحام‬
‫ومن قدمهم على الوالي حمل علممى ممما إذا لممم ينتظممم بيممت المممال‬
‫فالرجال الجانب >ص‪ <111 :‬فالزوجة فالنساء المحارم )و( أولى‬
‫النساء )بها( أي المرأة )قراباتها( المحممارم كممالبنت وغيرهممن كبنممت‬
‫العم لنهن أشفق قيل قال الجوهري القرابات من كلم العمموام لن‬
‫المصدر ل يجمع إل عند اختلف النوع وهو مفقود هنمما ا هممم‪ .‬ويجمماب‬
‫أخذا من علته بصحة هذا الجمع لن القرابات أنواع محرم ذات رحم‬
‫كالم ومحرم ذات عصوبة كالخت وغير محرم كبنت العم )ويقدمن‬
‫علممى زوج فممي الصممح( لن النمماث بمثلهممن أليممق )وأولهممن ذات‬
‫محرمية( من جهة الرحم ولو حائضا وهي من لو فرضت رجل حممرم‬
‫عليه نكاحها بالقرابة لنهن أشفق فإن استوى ثنتان محرمية فممالتي‬
‫في محل العصوبة كالعمة مع الخالة أولى ثم ذات رحم غيممر محممرم‬
‫كبنت العم وتقدم القربى فالقربى فإن استوى ثنتان درجة قدم هنمما‬
‫بما يقدم به في الصلة فإن استويا في ذلك أقرع ول ترجيح بزيممادة‬
‫إحداهن بمحرمية رضاع إذ ل مدخل له هنا أصل قاله السممنوي لكممن‬
‫خالفه البلقيني فبحث الترجيح بذلك حتى في بنممت عممم بعيممدة ذات‬
‫رضمماع علممى بنممت عممم قريبممة ليسممت كممذلك وبمحرميممة المصمماهرة‬
‫ووافقه الذرعي على الولى )ثم( ذات الولء ثم محرم الرضمماع ثممم‬
‫المصاهرة بناء على ما مر عن البلقينممي ثممم )الجنبيممة( لنهمما أوسممع‬
‫نظرا ممن بعدها )ثم رجال القرابة كممترتيب صمملتهم( لنهممم أشممفق‬
‫)قلت إل ابن العم ونحوه( وهو كممل قريممب غيممر محممرم )فكممالجنبي‬
‫والله أعلم( أي ل حق له في الغسل إذ ل يحل له النظر ول الخلمموة‬
‫)ويقدم عليهم( أي رجال القرابة )الزوج في الصح( لنه ينظر ممما ل‬
‫ينظرونه نعم تقدم الجنبية عليه وشرط المقممدم فممي الكممل الحريممة‬
‫الكاملمة والعقممل >ص‪ <112 :‬وأن ل يكمون كمافرا فمي مسملم ول‬
‫قاتل ول عدوا ول فاسقا ول صبيا وإن ميز على الوجه‪.‬‬
‫)تنبيه(‪ :‬قضية كلمهما بل صريحه وجوب الترتيب المذكور ومن‬
‫ثم قال في الروضة ونقله الرافعي عن الجويني وغيره للقرب إيثار‬
‫البعد إن اتحد جنس الميت والمفوض إليه وإل فل لكن أطممال جمممع‬
‫متأخرون في ندبه وأنه المذهب‪) .‬ول يقرب المحرم( إذا مممات قبممل‬
‫فعل تحلل العمرة أو فعل التحلل الول للحج ولو بعممد دخممول وقتممه‬
‫كما أطلقوه خلفا لمن ألحممق دخمموله بفعلممه لن العممبرة بحمماله فممي‬
‫الحياة ودخول وقته ل يبيح شمميئا مممن المحرمممات )طيبمما( ول يخلممط‬
‫ماء غسله بكافور ونحوه )ول يؤخذ شعره وظفره( أي ل يجوز ذلممك‬
‫وإن لم يبق عليه غيممره كممما اقتضمماه إطلقهممم واعتمممده الزركشممي‬
‫وغيره إذ مبنى النسك على أن الغير ل ينوب في بقيته وذلممك إبقمماء‬
‫لثر الحرام وللخبر الصحيح في محممرم مممات }ل تمسمموه طيبمما ول‬
‫تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا{ وصريحه حرمممة إلبمماس‬
‫ذكر محيطا وستر وجه امرأة وكفيها بقفاز نعممم لممو تعممذر غسممله إل‬
‫بحلقه لتلبيد رأسه وجب حلقه على الوجه وكذا لو تعممذر غسممل ممما‬
‫تحت ظفره إل بقلمه ول بأس بالتبخير عند غسله كجلوس المحممرم‬
‫عند متبخر ول فدية على حممالقه ومطيبممه خلفمما للبلقينمي‪) .‬وتطيمب‬
‫المعتدة( المحدة )في الصح( لزوال المعنى المحرم للطيممب عليهمما‬
‫مممن التفجممع وميلهمما للزواج أو ميلهممم إليهمما بممالموت ومممن ثممم جمماز‬
‫تكفينها في ثياب الزينة )والجديد أنه ل يكره في غيممر المحممرم أخممذ‬
‫ظفره وشعر إبطه وعانته وشاربه( لنه لم يرد فيه نهي بل يستحب‬
‫لممما فيممه >ص‪ <113 :‬مممن النظافممة )قلممت الظهممر كراهتممه واللممه‬
‫أعلم( لنه محدث وقد صح النهي عن محدثات المور التي لم يشهد‬
‫الشرع باستحسانها وزعم أنه تنظيف يعارض احممترام أجممزاء الميممت‬
‫ومن ثم حرم ختنه وإن عصى بتأخيره أو تعذر غسل ما تحت قلفتممه‬
‫كما اقتضاه إطلقهم وعليه فييمم عما تحتها‪.‬‬
‫)فصل( في تكفين الميت وحمله وتوابعهما‪) .‬يكفن( الميت بعممد‬
‫غسله )بما له لبسممه حيمما( فيجمموز حريممر ومزعفممر للمممرأة والصممبي‬
‫والمجنممون مممع الكراهممة ل لرجممل وخنممثى >ص‪ <114 :‬وبحممث‬
‫الذرعي حله إذا لم يجد غيره وظمماهر أن مممراده بالحممل ممما يشمممل‬
‫الوجوب إذ ل خفمماء فيممه حينئذ ولقتيممل المعركممة إذا لبسممه بشممرطه‬
‫وكان عليه حالة الممموت لكنممه خممالفه فممي مواضممع أخممر وبحممث هممو‬
‫وغيره أنه يحرم التكفين في متنجس ‪ -‬بما ل يعفى عنه ‪ -‬وجد غيره‬
‫وإن حل لبسه في الحياة ويقدم علممى نحممو حريممر لممم يجممد غيرهممما‬
‫ولينظر في هذا مع ما يأتي في المسائل المنثممورة أن شممرط صممحة‬
‫الصلة عليه طهر كفنه ومع ما مر آنفا مممما يعلممم منممه أن محلممه إن‬
‫أمكن تطهيره وحينئذ فممإن أمكممن تطهيممر هممذا تعيممن وإل سممومح بممه‬
‫وتكفن محدة في ثوب زينة وإن حرم لبسها له في الحيمماة كممما مممر‬
‫ويحرم في جلد وجد غيره لنه مزر به وكذا الطين والحشمميش فممإن‬
‫لم يوجد ثوب وجب جلد ثم حشيش ثم طين فيما يظهر‪.‬‬
‫)فممرع( أفممتى ابممن الصمملح بحرمممة سممتر الجنممازة بحريممر >ص‪:‬‬
‫‪ <115‬وكل ما المقصود به الزينة ولو امرأة كما يحممرم سممتر بيتهمما‬
‫بحريممر وخممالفه الجلل البلقينممي فجمموز الحريممر فيهمما وفممي الطفممل‬
‫واعتمده جمع مع أن القياس هو الول‪) .‬وأقله ثمموب( يسممتر العممورة‬
‫المختلفة بالذكورة والنوثة دون الرق والحرية بناء على الصح الذي‬
‫صممرح بممه الرافعممي أن الممرق يممزول بممالموت وإن بقيممت آثمماره مممن‬
‫تغسيله لمته‪ ،‬وقول الزركشي لو زال ملكممه لممم يغسمملها يممرده أنممه‬
‫يغسل زوجته مع زوال عصمتها عنه‪ ،‬ثم الكتفاء بسمماتر العممورة هممو‬
‫ما صححه المصنف في جميع كتبه إل اليضمماح ونقلممه عممن الكممثرين‬
‫كالحي ولنه حق لله تعالى وقال آخرون‪ :‬يجب ستر جميع البممدن إل‬
‫رأس المحممرم ووجممه المحرمممة لحممق اللممه تعممالى كممما يممأتي عممن‬
‫المجموع ويصرح به قول المهذب إن ساتر العممورة فقممط ل يسمممى‬
‫كفنا أي والواجب التكفين فوجب الكممل للخممروج عممن هممذا الممواجب‬
‫الذي هو لحق الله تعالى وأطال جمممع متممأخرون >ص‪ <116 :‬فممي‬
‫النتصار له وعلممى الول يؤخممذ مممن قممول المجممموع عممن الممماوردي‬
‫وغيره لممو قممال الغرممماء يكفممن بسمماترها والورثممة بسممابغ كفممن فممي‬
‫السابغ اتفاقا أن الزائد على ساترها من السابغ حممق مؤكممد للميممت‬
‫لم يسقطه فقدم به على الغرماء كالورثممة فيممأثمون بمنعممه وإن لممم‬
‫يكن واجبا في التكفين وهذا مستثنى لما تقرر من تأكد أمممره لقمموة‬
‫الخلف في وجوبه وإل فقممد جممزم الممماوردي بممأن للغرممماء منممع ممما‬
‫يصرف في المستحب وعلى ما تقرر من تأكممده وتقممدمه بممه يحمممل‬
‫قول بعض من اعتمد الول إنه واجب لحق الميت أي ل للخروج من‬
‫عهدة التكفين الواجب على كل من علم به وإل لمم يبمق خلف فمي‬
‫أن الواجب ساترها أو السابغ فعلم أنه بالساتر يسقط حرج التكفين‬
‫الواجب عممن المممة ويبقممى حممرج منممه حممق الميممت علممى الورثممة أو‬
‫الغرماء‪ ،‬ومن كونه حقه يحمل تصريح آخرين بممأنه يسممقط بإيصممائه‬
‫بإسقاطه كما يأتي وقول الشافعي رضممي اللممه عنممه إذا غطممي مممن‬
‫الميت عورته فقط سقط الفرض لكنه أخل بحقه صريح فيما قررته‬
‫أنه واجب للميت كما أفاده قمموله لكنممه أخممل بحقممه ل للخممروج مممن‬
‫عهدة التكفين كما أفاده قموله سمقط الفمرض وفمي المجمموع عمن‬
‫المتولي القطع بالكتفاء بستر العورة ثم القطع بأن الزائد ل يسقط‬
‫بإسقاطه لنه واجب لحق الله وفيه تناقض إل أن يكون قمموله لحممق‬
‫الله ليس من كلم المتولي فإنه ل تناقض فيممه وبممما تقممرر علممم أن‬
‫قول شيخنا في شرح الروض لعل مراد القائلين بوجوب الممزائد أنممه‬
‫لحق الميت بالنسبة للغرماء أخذا من التفاق المذكور ل لحممق اللممه‬
‫تعالى وإل فهو تناقض يرد بأن الحق أنه تناقض وأن ذلممك الحمممل ل‬
‫يصح لن الخلف >ص‪ <117 :‬في وجوب ساترها أو الكل إنما هممو‬
‫بالنظر لحممق اللممه كممما تقممرر فممي توجيههممما‪ .‬ويممأتي عممن المجممموع‬
‫التصريح به في أن الوصية بإسقاط الزائد ل تنفذ لنممه واجممب لحممق‬
‫الله تعالى ول ينافي ذلك التفمماق المممذكور لن الوجمموب فيممه لحممق‬
‫الدمي فهو مبني على أن الواجب ساترها لحممق اللممه والممزائد لحممق‬
‫الدمي ويعلم منه بالولى تقدمه بالزائد عليهم علممى وجمموب الممزائد‬
‫لحق الله فصح التفاق ول بممد مممن سممتر البشممرة هنمما كالصمملة )ول‬
‫تنفممذ( بتشممديد الفمماء والبنمماء للمفعممول ويجمموز عكسممه )وصمميته‬
‫بإسقاطه( أي ساتر العورة لما تقرر أنه حق لله تعالى بخلفهمما بممما‬
‫زاد عليه خلفا لممما فممي المجممموع عممن جمممع فممإنه إنممما يممأتي علممى‬
‫الضعيف أن الواجب ستر جميع البدن لحق الله تعممالى فقمموله لحممق‬
‫الله صريح في البناء على هذا الضعيف لما تقممرر عنممه فممي التفريممع‬
‫على الول الذي صححه أن الزائد حقه يتقدم بممه علممى الورثممة كممما‬
‫صرح به نقله التفاق السابق وما مر عن الشافعي فإن قلت ظمماهر‬
‫كلم بعضممهم أن وصمميته ل تنفممذ بإسممقاطه وإن قلنمما‪ :‬إنممه حقممه لن‬
‫إسقاطه له مكروه والوصية به ل تنفذ قلت كممون وصمميته بإسممقاطه‬
‫مكروهة ممنوع كيف وفيه من المسامحة بحقممه للورثممة أو الغرممماء‬
‫ما ل يخفى وبه يندفع ما يقال هو مزر بممه فكيممف جمماز لممه إسممقاطه‬
‫علممى أن فيممه مممن التخلممي عممن الممدنيا وزينتهمما ممما هممو لئق بالحممال‬
‫)والفضمل للرجمل( >ص‪ <118 :‬أي المذكر )ثلثمة( يعمم كمل منهما‬
‫البدن غير رأس محرم ووجه محرمة اتباعا لما فعممل بممه صمملى اللممه‬
‫عليممه وسمملم )ويجمموز( بل كراهممة لكنممه خلف المسممتحب )رابممع‬
‫وخممامس( برضمما الورثممة المطلقيممن التصممرف وكممذا أكممثر لكممن مممع‬
‫الكراهة كما أطلقوه قال في المجموع ول يبعد تحريمه لنه إضمماعة‬
‫مال إل أنه لممم يقممل بممه أحممد ا ه وقممال الذرعممي جممزم ابممن يممونس‬
‫بالتحريم وهو قضية أو صريح كلم كثيرين فهممو الصممح )و( الفضممل‬
‫)لها( أي المرأة ومثلها الخنثى )خمسممة( لطلممب زيممادة السممتر فيهمما‬
‫وتكره الزيادة عليها هذا كله حيث ل دين‪ ،‬وكفن من ماله وإل وجممب‬
‫القتصار على ثوب سمماتر لكممل البممدن إن طلبممه غريممم مسممتغرق أو‬
‫كفن ممن تلزمه نفقته ولم يتبرع بالزائد أو من بيت المال أو وقممف‬
‫الكفممان >ص‪ <119 :‬أو مممن مممال الموسممرين لفقممد ممما ذكممر ولممو‬
‫اختلف الورثة في الثلثة ودونها أو أكثر أو اتفقوا على ثوب واحد أو‬
‫كان فيهم محجور عليه فالثلثة ولهم الزيادة عليها إل إن كان فيهممم‬
‫محجور عليمه أو الورثمة والغرمماء المسمتغرقون فمي سماتر العمورة‬
‫والبدن فساتر البدن لما مر أنه حقمه يتقمدم بمه عليهمم لتأكمد أممره‬
‫بقوة الخلف في وجوبه وإن أسقطه وبهذا فارق إجممابتهم فممي منممع‬
‫سائر المستحبات وإذا قلنا بإجبار الغرماء والورثة على السممابغ كممما‬
‫تقرر فليس مثله بقية الثلثة بالنسبة للغرماء بل للورثة فإذا اتفقمموا‬
‫على ثوب أجبرهم الحاكم على الثلثممة لنظيممر ممما تقممرر وأنهمما حقممه‬
‫بالنسبة لهم فقدم عليهم ما لم يسقطها ل لكونها واجبممة مممن حيممث‬
‫التكفين وفارق الغرماء الورثة هنا بأن حقه في الثلث أضممعف منممه‬
‫في السابغ فلم يمنع الغرماء تقديما لبراءة ذمته‪ ،‬ومنع الورثة لنه ل‬
‫معارض لحقه وقول المجموع‪ :‬القممول بوجمموب الثلث شمماذ محملممه‬
‫القول بوجوبها من حيث واجب التكفين وليس كلمنا فيه وإنممما هممو‬
‫في وجوبها من حيث إنها حقه ولم يسقطه ول معارض له ومممن ثممم‬
‫قال السبكي والذرعي يجبرهم الحاكم على الثلث وإن كممان فيهممم‬
‫محجور‪ .‬قال الذرعي أو غممائب وقممول الذرعممي الجبممار إنممما يتممأتى‬
‫على الوجه الشاذ أن الثلث واجبة علممم رده مممما تقممرر فممي تقريممر‬
‫ذلك الوجه ومن ثممم لممما استشممكل ذلممك علممى السممبكي أجممابه بممما‬
‫ذكرته أنها واجبة لحق الميت لنها لجماله كما يترك للمفلس دسممت‬
‫ثوب >ص‪ <120 :‬يليق به قال فالشاذ إنما هممو إيجابهمما لحممق اللممه‬
‫تعالى فل تسقط وإن أوصى بإسقاطها ا هم‪.‬‬
‫)فرع(‪ :‬قال وارث‪ :‬أكفنممه مممن مممالي وقممال آخممر مممن التركممة !‬
‫أجيب‪ ،‬دفعا لمنة الول عنه وبحث الذرعي أن الحاكم يعتبر الصملح‬
‫فيجيب المتبرع لستغراق ديممن أو خبممث التركممة أو قلتهمما مممع كممثرة‬
‫أطفاله وهو وجيه مدركا ل نقل‪ .‬أو قال وارث‪ :‬أكفنه مممن المسممبلة‪،‬‬
‫وآخر‪ :‬من مالي أجيب الول على ما بحثه الزركشي والوجه ما نقله‬
‫الذرعي عن السرخسي أنه يجاب الثاني دفعا للعار عنه ومثله قول‬
‫واحد‪ :‬من مالي‪ ،‬وآخر‪ :‬مممن بيممت المممال أو قممال وارث‪ :‬أدفنممه فممي‬
‫ملكه‪ ،‬وآخر‪ :‬في مسبلة أجيب الثاني لنه ل عممار هنمما بمموجه‪) .‬ومممن‬
‫كفن منهممما( أي الممذكر وغيممره )بثلثممة فهممي لفممائف( متسمماوية فممي‬
‫عمومها لجميع البدن ثم في عرضها وطولها أي الفضممل فيهمما ذلممك‬
‫فل ينافي ما يأتي أن الولى أوسع لن المراد إن اتفق فيها ذلك كما‬
‫يأتي ليممس فيهمما قميممص ول عمامممة للرجممل ول إزار وخمممار للمممرأة‬
‫اتباعا لما فعل به صلى الله عليه وسلم )وإن كفن في خمسممة زيممد‬
‫قميص وعمامة( لغير محرم )تحتهن( أي اللفائف كما فعله ابن عمر‬
‫رضي الله عنهممما بولممد لممه >ص‪) <121 :‬وإن كفنممت فممي خمسممة‬
‫فإزار( على ما بين سمرتها وركبتهمما أول )وخمممار( علمى رأسممها ثالثمما‬
‫)وقميص( على بدنها ثانيا )ولفافتان( متساويتان اتباعا }لفعله صلى‬
‫الله عليه وسلم ببنته أم كلثمموم{ )وفممي قممول ثلث لفممائف( الثالثممة‬
‫عوض عن القميص إذ لممم يكممن فممي كفنممه صمملى اللممه عليممه وسمملم‬
‫)وإزار وخمار ويسن( القطن لنه صلى الله عليه وسلم كفن فيممه و‬
‫)البيض( لذلك وللخبر الصحيح }البسوا من ثيممابكم البيمماض وكفنمموا‬
‫فيها موتاكم{‪) .‬ومحله( الصلي الذي يجب منه كسائر مؤن التجهيز‬
‫)أصل التركة( التي لم يتعلق بعينها حق كممما يممأتي أول الفممرائض ل‬
‫ثلثها فقط ول أصلها في مزوجممة بموسممر لممما سمميذكره ويقمدم ممن‬
‫طلب التجهيز منها على من طلبه من ممماله كممما مممر ويراعممى فيهمما‬
‫حاله سعة وضيقا وإن كان مقترا علممى نفسممه فممي حيمماته ولممو كممان‬
‫عليه دين على ممما شمممله إطلقهممم ويفممرق بينممه وبيممن نظيممره فممي‬
‫المفلس بأن ذاك يناسبه إلحاق العار بممه الممذي رضمميه لنفسممه لعلممه‬
‫ينزجر عن مثممل فعلممه بخلف الميممت‪ .‬وتجهيممز المبعممض فممي ملكممه‬
‫وعلى سيده بنسبة الرق >ص‪ <122 :‬والحرية إن لم يكممن مهايممأة‬
‫وإل فعلى ذي النوبة )فإن لم تكن( تركة ول ما ألحق بها وهو الزوج‬
‫كما أفاده سياقه أو كانت واستغرقها دين أو بقي ممما ل يكفممي )ف(‬
‫مؤنة التجهيز كلها أو ما بقي منها )على من عليه نفقتممه مممن قريممب‬
‫وسيد( ولو لم ولد ومكاتب كحال الحياة نعم يجب تجهيز ولممد كممبير‬
‫فقير ول يرد لنه الن عاجز والعاجز تجب مممؤنته فممإن لممم يكممن لممه‬
‫منفق وجب في وقف الكفان ثم في بيممت المممال فممإن لممم يكممن أو‬
‫ظلم متوليه بمنعه فعلى أغنياء المسلمين )وكذا الزوج( عطف على‬
‫جملة " محلممه أصممل التركممة " أي هممو كمحلممه فيلزمممه مممؤن تجهيممز‬
‫زوجته وخادمها غير المملوكة له وغير المكتراة علممى الوجممه >ص‪:‬‬
‫‪ <123‬إذ ليممس لهمما إل الجممرة بخلف مممن صممحبتها بنفقتهمما وبممائن‬
‫حامل منه ورجعية مطلقا وإن أيسرت وكممان لهمما تركممة كممما أفهمممه‬
‫عطفه المذكور‪ ،‬ودعوى عطفه على أصل وحده يلزمها ركة المعنى‬
‫وإلغاء قوله كذا المخبر به عن الزوج إل بتكليف كما ل يخفى أو أراد‬
‫قائل ذلك العطف بالنسبة للمعنى المقصود ل الصناعة إذ أصممل هممو‬
‫المخبر عنه في الحقيقة بأنه المحممل فممالزوج كممذلك فممإن قلممت بممل‬
‫الصناعة صحيحة وكذا حال أي ومحله الزوج حال كونه كالصل فيما‬
‫تقرر أنه إذا فقد يكون على نحو القريب وهذا اعتبممار صممحيح حامممل‬
‫على العطف المذكور قلت يلزمممه فسمماد إجممراء الخلف فممي كممونه‬
‫على من ذكر عند وجود الممزوج >ص‪ <124 :‬وليممس كممذلك وعلممى‬
‫كل اندفع رغم إيهام المتن اشتراط فقرها ثممم رأيممت ابممن السممبكي‬
‫أجاب بذلك وغيره نازعه فيه بما ل يجممدي‪ ،‬وبحممث جمممع أنممه يكفممي‬
‫ملبوس فيه قوة وقال بعضممهم‪ :‬ل بممد مممن الجديممد كممما فممي الحيمماة‬
‫والذي يتجه إجزاء قوي يقارب الجديد بل إطلقهم أولوية المغسول‬
‫على الجديد يؤيد الول وهل يجري ذلك في الكفن من حيممث هممو أو‬
‫يفرق بأن ما للزوجة معاوضة فوجب أن يكون كما في الحياة وهممي‬
‫فيها إنما يجب لها الجديد بخلف كسوة القريب ل يجممب فيهمما جديممد‬
‫كما هو ظاهر للنظر في ذلك مجال‪ .‬والوجممه الول كممما يصممرح بممه‬
‫قولهم إن من لزمه تكفين غيره ل يلزمه إل ثوب واحد وإنهمما إمتمماع‬
‫ل تمليك وإنها ل تصممير دينمما علممى العسممر وإن العممبرة بحممال الممزوج‬
‫دونها بخلف الحياة في الكل بل نقل عن أكثر الصحاب وانتصر لممه‬
‫جمممع أن كفنهمما ل يلممزم الممزوج مطلقمما وحينئذ فل فممرق بينهمما وبيممن‬
‫غيرها فيما ذكر وخرج بالزوج ابنه فل يلزمه تجهيممز زوجممة أبيممه وإن‬
‫لزمه نفقتها في الحيمماة )فممي الصممح( كالحيمماة ومممن ثممم لممم يلزمممه‬
‫تجهيز نحو ناشزة >ص‪ <125 :‬وصغيرة نعم إن أعسر جهزت مممن‬
‫أصل تركتها ل من خصوص نصيبه منهمما كممما اقتضمماه كلمهممم وقممال‬
‫بعضهم بل من نصيبه منها إن ورث لنه صممار موسممرا بممه وإل فمممن‬
‫أصل تركتها مقدما على الممدين وهممو متجممه مممن حيممث المعنممى وإذا‬
‫كفنت منها أو من غيرها لم يبق دينا عليممه للسممقوط عنممه بإعسمماره‬
‫مع أنه إمتاع وبه فارق الكفممارة ويظهممر ضممبط المعسممر بمممن ليممس‬
‫عنده فاضل عممما يممترك للمفلممس ويحتمممل بمممن ل يلزمممه إل نفقممة‬
‫المعسرين فإن لم يكن لها تركة وهو معسر أو لم تجب نفقتها عليه‬
‫حية فعلى من عليه نفقتها فالوقف فبيت المال فالغنيماء ولمو غماب‬
‫أو امتنع وهو موسر وكفنت من مالها أو غيره فإن كان بممإذن حمماكم‬
‫يراه رجع عليه وإل فل كما بحثه الذرعي وعلى شقه الثمماني يحمممل‬
‫قول الجلل البلقيني إنه ل يستقر في ذمتممه لنممه إمتمماع إذ التمليممك‬
‫بعد الموت متعذر وتمليك الورثة ل يجب فتعين المتمماع أي وممما هممو‬
‫إمتاع ل يستقر في الذمة‪ ،‬وقياس نظممائره أنممه لممو لممم يوجممد حمماكم‬
‫كفى المجهز الشهاد على أنه جهز من مممال نفسممه ليرجممع بممه ولممو‬
‫أوصت بأن تكفن من مالها وهو موسممر >ص‪ <126 :‬كممانت وصممية‬
‫لوارث لنها أسقطت الواجب عنه وإنما لم يكن إيصاؤه بقضاء دينممه‬
‫من الثلث كذلك لنه لم يوفر على أحد منهم بخصوصممه شمميئا حممتى‬
‫يحتاج لجمازة البماقين‪) .‬ويبسمط( أول نمدبا هنما وفمي كمل مما بعمده‬
‫)أحسن اللفائف وأوسعها( إن تفاوتت حسنا وسعة ويظهممر فيممما إذا‬
‫تعارض الحسن والسعة تقديم السممعة فممإن اتفقممت سممعة وتفمماوتت‬
‫حسنا قدم أحسنها )والثانية( وهممي الممتي تلممي الولممى حسممنا وسممعة‬
‫)فوقها وكممذا الثالثممة( فمموق الثانيممة كممما يجعممل الحممي أحسممن ثيممابه‬
‫العلى وما يليه )ويذر( بالمعجمة )على كل واحممدة( منهممن بممل وممما‬
‫زاد قبل وضع الخرى فوقها )حنوط( بفتممح أولممه لنممه يممدفع سممرعة‬
‫بلهن ويستحب تبخيرهن أول بالعود في غير محرم ثلثا لما صح من‬
‫المر بها وهو أولى من المسك وقال ابن الصلح بل هممو أولممى لنممه‬
‫أطيب الطيب وقد أوصى علي كرم الله وجهه كما جاء بسند حسممن‬
‫أن يحنط بمسك كان عنده من فضلة حنوط رسول الله صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم‪) .‬ويوضع الميت فوقهمما( برفممق )مسممتلقيا( علممى ظهممره‬
‫)وعليه حنوط( وهو نوع من الطيب يختص بالميت يشتمل على نحو‬
‫صندل وذريرة وكافور فعطفممه عليممه بقمموله )وكممافور( لفممادة نممدب‬
‫وضعه صرفا أيضما وللهتمممام بشمأنه لئل يغفمل عنمه ممع أنمه يقممويه‬
‫ويصلبه ويذهب عنه الهوام والريح الكريه ومن ثم ندب تعميم البدن‬
‫به )وتشد ألياه بخرقة( كالحفاظ بعد دس قطن بينهما عليممه حنمموط‬
‫حممتى يتصممل >ص‪ <127 :‬بالحلقممة‪ ،‬ويبممالغ فممي شممده حممتى يمنممع‬
‫الخارج‪ ،‬ويكره دسه إلى داخل الحلقة بل قال الذرعممي ظمماهر كلم‬
‫غير الدارمي تحريمه لما فيه من انتهاك حرمته ا ه ويجاب بأنه لعذر‬
‫فل انتهاك )ويجعل على كل( منفذ من )منافذ بممدنه( الصمملية كعيممن‬
‫وأذن وفممم ومنخممر والطممارئة بنحممو جممرح وعلممى كممل مسممجد مممن‬
‫مساجده السبعة السابقة والنف )قطممن( حليممج عليممه حنمموط دفعمما‬
‫للهوام وإكراما للمساجد )وتلف عليه اللفائف( بممأن يثنممى كممل منهمما‬
‫من طرف شقه اليسر على اليمن ثم من طرف شقه اليمن على‬
‫اليسر كما يفعممل الحممي بالقبمماء ويجعممل الفاضممل عنممد رأسممه أكممثر‬
‫)ويشممد( فممي غيممر المحممرم بشممداد ويعممرض بعممرض ثممديي المممرأة‬
‫وصدرها لئل ينتشر عند الحركة والحمل )فإذا وضممع فممي قممبره نممزع‬
‫الشداد( لزوال مقتضيه ولكراهة بقمماء شمميء معقممود معممه فيممه )ول‬
‫يلبس المحرم( قبل التحلل الول )الممذكر محيطمما( قممال الجرجمماني‪:‬‬
‫ول تشد عليه أكفانه ول يستر رأسه )ول وجممه المحرمممة( ول كفاهمما‬
‫بقفازين لما مر مع امتناع أن يقرب طيبا وأن يؤخذ شيء مممن نحممو‬
‫شعره قبيل الفصل‪ ،‬والخنثى يكشف وجهه أو رأسممه لممما يممأتي فممي‬
‫إحرامه‪.‬‬
‫)فرع( ينبغي أن ل يعممد لنفسممه كفنمما >ص‪ <128 :‬إل إن سمملم‬
‫عن الشبهة أو هي فيه أخف ومع هذا ل يحتاج أن يقال أو كممان مممن‬
‫أثر من يتبرك به لنه ل يكتفى بكونه من آثمماره إل إن خفممت شممبهته‬
‫فيدخل في الول ثم إذا عينه تعين كما لو قال‪ :‬اقض ديني من هممذه‬
‫العين وترجيح الزركشي جواز إبداله كثياب الشهيد فيه نظر والفرق‬
‫ظاهر ولو سرق كفنه ولو بعد دفنه ويظهر أن بله مممع بقمماء الميممت‬
‫كسرقته فيما يأتي وظاهر أخذا مما يممأتي مممن عممدم النبممش للكفممن‬
‫لحصول المقصممود منممه يسممتره فممي الممتراب فل تنتهممك حرمتممه‪ ،‬إن‬
‫الصورة هنا أن السارق أخذ الكفن ولم يطم الممتراب عليممه أو طمممه‬
‫فنبش لغرض آخر فرئي بل كفن فإن لم تقسم التركممة جممدد وجوبمما‬
‫وكذا إن قسمت عنمد المتمولي وقمال المماوردي نممدبا >ص‪<129 :‬‬
‫والمتجه الول وكذا لو كان المكفن المنفق أو بيت المال ولممو أكممل‬
‫الميت سبع مثل فهو للورثة إل إن كان من أجنبي لم ينو بممه رفقهممم‬
‫بأداء الواجب عنهم لنممه حينئذ عاريممة لزمممة‪) .‬وحمممل الجنممازة بيممن‬
‫العمودين أفضل من التربيع في الصح( لفعل الصممحابة رضممي اللممه‬
‫عنهم له وورد عنه صلى الله عليه وسلم هذا إن أراد القتصار علممى‬
‫كيفية وإل فالفضل الجمع بينهممما بممأن يحمممل تممارة كممذا وتممارة كممذا‬
‫)وهممو( أي الحمممل بينهممما )أن يضممع الخشممبتين المقممدمتين( وهممما‬
‫العمودان )على عمماتقيه ورأسممه بينهممما ويحمممل المممؤخرتين رجلن(‬
‫أحدهما من الجانب اليمن والخر من الجانب اليسر ل واحد لنه لو‬
‫توسطهما لم ينظر الطريق وإن حمل على رأسه خرج عممن الحمممل‬
‫بيمممن العممممودين وأدى >ص‪ <130 :‬إلمممى تنكيمممس رأس الميمممت‬
‫)والتربيع أن يتقدم رجلن ويتأخر آخران( ول دناءة في حملها بل هو‬
‫مكرمة وبر ومن ثم فعله صلى الله عليه وسلم ثممم الصممحابة فمممن‬
‫بعدهم ذكره الشافعي رضي الله عنه وتشييع الجنممازة سممنة مؤكممدة‬
‫ويكره للنساء ما لم يخش منه فتنة وإل حرم كما هو قياس نظممائره‬
‫وضابطه أن ل يبعد عنها بعدا يقطممع عرفمما نسممبته إليهمما )والمشممي(‬
‫أفضل من الركوب للتباع بل يكره بغيممر عمذر كضمعف وهمل مجمرد‬
‫المنصممب هنمما عممذر قياسمما علممى ممما يممأتي فممي رد المممبيع وغيممره أو‬
‫يفرق ؟ كل محتمل والفرق أوجه فإن قلممت يعكممر عليممه ممما مممر أن‬
‫فقد بعمض لباسمه اللئق عمذر فمي الجمعمة قلمت‪ :‬يفمرق بمأن أهمل‬
‫العرف العام يعدون المشي هنمما حممتى مممن ذوي المناصممب تواضممعا‬
‫وامتثممال للسممنة فل تنخممرم بممه مروءتهممم بممل تزيممد ول كممذلك فممي‬
‫حضممورهم عنممد النمماس بغيممر لباسممهم اللئق بهممم‪ ،‬وكممون المشمميع‬
‫)أمامها( أفضل للتباع ولنهم شفعاء سواء الراكب والماشي‪ ،‬ونقل‬
‫التفاق على أن الراكب يكون خلفها مردود بل قال السنوي‪ :‬غلممط‬
‫لكن انتصممر لممه الذرعممي بصممحة الخممبر بممه وبممأن فممي تقممدمه إيممذاء‬
‫للمشاة وكونه )بقربها أفضل( للتباع وسند الثلثممة صممحيح وضممابطه‬
‫أن يكون بحيث لو التفممت رآهمما أي رؤيممة كاملممة )ويسممرع بهمما( نممدبا‬
‫لصحة المر به بأن يكون فوق المشي المعتاد ودون الخبب )إن لممم‬
‫يخف تغيره( بالسراع وإل تأنى بممه ولممو خمماف التغيممر إن لممم يخبممب‬
‫خب‪.‬‬
‫)فصل( في الصلة عليه‪ .‬قيل‪ :‬هي من خصائص هذه المة وفيه‬
‫ما بينته في شرح العباب ومن جملته الحديث الذي رواه جماعة من‬
‫طرق تفيد حسنه وصححه الحاكم أنه صمملى اللممه عليممه وسمملم قممال‬
‫}كان آدم رجل أشعر طوال كأنه نخلة سحوق فلممما حضممره الممموت‬
‫نزلت الملئكة بحنوطه وكفنه مممن الجنممة فلممما مممات عليممه السمملم‬
‫غسلوه بالماء والسدر ثلثا وجعلوا في الثالثممة كممافورا وكفنمموه فممي‬
‫وتر من الثياب وحفروا له لحدا وصلوا عليه وقالوا لولده هممذه سممنة‬
‫ولد آدم من بعده{ وفي رواية }أنهم قالوا يا بنممي آدم هممذه سممنتكم‬
‫من بعده فكذاكم فافعلوا{ وبهذا يتبين أن الغسل والتكفين والصلة‬
‫والممدفن والسممدر والحنمموط والكممافور والمموتر واللحممد مممن الشممرائع‬
‫القديمة وأنه ل خصوصية لشرعنا بشيء من ذلك فإن صح ممما يممدل‬
‫على الخصوصية تعين حمله على أنه بالنسبة لنحو التكبير والكيفيممة‬
‫وقتل أحد ابني آدم أخاه‪ ،‬وإرسال الغراب له ليريه كيفية الدفن كان‬
‫في حياة آدم قيل‪ :‬لما غاب للحج وزعم أنهما من بني إسرائيل شاذ‬
‫ل يعول عليه‬
‫)تنبيه(‪ :‬هل شرعت صلة الجنازة بمكة أو لم تشرع إل بالمدينة لممم‬
‫أر في ذلك تصريحا‪ ،‬وظاهر حديث }أنه صلى الله عليه وسلم صلى‬
‫على قبر البراء بن معرور لما قدم المدينة ‪ -‬وكان مات قبل قدومه‬
‫لها بشهر{ كما قماله ابمن إسمحاق وغيمره ‪ ،-‬ومما فمي الصمابة عمن‬
‫الواقدي وأقره أن الصلة على الجنازة لم تكن شممرعت يمموم ممموت‬
‫خديجة ‪ -‬وموتها بعد النبوة بعشر سنين على الصح ‪ -‬أنها لم تشممرع‬
‫بمكة بل بالمدينة)لصلته( أي الميت المحكوم بإسلمه غير الشممهيد‬
‫)أركان أحدها النية( لحديثها السممابق )ووقتهمما( هنمما‪) .‬ك( وقممت نيممة‬
‫)غيرها( فيجب مقارنتها لتكبيرة التحرم كممما مممر أول صممفة الصمملة‬
‫>ص‪) <132 :‬و( تجممب نيممة الفممرض ل بقيممد كممونه كفايممة فحينئذ‬
‫)تكفي نية الفرض( وإن لم يتعرض لفمرض الكفايمة كمما ل يشمترط‬
‫في الخمس التعرض لفرض العين )وقيل تشترط نية فرض كفايممة(‬
‫ليتميز عن فرض العين ويرد بأنه يكفي مميزا بينهممما اختلف معنممى‬
‫الفرضية فيها وتسن الضافة إلممى اللممه تعممالى وقياسممه نممدب كممونه‬
‫مستقبل >ص‪ <133 :‬ول يتصور هاهنا نية أداء وضده ول نيممة عممدد‬
‫كذا قيل وقد يقال‪ :‬ما المانع من ندب نية عدد التكممبيرات لممما يممأتي‬
‫أنها بمثابة الركعات )ول يجب تعيين الميممت( ول معرفتممه بممل يكفممي‬
‫أدنى مميز كعلى هذا أو من صلى عليه المام واستثناء جمع الغائب‬
‫فل بممد مممن تعيينممه بممالقلب أي باسمممه ونسممبه وإل كممان اسممتثناؤهم‬
‫فاسدا يرده تصريح البغوي الذي جزم به النمموار وغيممره بممأنه يكفممي‬
‫فيه أن يقول على من صلى عليه المام وإن لم يعرفممه ويؤيممده بممل‬
‫يصرح به قول جمع واعتمده فممي المجممموع وتبعممه أكممثر المتممأخرين‬
‫بأنه لو صلى على مممن مممات اليمموم فممي أقطممار الرض ممممن تصممح‬
‫الصلة عليه جمماز بممل نممدب قممال فممي المجممموع لن معرفممة أعيممان‬
‫الموتى وعددهم ليست شرطا ومن ثممم عممبر الزركشممي بقمموله وإن‬
‫لم يعرف عددهم ول أشخاصمهم ول أسمماءهم فمالوجه أنمه ل فمرق‬
‫بينه وبين الحاضر وأفاد قولنا مميز أنه يكفي فممي الجمممع قصممدهم ‪-‬‬
‫وإن لم يعرف عددهم كممما يممأتي ‪ -‬ل بعضممهم وإن صمملى ثانيمما علممى‬
‫البعض الباقي لوجود البهام المطلق فممي كممل مممن البعضممين )فممإن‬
‫عين( الميت )وأخطممأ( كممما إذا نمموى الصمملة علممى زيممد فبممان عمممرا‬
‫)بطلت( صلته أي لم تنعقد كما بأصله ما لم يشر إليه نظير ما مممر‬
‫في المام )وإن حضممر ممموتى نممواهم( أي الصمملة عليهممم إجمممال ول‬
‫يجب ذكر عددهم وإن عرفه وحكم نية القدر هنا كما مر ولممو صمملى‬
‫على عشرة فبانوا أحد عشر لم تصح أو عكسممه صممح أو علممى حممي‬
‫وميت صحت إن جهل وإل فل لتلعبه ويؤخذ من قوله نواهم أنه لممو‬
‫حضرت جنازة أثناء الصلة لم تكف نيتهمما حينئذ >ص‪ <134 :‬فبعممد‬
‫سمملمه تجممب عليهمما صمملة أخممرى‪).‬الثمماني أربممع تكممبيرات( بتكممبيرة‬
‫الحممرام إجماعمما )فممإن خمممس( أو سممدس مثل عمممدا ولممم يعتقممد‬
‫البطلن )لم تبطل( صلته )فممي الصممح( وإن نمموى بتكممبيره الركنيممة‬
‫خلفا لجممع متمأخرين وذلمك لثبموته فمي صمحيح مسملم ولنمه ذكمر‬
‫وزيادته ولو ركنا ل تضر كتكرير الفاتحة بقصد الركنية إما سممهوا فل‬
‫يضر جزما ومر أنه ل مدخل لسجود السهو فيها )ولو خمس إمممامه(‬
‫عمدا )لم يتابعه( ندبا )في الصح( لن ما فعله غير مشروع عند من‬
‫يعتد به لما تقرر من الجماع >ص‪ <135 :‬وبممه فممارق ممما مممر فممي‬
‫تكبير العيد )بل يسلم أو ينتظره ليسمملم معممه( وهممو الفضممل لتأكممد‬
‫المتابعة‪) .‬الثالث السلم( حال كونه أو وهو )ك( سلم )غيرها( فيما‬
‫مر فيه وجوبا وندبا إل " وبركاته " فسنة هنا فقط على ما مر فيممه‪.‬‬
‫)الرابع قراءة الفاتحة( فبدلها فالوقوف بقدرها لما مممر فممي مبحثهمما‬
‫وروى البخاري أن ابن عباس قرأ بها هنا وقال‪ :‬لتعلموا أنها سنة أي‬
‫طريقة مألوفة ومحلها )بعد( التكبيرة )الولى( وقبل الثانية لما صممح‬
‫أن أبا أمامة رضي الله عنه قال‪ :‬السنة في الصلة على الجنازة أن‬
‫يقرأ في التكبيرة الولى بأم القرآن وعلى تعينها فيها لو نسيها وكبر‬
‫لم يعتد له بشيء مما يأتي به كما أفهمه قولهم فممما بعممد المممتروك‬
‫لغو >ص‪) <136 :‬قلممت‪ :‬تجممزئ الفاتحممة بعممد غيممر الولممى( وقممول‬
‫الروضة وأصلها بعدها أو بعد الثانية خرج مخممرج المثممال فل يخممالف‬
‫ما هنا خلفا لمن زعم تخالفهما )والله أعلم( أممما غيممر الفاتحممة مممن‬
‫الصلة في الثانية‪ ،‬والدعاء في الثالثممة فمتعيممن ل يجمموز خلممو محلممه‬
‫عنممه ولممما كممان فممي الفممرق عسممر اختممار كممثيرون الول وجممزم بممه‬
‫المصنف نفسه في تبيانه واقتصر له الذرعي وغيره وقد يفرق بممأن‬
‫القصد بالصلة الشفاعة والدعاء للميت والصلة علممى النممبي صمملى‬
‫الله عليه وسلم وسيلة لقبوله ومن ثم سن الحممد قبلهمما كمما يممأتي‬
‫فتعين محلهممما الممواردان فيممه عممن السمملف والخلممف إشممعارا بممذلك‬
‫بخلف الفاتحمة فلممم يتعيممن لهمما محممل بممل يجمموز خلممو الولممى عنهمما‬
‫وانضمامها إلى واحدة من الثلثة إشممعارا أيضمما بممأن القممراءة دخيلممة‬
‫في هذه الصلة ومن ثم لم تسممن فيهمما السممورة )الخممامس الصمملة‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسلم( لنممه مممن السممنة كممما رواه‬
‫الحاكم عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم وصححه )بعد الثانية(‬
‫أي عقبهما فل تجمزئ فمي غيرهما لمما تقمرر ممن تعينهما فيهما بخلف‬
‫الفاتحة في الولى فزعم بناء هذا على تعين الفاتحة في الولى يرد‬
‫بما قدمته آنفا )والصحيح أن الصلة على الل ل تجب( كغيرهمما بممل‬
‫أولى لبنائها على التخفيف نعم تسن وظاهر أن كيفية صلة التشممهد‬
‫السابقة أفضل هنا أيضا وأنه يندب ضم السلم للصمملة كممما أفهمممه‬
‫قولهم ثم إنما لم يحتممج إليممه لتقممدمه فممي التشممهد وهنمما لممم يتقممدم‬
‫فليسن خروجا من الكراهممة >ص‪ <137 :‬ويفممارق السممورة بممأنه ل‬
‫حد لكمالها فلو ندبت لدت إلى ترك المبادرة المتأكممدة بخلف هممذا‬
‫ويندب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات عقب الصلة والحمد قبلهمما ولممو‬
‫عكس ترتيب هذه الثلثة فممإنه الكمممل‪) .‬السممادس الممدعاء للميممت(‬
‫بخصوصه بأقل ما ينطلق عليه السم لنه المقصود من الصلة وممما‬
‫قبله مقدمة له وصممح خممبرا }إذا صممليتم علممى الميممت فأخلصمموا لممه‬
‫الدعاء{ وظاهر تعين الدعاء له بأخروي ل بنحو اللهم احفممظ تركتممه‬
‫من الظلمة وأن الطفل في ذلك كغيمره لنمه‪ ،‬وإن قطمع لمه بالجنمة‬
‫تزيد مرتبته فيها بالدعاء له كالنبياء ‪ -‬صلوات الله وسلمه عليهممم ‪-‬‬
‫ثم رأيت الذرعي قال يستثنى غير المكلف فالشبه عدم الدعاء لممه‬
‫وهو عجيب منه ثم رأيت الغزي نقله عنه وتعقبه بأنه باطل وهو كما‬
‫قال‪ ،‬وليس قوله اجعله فرطا إلى آخره مغنيمما عمن المدعاء لمه لنمه‬
‫دعاء باللزم وهو ل يكفي لنه إذا لم يكف الدعاء له بممالعموم الممذي‬
‫مدلوله كلية محكوم بها على كل فرد فرد مطابقة فأولى هممذا )بعممد‬
‫الثالثة( أي عقبهمما فل يجممزئ بعممد غيرهمما جزممما قممال فممي المجممموع‬
‫وليس لتخصيصه بها دليل واضح ا ه ومع ذلممك تممابع الصممحاب علممى‬
‫تعينها دون الولى للفاتحة قال غيره وكذا ليممس لتعيممن الصمملة فممي‬
‫الثانيممة ذلممك )السممابع القيممام علممى المممذهب إن قممدر( لنهمما فممرض‬
‫كالخمس فيأتي هنا ما مر ثم في مبحث القيام‪ .‬وإلحاقها بالنفل في‬
‫التيمم ل يلزم منمه ذلمك هنما لن >ص‪ <138 :‬القيمام هممو المقموم‬
‫لصورتها ففي عدمه محو لصورتها بالكلية‪) .‬ويسممن رفممع يممديه فممي(‬
‫كل من )التكبيرات( الربع حذو منكبيه ويضعهما تحت صدره ويممأتي‬
‫هنا في كيفية الرفع والوضع ما مر ويجهر ندبا بالتكبيرات والسلم ‪-‬‬
‫أي المام أو المبلغ ل غيرهما ‪ -‬نظيممر ممما مممر فممي الصمملة كممما هممو‬
‫ظاهر‪) .‬وإسرار القراءة( ولو ليل لما صح عممن أبممي أمامممة أنممه مممن‬
‫السممنة وعلممم منممه نممدب إسممرار التعمموذ والممدعاء )وقيممل يجهممر ليل(‬
‫بالفاتحة )والصح نممدب التعمموذ( لنممه سممنة للقممراءة كالتممأمين )دون‬
‫الفتتاح( والسورة إل على غائب أو قبر على ما مر وذلممك لطولهممما‬
‫في الجملة‪) .‬ويقممول( نممدبا حيمث لمم يخممش تغيمر الميمت والوجممب‬
‫القتصار على الركان )في الثالثة‪ :‬اللهممم هممذا عبممدك وابممن عبممديك‬
‫إلى آخره( وهو كما بأصله خرج مممن روح الممدنيا وسممعتها ‪ -‬أي بفتممح‬
‫أولهما نسيم ريحهمما واتسماعها ومحبمموبه وأحبماؤه فيهما أي ممما يحبممه‬
‫ومن يحبه وهو جملة حالية لبيان انقطاعه وذله ويجوز جره بممل هممو‬
‫المشهور ‪ -‬إلى ظلمة القبر وما هو لقيممه ‪ -‬أي مممن جممزاء عملممه إن‬
‫خيرا فخير وإن شرا فشر ‪ -‬كان يشهد أن ل إله إل أنت وأن محمممدا‬
‫عبدك ورسولك وأنت أعلم به ‪ -‬احتاج إليه ليممبرأ مممن عهممدة الجممزم‬
‫قبله ‪ -‬اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به ‪ -‬أي هو ضمميفك وأنممت‬
‫الكرم على الطلق وضمميف الكممرام ل يضممام ‪ -‬وأصممبح فقيممرا إلممى‬
‫رحمتك وأنت غني عن عذابه وقممد جئنمماك راغممبين إليممك شممفعاء لممه‬
‫اللهم إن كان محسنا فزد فمي إحسممانه وإن كمان مسمميئا فمماغفر لمه‬
‫وتجاوز عنه ولقممه برحمتممك رضمماك‪ ،‬وقممه فتنممة القممبر >ص‪<139 :‬‬
‫وعذابه وأفسح له في قبره وجاف الرض عن جنبيه ولقممه برحمتممك‬
‫المن من عذابك حتى تبعثمه إلمى جنتمك يما أرحمم الراحميمن‪ .‬وهمذا‬
‫التقطه الشافعي من مجموع أحمماديث وردت واستحسممنه الصممحاب‬
‫وفي النثى يبدل العبد بالمة ويؤنث الضمائر ويجوز تذكيرها بممإرادة‬
‫الميت أو الشخص كعكسه بإرادة النسمة وليحذر من تممأنيث " بممه "‬
‫في منزول به فممإنه كفممر لمممن عممرف معنمماه وتعمممده وفممي الخنممثى‬
‫والمجهول يعبر بما يشمل الذكر والنثى كمملوكك وفيما إذا اجتمممع‬
‫ذكور وإناث الولى تغليب الذكور لنهم أشرف وقوله " وابن عبديك‬
‫" ‪ -‬وفي نص للشممافعي " وابممن عبممدك " بممالفراد ‪ -‬إنممما يممأتي فممي‬
‫معروف الب أما ولد الزنا فيقول " وابن أمتك " وفي مسمملم دعمماء‬
‫طويل عنه صلى الله عليمه وسملم >ص‪ <140 :‬وظماهر أنمه أولمى‬
‫وهو }اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكممرم نزلممه ووسممع‬
‫مدخله واغسله بالماء والثلج والممبرد ونقممه مممن الخطايمما كممما ينقممى‬
‫الثوب البيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهل خيممرا مممن‬
‫أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنممة وأعممذه مممن عممذاب القممبر‬
‫وفتنته ومن عممذاب النممار{‪ .‬وظمماهر أن المممراد بالبممدال فممي الهممل‬
‫والزوجممة إبممدال الوصمماف ل الممذوات لقمموله تعممالى }ألحقنمما بهممم‬
‫ذريتهم{ ولخبر الطبراني وغيره }أن نساء الجنممة مممن نسمماء الممدنيا‬
‫أفضل من الحور العين{ ثم رأيت شيخنا قال وقوله " وزوجمما خيممرا‬
‫من زوجه " لمن ل زوجة له يصدق بتقديرها له أن لو كانت له وكذا‬
‫في المزوجة إذا قيل‪ :‬إنها لزوجها في الدنيا يراد بإبدالها زوجا خيممرا‬
‫من زوجها ما يعم إبدال >ص‪ <141 :‬الذوات وإبممدال الصممفات ا ه‬
‫وإرادة إبدال الذات مع فرض أنها لزوجها في الدنيا فيممه نظممر وكممذا‬
‫قوله إذا قيل كيف وقد صح الخبر به وهو }أن المرأة لخر أزواجهمما‬
‫روته أم الدرداء لمعاوية لما خطبها بعد موت أبي الدرداء{‪ .‬ويؤخممذ‬
‫منه أنه فيمن مات وهي في عصمته ولم تتزوج بعده فممإن لممم تكممن‬
‫في عصمة أحدهم عند موته احتمل القول بأنهمما تخيممر وأنهمما للثمماني‬
‫ولو مات أحدهم وهي في عصمممته ثممم تزوجممت وطلقممت ثممم ممماتت‬
‫فهممل هممي للول أو الثمماني ؟ ظمماهر الحممديث أنهمما للثمماني وقضممية‬
‫المدرك أنها للول وأن الحديث محمول على ما إذا مات الخر وهي‬
‫في عصمته وفي حديث رواه جمع لكنه ضممعيف }المممرأة منمما ربممما‬
‫يكون لها زوجان في الدنيا فتموت ويموتممان ويممدخلن الجنممة ليهممما‬
‫هي قال لحسنهما خلقا كان عندها في الدنيا{‪) .‬ويقدم عليممه( نممدبا‬
‫}اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنمما وصممغيرنا وكبيرنمما وذكرنمما‬
‫وأنثانا اللهم من أحييته منمما فممأحيه علممى السمملم ومممن تمموفيته منمما‬
‫فتوفه على اليمان اللهم ل تحرمنا أجره ول تضمملنا بعممده{ لن هممذا‬
‫اللفظ صح عنه صلى الله عليه وسلم‪) .‬ويقول في الطفل( الذي له‬
‫أبوان مسلمان )مع هذا الثاني( في الترتيب الممذكري )اللهممم اجعلممه‬
‫فرطا لبويه( أي سابقا مهيأ لمصالحهما فممي الخممرة ومممن ثممم قممال‬
‫صلى الله عليه وسلم }أنا فرطكممم علممى الحمموض{‪ ،‬وسممواء أمممات‬
‫في حياتهما أم بعدهما أم بينهما خلفا لشارح والظاهر في ولد الزنا‬
‫أن يقول " لمه " وفي من أسلم تبعا لحد >ص‪ <142 :‬أصوله أن‬
‫يقول " لصله المسلم " ويحممرم الممدعاء بممأخروي لكممافر وكممذا مممن‬
‫شك في إسلمه ولو من والديه بخلف من ظن إسلمه ولو بقرينممة‬
‫كالدار هذا هو الذي يتجه من اضممطراب فممي ذلممك )وسمملفا وذخممرا(‬
‫بالمعجمة شبه تقدمه لهما بشيء نفيس يكون أمامهما مممدخرا إلممى‬
‫وقت حاجتهما له بشفاعته لهممما كممما صممح )وعظممة( اسممم المصممدر‬
‫الذي هو الوعظ أي واعظا وفي ذكره كاعتبار وقممد ماتمما أو أحممدهما‬
‫قبله نظر إذ المموعظ التممذكير بممالعواقب كالعتبممار وهممذا قممد انقطممع‬
‫بالموت فإن أريمد بهمما غايتهمما ممن الظفمر بمالمطلوب اتجمه ذلمك‬
‫)واعتبارا( يعتبران بموته وفقده حتى يحملهما ذلك على عمل صالح‬
‫)وشممفيعا وثقممل بممه( أي بثممواب الصممبر علممى فقممده أو الرضمما بممه‬
‫)موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما( هذا ل يممأتي إل فممي حممي زاد‬
‫في الروضة وغيرها ول تفتنهما بعده ول تحرمهما أجممره وإتيممان هممذا‬
‫في الميتين صحيح إذ الفتنة يكنى بها عن العذاب وذلك لورود المممر‬
‫بالدعاء لبممويه بالعافيممة والرحمممة ول يضممر ضممعف سممنده لنممه فممي‬
‫الفضائل‪) .‬و( يقول )في الرابعة( ندبا )اللهم ل تحرمنمما( بضممم أولممه‬
‫وفتحه )أجره ول تفتنا بعممده( أي بارتكمماب المعاصممي لنممه صممح أنممه‬
‫صلى الله عليه وسلم كان يدعو به في الصمملة علممى الجنممازة وفممي‬
‫رواية }ول تضلنا بعده{ زاد جمع }واغفر لنا وله{ وصح }أنه صمملى‬
‫الله عليه وسلم كان يطول الدعاء عقب الرابعة{ فيسن ذلممك قيممل‬
‫وضابط التطويل أن يلحقها بالثانية لنها أخف الركان ا ه وهو تحكم‬
‫غير مرض بل ظاهر كلمهم إلحاقها بالثالثة أو تطويلهمما عليهمما )ولممو‬
‫تخلف المقتدي بل عممذر فلممم يكممبر حممتى >ص‪ <143 :‬كممبر إمممامه‬
‫أخرى( أي شرع فيها )بطلممت صمملته( لن المتابعممة هنمما ل تظهممر إل‬
‫بالتكبيرات فكان التخلف بتكبيرة فاحشمما كهممو بركعممة وخممرج بحممتى‬
‫كبر ما لو تخلف بالرابعة حتى سلم لكن قممال البممارزي تبطممل أيضمما‬
‫وأقره السنوي وغيره لتصريح التعليل المذكور بأن الرابعممة كركعممة‬
‫ودعوى المهمات ‪ -‬أن عدم وجوب ذكمر فيهما ينفمي كونهما كركعمة ‪-‬‬
‫ممنوعة كيف والولى ل يجب فيها ذكممر علممى ممما مممر وهممي كركعممة‬
‫لطلقهم البطلن بالتخلف بها ولم يبنوه على الخلف في ذكرها أما‬
‫إذا تخلف بعذر كنسيان وبطء قراءة وعدم سماع تكممبير وكممذا جهممل‬
‫عذر به فيما يظهر فل بطلن فيراعى نظم صلة نفسه قال الغممزي‪:‬‬
‫لكن هل له ضابط كما في الصلة لم أر فيه شيئا ا ه ويظهر الجري‬
‫على نظم نفسه مطلقا لما مر أن التكبيرة بمنزلة الركعة وقد قالوا‬
‫بعد التكبيرة هنا إنه يجري على نظم نفسه وبعد الركعة في الصمملة‬
‫ل يجري على نظم نفسمه فافترقما وكمان وجهمه أنمه ل مخالفممة هنما‬
‫فاحشة في جريه على نظم نفسه مطلقا بخلفه ثممم ووقممع لشممارح‬
‫أن الناسي يغتفر له التأخر بواحدة ل بثنتين وذكره شيخنا في شممرح‬
‫منهجه وغيره مممع التممبري منممه فقممال علممى ممما اقتضمماه كلمهممم ا ه‬
‫والوجه عدم البطلن مطلقا لنه لو نسي فتممأخر عممن إمممامه بجميممع‬
‫الركعات لم تبطل صمملته فهنمما أولممى ولممو تقممدم عمممدا بتكممبيرة لممم‬
‫تبطل على ما قاله شمارح وجمرى عليمه شمميخنا أيضما >ص‪<144 :‬‬
‫ويشكل عليه ممما مممر أن التقممدم أفحممش فممإذا ضممر التممأخر بتكممبيرة‬
‫فالتقدم بها أولى ويمكن أن يجاب بممأن التممأخر هنمما أفحممش إذ غايممة‬
‫التقدم أنه كزيادة تكبيرة وقد مر أن الزيادة ل تضممر هنمما وإن نزلمموا‬
‫التكبيرات كالركعات بخلف التأخر فإن فيه فحشمما ظمماهرا‪) .‬ويكممبر‬
‫المسبوق ويقرأ الفاتحة وإن كممان المممام فممي( تكممبيرة )غيرهمما( أي‬
‫الولممى لن ممما أدركممه أول صمملته فيراعممي ترتيممب نفسممه‪> .‬ص‪:‬‬
‫‪) <145‬ولو كبر المام أخرى قبل شممروعه فممي الفاتحممة كممبر معممه‬
‫وسقطت القراءة( نظير ما مر فممي المسممبوق فممي بقيممة الصمملوات‬
‫وهذا إنما يأتي على تعين الفاتحة عقب الولى كذا قيل وقممد يقممال‪:‬‬
‫بل يأتي على ما صححه المصنف أيضا لنها وإن لممم تتعيممن لهمما هممي‬
‫منصممرفة إليهمما إل أن يصممرفها عنهمما بتأخرهمما إلممى غيرهمما فجممرى‬
‫السقوط نظرا لممذلك الصممل نعممم قمموله ويقممرأ الفاتحممة إن أراد بممه‬
‫الوجوب ل يتأتى إل على الضعيف فلعله ترك التنبيه عليه للعلممم بممه‬
‫مما مر )وإن كبرها وهو في الفاتحة تركها وتابعه في الصح( إن لم‬
‫يكن اشتغل بتعوذ وإل قممرأ بقممدره نظيممر ممما مممر )وإذا سمملم المممام‬
‫تدارك المسبوق باقي التكبيرات بأذكارها( وجوبا في الممواجب ونممدبا‬
‫في المندوب )وفي قول‪ :‬ل تشممترط الذكممار( فيممأتي بهمما نسممقا لن‬
‫الجنازة ترفع حينئذ وجوابه >ص‪ <146 :‬أنه يسن إبقاؤها حتى يتممم‬
‫المقتدون وأنه ل يضر رفعها والمشي بها قبل إحرام المصلي وبعده‬
‫وإن حولت عن القبلة ما لم يزد ما بينهما على ثلثمائة ذراع‪ ،‬أو يحل‬
‫بينهما حائل مضر فممي غيممر المسممجد‪) .‬وتشممترط شممروط الصمملة(‬
‫والقدوة أي كل ما مر لهما مما يتأتى مجيئه هنمما وظمماهر أنممه يكممره‬
‫ويسن كل ما مر لهما مما يتأتى مجيئه هنا أيضا نعممم بحممث بعضممهم‬
‫أنه يسن هنا النظر للجنازة‪ ،‬وبعضهم النظر لمحل السجود لو فرض‬
‫أخذا من بحث البلقيني ذلك في العمى والمصلي في ظلمممة وهممذا‬
‫هو الوجه وذلك لنها صلة وتقدم طهر الميت كما يأتي‪ ،‬وقول ابممن‬
‫جرير كالشعبي تصح بل طهارة رد بأنه خممارق للجممماع وابممن جريممر‬
‫وإن عممد مممن الشممافعية ل يعممد تفممرده وجهمما لهممم كممالمزني ووقممع‬
‫للسنوي أنه فهم من كلم الرافعي وجوب استقباله القبلة تنزيل لممه‬
‫منزلة المام كما نزلوه منزلته في منع التقدم عليمه ورد بمأنه تخيمل‬
‫فاسد إذ الميت غير مصممل فكيممف يتمموهم وجمموب اسممتقباله للقبلممة‪،‬‬
‫وكلم الرافعي ل يفهمه وإنما المراد منه أن كون الحاضر فممي غيممر‬
‫جهة >ص‪ <147 :‬أمام المصلي ابتداء مممانع‪) .‬ل الجماعممة( بممالرفع‬
‫فل تجب بل تسن لنهم صلوا عليه صمملى اللممه عليممه وسمملم فممرادى‬
‫وإن كان لعذر عدم التفاق على إمام خليفة بعممد ول ينممافيه الجديممد‬
‫التي لنه لو تقدم الولي لتوهم أنه الخليفة لختصاص المامة بممه إذ‬
‫ذاك )ويسقط فرضها بواحد( ولو صبيا مع وجود رجل لنه ل يشترط‬
‫فيها الجماعة فكذا العدد كغيرهمما‪ ،‬وكممون صمملة الصممبي نفل ل يممؤثر‬
‫لنه قد يجزئ عن الفرض كما لو بلممغ بعممدها فممي المموقت ولحصممول‬
‫المقصود بصلته مع رجاء القبممول فيهمما أكممثر‪ ،‬ويجممزئ الواحممد أيضمما‬
‫وإن لم يحفظ الفاتحة وغيرها‪ ،‬ووقممف بقممدرها ولممو مممع وجممود مممن‬
‫يحفظها فيما يظهر لن المقصممود وجممود صمملة صممحيحة مممن جنممس‬
‫المخمماطبين وقممد وجممدت ومممر أواخممر الممتيمم حكممم صمملة فاقممد‬
‫الطهورين ومن ل يغنيممه تيممممه عممن القضمماء فراجعممه )وقيممل يجممب‬
‫اثنان وقيل ثلثة( لنه صلى الله عليه وسلم قال }صمملوا علممى مممن‬
‫قال‪ :‬ل إله إل الله{ >ص‪ <148 :‬وأقل الجمع اثنان أو ثلثة )وقيل‬
‫أربعة( كما يجب أي على هذا القول أن يحملهما أربعممة لن ممما دونمه‬
‫إزراء بالميت ول تجب الجماعة على كل وجه‪) .‬ول تسقط بالنسمماء(‬
‫ومثلهن الخناثى )وهناك( أي بمحل الصلة وممما ينسممب إليممه كخممارج‬
‫السور القريب منه أخذا مما يأتي عن المموافي )رجممال( أو رجممل ول‬
‫يخاطبن بها حينئذ بل أو صبي مميز على ما بحثه جمممع قيممل وعليممه‬
‫يلزمهن أمره بفعلها بل وضربه عليممه ا ه وهممو بعيممد بممل ل وجممه لممه‬
‫وإنما الذي يتجه أن محل البحث إذا أراد الصمملة وإل تمموجه الفممرض‬
‫عليهن )في الصح( لن فيه استهانة به ولن الرجال أكمل فدعاؤهم‬
‫أقرب للجابة أممما إذا لممم يكممن غيرهممن فتلزمهممن وتسممقط بفعلهممن‬
‫وتسن لهن الجماعة كما بحثه المصنف لكن نوزع فيه بأن الجمهممور‬
‫على خلفه وإنممما لزمتهممن ولممم تسممقط بفعلهممن مممع وجممود الصممبي‬
‫المريد لفعلها على ذلك البحث لن دعاءه أقرب للجابة منهممن وقممد‬
‫يخاطب النسان بشيء وتتوقف صحته منه على شيء آخر ولك أن‬
‫تقول أقربية دعائه تأتي في اجتماعه مع الرجال ولممم ينظممروا إليهمما‬
‫حينئذ‪ ،‬وكممونه مممن جنسممهم ل جنسممهن ل أثممر لممه هنمما علممى >ص‪:‬‬
‫‪ <149‬أنها إنما تقتضممي أنممه ينممدب لهممن الئتمممام بممه ل منممع صممحة‬
‫صلتهن ودعوى أنه قد يخاطب النسان إلى آخره تحتاج لتأمل فممإن‬
‫إطلقها ل يشهد لما نحن فيه وإنما الذي يشهد له أن يثبت أنهم في‬
‫صورة ما أوجبوا على واحد أو جمع شيئا ومنعوا سقوطه عنه بفعلممه‬
‫إذا أراد غير المخاطب به التبرع به فإن ثبت ذلممك أيممد ذلممك البحممث‬
‫وإل كان مع عدم اتضاح معناه خارجا عن القواعد على أنممه مخممالف‬
‫لمفهمموم قممول المتممن وغيممره وهنمماك رجممال فل يقبممل فتممأمله وفممي‬
‫المجموع‪ :‬والرجل الجنبي وإن كان عبدا أولى من المممرأة القريبممة‪،‬‬
‫والصبيان أولى من المرأة القريبة والصممبيان أولممى مممن النسمماء ا ه‬
‫قيل هذه العبارة مشكلة لقتضائها سقوطها بها مع وجود البممالغ ورد‬
‫بممأن الصممورة أنهممن أردن الجماعممة ومعهممن بممالغ أو مميممز فتقممديم‬
‫أحممدهما أولممى مممن تقممديم إحممداهن ا ه وعجيممب ذلممك الستشممكال‬
‫باقتضائها ما مر مع أنها صريحة في أن الكلم إنما هو فممي الولويممة‬
‫بالمامة ل غير وحينئذ فكان ينبغي للراد ذكر ذلممك ل ممما ذكممره لنممه‬
‫موهم ولو اجتمع خنثى وامرأة لم تسقط بها عنممه لحتمممال ذكممورته‬
‫بخلف عكسه‪) .‬ويصلى على الغائب عممن البلممد( بممأن يكممون بمحممل‬
‫بعيد عن البلد بحيث ل ينسب إليها عرفا أخممذا مممن قممول الزركشممي‬
‫عن صاحب المموافي وأقممره أن خممارج السممور القريممب منممه كممداخله‬
‫ويؤخذ من كلم السنوي ضبط القرب هنا بما يجب الطلب منه فمي‬
‫التيمم وهو متجه إن أريد به حد الغوث ل القممرب ول يشممترط كممونه‬
‫في جهة القبلممة وذلممك لنمه صملى اللمه عليممه وسمملم }أخممبر بممموت‬
‫النجاشي يوم موته وصلى عليه هو وأصحابه{ رواه الشيخان وكممان‬
‫ذلك سنة تسع وجاء }أن سريره رفع له صلى الله عليه وسلم حتى‬
‫شاهده{ وهذا بفرض صممحته ل ينفممي السممتدلل لنهمما ‪ -‬وإن كممانت‬
‫صلة حاضر بالنسبة له صلى اللممه عليممه وسمملم ‪ -‬هممي صمملة غممائب‬
‫بالنسبة لصحابه ول بد من ظن >ص‪ <150 :‬أن الميت غسل كممما‬
‫شمله إطلقهم نعم الوجه أن له أن يعلممق النيممة بممه فينمموي الصمملة‬
‫عليه إن غسل‪ ،‬ول تسقط هذه الفرض عن أهل محله كممذا أطلقمموه‬
‫وظاهره أنه ل فرق بين أن يمضي زمن يقصرون فيه بممترك الصمملة‬
‫وأن ل ويمكن بناء ذلك على أن المخاطب بذلك أهلممه أو ل أو الكممل‬
‫ومر أن الرجح الثاني وحينئذ عدم السقوط مع عدم تقصيرهم ومممع‬
‫استواء كل من علم بموته في الخطاب بتجهيزه فيه نظر ظاهر أممما‬
‫من بالبلد فل يصلى عليه وإن كبرت وعذر بنحو مرض أو حبس كما‬
‫شمله إطلقهم وعند الحضور يشترط كما يأتي أن يجمعهممما مكممان‬
‫وأن ل يتقدم عليه أو على قبره وأن ل يزيد ما بينهممما علممى ثلثمممائة‬
‫ذراع نظيممر ممما مممر فممي المممأموم مممع إمممامه‪) .‬ويجممب تقممديمها( أي‬
‫الصلة )على الدفن( لنه المنقول فإن دفن قبلها أثم كل مممن علممم‬
‫به ولم يعذر وتسقط بالصلة على القبر )وتصح( الصملة )بعمده( أي‬
‫الدفن للتباع قيل‪ :‬يشترط بقاء شيء من الميت ا ه وفيه نظممر لن‬
‫عجب الذنب ل يفنى كما هو مقرر في محله >ص‪) <151 :‬والصح‬
‫تخصيص الصحة بمن كان من أهل( أداء )فرضها وقت الموت( بممأن‬
‫يكون حينئذ مكلفا مسلما طاهرا لنه يؤدي فرضا خوطب به بخلف‬
‫من طرأ تكليفه بعد الموت ولو قبيل الغسممل كممما اقتضمماه كلمهممما‬
‫وإن نوزعا فيه ومن ثم جزم بعضهم بأن تكليفه عند الغسل بل قبل‬
‫الدفن كهو عند الموت وذلك لن غير المكلف متطوع وهذه الصمملة‬
‫ل يتطوع بها وقد يمرد عليمه صملة النسماء ممع وجمود الرجمال فإنهما‬
‫محض تطوع إل أن يجاب بأنهن من أهل الفممرض بتقممدير انفرادهممن‬
‫وذاك لم يكن كممذلك فكممانت صمملته محممض تطمموع مبتممدإ ول ينممافي‬
‫>ص‪ <152 :‬هذا لزومها لمن أسلم أو كلف قبل الدفن وليممس ثممم‬
‫غيره لن هذه الحالة ضرورة فل يقاس بها غيرها‪) .‬ول يصمملى علممى‬
‫قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم( وغيره من النبياء صلى اللممه‬
‫عليهم وسلم )بحال( أي على كل قممول للخممبر الصممحيح }لعممن اللممه‬
‫اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد{ أي بصلتهم إليها كذا‬
‫قالوه وحينئذ ففي المطابقة بين الدليل والمدعى نظر ظمماهر إل أن‬
‫يقال إذا حرمت إليه فعليه كذلك وفيه ما فيه وظاهر أن الكلم فممي‬
‫غير عيسى صلى الله عليه وسلم ففيممه تجمموز لمممن كممان مممن أهممل‬
‫فرض الصلة عليممه حيممن ممموته الصمملة علممى قممبره كممما يصممرح بممه‬
‫تعليلهم المنع أنه لم يكن من أهلها حين ممموته‪ ،‬وقممول بعضممهم فممي‬
‫صحابي حضر بعد دفنه صلى الله عليه وسمملم ل تجمموز صمملته علممى‬
‫قبره وإن كان من أهلها حين موته يرده علتهممم المممذكورة فل نظممر‬
‫لتعليله بخشية الفتتان على أنه ل خشممية فيممه‪ ،‬واسممتدلله بأحمماديث‬
‫فيها أنه صلى الله عليه وسلم ل يبقى في قبره ليس في محله لن‬
‫تلممك الحمماديث كلهمما غيممر ثابتممة بممل الثممابت فممي الحمماديث الكممثيرة‬
‫الصحيحة أن النبياء أحياء في قبورهم يصلون وحياتهم ل تمنع ذلممك‬
‫قياسا على ما قبممل الممدفن لنهمما وإن كممانت حيمماة حقيقيممة بالنسممبة‬
‫للروح والبدن إل أنها ليست حقيقية من كل وجه‪.‬‬
‫)فرع( مر تعريفه )الجديد أن الولي( أي القريممب >ص‪<153 :‬‬
‫الذكر ولو غير وارث )أولممى( يحتمممل أنممه هنمما بمعنممى أحممق فيكممون‬
‫الترتيب واجبا وهو نظير ما مر في الغسل بما فيه ويحتمل أنه على‬
‫ظاهره فيكون الترتيب للندب وهو نظير ما يأتي فممي الممدفن وعليممه‬
‫يفرق بينهما وبين الغسل بأنه مظنة الطلع على ما ل يحبمه الميمت‬
‫فكلما كان المطلع أقرب كان ذلك أحب للميممت لنممه مظنممة للسممتر‬
‫أكثر فإن قلت المامة ولية يتفاخر بها ول كذلك الغسل قلممت لكممن‬
‫لما قوي الخلف وكثر القائلون بأنه ل حق له فيها ضعفت وليته‪ .‬ثم‬
‫رأيته في الروضة عبر بأنه ل بأس بانتظار ولي غاب وظاهره أنممه ل‬
‫فرق بين كونه أذن لمن يؤم قبممل غيبتممه وأن ل فيكممون ظمماهرا فممي‬
‫الثاني )بإمامتها( أي الصلة على الميت )من الوالي( حيث ل خشية‬
‫فتنة لنها من حقوق الميت فكان وليه أولى بها‪ ،‬والقديم ‪ -‬وبه قممال‬
‫الئمة الثلثة ‪ -‬الولى الوالي فإمام المسجد فالولي كبقية الصلوات‬
‫وقد علمت وضوح الفرق وأيضا فدعاء القريب أقرب للجابة لحزنممه‬
‫وشممفقته فكممان لتقممديمه هنمما وجممه مسمموغ بخلفممه ثممم ويؤخممذ منممه‬
‫بالولى أن القريب الحممر أولممى مممن السمميد وهممو ظمماهر أممما النممثى‬
‫فيقدم الذكر عليها ولو أجنبيا فإن لم يوجد إل النساء قدمت بفممرض‬
‫ذكورتها كما بحث وظاهر تقديم الخنثى عليها في إمامتهن ولو غاب‬
‫القرب أي ول نائب له على ما يممأتي ولمو غيبمة قريبمة قمدم البعيممد‪.‬‬
‫ويفرق بينه وبين نظيره في النكاح >ص‪ <154 :‬بأن القاضممي فيممه‬
‫كولي آخر ول كذلك البعيد وهنا ل حممق للمموالي مممع وجممود أحممد مممن‬
‫القارب فانتقلت للبعد ويقدم من القارب القممرب فممالقرب نظممرا‬
‫لمزيد الشفقة إذ من كان أشفق كان دعاؤه أقرب للجابممة )فيقممدم‬
‫الب ثم الجد( للب )وإن عل ثم البن ثم ابنه( وإن سفل )ثممم الخ‪،‬‬
‫والظهر تقديم الخ للبوين علممى الخ للب( كممالرث‪ ،‬والم وإن لممم‬
‫يكن لها دخل هنا صالحة للترجيح لن المدار على القربيممة الموجبممة‬
‫لقربية الدعاء ل يقال‪ :‬هممي حاصمملة مممع كممون القممرب مأموممما لن‬
‫المام ربما يعجله عما يفرغ وسعه فيه من الممدعاء لقريبممه بمجممامع‬
‫الخير ومهماته‪ .‬ومن تدبر ذلممك وتممأمله علممم أن القربيممة يممزداد بهمما‬
‫انكسار القلب المقتضي لزيادة الخشوع المقتضية للكمال وهو فممي‬
‫المام آكد منه في المأموم ويجري ذلك في نحو ابنممي عممم أحممدهما‬
‫أخ لم )ثم( بعدهما )ابن الخ لبوين ثم لب ثم العصبة( من النسب‬
‫فالولء فالسلطان إن انتظم بيت المممال )علممى ترتيممب الرث( فممي‬
‫غيممر ابنممي عممم‪ ،‬أحممدهما أخ لم كممما يممأتي )ثممم( بعممد عصممبة الممولء‬
‫فالسلطان بقيده )ذوو الرحام( القمرب فمالقرب أيضما فيقمدم أبمو‬
‫الم فالخال فالعم للم نعم الخ للم يقدم على الخممال ويتممأخر عممن‬
‫أبي الم ويوجه بأنه وإن كان وارثا لكنه يدلي بالم فقط فقدم عليه‬
‫من هو أقوى في الدلء بها وهو أبو الم‪ .‬وقممدم فممي الممذخائر علممى‬
‫الخ للم بني البنات وله وجه لن الدلء بالبنوة أقمموى منممه بممالخوة‬
‫ويتبع ذلك كله وإن أوصى بخلفه لنها حق الولي كممالرث ول ينممافيه‬
‫ما مر أنها من حقوق الميت لن الولي يخلفه فيها قهممرا عليممه فلممم‬
‫يملك إسقاطها >ص‪ <155 :‬وما ورد مما يخالفه محمول علممى أن‬
‫الولي أجاز الوصية كما هو الولممى جممبرا لخمماطر الميممت ول مممدخل‬
‫للزوج هنمما أي حيممث وجممد مممن مممر كممما بحممث بخلف نحممو الغسممل‬
‫والدفن‪) .‬ولو اجتمعا( أي اثنان )في درجة( كابنين أو أخوين أو ابني‬
‫عم وليس أحدهما أخا لم‪ ،‬وكل أهل للمامة )فالسن( في السمملم‬
‫)العدل أولى( من الفقه ونحوه )على النص( بخلف ما مر في بقية‬
‫الصلوات لن الغرض هنا الدعاء ودعاء السن أقرب للجابة أممما إذا‬
‫كان أحدهما أخا لم فيقدم وإن كان الخر أسن‪ ،‬ول يرد على المتن‬
‫لنهما لم يستويا حينئذ لما مممر أن قرابممة الم مرجحممة فممإن اسممتويا‬
‫سنا قدم الحق بالمامة بفقه وغيره مما مر فإن اسمتويا فمي الكمل‬
‫أقرع ودخل في الهل من ل يعرف غير مصحح الصلة فيقدم إل مع‬
‫الستواء في الدرجة فالوجه تقممديم الفقيممه علممى نحممو السممن غيممر‬
‫الفقيه وللحق النابة وإن غاب بخلف المستويين ل بممد فممي النابممة‬
‫من رضا الخر وخممرج بقولنمما وكممل أهممل للمامممة وغيممر الهممل نحممو‬
‫الفاسق والمبتدع والذي يتجه أنه ل يقدم نممائبه >ص‪ <156 :‬وإنممما‬
‫قدم في إمامة الصلة في ملك نحو امرأة نائبهمما لنممه ليممس لمعنممى‬
‫في ذاتها بل خارج عنها وهو الملكية وذلك غير موجود هنمما‪) .‬ويقممدم‬
‫الحر( البالغ العدل )البعيد على العبد القريممب( ولممو أفقممه وأسممن أو‬
‫فقيها كعم حر على أخ قن لنممه أكمممل فهممو بالمامممة أليممق ودعمماؤه‬
‫أقرب للجابة أما حر صبي فيقدم عليه قن بالغ لنه أكمل وأما عبممد‬
‫قريب فيقدم على الحر الجنبي وأفاد بهذا ما في أصممله بممالولى أن‬
‫الحر في المستويين درجة أولى‪) .‬ويقممف( نممدبا المصمملي ولممو علممى‬
‫قبر المستقل )عند رأس الرجل( للتباع حسنه الترمممذي )وعجزهمما(‬
‫أي المرأة للتباع رواه الشيخان ومثلها الخنثى ومحاولممة لسممترها أو‬
‫إظهارا للعتناء به ولو حضممر رجممل وأنممثى فممي تممابوت واحممد >ص‪:‬‬
‫‪ <157‬فهل يراعى في الموقمف الرجمل لنمه أشمرف أو همي لنهما‬
‫أحق بالستر أو الفضل لقربه للرحمممة لنممه الشممرف حقيقممة ؟ كممل‬
‫محتمل ولعل الثاني أقرب أما المأموم فيقف حيث تيسر والفضممل‬
‫إفراد كل جنازة بصلة إل مع خشية نحو تغير بالتأخير‪) .‬ويجوز علممى‬
‫الجنائز صلة( واحدة برضا أوليائهم اتحدوا أم اختلفوا كما صممح عممن‬
‫جمع من الصحابة في أم كلثوم بنت علممي وولممدها وقممد قممدم عليهمما‬
‫إلى جهة المام رضي الله عنهم أن هذا هو السنة وصلى ابممن عمممر‬
‫على تسع جنائز رجال ونساء وقدم إليه الرجممال ولن الغممرض منهمما‬
‫الممدعاء والجمممع فيممه ممكممن وإذا جمعمموا وحضممروا معمما ويظهممر أن‬
‫العبرة في المعية وضدها بمحل الصلة ل غير‪ ،‬واتحد النوع والفضل‬
‫أقممرع بيممن الوليمماء إن تنممازعوا فيمممن يقممرب للمممام وإل قممدم مممن‬
‫قدموه ول نظر لما قيل‪ :‬الحق للميت فكيف سقط برضا غيممره لن‬
‫الفرض تساويهم في الحضور فليس لحد منهم حق معيممن أسممقطه‬
‫الولي فإن اختلف النوع قدم إليه الرجل فالصبي فممالخنثى فممالمرأة‬
‫أو الفضل قممدم الفضممل بممما يظممن بممه قربممه إلممى الرحمممة كممالورع‬
‫والصلح ل بنحو حرية لنقطمماع الممرق بممالموت نعممم بحممث الذرعممي‬
‫ومن تبعه تقديم الب على البن كممما فممي اللحممد >ص‪ <158 :‬أممما‬
‫إذا تعاقبوا فيقدم السبق مطلقمما إن اتحممد النمموع وإل نحيممت امممرأة‬
‫للكل‪ ،‬وخنثى لرجل وصبي‪ ،‬ل صبي لبالغ ولممو حضممر خنمماثى معمما أو‬
‫مرتبين صفوا صفا واحدا عن يمينه رأس كل منهم عند رجممل الخممر‬
‫لئل يتقدم أنثى على ذكر وعند اجتماع جنائز إن رضي الولياء بواحد‬
‫وعينوه تعين وإل قدم ولي السابقة وإن كانت أنثى ثم يقرع فإن لم‬
‫يرضوا بواحد صلى كل على ميته ولو صلي على كل وحممده والمممام‬
‫واحد قدم من يخاف فساده ثم الفضل بما مر إن رضمموا وإل أقممرع‬
‫وفارق ما مر بأن ذاك أخف من هذا‪) .‬وتحممرم( الصمملة )علممى( مممن‬
‫شك في إسلمه دون من يظن إسلمه ولو بقرينة كشهادة عدل بممه‬
‫وإن لم يثبت ومحله إن لم يشهد عدل آخمر بممموته علمى الكفممر وإل‬
‫تعارضا >ص‪ <159 :‬وبقي أصل بقائه على كفره وبهذا يجمممع بيممن‬
‫مممن أطلممق عنممد شممهادة واحممد بإسمملمه الصمملة عليممه ومممن أطلممق‬
‫عدمها‪ ،‬ويتردد النظر في الرقاء الصغار المعلوم سبيهم مممع الشممك‬
‫في إسلم سابيهم ول قرينة ومر عن الذرعي أنه يسن أمرهم بنحو‬
‫الصلة فهل قياسه جواز الصلة هنمما عليهممم أو يفممرق بممأن ذاك فيممه‬
‫مصلحة لهممم بممالفهم لهمما بعممد البلمموغ ول كممذلك هنمما ؟ كممل محتمممل‬
‫والثمماني أقممرب‪ .‬وعلممى )الكممافر( بسممائر أنممواعه لحرمممة الممدعاء لمه‬
‫بالمغفرة قال تعالى }ول تصممل علممى أحممد منهممم مممات أبممدا{ اليممة‬
‫ومنهم أطفال الكفار فتحرم الصلة عليهم وإن كانوا من أهل الجنممة‬
‫سواء أوصفوا السلم أم ل لنهم مع ذلك يعاملون في أحكام الممدنيا‬
‫من الرث وغيره معاملة الكفار والصلة من أحكام الدنيا خلفا لمن‬
‫وهم فيه ويظهر حل الدعاء لهم بممالمغفرة لنممه مممن أحكممام الخممرة‬
‫بخلف صورة الصلة‪> .‬ص‪) <159 :‬ول يجب( علينمما )غسممله( لنممه‬
‫للكرامة وليس هو من أهلها نعم يجوز لخبر مسلم }أنه صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم أمر عليا بغسل والده وتكفينه{ لكنممه ضممعيف‪) .‬والصممح‬
‫وجوب تكفين الذمي( وألحق به المعاهممد والمسممتأمن )ودفنممه( مممن‬
‫ماله ثم منفقه ثم من بيت المال ثم مممن مياسممير المسمملمين وفمماء‬
‫بممذمته كممما يجممب إطعممامه وكسمموته إذا عجممز وقيممد فممي المجممموع‬
‫الوجهين بما إذا لم يكن له مال وخصهما بنا فقال في وجوبهما على‬
‫المسلمين إذا لم يكن له مال وجهان ثم صحح الوجمموب وعللممه بممما‬
‫ذكر الدال على أنه ل يجب على الممذميين مممن الحيثيممة الممتي لجلهمما‬
‫لزمنا ذلك وهممي الوفمماء بممذمته فل ينممافي كممما هممو واضممح وجوبهممما‬
‫عليهم من حيث إنهم مكلفممون بممالفروع وفيممما إذا كممان لممه مممال أو‬
‫منفق المخاطب به الورثة أو المنفق ثم من علم بموته نظير ما مر‬
‫في المسلم ول ينافي ما صححه من الوجوب قوله في موضممع آخممر‬
‫قد ذكرنا أن للمسلم غسله ودفنه لن مراده مطلق الجواز الصادق‬
‫بالوجوب بالنسبة للدفن لنه الذي قمدمه فيممه ول قموله فمي موضمع‬
‫آخر ويجوز غسله وتكفينممه ودفنممه لنممه مسمموق فيممما أجمعمموا عليممه‬
‫بدليل تعقيبه لذلك بقوله وأما وجوب التكفين ففيممه خلف وتفصمميل‬
‫سبق واضحا في باب >ص‪ <160 :‬غسل الميت وأشممار بممذلك لممما‬
‫ذكرته عنه أول فتأمل ذلك ول تغتر بخلفه أما الحربي فيجوز إغممراء‬
‫الكلب على جيفته وكذا المرتد والزنديق‪) .‬ولو وجممد عضممو مسمملم(‬
‫أو نحمموه كشمعره أو ظفممره ووهممم مممن نقممل عممن المجممموع خلفممه‬
‫وقضية كلمهما التوقف فيما في العدة أنمه ل يصمملى علممى الشممعرة‬
‫الواحدة وأخممذ بممه غيرهممما فرجممح أنممه ل فممرق ويؤيممده ممما يممأتي أن‬
‫الصلة في الحقيقة إنما هي على الكل وإن كان تابعا لما وجد )علم‬
‫موته( وأن هذا الموجممود منممه انفصممل منممه بعممد الممموت أو وحركتممه‬
‫حركة مذبوح ولم يعلم أنه غسل قبل الصمملة علممى الجملممة ويظهممر‬
‫أن المراد بعلممم حقيقممة العلممم فل يكفممي الظممن ويفممرق بينممه وبيممن‬
‫السلم بأن الصل الحياة فل تنتقممل أحكامهمما عنممه إل بيقيممن وأيضمما‬
‫فالموت هو الموجب لجميع ما بعده فوجب الحتياط له بخلف نحممو‬
‫السلم فإنه من جملة التوابع لحكام الموت وأيضا فالسلم يكتفى‬
‫فيه بالتعليق عليه في أصل النية بخلف الموت )صلي عليه( وجوبمما‬
‫كما فعله الصحابة رضي الله عنهم لما ألقى عليهم بمكة طائر نسر‬
‫يد عبد الرحمن بممن عتمماب بممن أسمميد أيممام وقعممة الجمممل وعرفوهمما‬
‫بخاتمه )قوله مع معاوية إلخ( لعل الصممواب مممع عائشممة فممإن وقعممة‬
‫الجمل لم تكن مممع معاويممة بممل كممانت مممع عائشممة وطلحممة والزبيممر‬
‫رضممي اللممه عنهممم ا ه مصممحح >ص‪ <161 :‬والظمماهر أنهممم كممانوا‬
‫عرفوا موته بنحو استفاضممة ويجممب غسممل ذلممك قبممل الصمملة عليممه‬
‫وستره بخرقة ومواراته وإن كان من غير العورة لما مممر أن ممما زاد‬
‫عليها يجب ستره لحق الميت بخلف ما ل يصلى عليه كيد من جهل‬
‫موته فإنه يسن ذلك فيها وتسن مواراة كل ما انفصل من حي ولممو‬
‫ممما يقطممع للختممان وكالمسمملم فممي ذلممك مجهممول الحممال بممدارنا لن‬
‫الغالب فيها السلم فممإن كممان بممدارهم فكمماللقيط فيممما يممأتي فيممه‪،‬‬
‫وتجب نية الصلة على الجملة فلو ظفممر بصمماحب الجممزء لممم تجممب‬
‫إعادتها عليه إن علم أنممه غسممل قبممل الصمملة >ص‪ <162 :‬وبحممث‬
‫الزركشي تقييد نية الجملة بممما إذا علممم أنهمما قممد غسمملت وإل نمموى‬
‫العضو وحده وفيه نظر بل الذي يتجه أنه ينوي الجملة وإن لم يعلممم‬
‫ذلك معلقا نيته بكونه قد غسل نظير ما مر في الغائب وفي الكافي‬
‫لو نقل الرأس عن بلد الجثة صلي على كل ول تكفي الصمملة علممى‬
‫أحمدهما ويظهمر بنماؤه علمى الضمعيف أنمه تجمب نيمة الجمزء فقمط‪.‬‬
‫)والسممقط( بتثليممث أولممه مممن السممقوط )إن( علمممت حيمماته كممأن‬
‫)استهل( من أهل‪ :‬رفع صوته )أو بكممى( بعممد انفصمماله كممذا قيممد بممه‬
‫بعضهم وليس في محله لن هذا مستثنى من أنه إذا انفصممل بعضممه‬
‫ل يعطى حكم المنفصل كله وكذا حز رقبته حينئذ فيقتل حازه وفممي‬
‫الروضة وغيرها أخرج رأسه وصاح فحزه آخر قتل لنا تيقنا بالصممياح‬
‫حياته وممما عممدا هممذين فحكمممه فيممه حكممم المتصممل )ككممبير( للخممبر‬
‫الصحيح على كلم فيه }إذا استهل الصبي ورث وصلي عليه{ )وإل(‬
‫تعلم حياته )فإن ظهرت أمارة الحياة كاختلج( اختياري )صلي عليه(‬
‫وجوبمما )فممي الظهممر( لحتمممال الحيمماة بظهممور هممذه القرينممة عليهمما‬
‫ويغسل ويكفن ويدفن قطعا‪) .‬وإن لم تظهر( أمارة الحياة )ولم يبلغ‬
‫أربعة أشهر( حد نفخ الروح فيه )لم يصل عليه( أي لم تجممز الصمملة‬
‫عليه لنه جماد ومن ثم لم يغسل )وكذا إن بلغهمما( وأكممثر منهمما كممما‬
‫صرحوا به في قولهم فإن بلغ أربعة أشممهر >ص‪ <163 :‬فصمماعدا‪،‬‬
‫ولم تظهممر أمممارة الحيمماة فيممه حرمممت الصمملة عليممه )فممي الظهممر(‬
‫لمفهوم الخممبر وبلمموغ أوان النفممخ ل يسممتلزم وجمموده بممل وجمموده ل‬
‫يستلزم الحياة أي الكاملة وكممذا النمممو ل يسممتلزمها بممدليل ممما قبممل‬
‫الربعة ومن ثم قال بعضهم قد يحصل النمو للتسعة مع تخلف نفممخ‬
‫الروح فيه لمر أراده الله تعالى ا ه‪.‬ولك أن تقول سلمنا النفخ فيممه‬
‫هو ل يكتفممى بوجمموده قبممل خروجممه‪ ،‬وإذا قممال جمممع بممأن اسممتهلله‬
‫الصريح في نفخ الروح فيه قبل تمام انفصاله ل يعتد بممه فكيممف بممه‬
‫وهو كله في الجوف ومن ثم تعين أن الخلف في وجودها قبل تمام‬
‫انفصاله ل يأتي في وجودها في الجمموف لممو فممرض العلممم بهمما عنممه‬
‫فإفتاء بعضهم في مولود لتسعة لم يظهممر فيممه شمميء مممن أمممارات‬
‫الحياة بأنه يصلى عليه إنما يأتي على الضممعيف المقابممل‪ ،‬وزعممم أن‬
‫النازل بعد تمام أشهره ل يسمى سقطا ل يجدي لنه بتسليمه يتعين‬
‫حمله على أنه ل يسماه لغة إذ كلمهم هنا مصرح كما علمت بأنه ل‬
‫فرق في التفصمميل الممذي قممالوه بيممن ذي التسممعة وغيممره ثممم رأيممت‬
‫عبارة أئمة اللغة وهممي السممقط الممذي يسممقط مممن بطممن أمممه قبممل‬
‫تمامه وهي محتملممة لن يريممدوا قبممل تمممام خلقممه بممأن يكممون قبممل‬
‫التصوير أو قبل نفخ الروح فيه أو قبل تمام مدته‪ .‬وحينئذ يحتمل أن‬
‫المراد بمدته أقل مدة الحمممل أو غالبهمما أو أكثرهمما وحينئذ فل دللممة‬
‫في عبارتهم هذه بوجه ثمم رأيمت شميخنا أفمتى بمما ذكرتمه ويغسمل‬
‫ويكفن ويدفن قطعا إن ظهرت خلقة آدمممي والسممن سممتره بخرقممة‬
‫ودفنه وفارقت الصلة غيرهمما بأنهمما أضمميق منممه لممما مممر أن الممذمي‬
‫يغسل ويكفن ويدفن ول يصمملى عليممه وأفهمممت تسمموية المتممن بيممن‬
‫الربعة وما دونها أنه ل عبرة بها بل بما تقرر من ظهور خلق الدمي‬
‫وغيره ولم يبين ما به العتبار نظرا للغالب من ظهور الخلق عنممدها‬
‫وعممدمه قبلهمما‪) .‬ول يغسممل الشممهيد( >ص‪ <164 :‬فعيممل بمعنممى‬
‫مفعول لنه مشهود له بالجنة أو يبعث وله شاهد بقتله وهممو دمممه أو‬
‫فاعل لن روحه تشهد الجنة قبل غيره‪).‬ول يصمملى عليممه( أي يحممرم‬
‫ذلك وإن لم يؤد الغسل لزالة دمه لنه حي بنص القرآن وإبقاء لثر‬
‫شهادتهم وتعظيما لهم باستغنائهم عن دعاء الغيممر وتطهيممره لتمموهم‬
‫النقص فيهم وبه فارقوا غسله صلى الله عليه وسلم والصلة عليممه‬
‫لن كل أحد يقطع بمأنه غيمر محتماج لمذلك وأن القصمد بمه التشمريع‬
‫وزيادة الزلفى فقط فلم يحتج لظهار استغناء ولنه صلى الله عليممه‬
‫وسلم }لم يغسل قتلممى أحممد ولممم يصممل عليهممم{ كممما شممهدت بممه‬
‫الحاديث التي كادت أن تتواتر وخمبر }أنمه صملى اللمه عليمه وسملم‬
‫صلى عليهم عشرة عشرة{ ضعيف جدا نعم صح أنه خرج بعد ثمان‬
‫سنين فصلى عليهم صلته على الميت ول دليل فيه لن المخالف ل‬
‫يرى الصلة على القبر بعد ثلثة أيام فتعين أن المراد أنممه دعمما لهممم‬
‫كما يدعى للميت‪) .‬وهو من( أي مسلم ولو قنمما‪ ،‬أنممثى‪ ،‬غيممر مكلممف‬
‫)مات في قتال الكفار( أو كافر واحد )بسببه( أي القتال كأن أصممابه‬
‫سلح مسلم قتله خطأ أو عاد عليه سهمه أو تردى بوهدة أو رفسته‬
‫فرسه أو قتله مسمملم اسممتعانوا بممه أو انكشممف عنممه الحممرب وشممك‬
‫أمات بسببها أو غيره لن الظاهر موته بسببها وخرج بقوله " قتال "‬
‫قتلهم لسير صبرا فليس بشهيد على الصح بخلف ما لممو انكسممروا‬
‫وأتبعناهم لستئصالهم فعاد واحد منهم وقتل واحدا منمما فممإنه شممهيد‬
‫على الوجه‪) .‬فإن مات بعد انقضائه( أي القتال وقد بقي فيممه حيمماة‬
‫مستقرة وإن قطع بموته مممن جممرح بممه‪) .‬أو( مممات أحممد مممن أهممل‬
‫العدل )في قتال >ص‪ <165 :‬البغاة( من مسلم )فغير شممهيد فممي‬
‫الظهر( فيغسل ويصلى عليه أما الول فلنممه كمقتممول بسممبب آخممر‬
‫وأما الثاني فلنه قتيل مسلم ومن ثم لو قتله كافر استعانوا به كان‬
‫شهيدا أما من حركته حركة مذبوح عند انقضاء قتال الكفار فشممهيد‬
‫جزما ومن هو متوقع الحياة حينئذ فغير شهيد جزما‪) .‬وكذا( ل يكون‬
‫شهيدا إذا مات )في القتال( مع الكفار )ل بسببه على المذهب( بأن‬
‫مات فجممأة أو بمممرض أو قتلممه مسمملم عمممدا‪) .‬ولممو استشممهد جنممب‬
‫فالصح أنه ل يغسل( عن الجنابة فيحرم غسله لن الشهادة تسقط‬
‫غسل الموت فكذا غسل الحدث ولن الملئكة غسلت حنظلة رضي‬
‫الله عنه لستشهاده يوم أحد جنبا لخروجه عقب سممماعه الممدعوة ‪-‬‬
‫وهو مع أهله ‪ -‬إليها كممما صممح ولممو وجممب غسممله لممم يسممقط بفعممل‬
‫الملئكة كما مر‪.‬‬
‫)و( الصح أنه )تزال( وجوبا )نجاسة غيممر الممدم( الممذي هممو مممن أثممر‬
‫الشممهادة وإن أدت إزالتهمما لزالتممه كممما أفمماده أصممله لنممه ل فممائدة‬
‫لبقائها إذ ليست أثر عبادة‪.‬‬
‫)تنبيه(‪ :‬هل للنجاسة الحاصمملة مممن أثممر الشممهادة حكممم دمممه أو‬
‫يفرق بأن المشهود له بالفضل الدم فقممط ولن نجاسممته أخممف فممي‬
‫كلمهم ؟ شبه تناف في ذلك لكنه إلى الثاني أميممل‪) .‬ويكفممن( نممدبا‬
‫)في ثيابه( التي مات فيها )الملطخة بالدم( وغيرهمما لكممن الملطخممة‬
‫أولى فالتقييد لذلك وذلك للتباع والوجممه أنممه ل يجمماب أحممد الورثممة‬
‫لنزعها إن لقت به رعاية لمصلحته نظير ممما مممر فممي الثلث وينممزع‬
‫ندبا >ص‪ <166 :‬نحو درع وفرو وثوب جلد وخف ويظهر أن محلممه‬
‫حيث كان ملكه ورضي به وارثه الرشيد وإل وجب نزعممه‪) .‬فممإن لممم‬
‫يكن ثوبه سابغا تمم( الواجب وجوبمما وغيممره نممدبا هممذا حكممم شممهيد‬
‫الدنيا فقط ‪ -‬وهو من قاتل لنحو حمية ‪ -‬أو والخرة ‪ -‬وهو من قاتممل‬
‫لتكون كلمة الله هي العليا ‪ -‬أما شهيد الخرة فقط كغريق ومبطون‬
‫وحريق وألحق به من مات بصاعقة وميت زمن طاعون وقممد يؤخممذ‬
‫منه أن حرمة الفرار من بلد الطاعون والممدخول إليممه محلممه إن لممم‬
‫يعم ذلك القليم لكن الوجه ما أطلقوه كما يشممهد لممه تعليممل الول‬
‫بعدم القيام بالباقين وتجهيزهم‪ ،‬والثمماني بممأنه ربممما أصممابه فيسممنده‬
‫لدخوله فإن قلممت غممايته أنممه نمموع مممن العممدوى وهممي إنممما تقتضممي‬
‫الكراهة فقط قلت ممنوع بل هذا يصدق عليه عرفا أنه مممن اللقمماء‬
‫باليد إلى التهلكممة ومقتممول ظلممما وميممت عشممقا لمممن يحممل نكاحهمما‬
‫بشرط العفممة والكتممم كممما فممي الخممبر ول يبعممد فممي عاشممق غيرهمما‬
‫اضطرارا أنه شهيد أيضا بل واختيارا أيضا إذا عف وكتم كمممن ركممب‬
‫بحممر المعصممية لن الجهممة منفكممة >ص‪ <167 :‬وميتممة طلقمما فهممو‬
‫كغيره غسل وصلة وغيرهما‬

