Professional Documents
Culture Documents
http://aldaleel-inst.com
www.facebook.com/aldaleel.inst
ا ا
................................ 2إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
.......................... 3 .......... ................................ ................................ ................................
ا ا
................................ 4إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
هويّة الكراس
ا
اسم الكراسة :إن كنت اعقًل
ّ
املؤلف :ادلكتور أيمن املرصي
العليم يف ّ
مؤسسة ادليلل ّ املراجعة العلميّة :املجلس
ّ
اللغوي :عيل گيم اتلقويم
تصميم الغًلف :حممدحسن آزاداگن
اإلخراج ّ ّ
الفن :فاضل السوداين
انلارشّ :
مؤسسة ادليلل لدلراسات وابلحوث العقديّة
ٌ
حمفوظة دلى ّ
مؤسسة ادليلل حقوق الطبع والنرش
http://aldaleel-inst.com
www.facebook.com/aldaleel.inst
لكمة املؤسسة .......................... 5 ...................... ................................ ................................
كلمة المؤسسة
ا
كريميةّ ، ا ا ا ّ
ومميا أن تغرقيه يف واستقرارا وحياة فإما أن تصنع هل سعادة
ومذصل.
ٍ شقا ٍء وفوىض
فينبيغ لإلسسان أن يعتن هعقيدتيه ،وأن يطمي ّ لسيًلمتها مين
اصحنراف والتشويه ،وأن يبادر ملعاجلة ما يشوبها بسبب الشبهات.
ظل الظروف الراهنة الّييت يعيشيها العيالم اإلسيًل ّّ
فايلوم ويف
ا ا ّ اعم ،وبدلنا العراق بشلك ٍّ بشلك ٍّ
كبريا خاص ،ندرك أن هناك تهديدا ٍ ٍ
ّ ّ
للفكر والعقيدة اإلسًلمية احلقية ومين دوائير فتلفي ٍة ،وسستشيعر
وامللحة بليان معالم العقيدة الصحيحة ،ورفيعّ حاجة متمعنا ّ
املاسة
ّ
الشبهات اليت ألبست ىلع هعض انلاس عقائدهم.
مؤسسية ادليليل للبحيوث وادلراسيات ّ من هنيا جياء مشييرو
ا ّ ّ
احلسيينية املقدسية؛ تلبيية ملهيذه احلاجية، العقديّة اتلاهعة للعتبية
ّ ّ
مسؤويلة اتلصدي دلفع الشبهات ،واتلأكييد ىلع ويلحمل ىلع اعتقه
ّ م ّ ّ
واإلماكنيات املتاحة؛ وذلك للمساهمة يف سد العقائد احلقة هالوسائل
ّ ّ ّ
العقدي اّلي يعاين منه املجتمع. الفكري الفراغ
ومن أهرز تلك الوسائل املعتمدة يف مرشوعنا أسلوب ابلحث وفق
موضوعية ،وخبطاب سيلس ّ
شيي ٍق يتنيامم ميع أمليب ّ ّ
علمي ٍة رؤي ٍة
ٍ ٍ ٍ
ّ
املوقر يف ّ ّ
املؤسسة إطًلق العليم رشائح املجتمع ،فاكن قرار املجلس
ٌ ٌ ّ
الكراسة العقديّة ،ويه مؤلفيات ميوجٌة يف شي ها ّ مرشو سلسلة
لكمة املؤسسة .......................... 7 ...................... ................................ ................................
ّ ٌ
موضيواعت حميدد ٍة،
ٍ وحجمها ،كبرية يف مضمونها وأهدافها؛ ملعاجلة
ّ
الفعلية. وحسب احلاجة
ّ
وتطور وسيائل اتلواصيل الفكرية والعقديّة
ّ وبعد انفتاح الساحة
اصجتمييا ّ وسييهولة اقتنائهييا يف عراقنييا احلبيييب ّ
وبقييية ادلول
ّ م ّ
والشخصييات اإلسًلمية ،ونتيجة استغًلل ذلك من هعض اجلهيات
ّ ّ
الفكرية املنحرفة عن جادة الصواب ،يف سرش األفياكر ذات املشاريع
ّ
والًلديين ّ
اإلحليادي ادلين ،ومين ّ
أهمهيا الفكير ّ املعادية لًلعتقاد
وفصل ادلين عن احلياة ،رأت ّ
املؤسسة طرح مموعي ٍة مين ابلحيوث
ّ
ىلع شلك كراريس توضح حقيقة مثل تليك األفياكر واألطروحيات،
ا
الكراسة املوسومة لإن كنيت اعقيًل فكييف تكيونّ فاكن منها مهذه
ا
ملحدا؟!).
مؤسسة ادليليل هالشيكر اجلٌييل لعضيو املجليس وختاما ّ
تتوجه ّ ا
العليم فيها األستاذ ادلكتور لأيمن املرصي)؛ ملا هذهل من جهد ّ
قي ٍم يف ّ
ٍ
كتاهة مهذا ابلحيث ،ونرجيو هل اتلوفييق والسيداد ،واحلميد هلل ّ
رب
حممد وآهل ّ
سيدنا ّ ّ
وصّل اهلل ىلع ّ
الطيبني الطاهرين. ٍ العاملني
ا ا
................................ 8إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
.......................... 9 .......... ................................ ................................ ................................
ّ
مقدمة
ّ
واجتماعيي ٍة ّ
سياسيي ٍة يارات قيوى ّ
وتي ّ
والرياضيات ،واثلاين هو وجود ا
ٍ
ّ ّ
الكونيية ،وتدخليه يف حياتنيا تعارض اعتماد العقل يف هناء رؤيتنيا
ا ّ
اصجتماعييية؛ خوفييا ميين نهضيية الشييعوب ،وأن تفقييد مصيياحلها
ّ
العقليية ّ
والسياسية ،وهيمنتها ىلع انلاس يف ظل الرقاهة ّ
اصجتماعية
الشعوب ،والقضاء ىلع العادلة ،حيث ترى مصاحلها يف تغييب و
إسسانيّتها و رامتها؛ لتسري خلفها مغمضة العينني.
ّ ّ
ومن الظواهر الغريبة وااطرية اليت ظهرت وتفشت هني الشيباب
ّ
اصزدواجية ،يه ظاهرة اإلحلياد ،الي ّ يف عرصنا احلارض نتيجة مهذه
ّ
اإلليه ملهذا الكون ،ىلع خًلف اعتقاد األملبية ّ تنكرت لوجود املبدإ
ّ ّ ّ
الفكري وماكن ،وانتهٌت فرصة اتلدين ٍ زمان
ٍ الساحقة للناس يف لك
ّ ّ
ادلين اّلي أساء لدلين ّ اتلطرف واثلقايف عند أكرث انلاس ،وتفش ّيي
ّ
ّ ّ ّ
واصجتماعييية انلفسييية أكييرث ميين أعدائييه ،واسييتغلت املشييالك
واصقتصاديّة دلى أكرث الشباب؛ لي تنفيذ إ عقيوهلم ونفوسيهم،
وتفرض عليهم همختلف احليل والوسائل القيم واملبادئ اإلحلاديّة.
ّ اداعء مهذا ّّ ّا
اإلحليادي شيعار العقيل اتلييار وما زاد الطني هلة هو
وأن العقل السليم هو ّاّلي يسوقنا إ اإلحلادّ ،
فمسيت
ّ ّ
والعقًلنية،
ا ّ
هيادئ هعييدا عين
ٍ ٍّ
مينطٍّ احلاجة بليان زيف مهذا اصداعء هأسلوب
ّ
ادلينية. ّ
املذهبية أو األحاكم املسبقة ا ّ
تلعصبات
ا ا
...............................12إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ّ
فاكن املوضو اّلي نبحث عنه يف مهذه الرسالة هو وضيع ظياهرة
ّا ا
فكرية يف مّيان العقل السليم؛ ليىى ميدى اإلحلاد هوصفها ظاهرة
ّ ّ ّ
العقليية الييت ييدعون اصنتسياب إيلهيا ،حييث مطاهقتها لألحاكم
ّ ّ ّ
الاهياين املبتين ىلع سنبني أن العقل السيليم -ونعين هيه العقيل
ّ
الفطرية الصادقة -يسوق اإلسسيان هطبعيه لإليميان املبادئ ّ
األو ّيلة
اإلحليادي ليالف ا
ّ ّ
تماميا العقيل السيليم، هاهلل تعا ،وأن الفكير
ّ
انلظريية عين ّ
الكونيية ّ
اااصية ،ورؤيتيه ّ
وسنبني حقيقته وقوانينه
ثم ّ
نتعرض بليان ّ
األخًلقيةّ ، اإلسسان واملبدإ واملعاد ،ورؤيته العمل ّية
ّ
يتبيني ّ
والعملية يف احليياة؛ لي ّ
انلظرية منهج تفكري امللحد ورؤيته
ّ ّ ّ ٌ ّ
عقًلنيية املغيرر ههيم -أن سواء الشباب امليؤمن امليّدد أم لللك -
ّ ٌّ ّ ٌ ٌّ
مٌيفية ،وأن مقتضييى العقيل عقًلنية وهمية اإلحلاد يه يف الواقع
اإلسسانية هو اإليمان خبالق مهذا الكون احلكيم.
