Professional Documents
Culture Documents
2
صدقا ً وعدل ً] النعام .[115 :ومن أصدق من الله حخخديثا ً
]النساء.[87 :
ونؤمن بأن القرآن الكريم كلم الله تعالى تكلم به حقا ً وألقخخاه
إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم
قل نزله روح القدس من ربك بالحق] النحل .[102 :وأنه
لتنزيل رب العالمين نزل به الروح المين على قلبخخك لتكخخون مخخن
المنذرين بلسان عربي مبين] الشعراء.[195 _ 192 :
ي على خلقه بذاته وصخخفاته لقخخوله
ونؤمن بأن الله عز وجل عل ّ
تعالى :وهو العلخي العظيخم] البقخرة .[255 :وقخوله :وهخو
القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير] النعام.[18 :
ونخخؤمن بخخأنه خلخخق السخخماوات والرض فخخي سخختة أيخخام ثخخم
استوى على العرش يخخدّبر المخخر] يخخونس .[3 :واسخختواؤه علخخى
العرش :علوه عليه بذاته علوّا ً خاصا ً يليق بجلله وعظمته ل يعلخخم
كيفيته إل هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهخخو علخخى عرشخخه ،يعلخخم أحخخوالهم
ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويدّبر أمورهم ،يرزق الفقير ويجخخبر
الكسير ،يؤتي الملك من يشاء ،وينزع الملك ممن يشاء ويعز مخخن
يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شخخيء قخخدير .ومخخن
كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة ،وإن كان فوقهم على عرشخخه
حقيقة ليس كمثلخه شخخيء وهخخو السخميع البصخير] الشخورى:
.[11
ول نقول كما تقخخول الحلوليخخة مخخن الجهميخخة وغيرهخخم :إنخخه مخخع
خلقه في الرض .ونرى أن من قال ذلك فهو كخافر أو ضخال ،لنخه
وصف الله بما ل يليق به من النقائص.
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينخخزل
كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقخخى ثلخخث الليخخل الخيخخر فيقخخول:
من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ مخخن يسخختغفرني
فأغفر له؟
3
ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بيخن العبخاد
دكت الرض دكخا ً دكخخا ،وجخخاء ربخخك والملخخك لقوله تعالى :كل إذا ُ
صفا ً صفا ،وجيخخء يخخومئذ بجهنخخم يخخومئذ ٍ يتخخذكر النسخخان وأنخخى لخخه
الذكرى] الفجر.[23 – 21 :
ونؤمن بأنه تعالى فّعال لما يريد] هود.[107 :
ونؤمن بأن إرادة الله تعالى نوعان :كونيخخة يقخخع بهخخا مخخراده ول
يلزم أن يكون محبوبا ً له ،وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعخخالى
ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن اللخخه يفعخخل مخخا يريخخد] البقخخرة:
،[253خ إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكخخم] هخخود،[34 :
وشرعية ل يلزم بها وقوع المراد ول يكون المراد فيهخخا إل محبوبخا ً
له ،كقوله تعالى :والله يريد أن يتوب عليكم] النساء.[27 :
ونؤمن بأن مراده الكخخوني والشخخرعي تخخابع لحكمتخخه ،فكخخل مخخا
قضخخاه كون خا ً أو تعبخخد بخخه خلقخخه شخخرعا ً فخخإنه لحكمخخة وعلخخى وفخخق
الحكمة ،سواء علمنا منها ما نعلخم أو تقاصخرت عقولنخا عخخن ذلخك
أليس الله بأحكم الحخاكمين] الختين) .[8 :ومخن أحسخن مخن
الله حكما ً لقوم يوقنون( ]المائدة.[50 :
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه قل إن كنتم
تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله] آل عمران .[31 :فسوف
يأتي الله بقوم يحبهخخم ويحبخخونه] المخخائدة [54 :واللخخه يحخخب
الصخخابرين] آل عمخخران،[146 :خخ وأقسخخطوا إن اللخخه يحخخب
المقسطين] الحجرات [9 :وأحسنوا والله يحب المحسخخنين
] المائدة.[93 :
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من العمخخال والقخخوال
ويكره ما نهى عنخه منهخا إن تكفخروا فخإن اللخه غنخي عنكخم ول
يرضخخى لعبخخاده الكفخخر وإن تشخخكروا يرضخخه لكخخم] الزمخخر[7 :
ولكن كره الله انبعاثهم فثّبطهم وقيل اقعخخدوا مخخع القاعخخدين
]التوبة.[46 :
4
ونخخؤمن بخخأن اللخخه تعخخالى يرضخخى عخخن الخخذين آمنخخوا وعملخخوا
الصالحات رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربخخه
]البينة.[8 :
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب علخخى مخن يسخختحق الغضخخب مخخن
الكافرين وغيرهم الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء
وغضب الله عليهم] الفتح .[6:ولكن من شرح بالكفر صدرا ً
فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم] النحل.[106 :
ونؤمن بأن لله تعالى وجها ً موصوفا ً بالجلل والكرام ويبقى
وجه ربك ذو الجلل والكرام] الرحمن.[27 :
ونؤمن بخخأن للخخه تعخالى يخخدين كريمخختين عظيمخختين بخل يخخداه
مبسوطتان ينفق كيف يشاء] المائدة [64 :وما قخخدروا اللخخه
حق قدره والرض جميعا ً قبضته يوم القيامة والسموات مطويخخات
بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون] الزمر.[67:
ونؤمن بخخأن للخخه تعخخالى عينيخخن اثنخختين حقيقيخختين لقخخوله تعخخالى
واصنع الفلك بأعيينا ووحينخخا] هخخود [37 :وقخخال النخخبي صخخلى
الله عليه وسلم "حجابه النور لو كشفه لحرقت سبحات وجهه ما
انتهى إليه بصره من خلقه" .وأجمع أهل السخخنة علخخى أن العينيخخن
اثنتان ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخخدجال" :إنخخه
أعور وإن ربكم ليس بأعور".