‫)فصل( في الدفن وممما يتبعممه‪) .‬أقممل القممبر( المحصممل للممواجب‬


‫)حفرة تمنع( بعممد طمهمما )الرائحممة( أن تظهممر فتممؤذي )والسممبع( أن‬
‫ينبشمه ويمأكله لن حكممة وجموب المدفن ممن عمدم انتهماك حرمتمه‬
‫بانتشار ريحه واستقذار جيفتمه وأكمل السممبع لمه ل تحصممل إل بمذلك‬
‫وخرج بحفرة وضعه بوجه الرض وستره بكثير نحو تراب أو حجممارة‬
‫فإنه ل يجزئ عند إمكان الحفر وإن منممع الريممح والسممبع لنممه ليممس‬
‫بدفن وبتمنع ذينك ما يمنع أحدهما كأن اعتممادت سممباع ذلممك المحممل‬
‫الحفر عن موتاه فيجب بناء القبر بحيث تمنع وصولها إليممه كممما هممو‬
‫ظاهر فإن لم يمنعها البناء كبعض النواحي وجب صندوق كممما يعلممم‬
‫مما يأتي وكالفساقي فإنها بيوت تحت الرض وقد قطع ابن الصلح‬
‫والسممبكي وغيرهممما بحرمممة الممدفن فيهمما مممع ممما فيهمما مممن اختلط‬
‫الرجال بالنسمماء وإدخممال ميممت علممى ميممت قبممل بلء الول‪ ،‬ومنعهمما‬
‫للسبع واضح وعدمه للرائحة مشمماهد فقممول الرافعممي الغممرض مممن‬
‫ذكرهممما إن كانمما متلزميممن بيممان فممائدة الممدفن وإل فبيممان وجمموب‬
‫رعايتهممما فل يكفممي أحممدهما يتعيممن حملممه علممى أن التلزم بينهممما‬
‫باعتبار الغالب فبالنظر إليه الجممواب ممما ذكممره أول وبممالنظر لعممدمه‬
‫الجواب ما ذكره ثانيا فجممزم شممارح الول فيممه تسمماهل )وينممدب أن‬
‫يوسع( >ص‪ <168 :‬بأن يزاد في طوله وعرضه )ويعمق( بالمهملة‬
‫وقيل المعجمة للخممبر الصممحيح }فممي قتلممى أحممد احفممروا وأوسممعوا‬
‫وأعمقوا{ أن يكون التعميق )قامممة( لرجممل معتممدل )وبسممطة( بممأن‬
‫يقوم فيه ويبسط يده مرتفعة وصممحح الرافعممي أن ذلممك ثلثممة أذرع‬
‫ونصف والمصنف أنممه أربعممة ونصممف ول تعممارض إذ الول فممي ذراع‬
‫العمل السابق بيانه أول الطهممارة والثمماني فممي ذراع اليممد )واللحممد(‬
‫بفتح أوله وضمه وهو أن يحفر في أسفل جانب القبر والولى كممونه‬
‫القبلي قدر ما يسع الميت )أفضل من الشق( بفتح أوله )إن صلبت‬
‫الرض( لخبر مسلم أن سعد بن أبي وقاص أممر أن يجعمل لمه لحمد‬
‫وأن ينصب عليه اللبن كما فعل برسول الله صلى الله عليممه وسمملم‬
‫وفي خبر ضعيف }اللحد لنا والشق لغيرنا{ أما فممي رخمموة فالشممق‬
‫أفضل خشية النهيار وهو حفرة كالنهر يبنى جانباهمما ويوضممع بينهممما‬
‫الميت ثم تسقف والحجر أولى ويرفمع قليل بحيمث ل يمسمه ويسمن‬
‫أن يوسع كل منهما ويتأكد ذلك عند رأسه ورجليه للخبر الصحيح بممه‬
‫)ويوضع( ندبا )رأسه( أي الميت في النعممش )عنممد رجممل القممبر( أي‬
‫مؤخره الذي سيكون عند سفله رجل الميت )ويسل من قبل رأسممه‬
‫>ص‪ <169 :‬برفق( لما صح عن صحابي أنه من السممنة وهممو فممي‬
‫حكم المرفوع )ويدخله( ولو أنثى ندبا )القبر الرجال( لنه صلى الله‬
‫عليه وسلم }أمر أبا طلحة أن ينزل في قبر بنته أم كلثوم ل رقيممة{‬
‫وإن وقع في المجموع وغيره لنه صلى الله عليه وسلم عنممد موتهمما‬
‫كان ببدر ولنهم أقوى نعم يتولين حملها من المغتسل إلممى النعممش‬
‫وتسليمها لمن بالقبر وحل شمدادها فيمه )وأولهمم( بالمدفن )الحمق‬
‫بالصلة( عليه وقد مر لكن من حيث الدرجة والقرب دون الصممفات‬
‫إذ الفقه هنا مقدم على السن القرب عكس الصلة كممما مممر فممي‬
‫الغسل ول خلف أن الوالي ل حق له هنا قاله ابممن الرفعممة ونممازعه‬
‫الذرعي بأن القياس أنه أحمق فلمه التقمديم أو التقمدم )قلمت إل أن‬
‫تكون امرأة مزوجة فأولهم الزوج( وإن لم يكن له حق في الصمملة‬
‫)والله أعلم( لنه ينظر ما ل ينظرون وقد يشكل عليه تقديمه صمملى‬
‫الله عليه وسلم أبا طلحة وهو أجنبي مفضول على عثمممان مممع أنممه‬
‫الزوج الفضل والعذر الذي أشير إليه في الخبر علممى رأي وهممو أنممه‬
‫كان وطئ سرية له تلمك الليلمة دون أبممي طلحمة ظمماهر كلم أئمتنمما‬
‫أنهم ل يعتبرونه لكن يسهل ذلك أنها واقعة حال ويحتمل أن عثمممان‬
‫لفرط الحممزن والسممف لممم يثممق مممن نفسممه >ص‪ <170 :‬بإحكممام‬
‫الدفن فأذن أو أنه صلى الله عليه وسلم رأى عليه آثممار العجممز عممن‬
‫ذلك فقدم أبا طلحة من غير إذنه وخصه لكونه لم يقارف تلك الليلة‬
‫نعم يؤخذ من الخبر أن الجانب المستوين في الصفات يقدم منهممم‬
‫من بعد عهده بالجماع لنه أبعد عن مذكر يحصل له لو ماس المرأة‬
‫وبعده المحارم القرب فالقرب كالصلة وظاهر كلمه تقديم الزوج‬
‫على المحرم الفقه بل الفقيه وهو محتمل لكن محله في الثانية إن‬
‫عرف ما قدم به فقنها فمسموح فمجبمموب فخصممي أجنممبي لضممعف‬
‫شهوتهم ولتفاوتهم فيها رتبوا كممذلك فعصممبة غيممر محممرم كممابن عممم‬
‫ومعتق وعصبة بترتيبهم في الصلة فذو رحم كممذلك فصممالح أجنممبي‬
‫فإن استوى اثنان قربا وفضيلة أقرع وفارق ما ذكر في قنها ممما مممر‬
‫أن المة ل تغسل سميدها لنقطمماع الملمك بممأن الملحممظ مختلممف إذ‬
‫الرجال ثم يتأخرون عن النسماء وهنما يتقمدمون ولمو أجمانب عليهمن‬
‫وقنها أولى من الجانب كابن العم لن لنما خلفما أنمه يغسملها ونحمو‬
‫ابن العم ل يغسلها قطعا وهذا الترتيب مستحب كما مر مممع الفممرق‬
‫بينه وبين الغسل )ويكونممون( أي الممدافنون )وتممرا نممدبا واحممد فثلثممة‬
‫وهكذا( >ص‪ <171 :‬بحسب الحاجة لما صح }أن دافنيه صلى الله‬
‫عليه وسلم علي والعباس والفضل رضي الله عنهممم{ وروايممة أنهممم‬
‫كانوا خمسة بزيادة شقران موله صلى الله عليه وسمملم وقثممم بممن‬
‫العباس رضي الله عنهم يحتمل أنه عد فيها من ساعدهم فممي نقممل‬
‫أو مناولة شيء احتاجوا إليه على أن بعض الحفاظ صححها واقتضى‬
‫كلمه أنها الفضل )ويوضع في اللحد( أو الشممق )علممى يمينممه( نممدبا‬
‫كالضطجاع عنممد النمموم ويكممره علممى يسمماره )للقبلممة( وجوبمما لنقممل‬
‫الخلف له عن السلف ومممر فممي المصمملي المضممطجع أنممه يسممتقبل‬
‫وجوبا بمقدم بدنه ووجهه فليأت ذلك هنا إذ ل فارق بينهما فإن دفن‬
‫مستدبرا أو مستلقيا وإن كانت رجله إليها على الوجه حرم ونبممش‬
‫ما لم يتغير كما يأتي )ويسند( ندبا في هذا والفعال المعطوفة عليه‬
‫)وجهه( ورجله )إلى جداره( أي القبر ويتجممافى ببمماقيه حممتى يكممون‬
‫قريبا مممن هيئة الراكممع لئل ينكممب )و( يسممند )ظهممره بلبنممة( طمماهرة‬
‫)ونحوها( لتمنعه من الستلقاء على قفاه ويجعممل تحممت رأسممه نحممو‬
‫لبنة ويفضي بخده اليمن بعد تنحية الكفن عنه إليممه أو إلممى الممتراب‬
‫ليكون بهيئة من هو في غاية الذل والفتقار وصممح }أنممه صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم كان عنممد النمموم يضممع خممده اليمممن علممى يممده اليمنممى{‬
‫فيحتمل دخولها في نحو اللبنة ويحتمل عدمه لن الذل فيما هو مممن‬
‫جنس اللبنة أظهر ولو مات صغير أسلم دفن بمقابر الكفممار لجممراء‬
‫أحكامهم الدنيوية عليه ومن ثممم لممم يصممل عليممه كممما مممر أو كممافرة‬
‫ببطنها جنيممن نفخممت فيممه الممروح ميممت مسمملم دفنممت بيممن مقابرنمما‬
‫ومقابرهم وجعل ظهرها للقبلة ليتوجه لن وجهه إلى ظهرها )ويسد‬
‫فتح( بفتح فسكون )اللحد بلبن( بأن يبنى به ثممم يسممد ممما بينممه مممن‬
‫الفرج بنحو كسر لبن اتباعا لما فعل به صلى الله عليه وسلم ولنممه‬
‫أبلغ في صيانة الميت عن النبش ومنع التراب والهوام وكمماللبن فممي‬
‫ذلك غيره وآثره >ص‪ <172 :‬لنه المأثور كما تقممرر وظمماهر صممنيع‬
‫المتن أن أصممل سممد اللحممد منممدوب كسممابقه ولحقممه فتجمموز إهالممة‬
‫التراب عليه من غير سد وبه صرح غير واحد لكن بحممث غيممر واحممد‬
‫وجوب السد كما عليه الجماع الفعلممي مممن زمنممه صمملى اللممه عليممه‬
‫وسمملم إلممى الن فتحممرم تلممك الهالممة لممما فيهمما مممن الزراء وهتممك‬
‫الحرمة وإذا حرموا ما دون ذلك ككبه على وجهه وحملممه علممى هيئة‬
‫مزريمة فهمذا أولمى ا ه ويجمري مما ذكمر فمي تسمقيف الشمق وفمي‬
‫الجواهر لو انهدم القبر تخير الولي بيممن تركمه وإصمملحه ونقلممه منممه‬
‫إلى غيره ا ه ووجهه أنه يغتفممر فممي الممدوام ممما ل يغتفممر فممي غيممره‬
‫وألحق بانهدامه انهيار ترابه عقب دفنه وواضممح أن الكلم حيممث لممم‬
‫يخش عليه سبع أو يظهر منه ريح وإل وجب إصمملحه قطعمما )ويحثممو‬
‫من دنا( إلى القبر بأن كان على شفيره كممما نممص عليممه ووقممع فممي‬
‫الكفاية أنه يسن لكل من حضر وقد يجمع بحمل الول علممى التأكممد‬
‫)ثلث حثيممات تممراب( بيممديه جميعمما مممن قبممل رأس الميممت للتبمماع‬
‫وسنده جيد ويقول في الولى }منها خلقناكم{ وفي الثانيممة }وفيهمما‬
‫نعيدكم{ وفي الثالثة }ومنها نخرجكم تارة أخرى{‬
‫)تنبيه( بين بالجمع بين يحثو وحثيمات المناسمب ليحمثي ل ليحثمو‬
‫أنه سمع حثا يحثو حثوا وحثوات وحثى يحثي حثيمما وحثيممات والثمماني‬
‫أفصح )ثم( بعد حممثي الحاضممرين كممذلك ويظهممر نممدب الفوريممة كممما‬
‫يفهمه التعليل التي خلف ما تقتضيه ثممم )يهممال( أي يممردم والولممى‬
‫كممونه )بالمسمماحي( مثل لنممه أسممرع لتكميممل الممدفن إذ هممي جمممع‬
‫مسحاة بالكسممر ول تكممون إل مممن جديممد بخلف المجرفممة ول يممزاد‬
‫على ترابه أي إن كفمماه لئل يعظممم شخصممه >ص‪) <173 :‬ويرفممع(‬
‫القبر إن لم يخش نبشه من نحممو كممافر أو مبتممدع أو سممارق )شممبرا‬
‫فقط( تقريبا ليعرف فيزار ويحترم وصح }أن قبره صلى اللممه عليممه‬
‫وسلم رفع نحو شبر{ فإن احتيج في رفعممه شممبرا لممتراب آخممر زيممد‬
‫عليه كما بحث )والصحيح أن تسطيحه أولى من تسممنيمه( لممما صممح‬
‫}عن القاسم بن محمد أن عمته عائشة رضي الله عنهم كشفت له‬
‫عن قبره صلى الله عليه وسمملم وقممبر صماحبيه فممإذا هممي مسممطحة‬
‫مبطوحممة ببطحمماء العرصممة الحمممراء{ وروايممة البخمماري أنممه مسممنم‬
‫حملها البيهقي على أن تسنيمه حادث لما سقط جداره وأصلح زمن‬
‫الوليد وقيل عمر بن عبد العزيممز رضممي اللممه عنممه وكممون التسممطيح‬
‫صار شعار الروافض ل يؤثر لن السنة ل تترك لفعل أهل البدعة لها‬
‫)ول يدفن اثنان في قبر( أي لحد أو شق واحد مممن غيممر حمماجز بنمماء‬
‫بينهممما أي ينممدب أن ل يجمممع بينهممما فيممه فيكممره إن اتحممدا نوعمما أو‬
‫اختلفمما ولممو احتمممال كخنممثيين إذا كمان بينهممما محرميممة أو زوجيممة أو‬
‫سيدية وإل حرم فالنفي في كلمه للكراهة تارة والحرمة أخرى وما‬
‫في المجموع من حرمته بين الم وولدها ضعيف ويحرم أيضا إدخال‬
‫ميت على آخر وإن اتحدا قبل بلى جميعه أي إل عجب الممذنب فممإنه‬
‫ل يبلى كما مر على أنه ل يحس فلذا لم يستثنوه ويرجممع فيممه لهممل‬
‫الخبرة بالرض ولو وجد عظمة قبل كمال الحفر طمه وجوبا ما لممم‬
‫يحتج إليه أو بعده نحاه ودفن الخر فإن ضاق بأن لم يمكن دفنممه إل‬
‫عليه فظاهر قممولهم نحمماه حرمممة الممدفن هنمما حيممث ل حاجممة >ص‪:‬‬
‫‪ <174‬وليممس ببعيممد لن اليممذاء هنمما أشممد )إل لضممرورة( بممأن كممثر‬
‫الموتى وعسر إفراد كل ميت بقممبر أو لممم يوجممد إل كفممن واحممد فل‬
‫كراهة ول حرمة حينئذ في دفن اثنين فممأكثر مطلقما فمي قمبر واحمد‬
‫لنه صلى الله عليه وسلم }كان يجمع بين الرجلين مممن قتلممى أحممد‬
‫في ثوب{ ويقدم أقرؤهما للقبلة ويجعمل بينهمما حماجز تمراب وهمذا‬
‫الحجز منممدوب وإن اختلممف الجنممس علممى الوجممه كتقممديم الفضممل‬
‫المذكور في قوله )فيقدم( في دفنهممما إلممى القبلممة )أفضمملهما( بممما‬
‫يقدم به في المامة عند اتحاد النوع وإل فيقدم رجممل ولممو مفضممول‬
‫فصبي فخنثى فامرأة نعم يقدم أصمل علمى فرعمه ممن جنسمه ولمو‬
‫أفضل لحرمة البوة أو المومة بخلفه من غيممر جنسممه فيقممدم ابممن‬
‫على أمه لفضيلة الذكورة وعلم مما مر أنه لممو اسمتوى اثنمان أقمرع‬
‫وأنهم لو ترتبوا لم ينح السبق المفضول إل ما اسممتثني )ول يجلممس‬
‫على القبر( >ص‪ <175 :‬الذي لمسلم ولممو مهممدرا فيممما يظهممر ول‬
‫يستند إليه ول يتكأ عليه وظاهر أن الممراد بمه محماذي الميمت ل ممما‬
‫اعتيد التحويط عليه فإنه قد يكون غير محاذ له ل سمميما فممي اللحممد‬
‫ويحتمل إلحاق ما قرب منه جدا به لنه يطلق عليه عرفا أنممه محمماذ‬
‫له )ول يوطأ( احتراما له إل الضرورة كأن لم يصل لقبر ميتممه وكممذا‬
‫ما يريد زيارته ولو غير قريب فيما يظهر أو ل يتمكن مممن الحفممر إل‬
‫به والنهي في هذه كلها للكراهة وقال كثيرون للحرمة واختير لخممبر‬
‫مسلم المصرح بالوعيد عليه لكممن أولمموه بممأن المممراد القعممود عليممه‬
‫لقضاء الحاجة )ويقرب( ندبا )زائره( من قبره )كقربه منه( إذا زاره‬
‫)حيا( احتراما له والتزام القبر أو ما عليه من نحو تممابوت ولممو قممبره‬
‫صمملى اللممه عليممه وسمملم بنحممو يممده وتقممبيله بدعممة مكروهممة قبيحممة‬
‫)والتعزيممة( بممالميت وألحممق بممه >ص‪ <176 :‬مصمميبة نحممو المممال‬
‫لشمول الخبر التي لها أيضا )سنة( لكل مممن يأسممف عليممه كقريممب‬
‫وزوج وصهر وصديق وسيد ومولى ولو صغيرا‪ .‬نعم الشابة ل يعزيهمما‬
‫إل نحممو محممرم أي يكممره ذلممك كابتممدائها بالسمملم ويحتمممل الحرمممة‬
‫وكلمهم إليها أقرب لن في التعزية من الوصلة وخشممية الفتنممة ممما‬
‫ليس في مجرد السلم أما تعزيتها لممه فل شممك فممي حرمتهمما عليهمما‬
‫كسلمها عليه وذلك لخبر ضعيف }من عزى مصابا فله مثل أجممره{‬
‫وفي خبر لبن ماجه }أنه يكسى حلل الكرامة يوم القيامة{ وبحممث‬
‫بعضهم أنه ل يسن لهممل الميممت تعزيممة بعضممهم لبعممض وفيممه نظممر‬
‫ظاهر لمخالفته للمعنى وظاهر كلمهم والفضل كونها )قبممل دفنممه(‬
‫إن رأى منهم شدة جممزع ليصممبرهم وإل فبعممده لشممتغالهم بتجهيممزه‬
‫)و( تمتد )بعده ثلثة أيام( تقريبا لسكون الحزن بعدها غالبا ومن ثم‬
‫كرهت حينئذ لنها تجدده وابتممداؤها مممن الممدفن كممما فممي المجممموع‬
‫واعترضه جمع بأن المنقول له مممن الممموت هممذا إن حضممر المعممزي‬
‫والمعزى وعلم وإل فمن القدوم أو بلوغ الخبر وكغائب نحمو مريمض‬
‫أو محبوس ويكره الجلوس لهمما وهممي المممر بالصممبر والحمممل عليممه‬
‫بوعد الجمر والتحمذير ممن الموزر بمالجزع والمدعاء للميمت المسملم‬
‫بالمغفرة وللمصاب بجممبر المصمميبة >ص‪) <177 :‬و( حينئذ )يعممزى‬
‫المسلم بالمسلم( أي يقال في تعزيته )أعظم الله أجرك( أي جعله‬
‫عظيما بزيادة الثواب والدرجات فاندفع ما جاء عن جمع من كراهته‬
‫لنمه دعمماء بتكممثير المصمائب ووجمه انممدفاعه أن إعظمام الجمر غيممر‬
‫منحصر في تكثير المصائب كما تقرر قممال تعممالى }ومممن يتممق اللممه‬
‫يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا{ على أن هذا هنمما رواه الطممبراني‬
‫عنه صلى الله عليه وسلم لما }عزى معاذا بممابن لممه{ )تنممبيه( وقممع‬
‫للعز بن عبد السلم أن المصائب نفسها ل ثمواب فيهما لنهما ليسمت‬
‫من الكسب بل في الصبر عليها فإن لممم يصممبر كفممرت الممذنب إذ ل‬
‫يشترط في المكفر أن يكون كسبا بل قد يكون غير كسممب كممالبلء‬
‫فالجزع ل يمنع التكفيمر بمل همو معصمية أخمرى ورد بنقمل السمنوي‬
‫كالروياني عن الم في بمماب طلق السمكران ممما يصممرح بمأن نفممس‬
‫المصمميبة يثمماب عليهمما لتصممريحه بممأن كل مممن المجنممون والمريممض‬
‫المغلوب على عقله مأجور مثاب مكفر عنه بالمرض فحكممم بممالجر‬
‫مع انتفاء العقل المستلزم لنتفاء الصبر ويؤيده خلفا لمن زعممم أن‬
‫ظاهر النصوص مع ابممن عبممد السمملم خممبر الصممحيحين }ممما يصمميب‬
‫المسلم من نصب ول وصب ول هم ول حممزن ول أذى ول غممم حممتى‬
‫الشوكة يشاكها إل كفر الله بها من خطاياه{ مممع الحممديث الصممحيح‬
‫}إذا مممرض العبممد أو سمافر كتممب لممه مثممل ممما كممان يعملمه صممحيحا‬
‫مقيما{ ففيه أنه يحصل له ثواب مماثل لفعله الذي صدر منممه قبممل‬
‫بسبب المرض فضل من الله تعالى‪ .‬وحينئذ أفمماد مجممموع الحممديثين‬
‫أن في المصيبة المرض وغيره جزاءين أي أحممدهما لنفسممها والخممر‬
‫للصبر عليها وحينئذ اندفع ما مر أنه ل ثواب إل مممع الكسممب وحمممل‬
‫النص على مريض صبر عنممد ابتممداء مرضممه ثممم اسممتمر صممبره إلممى‬
‫زوال عقله يرده أنه سوى بين المريض والمجنون في الثواب ومثل‬
‫ذلك ل يتصور في المجنون فالحمل المممذكور غلممط منشممؤه الغفلممة‬
‫عما ذكره في المجنون ثم رأيت بعضهم قال عقب هذا الحمل وفيه‬
‫نظر وكأنه لمح ما ذكرته والحاصل أن من أصمميب وصممبر حصممل لممه‬
‫ثوابان غير التكفير لنفس المصيبة وللصبر عليها ومنه كتابة مثل ممما‬
‫كان يعمله من الخير وغير ذلك مما ورد في السنة وبينته في كتابي‬
‫في العيادة وأن من انتفى صبره فإن كان لعذر كجنممون فهممو كممذلك‬
‫>ص‪ <178 :‬أو لنحو جزع لم يحصل له من ذينممك الثمموابين شمميء‬
‫فإن قلت المقرر في المذهب وإن اختير خلفه أن مممن تخلممف عممن‬
‫الجماعة لعذر كمرض ل يحصل له ثوابها قلت يتعين حمله على أنممه‬
‫ل يحصل له ثواب الفعل بكماله ضرورة التفاوت بين الفاعل حقيقة‬
‫وغيره فهو علمى حمد قممراءة الخلص تعممدل ثلمث القممرآن ومما فمي‬
‫معناه ول شاهد لبن عبممد السمملم فممي }وأن ليممس للنسممان إل ممما‬
‫سعى{ لنه عام مخصوص بالجماع على أن الميت يصل إليه دعمماء‬
‫الغير وصدقته فيثمماب عليهممما وبغيممره كالحممديث المممذكور )وأحسممن‬
‫عزاءك( بالمد أي جعل سلوك وصبرك حسنا )وغفممر لميتممك( وقممدم‬
‫المعزى لنممه المخمماطب وقيممل يقممدم الميممت لنممه أحمموج )و( يعممزى‬
‫المسلم )بالكافر( أي يقال له )أعظم اللممه أجممرك( ويضممم إليممه إممما‬
‫)وصبرك( وأما وجممبر مصمميبتك أو نحمموه وأممما وأخلممف عليممك فيمممن‬
‫يخلف أو وخلف عليك في نحمو أب أي كمان خليفمة عليمك ول يمدعو‬
‫للميت بنحو مغفرة لحرمته )و( يعزى )الكافر( إن احترم ل كحربممي‬
‫فتحرم تعزيته على ما قاله السنوي والممذي يتجممه الكراهممة نعممم إن‬
‫كان فيها تمموقيره حرمممت حممتى لممذمي وقممد تسممن تعزيتممه إن رجممي‬
‫إسلمه )بالمسلم غفر اللممه لميتممك وأحسممن عممزاءك( وتبمماح تعزيممة‬
‫كافر محترم لمثله بل قال السنوي يتجممه نممدبها لمممن تسممن عيممادته‬
‫فيقال له أخلف أو خلف الله عليك ول نقص عددك أي لتكثر الجزية‬
‫بهم للمسلمين في الدنيا والفداء لهم بهممم فممي الخممرة فليممس فيممه‬
‫دعاء بدوام كفر بل قال شارح ل يحتاج لهذا التأويل أصل أي لنممه ل‬
‫يلزم من كثرة العدد كونه بوصف الكفر >ص‪ <179 :‬وظاهر أنه ل‬
‫تسن تعزية مسلم بمرتد أو حربي بخلف نحو محارب وزان محصن‬
‫وتارك صلة وإن قتل حدا )ويجوز البكاء( هو بالقصمر المدمع وبالمممد‬
‫رفع الصوت )عليه( أي الميت )قبممل الممموت( إجماعمما )وبعممده( لممما‬
‫صح }أنه صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه وهو جممالس علممى قممبر‬
‫بنته وزار قبر أمه فبكى وأبكى مممن حمموله{ نعممم هممو اختيممار لخلف‬
‫الولى بل مكروه كما في الذكار عممن الشممافعي والصممحاب للخممبر‬
‫الصحيح }فإذا وجبت فل تبكين باكية قالوا وممما الوجمموب يمما رسممول‬
‫الله قال الممموت{ وحكمتمه أنمه أسممف علممى ممما فممات وقضممية كلم‬
‫الروضة وندبه قبل الموت وبه صرح القاضممي قممال إظهممارا لكراهممة‬
‫فراقه وعدم الرغبة في ماله وقضيته اختصاصه بالوارث قال شارح‬
‫والولى أن ل يكون بحضرة المحتضر )ويحرم النممدب بتعديممد( البمماء‬
‫زائدة إذ حقيقة الندب تعداد )شمائله( نحو واكهفاه واجبله لما فممي‬
‫الخمبر الحسمن }أن ممن يقمال فيمه ذلمك يوكمل بمه ملكمان يلهزانمه‬
‫ويقولن له أهكذا كنممت{ واللهممز الممدفع فممي الصممدر باليممد مقبوضممة‬
‫واشترط في المجموع للتحريم اقتران التعداد بالبكاء وغيره اقترانه‬
‫بنحو واكذا وإل دخل الممادح والممؤرخ وممع ذلمك المحمرم النمدب ل‬
‫البكاء لن اقتران المحرم بجائز ل يصيره حراممما خلفمما لجمممع ومممن‬
‫ثم رد أبو زرعة قول من قال يحرم البكاء عند ندب أو نياحة أو شق‬
‫جيب أو نشممر شممعر أو ضممرب خممد بممأن البكمماء جممائز مطلقمما >ص‪:‬‬
‫‪ <180‬وهذه المممور محرمممة مطلقمما وسمميأتي فممي الشممهادات فممي‬
‫اجتماع آلة محرمة وآلة مباحة ما يؤيد ذلممك )و( يحممرم )النمموح( ولممو‬
‫من غير بكاء وهو رفممع الصمموت بالنممدب لممما صممح فممي النائحممة مممن‬
‫التغليظات الشديدة ومن ثم كان كبيرة كالذي بعده‬
‫)و( يحرم )الجزع بضرب صدره ونحوه( كشق ثوب ونشممر أو قطممع‬
‫شعر وتغيير لباس أو زي أو ترك لبممس معتمماد كمما قمماله ابممن دقيممق‬
‫العيد وغيره ول تغممتر بجهلممة المتفقهممة الممذين يفعلممونه قممال المممام‬
‫ويحرم الفمراط فمي رفمع الصموت بالبكماء ونقلمه فمي الذكمار عمن‬
‫الصحاب‬
‫)فرع( ل يعذب ميت بشيء مممن ذلممك وممما ورد مممن تعممذيبه بممه‬
‫محمول عند الجمهور على من أوصى به وقيل يعذب ما لم ينه عنممه‬
‫لن سكوته يشعر برضاه فيتأكد نهي الهل عن ذلك خروجا من هذا‬
‫الخلف فإن في أحاديث صممحيحة ممما يشممهد لممه بممل للطلق )قلممت‬
‫هذه مسائل منثورة( أي مبددة بعضها من الفصل الول وبعضها من‬
‫الفصل الثاني وهكذا )يبادر( بفتح الممدال نممدبا )بقضمماء ديممن الميممت(‬
‫عقب موته إن أمكن مسارعة لفممك نفسممه عممن حبسممها بممدينها عممن‬
‫مقامها الكريم كما صح عنه صلى الله عليممه وسمملم وإن قممال جمممع‬
‫محله >ص‪ <181 :‬فيمن لم يخلف وفاء أو فيمن عصى بالستدانة‬
‫فإن لم يكن بالتركة جنس الدين أي أو كان ولم يسهل القضاء منممه‬
‫فورا فيما يظهر سأل ندبا الولي غرماءه أن يحتالوا بمه عليمه وحينئذ‬
‫فتبرأ ذمته بمجرد رضاهم بمصيره في ذمممة الممولي وإن لممم يحللمموه‬
‫كما يصرح به كلم الشممافعي والصممحاب بممل صممرح بممه كممثير منهممم‬
‫وذلك للحاجة والمصلحة وإن كان ذلك ليس على قاعدة الحوالة ول‬
‫الضمان قاله في المجموع قال الزركشي وغيره أخذا مممن الحممديث‬
‫الصحيح }أنه صلى الله عليه وسلم امتنممع مممن الصمملة علممى مممدين‬
‫حتى قال أبو قتادة علي دينه{ وفي رواية صحيحة }أنممه لممما ضمممن‬
‫الدينارين اللذين عليه جعل صلى الله عليه وسلم يقممول هممما عليممك‬
‫والميت منهما بريء قال نعم فصلى عليه{ أن الجنبي كالولي فممي‬
‫ذلك وأنه ل فرق في ذلك بين أن يخلف الميت تركة وأن ل وينبغممي‬
‫لمن فعل ذلك أن يسأل الممدائن تحليممل الميممت تحليل صممحيحا ليممبرأ‬
‫بيقين وليخرج مممن خلف مممن زعممم أن المشممهور أن ذلممك التحمممل‬
‫والضمان ل يصح قال جمع وصورة ما قاله الشافعي والصحاب من‬
‫الحوالة أن يقول للدائن أسممقط حقممك عنممه أو أبممرئه وعلممي عوضممه‬
‫فإذا فعل ذلك برئ الميت ولزم الملممتزم ممما الممتزمه لنممه اسممتدعاء‬
‫مال لغرض صحيح ا ه وقولهم أن يقول إلى آخره مجرد تصوير لممما‬
‫مر عن المجموع أن مجرد تراضيهما بمصير الدين فممي ذمممة الممولي‬
‫يبرئ الميت فيلزمه وفاؤه من ماله وإن تلفت التركة وبحث بعضهم‬
‫أن تعلقه بها ل ينقطع بمجرد ذلك بل يدوم رهنها بالدين إلى الوفمماء‬
‫لن في ذلك مصلحة للميت أيضا ونوزع فيه ويجاب بأن احتمممال أن‬
‫ل يؤدي الولي يساعده ول ينافيه ما مر من البراءة بمجممرد التحمممل‬
‫لن ذلك قطعيا بل ظنيا فاقتضت مصلحة الميت والحتياط لممه بقمماء‬
‫الحجر في التركة حتى يؤدي ذلك الدين )و( تنفيذ )وصيته( استجلبا‬
‫للبر والدعاء له وبحث الذرعي وجوب المبادرة عند التمكن وطلممب‬
‫المستحق ونحممو ذلممك وكممذا فممي وصممية نحممو الفقممراء أو إذا أوصممى‬
‫بتعجيلها )ويكره تمني الموت لضر نزل به( أي ببممدنه >ص‪<182 :‬‬
‫أو ماله للنهي الصحيح عنه )ل لفتنممة ديممن( أي خوفهمما فل يكممره بممل‬
‫يسن كما أفتى به المصنف اتباعا لكثير وبحث الذرعي نممدب تمنيممه‬
‫بالشهادة في سبيل الله كما صح عممن عمممر وغيممره وفممي المجممموع‬
‫يسن تمنيه ببلد شريف أي مكة أو المدينة أو بيت المقدس وينبغممي‬
‫أن يلحق بها محال الصالحين وبحث أن الدفن بالمدينة أفضممل منممه‬
‫بمكة لعظم ما جاء فيه بها وكلم الئمة يرده‪.‬‬
‫)تنبيه( تنافى مفهوما كلمه في مجرد تمنيه والممذي يتجممه أنممه ل‬
‫كراهة لن علتها أنه مممع الضممر يشممعر بممالتبرم بالقضمماء بخلفممه مممع‬
‫عدمه بل هو حينئذ دليل على الرضا لن من شممأن النفمموس النفممرة‬
‫عن الموت فتمنيه ل لضر دليل على محبة الخرة بممل حممديث }مممن‬
‫أحب لقاء الله أحب الله لقاءه{ يدل على نممدب تمنيممه محبممة للقمماء‬
‫الله كهو ببلممد شممريف بممل أولممى )ويسممن التممداوي( للخممبر الصممحيح‬
‫}تداووا فإن الله لم يضممع داء إل وضممع لممه دواء غيممر الهممرم{ وفممي‬
‫رواية صحيحة }ما أنزل الله داء إل أنزل له شفاء{ فإن تركه تمموكل‬
‫فهو فضيلة قاله المصنف واستحسن الذرعي تفضيل غيره بيممن أن‬
‫يقوي توكله فتركه أولى وإن ل ففعله أولى ثم اعترضممه بممأنه صمملى‬
‫الله عليه وسلم سيد المتوكلين وقد فعله ويجمماب بممأنه تشممريع منممه‬
‫صلى الله عليممه وسمملم ثممم رأيممت بعضممهم أجمماب بممه ونقممل عيمماض‬
‫الجماع على عدم وجوبه واعترض بأن لنا وجها بوجوبه إذا كممان بممه‬
‫جرح يخاف منه التلف >ص‪ <183 :‬وفارق وجوب نحممو إسمماغة ممما‬
‫غص به بخمر وربط محل الفصممد لممتيقن نفعمه )ويكممره إكراهمه( أي‬
‫المريض )عليه( أي التداوي وتناول الممدواء لنممه يشمموش عليممه قممال‬
‫شارح وكذا على تناول طعام للنهممي الصممحيح }ل تكرهمموا مرضمماكم‬
‫على الطعام والشراب فإن الله يطعمهممم ويسممقيهم{ واعتمممد فممي‬
‫ذلك على تحسين الترمذي له وليس كما قال فقممد ضممعفه الممبيهقي‬
‫وغيره كما في المجموع )ويجوز لهممل الميممت ونحمموهم( كأصممدقائه‬
‫)تقبيل وجهه( لما صح }أنه صلى الله عليه وسلم قبل وجممه عثمممان‬
‫بن مظعون رضي الله عنه بعد موته{ ومن ثم قممال فممي البحممر إنممه‬
‫سنة وقيده السبكي بنحو أهله والوجه حمله على صالح فيسن لكل‬
‫أحد تقبيله تبركا به وعلى ما في المتن فالتقبيل لغير من ذكر خلف‬
‫الولى حمل للجواز فيه على مستوى الطرفين كممما هممو ظمماهر )ول‬
‫بأس بالعلم بممموته( بممل ينممدب كمما فممي المجممموع بالنممداء ونحمموه‬
‫)للصلة( عليه )وغيرها( كالدعاء والترحم لنه صلى الله عليه وسلم‬
‫}نعى النجاشي يوم موته{ )بخلف نعي الجاهلية( وهو النداء بممذكر‬
‫مفاخره فيكره للنهي الصحيح عنه ويكره ترثيته بذكر محاسممنه فممي‬
‫نظم أو نثر للنهي عنها ومحلها حيث لم يوجد معهمما النممدب السممابق‬
‫وإل حرمت وحيممث حملمت علمى تجديممد حممزن أو أشمعرت بتممبرم أو‬
‫فعلت في مجامع قصدت لهمما وإل بممأن كممانت بحممق فممي نحممو عممالم‬
‫وخلت عن ذلك كله فهمي بالطاعمات أشمبه )ول ينظمر الغاسممل( ول‬
‫يمس من غير خرقة شيئا )من بدنه( فيكره ذلك كممما فممي الروضممة‬
‫وغيرها لنه قد يكون بممه ممما يكممره اطلع أحممد عليممه وربممما رأى ممما‬
‫يسيء ظنه به وصحح في المجممموع أنممه خلف الولممى ويؤيممد الول‬
‫الخلف في حرمته )إل بقدر الحاجة( كمعرفة المغسممول مممن غيممره‬
‫فل كراهة ول خلف الولى لعذره >ص‪ <184 :‬ومحممل جممواز ذلممك‬
‫إن مس أو نظممر )مممن غيممر العممورة( وإل حممرم اتفاقمما إل نظممر أحممد‬
‫الزوجين أو السيد بل شهوة وإل الصغير لما يأتي في النكمماح ونظممر‬
‫المعين لغيرهمما مكممروه إل لضممرورة ويسممن تغطيممة وجهممه مممن أول‬
‫غسله إلى آخره ويحرم كبه عليه كما مر )ومن تعممذر غسممله( لفقممد‬
‫ماء أو لنحو حرق أو لدغ ولو غسل تهرى أو خيف على الغاسل ولم‬
‫يمكنه التحفممظ )يمممم( وجوبمما كممالحي وليحممافظ علممى جثتممه لتممدفن‬
‫بحالها وليس من ذلك خشية تسار الفساد إليه لقروح فيه لنه صائر‬
‫للبلممى ومممر حكممم ممما لممو وجممد الممماء بعممد تيممممه )ويغسممل الجنممب‬
‫والحائض( ومثلهما النفساء )الميت بل كراهة( لنهما طمماهران وفيممه‬
‫تضعيف لما قمماله المحمماملي مممن حرمممة حضممورهما عنممد المحتضممر‬
‫ووجه بمنعهما لملئكة الرحمة لما في الخبر الصممحيح }أن الملئكممة‬
‫ل تدخل بيتا فيه جنب{ إذ لو نظر لذلك لحرم تغسيلهما له أيضمما ول‬
‫قائل به وتوهم فرق بين المحتضر والميت ل يجدي لحتياج كل إلممى‬
‫حضور ملئكة الرحمة )وإذا ماتا غسل غسل فقط( للممموت لنقطمماع‬
‫ما عليهما به )وليكن الغاسل أمينا( وكذا معينه ندبا فيهما لن غيممره‬
‫ل يوثمق بمه فمي التيمان بمما طلمب منمه نعمم يجمزئ غسمل فاسمق‬
‫كالكافر وأولى ومع ذلممك يحممرم علممى المممام تفممويض غسممل ممموتى‬
‫المسلمين إليه نظير ما مر في أذانه وكذا لمن لم يعلم ما ل بد منه‬
‫فيه ويعلم مما مر فممي الجتهمماد أنممه يكفممي قممول الفاسممق والكممافر‬
‫غسلته ل غسل )فممإن رأى( الغاسممل أو معينممه )خيممرا( كطيممب ريممح‬
‫واستنارة وجه )ذكره( ندبا لنه أدعى لكثرة المصلين عليه والداعين‬
‫له )أو( رأى )غيره( كسواد وجه )حممرم ذكممره( لنممه غيبممة وقممد صممح‬
‫المر بالكف عن ذكر مسمماوئ الممموتى )إل لمصمملحة( فيهممما فيسممر‬
‫الخير >ص‪ <185 :‬في نحو متجمماهر بفسممق أو بدعممة لئل يغممتر بممه‬
‫ويظهر الشر فيه لينزجر عن طريقته غيره بممل بحممث وجمموب الكتممم‬
‫في الول وهمو متجمه إن ترتمب عليمه ضمرر )ولمو تنمازع أخموان( أو‬
‫غيرهما من كل اثنين استويا قربمما أو نحمموه ول مرجممح )أو زوجتممان(‬
‫ول مرجح أيضا )أقرع( بينهممما فممي الغسممل والصمملة والممدفن قطعمما‬
‫للنزاع وقضيته وجوب القراع على نحو قمماض رفممع إليممه ذلممك وهممو‬
‫متجه )والكافر أحق بقريبه الكافر( في تجهيممزه لنممه وليممه )ويكممره(‬
‫على المذهب نقل ل وصية كما مر آخر اللبمماس )الكفممن المعصممفر(‬
‫للرجل وغيره ويكره المزعفممر للمممرأة ويحممرم المزعفممر كلممه وكممذا‬
‫أكثره لمن يحرم عليه الحرير قياسا عليه واعتمد ابن الرفعة وغيره‬
‫قول القاضي أبي الطيممب ل تكممره الحممبرة وهممي بكسممر ففتممح نمموع‬
‫مخطط من ثياب القطن ومحله إن لم يكن يقصد للزينممة أخممذا مممن‬
‫قول شرح مسلم واعتمده الذرعي يكره المصبوغ ونحوه من ثيمماب‬
‫الزينة ا ه وظاهره أو صريحه أنه ل فرق بين المصمبوغ قبمل النسمج‬
‫وبعده وهو ظاهر وقممول القاضممي يحممرم الثمماني ضممعيف وإن صمموبه‬
‫الزركشي وقد قال القاضي وغيره يحرم على الحي لبس الثاني إن‬
‫صبغ للزينة وهو ضعيف أيضا كما بينته بما فيه في شرح العباب )و(‬
‫يكره حيث ل دين عليه مستغرق ول في ورثته غائب أو محجممور وإل‬
‫حرمت )المغالة فيه( بارتفاع ثمنه عما يليق به للنهي الصحيح عنممه‬
‫رواه أبو داود أما تحسينه ببياضه ونظممافته وسممبوغه وكثممافته فسممنة‬
‫لخبر مسلم }إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه{ وروى ابن عممدي‬
‫خبر }حسنوا أكفان موتاكم فممإنهم يممتزاورون فممي قبممورهم{ وقيممل‬
‫المراد بتحسينها كونهمما مممن حممل )والمغسممول( اللممبيس )أولممى مممن‬
‫الجديد( لنه للصديد والحي أحق بالجديد كما قاله الصديق كرم الله‬
‫وجهه واعترض بأن المذهب نقل ودليل أولوية الجديد ومن ثممم كفممن‬
‫فيه صمملى اللممه عليممه وسمملم >ص‪ <186 :‬والظمماهر أنممه باتفمماقهم‬
‫وظاهر كلمهم إجزاء اللبيس وإن لم تبق فيه قوة أصل ومر ما فيممه‬
‫)والصبي كبالغ في تكفينه بأثواب( والصممبية كبالغممة فممي ذلممك أيضمما‬
‫وقد مرا وأشار بممأثواب إلممى أنممه مثلممه عممددا ل صممفة لحممل الحريممر‬
‫للصبي دون البالغ )والحنوط( أي ذره السابق )مسممتحب( فل يتقيممد‬
‫بقدر ول يفعل إل برضا الغرماء لكن في المجموع عن الم أنممه مممن‬
‫رأس التركة ثم مممال مممن عليممه مممؤنته وأنممه ليممس لغريممم ول وارث‬
‫منعه وجزم به في النوار وظاهر ذلك أنه مفممرع حممتى علممى النممدب‬
‫ويوجه بتقدير تسليمه بأنه يتسامح به غالبا مع مزيممد المصمملحة فيممه‬
‫للميت ول ينافيه قول الم بعد ذلك بسطرين ولو لم يكن حنوط ول‬
‫كافور في شيء مممن ذلممك رجمموت أن يجممزئ لن هممذا فممي الجممزاء‬
‫المنافي للوجوب والول في أنه مممع نممدبه ل يفتقممر لرضمما وارث ول‬
‫غريم ول يجزئ خلف الحنوط في الكافور عند جمع ول فممي العنممبر‬
‫والمسك عند الكل وأفتى ابن الصلح بأن ناظر بيممت المممال ووقممف‬
‫الكفان ل يعطى قطنمما ول حنوطمما أي إل إن اطممرد ذلممك فممي زمممن‬
‫الواقف وعلم به لنه حينئذ كشرطه كما يأتي )وقيل واجب( فيكممون‬
‫من رأس المال ثم على من عليه مؤنته ويتقيممد بممما يليممق بممه عرفمما‬
‫للجماع الفعلي عليه ويرد بأن هذا ل يستلزم الوجوب ول يلزم مممن‬
‫وجوب الكسوة وجوب الطيب كما في المفلس )ول يحمل الجنممازة‬
‫إل الرجال وإن كانت( خنثى أو )أنممثى( لضممعف النسمماء عنممه فيكممره‬
‫لهن كالخناثى ويحمل على سرير أو لوح أو محمل وأي شيء حمممل‬
‫عليه أجممزأ قمماله فممي المجممموع )ويحممرم حملهمما علممى هيئة مزريممة(‬
‫كحملها في نحو قفة أو غرارة وكحمل كممبير علممى نحممو يممد أو كتممف‬
‫)وهيئة يخاف منها سقوطها( لنه تعريض لهانته ما لم يخش تغيممره‬
‫قبل تهيئة ذلمك فل بمأس بحملمه علمى اليمدي والرقماب كممذا قممالوه‬
‫ويتجه أن محله ما لم يغلب على الظن تغيره قبممل ذلممك وإل وجممب‬
‫حمله كذلك ول بأس في الطفل بحمله على اليدي مطلقا )وينممدب‬
‫للمرأة ما يسترها كتابوت( يعنممي قبممة مغطمماة ليصمماء أم المممؤمنين‬
‫زينب رضي الله عنها به وكانت قد رأته بالحبشة لممما همماجرت قممال‬
‫في المجممموع قيممل هممي أول مممن حملممت كممذلك وروى الممبيهقي أن‬
‫فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصممت أن يتخممذ لهمما‬
‫ذلك ففعلوه فإن صح هذا فهو قبممل زينممب بسممنين كممثيرة وزعممم أن‬
‫ذلك أول ما اتخذ في جنازة زينب بنته صلى الله عليه وسلم بممأمره‬
‫باطل ا ه ملخصا وبفرض صحة ذلك قد يقال هو ل ينافي ما قيل إن‬
‫أول من فعل به ذلك زينب لن المراد أول من فعل بممه ذلممك الممذي‬
‫رأته بالحبشة >ص‪ <187 :‬وفاطمة الظاهر أنها إنممما علمممت ذلممك‬
‫من زينب فاستحسنته وأمرت به )ول يكممره الركمموب فممي الرجمموع‬
‫منها( أي الجنازة }لفعله صلى اللممه عليممه وسمملم لممه{ رواه مسمملم‬
‫بخلفه في الذهاب لغيمر عمذر كمما ممر )ول بمأس باتبماع( بالتشمديد‬
‫)المسلم جنازة قريبه الكافر( فل كراهة فيممه خلفمما للرويمماني لخممبر‬
‫أبي داود وغيره بسند حسن ووقع في المجموع بإسناد ضعيف }أنه‬
‫صلى الله عليه وسلم أمر عليا كرم الله وجهه أن يواري أبا طالب{‬
‫قال السنوي ول دليل فيه لنه كان يلزمه تجهيزه كمؤنته في حيمماته‬
‫ويرد بأنه كان له أولد غيره وبفرضممه فل يلزمممه تممولي ذلممك بنفسممه‬
‫فكممان الممدليل فممي تمموليه لممه بنفسممه ويجمموز لممه زيممارة قممبره أيضمما‬
‫وكالقريب زوج ومالك قال شارح وجار واعترض بأن الوجممه تقييممده‬
‫برجاء إسلم أي لنحو قريبه أو خشية فتنة وأفهم المتن حرمة اتبمماع‬
‫المسلم جنازة كافر غيممر نحممو قريممب وبممه صممرح الشاشممي )ويكممره‬
‫اللغط( وهو رفع الصموت ولمو بالمذكر والقمراءة )فمي( المشمي ممع‬
‫)الجنازة( لن الصحابة رضي الله عنهم كرهمموه حينئذ رواه الممبيهقي‬
‫وكره الحسن وغيره استغفروا لخيكم ومن ثم قال ابن عمر لقممائله‬
‫ل غفر الله لك بل يسكت متفكرا في الموت وممما يتعلممق بممه وفنمماء‬
‫الدنيا ذاكمرا بلسممانه سممرا >ص‪ <188 :‬ل جهمرا لنمه بدعممة قبيحممة‬
‫)وإتباعها( بإسكان التاء )بنار( بمجمرة أو غيرها إجماعا لنممه تفمماؤل‬
‫قبيح ومن ثم قيل بحرمته وكذا عند القبر نعم الوقود عندها المحتاج‬
‫إليه ل بأس به كما هو ظاهر ويؤيده ما مر من التجمير عند الغسممل‬
‫)ولممو اختلممط( مممن يصمملى عليممه بمممن ل يصمملى عليممه كممأن اشممتبه‬
‫)مسلمون( أو مسلم )بكفار( أو شهيد أو سقط لم تظهر فيه أمممارة‬
‫حياة بغيره وتعذر تمييز بعضممهم مممن بعممض )وجممب غسممل الجميممع(‬
‫وتكفينهم ودفنهم من بيت المال فالغنياء حيممث ل تركممة وإل أخممرج‬
‫من تركة كل تجهيز واحد بالقرعة فيما يظهر ويغتفر كما أشممار إليممه‬
‫بعضممهم تفمماوت مممؤن تجهيزهممم للضممرورة )والصمملة( عليهممم إذ ل‬
‫يتحقق التيان بالواجب إل بذلك وقول السنوي هذا تردد بين واجب‬
‫وحرام فليقدم الحرام على القاعدة يرد بأنه ل يكممون حراممما إل مممع‬
‫العلم بعينه وأما مع الجهل فل على أن ذلك ل يرد في الصمملة أصممل‬
‫لنه يخصها بالمسلم وغير نحو الشهيد في نيته ول في غسل الكافر‬
‫لباحته ثم رأيت شيخنا أشار لذلك )فإن شمماء صمملى علممى الجميممع(‬
‫صمملة واحممدة )بقصممد المسمملم( وغيممر نحممو الشممهيد )وهممو الفضممل‬
‫والمنصوص( وليس هنا صلة على كافر حقيقة والنية جازمممة >ص‪:‬‬
‫‪ <189‬ويقول هنا في الولى اغفممر للمسمملم منهممم )أو علممى واحممد‬
‫فواحد ناويا الصلة عليه إن كان مسلما( أو غيممر نحممو شممهيد ويعممذر‬
‫في تردد النية للضممرورة واعممترض بممأنه ل ضممرورة لمكممان الكيفيممة‬
‫الولى ويجاب بأنها قد تشق بتممأخيره مممن غسممل إلممى فممراغ غسممل‬
‫الباقين بل قد يتعين إن أدى التأخير إلى تغير وكذا تتعين الولممى لممو‬
‫تم غسل الجميع وكان الفراد يؤدي إلى تغير المتأخر )ويقممول( فممي‬
‫الكيفية الولى اللهم اغفممر للمسمملمين منهممم كممما مممر وفممي الثانيممة‬
‫)اللهم اغفر له إن كان مسلما( ول يقممول فممي اختلط نحممو الشممهيد‬
‫بغيره اللهم اغفر لممه إن كممان غيممر شممهيد بممل يطلممق ويممدفنون فممي‬
‫الولى بين مقابرنا ومقابر الكفار )ويشترط( اتفاقمما )لصمحة الصمملة‬
‫تقدم غسله( أو تيممه بشرطه لنممه المنقممول وتنممزيل للصمملة عليممه‬
‫منزلة صلته ومن ثم اشترط طهارة كفنمه أيضما إلمى فمراغ الصملة‬
‫عليه )وتكره قبل تكفينه( واستشكل الفرق مع أن كل من المعنييممن‬
‫موجود فيه وقد يجاب بأنه أخف بدليل النبش للغسل دونه وأن مممن‬
‫صلى بل طهر يعيد وعاريا ل يعيد ثم رأيت شيخنا أجماب بمذلك )فلمو‬
‫مات بهدم ونحوه( كوقوعه في عميق أو بحر )و( قد )تعذر إخراجه(‬
‫منممه )وغسممله وتيممممه لممم يصممل عليممه( لفمموات الشممرط واعترضممه‬
‫الذرعي وغيره وأطالوا بما منه بل أمتنه أن الشرط إنما يعتبر عنممد‬
‫القدرة لصحة صلة فاقد الطهورين بل وجوبها ويرد بممأن ذلممك إنممما‬
‫هو لحرمة الوقت الذي حد الشارع طرفيه ول كذلك هنا )ويشممترط(‬
‫لصحة الصمملة )أن ل يتقممدم علممى الجنممازة الحاضممرة >ص‪<190 :‬‬
‫ول( على )القبر على المذهب فيهممما( اتباعمما للوليممن وكالمممام أممما‬
‫الغائبة فل يؤثر فيهمما كونهمما وراء المصمملي كممما مممر )وتجمموز الصمملة‬
‫عليه( بل تسن )في المسجد( لخممبر مسمملم }أنممه صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم صلى على ابنممي بيضمماء{ أي هممو لقممب أمهممما ومعنمماه كفلن‬
‫أبيض نقاء العرض من الدنس والعيممب سممهيل وأخيممه فممي المسممجد‬
‫وزعم أنهما كانا خارجه ل يلتفممت إليممه لنممه خلف الظمماهر المتبممادر‬
‫ولما تقرر في الصول أن الظرف بعد فمماعله ومفعمموله فممي الفعممل‬
‫الحسي كالصمملة هنمما يكممون لهممما بخلفممه بعممد غيممر الحسممي يكممون‬
‫للفاعل فقط‪ .‬ومن ثم قال أصحابنا في إن قتلت زيدا في المسممجد‬
‫فممأنت طممالق ل بممد مممن وجودهممما فيممه بخلفممه فممي إن قممذفته فيممه‬
‫يشترط وجود القاذف فقط فيه هذا حاصل ما ذكره الزركشممي فممي‬
‫بحره وقال إنه نفيس بعد قمموله مفهمموم ظممرف المكممان حجممة عنممد‬
‫الشافعي وقوله مقتضى كلم النحمماة أنممه ل يشممترط وجممود الفاعممل‬
‫والمفعول في الظرف ا ه ولك أن تقول ممما قمماله فممي القاعممدة لممه‬
‫وجه وجيه لن الظرف المكاني من الحسيات فإذا جعل ظرفا لفعل‬
‫حسي متعد لزم كون الفاعل والمفعول فيممه لن الفعمل الممذكور ل‬
‫يتحقق إل بوجودهما بخلف الفعل المعنوي فإنه أجنبي عن الظممرف‬
‫الحسي فاكتفى بما هو لزم له بكل تقدير وهو الفاعل فقممط‪ .‬وأممما‬
‫ما قاله عن الصحاب فهو ل يتمشى على مرجح الشيخين وغيرهممما‬
‫أنه في القتل يشترط وجممود المقتممول فيممه ل القاتممل وفممي القممذف‬
‫بعكسه ووجهوه بأن ذكر المسجد قرينة علممى أن القصممد بممه الزجممر‬
‫عن انتهاك حرمته وانتهاكها يحصممل بوجممود المقتممول فيممه لسممتلزام‬
‫وقوع معصية القتل فيه وبوجود القاذف لن القذف يحصل مع غيبممة‬
‫المقذوف فإن قلت هل لما ذكممره وجممه قلممت يمكممن أن يمموجه بممأن‬
‫القتل لما استلزم غالبا وجود أثر حسممي حممال صممدوره مممن الفاعممل‬
‫وحممال وصمموله للمفعممول نممزل منزلممة الحسممي فممي أنممه ل بممد مممن‬
‫وجودهما فيممه بخلف القممذف فممإنه ل يسممتلزم ذلممك لممما تقممرر مممن‬
‫صدقه مع غيبة المقذوف فاشترط كون الفاعل فيه فقط وخرج بما‬
‫تقرر أن ذكر المسجد قرينة إلى آخره ما لو أبدله بالدار كممأن قتلتممه‬
‫أو قذفته في الدار ول نية له‪ .‬ومقتضى القاعدة بناء على أن القتل‬
‫منزل منزلة الحسي أنه يشترط فيه وجودهممما فيهممما وفممي القممذف‬
‫وجود القاذف فقط لكن المبحوث في هذه أنه ل بممد مممن وجودهممما‬
‫فيها في الصورتين ويوجه بممأن هممذه القاعممدة لممما لممم تطممرد وجممب‬
‫تخريجه على القاعدة المطردة وهي أن القيد المتأخر يرجممع لجميممع‬
‫ما قبله فتأمل ذلك كله فإنه مهم وخبر }من صلى على جنممازة فممي‬
‫المسممجد فل شمميء لممه{ ضممعيف والروايممة المشممهورة }فل شمميء‬
‫عليه{ وقد صلى عمر والصحابة على أبي بكر رضي الله عنهم فيممه‬
‫وأوصى عمر بالصلة عليه فيه فنفذها الصحابة وكل من هممذين فممي‬
‫معنى الجماع نعم إن خيف تلويث المسجد منه حرم )ويسن( حيث‬
‫كانوا ستة فأكثر )جعل صفوفهم ثلثة فممأكثر( للخممبر الصممحيح }مممن‬
‫صلى >ص‪ <191 :‬عليه ثلثة صفوف فقد أوجب أي غفر له{ كممما‬
‫في رواية والمقصود منع النقص عن الثلثة ل الزيادة عليها ومن ثممم‬
‫قممال فممأكثر وفممي مسمملم }ممما مممن مسمملم يصمملي عليممه أمممة مممن‬
‫المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إل شفعوا فيه{ وفيه أيضا‬
‫مثل ذلك في الربعين وبحث الزركشي وفاقا لبعضهم أن الصممفوف‬
‫الثلثة في مرتبة واحدة في الفضيلة وهو ظاهر إل في حق من جاء‬
‫وقد اصطف الثلثة فالفضل له كما هو ظاهر أن يتحممرى الول لنمما‬
‫إنما سوينا بين الثلثة لئل يتركوها بتقديم كلهم للول وهذا منتف هنا‬
‫ولو لم يحضر إل ستة بالمام وقف واحممد معممه واثنممان صممفا واثنممان‬
‫صفا‬
‫)وإذا صلى عليه فحضر من لم يصل صلى( ندبا لنه صلى الله عليه‬
‫وسلم }صلى على قبور جماعة ومعلوم أنهم إنما دفنوا بعد الصمملة‬
‫عليهم{ ومن هذا أخذ جمع أنه يسن تأخيرها عليممه إلممى بعممد الممدفن‬
‫وتقع فرضا فينممويه ويثمماب ثمموابه وإن سممقط الحممرج بممالولين لبقمماء‬
‫الخطاب به ندبا وقد يكون ابتداء الشيء سنة وإذا وقممع وقممع واجبمما‬
‫كحج فرقة تأخروا عمن وقع بإحرامهم الحيمماء التممي )ومممن صمملى(‬
‫ندب لممه أنممه )ل يعيممد علممى الصممحيح( وإن صمملى منفممردا لن صمملة‬
‫الجنازة >ص‪ <192 :‬ل ينتفل بها ومر في التيمم حكم ممما إذا وجممد‬
‫الماء بعدها مع حكم صلة نحو فاقد الطهورين وإذا أعاد وقعممت لممه‬
‫نفل فيجوز له الخروج منها )ول تمؤخر( أي ل ينمدب التمأخير )لزيمادة‬
‫مصلين( أي كثرتهم وإن نازع فيه السبكي واختمماره وتبعممه الذرعممي‬
‫والزركشي وغيرهما أنه إذا لم يخممش تغيممره ينبغممي انتظممار مممائة أو‬
‫أربعين رجي حضورهم قريبا للحديث أو لجماعة آخريممن لممم يلحقمموا‬
‫وذلك للمر السابق بالسراع بها نعممم تممؤخر لحضممور الممولي إن لممم‬
‫يخش تغير وعبر في الروضة بل بأس بذلك وقضمميته أن التممأخير لممه‬
‫ليس بواجب وينبغممي بنمماؤه علممى ممما مممر أول فممرع الجديممد )وقاتممل‬
‫نفسه كغيره في الغسل والصمملة( وغيرهممما لخممبر }الصمملة واجبممة‬
‫على كل مسلم ومسلمة برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبممائر{ وهممو‬
‫مرسل اعتضد بقول أكثر أهل العلم وخممبر مسملم }أنمه صملى اللمه‬
‫عليه وسلم لم يصل على الذي قتل نفسه{ أجمماب عنممه ابممن حبممان‬
‫بأنه منسوخ والجمهور بأنه للزجر عن مثل فعلممه )ولممو نمموى المممام‬
‫صلة غائب والمممأموم صمملة حاضممر أو عكممس جمماز( كممما لممو صمملى‬
‫الظهر خلف من يصلي العصر وبه >ص‪ <193 :‬علم بالولى جممواز‬
‫اختلفهما في حاضرين أو غائبين )والدفن بممالمقبرة أفضممل( لكممثرة‬
‫الدعاء له بتكرير الزائرين والمارين ودفنممه صمملى اللممه عليممه وسمملم‬
‫بحجرة عائشة لن من خواص النبيمماء أنهممم يممدفنون حيممث يموتممون‬
‫وإفتاء القفال بكراهة الدفن بالبيت ضعيف وبحث الذرعي ندب غير‬
‫المقبرة لنحو شبهة بأرضها أو ملوحممة أو نممداوة أو لنحممو مبتدعممة أو‬
‫فسقة فسقا ظاهرا بها ونممدب دفممن الشممهيد بمحلممه أي ولممو بقممرب‬
‫مكة ونحوها مما يأتي لن }قتلى أحد نقلوا للمدينة فأمر صلى اللممه‬
‫عليه وسلم بردهم لمضاجعهم فردوا إليها{ صححه الترمذي ويحممرم‬
‫نقله للمقبرة إن أدى لنفجاره بل يظهر أنه لو خشممي انفجمماره مممن‬
‫حمله عن محل موته وجب دفنه به إن أمكن ولو ملكه‬
‫)ويكره المبيت بها( لغير عذر كما هو ظمماهر لممما فيممه مممن الوحشممة‬
‫نعم لو قيل بندبه حيث تيقن انتفاء الوحشة وحمله ذلممك علممى دوام‬
‫تذكر الموت والبلى المستلزم للعراض عما سمموى اللممه تعممالى لممم‬
‫يبعد أخذا من الخبر التي أنهمما تممذكر الخممرة >ص‪) <194 :‬وينممدب‬
‫ستر القبر بثمموب( مثل عنممد إدخممال الميممت فيممه )وإن كممان( الميممت‬
‫)رجل( لئل ينكشف ومن ثم كممان لخنممثى وامممرأة آكممد احتياطمما )وأن‬
‫يقول( الذي يدخله >ص‪) <194 :‬بسم الله( أي أدخلك )وعلى ملة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم( أي أدفنممك للتبمماع بسممند صممحيح‬
‫وفي رواية " سنة " بدل ملة وفممي أخممرى زيممادة بممالله )ول يفممرش‬
‫تحته شيء ول( يوضع تحت رأسممه )مخممدة( بكسممر الميممم أي يكممره‬
‫ذلك لما فيه من إضاعة الممال أي لكنممه لنمموع غممرض قممد يقصمد فل‬
‫تنافي بين العلممة والمعلممل لن محممل حرمممة إضمماعة المممال حيممث ل‬
‫غرض أصل قيل تعممبيره فيممه ركممة لن المخممدة غيممر مفروشممة فممإن‬
‫أخرجت من الفرش لم يبق لها عامل يرفعها ا ه وهو عجيممب وكممأن‬
‫قائله غفل عن قول الشاعر‪] :‬وزججممن الحممواجب والعيونمما[ عطممف‬
‫العيون لفظا على ما قبلمه المتعمذر إضممارا لعمامله المناسمب وهمو‬
‫كحلن فكذا هنا كما قممدرته )ويكممره دفنممه فممي تممابوت( إجماعمما لنممه‬
‫بدعة )إل( لعذر ككون الدفن )في أرض نديممة( بتخفيممف التحتيممة )أو‬
‫رخوة( بكسر أوله وفتحه أو بها سباع تحفممر أرضممها وإن أحكمممت أو‬
‫تهرى بحيث ل يضممبطه إل التممابوت أو كممان امممرأة ل محممرم لهمما فل‬
‫يكممره للمصمملحة بممل ل يبعممد وجمموبه فممي مسممألة السممباع إن غلممب‬
‫وجودها ومسألة التهري‪ ،‬وتنفذ وصيته من الثلث بمما نمدب فمإن لمم‬
‫يوص فمن رأس المال إن رضوا ول تنفممذ بممما كممره )ويجمموز الممدفن‬
‫ليل( بل كراهة خلفا للحسن وحده مع أنه استدل بخبر في مسلم ل‬
‫يدل له وذلك لما صح أنه صلى الله عليه وسلم فعله وكممذا الخلفمماء‬
‫الراشدون >ص‪) <195 :‬ووقت كراهة الصمملة( إجماعمما وكالصمملة‬
‫ذات السبب التي )إذا لم يتحره( لن سببه وهممو الممموت متقممدم أو‬
‫مقارن أما إذا تحراه في الوقت المكروه من حيث الزمن فل يجمموز‬
‫كما يأتي لخبر مسلم عممن عقبممة بممن عممامر رضممي اللممه عنممه }ثلث‬
‫ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليمه وسملم عممن الصمملة فيهمن‬
‫وأن نقبر فيهن موتانا وذكر وقت الستواء والطلوع والغروب{ قممال‬
‫في المجموع عقبه عن جمع أنهم أجابوا عنه بأن الجممماع دل علممى‬
‫ترك العمل بظاهره في الدفن وعن آخرين أنهم أجممابوا بممأن النهممي‬
‫إنما هو عن تحري هذه الوقات للدفن فهذا هو المكروه وهممو مممراد‬
‫الحديث قال وهذا أحسن من الول بخلفه من حيث الفعل وهممو ممما‬
‫بعد صلة الصبح إلى الطلموع والعصمر إلمى الغمروب فل يحمرم فيمه‬
‫وإن تحممرى كممما قمماله السممنوي وغيممره واسممتدلوا لممه بممالخبر وكلم‬
‫الصحاب لكن نوزع فيه بأن المعتمد أنه ل فرق وعليممه فليممس مممن‬
‫التحممري التممأخير بقصممد زيمادة المصملين كممما همو ظماهر خلفما لمما‬
‫يقتضيه كلم بعضهم لتعليلهم البطلن في التحري بأن فيممه مراغمممة‬
‫الشرع وهذا ل مراغمة فيه بوجه وإن لم يندب كما مر‪.‬‬
‫)تنبيه( ظاهر كلمهم بل صريحه أنه ل فرق فيما ذكروه هنا بين‬
‫حرم مكة وغيره ويشكل عليه ما مر من الفرق بينهممما فممي الصمملة‬
‫ومما يؤيد اتحاد المحلين المعتمد المذكور أنه ل فرق بيممن الوقممات‬
‫الزمانية والفعلية كهو ثممم وإن الصممحاب هنمما أطلقمموا الكراهممة عنممد‬
‫التحري واختلفوا ثم هل تكره أو تحرم والمعتمد الحرمة قممال جمممع‬
‫فقياسه الحرمة هنا فهذا القياس صريح في استثناء حممرم مكممة هنمما‬
‫وإن تحرى كهو ثم وافتراقهما ما مر عن السنوي وغيره مممن قصممر‬
‫التحريم عند التحري على الوقات الزمانية بخلفه ثم وما قالوه هنمما‬
‫أنه عند عدم التحري ل كراهة بخلفه ثم ولك أن تقول ممما هنمما مممن‬
‫حيز ذي السممبب المتقممدم أو المقممارن كممما تقممرر وممما هممو كممذلك ل‬
‫حرمة أو كراهة فيه ثم إل عنممد التحممري فكممذا هنمما فمممن ثممم انتفممى‬
‫النهي عند عدم التحري نظرا للسبب بقسميه هنمما وثمم وبهممذا يتجممه‬
‫ترجيح المعتمد المذكور أنه ل فرق بين الوقت الفعلي والزماني لن‬
‫المدار على التحري وهو عام في الوقتين ثم فكذا هنمما ويفممرق بيممن‬
‫اتحادهما في ذلك كله واختلفهمما فمي حممرم مكممة بممأن الصملة لممما‬
‫تميزت فيه عليها في غيره بالمضاعفة >ص‪ <196 :‬التيممة الممتي ل‬
‫توجد أصل في غيره ناسب أن يوسع فيه لمريممدها وإن تحراهمما فيممه‬
‫ولم يؤمر بتأخيرها إلى خارجه حيازة لتلك المضماعفة المتي ل توجمد‬
‫في غيرها وأيضمما فممالتحري المنتممج لمراغممة الشممرع ل يتصممور فمي‬
‫الصلة فيه مع قول الشارع صلى الله عليه وسلم }ل تمنعمموا أحممدا‬
‫طاف وصلى أية ساعة شمماء{ ول كممذلك الممدفن فممي المريممن فممإنه‬
‫ليس من شأن الميممت أن يخممرج بممه مممن الحممرم فل يخشممى فمموات‬
‫شيء وأيضا فتحري الدفن في هذا الوقت مع حصول المقصود منه‬
‫بتأخيره إلى خروج الوقت المكروه فيه مراغمة ظاهرة فتأمل ذلممك‬
‫فإنه مهم والحاصل أن مممن شممأن المصمملي كممونه تممارة فممي الحممرم‬
‫وتممارة خممارجه فوسممع لممه اغتنممام الحممرم ولممم يتصممور منممه مراغمممة‬
‫والدفن ليس من شأنه ذلك فتصورت المراغمة فيممه )وغيرهممما( أي‬
‫الليل ووقت الكراهة وهو ما بقي من النهار )أفضممل( للممدفن منهممما‬
‫أي فاضل عليهما لنه مندوب بخلفهما نعممم إن خشممي مممن التممأخير‬
‫إلى الوقت المندوب تغير حممرم أو زيممادة علممى السممراع المطلمموب‬
‫ندب تركه فيما يظهر )ويكممره تجصمميص القممبر( أي تبييضممه بممالجص‬
‫وهممو الجبممس وقيممل الجيممر والمممراد هنمما هممما أو أحممدهما ل تطيينممه‬
‫)والبناء( عليه في حريمه وخارجه نعم إن خشي نبش أو حفممر سممبع‬
‫أو هدم سيل لم يكره البناء والتجصيص بل قد يجبمان نظيمر ممما مممر‬
‫وسيعلم من هدم ما بالمسبلة حرمة البناء فيها إذ الصل أنه ل يهدم‬
‫إل ما حرم وضعه فل اعتراض عليه خلفا لمممن وهممم فيممه )والكتابممة‬
‫عليه( للنهي الصحيح >ص‪ <197 :‬عن الثلثممة سممواء كتابممة اسمممه‬
‫وغيره في لوح عند رأسه أو فممي غيممره نعممم بحممث الذرعممي حرمممة‬
‫كتابة القرآن لتعريضه للمتهان بالدوس والتنجيممس بصممديد الممموتى‬
‫عند تكرار الدفن ووقوع المطر وندب كتابة اسمه لمجممرد التعريممف‬
‫به على طول السنين ل سيما لقبور النبياء والصالحين لنممه طريممق‬
‫للعلم المستحب ولما روى الحاكم النهي قممال ليممس العمممل عليممه‬
‫فممإن أئمممة المسمملمين مممن المشممرق إلممى المغممرب مكتمموب علممى‬
‫قبورهم فهو عمل أخذ به الخلف عن السلف ويرد بمنع هذه الكليممة‬
‫وبفرضها فالبناء على قبورهم أكثر مممن الكتابممة عليهمما فممي المقممابر‬
‫المسبلة كممما هممو مشمماهد ل سمميما بممالحرمين ومصممر ونحوهمما وقممد‬
‫علموا بالنهي عنه فكذا هي فإن قلت هذا إجممماع فعلممي وهممو حجممة‬
‫كما صرحوا به قلت ممنوع بل هو أكممثري فقممط إذ لممم يحفممظ ذلممك‬
‫حتى عن العلممماء الممذين يممرون منعممه وبفممرض كممونه إجماعمما فعليمما‬
‫فمحل حجيته كما هو ظاهر إنما هو عند صمملح الزمنممة بحيممث ينفممذ‬
‫فيها المر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد تعطممل ذلممك مممن منممذ‬
‫أزمنة‬
‫)فرع( يسمن وضممع جريمدة خضممراء علممى القمبر للتبمماع وسمنده‬
‫صحيح ولنه يخفممف عنممه ببركممة تسممبيحها إذ هممو أكمممل مممن تسممبيح‬
‫اليابسة لما في تلك من نوع حياة وقيممس بهمما ممما اعتيممد مممن طممرح‬
‫الريحان ونحوه ويحرم أخذ ذلك كما بحث لما فيه مممن تفممويت حممق‬
‫الميت وظاهره أنه ل حرمة في أخذ يابس أعرض عنه لفمموات حممق‬
‫الميت بيبسه ولذا قيد وأندب الوضع بالخضرة وأعرضوا عن اليابس‬
‫بالكلية نظرا لتقييده صلى الله عليه وسلم التخفيف بالخضر بما لم‬
‫ييبس‪> .‬ص‪) <198 :‬ولو بنى( نفس القبر لغير حاجة مما مر كما‬
‫هو ظاهر أو نحو تحممويط أو قبممة عليممه خلفمما لمممن زعممم أن المممراد‬
‫الثاني وهل من البناء ما اعتيد من جعل أربعة أحجار مربعة محيطممة‬
‫بالقبر مع لصق رأس كل منها برأس الخر بجص محكم أو ل لنممه ل‬
‫يسمى بناء عرفا والذي يتجممه الول لن العلممة السممابقة مممن التأبيممد‬
‫موجودة هنا )في مقبرة مسبلة( وهي ما اعتاد أهل البلد الدفن فيها‬
‫عرف أصلها ومسبلها أم ل ومثلها بممالولى موقوفممة بممل هممذه أولممى‬
‫لحرمة البناء فيها قطعا قال السنوي واعترض بممأن الموقوفممة هممي‬
‫المسبلة وعكسه ويرد بأن تعريفها يدخل مواتمما اعتممادوا الممدفن فيممه‬
‫فهذا يسمى مسبل ل موقوفا فصح ما ذكمره )همدم( وجوبما لحرمتمه‬
‫كما فممي المجممموع لممما فيممه مممن التضممييق مممع أن البنمماء يتأبممد بعممد‬
‫انمحاق الميت فيحرم الناس تلك البقعة وقد أفتى جمع بهدم كل ما‬
‫بقرافة مصر من البنية حتى قبة إمامنما الشمافعي رضمي اللمه عنممه‬
‫التي بناها بغض الملوك وينبغي أن لكل أحد هدم ذلك ما لممم يخممش‬
‫منه مفسدة فيتعين الرفممع للمممام أخممذا مممن كلم ابممن الرفعممة فممي‬
‫الصلح ول يجوز زرع شيء من المسبلة وإن تيقن بلى من بهمما لنممه‬
‫ل يجوز النتفاع بها بغير الدفن فيقلع وقول المتولي يجوز بعد البلى‬
‫محمول على المملوكة )ويندب أن يرش القممبر بممماء( ممما لممم ينممزل‬
‫مطر يكفي للتباع >ص‪ <199 :‬وللمر به وحفظمما للممتراب وتفمماؤل‬
‫بتبريممد المضممجع ومممن ثممم نممدب كممون الممماء طهممورا وبمماردا ويكممره‬
‫بالنجس أو يحرم قاله الذرعي ويكره طليه بخلوق ورشه بممماء ورد‬
‫قال السنوي ولو قيل بالتحريم لم يبعد ويرد بأن فيممه غممرض طيبممه‬
‫وحسن ريحه ومن ثم اختار السممبكي أنممه إذا قصممد بيسمميره حضممور‬
‫الملئكة لكونها تحب الريممح الطيممب لممم يكممره )و( أن )يوضممع عليممه‬
‫حصى( صغار )و( أن )يوضع عند رأسه( ولو أنممثى )حجممر أو خشممبة(‬
‫للتباع رواه في الول الشافعي في قممبر إبراهيممم والثمماني أبممو داود‬
‫بسند جيد في قبر عثمان بن مظعون وفيه التعبير بصممخرة وقضمميته‬
‫ندب عظممم الحجممر ومثلممه نحمموه ووجهممه ظمماهر فممإن القصممد بممذلك‬
‫معرفممة قممبر الميمت علممى الممدوام ول يثبممت كمذلك إل العظيممم قيممل‬
‫وتوضع أخرى عند رجله وفيه نظر لنه خلف التباع )و( يندب )جمع‬
‫القارب( ونحوهم كالزوجة والمماليك والعتقاء بممل والصممدقاء فيممما‬
‫يظهر في موضع للتباع ولنممه أسممهل علممى الممزائر وأروح لرواحهممم‬
‫ويرتبون كترتيبهم السابق في القممبر فيممما يظهممر )و( تنممدب )زيممارة‬
‫القبور( التي للمسلمين )للرجال( إجماعمما وكممانت محظممورة لقممرب‬
‫عهدهم بجاهلية فربما حملتهم علممى ممما ل ينبغممي ثممم لممما اسممتقرت‬
‫المور نسخت وأمروا بها بقوله صلى الله عليه وسلم }كنت نهيتكم‬
‫عن زيارة القبور فزورها فإنها تذكر الخرة{ ثم مممن كممان تسممن لممه‬
‫زيارته حيا لنحو صداقة واضممح وغيممره يقصممد بزيممارته تممذكر الممموت‬
‫والترحم عليه وقول بعضهم تكرير الذهاب بعد الدفن للقراءة علممى‬
‫القبر ليس بسنة ممنوع إذ يسن >ص‪ <200 :‬كما نص عليه قراءة‬
‫ممما تيسممر علممى القممبر والممدعاء لممه فالبدعممة إنممما هممي فممي تلممك‬
‫الجتماعات الحادثة دون نفس القممراءة والممدعاء علممى أن مممن تلمك‬
‫الجتماعات ما هو من البدع الحسنة كما ل يخفى ويسن الوضوء لها‬
‫أما قبور الكفار فل تسن زيارتها بل قيل تحرم ويتعين ترجيحممه فممي‬
‫غير نحو قريب قياسا على ما مر في اتباع جنازته )وتكره( للخنمماثى‬
‫و )للنساء( مطلقا خشية الفتنة ورفممع أصممواتهن بالبكمماء نعممم تسممن‬
‫لهن زيارته صلى الله عليه وسلم >ص‪ <201 :‬قممال بعضممهم وكممذا‬
‫سائر النبياء والعلماء والولياء‪ .‬قال الذرعي إن صح فأقاربها أولممى‬
‫بالصلة من الصالحين ا ه وظاهره أنه ل يرتضمميه لكممن ارتضمماه غيممر‬
‫واحد بل جزموا به والحق في ذلك أن يفصل بين أن تذهب لمشممهد‬
‫كذهابها للمسجد فيشترط هنا ما مر ثممم مممن كونهمما عجمموزا ليسممت‬
‫متزينة بطيب ول حلي ول ثوب زينة كما في الجماعة بل أولممى وأن‬
‫تذهب في نحو هودج مما يستر شخصها عن الجانب فيسن لها ولممو‬
‫شابة إذ ل خشية فتنة هنا ويفممرق بيممن نحممو العلممماء والقممارب بممأن‬
‫القصد إظهار تعظيم نحو العلماء بإحياء مشاهدهم وأيضمما فزوارهممم‬
‫يعممود عليهممم منهممم مممدد أخممروي ل ينكممره إل المحرومممون بخلف‬
‫القارب فاندفع قول الذرعي إن صح إلى آخره )وقيل تحرم( للخبر‬
‫الصحيح }لعن الله زوارات القبور{ ومحل ضممعفه حيممث لممم يممترتب‬
‫على خروجهن فتنة وإل فل شك في التحريم ويحمل عليممه الحممديث‬
‫)وقيل تباح( إذا لم تخش محذورا لنه صلى الله عليممه وسمملم }رأى‬
‫امرأة بمقبرة ولم ينكر عليها{ )ويسمملم الممزائر( >ص‪ <202 :‬نممدبا‬
‫على أهل المقبرة عموما ثم خصوصمما لخممبر مسملم أنممه صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم قال }السلم عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شمماء اللممه‬
‫بكم لحقون{ وفي رواية ضعيفة }اللهم ل تحرمنا أجرهممم ول تفتنمما‬
‫بعدهم{ والستثناء للتممبرك أو للممدفن بتلمك البقعمة أو للممموت علممى‬
‫السلم وقيل يقول عليكم السلم لخبر أنه تحية الموتى قمماله لمممن‬
‫سلم عليه به ويرده هذا الخبر ومعنى ذلك أنه تحيممة ممموتى القلمموب‬
‫لكراهتممه أو أن العممرب كممانوا يعتممادونه فممي السمملم علممى الممموتى‬
‫)ويقرأ( ما تيسر )ويدعو( له عقب القراءة بعممد تمموجهه للقبلممة لنممه‬
‫عقبها أرجى للجابة ويكون الميت كحاضر ترجى له الرحمة والبركة‬
‫بل تصل له القراءة هنا وفيما إذا دعا له عقبها ولو بعيممدا كممما يممأتي‬
‫في الوصية )ويحرم نقل الميت( قبل الممدفن ويممأتي حكممم ممما بعممده‬
‫)إلى بلد آخر( وإن أوصى بممه لن فيممه هتكمما لحرمتممه وصممح }أمممره‬
‫صلى الله عليه وسلم لهممم بممدفن قتلممى أحممد فممي مضمماجعهم{ لممما‬
‫أرادوا نقلهم ول ينافيه ما مممر لحتمممال أنهممم نقلمموهم بعممد فممأمرهم‬
‫بردهم إليها وقضية قوله بلد آخممر أنممه ل يحممرم نقلممه لتربممة ونحوهمما‬
‫والظاهر أنه غير مراد وأن كل ما ل ينسب لبلد الموت يحرم النقممل‬
‫إليه ثم رأيت غيممر واحمد جزممموا بحرمممة نقلمه إلممى محمل أبعمد ممن‬
‫مقبرة محل ممموته )وقيممل يكممره( إذ لممم يممرد دليممل لتحريمممه >ص‪:‬‬
‫‪) <203‬إل أن يكون بقرب مكة( أي حرمها وكذا البقية )أو المدينممة‬
‫أو بيت المقدس نص عليه( الشافعي رضي الله عنه وإن نوزع فممي‬
‫ثبوته عنه أو قرية بها صلحاء علممى ممما بحثممه المحممب الطممبري قممال‬
‫جمممع وعليمه فيكمون أولممى ممن دفنممه ممع أقماربه فممي بلمده أي لن‬
‫انتفاعه بالصالحين أقوى منه بأقاربه فل يحممرم ول يكممره بممل ينممدب‬
‫لفضلها ومحله حيث لم يخش تغيره وبعممد غسممله وتكفينممه والصمملة‬
‫عليه وإل حرم لن الفرض تعلق بأهل محل ممموته فل يسممقطه حممل‬
‫النقل وينقل أيضا لضرورة كأن تعذر إخفاء قبره ببلد كفممر أو بدعممة‬
‫وخشي منهم نبشه وإيذاؤه وقضية ذلك أنه لو كان نحو السيل يعممم‬
‫مقبرة البلد ويفسدها جاز لهممم النقممل إلممى ممما ليممس كممذلك وبحممث‬
‫بعضهم جوازه لحد الثلثة بعد دفنه إذا أوصى به ووافقه غيره فقال‬
‫بل هو قبل التغير واجب وفيهما نظر وعلى كل فل حجممة فيممما رواه‬
‫ابن حبان }أن يوسف صلى الله على نبينمما وعليممه وسمملم نقممل بعممد‬
‫سنين كثيرة من مصر إلممى جمموار جممده الخليممل صمملى اللممه عليهممما‬
‫وسلم{ وإن صح ما جاء أن الناقل له موسى صلى اللممه علممى نبينمما‬
‫وعليه وسلم لنه ليس من شرعنا ومجرد حكممايته صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم له ل تجعله من شرعه )ونبشه بعممد دفنممه( وقبممل بلممى جميممع‬
‫أجزاء الميت الظاهرة عنممد أهممل الخممبرة بتلمك الرض )للنقممل( ولمو‬
‫لنحممو مكممة )وغيممره( كتكفيممن وصمملة عليممه )حممرام( لن فيممه هتكمما‬
‫لحرمته )إل لضرورة( فيجب )بأن( أي كان )دفن بل غسل( أو تيمممم‬
‫بشرطه ولم يتغيممر بنتممن أو تقطممع >ص‪ <204 :‬علممى الوجممه لنممه‬
‫واجب لم يخلفه شيء فاستدرك )أو فممي أرض أو ثمموب مغصمموبين(‬
‫وإن تغير وإن غرم الورثة مثله أو قيمته ما لم يسممامح المالممك نعممم‬
‫إن لم يكن ثم غير ذلك الثمموب أو الرض فل لنممه يؤخممذ مممن مممالكه‬
‫قهرا وليس الحرير كالمغصوب لبناء حق الله تعالى على المسامحة‬
‫ودفنه في مسجد كهو في المغصمموب فينبممش ويخممرج مطلقمما علممى‬
‫الوجه‪) .‬أو وقع فيه( أي القبر )مال( ولو من التركة وإن قل وتغيممر‬
‫الميت ما لم يسممامح مممالكه أيضمما وتقييممد المهممذب بطلبممه رده فممي‬
‫شرحه بأنهم لم يوافقوه عليه وفممارق تقييممدهم نبشممه وشممق جمموفه‬
‫لخراج ما ابتلعه لغيره بالطلب فحينئذ يجب وإن غممرم الورثممة مثلممه‬
‫أو قيمته من التركة أو من مالهم على المعتمد بممأن الهتممك واليممذاء‬
‫والعممار فممي هممذا أشممد وأفحممش وأيضمما فكممثير مممن ذوي المممروآت‬
‫يستبشعه فيسامح به أكممثر مممن غيممره أممما إذا ابتلممع مممال نفسمه فل‬
‫ينبش قبره لخراجه أي إل بعممد بلئه كممما هممو ظمماهر )أو دفممن لغيممر‬
‫القبلة( وإن كان رجله إليهمما علممى الوجممه خلفمما للمتممولي كممما مممر‬
‫فيجب ليوجه إليها ما لم يتغيممر اسممتدراكا للممواجب >ص‪) <205 :‬ل‬
‫للتكفين في الصح( لن غرضه الستر وقد حصل بممالتراب أو دفنممت‬
‫وببطنها جنين ترجى حياته ويجب شممق جوفهمما لخراجممه قبممل دفنهمما‬
‫وبعده فإن لم ترج حياته أخر دفنها حتى يموت وما قيممل أنممه يوضممع‬
‫على بطنها شيء ليممموت غلممط فمماحش فليحممذر أو علممق الطلق أو‬
‫النذر أو العتق بصفة فيه فينبش للعلم بها أو بعدمه أو ليشممهد علممى‬
‫صورته من لم يعرف اسمه ونسممبه إذا عظمممت الواقعممة أو ليلحقممه‬
‫القائف بأحد متنازعين فيه أو ليعممرف ذكممورته أو أنمموثته عنممد تنممازع‬
‫الورثة فيه أو نحو شمملل عضممو عنممد تنممازعهم مممع جممان فيممه‪> .‬ص‪:‬‬
‫‪ <206‬أو يلحقه سمميل أو نممداوة فينبممش جمموازا لينقممل ويظهممر فممي‬
‫الكل التقييد بما لم يتغير تغيرا يمنع الغرض الحامل على نبشه وأنه‬
‫يكتفى في التغير بالظن نظرا للعادة المطممردة بمحلممه أو لممما كممان‬
‫فيه من نحو قروح تسرع إلى التغير ولو انمحق الميممت وصممار ترابمما‬
‫جاز نبشه ولدفن فيه بل تحرم عمممارته وتسمموية ترابممه فممي مسممبلة‬
‫لتحجيره على الناس قال بعضهم إل فممي صممحابي ومشممهور الوليممة‬
‫فل يجوز وإن انمحق ويؤيده تصريحهما بجواز الوصية بعمممارة قبممور‬
‫الصلحاء أي في غير المسبلة على ما يأتي في الوصية لما فيمه ممن‬
‫إحياء الزيارة والتبرك وأخذ من تحريمهم النبش إل لما ذكممر أنممه لممو‬
‫نبش قبر ميت بمسبلة ودفن عليه آخر قبل بلئه ثم طمممه لممم يجممز‬
‫النبش لخراج الثاني لن فيه حينئذ هتكا لحرمة الميتين معا )ويسن‬
‫أن يقف سمماعة جماعممة بعممد دفنممه عنممد قممبره يسممألون لممه التثبممت(‬
‫ويستغفرون له للثر الصحيح بذلك وأمر به عمرو بن العمماص >ص‪:‬‬
‫‪ <207‬قدر ما تنحر جزور ويفرق لحمها وقممال حممتى أسممتأنس بكممم‬
‫وأعلم ممماذا أراجممع بممه رسممل ربممي ويسممتحب تلقيممن بممالغ عاقممل أو‬
‫مجنون سبق له تكليف ولو شهيدا كما اقتضمماه إطلقهممم بعممد تمممام‬
‫الدفن لخبر فيممه وضممعفه اعتضممد بشممواهد علممى أنممه مممن الفضممائل‬
‫فاندفع قول ابن عبد السلم إنه بدعة وترجيح ابن الصمملح أنممه قبممل‬
‫إهالة التراب مردود بما فممي خممبر الصممحيحين }فممإذا انصممرفوا أتمماه‬
‫ملكان{ فتأخيره بعد تمامه أقرب إلى سؤالهما )و( يسممن )لجيممران‬
‫أهله( ولو كانوا بغير بلده إذ العبرة ببلدهم ولقاربه الباعد ولو ببلممد‬
‫آخر )تهيئة طعام يشبعهم يومهم وليلتهم( للخممبر الصممحيح }اصممنعوا‬
‫لل جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم{ )ويلح عليهم فممي الكممل(‬
‫ندبا لنهم قد يتركونه حياء أو لفرط جزع ول بأس بالقسممم إن علممم‬
‫أنهم يبرونه )ويحرم تهيئته للنائحات( أو لنائحة واحدة وأريد بهمما هنمما‬
‫ما يشمل النادبة ونحوها )والله أعلم( لنه إعانممة علممى معصممية وممما‬
‫اعتيد من جعل أهل الميت طعاما ليدعوا الناس عليه بدعة مكروهة‬
‫كإجابتهم لذلك لما صح عن جرير كنا نعد الجتماع إلى أهممل الميممت‬
‫وصنعهم الطعام بعد دفنه من النياحة ووجه عده من النياحة ما فيممه‬
‫من شدة الهتمام بأمر الحزن ومممن ثممم كمره لجتمماع أهممل الميممت‬
‫ليقصدوا بالعزاء قال الئمممة بممل ينبغممي أن ينصممرفوا فممي حمموائجهم‬
‫فمممن صممادفهم عزاهممم وأخممذ جمممع مممن هممذا ومممن بطلن الوصممية‬
‫بالمكروه وبطلنها بإطعام المعزين لكراهته لنمه متضمممن للجلموس‬
‫للتعزية وزيادة وبه صرح في النوار نعم إن فعممل لهممل الميممت مممع‬
‫العلم بأنهم يطعمون من حضرهم لم يكره >ص‪ <208 :‬وفيه نظر‬
‫ودعوى ذلك التضمن ممنوعة ومن ثممم خممالف ذلممك بعضممهم فممأفتى‬
‫بصحة الوصية بإطعام المعزين وأنه ينفذ من الثلث وبالغ فنقله عممن‬
‫الئمة وعليه فالتقييد باليوم والليلة في كلمهم لعله للفضل فيسممن‬
‫فعله لهم أطعموا مممن حضممرهم مممن المعزيممن أم ل أمممر ممما داممموا‬
‫مجتمعين ومشغولين ل لشدة الهتمام بأمر الحزن ثم محل الخلف‬
‫كما هو واضح في غير ما اعتيد الن أن أهل الميت يعمل لهممم مثممل‬
‫ممما عملمموه لغيرهممم فممإن هممذا حينئذ يجممري فيممه الخلف التممي فممي‬
‫النقوط فمن عليه شيء لهم يفعله وجوبا أو ندبا وحينئذ ل تتأتى هنا‬
‫كراهته ول يحل فعل ما للنائحات أو المعزين على الول من التركممة‬
‫إل إذا لم يكن عليه ديممن وليممس فممي الورثممة محجممور ول غممائب وإل‬
‫أثموا وضمنوا والذبح على القبر قال بعضهم من صنيع الجاهليممة ا ه‬
‫والظاهر كراهته لنه بدعة فل تصح الوصية به أيضا‬
‫)فائدة( ورد أن من مات يوم الجمعة أو ليلتها أمممن مممن عممذاب‬
‫القبر وفتنته وأخذ منه أنممه ل يسممأل وإنممما يتجممه ذلممك إن صممح عنممه‬
‫صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي إذ مثله ل يقال من قبل الرأي‬
‫ومن ثم قال شيخنا يسأل من مات برمضان أو ليلة الجمعة لعممموم‬
‫الدلة الصحيحة‬

