You are on page 1of 37

‫رابطة العالم اللسليمي‬

‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫حوار يمع أتباع الفلسفات الوضعية‬


‫‪28/5/1429 – 26‬هـ‬
‫‪2/6/2008 - 31/5‬م‬
‫كــــة الـم ّ‬
‫كــريمـة‬ ‫يم ّ‬

‫الشيخ بدر الحسن القاسمي‬

‫نائب رئيس يمجمع الفقه اللسليمي بالهند‬


‫رابطة العالم‬
‫)‪(2‬‬
‫اللسليمي‬

‫‪‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫يمقديمة‬
‫الحمد لله ‪ ،‬والصل ة والسل م على رلسول الله ‪،‬‬
‫وعلى آله وصحبه ويمن وال‪،‬ه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فمن الواضح للعيان أن "الفلسفات الوضعية"‬
‫فشلت فشل ذريعا ً في إلسعاد البشرية‪ ،‬فكلما أرادت‬
‫تلك الفكار حل يمشكلة فكرية‪ ،‬أو اقتصادية أو‬
‫اجتماعية؛ تعقدت تلك المشكلة‪ ،‬وتحولت يمن حالة‬
‫إلى ظاهر ة‪ ،‬ويمن ظاهر ة إلى أزيمة‪ ،‬وكلما أريد‬
‫علجها اتسع الخرق على الراقع‪ ،‬وبدأ المجتمع‬
‫النساني يئن يمنها‪.‬‬
‫والسبب في ذلك أنها جعلت التفكير النساني‬
‫وحد‪،‬ه ألسالسا ً لحل كافة يمشكلت الحيا ة النسانية‬
‫المادية والروحية ‪ ،‬والستغنت عن الوحي اللهي‬
‫تمايمًا‪ ،‬أو يمالت إلى يممارلسات وطقوس تراكمت عبر‬
‫القرون بسبب الجهل والخضوع أيما م يمظاهر‬
‫الكائنات‪.‬‬
‫ويمن المعلو م أن النسان ل يملك عقل يمحضا ً ‪،‬‬
‫بل إنه يحمل أيضا ً يمن العواطف والهواء يما يدفعه‬
‫إلى الخير حينا ً وإلى الشر في أحايين كثير ة ‪ ،‬ول‬
‫يتصور "عقل يمحض" غير خاضع أو يمتأثر يمن الهواء‬
‫أو الظروف والوضاع‪.‬‬
‫إن "النبو ة" وراء طور العقل والتفكير‪،‬‬
‫فالحقائق التي يعجز العقل عن إدراكها تأتي النبو ة‬
‫لتثبتها وتحققها ‪ ،‬يمن أجل ذلك ربط الله لسبحانه‬
‫وتعالى إرشاد البشرية بالنبياء‪ ،‬فأرلسل الرلسل‬
‫وأنزل الكتب يمن السماء‪.‬‬
‫إن العقل نعمة عظيمة وجوهر ة نفيسة‪ ،‬وفيه‬
‫لسر تكليف النسان؛ لكنه غير كاف لرشاد النسان‬
‫إلى يمصالحه في الدارين وفي كتاب "نقد العقل‬
‫الخالص")‪ (Critique Of Pure Reason‬للفيلسوف‬
‫اللماني عما نويل كانت )‪ (Emanuel Kant‬الذي‬
‫نشر‪،‬ه عا م ‪ 1781‬م أكبر دليل على ذلك‪ ،‬وكان الكتاب‬
‫قد أحدث ضجة كبير ة في الولساط العلمية وهّز ة‬
‫واضطرابا ً في الولساط الفكرية والفلسفية‪ ،‬وقيل‬
‫عنه‪ :‬إن هذا الكتاب قطعة حية خالد ة تدل على‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(4‬‬
‫اللسليمي‬

‫عظمة الفلسفة وكمالها‪ ،‬أضاءت يمعالم الطريق في‬


‫يمتاهات الفكر النساني وحيرته‪(1).‬‬
‫يقول كانت )‪" : (Kant‬إن الفكر يبدأ بمهمته‬
‫بالدعاوي‪ ،‬ويعتمد على صحة يمقديماته ويمفروضاته‬
‫ل جميع المسائل‬ ‫وطاقاته‪ ،‬ويكون على ثقة بأنه ح ّ‬
‫ووصل إلى كنه الكون‪.‬‬
‫ثم يأتي عليه زيمان يتجّلى فيه أن هذ‪،‬ه البنية‬
‫العقلية والفكرية ل تنطح السحاب‪ ،‬ول تسمو إلى‬
‫الفل‪،‬ك‪ ،‬ثم تبدأ فتر ة الرتياب والتشكيك‪.‬‬
‫لذا يجب علينا البحث في عقولنا‪ ،‬وإدراكنا‪،‬‬
‫ويماهية علمنا‪ ،‬ونوعيته‪ ،‬حتى نكشف عن نوع الصور‬
‫والقوى التي نتمتع بها لفهم الشياء وإدراكها؛ وإلى‬
‫أي يمدى نستطيع أن نسير في ضوئها"‪(2) .‬‬
‫ولم يكن الفيلسوف اللماني كانت )‪ (Kant‬هو‬
‫أول يمن انتقد العقل النساني والستبعد وجود‬
‫"العقل المحض" بل قد لسبقه علماء المسلمين‬
‫العل م في نقد العقل المحض يقول العليمة المؤرخ‬
‫ابن خلدون يموضحا ً حقيقة العقل وقدرته على إدرا‪،‬ك‬
‫الحقائق‪" :‬فاتهم إدراكك ويمدركاتك في الحصر‪،‬‬
‫واتبع يما أيمر‪،‬ك الشارع به يمن اعتقاد‪،‬ك وعملك؛ فهو‬
‫أحرص على لسعادتك‪ ،‬وأعلم بما ينفعك‪ ،‬لنه يمن‬
‫طور فوق إدراكك ويمن نطاق أولسع يمن نطاق‬
‫عقلك‪ ،‬وليس ذلك بقادح في العقل ويمداركه ؛ بل‬
‫العقل يميزان صحيح‪ ،‬فأحكايمه يقينية ل كذب فيها‪،‬‬
‫غير أنك ل تطمع أن تزن به أيمور التوحيد والخر ة‬
‫وحقيقة النبو ة‪ ،‬وحقائق الصفات اللهية وكل يما‬
‫وراء طور‪،‬ه‪ ،‬فإن ذلك طمع في يمحال‪ ،‬ويمثال ذلك‬
‫يمثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب‪ ،‬فيطمع‬
‫أن يزن به الجبال‪ ،‬هذا ل يدل على أن الميزان في‬
‫أحكايمه غير صادق‪ ،‬ولكن العقل قد يقف عند‪،‬ه‪ ،‬ول‬
‫يتعدى طور‪،‬ه حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته‪،‬‬
‫فإنه ذر ة يمن ذرات الوجود الحاصل يمنه ‪ -‬وتفطن في‬
‫هذا لغلط يمن يقد م العقل على السمع في أيمثال‬
‫‪ (1)1‬تاريخ الفلسفة الحديثة ‪.2/38‬‬
‫‪ (1)2‬تاريخ الفلسفة الحديثة ص‪.31 -30 :‬‬
‫)‪(5‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫هذ‪،‬ه القضايا‪ ،‬وقصور فهمه واضمحلل رأيه فقد‬


‫تبين لك الحق يمن ذلك"‪.‬‬
‫و يقول الفيلسوف ابن لسينا يمعترفا ً بعجز‬
‫العقل النساني عن إدرا‪،‬ك بعض الحقائق‪:‬‬
‫"أيما المعاد الجسماني وأحواله فل يمكن إدراكه‬
‫بالبرهان؛ لنه ليس على نسبة واحد ة" وقد بسطته‬
‫لنا الشريعة الحقة المحمدية فلينظر فيها ولنرجع‬
‫في أحواله إليها‪(1).‬‬
‫و يقول اليما م الغزالي رحمه الله‪" :‬فل غنى‬
‫بالعقل عن السماع ول غنى بالسماع عن العقل‪،‬‬
‫فالداعي إلى يمحض التقليد يمع عزل العقل بالكلية‬
‫جاهل‪ ،‬والمكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن‬
‫والسنة يمغرور‪ ،‬فإيا‪،‬ك أن تكون يمن الفريقين‪ ،‬وكن‬
‫جايمعا ً بين الصلين"‪.‬‬
‫فإن العلو م العقلية كالغذية والعلو م الشرعية‬
‫كالدوية‪ ،‬والشخص المريض يستضر بالغذاء يمتى‬
‫فاته الدواء‪ ،‬فكذلك أيمراض القلوب ل يمكن علجها‬
‫إل بالدوية المستفاد ة يمن الشريعة‪ ،‬وهي وظائف‬
‫العبادات والعمال التي ركبها النبياء صلوات الله‬
‫عليهم لصلح القلوب‪ ،‬فمن ل يداوي قلبه المريض‬
‫بمعالجات العباد ة الشرعية واكتفي بالعلو م العقلية‬
‫الستضر بها ؛ كما يستضر المريض بالغذاء وظن يمن‬
‫يظن أن العلو م العقلية يمناقضة للعلو م الشرعية‪،‬‬
‫وأن الجمع بينهما غير يممكن ظن صادر عن عمى في‬
‫)‪(2‬‬
‫عين البصير ة نعوذ بالله يمنه‪.‬‬
‫كما يقول الشيخ اليما م أحمد السرهندي رحمه‬
‫الله في رلسائله‪" :‬إن العقل ل تزال علقته بالجسم‬
‫العنصري ‪ ،‬ول يجد إلى التجرد الكايمل أو التحرر‬
‫المطلق لسبيل ً ‪ ،‬فإن القو ة الوهمية تمسك بزيمايمه‪،‬‬
‫والقو ة المتخيلة تأخذ بلجايمه‪ ،‬وقو ة الغضب والشهو ة‬
‫كالظل المرافق له‪ ،‬وخصال الحرص والطمع الذيميمة‬
‫لصيقة به‪ ،‬وإن السهو والنسيان يمن لواز م النسان‪،‬‬
‫والخطأ والغلط يمن خصائص البشر‪ ،‬ول يزولن عن‬
‫‪ (2)1‬نقل ً عن ابن خلدون ص‪.457 :‬‬
‫‪ (1)2‬العقل والنقل ‪.112‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(6‬‬
‫اللسليمي‬