ّ السليم ،والفطرة
ّ ا ّ
املعريف العق ّ
يل .......................... 13 ................................ ................................ أوص :املنهج
ي العقليّ
أ ّولًا :المنهج المعرف ّ
.1اإلنسان والعقل
ا ّ
تتجّل يف كونه ًّ ّ ّ
حرا طليقا يفعل ما تشتهيه إسسانية اإلسسان ص إن
ّ م
فاحلر ّية -
ّ يصور نلا ذلك املاديّون وامللحدون،
نفسه ،كما حياول أن ّ
ٌ ورشطا رض ًّ
ا أمرا ًّ
ومن نت ا
ورييا يف تكاميل اإلسسيان -شيأن مهما ،
ا يشّك فيه اإلسسان مع سائر احليوانيات الّييت تنشيد ّ
احلر ّيية أيضيا،
احلقيقيية ،مين ّ ّ م
اتلأميل ّ ولكن تتجّل إسسيانيّته يف ظهيور عقًلنيّتيه
ّ
واتلفكر واتلدهّر يف رؤيته للحياة ونظرته للواقع قبيل ّ
تبين اعتقياده
ّ ّ ّ
وترصفاته قبل صدورها عنيه؛ مين والّوي يف أفعاهل هها ،ويف اتلأين
ييديتحق أن يكييون سي ّ أجييل أن يتاكمييل يف ااط اإلسسي ّ
يانية ،ويسي ّ
الاكئنات.
ّ
العقلية ّ
الصحة .2معالم
ٌ ّ ّ ّ
جيٌء هعد أن هينا أن حقيقة اإلسسيان هعقليه ،صمسيمه ،وأنيه
ّ
صيتجٌأ من وجوده ،فيكون حاهل كحال سائر أعضاء ابلدن يف كونه
ّ ّ
الصحة واملرض ،وبما أنه أداة اإلسسان الوحيدة للتفكيري، يف معرض
ا ا
...............................14إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
تعريف التفكير:
ّ
عملية عرف إدوارد دي هونو أحد أهرز علماء اتلفكري املعااين ّ
ٌ ٌ ّ
مدروس للخاة هغية الوصول إ اهلدف، اتلفكري هأنها «استكشاف
ّ وهو ّ
إما حتقيق الفهم أو احلكيم ىلع األشيياء ،أو حيل املشيوت أو
ّ ّ
اتلخطيييط واايياذ القييرارات»ل ،)1أي ابلحييث امليينظم للمعلومييات
ّ ّ ّ ّ
تلصور األشياء أو اتلصديق هها؛ حلل املشالك املختلفة الييت اّلهنية
تواجهنا يف احلياة.
ّ ّ
عملية اتلفكيري هالوجيدان وحنن إذا أردنا أن نغوص أكرث وحنلل
ّ ّ
واتلأمل العق ّ
يل ،جند أنها حر ة اّلهين مين املعلوميات احليارضة يف
ّ
واتلعيرف عليهيا ،فييه يف الواقيع أذهاننا صستكشاف املجهيوصت
ٌ
حر ة من املعلوم إ املجهول صكتساب املعرفة اجلديدة.
ّ ّ ّ ا
وبناء عليه فإنه يصبح من الواضح أن املعلومات اليت ينطلق منها
ّ
العليم ،ص .26 ل )1دوارد دي هونو ،اتلفكري وابلحث
ّ
الفلسو يف حياة اإلسسان .......................... 15 .......... ................................
ّّ
أهمية اتلفكري
ّ
اّلهن يف تفكريه يه حجر األساس اّلي نبن عليه تفكرينا للوصول
ّ فإن ّ ّ
صحة انلتائج أو سقمها اليت نصيل إ انلتائج املطلوبة ،وباتلايل
ّ ّ ّ ّ ّ
صيحة تليك املعلوميات األويلية الييت إيلها تعتمد هصور ٍة لك ّي ٍة ىلع
ننطلق منها ،أو سقمها.
وينقسييم اتلفكييري مسييب موضييواعته إ تفكييري ّ
حسييي ٍّي يف ٍ
املعلومييات املحسوسيية ،يسييتعني فيييه العقييل هي ّ
ياحلس واتلجربيية،
يل ّ
مر ٍد يف املعلومات تفكري عق ٍّ ّ
الفّييايئ ،وم ّ
الريايض أو تلفكري
ٍ
ّ
امليتيافّييٍّ، ّ
الفلسيو أو سسميه هياتلفكريمري املحسوسة ،وهو ما ّ
ٌ ّ ّ ّ ّ
تفكيري عقييل اإلسسياين؛ ألنيه يمثل حقيقة اتلفكيري العقي ّ
يل اّلي
ّ
معرفي ٍة أخرى. أدوات خالص ،ومستقل عن ّ
أي ٌ
ٍ
ي في حياة اإلنسان
ميّة التفكير الفلسف ّ
أه ّ
ّ
عملييية اتلفكييري الفلسي ّ
يو يف حييياة أهم ّييية
ص لييىلع ىلع أحييد ّ
ٍ
ّ ّ ّ ّ
الفكرية لإلسسان ،والييت اإلسسان؛ إذ إنه يتودل من خًلهلا املنظومة
ّ
الكونية عن فلسفة الكون واحلياة ،واهليدف ّ
انلظرية ّ
تتضمن رؤيته
من وجود اإلسسان يف مهذا العالم ،ومصريه هعد املوت ،وما هو طرييق
ّ ا ّ
العملية عين تتضمن تلك املنظومة أيضا رؤيته ااري والسعادة ،كما
ّ ّ ّ ّ
صجتماعيية الييت ينيبيغ أن ييتحّل ههيااألخًلقيية وا القيم واملبادئ
ا ا
...............................16إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ا ّ
اإلسسان ويلزتم هها يف سلو ه وأفعاهل ،والييت تينعكس مبيارشة ىلع
ّ ّ
ايلومية ) ،(life styleوباتلايل فيإن اتلفكيري الصيحيح نمط حياته
ّ ّ ّ
احلقيقيية ،ىلع الواقعية والسيعادة يؤدي إ الفكر الصحيح والرؤية
ّ
خًلف ما إذا ن اتلفكري خاطئاا ،فإنيه لليب ىلع صياحبه احليرية
واتلعاسة والشقاء.
ّ ّ
هإرادته الطبيعية أو صيراعيها ،مثل اإلسسان اّلي قد يرا القوانني
تنيياول الغييذاء املناسييب ملعدتييه وطبيعتييه ،فيصي ّ
يح ،أو ص يييرا ،
فيمرض.
ّ
ابليولوجيية ألعضياء و ما اكتشف األطبياء هاتلجربية القيوانني
ّ
للصحة ا
معيارا الطب ّية ،وأصبحت
ودونوها يف كتبهم ّ جسم اإلسسانّ ،
ّ
الطبيعيية ّ
العقليية ّ
اجلسمية ،فقد اكتشف احلكماء تليك القيوانني
ّ
للصحة ا
معيارا ّ
املنطقية؛ تلصبح يلّ ،
ودونوها يف كتبهم هاتلحليل العق ّ
ّ
العقلية.
