You are on page 1of 161

‫ةة ةةةةة ةةة ةةةةةة ةةةة ةةةةةة ةةةةةةة‬

‫ةةةةةةة‬
‫)ةةةة ةةة ةةةةةةةة ةةة ةةةة ةةةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةة ةةةةةةةة(‬

‫الكتاب ‪ :‬محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‬


‫المؤلف ‪ :‬يوسف بن حسن بن عبد الهادي المبرد )المتوفى ‪909 :‬هـ(‬
‫المحقق ‪ :‬عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن‬
‫الناشر ‪ :‬عمادة البحث العلمي بالجامعة السلمية‪ ،‬المدينة النبوية‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‬
‫الطبعة ‪ :‬الولى‪1420 ،‬هـ‪ 2000/‬م‬
‫عدد الجزاء ‪3 :‬‬
‫مصدر الكتاب ‪ :‬موقع مكتبة المدينة الرقمية‬
‫‪http://www.raqamiya.org‬‬
‫]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي[‬

‫المسألة الحادية عشر‪ :‬اختيار عمر رضي ال عنه القول بإثبات خيار الفسخ‪ ،‬وأن لكل واحد الخيار‬
‫ما دام في المجلس‪.‬‬
‫وهو قول ابنه‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وأبي برزة ‪ ،1‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬وشريح‪ ،‬والشعبي‪،‬‬
‫وعطاء‪ ،‬وطاووس‪ ،‬والزهري‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬وابن أبي ذئب ‪ ،2‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبي‬
‫عبيد‪ ،‬وأبي ثور‪.‬‬
‫وقال مالك‪ ،‬وأبو حنيفة‪" :‬ل خيار‪ ،‬ويلزم البيع باليجابوالقبول"‪ / 108] / .3‬ب[‪.‬‬
‫المسألة الّثانية عشر‪ :‬اختياره ل يصح السلم في الحيوان‪.‬‬
‫وبه قال ابن مسعود‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وسعيد بن جبير‪ ،‬والشعبي‪ ،‬والجوزجاني‪ ،‬والثوري‪ ،‬وأبو حنيفة‪،‬‬
‫وأحمد في رواية‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬والحسن‪ ،‬والشعبي‪ ،‬ومجاهد‪،‬‬
‫والثوري ‪ ،4‬والوزاعي‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وعطاء‪ ،‬والحكم‪" :‬يصح"‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬نضلة بن عبيد السلمي‪ ،‬صحابي مشهور بكنيته‪ ،‬أسلم قبل الفتح‪ ،‬وغزا سبع غزوات‪ ،‬ثم نزل‬
‫البصرة‪ ،‬توفي سنة خمس وستين‪) .‬التقريب ص ‪.(563‬‬
‫‪ 2‬محّمد بن عبد الرحمن القرشي العامري‪ ،‬المدني‪ ،‬ثقة فاضل‪ ،‬فقيه‪ ،‬توفي سنة ثمان وخمسين‬
‫ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(493‬‬
‫‪ 3‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،4/3‬ابن الهمام‪ :‬فتح القدير ‪ ،5/465‬مالك‪ :‬المدّونة ‪ ،4/188‬ابن عبد‬
‫البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/701‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،3/4‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،433 ،3/432‬ابن قدامة‪ :‬المغني‬
‫‪.6/10‬‬
‫‪ 4‬في المغني‪) :‬الزهري(‪.‬‬

‫) ‪(3/761‬‬

‫وهو ظاهر مذهب أحمد نص عليه في رواية الثرم ‪.12‬‬


‫ق ولم يوف فالرهن بالدين‪ ،‬فهو مبيع‬
‫المسألة الّثالثة عشر‪ :‬اختياره أنه إذا شرط أنه متى حل الح ّ‬
‫بالدين الذي عليك‪ ،‬فهو شرط فاسد‪.‬‬
‫وهو قول شريح‪ ،‬والنخعي‪ ،‬ومالك‪ ،‬والثوري‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وأحمد نص عليه في‬
‫رواية الثرم‪ ،‬وقال الشيخ موفق الدين‪" :‬لم نعلم أحدًا خالفهم"‪.3‬‬
‫المسألة الّرابعة عشر‪ :‬اختيار عمر إذا وجد الغريم عين ماله عند المفلس فهو أحق بها‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وعروة‪ ،‬ومالك‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبي‬ ‫وهو قول عل ّ‬
‫ثور‪ ،‬وابن المنذر‪.‬‬
‫وقال الحسن‪ ،‬والنخعي‪ ،‬وابن شبرمة ‪ ،4‬وأبو حنيفة‪" :‬هو أسوة الغرماء"‪.5‬‬
‫المسألة الخامسة عشر‪ :‬اختيار عمر أن الجارية ل يدفع إليها مالها بعد بلوغها حتى تتزوج أو تلد أو‬
‫تمضي عليها سنة في بيت الزوج‪ ،‬وبه قال شريح‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬العلمة أبو بكر أحمد بن محّمد بن هانئ الثرم الطائي‪ ،‬مصنف )السنن(‪ ،‬وتلميذ المام أحمد‪،‬‬
‫توفي سنة ثلث وسبعين ومئتين‪ .‬طبقات الحنابلة ‪ ،1/66‬سير أعلم النبلء ‪.(12/623‬‬
‫‪ 2‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،5/209‬ابن الهمام‪ :‬فتح القدير ‪ ،6/209‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،3/117‬ابن‬
‫قدامة‪ :‬المغني ‪ ،389 ،6/388‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.5/85‬‬
‫‪ 3‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،6/507‬قلعه جي‪ :‬موسوعة فقه النخعي ‪.1/517‬‬
‫‪ 4‬عبد ال بن شبرمة بن الطفيل الضبي القاضي الكوفي‪ ،‬كان من أئمة الفروع‪ ،‬توفي سنة أربع‬
‫وأربعين ومئة‪) .‬أخبار القضاة ‪ ،3/36‬سير أعلم النبلء ‪.(6/349‬‬
‫‪ 5‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،5/201‬ابن الهمام‪ :‬فتح القدير ‪ ،8/209‬مالك‪ :‬المدونة ‪ ،5/237‬ابن‬
‫عبد البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/823‬الكوهجي‪ :‬زاد المحتاج بشرح المنهاج ‪ ،2/75‬ابن قدامة‪ :‬المغني‬
‫‪ ،6/538‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.5/286‬‬

‫) ‪(3/762‬‬

‫والشعبي‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬ورواية عن أحمد‪.‬‬


‫المشهور من مذهبه‪ :‬يدفع إليها مالها وإن لم تنكح إذا بلغت ورشدت‪ ،‬وبه قال عطاء‪ ،‬والثوري‪،‬‬
‫وأبو ثور‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وابن المنذر ‪.1‬‬
‫سادسة عشر‪ :‬اختيار عمر أن عين الدابة تضمن بربع قيمتها‪ ،‬وكتب به إلى شريح‪" :‬إنا كنا‬ ‫المسألة ال ّ‬
‫ننزلها بمنزلة الدمي‪ ،‬إل أنه أجمع رأُينا أن قيمتها ربع الثمن"‪.‬‬
‫وقال أحمد في رواية أبي الحارث ‪.2‬‬
‫وعن أحمد رواية أخرى‪ :‬يضمن بعض الدابة‪ ،‬وبه قال الشافعي ‪.3‬‬
‫سابعة عشر‪ :‬اختيار عمر أن الشفعة ل تكون إل في المشاع غير المقسوم‪ ،‬فأما الجار فل‬ ‫المسألة ال ّ‬
‫شفعة له‪.‬‬
‫وبه قال عثمان‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬وسليمان بن يسار‪ ،‬والزهري‪ ،‬ويحيى‬
‫النصاري‪ ،‬وأبو الزناد‪ ،‬وربيعة‪ ،‬والمغيرة بن عبد الرحمن ‪ ،4‬ومالك‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬والشافعي‪،‬‬
‫وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وابن المنذر‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،7/173‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،203 ،5/195‬الشافعي‪ :‬الم‬
‫‪ ،220 ،3/219‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،6/601‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.323 ،5/322‬‬
‫‪ 2‬أحمد بن محّمد الصائغ‪ ،‬روى عن المام أحمد مسائل كثيرة‪ ،‬بضعة عشر جزءًا‪ ،‬وجّود الرواية‬
‫عنه‪) .‬طبقات الحنابلة ‪.(75 ،1/74‬‬
‫‪ 3‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.7/371‬‬
‫‪ 4‬المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد ال المخزومي‪ ،‬صدوق فقيه كان يهم‪ ،‬توفي سنة‬
‫ست أو ثمان وثمانين‪) .‬التقريب ص ‪.(543‬‬

‫) ‪(3/763‬‬
‫خلفًا لبن شبرمة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وابن أبي ليلى‪ ،‬وأصحاب الرأي ‪.1‬‬
‫المسألة الّثامنة عشر‪ :‬اختياره تجوز المساقاة في جميع الشجر‪.‬‬
‫وبه قال أبو بكر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬وسالم‪ ،‬ومالك‪ ،‬والثوري‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وأبو‬
‫يوسف‪ ،‬ومحّمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبو ثور‪.‬‬
‫وقال داود‪" :‬ل تجوز إل في النخل"‪.3 ،2‬‬
‫المسألة الّتاسعة عشر‪ :‬اختيار أبي بكر وعمر جواز استئجار الجير بكسوته‪.‬‬
‫وبه قال أبو موسى‪ ،‬ومالك‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأحمد في الرواية‪.‬‬
‫وعنه رواية أخرى‪ :‬يجوز في الكبير دون غيره‪.‬‬
‫وهو مذهب أبي حنيفة‪ ،‬واختاره الخرقي ‪ 4‬من أصحابنا‪.‬‬
‫وعنه رواية ثالثة‪ :‬ل يجوز بحال‪ .‬وبه قال الشافعي‪ ،‬أبو يوسف‪ ،‬ومحّمد‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وابن المنذر ‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،5/4‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،240 ،5/239‬مالك‪ :‬المدونة ‪،5/401‬‬
‫‪ ،402‬البغدادي‪ :‬الشراف على مسائل الخلف ‪ ،2/48‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،4/4‬النووي‪ :‬الروضة‬
‫‪ ،5/73‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.437 ،7/436‬‬
‫‪ 2‬وبه قال أبو حنيفة‪.‬‬
‫‪ 3‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،6/185‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،5/284‬البغدادي‪ :‬الشراف على‬
‫مسائل الخلف ‪ ،2/62‬ابن عبد البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/766‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،7/531‬ابن حزم‪:‬‬
‫المحلى ‪.8/229‬‬
‫‪ 4‬أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد ال الخرقي‪ ،‬مؤلف‪) :‬المختصر(‪ ،‬في مذهب الحنابلة‪ ،‬توفي‬
‫سنة أربع وثلثين وثلث مئة‪) .‬طبقات الحنابلة ‪ ،2/118‬مقدمة المقنع في شرخ مختصر الخرقي‬
‫‪.(1/31‬‬
‫‪ 5‬السرخسي‪ :‬المبسوط ‪ ،119 ،15/118‬السمرقندي‪ :‬تحفة الفقهاء ‪ ،2/535‬البغدادي‪ :‬الشراف‬
‫على مسائل الخلف ‪ ،8/68‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،196 ،178 ،175 ،5/174‬والمنهاج مع مغني‬
‫المحتاج ‪ ،345 ،2/337‬وفيهما مذهب الشافعي‪ :‬صحة الستئجار للرضاع‪ .‬الخرقي‪ :‬المختصر‬
‫ص ‪ ،65‬صالح‪ :‬مسائل المام أحمد ‪ ،3/215‬ابن البنا‪ :‬المقنع في شرح مختصر الخرقي ‪،2/763‬‬
‫‪ ،764‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.8/68‬‬

‫) ‪(3/764‬‬

‫المسألة العشرون‪ :‬اختياره ل تلزم الهبة إل بالقبض‪.‬‬


‫ي‪ ،‬على أن الهبة ل تجوز إل‬ ‫قال أبو بكر المروذي ‪" :1‬اتّفق أبو بكر وعمر وعثمان وعل ّ‬
‫مقبوضة"‪.‬‬
‫وبه قال النخعي‪ ،‬والثوري‪ ،‬والحسن بن صالح‪ ،‬والشافعي ‪ ،2‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وأحمد في رواية ‪.3‬‬
‫المسألة الحادية والعشرون‪ :‬اختياره من وهب لغير ذي رحم فله الرجوع ما لم ُيثب عليها‪ ،‬ومن‬
‫وهب لذي رحم فليس له الرجوع‪.‬‬
‫وبه قال النخعي‪ ،‬والثوري‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأصحاب الرأي‪.‬‬
‫وقال الشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وأبو ثور‪" :‬ليس له الرجوع مطلقًا"‪.4‬‬
‫المسألة الّثانية والعشرون‪ :‬اختياره أن مّدة تعريف اللقطة سنة‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن المسيب‪ ،‬والشعبي‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وأصحاب الّرأي‬ ‫وبه قال عل ّ‬
‫‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو بكر أحمد بن محّمد المروذي‪ ،‬نزيل بغداد‪ ،‬صاحب المام أحمد‪ ،‬روى عن المام أحمد‬
‫مسائل كثيرة‪ ،‬توفي سنة خمس وسبعين ومئتين‪) .‬طبقات الحنابلة ‪ ،1/56‬وسير أعلم النبلء‬
‫‪.(13/173‬‬
‫‪ 2‬قوله‪" :‬الشافعي"‪ ،‬تكرر في الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،6/115‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،5/91‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،4/62‬النووي‪:‬‬
‫الروضة ‪ ،5/375‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،8/240‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.120 ،7/119‬‬
‫‪ 4‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،6/132‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،98 ،5/97‬الشافعي‪ :‬الم ‪،4/61‬‬
‫النووي‪ :‬الروضة ‪ ،5/378‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.8/277‬‬
‫‪ 5‬السرخسي‪ :‬المبسوط ‪ ،11/3‬مالك‪ :‬المدونة ‪ ،6/173‬البغدادي‪ :‬الشراف على مسائل الخلف‬
‫‪ ،2/85‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،4/66‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.8/293‬‬

‫) ‪(3/765‬‬

‫المسألة الّثالثة والعشرون‪ :‬اختياره يجوز أخذ اليسير من اللقطة‪ ،‬والنتفاع به من غير تعريف‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وعطاء‪ ،‬وجابر بن زيد‪ ،‬وطاووس‪ ،‬والنخعي‪ ،‬ويحيى بن أبي‬ ‫وبه قال عل ّ‬
‫كثير‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأصحاب الّرأي‪ ،‬وأحمد ‪.1‬‬
‫المسألة الّرابعة والعشرون‪ :‬اختيار عمر أن اللقطة ]‪ / 109‬أ[ إذا عرفها المدة المعتبرة‪ ،‬فلم يعرف‬
‫مالكها‪ ،‬صارت كسائر أمواله غنيًا كان أو فقيرًُا‪.‬‬
‫وبه قال ابن مسعود‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وعطاء‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وابن المنذر‪ ،‬وروي أيضًا عن‬
‫ي‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬والشعبي‪ ،‬والنخعي‪ ،‬وطاووس‪ ،‬وعكرمة‪.‬‬ ‫عل ّ‬
‫وقال مالك‪ ،‬والحسن بن صالح‪ ،‬والثوري‪ ،‬وأصحاب الرأي‪" :‬يتصدق بها‪ ،‬فإذا جاء صاحبها خيره‬
‫بين الجر والغرم"‪.2‬‬
‫المسألة الخامسة والعشرون‪ :‬اختيار عمر أن لقطة الحل والحرم سواء‪.‬‬
‫وبه قال ابن عباس‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وابن المسيب‪ ،‬ومالك‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬وأحمد في الرواية‪.‬‬
‫والرواية الثانية‪ :‬ل يجوز التقاط لقطة الحرم للتمليك‪ ،‬وإنما يجوز لحفظها‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬السرخسي‪ :‬المبسوط ‪ ،11/3‬مالك‪ :‬المدونة ‪ ،6/175‬النووي‪ :‬المجموع ‪ ،14/155‬ابن قدامة‪:‬‬
‫المغني ‪.8/296‬‬
‫‪ 2‬السرخسي‪ :‬المبسوط ‪ ،11/3‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،6/202‬مالك‪ :‬المدونة ‪ ،6/173‬ابن عبد‬
‫البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/836‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،4/69‬النووي‪ :‬المجموع ‪ ،14/160‬ابن قدامة‪ :‬المغني‬
‫‪.8/299‬‬

‫) ‪(3/766‬‬

‫لصاحبها فإن التقطها عرفها أبدًا‪ ،‬وهو قول عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،1‬وأبي عبيد‪ ،‬والشافعي‪،‬‬
‫كالمذهبين ‪.2‬‬
‫سادسة والعشرون‪ :‬اختياره يستحق رّد البق الجعل برده‪ ،‬وإن لم يشرط له‪.‬‬ ‫المسألة ال ّ‬
‫ي‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وشريح‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬ومالك‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وأحمد في‬ ‫وبه قال عل ّ‬
‫رواية‪.‬‬
‫والرواية الثانية عنه‪ :‬ل يجب‪ .‬وهو ظاهر قول الخرقي من أصحابه‪ ،‬وهو قول النخعي‪ ،‬والشافعي‪،‬‬
‫وابن المنذر ‪.3‬‬
‫سابعة والعشرون‪ :‬اختياره أن اللقيط يقّر بيد من وجده إن كان أمينًا‪ ،‬وهو مذهب أحمد‬ ‫المسألة ال ّ‬
‫وغيره ‪.4‬‬
‫المسألة الّثامنة والعشرون‪ :‬اختياره أن اللقيط إذا ادعاه اثنان فألحقته القافة بهما‪ ،‬لحق بهما وكان‬
‫ابنهما يرثهما ميراث ابن‪ ،‬ويرثانه ميراث ‪ 5‬أب واحد‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وأحمد‪.‬‬ ‫وبه قال عل ّ‬
‫حق بهما بمجرد الدعوى"‪.‬‬ ‫وقال أصحاب الرأي‪ُ" :‬يل َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬العنبري‪ ،‬مولهم‪ ،‬ثقة ثبت حافظ‪ ،‬توفي سنة ثمان وتسعين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(351‬‬
‫صنائع ‪ ،6/302‬الشراف على مسائل الخلف ‪ ،2/86‬النووي‪ :‬المجموع‬ ‫‪ 2‬الكاساني‪ :‬بدائع ال ّ‬
‫‪ ،14/147‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،306 ،8/305‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.6/413‬‬
‫صنائع ‪ ،6/203‬مالك‪ :‬المدونة ‪،6/177‬‬
‫‪ 3‬السرخسي‪ :‬المبسوط ‪ ،11/17‬الكاساني‪ :‬بدائع ال ّ‬
‫البغدادي‪ :‬الشراف على مسائل الخلف ‪ ،2/86‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،4/71‬الخرقي‪ :‬المختصر ص‬
‫‪ ،104‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،329 ،8/328‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.6/394‬‬
‫‪ 4‬النووي‪ :‬المجموع ‪ ،14/179‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،8/350‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.6/438‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬ويراثه(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/767‬‬

‫وقال الشافعي‪" :‬ل يلحق بأكثر من واحد"‪.1‬‬


‫المسألة الّتاسعة والعشرون‪ :‬اختياره‪ :‬جواز الرجوع في الوصية‪ ،‬وقال‪" :‬يغير الرجل ما شاء من‬
‫وصيته"‪.‬‬
‫وبه قال عطاء‪ ،‬وجابر بن زيد‪ ،‬والزهري‪ ،‬وقتادة‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبو ثور‪.‬‬
‫وقال الشعبي‪ ،‬وابن سيرين‪ ،‬وابن شبرمة‪ ،‬والنخعي‪" :‬يغير منها ما شاء إل العتق"‪.2‬‬
‫المسألة الّثلثون‪ :‬اختيار عمر أن الكللة ‪ 3‬اسم للميت الذي ل ولد له ول والد‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وابن مسعود ‪.4‬‬
‫وبه قال عل ّ‬
‫وقيل‪ :‬الكللة‪ :‬اسم للورثة ما عدا الوالدين‪ ،‬والمولودين‪ ،‬نص عليه أحمد ‪.5‬‬
‫وروي عن أبي بكر الصديق‪ :‬الكللة‪ :‬ما عدا الوالد والولد ‪.6‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الهمام‪ :‬فتح القدير ‪ ،5/344‬النووي المجموع ‪ ،14/200‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.8/377‬‬
‫‪ 2‬ابن عبد البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/1031‬الشافعي‪ :‬الم ‪ ،4/118‬النووي‪ :‬المجموع ‪ ،14/415‬ابن‬
‫قدامة‪ :‬المغني ‪.8/468‬‬
‫‪ 3‬الكللة‪ :‬هو أن يموت الرجل ول يدع والدًا ول ولدًا‪ ،‬يرثانه‪ .‬وأصله‪ :‬من َتَكّلَلُه النسب‪ ،‬إذا أحاط‬
‫به‪) .‬النهاية ‪ ،4/197‬لسان العرب ‪.(593 ،11/592‬‬
‫‪ 4‬ابن جرير‪ :‬التفسير ‪ ،3/284‬ابن كثير‪ :‬التفسير ‪.2/206‬‬
‫‪ 5‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.9 ،9/8‬‬
‫‪ 6‬الطبري‪ :‬التفسير ‪ ،3/284‬ابن كثير ‪.2/200‬‬

‫) ‪(3/768‬‬

‫وقيل‪ :‬الكللة‪ :‬قرابة الم ‪.1‬‬


‫وممن ذهب إلى أنه يشترط في الكللة عدم الوالد والولد‪ :‬زيد‪ ،‬وابن عباس ‪ / 109] /‬ب[ وجابر بن‬
‫زيد‪ ،‬والحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والنخعي‪ ،‬وأهل المدينة‪ ،‬والبصرة‪ ،‬والكوفة ‪.2‬‬
‫ويروى عن عمر وابن عباس‪ :‬أن الكللة من ل والد له‪ ،‬والصحيح عنهما الّول ‪.3‬‬
‫المسألة الحادية والّثلثون‪ :‬اختياره أن الخوات مع البنات عصبة لهن ما فضل‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وزيد‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وإليه ذهب عامة الفقهاء إل ابن عباس ومن‬ ‫وبه قال عل ّ‬
‫تابعه ‪.4‬‬
‫المسألة الّثانية والّثلثون‪ :‬إذا كان زوج‪ ،‬وأم‪ ،‬وإخوة من أم‪ ،‬وإخوة من أب وأم‪.‬‬
‫هذه المسألة اختلف العلماء فيها قديمًا وحديثًا‪:‬‬
‫فقال أحمد‪" :‬للزوج النصف‪ ،‬والم السدس‪ ،‬والخوة من الم الثلث‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.9 ،9/8‬‬
‫‪ 2‬الطبري‪ :‬التفسير ‪ ،285 ،3/284‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/237‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪،9 ،9/8‬‬
‫ابن كثير‪ :‬التفسير ‪.2/201‬‬
‫‪ 3‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،9/9‬ابن كثير‪ :‬التفسير ‪ ،2/201‬وقال‪" :‬وقد روى عن ابن عباس ما يخالف‬
‫ل الراوي ما فهم عنه ما أراد"‪.‬‬‫ذلك‪ ،‬وهو أنه من ل ولد له‪ ،‬والصحيح عنه الّول‪ ،‬ولع ّ‬
‫‪ 4‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/236‬الشراف على مسائل الخلف ‪ ،2/331‬ابن عبد البّر‪ :‬الكافي‬
‫‪ ،2/156‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،6/17‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.9/9‬‬

‫) ‪(3/769‬‬

‫وسقط الخوة من البوين"‪.‬‬


‫ي‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وأبي بن كعب‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وأبي موسى‪ ،‬وبه قال الشافعي‪،‬‬ ‫ويروى عن عل ّ‬
‫والعنبري ‪ ،1‬وشريك ‪ ،2‬وأبو حنيفة‪ ،‬وأصحابه‪ ،‬ويحيى بن آدم ‪ ،3‬ونعيم بن حماد ‪ ،4‬وأبو ثور‬
‫وابن المنذر‪.‬‬
‫ويروى عن عمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ :-‬أنهم شركوا بين ولد البوين وولد‬
‫الم في الثلث‪ ،‬فقسموه بينهم بالسوية للذكر مثل حظ النثيين‪.‬‬
‫وبه قال مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وإسحاق‪.‬‬
‫ويروى أن عمر كان أسقط ولد البوين فقال بعضهم‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬هب أن أبانا كان حمارًا‬
‫أليست أمنا واحدة؟"‪ ،‬فشرك بينهم‪.‬‬
‫شّركة ‪ ،5‬وتسّمى الحمارية لما تقدم‪.‬‬‫وهذه المسألة تسمى الُم َ‬
‫ل يسمى حمارًا أفتى فيها‪ ،‬فأخطأ‪ ،‬فنسبت إليه‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬سميت بذلك لن رج ً‬
‫وقيل غير ذلك ‪.6‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سوار بن عبد ال بن سوار العنبري‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة خمس وأربعين ومئتين‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(259‬‬
‫‪ 2‬ابن عبد ال النخعي‪ ،‬القاضي‪ ،‬توفي سنة سبع وسبعين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(266‬‬
‫‪ 3‬الخزاعي‪ ،‬صدوق يخطئ كثيرًا‪ ،‬عارف بالفرائض‪ ،‬توفي سنة ثمان وعشرين ومئتين‪) .‬التقريب‬
‫ص ‪.(564‬‬
‫‪ 4‬الكوفي‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة ثلث ومئتين‪) .‬التقريب ص ‪.(587‬‬
‫‪ 5‬سميت بالمشركة ‪ -‬بفتح الراء المشّددة ‪ -‬أي‪ :‬المشرك فيها‪ .‬ويقال أيضًا‪ :‬المشتركة‪ - ،‬بتاء بعد‬
‫شين مع فتح الراء ‪ -‬بمعنى‪ :‬أنها مشتركة فيها‪) .‬الفوائد الشنشورية مع حاشيتها ص ‪.(126‬‬ ‫ال ّ‬
‫‪ 6‬ابن عابدين‪ :‬حاشية رّد المختار ‪ ،5/501‬ابن رشد‪ :‬بداية المجتهد ص ‪ ،446 ،445‬النووي‪:‬‬
‫الروضة ‪ ،6/23‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،25 ،9/24‬ابن كثير‪ :‬التفسير ‪.202 ،2/201‬‬

‫) ‪(3/770‬‬

‫المسألة الّثالثة والّثلثون‪ :‬اختيار عمر العول ‪ 1‬في المسائل‪.‬‬


‫ي‪ ،‬والعباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وزيد‪ ،‬ومالك‪ ،‬وأهل المدينة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وأهل العراق‪،‬‬ ‫وبه قال عل ّ‬
‫والشافعي وأصحابه‪ ،‬وأحمد وأصحابه‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬ونعيم بن حماد‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وسائر أهل العلم‪ ،‬إل‬
‫ي بن الحسن‪ ،‬وداود‪ ،‬وقالوا‪" :‬ل‬‫ابن عباس وطائفة شذت منهم‪ :‬محّمد بن الحنفية‪ ،‬ومحّمد بن عل ّ‬
‫تعول المسائل"‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباس أنه قال في زوج‪ ،‬وأخت‪ ،‬وأّم‪" :‬من شاء باهلته أن المسائل ل تعول‪ ،‬إن الذي‬
‫عاِلج ‪ 2‬عددًا أعدل من أن يجعل في مال نصفًا ]ونصفًا[‪ 3‬وثلثًا‪ ،‬وهذان النصفان ذهبا‬ ‫أحصى رمل َ‬
‫بالمال‪ ،‬فأين موضع الثلث؟‬
‫سّمَيت مسألةالمباهلة‪ ،‬وهي أّول مسألٍة عائلٍة حدثت في زمن عمر‪ ،‬فجمع الصحابة للمشورة فيها‬ ‫فُ‬
‫‪.4‬‬
‫المسألة الّرابعة والّثلثون‪ :‬إذا لم يستكمل الوارث المال رّد ‪ / 110] /‬أ[‬
‫__________‬
‫‪ 1‬العول‪ :‬أن تزيد سهام المسألة عن أصلها زيادة يترتب عليها نقص أنصباء الورثة‪ ،‬ففيه معنى‬
‫الرتفاع والنقص‪) .‬النهاية ‪ ،3/321‬لسان العرب ‪ ،11/484‬حاشية الباجوري على شرح الرحبية‬
‫ص ‪.(151‬‬
‫‪ 2‬عالج‪ :‬موضع كثير الرمال بحيث يضرب المثل بكثرتها‪ ،‬ويطلق على عالج الن اسم النفود‬
‫الكبير‪ ،‬وهو امتداد من الدهناء من قرب طريق الحج القديم الواقع بين فيد وزيالة‪ ،‬من جهة الجنوب‬
‫حيث زرود‪ ،‬ثم ينعطف إلى الشمال الغربي‪ ،‬حتى يفصل بين حائل وبين بلد الجوف‪ ،‬ثم يمتد نحو‬
‫الغرب حتى يتصل بأطراف الحرة الشمالية حرة ليلى‪) .‬شمال المملكة ‪.(874 ،3/873‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/244‬الشيرازي‪ :‬المهذب ‪ ،2/28‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،6/63‬ابن‬
‫قدامة‪ :‬المغني ‪ ،9/28‬ابن سيف‪ :‬العذب الفائض ص ‪ ،164 ،162‬ابن حزم‪ :‬المحلى ‪.9/262‬‬

‫) ‪(3/771‬‬

‫ي‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬والحسن‪ ،‬وابن‬ ‫الفاضل عليهم إل الزوج والزوجة في قول عمر‪ ،‬وعل ّ‬
‫سيرين‪ ،‬وشريح‪ ،‬وعطاء‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬والثوري‪ ،‬وأبي حنيفة‪ ،‬أصحابه‪ ،‬والصحيح عن أحمد‪.‬‬
‫خلفًا لزيد بن ثابت‪ ،‬ومالك‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬والشافعي ‪.1‬‬
‫المسألة الخامسة والّثلثون‪ :‬اختياره أن للجدات وإن كثرن السدس‪ ،‬وهو قول أبي بكر ‪.2‬‬
‫ي‪.‬‬
‫سادسة والّثلثون‪ :‬اختياره أن الجدة ترث وابنها ح ّ‬
‫المسألة ال ّ‬
‫وبه قال ابن مسعود‪ ،‬وأبو موسى‪ ،‬وعمران بن حصين‪ ،‬وأبو ‪ 3‬الطفيل‪ ،‬وشريح‪ ،‬والحسن‪ ،‬وابن‬
‫سيرين‪ ،‬وجابر بن زيد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وابن المنذر‪ ،‬وهو ظاهر مذهب أحمد‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وبه قال مالك‪ ،‬والثوري‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬والشافعي‪،‬‬ ‫وقال زيد‪" :‬ل ترث"‪ .‬وروي عن عثمان‪ ،‬وعل ّ‬
‫وابن ‪ 4‬جابٍر‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وهو رواية عن أحمد ‪.5‬‬
‫سابعة والّثلثون‪ :‬اختيار عمر في أم وأخت وجد؛ للخت‬ ‫المسألة ال ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/246‬الدردير‪ :‬الشرح الصغير ‪ ،2/488‬الشيرازي‪ :‬المهذب ‪،2/29‬‬
‫ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،49 ،9/48‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.7/317‬‬
‫‪ 2‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/232‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.9/54‬‬
‫‪ 3‬عامر بن واثلة الليثي‪ ،‬ولد عام أحد‪ ،‬ورأى النبي صلى ال عليه وسلم توفي سنة عشر ومئة على‬
‫الصحيح‪) .‬التقريب ص ‪.(288‬‬
‫‪ 4‬عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الزدي‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة بضع وخمسين ومئة‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(353‬‬
‫‪ 5‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/233‬ابن عبد البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/162‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،6/12‬ابن‬
‫قدامة‪ :‬المغني ‪ ،9/60‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.7/311‬‬

‫) ‪(3/772‬‬
‫النصف‪ ،‬وللم ثلث ما بقي‪ ،‬وما بقي للجد‪.‬‬
‫وقال أبو بكر الصديق‪" :‬للم الثلث‪ ،‬والباقي للجد"‪.‬‬
‫وقال زيد‪" :‬أصلها من ثلثة‪ ،‬للم الثلث‪ ،‬و يبقى سهمان بين الخت والجد"‪.‬‬
‫ي‪" :‬للخت النصف‪ ،‬وللم الثلث‪ ،‬وللجد السدس"‪.‬‬ ‫وقال عل ّ‬
‫وقال ابن مسعود‪" :‬للم السدس‪ ،‬والباقي للجد"‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪" :‬للخت النصف‪ ،‬والباقي بين الجد والم نصفان‪ ،‬فتكون من أربعة"‪.‬‬
‫وقال عثمان‪" :‬المال بينهم أثلثًا"‪.1‬‬
‫وتسمى الخرقاء ‪ ،2‬ومربعة ابن مسعود‪ ،‬ومثلثة عثمان‪ ،‬والَمسّبعة‪ ،‬والُمسّدسة"‪.3‬‬
‫المسألة الّثامنة والّثلثون‪ :‬اختيار عمر إذا كان زوج وأبوان؛ أعطي الزوج النصف‪ ،‬والم ثلث ما‬
‫بقي‪ ،‬وما بقي فللب‪.‬‬
‫وإذا كانت زوجة وأبوان؛ أعطيت الزوجة الربع‪ ،‬والم ثلث ما بقي‪ ،‬وما بقي فللب‪.‬‬
‫وهاتان المسألتان تسميان بالعمريتين؛ لن عمر رضي ال عنه قضى فيهما بهذا‪ ،‬وتابعه عثمان‪،‬‬
‫ي‪ ،‬والحسن‪ ،‬والثوري‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وأحمد ‪.4‬‬ ‫وزيد‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وعل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،10/269‬وإسناده ضعيف‪ ،‬لبهام شيخ عبد الرزاق‪.‬‬
‫‪ 2‬سميت خرقاء لكثرة اختلف الصحابة فيها‪ ،‬فكأن القوال خرقتها‪) .‬المغني ‪.(9/77‬‬
‫‪ 3‬الشيرازي‪ :‬المهذب ‪ ،2/32‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،9/78‬ابن حزم‪ :‬المحلى ‪.9/289‬‬
‫‪ 4‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/231‬ابن رشد‪ :‬بداية المجتهد ص ‪ ،444‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،6/9‬ابن‬
‫قدامة‪ :‬المغني ‪ ،9/23‬ابن تيمية‪ :‬الفتاوى ‪.346 ،35/343‬‬

‫) ‪(3/773‬‬

‫المسألة الّتاسعة والّثلثون‪ :‬اختياره توريث ذوي الرحام إذا لم يكن ذو فرض ول عصبة‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وعبد ال‪ ،‬وأبو عبيدة بن الجراح‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وأبو الدرداء‪ ،‬وشريح‪ ،‬وعمر بن‬‫وبه قال عل ّ‬
‫عبد العزيز‪ ،‬وعطاء‪ ،‬وطاووس‪ ،‬وعلقمة‪ ،‬ومسروق‪ ،‬وأهل الكوفة‪ ،‬وكان زيد ل يورثهم ويجعل‬
‫الباقي لبيت المال‪.‬‬
‫وبه قال مالك‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وداود ‪.1‬‬
‫المسألة الربعون‪ :‬اختياره أن المكاتب عبد ل يرث ول يورث وإن ملك قدر ما يؤدي‪.‬‬
‫وبه قال زيد‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وابن‬
‫المسيب‪ ،‬والزهري‪ ،‬وشريح‪ ،‬وأحمد في رواية‪.‬‬
‫والّثانية‪ :‬أنه إذا ملك ما يؤدي صار حرًا يرث ويروث ‪.2‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬السرخسي‪ :‬المبسوط ‪ ،30/2‬الزيلعي‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،242 ،6/241‬ابن رشد‪ :‬بداية المجتهد‬
‫ص ‪ ،442‬ابن عبد البّر‪ :‬الكافي ‪ ،2/1053‬النووي‪ :‬الروضة ‪ ،6 ،6/5‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.9/82‬‬
‫‪ 2‬أبو يعلى‪ :‬الروايتين والوجهين ‪ ،3/123‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،125 ،9/124‬المرداوي‪:‬‬
‫النصاف ‪ ،7/452‬ابن حزم‪ :‬المحلى ‪.9/302‬‬

‫) ‪(3/774‬‬

‫الباب السبعون‪ :‬كلمه في أصول الدين‬


‫‪...‬‬
‫الباب السبعون‪ :‬في كلمه في أصول الدين‬
‫سَتَوى{ ]طه‪:‬‬
‫عَلى الَعْرشِ ا ْ‬
‫ن َ‬
‫حَم ُ‬
‫قال المام الللكائي ‪" :1‬سياق ما جاء في قوله ال عزوجل‪} :‬الّر ْ‬
‫‪ ،[5‬وأن ال على عرشه في السماء‪ ،‬قال‪ :‬وهو قول عمر‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وأحمد بن حنبل"‪ .‬وذكر‬
‫جماعة من العلماء ‪.2‬‬
‫وقال المام الدارمي ‪" :3‬فهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم وصاحباه‪ :‬أبو بكر وعمر‪ ،‬وخيار‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى بني إسرائيل قد خالفوا الجهمية"‪.4‬‬
‫طاب يقال لها‪ :‬خولة بنت‬‫وعن أبي يزيد ‪ / 110] /‬ب[ المدني ‪ 5‬قال‪" :‬لقيت امرأة عمرابن الخ ّ‬
‫ثعلبة ‪ ،6‬فقال عمر‪" :‬هذه امرأة سمع ال شكواها من فوق سبع سموات"‪ ،‬رواه الدارمي في الرّد‬
‫على المريسي ‪.7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬المام الحافظ هبة ال بن الحسن الطبري الشافعي الللكائي‪ ،‬صنف كتابًا في السنة‪ ،‬توفي سنة‬
‫ثمان عشرة وأربع مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،14/70‬سير أعلم النبلء ‪.(17/419‬‬
‫‪ 2‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪.2/388‬‬
‫‪ 3‬عمثان بن سعيد التميمي الدارمي السجستاني‪ ،‬أحد أئمة الحديث‪ ،‬صنف‪) :‬المسند(‪ ،‬وكتابًا في‪:‬‬
‫)الرّد على بشر المريسي(‪ ،‬وكتابًا في‪) :‬الرّد على الجهمية(‪ ،‬توفي سنة ثمانين ومئتين‪) .‬طبقات‬
‫الحنابلة ‪ ،1/221‬سير أعلم النبلء ‪.(13/319‬‬
‫‪ 4‬الدارمي‪ :‬الرّد على المريسي ص ‪.106‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬المزني(‪ ،‬وهو تصحيف‪ .‬وهو نزيل البصرة‪ .‬وروى عن ابن عباس‪ ،‬روى عنه‬
‫أيوب‪ ،‬وجرير بن حازم‪ ،‬وسلم بن مسكين‪ ،‬ومقبول من الرابعة‪) .‬الجرح والتعديل ‪،9/458‬‬
‫التقريب ص ‪.(685‬‬
‫‪ 6‬خولة بنت ثعلبة النصارية الخزرجية‪ ،‬صحابية‪ ،‬وهي التي ظاهر منها زوجها‪ ،‬فنزلت فيها‬
‫سورة المجادلة‪) .‬التقريب ص ‪.(746‬‬
‫‪ 7‬الدارمي‪ :‬الرّد على المريسي ص ‪ ،47‬والرّد على الجهمية ص ‪ ،45‬وابن أبي حاتم‪ :‬تفسير ابن‬
‫كثير ‪ ،61 ،8/60‬والبيهقي‪ :‬السماء والصفات ص ‪ ،420‬والذهبي‪ :‬العلّو ص ‪ ،63‬عن جرير بن‬
‫حازم عن أبي يزيد عن عمر‪ ،‬وهو ضعيف لنقطاعه بين أبي يزيد وعمر‪.‬‬
‫قال ابن كثير‪" :‬هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب‪ ،‬وقد روى من غير هذا الوجه"‪ .‬وقال‬
‫الذهبي‪" :‬هذا إسناد صالح فيه انقطاع‪ ،‬أبو يزيد لم يلحق عمر"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يعني‪ :‬إسناد الدارمي‪.‬‬

‫) ‪(3/775‬‬

‫وفي لفظ‪ :‬أن امرأة مرت بعمر فاستوقفته‪ ،‬فوقف يحّدثها‪ ،‬فقال له رجل‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬حبست‬
‫الناس على هذه العجوز؟"‪ .‬فقال‪" :‬ويلك‪ ،‬أتدري من هي؟"‪ .‬هذه امرأة سمع ال شكواها من فوق‬
‫جَها{ ]المجادلة‪:‬‬
‫ك ِفي َزْو ِ‬
‫جاِدُل َ‬
‫ل اّلِتي ُت َ‬
‫سِمَع ال َقْو َ‬
‫سبع سموات‪ ،‬هذه خولة التي أنزل ال فيها‪َ} :‬قْد َ‬
‫‪ ،[1‬ذكره الذهبي عن الدارمي ‪.1‬‬
‫وفي لفظ‪ :‬أن عمر خرج ومعه الناس‪ ،‬فمر بعجوز فاستوقفته‪ ،‬فجعل يحّدثها وتحّدثه‪ ،‬فقال له رجل‪:‬‬
‫"يا أمير المؤمنين‪ ،‬حبست الناس على هذه العجوز؟"‪ .‬فذكره وفيه‪ :‬أن عمر قال‪" :‬فوال لو أنها‬
‫وقفت إلى الليل ما فارقتها إل إلى الصلة ‪ 2‬ثم أرجع إليها"‪.3‬‬
‫وعن قتادة قال‪" :‬خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي‪ ،‬فإذا امرأة برزت على ظهر‬
‫طاب فرّدت السلم‪ ،‬وقالت‪ :‬أيهًا عمر‪ ،‬عهدتك وأنت تسمى عميرًا‬ ‫الطريق‪ ،‬فسلم عليها عمر بن الخ ّ‬
‫سّميت عمر‪ ،‬ولم تذهب اليام‬ ‫في سوق عكاظ تذعر الصبيان بعصاك‪ ،‬فلم تذهب اليام حتى ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الذهبي‪ :‬العلّو للعلي الغفار ص ‪ ،63‬عن أبي يزيد المدني عن عمر‪ .‬وقد مّر تخريجه‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الصـ(‪.‬‬
‫‪ 3‬الدارمي‪ :‬الرّد على الجهمية ص ‪ ،45‬وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ‪ ،61 ،8/60‬عن‬
‫أبي يزيد عن عمر‪ ،‬وقد مّر تخريجه‪ .‬وعلقه ابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪ ،1831 ،4/1830‬بقوله‪:‬‬
‫"وروينا من وجوه عن عمر بن الخطاب(‪ ،‬ثم ذكر الثر‪ .‬وعنه ابن قدامة في صفة العلّو ص ‪،102‬‬
‫‪.103‬‬

‫) ‪(3/776‬‬

‫ق ال في الرعية‪ ،‬واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد‪ ،‬ومن‬ ‫سّميت أمير المؤمنين‪ ،‬فاّت ِ‬‫حتى ُ‬
‫‪ 1‬خاف الموت خشي الفوت"‪.‬‬
‫فقال الجارود‪" :‬أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين"‪ ،‬فقال عمر‪" :‬دعها أما تعرف هذه؟ هذه هي‬
‫ق أن يسمع لها"‪.2‬‬ ‫خولة بنت ثعلبة التي سمع ال قولها من فوق سبع سموات‪ ،‬فعمر أح ّ‬
‫وعن قيس ‪ 3‬قال‪" :‬لما قدم عمر الشام استقبل الناس وهو على بعيره‪ ،‬فقالوا‪" :‬يا أمير المؤمنين لو‬
‫ركبت برذونًا يلقاك عظماء الناس‪ ،‬ووجوههم"‪ ،‬فقال عمر‪" :‬أل أراكم ههنا والمر من ههنا"‪.‬‬
‫وأشار بيده إلى السماء"‪.4‬‬
‫طاب‪" :‬ويل لديان الرض من ديان‬ ‫وروى الدارمي عن عبد الرحمن بن غْنم‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بن الخ ّ‬
‫السماء يوم يلقونه"‪.5‬‬
‫وأخرجه أبو نعيم ‪ 6‬ولفظه‪" :‬ويل لديان من في الرض من ديان من في السماء يوم يلقونه‪ ،‬إل من‬
‫ق‪ ،‬ولم يقض على هوى‪،‬‬ ‫أمر بالعدل‪ ،‬وقضى بالح ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ومـ(‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،774 ،2/773‬وابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪ ،4/1831‬وابن قدامة‪ :‬صفة‬
‫العلّو ص ‪ ،103‬وابن حجر‪ :‬الصابة ‪ ،8/69‬وهو ضعيف لنقطاعه بين قتادة وعمر بن الخطاب‪،‬‬
‫وفيه أيضًا‪ :‬خليد بن دعلج ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ ،(1740 :‬وقال ابن حجر في الصابة‪" :‬خليد بن‬
‫يء الحفظ"‪.‬‬‫دعلج ضعيف س ّ‬
‫‪ 3‬ابن أبي حازم‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،13/40‬وإسناده صحيح‪ ،‬ومن طريقه أبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ 1/47‬والذهبي‪:‬‬
‫العلّو ص ‪ ،62‬وقال‪" :‬إسناده كالشمس"‪ .‬وقال اللباني‪" :‬وهو إسناد صحيح على الشيخين"‪.‬‬
‫)مختصر العلّو ص ‪.(103‬‬
‫‪ 5‬الدارمي‪ :‬الّرّد على المريسي ص ‪ ،104‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫وقد سبق تخريجه ص ‪.808‬‬
‫‪ 6‬أحمد بن عبد ال بن أحمد الصبهاني‪.‬‬

‫) ‪(3/777‬‬

‫وقرابة‪ ،‬ول على رغب ول على رهب‪ ،‬وجعل كتاب ال مرآة بين عينيه"‪.1‬‬
‫وروى الدارمي عن سالم بن عبد ال بن عمر‪ :‬أن كعبًا‪ 2‬قال لعمر‪" :‬ويل لسلطان الرض من‬
‫سلطان السماء‪ ،‬قال عمر‪" :‬إل من حاسب نفسه"‪ .‬قال كعب‪" :‬إل من حاسب نفسه‪ ،‬فكبر عمر‪ ،‬ثم‬
‫خّر ساجدًا"‪.3‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سمويه في فوائده كما في العلّو للذهبي ص ‪ ،63‬وعنه الذهبي‪ :‬في العلّو ص ‪ ،63‬قال اللباني‪:‬‬
‫"ورواه المصنف ‪ -‬يعني‪ :‬الذهبي ‪ -‬بإسناد عنه‪ ،‬وأخرجه الدارمي مختصرًا‪ ،‬وإسنادهما صحيح‪،‬‬
‫ورجاله ثقات إن كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي حّدث به قبل اختلطه‪ ،‬وهذا هو الراجح عندي؛‬
‫لن الراوي له عنه أبو مسهر‪ ،‬مع أنه هو الذي أخبرنا باختلطه‪ ،‬فغالب الظن أنه ل يروي عنه في‬
‫حالته هذه‪ ،‬لسيما وهو معظم له"‪) .‬مختصر العلّو ص ‪.(103‬‬
‫‪ 2‬الخبار‪.‬‬
‫‪ 3‬الدارمي‪ :‬الرّد على المريسي ص ‪ ،104‬والرّد على الجهمية ص ‪ ،50 ،49‬والذهبي‪ :‬العلّو ص‬
‫‪ ،62‬وفي إسناده عبد ال بن صالح صدوق كثير الغلط‪ ،‬لكن تابعه عبد ال ابن بكير عند الخرائطي‬
‫في فضيلة الشكر ‪ ،68‬فيه يصح‪.‬‬

‫) ‪(3/778‬‬

‫الباب الحادي والسبعون‪ :‬من روى عنه‬


‫‪...‬‬
‫الباب الحادي والسبعون‪ :‬في ذكر من روى عنه‬
‫ي‪،‬‬
‫قال الذهبي‪" :‬روى عنه أولده‪ :‬أم المؤمنين حفصة‪ ،‬وعبد ال‪ ،‬وعاصم‪ ،‬وموله أسلم‪ ،‬وعل ّ‬
‫وعثمان‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬والمسور بن مخرمة‪ ،‬وعدي بن حاتم‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وعلقمة بن‬
‫وقاص‪ ،‬وعلقمة بن قيس‪ ،‬ومسروق‪ ،‬ومالك بن أوس بن الحدثان‪ ،‬وقيس بن أبي حازم‪ ،‬وأنس ابن‬
‫مالك‪ ،‬والسائب بن يزيد‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬وسويد بن غفلة‪ ،‬وطارق بن شهاب‪ ،‬وعبيد بن عمير‪،‬‬
‫وأبو السود الّديلي ‪ ،1‬وأبو عبد الرحمن السلمي ‪ ،2‬وأبو عثمان النهدي‪ ،‬وخلق كثير من الصحابة‬
‫وكبار التابعين"‪.3‬‬
‫طاب أبو بكر وباقي العشرة‪ ،‬وابنه عبد ال‪ ،‬وأبو‬
‫وقال شراح العمدة‪" :‬روى عن عمر بن الخ ّ‬
‫هريرة‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن الزبير‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وعلقمة بن ‪ 4‬وقاص الليثي‪ ،‬ومالك بن أوس بن‬
‫الحدثان‪ ،‬وغيرهم من الصحابة والتابعين"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ظالم بن عمرو الديلي‪ ،‬ويقال‪ :‬الّدولي‪ ،‬البصري‪ ،‬ثقة فاضل‪ ،‬مخضرم‪ ،‬توفي سنة تسع وستين‪.‬‬
‫)التقريب ص ‪.(619‬‬
‫‪ 2‬عبد ال بن حبيب السلمي‪ ،‬الكوفي المقرئ‪ ،‬مشهور بكنيته‪ ،‬ولبيه صحبة‪ ،‬ثقة‪ ،‬ثبت‪ ،‬توفي بعد‬
‫السبعين‪) .‬التقريب ص ‪.(299‬‬
‫‪ 3‬الذهبي‪ :‬التذهيب ق ‪ / 177‬أ‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬ابن أبي(‪.‬‬
‫‪ 5‬لم أجده‪.‬‬

‫) ‪(3/779‬‬

‫الباب الثاني والسبعون‪ :‬مقالة من فضله على أبي بكر وردها‬


‫‪...‬‬
‫ضله على أبي بكر ورّدها‬ ‫الباب الثاني والسبعون‪ :‬في ذكر مقالة َمن ف ّ‬
‫قال َمْعَمر بن راشد‪" :‬لو قال رجل عمر أفضل من أبي بكر ما عّنفُته"‪.‬‬
‫قال عبد الرزاق ‪" :1‬فذكرت ذلك لوكيع ‪ 2‬فأعجبه"‪.3‬‬
‫وفي الصحيح عن زيد بن أسلم حّدثه عن أبيه قال‪" :‬سألني ابن عمر عن بعض شأنه ‪ -‬يعني‪ :‬عمر ‪-‬‬
‫ط بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم من حين قبض كان أجّد‬ ‫فأخبرته‪ ،‬فقال‪" :‬ما رأيت أحدًا ق ّ‬
‫طاب"‪.56‬‬ ‫وأجوَد‪ 4‬حتى انتهى من عمر ابن الخ ّ‬
‫قالوا‪" :‬وقد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من القّوة في أمر ]ال[‪ 7‬والسداد‪ ،‬والحرص على‬
‫الخير‪ ،‬والخروج من المظالم‪ ،‬والعفاف‪ ،‬والقيام بأمور الناس‪ ،‬ونحو ذلك رضي ال عنه"‪.‬‬
‫فصل‪ :‬في رّد ذلك‬
‫ن أبا بكر أفضل من عمر سبقه‬ ‫ل على أ ّ‬
‫قال ابن عبد البّر‪" :‬يد ّ‬
‫__________‬
‫عمي في آخر عمره‪ ،‬فتغير‪،‬‬
‫‪ 1‬عبد الرزاق بن َهّمام الحميري‪ ،‬مولهم‪ ،‬ثقة حافظ مصنف شهير َ‬
‫وكان يتشيع‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬توفي سنة إحدى عشرة ومئتين‪) .‬التقريب ص ‪.(354‬‬
‫‪ 2‬وكيع بن الجراح الّرؤاسي‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪.3/1150‬‬
‫‪ 4‬أجد‪ :‬في المور‪ ،‬وأجود‪ :‬في الموال‪) .‬فتح الباري ‪.(7/49‬‬
‫‪ 5‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬وهو محمول على وقت مخصوص‪ ،‬وهو مدة خلفته ليخرج النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم وأبو بكر"‪) .‬فتح الباري ‪.(7/49‬‬
‫‪ 6‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1348‬رقم‪.3484 :‬‬
‫‪ 7‬سقط من الصل‪.‬‬

‫) ‪(3/780‬‬

‫إلى السلم"‪.1‬‬
‫ما روي عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬رأيت في المنام أني وزنت بأمتي فرجحت‪ ،‬ثم‬
‫وزن أبو بكر فرجح‪ ،‬ثم وزن عمر فرجح" ‪.2‬‬
‫وقد قال عمر‪" :‬ما سابقت أبا بكر إلى خير قط إل سبقني إليه"‪.3‬‬
‫ل بأبي بكر‬
‫وفي صحيح البخاري عن ابن عمر‪ُ" :‬كّنا في َزَمن النبي صلى ال عليه وسلم ل نعِد ُ‬
‫أحدًا‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم عثمان‪ ،‬ثم نترك أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم ل نفاضل بينهم"‪.4‬‬
‫وفي رواية‪" :‬كنا ُنخير بين الناس في زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم َفُنخّيُر أبا بكر‪ ،‬ثم عمر‬
‫طاب‪ ،‬ثم عثمان بن عفان ‪ -‬رضي ال عنهم ‪.5"-‬‬ ‫بن الخ ّ‬
‫وروى أبو الحسن بن السكري في "فوائده"‪ ،‬عن سعيد بن المسيب أن عم ر قال‪" :‬ما سابقت أبا بكر‬
‫ط إل سبقني إليه"‪.6‬‬‫إلى خير ق ّ‬
‫وفي )عوالي( أبي محّمد عبد ال بن محّمد بن حيان ‪ 7‬عن عبد خير قال‪:‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪.3/1150‬‬
‫‪ 2‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،233 ،7/232‬وإسناده صحيح‪ ،‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/58‬وقال‪) :‬رواه‬
‫ححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪.5469 :‬‬ ‫أحمد والطبراني‪ ،‬ورجاله ثقات"‪ .‬وص ّ‬
‫‪ 3‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/270‬بأطول‪ ،‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1352‬رقم‪.3494 :‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1337‬رقم‪ ،3455 :‬وقد سبق تخريجه ص‪:‬‬
‫‪.282‬‬
‫‪ 6‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،230 ،1/229‬بأطول‪ ،‬وإسناده صحيح‪ .‬والترمذي‪ :‬السنن ‪ ،1/315‬بأخصر‪،‬‬
‫ححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،175 :‬واللباني في صحيح سنن‬ ‫والحديث وص ّ‬
‫الترمذي ‪.1/55‬‬
‫‪ 7‬أبو الشيخ الصبهاني‪.‬‬

‫) ‪(3/781‬‬

‫سمعت علّيا وهو يقول‪" :‬أل أنبئكم بأفضل هذه المة بعد نبّيها صلى ال عليه وسلم؟ أبو بكر‪ ،‬ثم‬
‫عمر‪ ،‬وإن شئت أن أسمي الثالث لفعلت"‪.1‬‬
‫وهو في )عوالي( أبي الشيخ ‪ 2‬بلفظه عن عبد خير‪.‬‬
‫وهو في مسند المام أحمد‪" :‬خير هذه المة بعد نبّيها أبو بكر‪ ،‬ثم عمر"‪.3‬‬
‫وفي رواية‪" :‬ثم أحدثنا بعدهما أحداثًا يقضي ال فيها"‪.4‬‬
‫وفي رواية‪" :‬أل أخبركم بخير هذه المة بعد نبّيها‪ :‬أبو بكر‪ ،‬ثم خيرها بعد أبي بكر عمر‪ :‬ثم يجعل‬
‫ب"‪.5‬‬
‫ال الخير حيث أح ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو محّمد عبد ال بن حيان‪ :‬جزء فيه أحاديث أبي محّمد ص ‪ ،122‬وهو ضعيف لجل أبيض بن‬
‫ل‪ .‬وابن أبي حاتم في‬
‫أبان‪ ،‬ذكر البخاري في التاريخ الكبير ‪ ،2/60‬ولم يذكر فيه جرحًا ول تعدي ً‬
‫الجرح والتعديل ونقل عن أبيه أنه قال‪" :‬ليس بالقوي"‪ .‬وقد سبق تخريجه ص ‪.284‬‬
‫‪ 2‬أبو محّمد بن عبد ال بن حيان‪ ،‬هو أبو الشيخ‪ ،‬فلعل المؤّلف أراد كتابًا آخر‪ .‬فسهى‪ .‬فذكر عوالي‬
‫أبي الشيخ السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ 3‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،4/225‬وإسناده صحيح‪ .‬وقد سبق تخريجه ص‪.283-279 :‬‬
‫‪ 4‬سبق تخريجه ص ‪.281‬‬
‫‪ 5‬القطيعي‪ :‬زياداته على فضائل الصحابة لحمد ‪ ،1/147‬إسناده صحيح لغيره‪ ،‬فيه هشيم بن بشر‪،‬‬
‫مدلس‪ ،‬لم يصرح بالسماع‪ ،‬لكن تابعه عليه خالد بن عبد ال الطحان‪ .‬وهو ثقة‪ .‬مسند أحمد ‪.1/115‬‬

‫) ‪(3/782‬‬

‫حّدُثون‪ ،‬وإن يكن في أمتي منهم‬ ‫سلم‪ :‬كان فيمن كان قبلكم ُم َ‬ ‫الباب الثالث والسبعون‪ :‬قوله عليه ال ّ‬
‫أحٌد َفُعَمُر‬
‫‪...‬‬
‫الباب الثالث والسبعون‪:‬‬
‫حّدُثون‪ ،‬وإن يكن في أمتي منهم أحٌد َفُعَمُر" ‪.1‬‬‫سلم‪" :‬كان فيمن كان قبلك ُم َ‬ ‫في قوله عليه ال ّ‬
‫روى أبو داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد ‪ 2‬عن أبيه عن أبي سلمة ‪ 3‬عن أبي هريرة عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬كان قبلكم في المم محدثون فإن يكن في هذه المة أحد فعمر بن‬
‫طاب" ‪.4‬‬ ‫الخ ّ‬
‫ورواه الترمذي عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال ‪ / 111] /‬ب[ صلى ال عليه وسلم‪" :‬قد كان يكون‬
‫في المم ُمحَدثون‪ ،‬فإن يكن في أمتي أحٌد فعمر بن الخطاب"‪ .‬وقال‪" :‬حديث حسن صحيح"‪.56‬‬
‫قال‪ :‬وحّدثني بعض أصحاب سفيان قال‪ :‬قال سفيان بن عيينة‪" :‬محدثون؛ يعين‪ُ :‬مَفّهُمون"‪.7‬‬
‫وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لقد‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1349‬رقم‪.3486 :‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم الزهري‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري‪ ،‬المدني‪ ،‬ثقة مكثر‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬توفي سنة أربع‬
‫وتسعين‪ ،‬أو أربع ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(645‬‬
‫‪ 4‬أبو داود الطيالسي‪ :‬المسند ص ‪ ،308‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 5‬في سنن الترمذي‪" :‬هذا حديث صحيح"‪ .‬طبعة أحمد شاكر‪ ،‬وفي طبعة دار الفكر‪ ،‬وتحفة‬
‫الشراف ‪ ،12/349‬كما نقله المصنف‪.‬‬
‫‪ 6‬الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/622‬وإسناده حسن‪ ،‬فيه محّمد بن عجلن‪ ،‬صدوق‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫‪(496‬وقال اللباني‪" :‬حسن صحيح"‪ .‬صحيح سنن الترمذي ‪.(207 ،3/206‬‬
‫‪ 7‬الترمذي‪ :‬السنن ‪.5/622‬‬

‫) ‪(3/783‬‬

‫س ُمحّدثون‪ ،‬فإن يكن في أمتي أحٌد فإنه عمر" ‪.1‬‬‫كان فيما قبلكم من المم نا ٌ‬
‫ورواه من طريق آخر عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لقد كان فيمن كان‬
‫ل ُيكّلمون من غير أن يكونوا أنبياء‪ ،‬فإن يكن في ‪ 2‬أمتي منهم أحٌد‬
‫قبلكم من بني إسرائيل رجا ٌ‬
‫فعمر" ‪.3‬‬
‫ي ول محّدث"‪.4‬‬ ‫قال ابن عباس‪" :‬من نب ٍ‬
‫ورواه مسلم عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول‪" :‬قد كان يكون في المم قبلكم‬
‫طاب منهم"‪.‬‬
‫ُمحّدثون‪ .‬فإن يكن في أمتي منهم أحٌد فإن عمر بن الخ ّ‬
‫وقال‪ :‬قال ابن وهب‪" :‬تفسير ُمحّدثون‪ :‬ملهمون"‪.56‬‬
‫وذكره أبو القاسم الصفهاني في )سيرة السلف( عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬قد كان في المم محّدثون فإن يك في أمتي أحٌد منهم فعمر بن الخطاب‬
‫رضي ال عنه" ‪.7‬‬
‫وقال‪ :‬وفي رواية أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬قد كان فيمن كان قبلكم من بني‬
‫إسرائيل رجال يكّلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي منهم‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1349‬رقم‪.3486 :‬‬
‫‪ 2‬في صحيح البخاري‪) :‬من(‪.‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1349‬رقم‪.3486 :‬‬
‫‪ 4‬البخاري الصحيح مع الفتح‪ :‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،7/42‬تعليقًا‪ ،‬ووصله سفيان ابن عيينة في‬
‫جامعه كما في فتح الباري ‪ ،7/51‬وعبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق ‪ ،4/65‬وإسناده‬
‫ححه الحافظ ابن حجر‪) .‬تغليق التعليق ‪ ،4/65‬فتح الباري ‪.(7/51‬‬ ‫صحيح‪ ،‬وص ّ‬
‫‪ 5‬الملهم‪ :‬الذي ُيلقى في نفسه الشيء‪ ،‬فيخبر به حدسًا وفراسة‪) .‬النهاية ‪.(1/350‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،4/1864‬رقم‪.2398 :‬‬ ‫‪ 6‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ 7‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،133‬وقد سبق تخريجه ‪.931 ،930 ،22‬‬

‫) ‪(3/784‬‬

‫أحٌد فعمر" ‪.1‬‬


‫وقد أحدث عمر بعد النبي صلى ال عليه وسلم أشياء ذكرناها في غير هذا الموضع منها‪ :‬زيادة‬
‫الحّد‪ ،‬وإمضاء الطلق الثلث‪ ،‬وجمع الناس في التراويح على إمام واحد‪ ،‬وعدم القطع في عام‬
‫المجاعة‪ .‬وغير ذلك ‪.2‬‬
‫ل على‬ ‫ل بعض العلماء بقول عمر بذلك بإخبار النبي صلى ال عليه وسلم أنه يلهم شيئًا‪ ،‬فد ّ‬ ‫وقد استد ّ‬
‫قبول ذلك منه‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫وفي الصحيح عن عمران بن حصين قال‪" :‬أنزلت آية المتعة ‪ 3‬في كتاب ال ففعلناها مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولم ينزل قرآن يحرمه‪ ،‬ولم ينه عنها حتى مات‪ .‬قال رجل‪ :‬برأيه ما شاء"‪.4‬‬
‫طاب"‪ / 112] / .6‬أ[‪.‬‬ ‫وعلى هامش الصحيح قال محّمد ‪" :5‬يقال‪ :‬إنه عمر بن الخ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،113‬وقد سبق تخريجه ص ‪.936‬‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫ج { ‪ ،‬الية‪ ،‬سورة البقرة آية‪.(196) :‬‬ ‫‪ 3‬يشير إلى قوله تعالى‪} :‬فمن تمتع بالعمرة إلى الح ّ‬
‫ج ‪ ،2/569‬رقم‪.1496 :‬‬ ‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الح ّ‬
‫‪ 5‬محّمد بن إسماعيل البخاري‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري ‪ ،3/433‬وقال‪" :‬وحكى الحميدي أنه وقع في البخاري في رواية أبي‬
‫رجاء عن عمران‪ ،‬قال البخاري‪ :‬يقال إنه عمر‪ ،‬أي‪ :‬الرجل الذي عناه عمران بن حصين‪ ،‬ولم أَر‬
‫هذا في شيء من الطرق التي اتصلت لنا من البخاري‪ ،‬لكن نقله السماعيلي عن البخاري كذلك فهو‬
‫عمدة الحميدي في ذلك"‪.‬‬

‫) ‪(3/785‬‬
‫شمس على رجل خير من عمر‬ ‫سلم‪ :‬ما طلعت ال ّ‬ ‫الباب الرابع والسبعون‪ :‬قوله عليه ال ّ‬
‫‪...‬‬
‫شمس على رجل خير من عمر"‬ ‫سلم‪" :‬ما طلعت ال ّ‬ ‫الباب الرابع والسبعون‪ :‬في قوله عليه ال ّ‬
‫عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال عمر لبي بكر‪" :‬يا خير الناس بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ت ذلك‪ ،‬فلقد سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ما طلعت‬ ‫فقال أبو بكر‪" :‬أما إنك إن قل َ‬
‫شمس على رجل خير من عمر" ‪ .‬وقال‪" :‬حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وليس إسناده‬ ‫ال ّ‬
‫بذاك"‪.1‬‬
‫وهذا الحديث ليس على ظاهره‪ ،‬فإنه يوجب أن يكون أفضل من أبي بكر‪ ،‬ومن النبياء‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪" :‬هذا يدل على أنه أفضل من أبي بكر‪ ،‬والمراد ما طلعت على أحد من هذه المة‪،‬‬
‫فخرج النبياء"‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/618‬والحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/90‬والعقيلي‪ :‬الضعفاء ‪ ،3/4‬ومن طريقه ابن‬
‫الجوزي في الواهيات ‪ ،1/190‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق ج ‪ / 13‬ق ‪ / 29‬أ‪.‬‬
‫والحديث موضوع مداره على عبد ال بن داود الواسطي‪ ،‬قال ثنا عبد الرحمن بن أخي محّمد بن‬
‫المكندر عن محّمد بن المنكدر عن جابر‪ .‬وعبد ال بن داود ضعيف‪ .‬وعبد الرحمن مجهول‪.‬‬
‫)التقريب رقم‪.(4051 ،3298 :‬‬
‫قال الحاكم‪" :‬صحيح السناد‪ ،‬لكن تعقبه الذهبي بقوله‪ :‬عبد ال ضّعفوه‪ ،‬وعبد الرحمن متكلم فيه‪،‬‬
‫الحديث شبه الموضوع"‪ .‬وقال في الميزان ‪ 3/415‬بعد أن ساق الحديث‪" :‬هذا كذب"‪.‬‬
‫ح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يتابع عبد الرحمن‬ ‫وقال ابن الجوزي‪" :‬هذا الحديث ل يص ّ‬
‫عليه‪ ،‬ول يعرف إل به‪ ،‬وأما عبد ال بن داود‪ ،‬فقال ابن حبان‪" :‬منكر الحديث جدًا‪ ،‬ويروي‬
‫المناكير عن المشاهير‪ ،‬ل يجوز الحتجاج بروايته"‪.‬‬
‫وقال اللباني‪" :‬موضوع‪ .‬ثم إن الحديث ظاهر البطلن‪ .‬لمخالفته لما هو مقطوع به‪ :‬أن خير من‬
‫طلعت عليه الشمس إنما هو نبينا محّمد صلى ال عليه وسلم ثم الرسل والنبياء‪ ،‬ثم أبو بكر"‪.‬‬
‫)سلسلة الحاديث الصحيحة ‪ ،3/533‬ضعيف سنن الترمذي ص ‪ ،493‬ضعيف الجامع الصغير‬
‫‪.(5/100‬‬

‫) ‪(3/786‬‬

‫قيل‪" :‬هذا الحديث يحمل على غير أبي بكر‪ ،‬وغير النبياء‪ ،‬جمعًا بينه وبين سائر الحاديث‬
‫الواردة‪ ،‬فإن جميع الحاديث الصحيحة التي هي أصح من هذا الحديث قد وردت أن أفضل هذه‬
‫المة بعد النبي صلى ال عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ ،‬ويحتمل أن يكون ذلك‬
‫ق جماعة رأى معهم عمر عند طلوع الشمس‪،‬‬ ‫الخطاب من النبي صلى ال عليه وسلم ورد في ح ّ‬
‫فقال‪" :‬ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر" ‪ .‬وأبو بكر الصديق رضي ال عنه لم يكن فيهم‪.‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫) ‪(3/787‬‬

‫ي لكان عمر‬‫الباب الخامس والسبعون‪ :‬قوله عليه السلم‪ :‬لو كان بعدي نب ّ‬
‫‪...‬‬
‫ي لكان عمر" ‪.‬‬
‫الباب الخامس والسبعون‪ :‬في قوله عليه السلم‪" :‬لو كان بعدي نب ّ‬
‫ي لكان‬
‫روى الترمذي عن عقبة بن عامر‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬لو كان بعدي نب ّ‬
‫طاب"‪ .‬وقال‪" :‬حديث حسن غريب ل نعرفه إل من حديث مشرح بن هاعان"‪.12‬‬ ‫عمر بن الخ ّ‬
‫وذكر ابن الجوزي عن عقبة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لو كان‬
‫طاب" ‪.3‬‬‫ي لكان عمر بن الخ ّ‬‫بعدي نب ّ‬
‫وروى الّروياني في مسنده ثنا ]أبو[ عبد ال العسقلني ‪ ،4‬ثناعبد ال بن يزيد المقرئ ‪ ،5‬ثنا حيوة‬
‫شَرح بن‬‫بن شريح ‪ ،6‬عن بكر بن عمرو المعافري ‪ ،7‬عن ِم ْ‬
‫__________‬
‫عان المعافري‪ ،‬مقبول‪ ،‬من الرابعة‪ ،‬توفي سنة ثمان وعشرين ومئة‪) .‬التقريب ص‬ ‫‪ِ 1‬مشرح بن َها َ‬
‫‪.(532‬‬
‫‪ 2‬الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/619‬وإسناده حسن‪ .‬وأحمد‪ :‬المسند ‪ ،4/154‬والقطيعي‪ :‬الفوائد المنتقاة كما‬
‫في الصحيحة ‪ ،1/582‬وزوائده على فضائل الصحابة ‪ ،1/356‬والفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ‬
‫سنه اللباني‪ ،‬وقال‪" :‬وهذا سند‬ ‫‪ ،2/500‬والحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/85‬وصححه ووافقه الذهبي‪ .‬وح ّ‬
‫حسن رجاله لكهم ثقات‪ ،‬وفي مشرح كلم ل ينزل حديثه عن رتبة الحسن‪ .‬وقد وّثقه ابن معين"‪.‬‬
‫)سلسلة الحاديث الصحيحة ‪ ،1/582‬وصحيح سنن الترمذي ‪.(3/204‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.29‬‬
‫‪ 4‬الحسن بن عمران العسقلني‪ ،‬أبو علي أو أبو عبد ال‪ ،‬لين الحديث من السابعة‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(163‬‬
‫‪ 5‬المكي‪ ،‬أصله من البصرة‪ ،‬ثقة فاضل‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬توفي سنة ثلث عشرة ومئة )التقريب ص‬
‫‪.(330‬‬
‫‪ 6‬الّتجيبي‪ ،‬المصري‪ ،‬ثقة ثبت فقيه زاهد‪ ،‬من السابعة‪ ،‬توفي سنة ثمان ‪ -‬وقيل‪ :‬تسع ‪ -‬وخمسين‬
‫ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(185‬‬
‫‪ 7‬في الصل‪) :‬المغفاري(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وهو‪ :‬بكر بن عمرو المغافري المصري‪ ،‬إمام جامعها‪،‬‬
‫صدوق عابد‪ ،‬من السادسة‪ ،‬توفي في خلفة أبي جعفر المنصور بعد الربعين ومئة‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(127‬‬

‫) ‪(3/788‬‬

‫هاعان قال‪ :‬سمعت عقبة بن عامر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أسلم الناس وآمن عمرو‬
‫طاب"‪ .‬كذا ذكره"‪.1‬‬‫ي لكان عمر بن الخ ّ‬ ‫بن العاص"‪ ،‬يقول‪ / 112] / :‬ب[ لو كان بعدي نب ّ‬
‫فصل‬
‫ي صلى ال عليه وسلم وكذا قوله لعلي‪" :‬أنت مّني‬ ‫ي بعد النب ّ‬‫هذا من جملة الدلة على أنه ل نب ّ‬
‫ي بعدي" ‪.2‬‬ ‫ل أنه ل نب ّ‬ ‫بمنزلة هارون من موسى إ ّ‬
‫ن{ ]الحزاب‪.[40 :‬‬ ‫خاَتَم الّنِبّيي َ‬
‫ل ال َو َ‬
‫سو َ‬‫ومما يدل عليه قوله عزوجل‪َ} :‬وَلِكن ّر ُ‬
‫وقد اّدعى الّنبوة بعد النبي صلى ال عليه وسلم جماعة من الكفرة‪ ،‬والفجرة‪ ،‬كمسيلمة الكذاب‪،‬‬
‫وسجاح وغيرهما ‪.3‬‬
‫وقد قال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يخرج ثلثون‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الّروياني‪ :‬المسند ج ‪ / 1‬ق ‪ / 48 /‬أ‪ ،‬وفي إسناده أبو عبد ال العسقلني وهو لين الحديث‪،‬‬
‫وأخرجه أحمد في‪ :‬المسند ‪ ،4/55‬من طريق المقرئ ثنا ابن لهيعة حّدثني مشرح بن هاعان قال‪:‬‬
‫سمعت عقبة بن عامر يقول‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬أسلم الناس وآمن عمرو‬
‫بن العاص" ‪ ،‬وإسناده حسن‪ ،‬وأخرجه الترمذي من طريق المقرء عن حيوة عن بكر بن عمرو بن‬
‫ي لكان عمر‬‫عمرو عن عقبة بن عامر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لو كان بعدي نب ّ‬
‫بن الخطاب" ‪ .‬وقد سبق تخريجه‪.‬‬
‫وأخرج القسم الول من الحديث عن قتيبة بن لهيعة‪ .‬قال الترمذي‪" :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إل‬
‫من حديث ابن لهيعة عن ِمشرح بن هاعان‪ ،‬وليس إسناده بالقوي"‪ .‬وقال اللباني‪" :‬إسناده حسن"‪.‬‬
‫)صحيح سنن الترمذي ص ‪ ،236 ،204‬والصحيحة ‪.(1/238‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب فضائل‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المغازي ‪ ،4/1602‬رقم‪ ،4154 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫الصحابة ‪ ،4/1870‬رقم‪.2404 :‬‬
‫‪ 3‬الطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،301 ،281 ،275 ،3/267‬ابن كثير ‪.345 ،3/324‬‬

‫) ‪(3/789‬‬

‫جالون ‪ 1‬كذابون‪ ،‬كّلهم يزعم أنه رسول ال" ‪.2‬‬ ‫دّ‬


‫ي صلى ال عليه وسلم فل يتابع‪ ،‬ول يصدق‪ ،‬وقد كفر بأشياء منها‪ :‬أنه‬ ‫فمن اّدعى الّنبوة بعد النب ّ‬
‫ي بعدي"‪.‬‬‫كّذب ال ورسوله‪ ،‬فإن ال أخبر أنه خاتم الّنبّيين‪ ،‬وهو قال‪" :‬ل نب ّ‬
‫__________‬
‫جالون‪ ،‬أي‪ :‬كّذابون مموهون‪) .‬لسان العرب ‪.(11/237‬‬ ‫‪1‬دّ‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الفتن‬ ‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المناقب ‪ ،3/1320‬رقم‪ ،3413 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،4/2239‬رقم‪.2923 :‬‬

‫) ‪(3/790‬‬

‫الباب السادس والسبعون‪ :‬طلبه الشهادة وحبه لها‬


‫‪...‬‬
‫شهادة وحّبه لها‬
‫الباب السادس والسبعون‪ :‬في طلبه ال ّ‬
‫في الصحيح عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال‪" :‬اللهم ارزقني شهادة في سبيلك‪ ،‬واجعل موتي‬
‫في بلد رسولك"‪.1‬‬
‫وقال ابن ُزَريع ‪ 2‬عن روح بن القاسم ‪ 3‬عن زيد بن أسلم عن أّمه ‪ 4‬عن حفصة بنت عمر قالت ‪:5‬‬
‫سمعت نحوه ‪.6‬‬
‫وقال هشام ‪ 7‬عن زيد عن أبيه عن حفصة‪ :‬سمعت عمر رضي ال عنه ‪.8‬‬
‫ل في سبيلك ووفاة في‬
‫وذكر ابن الجوزي عن حفصة سمعت عمر رضي ال عنه يقول‪" :‬اللهم قت ً‬
‫بلد نبّيك"‪ .‬قلت‪" :‬وأنى يكون ذلك؟" قال‪" :‬يأتي به ال إذا شاء"‪.9‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل المدينة ‪ ،2/668‬رقم‪.1791 :‬‬
‫‪ 2‬يزيد بن ُزريع البصري‪ ،‬ثقة ثبت من الثامنة‪ ،‬توفي سنة اثنتين وثمانين ومئة )التقريب ص‬
‫‪.(601‬‬
‫‪ 3‬التميمي العنبري‪ ،‬ثقة حافظ‪ ،‬من السادسة‪ ،‬توفي سنة إحدى وأربعين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(211‬‬
‫‪ 4‬لم أجد لها ترجمة‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬قال(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل المدينة ‪ ،2/668‬تعليقًا‪ ،‬ووصله السماعيلي في مستخرجه كما‬
‫في فتح الباري ‪ ،4/101‬وابن حجر في تغليق التعليق ‪.3/136‬‬
‫‪ 7‬هشام بن سعد المدني‪ ،‬صدوق له أوهام رومي بالتشيع‪ ،‬من كبار السابعة‪ ،‬توفي سنة ستين ومئة‪.‬‬
‫)التقريب ص ‪.(572‬‬
‫‪ 8‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل المدينة ‪ ،2/668‬تعليقًا‪ ،‬ووصله ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪،3/331‬‬
‫وإسناده حسن‪ .‬وابن شبه‪ ،‬عن حفص بن ميسرة عن زيد به‪) .‬تاريخ المدينة ‪.(3/872‬‬
‫‪ 9‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،212‬ابن سعد‪ :‬والطبقات ‪ ،3/331‬وإسناده حسن‪ .‬وابن شبه‪ :‬تاريخ‬
‫المدينة ‪ ،3/872‬وإسناده صحيح‪.‬‬

‫) ‪(3/791‬‬
‫وعن ]أبي[‪ 1‬صالح ‪ 2‬قال كعب ‪ -‬وهو كعب الحبار ‪ -‬رحمه ال‪" :‬أجدك في التوراة كذا وكذا‪،‬‬
‫وأجدك تقتل شهيدًا"‪ ،‬فقال عمر‪" :‬وأنى الشهادة وأنا في جزيرة العرب"‪.3‬‬
‫ل‪ ،‬ونجدك ل‬‫وعن أبي صالح ‪ 4‬قال كعب لعمر بن الخطاب‪" :‬إنا نجدك شهيدًا‪ ،‬وإنا نجدك إمامًا عاد ً‬
‫تخاف في ال لومة لئم"‪ ،‬قال‪ :‬هذا ل أخاف في ال لومة لئم‪ ،‬فأنى لي بالشهادة؟"‪.5‬‬
‫ل في سبيلك‪،‬‬‫وروى أبو القاسم الصفهاني عن حفصة أنها سمعت أباها يقول‪" :‬اللهم ارزقني قت ً‬
‫ووفاة في بلد نبّيك"‪ .‬قالت‪ :‬قلت‪" :‬وأنى يكون ذلك؟"‪ ،‬قال‪" :‬إن ال يأتي بأمره أنى شاء"‪.6‬‬
‫وتمنى الشهادة مستحب‪ ،‬وهو مخالف لتمنى الموت‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬ما الفرق يبنهما؟‬
‫عْمُرُه إل خيرًا‪.‬‬
‫قيل‪ :‬تمني الموت‪ ،‬طلب تعجيل الموت قبل وقته‪ ،‬ول يزد النسان ُ‬
‫وتمني الشهادة هو أن يطلب أن يموت عند انتهاء أجله شهيدًا‪ ،‬فليس فيه طلب تقديم الموت عن‬
‫وقته‪ ،‬وإنما فيه طلب فضيلة فيه‪.‬‬
‫وقد بّوب البخاري على تمني الشهادة فقال‪" :‬باب ما جاء في التمني‪ ،‬ومن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬ذكوان السمان المدني‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص‪ ،212 :‬الذهبي‪ :‬تاريخ السلم )عهد الخلفاء الراشدين( ص‪،276 :‬‬
‫السيوطي‪ :‬تاريخ الخلفاء ص ‪.133‬‬
‫‪ 4‬السمان‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.212‬‬
‫‪ 6‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،143‬وقد سبق تخريجه‪.‬‬

‫) ‪(3/792‬‬

‫تمنى الشهادة"‪.1‬‬
‫ي صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬والذي نفسي بيده لول أن رجا ً‬
‫ل‬ ‫ثم ذكر حديث أبي هريرة سمعت النب ّ‬
‫حَيا‪،‬‬
‫ل في سبيل ال‪ ،‬ثم ُأ ْ‬
‫يكرهون أن يتخلفوا بعدي‪ ،‬فل أجد ما أحِملهم‪ ،‬ما تخلفت‪ ،‬ولوددت أني ُأْقَت ُ‬
‫حَيا‪ ،‬ثم ُأْقَتل" ‪ / 113] / .2‬أ[‪.‬‬
‫حَيا‪ ،‬ثم ُأْقَتل‪ ،‬ثم ُأ ْ‬
‫ثم ُأْقَتل‪ ،‬ثم ُأ ْ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التمني باب رقم‪ ،(1) :‬ج ‪.2641 / 6‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التمني ‪ ،6/2641‬رقم‪.6799 :‬‬

‫) ‪(3/793‬‬

‫الباب السابع والسبعون‪ :‬طلبه الموت خوفا من عجزه عن الرعية‬


‫‪...‬‬
‫الباب السابع والسبعون‪ :‬في طلبه الموت خوفًا من عجزه عن الّرعية‬
‫طاب كّوم َكْوَمًة من بطحاء ‪ 1‬وألقى عليها‬‫ذكر ابن الجوزي عن سعيد بن المسيب‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫طرف ثوبه‪ ،‬ثم استلقى عليها‪ ،‬ورفع يديه إلى السماء‪ ،‬ثم قال‪" :‬اللهم كبرت سّني ‪ ،2‬وضعفت ُقّوتي‪،‬‬
‫وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضّيع ول مفّرط"‪.3‬‬
‫وفي وراية‪" :‬فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن فمات"‪.4‬‬
‫وعن سعيد بن المسيب‪ :‬أن عمر رضي ال عنه لما أفاض من منى أناخ بالبطح ‪ 5‬ثم كّوم كوَمًة‬
‫من بطحاء‪ ،‬فألقى عليها طرق ردائه‪ ،‬ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬فما انسلخ ذو‬
‫الحجة حتى طعن فمات ‪.6‬‬
‫وعن سعيد بن المسيب‪ :‬أن عمر رضي ال عنه لما أفاض من منى‪ ،‬ثم ذكر الحديث كما تقدم‪،‬‬
‫وزاد‪" :‬فلما قدم المدينة خطب الناس‪ ،‬فقال‪" :‬أيها الناس قد‬
‫__________‬
‫حصى‪) .‬القاموس ص ‪.(273‬‬ ‫ق ال َ‬
‫‪ 1‬البطحاء‪ُ :‬دقا ُ‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬كبر(‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،210‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/872‬وإسناده صحيح إلى سعيد بن‬
‫المسيب‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/334‬وإسناده صحيح إلى سعيد‪.‬‬
‫‪ 5‬البطح‪ :‬كل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح‪ ،‬والمقصود هنا‪ :‬المحصب‪ ،‬وهو يقع بين مّكة‬
‫ومنى‪ .‬وهو إلى منى أقرب‪) .‬معجم البلدان ‪.(1/74‬‬
‫‪ 6‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/334‬والحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/91‬وإسنادهما صحيح إلى سعيد‪ ،‬وابن‬
‫الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،210‬والذهبي‪ :‬تاريخ السلم )عهد الخلفاء الراشدين( ص‪.276 :‬‬

‫) ‪(3/794‬‬

‫فرضت لكم الفرائض‪ ،‬وسننت لكم السنن‪ ،‬وتركتكم على الواضحة‪ ،‬ثم صفق بيمينه على شماله‪ ،‬إل‬
‫حّدين في‬‫ل‪ ،‬ثم إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم‪ ،‬وأن يقول قائل‪ :‬ل نجد َ‬ ‫أن تضلوا بالناس يمينًا وشما ً‬
‫كتاب ال‪ ،‬فقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم رجم ورجمنا بعده‪ ،‬فوال لول أن يقول الناس‬
‫أحدث في كتاب ال لكتبُتها في المصحف‪ ،‬فقد قرأناها‪) :‬والشيخ والشيخة ]إذا زنيا[‪ 1‬فارجموهما(‪،‬‬
‫قال سعيد‪" :‬فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن"‪.2‬‬
‫وعن كعب ‪ 3‬قال‪" :‬كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر‪ ،‬وإذا ذكرنا عمر ذكرناه‪،‬‬
‫ي أن يقول له‪ :‬اعهد عهدك‪ ،‬واكتب‬ ‫ي يوحى إليه‪ ،‬فأوحى ال تعالى إلى النب ّ‬ ‫وكان إلى جنبه نب ّ‬
‫جِدر‬
‫ت إلى ثلثة أيام‪ ،‬فأخبره النبي بذلك‪ ،‬فلما كان اليوم الثالث وقع بين ال َ‬‫وصيتك‪ ،‬فإّنك مي ٌ‬
‫والسرير‪ ،‬ثم جأر ‪ 4‬إلى رّبه وقال‪" :‬اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم‪ ،‬وإذا اختلفت‬
‫ت‪ ،‬وكنت‪ ،‬فزدني في عمري‪ ،‬حتى يكبر طفلي وتربَو أمتي"‪ .‬فأوحى ال‬ ‫المور اتبعت هداك‪ ،‬وكن ُ‬
‫ي أن قد قال كذا وكذا‪ ،‬وقد صدق‪ ،‬وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة‪ ،‬وفي ذلك ما يكبر‬ ‫إلى النب ّ‬
‫طفله وتربو أمته فلما طعن عمر رضي ال عنه قال كعب‪ :‬لئن سأل ال عمر ليبقينه رّبه‪ ،‬فأخبر‬
‫بذلك عمر فقال‪" :‬اللهم اقبضني إليك غير عاجز ‪ / 113] /‬ب[ ول ملوٍم"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/334‬الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،92 ،3/91‬وإسنادهما صحيح إلى سعيد بن‬
‫المسيب‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.211 ،210‬‬
‫‪ 3‬الحبار‪.‬‬
‫‪ 4‬جأر‪ :‬جار إلى ال‪ .‬تضرع بالدعاء‪) .‬المختار ص ‪.(67‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد ‪ ،335 ،3/334‬وإسناده صحيح‪ .‬ومن طريقه ابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق‬
‫‪ ،169‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/908‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،211‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز‬
‫العمال ‪.12/685‬‬

‫) ‪(3/795‬‬

‫وعن ابن أبي مليكة ‪ 1‬قال‪" :‬لما طعن عمر‪ ،‬جاء كعب‪ ،‬وجعل يبكي بالباب‪ ،‬ويقول‪" :‬وال لو أن‬
‫أمير المؤمنين يقسم على ال أن يؤخره لخره"‪ .‬فدخل ابن عباس عليه فقال‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬هذا‬
‫كعب‪ ،‬يقول كذا وكذا"‪ ،‬قال‪" :‬إذًا وال ل أسأله‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويل لي ولمي إن لم يغفر ال لي"‪.2‬‬
‫وذكر أبو القاسم الصفهاني عن سعيد بن المسيب‪ :‬أن عمر رضي ال عنه لما نفر من منى أناخ‬
‫بالبطح فكوم كومة من بطحاء‪ ،‬فألقى عليها طرف ثوبه‪ ،‬ثم استلقى عليها‪ ،‬ورفع يديه إلى السماء‪،‬‬
‫فقال‪" :‬اللهم َكُبرت سني‪ ،‬وضعفت ُقّوتي‪ ،‬وانتشرت رعّيتي‪ ،‬فاقبضني غير مضّيع‪ ،‬ول مفّرط‪ ،‬ثم‬
‫سّنت ‪ 3‬لكم السنن وُتركتم‬
‫قدم المدينة‪ ،‬فخطب الناس فقال‪" :‬يا أيها الناس‪ُ ،‬فرضت لكم الفرائض‪ ،‬و ُ‬
‫ل‪ ،‬فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن فمات"‪.5‬‬ ‫على الواضحة‪ ،‬أل ‪ 4‬ل تضلوا بالناس يمينًا وشما ً‬
‫فصل‬
‫ي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل يتمنين أحدكم الموت ]لضر[‪ 6‬نزل‬ ‫يكره تمني الموت‪ ،‬يقول النب ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عبد ال بن عبيد ال‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/461‬وإسناده صحيح إلى أبي مليكة‪ ،‬لكنه منقطع بينه وبين عمر‪ .‬وابن‬
‫شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/909‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،170 ،169‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪ ،211‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪.12/687‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬وسننت(‪ ،‬والمثبت من سير السلف‪.‬‬
‫‪ 4‬في السير‪) :‬إل أن(‪.‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،160‬قد سبق تخريجه ص ‪.943 ،942‬‬
‫‪ 6‬سقط من الصل‪.‬‬

‫) ‪(3/796‬‬

‫ن‪ 1‬فلعله يزداد‪ ،‬وإّما مسيٌء‪ 2‬فلعله يسَتعتب" ‪.4 ،3‬‬ ‫به‪ ،‬إما محس ٌ‬
‫وفي حديث آخر‪" :‬فإن كان ل بّد سائل‪ ،‬فليقل‪" :‬اللهم أحيِني إذا كانت الحياة خيرًا لي‪ ،‬وتوّفني إذا‬
‫كانت الوفاة خيرًا لي" ‪.5‬‬
‫وفي الصحيح عن أنس أنه قال‪" :‬لول أني سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ل تتمنوا‬
‫ت"‪.6‬‬‫الموت" ‪ ،‬لتمني ُ‬
‫وعن قيس ‪ 7‬قال‪" :‬أتينا خّباب بن الرت نعوده‪ ،‬وقد اكتوى سبعًا‪ ،‬فقال‪" :‬لول أن رسول ال صلى‬
‫ت به"‪.8‬‬ ‫عْو ُ‬
‫ال عليه وسلم نهانا أن ندعَو بالموت َلَد َ‬
‫فإن قيل‪ :‬فإذا كان هكذا‪ ،‬فمال عمر رض ي ال عنه تمنى الموت؟‬
‫عْمره إل خيرًا من زيادة العمل‬‫قيل‪ / 114] / :‬أ[ الجواب عن ذلك‪ :‬أن غير عمر يرجو أن ل يزيده ُ‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬وأما عمر فخاف أن يضعف عن أمر المسلمين‪ ،‬ول يقدر على القيام بمصالحهم فظ ّ‬
‫ن‬
‫التقصير في العمل ببقائه‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في صحيح البخاري‪) :‬محسنًا(‪.‬‬
‫‪ 2‬في صحيح البخاري‪) :‬مسيئًا(‪.‬‬
‫‪ 3‬يستعتب‪ :‬أي‪ :‬يرجع عن الساءة ويطلب الرضا‪) .‬لسان العرب ‪.(1/578‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التمنى ‪ ،6/2644‬رقم‪ ،6808 :‬بنحوه‪.‬‬
‫صحيح‪،‬‬ ‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المرضى ‪ ،5/2146‬رقم‪ ،5347 :‬ورقم‪ ،5990 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫كتاب الذكر والدعاء والتوبة والستغفار ‪ ،4/2064‬رقم‪.2680 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء‬ ‫‪ 6‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التمني ‪ ،6/2643‬رقم‪ ،6806 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫والتوبة والستغفار ‪ ،4/2064‬رقم‪.2680 :‬‬
‫‪ 7‬ابن أبي حازم‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء‬ ‫‪ 8‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التمني ‪ ،6/2643‬رقم‪ ،6807 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫والتوبة والستغفار ‪ ،4/2064‬رقم‪.2681 :‬‬
‫) ‪(3/797‬‬

‫فلهذا تمنى ‪ 1‬ذلك‪ .‬ولن عمر كان ل يعد عمله إل الذي قد عمله في حياة النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وكان يتمنى أن يخلص له عمله الذي عمله في حياة النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويذهب ما‬
‫عمله بعد وفاة النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وذلك قد ‪ 2‬كان في حال قّوته على العبادة واجتهاده‪ ،‬فلما‬
‫حصل له الكبر والضعف خاف من التقصير‪ .‬وال أعلم‪ / 114] / .‬ب[‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬تنمني(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬وذلك وقد(‪.‬‬