‫العقل‪ ،‬فليس العقل إذا جديرا ً بالثقة والعتماد‪،‬‬


‫وليس أحكايمه ونتائجه يمتحرر ة يمن قيود الوهم‪،‬‬
‫والتصرف والخيال‪ ،‬وليست يمصونة يمن اختلط‬
‫السهو والنسيان‪ ...‬لذا تبقى العلو م المحصلة يمن‬
‫تصرفات العقل وحد‪،‬ه يموضع شك فل يمكن الثقة بها‬
‫)‪(1‬‬
‫والركون إليها"‪.‬‬
‫يولد النسان فارغ الذهن صافي القلب يمن غير‬
‫ن‬‫يم ْ‬‫م ّ‬ ‫جك ُ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫هأ ْ‬‫أن يحمل يمعه شيئا يمن العلم‪﴿ :‬والل ُ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫س ْ‬‫م ال ّ‬ ‫ل ل َك ُ ُ‬
‫ع َ‬‫ج َ‬
‫و َ‬‫شْيئا ً ّ‬‫ن َ‬ ‫و َ‬‫م ْ‬ ‫عل َ ُ‬‫م ل تَ ْ‬ ‫هات ِك ُ ْ‬‫يم َ‬
‫نأ ّ‬‫و ِ‬‫ب ُطُ ْ‬
‫ن﴾‪) .‬النحل‪(78 :‬‬ ‫و َ‬‫شك ُُر ْ‬‫م تَ ْ‬‫عل ّك ُ ْ‬‫ ة ل َ َ‬
‫فئ ِدَ َ‬‫وال ْ‬ ‫صاَر َ‬‫والب ْ َ‬‫َ‬
‫فهو يخرج يمن بطن أيمه ويمعه أدوات التلقي‬
‫ونوافذ الستقبال المعلويمات‪ :‬السمع والبصر والفؤاد؛‬
‫إضافة إلى حواس الشم‪ ،‬والذوق‪ ،‬واللمس‪ .‬أيما‬
‫العقل فهو جهاز لقط ويمتصرف فيما يتلقا‪،‬ه يمن‬
‫يمعلويمات‪ ،‬فبعد يما يكتمل نمو العقل يقو م بترتيب‬
‫أيمور يمعلويمة توصل إلى أيمور يمجهولة‪.‬‬
‫و إن ديماغ النسان يمزود بأجهز ة الحفظ‬
‫والتخزين للمعلويمات‪ ،‬كما أن له العوان يمن قو ة‬
‫الوهم والتخييل‪ ،‬وليس العقل يمترفعا ً نزيها ً في‬
‫التفكير‪ ،‬بل كما لسبق يخضع للعواطف ويما يحمل‬
‫النسان يمن يمطايمع وإهداء‪.‬‬
‫ثم إن العقل يمثل طاقات السمع والبصر إدراكه‬
‫يمحدود‪ ،‬فليس بإيمكانه أن يعي ويخوض في اليمور‬
‫الغيبية ويحيطها علما ً يمن أجل ذلك يحتاج النسان‬
‫إلى يموجه خارجي غير خاضع للهواء والطماع‪.‬‬
‫فالوحي اللهي صما م اليمان بالنسبة للنسان‬
‫لوضع الحد على الشخصانية والمطايمع الذاتية‪.‬‬
‫فإن العقل النساني إذا لم يكن خاضعا ً لوحي‬
‫لسماوي ويكون تابعا ً للهوى؛ فيورد النسان في‬
‫المهالك يبرر له كل تصرف لسيء ويزين له كل‬
‫الجرائم والمعاصي‪.‬‬
‫فل يشك أحد يحمل قلبا ً راشدا ً وعقل ً واعيا ً في‬
‫أن حادث إلقاء القنبلة الذرية على المدنيين‬
‫اليابانيين يشكل جريمة حصدت أرواح يمئات اللوف‬
‫‪ (2)1‬الرلسالة رقم ‪.266‬‬
‫)‪(7‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫يمن الرجال والنساء والطفال البرياء‪ ،‬وقد الستنكر‬


‫الجميع هذا الواقع؛ لكن يمحرر دائر ة المعارف‬
‫البريطانية يبرر هذ‪،‬ه العملية ويقول‪ :‬إن هذا الحادث‬
‫أنقذ حيا ة أكثر يمن عشر ة يمليين يمن الناس الذين‬
‫كانوا لسوف يقتلون في حالة الستمرار الحرب الدائر ة‬
‫بين الفرقاء‪.‬‬
‫هكذا العقل يبدع في تحويل الجرائم إلى‬
‫البطولت‪ ،‬والمنكرات إلى المسّلمات‪ ،‬فقبل يمئات‬
‫السنين دعا أحد زعماء القرايمطة المدعو‪ /‬عبيد الله‬
‫بن حسن القيرواني أتباعه إلى الزواج يمع البنات‬
‫والخوات؛ يمعلل ً أنه يمن غير المعقول أن يقد م‬
‫النسان أختا ً جميلة إلى رجل أجنبي ويأتي في بيته‬
‫بايمرأ ة أجنبية أقل جمال ً يمنها‪ ،‬فإذا كانت الخت‬
‫بإيمكانها أن تسعد أخاها في تقديم الطعا م والشراب‪،‬‬
‫فلم ل تصلح أن تكون زوجا ً له!؟‬
‫فعلى جميع التباع أن يتزوجوا أخواتهم ‪ ،‬ول‬
‫يأتوا في بيوتهم بنساء أجنبيات يمن غير العائلة‪ ،‬فقد‬
‫حث الناس على الزواج يمع المحريمات البدية ‪ ،‬وقد م‬
‫لها تبريرا ً عقليا ً يمع أن اليمر يمستكر‪،‬ه طبعا ً يرفضه‬
‫النسان فطر ة‪.‬‬
‫ويمن المعلو م للجميع أن البرلمان البريطاني‬
‫أقر القانون الخاص بالشذوذ الجنسي وبزواج الرجل‬
‫بالرجل يمع التصفيق يمن الوزراء والنواب‪ ،‬كما يوجد‬
‫في الغرب نوادي ويمنظمات تدافع عن الشذوذ‬
‫الجنسي‪.‬‬
‫وكثير يمن الوزراء والنواب‪ ،‬يتفاخرون بارتكابهم‬
‫هذ‪،‬ه الرذيلة يمع أن جميعهم يحملون العقول‪ ،‬وبعض‬
‫يمنهم يمبدعون في يمجال اختصاصاتهم العلمية‬
‫والفنية‪.‬‬
‫إذا لبد يمن قانون لسماوي يرشد العقول ويهدي‬
‫ويهذب النفوس ويفك عقول الناس يمن ألسر‬
‫المطايمع والشهوات‪.‬‬
‫أيما "الفلسفات الوضعية" أو الديانات غير‬
‫السماوية‪ ،‬فهي يمليئة بالوها م يممزوجة باللساطير‪،‬‬
‫فيها يما يتنافي يمع الشرع اللهي ويناقض العقل‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(8‬‬
‫اللسليمي‬

‫والنقل والفطر ة جميعا ً ؛ ويمع ذلك هنا‪،‬ك يمليين يمن‬


‫البشر يدينون بها ويتبعونها‪ ،‬وتحدث لهم يمشاكل يمع‬
‫أهل الديانات السماوية؛ فالحاجة قائمة بل يمالسة‬
‫للحوار يمعهم وحثهم على احترا م النفس النسانية‬
‫وعد م الحيلولة دون وصول النسان إلى الحق‬
‫والصدق‪.‬‬
‫ليس المراد "بالفلسفات الوضعية" هنا المذاهب‬
‫الفكرية والفلسفية الحديثة يمثل الوجودية والعلمانية‬
‫والفوضوية والنسانية ويما شابه ذلك كما يتبادر إليه‬
‫الذهن‪ ،‬بل المقصود يمنها تلك الديانات غير السماوية‬
‫التي اخترعها النسان والتز م بها كالتزا م أهل‬
‫الديانات السماوية‪ ،‬وهي في الواقع يمجموعة أفكار‬
‫فلسفية وألساطير خرافية وطقوس ويممارلسات‬
‫دينية‪.‬‬
‫هذ‪،‬ه "الفلسفات الوضعية" هي يمثل الهندولسية‬
‫والبوذية والجينية والسيخية والشنتوية والطاوية‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫و يبلغ عدد البوذيين والهندوس يمعا ً يما يقارب‬
‫يمليارين يمن الناس في كل يمن الصين والهند‪،‬‬
‫واليابان والكوريتين بالضافة إلى لسري لنكا والدول‬
‫الخرى الصغير ة المجاور ة لها‪.‬‬
‫و إن أي برنايمج للحوار الدولي بين اليمم‬
‫والشعوب ل يمكن إنجاحه بصرف النظر عن هذا‬
‫العدد الهائل يمن البشر‪ ،‬فمن الطبيعي أن تدرس‬
‫هذ‪،‬ه الفلسفات الوضعية أو الديانات غير السماوية‪،‬‬
‫وتبحث نقاط اليجاب والسلب في تعاليمها وفي‬
‫المعتقدات التي يؤيمن بها أتباع هذ‪،‬ه الفلسفات‬
‫والديانات؛ خاصة أن هنا‪،‬ك احتكاكا ً يمباشرا ً للقليات‬
‫المسلمة التي تعيش في ظل هيمنة الهندولسية أو‬
‫البوذية‪.‬‬
‫كما أن تقارب المسافات بين البلد واليمصار‬
‫وظهور الدوات الحديثة للتصالت والمعلويمات‬
‫قربت كل الشعوب بعضها ببعض‪ ،‬وأوجدت يمصالح‬
‫يمشتركة بين الدول اللسليمية والبلد التي يدين‬
‫يمعظم أفراد لسكانها بتلك الديانات والفلسفات‪.‬‬
‫)‪(9‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫إن الحوار يمع أهل الديانات السماوية وكذلك يمع‬


‫أتباع الفلسفات الوضعية يمطلب شرعي؛ لسواء كان‬
‫بهدف إيصال الخير والصدق إلى الناس‪ ،‬أو يمن أجل‬
‫إيصال الناس إلى الحق والصدق؛ خاصة في وقت‬
‫أصبح العالم فيه على صفيح لساخن يهدد العالم‬
‫بنشوب حرب تأتي على الخضر واليابس‪ ،‬فتكون‬
‫كارثة يمديمر ة للنسانية جمعاء‪.‬‬
‫و المسلمون هم أولى الناس بالمبادر ة إلى‬
‫حوار شايمل لنقاذ النسانية يمما تعاني يمنه‪ ،‬وإظهار‬
‫يما لديهم يمن يمبادئ ويمثل وعقائد وآداب لن الناس‬
‫في أيمس الحاجة إليها‪.‬‬
‫إن شعار عقد الحوار يمع كافة اليمم والشعوب‬
‫الذي طرحه خاد م الحريمين الشريفين خطو ة جريئة‬
‫ويمبادر ة عظيمة تعود بالنفع على اليمة ثم على‬
‫النسانية جمعاء‪ ،‬وذلك لما في الحوار المتبادل يمن‬
‫تأثير في نزع فتيل الصراعات والشتباكات بين‬
‫الفراد والجماعات‪.‬‬
‫جِبل عليها النسان‪ ،‬وإن‬ ‫إن حب الخالق فطر ة ُ‬
‫د م النسان‬ ‫ق َ‬
‫نزعة التدين وظاهر ة اللتزا م قديمة ِ‬
‫نفسه‪ ،‬ففي فترات التاريخ التي طال فيها اليمد ولم‬
‫يبق فيها التزا م بالهدى والكتاب المنير؛ يمال النسان‬
‫إلى اختراع الديانات والمعتقدات بنفسه واجتالت‬
‫د الفراغ‬‫الشياطين البشر فصنع بعضهم آلهة لس ّ‬
‫الروحي‪ ،‬واخترعوا فلسفات ويمعتقدات أضحت‬
‫ديانات وتفرعت عنها فرق وطوائف‪ ،‬ودونت لها‬
‫الصحائف والكتب‪ ،‬وأصبغت عليها القدلسية وخضعت‬
‫لها النفوس‪ ،‬وصنعت لها الهياكل والتماثيل‪ ،‬وبنت‬
‫لها الصوايمع والمعابد‪.‬‬
‫وهنا‪،‬ك فرق واضح ودقيق بين الديان التي لها‬
‫يمرجعية دينية لسماوية يمثل اللسل م والمسيحية‬
‫واليهودية ‪ ...‬وبين المعتقدات أو الفلسفات التي‬
‫اخترعها النسان يمن أجل لسد الفراغ الروحي في‬
‫حالة غياب الديان الصحيحة أو عد م الثقة في السائد‬
‫يمنها؛ للسباب دينية وبيئية حينَا؛ ونفسية وعنصرية‬
‫حينا ً آخر‪.‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(10‬‬
‫اللسليمي‬