ههذه القوانني لألسف الشيديد ،وسييع ّ
عوام انلاس م كن جهلول م ّ
ّ ّ
سواء من املنتسبني إ ادلين أو من املاديّني املنتسيبني
ٌ ااواص منهم
ّ
الفطريية؛ مين أجيل تعطييل إ العلم للتشكيك يف مهذه القيوانني
ّ
عقول انلاس واهليمنة عليهم بش ّ الطرق والوسيائل املضيللة ،هعيد
أعٌ ما دليهم من العقول ،حيث يسهل انقييادهم إيلهيم هعيد سلبهم ّ
فيتمكنون من العبث هاملجتمعات البشيي ّ ّ م
رية كميا حيليوا هليم ذلك،
ّ ّ ا
ّ
تميرد العقلية ...لك مهذا أدى إ
ّ ّ
املنطقية والرقاهة هعيدا عن القوانني
ّ
اإلسسانية ،وهجرانهيا ،واسيتبدال ّ
الفطرية انلاس ىلع تلك القوانني
ّ
اصجتماعييية ّ
الوهمييية ههييا ،واألعييراف مريهييا ميين العقائييد
ّ
الشخصية واارافات. واصستحسانات
ا ا
...............................18إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ّ ّ
أن املقام ص يسع هنا للبيان اتلفصي ّ
العقلية يل تللك القواعد وبما
ّّ ّ ّ
اإلمجايل ملبادئها ال ية: املنطقية ،نكتو فقط هابليان
ّ
حنن إذا قمنا هتحليل املعلومات املوجودة دلينا جند أنها تتفاوت يف
ٌ
الوضوح واإلههام هالنسبة إ عقونلا ،فهناك مفاهيم واضيحة عنيد
ّ
لك العقييول ص حتتيياج إ مييا ّ
يبينهييا ،مثييل مفهييوم اّلات والوجييود
والعدم ،والضيرورة واصسيتحالة والوجيوب واإلمياكن و ،...وهنياك
يوضييحها نلييا ،مث يل مفهييوم ّ ّ ٌ
اّلرة مفيياهيم مبهميية حتتيياج إ ميين
ّ م
والاوتون ،والطاقة ،وانلفس والروح واإلهل ،كما أن هنياك قضيايا
ّ ٍّ ّ
تصيور معانيهيا ،وص حتتياج إ تلقايئ هعيد هنحو
ٍ يصدق هها العقل
ّ
ديلل ييدل عليهيا لوضيوحها عنيد العقيل ،مثيل امتنيا اجتميا ٍ
ّ
انلقيضني ،همعىن امتنا اجتما اإلثبات وانلو ،كأن حنكيم هيأن
ّ
مهذا اجلسم أسود وليس أسود يف الوقت نفسه ،أو اجتما الضدين،
ّ ّ ّ
كأن حنكم هأن مهذا اجلسم أهيض وأسود يف الوقيت نفسيه ،أو أن لك
ّ ٌ ّ
ٍء ٍء هو نفسه ،مثل أن اإلسسان إسسان ،أو رضورة احتياج لك
املسيب هأصيل ّ سبب لرجه من الوجود إ العيدم ،وهيو حادث إ
ٍ ٍ
م ّ ّ ّ
العل ّية ،وأن اللك أعظم من جٌئه ،وهكذا.
ٌ م
وهناك ىلع العكس من ذلك قضايا ومسيائل ممضية حتتياج إ
وأن ّّ ّ ّ ّ ّ
اّلرة ات،ديلل يثبت صحتها ،مثل أن اجلسيم يّ يب مين ذر ٍ ٍ
قواعد اتلفكري الصحيح.......................... 19 ................................. ................................ :
احلديث ،وما ّ
يسمونه عرص اتلنوير من أمثال هيكيون وليوك وهييوم
ّ
املنطقية ،وراسل وويتجنشتاين ومريهم، ّ
الوضعية واكنط ،وأصحاب
ّ
والواقعيية، ّ
املنطقية الواضحة ّ
العقلية إ التشكيك يف مهذه القوانني
وم إثبات عجٌ العقل عن ااوض يف اعلم ميا وراء الطبيعيةّ ،
مميا
ّ م ّ
أدى إ إمًلق هاب الفلسفة اإلهل ّية ،وشييو الشيك والسفسيطة،
ا
مناخيا ًّ ّ
املاديّة املحضةّ ، ّ
اعميا لي تّعير مميا أوجيد واتلفكرات
األفاكر اإلحلاديّة يف عرص اتلنوير وما هعده ،هعد ضيا املنهج العق ّ
يل
ّ
واايايلة. ّ
الوهمية ّ
الاهاين القويم ،وأهدهل هاألحاكم
ّ
قانون العل ّية:
ّ ّ ّ
حادث يف الوجود -همعىن أنيه
ٍ ٍء أن ّ
أي يشري قانون العل ّية إ
ثم ن -يستحيل أن لرج من العدم إ الوجود هنفسه ،هل لم يكن ّ
ويعد مهذا القانون يفتقر إ سبب مريه خلرجه من العدم إ الوجود .خ
ٍ
ّ ّ ّ
من األصول العقليية ابلدهيية كميا سيبق وأن أرشنيا؛ ألن إنكياره
إن وجود احلادث ّ ّ ا ّ
إميا يستلٌم اجتما انلقيضني مبارشة؛ ألننا نقول
وممياأن يكون قد أخرجه مريه من العدم إ الوجود ،وهو املطلوبّ ،
ّ ًّ
تلقائييا ،واحليال أن العيدم ص أن يكون قد خرج وجوده من العيدم
ّ ّ
يتضمن الوجود ،أو يكون قد أخرج نفسه من كتم العدم ،واحلال أنه
ٌ ٌ
معدوم وفاقد للوجود ،وفاقد اليشء ص يعطيه.
ّ ّ
ولك من أنكر قانون العل ّية من أمثال دافيد هيوم -كما سييأ -
ّ
أو مريه من املياديّني وامللحيدين كريتشيارد دو ييز ل )1أو سيتيفني
ا م
هو نجل ،)2فهو جلهلهم همعناه وحقيقته؛ وّللك نراهم يعيشون حالة
ّ
والفكريية ّ
العلميية اتلخبط واتلناقض ،حيث جندهم يف موثهم ّ من
يبحثون عن علل الظواهر الطبيعية وأسباهها ،أو أسباب سشأة الكون
ّ
وتطوره ،مع إنكارهم ألصل العل ّية!
ّ
م
ل )1ريتشارد دو يز ،وهم اإلهل ،ص .80
ل )2ستيفن هو نج ،اتلصميم العظيم ،ص .216
ا ا
...............................22إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ّ
السنخية: قانون
ّ ّ ّ
وهو فر قانون العل ّية ،فكما أن أصل وجود املعلول من علتيه،
ّ ّ ّ ّ ّ م
خصوصييات علتيه ،ومص اّلاتيية تكيون مين خصوصياته فكذلك
ّ ّ ّ استلٌم خروج الوجود من العدم ،م
تسيوغ ااصوصية يه الييت وهذه
ّ ّ ّ
ني من علتيه الفاعلية هل دون ميريه مين معلول مع ٍ ٍ وتصحح صدور
ا ٍء من ّ ومص لصدر ّ ّ
أي ءٍ ،فنحن مثًل إذا رأينيا أي املعلوصت،
ٌ ّ ًّ
كبري هين ٌ فلسفيا مثل لالشفاء) ،عرفنا أن صاحبه فيلسوف كتاهاا
ممين يمليك ملكية العليم ألن مهذه الفلسيفة ص تصيدر ّإص ّ ّ
سينا؛
ّ
أدهيات شكسبري يعرف هكل واصجتهاد يف الفلسفة ،و مذلك من قرأ ّ
ا ا ّ ا ٌ ٌ ٌ ّ
حاسيوبا سييارة فياخرة أو وقدير ،ومذا رأينيا كبري أديب بساط ٍة أنه
ا ا ّ ّ ا
عظيما قد قام هتصميمهما. مهندسا معقدا ،علمنا أن هلما
ّ
وااًلصيية أن الفلسييفة ص اييرج ميين األديييب ،وص العكييس،
وهيذا والعلم ص لرج من اجلهل ،وانلظام ص لرج من اليًل نظيام ،م
ّ ّ ٌ
إسسان حيّم عقله ويصدقه. ٍ أمر يف مية الوضوح عند لك
الفاعلييةّ قانون امتنا تسلسل العليل :همعيىن تسلسيل العليل
ا
هنحو تكون متمعة مع هعضها ابلعض يف الوجيود، ٍ املوجدة لألشياء،
ٌ ا
فمثًل من املحال أن نقول أن لأ) معلول ليي لب) يف وجيوده ،ولب)
ّ ّ ا
ثانيا :الرؤية الكونية العقلية .......................... 23 ............................ ................................
ٌ
معلولة لي لد) ،م ٌ
وهكذا دون نهايي ٍة تنيتيه معلولة لي لج) ،ولج) لي
عندها سلسلة العلل واملعلوصت.
ٍء أن يكيون هيان وجه اصمتنا :أنّنا إذا اشيّطنا لوجيود ّ
أي
ا
معلوص لغريه ،استحال م مرشوطا ا
ا
ههذا الرشط أن ييدخل دائما هكونه
ٍء إ الوجود. ّ
أي
ّ ا
فمثًل ىلع سبيل اتلقريب ،لو اشّطنا ىلع مموع ٍة من انلياس أص
ا ّ ٌ
يدخل أحد منهم إ ابليت إص إذا ن مسبوقا هغيريه ،فلين ييدخل
ا ّ ٌ
أحد ،فإذا وجدنا انلاس قد دخلوا ابليت ،فنعلم أن واحدا مينهم -
ثم دخل اآلخرون األول -قد خالف مهذا الرشط ودخل هنفسهّ ، وهو ّ
ا ّ م ّ
وراءه هعد حتقق الرشط .وما حنن فيه كذلك ،فنفهم أن هناك موجودا
ّ ّا
ٌء ،وهيو العلية األو أوص قد دخل الوجود دون أن يكيون قبليه
ملهذا العالمّ ،
ثم صدر عنه سائر املوجودات هالّتيب.