‫) ‪(3/798‬‬

‫الباب الثامن والسبعون‪ :‬نعي الجن له‬


‫‪...‬‬
‫الباب الثامن والسبعون‪ :‬في ذكر نعي الجن له‬
‫ذكر ابن الجوزي عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪" :‬لما كانت آخر حجة حجها عمر بأمهات‬
‫ل على راحلة يقول‪ :‬أين كان‬ ‫صب ‪ 1‬سمعت رج ً‬ ‫المؤمنين‪ ،‬قالت أصدرنا عن عرفة مررت بالمح ّ‬
‫ل آخر يقول‪ :‬ههنا قال ثم أناخ راحلته‪ ،‬ثم رفع عقيرته فقال‪:‬‬ ‫عمر أمير المؤمنين فسمعت رج ً‬
‫عليك السلم ‪ 2‬من إمام وباركت ‪ ...‬يد ال في ذاك الديم الممزق‬
‫فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ‪ ...‬ليدرك ما قدمت بالمس ُيسبق‬
‫ق‪ 3‬في أكمامها لم تفتق ‪4‬‬‫ت بعدها ‪ ...‬بوائ َ‬
‫ت أمورًا ثم غادر َ‬
‫قضي َ‬
‫فلم يدر ذلك الراكب من هو‪ ،‬فكنا نتحدث أنه من الجن‪ ،‬فقدم عمر رضي ال عنه من تلك الحجة‪،‬‬
‫فطعن‪ ،‬فمات‪ ،‬رضي ال عنه"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬المحصب‪ :‬موضع فيما بين مّكة ومنى‪ ،‬وهو إلى منى أقرب‪ ،‬وهو بطحاء مّكة‪) .‬معجم البلدان‬
‫‪.(5/62‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬سلم ال(‪.‬‬
‫‪ 3‬بوائق‪ :‬جمع بائقة‪ ،‬وهي الداهية‪) .‬غريب الحديث لبن قبيبة ‪ ،2/18‬لسان العرب ‪.(2/218‬‬
‫‪ 4‬لم تفتق‪ :‬أي‪ :‬لم تفتح في أكمامها إنما أراد أنك حين وليت تركت بعدك أمورًا عظامًا مستورة لم‬
‫تنكشف حين مت‪ .‬وستنكشف بعد‪) .‬غريب الحديث لبن قتيبة ‪.(2/18‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،212‬والقطيعي في زوائد على فضائل الصحابة لحمد ‪،1/274‬‬
‫وإسناده ضعيف لجل إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع النصاري‪ ،‬وفيه أيضًا إبراهيم بن عبد‬
‫الرحمن بن عبد ال المخزومي لم يوّثقه غير ابن حبان‪) .‬التقريب رقم‪ ،(205 ،148 :‬وبنحوه ابن‬
‫سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/374‬عن عائشة وإسناده صحيح‪ ،‬وعن ابن أبي مليكة وإسناده صحيح‪ .‬وابن‬
‫قتيبة‪ :‬غريب الحديث ‪ ،2/17‬بإسنادين صحيحين‪ .‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/873‬وقال ابن‬
‫حجر في ترجمة الشماخ‪" :‬روى الفاكهي بإسناد صحيح عن أم كلثوم‪ ،‬فذكره وفي آخره فنحل الناس‬
‫هذه البيات الشماخ بن ضرار أو أخاه جماح بن ضرار‪ ،‬وروى عمرو بن شبة هذه القصة فقال في‬
‫آخرها‪ :‬أو أخاه جزء بن ضرار‪ ،‬ورواه من وجه آخر عن عائشة‪ ،‬وليس فيه جزء بن ضرار بل فيه‬
‫مثلما عند الفاكهي جماح بن ضرار"‪) .‬الصابة ‪ ،(3/211‬والبيات في ديوان الشماخ ص ‪،448‬‬
‫ل واحد من الخوة الثلثة‪ :‬الشماخ‪،‬‬ ‫وذكر محّقق الديوان اختلف العلماء في نسبة البيات إلى ك ّ‬
‫ومزرد‪ ،‬وجزء ابن ضرار‪.‬‬

‫) ‪(3/799‬‬
‫وعن خيرة بنت دجاجة ‪ 1‬قالت‪ :‬حّدثتنا عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪" :‬إني أسير بين مّكة‬
‫والمدينة في ليلة‪ ،‬في سحر ليلة مقمرة‪ ،‬إذا أنا بهاتف يهتف ويقول‪:‬‬
‫ليبك على السلم من كان باكيًا ‪ ...‬فقد حدثوا ‪ 2‬هلكى وما قدم العهد‬
‫وقد ولت الدنيا وأدبر خيرها ‪ ...‬وقد َمّلها من كان يوقن بالوعِد‬
‫فقلت‪ :‬انظروا من هذا؟ فنظروا فلم يروا أحدًا‪ ،‬فوال ما أتت على ذلك إل أيام حتى قتل عمر رضي‬
‫ال عنه"‪.3‬‬
‫صب إذ أقبل راكب حتى‬‫وعنها ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قال‪" :‬إنا لوقوف عند عمر رضي ال عنه بالمح ّ‬
‫إذا كان قدر ما ُيسمعنا صوته‪ ،‬هتف ثم قال‪:‬‬
‫أبعد قتيل بالمدينة أشرقت ‪ ... 4‬له الرض واهتز الِعضاَه‪ 5‬بأسؤ ِ‬
‫ق‬
‫جزى ال خيرًا من إمام وباركت ‪ ...‬يُد ال في ذاك الديم الممز ِ‬
‫ق‬
‫ت بعدها ‪ ...‬بوائج في أكمامها لم ُتفتق‬‫قضيت أمورًا ثم غادر َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجد لها ترجمة‪.‬‬
‫‪ 2‬في مناقب عمر‪) :‬أحدثوا(‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،213‬والبيتان في الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،1/68‬وأبي نعيم‪:‬‬
‫المعرفة ‪ ،1/226‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪/13‬ق ‪ ،199‬عن معروف بن أبي معروف‬
‫الموصلي‪.‬‬
‫‪ 4‬في طبقات ابن سعد‪ ،‬والستيعاب‪ ،‬ومناقب عمر‪) :‬أظلمت(‪.‬‬
‫ك‪) .‬القاموس ص ‪.(1613‬‬ ‫ل ذات شو ٍ‬ ‫صاَهة‪ :‬أعظم الشجر‪ ،‬أو ك ّ‬ ‫‪ 5‬الِع َ‬

‫) ‪(3/800‬‬

‫وكنت تشوب ‪ 1‬العدل بالبر والتقى ‪ ...‬وحلم ‪ 2‬صليب الدين غير مزوق‬
‫ي حبه ‪ 3‬وصفيه ‪ ...‬كساه المليك جبًة لم تمز ِ‬
‫ق‬ ‫أمين النب ّ‬
‫من الدين والسلم والعدل والتقى ‪ ...‬وبابك عن ‪ 4‬كل الفواحش مغلق‬
‫ترى الفقراء حوله من ‪ 5‬مفازة ‪ ...‬شباعًا رواء ليلهم لم يورقِ‬
‫قالت‪ :‬ثم انصرفت فلم نر شيئًا‪ ،‬فقال الناس‪" :‬هذا مزرد"‪ 6‬فلما ولي ابن عفان رضي ال عنه لقي‬
‫ن رثاه"‬
‫مزرد فقال‪" :‬أنت صاحب البيات؟"‪ ،‬قال‪" :‬ل‪ ،‬وال ما قلتهن"‪ .‬قالت‪" :‬فيروا أن بعض الج ّ‬
‫‪.7‬‬
‫ن على عمر قبل ‪/ 115] /‬‬ ‫وذكر أبو القاسم الصفهاني‪ :‬عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬بكت الج ّ‬
‫ب[‪ 8‬أن يقتل بثلث‪.‬‬
‫جزى ال خيرًا من أمير وباركت ‪ ...‬يُد ال في ذاك الديم الممز ِ‬
‫ق‬
‫فمن يسع أو يركب جناحي نعامٍة ‪ ...‬ليدرك ماقدمت ‪ 9‬بالمس ُيسبق ‪10‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في آكام المرجان‪) :‬نشرت(‪.‬‬
‫‪ 2‬في مناقب عمر‪) :‬وحكم(‪.‬‬
‫‪ 3‬في مناقب عمر‪) :‬في وحيه(‪.‬‬
‫‪ 4‬في مناقب عمر‪) :‬من(‪.‬‬
‫‪ 5‬في مناب عمر‪ ،‬وآكام‪) :‬في(‪.‬‬
‫‪ 6‬مزرد بن ضرار بن سنان بن عمر الغطفاني الثعلبي‪) .‬الصابة ‪.(6/85‬‬
‫‪ 7‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،213‬بدون إسناد‪ .‬والشبلي‪ :‬آكام المرجان ص ‪ ،144‬وقال‪" :‬قال‬
‫القرشي‪ :‬حّدثني محّمد بن عباد‪ ،‬حدّثني محّمد بن ثابت البناني عن أبيه قال‪ :‬قالت عائشة"‪ .‬ومحّمد‬
‫بن ثابت البناني ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪.(5767 :‬‬
‫‪ 8‬ق ‪ / 115‬أ بياض‪ ،‬وليس ثمة ما يشير إلى نقص فالكلم متصل‪.‬‬
‫‪ 9‬في تاريخ المدنية‪) :‬ما أسديت(‪.‬‬
‫‪ 10‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،175‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،12/33‬وابن شبه‪:‬‬
‫تاريخ المدينة ‪ ،3/874‬أبو نعيم‪ :‬دلئل النبوة ص ‪ .578‬وفيه‪ :‬بكت الجن على عمر بعد ثلث‪.‬‬
‫ومداره عل الصقر بن عبد ال‪ ،‬ولم أجد له ترجمة‪ .‬وابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪.3/1158‬‬

‫) ‪(3/801‬‬

‫وفي رواية‪ :‬لما طعن عمر رضي ال عنه سمعوا‪:‬‬


‫عليك سلم ‪ 1‬من أمير وباركت ‪ ...‬يُد ال في ذاك الديم الممّزق‬
‫قضيت أمورًا ثم غادرت بعدها ‪ ...‬بوائج في أكمامها لم ُتفتق‬
‫ت في الخير ‪ُ2‬يسبق ‪3‬‬ ‫فمن يسع أو يركب جناحي نعامٍة ‪ ...‬ليدرك ماقدم َ‬
‫ن هنا كان قبل موته رضي ال عنه‪.‬‬ ‫فجميع ما نعاه الج ّ‬
‫ن أنهم ل يعلمون الغيب ‪ ،4‬فكيف علموا بذلك؟‬ ‫فإن قيل‪ :‬قد أخبر ال عزوجل عن الج ّ‬
‫قيل‪ :‬علموا بذلك من استراق السمع ‪ ،5‬فإنهم يسرقون السمع من السماء‪ ،‬وما تكلم به الملئكة‬
‫استرقوه بأسماعهم‪ ،‬فيمكن أن يكونوا علموا ذلك من هذا الوجه‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬سلم ال(‪.‬‬
‫‪ 2‬في فضائل الصحبة‪ ،‬والطبقات‪ ،‬وتاريخ المدينة‪ ،‬والستيعاب‪ ،‬والديوان‪) :‬بالمس(‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪.176‬‬
‫سَأَتُه‬
‫ل مِْن َ‬‫ض َتْأُك ُ‬
‫لْر ِ‬‫ل َداّبُة ا َ‬
‫ل َمْوِتِه ِإ ّ‬
‫عَ‬‫ت َما َدّلُهم َ‬‫عَلْيِه الَمو َ‬
‫ضْيَنا َ‬
‫‪ 4‬يشير إلى قوله تعالى‪َ} :‬فَلّما َق َ‬
‫ن{‪] ،‬سبأ‪.[14 :‬‬ ‫ب الُمِهي ِ‬ ‫ب َما َلِبُثوا ِفي الَعَذا ِ‬
‫ن الَغْي َ‬
‫ن َأن ّلْو َكاُنوا َيْعَلُمو َ‬
‫جّ‬ ‫ت ال ِ‬
‫خّر َتَبّيَن ِ‬
‫َفَلّما َ‬
‫شهب‪.‬‬ ‫‪ 5‬وكانوا قبل المبعث كثيرًا‪ ،‬وأما بعد المبعث فإنهم قليل‪ ،‬لن ال تعالى حرس السماء بال ّ‬
‫)فتح الباري ‪.(255‬‬

‫) ‪(3/802‬‬

‫الباب التاسع والسبعون‪:‬مقتله‬


‫‪...‬‬
‫الباب التاسع والسبعون‪ :‬في ذكر مقتله‬
‫طاب قبل أن يصاب بأيام بالمدينة‪،‬‬ ‫روى البخاري عن عمرو بن ميمون‪ ،‬قال‪" :‬رأيت عمر بن الخ ّ‬
‫وقف على حذيفة بن اليمان‪ ،‬وعثمان بن حنيف‪ ،‬قال‪" :‬كيف فعلتما‪ ،‬أتخافان أن تكونا قد حّملتما‬
‫ظر أن‬
‫ل"‪ .‬قال‪" :‬ان ُ‬
‫الرض ‪ 1‬ما ل تطيق؟"‪ .‬قال‪" :‬حّملناها أمرًا هي له مطيقة‪ ،‬ما فيها كبير فض ٍ‬
‫تكونا حملتما الرض ما ل تطيق"‪ ،‬قال‪" :‬ل"‪ .‬فقال عمر‪" :‬لئن سّلمني ال لدعن أَراَمل أهل العراق‬
‫ل يحتجن إلى رجل بعدي أبدًا"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما أتت عليه إل رابعة ‪ 2‬حتى أصيب‪ .‬قال‪ :‬إني لقائٌم ما بيني وبينه إل عبد ال بن عباس غداة‬
‫ل تقّدم‪ ،‬فكّبر وربما قرأ‬
‫صفين قال‪ :‬استووا‪ ،‬حتى إذا لم يَر فيهم خل ً‬‫ب‪ ،‬وكان إذا مّر بين ال ّ‬
‫أصي َ‬
‫سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الّركعة الولى حتى يجتمع الناس‪ ،‬فما هو إل أن كّبر‬
‫فسمعته يقول‪ :‬قتلني أو أكلني الكلب‪ ،‬حين طعنه‪ ،‬فطار العلجُ‪ 3‬بسكين ذات طرفين‪ ،‬ل يمّر على‬
‫ل‪ ،‬مات منهم سبعة‪ ،‬أو قال تسعة ‪ ،4‬فلما‬ ‫أحٍد يمينًا ول شمالً إل طعنه‪ ،‬حتى طعن ثلثة عشر رج ً‬
‫رأى ذلك رجل من المسلمين ‪ 5‬طرح عليه برنسًا‪ ،6‬فلما ظن العلج أنه مأخوٌذ نحَر نفسه‪ ،‬وتناول‬
‫عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقّدمه‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الر(‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬أربعة(‪.‬‬
‫ج ‪ -‬بالكسر ‪ -‬الرجل من كفار العجم‪) .‬القاموس ص ‪.(254‬‬ ‫‪ 3‬الِعل ُ‬
‫‪ 4‬لم أجد هذه الرواية في النسخ الموجودة لدي‪.‬‬
‫‪ 5‬حطان التميمي اليربوعي‪) .‬فتح الباري ‪.(7/63‬‬
‫‪ 6‬الُبرنس ‪ -‬بالضمن ـ‪ :‬قلنسوة طويلة‪ ،‬أو كل ثوب رأسه منه‪) .‬القاموس ص ‪.(658‬‬

‫) ‪(3/803‬‬

‫فمن يلي عمر فقد رأى الذي رأى‪ ،‬وأما نواحي المسجد فإنهم ل يدرون ‪ ،1‬غير أنهم قد فقدوا صوت‬
‫عمر‪ ،‬وهم يقولون‪ :‬سبحان ال سبحان ]ال[‪ ،2‬فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلة خفيفة‪ ،‬فلما‬
‫انصرفوا قال‪" :‬يا ابن عباس انظر من قتلني"‪ ،‬فجال ساعًة ثم جاء‪ ،‬فقال‪" :‬غلم المغيرة"‪ ،3‬فقال‪:‬‬
‫صَنُع‪ ،‬أو قال الصانع؟"‪ ،‬قال‪" :‬نعم"‪ ،‬قال‪" :‬قاتله ال لقد أمرت به معروفًا‪ ،‬الحمد ل الذي لم‬‫"ال ّ‬
‫ت أنت وأبوك تحبان أن تكثَر العلوج بالمدينة‪ ،‬وكان‬ ‫يجعل منيتي ‪ 4‬بيد رجل يدعي السلم‪ .‬قد كن َ‬
‫ت‪ ،‬أي‪ :‬إن شئت قتلنا؟"‪ .‬فقال‪" :‬كذبت ‪،5‬‬ ‫العباس أكثرهم رقيقًا‪ .‬فقال‪" :‬إن شئت ‪ / 116] /‬أ[ فعل ُ‬
‫جوا حجكم"‪ .‬فاحتمل إلى بيته‪ ،‬فانطلقنا معه‪ ،‬وكأن الناس‬ ‫بعدما تكلموا بلسانكم‪ ،‬وصلوا ‪ 6‬قبلتكم‪ ،‬وح ّ‬
‫لم ُتصبهم مصيبٌة قبل يومئٍذ‪ ،‬فقائل يقول‪ :‬ل بأس‪ ،‬وقائل يقول‪ :‬أخاف عليه‪ ،‬فأتي بنبيذ فشربه‪،‬‬
‫فخرج من جوفه‪ ،‬ثم أتي بلبن فشربه فخرج ]من جرحه[‪ 7‬فعرفوا ‪ 8‬أنه ميت‪ ،‬فدخلنا عليه‪ ،‬وجاء‬
‫ب فقال‪" :‬ابشر يا أمير المؤمنين‪ ،‬بُبشرى ال لك‪ ،‬من‬ ‫ل شا ٌ‬
‫الناس فجعلوا يثنون عليه‪ ،‬وجاء رج ٌ‬
‫صحبة رسول ال صلى ال عليه وسلم وقدٍم في السلم ما قد‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ل يدر(‪.‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن شعبة‪.‬‬
‫‪ 4‬وفي رواية‪) :‬ميتتي(‪) .‬فتح الباري ‪.(7/65‬‬
‫‪ 5‬أي‪ :‬أخطأت في قولك‪.‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬وصّلوا(‪.‬‬
‫‪ 7‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 8‬في صحيح البخاري‪) :‬فعلموا(‪.‬‬

‫) ‪(3/804‬‬

‫ي ول لي"‪.‬‬
‫ف ل عل ّ‬‫ت‪ ،‬ثم وِليت فعدلت‪ ،‬ثم شهادة"‪ .‬قال‪" :‬وددت أن ذلك كفا ٌ‬ ‫علم َ‬
‫ي الغلم‪ ،‬قال‪ :‬يا ابن أخي! ارفع ثوبك‪ ،‬فإنه أنقى‬‫فلما أدبر إذا إزاره يمس الرض‪ ،‬قال‪" :‬رّدوا عل ّ‬
‫ي من الّدين‪" ،‬فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين‬ ‫لثوبك‪ ،‬وأتقى لربك‪ ،‬يا عبد ال بن عمر‪ ،‬انظر ما عل ّ‬
‫ألفًا أو نحوه ‪ ،1‬قال‪ :‬إن وّفى له مال آل عمر فأّده من أموالهم‪ ،‬وإل فسل في بني عدي بن كعب‪،‬‬
‫ف أموالهم فسل في قريش‪ ،‬ول تعُدهم إلى غيرهم‪ ،‬فأّد عني هذا المال‪ ،‬وانطلق إلى عائشة‬ ‫فإن لم ت ِ‬
‫سلم ول تقل أمير المؤمنين‪ ،‬فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا‪،‬‬ ‫أم المؤمنين فقل‪ :‬يقرأ عليك عمر ال ّ‬
‫طاب أن يدفن مع صاحبيه"‪.‬‬ ‫وقل‪ :‬يستأذن عمر بن الخ ّ‬
‫طاب السلم‪،‬‬‫فسلم‪ ،‬واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي‪ ،‬فقال‪" :‬يقرأ عليك عمر بن الخ ّ‬
‫ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه"‪ ،‬فقالت‪" :‬كنت أريده لنفسي‪ ،‬ولوثرنه اليوم‪ ،‬أو قالت‪ :‬ولوثرنه‬
‫اليوم على نفسي"‪ .‬فلما أقبل قيل‪" :‬هذا عبد ال بن عمر قد جاء"‪ .‬قال‪" :‬ارفعوني"‪ ،‬فأسنده رجل‬
‫ت"‪ .‬قال‪" :‬الحمد ل‪ ،‬ما كان من‬‫ب يا أمير المؤمنين‪ ،‬أذن ْ‬
‫إليه‪ ،‬فقال‪" :‬ما لديك؟"‪ ،‬قال‪" :‬الذي تح ّ‬
‫طاب فإن‬
‫ي من ذلك‪ ،‬فإذا أنا قبضت ‪ 2‬فاحملوني‪ ،‬ثم سّلم‪ ،‬فقل‪ :‬يستأذن عمر بن الخ ّ‬
‫شيء أهّم إل ّ‬
‫أذنت لي فأدخلوني‪ ،‬وإن رّدتني فرّدوني إلى مقابر المسلمين"‪.‬‬
‫وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها‪ ،‬فلما رأيناها قمنا‪ ،‬فولجت عليه‪ ،‬فمكثت ‪ 3‬عنده‬
‫ل لهم‪ ،‬فسمعنا‬
‫ساعة‪ ،‬واستأذن الرجال‪ ،‬فولجت داخ ً‬
‫__________‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ 1‬قد تقدم أنه أوصى بأربعين ألف درهم‪ ،‬عن الحسن مرس ً‬
‫‪ 2‬في صحيح البخاري‪) :‬قضيت(‪ ،‬وفي رواية أخرى‪) :‬مت(‪) .‬فتح الباري ‪.(7/67‬‬
‫‪ 3‬في صحيح البخاري‪) :‬فبكت(‪ ،‬وهي رواية الكشميهني‪) .‬فتح الباري ‪.(7/67‬‬

‫) ‪(3/805‬‬

‫ق بهذا المر‬ ‫ص يا أمير المؤمنين استخلف"‪ .‬قال‪" :‬ما أجد أحدًا أح ّ‬ ‫بكاءها من الّداخل‪ ،‬فقالوا‪" :‬أو ِ‬
‫ض"‪ ،‬فسّمى علّيا‪،‬‬ ‫من هؤلء النفر الرهط الذي توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عنهم را ٍ‬
‫وعثمان‪ ،‬والزبير‪ ،‬وطلحة‪ ،‬وسعد‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬وقال‪ :‬يشهدكم عبد ال بن عمر‪ ،‬وليس له من‬
‫المر شيء كهيئة التعزية ‪ -‬فإن أصابت المارة سعدًا‪ 1‬فهو ذاك‪ ،‬وإل فليستعن به أيكم ما أّمر‪،‬‬
‫فإني لم أعز له من عجز ول خيانة"‪.‬‬
‫قال‪" :‬أوصي الخليفة من بعدي‪ ،‬بالمهاجرين الّولين أن يعرف لهم حقهم‪ ،‬ويحفظ لهم حرمتهم‪،‬‬
‫ن ِمن َقبِْلِهم{ ]الحشر‪ ،[9 :‬أن يقبل من‬‫ليَما َ‬
‫ن َتَبّوءوا الّداَر وا ِ‬
‫وأوصيه بالنصار خيرًا‪} :‬اّلِذي َ‬
‫محسنهم‪ ،‬وأن يعفى عن مسيئهم‪ ،‬وأوصيه بأهل المصار خيرًا‪ ،‬فإنهم رْدء ‪ 2‬السلم‪ ،‬وجباة المال‪،‬‬
‫وغيظ العدّو‪ ،‬وأن ل يؤخذ منه إل فضلهم عن رضاهم‪ ،‬وأوصيه بالعراب خيرًا‪ ،‬فإنهم أصل‬
‫العرب‪ ،‬ومادة السلم‪ ،‬أن يؤخذ من حواشي أمالهم‪ ،‬ويرّد على فقرائهم‪ ،‬وأوصيه بذمة ال‪ ،‬وذمة‬
‫رسوله أن يوفى لهم بعهدهم‪ ،‬وأن يقاتل من ورائهم‪ ،‬ول ُيكلفوا إل طاقتهم"‪.‬‬
‫فلما قبض خرجنا به‪ ،‬أو قال‪ :‬معه‪ ،‬فانطلقنا نمشي‪ ،‬فسّلم عبد ال ابن عمر‪ ،‬قال‪" :‬يستأذن عمر بن‬
‫غ من دفنه‪ ،‬اجتمع هؤلء‬ ‫طاب"‪ ،‬قالت‪" :‬أدخلوه"‪ .‬فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه‪ ،‬فلما ُفِر َ‬ ‫الخ ّ‬
‫ي"‪،‬‬
‫الرهط فقال عبد الرحمن‪" :‬اجعلوا أمركم إلى ثلثة منكم"‪ ،‬قال الزبير‪" :‬قد جعلت أمري إلى عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن أبي وقاص‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬دار(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/806‬‬

‫فقال طلحة‪" :‬قد جعلت أمري إلى عثمان"‪ ،‬وقال سعد‪" :‬قد جعلت ‪ / 116] /‬ب[ أمري إلى عبد‬
‫الرحمن بن عوف"‪ ،‬فقال عبد الرحمن‪" :‬أيكما تبّرأ من هذا المر فنجعله إليه وال عليه والسلم‬
‫ي أن ل‬‫ي وال عل ّ‬
‫ت الشيخان‪ ،‬فقال عبد الرحمن‪" :‬أفتجعلونه ‪ 1‬إل ّ‬ ‫سِك َ‬
‫ن أفضلهم في نفسه؟"‪ ،‬فُأ ْ‬
‫لينظر ّ‬
‫آلو ‪ 2‬عن أفضلكم؟"‪ ،‬قال‪" :‬نعم"‪ .‬فأخذ بيد أحدهما فقال‪" :‬لك قرابٌة من رسول ال صلى ال عليه‬
‫ت عثمان لتسمع ّ‬
‫ن‬ ‫وسلم والقدم في السلم ما قد علمت‪ ،‬فال عليك لئن أمرتك لتعدلن‪ ،‬ولئن أمر ُ‬
‫ولتطيعن"‪ ،‬ثم خل بالخر‪ ،‬فقال له مثل ذلك‪ ،‬فلما أخذ الميثاق قال‪" :‬ارفع يديك يا عثمان"‪ ،‬فبايعه‪،‬‬
‫ي وولج أهل الدار فبايعوه"‪.3‬‬ ‫وبايع له عل ّ‬
‫طاب رضي ال عنه قام على‬ ‫وذكر ابن الجوزي عن معدان بن طلحة الَيْعَمري ‪ :4‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫المنبر يوم الجمعة‪ ،‬فحمد ال‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬ثم ذكر النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وذكر أبا بكر رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ثم قال‪" :‬رأيت رؤيًا ل أرها إل بحضور أجلي‪ ،‬رأيت كأن ديكًا نقرني نقرتين‪ ،‬فقصصتها‬
‫على أسماء بنت عميس‪ ،‬ققال‪" :‬يقلتك رجل من العجم"‪ .‬قال‪ :‬وإن الناس يأمرونني ‪ 5‬أن أستخلف‪،‬‬
‫وإن ال عزوجل لم يكن ليضيع دينه وخلفته‪ ،‬التي بعث بها نبّيه صلى ال عليه وسلم وإن تعجل ‪6‬‬
‫ي ال‪ ،‬وهو عنهم‬
‫في أمٌر‪ ،‬فإن الشورى في هؤلء الستة الذين مات نب ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬فتجعلونه(‪ ،‬والمثبت من صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ 2‬ل آلو‪ :‬ل أقصر في اختيار أفضلكم‪) .‬لسان العرب ‪.(14/40‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،1357-3/1353‬رقم‪.3497 :‬‬
‫‪ 4‬شامي‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الثانية‪ .‬التقريب ص ‪.(539‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يأمر(‪.‬‬
‫جل(‪.‬‬
‫‪ 6‬في المسند‪َ) :‬يْع َ‬

‫) ‪(3/807‬‬

‫ض‪ ،‬فمن بايعتم له فاسمعوا وأطيعوا‪ ،‬وإني أعلم أن أناسًا‪ 1‬سيطعنون في ]هذا[‪ 2‬المر ‪ 3‬أنا‬ ‫را ٍ‬
‫ضلل الكفار‪ ،‬وإني أشهد ال على أمراء‬ ‫قاتلتهم بيدي هذه على السلم‪ ،‬أولئك أعداء ال‪ ،‬ال ّ‬
‫المصار أني إنما بايعتهم ليعلموا الناس دينهم‪ ،‬ويبينوا لهم سنة نبّيهم صلى ال عليه وسلم‪] ،‬و[‪4‬‬
‫ي‪ 5‬عليهم"‪ .‬قال‪ :‬فخطب الناس‪ ،‬وأصيب يوم الربعاء لربع ليال بقين من ذي‬ ‫غم ّ‬
‫يرفعوا إلي ما ُ‬
‫الحجة ‪.6‬‬
‫وعن ابن شهاب‪ :‬قال‪" :‬كان عمر رضي ال عنه ل يأذن لسبي ‪ 7‬قد احتلم في دخول المدينة‪ ،‬حتى‬
‫كتب المغيرة بن شعبة‪ ،‬وهو على الكوفة يذكر له غلمًا عنده صانعًا‪ ،‬ويستأذنه ‪ 8‬أن يدخله المدينة‪،‬‬
‫ل كثيرة فيها نفع للناس‪ ،‬وإنه حداٌد نقاشٌ نجاٌر‪ ،‬فأذن له أن يرسله إلى المدينة‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬إن عنده أعما ً‬
‫وضرب عليه المغيرة مئة درهم كل شهر‪ ،‬فجاء إلى عمر يشتكي شدة ‪ 9‬الخراج‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬ما‬
‫ذا تحسن من العمل؟"‪ ،‬فذكر له العمال التي يحسن‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬ما خراجك كثير في ُكنه‬
‫عملك"‪ .‬فانصرف ساخطًا يتذمر‪ ،‬فلبث عمر ليالي‪ ،‬ثم إن العبد مّر به فدعاه‪ ،‬فقال‪" :‬ألم ُأحّدث عنك‬
‫أنك‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في المسند‪) :‬أناسًا(‪.‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬المراء(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬سقط من الصل‪.‬‬
‫عّمي(‪.‬‬‫‪ 5‬في المسند‪ ،‬ومناقب عمر‪) :‬ما ُ‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب‬ ‫‪ 6‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،214‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/192‬وإسناده صحيح‪ .‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫المساجد ومواضع الصلة ‪ ،1/396‬رقم‪.567 :‬‬
‫‪ 7‬في الصل‪) :‬لشيء(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 8‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يستأ(‪.‬‬
‫‪ 9‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )شد(‪.‬‬

‫) ‪(3/808‬‬

‫تقول‪ :‬لو أشاء ‪ 1‬لصنعت رحى تطحن بالريح؟"‪ .‬فالتفت العبد ساخطًا عابسًا إلى عمر‪ ،‬ومع عمر‬
‫رهط‪ ،‬فقال‪" :‬لصنعن لك رحى يتحدث الناس بها"‪ ،‬فلما ولي العبد أقبل عمر على الرهط الذين‬
‫معه فقال لهم‪" :‬أوعدني العبد آنفًا"‪ ،‬فلبث ليالي‪ ،‬ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه‬
‫سحر‪ ،‬فلم يزل هنالك حتى خرج عمر‬ ‫]في[‪ 2‬وسطه‪ ،‬فمكن في زاوية من زوايا المسجد في غلس ال ّ‬
‫يوقظ الناس ‪ 3‬للصلة ‪ -‬صلة الفجر ‪ -‬وكان عمر يفعل ذلك‪ ،‬فلما دنا منه عمر وثب عليه فطعنه‬
‫صّفاقين ‪ ،4‬وهي التي قتلته‪ ،‬ثم انحاز أيضًا على‬
‫ثلث طعنات‪ ،‬إحداهن تحت السرة قد خرقت ال ّ‬
‫ل‪ ،‬ثم انتحر بخنجره‪.‬‬
‫أهل المسجد فطعن من يليه‪ ،‬حتى طعن سوى عمر أحد عشر رج ً‬
‫فقال عمر حين أدركه النزف‪" :‬قولوا لعبد الرحمن بن عوف فليصل بالناس"‪ /117]/ .‬أ[ ثم غلب‬
‫عمر النزف حتى غشي عليه‪ .‬قال ابن عباس‪" :‬فاحتملت عمر في رهط حتى أدخلته بيته‪ ،‬ثم صلى‬
‫بالناس عبد الرحمن بن عوف فأنكر الناس صوت عبد الرحمن"‪ ،‬قال ابن عباس‪" :‬فلم أزل عند‬
‫عمر‪ ،‬ولم يزل في غشيٍة واحدٍة حتى أسفر‪ ،‬فلما أسفر أفاق فنظر في وجوهنا‪ ،‬فقال‪" :‬أصلى‬
‫س؟"‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪" :‬ل إسلم لمن ترك الصلة"‪ ،‬ثم دعا بَوضوٍء فتوضأ ثم صلى‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫النا ُ‬
‫"اخرج يا ابن عباس فسل ‪ 5‬من قتلني؟"‪ .‬فخرجت حتى فتحت باب الدار فإذا الناس مجتمعون‬
‫جاهلون بأمر عمر‪ ،‬فقلت‪ :‬من طعن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬لو شاء(‪.‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬اللناس(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬الصّفاق‪ :‬جلدة رقيقة تحت الجلد العلى وفوق اللحم‪) .‬النهاية ‪.(3/39‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬فلي(‪.‬‬

‫) ‪(3/809‬‬

‫أمير المؤمنين؟ فقالوا‪ :‬طعنه عدّو ال أبو لؤلؤة غلم المغيرة بن شعبة"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فدخلت فإذا عمر يمدني ‪ 2 ،1‬النظر يستأني خبر ما بعثني إليه‪ ،‬فقلت‪ :‬أرسلني أمير المؤمنين‬
‫لسأل من قتله‪ ،‬فكلمت الناس فزعموا أنه طعنه عدّو ال أبو لؤلؤة غلم المغيرة بن شعبة‪ ،‬ثم طعن‬
‫معه رهطًا ثم قتل نفسه‪ ،‬فقال‪" :‬الحمد ل الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند ال بسجدة سجدها له قط‪،‬‬
‫ما كانت العرب لتقتلني"‪.‬‬
‫جرحي هذا‪،‬‬ ‫ي طبيبًا ينظر إلى ُ‬
‫سُلوا إل َ‬
‫قال سالم‪" :‬فسمعت عبد ال بن عمر يقول‪ :‬قال عمر‪" :‬أر ِ‬
‫فأرسلوا إلى طبيب فسقى عمر نبيذًا فشبه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة‪،‬‬
‫فدعوت طبيبًا آخر من النصار من بني معاوية ‪ ،3‬فسقاه لبنًا فخرج اللبن من الطعنة أبيضًا فقال له‬
‫ت غير ذلك لكّذبُتك"‪،‬‬
‫الطبيب‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬اعهد"‪ .‬فقال‪" :‬صدقني أخو بني معاوية‪ ،‬ولو قل َ‬
‫قال‪ :‬فبكى عليه القوم حين سمعوا‪ ،‬فقال‪" :‬ل تبكوا علينا‪ ، ،‬من كان باكيًا فليخرج‪ ،‬ألم تسمعوا ما‬
‫ت ببكاء أهله عليه" ‪.4‬‬ ‫ب المي ُ‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ قال ‪ُ" :‬يَعّذ ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في طبقات ابن سعد‪ ،‬ومناقب عمر‪ ،‬والكنز‪) :‬يبد في(‪.‬‬
‫‪ 2‬المّد‪ :‬طموح البصر إلى الشيء‪) .‬القاموس ص ‪.(406‬‬
‫‪ 3‬معاوية بن مالك بن عوف بن مالك بن الوس‪) .‬جمهرة أنساب العرب ص ‪.(335‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،345 ،4/336‬وإسناده صحيح‪.‬‬

‫) ‪(3/810‬‬

‫وعن عبد ال بن عمر قال‪" :‬سمعت عمر يقول‪" :‬لقد طعنني أبو لؤلؤة وما أظنه إل كلبًا حتى طعنني‬
‫الثالثة"‪.1‬‬
‫عن ابن سعد‪ :‬أن عبد ال بن عوف ‪ 2‬طرح على أبي لؤلؤة خميصة ‪ 3‬كانت عليه فانتحر أبو لؤلؤة‪،‬‬
‫فحز عبد ال بن عوف رأسه"‪.4‬‬
‫طعن عمر رضي ال عنه اجتمع إليه البدرّيون‪ ،‬المهاجرون‬ ‫وعن جعفر بن محّمد عن أبيه قال‪" :‬لما ُ‬
‫والنصار‪ ،‬فقال لبن عباس‪" :‬أخرج إليهم فسلهم‪ ،‬عن مل منكم مشورة كان هذا الذي أصابني؟"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فخرج ابن عباس فسألهم‪ ،‬فقال القوم‪" :‬ل وال ولوددنا أن ال زاد في عمرك من أعمارنا"‪.5‬‬
‫وعن ابن عمر‪ :‬أن عمر كان يكتب إلى أمراء الجيوش‪ :‬ل تجلبوا علينا من العلوج أحدًا‪ ،‬جرت عليه‬
‫المواسي‪ ،‬فلما طعنه أبو لؤلؤة قال‪" :‬من هذا؟"‪ ،‬قالوا ‪" :6‬غلم المغيرة بن شعبة"‪ ،‬قال‪" :‬ألم أقل لكم‬
‫ل تجلبوا علينا من العلوج أحدًا‪ ،‬فغلبتموني؟"‪.7‬‬
‫وعن عبد ال بن ميمون ‪ 8‬قال‪ :‬رأيت عمر رضي ال عنه يوم طعن وعليه ثوب‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/348‬وفيه الواقدي‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،216‬والمتقي الهندي‪:‬‬
‫كْنز العمال ‪ ،12/658‬وعزاه لبن سعد‪.‬‬
‫‪ 2‬الزهري‪ ،‬أخو عبد الرحمن‪ ،‬أسلم يوم الفتح‪ ،‬وصحب النبي صلى ال عليه وسلم‪) .‬الصابة‬
‫‪.(4/116‬‬
‫خِميصة‪ :‬كساء أسود مرّبع له علمان‪) .‬القاموس ص ‪.(797‬‬ ‫‪ 3‬ال َ‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،348 ،3/347‬وفيه الواقدي‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.216‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/348‬وهو منقطع‪ ،‬وفيه الواقدي‪.‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬قال(‪ ،‬والمثبت من طبقات ابن سعد‪.‬‬
‫‪ 7‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/349‬وإسناده صحيح‪ ،‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/892‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪ ،216‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،12/685‬وعزاه لبن سعد‪.‬‬
‫‪ 8‬الودي‪.‬‬

‫) ‪(3/811‬‬

‫ل َقَدرًا ّمْقُدورًا{ ]الحزاب‪.1[38 :‬‬


‫ن َأْمُر ا ِ‬
‫أصفر‪ ،‬فخر‪ ،‬وهو يقول‪َ} :‬وَكا َ‬
‫وعن عبيد ال بن عبد ال ‪ 2‬حين طعن في غلس السحر‪ ،‬قال‪ :‬فاحتملته أنا ورهط كانوا معي في‬
‫المسجد حتى أدخلناه بيته‪ ،‬قال‪ :‬وأمر عبد الرحمن بن عوف أن يصلي بالناس‪ ،‬قال‪ :‬فلما دخل عمر‬
‫بيته غشي عليه من النزف‪ ،‬فلم يزل في غشيته حتى أسفر‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬فقال‪" :‬هل صلى الناس؟"‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلنا‪" :‬نعم"‪ .‬قال‪" :‬ل إسلم لمن ترك الصلة"‪ .‬قال‪ :‬ثم دعا بَوضوء‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬وصلى‪.‬‬
‫وقال عمر حين أخبر ‪ / 117] /‬ب[ أن أبا لؤلؤة هو الذي طعنه‪" :‬الحمد ل الذي قتلني من ل‬
‫يحاجني عند ال بصلة صلها"‪ .‬وكان مجوسّيا‪.3‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬أنا أّول من أتى عمر حين طعن فقال‪" :‬احفظ عني ثلثًا‬
‫ل مملوك لي‬ ‫ض في الكللة قضاء‪ ،‬ولم أستخلف‪ ،‬وك ّ‬ ‫إني أخاف أن ل يدركني الناس‪ ،‬أما ‪ 4‬أنا فلم أق ِ‬
‫عتيق"‪.‬‬
‫فقال الناس‪" :‬استخلف"‪ ،‬فقال‪" :‬أي ذلك أفعل ‪ 5‬فقد فعله من هو خير مني‪ ،‬إن أدع إلى الناس أمرهم‬
‫ي ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإن أستخلف فقد استخلف من ]هو[‪ 6‬خير مني أبو بكر‪.‬‬ ‫فقد تركه نب ّ‬
‫ت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫فقلت‪ :‬ابشر بالجنة صاحب َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/329‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،14/583‬وإسنادهما صحيح‪ ،‬فيه‬
‫العمش‪ ،‬مدلس‪ ،‬وقد عنعن‪ ،‬لكن روايته هنا محمولة على السماع‪ .‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال‬
‫‪ ،12/678‬وعزاه لبن سعد وابن أبي شيبة‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن عتبة الهذلي‪ ،‬ثقة‪ ،‬فقيه ثبت‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬توفي سنة أربع وتسعين‪) .‬التقريب ص ‪.(372‬‬
‫ي‪ ،‬صدوق‪.‬‬ ‫‪ 3‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/902‬وإسناده حسن‪ ،‬فيه إبراهيم بن المنذر الحزام ّ‬
‫)التقريب رقم‪.(253 :‬‬
‫‪ 4‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أ(‪.‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أفعا(‪.‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪.‬‬

‫) ‪(3/812‬‬
‫صحبته‪ ،‬ووليت إمرة المؤمنين‪ ،‬فقويت وأديت المانة‪ ،‬فقال‪" :‬أما تبشيرك بالجنة فل وال‬ ‫ت ُ‬ ‫فأطل َ‬
‫الذي ل إله إل هو‪ ،‬لو أن لي الدنيا بما فيها لفتديت ‪ 1‬به من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر‪،‬‬
‫ي‪ ،‬وأما ما ذكرت من‬ ‫وأما قولك‪ :‬في إمرة المؤمنين‪ ،‬فوال لوددت أن ذلك كفافًا‪ 2‬ل لي ول عل ّ‬
‫ي ال فذلك"‪.3‬‬‫صحبتي نب ّ‬
‫وعن عمرو بن ميمون قال‪" :‬إني لقائم ما بيني وبين ]عمر[‪ 4‬إل عبد ال بن عباس‪ ،‬غداة أصيب‪،‬‬
‫ل تقدم فكّبر‪ ،‬وربما قرأ بسورة‬ ‫وكان إذا مّر بين الصفين قال‪" :‬استوو"‪ ،‬حتى إذا لم يكن ‪ 5‬فيهن خل ً‬
‫يوسف‪ ،‬أو النحل‪ ،‬أو نحو ذلك في الركعة الولى حتى يجتمع الناس ‪ ،6‬فما هو إل أن كّبر فسمعته‬
‫ج بسكين ذات طرفين ل يمّر‪ 7‬على أحمٍد يمينًا‬ ‫يقول قتلني أو أكلني الكلب حتى طعنه‪ ،‬فطار العل ُ‬
‫ل‪ ،‬مات منهم سبعة‪ ،‬فلما رأى ذلك رجل من‬ ‫ل إل طعنه‪ ،‬حتى طعن ثلثة عشر رج ً‬ ‫ول شما ً‬
‫حَر نفسه‪ ،‬وتناول عمر رضي ال عنه بيد‬ ‫ج أنه مأخوذ َن َ‬‫المسلمين ‪ 8‬طرح عليه برنسًا‪ ،‬فلما ظن العل ُ‬
‫عبد الرحمن بن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ل(‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )كفا(‪.‬‬
‫ححه أحمد شاكر‬ ‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/353‬وأحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/295‬وإسنادهما صحيح‪ .‬وص ّ‬
‫في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،322 :‬وعبد الرزاق بنحوه من طريق آخر‪) .‬المصنف‬
‫‪.(10/302‬‬
‫‪ 4‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يكـ(‪.‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )النا(‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يمـ(‪.‬‬
‫‪ 8‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )المسلمـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/813‬‬

‫عوف فقدمه‪ ،‬فمن يلي عمر فقد رأى الذي رأى‪ ،‬وأما نواحي المسجد فإنهم ل يدرون‪ ،‬غير أنهم‬
‫فقدوا صوت عمر ‪ 1‬وهم يقولون‪" :‬سبحان ال‪ ،‬سبحان ال"‪.‬‬
‫فصلى بهم عبد الرحمن صلة خفيفة‪ ،‬فلما انصرفوا‪ ،‬قال‪" :‬يا ابن عباس انظر من قتلني"‪ ،2‬فجال‬
‫ساعة‪ ،‬ثم جاء فقال‪" :‬غلم المغيرة"‪ ،‬فقال‪" :‬نعم‪ ،‬قاتله ال لقد أمرت به معروفًا‪ ،‬الحمد ل الذي لم‬
‫يجعل ‪ 3‬منيتي بيد رجل يدعي السلم قد كنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة"‪ - .‬وكان‬
‫العباس ‪ 4‬أكثرهم رقيقًا ‪ -‬فقال‪" :‬إن شئت فعلت"‪ ،‬أي‪ :‬قتلناهم‪ ،‬قال‪" :‬تكذب؟"‪ ،‬بعدما تكلموا بلسانكم‬
‫وصّلوا قبلتكم‪ ،‬وحجوا حجتكم"‪ .‬فاحتمل إلى بيته‪ ،‬فانطلقنا معه‪ ،‬وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل‬
‫يؤمئٍذ‪ .‬فقال قائل‪ :‬ل بأس‪ ،‬وقائل يقول‪ :‬أخاف عليه‪ ،‬فأتى بنبيذ فشربه‪ ،‬فخرج من جوفه‪ ،‬فعرفوا ‪5‬‬
‫أنه ميت‪ ،‬فدخلنا عليه وجاء الناس يثنون عليه‪ ،‬وجاء رجل شاب‪ ،‬فقال‪" :‬أبشر يا أمير المؤمنين ‪6‬‬
‫بُبشرى ال لك‪ ،‬من صحبة رسول ال صلى ال عليه وسلم وقدم في السلم ما قد علمت‪ ،‬ثم وليت‬
‫فعدلت ‪ ،7‬ثم شهادة"‪.‬‬
‫فقال‪" :‬وددت أن ذلك كفافًا‪ 8‬ل علي ول لي‪ ،‬قال‪ :‬فلما أدبر إذا إزاره يمس الرض‪ ،‬قال‪" :‬رّدوا‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )عم(‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )قنا(‪.‬‬
‫‪ 3‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يجعا(‪.‬‬
‫‪ 4‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )العبـ(‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬فعرفوا(‪.‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )المؤمنـ(‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )فعدله(‪.‬‬
‫‪ 8‬في صحيح البخاري‪) :‬كفاف(‪ ،‬وفي مناقب عمر‪) :‬كان كفافًا(‪ ،‬وفي الصل هكذا ورد بالنصب‬
‫وله وجه من العربية‪.‬‬

‫) ‪(3/814‬‬

‫ي من‬‫علي الغلم‪ ،‬فقال‪ :‬يابن أخي ارفع ثوبك فإنه أتقى لرّبك‪ ،‬يا عبد ال بن عمر‪ ،‬انظر ما عل ّ‬
‫الدين‪" ،‬فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفًا أو نحوه‪ ،‬قال‪" :‬إن وفى له مال آل عمر فأّده من أموالهم‪،‬‬
‫وإل فسأل ‪ 1‬في بني عدي بن كعب‪ ،‬فإن لم تف أموالهم فسل في قريش‪ ،‬ول تعدهم إلى غيرهم‪ ،‬فأّد‬
‫عني هذا المال‪ ،‬انطلق إلى عائشة أم المؤمنين‪ ،‬فقل‪ :‬يقرأ عمر عليك السلم‪ ،‬ول تقل أمير المؤمنين‬
‫طاب أن يدفن مع صاحيبه"‪.‬‬ ‫‪ / 118] /‬أ[ فإني ليست اليوم للمؤمنين بأمير‪ ،‬وقل يستأذن عمر بن الخ ّ‬
‫طاب‬ ‫فمضى‪ ،‬وسلم‪ ،‬واستأذن‪ ،‬ثم دخل عليها‪ ،‬فوجدها قاعدة تبكي‪ ،‬فقال‪ :‬يقرأ عليك عمر بن الخ ّ‬
‫السلم‪ ،‬ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه"‪ .‬فقالت‪" :‬أريده لنفسي‪ ،‬ولوثرنه اليوم على نفسي‪ ،‬فلما‬
‫أقبل‪ ،‬قيل‪" :‬هذا عبد ال بن عمر‪ ،‬قد جاء"‪ ،‬قال‪" :‬ارفعوني"‪ ،‬فأسنده رجل إليه فقال‪" :‬ما لديك؟"‪،‬‬
‫ي من ذلك‪ ،‬فإذا أنا‬‫ب يا أمير المؤمنين‪ ،‬أذنت"‪ .‬قال‪" :‬الحمد ل‪ ،‬ما كان شيء أهّم إل ّ‬ ‫قال‪" :‬الذي تح ّ‬
‫طاب‪ ،‬فإن أذنت لي فأدخلوني‪ ،‬وإن رّدتني‬ ‫قضيت فاحملوني‪ ،‬ثم سّلم‪ ،‬وقل‪ :‬يستأذن عمر بن الخ ّ‬
‫فرّدوني إلى مقابر المسلمين‪.‬‬
‫وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها‪ ،‬فلما رأيناها قمنا‪ ،‬فولجت عليه‪ ،‬فبكت عنده ساعة‪،‬‬
‫ل لهم‪ ،‬فسمعنا بكاءها من الداخل‪ ،‬فقالوا ‪" :2‬أوص يا أميَر المؤمنين‬ ‫واستأذن الرجل فولجت داخ ً‬
‫ق بهذا المر من هؤلء النفر أو الذي توفي رسول ال صلى ال عليه‬ ‫استخلف"‪ .‬قال‪" :‬ما أجد أح ّ‬
‫ض‪ ،‬فسّمى‪ :‬علّيا‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وطلحة‪ ،‬والزبير‪ ،‬وسعدًا‪ ،‬وعبد الرحمن‬ ‫وسلم وهو عنهم را ٍ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في صحيح البخاري‪ ،‬ومناقب عمر‪) :‬فسل(‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬فقالوا(‪.‬‬

‫) ‪(3/815‬‬

‫ابن عوف‪ ،‬وقال‪ :‬يشهدكم عبد ال بن عمر‪ ،‬وليس ]له[‪ 1‬من المر شيء‪ ،‬كهيئة التعزية له‪ ،‬فإن‬
‫أصابت المرَة سعد فهو ذلك‪ ،‬وإل فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ول خيانة"‪.‬‬
‫وقال‪" :‬أوصي الخليفة من بعِدي بالمهاجرين الّولين أن يعرف لهم حقهم‪ ،‬ويحفظ لهم حرمتهم‪] ،‬و[‬
‫ن ِمن َقْبِلِهم{ ]الحشر‪ [9 :‬أن يقبل من‬
‫ليَما َ‬
‫ن َتَبّوُءوا الّداَر وا ِ‬
‫‪ 2‬أوصي بالنصار خيرًا‪} :‬اّلِذي َ‬
‫محسنهم‪ ،‬وأن يعفى عن مسيئهم‪ ،‬وأوصيه بأهل المصار خيرًا فإنهم ردء السلم‪ ،‬وجباة المال‪،‬‬
‫وغيظ العدو‪ ،‬وأن ل يؤخذ منهم إل فضلهم عن رضاهم‪ ،‬وأوصي بالعراب خيرًا‪ ،‬فإنهم أصل‬
‫العرب‪ ،‬ومادة السلم أن يأخذ ‪ 3‬من حواشي أموالهم‪ ،‬ويرد على فقرائهم‪ ،‬وأوصيه بذمة ال‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم‪ ،‬وأن يقاتل من ورائهم ول يكلفوا إل‬
‫طاقتهم"‪.‬‬
‫فلما قبض رضي ال عنه خرجنا به‪ ،‬فانطلقنا نمشي‪ ،‬فسّلم عبد ال بن عمر‪ ،‬وقال‪" :‬يستأذن عمر بن‬
‫طاب"‪ ،‬قالت‪" :‬أدخلوه"‪ ،‬فأدخل فوضع هنالك‪ ،‬مع صاحبيه"‪ .‬ذكره ابن الجوزي ‪ ،4‬وهو طريق‬ ‫الخ ّ‬
‫البخاري ‪.5‬‬
‫وقد جاء في حديث آخر عن عمرو بن ميمون‪ :‬أنه لما احتمل عمر إلى بيته صاح الناس‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫صُر ال‬‫جاَء َن ْ‬
‫"الصلة جامعة"‪ ،‬فدفعوا عبد الرحمن فصلى بهم أقصر سورتين من القرآن‪ِ} :‬إَذا َ‬
‫طْيَناك‬ ‫عَ‬‫ح{ ]النصر‪ ،[1 :‬و }ِإّنا َأ ْ‬
‫َوالَفْت ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬في صحيح البخاري )يؤخذ(‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.219 ،218 ،217‬‬
‫‪ 5‬سبق تخريجه ص ‪.958‬‬

‫) ‪(3/816‬‬

‫الَكْوَثَر{ ]الكوثر‪.1[1 :‬‬


‫وعن عبد ال بن عمر‪ ،‬قال‪" :‬سمعت عمر يقول ‪" :2‬أرسلوا إلى طبيب ينظر إلى جرحي هذا‪ ،‬قال‬
‫فأرسلوا إلى طبيب من العرب‪ ،‬فسقى عمر نبيذًا فشبه النبيذ بالّدّم حين خرج من الطعنة التي تحت‬
‫السرة‪ ،‬قال‪ :‬فدعوت طبيبًا من النصار من بني معاوية فسقاه لبنًا فخرج اللبن من الطعنة يصلد ‪3‬‬
‫طبيب‪" :‬يا أمير المؤمنين اعهد"‪ .‬فقال عمر‪" :‬صدّقني أخو بني معاوية‪ ،‬ولو قلت‬ ‫أبيض فقال هل ال ّ‬
‫غير ذلك كّذبتك"‪ .‬قال‪ :‬فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك‪ ،‬فقال‪" :‬ل تبكوا علينا‪ ،‬من كان باكيًا‬
‫فيخرج‪ ،‬ألم تسمعوا ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم؟"‪" :‬يعذب الميت ببكاء أهله عليه" ‪ ،‬فمن‬
‫ك من ولده‪ ،‬ول غيرهم"‪.4‬‬ ‫أجل ذلك كان عبد ال ل يقّر أن ُيبكى عنده على هال ٍ‬
‫وعن ابن عمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬دخلت على أبي فقلت ‪ :5‬سمعت الناس يقولون مقالة‬
‫ف‪ ،‬وأنك لو كان لك راعي إبل‪ ،‬أو راعي غنم‪ ،‬ثم‬ ‫فآليت أن أقولها لك‪ :‬زعموا أنك غير مستخل ٍ‬
‫جاءك وتركها رأيت أن قد ضيع‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،341 ،3/340‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/897‬والحارث في مسنده كما‬
‫في بغية الباحث ‪ ،623 ،2/622‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،4/151‬كلهم عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬وهو‬
‫مدّلس‪ ،‬وقد عنعن‪ ،‬والبوصيري في التحاف ‪ ،3/30‬وقال‪" :‬قلت‪ :‬في الصحيح طرف منه‪ ،‬وله‬
‫شاهد في المناقب"‪ .‬وابن حجر في المطالب العالية ‪ ،4/45‬وعزاه للحارث‪ ،‬وقال‪" :‬هذا حديث‬
‫صحيح أخرجه البخاري بأتم من هذا السياق"‪.‬‬
‫ت عبد ال بن عمر يقول‪ :‬قال عمر"‪.‬‬ ‫‪ 2‬في طبقات ابن سعد‪ ،‬ومسند أحمد‪) :‬فقال سالم‪ :‬سمع ُ‬
‫‪ 3‬في المسند‪ ،‬والطبقات‪) :‬صلدًا(‪ ،‬وفي مناقب عمر‪ ) :‬بصديد(‪.‬‬
‫ححه أحمد‬ ‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/346‬بأطول‪ ،‬وأحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/282‬وإسنادهما صحيح‪ ،‬وص ّ‬
‫شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪.294 :‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬حين(‪ ،‬والتصويب من الهامش‪.‬‬

‫) ‪(3/817‬‬

‫فرعاية الناس أشد‪ ،‬فوضع رأسه‪ ،‬ثم رفعه فقال‪" :‬إن ال يحفظ دينه‪ ،‬وإني ل أستخلف ‪/ 118] /‬‬
‫ب[ فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يستخلف‪ ،‬وإن أستخلف فإن أبا بكر رضي ال عنه قد‬
‫استخلف(‪ .‬فوال ما هو إل أن ذكر ‪ 1‬رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر‪ ،‬فعلمت أنه لم يكن‬
‫ليعدل برسول ال صلى ال عليه وسلم أحدًا‪ ،‬وأنه غير مستخلف"‪.2‬‬
‫وعن ابن عمر ‪ :3‬أن عمر رضي ال عنه قيل له‪" :‬أل تستخلف؟"‪ ،‬فقال‪" :‬إن أترك فقد ترك من هو‬
‫خير مني‪ ،‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر‬
‫رضي ال عنه"‪.4‬‬
‫وعن محّمد بن سعد‪ :‬أن مالك بن أنس قال ‪" :5‬استأذن عمر رضي ال عنه عائشة في حياته‪ ،‬فأذنت‬
‫ل فدعوها‪ ،‬فإني‬
‫له أن يدفن في بيتها‪ ،‬فلما حضرته الوفاة ‪ ،6‬قال‪ :‬إذا مت‪ ،‬فاستأذنوها فإن أذنت وإ ّ‬
‫أخشى أن تكون أذنت لي لسلطاني ‪ ،7‬فلما مات أذنت لهم"‪.8‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ذكـ(‪.‬‬
‫‪ 2‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/299‬وإسناده صحيح‪ .‬ومن طريقه وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق‬
‫صحيح‪،‬‬‫ححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،332 :‬وبنحوه مسلم‪ :‬ال ّ‬ ‫‪ ،175‬وص ّ‬
‫كتاب المارة ‪ ،3/1455‬رقم‪ .1823 :‬وقد مّر بنحوه ص‪.967 ،964 ،958 ،956 ،893 :‬‬
‫‪ 3‬مطموس سوى‪) :‬عم(‪.‬‬
‫ححه أحمد شاكر‬ ‫‪ 4‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/284‬عبد بن حميد‪ :‬المسند ‪ ،1/83‬وإسنادهما صحيح‪ ،‬وص ّ‬
‫في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،299 :‬ومسلم بنحوه‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المارة ‪ ،3/1454‬رقم‪:‬‬
‫‪.1823‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )قا(‪.‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الو(‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )لسلط(‪.‬‬
‫‪ 8‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/363‬وفيه الواقدي‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.221‬‬

‫) ‪(3/818‬‬

‫وعن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬لما طعن عمر رضي ال عنه كنت فيمن حمله حتى‬
‫أدخلناه الدار‪ ،‬فقال لي‪" :‬يا ابن أخي اذهب فانظر من أصابني‪ ،‬ومن أصاب معي"‪ ،‬فذهبت فجئت ‪1‬‬
‫لخبره فإذا البيت ملن‪ ،‬فكرهت أن أتخطى رقابهم‪ ،‬وكنت حديث السن فجلست‪ ،‬فإذا هو مسجى ‪،2‬‬
‫وجاء كعب‪ ،‬فقال‪" :‬وال لئن دعا أمير المؤمنين ليبقينه ال‪ ،‬وليرفعنه لهذه المة‪ ،‬حتى يفعل فيها كذا‬
‫وكذا"‪ ،‬حتى ذكر المنافقين فيمن ذكر‪ ،‬قلت‪ :‬أبلغه ما تقول؟‪ ،‬قال‪" :‬ما قلت إل وأنا أريد أن تبلغه"‪،‬‬
‫فتشجعت فقمت فتخطيت رقابهم حتى جلست عند رأسه‪ ،‬فقلت‪ :‬إنك أرسلتني بكذا ‪ 3‬يعني‪ :‬فأخبره‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وأصاب كليبًا‪ ،4‬وهو يتوضأ عند المهراس ‪ ،5‬وإن كعبًا‪6‬‬ ‫قال‪ :‬وأصاب معك ثلثة عشرة رج ً‬
‫يحلف بال بكذا‪ ،‬فقال‪" :‬ادعوا كعبًا‪ ،‬فدعي فقال‪ :‬ما تقول؟"‪ ،‬فقال‪" :‬أقول كذا وكذا"‪ ،‬قال‪" :‬ل وال‪،‬‬
‫ل أدعو‪ ،‬ولكن شقي عمر إن لم يغفر ال له"‪.7‬‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫وعن عمرو بن ميمون قال‪" :‬لما طعن عمر دخل عليه كعب فقال‪} :‬ال َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )فجئـ(‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )مسجـ(‪.‬‬
‫‪ 3‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )بكـ(‪.‬‬
‫‪ 4‬كليب بن البكير الليثي‪) .‬الصابة ‪.(5/313‬‬
‫‪ 5‬الِمهْراس‪ :‬حجر مستطيل منقور يتوضأ منه‪ ،‬ويدق فيه‪) .‬لسان العرب ‪.(6/248‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )كعـ(‪.‬‬
‫‪ 7‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/909‬وفي إسناده أبو جميع‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬مقبول"‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫‪ ،2172‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،170‬عن أبي جميح‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص‬
‫‪ ،222‬وقد مّر بنحوه ص ‪.944‬‬

‫) ‪(3/819‬‬

‫ن{ ]البقرة‪ ،[147 :‬قد أنبأتك أنك شهيد‪ ،‬فقلت‪ :‬من أين لي الشهادة‬
‫ن الُمْمَتِري َ‬
‫ن ِم َ‬
‫ل َتُكوَن ّ‬
‫ك َف َ‬
‫ِمن ّرّب َ‬
‫وأنا في جزيرة العرب؟!"‪.2 ،1‬‬
‫وعن المسور بن مخرمة‪ :‬أن ابن عباس دخل على عمر بعدما طعن فقال‪" :‬الصلة"‪ ،‬فقال‪" :‬نعم‪ ،‬ل‬
‫ب‪ 3‬دمًا‪.4‬‬
‫ح َيْثَع ُ‬
‫جْر ُ‬
‫حظ لمرئ في السلم أضاعَ الصلة"‪ ،‬فصلى وال ُ‬
‫وعن المسور بن مخرمة‪ :‬أن عمر رضي ال عنه لما طعن جعل ُيغمى عليه‪ ،‬فقيل‪" :‬إنكم لن‬
‫تفزعوه بشيء مثل الصلة‪ ،‬إن كانت به حياة"‪ .‬فقالوا‪" :‬الصلة ‪ 5‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬الصلة ‪ ،6‬قد‬
‫صليت"‪ ،‬فانتبه‪ ،‬فقال‪" :‬الصلة‪ ،‬هاَء ال إذا ول حظ في السلم ‪ 7‬لمن ترك الصلة"‪ ،‬فصلى وإن‬ ‫ُ‬
‫جرحه ليثعب دمًا"‪.8‬‬
‫وعن المسور بن مخرمة‪ ،‬قال‪" :‬لما طعن عمر رضي ال عنه جعل يْأَلم‪ ،‬فقال له ابن عباس‪ ،‬وكأنه‬
‫عه‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ول كل ذلك‪ ،‬ولقد‬
‫جّز ُ‬
‫ُي َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )العر(‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،342 ،3/341‬بأطول‪ ،‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/917‬وإسنادهما‬
‫صحيح‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.222‬‬
‫‪ 3‬يثعب‪ :‬يجري‪) .‬لسان العرب ‪.(1/236‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/44‬وإسناده صحيح‪ ،‬وعبد الرزاق‪ :‬المصنف‬ ‫‪ 4‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫‪ ،1/150‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/350‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،14/583‬وأحمد‪ :‬الزهد ص‪:‬‬
‫‪ ،124‬والبيهقي‪ :‬السنن ‪ ،1/357‬والللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة رقم‪ ،1528 :‬وأبو‬
‫نعيم‪ :‬االمعرفة ‪ ،1/25‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪.9/622‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬فانتبه قد صليت(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الصا(‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )السا(‪.‬‬
‫‪ 8‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/350‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.222‬‬

‫) ‪(3/820‬‬

‫ض‪ ،‬ثم صحبت‬ ‫صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأحسنت صحبته‪ ،‬ثم فارقته وهو عنك را ٍ‬
‫ض‪ ،‬ثم صحبتهم وأحسنت‬ ‫أبا بكر رضي ال عنه فأحسنت صحبته‪] ،‬ثم[‪ 1‬فارقته وهو عنك را ٍ‬
‫صحبتهم‪ ،‬ولئن فارقتهم لتفارَقّنهم وهم عنك راضون"‪.2‬‬
‫ي ]وأما ما‬
‫ن به عل ّ‬
‫ن من ال تعالى‪ ،‬م ّ‬
‫قال‪" :‬أما ما ذكرت من صحبة رسول ال ورضاه فذلك م ّ‬
‫ي[‪ 3‬وأما ما تراه‬‫ن به عل ّ‬
‫ن من ال ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬م ّ‬ ‫ذكرت من صحبة أبي بكر‪ ،‬ورضاه‪ ،‬فإنما ذاك م ّ‬
‫ع الرض ذهبًا‪ ،4‬لفتديت به من‬ ‫عي فذلك من أجلك ومن أجل أصحابك‪ ،‬وال لو أن لي طل َ‬ ‫جَز ِ‬
‫من َ‬
‫عذاب ال قبل أن أراه"‪.5‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬أنه دخل على عمر حين طعن فقال‪" :‬أبشر ‪ 6‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أسلمت مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حين كفر الناس‪ ،‬وقاتلت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حين خذله‬
‫ض‪ ،‬ولم يختلف في خلفتك رجلن"‪،‬‬ ‫ي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عنك را ٍ‬ ‫الناس‪ ،‬وُتُوّف َ‬
‫فقال عمر ‪" :7‬أعد"‪ ،‬فأعدت‪ ،‬فقال عمر‪" :‬المغرور من غررتموه‪ ،‬لو أن لي ما على ظهرها من‬
‫طلع"‪.9"8‬‬‫بيضاء وصفراء لفتديت ‪ / 119] /‬أ[ به من هول الُم ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )راضـ(‪.‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ذ(‪.‬‬
‫‪ 5‬سبق تخريجه ص ‪.735‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أبش(‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )عم(‪.‬‬
‫‪ 8‬المطلع‪ :‬يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الخرة عقيب الموت‪ ،‬فشّبهه‬
‫بالُمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال‪) .‬النهاية ‪.(3/133‬‬
‫‪ 9‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،13/20‬وإسناده حسن وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪.936 ،3/935‬‬

‫) ‪(3/821‬‬

‫ن جاء الناس يثنون عليه‪ ،‬ويودعونه‪ ،‬فقال عمر رضي ال‬ ‫طِع َ‬
‫وعن القاسم بن محّمد‪ :‬أن عمر لما ُ‬
‫ض‪ ،‬وصحبت‬ ‫عنه‪" :‬أبالمارة تزكونني؟"‪ ،‬لقد صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عني را ٍ‬
‫ي أبو بكر وأنا سامع مطيٌع‪ ،‬وما أصبحت أخاف على‬ ‫أبا بكر رضي ال عنه فسمعت وأطعت‪ ،‬وُتُوّف َ‬
‫ل إمارتكم هذه"‪.1‬‬ ‫نفسي إ ّ‬
‫وعن ابن عباس قال‪" :‬لما طعن عمر رضي ال عنه دخلت عليه‪ ،‬فقلت‪ :‬أبشر يا أمير المؤمنين‪ ،‬فإن‬
‫ي يا ابن عباس؟"‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫ال قد مصر بك المصار‪ ،‬فدفع بك النفاق"‪ ،‬قال‪" :‬أفي المارة تثني عل ّ‬
‫"وفي غيرها"‪ ،‬فقال‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها‪ ،‬ل أجَر ول‬
‫ِوْزر"‪.2‬‬
‫وعن أسلم أن عمر رضي ال عنه حين طعن قال‪" :‬لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لفتديت به‬
‫من كرب ساعة ‪ -‬يعني‪ :‬بذلك الموت ‪ -‬فكيف ولم أرد النار بعد"‪.3‬‬
‫ي رضي ال عنه فسمعنا الصيحة على عمر‪ ،‬قال‪ :‬فقام وقمت‬ ‫وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬كنت مع عل ّ‬
‫معه‪ ،‬فدخلنا عليه البيت الذي هو فيه فقال‪" :‬ما هذا الصوت؟"‪ ،‬فقالت له امرأٌة‪" :‬سقاه الطبيب نبيذًا‬
‫فخرج وسقاه ‪ 4‬لبنًا‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،14/584‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/355‬وإسنادهما صحيح إلى القاسم‪،‬‬
‫وهو منقطع بين القاسم وعمر بن الخطاب‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،223‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز‬
‫العمال ‪.12/677‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/351‬ابن شبه‪ :‬وتاريخ المدينة ‪ ،3/915‬وإسنادهما حسن‪ ،‬فيه سماك‬
‫الحنفي ل بأس به‪ .‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ص ‪ ،52‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،171‬وابن‬
‫الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.224‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،224‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬وسقا(‪.‬‬

‫) ‪(3/822‬‬

‫ل‪ ،‬فافعل"‪ .‬فقالت أم كلثوم‪" :‬واعمراه"‪ ،‬وكان معها‬ ‫س‪ ،‬فما كنت فاع ً‬
‫فخرج‪ ،‬فقال‪ :‬ل أرى أن تم ّ‬
‫نسوة فبكين معها فارتج ‪ 1‬البيت بكاء‪ ،‬فقال‪" :‬وال لو أن لي ما في الرض من شيء لفتديت به‬
‫من هول المطلع"‪.‬‬
‫ل َواِرُدَها{‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬وال إني لرجو أن ل تراها إل مقدار ما قال ال عزوجل‪َ} :‬وِإن ّمْنُكم ِإ ّ‬
‫]مريم‪ ،[71 :‬كنت ما علمنا لمير المؤمنين‪ ،‬وسيد المؤمنين‪ ،‬تقضي بكتاب ال‪ ،‬وتقسم بالسوية‪،‬‬
‫ت فضرب على‬ ‫فأعجبه قولي فاستوى جالسًا‪ ،‬فقال‪" :‬أتشهد لي بهذا يا بن عباس؟"‪ ،‬قال‪" :‬فكفف ُ‬
‫كتفي‪ ،‬فقال‪" :‬أتشهد لي؟"‪ ،‬قلت‪" :‬نعم‪ .‬أشهد"‪.2‬‬
‫ي وابن عباس‪ ،‬ورأسه في حجر عبد ال بن‬ ‫وعن قيس بن أبي حازم قال‪" :‬لما طعن عمر دخل عل ّ‬
‫عمر‪ ،‬فدعا بنبيٍذ فشرب منه‪ ،‬فخرج من طعنته فقال بعضهم‪" :‬نبيٌذ‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬دم‪ ،‬فدعا بشربة‬
‫من لبن فشرب منه‪ ،‬فخرج بياض اللبن‪ ،‬فعرف أنه ميت‪ ،‬فقال لبن عمر‪" :‬ضع رأسي ثكلتك أمك‬
‫فوضع رأسه‪ ،‬فقال‪" :‬لو كان لي ما بين المشرق والمغرب لفتديت به من هول المطلع"‪ ،‬فقال له‬
‫ابن عباس‪" :‬وِلَم يا أمير المؤمنين؟‪ ،‬فوال لقد كان إسلمك عّزا وإمارتك فتحًا‪ ،‬ولقد ملت الرض‬
‫ي بن أبي طالب‪" :‬قل نعم‪.‬‬ ‫ل"‪ .‬فقال‪" :‬تشهد لي بذلك يا ابن عباس؟"‪ ،‬فكأنه كره ذلك‪ ،‬فقال له عل ّ‬
‫عد ً‬
‫وأنا معك"‪.3‬‬
‫__________‬
‫ج‪ :‬التحريك‪ ،‬والتحّرك‪ ،‬والهتزاز‪) .‬القاموس ص ‪.(243‬‬ ‫‪ 1‬الّر ّ‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/351‬وإسناده ضعيف‪ ،‬فيه كثير الّنواء‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫‪ ،(5605‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،173 ،172‬عن ابن سعد‪ ،‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪ ،224‬وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري ‪.7/52‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،225 ،224‬بدون إسناد‪.‬‬

‫) ‪(3/823‬‬

‫وعن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪ :‬لما طعن عمر رضي ال عنه كنت قريبًا منه فمسست‬
‫ي نظرة جعلت أرحمه منها‪ ،‬قال‪" :‬وما علمك‬ ‫بعض جلده‪ ،‬فقلت‪ :‬جلد ل تسمه النار أبدًا‪ ،‬فنظر إل ّ‬
‫بذلك؟"‪ ،‬قلت‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأحسنت صحبته‪ ،‬وفارقته‬
‫ض‪ ،‬وصحبت أبا بكر رضي ال عنه‪ ،‬بعده فأحسنت صحبته‪ ،‬وفارقته وهو عنك‬ ‫وهو عنك را ٍ‬
‫ض‪ ،‬وصحبت المسلمين وفارقتهم ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬وهم عنك ‪ /119] /‬ب[ راضون‪ ،‬قال‪" :‬أما ما‬ ‫را ٍ‬
‫ي‪ ،‬وأما ما ذكرت من‬ ‫ن من ال تعالى عل ّ‬
‫ذكرت من صحبتي رسول ال صلى ال عليه وسلم فم ّ‬
‫ن من ال‪ ،‬لو أن لي ما في الرض لفتديت به عن عذاب ال قبل أن ألقاه أو‬ ‫صحبتي أبا بكر‪ ،‬فم ّ‬
‫أراه"‪.1‬‬
‫وعن عبد ال بن الزبير ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬ما أصابنا حزن منذ اجتمع عقلي منذ حزن‬
‫طاب رضي ال عنه ليلة طعن‪ ،‬قال‪ :‬صلى بنا الظهر والعصر والمغرب‬ ‫أصابنا على عمر بن الخ ّ‬
‫ل‪ ،‬فلما كان الفجر صلى بنا رجل أنكرنا تكبيره‪ ،‬فإذا عبد الرحمن‬ ‫والعشاء أسّر الناس‪ ،‬وأحسنه حا ً‬
‫ل الفجر‬ ‫بن عوف‪ ،‬فلما انصرفنا قيل‪ :‬طعن أمير المؤمنين‪ ،‬فانصرف الناس وهو في دمه لم يص ّ‬
‫بعد‪ ،‬فقيل‪" :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،2‬الصلة الصلة"‪ ،‬قال‪" :‬الصلة‪ ،‬هاء ال ‪ 3‬إذ ل حظ لمرئ في‬
‫السلم ضيع صلته"‪ .‬قال‪ :‬ثم وثب يقوم فانبعث الدم من جرحه‪ ،‬وانبعث جرحه دمًا‪ ،‬فقال‪" :‬هاتوا‬
‫لي عمامة"‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1350‬تعليقًا‪ ،‬ووصله السماعيلي في المستخرج‬
‫كما في تغليق التعليق ‪ ،66 ،4/65‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪،173‬‬
‫وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،225‬وقد مّر عن المسور بن مخرمة ص ‪.772 ،771‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )المؤ(‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬ص ‪.937‬‬

‫) ‪(3/824‬‬

‫يعصب بها جرحه‪ ،‬ثم صلى‪ ،‬فلما صلى قال‪:‬‬


‫ي بن أبي طالب‪" :‬ل وال‪ ،‬ل ندري من الطاعن من‬ ‫"يا أيها الناس على مل منكم ‪1‬؟"‪ ،‬فقال له عل ّ‬
‫خلق ال‪ ،‬أنفسنا تفتدي نفسك‪ ،‬ودماؤنا تفدي دمك"‪ ،‬فالتفت إلى عبد ال بن عباس‪ ،‬فقال‪" :‬اخرج‬
‫فاسأل الناس ما بالهم وأصدقني الحديث"‪ ،‬فخرج ثم جاء فقال‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أبشر بالجنة‪ ،‬ل‬
‫وال‪ ،‬ما رأيت عينًا‪ 2‬تطرف من خلق ال من ذكر ول أنثى إل باكية عليك‪ ،‬يفدونك بالباء‪،‬‬
‫ل‪ ،‬فهم في دمائهم‬
‫والمهات‪ ،‬طعنك عبُد المغيرة بن شعبة المجوسي‪ ،‬وطعن معك اثني عشر رج ً‬
‫ض‪ ،‬فتهنأك يا أمير المؤمنين الجنة‪ ،‬فقال‪" :‬غّر بهذا غير يا ابن‬‫حتى يقضي ال فيهم ما هو قا ٍ‬
‫عباس"‪ ،‬قال‪ :‬وِلَم ل أقول لك يا أمير المؤمنين؟ فوال إن كان إسلمك لعّزا وإن كانت هجرتك‬
‫ل‪ ،‬وقد قتلت مظلومًا"‪.‬‬ ‫لفتحًا‪ ،‬وإن كان وليتك لعد ً‬
‫ي بن‬
‫ثم التفت إلى ابن عباس فقال‪" :‬أتشهد لي بذلك عند ال يوم القيامة؟"‪ ،‬فكأنه تلكأ‪ ،‬قال‪ :‬يقول عل ّ‬
‫أبي طالب من جانبه‪" :‬نعم‪ ،‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬نشهد لك بذلك عند ال يوم القيامة"‪ ،‬ثم التفت إلى ابنه‬
‫عبد ال بن عمر ‪ 3‬فقال‪" :‬ضع خدي على الرض"‪ ،‬فلم أعج ‪ 4‬لها‪ ،‬وظننت أن ذلك اختلس من‬
‫عقله‪ ،‬فقالها مرة أخرى‪" :‬ضع خدي إلى الرض ل أم لك"‪ ،‬فعرفت أنه مجتمع العقل‪ ،‬ولم يمنعه هو‬
‫إل مما به من الغلبة‪ ،‬قال‪ :‬فوضعت خده إلى الرض‪ ،‬قال‪ :‬حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته‬
‫خارجة من بين‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل " مامنكم " وهو تحريف ‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )عينـ(‪.‬‬
‫‪ 3‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )عمـ(‪.‬‬
‫جوجة‪ :‬لم يكترث له‪) .‬لسان العرب ‪.(2/336‬‬ ‫عْي ُ‬
‫ج بقوله عيجًا و َ‬
‫‪ 4‬ما عا َ‬

‫) ‪(3/825‬‬

‫أضغاث ‪ 1‬التراب‪ ،‬قال‪ :‬وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينه قال‪ :‬فأصغيت أذني لسمع ما‬
‫يقول‪ ،‬قال‪ :‬فسمعته يقول‪" :‬يا ويل عمر‪ ،‬وويل أمه إن لم يتجاوز ال عنه"‪.2‬‬
‫طاب رضي ال عنه لما طعن قال له الناس‪" :‬يا‬ ‫وعن عبد ال بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخ ّ‬
‫ب الشراب إليه‪،‬‬ ‫أمير المؤمنين‪ ،‬لو شربت شربة"‪ .‬قال‪" :‬اسقوني نبيذًا"‪ ،‬وكان ‪ / 120] /‬أ[ من أح ّ‬
‫جرحه من صديد الدم فلم يتبين لهم ذلك أنه شرابه الذي شرب‪ ،‬فقالوا‪" :‬لو‬ ‫قال‪ :‬فخرج النبيذ من ُ‬
‫جرحه‪ ،‬فلما رأى بياضه بكى وأبكى ‪ 3‬من حوله‬ ‫شربت لبنًا"‪ ،‬فأتي به فلما شرب اللبن خرج من ُ‬
‫ن لو أن لي ما طلعت عليه الشمس‪ ،‬لفتديت به من هول المطلع"‪،‬‬ ‫من الصحابة‪ ،‬وقال‪" :‬هذا حي ٌ‬
‫قالوا‪" :‬ما أبكاك إل هذا؟"‪ ،‬قال‪" :‬ما أبكاني غيره"‪ .‬قال‪ :‬فقال ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪" :-‬يا‬
‫ل‪،‬‬‫ت الرض عد ً‬ ‫أمير المؤمنين وال إن كان إسلمك لنصرًا‪ ،‬وإن كانت إمارتك لفتحًا‪ ،‬وال لقد مل َ‬
‫ما من اثنين يختصمان إليك إل انتهيا إلى قولك"‪ .‬فقال عمر رضي ال عنه‪" :‬أجلسوني"‪ ،‬فلما جلس‬
‫ي كلمك"‪ ،‬فلما أعاد عليه قال‪" :‬أتشهد لي بهذا عند ال عزوجل يوم‬ ‫قال لبن عباس‪" :‬أعد عل ّ‬
‫القيامة؟"‪ ،‬فقال ابن عباس‪" :‬نعم"‪ .‬ففرح عمر بذلك وأعجبه ‪.4‬‬
‫__________‬
‫ث‪ ،‬والثمام‪ ،‬وربما استعير‬ ‫ضغث‪ :‬قبضة من قضبان مختلفة أصل واحد‪ ،‬مثل‪ :‬السل‪ ،‬والكرا ِ‬ ‫‪ 1‬ال ّ‬
‫ذلك في الشعر‪) .‬لسان العرب ‪.(2/164‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،226 ،225‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬بكى(‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/354‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،37 ،12/36‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق‬
‫جـ ‪ /13‬ق ‪ ،175‬من طريق ابن سعد‪ .‬وهو ضعيف لنقطاعه بين عبد ال بن عبيد ال وعمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،227‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪.678 ،12/677‬‬

‫) ‪(3/826‬‬

‫وعن ابن سيرين‪ :‬قال‪" :‬لما طعن عمر رضي ال عنه جعل الناس يدخلون إليه‪ ،‬فقال لرجل‪:‬‬
‫"انظر"‪ ،‬فأدخل يده فنظر‪ ،‬فقال‪" :‬ما وجدت؟"‪ ،‬فقال‪" :‬إني أجده قد بقي من وتينك ‪ 1‬ما تقضي منه‬
‫حاجتك"‪ ،‬قال‪" :‬أنت أصدقهم وخيرهم"‪ ،‬فقال رجل‪" :‬وال إني لرجو أن ل تمس النار جلدك أبدًا"‪،‬‬
‫قال‪ :‬فنظر إليه حتى أوينا ‪ 2‬له ‪ ،3‬ثم قال‪" :‬إن علمك بذلك يا ابن فلن لقليل‪ ،‬لو أن لي ما في‬
‫طلع"‪.4‬‬‫الرض لفتديت به من هول الُم ّ‬
‫غلب على عقلي فاحفظ عني اثنين لم أستخلف أحدًا‪ ،‬ولم أقض في‬ ‫قال ابن عباس‪ :‬فقال عمر‪" :‬إن ُ‬
‫الكللة شيئًا"‪.5‬‬
‫وذكر أبو القاسم الصفهاني في )سيرة السلف(‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬لما طعن عمر دخلت عليه‬
‫صر بك المصار‪ ،‬ودفع بك النفاق‪ ،‬وأفشى بك الرزق‪،‬‬ ‫فقلت‪ :‬أبشر يا أمير المؤمنين فإن ال قد م ّ‬
‫ي؟"‪ ،‬فقلت‪ :‬وفي غيرها‪ ،‬قال‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لوددت أني خرجت‬ ‫فقال‪" :‬أفي المارة تثني عل ّ‬
‫منها‬
‫__________‬
‫عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه‪) .‬القاموس ص ‪.(1596‬‬ ‫‪ 1‬الوتين‪ِ :‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬ابنا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫ق له‪) .‬القاموس ص ‪.(1628‬‬ ‫‪ 3‬أوى له‪َ :‬ر ّ‬
‫‪ 4‬سك ‪ ،3/352‬ومن طريقه وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،175‬وهو حسن فيه هوذة بن‬
‫خليفة وهو صدوق‪) .‬التقريب رقم‪ ،(7327 :‬لكنه منقطع بين محّمد بن سيرين وعمر بن الخطاب‪،‬‬
‫وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،227‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،12/685‬وعزاه لبن سعد‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/352‬وإسناده حسن فيه هوذة بن خليفة وهو صدوق‪ .‬والثر مّر بنحوه‬
‫ص ‪.893‬‬

‫) ‪(3/827‬‬

‫كما دخلت ل أجر ول وزر"‪.1‬‬


‫طاب رضي ال عنه‬ ‫وذكر أبو القاسم الصفهاني عن عمرو بن ميمون قال‪" :‬شهدت عمر بن الخ ّ‬
‫ف الذي يليه‪،‬‬
‫ص ّ‬‫ف المقدم إل هيبته‪ ،‬وكان مهيبًا وكنت في ال ّ‬
‫ص ّ‬
‫حين طعن‪ ،‬فما منعني أن أكون في ال ّ‬
‫ل متقدمًا من‬‫ف[‪ 2‬المقدم بوجهه فإذا رأى رج ً‬‫ص ّ‬
‫وكان عمر رضي ال عنه ل يكّبر حتى يستقبل ]ال ّ‬
‫ف‪ ،‬أو متأخرًا ضربه بالّدّرة فذلك الذي منعني منه"‪.3‬‬ ‫ص ّ‬
‫ال ّ‬
‫قال‪ :‬وفي رواية المسور بن مخرمة‪ :‬لما طعن عمر دخلت فأخذت بعضادتي ‪4‬الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف‬
‫ترونه؟ قالوا‪" :‬كما ترى"‪ ،‬قلت‪" :‬فأيقضوه بالصلة‪ ،‬فإنكم لن توقضوه بشيء أفزع له من الصلة‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬الصلة يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪" :‬الصلة‪ ،‬ل حظ في السلم لمن ترك الصلة"‪ ،‬ثم قام فصلى‬
‫وجرحه يثعب دمًا‪.5‬‬
‫وعن عمرو بن ميمون‪ ،‬قال‪" :‬أصيب عمر يوم أصيب وعليه إزار أصفر‪ ،‬فسمعته يقول‪] :‬حين[‪6‬‬
‫ن َأْمُر ال َقَدرًا ّمْقُدورًا{ ]الحزاب‪.7[38 :‬‬
‫س الحديد‪َ} :‬وَكا َ‬
‫وجد م ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،132‬وقد سبق تخريجه ص ‪.975‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،149‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/340‬بأطول‪ ،‬وأبو نعيم‪:‬‬
‫الحلية ‪ ،4/150‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬وهو مدّلس‪ ،‬وقد عنعن‪ ،‬وقد سبق تخريجه ص ‪،870‬‬
‫‪.879‬‬
‫‪ 4‬عضادتا الباب‪ :‬الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل ومنه شماله‪) .‬لسان العرب ‪.(3/294‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،149‬والثر سبق تخريجه ص ‪.974‬‬
‫‪ 6‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 7‬سبق تخريجه ص ‪.963‬‬

‫) ‪(3/828‬‬

‫قلت‪ :‬تضمن أمر عمر أحكامًا‪:‬‬


‫الّول‪ :‬ل يكره اليثار بالقرب‪ ،‬والمكان الفضيل في الحياة والموت‪ ،‬خلفًا لبعضهم ‪.1‬‬
‫الّثاني‪ :‬إذا بذل ل يكره القبول‪ ،‬خلفًا لمن نهى عنه ‪.2‬‬
‫الّثالث‪ :‬من قتل مظلومًا يغسل‪ ،‬ويكفن‪ ،‬ويصّلى عليه‪ ،‬وهو الصحيح عندنا ‪.3‬‬
‫الّرابع‪ :‬الجريح تجوز له الصلة بجرحه ودمه ‪.4‬‬
‫الخامس‪ :‬أن تارك الصلة يكفر وهو إحدى الروايتين ‪ 5‬عن أحمد‪ ،‬فيقتل كفرًا ل يغسل ول يصلى‬
‫عليه ‪.6‬‬
‫والّثانية‪ :‬ل يكفر‪ ،‬ويقتل لتركها حدًا كالزنى ونحوه يغسل ‪ 7‬ويصلى عليه‪ / 120] / .‬ب[‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،3/233‬ابن مفلح‪ :‬الفروع ‪ ،107 ،2/106‬البهوتي‪ :‬الروض المربع‬
‫مع الحاشية ‪.2/483‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،3/233‬ابن مفلح‪ :‬الفروع ‪ ،107 ،2/106‬البهوتي‪ :‬الروضة المربع‬
‫مع الحاشية ‪.2/483‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،476 ،3/475‬ابن مفلح‪ :‬الفروع ‪ ،2/213‬المرداوي‪ :‬النصاف‬
‫‪.2/503‬‬
‫‪ 4‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري ‪.1/281‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬الرواتين(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،3/351‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪ ،328 ،1/327‬الحجاوي‪ :‬منتهى الرادات‬
‫‪.2/499‬‬
‫‪ 7‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،3/355‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.10/327‬‬

‫) ‪(3/829‬‬

‫الباب الثمانون‪ :‬وصاياه ونيه عن الندب‬


‫‪...‬‬
‫الباب الثمانون‪ :‬في ذكر وصاياه ونهيه عن الّندب‬
‫في الصحيح عن عمرو بن ميمون عن عمر قال‪" :‬أوصيه ‪ -‬يعني الخليفة من بعده ‪ -‬بذمة ال وذمة‬
‫ل طاقتهم"‪.1‬‬ ‫رسول ال أن ُيوَفى لهم بعهدهم‪ ،‬وأن يقاتل من ورائهم‪ ،‬ول ُيكّلفوا إ ّ‬
‫وعن عمرو بن ميمون قال‪ :‬قال عمر‪" :‬أوصي الخليفة بالمهاجرين الّولين‪ ،‬أن ُيعرف لهم حقهم‪،‬‬
‫ل أن يهاجر النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫وأوصي الخليفة بالنصار الذين تبوءوا الدار واليمان من قب ِ‬
‫أن يقبل من محسنهم‪ ،‬وأن يعفى عن مسيئهم"‪.2‬‬
‫ي عمر رضي ال عنه كتابًا‪ ،‬فقال‪" :‬إذا اجتمع الناس على رجل فادفع‬ ‫وعن ابن عمر قال‪" :‬دفع إل ّ‬
‫إليه هذا الكتاب‪ ،‬وأقرأه مني السلم‪ ،‬فإذا فيه أوصي الخليفة من بعدي بتقوى ال‪ ،‬وأوصيه‬
‫صُرو َ‬
‫ن‬ ‫ضَوانًا َوَين ُ‬
‫ن ال َوِر ْ‬
‫ل ّم َ‬
‫ضً‬‫ن َف ْ‬ ‫جوا من ِدَياِرِهم َوَأْمَواِلِهم َيْبَتُغو َ‬ ‫خِر ُ‬
‫ن ُأ ْ‬
‫بالمهاجرين الّولين }اّلِذي َ‬
‫سوَلُه{ ]الحشر‪ ،[9-8 :‬أن يعرف لهم حقهم‪ ،‬ويحفظ لهم كرامتهم‪ ،‬وأوصيه بالنصار خيرًا‪،‬‬ ‫ال َوَر ُ‬
‫حاجًَة ّمّما‬‫صُدوِرِهم َ‬ ‫ن ِفي ُ‬‫جُدو َ‬
‫ل َي ِ‬
‫جَر ِإَلْيُهم َو َ‬
‫ن َها َ‬ ‫ن َم ْ‬
‫حّبو َ‬‫ن ِمن َقْبِلِهم ُي ِ‬‫ليَما َ‬‫ن َتَبّوُءوا الّداَر وا ِ‬
‫}اّلِذي َ‬
‫ن{ ]الحشر‪ [9-8 :‬أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم‪ ،‬وأن‬ ‫حو َ‬‫ُأوُتوا{ ‪ ،‬إلى قوله‪} :‬الُمْفِل ُ‬
‫يشركوا في المر‪ ،‬وأوصيه بذمة ال وذمة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أن يوفي بعهدهم‪ ،‬ول‬
‫يكلفوا فوق طاقتهم‪ ،‬وأن يقاتل من روائهم"‪.3‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سبق تخريجه ص ‪.968 ،957‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التفسير ‪ ،4/1854‬رقم‪.4606 :‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،228‬بدون إسناد‪.‬‬

‫) ‪(3/830‬‬
‫ت المدينَة العام الذي أصيب فيه عمر‪ ،‬قال‪ :‬فخطب‬ ‫ت فأتي ُ‬
‫وعن جويرية ‪ 1‬بن قدامة قال‪" :‬حجج ُ‬
‫فقال‪" :‬إني رأيت ديكًا أحمر نقرني نقرتين‪ ،‬أو نقرة"‪ .2‬وكان من أمره أنه طعن‪ ،‬فأذن للناس عليه‪،‬‬
‫فكان أّول من دخل عليه أصحاب النِبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم أهل المدينة‪ ،‬ثم أهل الشام‪ ،‬ثم أهل‬
‫ت فيمن دخل‪ ،‬قال‪ :‬فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه‪ ،‬وبكوا‪ ،‬قال‪ :‬فلما دخلنا عليه‪،‬‬ ‫العراق‪ ،‬فخل ُ‬
‫وقد عصب بطنه بعمامة سوداَء‪ ،‬والدم يسيل‪ ،‬قال‪ :‬فقلنا‪ :‬أوصنا‪ ،‬قال‪ :‬وما سأله الوصية أحد غيرنا‪،‬‬
‫فقال‪" :‬عليكم بكتاب ال‪ ،‬فإنكم لن تضلوا ما اّتبعتموه"‪ .‬فقلنا‪ :‬أوصنا‪ ،‬فقال‪" :‬أوصيكم بالمهاجرين‬
‫شْعب السلم الذي لجئ ‪ 3‬إليه‪ ،‬وأوصيكم‬ ‫فإن الناس سيكثرون ويقلون‪ ،‬وأوصيكم بالنصار فإنهم َ‬
‫بالعراب‪ ،‬فإنهم أصلكم‪ ،‬ومادتكم‪ ،‬وأوصيكم بأهل ذمتكم فإنها عهد نبّيكم ورزق عيالكم قوموا‬
‫عني"‪ .‬فما زاد على هؤلء الكلمات"‪.4‬‬
‫وعن عمرو بن ميمون قال‪" :‬شهدت عمر رضي ال عنه يوم طعن‪ ،‬فقال‪" :‬ادعوا لي علّيا‪،‬‬
‫وعثمان‪ ،‬وطلحة‪ ،‬والزبير‪ ،‬وابن عوف‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص"‪ ،‬فلم يكلم أحدًا منهم غير عل ّ‬
‫ي‬
‫ي لعل هؤلء القوم يعرفون لك حّقك‪ ،‬وقرابتك من رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وعثمان‪ ،‬فقال‪" :‬يا عل ّ‬
‫وسلم وصهرك‪ ،‬وما آتاك ال من الفقه والعلم‪ ،‬إن وليت هذا المر فاتق ال"‪ ،‬ثم دعا عثمان‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"يا عثمان‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬جويره(‪.‬‬
‫‪ 2‬قوله‪) :‬نقرتين(‪ ،‬تكرر في الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬نجا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،337 ،336‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،310 ،1/309‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة‬
‫‪ ،3/936‬وأسانديهم صحيحة‪ .‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،11/73‬وأصله البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب‬
‫الجزية ‪ ،3/1154‬رقم‪ ،2991 :‬والتاريخ الكبير ‪.2/241‬‬