‫فالديانات السماوية يمصدرها الوحي والنبو ة‪ ،‬أيما‬


‫المعتقدات أو الفلسفات الوضعية فمصدرها‬
‫اجتهادات بشرية عقلية‪ ،‬ويما تراكم عبر القرون‬
‫الغابر ة يمن عادات شعبية وتقاليد وقصص وألساطير‬
‫لسيطرت على أذهان الناس‪ .‬ويمن هذ‪،‬ه المعتقدات أو‬
‫الفلسفات الوضعية‪ :‬الهندولسية والبوذية والجينية‬
‫والطاوية‪ ،‬وغيرها المنتشر ة في ربوع الهند والصين‬
‫واليابان ويما جاورها يمن بلد‪.‬‬
‫فالبوذية والهندولسية هما اللساس‪ ،‬ولهما‬
‫الغلبة‪ ،‬فأعداد اتباعهما تفوق أعداد المنتمين إلى‬
‫الديانات السماوية‪ ،‬أيما الفلسفات والمعتقدات‬
‫الخرى السائد ة في الشرقين والدنى والقصى‬
‫فتتفرع عنهما أو ترجع إليها‪ ،‬وقد انقرض بعض يمنها‪،‬‬
‫ويما زال كثير يمنها يمنتشرا ً بين الشعوب‪.‬‬
‫هذ‪،‬ه الفلسفات هي الهندولسية والبوذية‬
‫والسيخية والكنفوشيولسية )في الصين تحديدًا(‬
‫والشنتو )في اليابان تحديدًا( والجينية )في الهند‬
‫تحديدًا( والطاوية )في الصين أيضًا( يمن المعتقدات‬
‫أو الفلسفات الوضعية التي نحتاج إلى التحاور يمع‬
‫أتباعها وإيصال الخير إليها والبحث عن ألسس‬
‫التعايش يمعها يمن غير القرار أو التأييد للمبادئ التي‬
‫تتكون يمنها والمعتقدات التي تؤيمن بها‪.‬‬
‫وكانت الهند يمنذ أقد م العصور يمسرحا ً للغزوات‬
‫ونزوح أعداد كبير ة يمن الطورانيين والريين إليها‬
‫واللستقرار فيها‪ ،‬يقول المستشرق الفرنسي‬
‫غولستاف لوبون‪ :‬إن لسكان الهند أخذوا عن‬
‫الطورانيين نسب أجسايمهم وأشكال وجودهم‪ ،‬وعن‬
‫الريين أخذوا اللغة والدين والقوانين والسجايا‬
‫)‪(1‬‬
‫والطبائع‪.‬‬
‫وقد فقد لسكان الهند الصليون المعروفون‬
‫بالدراورد هويتهم الدينية والعقدية وشخصيتهم‬
‫الجتماعية والفكرية أيما م الزحف المتتالي للريين‬
‫والطورانينن وغيرهم‪.‬‬

‫‪ (1)1‬الحضار ة الهندية‪.104 :‬‬


‫)‪(11‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫وإن التمازج بين الطورانيين والريين هو الذي‬


‫وّلد نظا م الطبقات بين لسكان الهند الصليين‬
‫المغلوبين وبين الوافدين المهيمنين يمن الريين‬
‫والطوارنيين‪ ،‬فتشكل يمن الريين طبقة رجال الدين‬
‫البراهمة )‪ (Brahman‬وطبقة المحاربين )‪(Kastria‬‬
‫ويمن الطورانيين تكونت طبقة التجار والصناع )‬
‫‪ (Vasya‬أيما السكان الصليون فقد تحولوا إلى الخد م‬
‫والعبيد أو طبقة الشودر )‪ (Sudra‬والمنبوذين‪.‬‬
‫تكونت الفلسفة الهندولسية يمن عباد ة القوى‬
‫والمظاهر الطبعية‪ ،‬فاختار الوائل آلهة يمنها ويمن‬
‫الحيوانات والعناصر الطبعية يمثل النار والهواء‬
‫العواصف والشمس وغيرها‪.‬‬
‫فمنذ القرن الخايمس عشر قبل الميلد وإلى‬
‫القرن الثايمن قبل الميلد كان قد انتشر بين‬
‫الهندوس فكر ة الله "فارونا" )‪ (Varama‬الذي ينظم‬
‫تنظيم القوى الطبعية‪ ،‬والله "يايما" )‪ (Yama‬إله‬
‫الموت‪ ،‬والله "اندر" )‪ (Indar‬المتخصص في الحروب‬
‫والعواصف‪ .‬فالفيدا الكتاب الهندولسي المقدس‬
‫تتضمن الناشيد والترانيم التي تقدس الشمس‬
‫والنار والعواصف كما يوجد فيه ذكر الفاعي‬
‫والبقار والقرود وغيرها ضمن اللهة‪.‬‬
‫ثم جمع بعض الكهنة آلهتهم في "براهما"‬
‫كموجد والخالق للعالم و"فيشنو" كالمدبر والمنظم‬
‫لليمور الكونية‪ ،‬وشيفا" كالذي يملك قو ة الهل‪،‬ك‬
‫والتديمير‪.‬‬
‫ويتضمن الوبنيشاد )‪ (Upanshad‬التراث‬
‫الفلسفي الهندولسي حول "الله" و"الروح"‬
‫و"براهما" وكان "شنكر" هو الذي قد م تصور الروح‬
‫المطلق" أو الواحد الوحد" وأطلق يمثل هذ‪،‬ه‬
‫الوصاف عمل "براهما" بأنه فوق جميع اللهة‪.‬‬
‫إن يمجموعة "الفيدا والبنشد والبورانا" هي‬
‫الكتب المقدلسة في الفلسفة الهندولسية تعتمد‬
‫عليها ألسالسا ً الديانة الهندولسية المنتشر ة على رقعة‬
‫كبير ة يمن العالم‪ ،‬ويمكن أن تضاف إليها يمجموعة‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(12‬‬
‫اللسليمي‬

‫برهمان جرانت"‪ ،‬وهي في الواقع شرح وتفسير‬


‫"للفيدا"‪.‬‬
‫ويعتبر "رجفيدا" و"يجرفيدا" و"لسا م فيدا" يمن‬
‫أقد م الكتب ألفت في أدوار ثلثة يصعب تحديدها‪،‬‬
‫ويوجد اختلف كبير بين تقدير العلماء الهندوس‬
‫والمستشرقين الغربيين عن زيمن تأليف هذ‪،‬ه الكتب‪،‬‬
‫وحدد البعض نحو أربعة آلف لسنة‪.‬‬
‫كما يوجد اختلف كبير في تحديد أيماكن بعثة‬
‫"الرشى" أو "النبي" الذي أوحيت إليه تلك الكتب‪.‬‬
‫وتعتبر يمجموعة "الفيدا" أكثر الكتب الستنادا ً‬
‫وأصالة‪ ،‬وهي القاعد ة اللسالسية للديانة الهندولسية‬
‫أو الفلسفة الوضعية التي يتبعها الهندوس يتلوها‬
‫في المكانة "البنيشد" وبعض المحققين الهندوس‬
‫يرجحونه على "الفيدا" أيضًا‪.‬‬
‫كما أن "البورانا" يعتبر أكثر الكتب تداول ً وقبول ً‬
‫بين الناس‪ ،‬وهو لسهل اللسلوب واضح المنهج؛ على‬
‫عكس "الفيدا" فإن فيها صعوبة وتعقيدًا‪.‬‬
‫يتضمن "البورانا" تاريخ خلق الكون والقبائل‬
‫الرية كما يتضمن أيضا ً حيا ة وتراجم العلماء‬
‫الربانيين فيها وقد قسم "فياس" هذ‪،‬ه الكتب في ‪18‬‬
‫جزءًا‪.‬‬
‫ويمعنى كلمة "الفيدا"‪" :‬المعرفة" أو "الحكمة"‪،‬‬
‫تشمل "رجفيدا" على ‪ 1028‬بيت شعر‪ ،‬و"لسا م فيدا"‬
‫على ‪ 585‬شعرًا‪.‬‬
‫وفي "يجرفيدا" ترانيم خاصة تتلى وقت تقديم‬
‫"القرابين إلى اللهة"‪.‬‬
‫وفي "اتهرفيدا" أدعية وابتهالت وعلج السحر‬
‫وبيان تأثير القوى الشرير ة‪.‬‬
‫ويمما يبعث على العجب أن بعض الدارلسين قد‬
‫جمعوا يمجموعة كبير ة يمن النبوات عن بعثة يمحمد ‪--‬‬
‫وأوصافه وشمائله يمن "اتهرفيدا" ويمن "البورانا"‬
‫)‪(1‬‬
‫وغيرهما يمن الكتب المقدلسة لدى الهندوس‪.‬‬
‫‪ (1)1‬انظر على لسبيل المثال "النبي العربي في كتب الهناد‪،‬ك‬
‫المقدلسة" لعبد الرحمن الجيري وكتب ورلسائل لشمس نويد‬
‫عثماني وإيما م الدين را م نكري وآخرين‪.‬‬
‫)‪(13‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫وإن دل هذا على شيء فإنما يدل أن الديان‬


‫ترجع إلى أصل واحد ويمهما حصل التغير في الكتب‬
‫المقدلسة القديمة فما زالت آثار الصدق باقية في‬
‫بعض آياتها وتشريحاتها‪.‬‬
‫فإن صح ذلك فهو برهان جديد على صدق يمحمد‬
‫‪ ‬وعلى كونه خاتم النبيين ورلسول رب العالمين‪.‬‬
‫وهذا اليمر يثير تساؤلت يمن جديد حول يما يسمى‬
‫بالفلسفلة الهندولسية" هل كانت في الصل هي‬
‫ديانة لسماوية دخلها التغيير والتبديل على يمرور‬
‫الزيمان؟ وهل ظاهر ة عباد ة الصنا م دخيلة أوجدها‬
‫المحرفون كما فعل عمرو بن لحي في البلد العربية‬
‫بتغيير يملة إبراهم عليه السل م وإدخال الوثنية في‬
‫التعاليم الهندولسية؟‬
‫يقول الله عز وجل‪﴿ :‬وإن يمن أيمة إل خل فيها‬
‫نذير﴾ وجرت لسنة لله لسبحانه أن ل يعذب أيمة حتى‬
‫ل‪ ،‬فهل يمن المعقول أن هذا العدد‬ ‫يبعث فيهم رلسو ً‬
‫الهائل يمن البشر المنتشر يمن الهند إلى الصين ويما‬
‫جاورها يمن البلد لم يبعث فيهم رلسول ولم يأت‬
‫إليهم نبي؟!‬
‫وقد يكون يمن الطرائف أن نذكر أن أحد علماء‬
‫الهند المعروفين بالعلم والذكاء وهو العليمة الكبير‬
‫الشيخ يمناظر أحسن الكيلني رحمه الله كان يرى أن‬
‫"ذا الكفل" المذكور في القرآن الكريم قد يكون هو‬
‫"بوذا" الذي ولد في "كبل ولستو" وأنه ربما كان نبيا ً‬
‫‪ ،‬ثم حّرف أتباعه تعاليمه بعد يمرور الزيمن‪ ،‬علما ً أن‬
‫المفسرين اختلفوا في تحديد المقصود يمن "ذي‬
‫الكفل" ولم يقديموا يمستندا ً قويا ً على يما ذهبوا إليه‬
‫بأن المراد يمن ذي الكفل هو إلياس عليه السل م‬
‫لحتمال أن يكون غير‪،‬ه‪.‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(14‬‬
‫اللسليمي‬

‫الفلسفات والمعتقدات الوضعية‬


‫يوجد في شرق آلسيا عدد هائل يمن البشر‪،‬‬
‫فالصين هي الولى يمن ناحية عدد السكان‪ ،‬تأتي‬
‫بعدها الهند‪ ،‬فهذان البلدان يتجاوز عدد لسكانهما يمعا‬
‫يمليارين نسمة‪.‬‬
‫ورغم وجود اللسل م والمسيحية وغيرهما يمن‬
‫الديانات في تلك المنطقة فما زالت الكثر ة الكاثر ة‬
‫يمن لسكان الصين والهند والبلد المجاور ة لها يمثل‬
‫كوريا واليابان وغيرهما تعتنق الديانة البوذية‬
‫والهندولسية بالضافة إلى الشنتوية‪ ،‬والطاوية‬
‫والكونفوشيسية إلى جانب السيخية والمهاريشية‪،‬‬
‫وهذ‪،‬ه فلسفات ألسالسا ً قبل أن تكون ديانات‪.‬‬
‫وإن القدر المشتر‪،‬ك في تلك الديانات أو‬
‫الفلسفات الوضعية يممارلسات وطقوس تراكمت يمنذ‬
‫يمئات القرون‪ ،‬فهي على اختلف طرقها وألساليبها‬
‫تقدس المظاهر الطبيعة‪.‬‬
‫وها هي بعض تلك الفلسفات الوضعية أو‬
‫المعتقدات التي تسود شرق آلسيا وجنوبها‪ .‬ونظرا ً‬
‫إلى تشابه الطقوس والممارلسات بينها ل تمكن‬
‫التمايز الحقيقي بينها‪:‬‬
‫البـــوذيــة‪:‬‬
‫وهي المنتشر ة في اليابان والصين والهند‬
‫وكوريا وكمبوديا ولسيلن وغيرها يمن البلد‪.‬‬
‫تقاليد البوذيين وطقولسهم شبيهة بتقاليد‬
‫الهندوس‪ ،‬كما أن عباد ة الصنا م وعقيد ة تنالسخ‬
‫الرواح يمشتركة بين الديانتين؛ يمع فارق ضئيل‪ ،‬وهو‬
‫أن البوذيين ل يضعون في يمعابدهم غير تمثال بوذا‪،‬‬
‫أيما الهندوس فهم يعبدون كل صنم ‪ ،‬وتكثر التماثيل‬
‫في يمعابدهم‪ ،‬ويأتي ذكر بعض خصائص البوذيين‬
‫ضمن الحديث عن الهندولسية‪.‬‬
‫الهــندولسيـة‪:‬‬
‫قا م المستشرق الفرنسي الشهير "غولستاف‬
‫لوبون" بدرالسة أديان الهند‪ ،‬وأّلف كتابه المعروف‬
‫)‪(15‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫عن "حضار ة الهند" يلخص فيه يمعتقدات الهندوس‬