‫كتاب الزكاة‬
‫هي لغة‪ :‬التطهير والصلح والنماء والمممدح‪ ،‬وشممرعا‪ :‬اسممم لممما‬
‫يخرج عن مال أو بدن على المموجه التممي سمممي بممذلك لوجممود تلممك‬
‫المعاني كلها فيه‪ ،‬والصل في وجوبها الكتاب نحو }وآتمموا الزكمماة{‪،‬‬
‫والظهر أنها مجملة ل عامة‪ ،‬ول مطلقة ويشكل عليها آية البيع فإن‬
‫الظهر فيها من أقوال أربعة أنها عامممة مخصوصممة مممع اسممتواء كممل‬
‫من اليتين لفظمما‪ ،‬إذ كممل مفممرد مشممتق >ص‪ <209 :‬واقترنمما بممأل‬
‫فترجيح عموم تلك وإجمال هذه دقيممق‪ ،‬وقممد يفممرق بممأن حممل الممبيع‬
‫الذي هو منطوق الية موافق لصل الحل مطلقا أو بشممرط أن فيممه‬
‫منفعة متمحضة فما حرمه الشرع خارج عن الصل‪ ،‬وما لم يحرمممه‬
‫موافق له فعلمنا به ومع هذين يتعذر القول بالجمال‪ ،‬لنه الذي لممم‬
‫تتضح دللته على شيء معين والحل قد علمت دللته من غير إبهممام‬
‫فيها فوجب كونه من باب العام المعمممول بممه قبممل ورود المخصممص‬
‫لتضاح دللته علممى معنمماه‪ ،‬وأممما إيجمماب الزكمماة الممذي هممو منطمموق‬
‫اللفظ فهو خارج عن الصل لتضمنه أخذ مال الغير قهرا عليه‪ ،‬وهذا‬
‫ل يمكمن العممل بمه قبمل ورود بيمانه ممع إجمماله فصمدق عليمه حمد‬
‫المجمل‪ ،‬ويدل لذلك فيهما أحمماديث البممابين‪ ،‬لنممه صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم اعتنى بأحاديث البيوعات الفاسدة الربمما وغيممره فممأكثر منهمما‪،‬‬
‫لنممه يحتمماج لبيانهمما لكونهمما علممى خلف الصممل ل ببيممان البيوعممات‬
‫الصممحيحة اكتفمماء بالعمممل فيهمما بالصممل‪ ،‬وفممي الزكمماة عكممس ذلممك‬
‫فاعتنى ببيان ما تجب فيه‪ ،‬لنه خارج عن الصل فيحتاج إلى بيانه ل‬
‫ببيان ما ل تجب فيه اكتفاء بأصل عدم الوجوب‪ ،‬ومن ثم طولب من‬
‫ادعى الزكاة في نحو خيل ورقيق بالدليل والسنة والجممماع بممل هممو‬
‫معلوم مممن الممدين بالضممرورة فمممن أنكممر أصمملها كفممر‪ ،‬وكممذا بعممض‬
‫جزئياتهمما الضممرورية وفرضممت زكمماة المممال فممي السممنة الثانيممة مممن‬
‫الهجرة بعد صدقة الفطممر ووجبممت فممي ثمانيممة أصممناف مممن المممال‬
‫النقدين والنعام والقوت والتمر والعنب لثمانية أصناف مممن النمماس‬
‫يأتي بيانهم في قسم الصدقات‬

‫باب زكاة الحيوان‬


‫أي بعضه وبدأ به وبالبل منه اقتداء بكتاب الصممديق رضممي اللممه‬
‫عنه ولنه أكثر أموال العرب‬
‫)تنبيه( أبدل شيخنا الحيوان بالماشية ثم ذكر ما يصرح بأنها أعم‬
‫من النعم وليس بصحيح حكما وإبممدال فالممذي فممي القمماموس >ص‪:‬‬
‫‪ <210‬أنها البل والغنم‪ ،‬وفي النهاية أنها البل والبقر والغنممم فهممي‬
‫أخص من النعم أو مساوية له‪ ،‬ومنه قول المتن التي إن اتحممد نمموع‬
‫الماشية وقوله‪ :‬ولوجوب زكاة الماشممية شممرطان إلممى آخممره )إنممما‬
‫تجب( منه )في النعممم( وجمعممه أنعممام وجمعممه أنمماعم يممذكر ويممؤنث‬
‫سميت بذلك لكممثرة إنعممام اللممه فيهمما )وهممي البممل والبقممر( الهليممة‬
‫)والغنم( وتقييدها بالهلية أيضمما غيممر محتمماج إليممه‪ ،‬لن الظبمماء إنممما‬
‫تسمى شياه البر ل غنمه كما اقتضاه كلمهم فممي الوصممية وبفممرض‬
‫أنها تسماه فهو لم يشتهر أصممل فل يحتمماج للحممتراز عنممه )ل الخيممل‬
‫والرقيق( وغيرهما لغير تجارة لخبر الشيخين }ليس علممى المسمملم‬
‫في عبده‪ ،‬ول فرسه صدقة{ )والمتولد مممن( ممما تجممب فيممه‪ ،‬وممما ل‬
‫تجب فيه كالمتولد بين بقر أهلي وبقر وحشممي وبيممن )غنممم وظبمماء(‬
‫بالمد جمع ظبي ويأتي بيانه آخر الحج‪ ،‬لنه ل يسمى بقرا‪ ،‬ول غنممما‬
‫وإنما لزم المحرم جزاؤه تغليظا عليه أممما متولممد مممما تجممب فيهممما‬
‫كإبل وبقر أهلي فتجب فيه الزكاة وتعتبر بأخفهما على الوجه‪ ،‬لنممه‬
‫المتيقن لكمن بالنسمبة للعمدد ل للسمن كمأربعين متولمدة بيمن ضمأن‬
‫ومعز فتعتبر بالكثر كما بينته في شرح الرشاد )ول شيء في البل‬
‫حتى تبلغ خمسا( لخبرهما }ليممس فيممما دون خمممس ذود مممن البممل‬
‫صدقة{ )ففيها شاة‪ ،‬وفي عشر شاتان و( في )خمس عشرة ثلث(‬
‫من الشياه )و( فممي )عشممرين أربممع( مممن الشممياه )و( فممي )خمممس‬
‫وعشرين بنت مخاض( وسيأتي أن في الذكور ذكممرا‪ ،‬وفممي الصممغار‬
‫صغيرة فل يرد عليه‪ ،‬وكذا الباقي )و( في )ست وثلثيممن بنممت لبممون‬
‫و( في )ست وأربعين حقة( ويجزئ عنها بنتا لبممون )و( فممي )إحممدى‬
‫وستين جذعة( ويجزئ عنها حقتان أو بنتمما لبممون لجزائهممما عممما زاد‬
‫)و( في )ست وسبعين بنتمما لبممون وإحممدى وتسممعين حقتممان و( فممي‬
‫)مائة وإحدى وعشمرين ثلث بنمات لبمون( فمإن نقصمت الواحمدة أو‬
‫بعضها لم يجب سمموى الحقممتين >ص‪) <211 :‬ثممم( إن زادت علممى‬
‫ذلك تغير الواجب بزيادة تسع ثم بزيادة عشر عشر فحينئذ )في كل‬
‫أربعين بنت لبون و( فممي )كممل خمسممين حقممة( لخممبر البخمماري عممن‬
‫كتاب أبي بكر لنس رضي الله عنهما لما وجهه إلممى البحريممن علممى‬
‫الزكاة بذلك لكن فيه ما يشكل على قواعدنا‪ ،‬وقممد ذكممرت الجممواب‬
‫عنه في شرح المشكاة وعلم مما تقرر أن فممي مممائة وثلثيممن بنممتي‬
‫لبون وحقممة‪ ،‬وفممي مممائة وأربعيممن حقممتين وبنممت لبممون‪ ،‬وفممي مممائة‬
‫وخمسين ثلث حقاق وللواحدة الزائدة علممى العشممرين قسممط مممن‬
‫الواجب فلو تلفت واحدة بعد الحول وقبل التمكن سممقط جممزء مممن‬
‫مائة وأحد وعشرين جزءا من ثلث بنات لبون‪ ،‬وما بين النصب مممما‬
‫ذكر عفو ل يتعلق به الواجب ول ينقص بنقصه فلممو كممان معممه تسممع‬
‫إبل فالشاة في خمس منها فقط فلو تلفممت أربممع لممم يسممقط منهمما‬
‫شيء‪.‬‬
‫)فرع( ملك ست إبل ثلثة أحوال‪ ،‬ولم يزكها لزمممه ثلث شممياه‪،‬‬
‫لنه إذا أخرج في كل سنة شاة كان الباقي نصممابا قمماله الشمميخ أبممو‬
‫حامد قال العمرانممي‪ :‬وإنممما يصممح إن كممانت قيمممة كممل مممن السممت‬
‫تساوي قيمة شاة في الحول الثاني وقيمة شاتين في الحول الثالث‬
‫>ص‪ <212 :‬واعترض بأن الصواب إسقاط كل‪ ،‬والتعبير بشاة في‬
‫الثالث أيضا‪ ،‬وكله مبني على ضممعيف أن المموقص تتعلممق بممه الزكمماة‬
‫خلفمما لمممن غلممط فيممه كممما بينتممه فممي شممرح العبمماب قبيممل قسممم‬
‫الصدقات بما يعلممم منممه أن الممواجب شمماة فممي الحممول الول فقممط‬
‫فانظره فإنه مهم )وبنت المخاض لها سنة( كاملة‪ ،‬لن أمهمما آن لهمما‬
‫أن تحمممل ثانيمما فتصممير ماخضمما أي‪ :‬حممامل >ص‪) <213 :‬واللبممون‬
‫سنتان( كاملتان‪ ،‬لن أمها آن لها أن تلد ثانيا ويصير لها لبن )والحقة‬
‫ثلث( كاملممة‪ ،‬لنهمما اسممتحقت أن تركممب ويحمممل عليهمما ويطرقهمما‬
‫الفحل‪ ،‬ويقال للذكر حق‪ ،‬لنه اسممتحق أن يطممرق )والجذعممة أربممع(‬
‫كاملة‪ ،‬لنها تجذع مقدم أسنانها أي‪ :‬تسقطها‪ ،‬وظاهر كلمهم أنممه ل‬
‫عبرة هنا بالجذاع قبل تمام الربع وحينئذ يشكل بما يأتي في جذعة‬
‫الضأن‪ ،‬وقد يفرق بأن القصد ثم بلوغهما‪ ،‬وهممو يحصممل بأحممد أمريمن‬
‫الجذاع وبلوغ السنة‪ ،‬وهنا غاية كمالها‪ ،‬وهو ل يتممم إل بتمممام الربممع‬
‫كما هو الغالب‪ ،‬وهممذا آخممر أسممنان الزكمماة‪ ،‬وهممو نهايممة الحسممن درا‬
‫ونسل وقمموة واعتممبر فممي الجميممع النوثممة لممما فيهمما مممن رفممق الممدر‬
‫والنسل )والشمماة( الواجبممة فيممما دون خمممس وعشممرين مممن البممل‬
‫)جذعة ضأن لها سنة( كاملة‪ ،‬وإن لم تجذع أو أجذعت‪ ،‬وإن لم تبلغ‬
‫سنة )وقيل ستة أشهر أو ثنية معز لها سنتان( كاملتان )وقيل سنة(‬
‫وقيدت الشاة هنا بالجذعة أو الثنية حمل للمطلق على المقيممد كممما‬
‫في الضحية )والصح أنه مخير بينهما( أي الجذعة والثنية )ول يتعين‬
‫غالب غنم البلد( أي‪ :‬بلد المال بل يجزئ أي غنم فيه لصدق السم‪،‬‬
‫ول يجوز العدول عنه هنا‪ ،‬وفيما يممأتي فممي زكمماة الغنممم إل لمثلممه أو‬
‫خير منه قيمة وحينئذ قد يمتنع التخيير المذكور‪ ،‬ويتعين الضأن فيممما‬
‫لو كانت غنم البلد كلها ضائنة‪ ،‬وهي أعلى قيمة من المعز ويشممترط‬
‫‪ -‬كما صممححه فممي المجممموع خلفمما لممما قممد يقتضممي تصممحيحه كلم‬
‫الروضة وأصلها ‪ -‬صحة الشاة وكمالها‪ ،‬وإن كممانت البممل مريضممة أو‬
‫معيبة‪ ،‬لن الواجب هنا في الذمة فلم يعتبر فيه صفة المخممرج عنممه‬
‫بخلفه فيما يأتي بعد الفصممل >ص‪ <214 :‬فممإن لممم يجممد صممحيحة‬
‫فرق قيمتها دراهم كمن فقد بنت المخاض مثل فلم يجدها‪ ،‬ول ابممن‬
‫لبون‪ ،‬ول بممالثمن فيفممرق قيمتهمما للضممرورة )و( الصممح )أنممه يجممزئ‬
‫الذكر(‪ ،‬ولو عن إناث‪ ،‬وهو جذع ضأن أو ثني معز كالضحية لصممدق‬
‫اسم الشاة عليه‪ ،‬إذ تاؤها للوحدة كما يأتي في الوصممية ولنهمما مممن‬
‫غير الجنس‪ ،‬وبه فارق منممع إخممراج الممذكر عممن النمماث فممي الغنممم‪،،‬‬
‫والفرق بأنه هنا بدل‪ ،‬وثم أصل ل يتأتى على الصح أنممه أصممل أيضمما‬
‫إل أن يراد البدلية من حيث القيمماس‪ ،‬إذ هممي ل تنممافي الصممالة مممن‬
‫حيث الجزاء من غير نظر لقيمة البل )وكممذا بعيممر الزكمماة( أي‪ :‬ممما‬
‫يجب فيها وهو بنت مخمماض فممما فوقهمما ثممم بممدلها كممابن لبممون عنممد‬
‫فقدها >ص‪ <215 :‬الصح أنه يجزئ )عن دون خمس وعشممرين(‪،‬‬
‫وإن نقص عن قيمة الشاة بناء على الصح أنه الصل أي‪ :‬القيمماس‪،‬‬
‫وإن كانت الشاة هي الصل أي‪ :‬المنصوص عليه فممالواجب أحممدهما‬
‫ل بعينه وبهذا يجمع بين الخلف في ذلك ولجزائه عنها فعممما دونهمما‬
‫أولى فلو أخرجه عن خمس مثل وقع كله فرضا لتعذر تجزيه بخلف‬
‫نحو مسح كل الممرأس فممي الوضمموء‪ ،‬فممإن قلممت‪ :‬بممل يمكممن تجزيممه‬
‫بنسبة قيمة الشاة إلى قيمته بدليل ما رجحه الزركشي فممي إخممراج‬
‫بنت اللبون عن بنت المخاض أنه ل يقع فرضا إل ممما يقابممل خمسممة‬
‫وعشرين جزءا من سممتة وثلثيممن بممدليل أخممذ الجممبران فممي مقابلممة‬
‫الباقي‪ ،‬قلت‪ :‬ممنوع‪ ،‬لن الواجب ثم الشاة أصالة‪ ،‬وهممي مممن غيممر‬
‫الجنس فتعذر تجزيه‪ ،‬لن القيمممة تخميممن‪ ،‬وهنمما مممن الجنممس ففيممه‬
‫زيادة محسوسة معروفة بالجزاء من غير نظممر لقيمممة فممأمكن فيممه‬
‫التجزيء‪ ،‬وخرج ببعير الزكاة ابن المخاض‪ ،‬وما دون بنممت المخمماض‬
‫)فإن عدم( من عنده خمس وعشممرون )بنممت المخمماض( بممأن تعممذر‬
‫إخراجها وقت إرادة الخراج ولو لنحو رهن بمؤجل مطلقمما أو بحممال‬
‫ل يقدر عليه أو غصب عجز عن تخليصه أي‪ :‬بأن كان فيه كلفممة لهمما‬
‫وقع عرفا فيما يظهر >ص‪) <216 :‬فابن لبون( أو خنثى ولد لبممون‬
‫يخرجه عنها‪ ،‬وإن كان أقل قيمة منها‪ ،‬ول يكلف شممراءها‪ ،‬وإن قممدر‬
‫عليها بخلف الكفارة لبناء الزكاة على التخفيممف ول يجممزئ الخنممثى‬
‫من أولد المخاض قطعا لعدم تحقممق النوثممة كممذا قيممل‪ ،‬وفيممه نظممر‬
‫لجريان خلف قوي بإجزاء ابن المخاض فل قطع‪ ،‬ولممه إخممراج بنممت‬
‫اللبون مع وجود ابن اللبون لكن إن لم يطلب جبرانا‪ ،‬ولو فقد الكل‬
‫فإن شاء اشترى بنت مخمماض أو ابممن لبممون أممما إذا لممم يعممدم بنممت‬
‫المخاض بأن وجدها‪ ،‬ولو قبيل الخراج فيتعين إخراجها‪ ،‬ولو معلوفة‬
‫بخلف ما لو وجدها وارثه بين تمممام الحممول والداء فل يتعيممن علممى‬
‫المعتمد‪ ،‬والفرق ظاهر وبحث السنوي أنهما لمو تلفمت بعمد التمكمن‬
‫من إخراجها امتنع ابن اللبون لتقصمميره فممإن قلممت ينممافيه ممما بحثممه‬
‫أيضا أن العبرة في التعذر بوقت الداء المعبر عنه فيما تقرر بممإرادة‬
‫الخممراج قلممت‪ :‬يتعيممن أن مممراده بمموقت التمكممن هنمما وقممت إرادتممه‬
‫الخراج مع التمكن ثم مع ذلك أخممر حممتى تلفممت‪ ،‬فممإن قلممت‪ :‬يلممزم‬
‫عليممه أنممه يلزمممه البقمماء علممى تلممك الرادة بممأن ل يعممدل لممما يتممأخر‬
‫إخراجممه عنهمما قلممت‪ :‬ليممس ذلممك ببعيممد‪ ،‬لن هممذا التعيممن حينئذ فيممه‬
‫احتيمماط تممام للمسممتحقين فعممدوله عنممه بقيممده المممذكور تقصممير أي‬
‫تقصير ومر أنه إذا لم يجدها‪ ،‬ول ابن لبون فمرق قيمتهما‪ ،‬ومحلمه إن‬
‫لم يكن بماله سممن مجممزئ وأمكممن الصممعود إليممه مممع الجممبران‪ ،‬وإل‬
‫وجب على ما بحثه شارح وأيممده غيممره بممأن ابممن اللبممون بممدل‪ ،‬وقممد‬
‫ألزموه تحصيله فكذا هنا ا ه وفي كل من البحث والتأييد نظر ظاهر‬
‫أما البحث فلنه مخالف للمنقول في الكفاية وجرى عليممه السممنوي‬
‫والزركشي وغيرهما أنه مخير بين إخراج القيمة والصممعود بشممرطه‬
‫كما حررته في شرح العباب ويجري ذلك فممي سممائر أسممنان الزكمماة‬
‫فإذا فقد الواجب خير الدافع بين إخراج قيمتممه والصممعود أو النممزول‬
‫بشرطه وأما التأييد فلوضوح الفرق بين البدل والصل فكيف يقاس‬
‫أحدهما بالخر حممتى يقممال إذا ألممزم بتحصمميل البممدل فكممذا بتحصمميل‬
‫أصل آخر >ص‪) <217 :‬والمعيبة كمعدومة( فيخرج ابن اللبون مممع‬
‫وجودها )ول يكلف( بنت مخاض )كريمممة( أي‪ :‬دفعهمما وإبلممه مهازيممل‬
‫بخلف ما إذا كن كلهن كرائم كما يأتي للخبر الصحيح }إياك وكرائم‬
‫أموالهم{ )لكن تمنع( الكريمة إذا كانت عنده )ابن لبون( وحق )في‬
‫الصح( لوجود بنت مخاض مجزئة بماله فلزمه شراء بنت مخاض أو‬
‫دفع الكريمة )ويؤخذ الحق عن بنت مخاض( عند فقدها‪ ،‬لنممه أولممى‬
‫من ابن لبون )ل( عن بنت )لبون( عند عدمها فل يؤخذ )في الصح(‬
‫وفارق إجزاء ابن اللبون عن بنت المخاض بأن فيه مممع ورود النممص‬
‫زيممادة سممن عليهمما تمموجب تميممزه بفضممل قمموة ورود الممماء والشممجر‬
‫والمتناع من صغار السممباع‪ ،‬والتفمماوت بيممن الحممق وبنممت اللبممون ل‬
‫يوجب هذا الختصاص )ولو اتفق فرضان( فممي إبلممه )كمممائتي بعيممر(‬
‫فرضها خمس بنات لبون أو أربع حقاق‪ ،‬لنها خمس أربعينات وأربممع‬
‫خمسينات )فالمذهب( أنه )ل يتعين أربع حقاق بل( الواجب )هممن أو‬
‫خمس بنات لبون( حيث ل أغبط لما يأتي‪ ،‬لن كل يصممدق عليممه أنممه‬
‫واجب‪ ،‬ول يجوز إخراج حقتين وبنتي لبون ونصممف‪ ،‬وإن كممان أغبممط‬
‫للتشقيص‪ ،‬وقضيته إجزاء ثلث مممع حقممتين وأربممع مممع حقممة مثل إذا‬
‫كان مع وجود الفرضين عنده هو الغبممط‪ ،‬وهممو كممذلك لكممن يشممكل‬
‫عليه أن من خير بين شيئين ل يجوز لممه تبعيضممهما كممما فممي كفممارة‬
‫اليمين‪ ،‬وقد يفرق بأن التخيير ثم بالنص مع أن كل خصلة مقصممودة‬
‫لذاتها‪ ،‬ول كذلك هنا‪ ،‬ويؤيده تعين الغبط هنا ل ثم )فإن وجمد بمماله‬
‫أحدهما( كامل )أخذ( إن لم يحصل الخر الغبط‪ ،‬ول يلزمه تحصيله‪،‬‬
‫وإن سممهل علممى المعتمممد >ص‪ <218 :‬ول يجمموز هنمما نممزول‪ ،‬ول‬
‫صعود لعدم الضرورة إليه )وإل( يوجد بماله أحدهما كامل بممأن فقممد‬
‫كل منهما أو بعض كل أو بعض أحدهما أو وجدا أو أحممدهما ل بصممفة‬
‫الجزاء أو بصفة الكممرم )فلممه تحصمميل ممما شمماء( منهممما أي‪ :‬كلممه أو‬
‫تمامه بشراء أو غيره‪ ،‬وإن لم يكن أغبمط لمشمقة تحصميل الغبمط‪،‬‬
‫ويعلم مما يأتي أن له أن يصعد أو ينزل مع الجممبران فلممه فممي تلممك‬
‫الحوال الخمسة أن يجعل الحقاق أصل ويصعد لربع جذاع فيخرجها‬
‫ويأخذ أربع جبرانات‪ ،‬وأن يجعل بنممات اللبممون أصممل وينممزل لخمممس‬
‫بنات مخاض فيخرجها مع خمس جبرانات فعلم أن له فيما إذا وجممد‬
‫بعض كل منهما كثلث حقمماق وأربممع بنممات لبممون أن يجعممل الحقمماق‬
‫أصل فيدفعها أو بعضها والباقي من بنات اللبممون مممع الجممبران لكممل‬
‫وبنات اللبون أصل فيممدفعها أو بعضممها والبمماقي مممن الحقمماق ويأخممذ‬
‫الجبران لكل‪ ،‬وفيما إذا وجد بعممض أحممدهما كحقممة أن يجعلهمما أصممل‬
‫فيدفعها مع ثلث جذاع ويأخممذ ثلث جبرانممات أو بنممات اللبممون أصممل‬
‫فيدفع خمس بنات مخاض مع خمس جبرانات‬
‫)تنبيه( قضية كلمهم أنه فيما إذا فقدهما يجوز له جعل الحقمماق‬
‫أصل‪ ،‬ويدفع أربع بنات لبون مع أربع جبرانات ل جعممل بنممات اللبممون‬
‫أصل ويدفع خمس حقاق‪ ،‬ويأخممذ خمممس جبرانممات‪ ،‬لنممه وجممد عيممن‬
‫الواجب هنا فامتنع أخذ الجبران كممذا قيممل‪ ،‬وهممو متجممه فممي الثانيممة‪،‬‬
‫وأما الولى ففيها نظر‪ ،‬ول نسلم أن كلمهم يقتضممي ممما ذكممر فيهمما‪،‬‬
‫لن أحد الواجبين المخير فيهما ل يصمملح للبدليممة عممن الخممر بممل إذا‬
‫وجد هو أو بعضه فإنما يقع عن نفسه ثم يكمل من غيره )وفيممما إذا‬
‫كان له أربعمائة( له إخراج أربممع حقمماق وخمممس بنممات لبممون >ص‪:‬‬
‫‪ <219‬إذ ل تشقيص‪ ،‬لن كل مائتين أصل برأسها‪ ،‬ول يشكل عليممه‬
‫ما يأتي من تعين الغبط لحمل هذا على ما إذا استويا في الغبطيممة‬
‫أو كان فممي اجتممماع الحقمماق وبنممات اللبممون أغبطيممة‪ ،‬ويممأتي أنهمما ل‬
‫تنحصر في زيادة القيمة )وقيل‪ :‬يجب الغبط للفقراء( أي‪ :‬الصناف‬
‫وغلب الفقراء منهم لكثرتهم وشهرتهم‪ ،‬لن استواءهما في القممدرة‬
‫عليهما كهو في وجودهما التي ويرد بوضوح الفرق‪ ،‬وليس لممه فيممما‬
‫ذكر أن يصعد أو ينزل لدرجتين كأن يجعل بنات اللبون أصل ويصممعد‬
‫لخمس جذاع ويأخمذ عشمر جبرانمات أو الحقماق أصمل وينمزل لربمع‬
‫بنات مخاض ويدفع ثماني جبرانات لكثرة الجبران مع إمكان تقليله‪،‬‬
‫ومن ثم لو رضي فممي الول بخمممس جبرانممات جمماز )وإن وجممدهما(‬
‫بماله بغير صفة الجزاء فكالعدم كما مر أو بصفته حال الخراج‪ ،‬ول‬
‫نظر لحال الوجوب كما علم مممما مممر فيممما إذا وجممد بنممت المخمماض‬
‫قبل الخراج نعم ل يبعد أن يأتي هنا نظيممر بحممث السممنوي السممابق‬
‫من أنه لو قصر حتى تلف الغبط لم يجزئه غيممره‪) .‬فالصممحيح تعيممن‬
‫الغبط( أي‪ :‬النفع منهما إن كان من غير الكرام‪ ،‬إذ هي كالمعدومة‬
‫كما بحثه السبكي وكلم المجموع ظماهر فيمه بمأن كمان أصملح لهمم‬
‫لزيادة قيمة أو احتياجهم لنحو در أو حرث أو حمل‪ ،‬إذ ل مشقة فممي‬
‫تحصيله‪ ،‬وإنما يخير فيما يأتي في الجبران‪ ،‬وفي الصممعود والنممزول‪،‬‬
‫والغبط أولى إن تصرف لنفسه‪ ،‬لن الجبران ثم في الذمممة فتخيممر‬
‫دافعه كالكفارة‪ ،‬وأحد الفرضين هنا متعلق بالعين فروعيت مصمملحة‬
‫مستحقه ولمكان تحصيل الفرض هنا بعينه والستغناء عممن النممزول‬
‫والصعود بخلفه ثم )ول يجزئ غيره( أي‪ :‬الغبط )إن دلس( المالك‬
‫بأن أخفى الغبط )أو قصر الساعي(‪ ،‬ولممو فممي الجتهمماد فممي أيهممما‬
‫أغبط فترد عينه إن وجممد‪ ،‬وإل فقيمتممه )وإل( يممدلس ذاك‪ ،‬ول قصممر‬
‫هذا )فيجزئ( عن الزكاة‪ ،‬لن رده مشق )والصح( بناء على الجزاء‬
‫ما لم يعتقد الساعي حل أخذ غير الغبممط ويفمموض المممام لممه ذلممك‬
‫لجزاء غير الغبمط حينئذ )وجمود قمدر التفماوت( بينمه وبيمن الغبمط‬
‫>ص‪ <220 :‬إذا كممانت الغبطيممة بزيممادة القيمممة‪ ،‬لنممه لممم يممدفع‬
‫الفرض بكمماله‪ ،‬فمإذا كمانت قيممة أحمد الفرضمين أربعممائة والخمر‬
‫أربعمممائة وخمسممين وأخممرج الول رجممع عليممه بخمسممين )ويجمموز‬
‫إخراجه( دنانير أو )دراهم( من نقد البلممد‪ ،‬وإن أمكنممه شممراء كامممل‪،‬‬
‫لن القصد الجبر ل غيمر‪ ،‬وهمو حاصمل بهما‪ ،‬وهمذا أظهمر ممن وجموه‬
‫أخرى علل بهما‪ ،‬لنهما كلهما مدخولمة كمما يظهمر بتأملهما‪ ،‬ويجموز أن‬
‫يخرج بقدره جزءا من الغبط ل من المأخوذ فلو كانت قيمة الحقاق‬
‫أربعمائة وبنمات اللبمون أربعممائة وخمسمين‪ ،‬وأخمذ الحقماق فمالجبر‬
‫بخمسة أتسماع بنمت لبمون ل بنصمف حقمة‪ ،‬لن التفماوت خمسمون‪،‬‬
‫وقيمة كل بنت لبون تسعون )وقيل‪ :‬يتعين تحصيل شقص بممه( مممن‬
‫الغبط )ومن لزمه بنت مخاض فعدمها( وابن لبون في ماله وأمكنه‬
‫تحصيلهما )وعنده بنت لبون دفعها( إن شمماء )وأخممذ شمماتين( بصممفة‬
‫الجمزاء إل إن رضمي‪ ،‬ولمو بمذكر واحمد‪ ،‬لن الحمق لمه )أو عشمرين‬
‫درهما( إسلمية نقرة أي‪ :‬فضة خالصة‪ ،‬وهي المراد بالممدرهم حيممث‬
‫أطلق نعم لو لم يجدها وغلبت المغشوشة جاز بناء على الصح مممن‬
‫جواز التعامل بها إخراج ما يكون فيه من النقرة قدر الواجب أما إذا‬
‫وجد ابن لبون فل يجوز بنت لبون إل إذا لم يطلممب جبرانمما كممما مممر‬
‫)أو( لزمه )بنت لبون فعدمها دفع بنممت مخمماض مممع شمماتين( بصممفة‬
‫الشاة التي في البل في جميع ما مممر فيهمما )أو عشممرين درهممما أو(‬
‫دفع )حقة وأخذ شاتين أو عشممرين درهممما( كممما رواه البخمماري عممن‬
‫كتاب أبي بكر رضي الله عنه‪ ،‬وكذا كل من لزمه سن فقممده >ص‪:‬‬
‫‪ <221‬وما نزل منزلته له الصعود لعلى منه‪ ،‬ولممو غيممر سممن زكمماة‬
‫وأخممذ الجممبران‪ ،‬والنممزول لسممفل منممه إن كممان سممن زكمماة ودفممع‬
‫الجبران‪ ،‬وخرج بعدمها ما إذا وجدها فيمتنمع النممزول‪ .‬وكممذا الصممعود‬
‫إن طلب جبرانا‪ ،‬ونحو المعيب‪ ،‬والكريم هنا كمعممدوم نظيممر ممما مممر‬
‫وإنما منعت بنت المخاض الكريمة ابن لبون كممما مممر‪ ،‬لن الممذكر ل‬
‫مدخل له في فرائض البل فكان النتقممال إليممه أغلممظ مممن الصممعود‬
‫والنممزول )والخيممار فممي الشمماتين والممدراهم( وأحممدهما هممو مسمممى‬
‫الجبران الواحد )لدافعها( مالكمما كممان أو سمماعيا لكممن يلزمممه رعايممة‬
‫مصلحة الفقراء أخممذا ودفعمما كممما يلممزم وكيل ووليمما رعايممة مصمملحة‬
‫المالك )و( الخيار )في الصعود والنزول للمالك في الصممح(‪ ،‬لنهممما‬
‫شرعا تخفيفا عليه حتى ل يكلف الشمراء فناسممب تخييممره‪ ،‬ولممو ممع‬
‫الجمممع بينهممما كممما إذا لزمممه بنتمما لبممون فنممزل عممن إحممداهما لبنممت‬
‫المخاض مع إعطاء جبران وصعد عن الخرى لحقة مممع أخممذه لكممن‬
‫إن وافقه الساعي‪ ،‬وإل أجيب هذا ما بحثممه الزركشممي والممذي يتجممه‬
‫المنع مطلقا‪ ،‬لن الواجب واحد فإما أن يصعد‪ ،‬وإممما أن ينممزل وأممما‬
‫الجمع فخارج عن القياس مممن غيممر حاجممة إليممه‪ ،‬ومحممل الخلف إن‬
‫دفع غير الغبط وإل لزم الساعي قبول الغبط جزممما )إل أن تكممون‬
‫إبله معيبة( بمرض أو غيره فل يجوز له الصممعود لمعيممب مممع طلممب‬
‫الجممبران إل إن رآه السمماعي مصمملحة‪ ،‬لن الجممبران للتفمماوت بيممن‬
‫السليمين‪ ،‬وهو فوق التفاوت بين المعيبين فقد تزيد قيمممة الجممبران‬
‫المأخوذ على المعيب المدفوع‪ ،‬ومن ثم لو عممدل لسمليم مممع طلممب‬
‫الجبران جاز‪ ،‬وله النزول لمعيب مع دفع جبران لتبرعه بزيادة )ولممه‬
‫صعود درجتين وأخذ جبرانين ونزول درجتين مع( دفع )جبرانين( كما‬
‫إذا أعطى بدل الحقة بنت مخاض )بشرط تعممذر درجممة( قربممى فممي‬
‫جهة المخرجة )في الصح( فل يصعد عن بنت المخمماض للحقممة‪ ،‬ول‬
‫ينزل عن الحقة إليها إل عند تعذر بنت اللبون لمكان الستغناء عممن‬
‫الجبران للزائد نعم لو صعد درجتين ورضي بجبران واحد جاز قطعمما‬
‫مطلقا وصعود ونزول زائد على درجتين كإعطمماء بنممت مخمماض عممن‬
‫جذعة وعكسه كما ذكر‪ ،‬وخرج بقولنا في جهة المخرجة ما لو لزمه‬
‫بنت لبون >ص‪ <222 :‬فقدها والحقة فلمه الصمعود للجذعمة وأخمذ‬
‫جبرانين‪ ،‬وإن كان عنده بنت مخاض‪ ،‬لنها‪ ،‬وإن كممانت أقممرب لبنممت‬
‫اللبون ليست في جهة الجذعة )ول يجوز أخذ جبران مع ثنية(‪ ،‬وهي‬
‫ممما لهمما خمممس سممنين كاملممة )بممدل جذعممة( فقممدها )علممى أحسممن‬
‫الوجهين(‪ ،‬لنها ليست من أسنان الزكاة )قلت الصح عند الجمهممور‬
‫الجواز‪ ،‬والله أعلم(‪ ،‬لنها أسن منها بسنة فكانت كجذعة بدل حقة‪،‬‬
‫ول يلزم من انتفاء أسنان الزكاة عنها أصالة انتفمماء نيابتهمما ول تعممدد‬
‫الجبران بإخراج ما فوقها‪ ،‬لن الشارع اعتبر الثنية في الجملممة كممما‬
‫في الضحية أما إذا لم يطلب جبرانا فيجوز جزممما )ول تجممزئ شمماة‬
‫وعشرة دراهم( عن جبران واحد‪ ،‬لن الحديث اقتضممى التخييممر بيممن‬
‫الشاتين والعشرين فلم تجزئ خصلة ثالثة كما ل يجمموز فممي كفممارة‬
‫مخيرة إطعام خمسممة وكسمموة خمسممة نعممم إن كممان الخممذ المالممك‬
‫ورضممي بممالتفريق جمماز‪ ،‬لن الحممق لممه )وتجممزئ شمماتان وعشممرون‬
‫لجبرانين(‪ ،‬لن كل مستقل فأجبر الخر على القبول )ول( شيء في‬
‫)البقر حتى تبلغ ثلثين ففيها تبيع(‪ ،‬وهو )ابن سنة( كاملة‪ ،‬لنممه يتبممع‬
‫أمه في المسرح وتجزئ تبيعة بالولى )ثممم فممي كممل ثلثيممن تممبيع و(‬
‫في )كل أربعين مسنة( واستغني بهذا عما يوجد فمي بعمض النسمخ‪،‬‬
‫وفي أربعين مسنة‪ ،‬وهي ما )لها سممنتان( كاملتممان لتكامممل أسممنانها‬
‫ويجزئ تبيعان بالولى وبحث أن في كل أربعين تبيعمما تبيعمما الظمماهر‬
‫أنه وهم‪ ،‬لن المخرج عنه حيث كان فممي سممن تجممب فيممه الزكمماة ل‬
‫تعتبر موافقة سنه للمخرج وسيأتي في رد استشكال إخراج الصغير‬
‫ما يصرح بممذلك وذلممك للخممبر الصممحيح بممذلك وعلممم مممن المتممن أن‬
‫الفرض بعد الربعين ل يتغير إل بزيادة عشرين ثم يتغير بزيممادة كممل‬
‫عشرة ففي مائة وعشرين ثلث مسنات أو أربعة أتبعة ويممأتي فيهمما‬
‫تفصيل ما مر في المائتين إل أنه ل جبران هنما كمالغنم لعمدم وروده‬
‫)ول( شيء في )الغنم حتى تبلغ أربعين فشمماة جذعممة ضممأن أو ثنيممة‬
‫معممز‪ ،‬وفممي مممائة وإحممدى وعشممرين شمماتان و( فممي )مممائتين >ص‪:‬‬
‫‪ <223‬وواحدة ثلث( من الشياه )وفي أربعمائة أربممع ثممم فممي كممل‬
‫مائة شاة( كما في كتاب الصديق رضي الله عنه رواه البخاري‬
‫)تنبيه( أكثر ما يتصور من الوقص في البل تسعة وعشرون ممما‬
‫بين إحدى وتسعين ومائة وإحدى وعشرين‪ ،‬وفي البقر تسع عشممرة‬
‫ما بين أربعين وستين‪ ،‬وفي الغنممم مممائة وثمانيممة وتسممعون ممما بيممن‬
‫مائتين وواحدة وأربعمائة‬

‫)فصل( في بيان كيفية الخراج لما مر وبعممض شممروط الزكمماة‪.‬‬


‫)إن اتحد نوع الماشية( كأن كانت إبله كلها أرحبية أو مهرية أو بقره‬
‫كلها جواميس أو عرابمما أو غنمممه كلهمما ضممأنا أو معممزا )أخممذ الفممرض‬
‫منه(‪ ،‬وهذا هو الصل نعممم إن اختلفممت الصممفة مممع اتحمماد النمموع ول‬
‫نقص وجب أغبطها كالحقاق وبنات اللبون فيما مر‪ ،‬ول نظر لمكان‬
‫الفرق بأن الواجب ثم أصلن ل هنا‪ ،‬لن ملحظ القياس أنه ل حيممف‬
‫على المالك في المسألتين فل ينافي هذا الفرق التممي فممي خمممس‬
‫وعشرين معيبة‪ ،‬وفارق اختلف الصفة هنا اختلف النوع بممأنه أشممد‪،‬‬
‫فإن قلت‪ :‬ينافي الغبط هنا ما يأتي أنه ل يؤخذ الخيار قلممت‪ :‬يجمممع‬
‫بحمل هذا على ما إذا كانت كلها خيارا لكن تعدد وجه الخيريممة فيهمما‬
‫أو كلها غير خيار بأن لم يوجد فيها وصف الخيار التمي‪ ،‬وقمد ممر أن‬
‫الغبطية ل تنحصر في زيادة القيمة وذاك على ما إذا انفممرد بعضممها‬
‫بوصف الخيار دون باقيها فهو الذي ل يؤخذ )فلممو أخممذ( السمماعي أو‬
‫أخرج هو بنفسه )عن ضأن معزا أو عكسه( أو عن جممواميس عرابمما‬
‫أو عكسممه >ص‪) <224 :‬جمماز فممي الصممح( لتحمماد الجنممس‪ ،‬ولهممذا‬
‫يكمل نصاب أحدهما بالخر )بشرط رعاية القيمة( بأن تساوي قيمة‬
‫المخرج من غير النوع تعدد أو اتحد قيمة الممواجب مممن النمموع الممذي‬
‫هو الصل كأن تستوي قيمة ثنية المعز وجذعة الضأن وتبيع العممراب‬
‫وتممبيع الجممواميس ودعمموى أن الجممواميس دائممما تنقممص عممن قيمممة‬
‫العممراب ممنوعممة‪ ،‬ولممو تسمماوت قيمتمما الرحبيممة والمهريممة أجممزأت‬
‫إحداهما عن الخرى قطعا على ما قيل‪ ،‬وكان الفرق أن التمايز بين‬
‫الضأن والمعممز والعممراب والجممواميس أظهممر فجممرى فيهممما الخلف‬
‫تنزيل لهذا التمايز منزلة اختلف الجنس بخلف الرحبيممة والمهريممة‪،‬‬
‫فإن قلت‪ :‬ما وجه تفريعه فلو على ما قبله المقتضي عممدم الجممزاء‬
‫مطلقا‪ ،‬قلت‪ :‬وجهه النظر إلى أن قوله منه إنما ذكر لكممونه الصممل‬
‫كما تقرر ل لنحصار الجزاء فيه )وإن اختلف( النوع )كضأن ومعممز(‬
‫وكأرحبية ومهرية وجواميس وعراب )ففي قممول يؤخممذ مممن الكممثر(‬
‫وإن كان الحظ خلفه تغليبا للغالب )فإن استويا فالغبط( هو الممذي‬
‫يؤخذ أي‪ :‬لنه ل مرجح غيره وقيل يتخير المالممك )والظهممر أنممه( أي‬
‫المالك )يخرج ما شاء( من النوعين )مقسطا عليهما بالقيمة( رعاية‬
‫للجممانبين )فممإذا كممان( أي‪ :‬وجممد )ثلثممون عنممزا(‪ ،‬وهممي أنممثى المعممز‬
‫)وعشر نعجات( ضأنا )أخذ عنممزا أو نعجممة بقيمممة ثلثممة أربمماع عنممز(‬
‫مجزئة )وربع نعجة( مجزئة‪ ،‬وفي عكسه ثلثة أرباع نعجة وربع عنز‪،‬‬
‫والخيرة للمالك كما أفاده المتن ل للساعي فمعنممى قمموله أخممذ أي‪:‬‬
‫أخذ ما اختاره المالك‪ ،‬وكذا يقال في البل والبقر فلممو كممانت قيمممة‬
‫عنز مجزئة دينارا ونعجة مجزئة دينارين لزمه في المثال الول عنممز‬
‫أو نعجة قيمتها دينار وربممع وقممس علممى ذلممك نعممم لممو وجممد اختلف‬
‫الصفة في كل نوع أخرج من أي نوع شاء لكن مممن أجمموده أي‪ :‬مممع‬
‫اعتبار القيمة هنا كما هو ظاهر‬
‫)ول تؤخذ مريضة‪ ،‬ول معيبة( بما يممرد بممه المممبيع عطممف عممام علممى‬
‫خاص للنهي عن ذلك رواه البخاري )إل من مثلهمما( أي‪ :‬المممراض أو‬
‫المعيبات‪ ،‬لن المستحقين شركاؤه‪ ،‬ولو كان البعض أردأ من بعممض‬
‫أخرج الوسط في العيب‪ ،‬ول يلزمه الخيار جمعمما بيممن الحقيممن‪ ،‬فلممو‬
‫ملك خمسما وعشمرين بعيمرا معيبمة فيهما بنمت مخماض ممن الجمود‬
‫وأخرى دونها تعينت هذه‪ ،‬لنها الوسط >ص‪ <225 :‬وإنما لم تجب‬
‫الولى كالغبط في الحقاق وبنات اللبون‪ ،‬لن كل ثم أصل منصوص‬
‫عليه‪ ،‬ول حيف بخلفه هنا‪ ،‬ويؤخذ ابن لبون خنثى عن ابن لبون ذكر‬
‫مع أن الخنوثممة عيممب فممي المممبيع‪ ،‬ولممو انقسمممت ماشمميته لسممليمة‬
‫ومعيبممة أخممذت سممليمة بالقسممط ففممي أربعيممن شمماة نصممفها سممليم‬
‫ونصفها معيب وقيمة كل سليمة دينمماران‪ ،‬وكممل معيبممة دينممار تؤخممذ‬
‫سليمة بقيمممة نصممف سممليمة ونصممف معيبممة مممما ذكممر وذلممك دينممار‬
‫ونصف‪ ،‬ولو كانت المنقسمة لسليمة ومعيبة ستا وسبعين مثل فيهمما‬
‫بنت لبون صحيحة أخذ صحيحة بالقسط مع مريضة كممذا عممبروا بممه‪،‬‬
‫وظاهره أن المريضة ل يعتبر فيها قسممط وعليممه فمموجهه أن القيمممة‬
‫تنضبط مع اختلف مراتممب الصممحة ل مممع اختلف مراتممب العيممب أو‬
‫صحيحتان أخذتا مع رعاية القيمة بأن تكون نسبة قيمتهما إلى قيمممة‬
‫الجميع كنسبتهما إلممى الجميممع )ول ذكممر( >ص‪ ،<226 :‬لن النممص‬
‫ورد بالناث )إل إذا وجب( كابن لبون أو حممق فممي خمممس وعشممرين‬
‫إبل عند فقد بنت المخماض وكجمذع أو ثنمي فيمما دونهما وكتمبيع فمي‬
‫ثلثين بقرة )وكذا( يؤخذ الذكر فيما )لو تمحضت( ماشيته غير الغنم‬
‫)ذكورا( وواجبها في الصل أنثى )في الصح( كما تؤخممذ معيبممة مممن‬
‫مثلها نعم يجب في ابن لبون أخذ في سممت وثلثيممن أن يكممون أكممثر‬
‫قيمة منه في خمس وعشرين لئل يسوي بين النصب‪ ،‬ويعرف ذلممك‬
‫بالتقويم والنسبة فلممو كممانت قيمممة المممأخوذ فممي خمممس وعشممرين‬
‫خمسين كانت قيمة المأخوذ في ست وثلثين اثنين وسبعين بنسممبة‬
‫زيادة الجملة الثانيمة علمى الجملمة الولمى‪ ،‬وهمي خمسمان وخممس‬
‫خمس أما الغنم فكذلك على وجه‪ ،‬والصح إجزاء الذكر عنها قطعمما‪،‬‬
‫وخرج بتمحضت ما لو انقسمت إلى ذكور وإنمماث فل يؤخممذ عنهمما إل‬
‫الناث كالمتمحضة إناثا لكن النثى الممأخوذة فمي المختلطمة تكمون‬
‫دون المأخوذة في المتمحضة لوجوب رعاية نظير التقسيط السابق‬
‫فيها فإن تعدد واجبها وليس عنده إل أنممثى واحممدة جمماز إخممراج ذكممر‬
‫معها‪ ،‬وإيراد هذه على المتممن نظممرا إلممى أنهمما لممم تتمحممض وأجممزأه‬
‫إخراج ذكر غير صحيح >ص‪ ،<227 :‬لن هذه حالممة ضممرورة نظيممر‬
‫ما مر في السليم والمعيب )وفي الصغار( إذا ممماتت المهممات عنهمما‬
‫وبني حولها على حولها كما يأتي أو ملمك أربعيمن مممن صمغار المعممز‬
‫ومضى عليها حول فاندفع استشكال ذلك بأن شرط الزكمماة الحممول‬
‫وبعده تبلغ حد الجزاء )صغيرة فممي الجديممد( لقممول الصممديق رضممي‬
‫الله عنه والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول اللممه صمملى‬
‫الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها والعناق صممغيرة المعممز ممما لممم‬
‫تجذع ويجتهد الساعي في غير الغنم وليحترز عممن التسمموية بيممن ممما‬
‫قل وكثر فيؤخذ في ست وثلثين فصمميل فصميل فمموق الممأخوذ فمي‬
‫خمس وعشرين‪ ،‬وفي ست وأربعين فصيل فصيل فوق المأخوذ في‬
‫ست وثلثيممن وهكممذا‪ ،‬والكلم فيممما إذا اتحممد الجنممس ففممي خمسممة‬
‫أبعرة صغار تجب جذعة أو ثنية‪ ،‬لنها لما كانت من غير الجنممس لممم‬
‫تختلف باختلفه‪ ،‬ولو انقسمت ماشمميته لصممغار وكبممار وجبممت كممبيرة‬
‫بالقسط فإن لم توجد به فالقيمة كممما مممر‪ ،‬وكممذا يقممال فيممما سممبق‬
‫)ول( تؤخذ )ربى( أي‪ :‬حديثة عهد بنتاج ناقة كانت أو بقممرة أو شمماة‪،‬‬
‫وإن اختلف أهل اللغة في إطلقها على الثلثة سممميت بممذلك‪ ،‬لنهمما‬
‫تربي ولدها ويسمتمر لهما همذا السمم إلمى خمسمة عشمر يومما ممن‬
‫ولدتها أو إلى شهرين قولن لهممل اللغممة‪ ،‬والممذي يظهممر أن العممبرة‬
‫بكونها تسمى حديثة عرفا‪ ،‬لنممه المناسممب لنظممر الفقهمماء )وأكولممة(‬
‫بفتح فضم أي‪ :‬مسمنة للكل )وحامل( وألحق بها فممي الكفايممة عممن‬
‫الصحاب التي طرقها الفحل لغلبة حمممل البهممائم مممن مممرة واحممدة‬
‫بخلف الدميات وإنما لم تجزئ في الضحية‪ ،‬لن مقصممودها اللحممم‬
‫ولحمها رديء‪ ،‬وهنا مطلق النتفاع‪ ،‬وهو بالحامل أكثر لزيممادة ثمنهمما‬
‫غالبا‪ ،‬والحمل إنما يكون عيبا في الدميات )وخيار( عام بعممد خمماص‬
‫كذا قيل‪ ،‬وهو غير متجه بل هو مغمماير والمممراد وخيممار بوصممف آخممر‬
‫>ص‪ <228 :‬غير ما ذكممر‪ ،‬وحينئذ فيظهممر ضممبطه بممأن يزيممد قيمممة‬
‫بعضها بوصف آخر غير ما ذكر على قيمة كممل مممن الباقيممات وأنممه ل‬
‫عبرة هنا بزيادة لجل نحو نطاح وأنممه إذا وجممد وصممف مممن أوصمماف‬
‫الخيار التي ذكروها ل يعتبر معه زيممادة‪ ،‬ول عممدمها اعتبممارا بالمظنممة‬
‫وذلك لخبر }إياك وكرائم أموالهم{ نعم إن كانت ماشيته كلها خيارا‬
‫أخذ الممواجب منهمما كممما مممر إل الحوامممل‪ ،‬لن الحامممل حيوانممان )إل‬
‫برضا المالك( في الجميع‪ ،‬لنه محسن بالزيممادة )ولممو اشممترك أهممل‬
‫الزكاة( أي‪ :‬اثنان من أهلها كما يفيده قوله‪ :‬زكيا‪ ،‬وإطلق أهل على‬
‫الثنين صحيح‪ ،‬لنه اسم جنس وهما مثممال )فممي( جنممس واحممد‪ ،‬وإن‬
‫اختلف النوع من )ماشية( نصاب أو أقل ولحدهما نصاب بنحممو إرث‬
‫أو شراء )زكيا كرجل( كخلطة الجوار التية بل أولى‪ ،‬وقد يفهم مممن‬
‫قوله‪ :‬زكيا أنه ليس لحدهما النفراد بالخراج بل إذن الخر‪ ،‬وليممس‬
‫مرادا بل له ذلك‪ ،‬والنفراد بالنية عنه على المنقول المعتمد فيرجممع‬
‫ببدل ممما أخرجممه عنممه لذن الشممارع فممي ذلممك ولن الخلطممة تجعممل‬
‫المالين مال واحدا فسلطته علممى الممدفع المممبرئ الممموجب للرجمموع‬
‫وبهذا فارقت نظائرها‪ ،‬ونقل الزركشي أن محممل الرجمموع حيممث لممم‬
‫يأذن الخممر إن أدى مممن المشممترك‪ ،‬وفيممه نظممر بممل ظمماهر كلمهممم‬
‫والخبر أنه ل فرق ثم رأيت ابن الستاذ رجممح ذلممك ثممم قممد يفيممدهما‬
‫الشتراك تخفيفا كثمانين بينهما سواء وتثقيل كأربعين كممذلك وتثقيل‬
‫علممى أحممدهما وتخفيفمما علممى الخممر كسممتين لحممدهما ثلثاهمما وكممأن‬
‫اشتركا في عشممرين مناصممفة ولحممدهما ثلثممون انفممرد بهمما فيلزمممه‬
‫أربعة أخماس شاة‪ ،‬والخر خمس شاة‪ ،‬وقد ل تفيممد شمميئا كمممائتين‬
‫سواء >ص‪ <229 :‬ويأتي ذلك في خلطة الجمموار أممما إذا لممم يكممن‬
‫لحدهما نصاب فل زكاة‪ ،‬وإن بلغه مجموع المممالين كممأن انفممرد كممل‬
‫منهما بتسعة عشر واشتركا في ثنتين أو خلطا ثمانية وثلثين وميممزا‬
‫شاتين دائما )وكذا لو خلطمما( أي‪ :‬أهممل الزكمماة )مجمماورة( بممأن كمان‬
‫مال كل معينا في نفسه فيزكيان كرجل إجماعا ولخبر البخاري عممن‬
‫كتاب الصديق رضي الله عنه }ل يجمع بين مفممترق‪ ،‬ول يفممرق بيممن‬
‫مجتمع خشية الصدقة{‪ ،‬وخرج بأهل الزكاة ما لو كان أحممد المممالين‬
‫موقوفا أو لذمي أو مكاتب أو لبيت المال فيعتبر الخر إن بلغ نصابا‬
‫زكاه‪ ،‬وإل فل )بشرط( دوام الخلطة سنة في الحولين فلو ملك كل‬
‫أربعين شاة أول المحرم وخلطاها أول صمفر لمم تثبمت فمي الحمول‬
‫الول فإذا جاء المحرم أخرج كل شاة وثبتت في الحول الثماني ومما‬
‫بعده‪ ،‬وبقائها فممي غيممر الحممولي وقممت الوجمموب كبممدو صمملح الثمممر‬
‫واشتداد الحب ونصوا عليه مع اشممتراطها قبلممه وبعممده أيضمما بممدليل‬
‫اتحاد نحو الملقح والجرين‪ ،‬لنه الصل ولنهما غير مطرديممن‪ ،‬إذ لممو‬
‫ورث جمع نخل مثمممرا >ص‪ <230 :‬فاقتسممموا بعممد الزهممو لزمهممم‬
‫زكاة الخلطة لشتراكهم حالة الوجوب‪ .‬والحاصل أن ما ل يعتممبر لممه‬
‫حول تعتبر الخلطة فيمه عنممد الوجمموب كمالزهو فمي الثممر كممذا فممي‬
‫الحاوي وفروعه ومرادهم خلطة الشيوع أما خلطة المجاورة فل بممد‬
‫منها من أول الزرع إلى وقت الخراج بدليل اشتراطهم التحاد فممي‬
‫نحو الماء والجرين و )أن ل تتميز( ماشية أحدهما عن ماشية الخممر‬
‫)في المشرب( أي‪ :‬محل الشرب‪ ،‬ول في الدلو والنية التي تشرب‬
‫فيها‪ ،‬ول فيما تجتمع فيه قبل السقي وما تنحى إليه ليشممرب غيرهمما‬
‫بأن ل تنفرد إحداهما بمحل ل ترد فيه الخرى ل بأن يتحدا في محل‬
‫واحد مما ذكر دائما‪ ،‬وكممذا فممي جميممع ممما يممأتي فعلممم أن ممما يعتممبر‬
‫التحاد فيه ل يشترط اتحاده بالذات بل أن ل يختص أحد المالين به‪،‬‬
‫وإن تعدد إل الفحل عند اختلف النوع كما يأتي )والمسرح( الشامل‬
‫للمرعى وطريقه أي‪ :‬فيما تجتمع فيه لتساق للمرعى‪ ،‬وفيما ترعممى‬
‫فيه‪ ،‬والطريق إليه‪ ،‬لنها مسرحة في الكممل )والممراح( بضممم الميمم‬
‫أي‪ :‬مأواها ليل )وموضع الحلب( بفتممح اللم مصممدر وحكممي سممكونها‬
‫وقد يطلق على اللبن‪ ،‬وهو ‪ -‬أعنممي محممل الحلممب ‪ :-‬المحلممب بفتممح‬
‫الميم أما بكسرها فهو النمماء الممذي يحلممب فيممه ول يشممترط اتحمماده‬
‫كالحالب )وكذا الراعي والفحل( لكن إن اتحممد النمموع‪ ،‬وإل لممم يضممر‬
‫اختلفه للضرورة حينئذ )في الصح(‪ ،‬وإن اسممتعير أو ملكممه أحممدهما‬
‫)ل نية الخلطة في الصح(‪ ،‬لن المقتضممي لتممأثير الخلطممة هممو خفممة‬
‫المؤنة باتحاد ما ذكر‪ ،‬وهو موجود‪ ،‬وإن لم تنو ويشكل عليه السمموم‬
‫فإن هذا التعليل موجود فيه‪ ،‬وإن لم ينو‪ ،‬ومع ذلك قالوا‪ :‬ل بممد مممن‬
‫قصممده إل أن يفممرق بممأن الخلطممة ليسممت موجبممة بإطلقهمما بخلف‬
‫السوم فإنه موجب على خلف الصل فوجب قصممده‪ ،‬ومممن ثممم لممم‬
‫يشترط قصد العتلف‪ ،‬لنه لما لم يوجب كان موافقا للصل ويضممر‬
‫الفتراق في واحد مما ذكر أو يأتي زمنا طويل كثلثة أيام مطلقمما أو‬
‫يسيرا بتعمد أحدهما لممه أو بتقريممره للتفممرق >ص‪ <231 :‬ويجممزئ‬
‫أيضا أخذ الساعي الواجب مممن مممال أحممدهما فيرجممع علممى شممريكه‬
‫بحصته من القيمة‪ ،‬لن الخلطة صيرت المالين كالمال الواحد‪ ،‬ومن‬
‫ثم أجزأت نية أحدهما عن الخر ويصدق فيها‪ ،‬لنه غممارم‪) .‬والظهممر‬
‫تممأثير خلطممة الثمممر والممزرع والنقممد وعممرض التجممارة( باشممتراك أو‬
‫مجاورة لعموم خبر }ول يفرق بين مجتمع خشية الصدقة{ ولوجممود‬
‫خفممة المؤنممة بالخلطممة هنمما أيضمما )بشممرط أن ل يتميممز( فممي خلطممة‬
‫الجمموار )النمماطور( هممو بالمهملممة حممافظ النخممل والشممجر وحكممي‬
‫إعجامهمما‪ ،‬وقيممل‪ :‬الول حممافظ الكممرم والثمماني الحممافظ مطلقمما‬
‫)والجرين والدكان والحارس( ذكره بعد الناطور من ذكر العم بعممد‬
‫الخص على غير الخير )ومكان الحفممظ ونحوهمما( كممماء تشممرب بممه‬
‫وحراث ومتعهد وجداد نخل وميممزان ومكيممال ووزان وكيممال وحمممال‬
‫قاله في المجموع ولقاط وملقح ونقاد ومناد ومطالب بالثمان‪ ،‬لن‬
‫المممالين إنممما يصمميران كالمممال الواحممد بممذلك واستشممكل البلقينممي‬
‫الجرين‪ ،‬وهو بجيم مفتوحة موضممع تجفيممف الثمممار وتخليممص الحممب‬
‫وقيل محممل تجفيممف الزبيممب >ص‪ <232 :‬ومثلممه البيممدر للحنطممة‪،‬‬
‫والمربد للثمر بأن الخلطة إنما تكون قبل الوجمموب‪ ،‬والجريممن بعممده‬
‫فل معنى لعتبار الشتراك فيه‪ .‬ويجاب بأن الخراج لما توقف علممى‬
‫التجفيف كان العرف بعد توقف الرتفاق بالخلطة عليه فاتضح وجممه‬
‫عدهم له على أن قوله إنما إلى آخره غير صحيح كما علم مممما مممر‬
‫آنفا وصورة خلطة المجاورة في ذلك أن يكون لكممل صممف نخيممل أو‬
‫زرع في حمائط واحمد‪ ،‬وكيمس دراهمم فمي صمندوق واحمد أو أمتعمة‬
‫تجارة في دكان واحد ومر ما يعلم منه أنممه ليممس المممراد بممما يجممب‬
‫اتحاده كونه واحدا بالذات بل أن ل يظهر تميز أحد المالين بممه‪ ،‬وإن‬
‫تعدد )ولوجوب زكاة الماشية( التي هي النعم كما عرف مممما قممدمه‬
‫ومممر علممى ممما فيممه أنممه الوضممع اللغمموي أيضمما فل اعممتراض عليممه‪،‬‬
‫والضافة هنا بمعنى في نحو بممل مكممر الليممل أي‪ :‬الزكمماة فيهمما كممما‬
‫بأصله‪ ،‬ويصح كونها بمعنى اللم )شرطان( غيممر ممما مممر ويممأتي مممن‬
‫النصمماب وكمممال الملممك وإسمملم المالممك وحريتممه أحممدهما )مضممي‬
‫الحول( كله‪ ،‬وهي )في ملكه( لخبر }ل زكاة فممي مممال حممتى يحممول‬
‫عليه الحول{‪ ،‬وهو ضعيف بل صحيح عند أبي داود على أنه اعتضممد‬
‫بآثار صحيحة عن كثيرين من الصحابة بمل أجممع التمابعون والفقهمماء‬
‫عليه‪ ،‬وإن خالف فيه بعض الصحابة رضي اللممه عنهممم سمممي حممول‪،‬‬
‫لنه حال أي‪ :‬ذهب وأتى غيره‪) .‬لكن ما نتج( بالبناء للمفعول ل غيممر‬
‫)مممن نصمماب( قبممل تمممام حمموله‪ ،‬ولممو بلحظممة )يزكممى بحمموله( أي‪:‬‬
‫النصاب لما مر عن أبي بكر ووافقه عمر وعلي رضممي اللممه عنهممم‪،‬‬
‫ولم يعرف لهم مخالف ولن المعنممى فممي اشممتراط الحممول حصممول‬
‫النماء‪ ،‬والنتاج نماء عظيم فتبع الصل في حوله وإن مات‪ ،‬فإذا كان‬
‫عنده مممائة فولممدت إحممدى وعشممرين قبممل الحممول وجممب شمماتان أو‬
‫عشرين لم يفد كما في الروضة والمجموع >ص‪ ،<233 :‬لنها لممم‬
‫تبلغ بالنتاج ما يجب فيه شيء زائد على ما قبلممه واعممترض بممأنه قممد‬
‫يفيد فيما إذا ملك أربعيمن فولمدت عشمرين ثمم ممات ممن المهمات‬
‫عشرون‪ .‬ويرد بأن كلمهما في خصوص ذلك المثال فل يرد عليهممما‬
‫هذا قيل‪ :‬يممرد الول علممى المتممن‪ ،‬لن العشممرين يصممدق عليهمما أنهمما‬
‫نتجت من نصاب ومع ذلك ل تزكى بحوله‪ ،‬ويرد بأنه علم من كلمممه‬
‫أن المهات لو لم تبلغ النصاب الثاني ل يجب فيها شمميء زائد علممى‬
‫الربعين فالنتاج أولى فإيراد مثل ذلك عليه تساهل‪ ،‬أو أربعون شمماة‬
‫فولدت أربعين وماتت قبل الحول فتجب شاة واستشممكل السممنوي‬
‫هذا بأنه يقتضي أن السوم ل يجب في جميع النصاب وأجيب بفرض‬
‫ذلك فيما إذا كان النتاج قبل آخممر الحممول بنحممو يممومين مممما ل يممؤثر‬
‫العلف فيهمما‪ ،‬وفيممه نظممر لمنافمماته لكلمهممم وبممأن السممخلة المغممذاة‬
‫باللبن ل تعد معلوفممة عرفمما‪ ،‬ول شممرعا أي‪ :‬لن اللبممن كممالكل‪ ،‬لنممه‬
‫ناشئ عنه‪ ،‬وبأن اللبن الذي تشربه السخلة ل يعد مؤنة عرفمما‪ ،‬لنممه‬
‫يستخلف إذا حلب كالممماء وأجيممب بغيممر ذلممك أيضمما مممما فيممه نظممر‪،‬‬
‫وأحسن من ذلك كله أن يحاب بأن النتاج لممما أعطممي حكممم أمهمماته‬
‫في الحول فأولى في السوم فمحل اشتراطهما في غير هممذا التممابع‬
‫الذي ل تتصممور إسممامته ثممم رأيممت شمميخنا أشممار لممذلك‪ ،‬ويممأتي عممن‬
‫المتولي ما يخالف ذلك مع رده‪ ،‬وخرج بنتج ما ملك بنحو شراء كممما‬
‫يأتي وبقوله‪ :‬من نصاب ما نتج من دونممه كعشممرين نتجممت عشممرين‬
‫فحولها من حين تمام النصاب وبقوله بحوله ما حدث بعد الحممول أو‬
‫مع آخره فل يضم للحممول الول بممل للثمماني‪ ،‬ويشممترط اتحمماد سممبب‬
‫ملك المهات والنتاج فلو أوصى به لشخص لم يضم لحول المموارث‪،‬‬
‫وكذا لو أوصى الموصى له بالحمل به قبل انفصاله لمالممك المهممات‬
‫ثم مات ثم نتجت لم يزك بحممول الصممل وانفصممال كممل النتمماج قبممل‬
‫تمام الحول‪ ،‬وإل فل زكاة‪ ،‬واتحاد الجنس فلو حملت بإبل إن تصممور‬
‫فل ضممم )ول يضممم المملمموك بشممراء أو غيممره فممي الحممول( >ص‪:‬‬
‫‪ ،<234‬لنه لم يتم له حممول والنتمماج إنممما خممرج عنممه للنممص عليممه‪،‬‬
‫وخرج بفي الحول النصاب فيضم فيه لبلوغه بممه احتمممال المواسمماة‬
‫فإذا اشترى غممرة المحممرم ثلثيممن بقممرة وعشممرة أخممرى أول رجممب‬
‫فعليه في الثلثين تبيع عن محرم وللعشرة ربع مسنة عند رجب ثممم‬
‫عليه بعد ذلممك فممي بمماقي الحمموال ثلثممة أربمماع مسممنة عنممد محممرم‪،‬‬
‫وربعها عند رجب وهكذا‪ ،‬ومن ثم لو طممرأت الخلطممة علممى النفممراد‬
‫لزم للسنة الولمى زكماة النفمراد‪ ،‬ولمما بعمدها زكماة الخلطمة )فلمو‬
‫ادعى( المالك )النتاج بعد الحول( أو نحو البيع أثناءه أو غير ذلك من‬
‫مسممقطات الزكمماة وخممالفه السمماعي واحتمممل قممول كممل )صممدق(‬
‫المالك‪ ،‬لن الصممل عممدم الوجمموب مممع أن الصممل فممي كممل حممادث‬
‫تقديره بأقرب زمن )فإن اتهم( من الساعي مثل )حلممف( نممدبا فممإن‬
‫أبممى تممرك‪ ،‬ول يحلممف سمماع‪ ،‬ول مسممتحق )ولممو مممات( المالممك فممي‬
‫الحول انقطع فيستأنفه الوارث مممن وقممت الممموت نعممم السممائمة ل‬
‫يستأنف حولها منه بممل مممن وقممت قصممده هممو لسممامتها بعممد علمممه‬
‫بالموت ومثل ذلك ما لو كممان مممال مممورثه عممرض تجممارة فل ينعقممد‬
‫حوله حتى يتصرف فيه بنية التجارة‪ ،‬وأممما إفتمماء البلقينممي بالكتفمماء‬
‫هنمما وفممي السممائمة بقصممد المممورث فهممو مخممالف لكلم الصممحاب‬
‫فاحذره‪ ،‬وإن وافقه الذرعي فممي بعضممه )أو زال ملكمه فممي الحممول‬
‫فعاد أو بممادل بمثلممه( مبادلممة صممحيحة >ص‪ <235 :‬فممي غيممر نحممو‬
‫قرض النقد )اسممتأنف(‪ ،‬لنممه ملممك جديممد فاحتمماج لحممول ثممان وأتممى‬
‫بالفاء‪ ،‬ومثممل ليفهممم السممتئناف عنممد طممول الزمممن واختلف النمموع‬
‫بالولى ويكره له ذلك إن قصد به الفمرار ممن الزكماة وفمي الموجيز‬
‫يحرم زاد في الحياء‪ :‬ول تبرأ بمه الذممة باطنما وأن همذا ممن الفقمه‬
‫الضار وقال ابن الصمملح يممأثم بقصممده ل بفعلممه‪ ،‬وشمممل المتممن بيممع‬
‫بعض النقد الذي للتجارة ببعض كممما يفعلممه الصمميارفة‪ ،‬وهممو كممذلك‪،‬‬
‫وكذا لو كان عنممده نصمماب سممائمة للتجممارة فبادلهمما بمثلهمما فينقطممع‬
‫الحول أيضا‪ ،‬ولو أقرض نصاب نقد في الحول لممم ينقطممع عنممه‪ ،‬لن‬
‫الملك لم يزل بالكلية لثبوت بدله فممي ذمممة المقممترض والممدين فيممه‬
‫الزكاة كما يأتي )و( الشرط الثاني )كونها سائمة( بفعممل المالممك أو‬
‫وكيله أو وليه أو الحاكم لغيبته مثل لما يأتي أنه ل زكاة فممي سممائمة‬
‫بنفسها >ص‪ <236 :‬والسائمة الراعية في كل مباح وذلممك للتقييممد‬
‫بالسوم في الحاديث في البل والغنم وألحق بهما البقر فمافهم أنمه‬
‫ل زكاة في معلوفة‪ ،‬لن مؤنتها لما لم تتمموفر لممم تحتمممل المواسمماة‬
‫أما المملوك فإن قلت‪ :‬قيمته بحيث لم يعد مثله كلفممة فممي مقابلممة‬
‫نمائهمما فهممي سممائمة‪ ،‬وإل فهممي معلوفممة علممى ممما رجحممه السممبكي‬
‫واعتمممد الجلل البلقينممي أنممه يممؤثر مطلقمما والسممنوي وغيممره إفتمماء‬
‫القفال بأنها لو رعت ما اشتراه فممي محلممه فسممائمة‪ ،‬وإل فمعلوفممة‬
‫قال القفال‪ :‬ولو رعاها ورقا تناثر فسائمة‪ ،‬وإن قدمه لهمما فمعلوفممة‬
‫أي‪ :‬ما لم يكن مممن حشمميش الحممرم فل ينقطممع بممه السمموم‪ ،‬لنممه ل‬
‫يملك وإنما يثبت لخذه نوع اختصاص فإذا علفها به فقد علفها بغيممر‬
‫مملوك فلم ينقطع السوم قاله ابن العماد‪ ،‬وفيه ما فيه‪ ،‬لن المدار‬
‫على الكلفة وعدمها ل على ملك المعلوف >ص‪ <237 :‬والحاصممل‬
‫أن الذي يتجه من ذلك أن ملك العلف أو مؤنة تقديم المباح لهمما إن‬
‫عده أهل العرف تافها في مقابلة بقائها أو نمائهمما فهممي باقيممة علممى‬
‫سومها‪ ،‬وإل فل فإن قلت‪ :‬يشكل على هذا ما يأتي في العلممف مممن‬
‫النظر إلى الضرر البين‪ ،‬وفي الشممرب بالممماء المشممترى مممن منعممه‬
‫وجوب كمال العشممر مطلقمما قلممت‪ :‬يفممرق بممأن ممما هنمما فيممه النظممر‬
‫للمعلوف وذاك فيممه النظممر لزمنممه فنيممط كممل بممما يناسممبه علممى أن‬
‫المدرك فيهما واحد في الحقيقة كما يعلم مما يأتي فإن شراء الماء‬
‫ل يسقط الوجوب مممن أصممله فلممم ينظممر فيممه لتممافه وغيممره بخلف‬
‫العلف هنا ويظهر إتيان ذلك أيضا فيما لو استأجر من يرعاها بممأجرة‬
‫فيفرق بين كثرة الجرة وقلتها‪ ،‬ول أثر لشرب النتاج لبن أمممه‪ ،‬لنممه‬
‫ناشئ عن الكل المباح مع كونه تابعمما ولممذا لممم يفممرد بحممول‪ ،‬وقممول‬
‫السنوي عن المتولي‪ :‬ل يضم لمه حتى يسام بقية حولهمما اعممترض‬
‫بأنه يلزم منه أنه ل يزكى ما دام صغيرا‪ ،‬لنه ل يجتزى بالسوم عممن‬
‫لبن أمه‪ ،‬وهممو باطممل‪ ،‬وخممرج بإسممامة مممن ذكممر سممائمة ورثهمما وتممم‬
‫حولها‪ ،‬ولم يعلم فل زكمماة فيهمما خلفمما لممما بحثممه الذرعممي‪ ،‬وممما لممو‬
‫أسامها غاصب أو مشتر شراء فاسدا )فإن علفممت معظممم الحممول(‬
‫ليل أو نهارا )فل زكاة( فيها لكثرة مؤنتها حينئذ )وإل( تعلف معظمممه‬
‫كأن كانت تسام نهمارا وتعلمف ليل )فالصمح( أنهما )إن علفمت قمدرا‬
‫تعيش بدونه بل ضرر بين( إما لقلة الزمن كيوم أو يومين فقد قالوا‪:‬‬
‫إنها تصبر عن العلف اليومين ل الثلثة‪ ،‬وإممما لسممتغنائها بممالرعي فل‬
‫يتغير حكمها بممالعلف حينئذ كممما جممزم بممه الرويمماني )وجممب( زكاتهمما‬
‫لخفة مؤنتها )وإل( تعممش أصممل أو مممع ضممرر بيممن بممدونه )فل( زكمماة‬
‫لظهور المؤنة سواء أكان ذلك القدر الذي علفت به متواليمما أم غيممر‬
‫متوال كما اقتضاه إطلقهم‪ ،‬وهو ظمماهر لممما تقممرر أن المممدار علممى‬
‫قلة المؤنة وكثرتها‪ ،‬ومحل ممما ذكممر حيممث لممم يقصممد بممالعلف قطممع‬
‫السوم‪ ،‬وإل انقطع به مطلقا )ولممو سممامت( الماشممية )بنفسممها( فل‬
‫زكاة بناء على الصممح أنممه يشممترط قصممد السمموم >ص‪) <238 :‬أو‬
‫اعتلفممت السممائمة( بنفسممها القممدر المممؤثر فل زكمماة أيضمما لحصممول‬
‫المؤنة‪ ،‬وقصد العلف غير شممرط لرجمموعه إلممى الصممل‪ ،‬وهممو عممدم‬
‫الوجمموب )أو كممانت عوامممل( للمالممك ولممو فممي محممرم أو بممأجرة أو‬
‫لغاصب )في حرث ونضح(‪ ،‬وهو محل الماء المعد للشرب )ونحمموه(‬
‫كحمل )فل زكاة في الصح(‪ ،‬لنها معممدة لسمتعمال مبمماح فأشممبهت‬
‫ثياب البدن وصح }ليمس فممي البقممر العوامممل شميء{‪ ،‬وفمي روايمة‬
‫}ليس على العوامل شيء{‪.‬وزمن كونها عوامل يقاس بزمن علفها‬
‫فيما مر ويفرق بين عدم وجوب الزكاة في المسممتعملة فممي محممرم‬
‫ووجوبها في حلي محرم بأنها متأصلة في النقد‪ ،‬ومن ثممم لممم يحتممج‬
‫لقصد‪ ،‬ول فعل فلممم يسممقطها فيممه إل قمموي‪ ،‬والمحممرم ل قمموة فيممه‬
‫بخلفها في الحيوان‪ ،‬ومن ثم احتمماجت إلممى إسمامة وقصممد فتممأثرت‬
‫بأدنى مؤثر‪ ،‬ومنه الستعمال المحرم )وإذا وردت ماء أخذت زكاتهمما‬
‫عنده( ندبا للمر به رواه أحمد ولنه أسممهل ول يكلفممون حينئذ ردهمما‬
‫للبلد‪ ،‬ول الساعي أن يتبع المراعي )وإل( ترد الماء لنحممو اسممتغنائها‬
‫بالكل )فعند بيوت أهلها( وأفنيتهم فيكلفون الممرد إليهمما‪ ،‬لنممه أضممبط‬
‫ويظهر فيما ل تممرد ممماء‪ ،‬ول مسممتقر لهلهمما لممدوام انتجمماعهم معهمما‬
‫تكليف الساعي النجعة إليهم‪ ،‬لن كلفتممه أهممون مممن كلفممة تكليفهممم‬
‫ردها إلى محل آخر ثم رأيت المتممولي قممال‪ :‬اللزم للملك التمكيممن‬
‫من أخذ الزكاة دون حملهمما إلممى المممام ثممم استشممكله بممأن }وآتمموا‬
‫الزكاة{ يقتضي وجوب الحمل إليه حتى لو كان بعيرا جموحمما لزمممه‬
‫العقال‪ ،‬وعليه حمل قول أبي بكر رضي الله عنه لو منعمموني عقممال‬
‫أعطمموه رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم لقمماتلتهم عليممه ا ه‬
‫والقاضي قال‪ :‬يلزممه التسمليم بالعقمال ثمم يسمترده واعتممده فمي‬
‫الكفاية فقال‪ :‬مؤنة إيصالها إلى الساعي أو المستحق على المؤدي‬
‫فيلزمه العقال في الجموح وعليه حمل أصحابنا ما ذكر عن أبي بكر‬
‫رضي الله عنه ا ه ويوافقه قول المجموع عن صاحب البيان وأقممره‬
‫ومؤنة إحضار الماشية إلى الساعي على المالك‪ ،‬لنها للتمكين مممن‬
‫الستيفاء ولك أن تقول إن قلنا بوجوب الممدفع إلممى المممام أو نممائبه‬
‫وجبت المؤنة على المالك أو بعدمه فإن أرسل ساعيا وجب تمكينممه‬
‫من القبض ولو بنحممو عقممال الجممموح ثممم يؤخممذ منممه بعممد القبممض ل‬
‫حملها إلى محله إن بعد‪ ،‬لن في ذلك مشقة ل تطاق >ص‪<239 :‬‬
‫وبهذا التفصيل يجمع بين كلم التتمة وغيره‪ ،‬وتعليل المجموع يشممير‬
‫لما ذكرته فتأمله‪ ،‬وفيه عن الصممحاب يلزمممه بعممث السممعاة لخممذها‬
‫أي‪ :‬ممن ل يعلم منهم أنهم يؤدونها بأنفسممهم )ويصممدق المالممك( أو‬
‫نحو وكيله )في عددها إن كان ثقة( وللساعي عدها )وإل( يكممن ثقممة‬
‫أو قال‪ :‬ل أعرف عددها )فتعد( أي‪ :‬وجوبمما كممما هممو ظمماهر والولممى‬
‫كون العد )عند مضيق( تمر به واحدة فواحممدة وبيممد كممل واحممد مممن‬
‫الخذ والمخرج قضمميب يشممير بممه إليهمما ويضممعه علممى ظهرهمما‪ ،‬لنممه‬
‫أسممهل وأبعممد عممن الغلممط فممإن ادعممى أحممدهما الخطممأ بممما يختلممف‬
‫الواجب به أعيد العممد ويسممن لخممذ الزكمماة الممدعاء لمعطيهمما ترغيبمما‬
‫وتطييبا لقلبه وقيل‪ :‬يجب ويكممره لغيممر نممبي أو ملممك إفممراد الصمملة‬
‫على غير نبي أو ملك وقيمل يحمرم والسملم كالصملة فيكمره إفمراد‬
‫غائب به أي‪ :‬إل في المكاتبات أخذا مما يأتي في السير‪ ،‬لنها منزلة‬
‫منزلة المخاطبة ثم رأيت المجموع صرح بذلك هنا فقممال‪ :‬وممما يقممع‬
‫منه في غيبة في المراسلت منزل منزلة ما يقع منه خطايمما ويسممن‬
‫لمعطي نحو صدقة أو كفارة أو نذر ربنا تقبل منا إنك أنممت السممميع‬
‫العليم ويسن الترضي والترحم على كل خير ولو غير صحابي خلفمما‬
‫لمن خص الترضي بالصحابة‬