‫) ‪(3/831‬‬

‫ل هؤلء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول ال صلى ال عليه وسلم وسنك وشرفك‪ ،‬فإن‬ ‫عّ‬
‫ل بالناس ثلثًا‪،‬‬
‫وليت هذا المر فاتق ال فيهم"‪ ،‬ثم قال‪" :‬ادعوا لي صهيبًا"‪ ،‬فدعي له‪ ،‬فقال‪" :‬ص ّ‬
‫ولَيخل هؤلء القوم في بيت‪ ،‬فإذا اجتمعوا على رجل‪ ،‬فمن خالف فاضربوا رقبته"‪ .‬فلما خرجوا من‬
‫ح‪ 1‬يسلك بهم الطريق"‪ .‬فقال له ابنه‪" :‬فما يمنعك يا أمير المؤمنين؟"‪،‬‬ ‫عنده‪ ،‬قال‪" :‬إن يولوها الجل َ‬
‫قال‪" :‬إني أكره أن أتحملها حّيا ومّيتا"‪.2‬‬
‫وعن ابن عمر‪ :‬أن عمر رضي ال عنه أوصى إلى حفصة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬فإن ماتت فإلى‬
‫الكابر من آل عمر ‪ / 121] / .3‬أ[‪.‬‬
‫عّماله سنًة‪ ،‬فأقرهم عثمان سنة"‪.5‬‬
‫وقال ابن سعد ‪" :4‬أوصى عمر أن ُتقّر ُ‬
‫وعن الشعبي‪ ،‬قال‪" :‬كتب عمر رضي ال عنه في وصيته أن ل يقر عامل أكثر من سنة‪ ،‬فأقروا‬
‫الشعري ‪ -‬يعني أبا موسى ‪ -‬أربع سنين"‪.6‬‬
‫ل يحّدث محّمدا قال‪" :‬كانت‬ ‫وعن ابن عون ‪ ،7‬قال‪" :‬سمعت رج ً‬
‫__________‬
‫ي بن أبي‬
‫ح‪ :‬محّركة‪ :‬انحسار الشعر عن جانبي الرأس‪) .‬القاموس ص ‪ ،(275‬وهو عل ّ‬ ‫جَل ُ‬
‫‪ 1‬ال َ‬
‫طالب‪.‬‬
‫‪ 2‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪ ،347 ،346‬وابن عبد البر‪:‬‬
‫الستيعاب ‪ ،1154 ،3/1153‬وفي إسنادهما أبو إسحاق السبيعي‪ ،‬وهو مدّلس‪ ،‬وقد عنعن‪.‬‬
‫والمحب الطبري‪ :‬الرياض النضرة ‪ ،411 ،1/410‬وعزاه للنسائي‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/357‬وإسناده صحيح‪ .‬ومن طريقه البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪:‬‬
‫أبو بكر وعمر( ص ‪ ،372‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،12/687‬وعزاه لبن سعد‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬مسعود(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/359‬وهو ضعيف لنقطاعه بين ربيعة بن عثمان وعمر بن الخطاب‪،‬‬
‫وفيه الواقدي‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.230‬‬
‫‪ 7‬عبد ال بن عون بن أرطبان ‪.‬‬

‫) ‪(3/832‬‬

‫وصية عمر عند أم المؤمنين حفصة‪ ،‬فلما توفيت صارت إلى عبد ال بن عمر‪ ،‬فلما توفي عبد ال‬
‫بن عمر أوصى إلى ابنه‪ ،‬قال‪ :‬وصارت الوصية بعد إلى سالم‪ ،‬وقال ابن عون‪" :‬فشهدته يقسمها‬
‫قال‪ :‬فرأيت من يوسعه شيئًا‪ ،‬غبطته عليه‪ ،‬قال‪ :‬وجاءه رجل عليه كسوة حسنة وهيئة حسنة فأعطاه‬
‫منها"‪.1‬‬
‫طاب رضي ال عنه فقال‪" :‬إذا وضعتني فأفض بخدي‬ ‫وعن ابن عمر قال‪" :‬وصاني عمر بن الخ ّ‬
‫إلى الرض حتى ل يكون بين خدي وبين الرض شيء"‪.2‬‬
‫وعن المقداد بن معدي كرب ‪ 3‬قال‪" :‬لما أصيب عمر دخلت عليه حفصة ‪ -‬رضي ال عنها ‪-‬‬
‫فقالت‪" :‬يا صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويا صهر رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬فقال عمر‪]" :‬يا عبد ال[‪ 4‬أجلسني فل صبر لي على ما أسمع‪ ،‬فأسنده ‪ 5‬إلى صدره‬
‫ك فلن‬‫‪ ،6‬فقال لها‪" :‬إني ]ُأحّرج[‪ 7‬عليك بما لي من الحق أن تندبيني بعد مجلسك هذا‪ ،‬فأما عين ِ‬
‫ل الملئكة تمقته"‪.8‬‬
‫ب بما ليس فيه إ ّ‬
‫أملكها‪ ،‬إنه ليس من ميت ُنند ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.230‬‬
‫‪ 2‬أحمد‪ :‬الزهد ص‪ ،120 :‬وفي إسناده مجالد بن سعيد وهو ضعيف‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص‬
‫‪ ،230‬وأبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،187‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪،12/690‬‬
‫وعزاه لبن منيع‪.‬‬
‫‪ 3‬الكندي‪ ،‬صحابي مشهور‪ ،‬توفي سنة سبع وثمانين على الصحيح‪) .‬التقريب ص ‪.(545‬‬
‫‪ 4‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬فأسندته(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬صدرها(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 7‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 8‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/361‬والحارث في مسنده كما في بغية الباحث ‪ ،1/365‬وإسنادهما‬
‫صحيح‪ ،‬وصححه الحافظ ابن حجر‪) .‬فتح الباري ‪.(7/67‬‬

‫) ‪(3/833‬‬

‫وقال ابن سيرين‪ :‬قال صهيب‪" :‬واعمراه‪ ،‬وا أخاه‪ ،‬من لنا بعدك؟"‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬مه‪ ،‬يا أخي أما‬
‫شعرت أّنه من يعّول ‪ 1‬عليه يعّذب؟"‪.2‬‬
‫وفي الصحيح عن عبد ال بن عبيد ال بن أبي مليكة قال‪" :‬توفيت ابنة لعثمان بمّكة‪ ،‬وجئنا لنشهدها‪،‬‬
‫ت إلى أحدهما‪ ،‬ثم جاء الخر‪،‬‬ ‫س بينهما‪ ،‬أو قال‪ :‬جلس ُ‬
‫وحضرها ابن عمر وابن عباس‪ ،‬وإني لجال ٌ‬
‫فجلس إلى جنبي‪ ،‬فقال عبد ال بن عمر لعمرو بن عثمان ‪" :3‬أل تنتهي عن البكاء؟ فإن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" ‪ .‬فقال ابن عباس‪" :‬قد كان عمر يقول‬
‫بعض ذلك‪ ،‬ثم حّدث قال‪ :‬صدرت مع عمر من مّكة حتى إذا كنا بالبيداء ‪ ،4‬إذا هو بركب تحت‬
‫سمرة‪ ،‬فقال‪" :‬اذهب فانظر من هؤلء الركب"‪ ،‬قال‪ :‬فنظرت فإذا هو صهيب‪ ،‬فأخبرته‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"ادعه لي"‪ ،‬فرجعت إلى صهيب فقلت‪" :‬ارتحل فالحق أمير المؤمنين‪ ،‬فلما أصيب عمر‪ ،‬دخل‬
‫ي؟"‪ ،‬وقد قال رسول ال‬ ‫صهيب يبكي‪ ،‬ويقول‪" :‬وا أخاه‪ ،‬وصاحبا‪ ،‬فقال عمر‪" :‬يا صهيب أتبكي عل ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه" ‪ ،‬قال ابن عباس‪َ :‬فَلّما مات عمر‬
‫ذكرت ذلك لعائشة فقالت‪" :‬يرحم ال عمر‪ ،‬ما حّدث رسول ال صلى ال عليه وسلم "إن ال ليعذب‬
‫المؤمن ببكاء أهله عليه" ‪ ،‬ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن ال ليزيُد الكافر عذابًا‬
‫ببكاء أهله عليه" ‪ ،‬وقالت‪ :‬حسبكم القرآن ول تزر وازرة وزر أخرى ‪ ،5‬قال‬
‫__________‬
‫‪ 1‬المعّول عليه‪ ،‬أي‪ :‬الذي ُيبكى عليه من الموتى‪) .‬النهاية ‪.(3/321‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/362‬وإسناده صحيح إلى ابن سيرين‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن عفان الموي‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الثالثة‪) .‬التقريب ص ‪.(424‬‬
‫شرف أمام ذي‬ ‫ساء بين مّكة والمدينة‪ ،‬وهي إلى المدينة أقرب‪ُ ،‬تَعّد من ال ّ‬ ‫‪ 4‬البيداء‪ :‬اسم لرض َمل َ‬
‫الحليفة‪) .‬معجم البلدان ‪.(1/523‬‬
‫خَرى{ ]سورة النجم آية‪.[38 :‬‬ ‫‪ 5‬تشير إلى قوله تعالى‪َ} :‬ألّ َتِزُر َواِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ‬

‫) ‪(3/834‬‬

‫ابن عباس عند ذلك‪" :‬وال هو أضحك وأبكى"‪.‬‬


‫قال ابن أبي مليكة‪/121] / :‬ب[ وال ما قال ابن عمر شيئًا"‪.1‬‬
‫وعن أبي بردة عن أبيه‪ ،‬قال‪" :‬لما أصيب عمر جعل صهيب يقول‪" :‬وا أخاه"‪ ،2‬فقال عمر‪" :‬أما‬
‫علمت أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن المّيت ليعذب ببكاء الحي؟" ‪.3‬‬
‫ت عند عبد ال بن عمر ونحن ننظر‬ ‫ورواه المام أحمد في مسنده عن ابن أبي مليكة ولفظه‪" :‬كن ُ‬
‫جنازة أم أبان بنت عثمان‪ ،‬وعنده عمرو بن عثمان‪ ،‬فجاء ابن عباس يقوده قائده ‪ 4‬قال‪ :‬فأراه أخبر‬
‫‪ 5‬بمكان ابن عمر‪ ،‬فجاء حتى جلس إلى جنبي‪ ،‬وكنت بينهما فإذا صوت من الدار‪ ،‬فقال ابن عمر‪:‬‬
‫"سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه" ‪ ،‬فأرسلها عبد ال‬
‫مرسلة‪ ،‬قال ابن عباس‪" :‬كنا مع أمير المؤمنين عمر‪ ،‬حتى إذا كنا بالبيداء إذ هو برجل نازل في‬
‫ظل شجرة‪ ،‬فقال لي‪" :‬انطلق فاعلم من ذلك فانطلقت‪ ،‬فإذا هو صهيب‪ ،‬فرجعت إليه‪ ،‬فقلت‪ :‬إنك‬
‫أمرتني أن أعلم لك من ذاك‪ ،‬وإنه صهيب‪ ،‬فقال‪" :‬مّروه فليلحق بنا"‪ ،‬فقلت‪ :‬إن معه أهله‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"وإن كان معه أهله"‪ ،‬وربما‬
‫__________‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الجنائز‬‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/432‬رقم‪ ،1226 :‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،2/640‬رقم‪.928 ،927 :‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬وأخا(‪ ،‬والمثبت من صحيح البخاري‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الجنائز‬‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/433‬رقم‪ ،1228 :‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،2/640‬رقم‪.927 :‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬قائد(‪ ،‬والمثبت من مسند أحمد‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬أخبر(‪ ،‬والمثبت من مسند أحمد‪.‬‬

‫) ‪(3/835‬‬

‫قال أيوب ‪ 1‬مرة‪" :‬فليلحق بنا"‪ ،‬فلما بلغنا المدينة لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب‪ ،‬فجاء صهيب‪،‬‬
‫فقال‪" :‬واأخاه!!‪ ،‬واصاحباه!!"‪ ،2‬فقال عمر‪" :‬ألم تعلم‪ ،‬ألم تسمع ‪ ،3‬أو قال‪" :‬ألم تعلم أو لم تسمع ‪،4‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله"‪.‬‬
‫فأما عبد ال فأرسلها مرسلة‪ ،‬وأما عمر فقال‪ :‬ببعض‪ ،‬فأتيت عائشة‪ ،‬فذكرت لها قول عمر‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫"ل‪ ،‬وال ما قاله رسول ال‪ ،‬أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه‪ ،‬ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إن الكافر ليزيده ال ببكاء أهله عذابًا" ‪ .‬وإن ال لهو أضحك وأبكى‪ ،‬ول تزر وازرة وزر‬
‫أخرى ‪.5‬‬
‫قال أيوب‪ :‬وقال ابن أبي مليكة‪ :‬حّدثني القاسم‪ ،‬قال‪" :‬لما بلغ عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قول عمر‬
‫طاب‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬قالت‪" :‬إنكم لتحّدثوني عن غير كاذبين‪ ،‬ول مكّذبين‪ ،‬ولكن السمع يخطئ"‬ ‫بن الخ ّ‬
‫‪.6‬‬
‫فائدة‬
‫يجوز البكاء على الميت لقوله عليه السلم‪" :‬العين تدمع‪ ،‬والقلب يحزن" ‪.7‬‬
‫ق الثياب‪ ،‬ولطم الخدود‪،‬‬ ‫وأما النياحة‪ ،‬وما أشبه ذلك من ش ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أيوب بن أبي تميمة السختياني‪ ،‬البصري‪ ،‬ثقة ثبت‪ ،‬حجة من كبار الفقهاء الُعّباد‪ ،‬توفي سنة‬
‫إحدى وثلثين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(117‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )واصاحبا(‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬أولم تعلم أو لم تسمع(‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،2/640‬رقم‪.928 :‬‬ ‫‪ 4‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫ك َوَأْبَكى{‪.‬‬
‫حَ‬
‫ضَ‬‫خَرى{‪ ،‬وقوله تعالى‪َ} :‬وَأّنُه ُهَو َأ ْ‬
‫ل َتِزُر َواِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ‬
‫‪ 5‬تشير إلى قوله تعالى‪َ} :‬أ ّ‬
‫سورة النجم آية‪.(42-38) :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،2/640‬رقم‪.928 :‬‬ ‫‪ 6‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/280‬وإسناده صحيح‪ ،‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الفضائل‬ ‫‪ 7‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/349‬رقم‪ ،1241 :‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،4/1808‬رقم‪.2115 :‬‬

‫) ‪(3/836‬‬

‫ونتف الشعور‪ ،‬وتسويد الوجه‪ ،‬فإنه ل يجوز ‪.1‬‬


‫والنياحة‪ :‬رفع الصوت ‪ .2‬والندب‪ :‬هو تعداد أوصاف الميت‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ .3‬وال أعلم‪] / .‬‬
‫‪ / 122‬أ[‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬النووي‪ :‬شرح صحيح مسلم ‪ ،236 ،6/235 ،111 ،2/110‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري ‪،3/161‬‬
‫‪.165 ،163‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري ‪.3/161‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ‪.1/754‬‬

‫) ‪(3/837‬‬

‫الباب الحادي والثمانون‪ :‬إظهاره الذل عند موته‬


‫‪...‬‬
‫ل عند موته‬
‫الباب الحادي والثمانون‪ :‬في إظهاره الّذ ّ‬
‫ذكر ابن الجوزي عن ابن عمر قال‪" :‬كان عمر رضي ال عنه على فخذي في مرضه الذي مات‬
‫فيه‪ ،‬فقال لي‪" :‬ضع رأس على الرض"‪ ،‬فقلت‪" :‬وما عليك‪ ،‬كان على الرض أو على فخذي؟"‪،‬‬
‫فقال ضعه على الرض"‪ ،‬فوضعته على الرض‪ ،‬فقال‪" :‬ويل وويل أمي إن لم يرحمني ربي"‪.1‬‬
‫وعن عثمان بن عفان رضي ال عنه قال‪" :‬أنا آخركم عهدًا بعمر رضي ال عنه دخلت عليه ورأسه‬
‫في حجر ابنه عبد ال‪ ،‬فقال له‪" :‬ضع رأسي على الرض"‪ ،‬فقال‪" :‬فهل فخذي والرض إل‬
‫سواء؟"‪ ،‬فقال‪" :‬ضع خدي بالرض ل أم لك"‪ ،‬في الثانية أو في الثالثة‪ ،‬وسمعته يقول‪" :‬ويلي وويل‬
‫أمي إن لم يغفر ال لي"‪ .‬حتى فاضت"‪.2‬‬
‫وعن عثمان رضي ال عنه قال‪" :‬آخر كلمة قالها عمر رضي ال عنه‪" :‬ويلي وويل أمي إن لم يغفر‬
‫ال لي‪ ،‬وويل أمي إن لم يغفر ال لي"‪.3‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،231‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/360‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف‬
‫‪ ،13/276‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/52‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ .183‬ومداره على‬
‫عاصم بن عبيد ال العدوي وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ .(3065 :‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة‬
‫‪ ،3/918‬وإسناده حسن‪ ،‬في إسناده جويرية بن أسماء‪ ،‬وهو صدوق‪) .‬التقريب رقم‪.(988 :‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/360‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/919‬وإسنادهما صحيح‪ ،‬وابن عساكر‪:‬‬
‫تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،183‬من طريق ابن سعد‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.231‬‬
‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،361 ،3/360‬وأحمد‪ :‬الزهد ص‪ ،118 :‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة‬
‫‪ ،3/919‬وهو ضعيف‪ ،‬مداره على عاصم بن عبيد ال‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬

‫) ‪(3/838‬‬

‫سبعون ‪.1‬‬‫وسبق بعض ذلك في الباب الّتاسع وال ّ‬


‫وذكر القاسم الصفهاني في "سيرة السلف"‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪" :‬كان رأس عمر رضي ال عنه‬
‫على فخذي في مرضه الذي مات فيه‪ ،‬فقال لي‪" :‬ضع رأسي على الرض"‪ ،‬فقلت‪" :‬وما عليك على‬
‫فخذي أم على الرض؟"‪ ،‬قال‪" :‬ضعه على الرض"‪ ،‬فوضعته على الرض‪ ،‬فقال‪" :‬ويلي وويل‬
‫أمي إن لم يرحمني رّبي"‪.2‬‬
‫وعن ابن عمر قال‪" :‬أوصاني عمر رضي ال عنه قال‪" :‬إذا وضعتني في لحدي فأفض بخدي إلى‬
‫الرض"‪.3‬‬
‫ل عند ‪ 4‬إرادة‬
‫ل‪ ،‬وأكثر ما يقصد إظهار الّذ ّ‬ ‫ب إظهار الّذ ّ‬
‫لما قرب القرب من القدوم على حبيبه أح ّ‬
‫التقرب من الحبيب‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫س التي ل ُتهينها ‪7‬‬‫ن لهم َنفسي لكي يكرمونها ‪ ... 5‬ولن يكرموا ‪ 6‬النف َ‬ ‫ُأهي ُ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ل له ‪ ...‬فليس في شرع الهوى أنف يشال ويعقد ‪8‬‬ ‫اخضع لمن تهوى وذ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ص ‪.803‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل ‪ ،132‬وسبق تخريجه‪.‬‬
‫‪ 3‬سبق تخريجه ص ‪.833‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬عن(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬في ديوان الشافعي‪ ،‬وجامع بيان العلم‪ ،‬والحلية‪) :‬وأكِرُمها بهم(‪.‬‬
‫‪ 6‬في ديوان الشافعي‪ ،‬والحلية‪) :‬ل ُتكرم(‪ ،‬وفي جامع بيان العلم‪ ،‬والحلية‪ ،‬وآداب الشافعي‪) :‬ولن‬
‫تكرم(‪.‬‬
‫‪ 7‬الشافعي‪ :‬الديوان ص ‪ ،89‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،9/148‬ابن عبد البر‪ :‬جامع بيان العلم ص ‪،189‬‬
‫الرازي‪ :‬آداب الشافعي ص ‪.158‬‬
‫‪ 8‬لم أعثر عليه‪.‬‬

‫) ‪(3/839‬‬

‫الباب الثاني والثمانون‪ :‬تاريخ موته ومبلغ سنه‬


‫‪...‬‬
‫الباب الثاني والثمانون‪ :‬في تاريخ موته ومبلغ سنه‬
‫قال الذهبي‪" :‬استشهد يوم الربعاء لربع أو ثلث بقين من ذي الحجة‪ ،‬سنة ثلث وعشرين من‬
‫الهجرة‪ ،‬وهو ابن ثلث وستين سنة على الصحيح ‪.1‬‬
‫ل بقين‬
‫وذكر ابن الجوزي عن محّمد بن سعد قال‪" :‬طعن عمر رضي ال عنه يوم الربعاء لربع ليا ٍ‬
‫من ذي الحجة سنة ثلث وعشرين‪ ،‬ودفن يوم الحد صباح هلل المحرم سنة أربع وعشرين‪،‬‬
‫فكانت وليته عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة"‪.2‬‬
‫وقال غيره‪" :‬عشر سنين وستة أشهر‪ ،‬وأربعة أيام"‪.3‬‬
‫قال ابن الجوزي‪" :‬واختلف في سّنه يوم موته على ثمانية أقوال ‪:4‬‬
‫أحدها‪ :‬قبض وهو ابن ثلث وسّتين سنة ‪.5‬‬
‫والّثاني‪ :‬ست وسّتون سنة‪ .‬قاله ابن عباس ‪.6‬‬
‫والّثالث‪ :‬خمس وسّتون سنة‪ .‬قاله ابن عمر والزهري ‪.7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الذهبي‪ :‬التهذيب ق ‪ / 177‬ب‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،231‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/365‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة‬
‫‪ ،944 ،3/943‬والطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،4/193‬وفيه والوادقي‪.‬‬
‫‪ 3‬الطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،4/194‬عن أبي معشر‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.231‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.232 ،231‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،4/1826‬رقم‪.2352 :‬‬ ‫‪ 5‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ 6‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،1/68‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،232‬والذهبي‪ :‬تاريخ السلم )عهد‬
‫الخلفاء الراشدين( ص ‪ ،284‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/78‬وقال‪" :‬رواه الطبراني ورجاله‬
‫ثقات"‪.‬‬
‫‪ 7‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.232‬‬

‫) ‪(3/840‬‬

‫والّرابع‪ :‬خمس وخمسون سنة ‪.1‬‬


‫وعن سالم بن عبد ال بن عمر‪ :‬أن عمر قبض‪ ،‬وهو ابن خمس وخمسين ‪.2‬‬
‫والخامس‪ :‬ست وخمسون سنة ‪.3‬‬
‫سادس‪ :‬سبع وخمسون سنة ‪.4‬‬ ‫وال ّ‬
‫سابع‪ :‬تسع وخمسون سنة‪ .‬رويت هذه القوال الّثلثةعن نافع ‪.5‬‬ ‫وال ّ‬
‫والّثامن‪ :‬إحدى وسّتون‪ .‬قاله قتادة ‪.6‬‬
‫وذكر أبو القاسم الصفهاني عن معاوية قال‪" :‬توفي عمر رضي ال عنه وهو ابن ثلث وسّتين‬
‫سنة"‪.7‬‬
‫قال‪ :‬وقال أهل التاريخ‪" :‬قتل عمر رضي ال عنه يوم الربعاء لربع ليال بقين من ذي الحجة سنة‬
‫ثلث وعشرين‪ / 122] / .‬ب[ وكانت خلفته عشر سنين ونصفًا وأيامًا‪ ،‬وخلفة أبي بكر سنتين‬
‫وأشهرًا"‪.8‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،3/600‬وإسناده منقطع بين ابن شهاب وعمر‪ .‬والطبراني‪ :‬المعجم الكبير‬
‫‪ ،1/96‬رقم‪ ،71 ،70 :‬وإسناده صحيح‪ ،‬والذهبي‪ :‬تاريخ السلم )عهد الخلفاء الراشدين( ص‪:‬‬
‫‪ ،283‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/79‬وقال‪" :‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح"‪.‬‬
‫ي بن زيد‪ ،‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد‬‫‪ 2‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،1/69‬وإسناده ضعيف‪ ،‬فيه عل ّ‬
‫‪ ،9/79‬وقال‪" :‬رجاله ثقات"‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،3/600‬وفيه ابن جريج مجلس‪ ،‬وقد عنعن‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.232‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.232‬‬
‫‪ 6‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،1/69‬والطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،4/198‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"رواه الطبراني وإسناده حسن"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهو منقطع بين قتادة وعمر بن الخطاب‪.‬‬
‫‪ 7‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،160‬وقد مّر آنفًا‪.‬‬
‫‪ 8‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،161 ،160‬وقد مّر آنفًا‪.‬‬

‫) ‪(3/841‬‬

‫وقال أبو عبد ال بن سلمة في كتاب‪" :‬عيون المعارف"‪" :‬ضربه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي‪ ،‬غلم‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ،‬وكان مجوسّيا‪ ،‬وقيل‪ :‬كان نصرانّيا ضربات إحداهن تحت سرته‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫ت وعشرين فبقي ثلثة أيام‪ ،‬وتوفي رضي ال عنه‬ ‫يوم الربعاء لسبع بقين من ذي الحجة‪ ،‬سنة س ّ‬
‫لربع بقين من ذي الحجة‪ ،‬هذا قول الواقدي"‪.1‬‬
‫قال‪ :‬وقال غيره‪" :‬توفي يوم الثنين لليلتين بقين من ذي الحجة"‪.2‬‬
‫ل من الصحابة‪ ،‬مات منهم خمسة‪ ،‬وأن‬ ‫قال‪" :‬ويقال‪ :‬إن أبا لؤلؤة ضرب مع عمر أحد عشر رج ً‬
‫رجلين من بني أسد ‪ 3‬لحقاه‪ ،‬فألقى أحدهما عليه برنسًا ثم ضّمه‪ ،‬فأدنى السكين إلى حلقه فقتل نفسه"‬
‫‪.4‬‬
‫ت"‪.5‬‬
‫قال‪" :‬وكان سنة يوم مات خمس وخمسون سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬س ّ‬
‫وقيل‪ :‬ثلث وسّتون ‪.6‬‬
‫وفي تاريخ أبي زرعة النصري ‪ 78‬عن جرير ‪ 9‬قال‪" :‬كنت عند معاوية‬
‫__________‬
‫‪ 1‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 45‬أ‪.‬‬
‫‪ 2‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 54‬ب‪.‬‬
‫‪ 3‬لم أجده في نسخة عيون المعارف التي بين يدي‪.‬‬
‫‪ 4‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 54‬ب‪.‬‬
‫‪ 5‬سبق تخريجه ص ‪.997-996‬‬
‫‪ 6‬سبق تخريجه ص ‪.997-996‬‬
‫‪ 7‬عبد الرحمن بن عمرو النصري‪ ،‬ثقة‪ ،‬حافظ مصنف‪ ،‬توفي سنة إحدى وثمانين ومئتين‪) .‬التقريب‬
‫ص ‪.(347‬‬
‫‪ 8‬في الصل‪) :‬الثقفي(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 9‬البجلي‪.‬‬

‫) ‪(3/842‬‬

‫فقال‪" :‬توفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وسّتين‪ ،‬وتوفي أبو بكر رضي ال عنه‬
‫ستين‪ ،‬وقتل عمر رضي ال عنه وهو ابن ثلث وسّتين"‪.1‬‬ ‫وهو ابن ثلث و ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو زرعة‪ :‬التاريخ ‪ ،1/149‬وقد سبق تخريجه ص ‪.997-996‬‬

‫) ‪(3/843‬‬

‫الباب الثالث والثمانون‪ :‬غسله والصلة عليه ودفنه‬


‫‪...‬‬
‫صلة عليه ودفنه‬‫الباب الثالث والثمانون‪ :‬في غسله وال ّ‬
‫سل وُكّفن‪ ،‬وصّلي عليه‪ ،‬وكان‬‫غّ‬
‫ذكر ابن الجوزي عن عبد ال بن عمر‪ :‬أن عمر رضي ال عنه ُ‬
‫شهيدًا‪.1‬‬
‫وقد ذكر غيره‪ :‬أنه غسل رضي ال عنه وأنه حمل على السرير ‪.2‬‬
‫وفي حديث ابن عباس‪ُ :‬وضَع عمر على سريره‪ ،‬فتكّنفه ‪ 3‬الناسُ يدعون ويصّلون ‪.4‬‬
‫وفي حديث مقتله‪ :‬فلما قبض خرجنا به‪ ،‬أو قال معه‪ ،‬فانطلقنا نمشي‪ ،‬فسّلم عبد ال بن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫طاب‪ ،‬قالت‪" :‬أدخلوه"‪ ،‬فأدخل فوضع هنالك رضي ال عنه"‪.5‬‬ ‫يستأذن عمر بن الخ ّ‬
‫غسل وهو شهيد؟‬‫فإن قيل‪ :‬كيف ُ‬
‫قيل‪ :‬اختلف العلماء فيمن قتل مظلومًا هل هو كالشهيد ل يغسل أم ل؟ على قولين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أنه يغسل‪ ،‬وهذا حجة لصحاب هذا القول ‪.6‬‬
‫الّثاني‪ :‬ل يغسل ول يصّلى عليه‪ ،‬والجواب عن قصة عمر أن عمر عاش بعد أن ضرب وأقام مدة‪،‬‬
‫والشهيد حتى شهيد المعركة لو عاش بعد أن ضرب‬
‫__________‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/37‬وبن سعد‪:‬‬ ‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،232‬ومالك‪ :‬المو ّ‬
‫الطبقات ‪ ،3/366‬وإسنادهما صحيح‪.‬‬
‫‪ 2‬لم أجده‪.‬‬
‫‪ 3‬الّتكنيف‪ :‬الحاطة‪) .‬القاموس ص ‪.(1099‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1348‬رقم‪.3482 :‬‬
‫‪ 5‬سبق تخريجه ص ‪.957‬‬
‫‪ 6‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،476 ،3/475‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.2/503‬‬

‫) ‪(3/844‬‬

‫حتى أكل أو شرب أو طال مقامه فإنه يغسل‪ ،‬ويصّلى عليه‪ ،‬وعمر طال مقامه حتى شرب النبيذ‬
‫والماء‪ ،‬فلهذا غسل وصّلي عليه رضي ال عنه ‪ / 123] / .1‬أ[‪.‬‬
‫صلة عليه‬‫فصل‪ :‬في ال ّ‬
‫قال الذهبي‪" :‬صّلى عليه صهيب بن سنان"‪.2‬‬
‫صلي على عمر في مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم"‪.3‬‬ ‫وقال ابن عمر‪ُ " :‬‬
‫ي بن الحسين سعيد بن المسيب‪ :‬من صلى على عمر؟ قال‪" :‬صهيب"‪،‬‬ ‫وقال ابن سعد‪" :‬وسأل عل ّ‬
‫صلي عليه؟"‪ ،‬قال‪" :‬بين القبر والمنبر"‪.4‬‬
‫قال‪" :‬كم كّبر عليه؟"‪ ،‬قال‪" :‬أربعًا"‪ .‬قال‪" :‬أين ُ‬
‫قال ابن المسيب‪" :‬نظر المسلمون فإذا صهيب يصلي لهم المكتوبات بأمر عمر رضي ال عنه‬
‫فقدموه‪ ،‬فصلى على عمر"‪.5‬‬
‫قال أبو عبد ال ابن سلمة في كتابه‪" :‬عيون المعارف"‪" :‬صلى عليه صهيب بن سنان الرومي"‪.6‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف صّلوا عليه وهو شهيد؟‬
‫قيل‪ :‬اختلف العلماء فيمن قتل‬
‫__________‬
‫طأ )رواية يحبى بن يحيى( ص ‪ ،237‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪.3/472‬‬ ‫‪ 1‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫‪ 2‬الذهبي‪ :‬التذهيب ق ‪ / 117‬ب‪.‬‬
‫طأ ‪ ،1/402‬وإسناده صحيح‪ .‬ومن طريق ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪.3/367‬‬ ‫‪ 3‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/366‬وفي إسناده خالد بن إلياس‪ ،‬وهو متروك الحديث‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫‪ ،(1617‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.232‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/367‬وفيه الواقدي‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.332‬‬
‫‪ 6‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 54‬ب‪.‬‬

‫) ‪(3/845‬‬
‫مظلومًا هل هو كشهيد المعركة ل يصلى عليه؟ على قولين فمن قال يصلى عليه‪ ،‬احتج بهذا ‪.1‬‬
‫فصل‪ :‬في دفنه‬
‫قال الذهبي‪" :‬دفن في الحجرة النبوية"‪.2‬‬
‫وذكر ابن الجوزي عن جابر قال‪" :‬نزل في قبر عمر عثمان وسعيد ابن زيد بن عمرو‪ ،‬وصهيب‪،‬‬
‫وعبد ال بن عمر"‪.3‬‬
‫وعن هشام بن عروة قال‪" :‬لما سقط عنهم ‪ -‬يعني قبر النبي صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وأبي بكر وعمر‬
‫‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬في زمن الوليد بن عبد الملك ‪ 4‬أخذوا في بنائه‪ ،‬فبدت لهم قدٌم‪ ،‬ففزعوا‪ ،‬وظنوا‬
‫أنها قدم النبي صلى ال عليه وسلم فما وجدوا أحدًا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة‪" :‬ل وال‪ ،‬ما هي‬
‫قدم النبي صلى ال عليه وسلم ما هي إل قدم عمر رضي ال عنه"‪.5‬‬
‫وقال أبو عبد ال ابن سلمة ‪ 6‬في كتابه‪" :‬عيون المعارف"‪ :‬دفن في حجرة عائشة ‪ -‬رضي ال‬
‫عنها ‪ -‬ورأسه قبالة كتفى أبي بكر ‪ -‬رضي ال عنه ‪.7"-‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،476 ،3/475‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.2/503‬‬
‫‪ 2‬الذهبي‪ :‬التذهيب ق ‪ / 177‬ب‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،232‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/368‬وفيه الواقدي‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن مروان الموي من خلفاء بني أمية‪ .‬كانت نهمته في البناء‪ ،‬وأنشأ مسجد رسول اللهصلى ال‬
‫ت وتسعين‪) .‬المعارف ص ‪ ،359‬سيرأعلم النبلء ‪.(4/347‬‬ ‫عليه وسلم وزخرفه‪ ،‬توفي سنة س ّ‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/468‬رقم‪.1326 :‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 7‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 54‬ب‪.‬‬

‫) ‪(3/846‬‬

‫وفي الصحيح عن هشام بن عروة عن أبيه‪ :‬أن عمر أرسل إلى عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬ائذني لي‬
‫ي‪ ،‬فقالت‪" :‬إي وال"‪ ،‬قال‪ :‬وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة قالت‪" :‬ل‬ ‫أن ُأدفن مع صاحب ّ‬
‫وال‪ ،‬ل أوثرهم بأحٍد أبدًا"‪.1‬‬
‫ول خلف بين أهل ‪ 2‬العلم أن النبي صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬في‬
‫سلم‪.‬‬
‫صلة وال ّ‬
‫ي على صاحبه أفضل ال ّ‬ ‫هذا المكان من المسجد النبو ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب العتصام بالكتاب والسنة ‪ ،6/2671‬رقم‪ ،6897 :‬قال ابن حجر في‬
‫فتح الباري ‪" :13/308‬أن عمر أرسل إلى عائشة‪ .‬هذا صورته الرسال‪ ،‬لن عروة لم يدرك زمن‬
‫ل"‪.‬‬
‫إرسال عمر إلى عائشة‪ .‬لكنه محمول على أنه حمله عن عائشة فيكون موصو ً‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬أن(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/847‬‬

‫الباب الرابع والثمانون‪ :‬بكاء السلم على موته‬


‫‪...‬‬
‫الباب الرابع والثمانون‪ :‬في ذكر بكاء السلم على موته‬
‫ذكر ابن الجوزي عن أبي بن كعب رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬قال‬
‫ك السلم على موت عمر رضي ال عنه" ‪.1‬‬ ‫لي جبريل عليه السلم‪ :‬ليب ِ‬
‫طاب رضي ال عنه "اليوم‬ ‫وذكر أبو القاسم الصفهاني‪ :‬أن أم أيمن ‪ 2‬قالت‪ :‬لما مات عمر بن الخ ّ‬
‫َوهي ‪ 3‬السلم"‪.4‬‬
‫كيف ل يبكي السلم على موته‪ ،‬وقد جرد نفسه للقيام فيه‪ ،‬ولم يفتر عن الجهاد فيه طرفة عين‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ‪ ،233‬والطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،68 ،1/67‬وفي إسناده حبيب كاتب‬
‫مالك متروك كّذبه أبو داود وجماعة‪) .‬ميزان العتدال ‪ ،1/452‬التقريب رقم‪ .(1087 :‬وقال‬
‫الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪" :9/74‬رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب مالك‪ ،‬وهو متروك كذاب"‪.‬‬
‫‪ 2‬حاضنة النبي صلى ال عليه وسلم يقال اسمها‪ :‬بركة‪ ،‬وهي والدة أسامة بن زيد‪ ،‬توفيت في‬
‫خلفة عثمان‪) .‬التقريب ص ‪.(755‬‬
‫ي‪ :‬ضعف‪) .‬لسان العرب ‪.(15/417‬‬ ‫‪ 3‬وِه َ‬
‫‪ 4‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،193‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/369‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫ومن طريقه البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪ ،384‬والطبراني‪ :‬المعجم‬
‫الكبير ‪ ،25/86‬وقال الهيثمي‪ :‬في مجمع الزوائد ‪" :9/259‬وراه الطبراني عن شيخه عبد ال بن‬
‫محّمد بن سعيد بن أبي مريم‪ ،‬وهو ضعيف"‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪.191‬‬

‫) ‪(3/848‬‬

‫الباب الخامس والثمانون‪ :‬عظم فقده عند الناس‬


‫‪...‬‬
‫الباب الخامس والثمانون‪ :‬في ذكر عظم فقده عند الّناس‬
‫تقدم أن عمر لما أصيب كأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل ذلك ‪.1‬‬
‫ظلمت الرض كلها‪ ،‬فجعل‬ ‫طاب ا ّ‬
‫وعن الحسن بن أبي جعفر ‪ 2‬قال‪" :‬بلغنا أنه لما قتل عمر بن الخ ّ‬
‫طاب قتل"‬ ‫الصبي يأتي أمه فيقول‪" :‬يا أمه أقامت القيامة؟"‪ ،‬فتقول‪" :‬ل‪ ،‬يا بني‪ ،‬ولكن عمر بن الخ ّ‬
‫‪.3‬‬
‫طاب رضي ال عنه يقول‪" :‬إن قريشًا ‪ / 123] /‬ب[‬ ‫وعن الحنف بن قيس‪ :‬أنه سمع عمر بن الخ ّ‬
‫رؤوس الناس ليس أحد منهم يدخل في باب إل دخل معه طائفة من الناس"‪ .‬فلما طعن عمر أمر‬
‫صهيبًا أن يصلي بالناس‪ ،‬ويطعمهم ثلثة أيام حتى يجتمعوا على رجل‪ ،‬فلما وضعت الموائد ك ّ‬
‫ف‬
‫الناس عن الطعام‪ ،‬فقال العباس‪" :‬يا أيها الناس إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد مات‪ ،‬فأكلنا‬
‫بعده وشربنا ومات أبو بكر رضي ال عنه فأكلنا‪ ،‬وإنه ل بّد للناس من الكل والشرب"‪ ،‬فمّد يده‬
‫فأكل الناس‪ ،‬فعرفت قول عمر ‪.4‬‬
‫صباح ‪ 5‬قال‪" :‬سمعت جرير ‪ 6‬يقول‪" :‬سمعت‬ ‫وعن محّمد بن ال ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ص ‪.957‬‬
‫‪ 2‬الجفري البصري‪ ،‬ضعيف الحديث مع عبادته وفضله‪ ،‬من السابعة‪ ،‬توفي سنة سبع وسّتين ومئة‪.‬‬
‫)التقريب ص ‪.(159‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،192‬والمحب الطبري‪ :‬الرياض النضرة ‪ ،1/419‬وهو‬
‫ضعيف‪ ،‬لعضاله‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،233‬بدون إسناد‪.‬‬
‫جَرائي‪ :‬أبو جعفر التاجر‪ ،‬صدوق‪ ،‬من العاشرة‪ ،‬توفي سنة أربعين ومئتين‪) .‬التقريب ص‬ ‫جْر َ‬‫‪ 5‬ال َ‬
‫‪.(484‬‬
‫ي‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة ثمان وثمانين ومئة‪) .‬التقريب ص‬ ‫‪ 6‬ابن عبد الحميد الضبي‪ ،‬الكوفي قاضي الر ّ‬
‫‪.(139‬‬

‫) ‪(3/849‬‬
‫طاب رضي ال عنه كان الناس يقولون‪" :‬إن القيامة قد‬‫جدتي ‪ 1‬تقول‪" :‬لما جاء نعي عمر بن الخ ّ‬
‫قامت"‪.2‬‬
‫وذكر أبو القاسم الصفهاني عن جرير بن عبد الحميد عن جدته قالت‪" :‬لما جاء نعي عمر بن‬
‫ن القيامة قد قامت‪ ،‬جعل الرجل يوصي كأنهم قد أتاهم المر"‪.3‬‬
‫طاب كان الناس يرون أ ّ‬
‫الخ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجد لها ترجمة‪.‬‬
‫‪ 2‬أبو نعيم‪ :‬المعرفة ‪ ،1/223‬ومن طريقه ابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،191‬وهو‬
‫ضعيف لجهالة أحد رجال السند‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪.160‬‬

‫) ‪(3/850‬‬

‫الباب السادس والثمانون‪ :‬نوح الجن عليه‬


‫‪...‬‬
‫ن عليه‬
‫الباب السادس والثمانون‪ :‬في ذكر نوح الج ّ‬
‫ن بعض ذلك من كلم وشعر ‪.1‬‬ ‫تقدم في باب نعي الج ّ‬
‫وروى أبو القاسم الصفهاني عن معروف بن أبي معروف ‪ ،2‬قال‪ :‬سمع صوت يوم أصيب عمر‬
‫رضي ال عنه‪:‬‬
‫لبيك على السلم من كان باكيًا ‪ ...‬فقد أوشكوا هلكي وما قدم العهد‬
‫وأدبرت الدنيا وأدبر أهلها ‪ ... 3‬وقد ملها من كان يوقن ‪ 4‬بالوعد ‪5‬‬
‫ن‪:‬‬
‫وذكر أبو القاسم الصفهاني‪ :‬لما قتل عمررضي ال عنهسمع صوت من الج ّ‬
‫ن ‪ ...‬يبكين شجيات‬ ‫يبكيك نساء الج ّ‬
‫ويخمشن وجوها ‪ ...‬كالدنانير النقيات‬
‫ويلبسن ثياب ‪ ...‬السود بعد القصبيات ‪67‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ص ‪.948‬‬
‫‪ 2‬الموصلي‪ ،‬روى عن الحسن البصري‪ ،‬روى عنه ليث بن أبي سلم‪) .‬الجرح والتعديل ‪.(8/322‬‬
‫‪ 3‬في المعجم الكبير‪ ،‬والمعرفة‪) :‬خيرها(‪.‬‬
‫‪ 4‬في المعجم الكبير‪) :‬يؤمن(‪.‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،159‬وسبق تخريجه ص ‪.949‬‬
‫‪ 6‬القصبيات‪ :‬ثياب تتخذ من كتان‪ ،‬رقاق ناعمة‪ ،‬واحدهاقصبي‪) .‬لسان العرب ‪.(1/677‬‬
‫‪ 7‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،192‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ 199‬وهو‬
‫ضعيف لبهام أحد رجال السند‪ ،‬والطبراني وابن كثير ونسباه لمرأة تبكيه‪) .‬تاريخ الطبري‬
‫‪ ،4/219‬البداية والنهاية ‪.(7/154‬‬

‫) ‪(3/851‬‬

‫الباب السابع والثمانون‪ :‬تعظيم عائشة له بعد دفنهم‬


‫‪...‬‬
‫الباب السابع والثمانون‪ :‬في تعظيم عائشة له بعد دفنه‬
‫ذكر ابن الجوزي عن هشام عن أبيه عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪" :‬كنت أدخل بيتي الذي‬
‫فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأضع ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي‪ ،‬فلما دفن عمر معهما‬
‫ي ثيابي حياء من عمر"‪.1‬‬‫فوال ما دخلته إل وأنا مشدودة عل ّ‬
‫وروت عمرة ‪ 2‬عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪" :‬ما زلت أضع خماري وأتفضل ‪ 3‬في ثيابي‪،‬‬
‫حتى دفن عمر‪ ،‬فلم أزل متحفظة في ثيابي‪ ،‬حتى بنيت بيني وبين القبور جدارًا‪ ،‬فتفضلت بعد"‪.4‬‬
‫وعن القاسم بن محّمد عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪" :‬من رأى ابن الخطاب‪ ،‬علم أنه خلق‬
‫غناء للسلم‪ ،‬كان وال أحوذيًا‪5‬نسيج وحده‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،234‬بدون إسناد‪.‬‬
‫عْمَرة بنت عبد الرحمن بن سعد النصارية المدنية‪ ،‬أكثرت عن عائشة‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬ماتت‬ ‫‪َ 2‬‬
‫قبل المئة‪ ،‬ويقال بعدها‪) .‬التقريب ص ‪.(750‬‬
‫‪ 3‬تفضلت المرأة‪ ،‬لبست ثوبًا واحدًا‪) .‬لسان العرب ‪.(11/536‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/364‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/945‬عن إسماعيل بن عبد ال بن أبي‬
‫أويس عن أبيه‪ ،‬والبلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪،377 ،376‬‬
‫وإسنادهما حسن فيه إسماعيل بن عبد ال‪ ،‬وعبد ال بن عبد ال ابن أويس‪ ،‬وهما صدوقان‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬أجودنا(‪ ،‬وهو تصحيف‪ .‬والمثبت من معرفة الصحابة‪ ،‬وسير السلف‪) :‬أحوذيًا(‪،‬‬
‫وفي النهاية ‪" :459-1/457‬الحوذي‪ :‬هو الجاد المنكمس في أموره‪ ،‬الحسن السياق للمور‪،‬‬
‫ويروى بالزاي"‪.‬‬

‫) ‪(3/852‬‬

‫قد أعّد للمور أقرانًا"‪.1‬‬


‫وعن عروة عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪" :‬إذا ذكرتم عمر طاب المجلس"‪.2‬‬
‫وذكره ابن الجوزي في "التبصرة" عن عائشة‪" :‬إذا شئتم أن يطيب المجلس‪ ،‬فعليكم بذكر عمر"‪.3‬‬
‫وفي أحاديث ابن شاذان ‪ 4‬عن عائشة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من بات وفي يده‬
‫غَمٌر‪ 5‬فل يلومن إل نفسه" ‪.6‬‬‫ريح َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو نعيم‪ :‬المعرفة ‪ ،1/212‬وفي إسناده عبد الواحد بن أبي عون صدوق‪ ،‬يخطئ‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫‪ ،(4246‬وباقي رجاله ثقات‪ .‬وأبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،155‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪.249‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.249‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬التبصرة ص ‪.428‬‬
‫‪ 4‬أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي‪ ،‬ثقة‪ ،‬ثبت‪ ،‬كثير الحديث‪ ،‬توفي سنة ثلث وثمانين وثلث‬
‫مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،4/18‬سير أعلم النبلء ‪.(16/429‬‬
‫ضَر‬
‫‪ 5‬تصحفت على المؤلف فظنها عمر‪ .‬والَغَمُر ‪ -‬بالتحريك ‪ :-‬الدسم والّزهومة من اللحم‪ ،‬كالَو َ‬
‫من السمن‪) .‬النهاية ‪.(3/385‬‬
‫‪ 6‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،14/4‬وإسناده صحيح‪ ،‬وأبو دود‪ :‬السنن ‪ ،3/366‬وابن ماجه‪ :‬السنن ‪،2/1906‬‬
‫والترمذي‪ :‬السنن ‪ ،4/289‬وقال الترمذي‪" :‬هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روى من حديث‬
‫حه أحمد شاكر‬ ‫سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬والحديث وص ّ‬
‫في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،7559 :‬واللباني في صحيح سنن الترمذي ‪.2/168‬‬

‫) ‪(3/853‬‬

‫الباب الثامن والثمانون‪ :‬كلم علي فيه‬


‫‪...‬‬
‫ي فيه‬
‫الباب الثامن والثمانون‪ :‬في ذكر كلم عل ّ‬
‫في الصحيحين عن ابن عباس قال‪" :‬وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون‪ ،‬قبل أن‬
‫ي بن أبي طالب‪ ،‬فترحم على عمر وقال‪:‬‬ ‫ل آخٌذ منكبي‪ ،‬فإذا عل ّ‬
‫يرفع‪ ،‬وأنا فيهم‪ ،‬فلم َيُرعني إل رج ٌ‬
‫ت لظن أن يجعلك ال مع‬ ‫ي أن ألقى ال بمثل عمله منك‪ ،‬وأيم ال إن كن ُ‬ ‫ب إل ّ‬
‫"ما خلفت أحدًا أح ّ‬
‫صاحبيك‪ ،‬وحسبت أني كنت كثيرًا أسمع النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ذهبت أنا وأبو بكر ‪] /‬‬
‫‪ / 124‬أ[ وعمر‪ ،‬ودخلت أنا وأبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وخرجت أنا وأبو بكر وعمر"‪ .‬هذا لفظ البخاري‬
‫‪.1‬‬
‫وفي رواية أخرى له قال‪" :‬إني لواقف في قوم فدعوا لعمر بن الخطاب‪ ،‬وقد وضع على سريره‪ ،‬إذا‬
‫ت لرجو أن يجعلك ال مع‬ ‫ل من خلفي قد وضع َمرفقه على منكبي يقول‪" :‬رحمك ال‪ ،‬إن كن ُ‬ ‫رج ٌ‬
‫ت أسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬كنت أنا وأبو بكر‬ ‫صاحبيك‪ ،‬لني كثيرًا مما كن ُ‬
‫ت وأبو بكر وعمر‪ ،‬وانطلقت وأبو بكر وعمر" فإن كنت لرجو أن يجعلك ال معهما"‪.‬‬ ‫وعمر‪ ،‬وفعل ُ‬
‫ي بن أبي طالب"‪.2‬‬ ‫فالتفت فإذا هو عل ّ‬
‫ولفظ مسلم كالّول إل أن فيه‪" :‬إن كنت لظن أن يجعلك ال مع صاحبيك‪ ،‬وذلك أني كنت كثيرًا‬
‫أسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬جئت أنا وأبو بكر وعمر‪ ،‬ودخلت أنا وأبو بكر‬
‫وعمر‪ ،‬وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" فإن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1348‬رقم‪.3482 :‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1345‬رقم‪.3474 :‬‬

‫) ‪(3/854‬‬

‫كنت لرجو أو لظن أن يجعلك ال معهما"‪.1‬‬


‫وعن جعفر بن محّمد عن أبيه قال‪ :‬قال رجل من قريش لعلي بن أبي طالب رضي ال عنه‪" :‬يا‬
‫أمير المؤمنين نسمعك تقول في الخطبة آنفًا‪" :‬اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين‬
‫المهديين فمن هم؟"‪ ،‬فاغرورقت عنياه ثم أهملهما‪ ،‬فقال‪" :‬هم حبيباي وعماك أبو بكر وعمر؛ إماما‬
‫الهدى وشيخا السلم‪ ،‬ورجل قريش‪ ،‬والمقتدى بهما بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم من اقتدى‬
‫عصم‪ ،‬ومن اتبع آثارهما هدي الصراط المستقيم‪ ،‬ومن تمسك بهما هو من حزب ال‪ ،‬وحزب‬ ‫بهما ُ‬
‫ال هم المفلحون"‪.23‬‬
‫وعن عبد خير ‪ 4‬قال‪" :‬سمعت علّيا رضي ال عنه يقول‪" :‬إن ال جعل أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال‬
‫عنهما ‪ -‬حجة على من بعدهما من الولة إلى يوم القيامة‪ ،‬سبقًا وال سبقًا بعيدًا‪ ،‬وأتعبا بعدهما إتعابًا‬
‫شديدًا"‪.5‬‬
‫ي رضي ال عنه في إمارته فقال‪" :‬يا أمير‬ ‫غَفلة دخل على عل ّ‬ ‫وعن زيد بن وهب أن سويد بن َ‬
‫المؤمنين‪ ،‬إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما أهل له من السلم‪ ،‬فنهض إلى‬
‫المنبر‪ ،‬وهو قابض على يدي‪،‬‬
‫__________‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،4/1858‬رقم‪.2389 :‬‬ ‫‪ 1‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫ي‪ .‬والمتقي‬‫‪ 2‬العشاري‪ :‬فضائل أبي بكر ص ‪ ،4‬وهو ضعيف لنقطاعه بين محّمد الباقري وعل ّ‬
‫الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،13/11‬وعزاه لللكائي وأبي طالب العشاري ونصر في الحجة‪.‬‬
‫‪ 3‬منتصف ق ‪ / 126‬ب‪ ،‬وردت في مكانها الصحيح‪ ،‬وقد أوردت الترتيب الصحيح كما بدا لي من‬
‫سياق الكلم‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬عبد ال بن خير(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الثير‪ :‬أسد الغابة ‪ ،3/664‬وفي إسنادهما إسماعيل بن عبد الرحمن الهاشمي لم أجد له‬
‫ترجمة‪.‬‬
‫) ‪(3/855‬‬

‫فقال‪" :‬والذي فلق الحبة‪ ،‬وبرأ النسمة ل يحبهما إل مؤمن ]تقي[‪ 1‬ول يبغضهما ويخالفهما إل شقي‬
‫مارق‪ ،‬فحبهما قربة‪ ،‬وبغضهما مروق‪ ،‬ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ووزيريه وصاحبيه‪ ،‬وسيدي قريش وأبوي السلم ‪ ،2‬فإني بريٌء ممن يذكرهما‪ ،‬وعليه ‪ 3‬معاقب"‬
‫‪.5 ،4‬‬
‫ي رضي ال عنه وهو عند رأس عمر رضي ال عنه وهو طعين‪:‬‬ ‫وعن ]أبي[‪ 6‬جعفر قال‪ :‬قال عل ّ‬
‫ي أن ألقى ال بمثل صحيفته"‪.7‬‬ ‫ب المة إل ّ‬
‫"هذا أح ّ‬
‫ي فقال‪:‬‬
‫غسل عمر وكفن وحمل على سريره‪ ،‬وقف عليه عل ّ‬ ‫وعن جعفر بن محّمد عن أبيه قال‪" :‬لما ُ‬
‫ي أن ألقى ال بصحيفته مثل هذا المسجى بالثوب"‪.8‬‬ ‫ب إل ّ‬
‫"وال ما على وجه الرض رجل أح ّ‬
‫وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال‪" :‬كنت عند عمر وهو مسجى بثوبه‪ ،‬قد قضى نحبه‪ ،‬فجاء‬
‫ي فكشف الثوب عن وجهه‪ ،‬ثم قال‪" :‬رحمة ال عليك‬ ‫عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬غير واضح في الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )السل(‪.‬‬
‫‪ 3‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )وعلـ(‪.‬‬
‫‪ 4‬ما بين النجمتين في هامش ق ‪ / 124‬أ‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الثير‪ :‬أسد الغابة ‪ ،664 ،3/663‬وفي إسناده هاشم بن مرثد‪ ،‬قال فيه ابن حبان‪" :‬ليس‬
‫بشيء"‪) .‬ميزان العتدال ‪.(4/290‬‬
‫‪ 6‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 7‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/370‬وعبد ال بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة ‪،1/264‬‬
‫‪ ،265‬وهو ضعيف لنقطاعه‪ ،‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،187‬والمتن صحيح فقد‬
‫ل من رواية ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/370‬والحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/94‬وإسنادهما‬ ‫ورد موصو ً‬
‫صحيح‪ ،‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/937‬والفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪.2/945‬‬
‫‪ 8‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/370‬وهو ضعيف لنقطاعه‪.‬‬

‫) ‪(3/856‬‬

‫ي أن ألقى ال عزوجل‬‫ب إل ّ‬
‫أبا حفص‪ ،‬فوال ما بقي بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم أحد أح ّ‬
‫بصحيفته مثلك"‪.1‬‬
‫ي بن أبي طالب رضي ال عنه‬ ‫وعن نافع عن ابن عمر قال‪" :‬وضع عمر بين المنبر والقبر فجاء عل ّ‬
‫صفوف‪ ،‬فقال‪" :‬هو هذا ثلثًا‪ ،‬ثم قال‪" :‬رحمة ال عليك‪ ،‬ما من خلق ال أحٌد أح ّ‬
‫ب‬ ‫حتى وقف بين ال ّ‬
‫ي من أن ألقاه بصحيفته‪ ،‬بعد صحيفة النبي صلى ال عليه وسلم من هذا المسجى عليه ثوبه"‪.2‬‬ ‫إل ّ‬
‫ي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ي بن أبي طالب رضي ال عنه‪" :‬ما مات النب ّ‬ ‫وعن أبي مجلز‪ ،‬قال‪ :‬قال عل ّ‬
‫حتى عرفنا أن أفضلنا بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم أبو بكر‪ ،‬وما مات أبو بكر حتى عرفنا‬
‫أن أفضلنا بعد أبي بكر عمر ‪ -‬رضي ال تعالى عنهما ‪.3"-‬‬
‫ي بن أبي طالب رضي ال عنه‪" :‬كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان‬ ‫وعن الشعبي قال‪ :‬قال عل ّ‬
‫عمر وقلبه"‪4‬‬
‫ي قال‪" :‬ما كنا ُنبعد أن السكينة تنطق على‬
‫وعن زر بن حبيش عن عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/370‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/937‬وإسنادهما حسن‪ ،‬لغيره فيه‬
‫يونس بن أبي يعفور‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬يخطئ كثيرًا‪) .‬التقريب رقم‪ ،(9720 :‬وعبد ال بن أحمد زوائد‬
‫على المسند ‪ ،1/109‬وإسناده ضعيف فيه سويد بن سعيد الهروي‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/938‬عبد ال بن أحمد في زوائده على المسند ‪ ،2/60‬وإسنادهما‬
‫ضعيف لجل أبي معشر نجيح المدني‪ ،‬وضّعفه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫‪.866‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،245‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 4‬عبد ال بن أحمد في زوائده على المسند ‪ ،1/147‬وفضائل الصحابة ‪ ،1/330‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫والفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪ ،462 ،1/461‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/42‬ومسدد وأحمد بن منيع من‬
‫ححه أحمد‬‫طريق مجالد بن سعيد‪ ،‬وهو ضعيف عن الشعبي كما في المطالب العالية ‪ ،3/40‬وص ّ‬
‫شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪.834 :‬‬

‫) ‪(3/857‬‬

‫لسان عمر"‪.1‬‬
‫ي ‪ -‬رضي ال عنه قال‪" :‬ما كنا ننكر ونحن أصحاب رسول ال‬ ‫وعن عمرو بن ميمون عن عل ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي ال عنه"‪.2‬‬
‫ي رضي ال عنه‪" :‬كنا نتحدث أن ملكًا ينطق على لسان عمر"‬ ‫وعن طارق بن شهاب قال‪ :‬قال عل ّ‬
‫‪.3‬‬
‫ي قال‪" :‬كان أبو بكر أّواها ‪ 4‬حليمًا‪ ،‬وكان عمر مخلصًا ناصحًا ل فنصحه‪،‬‬ ‫وعن الشعبي عن عل ّ‬
‫وكنا ‪ 5‬أصحاب محّمد صلى ال عليه وسلم ونحن متوافرون‪ ،‬وال إن كنا لنرى السكينة تنطق على‬
‫لسان عمر‪ ،‬وإن كنا لنرى أن شيطان عمر يهابه‪ ،‬أن يأمره بالخطيئة"‪.6‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،11/222‬ومن طريقه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة‬
‫‪ ،1/358‬وإسنادهم حسن فيه عاصم بن أبي النجود‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.245‬‬
‫‪ 3‬أحمد‪ :‬فضائل الصحابة ‪ ،264 ،1/263‬وإسناده صحيح‪ .‬والفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪،1/456‬‬
‫والطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،8/384‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،245‬وابن كثير‪ :‬البداية والنهاية‬
‫‪ ،6/201‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/67‬وقال‪" :‬رواه الطبراني ورجاله ثقات"‪.‬‬
‫‪ 4‬الّواه‪ :‬الموقن أو الّدعاء أو الرحيم الرقيق‪) .‬القاموس ص ‪.(1604‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬وكان(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬القطيعي في زيادته على فضائل الصحابة ‪ ،1/444‬وفي إسناده أبو عقيل المدني وكثير النواء‪،‬‬
‫وهما ضعيفان‪) .‬التقريب رقم‪ ،(5605 ،7633 :‬والعشاري‪ :‬فضائل أبي بكر ص ‪ ،6‬مختصرًا‪،‬‬
‫وإسناده ضعيف لضعف أسيد بن زيد الهاشمي مولهم‪ ،‬أفرط ابن معين في تكذيبه‪) .‬التقريب رقم‬
‫‪ .(512‬وأبو البختري‪ :‬المالي ق ‪ /231‬ب‪ ،‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،13/24‬وعزاه لبي‬
‫القاسم بن بشران في أماليه‪.‬‬

‫) ‪(3/858‬‬

‫ي بن أبي طالب رضي ال عنه قال‪" :‬استخلف عمر علّيا‬ ‫وعن السود بن قيس ‪ ،1‬عن رجل عن عل ّ‬
‫فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه"‪.2‬‬
‫ي رضي ال عنه على المنبر فذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬ ‫وعن عبد خير قال‪ :‬قام عل ّ‬
‫ف أبو بكر‪ ،‬فعمل بعمله‪ ،‬وسار بسيرته‪ ،‬حتى قبضه‬
‫خِل َ‬
‫ض رسول ال صلى ال عليه وسلم واسُت ْ‬ ‫"ُقِب َ‬
‫ال عزوجل على ذلك‪ ،‬ثم استخلف عمر‪ ،‬فعمل بعملهما وسار بسيرتهما حتى قبضه ال عزوجل‬
‫على ذلك"‪.3‬‬
‫سِريحة ‪ 4‬قال‪ :‬سمعت علّيا يقول على المنبر‪" :‬أل إن عمر ناصح ال فنصحه"‪.5‬‬ ‫وعن أبي َ‬
‫ي فقالوا‪" :‬يا أمير المؤمنين ‪ / 124] /‬ب[‪7‬‬
‫وعن أبي إسحاق ‪ 6‬قال‪ :‬جاء أهل نجران إلى عل ّ‬
‫شفاعتك بلسانك وكتابك بيدك‪ ،‬أخرجنا عمر من أرضنا فردنا إليها قال‪" :‬ويلكم ‪ 8‬إن كان عمر‬
‫رشيد المر‪ ،‬فل أغير شيئًا صنعه"‪.9‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬السود بن قيس العبدي‪ ،‬الكوفين ثقة من الرابعة‪) .‬التقريب ص ‪.(111‬‬
‫‪ 2‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،2/181‬وفضائل الصحابة ‪ ،332 ،1/331‬وإسناده ضعيف لبهام الرجل الراوية‬
‫ي‪ ،‬وعبد ال بن أحمد‪ :‬السنة ‪ ،2/569‬وابن أبي عاصم‪ :‬السنة ‪ ،2/575‬عن السود بن قيس‬ ‫عن عل ّ‬
‫ي‪ . . . .‬وإسناده صحيح‪.‬‬‫عن سعيد بن عمرو عن أبيه قال‪ :‬قال عل ّ‬
‫ححه أحمد شاكر‬ ‫‪ 3‬عبد ال بن أحمد في زوائده على المسند ‪ ،234 ،2/233‬وإسناده صحيح‪ .‬وص ّ‬
‫في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،1055 :‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.246‬‬
‫‪ 4‬أبو سريحة ‪ -‬بفتح السين المهملة‪ ،‬وكسر الراء ثم حاء مهملة ‪ -‬حذيفة بن أسيد ويقال ابن أمية بن‬
‫أسيد الغفاري صحابي‪ ،‬شهد الحديبية‪ ،‬توفي سنة ثنتين وأربعين‪) .‬الصابة ‪ ،1/332‬التقريب ص‬
‫‪.(154‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/171‬عبد ال بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة ‪،1/138‬‬
‫وإسنادهما ضعيف في كثير النواء‪ ،‬ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪.(5605 :‬‬
‫‪ 6‬الهمداني‪.‬‬
‫‪ 7‬ق ‪/124‬ب وردت في مكانها الصحيح‪ ،‬وقد أوردت الترتيب الصحيح كما بدا لي‪.‬‬
‫‪ 8‬في الصل‪) :‬ويكم(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 9‬الدارقطني‪ :‬فضائل الصحابة ق ‪ / 35‬أ – ب‪ ،‬وإسناده ضعيف لنقطاعه‪ .‬والقطيعي‪ :‬زوائده على‬
‫ي‪ .‬وإسناده ضعيف لبهام‬ ‫فضائل الصحابة ‪ ،1/537‬عن أبي إسحاق عن الشعبي عن رجل عن عل ّ‬
‫شيخ الشعبي‪ .‬وأبو يوسف‪ :‬الخراج ص ‪ ،80‬بنحوه قال‪ :‬حّدثني العمش عن سالم بن أبي الجعد‬
‫الثر‪ ،‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،139‬عن العمش‪ ،‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪.246‬‬

‫) ‪(3/859‬‬

‫وروى أبو القاسم الصفهاني عن أوفى بن حكيم ‪ 1‬قال‪" :‬لما كان اليوم ‪ 2‬الذي توفي فيه عمر خرج‬
‫ي رضي ال عنه قال‪" :‬ل دّر باكيِة عمَر واعمراُه قّوم الود ‪ ،3‬وأبرأ العمَد‪ ،4‬واعمراه‬ ‫علينا عل ّ‬
‫ب بالسنة وأبقى الفتنة"‪.5‬‬
‫مات نقي الجيب‪ ،‬قليل العيب‪ ،‬واعمراه ذه َ‬
‫وعن سويد بن غفلة قال‪" :‬مررت بنفر من الشيعة‪ ،‬وهم يتناولون أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما‬
‫ي بن أبي طالب رضي ال عنه فقلت له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إني‬ ‫‪ -‬وينتقصونهما‪ ،‬فدخلت على عل ّ‬
‫مررت آنفًا بنفر من أصحابك وهم يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من المر أهل‪ ،‬ولول‬
‫ي‪" :‬أعوذ بال أن أضمر‬ ‫أنهم يرون أنك تضمر لهما بمثل ما أعلنوا‪ ،‬ما اجترأوا على ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬عل ّ‬
‫خوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وصاحباه‪،‬‬ ‫لهما‪ ،‬لعن ال من أضمر لهما إل الحسن الجميل‪ ،‬أ َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لعله ابن أمية السلمي‪ ،‬زوج عزة بنت أبي لهب‪) .‬الصابة ‪.(8/143‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬للذي(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 3‬في‪ :‬قوم العوجاج‪) .‬لسان العرب ‪.(3/75‬‬
‫‪ 4‬العمد ‪ -‬بالتحريك ‪ -‬وَرٌم دبٌر يكون في الظهر‪ ،‬أرادت أنه حسن السياسة‪) .‬النهاية ‪ ،3/297‬لسان‬
‫العرب ‪.(3/305‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،159‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/222‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ‬
‫دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،189‬وفي إسناده أوفى بن حكيم لم أجد له ترجمة‪ .‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة‬
‫‪ ،3/941‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،189‬عن عبد ال بن مالك الزدي‪ .‬وإسناده‬
‫ضعيف لنقطاعه بين غسان بن عبد الحميد وعبد ال بن مالك‪.‬‬
‫) ‪(3/860‬‬

‫ووزيراه رحمة ال عليهما"‪.‬‬


‫ثم نهض دامعًا عيناه يبكي قابضًا على يدي حتى دخل المسجد‪ ،‬وصعد المنبر وجلس عليه متمكنًا‪،‬‬
‫قابضًا على لحيته‪ ،‬ينظر فيها‪ ،‬وهي بيضاء‪ ،‬حتى اجتمع له الناس‪ ،‬ثم قام فتشهد بخطبة بليغة‬
‫موجزة‪ ،‬ثم قال‪" :‬ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش‪ ،‬وأبوي المسلمين‪ ،‬بما أنا عنه متَنّزه‪ ،‬وعما‬
‫ب‪ ،‬أما والذي فلق الحبة‪ ،‬وبرأ النسمة‪ ،‬إنه ل يحبهما إل مؤمن‬ ‫يقولون بريٌء‪ ،‬وعلى ما يقولون معاق ٌ‬
‫تقي‪ ،‬ول يبغضهما إل فاجٌر رديٌء‪ ،‬صحبا رسول ال على الوفاء والصدق‪ ،‬يأمران‪ ،‬وينهيان‪،‬‬
‫ويقضيان‪ ،‬ويعاقبان‪ ،‬ول يجاوزان أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ]ول كان رسول ال صلى‬
‫ب كحبهما أحدًا‪ ،‬ومضى رسول ال صلى ال‬ ‫ال عليه وسلم[‪ 1‬يرى مثل رأيهما ]رأيًا[‪ 2‬ول يح ّ‬
‫ض‪ ،‬ومضيا والمؤمنون عنهما راضون‪ ،‬أمر رسول ال صلى ال عليه‬ ‫عليه وسلم وهو عنهما را ٍ‬
‫وسلم أبا بكر على صلة المؤمنين‪ ،‬فصلى بهم تسعة أيام‪ ،‬في حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فلما قبض ال نبّيه صلى ال عليه وسلم واختار له عنده‪ ،‬وله المؤمنون ذلك‪ ،‬وأعطوه البيعة طائعين‬
‫ن ذلك من بني عبد المطلب‪ ،‬وهو لذلك كاره‪ ،‬يوّد لو أن أحدنا كفاه‬ ‫غير كارهين‪ ،‬أنا أّول من س ّ‬
‫ذلك‪ ،‬وكان وال خير من بقي‪ ،‬أرحمه رحمًة وأرأفه رافة‪ ،‬وأكيسه ‪ 3‬ورعًا‪ ،‬وأقدمه سنًا وإسلمًا‪،‬‬
‫شبهه رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكيائيل رحمًة‪ ،‬وبإبراهيم عفوًا ووقارًا‪ ،‬فساَر بنا سيرة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى مضى ]على[‪ 4‬ذلك رحمة ال عليه‪.‬‬
‫ثم ولي المر بعد عمُر بن الخطاب‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪ ،‬ومنهاج القاصدين‪) :‬أبيسه(‪ .‬والتصويب من كنز العمال‪.‬‬
‫‪ 4‬سقط من الصل‪.‬‬

‫) ‪(3/861‬‬

‫واستأمر المسلمين في ذلك فمنهم من رضي ومنهم من كره‪ ،‬فكنت فيمن رضي‪ ،‬فلم يفارق الدنيا‬
‫حتى رضي عنه من كان كره‪ ،‬وأقام المر على منهاج النبي صلى ال عليه وسلم وصاحبه يتبع‬
‫آثارهما كاتباع الفصيل ‪ 1‬أثر أمه‪ ،‬وكان وال رقيقًا رحيمًا بالضعفاء والمؤمنين‪ ،‬عونًا وناصرًا‬
‫ق على لسانه‪ ،‬وجعل الصدق‬ ‫للمظلومين على الظالمين‪ ،‬ل تأخذه في ال لومة لئم‪ ،‬ضرب ال بالح ّ‬
‫من شأنه‪ ،‬حتى إن كنا لنظن ملكًا ينطق على لسانه‪ ،‬أعّز ال بإسلمه ‪ 2‬السلم‪ ،‬وجعل هجرته‬
‫للدين ِقوامًا‪ ،3‬ألقى ال له في قلوب المنافقين الرهبة‪ ،‬وفي قلوب المؤمنين المحبة‪ ،‬شبهه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بجبريل‪ ،‬فظًا غليظًا على العداء‪ ،‬وبنوح حنقًا مغتاظًا على الكفار‪ ،‬الضراء في‬
‫طاعة ال آثر عنده من السراء في معصية ال ‪ / 125] /‬أ[‪ ،‬من لكم بمثلهما؟ رحمة ال عليهما‪.‬‬
‫ب لهما‪ ،‬فيمن أحبني‬
‫ورزقنا المضي على سبيلهما‪ ،‬فإنه ل يبلغ مبلغهما إل اّتباع آثارهما‪ ،‬والح ّ‬
‫فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه برئ‪ ،‬ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على‬
‫هذا أشّد العقوبة‪ ،‬إنه ل ينبغي أن أعاقب قبل التقدم‪ ،‬أل فمن أوتيت به يقول هذا بعد اليوم فإن عليه‬
‫ما على المفتري‪ ،‬أل وخير هذه المة بعد نبّيها أبو بكر الصديق‪ ،‬وعمر الفاروق‪ ،‬ثم ال أعلم بالخير‬
‫أين هو‪ ،‬أقول هذا ويغفر ال لي ولكم"‪.4‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الفصيل‪ :‬ولد الناقة إذ فصل عن أمه‪) .‬القاموس ص ‪.(1347‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬بإسلمه في السلم(‪.‬‬
‫‪ 3‬قوامًا‪ :‬قوام الشيء‪ :‬عماده الذي يقوم به‪ .‬يقال‪ :‬فلن قوام أهل بيته‪) .‬النهاية ‪.(4/124‬‬
‫‪ 4‬العشاري‪ :‬فضائل أبي بكر ص ‪ ،7‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 24‬ب‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن بديل نا محّمد البكري كن المنهال بن عمر‪ ،‬وأحمد بن بديل‪ ،‬صدوق له أوهام‪) .‬التقريب‬
‫رقم‪ .(12 :‬والبكري لم أجد له ترجمة‪ .‬وخيثمة بن سليمان‪ :‬من حديث خيثمة ص ‪،124-122‬‬
‫وابن عدي‪ :‬الكامل ‪ ،2/709‬والللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،1296-7/1295‬وابن‬
‫ب الصحاب ص ‪ ،73-71‬وابن‬ ‫الثير‪ :‬أسد الغابة ‪ ،3/661‬والضياء المقدسي‪ :‬النهي عن س ّ‬
‫ي بن الحسن بن عمارة عن المنهال‬ ‫عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،143 ،142‬ومداره على عل ّ‬
‫بن عمرو‪ .‬والحسن بن عمارة متروك‪) .‬التقريب رقم‪ ،(1264 :‬وأبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير‬
‫السلف ص ‪ ،165 ،164‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،23 ،13/22‬بدون إسناد‪.‬‬

‫) ‪(3/862‬‬

‫ي سبعة نجباء‪ ،‬وأعطي نبيكم أربعة عشر نجيبًا‬ ‫ي قال‪" :‬أعطي كل نب ّ‬‫وفي مسند المام أحمد عن عل ّ‬
‫منهم‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعبد ال بن مسعود‪ ،‬وعمار بن ياسر"‪.1‬‬
‫ي بن أبي طالب على المنبر وذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫وفيه عن عبد خير قال‪" :‬قام عل ّ‬
‫فقال‪ُ" :‬قبض رسول ال واستخلف أبو بكر فعمل بعمله وسار بسيرته حتى قبضه ال على ذلك‪ ،‬ثم‬
‫استخلف عمر‪ ،‬فعمل بعملهما‪ ،‬وسار بسيرتهما حتى قبضه ال على ذلك"‪.2‬‬
‫ي رضي ال عنه‬ ‫وفي مجلس ابن بشران ‪ 3‬عن الحسن قال‪" :‬لما قدم عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،2/315‬وإسناده ضعيف لنقطاعه بين سالم بن أبي حفصة وبين عبدال ابن مليل‪.‬‬
‫وعبد ال بن مليل لم يوّثقه غير ابن حبان‪ .‬وضّعفه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫ي مرفوعًا‪ .‬قال الترمذي‪" :‬هذا‬ ‫‪ ،1273‬وأحمد‪ :‬المسند ‪ ،2/73‬والترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/662‬عن عل ّ‬
‫ي موقوفًا"‪.‬‬
‫حديث حسن غريب من هذا الوجه‪ ،‬وقد روي هذا الحديث عن عل ّ‬
‫قلت‪ :‬الحديث مداره على كثير النواء‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ ،(5605 :‬وضّعفه اللباني في‬
‫ضعيف سنن الترمذي ص ‪ ،509‬وضعيف الجامع الصغير ‪.2/169‬‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه ص ‪.1017‬‬
‫ي بن محّمد بن عبد ال بن بشران الموي البغدادي قال الخطيب‪" :‬وكان صدوقًا ثبتًا‪ ،‬حسن‬ ‫‪ 3‬عل ّ‬
‫الخلق ظاهر الديانة"‪ .‬توفي سنة خمس عشرة وأربع مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،12/98‬سير أعلم‬
‫النبلء ‪.(17/311‬‬

‫) ‪(3/863‬‬

‫عباد ‪ ،2‬فقال له‪" :‬أل تخبرنا عن مسير كهذا الذي سرت‬ ‫البصرة قام إليه ابن الكواء ‪ ،1‬وقيس بن ُ‬
‫فيه تتولى على المة؟ تضرب بعضهم ببعض‪ ،‬أعهٌد من رسول ال صلى ال عليه وسلم فحّدثنا‬
‫فأنت الموثوق والمأمون على ما سقت"‪ .‬فقال‪" :‬أما أن ‪ 3‬يكون عندي من النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫عهٌد في ذلك فل وال‪ ،‬إن كنت أّول من صدق به‪ ،‬فل أكون أّول من كذب عليه‪ ،‬ولو كان عندي من‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم في ذلك عهد ما تركت أخا بني تيم بن مرة ‪ ،4‬وعمر بن الخطاب يقومان‬
‫على منبره‪ ،‬ولقاتلتهما بيدي‪ ،‬ولو لم أجد إل بردي هذا‪ ،‬ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم‬
‫ل‪ ،‬ولم يمت فجاءة‪ ،‬مكث في مرضه أيامًا وليالي‪ ،‬وهو يرى المؤذن فيؤذنه بالصلة‪ ،‬فيأمر‬ ‫ُيقتل قت ً‬
‫أبا بكر فيصّلي بالناس‪ ،‬وهو يرى مكاني‪ ،‬ولقد أرادت امرأة من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى‬
‫‪ 5‬وغضب‪ ،‬وقال‪" :‬أنتن صواحب يوسف‪ ،‬مروا أبا بكر يصلي بالناس"‪.‬‬
‫فلما قبض ال نبّيه نظرنا في أمورنا‪ ،‬فاخترنا لدنيانا من رضيه النبي صلى ال عليه وسلم لديننا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬لم يختلف‬ ‫وكانت الصلة أصل السلم وقوام ‪ / 125] /‬ب[ الدين‪ ،‬فبايعنا أبا بكر فكان لذلك أه ً‬
‫عليه منا اثنان‪ ،‬ولم يشهد بعضنا على بعض‪ ،‬ولم نقطع منه البراءة‪ ،‬فأديت إلى أبي بكر حّقه‬
‫خُذ إذا أعطاني‪ ،‬وأغزو إذا أغزاني‪،‬‬
‫وعرفت له طاعته‪ ،‬وغزوت معه في جنوده‪ ،‬وكنت آ ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عبد ال بن الكواء‪ ،‬من رؤوس الخوارج‪ ،‬وقال الحافظ ابن حجر‪" :‬إنه قد رجع عن مذهب‬
‫ي‪) .‬ميزان العتدال ‪ ،2/474‬لسان الميزان ‪.(3/329‬‬ ‫الخوارج وعاودصحبة عل ّ‬
‫ضبِعي البصري‪ ،‬ثقة من الثانية مخضرم‪ ،‬توفي بعد الثمانين‪ ،‬ووهم من عّده في‬
‫‪ 2‬قيس بن عباد ال ّ‬
‫الصحابة‪) .‬التقريب ص ‪.(457‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬ما أن(‪.‬‬
‫‪ 4‬يعني‪ :‬أبا بكر الصديق رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )بى(‪.‬‬

‫) ‪(3/864‬‬

‫لها عمر فأخذها بسنة صاحبه وما‬ ‫وأضرب بين يديه الحدود بسوطي‪ ،‬فلما ُقبض رضي ال عنه و ّ‬
‫يعرف من أمره‪ ،‬فبايعنا عمر لم يختلف عليه منا اثنان‪ ،‬ولم يشهد بعضنا على بعض‪ ،‬ولم نقطع منه‬
‫البراءة‪ ،‬فأّديت إلى عمر حّقه‪ ،‬وعرفت طاعته‪ ،‬وغزوت معه في جيوشه‪ ،‬فكنت آخذ إذا أعطاني‪،‬‬
‫وأغزو إذا أغزاني‪ ،‬وأضرب بين يديه الحدود بسوطي‪ ،‬فلما قبض تذكرت في نفسي قرابتي‪،‬‬
‫ل لحقه في‬ ‫ي‪ ،‬ولكن خشي ‪ 1‬أن ل يعمل الخليفة بعده ذنبًا إ ّ‬ ‫وسابقتي وفضلي‪ ،‬وأنا أظن أن ل يعدل ب َ‬
‫قبره"‪ .‬ثم ذكر خلفة عثمان ‪.2‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬أخشى(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 72 / 71‬أ‪ ،‬من طريق ابن بشران ومن طريقه‬
‫الذهبي‪ :‬تاريخ السلم )عهد الخلفاء الراشدين( ص‪ ،640 ،639 :‬وهو ضعيف جدًا‪ .‬فيه أبو بكر‬
‫الهذلي‪ ،‬قال فيه الذهبي‪" :‬واه"‪ .‬وقال الحافظ ابن حجر‪" :‬إخباري متروك"‪) .‬ميزان العتدال‬
‫‪ .(2/194‬التقريب رقم‪ ،8002 :‬ثم إن الحسن مدلس‪ ،‬ولم يصرح بالسماع‪ ،‬ومما يدل على عدم‬
‫صحة هذا الخبر‪ ،‬بهذا السياق‪ ،‬أن علّيا دخل البصرة سنة ‪36‬هـ بعد وقعة الجمل‪ ،‬وكيف يقول هذا‬
‫الكلم ولم ينازعه أحد في الخلفة إلى هذا الوقت‪.‬‬
‫نعم‪ .‬نازعه معاوية‪ ،‬ولكن بعد ذلك‪ .‬حين بايعه أهل الشام في ذي القعدة سنة سبع وثلثين‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ي ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ .-‬أما قبلها فلم يطلب‬ ‫سنة ثمان وثلثين‪ ،‬بعد تحكيم الحكمين بينه وبين وعل ّ‬
‫ي حتى يمكنه من القصاص من قتلة عثمان رضي ال عنه‪.‬‬ ‫الخلفة‪ .‬وإنما كان امتنع من البيعة لعل ّ‬
‫ي سنة أربعين للهجرة‪) .‬انظر‪ :‬تاريخ‪ :‬خليفة ص‬ ‫ولم تتم لمعاوية البيعة إل بعد تنازل الحسن بن عل ّ‬
‫‪ ،192‬تاريخ السلم )عهد الخلفاء الراشدين ص ‪.(552‬‬

‫) ‪(3/865‬‬

‫الباب التاسع والثمانون‪ :‬المنامات التي رآها‬


‫‪...‬‬
‫الباب التاسع والثمانون‪ :‬في ذكر المنامات التي رآها‬
‫ذكر ابن الجوزي عن ابن عمر قال‪ :‬قال عمر رضي ال عنه‪" :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫ي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال ما شأني؟ فقال‪" :‬ألست الذي تقبل ‪ 1‬وأنت‬ ‫وسلم في المنام‪ ،‬فرأيته ل ينظر إل ّ‬
‫ق ل أقبل ‪ 2‬وأنا صائم"‪.3‬‬ ‫صائم؟"‪ ،‬فقلت‪" :‬والذي بعثك بالح ّ‬
‫وعن محّمد بن سعد يرفعه إلى عمر رضي ال عنه أنه قال‪" :‬يا أيها الناس إني رأيت رؤيًا ل أراها‬
‫عميس فحّدثتني أنه‬
‫ن ديكًا أحمر نقرني نقرتين‪ ،‬فحّدثتها أسماء بنت ُ‬‫إل بحضور أجلي‪ ،‬رأيت أ ّ‬
‫يقتلني رجل من العاجم"‪.4‬‬
‫وفي مسند المام أحمد عن جويرية بن قدامة قال‪" :‬حججت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه‬
‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬فخطب فقال‪" :‬إني رأيت كأن ديكًا أحمر نقرني نقرة أو نقرتين"‪ .‬شعبة ‪ 5‬الشاك قال‪ :‬فما‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬تقتل(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬أقتل(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،224‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،3/62‬إسحاق بن راهويه في مسنده‬
‫كما في المطالب العالية ‪ ،1/288‬والبزار‪" :‬ل نعلمه عن عمر إل من هذا الوجه بهذا اللفظ‪ ،‬وقد‬
‫روى عن النبي صلى ال عليه وسلم بخلف هذا"‪ .‬وقال الهيثمي في‪ :‬مجمع الزوائد ‪" :3/165‬رواه‬
‫البزار ورجاله رجال الصحيح‪ .‬قال البزار وقد روى عن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫خلف هذا"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬مداره على عمر بن حمزة بن عبد ال المدني‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪.(4884 :‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/335‬وهو ضعيف لنقطاعه بين سعيد بن أبي هلل وبين عمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬وقد سبق تخريجه بسند صحيح ص ‪.958‬‬
‫‪ 5‬شعبة بن الحجاج العتكي مولهم‪.‬‬

‫) ‪(3/866‬‬

‫لبث إل جمعه حتى طعن"‪.1‬‬


‫ت فأتيت المدينَة العام الذي أصيب فيه عمر قال‪ :‬فخطب فقال‪" :‬إني رأيت‬ ‫وفي رواية قال‪" :‬حجج ُ‬
‫كأن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين"‪ ،‬شعبة الشاك ‪ / 126] /‬ب[ فكان من أمره أنه طعن‪ ،‬فأذن للناس‬
‫عليه‪ ،‬فكان أّول من دخل عليه أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم ثم أهل المدينة‪ ،‬ثم أهل الشام‪ ،‬ثم‬
‫أذن لهل العراق‪ ،‬فدخلت فيمن دخل قال‪ :‬وكلما دخل عليه قوم أثنى عليه‪ ،‬وبكوا قال‪ :‬فلما دخلنا‬
‫عليه‪ ،‬قال‪ :‬وقد عصب بطنه بعمامة سوداء والدم يسيل‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬أوصنا‪ ،‬قال‪ :‬وما سأل الوصية‬
‫أحد غيرنا‪ ،‬فقال‪" :‬عليكم بكتاب ال‪ ،‬فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه"‪ .‬فقلنا‪ :‬أوصنا‪ ،‬قال‪" :‬أوصيكم‬
‫بالمهاجرين"‪ .‬فذكر باقي الوصية ‪.2‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/310‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه ص ‪.831‬‬

‫) ‪(3/867‬‬

‫الباب التسعون‪ :‬المنامات التي ُرئيت له‬


‫‪...‬‬
‫الباب التسعون‪ :‬في ذكر المنامات التي ُرئيت له‬
‫ذكر ابن الجوزي عن عوف بن مالك الشعجي‪" :‬أنه رأى رؤيًا زمان أبي بكر الصديق رضي ال‬
‫صها على أبي بكر وعمر يسمع‪ ،‬فقال‪" :‬ما هذا؟"‪ ،‬فلما ولي دعاه فسأله‪ ،‬قال‪" :‬أولم‬ ‫عنه فلما قدم ق ّ‬
‫ي"‪ .‬قال‪ :‬رأيت كأن عمر أطول‬ ‫صها عل ّ‬
‫تكذب بها؟"‪ ،‬قال‪" :‬ل‪ .‬ولكن استحييت من أبي بكر‪ ،‬فق ّ‬
‫الناس وهو يمشي فوقهم‪ ،‬فقلت‪ :‬أنى هذا؟ فقيل‪" :‬إنه ل يخاف في ال لومة لئم‪ ،‬وإنه أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬وإنه يقتل شهيدًا"‪ ،‬قال‪" :‬وكيف لي بالشهادة؟ وأنا بين الروم وفارس‪ ،‬أهل الشام‪ ،‬وأهل‬
‫العراق"‪ ،‬قال‪" :‬يمنحها ال لك من حيث شاء"‪.1‬‬
‫وعن عوف بن مالك الشجعي‪ ،‬قال‪" :‬رأيت سببًا‪ 2‬تدلى من السماء‪ ،‬وذلك في إمارة أبي بكر‬
‫رضي ال عنه وأن الناس تطاولوا له‪ ،‬وأن عمر فضلهم بثلثة أذرع‪ ،‬قلت‪ :‬وما ذاك؟ قال‪" :‬لنه‬
‫خليفة من خلفاء ال تعالى في الرض‪ ،‬وأنه ل يخاف لومة لئم‪ ،‬وأنه يقتل شهيدًا‪ ،‬قال‪ :‬فغدوت على‬
‫أبي بكر فقصصتها عليه‪ ،‬فقال‪" :‬يا غلم انطلق إلى أبي حفص فادعه لي‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،235‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/331‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪،3/869‬‬
‫‪ ،870‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪ ،334‬جميعهم عن عبد ال بن‬
‫جعفر الرقي قال‪ :‬أخبرنا عبيد ال بن عمرو بن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"رأى عوف‪ ،" . . .‬وهذا إسناد صحيح إن سلم من تدليس عبد الملك بن عمير‪ ،‬فإنه ربما دلس‪.‬‬
‫وابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪.3/1156‬‬
‫ل‪) .‬النهاية ‪.(2/329‬‬
‫‪ 2‬سببًا‪ :‬أي‪ :‬حْب ً‬

‫) ‪(3/868‬‬

‫فلما جاء قال‪ :‬يا عوف اقصصها عليه كما رأيتها"‪ .‬فلما أتيت أنه خليفة من خلفاء ال تعالى‪ ،‬قال‬
‫صها ‪ 1‬عليه فلما ولي عمر أتى الجابية‪ ،‬وإنه ليخطب فدعاني‪،‬‬ ‫عمر‪" :‬أكل هذا يرى النائم"‪ .‬قال‪ :‬فق ّ‬
‫ص علي رؤياك"‪ ،‬فقلت له‪ :‬ألست قد جبهتني ‪ 2‬عنها؟! قال‪:‬‬ ‫فأجلسني‪ ،‬فلما فرغ من الخطبة قال‪" :‬ق ّ‬
‫"قد خدعتك أيها الرجل"‪ ،‬فلما قصصتها‪ ،‬قال‪" :‬أما الخلفة قد أوتيت ما ترى‪ ،‬وأما أن ل أخاف في‬
‫ال لومة لئم‪ ،‬فإني أرجو أن يكون قد علم ذلك مني‪ ،‬وأما أن أقتل شهيدًا‪ ،‬فأنى لي بالشهادة وأنا في‬
‫جزيرة العرب‪ ،‬ولقد رأيت مع ‪ / 127] /‬أ[ ذلك كأن ديكًا نقرني وما أمتنع منه بشيء"‪.3‬‬
‫وعن العمش أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه استعمل معاذ بن جبل فلما قدم ومعه رقيق وغير‬
‫ذلك‪ ،‬فقال لبي بكر‪" :‬هذا لكم‪ ،‬وهذا أهدي إلي"‪ ،‬فقال عمر رضي ال عنه‪" :‬ادفع ذلك أجمع إلى‬
‫أبي بكر" فأبى أن يدفعه فبات ليلة فرأى في النوم كأنه أشرف على نار عظيمة خاف أن يقع فيها‪،‬‬
‫صة‪ ،‬ودفع جميع ما‬ ‫ص عليه الق ّ‬‫فجاءه فأخذ بمحجزته ‪ 4‬حتى أنقذه منها‪ ،‬فأصبح‪ ،‬فأتى أبا بكر‪ ،‬فق ّ‬
‫معه إلى أبي بكر‪ ،‬فقال أبو بكر‪" :‬أما إذا فعلت هذا‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬ليقصها عليه(‪ ،‬وفي تاريخ المدينة‪) :‬لمكان أبي بكر(‪.‬‬
‫جَبَهُه‪ :‬كمنعه‪ .‬رّده أو لقيه بما يكره‪) .‬القاموس ص ‪.(1606‬‬ ‫‪َ 2‬‬
‫‪ 3‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،869 ،3/868‬وإسناده حسن‪ ،‬فيه عبد الرحمن بن المسعودي‪ ،‬صدوق‬
‫اختلط قبل موته‪) .‬التقريب رقم‪ .(3919 :‬وأبو داود الطيالسي سمع منه قبل أن يختلط‪ ،‬وله شاهد‬
‫عن عبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،871 ،3/870‬وإسناده صحيح إلى عبد‬
‫الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،160‬والمتقي الهندي‪ :‬كْنز العمال‬
‫‪ ،584 ،12/583‬وعزاه لخيثمة‪.‬‬
‫حجز‪ :‬الذي قد شد وسطه‪) .‬لسان العرب ‪.(5/332‬‬ ‫حجزته‪ :‬أي‪ :‬مشد إزاره‪ ،‬والُمَت َ‬
‫‪ُ 4‬‬