‫في النقاط التالية‪:‬‬
‫)‪ (1‬عباد ة القوى الطبيعية )‪ (2‬تشخيص هذ‪،‬ه‬
‫القوى بألسماء اللهة )‪ (3‬اعتقاد خلود الروح )‪(4‬‬
‫عباد ة الجداد )‪ (5‬تقديم القرابين إلى اللهة‬
‫وتخصيص بعض يمنها للمطر‪ ،‬وآخر للصحة‪ ،‬وإله آخر‬
‫للمال‪ ،‬كما أن العتقاد بتنالسخ الرواح يمن عقائد‬
‫الهندوس عمويمًا‪.‬‬
‫تبتنى الفلسفة الهندولسية على النظا م الطبقي‬
‫والتفرقة العنصرية بين أجناس البشر وتوجد الشار ة‬
‫إلى هذ‪،‬ه الحقيقة في "فيدا" الكتاب المقدس لدى‬
‫الهندوس‪.‬‬
‫كما أن "شرائع يمنو" المعروف "بمنو شالستر"‬
‫تقرر ذلك وتحدد الطبقات في النظا م الجتماعي‬
‫الهندولسي‪.‬‬
‫و هذ‪،‬ه الطبقات البشرية في الفلسفة‬
‫الهندولسية الوضعية كالتالي‪:‬‬
‫)‪ (1‬البراهمة‪) :‬وهم طبقة الكهان ورجال الدين‬
‫وهي أعلى الطبقات(‪.‬‬
‫)‪ (2‬الكشرية‪) :‬طبقة المحاربين وعليهم الدفاع‬
‫عن البراهمة وتوفير اليمن في المجتمع(‪.‬‬
‫)‪ (3‬الفيشية‪) :‬وهم طبقة الزراع والتجار‪ ،‬عليهم‬
‫توفير ولسائل العيش للبراهمة والمحاربين(‪.‬‬
‫)‪ (4‬الشودرا‪) :‬وهم ألسفل الطبقات‪ ،‬ويسمون‬
‫بالمنبوذين أيضا ً ليس لهم أي حق ويجب عليهم أن‬
‫يخديموا الطبقات العليا‪ ،‬وهم أنجاس يمناكيد في‬
‫الفكر الهندولسي ليس لهم أن يقرءوا الكتب الدينية‬
‫أو يشربوا يمن نفس الكوب الذي يشرب يمنه‬
‫البراهمة‪.‬‬
‫و يعلل المشّرعون لهذ‪،‬ه الفلسفة المبنية على‬
‫العنصرية والفوارق الطبقية قائلين‪ :‬إن الرب‬
‫المولى حينما أراد أن يتكاثر الجنس البشري فخلق‬
‫يمن فمه‪ :‬البراهمة‪ ،‬ويمن ذراعه‪ :‬الكشيرية‪ ،‬ويمن‬
‫فخذ‪،‬ه‪ :‬الفيشية‪ ،‬ويمن رجله‪ :‬الشودر أو المنبوذين‪،‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(16‬‬
‫اللسليمي‬

‫فالدرجات يمتفاوتة وفق خلق الرب لتلك المجموعات‬


‫البشرية‪.‬‬
‫والمسئوليات أيضا ً يموزعة‪ ،‬فالرب عندهم هو‬
‫الذي حدد العمال والمسؤوليات‪ ،‬لكل يمن تلك‬
‫الطبقات حسب درجات تلك الفئات‪.‬‬
‫فعهد إلى البراهمة درالسة الكتب المقدلسة‬
‫واللسفار المعروفة بالفيدا‪ ،‬وتعليمها وتقديم‬
‫القرابين إلى الله وقبول العطيات يمن الفئات‬
‫الخرى‪.‬‬
‫و فرض على الكشيرية حماية الشعب والتضحية‬
‫في الدفاع عن البراهمة وتلو ة الكتب المقدلسة‬
‫وعد م النهما‪،‬ك في الشهوات‪.‬‬
‫و خص الفيشة‪ ،‬بتربية المواشي وأداء الزكا ة‬
‫وتقديم التضحيات في لسبيل إلسعاد الطبقات العليا‬
‫إلى جانب يممارلسة العمال التجارية والنشطة‬
‫القتصادية‪.‬‬
‫أيما "الشودر" فأوجب عليهم أن يخديموا تلك‬
‫الطبقات العليا وخاصة البراهمة وأن يعيشوا حيا ة‬
‫الذل طوعا ً أو كرهًا‪.‬‬
‫إن الفلسفة الهندولسية قائمة على تقديس‬
‫المظاهر الطبيعية المختلفة وعباد ة كل شيء يضر أو‬
‫ينفع يمن البقار والثعابين والقرود وغيرها لعتقاد‬
‫الهندوس بأنها تمثل قدرات وصفات اللهة المختلفة‬
‫يمن أجل ذلك كثرت لدى الهندوس الصنا م والتماثيل‪،‬‬
‫فالمعابد الهندولسية تغص بمليين الشكال يمن‬
‫التماثيل والصنا م والشكال الغريبة والموحشة‪.‬‬
‫يقول الدكتور رادها كرشنن رئيس الجمهورية‬
‫الهندية اللسبق وأحد فللسفة الديانة الهندولسية‬
‫البرز يمفتخرا على انتمائه الديني‪" :‬إن يمن لسعة‬
‫ولسماحة الديانة الهندولسية أن يمن يعبد ألف إله يمن‬
‫شجر وحجر هو هندولسي‪ ،‬ويمن ل يعبد شيئا ً يبقي‬
‫أيضا ً هندولسيا ً ‪ ،‬ول يخرج يمن دائر ة الهندولسية‬
‫الوالسعة والفضفاضة بسبب تر‪،‬ك بعض العقائد أو‬
‫التقصير في العباد ة والعمل"‪.‬‬
‫)‪(17‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫و قد يمال بعض المنظرين الهندوس إلى اختصار‬


‫الطريق وتقليل عدد اللهة‪ ،‬وذلك بتحديد اللهة‬
‫اللسالسيين وهم ثلثة‪:‬‬
‫)‪ (1‬الله شيفا )‪(Shiva‬‬
‫)‪ (2‬الله الفيشنو )‪(Vishnu‬‬
‫)‪ (3‬الله براهما‪.‬‬
‫فالول هو إله الحيا ة والتغير في الكون أيما‬
‫الثاني فهو الحافظ لنظا م الكون أيما الخالق البارئ‬
‫فهو "براهما" وهو فوق اللهة جميعًا‪.‬‬
‫علما ً أن عايمة الناس ل يفرقون بين إله وإله‬
‫ويشركون بها جميعا ً وينسبون إلى كل يمنها أنواعا‬
‫يمعينة يمن الكمالت وإن كان بعض المثقفة يمن‬
‫الهندوس يصرحون أحيانا ً بأن الله هو واحد وهو‬
‫الذي حل في باقي اللهة وهو برهما أو رب الرباب‪.‬‬
‫الجيـنيـة‪:‬‬
‫ويمن الفلسفات الوضعية ذات الصبغة الدينية‬
‫أيضا ً يما يسمى "بالجينية" وهي في الواقع حركة‬
‫عقلية حاولت التحرر يمن لسلطان الديانة الهندولسية‬
‫وهي تعتمد في نظايمها التطبيقي على الرياضات‬
‫الشاقة والمراقبات المتعبة وطريقها الرهبانية لكن‬
‫غير رهبانية البراهمة‪.‬‬
‫فالجينيون يرون أنه ل يوجد روح أكبر أو خالق‬
‫أعظم لهذا الكون وأن أرواح النسان والحيوانات‬
‫كلها خالد ة وتجري عليها التنالسخ‪.‬‬
‫و هو دين يمسالم أو فلسفة تبالغ في البعد عن‬
‫العنف وتكر‪،‬ه حتى قتل الهوا م والحشرات الصغير ة‪.‬‬
‫رفض الجينيون آلهة الهندوس )برهما‪ ،‬فيشنو‪،‬‬
‫وشيفا( ولكن جعلوا القديسين أو الجيناوات الربع‬
‫والعشرين أنفسهم آلهة تعبد‪.‬‬
‫فل صل ة عند الجينيين ول قرابين لللهة‪ ،‬ول‬
‫يقرون بالطبقات بين أجناس البشر وقد قسم‬
‫"بارلسواناث" أحد أبرز الكهنة الجينيين إلى الخاصة‬
‫وهم الرهبان‪ ،‬والعايمة وهم الذين يؤيدون النظا م‪.‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(18‬‬
‫اللسليمي‬

‫يؤيمن الجينيون بالتنالسخ‪ ،‬كما يؤيمنون بالحسنة‬


‫والسيئة‪ ،‬والنجا ة في الفلسفة الجينية هي في‬
‫التخلص يمن قيود الحيا ة‪ ،‬وإن السبيل إلى النجا ة‬
‫شاق وعسير ولبد للنجا ة يمن قهر جميع المشاعر‬
‫والعواطف‪ ،‬ويمن غرائب اليمور أن الجينيين ل يرون‬
‫بألسا ً العري أيما م الناس كما يؤيدون النتحار أيضا ً‬
‫للتخلص يمن يمشاكل الحيا ة‪.‬‬
‫و قيل في خلصة الفلسفة الجينية اليواقيت‬
‫الثلثة‪:‬‬
‫الياقوتة الولى‪ :‬العتقاد الصحيح‪.‬‬
‫الياقوتة الثانية‪ :‬العلم الصحيح‪.‬‬
‫الياقوتة الثالثة‪ :‬الخلق الصحيح‪.‬‬
‫حكم يمفيد ة وآداب لطيفة إذا تم‬ ‫ول شك أن هذ‪،‬ه ِ‬
‫تطبيقها في الواقع العملي‪ ،‬ويصف الجينيون‬
‫رائدهم الديني ""يمهاوير" المولود في ‪ 599‬ق م‬
‫بأوصاف الكمال فيقولون‪:‬‬
‫إنه كان حرا ً كالطير‪ ،‬جسورا ً كالفيل‪ ،‬قويا‬
‫كالثور‪ ،‬يمهيبا ً كاللسد‪ ،‬ثابتا ً كالجبل‪ ،‬عميقا ً كالبحر‪،‬‬
‫وديعا ً كالقمر بهيا ً كالشمس طاهرا ً كالبريز وذلك‬
‫لنه كان قد يمارس الرياضة الروحية والجسدية‬
‫الشاقة طوال ‪ 12‬عايمًا‪.‬‬
‫يغلب على التفكير الهندولسي الميل إلى تعدد‬
‫اللهة‪ ،‬بل قد بلغ التعدد عند الهندوس إلى درجة‬
‫أنهم يعبدون الماء والنار والنهار والجبال وكل شجر‬
‫وحجر أو جماد وبقر وإن كان تاريخ الفلسفة‬
‫الهندولسية ل يخلو يمن فكر ة التوحيد فيطلقون على‬
‫الخالق الحقيقي رب الرباب وإله اللهة لكنهم ل‬
‫يترددون في عباد ة الصنا م وتقديم القرابين لللهة‪.‬‬
‫أيما الجينيون فإن كانوا قد رفضوا في بداية‬
‫اليمر تصور الله أو وجود روح أكبر أو خالق أعظم‬
‫لهذا الكون وذلك بسبب لسوء تصرف الكهنة‬
‫الهندوس والذي ألجأهم إلى إيجاد فلسفة جديد ة‬
‫لكنهم في نهاية اليمر جعلوا ""يمهاوير" إلها ً بل بدؤا‬
‫يعبدون الكهنة الربعة والعشرين المعروفين‬
‫بالجيناوات‪.‬‬
‫)‪(19‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫أيما الدب المأثور عن بوذا فيكاد يخلو يمن ذكر‬