ّ
القوة والفعل:
ّ الفلسفية ّ
ّ
اهلامية يه ميا اكتشيفه احلكمياء مين أن من املسائل
ٌ ّ ٌ اليشء ّ
هالقوة أو موجود هالفعل. إما موجود
ّ
شيأنية الوجيود ،أي وجيود اسيتعداده يف ّ
هالقوة هو ومعىن الوجود
ّ
املادة القاهلية هل ،كوجيود الشيجرة يف ابليذرة ،أو وجيود الطيائر يف
ا ا
...............................24إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ابليضة.
ّ
اصسيتعدادي ،وهيو وهذا اصستعداد ّ
يسميه احلكمياء هياإلماكن م
ّ ّ ّ ّ
مقتىض قانون العل ّية ،حيث يمثل مهذا اصستعداد العلة املاديّة لوجود
ّ ّ ّ ا
خصوصيية اليشيء السنخية ،إذ يمثل اليشء ،وأيضا مقتىض قانون
م ّ
اااصة هه؛ وّلليك جنيد هويته الوجوديّة
واستعداده اّلا ّ تلحصيل ّ
ّ ّ ّ
أن شجرة اتلفاح ص ارج إص من هيذرتها ،ص مين هيذرة الاتقيال،
ا
وطائر احلمام من هيضته ص من هيضة الغراب مثًل.
ّ
الطبيعييية ،واتلمييايٌ فاتلمييايٌ انلييو ّ املوجييود هييني األنييوا
ٌ ّ ّ
الشخصي ّي هني أفراد لك نو ٍ إنما هو معلول صختًلف اصستعدادات
ّ
الشخصية. هويتهااااصة هها ،املستلٌم اختًلف حقائقها أو ّ ّ
ّ ّ
ّ
اصسيتعدادي لييس إص واألمر اجلدير هاّلكر هنا أن مهذا اصماكن
ّ ّ ّ ا
قاهًل ّ ا
هفاعيل هل كميا يتيوهم املياديّون ٍ وليس ،اااص للوجود اوممّي
ّ ّ ّ
حيثية اصستعداد والقبول يه حيثيية الفقيدان ،ص وامللحدون؛ ألن
الوجييدان ،وفاقييد الش يييء ص يعطيييه ،فالشييجرة أو الطييائر مييري
ٌ
واضيح هالترشييح موجودين يف ابلذرة أو ابليضة هالرضورة ،وهو ٌ
أمر
ّ ّ
القطعية ،وباتلايل فإن حصوهلما للبذرة أو ابليضة احلس ّية
واملشاهدة ّ
م ّ ّ ّ
إنما يكون مين علية وجودهميا املغيايرة هلميا ،ويه العلية اإلهل ّيية
م ّ ّ
سيتبني هعد ذلك. العقلية كما هالرضورة
ّ ّ ا
ثانيا :الرؤية الكونية العقلية .......................... 25 ............................ ................................
الممكن والواجب:
هأي وصف نّ ،
إما أن يكون مهذا الوصيف ٍء ّ إن اتّصاف ّ
أي
ّ
ٍ
ّ من ّ
ذاتياته اثلاهتة هل ،فهو واجب اثلبوت هل ،مثل اتصياف ابليياض
ّ
األهيضية ،أي أهيض هالضييرورة، ّ
هاألهيضية ،فنقول ابلياض واجب
ّ
أو اتصاف اجلسم هاصمتيداد ،فنقيول اجلسيم واجيب اصمتيداد ،أو
اإلحراق للنار ،فنقول انلار واجبة اإلحراق ،م
وهذا الوصيف اّلا ّ ص
ّ ّ ّ
حيتاج إ عل ٍة ثلبوته ملوضوعه؛ ألن نفس موضوعه هو علية ثبوتيه
نلفسه.
ا ا
...............................26إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ا و ّ
مما أن يكون الوصف اعرضا مريباا ىلع املوضو ،فيكون ممكن
ّ
اثلبوت هل ،مثل اتصاف املاء هاحلرارة ،فنقول املاء حار هاإلماكن ،أو
ّ ّ
ابليديه اتصاف اجلسم هاحلر ة ،فنقول اجلسم ممكن احلر ة ،ومين
ّ ّ ّ
ّ
العرضيية تفتقير إ علي ٍة أن اتصاف األشياء همثل مهيذه األوصياف
ٍّ ّ ٌ ّ ّ
خارجي ٍة؛ م
عريض معليل ،فاملياء حيتياج إ ولهذا يقول احلكماء لك
ّ ّ ا
مثًل يلكون ًّ
يلحركيه مين حمير ٍك حارا ،أو اجلسيم حيتياج إ انلار
ّ ًّ ّ ا
جلاذهية ،أو إراديًّا إلسسان. طبيعيا ٌ
سواء ن حمر خارج،ٍ
ّ
املنطقيية يف مباحيث وقد استفاد الفًلسيفة مين مهيذه القاعيدة
الوجود ،حيث نظروا يف اتّصاف األشياء هيالوجودّ ،
فقسيموا األشيياء
ّ ّ
العريض هالوجود ،إ واجبة الوجود وممكنية مسب اتصافها اّلا ّ أو
الوجود.
ّ
فالواجب الوجود هو الشييء اّلي يكيون الوجيود ًّ
ذاتييا هل ،فيًل
حيتاج إ مريه يلعطيه الوجود ،وقد جعلوا مصداقه ابلاري -تعيا
-مبدأ سائر املوجودات كما سيأ هيانه.
ا ّ ّ
وأما املمكن الوجود فهو الشييء اّلي يكون الوجيود اعرضيا ىلع
ّ
ا
معيىن ميري الوجيود، ذاته كسيائر اّلوات يف مهيذا العيالم ،إذ إن هل
ا ا ٌ ٌ ا
معدوما ،هل هو سواء ن موجودا أو فاإلسسان مثًل إسسان يف نفسه،
ٌ
معىن مستقل عن الوجيود ،فيالوجود اعرض ىلع ذاتيه ،فيحتياج إ
ّ ّ ا
ثانيا :الرؤية الكونية العقلية .......................... 27 ............................ ................................
ّ
مريه يف اصتصاف هالوجود.
ّ
الفلسيفية الكمايلة :وهو من ّ
أهم املطاليب ّ املبدأ اإلل م ّ
يه وصفاته
عند احلكماء وأرشفها.
دة ىلع إثبات وجود املبدإ اإلل م ّ
ييه،
ّ ا
وقد أقام احلكماء هراهني متعد
ّ ّ
والسنخية. ترجع مجيعها يف حقيقتها إ قانون العل ّية
برهان النظم:
ّ
الكون أو ما ّ
يسب هاهان العناية أو الاهان
ا ّ ا ا ٌّ ّ ّ ٌ ّ
هيديعا نظاما معقدا ّتريبية) :إننا سشاهد لحس ّية املقدمة األو
ٌ ا ّ ا
سواء داخل وجيود اإلسسيان نفسيه ،أو خارجيه يف مطردا، منسجما
اعلم الطبيعة املحيط هيه ،أو يف العًلقيات املوجيودة املتبادلية هينهيا
ا
مجيعا.
املطرد ص يمكن أن يكون اتّ ًّ
فاقيا لعقلي ٌة) :انلظام ّ
ّ ّ
املقدمة اثلانية
ّ ّ أو ناشئاا من الصدفة العمياء؛ إذ إنّه ا
والسنخية هناء ىلع قانون العل ّية
ّ ص لرج انلظام هنحو ّ
اعقيل
ٍ مطر ٍد من الًل نظام ،هل حيتاج إ منظ ٍم ٍ
وراء مهذا العالم.
ّ
املنظم العاقيل ّ ٌّ ّ
إميا أن يكيون هيو لعقلية) :مهذا املقدمة اثلاثلة
األول ا
منعا للتسلسل ،وهو املطلوب. األول ،أو ينتيه إ املبدأ ّ املبدأ ّ
ا ا
...............................28إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
برهان اإلمكان:
ّ ٌّ ّ
لعقلية) :حنن عندما حنلل األشياء يف مهذا العيالم املقدمة األو
ّ
ذوات يف نفسها ميري كونهيا موجيودة ،وباتليايل
ٍ هعقونلا ،جند أن هلا
ٌ
فالوجود اعرض عليها كعروض احلر ية ىلع اجلسيم ،وباتليايل فييه
ّ
أن الوجود ليس ًّ
ذاتيا هلا. ممكنة الوجود ،همعىن
ّ ٌّ
اعرض ىلع الشييء ،حيتياج ٍ وصف
ٍ لعقلية) :لك املقدمة اثلانية
ّ ّ ّ
اليشء صتصافه هه إ الغري ،كما سبق وأن هيّنا ،فاألشياء يف اتصافها
ارج عنها.