‫) ‪(3/869‬‬

‫فخذه ‪ 1‬فقد طيبته"‪ .‬فقال عمر رضي ال عنه‪" :‬الن حين طاب لك"‪.2‬‬
‫وعن سفيان ‪ 3‬قال‪" :‬حين استعمل النبي صلى ال عليه وسلم معاذًا على اليمن‪ ،‬فتوفي النبي صلى‬
‫ج‪ ،‬فجاء معاذ‬
‫ال عليه وسلم استخلف أبو بكر رضي ال عنه وهو عليها‪ ،‬وكان عمر يومئٍذ على الح ّ‬
‫إلى مّكة‪ ،‬ومعه رقيق وُوصفاء على حدة‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬يا أبا عبد الرحمن لمن هؤلء الُوصفاء؟"‪،‬‬
‫قال‪" :‬لي"‪ .‬قال‪" :‬ومن أين لك؟"‪ ،‬قال‪" :‬اهدوا إلي"‪ .‬قال‪" :‬أطعني وأرسلهم إلى أبي بكر‪ ،‬فإن‬
‫ي أرسل بهم إلى أبي بكر؟"‪ ،‬فبات‬ ‫ي إل َ‬
‫طيبهم لك فهم لك"‪ .‬قال‪" :‬ما كنت لطيعك في هذا‪ ،‬شيء أهد َ‬
‫ليلته ثم أصبح‪ ،‬فقال‪" :‬يابن الخطاب ما أراني إل مطيعك‪ ،‬إني رأيت الليلة في منامي كأني أجر أو‬
‫شِبُهَها إلى النار‪ ،‬وأنت آخذ بحجزتي‪" ،‬فانطلق بهم إلى أبي أبكر‪ ،‬فقال‪" :‬أنت أحق‬
‫أقاد أو كلمة ُت ْ‬
‫بهم"‪ ،‬فقال أبو بكر‪" :‬هم لك"‪ ،‬فانطلق بهم إلى أهله‪ ،‬فصّفوا خلفه يصّلون‪ ،‬فلما انصرف قال‪" :‬لمن‬
‫تصّلون؟"‪ ،‬قالوا‪" :‬ل تبارك وتعالى"‪ ،‬قال‪" :‬انطلقوا فأنتم له"‪.4‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬فجاه(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/585‬وإسناده صحيح إلى أبي وائل‪ ،‬وابن زنجويه‪ :‬الموال ‪،2/596‬‬
‫وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/232‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،1/454‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪،236‬‬
‫ححه‪ ،‬ووافقه‬
‫ووصله الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/68‬من طريق العمش عن أبي وائل‪ ،‬عن عبد ال وص ّ‬
‫الذهبي‪ .‬وروى أصل الخبر بأسانيد أخرى‪ :‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،8/268‬وأبو بكر المروزي‪:‬‬
‫مسند أبي بكر ص ‪ ،90‬عن عبد الرحمن بن عبد ال بن كعب بن مالك عن أبيه وهو مرسل‪.‬‬
‫ل ورجاله رجال‬ ‫والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،4/144‬وقال‪" :‬رواه الطبراني في الكبير مرس ً‬
‫الصحيح"‪.‬‬
‫‪ 3‬لم يتميز لي‪ .‬ولعله تحريف عن شيبان‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،237 ،236‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/585‬بلفظه عن عبيد ال بن‬
‫موسى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا شيبان عن العمش عن شقيق‪ .‬الثر‪ .‬وإسناده صحيح إلى شقيق‪.‬‬

‫) ‪(3/870‬‬

‫وعن أبي موسى الشعري‪ ،‬قال‪" :‬رأيت كأني أخذت جوادًا‪ 1‬كثيرًا‪ ،‬فجعلت تضحمل حتى بقيت‬
‫ق‪ ،‬فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى جنبه أبو بكر‪ ،‬وإذا‬ ‫واحدة‪ ،‬فأخذتها فانتهيت إلى جبل زل ٍ‬
‫ت لنعى له نفسه"‪.2‬‬ ‫هو يومئ إلى عمر أن تعال‪ ،‬فقلت‪" :‬أل تكتب بها إلى عمر؟"‪ ،‬فقال‪" :‬ما كن ُ‬
‫وعن يحيى بن عبد الرحمن ‪ 3‬قال‪ :‬قال العباس بن عبد المطلب‪" :‬كنت جارًا لعمر بن الخطاب‬
‫رضي ال عنه فما رأيت أحدًا من الناس كان أفضل من عمر‪ ،‬إن ليله صلة‪ ،‬ونهاره صيام‪ ،‬وفي‬
‫ل متشحًا من‬‫حاجات الناس‪ ،‬فلما توفي عمر سألت ال تعالى أن يرينه في النوم فرأيته في النوم مقب ً‬
‫ي‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬كيف أنت؟ قال‪)" :‬بخير"‪ .‬قلت له‪ :‬ما وجدت؟‪،‬‬ ‫سوق المدينة‪ ،‬فسلمت عليه وسلم عل ّ‬
‫قال‪" :‬الن حين فرغت من الحساب‪ ،‬ولقد كاد عرشي يهوي لول أني وجدت رّبا رحيمًا"‪.4‬‬
‫ل لعمر‪ ،‬فلما أصيب جعل يدعو ال أن ُيريه عمر‬ ‫عن عبد ال بن عباس ‪ 5‬قال‪" :‬كان العباس خلي ً‬
‫في المنام‪ ،‬قال‪ :‬فرأيته بعد حول وهو يمسح العرق عن جبينه‪ ،‬قال‪ :‬ما فعلت؟ قال‪" :‬هذا أوان‬
‫ت‪ ،‬إن كان عرشي لُيَهّد‬
‫فرغ ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬جرادًا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/332‬وإسناده صحيح‪ .‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر‬
‫وعمر( ص ‪ ،335‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪/13‬ق ‪ ،161‬من طريق سعد‪ .‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪.237‬‬
‫‪ 3‬ابن حاطب‪.‬‬
‫‪ 4‬أبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/54‬وإسناده ضعيف لنقطاعه بين يحيى بن عبد الرحمن والعباس‪ .‬وفيه‬
‫أيضًا محّمد بن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام‪ .‬وأبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪،131‬‬
‫وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.237‬‬
‫‪ 5‬عبد ال بن عبيد ال بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الرابعة‪) .‬التقريب ص ‪.(312‬‬

‫) ‪(3/871‬‬

‫لول أني وجدت رّبا رحيمًا"‪.1‬‬


‫ضم ‪ 2‬قال‪" :‬كان العباس وّدا لعمر رضي ال عنه قال العباس‪" :‬كنت أشتهي أن أراه‬ ‫جْه َ‬
‫وعن أبي َ‬
‫في المنام‪ ،‬فما رأيته إل عند قرب الحول‪ ،‬فرأيته يمسح العرق عن جيبنه‪ ،‬وهو يقول‪" :‬هذا أوان‬
‫ت‪ ،‬إن كاد عرشي ليهوي لول أني لقيته رؤوفًا رحيمًا"‪.3‬‬‫فرغ ُ‬
‫ي أن أعلمه من أمر عمر‪ ،‬فرأيت في المنام قصرًا‪،‬‬ ‫ب إل ّ‬
‫وعن ابن عمر أنه قال‪" :‬ما كان شيء أح ّ‬
‫فقلت‪ِ :‬لَمن هذا؟ فقالوا‪ :‬لعمر بن الخطاب‪" ،‬فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"كيف صنعت؟"‪ ،‬قال‪ :‬خيرًا‪ ،‬كاد عرشي يهوي لول أني لقيت ‪/127] /‬ب[ رّبا غفورًا"‪ .‬فقال‪" :‬منذ‬
‫كم فارقتكم؟"‪ ،‬فقلت‪" :‬منذ اثنتي عشرة سنة"‪ ،‬فقال‪" :‬إنما انفلت الن من الحساب"‪.4‬‬
‫وروى أبو القاسم الصفهاني في )سيرة السلف(‪ ،‬عن العباس بن عبد المطلب قال‪" :‬كنت جارًا‬
‫لعمر‪ ،‬فما رأيت أحدًا من الناس كان أفضل من عمر‪ ،‬إن ‪ 5‬ليله صلة‪ ،‬وإن نهاره صيام‪ ،‬وفي‬
‫حاجات الناس‪ ،‬فلما توفي سألت‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/375‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/945‬وإسنادهما حسن إلى عبد ال بن‬
‫عبيد ال إل أنه منقطع بين عبد ال بن عبيد ال والعباس‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.237‬‬
‫‪ 2‬موسى بن سالم‪ ،‬مولى آل العباس‪ ،‬صدوق‪ ،‬من السادسة‪) .‬التقريب ص ‪.(550‬‬
‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/375‬ابن شبه‪ :‬وتاريخ المدينة ‪ ،3/946‬وإسنادهما حسن إل أنه منقطع‬
‫بين عبد ال بن عبيد ال بن العباس‪ ،‬والعباس‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.237‬‬
‫‪ 4‬أبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/54‬وإسناده ضيعف‪ ،‬فيه هياج بن بسطام التميمي‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬التقريب‬
‫رقم‪ ،(7355 :‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬إنه(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/872‬‬

‫ي‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬كيف‬ ‫ل من سوق المدينة‪ ،‬فسلمت عليه‪ ،‬وسلم عل ّ‬ ‫ال أن يرينه في النوم‪ ،‬فرأيته مقب ً‬
‫أنت؟‪ ،‬قال‪" :‬بخير"‪ ،‬قلت له‪ :‬ما شأنك؟ قال‪" :‬الن فرغت من الحساب‪ ،‬وال كاد عرشي يهوى‪،‬‬
‫لول أني وجدت رّبا رحيمًا"‪.1‬‬
‫ي أن أعلمه من أمر عمر‪ ،‬فريت في‬ ‫ب إل ّ‬
‫قال‪ :‬وفي رواية عبد ال بن عمر قال‪" :‬ما كان شيء أح ّ‬
‫المنام قصرًا‪ ،‬فقلت‪ :‬لمن هذا القصر؟‪ ،‬قالوا‪" :‬لعمر بن الخطاب"‪ ،‬فخرج من القصر وعليه ملحفة‬
‫كأنه اغتسل‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف صنعت؟ قال‪" :‬خيرًا‪ ،‬كاد عرشي يهوي لول أني لقيت رّبا غفورًا"‪.2‬‬
‫وتقدم ما رآه النبي صلى ال عليه وسلم له ‪.3‬‬
‫وروى المام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد ال‪ :‬أنه كان يحّدث أن‬
‫ي الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط ‪ 4‬برسول ال‪ ،‬وعمر‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ُ" :‬أِر َ‬
‫نيط بأبي بكر‪ ،‬وعثمان بعمر"‪ .‬قال جابر فلما قمنا من عند النبي صلى ال عليه وسلم قلنا أما الرجل‬
‫الصالح فرسول ال صلى ال عليه وسلم وأما ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم نوط بعضهم‬
‫ببعض‪ ،‬فهو هذا المر الذي بعث ال به نبّيه صلى ال عليه وسلم"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،131‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1032 ،1031‬‬
‫‪ 2‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،132‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1032 ،1031‬‬
‫‪ 3‬تقدم ص ‪.243‬‬
‫‪ 4‬نيط‪ :‬أي‪ :‬علق‪) .‬لسان العرب ‪.(7/418‬‬
‫‪ 5‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،3/355‬وفيه عمرو بن أبان بن عثمان مقبول‪) .‬التقريب رقم‪ ،(4985 :‬وباقي‬
‫رجاله ثقات‪ .‬وأبو داود‪ :‬السنن ‪ ،4/208‬والحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،72 ،3/71‬وقال‪" :‬ولعاقبة هذا‬
‫ححه الذهبي في تلخيصه‪ .‬وضّعفه‬ ‫الحديث إسناده صحيح عن أبي هريرة‪ ،‬ولم يخرجاه"‪ .‬وص ّ‬
‫اللباني‪) .‬ضعيف الجامع الصغير ‪ ،1/260‬ضعيف سنن أبي داود ص ‪.(464‬‬

‫) ‪(3/873‬‬
‫وقد تقدم حديث أبي بكرة‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يعجبه الرؤيا الصالحة‪ ،‬ويسأل عنها‪،‬‬
‫فقال رجل‪" :‬يا رسول ال‪ ،‬إني رأيت رؤيًا‪ ،‬رأيت كأن ميزانًا من السماء‪ ،‬فوزنت أنت وأبو بكر‪،‬‬
‫فرجحت بأبي بكر‪ ،‬ثم ُوزن أبو بكر وعمر‪ ،‬فوزن أبو بكر عمَر‪ ،‬ثم ُوزن عمر بعثمان‪ ،‬فرجح عمر‬
‫بعثمان‪ ،‬ثم رفع الميزان"‪.1‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬تقدم ص ‪.357‬‬

‫) ‪(3/874‬‬

‫الباب الحادي والتسعون‪ :‬أولده وأزواجه‬


‫‪...‬‬
‫الباب الحادي والتسعون‪ :‬في ذكر أولده وأزواجه‬
‫من أكابر ولده عبد ال بن عمر الذي قال فيه النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬نعم الرجل عبد ال لو‬
‫ل"‪.1‬‬‫كان يصلي من الليل" ‪ .‬قال سالم‪" :‬فكان عبد ال ل ينام من الليل إل قلي ً‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن عبد ال رجل صالح" ‪.2‬‬
‫وفي الصحيحين عنه قال‪" :‬كّنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬أخبروني بشجرة تشبُه‪،‬‬
‫ل‪ 4‬تؤتي ُأُكُلها كل حين" ‪ .‬قال ابن عمر‪" :‬فوقع في نفسي‬ ‫ت‪ 3‬ورقها‪َ ،‬و َ‬
‫أو كالرجل المسلم‪ ،‬ل يتحا ّ‬
‫أنها النخلة‪ ،‬ورأيت أبا بكر وعمر ل يتكلمان‪ ،‬فكرهت أن أتكلم‪ ،‬فلما لم يقول شيئًا‪ ،‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬هي النخلة" ‪ .‬فلما قمنا قلت لعمر‪" :‬وال يا أبتاه‪ ،‬لقد كان وقع في نفسي أنها‬
‫ن‪ ،‬فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئًا‪ ،‬قال عمر‪:‬‬ ‫النخلة‪ ،‬قال‪" :‬فما منعك أن تكلم؟"‪ ،‬قلت‪ :‬لم أركم َتَكّلُمو َ‬
‫ي من كذا وكذا"‪.5‬‬ ‫ب إل ّ‬
‫"لن تكون قلتها أح ّ‬
‫وعن محمّد بن سعد قال‪" :‬كان لعمر بن الخطاب رضي ال عنه عبد ال‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1367‬رقم‪.3530 :‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1367‬رقم‪.3531 :‬‬
‫ت الورق‪ :‬سقطت‪) .‬القاموس ص ‪.(192‬‬ ‫‪ 3‬تحا ّ‬
‫‪ 4‬قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ‪" :1/146‬كذا ذكر النفي ثلث مرات على طريق الكتفاء‪،‬‬
‫فقيل في تفسيره‪ :‬ول ينقطع ثمرها‪ ،‬ول يعدم فيؤها‪ ،‬ول يبطل نفعها"‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب صفات‬ ‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب التفسير ‪ ،4/1735‬رقم‪ ،4421 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫المنافقين وأحكامهم ‪ ،4/2164‬رقم‪.2811 :‬‬

‫) ‪(3/875‬‬

‫وعبد الرحمن‪ ،‬وحفصة‪ ،‬وأّمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح"‪.1‬‬
‫وقال أبو عبد ال محّمد بن سلمة ‪" :2‬عبد ال وحفصة أمهما زينب"‪.3‬‬
‫سني ‪" :4‬لما مات عاصم بن عمر وجد عليه عبد ال بن عمر‬ ‫وفي‪) :‬الخوة والخوات( لبن ال ّ‬
‫وجدًا شديدًا‪ ،‬وأنشد يقول‪:‬‬
‫فإن أبك أخوانًا وفائض دمعة ‪ ...‬جرين دمًا من داخل الجوف متقعًا‪5‬‬
‫تجرعتها في عاصم واحتسيتها ‪ ...‬فأعظم منها ما احتسا وتجّرعا‬
‫فليت المنايا كن خّلفن عاصمًا ‪ ...‬فعشنا جميعًا أو ذهبن بنا معا ‪/ 6‬‬
‫]‪ / 128‬أ[‪.‬‬
‫ت مئة حديث وثلثين حديثًا‪ ،‬ذكره أبو عبد‬ ‫روى عن النبي صلى ال عليه وسلم ألفي حديث وس ّ‬
‫الرحمن بقي بن مخلد ‪.7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪.3/265‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 3‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪.‬‬
‫‪ 4‬أحمد بن محّمد بن إسحاق الهاشمي الجعفري مولهم الدينوري‪ ،‬حافظ ثقة‪ ،‬اختصر سنن النسائي‬
‫وسماه‪) :‬المجتنى(‪ ،‬توفي سنة أربع وسّتين وثلث مئة‪) .‬سير أعلم النبلء ‪ ،16/255‬طبقات‬
‫الحفاظ ص ‪.(379‬‬
‫‪ 5‬المقع‪ :‬أشد الشرب‪ ،‬ومقع الفصيل أمه يمقعها مقعًا وامتقعها‪ :‬رضعها بشدة وهو أن يشرب ما في‬
‫ضرعها‪) .‬لسان العرب ‪.(8/341‬‬
‫‪ 6‬لم أجد هذه البيات في المصادر التي بين يدي‪ ،‬ما عدا البيت الخير‪ ،‬انظر‪ :‬ابن عبد البر‪:‬‬
‫الستيعاب ‪ ،2/783‬والذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،4/97‬وهذه البيات قالها عبد ال بن عمر بن‬
‫عبد العزيز في رثاء أخيه عاصم‪) .‬تاريخ الطبري ‪.(7/320‬‬
‫‪ 7‬بقي بن مخلد‪ :‬مقدمة المسند ص ‪.79‬‬

‫) ‪(3/876‬‬

‫هاجر به أبوه‪ ،‬واستصغره يوم أحد‪ ،‬وشهد الخندق‪ ،‬وبيعة الرضوان‪ ،‬والمشاهد ‪.1‬‬
‫وقال ابن مسعود‪" :‬إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد ال بن عمر"‪.2‬‬
‫وقال جابر‪" :‬ما منا أحد إل مالت به الدنيا ومال لها إل ابن عمر"‪.3‬‬
‫ي أن ألقى ال بمثل‬ ‫ب إل ّ‬
‫وقال سعيد بن المسيب‪" :‬مات ابن عمر يوم مات‪ ،‬وما في الرض أحد أح ّ‬
‫عمله منه"‪.4‬‬
‫وقال الزهري‪" :‬ل يعدل برأي ابن عمر فإنه أقام بعد النبي صلى ال عليه وسلم سّتين سنة‪ ،‬فلم‬
‫يخف عليه شيء من أمره‪ ،‬ول أمر أصحابه"‪.5‬‬
‫حْيِريز[‪ 8 ،7‬فقال‪" :‬وال إن‬ ‫حْيوة ‪" :6‬أتانا نعي ابن عمر‪ ،‬ونحن في مجلس ابن ]ُم َ‬ ‫قال رجاء بن َ‬
‫ت لعّد بقاء ابن عمر أمانًا لهل‬‫كن ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،143 ،3/142‬والذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،2/204‬وابن حجر‪ :‬الصابة‬
‫‪.4/107‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،4/144‬وإسناده صحيح إلى إبراهيم النخعي‪ .‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/294‬عن‬
‫إبراهيم النخعي‪ .‬والذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،3/211‬وابن حجر‪ :‬الصابة ‪.4/107‬‬
‫‪ 3‬أبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/249‬وإسناده صحيح‪ .‬والذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،3/211‬وابن ابن حجر‪:‬‬
‫الصابة ‪ ،4/107‬وعزاه لبي سعيد العرابي‪ ،‬وقال‪" :‬إسناده صحيح"‪.‬‬
‫‪ 4‬الذهبي‪ :‬التذهيب ج ‪ / 2‬ق ‪ / 69‬أ‪.‬‬
‫‪ 5‬الذهبي‪ :‬التذهيب ج ‪ / 2‬ق ‪ / 69‬أ‪.‬‬
‫‪ 6‬أبو المقدام‪ ،‬الفلسطيني‪ ،‬ثقة فقيه‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬توفي سنة اثنتي عشرة ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(208‬‬
‫‪ 7‬بياض في الصل‪.‬‬
‫‪ 8‬الجمحي‪ ،‬ثقة عابد‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬توفي سنة تسع وتسعين‪ .‬وقيل قبلها‪) .‬التقريب ص ‪.(322‬‬

‫) ‪(3/877‬‬

‫الرض"‪.1‬‬
‫ل لم يكن في الصحابة بعد العشرة مثله رضي ال عنه‪ ،‬كان له من‬
‫ومناقبه كثيرة ل تحصى‪ ،‬ولع ّ‬
‫الولد‪ :‬سالم‪ ،‬وحمزة‪ ،‬وعبد ال‪.‬‬
‫قال أبو نعيم ‪ 2‬وجماعة ‪" :3‬مات ثلث وسبعين"‪.4‬‬
‫قال الواقدي وخليفة ‪ 5‬وجماعة ‪" :6‬مات أربع وسبعين"‪.7‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬كان إمامًا‪ ،‬مفتيًا‪ ،‬واسع العلم‪ ،‬كثير التباع‪ ،‬وافر الصلح‪ ،‬والنسك‪ ،‬كبير القدر‪ ،‬مبين‬
‫الديانة‪ ،‬عظيم الحرمة‪ ،‬ذكر للخلفة يوم التحكيم وخوطب في ذلك‪ ،‬فقال‪" :‬بشرط أن ل تجري فيها‪،‬‬
‫جَمة ‪ 8‬دم"‪ .‬ثم وّرى عمرو بن العاص ‪ / 128] /‬ب[ المر عنه لما رأى أنه ل يوليه شيئًا إن‬ ‫حَ‬
‫ِم ْ‬
‫استخلف‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الخطيب‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،1/172‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.341 ،15/340‬‬
‫‪ 2‬الفضل بن ُدكين التيمي مولهم‪ ،‬ثقة ثبت‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬توفي سنة ثماني عشرة‪ ،‬وقيل‪ :‬تسع‬
‫عشرة ومئتين‪) .‬التقريب ص ‪.(446‬‬
‫‪ 3‬منهم‪ :‬أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬وأحمد بن حنبل‪ ،‬وضمرة بن ربيعة‪) .‬الثقات ‪،172 ،3/209‬‬
‫‪.(173‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،5/2‬وابن حبان‪ :‬الثقات ‪ ،3/209‬والخطيب‪ :‬تاريخ بغداد ‪،1/172‬‬
‫‪ ،173‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،15/340‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،3/232‬والتذهيب ج ‪2/1‬ق‪/‬‬
‫‪ / 69‬أ‪.‬‬
‫‪ 5‬خليفة بن خياط الُعصُفري‪ ،‬البصري‪ ،‬صدوق‪ ،‬ربما أخطأ‪ ،‬وكان أخباريًا علمة‪ ،‬توفي سنة‬
‫أربعين ومئتين‪) .‬التقريب ص ‪.(195‬‬
‫‪ 6‬منهم‪ :‬محّمد بن سعد‪ ،‬وسعيد بن عفير‪) .‬الطبقات الكبرى ‪ ،4/188‬تاريخ بغداد ‪. .(1/173‬‬
‫‪ 7‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،188 ،4/187‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪ ،271‬الخطيب‪ :‬تاريخ بغداد ‪،1/173‬‬
‫المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،15/340‬الذهبي‪ :‬التذهيب ج ‪2/1‬ق‪ /69/‬أ‪.‬‬
‫‪ 8‬في الصل‪) :‬مجمه(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬والمحجم ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬النية التي يجمع فيها دم الحجامة عند‬
‫ص‪) .‬لسان العرب ‪.(12/117‬‬ ‫الم ّ‬

‫) ‪(3/878‬‬

‫وبقي إلى أن بايع عبد الملك بن مروان‪ ،‬ومحاسنه جمة"‪ / 129] / .1‬أ[‪.2‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬حفصة وقد تقدم الكلم على فضلها ومناقبها ‪ -‬رضي ال عنها ‪.3-‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬عبد الرحمن ذكر ابن الجوزي وأمه زينب ‪ .4‬ولم أجد له ذكرًا في كتب أصحاب الحديث‪.‬‬
‫فكأنه لم يرو شيئًا‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫فصل‬
‫جبر‪ ،‬وأمه ُلهّية أم ولد ‪.5‬‬
‫ومنهم‪ :‬عبد الرحمن الوسط ذكره ابن الجوزي وهو أبو الُم َ‬
‫وقد ذكر الزبير بن بكار‪ :‬أن عبد الرحمن الوسط يكنى أبا شحمه ‪.6‬‬
‫وقال أبو عبد ال بن سلمة ‪ :7‬أبو شحمة‪ ،‬واسمه‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬وكان قد شرب بمصر هو وعقبة‬
‫بن الحارث‪ ،‬فسكرا وجلدهما عمرو بن العاص‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الذهبي‪ :‬التذهيب ج ‪ / 2‬ق ‪ / 69‬أ‪.‬‬
‫‪ 2‬ق ‪ / 129‬أ بياض في الصل‪ ،‬سوى سطر واحد‪ ،‬وليس ثمة ما يشير إلى نقص فالكلم متصل‪.‬‬
‫‪ 3‬ص ‪.614‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪.348‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪.266 ،3/265‬‬
‫‪ 6‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،239‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪.349‬‬
‫‪ 7‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫) ‪(3/879‬‬

‫وسمع عمر بذلك‪ ،‬فكتب إليه ليرسله إليه"‪.1‬‬


‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬عبدالرحمن الصغر‪ ،‬ذكره ابن الجوزي وأمه فكيهة أم ولد ‪.2‬‬
‫ولم أجد له ذكرًا في كتب أصحاب الحديث‪ ،‬فإنه لم يرو شيئًا من الحديث‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬عاصم ذكره ابن الجوزي‪ ،‬أمه جميلة بنت عاصم بن أبي القلح ‪.3‬‬
‫وكذلك ذكر أبو عبد ال بن سلمة ‪.5 ،4‬‬
‫ولد في حياة النبي صلى ال عليه وسلم وكان من الحلماء‪ ،‬مات سنة سبعين ‪ 6‬له في الكتب حديثان‬
‫‪.7‬‬
‫كان بينه وبين رجل خصومة في أرض‪ ،‬فقال له‪" :‬لقد هممت بكذا وكذا"‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬والزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،409‬‬
‫وابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب ص ‪ ،155‬ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪.188‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،187‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪،408‬‬
‫ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب ص ‪.152‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪.‬‬
‫‪ 6‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪ ،267‬ابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪ ،783 ،2/782‬الباجي‪ :‬رجال البخاري‬
‫‪ ،1133‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.13/524‬‬
‫‪ 7‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،526 ،13/525‬الحديثان‪:‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب‬
‫الول‪ :‬أخرجه البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الصوم ‪ ،2/691‬رقم‪ ،1853 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫الصيام ‪ ،2/772‬رقم‪.1100 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الصلة ‪ ،1/289‬رقم‪.385 :‬‬ ‫والثاني‪ :‬أخرجه مسلم‪ :‬ال ّ‬

‫) ‪(3/880‬‬

‫فقال‪" :‬ول أرى المر بلغ بك هذا‪ ،‬هي لك"‪ .‬فاستحيا الرجل ‪.1‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬عبيد ال‪ ،‬ذكره ابن الجوزي ‪.2‬‬
‫جْرَول بن مالك بن المسيب بن ربيعة ‪.3‬‬ ‫قتل يوم صفين مع معاوية‪ ،‬أمه كلثوم بنت َ‬
‫وقال أبو عبد ال محّمد ‪ 4‬بن سلمة‪" :‬عبيد ال أمه مليكة"‪ .5‬ولعلها هي أم كلثوم‪.‬‬
‫قال‪" :‬وكان عمر قد جلده في الشراب"‪.6‬‬
‫جفينة من أهل‬
‫ل نصرانيًا يعرف ب ُ‬‫قال‪" :‬ويقال‪ :‬إنه وثب على الهرمزان فقتله‪ ،‬وقتل معه رج ً‬
‫الحيرة‪ ،‬وكانا اتهما بإغراء أبي لؤلؤة بعمر‪ ،‬وقتل ابنة لبي لؤلؤة طفلة ووداهم عثمان‪ ،‬وخرج عبيد‬
‫ي رضي ال عنه"‪.7‬‬ ‫ال إلى الكوفة‪ ،‬ثم لحق بمعاوية في خلفة عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،13/523‬بنحوه‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪ ،349‬الطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،5/36‬ابن‬
‫حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب ص ‪.152‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪-‬ب‪.‬‬
‫‪ 6‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪-‬ب‪.‬‬
‫‪ 7‬لم أجده في نسخة عيون المعارف التي بين يدي‪ ،‬وأورده الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪ ،355‬ابن‬
‫قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،187‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪.405‬‬

‫) ‪(3/881‬‬

‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬عياض‪ ،‬ذكره ابن الجوزي ‪.1‬‬
‫وأمه عاتكة بنت زيد بن عمرو ‪ ،2‬لم أره في كتب أصحاب الحديث‪ ،‬فكأنه لم يرو شيئًا‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬فاطمة‪ .‬ذكرها ابن الجوزي ‪.3‬‬
‫وأمها‪ :‬أم حكيم بنت الحارث بن هشام ‪.4‬‬
‫ي‪ .5‬وليس كذلك‪ ،‬ولم أرها في كتب أصحاب‬ ‫وذكر أبو عبد ال ابن سلمة‪ :‬أن أمها أم كلثوم بنت عل ّ‬
‫الحديث‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬زيد الصغر‪ .‬ذكره ابن الجوزي ‪.6‬‬
‫ل من ذكره ‪.7‬‬ ‫جْرَول‪ ،‬ولعله مات صغيرًا‪ ،‬أو لم يبلغ أن يذكر‪ ،‬فإنه ق ّ‬
‫وأمه‪ :‬أم كلثوم بنت َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪ ،349‬ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب‬
‫ص ‪.152‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪.185‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪.350 ،349‬‬
‫‪ 5‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 7‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪ ،349‬ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب‬
‫ص ‪.152‬‬

‫) ‪(3/882‬‬

‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬رقية‪.‬‬
‫ي بن أبي طالب‪ .‬وأّمها فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪] / .1‬‬ ‫أّمها‪ :‬أم كلثوم بنت عل ّ‬
‫‪ / 129‬ب[‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬زينب‪ .‬ذكرها ابن الجوزي ‪.2‬‬
‫وهي أصغر ولده‪ .‬وأّمها فكيهة أم ولد ‪ ،3‬لم أرها في كتب الحديث ‪ -‬أيضًا ‪ -‬فكأنها لم ترو شيئًا‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهم‪ :‬زيد الكبر ‪ 4‬ل بقية له ذكر ابن الجوزي ‪.5‬‬
‫ي‪ ،‬وكذلك أبو عبد ال بن سلمة ‪.67‬‬ ‫وأّمه‪ :‬أم كلثوم بنت عل ّ‬
‫وذكر ابن قتيبة ‪ :8‬أن زيدًا وأمه ماتا في يوم واحد‪ ،‬وأنه رمي بحجر‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪ ،349‬ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪،185‬‬
‫ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪ ،349‬ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب‬
‫ص ‪.152‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬لصغر(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 7‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪ ،‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش‬
‫ص ‪ ،349‬ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب ص ‪.152‬‬
‫‪ 8‬عبد ال بن مسلم بن قتيبة الّدينوري‪ ،‬الكاتب صاحب التصانيف‪ :‬غريب القرآن‪ ،‬المعارف‪ ،‬عيون‬
‫ت وسبعين ومئتين‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،10/170‬سير أعلم النبلء‬‫الخبار‪ ،‬وغيرها‪ .‬توفي سنة س ّ‬
‫‪.(13/297‬‬

‫) ‪(3/883‬‬

‫فمات‪ ،‬وصلى عليهما عبد ال بن عمر ‪ -‬رضي ال عنهمأجمعين ‪.1‬‬


‫جّبر عبد‬
‫جّبر‪ ،‬فلعله أبو الُم َ‬ ‫قال أبو عبد ال محّمد بن سلم‪" :‬ويقال إنه كان لعمر ولد اسمه‪ُ :‬م َ‬
‫الرحمن‪ ،‬ولعله غيره"‪2‬‬
‫فصل‬
‫حذافة بن جمح‪ ،‬أّم عبد ال‪ ،‬وعبد الرحمن‬ ‫من زوجاته‪ :‬زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن ُ‬
‫الكبر‪ ،‬وحفصة‪ ،‬ذكرها ابن الجوزي وغيره‪ ،‬لم أر لها ذكرًا في كتب المحّدثين ‪.3‬‬
‫فصل‬
‫ومنهن‪ :‬عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل‪ .‬ذكرها ابن الجوزي‪ .‬وهي أّم عياض ‪.4‬‬
‫ل امرأة‬
‫طأ‪ :‬عن يحيى بن سعيد‪ :‬أن عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن ُنَفْي ٍ‬ ‫وفي المو ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،188‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص‬
‫‪ ،409‬ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب ص ‪.157 ،156‬‬
‫‪ 2‬محمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬ب‪ ،‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬والزبيري‪ :‬نسب‬
‫قريش ص ‪ ،349‬وابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪.188‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،348‬‬
‫ابن حجر‪ :‬الصابة ‪.8/98‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫ابن حجر‪ :‬الصابة ‪.8/138‬‬

‫) ‪(3/884‬‬

‫عَمر وهو صائم‪ ،‬فل يْنهاها ‪.1‬‬ ‫س ُ‬‫ل رأ َ‬‫عَمر بن الخطاب كانت ُتَقّب ُ‬
‫ُ‬
‫فصل‬
‫ومنهن‪ُ :‬فكيهة‪ ،‬وكانت أم ولد له‪ .‬ذكرها ابن الجوزي‪ .‬وهي أم زينب‪ ،‬وعبد الرحمن الصغر ‪ ،2‬لم‬
‫أَر لها ذكرًا في الكتب الستة‪ ،‬فكأنها لم ترو شيئًا‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهن‪ :‬أم حكيم بنت الحارث بن هشام‪ ،‬ذكرها ابن الجوزي‪ .‬وهي أم فاطمة ‪ / 130] / .3‬أ[‪.‬‬
‫فصل‬
‫ومنهن‪ُ :‬لَهّية أّم ولٍد له‪ ،‬ذكرها ابن الجوزي‪ .‬وهي أّم عبد الرحمن الوسط ‪.4‬‬
‫فصل‬
‫صَرم‪.‬‬
‫جْرَول ‪ 5‬بن مالك بن المسيب بن ربيعة بن ا ْ‬
‫ومنهن‪ :‬أم كلثوم بنت َ‬
‫__________‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/305‬وإسناده ضعيف لنقطاعه بين يحيى بن‬ ‫‪ 1‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫سعيد وعمر‪ .‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪.8/266‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪.3/266‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫‪ ،350‬ابن حجر‪ :‬الصابة ‪.8/225‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،249‬‬
‫ابن حجر‪ :‬الصابة ‪.8/180‬‬
‫‪ 5‬في الصابة‪) :‬أم كلثوم بنت عمرو بن جرول(‪.‬‬

‫) ‪(3/885‬‬

‫ذكرها ابن الجوزي‪ .‬وهي أم عبيد ال‪ ،‬زيد الصغر ‪ .1‬وكان السلم فرق بين عمر وبين ابنة‬
‫جرول ‪.2‬‬
‫فصل‬
‫ومنهن‪ :‬جميلة بنت عاصم بن أبي الْقَلح‪ ،‬ذكرها ابن الجوزي‪ .‬وهي أم عاصم ‪.3‬‬
‫وعن بسر بن عبيد ال ‪ 4‬قال‪" :‬كانت تحت عمر امرأة تسمى‪ :‬العاصية‪ ،‬فسماها رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم جميلة‪ ،‬وكان يحّبها فكان إذا خرج إلى الصلة مشت معه من فراشها إلى الباب فإذا‬
‫أراد الخروج قبلته ثم مضى ورجعت إلى فراشها"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،184‬ابن حجر‪ :‬الصابة ‪.8/275‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الشروط ‪ ،2/978‬رقم‪ ،2581 :‬بدون تسمية المرأة‪ .‬ابن حجر‪:‬‬
‫الصابة ‪ ،8/275‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.238‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،185 ،184‬ابن حزم‪ :‬جمهرة أنساب العرب ص ‪ ،152‬ابن حجر‪:‬‬
‫الصابة ‪.8/40‬‬
‫‪ 4‬الحضرمي‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،240‬وهو ضعيف لنقطاعه‪ .‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/266‬بنحوه‬
‫عن نافع‪ .‬ورجاله ثقات‪ .‬إل أنه مرسل‪ .‬وأحمد‪ :‬المسند ‪ ،312 ،6/311‬رقم‪ ،4682 :‬ومسلم من‬
‫طريقه الصحيح‪ ،‬كتاب الداب ‪ ،3/1686‬رقم‪ ،2139 :‬عن نافع عن ابن عمر بلفظ‪" :‬أن رسول‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الداب‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم غير اسم عاصية‪ ،‬وقال‪" :‬أنت جميلة"‪ .‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،3/1687‬رقم‪ ،2139 :‬بلفظ آخر عن نافع عن ابن عمر‪" :‬أن ابنًة لعمر كانت يقال لها عاصية‪،‬‬
‫فسماها رسول اللهصلى ال عليه وسلمجميلة‪.‬‬
‫قال أحمد شاكر‪" :‬وقد جزم ابن عبد البر‪ :‬الستيعاب‪ ،‬وتبعه ابن الثير في أسد الغابة‪ ،‬وتبعهما‬
‫الحافظ في الصابة بأن هذه التي غير رسول ال صلى ال عليه وسلم اسمها هي جميلة بنت ثابت‬
‫بن أبي القلح‪ .‬وأنه كان اسمها عاصية‪ ،‬وهي التي تزوجها عمر في سنة سبع‪ ،‬فولدت له عاصم بن‬
‫عمر‪ .‬لكن الثابت في صحيح مسلم أن التي غير رسول ال صلى ال عليه وسلم اسمها هي جميلة‬
‫بنت عمر‪ .‬أولى بالصواب إن شاء ال‪) .‬تخريج أحمد شاكر لحاديث المسند رقم‪.(4682 :‬‬

‫) ‪(3/886‬‬

‫فصل‬
‫ي بن أبي طالب‪ ،‬وأّمها فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكرها‬ ‫ومنهن‪ :‬أّم كلثوم بنت عل ّ‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬وغيره‪ .‬وهي أّم رقّية وزيد الكبر ‪ 1‬الذي ل بقية له ‪.2‬‬
‫ي بن أبي طالب فقال له‬ ‫عن الزبير بن بكار قال‪" :‬خطب عمر رضي ال عنه أّم كلثوم بنت عل ّ‬
‫ي‪" :‬إنها صغيرة"‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬زوجنيها يا أبا الحسن‪ ،‬فإني أرصد من كرامتها ما ل يرصد‬ ‫عل ّ‬
‫ي‪" :‬أنا أبعثها إليك فإن رضيتها زوجتكها"‪ .‬فبعثها إليه ببرد‪ ،‬وقال لها‪" :‬قولي له‬ ‫أحد"‪ .‬فقال له عل ّ‬
‫هذا البرد الذي قلت لك"‪ .‬فقالت ذلك له‪ ،‬فقال‪" :‬قولي له قد رضيته رضي ال عنك"‪ .‬ووضع يده‬
‫ت أنفك"‪ ،‬ثم خرجت‪ ،‬حتى‬ ‫على ساقها فكشفها‪ ،‬فقالت له‪" :‬أتفعل هذا لول أنك أمير المؤمنين لكسر ُ‬
‫ل‪ ،‬يا ُبَنّية‪ ،‬فإنه زوجك"‪ .‬فجاء‬
‫جاءت أباها فأخبرته الخبر‪ ،‬وقالت‪ :‬بعثتني إلى شيخ سوٍء‪ ،‬فقال‪" :‬مه ً‬
‫عمر بن الخطاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة‪ ،‬وكان يجلس فيه المهاجرون الّولون‪ ،‬فجلس‬
‫إليهم‪ ،‬فقال لهم‪" :‬رّفؤوني‪ ،‬رّفؤوني"‪ ،3‬فقالوا‪" :‬بما ذا‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬الصغر(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،238‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/265‬الزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،185‬ابن حجر‪ :‬الصابة ‪.8/275‬‬
‫‪ 3‬الِرَفاُء‪ -‬بالمد‪ -‬اللتئام والتفاق‪ ،‬يقال‪ :‬للمتزوج بالِرَفاء والبنين‪) .‬الصحاح ‪.(1/53‬‬

‫) ‪(3/887‬‬

‫ي بن أبي طالب سمعت رسول ال صلى ال‬ ‫يا أمير المؤمنين؟"‪ ،‬قال‪" :‬تزوجت أم كلثوم بنت عل ّ‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة إل نسبي وصهري"‪ .‬وكان لي به‬
‫السبب والنسب‪ ،‬فأردت أن أجمع إليه الصهر‪ ،‬فرفؤوه الصهر‪ ،‬فولدت له زيدًا ورقية"‪.1‬‬
‫ي رضي ال عنه أم كلثوم‪،‬‬ ‫وعن محّمد بن عمر ‪ 2‬وغيره قالوا‪" :‬لما خطب عمر الخطاب إلى عل ّ‬
‫قال‪" :‬يا أمير المؤمنين إنها صبية"‪ ،‬قال‪" :‬إنك وال ما بك ذلك‪ ،‬ولكن قد علمنا ما بك"‪ ،‬فأمر بها‬
‫ي فصنعت‪ ،‬ثم أمر ببرد فطواه ثم قال لها‪" :‬انطلقي بهذا ‪ 3‬إلى أمير المؤمنين‪ ،‬فقولي‪" :‬أرسلني‬ ‫عل ّ‬
‫أبي يقرؤك السلم‪ ،‬ويقول‪" :‬إن رضيت الُبرد فأمسكه‪ ،‬وإن سخطته فرّده"‪ ،‬فلما أتت عمر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ك وفي أبيك قد رضينا"‪ ،‬قال‪" :‬فرجعت إلى أبيها‪ ،‬فقالت‪" :‬ما نشر‪/130]/‬ب[البرد‪،‬‬ ‫"بارك ال في ِ‬
‫ي"‪ ،‬فزوجها إياه"‪.4‬‬
‫ول نظر إل إل ّ‬
‫وفي "أحاديث"‪ ،‬أحمد بن مالك القطيعي ‪ 5‬عن المستظل بن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،239‬وهو ضعيف لعضاله‪ ،‬والزبيري‪ :‬نسب قريش ص ‪،349‬‬
‫تعليقًا‪ .‬وبنحوه ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،8/463‬وسعيد بن منصور‪ :‬السنن ‪ ،1/146‬القطيعي‪ :‬زوائده‬
‫على فضائل الصحابة لحمد ‪ ،2/625‬وفي إسناده الكديمي‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬الحاكم‪ :‬المستدرك‬
‫‪ ،3/142‬وقال‪" :‬صحيح السناد"‪ .‬وتعقبه الذهبي في تلخيصه بقوله‪" :‬منقطع"‪ .‬والبيهقي‪ :‬السنن‬
‫‪ ،1/64‬كلهم من طريق جعفر بن محّمد عن أبيه منقطعًا‪.‬‬
‫‪ 2‬الواقدي‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل )بها( وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪8/464‬عن الواقدي تعليقًا‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.240 ،239‬‬
‫‪ 5‬أبو بكر بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي القطيعي‪ ،‬الحنبلي‪ ،‬راوي )مسند المام أحمد(‪،‬‬
‫و)الزهد(‪ ،‬و)الفضائل( له‪ .‬توفي سنة ثمان وسّتين وثلث مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،4/73‬طبقات الحنابلة‬
‫‪.(2/6‬‬

‫) ‪(3/888‬‬

‫ي بن أبي طالب أم كلثوم فاعتل ‪ 2‬عليه بصغرها قال‪:‬‬ ‫طاب خطب إلى عل ّ‬‫حصين ‪ 1‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫"إني لم أرد الباه‪ ،‬ولكني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬كل سبب ونسب منقطع يوم‬
‫القيامة ما خل سببي ونسبي‪ ،‬وكل ولد آدم فإن عصبتهم لبيهم ما خل ولد فاطمة فإني أنا أبوهم‬
‫وعصبتهم" ‪.3‬‬
‫ي بن أبي‬
‫وقال أبو عبد ال محّمد بن سلمة ‪ 4‬في كتاب )المعارف(‪" :‬تزوج أم كلثوم بنت عل ّ‬
‫طالب‪ ،‬وأصدقها أربعين ألف درهم‪ .‬وولدت له فاطمة وزيدًا وماتت عنده"‪.5‬‬
‫وقال ابن قتيبة‪" :‬بقيت في نكاحه إلى أن قتل فتزوجها محّمد بن جعفر بن أبي طالب ‪ 6‬رضي ال‬
‫عنه"‪.7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البارقي روى عن عمر وعلي‪ ،‬روى عنه شبيب بن غرقدة‪) .‬الجرح والّتعديل ‪ ،8/429‬الّثقات‬
‫‪.(5/462‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬فاعتال(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 3‬القطيعي‪ :‬زوائده على فضائل الصحابة لحمد ‪ ،2/626‬وإسناده ضعيف لجل محّمد بن يونس‬
‫الكديمي‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ ،(9419 :‬وفيه بشر بن مهران‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬قال ابن أبي‬
‫حاتم‪" :‬ترك أبي حديثه‪ ،‬وأمرني أن ل أقرأ عليه حديثه"‪) .‬الجرح والتعديل ‪ .(2/379‬وسماه بشيرًا‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬أ‪ ،‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،3/190‬عن عطاء‬
‫ل‪ ،‬وابن حجر‪ :‬الصابة ‪ ،8/275‬وعزاه لبن وهب‪ ،‬وفي إسناده عبد الرحمن بن‬ ‫الخرساني مرس ً‬
‫زيد بن أسلم‪ ،‬وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪.(3865 :‬‬
‫‪ 6‬الهاشمي‪ ،‬ولد بأرض الحبشة‪ .‬قيل‪ :‬إنه قتل بصفين‪) .‬الصابة ‪.(6/52‬‬
‫‪ 7‬ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪.211‬‬

‫) ‪(3/889‬‬

‫فصل‬
‫ومهن‪ :‬قريبة بنت أبي أمية ‪.1‬‬
‫ت أبي ُأِمّية عند عمر بن‬
‫في "صحيح البخاري" قال عطاء ‪ 2‬عن ابن عباس‪ :‬كانت َقِريَبُة بن ُ‬
‫طاب‪ ،‬فطلقها فتزوجها معاوية بن أبي سفيان"‪.3‬‬ ‫الخ ّ‬
‫وفيه قال الزهري‪" :‬وبلغنا أنه لما أنزل ال‪ :‬أن يرّدوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من‬
‫صِم الَكَواِفر‪ ،‬أن عمر طلق امرأتين‪ :‬قريبة بنت أبي‬ ‫أزواجهم‪ ،‬وحكم على المسلمين أن ل يمسكوا ِبِع َ‬
‫أمية‪ ،‬وابنة جرول الخزاعي‪ ،‬فتزوج قريبة معاوية‪ ،‬وتزوج الخرى أبو جهم"‪.5 ،4‬‬
‫فصل‬
‫من ولد ولده سالم بن عبد ال أبو عمر‪ ،‬ويقال‪ :‬أبو عبد ال العدوي‪ ،‬أحد الئمة الفقهاء بالمدينة‪ ،‬كان‬
‫عبد ال بن عمر أشبه ولد عمر به وكان‬
‫__________‬
‫‪ 1‬المخزومية‪) .‬الصابة ‪.(8/70‬‬
‫‪ 2‬عطاء بن أبي رباح القرشي‪ ،‬مولهم‪ ،‬المكي‪ ،‬ثقة‪ ،‬فقيه‪ ،‬لكنه كثير الرسال‪ .‬من الثالثة‪ .‬توفي‬
‫سنة أربع عشرة ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(391‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الطلق ‪ ،5/2024‬رقم‪ ،4982 :‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬وقال عطاء‬
‫عن ابن عباس؛ هو موصول بالسناد المذكور أّول عن ابن جريح"‪) .‬فتح الباري ‪.(9/418‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬أبو جهل(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وهو أبو الجهم بن حذيفة العدوي‪ ،‬أسلم عام الفتح‪ ،‬توفي‬
‫في خلفة ابن الزبير‪) .‬الصابة ‪.(7/34‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الشروط ‪ ،2/980‬رقم‪ ،2582 :‬تعليقًا‪ ،‬ووصله ابن مردويه كما في‬
‫فتح الباري ‪ ،5/351‬وتغليق التعليق ‪ ،414 ،3/413‬عن سعيد بن أبي مريم ثنا عبد ال بن عتبة‬
‫عن عقيل‪ ،‬فذكره بتمامه‪ ،‬وقال فيه‪ :‬قال الزهري‪ :‬وبلغنا إلى آخره‪.‬‬

‫) ‪(3/890‬‬

‫سالم أشبه ولد عبد ال به‪ ،‬كان يلبس الصوف‪ ،‬وكان يعالج العمل بيديه‪ ،‬كان فقهاء المدينة سبعة‬
‫كان سالم أجلهم‪ ،‬كان يلبس الثوب بدرهمين ‪.1‬‬
‫قال ميمون بن مهران‪" :‬دخلت على ابن عمر‪ ،‬فقومت كل شيء في بيته فما وجدته يساوي مائة‬
‫درهم‪ ،‬ودخلت بعده على سالم فوجدته على حاله"‪.2‬‬
‫خ ُيقّبل شيخًا"‪.3‬‬
‫وكان ابن عمر يقبل سالمًا‪ ،‬ويقول‪" :‬شي ٌ‬
‫وكان يلم ‪ 4‬في حبه‪ ،‬وكان يقول‪:‬‬
‫جْلَدة بين العين والنف سالم ‪5‬‬‫سالٍم وَألوُمُهم ‪ ...‬و ِ‬
‫يلوُموَنِني في َ‬
‫وأرفع السانيد على الصحيح سالم عن أبيه‪.‬‬
‫ت ومئة ‪.6‬‬ ‫مات سنة س ّ‬
‫قال بعضهم‪ :‬في ذي القعدة ‪.7‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬في ذي الحجة ‪.8‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/195‬ابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪ ،186‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف‬
‫)الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪ ،403‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،4/457‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال‬
‫‪.10/150‬‬
‫‪ 2‬ابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ / 7‬ق ‪ ،14‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،4/460‬المزي‪ :‬تهذيب‬
‫الكمال ‪.10/150‬‬
‫‪ 3‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ / 7‬ق ‪ 14‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.4/460‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬يأدم(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/196‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ / 7‬ق ‪ ،14‬والذهبي‪ :‬سير أعلم‬
‫النبلء ‪ ،4/460‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪ ،10/150‬وابن قتيبة‪ :‬المعارف ص ‪.186‬‬
‫‪ 6‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،4/465‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.10/153‬‬
‫‪ 7‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،4/465‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.10/153‬‬
‫‪ 8‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/201‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪ ،4/465‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال‬
‫‪.10/153‬‬

‫) ‪(3/891‬‬

‫ح‪.‬‬
‫وقال خليفة‪" :‬سنة سبع"‪ .1‬والّول أص ّ‬
‫وأخباره تطول وليس هذا موضعها‪.‬‬
‫ومنهم‪ :‬عبد ال بن عبد ال بن عمر أبو عبد الرحمن ‪.2‬‬
‫روى عن أبيه وجماعة ‪.3‬‬
‫ومنهم‪ :‬حمزة بن عبد ال أبو عمارة العدوي‪ ،‬عن أبيه وجماعة‪ .‬وكان أحد فقهاء المدينة ‪.4‬‬
‫ومنهم‪ :‬بلل بن عبد ال‪ .‬روى عن أبيه وجماعة ‪.5‬‬
‫ومنهم‪ :‬زيد بن عبد ال‪ .‬روى عن أبيه وجماعة ‪.6‬‬
‫ي‪ ،‬عن أبيه وجماعة‪ .‬وكان من العيان‪ .‬وتوفي قبل سالم‬ ‫ومنهم‪ :‬عبيد ال بن عبد ال أبو بكر الَعَدو ّ‬
‫بقليل ‪.7‬‬
‫ومنهم‪ :‬عمر بن عبد ال‪ .‬روى عن أبيه وجماعة ‪.8‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪.338‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/201‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،5/125‬مسلم‪ :‬الكنى ‪ ،1/513‬الطبري‪:‬‬
‫التاريخ ‪ ،6/427‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.181 ،15/180‬‬
‫‪ 3‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.15/181‬‬
‫‪ 4‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/203‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،3/47‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.7/330‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/204‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،-2/107‬ابن حبان‪ :‬الثقات ‪،4/65‬‬
‫المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.4/296‬‬
‫‪ 6‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/203‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،3/399‬ابن حبان‪ :‬الثقات ‪،4/246‬‬
‫المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.10/83‬‬
‫‪ 7‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،5/202‬خليفة‪ :‬الطبقات ص ‪ ،246‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،5/387‬ابن‬
‫حبان‪ :‬الثقات ‪ ،5/63‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.19/77‬‬
‫‪ 8‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،6/167‬ابن حبان‪ :‬الثقات ‪ ،5/146‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪،21/416‬‬
‫‪ ،417‬ابن حجر‪ :‬التقريب ص ‪.414‬‬

‫) ‪(3/892‬‬

‫ومنهم‪ :‬حفص بن عاصم‪ .‬روى عن أبيه وجماعة ‪.1‬‬


‫ومنهم‪ :‬عبيد ال بن عاصم‪ .‬عن أبيه وجماعة ‪ - .2‬رضي ال عنهم أجمعين‪.‬‬
‫فصل‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬قال‪" :‬كان عمر رضي ال عنه إذا نهى الناس عن شيء دخل على أهله‪ ،‬وقال‪" :‬إني‬
‫قد نهيت الناس عن كذا وكذا‪ ،‬وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم‪ ،‬فإن وقعتهم‬
‫ل أضعفت له العذاب‪،‬‬ ‫وقعوا‪ ،‬وإن هبتم هابوا‪ ،‬وإني وال ل ُأوَتى برجل وقع فيما نهيت الناس عنه إ ّ‬
‫لمكانه مني‪ ،‬فمن شاء منكم أن يتقدم‪ ،‬ومن شاء منكم فليتأخر"‪ / 131] / .3‬أ[‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،9/155‬خليفة‪ :‬الطبقات ص ‪ ،246‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،2/359‬ابن‬
‫حبان‪ :‬الثقات ‪ ،4/152‬المزي‪ :‬تهذيب الكمال ‪.7/17‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،5/392‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص‬
‫‪ ،408‬ابن حبان‪ :‬الثقات ‪.7/142‬‬
‫‪ 3‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/751‬وإسناده حسن‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،240‬والطبري‪:‬‬
‫ل‪ .‬وبنحوه ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/289‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫التاريخ ‪ ،4/207‬عن سالم مرس ً‬
‫والبلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪.222‬‬

‫) ‪(3/893‬‬

‫الباب الثاني والتسعون‪ :‬ضربه لولده على شرب الخمر‬


‫‪...‬‬
‫الباب الثاني والتسعون‪ :‬في ذكر ضربه لولده على شرب الخمر‬
‫عن أسامة ]بن زيد[‪ 1‬بن أسلم عن أبيه عن جده قال‪" :‬سمعت عمرو بن العاص يومًا‪ 2‬ذكر عمر‬
‫ف ل من عمر‪ ،‬ل‬ ‫ي ال وأبي بكر أخو َ‬ ‫ت أحدًا بعد نب ّ‬‫حم عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬ما رأي ُ‬ ‫رضي ال عنه فتَر ّ‬
‫ق على ولٍد أو والٍد‪ ،‬ثم قال‪ :‬وال إني لفي منزلي ضحى بمصَر إذ أتاني آ ٍ‬
‫ت‬ ‫يبالي على من وقع الح ّ‬
‫فقال‪" :‬قِدَم عبد ال وعبد الرحمن ‪ 3‬ابنا عمر غازيين "فقلت للذي أخبرني‪ :‬أين نزل؟ قال‪" :‬في‬
‫ب إلي عمر إياك أن يقدم عليك أحد من أهل بيتي‪،‬‬ ‫موضع كذا وكذا"‪ - ،‬لقصى مصر ‪ -‬وقد كت َ‬
‫ي لهما‪ ،‬ول آتَيهما في‬
‫ت أهُله‪ ،‬وأنا ل أستطيُع أن أهد َ‬‫ك ما أن َ‬
‫لب َ‬‫فتحبوه بأمٍر ل تصنُعه لغيره‪ ،‬فأفع ُ‬
‫مْنزلهما للخوف من أ بيهم‪ ،‬فوال إني لعلى ما أنا عليه‪ ،‬إلى أن قال قائل‪" :‬هذا عبد الرحمن بن‬
‫عة ‪ 4‬على الباب يستأذنان"‪ ،‬فقلت‪ :‬يدخلن‪ ،‬فدخل وهما منكسران‪ ،‬فقال‪" :‬أقم علينا‬ ‫سْرَو َ‬
‫عمر‪ ,‬وأبو ِ‬
‫حّد ال‪ ،‬فإنا قد أصبنا البارحة شرابًا فسكرنا"‪ .‬قال‪" :‬فزبرُتهما ‪ 5‬وطردتهما‪ ،‬فقال عبد الرحمن‪" :‬إن‬
‫ت أني إن لم ُأِقم عليهما الحّد غضب‬
‫ت أبي إذا قدمت"‪ .‬قال‪ :‬فحضرني رأي‪ ،‬وعلم ُ‬ ‫لم تفعل أخبر ُ‬
‫ت‪ ،‬فنحن على ما نحن عليه إذ‬ ‫ي عمر في ذلك‪ ،‬وعزلني‪ ،‬وخالَفه ما صعن ُ‬ ‫عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬يقول يومًا(‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحمن الوسط أبو شحمة‪) .‬أسد الغابة ‪.(3/374‬‬
‫‪ 4‬عقبة بن الحارث النوفلي‪ ،‬المكي‪ ،‬صحابي‪ ،‬من مسلمة الفتح‪ ،‬بقي إلى بعد الخمسين‪) .‬التقريب‬
‫ص ‪.(394‬‬
‫‪ 5‬زبره‪ :‬أي‪ :‬نهره وأغلظ له في القول والرد‪) .‬النهاية ‪.(2/293‬‬

‫) ‪(3/894‬‬

‫ي‪،‬‬
‫دخل عبد ال بن عمر‪ ،‬فقمت إليه ورحبت به‪ ،‬وأردت أن أجلسه في صدر مجلسي فأبى عل ّ‬
‫وقال‪" :‬أبي نهاني أن أدخل عليك إل أن أجد من ذلك بّدا‪ ،‬إن أخي ل يحلق على رؤوس الناس أبدًا‪،‬‬
‫فأما الضرب فاصنع ما بدا لك"‪ - .‬قال‪ :‬وكانوا يحلقون مع الحّد ‪ -‬قال‪ :‬فأخرجتهما إلى صحن الدار‬
‫ت من الدار فحلق رأسه ورأس أبي سروعة‪ ،‬فوال ما‬ ‫فضربتهما الحّد‪ ،‬ودخل ابن عمر بأخيه إلى بي ٍ‬
‫ت كتابه إذا هو نظم فيه‪" :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫ت إلى عمر بحرف‪ ،‬مما كان‪ ،‬حتى إذا تحني ُ‬ ‫كتب ُ‬
‫من عبد ال عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي‪ ،‬عجبت لك يا ابن العاصي ولجرأتك عل ّ‬
‫ي‬
‫ت فيك أصحاب بدر ممن هو خيٌر منك واخترتك ‪1‬؛ لجرأتك عني‪،‬‬ ‫وخلف عهدي‪ ،‬أما إني قد خالف ُ‬
‫وإنفاذ عهدي‪ ،‬وأراك تلوثت بما تلوثت‪ ،‬فما أراني إل عازلك‪ ،‬فمسيء ‪ 2‬عزلك‪ ،‬تضرب عبد‬
‫الرحمن في بيتك وتحلق رأسه في بيتك‪ ،‬وقد عرفت أن هذا يخالفني‪ ،‬إنما عبد الرحمن رجلٌ من‬
‫ت أن ل‬ ‫رعيتك تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين‪ ،‬ولكن قلت‪ :‬هو ولد أمير المؤمنين‪ ،‬وقد عرف َ‬
‫ق يجب ل عليه‪ ،‬فإذا جاءك كتابي هذا فابعث به في عباءٍة على‬ ‫هوادة لحٍد من الناس عندي في ح ّ‬
‫ت إلى‬ ‫ت به كما قال أبوه‪ ،‬وأقرأت ابن عمر كتاب أبيه‪ ،‬وكتب ُ‬
‫ب حتى يعرف سوَء ما صنع"‪ .‬فبعث ُ‬ ‫قت ٍ‬
‫عَتذر فيه‪ ،‬وُأخبره أني ضربته في صحن داري‪ ،‬وبال الذي ل ُيحَلف بأعظم منه إني‬ ‫عمر كتابًا َأ ْ‬
‫أقيم الحّد في صحن داري على الذمي والمسلم‪ ،‬وبعثت بالكتاب مع عبد ال بن عمر"‪/ .‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬وأخير لك(‪ ،‬والتصويب من الكنز‪.‬‬
‫‪ 2‬في الكْنز‪) :‬وُمنشي(‪.‬‬

‫) ‪(3/895‬‬
‫]‪ / 131‬ب[‪.‬‬
‫قال أسلم‪ :‬فقدم بعبد الرحمن على أبيه‪ ،‬فدخل عليه وعليه عباءٌة ول يستطيع المشي من مركِبِه‪،‬‬
‫ط"‪ .‬وكلمه عبد الرحمن بن عوف وقال‪" :‬يا أمير‬ ‫ت السيا ُ‬‫ت وفعل َ‬‫فقال‪]" :‬يا[‪ 1‬عبد الرحمن فعل َ‬
‫المؤمنين‪ ،‬قد أقمتم عليه الحّد مّرة"‪ ،‬فلم يلتفت إلى هذا عمر وزَبَره‪ ،‬فجعل عبد الرحمن يصيح‪" :‬أنا‬
‫ض فمات"‪2‬‬
‫سه‪ ،‬ثم مِر َ‬ ‫ض وأنت قاتلي"‪ ،‬فضربه وحَب َ‬‫مري ٌ‬
‫عة عقبة بن‬
‫سْرَو َ‬
‫وعن عبد ال بن عمر قال‪" :‬شرب عبد الرحمن بن عمر‪ ،‬وشرب معه أبو ِ‬
‫الحارث‪ ،‬ونحن بمصر في خلفة عمر رضي ال عنه فسكرا‪ ،‬فلما أصبحا انطلقا إلى عمرو بن‬
‫العاص وهو أمير مصر‪ ،‬فقال‪" :‬طّهْرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه"‪ .‬قال عبد ال بن عمر‪:‬‬
‫"ولم أشعر أنهما قد أتيا عمرو بن العاص‪ ،‬فذكر لي أخي أنه قد سكر‪ ،‬فقلت‪ :‬أدخل الدار أطهرك‪،‬‬
‫فآذنني أنه قد حّدث المير‪ ،‬قال عبد ال بن عمر‪ ،‬فقلت‪ :‬وال ل تحلق اليوم على رؤوس الناس‪،‬‬
‫أدخل ‪ 3‬أحلقك وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحّد ‪ -‬فدخل معي الدار ‪ -‬قال عبد ال‪" :‬فحلقت أخي‬
‫بيدي‪ ،‬ثم جلدهم عمرو بن العاص‪ ،‬فسمع عمر بن الخطاب رضي ال عنه فكتب إلى عمرو‪" :‬أن‬
‫ب"‪ ،‬ففعل ذلك عمرو‪ ،‬فلما قدم عبد الرحمن‬‫ي بعبد الرحمن بن عمر على قَت ٍ‬ ‫ابعث إل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،242-240‬المحب الطبري‪ :‬الرياض النضرة ‪ ،1/354‬والمتقي‬
‫الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،664-12/662‬وعزاه لبن سعد‪ .‬وهو ضعيف لجل أسامة بن زيد بن أسلم‪.‬‬
‫قال الحافظ‪" :‬ضعيف من قبل حفظه"‪) .‬التقريب رقم‪.(315 :‬‬
‫‪ 3‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ادخـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/896‬‬

‫على عمر جلده وعاقبه من أجل مكانه منه‪ ،‬ثم أرسله فلبث شهرًا صحيحًا ثم أصابه قدره‪ ،‬فيحسب‬
‫عامة الناس أنه مات من جلد عمر‪ ،‬ولم يمت من جلد عمر"‪.1‬‬
‫قال ابن الجوزي‪" :‬ينبغي أن ل نظن ِبَعْبِد الرحمن بن عمر أنه شرب الخمر‪ ،‬وإنما شرب النبيذ‬
‫ل‪ ،‬يظن أن ما شرب منه ل يسكر‪ ،‬وكذلك أبو سروعة‪ ،‬وأبو سروعة من أهل بدر ‪ ،2‬فلما‬ ‫متأو ً‬
‫خرج بهما المر إلى السكر طلبا التطهير بالحّد‪ ،‬وقد كان يكفيهما مجرد الندم على التفريط‪ ،‬غير‬
‫أنهما غضبا ل سبحانه على أنفسهما المفرطة‪ ،‬فأسلمهما إلى إقامة الحّد‪ ،‬وأما كون عمر أعاد الحّد‬
‫على ولده فليس ذلك حّدا‪ ،‬وإنما ضربه غضبًا وتأديبًا‪ ،‬وإلّ فالحّد ل يكرر‪ ،‬قال‪ :‬وقد أخذ هذا‬
‫الحديث قوم من القصاص فأبدلوا فيه‪ ،‬وأعادوا‪ ،‬فتارة يجعلون هذا الولد مضروبًا على شرب‬
‫الخمر‪ ،‬وتارة على الزنا‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬وعبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،233-9/232‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪،3/841‬‬
‫والبيهقي‪ :‬السنن‪ ،313-8/312 :‬وقال‪" :‬والذي يشبه أنه جلده جلد تعزير‪ ،‬فإن الحّد ل يعاد‪ .‬ال‬
‫أعلم"‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،118‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،242‬والمتقي‬
‫الهندي‪ :‬كْنز العمال ‪ ،12/664‬وعزاه لعبد الرزاق والبيهقي‪ .‬وقال‪" :‬وسنده صحيح"‪.‬‬
‫ل‪ ،‬فسكر من غير اختيار‪ ،‬وإنما لما قدم‬ ‫قال ابن الجوزي‪" :‬وليس بعجيب أن يكون شرب النبيذ متأو ً‬
‫على عمر ضربه ضرب تأديب ل ضرب حّد‪ ،‬ومرض بعد ذلك ل من الضرب‪ ،‬ومات"‪.‬‬
‫)الموضوعات ‪.(3/275‬‬
‫وقال ابن الثير‪" :‬وعبد الرحمن بن عمر الوسط‪ ،‬أبو شحمة هو الذي ضربه عمرو ابن العاص‬
‫ب الوالد‪ ،‬ثم مرض‪ ،‬فمات‬ ‫بمصر في الخمر‪ ،‬ثم حمله إلى المدينة‪ ،‬فضربه أبوه عمر بن الخطاب أد َ‬
‫بعد شهر"‪) .‬أسد الغابة ‪.(3/274‬‬
‫‪ 2‬قوله‪" :‬من أهل بدر"‪ ،‬وهم‪ ،‬والصواب أنه من مسلمة الفتح‪) .‬أسد الغابة ‪ ،3/547‬الصابة‬
‫‪.(4/249‬‬
‫) ‪(3/897‬‬

‫ويذكرون كلمًا مرّققا‪ 1‬ليبكي العوام ‪ ،2‬ل يجوز أن يصدر عن مثل عمر‪.‬‬
‫وقال‪ :‬وقد ذكرت الحديث بطرقه في كتاب "الموضوعات ‪ ،3‬ونزهت هذا الكتاب عنه"‪.4‬‬
‫ن بيته"‬
‫وعن ابن عمر قال‪" :‬بلغ عمر أن ابنًا له ستر حيطانه‪ ،‬فقال‪" :‬وال لئن كان كذلك ‪ 5‬لحرق ّ‬
‫‪.6‬‬
‫وقال أبو عبد ال بن سلمة ‪ 7‬في كتابه‪) :‬عيون المعارف(‪" :‬أبو شحمة ‪ 8‬عبد الرحمن‪ ،‬وكان قد‬
‫شرب بمصر‪ ،‬هو ورجل يعرف بعقبة بن الحارث فسكرا‪ ،‬وجلدهما ‪ 9‬عمرو بن العاص‪ ،‬وسمع‬
‫ب‪ ،‬ففعل‪ ،‬فلما قدم عليه‬
‫ي عبد الرحمن على قَت ٍ‬ ‫عمر بذلك‪ ،‬فكتب إلى عمرو بن العاص‪ :‬أن ابعث إل ّ‬
‫جلده‪ ،‬وعاقبه لمكانه منه‪ ،‬ومات بعد شهر‪ ،‬فيحسب عامة الناس أنه مات من جلده‪ ،‬ولم يمت من‬
‫ذلك"‪ .‬وروى هذا يحيى بن معين بإسناده عن عبد ال بن عمر"‪.10‬‬
‫قال‪ :‬ويقال‪ :‬إنه قال له وهو يحّده‪" :‬قتلتني يا أبتاه"‪ ،‬فقال‪" :‬يا بني إذا‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في مناقب عمر‪) :‬ملفقًا(‪.‬‬
‫‪ 2‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )العوا(‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬الموضوعات ص ‪.275-3/269‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.243-242‬‬
‫‪ 5‬في المصنف‪) :‬ذلك(‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،8/496‬وإسناده صحيح‪ .‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.243‬‬
‫‪ 7‬في الصل‪) :‬أسامة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 8‬في الصل " أبو شمحة " وهو تحريف ‪.‬‬
‫‪ 9‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )وجلد(‪.‬‬
‫‪ 10‬لم أجده في نسخة عيون المعارف التي بين يدي‪ ،‬وقد مّر بنحوه‪.‬‬

‫) ‪(3/898‬‬

‫لقيت رّبك‪ ،‬فأعلمه أنه أباك يقيم الحدود"‪ / 132] / .1‬أ[‪.‬‬


‫ل عنه‪،‬‬‫ح شرب‪ ،‬وأنا سائ ٌ‬ ‫وفي صحيح البخاري‪ ،‬وقال عمر رضي ال عنه‪" :‬وجدت من عبيد ال ري َ‬
‫جَلْدُتُه"‪.2‬‬
‫فإن كان ُيسكُر َ‬
‫فصول‬
‫الّول‬
‫إذا أقيم الحّد مّرة فإن كان من أقامه ليس له إقامة الحدود لم يسقط‪ ،‬وللمام إقامته مرة أخرى‪ ،‬وإن‬
‫تلف المحدود في ضرب ما ليس له إقامته ضمنه‪ ،‬وإن كان من أقامه في المّرة الولى له إقامة‬
‫صة‬
‫الحدود‪ ،‬فليس لغيره إقامته مّرة أخرى‪ .‬وإن كان من أقامه هو من تحت يده أو دونه‪ .‬وأما ق ّ‬
‫عمر فإنه ولده‪ ،‬وله التصرف فيه بما أراد وذلك على وجه التأديب ل على وجه الحّد‪.‬‬
‫الفصل الّثاني‬
‫سكر من غير بينة‪ ،‬أو مشاهدته على سكره؟‬ ‫هل يحّد بمجرد الريح في ال ّ‬
‫على روايتين عن المام أحمد‪:‬‬
‫حّد‪.3‬‬
‫إحداهما‪ُ :‬ي َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬ب‪ ،‬ابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/841‬وهو منقطع بين‬
‫الشعبي وعمر‪ ،‬البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪ ،290‬وفيه الكلبي‪ .‬ابن‬
‫الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،3/269‬وقال‪" :‬هذا موضوع‪ .‬وضعه القصاص‪ ،‬وقد أبدوا فيه وأعادوا‪ ،‬وقد‬
‫شرحوا وأطالوا"‪.‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الشربة ‪ ،5/2125‬تعلقًا‪ ،‬ووصله مالك‪ :‬المو ّ‬
‫الزهري( ‪ ،2/45‬وإسناده صحيح‪ .‬والنسائي ‪ ،8/326‬وسعيد بن منصور‪ :‬السنن كما في تغليق‬
‫التعليق ‪ ،5/26‬وفتح الباري ‪.10/65‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،12/501‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.10/233‬‬

‫) ‪(3/899‬‬

‫حّد بمجرد الريح من غير بينة ‪ .1‬وال أعلم‪.‬‬ ‫والّثانية‪ :‬ل ُي َ‬


‫الفصل الّثالث‬
‫ل يجب في الحّد إل الضرب فقط‪ ،‬ول يجب حلق ول غيره‪ .‬وأما ما ذكر من الحلق فإنه ترك‪ ،‬ولم‬
‫يعمل به أحٌد بعد ذلك ‪.2‬‬
‫الفصل الّرابع‬
‫ل‪ ،‬يظن أن ما شرب منه ل يسكر لو كان كذلك لم‬ ‫قولهم‪ :‬إن عبد الرحمن إنما شرب النبيذ متأو ً‬
‫ل على من شرب الخمر مختارًا عالمًا أنه خمر وأن كثيره‬ ‫يجب عليه الحّد‪ ،‬فإن الحّد ل يجب إ ّ‬
‫يسكر‪ ،‬فإن شربه مكرهًا أو ناسيًا‪ ،‬أو ل يعلم أنه يسكر فل حّد عليه‪ .‬فلو شربه على هذا الوجه لم‬
‫يجب عليه الحّد‪.3‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫ل ما أسكر كثيره فقليله حرام من أي شيء كان‪ ،‬من عنب‪ ،‬أو تمر‪ ،‬أو شعير أو عسل ونحو ذلك‬ ‫كّ‬
‫ل شربه مطلقًا‪ ،‬ل للّذة‪ ،‬ول لتداوي‪ ،‬ول لعطش‪ ،‬ول غيره‪ ،‬إل أن يضطّر‬ ‫ويسمى خمرًا‪ ،‬ول يح ّ‬
‫ص بها فيجوز‪ ،‬فإن وجده ووجد ماَء الغير‪ ،‬فالماء مقدم عليه‪ ،‬وإن‬ ‫إليه لدفع لقمة غ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،12/501‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪ ،10/233‬الحجاوي‪ :‬القناع‬
‫‪ ،4/267‬ابن النجار الفتوحي‪ :‬منتهى الرادات ‪.2/476‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬ابن تيمية‪ :‬مجموع الفتاوى ‪.24/216 ،28/337‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،501 ،12/499‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪ ،231 ،10/229‬الحجاوي‪:‬‬
‫القناع ‪.4/267‬‬

‫) ‪(3/900‬‬

‫ل فخلف هل يقدم الخمر أم البول؟‪.2‬‬


‫ل فإن كان بول حيوان مأكول اللحم فهو مقدم ‪ ،1‬وإ ّ‬
‫وجد بو ً‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،500 ،12/495‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪ ،10/229‬الحجاوي‪ :‬القناع‬
‫‪ ،4/216‬ابن تيمية‪ :‬مجموع الفتاوى ‪.28/337‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪ ،10/229‬الحجاوي‪ :‬القناع ‪ ،4/266‬ابن النجار الفتوحي‪ :‬منتهى‬
‫الرادات ‪ ،476 ،2/475‬وقالوا‪" :‬ويَقّدم عليه بول"‪.‬‬

‫) ‪(3/901‬‬

‫الباب الثالث والتسعون‪ :‬ثناء الناس عليه‬


‫‪...‬‬
‫الباب الثالث والتسعون‪ :‬في ذكر ثناء الناس عليه‬
‫في صحيح البخاري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال‪" :‬سألني ابن عمر عن بعض شأنه" ‪ -‬يعني‪:‬‬
‫ط بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم من حين قبض‬ ‫]عمر[‪ - 1‬فأخبرته‪ .‬فقال‪" :‬ما رأيت أحدًا ق ّ‬
‫طاب"‪.2‬‬
‫كان أجّد وأجوَد‪ ،‬حتى انتهى‪ ،‬من عمر بن الخ ّ‬
‫وسبق أنه قيل لبي بكر عند عهده إلى عمر‪" :‬ماذا تقول لربك وقد وّليت علينا عمر؟"‪ ،‬فقال‪" :‬أقول‬
‫وّليت عليهم خير أهلك"‪ / 132] / .3‬ب[‪.‬‬
‫ل"‪ ،‬ونحو ذلك مما تقدم ‪.4‬‬‫وقالوا‪" :‬ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟"‪ ،‬قال‪" :‬بل هو لو كان َقِب َ‬
‫ط الناس أعطياتهم‪ ،‬واحمل‬ ‫وعن ابن سيرين قال‪" :‬كتب عمر إلى أبي موسى‪ :‬إذا جاءك كتابي‪ ،‬فأع ِ‬
‫ي ما بقي مع زياد"‪ .5‬ففعل‪ .‬فلما كان عثمان كتب إلى أبي موسى بمثل ذلك‪ ،‬ففعل‪ ،‬فجاء زياد بما‬ ‫إل ّ‬
‫معه‪ ،‬فوضعه بين يدي عثمان‪ ،‬فجاء ابن عثمان فأخذ شيئًا نرى أنه من فضة فمضى بها‪ ،‬فبكى‬
‫زياد‪ ،‬فقال عثمان‪" :‬ما يبكيك؟"‪ ،‬قال‪" :‬أتيت ‪ 6‬أمير المؤمنين بمثل ما أتيك به‪ ،‬فجاء ابن له فأخذ‬
‫درهمًا‪ ،‬فأمر به فانتزع منه‪ ،‬حتى أبكى الغلم ‪،7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه ص ‪.926‬‬
‫‪ 3‬سبق تخريجه ص ‪.335‬‬
‫‪ 4‬سبق تخريجه ص ‪.304‬‬
‫‪ 5‬ابن أبيه‪.‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أتيـ(‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الغل(‪.‬‬

‫) ‪(3/902‬‬

‫وإن ابنك هذا جاء فأخذ هذه‪ ،‬فلم أَر أحدًا قال له شيئًا‪ ،‬فقال له عثمان‪" :‬إن عمر كان يمنع أهله ‪1‬‬
‫وأقرباءه ابتغاء وجه ال تعالى‪ ،‬وإني أعطي أهلي وأقربائي ابتغاء وجه ال تعالى‪ ،‬ولن تلقى مثل‬
‫عمر‪ ،‬ولن تلقى مثل عمر‪ ،‬ولن تلقى مثل عمر"‪.2‬‬
‫وعن إسماعيل بن أبي خالد قال‪ :‬قيل لعثمان رضي ال عنه‪" :‬أل تكون مثل عمر؟"‪ ،‬قال‪" :‬ل‬
‫أستطيع أن أكون مثل لقمان الحكيم"‪.3‬‬
‫روي عن سعيد بن زيد أنه بكى ‪ 4‬عند موت عمر‪ ،‬فقيل له‪" :‬ما يبكيك؟"‪ ،‬فقال‪" :‬على السلم‪ ،‬إن‬
‫موت عمر َثَلَم السلَم ل ترتق إلى يوم ‪ 5‬القيامة"‪.6‬‬
‫ل الحصى من دموعه‬ ‫وعن زيد بن وهب قال‪" :‬أتينا عبد ال بن مسعود‪ ،‬فذكر عمر‪ ،‬فبكى حتى ابت ّ‬
‫‪ ،7‬وقال‪" :‬إن عمر كان حصنًا حصينًا للسلم يدخلون فيه ول يخرجون منه‪ ،‬فلما مات عمر اْنَثَلم‬
‫الحصن ‪ 8‬فالناس يخرجون من السلم"‪.9‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أها(‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،244 ،243‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،244‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 4‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )بكـ(‪.‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يو(‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/372‬ومن طريقه البلذري‪ :‬أنساب الشراف)الشيخان‪ :‬أبوبكر وعمر(ص‬
‫‪ ،387‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪/13‬ق ‪ ،190‬وفيه الواقدي‪.‬‬
‫‪ 7‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )دمـ(‪.‬‬
‫‪ 8‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الحـ(‪.‬‬
‫‪ 9‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،7/289‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/371‬وابن أبي شيبة‪:‬‬
‫المصنف ‪ ،34 ،12/23‬والطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،9/176‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪،9/77‬‬
‫وقال‪" :‬رواه الطبراني بأسانيد‪ ،‬ورجال أحدهما رجال الصحيح"‪.‬‬

‫) ‪(3/903‬‬

‫وعن أبي وائل قال‪" :‬قدم علينا عبد ال بن مسعود فنعى إلينا عمر‪ ،‬فلم أَر يومًاكان أكثر‬
‫ضاة قد‬
‫ب كلبًا لحببته‪ ،‬وال إني لحسب الِع َ‬ ‫ح ّ‬‫عَلم عمركان ‪ُ 1‬ي ِ‬
‫باكيًاولحزينًا منه‪ ،‬ثم قال‪" :‬وال لو أ ْ‬
‫وجدت فقد عمر"‪.2‬‬
‫وعنه قال‪ :‬قال عبد ال مسعود رضي ال عنه‪" :‬وال ما أحسب شيئًا إل وقد دخل عليه َفْقُد عمر‬
‫ي"‪.3‬‬‫ضاة‪ ،‬ولو علمت أن كلبًا يحب عمر لكان من أحب الكلب إل ّ‬ ‫حتى الِع َ‬
‫ط إلّ وكأن بين عينيه ملكًا يسّدده"‪.4‬‬ ‫وعن أبي وائل عن عبد ال قال‪" :‬ما رأيت عمر ق ّ‬
‫طاب وضع في كّفة الميزان‪ ،‬ووضع علم الرض‬ ‫وعنه قال‪ :‬قال عبد ال‪" :‬لو أن علم عمر بن الخ ّ‬
‫في كّفة لرجح علم عمر"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬كان عمر(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/372‬وإسناده حسن‪ .‬ومن طريقه وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق‬
‫‪.190‬‬
‫‪ 3‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/372‬وإسناده حسن‪ .‬ومن طريقه وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق‬
‫‪ ،190‬وإسناده حسن‪ .‬والطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،9/18‬بنحوه عن زر عن عبد ال بن مسعود‪ .‬قال‬
‫الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪" :9/78‬رواه الطبراني من طرق‪ ،‬وفي بعضها عاصم بن أبي النجود وهو‬
‫حسن الحديث‪ ،‬وبقية رجالهما رجال الصحيح‪ ،‬وبعضها منقطع السناد‪ ،‬ورجالهما ثقات"‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،12/25‬وإسناده صحيح‪ .‬عبد ال بن أحمد في زوائده على فضائل‬
‫الصحابة لحمد ‪ ،1/247‬وإسناده ضعيف‪ ،‬لجل محّمد بن سلمة بن كهيل‪ ،‬قال ابن سعد‪" :‬كان‬
‫ضعيفًا"‪ .‬وقال الجوزجاني‪" :‬ذاهب الحديث واهي الحديث"‪) .‬الطبقات ‪ ،6/380‬ميزان العتدال‬
‫‪.(3/568‬‬
‫‪ 5‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،12/32‬وإسناده صحيح‪ .‬والطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،9/179‬والحاكم‪:‬‬
‫المستدرك ‪ ،3/86‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/69‬وقال‪" :‬رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا‬
‫رجال الصحيح‪ ،‬غير أسد بن موسى‪ ،‬وهو ثقة"‪.‬‬

‫) ‪(3/904‬‬

‫وعن إبراهيم ‪ 1‬عن عبد ال أنه قال‪" :‬إني لحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم"‪.2‬‬
‫وعن ابن وهب قال‪ :‬قال عبد ال‪" :‬اقرأ كما أقرأك ‪ 3‬عمر‪ ،‬إن عمر كان أعلمنا بكتاب ال ‪،4‬‬
‫وأفقهنا في دين ال"‪.5‬‬
‫وعن زّر قال‪" :‬كان عبد ال يخطب ‪ -‬وهو ابن مسعود ‪ -‬يقول‪" :‬إني لحسب عمر بين عينيه ملك‬
‫يسّدده ويقومه‪ ،‬وإني لحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثًا فيرده"‪.6‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪" :‬كان إسلم عمر فتحًا وكانت هجرته نصرًا‪ ،‬وكانت إمارته رحمة"‪.7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬إبراهيم النخعي‪.‬‬
‫‪ 2‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،180 ،9/179‬وإسناده صحيح‪ .‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪،9/69‬‬
‫وقال‪" :‬رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح‪ ،‬غير أسد بن موسى‪ ،‬وهو ثقة"‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬كما يقرااك(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬لفظ الجللة مطموس في الصل‪.‬‬
‫‪ 5‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،7/289‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪،12/26‬‬
‫والطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،9/177‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.247‬‬
‫‪ 6‬عبد ال بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة ‪ ،81 ،1/80‬وإسناده حسن‪ .‬في إسناده عاصم‬
‫بن أبي النجود‪ ،‬و الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،9/181‬من طرق في بعضها عاصم بن أبي النجود‪،‬‬
‫وهو حسن الحديث‪ ،‬وبقية رجالها رجال الصحيح‪ ،‬وبعضها منقطع السناد‪ .‬ورجالها ثقات‪ .‬قاله‬
‫الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪.9/78‬‬
‫‪ 7‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،9/178‬وإسناده ضعيف‪ ،‬لنقطاعه بين القاسم بن عبد الرحمن وابن‬
‫مسعود‪ .‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/63‬وقال‪" :‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬إل أن‬
‫القاسم لم يدرك جّده ابن مسعود"‪.‬‬

‫) ‪(3/905‬‬

‫وعن أنس بن مالك قال‪ :‬قال أبو طلحة النصاري‪" :‬وال ما من أهل بيت من المسلمين إل وقد دخل‬
‫عليهم في موت عمر نقص في دينهم وفي دنياهم"‪.1‬‬
‫وقال حذيفة‪" :‬إنما كان مثل السلم أيام عمر مثل أمر مقبل لم يزل في إقبال‪ ،‬فلما قتل أدبر فلم يزل‬
‫في إدبار"‪.2‬‬
‫عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال‪" :‬بينما عمرو بن العاص يومًا يسير أمام ركبه‪ ،‬هو يحّدث نفسه‪،‬‬
‫طاب رضي ال‬ ‫إذ قال‪" :‬ل دّر ابن حنتمة ‪ / 133] / 3‬أ[‪ ،‬أي امرئ كان "يعني بذلك عمر بن الخ ّ‬
‫عنه"‪.4‬‬
‫وعن عزرة بن قيس البجلي ‪ 5‬قال‪" :‬خطبنا خالد بن الوليد فقال‪" :‬إن عمر بعثني إلى الشام‪ ،‬وهو‬
‫ل أراد أن يؤثر به غيري‪ ،‬ويبعثني إلى الهند‪،‬‬‫لهم مهم‪ ،‬فلما ألقى الشام نوايبه‪ ،‬وصار سمنًا وعس ً‬
‫فقال رجل إلى جانبه‪" :‬اصبر‪ ،‬اصبر أيها المير‪ ،‬فإن الفتن قد ظهرت"‪ .‬فقال خالد‪" :‬وابن الخطاب‬
‫ي! إنما‬
‫حّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/374‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،12/25‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ‬
‫‪ /13‬ق ‪ ،190‬وفي إسناده عبد الملك بن عمير‪ ،‬وقد عنعن‪ .‬ذكره الحافظ بالمرتبة الثالثة من‬
‫المدلسين‪) .‬تعريف أهل التدليس ص ‪ .(96‬وأبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،177‬وابن‬
‫الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.248‬‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/373‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪ ،3/943‬والبلذري‪:‬‬
‫أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪ ،388‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.248‬‬
‫‪ 3‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )حنتمـ(‪ .‬وهي حنتمة بنت هاشم المخزومية أم عمر ابن الخطاب‪.‬‬
‫)الصابة ‪.(4/279‬‬
‫‪ 4‬أحمد‪ :‬فضائل الصحابة ‪ ،1/326‬ومن طريقه الخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،13/32‬وإسناده‬
‫ضعيف لنقطاعه‪ .‬لن سعد بن إبراهيم الزهري لم يدرك عمرو ابن العاص‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب‬
‫ص ‪.248‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬عروة(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وهو عزرة بن قيس البجلي‪ ،‬روى عن خالد ابن الوليد‪ ،‬روى‬
‫عنه أبو وائل سمعت أبي يقول ذلك‪) .‬الجرح والتعديل ‪ ،9/21‬الثقات ‪.(5/279‬‬

‫) ‪(3/906‬‬

‫ذلك بعد"‪.1‬‬
‫صّلي على عمر رضي ال عنه‬ ‫وعن عبد ال بن سارية ‪ 2‬قال‪" :‬جاء عبد ال بن سلم ‪ 3‬بعدما ُ‬
‫فقال‪ :‬إن كنتم سبقتموني بالصلة عليه‪ ،‬فلن تسبقوني بالثناء عليه‪ ،‬ثم قام‪ ،‬فقال‪ِ :‬نعَم أخو السلم‬
‫ل بالباطل‪ ،‬ترضى من الرضى‪ ،‬وتسخط من السخط‪ ،‬لم تكن مداحًا‬ ‫ق‪ ،‬بخي ً‬
‫ت يا عمر جوادًا بالح ّ‬
‫كن َ‬
‫ول معيابًا‪ ،‬طيب الَعْرف ‪ ،4‬عفيف الطرف"‪.5‬‬
‫وعن طارق بن شهاب قال‪" :‬قالت أم أيمن يوم أصيب عمر رضي ال عنه‪" :‬اليوم وهى السلم"‪.6‬‬
‫حْثَمة ‪ 8‬عن أبيه ‪ 9‬قال‪ :‬قالت الشفاء‬
‫وعن ]عمر بن[‪ 7‬سليمان بن أبي َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،39 ،13/38‬وفي عزرة بن قيس لم يوّثقه غير ابن حبان‪ .‬وابن‬
‫الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.249 ،248‬‬
‫‪ 2‬في تاريخ المدينة‪) :‬بن أبي سارية(‪ ،‬ولم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 3‬السرائيلي‪ :‬حليف بني الخزرج‪ ،‬صحابي مشهور‪ ،‬له أحاديث وفضل‪ ،‬توفي بالمدينة سنة ثلث‬
‫وأربعين‪) .‬التقريب ص ‪.(307‬‬
‫‪ 4‬الَعْرف‪ :‬الريح طيبة كانت أو خبيثة‪) .‬لسان العرب ‪.(9/240‬‬
‫‪ 5‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/369‬ومن طريقه البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر(‬
‫ص ‪ ،385‬وإسناده ضعيف لبهام رواته عن عبد ال بن سلم‪ .‬وابن شبه‪ :‬تاريخ المدينة ‪،3/939‬‬
‫‪ ،940‬بإسنادين‪ :‬الّول‪ :‬منقطع بين عون بن أبي شداد وعبد ال بن سلم‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬فيه عبد ال بن سارية‪ ،‬ولم أجد له ترجمة‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪،189‬‬
‫وفيه عبد ال بن سارية‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.249‬‬
‫‪ 6‬سبق تخريجه ص ‪.848‬‬
‫‪ 7‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 8‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 9‬سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة العدوي له صحبة‪ ،‬كان من فضلء المسلمين وصالحهم‪،‬‬
‫واستعمله عمر على السوق‪ ،‬وجمع الناس عليه في رمضان‪) .‬الثقات ‪ ،3/160‬الصابة ‪.(3/159‬‬

‫) ‪(3/907‬‬

‫بنت عبد ال‪ ،‬ورأت فتيانًا يقصدون ‪ 1‬في المشي‪ ،‬ويتكلمون رويدًا فقالت‪" :‬ما هؤلء؟"‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫ك"‪ ،‬قالت‪" :‬كان وال عمر إذا تكلم أسمع‪ ،‬وإذا مشى أسرع‪ ،‬وإذا ضرب أوجع‪ ،‬وهو الناسك‬ ‫سا ٌ‬
‫"ُن ّ‬
‫حّقا"‪.2‬‬
‫ي بن الحسين عن أبي بكر وعمر ‪ -‬رضي ال‬ ‫وعن ]ابن[‪ 3‬أبي حازم ‪ 4‬عن أبيه‪ ،‬قال‪" :‬سئل عل ّ‬
‫عنهما ‪ -‬ومنزلتهما من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬كمنزلتهما اليوم‪ ،‬وهما ضجيعاه"‪.5‬‬
‫جٍ‬
‫ل‬‫غْنم يوم مات ‪ -‬رحمة ال عليه ‪" :-‬اليوم أصبح السلم موليًا ما من ر ُ‬ ‫وقال عبد الرحمن بن َ‬
‫ت‪ ،‬فقال‪ :‬خذ حذرك‪ ،‬بأشد فرارًا من السلم اليوم"‪.6‬‬‫بأرض فلة يطُلُبُه العدّو فأتاه آ ٍ‬
‫وعن عبد ال بن إدريس ‪ 7‬قال‪" :‬سمعت أشعث ‪ 8‬يقول‪" :‬إذا اختلف‬
‫__________‬
‫ن في مشيه‪ :‬إذا مشى مستويًا‪) .‬لسان العرب ‪.(3/354‬‬ ‫‪ 1‬قصد فل ٌ‬
‫‪ 2‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/290‬ومن طريقه البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر(‬
‫ص ‪ ،226‬والطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،4/212‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،100‬وفيه‬
‫الواقدي‪.‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬عبد العزيز بن سلمة بن دينار المدني‪.‬‬
‫‪ 5‬سبق تخريجه ص ‪.276‬‬
‫‪ 6‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/369‬والبلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر( ص ‪،284‬‬
‫‪ ،385‬وفي إسنادهما شهر بن حوشب‪ ،‬وهو صدوق كثير الرسال والوهام‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫‪ ،(2830‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.250‬‬
‫‪ 7‬الودي الكوفي‪ ،‬ثقة فقيه عابد‪ ،‬توفي سنة اثنتين وتسعين ومئة )التقريب ص ‪.(295‬‬
‫سّوار الكندي‪ ،‬الفرق الثرم‪ ،‬قاضي‬
‫‪ 8‬في الصل‪) :‬أشعب(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وهو أشعث بن َ‬
‫ت وثلثين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(113‬‬ ‫الهواز‪ ،‬ضعيف‪ ،‬من السادسة‪ ،‬توفي سنة س ّ‬