‫الله إثباتا ً أو نفيا ً بل كان يمنع أصحابه يمن الخوض‬
‫في اللهوت أو البحث عما وراء الطبيعة يمع ذلك‬
‫أصبح بوذا هو الله لدى أتباعه فيعبدون تمثاله‬
‫ويسجدون أيمايمه‪.‬‬
‫ويمن الكتب المقدلسة لدى الهندوس إلى جانب‬
‫"فيدا"‪:‬‬
‫‪ -1‬يمها بهارتا )‪(Maha Bharta‬‬
‫‪ -2‬كيتا )‪(Gita‬‬
‫‪ -3‬يوجا والسستها )‪(Yoga vesisthe‬‬
‫‪ -4‬رايمائنا )‪(Ramayana‬‬
‫تتكون الفلسفة الوضعية الهندولسية بمزيج يمن‬
‫العادات والتقاليد والمعتقدات التي كانت لسائد ة في‬
‫لسكان الهند الصليين ويما جلبه إليها التورانيون‬
‫والغزا ة الريون ويما تراكمت خلل القرون الطويلة‬
‫يمن اللساطير‪.‬‬
‫ويمن يمعتقدات الهندوس اليمان بوحد ة الوجود‬
‫وتنالسخ الرواح وإقرار بنظا م الطبقات وتقديم‬
‫القرابين إلى الصنا م‪.‬‬
‫ويعتبر خروج "بوذا" و"يمهاوير" يمن الديانة‬
‫الهندولسية وإعداد فلسفة جديد ة ونشر يمعتقدات‬
‫يمختلفة عن الهندولسية يعتبر ضربة قاضية على‬
‫الهندولسية إل أنها بسبب كثر ة عدد أتباعها وانطواء‬
‫أهل الهند على أنفسهم وابتعادهم حضاريا ً عن‬
‫العالم الخارجي خفف آثار النشقاق ولساعد في‬
‫الستمرارها كمذهب غالبية عدد السكان‪.‬‬
‫الكنفـوشـيولسـية‪:‬‬
‫يمنذ أكثر يمن ثلثة آلف لسنة تخضع الصين لثلث‬
‫ديانات أو فلسفات ألسالسية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الكنفوشيولسية‬
‫‪ .2‬الطاوية‬
‫‪ .3‬البوذية‬
‫دخلت البوذية عن طريق تركستان إلى الصين‬
‫وانتشرت في الجماهير بينما ظلت الطبقة‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(20‬‬
‫اللسليمي‬

‫اللستقراطية يمن رجال الحكم وغيرهم يملتزيمة‬


‫بالكنفوشيولسية فكان تقا م الطقوس والمرالسيم‬
‫وطريقة تقديم القرابين إلى اللهة وفق فلسفة‬
‫الكنفوشيوس‪.‬‬
‫)‪ (Kong-Foutsu‬أو الكنفوشيوس ولد في ‪551‬‬
‫قبل الميلد ويمات في ‪479‬قبل الميلد وظل‬
‫الصينيون يتناقلون تعليماته الصلية جيل ً بعد جيل‬
‫إلى أن قرر حاكم يمملكة "هان" أن يتولى‬
‫الكنفوشيولسيون يمقاليد الحكم فأصبحت الفلسفة‬
‫الكنفوشيولسية دين الدولة‪.‬‬
‫وهنا‪،‬ك نحو تسعة كتب تعتبر يمن المقدلسات في‬
‫الفلسفة الكنفوشيولسية يمنها‪:‬‬
‫‪ .1‬لي ‪ ،‬جي‬
‫‪ .2‬التعليقات على كتاب "اللجي" أو "التغيرات"‬
‫وفيها أبحاث عن يما وراء الطبيعات‪.‬‬
‫‪ .3‬كتاب "الشتي – جج" وهي عبار ة عن بيان‬
‫حقيقة الحيا ة البشرية ويمبادئ الخلق الفاضلة‪.‬‬
‫‪" .4‬التشوجج" أو كتاب التاريخ فيه حكايات عن‬
‫طبائع الملو‪،‬ك‪.‬‬
‫‪" .5‬التشولسيتو" أو حوليات الربيع والخريف‪.‬‬
‫تضاف إليها الكتب الربعة الخرى وهي‪:‬‬
‫‪" .1‬لون – يو" الحاديث والحداث‬
‫‪" .2‬الدشو ة" التعليم الكبر وهو كتاب طريف يقال‬
‫ألفه حفيد الكنفوشيوس‪.‬‬
‫‪" .3‬جونج يونج" أو عقيد ة الولسط‬
‫‪" .4‬يمفنيس" وفيه خروج عن المعهود في آراء‬
‫الكنفوشيوس يمن تقديس الراء القديماء‪.‬‬
‫الطاوية‪:‬‬
‫كلمة طاو )‪ (Tao‬قبل كنفوشيوس كانت‬
‫تستخد م بمعنى الطريق أو ألسلوب العمل‬
‫والستخديمها الكنفوشيوس بمعنى الطريق الصحيح‬
‫للعمل أخلقيا ً واجتماعيا ً ولسيالسيًا‪ ،‬ولم يعط لهذا‬
‫اللفظ أي بعد يميتاخربقي‪ ،‬ويمؤلسس الفلسفة‬
‫الطاوية هو لوتسي" أي العلم القديم‪.‬‬
‫)‪(21‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫وقد التقى كنفوشيوس "لوتسي" في نزعه‬


‫الخير وقال لتليميذ‪،‬ه بعد عودته‪:‬‬
‫إني أعرف كيف يطير الطير‪ ،‬ويسبح السمك‪،‬‬
‫ويجري الحيوان‪ ،‬لكن الذي يجري على الرض يمكن‬
‫اقتناصه‪ ،‬والذي يسبح في الماء يمكن صيد‪،‬ه‪ ،‬والذي‬
‫يطير في الجو يمكن إصابته بالسها م‪.‬‬
‫غير أن هنا‪،‬ك تنينا ً يمهول ً ولست ألستطيع أن أجد‬
‫له يمثيل ً غير التنين‪(1).‬‬
‫ويمن كتب الطاوية‪" :‬طاوتي كنج" أي كتاب‬
‫الطريقة والفضيلة‪ ،‬وهو أهم النصوص الخاصة‬
‫بالفلسفة الطاوية‪.‬‬
‫وكتاب يمن جزأين في الطاو‪ ،‬والطاوية يشتمل‬
‫على خمسة آلف كلمة‪ ،‬ولما أتمه اختفى ول أحد‬
‫يدري أين يمات‪.‬‬
‫والكتاب الثالث المقدس هو "جوانج تسو"‪.‬‬
‫ويمع التناقضات والختلفات الكثير ة في الكتب‬
‫المقدلسة أو يمراجع الفلسفات البوذية والهندولسية‬
‫والطاوية والجينة والسيخية وغيرها توجد هنا‪،‬ك‬
‫نصوص وبنود يمكن أن تكون نوا ة ليجاد يميثاق‬
‫التعاون بين الشعوب أو يمحاور للحوار المولسع يمع‬
‫كافة الشعوب وإيجاد أرضية يمشتركة للتعايش بسل م‬
‫يمع الختلف في المعتقدات والفلسفات‪.‬‬
‫فالكنفوشيوس الفيلسوف الصيني الكبير يقد م‬
‫فكر ة "النسان النبيل" أو النسان الكايمل‪ ،‬وإن‬
‫الخلق الفاضلة التي يدعو إليها هدفها إحلل‬
‫السل م وتأيمين السعاد ة لكبر عدد يمن الناس فإنه‬
‫كان دائما ً يربط بين الخلق والسيالسة لما بينهما‬
‫يمن علقة جوهرية وقد ركز الكنفوشيوس في‬
‫تعاليمه على إصلح الحكويمة‪ ،‬يقول ردا ً على لسؤال‬
‫أحد الشخاص‪:‬‬
‫"توجد الحكويمة الصالحة حيث يكون اليمير أيميرًا‪،‬‬
‫والوزير وزيرًا‪ ،‬والب أبا‪ ،‬والبن ابنًا" كذلك تليميذ‪،‬ه‬
‫يمثل يمنشيوس" وهسون تسو" وغيرهما ركز على‬

‫‪ (1)1‬قصة الحضار ة ‪.4/30‬‬


‫رابطة العالم‬
‫)‪(22‬‬
‫اللسليمي‬

‫الصلح الجتماعي والسيالسي والبتعاد عن يمسائل‬


‫المنطق وفلسفة المعرفة والميتافيزيقيا‪(1).‬‬
‫يعتبر الكنفوشيوس لدى الصينين يمثل لسقراط‬
‫لدى اليونانيين‪.‬‬
‫ويمنشويوس بمنزلة أفلطون ويشبهون "هسون‬
‫تسو" بأرلسطو‪.‬‬
‫وكان اهتما م الثلثة بإصلح الحكم‪ ،‬والصلح‬
‫الجتماعي والزراعي والقتصادي‪.‬‬
‫والفلسفة الطاوية أيضا ً تدعو إلى نبذ الحرب‬
‫)‪(2‬‬
‫والسلح ليعيش النسان حيا ة يمثالية‪.‬‬
‫ويرى يمؤلسس الطاوية أن أية حيا ة يحياها المرء‬
‫بصور ة تلقائية فهي حيا ة لسعيد ة ل تنغصها‬
‫المنازعات والحروب لنه ل وجود للرغبة في الخصا م‬
‫والقتال وعنديما ل توجد هذ‪،‬ه الرغبة فإن أحدا ً لن‬
‫يفكر بالقتال والحرب ويعم السكون والسل م‪.‬‬
‫ويمن أقوال لوتسي" )المعلم القديم(‪:‬‬
‫إذا لم تقاتل الناس فإن أحدا ً على ظهر الرض‬
‫لن يستطيع أن يقاتلك وألين الشياء في العالم هو‬
‫الماء ل شيء ألين وأضعف يمن الماء ولكن ل شئي‬
‫)‪(3‬‬
‫أقوى يمن الماء في يمغالبة الشياء الصلبة القوية‪.‬‬
‫وتؤكد الفلسفة البوذية أيضًا‪ :‬أن الشر هو‬
‫القتل‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والفجور‪ ،‬والكذب والغتياب‪،‬‬
‫والثرثر ة‪ ،‬والحسد‪ ،‬والحقد‪ ،‬واليمان بعقائد باطلة‬
‫وأيما جذور هذ‪،‬ه الشرور هي الشهو ة والبغض‬
‫والوهم‪.‬‬
‫ويدعو بوذا ً إلى عد م القيا م بأعمال شرير ة‬
‫وعد م ارتكاب خطايا ويمن خطايا الجسد عند‪،‬ه‪ :‬القتل‬
‫والسرقة والزنى‪.‬‬
‫وقد جاء في الوصايا العشر ة المعروفة بوصايا‬
‫السنغاها‪ :‬ل تقتل‪ ،‬ل تسرق‪ ،‬ل تزن‪ ،‬ل تكذب الخ‪.‬‬

‫‪ (1)1‬انظر‪ :‬قصة الحضار ة لويل دورانت‪ ،‬الديان الحية لديب‬


‫صعب‪ ،‬المعتقدات ‪ ........‬الشعوب‪.‬‬
‫‪ (2)2‬الديان الحية‪.77 /‬‬
‫‪ (3)3‬قصة الديانات‪.217 /‬‬
‫)‪(23‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫وفي القرن الحادي عشر ظهر كتاب بالسم‬