‫باب زكاة النبات‬


‫أي‪ :‬النابت‪ ،‬وهو إما شجر‪ ،‬وهو على الشهر ممما لممه سمماق وإممما‬
‫نجممم‪ ،‬وهممو ممما ل سمماق لممه كممالزرع والصممل فيممه الكتمماب والسممنة‬
‫والجممماع )تختممص بممالقوت(‪ ،‬وهممو ممما يقمموم بممه البممدن غالبمما‪ ،‬لن‬
‫القتيممات ضممروري للحيمماة فممأوجب الشممارع منممه شمميئا لربمماب‬
‫الضرورات بخلف ما يؤكل تنعما أو تأدما مثل كممما يممأتي )وهممو مممن‬
‫الثمممار الرطممب والعنممب( إجماعمما )ومممن الحممب الحنطممة والشممعير‬
‫والرز( بفتممح فضممم فتشممديد فممي أشممهر اللغممات )والعممدس >ص‪:‬‬
‫‪ <240‬وسممائر المقتممات اختيممارا(‪ ،‬ولممو نممادرا كممالحمص والبسمملء‬
‫والبمماقلء والممذرة والممدخن‪ ،‬وهممو نمموع منهمما واللوبيمما‪ ،‬وهممو الممدجر‬
‫والجلبممان والممماش‪ ،‬وهممو نمموع منممه‪ ،‬وظمماهر أن الدقسممة قممال فممي‬
‫القاموس‪ :‬وهي حب كالجاروش كذلك‪ ،‬لنها بمكة ونواحيهمما مقتاتممة‬
‫اختيارا بل قد تؤثر كثيرا على بعض ممما ذكممر للخممبر الصممحيح }فيممما‬
‫سقت السماء والسيل والبعل العشر‪ ،‬وفيممما سممقي بالنضممح نصممف‬
‫العشر{‪.‬وإنما يكون ذلك في الثمر والحنطممة والحبمموب فأممما القثمماء‬
‫والبطيممخ والرمممان والقضممب أي‪ :‬بالمعجمممة‪ ،‬وهممو الرطبممة بفتممح‬
‫فسكون فعفو عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيس بما‬
‫فيه غيره بجامع القتيات وصلحية الدخار فيما تجب فيه‪ ،‬وعممدمهما‬
‫فيما ل تجب فيممه سممواء أزرع ذلممك قصممدا أم نبممت اتفاقمما كممما فممي‬
‫المجموع حاكيا فيه التفاق وبه يعلم ضممعف قممول شمميخنا فممي متممن‬
‫تحريره وشرحه تبعا لصله‪ :‬وأن يزرعه مالكه أو نائبه فل زكاة فيما‬
‫انزرع بنفسه أو زرعه غيره بغير إذنه كنظيره فممي سمموم النعممم ا ه‪.‬‬
‫وفي الروضة وأصلها ما حاصله أن ما تناثر مممن حممب مملمموك بنحممو‬
‫ريح أو طير زكي‪ .‬وجرى عليه شراح التنبيه وغيرهم فقالوا ممما نبممت‬
‫من زرع مملوك بنفسه زكي وعليه يفرق بين هذا والماشية بأن لها‬
‫نوع اختيار فاحتيج لصارف عنه‪ ،‬وهو قصد إسامتها بخلفه هنا وأيضا‬
‫فنبممات القمموت بنفسممه نممادر فممألحق بالغممالب ول كممذلك فممي سمموم‬
‫الماشية فاحتيج لقصد مخصص‪ ،‬ويظهر أن يلحق بالمملوك ما حمله‬
‫سيل إلى أرضه مما يعرض عنه فنبممت وقصممد تملكممه بعممد النبممت أو‬
‫قبله‪ ،‬وكمذا يقمال فيمما حملمه سميل ممن دار الحمرب >ص‪<241 :‬‬
‫فنبت بدارنا وبه يخص إطلقهم أنه ل زكماة فيمه كنخمل مبماح وثممار‬
‫موقوفة على غيمر معيمن كمسمجد أو فقمراء‪ ،‬إذ ل مالمك لهما معيمن‬
‫بخلف المعين كأولد زيد مثل ذكره فممي المجممموع‪ .‬وأفممتى بعضممهم‬
‫فممي موقمموف علممى إمممام المسممجد أو المممدرس بممأنه يلزمممه زكمماته‬
‫كالمعين‪ ،‬وفيه نظممر ظمماهر بممل المموجه خلفممه‪ ،‬لن المقصممود بممذلك‬
‫الجهة دون شخص معين كما يدل عليه كلمهم في الوقف وبعضممهم‬
‫بأن الموقوف المصروف لقرباء الواقف فيممما يممأتي كممالوقف علممى‬
‫معين‪ ،‬وفيه نظر بل الوجه خلفممه أيضمما‪ ،‬لن الواقممف لممم يقصممدهم‬
‫وإنما الصرف إليهم حكم الشرع‪ ،‬ومن ثم ل زكاة فيما جعل نذرا أو‬
‫أضحية أو صدقة قبل وجوبها ولو نذرا معلقا بصفة حصلت قبله كإن‬
‫شفي مريضي فعلي أن أتصدق بتمر نخلي فشفي قبل بدو صمملحه‬
‫فإن بدا قبل الشفاء فإن قلنا إن النذر المعلق يمنممع التصممرف قبممل‬
‫وجود المعلق عليه لم تجمب‪ ،‬وإل وجبممت وسميأتي تحريمر ذلمك فممي‬
‫النذر‬
‫)تنبيه( في المجموع أن غلة الرض الموقوفة على معين تزكممى‬
‫قطعا وينبغي حمله على ما نبت فيها من بذر مباح يملكه الموقمموف‬
‫عليه بخلف المملوك لغيره فإنه لمالكه فعليه زكاته سواء أنبت في‬
‫أرض موقوفة أو مملوكة‪ ،‬وقد قالوا إن زرع نحممو المغصمموبة يزكيممه‬
‫مالك البذر وإن الثمر المباح‪ ،‬وما حملممه السمميل مممن دار الحممرب ل‬
‫يزكى‪ ،‬لنممه ل مالممك لممه معيممن‪ ،‬وخممرج بالمقتممات غيممره مممما >ص‪:‬‬
‫‪ <242‬يؤكممل تممداويا أو تأدممما أو تنعممما كممالقرطم والممترمس وحممب‬
‫الفجممل والسمسممم وباختيممار ممما يقتممات اضممطرارا كحممب الحنظممل‬
‫والحلبة والغاسول‪ ،‬وهو الشنان‪ ،‬وضبطه جمممع بكممل ممما ل يسممتنبته‬
‫الدميون‪ ،‬لن من لزم عدم استنباتهم له عدم اقتيمماتهم بممه اختيممارا‬
‫أي‪ ،‬ول عكس‪ ،‬إذ الحلبة تسممتنبت اختيممارا ول تقتممات كممذلك‪ ،‬وعلممى‬
‫زارع أرض فيها خراج وأجرة الزكاة‪ ،‬ول يسقطها وجوبهممما لختلف‬
‫الجهممة‪ ،‬والخممبر النممافي لجتماعهممما ضممعيف إجماعمما بممل باطممل‪ ،‬ول‬
‫يؤديهما من حبها ل بعد إخراج زكاة الكل‪ ،‬وفممي المجممموع‪ :‬لممو آجممر‬
‫الخراجية فالخراج على المالك‪ ،‬ول يحممل لمممؤجر أرض أخممذ أجرتهمما‬
‫من حبها قبل أداء زكاته فإن فعل لم يملك قدر الزكمماة فيؤخممذ منممه‬
‫عشر ما بيده أو نصفه كما لو اشترى زكويا لم تخرج زكاته ولو أخمذ‬
‫المام أو نائبه كالقاضي بشرطه التي آخر الباب الخممراج علممى أنممه‬
‫بدل عن العشر فهو كأخذ القيمة بالجتهاد أو التقليد والصح إجزاؤه‬
‫أو ظلما لم يجز عنها وإن نواهمما المالممك وعلممم المممام بممذلك وقممول‬
‫بعضهم يحتمل الجممزاء يممرد بممأن الفممرض أنممه قاصممد الظلممم‪ ،‬وهممذا‬
‫صارف عنها وقولهم يجوز دفعها لمن لم يعلم أنها زكاة‪ ،‬لن العممبرة‬
‫بنية المالك محله عند عدم الصارف من الخذ أممما معممه كممأن قصممد‬
‫بالخذ جهة أخرى فل ويؤيده قول بعضهم‪ :‬يحمل الجزاء على ما إذا‬
‫رضي الخمذ عمما طلبمه ممن الظلمم >ص‪ <243 :‬بالزكماة وعمدمه‬
‫على قاصد الظلم الذي لم يعممول علممى نيممة الممدافع وبهممذا يعلممم أن‬
‫المكس ل يجزئ عن الزكاة إل إن أخذه المام أو نائبه على أنه بدل‬
‫عنها باجتهمماد أو تقليممد صمحيح ل مطلقما خلفمما لممن وهممم فيمه كممما‬
‫بسطت الكلم عليه في كتاب الزواجر عممن اقممتراف الكبممائر‪ ،‬وفممي‬
‫غيره وسيأتي لذلك مزيد‬
‫)تنبيه( أخذ الزركشي من كلمهم أن أرض مصر ليست خراجية‬
‫ثم نقل عن بعض الحنابلة أنه أنكر إفتاء حنفي بعدم وجمموب زكاتهمما‬
‫لكونها خراجية بأن شرط الخراجية أن من عليه الخراج يملكها ملكا‬
‫تاما‪ ،‬وهي ليست كذلك فتجب الزكاة أي‪ :‬حتى على قواعد الحنفيممة‬
‫وأجيب بأنه بنى ذلك على ما أجمع عليه الحنفيممة أنهمما فتحممت عنمموة‬
‫وأن عمر وضع على رءوس أهلها الجزية وأرضها الخراج‪ ،‬وقد أجمع‬
‫المسلمون على أن الخراج بعد توظيفه أي‪ :‬على أرض بيممت المممال‬
‫ل يسقط بالسلم ويأتي قبيل المان ما يممرد جزمهممم بفتحهمما عنمموة‬
‫وصرح أئمتنا بأن النواحي التي يؤخذ الخراج من أراضمميها‪ ،‬ول يعلممم‬
‫أصله يحكم بجواز أخممذه‪ ،‬لن الظمماهر أنممه بحممق‪ ،‬وبملممك أهلهمما لهمما‬
‫فلهم التصرف فيها بالبيع وغيره‪ ،‬لن الظاهر في اليد الملك‪ ،‬وحينئذ‬
‫فالوجه أن أرض مصر من ذلك‪ ،‬لنه لما كثر الخلف في فتحها أهممو‬
‫عنوة أو صلح في جميعها أو بعضها كممما يممأتي بسممطه قبيممل المممان‬
‫صارت مشكوكا في حل أخممذه منهمما‪ ،‬وقممد تقممرر أن ممما هممي كممذلك‬
‫تحمل على الحل فاندفع الخذ المذكور‬
‫)تنبيه آخر( قدم مخالف لشافعي أو باعه مثل ما ل يعتقممد تعلممق‬
‫الزكاة به على خلف عقيدة الشافعي فهل له أخذه اعتبارا باعتقمماد‬
‫المخالف كما اعتبروه في الحكم باستعمال ماء وضوئه الخالي عممن‬
‫النية وفرقوا بينه وبين ما مر في اعتبار اعتقاد المقتدي بممأن سممبب‬
‫هممذا رابطممة القتممداء‪ ،‬ول رابطممة ثممم حممتى يعتممبر لجلهمما اعتقمماد‬
‫الشافعي‪ ،‬وهذا بعينه موجود هنا وأيضا مر أنه يحممرم علممى شممافعي‬
‫لعممب الشممطرنج مممع حنفممي‪ ،‬لن فيممه إعانمة علممى معصممية بالنسممبة‬
‫لعتقمماد الحنفممي‪ ،‬إذ ل يتممم اللعممب المحممرم عنممده إل بمسمماعدة‬
‫الشافعي له ويأتي أن الشافعي ل ينكر على مخالف فعممل ممما يحممل‬
‫عنده ويحرم عند الشافعي‪ ،‬لنمما نقممر مممن اجتهممد أو قلممد مممن يصممح‬
‫تقليده على فعله اتفاقا‪ ،‬أو ل اعتبار بعقيدة نفسه ويجاب عن الول‬
‫بأن اعتبار الستعمال المؤدي للترك احتياطا مع أنممه ل مخالفممة منمما‬
‫لمامنا به بوجه ل يقاس به الفعل المؤدي للوقوع في ورطة تحريم‬
‫إمامنا لنحو أكل ما تعلقممت بممه الزكمماة قبممل إخراجهمما‪ ،‬وعممن الثمماني‬
‫والثالث بأنا‪ ،‬وإن لزمنا تقرير المخالف لكن يلزمنا النكار عليه فممي‬
‫فعله ما يرى هو تحريمممه فحرمممة إعممانته لممه بممالولى >ص‪<244 :‬‬
‫وهذا هو الممذي يتجممه ترجيحممه خلفمما لمممن مممال إلممى الول‪ ،‬وعبممارة‬
‫السبكي في فتاويه صريحة فيممما ذكرتممه‪ ،‬وحاصمملها أن مممن تصممرف‬
‫فاسدا اختلفت المذاهب فيه فأراد قضاء دين به لمن يفسممده ففيممه‬
‫خلف والصح أن من يصححه إن كان قوله مما ينقض لم يحممل لممه‪،‬‬
‫وكذا إن لم ينقض وقلنا‪ :‬المصيب واحد أي‪ :‬وهو الصح ما لم يتصل‬
‫به حكم‪ ،‬لنه فيما باطن المر فيه كظاهره ينفذ ظاهرا وباطنمما كممما‬
‫يأتي بسطه في القضاء ونظر فيه بما ل يلقيه )وفممي القممديم تجممب‬
‫في الزيتون والزعفران والورس( بفتح فسكون نبت أصممفر بمماليمن‬
‫يصبغ به‪ ،‬ولو دون نصاب لقلة حاصلهما غالبا )والقرطم( بكسر أوله‬
‫وثالثه وضمهما حب العصفر )والعسل( من النحل كممذا قيممده شممارح‬
‫وأطلقه غيره ولعل الول لكون القممديم ل يمموجبه فممي عسممل غيممره‬
‫وذلك لثار فيما عدا الزعفران عممن الصممحابة لكنهمما ضممعيفة >ص‪:‬‬
‫‪) <245‬ونصممابه خمسممة أوسممق( مممن وسممق جمممع أو حمممل لخممبر‬
‫الشمميخين }ليممس فيممما دون خمسممة أوسممق صممدقة{ )وهممي ألممف‬
‫وستمائة رطل بغدادية(‪ ،‬لن الوسممق سممتون صمماعا إجماعمما فجملممة‬
‫الوسممق ثلثمممائة صمماع‪ ،‬والصمماع أربعممة أمممداد‪ ،‬والمممد رطممل وثلممث‬
‫وقدرت بالبغدادي‪ ،‬لنه الرطل الشرعي )وبالدمشقي ثلثمائة وستة‬
‫وأربعممون رطل وثلثممان(‪ ،‬لن رطممل دمشممق سممتمائة درهممم‪ ،‬ورطممل‬
‫بغداد عند الرافعي مائة وثلثون درهما )قلت الصممح( أنهمما بالرطممل‬
‫الدمشقي )ثلثمائة( رطل )واثنممان وأربعممون( رطل )وسممتة أسممباع(‬
‫من رطل )‪ ،‬لن الصح أن رطل بغداد مائة وثمانية وعشرون درهما‬
‫وأربعة أسممباع درهممم وقيممل بل أسممباع وقيممل وثلثممون واللممه أعلممم(‬
‫وتقدير الوسمق بمذلك تحديمد علمى الصمح والعتبممار بالكيمل >ص‪:‬‬
‫‪ <246‬قال الروياني عن الصحاب بمكيال أهممل المدينممة أي للخممبر‬
‫التي أول زكاة النقد وإنما قدر بالوزن استظهارا‪ ،‬والمعتبر فيه مممن‬
‫كل نوع الوسط‪ ،‬وهو بالردب المصري ستة أرادب إل سدس إردب‬
‫كما حرره السبكي بناء على أن الصاع قدحان بالمصممري إل سممبعي‬
‫مد )ويعتبر( الرطب والعنب أي‪ :‬بلمموغه خمسممة أوسممق حالممة كممونه‬
‫)تمرا أو زبيبا إن تتمر أو تزبب( لخبر مسمملم }ليممس فممي حممب‪ ،‬ول‬
‫تمر صدقة حتى يبلغ خمسمة أوسممق{ )وإل( يتتممر‪ ،‬ول يمتزبب )ف(‬
‫يوسممق )رطبمما وعنبمما( >ص‪ <246 :‬ويخممرج منممه‪ ،‬لن هممذا أكمممل‬
‫أحواله‪ ،‬ويضم غير المتجفف للمتجفممف فممي إكمممال النصممب لتحمماد‬
‫الجنس‪ ،‬وما يجف رديئا كما ل يجف‪ ،‬وكممذا ممما يطممول زمممن جفممافه‬
‫كسنة كما بحثه الرافعي وله قطع ما ل يجف أي‪ :‬وما ألحق بممه كممما‬
‫هو ظاهر‪ ،‬وإن لم يضر‪ ،‬لنه ل نفع فممي بقممائه‪ ،‬وكممذا ممما ضممر أصممله‬
‫لنحو عطش قال بعضهم‪ :‬أو خيف عليه قبل أوانه وتخرج منممه‪ ،‬وإن‬
‫كان رطبا للضرورة‪ ،‬ومن ثم لو قطعه من غيممر ضممرورة لزمممه تمممر‬
‫جاف أو القيمة على ما يأتي آخر الباب وعلى كل منهما له التصرف‬
‫في المقطوع‪ ،‬لن الزكاة لم تتعلق بعينه كذا قيممل‪ ،‬وفيممه نظممر لممما‬
‫يعلم مما يأتي قبيل الصيام في شمماة واجبممة فممي خمسممة أبعممرة أن‬
‫المستحقين شركاء بقدر قيمتها فيبطل البيع في الكممل لعممدم العلممم‬
‫بما عدا قدر الزكاة وللساعي قبضه على النخل ثم يقسمه بالخرص‬
‫وبعد قطعه مشاعا ثم يقسمه بناء على الصح أن قسمممة المثليممات‬
‫إفراز‪ ،‬وله بعد قبضه بيعه لمصلحة المستحقين‪ ،‬ولو للمالك وتفرقة‬
‫ثمنه >ص‪ <247 :‬إن لم يمكممن تجفيفممه وتتمممره بعممد القطممع‪ ،‬وإل‬
‫لزمه على الوجه ليسلمه تمرا‪ ،‬وبحث بعضهم أن للمالك الستقلل‬
‫بالقسمة‪ ،‬ويؤيده إطلق قول التتمة عن جمممع‪ :‬تجمموز القسمممة بيممن‬
‫المالك والفقراء كيل أو وزنا‪ ،‬ول ربا‪ ،‬لن للمالك أن يدفع لهممم أكممثر‬
‫من نصيبهم فيستظهر بحيث يعلم أن معهم زيادة ويلزم علممى هممذه‬
‫الطريقة تجويز القسمة على النخل بأن يسلم إليهممم نخيل يعلممم أن‬
‫ثمرتها أكثر من العشر ا ه ويجمب علمى المعتمممد اسمتئذان العامممل‪،‬‬
‫لنهم شركاؤه فاحتيج لذن نائبهم فإن قطع بغير إذنه‪ ،‬وقممد سممهلت‬
‫مراجعتممه عممزر وسمميأتي أن القاضممي يسممتفيد بوليممة القضمماء وليممة‬
‫الزكاة ما لم يول لها غيره فحينئذ هو قائم مقام العامممل فممي جميممع‬
‫ما ذكر‬
‫)تنبيه( ما أفهمه ما ذكر من صحة قبض الساعي للرطممب ليممس‬
‫إطلقه مرادا بل ممما يجممف ل يصممح قبضممه لممه فيلزمممه رده إن بقممي‬
‫وبدله إن تلف فإن أخره عنده حتى جف وساوى قممدر الزكمماة أجممزأ‬
‫فإن زاد رد الزائد أو نقص أخذ ما بقي هذا ممما نقله عممن العراقييممن‬
‫ثم ما ل إلى قول ابن كج ل يجزئ بحال لفساد القبض من أصله ا ه‬
‫وهذا هو القيماس‪ ،‬وإن اختمار فمي المجمموع الول‪ ،‬وقمد يموجه بمأن‬
‫الزكاة لما خرجت عن قياس المعاملت سومح فيها بإجزاء ما وجممد‬
‫شرط إخراجه‪ ،‬ولو بعد قبض الساعي له فاسدا )و( يعتممبر )الحممب(‬
‫أي‪ :‬بلوغه نصابا حال كونه )مصفى من( نحو )تبنه( وقشر ل يؤكممل‪،‬‬
‫ول يدخر معه ويظهر اغتفار قليل فيه ل يؤثر في الكيل )وما( مبتممدأ‬
‫أو معطوف على فاعل يعتبر )ادخر في قشره( الذي ل يؤكممل معممه‬
‫)كالرز(‪ ،‬ولو فممي قشممرته الحمممراء >ص‪) <248 :‬والعلممس( بفتممح‬
‫أوليه‪ ،‬ول يدخر في قشره غيرهما فكاف التشبيه حينئذ لفادة عممدم‬
‫انحصار الفراد الذهنيممة ل الخارجيممة فل اعممتراض عليممه )ف( نصممابه‬
‫)عشرة أوسق( تحديدا اعتبارا لقشره المذي ادخماره فيمه أصملح لمه‬
‫وأبقى بالنصف‪ ،‬لن خالصه يجيء منه خمسممة أوسممق غالبمما‪ ،‬وقممول‬
‫أبي حامد قد يجيء من الرز الثلممث فيعتممبر ضممعفه فممي المجممموع‪،‬‬
‫وإن كان ظاهر كلم الرافعممي اعتممماده واعتمممده أيضمما ابممن الرفعممة‬
‫وغيره‪ ،‬وكذا ضعف أيضا نقل الماوردي عن أكثر أصحابنا عدم تممأثير‬
‫قشرة الرز الحمراء حتى إذا بلمغ بهما خمسمة أوسمق وجبمت زكماته‬
‫واعتمده الذرعي‪ ،‬وخرج بل يؤكممل معمه الممذرة فيمدخل قشمره فممي‬
‫الحساب‪ ،‬لنه يؤكل معه وتنحيتممه عنممه نممادرة كتقشممير الحنطممة‪ ،‬ول‬
‫تدخل قشرة الباقل السفلى في الحساب فنصممابه عشممرة علممى ممما‬
‫اعتمممده لكممن اسممتغربه فممي المجممموع ثممم رجممح الممدخول واعتمممده‬
‫الذرعي وغيره )ول يكمل جنس بجنس( إجماعا في التمر والزبيممب‬
‫وقياسمما >ص‪ <249 :‬فممي نحممو الممبر والشممعير )ويضممم النمموع إلممى‬
‫النوع( كتمر معقلي وبرني وبر مصري وشممامي لتحمماد السممم ومممر‬
‫أن الدخن نوع من الذرة‪ ،‬وهو صريح في أنه يضم إليها لكنه مشكل‬
‫لختلفهممما صممورة ولونمما وطبعمما وطعممما‪ ،‬ومممع الختلف فممي هممذه‬
‫الربعة تتعذر النوعيممة اتفاقمما أخممذا مممن الخلف التممي فممي السمملت‬
‫فليحمل كلمهم على نوع من الذرة يسمماوي الممدخن فممي أكممثر تلممك‬
‫الوصاف‪ ،‬ومر أيضا أن الماش نوع من الجلبان فيضم إليه )ويخممرج‬
‫من كل بقسطه(‪ ،‬لنه ل مشقة فيه بخلف المواشي المتنوعممة كممما‬
‫مر )فإن عسر( التقسيط لكثرة النممواع )أخممرج الوسممط( ل أعلهمما‪،‬‬
‫ول أدناها رعاية للجانبين فإن تكلف وأخممرج مممن كممل بقسممطه فهممو‬
‫أفضل )ويضم العلس(‪ ،‬وهو قوت نحو أهممل صممنعاء فممي كممل كمممام‬
‫حبتان وأكثر )إلى الحنطة‪ ،‬لنه نوع منها( عبر بهذا هنا مع قوله قبله‬
‫النوع إلمى النموع ليممبين أن مممآل العبممارتين والمقصممود منهمما واحمد‬
‫)والسلت( بضم فسكون )جنس مستقل( فل يضم إلممى غيممره‪ ،‬لنممه‬
‫اكتسمب مممن تركمب الشمبهين التييمن طبعمما انفممرد بمه فصمار أصممل‬
‫مسممتقل برأسممه )وقيممل شممعير( فيضممم لممه‪ ،‬لنممه بممارد مثلممه )وقيممل‬
‫حنطة(‪ ،‬لنه مثلها لونا وملسة‬
‫)تنمبيه( يقمع كممثيرا أن الممبر يختلممط بالشمعير‪ ،‬والمذي يظهمر أن‬
‫الشعير إن قل بحيث لو ميز لم يؤثر في النقص لم يعتبر فل يجممزئ‬
‫إخراج شعير‪ ،‬ول يدخل في الحساب‪ ،‬وإل لم يكمل أحممدهما بممالخر‬
‫فما كمل نصابه أخرج عنمه ممن غيمر المختلمط )ول يضمم ثممر عمام‬
‫وزرعه إلى( ثمر وزرع عام )آخر( فممي تكميممل النصمماب ولممو فممرض‬
‫اطلع ثمر العام الثاني قبل جذاذ الول إجماعمما )ويضممم ثمممر العممام‬
‫بعضه إلى بعض(‪ ،‬وإن اختلف إدراكه لختلف نوعه أو محله لجريان‬
‫العادة اللهية أن إدراك الثمار‪ ،‬ولو في النخلة الواحدة ل يكون فممي‬
‫زمن واحد إطالة لزمن التفكه فلو اعتبر التساوي في الدراك تعممذر‬
‫وجوب الزكاة >ص‪ <250 :‬فاعتبر وقوع القطع فممي العممام الواحممد‬
‫إجماعا على ما حكي‪ ،‬وهو أربعة أشممهر علممى ممما فممي الكفايممة عممن‬
‫الصحاب لجريان العادة بأن ما بين اطلع النخلة إلى بممدو صمملحها‪،‬‬
‫ومنتهى إدراكها ذلك لكن رد بأن المعتمد اثنا عشر شممهرا نظيممر ممما‬
‫يأتي )وقيل إن اطلع الثاني بعمد جمداد الول( بفتمح الجيمم وكسمرها‬
‫وإعجام الذال وإهمالها أي‪ :‬قطعه )لم يضممم( لحممدوثه بعممد انصممرام‬
‫الول فأشبه ثمر العام الثاني ولو اطلع الثاني قبل بدو صمملح الول‬
‫ضم إليه جزما‪ ،‬قيل قضية كلمه أنه لو تصممور نخممل أو كممرم يحمممل‬
‫في العام مرتين ضم أحدهما إلى الخممر وليممس كممذلك بممل الحملن‬
‫كثمرة عممامين إن كممان كممل بعممد جممداد الخممر أو وقممت نهممايته ويممرد‬
‫إيراده‪ ،‬وإن صح ما قاله من الحكم بممأن كلمممه جممرى علممى الغممالب‬
‫المعتاد فل ترد عليه هذه الصورة النادرة‪ ،‬وإن نقل ثقات كثرته فممي‬
‫مشارق الحبشة وبهذا اعترض مممن عممبر بالسممتحالة‪ ،‬وقممد يقممال إن‬
‫أريد أن العرجون بعد جداد ثمره يخلف ثمرا آخر فهو المحال عادة‪،‬‬
‫لنا لم نسمع بمثله أو أنه يخرج بجنب تلك العراجين عراجين أخممرى‬
‫قبل جممداد تلممك أو بعممده فهممو موجممود مشمماهد فممي بعممض النممواحي‬
‫)وزرعمما العممام يضمممان(‪ ،‬وإن اسممتخلفا مممن أصممل أو اختلفمما زرعمما‬
‫وجدادا كالذرة تزرع ربيعا وصيفا وخريفمما وفممارق ممما مممر أن حملممي‬
‫العنب والنخل ل يضمان بأن هذين يرادان للممدوام فكممان كممل حمممل‬
‫كثمرة عام بخلف الزرع ل يراد للتأبيد فكان ذلك كزرع واحد تعجل‬
‫إدراك بعضه )‪ ،‬والظهر اعتبار وقوع حصاديهما في سنة( بأن يكون‬
‫بين حصادي الول والثاني دون اثني عشممر شممهرا عربيممة‪ ،‬ول عممبرة‬
‫بابتممداء الممزرع‪ ،‬لن الحصمماد هممو المقصممود وعنممده يسممتقر الوجمموب‬
‫>ص‪ <251 :‬ونازع السنوي في ذلك وأطال بما ل يجممدي‪ ،‬ويكفمي‬
‫عنه‪ ،‬وعن الجداد في الثمممر زمممان إمكانهممما علممى الوجممه ويصممدق‬
‫المالك أنممه زرع عممامين ويحلممف نممدبا إن اتهممم )وواجممب ممما شممرب‬
‫بالمطر( والماء المنصب إليه مممن نهممر أو جبممل أو عيممن أو الثلممج أو‬
‫البرد )أو( شممرب )عروقممه( بممه ويصممح جممره أي‪ :‬أو شممرب بعروقممه‬
‫)لقربه من الماء( ويسمى البعل )مممن ثمممر وزرع العشممر و( واجممب‬
‫)ما سقي( من بئر أو نهر )بنضح( بنحو بعير أو بقممرة يسمممى الممذكر‬
‫ناضحا والنثى ناضحة وكل منهما سانية )أو دولب( بضم أوله‪ ،‬وقممد‬
‫يفتح‪ ،‬وهو ما يديره الحيوان أو ناعورة يديرها الماء بنفسممه أو بممدلو‬
‫)أو بممما اشممتراه( شممراء صممحيحا أو فاسممدا أو غصممبه أو اسممتأجره‬
‫لوجوب ضمانه أو وهب له لعظم المنة من ممماء أو ثلممج أو بممرد فممما‬
‫في المتن موصولة )نصفه( أي‪ :‬العشر للخبممار الصممحيحة الصممريحة‬
‫في ذلك‪ ،‬ومن ثممم حكممي فيممه الجممماع والمعنممى فيممه كممثرة المؤنممة‬
‫وخفتها كما في السائمة والمعلوفممة بممالنظر للوجمموب وعممدمه فممإن‬
‫قلت‪ :‬لم لم تؤثر كثرة المؤنة إسقاط الوجوب من أصله هنا وأثرتممه‬
‫ثم قلت‪ ،‬لن القصد باقتناء الحيمموان نممماؤه >ص‪ <252 :‬ل نفسممه‬
‫فنظر للواجب فيه بالحاصل منه كما مر قبيممل البمماب‪ .‬ومممن الحممب‬
‫والثمر عينه فنظر إليها مطلقا ثممم أوجبمموا التفمماوت بحسممب المؤنممة‬
‫وعدمها نظرا إلى أنه مواساة‪ ،‬وهي تكثر وتقل بحسب ذلك فتممأمله‬
‫وللبلقيني إفتاء طويل في المسقي بماء عيممون أوديممة مكممة حاصممله‬
‫أن المسقي منها بمشترى فاسدا للقرار أو مع الماء أو للماء وحممده‬
‫أو بمغصوب مثل فيه نصف العشر مطلقا‪ ،‬لنه مضمون عليه‪ ،‬وكممذا‬
‫إذا توجه البيع إلى الماء وحده في كممل زرعممة‪ ،‬وإن فرضممت صممحته‬
‫بخلف شرائه مطلقا أو مع القرار وفرضت صحته فإن ما سقي بممه‬
‫أول فيه النصف للمؤنة بخلف المسقي به بعد فإن فيه العشر‪ ،‬لن‬
‫الثمن إنما يقابل الول دون ما بعده فل مؤنممة فممي مقممابلته ا ه وممما‬
‫فصله في الصحيح فيه نظر ظاهر والذي يتجه وجمموب النصممف فيممه‬
‫مطلقا كما هو ظاهر كلمهم أنه حيث ملك بمؤنممة لممم يلزمممه سمموى‬
‫النصف في سنة الشراء‪ ،‬وما بعدها‪ ،‬ول نسلم أن الثمن مقابل لول‬
‫ماء فقط بل لكل ما حصل منه‪ .‬قال‪ :‬وإذا لم يملك محممل النبممع لممم‬
‫يملك الماء فيجب العشر مطلقا ا ه وقضيته وجوب العشر في تلك‬
‫العيون مطلقا‪ ،‬لنها تخمرج ممن جبمال غيمر مملوكمة‪ ،‬وأصمل منبعهما‬
‫الذي يتفجر منه الماء غير مملوك بممل‪ ،‬ول معممروف ولممك أن تقممول‬
‫هذا‪ ،‬وإن كان هو القياس إل أن قولهم لو وجدنا نهرا يسقي أرضين‬
‫لجماعة‪ ،‬ولم نعممرف أنمه حفممر أو انخمرق بنفسمه حكممم لهممم بملكمه‬
‫ظاهر في ملك ماء تلك العيون‪ ،‬ومن ثم أجمممع أهممل الحجمماز قممديما‬
‫وحديثا على أن مياهها مملوكة لهلها لكن قال الذرعي ‪ -‬كممما يممأتي‬
‫‪ :-‬محل قولهم ما جهل أصله ملك لممذوي اليممد عليممه إن كممان منبعممه‬
‫من مملوك لهممم بخلف ممما منبعممه بممموات أو يخممرج مممن نهممر عممام‬
‫كدجلة فإنه باق على إباحته ا ه وعليه فيجب في أودية مكة العشر‪،‬‬
‫لن ماء عيونها مباح‪ ،‬لن جميع منابعها في موات قطعا )والقنوات(‪،‬‬
‫وكذا السواقي المحفورة >ص‪ <253 :‬من النهر العظيم )كممالمطر‬
‫على الصحيح( ففي المسقي بها العشممر‪ ،‬لنممه ل كلفممة فممي مقابلممة‬
‫الممماء نفسمه بممل فممي عمممارة الرض أو العيممن أو النهممر وإحيائهمما أو‬
‫تهيئتها لن يجري الماء فيها بطبعه إلى الزرع بخلف المسقي بنحممو‬
‫الناضح فإن الكلفة في مقابلة الماء نفسه‬
‫)و( في )ما سقي بهما( أي‪ :‬النوعين )سواء( أو جهل حاله كما يأتي‬
‫)ثلثة أرباعه( أي‪ :‬العشر رعاية للجانبين )فممإن غلممب أحممدهما ففممي‬
‫قول يعتبر همو( ترجيحمما للغلبمة )‪ ،‬والظهمر( أنمه )يقسمط( كممما همو‬
‫القياس فإن كان ثلثاه بنحممو مطممر وثلثمه بنحمو نضممح وجممب خمسمة‬
‫أسداس العشر ثلثا العشر للثلثين وثلث نصف العشر للثلث وتعتممبر‬
‫الغلبة على الضعيف والتقسيط على الظهر )باعتبار عيممش الممزرع(‬
‫أو الثمر )ونمائه(‪ ،‬لنه المقصود بالسممقي فمماعتبرت مممدته مممن غيممر‬
‫نظر إلى مجرد النفع فتعممبيره بالنممماء‪ ،‬المممراد بممه مممدته وجممد أو ل‬
‫)وقيل بعدد السقيات( النافعة بقول الخبراء فإذا كان من بذره إلممى‬
‫إدراكه ثمانية أشهر فاحتاج في ستة أشهر زمن الشتاء والربيع إلممى‬
‫سقيتين فسقي بنحو مطر‪ ،‬وفممي شممهرين زمممن الصمميف إلممى ثلث‬
‫سقيات فسقيها بنحو نضح‪ .‬فيجب على المعتمد ثلثة أربمماع العشممر‬
‫وربع نصف العشر فإن احتاج في أربعة أشهر لسقية بمطممر وأربعممة‬
‫لسقيتين بنضح وجب ثلثة أرباع العشر‪ ،‬وكذا لو جهممل المقممدار مممن‬
‫نفع كل باعتبار المدة أخذا بالستواء لئل يلزم التحكم‪ ،‬ولممو علممم أن‬
‫أحدهما أكثر وجهل عينه فممالواجب ينقممص عممن العشممر ويزيممد علممى‬
‫نصفه فيؤخذ اليقين إلى أن يعرف الحال‪ ،‬ول فرق في كل ممما ذكممر‬
‫بين أن يقصد السمقي بمماء فيعمرض خلفمه‪ ،‬وأن ل يضمم المسمقي‬
‫بنحو مطر إلى المسقي بنحو نضح في إكمال النصاب‪ ،‬وإن اختلممف‬
‫الواجب وبهذا المستلزم لختلف الرض غالبا يعلم أن من لممه أرض‬
‫في محال متفرقممة‪ ،‬ولممم يتحصممل النصمماب إل مممن مجموعهمما لزمممه‬
‫زكاته ويظهر أنه لو حصل له من زرع دون النصاب حل له التصرف‬
‫فيه‪ ،‬وإن ظن حصوله مما زرعه أو سيزرعه ويتحد حصاده مع الول‬
‫فإذا تم النصاب >ص‪ <254 :‬بان بطلن نحو البيع في قدر الزكاة‪،‬‬
‫ويلزمه الخراج عنه وإن تلف وتعذر رده‪ ،‬لنه بان لزوم الزكاة فيه‪،‬‬
‫ويصدق المالك في كونه مسقيا بماذا ويحلف ندبا إن اتهم )وتجممب(‬
‫الزكاة فيما مر )ببدو صلح الثمر( ولو في البعض ويأتي ضابطه في‬
‫البيع‪ ،‬لنه حينئذ ثمرة كاملة وقبله بلح أو حصرم )واشممتداد الحممب(‪،‬‬
‫ولو في البعض أيضا‪ ،‬لنممه حينئذ قمموت وقبلممه بقممل قممال أصممله فلممو‬
‫اشترى أو ورث نخيل مثمرة وبدا الصلح عنده فالزكاة عليه ل علمى‬
‫من انتقل الملك عنه‪ ،‬لن السبب إنما وجد في ملكه وحممذفه للعلممم‬
‫به من حيث تعليقه الوجمموب بممما ذكممره‪ ،‬ول يشممترط تمممام الصمملح‬
‫والشتداد‪ ،‬ومؤنة نحو الجداد والتجفيف والحصمماد والتصممفية وسممائر‬
‫المؤن من خالص ماله‪ ،‬وكثير يخرجون ذلك من الثمر أو الحممب ثممم‬
‫يزكون البمماقي‪ ،‬وهممو خطممأ عظيممم‪ ،‬ومممع وجوبهمما بممما ذكممر ل يجممب‬
‫الخراج إل بعد التصفية والجفمماف فيممما يجممف بممل ل يجممزئ قبلهممما‬
‫>ص‪ <255 :‬نعم يأتي في المعدن تفصيل في شممرح قمموله فيهممما‬
‫يتعين مجيء كله هنا فتنبه له‪ .‬فالمراد بالوجوب بذلك انعقاده سممببا‬
‫لوجوب الخراج إذا صار تمممرا أو زبيبمما أو حبمما مصممفى فعلممم أن ممما‬
‫اعتيد من إعطمماء الملك الممذين تلزمهممم الزكمماة الفقممراء سممنابل أو‬
‫رطبا عند الحصاد أو الجداد حرام‪ ،‬وإن نووا به الزكاة‪ ،‬ول يجوز لهم‬
‫حسابه منها إل إن صفي أو جف وجددوا إقباضه كما هممو ظمماهر ثممم‬
‫رأيت مجليا صرح بذلك مممع زيممادة فقممال‪ :‬ممما حاصممله أن فممرض أن‬
‫الخذ من أهممل الزكمماة فقممد أخممذ قبممل محلممه‪ ،‬وهممو تمممام التصممفية‪،‬‬
‫وأخذه بعدها من غير إقباض المالك له أو من غير نيته ل يبيحه قال‪:‬‬
‫وهذه أمور ل بد من رعاية جميعها‪ ،‬وقد تواطأ الناس على أخذ ذلممك‬
‫مع ما فيه من الفساد‪ ،‬وكثير مممن المتعبممدين يرونممه أحممل ممما وجممد‪،‬‬
‫وسببه نبذ العلم وراء الظهور ا ه واعترض بما رواه الممبيهقي أن أبمما‬
‫الدرداء أمر أم الدرداء أنها إذا احتاجت تلتقط السنابل فدل على أن‬
‫هذه عادة مستمرة من زمنه صلى الله عليه وسلم وأنه ل فرق فيه‬
‫بيممن الزكمموي وغيممره توسممعة فممي هممذا المممر وإذا جممرى خلف فممي‬
‫مذهبنا أن المالك تممترك لممه نخلت بل خممرص يأكلهمما فكيممف يضممايق‬
‫بمثل هذا الذي اعتيد من غير نكير في العصار والمصممار ا ه‪ ،‬وفيممه‬
‫ما فيه‪ .‬فالصواب ما قاله مجلي ويلزمهممم إخممراج زكمماة ممما أعطمموه‬
‫كما لو أتلفوه‪ ،‬ول يخرج على ما مممر عممن العراقييممن وغيرهممم‪ ،‬لنممه‬
‫يغتفر فممي السمماعي ممما ل يغتفممر فممي غيممره ونمموزع فيممما ذكممر مممن‬
‫الحرمة بإطلقهم ندب إطعام الفقراء يوم الجمداد والحصماد خروجما‬
‫من خلف من أوجبه لممورود النهممي عممن الجممداد ليل‪ ،‬ومممن ثممم كممره‬
‫فأفهم همذا الطلق أنمه ل فمرق بيمن مما تعلقمت بمه الزكماة وغيمره‬
‫ويجاب بأن الزركشي لما ذكر جممواز التقمماط السممنابل بعممد الحصمماد‬
‫قال ويحمل على ما ل زكمماة فيممه أو علممم أنممه زكممي أو زادت أجممرة‬
‫جمعه على ما يحصل منممه فكممذا يقممال هنمما قممول المحشممي )قمموله‪:‬‬
‫فيلزمه بدله إلخ( ليس موجودا في نسخ الشرح الممتي بأيممدينا >ص‪:‬‬
‫‪ <256‬وأما قول شيخنا‪ :‬الظاهر العموم وأن هذا القدر مغتفر فهو‪،‬‬
‫وإن كان ظاهر المعنممى‪ ،‬ومممن ثممم جممزم بممه فممي موضممع آخممر لكممن‬
‫الوفق بكلمهم ما قممدمته أول ومممن لممزوم إخممراج زكمماته بممإطلقهم‬
‫المذكور في الحب مع أنه ل يزكى إل مصفى‪ ،‬ول خرص فيممه‪ .‬ويممرد‬
‫بتعين الحمل في مثل هذا على ما ل زكاة فيه‪ ،‬وقد صرحوا بأن من‬
‫تصدق بالمال الزكوي بعد حوله تلزمه زكاته‪ ،‬ولم يفرقوا بين قليلممه‬
‫وكثيره فتعين حمل الزركشي ليجتمع به أطراف كلمهم‪ ،‬ول ينممافي‬
‫ذلك ما ذكروه في منع خرص نخل البصرة‪ ،‬لنممه ضممعيف كممما يممأتي‬
‫ويأتي رد قول المام والغزالممي‪ :‬المنممع الكلممي مممن التصممرف خلف‬
‫الجماع‪ ،‬وضعف ترك شيء من الرطب للمالك‪ ،‬وأحاديث البمماكورة‬
‫وأمر الشافعي بشراء الفول الرطب محمولن على ما ل زكاة فيه‪،‬‬
‫إذ الوقممائع الفعليممة تسممقط بالحتمممال وكممما لممم ينظممر الشمميخان‬
‫وغيرهما في منع بيع هذا في قشره إلى العتراض عليه بممأنه خلف‬
‫الجماع الفعلي‪ ،‬وكلم الكثرين وعليه الئمة الثلثممة كممذلك ل ينظممر‬
‫فيما نحن فيه إلى خلف ممما صممرح بممه كلمهممم‪ .‬وإن اعممترض بنحممو‬
‫ذلك‪ ،‬إذ المذهب نقل فإذا زادت المشقة في الممتزامه هنمما فل عتممب‬
‫على المتخلص بتقليد مذهب آخر كمذهب أحمد فإنه يجيز التصممرف‬
‫قبممل الخممرص والتضمممين‪ ،‬وأن يأكممل هممو وعيمماله علممى العممادة‪ ،‬ول‬
‫يحسب عليه‪ ،‬وكذا ما يهديه من هذا في أوانه )ويسن خرص الثمممر(‬
‫الذي تجب فيه الزكاة وإن كان مممن نخيممل البصممرة‪ ،‬وممما أطممال بممه‬
‫الماوردي مممن اسممتثنائه ونقممل فيمه الجمماع‪ ،‬لنهمم ل يمنعمون منمه‬
‫مجتازا فيخرجون أكثر مما عليهم وألحق بهم من هو مثلهم في ذلك‬
‫ردوه بأنه طريقة ضعيفة تفرد بها )إذا بدا صمملحه( >ص‪ <257 :‬أو‬
‫صلح بعضه )على مالكه( للمر الصحيح بذلك‪ ،‬ومن ثم قيل بوجوبه‬
‫وبحثممه بعضمهم علمى الول إذا علممم الممام أو نممائبه تصمرف الملك‬
‫بالبيع وغيره قبل الجفاف‪ ،‬والخرص التخمين فهو هنا حزر ما يجيمء‬
‫من الرطب والعنب تمرا أو زبيبا بأن يرى ما على كل شجرة ثم إن‬
‫شاء‪ ،‬وهو الولى قدر عقب رؤية كل ما عليهمما رطبمما ثممم جافمما‪ ،‬وإن‬
‫شاء قدر الجميع رطبا ثم جافما بشمرط اتحماد النموع‪ ،‬وخمرج بمالثمر‬
‫المراد به الرطب والعنب الحب لتعذر الحزر فيه لكن بحث بعضممهم‬
‫أن للمالك إذا اشتدت الضرورة لشيء منه أخذه ويحسممبه واسممتدل‬
‫بما ل يتأتى على قواعدنا فهو ضعيف‪ ،‬وإن نقل عن الئمة الثلثة ما‬
‫قيل إنه يوافقه وببعد بدو الصلح قبلممه لتعممذر خرصممه ولعممدم تعلممق‬
‫حق الفقراء به )والمشهور إدخال جميعه في الخرص( لعموم الدلة‬
‫الموجبة لعشر الكل أو نصفه مممن غيممر اسممتثناء شمميء لكلممه وأكممل‬
‫عيمماله ونحمموهم لكممن يشممهد للسممتثناء خممبر صممحيح بممه وحملمموه‬
‫كالشافعي رضي الله عنه في أظهر قوليه علممى أنممه يممترك لممه مممن‬
‫الزكاة شيء ليفرقه بنفسه في أقاربه وجيرانه‪ ،‬وفي تضعيف المتن‬
‫مدرك هذا المقابل نظر مع شهادة الحممديث وبعممد تممأويله‪ ،‬ومممن ثممم‬
‫قال الذرعي‪ :‬ليس عنه جواب شاف‪ ،‬وهو مذهب الحنابلممة واختمماره‬
‫بعضهم إذا دعت حاجة المالك إليه‪ ،‬ولم يجد خارصمما يثممق بممه ونمموى‬
‫أن يخرج بعد الجداد عما يأكله واستشهد له بتناوله صلى اللممه عليممه‬
‫وسلم الباكورة قبل بعث الخارص ومر الجواب عن هذا الستشممهاد‬
‫)وأنه يكفمي خمارص( واحمد‪ ،‬لنمه يجتهمد ويعممل بقمول نفسمه فهمو‬
‫كالحاكم‪ ،‬ولو اختلف خارصان توقفنا حتى يعرف المر منهما أو من‬
‫غيرهما‪ ،‬ولممو فقممد خممارص مممن جهممة السمماعي >ص‪ <258 :‬حكممم‬
‫المالك عدلين يخرصان عليه ويضمممنانه كممما يممأتي‪ ،‬ول يكفممي واحممد‬
‫احتياطا لحممق الفقممراء ولن التحكيممم هنمما علممى خلف الصممل رفقمما‬
‫بالمالك‪ ،‬فبحممث بعضممهم إجممزاء واحممد يممرد بممذلك‪ ،‬وبتحكيمهممما مممع‬
‫التضمممين التممي المفيممد للتصممرف رد ابنمما الرفعممة والسممتاذ قممول‬
‫الغزالي كإمامه ينفذ التصرف في الرطب قبممل الجفمماف فيممما عممدا‬
‫قدر الزكاة بالجماع وإل لمنع الناس من الرطب وحمل ‪ -‬ما قاله ‪-‬‬
‫آخرون على ما بعد الخمرص والتضممين )وشمرطه( العلمم بمالخرص‬
‫ويظهر الكتفمماء فيممه حيممث ل شمماهدان بممه بالستفاضممة و )العدالممة(‬
‫وتأتي شروطها‪ ،‬وحيث أطلقت أريد بها عدالة الشممهادة لكممن لجممل‬
‫حكاية الخلف صرح ببعض ما خرج بها فقال )وكذا الحرية والذكورة‬
‫في الصح(‪ ،‬لنه وليممة‪ ،‬وليممس مممن لممم تكمممل فيممه شممروط عدالممة‬
‫الشهادة أهل لها‪) .‬فإذا خرص( وضمممن )فممالظهر أن حممق الفقممراء(‬
‫أي‪ :‬المستحقين ومر حكمة تغليبهم )ينقطع من عين الثمر( بالمثلثة‬
‫)ويصير في ذمة المالك التمر( بالمثناة )والزبيب( إن لم يتلفمما بغيممر‬
‫تقصير منه فإن تلفمما بغيممر تقصممير منممه قبممل التمكممن مممن الداء فل‬
‫ضمان عليه )ليخرجهما بعد جفافه( أي‪ :‬كل منهما‪ ،‬لن الخمرص ممع‬
‫التضمين يبيح له التصرف في الجميع وذلك يدل على انقطاع حقهم‬
‫منه )ويشترط( في النقطاع والصيرورة المذكورين )التصريح( مممن‬
‫الساعي أو الخارص المحكم في الخرص )بتضمينه( أي حق الفقراء‬
‫لنحو المالك كضمنتك إياه بكذا أو خذه بكذا )وقبول المالك( أو وليه‬
‫أو وكيلمه للتضمممين )علممى المممذهب(‪ ،‬لن النتقممال مممن العيممن إلممى‬
‫الذمة يستدعي رضمماهما ويممأتي قريبمما ممما يعلممم منممه جممواز تضمممين‬
‫الساعي أحد شريكين قدر حقه بل الكل‪ .‬كممما يجمموز لممه أن يضمممن‬
‫زكاة حصة المسلم شريكه اليهودي >ص‪ <259 :‬كما يممأتي وبحممث‬
‫أخذا من هذا‪ ،‬ومن أنه يجوز لممه إخراجهمما مممن غيممره أنممه لممو ضمممن‬
‫حصته أو أخرجها ثم اقتسممما حممل لممه التصممرف فممي ممماله‪ ،‬وإن لممم‬
‫يخرج شريكه حصته بناء على أن القسمة إفراز قممال غيممره أو بيممع‪،‬‬
‫وقد اقتسما بعممد الجفمماف للضممرورة‪ ،‬إذ ل يكلممف بغيممره مممع صممحة‬
‫القسمة وتبعية الزكاة للمال ا ه وفيه نظر‪ ،‬إذ كلمهم كالصريح فممي‬
‫امتناع استقلل الملك بالقسمة التي هي بيع بعد تعلق حممق الزكمماة‬
‫فليحمل ذلك على ما إذا انقطع حقهم من عينه بتضمين صحيح‪ ،‬ثممم‬
‫رأيت بعضممهم أطلممق بطلن القسمممة وأن إخممراج أحممدهما قبلهمما أو‬
‫بعدها حصته يشيع في المال كله فتبطل فممي حصممة الشممريك لعممدم‬
‫إذنه‪ ،‬ولم يحسممب للمخممرج إل الربممع إن تناصممفا وحينئذ ل يجمموز لممه‬
‫التصرف في شيء من المال لبقاء تعلق الزكاة بحصته ونظيممره ممما‬
‫لو باع شريك عبدين بغير إذن شريكه يبطل فممي نصممف كممل ل فممي‬
‫كل أحدهما ا هم‪ .‬وهذا كله مبني على ضممعيف لممما مممر أن المنقممول‬
‫المعتمممد أن الخلطمة أي‪ :‬شمميوعا أو جمموارا فممي الحيمموان والمعشممر‬
‫وغيرهما كما صرحوا به تجعل المالين كالمممال الواحممد فيجمموز لحممد‬
‫الشريكين الخممراج مممن ممماله‪ ،‬ولممو بغيممر إذن شممريكه اكتفمماء بممإذن‬
‫الشارع ويرجع على الشريك بحصته ما لم ينو التممبرع وحينئذ فمممتى‬
‫أخرج أحد شريكين أو خليطين جاز له التصرف في قدر حقه كما لو‬
‫ضمن قدر الزكاة تضمينا صحيحا‪ ،‬ول يجاب سمماع طلممب قسمممة ممما‬
‫يجف أو غيره قبل القطع بأن يفرد الزكاة بالخرص في نخلة أو أكثر‬
‫إن قلنا‪ :‬القسمة بيع‪ ،‬وإل أجيممب‪ ،‬وكممذا بعممد القطممع وقبممل الجفمماف‬
‫وعلى المنع يقبض الساعي الممواجب مممن المقطمموع مشمماعا بقبممض‬
‫الكل‪ .‬وبه يبرأ المالك ويملكه المستحقون بقبض نائبهم ثم يممبيعه أو‬
‫يبيعه هو والمالك ويقتسمان الثمن‪ ،‬ويلزمه فعل الحظ‪ ،‬وليممس لممه‬
‫أخذ قيمة الواجب مع بقاء الثمرة أي‪ :‬إل باجتهاد أو تقليد صحيح كما‬
‫علم مما مر في الخلطة‪ ،‬فممإن أتلفهمما المالممك‪ ،‬أو تلفممت عنممده بعممد‬
‫قطعها لزمه قيمة الواجب رطبا وقممت التلممف ذكممره فممي المجممموع‬
‫قال‪ :‬وفارق هذا ما مر في مسألة العراقيين بأنه ثم يلزمممه إبقاؤهمما‬
‫إلى الجفاف حتى يدفع الجاف فممإذا قطممع قبلممه فقممد تعممدى فلزمممه‬
‫الجاف‪ ،‬وهنا ل إبقاء عليه‪ ،‬لن الفرض أنه خاف العطش فلم يلزمه‬
‫الثمر بل له القطع ودفع الرطممب فلممم يلزمممه غيممره‪ ،‬وفيممه غممموض‬
‫فتأمله )وقيل ينقطع( حق الفقراء )بنفممس الخممرص(‪ ،‬لن التضمممين‬
‫لم يرد‪ ،‬وليس هذا التضمين على حقيقة الضمان >ص‪ <260 :‬لممما‬
‫يأتي أنه ل يضمن ما تلف بغير تقصير )وإذا ضمن( وقبل على الول‬
‫)جاز تصرفه في جميع المخروص بيعا وغيره(‪ ،‬لنه ملكه بذلك‪ ،‬ولم‬
‫يبق لحد تعلق به‪ ،‬وهذا هو فائدة التضمين واستبعده الذرعممي فممي‬
‫معسر يصرفه في دينه أو يأكله وبقاؤه فممي ذمتممه ل حممظ لهممم فيممه‬
‫وتبعه غيره فقال‪ :‬إنما يضمنه حيث يرى المصلحة‪ ،‬ول مصمملحة هنمما‬
‫فإن ظنها فاختلف ظنه بمماع المممام جممزءا مممن الثمممر أو الشممجر أي‬
‫حيث لم يكن مرهونا وبحث بعضهم أنممه مممتى أمكممن السممتيفاء مممن‬
‫الشممجر أو غيممره خممرص عليممه وضمممنه‪ ،‬وإل فل أممما قبممل الخممرص‬
‫والتضمين أو القبول فل ينفذ تصرفه ببيع أو غيره إل فيما عممدا قممدر‬
‫الزكاة كما يأتي‪ ،‬وممع ذلمك يحممرم عليمه التصممرف فممي شميء منهمما‬
‫لتعلق الحق بها مممع كممون الشممركة غيممر حقيقيممة‪ ،‬لن المغلممب فيهمما‬
‫جممانب التوثممق فحممرم التصممرف مطلقمما >ص‪ <261 :‬وبهممذا يعلممم‬
‫ضعف إفتاء غير واحد بأن للمالك قبل التضمين الكممل إذا نمموى أنممه‬
‫يخرج الجاف‪ ،‬لن حق المستحقين شائع في كل ثمرة فكيف يجمموز‬
‫أكله بنية غرم بدله )ولو ادعى( المالك )هلك المخممروص( أو بعضممه‬
‫)بسبب خفي كسرقة( جعلها من الهلك‪ ،‬لن الغممالب أن المسممروق‬
‫يخفى‪ ،‬ول يظهممر فل اعممتراض عليممه خلفمما لمممن زعمممه )أو ظمماهر(‬
‫كحريق )عرف( دون عمومه أو معه‪ ،‬ولكن اتهم في هلك الثمر بممه‬
‫)صدق بيمينه( في دعواه ما ذكر واليمين هنا‪ ،‬وفممي سممائر ممما يممأتي‬
‫مستحبة )فإن لم يعممرف الظمماهر( بممأن عممرف عممدمه أو لممم يعممرف‬
‫شيء )طولب ببينة( بوقوعه )على الصممحيح( لسممهولة إقامتهمما )ثممم‬
‫يصدق بيمينه في الهلك به( أي بذلك السبب لحتمال سمملمة ممماله‬
‫بخصوصه‪ ،‬ولو اقتصر على دعوى الهلك من غير تعرض لسبب قبل‬
‫قوله ويحلف ندبا إن اتهم )ولو ادعى حيف الخممارص( عليممه بإخبمماره‬
‫بزيادة عمدا قليلة أو كثيرة لم تسمع دعواه إل ببينة كممدعوى الجممور‬
‫على الحاكم )أو غلطه بما يبعد( وقمموعه عممادة مممن عممالم بممالخرص‬
‫كالربع )لم يقبل( للعلم ببطلن دعواه نعم يحط عنه القدر الممكممن‬
‫الذي لممو اقتصممر عليممه قبممل )أو بمحتمممل( بفتممح الميممم وبيممن قممدره‬
‫كواحد في مائة وكسدس أو عشر على ما قاله البنممدنيجي واسممتبعد‬
‫في السدس‪ ،‬وقد مثله الرافعي بنصف العشر )قبل( وحلف ندبا إن‬
‫اتهم )في الصح(‪ ،‬لن صدقه ممكن‪ ،‬هذا كلممه إن تلممف المخممروص‪،‬‬
‫وإل أعيد كيله‬
‫)فرع( علم مما مر أنه إذا أتلف الثمر الذي يجممف بعممد الخممرص‬
‫والتضمين والقبول لزمه زكمماته جافمما أو قبممل ذلممك ل لخمموف ضممرر‬
‫أصله لزمه مثله‪ ،‬لنه مثلي على تنمماقض فيممه وترجيممح الروضممة هنمما‬
‫القيمة هو منصوص الشافعي والكثرين ووجهه هنا‪ ،‬وإن كممان خلف‬
‫القيمماس رعايممة مصمملحة المسممتحقين لخشممية فسمماد الرطممب قبممل‬
‫وصوله إليهم كما راعوا ضد ذلك حيث ألزموه فيما إذا أتلف نصمماب‬
‫الماشية عين الحيوان الواجب >ص‪ <262 :‬وإن كان متقوما رعاية‬
‫للجنممس ممما أمكممن بخلف ممما لممو أتلفممه أجنممبي ل تلزمممه إل القيمممة‬
‫ففرقوا بين المالك وغيره وأيد ذلك جمممع بقممولهم جوابمما عممن بحممث‬
‫الرافعي وجوب التمر الجاف‪ ،‬لنه واجبه‪ ،‬وقد فوته ل نقول‪ :‬واجبممه‬
‫الجاف إل إذا جف أو ضمنه بالخرص وسمملطناه عليممه ول فممرق فممي‬
‫لزوم القيمة بين ما يتتمر وغيره‪ ،‬ولو تلف كله بعد ذلك قبل إمكممان‬
‫الداء بل تقصير لم يلزمه شيء أو بعضه زكى الباقي قال الدارمي‪:‬‬
‫ولو أتلف المال بعدهما أجنبي لزم المالك الزكاة إن ضمن الجمماني‪،‬‬
‫وإل فل أو قبل التضمين فل شيء عليه ويطالب الغاصب ا ه وعليممه‬
‫إن غرم القيمة وقلنا هي الممواجب يممدفعها المالممك للمسممتحقين‪ ،‬ول‬
‫يلزمه شراء واجب الزكاة بها كما هممو ظمماهر كلم الروضممة وأصمملها‬
‫وغيرهما وإذا لزمه التمر فقال له المالك‪ :‬أدعني مما عليك لم يصح‬
‫لما فيه من اتحاد القابض والمقبممض إل إذا قلنمما فيمممن قممال لمممدينه‬
‫اشتر لي كذا بما عليممك أنممه يصممح ويممبرأ‪ ،‬لن التحمماد وقممع ضمممنا ل‬
‫قصدا ويأتي رابمع شمروط المبيع وآخمر الوكالمة مما فمي ذلمك‪ ،‬وفمي‬
‫المجموع عن المام عن صاحب التقريب لحد الشريكين في رطب‬
‫خرصه على صمماحبه‪ ،‬وإلزامممه بحصممته تمممرا فيلزمممه ويتصممرف فممي‬
‫الجميع واغتفر عدم رضا بقية الشركاء وهم المسممتحقون لممما يممأتي‬
‫أن شركتهم غير حقيقية لبناء الزكاة على الرفق‪ ،‬ول يأتي هنا خلف‬
‫القسمة‪ ،‬لن مجرد تضمين ذلك ل يستلزمها ويؤيد ممما قمماله قممولهم‬
‫آخر المساقاة لو خاف المالممك علممى الثمممر العامممل أو عكسممه فلممه‬
‫خرصه عليه وتضمينه إياه بتمر قال جمممع متقممدمون‪ :‬وللسمماعي أن‬
‫يضمن >ص‪ <263 :‬يهوديا شممريك مسمملم زكمماته‪ ،‬لن ابممن رواحممة‬
‫رضي الله عنه ضمن يهود خيبر زكاة الغانمين‪ ،‬لنهم شركاؤهم فممي‬
‫التمر وابن رواحة من الغانمين فتضمينه لهم ظاهر في أنهممم ملكمموا‬
‫ذلك ببدله من التمر المستقر في ذمتهم‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم‬
‫ساقاهم بشطر ما يخرج‪ ،‬وهم ل تلزمهم زكاة قمال السمبكي وزعمم‬
‫أنه يغتفر في معاملة الكفار ما ل يغتفر في غيرها ل يرتضيه ذو لب‬

‫باب زكاة النقد‬


‫أي الممذهب والفضممة وهممو ضممد العممرض والممدين فيشمممل غيممر‬
‫المضروب أيضا خلفا لمن زعم اختصاصه بالمضروب كذا قاله غيممر‬
‫واحد والذي في القاموس النقد الوازن من الدراهم وهو صريح فممي‬
‫أن وضممعه اللغمموي المضممروب مممن الفضممة ل غيممر وحينئذ فل وجممه‬
‫للختلف المذكور‪ ،‬لنه إن أريد النقممد فممي هممذا البمماب شمممل الكممل‬
‫اتفاقا أو الوضع اللغوي فهو ممما ذكممر والصممل فيممه الكتمماب والسممنة‬
‫والجماع )نصمماب الفضممة مائتمما درهممم و( نصمماب )الممذهب عشممرون‬
‫مثقال( إجماعا تحديدا فلممو نقممص فممي ميممزان وتممم فممي آخممر >ص‪:‬‬
‫‪ <264‬فل زكاة للشك ول بعد في ذلممك مممع التحديممد لختلف خفممة‬
‫الممموازين بمماختلف حممذق صممانعيها )بمموزن مكممة( للخممبر الصممحيح‬
‫}المكيال مكيال المدينة والمموزن وزن مكممة{ والمثقممال ولممم يتغيممر‬
‫جاهلية ول إسلما ثنتان وسممبعون حبممة شممعير متوسممطة لممم تقشممر‬
‫وقطممع مممن طرفيهمما ممما دق وطممال والممدرهم اختلممف وزنممه جاهليممة‬
‫وإسلما ثم استقر على أنه ستة دوانق والدانق ثمان حبات وخمسمما‬
‫حبة فالممدرهم خمسممون حبممة وخمسمما حبممة والمثقممال درهممم وثلثممة‬
‫أسباع درهم فعلم أنه متى زيد على الدرهم ثلثة أسباعه كان مثقال‬
‫ومتى نقص مممن المثقممال ثلثممة أعشمماره كممان درهممما فكممل عشممرة‬
‫دراهم سبعة مثاقيل وكل عشرة مثاقيل أربعة عشر درهما وسبعان‬
‫قال بعض المتأخرين ودرهممم السمملم المشممهور اليمموم سممتة عشممر‬
‫قيراطا وأربعة أخماس قيراط بقراريط المموقت وقيممل أربعممة عشممر‬
‫قيراطا والمثقال أربعة وعشرون قيراطا على الول وعشرون على‬
‫الثمماني قممال شمميخنا ونصمماب الممذهب بالشممرفي خمسممة وعشممرون‬
‫وسممبعان وتسممع ا ه >ص‪ <265 :‬والظمماهر أن مممراده بالشممرفي‬
‫القايتبابي أو البرسبابي وبه يعلم النصاب بممدنانير المعاملممة الحادثممة‬
‫الن على أنه حدث أيضا تغيير في المثقال ل يوافممق شمميئا مممما مممر‬
‫فليتنبممه لممه وليجتهممد النمماظر فيممما يوافممق كلم الئمممة قبممل التغييممر‬
‫)وزكاتهممما ربممع عشممر( لخممبرين صممحيحين بممذلك ويجممب فيممما زاد‬
‫بحسابه إذ ل وقص هنا وفارق الماشممية بضممرر سمموء المشمماركة لممو‬
‫وجب جزء وإنما تكرر الواجب هنا بتكرر السنين بخلفممه فممي التمممر‬
‫والحب ل يجب فيه ثانيا حيث لم ينو بممه تجممارة‪ ،‬لن النقممد تممام فممي‬
‫نفسه ومتهيئ للنتفاع والشراء بممه فممي أي وقممت بخلف ذينممك )ول‬
‫شيء في المغشوش( أي المخلوط من ذهب بنحو فضة ومن فضمة‬
‫بنحو نحاس )حتى يبلغ خالصه نصممابا( لخممبر الشمميخين }ليممس فيممما‬
‫دون خمس أواق من الممورق صممدقة{ فممإذا بلممغ خممالص المغشمموش‬
‫نصابا أو كان عنده خالص يكمله أخرج قممدر الممواجب خالصمما أو مممن‬
‫المغشوش ما يعلم أن فيه قدر الممواجب ويصممدق المالممك فممي قممدر‬
‫الغش فلو كان لمحجور تعين الول >ص‪ <266 :‬إن نقصممت مؤنممة‬
‫السبك المحتاج إليه عن قيمممة الغممش وينبغممي فيممما إذا زادت مؤنممة‬
‫السبك علممى قيمممة الغممش ولممم يممرض المسممتحقون بتحملهمما أنممه ل‬
‫يجزئ إخراج الثاني لضرارهم حينئذ بخلف ما إذا لم تممزد أو رضمموا‬
‫وعلى هذا التفصيل يحمل قول جمع كالقمولي ومن تبعه لممو أخممرج‬
‫خمسة عشر مغشوشممة عممن مممائتين >ص‪ <267 :‬خالصممة فيظهممر‬
‫القطع بإجزاء ما فيها من الخالص عن قسممطه ويخممرج البمماقي مممن‬
‫الخالص وقول آخرين ل يجزئ لما فيه من تكليف المستحقين مؤنة‬
‫إخلصه بل سوى في المجموع في إخراجه عن الخالص بينممه وبيممن‬
‫الرديء وإن له السترداد‪ ،‬لنه لم يجزئه عن الزكمماة إل إذا اسممتهلك‬
‫فيخرج التفاوت ثم قال ولو أخرج عن مائتين خالصتين خمسة عشر‬
‫مغشوشممة فقممد سممبق أنممه ل يجممزئه وإن لممه اسممتردادها ا ه ومحممل‬
‫السترداد إن بين عند الدفع أنه عن ذلك المال وعلى عممدم الجممزاء‬
‫لو خلص المغشوش في يممد السمماعي أو المسممتحق أجممزأ كممما فممي‬
‫تراب المعدن بخلف سخلة كممبرت فممي يممده‪ ،‬لنهمما لممم تكممن بصممفة‬
‫الجزاء يوم الخمذ والممتراب والمغشمموش هنما بصمفته لكنممه مختلممط‬
‫بغيره ويكره للمام ضرب المغشوش >ص‪ <268 :‬ولغيممره ضممرب‬
‫الخممالص إل بممإذنه وممما ل يممروج إل بتلممبيس كممأكثر أنممواع الكيميمماء‬
‫الموجودة الن يدوم إثمممه بممدوامه كممما فممي الحيمماء وشممدد فيممه ول‬
‫يكره إمساك مغشوش موافممق لنقممد البلممد ول يكمممل أحممد النقممدين‬
‫بالخر ويكمل كل نوع من جنممس بممآخر منممه ثممم يؤخممذ مممن كممل إن‬
‫سهل وإل فمن الوسط ويجزئ جيد وصحيح عن رديء ومكسور بممل‬
‫هو أفضل ل عكسهما فيستردهما >ص‪ <269 :‬إن بين )ولو اختلط‬
‫إناء منهما( أي النقدين بأن أذيبا وصيغ منهما )وجهل أكثرهممما( كممأن‬
‫كان وزنه ألفا وأحدهما ستمائة والخر أربعمائة وجهممل عينممه )زكممى‬
‫الكثر ذهبا وفضة( احتياطا إن كان لغيممر محجممور وإل تعيممن التمييممز‬
‫التي فيزكي ستمائة ذهبا وستمائة فضة وحينئذ يبرأ يقينا ول يكفممي‬
‫تزكية كله ذهبا‪ ،‬لنه ل يجزئ عممن الفضممة كعكسممه )أو ميممز( بينهممما‬
‫بالنار ويحصل عند تساوي أجمزائه بسمبك أدنمى جمزء أو بالمماء بمأن‬
‫يضع فيه ألفا ذهبا ويعلم ارتفماعه ثممم ألفما فضممة ويعلممه وهممو أزيممد‬
‫ارتفاعا من الول ثم يضع المختلط فإلى أيهما كممان ارتفمماعه أقممرب‬
‫فهو الكثر ويأتي هذا في مختلط جهل وزنه بالكلية‪ ،‬لن علمته بيممن‬
‫علمتي الخالص فإن استوت نسبته إليهما كأن يكون ارتفاع الفضممة‬
‫أصبعا والذهب ثلممثي أصممبع والمختلممط خمسممة أسممداس أصممبع فهممو‬
‫نصفان وإن زاد على علمممة الممذهب بشممعيرتين ونقممص عممن علمممة‬
‫الفضة بشعيرة فثلثاه فضة وثلثه ذهب وبأن يضع فيه ستمائة فضممة‬
‫وأربعمائة ذهبا ويعلم ارتفاعهما >ص‪ <270 :‬ثممم يعكممس ثممم يضممع‬
‫المشتبه ويلحق بما وصل إليممه وإنممما لممم يجعلمموا الممماء معيممارا فممي‬
‫الربا‪ ،‬لنه أضيق ولذا جعلوه معيارا في السمملم وليممس لممه العتممماد‬
‫على غلبة ظنه من غير تمييز لتعلق حق الغير به فلم يقبل ظنه فيه‬
‫ومؤنة السبك على المالك ولو فقد آلة السبك أو احتمماج فيممه لزمممن‬
‫طويل أجبر على تزكية الكثر من كممل منهممما ول يعممذر فممي التممأخير‬
‫إلممى التمكممن‪ ،‬لن الزكمماة ` فوريممة كممذا نقلممه الرافعممي عممن المممام‬
‫وتوقف فيه فقال ول يبعد أن يجعممل السممبك أو ممما فممي معنمماه مممن‬
‫شروط المكممان )ويزكممى المحممرم( مممن النقممد )مممن حلممي وغيممره(‬
‫>ص‪ <271 :‬بالجر إجماعا وكذا المكروه كضبة فضة كبيرة لحاجممة‬
‫وصغيرة لزينة )ل المبمماح فممي الظهممر(‪ ،‬لنممه معممد لسممتعمال مبمماح‬
‫فأشممبه أمتعمة الممدار والحمماديث المقتضمية لوجموب الزكماة وحرممة‬
‫الستعمال حتى على النساء حملها البيهقي وغيممره علممى أن الحلممي‬
‫كان محرما أول السلم علمى النسماء علمى أنهما فمي أفمراد خاصمة‬
‫فيحتمل أن ذلممك لسممراف فيهمما بممل هممو الظمماهر مممن سممياق بعممض‬
‫الحاديث ولو مات مورثه عن حلي مباح فمضى عليه حممول أو أكممثر‬
‫ولم يعلم به لزمه زكاته على ممما فممي البحممر‪ ،‬لنممه لممم ينممو إمسمماكه‬
‫لستعمال مباح ورد بأن الموافق لما يأتي في اتخاذ سمموار بل قصممد‬
‫عدم وجوبها ويجاب بما يأتي أن ثم صارفا قويا هو الصوغ المقتضي‬
‫للسممتعمال غالبمما ول صمارف هنمما أصممل ول نظممر لنيممة مممورثه‪ ،‬لنهمما‬
‫انقطعت بالموت ولممو حليممت الكعبممة >ص‪ <272 :‬مثل بنقممد حممرم‬
‫كتعليق محلى فيها يتحصل منه شيء فإن وقف عليها فل زكمماة فيممه‬
‫قطعا لعدم المالك المعين مع حرمة استعماله ونممازع الذرعممي فممي‬
‫صحة وقفه مممع حرمممة اسممتعماله ويجمماب بممأن القصممد منممه عينممه ل‬
‫وصفه فصح وقفه نظرا لذلك وبه يعلم أن المراد وقممف عينممه علممى‬
‫نحو مسممجد احتمماج إليهمما ل للممتزيين بممه أممما وقفممه علممى تحليتممه بممه‬
‫فباطل‪ ،‬لنه ل يتصور حله )ومن( النقد الممذهب أو الفضممة )المحممرم‬
‫الناء( كميل ولو لمرأة إل لجلء عين توقف عليه وذكر هنا لضرورة‬
‫التقسيم وبيان الزكاة فيه فل تكرار )والسوار( بكسممر السممين أكممثر‬
‫مممن ضمممها )والخلخممال( بفتممح الخمماء وسممائر حلممي النسمماء )للبممس‬
‫الرجل( بأن قصد ذلممك باتخاذهممما فهممما محرمممان بالقصممد فمماللبس‬
‫أولى وذلك‪ ،‬لن فيه خنوثة ل تليق بشهامة الرجممل بخلف اتخاذهممما‬
‫للبس امرأة أو صبي والخنثى كرجل في حلي النساء وكممامرأة فممي‬
‫حلي الرجال أخذا بالسوأ )فلو اتخذ( الرجل )سوارا بل قصد( للبس‬
‫أو غيره )أو قصد إجارته لمن له استعماله( بل كراهة )فل زكاة( فيه‬
‫)في الصح( >ص‪ ،<273 :‬لنه فممي الولممى بالصممياغة بطممل تهيممؤه‬
‫للخراج الملحممق لمه بالناميمات إذ القصممد بهمما السمتعمال غالبمما ممع‬
‫إفضائها إليه غالبا فل ترد السممبائك وفممي الثانيممة يشممبه ممما مممر فممي‬
‫المواشي العوامل وقضية كلمهم أنممه ل فممرق بيممن أن ينمموي بممذلك‬
‫التجارة وأن ل وحينئذ فيشكل عليممه ممما يممأتي فيمممن اسممتأجر أرضمما‬
‫ليؤجرها بقصد التجارة إل أن يفرق بما يممأتي أن التجممارة فممي النقممد‬
‫ضممعيفة نممادرة فلممم يممؤثر قصممدها مممع وجممود صممورة الحلممي الجممائز‬
‫المنافي لها وخرج بقوله بل قصد ممما إذا قصممد اتخمماذه كنممزا فيزكممى‬
‫وإن لم يحرم التخاذ في غير الناء ولو قصد مباحا ثم غيره لمحممرم‬
‫أو عكسه تغير الحكم ولو قصد إعارته لمن لممه اسممتعماله لممم يجممب‬
‫جزما )وكذا لو انكسر الحلممي( المبمماح فعلمممه )وقصممد إصمملحه( فل‬
‫زكاة فيه في الصح وإن دام أحوال لممدوام صممورة الحلممي مممع قصممد‬
‫إصلحه هذا إن توقف استعماله على الصلح بنحو لحام ولممم يحتممج‬
‫لصوغ جديد فإن لم يتوقف عليممه فل أثممر للكسممر قطعمما وإن احتمماج‬
‫لصوغ جديد ومضى حممول بعممد علمممه بتكسممره زكممي قطعمما وانعقممد‬
‫الحول من حين الكسر وخممرج بقصممد إصمملحه >ص‪ <274 :‬ممما إذا‬
‫قصد كنزه أو جعله نحو تبر فيزكى قطعمما وكممذا إن لممم يقصممد شمميئا‬
‫كممما فممي أصممل الروضممة والشممرح الصممغير‪ ،‬لنممه الن غيممر معممد‬
‫للسممتعمال وصممحح فممي الكممبير فممي موضممع عممدم وجوبهمما وصمموبه‬
‫السنوي ويعتبر فيما صنعته محرمة وزنه دون قيمته الزائدة بسممبب‬
‫الصنعة‪ ،‬لنها مستحقة الزالة فل احممترام لهمما وفيممما صممنعته مباحممة‬
‫كلهما لتعلق الزكاة بعينه الغير المحترمممة فمموجب اعتبارهمما بهيئتهمما‬
‫الموجودة حينئذ )ويحرم على الرجل( والخنثى )حلممي الممذهب( ولممو‬
‫في آلة الحرب للخبر الصحيح إل إن صدئ بحيث ل يتبين كممما نقلممه‬
‫في المجممموع عممن جمممع وأقرهممم ويمموجه بممزوال الخيلء عنممه حينئذ‬
‫نظير ما مر في إناء نقممد صممدئ أو غشممي >ص‪) <275 :‬ل النممف(‬
‫لمن زال أنفه وإن أمكممن مممن فضممة‪ ،‬لنممه ل يصممدأ غالبمما ول يفسممد‬
‫المنبت ولما صح أنه صلى الله عليه وسلم أمر به مممن جعلممه فضممة‬
‫فممأنتن عليممه )والنملممة( بتثليممث أولممه وثممالثه فهممي تسممع أفصممحها‬
‫وأشهرها فتممح ثممم ضممم )والسممن( وإن تعممدد فمأولى شممدها بمه عنممد‬
‫تحركها وذلك قياسا على النف وكل ما جاز له بالذهب فهو بالفضممة‬
‫أجوز )ل الصبع( أو اليد بل وأكثر من أنملة من أصبع فل يجمموز مممن‬
‫ذهب وكذا فضة‪ ،‬لنها ل تعمل فتتمحض للزينة بخلف النملة وأخممذ‬
‫منمه الذرعمي أن مما تحتهما لمو كمان أشمل امتنعمت ويؤخمذ منمه أن‬
‫الزائدة إن عملت حلت وإل فل فإطلق الزركشي المنع فيهمما ليممس‬
‫بصحيح وبحث الغزي إلحاق أنملممة سممفلى بالصممبع‪ ،‬لنهمما ل تتحممرك‬
‫)ويحرم سن الخاتم( من ذهب وهممو ممما يستمسممك بممه فصممه )علممى‬
‫الصحيح( لعموم أدلة التحريم وفارق ما مممر فممي الضممبة والتطريممف‬
‫بالحرير بأن الخاتم ألزم للشخص من الناء واستعماله أدوم‬
‫)ويحل له( أي الرجل )من >ص‪ <276 :‬الفضة الخاتم( إجماعا بممل‬
‫يسممن ولممو فممي اليسممار لكنممه فممي اليميممن أفضممل‪ ،‬لنممه الكممثر فممي‬
‫الحاديث وكونه صار شعارا للروافض ل أثر له ويجوز بفممص منممه أو‬
‫من غيره ودونه وبه يعلم حممل الحلقممة إذ غايتهمما أنهمما خمماتم بل فممص‬
‫ويتردد النظر في قطعة فضة ينقش عليها ثم تتخممذ ليختممم بهمما هممل‬
‫تحل‪ ،‬لنها ل تسمى إناء فل يحرم اتخاذها أو تحرم‪ ،‬لنها تسمى إناء‬
‫لخبر الختم ومر آخر الواني أن ما كان على هيئة الناء حممرم سممواء‬
‫أكان يستعمل في البدن أم ل وما لم يكن كذلك فإن كان لستعمال‬
‫يتعلق بالبدن حممرم وإل فل وحينئذ فممالوجه الحممل هنمما ويسممن جعممل‬
‫فصه مما يلي كفه للتبمماع ول يكمره لبسمه للمممرأة وأل فممي الخمماتم‬
‫للجنس فيصدق بقوله في الروضة وأصمملها لممو اتخممذ لرجممل خممواتيم‬
‫كثيرة ليلبس الواحد منها بعد الواحد جمماز وظمماهره جممواز التخمماذ ل‬
‫اللبس واعتمده المحب الطبري لكممن صمموب السممنوي جممواز اتخمماذ‬
‫خاتمين وأكثر ليلبسها كلهمما معمما ونقلممه عممن الممدارمي وغيممره ومنممع‬
‫الصيدلني أن يتخذ في كممل يممد زوجمما وقضمميته حممل زوج بيممد وفممرد‬
‫بأخرى وبممه صممرح الخمموارزمي والممذي يتجممه اعتممماده كلم الروضممة‬
‫الظاهر في حرمة التعممدد مطلقمما‪ ،‬لن الصممل فممي الفضممة التحريممم‬
‫على الرجل إل ما صح الذن فيه ولم يصح في الكثر من الواحد ثممم‬
‫رأيت المحب علل بذلك وهو ظاهر جلي على أن التعدد صار شعارا‬
‫للحمقاء والنساء فليحرم من هذه الجهة حتى عنممد الممدارمي وغيممره‬
‫وحكى وجهان في جوازه في غير الخنصر وقضية كلمهم الجواز ثم‬
‫رأيممت القمممولي صممرح بالكراهممة وسممبقه إليهمما فممي شممرح مسمملم‬
‫والذرعي صوب التحريم والوجه الول وزعم أنممه مممن خصوصمميات‬
‫النساء ممنوع >ص‪ <277 :‬والكلم في الرجال فقد صرح الرافعي‬
‫في الوديعة بحل ذلك للمرأة وإذا جوزنمما اثنيممن فممأكثر دفعممة وجبممت‬
‫فيها الزكاة لكراهتها كما قاله ابممن العممماد قممال غيممره ومحممل جممواز‬
‫التعدد على القول به حيث لم يعممد إسممرافا وإل حممرم ممما حصممل بممه‬
‫السراف وصوب الذرعي ما اقتضاه كلم ابممن الرفعممة مممن وجمموب‬
‫نقصه عن مثال للنهي عن اتخاذه مثقال وسممنده حسممن وإن ضممعفه‬
‫المصنف وغيممره ولممم يبممالوا بتصممحيح ابممن حبممان لممه وخممالفه غيممره‬
‫فأنمماطوه بممالعرف ونقلممه بعضممهم عممن الخمموارزمي وغيممره وعليممه‬
‫فالعبرة بعرف أمثال اللبس فيما يظهر )و( يحل من الفضة )حليممة(‬
‫أي تحليممة )آلت الحممرب( للمجاهممد أو المرصممد للجهمماد كممالمرتزق‬
‫)كالسيف والرمح والمنطقة( >ص‪ <278 :‬بكسممر الميممم وهممي ممما‬
‫يشد بها الوسط وأطراف السهام والدروع والخوذة والترس والخف‬
‫وسكين الحرب دون سكين المهنة والمقلمممة‪ ،‬لن فممي ذلممك إرهابمما‬
‫للكفار ول تجوز بذهب لزيممادة السممراف والخيلء وخممبر }أن سمميفه‬
‫صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كان عليه ذهب وفضة{ يحتمل أنممه‬
‫تمويه يسير بغير فعله صلى الله عليه وسلم قبمل ملكمه لمه ووقمائع‬
‫الحوال الفعليممة تسممقط بمثممل هممذا علممى أن تحسممين الترمممذي لممه‬
‫معارض بتضعيف ابن القطان والتحلية فعل عيممن النقممد فممي محممال‬
‫متفرقة مع الحكام حتى تصير كالجزء منها ولمكان فصلها مع عدم‬
‫ذهاب شيء من عينها فارقت التمويه السابق أول الكتاب أنه حرام‬
‫لكن قضية كلم بعضهم جواز التمويه هنا حصل منه شيء أو ل على‬
‫خلف ما مر في النية وقد يفرق بأن هنا حاجة للزينة باعتبار ما من‬
‫شأنه بخلفه ثم )ل ممما ل يلبسممه كالسممرج واللجممام( وكممل ممما علممى‬
‫الدابة كبزتها )في الصح( كالنية أما غيممر نحممو مجاهممد فل يحممل لممه‬
‫تحليممة ممما ذكممر كممما ارتضمماه جمممع تبعمما للرويمماني لكممن قضممية كلم‬
‫الكثرين أنه ل فرق ويوجه بأنها تسمى آلة حرب وإن كانت عند من‬
‫ل يحارب ولن إغاظة الكفار ولو من بدارنا حاصلة مطلقا وبه يفرق‬
‫بين هذا وحرمة قنية كلمب لصمميد علممى ممن لمم يصممطد بممه )وليمس‬
‫للمممرأة( ول للخنممثى )حليممة آلممة الحممرب( مطلقمما‪ ،‬لن فيممه تشممبها‬
‫بالرجال وهو حرام كعكسه وجواز قتالها بسلح الرجل لما فيممه مممن‬
‫المصلحة نعم إن كان محلى لم يجز لها استعماله إل عند الضممرورة‬
‫بأن تعين القتال عليها ولممم تجممد غيممره فعلممم أنممه ل يحممل اسممتعمال‬
‫المحلى إل لمن حلت له تحليته كذا قيل وقيمماس ممما مممر فممي النيممة‬
‫المموهممة أن ممما ل يتحصممل مممن تحليتممه شمميء علممى النممار يجمموز‬
‫استعماله مطلقمما ويؤخممذ مممن تعليممل ممما ذكممر بالتشممبه بالرجممال أن‬
‫الصبي أو المجنون يحل لممه تحليممة آلممة الحممرب وإن ألحممق بهمما فممي‬
‫الحلي >ص‪ <279 :‬ويوجه بأن فيه شبها من النوعين إذ ل شممهامة‬
‫له فأشبه النساء وهو من جنس الرجال‪ .‬فكان القيمماس جممواز حلممي‬
‫الفريقين له )ولها( وللصممبي والمجنممون )لبممس أنممواع حلممي الممذهب‬
‫والفضة( كطوق وخاتم وسوار وخلخال ونعل ودراهم ودنانير معممراة‬
‫أي لها عرى تجعممل فممي القلدة قطعمما أو مثقوبممة علممى الصممح فممي‬
‫المجموع لدخولها في اسم الحلي وبممه رد السممنوي وغيممره ممما فممي‬
‫الروضة وغيرها من التحريم بل زعم السنوي أنه غلممط لكنممه غلممط‬
‫فيه ومما يؤيد غلطه قوله تجب زكاتها لبقاء نقديتها‪ ،‬لنها لممم تخممرج‬
‫بالثقب عنها ا ه والوجه أنه ل زكماة فيهما لمما تقمرر أنهما ممن جملمة‬
‫الحلي إل إن قيل بكراهتها وهو القياس لقمموة الخلف فممي تحريمهمما‬
‫لكن صرح السممنوي نقل عممن الرويمماني وأقممره بعممدمها وحينئذ فهممو‬
‫قائل بوجوب زكاتها مع عدم حرمتها ول كراهتهمما وهممو كلم ل يعقممل‬
‫كما قاله الزركشي‪.‬وقول الذرعي النعل أولممى بممالمنع مممن خلخممال‬
‫وزنه مائتا مثقممال مممردود ويمموجه بممأن الكلم فممي نعممل ل يعممد مثلممه‬
‫سممرفا فممي جنسممه وبممه فممارق الخلخممال وكتمماج كممما صممرح بممه فممي‬
‫المجموع وينبغي أن ما وقع في حله لها خلف قوي يكره لبسه لها‪،‬‬
‫لنهم نزلوا الخلف في الوجوب أو التحريمم منزلمة النهمي كمما فمي‬
‫غسل الجمعة وما كره هنا تجب زكاته واعتياد عظماء الفرس لبسه‬
‫ل يحرمه عليهن نعممم ل يبعممد فممي ناحيممة اعتمماد الرجممال فيهمما لبسممه‬
‫تحريمممه عليهممن إل أن يقممال إنممه محممرم علممى الرجممال فل نظممر‬
‫لعتيادهم له ول لعدمه كما هو شأن سائر المحرمممات وهممذا أقممرب‬
‫)وكذا( لها )لبس ما نسممج بهممما( أي الممذهب والفضممة )فممي الصممح(‬
‫>ص‪ <280 :‬لعموم الدلة )والصح تحريم المبالغممة فممي السممرف(‬
‫فممي كممل ممما أبيممح مممما مممر )كخلخممال وزنممه( أي مجممموع فردتيممه ل‬
‫إحداهما فقط خلفا لمن وهم فيه )مائتا دينار( أي مثقال ومممن عممبر‬
‫بمائة أراد كل فردة منه على حيالها لكنه يوهم أن هذا شرط وليس‬
‫كذلك بل المدار على المائتين وإن تفاوت وزن الفردتيممن ول يكفممي‬
‫نقص نحو المثقالين عن المائتين كممما يفهمممه التعليممل التممي وحيممث‬
‫وجد السرف التي وجبت زكاة جميعممه ل قممدر السممرف فقممط ولممم‬
‫يرتض الذرعي التقييممد بالمممائتين بممل اعتممبر العممادة فقممد تزيممد وقممد‬
‫تنقص وبحث غيممره أن السممرف فممي خلخممال الفضممة أن يبلممغ ألفممي‬
‫مثقال وهو بعيد بل ينبغي الكتفاء فيه بمممائتي مثقممال كالممذهب كممما‬
‫يصرح به التعليممل التممي المممأخوذ منممه أن المممدار علممى المموزن دون‬
‫النفاسة وذلك لنتفمماء الزينممة عنممه المجمموزة لهممن التحلممي بممل ينفممر‬
‫الطبع منه كذا قالوه وبه يعلم ضابط السممرف واعتممبر فممي الروضممة‬
‫كالشرحين مطلقا السرف ولم يقيده بالمبالغة كممالمتن ويجمممع بممأن‬
‫المراد بالسرف ظهوره فيساوي قيممد المبالغممة فيممه المممذكورة فممي‬
‫المتن ثم رأيته في المجموع صرح بما ذكرته من أن المراد السرف‬
‫الظاهر ل مطلق >ص‪ <281 :‬السرف ثم هذا كله إنما هو بالنسبة‬
‫لحل لبسه وحرمته أما الزكاة فتجب بأدنى سرف‪ ،‬لنه إن لم يحرم‬
‫كره ومر وجوبها في المكممروه )وكممذا( يحممرم )إسممرافه( أي الرجممل‬
‫)في آلة الحرب( لما فيه من زيادة الخيلء وبهممذا يظهممر وجممه عممدم‬
‫تقييده بالمبالغة هنا إذ الصل حل النقد وعممدم الخيلء فيممه بالنسممبة‬
‫للمرأة دون الرجل فاغتفر لها قليل السرف بخلفممه )وجممواز تحليممة‬
‫المصحف( يعني ما فيه قرآن ولممو للتممبرك فيممما يظهممر وغلفممه وإن‬
‫انفصل عنه )بفضة( للرجال والنساء إكراما له )وكممذا( يجمموز تحليممة‬
‫ما ذكر )للمرأة بذهب( كتحليها به مممع إكرامممه أممما بقيممة الكتممب فل‬
‫يجوز تحليتها مطلقا قطعا‬
‫)تنممبيه( يؤخممذ مممن تعممبيرهم بالتحليممة المممار الفممرق بينهمما وبيممن‬
‫التمويه حرمة التمويه هنا بذهب أو فضة مطلقا لما فيه من إضمماعة‬
‫المال فمإن قلمت العلمة الكمرام وهمو حاصمل بكمل قلمت لكنمه فمي‬
‫التحلية لم يخلفه محظور بخلفه في التمممويه لممما فيممه مممن إضمماعة‬
‫المال وإن حصل منه شيء فممإن قلممت يؤيممد الطلق >ص‪<282 :‬‬
‫قول الغزالي من كتب القرآن بالممذهب فقممد أحسممن ول زكمماة عليممه‬
‫قلت يفرق بأنه يغتفر في إكرام حروف القرآن ما ل يغتفر في نحممو‬
‫ورقه وجلده على أنه ل يتأتى إكرامها إل بذلك فكممان مضممطرا إليممه‬
‫فيه بخلفه في غيرها يمكن الكرام فيه بالتحلية فلم يحتممج للتمممويه‬
‫فيه رأسا )وشرط زكاة النقد الحول( كما في المواشي نعم لو ملك‬
‫نقدا نصابا ستة أشهر ثم أقرضه لخر لم ينقطع الحول كما مر فممإذا‬
‫كان موسرا أو عاد إليه زكاه عنممد تمممام السممتة الشممهر الثانيممة كممما‬
‫قاله الشيخ أبو حامد وجعله أصل مقيسا عليه وذكره الرافعممي أثنمماء‬
‫تعليل واعتمده البلقيني وغيره ولو حلى حيوانمما بنقممد حممرم ولزمتممه‬
‫زكاته )ول زكاة في سائر الجواهر كاللؤلؤ( واليواقيت لعدم ورودهمما‬
‫في ذلك ولنها معدة للستعمال كالماشية العاملة‬