‫) ‪(3/908‬‬

‫الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر‪ ،‬فإن عمر لم يكن يصنع شيئًا حتى يشاور‪ ،‬قال‪ :‬فذكرت ذلك‬
‫لبن سيرين‪ ،‬فقال‪" :‬إذا رأيت الرجل يخبرك أنه أعلم من عمر فاحذره"‪.1‬‬
‫ي‪ 2‬قال‪ :‬الشعبي‪" :‬من سّره أن يأخذ بالوثيقة من القضاء فليأخذ بقضاء عمر فإنه‬‫وعن صالح بن ح ّ‬
‫كان يستشير"‪.3‬‬
‫طاب رضي ال عنه فما‬ ‫وعن الشعبي قال‪ :‬سمعت قبيصة بن جابر يقول‪" :‬صحبت عمر بن الخ ّ‬
‫رأيت أقرأ لكتاب ال ول أفقه في دين ال‪ ،‬ول أحسن مدارسة منه"‪.4‬‬
‫وعن قرة بن خالد ‪ 5‬عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال‪" :‬إذا أردتم أن يطيب المجلس‬
‫فأفيضوا في ذكر عمر"‪.6‬‬
‫ي أهل بيت لم يجدوا فقده فهم أهل بيت سوء"‪.7‬‬
‫وعنه أنه قال‪) :‬أ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،9/9‬بأخصر‪ .‬وفيه أشعث بن سوار‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬وابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪.251‬‬
‫ي‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة ثلث وخمسين‪) .‬التقريب ص ‪.(272‬‬ ‫‪ 2‬صالح بن صالح بن ح ّ‬
‫‪ 3‬الفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪ ،1/457‬وإسناده صحيح‪ .‬والبيهقي‪ :‬السنن‪ ،10/109 :‬وابن عساكر‪:‬‬
‫تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،117‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،251‬وبنحوه أحمد‪ :‬فضائل الصحابة‬
‫‪.1/264‬‬
‫ي‪ ،‬وقد‬‫‪ 4‬الفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪ ،1/457‬وفي إسناده مجالد بن سعيد‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬ليس بالقو ّ‬
‫تغير في آخر عمره"‪) .‬التقريب رقم‪ .(6478 :‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.251‬‬
‫سدوسي‪ ،‬ثقة ضابط‪ ،‬من السادسة‪ ،‬توفي سنة خمس وسّتين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(455‬‬ ‫‪ 5‬ال ّ‬
‫‪ 6‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،251‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 7‬ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/372‬ومن طريقه البلذري‪ :‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر(‬
‫ص ‪ ،387‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،191‬ومن طريق الواقدي‪.‬‬

‫) ‪(3/909‬‬

‫وعن واصل بن الحدب ‪ 1‬عن مجاهد قال‪" :‬كنا نتحدث أن الشياطين مصفدة في زمن عمر‪ ،‬فلما‬
‫قتل بثت في الرض"‪.2‬‬
‫وعن سعد بن أبي صدقة ‪ 3‬عن محّمد بن سيرين قال‪" :‬لم ‪ 4‬يكن أحد بعد ‪ / 133] /‬ب[ رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أهيب لما ل يعلم من أبي بكر‪ ،‬ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما ل يعرف‬
‫من عمر"‪.5‬‬
‫طاب رضي ال عنه‬ ‫وعن قيس بن مسلم ‪ 6‬عن طارق بن شهاب‪ ،‬قال‪" :‬كنا نتحدث أن عمر بن الخ ّ‬
‫ينطق على لسان ملك ‪.8"7‬‬
‫وعن حماد بن زيد عن أيوب ‪ 9‬قال‪" :‬إذا بلغك اختلف عن النبي صلى ال عليه وسلم فوجدت في‬
‫ذلك الختلف ‪ 10‬أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬فشّد‬
‫__________‬
‫‪ 1‬واصل بن حيان السدي الكوفي‪ ،‬ثقة ثبت‪ ،‬من السادسة‪ ،‬توفي سنة عشرين ومئة‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(579‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،252‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬لما لم(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،252‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬ابن سهل(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وهو قيس بن مسلم الجدلي‪ ،‬الكوفي‪ ،‬ثقة رمي بالرجاء‪،‬‬
‫من السادسة‪ .‬توفي سنة عشرين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(458‬‬
‫‪ 7‬قول‪) :‬ملك (‪ ،‬مطموس في الصل‪.‬‬
‫‪ 8‬أحمد‪ :‬فضائل الصحابة ‪ ،264 ،1/263‬وإسناده صحيح‪ .‬والفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪،1/456‬‬
‫و الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،8/384‬و ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،252‬وقد مّر عن طارق بن‬
‫ي ص ‪.858‬‬ ‫شهاب عن عل ّ‬
‫‪ 9‬السختياني‪.‬‬
‫‪ 10‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ال(‪.‬‬

‫) ‪(3/910‬‬

‫ق‪ ،‬وهو السنة"‪.1‬‬ ‫يديك به‪ ،‬فإنه الح ّ‬


‫ي بن عبد ال بن عباس ‪ - 2‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬دخلت في يوم شديد البرد على عبد‬ ‫وعن عل ّ‬
‫ي‪ 3‬معصفر‪ ،‬وظاهرها خزاعيز ‪ ،4‬وحوله أربعة ‪5‬‬ ‫الملك بن مروان فإذا هو في قبة باطنها ُقوِه ّ‬
‫كوانين ‪ ،6‬قال‪ :‬فرأى البرد في َتَقْفُقفي ‪ ،7‬فقال‪" :‬ما أظن يومنا هذا إل باردًا"‪ ،‬قلت‪" :‬أصلح ال‬
‫المير ما يظن أهل ‪ 8‬الشام أنه أتى عليهم يوم أبرد منه‪ ،‬فذكر الدنيا‪ ،‬وذمها‪ ،‬ونال منها‪ ،‬وقال‪" :‬هذا‬
‫معاوية عاش أربعين سنة عشرين ‪ 9‬أميرًا‪ ،‬وعشرين خليفة‪ ،‬ل دّر ابن حْنَتمة ما كان أعلمه بالدنيا ‪-‬‬
‫يعني‪ :‬عمر ‪ - 10‬رضي ال عنه"‪.11‬‬
‫طاب رضي ال عنه إ ّ‬
‫ل‬ ‫وذكر أبو القاسم الصفهاني عن ابن مسعود قال‪" :‬ما رأيت عمر ابن الخ ّ‬
‫وكأن بين عينيه ملكًا يسّدده"‪.12‬‬
‫وقال‪" :‬إن عمر كان حصنًا حصينًا للسلم‪ ،‬الناس ‪ 13‬يدخلون فيه‪ ،‬ول‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الفسوي‪ :‬المعرفة والتاريخ ‪ ،1/456‬وإسناده صحيح‪ ،‬والخطيب‪ :‬الفقيه والمتفقه ‪.1/174‬‬
‫‪ 2‬الهاشمي‪ ،‬ثقة عابد‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬توفي سنة ثماني عشرة ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(403‬‬
‫ب بيض‪) .‬القاموس ص ‪.(1615‬‬ ‫ي‪ :‬ثيا ٌ‬
‫‪ 3‬القوه ّ‬
‫‪ 4‬هكذا في الصل‪ .‬وفي مناقب عمر‪) :‬حرائر(‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬أربع(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬الكانون‪ :‬الموقد‪) .‬القاموس ص ‪.(1585‬‬
‫‪ 7‬تقفقف‪ :‬ارتعد من البرد وغيره‪ ،‬أو اضطرب حنكاه واصطكت أسنانه‪) .‬القاموس ص ‪.(1094‬‬
‫‪ 8‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أها(‪.‬‬
‫‪ 9‬في الصل‪) :‬عشرا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 10‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )عـ(‪.‬‬
‫‪ 11‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.252‬‬
‫‪ 12‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،156‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1071‬‬
‫‪ 13‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )الناسـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/911‬‬

‫يخرجون منه‪ ،‬فأصبح الحصن قد انهدم‪ ،‬والناس يخرجون منه ول يدخلون ‪ 1‬فيه"‪.2‬‬
‫وقال‪" :‬إن كان إسلم عمر لفتحًا‪ ،‬وإن كان هجرته لنصرًا"‪.3‬‬
‫وروي عن عبد ال ‪ -‬لعله ابن مسعود ‪ - 4‬قال‪" :‬لو أن علم عمر وضع في كّفة الميزان‪ ،‬ووضع‬
‫علم أهل الرض في كّفة أخرى رجح علم عمر"‪.5‬‬
‫وذكر عن ابن مسعود‪ :‬أنه مّر على رجلين في المسجد قد اختلفا في آية من القرآن‪ ،‬فقال أحدهما‪:‬‬
‫"َأْقَرأنيها ‪ 6‬عمر"‪ ،‬وقال الخر‪" :‬أْقرأنيها أبي"‪ ،‬فقال ابن مسعود‪" :‬اقرأ كما أقرأكها عمر"‪ ،‬ثم‬
‫هملت ‪ 7‬عيناه حتى بل الحصى‪ ،‬وهو قائم‪ ،‬ثم قال‪" :‬إن عمر كان حائطًا كثيفًا‪ ،‬فمات عمر‪ ،‬فانثلم‬
‫ب عمر لحببته‪ ،‬وما أحببت أحدًا حبي لبي بكر‬ ‫الحائط‪ ،‬فهم يخرجون ول يدخلون‪ ،‬ولو أن كلبًا أح ّ‬
‫وعمر وأبي عبيدة بن الجراح بعد بني ال صلى ال عليه وسلم"‪.8‬‬
‫وعن أنس قال‪ :‬قال ]أبو[‪ 9‬طلحة يوم مات عمر رضي ال عنه‪" :‬ما من‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )يدخلو(‪.‬‬
‫‪ 2‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،156‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1070‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،156‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1072‬‬
‫‪ 4‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )مسعو(‪.‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،167‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1071‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )أقرأنيـ(‪.‬‬
‫‪ 7‬هملت عينه‪ :‬أي‪ :‬فاضت‪ ،‬وسالت دمعًا‪) .‬لسان العرب ‪.(11/710‬‬
‫‪ 8‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،177‬والقطيعي‪ :‬زوائده على فضائل الصحابة لحمد‬
‫‪ ،339 ،1/338‬وإسناده ضعيف جدًا‪ ،‬فيه الحسن بن الطيب البلخي‪ ،‬وهو متروك‪ .‬تاريخ بغداد‬
‫‪ ،7/333‬ميزان العتدال ‪.(1/501‬‬
‫‪ 9‬سقط من الصل‪.‬‬

‫) ‪(3/912‬‬

‫بيت حاضر ول باٍد إل وقد دخله من موت عمر نقص"‪.1‬‬


‫وقال سفيان بن عيينة بإسناد له‪" :‬ما كان أبو بكر وعمر إل حجة على الناس أن يقول قائل‪ :‬من ذا‬
‫جة‬
‫الذي يستطيع أن يعمل بمثل عمل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فيقال‪ :‬أبو بكر وعمر‪ .‬فكانا ح ّ‬
‫على الناس"‪/ 134]/ .2‬أ[‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن مسعود أنه قال‪" :‬كان عمر أعلمنا بال‪ ،‬وأقرأنا لكتاب ال‪ ،‬وأتقانا ل‪ ،‬وال إن أهل‬
‫بيت المسلمين لم يدخل عليهم حزن على عمر حين أصيب لهل بيت سوء"‪.3‬‬
‫وقال‪" :‬إني لحسب تسعة أعشار العلم ذهبت يوم ذهب عمر"‪.4‬‬
‫وعن الضحاك ‪ 5‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪" :‬أكثروا ذكر عمر فإن عمر إذا ذكر‬
‫ذكر العدل‪ ،‬وإذا ذكر العدل ذكر ال"‪.6‬‬
‫فصل‬
‫ي‪ ،‬وتارة يكون لمّيت‪ ،‬فإن كان لمّيت جاز لما في الحديث‪ ،‬مّر بجنازة فأثنوا‬ ‫المدح تارة يكون لح ّ‬
‫ي فإن أطراه بما‬
‫عليه أو عليها خيرًا‪ ،7‬وإن كان لح ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سبق تخريجه ص ‪.1072‬‬
‫‪ 2‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،4/1328‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص‬
‫‪ ،178‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،86‬من طريق سفيان عن رجل عن عطاء‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،190‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1072‬‬
‫‪ 4‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،190‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1072‬‬
‫‪ 5‬ابن مزاحم‪.‬‬
‫‪ 6‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،190‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،147‬عن‬
‫سعيد بن جبير عن ابن عباس‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الجنائز‬
‫‪ 7‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/460‬رقم‪ ،1301 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،2/655‬رقم‪.949 :‬‬

‫) ‪(3/913‬‬

‫ليس فيه كره‪ ،‬وإن قال ما فيه‪ ،‬فليقل‪ :‬أحسبه كذا‪ ،‬فل يقول من باب القطع‪ ،‬فإن علمه بذلك من باب‬
‫ل بحضرة النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬قطعت ظهر‬ ‫ل مدح ‪ 1‬رج ً‬‫الظن‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬أن رج ً‬
‫أخيك‪ ،‬من كان مادحًا أخاه ل محالة‪ ،‬فليقل‪ :‬أحسبه كذا‪ ،‬وحسيبه ال‪ ،‬ول أزكي على ال أحدًا" ‪.2‬‬
‫وفي صحيح مسلم والترمذي وغيرهما أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬احثوا في أفواه المّداحين‬
‫التراب" ‪.3‬‬
‫ويحمل هذا على من زاد في المدح والطراء‪ ،‬بأن قال في الرجل ما ليس فيه‪ ،‬ول يجوز أن يقطع‬
‫لحٍد بجنٍة ول ناٍر إل من شهد له النبي صلى ال عليه وسلم وهم أصحابه العشرة‪ ،‬وأناس قليلون‬
‫معهم‪ ،‬منهم‪ :‬عكاشة بن محصن ‪ ،4‬وخديجة بنت خويلد ‪ 5‬وغيرهما ‪.6‬‬
‫فإن كان ذلك بالشارة ل بصريح اللفظ فهل يجوز أم ل؟‬
‫سلم لما دخل المسجد قالوا‪" :‬هذا من أهل الجنة‪ ،‬وقام إليه ذلك الرجل‬
‫في حديث عبد ال بن َ‬
‫فأخبره‪ ،‬فقال‪" :‬ما ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم‪ ،‬إنما رأيت كأني في روضة خضراء‪،‬‬
‫وفي وسطها عمود وفيه عروة‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬مدحا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق‬ ‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الشهادة ‪ ،2/946‬رقم‪ ،2519 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،4/2296‬رقم‪.3000 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق ‪ ،4/2297‬رقم‪ ،3002 :‬الترمذي‪ :‬السنن ‪،4/600‬‬ ‫‪ 3‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫وقال‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪ 4‬السدي‪ ،‬من السابقين الّولين شهد بدرًا‪ ،‬وقتل في قتال أهل الردة‪) .‬الصابة ‪.(4/256‬‬
‫‪ 5‬القرشية السدية‪ ،‬أم المؤمنين‪ ،‬توفيت قبل الهجرة بثلث سنين‪) .‬الصابة ‪.(8/62‬‬
‫‪ 6‬ابن أبي العز الحنفي‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية ص ‪.378‬‬

‫) ‪(3/914‬‬

‫ق‪ ،‬فلم أقدر فأتاني وصيف فرفع بثيابي من ورائي‪ ،‬فرقيت فاستمسكت بالعروة‪،‬‬ ‫فقيل لي‪ :‬اْر َ‬
‫فاستيقظت وهي في يدي‪ ،‬فقصصتها على النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬الروضة‪ :‬السلم‪،‬‬
‫والعمود‪ :‬عمود السلم‪ ،‬والُعروة‪ :‬العروة الوقثى‪ ،‬فأنت مستمسك بها حتى تموت" ‪.1‬‬
‫فظاهر الحال أن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ / 134] /‬ب[ إذا قال في إنسان ما يدل على أنه من‬
‫أهل الجنة‪ ،‬يجوز أن يشهد له بالجنة‪ ،‬وظاهر قول عبد ال ابن سلم أن الذي اختاره أنه ل يجوز‬
‫ذلك‪ .‬ول يجوز أن يقطع لحد أنه من أهل النار ‪ -‬أيضًا ‪ ،-‬إل من قطع له النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم والكافر الذي يموت على كفره‪.‬‬
‫ك أبا السائب‪ ،‬شهادتي عليك‪:‬‬ ‫ن‪" :‬رحمة ال علي َ‬ ‫ظُعو ِ‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬حين قالت امرأة لعثمان بن َم ْ‬
‫ك؟‪ ،‬وال إني رسول ال وما أدري ما‬ ‫ك ال"‪ ،‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬وما ُيْدري ِ‬ ‫لقد أكرم َ‬
‫ي‪ ،‬أو قال به"‪ .‬قالت‪" :‬فمن يكرمه ال يا رسول ال؟"‪ ،‬قال‪" :‬أما هو فقد جاءه اليقين‪ ،‬وإني‬ ‫يفعل ب َ‬
‫لرجو له الخير" ‪ ،‬قالت‪" :‬ل أزكي بعدها أحدًا أبدًا"‪.2‬‬
‫ن اّتَقى{ ]النجم‪ ،[32 :‬وقال‪َ } :‬أَلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫عَلُم ِبَم ِ‬
‫سُكم ُهَو َأ ْ‬
‫ل ُتَزّكوا َأْنَف َ‬
‫وقال ال عزوجل‪َ} :‬ف َ‬
‫شاء{ ]النساء‪.[49 :‬‬ ‫ل ال ُيَزّكي َمن ّي َ‬ ‫سُهم َب ِ‬
‫ن َأْنَف َ‬
‫ُيَزّكو َ‬
‫وأما قول النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل‬
‫__________‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1387‬رقم‪ ،3602 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫فضائل الصحابة ‪ ،4/1931‬رقم‪ ،2484 :‬بنحوه‪.‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/419‬رقم‪ ،1186 :‬بنحوه‪.‬‬

‫) ‪(3/915‬‬

‫النار" ‪ .1‬المراد به في آخر الزمان‪.‬‬


‫ويحتمل أشياء منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون يعرف ذلك بارتكاب الجرائم‪ ،‬والمعاصي والبدع ونحو ذلك‪ ،‬ولزوم طاعة ال‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها‪ :‬أن يعرف ذلك عند خروج الدابة ونزول عيسى‪ ،‬فإنه يظهر هناك المؤمن والكافر‪ ،‬وعند‬
‫خروج الدابة فإنها تسم المؤمن بنور‪ ،‬والكافر بقتر‪ ،‬فعند خروج هذه الشياء يعرف أهل الجنة من‬
‫أهل النار‪.‬‬
‫‪ -‬ويحتمل أن يكون ذلك الخطاب لمن كان معه من الصحابة‪ ،‬أي‪ :‬يعرفون ذلك بالفراسة وقوة‬
‫اليمان ‪.2‬‬
‫وأما مدح المرء نفسه‪ ،‬والخبار عن نفسه بالدين والعلم والشجاعة والورع ونحو ذلك‪ ،‬فإنه ل‬
‫ن ُيَزّكو َ‬
‫ن‬ ‫سُكم{ ]النجم‪ ،[32 :‬وقوله عزوجل‪َ} :‬أَلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬‫ل ُتَزّكوا َأْنَف َ‬
‫يجوز‪ .‬لقوله عزوجل‪َ} :‬ف َ‬
‫شّر عليهم‪ ،‬وهم‬ ‫سُهم{ ]النساء‪ .[49 :‬وأهل ذلك يظهر عليهم‪ ،‬وهم يكتمونه‪ ،‬وأهل الشّر يظهر ال ّ‬ ‫َأْنَف َ‬
‫يخفونه‪ ،‬ولو قالوا‪ :‬إنهم من أهل الخير‪.‬‬
‫وحكي عن حبيب العجمي ‪ 3‬أنه كان يرائي‪ ،‬فمّر على الصبيان فقالوا‪" :‬انظروا إلى حبيب‬
‫صبيان"‪.‬‬
‫المرائي"‪ ،‬فقال‪" :‬أظهرت سّري حّتى لل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،3/416‬وابن ماجه‪ :‬السنن ‪ ،2/1411‬قال البوصيري في مصباح الزجاجة‬
‫‪" :3/301‬إسناده صحيح‪ ،‬رجاله ثقات"‪.‬‬
‫‪ 2‬هذه الحتمالت أوردها المؤلف‪ .‬وآخر الحديث بين ذلك‪ ،‬حيث قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬عندما‬
‫ضكم على بعض" ‪.‬‬ ‫ن والّثناء السّّيئ‪ ،‬أنتم شهداء بع ُ‬
‫سألوه‪ِ :‬بَم ذاك يا رسول ال؟‪ ،‬قال‪" :‬بالّثناء الحس ِ‬
‫‪ 3‬حبيب بن محّمد العجمي‪ ،‬أبو محّمد البصري الزاهد‪ ،‬ثقة‪ ،‬عابد‪ ،‬من السادسة‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(151‬‬

‫) ‪(3/916‬‬

‫فتاب‪ ،‬ورجع‪ ،‬ثم مّر عليهم‪ ،‬فقالوا‪" :‬اصبروا‪ ،‬مّر حبيب التائب"‪ ،‬أو نحو هذا‪ ،‬فقال‪" :‬أنا اليوم‬
‫تائب‪ ،‬وذلك اليوم مرئي"‪ / 135] / .1‬أ[‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده‪.‬‬

‫) ‪(3/917‬‬

‫الباب الرابع والتسعون‪ :‬محبته وثوابها‬


‫‪...‬‬
‫الباب الرابع والتسعون‪ :‬في ذكر محّبته وثوابها‬
‫ب أبي بكر‬
‫ذكر ابن الجوزي عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ح ّ‬
‫ب أصحابي فعليه لعنة ال" ‪.1‬‬ ‫وعمر من اليمان‪ ،‬وبغضهما من الكفر‪ ،‬ومن س ّ‬
‫عْثَمة ‪ 2‬قال‪" :‬سمعت مالك بن أنس يقول‪" :‬يؤتى بأقوام يوم القيامة فيقفون‬ ‫وعن محّمد بن خالد بن َ‬
‫بين يدي ال عزوجل فيؤمر بهم إلى النار‪ ،‬فإذا َهّم الزبانية بأخذهم‪ ،‬وقربوا من النار‪ ،‬وَهّم مال ٌ‬
‫ك‬
‫بأخذهم‪ ،‬قال ال تعالى لملئكة الرحمة‪" :‬رّدوهم"‪ ،‬فيردوهم‪ ،‬فيقفون بين يدي ال عزوجل طوي ً‬
‫ل‬
‫فيقول‪" :‬يا عبادي أمرت بكم إلى النار بذنوب سلفت لكم استوجبتم لها‪ ،‬وقد روعتكم‪ ،‬وقد أذهبت‬
‫ذنوبكم لحّبكم أبا بكر وعمر"‪.3‬‬
‫وعن إسماعيل بن يحيى ‪ 4‬بن سلمة بن كهيل ‪ 5‬قال‪" :‬كانت لي أخت أسن مني فاختلطت‪ ،‬وذهب‬
‫عقلها‪ ،‬فتوحشت‪ ،‬وكانت في غرفة بضع‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،253‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،68‬وإسناده ضعيف‪،‬‬
‫لجل خليد بن دعلج‪ ،‬والسيوطي‪ :‬الجامع الصغير ‪ ،1/146‬ونسبه لبن عساكر‪ ،‬وضعفه‪ .‬وضّعفه‬
‫اللباني‪ ،‬وقال‪" :‬ضعيف جّدا"‪ ،‬ضعيف الجامع الصغير ‪.(3/90‬‬
‫‪ 2‬الحنفي البصري‪ ،‬صدوق يخطئ‪ .‬من العاشرة‪) .‬التقريب ص ‪.(476‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،253‬وإسناده منقطع‪ ،‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪،69‬‬
‫سري التمار‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬يروي المناكير والبليا‪،‬‬ ‫عن عبد ال بن عمر‪ ،‬وفي إسناده محّمد بن ال ّ‬
‫ليس بشيء"‪) .‬ميزان العتدال ‪.(3/559‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬يحيى بن إسماعيل(‪.‬‬
‫‪ 5‬إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل‪ ،‬متروك‪ ،‬من العاشرة‪) .‬التقريب ص ‪.(110‬‬

‫) ‪(3/918‬‬

‫عشرة سنة‪ ،‬وكانت مع ذهاب عقلها تحرص على الطهور‪ ،‬وتعقد الصلوات‪ ،‬وربما غلبت على‬
‫عقلها اليام فتحفظ ذلك حتى تقضيه‪ .‬قال‪ :‬فبينا أنا نائم ذات ليلة إذ باب بيتي يدق في نصف الليل‬
‫فقلت‪ :‬من هذا؟‪ ،‬قالت‪" :‬بجة"‪ ،‬قلت‪ :‬أختي؟‪ ،‬قالت‪" :‬أختك"‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك‪ ،‬وفتحت الباب‪ ،‬فدخلت ول‬
‫عهد لها بالبيت منذ أكثر من عشرين سنة‪ ،‬فقلت لها‪ :‬يا أختاه‪ ،‬خير؟‪ ،‬فقالت‪" :‬خير أتيت الليلة في‬
‫منامي‪ ،‬فقيل لي‪ :‬السلم عليك يا بجة‪ ،‬فقلت‪ :‬وعليكم السلم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬إن ال قد حفظ أباك يحيى ‪1‬‬
‫لسلمة بن كهيل ‪ ،2‬وحفظ إسماعيل لبيك‪ ،‬فإن شئت دعوت ال لك فأذهب ما بك‪ ،‬وإن شئت‬
‫ب أبيك وجدك إياهما‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫صبرت ولك الجنة فإن أبا بكر وعمر قد شفعا لك إلى ال عزوجل بح ّ‬
‫إن كان ل بّد أختار أحدهما فالصبر على ما أنا فيه والجنة‪ ،‬وال واسع ل يتعاظمه شيء‪ ،‬إن شاء أن‬
‫يجعلهما لي فعل‪ ،‬قالت‪ :‬فقال لي‪ :‬قد جمعهما لك ال ورضي عن أبيك‪ ،‬وجدك بحّبهما أبا بكر‬
‫وعمر‪ ،‬قومي فانزلي فأذهب ال ما كان بها"‪.3‬‬
‫حّول ‪ ،6‬فمات بعض‬ ‫عن هبة بن سلمة المفسر ‪ 4‬قال‪" :‬كان لنا شيخ يقرأ قراءة حمزة ‪ 5‬في باب ُم َ‬
‫أصحابه فرآه الشيخ في النوم‪ ،‬فقال‪" :‬ما‬
‫__________‬
‫‪ 1‬يحيى بن سلمة‪ ،‬متروك‪ ،‬وكان شيعيًا‪ ،‬توفي سنة تسع وسبعين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(591‬‬
‫‪ 2‬سلمة بن كهيل الحضرمي‪ ،‬ثقة من الرابعة‪) .‬التقريب ص ‪.(248‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.254 ،253‬‬
‫‪ 4‬هبة ال بن سلمة‪ ،‬أبو القاسم البغدادي‪ ،‬مفسر له كتب منها‪ :‬الناسخ والمنسوخ في القرآن‪ ،‬توفي‬
‫سنة عشر وأربع مئة‪) .‬العلم ‪.(8/72‬‬
‫‪ 5‬حمزة بن حبيب الزيات القارئ‪ ،‬الكوفي التيمي‪ ،‬مولهم‪ ،‬صدوق زاهد ربما وهم‪ ،‬توفي سنة س ّ‬
‫ت‬
‫وخمسين‪) .‬التقريب ص ‪.(179‬‬
‫‪ 6‬باب محول‪ :‬محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ‪ ،‬وكانت متصلة بالكرخ أّول‪) .‬معجم‬
‫البلدان ‪.(5/66‬‬
‫) ‪(3/919‬‬

‫فعل ال بك؟"‪ ،‬قال‪" :‬غفر لي ‪ ،"1‬قال‪" :‬فما حالك مع منكر ونكير؟"‪ ،‬قال‪" :‬يا أستاذ لما أجلساني‬
‫ق أبي بكر وعمر دعاني"‪ ،‬فقال‬ ‫ك؟‪ ،‬ومن نبّيك؟‪ ،‬فألهمني ال أن قلت لهما‪ :‬بح ّ‬‫وقال لي‪ :‬من رّب َ‬
‫أحدهما للخر‪" :‬قد أقسم علينا بعظيم‪ ،‬دعه‪ ،‬فتركاني وانصرفا"‪ / 135] / .2‬ب[‪.‬‬
‫وعن الحسين بن محّمد القطان ‪ 3‬قال‪ :‬حّدثني أبي ‪ 4‬قال ‪" :5‬رأيت بشر بن الحارث ‪ 6‬وقد اشترى‬
‫مسكًا بدرهم‪ ،‬ورأيته يطوف في مزبلة‪ ،‬فإذا رأى رقعة فيها اسم ال عزوجل طرح عليها من المسك‬
‫وجعلها في كوة‪ ،‬ويقول في إثرها‪ :‬كذا أو هكذا أرفع اسمك إليك ‪ ،7‬قال‪ :‬وقال لي بشر‪ :‬أصبت‬
‫ل يقول لي‪" :‬يا بشر رميت بالرقعة وفيها‬ ‫رقعة ليس ل فيها اسم‪ ،‬فرميت بها‪ ،‬فرأيت في المنام قائ ً‬
‫اسمان يحبهما ال تعالى‪ :‬أبو بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪.8 -‬‬
‫ل قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬متى‬ ‫وفي الصحيحين وغيرهما عن أنس "أن رج ً‬
‫ب ال‬
‫الساعة؟"‪ ،‬قال‪" :‬وما أعددت لها؟" ‪ ،‬قال‪" :‬ل شيء إلّ أني أح ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬قوله‪) :‬لي(‪ ،‬تكرر في الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،254‬بدون إسناد‪ .‬ومعلوم أنه ل يجوز القسم بغير ال‪ ،‬وأنه شرك‪.‬‬
‫)فتح المجيد ص ‪.(364‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 4‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )ل(‪.‬‬
‫‪ 6‬المروزي‪ ،‬نزيل بغداد‪ ،‬أبو نصر الحافي‪ ،‬ثقة قدوة‪ ،‬توفي سنة سبع و عشرين ومئتين‪) .‬التقريب‬
‫ص ‪.(122‬‬
‫‪ 7‬في الصل‪) :‬إليه(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 8‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،254‬بدون إسناد‪.‬‬

‫) ‪(3/920‬‬

‫ورسوله"‪ .‬قال‪" :‬فإنك مع من أحببت"‪] .‬قال[‪ 1‬أنس‪" :‬فما فرحنا بشيء بعد السلم فرحًا بقول النبي‬
‫ب النبي صلى ال عليه وسلم وأبا‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنت مع من أحببت" ‪ ،‬فقال أنس‪" :‬فأنا أح ّ‬
‫حّبي إياهم‪ ،‬وإن كنت ل أعمل بأعمالهم"‪.2‬‬ ‫بكر وعمر‪ ،‬وأرجو أن أكون معهم ل ُ‬
‫طاب عبادة"‪.3‬‬‫وذكر أبو القاسم الصفهاني قال أبو بكر بن عياش‪" :‬ذكر عمر بن الخ ّ‬
‫وذكر الشيخ موفق الدين في "المنهاج"‪ ،‬عن عبد الرحيم بن زيد العمي ‪ 4‬أخبرني أبي ‪ 5‬قال‪:‬‬
‫"أدركت سبعين شيخًا من التابعين كلهم يحّدثون عن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫ب جميع أصحابي‪ ،‬وتولهم‪ ،‬واستغفر لهم‪ ،‬جعله ال يوم القيامة معهم في الجنة" ‪.6‬‬ ‫قال‪" :‬من أح ّ‬
‫وروى الشيخ موفق الدين عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب‬ ‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1349‬رقم‪ ،3485 :‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫البر والصلة ‪ ،4/2032‬رقم‪.2639 :‬‬
‫‪ 3‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،190‬بدون إسناد‪ ،‬ول أرى أن المعنى يستقيم‪ ،‬لن‬
‫العبادات توقيفية‪ ،‬فإن قصد أن ذكره ومعرفة أعماله يعين على الطاعة فحسن‪.‬‬
‫‪ 4‬البصري‪ ،‬متروك كذبه ابن معين‪ ،‬من الثامنة‪ ،‬توفي سنة أربع وثمانين‪) .‬التقريب ص ‪.(354‬‬
‫‪ 5‬زيد بن الحواري العمي البصري‪ ،‬قاضي هراة‪ ،‬ضعيف من الخامسة‪) .‬التقريب ص ‪.(223‬‬
‫‪ 6‬موفق الدين ابن قدامة المقدسي‪ :‬منهاج القاصدين ‪ /12‬ق أ‪ ،‬وابن عرفة في جزئه ص ‪،72‬‬
‫والقطيعي‪ :‬زيادته على فضائل الصحابة لحمد ‪ ،1/340‬والحديث موضوع فيه متهمان بالكذب‪:‬‬
‫مسلم بن سالم وعبد الرحيم بن زيد‪) .‬ميزان العتدال ‪ ،2/185‬المجروحين ‪.(1/344‬‬

‫) ‪(3/921‬‬

‫ي" ‪.1‬‬
‫ب هؤلء الربعة إلّ في قلب مؤمن‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعل ّ‬ ‫"ل يجتمع ح ّ‬
‫وفي )فضائل الصحابة( لبراهيم بن عبد الرحمن المقدسي ‪ 2‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن على حوضي أربعة أركان‪ ،‬فأّول ركن منها ‪ 3‬في يدي أبي بكر‪ ،‬والركن الثاني في‬
‫ب أبا بكر وأبغض عمر‬ ‫ي‪ ،‬فمن أح ّ‬
‫يد عمر‪ ،‬والركن الثالث في يد عثمان‪ ،‬والركن الرابع في يد عل ّ‬
‫ب عثمان وأبغض علّيا‬ ‫ب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر‪ ،‬ومن أح ّ‬ ‫لم يسقه أبو بكر ‪ ،4‬ومن أح ّ‬
‫ي‪ ،5‬ومن أحسن القول في أبي بكر فقد‬ ‫ب علّيا وأبغض عثمان لم يسقه عل ّ‬
‫لم يسقه عثمان‪ ،‬ومن أح ّ‬
‫أقام الدين‪ ،‬ومن أحسن القول في عمر فقد وضح السبيل‪ ،‬ومن أحسن القول في عثمان فقد استنار‬
‫ي فقد استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لها‪ ،‬ومن‬‫بنور ال‪ ،‬ومن أحسن القول في عل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬موفق الدين ابن قدامة المقدسي‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 16‬أ‪ ،‬والقطيعي‪ :‬زيادته على فضائل‬
‫الصحابة لحمد ‪ ،1/427‬وابن البختري‪ :‬أماليه ‪/225‬أ‪ ،‬وأبو نعيم‪ :‬فضائل الخلفاء الربعة‬
‫‪/2/14‬أ‪ ،‬و الخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،14/332‬وهو حديث ضعيف لنقطاعه بين عطاء بن‬
‫أبي مسلم الخراساني وأبي هريرة‪ ،‬وعطاء موصوف بالوهم مع كثرة الرسال والتدليس‪ ،‬وفيه ‪-‬‬
‫أيضًا ‪ -‬يزيد بن حيان قال فيه البخاري‪" :‬عنده غلط كثير"‪) .‬تاريخ البخاري ‪ ،8/325‬ميزان‬
‫العتدال ‪ ،3/73‬تهذيب التهذيب ‪ .(7/212‬وقال الحافظ في المطالب العالية ‪" :4/84‬فيه انقطاع"‪.‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم بن عبد الرحمن الكناني الحموي الصل المقدسي‪ ،‬الصوفي‪ ،‬كان زاهد وقته‪ ،‬توفي في‬
‫ذي الحجة سنة أربع وسّتين وسبع مئة‪) .‬الدر الكامنة ‪.(37 ،1/36‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬منهما(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬أبا بكر(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬عليا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/922‬‬

‫أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن" ‪.1‬‬


‫ي أن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ / 136] /‬أ[ نظر إلى أبي بكر‬ ‫وفي )أمالي( الجوهري عن عل ّ‬
‫وعمر يأتيان من قبل قباء‪ ،‬فقال‪" :‬سابقان‪ ،‬سابقان بالخير حّبهما إيمان‪ ،‬وبغضهما نفاق‪ ،‬أتحّبهما يا‬
‫ي؟" ‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ .‬يا رسول ال إني أحّبهما‪ ،‬وقد ‪ -‬وال ‪ -‬ازددت لهما حّبا‪ ،‬وقال‪" :‬أجل فأحبهما‬ ‫عل ّ‬
‫فإن حبهما إيمان‪ ،‬وبغضهما نفاق" ‪.2‬‬
‫ب أبي بكر وعمر ومعرفة‬ ‫وفي )أمالي( أبي عبد ال بن َمْنَدة ‪ 3‬عن مسروق بن الجدع قال‪" :‬ح ّ‬
‫فضلهما من السنة"‪.4‬‬
‫وفي )أحاديث( أبي بكر محّمد بن عبد ال بن إبراهيم ‪ 5‬الشافعي ‪ 6‬عن زيد بن أسلم عن أبيه قال‪:‬‬
‫ب أن يتمسك بقضيب الدّر الذي غرسه ال في جنة‬ ‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من أح ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬إبراهيم‪ :‬فضائل الصحابة ق ‪ / 305‬ب‪ / 306 ،‬أ‪ ،‬وأبو بكر الشافعي‪ :‬فوائد أبي بكر ق ‪/10‬ب‪،‬‬
‫ومن طريقه ابن الجوزي‪ :‬العلل المتناهية ‪ ،253 ،1/252‬وفي إسناده من لم أجد له ترجمة‪ ،‬وفيه ‪-‬‬
‫ي بن عاصم صدوق‪ ،‬يخطئ‪ ،‬ويصّر ورمي بالتشيع‪) .‬التقريب رقم‪ .(4758 :‬قال ابن‬ ‫أيضًا ‪ -‬عل ّ‬
‫ي بن عاصم قال فيه يزيد بن هارون‪" :‬ما زلنا نعرفه‬ ‫الجوزي‪" :‬هذا ل يصح فيه مجاهيل‪ ،‬وعل ّ‬
‫بالكذب"‪.‬‬
‫‪ 2‬لم أجده‪.‬‬
‫‪ 3‬محّمد بن إسحاق العبدي الصفهاني الحافظ المام المحّدث‪ ،‬صاحب التصانيف المفيدة‪ ،‬توفي سنة‬
‫خمس وتسعين وثلث مئة‪) .‬أخبار أصبهان ‪ ،2/306‬سير أعلم النبلء ‪.(17/28‬‬
‫‪ 4‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪.4/1239‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬محّمد بن إبراهيم بن عبد ال(‪.‬‬
‫‪ 6‬محّمد بن عبد ال بن إبراهيم الشافعي‪ ،‬المحدث‪ ،‬الحجة الفقيه‪ ،‬أبو بكر البغدادي‪ ،‬صاحب‬
‫الجزاء )الغيلنيات( العالية‪ ،‬توفي سنة أربع وخمسين وثلث مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،5/456‬سير‬
‫أعلم النبلء ‪.(16/39‬‬

‫) ‪(3/923‬‬

‫طاب رضي ال عنه" ‪.1‬‬ ‫ب عمر ابن الخ ّ‬ ‫عدن بيده‪ ،‬فليح ّ‬
‫وفي )أحاديث( إسماعيل بن محّمد الصفار ‪ 2‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ب العرب إيمان‬ ‫ب النصار إيمان وبغضهم كفر‪ ،‬وح ّ‬ ‫ب أبي بكر‪ ،‬وعمر سنة وبغضهما كفر‪ ،‬وح ّ‬ ‫"ح ّ‬
‫وبغضهم كفر" ‪.3‬‬
‫فصل‬
‫ل أحٍد‪ ،‬فمن أبغضهما فقد ترك واجبًا كالصلة والصوم‪ ،‬وما‬‫محّبة أبي بكر وعمر واجبة على ك ّ‬
‫ل على ذلك‪ ،‬وأن النسان إذا ترك محّبتهما حكمه كمن ترك غير ذلك من‬ ‫سبق من الحاديث يد ّ‬
‫ل قتل‪ ،‬فإنه تقدم‬
‫الواجبات‪ :‬الصلة والصوم ونحو ذلك‪ ،‬وأنه يستتاب على ذلك‪ ،‬فإن تاب ورجع وإ ّ‬
‫أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬بغضهما كفر" ‪ ،‬وذلك لن الرسول عليه السلم أمر بمحّبتهما‪،‬‬
‫ل قتل‪.‬‬
‫ومن لم يفعل ذلك فقد رّد على الرسول ما أمر به‪ ،‬ومن فعل ذلك كفر واستتيب فإن تاب وإ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده فيما تبقى من أحاديث أبي بكر‪ .‬والحديث بنحوه أورده ابن الجوزي‪ :‬الموضوعات‬
‫‪ ،1/387‬وابن عراق‪ :‬تنزيه الشريعة ‪ ،1/361‬من حديث البراء وزيد بن أرقم‪ .‬وفيه "فليتمسك‬
‫ي بن أبي طالب"‪.‬‬ ‫ب عل ّ‬‫بح ّ‬
‫ي البغدادي‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي سنة إحدى وأربعين وثلث مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،6/302‬سير أعلم‬ ‫‪ 2‬أبو عل ّ‬
‫النبلء ‪.(15/440‬‬
‫‪ 3‬لم أجده فيما تبقى من أحاديث الصفار‪.‬‬

‫) ‪(3/924‬‬

‫الباب الخامس والتسعون‪ :‬عداوته وعقابها‬


‫‪...‬‬
‫الباب الخامس والتسعون‪ :‬في ذكر عداوته وعقابها‬
‫ل ينتقص أبا بكر وعمر يح ّ‬
‫ب‬ ‫روى الّترمذي عن أيوب عن محّمد بن سيرين قال‪" :‬ما أظن رج ً‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم" وقال‪" :‬حديث حسن غريب"‪.1‬‬
‫سّبوا أصحابي فوالذي‬
‫وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل ت ُ‬
‫نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحٍد ذهبًا ما أدرك مّد أحِدهم ول نصيفه" ‪.2‬‬
‫وفي النسائي عن عبد ال بن الزبير أن عمر رضي ال عنه قام بالجابية خطيبًا فقال‪" :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قام فينا مقامي فيكم فقال‪" :‬أكرموا أصحابي فإنهم خياركم" ‪.3‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/619‬وقال اللباني‪" :‬صحيح السناد مقطوع"‪) .‬صحيح سنن الترمذي‬
‫‪.(3/204‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‬ ‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،3/1343‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،4/1967‬رقم‪.2540 :‬‬
‫‪ 3‬عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،11/341‬وعبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده ‪،65 ،1/64‬‬
‫والنسائي‪ :‬السنن الكبرى )عشرة النساء( ص ‪ ،289‬والحديث صحيح لغيره‪ ،‬فيه عبد الملك بن‬
‫عمير وهو مدلس وقد عنعن‪.‬‬
‫وقد ورد من طرق منها‪:‬‬
‫عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن عمر‪ ،‬رواه عن عبد الملك‪ :‬جرير بن حازم‪،‬‬
‫وجرير بن عبد الحميد‪ ،‬وشعبة‪.‬‬
‫أ‪ -‬فمن طريق جرير بن حازم‪:‬‬
‫أبو داود الطيالسي‪ :‬المسند ص ‪ ،7‬والنسائي‪ :‬السنن الكبرى )عشرة النساء( ص ‪ ،288 ،287‬وأبو‬
‫يعلى‪ :‬المسند ‪ ،132 ،1/131‬ابن حبان الصحيح كما في الحسان ‪ ،8/257‬الذهبي‪ :‬سير أعلم‬
‫النبلء ‪.7/102‬‬
‫ب‪ -‬ومن جرير بن عبد الحميد‪:‬‬
‫أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/26‬ابن ماجه‪ :‬السنن ‪ ،2/791‬النسائي‪ :‬السنن الكبرى )عشرة النساء( ص ‪،287‬‬
‫أبو يعلى‪ :‬المسند ‪ ،1/133‬ابن مندة‪ :‬كتاب اليمان ‪ ،3/962‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.7/102‬‬
‫قال الذهبي في سير أعلم النبلء ‪" :7/103‬هذا حديث صحيح‪ ،‬اتفق الجريران على روايته عن‬
‫عبد الملك بن عمير‪.‬‬
‫وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ‪" :3/53‬وهذا السناد رجاله ثقات‪ ،‬إل أن فيه عبد الملك بن‬
‫عمير وهو مدلس‪ ،‬وقد رواه بالعنعنة"‪ .‬وصححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫‪.177‬‬
‫ج‪ -‬ومن طريق شعبة بن عبد الملك بن عمير‪:‬‬
‫الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،1/89‬الخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪.4/319 ،2/187‬‬
‫وقد روي هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير على وجوه أخر عن عمر ذكرها الدارقطني في‬
‫كتابه العلل الواردة في الحاديث النبوية ‪ ،125 ،2/122‬ثم قال‪" :‬ويشبه أن يكون الضطراب في‬
‫هذا السناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلف الثقات عنه في السناد‪ .‬وال أعلم"‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬وممن روى هذا الحديث عن عمر ابنه عبد ال‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص‪.‬‬
‫أ‪ -‬رواية ابن عمر‪:‬‬
‫أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/18‬والنسائي‪ :‬السنن الكبرى )عشرة النساء( ص ‪ ،291‬الطحاوي‪ :‬شرح معاني‬
‫الثار ‪ ،151 ،4/150‬والبيهقي‪ :‬السنن‪ ،7/91 :‬و الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،1/113‬وصححه‪ ،‬ووافقه‬
‫الذهبي‪ .‬قال اللباني بعد أن نقل كلم الحاكم‪ ،‬وموافقة الذهبي‪" :‬هو كما قال"‪) .‬الصحيحة ‪.(1/717‬‬
‫ب‪ -‬رواية سعد بن أبي وقاص عن عمر‪:‬‬
‫الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،115 ،1/114‬وصححه‪.‬‬

‫) ‪(3/925‬‬

‫وذكر الشيخ موفق الدين في "المنهاج" عن عبد الرحمن بن سالم ابن عويم بن ساعدة عن أبيه عن‬
‫جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ال اختارني واختار لي أصحابًا‪ ،‬فجعل لي منهم‬
‫أصهارًا وأنصارًا‪ ،‬فمن سّبهم فعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬ل يقبل ال منه يوم القيامة‬
‫ل" ‪.1‬‬ ‫صرفًا ول عد ً‬
‫__________‬
‫‪ 1‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 12‬أ‪ ،‬وقد سبق تخريجه ص ‪.241‬‬

‫) ‪(3/926‬‬
‫وروى المام أحمد وغيره عن عبد ل بن ُمَغّفل المزني ‪ 1‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ل في أصحابي‪ ،‬ل تتخذوهم غرضًا‪ 2‬بعدي‪ ،‬من أحّبهم فبحّبي أحّبهم‪ ،‬ومن أبغضهم فببغضي‬ ‫"ال ا َ‬
‫أبغضهم‪ ،‬ومن آذاهم فقد آذاني‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى ال‪ ،‬ومن سّبهم فعليه لعنة ال" ‪.3‬‬
‫قال الصابوني ‪" :4‬هذا حديث غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من حديث عبد ال بن مغفل"‪.5‬‬
‫وذكر الشيخ موفق الدين بسنده عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"إن ال اختارني واختار لي أصحابًا فجعلهم أصحابي‪ ،‬وأصهاري‪ ،‬وأنصاري‪ ،‬وسيأتي قوم من‬
‫بعدهم يسّبونهم‪ ،‬أو قال‪ :‬يبغضونهم فل‬
‫__________‬
‫‪ 1‬صحابي بايع تحت الشجرة‪ ،‬ونزل البصرة‪ ،‬توفي سنة خمسين‪) .‬التقريب ص ‪.(325‬‬
‫‪ 2‬الغرض‪ :‬الهدف‪ ،‬والمعنى‪ :‬ل تتخذوهم هدفًا ترموهم بقبيح الكلم كما يرمى الهدف بالسهام‪.‬‬
‫)النهاية ‪ ،4/360‬فيض القدير ‪.(2/98‬‬
‫‪ 3‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،57 ،5/54 ،4/87‬فضائل الصحابة ‪ ،1/47‬البخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪،5/131‬‬
‫الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/696‬وابن أبي عازم‪ :‬السنة ‪ ،2/465‬وعبدال ابن أحمد في زوائده على‬
‫فضائل الصحابة ‪ ،1/48‬وابن حبان‪ :‬الصحيح‪ ،‬كما في الحسان بترتيب صحيح ابن حبان‬
‫‪ ،9/189‬والللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،1248 ،1247‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪،8/287‬‬
‫والخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪.9/123‬‬
‫وهو ضعيف‪ ،‬لجل عبد ال بن عبد الرحمن ‪ -‬على الخلف في اسمه ‪ -‬لم يوّثقه غير ابن حبان‪.‬‬
‫)الثقات ‪.(5/46‬‬
‫أما البخاري فقد ساق له هذا الحديث في ترجمته ثم قال‪" :‬فيه نظر"‪ .‬وقال يحيى‪" :‬ل أعرفه"‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪" :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إلّ من هذا الوجه"‪ .‬وضعفه الشيخ اللباني في تخريجه‬
‫لكتاب السنة لبن أبي عاصم ‪ ،2/465‬وضعيف الجامع الصغير وزيادته ‪.1/352‬‬
‫‪ 4‬إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الحافظ‪ ،‬مؤلف كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث‪ ،‬توفي‬
‫سنة أربع مئة وتسع وأربعين‪) .‬البداية والنهاية ‪ ،12/76‬العبر في خبر من غبر ‪.(3/219‬‬
‫‪ 5‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 12‬أ‪.‬‬

‫) ‪(3/927‬‬

‫تجالسوهم‪ ،‬ول تواكلهم‪ ،‬ول تناكحوهم‪ ،‬ول تصلوا عليهم‪ ،‬ول تصلوا معهم" ‪.1‬‬
‫وروى الشيخ موفق الدين بسنده عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من‬
‫ل" ‪.2‬‬
‫ب أصحابي فعليه لعنة ال الملئكة والناس أجمعين ل يقبل ال منه صرفًا ول عد ً‬ ‫س ّ‬
‫ب أصحابي" ‪.3‬‬ ‫وقال ابن عمر‪" :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬لعن ال من س ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 12‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬لجل عمر ابن أبي حفص‬
‫ل‪) .‬التاريخ الكبير ‪ .(6/184‬وفيه عبد الرحمن بن‬‫ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحًا ول تعدي ً‬
‫محّمد بن زياد‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬ل بأس به‪ ،‬وكان يدلس"‪ .‬وقد عنعن‪ .‬الخلل‪ :‬السنة ص‬
‫‪ ،483‬من هذا الطريق‪ :‬والعقيلي‪ :‬الضعفاء الكبير ‪ ،1/126‬عن حمزة بن رشيد الباهلي‪ ،‬ولم أجد‬
‫له ترجمة‪.‬‬
‫والعقيلي‪ :‬الضعفاء الكبير ‪ ،1/126‬وفي إسناده رجل مبهم‪ ،‬وفيه ‪ -‬أيضًا ‪ -‬أبان ابن عياش متروك‬
‫وكذبه شعبة‪) .‬تهذيب التهذيب ‪ .(1/97‬وابن حبان‪ :‬المجروحين ‪ ،1/187‬عن بشر بن عبد ال عن‬
‫أنس وقال عن بشر‪" :‬منكر الحديث"‪ .‬وقال عن هذا الخبر‪" :‬هذا خبر باطل"‪ .‬والذهبي‪ :‬ميزان‬
‫العتدال ‪ ،1/319‬وقال‪" :‬هذان منكران جّدا"‪ ،‬يشير إلى هذا الحديث وآخر قبله‪ .‬والخطيب‬
‫البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،2/99‬وفي إسناده محّمد بشير الكندي‪ ،‬قال فيه يحيى بن معين‪" :‬ليس بثقة"‪.‬‬
‫)اللسان ‪ .(5/94‬وضّعفه اللباني كما في ضعيف الجامع الصغير وزيادته ‪.(2/68‬‬
‫ي ابن يزيد وأبو‬‫‪ 2‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 12‬ب‪ .‬وإسناده ضعيف‪ .‬فيه عل ّ‬
‫شيبة الجوهري وكلهما ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ .(7855 ،4816 :‬وعبد ال بن أحمد في زوائده‬
‫على فضائل الصحابة ‪ ،1/52‬وابن عدي كما في الميزان ‪ ،2/162‬والخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ‬
‫ي بن زيد عن أبي شيبة‪ .‬وله شاهد عن ابن عباس‪ .‬ذكره‬‫بغداد ‪ ،14/241‬جميعهم من طريق عل ّ‬
‫الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،10/21‬وقال‪" :‬أخرجه الطبراني وفيه عبد ال بن خراش وهو ضعيف"‪.‬‬
‫‪ 3‬العقيلي‪ :‬الضعفاء ‪ ،2/264‬و الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،12/434‬والوسط‪ .‬قال الهيثمي‪ :‬مجمع‬
‫الزوائد ‪" :10/21‬وفي إسناد الطبراني عبد ال بن سيف الخوارزمي‪ ،‬وهو ضعيف"‪.‬‬
‫وذكر هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير من رواية الطبراني ورمز لصحته‪ ،‬فتعقبه المناوي‬
‫في فيض القدير ‪ ،5/274‬بقول‪" :‬رمز لصحته وهو زلل كيف وفيه عبد ال بن سيف‪ ،‬أورده‬
‫الذهبي في الضعفاء‪ ،‬وقال‪" :‬ل يعرف وحديثه منكر"‪ .‬وقال العقيلي في الضعفاء ‪" :2/264‬حديثه‬
‫غير محفوظ وهو مجهول بالنقل"‪ .‬وبنحوه الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/697‬والبزار كما في كشف الستار‬
‫‪ ،294 ،3/293‬وإسنادهما ضعيف لجل سيف بن عمر‪ ،‬والنضر بن حماد‪ ،‬أما سيف فقال الحافظ‪:‬‬
‫"ضعيف الحديث عمدة في التاريخ(‪) .‬التقريب رقم‪ ،(2724 :‬وأما النضر فقد ضّعفه أبو حاتم‪.‬‬
‫)الجرح والتعديل ‪ .(8/479‬قال الترمذي‪" :‬هذا حديث منكر ل نعرفه من حديث عبد ال بن عمر‬
‫ق النضر وسيف‬ ‫ل من هذا الوجه‪ .‬والنضر مجهول‪ ،‬وسيف مجهول"‪ .‬كذا قال الترمذي في ح ّ‬ ‫إّ‬
‫وحالهما معروفة‪ .‬وقال الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪" :10/21‬وفي إسناد البزار سيف بن عمر‪ ،‬وهو‬
‫متروك"‪.‬‬

‫) ‪(3/928‬‬

‫وقال ابن عمر‪" :‬ل تسّبوا أصحاب محّمد صلى ال عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة‬
‫أحدكم أربعين سنة"‪.1‬‬
‫وذكر الشيخ موفق الدين عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى ال عليه وسلم لما حضرته‬
‫الوفاة قالوا‪" :‬يا رسول ال أوصنا‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أوصيكم بالسابقين‬
‫المهاجرين الّولين‪ ،‬وأبنائهم من بعدهم إن ل تفعلوا ل ُيقبل منكم صرف ول عدل" ‪.2‬‬
‫وروى الطبراني ‪ 3‬في "المعجم الكبير" عن سهل بن يوسف بن سهل بن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سبق تخريجه ص ‪.242‬‬
‫‪ 2‬البزار‪ :‬المسند كما في كشف الستار ‪ ،3/292‬والطبراني‪ :‬المعجم الوسط ‪ ،1/482‬كلهما من‬
‫طريق حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن‬
‫عوف به‪ .‬قال البزار‪" :‬لم يروه إل عبد الرحمن بن عوف ول له إل هذا السناد"‪ .‬وقال الطبراني‪:‬‬
‫"ل يروي هذا الحديث عن عبد الرحمن إل بهذا السناد"‪ .‬وحميد وأبوه القاسم لم يوّثقهما غير ابن‬
‫حبان‪) .‬الثقات ‪.(7/331 ،8/196‬‬
‫‪ 3‬سليمان بن أحمد اللخمي‪ ،‬صاحب المعاجم الثلثة‪ ،‬توفي سنة سّتين وثلث مئة‪) .‬سير أعلم‬
‫النبلء ‪.(15/119‬‬

‫) ‪(3/929‬‬

‫مالك‪ ،‬عن أبيه عن جده ‪ 1‬سهل بن مالك ‪ 2‬قال‪" :‬لما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم في حجة‬
‫ط‪ ،‬فاعرفوا ذلك له‪ ،‬يا‬
‫الوداع صعد المنبر فحمد ال وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬إن أبا بكر لم يسؤني ق ّ‬
‫ي‪ ،‬وطلحة‪ ،‬والزبير‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وسعد‬ ‫ض عن عمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعل ّ‬ ‫أيها الناس إني را ٍ‬
‫ابن أبي وقاص‪ ،‬والمهاجرين الّولين‪ ،‬فاعرفوا ذلك لهم‪ ،‬يا أيها الناس إن ال قد غفر لهل بدٍر‬
‫والحديبية‪ ،‬يا أيها الناس ل تسؤوني في أختاني‪ ،‬وأصهاري‪ ،‬وأصحابي‪ ،‬يا أيها الناس ل يطالبنكم‬
‫أحد منهم ]بمظلمة[‪ 3‬فإنها ل توهب‪ ،‬يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين‪ ،‬وإذا مات الرجل‬
‫فقولوا فيه خيرًا" ‪.4‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬قال ابن عبد البر في سهل وأبيه وجده‪" :‬كلهم ل يعرف"‪ .‬وقال الحافظ ابن حجر في سهل‪:‬‬
‫"مجهول الحال"‪) .‬الستيعاب ‪ ،2/666‬اللسان ‪.(3/122‬‬
‫‪ 2‬اختلف في صحبته فأثبتها ابن حجر وقال في نسبه‪ :‬سهل بن مالك بن أبي كعب النصاري"‪.‬‬
‫)الصابة ‪ .(3/142‬وقال ابن عبد البر‪" :‬ابن عبيد بن قيس‪ ،‬ويقال فيه‪ :‬سهل بن عبيد بن قيس"‪ .‬ثم‬
‫قال بعد ذلك‪" :‬ول تثبت لحدهما صحبة ول رواية"‪) .‬الستيعاب ‪.(2/666‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،127 ،6/126‬العقيلي‪ :‬الضعفاء ‪ ،148 ،4/147‬والخطيب‬
‫البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،2/119‬و بن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪ ،2/666‬وموفق الدين ابن قدامة‪:‬‬
‫منهاج القاصدين ق ‪ / 15‬أ‪.‬‬
‫وهو حديث ضعيف لجل خالد بن عمرو بن محّمد بن عمرو بن محّمد بن عبد ال ابن سعيد‬
‫الموي‪ ،‬فقد رماه ابن معين بالكذب‪ ،‬ونسبه صالح جزره وغيره إلى الوضع‪) .‬التقريب رقم‪:‬‬
‫ع"‪ .‬وقال الحافظ ابن حجر‬ ‫‪ .(1660‬قال ابن عبد البر‪ :‬الستيعاب ‪" :2/666‬حديث منكٌر موضو ٌ‬
‫ي بن‬‫في‪ :‬الصابة ‪" :3/142‬ووقع للطبراني فيه وهم‪ ،‬فإنه أخرجه من طريق المقدمي عن عل ّ‬
‫يوسف بن محّمد عن سهل بن يوسف‪ ،‬واغتر الضياء المقدسي بهذه الطريق‪ ،‬فأخرج الحديث في‬
‫ي بن يوسف بن محّمد إنما سمعه من قنان‬ ‫المختارة‪ ،‬وهو وهم لنه سقط من السناد رجلن فإن عل ّ‬
‫بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن سهل"‪ .‬وقد روى هذا الحديث سيف بن عمر في أوائل الفتوح‬
‫عن أبي همام سهل بن يوسف بن مالك عن أبيه عن جده‪ .‬ذكر ذلك الحافظ‪ ،‬ورد دعوى الدارقطني‬
‫في )الفراد(‪ ،‬أن خالد بن عمرو تفرد به عن سهل‪.‬‬

‫) ‪(3/930‬‬

‫وروى الشيخ موفق الدين عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي‪ ،‬كما افترض عليكم الصلة والصيام‪،‬‬ ‫"إن ال قد افترض عليكم ح ّ‬
‫ج‪ ،‬فمن أبغض أحدًا منهم أدخله ال النار" ‪.1‬‬‫والح ّ‬
‫وروى الشيخ موفق الدين عن وهب بن منبه قال‪" :‬رأيت أسقف قيسارية في الطواف فسألته عن‬
‫إسلمه فقال‪ / 137] / :‬أ[‪" 2‬ركبت سفينة أقصد بعض المدن في جماعة من الناس فانكسرت‬
‫ي الموج إلى غيضة فيها‬ ‫السفينة فوثبت على خشبة يضربني الموج ثلثة أيام بلياليها‪ ،‬ثم قذف ب َ‬
‫ن الليل صعد‬ ‫أشجار لها ثمر مثل الَنِبق‪ ،‬ونهر مطرد‪ ،‬فشربت الماء وأكلت من ذلك الثمر‪ ،‬فلما ج ّ‬
‫من الماء شخص عظيم‪ ،‬وحوله جماعة لم أَر على صورتهم أحدًا‪ ،‬فقال بأعلى صوته‪" :‬ل إله إل ال‬
‫طاب‬ ‫الملك الجبار محّمد رسول ال النبي المختار‪ ،‬أبو بكر الصديق صاحب الغار‪ ،‬عمر بن الخ ّ‬
‫ي بن أبي طالب قاصم الكفار‪ ،‬على باغضيهم ‪3‬‬ ‫فتاح المصار‪ ،‬عثمان بن عفان حسن الجوار‪ ،‬عل ّ‬
‫لعنة ال‪ ،‬ومأواه جهنم وبئست الدار‪ ،‬ثم غاب‪ ،‬فلما كان بعد مضي أكثر الليل صعد ثانيًا في أصحابه‬
‫فنادى‪ :‬ل إله إل ال القريب المجيب‪ ،‬محّمد رسول ال النبي الحبيب‪ ،‬أبو بكر الصديق الشفيق‬
‫طاب ركن من حديد‪،‬‬ ‫الرفيق‪ ،‬عمر بن الخ ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 16‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬وهو ضعيف لجل إسحاق بن إبراهيم‬
‫بن عباد الدبري‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬ما كان الرجل صاحب حديث‪ ،‬إنما أسمعه أبوه واعتنى به‪ ،‬سمع من‬
‫عبد الرزاق تصانيفه وهو ابن سبع سنين أو نحوها‪ ،‬وسماعه من عبد الرزاق متأخر جدًا بعدما‬
‫تغير‪) .‬ميزان العتدال ‪ .(1/181‬وهذا الحديث من رواية إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق‪.‬‬
‫‪ 2‬ق ‪ / 137‬أ وردت في مكانها الصحيح‪ ،‬وقد أوردت الترتيب الصحيح كما بدا لي‪.‬‬
‫‪ 3‬في منهج القاصدين‪) :‬باغضهم(‪.‬‬
‫) ‪(3/931‬‬

‫ي أحدهم فدنا مني‬‫ي بن أبي طالب الكريم المستقيم‪ ،‬ثم بصر ب َ‬‫عثمان بن عفان الحيي الحليم‪ ،‬عل ّ‬
‫فقال‪" :‬أجني أم إنسي؟"‪ ،‬فقلت‪" :‬إنسي"‪ .‬قال‪" :‬ما دينك؟"‪ ،‬قلت‪" :‬النصرانية"‪ ،‬قال‪" :‬أسلم تسلم‪ ،‬أما‬
‫علمت أن الدين عند ال السلم"‪ ،‬فقلت‪" :‬ما هذا الشخص العظيم الذي نادى؟"‪ ،‬قال‪" :‬هو التيار‬
‫ل ليلة في بحر من البحور"‪ ،‬ثم قال‪" :‬غدًا يمر بك مركب‪ ،‬فصح بهم‪ ،‬وأشر‬ ‫ملك البحار‪ ،‬هذا دأبه ك ّ‬
‫ب‪ ،‬فأشرت إليهم‪ ،‬وكانوا نصارى‪،‬‬ ‫إليهم يحملوك إلى بلد السلم"‪ ،‬فلما كان من الغّد مّر مرك ٌ‬
‫فحملوني‪ ،‬وقصصت عليهم قصتي‪ ،‬فأسلموا كما أسلمت‪ ،‬وضمنت ل ل أكتم هذا الحديث"‪.1‬‬
‫وفي "فضائل الصحابة" لبراهيم بن عبد الرحمن المقدسي عن العمش قال‪" :‬خرجت في البلد في‬
‫ن؟‬‫ليلة مظلمة أريد الجامع‪ ،‬فإذا بشخص قد عارضني فاقشعررت منه‪ ،‬فقلت‪ :‬أمن النس أنت أم الج ّ‬
‫قال‪" :‬بل من الجن"‪ .‬فقلت‪" :‬من مؤمنها أم من كافرها؟"‪ ،‬قال‪" :‬بل من مؤمنها"‪ .‬قلت‪" :‬فيكم من‬
‫ن من القدرية‪ ،‬ول أجهل‬ ‫عَ‬
‫ل أنه ليس منا شّر من المرجئة‪ ،‬ول أر َ‬‫هذه البدع شيئًا؟"‪ ،‬فقال‪" :‬نعم‪ .‬إ ّ‬
‫من الرافضة"‪ ،‬ثم قال لي‪" :‬أل أحدثك بحديث؟"‪ ،‬قلت‪" :‬بلى"‪ .‬قال‪" :‬أعلمك أنه وقع بيني وبين‬
‫ي بن أبي‬‫ف في أبي بكر وعمر‪ ،‬فقال العفريت‪" :‬إن أبا بكر وعمر ظلما عل ّ‬ ‫ن اختل ٌ‬ ‫عفريت من الج ّ‬
‫ق‪ ،‬فقال لي‪ :‬بمن ترضى؟"‪ .‬فقلت‪" :‬بإبليس‪ ،‬فأتينا إبليس‬ ‫طالب واعتديا عليه‪ ،‬وأخذا ما ليس لهما بح ّ‬
‫وهو جالس على ساحل البحر على سرير من‬
‫__________‬
‫‪ 1‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 18‬ب‪ / 19 ،‬أ‪ ،‬وفي إسناده مجاهيل‪ ،‬وفضل‬
‫الخلفاء الربعة وعلّو مكانتهم ومنزلتهم جاء فيه من الحاديث الصحيحة الصريحة ما يغني عن مثل‬
‫هذا الحكايات‪.‬‬

‫) ‪(3/932‬‬

‫الخشب‪ ،‬فلما نظر إلينا ضحك وقهقه‪ ،‬وقال‪" :‬فيما جئتماني؟"‪ ،‬فقصصنا عليه القصة‪ ،‬فقال‪" :‬أل‬
‫عّلُمُكم أني عبدت ال عزوجل في السماء الدنيا ألف عام‪،‬‬ ‫أحدثكم بحديث؟"‪ ،‬قلنا‪" :‬بلى"‪ .‬قال‪ُ" :‬أ َ‬
‫فسميت فيها العابد‪ ،‬ورفعت إلى السماء الثانية‪ ،‬فعبدت ال فيها ألف عام‪ ،‬فسميت فيها الزاهد‪،‬‬
‫ورفعت إلى السماء الثالثة‪ ،‬فعبدت ال فيها ألف عام‪ ،‬فسميت فيها الراغب‪ ،‬ثم رفعت إلى السماء‬
‫الرابعة فرأيت فيها ألف صنف من الملئكة يستغفرون لبي بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬ثم‬
‫رفعت إلى السماء الخامسة‪ ،‬فرأيت فيها ألف صنف من الملئكة يلعنون ُمْلِعِني أبي بكر وعمر‪ ،‬فهذا‬
‫شْئُتَما فأبغضاهما"‪ / 136] / .1‬ب[‪.2‬‬ ‫قد رأيت‪ ،‬فإن شئتما فأحباهما‪ ،‬وإن ِ‬
‫ي‪ 5‬قال‪" :‬خرجت أنا وعمي إلى‬ ‫حّياة ‪ 3‬التيمي ‪ 4‬قال‪ :‬حّدثني مؤذنعل ّ‬
‫وذكر ابن الجوزي عن أبي الُم َ‬
‫ب أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬فنهيناه فلم ينتِه‪ ،‬فقلنا‪ :‬اعتزلنا‪،‬‬ ‫س ّ‬‫ُمْكَران ‪ ،6‬وكان معنا رجل َي ُ‬
‫فلما دنا خروجنا َنِدْمنا‪ ،‬فقلنا‪ :‬لو صحبنا حتى نرجع إلى الكوفة‪ ،‬فلقينا غلمًا له‪ ،‬فقلنا له‪ :‬قل لمولك‬
‫يعود إلينا قال‪" :‬إن مولي قد حّدث به أمر عظيم‪ ،‬قد مسخت‬
‫__________‬
‫‪ 1‬إبراهيم المقدسي‪ :‬فضائل الصحابة ق ‪ / 308‬ب‪ / 309 ،‬أ وفيهاطمس‪.‬‬
‫‪ 2‬ق ‪ /36‬ب وردت في مكانها الصحيح‪ ،‬وقد أوردت الترتيب الصحيح كما بدا لي‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬المحيا(‪.‬‬
‫‪ 4‬يحيى بن يعلى التيمي‪ ،‬الكوفي‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الثامنة‪) .‬التقريب ص ‪.(598‬‬
‫‪ 5‬ابن أبي طالب‪.‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬بكران(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬قال ياقوت في معجم البلدان ‪" :5/180‬وهي ولية واسعة‬
‫تشتمل على مدن وقرى‪ ،‬وهذه الولية بين كرمان من غربّيها وسجستان شماليها‪ ،‬والبحر جنوبيها‬
‫والهند في شرقيها‪.‬‬
‫) ‪(3/933‬‬

‫ي أمر عظيم"‪ ،‬وأخرج ذراعيه‬ ‫يداه يدا خنزير‪ ،‬قال‪ :‬فأتيناه فقلنا له‪ :‬ارجع إلينا‪ ،‬فقال‪" :‬إنه قد حدث ب َ‬
‫‪ / 137] /‬ب[ فإذا هما ذراعًا خنزير‪ ،‬قال‪ :‬فصحبنا حتى انتهينا إلى قرية من قرى السواد كثيرة‬
‫الخنازير فلما رآها صاح صيحة ووثب فمسخ خنزيرًا‪ ،1‬وخفي علينا فجئنا بغلمه ومتاعه إلى‬
‫الكوفة"‪.2‬‬
‫قال أبو المحياة‪ :‬وحّدثني رجل قال‪" :‬خرجنا في سفر ومعنا رجل يشتم أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال‬
‫عنهما ‪ -‬فنهيناه‪ ،‬فلم ينته‪ ،‬فخرج لبعض حاجته‪ ،‬فاجتمع عليه الدبر ‪ -‬يعين‪ :‬الزنابير ‪ - 3‬فاستغاث‪،‬‬
‫فأغثناه‪ ،‬فحملت علينا حتى تركناه‪ ،‬فما أقلعت عنه حتى قطعته"‪.4‬‬
‫ل تاجرًا‪ ،‬وكنت‬ ‫وعن خلف بن تميم ‪ 5‬قال‪" :‬سمعت بشيرًا ‪ -‬ويكنى‪ :‬أبا الخصيب ‪ 6‬قال‪" :‬كنت رج ً‬
‫ن كسرى‪ ،‬وذلك‬ ‫موسرًا‪ ،‬وكنت أسكن مدائ َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬خنزير(‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،255 ،254‬وابن أبي الدنيا‪ :‬مجابو الدعوة ص ‪ ،108‬والضياء‬
‫ب الصحاب ص ‪ ،92‬وهو ضعيف لجهالة شيخ أبي المحياة‪ ،‬وفيه ‪ -‬أيضًا ‪-‬‬ ‫المقدسي‪ :‬النهي عن س ّ‬
‫ل أنه عمي‪ ،‬فصار يتلقن ما‬ ‫سويد بن سعيد الهروي‪ ،‬قال فيه الحافظ ابن حجر‪" :‬صدوق في نفسه إ ّ‬
‫ليس من حديثه‪ ،‬فأفحش فيه ابن معين القول‪) .‬التقريب ص ‪.(2690‬‬
‫‪ 3‬الزنبور‪ :‬الدبر وهي تؤنث والزنابير لغة وربما سميت النحلة زنبورًا والجمع‪ :‬الزنابير‪) .‬حياة‬
‫الحيوان للدميري ‪.(2/9‬‬
‫‪ 4‬ابن أبي الدنيا‪ :‬مجابو الدعوة ص ‪ ،109‬وعبد ال بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة‬
‫‪ ،1/233‬وإسنادهما ضعيف لبهام شيخ أبي المحياة‪ ،‬وفيه سويد بن سعيد‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬وابن‬
‫الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،255‬بدون إسناده‪.‬‬
‫ت ومئتين‪.‬‬‫‪ 5‬أبو عبد الرحمن الكوفي‪ ،‬نزيل المصيصة‪ ،‬صدوق عابد‪ ،‬من التاسعة‪ ،‬توفي سنة س ّ‬
‫)التقريب ص ‪.(194‬‬
‫‪ 6‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬

‫) ‪(3/934‬‬

‫ل قد مات‪ ،‬ولم‬ ‫في زمن ابن هبيرة ‪ 1‬قال‪ :‬فأتاني أجيري فذكر أن في بعض خانات ‪ 2‬المدائن رج ً‬
‫جى‪ ،‬وعلى بطنه لبنٌة‪ ،‬ومعه نفٌر‬ ‫سّ‬‫يوجد له كفن‪ ،‬فأقبلت حتى دخلت ذلك الخان‪ ،‬فدفعت إلى رجل ُم َ‬
‫شَترى ‪ 4‬الكفن وغيره‪ ،‬وبعثت إلى حافر‬ ‫ت ُي ْ‬
‫من أصحابه‪ ،‬فذكروا من عبادته وفضله‪] ،‬قال‪ 3[ :‬فبعث ُ‬
‫ت وثبًة فندرت‬ ‫سله‪ ،‬فبينا نحن كذلك‪ ،‬إذ وثب المي ُ‬ ‫خن له ماء لنغ ّ‬‫سّ‬ ‫يحفر له‪ ،‬وهّيأ له لبنًا‪ ،‬وجلسنا ُن َ‬
‫ت منه حتى‬ ‫اللبنة عن بطنه‪ ،‬وهو يدعو بالويل والّثبوِر والنار‪ ،‬فتصّدع أصحابه عنه‪ ،‬قال‪ :‬فدنو ُ‬
‫شَيخة من أهل الكوفة‪،‬‬‫أخذت بعضده وَهَززته‪ ،‬ثم قلت‪ :‬ما أنت ‪ 5‬وما حالك؟ فقال‪" :‬صحبت َم ْ‬
‫ب أبي بكر وعمر والبراءة منهما"‪،‬‬ ‫ك من أبي الخصيب في س ّ‬ ‫فأدخلوني في دينهم‪ ،‬أو في رأيهم الش ّ‬
‫ي إلى مدخلي من النار‪،‬‬ ‫قب َ‬
‫طِل َ‬
‫سَتْغِفر ال‪ ،‬ثم ل تعد‪ .‬قال‪ :‬فأجابني‪" :‬وما ينفعني‪ ،‬وقد ان ُ‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ا ْ‬
‫حّدُثهم بما رأيت‪ ،‬ثم تعود إلى حالك؟"‪ ،‬قال‪ :‬فما‬ ‫فرأيته‪ ،‬وقيل لي‪ :‬إنك سترجع إلى أصحابك‪ ،‬فُت َ‬
‫ت بالكفن‪ ،‬فأخذته‪ ،‬ثم قمت‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫انقضت كلمُته حتى مال ميتا على حاله الّول‪ ،‬فانتظرت حتى ُأتي ُ‬
‫ت بعد أن القوم الذين كانوا معه كانوا‬ ‫ت عليه‪ ،‬ثم انصرفت‪ ،‬فُأخِبر ُ‬ ‫صّلي ُ‬‫سْلُتُه‪ ،‬ول َ‬
‫غّ‬‫ل َكّفْنُتُه‪ ،‬ول َ‬
‫على رأيه‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عمرو بن هبيرة بن معاوية الفزاري الشامي‪ ،‬أمير العراقيين ووالد أميرها يزيد‪ ،‬كان ينوب ليزيد‬
‫بن عبد الملك فعزله هشام‪ ،‬توفي سنة سبع مئة‪ .‬تقريبًا‪) .‬المعارف ص ‪ ،408‬سير أعلم النبلء‬
‫‪.(4/562‬‬
‫‪ 2‬الخان‪ :‬الحانوت‪ :‬فارسي معرب‪ ،‬وقيل‪ :‬الخان الذي للتجار‪) .‬لسان العرب ‪.(13/146‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬اشترى(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬في المصادر‪) :‬ما رأيت(‪.‬‬

‫) ‪(3/935‬‬

‫ولوا ‪ 1‬غسله‪ ،‬ودفنه‪ ،‬والصلة عليه‪ .‬وقالوا‪" :‬ما الذي أنكرتم من صاحبنا‪ ،‬إنما كانت خطفه من‬
‫الشيطان تكلم بها على لسانه"‪.‬‬
‫قال خلف‪ :‬فقلت‪" :‬يا أبا الخصيب هذا الذي حّدثتني به شهدته؟"‪ ،‬قال‪" :‬نظر عيني وسماع أذني‪،‬‬
‫وأنا أؤّديه إلى الناس"‪.2‬‬
‫حباب ‪ 3‬وهو عّم عمار بن سيف الضِبي ‪ 4‬قال‪" :‬كنا في غزاٍة في البحر وقائدنا موسى‬ ‫وعن أبي ال ُ‬
‫بن كعب ‪ ،5‬ومعنا في المركب رجل من أهل الكوفة يكنى‪ :‬أبا الحجاج‪ ،‬قال‪ :‬فأقبل يشتُم أبا بكر‬
‫وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬فزجرناه فلم ينزجر‪ ،‬ونهيناه ولم ينته‪ ،‬فأرسينا إلى جزيرة في البحر‪،‬‬
‫فتفرقنا فيها نتأّهب ‪ / 138] /‬أ[ لصلة الظهر‪ ،‬فأتانا صاحب لنا‪ ،‬فقال‪" :‬أدركوا أبا الحجاج فقد‬
‫ل‪ ،‬فدفعنا إلى أبي الحجاج وهو ميت‪ ،‬وقد أَكَلْتُه الّدْبُر ‪ -‬وهي‪ :‬النحل ‪.-‬‬ ‫أكلتُه النح ُ‬
‫قال ‪ :6‬وزادني في هذا الحديث ابن المبارك ‪ :7‬قال أبو الحباب‪" :‬فحفرنا له لندفنه فاستوعرت علينا‬
‫الرض‪ ،‬قال‪" :‬وما استوعرت؟"‪ ،‬قال‪ :‬صلبت ‪ ،8‬فلم نقدر على أن نحفر له‪ ،‬فألقينا عليه ورق‬
‫الشجر والحجارة‪ ،‬وتركناه"‪.‬‬
‫__________‬
‫ب الصحاب‪) :‬وولوا(‪ ،‬وفي مناقب عمر‪) :‬وتولوا(‪.‬‬ ‫‪ 1‬في النهي عن س ّ‬
‫‪ 2‬ابن أبي الدنيا‪ :‬من عاش بعد الموت ص ‪ ،25‬وإسناده حسن إلى بشير أبي الخصيب‪ .‬الضياء‬
‫ب الصحاب ص ‪ ،91 ،90‬والللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة‬ ‫المقدسي‪ :‬النهي عن س ّ‬
‫‪ ،4/1256‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.256 ،255‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 4‬أبو عبد الرحمن الكوفي‪ ،‬ضعيف الحديث عابد‪ ،‬توفي بعد السّتين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(407‬‬
‫‪ 5‬التميمي المرائي أحد النقباء في دولة بني العباس‪.‬‬
‫‪ 6‬القائل‪ :‬خلف بن تميم‪.‬‬
‫‪ 7‬نجدة بن المبارك السلمي‪) .‬شرح أصول أهل السنة ‪.(4/1255‬‬
‫جر‪) .‬القاموس ص ‪.(153‬‬ ‫حّ‬‫صلب‪ :‬المكان الغليظ الُم َ‬‫‪ 8‬ال ّ‬

‫) ‪(3/936‬‬

‫قال خلف‪" :‬وكان صاحب لنا يبول‪ ،‬فوقعت نحلة على ذكره‪ ،‬فلم تضره فعلمنا أنها مأمورة"‪.1‬‬
‫وعن أبي الحسين أحمد بن عبد ال السوسنجردي ‪ 2‬قال‪" :‬كان في جوارنا رجل يقرأ القرآن‪ ،‬يعرف‬
‫بأبي الحسن بن عرنة ‪ ،3‬وكان يختلف إلى شيخنا أبي الحسن بن أبي عمر المقرئ ‪ ،4‬فبات ليلة‪،‬‬
‫وقد عمي‪ ،‬فسئل عن ذلك فقال‪" :‬كنت في مجلس في شارع باب الكوفة فذكر رجل بحضرة جماعة‬
‫أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬بسوء‪ ،‬فما أنكرت‪ ،‬وكنت قادرًا على النكار‪ ،‬فلما كان الليل‬
‫رأيت علّيا بن أبي طالب رضي ال عنه في النوم‪ ،‬فقال لي‪" :‬لم ل تنكر على من ذكرهما بسوء؟"‪،‬‬
‫فضرب رأسي بمرزبة فأصبحت أعمى"‪.5‬‬
‫ي السمان ‪ 6‬قال‪" :‬سمعت رضوان السمان ‪ 7‬قال‪" :‬كان لي جار في منزلي‬ ‫وعن محّمد بن عل ّ‬
‫وسوقي‪ ،‬وكان يشتم أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قال‪ :‬فكثر الكلم بيني وبينه‪ ،‬فلما كان ذات‬
‫ليلة شتمهما وأنا حاضر‪ ،‬حتى وقع بيني وبينه كلم‪ ،‬حتى تناولني وتناولته‪ ،‬فانصرفت إلى منزلي‬
‫وأنا‬
‫__________‬
‫ب الصحاب ص ‪،98 ،97‬‬ ‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،256‬والضياء المقدسي‪ :‬النهي عن س ّ‬
‫وفيه أبو الحباب‪ ،‬لم أجد له ترجمة‪ .‬والللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،4/1255‬عن‬
‫عمير أبي الحباب عن عمار بن سيف الضبي‪.‬‬
‫‪ 2‬ثقة‪ ،‬حسن العتقاد‪ ،‬شديدًا في السنة‪ ،‬توفي سنة اثنتين وأربع مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪.(4/237‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 4‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،256‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 6‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 7‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬

‫) ‪(3/937‬‬

‫مغموم حزين‪ ،‬ألوم نفسي‪ ،‬قال‪ :‬فنمت‪ ،‬وتركت العشاء من الغم‪ ،‬فرأيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم في منامي في ليلتي‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فلن جاري في مْنزلي وفي سوقي‪ ،‬هو يعيب‬
‫أصحابك‪ ،‬قال‪" :‬من أصحابي؟"‪ ،‬فقلت‪ :‬أبا بكر وعمر‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬خذ‬
‫هذه المدية فاذبحه بها"‪ .‬قال‪ :‬فأخذته فأضجعته فذبحته‪ ،‬فرأيت كأن يدي أصابها من دمه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فألقيت المدية وأوهيت بيدي إلى الرض أمسحها‪ ،‬فانتبهت‪ ،‬وأنا أسمع الصراخ من نحو داره‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫ط في موضع‬ ‫انظروا ما هذا الصراخ؟‪ ،‬قالوا‪ :‬فلن مات فجأة‪ ،‬فلما أصبحنا نظرت إليه فإذا خ ّ‬
‫الذبح"‪.1‬‬
‫صْيَرفي ‪ 3‬قال‪ :‬مات رجل كان يشتم أبا بكر وعمر ‪-‬‬ ‫وقال أبو بكر بن عبيدة ‪ :2‬وحّدثني أبو بكر ال ّ‬
‫رضي ال عنهما ‪ -‬ويرى رأي جهم ‪ ،4‬فأريه رجل في النوم كأنه عريان على رأسه خرقة سوداء‬
‫ص‪ ،‬وعون بن العسر‪،‬‬ ‫وعلى عورته أخرى‪ ،‬قال‪" :‬ما فعل ال بك؟"‪ ،‬قال‪" :‬جعلني مع بكر الق ّ‬
‫وهما نصرانيان"‪.5‬‬
‫س‪ ،‬فغدوت‬ ‫وعن المعافي بن عمران ‪ 6‬قال‪" :‬قال سفيان الثوري‪" :‬كنت امرًءا أغدو إلى الصلة بغل ٍ‬
‫ذات يوم‪ ،‬وكان لنا جار له كلب عقور‪،‬‬
‫__________‬
‫ي السمان‪،‬‬ ‫‪ 1‬عبد ال بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة ‪ ،1/299‬وفي إسناده محّمد بن عل ّ‬
‫ورضوان السمان لم أجدهما‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.257‬‬
‫‪ 2‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫ستين‬‫شمًا‪ ،‬توفي سنة ستّ و ّ‬ ‫‪ 3‬يعقوب بن أحمد النيسابوري‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬كان صحيح الصول ُمحَت ِ‬
‫وأربع مئة‪) .‬تذكرة الحفاظ ‪ ،3/1160‬سير أعلم النبلء ‪.(18/245‬‬
‫‪ 4‬جهم بن صفوان السمرقندي‪ ،‬مولى بني راسب‪ ،‬أخذ الكلم عن الجعد بن درهم‪ ،‬أظهر مذهبه في‬
‫ترمذ‪ ،‬وخرج مع اليمانية‪ ،‬فقتله سلم بن أحوز المازني التميمي‪ .‬رحمه ال سنة ‪128‬هـ )انظر البداية‬
‫والنهاية ‪ ،28 ،10/19 ،9/364‬تاريخ الجهمية ص ‪.(7‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪.257‬‬
‫‪ 6‬الزدي الموصلي‪ ،‬ثقة عابد فقيه‪ ،‬توفي سنة خمس وثمانين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(537‬‬

‫) ‪(3/938‬‬
‫ت بمن ‪ / 138] /‬ب[ يشتم أبا‬ ‫ت أنظر حتى يتنحى‪ ،‬فقال الكلب‪" :‬جز يا أبا عبد ال فإنما أمر ُ‬ ‫فجعل ُ‬
‫بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪.1"-‬‬
‫وعن أبي روح ‪ 2‬رجل من الشيعة قال‪" :‬كنا بمكة في المسجد الحرام قعودًا‪ ،3‬فقدم رجل نصف‬
‫ي‪ ،‬فإني كنت امرءًا أتناول ‪4‬‬‫وجهه أسود‪ ،‬ونصف وجهه أبيض‪ ،‬فقال‪" :‬أيها الناس اعتبروا ب َ‬
‫ت‪ ،‬فرفع‬‫الشيخين أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬أسبهما‪ ،‬فبينا أنا ذات ليلة في منامي إذ أتاني آ ٍ‬
‫ب الشيخين‪ :‬أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال‬ ‫يده فلطم حّر وجهي وقال لي‪" :‬يا عدّو ال‪ ،‬يا فاسق‪ ،‬أتس ّ‬
‫عنهما ‪-‬؟ فأصبحت وأنا على هذه الحال"‪.5‬‬
‫وعن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ‪ 6‬قال‪ :‬كان لنا جار طحان رافضي‪ ،‬وكان له بغلن‪ ،‬سمى‬
‫أحدهما أبا بكر والخر عمر‪ ،‬فرمحه ذات ليلة أحدهما فقلته‪ ،‬فأخبر أبو حنيفة فقال‪" :‬البغل الذي‬
‫رمحه الذي سماه عمر‪ ،‬فنظروا فكان كذلك"‪.7‬‬
‫خ صالح قال‪" :‬كان في‬ ‫وعن يوسف بن إبراهيم بن الحسن الخياط ‪ 8‬شي ٌ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،4/1258‬والضياء المقدسي‪ :‬النهي عن س ّ‬
‫ب‬
‫الصحاب ص ‪.112‬‬
‫‪ 2‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬قعود(‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬تناول(‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،258 ،257‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 6‬الكوفي القاضي‪ ،‬تكلموا فيه‪ ،‬من التاسعة‪ .‬توفي في خلفة المأمون‪) .‬التقريب ص ‪.(107‬‬
‫‪ 7‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،258‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 8‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬

‫) ‪(3/939‬‬

‫الجانب الشرقي في وقت أبي الحسن بن بويه ‪ ،12‬رجل ديلمي من قواده‪ ،‬ويسمى جبنه ‪ 3‬مشهور‬
‫ج ببغداد‪ ،‬وقد أخذ الناس في الخروج إلى مّكة‪،‬‬ ‫من وجوه عسكره‪ ،‬فبينا هو واقف يومًا في موسم الح ّ‬
‫ي الدقاق‪ ،‬قال‪ :‬يوسف‪ :‬هو حّدثني بهذه القصة وشرحها‪ ،‬إذ كان هو‬ ‫إذ عبر به رجل يعرف بعل ّ‬
‫صاحبها والمبتلى بها‪ ،‬وكنت أسمع غيره من الناس يذكرونها لشهرتها‪ ،‬إل أّني سمعته يقول‪ :‬عبرت‬
‫ج هذه السنة"‪ .‬فقلت‪ :‬لم يتفق لي حجة إلى ‪ 4‬الن‪ ،‬وأنا في‬ ‫ي هو ذا الح ّ‬‫على جنبه فقال لي‪" :‬يا عل ّ‬
‫طلبها‪ ،‬فقال لي جوابًا عن كلمي‪" :‬أنا أعطيك حجة"‪ ،‬فقلت له‪ :‬هاتها‪ ،‬فقال‪" :‬يا غلم مّر إلى‬
‫الصيرفي وقل له‪ :‬يزن له عشرين دينارًا"‪ ،‬فمررت مع غلمه فوزن لي عشرين دينارًا فرجعت‬
‫إليه‪ ،‬فقال لي‪" :‬أصلح أمورك‪ ،‬فإذا عزمت على الرحيل فأرني وجهك لوصيك بوصية‪ ،‬فانصرفت‬
‫عنه وهيأت أموري ورجعت إليه فقال لي‪" :‬أول قد وهبت هذه الحجة لك ول حاجة لي بها‪ ،‬ولكن‬
‫أحملك رسالة إلى محّمد"‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هي؟‪ .‬قال‪" :‬قل له‪ :‬أنا بريء من صاحبيك أبي بكر وعمر‬
‫ي مورد عظيم‪ ،‬وخرجت‬ ‫اللذين معك"‪ ،‬ثم حلفني بالطلق لتقولنها وتبلغن هذه الرسالة إليه‪ ،‬فورد عل ّ‬
‫من عنده مهمومًا حزينًا‪ ،‬وحججت ودخلت المدينة‪ ،‬وزرت قبر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وصرت مترددًا في الرسالة أبلغها‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬توبه(‪ ،‬وهو تصحيف‪.‬‬
‫‪ 2‬أحمد بن بويه الديلمي‪ ،‬معز الدولة‪ ،‬الذي أظهر الرفض‪ ،‬فلما أحسّ بالموت أظهر التوبة‪ .‬ورد‬
‫ت وخمسين وثلث مئة‪) .‬البداية‬ ‫كثيرًا من المظالم‪ ،‬ورجع إلى السنة ومتابعتها‪ ،‬توفي سنة س ّ‬
‫والنهاية ‪.(6/279‬‬
‫‪ 3‬في الصل غير منقوط‪ ،‬والمثبت من شرح أصول أهل السنة‪.‬‬
‫‪ 4‬في السنة‪ ،‬ومناقب عمر‪) :‬إل(‪.‬‬
‫) ‪(3/940‬‬

‫ي مما أواجه به‬‫أم ل أبلغها‪] .‬و[‪ 1‬فكرت أني إن لم أبلغها طلقت امرأتي‪ ،‬وإن بلغتها عظمت عل ّ‬
‫ل عزوجل في القول وقلت‪ :‬إن فلنًا بن فلن يقول كذا‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فاستخرت ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫وكذا وأديت الرسالة بعينها‪ ،‬واغتممت غّما شديدًا ‪ / 139] /‬أ[ وتنحيت ناحية‪ ،‬فغلبتني عيناي‬
‫فرأيت النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬قد سمعت الرسالة التي أديتها‪ ،‬فإذا رجعت فقل له‪ :‬يا عدّو‬
‫ال أبشر بيوم التاسع والعشرين من قدومك بغداد‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لك‪:‬‬
‫أبشر بنار جهنم" وقمت‪ ،‬وخرجت‪ ،‬ورجعت إلى بغداد‪ ،‬فلما عبرت إلى الجانب الشرقي‪ ،‬فكرت أن‬
‫ل أن‬‫هذا رجل سوء بلغت رسالته إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فل أبلغ إليه رسالته‪ ،‬وما هو إ ّ‬
‫أخبره‪ ،‬فيأمر بقتلي أو يقتلني بيده‪ ،‬وأخذت أقدم وأؤخر‪ ،‬وقلت‪ :‬لقولّنها ولو كان فيها قتلي‪ ،‬ول أكتم‬
‫ل أن‬
‫رسالته صلى ال عليه وسلم وأخالف أمره‪ ،‬فدخلت عليه قبل الدخول على أهلي‪ ،‬فما هو إ ّ‬
‫ي‪ ،‬فقال‪" :‬يا دقاق ما عملت في الرسالة؟"‪ ،‬قلت‪ :‬أديتها إلى رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وقعت عينه عل ّ‬
‫ي وقال‪" :‬إن قت َ‬
‫ل‬ ‫وسلم ولكن قد حملني جوابها‪ ،‬قال‪" :‬وما هو؟"‪ ،‬فقصصت عليه رؤياي‪ ،‬فنظر إل ّ‬
‫ب وشتم‪ ،‬وكان في يده زوبين ‪ 2‬فهّزه في جوهي ولكن لتركنك إلى اليوم الذي‬ ‫ي هين وس ّ‬‫مثلك عل ّ‬
‫ذكرته‪ ،‬ولقتلنك بهذا الزوبين"‪ .‬ولمني الحاضرون‪ ،‬وقال لغلمه‪" :‬أحبسه في الصطبل ‪ 3‬وقيده"‪.‬‬
‫ي ولموني‪ ،‬فقلت‪ :‬قضى الذي كان ول أموت إل بأجل‪ ،‬فلم‬ ‫حِبست وُقيدت‪ ،‬وجاءني أهلي وبكوا عل ّ‬‫َف ُ‬
‫تزل تمّر اليام والناس‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬هكذا في الصل والسنة‪ ،‬وفي مناقب عمر‪) :‬زوتين(‪.‬‬
‫‪ 3‬الصطبل‪ :‬موقف الّدواب‪) .‬القاموس ص ‪.(1242‬‬