‫ألساس الدين)‪ (1‬لراهب بوذي يطرح السؤال التالي‪:‬‬
‫لماذا التصاد م بين "بوذا" و"لوتسي"‬
‫و"كنفوشيوس" وثلثتهم بشروا بالعقيد ة نفسها‬
‫)‪(2‬‬
‫يجب إذا ً احترايمهم‪.‬‬
‫وهنا‪،‬ك ظاهر ة يملفته للنظر في المعابد‬
‫والهياكل البوذية في الصين إذ يرى دائما ً تمثال بوذا ً‬
‫يحيط به يمن اليمين تمثال كنفوشيوس‪ ،‬ويمن اليسار‬
‫تمثال "لوتسي" يمؤلسس الطاوية‪ .‬وهذا دليل تقدير‬
‫الجميع أتباعهم يمع اختلف فلسفة كل واحد يمنهم‪.‬‬
‫ويمن الفلسفات الوضعية أو المعتقدات التي‬
‫تنتشر في اليابان‬
‫"الشنتو" ويمن الكتب المقدلسة لدى أتباعها‪:‬‬
‫كوجيكي ونيهونجي وانجيشكي"‪.‬‬
‫وأهم يمعابد الشنتويه يمعبد "ايزى" )‪ (Ise‬يقع‬
‫على بعد ‪ 300‬كيلو يمن طوكيو تؤدى فيه طقوس‬
‫العباد ة لله الشمس‪.‬‬
‫فلسفة الشنتو تدعو إلى التفاؤل والعيش‬
‫ببساطة والكشف عن العيوب الشخصية قبل عيوب‬
‫الخرين وترغب في الهدوء والسل م‪.‬‬
‫وهنا‪،‬ك ديانة "زن" )‪ (Zin‬وهي في الواقع ايمتداد‬
‫للبوذية ولها طقوس خاصة‪.‬‬
‫الســيخــية‪:‬‬
‫يمؤلسس الديانة السيخية أو فلسفة السيخ هو‬
‫غرو نانك )‪ (Gourou Nanak‬ولد في بيئة هندولسية‬
‫وبيت وثني وعاش في يمناخ إلسليمي وتأثر ببعض‬
‫أهل التصوف يمن المسلمين واختار نهجا ً جديدا ً‬
‫للحيا ة الدينية وفلسفة جديد ة لتزكية الروح‪.‬‬
‫فكان يؤيمن بإله واحد ليس له يمثيل ول شبيه‬
‫وعلمه يمحيط لكل شيء‪.‬‬
‫و لد غرونا‪،‬ك )‪ (Gourou Nanak‬في عا م ‪1469‬‬
‫ويمات في ‪ 1539‬رافق أثناء حياته الوظيفية بعض‬

‫‪ (1)1‬إنجيل بوذا‪.110 /‬‬


‫‪ (2)2‬البوذية هذ‪،‬ه ارفون‪.100/‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(24‬‬
‫اللسليمي‬

‫المنشدين المسلمين واختفى عن النظار فتر ة ثم‬


‫ظهر ينادي بأنه صاحب رلسالة ويمبعوث إلى‬
‫المسلمين والهندوس جميعا ً وتتلخص دعوته في‬
‫ثلث قواعد هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكد والعناء‪.‬‬
‫‪ -2‬الحسان يمع الخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬التأيمل والتفكير‪.‬‬
‫تعاقب على زعايمة السيخ تسعة أشخاص بعد‬
‫وفاته ويلقب كل يمنهم "بغورو" أو "المعلم"‬
‫و"السيخ" يمعنا‪،‬ه "المتعلم" أو "المريد"‪.‬‬
‫و في عهد الغورو الخايمس أرجن )‪ (Arjun‬تم بناء‬
‫المعبد الذهبي في أيمرتسر بولية بنجاب‪.‬‬
‫في عصر الغورو العاشر غوبند لسينغ تم إنشاء‬
‫يمنظمة "الخالصة" ولقب السيخ بـ)‪) (Singh‬اللسد(‪.‬‬
‫والتز م التباع حيا ة الزهد والتقشف واليمتناع‬
‫عن شرب الخمر والتدخين وأكل لحم الخنزير‪.‬‬
‫و"غرنت صاحب" هو كتاب السيخ المقدس‪،‬‬
‫وتختلف الفلسفة السيخية عن "الهندولسية" فهي‬
‫في تصورها للله قريبة يمن يمفاهيم اللسل م أكثر‬
‫يميل إلى التوحيد وتحتوي كتابهم المقدس على‬
‫خليط يمن المفاهيم اللسليمية وغير اللسليمية وهو‬
‫عبار ة عن ‪ 6000‬ترنيمة الغورو الخمسة الوائل‪.‬‬
‫و شعارات السيخ الخمسة تبدأ بحرف الكاف‬
‫وبها يتميز السيخ عن غيرهم وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكيس )‪ (Kesh‬الشعر يطيله السيخي المنتمى‬
‫إلى الخالصة‪.‬‬
‫‪ -2‬المشط )‪ (Kangha‬يحمله كل لسيخي لترتيب‬
‫شعر‪،‬ه‪.‬‬
‫‪ -3‬الكشة )‪ (Kaccha‬لسروال قصير شبه بشورت‬
‫عسكري‪.‬‬
‫‪ -4‬الكرا )‪ (Kara‬لسوار يمن الحديد يضعه السيخي‬
‫في يمعصم يد‪،‬ه‪.‬‬
‫‪ -5‬الكربان )‪ (Kirpan‬خنجر يحمله السيخي‪.‬‬
‫)‪(25‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫و يمن لم يلتز م بالكافات الخمسة يعتبر خارجا‬


‫عن المّلة‪ ،‬يمرتدًا‪ ،‬ويقتصر عباد ة السيخ على قراء ة‬
‫الكتاب المقدس والسجود أيمايمه وتقديم القرابين له‪.‬‬
‫و يقو م السيخ أيضا ً بحرق جثمان الميت وإلقاء‬
‫الريماد في نهر "كنكا" المقدس كما هو المعهود لدى‬
‫الهندوس‪.‬‬
‫ل توجد في أدبيات السيخ أو كتابهم المقدس يما‬
‫يدفع النسان إلى العنف وأناشيد الكتاب المقدس‬
‫تشمل على وصايا أخلقية‪ ،‬وإن كانت هنا‪،‬ك ثارات‬
‫وذكريات يمؤلمة يمع المسلمين فقد قا م السيخ بذبح‬
‫وحرق يمئات اللف يمن المسلمين أثناء رحلة عذاب‬
‫المسلمين إلى باكستان في عا م ‪ 1947‬م‪.‬‬
‫و بعد اقتحا م الجيش المعبد الذهبي للسيخ‬
‫واغتيال رئيسة وزراء الهند اللسبق ويما أعقب ذلك‬
‫يمن أحداث دايمية عادت اليمور إلى الطبيعة وأصبح‬
‫السيخ يتعاطفون يمع المسلمين‪.‬‬
‫و هنا‪،‬ك ترانيم وأناشيد في كتاب السيخ‬
‫المقدس فيه يمدح لمحمد صلى الله عليه ولسلم‪.‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(26‬‬
‫اللسليمي‬

‫نماذج يمن بنود إيجابية في الفلسفات الوضعية‬


‫في كتاب الهندوس المقدس )‪ (Gita‬جاء ضمن‬
‫تعليمات كرشنا‪" :‬إن النالسك الحق هو الذي ل يبغض‬
‫أحدا‪ ،‬ول يشتهي شيئا ً ول يرى غير الحق‪ ،‬ويجري‬
‫وراء واجبه دائمًا‪ ...‬ويرى جميع الرواح كروحه ول‬
‫يفرق بينها‪ ،‬ول يقصد بعمله إل وجه الله وحد‪،‬ه"‪.‬‬
‫و في الصول السبعة لتباع الفلسفة الجينية‪:‬‬
‫‪ -1‬أخذ العهود والمواثيق يمع القاد ة الرهبان لن‬
‫يتمسك المريد بالخلق الحميد ويقلع عن الخلق‬
‫السيء‪.‬‬
‫‪ -2‬والتقوى هي المحافظة على الورع والحتياط‬
‫في القوال والعمال وفي جميع الحركات‬
‫والسكنات‪ ،‬وتجنب الذى والضرر لي كان يمهما‬
‫كان حقيرًا‪.‬‬
‫و في تعاليم بوذا تصريح‪:‬‬
‫بأن الحترا م للحيا ة إنسانية كانت أو حيوانية هي‬
‫يمن أهم الخلق البوذية فليس لبوذي أن يقتل حيوانا‬
‫في لهو كالصيد‪ ،‬أو في جد كذبحه للكل بل عليه أن‬
‫يرفق بالحيوان‪ ،‬ويعد‪،‬ه أخا‪،‬ه في الخلق‪ ،‬ول يرا‪،‬ه خلقا ً‬
‫أدنى يمنه لن الهدوء الروحي والحب لكل نسمة هو‬
‫يما أرشد له بوذا‪.‬‬
‫والمحبة الشايمة يمن أهم وأفضل العمال‬
‫الحسنة وان الحسنات على اختلف أنواعها ل تبلغ‬
‫لسدس فضل المحبة التي تحرر القلب يمن شوائب‬
‫الشر‪ ......‬ويجب على النسان أن يغرس في نفسه‬
‫الحب العميق الصادق لسائر الخلق‪.‬‬
‫فإذا كانت هذ‪،‬ه هي تعليمات ويمبادئ "البوذية"‬
‫و"الهندولسية" و"الجينية" على حد لسواء فمن‬
‫المستغرب حقا أن يعتدي بوذي أو هندولسي على‬
‫إنسان يمسلم‪ ،‬وإذا كان قتل الحشرات والهوا م‬
‫جريمة ويمعصية في الفلسفة الجينية فحيا ة النسان‬
‫ولو كان يمسلما ً ‪ -‬أحق وأحرى أن يحافظ عليها‪.‬‬

‫تعايمل الملو‪،‬ك المسلمين يمع غير المسلمين‬


‫)‪(27‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫غالبية لسكان الهند هندوس و بوذيون يمع أن‬


‫المسلمين حكموا الهند نحو ثمانية قرون و تركوا في‬
‫ثقافتها أثرا ً غائرا ً و يملوا ربوعها بمعالم حضارية‬
‫يمثل تاج يمحل والقلعة الحمراء و يمئات يمن المساجد‬
‫الملكية الفخمة و يمازال المسلمون يعيشون في‬
‫أقلية بين نحو يمليار نسمة يمن غير المسلمين و هذا‬
‫أكبر دليل على أن اللسل م لم ينتشر بالسيف و ان‬
‫الحكا م المسلمين لم يجبروا أحدا ً على اعتناق‬
‫اللسل م أو تر‪،‬ك عباد ة الوثان‪.‬‬
‫يقول غاندي وهو أكبر زعيم هندولسي بل يمنازع‪:‬‬
‫"إن اللسل م هو صوت الحق‪ ،‬ووقتما كان الغرب‬
‫في ظلمات الجهل طلع على أفق الشرق نور‬
‫اللسل م كنجم لساطع لقد جاء اللسل م ليوفر السكينة‬
‫في قلوب النسان المضطربة والقلقة في العالم‪،‬‬
‫ى قناعة‬ ‫إن اللسل م ليس دينا ً كاذبًا‪ ،‬وقد أصبحت لد ّ‬
‫بأن اللسل م لم ينتشر بالسيف"‪(1).‬‬
‫ويقول رئيس وزراء الهند اللسبق جواهر لل‬
‫نهرو في كتابه" يمن السجن إلى الرئالسة"‪" :‬لقد تر‪،‬ك‬
‫اللسل م بصمة واضحة في ثقافة الهند‪ ،‬فقد عّلم‬
‫المسلمون أهل الهند ألساليب الكل واللباس وقضى‬
‫اللسل م على عديد يمن التقاليد الوحشية السائد ة في‬
‫الهند يمثل "لستي" )إحراق زوجة الميت بعد وفا ة‬
‫زوجها( كما تر‪،‬ك المسلمون يمعالم حضارية عديد ة"‪.‬‬
‫لقد تعايمل المسلمون الذين فتحوا بلد الهندوس‬
‫والبوذيين بمنتهى الرفق وكمال العدل وغاية‬
‫السماحة والمدارا ة يمع الرعايا البوذيين والهندوس‬
‫وأتباع كافة الفلسفات الوضعية والمعتقدات الدينية‪،‬‬
‫تشهد الوثائق التاريخية بأن الحكا م المسلمين على‬
‫اختلف أصولهم العربية والتورانية والمغولية أعطوا‬
‫رعاياهم يمن غير المسلمين كايمل حقوقهم‪،‬‬
‫وحريتهم الدينية‪ ،‬فلم يهديموا يمعابدهم‪ ،‬بل خصصوا‬
‫لها أراضي واقطاعات بمرالسيم يملكية‪.‬‬
‫حتى إن أكثر الملو‪،‬ك التزايما ً بتعاليم الدين‬
‫الحنيف والذي يروج عنه أنه كان شديدا يمع غير‬
‫‪ (1)1‬جريد ة هندو – لهور ‪ ،‬عدد ‪.22/5/1938‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(28‬‬
‫اللسليمي‬