سبب مريها خ ٍ
ٍ هالوجود حتتاج إ
ّ
اااريج اّلي أعطاها الوجيودّ ، ّ
إميا ّ املقدمة اثلاثلة :مهذا السبب
ذاتيا هلّ ،
ومما أن يكون أن يكون واجب الوجود ،همعىن كون الوجود ًّ
ّ ا
أيضا ممكن الوجود حيتاج إ مريه يف الوجود؛ فًل هيد وأن ينيتيه إ
واجب الوجود هذاته ا
دفعا للتسلسل املحال.
امتياز مهذا الاهان :مهذا الاهان يمتاز عين ميريه مين الااهيني
وصيف
ٍ حمضيا ،ويثبيت املبيدأ اإلل م ّ
ييه هأفضيل
ا ًّ
عقليا
ا
هكونه هرهانا
يتناسب مع شأنه املتعايل ،وهو كونه واجب الوجود ّلاته هذاتهّ ،
مما
ّ
الكمايلة كميا سييأ يف املطليب يسهل األمر يف معرفة سائر صفاته
م ّ
الًلحق؛ ألن معىن كونه كذلك هو أن تكون مجيع صفاته و ماصتيه
ّ ّ ا
ثانيا :الرؤية الكونية العقلية .......................... 29 ............................ ................................
ّ
الوجوديّة يه عني ذاته ،كما أن وجوده عني ذاته.
ههذا الوصيف لواجيب أن معرفة املبدإ اإلل م ّ
يه م ّ
مهذا هاإلضافة إ
حيل الشبهة القديمة اجلديدة الّي طامليا ّ
تمسيك ههيا
ّ
الوجود ّلاته)
ّ
املاديّون وامللحدون ،من أمثال هرتراند رسيل ،وريتشيارد دو ييز،
ّ
وهو أنه إن ن اهلل -تعا -قد خلق العالم ،فمن خلق اهللل)1؟!
ّ ّ ّ ّ
واجلواب هكل بساط ٍة أن السؤال عين علية الوجيود إنميا تكيون
ّ ّ ّ
لألشياء اليت يعرضيها الوجيود ،كميا يف مهيذا العيالم ،حييث إن لك
وأما اليشء ّاّلي يكيون الوجيود ذ ًّ
اتييا هل، عريض معلّ ٌل كما ذكرناّ ،
ٍّ
ّ ّ ّ ّ
فًل معىن للسؤال عن علة وجوده؛ ألن اّلا ّ ص يعلل ،كميا أنيه ص
ّ
أهيضية ابلياض أو زوجية األربعة. معىن ألن سسأل عن سبب
ا
هنياء ىلع إثبياتهم للبياري وقد أثبت احلكماء هعقوهلم القويمة -
ّ ّ
هكونه واجب الوجود هذاته -أن هل لك الكماصت الوجوديّة من ذاته،
من الوحدة ،العلم ،والقيدرة ،واحلكمية ،واتليدهري ،وباتليايل فهيو
ّ
املوجود الاكمل من لك اجلهات.
م
ل )1دو يز ،وهم اإلهل ،ص .120
ا ا
...............................30إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
حقيقة اإلنسان:
ّ ّ ٌ ّ
أهيم املعيارف إن معرفة اإلسسان حقيقة نفسه معرفية تعيد مين
وأرشفها يف مهذه احلياة؛ إذ إنّها تنعكس ّ
هقيو ٍة ىلع معرفتيه هفلسيفة
ّ
احلقيقيية املنسيجمة ميع وجوده يف مهذا العالم ،وتشخيص كماصتيه
ّ م ّ
اّلاتية؛ وّللك تسيلط الضيوء ىلع أخًلقيه وسيلو ه ونميط طبيعته
ّ م
حياته يف مهذه ادلنيا ،وفوق لك ذلك مصريه هعد املوت.
ّ ا
أهم ّية قصوى ملهذه وقد أو الفًلسفة واحلكماء منذ قديم الٌمان
ّ
الفلسو ،وأثبتوا عن املسألة ،ومثوا عنها هاتلفصيل يف علم انلفس
ّ ٌ ّ ّ ّ ّ
مردة عين اإلسسانية عقلي ٍة متعدد ٍة أن انلفس واّلات طريق هراهني
ّ ّ ّ ا ا ّا ّ ّ
إدراكية وحر ّية تدهّر هها ابلدن املادي ،اّلي هيو ّ قوة املادة ،وأن هلا
م
اإلسسانية يف مهذه احلياة ،وذلك عن طريق
ّ مرد آل ٍة صستكمال انلفس ّ
ّ ّ تؤمن ّواملو واألعصاب الّيت ّ ّ
العقلية -اليت يه للقوة اجلوارح اامس
ّ
أرشف القوى اإلسسانية -مجيع ميا حتتاجيه مين العليوم واملعيارف
الرضورية ،مهذا هاإلضافة إ تمكني انلفس مين حتصييل الفضيائل ّ
ّ
اصختيارية ،وسيوف األخًلقية املختلفة عن طريق األفعال ّ وامللاكت
م
سشري هاختصار إ هعض هذه الااهني هما يتناسب مع ابلحث هنيا،
ومن أراد اتلفصيل فلرياجع ميوث عليم انلفيس الفلسيو لكبيار
ّ ل)1
م
الفًلسفة اإلهليني :
حلر ّيية والعدالية ،ص يمكين أن يكيون ّ ومري القاهلية لًلنقسيام،
ٌّ ّ
مرد عين موضوعها ماديًّا قاهًل لًلنقسام ،إذن فموضوعها املدرك هلا
ّ م
املادة كذلك.
ٌ أن اإلسسييان مي ٌّ
يدرك ّلاتييه ،ودليييه و ٌ مييل الاهييان اثليياين:
ّ
هإدرا ته وانفعاصته املختلفة ،ص آللية احلاسيبة الييت تعميل هيًل
ّ ّ ّ و ،م
للمجرد مري املاد ّي؛ ألن العلم هو حضيور
ّ وهذا ص يكون إص ٍ
ٌ ّ ٌ ّ
املجردة قائمة هنفسها ص هاملادة ،فيه حارضة املعلوم للعالم ،وانلفس
ّ هنفسها نلفسها ،م
وهذا معىن العلم هاّلات ،وهو األمر اّلي لم يفهمه
ّ
املاديّون وامللحدون.
ّ ّ ّ ّ ّ
العقلية تشتد مع تقدم العمير ،إص أن الاهان اثلالث :أن القوى
ّ
همرض يتلفه ،واجلسم يضعف هميرور ٍ يصاب ادلماغ اّلي هو آتلها
ّ ّ ٌ العمر ،م
وهذا ديلل ىلع كون العقل مري اجلسيم املياد ّي اّلي يتقيادم
ويصاب هالشيخوخة.
ا ا الاهان الراهع :لو ّ
تصور اإلسسان نفسه قد خوجد دفعية واحيدة يف
ٌ ٌ ٌ
هيواء أو صيوت أو را ية ،وهيو مغميض مظلم ،لييس فييه
ٍ فضا ٍء
ا ا
...............................32إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
المعاد:
ّ
يمثل املبدأ اثلاين ،فإذا اشتاق إيله ،ولم يكن هناك ٌ
مانع مين الشوق
ّ
حتصيله ،انبعثت إرادتيه اجلديّية تلحرييك العضيًلت حنيو الفعيل
ّ
املحصل للكمال املطلوب ،أو دفع ما يمنع حصوهل ،فياإلرادة تمثيل
ّ
اصختياري. املبدأ اثلالث من مبادئ الفعل
ّ
ومن الواضح أن الفعل احلسن ليس ما ييراه اإلسسيان مناسيباا هل
ّ ٍّ
شخيص ىلع اإلطًلق ،ومص صنتىلع احلسن والقيبح الواقعييان، هنحو
ٍ
ّ
وعمييت الفييوىض وانتفييت احلاجيية إ القييانون واألخييًلق ،هييل
ّ ا
وبدن ،ص ألنه
ٍ هو ما يكون مناسباا هل يف الواقع هوصفه إسسانا ذا ٍ
روح
ٍّ ّ ا حيوان فقط ،وأن يكيون ا ٌ
ضيار لغيريه نافعيا أيضيا أو ص أقيل ميري
ري؛ ألنّهييم ّ
يتمتعييون هيياحلقوق نفسييها ميين أفييراد املجتمييع البشيي ّ
الّيت ّ
يتمتع هو هها.