‫) ‪(3/941‬‬

‫يتفقدوني ويرحموني مما أنا فيه‪ ،‬حتى مضت سبعة وعشرون يومًا‪ ،‬فلما كانت الليلة الثامنة‬
‫والعشرون اتخذ الديلمي دعوة عظيمة‪ ،‬وأحضر فيها وجوه قواد العسكر‪ ،‬وجلس معهم للشرب فلما‬
‫كان نصف الليل جاءني السائس فقال لي‪" :‬يا دقاق القائد قد أخذته حمى عظيمة وقد تدثر ‪ 1‬بجميع‬
‫ما في الدار وهو ينتفض"‪ .‬وكان على حالته اليوم الثامن والعشرين‪ ،‬وأمسى ليلة التاسع والعشرين‪،‬‬
‫ودخل السائس نصف الليل وقال‪" :‬يا دقاق مات القائد"‪ .‬وحل عني القيد‪ ،‬فلما أصبحنا اجتمع الناس‬
‫من كل وجه‪ ،‬وجلس القواد للعزاء‪ ،‬وأخرجت أنا‪ ،‬فاستعادني ‪ 2‬الناس فقصصت عليهم‪ ،‬فرجع‬
‫جماعة كثيرة عن مذاهبهم الردية‪ ،‬وخليت أنا"‪.3‬‬
‫وعن زائدة بن قدامة ‪ 4‬قال‪ :‬قلت لمنصور بن الُمْعَتِمر ‪" :5‬اليوم الذي أصومه أقع في المراء؟‪،‬‬
‫قال‪" :‬ل"‪ .‬قلت‪" :‬فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر؟"‪ ،‬قال‪" :‬نعم"‪.6‬‬
‫وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال‪ :‬قلت لبي‪" :‬لو سمعت رج ً‬
‫ل‬
‫__________‬
‫‪َ 1‬تَدّثَر‪ :‬أي‪ :‬تلّفف في الّدثار‪) .‬لسان العرب ‪.(4/276‬‬
‫‪ 2‬اسَتَعْدُته الشيء فأعاَده إذا سألته أن يفعله ثانيًا‪) .‬لسان العرب ‪.(3/317‬‬
‫‪ 3‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،1259 ،4/1258‬والضياء المقدسي‪ :‬النهي عن س ّ‬
‫ب‬
‫الصحاب ص ‪ ،95 ،94‬ومداره على أبي بكر بن أبي الطيب ولم أجد له ترجمة‪ .‬ابن الجوزي‪:‬‬
‫مناقب ص ‪.259 ،258‬‬
‫‪ 4‬الثقفي‪ ،‬ثقة‪ ،‬ثبت‪ ،‬صاحب سنة‪ ،‬من السابعة‪ .‬توفي سنة سّتين ومئة‪ .‬وقيل‪ :‬بعدها‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(213‬‬
‫سلمي الكوفي‪ ،‬ثقة ثبت‪ ،‬وكان ل يدلس‪ ،‬توفي سنة اثنتين وثلثين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(547‬‬ ‫‪ 5‬ال ّ‬
‫‪ 6‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،4/1266‬وفي إسناده إسحاق بن بشر‪ ،‬وهو متروك‬
‫الحديث‪) .‬ميزان العتدال ‪.(1/184‬‬

‫) ‪(3/942‬‬

‫ب أبا بكر وعمر ما كنت تصنع؟ قال‪" :‬كنت أضرب عنقه"‪.1‬‬ ‫يس ّ‬
‫وعن محّمد بن يحيى الواسطي‪ ،‬قال‪" :‬رأيت النبي صلى ال عليه وسلم في المنام‪ ،‬فقال‪" :‬ههنا قوم‬
‫يشتمون أبا بكر وعمر وهما مني ‪ / 139] /‬ب[ بمنزلة هاتين وقرن بين إصبعيه المسبحة‬
‫والوسطى فمن شتمهما فقد شتمني"‪.2‬‬
‫ل وجدته‬‫طإّ‬‫وذكر أبو القاسم الصفهاني في "سيرة السلف"‪ ،‬قال المهدي ‪" :3‬ما فتشت رافضّيا ق ّ‬
‫زنديقًا"‪.4‬‬
‫صّرف ‪" :5‬لول أني على وضوء لخبرتك ببعض ما ]تقول[‪ 6‬الشيعة"‪.7‬‬ ‫وقال طلحة بن ُم َ‬
‫ب أبا بكر رضي ال عنه‬ ‫وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال‪ :‬قلت لبي‪" :‬لو أتيت برجل يس ّ‬
‫ما كنت صانعًا؟ قال‪" :‬أضرب عنقه"‪ .‬قلت‪ :‬فعمر؟ قال‪" :‬أضرب عنقه"‪.8‬‬
‫وقال مسلم البطين ‪:9‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪ ،4/1261‬بدون إسناد‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬مناقب ص‬
‫‪ ،260‬بدون إسناد‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق ‪ ،151‬والضياء المقدسي‪ :‬النهي عن‬
‫ب الصحاب ص ‪ ،86‬وإسناده حسن‪ ،‬وابن قتيبة‪ :‬الصار المسلول ص ‪.589‬‬ ‫س ّ‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،260‬بدون إسناد‪.‬‬
‫‪ 3‬محّمد بن عبد ال العباسي ا لهاشمي الخليفة العباسي‪) .‬سير أعلم النبلء ‪.(7/400‬‬
‫‪ 4‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،91‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة‬
‫‪.(4/1267‬‬
‫‪ 5‬اليامي الكوفي‪ ،‬ثقة قارئ فاضل‪ ،‬توفي سنة عشرة ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(283‬‬
‫‪ 6‬مطموس في الصل‪.‬‬
‫‪ 7‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،91‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪.4/1269‬‬
‫‪ 8‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،92‬وقد سبق تخريجه ص ‪.1117‬‬
‫‪ 9‬ابن عمران‪ ،‬ويقال‪ :‬ابن أبي عمران‪ ،‬أبو عبد ال الكوفي‪ ،‬ثقة‪) .‬التقريب ص ‪.(530‬‬

‫) ‪(3/943‬‬

‫أنى تعاتب ل أبا لك رفقة ‪ ...‬علقوا الِفَرى وبروا من الصديق‬


‫وبروا سفاهًا من وزير نبيهم ‪ ...‬تّبا لمن يتبرأ من الفاروق ‪1‬‬
‫وذكر أبو القاسم الصفهاني قال‪" :‬بلغ علّيا رضي ال عنه أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر‪-‬‬
‫رضي ال عنهما‪-‬فدعا به‪ ،‬ودعا له بالسيف‪ ،‬وهم بقتله‪ ،‬فكلم فيه‪ ،‬فقال‪ :‬ل يساكني ببلدة أنا فيها‪،‬‬
‫فسيره إلى المدائن"‪.2‬‬
‫وسمعت بعضهم يخبر‪ :‬أن قيم حمام حلق رأس شخص ثم أراد أن يحك رجليه فوجد في أسفل رجله‬
‫أبا بكر وعمر‪ ،‬فقال له‪" :‬أل أحلق لك تحت لحيتك؟"‪ ،‬ولم يكن في الحمام غيرهما‪ ،‬قال‪" :‬نعم"‪.‬‬
‫فذبحه‪ ،‬ثم فزع وخرج‪ ،‬فدخل شخص فوجده خنزيرًا‪ ،‬فقال‪" :‬ما هذا الخنزير الذي في الحمام؟"‪،‬‬
‫فدخلوا إليه فوجدوه قد صار في صورة خنزيٍر‪ ،‬أو ما هذا معناه"‪.‬‬
‫ل وحول الرافضي خنزيرًا‪.‬‬ ‫ط ما قتل سني أحدًا منهم ول خاف إ ّ‬ ‫ت‪ :‬أنه ق ّ‬
‫خِبْر ُ‬
‫وُأ ْ‬
‫وأخبرت أن عامتهم يتحولون في قبورهم كذلك‪.‬‬
‫فصل‬
‫ل قتل‪ ،‬لنهم كفار‪ ،‬وكفرهم‬
‫الرافضة ل يتركون على بدعتهم‪ ،‬ومن علم به منهم استتيب فإن تاب وإ ّ‬
‫بأشياء منها‪:‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،141‬ابن أبي عاصم‪ :‬السنة ‪ ،485 ،2/484‬وإسناده‬
‫صحيح‪ .‬الطبري‪ :‬تهذيب الثار رقم‪ ،1001 :‬الللكائي‪ :‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪،4/1329‬‬
‫قال اللباني‪" :‬إسناده صحيح‪ ،‬ورجاله ثقات رجال الشيخين"‪.‬‬
‫‪ 2‬أبو القاسم الصفهاني‪ :‬سير السلف ص ‪ ،162‬والعشاري‪ :‬فضائل الصديق ص ‪ ،9‬والللكائي‪:‬‬
‫شرح أصول اعتقاد أهل السنة ‪.4/1264‬‬

‫) ‪(3/944‬‬

‫تكذيبهم ل ورسوله‪ ،‬فيما أخبر به من فضل أبي بكر وعمر‪ ،‬ومن تركهم على بدعتهم فهو فاسق‪.‬‬
‫واختلف في تكفير من لم يكفرهم‪ ،‬وقد ذكرنا الكلم على هذا في "فضائل أبي بكر" وما شابهت‬
‫الرافضة اليهود فيه ‪.1‬‬
‫وفي "مسند المام أحمد" قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يظهر في آخر الزمان قوم‬
‫يسمون الرافضة يرفضون السلم" ‪ / .2‬ب ‪ / 140‬أ[‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬قال شيخ السلم ابن تيمية‪" :‬أما من اقترن بسّبه دعوى أن علّيا إله‪ ،‬أو أنه كان هو النبي وإنما‬
‫ك في كفر من توقف في تكفيره‪. . .‬‬ ‫ك في كفره‪ ،‬بل ل ش ّ‬ ‫غلط جبريل في الرسالة‪ ،‬فهذا ل ش ّ‬
‫وأما من سّبهم سّبا ل يقدح في عدالتهم ول في دينهم‪ - ،‬مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة‬
‫العلم‪ ،‬أو عدم الزهد‪ ،‬ونحو ذلك ‪ -‬فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير‪ ،‬ول نحكم بكفره بمجرد‬
‫ذلك‪ .‬وعلى هذا يحمل كلم من لم يكفرهم من أهل العلم‪.‬‬
‫وأما من لعن وقّبح مطلقًا فهذا محل الخلف فيهم‪ ،‬لتردد المر بين لعن الغليظ ولعن العتقاد‪.‬‬
‫لل‬‫ل نفرًا قلي ً‬
‫وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتّدوا بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم إ ّ‬
‫صه‬
‫يبلغون بعضة عشر نفسًا‪ ،‬أو أّنهم فسقوا عامتهم‪ ،‬فهذا ل ريب أيضًا في كفره؛ لنه مكّذب لما ن ّ‬
‫ك في كفر مثل هذا فإن كفره‬ ‫القرآن في غير موضع‪ :‬من الرضي عنهم والثناء عليهم‪ ،‬بل من يش ّ‬
‫متعّين‪ ،‬فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كفار أو فساق‪ ،‬وأن هذه الية التي هي‪:‬‬
‫جت للّناس{ وخيرها هو القرن الّول‪ ،‬كان عامتهم كفارًا أو فساقًا‪ ،‬ومضمونها‬ ‫خِر َ‬
‫}ُكْنُتم خيَر أّمٍة ُأ ْ‬
‫أن هذه الّمة شّر المم وأن سابقي هذه الّمة هم شرارها‪ ،‬وكفر هذا مما يعلم بالضطرار من دين‬
‫السلم"‪) .‬الصارم المسلول ص ‪ ،586‬خلق أفعال العباد ص ‪.(13‬‬
‫‪ 2‬عبد ال بن أحمد في زيادته على المسند ‪ ،1/103‬والسنة ‪ ،2/546‬وإسناده ضعيف فيه يحيى بن‬
‫المتوكل وكثير النواء‪ ،‬وهما ضعيفان‪) .‬التقريب رقم‪ ،(7633 ،5605 :‬وضّعفه أحمد شاكر في‬
‫تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪.808 :‬‬

‫) ‪(3/945‬‬

‫الباب السادس والتسعون‪ :‬أنه من أعلى أهل الجنة منزلة‬


‫‪...‬‬
‫الباب السادس والتسعون‪ :‬في ذكر أّنه من أعلى أهل الجنة منزلًة‬
‫ن أهل الدرجات الُعلى‬ ‫روى الترمذي عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إ ّ‬
‫ن أبا بكر وعمر منهم وأنُعما"‪.‬‬ ‫ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء‪ ،‬وإ ّ‬
‫وقال‪" :‬حديث حسن"‪.1‬‬
‫وذكره ابن الجوزي من طرق إحداها عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن أهل الدرجات ليراهم من تحتهم كما ُيرى الكوكب الطالع من أفق السماء‪ ،‬وإن أبا بكر‬
‫وعمر منهم وأنُعما" ‪.2‬‬
‫ومن طريق آخر عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أهل الجنة ليتراءون‬
‫أهل الدرجات الُعلى كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الّدّري في‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/607‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،93 ،3/50‬وفضائل الصحابة ‪ ،1/168‬وأبو داود‪:‬‬
‫السنن ‪ ،4/34‬وابن أبي عاصم‪ :‬السنة ‪ ،2/616‬والطبراني‪ :‬الصغير ‪ ،206 ،1/128‬وابن عدي‪:‬‬
‫الكامل ‪ ،5/2007‬و الخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،3/195 ،2/394‬وعبد الغني المقدسي‪:‬‬
‫فضائل عمر جـ ‪ 65 / 2‬ق ‪ ،2‬كلهم عن عطية العوفي عن أبي سعيد‪ .‬وقد تابع عطية أبو الوداك‪،‬‬
‫أخرجها أحمد‪ :‬المسند ‪ ،61 ،3/26‬الفضائل ‪ ،1/170‬أبو يعلى‪ :‬المسند ‪ ،2/461‬ابن حبان‪:‬‬
‫المجروحين ‪ ،3/11‬فيكون الحديث حسنًا لغيره‪ .‬وله شاهد أخرجه الطبراني‪ :‬المعجم الكبير‬
‫‪ ،2/284‬وفي إسناده الربيع بن سهل الواسطي‪ .‬قال والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪" :9/54‬وفيه الربيع‬
‫ححه اللباني كما في صحيح سنن الترمذي ‪،3/199‬‬ ‫بن سهل الواسطي لم أعرفه"‪ .‬والحديث ص ّ‬
‫وصحيح الجامع الصغير وزيادته ‪.188 ،2/187‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،33‬الترمذي‪ :‬السنن ‪.5/607‬‬

‫) ‪(3/946‬‬

‫في السماء‪ ،‬وإن أبا بكر وعمر منهم وأنُعما" ‪.1‬‬


‫ن أهل‬‫ومن طريق آخر عن أبي سعيد عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن أهل الجنة لَيَرو َ‬
‫عليين كما ترون الكوكب الّدّري في أفق السماء‪ ،‬وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" ‪.2‬‬
‫ومن طريق آخر‪" :‬إن أهل عليين ينظر إليهم من أسفل منهم كما ينظر الكوكب الّدّري في جّو‬
‫السماء‪ ،‬وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" ‪.3‬‬
‫ورواه الشيخ موفق الدين عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أهل الدرجات‬
‫ي في أفق من آفاق السماء‪ ،‬وإن أبا بكر وعمر منهم‬ ‫الُعلى ليراهم من تحتهم كما يرى الكوكب الّدّر ّ‬
‫وأنعما" ‪.‬‬
‫قال‪" :‬ومعناه‪ :‬أنهما زادا على ذلك"‪.45‬‬
‫ورواه إبراهيم بن عبد الرحمن المقدسي في "فضائل الصحابة" له عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن أهل الدرجات الُعلى لينظرون من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب‬
‫الّدّري في أفق السماء أبا بكر وعمر منهم وأنعما" ‪.6‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،33‬وأحمد‪ :‬فضائل الصحابة ‪ ،170 ،1/169‬والمسند ‪.3/61‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،33‬والقطيعي بنحوه‪ :‬زيادته علىفضائل الصحابةلحمد ‪.1/149‬‬
‫‪ 4‬قال المناوي في الفيض ‪" :2/435‬أي‪ :‬زاد في الّرتبة وتجاوز تلك المنزلة"‪.‬‬
‫‪ 5‬موفق الدين ابن قدامة‪ :‬منهاج القاصدين ق ‪ / 28‬ب‪ ،‬و أحمد‪ :‬المسند ‪.3/93‬‬
‫‪ 6‬إبراهيم المقدسي‪ :‬فضائل الصحابة ق ‪ / 304‬ب‪ / 305 ،‬أ‪.‬‬

‫) ‪(3/947‬‬

‫الباب السابع والتسعون‪ :‬أنه أول من تنشق عنه الرض‬


‫‪...‬‬
‫ق عنه الرض‬
‫الباب السابع والتسعون‪ :‬في ذكر أّنه من أّول من تنش ّ‬
‫ق عنه‬
‫روى الّترمذي عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا أّول من تنش ّ‬
‫الرض ثم أبو بكر ثم عمر‪ ،‬ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي‪ ،‬ثم أنتظر أهل مّكة حتى أحشَر بين‬
‫الحرمين"‪.‬‬
‫وقال‪ :‬حديث حسن غريب رواه عاصم بن عمر العمري قال الترمذي‪" :‬ليس عندي بالحافظ"‪.1‬‬
‫ورواه أبو عثمان سعيد بن محّمد بن أحمد بن محّمد بن جعفر البحيري ‪ 2‬في "فوائده" عن ابن عمر‬
‫ق عنه الرض أنا‪ ،‬ثم أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم‬ ‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أّول من تنش ّ‬
‫ق ‪ / 104] /‬ب[ عنهم فأبعث بينهم" ‪.3‬‬ ‫ق عنهم ثم أنتظر أهل مّكة فتنش ّ‬
‫آتي أهل البقيع فتنش ّ‬
‫وفي )أحاديث أبي الطاهر( محّمد بن أحمد بن أحمد الّذْهلي القاضي ‪ 4‬عن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/622‬والقطيعي‪ :‬زيادته على فضائل الصحابة ‪ ،1/150‬وابن حبان كما في‬
‫مورد الظمآن ص ‪ ،539‬ومدار الحديث عندهم على عاصم بن عمر‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬قال المناوي‬
‫في فيض القدير ‪" :3/41‬أورده ابن الجوزي في الواهيات‪ .‬وقال‪ :‬ل يصح‪ .‬ومداره على عبد ال بن‬
‫ي‪" :‬يروي أحاديث منكرة"‪ .‬وقال النسائي‪" :‬متروك"‪.‬‬ ‫نافع‪ .‬قال يحيى‪" :‬ليس بشيء"‪ .‬وقال عل ّ‬
‫وضّعفه اللباني في ضعيف سنن الترمذي ص ‪ .494‬وضعيف الجامع الصغير ‪.2/9‬‬
‫‪ 2‬شيخ كبير‪ ،‬ثقة في الحديث‪ ،‬توفي سنة إحدى وخمسين وأربع مئة‪) .‬سير أعلم النبلء‬
‫‪.(18/103‬‬
‫‪ 3‬لم أجده في فوائد أبي عثمان سعيد بن محّمد البحيري‪ ،‬والحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪ 4‬البغدادي المالكي‪ ،‬قاضي الديار المصرية‪ ،‬ثقة في الحديث‪ ،‬توفي سنة سبع وسّتين وثلث مئة‪.‬‬
‫)الخطيب البغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،1/313‬سير أعلم النبلء ‪.(16/204‬‬

‫) ‪(3/948‬‬

‫ق عمر‪،‬‬‫أبي بن كعب رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أّول من يصافح الح ّ‬
‫وأّول من يسلم عليه‪ ،‬وأّول من يأخذ بيده يدخله الجنة" ‪.1‬‬
‫ي بن أبي طالب رضي ال عنه‪ :‬يا أمير المؤمنين‬ ‫وفي "أمالي الجوهري" عن عبد خير قال‪ :‬قلت لعل ّ‬
‫من أّول الناس دخولً الجنة بعد النبي صلى ال عليه وسلم؟ قال‪" :‬أبو بكر وعمر"‪ .‬قلت‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬يدخلن قبلك؟ قال‪" :‬إي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنهما ليأكلن من ثمارها ويتكآن‬
‫على فرشها"‪.2‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن ماجه‪ :‬السنن ‪ ،1/39‬ابن أبي عاصم‪ :‬السنن ‪ ،2/580‬القطيعي‪ :‬زيادته على فضائل الصحابة‬
‫‪ ،1/408‬وابن الجوزي‪ :‬العلل المنتاهية ‪ ،1/192‬وضّعفه بداود بن عطاء‪ ،‬وداود بن عطاء‬
‫ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ .(1801 :‬و الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/84‬من طريق آخر عن أبي سعيد عن‬
‫أبي‪ ،‬قال الذهبي في تخليصه‪" :‬موضوع وفي إسناده كذاب"‪ .‬وقال في الميزان ‪" :2/12‬هذا منكر‬
‫جّدا"‪ .‬وضّعفه اللباني‪) .‬ضعيف الجامع الصغير ‪.(2/240‬‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه ص ‪.282‬‬

‫) ‪(3/949‬‬

‫الباب الثامن والتسعون‪ :‬أنه لم يبل في قبره‬


‫‪...‬‬
‫الباب الثامن والتسعون‪ :‬في ذكر أّنه لم يبل في قبره‬
‫ن{ ]البقرة‪:‬‬
‫شُعُرو َ‬‫ل َت ْ‬
‫حَياٌء َوَلِكن ّ‬‫ل َأ ْ‬‫ل ال َأْمَوات َب ْ‬ ‫سِبي ِ‬‫ل ِفي َ‬‫ل َتُقوُلوا ِلَمن ُيْقَت ُ‬
‫قال ال عزوجل‪َ} :‬و َ‬
‫ن{ ]آل عمران‪:‬‬ ‫عْنَد َرّبِهم ُيْرَزُقو َ‬
‫حَياٌء َ‬
‫ل َأ ْ‬‫ل ال َأْمَواتًا َب ْ‬‫سِبي ِ‬‫ن ُقِتُلوا ِفي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬‫‪ ،[154‬وقال‪َ} :‬ولَ َت ْ‬
‫‪.[169‬‬
‫وقد اختلف العلماء فيمن قتل مظلومًا هل هو كمن قتل في سبيل ال أم ل؟‪.‬‬
‫فإحدى الروايتين عن أحمد‪ :‬أنه كمن قتل في سبيل ال في معركة الكفار في جميع أحكامه من‬
‫الشهادة ‪ 1‬وغيرها ‪.2‬‬
‫وفي الصحيح عن هشام بن عروة عن أبيه‪ :‬لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك‬
‫أخذوا في بنائه فبدت لهم قدٌم‪ ،‬ففزعوا وظّنوا أّنها قدم النبي صلى ال عليه وسلم فما وجدوا أحدًا‬
‫ل قدم عمر‬ ‫يعلم ذلك‪ ،‬حتى قال لهم عروة‪" :‬ل وال‪ ،‬ما هي قدم النبي صلى ال عليه وسلم ما هي إ ّ‬
‫رضي ال عنه"‪.3‬‬
‫وذكره ابن الجوزي عن هشام بن عروة ولفظه‪" :‬لما سقط عنهم ‪ -‬يعني‪ :‬قبر النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ -‬في زمن الوليد ابن عبد الملك‪ .‬فذكره"‪.4‬‬
‫ل شهيدًا‪ ،‬وغالب الشهداء ل تأكلهم الرض‪.‬‬ ‫وذلك لنه قت َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬الشهداه(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن قدامة‪ :‬المغني ‪ ،486 ،3/475‬المرداوي‪ :‬النصاف ‪.2/503‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،1/476‬رقم‪.1326 :‬‬
‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب ص ‪ ،232‬بدون إسناد‪ .‬وسبق ص ‪.1003‬‬

‫) ‪(3/950‬‬

‫وقد ورد في ذلك أشياء‪ ،‬منها‪ :‬قصة عبد ال بن الّثامر ‪ 1‬لما حفر بعض أهل نجران خرب لبعض‬
‫جه ‪ 2‬يسيل منها الدم‪ ،‬وهو واضع يده عليها‪ ،‬فإذا أخرت يده تثعب‬ ‫شأنه‪ ،‬فوجده جالسًا في رأسه ش ّ‬
‫‪ 3‬الدم وإذا تركت يده رّدها فوضعها عليها‪ ،‬فكتبوا في ذلك إلى عمر رضي ال عنه فكتب إليه‪:‬‬
‫رّدوا التراب كما كان واتركوه على حاله"‪.4‬‬
‫صاليحة ‪ 5‬قال لي‪" :‬من عدة ستين سنة أرى في قبر ميتا‬ ‫وأخبرني بعض شيوخنا عن حّفاٍر كان بال ّ‬
‫عليه كفنه كما هو"‪.‬‬
‫وأخبرني جماعة‪ :‬أنه حفر في الكهف الذي بالصالحية في مكان فوجد جماعة موتى على هيأتهم لم‬
‫يتغّيروا‪ ،‬بثيابهم‪ ،‬على هيئة العرب‪ .‬فبعض أصحابنا يظن أنهم ممن قتل بالشام من الصحابة‪] / .‬‬
‫‪ / 141‬أ[‪.‬‬
‫__________‬
‫صته في ابن هشام‪ :‬السيرة النبوية ‪.1/71‬‬ ‫‪ 1‬انظر‪ :‬ق ّ‬
‫ج‪ :‬كسر الرأس‪) .‬لسان العرب ‪.(2/304‬‬ ‫‪ 2‬الش ّ‬
‫‪ 3‬ثعب‪ :‬جرى وسال‪) .‬لسان العرب ‪.(1/236‬‬
‫‪ 4‬ابن هشام ‪ ،1/75‬ابن كثير‪ :‬التفسير ‪.8/391‬‬
‫‪ 5‬الصالحية‪ :‬قرية كبيرة ذات أسواق وجامع في لحف جبل قاسيون من غوطة دمشق وفيها قبور‬
‫جماعة من الصالحين‪ ،‬وأكثر أهلها ناقلة البيت المقدسي على مذهب أحمد ابن حنبل‪) .‬معجم البلدان‬
‫‪.(3/390‬‬

‫) ‪(3/951‬‬

‫الباب التاسع والتسعون‪ :‬رؤيته في النوم‬


‫‪...‬‬
‫الباب التاسع والتسعون‪ :‬في رؤيته في الّنوم‬
‫في مسند المام أحمد أن عثمان رضي ال عنه قال‪ :‬إني رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم في‬
‫المنام‪ ،‬ورأيت أبا بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬وإنهم قالوا لي‪ :‬اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة"‬
‫‪.1‬‬
‫قال بعض علماء التعبير‪" :‬من رأى واحدًا من الصحابة أو جميعهم أحياء دّلت رؤياه على قّوة الدين‬
‫وأهله‪ ،‬وأن صاحب الرؤيا ينال عّزا وشرفًا‪ ،‬ويعلو ‪ 2‬أمره‪ .‬فإن رأى كأنه صار واحدًا منهم نالته‬
‫شدائد‪ ،‬ورزق الظفر‪ ،‬فإن رآهم مرارًا ضاقت معيشته‪.‬‬
‫قال بعضهم‪" :‬ومن رأى عمر رضي ال عنه أكرم بالصلبة في الدين والعدل في الفعال والقوال‪،‬‬
‫وحسن السيرة فيمن تحت يده"‪.‬‬
‫جوٍد‪ ،‬وكان بها‬ ‫وقال ‪ -‬أظن ابن سيرين ‪" :-‬من رآه في أرض بها جدب ‪ 3‬أو قحط‪ ،‬مطرت مطَر ُ‬
‫بركات وفتوحات‪ ،‬لما كان على يديه وفي أيامه‪ ،‬وإن كانوا على أثر هلك إمامهم‪ ،‬أقام ال لهم من‬
‫يقوم بعد مقامه‪ ،‬وإن كانوا‬
‫__________‬
‫‪ 1‬عبد ال بن أحمد في زوائده على المسند ‪ ،1/388‬وأبو عرب‪ :‬المحن ص ‪ ،64‬وأبو يعلى كما‬
‫في المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي ق ‪ / 164‬أ‪ ،‬وابن الثير‪ :‬أسد الغابة ‪،3/490‬‬
‫وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق )ترجمة عثمان( ص ‪ ،393‬جميعهم عن مسلم أبي سعيد سكت عنه‬
‫البخاري‪ ،‬ووثقه ابن حبان‪) .‬التاريخ الكبي ‪ ،7/262‬الثقت ‪ .(5/394‬قال الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد‬
‫حح إسناده أحمد شاكر في‬ ‫‪" :7/232‬رواه عبد ال وأبو يعلى في الكبير‪ ،‬ورجالهما ثقات"‪ .‬وص ّ‬
‫تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪.526 :‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬ويعلوا(‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬جذب(‪ ،‬وهو تصحيف‪.‬‬

‫) ‪(3/952‬‬

‫في جوٍر رزقوا العدل‪ ،‬فإن رآه ضربه بدرته أو توعده بعقوبة فلينزع عما هو عليه‪ ،‬وربما نزل به‬
‫ذلك من قاضي وقته أو سلطان بلده‪ ،‬وأما من لبس ثوبه أو عادت ‪ 1‬صفته أعطه ‪ 2‬من حاله ما يليق‬
‫ل‪ .‬وال أعلم"‪.‬‬
‫من زيادة مناه وقد يموت شهيدًا أو مقتو ً‬
‫__________‬
‫‪ 1‬هكذا في الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬هكذا في الصل‪ ،‬ولعلها‪) :‬أعطي(‪ ،‬أو )أعطاه(‪.‬‬

‫) ‪(3/953‬‬

‫الباب المئة‪ :‬نبذ متفرقة عنه‬


‫‪...‬‬
‫الباب المائة‪ :‬في نبذ متفرقة فيه‬
‫طاب قال‪" :‬أيكم يحفظ قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫في الصحيح عن حذيفة‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫في الفتنة؟"‪ ،‬فقال حذيفة‪ :‬أنا كما قال‪ ،‬قال‪" :‬هات إنك لجرئ"‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلة والصدقة والمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر" ‪ .‬قال‪" :‬ليست هذه‪ ،‬ولكن التي تموج كموج البحر"‪ .‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ل بأس عليك‬
‫منها‪ ،‬إن بينك وبينها بابًا مغلقًا‪ ،‬قال‪" :‬يفتح الباب أو يكسر؟"‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬بل يكسر‪ ،‬قال‪" :‬ذاك أحرى‬
‫أن ل ُيغلق"‪ ،‬قلنا‪" :‬علم عمر الباب؟"‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ .‬كما أن دون غٍد ليلة إني حدثته حديثًا ليس‬
‫بالغاليط‪ ،‬فهبنا أن نسأله‪ ،‬وأمرنا مسروقًا‪ 1‬فسأله‪ ،‬فقال‪" :‬من الباب؟"‪ ،‬فقال‪ :‬عمر"‪.2‬‬
‫طاب رضي ال غنه‬ ‫وعن أبي هريرة رضي ال غنه قال‪" :‬أصابني جهد شديد‪ ،‬فلقيت عمر بن الخ ّ‬
‫ت لوجهي من الجهِد‬ ‫ت غير بعيٍد فخرر ُ‬ ‫ي فمشي ُ‬
‫حها عل ّ‬
‫ل داره وَفَت َ‬
‫خَ‬
‫سَتْقَرْأُتُه آيًة من كتاب ال‪َ ،‬فَد َ‬
‫فا ْ‬
‫والجوع‪ ،‬فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قائٌم على رأسي فقال‪" :‬أباهر؟" ‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول‬
‫ي إلى رحله‪ ،‬وأمر لي‬‫ي‪ ،‬فانطلق ب َ‬
‫ال وسعديك‪ ،‬فأخذ بيدي فأقامني‪ ،‬وعرف ‪ / 141] /‬ب[ الذي ب َ‬
‫عْد" ‪ ،‬فعدت فشربت منه‬
‫ن فشربُتُه منه‪ ،‬ثم قال‪ُ " :‬‬
‫س من لب ٍ‬
‫بُع ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬مسروق بن الجدع‪.‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المناقب ‪ ،3/1314‬رقم‪ ،3393 :‬مسلم‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الفتن‬
‫وأشراط الساعة‪ ،4/2218 ،‬رقم‪.144 :‬‬

‫) ‪(3/954‬‬

‫ح‪ ،1‬قال‪ :‬فلقيت عمر فذكرت له الذي كان من أمري‪ ،‬فقلت له‪ :‬توّلى‬ ‫حتى استوى بطني فصار كالقْد ِ‬
‫ق به منك يا عمُر‪ ،‬وال لقد استقرأُتك الية وأنا أقرأها لها منك‪ ،‬فقال عمر‪" :‬وال‬ ‫ذلك من كان أح ّ‬
‫حْمر الّنَعم"‪.2‬‬
‫ي مثل ُ‬
‫ي من أن يكون ل ّ‬ ‫ب إل ّ‬
‫لن أكون أدخلتك أح ّ‬
‫س‪ :‬هو القدح الضخم ‪.3‬‬ ‫الع ّ‬
‫وفي مسند المام أحمد عن عبد الرحمن بن أبي بكر ‪ 4‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إن‬
‫رّبي أعطاني سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب" ‪ .‬فقال عمر‪" :‬يا رسول ال فه ّ‬
‫ل‬
‫ل استزدته‪ .‬قال‪:‬‬‫استزدته؟"‪ ،5‬قال‪" :‬قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفًا" ‪ ،‬قال عمر‪ :‬فه ّ‬
‫ل استزدته؟"‪ ،‬قال‪" :‬قد استزدته‬
‫"قد استزدته‪ ،‬فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفًا" ‪ ،‬قال عمر‪" :‬فه ّ‬
‫فأعطاني هكذا" ‪ ،‬وفّرج عبد ال بن بكر ‪ 6‬بين يديه‪ ،‬وقال عبد ال ‪" :7‬وبسط باعيه‪ ،‬وحثا عبد ال‬
‫‪ ،8‬وقال هشام ‪" :9‬وهذا‬
‫__________‬
‫ل‪) .‬القاموس ص ‪.(301‬‬ ‫ش وُينص َ‬
‫‪ 1‬القدح‪ :‬السهُم قبل أن ُيرا َ‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الطعمة ‪ ،5/2055‬رقم‪.5060 :‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬القاموس ص ‪.719‬‬
‫صديق‪ ،‬شقيق عائشة‪ ،‬أسلم قبيل الفتح‪ ،‬توفي سنة ثلث وخمسين فجاءة‪ ،‬وقيل‪ :‬بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪ 4‬ال ّ‬
‫)التقريب ص ‪.(337‬‬
‫‪ 5‬مطموس في الصل‪ ،‬سوى )استزد(‪.‬‬
‫‪ 6‬السهمي الباهلي البصري‪ ،‬نزيل بغداد‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي في المحرم سنة ثمان ومئتين‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(3234‬‬
‫‪ 7‬ابن بكر‪.‬‬
‫‪ 8‬ابن بكر‪.‬‬
‫‪ 9‬ابن حسان الزدي الُقرُدوسي‪ ،‬ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين‪ ،‬من السادسة‪ ،‬توفي سنة سبع ‪-‬‬
‫أو ثمان ‪ -‬وأربعين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(752‬‬

‫) ‪(3/955‬‬

‫من ال ُيْدَرى ما عَدُده؟"‪.1‬‬


‫وفيه عن عروة أن عبد الرحمن بن عوف قال‪" :‬أقطعني رسول ال صلى ال عليه وسلم وعمر بن‬
‫الخطاب أرض كذا وكذا‪ ،‬فذهب الزبير إلى آل عمر‪ ،‬فاشترى نصيبه منهم‪ ،‬فأتى عثمان بن عفان‬
‫فقال‪" :‬إن عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطعه وعمر بن الخطاب‬
‫أرض كذا وكذا‪ ،‬وإني اشتريت نصيب آل عمر"‪ .‬فقال عثمان بن عفان‪]" :‬عبد الرحمن[‪ 2‬جائز‬
‫الشهادة له وعليه"‪.3‬‬
‫طاب صوت ابن الُمْغَترف‪ ،‬أو ابن‬
‫وفيه عن عبد ال بن عامر بن ربيعة قال‪" :‬سمع عمر بن الخ ّ‬
‫الَغِرف الحادي في جوف الليل‪ ،‬ونحن منطلقون إلى مّكة فأوضع عمر رضي ال عنه راحلته حتى‬
‫دخل مع القوم‪ ،‬فإذا هو مع عبد الرحمن‪ ،‬لما طلع الفجر‪ ،‬قال عمر‪" :‬هيء الن‪ ،‬اسكت اسكت الن‬
‫قد طلع الفجر‪ ،‬اذكروا ال"‪ .‬قال‪ :‬ثم أبصر على عبد الرحمن خفين قال‪" :‬وخفان؟!"‪ ،‬فقال‪" :‬قد‬
‫لبستهما مع من هو خير منك‪ ،‬أو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال عمر‪:‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،156 ،3/155‬وإسناده ضعيف‪ ،‬فيه القاسم بن مهران مجهول الحال‪ .‬وقال‬
‫الهيثمي‪" :‬رواه أحمد والبزار بنحوه‪ ،‬والطبراني بنحوه‪ ،‬وفي أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى‬
‫بن عبيد وموسى بن عبيد هذا هو مولى خالد بن عبد ال بن أسيد‪ ،‬ذكره ابن حبان في الثقات‪،‬‬
‫ل سليم بن عمرو النخعي‪ ،‬وليس‬ ‫والقاسم بن مهران ذكره الذهبي في الميزان‪ ،‬وأنه لم يرو عنه إ ّ‬
‫كذلك‪ .‬فقد روى عنه هذا الحديث هشام بن حسان‪ ،‬وباقي رجال إسناده محتج بهم في الصحيح"‪.‬‬
‫)مجمع الزوائد ‪.(10/411‬‬
‫‪ 2‬سقط من الصل‪.‬‬
‫حح أحمد شاكر إسناده في تخريجه لحاديث المسند‪،‬‬ ‫‪ 3‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،3/133‬وإسناده صحيح‪ .‬وص ّ‬
‫رقم‪.1670 :‬‬

‫) ‪(3/956‬‬

‫"عزمت عليك إل نزعتهما‪ ،‬فإني أخاف أن ينظر الناس فيقتدون بك"‪.1‬‬


‫وفيه عن طلحة بن عبيد ال أن عمر رآه كئيبًا فقال له‪" :‬ما لك يا أبا محّمد كئيبًا؟‪ ،‬لعلك ساءتك‬
‫إمارة ابن عمك؟"‪ - ،‬يعني‪ :‬أبا بكر ‪ -‬قال‪ :‬ل‪ ،‬وأثنى على أبي بكر‪ ،‬ولكني سمعت النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬كلمة ل يقولها عبد عند موته إل فّرج ال عنه كربته وأشرق لونه" ‪ ،‬فما منعني‬
‫أن أسأله عنها إلّ القدرة عليها حتى مات‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬إني لعلمها"‪ ،‬فقال له طلحة‪" :‬وما هي؟"‪،‬‬
‫ل ال؟"‪ ،‬فقال طلحة‪" :‬هي‬ ‫فقال له عمر‪" :‬هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عّمه‪" :‬ل إله إ ّ‬
‫وال هي"‪ / 142] / .2‬أ[‪.‬‬
‫فصل‬
‫عْبُد ال بن خلف الخزاعي ‪ ،3‬وزيٌد بن ثابت‪ ،‬وعلى بيت المال عبد ال‬ ‫عَمَر َ‬‫ب ُ‬‫ن ُكّتا َ‬
‫ذكر جماعة أ ّ‬
‫ضاته يزيد بن أخت النمر بالمدينة‪ ،‬وأبو أمية شريح بن الحارث الكندي بالكوفة‬ ‫‪ 4‬بن أرقم ‪ ،5‬وأن ُق َ‬
‫‪.6‬‬
‫ويقال‪ :‬إن شريحًا أقام قاضيًا خمسًا وسبعين سنة‪ ،‬إلى أيام الحجاج‪ ،‬تعطل منها ثلث سنين‪ ،‬وامتنع‬
‫من الحكم‪ ،‬وذلك في فتنة ابن الزبير‪ ،‬ولما‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سبق تخريجه ص ‪.449‬‬
‫ححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪:‬‬ ‫‪ 2‬أحمد‪ :‬المسند ‪ 2/360‬وإسناده صحيح‪ .‬وص ّ‬
‫‪.1386‬‬
‫‪ 3‬كان كاتب عمر على ديوان البصرة‪ ،‬وشهد وقعة الجمل مع عائشة‪ ،‬فقتل‪) .‬الصابة ‪.(4/62‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬زيد(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪ ،156‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 55‬ب‪.‬‬
‫‪ 6‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪.155‬‬

‫) ‪(3/957‬‬

‫ولي الحجاج استعفاه فأعفاه ‪.1‬‬


‫وقال أبو بشر الّدولبي ‪" :2‬إنه أقام قاضيًا سّتين سنة‪ ،‬ومات سنة سبع وثمانين وله مئة سنة"‪.3‬‬
‫وقال غيره‪" :‬مات سنة تسع وسبعين‪ ،‬وله مئة وعشرون سنة"‪.4‬‬
‫صّماء ‪.5‬‬
‫وروي عن شريح‪-‬رحمه ال‪-‬أنه كان إذا أحرم كأّنه حّية َ‬
‫وكان المير بمصر أبو عبد ال عمرو بن العاص السهمي‪ ،‬ثم صرف عن الصعيد وردت إمرته إلى‬
‫عبد ال بن سعد ‪ 6‬بن أبي سرح العامري ‪ .7‬وكان القاضي بمصر قيس بن أبي العاص السهمي ‪،8‬‬
‫ثم كعب ابن يسار بن ضنة ‪ ،9‬ثم عثمان بن قيس بن أبي العاص السهمي ‪.11"10‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬وكيع‪ :‬أخبار القضاء ‪ ،397 ،2/392‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارفق ‪ /56‬أ‪.‬‬
‫‪ 2‬محّمد بن أحمد النصاري الّدولبي الرازي‪ ،‬توفي سنة عشر وثلث مئة‪) .‬المنتظم ‪،6/169‬‬
‫سير أعلم النبلء ‪.(14/309‬‬
‫‪ 3‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 56‬أ‪.‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬التاريخ ‪ ،4/228‬المزي‪ :‬تهذيب أسماء الكمال ‪ ،12/444‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون‬
‫المعارف ق ‪ / 56‬أ‪.‬‬
‫‪ 5‬الذهبي‪ :‬سير أعلم النبلء ‪.4/104‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬سعيد(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 7‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪.159 ،155‬‬
‫‪ 8‬أسلم عام الفتح وشهد حنينًا‪ ،‬توفي سنة ثلث وعشرين‪) .‬الصابة ‪.(5/259‬‬
‫‪ 9‬العبسي صحابي شهد فتح مصر وتولى القضاء فيها‪) .‬الصابة ‪.(5/308‬‬
‫‪ 10‬شهد فتح مصر‪ ،‬وتولى القضاء فيها إلى سنة اثنتين وأربعين‪ ،‬وكان عابدًا مجتهدًا‪) .‬الصابة‬
‫‪.(4/224‬‬
‫‪ 11‬وكيع‪ :‬أخبار القضاء ‪.221 ،3/220‬‬

‫) ‪(3/958‬‬

‫وكان حاجبه يرفأ موله ‪.1‬‬


‫ي‪،‬‬
‫وأصحاب الشورى الذين جعل عمر رضي ال غنه المر بعده شورى فيهم ستة‪ :‬عثمان‪ ،‬وعل ّ‬
‫وطلحة‪ ،‬والزبير‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬وكان غائبًا‪ ،‬وجعل عبد ال ابنه‬
‫مشيرًا وليس له من المر شيء"‪.2‬‬
‫فصل‬
‫وجدت بخط إبراهيم بن أبي الفرج ‪ 3‬قال‪ :‬وجدت بخط ابن حجر الشافعي ‪ 4‬قال‪ :‬وجدت بخط‬
‫صاحبنا المحّدث الحافظ صلح الدين خليل ابن محّمد الفقهسي ‪ 5‬في ثبت مسموعًا به‪ ،‬ولم يذكر‬
‫من أين نقله‪ :‬قدامة ابن مقدام بن نصر بن فتح ‪ 6‬بن حديثه بن محّمد بن يعقوب بن القاسم بن‬
‫إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محّمد بن سالم بن عبد ال بن عمر الخطاب ‪.7‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬خليفة‪ :‬التاريخ ص ‪ ،156‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 56‬أ‪.‬‬
‫‪ 2‬محّمد بن سلمة‪ :‬عيون المعارف ق ‪ / 56‬أ‪.‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫ي شهاب الدين ابن حجر العسقلني الشافعي‪ ،‬إمام عصره‪ ،‬صاحب‬ ‫‪ 4‬الحافظ أحمد بن عل ّ‬
‫المصنفات المفيدة كـ‪) :‬فتح الباري(‪ ،‬و )التلخيص الحبير(‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬توفي سنة اثنتين وخمسين‬
‫وثمان مئة‪) .‬العلم ‪.(1/178‬‬
‫‪ 5‬أبو الصفاء المعري الشافعي‪ ،‬محّدث‪ ،‬عارف بالداب والفرائض‪ ،‬توفي سنة إحدى وعشرين‬
‫وثمان مئة‪) .‬الدرر الكامنة ‪ ،2/90‬العلم ‪.(2/322‬‬
‫‪ 6‬في الذيل على طبقات الحنابلة‪ ،‬ونزهة الخاطر‪) :‬عبد ال(‪.‬‬
‫‪ 7‬انظر‪ :‬الغزي‪ :‬النعت الكمل ص ‪ ،67‬وابن بدران‪ :‬روضة الناظر مع شرحها‪ :‬نزهة الخاطر‬
‫العاطر ‪.1/3‬‬
‫) ‪(3/959‬‬

‫قلت‪ :‬وكان لقدامة‪ ،‬أحمد ومحّمد‪ ،‬ولحمد عبد ال موفق الدين‪ ،‬ومحّمد الشيخ أبي عمر ‪ ،1‬ومحّمد‬
‫بن قدامة من ولده يوسف‪ ،‬ومن يوسف عبد الهادي‪ ،‬ومن ولد عبد الهادي‪ :‬عبد الحميد‪ ،‬ومن ولد‬
‫عبد الحميد‪ :‬عبد الهادي‪.‬‬
‫وقد حصلت لنا بحمد ال اتصال بالفروع الثلثة لمحّمد بن قدامة من جهة الرجال‪ ،‬فإن والدي حسن‬
‫بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد‪ ،‬وبالشيخ أبي عمر من جهة الناث فإن أم‬
‫سن بنت جمال الدين المام ابن أحمد بن العز إبراهيم بن عبد ال بن الشيخ أبي عمر محّمد‬ ‫حْ‬‫والدي ُ‬
‫بن أحمد بن قدامة‪.‬‬
‫ل بالشيخ موفق الدين من جهة الناث ولم أقف على ذلك‪] / .‬‬ ‫وسمعت جدي يذكر‪ :‬أن له اتصا ً‬
‫‪ / 142‬ب[‪.‬‬
‫فصل‬
‫طاب قال‪" :‬لما نزل تحريم الخمر‪،‬‬ ‫روى المام أحمد في المسند عن أبي ميسرة ‪ 2‬عن عمر بن الخ ّ‬
‫سِر‬‫خْمِر والَمْي ِ‬
‫ن ال َ‬
‫عِ‬‫ك َ‬
‫سَأُلوَن َ‬
‫قال‪ :‬اللهم بّين لنا في الخمر بيانًا شافيًا‪ ،‬فنزلت الية التي في البقرة‪} :‬ي ْ‬
‫ل ِفيِهَما ِإْثٌم َكِبيٌر{ ]البقرة‪ ،[219 :‬فدعى عمر فقرئت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬ال بّين لنا في الخمر بيانًا شافيًا‪،‬‬ ‫ُق ْ‬
‫سَكارى{ ]النساء‪.[143 :‬‬ ‫لَة َوَأْنُتم ُ‬
‫صَ‬‫ن آَمُنوا لَ َتْقَرُبوا ال ّ‬
‫فنزلت الية التي في النساء‪} :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫فكان منادي النبي صلى ال عليه وسلم إذا أقام الصلة نادى "أن ل يقربن الصلة سكران"‪ ،‬فدعي‬
‫عمر‬
‫__________‬
‫‪ 1‬محّمد بن أحمد المقدسي الحنبلي‪ ،‬الزاهد‪ ،‬واقف المدرسة العمرية‪ ،‬توفي سنة سبع وست ومئة‪.‬‬
‫)سير أعلم النبلء ‪.(22/5‬‬
‫‪ 2‬عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي‪ ،‬ثقة عابد‪ ،‬مخضرم‪ ،‬توفي سنة ثلث وسّتين‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(422‬‬

‫) ‪(3/960‬‬

‫فقرئت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم بّين لنا في الخمر بيانًا شافيًا‪ ،‬فنزلت الية التي في المائدة‪ ،‬فدعي عمر‬
‫ن{ ‪] ،‬المائدة‪ ،[91 :‬قال عمر‪" :‬انتهينا‪ ،‬انتهينا"‪.1‬‬ ‫ل َأْنُتم ّمْنَتُهو َ‬
‫فقرئت عليه فما بلغ‪َ} :‬فَه ْ‬
‫ت وأنا صائم‪ ،‬فأتيت رسول ال صلى‬ ‫ت‪ 2‬يومًا فقبل ُ‬
‫ش ُ‬
‫وعن جابر بن عبد ال عن عمر أنه قال‪َ" :‬هش ْ‬
‫ت اليوم أمرًا عظيمًا‪ ،‬قبلت وأنا صائم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫ال عليه وسلم فقلت‪ :‬صنع ُ‬
‫ت بماٍء وأنت صائم؟" ‪ ،‬فقلت‪ :‬ل‪ ،‬بأس‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم‪" :‬أ رأيت لو تمضمض َ‬
‫وسلم‪َ" :‬فِفيَم؟" ‪.3‬‬
‫طاب بينا هو قائم في الخطبة يوم‬ ‫وفي الصحيحين والمسند وغيرهما عن ابن عمر أن عمر بن الخ ّ‬
‫الجمعة‪ ،‬إذ دخل رجل من المهاجرين الّولين من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم فنادى عمر‪:‬‬
‫ضأت"‪،‬‬
‫أّية ساعة هذه؟ قال‪" :‬إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين‪ ،‬فلم أزد أن تو ّ‬
‫فقال‪" :‬والضوَء أيضًا‪ ،‬وقد علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأمر بالغسل"‪.4‬‬
‫وفي الصحيح عن السائب بن يزيد‪ :‬كان النداء يوم الجمعة أّوله إذا جل س‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/316‬وإسناده صحيح‪ .‬وأبو داود‪ :‬السنن ‪ ،3/325‬والترمذي‪ :‬السنن ‪،5/253‬‬
‫ححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪،‬‬ ‫‪ ،254‬وابن كثير‪ :‬التفسير ‪ .1/327‬والحديث وص ّ‬
‫رقم‪ ،378 :‬واللباني في صحيح سنن الترمذي ‪.3/46‬‬
‫ت‪ :‬أي‪ :‬فرحت‪ ،‬واشتهيت‪) .‬لسان العرب ‪.(6/364‬‬ ‫شش ُ‬ ‫‪2‬هِ‬
‫‪ 3‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،216 ،1/215‬وأبو داود‪ :‬السنن ‪ ،2/311‬والحاكم‪ :‬المستدرك ‪،1/431‬‬
‫ححه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪،‬‬
‫ححه على شرط الشيخين‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ .‬وص ّ‬ ‫وص ّ‬
‫رقم‪.138 :‬‬
‫‪ 4‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/241‬رقم‪ ،199 :‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجمعة ‪ ،1/300‬رقم‪،838 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الجمعة ‪ ،2/580‬رقم‪.845 :‬‬ ‫مسلم‪ :‬ال ّ‬

‫) ‪(3/961‬‬

‫المام على المنبر على عهد النبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر"‪.1‬‬
‫وعن ابن عباس قال‪" :‬شهدت العيد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪،‬‬
‫صّلون قبل الخطبة"‪.2‬‬ ‫فكّلهم كانوا ُي َ‬
‫طاب كان إذا قحطوا استقسى بالعباس بن عبد المطلب‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫وعن أنس بن مالك‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫سُقون"‪.3‬‬‫ك ِبَعّم نبّينا فأسقنا‪ ،‬قال‪َ :‬فُي ْ‬
‫سل إلي َ‬
‫سل إليك بنبّينا فتسِقينا‪ ،‬وإّنا نتو ّ‬
‫"اللهم إّنا ُكّنا نتو ّ‬
‫وعن ربيعة بن عبد ال ‪ 4‬بن الُهَدير ‪ ،5‬عّما حضر ‪ 6‬ربيعة بن عمر ابن الخطاب قرَأ يوَم الجمعة‬
‫سورة الّنحل حتى جاءت السجدة نزل فسجد وسجد الناس‪ ،‬حتى إذا كانت الجمعة القابلُة‬ ‫على المنبر ِب ُ‬
‫قرأ بها حتى إذا جاءت السجدة قال‪" :‬أيها الناس إّنما ‪َ 7‬نُمّر بالسجدة‪ ،‬فمن سجد فقد أصاب ومن لم‬
‫يسجد فل إثم عليه"‪ .‬ولم يسجد عمر رضي ال غنه"‪.‬‬
‫ل أن نشاء"‪.8‬‬ ‫زاد نافع عن ابن عمر‪" :‬إن ال سبحانه لم يفرض علينا السجود إ ّ‬
‫وعن ُمَوّرق ‪ 9‬قال‪" :‬قلت لبن عمر‪ :‬تصلي الضحى؟‪ ،‬قال‪" :‬ل"‪.‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الجمعة ‪ ،1/309‬رقم‪.870 :‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب العيدين ‪ ،1/327‬رقم‪.919 :‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الستسقاء ‪ ،1/342‬رقم‪.964 :‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬عبد الرحمن(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 5‬له رؤية‪ ،‬توفي سنة ثلث وتسعين‪) .‬التقريب ص ‪.(207‬‬
‫‪ 6‬عّما حضر ربيعة‪ :‬أي‪ :‬أخبرني عن حضوره مجلس عمر‪.‬‬
‫‪ 7‬في صحيح البخاري‪) :‬إّنا(‪.‬‬
‫‪ 8‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب سجود القرآن ‪ ،1/366‬رقم‪.1027 :‬‬
‫‪ 9‬العجلي‪.‬‬

‫) ‪(3/962‬‬

‫قلت‪" :‬فعمر؟"‪ .‬قال‪" :‬ل"‪ .‬قلت‪" :‬فأبو بكر؟"‪ ،‬قال‪" :‬ل"‪ .‬قلت‪" :‬فالنبي صلى ال عليه وسلم؟"‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"ل أخا له"‪ / 143] / .1‬أ[‪.‬‬
‫ض أذني‬‫ت‪ 3‬غلمًا فع ّ‬ ‫وفي مسند المام أحمد عن رجل من قريش يقال له‪ :‬ماجدة ‪ 2‬قال‪" :‬عاَرْم ُ‬
‫جا رفعنا إليه‪،‬‬
‫فقطع منها‪ ،‬أو عضضت أذنه فقطعت منها‪ ،‬فلما قدم علينا أبو بكر رضي ال غنه حا ّ‬
‫ص منه فلَيقتص‪ .‬قال‪ :‬فلما‬‫طاب‪ ،‬فإن كان الجارح بلغ أن ُيقت ّ‬ ‫فقال‪" :‬انطلق ‪ 4‬بهما إلى عمر بن الخ ّ‬
‫انتهى بنا إلى عمر نظر إلينا فقال‪" :‬نعم قد بلغ هذا أن ُيقتص منه‪ ،‬ادعوا لي حجامًا"‪ .‬فلما ذكر‬
‫الحجام‪ ،‬قال‪" :‬أما إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬قد أعطيت خالتي غلمًا وأنا‬
‫صابا‪ ،‬أو صائغًا" ‪.6‬‬
‫أرجو ‪ 5‬أن يبارك ال لها فيه‪ ،‬وقد نهيتها أن تجعله حجامًا‪ ،‬أو ق ّ‬
‫ح بعد العصر ركعتين في طريق مّكة‪ ،‬فرآه عمر‬ ‫سّب َ‬
‫ي بن أبي طالب َ‬
‫وعن ربيعة بن دراج ‪ :7‬أن عل ّ‬
‫فتغيظ عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬أما وال لقد علمت أن رسول ال‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الّتطّوع ‪ ،1/394‬رقم‪.1121 :‬‬
‫ي بن ماجدة ‪ -‬بالجيم ‪ -‬السهمي‪ ،‬مجهول‪ ،‬من الثالثة‪) .‬التقريب ص ‪.(404‬‬ ‫‪ 2‬عل ّ‬
‫‪ 3‬عارمت‪ :‬خاصمت وفاتنت‪ ،‬من الُعرام ‪ -‬بضم العين ‪ -‬وهو الشدة والقّوة والشراسة‪) .‬النهاية‬
‫‪.(3/223‬‬
‫‪ 4‬في المسند‪) :‬انطلقوا(‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬أرجوا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،199 ،1/198‬وأبو داود‪ :‬السنن ‪ ،268 ،3/267‬وهو ضعيف لجهالة ماجدة‬
‫القرشي‪ ،‬وضّعفه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،102 :‬واللباني في ضعيف سنن‬
‫أبي داود ص ‪.343‬‬
‫‪ 7‬الجمحي القرشي‪ ،‬صحابي‪ ،‬قتل يوم الجمل‪) .‬الصابة ‪.(2/198‬‬

‫) ‪(3/963‬‬

‫صلى ال عليه وسلم نهى عنها"‪.1‬‬


‫طاب قالوا‪" :‬إنما‬
‫جلي ‪ 2‬عن رجل من ‪ 3‬القوم الذين سألوا عمر بن الخ ّ‬ ‫وعن عاصم بن عمرو الَب َ‬
‫أتيناك نسألك عن ثلث‪ :‬عن صلة الرجل في بيته تطّوعا‪ ،‬وعن الغسل من الجنابة‪ ،‬وعن الرجل ما‬
‫يصلح له من امرأته إذا كانت حائضًا؟‬
‫حار أنتم؟!‪ ،‬لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سألت عنه رسول ال صلى ال‬ ‫سّ‬
‫فقال‪َ" :‬أ ُ‬
‫عليه وسلم"‪ .‬فقال‪" :‬صلة الرجل في بيته تطّوعا نور فمن شاء نّور بيته‪ ،‬وقال في الغسل من‬
‫ضأ ثم يفيض على رأسه ثلثًا‪ ،‬وقال في الحائض‪ :‬له ما فوق الزار" ‪.4‬‬ ‫الجنابة‪ :‬يغسل فرجه ثم يتو ّ‬
‫ت عمر رضي ال غنه فتناول امرأته فضربها‪ ،‬وقال‪" :‬يا أشعث‬ ‫ضف ُ‬
‫وعن الشعث بن قيس قال‪ِ " :‬‬
‫ب امرأته‪،‬‬
‫ل الرجل فيم ضر َ‬ ‫سَأ ُ‬
‫احفظ عني ثلثًا حفظتهن عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل ُي َ‬
‫ول َتَنم إلّ على وتٍر‪ ،‬ونسيت الثالثة"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/198‬والبخاري‪ :‬التاريخ الكبير ‪ ،3/282‬وإسنادهما ضعيف لنقطاعه بين‬
‫جح رواية‬ ‫الزهري وربيعة بن دراج‪ .‬وقد أطال الحافظ الكلم على هذا الحديث وَبّين أنه منقطع ور َ‬
‫أبي زرعة عن أبي صالح عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن شهاب كتب إليه يذكر أن ابن‬
‫محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج"‪) .‬الصابة ‪.(1/198‬‬
‫‪ 2‬الكوفي‪ ،‬صدوق‪ ،‬رمي بالتشيع‪ .‬من الثالثة‪) .‬التقريب ص ‪.(286‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬عن(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/190‬وإسناده ضعيف لبهام شيخ عاصم بن عمرو‪ .‬وضّعفه أحمد شاكر في‬
‫تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،86 :‬وقال‪" :‬إسناده ضعيف لنقطاعه بجهالة الرجل الذي روى عنه‬
‫عاصم بن عمرو"‪.‬‬
‫‪ 5‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/209‬أبو داود‪ :‬السنن ‪ ،2/246‬ابن ماجه‪ ،1/639 :‬البيهقي‪ :‬السنن ‪،7/305‬‬
‫جميعهم عن عبد الرحمن الُمسلي وهو ضعيف لجله‪ .‬قال الذهبي‪" :‬ل يعريف إل في هذا الحديث‪،‬‬
‫تفرد عنه داود بن عبد ال الودي"‪) .‬ميزان العتدال ‪ .(2/602‬وقال الحافظ‪" :‬مقبول"‪) .‬التقريب‬
‫رقم‪ .(4052 :‬وضّعفه أحمد شاكر في تخريجه لحاديث المسند‪ ،‬رقم‪ ،122 :‬واللباني في ضعيف‬
‫سنن ابن ماجه ص ‪ ،151‬وضعيف الجامع الصغير رقم‪.6281 :‬‬

‫) ‪(3/964‬‬

‫ل‪ 1‬قال‪" :‬سار عمر إلى الشام بعد مسيره الّول كان إليها وحتى إذا شارفها‬ ‫حْمَرة بن عبد كل ٍ‬
‫وعن ُ‬
‫حم عليه‪ ،‬فلو نزلتها وهو بها‬‫بلغه ومن معه أن الطاعون فاش فيها‪ ،‬فقال له أصحابه‪" :‬ارجع ول َتَق ّ‬
‫شخوص عنها"‪ .‬فانصرف راجعًا إلى المدينة‪ ،‬فعّرس ‪ 2‬من ليلته وأنا أقرب القوم منه‪،‬‬ ‫لم نر لك ال ّ‬
‫فلما انبعث انبعثت معه في أثره فسمعته يقول‪َ" :‬رّدوني عن الشام بعد أن شافرت عليه لن الطاعون‬
‫فيه‪ ،‬أل وما ُمْنصرفي عنه بمؤخر في أجلي وما كان قدوميه ِبُمعجلي عن أجلي‪ ،‬أل ولو قدمت‬
‫ت حتى أدخل الشام ثم أنزل حمص‪ ،‬فإني‬ ‫سر ُ‬‫ت من حاجات ل بّد لي منها ‪ ،3‬لقد ِ‬ ‫المدينة ففرغ ُ‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬ليبعثن ال منها يوم القيامة سبعين ألفًا ل حساب‬
‫عليهم ول عذاب عليهم‪ ،‬مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في الَبْرث ‪ 4‬الحمر منها "‪.5‬‬
‫ل من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم حين توفي رسول ال‬ ‫وعن عثمان‪ :‬أن رج ً‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الرعيني‪ ،‬المصري‪ ،‬وثقه ابن حبان‪) .‬تعجيل المنفعة ص ‪.(71‬‬
‫‪ 2‬الّتْعِريس‪ :‬النزول في آخل الليل للستراحة‪) .‬لسان العرب ‪.(6/136‬‬
‫‪ 3‬قوله‪" :‬منها"‪ ،‬تكرر في الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬الَبْرث ‪ -‬بفتح الباء وسكون الراء ‪ :-‬الرض اللينة‪ ،‬يريد بها أرضًا قريبة من حمص ُقِتل بها‬
‫جماعة من الشهداء والصالحين‪) .‬النهاية ‪.(1/112‬‬
‫‪ 5‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/207‬وإسناده ضعيف لجل أبي بكر بن عبد ال‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬ضعيف"‪.‬‬
‫)التقريب رقم‪ .(7974 :‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،10/61‬وقال‪" :‬رواه أحمد وفيه أبو بكر بن عبد‬
‫ححه‪.‬‬
‫ال بن أبي مريم‪ ،‬وهو ضعيف"‪ .‬و الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،89 ،3/88‬من طريق آخر وص ّ‬
‫وتعقبه الذهبي بقوله‪) :‬بل منكر‪ ،‬وإسحاق هو ابن زيريق كّذبه محّمد بن عوف الطائي"‪ .‬وقال أبو‬
‫داود‪" :‬ليس بشيء"‪ .‬وقال النسائي‪" :‬ليس بثقة"‪.‬‬

‫) ‪(3/965‬‬

‫صلى ال عليه وسلم ‪ / 143] /‬ب[ حزنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وكنت‬
‫ي‪ ،‬فلم‬
‫ي عمر ‪ -‬رحمة ال عليه ‪ -‬فسلم عل ّ‬ ‫ل ُأطِم من الطام‪ ،‬مّر عل ّ‬
‫منهم‪ ،‬فبينا أنا جالس في ظ ّ‬
‫أشعر أنه مّر ول سلم‪ ،‬فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر ‪ -‬رحمة ال عليه ‪ -‬فقال له‪" :‬ما يعجبك‬
‫ي السلم؟"‪ ،‬وأقبل هو وأبو بكر في ولية أبي بكر‬ ‫أني مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرّد عل ّ‬
‫‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬جميعًا حتى سلما جميعًا ثم قال أبو بكر‪" :‬جاءني أخوك عمر فذكر أنه مّر‬
‫عليك فسلم فلم ترد عليه السلم‪ ،‬فما الذي حملك على ذلك؟"‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ما فعلت‪ .‬فقال عمر‪" :‬بلى‬
‫ت‪ .‬قال‬
‫عّبيتكم ‪ 1‬يا بني أمية"‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وال ما شعرت أنك مررت ول سلم َ‬ ‫وال لقد فعلت‪ ،‬ولكنها ُ‬
‫أبو بكر‪" :‬صدق عثمان‪ .‬وقد شغلك عن ذلك أمر"‪ .‬فقلت‪ :‬أجل‪ .‬قال‪" :‬ما هو؟"‪ .‬فقال عثمان‪ :‬توفى‬
‫ال عزوجل نبّيه صلى ال عليه وسلم قبل أن نسأله عن نجاة هذا المر‪ ،‬قال‪ :‬أبو بكر‪" :‬قد سألته‬
‫ق بها‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬قلت‪" :‬يا رسول‬ ‫عن ذلك"‪ .‬قال‪ :‬فقمت إليه فقلت له‪ :‬بأبي أنت وأمي أنت أح ّ‬
‫ال‪ ،‬ما نجاة هذا المر؟"‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من قبل مني الكلمة التي عرضت‬
‫ي فهي له نجاة" ‪.2‬‬
‫على عّمي فرّدها عل ّ‬
‫وعن ابن عمر قال‪" :‬رأى عمر على رجل حلة من استبرق‪ ،‬فأتى بها النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪" :‬يا رسول ال اشتر هذه فألبسها لوفد الناس إذا قدموا عليك"‪ .‬قال‪" :‬إنما يلبس الحرير من ل‬
‫خلق له" ‪ ،‬فمضى من ذلك ما مضى‪ ،‬ثم إن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الُعبية ‪ -‬بضم العين وكسرها مع الباء المكسورة والياء المفتوحة المشددتين ‪ :-‬الكبر‪) .‬النهاية‬
‫‪.(3/169‬‬
‫‪ 2‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،1/165‬وإسناده ضعيف لبهام شيخ الزهري‪.‬‬

‫) ‪(3/966‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم بعث إليه بحلٍة‪ ،‬فأتى بها النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬بعثت إلي‬
‫ل"‬
‫حّلة عطارد ‪ 1‬ما قلت؟"‪ .‬قال‪" :‬إنما بعثت إليك لتصيب بها ما ً‬ ‫بهذه‪ ،‬وقد قلت في مثلها أو قال في ُ‬
‫‪.2‬‬
‫وفي رواية‪" :‬لتبعها أو لتلبسها" ‪ ،‬فكساها عمر أخا له بمّكة قبل أن يسلم"‪.3‬‬
‫وعن صفية بنت أبي عبيد‪ ،‬قالت‪" :‬زلزلت ال رض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر‪ ،‬وابن‬
‫عمر يصلي فلم يدر بها‪ ،‬ولم يوافق أحدًا يصلي فدرى بها‪ ،‬فخطب عمر الناس فقال‪ :‬أحدثتم لقد‬
‫أعجلتم‪ ،‬قال‪ :‬ول أعلمه إلّ قال‪ :‬لئن عادت لخرجن من بين ظهرانيكم"‪ .‬خّرجه البيهقي ‪ 4‬وخّرجه‬
‫حرب الكرماني ‪ 5‬من رواية أيوب عن نافع مختصرًا"‪.6‬‬
‫سّرمّري ‪ 7‬بسند في المجلس الذي وضعه في الجرد عن جابر ابن عبد ال‬ ‫وذكر ال ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬التميمي الدارمي‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب اللباس والزينة ‪،3/1638‬‬ ‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الدب ‪ ،5/2258‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫رقم‪.2068 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب اللباس والزينة‬ ‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الدب ‪ ،5/2230‬رقم‪ ،5636 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،3/1645‬رقم‪.2072 :‬‬
‫ن وخمسين وأربع‬ ‫‪ 4‬أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬العلمة الحافظ‪ ،‬مؤّلف السنن والثار‪ ،‬توفي سنة ثما ٍ‬
‫مئة‪) .‬سير أعلم النبلء ‪.(18/163‬‬
‫‪ 5‬حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه تلميذ أحمد بن حنبل‪ ،‬له‪) :‬مسائل حرب(‪ .‬من أنفس كتب‬
‫الحنابلة‪ ،‬توفي سنة ثمانين ومئتين‪) .‬طبقات الحنابلة ‪ ،1/146‬سير أعلم النبلء ‪.(13/244‬‬
‫‪ 6‬البيهقي‪ :‬السنن ‪.3/342‬‬
‫‪ 7‬يوسف بن محّمد العبادي العقيلي‪ ،‬الحنبلي‪ ،‬نزيل دمشق‪ ،‬حافظ للحديث له نحو مئة مصنف‪.‬‬
‫ت وسبعين وسبع مئة‪) .‬شذرات الذهب‬ ‫منها‪) :‬إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(‪ ،‬توفي سنة س ّ‬
‫‪ ،6/249‬والعلم ‪.(8/250‬‬

‫) ‪(3/967‬‬

‫طاب رضي ال غنه فلم يخبر عنه بشيء فاغتّم لذلك‬ ‫ل الجراد في سنة من سني عمر بن الخ ّ‬ ‫قال‪" :‬ق ّ‬
‫فأرسل راكبًا إلى اليمن‪ ،‬وراكبًا إلى الشام‪ ،‬وراكبًا إلى العراق‪ ،‬يسألون هل رأوا من الجراد شيئًا أو‬
‫ل؟ فأتاه الراكب الذي دخل اليمن بقفعة من الجراد فأفلقاه بين يديه‪ ،‬فلما رآه كّبر ثلثًا‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ت مئة في البحر‪ ،‬وأربع مئة‬ ‫"سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬خلق ألف أمة‪ ،‬منها س ّ‬
‫في البّر وأّول شيء يهلك من هذه المم الجراد‪ ،‬فإذا هلكت تتابعت مثل النظام إذ انقطع سلكه" ‪.1‬‬
‫وعن ابن عمر‪ :‬أن عمر سئل عن الجراد فقال‪" :‬ليت أن عندنا منه قفعة أو قفعتان نأكله"‪.2‬‬
‫وعن ‪ / 144] /‬أ[ عثمان بن عبد ال النصاري ‪ 3‬قال ‪" :‬سألت أنس بن مالك عن الجراد‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫طاب قفعة فيها جراد‪ ،‬قد‬ ‫"خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى خيبر‪ ،‬ومع عمر بن الخ ّ‬
‫أحقبها يده وراءه يأخذ منها ‪ 4‬فيناولنا ويأكل‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر‪ ،‬قال أنس‪:‬‬
‫"فرجعنا إلى المدينة فكنا نؤتى به فنشتريه‪ ،‬ونكثر ونجففه فوق الجاجير ‪ ،5‬فنأكل‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده‪.‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،2/111‬وإسناده صحيح‪ .‬والبيهقي‪ :‬السنن‬ ‫‪ 2‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫‪ ،9/258‬وبنحوه عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،4/530‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪.8/326‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪ .‬وفي سنن البيهقي الرواية عن سنان بن عبد ال النصاري‪ .‬قال ابن حبان‪:‬‬
‫"سنان بن عمرو النصاري‪ ،‬ويقال‪ :‬سنان بن عبد ال‪ ،‬يروي عن أنس بن مالك‪ ،‬روى عنه حيوة‬
‫بن شريح ونافع بن يزيد المصريان‪) .‬الثقات ‪.(4/336‬‬
‫‪ 4‬في سنن البيهقي‪) :‬قد احتقبها وراءه فيرد يد وراءه فيأخذ(‪.‬‬
‫جار ‪ -‬بالكسر والتشديد ‪ :-‬السطح الذي ليس حوليه ما يرّد الساقط عنه‪) .‬النهاية‬
‫‪ 5‬الجاجير‪ :‬جمع إ ّ‬
‫‪.(1/26‬‬

‫) ‪(3/968‬‬

‫منه زمانًا"‪.1‬‬
‫الفقعة‪ :‬شيء شبيه بالزنبيل‪ ،‬يعمل من الخوص ليس بالكبير ‪.2‬‬
‫وفي صحيح البخاري عن عبد ال بن هشام ‪ 3‬قال‪" :‬كنا مع النبي صلى ال عليه وسلم وهو آخذ بيد‬
‫طاب‪ ،‬يعني‪ :‬المصافحة"‪.4‬‬ ‫عمر بن الخ ّ‬
‫وعن عبد ال بن عمر قال‪" :‬لما فتح هذان المصران ‪َ ،5‬أتوا عمر فقالوا‪" :‬يا أمير المؤمنين إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حّد لهل نجٍد قرنًا‪ ،6‬وهو جوٌز عن طريقنا‪ ،‬وإّنا إن أردنا قرنًا ش ّ‬
‫ق‬
‫ق"‪.78‬‬ ‫علينا"‪ ،‬قال‪" :‬انظروا حذوها من طريقكم‪ ،‬فحّد لهم ذات عر ٍ‬
‫وعن أبي موسى قال‪" :‬بعثني النبي صلى ال عليه وسلم إلى قومي باليمن‪ ،‬فجئت وهو بالبطحاء‪،‬‬
‫ت؟"‪ ،‬قلت ‪ :9‬أهللت كإهلل النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬هل معك من هدي؟"‪،‬‬ ‫فقال‪" :‬بما أهلل َ‬
‫قلت‪ :‬ل‪ .‬فأمرني فطفت بالبيت وبالصفا والمروة‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البيهقي‪ :‬السنن‪ ،9/258 :‬وفي إسناده سنان بن عبد ال لم يوّثقه غير ابن حبان‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ :‬النهاية ‪ ،4/91‬انظر‪ :‬منظور‪ :‬لسان العرب ‪.8/289‬‬
‫‪ 3‬التيمي‪.‬‬
‫‪ 4‬سبق تخريجه ص ‪.221‬‬
‫‪ 5‬يريد‪ :‬البصرة والكوفة‪.‬‬
‫‪ 6‬قرن المنازن ميقات أهل نجد‪ .‬وهو جبل أبيض ملموم الرأس بطرف لّية‪ .‬تراه وأنت تخرج من‬
‫ل‪) .‬معجم معالم الحجاز ‪،7/119‬‬ ‫الطائف إلى نجد على مسافات بعيدة قد تصل إلى أربعين كي ً‬
‫‪.(120‬‬
‫ق‪ :‬مهل أهل العراق وهو الحّد بين نجد وتهامة‪ .‬وعرق‪ :‬هو الجبل المشرف على ذات‬ ‫‪ 7‬ذات عر ٍ‬
‫عرق‪) .‬معجم معالم الحجاز ‪.6/77‬‬
‫ج ‪ ،2/556‬رقم‪.1458 :‬‬ ‫‪ 8‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الح ّ‬
‫‪ 9‬في الصل‪) :‬قال(‪ ،‬والمثبت من صحيح البخاري‪.‬‬

‫) ‪(3/969‬‬

‫ت‪ ،‬فأتيت امرأة من قومي‪ ،‬فمشطتني‪ ،‬أو غسلت رأسي‪.‬‬ ‫ثم أمرني فأحلل ُ‬
‫ج َوالُعْمَرَة ل{ ‪] ،‬البقرة‪:‬‬
‫حّ‬‫فقدم عمر فقال‪" :‬إن نأخذ بكتاب ال فإنه يأمرنا بالتمام قال‪َ} :‬وَأِتّموا ال َ‬
‫ل حتى نحر الهدي"‪.1‬‬ ‫‪ ،[196‬وإن نأخذ بسنة النبي صلى ال عليه وسلم فإنه لم يح ّ‬
‫وفي صحيح البخاري‪ :‬أن عمر صلى ركعتي الطواف خارجًا من الحرم ‪.2‬‬
‫ى‪.34‬‬ ‫طَو ً‬‫وفيه‪ :‬أن عمر طاف بعد صلة الصبح فركب حتى صّلى الركعتين بذي ُ‬
‫طاب فلم‬ ‫وعن عبيد بن عمير‪ :‬أن أبا موسى الشعري‪ ،‬استأذن على أمير المؤمنين عمر بن الخ ّ‬
‫عَمُر‪ ،‬فقال‪" :‬ألم أسمع صوت‬ ‫غ ُ‬ ‫يؤذن له‪ ،‬وكأنه كان مشغولً فرجع أبو موسى ففزع ‪ 5‬أو قال‪َ :‬فَفَر َ‬
‫عبد ال بن قيس؟ ائذنوا له"‪ .‬قيل‪" :‬قد رجع"‪ .‬فدعاه‪ ،‬فقال‪" :‬كنا نؤمر بذلك"‪ .‬فقال‪" :‬تأتيني على‬
‫ذلك بالبينة"‪ ،‬فانطلق إلى مجلس النصار فسألهم‪ ،‬فقالوا‪" :‬ل يشهد لك على هذا إل أصغرنا‪ ،‬أبو‬
‫سعيد الخدري"‪ .‬فذهب بأبي سعيد الخدري‪ ،‬فقال‬
‫__________‬
‫ج ‪ ،2/564‬رقم‪.1484 :‬‬ ‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الح ّ‬
‫ج باب من صّلى ركعتي الطواف خارجًا من المسجد ‪.2/587‬‬ ‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الح ّ‬
‫ى‪ :‬واد يخترقه الطريق بين ثنية كداء )الحجون( وبين الثنية الخضراء )ريع الكحل(‪ .‬وهو‬
‫طو ً‬
‫‪ 3‬ذو ُ‬
‫اليوم في وسط عمران مّكة‪ ،‬ومن أحيائه الُعتيبية‪ ،‬وجرول‪) .‬معجم معالم الحجاز ‪.(5/237‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب‬ ‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،2/588‬تعليقًا‪ ،‬ووصله مالك‪ :‬المو ّ‬
‫الزهري( ‪ ،1/502‬وإسناده صحيح‪ .‬وابن حجر‪ :‬فتح الباري ‪ ،3/489‬وتغليق التعليق ‪.3/78‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الفتح ‪.11/28‬‬

‫) ‪(3/970‬‬

‫ق بالسواق‪ .‬يعني‪:‬‬ ‫صْف ُ‬


‫ي من أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم؟"‪ ،‬ألهاني ال ّ‬ ‫عمر‪" :‬أخفي هذا عل ّ‬
‫الخروج إلى التجارة"‪.1‬‬
‫وعن ابن عمر قال‪" :‬كنا مع النبي صلى ال عليه وسلم في سفر‪ ،‬فكنت على بكر صعب ‪ 2‬لعمر‪،‬‬
‫فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم‪ ،‬فيزجره عمر ويرده‪ ،‬فقال النبي لعمر‪" :‬بعنيه" ‪ .‬قال‪" :‬هو لك يا‬
‫رسول ال"‪ .‬قال‪" :‬بعنيه" ‪ ،‬فباعه من رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬هو لك يا عبد ال بن عمر تصنع به ما شئت" ‪ / 144] / .3‬ب[‪.‬‬
‫وعن ابن شهاب عن مالك بن أوس أخبره أنه التمس صرفًا بمئة دينار فدعاني طلحة بن عبد ال‬
‫فتراوضنا ‪ 4‬حتى اصطرف مني فأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال‪" :‬حتى يأتي خازني من الغابة"‪.5‬‬
‫وعمر يسمع ذلك‪ ،‬فقال‪" :‬وال ل تفارقه حتى تأخذ منه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬الذهب‬
‫ل هاء وهاء‪ ،‬والّتمر‬‫ل َهاء وهاء‪ ،‬والُبّر بالبّر ربًا إلّ هاء وهاء‪ ،‬والشعير بالشعير ربًا إ ّ‬
‫بالذهب ربًا إ ّ‬
‫ل هاء وهاء" ‪.6‬‬ ‫بالّتمر ربًا إ ّ‬
‫وعن عبد ال بن أبي المجالد ‪ 7‬قال‪" :‬اختلف عبد ال بن شداد بن‬
‫__________‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الداب‬ ‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،2/727‬رقم‪ ،1956 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،3/1696‬رقم‪.2153 :‬‬
‫‪ 2‬صعب‪ :‬غير منقاد ول َذُلول‪) .‬النهاية ‪.(3/29‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،2/745‬رقم‪.2009 :‬‬
‫ف الرجل بالسلعة ليست عندك‪) .‬القاموس ص ‪.(831‬‬ ‫ص َ‬‫‪ 4‬المرواضة‪ :‬أن ُتو َ‬
‫‪ 5‬الغابة‪ :‬موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لهل المدينة‪) .‬معجم البلدان ‪،4/182‬‬
‫معجم معالم الحجاز ‪.(6/215‬‬
‫‪ 6‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب ‪ ،2/761‬رقم‪.2065 :‬‬
‫‪ 7‬مولى عبد ال بن أبي أوفى‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الخامسة‪) .‬التقريب ص ‪.(320‬‬

‫) ‪(3/971‬‬

‫ف على عهد‬‫سِل ُ‬
‫ف‪ ،‬فبعثوني إلى ابن أوفى ‪ 3‬فسألته فقال‪" :‬إنا كنا ُن ْ‬
‫سَل ِ‬
‫الهاد ‪ 1‬وأبو ُبردة ‪ 2‬في ال ّ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر‪ ،‬وسألت ابن‬
‫أبزى ‪ 4‬فقال مثل ذلك"‪.5‬‬
‫وفي الصحيح عن محّمد بن حمزة بن عمرو السلمي ‪ 6‬عن أبيه أن عمر بعثه مصّدقا‪ ،‬فوقع رجل‬
‫على جارية امرأته‪ ،‬فأخذ حمزة من الرجل كفلء ‪ 7‬حتى قدم على عمر‪ ،‬وكان عمر قد جلده مئة‬
‫]جلدة[‪ ،8‬فصّدقهم وعذرهم بالجهالة"‪.9‬‬
‫وفيه أن عمر وابن عمر وّكل في الصرف ‪.10‬‬
‫وفيه‪ :‬أن عمر عامل الناس على إن جاء عمر بالبذر من عنده فله الشطر‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الليثي‪.‬‬
‫‪ 2‬الشعري‪.‬‬
‫‪ 3‬السلمي‪ ،‬صحابي شهد الحديبية‪ ،‬توفي سنة سبع وثمانين‪ ،‬وهو آخر من مات بالكوفة من‬
‫الصحابة‪) .‬التقريب ص ‪.(296‬‬
‫‪ 4‬عبد الرحمن بن أبزى‪.‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب السلم ‪ ،2/782‬رقم‪.2127 :‬‬
‫‪ 6‬المدني‪ ،‬مقبول‪ ،‬من الثالثة‪) .‬التقريب ص ‪.(475‬‬
‫ل(‪.‬‬‫‪ 7‬في صحيح البخاري‪) :‬كفي ً‬
‫‪ 8‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 9‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الكفالة ‪ ،2/801‬تعليقًا‪ ،‬ووصله الطحاوي‪ :‬شرح معاني الثار‬
‫‪ ،3/147‬وفي إسناده محّمد بن حمزة بن عمرو قال الحافظ فيه‪" :‬مقبول"‪.‬‬
‫‪ 10‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الوكالة ‪ ،2/808‬تعليقًا‪ ،‬وقد وصلهما سعيد بن منصور في سننه كما‬
‫في تغليق التعليق ‪ ،294 ،3/293‬وإسنادهما صحيح‪ .‬وحكم عليهما ابن حجر بالصحة وقال‪:‬‬
‫"إسناد كل منهما صحيح"‪) .‬فتح الباري ‪.(4/481‬‬

‫) ‪(3/972‬‬

‫وإن جاءوا بالبذر فلهم كذا وكذا"‪.1‬‬


‫حلبت لرسول ال شاة داجن وهو في دار أنس بن مالك‪ ،‬وشيب لبنها بماٍء من البئر‬ ‫وعن أنس‪ :‬أنه ُ‬
‫التي في دار أنس بن مالك‪ ،‬فُأعطي رسول ال صلى ال عليه وسلم القدح فشرب منه‪ ،‬حتى إذا نزع‬
‫ح من فيه‪ ،‬وعلى يساره أبو بكر وعمر وعن يمينه أعرابي‪ ،‬فقال عمر وخاف أن يعطيه‬ ‫الَقَد َ‬
‫العرابي أعط أبا بكر يا رسول ال عندك‪ ،‬فأعطاه العرابي الذي على يمينه ثم قال‪" :‬اليمن‬
‫فاليمن" ‪.2‬‬
‫وعن سالم بن عبد ال عن أبيه قال‪" :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬من ابتاع نخ ً‬
‫ل‬
‫ل أن‬‫ع عبدًا وله مال فماله للذي باعه إ ّ‬
‫ع‪ ،‬ومن ابتا َ‬‫ل أن يشترط الُمْبَتا ُ‬
‫بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع إ ّ‬
‫يشترطه المبتاع" ‪.3‬‬
‫وعن مالك ‪ 4‬عن نافع عن ابن عمر عن عمر في العبد ‪.5‬‬
‫وعن جابر بن عبد ال‪ :‬أن أباه ُتُوّفي وترك عليه ثلثين وسقًا لرجل من اليهوِد‪ ،‬فاستنظره فأبى أن‬
‫ظره‪ ،‬فكلم جابر رسول ال صلى ال عليه وسلم ليشفَع له إليه‪ ،‬فجاء رسول ال صلى ال عليه‬ ‫ُين ِ‬
‫وسلم فكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبى‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المزارعة ‪ ،2/820‬تعليقًا‪ ،‬ووصله ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف‬
‫ل‪ ،‬و البيهقي‪ :‬السنن‪ ،6/135 :‬عن عمر بن عبد العزيز‬ ‫‪ ،14/550‬عن يحيى بن سعيد مرس ً‬
‫ل‪ ،‬وأوردهما الحافظ ابن حجر في فتح الباري ‪ ،5/12‬وقال‪" :‬يتقوى أحدهما بالخر"‪.‬‬ ‫مرس ً‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المساقاة ‪ ،2/830‬رقم‪.2225 :‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب البيوع‬ ‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المساقاة ‪ ،2/838‬رقم‪ ،2250 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،3/1172‬رقم‪.1543 :‬‬
‫‪ 4‬قال الحافظ ابن حجر‪ :‬قوله‪" :‬وعن مالك"‪ ،‬هو معطوف على قوله‪" :‬حّدثنا الليث"‪ ،‬فهو موصول‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬حّدثنا عبد ال بن يوسف عن مالك"‪) .‬فتح الباري ‪.(5/51‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المساقاة ‪ 2/838‬رقم‪.2250 :‬‬

‫) ‪(3/973‬‬
‫ف له الذي له" ‪.‬‬ ‫جّد له‪ ،‬فأو ِ‬ ‫فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم النخل فمشى فيها ثم قال لجابر‪ُ " :‬‬
‫فجده بعدما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم فأوفاه ثلثين وسقًا‪ ،1‬وفضلت ‪ / 145] /‬أ[ له‬
‫سبعة عشر وسقًا‪ ،‬فجاء جابر رسول ال صلى ال عليه وسلم ليخبره بالذي كان‪ ،‬فوجده يصلي‬
‫العصر‪ ،‬فلما انصرف أخبره بالفضل‪ ،‬فقال‪" :‬أخبر بذلك ابن الخطاب" ‪ ،‬فذهب جابر إلى عمر‬
‫ن فيها"‪.2‬‬‫فأخبره فقال له عمر‪" :‬لقد علمت حين مشى فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم َلُيَباَرَك ّ‬
‫وفي رواي ة‪ :‬ثم جئت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو جالس فأخبرته بذلك‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لعمر‪" :‬اسمع ‪ -‬وهو جالس ‪ -‬يا عمر" ‪ .‬فقال عمر‪" :‬أل يكون؟ قد علمنا أنك‬
‫رسول ال‪ ،‬وال إنك لرسول ال"‪3‬‬
‫وفي رواية قال‪" :‬إذا جددته فوضعته في المربد ‪ 4‬آذني "‪ .‬فلما جددته ووضعته في المربد آذنت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاءه ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه فدعا بالبركة‪ ،‬ثم قال‪" :‬ادع‬
‫غرماءك فأوفهم" ‪ ،‬فما تركت أحدًا له على أبي دين إلّ قضيته‪ ،‬وفضل ثلثة عشر وسقًا‪ ،‬سبعة‬
‫عجوة وستة لون ‪ ،5‬أو ستة عجوة وسبعة لون‪ ،‬فوافيت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم المغرب‬
‫فذكرت ذلك له فضحك‪ ،‬فقال‪" :‬ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما" ‪ ،‬فقال‪" :‬لقد علمنا إذا صنع رسول‬
‫ال ما صنع أن سيكون ذلك"‪.6‬‬
‫__________‬
‫ق‪ :‬ستون صاعًا‪) .‬القاموس ص ‪.(1199‬‬ ‫سُ‬‫‪ 1‬الَو ْ‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الستقراض ‪ ،2/844‬رقم‪.2266 :‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الهبة ‪ ،2/919‬رقم‪.2461 :‬‬
‫‪ 4‬مربد التمر‪ :‬جرينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس‪) .‬لسان العرب ‪.(3/171‬‬
‫ن‪ :‬الّدقل من النخل‪) .‬القاموس ص ‪.(1590‬‬
‫‪ 5‬الّلو ُ‬
‫‪ 6‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الصلح ‪ ،2/965‬رقم‪.2562 :‬‬

‫) ‪(3/974‬‬

‫ت أبي بكر حين ناحت‪ - ،‬يعني‪ :‬من البيت ‪.1-‬‬ ‫وفي الصحيح‪ :‬أن عمر أخرج أخ َ‬
‫وفيه‪ :‬أن نافع بن الحارث ‪ 2‬اشترى دارًا للسجن بمّكة‪ ،‬من صفوان ابن أمية‪ ،‬على إن رضي عمر‬
‫فالبيع بيعه‪ ،‬وإن لم يرض عمر فلصفوان أربع مئة دينار ‪.3‬‬
‫ل ساوم شيئًا فغمزه ‪4‬آخر فرآى عمر أن له شركه ‪.5‬‬ ‫وفيه‪ :‬أن رج ً‬
‫وفيه عن موسى بن أنس ‪ :6‬أن سيرين سأل أنسًا المكاتبة‪ ،‬وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر‪،‬‬
‫خْيرًا{ ]النور‪ ،[33 :‬فكاتبه ‪.7‬‬
‫عِلْمُتم ِفيِهم َ‬
‫ن َ‬
‫فقال كاتبه فأبى‪ ،‬فضربه بالّدّرة ويتلو عمر‪َ} :‬فَكاِتُبوُهم ِإ ْ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الخصومات ‪ ،2/852‬تعليقًا‪ ،‬ووصله ابن سعد‪ :‬الطبقات ‪ ،3/208‬قال‬
‫الحافظ ابن حجر‪" :‬وصله ابن سعد في الطبقات‪ ،‬بإسناد صحيح عن طريق الزهري عن سعيد بن‬
‫المسيب(‪) .‬فتح الباري ‪.(5/74‬‬
‫‪ 2‬الخزاعي‪ ،‬صحابي فتحي‪ ،‬وأّمره عمر على مّكة فأقام بها إلى أن مات‪) .‬التقريب ص ‪.(558‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الخصومات ‪ ،2/853‬تعليقًا‪ ،‬ووصله عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪،5/148‬‬
‫بإسنادين‪ :‬الّول فيه عبد الرحمن بن فروخ‪ ،‬قال فيه الحافظ‪" :‬مقبول"‪ .‬والثاني فيه انقطاع يبن سعيد‬
‫الثوري‪ ،‬ونافع بن الحارث‪ .‬ووصله ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،7/306‬عن عبد الرحمن بن فروخ‪،‬‬
‫وابن حجر تغليق التعليق ‪.3/326‬‬
‫‪ 4‬فغمزه‪ :‬أي‪ :‬أشار له بعينه أن يشتريها‪.‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الشركة ‪ ،2/884‬تعليقًا‪ ،‬بصيغة التمريض‪ .‬ووصله سعيد بن منصور‪:‬‬
‫السنن كما في تغليق التعليق ‪ .3/337‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬علته النقطاع بين إياس وعمر‪،‬‬
‫وعمر هو ابن الخطاب ولهذا لم يجزم به"‪.‬‬
‫‪ 6‬ابن مالك النصاري‪ ،‬قاضي البصرة‪ ،‬من الرابعة‪) .‬التقريب ص ‪.(549‬‬
‫‪ 7‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب العتق ‪ ،2/903‬تعليقًا‪ ،‬ووصله عبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪،8/372‬‬
‫وذكره الحافظ ابن حجر‪ ،‬وقال‪" :‬ووقع في رواية عبد الرزاق عن ابن جريح‪" :‬أخبرني مخبر أن‬
‫موسى بن أنس أخبره"‪ .‬وقد عرف اسم المخبر من رواية روح‪ ،‬وظاهر سياقه الرسال فإن موسى‬
‫لم يذكر وقت سؤال ابن سيرين من أنس الكتابة‪ ،‬وقد رواه عبد الرزاق والطبراي من وجه آخر‬
‫ل من طريق سعد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس"‪) .‬فتح الباري ‪.(5/186‬‬ ‫متص ً‬