‫المسلمين قد أعطى عشرات يمن المعابد الهندولسية‬


‫أراضي واقطاعات‪.‬‬
‫يقول البرفيسور "لسري را م شريما" وهو يمن‬
‫الهندوس في كتابه المعروف "اليمبراطوية المغولية‬
‫في الهند"‪:‬‬
‫"لم أجد أي وثيقة تثبت أن اليمبراطور "بابر"‬
‫قا م بهد م أي يمعبد هندولسي ول دليل على أنه آذى‬
‫أي هندولسي يمن أجل أنه هندولسي"‪(1).‬‬
‫ويقول يمؤلف هندولسي آخر وهو "كالكا رنجن‬
‫قانون كو"‪:‬‬
‫"إن الحاكم المسلم "شير شا‪،‬ه لسوري" قد أقا م‬
‫نظايما عادل للحكم و وفر للهندوس فرصة حقيقية‬
‫للنتعاش القتصادي والسيالسي‪ ،‬إنه حاول أن‬
‫يؤلسس وحد ة قويمية ووطنية بين المسليمن‬
‫وغيرهم"‪.‬‬
‫وقد نقل يمؤلف كتاب دعو ة اللسل م "تي‪ ،‬دبليو‬
‫آرنلد" أن الملك الورنك زيب عالمكير‪ -‬الذي يتهمه‬
‫أعداء‪،‬ه بالعصبية‪" :-‬كان قد رفض أن يطرد اثنين يمن‬
‫يموظفي البلط لكونهما يمجولسيين‪ ،‬يعبدان النار‪،‬‬
‫وقال أن الوظائف تمنح بناء على الكفاء ة وليس‬
‫لعتبارات أخرى"‪.‬‬
‫ويقول أحد اللساتد ة الهندوس وهو السر ‪.C.P‬‬
‫رائي‪" :‬إن عصر أورنك زيب تميز بمنح الهندوس‬
‫يمناصب رفيعة واقطاعات وأراضي كثير ة‪.‬‬
‫لقد عهد أورنك زيب عالمكير إلى الهندوس‬
‫يمنصب حاكم الولية‪ ،‬وقائد الجيش‪ ،‬ونواب الحكويمة‪،‬‬
‫حتى ان الشخص الذي ألسند إليه يمنصب نائب‬
‫السلطنة في ولية أفغانستان كان أحد الهندوس يمن‬
‫لسلله راجبوت"‪.‬‬
‫وفي عا م ‪ 1936‬كتب أحد كبار المفكرين‬
‫الهندوس وهو الباندت لسندر لل يمقال تحت عنوان‪:‬‬
‫"حكم النجليز في الهند" يقارن فيه بين العصر‬
‫اللسليمي والعصر النكليزي اللستعماري يقول فيه‪:‬‬
‫"إن عصر الباطر ة المغول‪ :‬أكبر‪ ،‬وشاهجهان‪،‬‬
‫‪ (1)1‬اليمبراطورية المغولية في الهند ‪.55‬‬
‫)‪(29‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫وعالمكير وآخرين كان التعايمل فيه بالمساوا ة‬


‫والعدل بين الهندوس والمسلمين يمن غير تمييز أو‬
‫انحياز إلى فئة دون أخرى"‪.‬‬
‫وهنا‪،‬ك شواهد تاريخية ووثائق عديد ة أن الملك‬
‫المسلم أورنك زيب عالمكير كان قد أصدر يمرالسيم‬
‫لمنح عديد يمن كهنة المعابد الهندولسية عطايا كما‬
‫خصص اقطاعات وأراضي للمعابد نفسها‪.‬‬
‫ويمازالت بعض تلك المرالسيم يموجود ة ويمتوارثة‬
‫فيمكن أن يشاهد يمرلسويمين يمن هذا النوع في "يمعبد‬
‫لسويميشورناث" بمدينة إله آباد لدى كهنة المعبد‪.‬‬
‫وكان عشرات يمن الهندوس يحظون بمناصب‬
‫)‪(1‬‬
‫رفيعة في أجهز ة السلطة‪.‬‬
‫بل كانت هذ‪،‬ه لسيالسة يمستحكمة لدى الحكا م‬
‫المسلمين عمويما ً يمن أجل إدار ة أيمور بلد الكثرية‬
‫فيه لغير المسلمين‪ ،‬وعمل ً بمبدأ العدل بين الرعايا‬
‫في اللسل م‪.‬‬
‫ي إن‬‫يوصي اليمبراطور بابر ابنه همايون‪" :‬يا بن ّ‬
‫أرض الهند ذات ديانات ويملل كثير ة فاحمد الله على‬
‫أنه أعطا‪،‬ك الملك وعليك أن تبتعد عن كافة أنواع‬
‫العصبية‪ ،‬وأن تقيم العدل بين الناس‪ ،‬ويمكن نشر‬
‫اللسل م بالعدل بين الناس‪ ،‬وليس بالستخدا م السيف‬
‫فحاول أن تجمع كافة أهل الديانات كما جمع الله‬
‫لسبحانه العناصر الربعة في جسد النسان ليبقى‬
‫ً )‪(2‬‬
‫الحكم يمستقرا‪.‬‬
‫كذلك الحال كان يمستمرا ً إلى اليا م الخير ة يمن‬
‫حكم المسلمين في الهند‪ ،‬فاليمير الشجاع الشهم‬
‫السلطان تيبو الشهيد الذي يتهمه بعض المغرضين‬
‫بممارلسة الظلم ضد بعض الفئات يمن غير المسلمين‬
‫وإجبارهم على اعتناق اللسل م‪ ،‬يقول عنه المؤرخ‬
‫الهندولسي را م لسندر رائي‪" :‬إنه لم يجبر أحدا ً بل إن‬
‫خمسمائة شخص اعتنقوا اللسل م طواعية" وكان‬
‫يوجد عديد يمن البراهمة في بلطه على يمناصب‬
‫رفيعة‪ ،‬وكان يرلسل هدايا إلى القائمين بشئون‬
‫‪ (1)1‬يمآثر اليمراء ‪.2/35‬‬
‫‪ (2)2‬تقسيم الهند ص ‪.39‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(30‬‬
‫اللسليمي‬

‫المعابد الهندولسية‪ ،‬و يمازالت بعض الهدايا العينية‬


‫يمنها يموجود ة في يمعبد "رنكناث" في "لسري‬
‫رنكابتنم"‪.‬‬
‫ولم يقم ببناء المسجد عند القصر حيث كان‬
‫المعبد الهندولسي يموجودا ً هنا‪،‬ك يمنذ زيمن بعيد إل بعد‬
‫اللستشار ة يمع الكهنة والتنسيق يمعهم تجنبا ً يمن‬
‫وقوع الفتنة بين المسلمين والهندوس‪.‬‬
‫بين المناظر ة والحوار‬
‫كان اللستعمار البريطاني بدأ بسط لسيطرته‬
‫تدريجيا ً على الهند يمن خلل شركة الهند الشرقية‬
‫إلى أن ايمتلك ناصية أيمور الدولة كايملة في عا م‬
‫‪ 1857‬م وقضى على حكم المسلمين المستمر يمنذ‬
‫نحو ثمانية قرون‪.‬‬
‫و يمع بداية الحكم النكليزي توافدت جموع يمن‬
‫المبشرين النصارى وقايمت بحملة شعواء ضد‬
‫اللسل م وبدأ القساولسة بالتشكيك في القرآن وفي‬
‫عقائد المسلمين فقا م نخبة يمن العلماء المسلمين‬
‫بعد تلك الهجمات فأّلفوا الكتب‪ ،‬وألقوا المحاضرات‪،‬‬
‫وخاضوا المناظرات وكان في طليعة هؤلء العلماء‬
‫الشيخ اليما م العليمة رحمة الله الكيرانوي يمؤّلف‬
‫كتاب "إظهار الحق" الشهير الذي لم ينسج على‬
‫يمنواله ويمؤلسس المدرلسة "الصولتية" في يمكة‬
‫المكريمة ويمساعد‪،‬ه الدكتور وزير خان والشيخ اليما م‬
‫يمحمد قالسم النانوتوي المتوفي لسنة ‪1297‬هـ‬
‫ويمؤلسس "جايمعة ديوبند اللسليمية" في الهند‬
‫والشيخ يمحمد علي المونجيري يمؤلسس "ندو ة‬
‫العلماء" بلكناؤ ‪ ،‬و "الجايمعة الرحمانية" بمونجير‪،‬‬
‫والشيخ عنايت رلسول الجريا كوتي وآخرون‪.‬‬
‫ثم انضم الهندوس أيضا ً إلى النصارى في‬
‫الهجو م على يمعتقدات المسلمين واتخذت‬
‫الجتماعات المشتركة عنوان‪" :‬يمهرجان يمعرفة‬
‫الله" )يميله خدا شنالسي( يشار‪،‬ك فيه الجماهير يمن‬
‫أتباع الديانات الثلثة‪ :‬اللسل م‪ ،‬المسيحية‪،‬‬
‫الهندولسية‪ .‬وكانت لهذ‪،‬ه المهرجانات صدى والسع‬
‫)‪(31‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫فقد كانت يمناظرات شعبية يحاول فيها كل فريق‬


‫إظهار تفوقه وبراعته على الخرين‪.‬‬
‫وكان الشيخ يمحمد قالسم النانوتوي يتمتع بذكاء‬
‫خارق‪ ،‬وقدر ة نادر ة على إقايمة أدلة قوية وبراهين‬
‫دايمغة وكان نتيجة ذلك ظهور كتب يمثل "يمباحثة‬
‫شاهجانفور" وانتصار اللسل م‪ ،‬وحجة اللسل م‪،‬‬
‫و"قبله نما" وهي تزخر بأدلة عقلية على اثبات‬
‫التوحيد‪ ،‬و وجود الخالق وإثبات النبو ة والرد على‬
‫اللحاد‪ ،‬والشر‪،‬ك‪ ،‬ودحض يمفتريات العداء‪.‬‬
‫فكان شأن هؤلء العلماء شأن اليما م ابن تيمية‬
‫رحمه الله في كتابه‪" :‬الجواب الصحيح في الرد على‬
‫يمن بدل دين المسيح" واليما م ابن القيم رحمه الله‬
‫في كتاب "هداية الحيارى في الرد على النصارى"‬
‫يمع اختلف الزيمان والمكان وتنوع الدلة والبرهان‪،‬‬
‫وكان يمن أنجح المناظرين وأبرعهم الشيخ رحمة‬
‫الله الكيرانوي الذي هز م القسيس "فندر" وأحمد‬
‫حسن ديدات الذي هز م "لسواغارت"‪.‬‬
‫أيما الحوار الذي تتطلبه الظروف الراهنة والذي‬
‫دعا إليه خاد م الحريمين الشريفين وتبنته رابطة‬
‫العالم اللسليمي يمشكور ة فهو يختلف عن روح‬
‫المناظرات الدينية وطبيعتها‪.‬‬
‫إن هدف الحوار هو صد الفتنة والحيلولة دون‬
‫هجمة شرلسة ويمنع اللساءات المتكرر ة ضد اللسل م‬
‫وضد نبي الرحمة صلى الله عليه ولسلم‪.‬‬
‫وإن انقاذ يما يمكن انقاذ‪،‬ه هدف نبيل وإن حث‬
‫أتباع الديانات والفلسفات الوضعية على أن يجتمعوا‬
‫حول طاولة الحوار على اختلف وتباين المعتقدات‬
‫للبحث عن لسبل التعايش اليمن يمطلوب شرعا‬
‫وعقل‪.‬‬
‫وإيجاد عالم يسود فيه السل م ويستطيع أن‬
‫يعيش فيه النسان يمن غير خوف يمن تفجير أو تديمير‬
‫ويمن قتل بغير حق أو إرهاب‪ ،‬وإيجاد يمجتمع إنساني‬
‫يحرص كل فرد يمنه على إيصال الخير إلى غير‪،‬ه ول‬
‫يشبه غابة يموحشة يريد كل كائن يمنها افتراس يمن‬
‫تجد‪،‬ه أيمايمه‪.‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(32‬‬
‫اللسليمي‬