‫باب زكاة المعدن‬


‫هو بفتح فسكون فكسر مكان الجممواهر المخلوقممة فيممه ويطلممق‬
‫عليه نفسها كنقد وحديد ونحاس وهو المراد في الترجمة مممن عممدن‬
‫كضرب أقام ومنه جنات عدن )والركمماز( هممو ممما دفممن بممالرض مممن‬
‫ركز غرز أو خفي ومنه أو تسمع لهم ركزا أي صوتا خفيا )والتجارة(‬
‫وهي تقليب المال بالتصرف فيه لطلب النماء )مممن اسممتخرج( وهممو‬
‫مممن أهممل الزكمماة )ذهبمما أو فضممة مممن معممدن( مممن أرض مباحممة أو‬
‫مملوكة له كذا اقتصروا عليه وقضيته أنه لو كان من أرض موقوفممة‬
‫عليه أو على جهمة عاممة أو ممن أرض نحمو مسمجد وربماط ل تجمب‬
‫زكاته ول يملكه الموقوف عليه ول نحو المسممجد والممذي يظهممر فممي‬
‫ذلك أنه إن أمكن حدوثه في الرض وقال أهل الخبرة إنه حدث بعد‬
‫الوقفيممة أو المسممجدية ملكممه الموقمموف عليممه كربممع الوقممف ونحممو‬
‫المسجد ولزم مالكه المعين زكاته أو قبلها فل زكمماة فيممه‪ ،‬لنممه مممن‬
‫عين الوقف وإن ترددوا فكذلك‪ .‬ويؤيد ما تقمرر ممن أنمه قمد يحمدث‬
‫قولهم إنما لمم يجممب إخممراج الزكماة للمممدة >ص‪ <283 :‬الماضممية‬
‫وإن وجده في ملكمه‪ ،‬لنمه لمم يتحقمق كمونه ملكمه ممن حيمن ملمك‬
‫الرض لحتمال كون الموجود مما يخلق شيئا فشمميئا والصممل عممدم‬
‫وجوب الزكاة وحممديث }إن الممذهب والفضممة مخلوقممان فممي الرض‬
‫يوم خلق الله السموات والرض{ ضعيف على أن المممراد جنسممهما‬
‫ل بالنسبة لمحل بعينه )لزمه ربع عشره( للخبر الصممحيح بممه وخممرج‬
‫بذهبا وفضة غيرهما فل زكاة فيه )وفي قول الخمممس( قياسمما علممى‬
‫الركاز التي بجامع الخفاء في الرض )وفي قول إن حصممل بتعممب(‬
‫أي كطحن ومعالجة بنار )فربع العشر وإل فخمسه( ويجاب بأن مممن‬
‫شأن المعدن التعممب والركمماز عممدمه فأنطنمما كل بمظنتممه )ويشممترط‬
‫النصاب( استخرجه واحممد أو جمممع لعممموم الدلممة السممابقة ولن ممما‬
‫دونه ل يحتمل المواساة بخلفه )ل الحممول(‪ ،‬لنممه إنممما اعتممبر لجممل‬
‫تكامل النماء والمستخرج من المعدن نماء كله فأشبه الثمر والزرع‬
‫)علممى المممذهب وفيهممما( وخممبر الحممول السممابق مخصمموص بغيممر‬
‫المعممدن‪ ،‬لنممه يسممتنبط مممن النممص معنممى يخصصممه >ص‪<284 :‬‬
‫ووقممت وجمموبه حصممول النيممل بيممده ووقممت الخممراج بعممد التخليممص‬
‫والتنقية فلو تلف بعضممه قبممل التمكممن مممن الخممراج سممقط قسممطه‬
‫ووجب قسط ما بقي ومؤنة ذلك على المالك كما مر نظيره ثممم فل‬
‫يجزئ إخراجه قبلها ويضمنه قابضه ويصممدق فممي قممدره وقيمتممه إن‬
‫تلف‪ ،‬لنه غارم ولو ميزه الخذ فكان قدر الواجب أجزأه أي إن نوى‬
‫به الزكاة حينئذ وكممذا عنممد الخممراج فقممط فيممما يظهممر لوجممود قممدر‬
‫الزكاة فيه وإنما فسد القبض لختلطه بغيره وبه فارق ما لو قبممض‬
‫سخلة فكبرت في يده ويقوم تراب فضة بذهب وعكسه‬
‫)تنبيه( ظاهر إطلقهم هنا ضمان قابضه أنه يرجع عليممه بممه وإن‬
‫لم يشرط السترداد وعليه يفرق بينه وبين ما يأتي في التعجيل بأن‬
‫المخرج ثم مجزئ في ذاته وتبين عدم الجممزاء لسممبب خممارج عنهمما‬
‫غيممر مممانع لصممحة قبضممه فاشممترط فممي الرجمموع بممه شممرطه >ص‪:‬‬
‫‪ <285‬بخلفه هنا فإنه غير مجزئ في ذاته ففسد القبض من أصله‬
‫فلم يحتج لشرط )ويضم بعضه إلممى بعممض إن( اتحممد المعممدن ل إن‬
‫تعدد وإن تقارب وكذا الركاز و )تتابع العمل( كما يضم المتلحق من‬
‫الثمممار ول يشممترط بقمماء الول بملكممه وإن أتلممف أول فممأول )ول‬
‫يشترط( في الضم )اتصال النيل على الجديد(‪ ،‬لنه ل يحصممل غالبمما‬
‫إل متفرقا )وإذا قطع العمل بعذر( كإصلح آلة وهرب أجيممر ومممرض‬
‫وسفر أي لغير نحو نزهة فيما يظهر أخذا مما يأتي في العتكاف ثم‬
‫عاد إليه )ضم( وإن طال الزمن عرفا‪ ،‬لنه عاكف على العمل مممتى‬
‫زال العذر )وإل( يقطع بعذر )فل( ضم وإن قصر الزمن عرفمما‪ ،‬لنممه‬
‫إعراض ومعنى عممدم الضممم >ص‪ <286 :‬أنممه ل )يضممم الول إلممى‬
‫الثاني( في إكمال النصاب بخلف ما يملكه بغير ذلك فإنه يضم إليه‬
‫نظير ما يأتي )ويضم الثاني إلى الول كما يضمه إلى ما ملكه( مممن‬
‫جنسه أو عرض تجارة تقوم بجنسه ولو )بغيممر المعممدن( كممإرث وإن‬
‫غاب بشرط علمه ببقائه )في إكمال النصاب فإن كمل به النصمماب(‬
‫زكى الثاني فلو استخرج بالول خمسين ثم استخرج تمممام النصمماب‬
‫لم يضم الخمسين لما بعدها فل زكاة فيها ويضم المائة والخمسممين‬
‫لما قبلها فيزكيها لعدم الحول ثم إذا أخرج حق المعدن من غيرهممما‬
‫ومضى حول من حين كمال المائتين لزمه زكاتهممما ولممو كممان الول‬
‫نصابا ضم الثاني إليه قطعا )وفي الركاز( أي المركوز إذا استخرجه‬
‫أهل الزكاة )الخمس( كما في الخبر المتفق عليه ولعدم المؤنة فيه‬
‫وبه فارق ربع العشر فممي المعممدن والتفمماوت بكممثرة المؤنممة وقلتهمما‬
‫معهود في المعشممرات )يصممرف( كالمعممدن )مصممرف الزكمماة علممى‬
‫المشهور(‪ ،‬لنه حق واجب في المستفاد من الرض كالحب والثمممر‬
‫وبه اندفع قياسه بالفيء )وشرطه النصاب والنقد( الذهب أو الفضة‬
‫ولو غير مضروب )على المذهب( كالمعدن فيأتي هنا ما مر ثم فممي‬
‫التكميل بممما عنممده )ل الحممول( إجماعمما >ص‪ <287 :‬وكممان سممبب‬
‫عدم جريان خلف المعدن هنا الحصول هنا دفعة فلم يناسبه الحول‬
‫وذاك بالتدريج وهو قد يناسبه الحول‪) .‬وهو( أي الركمماز )الموجممود(‬
‫يدفن ل على وجه الرض أو على وجهها وعلم أن نحو سيل أظهممره‬
‫فإن شك أو كان ظاهرا فلقطة )الجاهلي( أي دفيممن الجاهليممة وهممم‬
‫من قبل السلم أي بعثته صلى الله عليه وسلم وعبارة أصله علممى‬
‫ضرب الجاهلية والروضة دفن الجاهليمة رجحمت بممأن الحكممم منمموط‬
‫بدفنهم إذ ل يلزم من كونه بضربهم كونه دفن فممي زمنهممم لحتمممال‬
‫أن مسلما وجده ثم دفنه كذا قاله وأجيب بأن الصل والظاهر عدم‬
‫أخذه ثم دفنه ولو نظممر لممذلك لممم يوجممد ركمماز أصممل قممال السممبكي‬
‫والحق أنه ل يشممترط العلممم بكممونه مممن دفنهممم لتعممذره بممل يكتفممى‬
‫بعلمة تدل عليه من ضرب أو غيره ولو وجد دفين جاهلي بملك من‬
‫عاصر السلم وعاند فهو فيممء‪) .‬فممإن وجممد إسمملمي( كممأن يكممون‬
‫عليه قرآن أو اسم ملك إسلمي )علم مممالكه( بعينممه )فلممه( فيجممب‬
‫رده إليه )وإل( يعلم مممالكه >ص‪ <288 :‬كممذلك )فلقطممة( فيعطممى‬
‫أحكامها من تعريف وغيممره هممذا إن وجممد بنحممو ممموات أممما إذا وجممد‬
‫بمملوك بدارنا فهو لمالكه فيحفظ له حتى يؤيس منه فإن أيس منه‬
‫فهو لممبيت المممال وإن كممان عليممه ضممرب السمملم‪ ،‬لنممه مممال ضممائع‬
‫)وكذا( يكون لقطة بقيده )إن لم يعلم مممن أي الضممربين هممو( كتممبر‬
‫وحلي وما يضرب مثله جاهلية وإسلما تغليبا لحكممم السمملم )وإنممما‬
‫يملكه( أي الجاهلي )الواجد( له وتلزمه الزكاة فيممه )إذا وجممده فممي‬
‫ممموات( ولممو بممدارهم وإن ذبمموا عنممه ومثلممه خممراب أو قلع أو قبممور‬
‫جاهلية )أو ملك أحياه( أو في موقوف عليه واليد له نظيممر ممما يممأتي‬
‫عن المجموع بما فيه فإن كممان موقوفمما علممى نحممو مسممجد أو جهممة‬
‫عامة صرف لجهممة الوقممف علممى الوجممه‪ .‬ويمموجه ذلممك بممأنه لتبعيتممه‬
‫للرض نزل منزلة زوائدها لعدم المعارض ليده عليه )فإن وجد في(‬
‫أرض غنيمة فغنيمة أو فيء ففيممء أو فممي )مسممجد أو شممارع( ولممم‬
‫يعلم مالكه )فلقطة علممى المممذهب(‪ ،‬لن يممد المسملمين عليممه وقممد‬
‫جهل مالكه >ص‪ <289 :‬وبحث الذرعي أن من سبل ملكه طريقا‬
‫يكون له وأن ما سبله المممام طريقمما مممن بيممت المممال يكممون لممبيت‬
‫المال وأن المسجد لو علم أنه بنى فممي ممموات فهممو ركمماز ول يغيممر‬
‫المسجد حكمه قال وصورة المتممن ممما إذا جهممل حمماله وتعجممب منممه‬
‫الغزي بأن المسجد والشارع صارا في يد المسلمين واختصمموا بهممما‬
‫ويرد بأن اختصاصهم بهما أمر حكمي طارئ فلممم يقتضممي يممدا لهممم‬
‫على الدفين فلزم بقاؤه بحاله ول يقال الواقف ملكممه‪ ،‬لنممه يكتفممى‬
‫في مصيره مسجدا بنيته وما هو كذلك ل يحتاج لتقدير دخوله بملكه‬
‫وبأنه يلزمه أن من وجده بملكه ل يكون له بل لمن انتقل منممه إليممه‬
‫ول قائل به‪ .‬ويرد بأن هذه ليسمت نظيممرة مسمألتنا‪ ،‬لن فيهمما تعماور‬
‫أملك ومسألتنا ليس فيها إل طرو مسجدية أو شارعية وقممد علمممت‬
‫أنها ل تقتضي ملكا ول يدا حسممية فلممم يخممرج ممما قبلهما عممن حكمممه‬
‫وقوله ل قائل به يرده قممول الذرعممي وتبعمموه بممل نقلممه شممارح عممن‬
‫الصحاب أن من ملك مكانا من غيره بنحو شممراء يكممون لممه بظماهر‬
‫اليد ول يحل له أخذه باطنا بل يلزمه عرضه على من ملكه منمه ثمم‬
‫من قبله وهكذا إلى المحيي ويأتي هذا في واقف نحو مسممجد ملممك‬
‫أرضه بنحو شراء فاليد له ثم لورثته ظمماهرا كالمشممتري )أو( وجممده‬
‫)في ملك شخص( أو وقف عليه >ص‪ <290 :‬واليد له على ما في‬
‫المجموع عن البغوي مشيرا إلى التبري منمه بمما أبمديته فمي شمرح‬
‫العباب مع بيان أن غيري سممبقني إليمه وأنمه محمممول علمى الظماهر‬
‫فقط أو والباطن إن كان وارث الواقف مسممتغرقا لممتركته‪) .‬فلممه إن‬
‫ادعاه( أو لم ينفه عنه على ما صوبه السنوي لكنه مممردود بل يميممن‬
‫كأمتعة الدار وقال السنوي ل بد منها إن ادعاه الواجممد وهممو ظمماهر‬
‫)وإل( يدعه )ف( هو )لمن ملك منه( ثم لمممن قبلممه )وهكممذا( يجممري‬
‫كما تقرر )حتى ينتهي( المر )إلممى المحيممي( للرض أو مممن أقطعممه‬
‫السلطان إياها بأن ملكه رقبتها وإن لم يعمرها والقول بتوقف ملكه‬
‫على إحيائها غلط أو من أصابها من غنيمة عامرة أو عمرهمما فتكممون‬
‫له أو لوراثه وإن لم يدعه بل وإن نفاه كما يصرح به كلم الممدارمي‪،‬‬
‫لنه ملكه بالحياء أو نحوه تبعا للرض ولممم يممزل ملكممه عنممه ببيعهمما‪،‬‬
‫لنه مدفون منقول فيخرج خمسه الذي لزمه يوم ملكه وزكاة باقيه‬
‫للسنين الماضية كضال وجده فإن قال بعض الورثممة ليممس لمممورثي‬
‫سلك بنصيبه ما ذكر فإن أيس من مالكه تصدق به المام أو من هو‬
‫في يده‪ .‬ول ينافي هذا ما مر في نظيممره أنممه لممبيت المممال‪ ،‬لن ممما‬
‫لبيت المال للمام ومن دخل تحممت يممده صممرفه لمممن لممه حممق فيممه‬
‫كالفقراء‬
‫)ولو تنازعه( >ص‪ <291 :‬أي الركاز الموجود بملممك )بممائع ومشممتر‬
‫أو مكر ومكتر ومعير( وفممي نسممخة أو فممالواو بمعناهمما وكممان سممبب‬
‫إيثارها الشارة إلى مغايرة يد المستعير ليد المسممتأجر )ومسممتعير(‬
‫بأن ادعى كممل منهممما أنمه لمه وأنمه الممذي دفنممه وقمال البممائع ملكتممه‬
‫بالحيمماء )صممدق ذو اليممد( وهممو مشممتر ومكممتر ومسممتعير‪ ،‬لن يممده‬
‫نسخت اليد السابقة )بيمينه( كبقية المتعممة هممذا إن احتمممل صممدقه‬
‫ولو على بعد وإل بأن لم يمكن دفنه في مدة يده لممم يصممدق وكممان‬
‫تنازعهما قبل عود العين وإل فمكر أو فمعير إن سكت أو قال دفنته‬
‫بعد العود إلى وأمكن ل إن قال دفنته قبل نحو العارة‪ ،‬لنه سلم له‬
‫حصول الدفين في يده فنسخت اليد السابقة ولو ادعمماه اثنممان وقممد‬
‫وجد بملك غيرهما فلمن صدقه المالك‬
‫)تنبيه( ل يمكن ذمي من أخذ معدن وركاز من دارنا‪ ،‬لنه دخيممل‬
‫فيها نعم ما أخذه قبل الزعاج يملكه >ص‪ <292 :‬كحطبها‬

‫)فصل( في زكمماة التجممارة‪ .‬قممال ابممن المنممذر وقممد أجمممع علممى‬


‫وجوبها عامة أهل العلم أي أكثرهم وصح خبر وفي }الممبز صممدقته{‬
‫وهو الثياب المعدة للبيع والسلح وزكمماة العيممن ل تجممب فممي هممذين‬
‫فتعين حمله على زكاة التجارة وروى أبو داود مرفوعا المر بإخراج‬
‫الصدقة مممما يعممد للممبيع وبممذلك يعلممم أن نفممي الوجمموب فممي العبممد‬
‫والفرس في الخبر السابق محمممول علممى ممما لممم يعممد منهممما للممبيع‬
‫)شرط زكاة التجارة الحول والنصاب( كغيرها نعم النصاب هنما إنمما‬
‫يكون )معتبرا بآخر الحول( أي فيه‪ ،‬لنه حالة الوجوب دون ما قبلممه‬
‫لكثرة اضممطراب القيممم )وفممي قممول بطرفيممه( قياسمما للول بممالخر‬
‫)وفي قول بجميعه( كالمواشي )فعلى( الول )الظهممر( وكممذا علممى‬
‫الثاني بالولى فحذفه لذلك أو‪ ،‬لنه ليس مممن غرضممه )لممو رد( مممال‬
‫التجارة )إلى النقد( الذي يقوم به آخر الحول بأن بيممع بممه مثل )فممي‬
‫خلل الحول وهو دون النصاب( أي ولممم يكممن بملكممه >ص‪<293 :‬‬
‫نقد من جنسه يكمله أخذا مما يأتي إل أن يفرق )واشترى به سمملعة‬
‫فالصح أنه ينقطع الحول ويبتدئ حولها من( وقت )شرائها( لتحقممق‬
‫نقص النصاب حسا بالتنضيض بخلفه قبله‪ ،‬لنه مظنمون أمما لمو لمم‬
‫يرد إلى النقد كأن بادل بعرضها عرضا آخممر أو رد لنقممد ل يقمموم بممه‬
‫كأن باعه بدراهم والحال يقضي التقممويم بممدنانير أو النقممد يقمموم بممه‬
‫وهو دون نصاب ولم يشتر به شيئا أو وهو نصاب فل ينقطممع الحممول‬
‫بل هو باق على حكمه‪ ،‬لن ذلك كله من جملة التجارة وفائدة عممدم‬
‫انقطاعه في الثالثة الممتي ذكرهمما شممارح وفيهمما ممما فيهمما لمممن تأمممل‬
‫كلمهم الصريح في أن قول المتن واشترى به سلعة تمثيل ل تقييممد‬
‫أنه لو ملك قبيل آخممر الحممول نقممدا آخممر يكملممه زكمماه ثممم رأيممت أن‬
‫المنقول المعتمد خلف ما ذكره وهو أنه ينقطع الحول إذا لم يملممك‬
‫تمامه لتحقق النقص عن النصاب بالتنضيض )ولو تم الحممول( الممذي‬
‫لمال التجارة )وقيمة العرض دون النصاب فالصح أنه يبتدئ الحممول‬
‫>ص‪ <294 :‬ويبطل الول( فل تجب زكاة حتى يتم حول ثان وهممو‬
‫نصاب ومحل الخلف إذا لم يكن له من جنس ما يقوم به ما يكمممل‬
‫نصابا وإل كأن ملك مائة درهم فاشترى بنصفها عرض تجارة وبقممي‬
‫نصفها عنده وبلغت قيمة العرض آخر الحول مائة وخمسين ضم لما‬
‫عنده ولزمه زكاة الكل آخممره قطعمما بخلف ممما لممو اشممترى بالمممائة‬
‫وملممك خمسممين بعممد فممإن الخمسممين إنممما تضممم فممي النصمماب دون‬
‫الحول فإذا تم حول الخمسين زكى المائتين‬
‫)تنبيه( ل زكاة على صيرفي بادل ولو للتجارة فممي أثنمماء الحممول‬
‫بما في يده من النقد غيممره مممن جنسممه أو غيممره‪ ،‬لن التجممارة فممي‬
‫النقدين ضعيفة نادرة بالنسبة لغيرهما والزكمماة الواجبممة زكمماة عيممن‬
‫فغلبت وأثر فيها انقطاع الحول بخلف العروض وكذا ل زكمماة علممى‬
‫وارث مات مورثه عن عروض تجارة حتى يتصرف فيها بنيتها فحينئذ‬
‫يستأنف حولها )ويصير عرض التجارة( كله أو بعضه إن عينه وإل لم‬
‫يؤثر على الوجممه >ص‪) <295 :‬للقنيممة بنيتهمما( أي القنيممة فينقطممع‬
‫الحممول بمجممرد نيتهمما بخلف عممرض القنيممة ل يصممير للتجممارة بنيممة‬
‫التجممارة‪ ،‬لن القنيممة الحبممس للنتفمماع والنيممة محصمملة لممه والتجممارة‬
‫التقليب بقصد الرباح والنية ل تحصله علممى أن القتنمماء هممو الصممل‬
‫فكفى أدنى صارف إليه كممما أن المسممافر يصممير مقيممما بالنيممة عنممد‬
‫جمع والمقيم ل يصير مسافرا بها اتفاقا‬
‫)تنبيه( لو نوى القنية لستعمال المحرم كلبس الحرير فهل تؤثر‬
‫هذه النية قال المتولي فيه وجهان أصلهما أن من عزم على معصية‬
‫وأصممر هممل يممأثم أو ل ا ه والظمماهر أن مممراده بأصممر صمممم‪ ،‬لن‬
‫التصميم هو الذي اختلف في أنه هل يوجب الثم أو ل والممذي عليممه‬
‫المحققون أنه يوجبه ومع ذلك الذي يتجه ترجيحه له أنه ل أثر لنيتممه‬
‫هنا وإن أثرت ثم ويفرق بأن سبب الزكاة وهو التجممارة قممد وقممع فل‬
‫بد من رافع له والنية المحرمة ل تصلح لذلك وإنممما أثممم بهمما لمعنممى‬
‫آخر ل يوجد هنا وهو التغليظ والزجر عن الركون إلى المعصية على‬
‫أن قضممية التغليممظ عليممه بنيممة المحممرم عممدم النقطمماع هنمما فاتحممدا‬
‫فتأمله‪) .‬وإنما يصير العرض للتجارة إذا اقترنت نيتهمما >ص‪<296 :‬‬
‫بكسبه بمعاوضة( محضة وهممي ممما تفسممد بفسمماد عوضممه )كشممراء(‬
‫بعرض أو نقد أو دين حال أو مؤجل وكإجممارة لنفسممه أو ممماله ومنممه‬
‫أن يستأجر المنافع ويؤجرها بقصد التجارة ففيممما إذا اسممتأجر أرضما‬
‫ليؤجرها بقصد التجارة فمضى حول ولم يؤجرها تلزمه زكاة التجارة‬
‫فيقومها بأجرة المثل حول ويخرج زكاة تلك الجمرة وإن لمم تحصمل‬
‫له‪ ،‬لنه حال الحول على مال للتجارة عنده والمال ينقسم إلى عين‬
‫ومنفعة وإن آجرها فإن كانت الجرة نقدا عينا أو دينا حال أو مممؤجل‬
‫تأتى فيه ما مر ويأتي >ص‪ <297 :‬أو عرضا فإن استهلكه أو نمموى‬
‫قنيته فل زكاة فيممه وإن نمموى التجممارة فيممه اسممتمرت زكمماة التجممارة‬
‫وهكذا في كل عام وكاقتراض كما شمله كلمهممم‪ .‬لكممن قممال جمممع‬
‫متقدمون ل يصير للتجمارة وإن اقمترنت بمه النيممة‪ ،‬لن مقصمموده أي‬
‫الصلي الرفمماق ل التجممارة وكشممراء نحممو دبمماغ أو صممبغ ليعمممل بممه‬
‫للناس بالعوض وإن لم يمكث عنممده حممول ل لمتعممة نفسمه ول نحممو‬
‫صابون وملح اشتراه ليغسل أو يعجن به للناس فل يصير مال تجارة‬
‫فل زكاة فيه وإن بقي عنده حول‪ ،‬لنه يستهلك فل يقع مسمملما لهممم‬
‫أي مممن شممأنه ذلممك وبعممد هممذا القممتران ل يحتمماج لنيتهمما فممي بقيممة‬
‫المعمماملت ويظهممر أن يعتممبر فممي القممتران هنمما بمماللفظ أو الفعممل‬
‫المملك ما يأتي في كنايممة الطلق )وكممذا( المعاوضممة غيممر المحضممة‬
‫وهي التي ل تفسد بفساد المقابل ومنها المال المصممالح عليممه عممن‬
‫دم و )المهر وعوض الخلع( كممأن زوج أمتممه أو خممالع زوجتممه بعممرض‬
‫نوى به التجارة لصدق المعاوضة بذلك كله )في الصح( ولهذا تثبممت‬
‫الشفعة فيممما ملممك بممه )ل( فيممما ملممك )بالهبممة( المحضممة بممأن لممم‬
‫يشرط فيهمما ثممواب معلمموم وإل فهممي بيممع )والحتطمماب( والصممطياد‬
‫والرث وإن نوى الوارث أو غيره ممن ذكر حال ملكممه التجممارة بممما‬
‫ملكه‪ ،‬لن التملك مجانا ل يعد تجمارة‪ .‬وإفتمماء البلقينممي بمأنه يممورث‬
‫مممال تجممارة فل يحتمماج لنيممة المموارث اختيممار لممه جممار علممى اختيمماره‬
‫الضعيف أيضا أن المموارث ل يشممترط قصممده للسمموم اكتفمماء بقصممد‬
‫مورثه )والسترداد( أو الرد )بعيب( كما لو باع عرض قنية بممما وجممد‬
‫بممه عيبمما فممرده واسممترد عرضممه >ص‪ <298 :‬أو فممرد عليممه بعيممب‬
‫فقصد به التجارة أو اشترى بعرض قنية شميئا ولمو عمرض تجمارة أو‬
‫بعرض تجارة عممرض قنيممة فممرد عليممه كممذلك فل يصممير مممال تجممارة‬
‫لنتفاء المعاوضة ومثله الرد بنحممو إقالممة أو تحممالف )وإذا ملكممه( أي‬
‫مممال التجممارة )بنقممد( أي بعيممن ذهممب أو فضممة ولممو غيممر مضممروب‬
‫)نصاب( أو دونه وبملكه باقيه كأن اشممتراه بعيممن عشممرين دينممارا أو‬
‫مائتي درهم أو بعين عشرة وبملكه عشرة أخرى‪) .‬فحوله من حيممن‬
‫ملك( ذلك )النقد( فيبني حول التجارة علممى حموله لشمتراكهما فمي‬
‫قممدر الممواجب وجنسممه كممما يبنممي حممول الممدين علممى حممول العيممن‬
‫وبالعكس من النقد بخلف ما لو اشتراه بنقد فممي الذممة ثمم تقمدما‬
‫عنده فيه فإنه ل يبني عليه‪ ،‬لن صرفه إلممى هممذه الجهممة لممم يتعيممن‬
‫بخلفه فيما إذا اشترى بعينه فيتعين ابتممداء حمموله مممن الشممراء كممما‬
‫في قوله )أو( ملكه بعين نقد )دونه( أي النصمماب وليممس فممي ملكممه‬
‫باقيه )أو بعرض قنية( أي كحلي مباح )ف( حوله )من الشراء(‪ ،‬لن‬
‫ما ملكه به لم يكن له حول حتى يبني عليه‪) .‬وقيل إن ملكه بنصاب‬
‫سائمة بنى على حولهما(‪ ،‬لنهمما مممال زكمماة جممار فممي الحمول كالنقمد‬
‫والصممحيح المنممع لختلف الزكمماتين قممدرا ومتعلقمما )ويضممم الربممح(‬
‫الحاصل أثناء الحول أو مع آخره في نفس العرض كالسمن أو غيره‬
‫كارتفاع السوق )إلى الصل في الحول إن لممم ينممض( بكسممر النممون‬
‫بما يقوم به >ص‪ <299 :‬قياسا علممى النتمماج مممع المهممات ولعسممر‬
‫المحافظة على حممول كممل زيممادة مممع اضممطراب السممواق فممي كممل‬
‫لحظة ارتفاعا وانخفاضا فلممو اشممترى فممي المحممرم عرضمما بمممائتين‬
‫فساوى قبيل آخر الحول ثلثمائة أو نض فيه بها وهي مما ل يقوم به‬
‫زكى الجميع عند تمام الحول‪ ،‬لن الربممح كممامن غيممر متميممز‪) .‬ل إن‬
‫نض( أي صار ناضما ذهبما أو فضمة ممن جنمس رأس الممال النصماب‬
‫وأمسكه إلى آخر الحول أو اشترى به عرضمما قبممل تمممامه فل يضممم‬
‫إلى الصل بل يزكي الصل بحوله ويفرد الربح بحول )في الظهممر(‬
‫ومثله أصله بأن يشتري عرضا بمائتي درهم ويبيعه بعد سممتة أشممهر‬
‫بثلثمائة ويمسكها إلممى تمممام الحممول أو يشممتري بهمما عرضمما يسمماوي‬
‫ثلثمائة آخر الحول فيخرج آخره زكاة مائتين فإذا مضت ستة أشممهر‬
‫أخرى أخرج عن المائة‪ ،‬لن الربح متميز فاعتبر بنفسه ولكونه غيممر‬
‫جزء من الصل فارق النتاج مع المهات ولهذا رد الغاصممب النتمماج ل‬
‫الربح فعلم أنه لو نض بغير جنس المال فكبيع عرض بعرض فيضممم‬
‫الربح للصل وكذا لو كان رأس المال دون نصمماب ثممم نممض بنصمماب‬
‫وأمسكه لتمام حول الشراء وأنه لممو نممض بممما يقمموم بممه بعممد حممول‬
‫ظهور الربح أو معه زكممى بحممول أصممله للحممول الول واسممتؤنف لممه‬
‫حول من نضوده‪.‬‬
‫)والصح أن ولد العرض( من الحيمموان غيممر السممائمة كخيممل وجمموار‬
‫ومعلوفة )وثمره( ومنه هنا صوف وغصن شجر وورقه ونحوها )مال‬
‫تجارة(‪ ،‬لنهما جزءان مممن الم والشممجر )وإن حمموله حممول الصممل(‬
‫تبعا له كنتاج السممائمة )وواجبهمما( أي التجممارة أي مالهمما )ربممع عشممر‬
‫القيمة( اتفاقا في ربع العشر كالنقد‪ ،‬لن عروضها تقمموم بممه وعلممى‬
‫الجديد في كونه من القيمة‪ ،‬لنها متعلق هذه الزكمماة >ص‪<300 :‬‬
‫فل يجوز إخراجه من عين العرض وعلم مما مر أنها إنما تعتبر بآخر‬
‫الحول فإن أخر الخراج بعد التمكن ونقصت القيمة ضمن ما نقممص‬
‫لتقصيره بخلفه قبله وإن زادت ولو قبل التمكممن أو بعمد التلف فل‬
‫يعتبر ويظهر الكتفاء بتقويم المالك الثقة العارف وللساعي تصديقه‬
‫نظير ما مر في عد الماشية‪) .‬فإن ملممك( العممرض )بنقممد( ولممو غيممر‬
‫نقد البلد وفي الذمة وإن كان غير مضروب أو مغشوشمما )قمموم بممه(‬
‫أي بعين المضروب الخممالص وإل فبمضممروب أو خممالص مممن جنسممه‬
‫>ص‪) <301 :‬إن ملكه بنصاب( وإن أبطلمه السملطان وحينئذ فمإن‬
‫بلغ به نصابا زكاه وإل فل وإن بلغه بنقد آخر‪ ،‬لن الحول مبني علممى‬
‫حوله فهو أقرب إليه من نقد البلد )وكذا( إذا ملكه بنقممد )دونممه( أي‬
‫النصاب )في الصح(‪ ،‬لنه أصله ولو ملك من جنسه ما يكملممه قمموم‬
‫بذلك الجنس ول يجري فيه هذا الخلف‪ ،‬لنه اشترى ببعض ما انعقد‬
‫عليه الحول إذ ابتداؤه من حين ملك النقد )أو( ملكه بنقد وجهممل أو‬
‫نسي أو )بعرض( لقنية أو بنحو نكاح أو خلع )ف( يقوم )بغممالب نقممد‬
‫البلد( إذ هو الصل في التقويم فإن بلغ بممه نصممابا زكمماه وإل فل وإن‬
‫بلغه بغيره فإن لم يكن بها نقد لتعمماملهم بممالفلوس مثل اعتممبر نقممد‬
‫أقرب البلد إليها‪) .‬فإن غلب( في البلممد )نقممدان( علممى التسمماوي أو‬
‫كان القرب في صورته المذكورة بلدين اختلف نقدهما فيممما يظهممر‬
‫)وبلغ( مال التجارة )بأحدهما( فقط )نصابا قوم( مممال التجممارة كلممه‬
‫إذا ملك بغير نقد وما قابل غير النقد إذا ملك بنقد وعرض كما يممأتي‬
‫)به( لبلوغه نصابا بنقد غممالب يقينمما وبممه فممارق ممما مممر فيممما لممو تممم‬
‫النصاب بأحد ميزانين أو بنقد ل يقوم به على أن الميزان أضبط من‬
‫التقويم فأثر التفاوت فيها ل فيه )فإن بلغ( ه )بهما( أي بكممل منهممما‬
‫)قوم بالنفع للفقراء( يعني المستحقين نظير ما مر مع ذكر حكمه‪،‬‬
‫إيثار الفقراء بالذكر كاجتممماع الحقمماق وبنممات اللبممون >ص‪<302 :‬‬
‫)وقيل يتخير المالك( فيقوم بأيهما شاء كمعطممي الجممبران وصممححه‬
‫في أصل الروضة واقتضاه كلم المجموع وغيره واعتمممده السممنوي‬
‫وغيره ويؤيده ما يأتي فممي الفطممرة فممي أقمموات ل غممالب فيهمما أنممه‬
‫يتخير ول يتعين النفع وعليه ففارق اجتماع ما ذكر بأن تعلق الزكمماة‬
‫بالعين أشد من تعلقها بالقيمممة فسممومح هنمما أكممثر )وإن ملممك بنقممد‬
‫وعرض( كمائتي درهم وعرض قنية )قوم ما قابل النقد بممه و( قمموم‬
‫)الباقي بالغالب( مممن نقممد البلممد وإن كممان دون نصمماب أو مممن أحممد‬
‫الغالبين إذا بلغه به فقط كما مر‪ ،‬لن كل منهما لو انفرد كان حكمه‬
‫ذلك ويجري ذلك في اختلف الصفة أيضا كأن اشترى بنصاب دنانير‬
‫بعضها صحيح وبعضها مكسر وتفاوتا فيقوم ما يخص كل به‪ .‬لكن إن‬
‫بلغ بمجموعهممما نصممابا زكممى لتحمماد جنسممهما ويفممرق بيممن التقممويم‬
‫بالمكسممر هنمما دون غيمر المضمروب فيمما ممر بممأن كسممره ل ينمافي‬
‫التقويم به بخلف غيممره )وتجممب فطممرة عبيممد التجممارة مممع زكاتهمما(‬
‫لختلف السبب وهو المال والبدن فلم يتداخل كالقيمة والجزاء في‬
‫الصيد )ولو كان العرض سائمة( >ص‪ <303 :‬أو تمممرا أو حبمما قممال‬
‫ابن النقيب أو اشترى دنانير للتجارة بحنطة مثل )فإن كمل( بتثليممث‬
‫الميم )نصاب إحدى الزكاتين فقط( كتسع وثلثين من الغنم قيمتهمما‬
‫مائتان وكأربعين منها قيمتها دون الممائتين )وجبمت( زكماة مما كممل‬
‫نصابه لوجود سببها من غيممر معممارض )أو( كمممل )نصممابهما( واتفممق‬
‫وقت الوجوب أو اختلف )فزكاة العين( هممي الواجبممة )فممي الجديممد(‬
‫لقوتها للجماع عليها بخلف زكاة التجارة وإذا أخرج زكاة العين في‬
‫الثمر والحب لم تسقط زكاة التجارة في قيمممة عروضممها مممن نحممو‬
‫الجذع والرض وتبن الحب إن بلغت نصممابا إذ ل تضممم لقيمممة الثمممر‬
‫والحب )فعلى هذا( وهو تقديم زكاة العين )لو سممبق حممول التجممارة‬
‫بأن( أي كأن )اشترى بمالهمما بعممد سممتة أشممهر( مممن حولهمما )نصمماب‬
‫سائمة( ولم يقصد به القنية أو اشترى معلوفة للتجممارة ثممم أسممامها‬
‫بعد ستة أشممهر ول يتصممور سممبق حممول العيممن فممي السممائمة >ص‪:‬‬
‫‪ ،<304‬لنه ينقطع بالمبادلة بل في الثمر والحب بأن يبممدو الصمملح‬
‫ويقع الشتداد قبل تمام حول التجارة وحكم هذه كما علم مممما مممر‬
‫أنه يخرج زكاة العين ثم زكاة التجارة آخممر حولهمما )فالصممح وجمموب‬
‫زكاة التجارة لتمام حولها( لئل يحبط بعض حولها ولن الممموجب قممد‬
‫وجد ول معارض له )ثم( من انقضاء حولها )يفتتح حول لزكاة العيممن‬
‫أبدا( أي في سائر الحوال وما مضى من السمموم فممي بقيممة الحممول‬
‫الول غير معتبر )وإذا قلنا عامل القراض ل يملممك الربممح بممالظهور(‬
‫بل بالقسمة وهو الصح )فعلمى المالمك زكماة الجميمع( ربحما ورأس‬
‫مممال‪ ،‬لنممه ملكممه )فممإن أخرجهمما( مممن عنممده فواضممح أو )مممن مممال‬
‫القراض حسبت من الربح في الصح( كمؤن المال مممن نحممو أجممرة‬
‫دلل وفطممرة عبممد تجممارة وفممداء جنايممة )وإن قلنمما( بالضممعيف أنممه‬
‫)يملك( الربح المشروط له )بالظهور لزم المالك زكاة رأس المممال‬
‫وحصته من الربح(‪ ،‬لنه مالك لهما )والممذهب( علممى همذا الضمعيف‬
‫)أنه يلزم العامل زكاة حصته( من الربممح لتمكنممه مممن التوصممل إليممه‬
‫متى شاء بالقسمة فهو كدين حال على مليء وعليممه فابتممداء حممول‬
‫حصته من الظهور‪.‬‬

‫باب زكاة الفطر‬


‫سميت به‪ ،‬لن وجوبها بدخوله كذا قيل وإنما يتأتى على ضعيف‬
‫>ص‪ <305 :‬وإن الضممافة بيانيممة وهممو خلف الظمماهر أنهمما بمعنممى‬
‫اللم فصواب العبارة أضيفت إليه‪ ،‬لنه جممزء مممن موجبهمما المركممب‬
‫التي ويقال زكاة الفطممرة بكسممر الفمماء وقممول ابممن الرفعممة بضمممها‬
‫غريب‪ ،‬لنها تخرج عن الفطرة أي الخلقة إذ هي طهممرة للبممدن كممما‬
‫يأتي وتطلق على المخرج أيضا وهي مولدة ل عربية ول معربممة بممل‬
‫هي اصطلح للفقهاء فتكون حقيقة شرعية كما فممي المجممموع عممن‬
‫الحاوي وأما ما وقع في القاموس من أنها عربية فغيممر صممحيح‪ ،‬لن‬
‫ذلك المخرج يوم العيد لم يعلم إل من الشارع فأهل اللغمة يجهلممونه‬
‫فكيممف ينسمب إليهممم ونظيممر هممذا أعنممي خلطمة الحقممائق الشممرعية‬
‫بالحقائق اللغوية ما وقع له فممي تفسمميره التعزيممر بممأنه ضممرب دون‬
‫الحد ويأتي في بابه التنبيه عليه مع بيان أنه وقع له من هممذا الخلممط‬
‫شيء كثير وكله غلط يجب التنبيه له وفرضت كرمضان ثمماني سممني‬
‫الهجرة ونقل ابن المنذر الجماع على وجوبها ومخالفممة ابممن اللبممان‬
‫فيه غلط صممريح كممما فممي الروضممة قممال وكيممع زكمماة الفطممر لشممهر‬
‫رمضان كسجدة السهو للصلة تجبر نقص الصوم كما يجبر السجود‬
‫نقص الصلة ويؤيده الخبر الصحيح }أنها طهممرة للصممائم مممن اللغممو‬
‫والرفث{ والخبر الحسن الغريب }شهر رمضان معلق بين السممماء‬
‫والرض ل يرفع إل بزكاة الفطر{ )تجب بأول ليلة العيد( أي بإدراك‬
‫هذا الجزء مع إدراك آخر جزء من رمضان >ص‪ <306 :‬كما يفيممده‬
‫قوله فتخرج إلى آخره وقوله فيما بعد له تعجيممل الفطممرة مممن أول‬
‫رمضان )في الظهر( لضافتها في خممبر الشمميخين إلممى الفطممر مممن‬
‫رمضان وهو }فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطممر‬
‫من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كممل‬
‫حر أو عبد ذكر أو أنثى مممن المسمملمين{ وبممأول الليممل خممرج وقممت‬
‫الصوم ودخل وقت الفطر‪ ،‬وعلى فيه علممى بابهمما خلفمما لمممن أولهمما‬
‫بعن‪ ،‬لن الصح أن الوجوب يلقي المؤدى عنه أول حتى القممن كممما‬
‫يأتي ولما تقرر أنها طهرة للصائم فكانت عنممد تمممام صممومه وأفهممم‬
‫المتن أنه لو أدى فطرة عبده قبل الغروب ثم مممات المخممرج >ص‪:‬‬
‫‪ <307‬أو باعه قبله وجب الخممراج علممى المموارث أو المشممتري وإذا‬
‫قلنمما بممالظهر )فتخممرج عمممن مممات( أو طلممق أو أعتممق أو بيممع )بعممد‬
‫الغروب( ولو قبل التمكن ممن يممؤدى عنممه وكممانت حيمماته مسممتقرة‬
‫عنممده لوجممود السممبب فممي حيمماته واسممتغناء القريممب كممموته وإنممما‬
‫سقطت زكاة المال بتلفه قبممل التمكممن للتعلممق بعينممه وهنمما الزكمماة‬
‫متعلقة بالذمة بشرط الغنى ومن ثم لو تلف ماله هنمما قبممل التمكممن‬
‫سقطت كما في تلك )دون من ولد( >ص‪ <308 :‬أي تممم انفصمماله‬
‫وتجدد مممن زوجممة وقمن وإسمملم وغنمى بعممد الغمروب لعممدم إدراكمه‬
‫الموجب ولو شك في الحدوث قبل الغروب أو بعده فل وجوب كممما‬
‫هو ظاهر للشممك )ويسممن أن( تخممرج يمموم العيممد ل قبلممه وأن يكممون‬
‫إخراجها قبل صلته وهو قبل الخممروج إليهمما مممن بيتممه أفضممل للمممر‬
‫الصحيح به وأن )ل تؤخر عن صلته( بل يكممره ذلممك للخلف القمموي‬
‫في الحرمة حينئذ‪ .‬وقد صممرحوا بممأن الخلف فممي الوجمموب يقتضممي‬
‫كراهة الترك فهو في الحرمة يقتضي كراهة الفعل وبممما قررتممه أن‬
‫الكلم في مقامين ندب الخممراج قبممل الصمملة وإل فخلف الفضممل‬
‫وندب عدم التأخير عنها وإل فمكروه وإن كلم المتممن إنممما هممو فممي‬
‫الثاني يندفع العتراض عليمه بمأنه يموهم نمدب إخراجهما ممع الصملة‬
‫ووجه اندفاعه ما تقرر أن إخراجهمما معهمما مممن جملممة المنممدوب وإن‬
‫كان الفضل إخراجهمما قبلهمما فممما أوهمممه صممحيح مممن حيممث مطلممق‬
‫الندبية من غير نظر إلى خصوص الفضلية الممتي توهمهمما المعممترض‬
‫وإن تبعه شيخنا فجرى على أن إخراجها معهمما غيممر منممدوب وألحممق‬
‫الخوارزمي كشمميخه البغمموي ليلممة العيممد بيممومه ووجممه بممأن الفقممراء‬
‫يهيئونهمما لغممدهم فل يتممأخر أكلهممم عممن غيرهممم >ص‪ <309 :‬قممال‬
‫السنوي وإناطممة ذلممك بالصمملة للغممالب مممن فعلهمما أول النهممار فلممو‬
‫أخرت عنه سممن إخراجهمما أولممه ليتسممع المموقت للفقممراء نعممم يسممن‬
‫تأخيرها عنها لنتظار قريب أو جار ما لم يخممرج المموقت ا ه )ويحممرم‬
‫تأخيرها عن يومه( بل عذر كغيبممة مممال أو مسممتحق لفمموات المعنممى‬
‫المقصود وهو إغناؤهم عن الطلب في يوم السممرور ويجممب القضماء‬
‫فورا لعصيانه بالتأخير ومنه يؤخذ أنه لو لم يعص به لنحممو نسمميان ل‬
‫يلزمه الفور وهو ظاهر كنظائره‬
‫)تنبيه( ظماهر قمولهم هنما كغيبمة ممال أن غيبتمه مطلقما ل تمنمع‬
‫وجوبها وفيه نظر كإفتاء بعضهم أنهمما تمنعممه مطلقمما أخممذا مممما فممي‬
‫المجموع أن زكاة الفطر إذا عجز عنها وقمت الوجمموب ل تثبمت فممي‬
‫الذمة إذ ادعاء أن الغيبة من جملمة العجمز همو محمل النمزاع والمذي‬
‫يتجه في ذلك تفصيل يجتمع به أطممراف كلمهممم وهممو أن الغيبممة إن‬
‫كممانت لممدون مرحلممتين لزمتممه‪ ،‬لنممه حينئذ كالحاضممر لكممن ل يلزمممه‬
‫القتراض بل له التأخير إلى حضور المال وعلى هممذا يحمممل قممولهم‬
‫كغيبة مال أو لمرحلتين فإن قلنا بما رجحه جمع متأخرون أنممه يمنممع‬
‫أخذ الزكاة‪ ،‬لنه غني كان كالقسم الول أو بما عليممه الشمميخان أنممه‬
‫كالمعدوم فيأخذها لم تلزمه الفطرة‪ ،‬لنه وقت وجوبها فقير معممدم‬
‫ول نظر لقدرته على القتراض لمشقته كما صرحوا به )ول فطممرة(‬
‫ابتداء ول تحمل )علممى كممافر( أصمملي إجماعمما وللخممبر ولنهمما طهممرة‬
‫وليس من أهلها نعم يعاقب عليها في الخرة كغيرها )إل في عبممده(‬
‫أي قنه ومستولدته )وقريبه( وخادم زوجته )المسلم( كل ممن ذكممر‬
‫وزوجته المسلمة دونه وقت الغروب )في الصممح( فتلزمممه كالنفقممة‬
‫>ص‪ <310 :‬ولن الصح أن الفطرة تجب ابتداء على المؤدى عنه‬
‫ثم يتحملها المؤدي وعلى التحمل فهو كالحوالة ومن ثممم لممو أعسممر‬
‫زوج فالخراج كما يأتي وإنما أجممزأ إخممراج المتحمممل عنممه بغيممر إذن‬
‫المتحمل نظرا لكونها طهرة له فل تأبيد في هذا للضمان خلفا لمن‬
‫زعمه وأما الجواب بكونه نوى ففيه نظر ظاهر‪ ،‬لن إجزاء نيتممه هممو‬
‫محل النزاع وجزم في البسيط بأنها تصح من الكافر بغير نية ونقله‬
‫في الروضة وأصلها عن المام لعدم صحة نيته وعدم صائر إلممى أن‬
‫المتحمل عنه ينوي لكن في المجموع عنه يكفي إخراجه ونيته‪ ،‬لنممه‬
‫المكلف بالخراج ا ه وظاهره وجوبها ويعلل بأنه غلمب فيهمما الماليمة‬
‫والمواساة فكانت كالكفارة أممما المرتممد وممممونه فهممي موقوفممة إن‬
‫عاد إلى السمملم وجبممت وإل فل )ول( فطممرة علممى )رقيممق( ل عممن‬
‫نفسه ول عن غيره‪ ،‬لن غير المكاتب ل يملك وهو ملكممه ضممعيف ل‬
‫يحتمل المواساة ولستقلله نزل مع السيد منزلة أجنبي فلم تلزمممه‬
‫فطرته >ص‪) <311 :‬وفممي المكمماتب( كتابممة صممحيحة )وجممه( أنهمما‬
‫تلزمه في كسبه عن نفسه وممونه ووجه أنها تلزم سيده‪ ،‬لن الكل‬
‫ملكه أما المكاتب كتابة فاسدة فتلزم سيده جزما )ومن بعضممه حممر‬
‫يلزمه( من الفطرة عن نفسه )قسمطه( بقمدر مما فيمه ممن الحريمة‬
‫وباقيها عنه على مالك الباقي كالنفقة هممذا إن لممم تكممن مهايممأة وإل‬
‫لزمممت مممن وقممع زمممن الوجمموب فممي نمموبته بنمماء علممى الصممح عنممد‬
‫الشيخين وإن اعترضا أن المؤن النممادرة تممدخل فممي المهايممأة وكممذا‬
‫شريكان في قن وولدان في أب تهايآ فيه وإل فعلى كل قدر حصممته‬
‫والكلم في نفس المبعض كما تقرر أما مملوكه وقريبه فيلزمه كممل‬
‫زكاته مطلقا كما هو ظاهر )ول( فطرة على )معسر( >ص‪<312 :‬‬
‫وقت الوجوب إجماعا وإن أيسر بعد وقممول البغمموي لممو أعسممر الب‬
‫وقت الوجوب ثم أيسر قبممل إخممراج البممن لزمممت الب مبنممي علممى‬
‫ضعيف وهو هنا بخلف سمائر البممواب )فمممن لممم يفضممل عممن قمموته‬
‫وقوت من في نفقته( من آدمممي وحيمموان واسممتعمال مممن فيمممن ل‬
‫يعقل تغليبا بل واستقلل شائع بل حقيقة عنممد بعممض المحققيممن فل‬
‫اعتراض عليه خلفا لمن زعمه )ليلمة العيمد ويمومه شميء فمعسمر(‬
‫ومن فضل عنه شيء فموسممر‪ ،‬لن القمموت ل بممد منممه ويسممن لمممن‬
‫طرأ يساره أثناء ليلة العيد بل قبل غروب يومه فيما يظهر إخراجهمما‬
‫وأفهم المتممن أنممه ل يجممب الكسممب لهمما أي إن لممم تصممر فممي ذمتممه‬
‫لتعديه‪ .‬وإنمما أوجبموه لنفقمة القريمب‪ ،‬لنمه كمالنفس >ص‪<313 :‬‬
‫)ويشترط( في البتداء )كونه( أي الفاضممل عممما ذكممر )فاضممل عممن(‬
‫دين ولو مؤجل على تناقض فيه ويفارق ما يأتي في زكاة المممال أن‬
‫الدين ل يمنعهمما بتعلقهمما بعينممه فلممم يصمملح الممدين مانعمما لهمما لقوتهمما‬
‫بخلف هممذه إذ الفطممرة طهممرة للبممدن والممدين يقتضممي حبسممه بعممد‬
‫الموت ول شك أن رعاية المخلص عن الحبس مقدمممة علممى رعايممة‬
‫المطر وعن دست ثوب لئق به وبممممونه وعممن لئق بممه وبهممم مممن‬
‫نحو )مسمكن( بفتمح الكماف وكسمرها )وخمادم يحتماج إليمه( أي كمل‬
‫منهما لسكنه أو لخدمته ولو لمنصبه أو ضخامته أو خدمممة ممممونه ل‬
‫لعمله في أرضه وماشيته )في الصح( كممما فممي الكفممارة بجممامع أن‬
‫كل مطهر أما لو ثبتت الفطرة في ذمته فيباع فيها كل ما يبمماع فممي‬
‫الدين من نحو مسكن وخادم لتعديه بتأخيرها غالبمما وبممه يفممرق بيممن‬
‫هذا وحالة البتممداء وينممدفع استشممكال الذرعممي لممذلك وخممرج بلئق‬
‫غيره فإذا أمكنه إبداله بلئق وإخراج التفاوت لزمه وإن ألفممه )ومممن‬
‫لزمه فطرته( أي كل مسلم لما مر في الكافر لزمممه فطممرة نفسممه‬
‫ليساره )لزمه فطرة من تلزمه نفقته( >ص‪ <314 :‬بقرابة أو ملك‬
‫أو زوجية لمم يقممترن بهما مسممقط نفقمة كنشمموز إذا كمانوا مسملمين‬
‫ووجد ما يؤديه عنهم لخبر مسلم }ليس على المسلم في عبممده ول‬
‫فرسه صدقة إل صدقة الفطر{ )لكن ل يلزم المسلم فطممرة العبممد‬
‫والقريب والزوجة الكفار( وإن لزمه نفقتهم لما مر ويظهر في قممن‬
‫سبي ولم يعلم إسلم سابيه أنه ل فطرة عنه في حال صغره وكممذا‬
‫بعد بلوغه إن لم يسلم عمل بالصل خلف مممن فممي دارنمما وشممككنا‬
‫في إسلمه عمل بأن الغالب فيمن بدارنا السلم‪) .‬ول العبد فطممرة‬
‫زوجته( ولو حرة وإن لزمه نفقتها فممي نحممو كسممبه‪ ،‬لنممه ليممس أهل‬
‫لفطرة نفسه فغيره أولى ومر وجوبها على المبعممض ووجممه دخمموله‬
‫أعني العبد في القاعممدة أن الصممح أن الوجمموب يلقيممه ثممم يتحملممه‬
‫السيد عنه فيصدق حينئذ أنه لزمه فطرة نفسه ل ممونه )ول البممن‬
‫فطرة زوجة أبيه( وسريته ولو مستولدة وإن لزمتممه نفقتهممما‪ ،‬لنهمما‬
‫لزمة للب مممع العسممار فتحملهمما عنممه ولن فقممدها يسمملطها علممى‬
‫الفسخ فيحتاج لعفافه ثانيا بخلف الفطرة فيهما )وفي البن وجممه(‬
‫أنها تلزمه كالنفقممة وانتصممر لممه الذرعممي‪ .‬وممممن تجممب نفقتممه دون‬
‫فطرته أيضا مطلقا عبد بيت المال والمسجد وموقوف على جهة أو‬
‫معين ومن على مياسير المسلمين نفقته‪ ،‬وممممن تجممب هممذه علممى‬
‫واحد وتلك على آخر من شرط عمله مع عامممل قممراض أو مسمماقاة‬
‫ومممن آجممر قنممه وشممرط نفقتممه علممى المسممتأجر ومممن حممج بالنفقممة‬
‫ففطرة الول والثاني على السيد والثالث على نفسه كما هو ظماهر‬
‫وهممل الحممرة الغنيممة الخادمممة للزوجممة بغيممر اسممتئجار تلزمهمما >ص‪:‬‬
‫‪ <315‬بناء على ما جزم به في المجموع وتبعه القمولي وغيره أنه‬
‫ل تلزمممه فطرتهمما خلفمما للرافعممي كممالمتولي فطممرة نفسممها مممع أن‬
‫نفقتها على زوج مخدومتها اعتبارا بها أول‪ ،‬لنها تابعة للزوجممة وهممي‬
‫ل تلزمها فطرة نفسها وإن كانت غنية والممزوج معسممر كممل محتمممل‬
‫والثاني أقرب إلى كلمهم في النفقات أن لها حكمها إل في مسائل‬
‫استثنوها ليست هذه منها‪ .‬أما المستأجرة فعليها فطرة نفسها كممما‬
‫هو ظاهر‪ ،‬لن نفقتها عليها والواجب لها إنما هو الجرة ل غير فهممي‬
‫كأجير لغيممر الزوجممة وعكممس ذلممك مكمماتب كتابممة فاسممدة ومسممائل‬
‫المسمماقاة والقممراض والجممارة المممذكورة تلممزم السمميد الفطممرة ل‬
‫النفقة >ص‪ <316 :‬وكممذا زوجممة حيممل بينهمما وبيممن زوجهمما فتلزمممه‬
‫فطرتها ل نفقتها )ولو أعسر الممزوج( وقممت الوجمموب )أو كممان عبممدا‬
‫فالظهر أنه يلزم زوجته الحرة فطرتها( إذا كانت موسرة بها )وكممذا‬
‫سيد المة( بناء على الصح السابق أن الوجوب يلقي المؤدى عنممه‬
‫ابتداء ثم يتحمله المؤدي فممإذا لممم يصمملح للتحمممل اسممتمر الوجمموب‬
‫على المؤدى عنه واستقر وإن أيسر المممؤدي بعممد وإذا قلنمما بالصممح‬
‫فقيممل هممو كالضمممان وانتصممر لممه السممنوي وأطممال‪ .‬والصممح فممي‬
‫المجموع أنه كالحوالة ومن ثم لو أعسممر زوج الحممرة الموسممرة لممم‬
‫يلزمها الخراج كما سيصححه لتحول الحق إلى ذمممة المتحمممل فهممو‬
‫كإعسار المحال عليه ولو كممان المممؤدى عنممه ببلممد والمممؤدي بممالخر‬
‫وجب من قوت بلد المؤدى عنه ولمسممتحقيه‪ ،‬لنممه ل تصممح الحوالممة‬
‫على غير الجنس وإن صح ضمانه ول يلزم المؤدي نية الخممراج عممن‬
‫المؤدى عنه بناء علممى الحوالممة بممل نيممة إخممراج ممما لزمممه منهمما فممي‬
‫الجملة قال شارح ومن فوائد الخلف جواز الخراج بغيممر إذن علممى‬
‫الضمان وبه على الحوالة ومراده إخراج المتحمممل عنممه‪ ،‬لنممه علممى‬
‫الضمان مخاطب بممالوجوب فلممم يحتممج لذن بخلفممه علممى الحوالممة‪.‬‬
‫لكن مر أنه ل يحتاج إليه ولو عليها )قلت الصح المنصمموص ل تلممزم‬
‫الحرة( الغير الناشزة ولو عتيقة لكن يسن لهمما خروجمما مممن الخلف‬
‫)والله أعلم( وتلمزم سميد الممة والفمرق أن الحمرة مسملمة للمزوج‬
‫تسليما كامل والمة فممي تسممليم السمميد وقبضممته ومممن ثممم حممل لممه‬
‫استخدامها والسفر بها >ص‪ <317 :‬وإنما وجب مممع ذلممك فطرتهمما‬
‫على الزوج الموسر إذا سلمت له ليل ونهارا‪ ،‬لن يسمماره ل يسممقط‬
‫تحمل السيد بل يقتضي تحمله عنه والمعسر ليس من أهل التحمل‬
‫فافترقا وما ذكر في زوجة العبد الحرة هممو ممما فممي المجممموع لكممن‬
‫الذي في موضع آخر منه كالروضة وأصمملها أنهمما تلزمهمما‪ ،‬لنممه ليممس‬
‫أهل للتحمل بوجه بخلف الحر المعسر وفي المجموع ليس للمؤدى‬
‫عنه مطالبة المؤدي بإخراجها‪ .‬وقمموى السممنوي والذرعممي مطممالبته‬
‫ولممو حسممبة ولممو غمماب قممال فممي البحممر فللزوجممة اقممتراض نفقتهمما‬
‫للضرورة ل فطرتها‪ ،‬لنه المطممالب بهمما وكممذا بعضممه المحتمماج )ولممو‬
‫انقطع خبره( أي القن مع تواصل الرفاق )فالمذهب وجمموب إخممراج‬
‫فطرته في الحال( ليلة العيد ويومه‪ ،‬لن الصل بقاء حيمماته )وقيممل(‬
‫ل يجب إل )إذا عاد( كزكاة المال الغممائب وفممرق الول بممأن التممأخير‬
‫إنما جاز ثم للنماء وهو غير معتبر هنمما )وفممي قممول ل شمميء( يجممب‬
‫مدة غيابه‪ ،‬لن الصل براءة الذمة نعم يلزمممه إذا عمماد الخممراج لممما‬
‫مضى كذا قيل تفريعا على الثالث وفيه نظر‪ ،‬لنه يلزم عليه اتحمماده‬
‫مع الثاني إل أن يقال ظاهر كلمهممم بممل صممريحه أنهمما علممى الثمماني‬
‫وجبت‪ .‬وإنما جاز له التأخير إلى عوده رفقا به لحتمال موته فعليه‬
‫لو أخرجها عنه في غيبته أجزأه لو عاد وأما على الثالث فل يخاطب‬
‫بالوجوب أصل ما دام غائبا فل يجزئ الخراج حينئذ فإن عاد خوطب‬
‫بالوجوب الن للحال ولما مضى وحينئذ فالفرق بين القممولين ظمماهر‬
‫ومحل الخلف إن لم تنتممه مممدة غيبتممه إلممى ممما يحكممم بعممده بممموت‬
‫المفقود وإل لم تجب اتفاقا وكان وجه عدم الحتيمماج للحكممم بممموته‬
‫هنا بخلفه في بقية الحكام أنه محض حق الله تعالى فسممومح فيممه‬
‫أكثر من غيره واستشكل وجوبها حال بأنها تجممب لفقممراء بلممد العبممد‬
‫وذلممك متعممذر وتممردد >ص‪ <318 :‬السممنوي وغيممره بيممن اسممتثنائها‬
‫وإخراجها في آخر عهد وصوله إليه‪ ،‬لن الصل بقاؤه فيها وإعطاؤها‬
‫للقاضي‪ ،‬لن له نقلها وتفرقتها أي ما لم يفوض قبضها لغيره‪ .‬وعين‬
‫الغزي الستثناء وأبطل الخير بأن شرطه أن يكون العبد فممي محممل‬
‫وليته ولم يتحققه ويرد بتحقق كونه في وليته والصل عدم خروجه‬
‫منها إذ الكلم في قاض كذلك وحينئذ فالذي يتجه في ذلك أنه يممدفع‬
‫البر للقاضي ليخرجه في أي محال وليته شاء وتعيممن الممبر لجممزائه‬
‫هنا على كل تقدير لما يأتي أنه يجزئ عن غيره وغيره ل يجزئ عنه‬
‫فإن تحقق خروجممه عممن محممل وليممة القاضممي فالمممام فممإن تحقممق‬
‫خروجه عن محل وليته أيضا بأن تعدد المتغلبون ولم ينفذ فممي كممل‬
‫قطر المر المتغلب فيه فالذي يظهر أنه يتعيممن السممتثناء للضممرورة‬
‫حينئذ‪ .‬أما إذا لم ينقطع خبره فيخرج عنه في بلده وبهذا مع ما قبله‬
‫يظهر الفرق بين منقطع الخبر وغيره خلفا لمن زعممم عممدم الفممرق‬
‫)والصح أن من أيسر ببعض صاع يلزمه( إخراجه عممن واحممد فقممط‪،‬‬
‫لنه ميسور وفارق بعض الرقبة فممي الكفممارة بممأن لهمما بممدل أي فممي‬
‫الجملة والتبعيض هنا معهود )و( الصح )أنه لو وجممد بعممض( صمماع أو‬
‫)الصيعان قدم نفسه( لخبر الشيخين }ابدأ بنفسك ثم بمممن تعممول{‬
‫وخبر مسلم }ابدأ بنفسك فتصدق عليها فممإن فضممل شمميء فلهلممك‬
‫فإن فضل شيء فلذي قرابتمك{ وظماهر قموله قمدم نفسمه وجموب‬
‫ذلك‪ .‬وبه صرح الصحاب وأخذ منه جمع متأخرون أنه لممو وجممد كممل‬
‫الصيعان لزمه تقديم نفسه أيضمما‪ ،‬لن فممي تأخيرهمما غممررا باحتمممال‬
‫تلف ماله فبقي إخراجه عنهمما وخممالف بعضممهم فممأفتى بممأنه ل يجممب‬
‫وهو الوجه مدركا ول نظر لذلك الغرر‪ ،‬لن الصل بقاء مماله وعلمى‬
‫الول فالذي يظهر العتداد بالمخرج وإن أثم ويفممرق بينممه وبيممن ممما‬
‫يأتي في الحج أنه إذا قممدم المتممأخر وقممع عممن المتقممدم قهممرا عليممه‬
‫بأنهم توسعوا في نية الحممج بممما لممم يتوسممعوا بممه فممي غيممره لشممدة‬
‫تشبثه ولزومه أل ترى أن من نممواه فممي غيممر أشممهره انعقممد عمممرة‬
‫ومن نوى بعض حجة أو عمممرة انعقممد كممامل >ص‪) <319 :‬ثممم( إن‬
‫فضل عنه شمميء قممدم )زوجتممه(‪ ،‬لن نفقتهمما آكممد‪ ،‬لنهمما معاوضممة ل‬
‫تسممقط بمضممي الزمممان )ثممم ولممده الصممغير(‪ ،‬لنممه أعجممز ونفقتممه‬
‫منصوصة مجمع عليها )ثم الب( وإن عل ولو من جهة أم لشرفه ثم‬
‫الم كذلك لولدتها وقدمت عليه في النفقة‪ ،‬لنها لسممد الخلممة وهممي‬
‫أحمموج والفطممرة للتطهيممر والب أحممق بممه لشممرفه بشممرفه ونقضممه‬
‫السنوي بتقديم الولد الصغير عليهما وهما أشممرف منممه فممدل علممى‬
‫اعتبارهم الحاجة في البابين ويجاب بأن النظر للشممرف إنممما يظهممر‬
‫وجهه عند اتحاد الجنس كالصالة وحينئذ فل يرد ما ذكره فتأمله )ثم‬
‫الكبير( العاجز عن الكسب ثم الرقاء لشرف الحممر وعلقتممه لزمممة‬
‫والملك بصدد الزوال ولو اسممتوى جمممع فممي درجممة تخيممر وإن تميممز‬
‫بعضهم بفضائل فيما يظهر‪ ،‬لن الصل فيها التطهير وهممم مسممتوون‬
‫فيه بل الناقص أحوج إليه )وهي( أي الفطرة عن كممل رأس )صمماع(‬
‫وحكمته أن نحو الفقير ل يجد من يسممتعمله يمموم العيممد وثلثممة أيممام‬
‫بعده غالبا >ص‪ <320 :‬وهو يحمل نحو ثلثممة أرطممال ممماء فيجيممء‬
‫منه نحو ثمانية أرطمال كمل يموم رطلن )وهمو( أربعمة أممداد والممد‬
‫رطل وثلث وحملتها بناء على أن رطل بغممداد مممائة وثلثممون درهممما‬
‫)سممتمائة درهممم وثلثممة وتسممعون درهممما وثلممث( مممن درهممم )قلممت‬
‫الصح( أنه )ستمائة وخمسة وثمانون درهما وخمسممة أسممباع درهممم‬
‫لما سبق في زكاة النبات( أن رطل بغممداد مممائة وثمانيممة وعشممرون‬
‫درهما وأربعة أسباع درهم )والله أعلم( ومر أيضا أن الصممل الكيممل‬
‫وإنما قدر بالوزن اسممتظهارا وإل فالمممدار علممى الكيممل وهممو بالكيممل‬
‫المصري قدحان إل سبعي مد‪ .‬وقال ابن عبد السلم يعتبر بالعممدس‬
‫فكممل ممما وسممع منممه خمسممة أرطممال وثلثمما فهممو صمماع وخممبر }المممد‬
‫رطلن{ ضعيف على أنه وارد في صاع الماء فل حجة فيممه لممو صممح‬
‫وقد قال مالك أخرج لنا نافع صاعا وقممال }هممذا صمماع أعطممانيه ابمن‬
‫عمر وقال هذا صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعممبرته فممإذا‬
‫هو بالعراقي خمسة أرطال وثلث{ ولما نازعه فيه أبو يوسممف بيممن‬
‫يدي الرشيد لما حج استدعى بصيعان أهل المدينة وكلهممم قممال إنممه‬
‫ورثه عن أبيه عن جده وإنه كان يخرج به زكاة الفطممر إلممى رسممول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فوزنت فكانت كذلك وقضية اعتبارهم له‬
‫بالوزن مع الكيل أنه تحديد وهو المشهور وجممرى عليممه فممي رءوس‬
‫المسائل‪ .‬لكن استشكل في الروضة ضبطه بالرطممال بممأنه يختلممف‬
‫قدره وزنا باختلف الحبوب ثم صوب قمول المدارمي العتمماد علمى‬
‫الكيل بالصاع النبوي دون الوزن قال فإن فقد أخرج قدرا يتيقن أنممه‬
‫ل ينقص عنه وعلى هذا فالتقممدير بممالوزن تقريممب ا ه )وجنسممه( أي‬
‫الصاع الواجب )القوت المعشر( أي الممواجب فيممه العشممر أو نصممفه‬
‫ومر بيانه )وكذا القمط( بفتممح فكسممر علممى الشممهر ويجمموز سممكون‬
‫القمماف مممع تثليممث الهمممزة >ص‪ <321 :‬وهممو لبممن يجفممف )فممي‬
‫الظهر( لصحة الحديث فيه مممن غيممر معممارض ومحلممه إن لممم ينممزع‬
‫زبممده ولممم يفسممد الملممح جمموهره ول يضممر ظهمموره نعممم ل يحسممب‬
‫فيخرج قدرا يكون محض القط منه صاعا ويعتبر بالكيل ويجزئ لبن‬
‫به زبده والصاع منه يعتبر بما يجيء منه صمماع أقممط علممى ممما قمماله‬
‫الخراسممانيون‪ ،‬لنممه المموارد وجبممن بشممرطي القممط ويعتممبر بممالوزن‬
‫وفارق القط بأن من شأنه أن يكال ويعد الكيل فيممه ضممابطا بخلف‬
‫الجبن ول فرق في هذه المذكورات بين أهل الباديممة والحاضممرة إذا‬
‫كانت لهم قوتا ل لحم ومصل ومخيض وسمن وإن كانت قوت البلممد‬
‫لنتفاء القتيات بها عممادة‪) .‬ويجممب مممن( غممالب )قمموت بلممده( يعنممي‬
‫محل المؤدى عنه في غممالب السممنة‪ ،‬لن نفمموس المسممتحقين إنممما‬
‫تتشوف لذلك وأو في خبر صاعا من طعام أي بر أو صاعا من أقممط‬
‫أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب لبيممان بعممض‬
‫النواع التي يخرج منها ول نظر لوقت الوجوب خلفا للغزالممي ومممن‬
‫تبعه ويفرق بين هممذا واعتبممار آخممر الحممول فممي التجممارة بممأن القيممم‬
‫مضطربة غالبا أكثر من القوت فلم يكن ثم غالب يضبطها فاعتبرت‬
‫وقت الوجوب لتعذر اعتبار ما قبله بخلفه هنمما ووقممت الشممراء فممي‬
‫بلد بها غالب بأن المدار ثم على ما يتبادر لفهم العاقدين ل غير وهو‬
‫إنما يتبادر لذلك ومن ل قوت لهم مجزئ يخرجون من قمموت أقممرب‬
‫محل إليهم‪ .‬فإن استوى محلن واختلفا واجبا خير ولو كممان الغممالب‬
‫مختلطا كبر بشعير اعتبر أكثرهما وإل تخير >ص‪ <322 :‬ول يخممرج‬
‫من المختلط إل إن كان فيه قدر الصمماع مممن الممواجب )وقيممل( مممن‬
‫غالب )قوته( كما يعتبر نوع ماله في زكاة المال ويرده ممما مممر فممي‬
‫تعليل الول الفارق بينهما )وقيل يتخير بيممن( جميممع )القمموات( وبممه‬
‫قال أبو حنيفة لظاهر الخبر )ويجزئ( على الولين )العلى( الممذي ل‬
‫يلزمه )عن الدنى( الذي هو غالب قوت محلممه وفممارق عممدم إجممزاء‬
‫الذهب عن الفضة بتعلق الزكاة ثم بممالعين فتعينممت المواسمماة منهمما‬
‫والفطممرة طهممرة للبممدن فنظممر لممما بممه غممذاؤه وقمموامه والقمموات‬
‫متساوية في هذا الغرض وتعيين بعضها إنما هو رفق فإذا عدل إلممى‬
‫العلى كان أولى فممي غممرض هممذه الزكمماة ويؤخممذ منممه أنممه لممو أراد‬
‫إخراج العلى فأبى المستحق إل قبول الواجب أجيب المالممك وفيممه‬
‫نظر بل ينبغي إجابة المستحق حينئذ‪ ،‬لن العلى إنما أجزأ رفقا بممه‬
‫فإذا أبى إل الواجب له فينبغي إجابته كما لو أبى الدائن غيممر جنممس‬
‫دينه ولو أعلى وإن أمكن الفممرق‪) .‬ول عكممس( أي ل يجممزئ الدنممى‬
‫الذي ليس غممالب قمموت محلممه عممن العلممى الممذي هممو قمموت محلممه‬
‫)والعتبار( في كون شيء منها أعلممى أو أدنممى )بزيممادة القيمممة فمي‬
‫وجه(‪ ،‬لن الزيد قيمة أرفق بهم )وبزيادة القتيات في الصح(‪ ،‬لنه‬
‫الليق بالغرض من هذه الزكاة كما علم مما تقممرر )فممالبر خيممر مممن‬
‫التمر والرز( والشعير والزبيب وسائر ما يجزئ )والصح أن الشعير‬
‫خير من التمر( والزبيب‪ ،‬لنه أبلغ في القتيات )وأن التمر خيممر مممن‬
‫الزبيب( لذلك والشعير والتمممر والزبيممب خيممر مممن الرز كممما بحممث‬
‫وفيه نظر ظاهر لكنه ظاهر كلمهممم وكمأنه لعمدم كممثرة إلمف >ص‪:‬‬
‫‪ <323‬الصممدر الول لممه فعلممم أن العلممى الممبر فالشممعير فممالتمر‬
‫فالزبيب فممالرز ويممتردد النظممر فممي بقيممة الحبمموب كالممذرة والممدخن‬
‫والفول والحمص والعدس والماش ويظهر أن الممذرة بقسممميها فممي‬
‫مرتبة الشعير وأن بقية الحبوب الحمص فالماش فالعممدس فممالفول‬
‫فالبقية بعد الرز وأن القط فاللبن فممالجبن بعممد الحبمموب كلهمما وممما‬
‫نصوا على أنه خير ل يختلف باختلف البلد وقيممل يختلممف‪ .‬وانتصممر‬
‫له بعضهم ول يجزئ تمر منزوع النوى كما قاله جمع بخلف الكبيس‬
‫فيخرج منه ما يأتي صاعا قبل كبسه )وله أن يخرج عممن نفسممه مممن‬
‫قوت( يلزمه الخراج منممه )وعممن( ممممونه نحممو )قريبممه أعلممى منممه(‬
‫وعكسه‪ ،‬لنه ليس فيه تبعيض الصاع )ول يبعض الصمماع( عممن واحممد‬
‫من جنسين وإن كان أحدهما أعلى من الممواجب وإن تعممدد المممؤدي‬
‫كشريكين في قن‪ ،‬لن العبرة ببلده لكن الوجوب يلقيه ابتداء وذلك‬
‫لظاهر الخبر وكما ل يجوز في الكفممارة المخيممرة أن يطعممم خمسممة‬
‫ويكسو خمسة أما من نوعي جنس فيجمموز وقممول ابممن أبممي هريممرة‬
‫>ص‪ <324 :‬ل يجوز زيفه ابن كممج‪ .‬وتوقممف الذرعممي فممي نمموعين‬
‫متباعدين وأما عن غير واحد كأن ملممك واحممد نصممفي قنيممن فممأخرج‬
‫نصف صاع يجب الخراج منه عن نصف ونصف صاع أعلى من ذلك‬
‫عن النصف الثاني وإن اختلف الجنس فيجوز لتعدد المخرج عنه فل‬
‫محذور حينئذ )ولو كمان فمي بلمد أقموات ل غمالب فيهما تخيمر( بينهما‬
‫فيخرج ما شاء منها )والفضل أشرفها( أي أعلها كالكفارة المخيرة‬
‫)ولو كان عبده ببلد آخر فالصح أن العتبار بقوت بلد العبد( للصممح‬
‫السابق أنها تلزم المؤدى عنه ثم يتحملهمما المممؤدي )قلممت الممواجب(‬
‫الذي ل يجزئ غيره إذا وجممد الحممب )الحممب السممليم( أي مممن عيممب‬
‫ينافي صلحية الدخار والقتيات كما يعلم من قواعد الباب‪.‬وسمميعلم‬
‫مما يأتي أن العيب في كل باب معتبر بما ينافي مقصود ذلك الباب‬
‫فل تجزئ قيمة ومعيب ومنه مسوس ومبلممول أي إل إن جممف وعمماد‬
‫لصلحية ادخار والقتيات كما علم مما ذكرته وقديم تغيممر طعمممه أو‬
‫لونه أو ريحه وإن كان هو قوت البلد لكن قال القاضممي يجمموز حينئذ‬
‫وقيده ابن الرفعة بما إذا كان المخرج يأتي منه صمماع وفيهممما نظممر‪،‬‬
‫لنه مع ذلك يسمى معيبا والممذي يوافممق كلمهممم أنممه يلزمممه إخممراج‬
‫السليم من غالب قمموت أقممرب المحممال إليهممم وقممد صممرحوا >ص‪:‬‬
‫‪ <325‬بأن ما ل يجزئ ل فرق بين أن يقتمماتوه وأن ل ول نظممر إلممى‬
‫ما هو من جنس ما يقتات وغيره كالمخيض‪ ،‬لن قيام مممانع الجممزاء‬
‫به صيره كأنه من غير الجنس ودقيق وسويق وإن اقتمماته ولممم يكممن‬
‫له سواه ورواية أو صاعا من دقيممق لممم تثبممت )ولممو أخممرج( الب أو‬
‫الجد )من ماله فطرة( أو زكاة مال من هو تحت وليتممه مممن )ولممده‬
‫الصغير( أو المجنون أو السممفيه )الغنممي جمماز( ورجممع عليممه إن نمموى‬
‫الرجوع )كأجنبي أذن( لخر أن يخرجها عنممه ففعممل فإنهمما تجممزئه إن‬
‫نوى الذن أو المخممرج بعممد تفممويض النيممة إليممه أخممذا مممما يممأتي أممما‬
‫الوصي أو القيم فل يجوز له ذلك كأب ل ولية له على الوجه إل إن‬
‫استأذن الحاكم فإن فقد قال الذرعي فلكل أي من الوصي والقيممم‬
‫إخراجها من عنده ويجزئ أداؤهما لدينه من غيممر إذن قمماض ويفممرق‬
‫بأنه ل يتوقف على نية على ممما يممأتي قبيممل الشممركة بخلف الزكمماة‬
‫تتوقف عليها فاشترط كون المخرج يسممتقل بتمليممك المخممرج عنممه‪،‬‬
‫لنه إذا استقل بذلك فالنية أولى وفممرق القاضممي بغيممر ذلممك مممما ل‬
‫مدخل له في الفرق كما يعلم بتأمله )بخلف( الولد )الكبير( الرشيد‬
‫فل يجوز أن يخرج عنه بغير إذنه‪ ،‬لن الب ل يستقل بتمليكه بخلف‬
‫نحو الصغير فكأنه ملكه فطرته ثم أخرجها عنه )ولو اشترك موسممر‬
‫ومعسر في عبد( أو أممة نصمفين مثل >ص‪) <326 :‬لمزم الموسممر‬
‫نصف صمماع( ول يلممزم المعسممر شمميء )ولممو أيسممرا( أي الشممريكان‬
‫)واختلف واجبهما( باختلف ممموت محليهممما بنمماء علممى الضممعيف أن‬
‫العبرة ببلديهما كما أفمماده كلم المجممموع وغيممره ولعلممه أغفلممه هنمما‬
‫وفي الروضة للعلم به مما قدمه أن العبرة بقوت بلد العبممد )أخممرج‬
‫كل واحد نصف صاع من واجبه في الصممح واللممه أعلممم( ول تبعيممض‬
‫للصاع حينئذ‪ ،‬لن كل أخرج جميع ما لزمه من جنس واحد‪ .‬أما علممى‬
‫الصمح أن العمبرة ببلمد الممؤدى عنمه فيخمرج كممل مممن قمموت محمل‬
‫الرقيق وأول بعضهم المتن ليوافق المعتمممد المممذكور بممأن الضمممير‬
‫في واجبه يعود للعبد وهو فاسد معنى ولفظمما كممما ل يخفممى وأولممى‬
‫منه تأويل السنوي له بحمله على ما إذا كان وقت الوجمموب بمحممل‬
‫ل قوت فيه واستوى محل سيديه الذي فيممه قمموت إليممه لممما مممر أن‬
‫العبرة في هذا بأقرب محل قوت إليممه فهنمما واجممب كممل منهممما هممو‬
‫واجبه فيخرج كل حصته من واجب نفسه قال وحيممث أمكممن تنزيممل‬
‫كلم المصنفين على تصوير صحيح ل يعدل إلممى تغليطهممم وظمماهره‬
‫تعين إخراج كل من قوت بلده وليممس كممذلك بممل كممل مخيممر >ص‪:‬‬
‫‪ <327‬بين الخراج من أي البلدين شاء وأما الجممواب بممأن الغممرض‬
‫هنا فيما إذا كانا ببلدين وصورة ما قدمه أن العبرة بقوت بلممد العبممد‬
‫إذا كان ببلد واحد ول يلزم من اعتبار قمموته فممي هممذه اعتبمماره فيممما‬
‫قبلها والفرق تعلق الزكاة بمحلين هنا ل ثم وتعلقها بمحلين يقتضممي‬
‫جواز نقلها كما لو ملك عشرين شاة ببلد وعشرين ببلد يجوز إخراج‬
‫الشاة بأحد البلدين فكذلك هنا يسقط تعلق فقراء أحد البلدين بذمة‬
‫المالكين بخلف ما إذا كانا ببلد واحد فهو بعيد جدا والفرق المذكور‬
‫مجرد خيال ل يعول عليه ويفرق بيممن ممما هنمما ومسممألة الشممياه بممأن‬
‫الزكاة هنا متعلقة بالعين المنقسمة في البلد فلفقراء كل تعلق بهمما‬
‫وشممركة فيهمما لكممن لممما عسممر التشممقيص وسمماءت المشمماركة جمماز‬
‫تخصمميص الممواجب بفقممراء أحممدهما وثممم ليسممت متعلقممة بالمممالكين‬
‫المنقسمممين إل علممى الضممعيف أنهممما المخاطبممان بممالفرض أو ل ؟‬
‫فعلى هذا يتجه القياس على مسألة الشياه وأما على المعتمممد أنهمما‬
‫لزمت العبد أول فهو بمحل واحد ول تعدد فيممه فل جممامع بينممه وبيممن‬
‫مسألة الشياه بوجه فالقياس عليها حينئذ اشتباه من تفريع الضعيف‬
‫فهو فاسد كما ل يخفى على متأمل‪.‬‬