‫) ‪(3/975‬‬

‫وعن أبي السود ‪ 1‬قال‪" :‬أتيت المدينة‪ ،‬وقد وقع بها مرض‪ ،‬وهم يموتون موتًا ذريعًا‪ ،‬فجلست إلى‬
‫عمر رضي ال غنه فمرت جنازة فُأثني خيرًا‪ ،‬فقال عمر‪" :‬وجبت"‪ ،‬ثم ُمّر بُأخرى فأثني خيرًا‪،‬‬
‫فقال‪" :‬وجبت"‪ ،‬ثم ُمّر بالثالثة فُأثني شّرا‪ ،‬فقال‪" :‬وجبت"‪ ،‬فقلت‪ :‬وما "وجبت"‪ ،‬يا أمير المؤمينين؟‬
‫قال‪ :‬قلت كما قال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬أيما مسلم شهد له أربعٌة بخير أدخله ال الجنة" ‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫وثلثة قال‪" :‬وثلثة" ‪ ،‬قلت‪ :‬أو قال‪ :‬قلنا‪ :‬واثنان‪ ،‬قال‪" :‬واثنان" ‪ .‬ثم لم نسأله عن الواحد"‪.2‬‬
‫طاب رضي ال عنه سلم‬ ‫وروى أبو العبا س الطوسي ‪ 3‬عن أنس بن مالك‪ :‬أنه سمع عمر بن الخ ّ‬
‫عليه رجل فرّد عليه السلم‪ ،‬ثم قال له عمر‪" :‬كيف أنت؟"‪ ،‬فقال‪" :‬أحمد ال"‪ ،‬فقال عمر‪" :‬ذاك‬
‫الذي أردت"‪.4‬‬
‫وفي "مسند الّروياني" عن عبد ال بن بريدة عن أبيه‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يتعاهد النصار‪ ،‬ويأتيهم ويسأل عنهم‪ ،‬فبلغه عن امرأة منهم مات ابنها فجزعت عليه جزعًا شديدًا‪،‬‬
‫فأتاها يعّزيها فأمرها بتقوى ال والصبر‪ ،‬فقالت‪" :‬يا رسول ال‪ ،‬إني امرأة َرقوب‪ ،‬ل َأِلُد‪ ،‬ولم يكن‬
‫لي غيره"‪ .‬قال‪ / 145] / :‬ب[ "الّرُقوب‪ :‬التي ‪ 5‬يبقى ولدها ‪ 6‬ثم قال‪" :‬ما أعلم امرًء مسلمًا ول‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الّدَؤلي‪.‬‬
‫‪ 2‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الشهادات ‪ ،2/935‬رقم‪.2500 :‬‬
‫‪ 3‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 4‬سبق تخريجه ص ‪.859‬‬
‫‪ 5‬كذا في الصل وجميع المصادر‪.‬‬
‫‪ 6‬انظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ‪.1/427‬‬

‫) ‪(3/976‬‬

‫طاب‪" :‬واثنان"‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ن الجنة" ‪ ،‬قال عمر بن الخ ّ‬‫مسلمة يموت بينهما ثلثة أولد إلّ أدخلهما ال به ّ‬
‫"واثنان" ‪.1‬‬
‫وفيه عن ابن عباس قال "جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه مرة‪،‬‬
‫هل يرى عليه من البؤس شيئًا‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬كم مالك؟"‪ ،‬قال‪" :‬أربعون من البل"‪ ،‬قال ابن عباس‬
‫فقلت‪" :‬صدق ال ورسوله‪" :‬لو كان لبن آدم واديان من ذهب لبتغى الثالث‪ ،‬ول يمل جوف ابن‬
‫آدم إلّ التراب‪ ،‬ويتوب ال على من تاب" ‪ .2‬فقال عمر‪" :‬ما هذا؟"‪ ،‬فقلت‪ :‬هكذا أقرأنيها أبي بن‬
‫كعب‪ ،‬فقال عمر‪" :‬قم بنا إليه"‪ ،‬فقام إليه‪ ،‬فقال‪" :‬ما يقول هذا؟"‪ ،3‬فقال أبي‪" :‬هكذا أقرأنيها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم"‪ ،‬فقال عمر‪" :‬نكتبها أو نثبتها؟"‪ ،‬قال‪" :‬نعم‪ .‬فاكتبها أو اثبتها"‪.4‬‬
‫وفيه عن سلمة بن عمرو بن الكوع ‪ 5‬قال‪" :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى أبي بكر‬
‫الصديق برايته إلى بعض حصون خيبر‪ ،‬فقاتل فرجع ولم يكن فتح‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده فيما تبقى من مسند الّروياني‪ .‬والحديث أخرجه البزار كما في كشف الستار ‪،1/405‬‬
‫وإسناده حسن‪ .‬وابن حجر‪ :‬المطالب العالية ‪ ،1/197‬وعزاه لبي يعلى‪ .‬قال الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد‬
‫‪" :3/8‬رواه البزار ورجاله رجال الصحيح"‪.‬‬
‫‪ 2‬في صحيح البخاري عن ُأبي قال‪" :‬كنا نرى هذا من القرآن حتى أنزلت‪َ} :‬أْلَهاُكُم الّتَكاُثر{‪ .‬قال‬
‫الحافظ‪" :‬وجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن‪ ،‬ما تضمنه من ذّم الحرص على الستكثار من‬
‫جمع المال‪ ،‬والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك‪ ،‬ول بّد لكل أحد منه‪ ،‬فلما نزلت هذه السورة وتضمنت‬
‫معنى ذلك مع الزيادة عليه علموا أن الّول من كلم النبي صلى ال عليه وسلم"‪) .‬فتح الباري‬
‫‪.(257 ،11/253‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬هكذا(‪ ،‬والمثبت من المسند‪ .‬وفي الهامش بخط المؤلف لعله‪) :‬هذا(‪.‬‬
‫‪ 4‬لم أجد فيما تبقى من مسند الّروياني‪ .‬والحديث في أحمد‪ :‬المسند ‪ ،5/117‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 5‬قوله‪" :‬سلمة بن الكوع" تكرر في الصل‪.‬‬

‫) ‪(3/977‬‬

‫جِهَد‪ ،‬فقال رسول ال‬‫جِهَد‪ ،‬ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل‪ ،‬ثم رجع ولم يكن فتح‪ ،‬وقد ُ‬ ‫وقد ُ‬
‫ب ال ورسوله‪ ،‬يفتح ال على يده‪ ،‬ليس‬ ‫ل يح ّ‬‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬لعطين الراية غدًا رج ً‬
‫بفرار" ‪ .‬قال سلمة‪ :‬فدعا رسول ال علّيا رضي ال غنه وهو أرمد فتفل في عينيه‪ ،‬ثم قال‪" :‬خذ هذه‬
‫الراية فامض بها حتى يفتح ال عليك" ‪ ،‬قال يقول سلمة‪ :‬فخرج وال بها يهرول هرولة وإنا لخلفه‬
‫ضم ‪ 1‬من حجارة تحت الحصن‪ ،‬فاطلع إليه يهودي من رأس‬ ‫نبتع أثره حتى ركز رأيته في َر ْ‬
‫ي بن أبي طالب"‪ ،‬قال‪ :‬فقال اليهودي‪" :‬غلبتم وما أنزل ال‬ ‫الحصن‪ ،‬قال‪" :‬من أنت؟"‪ ،‬قال‪" :‬أنا عل ّ‬
‫على موسى عليه السلم"‪ .‬أو كما قال‪ ،‬قال‪ :‬فما رجع حتى فتح ال على يديه رضي ال غنه"‪.2‬‬
‫ل من بني سليم كبير السن كان ممنأدرك أبا ذّر بالربذة ‪ 4‬بيناهو قاعد‬ ‫وفيه عن الوليد ‪ : 3‬أن رج ً‬
‫يومًا في ذلك المجلس‪ ،‬وأبو ذر في المجلس‪ ،‬إذ ذكر‬
‫__________‬
‫ض في البنية‪) .‬القاموس ص ‪.(1439‬‬ ‫ضم‪ :‬صخور عظام ُيرضُم بعضها فوق بع ٍ‬ ‫‪ 1‬الّر ْ‬
‫‪ 2‬الروياني‪ :‬المسند جـ ‪ 2‬ق ‪ / 200‬ب‪ / 201 ،‬أ‪ ،‬والحارث‪ :‬المسند كما في بغية الباحث‬
‫‪ ،2/708‬وأبو نعيم‪ :‬الحلية ‪ ،1/62‬من طريق الحارث‪ ،‬ومداره على سفيان ابن فروة السلمي ذكره‬
‫ل‪) .‬الجرح ‪ .(2/219‬قال أبو نعيم‪" :‬هذا حديث غريب‬ ‫ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ول تعدي ً‬
‫ححه من حديث يزيد بن أبي عبيدة‪،‬‬ ‫من حديث بريدة عن أبيه في زيادات وألفاظ لم يتابع عليها‪ ،‬وص ّ‬
‫عن سلمة بن الكوع"‪ .‬وذكره البوصيري‪ :‬التحاف ‪ ،3/107‬وسكت عليه‪ ،‬وابن حجر‪ :‬المطالب‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ،4/1872‬عن‬ ‫العالية ‪ ،4/240‬وعزاه للحارث‪ .‬وأخرجه مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫سلمة بن الكوع وغيره‪ ،‬وذكره ابن حجر‪ :‬التلخيص ‪ .4/106‬وقال‪" :‬رواه مسلم من حديث سلمة‬
‫ل"‪.‬‬
‫بن الكوع مطو ً‬
‫‪ 3‬الوليد بن سويد يروي عن رجل من بني سليم عن أبي ذر‪ ،‬روى عن الزهري‪) .‬ابن حبان‪:‬‬
‫الثقات ‪.(7/550‬‬
‫‪ 4‬الربذة‪ :‬قرية قديمة واقعة على طريق حاج بغداد القديم‪ ،‬وقد خربت هذه القرية وأصبحت خالية‬
‫ل‪.‬‬
‫من السكان‪ ،‬وتسمى الن البركة لوجود بركة عامر فيها‪ ،‬وتبعد عن المدينة مئة وخمسين كي ً‬
‫)عالية نجد ‪ ،2/570‬معجم معالم الحجاز ‪.(4/2‬‬

‫) ‪(3/978‬‬

‫عثمان بن عفان‪ ،‬فقال السلمي‪" :‬فأنا أظن في نفس أبي ذر على عثمان معتبه لنزاله إياه بالّرَبَذة ‪،1‬‬
‫فلما ذكر له عثمان عرض له بعض أهل العلم بذلك‪ ،‬وهو يظن أن في نفسه عليه معتبة‪ ،‬فلما ذكره‬
‫قال‪" :‬ل تقل ‪ / 146] /‬أ[ في عثمان إلّ خيرًا فإني أشهد لقد رأيت منه نظرًا وشهدت منه مشهدًا ل‬
‫ل ألتمس خلوات النبي صلى ال عليه وسلم لسمع منه أو لخذ منه‪،‬‬ ‫أنساه حتى أموت‪ ،‬كنت رج ً‬
‫جرت ‪ 2‬يومًا من اليام‪ ،‬فإذا النبي صلى ال عليه وسلم قد خرج من بيته‪ ،‬فسألت عنه الخادم‬ ‫قال‪ :‬فه ّ‬
‫ت‪ ،‬فأتيته فهو جالس ليس عند أحد من الناس‪ ،‬وكان حينئٍذ أرى أنه في وحي‪،‬‬ ‫فأخبرني أنه في بي ٍ‬
‫فسلمت عليه فرّد السلم‪ ،‬وقال لي‪" :‬ما جاء بك؟" ‪ ،‬فقلت‪ :‬ال ورسوله‪ .‬فأمرني أن أجلس فجلست‬
‫إلى جنبه لسأله عن شيء ول يذكره لي فمكثت غير كبير ثم جاء أبو بكر مسرعًا فسلم عليه فرّد‬
‫ي ال ورسوله"‪ ،‬فأشار إليه أن اجلس‪ ،‬إلى ربوة‬‫عليه السلم‪ ،‬قال‪" :‬ما جاء بك؟" ‪ ،‬قال‪" :‬جاء ب َ‬
‫مقابل النبي صلى ال عليه وسلم الطريق بينه وبينها حتى إذا استوى جالسًا أشار بيده فجلس إلى‬
‫جنبي عن يميني‪ ،‬ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك‪ ،‬وقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم مثل ذلك‪،‬‬
‫وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة‪ ،‬ثم جاء عثمان فسلم فرّد السلم‪ ،‬وقال‪" :‬ما جاء بك؟" ‪،‬‬
‫ي ال ورسوله"‪ ،‬فأشار بيده وقعد ‪ 3‬إلى الربوة‪ ،‬ثم أشار بيده فجلس إلى جنب عمر‪،‬‬ ‫قال‪" :‬جاء ب َ‬
‫فتكلم النبي صلى ال عليه وسلم بكلمة ولم أفقه أّولها غير أنه قال‪" :‬قليل ما تبقين" ‪ .‬ثم قبض على‬
‫حصيات سبع أو تسع أو قريبًا من ذلك‪ ،‬فسبحن في يده"‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الصحيح أن أبا ذر نزل الربذة باختياره كما ثبت في الحديث‪.‬‬
‫ل شيء‪) .‬لسان العرب ‪.(5/255‬‬ ‫‪ 2‬الّتهجير‪ :‬التبكير والمباردة إلى ك ّ‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬وفقعد(‪.‬‬

‫) ‪(3/979‬‬

‫ف النبي صلى ال عليه وسلم ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني‬ ‫حتى سمع لها حنين كحنين النحل في ك ّ‬
‫ف النبي صلى ال عليه وسلم ثم أخذهن منه فوضعهن ‪1‬‬ ‫ف أبي بكر كما سّبحن في ك ّ‬ ‫فسّبحن في ك ّ‬
‫ف أبي بكر ثم أخذهن‬ ‫إلى الرض فخرسن‪ ،‬ثم ناولهن عمر فسّبحن في كّفه كما سّبحن في ك ّ‬
‫فوضعهن بالرض فخرسن"‪.2‬‬
‫طاب بعث بشر بن عاصم ‪ 3‬على الصدقات‪ ،‬فتخلف فخرج‬ ‫وفيه عن أبي وائل ‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫عمر رضي ال غنه بالمكيال والميزان ومعه درته‪ ،‬فلقي بشر بن عاصم فقال‪" :‬يا بشر ما ترى لنا‬
‫ق سمع ول طاعة؟"‪ ،‬قال‪" :‬بلى يا أمير المؤمنين"‪ ،‬قال‪" :‬ما يمنعك أن تخرج إلى سمعنا‬ ‫عليك ح ّ‬
‫خلة ‪ 4‬ول‬‫سْ‬‫وطاعتنا؟"‪ ،‬قال‪" :‬وكيف وهم يزعمون أنا نظلمهم؟"‪ ،‬قال‪" :‬وِلَم؟"‪ ،‬قال‪ :‬نحسب ا ل ّ‬
‫نأخذها منه"‪ ،‬قال‪" :‬نعم‪ .‬فاحسبها وإن جاء بها الراعي يحملها على كّفه‪ ،‬وأعلمهم أنا نترك لهم الّرّبا‬
‫‪5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬فوضهن(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬ضعيف لجهالة الوليد بن سويد وشيخه‪ .‬والحديث أخرجه من طريق آخر‪ ،‬خيثمة‪ :‬فضائل‬
‫الصحابة ق ‪ / 248‬ب‪ / 249 ،‬أ‪ ،‬والبيهقي‪ :‬دلئل النبوة ‪ ،6/64‬بنحوه وفي إسنادهما الُكديمي‬
‫وصالح بن أبي الخضر وهما ضعيفان‪) .‬التقريب رقم‪ ،(6419 ،2844 :‬وابن الجوزي‪ :‬العلل‬
‫ح‪ ،‬قال يحيى بن معين‪" :‬صالح بن أبي الخضر‬ ‫المتناهية ‪ ،202 ،1/201‬وقال‪" :‬هذا حديث ل يص ّ‬
‫ليس بشيء"‪ ،‬قال الدارقطني‪" :‬وقد روي من طريق آخر والحديث مضطرب"‪ .‬وأورده السيوطي‬
‫في الخصائص الكبرى ‪ ،2/74‬وعزاه للبزار والطبراني في الوسط وأبي نعيم والبيهقي‪.‬‬
‫ل لعمر‪) .‬الصابة ‪.(1/157‬‬ ‫‪ 3‬المخزومي‪ :‬صحابي‪ ،‬كان عام ً‬
‫سخلة‪ :‬تطلق على الذكر والنثى من أولد الضأن والمعز ساعة تولد‪ .‬والجمع سخال‪) .‬لسان‬ ‫‪ 4‬ال ّ‬
‫العرب ‪.(11/332‬‬
‫‪ 5‬الّرّبا‪ :‬التي تربي في البيت من الغنم لجل اللبن‪ .‬وقيل‪ :‬هي الشاة القريبة العهد بالولدة‪ ،‬وجمعها‪:‬‬
‫رباب ‪ -‬بالضم ‪) .-‬النهاية ‪.(2/180‬‬

‫) ‪(3/980‬‬
‫خض ‪ ،1‬والكولة ‪ ،2‬وفحل الغنم"‪ .‬قال‪" :‬يا عمر‪ ،‬وما سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫والَما ِ‬
‫وهو يحّدث‪" :‬من ولي للمسلمين سلطانًا أوقف يوم القيامة فإن كان محسنًا نجا" ‪ ،‬قال‪ :‬فانصرف‬
‫عنه عمر كئيبًا حزينًا‪ ،‬فلقيه أبو ذر‪ ،‬فقال‪" :‬يا عمر‪ ،‬أراك كئيبًا حزينًا؟"‪ ،‬وقال‪" :‬وما يمنعني وقد‬
‫سمعت بشر بن عاصم يحّدث بكذا وكذا‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم"‪ .‬قال أبو ذر‪" :‬أو ما سمعته‬
‫من النبي صلى ال عليه وسلم؟"‪ ،‬قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪" :‬أشهد ‪ / 146] /‬ب[ لسمعت رسول ال صلى ال‬
‫ل يلي المسلمين سلطانًا إلّ وقف يوم القيامة فإن كان محسنًا نجا" ‪،‬‬
‫عليه وسلم وهو يقول‪" :‬ما من وا ٍ‬
‫ي الحديثين أوجع قلبك يا عمر؟"‪ ،‬قال‪" :‬كل ]هما[‪ 3‬قد أحربني‪ ،‬فمن يأخذها بما فيها؟"‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فأ ّ‬
‫"من سلت ال أنفه وألصق خّده بالرض أما إنا ل نعلم إلّ خيرًا وعسى إن وليته من ل يقوم بما فيها‬
‫ل تنجو من إثمها"‪.4‬‬
‫وفي أحاديث الرافقي ‪ 5‬عن عبد ال قال‪" :‬صليت مع النبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر‬
‫ل عند افتتاح الصلة"‪.6‬‬ ‫فلم يرفعوا أيديهم إ ّ‬
‫__________‬
‫ل حامل ضربها الطلق‪) .‬لسان العرب ‪.(7/228‬‬ ‫‪ 1‬الماخض‪ :‬ك ّ‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬الكلة(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وفي لسان العرب ‪) :11/21‬الكولة‪ :‬التي تسمن للكل(‪.‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬لم أجده فيما تبقى من مسند الّروياني‪ .‬والحديث أخرجه الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،2/39‬وفي‬
‫إسناده سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪ .(2692 :‬وقال الهيثمي في‪ :‬مجمع الزوائد‬
‫‪" :5/206‬رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك"‪ .‬وابن أبي شيبة‪ :‬المصنف‬
‫‪ ،12/217‬من طريق آخر بنحوه‪ ،‬وإسناده منقطع بين محّمد الراسبي وبشر بن عاصم‪ .‬وأورده ابن‬
‫حجر في الصابة ‪.1/157‬‬
‫‪ 5‬محّمد بن أحمد الّرافقي‪ ،‬من القرن الّرابع‪) .‬المنتخب من مخطوطات الحديث ص ‪.(285‬‬
‫‪ 6‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 12‬أ‪ ،‬وفي إسناده محّمد بن جابر الحنفي‪ ،‬صدوق ذهبت كتبه فساء‬
‫حفظه وخلط كثيرًا‪ ،‬وعمي فصار يلقن‪) .‬التقريب رقم‪.(5776 :‬‬

‫) ‪(3/981‬‬

‫وعن السود ‪ 1‬عن عمر‪ :‬أنه رفع يديه في أّول تكبيره ثم لم يعد ‪.2‬‬
‫وعن أنس‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون القراءة بـ‪} :‬الحَْمُد ل‬
‫ب الَعالِمين{ ‪.3‬‬ ‫ر ّ‬
‫سِم‬
‫وفي رواية‪ :‬صليت خلف النبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم يجهروا بـ‪ِ} :‬ب ْ‬
‫حيِم{ ‪.4‬‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫ال الّر ْ‬
‫حيِم{ ‪.5‬‬ ‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫سِم ال الّر ْ‬‫وفي رواية أن النبي صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يخفون }ِب ْ‬
‫حيِم{ ‪.7‬‬‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫سِم ال الّر ْ‬
‫وفي رواية‪ :‬قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكّلهم ل يقرأ ‪ِ} 6‬ب ْ‬
‫ي فلم‬‫وفي رواية‪ :‬خلف النبي صلى ال عليه وسلم وخلف أبي بكر خلف عمر خلف عثمان خلف عل ّ‬
‫حيِم{ ‪.8‬‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫سِم ال الّر ْ‬
‫أسمع أحدًا منهم يجهر بـ‪ِ} :‬ب ْ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬السود بن يزيد النخعي‪ ،‬ثقة مكثر فقيه‪ ،‬توفي سنة أربع ‪ -‬أو خمس ‪ -‬وسبعين‪) .‬التقريب ص‬
‫‪.(111‬‬
‫‪ 2‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 12‬أ‪ ،‬وفيه سيار بن نصر لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 3‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 13‬أ ‪ -‬ب‪ ،‬والبخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب صفة الصلة ‪ ،1/259‬رقم‪:‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الصلة ‪ ،1/299‬رقم‪.399 :‬‬ ‫‪ ،710‬ومسلم‪ :‬ال ّ‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الصلة ‪ ،1/299‬رقم‪،399 :‬‬ ‫‪ 4‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 13‬ب‪ ،‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫والبيهقي‪ :‬السنن‪.2/51 :‬‬
‫‪ 5‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 13‬ب‪.‬‬
‫‪ 6‬المراد‪ :‬ل يقرأ بها جهرًا‪.‬‬
‫لعي‪ ،‬ضعيف‪.‬‬ ‫‪ 7‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 14‬أ‪ ،‬وإسناده ضعيف‪ ،‬فيه عمرو بن أبي عمر الَك َ‬
‫)التقريب رقم‪ .(4953 :‬والبيهقي‪ :‬السنن‪ ،52 ،2/51 :‬من طريق آخر عن أنس وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 8‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪/15‬أوفي إسناده انقطاع‪ ،‬وعامر بن شريح لم أجد له ترجمة‪.‬‬

‫) ‪(3/982‬‬

‫ن{ ‪.2‬‬‫ك‪َ 1‬يْوِم الّدي ِ‬‫وفي رواية‪ :‬وكلهم قرأها‪َ} :‬ماِل ِ‬


‫سِم ال‬
‫ي بن أبي طالب كانا ل يجهران بـ‪ِ} :‬ب ْ‬ ‫طاب وعل ّ‬ ‫وروي عن أبي وائل‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫حيِم{ ‪.3‬‬ ‫ن الّر ِ‬‫حَم ِ‬
‫الّر ْ‬
‫حيِم{ قال‪:‬‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫سِم ال الّر ْ‬
‫ل يقرأ }ِب ْ‬
‫وعن ابن عبد ال بن مغفل ‪ 4‬قال‪" :‬كان أبي إذا سمع رج ً‬
‫سِم‬
‫"صليت خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ }ِب ْ‬
‫حيِم{ ‪.5‬‬ ‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫ال الّر ْ‬
‫وروي عن أبي هريرة قال‪" :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬دية المسلم واليهودي‬
‫والنصراني سواء" ‪ ،‬وكان على عهد أبي بكر كذلك‪ ،‬وكان على عهد عمر كذلك‪ ،‬فلما صار المر‬
‫إلى معاوية صيره إلى النصف من دية المسلم"‪.‬‬
‫قال الوليد ‪ 6‬عن الوزاعي‪" :‬فلما استخلف عمر بن عبد العزيز رّد المر‬
‫__________‬
‫‪ 1‬وقرأ بها من السبعة‪ :‬عاصم والكسائي‪ ،‬ومن الثلثة‪ :‬يعقوب وخلف في اختياره‪.‬‬
‫ن{ قرأ بها الباقون‪) .‬البدور الزاهرة ص ‪ ،13‬إتحاف فضلء البشر‬ ‫ك َيْوِم الّدي ِ‬
‫والقراءة الّثانية‪َ} :‬مَل ِ‬
‫بالقراءات الربعة عشر ‪.(1/363‬‬
‫حميسي‬‫‪ 2‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 16‬أ‪ ،‬وإسناده ضعيف فيه خازم بن الحسين أبو إسحاق ال ُ‬
‫ضعيف‪) .‬التقريب رقم‪.(1614 :‬‬
‫‪ 3‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 16‬ب‪ ،‬وإسناده ضعيف فيه سعيد بن المرزبان ضعيف مدلس وقد‬
‫عنعن‪.‬‬
‫‪ 4‬يزيد بن عبد ال بن مغفل المزني‪) .‬التقريب ص ‪.(695‬‬
‫‪ 5‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ / 14‬ب‪ ،‬وعبد الرزاق‪ :‬المصنف ‪ ،2/88‬وابن ماجه‪ :‬السنن ‪،1/267‬‬
‫والترمذي‪ :‬السنن ‪ ،13 ،1/12‬وحسّنه‪ .‬وجميعهم عن ابن عبد ال بن مغفل‪ .‬ذكره ابن أبي حاتم‬
‫وسكت عنه‪) .‬الجرح والتعديل ‪ .(3249‬قال الزيعلي في نصب الراية ‪" :1/332‬قال النووي في‬
‫الخلصة‪" :‬وقد ضّعف الحفاظ هذا الحديث وأنكروا على الترمذي تحسينه‪ ،‬كابن ماجه وابن عبد‬
‫البّر والخطيب‪ ،‬وقالوا‪" :‬إن مداره على ابن عبد ال بن مغفل‪ ،‬وهو مجهول"‪ .‬وضّعفه اللباني في‬
‫ضعيف سنن ابن ماجه ص ‪.(64 ،63‬‬
‫‪ 6‬الوليد بن مسلم القرشي مولهم‪.‬‬

‫) ‪(3/983‬‬

‫إلى القضاء الّول"‪.1‬‬


‫وفي أحاديث أحمد بن ملك القطيعي ‪ 2‬عن ُزهرة بن معبد ‪ 3‬عن جّده ‪ 4‬قال‪" :‬كنا مع رسول ال‬
‫ب إليّ من ك ّ‬
‫ل‬ ‫طاب فقال‪" :‬وال لنت يا رسول ال أح ّ‬ ‫صلى ال عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخ ّ‬
‫نفس إل نفسي"‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده ل يؤمن أحُدكم حتى أكون‬
‫ي من نفسي‪ .‬فقال رسول ال‬ ‫ب إل ّ‬
‫ب إليه من نفسه "‪ .‬قال عمر رضي ال غنه‪ :‬فأنت الن وال أح ّ‬ ‫أح ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬فالن يا عمر" ‪ / 147] / .5‬أ[‪.‬‬
‫وفي )مسند الّروياني( وغيره ع ن عمران بن حصين؛ "أن امرأة أتت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫حْبَلى"‪ ،‬فدعا النبي صلى ال عليه وسلم ولّيها وقال‪" :‬أحسن إليها‪ ،‬فإذا‬ ‫فقالت‪" :‬إنها زنت وهي ُ‬
‫شّكت ‪ 6‬عليها‬‫وضعت فجئ بها" ‪ ،‬فلما وضعت جاء بها فأمر بها النبي صلى ال عليه وسلم َف ُ‬
‫طاب‪" :‬يا نبي ال‬ ‫ثيابها‪ ،‬ثم َأَمَر بها فُرجمت‪ ،‬ثم أمرهم فصلوا عليها‪ ،‬ثم دفنوها‪ ،‬فقال عمر بن الخ ّ‬
‫صّلي عليها وقد زنت؟"‪ ،‬فقال‪" :‬لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسَعْتهم وهل‬ ‫ُت َ‬
‫وجدت ]توبة‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الرافقي‪ :‬جزء الرافقي ق ‪ /20‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬وفي إسناده الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن‪.‬‬
‫‪ 2‬أحمد بن جفعر بن حمدان بن مالك القطيعي‪.‬‬
‫‪ 3‬زهرة بن معبد بن عبد ال بن هشام القرشي التيمي‪ ،‬المدني‪ ،‬ثقة عابد‪ ،‬توفي سنة سبع وعشرين‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬خمس وثلثين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(217‬‬
‫‪ 4‬عبد ال بن هشام‪.‬‬
‫‪ 5‬لم أجده فيما تبقى من أحاديث القطيعي‪ .‬والحديث أخرجه أحمد‪ :‬المسند ‪ ،5/293‬وفي إسناده عبد‬
‫ال بن لهيعة وهو ضعيف‪ .‬وقد تابعه عليه متابعة تامة حيوة عند البخاري فيكون إسناده حسنًا‬
‫لغيره‪.‬‬
‫ظَمت وُزّرت عليها بشوكة أو خلل‪) .‬النهاية‬ ‫جمعت عليها وُلّفت لئل تنكشف كأنها ُن ِ‬‫‪ 6‬شكت‪ :‬أي‪ُ :‬‬
‫‪.(2/495‬‬

‫) ‪(3/984‬‬

‫أفضل[‪ 1‬من أن جادت بنفسها ل؟" ‪.2‬‬


‫وفي الصحيح عن عبد ال بن هشام قال‪" :‬كنا مع النبي صلى ال عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن‬
‫ل نفسي"‪ .‬فقال النبي صلى ال‬ ‫ل شيء إ ّ‬ ‫ي من ك ّ‬
‫ب إل ّ‬
‫طاب‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬يا رسول ال لنت أح ّ‬‫الخ ّ‬
‫ب إليك من نفسك" ‪ .‬فقال له عمر‪" :‬فإنه الن‪ ،‬وال‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ل‪ ،‬والذي نفسي بيده حتى أكون أح ّ‬
‫ب إلى من نفسي"‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬الن يا عمر" ‪.3‬‬ ‫لنت أح ّ‬
‫وفي أخبار عمر بن عبد العزيز للجري ‪ 4‬عن مجاهد قال‪" :‬المهادي سبعة مضى خمسة وبقي‬
‫ي‪ ،‬وعمر بن العزيز"‪.6‬‬ ‫اثنان"‪ .‬قال‪ :‬خارجة ‪" :5‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعل ّ‬
‫ي‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز"‪.7‬‬ ‫وقال سفيان الثوري‪" :‬الخلفاء خمسة‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعل ّ‬
‫وفي الصحيحين عن محّمد بن المنكدر قال‪" :‬رأيت جابر بن عبد ال‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬كتاب الحدود‬ ‫‪ 2‬الّروياني‪ :‬المسند جـ ‪ / 1‬ق ‪ / 27‬ب‪ ،‬وإسناده صحيح‪ ،‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫‪ ،3/1324‬رقم‪.1696 :‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب اليمان والنذور ‪ ،6/2446‬رقم‪ ،6457 :‬وانظر‪ :‬ص ‪،221‬‬
‫‪1165 ،1148‬‬
‫‪ 4‬محّمد بن الحسين البغدادي الجري الحنبلي‪ ،‬صاحب المصنفات المفيدة‪) :‬الشريعة(‪) ،‬الرؤية(‪،‬‬
‫وغيرهما‪ ،‬توفي سنة سّتين وثلث مئة‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،2/243‬سير أعلم النبلء ‪.(16/133‬‬
‫ن ابن معين كّذبه‪،‬‬
‫سرخسي‪ ،‬متروك‪ ،‬وكان يدلس عن الكّذابين‪ ،‬ويقال‪ :‬إ ّ‬ ‫‪ 5‬خارجة بن ُمعصب ال ّ‬
‫توفي سنة ثمان وستين ومئة‪) .‬التقريب ص ‪.(186‬‬
‫‪ 6‬الجري‪ :‬أخبار عمر بن عبد العزيز ص ‪.51‬‬
‫‪ 7‬أبو داود‪ :‬السنن ‪.207 ،4/206‬‬

‫) ‪(3/985‬‬
‫يحلف بال أن ابن صياد الّدجال فقلت‪ :‬تحلف بال؟ قال‪" :‬إني سمعت عمر رضي ال غنه يحلف‬
‫على ذلك عند النبي صلى ال عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى ال عليه وسلم"‪.1‬‬
‫وفي )فضائل الصحابة( لبراهيم بن عبد الرحمن المقدسي عن جعفر بن محّمد عن أبيه عن جّده‬
‫ل ال‪ ،‬محّمد رسول ال أبو بكر‬ ‫عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬مكتوب على العرش‪ :‬ل إله إ ّ‬
‫صّديق‪ ،‬عمر الفاروق‪ ،‬عثمان ذو الّنورين‪ ،‬يقتل مظلومًا"‪.2‬‬ ‫ال ّ‬
‫ل مكتوب على ورقها ‪ 4‬ل إله إ ّ‬
‫ل‬ ‫وفي جزء ابن الغوري ‪ 3‬عن ابن عباس‪" :‬ما في الجنة شجرة إ ّ‬
‫صّديق‪ ،‬عمر الفاروق‪ ،‬عثمان ذو الّنورين"‪.5‬‬ ‫ال‪ ،‬محّمد رسول ال‪ ،‬أبو بكر ال ّ‬
‫__________‬
‫صحيح‪،‬‬ ‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب العتصام بالكتاب والسنة ‪ ،6/2677‬رقم‪ ،6922 :‬مسلم‪ :‬ال ّ‬
‫كتاب الفتن وأشراط الساعة ‪ ،4/2243‬رقم‪.2929 :‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم المقدسي‪ :‬فضائل الصحابة ق ‪ / 308‬أ‪ ،‬وابن الجوزي‪ :‬الموضوعات ‪ ،1/337‬وقال‪:‬‬
‫ح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر الصوفي ومحّمد ابن مجيب‬ ‫"هذا حديث ل يص ّ‬
‫كذابان‪ ،‬قاله يحيى بن معين"‪ .‬وابن عراق‪ :‬تنزيه الشريعة ‪ ،1/351‬وقال‪" :‬فيه أبو بكر عبد‬
‫الرحمن ومحّمد بن مجيب‪ ،‬قلت‪ :‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬المتهم به عبد الرحمن"‪.‬‬
‫‪ 3‬محّمد بن أحمد الغوري‪ ،‬له مجلس من أماليه‪ ،‬توفي سنة تسع وثلثين ومئتين‪) .‬تبصير المنتبه‬
‫‪ ،3/1061‬توضيح المشتبه ‪.(6/444‬‬
‫‪ 4‬في الصل " وقها " وهو تحريف ‪.‬‬
‫‪ 5‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،11/76‬ابن حبان‪ :‬المجروحين ‪ ،2/116‬ابن الجوزي‪ :‬الموضوعات‬
‫ي ابن جميل كان يضع الحديث ل‬ ‫‪ ،1/337‬وقال‪" :‬قال أبو حاتم بن حبان‪" :‬هذا باطل موضوع وعل ّ‬
‫ي‪ ،‬وعلي‬ ‫ت بهذا الحديث عن جرير غير عل ّ‬ ‫ل الرواية عنه بحال"‪ .‬وقال أبو أحمد بن عيد‪" :‬لم يأ ِ‬
‫تح ّ‬
‫يحّدث بالبواطيل عن ثقات الناس فيسرق السرق"‪ .‬وابن عراق‪ :‬تنزيه الشريعة ‪ ،1/350‬وعزاه‬
‫ي بن جميل‪ ،‬وسرقه منه معروف بن أبي معروف البلخي‪ ،‬أخرجه‬ ‫للطبراني وقال‪" :‬من طريق عل ّ‬
‫ابن عدي‪ ،‬وقال‪" :‬معروف هذا غير معروف"‪.‬‬

‫) ‪(3/986‬‬

‫وفي )فضائل الصحابة( لبي خيثمة ‪ 1‬قال‪ :‬أمر المغيرة بن شعبة صعصعة بن صوحان ‪ 2‬أن‬
‫يخطب الناس قال‪" :‬فتكلم فحمد ال وأثنى عليه‪ ،‬فقال‪" :‬إن ال عزوجل بعث محّمدا صلى ال عليه‬
‫جواّد‪ ،3‬فبّلغ ما أرسل به‪ ،‬قال‪ :‬فذكر حين قبضه ال عزوجل‬ ‫وسلم حين درست الثار‪ ،‬وتهدمت ال َ‬
‫واستخلف أبو بكر فأقام المصحف وورث الكللة‪ ،‬وكان قوّيا في أمر ال عزوجل ‪/147]/‬ب[ ثم‬
‫قبض أبو بكر ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬يعني ‪ 4‬فولي عمر فمصر المصار‪ ،‬وفرض العطاء فكان قوّيا في أمر‬
‫ال ثم قبض عمر‪ ،‬واجتمع الناس على عثمان فكانت ‪ 5‬خلفته فزرًا‪ 6‬وقبله مدرًا‪ 7‬رحمه ال‪ .‬قال‬
‫المغيرة‪" :‬انظروا ما يقول"‪ ،‬قال‪" :‬أنت أمرتني أن أخطب فخطبت‪ ،‬وأمرتني أن أجلس فجلست"‪.8‬‬
‫ل انطلق‬
‫وفي حديث أبي الحارث الليث بن سعد عن عراك ‪ 9‬أن رج ً‬
‫__________‬
‫‪ 1‬هكذا في الصل‪ ،‬ولعله خيثمة بن سليمان القرشي الطرابلسي‪ ،‬مؤلف‪) :‬فضائل الصحابة(‪ ،‬توفي‬
‫سنة ثلث وأربعين وثلث مئة‪) .‬سير أعلم النبلء ‪ ،15/412‬تذكرة الحفاظ ‪.(3/858‬‬
‫‪ 2‬العبدي‪ ،‬تابعي كبير‪ ،‬مخضرم‪ ،‬ثقة‪ ،‬توفي في خلفة معاوية‪) .‬التقريب ص ‪.(276‬‬
‫جواّد‪ :‬الطرق‪ ،‬واحدها‪ :‬جادة‪ .‬وهي سواء الطريق‬ ‫‪ 3‬في الصل‪) :‬الجدار(‪ ،‬وهو تحريف‪ .‬وال َ‬
‫ووسطه‪) .‬النهاية ‪.(1/245‬‬
‫‪ 4‬هكذا في الصل‪.‬‬
‫‪ 5‬في الصل‪) :‬فكان(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 6‬الفزر‪ :‬الشقوق‪ ،‬وتفّزر الثوب والحائط‪ :‬تشقق وتقطع وبلي‪) .‬لسان العرب ‪.(5/53‬‬
‫‪ 7‬الَمَدر‪ :‬قطع الطين اليابس‪ ،‬وفي حديث جابر‪) :‬ثم مداره(‪ ،‬أي‪ :‬طيناه وأصلحاه بالمدر‪ ،‬وهو‬
‫الطين المتماسك‪ ،‬لئل يخرج منه الماء‪) .‬لسان العرب ‪.(5/162‬‬
‫‪ 8‬لم أجده فيما تبقى من فضائل الصحابة لخيثمة‪.‬‬
‫عراك بن مالك الغفاري‪ ،‬المدني‪ ،‬ثقة فاضل‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬توفي في خلفة يزيد بن عبد الملك‪.‬‬‫‪ِ 9‬‬
‫)التقريب ص ‪.(388‬‬

‫) ‪(3/987‬‬

‫إلى البحرين‪ ،‬فقالت له أمرأته‪" :‬انطلق بوليدتي هذه فبعها"‪ ،‬فأشهد على قولها نفرًا من المسلمين‪،‬‬
‫فلما قدم البحرين وقفها في السوق حتى إذا انتهى ثمنها أشهد نفرًا من المسلمين أني قد أخذتها لنفسي‬
‫بهذا الثمن‪ ،‬وأن الرجل لما قدم إلى أهله‪ ،‬وعلمت أنه قد اشتراها أتت عمر رضي ال غنه فقالت‪:‬‬
‫ن كنت صدقت لرجمّنه"‪ .‬فأقام البّينة أّنها أمرأته‬ ‫"إن زوجي قد وقع على وليدتي"‪ ،‬قال‪" :‬وال َلِئ ْ‬
‫ببيعها وأقام البّينة أنه وقفها في السوق حتى انتهى ثمنها ثم ابتاعها‪ ،‬فجلدها الحّد"‪.1‬‬
‫وفي مجلس أبي مخلد العطار ‪ 2‬عن جابر بن عبد ال قال‪" :‬رأيت نبي ال صلى ال عليه وسلم أكل‬
‫ضأ‪ ،‬ثم رأيت أبا بكر بعد النبي صلى ال عليه وسلم أكل‬ ‫ست النار ثم صلى ولم يتو ّ‬‫طعامًا مما م ّ‬
‫طاب من بعد أبي بكر ‪ -‬يعني‪ :‬أكل‬ ‫ضأ‪ ،‬ورأيت عمر بن الخ ّ‬ ‫ست النار ثم صّلى ولم يتو ّ‬
‫طعامًا مما م ّ‬
‫ضأ"‪.3‬‬ ‫طعامًا مما مست النار‪ ،‬ثم صّلى ولم يتو ّ‬
‫وفي )الربعين( لصلح الدين أبي بكر أحمد بن الُمقّرب ‪ 4‬عن ابن عباس‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده‪.‬‬
‫‪ 2‬محّمد بن مخلد بن حفص‪ ،‬الدوري ثم البغدادي‪ ،‬مأمون‪ ،‬توفي سنة إحدى وثلثين وثلث مئة‪.‬‬
‫)تاريخ بغداد ‪ ،3/310‬سير أعلم النبلء ‪.(15/256‬‬
‫‪ 3‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،1/47‬وأحمد‪ :‬المسند ‪ ،3/307‬وأبو داود‪ :‬السنن ‪ ،1/49‬مختصرًا‪،‬‬
‫ححه أحمد شاكر في تعليقه على‬ ‫والترمذي‪ :‬السنن ‪ ،1/116‬بنحوه‪ ،‬وقال‪" :‬حسن صحيح"‪ .‬وص ّ‬
‫الترمذي ‪ ،1/116‬رقم‪ ،80 :‬واللباني صحيح سنن الترمذي ‪ ،1/25‬وصحيح ابن أبي داود رقم‪:‬‬
‫‪.185‬‬
‫‪ 4‬أحمد بن الُمقّرب البغدادي الكرخي‪ ،‬شيخ دين كّيس‪ ،‬صحيح السماع‪ ،‬نسخ الجزاء‪ ،‬وله أصول‬
‫حسنة‪ ،‬توفي سنة ثلث وسّتين وخمس مئة‪) .‬سير أعلم النبلء ‪ ،20/473‬شذرات الذهب‬
‫‪.(4/208‬‬

‫) ‪(3/988‬‬

‫طاب رضي ال غنه‬ ‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم عشية عرفة ونظر إلى عمر بن الخ ّ‬
‫فتبسم فقال‪" :‬يا عمر هل تدري لم تبسمت إليك؟" قال‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪" :‬إن رّبك عزوجل‬
‫باهى بأصحابي عشية عرفة وباهى بك خاصة" ‪.1‬‬
‫وفي مسند المام أحمد عن عبد ال بن رباح ‪ 2‬عن رجل من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم صّلى العصر‪ ،‬فقام رجل يصّلي فرآه عمر فقال له‪" :‬اجلس فإنما‬
‫أهلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلتهم فصل"‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أحسن ابن‬
‫الخطاب" ‪.3‬‬
‫ل ضرب‪/148]/‬أ[الحّد غائبًا عنه ‪.4‬‬ ‫وفي الصحيح‪ :‬أن عمر أمر رج ً‬
‫ب ‪ -‬يعني‪ :‬في الحّد ‪ -‬ثم لم تزل تلك‬‫وقال ابن شهاب‪" :‬أخبرني عروة بن الزبير‪ :‬أن عمر غّر َ‬
‫السنة"‪.5‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الطبراني‪ :‬المعجم الكبير ‪ ،1/182‬وإسناده ضعيف لجل ارشدين بن سعد‪ ،‬كان صالحًا في دينه‬
‫فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث"‪) .‬التقريب رقم‪ ،(1942 :‬قال الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد‬
‫‪" :9/70‬وفيه رشدين بن سعد‪ ،‬وهو مختلف في الحتجاج به"‪ .‬وابن الجوزي‪ :‬العلل المنتاهية‬
‫ح‪ ،‬قال ابن حبان‪" :‬موسى بن عبد الرحمن دجال يضع الحديث"‪.‬‬ ‫‪ ،1/192‬وقال‪" :‬هذا حديث ل يص ّ‬
‫‪ 2‬النصاري‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬قتلته الزارقة‪) .‬التقريب ص ‪.(302‬‬
‫‪ 3‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،5/369‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المحاربين ‪ ،6/2515‬تعليقًا‪ ،‬ووصله سعيد بن منصور في سننه كما‬
‫في فتح الباري ‪ ،12/186‬قال الحافظ ابن حجر‪" :‬وقد ورد ذلك عن عمر في عدة آثار منها ما‬
‫أخرجه سعيد بن منصور بسند صحيح"‪.‬‬
‫‪ 5‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المحاربين ‪ ،6/2507‬رقم‪ ،6444 :‬قال الحافظ في فتح الباري‬
‫‪" :12/158‬قال ابن شهاب‪ :‬هو موصول بالسند المذكور"‪ .‬أي‪ :‬السند الذي قبله‪.‬‬

‫) ‪(3/989‬‬

‫وقال البخاري‪" :‬لم يعاقب عمر صاحب الظبي"‪.1‬‬


‫ل قتل ظبيًا وهو محرم فاستفتى عمر‪ ،‬فأوجب عليه شاة ولم يعاقبه بشيء واسم الرجل‪:‬‬ ‫وذلك أن رج ً‬
‫قبيصة بن جابر ‪.2‬‬
‫سّني عن عثمان بن مظعون قال‪" :‬كنا جلوسًا عند رسول ال صلى‬ ‫وفي )الخوة والخوات(‪ ،‬لبن ال ّ‬
‫طاب فقال‪" :‬هذا غلق الفتنة" ‪ ،‬وأشار إليه بيده‪ ،‬وقال‪" :‬ل يزال‬
‫ال عليه وسلم فمّر به عمر بن الخ ّ‬
‫بينكم وبين الفتنة بابًا شديدًا مغلقًا ما دام هذا بين أظهركم" ‪.3‬‬
‫صْعب بن جّثامة ‪ :4‬أنه كان تزوج امرأة أخيه محلم بن جثامة ‪5‬‬ ‫سّني عن ال ّ‬ ‫وفي )الخوة(‪ ،‬لبن ال ّ‬
‫طاب فاعتزل الصعب امرأته قال‪:‬‬ ‫بعد أخيه ولها منه غلم فتوفي ابن أخيه في زمن عمر بن الخ ّ‬
‫فذكر لعمر بن الخطاب قال‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬ما حملك على اعتزالك امرأتك مذ توفي ابنها؟"‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"كرهت أن أدخل في رحمها ‪ 6‬من ل حق له في الميراث"‪ .‬قال له عمر‪" :‬أنت الرجل يهدى للرشد‪،‬‬
‫وتوفق له"‪ ،‬ثم كتب بذلك إلى الجناد من كان تحته امرأة ولها‬
‫__________‬
‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب المحاربين ‪ ،6/2500‬تعليقًا ووصله سعيد بن منصور في سننه كما‬
‫في فتح الباري ‪ ،12/132‬قال الحافظ‪" :‬ووصله سعيد بن منصور بسند صحيح"‪.‬‬
‫‪ 2‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري ‪.12/132‬‬
‫‪ 3‬البزار‪ :‬كما في كشف الستار ‪ ،3/176‬والهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،9/72‬وقال‪" :‬رواه الطبراني‬
‫والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم‪ ،‬ويحيى بن متوكل ضعيف"‪ .‬وابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق جـ ‪ /13‬ق‬
‫‪.23‬‬
‫‪ 4‬الليثي‪ ،‬صحابي‪ ،‬عاش إلى خلفة عثمان‪) .‬التقريب ص ‪.(276‬‬
‫‪ 5‬الليثي‪ ،‬قيل‪ :‬إنه مات في حياة النبي صلى ال عليه وسلم ودفن فلفظته الرض مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫)الصابة ‪.(6/49‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬حمها(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/990‬‬

‫ولد من غيره ثم توفي ولدها فل يقّربّنها حتى يستبرئ رحمها"‪.1‬‬


‫طاب فقال‪" :‬إن أخوف ما أخاف‬ ‫وفي )جزء أبي الجهم(‪ 2‬عن ابن عباس قال‪" :‬خطبنا عمر بن الخ ّ‬
‫عليكم تغير الزمان‪ ،‬وزيغة عالم‪ ،‬وجدال منافق بالقرآن‪ ،‬وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم"‪.3‬‬
‫وفي )صحيح البخاري( عن صفية بنت أبي عبيد‪ :‬أن عبدًا من رقيق المارة وقع على وليدة من‬
‫ضها‪ ،‬فجلده عمر الحّد ونفاه‪ ،‬ولم يجلد الوليدة من أجل أنه استكرهها ‪.4‬‬
‫الخمس‪ ،‬فاستكرهها حتى اْفَت ّ‬
‫وفي )مسند الّروياني( عن عامر الشعبي قال‪" :‬كان رجلن من النصار أخوان في داٍر‪ ،‬فغزا‬
‫أحدهما في جيش من جيوش المسلمين وبقي الخر‪ ،‬قال‪ :‬فأتت الشاهد امرأته‪ ،‬فقالت‪" :‬هل لك في‬
‫ل متكئًا تنتف له دجاجة‬
‫امرأة أخيك عندها رجل"‪ .‬فلم تزل به حتى رقته على سلم فاطلع فرأى رج ً‬
‫وهو يقول‪:‬‬
‫وأشعث غره السلم مني ‪ ...‬خلوت بعرسه ليل التمام‬
‫أبيت على ترائبها ‪ 5‬ويمسي ‪ ...‬على أدماء ‪ 6‬مشرفة الحزام‬
‫__________‬
‫‪ 1‬لم أجده‪.‬‬
‫‪ 2‬العلُء بن موسى الباهلي البغدادي‪ ،‬صاحب ذلك الجزء العالي‪ ،‬توفي سنة ثمان وعشرين ومئتين‪.‬‬
‫)تاريخ بغداد ‪ ،12/240‬سير أعلم النبلء ‪.(10/526‬‬
‫‪ 3‬أبو الجهم‪ :‬جزء الجهم ق ‪ / 64‬أ‪ ،‬وإسناده ضعيف لجل مجالد بن سعيد‪ ،‬وقد سبق تخريجه ص‬
‫‪.850‬‬
‫‪ 4‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الكراه ‪ ،6/2548‬تعليقًا‪ ،‬ووصله أبو القاسم البغوي كما في فتح‬
‫الباري ‪.12/322‬‬
‫‪ 5‬الترائب‪ :‬موضع القلدة من الصدر‪) .‬لسان العرب ‪.(1/230‬‬
‫‪ 6‬الدمة في البل‪ :‬البياض الشديد‪ .‬يقال‪ :‬بعير آدم وناقة أدماء‪) .‬لسان العرب ‪.(12/12‬‬

‫) ‪(3/991‬‬

‫كأن مجامع الّربلت ‪ 1‬منها ‪ ...‬ثماٌم‪ 2‬قد جمعن إلى ثمام‬


‫ل كان عنده ‪/ 148] /‬‬ ‫قال‪ :‬فَنزل إليه فقتله قال‪ :‬فقام عمر خطيبًا حين أصبح فقال‪" :‬أنشد ال رج ً‬
‫ب[ من هذا القتيل علم لما قام"‪ ،‬قال‪ :‬فقام الرجل فقال‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬عندي منه علم"‪ .‬قال‪:‬‬
‫صة‪ ،‬فقال عمر‪" :‬أبعده ال"‪.3‬‬ ‫ص عليه الق ّ‬
‫فق ّ‬
‫وفيه عن صفية بنت بحرة ‪ :4‬أن خداش ‪ 5‬استوهب من رسول ال صلى ال عليه وسلم صحفة‬
‫طاب إذا جاءنا سألنا فأخرجناها له‪ ،‬وملناها من ماء زمزم‪ ،‬فشرب منها‬ ‫قالت‪ :‬فكان عمر بن الخ ّ‬
‫وغسل وجهه‪ ،‬فعدا علينا سارق فسرقنا وسرقها فيما سرق‪ ،‬فجاءنا عمر فسألنا عنها فأخبرناه أنها‬
‫سرقت فضرب بإحدى يديه على الخرى وقال‪" :‬ل أبوه سرق ‪ 6‬صحفة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" .‬قال‪ :‬فسمعته ما سبه ول لعنه حتى انصرف"‪.7‬‬
‫وفي )معجم أبي يعلى الموصلي(‪ 8‬وغيره عن محّمد بن كعب القرظي‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الّربلت‪ :‬أصول الفخاذ‪) .‬لسان العرب ‪.(11/263‬‬
‫‪ 2‬الّثمام‪ :‬نبت معروف في البادية ول تجهده النعم إلّ في الجدوبة‪) .‬لسان العرب ‪.(12/80‬‬
‫‪ 3‬لم أجده في مسند الروياني‪ ،‬والثر في ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،9/404‬وفيه انقطاع بين‬
‫الشعبي وعمر‪ ،‬الشعبي لم يدرك خلفة عمر‪ ،‬ولم يصرح بمن روى عنه‪ .‬وعبد الرزاق‪ :‬المصنف‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ ،9/435‬عن أبي عبد ال بن عبد مختصرًا ومرس ً‬
‫‪ 4‬روى عنها أيوب بن ثابت‪) .‬ابن حبان‪ :‬الثقات ‪.(4/386‬‬
‫‪ 5‬خداش بن أبي خداش المكي‪) .‬الصابة ‪.(2/105‬‬
‫‪ 6‬في الصل‪) :‬سرقت(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 7‬لم أجده فيما تبقى من مسند الروياني‪ ،‬والثر أورده ابن حجر في الصابة ‪ ،1/105‬وعزاه لبن‬
‫منده وأبي موسى‪ ،‬وقال‪" :‬قال ابن السكن‪" :‬ليس بمشهور روى عنه حديث في إسناده نظر"‪.‬‬
‫ي التميمي الموصلي‪ ،‬صاحب )المسند(‪ ،‬و )المعجم(‪ ،‬توفي سنة سبع‬ ‫‪ 8‬المام الحافظ أحمد بن عل ّ‬
‫وثلث مئة‪) .‬سير أعلم النبلء ‪ ،14/174‬والوافي بالوفيات ‪.(7/241‬‬

‫) ‪(3/992‬‬
‫طاب رضي ال غنه ذات يوم جالس إذ مّر به رجل‪ ،‬فقيل‪" :‬يا أمير‬ ‫قال‪" :‬بينما عمر بن الخ ّ‬
‫المؤمنين أتعرف هذا المار؟"‪ ،‬قال‪" :‬ومن هذا؟"‪ ،‬قالوا‪" :‬هذا سواد بن قارب ‪ 1‬الذي أتاه رئّيه ‪2‬‬
‫بظهور النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فأرسل إليه عمر رضي ال غنه فقال له‪" :‬أنت سواد بن‬
‫قارب؟"‪ ،‬قال‪" :‬نعم"‪ .‬قال‪" :‬أنت الذي أتاك َرئّيك بظهور النبي صلى ال عليه وسلم؟"‪ ،‬قال‪" :‬نعم"‪،‬‬
‫قال‪" :‬فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟"‪ ،‬قال‪ :‬فغضب‪ ،‬وقال‪" :‬ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت‬
‫يا أمير المؤمنين"‪ .‬قال عمر‪" :‬يا سبحان ال‪ ،‬ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من‬
‫كهانتك‪ ،‬فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول ال صلى ال عليه وسلم"‪ .‬قال‪" :‬نعم‪ .‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني َرئي فضربني برجله‪ ،‬وقال‪ :‬قم يا سواد بن‬
‫قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل‪ ،‬إنه قد بعث رسول ال من لؤي بن غالب يدعو إلى ال‬
‫عزوجل وإلى عبادته‪ ،‬ثم أنشأ يقول‪:‬‬
‫س بأقَتابها‬
‫لِبها ‪ ...‬وشّدها العي َ‬‫ن وتط َ‬‫ت للج ّ‬
‫عجب ُ‬
‫ن ككذابها‬
‫تهوي إلى مّكة تبغى الُهدى ‪ ...‬ما صادق الج ّ‬
‫فارحل الصفوة من هاشم ‪ ...‬ليس ُقَداَمها كأذنابها‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬دعني أنام‪ ،‬فإني أمسيت ناعسًا‪ ،‬فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال‪ :‬قم يا‬
‫سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الدوسي‪ .‬قال البخاري‪) :‬له صحبة(‪) .‬الصابة ‪.(3/148‬‬
‫سّمي به لنه يتراءى لمتبوعه‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬وهو فعيل أو فعول‪ُ ،‬‬ ‫ي بوزن كم ّ‬ ‫ن َرئ ّ‬
‫‪ 2‬رئّيه‪ :‬يقال للتابع من الج ّ‬
‫أو هو من الّرأي‪) .‬النهاية ‪.(2/178‬‬

‫) ‪(3/993‬‬

‫كنت تعقل‪ ،‬إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو ‪ 1‬إلى ال عزوجل وإلى عبادته ثم أنشأ‬
‫يقول‪:‬‬
‫س بأكوراها ‪/149]/‬أ[‬ ‫ن وتخَباِرها ‪ ...‬وشّدها العي َ‬
‫ت للج ّ‬ ‫عجب ُ‬
‫ن َكُكّفارها‬
‫تهوي إلى مّكة تبغى الُهدى ‪ ...‬ما مؤمن الج ّ‬
‫فارحل إلى الصفوة من هاشم ‪ ...‬بين روابيها وأحجارها‬
‫يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل‪ ،‬فإنه قد بعث رسول ال من لؤي بن غالب‬
‫يدعو ‪ 2‬إلى ال عزوجل وإلى عبادته ثم أنشأ يقول‪:‬‬
‫س بأحلسها‬ ‫ن وتجساسها ‪ ...‬وشّدها العي َ‬ ‫ت للج ّ‬ ‫عجب ُ‬
‫ن كأنجاسها‬ ‫تهوي إلى مّكة تبغى الُهدى ‪ ...‬ما خير الج ّ‬
‫فارحل إلى الصفوة من هاشٍم ‪ ...‬واسُم بعينيك إلى راسها‬
‫ت ناقتي‪ ،‬ثم أتيت المدينة فإذا رسول ال وأصحابه حوله‬ ‫حل ُ‬
‫فقمت فقلت‪ :‬قد امتحن ال قلبي‪ ،‬فر ّ‬
‫فدنوت فقلت‪ :‬اسمع مقالتي يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هات فأنشأت أقول‪:‬‬
‫أتاني نجيِبي بين هدء ورقدة ‪ ...‬ولم يك فيما قد بلوت بكاذب‬
‫ي بن غالب‬ ‫ل ليلة ‪ ...‬أتاك رسول من لؤ ّ‬ ‫ل قوله ك ّ‬‫ث ليا ٍ‬‫ثل ُ‬
‫ب‪4‬‬
‫س ِ‬
‫سبا ِ‬
‫ب‪ 3‬الَوجناُء بين ال ّ‬‫عل ُ‬‫ي الّذ ِ‬
‫ت عن ذيلي الزار ووسطت ‪ ...‬ب َ‬ ‫فشّمر ُ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬يدعوا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬في الصل‪) :‬يدعوا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫ق على السير‪) .‬لسان العرب ‪.(1/388‬‬ ‫عِلب‪ :‬سريع با ٍ‬‫‪ 3‬جمل ذ ْ‬
‫ب‪ :‬القفُر والمفازة‪) .‬لسان العرب ‪.(1/460‬‬ ‫س ُ‬‫سْب َ‬
‫‪ 4‬ال َ‬
‫) ‪(3/994‬‬

‫ل غائبٍ‬ ‫فأشهد أن ال ل شيَء غيُرُه ‪ ...‬وأنك مأمون على ك ّ‬


‫ب‬
‫ن الطاي ِ‬ ‫وأنك أدنى المرسلين وسيلة ‪ ...‬إلى ال يابن الكرمي َ‬
‫ب الّذوائب‬
‫شْي ُ‬
‫فمرنا بما يأتيك يا خيَر من مشى ‪ ...‬وإن كان فيما جاء َ‬
‫وكن لي شفيعًا يوم ل ذي شفاعة ‪ ...‬سواك بمغن عن سواد بن قارب‬
‫فقال‪ :‬ففرح رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه بها فرحًا شديدًا حتى رئي الفرح في وجوههم‪،‬‬
‫طاب فالتزمه وقال‪" :‬قد كنت أشتهي أن أسمع هذا الحديث منك‪ ،‬فهل يأتيك‬ ‫قال‪ :‬فوثب عمر بن الخ ّ‬
‫ن‪ ،‬ثم أنشأ‬
‫ض كتاب ال عزوجل من الج ّ‬ ‫َرِئّيك اليوم؟"‪ ،‬قال‪ :‬أما منذ قرأت القرآن فل‪ ،‬ونعم الِعَو ُ‬
‫ل لهم فالجزار يعالجه إذ‬
‫ي من قريش يقال له آل ذريح وقد ذبحوا عج ً‬ ‫عمر يقول‪" :‬كنا يومًا في ح ّ‬
‫سمعنا صوتًا‪ 1‬من جوف العجل ول نرى شيئًا‪ :‬يا آل ذريح‪ ،‬أمر نجيح‪ ،‬صائح يصيح بلسان فصيح‪،‬‬
‫ل ال"‪ / 149] / .2‬ب[‪.‬‬ ‫أشهد أن ل إله إ ّ‬
‫سّيدها‪ ،‬فإنه ل يبعها‬
‫طاب قال‪" :‬أّيما وليدة ولدت من َ‬ ‫طأ( عن ابن عمر‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬ ‫وفي )المو ّ‬
‫ول يهبها‪ ،‬وهو يستمتع منها ما عاش فإذا مات فهي حرة"‪.3‬‬
‫وقال مالك‪" :‬إنه بلغه أن عمر أَتْتُه وليدٌة قد ضربها سّيُدها‪ ،‬أو أصابها‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪) :‬صواتًا(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬أبو يعلى‪ :‬المعجم ص ‪ ،350 ،346‬وإسناده تالف لجل عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي‬
‫متروك وكذبه ابن معين‪) .‬التقريب رقم‪ .(4493 :‬وفيه أيضًا انقطاع بين محّمد بن كعب وعمر‪،‬‬
‫والبيهقي‪ :‬دلئل النبوة ‪ ،2/252‬من طريق أبي يعلى‪ ،‬و الحاكم‪ :‬المستدرك ‪ ،3/608‬قال الذهبي‬
‫في تلخيصه‪" :‬والسناد منقطع"‪.‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،2/403‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪ 3‬مالك‪ :‬المو ّ‬

‫) ‪(3/995‬‬

‫بنار فأعتقها"‪.1‬‬
‫جُروا في أموال اليتامى‪ ،‬ل تأكُلها الزكاة"‪.2‬‬ ‫وقال‪" :‬إنه بلغه أن عمر قال‪" :‬اّت ِ‬
‫ل‪،‬‬
‫خِ‬
‫سْ‬‫طاب بعثه ُمصّدقًا وكان َيُعّد على الناس بال ّ‬ ‫وفيه عن سفيان بن عبد ال ‪ :3‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫طاب ذكَر ذلك له‪ ،‬فقال‬ ‫ل‪ ،‬ول تأخذ منه شيئًا؟ فلما قدم على عمر بن الخ ّ‬ ‫خِ‬‫سْ‬
‫فقالوا‪َ" :‬تُعّد علينا بال ّ‬
‫خُذ الكولَة ول‬‫خُذها‪ ،‬ول نأ ُ‬ ‫خَلِة يحِمُلها الّراعي‪ ،‬ول نأ ُ‬
‫سْ‬
‫طاب‪" :‬نعم‪َ ،‬نُعّد عليهم بال ّ‬ ‫عمر بن الخ ّ‬
‫ل وخياره"‪.5‬‬ ‫غَذاِء‪ 4‬الما ِ‬‫ض‪ ،‬ول فحل الغنم ونأخذ الجذعة والثنية‪ ،‬وذلك عدل بين ِ‬ ‫الّرّباء ول الَماخ َ‬
‫طاب أفطر ذات يوٍم في رمضان في يوم ذي‬ ‫وفيه عن زيد بن أسلم عن أخيه ‪ :67‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫ل فقال‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬قد طلعت الشمس"‪.‬‬ ‫ت الشمس‪ ،‬فجاءه رج ٌ‬ ‫غيٍم‪َ ،‬وَرأى أّنه قد أمسى وغاب ِ‬
‫طاب‪" :‬الخطب يسيٌر‪ ،‬وقد اجتهدنا"‪.‬‬ ‫فقال عمر بن الخ ّ‬
‫قال مالك بن أنس ‪" :8‬يريد بذلك القضاء‪ ،‬ويسارة مؤونته وخفته فيما‬
‫__________‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،2/403‬وإسناده ضعيف لنقطاعه بين مالك‬ ‫‪ 1‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫وعمر‪.‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/257‬وإسناده ضعيف لنقطاعه بين مالك‬ ‫‪ 2‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫وعمر‪.‬‬
‫‪ 3‬الثقفي الطائفي‪ ،‬صحابي‪ ،‬وكان عامل عمر على الطائف‪) .‬التقريب ص ‪.(244‬‬
‫‪ 4‬جمع غذي‪ :‬أي‪ :‬سخال‪) .‬القاموس ص ‪.(1698‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ (1/272‬وإسناده ضعيف لجهالة ابن عبد ال بن‬ ‫‪ 5‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫سفيان الثقفي‪.‬‬
‫‪ 6‬في رواية أبي مصعب‪) :‬عن أبيه(‪.‬‬
‫‪ 7‬خالدبن أسلم القرشي العدوي أخوزيد مولىعمر صدوق‪ ،‬من الخامسة‪) .‬التقريب ص ‪.(186‬‬
‫طأ‪.‬‬
‫‪ 8‬في الصل‪) :‬قال عمر بن الخطاب(‪ ،‬والمثبت من المو ّ‬

‫) ‪(3/996‬‬

‫ُيَرى‪ .‬وال أعلم"‪.1‬‬


‫سُبُه‪ ،‬وُمُروَءُته خُُلُقُه‪،‬‬ ‫حَ‬‫طاب قال‪َ" :‬كَرُم المرء َتْقَواُه‪ ،‬وديُنه َ‬ ‫وعن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخ ّ‬
‫ل عَّما ل‬ ‫ن غرائز يضعها ال حيث شاء‪ ،‬فالجبان يفّر عن أبيه وُأّمه‪ ،‬والجريء ُيَقاِت ُ‬ ‫والجُرَأُة والجب ُ‬
‫ف‪ ،‬والشهيد من احتسب نفسه على ال"‪.2‬‬ ‫ف من الحُتو ِ‬ ‫يبالي ول يؤوب إلى رحِلِه‪ ،‬والقتل حت ٌ‬
‫وعن زيد بن أسلم قال‪" :‬كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر يذكر له جموعًا من الروم وما يتخوف‬
‫ل شّدٍة يجعل ال من‬ ‫ن من منز ٍ‬‫ل بعبٍد مؤم ٍ‬ ‫طاب‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإنه َمْهَما ينز ِ‬ ‫منهم‪ ،‬فكتب إليه عمر بن الخ ّ‬
‫ن َآَمُنوا‬
‫سَرين‪ ،‬وإن ال تبارك وتعالى يقول في كتابه‪َ} :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬ ‫ب عسٌر ُي ْ‬‫بعدها فرجًا‪ ،‬وإنه لن يغل َ‬
‫حون{" ]آل عمر‪.3[200 :‬‬ ‫طوا واّتُقوا ال َلَعّلُكم ُتْفِل ُ‬
‫صاِبُروا َوَراِب ُ‬
‫صِبُروا َو َ‬‫ا ْ‬
‫ح هذا الطيب؟"‪،‬‬ ‫ب وهو بالشجرة ‪ 4‬فقال‪" :‬ممن ري ُ‬ ‫وعن أسلم مولى عمر‪ :‬أن عمر وجد ريح طي ٍ‬
‫ن ُأّم‬
‫ك َلَعْمري" فقال معاوية‪ِ" :‬إ ّ‬ ‫فقال معاوية بن أبي سفيان‪" :‬مني يا أمير المؤمنين"‪ .‬فقال عمر‪" :‬من َ‬
‫حبيبة ‪ 5‬طيبتني يا أمير المؤمنين"‪ .‬فقال عمر‪" :‬عزمت عليك لترجعن فلتغسلّنه"‪.6‬‬
‫طاب وجد‬ ‫صلت بن ُزَبْيٍد‪ 7‬عن غير واحٍد من أهله‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬ ‫وعن ال ّ‬
‫__________‬
‫طأ)رواية يحبى بن يحيى(ص ‪ ،154‬ورواية أبي مصعب ‪ ،1/316‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪ 1‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/367‬وهو ضعيف لنقطاعه بين يحيى بن سعيد‬ ‫‪ 2‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫وعمر‪ .‬وانظر‪ :‬ص ‪.680‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/379‬وإسناده ضعيف لنقطاعه بين زيد بن أسلم‬ ‫‪ 3‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫وعمر‪.‬‬
‫سُمرة بذي الحليفة على سّتة أميال من المدينة‪) .‬معجم البلدان ‪.(3/325‬‬ ‫شجرة‪َ :‬‬ ‫‪ 4‬ال ّ‬
‫‪ 5‬رملة بنت أبي سفيان‪ ،‬أم المؤمنين‪ ،‬توفيت سنة اثنتين وأربعين‪) .‬التقريب ص ‪.(747‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/417‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪ 6‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫صلت الكندي المدني‪ ،‬يروى عن سليمان بن يسار‪ ،‬ورى يسار‪ ،‬روى عنه‬ ‫صلت بن زِبيد بن ال َ‬ ‫‪ 7‬ال ّ‬
‫عبد العزيز بن أبي سلمة‪) .‬ابن حبان‪ :‬الثقات ‪.(6/472‬‬

‫) ‪(3/997‬‬

‫صلت‪ ،‬فقال عمر‪" :‬ممن ريح هذا الطيب؟"‪ ،‬فقال‬ ‫ب هو بالشجرة‪ ،‬وإلى جنبه كثيُر بن ال ّ‬ ‫ح طي ٍ‬ ‫ري َ‬
‫ك حتى تنقيه‬‫شَرَبة ‪ 1‬فادلك رأس َ‬ ‫ت أن أحلق"‪ .‬فقال عمر‪" :‬اذهب إلى َ‬ ‫كثير‪" :‬مني لبدت رأسي وأرد ُ‬
‫صلت"‪.2‬‬
‫ففعل كثيُر بن ال ّ‬
‫طاب قال‪" :‬يا أهل مّكة ما شأن الناس يأتون‬ ‫وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫شعثًا‪ 3‬وأنتم ُمّدهنون ‪ 4‬أهّلوا إذا رأيتم الهلل"‪.5‬‬‫ُ‬
‫جكم وعمرتكم‪ ،‬فإّنه أتّم لح ّ‬
‫ج‬ ‫طاب قال‪" :‬افصلوا بين ح ّ‬‫وعن عبد ال بن عمر‪ :‬أن عمر بن الخ ّ‬
‫ج"‪.6‬‬
‫أحدكم‪ ،‬وأتّم لعمرته‪ ،‬أن يعتمر في غير أشهر الح ّ‬
‫وفي الصحيح‪ :‬أن عمر لعن عند منبر النبي صلى ال عليه وسلم ‪.7‬‬
‫ل على حّد‪ ،‬زنًا أو سرقٍة‪ ،‬وأنت أمير؟"‪.‬‬ ‫وفيه‪ :‬أن عمر قال لعبد الرحمن بن عوف‪" :‬لو رأيت رج ً‬
‫فقال‪" :‬شهادتك شهادة رجل من المسلمين"‪ .‬قال‪" :‬صدقت"‪ / 150] / .8‬أ[‪.‬‬
‫وفي )المختارة للضياء(‪ 9‬عن معاوية بن قرة المزني قال‪" :‬أتيت‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في رواية يحيى ص ‪) :170‬قال مالك‪ :‬الشربة‪ :‬حفيرة تكون عند أصل النخلة(‪.‬‬
‫صلت بن‬ ‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/418‬وإسناده ضعيف لبهام شيوخ ال ّ‬ ‫‪ 2‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫زييد‪.‬‬
‫‪ 3‬شعثًا‪ :‬أي‪ :‬مغبرين متلبدين‪) .‬القاموس ص ‪.(219‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬مدهونون(‪.‬‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/429‬وإسناده صحيح إلى القاسم‪.‬‬ ‫‪ 5‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫طأ )رواية أبي مصعب الزهري( ‪ ،1/444‬وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪ 6‬مالك‪ :‬المو ّ‬
‫‪ 7‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الحكام ‪ ،6/2621‬تعليقًا‪.‬‬
‫‪ 8‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ ،‬كتاب الحكام ‪ ،6/2622‬تعليقًا‪.‬‬
‫‪ 9‬محّمد بن عبد الواحد المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬صاحب التصانيف المفيدة‪) :‬الحكام(‪) ،‬النهي‬
‫ت مئة‪) .‬ذيل طبقات الحنابلة‬
‫ب الصحاب(‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬توفي سنة ثلث وأربعين وس ّ‬ ‫عن س ّ‬
‫‪.(2/236‬‬

‫) ‪(3/998‬‬

‫المربد ‪ 1‬زمان القط والسمن‪ ،‬قال‪ :‬والعراب تجول بذلك‪ ،‬فإذا أنا برجل طامح ‪ 2‬بصره ينظر إلى‬
‫الناس‪ ،‬فظننته غريبًا فدنوت منه‪ ،‬فقال‪" :‬أمن أهل هذه أنت؟"‪ ،‬قلت‪" :‬نعم"‪ .‬قال‪" :‬أل أحّدثك حديثًا‬
‫طاب رضي ال غنه؟"‪ ،‬قلت‪" :‬ومن أنت؟"‪ ،‬قال‪" :‬كهمس ‪ 3‬رجل من بني‬ ‫شهدته من عمر بن الخ ّ‬
‫طاب أتته امرأته فقالت‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن‬‫هلل‪ ،‬أو من بني سلول‪ ،‬إني كنت عند عمر بن الخ ّ‬
‫ل خيره"‪ .‬قال لها عمر‪" :‬ومن زوجك؟"‪ ،‬قالت‪" :‬أبو سلمة"‪ ،‬قال‪ :‬فعرفه‬ ‫زوجي قد كثر شّره‪ ،‬وق ّ‬
‫ل خيرًا"‪ ،‬ثم قال‬
‫عمر رضي ال غنه‪ ،‬فإذا رجل له صحبة‪ ،‬فقال لهاعمر‪" :‬ما نعلم من زوجك إ ّ‬
‫ل ذلك"‪ .‬فأرسل إلى زوجها وأمرها‬ ‫لرجل عنده‪" :‬ما تقول أنت؟"‪ ،‬فقال‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ل نعلم إ ّ‬
‫فقعدت خلف ظهره‪ ،‬فلم يلبث أن جاء الرجل مع زوجها‪ ،‬فقال له عمر‪" :‬أتعرف هذه؟"‪ ،‬قال‪" :‬ومن‬
‫ك وق ّ‬
‫ل‬ ‫هذه يا أمير المؤمنين؟"‪ ،‬قال‪" :‬هذه امرأتك"‪ ،‬قال‪" :‬وتقول ماذا؟"‪ ،‬قال‪" :‬تزعم أنه كثر شّر َ‬
‫ت‪،‬‬
‫خيُرك"‪ ،‬قال‪" :‬بئسما قالت يا أمير المؤمنين‪ ،‬وال إّنها لكثر نسائها كسوة‪ ،‬وأكثره رفاهية بي ٍ‬
‫ولكن بعلها َبكيء"‪ .4‬فقال‪" :‬ما تقولين؟"‪ ،‬قالت‪" :‬صدق"‪ .‬فأخذ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬المربد‪ :‬من أشهر محال البصرة‪ ،‬وكان سوق البل فيه قديمًا‪ ،‬ثم صار محلة عظيمة سكنها‬
‫الناس‪ ،‬وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء‪) .‬معجم البلدان ‪.(5/98‬‬
‫‪ 2‬طمح بصره إليه‪ :‬ارتفع‪) .‬القاموس ص ‪.(296‬‬
‫‪ 3‬صحابي سكن البصرة‪) .‬الثقات لبن حبان ‪ ،3/356‬الصابة ‪.(6/314‬‬
‫ل َلَبُنها‪) .‬النهاية ‪ ،(1/148‬وكأنه يعني أن زوجها ل يستطيع‬ ‫‪ 4‬بكئٌء وبكئيٌة‪ :‬الناقة والشاة إذا ق ّ‬
‫الجماع‪.‬‬

‫) ‪(3/999‬‬

‫الّدّرة فقام إليها فتناولها وهو يقول‪" :‬يا عدوة نفسها أفنيت شبابه‪ ،‬وأكلت ماله‪ ،‬ثم أنشأت تشنين عليه‬
‫ما ليس فيه"‪ .‬فقالت‪" :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أقلني في هذه المّرة‪ ،‬وال ل تراني في هذا المقعد أبدًا"‪.‬‬
‫فدعا بأثواب ثلثة فقال لها‪" :‬اّتقي ال وأحسني صحبة هذا الشيخ"‪ .‬ثم أقبل عليه فقال‪" :‬ل يمنعك ما‬
‫رأيتني صنعت بها أن تحسن صحبتها"‪ .‬قال‪" :‬أفعل يا أمير المؤمنين"‪ ،‬قال‪" :‬كأني أنظر إليها أخذت‬
‫الثواب منطلقة‪ ،‬ثم إني سمعت عمر رضي ال غنه يقول‪" :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬خير أمتي القرن الذي أنا فيه‪ ،‬ثم الذين يلونه‪ ،‬ثم الذين يلونه‪ ،‬ثم يجيء قوم تسبق شهادته‬
‫أيمانهم‪ ،‬يشهدون قبل أن يستشهدوا لهم في أسواقهم لغط" ‪.2 ،1‬‬
‫وفي أحاديث أبي عمر الزاهد عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ينادي‬
‫منادي يوم القيامة من تحت العرش‪ ،‬أين أصحاب محّمد صلى ال عليه وسلم فيؤتى بأبي بكر وعمر‬
‫ي ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬فيقال لبي بكر‪ :‬قف على باب الجنة فأدخل من شئت برحمة ال‬ ‫وعثمان وعل ّ‬
‫عزوجل واردع ‪ 3‬من شئت بعلم ال عزوجل‪ ،‬ويقال لعمر بن الخطاب رضي ال غنه‪ :‬قف على‬
‫الميزان فثّقل من شئت برحمة ال عزوجل‪ ،‬وخّفف من شئت بعلم ال عزوجل‪ ،‬ويكسى‬
‫__________‬
‫‪ 1‬اللغط‪ :‬الصوت والجلبة‪) .‬القاموس ص ‪.(885‬‬
‫‪ 2‬الضياء المقدسي‪ :‬المختارة ‪ ،1/391‬بأخصر‪ ،‬وإسناده صحيح‪ .‬والطيالسي‪ :‬المسند ص ‪ .8‬ومن‬
‫طريق أبي داود رواه البزار‪ :‬المسند ‪ ،15/22‬وذكره الهيثمي‪ :‬مجمع الزوائد ‪ ،10/91‬ونسبه‬
‫للبزار وقال‪" :‬رجاله ثقات"‪ .‬وابن حجر‪ :‬المطالب العالية ‪ ،4/151 ،2/50‬وعزاه للطيالسي‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬وادرع(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/1000‬‬

‫حلتين[‪ 1‬ويقال له‪ :‬البسهما فإني خلقتهما‪ ،‬أو ادخرتهما حين أنشأت خلق‬ ‫عثمان رضي ال غنه ] ُ‬
‫ي رضي ال غنه عصا عوسج من الشجرة التي غرسها ال عزوجل‬ ‫السموات الرض‪ ،‬وُيعطي عل ّ‬
‫بيده في الجنة‪ ،‬ويقال‪" :‬ذد الناس عن الحوض"‪.‬‬
‫فقال بعض أهل العلم‪" :‬لقد واسى ال عزوجل بينهم في الفضل والكرامة"‪.2‬‬
‫طاب رضي ال غنه‪:‬‬ ‫غَفَلة‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بن الخ ّ‬
‫وفي أحاديث عفان بن مسلم الصفار عن سويد بن َ‬
‫جلوا الِعشاء قبل ]أن[‪ 3‬ينام المريض ويكسل العامل"‪.4‬‬ ‫"ع ّ‬
‫وعن أنس بن مالك‪ :‬أن عمر ُأتي بسارق فقال‪" :‬وال ما سرقت قط قبلها"‪ ،‬فقال‪" :‬كذبت ما كان ال‬
‫ليسلم عبده أّول ذنبه"‪ .‬فقطعه رضي ال غنه"‪.5‬‬
‫فصل‬
‫وجدت أظن في "المنثورة" للضياء ثنا محّمد ‪ 6‬ثنا أبو عثمان‬
‫__________‬
‫‪ 1‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 2‬أبو عمر الزاهد‪ :‬حديث أبي عمر الزاهد ق ‪ / 65‬ب‪ ،‬وفي إسناده من لم أجد له ترجمة‪ .‬وأبو بكر‬
‫الشافعي‪ :‬الفوائد ق ‪ / 11‬أ‪ ،‬وورده ابن عراق‪ :‬تنزيه الشريعة ‪ ،1/369‬وعزاه إلى أبي بكر‬
‫الشافعي‪ ،‬وقال في إسناده جماعة مجهولون‪.‬‬
‫‪ 3‬سقط من الصل‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن أبي شيبة‪ :‬المصنف ‪ ،1/331‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ 5‬لم أجده‪.‬‬
‫‪ 6‬محّمد بن يزيد الُمَبّرد الزدي البصري النحوي‪ ،‬صحاب )الكامل(‪ ،‬إمام النحو‪ ،‬توفي سنة س ّ‬
‫ت‬
‫وثمانين ومئتين‪) .‬تاريخ بغداد ‪ ،3/380‬سير أعلم النبلء ‪.(13/576‬‬

‫) ‪(3/1001‬‬

‫المازني ‪ 1‬ثنا الصمعي عن سلمة بن بلل ‪ 2‬عن مجالد بن سعيد الشعبي قال‪" :‬اصطرع عمر بن‬
‫طاب وخالد بن الوليد وهما غلمان‪ ،‬وكان خالٌد بن خال ‪ 3‬عمر‪ ،‬فكسر خالد ساق عمر ‪ -‬رضي‬ ‫الخ ّ‬
‫ال عنهما ‪ -‬فعولجت وجبرت‪ ،‬وكان ذلك سبب العداوة بينهما"‪.4‬‬
‫وذكر أهل التاريخ‪ :‬أن خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة قدم أخوه إلى المدينة ودخل على عمر‬
‫طاب وأنشده ما قال فيه ]من[‪ 5‬الشعر فقام معه ودخل على أبي بكر‪ ،‬وقام معه على خالد‪،‬‬ ‫بن الخ ّ‬
‫طاب‬ ‫فأرسل أبو بكر إلى خالد‪ ،‬فقدم وقد غرز أسهمًا في رأسه‪ ،‬فدخل المسجد فرآه عمر بن الخ ّ‬
‫ل مؤمنًا وزنيت بامرأته ‪ ،6‬لرجمّنك‬ ‫فقام‪ ،‬فأخذ السهم من رأسه وكسرها‪ ،‬وقال‪" :‬قتلت رج ً‬
‫صّديق موافقه على ذلك فقام ودخل عليه واعتذر إليه‬ ‫بأحجارك‪ ،‬فخاف خالد أن يكون أبو بكر ال ّ‬
‫ي يا ابن أم عمر ‪ 7‬فعلم أن أبا بكر‬
‫فعذره‪ ،‬ثم قام فخرج فإذا عمر فقال‪" :‬هلم إل ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬بكر بن محّمد المازني البصري‪ ،‬صاحب )التصريف(‪ ،‬إمام العربية‪ ،‬توفي سنة سبع وأربعين‬
‫ومئتين‪) .‬أخبار النحويين البصريين ص ‪ ،74‬سير أعلم النبلء ‪.(12/270‬‬
‫‪ 2‬لم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬خالة(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن كثير‪ :‬التاريخ ‪ ،4/118‬وهو ضعيف لنقطاعه‪ ،‬ومجالد ضعيف‪.‬‬
‫‪ 5‬سقط من الصل‪.‬‬
‫حت هذه الرواية لستحال أن يبقيه أبو بكر‬ ‫‪ 6‬هذا القول غير ثابت عن أمير المؤمنين عمر‪ ،‬ولو ص ّ‬
‫رضي ال غنه في قيادة الجيش‪ ،‬وأما ما ُيحاك حول زواج خالد بامرأة مالك من الخيالت الشائنة‬
‫فليس إل صنع يد الكّذابين‪ ،‬ولم يذكر منه شيء بسند صحيح‪.‬‬
‫‪ 7‬في الصل‪) :‬عمرو(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬

‫) ‪(3/1002‬‬

‫رضي ال عنه‪ ،‬رضي عنه فقام ثم دخل على أبي بكر فكلمه في أمره‪ ،‬فقال‪" :‬هب أن خالدًا اجتهد‬
‫فأخطأ‪ ،‬قد اجتهد في عهد النبي صلى ال عليه وسلم وأخطأ فوداهم النبي صلى ال عليه وسلم من‬
‫عنده فوداه أبو بكر ‪.1‬‬
‫ولما عزله عمر من إمرة الشام وأّمر أبا عبيدة كتب عمر إلى أبي عبيدة‪ :‬إن أكذب خالد نفسه فاتركه‬
‫فيها‪ ،‬فقام فدخل على أخته واستشارها فقالت‪" :‬تعلم أن عمر ل يحبك‪ ،‬ول يتركك فيها وإن أكذبت‬
‫نفسك"‪.2‬‬
‫ولم أدر تكذيب نفسه عماذا؟ وفحصت عن ذلك فلم أجده ‪ .3‬وسألت جماعة من شيوخنا وغيرهم‪ ،‬فما‬
‫أخبرني أحد عنها بعلم ‪.4‬‬
‫فصل‬
‫شية‬
‫قويت شّدة عمر في الدين وصُلبت عزائمه‪ ،‬فلما حانت الهجرة سلك مسلك القضاء واختال في ِم ْ‬
‫السد‪ ،‬فقال عند خروجه‪َ" :‬ها أنا أخرج إلى الهجرة فمن أراد لقائي فليلقِني في بطن هذا الوادي"‪.‬‬
‫لما ولي الخلفة شّمر عن ساق جّده‪ ،‬وكظم عن هوى نفسه‪ ،‬وحمل في ال فوق طاقته‪.‬‬
‫شعر‪:‬‬
‫خلل الّزواهر‬‫ل عجيبٍة ‪ ...‬عن البحر أو تلك ال ِ‬ ‫تحّدث ول تجزع بك ّ‬
‫ب في أخلقه غير أّنها ‪ ...‬فرائد ُدّر ما لها من نظائر‬ ‫ول عي َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬الطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،280 ،3/277‬ابن كثير‪ :‬التاريخ ‪.327 ،3/326‬‬
‫‪ 2‬الطبري‪ :‬التاريخ ‪ ،3/436‬ابن كثير‪ :‬التاريخ ‪.4/19‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬فلم جده(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬لعل المراد‪ :‬أن يقّر بخطئه‪ .‬فقد ثبت في مسند المام أحمد أن عمر قال‪ ...) :‬وإني أعتذر إليكم‬
‫من خالد بن الوليد أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس‪ ،‬وذا الشرف‬
‫وذا اللسان فنزعته وأّمرت أبا عبيدة بن الجراح"‪) .‬المسند ‪ ،(476 ،3/475‬وانظر‪ :‬ق ‪ / 70‬أ‪.‬‬

‫) ‪(3/1003‬‬
‫ع ‪ ...‬إذا قيل يوم الفخر هل من مفاخٍر‪1‬‬ ‫ل مناز ٍ‬ ‫يقّر له بالفضل ك ّ‬
‫‪ / 151] /‬أ[‪.‬‬
‫ل بّره وإحسانه‪ ،‬وقل‪" :‬وال لئن بقيت‬ ‫ما زال السلم قرير العين‪ ،‬لما كان مفتوح العين‪ ،‬شمل الك ّ‬
‫ظُه من هذا المال‪ ،‬وهو يرعى مكانه"‪ .‬خاف التقصير فجد واصطبر‪،‬‬ ‫حّ‬ ‫ليأتين الراعي بجبل صنعاء َ‬
‫ي بالفرات خشيت أن يحاسب به عمر"‪ .‬وكان من شّدة التشمير يرى فيه عمله‬ ‫جْد ٌ‬‫وقال‪" :‬لو مات َ‬
‫القلة‪ ،‬فكان يقول عند موته‪" :‬الويل لعمر إن لم يغفر له"‪.‬‬
‫شعر‪:‬‬
‫ت ُمذ نهضت به ‪ ...‬عزماُته نحو الُعَلى لم يقعِد‬ ‫ظ الَعزما ِ‬
‫متيق ُ‬
‫ل العواقب في غِد‪2‬‬ ‫ويكاد من نور البصير أن يرى ‪ ...‬في يوِمه فع َ‬
‫صايح الوفد في القوم جهرًا‪ :‬ما زلنا أعّزة منذ أسلم عمر‪ ،‬كأن أقدامه في الّدجى قائمة‪ ،‬وعينه‬
‫ساهرة ل نائمة وهمته على الطاعة عازمة‪ ،‬هذه أفعل النفوس الحازمة‪ ،‬طالما غسل وجهه بالدموع‪،‬‬
‫ل نفسه بالخشوع والخضوع‪ ،‬وأذاب نفسه ومهجته بالظما والجوع‪ ،‬خاطر بنفسه في المهالك‪،‬‬ ‫وأذ ّ‬
‫عَمٌة{ ]الغاشية‪ ،[8 :‬يا لها من نفس أذعنت وذّلت‪ ،‬وألفت السجود‬ ‫جوٌه َيْوَمِئٍذ ّنا ِ‬
‫فأصبحت سالمة }ُو ُ‬
‫فما ملت وتوجهت إلى ال وعن غيره تولت‪ ،‬وزالت عنها فترة الهجر وتجلت‪ ،‬فجلت‪ ،‬فُأدخلت دار‬
‫عَمٌة{ ]الغاشية‪ ،[8 :‬سهرت الليل إلى الصباح فصارت من‬ ‫جوٌه َيْوَمِئٍذ ّنا ِ‬‫الكرامة فحّلت غانمة }ُو ُ‬
‫الوجوه الصباح‪ ،‬وقنعت بالخبر الفقار والماء القراح‪ ،‬خافت من الجتراح الجناح‪،‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬التبصرة ‪.1/426‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬التبصرة ‪.428 ،1/426‬‬