ّ
ومن اجلدير هياّلكر -و ميا سيبق وأن أرشنيا -فيإن تشيخيص
ّ ّ
الكمال املناسب لإلسسان يف الواقع إنما يتوقف ىلع تشخيص الرؤيية
ّ
الواقعية عن حقيقة اإلسسان ،ومبدئه ومنتهياه ،والفلسيفة ّ
الكونية
ّ ّ
ّ
الكونية الوجوديّة للحياة يف مهذا العالم ،وبيّنا أن تشكيل مهذه الرؤية
ّ ّ ّ
ّ
املينطٍّ تتحقق إص من خًلل اتلفكيري العقي ّ
يل الواقعية ص يمكن أن
ّ
ابلدهية ،ص اتلفكري املبتين ىلع ّ
الفطرية ّ
العقلية املبتن ىلع املبادئ
ّ
الشخصيية ،إذن معييار الظنون واألوهام واألعراف واصستحسانات
ا ا
...............................36إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ا ًّ
عقًلنييا ،أي منطلقيا مين األحياكم احلسن األخًل ّ هو أن يكون
ّ ّ ّ ّ ّ
الواقعية ،اليت ترا مجيع األهعياد الكونية املنطقية والرؤية العقلية
م ّ ّ ّ
واملعنوية؛ ل ص يظليم اإلسسيان نفسيه ،و يذلك اإلسسانية املاديّة
تييرا كميياصت اآلخييرين ومشيياعرهم ،ح ي ّ ص يظلييم اإلسسييان
ّ
الاهياين يف مريه،وم هنا نكون قد انتهينا من هييان املينهج العقي ّ
يل
ّ
الكونيية ،ونظاميه األخيًل ؛ نلنتقيل هعيدها إ اتلفكري ،ورؤيته
الفكريية ىلع مهيذه املسيتويات
ّ استكشاف نظر امللحيدين وآرائهيم
ّ ّ
اثلًلثة؛ ليىى ميدى مطاهقتهيا للعقيل والعقًلنيية الييت ييدعون
ا
اصنتساب إيلها هديًل عن ادلين.
ّ
المعرفية ّ
التجريبي وحدوده ّ
الحس ّي ّ
صالحية المنهج
ّ ّ ّ
ّ
اتلجيرييب اّلي تعتميد احلسيي ّي إذا أردنا أن حنلل طبيعة املنهج
هنحيو ّ
وابليولوجية ومريهيا ّ
والكيميائية ّ
الفّييائية عليه ايلوم العلوم
ٍ
ّ ٍّ ّ
صيًلحيته وأسايس ،من دون أن يدر وا -لألسف -فلسيفته أو ٍّ
ّلك
ّ ّ ّ
أساسيني: العلمية ،فسنجد أنه يقوم ىلع ر نني وحدوده
الطبيعية ،أي تكرار ّ احلس ّية للظواهرّ األول :هو تكرار املشاهدة
م ّ
ظيروف فتلفي ٍة؛ وذليك مين أجيل ٍ صدور األثر من امليؤثر ،حتيت
ّ استبعاد األسباب اصتّ ّ
فاقيية ااارجية عين طبيعية امليؤثر ،ومحيراز
ّ ّ
اّلاتية هني األثر واملؤثر. العًلقة
أن األثر اصتّفيا ّ ّ ّ
يل يفاثلاين :هو اصعتماد ىلع قانون العل ّية العق ّ
ّ ّ ًّ ًّ
وبضيم هياتني املقيدمتني إ هعضيهما أكرثييا، دائميا وص ص يكون
ّ ا ّ
ابلعض نصل إ نتيجة أن مهذه الظاهرة معلولة ّلات العلة هاّلات،
ا ّ
وباتلايل نتمكن من تعميم مهذه انلتيجة يف املستقبل هنحو ٍّ
ّلك ،فمثًل ٍ
ّ ا ّا الطب ّية ،عندما ّ
يف اتلجارب ّ
معينيا يفيّض أنيه يسيكن جنرب دواء
ظروف فتلفي ٍة ىلع اّلكيور واإلنياث،
ٍ الصدا ،فعندما ّ
جنربه حتت
ّ
وىلع الكبار والصغار ،ويف لك األمكنة واألزمنة املختلفة ،وجنده قد
عمل ىلع تسكني الصدا هالفعل ا
دائما أو يف أكرث األحيان ،حنصيل
ا ا
...............................38إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ٌ ٌ
موجٌ للٌمان ،ص .25 ل )1ستيفن هو نج ،تاريو
ّ
املعريف للملحدين .......................... 39 ........................ ................................
ا
راهعا :املنهج
ّ
العلمية. حج ّيتها ،وصًلحيتهاّ
ا
أيضييا ىلع نكتية م ّ ّ ّ
همي ٍة ،ويه احلييدود ٍ ويف ااتييام نييود أن نؤ ييد
ٌ ّ ّ
ّ
اتلجيرييب ،أص وهيو أنيه حميدود ميدود ّ
العليم املعرفية ملهذا املنهج
ّ
احلواس اامس هارتباطها املبارش ميع ظيواهر ّ
اإلدراكية ،ويه ّ
آيلاته
ّ
اعجٌ عين ّتياوز مهيذه الظيواهر املاديّية؛
ٌ ّ
ااارجية ،وهو األجسام
ّ
ابليولويج مين ّ
فّييايئ أو ّ
تكويني ٍة ،فًل معىن لل ّ
واقعي ٍة لكونها حدود
ّ م
فلسيفي ٍة كحقيائق األشيياء حيث هو كذلك أن يبحث عن مباحث
ّ
الكونيية للوجيود؛ لوقوعهيا يف وعللها ابلعيدة ،أو أن يخفتينا هالرؤية
مسيانو
ٍ منهج آخير
ٍ مال وراء مال مهذا املنهج ّ ّ
احلّس ،هل حتتاج إ
ّ
امليتافّييٍّ. هلا ،وهو املنهج العق ّ
يل
وهذا هو الفرق هني العالم -هاصطًلح ايلوم -وبني الفيلسيوف م
ّ
احلقيٍّ.
ّ
يقول الفيلسوف الايطاين الشهري سري أنطون فلو اّلي ن مين
رموز امللحدين قبل إيمانه هاهلل« :فعند دراسة اتلفاعل هني اثنني من
ّ
األجسام املاديّة ،ىلع سبيل املثال ،أو اثنني من اجلسييمات ميا دون
ّ ّ ّ
اّلرة ،فإنك تتحدث يف العلوم ،عندما تسأل كييف خوجيدت تليك
ّ ّ
ٍء ماد ٍّي -وملاذا ،فأنت تتحدث اّلرة -أو ّ
أي اجلسيمات ما دون ّ
ّا
فلسيفية مين ابليانيات اسيتنتاجات
ٍ يف الفلسفة .عندما تسيتخرج
ّ
املعريف للملحدين .......................... 41 ........................ ................................
ا
راهعا :املنهج
ّ ّ
عندئذ تفكر كفيلسوف» ل.)1
ٍ العلمية ،فأنت
ّ ّ ّ
العلميية ثم يقول« :فالفيلسوف هو اّلي لرج مين املعلوميات
ّ
ابليولوجيني عن وربما ص يعرف الكثريون من معرفيةّ ،ّ هاستنتاجات
ٍ ٍ
مما يعرف هائع اآليس كيريم عين القواعيد مهذه اصستنتاجات أكرث ّ
الّيت حتكم ابلورصة وقوانني السوق ّ
احلرة».