‫باب من تلزمه الزكاة‬


‫أي شروطه )وما تجب( الزكاة )فيه( أي أحواله الممتي يعلممم بهمما‬
‫أنه قد يتصف بممما يممؤثر فممي السممقوط وبممما ل يممؤثر فيممه كالغصممب‬
‫وحاصممل الترجمممة بمماب شممروط الزكمماة وموانعهمما وختمممه بفصمملين‬
‫آخرين لمناسبتهما له )شرط( وجوب )زكاة المال( بأنواعه السممابق‬
‫تفصيلها )السلم( لقول الصممديق رضممي اللممه عنممه فممي كتممابه هممذه‬
‫فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسمملم علممى‬
‫المسلمين رواه البخاري فل تجب على كافر أصلي وجمموب مطالبممة‬
‫في الدنيا بل وجوب عقاب عليها في الخرة نظير ما مر في الصلة‬
‫ويسقط عنه بإسلمه ما مضى ترغيبا فيه وخرج بالمال زكاة الفطر‬
‫لما مر أنها تلزم الكافر عن مممونه >ص‪ <328 :‬وعلمم ممما تقمرر‬
‫أن هذا شممرط لوجمموب الخممراج ل لصممل الطلممب ول يممؤثر فيممه أن‬
‫الشرط الخر )و( هو )الحريممة( الكاملمة لصممل الخطماب‪ ،‬لن مممدار‬
‫العطممف علممى اشممتراكهما فممي الشممرطية ل غيممر وهممما كممذلك وإن‬
‫اختلف المراد بها فل اعتراض عليه فل زكاة على مممن فيممه رق وإن‬
‫قل لعدم ملكممه أو ضممعفه كممما مممر )وتلممزم( الزكمماة )المرتممد( قبممل‬
‫وجوبهمما )إن أبقينمما ملكممه( ل إن أزلنمماه وهممما ضممعيفان والصممح أنممه‬
‫موقوف فتوقف هي أيضا كفطرة نفسممه وقنممه وألحممق بهممما بعضممه‬
‫وزوجته فإن أسلم أخرج لما مضممى مممن الحمموال فممي الممردة لتممبين‬
‫بقاء ملكه ويجزئ إخراجها في ردته ويغتفر عدم النية علممى ممما مممر‬
‫في الفطرة وإل بان زواله من حين الردة فلم يتعلق به زكاة وحينئذ‬
‫فلو كان أخرج في ردته فهل يرجع على آخذها ممن ل حممق لممه فممي‬
‫الفيء >ص‪ <329 :‬مطلقا‪ ،‬لنه بان أن ل حق له فيما أخممذه أو إن‬
‫علم الحال نظير ما يممأتي فممي التعجيممل كممل محتمممل والول أقممرب‬
‫ويفرق بأن المخرج ثم له ولية الخراج في الجملة فأثر ملك الخممذ‬
‫المعذور بعدم العلم ول كذلك هذا‪ ،‬لنه بان أن ل ولية له أصممل أممما‬
‫إذا وجبت ثم ارتد فتؤخذ من ماله مطلقا ويظهر أنه لممو كممان أخممرج‬
‫في ردته المتصلة بموته لم تجزئه‪ ،‬لنه بان أنممه حالممة الخممراج غيممر‬
‫مالك فل ولية له على التفرقة ويحتمل الجزاء كما هو الظاهر فيما‬
‫لممو أخممرج ديممونه حينئذ إل أن يفممرق بممأن أداء الممدين أوسممع‪ ،‬لنممه ل‬
‫يستدعي ولية لجزائه من الجنبي ول كذلك الزكاة )دون المكاتب(‬
‫لضعف ملكه عن احتمال المواساة ومن ثم لممم تلزمممه نفقممة قريبممه‬
‫ولم يرث ولم يممورث وصممرح بممه‪ ،‬لنممه قممد يتمموهم مممن أن لممه ملكمما‬
‫وجوبها عليه والحرية قممد يممراد بهمما القممرب منهمما فل اعممتراض عليممه‬
‫وسيعلم من كلمممه أنممه يشممترط أيضمما تمممام الملممك فل زكمماة علممى‬
‫مكاتبه كما سيذكره وكونه لمعين حر إلخ فل زكاة في مممال مسممجد‬
‫نقد أو غيره ول في موقوف مطلقمما ول فممي نتمماجه وثمممره إن كممان‬
‫على جهة أو نحو رباط أو قنطرة بخلفه على معين كما مممر وتيقممن‬
‫وجوده فل يزكى موقوف لجنين وإن بانت حياته >ص‪ ،<330 :‬لنه‬
‫في حال الوقف لم يكن موثوقا به ومن ثممم بحممث السممنوي أنممه لممو‬
‫انفصل ميتا لم تجب على بقية الورثمة لضمعف ملكهمم )وتجمب فمي‬
‫مال الصممبي والمجنممون( والمحجممور عليممه بسممفه والممولي مخمماطب‬
‫بإخراجها منه وجوبا إن اعتقد الوجوب سواء العممامي وغيممره وزعممم‬
‫أن العامي ل مذهب له ممنوع بل يلزمه تقليد مممذهب معتممبر >ص‪:‬‬
‫‪ <331‬وذاك إنما كان قبل تممدوين المممذاهب واسممتقرارها ول عممبرة‬
‫باعتقاد المولى ول باعتقاد أبيه غير الممولي فيممما يظهممر وذلممك لخممبر‬
‫}ابتغوا في أموال اليتامى ل تأكلها الصدقة وفي رواية الزكاة{ وهو‬
‫مرسل اعتضد بقول خمسة من الصحابة وبوروده متصل من طممرق‬
‫ضعيفة والقياس على معشره وفطرة بدنه الموافق عليهما الخصممم‬
‫أوضح حجممة عليممه قممال ابممن عبممد السمملم ول يعممذر وصممي أي يممرى‬
‫وجوبها وهو مثال نهاه المام عن إخراجها فإن خافه أخرجهمما سممرا ا‬
‫ه وهو ظاهر في إمام أو نممائبه يممرى وجوبهمما أممما إذا لممم يممره ونهمماه‬
‫فينبغي وجوب امتثاله حينئذ‪ ،‬لنه لم يتعد به بالنسبة لعتقمماده إل إذا‬
‫قلنا ليس له حمل الناس على مممذهبه لتعممديه حينئذ وكممان هممذا هممو‬
‫ملحظ ابن عبد السلم ومع ذلك ينبغي تقييده بما إذا لم يغلب علممى‬
‫ظنه أنه يغرمه ممما أخرجممه ولممو سممرا وأفممتى القفممال بممأن الحتيمماط‬
‫للولي الحنفي أن يؤخرها لكممماله فيخممبره بهمما ول يخرجهمما فيغرمممه‬
‫الحاكم ا ه والحتياط المذكور بمعنى الوجمموب أو بالنسممبة لضممبطها‬
‫وإخباره بها إذا كمل وينبغي للشافعي أن يحتاط باستحكام شممافعي‬
‫في إخراجها حتى ل يرفع لحنفي فيغرمه ويأتي قبيل الصمملح ممما لممه‬
‫تعلق بذلك >ص‪ <332 :‬ولممو أخرهمما المعتقممد للوجمموب أثممم ولممزم‬
‫المولى ولو حنفيا فيما يظهر إخراجها إذا كمممل ويسممامح بغشممها إن‬
‫ساوى أجرة الضرب أي المحتاج إليه والتخليص كممما قمماله السممبكي‬
‫ومر ما فيه‪) .‬وكذا( تجب على )مممن ملممك ببعضممه الحممر نصممابا فممي‬
‫الصممح( لتمممام ملكممه ومممن ثممم كفممر كالموسممر )و( تجممب )فممي‬
‫المغصوب( والمسروق )والضال( ومنه الواقع فممي بحممر والمممدفون‬
‫المنسممي محلممه )والمجحممود( العيممن وسمميأتي الممدين )فممي الظهممر(‬
‫لوجممود النصمماب فممي الحممول )ول يجممب دفعهمما( أي الزكمماة )حممتى(‬
‫يتمكن من المممال بممأن يكممون لممه بمه بينممة أو يعلممه القاضممي >ص‪:‬‬
‫‪ <333‬أو يقدر هو على خلصه ول حائل ومن عليه الدين موسرا به‬
‫أو )يعممود( إليممه فحينئذ يزكممي للحمموال الماضممية إن كممانت الماشممية‬
‫سائمة ولم ينقص النصاب بما يجب إخراجه فممإذا كممان نصممابا فقممط‬
‫وليس عنده من جنسه ما يعوض قدر الواجب لم تجب زكاة ممما زاد‬
‫على الحمول الول )و( تجمب علمى المشمتري فمي )المشمترى قبمل‬
‫قبضه( إذا مضى حول من حين دخوله في ملكه لتمكنه مممن قبضممه‬
‫بدفع الثمن ومن ثم لزمممه الخممراج حممال حيممث ل مممانع مممن القبممض‬
‫)وقيل فيه القولن( في نحو المغصمموب لعممدم صممحة التصممرف فيممه‬
‫ويجاب بأن هذا ليس هو ملحظ اليجاب بل كونه فممي ملكممه ولممزوم‬
‫الخراج شرطه القدرة عليه وهي موجودة ويشكل على ذلك قولهم‬
‫للثمن المقبوض قبل قبض المشتري المبيع حكم الجممرة فل يلزمممه‬
‫إخراج زكاته ما لم يستقر ملكه عليه >ص‪ ،<334 :‬لن الثمن قبل‬
‫قبض المبيع غير مستقر وإنما لزمه إخراج زكمماة رأس مممال السمملم‬
‫بعد تمام حوله وإن لممم يقبممض المسمملم فيممه لسممتقرار ملكممه عليممه‬
‫بقبضه بدليل أن تعممذر المسمملم فيممه ل يمموجب انفسمماخ العقممد وقممد‬
‫يفرق بأن المشتري متمكن من الستقرار كما تقممرر‪ ،‬لن لممه حيممث‬
‫وفى الثمن الستقلل بأخذ المممبيع بخلف البممائع ليممس متمكنمما مممن‬
‫ذلك‪ ،‬لن قبض المبيع ليس إليه لتعلقه بفعل المشممتري فلممم يكلممف‬
‫به فإن قلت يمكنه أن يضعه بين يديه قلت قد ل يجده وقممد يخشممى‬
‫أخذ غاصب أو سارق له قبل تمكن المشتري من قبضه فنظرنا لممما‬
‫من شأنه وأيضا فالثمن غير مقصود العين كما يعلم مممما يممأتي فممي‬
‫مبحث الستبدال فاشترط فيه السممتقرار كممالجرة لتمممام مشممابهته‬
‫لها بخلف المممبيع فممإن عينممه مقصممودة فكفممى التمكممن مممن قبضممها‬
‫ويأتي في إصداق المعين ما يؤيد ذلك )وتجب في( الغائب ول يجب‬
‫دفعها في )الحال عن الغائب( إل )إن قدر عليه( بأن سهل الوصممول‬
‫إليه ومضى زمن يمكنه الوصول إليه فيه‪ ،‬لنممه كمممال فممي صممندوقه‬
‫ويجب الخراج عنه في بلده فإن كان سائرا لم يجممب الخممراج عنممه‬
‫حتى يصل لممالكه أو وكيلمه كمما اعتمممداه هنما فقولهمما فممي قسمم‬
‫الصدقات إن كان ببادية صرف إلى فقراء أقرب البلد إليه محمممول‬
‫على ما إذا كان المالممك أو وكيلممه مسممافرا معممه وقضممية قمموله فممي‬
‫الحمال وجموب إخراجهما فمورا وهمو ظماهر إن كمان الممال بمحمل ل‬
‫مستحق به وبلد المالك أقرب البلد إليه أو أذن له المام في النقل‬
‫وأما في غير ذلك فيظهر أنه يلزمه التوكيل فورا لمن يخرجهمما ببلممد‬
‫المال ول يتكل على أخذ القاضي أو السمماعي لهمما مممن المممال‪ ،‬لنممه‬
‫يمتنع على القاضي إخراج زكاة الغائبين على ما يأتي وبه رد الغممزي‬
‫قول الذرعي أنه يأخذها )وإل( يقدر عليممه لتعممذر السممفر إليممه لنحممو‬
‫خممموف أو انقطممماع خمممبره أو للشمممك فمممي سممملمته >ص‪<335 :‬‬
‫)فكمغصوب( فإن عاد لزمه الخراج لما مضى وإل فل والذي يظهممر‬
‫مممن كلمهممم أن العممبرة فيممه وفممي نحممو الغممائب بمسممتحقي محممل‬
‫الوجوب ل التمكن )والدين إن كممان( معشممرا أو )ماشممية( ل لتجممارة‬
‫كأن أقرضه أربعين شاة أو أسلم إليه فيها ومضى عليممه حممول قبممل‬
‫قبضه )أو( كان )غير لزم كمال كتابة فل زكاة( فيه‪ ،‬لن علتهمما فممي‬
‫المعشر الزهو في ملكه ولم يوجد وفي الماشممية السمموم ول سمموم‬
‫فيما في الذمة بخلف النقد فممإن العلممة فيممه النقديممة وهممي حاصمملة‬
‫ولن الجائز يقدر مممن هممو عليممه علممى إسممقاطه مممتى شمماء وقضممية‬
‫كلمهم في مواضع أن اليل للزوم حكمه حكممم اللزم وخممرج بمممال‬
‫كتابة إحالة المكاتب سيده بالنجوم فيجب فيه‪ ،‬لنه لزم )أو عرضا(‬
‫للتجارة )أو نقدا فكذا في القديم( ل تجب فيه‪ ،‬لنه غير ملكه )وفي‬
‫الجديد إن كان حال( ابتداء أو انتهاء )وتعممذر أخممذه لعسممار وغيممره(‬
‫كمطل أو غيبة أو جحود ول بينة )فكمغصوب( فل يجممب الخممراج إل‬
‫إن قبضه أما تعلقها به وهو فممي الذمممة فبمماق حممتى يتعلممق بممه حممق‬
‫المستحقين فل يصح البراء من قممدرها منممه )وإن تيسممر( بممأن كممان‬
‫على مقر مليء باذل أو جاحد وبممه بينممة أو يعلمممه القاضممي )وجبممت‬
‫تزكيته في الحال( وإن لم يقبضه‪ ،‬لنه قممادر علممى قبضممه فهممو كممما‬
‫بيده وقضية كلم جمع أن من القدرة ما لو تيسر لممه الظفممر بقممدره‬
‫من غير ضرر وهو متجه وإن قيل إن المتبادر من كلمهما خلفه )أو‬
‫مممؤجل( >ص‪ <336 :‬ثابتمما علممى مليممء حاضممر )فالمممذهب أنممه‬
‫كمغصوب( فل يجب الدفع إل بعممد قبضممه )وقيممل يجممب دفعهمما قبممل‬
‫قبضه( كغائب يسهل إحضمماره ويممرد قياسممه بقمموله يسممهل إحضمماره‬
‫فإنه الفارق بينه وبين المؤجل وقوله قبل قبضه هو ما ذكروه وزعم‬
‫السنوي أن الصواب قبل حلوله وسيأتي تعلق الزكمماة بعيممن المممال‬
‫فعليه يملك المستحقون من الدين ما وجممب لهممم ومممع ذلممك يممدعي‬
‫المالك بالكل ويحلف عليه‪ ،‬لن له ولية القبممض ومممن ثممم ل يحلممف‬
‫أنه له مثل بل إنه يستحق قبضه قاله السبكي وهو أوجممه مممن قممول‬
‫الذرعي تختص الشركة بالعيممان وبحممث السممبكي أيضمما أنممه ينبغممي‬
‫للحاكم إذا غلب على أن الدائن ل يؤدي الزكاة مما قبضممه ول أداهمما‬
‫قبل أن ينزع قدرها ويفرقه على المسممتحقين ول يجمموز جعممل دينممه‬
‫على معسر من زكاته إل إن قبضه منه ثممم نواهمما قبممل أو مممع الداء‬
‫إليه أو يعطيه من زكاته ثم يردها إليه عن دينه من غير شرط>ص‪:‬‬
‫‪) <337‬ول يمنع الدين( الذي في ذمة من بيده نصاب فأكثر مممؤجل‬
‫أو حال للممه تعممالى أو لدمممي )وجوبهمما( عليممه )فممي أظهممر القمموال(‬
‫لطلق النصوص الموجبة لها ولنه مالك لنصاب نافذ التصممرف فيممه‬
‫ولو زاد المال على الدين بنصاب وجبت زكاته قطعا كما لو كان لممه‬
‫ما يوفيه غير ما بيده والثاني يمنع مطلقا )والثالث يمنممع فممي المممال‬
‫الباطن وهو النقد( المضروب وغيره ومنه الركاز )والعممرض( وزكمماة‬
‫الفطر وحمذفها‪ ،‬لن الكلم فمي زكماة الممال ل البمدن ولمما تكلمموا‬
‫على ما يشملها ولو بطريممق القيمماس وهممو أن لممه أن يممؤدي بنفسممه‬
‫زكاة المال الباطن ذكروها فل اعتراض عليه خلفا لما وقع للسنوي‬
‫دون الظاهر وهو المواشي والزروع والثمار والمعادن ول تممرد هممذه‬
‫على قوله النقد‪ ،‬لنها ل تسمى نقممدا إل بعممد التخليممص مممن الممتراب‬
‫ونحوه‪ ،‬لنه ينمو بنفسه بخلف البمماطن )فعلممى الول( الظهممر )لممو‬
‫حجر عليه لدين فحال الحول فممي الحجممر فكمغصمموب(‪ ،‬لن الحجممر‬
‫لما منع من التصرف كان حائل بينه وبين ممماله فممإن عمماد لممه المممال‬
‫بإبراء أو نحوه أخرج لممما مضممى وإل فل هممذا إن لممم يعيممن القاضممي‬
‫لكل غريم عينا ويمكنه من أخذها علممى ممما يقتضمميه التقسمميط فممإن‬
‫فعل ولم يتفق الخذ حتى حال الحول فل زكاة قطعا لضعف الملممك‬
‫حينئذ وقيده السبكي والسنوي بما إذا كان ما عينه لكل مممن جنممس‬
‫دينه وإل فكيف يمكنه من غير جنسه مممن غيممر بيممع أو تعممويض وهممو‬
‫متجه وإن اعترضه الذرعي‬
‫)تنبيه( مقتضى ما ذكر أنه ل زكمماة وإن لممم يأخممذوه وينممافيه ممما‬
‫يأتي في الجرة أنه يتممبين >ص‪ <338 :‬السممتقرار بتممبين الوجمموب‬
‫وقد يفرق بأن المانع ثم عدم الستقرار المقتضي للضعف وقد بممان‬
‫زواله والمانع هنا تعلممق حقهممم بممه المقتضممي للضممعف أيضمما وبعممدم‬
‫أخذهم له بعد الحول ل يرتفع ذلك التعلق من أصممله وإنممما المرتفممع‬
‫استمراره فالضعف موجود إلى آخر الحول أخممذوا أو تركمموا فتممأمله‬
‫)ولو اجتمع زكاة( أو حج أو كفارة أو نممذر )وديممن آدمممي فممي تركممة(‬
‫وضاقت عنهما )قدمت( الزكاة أو نحوها مممما ذكمر وإن سممبق تعلمق‬
‫غيرها عليها للخبر الصحيح }فدين الله أحق بالقضاء{ ولنها تصرف‬
‫للدمي ففيها حق آدمممي مممع حممق اللممه تعممالى نعممم الجزيممة والممدين‬
‫يستويان‪ ،‬لنها وإن كانت حقا لله تعممالى فيهمما معنممى الجممرة )وفممي‬
‫قول الدين(‪ ،‬لن حق الدمي مبني على المضايقة وكما يقدم القممود‬
‫على قتل نحو الردة ورد بأن حدود الله مبناها على الدرء ممما أمكممن‬
‫والزكاة فيها حق آدمي أيضا كما تقرر )وفي قول يسممتويان( فيمموزع‬
‫المال عليهما‪ ،‬لن حق الله تعالى يصممرف للدمممي فهممو المنتفممع بممه‬
‫ولو اجتمعت الزكاة ونحو كفارة قدمت الزكاة إن تعلقت بالعين بأن‬
‫بقي النصاب وإل بأن تلف بعد الوجوب والتمكن استوت مممع غيرهمما‬
‫>ص‪ <339 :‬فيوزع عليهما وخممرج بتركممة اجتممماع ذلممك علممى حممي‬
‫ضاق ماله فإن لم يحجر عليممه قممدمت الزكمماة جزممما وإل قممدم حممق‬
‫الدمي جزما ما لم تتعلق هي بممالعين فتقممدم مطلقمما وبعممد الحيممازة‬
‫وانقضاء الحرب )إن اختار الغانمون( المسمملمون سممواء أكممانوا كممل‬
‫الجيش أو بعضه كان عزل المام لطائفة منهم طائفممة مممن الغنيمممة‬
‫)تملكها ومضى بعده( أي اختيار التملك )حول والجميع صنف زكوي‬
‫وبلغ نصيب كل شخص نصممابا أو بلغممه المجممموع فممي موضممع ثبمموت‬
‫الخلطة( بأن توجد شممروطها السممابقة ويكممون بلمموغ النصمماب بممدون‬
‫الخمس )وجبت زكاتها( كسائر الموال )وإل( توجد هذه كلها بأن لم‬
‫يختاروا تملكها أو لم يمض حول أو مضى وهي أصناف أو صنف غير‬
‫زكوي أو زكوي ولممم يبلممغ نصممابا أو بلغمه بممالخمس )فل( زكمماة فيهمما‬
‫لعدم الملك أو ضعفه في الولى بدليل أنه يسقط بالعراض وعممدم‬
‫الحول في الثانية وعدم علم كل منهم بممما يصمميبه وكممم يصمميبه فممي‬
‫الثالثة وظاهر كلمهم فيها أنه ل فرق بين أن يعلم كل زيادة نصمميبه‬
‫على نصاب وأن ل وليس ببعيد وإن استبعده الذرعي‪ ،‬لنممه ل يعلممم‬
‫مقدار ما يستقر له وعدم المال الزكوي فممي الرابعممة وعممدم بلمموغه‬
‫نصابا في الخامسة وعدم ثبوت الخلطة في السادسة‪ ،‬لنها ل تثبت‬
‫مع أهل الخمس إذ ل زكاة فيه‪ ،‬لنه لغير معين )ولو أصدقها نصمماب‬
‫سائمة معينما( أو بعضمه ووجمدت خلطمة معتمبرة )لزمهما زكماته إذا(‬
‫قصدت سومه و )تم حول من الصداق( وإن لم يقع وطء ول قبض‪،‬‬
‫لنها ملكته بالعقمد ملكما تامما أمما غيمر السمائمة فل فمرق فيمه بيمن‬
‫المعين وغيره نعم المعشر كالسائمة كما علممم مممن كلمممه السممابق‬
‫فإذا أصدقها شجرا أو زرعا معينا فإن وقع الزهو في ملكهمما لزمتهمما‬
‫زكاته >ص‪ <340 :‬وأما السممائمة الممتي فممي الذمممة فل زكمماة فيهمما‬
‫لنتفاء السوم كما مر فذكر السائمة إيضاح لبيان اشتراط تعيينهمما ل‬
‫لنفي الوجوب عن غير السائمة وكالصداق في ذلك الخلممع والصمملح‬
‫عن دم قال ابن الرفعة بحثا وكذا مال الجعالة أي بعد فممراغ العمممل‬
‫لما مر أنها ل تجب في دين جممائز )ولممو أكممرى دارا( يملممك منفعتهمما‬
‫)أربع سنين بثمانين دينارا( معينة أو في الذمة )وقبضها( لم يسممتقر‬
‫ملكه إل على كل جزء مضى ما يقابله من الزمن وذكر القبممض هنمما‬
‫لتصوير السممتقرار بعممده بمضممي ممما يقممابله لكممن علممم مممما مممر أن‬
‫القدرة على أخذ الدين كقبضه فيجري ذلك هنا وحينئذ )فالظهر أنه‬
‫ل يلزمه أن يخرج إل زكاة ممما اسممتقر( دون ممما لممم يسممتقر لضممعف‬
‫ملكه له لتعرضه للسقوط بانهدام أو نحمموه وفممارقت الصممداق بأنهمما‬
‫إنما تجب في مقابلة المنافع وهممو ل يتعيممن أن يكممون فممي مقابلتهمما‬
‫لستقراره بالموت قبل الوطء‪ .‬وتشطيره بنحو طلق قبله إنما نشأ‬
‫بتصرف الزوج المفيد لملك جديد وليممس نقضمما لملكهمما مممن الصممل‬
‫كما يأتي فيه وإذا لم يلزمه أن يخرج إل زكاة ما استقر وقد تساوت‬
‫أجرة السنين وأراد الخراج من غيممر المقبمموض وبقيممت بملكممه إلممى‬
‫تمام المدة )فيخرج عند تمممام السممنة الولممى زكمماة عشممرين( وهممي‬
‫نصف دينممار‪ ،‬لنهمما الممتي اسممتقر عليهمما ملكممه الن )ولتمممام( السممنة‬
‫)الثانية زكاة عشرين( وهي التي زكاهمما )لسممنة( وهممي نصممف دينممار‬
‫)وعشرين( وهي التي استقرت الن )لسنتين( وهممي دينممار )ولتمممام‬
‫الثالثة زكاة أربعين( وهي التي زكاها )لسنة( وهي دينممار )وعشممرين‬
‫لثلث سنين( وهي التي استقر عليها ملكه الن وهي دينممار ونصممف‪.‬‬
‫)ولتمام الرابعة زكاة ستين( وهي الممتي زكاهمما )لسممنة( وهممي دينممار‬
‫ونصف )وعشرين( وهي التي استقرت الن )ل ربممع( وهممي دينمماران‬
‫أما إذا تفاوتت فيزيد القدر المستقر في بعضها وينقص فممي بعضممها‬
‫وأما إذا أدى من عين المقبمموض فل تجممب فممي كممل عشممرين >ص‪:‬‬
‫‪ <341‬إل السنة الولى فقط ثم التفرقممة بيممن الخممراج مممن العيممن‬
‫والغير مشكلة بقول المجموع عن الشممافعي والصممحاب فممي طممرو‬
‫خلطة الشيوع ردا على من زعم أنه بالخراج من الغير يتممبين عممدم‬
‫تعلق الزكاة بعين الخراج من الغير ل يمنع تعلق الواجب بالعين بممل‬
‫الملك زال ثم رجع وكان هذا هو ملحظ كون القمولي لما نقل قول‬
‫البغوي لو كانت أجرة الربع سنين عشرين دينارا لزمممه لكممل حممول‬
‫نصف دينار إن أخرج من غيرها قال واعممترض عليممه بممأنه ينبغممي أن‬
‫يكون مفرعا على الضعيف أنها متعلقة بالذمة فعلمى تعلقهما بمالعين‬
‫ينبغي أن ل تجب في السنة الثانية وإن أخرج من غيرهمما لسممتحقاق‬
‫المستحقين جزءا منها ا ه‪ .‬ويوافق قول البغمموي قممول ابممن الرفعممة‬
‫وغيره محل قولهم لو لم يزك أربعيممن غنممما أحمموال ولممم تممزد لزمممه‬
‫شاة للحممول الول فقممط إن لممم يخممرج مممن غيرهمما وإل وجبممت فممي‬
‫السممنة الثانيممة بل خلف ا ه ونظممر بعممض المتممأخرين لممما مممر عممن‬
‫المجممموع فقممال هنمما ل فممرق بيممن إخراجممه مممن العيممن والغيممر‪ ،‬لن‬
‫الخراج من الغيمر ل يمنمع تعلمق الزكماة بمالعين وإنمما يتمبين بمه أن‬
‫الملك عاد بعد زواله ا هم‪ .‬والجممواب الممذي يجتمممع بممه كلم البغمموي‬
‫وابن الرفعة وغيره ونفيهممم الخلف فيممه وأخممذ الشممراح منممه حمممل‬
‫المتن على ما تقرر أنه أخرج مممن غيرهمما وكلم المجممموع المنقممول‬
‫عن الشافعي والصحاب أنه يتعين حمل الول وما وافقممه علممى ممما‬
‫إذا أخرج من غيرها معجل بشرطه أو من غيرها مممما لزمتممه الزكمماة‬
‫فيه وكان من جنممس الجممرة وذلممك‪ ،‬لن كل مممن هممذين يمنممع تعلممق‬
‫الواجب بالعين أما الول فظاهر لسبق ملكهممم للمعجممل علممى آخممر‬
‫الحول المقتضي للتعلق بالعين وأما الثاني فلنه إذا كان فممي ملكممه‬
‫ما هو من جنس الجرة فل يتعلق بالجرة وحدها بل بمجموع المممال‬
‫الممزائد علممى نصمماب فل ينقممص بممالتعلق عممن النصمماب وإنممما قلممت‬
‫بشرطه لقول الجواهر والخادم عن والممد الرويمماني ولممو عجممل فممي‬
‫الحول الول زكاة فوق قسطه لم يجممز‪ ،‬لن الحممول لممم ينعقممد فممي‬
‫الزائد أو عجممل زكمماة دون قسممط الول كعشممرين وقسممطه خمسممة‬
‫>ص‪ <342 :‬وعشرون فإن كان بعد مضي أربعممة أخممماس الحممول‬
‫جاز أو قبله لم يجز‪ ،‬لن من ل يعلم أن ما ملكه نصاب ل يجزئه في‬
‫غير زكاة التجارة التعجيممل كمممن أخممرج خمسممة دراهممم عممن دراهممم‬
‫عنده بجهل قدرها فبانت نصابا فإنها ل تجزئه لعدم جزمه بالنية ا ه‪.‬‬
‫وسيأتي قبيل الصوم فيما إذا كممانت أجممرة السممنين الربممع مممائة ممما‬
‫يتعين استحضاره هنا )و( القول )الثاني يخرج لتمام( السنة )الولممى‬
‫زكاة الثمانين(‪ ،‬لنه ملكها ملكا تاما ومن ثم جمماز وطؤهمما لممو كممانت‬
‫أمة ول أثر لحتمال سقوطها كالصداق ومر الفرق بينهما‬

‫)فصل( في أداء الزكمماة‪ .‬واعممترض بممأنه غيممر داخممل فممي البمماب‬


‫>ص‪ <343 :‬ومر رده بأنه مناسب لممه فصممح إدخمماله فيممه إذ الداء‬
‫مترتب على الوجوب وكذا يقال في الفصل بعده )تجب الزكمماة( أي‬
‫أداؤها )على الفور( بعد الحول لحاجة المستحقين إليهمما )إذا تمكممن(‬
‫وإل كان التكليف بالمحال فإن أخر أثممم وضمممن إن تلممف كممما يممأتي‬
‫نعممم إن أخممر لنتظممار قريممب أو جممار أو أحمموج أو أصمملح أو لطلممب‬
‫الفضل من تفرقته بنفسه أو تفرقممة المممام أو للممتروي عنممد الشممك‬
‫في استحقاق الحاضممر ولممم يشممتد ضممرر الحاضممرين لممم يممأثم لكنممه‬
‫يضمنه إن تلف ومر أن الفطرة تجب بما مر وتتوسع إلى آخممر يمموم‬
‫العيد )وذلممك( أي التمكممن )بحضممور المممال( >ص‪ <344 :‬مممع نحممو‬
‫التصفية للمعشر والمعدن كما علم مما مممر ول نظممر لقممدرته علممى‬
‫الخراج من محل آخر‪ ،‬لنه مشق ومع عدم الشتغال بمهم ديني أو‬
‫دنيوي كأكل وحمام أو بمضي مدة بعد الحول يتيسممر فيهمما الوصممول‬
‫لغممائب )والصممناف( أو نممائبهم كالسمماعي أو بعضممهم فهممو متمكممن‬
‫بالنسبة لحصته حتى لو تلفت ضمممنها )ولممه( أي للمالممك الرشمميد أو‬
‫ولي غيره )أن يؤدي بنفسه زكاة المممال البمماطن( وليممس للمممام أن‬
‫يطلبها إجماعا على ما في المجموع نعم يلزمه إذا علممم أو ظممن أن‬
‫المالك ل يزكي أن يقول له ما يأتي )وكذا الظاهر( ومر بيانهما آنفمما‬
‫)على الجديد( وانتصر للقديم الموجب لدائها إليه فيه‪ ،‬لنه ل يقصممد‬
‫إخفاؤه فإن فرق بنفسه مع وجمموده لممم يحسممب بظمماهر }خممذ مممن‬
‫أموالهم صدقة{ ويجاب بأن الوجوب بتقدير الخذ بظمماهره لعممارض‬
‫هو عدم الفهم له ونفرتهم عنممه لعممدم اسممتقرار الشممريعة وقممد زال‬
‫ذلك كله هذا إن لم يطلب من الظاهر وإل وجب الدفع له اتفاقا ولو‬
‫جائرا وإن علم أنممه يصممرفها فممي غيممر مصممارفها )ولممه( إذا جمماز لممه‬
‫التفرقة بنفسه )التوكيل( فيها لرشيد وكذا لنحو كافر ومميز وسفيه‬
‫إن عين له المممدفوع لممه >ص‪ <345 :‬وأفهممم قمموله لممه إن صممرفه‬
‫بنفسه أفضل )و( له )الصرف إلممى المممام( أو السمماعي‪ ،‬لنممه نممائب‬
‫المستحقين فيبرأ بالدفع له وإن قال أي المام آخذها منممك وأنفقهمما‬
‫في الفسق‪ ،‬لنه ل ينعزل به قال القفال ويلزمه إذا ظن من إنسان‬
‫عدم إخراجها أن يقول له أدها وإل فادفعها لي لفرقهمما‪ ،‬لنممه إزالممة‬
‫منكر قال الذرعي كأنهم أرادوا أن يرهقه إلى هذا أو هذا فل يكتفى‬
‫منه بوعد التفرقة‪ ،‬لنها فورية ومثلها في ذلك نذر فمموري أو كفممارة‬
‫كممذلك )والظهممر أن الصممرف إلممى المممام أفضممل(‪ ،‬لنممه أعممرف‬
‫بالمستحقين وأقدر على التفرقممة والسممتيعاب وقبضممه مممبرئ يقينمما‬
‫بخلف من يفرق بنفسه‪ ،‬لنه قد يعطي غير مسممتحق )إل أن يكممون‬
‫جممائرا( فممي الزكمماة فالفضممل أن يفممرق بنفسممه مطلقمما لكممن فممي‬
‫المجممموع نممدب دفممع زكمماة الظمماهر إليممه ولممو جممائرا >ص‪<346 :‬‬
‫)وتجب النية( في الزكاة لخبر }إنما العمال بالنيات{ )فينمموي هممذا‬
‫فرض زكاة مالي أو فرض صدقة مالي ونحوهما( كهممذا زكمماة مممالي‬
‫المفروضة أو الصدقة المفروضة أو الواجبة ولعممل هممذا فممي الزكمماة‬
‫لبيان الفضل إذ لو اقتصر على نية الزكاة كهذه زكاة كفممى‪ ،‬لنهمما ل‬
‫تكون إل فرضمما كرمضممان بخلف الصممدقة والظهممر مثل لممما مممر أن‬
‫المعادة نفل )ول يكفي( هذا )فرض مالي( لصدقه بالكفممارة والنممذر‬
‫وغيرهما قيل هذا ظاهر إن كان عليه شيء من ذلك غير الزكمماة ا ه‬
‫ويرد بأن القرائن الخارجيممة ل تخصممص النيممة فل عممبرة بكممون ذلممك‬
‫عليه أو ل نظممرا لصممدق منممويه بممالمراد وغيممره )وكممذا الصممدقة( فل‬
‫يكفي هذا صدقة مالي )في الصح( لصدقها بصممدقة التطمموع وبغيممر‬
‫المال كالتحميد والتسبيح كما في الحديث )ول يجممب تعييممن المممال(‬
‫المخرج عنه في النيممة فلممو كممان عنممده خمممس إبممل وأربعممون شمماة‬
‫فأخرج شاة ناويا الزكاة ولم يعين أجزأ وإن ردد فقممال هممذه أو تلممك‬
‫فلو تلف أحدهما أو بان تلفه جعلها عن الباقي )ولو عين لم يقع عن‬
‫غيره( وإن بان المعين تالفا‪ ،‬لنه لم ينو ذلك الغير ومن ثم لممو نمموى‬
‫إن كان تالفا فعن غيره فبان تالفا وقع عممن غيممره ويممأتي ذلممك فممي‬
‫مائتي درهم حاضرة ومائتين غائبة >ص‪ <347 :‬أي عممن المجلممس‬
‫ل البلد إل إن جوزنا النقل ولممو أدى عممن مممال مممورثه بفممرض ممموته‬
‫وإرثه له ووجوب الزكاة فيه فبان كذلك لم يجزئه للممتردد فممي النيممة‬
‫مع أن الصل عدم الوجوب عند الخراج وأخذ منممه بعضممهم أن مممن‬
‫شك في زكاة في ذمته فأخرج عنها إن كانت وإل فمعجل عن زكمماة‬
‫تجارته مثل لم يجممزئه عممما فممي ذمتممه بممان لممه الحممال أو ل ول عممن‬
‫تجارته لتردده في النية وله السممترداد إن علممم القممابض الحممال وإل‬
‫فل كما يعلم مما يأتي وقضية ممما مممر فممي وضمموء الحتيمماط أن مممن‬
‫شك أن في ذمته زكاة فأخرجها أجزأته إن لم يبن الحممال عممما فممي‬
‫ذمته للضرورة وبه يرد قول ذلك البعض بان الحال أو ل ولممو أخممرج‬
‫أكثر مما عليه بنية الفرض والنفل >ص‪ <348 :‬من غير تعييممن لممم‬
‫يجزئ أو الفرض فقط صح ووقع الزائد تطوعا )ويلممزم الممولي النيممة‬
‫إذا أخرج زكاة الصبي والمجنون( والسممفيه‪ ،‬لنممه قممائم مقممامه ولممه‬
‫تفويض النية للسفيه‪ ،‬لنه من أهلها فإن دفع الولي بل نيممة لممم تقممع‬
‫الموقع وضمن ما دفعه قال السنوي والمغمى عليه قد يولي غيممره‬
‫عليه كما هو مذكور في باب الحجمر وحينئذ ينمموي عنممه الممولي أيضما‬
‫)وتكفي نية الموكل عند الصرف إلى الوكيل( عن نيممة الوكيممل عنممد‬
‫الصرف إلى المستحقين )في الصح( لوجممود النيممة مممن المخمماطب‬
‫بالزكاة مقارنة لفعله إذ المال له وبه فممارق نيممة الحممج مممن النممائب‪،‬‬
‫لنه المباشر للعبادة ولذلك لو نوى الموكل عند تفرقة الوكيممل جمماز‬
‫قطعا وتجوز نيته أيضا عند عزل قدر الزكاة وبعده إلى التفرقة منممه‬
‫أو من غيره ومن ثم لو قال لغيره تصدق بهذا ثم نمموى الزكمماة قبممل‬
‫تصدقه أجزأ عنها وأفتى بعضهم بأن التوكيل المطلمق فمي إخراجهما‬
‫يستلزم التوكيل في نيتها وفيه نظر >ص‪ <349 :‬بل الذي يتجه أنه‬
‫ل بد من نية المالك أو تفويضها للوكيل وبعضهم بممأن المسممتحق لممو‬
‫قال للمؤدي أعطه فلنما لمي جماز وكمان فلن وكيل عنممه وفيممه كلم‬
‫مبسوط يأتي في الوكالة‪ .‬ويجوز تفويض النية للوكيل الهل ل كافر‬
‫وصبي غير مميز وقن ولو أفرز قدرها بنيتها لم يتعين لهمما إل بقبممض‬
‫المستحق لها بإذن المالك سواء زكمماة المممال والبممدن وإنممما تعينممت‬
‫الشاة المعينة للتضحية‪ ،‬لنه ل حق للفقراء ثم في غيرها وهنمما حممق‬
‫المستحقين شائع في المال‪ ،‬لنهم شركاء بقدرها فلم ينقطع حقهم‬
‫إل بقبض معتبر وبه يرد جزم بعضهم بأنه لو أفرز قدرها بنيتها كفممى‬
‫أخذ المستحق لها >ص‪ <350 :‬مممن غيممر أن يممدفعها إليممه المالممك‪.‬‬
‫ومما يرده أيضا قولهم لو قال لخر اقبض ديني مممن فلن وهممو لممك‬
‫زكاة لم يكف حممتى ينمموي هممو بعممد قبضممه ثممم يممأذن لممه فممي أخممذها‬
‫فقولهم ثم إلممى آخممره صممريح فممي أنممه ل يكفممي اسممتبداده بقبضممها‬
‫ويوجه بأن للمالك بعد النية والعزل أن يعطي من شاء ويحممرم مممن‬
‫شاء وتجويز استبداد المستحق يقطع هذه الولية فامتنع ومن ثم لو‬
‫انحصر المستحقون انحصارا يقتضممي ملكهممم لهمما قبممل القبممض كممما‬
‫يأتي فممي قسممم الصممدقات احتمممل أن يقممال إن ملكهممم تعلممق بهممذا‬
‫المعين لها وحينئذ ينقطممع حممق المالممك منممه ويجمموز لهممم السممتبداد‬
‫بقبضه واحتمل أن يقال هم كغيرهم في أن حقهممم إنممما هممو متعلممق‬
‫بعين المال مشاعا فيه على ما يأتي وذلك ل ينقطع إل بقبض صحيح‬
‫فإن قلت لم لم تنقطع ولية المالك بملكهم قلت‪ ،‬لن ملكهممم إنممما‬
‫هو في عموم المال مشاعا كما تقمرر ل فمي خصموص همذا المعيمن‬
‫فجاز للمالك التصممرف فيممه والخممراج مممن غيممره كممما هممو مقتضممى‬
‫القيمماس فمي أن أحممد الشممريكين لمو عيمن لشمريكه قمدر حقمه مممن‬
‫المشترك أو غيره لم يتعين بمجرد الفممراز والتعييممن فتممأمله ويممأتي‬
‫أول الدعاوى أنه ل ظفر في الزكاة ولو وكل في إخممراج فطرتممه أو‬
‫التضحية عنه انعزل بخروج وقتهما على ممما بحثممه الزرق وقممال إنممه‬
‫مقتضى القواعد الصولية )والفضل أن ينوي الوكيممل عنممد التفريممق‬
‫أيضا( خروجا من مقابل الصح المذكور )ولو دفع إلى السمملطان( أو‬
‫نائبه كالساعي )كفت النية عنممده( أي عنممد الممدفع إليممه وإن لممم ينممو‬
‫السلطان عند الصرف‪ ،‬لنه نائب المسممتحقين فالممدفع إليممه كالممدفع‬
‫إليهم ولهذا أجزأت وإن تلفت عنده بخلف الوكيل والفضممل للمممام‬
‫أن ينوي عند التفرقة أيضا )فإن لم ينو( المالك عند الدفع للسلطان‬
‫أو نائبه )لم يجز علممى الصممحيح وإن نمموى السمملطان( >ص‪<351 :‬‬
‫من غير إذن له في النية لما تقرر أنه نائبهم والمقابل قوي جدا فقد‬
‫نص عليه في الم وقطع به كثيرون لكن الحق أنه ضعيف من حيث‬
‫المعنى فل اعتراض عليه )والصممح أنمه يلمزم السملطان النيمة( عنمد‬
‫الخذ )إذا أخذ زكاة الممتنع( من أدائها نيابة عنه بنمماء علممى الكتفمماء‬
‫بها منه المذكور في قوله )و( الصح )أن نيته( أي السلطان )تكفي(‬
‫عن نية الممتنع باطنا‪ ،‬لنه لما قهر قممام غيممره مقممامه فممي التفرقممة‬
‫فكذا في وجوب النية وفي الكتفاء بها كولي المحجور نعم لممو نمموى‬
‫عند الخذ منممه قهممرا كفممى وبممرئ باطنمما وظمماهرا وتسممميته ممتنعمما‬
‫باعتبار ما كان لزوال امتناعه بنيته إما ظاهرا بمعنممى أنممه ل يطممالب‬
‫بها ثانيا فيكفي جزما‬
‫)تنبيه( أفتى شارح الرشاد الكمال الرد إذ فيمن يعطممي المممام‬
‫أو نائبه المكس بنية الزكاة فقممال ل يجممزئ ذلممك أبممدا ول يممبرأ عممن‬
‫الزكاة بل هي واجبة بحالها‪ ،‬لن المممام إنممما يأخممذ ذلممك منهممم فممي‬
‫مقابلة قيامه بسد الثغور وقمممع القطمماع والمتلصصممين عنهممم وعممن‬
‫أموالهم وقد أوقع جمع ممن ينسب إلى الفقهاء وهم باسممم الجهممل‬
‫أحق أهل الزكاة ورخصوا لهم في ذلك فضلوا وأضلوا ا ه ومر ذلممك‬
‫بزيادة وفصل غيره بعد ذكر مقدمممة أشممار إليهمما السممبكي وهممي أن‬
‫قبض المام للزكاة هل هو بمحض الولية إذ ل يتوقممف علممى توكيممل‬
‫المستحقين لممه أو بحالممة بيممن الوليممة المحضممة والوكالممة فلممه نظممر‬
‫عليهم دون نظر ولي اليتيم وفوق نظر الوكيممل أي والظمماهر الثمماني‬
‫فقال إن لم يعلم المممام بنيممة الزكمماة فممالمتجه عممدم الجممزاء‪ ،‬لنممه‬
‫غاصممب أي فممي ظنممه فهممو صممارف لفعلممه عممن كممونه قبضمما لزكمماة‬
‫فاستحال وقوعه زكاة‪ .‬وعممدم اشممتراط علممم المممدفوع إليممه بجهممة‬
‫الزكاة >ص‪ <352 :‬إنما هو إذا كان المستحق لبلمموغ الحممق محلممه‬
‫وأما المام فل بد في الجزاء من علمه بجهة ما له عليممه وليممة وإل‬
‫لكان المالك هو الجاني المقصر وإن أعلمه بها احتمل عدم الجممزاء‬
‫أيضا واحتمل الجزاء وهو الظاهر ا ه ملخصمما وإنممما الممذي يتجممه ممما‬
‫استظهره إن أخذها المام باسم الزكاة ل بقصد نحممو الغصممب‪ ،‬لنممه‬
‫بقصده هذا صارف لفعله عن أن يكون قبض زكاة وشممرط وقوعهمما‬
‫زكاة أن ل يصرف القابض فعله لغيرها‪ ،‬لنه حينئذ يقبضها عن جهممة‬
‫أخرى فيستحيل وقوعها في هذه الحالة زكاة ووقع للسنوي وغيممره‬
‫أن للقاضي أي إن لم تفوض هي لغيره وإل لمم يكمن لمه نظممر فيهمما‬
‫إخراجها عممن غممائب ورد بأنهمما إنممما تجممب بممالتمكن وتمكممن الغممائب‬
‫مشكوك فيه ومن ثم جزم جمع بمنع إخراجه لها قيل والول ظمماهر‬
‫ويكون تمكن القاضي كتمكن المالك ويمكن حمل الثاني علممى مممن‬
‫علم عدم تمكنه ولم يمض زمن يتمكممن فيممه بعممد ا ه >ص‪<353 :‬‬
‫ويرد بأن للقاضي نقلها فيحتمل أنه استأذن قاضيا آخر فيه كما يأتي‬
‫وزعم أن تمكنه كتمكن المالك ليس فممي محلممه‪ ،‬لن الوجمموب إنممما‬
‫يتعلق بتمكن المالك ل غير ونيابته عنه إنما هي بعممد الوجمموب عليممه‬
‫وحينئذ فل فائدة للحمل المذكور‪ ،‬لن الملحظ الشمك فممي الوجموب‬
‫وما دام غائبا الشك موجود وبهذا يندفع اعتممماد جمممع الول وتمموجيه‬
‫بعضهم له بأن الصل عدم المانع ووجممه انممدفاعه أن هممذا الصممل ل‬
‫يكفي في ذلك‪ ،‬لن النيابة عن المالك على خلف الصل فل بد مممن‬
‫تحقق سببها ولم يوجد مع احتمال أنه استأذن قاضيا آخر فممي نقلهمما‬
‫أو إخراجها أو قلد من يراه‬

‫)فصل( في التعجيل وتمموابعه‪) .‬ل يصممح تعجيممل الزكمماة( العينيممة‬


‫)على ملك النصاب( كما إذا ملك مائة فأدى خمسة لتكون زكمماة إذا‬
‫تم مممائتين وحممال الحممول لفقممد سممبب الوجمموب فأشممبه تقممديم أداء‬
‫كفارة يمين عليها أما غير العينية كأن اشترى للتجارة عرضمما قيمتممه‬
‫مائة فعجل عن مائتين أو أربعمائة مثل وحال الحول وهممو يسمماويهما‬
‫فيجزئه لما مر أن النصمماب فممي زكمماة التجممارة معتممبر بممآخر الحممول‬
‫وكممأنهم اغتفممروا لممه تممردد النيممة إذ الصممل عممدم الزيممادة لضممرورة‬
‫التعجيل وإل لم يجز تعجيل أصمل‪ ،‬لنمه ل يمدري ممما حمماله عنممد آخممر‬
‫الحول وبهذا اندفع ما للسبكي هنمما ولممو ملممك مممائة وعشممرين شمماة‬
‫فعجل عنها شاتين أي وقد ميز لما يأتي عن السبكي ثم أنتج بعضها‬
‫سخلة قبل الحول لممم >ص‪ <354 :‬تجممزئ المعجلممة عممن النصمماب‬
‫الذي كمل الن كما في الروضة وغيرها عن الكثرين وقيممل تجممزئ‪،‬‬
‫لن النتاج آخر الحول كالموجود أوله ولظهور وجهه وكونه قياس ما‬
‫قبله جزم بمه الحمماوي ومممن تبعمه لكمن يوافمق الول قممول الروضمة‬
‫والمجموع لو عجل شاة عن أربعين ثممم هلكممت المهممات لممم يجممزئ‬
‫المعجممل عممن السممخال )ويجمموز( التعجيممل للمالممك دون نحممو الممولي‬
‫)قبل( تمممام )الحممول( وبعممد انعقمماده بممأن يملممك النصمماب فممي غيممر‬
‫التجارة وتوجد نيتها مقارنة لول تصرف وذلك لما صممح }أنممه صمملى‬
‫الله عليه وسلم رخص للعباس فيه قبل الحول{ ولوجوبهمما بسممببين‬
‫الحول والنصاب فجاز تقديمها على أحممدهما كتقممديم كفممارة اليميممن‬
‫على الحنث )ول تعجل لعامين( فممأكثر )فممي الصممح( وإن نممازع فيممه‬
‫السمنوي وأطمال‪ ،‬لن زكماة السمنة الثانيمة لمم ينعقمد حولهما فكمان‬
‫كالتعجيل قبل كمال النصاب وروايممة }أنممه صمملى اللممه عليممه وسمملم‬
‫تسلف من العباس صدقة عامين{ مرسلة أو منقطعة مممع احتمالهمما‬
‫أنه تسلف منه صدقة عامين مرتين أو صدقة مالين لكل واحد حول‬
‫منفرد وإذا عجل لعامين أجزأه ما يقع عن الول وقيده السبكي بممما‬
‫إذا ميممز واجممب كممل سممنة‪ ،‬لن المجممزئ شمماة معينممة ل مشمماعة ول‬
‫مبهمة )وله تعجيل الفطرة من أول( شهر )رمضممان( للتفمماق علممى‬
‫جمموازه بيممومين فممألحق بهممما البقيممة إذ ل فممارق ولوجوبهمما بسممببين‬
‫الصوم والفطر وقد وجد أحدهما فإن قلت ينافيه أن الممموجب آخممر‬
‫جزء من الصوم كما مر ل أولممه خلفمما لممما يمموهمه ممما ذكممر قلممت ل‬
‫ينافيه‪ ،‬لن آخر الجزء إنما أسند إليه الوجوب لتحقق وجود الكل بممه‬
‫وهذا ل ينافي أن أوله أول ذلك السبب والحاصل أنهم نظروا >ص‪:‬‬
‫‪ <355‬إلى الخر بالنسبة لتحقق الوجمموب بممه وإلممى الول بالنسممبة‬
‫لكونه أول السبب بالنسبة للتعجيل الذي ل يوجد حقيقة إل بالتقديم‬
‫على السبب كله )والصحيح منعه قبله(‪ ،‬لنممه تقممديم علممى السممببين‬
‫معا )و( الصحيح )أنه ل يجوز إخراج زكاة الثمر قبل بممدو صمملحه ول‬
‫الحب قبل اشتداده(‪ ،‬لن وجوبها بسبب واحممد هممو البممدو والشممتداد‬
‫فامتنع التقديم عليه وقبممل الظهممور يمتنممع قطعمما )ويجمموز( التعجيممل‬
‫)بعدهما( ولو قبل الجفاف والتصفية لمكممان معرفممة قممدرها تخمينمما‬
‫ثم إن بان نقص كمله أو زيادة فهي تبرع )وشممرط إجممزاء المعجممل(‬
‫أي وقوعه زكاة )بقاء المالك أهل للوجوب( عليه وبقاء المممال )إلممى‬
‫آخر الحول( فلو مات أو تلف المال أو بيع وليس مال تجارة لم يقمع‬
‫المعجل زكاة ول يضر تلف المعجل قيل ل يلزم من أهليممة الوجمموب‬
‫الثابتة بالسلم والحرية الوجوب المراد فالتعبير بالهلية ليس بجيممد‬
‫ا ه وليس في محلممه‪ ،‬لن الفممرض فممي تعجيممل جممائز >ص‪<356 :‬‬
‫وهو يستلزم أن المراد بأهلية الوجوب هنا دوام شروطه ومنها عدم‬
‫ردة متصلة بالموت إلى آخر الحول نعم يشترط مع بقاء ذلممك أن ل‬
‫يتغير الممواجب وإل كممان عجممل بنممت مخمماض عممن خمممس وعشممرين‬
‫فتوالدت وبلغت ستا وثلثين قبل الحول لم تجزئ تلممك وإن صممارت‬
‫بنت لبون بل يستردها ويعيدها أو يعطي غيرها‪ .‬قيممل ول تممرد هممذه‬
‫على المتن‪ ،‬لنه ل يلممزم مممن وجممود الشممرط وجممود المشممروط ا ه‬
‫وأحسن منه حمل المتن على ما إذا لم يتغير الواجب‪ ،‬لنممه الغممالب‬
‫وهذه تغير فيها فلممم تممرد لممذلك )وكممون القممابض فممي آخممر الحممول(‬
‫المراد به هنا وفيما مر وقت الوجموب >ص‪ <357 :‬الشمامل لنحمو‬
‫بدو الصلح وأثره‪ ،‬لن الحول أغلب مممن غيممره )مسممتحقا( فلممو زال‬
‫استحقاقه كأن كان المال أو الخذ آخر الحول بغير بلممده أو مممات أو‬
‫ارتد حينئذ لمم يجممزئ المعجممل لخروجمه عممن الهليمة عنممد الوجمموب‬
‫)وقيل إن خرج( القابض )عن الستحقاق في أثناء الحول( بنحو ردة‬
‫وعاد في آخره )لم يجزه( أي المعجل المالك كما لممو لممم يكممن عنممد‬
‫الخذ مستحقا ثم استحق آخره‪ .‬والصح الجزاء اكتفاء بالهلية فيما‬
‫ذكر وفارقت تلك بأنه ل تعممدي هنمما حممال الخممذ بخلفممه ثممم وقضممية‬
‫المتن وغيره اشتراط تحقق أهليته عند الوجوب فلو شك في حيمماته‬
‫أو احتياجه حينئذ لم يجزئ واعتمده جمع متأخرون وفرضممه بعضممهم‬
‫فيما إذا علمت غيبته وقت الوجوب وشك في حيمماته ثممم حكممى فيممه‬
‫وجهين وأن الروياني رجح الجزاء وبه أفتى الحناطي ثم فممرع ذلممك‬
‫على الضعيف أنه يجوز النقل وفرضه المذكور غير صممحيح‪ ،‬لنممه إذا‬
‫بني على منع النقل ل يحتاج مع علم الغيبة حال الوجوب إلى الشك‬
‫في حياته بل وإن علممت ولن الممذي صممرح بمه غيمره أن المماوردي‬
‫والروياني إنما ذكرا الوجهين فيما إذا تحقق موت الخممذ وشممك فممي‬
‫تقدمه على الوجوب وبأن الحناطي إنممما فممرض إفتمماءه فممي الشممك‬
‫المجرد وحينئذ يندفع بناء ترجيح الروياني على تجويز النقل وإذا لممم‬
‫يؤثر الشك في صورته ففي صمورة الحنماطي أولمى وجممع بعضمهم‬
‫>ص‪ <358 :‬بين هذا وقول بعض شراح الوسيط إذا لم يكن الخذ‬
‫ببلد المال عند الوجوب لم يجزئ لمنممع النقممل بحمممل عممدم الجممزاء‬
‫على من علم عدم استحقاقه بغيبته عن بلد المممال وقممت الوجمموب‪.‬‬
‫وزعم أن حضوره ببلممد المممال وقممت القبممض منممزل منزلممة حضمموره‬
‫وقت الوجوب بعيد كما هو ظاهر وبحمممل الجممزاء علممى غيبتممه عممن‬
‫محل الصرف وجهل حاله من الفقممر والحضممور وضممدهما والحاصممل‬
‫أن المعتمد الموافق للمنقول أنه ل بد من تحقق قيام مانع بممه عنممد‬
‫الوجوب وأنه ل أثر للشك‪ ،‬لن الصل عممدم المممانع وفيممما إذا مممات‬
‫المدفوع له مثل يلزم المالك الدفع ثانيا للمستحقين لخروج القابض‬
‫عن الهلية حالة الوجوب )ول يضر غناه بالزكاة( المعجلة لنحو كثرة‬
‫أو توالد ولو بها مع غيرها‪ ،‬لن القصد بالممدفع إليممه إغنمماؤه أممما غنمماه‬
‫بغيرها وحده فيضر وقيده الذرعي كالسبكي بما إذا بقيت أو تلفممت‬
‫ولممم يممؤد تغريمممه إلممى فقممره وإل لممم يسممترد منممه لئل يعممود لحالممة‬
‫يستحقها ونظر فيه الغزي بأنه دين في ذمتممه وليممس بزكمماة فيؤخممذ‬
‫منه وإن أنفقه ولو استغنى بزكاة أخرى معجلة أو غير معجلممة يضممر‬
‫كما اعتمده الذرعي وصورتها أن تتلف المعجلة ثم تحصل لممه زكمماة‬
‫يسد منها بدل المعجلة ثم يبقى منها ما يغنيه أو تبقى ويكممون حالممة‬
‫قبضهما محتاجا لهما ثم يتغير حاله عند الحول فصار يكفيه أحممدهما‬
‫وهما بيده ورجح السبكي فيما لممو اتفممق حممول معجلممتين أن الثانيممة‬
‫أولمممى بالسمممترجاع ولمممو كمممانت إحمممداهما واجبمممة >ص‪<359 :‬‬
‫فالمسترجع المعجلة‪ ،‬لن الواجبة ل يضر عروض المانع بعد قبضها‬
‫)وإذا لممم يقممع المعجممل زكمماة اسممترد إن كممان شممرط السممترداد إن‬
‫عرض مانع( كما إذا عجل أجرة دار ثم انهدمت في المدة أممما قبممل‬
‫المانع فل يسترد مطلقا كمتبرع بتعجيل دين مؤجل وأما لممو شممرطه‬
‫من غير مانع فل يسممترد >ص‪ <360 :‬بممل نظممر شممارح فممي صممحة‬
‫القبض مع هذا الشرط )والصح أنممه لممو قممال هممذه زكمماتي المعجلممة‬
‫فقط( أي ولم يزد على ذلك )استرد(‪ ،‬لنه عين الجهممة فممإذا بطلممت‬
‫رجع كالجرة فيما ذكر وكون الغالب عممدم السممترداد ل يممؤثر إل لممو‬
‫لم يصرح بأنه زكاة معجلة أما معه فكأنه أناط هذا التممبرع بالتعجيممل‬
‫بوصف كونه زكاة فإذا انتفى الوصف انتفى التبرع وبهذا فارق قوله‬
‫هذه عن مالي الغائب فبان تالفا يقع صدقة‪ ،‬لنممه لممم يممذكر مشممعرا‬
‫باسترداد‪ ،‬وعلم القابض بالتعجيل كماف فممي الرجمموع وإن لممم يممذكر‬
‫كما أفاده قوله )و( الصح )أنه إن لم يتعممرض للتعجيممل ولممم يعلمممه‬
‫القابض لم يسترد( الدافع لتفريطه بعدم العلم عند الخذ ول فممرق‬
‫فيما ذكر بين المام والمالك ول أثر للعلم بالتعجيل بعد القبض على‬
‫أحد احتمالين الوجه خلفه إن كان قبل تصرفه فيه‬
‫)تنبيه( هل يجري هذا التفصيل في غير الزكاة مممما هممو نظيرهمما‬
‫بأن كان له سببان فعجل عن أحدهما كأن ذبممح متمتممع عقممب فممراغ‬
‫عمرته ثم دفعه للمستحقين فبان أنممه ممممن ل يلزمممه دم فيقممال إن‬
‫شرط أو قال دمي المعجل أو علم القابض بالتعجيل رجع وإل فل أو‬
‫يختص هذا بالزكاة ويفرق بأنها في أصلها مواساة فرفممق بمخرجهمما‬
‫معجل لها بتوسيع طرق الرجوع له بخلف نحو الممدم والكفممارة فممإنه‬
‫في أصله بدل جناية فضيق عليه بعدم رجمموعه فممي تعجيلممه مطلقمما‬
‫كل محتمل وفرضهم ذلك فممي الزكمماة ولممم يتعرضمموا لغيرهمما يميممل‬
‫للثاني والمدرك يميل للول فتأمله‪) .‬و( الصح )أنهما لو اختلفا فممي‬
‫مثبت السترداد( وهو ذكر التعجيل أو علم القابض به على ما فيهما‬
‫مممن خلف أو شممرط السممترداد ول خلف فيممه كممما اقتضمماه صممنيع‬
‫المتممن وكممأن الشممارح أشممار لممذلك بقمموله >ص‪ <361 :‬وشممرط‬
‫السترداد على مقابل الصح أي فعلى الصح من باب أولممى )صممدق‬
‫القابض( ووارثه ل الدافع خلفا لما وقع فممي المجممموع بممل عممد مممن‬
‫سبق القلم )بيمينه(‪ ،‬لن الصل عدمه ولتفاقهم على ملك القممابض‬
‫والصل استمراره وفيما لو اختلفا في علم القابض يحلف على نفي‬
‫علمه بالتعجيل‪) .‬ومتى ثبت( السممترداد )والمعجممل( بمماق تعيممن رده‬
‫بعينه كما لو فسخ البيع والثمن باق بعينه ول يجاب من هو بيده إلى‬
‫إبداله ولو بأعلى منه أو )تممالف وجممب ضمممانه( بالمثممل فممي المثلممي‬
‫والقيمة في المتقوم‪ ،‬لنه قبضه لغرض نفسه ول يجب هنمما المثلممي‬
‫الصوري مطلقا علممى الصممح وقممولهم ملممك المعجممل ملممك القممرض‬
‫معناه أنه مشممابه لممه فممي كممونه ملكممه بل بممدل أو ل )والصممح( فممي‬
‫المتقوم )اعتبار قيمته يوم القبض(‪ ،‬لن ما زاد عليهمما يممومئذ حصممل‬
‫في ملك القابض فلم يضمنه )و( الصح )أنه( أي المالك )لو وجممده(‬
‫أي المسترد )ناقصا( نقص صفة كمرض وسقوط يد )فل أرش( لممه‪،‬‬
‫لنه حدث في ملك القممابض كممأب رجممع فممي هبتممه فممرأى الموهمموب‬
‫ناقصا أما نقص جزء متميز كتلف أحممد شمماتين فيضمممن بممدله قطعمما‬
‫)و( الصح )أنه ل يسممترد زيممادة منفصمملة( كولممد وكسممب ولبممن ولممو‬
‫بضممرع >ص‪ <362 :‬وصمموف وإن لممم يجممز لحصممولها فممي ملكممه‬
‫والرجوع إنما يرفع العقد من حينه ومممن ثممم لممو بممان غيممر مسممتحق‬
‫كقن رجع عليه بها وبأرش النقص مطلقا لتبين عممدم ملكممه ولفسمماد‬
‫قبضه وإن صار عند الحول مستحقا وكممذا يضممنهما لمو وجمد سمبب‬
‫الرجوع قبلهما أو معهما أما المتصلة كالسمن فتتبع الصل ثممم ختممم‬
‫الباب بمسممائل تتعلممق بممه دون خصمموص التعجيممل غيممر مممترجم لهمما‬
‫بفصل وإن كان في أصله اختصارا أو اتكال على وضوح المراد على‬
‫أن الحممق أن لهمما تعلقمما واضممحا بالتعجيممل إذ التممأخير ضممده‪ ،‬وذكممر‬
‫الضدين في سياق واحد مع تقديم ما هو المقصود منهما غير معيب‬
‫بل حسن لما فيه من رعاية التضاد الذي هو من أظهر أنممواع البممديع‬
‫وأما مسائل التعلق فلها مناسبة بالتعجيل أيضا إشارة إلى أنهم وإن‬
‫كانوا شركاء له قطع تعلقهم بالدفع لهم ولو قبل الوجوب ومن غيممر‬
‫المال‪ ،‬لنهمما غيممر شممركة حقيقيممة فتممأمله يظهممر لممك حسممن صممنيعه‬
‫وينممدفع ممما اعترضممه بممه السممنوي وغيممره )وتممأخير( المالممك إخممراج‬
‫)الزكاة بعممد التمكممن( بممما مممر >ص‪) <363 :‬يمموجب الضمممان( أي‬
‫إخراج قدر الزكمماة لمسممتحقيه )وإن تلممف المممال( لتقصمميره بحبممس‬
‫الحق عن مستحقيه واختلفوا هل التمكن شممرط للوجمموب كالصمموم‬
‫والصلة والحج والصح أنه شممرط للضمممان ل للوجمموب إذ لممو تممأخر‬
‫المكان مدة فابتداء الحول الثاني من تمام الول ل من المكان أي‬
‫بالنسبة لما لم يملكه المستحقون أخذا من قولهم في مسألة الممدار‬
‫السابقة إذا أوجمرت أربممع سممنين بمممائة وقمد أدى مممن غيرهمما فمأول‬
‫الحول الثاني في ربع المائة بكماله من حين أداء الزكاة ل مممن أول‬
‫السنة‪ ،‬لنه باق على ملكهم إلى حين الداء ثم رأيت السممنوي قممال‬
‫هنا إذا قلنا الفقراء شركاء المالك فقياسه أن يكون أول الثاني مممن‬
‫الدفع إذا كان نصابا فقط وهو صريح فيما ذكرته ولو حدث نتاج بعممد‬
‫الحول وقبل المكان ضم للصل في الثاني دون الول ويفممرق بيممن‬
‫ما هنا ونحو الصلة بممأن هنمما حكميممن متمممايزين الضمممان والوجمموب‬
‫وكل يترتب عليه أحكام تخصه وأما ثم فليس إل الوجوب والقول به‬
‫مع عدم التمكن متعذر >ص‪ <364 :‬فتعين أنه شرط للوجوب قبل‬
‫قوله وإن كان غير جيد لقتضائه اشتراك ممما قبلهمما وممما بعممدها فممي‬
‫الحكم وأن ما قبلها أولى به وليس كذلك إذ التلف هو محل الضمان‬
‫وأما قبله فالواجب الداء ويدخل مع ذلك في ضمانه حتى يغممرم لممو‬
‫تلف المال ا ه ويرد بما قررته أن معناه وتأخير إخراجها بعد التمكن‬
‫يوجب الخراج وإن تلف المال وهذا صحيح ل غبار عليه‪ ،‬لن ما قبل‬
‫التلف وممما بعممده مشممتركان فممي وجمموب الخممراج وهممو قبلممه أولممى‬
‫بالوجوب منه بعده‪ ،‬لنه يتوهم أنه إذا تلف سقط فإذا لم يسقط مع‬
‫التلف فأولى مع البقاء )ولو تلف( المممال )قبممل التمكممن( بل تفريممط‬
‫سواء أكان تلفممه بعممد الحممول أم قبلممه ولهممذا أطلممق هنمما وقيممد فممي‬
‫التلف ببعممد الحممول )فل( يلزمممه الخممراج لعممدم تقصمميره مممع أن‬
‫التمكن شرط في الضمان )ولو تلف بعضه( أي النصاب بعد الحممول‬
‫وكأنه استغنى عن ذكره هنا بذكره فيما بعد وقبل التمكن بل تفريط‬
‫)فالظهر أنه يغرم قسط ما بقي( فإذا تلف واحد من خمسة أبعممرة‬
‫وجب أربعة أخماس شاة أما لو تلف زائدا عليممه كأربعممة مممن تسممعة‬
‫ففيه خلف والصح أنه تجب شاة أيضا بناء على أنه شرط للضمممان‬
‫وأن الوقص عفو على أن المتن قد يصدق بهذه‪ ،‬لن الشمماة قسممط‬
‫الخمسة الباقية بمعنى أنها واجبها )وإن أتلفه( أي المالممك ولممو نحممو‬
‫صبي ومجنون كما هو ظاهر أو قصر في دفع متلف عنه كأن وضعه‬
‫في غير حرزه )بعد الحول وقبل التمكن لم تسممقط الزكمماة( لتعممديه‬
‫ولو أتلفه أجنبي يضمن لزمه بممدل قممدر الزكمماة مممن قيمممة المتقمموم‬
‫ومثممل المثلممي >ص‪ <365 :‬للمسممتحقين بنمماء علممى الصممح أنهممم‬
‫شركاء في العين ويأتي ذلك فممي زكمماة الفطممر فتسممتقر فممي ذمتممه‬
‫بإتلفه المال قبل التمكن وبعده وكذا بتلفه بعد التمكن ل قبلممه كممما‬
‫في المجموع )وهممي تتعلممق بالمممال( الممذي تجممب فممي عينممه )تعلممق‬
‫شركة( بقدرها‪ ،‬لنها تجمب بصمفة الممال جمودة ورداءة وتؤخمذ ممن‬
‫عينه قهرا عند المتناع كما يقسم المال المشترك قهرا عند المتناع‬
‫مممن القسمممة وإنممما جمماز الخممراج مممن غيممره علممى خلف قاعممدة‬
‫المشتركات رفقا بالمالك وتوسعة عليه لكونها وجبت مواساة فعلى‬
‫هذا إن كان الواجب من غير الجنممس كشمماة فممي خمممس إبممل ملممك‬
‫المستحقون منها بقدر قيمة الشاة وإن كان من الجنس كشمماة مممن‬
‫أربعين فهل الواجب شائع أي ربممع عشممر كممل أم شمماة منهمما مبهمممة‬
‫وجهان الصح الول وعلى الثمماني تفريممع وإشممكال ليممس هممذا محممل‬
‫بسطه‪ .‬وانتصار بعضهم له وأنه مقتضى كلمهما مممردود وإن أطممال‬
‫وتبجح بأنه لم ير من جل غبممار المسممألة وأنهمما انجلممت باعتممماده لممه‬
‫كيف وهو أعني الثاني ل يتعقل إل في شياه مثل استوت قيمها كلها‬
‫وهذا نادر جدا فليت شعري ما الذي يقمموله معتمممده فممي غيممر ذلممك‬
‫الذي هو العم الغلب فإن قال بعينها مراعيا القيمة قلنا يلزم عممدم‬
‫انبهامها‪ ،‬لن المساوية لذلك قد تكون واحدة منهمما فقممط بممل قممد ل‬
‫تؤخذ منها ثم رأيت جمعا قممالوا يلممزم قممائله بطلن الممبيع فممي الكممل‬
‫لنبهام الباطل من كل وجممه وسممتعلم تصممريحهم بصممحته فيممما عممدا‬
‫قدرها وزعم أن البائع قادر على تمييزها فممإنه مفمموض إليممه ل يمنممع‬
‫الجهل بالمبيع عند البيع الذي هو منشأ البطلن في الكل وأن ثبمموت‬
‫الشركة بمبهمة تتعين بتعيينه أو بالساعي أقممرب إلممى عممدم الضممرر‬
‫بالشيوع وسوء المشاركة ممنوع لو لممم يممترتب عليممه ذلممك الفسمماد‬
‫فكيممف وقممد علمممت ترتبممه عليمه >ص‪ <366 :‬نعمم إن قلنمما إن لمه‬
‫تعيين واحدة قبل البيع لم يرد ذلك إل أن هذا ل يأتي إل عند تساوي‬
‫الكل فيعود الفساد السابق‪ .‬وعلى الول للمالممك تعييممن واحممدة مممع‬
‫نية إخراجها منها أو مممن غيرهمما قطعمما رفقمما بممه ولن الشممركة غيممر‬
‫حقيقية لكنها مع ذلك المغلب فيها جانب التوثق قال السنوي وهممما‬
‫مخصوصان بالماشية أما نحو النقود والحبوب فواجبهما شمائع اتفاقما‬
‫على ما صرح به جمع لكن ظاهر كلم المجموع ونقلممه ابممن الرفعممة‬
‫عن الجمهور أنه ل فرق ومر أنها تتعلممق بالممدين تعلممق شممركة أيضمما‬
‫)وفي قول تعلق رهن( أي المغلب ذلك وهذا هو مرادهم علممى كممل‬
‫قول فل يشكل تفريعهم على بعضها ما قد يخممالف قضمميته كقممولهم‬
‫على الول يجوز ضمانها بالذن مع اختصاص الضمممان بالممدين اللزم‬
‫فلم يقطعوا النظر عن الذمممة‪ .‬وسمميأتي فممي الحوالممة جممواز إحالممة‬
‫المالك للساعي بها وعكسه بممما فيممه وجمموزوا الخممراج مممن أوسممط‬
‫أنواع الحب أو التمر كما مر للمشقة ولو كانت حقيقية لوجبوها من‬
‫كل نوع وللوارث الخراج من غير التركة المتعلق بعينها زكاة وعلمى‬
‫الرهن فيكون الواجب في ذمة المالك والنصاب مرهون به‪ ،‬لنه لممو‬
‫امتنممع مممن الداء ولممم يوجممد الممواجب فممي ممماله بمماع المممام بعضممه‬
‫واشترى به واجبه كما يباع المرهون في الدين )وفي قممول بالذمممة(‬
‫ول تعلق لها بالعين كالفطرة وفي قول تتعلممق بممالعين تعلممق الرش‬
‫برقبممة الجمماني‪ ،‬لنهمما تسممقط بهلك النصمماب أي قبممل التمكممن كممما‬
‫يسقط الرش بموت العبد‪) .‬فلو باعه( أي الجميع الممذي تعلقممت بممه‬
‫)قبل إخراجها فممالظهر( بنمماء علممى الصممح أن تعلقهمما تعلممق شممركة‬
‫)بطلنه في قدرها(‪ ،‬لن بيع ملك الغيمر مممن غيممر مسمموغ لمه باطممل‬
‫فيرده المشممتري علممى البممائع‪ ،‬لن لمه >ص‪ <367 :‬وليممة إخراجممه‬
‫ولن له الخراج من غيره وبحث أنه بممرده ينقطممع تسمملط السمماعي‬
‫على ما بقي بيد المشتري ويؤيده ممما مممر أن الشممركة غيممر حقيقيممة‬
‫فنزل قبض البائع لقدرها منزلة اختيمماره الخممراج منممه أو مممن غيممره‬
‫وعند اختياره ذلك ليس للساعي معارضته فيه قيممل وبممذلك البحممث‬
‫يتأيد أنه ل مطالبة على المشتري بعد إفممرازه قممدرها وأن ممما بحثممه‬
‫السبكي محله إذا باع قبل الفراز وفيه نظر لما تقرر أن الذي قطع‬
‫تسلط الساعي إنما هو قبض من له ولية الخممراج لقممدرها المنممزل‬
‫منزلة ما ذكر ومجرد إفممراز المشممتري ليممس كممذلك فممالوجه أنممه ل‬
‫ينقطع بمه تسملط السماعي‪.‬وذلمك أعنمي مما بحثمه السمبكي همو مما‬
‫ملخصه آجر أرضا للزرع وأخذ أجرتها من حبه قبل إخراج زكاته فهو‬
‫كما لو ابتاعه فللفقراء مطممالبته إذ للسمماعي أخممذها مممن المشممتري‬
‫على كل قول ويرجع بما أخممذ منممه علممى الممزارع إن أيسممر وطريممق‬
‫براءته أي المؤجر من قدر الزكمماة الممذي قبضممه أن يسممتأذن الممزارع‬
‫فممي إخراجهمما أو يعلممم المممام أو السمماعي ليأخممذها منممه فممإن تعممذر‬
‫فينبغي إيصالها للمستحقين ولممم أر مممن ذكممره وينبغممي إشماعته ثممم‬
‫يتردد النظر في أنه يؤخذ عشر ما قبضه فقط أو عشر جميع الزرع‬
‫إذا تعممذر الوصممول للبمماقي مممن المالممك ا ه‪ .‬وقمموله إن أيسممر قيممد‬
‫للمطالبة ل لصل الرجوع وقوله فينبغممي إيصممالها للمسممتحقين فيممه‬
‫نظر لما تقرر أن ولية الخراج إنما هي لمالك الحب وهو الممزارع ل‬
‫غير فالوجه حفظهمما إلممى تيسممر الممزارع أو السمماعي ومنممه القاضممي‬
‫بشرطه السابق والذي يتجه مما تردد فيه الول لما يصممرح بممه كلم‬
‫المتن وغيره أن الذي يبطل فيه البيع هممو قممدرها مممن المممبيع سممواء‬
‫أكان كل المال الزكوي أم بعضه وإذا تقرر في بيع بعض النصاب أن‬
‫الذي يبطل فيه إنما هو قدرها من المبيع ل من كل النصاب تعين ما‬
‫ذكرته من ترجيح الول ثم قدرها الذي فممات علممى المشممتري يرجممع‬
‫على البائع بحصته من الثمن إن قبضه كممما أن المممؤجر يرجممع علممى‬
‫الزارع بمثل قدر الزكاة مما قبضممه ويظهممر أن البممائع أو الممزارع لممو‬
‫مات وقلنما للجنمبي أداء الزكماة عنممه أن للمشمتري والمممؤجر حينئذ‬
‫إخراج قدرها من ماله وحينئذ يطمالبه الورثمة بقمدرها ممن الممبيع أو‬
‫الجرة‪ ،‬لنه على ملممك مممورثهم والزكمماة قممد سممقطت عنممه‪ .‬وأخممذ‬
‫بعضهم مما مر أن ما تحقق وجوب زكاته ولم تخرج وقممد بقممي بيممد‬
‫المالك قدرها منه يحممل أكلممه وشممراؤه سممواء أبقمماه بنيتهمما أم ل ا ه‬
‫وفيه نظر >ص‪) <368 :‬وصحته في الباقي( فيتخيممر المشممتري إن‬
‫جهل بناء على قولي تفريق الصفقة ومممن ثممم اشممترط العلممم بقممدر‬
‫الممواجب وإل فقضممية كلم الرافعممي البطلن فممي الكممل وبممه يعلممم‬
‫البطلن في الكل في نحمو خمسمة أبعمرة فيهما شماة لمما ممر أنهمم‬
‫شركاء بقدر قيمتها وذلك ل تمكن معرفته حتى يختممص البطلن بممما‬
‫عداه‪ ،‬لن التقويم تخمين وظاهر المتن أن هذا يتفرع على الوجهين‬
‫السابقين الشاعة والبهام لكن بحث السممبكي أنمما إن قلنمما الممواجب‬
‫مشاع صح في غير قدر الزكاة كما لو باع عبممدا لممه نصممفه أو مبهممم‬
‫بطل في الكممل كممما مممر‪ ،‬لن المملمموك غيممر معيممن ونممازعه الغممزي‬
‫وبحث البطلن في الكل حتى على الشاعة‪ ،‬لنه يلزم منه تشقيص‬
‫الشاة على الفقير وهو ممتنع‪ .‬ويجاب بأن هذا اللممزوم مغتفممر‪ ،‬لنممه‬
‫قضية القول بتعلق العين الذي فيه غايممة الرفممق بالمسممتحقين فلممم‬
‫يبال لجل ذلك بهذا وقد اغتفروا التجزيء والقيمة في مسممائل مممن‬
‫الزكاة على خلف الصل للضرورة فكذا هنا أما لو باع البعممض فممإن‬
‫لم يبق قدرها فكبيع الكل >ص‪ <369 :‬وإن أبقمماه فعلممى الشممركة‬
‫في صممحة الممبيع وجهممان أقيسممهما وأصممحهما خلفمما لمممن نممازع فيممه‬
‫البطلن أي في قدرها‪ ،‬لن حقهم شمائع فمأي قمدر بماعه كمان حقمه‬
‫وحقهم نعم إن قال بعتك هذا إل قدرها صح فيما عداها أي قطعا ثم‬
‫الوجه اشتراط معرفة المتبايعين لقدرها من نحو عشر أو نصممفه أو‬
‫ربعه‬
‫)تنبيه( ل يتوهم على تعلق الشركة تعدي التعلق لنحو لبن ونتاج‬
‫حدث بعد الوجوب وقبل الخراج لما مر أنها غيممر حقيقيممة ومممن ثممم‬
‫اقتضى كلم التتمة التفاق على ذلك واعتمدوه بل كاد بعضهم ينقل‬
‫فيممه الجممماع هممذا كلممه فممي زكمماة العيممان إل الثمممر بعممد الخممرص‬
‫والتضمين لما مممر مممن صممحة تصممرف المالممك فيممه حينئذ أممما زكمماة‬
‫التجارة فيصح بيع الكممل ولممو بعممد الوجمموب لكممن بغيممر محابمماة‪ ،‬لن‬
‫متعلق هذه الزكاة القيمممة وهممي ل تفمموت بممالبيع وكممذا لممو وهممب أو‬
‫أعتق قنها وهو غير موسممر >ص‪ <370 :‬فممإن بمماعه بمحابمماة بطممل‬
‫البيع فيما قيمته قدر الزكاة مممن المحابمماة وإن أفممرز قممدرها وأفممتى‬
‫الجلل البلقيني وغيره بأنه ل يكلف عنممد تمممام الحممول بيممع عممروض‬
‫التجارة بدون قيمتها أي بما ل يتغابن به كما هو ظاهر ليخرجها عنها‬
‫لما فيه من الحيف عليه بل له التأخير إلى أن تساوي قيمتهمما فيممبيع‬
‫ويخرج منها حينئذ قال الجرجاني وغيره ولكل من الشريكين إخراج‬
‫زكاة المشترك بغير إذن الخر وقضيته بل صممريحه أن نيممة أحممدهما‬
‫تغني عن نية الخر ول ينافيه قول الرافعممي كممل حممق يحتمماج لنيممة ل‬
‫ينوب فيه أحد إل بإذن‪ ،‬لن محله فممي غيممر الخليطيممن لذن الشممرع‬
‫فيه والقول بتخصيصه بالخراج من المشممترك مممردود بممأنه مخممالف‬
‫لظمماهر كلمهممم والخممبر‪ ،‬لن الخلطممة تجعممل ماليهممما كمممال واحممد‬
‫وقضية قولهم لذن الشرع فيممه أنممه يرجممع علممى شممريكه ومممر فممي‬
‫الخلطة وزكاة النبات ما له تعلق بذلك‬

‫كتاب الصيام‬
‫هو لغة المساك وشرعا المساك التي بشروطه التية وأركممانه‬
‫النية والمساك عما يأتي زاد جمع صائم والصممائم وهممو مبنممي علممى‬
‫عد المصلي والمتوضئ مثل ركنا ويحتمل عدم البناء والفرق كما مر‬
‫وفممرض رمضممان فممي شممعبان ثمماني سممني الهجممرة وينقممص ويكمممل‬
‫وثوابهممما واحممد كممما ل يخفممى ومحلممه كممما هممو ظمماهر فممي الفضممل‬
‫المترتب على رمضان من غير نظر ليامه أما ممما يممترتب علممى يمموم‬
‫الثلثين من ثواب واجبه ومندوبه عنممد سممحوره وفطممره فهممو زيممادة‬
‫يفوق بها الناقص وكان حكمة }أنه صلى الله عليه وسلم لم يكمممل‬
‫له رمضان إل سنة واحدة والبقية ناقصممة{ زيممادة تطميممن نفوسممهم‬
‫على مسمماواة النمماقص للكامممل >ص‪ <371 :‬فيممما قممدمناه )يجممب‬
‫صوم رمضان( إجماعا وهو معلوم من الدين بالضرورة من الرمممض‬
‫وهو شدة الحر‪ ،‬لن وضع اسمه على مسماه وافق ذلممك وكممذا فممي‬
‫بقية الشهور كذا قممالوه وهممو إنممما يممأتي علممى الضممعيف أن اللغممات‬
‫اصطلحية‪ .‬أما على أنها توقيفية أي أن الواضع لهمما هممو اللممه تعممالى‬
‫وعلمها جميعا لدم عند قول الملئكة ل علم لنا فل يممأتي ذلممك وهممو‬
‫أفضل الشهر حتى من عشر الحجة للخبر الصممحيح }رمضممان سمميد‬
‫الشهور{ وبحث أبي زرعممة تفضمميل يمموم عيممد الفطممر إذا كممان يمموم‬
‫جمعة على أيام رمضان التي ليست يوم جمعة فيه نظر وإن أطيممل‬
‫في الستدلل لمه وتفضميل بعمض أصممحابنا يمموم الجمعمة علمى يمموم‬
‫عرفة الذي ليس يوم الجمعة شمماذ وإن وافممق مممذهب أحمممد رضممي‬
‫الله عنه فل دليل فيه نعم يوم عرفة أفضل أيام السنة كما صممرحوا‬
‫به فبفرض شموله ليام رمضان كما هو الظاهر يجمماب بممأن سمميدية‬
‫رمضان مخصوصة بغير يوم عرفة لما صممح فيممه مممما يقتضممي ذلممك‬
‫وبفرض عدم شموله يجاب بممأن سمميدية رمضممان مممن حيمث الشممهر‬
‫وسيدية يوم عرفة من حيث اليام فل تنافي بينهممما‪ .‬وإنممما لممم نقممل‬
‫بذلك فيما ذكر من يومي العيد والجمعة‪ ،‬لنه لم يصممح فيهممما نظيممر‬
‫ما صح في يوم عرفة حتى يخرجا من ذلك العموم ويأتي في صمموم‬
‫التطوع في عشر الحجة وعشر رمضان الخيممر ممما لممه تعلممق بممذلك‬
‫وأفهم المتن أنه ل يكره قول رمضان بممدون " شممهر " مطلقمما وهممو‬
‫كذلك للخبار الكثيرة فيه واستند من كرهه لما ليس بمستند >ص‪:‬‬
‫‪ <372‬وهو الخبر الضعيف }أنه من أسممماء اللممه تعممالى{ )بإكمممال‬
‫شعبان ثلثين( يوما وهو واضح قال الدارمي ومن رأى هلل شممعبان‬
‫ولم يثبت ثبت رمضان باسممتكماله ثلثيممن مممن رؤيتممه لكممن بالنسممبة‬
‫لنفسه فقط )أو رؤية الهلل( بعد الغروب ل بواسطة نحو مرآة كما‬
‫هو ظاهر ليلة الثلثين منه بخلف ما إذا لم ير وإن أطبق الغيم لخبر‬
‫البخاري الذي ل يقبل تأويل ول مطعن في سنده يعتد به خلفا لمممن‬
‫زعمهما }صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيتممه فمإن غمم عليكمم فمأكملوا‬
‫عدة شعبان ثلثين{‪ .‬ومن ثم لم تجز مراعاة خلف موجبه وكهممذين‬
‫الخبر المتواتر برؤيته ولو من كفمار لفمادته العلمم الضمروري وظمن‬
‫دخوله بالجتهاد كما يأتي أو بالمارة الظاهرة الدالة الممتي ل تتخلممف‬
‫عادة >ص‪ <373 :‬كرؤية القناديل المعلقة بالمنائر‪ ،‬ومخالفة جمممع‬
‫في هذه غير صحيحة‪ ،‬لنها أقوى من الجتهاد المصرح فيممه بوجمموب‬
‫العمل به ل قول منجممم وهمو ممن يعتممد النجممم وحاسمب وهممو مممن‬
‫يعتمد منازل القمر وتقدير سيره ول يجوز لحد تقليممدهما نعممم لهممما‬
‫العمممل بعلمهممما ولكممن ل يجزئهممما عممن رمضممان كممما صممححه فممي‬
‫المجموع وإن أطال جمع في رده ول برؤية النممبي صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم >ص‪ <374 :‬في النوم قممائل غممدا مممن رمضممان لبعممد ضممبط‬
‫الرائي ل للشك في الرؤية‪ .‬وفيه وجه بممالوجوب ككممل ممما يممأمر بممه‬
‫ولم يخالف ما استقر في شرعه لكنه شاذ فقد حكى عياض وغيممره‬
‫الجماع على الول ول برؤية الهلل في رمضان وغيره قبل الغروب‬
‫سواء ما قبل الزوال وممما بعممده بالنسممبة للماضممي والمسممتقبل وإن‬
‫حصل غيم وكان مرتفعا قدرا لوله لرئي قطعا خلفا للسممنوي‪ ،‬لن‬
‫الشارع إنما أناط الحكم بالرؤية بعد الغروب ولممما يممأتي أن المممدار‬
‫عليها ل على الوجود )وثبوت رؤيته( >ص‪ <375 :‬في حق مممن لممم‬
‫يره تحصل بحكم القاضي بها بعلمه على ما فيه من نقد ورد وتقييد‬
‫بينتها في شرح العباب وكذا بحكم محكم لكن بالنسممبة لمممن رضممي‬
‫بحكمه فقط على الوجه و )ب( شهادة )عدل( ولو مع إطبمماق غيممم‬
‫أي ل يحيل الرؤية عادة كما هو ظاهر بلفظ أشهد أني رأيممت الهلل‬
‫خلفا لمن نازع فيه أوانممه هممل أو نحوهممما بيممن يممدي قمماض وإن لممم‬
‫تتقدم دعوى‪ ،‬لنها شهادة حسبة ول بد من نحو قوله ثبت عنممدي أو‬
‫حكمت بشهادته >ص‪ <376 :‬لكن ليس المراد هنا حقيقة الحكممم‪،‬‬
‫لنه إنما يكون على معين مقصود ومن ثم لو ترتب عليه حق آدمممي‬
‫ادعاه كان حكما حقيقيا ل بلفظ إن غدا أو الليلة مممن رمضممان لكممن‬
‫أطلق غير واحممد قبمموله وعلممى الول ل يقبممل وإن علممم أنممه ل يممرى‬
‫الوجوب إل بالرؤية أو كان موافقمما لمممذهب الحمماكم علممى المعتمممد‪،‬‬
‫لنه ل يخلو عن إيهام ولفساد الصيغة بعممدم التعممرض للرؤيممة وذلممك‬
‫للخبر الصحيح }أن ابممن عمممر رضممي اللممه عنهممما رآه فممأخبر النممبي‬
‫صلى الله عليه وسلم به فصام وأمر النمماس بصمميامه{‪ .‬وصممح أيضمما‬
‫}أن أعرابيا شهد به عند النبي صلى اللممه عليممه وسمملم مممرة أخممرى‬
‫فقال يمما بلل أذن فممي النمماس فليصمموموا{ ول يجمموز لمممن لممم يممره‬
‫الشهادة برؤيته أو بما يفيدها ككونه هل وإن استفاض عنده ذلك بل‬
‫وإن أخبره بها عدد التواتر وعلممم بمه ضممرورة >ص‪ ،<377 :‬لنمه ل‬
‫يكفممي قمموله أشممهد أن غممدا مممن رمضممان كممما تقممرر بممل ل بممد مممن‬
‫التصريح بأنه رآه أو بما يتبادر منه ذلك وهذا لم يره ول ذكر ما يفيد‬
‫أنه رآه والذي يتجه أن الشاهد ل يكلف ذكممر صممفة الهلل ول محلممه‬
‫نعم إن ذكر محله مثل وبأن الليلة الثانيممة بخلفممه فممإن أمكممن عممادة‬
‫النتقال لم يؤثر وإل علم كذبه فيجب قضاء بدل ما أفطروه برؤيته‪.‬‬
‫ولو تعارضا في محله مثل عمل باتفاقهما على أصل الرؤية كممما لممو‬
‫شهدت بينة بكفر ميت وأخرى بإسلمه فإنهما ل يتعارضان بالنسممبة‬
‫لنحو الصلة عليه نظرا لحق الله تعالى )وفمي قمول( ل يثبممت إل إن‬
‫شهد بها )عدلن( وانتصر له جماعة وأطممالوا بممما رددتممه فممي شممرح‬
‫الرشاد ورجوع الشافعي إليه إنما هو قبل أن يثبت عنده الخبر فلما‬
‫ثبت قدم عمل بوصيته بذلك علممى أنممه علممق القممول بممه علممى ثبمموته‬
‫ومحل ثبوته بعممدل إنممما هممو فممي الصمموم وتمموابعه كالتراويممح >ص‪:‬‬
‫‪ <378‬والعتكمماف دون نحممو طلق وأجممل علممق بممه نعممم إن تعلممق‬
‫بالرائي عومل به وكذا إن تأخر التعليق عن ثبوته بعدل قيل صممواب‬
‫العبممارة وتثبممت كممما بأصممله ول يممأتي بالمبتممدأ المشممعر بالحصممر ا ه‬
‫ويجاب بأن الحصر هنا المعلوم مما هو مقرر في شرح الرشاد أول‬
‫الطهممارة ل محممذور فيممه‪ ،‬لن ذكممره ليممس إل لكممونه محممل الخلف‬
‫>ص‪ <379 :‬مع علم ما سممواه منممه مممن بمماب أولممى ويتجممه ثبمموته‬
‫بالعدل ولو في أثنائه وإن قيل في كلم الزركشي ما يخالفه وعلممى‬
‫الول فمممن فمموائده وجمموب قضمماء اليمموم الول الممذي بممان أنممه مممن‬
‫رمضان )وشرط الواحد صفة العدول( في الشممهادة )فممي الصممح ل‬
‫عبد وامرأة(‪ ،‬لنه من باب الشهادة ل الرواية نعم يكتفى بالمسممتور‬
‫كما صححه في المجموع ول ينافيه كونه شهادة ل رواية خلفا لمممن‬
‫زعمه‪ ،‬لنهم سامحوا في ذلك كما سامحوا في العدد احتياطمما وهممو‬
‫من ظاهره التقوى ولم يعدل عند قاض وتقبل شهادة عممدلين علممى‬
‫شهادته ول أثر لتردد يبقى بعد الحكممم بشممهادته للسممتناد إلممى ظممن‬
‫معتمد نعم إن علم قادحا عمل به باطنا ل ظمماهرا لتعرضممه للعقوبممة‬
‫ويلزم الفاسق ومن ل يقبمل العممل برؤيمة نفسمه وكمذا ممن اعتقمد‬
‫صدقه في إخباره برؤية نفسه أو بثبوته في بلد متحد مطلعه سممواء‬
‫أول رمضان وآخره على المعتمممد والمعتمممد أيضمما أن لممه بممل عليممه‬
‫اعتماد العلمات بدخول شوال إذا حصمل لمه اعتقماد جمازم بصمدقها‬
‫كما بينته في شرح الرشاد الكبير قيل قوله صفة العدول بعد قمموله‬
‫بعدل فيه ركة فإن العدل من فيه صفة العممدول وزعمممه أن المممرأة‬
‫والعبممد غيممر عممدلين ممنمموع ا ه وليممس فممي محلممه فممإن العممدل لممه‬
‫إطلقان عدل رواية وعدل شهادة وعدل الشهادة له إطلقان عممدل‬
‫في كل شهادة وعدل بالنسبة لبعض الشهادات دون بعممض كممالمرأة‬
‫ولما كان قوله بعدل محتمل لكل منهما عقبه بممما يممبين المممراد منممه‬
‫وهو عدالة الشهادة بالنسبة لكل شهادة ونفي عدالممة الشممهادة عممن‬
‫العبد واضح وعن المرأة باعتبار ما تقرر أنها ل تعطى حكممم العممدول‬
‫في كل شهادة فاتضح أنه ل غبار على عبارته )وإذا صمنا بعدل( ولو‬
‫مستور العدالة )ولم نر الهلل بعد ثلثين( يوما )أفطرنا( وجوبا )في‬
‫الصممح وإن كمانت السممماء مصممحية( ل كمممال العممدد كممما لممو صمممنا‬
‫بعدلين والشيء قد يثبت ضمنا بطريممق ل يثبممت >ص‪ <380 :‬فيهمما‬
‫مقصودا كالنسممب والرث ل يثبتممان بالنسمماء ويثبتممان ضمممنا للممولدة‬
‫الثابتة بهن ول يقبل رجوع العدل بعد الشروع في الصوم كما رجحه‬
‫الذرعي‪ ،‬لن الشروع فيه كالحكم ومنممه يؤخممذ أن العممدلين ل يقبممل‬
‫رجوعهما حينئذ أيضا وقد يؤخذ من قمموله بعممدل وممما ألحممق بممه مممن‬
‫المستور أنه لو صام بقول من اعتقد صدقه ل يفطر بعممد ثلثيممن ول‬
‫رؤية وهو متجه‪ ،‬لنا إنما صومناه احتياطا فل نفطممره احتياطمما أيضمما‬
‫وفارق العدل بأنه حجة شرعية فلممزم العممل بآثارهمما بخلف اعتقمماد‬
‫الصدق )وإذا رئي ببلد لزم حكمه البلد القريب( قطعمما‪ ،‬لنهممما كبلممد‬
‫واحد‬
‫)تنبيه( قضية قوله لزم إلخ أنه بمجرد رؤيته ببلممد يلممزم كممل بلممد‬
‫قريبة منه الصوم أو الفطر لكن من الواضح أنه إذا لم يثبممت بالبلممد‬
‫الذي أشيعت رؤيته فيها ل يثبت فممي القريبممة منممه إل بالنسممبة لمممن‬
‫صدق المخبر وأنه إن ثبممت فيهمما ثبممت فممي القريبممة لكممن ل بممد مممن‬
‫طريق يعلم بها أهل القريبة ذلك فإن كان ثبت بنحو حكم فل بد من‬
‫اثنين يشهدان عند حاكم القريبة بممالحكم ول يكفممي واحممد وإن كممان‬
‫المحكوم به يكفي فيه الواحد‪ ،‬لن المقصود إثباته الحكم بالصوم ل‬
‫الصوم أو بنحو استفاضة فل بد من اثنين أيضمما >ص‪ <381 :‬لممذلك‬
‫فإن لم يكن بالبلد من يسمع الشهادة أو امتنع لممم يثبممت عنممدهم إل‬
‫بالنسبة لمن صدق المخبر بأن أهل تلك البلد ثبت عندهم ذلك فعلم‬
‫أنه لو وجممدت شممروط الشممهادة علممى الشممهادة فشممهد اثنممان علممى‬
‫شهادة الرائي ولو واحدا كفى إن كان ثم من يسمعها وإل فكما مر‪.‬‬
‫ثم رأيت في المجموع وغيره تكفممي الشممهادة هنمما مممن اثنيممن علممى‬
‫شهادة واحد ا ه وهو يؤيد ما ذكرته آخممرا )دون البعيممد فممي الصممح(‬
‫لخبر مسلم }عن كريب استهل علي رمضممان وأنمما بالشممام فرأيممت‬
‫الهلل ليلة الجمعة فرآه الناس فصام معاوية ثم قدمت المدينة في‬
‫آخر الشهر فأخبرت ابن عباس بذلك فقال لكنا رأينماه ليلمة السمبت‬
‫فل نزال نصوم حتى نكمممل ثلثيممن فقلممت أل تكتفممي برؤيممة معاويممة‬
‫فقممال ل هكممذا أمرنمما رسممول اللممه صمملى اللممه عليممه وسمملم{ قممال‬
‫الترمذي والعمل عليه عند أكثر أهل العلم )والبعيد مسافة القصر(‪،‬‬
‫لن الشرع أناط بها كثيرا من الحكام واعتبممار المطممالع يحمموج إلممى‬
‫وتحكيم المنجمين وقواعد الشممرع تأبمماه‪) .‬وقيممل بمماختلف المطممالع‬
‫قلت هذا أصح والله أعلم(‪ ،‬لن الهلل ل تعلممق لممه بمسممافة القصممر‬
‫ولن المناظر تختلف بماختلف المطمالع والعمروض فكمان اعتبمارهم‬
‫أولى وتحكيم المنجمين إنما يضر في الصول دون التوابممع كممما هنمما‬
‫والمراد باختلفها أن يتباعد المحلن بحيث لو رئي فممي أحممدهما لممم‬
‫يممر فممي الخممر غالبمما >ص‪ <382 :‬قمماله فممي النمموار‪ .‬وقممال التمماج‬
‫التبريزي وتبعمموه ل يمكممن اختلفهمما فممي أقممل مممن أربعممة وعشممرين‬
‫فرسخا وكان مستنده الستقراء وبه إن صممح ينممدفع قممول الرافعممي‬
‫عن المممام يتصممور اختلفهمما فممي دون مسممافة القصممر والشمك فممي‬
‫اختلفها كتحققه‪ ،‬لن الصل عدم الوجوب ومحله إن لممم يبممن آخممرا‬
‫اتفاقها وإل وجب القضمماء كممما قمماله الذرعممي ونبممه السممبكي وتبعممه‬
‫السنوي وغيره على أنه يلزم من الرؤية في البلممد الشممرقي رؤيتممه‬
‫في البلد الغربي من غير عكس إذ الليل يممدخل فممي البلد الشممرقية‬
‫قبل وعلممى ذلممك حمممل حممديث كريممب فممإن الشممام غربيممة بالنسممبة‬
‫للمدينة وقضيته أنه متى رئي في شممرقي لممزم كممل غربممي بالنسممبة‬
‫إليه العمل بتلك الرؤية وإن اختلفت المطممالع وفيممه منافمماة الظمماهر‬
‫كلمهم ويوجه كلمهم بممأن اللزم إنممما هممو الوجممود ل الرؤيممة إذ قممد‬
‫يمنع منهما مممانع والممدار عليهمما ل علمى الوجمود ووقمع تممردد لهمؤلء‬
‫وغيرهم فيما لو دل الحساب على كذب الشاهد بالرؤية والذي يتجه‬
‫منممه أن الحسمماب إن اتفممق أهلممه علممى أن مقممدماته قطعيممة وكممان‬
‫المخبرون منهم بذلك عدد التواتر ردت الشهادة وإل فل وهذا أولممى‬
‫من إطلق السبكي إلغاء الشممهادة إذا دل الحسمماب القطعممي علممى‬
‫استحالة الرؤية >ص‪ <383 :‬وإطلق غيره قبولها وأطممال كممل لممما‬
‫قاله بما في بعضه نظر للمتأمل‬
‫)تنبيه( أثبت مخممالف الهلل مممع اختلف المطممالع لزمنمما العمممل‬
‫بمقتضى إثباته‪ ،‬لنه صار من رمضان حتى علمى قواعمدنا أخممذا ممن‬
‫قول المجموع محل الخلف في قبول الواحد ما لم يحكممم بشممهادة‬
‫الواحد حاكم يراه وإل وجب الصوم ولم ينقض الحكم إجماعمما ومممن‬
‫مقتضى إثباته أنه يجب قضاء ما أفطرناه عمل بمطلعنا وأن القضاء‬
‫فوري بناء على ما قاله المتولي وأقره المصنف والسنوي وغيرهما‬
‫أنه إذا ثبت أثناء يوم الشك أي ثلثي شعبان وإن لم يتحممدث برؤيتممه‬
‫أنه من رمضان لزمه قضاؤه فورا كما يأتي )وإذا لم نوجب( الصمموم‬
‫)على( أهل )البلد الخر( لختلف مطالعهما )فسممافر إليممه مممن بلممد‬
‫الرؤية( إنسمان )فالصمح أنمه يموافقهم فمي الصموم آخمرا( وإن أتمم‬
‫ثلثين‪ ،‬لنه بالنتقال إليهم صار مثلهم وانتصر الذرعي للمقابل بممأن‬
‫تكليفه صوم أحد وثلثين بل توقيف ل معنى له وبأن ما روي أن ابن‬
‫عباس أمر كريبا بذلك لم يصح وبتسممليمه فلعلممه إنممما أمممره بممه لئل‬
‫يساء به الظن ا ه وما قاله في الثاني سهل وأممما الول فليممس كمما‬
‫قال‪ ،‬لنه إذا تقرر اعتبار المطالع كان له معنممى أي معنممى كممما هممو‬
‫ظاهر وأفهم قوله آخرا أنه لو وصل تلك البلد فممي يممومه لممم يفطممر‬
‫وهو وجيه >ص‪ <384 :‬كما قدمته بما فيه قبيل قول المتن ويبادر‬
‫بالفائت أما إذا أوجبناه لتفاق مطالعهما فيلزم أهل المحل المنتقممل‬
‫إليه الفطر ويقضون يوما إذا ثبت ذلك عندهم وإل لزمه الفطر كممما‬
‫لو رأى هلل شوال وحده )ومن سافر من البلد الخر( الذي لممم يممر‬
‫فيه )إلى بلد الرؤية عيد( أي أفطممر )معهممم( وإن كممان لممم يصممم إل‬
‫ثمانية وعشرين يوما لما مر أنه صار مثلهم )وقضممى يوممما( إذا عيممد‬
‫معهم في التاسع والعشرين من صممومه كممما بأصممله‪ ،‬لن الشممهر ل‬
‫يكون ثمانية وعشرين بخلف ما إذا عيد معهم يمموم الثلثيممن فممإنه ل‬
‫قضمماء‪ ،‬لنممه يكممون تسممعة وعشممرين )ومممن أصممبح معيممدا فسممارت‬
‫سفينته إلى بلدة بعيدة( عن بلده بممأن تخالفهمما فممي المطلممع )أهلهمما‬
‫صيام( وصورتها لتغاير مسألة الصح الولى أنه ثم وصل إليهم قبممل‬
‫أن يعيد وهنا بعد أن عيد ويدل لذلك >ص‪ <385 :‬أنه عبر ثم بصام‬
‫وهنا بأمسك ووقع لبعضهم تصويره بغير ذلك مما فيه نظر )فالصح‬
‫أنه يمسك بقية اليوم( لما تقرر أنه صار مثلهم>ص‪<386 :‬‬