‫إن يمثل هذا الحوار يهدف إلى دعو ة الناس إلى‬


‫السل م الذي يدعو إليه اللسل م‪ ،‬والتفاق يمع أتباع‬
‫الفلسفات الوضعية على حفظ النفس والعراض‪،‬‬
‫والتعاون على حفظ العقول والديان واليموال‪ ،‬وإن‬
‫صيانة هذ‪،‬ه الشياء يمن العتداء عليها هي يمن يمقاصد‬
‫الشريعة اللسليمية‪.‬‬
‫ويمن خلل الحوار يمع أتباع الفلسفات‬
‫الهندولسية والبوذية يمكن تفنيد تلك الشاعات‬
‫المغرضة التي تم ترويجها بهدف تولسيع هو ة الخلف‬
‫بين المسلمين والهندوس والبوذيين بأن الحكا م‬
‫المسلمين يمارلسوا الظلم والتعسف ضد الهندوس‬
‫فقايموا بقتل الرجال ولسبي النساء والطفال وهد م‬
‫المعابد والصنا م‪ ،‬وقد تسربت هذ‪،‬ه الشاعات‬
‫المغرضة إلى بعض كتب المناهج الدرالسية يما يؤثر‬
‫لسلبا ً على الجيل الجديد يمن الهندوس ويثير‬
‫حفيظتهم ضد المسلمين يمع أن الحقائق التاريخية‬
‫تفند تلك الكاذيب وأن المنصفين يمن المؤرخين غير‬
‫المسلمين يمن أيمثال البروفيسور "را م شريما" و‬
‫"تارا شندر" و "بي إن باندي" يؤكدون أن تعايمل‬
‫الحكا م المسلمين يمع الهندوس كان بمنتهى العدل‬
‫طوال فتر ة حكم كلي أو جزئي للمسلمين يمنذ عصر‬
‫يمحمد بن قالسم الثقفي ‪ 711‬م إلى نهاية حكويمة‬
‫بهادر شا‪،‬ه ظفر آخر يملو‪،‬ك المسلمين في عا م‬
‫‪ 1857‬م ولم يتم إرغا م أحد على قبول اللسل م لن‬
‫اللسل م ل يقر بذلك ولن وجود الكثرية الهندولسية‬
‫حوالي دلهي ولكناؤ‪ ،‬وأحمد آباد وأكبر آباد وغيرها‬
‫يمن العواصم أكبر دليل على ذلك‪.‬‬
‫كما أن المؤرخ النكليزي المعروف "لسر تايمس‬
‫آرنلد" في كتابه دعو ة اللسل م )‪(Preaching Of Islam‬‬
‫يثبت ذلك بأدلة واضحة أن المسلمين لم يجبروا‬
‫الهندوس على قبول اللسل م‪.‬‬
‫لذا ينبغي أن يفتح باب الحوار وحول كافة‬
‫النقاط الحسالسة و في ضوء المعلويمات والوثائق‬
‫الدقيقة و في جو التفاهم بين المتحاورين‪.‬‬
‫)‪(33‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫ضرور ة الحوار‪:‬‬
‫إن الحوار بين الحضارات وكذلك بين يممثلي‬
‫الديان والمذاهب وأتباع الفلسفات الوضعية ضرور ة‬
‫إنسانية يملحة لننا نعيش في عصر اشتد فيه الصراع‬
‫بين الشعوب‪ ،‬وانتشر النزاع بين اليمم‪ ،‬وتراجعت‬
‫فيه القيم النسانية‪ :‬العدل والصدق والمساوا ة‪ ،‬يمع‬
‫أن هذا العصر قد تكاثرت فيه ولسائل القتراب‬
‫والتصال وأصبح فيه العالم بمثابة قرية صغير ة‬
‫وزادت فيه قدرات النسان على احتواء المسموعات‬
‫والمرئيات والمنقولت عبر الثير والمرلسلت على‬
‫جناح الشبكات العنكبوتية وكان يمن يمقتضيات هذ‪،‬ه‬
‫الثور ة الصناعية والمعلويماتية أن تسود في العالم‬
‫يمبادئ التعاون والتفاهم وظروف التصالح والتعايش‪.‬‬
‫إن اللسل م رلسالة السماء ودين البشرية جمعاء‬
‫و إن نبي اللسل م أرلسل رحمة للعالمين وان القرآن‬
‫الكريم يحث على يمبدأ الحوار بين أهل الديانات‬
‫المختلفة ويدعوهم إلى كلمة لسواء‪.‬‬
‫و إن الحوار يمع أتباع الفلسفات الوضعية الذين‬
‫يؤيمنون بالهندولسية أو البوذية أو الجينية أو السيخية‬
‫أو الكنفوشيولسية أو الطاوية أو الشنتو وغيرها‬
‫ويتواجدون بكثافة في الهند والصين واليابان‬
‫وغيرها يمكن أن يكون في يمجالت عديد ة فهنا‪،‬ك‬
‫تاريخ حافل بالتعاون يمع اختلف المعتقدات والفكار‬
‫أو الفلسفات‪.‬‬
‫إن الحوار يختلف عن "المناظرات" حيث أن‬
‫المناظر يحرص على أفحا م الخصم بينما يكون‬
‫المحاور حريصا ً على اقناع يمن يجري يمعه الحوار‬
‫وهو اليمثل في هذا العصر‪.‬‬
‫إن الذين يتبعون الفلسفات الوضعية يمثل‬
‫البوذية والهندولسية ل يستهان بعددهم فهم يمعظم‬
‫لسكان الهند والصين واليابان وبتأثيرهم في يما‬
‫يشهد‪،‬ه العالم يمن أحدات لسيالسية واجتماعية‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(34‬‬
‫اللسليمي‬

‫واقتصادية خطير ة‪ ،‬فالصين بمبادئها الشيوعية‬


‫وشعبها البوذي وكذلك اليابان بصناعتها الفائقة يمع‬
‫تمسك شعبها بالبوذية عمويما يمن الدول العملقة‪،‬‬
‫والهند بتراثها وعدد لسكانها وانتعاشها القتصادي‬
‫يمن الدول الناهضة والمؤثر ة لذا يجب البحث عن‬
‫نقاط التفاق والختلف بين يما يؤيمن به شعوبها‬
‫وبين يمبادئ الدين اللسليمي الحنيف‪.‬‬
‫فممن يجب التحاور يمعهم الزعماء وذوو النفوذ‬
‫يمن الهندوس والبوذيين وغيرهم وذلك حول النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إيمكانية التعايش اليمن يمع أتباع الديانات الخرى‬
‫خاصة يمع المسلمين‪.‬‬
‫‪ -‬التفاق حول الداب والخلق المتفق عليها بين‬
‫كافة أهل الديان والمذاهب ودعو ة عايمة الناس‬
‫وجماهيرهم إليها‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على المبادئ النسانية وإبراز قيمة حيا ة‬
‫النسان حتى ل تهدر ديماء الناس يمن أجل‬
‫شجر ة أو بقر ة‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون يمع كافة أهل الديان في إلسداء الخير‬
‫إلى النسانية وفي يمجالت إغاثة المنكوبين‬
‫ويمساعد ة الملهوفين يمن خلل يمؤلسسات طبية‬
‫واقتصادية خيرية يمشتركة خاصة في الزيمات‬
‫الكبير ة يمثل الحروب والفيضانات والزلزل‪.‬‬
‫‪ -‬التوقف عن اللساء ة إلى المقدلسات الدينية يمثل‬
‫القرآن‪ ،‬والرلسول ‪ ‬والكعبة المشّرفة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين اتحاد عالمي للديانات والفلسفات‬
‫الوضعية يمن أجل يمواجهة التيارات العلمانية‪،‬‬
‫والباحية الخلقية التي ترفضها الفطر ة‬
‫النسانية‪ ،‬وتستنكرها كافة الديان والفلسفات‬
‫ذات يمصداقية‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز جوانب الرفق يمن تعاليم الديان حفاظا‬
‫على السل م والمناخ اليمن يمن أجل التطور‬
‫النساني والتنمية البشرية الشايملة‪.‬‬
‫)‪(35‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫‪ -‬إيجاد أرضية يمشتركة للتعاون بين أهل الملل‬


‫المختلفة والتعاون بين أهل الديانات المختلفة‬
‫يمن أجل تحقيق السل م العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬وهنا‪،‬ك حاجة إلى عقد لقاء يمع زعماء البوذيين‬
‫والهندوس خارج الوطن العربي‪.‬‬
‫إن يمواصلة الحوار يمع أهل الديان وأتباع‬
‫الفلسفات الوضعية لسوف تفتح قلوبا ً غلفا ً وتسمع‬
‫آذانا ً صما ً وتبصر أعينا عميا ً لقبول الحق والصدق‬
‫بتوفيق يمن الله لسبحانه ويما ذلك على الله بعزيز‪.‬‬
‫رابطة العالم‬
‫)‪(36‬‬
‫اللسليمي‬

‫كشف المراجع‬

‫د‪ .‬عبد المنعم‬ ‫تاريخ اللسل م في‬ ‫‪1‬‬


‫النمر‬ ‫الهند‬
‫د‪ .‬أحمد شلبي‬ ‫أديان الهند الكبرى‬ ‫‪2‬‬
‫يمجلة حكويمية‬ ‫ثفاقة الهند‬ ‫‪3‬‬
‫غولستاف لوبون‬ ‫حضار ة الهند‬ ‫‪4‬‬
‫يمحمد فريد‬ ‫دائر ة يمعارف القرن‬ ‫‪5‬‬
‫وجدي‬ ‫العشرين‬
‫عباس يمحمود‬ ‫حقائق اللسل م‬ ‫‪6‬‬
‫العقاد‬ ‫وأباطيل خصويمه‬
‫حايمد عبد القادر‬ ‫بوذا الكبر‬ ‫‪7‬‬
‫يمحي الدين‬ ‫الدب الهندي‬ ‫‪8‬‬
‫اللوائي‬ ‫المعاصر‬
‫إيما م عبد الفتاح‬ ‫المعتقدات الدينية‬ ‫‪9‬‬
‫إيما م‬ ‫لدى الشعوب‬
‫عبد السل م‬ ‫فلسفة الهند‬ ‫‪1‬‬
‫الرايمفوري‬ ‫‪ 0‬القديمة‬
‫أبو الريحان‬ ‫تحقيق يما للهند يمن‬ ‫‪1‬‬
‫البيروني‬ ‫‪ 1‬يمقولة‬
‫أديب صعب‬ ‫الديان الحية‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫ابن خلدون‬ ‫المقديمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫ترجمة‪ :‬عبد‬ ‫الفكر الصيني‬ ‫‪1‬‬
‫الحليم لسليم‬ ‫‪4‬‬
‫هنري ارقون‬ ‫البوذية‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫د‪ .‬يمحمد العربي‬ ‫الديانات الوضعية‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 6‬الحية‬
‫للعثماني‬ ‫العقل والنقل‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫ويل ديورنت‬ ‫قصة الحضار ة‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫ترجمة‪ :‬لسايمي‬ ‫انجيل بوذا‬ ‫‪1‬‬
‫)‪(37‬‬ ‫المؤتمر اللسليمي العالمي للحوار‬

‫لسليمان‬ ‫‪9‬‬
‫هنري أرفن‬ ‫البوذية‬ ‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫يمحمد إلياس‬ ‫لسير ة السلطان تيبو‬ ‫‪2‬‬
‫بتكلي‬ ‫‪1‬‬
‫رحمة الله‬ ‫المناظر ة الكبرى‬ ‫‪2‬‬
‫الكيرانوي‬ ‫‪2‬‬
‫د‪ .‬رفيق زكريا‬ ‫الهو ة المتزائد ة‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫البروفيسور‬ ‫دعو ة اللسل م‬ ‫‪2‬‬
‫آرنلد‬ ‫‪4‬‬
‫و كتب أخرى ذات صلة بالموضوع‪.‬‬

You might also like