ا ثي ّ
يم يضيييف قييائًل« :أنييا ص أعييّض ىلع أن لييوض العلميياء يف
ّ ّ م
الفلسفية املناسيبة ،وىلع االفية الفلسفة ،لكن عليهم أن حيصلوا
ٌ ٌ ّ ٍّ
لك ،فإن العلماء فًلسفة ضعاف كما يقول أينشتني»ل.)2
وسوف سسيتعرض اآلن أقيوال هعيض رميوز اإلحلياد يف رفضيهم
م
يل والفلسفة اإلهل ّية:
للمنهج العق ّ
.1دافيد هيوم:
ّ
يرشح هيوم موقفه من من قانون العل ّية العق ّ
يل ،املستلٌم ليرفض
ّ ّ العلم والفلسفة ا
معا هقوهل« :هب أن مرى األشياء ن حلد ايلوم ىلع
أي ّ ّ
فإن مهذا اصفّاض همفرده إذا لم تضف إيله ّ
حج ٍة أكمل انتظامٍ ،
ّ
جديد ص يقيم ادليلل ىلع أن مرى الطبيعة يف املسيتقبل
ٍ استنتاج
ٍ أو
ّ ا ّ م ّ
سيظل كذلك ،وعبثا تيدعون أنكيم تعلميتم طبيائع األجسيام مين
ّ ّ ّ ّتربتكم الساهقة ،فقد ّ
وتتغيري هانلتيجية لك اافية، تتغري طبيعتها
يية ،م
وهيذا ٌ
أمير احلس ّ
ّ ّ ّ
تغري يف خصائصها
مفاعيلها وتأثرياتها من أي ٍ
ا
حيصل أحيانا هانلظر إ هعض املوضواعت ،فلماذا ص لوز أن حيدث
ّ ا
دوما هانلظر إ لك املوضواعت»ل.)1
ياد ّي ،والييرافض للميينهج العق ي ّ ّ يني منهجييه احل ّ ّ يم يبي ّثي ّ
يل ّس ي املي
ّ م
اتلجريدي وللفلسفة اإلهل ّية هكل ااح ٍة ويقول« :فيإذا ميا تأهّطنيا ّ
فيأي الرزاييا حنين مزلوهيا ههيا، ّ وتقحمنا املكتبات، ّ مهذه املبادئ،
م ّ ّ ّ
مدل من مدلاتها يف اإلهل ّييات ،أو يف ميا سنسأل إذا ما أمسكنا هأي ٍ
ّ أي استدصل ّ مثًل ،هل يف مذلك ّ ا ّ
الكم أو مر ٍد حول ٍ ورائيات املدرسة،
ّ ّ
ٍّ
ّتيرييب حيول الوقيائع اسيتدصل
ٍ
املجيدل ّ
أي العدد؟ ّلك! هل يف مهذا
ّ ّ
العين؟ ّلك! أص فألق هه إذن إ رضام انلار ،فلييس يكيون والوجود
ٌ ٌ ّ
ووهم»ل.)2 فيه إص سفسطة
ّ
ايلقيين والفلسيفة ّ
اتلجريدي فهو يصف هرصاح ٍة املنهج العق ّ
يل
ّ
البرشي ،ف .4 ٌ
حتقيق يف اّلهن ل )1دافيد هيوم،
ل )2املصدر الساهق ،ف .12
ا
راهعا :املنهج املع ّ
ريف للملحدين .......................... 43 ........................ ................................
ّ
تمثل حقيقة العلم واملعرفة هأنّهما ّ م ّ
مرد سفسط ٍة وأوهامٍ ! اإلهل ّية اليت
ّ
العقًلنية املٌعومة؟! فهل مهذه يه
.2برتراند راسل:
ّ ّ
مما يؤدي إ إثارة مش ة نقطة ابلداية»ل.)1 إثبات،
ٍ دون
ّ ّ ّ
احلقيقيية، يل -اّلي هو أداة العقيل اّلي ينظر إ القياس العق ّ
ّ ّ املنطٍّ -م
ّ
العبثية ،وأنه يف الواقيع ههذه انلظرة والعمدة يف اصستدصل
ص قيمة هل ،ويريد أن لعل عقله يف عينيه ،كيف يمكن أن يكيون
ًّ
عقًلنيا؟!
.3نيتشه:
ّ
القيوة ،وملهيم ومؤسيس منطيقّ وهو فيلسوف اإلحلاد األكيا،
ّ
الفاشية. انلازية واحلر ةّ
ٌ قال نيتشه« :املنطق ٌ
وهم مقصود ،فمبيادئ الفكير ليسيت ميري
أدوات للظفر واصمتًلك» ل.)2 ّ
رضوري ٍة للحياة ،أو أوهامٍ
ٍ
ٌ ّ
ممكن،
ٍ خطر ومري «إن العقل يف حياة اإلسسان ص حاجة إيله ،وهو
ّ ّ
ٍء مين معقويلية فًل حاجة للعقل يف حياة اإلسسيان ،وألن عيدم
ّ ا ّ
ضد وجوده ،هل هاألحرى إنّها ٌ
رشط لوجود مهيذا األشياء ليست حجة
ّ
الشيييء؛ ألن الوجييود يتنيياقض مييع العقييل ،ويتنيياة مييع املعرفيية
ّ
العقلية»ل.)3
ّ
اتلارلية. املنهج انلق ّ
يل للنصوص
ّ ّ ّ ّ
امليتافّييقيية املتعلقية مقيائق الفلسفية وأما ابلحث يف القضايا
ّ
األشياء ،وعللها ابلعيدة املتعلقة هأصل وجود اإلسسان والعالم ومبدإ
ّ
األخًلقيية ،فيًل معيىن احلياة ،واحلياة هعد املوت ،ومبيادئ القييم
ّ
اتلجيرييب أو اتلحلييي ّ
يل يف إثبييات أو نييو صعتمياد امليينهج ّ
احلسيي ّي
ّ ّ
مسائلها؛ ألنها هكل بساط ٍة مسيائل ميري حمسوسي ٍة ،ويه يف نفيس
ٌّ ّ ٌ
يريية حلييياة اإلسسييان ،وص يمكيين رضورييية ومصي الوقييت مسييائل
اصستغناء عنها أو إمفاهلا؛ فاملنهج املسانو واملناسب هليا هيو املينهج
ّ ّ ّ
اتلجريدي اّلي سبق وأن أرشنا إيله. الاهاين العق ّ
يل
ّ ّ
كن مش ة امللحدين وميريهم مين امليذاهب املاديّية أنهيم ص ول م ّ
ّ ّ ّ يؤمنون م
يمثيل املينهج العقي ّ
يل اتلجرييدي ،اّلي ههذا املنهج العق ّ
يل
خ م ّ ّ
احلقيٍّ كما هينا؛ وذلك هعد أن امتألت عقوهلم ،وشحنت نفوسيهم
بسفسطات هيكون ولوك وهيوم واكنت ورسل ونيتشيه وميريهم مين
قرون مديد ٍة ،وسنستعرض هعض ّ
اتلجريدي ىلع مدى أعداء العقل
ٍ
ّ
يلتبيني ميدى الفلسفية عن اإلسسان واملبدإ اإلل م ّ
يه واملعياد؛ ّ آرائهم
فالفتها للمنهج العق ّ
يل السليم.
اإلسسان يف نظر امللحدين .......................... 47 ................................. ................................
ّ
األنانية ،ص .11 ل )1دو يز ،اجلينة
ا ا
...............................48إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
https://www.youtube.com/watch?v=eIChY_Skd7gل)1
اهلل يف نظر امللحدين.......................... 49 ...................................... ................................ :
.1لورانس كراوس
ٌ ّ ّ ا ا ّ
أسياس علييم «إن هناك شيئاا واحدا مؤ يدا ،هيو أنيه ص يوجيد
ّ ّ ّ
ٌء مين ص ء" ...إن لك ميا يمثليه للقانون امليتافّييٍّ "ص لرج
ّ ّ
مهذا هو عدم الرمبة وفقد اإلرادة يف إدراك حقيق ٍة بسيط ٍة مؤداهيا أن
الطبيعة قد تكون أذىك من الفًلسفة ورجال الًلهوت»ل.)1
ّ ّ ّا
ابلديه ووصفه إيّاه هأنيه لييس ذا
ّ العلية أوص يف نفيه ألصل انظر
ّ ّ ّ ّ
العلميية ،ومص ملياذا يتعيب ٍّ
عليم ،مع كونه أساس لك األدلة أساس
ٍ
ٍّ
كفّييايئ؟! ّ
الطبيعية نفسه يف ابلحث عن علل الظواهر
ّ
الصماء العميياء ىلع الفًلسيفة ثم انظر ثانياا إ تفضيله الطبيعة
ّ
ّ
واملت مني العقًلء!
ا
ٌء هيدص «يف مهذه احلالة تصبح اإلجاهة عن السؤال "ملاذا هنياك
ّ ا
ٌء ما؛ ألنه هبساط ٍة لو ليم يكين ء" تافهة تقريباا ،هناك من ص
ٌء ،فلن نكن نلجد أنفسنا نعيش هنا»ل.)2 هناك
ّ ّ
ٌء؟ هيو :ألن يعن أن جواهه ىلع السؤال القائيل :ملياذا هنياك
ٌ
ء ،ص .222 ل )1كراوس ،كون من ص
ل )2املصدر الساهق ،ص.224
ا ا
...............................50إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ّ
رائع تقريباا نتعلمه مع اصنتهياء مين كتياب ليوراسس
درس ٍإ أكرث ٍ
كراوس»ل.)1
أليس مهذا عني اتلناقض واهللوسة أن ليرج الشيييء مين اليًل
ء؟! وهل مهذه يه العقًلنية؟!