‫)فصل( في النية وتوابعها‪) .‬النية شرط للصوم( أي‪ :‬ل بممد منهمما‬
‫لصحته كممما بأصممله‪ ،‬إذ هممي ركممن داخلممة فممي ممماهيته لممما مممر فممي‬
‫الوضوء وغيره ومحلها القلب ول تكفي باللسممان وحممده ول يشممترط‬
‫التلفظ بها قطعا فيهما كذا قاله شارح وينافيه ممما حكمماه غيممره مممن‬
‫موجب التلفظ بالنية بطرده في كممل عبممادة وجبممت لهمما نيممة ويصممح‬
‫تعقيبها بإن شاء اللممه إن قصممد التممبرك ل التعليممق ول إن أطلممق ول‬
‫يجزئ عنها التسحر وإن قصد بممه التقمموي علممى الصمموم ول المتنمماع‬
‫من تناول مفطر خوف الفجر ما لم يخطممر ببمماله الصمموم بالصممفات‬
‫التي يجب التعرض لها في النية‪ ،‬لن ذلك يستلزم قصده غالبمما كممما‬
‫هو ظاهر وبه يندفع ما للذرعي هنا‪) .‬ويشممترط لفرضممه( كرمضممان‬
‫>ص‪ <387 :‬أداء وقضاء وكفارة ومنذور وصوم استسقاء أمممر بممه‬
‫المام )التبييت( أي‪ :‬إيقاع النية ليل أي‪ :‬فيممما بيممن غممروب الشمممس‬
‫وطلوع الفجر ولو في صوم المميز وإن كان نفل‪ ،‬لنه علممى صممورة‬
‫الفرض كصلته المكتوبة وذلك للخبر الصحيح }من لم يبيت الصيام‬
‫قبممل الفجممر فل صمميام لممه{ والصممل فممي النفممي حملممه علممى نفممي‬
‫الحقيقة ل الكمال إل لدليل‪ ،‬ويشترط التبييت لكل يوم‪ ،‬لنممه عبممادة‬
‫مستقلة واختلفوا في أخذ هذا من قوله التي صوم غد والحق أنه ل‬
‫يؤخذ منه خلفا للسبكي ومممن تبعممه‪ ،‬لن ذاك فممي الكمممال والقممائل‬
‫بالكتفاء بها في ليلة عن بقية الشممهر عنممده أن الكمممال ذلممك وهممذا‬
‫أولى من توجيه السنوي لعدم الخممذ بممأنه إنممما ذكممره فممي رمضممان‬
‫خاصة ومن ثم رد بعدم الفرق بين رمضممان وغيممره‪ .‬ولممو شممك هممل‬
‫وقعت نيته قبل الفجر أو بعممده لممم يصممح >ص‪ <388 :‬لن الصممل‬
‫عدم وقوعهمما ليل‪ ،‬إذ الصممل فممي كممل حممادث تقممديره بممأقرب زمممن‬
‫بخلف ما لو نوى ثم شك هل طلع الفجممر أو ل ؟‪ ،‬لن الصممل عممدم‬
‫طلوعه للصل المذكور أيضا‪ ،‬ولو شممك نهممارا فممي النيممة أو التممبييت‬
‫فإن ذكر بعد مضي أكثره صح كما في المجموع قال الذرعي وكممذا‬
‫لو تذكر بعممد الغممروب فيممما يظهممر ا ه فقممول النموار إن تمذكر قبممل‬
‫أكثره صح وإل فل ضممعيف )والصممحيح أنممه ل يشممترط( لصممحة النيممة‬
‫)النصف الخر من الليل( أي‪ :‬وقوعها فيه لطلق التبييت في الخبر‬
‫الشممامل لجميممع أجممزاء الليممل‪) .‬و( الصممحيح )أنممه ل يضممر الكممل‬
‫والجماع( وكممل مفطممر >ص‪ <389 :‬إل الممردة‪ ،‬لنهمما تزيممل التأهممل‬
‫للعبادة بكل وجه )بعدها(‪ ،‬لنه تعالى أباح الكممل إلممى طلمموع الفجممر‬
‫)و( الصحيح )أنه ل يجب التجديد إذا نام ثم تنبه(‪ ،‬لن النوم ل ينافي‬
‫الصوم ولو استمر للفجر لم يضممر قطعمما نعممم لممو قطممع النيممة قبلممه‬
‫احتاج لتجديدها قطعا‪ ،‬لنه أتممى بمنافيهمما نفسممها بخلف نحممو الكممل‬
‫وإنما لم يؤثر قطعها نهارا على المعتمد‪ ،‬لنها وجدت في وقتها مممن‬
‫غير معارض فاستحال رفعها‪ ،‬ولن القصد المساك بالنية المتقدمممة‬
‫وقد وجد وبه فارق بطلن نحو الصمملة بنيممة قطعهمما‪) .‬ويصممح النفممل‬
‫بنيته قبل الزوال( للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليممه وسمملم دخممل‬
‫على عائشة رضي الله عنها يوما فقال هل عندكم من غممداء قممالت‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬فإني إذا أصوم{‪ ،‬والغداء بفتح الغين وبالمهملة والمد اسم‬
‫سم لما يؤكل قبل الزوال )وكذا بعده في قول( تسمموية بيممن أجممزاء‬
‫النهار ورد بخلو معظم العبادة عنها وتنعطممف النيممة علممى ممما مضممى‬
‫فيكممون صممائما مممن أول النهممار‪ ،‬لنممه ل يمكممن تبعيضممه )والصممحيح‬
‫اشتراط حصول شرط الصوم من أول النهار( بأن يخلو مممن الفجممر‬
‫عن كل مفطر وإل لم يحصل مقصود الصوم‪ ،‬والمقابل مبنممي علممى‬
‫الضعيف أن الصوم إنما يحصل من حين النية فيكون ما قبله بمثابممة‬
‫جزء من الليل فل يضر تعمماطي مفطممر فيممه‪ ،‬وأشممار المصممنف إلممى‬
‫فساده وأن رواية المتولي لممه عممن جمممع مممن الصممحابة رضممي اللممه‬
‫عنهم ليست بصحيحة ومممن ثممم رد عليممه غيممر واحممد بممأن ذلممك مممن‬
‫تفرده ويستثنى على الول ما لو أصممبح ولممم ينممو صمموما فتمضمممض‬
‫ولم يبالغ فسبق الماء إلى جوفه ثم نوى صوم تطوع >ص‪<390 :‬‬
‫صح سواء أقلنا يفطر بذلك أم ل‪) .‬ويجب التعيين في الفممرض( بممأن‬
‫ينوي كل ليلة أنه صائم غدا عممن رمضممان أو الكفممارة وإن لممم يممبين‬
‫سببها فإن عين وأخطأ لم يجزئ أو النمذر‪ ،‬لنمه عبممادة مضممافة إلمى‬
‫وقت فوجب التعيين كالمكتوبممة نعممم لممو تيقممن أن عليممه صمموم يمموم‬
‫وشك أهو قضاء أو نذر أو كفارة أجزأه نية الصوم الواجب وإن كممان‬
‫مممترددا للضممرورة ولممم يلزمممه الكممل كمممن شممك فممي واحممدة مممن‬
‫الخمس‪ ،‬لن الصل بقاء وجوب كل منها‪ ،‬وهنا الصل بممراءة الذمممة‬
‫ومن ثم لو كانت الثلثة عليه فممأدى اثنيممن وشممك فممي الثممالث لزمممه‬
‫الكل‪ ،‬أما النفل فيصح بنية مطلقة نعم بحث في المجموع اشممتراط‬
‫التعيين في الراتب كعرفة وما يتبعها مما يممأتي كرواتممب الصمملة فل‬
‫يحصل غيرها معها وإن نوى بل مقتضممى القيمماس أن نيتهممما مبطلممة‬
‫كما لو نوى الظهر وسنته أو سمنة الظهمر وسمنة العصمر وألحمق بمه‬
‫السنوي ما له سبب كصوم الستسقاء إذا لم يأمر به المام كصلته‬
‫وهما واضحان إن كان الصوم في كل ذلممك مقصممودا لممذاته‪ ،‬أممما إذا‬
‫كان المقصود وجود صوم فيها وهممو ممما اعتمممده غيممر واحممد فيكممون‬
‫التعيين شرطا للكمال وحصممول الثممواب عليهمما بخصوصممها ل لصممل‬
‫الصحة نظير ما مر في تحية المسممجد‪) .‬وكممماله( >ص‪ <391 :‬أي‬
‫التعيين وعبارة الروضة وكمال النيممة فممي رمضممان )أن ينمموي صمموم‬
‫غد( هذا واجب ل بد منه ويكفي عنممه عممموم يشممله كنيمة أول ليلمة‬
‫من رمضان صوم رمضان فيصح لليوم الول‪ ،‬وأما قول شارح يؤخذ‬
‫من قول الرافعي لفظ الغممد اشممتهر فممي تفسممير التعييممن وهممو فممي‬
‫الحقيقة ليس من حده وإنما وقممع مممن نظرهممم إلممى التممبييت أنممه ل‬
‫تجب نية الغد فإن أراد ما قلناه أي‪ :‬ل تجب نيته بخصوصه بل تكفي‬
‫عنه نية الشهر كله فصحيح‪ ،‬أو أنه ل يجب هممو ول ممما يقمموم مقممامه‬
‫فهو فاسد على أن أصل هذا الخذ مممن ذلممك ممنمموع فتممأمله‪) .‬عممن‬
‫أداء فرض رمضان( بالجر لضافة رمضان لما بعده )هذه السنة للممه‬
‫تعالى( لصحة نيته اتفاقا حينئذ ولتتميز عن أضدادها كالقضاء والنفل‬
‫ونحو النذر وسنة أخرى ولم يكف عنها الداء‪ ،‬لنه قد يراد به مطلق‬
‫الفعل واحتيج لضافة رمضان إلى ما بعممده‪ ،‬لن قطعممه عنهمما يصممير‬
‫هذه السنة محتمل لكونه ظرفمما لنممويت فل يبقممى لممه معنممى فتممأمله‬
‫فإنه مما يخفى‪) .‬وفي الداء والفرضممية والضممافة إلممى اللممه تعممالى‬
‫الخلف المذكور فممي الصمملة( لكممن الصممح فممي المجممموع نقل عممن‬
‫الكثرين أنه ل تجب نية الفرضية هنا‪ ،‬لن صوم رمضان من البالغ ل‬
‫يقع إل فرضا والظهر قممد تكممون معممادة ورده السممبكي بوجمموب نيممة‬
‫الفرضية فيها ويرد بأن وجوبها فيهمما علممى ممما مممر ليممس المممراد بممه‬
‫حقيقتها بل لتتم محاكاتها للولى كممما مممر وذلممك مفقممود هنمما >ص‪:‬‬
‫‪ <392‬وعلى ما في المجموع لو نوى ولم يتعرض للفرضية ثم بلممغ‬
‫قبل الفجر لم يلزمه التعرض لها والصحيح ل يشترط تعيين السممنة‪،‬‬
‫لن تعيين اليوم وهو الغد يغني عنه واعترضه السنوي بأن التعممرض‬
‫للغد يفيد ما يصومه وللسنة يفيد ما يصوم عنممه‪ ،‬إذ مممن نمموى صمموم‬
‫الغد من هذه السنة عن فرض رمضان يصممح أن يقممال لممه‪ :‬صمميامك‬
‫هذا اليوم عن فرض هذه السنة أو عن فممرض سممنة أخممرى‪ ،‬ويجمماب‬
‫بأنه يلزمه ذلك في الداء أيضا وبأن المتبادر مممن ذلممك وقمموعه عممن‬
‫هذه السنة ل غير فاكتفوا بهذا المتبممادر الظمماهر جممدا كممما ل يخفممى‬
‫ونظيره نية فرض الظهر المتبادر منها الداء فلممم يوجبمموه وإن صممح‬
‫أن يقال له نيتك الفرض هل هي عن أداء أو قضاء فإن قلت‪ :‬سممبق‬
‫أن القرائن الخارجية ل تخصمص النيمة قلمت‪ :‬لمم يعممل هنما بقرينمة‬
‫خارجيممة بممل بالمتبممادر مممن المنمموي ل غيممر >ص‪ <393 :‬وبحممث‬
‫الذرعي أنه لممو كممان عليممه مثممل الداء كقضمماء رمضممان قبلممه لزمممه‬
‫التعرض للداء وتعيين السنة وهو مبني على الضعيف الممذي اختمماره‬
‫في نظيره من الصمملة أنممه تجممب نيممة الداء حينئذ‪) .‬ولممو نمموى ليلممة‬
‫الثلثين من شعبان صوم غممد( نفل إن كممان منممه وإل فمممن رمضممان‬
‫صح له نفل‪ ،‬لن الصل بقاؤه ما لم يبن من رمضان فل يصح أصممل‪،‬‬
‫لن رمضان ل يقبل غيره أو صمموم غممد )عممن رمضممان إن كممان منممه‬
‫فكان منه لم يقع عنه( وإن زاد بعده وإل فأنمما متطمموع أو حممذف إن‬
‫وما بعدها لعدم الجزم بالنية‪ ،‬إذ الصل بقاء شعبان وجزمه بممه عممن‬
‫غير أصل حديث نفس ل عبرة به )إل إذا( قامت عنده قرينممة تغلممب‬
‫على ظنه كونه منه كما مر في نحو إيقاد القناديل ول يضر كما قاله‬
‫بعضهم إزالتها بعد النيمة لشماعة أن الهلل لمم يمر إذا بمان بعمد أنمه‬
‫رئي‪ ،‬لن العبرة بظن كونه منه عند النية وقد وجممد‪ .‬وكممأن )اعتقممد(‬
‫أي‪ :‬ظن )كونه منه بقول من يثق به مممن عبممد أو امممرأة( ولممو كممان‬
‫أحدهما غير رشيد قال الذرعي وإعادة السنوي رشداء إلممى هممذين‬
‫غلط )أو صبيان رشداء( >ص‪ <394 :‬أي‪ :‬لم يجرب عليهم الكذب‬
‫أو صممبي مميممز كممذلك كممما فممي المجممموع فممي موضممعين واعتمممده‬
‫السممبكي وغيممره وقممول السممنوي المعتمممد اشممتراط الجمممع‪ ،‬لن‬
‫الجمهور عليه رده الذرعي بأن الجمهور على خلفه ويؤيده ما يأتي‬
‫أنه يقبل قوله في نحو إيصال هدية ولو أمممة ويحممل المموطء اعتمممادا‬
‫على قوله‪ ،‬لنه يفيد الظن وهو هنا كاف كهو في أوقممات العبممادات‪.‬‬
‫ومع ظن ذلك ل بد أن ل يممأتي بممما يشممعر بممالتردد وإل كأصمموم عممن‬
‫رمضان فإن لم يكن منه فتطوع لم يصح وإن بان منه على ممما فممي‬
‫الروضممة لكممن الممذي رجحممه السممبكي والسممنوي ممما اقتضمماه كلم‬
‫المجموع في موضع من الصحة‪ ،‬لن التردد حاصل فممي القلممب وإن‬
‫لم يذكر ذلك وقصده للصوم إنما هو بتقدير كونه منممه فهممو كممالتردد‬
‫بعد حكم الحاكم والذي يتجه أنه ل نزاع في المعنى وأنممه مممتى زال‬
‫بذكر ذلك ظنه لم يصح والصممح وعليممه يحمممل الكلمممان‪ ،‬ول ينممافي‬
‫هذا ما يأتي أن بكلم عدد من هؤلء يتحقق يوم الشك الممذي يحممرم‬
‫صومه‪ ،‬لن الكلم هنا في صحة النيممة اعتممادا علمى خممبرهم ثمم إن‬
‫بان قبل الفجر أنه من رمضان لم يحتج لعادتها وإل كان يمموم شممك‬
‫فل يجوز له صومه >ص‪ <395 :‬وعليه فظاهر أن قوله قبل الفجر‬
‫تصوير وأن معنى ما أفاده المتن من وقوعه عنه إجزاء نيته لممو بممان‬
‫منه ولو بعد الفجر وإن حكمنا بأنه يوم شك إنما هو باعتبار الظمماهر‬
‫فإذا بان خلفه مع وقوع النية صممحيحة وجممب وقمموعه عممن رمضممان‬
‫وفارق هذا ما مر من وجوب الصوم على معتقد صممدق مخممبره‪ ،‬لن‬
‫ذاك في العتقاد الجازم وهذا في الظن كما تقرر وشتان ما بينهممما‬
‫)ولو نوى ليلة الثلثين من رمضان صمموم غممد إن كممان مممن رمضممان‬
‫أجزأه إن كان منه(‪ ،‬لن الصل بقاؤه وحممذف مممن أصممله أنممه ل أثممر‬
‫لتردد يبقى بعد حكم الحاكم ولممو بعممدل‪ ،‬لنممه واضممح‪) .‬ولممو اشممتبه(‬
‫رمضان علممى نحممو أسممير أو محبمموس )صممام شممهرا بالجتهمماد( كممما‬
‫يجتهد للصلة في نحو القبلة والوقت فلو صام بل اجتهاد لممم يجممزئه‬
‫وإن بان رمضان لتردده ولو تحير لم يلزمه شيء لعدم تيقن دخممول‬
‫الوقت وبه فارق ممما مممر فممي القبلممة >ص‪ <396 :‬ولممو لممم يعممرف‬
‫الليل من النهار لزمممه التحممري والصمموم ول قضمماء إذا لمم يتمبين لمه‬
‫شيء )فإن( بان له الحال وأنه وافق رمضان أجممزأه ووقممع أداء وإن‬
‫كان نوى به القضاء أو )وافق ما بعد رمضان أجزأه( وغايته أنه أوقع‬
‫القضاء بنية الداء لعذر وذلك جائز كعكسه )وهو قضاء على الصممح(‬
‫لوقوعه بعد الوقت أو وافمق رمضمان السمنة القابلمة وقمع عنمه وإن‬
‫نوى به القضاء ل عن الماضي أو أنه كان يصوم الليل لزمه القضمماء‬
‫قطعا‪) .‬فلو نقص( الشهر الذي صامه بالجتهاد )وكان رمضممان تاممما‬
‫لزمه يوم آخر( بناء على أنه قضماء وفمي عكمس ذلمك يفطمر اليموم‬
‫الخير إذا عرف الحال بناء على ذلك أيضا ولو وافممق صممومه شمموال‬
‫حسب له تسعة وعشرون إن كمل وإل فثمانية وعشرون أو الحجممة‬
‫>ص‪ <397 :‬حسممب لممه سممتة وعشممرون إن كمممل وإل فخمسممة‬
‫وعشرون )ولو غلط بالتقديم وأدرك رمضان لزمممه صممومه( لتمكنممه‬
‫منه في وقته )وإل( يدركه بأن لم يظهر لممه وقتممه )فالجديممد وجمموب‬
‫القضاء(‪ ،‬لنه أتى بالعبادة قبل الوقت فلم تجممزئه كالصمملة ولممو لممم‬
‫يبن الحال فل شيء عليه‪) .‬ولو نوت الحائض صوم غد قبل انقطمماع‬
‫دمها ثم انقطع ليل صح إن تم لها في الليممل أكممثر الحيممض( لجزمهمما‬
‫بأن غدها كله طهر والتصوير بالنقطمماع للغممالب وإل فقممد علممم مممن‬
‫كلمه في الحيض أن الزائد على أكثره دم فساد ل يؤثر في الصوم‪.‬‬
‫)وكذا( إن تم لها )قممدر العممادة( الممتي لممم تختلممف وهممي دون أكممثره‬
‫فيصح صومها بتلك النية )في الصح(‪ ،‬لن الظمماهر اسممتمرار عادتهمما‬
‫فكانت نيتها مبنية على أصل صحيح بخلف ما إذا لم يتم لها ما ذكممر‬
‫أو اختلفممت عادتهمما لعممدم بنمماء نيتهمما علممى أصممل صممحيح والنفمماس‬
‫كالحيض‪.‬‬

‫)فصل( في بيان المفطرات‪) .‬شرط( صحة )الصوم( من حيممث‬


‫الفعل )المساك عن الجماع( إجماعمما فيفطممر بممه وإن لممم ينممزل إن‬
‫علممم وتعمممد واختممار >ص‪ <398 :‬ويشممترط هنمما كممونه واضممحا فل‬
‫يفطر به خنثى إل إن وجب عليممه الغسممل بممأن تيقممن كممونه واطئا أو‬
‫موطوءا فل أثر من حيث الجماع ليلج رجل في قبلممه بخلف دبممره‬
‫ول ليلج خنممثى فممي قبممل خنممثى أو دبممره أو فممي امممرأة أو رجممل‪،‬‬
‫والمراد بالشرط ما ل بممد منممه ل الصممطلحي وإل لممم يبممق للصمموم‬
‫حقيقة‪ ،‬إذ هي النية والمسمماك )والسممتقاءة( مممن مممن عامممد عممالم‬
‫مختار للخبر الصحيح }من ذرعممه القيممء فليممس عليممه قضمماء ومممن‬
‫استقاء فليقض{ وذرعه بالمعجمة غلبه أما ناس وجاهل عذر لقرب‬
‫إسلمه أو بعده عن عالمي ذلك ومكره فل يفطرون بذلك وكذا كممل‬
‫مفطر مما يأتي ومن السممتقاءة نزعممه لخيممط ابتلعممه ليل ومممر فممي‬
‫مبحث المستحاضة >ص‪ <399 :‬ما له تعلق به وبحث أنه ل يلحممق‬
‫به نزع قطنة من باطن إحليله أدخلها ليل )والصحيح أنه لو تيقن أنممه‬
‫لم يرجع شيء إلى جوفه( بأن تقيأ منكسا )بطل( صومه بنمماء علممى‬
‫الصح أن الستقاءة مفطرة لنفسها ل لرجمموع شمميء إلممى الجمموف‪.‬‬
‫)وإن غلبه القيء فل بأس( للخبر )وكذا( ل يفطر )لو اقتلممع نخامممة(‬
‫من الدماغ أو الباطن )ولفظها( أي‪ :‬رماها )في الصح(‪ ،‬لن الحاجة‬
‫لذلك تتكرر فرخص فيه لكن يسن قضاء يوم ككل ما في الفطر بممه‬
‫خلف يراعى كما هو ظاهر أما إذا لم يقتلعها بأن نزلت مممن محلهمما‬
‫من الباطن إليه أو قلعها بسعال أو غيره فلفظها فإنه ل يفطر قطعا‬
‫وأما لو ابتلعها مع قدرته على لفظها بعد وصولها لحد الظمماهر فممإنه‬
‫يفطر قطعا )فلو نزلت من دممماغه وحصمملت فممي حممد الظمماهر مممن‬
‫الفم( وهممو مخممرج الحمماء المهملممة فممما بعممده بمماطن >ص‪<400 :‬‬
‫)تنبيه( ذكر حد غير محتاج إليه في عبارته وإن أتممى بممه شمميخنا فممي‬
‫مختصرها بل هو موهم إل أن تجعل الضافة بيانية وإنما يحتمماج إليممه‬
‫مممن يريممد تحديممده‪ ،‬وذكممر الخلف فممي الحممد أهممو المعجمممة وعليممه‬
‫الرافعي وغيره أو المهملة وهو المعتمد كممما تقممرر فيممدخل كممل ممما‬
‫قبله‪ ،‬ومنه المعجمة )فليقطعها من مجراها وليمجها( إن أمكنه حتى‬
‫ل يصل منها شميء للبماطن )فمإن تركهما ممع القمدرة( علمى لفظهما‬
‫)فوصلت الجوف( يعني‪ :‬جاوزت الحد المذكور )أفطممر فممي الصممح(‬
‫لتقصيره بخلف ما إذا لم تصل للظاهر‪ ،‬وإن قدر على لفظهمما‪ ،‬وممما‬
‫إذا وصلت إليه وعجز عن ذلك‪) .‬و( المساك )عن وصول العين( أي‬
‫عين كانت‪ ،‬وإن كانت أقل ممما يممدرك مممن نحممو حجممر >ص‪<401 :‬‬
‫)إلى ممما يسمممى جوفمما(‪ ،‬لن فاعممل ذلممك ل يسمممى ممسممكا بخلف‬
‫وصممول الثممر كممالطعم وكالريممح بالشممم‪ ،‬ومثلممه وصممول دخممان نحممو‬
‫البخور إلى الجوف والقول بأن الدخان عين ليس المممراد بممه العيممن‬
‫هنا وبخلف الوصول لما ل يسمى جوفا كداخل مخ الساق‪ ،‬أو لحمه‬
‫بخلف جوف آخر‪ ،‬ولو بأمره لمن طعنممه فيممه ول يضممر سممكوته مممع‬
‫تمكنه من دفعه‪ ،‬إذ ل فعل له وإنما نزلوا تمكن المحمرم ممن المدفع‬
‫عن الشعر منزلة فعله‪ ،‬لنه في يده أمانة فلزمه الدفع عنهما بخلف‬
‫ما هنا‪ .‬نعم يشكل عليه ما يأتي في اليمان أنممه لممو حلممف ليأكممل ذا‬
‫الطعام غدا فأتلفه من قدر على انتزاعه منه وهممو سمماكت حنممث إل‬
‫أن يجاب بأن الملحظ ثم تفويت البر باختيمماره وسممكوته مممع قممدرته‬
‫يطلق عليه عرفا أنه فوته وهنا تعاطي مفطممر وهممو ل يصممدق عليممه‬
‫عرفا ول شرعا أنه تعاطاه وما فيما إذا جممرت النخامممة بنفسممها مممع‬
‫قدرته على مجها إل أن يجاب بأن ثم فاعل يحال عليممه الفعممل فلممم‬
‫ينسب للساكت شيء بخلف نزول النخامة وأيضا فمممن شممأن دفممع‬
‫الطاعن أن يترتب عليه هلك أو نحمموه فلممم يكلممف الممدفع وإن قممدر‬
‫بخلف ما عداه فينبغي أن تكون قدرته على دفعه كفعله كما يشممهد‬
‫له مسألة النخامة وتقييدهم عدم الفطر بفعممل الغيممر >ص‪<402 :‬‬
‫بالمكره وكالعين ريقه المتنجس بنحو دم لثتممه وإن صممفا‪ ،‬ولممم يبممق‬
‫فيه أثر مطلقا‪ ،‬لنممه لممما حممرم ابتلعممه لتنجسممه صممار بمنزلممة عيممن‬
‫أجنبية )وقيل يشترط مع هذا( المذكور من كممونه يسمممى جوفمما )أن‬
‫يكون فيه قوة تحيل الغذاء( بكسر غينه ثممم معجمممة )والممدواء(‪ ،‬لن‬
‫ما ل تحيلمه ل ينتفممع بممه البممدن فكممان الواصممل إليممه كالواصممل لغيممر‬
‫جوف‪ ،‬وردوه بأن الواصل للحلق مفطر مع أنه غير محيل فألحق به‬
‫كل جوف كذلك‪) .‬فعلى الوجهين بمماطن الممدماغ والبطممن والمعمماء(‬
‫وهي المصارين جمع معى بوزن رضا )والمثانة( بالمثلثة وهي مجمع‬
‫البول )مفطر بالسعاط أو الكل أو الحقنة( أي‪ :‬الحتقان لف ونشر‬
‫مرتب‪ ،‬إذ الحقنة وهممي أدويممة معروفممة تعالممج بهمما المثانممة أيضمما )أو‬
‫الوصول من جائفممة ومأمومممة ونحوهممما(‪ ،‬لنممه جمموف محيممل وكممان‬
‫التقييد بالبمماطن‪ ،‬لنممه الممذي يممأتي علممى المموجهين فانممدفع ممما قيممل‪.‬‬
‫قضيته أن وصممول عيممن لظمماهر الممدماغ أو المعمماء ل يفطممر وليممس‬
‫كذلك بل لو كان برأسه مأمومة فوضع عليهمما دواء فوصممل خريطممة‬
‫الممدماغ أفطممر وإن لممم يصممل بمماطن الخريطممة وبممه يعلممم أن بمماطن‬
‫الدماغ ليس بشرط بل ول الدماغ نفسه‪ ،‬لنه فممي بمماطن الخريطممة‬
‫وكذا لو كان ببطنه جائفة فوضع عليها دواء فوصل جوفه أفطر وإن‬
‫لم يصل باطن المعاء ا هم‪) .‬والتقطيممر فممي بمماطن الذن والحليممل(‬
‫>ص‪ <403 :‬وهممو مخممرج بممول ولبممن وإن لممم يجمماوز الحشممفة أو‬
‫الحلمة )مفطر في الصح( بناء علممى الصممح أن الجمموف ل يشممترط‬
‫كونه محيل‪ ،‬وكذا يفطر بإدخال أدنى جزء مممن أصممبعه فممي دبممره أو‬
‫قبلها بأن يجاوز ما يجب غسله فممي السممتنجاء نعممم قممال السممبكي‪:‬‬
‫قول القاضممي يفطممر بوصممول رأس أنملتممه إلممى مسممربته محلممه إن‬
‫وصل للمجوف منها دون أولها المنطبق‪ ،‬إذ ل يسمممى جوفمما وألحممق‬
‫به أول الحليل الذي يظهر عند تحريكه بل أولى‪ .‬قال ولممده‪ :‬وقممول‬
‫القاضي الحتياط أن يتغوط بالليل مراده أن إيقمماعه فيممه خيممر منممه‬
‫بالنهار لئل يصل شيء إلى جوف مسربته ل أنه يؤمر بتأخيره لليممل‪،‬‬
‫لن أحدا ل يؤمر بمضرة في بدنه‪) .‬وشرط الواصل كونه في منفذ(‬
‫بفتح أوله وثالثه )مفتوح فل يضر وصممول الممدهن بتشممرب المسممام(‬
‫جمع سم بتثليث أوله والفتح أفصح وهي ثقب لطيفممة جممدا ل تممدرك‬
‫كما لو طلى رأسه أو بطنه به‪ ،‬وإن وجد أثره بباطنه كما لو وجد أثر‬
‫ممما اغتسممل بممه )ول الكتحممال وإن وجممد( لممونه فممي نحممو نخممامته و‬
‫)طعمممه( أي‪ :‬الكحممل )بحلقممه(‪ ،‬إذ ل منفممذ مممن عينممه لحلقممه فهممو‬
‫كالواصل من المسام وروى البيهقي والحاكم }أنه صلى اللممه عليممه‬
‫وسلم كان يكتحل بالثمد وهو صائم{ لكن ضعفه في المجموع ومع‬
‫ذلك قال ل يكره وفيه نظر لقوة خلف مالك في الفطر به فممالوجه‬
‫قممول الحليممة أنممه خلف الولممى وقممد يحمممل عليممه كلم المجممموع‪.‬‬
‫)وكونه بقصد فلو وصل جوفه ذباب أو بعوضة( لم يفطر لكن كممثيرا‬
‫ما يسعى النسان في إخراج ذبابة وصلت لحممد البمماطن وهممو خطممأ‪،‬‬
‫لنه حينئذ قيء مفطر نعم إن خشي منها ضررا يبيح التيمم لم يبعد‬
‫جواز إخراجها‪ ،‬ووجوب القضاء )أو غبار الطريق وغربلة الدقيق لممم‬
‫يفطممر(‪ ،‬لن التحممرز عنممه مممن شممأنه أن يعسممر فخفممف فيممه كممدم‬
‫البراغيث‪ ،‬وقضيته أنه ل فرق بيممن غبممار الطريممق الطمماهر والنجممس‬
‫>ص‪ <404 :‬وفيه نظر‪ ،‬لن النجس ل يعسممر علممى الصممائم تجنبممه‬
‫ول بين قليله وكثيره وهو كممذلك‪ ،‬لن الغممرض أنممه لممم يتعمممده فممإن‬
‫تعمده بأن فتح فاه عمدا حتى دخل لم يفطر إن قل عرفمما‪ ،‬وقممولي‬
‫حتى دخل هو عبارة المجموع وقضيتها أنه ل فرق بين فتحه ليممدخل‬
‫أو ل‪ ،‬وبه صرح جمع متقدمون ومتأخرون فقالوا‪ :‬لو فتح فاه قصممدا‬
‫لذلك لم يفطر على الصح فما اقتضاه كلم الخادم من أنممه مفطممر‬
‫يحمل على الكثير ولو خرجت مقعدة مبسور لم يفطر بعودها‪ ،‬وكذا‬
‫إن أعادها كما قاله البغوي والخوارزمي واعتمده جمع متأخرون بممل‬
‫جزم به غير واحد منهم لضممطراره إليممه وليممس هممذا كالكممل جوعمما‬
‫الذي أخذ منه الذرعي قوله القرب إلى كلم النووي وغيره الفطممر‬
‫وإن اضطر إليه كالكل جوعا ا ه‪ .‬لظهور الفرق بينهممما بممأن الصمموم‬
‫شرع ليتحمل المكلف مشقة الجوع المؤدي إلى صفاء نفسه ففرط‬
‫جوع يضطر المكلف معه إلى الفطر مع أكلممه آخممر الليممل نممادر غيممر‬
‫دائم كالمرض فجاز به الفطر ولزمه القضاء‪ .‬وأممما خممروج المقعممدة‬
‫فهو من الداء العضال الذي إذا وقممع دام فاقتضممت الضممرورة العفممو‬
‫عنه وأنه ل فطر بما يممترتب عليممه ومممر فممي قلممع النخامممة أنممه إنممما‬
‫رخص فيه‪ ،‬لن الحاجة تتكرر إليه وهذه أولى بالحكم منها في ذلممك‬
‫فتأمله‪ ،‬وعلى المسامحة بها فهل يجب غسلها عما عليها من القذر‪،‬‬
‫لنه بخروجه معها صار أجنبيا فيضر عوده معها للبمماطن أو ل ؟ كممما‬
‫لو أخرج لسانه وعليه ريق التي بعلته الجارية هنا‪ ،‬لن ما عليهما لمم‬
‫يقارنه معدنه كل محمل والثاني أقرب والكلم كما هو ظمماهر حيممث‬
‫لم يضره غسلها >ص‪ <405 :‬وإل تعين الثمماني قيممل جمممع الممذباب‬
‫وأفرد البعوضة تأسيا بلفممظ القمرآن لممن يخلقموا ذبابما‪ ،‬بعوضمة فممما‬
‫فوقها ا هم ويرد بأن ذاك لحكمة ل تأتي هنما فمالولى أن يجمماب بمأن‬
‫الذبابة مشتركة بين ما ل يصح هنا بعضه كبقيممة الممدين ففيهمما إيهممام‬
‫بخلف الذباب فإنه المعروف أو النحل أو غيرهما مما يصح كله هنا‪.‬‬
‫)ول يفطر ببلع ريقه من معدنه( إجماعمما وهممو منبعممه تحممت اللسممان‬
‫)فلو( ابتلع ريق غيره أفطر جزممما وممما جمماء }أنممه صمملى اللممه عليممه‬
‫وسلم كممان يمممص لسممان عائشممة وهممو صممائم{ واقعممة حممال فعليممة‬
‫محتملة أنه يمصه ثم يمجه أو يمصه ول ريق به أو )خرج من الفممم(‬
‫ل علممى لسممانه ولممو إلممى ظهممر الشممفة )ثممم رده( بلسممانه أو غيممره‬
‫)وابتلعه أو بل خيطما( أو سمواكا )بريقمه( أو بمماء )فمرده إلمى فممه‬
‫وعليممه رطوبممة تنفصممل( وابتلعهمما )أو ابتلممع ريقممه مخلوطمما بغيممره(‬
‫الطاهر كصبغ خيط فتله بفممه )أو( ابتلعمه )متنجسما( >ص‪<406 :‬‬
‫بدم أو غيره وإن صممفا )أفطممر(‪ ،‬لنممه بانفصمماله واختلطممه وتنجسممه‬
‫صار كعين أجنبية ويظهر العفو عمن ابتلع بدم لثتممه بحيممث ل يمكنممه‬
‫الحتراز عنمه قياسما علمى مما ممر فمي مقعمدة المبسمور ثمم رأيمت‬
‫بعضهم بحثه واستدل له بأدلة رفع الحرج عن المة والقيمماس علممى‬
‫العفو عما مر في شروط الصلة ثم قال فمتى ابتلعه مع علمممه بممه‬
‫وليس له عنه بد فصومه صحيح أما لو أخممرج لسممانه وهممو عليممه ثممم‬
‫رده وابتلع ما عليممه فممإنه ل يفطممر خلفمما للشممرح الصممغير‪ ،‬لنممه لممم‬
‫ينفصل عن الفم‪ ،‬إذ اللسممان كممداخله )ولممو جمممع ريقممه فممابتلعه لممم‬
‫يفطر في الصح( كابتلعه متفرقا من معدنه أما لو اجتمممع بل فعممل‬
‫فل يضر قطعا‪) .‬ولو سبق ماء المضمضة أو الستنشاق إلى جمموفه(‬
‫الشامل لدماغه أو باطنه )فالمذهب أنه إن بالغ( مع تممذكره للصمموم‬
‫وعلمه بعدم مشروعية ذلك )أفطر(‪ ،‬لن الصائم منهي عن المبالغة‬
‫كما مر ويظهر ضبطها بأن يمل فمه أو أنفه ماء بحيمث يسممبق غالبمما‬
‫إلى الجوف ومثل ذلك سبق الماء فمي غسمل تمبرد أو تنظمف وكمذا‬
‫دخول جوف منغمس مممن نحممو فمممه أو أنفممه لكراهممة الغمممس فيممه‬
‫كالمبالغة ومحله إن لم يعتد أنه يسبقه وإل أثم وأفطممر قطعمما )وإل(‬
‫يبالغ >ص‪) <407 :‬فل( يفطر ممما لممم يممزد علممى المشممروع لعممذره‬
‫بخلف ما إذا سبقه من نحممو رابعممة وهممو ذاكممر للصمموم عممالم بعممدم‬
‫مشروعيتها للنهي عنهمما كالمبالغمة نعممم لمو تنجممس فمممه فبممالغ فممي‬
‫غسله فسبقه لجوفه لم يفطر لوجوب المبالغة عليه لينغسل كل ما‬
‫في حد الظاهر من الفم وينبغي أن النف كذلك‪) .‬ولممو بقممي طعممام‬
‫بين أسنانه فجرى به ريقه( بطبعه ل بفعله >ص‪) <408 :‬لم يفطر‬
‫إن عجز( نهارا وإن أمكنه ليل )عن تمييزه ومجه( لعممذره بخلف ممما‬
‫إذا لم يعجز وقيل إن تخلل لممم يفطممر وإل أفطممر ويؤخممذ منممه تأكممد‬
‫ندب التخلل بعد الكممل ليل خروجمما مممن هممذا الخلف وخممرج بجممري‬
‫ابتلعه قصدا فإنه مفطر جزما‪.‬‬
‫)ولو أوجر( طعاما أي‪ :‬أمسك فمه وصممب فيممه )مكرهمما لممم يفطممر(‬
‫لنتفاء فعله )فإن أكره( بما يحصل به الكراه على الطلق كممما هممو‬
‫ظاهر )حتى أكل( أو شرب )أفطممر فممي الظهممر(‪ ،‬لنممه يفعلممه دفعمما‬
‫لضرر نفسه كما لو أكل لدفع ضممرر الجمموع )قلممت الظهممر ل يفطممر‬
‫والله أعلم( لرفع القلم عنه كما في الخبر الصحيح فصممار فعلممه كل‬
‫فعل وحينئذ أشبه الناسي وبه فارق من أكل لممدفع الجمموع قيممل لممم‬
‫يصرح الرافعي في كتبممه بترجيممح الول وإنممما فهمممه المصممنف مممن‬
‫سياقه فأسنده إليه بحسب ما فهمممه وألحممق بعضممهم بممالمكره مممن‬
‫فاجأه قطاع فابتلع الذهب خوفمما عليممه والمذي يتجمه خلفمه وشممرط‬
‫عدم فطر المكممره أن ل يتنمماول ممما أكممره عليممه لشممهوة نفسممه بممل‬
‫لداعي الكراه ل غير أخذا مما يأتي فممي الطلق‪) .‬وإن أكممل ناسمميا‬
‫لم يفطر( للخبر الصممحيح }مممن نسممي وهممو صممائم فأكممل أو شممرب‬
‫فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسممقاه ول قضمماء عليممه ول كفممارة{‬
‫)إل أن يكثر في الصح( لندرة النسيان حينئذ ومن ثممم أبطممل الكلم‬
‫الكثير ناسيا الصلة وضبط في النوار الكثير بثلث لقممم وفيممه نظممر‬
‫فقد ضبطوا القليل ثممم بثلث كلمممات وأربممع )قلممت الصممح ل يفطممر‬
‫والله أعلم( لعموم الخبر وفارق المصلي بأن له حالة تممذكره فكممان‬
‫مقصرا بخلف الصائم وكالكل فيممما ذكممر كممل منمماف للصمموم فعلممه‬
‫ناسيا له ل يفطر إل الردة وإن أسمملم فممورا علممى المموجه وكالناسممي‬
‫جاهل بحرمة ما تعاطاه إن عذر بقرب إسلمه أو بعده عممن العلممماء‬
‫بذلك وليس من لزم ذلممك عممدم صممحة نيتممه للصمموم نظممرا إلممى أن‬
‫الجهممل بحرمممة الكممل يسممتلزم الجهممل بحقيقممة الصمموم وممما تجهممل‬
‫حقيقته ل تصح نيته‪ ،‬لن الكلم فيمن جهل حرمة شمميء خمماص مممن‬
‫المفطرات النادرة ومن علم تحريممم شمميء وجهممل كممونه مفطممرا ل‬
‫يعذر >ص‪ <409 :‬وإيهام الروضة وأصلها عذره غير مراد‪ ،‬لنه كان‬
‫من حقه إذا علم الحرمة أن يمتنع‪) .‬والجماع كالكل( فيممما مممر فيممه‬
‫من النسيان والكراه والجهل )على المممذهب( فيمأتي فيمه ممما تقممرر‬
‫من أنه ل يفطر به مكره بناء على الصح أنممه يتصممور الكممراه عليممه‬
‫ونمماس وإن طممال وجاهممل عممذر )و( شممرطه أيضمما المسمماك )عممن‬
‫الستمناء( وهو استخراج المنممي بغيممر جممماع حراممما كممان كممإخراجه‬
‫بيده أو مباحا كإخراجه بيد حليلته )فيفطر بممه( واضممح وكممذا مشممكل‬
‫خرج من فرجيه إن علم وتعمد واختار‪ ،‬لنه أولى مممن مجممرد اليلج‬
‫ولو حك ذكره لعارض سوداء أو حكة فأنزل لم يفطر قال الذرعممي‬
‫إل إذا علم أنه إذا حكه ينزل وهو ظاهر إن أمكنه الصبر وإل فل لممما‬
‫مر أنه يغتفر له حينئذ في الصلة وإن كثر ول يفطر محتلم إجماعمما‪،‬‬
‫لنه مغلوب )وكذا خروج المني( ل المذي خلفمما للمالكيممة )بلمممس(‬
‫ولو لذكر أو فرج قطع وبقي اسمه )وقبلة ومضاجعة( معها مباشرة‬
‫شيء ناقض للوضوء من بدن ممن ضماجعه فخمرج ممس بمدن أممرد‬
‫>ص‪ <410 :‬نعم ينبغي القضاء كما يندب الوضوء من مسه رعايممة‬
‫لموجبه وذلك‪ ،‬لنه أنزل بمباشرة بخلف ضم امرأة مع حائل أو ليل‬
‫فلو باشر وأعرض قبل الفجر ثم أمنممى عقبممه لممم يفطممر ولممو قبلهمما‬
‫صائما ثم فارقها ثم أنزل أفطر إن كانت الشهوة مستصممحبة الممذكر‬
‫قائما وإل فل )ل( خروجه بنحو مس فرج بهيمممة ول بنحممو المباشممرة‬
‫بحائل ول بنحو )الفكر والنظر بشهوة( وإن كررهممما واعتمماد النممزال‬
‫بهما لنتفاء المباشممرة فأشممبه الحتلم نعممم بحممث الذرعممي أنممه لممو‬
‫أحممس بانتقممال المنممي وتهيئتممه للخممروج بسممبب اسممتدامته النظممر‬
‫فاستدامه أفطر قطعا وكذا لو علم ذلك من عادته وفيه نظممر بممل ل‬
‫يصح مع تزييفهم للقمول أنمه إن اعتمماد النممزال بممالنظر أفطمر‪ .‬وقممد‬
‫أطلقوا حكاية الجماع بأن النممزال بممالفكر ل يفطممر وفممي المهمممات‬
‫عن جممع واعتممده هممو وغيمره يحمرم تكريرهمما وإن لمم ينمزل ورده‬
‫الزركشي بأن الممذي فممي كلمهممم أنممه ل يحممرم إل إذا أنممزل ويؤيممده‬
‫قبول المجموع عن الحاوي وإذا كرر النظر فأنزل أثم علممى أن فممي‬
‫الثم مممع النممزال نظممرا‪ ،‬لنممه ل مقتضممى لممه إل أن يقممال إنممه حينئذ‬
‫مظنة لرتكاب نحو جماع‪) .‬وتكممره القبلممة( فممي الفممم وغيممره وهممي‬
‫مثال‪ ،‬إذ مثلها كل لمس لشيء مممن البممدن بل حممائل )لمممن حركممت‬
‫شهوته( حال كما أفاده عدوله عن قول أصله تحرك‪ ،‬لنه صلى اللممه‬
‫عليه وسلم رخص فيها للشيخ دون الشاب وعلممل ذلممك بممأن الشمميخ‬
‫يملك إربممه بخلف الشمماب فممأفهم التعليممل >ص‪ <411 :‬أن النهممي‬
‫دائر مع تحريك الشهوة الذي يخاف منممه المنمماء أو الجممماع وعممدمه‬
‫)والولى لغيره تركها( حسما للبماب ولنهما قمد تحمرك ولن الصمائم‬
‫يسن له ترك الشهوات ولم تكره لضعف أدائها إلممى النممزال )قلممت‬
‫هي كراهة تحريم( إن كان الصوم فرضا )فممي الصمح واللمه أعلممم(‪،‬‬
‫لن فيها تعرضا قويا لفساد العبممادة‪ .‬وبقممي مممن المفطممرات الممردة‬
‫والموت وكذا قطع النية عند جماعة لكن الصح عنممدهما خلفممه )ول‬
‫يفطر بالفصد( بل خلف )والحجامة عند( أكثر العلماء لخبر البخاري‬
‫عن ابممن عبمماس }أنممه صمملى اللممه عليممه وسمملم احتجممم وهممو صممائم‬
‫واحتجممم وهممو محممرم{ وهممو ناسممخ للخممبر المتممواتر فطممر الحمماجم‬
‫والمحجوم لتأخره عنه كما بينه الشافعي رضي الله عنه وصممح فممي‬
‫خبر عند الممدارقطني ممما يصممرح بممذلك نعممم الولممى تركهممما‪ ،‬لنهممما‬
‫يضعفانه‪) .‬والحتياط أن ل يأكل آخمر النهمار إل بيقيمن( لخمبر دع مما‬
‫يريبك إلى ما ل يريبك )ويحل( بسممماع أذان عممدل عممارف وبإخبمماره‬
‫بالغروب عن مشاهدة نظير ما مممر فممي أول رمضممان و )بالجتهمماد(‬
‫بورد ونحوه )في الصح( كوقت الصلة وقممول البحممر ل يجمموز بخممبر‬
‫العدل كهلل شوال ردوه بما صح }أنه صلى الله عليممه وسمملم كممان‬
‫إذا كممان صممائما أمممر رجل فممأوفى علممى نشممز فممإذا قممال قممد غممابت‬
‫الشمس أفطر{ وبأنه قياس ما قممالوه فممي القبلممة والمموقت والذان‬
‫ويفرق بينه وبين هلل شوال بأن ذاك فيممه رفممع سممبب الصمموم مممن‬
‫أصله فاحتيط له بخلف همذا )ويجموز( الكمل )إذا ظمن بقماء الليمل(‬
‫باجتهمماد أو إخبممار )قلممت وكممذا لممو شممك( أي تممردد وإن لممم يسممتو‬
‫الطرفان كما هو ظاهر )والله أعلم(‪ ،‬لن الصل بقاء الليممل وحكممى‬
‫في البحر وجهين فيممما لممو أخممبره عممدل بطلمموع الفجممر هممل يلزمممه‬
‫المساك بناء على قبول الواحد فممي هلل رمضممان وقضمميته ترجيممح‬
‫اللممزوم >ص‪ <412 :‬وهممو متجممه وقيمماس ممما مممر أن فاسممقا ظممن‬
‫صدقه كذلك )ولو أكل( أو شرب )باجتهاد أول( أي‪ :‬قبل الفجممر فممي‬
‫ظنه )أو آخرا( أي‪ :‬بعد الغروب كذلك )ف( بعممد ذلممك )بممأن الغلممط(‬
‫وأنه أكل نهارا )بطممل صممومه( أي‪ :‬بممأن بطلنممه‪ ،‬إذ ل عممبرة بممالظن‬
‫البين خطؤه فإن لم يبن شيء صح صومه )أو( أكل أو شرب أول أو‬
‫آخرا )بل ظن( يعتد به فإن هجم أو ظن من غير أمارة ويأثم آخرا ل‬
‫أول كما علم مما مر )ولم يبن الحال صح إن وقع في أولممه وبطممل(‬
‫إن وقع )في آخره( عمل بأصل بقاء كل منهما وإن بان الغلط فيهما‬
‫قضى أو الصواب فيها فل وفارق القبلممة إذا هجممم فأصممابها بممأنه ثممم‬
‫شاك في شرط انعقاد الصلة وهنمما فممي المفسممد والصممل عممدمهما‬
‫والمراد ببطل وصح هنا الحكم بهما وإل فالمدار على ما فممي نفممس‬
‫المر‪) .‬ولو طلع الفجر( الصادق )وفي فمه طعام فلفظممه( قبممل أن‬
‫ينزل منه شيء لجوفه بعممد الفجممر أو بعممد أن نممزل منممه لكممن بغيممر‬
‫اختياره أو أبقاه ولم ينزل منه شيء لجوفه بعد الفجر ول يعممذر هنمما‬
‫بالسبق لتقصيره بإمساكه كما لو وضعه بفمممه نهممارا )صممح صممومه(‬
‫لعدم المنافي )وكذا لو كان مجامعا( عند ابتداء طلوع الفجر )فنممزع‬
‫في الحال( أي‪ :‬عقب طلوعه فل يفطمر وإن أنمزل‪ ،‬لن النمزع تمرك‬
‫للجماع ومن ثم اشترط أن يقصد به تركه وإل بطل كما قمماله جمممع‬
‫متقدمون >ص‪ <413 :‬وقيد المممام ذلممك بممما إذا ظممن عنممد ابتممداء‬
‫الجماع أنه بقي ما يسعه فإن ظن أنه لم يبق ذلممك أفطممر وإن نممزع‬
‫مع الفجر لتقصيره وقد حكى الرافعي في جوازه إذا لم يبممق إل ممما‬
‫يسع اليلج دون النزع وجهين وينبغي بناء ما قاله المام على الوجه‬
‫المحرم وهو الحوط الذي صدر به الرافعممي )فممإن مكممث( بممأن لممم‬
‫ينزع حال )بطل( يعني لم ينعقد كما صححه فممي المجممموع وعجيممب‬
‫اختيار السممبكي لظمماهر المتممن مممع قممول المممام أنممه خيممال ومحممال‬
‫والبندنيجي كشيخه أبي حامد من قال به ل يعرف مذهب الشافعي‪.‬‬
‫ومع القول بالول تلزمه الكفارة‪ ،‬لنه لما منممع النعقمماد بمكثممه كممان‬
‫بمنزلة المفسد له بالجماع فإن قلت ينافي هذا عدم وجوب الكفارة‬
‫فيما لو أحرم مجامعا مممع أنممه منممع النعقمماد أيضمما قلممت يفممرق بممأن‬
‫وجوب الكفارة هنا أقوى منها ثم كما يعلم من كلمهممم فممي البممابين‬
‫وأيضا فالتحلل الول لما أثر فيها النقص مع بقاء العبممادة فلن يممؤثر‬
‫فيها عدم النعقاد عدم الوجوب من باب أولممى أممما لممو مضممى زمممن‬
‫بعد طلمموعه ثممم علممم بممه ثممم مكممث فل كفممارة‪ ،‬لن مكثممه مسممبوق‬
‫ببطلن الصوم ول ينافي العلم بأول طلوعه تقدمه علممى علمنمما بممه‪،‬‬
‫لنا ل نكلف بذلك بل بما يظهر لنا‪.‬‬

‫)فصل( في شروط الصوم‪ .‬من حيث الفاعل والوقت وكثير من‬


‫سننه ومكروهاته )شرط( صحة )الصمموم( مممن حيممث الزمممن قابليممة‬
‫الوقت ومن حيث الفاعل )السلم( فل يصح صمموم كممافر بممأي كفممر‬
‫كان إجماعا )والعقل( >ص‪ <414 :‬أي التمييز )والنقاء من الحيض‬
‫والنفاس( إجماعا )جميع النهار( قيد في الربعة فلو طرأ في لحظممة‬
‫منه ضد واحد منها بطل صومه كما لو ولدت ولم تر دما ويحرم كما‬
‫في النوار على حائض ونفساء المساك أي‪ :‬بنيممة الصمموم فل يجممب‬
‫عليهما تعاطي مفطر وكذا فممي نحممو العيممد خلفمما لمممن أوجبممه فيممه‬
‫وذلك اكتفاء بعدم النية )ول يضممر النمموم المسممتغرق( لجميممع النهممار‬
‫)على الصحيح( لبقاء أهلية الخطاب فيممه وبممه فممارق المغمممى عليممه‬
‫فإن استيقظ لحظة صممح إجماعمما‪) .‬والظهممر أن الغممماء ل يضممر إذا‬
‫أفاق( يعني خل عنه وإن لم توجد إفاقمة منمه‪ ،‬كمأن طلممع الفجمر ول‬
‫إغماء به وبعد لحظة طرأ الغماء واستمر إلى الغممروب فهممذا خل ل‬
‫أفاق والحكم واحد كما هو واضح )لحظة من نهاره( اكتفاء بالنية مع‬
‫الفاقة في جزء وكالغممماء السممكر وقممول القفممال لممو نمموى ليل ثممم‬
‫استغرق سكره اليوم صح‪ ،‬لنه مخاطب‪ ،‬إذ ل تلزمه العادة بخلف‬
‫المغمى عليه ضعيف ووهم من زعم حمل كلمه على غير المتعدي‪،‬‬
‫لنه مصرح بأنه في المتعدي‪.‬‬
‫)تنبيه( وقممع هنمما عبممارات متنافيممة فيمممن شممرب دواء ليل فممزال‬
‫تمييزه نهارا وقد بينتها مع ما فيها في شرح العباب ثممم قلممت >ص‪:‬‬
‫‪ <415‬والحاصممل أن شممرب الممدواء لحاجممة أو غيرهمما والسممكر ليل‬
‫والغماء إن استغرقت النهار أثممم فممي السممكر والممدواء لغيممر حاجممة‬
‫وبطل الصوم ووجب القضمماء فممي الكممل وإن وجممد واحممد منهمما فممي‬
‫بعض النهار فإن كان متعديا به بطل الصوم وأثم أو غير متعد به فل‬
‫إثم ول بطلن‪ ،‬وقول المتولي وغيره المتداوي كالمجنون معناه أنممه‬
‫مثله في عدم الثم ل فممي عممدم القضمماء‪ ،‬لن المجنممون ل صممنع لممه‬
‫بخلف المتداوي وفي المجموع زوال العقل بمحرم يمموجب القضمماء‬
‫>ص‪ <416 :‬وإثم الترك وبمرض أو دواء لحاجممة كالغممماء فيلزمممه‬
‫قضاء الصوم دون الصلة ول يأثم بالترك ا ه وبممه يعلممم أن التشممبيه‬
‫في قول الرافعي شرب الدواء للتممداوي كممالجنون وسممفها كالسممكر‬
‫إنما هو في صحة الصوم في الثاني إذا أفاق لحظممة وإل فل ويلزمممه‬
‫القضاء وعدم صحته في الول إن وجد في لحظة ول قضمماء ول إثمم‬
‫وعلى هذا يحمل أيضا حاصل ما في المجموع عن البغوي أن شرب‬
‫الممدواء كالغممماء أي إن كممان لحاجممة‪> .‬ص‪) <417 :‬ول( يجمموز ول‬
‫)يصح( صوم في رمضان عن غيره وإن أبيح له فطممره لنحممو سممفر‪،‬‬
‫لنه ل يقبل غيره بمموجه ول )صمموم العيممد( الفطممر والضممحى اتفاقمما‬
‫رواه الشيخان )وكذا التشريق( ولو للمتمتع )في الجديد( وهي ثلثة‬
‫بعد يوم النحر للنهي الصحيح عممن صمميامها )ول يحممل( أي‪ :‬ول يجمموز‬
‫)التطوع يوم الشك بل سبب( لما صممح عممن عمممار رضممي اللممه عنممه‬
‫}من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم{‬
‫ول تختص الحرمة به بل يحرم صوم ممما بعممد نصممف شممعبان ممما لممم‬
‫يصممله بممما قبلممه أو يكممن لسممبب مممما يممأتي ولممو أفطممر بعممد صممومه‬
‫المتصل بالنصف امتنع عليه الصوم بعده بل سبب مما يممأتي لممزوال‬
‫التصال المجوز لصومه‪) .‬فلو صامه لم يصح في الصح( كيوم العيد‬
‫بجامع التحريم للذات أو لزمها )ولممه( مممن غيممر كراهممة )صممفة عممن‬
‫القضاء( ولو لنفل كأن شرع فمي نفمل فأفسمده )والنممذر( كمأن نممذر‬
‫صوم يوم كذا فوافق يوم الشك أما نذر صوم يوم الشممك فل ينعقممد‬
‫والكفارة مسارعة لممبراءة ذمتممه ولن لممه سممببا فجمماز كنظيممره مممن‬
‫الصلة في الوقت المكروه >ص‪ <418 :‬ومن ثم يأتي في التحري‬
‫هنا ما مر ثم‪) .‬وكذا لو وافق عادة تطوعه( كأن اعتاد سممرد الصمموم‬
‫أو صوم نحو الثنين أو صوم يوم وفطر يوم فوافق يوم الشممك يمموم‬
‫صومه لخبر الصحيحين بذلك قال بعضممهم وتثبممت العممادة هنمما بمممرة‬
‫)وهو( أي‪ :‬يوم الشك الذي يحممرم صممومه بسممببين كممونه يمموم شممك‬
‫وكونه بعد النصف من شعبان )يوم الثلثيممن مممن شممعبان إذا تحممدث‬
‫النمماس( أي‪ :‬جمممع منهممم >ص‪ <419 :‬بحيممث يتولممد مممن تحممدثهم‬
‫الشك في الرؤية فيما يظهر وأما قممول الممروض الممذي يتحممدث فيممه‬
‫بالرؤية من يظن صممدقه فهممو مخممالف لعبممارة أصممله وعجيممب كممون‬
‫شيخنا لم ينبه على ذلك وهي إذا وقع في اللسن أنه رئي ولم يقممل‬
‫عدل أنا رأيته أو قاله ولم يقبل الواحد أو قمماله عممدد مممن النسمماء أو‬
‫العبيد أو الفساق وظن صدقهم انتهت فظن الصممدق إنممما اشممترطه‬
‫في قول غير الهل ل في التحدث‪ .‬فالوجه أنه ل يشممترط فيممه ظممن‬
‫صدق بل تولد شك كمما ذكرتمه )برؤيتمه( أي‪ :‬بمأن الهلل رئي ليلتمه‬
‫وإن أطبق الغيم على الوجه ولم يعلم من رآه )أو شهد( أي‪ :‬أخممبر‪،‬‬
‫إذ ل يشترط ذكر ذلممك عنممد حمماكم ومممن ثممم عممبر أصممله بقممال )بهمما‬
‫صبيان أو عبيد أو فسقة( أو نساء وظن صدقهم أو عدل ورد ويكفي‬
‫اثنان من كل على ممما أخممذ مممن كلم الروضممة واشممترط العممدد هنمما‬
‫بخلف ما مر في النية احتياطا فيهممما فممإن فقممد ذلممك حممرم صممومه‬
‫لكونه بعد النصف ل لكونه يوم شك‪ .‬ومر أول الباب أن مممن اعتقممد‬
‫صدق من أخبره مممن هممؤلء لزمممه الصمموم ويقممع عممن رمضممان وقممد‬
‫جمعوا بين ما أوهمه كلمه من التنمافي ثمم وفمي النيمة وهنما بمأمور‬
‫كثيرة ذكرتها مع ما فيها في شرح العباب ومممن أحسممنها ممما قممدمته‬
‫في مبحث النية )وليس إطباق الغيم بشك(‪ ،‬لنا تعبدنا فيممه بإكمممال‬
‫العممدد كممما مممر‪>.‬ص‪) <420 :‬ويسممن تعجيممل الفطممر(‪ ،‬إذ تيقممن‬
‫الغروب وتقديمه على الصلة للخبر الصحيح }ل يممزال النمماس بخيممر‬
‫ما عجلوا الفطر{ ويسن كممونه وإن تممأخر كممما أفممادته عبممارة أصممله‬
‫)على تمر( >ص‪ <421 :‬وأفضل منه رطممب وجممد لممما صممح }كممان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات‬
‫فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم يكممن حسمما حسمموات مممن ممماء{‪.‬‬
‫وقضيته عدم حصول السنة بالبسر وإن تم صلحه وبممالولى ممما لممم‬
‫يتم صلحه‪ ،‬ولو قيممل باللحمماق فممي الول لممم يبعممد )وإل( تيسممر لممه‬
‫أحممدهما أي‪ :‬حممال إرادة الفطممر فلممو تعممارض التعجيممل علممى الممماء‬
‫والتأخير على التمر قدم الول فيما يظهر‪ ،‬لن مصلحة التعجيل فيها‬
‫حصة تعود على الناس أشير إليها في ل يزال الناس إلى آخممره‪ ،‬ول‬
‫كذلك التمممر وفمي خممبر سمنده حسمن }أحمب عبمادي إلمي أعجلهمم‬
‫فطرا{ )فماء( للخبر الصحيح }إذا كان أحدكم صائما فليفطر علممى‬
‫التمر{ زاد الشافعي في روايته }فإنه بركة فإن لم يجد التمر فعلى‬
‫الماء فإنه طهور{ وأخذ منه ابن المنذر وغيره وجمموب الفطممر علممى‬
‫التمر‪ ،‬والتثليث الذي أفاده المتن في التمر والخبر في الكل شممرط‬
‫لكمال السنة ل لصلها كالترتيب المذكور فيحصل أصلها بممأي شميء‬
‫وجد من الثلثة فيما يظهر‪ ،‬ويظهر أيضا في تمر قويت شبهته وممماء‬
‫خفممت أو عممدمت شممبهته إن الممماء أفضممل لكممن قممد يعارضممه حكممم‬
‫المجموع بشذوذ قول القاضي الولى في زماننمما الفطممر علممى ممماء‬
‫يأخذه بكفه من النهر ليكون أبعد عن الشممبهة ا ه إل أن يجمماب بممأن‬
‫سبب شذوذ ما بينممه غيممره أن ممماء النهممر كالدجلممة ليممس أبعممد عممن‬
‫الشبهة‪ ،‬لن كثيرين من البلد التي على حافتها يحفرون حفرا لصيد‬
‫السمك فتمتلئ ماء ثم يسدون عليه فإذا أخذوا السمك منممه فتحمموا‬
‫السد فتختلممط ممماؤهم المملمموك بغيممره >ص‪ <422 :‬وهممذه شممبهة‬
‫قوية فيه أي ول ينافيه قولهم التي في الحياء أنممه ل يصممير شممريكا‬
‫بعوده للنهر اتفاقا‪ ،‬لنا نسلم ذلك ومممع ذلممك نقممول‪ :‬إنممه بمماق علممى‬
‫ملكه وهو ملحظ الشبهة وبفرض أن الشذوذ مممن غيممر ذلممك المموجه‬
‫فلعلممه مممن حيممث إيهممامه تقممديم الممماء مطلقمما‪ .‬وصممريح كلمهممم‬
‫كالخبرين ندب التمر قبل الماء حتى بمكممة وقممول المحممب الطممبري‬
‫يسن له الفطر على ماء زمزم ولو جمممع بينممه وبيممن التمممر فحسممن‬
‫مردود بأن أوله فيه مخالفة للنممص المممذكور وآخممره فيممه اسممتدراك‬
‫زيادة على السنة الواردة وهما ممتنعممان إل بممدليل ويممرد أيضمما بممأنه‬
‫صلى الله عليه وسلم }صام بمكة عممام الفتممح أياممما مممن رمضممان{‬
‫ولم ينقل عنه في ذلك ما يخالف عادته المستقرة من تقديم التمممر‬
‫فدل على عمله بها حينئذ وإل لنقل وحكمته أنممه لممم تمسممه نممار مممع‬
‫إزالته لضعف البصر‪ ،‬الحاصل من الصوم لخراجممه فضمملت المعممدة‬
‫إن كانت وإل فتغذيته للعضاء الرئيسممة وقممول الطبمماء إنممه يضممعفه‬
‫أي‪ :‬عنممد المداومممة عليممه والشمميء قممد ينفممع قليلممه ويضممر كممثيره‬
‫وصريحهما أيضا أنه ل شيء بعد التمر غير الماء‪ .‬فقول الروياني إن‬
‫فقد التمر فحلو آخر ضعيف والذرعي الزبيب أخو التمر وإنما ذكره‬
‫لتيسره غالبا بالمدينة‪.‬كذلك ويسن السحور كما بأصله لما صممح أنممه‬
‫من سنن المرسلين‪.‬‬
‫)تنمبيه( أجمعمموا علممى أن الصمموم ينقضمي ويتمم بتممام الغمروب‬
‫وعلى أنه يدخل فيه بالفجر الثاني وما نقل عممن بعممض السمملف أنممه‬
‫بالسفار أو طلوع الشمس زلة قبيحة علممى أن المصممنف نممازع فممي‬
‫صحة الثاني عن قائله قال أصحابنا ويجب إمسمماك جممزء مممن الليممل‬
‫بعد الغروب ليتحقق به استكمال النهممار أي‪ :‬فليممس بصمموم شممرعي‬
‫ويعتبر كل محل بطلوع فجره وغروب شمسه فيما يظهر لنا ل فممي‬
‫نفس المر قال العلماء فمي خمبر مسملم }إذا غمابت الشممس ممن‬
‫هاهنا وأقبل الليل من هاهنا فقد >ص‪ <423 :‬أفطمر الصمائم{ أي‪:‬‬
‫حقيقة إنما ذكر هذين ليبين أن غروبها عن العيون ل يكفي‪ ،‬لنها قد‬
‫تغيب ول تكون غربت حقيقممة فل بممد مممن إقبممال الليممل أي‪ :‬دخمموله‪.‬‬
‫)وتأخير السحور(‪ ،‬لن }المة ل يزالون بخير ما أخروه{ رواه أحمد‬
‫ويسن كونه بتمر لخممبر فيممه وهممو بضممم السممين الكممل فممي السممحر‬
‫وبفتحها اسم للمأكول حينئذ ويحصل أصممل سممنته ولممو بجرعممة ممماء‬
‫ويدخل وقته بنصف الليل وحكمته التقمموى أو مخالفممة أهممل الكتمماب‬
‫وجهان والذي يتجه أنها في حق مممن يتقمموى بممه التقمموى وفممي حممق‬
‫غيره مخالفتهم وبه يرد قول جمع متقمدمين إنممما يسمن لمممن يرجممو‬
‫نفعه ولعلهم لم يروا حديث }تسحروا ولممو بجرعممة ممماء{ فممإن مممن‬
‫الواضح أنه لم يذكر هذه الغاية للنفع بل لبيان أقل مجممزئ نفممع أول‬
‫)ما لم يقع في شك( وإل كأن تردد في طلوع الفجر فممالولى تركممه‬
‫لخبر }دع ما يريبك إلى ما ل يريبك{‪.‬‬
‫)فرع( يحرم علينا ل عليه صلى الله عليه وسمملم الوصممال بيممن‬
‫صومين شرعيين عمدا مع علم النهي بل عذر وإن لم ينو به التقرب‬
‫قال جمع متقدمون وهو أن يستديم جميع أوصاف الصممائمين وعليممه‬
‫فيزول بجماع أو نحوه لكن في المجممموع أنممه ل يمنعممه واسممتظهره‬
‫السنوي وقد يقال إن عللنا بالضعف وهو ما أطبقوا عليممه اتجممه ممما‬
‫في المجموع فل يزول إل بتعاطي ما من شأنه أن يقوي كسمسمممة‬
‫بخلف نحو الجماع أو بأن فيه صورة إيقاع عبادة في غير محلها أثر‬
‫أي‪ :‬مفطر لكن كلم الصممحاب كالصممريح فممي الول )وليصممن( نممدبا‬
‫من حيممث الصمموم فل ينممافي وجمموبه مممن جهممة أخممرى )لسممانه عممن‬
‫الكذب والغيبة( حتى المباحين بخلف الواجبين ككذب لنقاذ مظلوم‬
‫وذكممر عيممب نحممو خمماطب >ص‪ <424 :‬وجميممع جمموارحه عممن كممل‬
‫محرم لخبر البخاري }من لم يدع قول الزور والعمل به فليممس للممه‬
‫حاجة في أن يممدع طعممامه وشممرابه{ ونحممو الغيبممة المحرمممة يبطممل‬
‫ثواب صومه كما دلت عليه الخبار ونص عليه الشممافعي والصممحاب‬
‫وأقرهم في المجموع وبممه يممرد بحممث الذرعممي حصمموله وعليممه إثممم‬
‫معصيته أي أخذا مما قمماله المحققممون فممي الصمملة فممي المغصمموب‬
‫وقال الوزاعي يبطل أصممل صممومه وهممو قيمماس مممذهب أحمممد فممي‬
‫الصلة في المغصوب وخبر خمس يفطرن الصائم الغيبممة والنميمممة‬
‫والكذب والقبلممة واليميممن الفمماجرة باطممل كممما فممي المجممموع قممال‬
‫الماوردي وبفرض صحته فالمراد بطلن الثواب ل الصوم نفسه قال‬
‫السبكي ومن هنا حسن عد الحتراز عنه من أدب الصمموم وإن كممان‬
‫واجبمما مطلقمما ا هممم‪) .‬ويسممتحب أن يغتسممل عممن الجنابممة( والحيممض‬
‫والنفاس )قبل الفجر( لئل يصل الماء >ص‪ <425 :‬إلى باطن نحممو‬
‫أذنه أو دبره وقضيته أن وصوله لذلك مفطممر وليممس عمممومه مممرادا‬
‫كما هو ظاهر أخذا مما مر أن سبق ماء نحممو المضمضممة المشممروع‬
‫أو غسل الفممم النجممس ل يفطممر لعممذره فليحمممل هممذا علممى مبالغمة‬
‫منهي عنها أو نحوها ويكره له دخول الحمام من غير حاجة‪ ،‬لنه قممد‬
‫يضره فيفطر ومن ثم لو اعتاده من غير تأذيه البتة لم يكره على ما‬
‫بحثه الذرعي )و( يسن )أن يحترز عممن الحجامممة( والفصممد لممما مممر‬
‫فيهما )و( عن )القبلة( المكروهة لما مر فيها بتفصيلها وأعادهمما هنمما‬
‫اعتناء بشأنها لكثرة البتلء بهمما )و( عممن )ذوق الطعممام( وغيممره بممل‬
‫يكره خوفا من وصوله إلى حلقه )و( عممن )العلممك( بفتممح العيممن بممل‬
‫يكره أيضا‪ ،‬لنه يعطش ويفطر على قول أما بكسرها فهو المعلوك‬
‫وتصح إرادته لكن بتقدير مضغ والكلم في علك لم تنفصل منه عين‬
‫بأن مضغ قبل ذلك حتى ذهبت رطوبته أو مضغ وفيه عيممن لكممن لممم‬
‫يبتلع من ريقه المخلوط شيئا‪) .‬و( يسن )أن يقول عند فطممره( أي‪:‬‬
‫عقبه )اللهم لك( قدم إفادة لكمال الخلص أي‪ :‬ل لغممرض ول لحممد‬
‫غيرك )صمت وعلى رزقك( أي الواصل إلممي مممن فضمملك ل بحممولي‬
‫وقوتي )أفطرت( للتباع ول يضر إرساله‪ ،‬لنه في الفضائل على أنه‬
‫وصل في رواية وروى أبو داود }ذهب الظمأ{ وفممي شممرح الممروض‬
‫}اللهم ذهب الظمأ{ ولم أرها في أبي داود }وابتلت العروق وثبممت‬
‫الجر إن شاء اللممه تعممالى{ وغيممره }يمما واسممع الفضممل اغفممر لممي{‬
‫>ص‪) <426 :‬و( يسن أي‪ :‬يتأكد من حيث الصوم وإل فممذلك سممنة‬
‫في كل زمن‪) .‬أن يكثر الصدقة وتلوة القممرآن فممي رمضممان( لخممبر‬
‫الترمذي وقال غريب }أي الصدقة أفضل قال صدقة في رمضممان{‬
‫ولن الحسنات تضاعف فيه ولخبر الصحيحين }أن جبريل كان يلقى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة في رمضممان حممتى ينسمملخ‬
‫فيعرض صلى الله عليممه وسمملم القممرآن عليممه{ )وأن يعتكممف( فيممه‬
‫كثيرا‪ ،‬لنه أقرب لصون النفس وتفرغها للعبممادة )ل سمميما( بتشممديد‬
‫الياء وقد تخفف ويجوز في السم بعدها الجر وهو الرجح وقسمميماه‬
‫وهي دالة على أن ما بعدها أولى بممالحكم مممما قبلهمما >ص‪<427 :‬‬
‫)في العشر الواخر منه( فيتأكد لممه إكثممار الثلثممة المممذكورة للتبمماع‬
‫ورجاء مصادفة ليلة القدر‪ ،‬إذ هي منحصرة فيه عندنا كما دلت عليه‬
‫الحاديث الصحيحة الكثيرة ومن ثم لو قال لزوجته‪ :‬أنت طالق ليلة‬
‫القدر فإن كان قاله أول ليلة إحدى وعشممرين أو قبلهمما طلقممت فممي‬
‫الليلة الخيرة من رمضان أو في يوم إحدى وعشرين مثل لم تطلق‬
‫إل في ليلة إحدى وعشرين من السنة التية نعم لممو رآهمما فممي ليلممة‬
‫ثلث وعشرين مثل من سنة التعليق فهل يحنث‪ ،‬لن كلمهم طافممح‬
‫بأنها تدرك وتعلم فهو نظيممر ممما مممر فيمممن انفممرد برؤيممة الهلل بممل‬
‫قياس ذلك أنه لو أخبره من يعتقد صدقه بممأنه رآهمما حنممث أو ل‪ ،‬لن‬
‫علماتهمما خفيممة جممدا ومتعارضممة فرؤيممة بعضممها أو كلهمما ل تقتضممي‬
‫الحنث‪ ،‬لنممه ل حنممث بالشممك كممل محتمممل والول أقممرب إن حصممل‬
‫عنده من العلمات ما يغلب على الظن وجودها وقد أوقعمموا الطلق‬
‫بنظير ذلك في مسائل تعرف من كلمهم في بابه‬

‫)فصل( في شروط وجوب الصوم ومرخصمماته‪) .‬شممرط وجمموب‬


‫صوم رمضان العقل والبلوغ( فل يجممب علممى صممبي ومجنممون لرفممع‬
‫القلم عنهما ويجب على السكران المتعدي كما علم من كلمه فممي‬
‫الصلة والسلم ولو فيما مضى بالنسبة للمرتد حتى يلزمه القضمماء‬
‫إذا عاد للسلم بخلف الكافر الصلي نعم يعاقب عليه فممي الخممرة‬
‫نظير ما مر في الصلة وأخذ من تكليفه به حرمة إطعام المسلم له‬
‫في نهار رمضان‪ ،‬لنه إعانة على معصية وفيممه نظممر >ص‪،<428 :‬‬
‫لنه ليس مكلفا به بالنسبة للحكام الدنيوية‪ ،‬لنا نقره على تركه ول‬
‫نعامله بقضية كفره إل أن يجاب بأن معنى إقراره عدم التعرض لممه‬
‫ل معاونته كما يعلم مما يأتي في الجزية )وإطاقته حسا وشرعا( فل‬
‫يلزم عاجزا بمممرض أو كممبر إجماعمما ول حائضمما أو نفسمماء‪ ،‬لنهممما ل‬
‫يطيقانه شرعا ووجوب القضاء عليهما إنما هو أمر جديد وقيل وجب‬
‫عليهما ثم سقط وعليهما ينويان القضمماء ل الداء علممى الول خلفمما‬
‫لبن الرفعة‪ ،‬لنه فعل خارج وقته المقدر له شرعا أل تممرى أن مممن‬
‫استغرق نومه الوقت ينوي القضاء وإن لم يخاطب بالداء وبما تقرر‬
‫علم أن من عبر بوجوبه على نحممو حممائض ومغمممى عليممه وسممكران‬
‫مراده وجوب انعقاد سبب ليترتب عليهم القضاء ل وجوب التكليممف‬
‫لعدم صلحيتهم للخطاب ومر أن المرتد مخاطب به خطاب تكليممف‬
‫لصلحيته لممذلك ومممن ألحقممه بممأولئك فمممراده أنممه بوصممف الممردة ل‬
‫يخاطب به أصالة بل تبعا لمخاطبته بالسلم عينمما المسممتلزم لممذلك‬
‫فكان خطابه به بمنزلة الخطاب بالصمموم لنعقمماد السممبب مممن هممذه‬
‫الحيثية ول يريد الكافر الصلي‪ ،‬لنممه وإن خمموطب بالسمملم يكتفممى‬
‫منه ببذل الجزية >ص‪ <429 :‬فلم يستلزم خطابه بالصمموم أصممالة‬
‫ول تبعا فمن ثم لم يلزمممه قضمماء‪ ،‬إذ لممم ينعقممد السممبب فممي حقممه‪.‬‬
‫)ويؤمر به الصبي( الشامل للنثى‪ ،‬إذ هو للجنس أي يأمره بممه وليممه‬
‫وجوبا )لسبع إذا أطاق( وميز ويضممربه وجوبمما علممى تركممه لعشممر إذا‬
‫أطاقه نظير ما مر في الصلة فيهما والتنظيممر بممأن الضممرب عقوبممة‬
‫فيقتصر فيها على محل ورودها يممرد بأنمما ل نسمملم كممونه عقوبممة وإل‬
‫لتقيد بالتكليف والمعصية وإنما القصد مجرد الصمملح بممإلف العبممادة‬
‫لينشأ عليها‪) .‬ويباح تركه( أي رمضان ومثله بالولى كل صوم واجب‬
‫)للمريض( أي‪ :‬يجب عليه )إذا وجممد بممه ضممررا شممديدا( بحيممث يبيممح‬
‫التيمم للنص والجماع وإن تعدى بسببه‪ ،‬لنممه ل ينسممب إليممه ثممم إن‬
‫أطبق مرضه فواضح وإل فإن وجد المرض المعتبر قبيل الفجممر لممم‬
‫تلزمه النية وإل لزمته وإذا نوى وعاد أفطر ولو لزمه الفطممر فصممام‬
‫صح‪ ،‬لن معصيته ليست لذات الصوم >ص‪) <430 :‬و( يباح تركممه‬
‫لنحو حصاد أو بناء لنفسه أو لغيره تبرعمما أو بممأجرة وإن لمم ينحصمر‬
‫المر فيه أخذا مما يأتي في المرضممعة خمماف علممى المممال إن صممام‬
‫وتعذر العمل ليل أو لم يغنه فيؤدي لتلفه أو نقصه نقصا ل يتغابن به‬
‫هذا هو الظاهر من كلمهم وسمميأتي فممي إنقمماذ المحممترم ممما يؤيممده‬
‫خلفا لمن أطلق في نحو الحصمماد المنممع ولمممن أطلممق الجممواز ولممو‬
‫توقف كسبه لنحو قمموته المضممطر إليممه هممو أو ممممونه علممى فطممره‬
‫فظاهر أن له الفطر لكن بقدر الضرورة و )للمسممافر سممفرا طممويل‬
‫مباحا( للكتاب والسنة والجماع ويأتي هنا جميع ما مممر فممي القصممر‬
‫فحيث جاز جاز الفطر وحيث ل فل نعم سيعلم من كلمه أن شممرط‬
‫الفطر في أول أيام سفره أن يفارق ممما تشممترط مجمماوزته للقصممر‬
‫قبل طلوع الفجر وإل لم يفطر ذلك اليوم ومر أنه إن تضرر بالصوم‬
‫فالفطر أفضل وإل فالصوم أفضل ول يباح الفطممر حيممث لممم يخممش‬
‫مبيح تيمم لمن قصد بسفره محض الممترخص كمممن سمملك الطريممق‬
‫البعد للقصر ول ينافيه قممولهم لممو حلممف ليطممأن فممي نهممار رمضممان‬
‫فطريقممه أن يسممافر‪ ،‬لن السممفر هنمما ليممس لمجممرد الممترخص بممل‬
‫للتخلممص مممن الحنممث ول لمممن صممام قضمماء لزمممه الفممور فيممه قممال‬
‫السبكي بحثا >ص‪ <431 :‬ول لمن ل يرجو زمنا يقضي فيه لدامته‬
‫السفر أبدا وفيه نظر ظاهر فالوجه خلفه ولو نذر صوم شهر معين‬
‫كرجب أو قال أصومه مممن الن جمماز لممه الفطممر بعممذر السممفر عنممد‬
‫القاضي كرمضان بل أولى وخالفه تلميذه البغوي وفرق بأن الشارع‬
‫جوز له الفطر بعذر السفر وهذا لم يجوزه حيث لممم يسممتثنه والول‬
‫أوجه ول يحتاج لستثنائه لعلمه مما جمموزه الشممارع بممل بممالولى ثممم‬
‫رأيت النوار جزم به من غير عزوه للقاضممي وصممريح كلم الذرعممي‬
‫والزركشي امتنمماع الفطممر فممي سممفر النزهممة علممى مممن نممذر صمموم‬
‫الدهر‪ ،‬لنه انسد عليه القضمماء بخلف رمضممان‪) .‬ولممو أصممبح صممائما‬
‫فمرض أفطر( لوجوب سبب الفطر قهرا عليممه ويشممترط فممي حممل‬
‫الفطر بالعممذر قصممد الممترخص علممى الوجممه كمحصممر يريممد التحلممل‬
‫وليتميز الفطر المباح من غيره ورجح الذرعي مقابله كتحلل الصلة‬
‫وفيه نظر ويفرق بأن تحللها واقع مع انقضائها وليس مبطل لها وممما‬
‫هنا فممي أثنمماء العبممادة ومبطممل لهمما فتعيممن إلحمماقه بتحلممل المحصممر‬
‫وسيأتي في قول المتن في فصل الكفارة وكممذا بغيرهمما أنممه صممريح‬
‫في الوجوب )وإن( أصبح صائما ثم )سافر فل( يفطر تغليبا للحضر‪،‬‬
‫لنه الصل ولنه باختياره‪) .‬ولو أصبح المريض والمسممافر صممائمين(‬
‫بأن نويا ليل )ثم أرادا الفطر جاز( بل كراهة لوجممود سممبب الممترخص‬
‫وإنما امتنع القصر بعد نية التمممام‪ ،‬لنممه يكممون تاركمما للتمممام الممذي‬
‫التزمه ل إلى بدل وهنمما يممترك الصموم ببممدل همو القضمماء قمال والمد‬
‫الروياني ولهما ذلك وإن نذرا التمام‪ ،‬لن إيجاب الشرع أقمموى منممه‬
‫وكما لو نذر مسافر القصممر أو التمممام >ص‪ <432 :‬فممإنه ل يتغيممر‬
‫الحكم أي‪ :‬من حيث الجزاء على ما يعلم مما يأتي في النممذر )فلممو‬
‫أقام( المسافر الذي نوى )وشفي( المريممض كممذلك قبممل أن يتنمماول‬
‫مفطممرا )حممرم الفطممر علممى الصممحيح( لنتفمماء المبيممح‪) .‬وإذا أفطممر‬
‫المسافر والمريض قضيا( لليممة )وكممذا الحممائض( والنفسمماء إجماعمما‬
‫وذكرها استيعابا لقسام من يقضممي وإن قممدمها فممي الحيممض‪ ،‬لنهمما‬
‫من أحكامه فل تكرار )والمفطر بل عذر(‪ ،‬لنممه أولممى باليجمماب مممن‬
‫المعذور ومن ثم لزمته الكفارة العظمى عند كثيرين )وتممارك النيممة(‬
‫الواجبة ولو سهوا‪ ،‬لنه لم يصم إنما لم يؤثر الكل ناسيا‪ ،‬لنه منهي‬
‫عنه والنسيان يؤثر فيممه بخلف النيممة فإنهمما مممأمور بهمما والنسمميان ل‬
‫يؤثر فيه ويسن تتابع قضاء رمضان ول يجب فور فممي قضممائه إل إن‬
‫ضاق الوقت أو تعدى بالفطر كما يأتي‪) .‬ويجب قضاء ما فممات( مممن‬
‫رمضان )بالغماء(‪ ،‬لنه نوع مممرض وفممارق الصمملة بمشممقة تكررهمما‬
‫)والردة(‪ ،‬لنه التزم الوجوب بالسلم )دون الكفر الصلي( إجماعمما‬
‫وترغيبا في السلم )والصبا والجنون( لرفع القلم عنهما نعم لو ارتد‬
‫ثم جن قضى جميع أيام الجنون أو سكر ثم جن قضممى أيمام السممكر‬
‫فقط لما مر في الصلة‪) .‬ولو بلغ( الصبي )بالنهار( فممي حممال كممونه‬
‫)صائما( بأن نوى ليل )وجب إتمامه بل قضمماء(‪ ،‬لنممه صممار مممن أهممل‬
‫الوجوب ومن ثم لو جامع بعد البلوغ‪> .‬ص‪ <433 :‬لزمته الكفممارة‪.‬‬
‫)ولو بلغ فيه( أي‪ :‬النهممار )مفطممرا أو أفمماق أو أسمملم فل قضمماء فممي‬
‫الصح( لعدم تمكنه من زمن يسع الداء والتكميل عليه ل يمكن فهو‬
‫كمن أدرك مممن أول المموقت قممدر ركعممة ثممم جممن )ول يلزمهممم( أي‪:‬‬
‫هؤلء الثلثة )إمساك بقية النهار فممي الصممح(‪ ،‬لنهممم أفطممروا لعممذر‬
‫فأشبهوا المسافر والمريض‪) .‬ويلزم( المساك )من تعممدى بمالفطر(‬
‫ولو شرعا كأن ارتد عقوبة له )أو نسي النية( من الليل‪ ،‬لن نسيانه‬
‫يشعر بترك الهتمام بأمر العبادة فهو نوع تقصير وكذا لو ظن بقمماء‬
‫الليل فأكممل ثممم بممان خلفممه )ل مسممافرا ومريضمما( ومثلهممما حممائض‬
‫ونفساء ومن أفطر لعطش أو جمموع خشممي منممه مبيممح تيمممم فنقممل‬
‫بعضهم عن بعض شروح الحاوي أنه يلزمممه المسمماك وصمموبه ليممس‬
‫في محله‪ ،‬لن كلمهم كما ترى مصرح بخلفه بجممامع عممدم التعممدي‬
‫بالفطر مع عدم التقصير )زال عذرهما بعد الفطر(‪ ،‬لن زوال العذر‬
‫بعد الترخص ل أثر له كما لو أقام بعد القصر والوقت باق نعم يسن‬
‫لحرمممة المموقت ويسممن لهممما أيضمما إخفمماء الفطممر خمموف التهمممة أو‬
‫العقوبة ويؤخذ منه أن محله فيمن يخشى عليه ذلك دون مممن ظهممر‬
‫سممفره أو مرضممه الممزائل بحيممث ل يخشممى عليممه ذلممك )ولممو زال(‬
‫عذرهما )قبل أن يأكل( أي يتنمماول مفطممرا )ولممم ينويمما ليل فكممذا( ل‬
‫يلزمهما إمساك )في المذهب(‪ ،‬لن تارك النية مفطممر حقيقممة فهممو‬
‫كمن أكل أما إذا نويا ليل فيلزمهما إتمام صومهما كما مر )والظهممر‬
‫أنه( أي‪ :‬المساك )يلزم من( ترك النية ليل ومن )أكل يمموم الشممك(‬
‫فأولى من لم يأكل وهو هنا يوم ثلثين شعبان وإن لممم يتحممدث فيممه‬
‫برؤية كما هو واضح )ثم ثبت كونه من رمضان( لتممبين وجمموبه عليممه‬
‫وأنممه إنممما أكممل لجهلممه بممه وبممه فممارق >ص‪ <434 :‬ممما مممر فممي‬
‫المسافر‪ ،‬لنه يباح له الكل مع العلم بكونه من رمضان وهنا يلزمممه‬
‫القضاء على الفور وإن نازع فيه جمع‪ ،‬لنهم مقصرون بعدم الطلع‬
‫على الهلل مع رؤية غيرهم له فهممو كنسممبتهم ناسممي النيممة لتقصممير‬
‫حتى يلزمه القضاء بل أولى وما ذكرته من وجمموب الفممور مممع عممدم‬
‫التحدث هو ما دل عليه كلم المجموع وغيممره بممل تعليممل الصممحاب‬
‫وجوب الفورية بوجوب المساك صريح فيه وإنممما خالفنمما ذلممك فممي‬
‫ناسي النية‪ ،‬لن عذره أعم وأظهر من نسممبته للتقصممير فكفممى فممي‬
‫عقوبته وجوب القضاء عليه فحسب ويثمماب مممأمور بالمسمماك عليممه‬
‫وإن لم يكن في صمموم شممرعي )وإمسمماك بقيممة اليمموم مممن خممواص‬
‫رمضان بخلف النذر والقضاء( لنتفاء شرف الوقت عنهما ولممذا لممم‬
‫تجب في إفسادهما كفارة‬