‫) ‪(3/1004‬‬

‫جوٌه َيْوَمِئٍذ‬
‫ل الرواح من الخوف هائمة }ُو ُ‬ ‫فصيرها الخوف لمقصوص الجناح‪ ،‬وعلى الحقيقة فك ّ‬
‫عَمٌة{ ]الغاشية‪.1[8 :‬‬ ‫ّنا ِ‬
‫شعر‪:‬‬
‫لُد‬ ‫ف من الّثنا وِت َ‬ ‫ل يوٍم مجٌد وفخٌر يشاُد ‪ ...‬وطري ٌ‬ ‫كّ‬
‫وكراٌم من المساعي جساٌم ‪ ...‬عجزت عن صعابها الحساُد‬
‫ت للنار فيها اتقاُد‬ ‫ب تتلو ‪ ...‬عَزما ٍ‬‫همٌم دونها الكواك ُ‬
‫جى ليل خطب ‪ ...‬فلرأي الفاروق فيه ِزناُد‬ ‫كلما قيل قد َد َ‬
‫مغرم بالمكارم الُغّر لما ‪ ...‬ضّم أبكارها إليه الولُد‬
‫ساهُر العين بالعزائم يقظا ‪ ...‬ن وقد قّيد العيون الّرقاد‬
‫ل مدحًا من صفاته يستفاُد‪2‬‬ ‫ح ‪ ...‬إ ّ‬
‫ب المد َ‬
‫قد كَفْته المناق ُ‬
‫‪ / 151] /‬ب[‪.‬‬
‫صدق دأبًا‪ ،‬فقال‪" :‬ل تجد المؤمن كذابًا"‪.‬‬ ‫اّتخذ ال ّ‬
‫طاب يقول في خطبته‪" :‬ليس‬ ‫وفي )الصمت( لبن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال‪" :‬كان عمر بن الخ ّ‬
‫ن يكذب يفجر‪ ،‬ومن يفجر يهلك"‪.3‬‬ ‫صدق من الحديث خيٌر‪َ ،‬م ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫فيما دو َ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬ابن الجوزي‪ :‬التبصرة ‪.1/429‬‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬التبصرة ‪.1/428‬‬
‫‪ 3‬ابن أبي الدنيا‪ :‬الصمت ص ‪ ،497‬ومن طريقه البيهقي‪ :‬السنن‪ ،3/215 :‬وإسناده ضعيف‪ ،‬فيه‬
‫عبد العزيز بن عبد ال العامري‪ ،‬يرمى بالكذب‪) .‬اللسان ‪ ،(4/33‬وأورده الزبيدي‪ :‬التحاف‬
‫‪ ،7/521‬وعزاه لبن أبي الدنيا‪.‬‬

‫) ‪(3/1005‬‬
‫حفظ من ثلث‪ :‬الطمع والهوى والغضب"‪.1‬‬ ‫وفي رواية‪" :‬فقد أفلح من ُ‬
‫طاب‪ ،‬فيستمع ‪ 3‬فيحسن الستماع‪ ،‬ثم‬ ‫وقال سفيان ‪" :2‬بلغنا أن فتى كان يحضر مجلس عمر بن الخ ّ‬
‫س فتحس ُ‬
‫ن‬ ‫ل أن يتكّلم‪ .‬قال‪ :‬ففطن إلى ذلك منه عمر‪ ،‬فقال له‪" :‬أراك تحضُر المجل َ‬ ‫يقوم من قب ِ‬
‫الستماع‪ ،‬ثم تقوُم من قبل أن تتكّلم مع القوم‪ ،‬ول تدخل في حديثهم فمم ذاك؟"‪ .‬قال‪ :‬فقال له الفتى‪:‬‬
‫ت لعلي أسلم"‪ .‬قال‪:‬‬
‫ب أن أحضر فأسمع فأحسن الستماع‪ ،‬ثّم َأَتَنّقى وَأَتَوّقى وأصم ُ‬ ‫"إني وال ُأح ّ‬
‫يقول عمر‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬وَأّينا ‪ 4‬يفعل هذا؟"‪.5‬‬
‫وفي حديث أبي جعفر محّمد البختري ‪ 6‬الّرّزاز ‪ 7‬عن سفيان الثوري قال عمر‪" :‬إلى كم تزجرون‬
‫كما تزجر البهائم‪ ،‬قد أتعبتم الواعظين"‪.8‬‬
‫ي‪ 9‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أرحم أمتي أبو‬ ‫وفي فوائد أبي القاسم الَزج ّ‬
‫بكر‪ ،‬وأشّدها في دين ال عمر" ‪.10‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬ابن أبي الدنيا‪ :‬الصمت ص ‪ ،499‬وفي إسناده انقطاع بين أبي بكر بن عياش وعمر بن الخطاب‪.‬‬
‫‪ 2‬الثوري‪.‬‬
‫‪ 3‬في الصل‪) :‬فسمع(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 4‬في الصل‪) :‬ال‪ ،‬وال وأينا(‪.‬‬
‫‪ 5‬ابن أبي الدنيا‪ :‬الصمت ص ‪ ،610‬عن سفيان‪ ،‬وابن حبان‪ :‬روضة العقلء ص ‪ ،45‬عن محّمد‬
‫بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد به‪ .‬وفي إسنادها انقطاع‪.‬‬
‫‪ 6‬محّمد بن عمرو بن البختري‪.‬‬
‫‪ 7‬اسم لمن يبيع الرز‪.‬‬
‫‪ 8‬لم أجده فيما تبقى من حديث أبي جعفر‪.‬‬
‫‪ 9‬تميم بن أحمد الزجي‪ ،‬مفيد الجماعة‪ ،‬كتب الكثير‪ ،‬وكان خبيرًا بالمرويات وبالشيوخ‪ ،‬وله فهم‪،‬‬
‫وليس بذاك الُمتقن‪ ،‬توفي سنة سبع وتسعين وخمس مئة‪) .‬سير أعلم النبلء ‪ ،22/65‬ذيل طبقات‬
‫الحنابلة ‪.(1/399‬‬
‫‪ 10‬أبو القاسم‪ :‬الفوائد ق ‪ / 99‬ب‪ ،‬و أحمد‪ :‬المسند ‪ ،3/184‬وإسناده صحيح‪ ،‬و الترمذي‪ :‬السنن‬
‫‪ ،665 ،5/664‬وابن ماجه‪ :‬السنن ‪ ،1/55‬والطيالسي كما في منحه المعبود ‪ ،2/140‬والخطيب‪:‬‬
‫الفقيه والمتفقه ‪ ،2/139‬جميعهم من طريق أبي قلبة‪ ،‬قال الترمذي‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫ححه اللباني في صحيح سنن الترمذي ‪.3/227‬‬ ‫وص ّ‬

‫) ‪(3/1006‬‬

‫في أحاديث ابن شاذان عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬نعم الرجل أبو بكر‪،‬‬
‫ونعم الرجل عمر" ‪.1‬‬
‫عَلى‬
‫شّداُء َ‬
‫ن َمَعُه{‪ -‬أبو بكر – }َأ ِ‬
‫ل واّلذي َ‬
‫حّمٌد ّرسول ا ِ‬
‫قال بعض أهل التفسير في قوله عزوجل‪ُ} :‬م َ‬
‫حَماء َبْيَنُهم{‪ ،‬عثمان"‪] .2‬الفتح‪.[29 :‬‬
‫الُكّفار{ِ ‪ -‬عمر – }ُر َ‬
‫وفي مسند المام أحمد عن عبد ال بن كعب بن مالك ‪ 3‬عن أبيه ‪ 4‬قال‪" :‬كان الناس في رمضان إذا‬
‫حِرَم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد‪ ،‬فرجع عمر بن‬ ‫صام الرجل فأمسى فنام ُ‬
‫طاب من عند النبي صلى ال عليه وسلم ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد امرأته قد نامت‪ ،‬فأرادها‬ ‫الخ ّ‬
‫فقالت‪" :‬إني قد نمت"‪ ،‬قال‪" :‬ما نمت"‪ ،‬ثم وقع عليها‪ ،‬وصنع كعب بن مالك مثل‬
‫__________‬
‫سنه‪ ،‬و عبد ال بن أحمد في‬ ‫‪ 1‬البخاري‪ :‬الدب المفرد ص ‪ ،123‬و الترمذي‪ :‬السنن ‪ ،5/666‬وح ّ‬
‫زوائده على فضائل الصحابة ‪ ،1/186‬وإسناده حسن‪ .‬و الحاكم‪ :‬المستدرك ‪،246 ،268 ،3/233‬‬
‫وقال‪" :‬صحيح على شرط مسلم"‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ .‬والنسائي كما في تحفة الشراف ‪،9/407‬‬
‫ححه اللباني )صحيح سنن الترمذي ‪ ،228 ،3/222‬وصحيح الدب المفرد ص ‪.(136‬‬ ‫وص ّ‬
‫‪ 2‬ابن الجوزي‪ :‬زاد المسير ‪ ،7/446‬عن مبارك بن فضالة عن الحسن‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ ،‬لن‬
‫اللغة ل تحتمل هذا التأويل‪ ،‬وليس مع الحسن نقل يثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ومبارك‬
‫بن فضالة مدلس وقد عنعن‪.‬‬
‫‪ 3‬النصاري المدني‪ ،‬ثقة‪ ،‬يقال له رؤية‪ ،‬توفي سنة سبع وتسعين‪) .‬التقريب ص ‪.(319‬‬
‫ي‪) .‬التقريب ص ‪.(461‬‬
‫‪ 4‬كعب بن مالك النصاري‪ ،‬صحابي‪ ،‬توفي في خلفة عل ّ‬

‫) ‪(3/1007‬‬

‫خَتاُنو َ‬
‫ن‬ ‫عِلَم ال أّنُكم ُكْنُتم َت ْ‬
‫ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى ال عليه وسلم فأخبره فأنزل ال عزوجل‪َ } :‬‬
‫عْنُكم{ ]البقرة‪.1[187 :‬‬ ‫عَفا َ‬
‫عَلْيُكم َو َ‬
‫ب َ‬‫سُكم َفَتا َ‬
‫َأْنُف َ‬
‫صابر بنفسه في السلم وصبر‪ ،‬فقارب من سبق‪ ،‬وفضل من غبر‪ ،‬فظهر له منشور خبر‪" :‬لو كان‬
‫حّنة فقال بقول المصطفى‪" :‬عمر‬ ‫بعدي نبي لكان عمر"‪ .2‬عظمت عليه المنة فأكثر الشكر‪ ،‬وأدام ال ُ‬
‫سراج أهل الجنة"‪ / 152] / .3‬أ[‪.‬‬
‫شعر‪:‬‬
‫وقال الحكم بن معبد ‪ 4‬لنفسه‪:‬‬
‫منحتكم يا أهل وّدي نصيحتي ‪ ...‬وإني بها في العالمين لمشتهر‬
‫ح عندي بها الخبر‬ ‫ق والسنة التي ‪ ...‬عن المصطفى قد ص ّ‬ ‫وأظهرت قول الح ّ‬
‫سلم بالعشي وبالبكر‬‫ن خير الّناس بعد محّمد ‪ ...‬عليه ال ّ‬ ‫أل إ ّ‬
‫صّديق ل دّره ‪ ...‬على رغم من عادى وِمن بعده عمر‬ ‫أبو بكر ال ّ‬
‫وبعدهما عثمان ثمة بعده ‪ ...‬أبو الحسن المرضي من أفضل البشر‬
‫أولئك أعلم الهدى ورؤوسه ‪ ...‬وأفضل من في الرض يمشي على العفر ‪5‬‬
‫ل مسلٍم ‪ ...‬وحّبهم فخر الفخور إذا افتخر‬ ‫وحّبهم فرض على ك ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬أحمد‪ :‬المسند ‪ ،3/360‬الطبري‪ :‬التفسير ‪ ،2/165‬وفي إسناده موسى بن جبر النصاري‪ ،‬قال‬
‫الحافظ‪" :‬مستور"‪) .‬التقريب رقم‪ .(6954 :‬و ابن كثير‪ :‬التفسير ‪ ،1/318‬وعزاه لبن جرير‪.‬‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه ص ‪.788‬‬
‫‪ 3‬سبق تخريجه ص ‪.201‬‬
‫‪ 4‬الخزاعي الفقيه‪ ،‬مصنف كاتب السنة بأصبهان‪ ،‬كان من كبار الحنفية وثقاتهم‪ ،‬توفي سنة خمس‬
‫وتسعين ومئتين‪) .‬شذرات الذهب ‪.(2/218‬‬
‫‪ 5‬الَعْفُر والَعَفُر‪ :‬ظاهر التراب‪) .‬لسان العرب ‪.(4/583‬‬

‫) ‪(3/1008‬‬

‫ب الولى قد هاجرواثم جاهدوا ‪ ...‬ففرض ومن آوى النبي ومن نصر‬ ‫وح ّ‬
‫شكر‬‫ب غيره ‪ ...‬له الفضل والّنعماء والحمد وال ّ‬‫ن ال ل ر ّ‬‫وأشهد أ ّ‬
‫سيبدو لنا يوم القيامة بارزًا ‪ ...‬فتبصره جهرًا كما تبصر القمر‬
‫ث ‪ ...‬ومن قال مخلوق فبال قد كفر‬ ‫ن كلم ال ليس بمحَد ٍ‬ ‫وأ ّ‬
‫ت ول القدر‬‫أدين بقول الهاشمي محّمد ‪ ...‬وما بقول ‪ 1‬الجهم ‪ِ 2‬دن ُ‬
‫ول الرفض الرجاء ديني وإنني ‪ ...‬لبان على الّتنزيل ثم على الثر‬
‫فديني دين قيم قد عرفته ‪ ...‬أبوح به إن ملحد دينه ستر‬
‫ب من سقر‬ ‫بهذا أرجي من إلهي عفوه ‪ ...‬وأرجو بهذا الفوز يا ر ّ‬
‫أجرني يا رحمان إّنك سيدي ‪ ...‬وجارك في أمن وفي أعظم الحبر ‪3‬‬
‫آخره‪ .‬والحمد له وحده‪ ،‬وصّلى ال على سّيدنا محّمد وعلى آله وصحبه وسّلم‪ .‬فرغ منه‪ 4 ...‬مؤّلفه‬
‫ظم‪ ،‬من‬
‫يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي‪ ،‬وذلك في شهر رمضان المع ّ‬
‫سهم العلى‪ .‬والحمد ل‬
‫ت وسّتين وثمان مئة‪ ،‬بصالحية دمشق المحروسة‪ ،‬بمنزله بال ّ‬ ‫شهور سنة س ّ‬
‫صلى ال على سّيدنا محّمد وآله وصحبه وسّلم‪ / 152] / .‬ب[‪.‬‬ ‫وحده و ّ‬
‫__________‬
‫‪ 1‬في الصل‪" :‬يقال(‪ ،‬وهو تحريف‪.‬‬
‫‪ 2‬الجهم بن صفوان‪.‬‬
‫ص في المصادر الخرى‪.‬‬ ‫‪ 3‬لم أجد هذا الّن ّ‬
‫‪ 4‬كلمة في الصل لم أتبّين قراءتها‪ ،‬وهذا رسمها‪) :‬هاته(‪.‬‬

‫) ‪(3/1009‬‬

‫الخاتمة‬
‫ن علينا بإتمام هذه الّرسالة‪ ،‬وأنعم علينا بخدمة كتب أهل السنة والجماعة‪ .‬وبعد‪:‬‬ ‫الحمد ل الذي َم ّ‬
‫ت إليه خلل معايشتي لرسالتي هذه في نقاط‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ل أهّم ما توصل ُ‬ ‫جِم َ‬
‫فيسعدني أن ُأ ْ‬
‫ل مسلم أن يكون له نصيب من قراءة بعض‬ ‫‪ -1‬أهمية مبحث فضائل الصحابة‪ ،‬وأّنه ينبغي على ك ّ‬
‫ي صلى ال عليه وسلم لسيما في‬ ‫هذه الكتب‪ ،‬لما فيها من تنقية القلوب‪ ،‬ومعرفة منزلة أصحاب الّنب ّ‬
‫صحابة‪.‬‬‫طعن بال ّ‬‫هذا الّزمان الذي كثر فيه ال ّ‬
‫صحابة ومناقبهم‪ ،‬إذ قد أّلفوا فيه ووضعوا فيه كتبًا‬ ‫‪ -2‬اهتمام أهل العلم والعلماء بمبحث فضائل ال ّ‬
‫مطّولة‪ ،‬مع العناية بها أشّد العناية‪.‬‬
‫‪ -3‬حرص ابن عبد الهادي على استيفاء جميع فضائل عمر في هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ -4‬رسوخ قدم ابن عبد الهادي وتضلعه في كثير من العلوم‪ ،‬مع تمّيزه في علم الحديث والفقه و‬
‫الّتاريخ‪.‬‬
‫سنة والجماعة في المور العقدّية‪.‬‬ ‫‪ -5‬أثبتت الّدراسة أن ابن عبد الهادي يعتنق مذهب أهل ال ّ‬
‫‪ -6‬غزارة نتاج ابن عبد الهادي في الّتأليف حيث كانت مؤّلفاته تربو على خمس مئة مصنف‪.‬‬
‫ل على وفرة وتنّوع المادة‬‫ن عناوين البواب داخل الّرسالة قد بلغت مئة باب‪ ،‬وهذا العدد يد ّ‬ ‫‪ -7‬أ ّ‬
‫العلمّية التي ضّمنها ابن عبد الهادي في كتابه‪.‬‬
‫صحة‪،‬‬‫‪ -8‬لم يكن المؤّلف قد التزم فيما يورده من الحاديث والثار ال ّ‬

‫) ‪(3/1010‬‬

‫ضعف‪ ،‬وهذه وتلك قد‬ ‫شديدة ال ّ‬


‫ضعيفة‪ ،‬بل وال ّ‬‫ولذا كان في الكتاب جملة وافرة من الحاديث ال ّ‬
‫اجتهدنا في دراستها دراسة حديثية‪.‬‬
‫‪ -9‬اهتمام المؤّلف بانتقاء الخبار‪ ،‬وعدم الكتفاء بسرد الّروايات‪ ،‬حيث يقوم بالّتعقيب‪ ،‬ويذكر‬
‫الفوائد‪.‬‬
‫صواب في فضائل عمر بن‬ ‫صحيفة الولى منه هو‪) :‬محض ال ّ‬ ‫‪ -10‬اسم الكتاب المدّون على ال ّ‬
‫طاب رضي ال عنه(‪.‬‬ ‫الخ ّ‬
‫سميع العليم‪ ،‬وتب علينا إّنك أنت الّتّواب الّرحيم‪.‬‬
‫رّبنا تقّبل منا إّنك أنت ال ّ‬

‫) ‪(3/1011‬‬

‫مصادر ومراجع‬
‫‪...‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫أّول‪ :‬المخطوطات‪:‬‬
‫إبراهيم بن عبد الرحمن بن جماعة الكناني المقدسي )ت ‪764‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -1‬فضائل الصحابة‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(457) :‬ق )‪-303‬‬
‫‪ ،(309‬ميكروفلم‪.‬‬
‫أحمد بن مروان المالكي )ت ‪333‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -2‬المجالسة‪ ،‬نسخة مصورة عن الظاهرية في مكتبة الجامعة السلمّية‪.‬‬
‫ابن البختري‪ :‬محّمد بن عمر البختري )ت ‪339‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -3‬المالي‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(1515) :‬ق)‪،(235-224‬‬
‫ورقم‪ ،(989) :‬ق ‪.(203-191) 13‬‬
‫ابن بطة‪ :‬عبد ال بن محّمد بن بطة العكبري الحنبلي )ت ‪387‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -4‬البانة الكبير‪ ،‬في مكتبة حماد النصاري‪ ،‬تحت رقم‪.(6) :‬‬
‫البوصيري‪ :‬أحمد بن محّمد البوصيري )ت ‪840‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -5‬إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪،‬‬
‫تحت رقم‪.(243-232) :‬‬
‫أبو بكر الشافعي‪ :‬محّمد بن عبد ال بن إبراهيم الشافعي)ت ‪354‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -6‬الفوائد‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(359) :‬‬
‫البيهقي‪ :‬أحمد بن الحسين )ت ‪458‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -7‬القضاء والقدر‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(141 :‬ميروفيلم‪.‬‬
‫‪ -8‬المدخل إلى السنن‪ ،‬نسخة مصورة في مكتبة حماد النصاري‪ ،‬تحت رقم‪.(1319) :‬‬
‫الثعلبي‪ :‬أحمد بن محّمد النيسابوري )ت ‪427‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -9‬التفسير‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(648) :‬ميكروفيلم‪.‬‬
‫أبو الجهم‪ :‬العلء بن موسى الباهلي )ت ‪228‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1093‬‬

‫‪ -10‬جزء أبي الجهم‪ ،‬مكتبة حماد النصاري‪ ،‬تحت رقم‪ ،(429) :‬ق )‪.(66-57‬‬
‫ي بن الجعد الجوهري )‪230‬هـ(‪:‬‬ ‫الجوهري‪ :‬عل ّ‬
‫ي بن الجعد‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(583) :‬‬ ‫‪ -11‬حديث عل ّ‬
‫ابن أبي حاتم‪ :‬عبد الرحمن بن محّمد الرازي )ت ‪327‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -12‬التفسير‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مركز البحث العلمي‪.‬‬
‫خيثمة بن سليمان القرشي الطرابلسي )‪343‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -13‬فضائل الصحابة‪ ،‬جـ ‪ ،3‬مكتبة حماد النصاري‪ ،‬تحت رقم‪.(1084) :‬‬
‫الذهبي‪ :‬محّمد بن أحمد الذهبي )ت ‪747‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -14‬تذهيب تهذيب الكمال‪ ،‬مكتبة حماد النصاري‪ ،‬تحت رقم‪ ،(425) :‬ومكتبة الجامعة‬
‫السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(2734) :‬‬
‫الرافعي‪ :‬أبو الحسن محّمد بن أحمد )من القرن الرابع(‪:‬‬
‫‪ -15‬جزء الرافعي‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ (2455) :‬ق ‪-4) 28‬‬
‫‪.(31‬‬
‫ابن رجب‪ :‬شهاب الدين أحمد بن رجب السلمي )ت ‪775‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -16‬المنتقى من معجم شيوخ ابن رجب‪ ،‬مصورة عن نسخة بيل رقم‪.(447) :‬‬
‫الروياني‪ :‬محّمد بن هارون )ت ‪307‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -17‬مسند الروياني‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(576 ،575) :‬‬
‫ي بن عمر السكري الحربي )‪386‬هـ(‪:‬‬ ‫السكري‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -18‬أحاديث الحربي‪ :‬الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(2234) :‬ق ‪-25)26‬‬
‫‪ ،(51‬وقم‪ ،(1189) :‬ق ‪.(77-60)18‬‬
‫ابن شاكر‪ :‬محّمد بن شاكر الكتبي )‪764‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -19‬عيون التاريخ‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(2543-2538) :‬‬
‫أبو الشيوخ‪ :‬عبد ال بن محّمد بن جعفر بن حيان الصبهاني )‪369‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1094‬‬

‫‪ -20‬عوالي أبي الشيخ‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(546) :‬ق )‪-55‬‬
‫‪.(59‬‬
‫الصفار‪ :‬عفان بن مسلم الصفار )ت ‪219‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -21‬أحاديث الصفار‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(1488) :‬ق ‪،18‬‬
‫)‪.(114-97‬‬
‫ابن الضريس‪ :‬محّمد بن أيوب )ت ‪294‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -22‬فضائل القرآن‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(4574) :‬ميكروفيلم‪.‬‬
‫ي الحنفي )ت ‪953‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن طولون‪ :‬محّمد بن عل ّ‬
‫‪ -23‬العقد الغالي في النظم العالي‪ ،‬مكتبة الظاهرية تحت رقم‪.(3054) :‬‬
‫ابن عبد الهادري‪ :‬يوسف بن حسن العمري الحنبلي‪909) :‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -24‬آداب الحمام وأحكامه‪ ،‬مكتبة الظاهرية‪ ،‬تحت رقم‪.(4549 :‬‬
‫‪ -25‬تهذيب النفس للعلم وبالعلم‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪،993) :‬‬
‫‪.(1563‬‬
‫‪ -26‬جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر‪ ،‬مكتبة الظاهرية‪ ،‬تحت رقم‪.(1132/2) :‬‬
‫‪ -27‬ذم الهوى والذعر من أحوال الزعر‪ ،‬مكتبة الظاهرية‪ ،‬تحت رقم‪.(3243) :‬‬
‫ب الخمول على من وصل أذاه إلى أولياء ال‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪،‬‬ ‫‪ -28‬ص ّ‬
‫تحت رقم‪.(350) :‬‬
‫‪ -29‬معارف النعام في فضل الشهور والصيام‪ ،‬مكتبة الظاهرية‪ ،‬تحت رقم‪.(1463) :‬‬
‫‪ -30‬الفتاوى‪ ،‬مكتبة الظاهرية‪ ،‬تحت رقم‪.(190/2 ،3212) :‬‬
‫ل بال‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪) :‬‬
‫‪ -31‬فضل ل حول ول قّوة إ ّ‬
‫‪.(1585 ،1009‬‬

‫) ‪(3/1095‬‬

‫‪ -32‬فهرست الكتب‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(1563) :‬‬
‫ي بن الحسن الدمشقي )ت ‪571‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن عساكر‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -33‬تاريخ دمشق‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬مكتبة العلوم الجتماعية‪) ،‬مصور عن المخطوط(‪.‬‬
‫أبو عمر الزاهد‪ :‬محّمد بن عبد الواحد المعروف بغلم ثعلب )ت ‪345‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -34‬حديث أبي عمر الزاهد‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(960) :‬ق‬
‫)‪.(70-62‬‬
‫أبو الفرج الثقفي‪ :‬مسعود بن الحسن الثقفي )ت ‪562‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -35‬فوائد أبي الفرج‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(4573) :‬ق )‪-65‬‬
‫‪ ،(105‬ميكروفيلم‪.‬‬
‫الفريابي‪ :‬أبو بكر جعفر بن محّمد )ت ‪301‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -36‬القضاء والقدر‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(2570) :‬‬
‫أبو القاسم الزجي‪ :‬تميم بن أحمد الزجي )‪597‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -37‬الفوائد‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪ ،(482) :‬ق )‪.(103-89‬‬
‫ابن قدامة‪ :‬أبو محّمد عبد ال بن أحمد المقدسي )‪620‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -38‬منهاج القاصدين في فضائل الخلفاء الراشدين‪ ،‬مصورة عن النسخة المخطوطة بدار الكتب‬
‫المصرية‪ ،‬تحت رقم‪ ،(1218 :‬تاريخ‪.‬‬
‫القطيعي‪ :‬أحمد بن جعفر بن حمدان )تهذيب التهذيب ‪368‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -39‬الفوائد المنتقاة والفراد الغرائب الحسان من حديث أبي بكر‪ ،‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم‬
‫المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪.(555) :‬‬
‫ابن قندس‪ :‬أبو بكر بن إبراهيم )ت ‪861‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -40‬حواش بن قندس على كتاب الفروع‪ ،‬وزارة الوقاف الكويتية‪ ،‬مكتبة الموسوعة الفقهية‪ ،‬تحت‬
‫رقم‪.(395) :‬‬
‫محّمد بن سلمة القضا عي )‪454‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1096‬‬

‫‪ -41‬عيون المعارف وفنون أخبار الخلئف )كتاب النباء بأنباء النبياء وتواريخ الخلفاء وولة‬
‫المراء( نسخة مصورة عن مكتبة برلين الغربية‪ ،‬تحت رقم‪.(9433) :‬‬
‫ي بن أحمد النصاري الشافعي )‪430‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن الملقن‪ :‬عمر بن عل ّ‬
‫‪ -42‬العلم بفوائد عمدة الحكام‪ ،‬مكتبة حماد النصاري‪ ،‬تحت رقم‪.(96) :‬‬
‫أبو نعيم‪ :‬أحمد بن عبد ال الصبهاني )‪430‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -43‬فضائل الخلفاء الربعة‪ ،‬جـ ‪ ،2‬مكتبة الجامعة السلمّية‪ ،‬قسم المخطوطات‪ ،‬تحت رقم‪) :‬‬
‫‪ ،(5041‬ميكروفيل‪.‬‬
‫النعيمي‪ :‬عبد القادر بن محّمد بن عمر النعيمي )ت ‪927‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -44‬العنوان في ضبط مواليد ووفيات الزمان‪ ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬تحت رقم‪.(2913) :‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المصادر والمراجع المطبوعة‪:‬‬
‫القرآن الكريم‬
‫الجري‪ :‬محّمد بن الحسين )ت ‪360‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -45‬أخبار أبي حفص عمر بن العزيز‪ ،‬تحقيق د‪ /‬عبد ال عبد الرحيم عسيلن طبعة ثانية‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪ -46‬الشريعة‪ ،‬طبع بعناية محّمد حامد الفقي‪ ،‬الطبعة الولى ‪1369‬هـ‪.‬‬
‫ي بن محّمد الجزري )ت ‪630‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن الثير‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -47‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -48‬الكامل في التاريخ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪1399‬هـ‪1979/‬م‪.‬‬
‫ابن الثير‪ :‬المبارك بن محّمد الجزري )‪606‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -49‬منال الطالب في شرح طول الغرائب‪ ،‬تحقيق د‪ /‬محمود محّمد الطناحي‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬مصر‬
‫‪1399‬هـ‪1979/‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬النهاية في غريب الحديث‪ ،‬طبع بعناية طاهر أحمد الزاوي‪ ،‬ومحمود محّمد الطناحي‪ ،‬المكتبة‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫أحمد بن محّمد بن حنبل الشيباني )‪240‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1097‬‬
‫‪ -51‬الزهد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪1398‬هـ‪1978/‬م‪.‬‬
‫‪ -52‬فضائل الصحابة‪ ،‬تحقيق وصي ال بن محّمد عباسي‪ ،‬طبعةمركزالبحث العلمي في جامعة أم‬
‫القرى‪ ،‬مّكة‪ ،‬الطبعةالولى ‪1403‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫‪ -53‬مسائل المام أحمد رواية ابنه صالح‪ ،‬تحقيق فضل الرحمن بن محّمد‪ ،‬الدار العلمية‪ ،‬دلهي‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪1988/‬م‪.‬‬
‫‪ -54‬مسائل المام أحمد رواية ابنه عبد ال‪ ،‬تحقيق زهير الشاويش‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1401‬هـ‪1981/‬م‪.‬‬
‫‪ -55‬المسند‪ ،‬تحقيق أحمد شاكر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1368 ،‬هـ‪1949 /‬م‪.‬‬
‫‪ -56‬المسند‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعةالخامسة‪1405 ،‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫الزهري‪ :‬محّمد بن أحمد )ت ‪370‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -57‬تهذيب اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السلم محّمد هارون‪ ،‬المؤسسة المصرية للتأليف والنباء والنشر‪،‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫ابن إسحاق‪ :‬محّمد بن إسحاق المطلبي )ت ‪151‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -58‬السير والمغازي‪ ،‬تحقيق سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1398‬هـ‪1978 /‬م‪.‬‬
‫السنوي‪ :‬عبد الرحيم بن الحسن الموي )ت ‪772‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -59‬طبقات الشافعية‪ ،‬تحقيق كمال يوسف الحوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫ي بن إسماعيل )ت ‪324‬هـ(‪:‬‬ ‫الشعري‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -60‬مقالت السلمّيين واختلف المصلين‪ ،‬تحقيق محّمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬المكتبة‬
‫المصرية‪ ،‬لبنان ‪1411‬هـ‪.‬‬
‫ي الموي )ت ‪292‬هـ(‪:‬‬ ‫الموي‪ :‬أحمد بن عل ّ‬
‫صّديق‪ ،‬تحقيق شعيب الرناؤوط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‬ ‫‪ -61‬مسند أبي بكر ال ّ‬
‫‪1399‬هـ‪.‬‬
‫النطاكي‪ :‬داود بن عمر )‪1008‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1098‬‬

‫‪ -62‬تزيين السواق‪ ،‬المطبعة الزهرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬


‫ابن إياس‪ :‬محّمد بن أحمد )ت ‪930‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -63‬بدائع الزهور في وقائع الدهور‪ ،‬القاهرة‪1311 ،‬هـ‪.‬‬
‫البخاري‪ :‬أبو عبد ال محّمد إسماعيل الجعفي )ت ‪265‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -64‬الدب المفرد‪ ،‬تحقيق محّمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار البشائر السلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪ .‬تن‬
‫‪ -65‬التاريخ الكبير‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -66‬التاريخ الصغير‪ ،‬تحقيق محمود إبراهيم زايد‪ ،‬نشر مكتب المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ -67‬الجامع الصغير‪ ،‬طبع بعناية مصطفى ديب البغا‪ ،‬مطبعة اليمامة‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -68‬الجامع الصحيح‪ ،‬طبع المكتبة السلمية‪ ،‬إستانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -69‬خلق أفعال العباد والرّد على الجهمية وأصحاب التعطيل‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫‪ -70‬الضعفاء الصغير‪ ،‬تحقيق بوران الضاوي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪1404 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫ابن بدران‪ :‬عبد القادر بن أحمد الدمشقي )ت ‪1346‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -71‬نزهة الخاطر العاطر شرح كتاب روضة الناظر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -72‬المدخل إلى مذهب المام أحمد‪ ،‬تحقق د‪ /‬عبد ال بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعةالثانية ‪1401‬هـ‪1981/‬م‪.‬‬
‫البغدادي‪ :‬إسماعيل باشا‪:‬‬
‫‪ -73‬إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون على أسامي الكتب والفنون‪ ،‬بعناية محّمد شرف‬
‫الدين‪ ،‬دار الفكر‪1402 ،‬هـ‪1982/‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1099‬‬

‫‪ -74‬هدية العارفين‪ ،‬دار الفكر ‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬


‫الغدادي‪ :‬عبد اللطيف )ت ‪629‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -75‬الطب من الكتاب والسنة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬عبد المعطي قلعجي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1406‬هـ‪.‬‬
‫ي بن نصر )ت ‪422‬هـ(‪:‬‬ ‫البغدادي‪ :‬عبد الوّهاب بن عل ّ‬
‫‪ -76‬الشراف على مسائل الخلف‪ ،‬مطبعة الرادة‪.‬‬
‫البغوي‪ :‬الحسين بن مسعود )ت ‪516‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -77‬تفسير البغوي )معالم التنزيل( تحقيق خالد بن الرحمن العلك‪ ،‬ومروان سوار‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫بقي بن مخلد القرطبي )ت ‪276‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -78‬مقدمة المسند‪ ،‬تحقيق د‪ /‬أكرم ضياء العمري‪ ،‬الطبعة الولى ‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫البلذري‪ :‬أحمد بن يحيى بن جابر )ت ‪279‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -79‬أنساب الشراف )الشيخان‪ :‬أبو بكر وعمر وولدهما(‪ ،‬تحقيق إحسان صدقي العمد‪ ،‬مؤسسة‬
‫الشراع العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1409‬هـ‪1989/‬م‪.‬‬
‫‪ -80‬فتوح البلدان‪ ،‬طبع بعناية صلح الدين المنجد‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ي بن بلبان المقدسي‪) :‬ت ‪684‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن بلبان‪ :‬أبو القاسم‪ :‬عل ّ‬
‫صّديق‪ ،‬تحقيق محيي الدين مستور‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫صّديق في فضائل أبي بكر ال ّ‬ ‫‪ -81‬تحفة ال ّ‬
‫الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫البناء‪ :‬أحمد بن محّمد )ت ‪1117‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -82‬إتحاف فضائل البشر بالقراءات الربعة عشرة)منتهى الماني والمسرات في علوم القراءات(‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫ي الحسن بن أحمد )ت ‪471‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن البناء‪ :‬أبو عل ّ‬
‫‪ -83‬المقنع في شرح مختصر الخرقي‪ ،‬تحقيق د‪ /‬عبد العزيز بن سليمان البعيمي‪ ،‬مكتبة الرشد‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬الطبعة الولى ‪1414‬هـ‪1993/‬م‪.‬‬
‫البهوتي‪ :‬منصور بن يونس الحنبلي )ت ‪1051‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1100‬‬

‫‪ -84‬الروض المربع مع حاشية ابن القاسم‪ ،‬الطبعة الثانية‪1403 ،‬هـ‪.‬‬


‫‪ -85‬كشاف القناع عن متن القناع‪ ،‬طبع مطبعة الحكومة‪ ،‬مّكة المكّرمة‪.‬‬
‫البوصيري‪ :‬أحمد بن أبي بكر )ت ‪840‬هـ(‪:‬‬
‫ي عطية‪ ،‬دار‬
‫ي‪ ،‬وعّزة عل ّ‬‫‪ -86‬مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه‪ ،‬تحقيق موسى محّمد عل ّ‬
‫الكتب الحديثة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫البيهقي‪ :‬أحمد بن الحسن )ت ‪458‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -87‬دلئل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة‪ ،‬تحقيق عبد المعطي قلعجي‪ ،‬دارالكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعةالولى ‪1405‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫‪ -88‬السنن الكبرى‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫التبريزي‪ :‬محّمد بن عبد ال العمري )ت ‪741‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -89‬مشكاة المصباح‪ ،‬تحقيق محّمد ناصر الدين اللباني‪ ،‬المكتبة السلمي‪ ،‬دمشق‪1382 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1962‬م‪.‬‬
‫الترمذي‪ :‬محّمد بن عيسى بن السورة السلمي )ت ‪279‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -90‬الجامع الصحيح )سنن الترمذي(‪ ،‬تحقيق أحمد محّمد شاكر‪ ،‬وإبراهيم عطوة عوض‪،‬‬
‫مطبعةالبابي الحلبي‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعةالولى ‪1382‬هـ‪1962/‬م‪.‬‬
‫ابن تغزي بردي‪ :‬أبو المحاسن يوسف العتابكي )ت ‪874‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -91‬النجوم الزاهرة‪ ،‬تحقيق فهيم محّمد شلتوت‪ ،‬نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر‪،‬‬
‫مصر‪1390 .‬هـ‪1970/‬م‪.‬‬
‫ابن تيمية‪ :‬أبو العباس أحمد بن عبد الحليم النميري )ت ‪728‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -92‬اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم‪ ،‬تحقيق د‪ /‬ناصر العقيل‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪ -93‬الصارم المسلول على شاتم الرسول‪ ،‬تحقيق محّمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1101‬‬

‫‪ -94‬الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‪ ،‬طبع بعناية محمود فائد‪.‬‬
‫‪ -95‬قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬ربيع بن الهادي‪ ،‬مكتبة لينة للنشر‪1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -96‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪ ،‬جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم‪ ،‬دار المدني‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -97‬منهاج السنة النبوية‪ ،‬تحقيق محّمد رشاد سالم‪ ،‬إدارة الثقافة والنشر بجامعة المام‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫الجزري‪ :‬أبو الخير‪ ،‬محّمد بن أحمد )ت ‪833‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -98‬غاية النهاية في طبقات القراء‪ ،‬تحقيق برجشتراسر‪ ،‬القاهرة‪1933 ،‬م‪.‬‬
‫جعفر شمس الخلفة مجد الملك‪.‬‬
‫‪ -99‬الداب‪ ،‬تحقيق محّمد أمين الخانجي‪ ،‬دار السعادة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1349‬هـ‪1931 /‬م‪.‬‬
‫ي )ت ‪597‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن الجوزي‪ :‬جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عل ّ‬
‫‪ -100‬التبصرة‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -101‬الحدائق في علم الحديث والزهديات‪ ،‬تحقيق مصطفى السبكي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -102‬زاد المسير‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المكتبة السلمي ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪ -103‬صفة الصفوة‪ ،‬تحقيق محمود فاخوري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1399‬هـ‪/‬‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫ق الثر‪ ،‬نشر إدارة العلوم الثرية‪،‬‬‫‪ -104‬العلل المنتاهية في الحاديث الواهية‪ ،‬تحقيق إرشاد الح ّ‬
‫فيصل آباد‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1401‬هـ‪1981/‬م‪.‬‬
‫‪ -105‬الموضوعات‪ ،‬طبع بعناية عبد الرحمن محّمد عثمان‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪1407 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫طاب‪ ،‬تحقيق زينب القاروط‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬ ‫‪ -106‬مناقب عمر بن الخ ّ‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫الجوهري‪ :‬إسماعيل بن حماد )ت ‪393‬هـ(‪.‬‬
‫) ‪(3/1102‬‬

‫‪ -107‬الصحاح‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬الطبعة الثانية‪1402 ،‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫ابن أبي حاتم‪ :‬أبو محّمد عبد الرحمن بن محّمد الرازي )ت ‪327‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -108‬الجرح والتعديل‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫حاجي خليفة‪ :‬مصطفى عبد ال‪.‬‬
‫‪ -109‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬دار الفكر‪1402 ،‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫الحاكم‪ :‬أبو عبد ال محّمد بن عبد ال النيسابوي )ت ‪405‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -110‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬طبع بعناية يوسف عبد الرحمن المرغلي‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ابن حبان‪ :‬أبو حاتم محّمد بن حبان البستي )ت ‪354‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -111‬الثقات‪ ،‬دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬حيد آباد‪ ،‬الطبعة الولى ‪1393‬هـ‪1973 /‬م‪.‬‬
‫‪ -112‬روضة العقلء ونزهة الفضلء‪ ،‬طبع بعناية محّمد ميي الدين‪ ،‬ومحّمد عبد الرزاق حمزة‪،‬‬
‫ومحّمد حامد الفقي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1397 ،‬هـ‪1977 /‬م‪.‬‬
‫‪ -113‬الصحيح‪ ،‬ترتيب علء الدين الفارسي‪ ،‬تصحيح كمال يوسف الحوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيورت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -114‬المجروحين من المحّدثين و الضعفاء والمتروكين‪ ،‬تحقيق محمود إبراهيم أبو زيد‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الحجاوي‪ :‬شرف الدين موسى الحجاوي المقدسي )ت ‪968‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -115‬القناع في فقه المام أحمد‪ ،‬تصحيح عبد اللطيف محّمد السبكي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫ي الكناني )ت ‪852‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن حجر العسقلني‪ :‬أحمد بن عل ّ‬
‫‪ -116‬الصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -117‬إنباء الغمر بأنباء العمر‪ ،‬طبع بعناية د‪ /‬محّمد عبد المؤيد خان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1103‬‬

‫ي محّمد البجاوي‪ ،‬طبعة‬‫‪ -118‬تبصير المنتبه بتحرير المشتبه‪ ،‬تحقيق محّمد النجار‪ ،‬مراجعة عل ّ‬
‫وزارة الثقافة‪.‬‬
‫‪ -119‬تعجيل المنفعة بزوائد رجال الئمة الربعة‪ ،‬طبع بعناية عبد ال الهاشم اليماني‪ ،‬دار‬
‫المحاسن‪ ،‬القاهرة‪1386 ،‬هـ‪1966 /‬م‪.‬‬
‫‪ -120‬تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس‪ ،‬تحقيق د‪ /‬عبد الغفار سليمان البنداري‪،‬‬
‫ومحّمد عبد العزيز‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -121‬تغليق التعليق على صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق سعيد بن عبد الرحمن موسى القزفي‪ ،‬المكتب‬
‫السلمي دار عمار‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -122‬تقريب التهذيب‪ ،‬طبع بعناية محّمد عوامة‪ ،‬دار البشائر السلمية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪/‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -123‬تهذيب التهذيب‪ ،‬دارالفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعةالولى‪1404 ،‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫ق‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪،‬‬
‫‪ -124‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‪ ،‬بعناية محّمد سيد جاد الح ّ‬
‫مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -125‬فتح الباري‪ ،‬شرح صحيح البخاري‪ ،‬بعناية الشيخ عبد العزيز‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ -126‬لسان الميزان‪ ،‬مؤسسة العلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1390‬هـ‪1971/‬م‪.‬‬
‫‪ -127‬المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية‪ ،‬تحقيق حبيب الرحمن العظمي‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ابن حجر الهيتمي‪ :‬أحمد بن حجر )ت ‪974‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -128‬الزواجر عن اقتراف الكبائر‪ ،‬طبع بعناية أحمد عبد الشافي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -129‬الصواعق المحرقة في الرّد على أهل البدع والزندقة‪ ،‬تصحيح جماعة من العلماء‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1403‬هـ‪1983/‬م‪.‬‬
‫الحربي‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق )ت ‪285‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1104‬‬

‫ج ومعالم الجزيرة‪ ،‬تحقيق حمد الجاسر‪ ،‬منشورات دار اليمامة‪،‬‬ ‫‪ -130‬المناسك وأماكن طرق الح ّ‬
‫الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1401 ،‬هـ‪1981 /‬م‪.‬‬
‫ي بن أحمد )ت ‪456‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن حزم‪ :‬أبو محّمد عل ّ‬
‫‪ -131‬جمهرة أنساب العرب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1403‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫‪ -132‬المحلى‪ ،‬تحقيق أحمد محّمد شاكر‪ ،‬طبع دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫ابن حميد‪ :‬عبد بن حميد الكشي )ت ‪249‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -133‬المسند‪ ،‬تحقيق مصطفى بن العدوية‪ ،‬شلباية‪ ،‬دار الرقم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هـ‪/‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫ابن حميد‪ :‬محّمد بن عبد ال النجدي )ت ‪1259‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -134‬السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة‪ ،‬مكتبة المام أحمد‪ ،‬الطبعة الولى ‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫الخرائطي‪ :‬محّمد بن جعفر )ت ‪327‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -135‬مكارم الخلق‪ ،‬تحقيق أبي محّمد عبد ال بن الحجاج‪ ،‬مكتبة السلم العالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫الخرقي‪ :‬عمر بن الحسين )ت ‪334‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -136‬مختصرالخرقي‪ ،‬الناشرمؤسسةالخافقين ومكتبتها‪ ،‬الطبعةالثالثة‪1402 ،‬هـ‪.‬‬
‫ابن خزيمة‪ :‬أبو بكر بن إسحاق السلمي )ت ‪311‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -137‬صحيح ابن خزيمة‪ ،‬تحقيق محّمدالمصطفىالعظمي‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1395‬هـ‪1975 /‬م‪.‬‬
‫الخشني‪ :‬مصعب بن محّمد الندلسي )ت ‪604‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -138‬شرح السيرة بحاشية السيرة النبوية‪.‬‬
‫ي البغدادي )ت ‪463‬هـ(‪:‬‬ ‫الخطيب‪ :‬أبو بكر أحمد بن عل ّ‬
‫‪ -139‬تاريخ بغداد‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬

‫) ‪(3/1105‬‬

‫‪ -140‬الجامع لخلق الراوي وآداب السامع‪ ،‬تحققي د‪ /‬محمود الطحان‪ ،‬مكتب المعارف‪،‬‬
‫الرياض‪1403 ،‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫الخلل‪ :‬أبو بكر أحمد بن هارون )ت ‪311‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -141‬السنة‪ ،‬تحقيق عطيةالزهراني‪ ،‬دار الراية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1410‬هـ‪1989/‬م‪.‬‬
‫ابن خلكان‪ :‬أبو العباس شمس الدين أحمد بن محّمد )ت ‪681‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -142‬وفيات العيان‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬دارصادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫خليفة بن خياط العصفري )ت ‪420‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -143‬التاريخ‪ ،‬تحقيق أكرم بن ضياء العمري‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -144‬الطبقات‪ ،‬تحقيق أكرم بن ضياء العمري‪ ،‬دار طيبة الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1402 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫خيثمة بن سليمان القرشي )ت ‪343‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -145‬من حديث خيثمة‪ ،‬تحقيق عمر بن عبد السلم تدمري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫ي بن عمر )ت ‪385‬هـ(‪:‬‬ ‫الدارقطني‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -146‬سنن الدارقطي‪ ،‬الناشر عبد ال هاشم المدني‪1386) ،‬هـ(‪.‬‬
‫‪ -147‬العلل الواردة في الحاديث النبوية‪ ،‬الجزاء المطبوعة منه‪ ،‬بتحقيق د‪ /‬محفوظ الرحمن زين‬
‫ال السلفي‪.‬‬
‫الدارمي‪ :‬عبد ال بن عبد الرحمن )ت ‪355‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -148‬سنن الدارمي‪ ،‬طبع بعناية أحمد دهمان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيرت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الدارمي‪ :‬عثمان بن سعيد )ت ‪282‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -149‬رّد عثمان بن سعيد على بشر المريشي العنيد‪ ،‬طبع بعناية محّمد حامد الفقي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -150‬الرّد على الجهمية‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫أبو داود السجستاني‪ :‬سليمان بن الشعث )ت ‪275‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1106‬‬

‫‪ -151‬سنن أبي داود‪ ،‬تحقيق محّمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫أبو داود الطيالسي‪ :‬سليمان بن داود بن الجارود )ت ‪204‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -152‬المسند‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬توزيع دار الباز‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ابن أبي داود‪ :‬أبو بكر عبد ال بن أبي داود )ت ‪316‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -153‬المصاحف‪ ،‬دارالكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫الدردير‪ :‬أحمد بن محّمد )ت ‪1201‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -154‬الشرح الصغير مع بلغة السالك لقرب المسالك إلى مذهب المام مالك‪ ،‬البابي الحلبي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة الخيرة‪1372 ،‬هـ‪.‬‬
‫ابن أبي الدنيا‪ :‬أبو بكر عبد ال بن محّمد البغدادي )ت ‪281‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -155‬الشراف في منازل الشراف‪ ،‬تحقيق مجدي السيد‪ ،‬مكتبة القرآن‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -156‬إصلح المال‪ ،‬تحقيق مصطفى مفلح القضاة‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬المنصورة‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1410‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫‪ -157‬الهوال‪ ،‬تحقيق مجدي فتحي السيد‪ ،‬مكتبة آل ياسر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1413‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫‪ -158‬التواضع والخمول‪ ،‬تحقيق لطفي محّمد الصغير‪ ،‬دار العتصام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -159‬الرضا عن ال بقضائه‪ ،‬تحقيق ضياء الحسن السلفي‪ ،‬بومباي‪ ،‬الطبعة الولى ‪1410‬هـ‪/‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ -160‬الصمت وآداب اللسان‪ ،‬تحقيق نجم عبد الرحمن خلف‪ ،‬دار الغرب السلم‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫ي عمر‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬بومباي‪ ،‬الطبعة الولى ‪1409‬هـ‪/‬‬ ‫‪ -161‬الغيبة والنميمة‪ ،‬تحقيق عمرو عل ّ‬
‫‪1988‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1107‬‬
‫‪ -162‬مجابو الّدعوة‪ ،‬تخقيق محّمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫الدولبي‪ :‬أبو بشر محّمد بن أحمد )ت ‪310‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -163‬الكنى والسماء‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1403 ،‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫الذهبي‪ :‬أبو عبد ال محّمد بن أحمد )ت ‪748‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -164‬تاريخ السلم )عهد الخلفاء الراشدين(‪ ،‬تحقيق عمر عبد السلم تدمري‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -165‬تاريخ السلم )عهد معاوية(‪ ،‬تحقيق عمر عبد السلم تدمري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫‪ -166‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬تصحيح عبد الرحمن المعلمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -167‬سير أعلم النبلء‪ ،‬تحقيق شعيب الرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -168‬العبر في خبر من غبر‪ ،‬تحقيق السعيد بسيوني زغلول‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫ي الغفار في صحيح الخبار وسقيمها‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن محّمد عثمان‪ ،‬دار‬ ‫‪ -169‬العلّو للعل ّ‬
‫الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1388 ،‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫ي محّمد البجاوي‪ ،‬الدار العلمية‪ ،‬الهند‪،‬‬
‫‪ -170‬المشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم‪ ،‬تحقيق عل ّ‬
‫الطبعة الثانية ‪1987‬م‪.‬‬
‫ابن رجب‪ :‬عبد الرحمن بن أحمد السلمي الحنبلي )ت ‪759‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -171‬أحكام الخواتم وما يتعلق بها‪ ،‬تحقيق محّمد بن حمود الوائلي‪ ،‬مطابع الرحاب‪ ،‬المدنية‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -172‬الستخراج لحكام الخراج‪ ،‬تحقيق جندي محمود الهيتي‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪1409 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1108‬‬

‫‪ -173‬الذيل على طبقات الحنابلة‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬


‫ابن رشد‪ :‬محّمد أحمد )ت ‪595‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -174‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد )بدون ذكر الطبعة ول مكان الطبعة(‪ ،‬مكتبة الجامعة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫الزبيري‪ :‬مصعب بن عبد ال السدي )ت ‪236‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -175‬نسب قريش‪ ،‬بعناية ليفي بروفنسال‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫أبو زرعة‪ :‬عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي )ت ‪281‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -176‬تاريخ أبي زرعة‪ ،‬تحقيق شكر ال بن نعمة ال القوجاني‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫ابن زنجويه‪ :‬حميد بن زنجويه )ت ‪251‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -177‬الموال‪ ،‬تحقيق د‪ /‬شاكر ذيب فياض‪ ،‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات السلمية‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫الزيعلي‪ :‬أبو محّمد عبد ال بن يوسف الحنفي )ت ‪762‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -178‬تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -179‬نصب الراية لحاديث الهداية‪ ،‬المجلس العلمي‪ ،‬كراتشي‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ي )ت ‪771‬هـ(‪:‬‬ ‫السبكي‪ :‬تاج الدين‪ ،‬أبو نصر عبد الوّهاب بن عل ّ‬
‫‪ -180‬طبقات الشافعية الكبرى‪ ،‬تحقيق محمود محّمد الطناحي‪ ،‬عبد الفتاح الحلو‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1383‬هـ‪1964 /‬م‪.‬‬
‫السخاوي‪ :‬أبو الخير محّمد بن عبد الرحمن )ت ‪902‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -181‬العلن بالتوبيخ لمن ذّم علم التاريخ‪ ،‬تحقيق فرانز روزنثال‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -182‬الضوء اللمع لهل القرن التاسع‪ ،‬الناشر دار مكتبة الحياة’ بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫صّديق‪ ،‬وعبد الوّهاب عبد اللطيف‪ ،‬دارالكتب‬‫‪ -183‬المقاصد الحسنة‪ ،‬تحقيق عبد ال محّمد ال ّ‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعةالولى ‪1399‬هـ‪1979/‬م‬
‫السرخسي‪ :‬محّمد بن أحمد الحنفي )ت ‪483‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1109‬‬

‫‪ -184‬المبسوط‪ ،‬بعناية خليل الميس‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬


‫ابن سعد‪ :‬محّمد بن سعد البصري )ت ‪230‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -185‬الطبقات الكبرى‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -186‬الطبقات الكبرى )القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم( تحقيق زياد منصور‪ ،‬نشر‬
‫المجلس العلمي بالجامعة السلمّية بالمدينة‪ ،‬الطبعة الولى ‪1403‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫سعيد بن منصور الخراساني )‪227‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -187‬السنن‪ ،‬بعناية الشيخ حبيب الرحمن العظمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫السفاريني‪ :‬محّمد بن أحمد )ت ‪1188‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -188‬غذاءاللباب لشرح منظومة الداب‪ ،‬مطبعة الحكومة‪ ،‬مّكة‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫ابن سلم‪ :‬محّمد بن سلم الجمحي )ت ‪231‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -189‬طبقات فحول الشعراء‪ ،‬تحقيق محمود محّمد شاكر‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫السمرقندي‪ :‬علء الدين محّمد بن أحمد )ت ‪539‬هـ(‪:‬‬
‫ي الخفيف‪ ،‬مطبعة دمشق‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪ -190‬تحفة الفقهاء‪ ،‬تحقيق د‪ /‬محّمد زكي عبد البّر‪ ،‬تقديم عل ّ‬
‫الولى ‪1377‬هـ‪1957 /‬م‪.‬‬
‫السمعاني‪ :‬أبو سعد عبد الكريم بن محّمد التميمي )ت ‪582‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -191‬النساب‪ ،‬تحقيق عبد ال عمر البارودي‪ ،‬دار الجنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪/‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫ابن سيد الناس‪ :‬أبو الفتح محّمد بن محّمد اليعمري )ت ‪734‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -192‬المقامات العلية في الكرامات الجليلة لبعض الصحابة‪ ،‬تحقيق عفت وصال حمزة‪ ،‬دار‬
‫الملح للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫ابن سيف‪ :‬عبد ال بن سيف إبراهيم النجدي )توفي في منتصف القرن الثالث عشر(‪.‬‬
‫‪ -193‬العذب الفائض شرح ألفية الفرائض‪ ،‬مطبعة مصطفى الحلبي‪ ،‬الطبعة الولى ‪1372‬هـ‪.‬‬
‫السيوطي‪ :‬جلل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر )ت ‪911‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1110‬‬

‫‪ -194‬تاريخ الخلفاء‪ ،‬تحقيق محّمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬بدون ذكر الطبعة ول مكان الطبع‪.‬‬
‫‪ -195‬الدر المنثور‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الشافعي‪ :‬أبو عبد ال محّمد بن إدريس المطلبي )ت ‪204‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -196‬الم‪ ،‬بعناية محّمد النجار‪ ،‬مكتبة الكليات الزهرية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1384‬هـ‪1961 /‬م‪.‬‬
‫‪ -197‬الديوان‪ ،‬جمع نعيم زرزور‪ ،‬تقديم د‪ /‬مفيد قميحة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -198‬الرسالة‪ ،‬تحقيق أحمد شاكر‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -199‬المسند‪ ،‬دارالكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعةالولى ‪1400‬هـ‪1980/‬م‪.‬‬
‫الشلبي‪ :‬عمر بن عبد ال الحنفي )ت ‪719‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -200‬آكام المرجان في أحكام الجان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ابن شبه‪ :‬عمر بن شبه النميري )ت ‪262‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -201‬تاريخ المدينة‪ ،‬تحقيق فهيم محّمد شلتوت‪ ،‬دار الصفهاني‪ ،‬جدة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الشماخ بن ضرار الذبياني )توفي في خلفة عثمان(‪:‬‬
‫‪ -202‬ديوان الشماخ‪ ،‬تحقيق صلح الدين الهادي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫أبو الشيخ‪ :‬انظر‪ :‬عبد ال بن محّمد بن جعفر‪.‬‬
‫ي )ت ‪467‬هـ(‪:‬‬ ‫الشيرازي‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن عل ّ‬
‫‪ -203‬المهذب في فقه الشافعي‪ ،‬مطبعة البابي الحلبي‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1396‬هـ‪1976 /‬م‪.‬‬
‫الصفوري‪ :‬عبد الرحمن بن عبد السلم )ت ‪894‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -204‬مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الربعة‪ ،‬تحقيق محّمد خير المقداد‪ ،‬دار ابن‬
‫كثير‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫ي بن داود )ت ‪900‬هـ(‪.‬‬ ‫الصيرفي‪ :‬عل ّ‬

‫) ‪(3/1111‬‬

‫‪ -205‬نزهة النفوس والبدان في تواريخ الزمان‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪ /‬حسن حشي طبع مطبعة دار الكتب‬
‫‪1970‬م‪ .‬ت‬
‫ضياء الدين‪ :‬محّمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي )ت ‪643‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -206‬المختارة‪ ،‬تحقيق عبد الملك بن دهيش‪ ،‬مكتبة النهضة الحديثة‪ ،‬مّكة‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1411‬هـ‪.‬‬
‫ب الصحاب وما فيه من الثم والعقاب‪ ،‬تحقيق محيي الدين نجيب‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪ -207‬النهي عن س ّ‬
‫العروبة‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1413‬هـ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫الطبراني‪ :‬أبو القاسم سليمان بن أحمد )ت ‪360‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -208‬مسند الشامّيين‪ ،‬تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫‪ -209‬المعجم الوسط‪ ،‬تحقيق د‪ /‬محمود الطحان‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -210‬المعجم الكبير‪ ،‬تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الطبري‪ :‬محّمد بن جرير )ت ‪310‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -211‬تاريخ الرسل والملوك‪ ،‬تحقيق أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -212‬تهذيب الثار‪ ،‬تحقيق محمود محّمد شاكر‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -213‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪ ،‬دار الفكر‪1405 ،‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫الطحاوي‪ :‬أبو جعفر أحمد بن محّمد بن سلمة )ت ‪321‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -214‬مشكل الثار‪ ،‬دائرة المعارف‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة الولى ‪1333‬هـ‪.‬‬
‫ي الحنفي )ت ‪953‬هـ(‪:‬‬‫ابن طولون‪ :‬محّمد بن عل ّ‬
‫القلئد الجوهرية في تاريخ الصالحية‪ ،‬تحقيق محّمد أحمد دهمان‪ ،‬مجمع اللغة العربية بدمشق‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1401‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1112‬‬
‫‪ -216‬مفاكهة الخلن في حوادث الزمان‪ ،‬طبع بعناية محّمد مصطفى‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1381‬هـ‪1962 /‬م‪.‬‬
‫ابن أبي عاصم‪ :‬أبو بكر أحمد بن عمرو )ت ‪287‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -217‬الحاد والمثاني‪ ،‬تحقيق باسم فيصل الجوابرة‪ ،‬دار الراية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1411‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬
‫ي عبد الحميد العظمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬ ‫‪ -218‬الزهد‪ ،‬تحقيق عبد العل ّ‬
‫‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -219‬السنة‪ ،‬تحقيق محّمد ناصر الدين اللباني‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1400‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫ابن عابدين‪ :‬محّمد أمين الشهير بابن عابدين )ت ‪1252‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -220‬حاشية رّد المحتار على الدر المختار شرح تنوير البصار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1399‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫ابن عبد البّر‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد ال )ت ‪463‬هـ(‪:‬‬
‫طأ في معاني الرأي‬ ‫‪ -221‬الستذكار لمذاهب فقهاء المصار وعلماء القطار فيما تضمنه المو ّ‬
‫شؤون السلمية‪ ،‬القاهرة‪1391 ،‬هـ‪/‬‬ ‫ي النجدي ناصف‪ ،‬المجلس العلى لل ّ‬ ‫والثار‪ ،‬تحقيق عل ّ‬
‫‪1971‬م‪.‬‬
‫ي محّمد البجاوي‪ ،‬مكتبة نهضة مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪ -222‬الستيعاب في معرفة الصحاب‪ ،‬تحقيق عل ّ‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -223‬جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله‪ ،‬دار الكتاب السلمي‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1402 ،‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫‪ -224‬القصد والمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم‪ ،‬تحقيق إبراهيم البياري‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬الطبعةالولى ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -225‬الكافي في فقه أهل المدينة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬محّمد محمد ولد ماديك‪ ،‬الطبعة الولى ‪1398‬هـ‪/‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫ابن عبد الحكم‪ :‬محّمد بن عبد ال )ت ‪214‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1113‬‬

‫‪ -226‬سيرة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬تحقيق أحمد عبيد‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1387‬هـ‪.‬‬
‫‪ -227‬فتوح مصر‪ ،‬ليدن‪1920 ،‬م‪ ،‬عبدالرزاق بن همام الصنعاني)ت ‪211‬هـ(‪.‬‬
‫‪ -228‬المصنف‪ ،‬تحقيق حبيب الرحمن العظمي‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1403‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي )ت ‪600‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -229‬جزء أحاديث الشعر‪ ،‬تحقيق إحسان عبد المنان الجبالي‪ ،‬المكتبة السلمية‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1410‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫عبد ال بن أحمد بن محّمد بن حنبل الشيباني )ت ‪290‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -230‬السنة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬محّمد سعيد القحطان‪ ،‬درا ابن القيم‪ ،‬الدمام‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪/‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫عبد ال بن المبارك الحنظلي )ت ‪181‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -231‬الزهد‪ ،‬تحقيق حبيب الرحمن العظمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫عبد ال بن محّمد بن جعفر بن حيان الصبهاني )ت ‪369‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -232‬جزء فيه أحاديث أبي محّمد حيان‪ ،‬انتقاء أبي بكر أحمد بن مردويه‪ ،‬تحقيق بدرالبدر‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعةالولى ‪1414‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫‪ -233‬العظمة‪ ،‬تحقيق رضاء ال بن محّمد المباركفوري‪ ،‬دار العاصمة الرياض‪ ،‬النشرة الولى‬
‫‪1411‬هـ‪.‬‬
‫ق )ت ‪739‬هـ(‪:‬‬ ‫عبد المؤمن بن عبد الح ّ‬
‫ي بن محّمد البجاوي‪ ،‬دار إحياء‬
‫‪ -234‬مراصد الطلع على أسماء المكنة والبقاع‪ ،‬تحقيق عل ّ‬
‫الكتب العربية‪ ،‬الطبعةالولى ‪1373‬هـ‪1954 /‬م‪.‬‬
‫ابن عبد الهادي‪ :‬يوسف بن حسن )ت ‪909‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -235‬الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي‪ ،‬تحقيق د‪ /‬رضوان مختار‪ ،‬دار المجتمع‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1411‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬
‫أبو عبيد‪ :‬القاسم بن سلم )ت ‪224‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1114‬‬

‫‪ -236‬الموال‪ ،‬تحقيق محّمد خليل هراس‪ ،‬دار الباز‪ ،‬مّكة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ -237‬غريب الحديث‪ ،‬طبع دار المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬مصورة على الطبعةالولى‬
‫‪1385‬هـ‪ ،‬المصورة ‪1396‬م‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ابن عدي‪ :‬عبد ال بن عدي )ت ‪365‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -238‬الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫ي بن محّمد الكناني )ت ‪963‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن عراق‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -239‬تنزيه الشريعة المرفوعة عن الخبار الشنيعة الموضوعة‪ ،‬تصحيح عبد الوّهاب عبد‬
‫صّديق‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1399‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬ ‫اللطيف‪ ،‬عبد ال محّمد ال ّ‬
‫أبو العرب‪ :‬محّمد بن أحمد بن تميم التميمي )ت ‪333‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -240‬المحن‪ ،‬تحقيق يحيى وهيب الجبوري‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1408‬هـ‪.‬‬
‫ي بن الحسن الدمشقي )ت ‪571‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن عساكر‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -241‬تاريخ دمشق )ترجمة عثمان( تحقيق سكينة الشهابي‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫ي )ت ‪451‬هـ(‪:‬‬ ‫العشاري‪ :‬أبو طالب محّمد بن عل ّ‬
‫صّديق‪ ،‬أنصار السنة المحّمدية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1358‬هـ‪/‬‬ ‫‪ -242‬فضائل أبي بكر ال ّ‬
‫‪1939‬م‪.‬‬
‫العقيلي‪ :‬أبو جعفر محّمد بن عمرو )ت ‪322‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -243‬الضعفاء الكبير‪ ،‬تحقيق عبد المعطي قلعجي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫العلئي‪ :‬خليل بن كيكلدي العلئي )ت ‪761‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -244‬جامع التحصيل في أحكام المراسيل‪ ،‬تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي‪ ،‬الدار العربية‪،‬‬
‫أعظمية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1398‬هـ‪1978 /‬م‪.‬‬
‫ي الصواف‪ :‬محّمد بن أحمد )ت ‪359‬هـ(‪.‬‬ ‫أبو عل ّ‬

‫) ‪(3/1115‬‬

‫‪ -245‬الفوائد‪ ،‬انتقاء الدارقطني‪ ،‬تحقيق أبي عبد ال الحداد‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬النشرة الولى‬
‫‪1408‬هـ‪.‬‬
‫ي الحنبلي )ت ‪1089‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن العماد‪ :‬أبو الفلح عبد الح ّ‬
‫‪ -246‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الولى ‪1399‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫عياض بن موسى اليحصبي )ت ‪544‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -247‬بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد‪ ،‬تحقيق صلح الدين ابن أحمد الدلبي‬
‫وجماعة‪ ،‬وزارة الوقاف المغربية‪1395 ،‬هـ‪1975/‬م‪.‬‬
‫الغزي‪ :‬نجم الدين محّمد بن محمد الغزي الشافعي )‪1061‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -248‬الكواكب السائرة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬جبرائيل جبور‪ ،‬دار الفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫ابن الغزي‪ :‬محّمد كمال الدين بن محّمد )ت ‪1214‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -249‬النعت الكمل لصحاب المام أحمد‪ ،‬تحقيق محّمد الحافظ‪ ،‬نزار أباظة‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫الفاسي‪ :‬محّمد بن أحمد الحسني )ت ‪832‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -250‬العقد الثمين في تاريخ البلد المين‪ ،‬بعناية محّمد حامد الفقي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫ي بن الحسين )ت ‪356‬هـ(‪:‬‬ ‫أبو الفرج الصبهاني‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -251‬الغاني‪ ،‬بيروت‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫ي )ت ‪799‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن فرحون‪ :‬إبراهيم بن عل ّ‬
‫‪ -252‬الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب‪ ،‬تحقيق محّمد الحمدي أبو النور‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1351‬هـ‪.‬‬
‫الفرياِبي‪ :‬أبو بكر جعفر بن محّمد )ت ‪301‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -253‬صفة النفاق وذّم المنافقين‪ ،‬تحقيق محّمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫الفيروزآبادي‪ :‬محّمد بن يعقوب )ت ‪817‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1116‬‬

‫‪ -254‬القاموس المحيط‪ ،‬تحقيق مكتب التراث‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪/‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫أبو القاسم الصفهاني‪ :‬إسماعيل بن محّمد التيمي )ت ‪535‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -255‬سير السلف‪ ،‬رسالة علمية مطبوعة على اللة الكاتبة‪ ،‬قدمها عبد العزيز الفريح رسالة‬
‫العالية )الماجستير( في كلية الدعوة‪.‬‬
‫أبو القاسم الرازي‪ :‬تمام بن محّمد )ت ‪414‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -256‬الفوائد‪ ،‬تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى ‪1412‬هـ‪/‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫قاسم بن قطلوبغا )ت ‪879‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -257‬عوالي الليث‪ ،‬تحقيق عبد الكريم النعيمي‪ ،‬مكتبة دار الوفاء‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪/‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫ابن قتيبة‪ :‬أبو محّمد عبد ال بن مسلم الدينوري )ت ‪276‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -258‬عيون الخبار‪ ،‬نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب‪ ،‬وزارة الثقافة المصرية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -259‬غريب الحديث‪ ،‬تحقيق عبد ال الجبوري‪ ،‬مطبعةالعاني‪ ،‬بغداد‪1397 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -260‬المعارف‪ ،‬تحقيق د‪ /‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ :‬عبد ال بن أحمد المقدسي )ت ‪620‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -261‬إثبات صفة العلّو‪ ،‬تحقيق بدر البدر‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪/‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -262‬التبيين في أنساب القرشّيين‪ ،‬تحقيق محّمد نايف الدليمي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪1408 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -263‬روضة الناظر وجنة المناظر‪ ،‬تحقيق د‪ /‬عبد العزيز السيد‪ ،‬جامعة المام محّمد بن سعود‬
‫السلمية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1399‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫الكافي‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بعناية زهير الشاويش‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1117‬‬

‫‪ -265‬المغني‪ ،‬تحقيق د‪ /‬عبد ال التركي‪ ،‬د‪ /‬عبد الفتاح الحلو‪ ،‬هجر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ -266‬المقنع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫القرشي‪ :‬عبد القادر محّمد )ت ‪775‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -267‬الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية‪ ،‬تحقيق عبد الفتاح الحلو‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫ي )ت ‪821‬هـ(‪:‬‬ ‫القلقشندي‪ :‬أبو العباس أحمد بن عل ّ‬
‫‪ -268‬صبح العشى في كتابة النشا‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1405‬هـ‪ ،‬مصورة عن‬
‫الطبعة الميرية ‪1910‬م – ‪1920‬م‪.‬‬
‫ابن القيم الجوزية‪ :‬أبو عبد ال محّمد بن أبي بكر )ت ‪751‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -269‬أحكام أهل الذمة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬صبحي الصالح‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫ب العالمين‪ ،‬بعناية عبد الرؤوف سعد‪ ،‬دار الجيل للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ -270‬أعلم الموّقعين عن ر ّ‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -271‬روضة المحّبين‪ ،‬تحقيق د‪ /‬السيد الجميلي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى ‪1414‬هـ‪/‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ -272‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪ ،‬تحقيق شعيب الرناؤوط‪ ،‬وعبد القادر الرنوؤط‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬الطبعة الولى ‪1399‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫‪ -273‬مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين‪ ،‬طبع بعناية محّمد حامد الفقي‪ ،‬دار‬
‫الرشاد الحديثة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الكاساني‪ :‬علء الدين بن مسعود الكاساني الحنفي )ت ‪578‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -274‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1402‬هـ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ابن كثير‪ :‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر )ت ‪774‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1118‬‬

‫‪ -275‬البداية والنهاية‪ ،‬تصحيح د‪ /‬أحمد أبو ملحم وزملئه‪ ،‬دار الريان للتراث‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪ -276‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬تحقيق عبد العزيز غنيم وزملئه‪ ،‬مطبعة الشعب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ -277‬السيرة النبوية‪ ،‬تحقيق مصطفى عبد الواحد‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1395 ،‬هـ‪1976 /‬م‪.‬‬
‫ابن الكلبي‪ :‬هشام ابن القطان محّمد )ت ‪204‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -278‬جمهرة النسب‪ ،‬تحقيق ناجي حسن‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪/‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫الكوهجي‪ :‬عبد ال بن حسن‪.‬‬
‫‪ -279‬زاد المحتاج بشرح المنهاج‪ ،‬بعناية عبد ال بن إبراهيم النصاري‪ ،‬المكتبة العصرية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫الللكائي‪ :‬هبة ال بن الحسن الطبري )ت ‪418‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -280‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬أحمد سعد حمدان‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1409‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫ابن ماجه‪ :‬أبو عبد ال محّمد بن يزيد القزويني )ت ‪275‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -281‬السنن‪ ،‬تحقيق محّمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫مالك بن أنس الصبحي )ت ‪179‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -282‬المدّونة الكبرى‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫طأ‪ ،‬رواية أبي مصعب الزهري‪ ،‬تحقيق د‪ /‬بشار عواد‪ ،‬محمود محّمد خليل‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪ -283‬المو ّ‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1412‬هـ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫طأ‪ ،‬رواية يحيى بن يحيى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1405‬هـ‪/‬‬ ‫‪ -284‬المو ّ‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫المبرد‪ :‬محّمد بن يزيد )ت ‪285‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -285‬الكامل في اللغة والدب‪ ،‬طبع بعناية نعيم زرزور‪ ،‬تغاريد بيضون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫المجد‪ :‬عبد السلم بن عبد ال بن تيمية الحراني )ت ‪652‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1119‬‬

‫‪ -286‬المحرر في الفقه على مذهب المام أحمد‪ ،‬طبع بعناية محّمد حامد الفقي‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ب الطبري‪ :‬أحمد بن محّمد )ت ‪694‬هـ(‪:‬‬ ‫المح ّ‬
‫‪ -287‬الرياض النضرة في مناقب العشرة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الوى ‪1405‬هـ‪/‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫المحبي‪ :‬محّمد أمين )ت ‪1111‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -288‬خلصة الثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1384‬م‪.‬‬
‫محّمد المقدسي‪ :‬محّمد بن حامد )ت ‪888‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -289‬الرّد على الرافضة‪ ،‬تحقيق عبد الوّهاب خليل الرحمن‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1403‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫ي بن عبد ال )ت ‪234‬هـ(‪:‬‬ ‫ابن المديني‪ :‬عل ّ‬
‫‪ -290‬الرواة من الخوة والخوات‪ ،‬تحقيق باسم فيصل الجوابرة‪ ،‬دار الراية‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -291‬العلل‪ ،‬تحقيق محّمد مصطفى العظمي‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪1392 ،‬هـ‬
‫المزي‪ :‬يوسف بن عبد الرحمن )ت ‪742‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -292‬تحفة الشراف بمعرفة الطراف‪ ،‬تصحيح عبد الصمد شرف الدين‪ ،‬المكتب السلمي‪،‬‬
‫بيبروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1400‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫‪ -293‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬تحقيق بشار عواد معروف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعةالولى ‪1400‬هـ‪1980/‬م ‪1413‬هـ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫مسلم بن الحجاج القشيرت )ت ‪261‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -294‬الصحيح‪ ،‬تحقيق فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -295‬الكنى والسماء‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن محّمد القشقري‪ ،‬المجلس العلمي بالجامعة السلمية‪،‬‬
‫المدينة‪ ،‬الطبعة الولى ‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫ابن مفلح‪ :‬إبراهيم بن محّمد )ت ‪884‬هـ(‪.‬‬
‫) ‪(3/1120‬‬

‫‪ -296‬المبدع في شرح المقنع‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬سنة ‪1394‬هـ‪1974/‬م‪.‬‬


‫ابن مفلح‪ :‬أبو عبد ال بن محّمد بن مفلح )ت ‪763‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -297‬الداب الشرعية والمنح والمرعية‪ ،‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬الرياض‪1391 ،‬هـ‪1971 /‬م‪.‬‬
‫‪ -298‬الفروع‪ ،‬طبع بعناية عبد الستار فرج‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1405‬هـ‪/‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫ي )ت ‪845‬هـ(‪:‬‬ ‫المقريزي‪ :‬أحمد بن عل ّ‬
‫‪ -299‬المواعظ والعتبار بذكر الخطط والثار‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬مصورة عن طبعة‬
‫بولق سنة ‪127‬هـ‪.‬‬
‫المناوي‪ :‬عبد الرؤوف بن تاج العارفين )ت ‪1031‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -300‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1391 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1972‬م‪.‬‬
‫ابن منظور‪ :‬جمال الدين محّمد بن مكرم )ت ‪711‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -301‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ابن ناصر الدين‪ :‬محّمد بن عبد ال القيسي ا لدمشقي )ت ‪842‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -302‬توضيح المشتبه‪ ،‬تحقيق محّمد نعيم العرقسوس‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1414‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫ابن النجار‪ :‬محّمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي )ت ‪972‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -303‬منتهى الرادات‪ ،‬تحقيق عبدالغني عبدالخالق‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫النسائي‪ :‬أبو عبد الرحمن محّمد بن شعيب )ت ‪303‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -304‬السنن )المجتبى( تصحيح عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬دار البشائر السلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫ي عمر‪ ،‬مكتب السنة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪ -305‬عشرة النساء )وهو من السنن الكبرى( تحقيق عمرو عل ّ‬
‫الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1121‬‬

‫‪ -306‬فضائل الصحابة‪ ،‬دارالكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعةالولى ‪1405‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬


‫أبو نعيم‪ :‬أحمد بن عبد ال الصبهاني )ت ‪430‬هـ(‪:‬‬
‫ي التهامي‪ ،‬دار المام مسلم‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪ -307‬تثبيت المامة وترتيب الخلفة‪ ،‬تحقيق إبراهيم بن عل ّ‬
‫الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -308‬حلية الولياء‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -309‬دلئل النبوة‪ ،‬تحقيق محّمد رواس قلعة جي وعبد البر عباس‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1406‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ -310‬ذكر أخبار أصبهان‪ ،‬الدار العلمية‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -311‬معرفة الصحابة‪ ،‬تحقيق محّمد راضي عثمان‪ ،‬مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنّورة‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫النووي‪ :‬يحيى بن شرف )ت ‪676‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -312‬روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ ،‬إشراف زهير الشاويش‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -313‬المجموع شرح مهذب الشيرازي‪ ،‬مع تكملته بقلم محّمد نجيب المطيعي‪ ،‬مكتبة الرشاد‪،‬‬
‫جدة‪.‬‬
‫ي هارون بن زكريا الهجري )ت ‪300‬هـ(‪:‬‬ ‫الهجري‪ :‬أبو عل ّ‬
‫‪ -314‬التعليقات والنوادر‪ ،‬تحقيق حمد الجاسر‪.‬‬
‫ابن هشام‪ :‬عبد ال بن يوسف النصاري المصري )ت ‪761‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -315‬أوضع المسالك مع ضياء السالك للنجار‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -316‬شرح شذور الذهب في معرفة كلم العرب‪ ،‬بدون ذكر الطبعة ول مكان الطبع‪.‬‬
‫ابن هشام‪ :‬أبو محّمد عبد الملك بن هشام )ت ‪218‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -317‬السيرة النبوية‪ ،‬تحقيق همام سعيد‪ ،‬محّمد أبو صعليك‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬الردن‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1409‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫ابن الهمام‪ :‬كمال الدين محّمد بن عبد الواحد )ت ‪861‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1122‬‬

‫‪ -318‬شرح فتح القدير‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫هناد بن السري الكوفي )ت ‪234‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -319‬الزهد‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي‪ ،‬دار الخلفاء للكتاب السلمي‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1406‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫ي بن حسان )‪975‬هـ(‪:‬‬ ‫الهندي‪ :‬علء الدين عل ّ‬
‫‪ -320‬كنزل العمال في سنن القوال والفعال‪ ،‬تصحيح بكري حيائي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الخامسة ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫ي بن أبي بكر )ت ‪807‬هـ(‪:‬‬ ‫الهيثمي‪ :‬أبو بكر عل ّ‬
‫‪ -321‬بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث‪ ،‬تحقيق حسين أحمد صالح الباكري‪ ،‬مركز خدمة‬
‫السنة والسيرة النبوية‪ ،‬الجامعة السلمّية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1413‬هـ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫‪ -322‬كشف الستار عن زوائد البزار‪ ،‬تحقيق حبيب الرحمن العظمي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫‪ -323‬مجمع الزوائد‪ ،‬دارالكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعةالثالثة ‪1402‬هـ‪1982/‬م‬
‫ابن وضاح‪ :‬محّمد بن وضاح )ت ‪287‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -324‬البدع والنهي عنها‪ ،‬دار الرائد العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1402‬هـ‪.‬‬
‫وكيع بن الجراح )ت ‪197‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -325‬الزهد‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي‪ ،‬مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى‪1404 ،‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬
‫وكيع‪ :‬محّمد بن خلف بن حيان )ت ‪306‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -326‬أخبار القضاة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ياقوت‪ :‬أبو عبد ال الحموي )ت ‪622‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -327‬معجم البلدان‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪1399 ،‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫أبو يعقوب بن شيبة بن الصلت )ت ‪262‬هـ(‪.‬‬

‫) ‪(3/1123‬‬

‫‪ -328‬مسند عمر بن الخطاب‪ ،‬تحقيق كمال يوسف الحوت‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫أبو يعلى الحنبلي‪ :‬محّمد بن الحسين البغدادي )ت ‪458‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -329‬الحكام السلطانية‪ ،‬بعناية محّمد حامد الفقي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1386‬هـ‪.‬‬
‫‪ -330‬كتاب الروايتين والوجهين‪ ،‬تحقيق عبد الكريم اللحم‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -331‬مسائل اليمان‪ ،‬تحقيق سعود الخلف‪ ،‬طبع دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬النشرة الولى ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -332‬المعتمد في أصول الدين‪ ،‬تحقيق د‪ /‬وديع زيدان حداد‪ ،‬المكتبة الشرقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫ي بن المثنى )ت ‪307‬هـ(‪:‬‬ ‫أبو يعلى الموصلي‪ :‬أحمد بن عل ّ‬
‫‪ -333‬المسند‪ ،‬تحقيق حسين سليم أسد‪ ،‬دار المأمون للتراث‪ ،‬الطبعة الولى ‪1404‬هـ‪1984 /‬م‬
‫ي كوشك‪ ،‬دار المأمون للتراث‪ ،‬الطبعة الولى‬ ‫‪ -334‬المعجم‪ ،‬تحقيق حسين سليم أسد‪ ،‬عبده عل ّ‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المراجع الحديثة‪:‬‬
‫اللباني‪ :‬محّمد ناصر الدين‪:‬‬
‫‪ -335‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ -336‬تخريج أحاديث مشكاة المصابيح‪ ،‬بحاشية مشكاة المصابيح‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬دمشق‬
‫‪1382‬هـ‪1962 /‬م‪.‬‬
‫‪ -337‬سلسلة الحاديث الصحيحة‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1405 ،‬هـ‪1985/‬م‪،‬‬
‫جـ ‪ ،5 ،4 ،3‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1407 ،‬هـ‪ ،‬جـ ‪ ،4‬الطبعة الثالثة‪1406 ،‬هـ‪،‬‬
‫جـ ‪ ،5‬الطبعة الولى‪1412 ،‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1124‬‬

‫‪ -338‬سلسلة الحاديث الضعيفة‪ ،‬جـ ‪ ،1‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الخامسة‪1405 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1985‬م‪ ،‬جـ ‪ ،2‬مكتبةالمعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1408 ،‬هـ‪ ،‬جـ ‪ ،4 ،3‬مكتبة المعارف‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬الطبعة الولى ‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫صّديق‪ ،‬الجبيل‪ ،‬الطبعة الولى ‪1414‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬ ‫‪ -339‬صحيح الدب المفرد‪ ،‬دار ال ّ‬
‫‪ -340‬صحيح الجامع الصغير‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1406 ،‬هـ‪1986 /‬م‪.‬‬
‫‪ -341‬صحيح سنن الترمذي‪ ،‬مكتبة التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -342‬صحيح سنن ابن ماجه‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫‪ -343‬صحيح سنن النسائي‪ ،‬مكتب التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1408‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫صّديق‪ ،‬الجبيل‪ ،‬الطبعة الولى‪1414 ،‬هـ‪1994 /‬م‪.‬‬ ‫‪ -344‬ضعيف الدب المفرد‪ ،‬دار ال ّ‬
‫‪ -345‬ضعيف الجامع الصغير‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1399 ،‬هـ‪1979/‬م‪.‬‬
‫‪ -346‬ضعيف سنن الترمذي‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪1411 ،‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬
‫‪ -347‬ضعيف سنن أبي داود‪ ،‬السلمي‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬
‫‪ -348‬ضعيف سنن ابن ماجه‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة الولى‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -349‬ضعيف سنن النسائي‪ ،‬السلمي‪ ،‬الطبعة الولى‪1411 ،‬هـ‪19910 /‬م‪.‬‬
‫‪ -350‬ظلل الجنة في تخريج السنة‪ ،‬بحاشية السنة لبن أبي عاصم‪ ،‬السلمي‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1400‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫ي الغفار‪ ،‬السلمي‪ ،‬الطبعة الولى‪1401 ،‬هـ‪1981 /‬م‪.‬‬ ‫‪ -351‬مختصر العلّو للعل ّ‬
‫باوزير‪ :‬أحمد محّمد‪:‬‬
‫‪ -352‬مرويات غزوة بدر‪ ،‬مكتبة طيبة‪ ،‬الطبعة الولى‪1400 ،‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫بروكلمان‪.‬‬
‫) ‪(3/1125‬‬

‫‪ -353‬تاريخ الدب العربي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1977 ،‬م‪) ،‬ترجمةيعقوب بكر(‪.‬‬


‫بكر عبد ال أبو زيد‪:‬‬
‫‪ -354‬معجم المناهي اللفظية‪ ،‬دارابن الجوزي‪ ،‬الطبعةالولى‪1410 ،‬هـ‪1989/‬م‬
‫البلدي‪ :‬عاتق بن غيث‪:‬‬
‫‪ -355‬معجم معالم الحجاز‪ ،‬دار مّكة‪ ،‬الطبعة الولى‪1400 ،‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫ابن جنيدل‪ :‬سعد بن عبد ال‪:‬‬
‫‪ -356‬عالية نجد‪ ،‬دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫حسين‪ :‬عبد المنعم محّمد‪:‬‬
‫‪ -357‬سلجقة إيران والعراق‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1380 ،‬هـ‪.‬‬
‫حمد الجاسر‪:‬‬
‫‪ -358‬شمال غرب المملكة‪ ،‬دار اليمامة للبحث الترجمة والنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1397‬هـ‪.‬‬
‫‪ -359‬شمال المملكة‪ ،‬دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -360‬المنطقة الشرقية‪ ،‬منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة‪ ،‬والنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الخيمي‪ :‬صلح الدين الخيمي‪:‬‬
‫‪ -361‬يوسف بن عبد الهادي حياته وآثاره المخطوطة والمطبوعة‪ ،‬مستلة من مجلة معهد‬
‫المخطوطات العربية‪ ،‬المجلد السادس والعشرون‪ ،‬الجزء الثاني‪1402 ،‬هـ‪1982 /‬م‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫الدميجي‪ :‬عبد ال بن عمر‪:‬‬
‫‪ -362‬المامة الُعظمى عند أهل السنة والجماعة‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫دهمان‪ :‬محّمد أحمد دهمان‪:‬‬
‫‪ -363‬مقدمة القلئد الجوهرية في تاريخ الصالحية‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬بدمشق‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1401‬هـ‪1980 /‬م‪.‬‬
‫رضوان مختار بن غربية‪.‬‬

‫) ‪(3/1126‬‬

‫‪ -364‬مقدمة الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي‪ ،‬دار المجتمع للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1411‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬
‫رمضان عبد التّواب‪:‬‬
‫‪ -365‬مقدمة كتاب البئر لبن العرابي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫الزركلي‪ :‬خير الدين بن محمود )ت ‪1396‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -366‬العلم‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬الطبعة السادسة‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫الساعاتي‪ :‬أحمد بن عبد الرحمن ألبنا‪:‬‬
‫‪ -367‬الفتح الرباني‪ ،‬دار الشهاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫سلم‪ :‬محّمد زغلول سلم‪:‬‬
‫‪ -368‬الدب في العصر المملوكي )عصر الدولة الثانية المماليك الشراكسة( دار المعارف‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫شاكر‪ :‬محمود‪:‬‬
‫‪ -369‬التاريخ السلمي )العهد المملوكي(‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫صبري‪ :‬د‪ /‬عامر حسن صبري‪:‬‬
‫‪ -370‬مقدمة تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق‪ ،‬نشر المكتبة الحديثة‪ ،‬المارات‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫طلس‪ :‬محّمد أسعد‪:‬‬
‫‪ -371‬مقدمة ثمار المقاصد في ذكر المساجد‪ ،‬طبعة المعهد الفرنسي بدمشق‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫عاشور‪ :‬سعيد عبد الفتاح‪:‬‬
‫‪ -372‬مصر والشام في عصر اليوبّيين والمماليك‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1976‬م‪.‬‬
‫عبد القديم زلوم‪.‬‬

‫) ‪(3/1127‬‬

‫‪ -373‬الموال في دولة الخلفة‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬الطبعة الولى ‪1403‬هـ‪.‬‬


‫العثيمين‪ :‬عبد الرحمن بن سليمان‪:‬‬
‫‪ -374‬مقدمة الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب المام أحمد‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫العسلي‪ :‬كامل جميل‪:‬‬
‫‪ -375‬معاهد العلم في بيت المقدس‪ ،‬جمعية عمال المطابع التعاونية‪ ،‬عمان‪1981 ،‬م‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫العلبي‪ :‬أكرم حسن‪:‬‬
‫‪ -376‬دمشق بين عصر المماليك والعثمانّيين‪ ،‬الشركة المتحدة للتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1402‬هـ‪1982 /‬م‬
‫العمري‪ :‬د‪ /‬أكرم ضياء العمري‪:‬‬
‫صحيحة‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬المدنية المنّورة‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪1413‬هـ‪/‬‬ ‫‪ -377‬السيرة الّنبوّية ال ّ‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫العمري‪ :‬ضيف ال بن صالح‪:‬‬
‫‪ -378‬يوسف بن عبد الهادي وأثره في الصول مع تحقيق ودراسة كتابه غاية السول إلى علم‬
‫الصول‪ ،‬رسالة علمية‪ ،‬قدمت لنيل العالية )الماجستير(‪.‬‬
‫الغامدي‪ :‬عبد العزيز بن صالح‪:‬‬
‫‪ -379‬الخلفة العباسية في عصر المماليك‪ ،‬رسالة علمية‪ ،‬قدمت لنيل العالمية )الدكتوراه(‪.‬‬
‫ابن قاسم‪ :‬عبد الرحمن بن محّمد النجدي )ت ‪1392‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -380‬حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع‪ ،‬المطابع الهلية للوفست‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫القاضي‪ :‬عبد الفتاح القاضي )ت ‪1403‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -381‬البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة‪ ،‬الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي‬
‫الحلبي‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ي بن عبد الكبير‪.‬‬ ‫الكتاني‪ :‬عبد الح ّ‬

‫) ‪(3/1128‬‬

‫‪ -382‬فهرس الفهارس والثبات‪ ،‬تحيق إحسان عباس‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫كحالة‪ :‬عمر رضا‪:‬‬
‫‪ -383‬معجم المؤّلفين‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ي‪:‬‬
‫كرد‪ :‬محّمد كرد عل ّ‬
‫‪ -384‬خطط الشام‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1391 ،‬هـ‪1971 /‬م‪.‬‬
‫محّمد رأفت عثمان‪:‬‬
‫‪ -385‬رئاسة الدولة في الفقه السلمي‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪ ،‬الناشر‪ :‬الكتاب الجامعي‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫محّمد رواس قلعة جي‪:‬‬
‫‪ -386‬موسوعة فقه إبراهيم النخعي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫الندوة العالمية للشباب السلمي‪:‬‬
‫‪ -387‬الموسوعة الميسرة في الديان والمذاهب المعاصرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1409 ،‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫الوادعي‪ :‬مقبل بن هادي‪:‬‬
‫‪ -388‬الصحيح المسند من أسباب النزول‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1408 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪.1987‬‬
‫وصي ال عباسي‪:‬‬
‫‪ -389‬مقدمة بحر الدم فيمن تكلم بهم المام أحمد بمدح أو ذّم‪ ،‬دار الراية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1409‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫استدراك‪:‬‬
‫‪ -390‬السلوك لمعرفة دول الملوك جـ ‪ ،1‬بعناية د‪ /‬محّمد مصطفى زيادة‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫آل الشيخ‪ :‬عبد الرحمن بن حسن )ت ‪1285‬هـ(‪:‬‬
‫‪ -391‬فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‪ ،‬تعليق وتصحيح الشيخ عبد العزيز ابن باز‪ ،‬دار الخير‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫باشا‪ :‬عمر موسى‪.‬‬

‫) ‪(3/1129‬‬

‫‪ -392‬تاريخ الدب العربي )العصر المملوكي(‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫البسام‪ :‬عبد ال بن عبد الرحمن‪:‬‬
‫‪ -393‬علماء نجد خلل ستة قرون‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬مّكة‪ ،‬الطبعة الولى ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫البقلي‪ :‬محّمد قنديل‪:‬‬
‫‪ -394‬التعريف بمصطلحات صبح العشى‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬سنة ‪1983‬م‪.‬‬
‫دهمان‪ :‬محّمد أحمد دهمان‪:‬‬
‫‪ -395‬معجم اللفاظ التاريخية في العصر المملوكي‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫سليم‪ :‬محمود زرق سليم‪:‬‬
‫‪ -396‬عصر سلطين المماليك ونتاجه العلمي والدبي‪ ،‬مكتبة الداب‪ ،‬الطبعة الثانية‪1381 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1962‬م‪.‬‬
‫عاشور‪ :‬سعيد عاشور‪:‬‬
‫‪ -397‬المجتمع المصري في مصر والشام‪ ،‬الطبعة الولى ‪1965‬م‪.‬‬
‫عبد الكريم زيدان‪:‬‬
‫‪ -398‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬نشر مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫عبد المنعم ماجد‪:‬‬
‫‪ -399‬نظم دولة سلطين المماليك ورسومهم في مصر‪ ،‬مكتبة النجلو المصرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫قاسم عبده قاسم‪:‬‬
‫‪ -400‬دراسات في تاريخ مصر الجتماعي )عصر سلطين المماليك(‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫) ‪(3/1130‬‬

You might also like