.2ستيفن هوكنج
ّ ّ ّ
اإلجنلّيي امللحد املعيروف يطيل علينيا يلعلين الفّييايئ ها هو
ّ ّ ّ
الفّييائيني قد أصبحوا ورثة الفًلسيفة ،وأنهيم موت الفلسفة ،وأن
ّ ّ ّ
الفلسفية هما دليهم مين عليومٍ املعنيون هاإلجاهة ىلع لك األسئلة هم
ّ
طبيعي ٍة! ومعارف
ا ا
«اعدة ما يسأل انلاس عددا من األسئلة ،مثل :كيف يمكننا فهم
ّ
العالم اّلي وجدنا أنفسنا فيه؟ كيف يتصي ّرف الكيون؟ ميا حقيقية
ّ م
االق؟ نت تلك ٍ الواقع؟ من أين أىت لك ذلك؟ هل الكون ن ماج ٍة
األسئلة اتلقليديّة للفلسفة ،ل م ّ
كن الفلسفة قد ماتيت ،وليم حتياف
ا
وخصوصييا يف مييال ىلع صييمودها أمييام تطي ّ
يورات العلييم احلديثيية،
.3ريتشارد دوكينز
م ّ ّ
إهل
نهايئ ،والعبث انلياتج مين إدخيال ٍ الٌمن الًل «نلعد للّاجع
ّ ّ ّ
كنظريية ٍء ميا حلل املوضيو ؛ ألنيه مين األرخيص استحضيار
مكتشف هعد»ل.)1 ٍّ
فّييايئ مري اصنفجار العظيم ،أو ّ
أي مبد ٍإ
ٍ
ّ
العقلية أن يخرجع التسلسل إ مبد ٍإ ا
استهٌاء هاألحاكم أليس مهذا
ا ّ
فّييايئ؟! إذ إن مهذا املبدأ إن ن حادثا فهو أحد حلقات السلسيلة،ٍّ
أزيلا ،فإن ن وجوده من ذاته ،فهو نفيس املبيدإ اإلل م ّ
ييه، ومن ن ًّ
يايئ جسي ٍّ
يماين ،ومن ن ميين مييريه لييم ينقطييع وليييس همبييدإٍ فّييي ٍّ
التسلسل.
م
ل )1دو يز ،وهم اإلهل ،ص .80
ا ا
...............................54إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
.1بنتام:
ّ ّ
اتلخلص من استعبادنا هلميا لين تفليح إص يف إثبيات مهيذه احلقيقية
وربما زعم اإلسسان هالقول ،رفض سلطانهماّ ،
أما هالفعل وتو يدهاّ .
ا
خاضعا هلما ا ّ
دائما»ل.)1 ويف الواقع فإنه سيبىق
ّ ّ
دافيع إسسياين لإلسسيان يف لك سيلو ّياته وراء ٌ يعىن أنه ص يوجيد
ّ ّ ّ
احليوانية ،ويستحيل اتلخليص مين تليك ادلوافيع الغريٌية ادلوا
ّ ّ ّ القاهرة ،وهو هنا يخ ّ
احليوانيية، وحاكمية الغرائيٌ كرس ألصالة الذلة
ّ
العقًلنيية دور للعقل يف سلوك اإلسسيان ،فهيل مهيذه يه ّ
وينو أي ٍ
ّ
واإلسسانية.
2ـ نيتشه:
ّ
نظريية منطيق مؤسس وهو من أكا فًلسفة ورموز اإلحلاد ،وهو ّ
ّ القي ّ
يوة يف احلييياة ،حيييث يعييد العداليية مصييلحة األقييوى ،والقيييم
ّ
سسيبية ّ
األخًلقية وسيلة الضعفاء للتساوي مع األقويياء ،واألخيًلق
املنشإ ،فهناك أخًلق السادة الرفيعة وأخًلق العبيد الوضيعة!
ّ
يقول« :يف أثناء رحًل اليت قميت ههيا خيًلل أنيوا األخيًلق
ّ ّ
الرفيعة والوضيعة اليت سيادت العيالم ،والييت ميا زاليت تسيوده إ
ّ ٌ
ل )1هنتام ،مقدمة إ مبادئ األخًلق والترشيع ،ف ،1هند .1
ا
سادسا :األخًلق عند امللحدين .......................... 59 ....................... ................................
ّ
رئيسييني مين األخيًلق ايلوم ...استطعت أن أكتشف وجود نوعني
ٌ ًّ ا
جوهريا ،فهناك أخًلق للسادة وأخرى للعبيد»ل.)1 فتلفني اختًلفا
ّ ثم يقول« :ل م ّ
يسيم مهيذه الصيفات الييت كن املسود ص يستطيع أن ّ ّ
ّ ّ ّ ّ
ويسميها احلقيقية ،ومنما يقلب القيم للها ويرى فيها ااري هأسمائها
ا ا ّ
فيسييم العجٌ"إحسيانا وطيبية"، هعكس ميا يه علييه يف الواقيع،
ّ ا ّ
"صاا" ،ويعد مهيذاا ويسيم عدم قدرته ىلع رد الفعل مبارشة وباملثل ّ
ويسييم عجيٌه عين إدراك املطيامع ّ أمهيات الفضيائل... الصا من ّ
وهكذا»ل.)2"تواضعا" م
ا السامية وابلحث عن املطالب العايلة
ّ
اإلسسانية السامية املطلقة ىلع انظر كيف يفس ّير األخًلق والقيم
ّ
القيوة أنّها سبيل العاجٌ ،ومظهر الضعف واهلوان ،م
وهذا هو منطيق
ّ ّ ّ
الرشعية ىلع الطغاة واملستبدين. اّلي أضىلع
م
وّللك يقول هىي ميوريس الفيلسيوف األمريكيي يف نيتشيه:
ّ ّ ّ « ّ
األملانيية، هعمق يف اّتاهيات السياسية
ٍ أما فلسفة نيتشه فقد أثرت
ّ ّ ّ ّ ح ّ أصحبت أساس ّ
األملانية املكثفة اليت حشدتها يف احلربية القوة
اثلًلثينيات من مهذا القرن ،واكنت سيبباا مين أسيباب احليرب
ّ فّة
ّ ا ّ
العاملية اثلانية ،واكن موسيلين واحدا من أكا املتاهعني املتحمسيني
ّ
الفلسفية ،ج ،2ص .510 ل )1هدوي ،املوسوعة
ل )2املصدر الساهق ،ص .511
ا ا
...............................60إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ّ ّ
ونظريات العلم احلديث ،ص .52 ل )1موريس ،الكتاب املقدس
ا
سادسا :األخًلق عند امللحدين .......................... 61 ....................... ................................
المصادر:
.1إدوارد ي هونو ،تعليم اتلفكري ،دار الرضا للنرش واتلوزيع ،ط ،1
.2001
م
.2ريتشارد دو ييز ،وهيم اإلهل ،ترمجية بسيام ابلغيدادي ،شيبكة
امللحدين العرب.
.3ستيفن هو نج ،اتلصميم العظيم ،ترمجة أيمن عياد ،دار اتلنيوير
للطباعة والنرش ،ط .2013 ،1
.4احلسني هن عبد اهلل هن سينا ،انلفس من كتاب الشيفاء ،حتقييق
حسن زاده آميل ،مكتب اإلعًلم اإلسًل ،إيران 1417 ،ه.
ٌ ٌ
ميوجٌ للٌميان ،ترمجية مصيطىلع فهييم، .5ستيفن هو ينج ،تاريو
ّ ّ
العامة للكتاب.2006 ، املرصية اهليئة
عقل ،مكتبية الرشيوق ،مكتبية الرشيوق
.6عمرو رشيف ،رحلة ٍ
ّ
ادلويلة.2011 ،
ّ
البرشيي ،ترمجية حمميد حمجيوب، ٌ
حتقيق يف اّلهن .7دافيد هيوم،
ّ ّ
املنظمة العربية للّمجة ،ط .2008 ،1
ّ
الوطن .8هرتراند راسل ،حكمة الغرب ،ترمجة فؤاد ز ّ
ريا ،املجلس
للثقافة والفنون واآلداب.2009 ،
ا ا
...............................64إن كنت اعقًل ،فكيف تكون ملحدا؟! ..........................
ّ
العربييية يفيةّ ،
املؤسسيية .9عبييد الييرحن هييدوي ،املوسييوعة الفلسي ّ
المحتويات
املعاد32 .........................................................................................................:
ثاثلاا :انلظام األخًل ّ العق ّ
يل34 ........................................................................
ّ
املعريف للملحدين 36 .................................................................... ا
راهعا :املنهج
اتلجرييب وحدوده املعرفيّة37 ......................................... ّ صًلحيّة املنهج ّ ّ
احلّس
.1دافيد هيوم41 ........................................................................................... :
.2هرتراند راسل43 ........................................................................................:
.3نيتشه44 ...................................................................................................:
خامسا :الرؤية الكونيّة للملحدين45 ............................................................... ا