‫)فصل( في بيان فدية الصوم الواجب‪ .‬وأنها تارة تجامع القضمماء‬


‫وتارة تنفرد عنه )من فمماته شمميء مممن رمضممان فمممات قبممل إمكممان‬
‫القضاء( بأن مات في رمضان أو قبل غروب ثمماني العيممد أو اسممتمر‬
‫بممه نحممو حيممض أو مممرض مممن قبيممل غروبممه أيضمما >ص‪ <435 :‬أو‬
‫سفره المباح من قبل فجره إلى ممموته )فل تممدارك لممه( أي‪ :‬لفممائت‬
‫بفدية ول قضاء لعدم تقصيره )ول إثم( كما لو لم يتمكن مممن الحممج‬
‫إلى الموت هذا إن فات بعذر وإل أثممم وتممدارك عنممه وليممه بفديممة أو‬
‫صمموم )وإن مممات( الحممر ومثلممه القممن فممي الثممم كممما هممو ظمماهر ل‬
‫التدارك‪ ،‬لنه ل علقة بينه وبين أقاربه حتى ينوبوا عنه نعممم لممو قيممل‬
‫في حر مات وله قريب رقيق له الصمموم عنمه لمم يبعممد‪ ،‬لن الميمت‬
‫أهل للنابة عنه )بعد التمكن( وقد فات بعذر أو غيره أثم كما أفهمه‬
‫المتن وصرح به جمع متأخرون وأجروا ذلممك فممي كممل عبممادة وجممب‬
‫قضمماؤها فممأخره مممع التمكممن إلممى أن مممات قبممل الفعممل وإن ظممن‬
‫السلمة فيعصي من آخر زمن المكممان كالحممج‪ ،‬لنممه لممما لممم يعلممم‬
‫الخممر كمان التممأخير لمه مشممروطا بسمملمة العاقبممة بخلف المممؤقت‬
‫المعلوم الطرفين ل إثم فيه بالتأخير عن زمممن إمكممان أدائه‪ .‬و )لممم‬
‫يصح عنه وليه في الجديد(‪ ،‬لن الصوم عبادة بدنية ل تقبل نيابة في‬
‫الحياة فكذا بعد الموت كالصلة وخرج بمممات مممن عجممز فممي حيمماته‬
‫بمرض أو غيره فإنه ل يصام عنه ما دام حيا )بممل يخممرج مممن تركتممه‬
‫لكل يوم مد طعام( مما يجزئ فطره لخبر فيممه موقمموف علممى ابممن‬
‫عمر رضي الله عنهما وقضية قوله من تركتممه أنممه ل يجمموز للجنممبي‬
‫الطعام عنه >ص‪ <436 :‬وهو متجه‪ ،‬لنه بدل عن بدني وبه يفرق‬
‫بينه وبين الحج وكذا يقال في الطعام في النواع التية ومممر أنممه ل‬
‫يجوز إخراج الفطرة بل إذن فيأتي ذلك في الكفارة فممما هنمما كممذلك‬
‫ويؤخذ مما مر في الفطرة أن المراد هنمما بالبلممد الممتي يعتممبر غممالب‬
‫قوتها المحل الذي هو به عنممد أول مخمماطبته بالقضمماء‪) .‬وكممذا النممذر‬
‫والكفارة( بأنواعها أي‪ :‬صومهما فإذا مات قبل تمكنه من قضائه فل‬
‫تدارك ول إثم إن فات بعذر أو بعده فات بعذر أم ل وجب لكل يمموم‬
‫مد يخرج عنهما والقديم أنه ل يتعين الطعام فيمن مات مسلما بممل‬
‫يجوز للولي أيضا أن يصوم عنه بل في شرح مسلم أنه يسن للخممبر‬
‫المتفق عليه }من مات وعليه صوم صام عنممه وليممه{ ثممم إن خلممف‬
‫تركة وجب أحدهما وإل ندب وظمماهر قممول شممرح مسمملم يسممن أنممه‬
‫أفضمل ممن الطعمام وهمو بعيمد كيمف وفمي إجمزائه الخلف القموي‬
‫والطعام ل خلف فيه >ص‪ <437 :‬فالوجه أن الطعام أفضل منه‬
‫)قلت القديم هنا أظهر( وقد نص عليممه فممي الجديممد أيضمما فقممال إن‬
‫ثبت الحديث قلت به وقد ثبت من غير معارض وبه يندفع العتراض‬
‫على المصنف بممأنه كممان ينبغممي لممه اختيمماره مممن جهممة الممدليل فممإن‬
‫المذهب هو الجديد‪ .‬وفي الروضممة المشممهور فممي المممذهب تصممحيح‬
‫الجديد وذهب جماعة من محققي أصحابنا إلى تصحيح القممديم وهممو‬
‫الصواب بل ينبغي الجزم به للحاديث الصحيحة وليس للجديد حجممة‬
‫من السنة والخبر الوارد بالطعام ضعيف ا ه وانتصر له جماعة بممأنه‬
‫القياس وبه أفتى أصحابنا فتعين حمل الصيام في الخبر علممى بممدله‬
‫وهو الطعام كما سمي في الخبر التراب وضوءا لكممونه بممدله ويممدل‬
‫له أن عائشة قائلة بالطعام مع كونها روايته وفيه ممما فيممه )والممولي‬
‫كل قريب على المختار( لخبر مسلم }صومي عن أمك لمممن قممالت‬
‫له أمي ماتت وعليها صوم نذر{ >ص‪ <438 :‬وهممو يبطممل احتمممال‬
‫أن يراد به ولي المال أو ولي العصوبة ولو كان عليه ثلثون يوممما أو‬
‫أكثر فصامها أقاربه أي أو مممأذونو الميممت أو قريبممه فممي يمموم واحممد‬
‫أجزأت كما بحثه في المجموع وقاسه غيره على ممما لممو كممان عليممه‬
‫حج إسلم وحج نذر وحج قضاء فاستأجر عنه ثلثممة كل لواحممدة فممي‬
‫سنة واحدة )ولو صام أجنبي( علممى هممذا )بممإذن( الميممت بممأن يكممون‬
‫أوصاه به أو بإذن )الولي( ولو سفيها فيما يظهر‪ ،‬لنممه أهممل للعبممادة‬
‫)صح( ولو بأجرة كالحج )ل( إن صام عنه )مستقل( فل يجممزئ )فممي‬
‫الصح(‪ ،‬لنه لم يرد وفارق الحج بأن للمال فيممه دخل فأشممبه قضمماء‬
‫الدين ولو امتنع الولي مممن الذن أو لممم يتأهممل لنحممو صممبا لممم يممأذن‬
‫الحاكم >ص‪ <439 :‬على الوجه بل إن كانت تركة تعيممن الطعممام‬
‫وإل لم يجب شيء‪) .‬ولو مات وعليه صلة أو اعتكاف لم يفعل عنممه‬
‫ول فدية( تجزئ عنممه لعممدم ورود ذلممك )وفممي العتكمماف قممول( إنممه‬
‫يفعل عنه كالصوم )والله أعلم( وفي الصلة أيضا قممول‪ :‬إنهمما تفعممل‬
‫عنه أوصى بها أم ل حكاه العبادي عن الشافعي وغيره عن إسممحاق‬
‫وعطاء لخبر فيه لكنه معلول بل نقممل ابممن برهممان عممن القممديم أنممه‬
‫يلزم الولي أي‪ :‬إن خلف تركة أن يصلي عنممه كالصمموم ووجممه عليممه‬
‫كثيرون من أصحابنا أنه يطعم عن كل صلة مممدا واختممار جمممع مممن‬
‫محققي المتأخرين الول وفعل به السبكي عممن بعممض أقمماربه وبممما‬
‫تقرر يعلم أن نقل جمع شافعية وغيرهم الجماع على المنممع المممراد‬
‫بممه إجممماع الكممثر وقممد تفعممل هممي والعتكمماف عممن ميممت كركعممتي‬
‫الطواف فإنها تفعل عنه تبعا للحج وكممما لممو نممذر أن يعتكممف صممائما‬
‫فمات فيعتكف الولي أو ما دونه عنه صائما‪) .‬والظهر وجوب المممد(‬
‫ول قضاء عن كل يوم من رمضان أو نذر أو قضمماء أو كفممارة )علممى‬
‫من أفطر للكبر( أو المرض الذي ل يرجى برؤه بأن يلحقممه بالصمموم‬
‫مشقة شديدة ل تطاق عادة‪ ،‬لن ذلك جاء عممن جمممع مممن الصممحابة‬
‫رضي اللممه عنهممم ول مخممالف لهممم وفممارق المريممض المرجممو الممبرء‬
‫والمسافر بأنهما يتوقعان زوال عذرهما أما مممن يقممدر علممى الصمموم‬
‫في زمن لنحو برده أو قصره فهو وكمرجو البرء وخرج بأفطر ما لو‬
‫تكلف وصام فل فدية كما في الكفاية عن البنممدنيجي >ص‪<440 :‬‬
‫واعترضه السنوي بأن قياس ما صححوه وهو أنه مخمماطب بالفديممة‬
‫ابتداء عدم الكتفاء بالصوم وقد يجاب بأن محل مخاطبته بها ابتممداء‬
‫ما لم يرد الصوم فحينئذ يكون هو المخاطب به وقضممية كلم المتممن‬
‫وغيره وجوبها ولو على فقيممر فتسممتقر فممي ذمتممه لكنممه صممحح فممي‬
‫المجممموع سممقوطها عنممه كممالفطرة‪ ،‬لنممه عمماجز حممال التكليممف بهمما‬
‫وليست في مقابلة جناية ونحوها فإن قلت ينممافيه قممولهم حمق اللمه‬
‫المالي إذا عجز عنه العبد وقت الوجوب ثبت في ذمته وإن لم يكممن‬
‫على جهة البدل إذا كان بسبب منه وهو هنا كممذلك‪ ،‬إذ سممببه فطمره‬
‫قلت كون السبب فطره ممنوع وإل لزمت الفدية للقادر فعلمنمما أن‬
‫السبب إنما هو عجزه المقتضي لفطره وهو ليس من فعله فاتضممح‬
‫ما في المجموع فتأمله ولو قدر بعد على الصمموم لممم يلزمممه قضمماء‬
‫كما قمماله الكممثرون وفممارق نظيممره التممي فممي المعضمموب بممأنه هنمما‬
‫مخاطب بالفدية ابتداء فأجزأت عنممه >ص‪ <441 :‬وثممم المعضمموب‬
‫مخاطب بالحج وإنما جازت لممه النابممة للضممرورة وقممد بممان عممدمها‪.‬‬
‫)وأما الحامل والمرضع( غير المتحيرة وليستا فممي سممفر ول مممرض‬
‫)فإن أفطرتا خوفا على نفسهما( أن يحصل لهما مممن الصمموم مبيممح‬
‫تيمم )وجب القضاء بل فديممة( كممالمريض المرجممو الممبرء وإن انضممم‬
‫لذلك الخوف على الولد‪ ،‬لنه وقع تبعا ولنممه إذا اجتمممع المممانع وهممو‬
‫الخوف على النفس أل ترى أن من أفطر خوف الهلك على نفسممه‬
‫بغير ذلك ينتفي عنه المد والمقتضي وهو الخوف علممى الولممد غلممب‬
‫المممانع )أو( خافتمما )علممى الولممد( وحممده أن تجهممض أو يقممل اللبممن‬
‫فيتضرر بمبيح تيمم ولو من تبرعت بإرضاعه أو اسممتؤجرت لممه وإن‬
‫لم تتعين بأن تعددت المراضع كممما صممرح بممه فممي المجممموع >ص‪:‬‬
‫‪) <442‬لزمتهما الفدية في الظهر( لقممول ابممن عبمماس رضممي اللممه‬
‫عنهما في قوله تعالى }وعلى الذين يطيقونه فدية{ أنهمما منسمموخة‬
‫إل في حقهما وفي نسخ لزمتهما القضاء وكذا الفديممة فممي الظهممر‪.‬‬
‫قال الذرعمي وأحسمبه ممن إصملح ابمن جعموان والفديمة هنما علمى‬
‫الجيرة وفارقت كون دم التمتع على المستأجر بأن فعممل تلممك مممن‬
‫تتمة إيصال المنفعة الواجب عليها وفعل هذا من تمام الحج الواجب‬
‫على المستأجر وأيضا فالعبادة هنمما وقعممت لهمما وثممم وقعممت لممه أممما‬
‫المرضعة المتحيرة فل فدية عليها للشك وكذا إن كانتا في سممفر أو‬
‫مرض وترخصتا لجله أو أطلقتا >ص‪ <443 :‬بخلف ما إذا ترخصتا‬
‫للرضيع والحمل )والصح أنه يلحممق بالمرضممع( فيممما ذكممر فيهمما مممن‬
‫التفصيل )من( أفاد قوله يلحق أن المنقممذة المتحيممرة أو المسمافرة‬
‫أو المريضة فيهن هنا ما مر ثم )أفطر لنقاذ( آدمممي محممترم حممر أو‬
‫قن له أو لغيره )مشرف على هلك( بغرق أو غيره ولم يتمكن مممن‬
‫تخليصه إل بالفطر بجامع أن في كل إفطارا بسبب الغير‪.‬‬
‫)تنبيه( ما ذكرته من أن الدمي بأقسامه المممذكورة يجممري فيممه‬
‫تفصيل المرضع هو ما يصرح به إطلق القفال في الدمي المحممترم‬
‫وجوب الفدية‪ ،‬لنه يرفق بالفطر لجلممه شخصممان وإطلق القاضممي‬
‫وجوبها في كل فطر مأذون فيممه لجممل الغيممر والنمموار وجوبهمما فممي‬
‫الحيوان والمجموع وجوبها في المشرف على الهلك ول ينافي هذه‬
‫الطلقات ما أفاده المتن أن هذا يجري فيه التفصيل السممابق فيممما‬
‫ألحق به‪ ،‬لن مراد المطلقين الوجوب هنا الوجوب في بعض أحوال‬
‫الملحق به كما هو واضح من نص المتن على جريان ذلممك التفصمميل‬
‫هنا وخرج بالدمي بأقسامه الحيوان المحترم والمال المحترم الممذي‬
‫ل روح فيه والذي أفاده قممول القفممال لممو أفطممر لتخليممص ممماله لممم‬
‫تلزمه فدية‪ ،‬لنه لم يرتفق به إل شخص واحد أن كل منهما إن كممان‬
‫له فل فدية أو لغيره فالفديممة وكلم القاضممي يفهممم هممذا أيضمما وهممو‬
‫متجه في الجماد‪ ،‬لنه لما لم يتصور فيه نفسه ارتفاق تممأتى الفممرق‬
‫فيه بين ما للمنقذ فل فدية لما ذكره وما لغيممره ففيممه الفديممة‪ ،‬لنممه‬
‫ارتفق به شخصان المالك والمنقذ‪ .‬وأما الحيمموان فالممذي يتجممه فيممه‬
‫أنه ل فرق بين ما له ولغيره‪ ،‬لنه في الول ارتفق به اثنممان المنقممذ‬
‫والمنقذ وفي الثاني ارتفق به ثلثة هممما ومالممك المنقممذ وأممما إطلق‬
‫المجموع لممزوم الفديممة مممع تعممبيره بالمشممرف العممم مممن الحيمموان‬
‫والجماد له أو لغيره فهو وإن وافق إطلق المتن بعيد المدرك وكأن‬
‫شمميخنا فممي شممرح المنهممج رأى بعممد هممذا المممدرك فخممص الوجمموب‬
‫بالدمي وقد علمت >ص‪ <444 :‬أن صريح كلم القاضممي ومفهمموم‬
‫كلم القفال ينازع الشيخ في تعميمه بطريممق المفهمموم أنممه ل فديممة‬
‫في غير الدمي من حيوان وجممماد لممه أو لغيممره ومممما ينممازعه أيضمما‬
‫إطلق النوار وجوبها في الحيوان وعدم وجوبها فممي غيممره‪ .‬وإطلق‬
‫الول موافق لما رجحته وكذا الثاني إل في مممال الغيممر والوجممه ممما‬
‫ذكرته فيه كما تقرر وكأن اختلف هذه العبممارات هممو سممبب اختلف‬
‫نسخ شرح الروض وقد علمت المعتمد مما قررتممه فاسممتفده وأخممذ‬
‫بعضهم من ذاك أن لمن معممه نقمد خشممي عليمه أن يبتلعمه وأنمه لمو‬
‫ابتلعه ليل فخرج منه أي‪ :‬من فيه نهارا لممم يفطممر ول يلحممق إدخمماله‬
‫المؤدي إلى خروجه بالسممتقاءة والفطممر المتوقممف عليممه التخليممص‬
‫للحيوان المحترم واجب كما أطلقوه وتقييد بعضهم له بما إذا تعيممن‬
‫عليه يرده ما تقرر في المرضممعة الغيممر متعينممة ورده السممبكي بممأنه‬
‫يؤدي إلى التواكل )ل المتعدي بفطممر رمضممان بغيممر جممماع( فممإنه ل‬
‫يلحق بالمرضع في وجوب الفدية فممي الصممح‪ ،‬لنممه لمم يممرد مممع أن‬
‫الفدية لحكمة استأثر الله تعالى بها ومن ثم لم تجب في الردة فممي‬
‫رمضان مع أنها أفحش ممن الموطء نعمم يعمزر تعزيمرا شمديدا لئقما‬
‫بعظيم جرمه وتهوره فإن قلت لم جبر تعمممد تممرك البعممض بسممجود‬
‫السهو كما مر والقتل العمد بالكفارة مع أن ذلك لم يرد أيضا قلممت‬
‫أما الول فلن المجبور به من جنس المتروك والصلة قد عهد فيهمما‬
‫التدارك بنحو ذلك بخلف الفدية هنا فإنها أجنبية بكل وجه فقصممرت‬
‫على الموارد فقمط وأمما الثماني فلنمه حمق آدممي وهمو يحتماط فمي‬
‫التغليظ فيه أكثر ومن ثم لم تجب فممي الممردة مممع أنهمما أغلممظ منممه‪.‬‬
‫)ومن أخر قضمماء رمضممان >ص‪ <445 :‬مممع إمكممانه( بممأن خل عممن‬
‫السفر والمرض قدر ما عليه بعد يوم عيد الفطر في غير يوم النحر‬
‫وأيام التشريق )حتى دخل رمضان آخر لزمه مع القضمماء لكممل يمموم‬
‫مد(‪ ،‬لن ستة من الصحابة رضي الله عنهم أفتمموا بممذلك ول يعممرف‬
‫لهم مخالف أما إذا لم يخل كممذلك فل فديممة‪ ،‬لن تممأخير الداء بممذلك‬
‫جائز فالقضاء أولى نعم نقل عن البغوي وأقراه أن ما تعدى بفطممره‬
‫يحرم تأخيره بعذر السفر وإذا حمرم كمان بغيمر عمذر فتجمب الفديمة‬
‫وخالف جمع فقالوا ل فرق بين المتعدى به وغيره نعم قال الذرعي‬
‫لو أخره لنسيان أو جهل فل فدية كما أفهمه كلمهم ومراده الجهممل‬
‫بحرمة التأخير وإن كان مخالطا للعلممماء لخفمماء ذلممك ل بالفديممة فل‬
‫يعذر بجهله بها نظير ما مر فيما لو علم حرمة نحممو التنحنممح وجهممل‬
‫البطلن وأفهم المتممن أنهمما هنمما للتممأخير وفممي الكممبر لصممل الصمموم‬
‫والحامل والمرضع لفضيلة المموقت )والصممح تكممرره( >ص‪<446 :‬‬
‫أي المد عن كل يوم )بتكرر السنين(‪ ،‬لن الحقوق المالية ل تتداخل‬
‫ولو أخرجها عقب كل عام تكممررت قطعمما )و( الصممح )أنممه لممو أخممر‬
‫القضاء مع إمكانه( حتى دخل رمضان آخر )فمات أخرج مممن تركتممه‬
‫لكل يوم مدان مد للفوات( إن لم يصم عنممه أو علممى الجديممد )ومممد‬
‫للتممأخير(‪ ،‬لن كل منهممما ممموجب عنممد النفممراد فكممذا عنممد الجتممماع‬
‫ويفرق بينه وبين الهم إذا لم يخرج الفدية أعواما فإنها ل تتكرر بممأن‬
‫المد فيه للفمموات كممما مممر وهممو لممم يتكممرر وهنمما للتممأخير وهممو غيممر‬
‫الفمموات هممذا إن أخممر سممنة فقممط وإل تكممرر مممد التممأخير كممما مممر‪.‬‬
‫)ومصرف الفديمة الفقمراء والمسماكين( دون بقيممة الصمناف لقمموله‬
‫تعالى }طعام مسكين{ وهو شامل للفقير أو الفقير أسوأ حال منممه‬
‫فيكون أولى )وله صرف أمداد إلى شخص واحممد( بخلف مممد واحممد‬
‫لشخصين ومد وبعض مد آخر لواحد فل يجوز‪ ،‬لن كل مد فدية تامة‬
‫وقد أوجب تعالى صرف الفديممة لواحممد فل ينقممص عنهمما وإنممما جمماز‬
‫صرف فديتين إليه كصرف زكاتين إليه ويجوز بل يجب صمرف صمماع‬
‫الفطرة إلى اثنين وعشرين ثلثة من كل صنف والعامل‪ ،‬لنممه زكمماة‬
‫مستقلة وهي بالنص يجممب صممرفها لهممؤلء‪ ،‬لن تعلممق الطممماع بهمما‬
‫أشد وإنما جاز صرف جزاء الصيد لمتعددين‪ ،‬لنممه قممد يجممب التعممدد‬
‫فيها ابتداء بأن أتلف جمع صيدا وأيضا فهو مخير وهو يتسامح فيه ما‬
‫ل يتسامح في المرتب وأيضا فآيته فيها جمع المساكين كآية الزكمماة‬
‫بخلف الية هنا )وجنسها جنس الفطرة( فيأتي فيها ما مر ثممم قممال‬
‫القفال ويعتبر فضلها عما يعتبر ثم‪>.‬ص‪<447 :‬‬

‫)فصمل( فمي بيمان كفمارة جمماع رمضمان )تجمب( علمى واطمئ‬


‫بشبهة أو نكاح أو زنا )الكفارة بإفساد( أو منع انعقاد )صوم يوم من‬
‫رمضان( على نفسه )بجماع( تام في قبل أو دبر ولو لبهيمة ولو مع‬
‫وجود خرقة لفها على ذكره )أثم به بسممبب الصمموم( المممذكور وهممو‬
‫صوم رمضان ول شبهة له لخبر البخمماري بممذلك‪) .‬ول كفممارة علممى(‬
‫من فقد فيه شرط من ذلك نحو )ناس( ومكره وجاهل عذر لنتفمماء‬
‫الفساد بل ل كفارة وإن قلنا بالفسمماد لنتفمماء إثمممه بممه )ول( علممى‬
‫)مفسد( صوم )غير رمضان( من نذر أو قضاء أو كفممارة‪ ،‬لن النممص‬
‫ورد في رمضان وهو لختصاصه بفضائل ل يقاس به غيممره ول علممى‬
‫مفسد صوم غيره كمسافر جامع حليلته فأفسد صومها )أو( مفسممد‬
‫صوم نفسه لكن )بغير جماع(‪ ،‬لن الجماع أغلظ فلم يلحق به غيره‬
‫ول على مفسد صومه بجماع غيممر تممام وهممو المممرأة >ص‪،<448 :‬‬
‫لنها تفطر بدخول رأس الذكر قبل تمام الحشممفة كممذا قيممد بالتمممام‬
‫احترازا عن هذه لكنه يوهم أنها لو جومعت وهي نائمة أو مكرهة أو‬
‫ناسية ثم زال نحو النوم بعد تمام دخول الحشفة وإدامته اختيارا لممه‬
‫يلزمها كفارة‪ ،‬لن صممومها فسممد بجممماع تممام لكممن المنقممول خلفممه‬
‫لنقص صومها بتعرضه كممثيرا للفسمماد بنحممو الحيممض فلممم يقممو علممى‬
‫إيجاب كفارة وحينئذ فل يحتاج لهذا القيد ومممن ثممم حممذفاه هنمما وإن‬
‫ذكراه في الروضة وأصلها‪ .‬نعم قد يحتاج إليه بالنسبة للموطوء في‬
‫دبره فإن الذي يظهر أنه لو أولج فيممه نائممما مثل ثممم اسممتيقظ وأدام‬
‫لزمته الكفارة لصدق الضابط به كما أشممار إليممه الذرعممي وإن قيممل‬
‫فيه بحث‪ ،‬إذ قضمية تعليلهمم بنقمص صموم الممرأة أن الرجمل ليمس‬
‫مثلها في ذلك فقول ابن الرفعة إنه مثلها يحمل على أنه مثلها فممي‬
‫بطلن صومهما قبل مجاوزة الحشفة إذا كانا عالمين مختارين )ول(‬
‫على من لم يأثم بجماعه نحو )مسافر( أو مريض صائم )جامع بنيممة‬
‫الترخص(‪ ،‬لنه يحل له ذلممك )وكممذا( مممن أثممم بممه لكممن ل مممن جهممة‬
‫الصوم كأن جامع نحو المسافر )بغيرها( أي‪ :‬مع عدم نيممة الممترخص‬
‫)في الصح(‪ ،‬لنه وإن أثم بعدم نية الترخص لكن الفطممار مبمماح لممه‬
‫فصار شبهة في درء الكفارة وبما قررته يندفع قول شارح قبل هممذا‬
‫محترز قوله أثم به وفيه نظر فإنه آثم إذا لم ينو الترخص فترد هذه‬
‫على الضابط نعم يصح أن يحممترز بممه عممن جممماع الصممبي ا ه >ص‪:‬‬
‫‪ <449‬ووجه انممدفاعه أن ممما قبممل كممذا محممترز أثممم بممه وممما بعممدها‬
‫محترز بسبب الصوم ومن محترز أثم به قمموله أيضمما )ول علممى مممن‬
‫ظن الليل( أي‪ :‬بقاءه فجامع )فبان نهارا( وكذا إن لم يظن شيئا لما‬
‫مر أنه يجوز الكل مع الشك آخر الليل بل ل كفارة هنا وإن أثم كأن‬
‫ظن الغروب بل أمارة أو شك فيه فجامع فبان نهارا‪ ،‬لنه لممم يقصممد‬
‫الهتك والكفارة تدرأ بالشممبهة كالحممد فل نظممر لثمممه لممما مممر أنممه ل‬
‫يجوز الفطر آخر النهار إل باجتهاد وكممذا ل كفمارة كمما ذكممره شممارح‬
‫لكن نظر غيره فيه لو شك أنوى أم ل فجامع ثم بممان أنممه نمموى وإن‬
‫فسد صومه وأثم بالجماع وهاتان قد تردان على الضابط‪ ،‬لن الثممم‬
‫فيهما من جهة الصوم فإن زيد فيه ول شبهة كما قدمته لم تممردا ول‬
‫على من نمموى يمموم الشممك قضمماء مثل ثممم جممامع ثممم ثبممت أنممه مممن‬
‫رمضان وإن صدق عليه الضابط لول ما بينت به مراد المتن بقممولي‬
‫المذكور‪ ،‬لنه هنا لم يأثم من حيث كونه من رمضان لجهله به حممال‬
‫الوطء بل من حيث غيره وهو نحو القضمماء فمي ظنمه‪ .‬ومما قيمل إن‬
‫هذه تخرج لممو قمال عممن رمضممان‪ ،‬لنمه منمه ل عنمه غيمر صممحيح‪ ،‬إذ‬
‫القضاء عنه ل منه مع أنه ل كفارة فيه نعم تخرج بإفساد صوم يمموم‬
‫من رمضان‪ ،‬لنه إذا ثبت كونه من رمضان بان أنه ليس فممي صمموم‬
‫أصل لما مر أنه ل يقبل غيممره ومممر وجمموب الكفممارة فيممما لممو طلممع‬
‫الفجر وهو مجممامع فعلممم واسممتدام مممع أنممه لممم يفسممد تنممزيل لمنممع‬
‫النعقاد منزلة الفساد )ول على من جامع بعد الكل ناسمميا( للصمموم‬
‫متعلق بالكل )وظن أنه أفطر به( لعتقاده أنه غير صائم )وإن كممان‬
‫الصح بطلن صومه( بهذا الجماع كما لو جامع ظانا بقاء الليل فبان‬
‫خلفه أما إذا لم يظن ذلك فعليه الكفارة‪ ،‬إذ ل عذر لممه بمموجه وهممذا‬
‫إن علم وجوب المساك بعد الفطر خارج بسبب الصمموم وإل فيممأثم‬
‫به )ول( على )من زنى ناسيا( للصوم‪ ،‬لنه لممم يممأثم بسممبب الصمموم‬
‫وصرح بهذا مع علمه من قمموله السممابق علممى نمماس >ص‪،<450 :‬‬
‫لنه مما يخفى ويصح كما قاله أن يكون هذا مفرعا علممى الضممعيف‬
‫أن الناسي يفسممد صممومه وحينئذ ل تكممرار فيممه بمموجه‪) .‬ول مسممافر‬
‫أفطر بالزنا مترخصمما(‪ ،‬لن فطممره جممائز لممه وإثمممه للزنمما ل للصمموم‬
‫فذكر الترخص لذلك وإل فهو ل كفممارة عليممه وإن لممم ينممو الممترخص‬
‫نظير ما مر في قوله وكذا بغيرها )والكفارة على الزوج عنه( دونها‪،‬‬
‫لنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر بها زوجة المجامع مع مشمماركتها‬
‫له في السبب ولن صومها ناقص كما مر )وفي قول( تلزمه كفممارة‬
‫واحدة لكنها تكون )عنه وعنهمما( لمشمماركتها لممه فممي السممبب ولهممذا‬
‫القول تفريع وتقييد ليس من غرضنا ذكره )وفي قول عليهمما كفممارة‬
‫أخرى( قياسا على الرجل‪) .‬وتلزم( الكفارة )من انفرد برؤية الهلل‬
‫وجامع فممي يممومه( >ص‪ <451 :‬لصممدق الضمابط عليمه باعتبممار ممما‬
‫عنده ويلحق به فيما يظهر من أخبره من اعتقد صدقه لممما مممر أنممه‬
‫يلزمه الصوم كالرائي‪) .‬ومن جامع في يومين لزمممه كفارتممان(‪ ،‬لن‬
‫كل يوم عبادة مستقلة كحجتين أو حجات جامع في كل‪ ،‬أممما جممماع‬
‫ثان أو أكثر في يوم واحد فل شمميء فيممه وإن اختلفممت الموطمموآت‪،‬‬
‫لن الفسمماد لممم يتكممرر‪).‬وحممدوث السممفر( والممردة )بعممد الجممماع ل‬
‫يسقط الكفارة(‪ ،‬لنه كممان مممن أهممل الوجمموب حممال الجممماع )وكممذا‬
‫المرض( أي حدوثه بعده ل يسقطها )على المممذهب( لممذلك فتحقممق‬
‫منهما هتك الحرمة بخلف حدوث الجنون والموت‪ ،‬لنممه يتممبين بهممما‬
‫زوال أهلية الوجوب من أول اليوم >ص‪ <452 :‬فلم يكن من أهمل‬
‫الوجوب حالة الجماع‪) .‬ويجب معها( أي الكفارة )قضاء يوم( أو أيام‬
‫)الفساد على الصحيح(‪ ،‬لنه إذا لزم المعذور فغيره أولى وروى أبو‬
‫داود }أنه صلى اللممه عليممه وسملم أمممر بهمما المجممامع{‪) .‬وهممي( أي‪:‬‬
‫الكفارة )عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن‬
‫لم يستطع فإطعام ستين مسكينا( كما في الخممبر السممابق وسمميأتي‬
‫بيان هذه الثلثة وشروطها وصفاتها في باب الكفارة )فلو عجز عممن‬
‫الجميع استقرت( مرتبة )في ذمته في الظهر(‪ ،‬لنه صلى الله عليه‬
‫وسلم }أمر العرابي أن يكفر بما دفعه إليه{ مع إخباره لممه بعجممزه‬
‫فدل على ثبوتها في الذمممة حينئذ وعممدم ذكممره لممه إممما لفهمممه مممن‬
‫كلمه كما تقرر أو‪ ،‬لن تأخير البيان إلممى وقممت الحاجممة جممائز )فممإذا‬
‫قدر على خصلة فعلها( فممورا وجوبمما‪ ،‬لن كممل كفممارة تعممدى بسممببها‬
‫يجب الفور فيها )والصح أن له العدول عممن الصمموم( إلممى الطعممام‬
‫)لشدة الغلمة( أي‪ :‬الحاجة إلممى المموطء لئل يقممع فيممه أثنمماء الصمموم‬
‫فيحتاج لستئنافه وهو حرج شديد وورد }أنه صلى الله عليممه وسمملم‬
‫لما أمر المكفر بالصوم قال يا رسول الله وهل أتيت إل من الصمموم‬
‫فأمره بالطعام{‪) .‬و( الصح )أنه ل يجوز للفقيممر( المكفممر )صممرف‬
‫كفارته إلى عياله( كالزكاة وقوله صلى الله عليممه وسمملم للمجممامع‪:‬‬
‫بعد أن أخبره بعجزه فجمماز لممه قممدر الكفممارة فأعطمماه لممه فقممال يمما‬
‫رسول الله ما بين لبتيها أهل بيت أحوج إليممه منما }أطعممه أهلمك{‬
‫يحتمل أنه تصدق به عليه أو ملكه إياه >ص‪ <453 :‬ليكفر به فلممما‬
‫أخبره بفقره أذن له في صرفه لهله إعلما بأن الكفارة إنممما تجممب‬
‫بالفاضل عن الكفاية أو أنه تطوع بممالتكفير عنممه وسمموغ لممه صممرفها‬
‫لهله إعلما بأن المكفر المتطوع يجوز لممه صممرفها لممممون المكفممر‬
‫عنه وبهذا أخذ أصحابنا فقممالوا يجمموز للمتطمموع بممالتكفير عممن الغيممر‬
‫صرف لممون المكفر عنه واحممترز عنممه المتممن بقمموله كفممارته إلممى‬
‫عياله‬

‫باب صوم التطوع‬


‫وهو ما لم يفرض وللصوم من الفضائل والمثوبممة ممما ل يحصمميه‬
‫إل الله تعالى ومن ثم أضمافه تعمالى إليمه دون غيممره مممن العبمادات‬
‫فقال }كل عمل ابممن آدم لممه إل الصمموم فممإنه لممي وأنمما أجممزي بممه{‬
‫وأيضا فهو مع كممونه مممن أعظممم قواعممد السمملم بممل أعظمهمما عنممد‬
‫جماعة ل يمكن أن يطلع عليه من غيممر إخبممار غيممر اللممه تعممالى وممما‬
‫قيل إن التبعات ل تتعلق به يرده خممبر مسمملم أنممه يؤخممذ مممع جملممة‬
‫العممال فيهما وبقمي فيمه سممبعة وأربعممون قممول ل تخلممو عممن خفمماء‬
‫وتعسف نعممم قيمل إن التضمعيف فممي الصموم وغيممره ل يؤخمذ‪ ،‬لنمه‬
‫محض فضل الله تعالى وإنما الذي يؤخذ الصل وهو الحسنة الولى‬
‫ل غير وإنما يتجه إن صح ذلك عن الصادق وإل وجممب الخممذ بعممموم‬
‫ما أخبر به من أخذ حسنات الظالم حتى إذا لم تبق له حسمنة وضمع‬
‫عليه من سيئات المظلوم فإذا وضع عليه سيئاته فأولى أخممذ جميممع‬
‫حسناته الصل وغيره‪ ،‬لن الكل صار لممه ومحممض الفضممل جممار فممي‬
‫الصممل أيضمما كممما هممو معتقممد أهممل السممنة‪) .‬يسممن صمموم الثنيممن‬
‫والخميس( للخبر الحسن }أنه صلى الله عليممه وسمملم كممان يتحممرى‬
‫صومهما ويقول إنهما تعرض فيهما العمال فأحب أن يعرض عملممي‬
‫وأنا صائم{ أي تعرض على الله تعالى وكذا تعرض فممي ليلممة نصممف‬
‫شمعبان وفممي ليلمة القمدر فمالول عمرض إجممالي باعتبمار السمبوع‬
‫>ص‪ <454 :‬والثاني باعتبار السنة وكذا الثالث وفائدة تكرير ذلممك‬
‫إظهار شرف العاملين بين الملئكة وأممما عرضممها تفصمميل فهممو رفممع‬
‫الملئكة لها بالليل مرة وبالنهار مرة وعد الحليمممي اعتيمماد صممومهما‬
‫مكروها شاذ وتسميتهما بذلك يقتضي أن أول السبوع الحممد ونقلممه‬
‫ابن عطية عن الكثرين وناقضه السهيلي فنقل عن العلممماء إل ابممن‬
‫جرير أن أوله السبت وسيأتي بسط ذلممك فممي النممذر )و( يسممن بممل‬
‫يتأكد صوم تسع الحجة للخبر الصحيح فيها المقتضي لفضليتها على‬
‫عشر رمضممان الخيممر ولممذا قيممل بممه لكنممه غيممر صممحيح‪ ،‬لن المممراد‬
‫أفضليتها على ما عدا رمضان لصحة الخبر بأنه سيد الشهور مممع ممما‬
‫تميز به من فضائل أخرى وأيضا فاختيار الفرض لهذه والنفممل لتلممك‬
‫أدل دليل على تميز هذه‪ .‬فزعم أن هذه أفضممل مممن حيممث الليممالي‪،‬‬
‫لن فيها ليلة القدر وتلك أفضل من حيث اليام‪ ،‬لن فيها يوم عرفة‬
‫غير صحيح وإن أطنب قائله في الستدلل له‪ ،‬لنه بما ل مقنممع فيممه‬
‫فضممل عممن صممراحته وآكممدها تاسممعها وهممو يمموم )عرفممة( لغيممر حمماج‬
‫ومسافر‪ ،‬لنه }يكفر السنة التي هو فيها والتي بعدها{ كما في خبر‬
‫مسلم وآخر الولى سلخ الحجة وأول الثانية أول المحرم الذي يلممي‬
‫ذلك حمل لخطمماب الشممارع علممى عرفممة فممي السممنة وهممو ممما ذكممر‬
‫والمكفر الصغائر الواقعة في السنتين فإن لم تكن له صغائر رفعت‬
‫درجته أو وقي اقترافها أو استكثارها وقول مجلي تخصيص الصغائر‬
‫تحكم مردود وإن سبقه إلى نحوه ابن المنذر بأنه إجماع أهل السنة‬
‫وكممذا يقممال فيممما ورد فممي الحممج وغيممره لممذلك المسممتند لتصممريح‬
‫الحاديث >ص‪ <455 :‬بذلك في كثير مممن العمممال المكفممرة بممأنه‬
‫يشترط في تكفيرها اجتناب الكبممائر وحممديث تكفيممر الحممج للتبعممات‬
‫ضعيف عند الحفاظ بل أشار بعضممهم إلممى شممدة ضممعفه أممما الحمماج‬
‫فيسن له فطره وإن لم يضعفه الصوم عن الممدعاء تأسمميا بممه صمملى‬
‫الله عليه وسمملم فممإنه وقممف مفطممرا وتقويمما علممى الممدعاء فصممومه‬
‫خلف الولى‪ .‬وقيل مكروه وجرى عليه في نكت التنبيه وهممو متجممه‬
‫لصحة النهي عنه نعم يسن صومه لممن أخمر وقموفه إلمى الليمل أي‬
‫ولم يكن مسافرا لنص الملء على أنه يسن فطره للمسافر ومثلممه‬
‫المريض لمن محله إن أجهده الصوم أي‪ :‬أتعبممه وإن لممم يتضممرر بممه‬
‫قاله الذرعي وهو أولى من حمل الزركشممي لممه علممى مممن يضممعفه‬
‫الصوم ويسن صوم ثامن الحجة احتياطا له )وعاشوراء( بالمممد وهممو‬
‫عاشر المحرم وشذ من قال إنه تاسعه‪ ،‬لنه يكفممر السممنة الماضممية‬
‫رواه مسلم ولكون أجرنا >ص‪ <456 :‬ضعف أجر أهل الكتاب كان‬
‫ثواب ما خصصنا به وهو عرفة ضعف ممما شمماركناهم فيممه وهممو هممذا‬
‫)وتاسوعاء( بالمد وهو تاسممعه لخممبر مسمملم }لئن بقيممت إلممى قابممل‬
‫لصومن التاسع{ فمات قبله والحكمممة فيممه مخالفممة اليهممود ويسممن‬
‫صوم الحادي عشر أيضا )وأيام( الليالي )البيض( وهي الثالث عشممر‬
‫وتالياه لصحة المر بصومها والحتياط صوم الثاني عشر معها‪ .‬نعممم‬
‫الوجه خلفا للجلل البلقيني أنه في الحجة يصوم السادس عشر أو‬
‫يوما بعده بدل الثالث عشر وحكمممة كونهمما ثلثممة أن الحسممنة عشممر‬
‫أمثالها فصومها كصوم الشهر كله ولذلك حصل أصل السممنة بصمموم‬
‫ثلثة من أي أيام الشهر وخصت هذه لتعميم لياليها بالنور المناسممب‬
‫للعبادة والشكر على ذلك ويتعسر تعميم اليموم بعبمادة غيمر الصموم‬
‫ويسن صوم أيام السود خوفا ورهبة من ظلمة الذنوب وهي السابع‬
‫أو الثامن والعشرون وتالياه فإن بدأ بالثامن ونقص الشهر صام أول‬
‫تاليه لستغراق الظالمة لليلته أيضا وحينئذ يقع صومه عن كونه أول‬
‫الشهر أيضا فإنه يسن صوم ثلثة أول كل شهر‬
‫)تنبيه( من الواضح أن من قال أولها السابع ينبغممي أن يقمموم إذا‬
‫تم الشهر يسممن صمموم الخممر خروجمما مممن خلف الثمماني ومممن قممال‬
‫الثامن يسن صوم السابع احتياطا فنتج سممن صمموم الربعممة الخيممرة‬
‫إذا تممم الشممهر عليهممما )وسممتة( فممي نسممخة سممت بل تمماء كممما فممي‬
‫الحديث وعليها فسوغ حذفها حذف المعدود )من شوال(‪ ،‬لنهمما مممع‬
‫صيام رمضان أي‪ :‬جميعه وإل لممم يحصممل الفضممل التممي وإن أفطممر‬
‫لعذر كصيام الدهر رواه مسلم أي‪ :‬لن الحسنة بعشممر أمثالهمما كممما‬
‫جاء مفسرا في رواية الرملي سندها حسن ولفظهما صمميام رمضممان‬
‫بعشرة أشهر وصيام ستة أيام أي‪ :‬من شوال بشهرين فذلك صمميام‬
‫السنة أي‪ :‬مثل صيامها بل مضاعفة نظير ما قالوه في خممبر }}قممل‬
‫هو الله أحد{ تعدل ثلث القرآن{ وأشباهه‪ .‬والمممراد ثممواب الفممرض‬
‫وإل لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى‪ ،‬إذ من صممام مممع رمضممان‬
‫ستة >ص‪ <457 :‬غيرها يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فل تتميممز‬
‫تلك إل بذلك وحاصله أن مممن صممامها مممع رمضممان كممل سممنة تكممون‬
‫كصيام الدهر فرضا بل مضاعفة ومن صام ستة غيرها كممذلك تكممون‬
‫كصيامه نفل بل مضاعفة كما أن يصوم ثلثة مممن كممل شممهر تحصممله‬
‫أيضا وقضية المتن نممدبها حممتى لمممن أفطممر رمضممان وهممو كممذلك إل‬
‫فيمن تعدى بفطره‪ ،‬لنه يلزمه القضاء فورا بل قال جمع متقممدمون‬
‫يكره لمن عليه قضاء رمضان أي‪ :‬من غيممر تعممد تطمموع بصمموم ولممو‬
‫فاته رمضان فصام عنه شوال سن له صوم سممت مممن القعممدة‪ ،‬لن‬
‫من فاته صوم راتب يسممن لممه قضمماؤه ومممر فممي مبحممث النيممة عممن‬
‫المجموع وغيره في اشتراط التعيين فممي هممذه الرواتممب ممما ينبغممي‬
‫مراجعتممه )وتتابعهمما( عقممب العيممد )أفضممل( مبممادرة للعبممادة وإيهممام‬
‫العامة وجوبها ممنوع على أنه ل يؤثر‪ ،‬إذ اعتقاد الوجمموب بالنممدب ل‬
‫يفسممده بممل يؤكممده >ص‪) <458 :‬ويكممره إفممراد الجمعمة( بالصمموم‬
‫لخبر الصحيحين بالنهي عنممه إل أن يصمموم يوممما قبلممه أو يوممما بعممده‬
‫وعلته الضعف به عما يتميز به مممن العبممادات الكممثيرة الفاضمملة مممع‬
‫كونه يوم عيد وللنظر إلى الضعف فقط قال جمع ونقل عممن النممص‬
‫أنه ل يكره لمن ل يضعف به عن شيء من وظائفه لكن يرده ما مر‬
‫من ندب فطر عرفة ولو لمن لم يضعف بممه ويمموجه بممأن مممن شممأن‬
‫الصوم الضعف وإنما زالت الكراهممة بضممم غيممره إليممه كممما صممح بممه‬
‫الخبر وبصومه إذا وافق عادة أو نذرا أو قضاء كما صح به الخبر في‬
‫العادة هنا وفي الفرض في السبت‪ ،‬لن صوم المضموم إليه وفضل‬
‫ما يقع فيه يجبر ما فات منه ولو أراد اعتكافه سن صومه على أحممد‬
‫احتمالين حكاهما المصممنف خروجمما مممن خلف مممن أبطممل اعتكمماف‬
‫المفطر وقول الذرعي يكره تخصيصممه بالعتكمماف كالصمموم وصمملة‬
‫ليلتممه بتسممليمه ل يممرد‪ ،‬لن كل منمما فممي غيممر التخصمميص )وإفممراد‬
‫السبت( بغير ما ذكر في الجمعة للخممبر المممذكور وعلتممه أن الصمموم‬
‫إمساك وتخصيصه بالمساك أي‪ :‬عن الشتغال والكسب مممن عممادة‬
‫اليهود أو تعظيم فيشبه تعظيم اليهود له ولو بالفطر‪ .‬ومن ثممم كممره‬
‫له إفراد الحد إل لسبب أيضمما‪ ،‬لن النصمارى تعظممه بخلف ممما لمو‬
‫جمعهما‪ ،‬لن أحدا لم يقل بتعظيم المجموع ومن ثممم روى النسممائي‬
‫}أنه صلى اللمه عليمه وسملم كمان أكمثر مما يصموم مممن اليممام يمموم‬
‫السبت والحد وكان يقول إنهما يوما عيد للمشركين‪> .‬ص‪<459 :‬‬
‫فأحب أن أخممالفهم{ قيممل ول نظيممر لهممذا فممي أنممه إذا ضممم مكممروه‬
‫لمكروه آخر تزول الكراهة وفي البحر ل يكره إفراد عيد مممن أعيمماد‬
‫أهل الملل بالصوم كالنيروز ا ه وكان الفرق أن هذه لممم تشممتهر فل‬
‫يتوهم فيها تشبه‪) .‬وصوم الدهر غير العيممد والتشممريق مكممروه لمممن‬
‫خاف به ضررا أو فوت حق( ولو مندوبا كممما رجحممه السممنوي أخممذا‬
‫من كراهة قيام كل الليل لهمذا المعنمى وذلمك لخمبر الصمحيحين }ل‬
‫صام من صام البد{ )ومستحب لغيره( لخبرها }من صام يوما فممي‬
‫سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا{ وصح }من صام‬
‫الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعين{ أي عنه فلم يدخلها أو‬
‫ل يكون لمه فيهمما محممل والخمبر الول محممول علمى الحالمة الولممى‬
‫وصوم يوم وفطر يوم أفضل منممه لخبرهممما }أفضممل الصمميام صمميام‬
‫داود كان يصوم يومما ويفطمر يومما{ وظماهر كلمهمم أن ممن فعلمه‬
‫فوافق فطره يوما يسن صومه كممالثنين والخميممس والممبيض يكممون‬
‫فطره فيه أفضل ليتم له صوم يوم وفطر يوم لكن بحث بعضهم أن‬
‫صومه له أفضل‪) .‬ومن تلبس بصوم تطوع أو صلته( أو غيرهما من‬
‫التطوعممات إل النسممك >ص‪ <460 :‬وذكممر العلممم غيرهممما منهممما‬
‫بالولى )فله قطعهما( للخبر الصحيح }الصائم المتطوع أمير نفسممه‬
‫إن شاء صمام وإن شماء أفطمر{ وقيمس بمه الصملة وغيرهما فقموله‬
‫تعالى }ول تبطلوا أعمالكم{ محله فممي الفممرض ثممم إن قطممع لغيممر‬
‫عذر كره وإل كأن شق على الضيف أو المضيف صومه لم يكره بل‬
‫يسن ويثاب علممى ممما مضممى ككممل قطممع لفممرض أو نفممل بعممذر )ول‬
‫قضاء( لما قطعه أي‪ :‬ل يلزمه وإل لحرم الخروج نعم يسممن خروجمما‬
‫مممن خلف مممن أوجبممه وروى أبممو داود }أن أم هممانئ كممانت صممائمة‬
‫صوم تطوع فخيرها النبي صلى الله عليممه وسمملم بيممن أن تفطممر بل‬
‫قضاء وبين أن تتم صومها{‪) .‬ومن تلبس بقضاء لواجب حممرم عليممه‬
‫قطعه إن كان على الفور وهو صمموم مممن تعممدى بممالفطر( أو أفطممر‬
‫يوم الشك كممما مممر فل يجمموز لممه التممأخير ولممو بعممذر كسممفر تممداركا‬
‫لورطة الثم أو التقصير الذي ارتكبه )وكذا إن لم يكممن علممى الفممور‬
‫في الصح بأن لم يكن تعدى بالفطر(‪ ،‬لنه قد تلبس بممالفرض كمممن‬
‫شرع في أداء فرض أول وقته نعم مر أنه متى ضاق الوقت بأن لم‬
‫يبق من شعبان إل ما يسع الفرض وجب الفور وإن فات بعذر وإنما‬
‫لم يجر هنمما نظيممر وجممه فممي الصمملة أنممه يجممب الفممور فممي قضممائها‬
‫مطلقا‪ ،‬لن قضاء الصوم ينتهي إلى حالة يتضيق فيهمما ويجممب فعلممه‬
‫فيها فورا كما تقرر فصار مؤقتا كالداء بخلف قضاء الصلة فممإنه ل‬
‫أمد له وأيضا الصلة ل يسقط فعلهمما أداء بعممذر نحممو مممرض وسممفر‬
‫بخلف الصوم فضيق في قضائها ما لم يضيق في قضائه وكالقضمماء‬
‫في حرمة القطع كل فممرض عينممي يبطلممه القطممع أو يفمموت وجمموبه‬
‫الفوري بخلف نحو قراءة الفاتحة في الصلة وكذا فرض كفاية هممو‬
‫جهمماد أو نسممك أو صمملة جنممازة وحممرم جمممع >ص‪ <461 :‬قطعممه‬
‫مطلقا إل الشتغال بالعلم‪ ،‬لن كل مسألة مسممتقلة برأسممها وصمملة‬
‫الجماعممة‪ ،‬لنهمما وقعممت صممفة تابعممة وهممو ضممعيف وإن أطممال التمماج‬
‫السبكي في النتصار له وإل لزم حرمة قطممع الحممرف والصممنائع ول‬
‫قائل بممه ويحممرم علممى الزوجممة أن تصمموم تطوعمما أو قضمماء موسممعا‬
‫وزوجها حاضر إل بإذنه أو علم رضاه كما يأتي‪.‬‬

‫كتاب العتكاف‬
‫هو لغممة لممزوم الشمميء ولممو شممرا وشممرعا >ص‪ <462 :‬مكممث‬
‫مخصوص على وجه يأتي والصل فيه الكتاب والسنة وإجماع المممة‬
‫وهو من الشرائع القديمة وأركانه أربعة معتكف ومعتكف فيه ولبممث‬
‫ونية )هو مستحب كل وقت( إجماعا )و( هو )في العشر الواخر من‬
‫رمضان أفضل( منه في غيرها ولممو بقيممة رمضممان‪ ،‬لنممه صمملى اللممه‬
‫عليه وسلم داوم عليه إلمى وفماته قمالوا وحكمتمه أنمه )لطلمب ليلمة‬
‫القدر( أي‪ :‬الحكم والفضل أو الشرف المختصة به عندنا وعند أكممثر‬
‫العلماء والتي هي خير من ألف شهر أي العمل فيها خير من العمل‬
‫في ألف شهر ليس فيها ليلة قدر فهي أفضل ليالي السنة ومن ثممم‬
‫صح }من قام ليلة القدر إيمانا أي‪ :‬تصديقا بها واحتسابا أي‪ :‬لثوابهمما‬
‫عند الله تعالى غفر له ما تقدم من ذنبه{ وفي روايممة }وممما تممأخر{‬
‫وروى البيهقي خبر }من صلى المغرب والعشمماء فممي جماعممة حممتى‬
‫ينقضي شهر رمضان فقد أخذ مممن ليلممة القممدر بحممظ وافممر{ وخممبر‬
‫}من شهد العشاء الخرة في جماعة مممن رمضممان فقممد أدرك ليلممة‬
‫القدر{ وقدم هذا في سنن الصوم ليبين ثم ندبه للصمموم وهنمما نممدبه‬
‫في نفسه وإن أفطر لعذر والمذهب أنها تلزم ليلة بعينها مممن ليممالي‬
‫العشر وأرجاها الوتار )وميل الشافعي رضي الله عنه إلى أنها( أي‪:‬‬
‫تلممك الليلممة المعينممة )ليلممة الحممادي( والعشممرين )أو( ليلممة )الثممالث‬
‫والعشرين( لنه صلى الله عليه وسمملم }أريهمما فممي العشممر الواخممر‬
‫في ليلة وتر منه وأنه سجد صمبيحتها فممي ممماء وطيمن{ فكمان ذلمك‬
‫ليلة الحادي والعشرين كما في الصحيحين وليلة الثممالث والعشممرين‬
‫كما في مسمملم واختممار جمممع أنهمما ل تلممزم ليلممة بعينهمما مممن العشممر‬
‫الواخر >ص‪ <463 :‬بل تنقل في لياليه فعاما أو أعواما تكون وترا‬
‫إحدى أو ثلثا أو غيرهما وعاما أو أعواما تكون شفعا ثنممتين أو أربعمما‬
‫أو غيرهما قالوا ول تجتمع الحاديث المتعارضة فيهمما إل بممذلك وكلم‬
‫الشافعي رضي الله عنه في الجمممع بيممن الحمماديث يقتضمميه ويسممن‬
‫لرائيها كتمها ول ينال فضمملها أي‪ :‬كممماله إل مممن أطلعممه اللممه عليهمما‬
‫وحكمة إبهامها في العشر إحيمماء جميممع ليمماليه وهممي مممن خصائصممنا‬
‫وباقية إلى يوم القيامة والتي يفرق فيها كل أمر حكيم وشذ وأغرب‬
‫مممن زعمهمما ليلممة النصممف مممن شممعبان وعلمتهمما أنهمما معتدلممة وأن‬
‫الشمس تطلع صبيحتها وليس لها كثير شعاع لعظيم أنمموار الملئكممة‬
‫الصاعدين والنازلين فيها وفائدة ذلك معرفة يومها‪ ،‬إذ يسن الجتهاد‬
‫فيه كليلتها‪) .‬وإنما يصح العتكاف( لمن هو أو ما اعتمد عليممه فقممط‬
‫من بدنه قوله سابع العشرين ل يخفى ممما فممي وزنممه علممى مممن لممه‬
‫إلمام بفن العروض وقوله في تاسممع العشممري وكممذلك قمموله سممابع‬
‫العشري وتوافيك بعممد العشمري كمذلك كممل ذلمك بكسممر العيممن أي‪:‬‬
‫العشرين ا ه من بعض الهوامش >ص‪) <464 :‬فممي المسممجد( إن‬
‫كانت أرضه غير محتكرة‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم وأصحابه حممتى‬
‫نساءه لم يعتكفوا إل فيه سواء سطحه وروشنه وإن كممان كلممه فممي‬
‫هواء شارع مثل ورحبته المعدودة منه وإن خص بطائفة ليس منهم‪،‬‬
‫لن إثمه إن فرض لمر خارج أما ما أرضه محتكرة فل يصح فيممه إل‬
‫إن بنى فيممه مسممطبة >ص‪ <465 :‬أو بلطممه ووقممف ذلممك مسممجدا‬
‫لقولهم يصح وقف السفل دون العلو وعكسه وهذا منممه وممما وقممف‬
‫بعضممه مسممجدا شممائعا يحممرم المكممث فيممه علممى الجنممب ول يصممح‬
‫العتكاف فيه على الوجممه احتياطمما فيهممما )والجممامع أولممى( لكممثرة‬
‫جماعته غالبا والستغناء به عن الخروج للجمعة وخروجمما مممن خلف‬
‫من اشترطه وبه يعلم أنه أولى وإن قلت جماعته ولم يحتج للخروج‬
‫لجمعة لكونها ل تجب عليه أو لقصممر مممدة اعتكممافه ويجممب إن نممذر‬
‫اعتكاف مدة متتابعممة تتخللهمما جمعممة وهممو مممن أهلهمما ولممم يشممترط‬
‫الخممروج لهمما‪ ،‬لنممه لهمما بل شممرط يقطممع التتممابع أي لتقصمميره بعممدم‬
‫شرطه الخروج لها مع علمه بمجيئها واعتكافه في غير الجممامع وبممه‬
‫فارق ما يأتي في الخروج لنحو شهادة تعينت عليه أو لكممراه وحينئذ‬
‫اندفع ما يقال الكراه الشرعي كالحسي واتجه بحممث الذرعممي أنهمما‬
‫لو كانت تقام في غير جامع أو أحدث الجامع بعد اعتكممافه لممم يضممر‬
‫الخروج لها لعدم تقصيره وإذا خرج لها تعيممن أقممرب جممامع إليممه إن‬
‫اتحد وقت صلة الجامعين >ص‪ <466 :‬وإل جمماز الممذهاب للسممبق‬
‫ولو أبعد أي‪ ،:‬لن سبقه مرجح له ويؤخممذ منممه أن مثلممه بممالولى ممما‬
‫تيقن حل مال بانيه وأرضه دون ضده )والجديد أنه ل يصممح اعتكمماف‬
‫المرأة في مسجد بيتها وهو المعتزل المهيأ للصلة( فيه لحل تغييره‬
‫والمكث فيه للجنب وقضاء الحاجة والجماعة فيه ولنه لو أغنى عن‬
‫المسممجد لممما اعتكممف أمهممات المممؤمنين إل فيممه‪ ،‬لنممه أسممتر مممن‬
‫المسجد والخنثى كالرجل وحيث كره لها الخروج إليه للجماعة ومممر‬
‫تفصيله كره العتكاف فيه‪) .‬ولممو عيممن المسممجد الحممرام فممي نممذره‬
‫العتكاف تعين( ولم يقم غيره مقامه لزيادة فضله والمضاعفة فيه‪،‬‬
‫إذ الصلة فيه بمممائة ألممف ألممف ألممف ثلثمما فيممما سمموى المسممجدين‬
‫التييممن كممما أخممذته مممن الحمماديث وبسممطته فممي حاشممية اليضمماح‬
‫وستأتي الشارة إليه والمراد به الكعبة والمسجد حولهمما ولممو عينهمما‬
‫أجزأ عنها بقية المسجد لما تقرر من شمول المضاعفة للكل وقممال‬
‫كثيرون تتعين هي‪ ،‬لنها أفضل )وكذا( يتعين )مسمجد المدينمة( وهمو‬
‫مسجده صلى الله عليه وسلم دون ما زيد فيه كما صححه المصنف‬
‫واعترض عليه بما هو مردود كما هو مبسوط في الحاشممية والفممرق‬
‫أنه في الخبر أشار فقال }صلة في مسجدي هذا{ فلمم يتنمماول ممما‬
‫حدث بعدها وفي الول عبر بالمسجد الحرام والزيادة تسمى بممذلك‬
‫)والقصى في الظهر(‪ ،‬لنهما تشد إليهما الرحال كالمسجد الحممرام‬
‫ول يتعيممن غيممر الثلثممة بممالتعيين لكممن المعيممن أولممى >ص‪<467 :‬‬
‫وبحث تعين مسجد قباء‪ ،‬لن ركعتين فيه كعممرة كمما فمي الحمديث‬
‫)ويقوم المسجد الحرام مقامهما(‪ ،‬لنممه أفضممل منهممما )ول عكممس(‬
‫لذلك )ويقوم مسجد المدينة مقام القصممى(‪ ،‬لنممه أفضممل منممه )ول‬
‫عكس( لذلك‪ ،‬إذ الصلة فيه بخمسمائة في رواية وبألف في أخممرى‬
‫فيما سوى الثلثممة وفممي مسممجد المدينممة بممألف فممي القصممى وفممي‬
‫مسجد مكة بمائة ألف في مسجد المدينة فحصل ما مر على رواية‬
‫اللف في القصى ويتعين زمن العتكاف إن عين له زمنا فلو قدمه‬
‫عليه لم يحسب وإن أخره عنه كان قضاء وأثممم إن تعمممد‪) .‬والصممح‬
‫أنه يشترط في العتكاف لبث قدر يسمى عكوفمما(‪ ،‬لن مممادة لفممظ‬
‫العتكاف تقتضميه بمأن يزيمد علمى أقمل طمأنينمة الصملة ول يكفمي‬
‫قدرها ويكفي عنه التردد )وقيل يكفممي المممرور بل لبممث( كممالوقوف‬
‫بعرفة قال المصنف ويسن للمار نية العتكاف تحصيل له علممى همذا‬
‫الوجه ا ه وإنما يتجه إن قلد قائله وقلنا بحل تقليد أصممحاب الوجمموه‬
‫وإل كان متلبسا بعبادة فاسدة وهو حرام )وقيل يشترط مكممث نحممو‬
‫يوم( أي‪ :‬قريب منه وقيممل يشممترط مكممث يمموم‪) .‬ويبطممل بالجممماع(‬
‫>ص‪ <468 :‬من عالم عامد مختار ولو في غير المسجد كأن كممان‬
‫في طريق أو محل قضاء الحاجممة لكنممه فيممه ولممو فممي همموائه يحممرم‬
‫مطلقا وخارجه ل يحرم إل إن كان منذورا ول يبطل ما مضممى إل إن‬
‫نذر التتابع وفممي النمموار يبطممل ثمموابه بشممتم أو غيبممة أو أكممل حممرام‬
‫)وأظهر القوال أن المباشرة بشهوة كلمس وقبلة تبطلممه إن أنممزل‬
‫وإل فل( كالصوم فيأتي هنا جميع ما مممر ثممم )و( مممن ثممم )لممو جممامع‬
‫ناسيا فهو( )كجماع الصائم( فل يبطل‪) .‬ول يضممر التطيممب والممتزين(‬
‫بسائر وجوه الزينة وله أن يتزوج >ص‪ <469 :‬ويممزوج )و( ل يضممر‬
‫)الفطر بل يصح اعتكاف الليل وحده( للخممبر الصممحيح }ليممس علمى‬
‫المعتكف صيام إل أن يجعله على نفسه{‪) .‬ولو نذر اعتكاف يوم هو‬
‫فيه صائم( بأن قال علي أن أعتكف يوما وأنا فيه صممائم أو أنمما فيممه‬
‫صائم بل واو أو أكون فيه صممائما )لزمممه( اعتكمماف اليمموم فممي حممال‬
‫الصوم أحدهما ويجوز كون اليوم عن رمضان وغيره‪ ،‬لنه لمم يلممتزم‬
‫صوما بل اعتكافا بصفة وقد وجدت‪) .‬ولو نذر أن يعتكف صممائما( أو‬
‫يصمموم )أو يصمموم معتكفمما( أو باعتكمماف )لزممماه( أي‪ :‬العتكمماف‬
‫والصوم‪ ،‬لنه التزم كل على حدته فل يكفيه أن يعتكممف وهممو صممائم‬
‫عن رمضان أو نذر آخر مثل ول أن يصوم في يوم اعتكفممه عممن نممذر‬
‫آخر قبل أو بعد وفممارقت هممذه ممما قبلهمما مممع أن الحممال وصممف فممي‬
‫المعنى بأنها وإن كانت كذلك لكنها تميزت عن مطلق الصفة جملممة‬
‫كانت كما مر أو مفردا بأنها قيممد فممي عاملهمما ومبينممة لهيئة صمماحبها‬
‫ومقتضى ذلك التزامها مع التزام عاملها فوجبا بخلف الصممفة فإنهمما‬
‫لتخصيص موصوفها عن غيره كما هنا أو توضيحه والتخصيص يحصل‬
‫مع كون اليوم موصوفا بوقوع صوم فيه وهذا ل يقتضي التزام ذلممك‬
‫الصوم لما تقرر أنه ذكممر لمجممرد التخصمميص ووجممه ذلممك بتمموجيهين‬
‫آخرين في غاية البعد والخروج عن القواعد إل أن يريممد قائلهممما ممما‬
‫تقرر‪ :‬أحدهما أن قوله أعتكمف يومما المتزام صمحيح وقموله أنما فيمه‬
‫صائم إخبار عن حالة يكون عليها في المستقبل والخبار عن الحالممة‬
‫المستقبلة ل يصح تطلبها بالنممذر لكونهمما حاصمملة وتحصمميل الحاصممل‬
‫محال وأيضا هو جملة وهي ل تكون معمولة للمصممدر بخلف صممائما‬
‫أو يصوم فإنه ليس إخبممارا عممن حالممة مسممتقبلة فهممو إنشمماء محممض‬
‫تقديره أن أعتكف يوما وأن أصوم فيممه وهممذا يطممرد فممي أن أصمملي‬
‫صائما أو خاشعا وأن أحج راكبا‪ .‬ثانيهما أن أنا فيممه صممائم حممال مممن‬
‫يوما وهو مفعول فتقديره >ص‪ <470 :‬يوما مصوما ومصوما إخبار‬
‫ليس بصفة التزام وصائما حممال مممن الفاعممل والحممال مقيممدة لفعممل‬
‫الفاعل الذي هو العتكاف فكممان معنمماه أن أنشممئ اعتكافمما وصمموما‬
‫)تنبيه( ما ذكر في وأنا صائم هو ما جرى عليه غير واحممد ول يشممكل‬
‫عليه ما مر في صائما وإن كان الحال مفادها واحد مفردة أو جملممة‬
‫لما بينته في شرح الرشاد أن المفممردة غيممر مسممتقلة فممدلت علممى‬
‫التزام إنشاء صوم بخلف الجملة وأيضا فتلك قيد للعتكمماف فممدلت‬
‫علممى إنشمماء صمموم تقيممده وهممذه قيممد لليمموم الظممرف ل للعتكمماف‬
‫المظروف فيه وتقييد اليوم يصدق بإيقاع اعتكاف فيممه وهممو مصمموم‬
‫عن نحو رمضان ا ه ويفمرق أيضما بمأن المصمرح بمه فمي كلم أئممة‬
‫النحو أن تبيين الهيئة المفيممد لتقييممد العامممل وقممع بممالمفرد قصممدا ل‬
‫ضمنا بخلف الوصف في رأيت رجل راكبا فإنه إنممما قصممد بممه تقييمد‬
‫المنعوت ل تقييد العامل لكنه يستلزمه‪ ،‬إذ يلزم مممن نعتممه الركمموب‬
‫بيممان هيئة حممال الرؤيممة لممه والحممال الجملممة الغممالب فيهمما مشممابهة‬
‫الوصف بدليل اشتراط كونها خبرية قممالوا‪ ،‬لنهمما نعممت فممي المعنممى‬
‫ومن ثم قدر في الطلبية حال ما يقدر فيها صفة من القول‪ .‬وإذ قممد‬
‫تقرر ذلك اتضح الفرق بين الحالين‪ ،‬لنه ل معنى لكون التقييممد فممي‬
‫المفممردة هممو المقصممود إل الممتزامه بخلفممه فممي الجملممة فممإنه غيممر‬
‫مقصود فكان غير ملتزم فأجزأ اعتكمماف مقممارن لصمموم لممم يلممتزمه‬
‫فتأمله )والصح وجوب جمعهممما( لممما بينهممما مممن المناسممبة‪ ،‬إذ كممل‬
‫كف وبه فارق أن أصلي صائما >ص‪ <471 :‬أو أعتكف مصليا فلممو‬
‫شرع في العتكاف صائما ثم أفطر لزمممه اسممتئنافهما ولممو قممال أن‬
‫أعتكف يوم العيد صممائما وجممب اعتكممافه ولغمما قمموله صممائما وبحممث‬
‫السممنوي أنممه يكفممي يمموم الصمموم اعتكممافه لحظممة فيممه ول يلزمممه‬
‫استغراقه بالعتكاف لمكان تبعيضه واللفظ صادق بالقليممل والكممثير‬
‫بخلف الصوم‪) .‬ويشترط( في ابتداء العتكمماف ل دوامممه لممما يممأتي‬
‫في مسألة الخروج مع عزم العود )نية العتكاف(‪ ،‬لنه عبممادة وأراد‬
‫بالشرط ما ل بد منه‪ ،‬إذ هي ركن فيه كما مر )وينوي( وجوبا )فممي(‬
‫العتكاف أو غيره )النمذر( أي‪ :‬المنمذور النمذر أو )الفرضمية( ليتميمز‬
‫عن التطوع ول يشترط أن يعين سببها وهو النذر‪ ،‬لنه ل يجب إل به‬
‫بخلف الصوم والصلة‪) .‬وإذا( )أطلق( العتكمماف بممأن لممم يعيممن لممه‬
‫مممدة )كفتممه نيتممه( أي‪ :‬العتكمماف )وإن طممال مكثممه( لشمممول النيممة‬
‫المطلقة لذلك )لكن لو خرج( غير عممازم علممى العممود )وعمماد احتمماج‬
‫إلى الستئناف( للنية حتى يصير معتكفمما بعممد عمموده‪ ،‬لن ممما مضممى‬
‫عبادة فانتهت بالخروج ولو لقضاء الحاجة أما إذا خممرج عازممما علممى‬
‫العود >ص‪ <472 :‬فل يحتاج وإن طال زمن خروجممه كممما اقتضمماه‬
‫إطلقهم لنية عند العود لقيام هممذا العممزم مقامهمما‪ ،‬لن نيممة الزيممادة‬
‫وجدت قبل الخروج فكانت كنية المدتين معا كما قالوه فيمممن نمموى‬
‫في النفل المطلممق ركعممتين ثممم نمموى قبممل السمملم ركعممتين‪) .‬ولممو(‬
‫)نمموى( فممي اعتكمماف تطمموع أو نممذر )مممدة( مطلقممة أو معينممة ولممم‬
‫يشترط تتابعا >ص‪ <473 :‬واعتكف لوفاء نذره في صورته )فخرج‬
‫فيها وعاد فإن خرج لغير قضاء الحاجة لزمه السممتئناف( للعتكمماف‬
‫في الصورة الثانية‪ ،‬لن خروجه المذكور قطعه )أو( خممرج )لهمما( أي‬
‫للحاجة وهي البممول والغممائط ول يبعممد أن يلحممق بهممما الريممح لشممدة‬
‫قبحه في المسجد لكن ظاهر كلمهم خلفه وكأن المعتكف سممومح‬
‫به للضرورة )فل( يلزمه ذلك‪ ،‬لنه ل بممد منممه فهممو كالمسممتثنى عنممد‬
‫النية )وقيل إن طالت مدة خروجه( ولو للحاجة كممما أفمماده سممياقه‪،‬‬
‫لنممه إذا ضممر لهمما فلغيرهمما أولممى )اسممتأنف( لتعممذر البنمماء )وقيممل ل‬
‫يستأنف مطلقا( أي‪ ،:‬لن عوده ينصرف لمما نمواه‪) .‬ولمو نمذر ممدة‬
‫متتابعة فخرج لعذر ل يقطع التتابع( وإن كان منه بممد كالكممل >ص‪:‬‬
‫‪ <474‬وقضاء الحاجة والحيض والخروج ناسيا )لممم يجممب اسممتئناف‬
‫النية( عند العود لشمولها جميع المدة وتجب المبممادرة للعممود عقممب‬
‫زوال العذر فإن أخر عالما ذاكرا مختارا انقطع التتممابع وتعممذر البنمماء‬
‫)وقيممل إن خممرج لغيممر الحاجممة وغسممل الجنابممة( ونحوهممما )وجممب(‬
‫استئناف النية لخروجه عن العبادة بما منه بممد بخلف ممما ل بممد منممه‬
‫أما ما يقطعه فيجب اسممتئنافها جزممما‪) .‬وشممرط المعتكممف السمملم‬
‫والعقممل( فل يصممح مممن كممافر ومجنممون وسممكران ومغمممى عليممه‬
‫ونحوهم‪ ،‬إذ ل نية لهم ولو طرأ نحممو إغممماء علممى معتكممف فسمميأتي‬
‫)والنقاء عن الحيض( والنفاس )والجنابة( لحرممة المكمث بالمسممجد‬
‫حينئذ وأخذ منه أن مثلهم من به نحو قروح تلوث المسجد ول يمكن‬
‫التحرز عنها قال الذرعي وهذا موضع نظر ا ه أي‪ ،:‬لن الحرمة هنمما‬
‫لعارض ل لذات اللبث بخلفها ثم فل قياس ومممن ثممم صممح اعتكمماف‬
‫زوجة وقن بل إذن زوج وسيد مممع الثممم ومممر أن مممن اعتكممف فيممما‬
‫وقف على غيره صح ول يشكل على ما تقرر في نحو الحائض خلفا‬
‫لمن زعمه‪ ،‬لن حرمة المكث عليها من حيث كونه مكثا وعلى ذلممك‬
‫من حيث كونه في حق الغير والول ذاتممي والثماني عمارض ونظيمره‬
‫الخممف المغصمموب وخممف المحممرم الحرمممة فممي الول لمطلممق‬
‫الستعمال وفي الثاني لخصمموص اللبممس فممأجزأ مسممح ذاك ل هممذا‪.‬‬
‫)ولو( )ارتد المعتكف أو سكر( سكرا تعدى به )بطل( اعتكافه زمممن‬
‫الممردة والسممكر لنتفمماء أهليتممه )والمممذهب بطلن ممما مضممى مممن‬
‫اعتكافهممما المتتممابع( فيجممب اسممتئنافه‪ ،‬لن ذلممك أقبممح مممن مجممرد‬
‫الخروج من المسممجد‪>.‬ص‪ <475 :‬ومنممه يؤخممذ أن المممراد ببطلن‬
‫الماضي عدم وقوعه عن التتابع ل عدم ثوابه إذا أسلم المرتممد لكممن‬
‫المنصوص عليه في الم بطلن ثواب جميع أعممماله وإن أسمملم كممما‬
‫يأتي قريبمما وكممذا يقممال فممي التتممابع حيممث بطممل وثنممى الضمممير مممع‬
‫العطف بأو وفي غير لضدين تنزيل لهممما منزلتهممما علممى أن ذلممك ل‬
‫يرد عليه من أصله‪ ،‬إذ العطف بأو في الفعمل ل الفاعمل فلمم يرجمع‬
‫الضمممير علممى معطمموف بممأو‪) .‬ولممو( )طممرأ جنممون أو إغممماء( علممى‬
‫المعتكف )لم يبطل ما مضى( من اعتكافه )إن لم يخرج( بضم أوله‬
‫وكذا إن أخرج شق حفظممه فممي المسممجد أو ل كممما يصممرح بممه كلم‬
‫المجموع لعذره كالمكره ويؤخذ منه أن محلممه حيممث جممازت إدامتممه‬
‫في المسجد وإل كان إخراجه لجل ذلك كإخراج المكره بحق وعلى‬
‫هذا يحمل ما اقتضاه كلم الروضة وأصلها أنه يضر إخراجه إذا شممق‬
‫حفظه في المسممجد أي‪ :‬بممأن حممرم إبقمماؤه فيممه وأخممذ ابممن الرفعممة‬
‫والذرعي من التعليل بالعذر أنه لو طرأ نحو الجنممون بسممببه انقطممع‬
‫بإخراجه مطلقا )ويحسب زمن الغماء من العتكاف دون الجنون(‪.‬‬
‫>ص‪ <476 :‬كما في الصوم فيهما )أو( طرأ )الحيممض( أو النفمماس‬
‫أو نجس غيرهما ل يمكممن معممه المكممث بالمسممجد )وجممب الخممروج(‬
‫لتحريم مكثهم )وكذا الجنابة( إذا طرأت بنحممو احتلم يجممب الخممروج‬
‫للغسل )إن تعذر الغسل في المسجد( للضرورة إليه ولو كان يتيمم‬
‫وأمكنه التيمم بغير ترابه وهممو مممار فيممه لممم يجممز لممه الخممروج فيممما‬
‫يظهممر‪ ،‬إذ ل ضممرورة إليممه حينئذ )فلممو أمكممن( الغسممل فيممه )جمماز‬
‫الخروج(‪ ،‬لنه أقرب للمروءة وصيانة المسجد وتلزمممه المبممادرة بممه‬
‫)ول يلزمه( بل له الغسل في المسجد رعاية للتتابع واستشكل بممأن‬
‫نضح المسجد بالماء المستعمل حرام ويرد بأن هذا ل نضممح فيممه‪ ،‬إذ‬
‫هو أن يرشه به وأما هذا فهو كالوضوء فيه وقد اتفقوا علممى جمموازه‬
‫نعم محل جوازه فيه كما قاله السبكي حيث ل مكث فيممه بممأن كممان‬
‫فيه نهر يخوضه وهو خارج وإل وجب الخروج قال الذرعي وكممذا لممو‬
‫كان مستجمرا لحرمة إزالة النجاسة في المسجد أي‪ :‬وإن لم يحكم‬
‫بنجاسة الغسالة أو يحصل بغسالته ضرر للمسممجد أو المصمملين )ول‬
‫يحسب زمن الحيض ول الجنابة( من العتكاف إذا اتفق المكث مممع‬
‫أحدهما في المسجد لعذر أو غيره‪ ،‬لنه حرام وإنممما أبيممح للضممرورة‬
‫وسيأتي حكم البناء في الحيض‪.‬‬

‫)فصل( في العتكمماف المنممذور المتتممابع )إذا نممذر مممدة متتابعممة‬


‫لزمه( التتابع‪ ،‬لنه وصف مقصود لما فيه من المبادرة بالعبممادة مممن‬
‫المشقة على النفممس >ص‪) <477 :‬والصممحيح أنممه( أي الشممأن )ل‬
‫يجممب التتممابع بل شممرط( وإن نممواه‪ ،‬لن مطلممق الزمممن كأسممبوع أو‬
‫عشرة أيام صادق بالمتفرق أيضا وإنما لم تؤثر النية فيه كما ل تؤثر‬
‫في أصل النذر وأن نوزع فيه وإنما تعين التوالي في ل أكمله شهرا‪،‬‬
‫لن القصد من اليميممن الهجممر ول يتحقممق بممدون التتممابع ولممو شممرط‬
‫التفريق أجزأ عنه التتابع‪ ،‬لنه أفضل منه مع كونه من جنسه وفارق‬
‫نذر التفريق في الصمموم بممما يممأتي فيمه )و( الصممحيح وفمي الروضمة‬
‫الصح وقد مر أن مثل هذا منشممؤه اختلف الجتهمماد فممي الرجحيممة‬
‫فعند التعارض يرجع إلى تأمل المممدرك )أنممه لممو نممذر يوممما لممم يجممز‬
‫تفريق ساعاته( من أيام بل يلزمه الممدخول قبممل الفجممر أي‪ :‬بحيممث‬
‫يقممارن لبثممه أول الفجممر ويخممرج منممه بعممد الغممروب أي‪ :‬عقبممه‪ ،‬لن‬
‫المفهوم من لفظ اليوم هو التصال فلممو دخممل الظهممر ومكممث إلممى‬
‫الظهر ولم يخرج ليل لم يجزئه كما رجحاه وإن نوزعا فيممه‪ ،‬لنمه لمم‬
‫يأت بيوم متواصل الساعات والليلة ليست من اليوم فإن قال نهمارا‬
‫نذرته من الن لزمممه منممه إلممى مثلممه ودخلممت الليلممة تبعمما قممال فممي‬
‫المجموع ولو نذر اعتكاف يوم فمماعتكف ليلممة أو عكسممه فممإن عيممن‬
‫>ص‪ <478 :‬زمنا وفاته كفى إن كان ما أتى به قممدره أو أزيممد وإل‬
‫فل )و( الصحيح )أنه لو( )عين مممدة كأسممبوع( معيممن كهممذا السممبوع‬
‫)وتعممرض للتتممابع وفمماتته( تلممك المممدة )لزمممه التتممابع فممي القضمماء(‬
‫لتصريحه به فصار مقصودا لذاته )وإن لم يتعرض له لم يلزمممه فممي‬
‫القضاء(‪ ،‬لنه حينئذ من ضرورة الوقت فليس مقصودا لممذاته )وإذا(‬
‫)ذكر( الناذر )التتابع وشممرط الخممروج لعممارض( >ص‪ <479 :‬مبمماح‬
‫مقصود ل ينافي العتكاف )صح الشرط في الظهر(‪ ،‬لنه إنما لممزم‬
‫بالتزامه فوجب أن يكون بحسممبه فممإن عيممن شمميئا لممم يتجمماوزه وإل‬
‫خرج لكل غرض ولو دنيويا مباحا كلقاء المير ل لنحممو نزهممة ويمموجه‬
‫بأنها ل تسمى غرضا مقصودا في مثل ذلك عرفا فل ينممافي ممما مممر‬
‫في السفر أنها غرض مقصود أما لو شرط الخروج لمحرم كشممرب‬
‫خمر أو لمناف كجماع فيبطل نذره نعممم لممو كممان المنممافي ل يقطممع‬
‫التتابع كحيض ل تخلو عنه مدة العتكاف غالبا صح شرط الخروج له‬
‫وأما لو شرط الخروج ل لعارض كأن قال إل أن يبدو لي فهو باطل‪،‬‬
‫لنه علقه وهل يبطممل بممه نممذره وجهممان رجممح فممي الشممرح الصممغير‬
‫البطلن وهو الوجه ورجح غيره عدمه ولو نذر نحو صلة أو صوم أو‬
‫حج وشرط الخروج لعارض فكما تقرر ويأتي في النذر ما لممه تعلممق‬
‫بذلك بخلف نحو الوقف ل يجوز فيه شرط احتياج مثل‪ ،‬لنه يقتضي‬
‫النفكاك عن اختصاص الدمي به فلممم يقبممل ذلممك الشممرط كممالعتق‬
‫)والزمان المصروف إليه( أي لممذلك المعممارض )ل يجممب تممداركه إن‬
‫عين المدة كهممذا الشممهر(‪ ،‬لن زمممن المنممذور مممن الشممهر إنممما هممو‬
‫اعتكاف ما عدا العممارض )وإل( يعيممن مممدة كشممهر )فيجممب( تممداركه‬
‫لتتم المدة الملتزمة وتكون فائدة الشرط تنزيل ذلك العارض منزلة‬
‫قضاء الحاجة فممي أن التتممابع ل ينقطممع بممه‪> .‬ص‪) <480 :‬وينقطممع‬
‫التتابع( بأشياء أخر زيادة على ما مر )بممالخروج بل عممذر( مممما يممأتي‬
‫وإن قل زمنه لمنافاته اللبث )ول يضر إخراج بعممض العضمماء(‪ ،‬لنممه‬
‫صلى الله عليه وسلم }كان يخرج رأسه الشريف وهو معتكف إلممى‬
‫عائشة فتسرحه{ رواه الشيخان نعم إن أخرج رجل أي مثل واعتمد‬
‫عليها فقط بحيث لو زالت سقط ضممر بخلف ممما لممو اعتمممد عليهممما‬
‫على ما اقتضاه كلم البغوي واستظهره غيره وقال شمميخنا القممرب‬
‫أنه يضر ويؤيده ما مر فيما لو وقف جزءا شائعا مسجدا ا ه ويؤيممده‬
‫أيضا أن المانع مقدم على المقتضممي )ول الخممروج لقضمماء الحاجممة(‬
‫إجماعا‪ ،‬لنه ضروري ول تشترط شدتها ول كلف المشي علممى غيممر‬
‫سجيته فإن تأتى أكثر منها ضممر ومثلهمما غسممل جنابممة وإزالممة نجممس‬
‫وأكل‪ ،‬لنه يستحيي منه في المسجد وأخممذ منممه أن المهجممور الممذي‬
‫يندر طارقوه يأكل فيه ويشرب إذا لم يجد ماء فيه ول من يأتيه بممه‪،‬‬
‫لنه ل يستحيي منه فيه وله الوضمموء بعممد قضمماء الحاجممة تبعمما‪ ،‬إذ ل‬
‫يجوز الخروج له قصدا إل إذا تعذر في المسجد ول لغسممل مسممنون‬
‫ول لنمموم )ول يجممب فعلهمما فممي غيممر داره( كسممقاية المسممجد ودار‬
‫صديقه بجنب المسجد للحيمماء مممع المنممة فممي الثانيممة >ص‪<481 :‬‬
‫وأخذ منه أن من ل يستحيي من السقاية يكلفها )ول يضممر بعممدها إل‬
‫أن( يكون له دار أقرب منها أو )يفحش( البعد )فيضر فممي الصممح(‪،‬‬
‫لنه قد يحتاج في عوده أيضا إلى البمول فيمضمي يمومه فمي المتردد‬
‫نعم لو لم يجد غيرها أو وجد غير لئق به لم يضر ويؤخذ من التعليل‬
‫أن ضابط الفحش أن يذهب أكممثر المموقت المنممذور فممي الممتردد وبممه‬
‫صرح البغوي‪) .‬ولو( )عاد مريضا( أو زار قادممما )فممي طريقممه( لنحممو‬
‫قضاء الحاجة )لم يضر ما لم يطل وقوفه( فإن طممال بممأن زاد علممى‬
‫قدر صلة الجنازة أي‪ :‬أقل مجزئ منها فيما يظهممر ضممر أممما قممدرها‬
‫فيحتمل لجميع الغراض )أو( لم )يعدل عن طريقه( فإن عممدل ضممر‬
‫وإن قصر الزمن لخبر أبي داود }أنه صلى الله عليه وسلم كان يمر‬
‫بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو يسأل عنه ول يعرج{ وله صمملة‬
‫على جنازة إن لم ينتظر ول عرج إليها وهل له تكرير هممذه كالعيممادة‬
‫على موتى أو مرضى مر بهممم فممي طريقممه بالشممرطين المممذكورين‬
‫أخذا من جعلهم قدر صلة الجنازة معفوا عنه لكل غممرض فممي حممق‬
‫من خرج لقضاء الحاجة أو ل يفعل إل واحدا‪ ،‬لنهم عللوا فعله لنحممو‬
‫صلة الجنازة بأنه يسير ووقع تابعا ل مقصودا كل محتمل وكذا يقال‬
‫في الجمع بين نحو العبادة وصلة الجنازة وزيارة القادم والذي يتجه‬
‫أن له ذلك ومعنى التعليل المممذكور أن كل علممى حممدته تممابع وزمنممه‬
‫يسير فل نظر لضمه إلى غيره المقتضي لطول الزمممن ونظيممره ممما‬
‫مر فيمن على بدنه دم قليل معفو عنه وتكرر بحيث لممو جمممع لكممثر‬
‫فهل يقدر الجتماع حتى يضر أو ل حتى يستمر العفممو فيممه خلف ل‬
‫يبعد مجيئه هنا وإن أمكن الفرق بأنه يحتاط للصلة بالنجاسممة ممما ل‬
‫يحتاط هنا وأيضا فما هنا في التابع وهو يغتفر فيممه ممما ل يغتفممر فممي‬
‫المقصود‪) .‬ول ينقطع التتابع بممرض( ومنمه جنمون أو إغمماء )يحمموج‬
‫إلى الخروج( بأن خشي تنجس المسجد أو احتاج إلى فرش وخممادم‬
‫ومثله خوف حريق وسارق بخلف نحو صداع >ص‪ <482 :‬وحمممى‬
‫خفيفة فإن أخرج لجل ذلك فقد مر بما فيه )و( ل ينقطممع بممالخروج‬
‫لشممهادة تعيبممت أو لحممد ثبممت بالبينممة أو )بحيممض إن طممالت مممدة‬
‫العتكاف( بأن كانت ل تخلو عن الحيض غالبا فتبني علممى ممما سممبق‬
‫إذا طهرت‪ ،‬لنه بغير اختيارها ومثلها في المجممموع بممأن تزيممد علممى‬
‫خمسة عشر يوما واستشكله السنوي بأن الثلثممة والعشممرين تخلممو‬
‫عنه غالبا‪ ،‬إذ غالبه ست أو سبع وبقية الشممهر طهممر‪ ،‬إذ هممو غالبمما ل‬
‫يكون فيه إل حيض واحد وطهر واحد والنفاس كالحيض )فإن كممانت‬
‫بحيث تخلو عنه انقطع في الظهر( لمكان الموالة بشروعها عقممب‬
‫الطهر )ول بالخروج( مكرها بغير حق أو )ناسيا على المممذهب( كممما‬
‫ل يبطل الصمموم بالكممل ناسمميا ول نسمملم أن لممه هيئة تممذكره بخلف‬
‫الصائم ومثله جاهل >ص‪ <483 :‬يعذر بجهله )ول بخممروج المممؤذن‬
‫الراتب إلى منارة منفصلة عن المسجد( لكنها قريبة منممه مبنيممة لممه‬
‫)للذان في الصح(‪ ،‬لنها مبنية لقامة شعائر المسجد معممدودة مممن‬
‫توابعه وقد ألف الناس صوته فعذر وجعل زمن أذانه كمسممتثنى مممن‬
‫العتكمماف وبممما تقممرر فممي المنممارة فممارقت الخلمموة الخارجممة عممن‬
‫المسجد التي بابها فيه فينقطع بدخولها قطعا أما غيممر راتممب فيضممر‬
‫صعوده لمنفصلة لنتفاء ما ذكر في الراتب وأما بعيدة عن المسممجد‬
‫أي بحيث ل تنسب إليه عرفا فيما يظهر ثم رأيممت مممن ضممبطه بممأن‬
‫تكون خارجة عن جوار المسجد وجاره أربعون دارا مممن كممل جممانب‬
‫وبعضهم ضبطه بما جاوز حريم المسجد أو مبنية لغيره الممذي ليممس‬
‫متصل به فيضر صعودها مطلقمما بخلف المتصممل بممه‪ ،‬لن المسمماجد‬
‫المتلصقة حكمها حكم المسجد الواحد وأما متصلة بأن يكممون بابهمما‬
‫في المسجد أو رحبتممه فل يضممر صممعودها مطلقمما‪) .‬ويجممب( )قضمماء‬
‫أوقات الخروج بالعذار( السابقة‪ ،‬لنه غير معتكف فيهمما )إل أوقممات‬
‫قضاء الحاجة(‪ ،‬لن حكم العتكاف منسحب عليهمما ولهممذا لممو جممامع‬
‫في زمنها من غير مكث بطل ونازع جمع في هممذا الحصممر وألحقمموا‬
‫به نقل عن الشيخ أبي علي >ص‪ <484 :‬وغيره خروج مؤذن لذان‬
‫وجنب لغتسال وغيرهما مما يطلب الخممروج لممه ويقممل زمنممه عممادة‬
‫بخلف ما يطول زمنه كحيض وعدة ومرض‬
‫]فممرع[‪ :‬سممووا بيممن إدامممة العتكمماف ونحممو عيممادة المريممض‬
‫واعترضه ابن الصلح بأنه صلى الله عليه وسلم }كممان يعتكممف نفل‬
‫ول يخرج لذلك{ وبحث البلقيني أن الخروج لعيادة نحو رحممم وجممار‬
‫وصديق أفضل والله أعلم‪.‬‬
‫)الحمد لله‪ ،‬قد تم الجممزء الثممالث ويليممه الجممزء الرابممع وأولممه كتمماب‬
‫الحج(‬

You might also like