ونؤمن بأن الله تعالى ل تدركه البصار وهخخو يخخدرك البصخخار
وهو اللطيف الخبير] النعام.[103 :
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يخوم القيامخخة وجخخوه يخومئذ
ناضرة ) (22إلى ربها ناظرة] القيامة.[23 ،22 :
ونؤمن بأن الله تعالى ل مثل له لكمال صفاته ليخخس كمثلخخه
شيء وهو السميع البصير] الشورى.[11 :
5
ونؤمن بأنه ل تأخذه سنة ول نوم] البقخخرة [255 :لكمخخال
حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه ل يظلم أحدا ً لكمال عدله ،وبأنه ليخخس بغافخخل عخخن
أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.
ونخخؤمن بخخأنه ل يعجخخزه شخخيء فخخي السخخماوات ول فخخي الرض
لكمال علمه وقدرته إنما أمره إذا أراد شخخيئا ً أن يقخخول لخخه كخخن
فيكون] يس ،[82 :وبأنه ل يلحقه تعب ول إعيخخاء لكمخخال قخخوته
ولقد خلقنا السموات والرض ومخخا بينهمخخا فخخي سخختة أيخخام ومخخا
سنا من لغوب] ق [38 :أي من تعب ول إعياء. م ّ
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صخخلى
الله عليه وسلم من السماء والصفات لكننا نتخخبرأ مخخن محخخذورين
عظيميخن همخا :التمثيخل :أن يقخول بقلبخخه أو لسخانه :صخفات اللخخه
تعالى كصفات المخلوقين .والتكييخخف :أن يقخخول بقلبخخه أو لسخخانه:
كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفخخاه عنخخه رسخخول
الله صلى الله عليه وسلم وأن ذلخخك النفخخي يتضخمن إثباتخا ً لكمخال
ضده ،ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرض ل بخخد منخخه ،وذلخخك لن
ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن
نفسخخه وهخخو سخخبحانه أعلخخم بنفسخخه وأصخخدق قيل ً وأحسخخن حخخديثًا،
والعباد ل يحيطون به علمًا .وما أثبته له رسوله أو نفخخاه عنخخه فهخخو
خبر أخبر به عنه ،وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلخخق وأصخخدقهم
وأفصحهم .ففي كلم الله تعالى ورسوله صلى اللخخه عليخخه وسخخلم
كمخخال العلخخم والصخخدق والبيخخان ،فل عخخذر فخخي رده أو الخختردد فخخي
قبوله.
6
فصخخل
ل ،إثباتا ً أو
وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيل ً أو إجما ً
سنةِ نبينا معتمدون ،وعلى مخخا نفيًا ،فإننا في ذلك على كتاب رّبنا و ُ
لمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون. سار عليه سلف ا ُ
7
فصخل
ونؤمن بملئكة الله تعالى وأنهم عباد مكرمون ،ل يسخخبقونه
بالقول وهم بخخأمره يعملخخون] النبيخخاء ،26 :خ .[27خلقهخخم اللخخه
تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته ل يستكبرون عن عبخخادته
ول يستحسخخرون ،يسخّبحون الليخخل والنهخخار ل يفخخترون] النبيخخاء:
.[20 ،19
حجبهم الله عنا فل نراهم ،وربما كشخخفهم لبعخخض عبخخاده ،فقخخد
رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صخخورته لخخه سخختمائة
جناح قد سد ّ الفق ،وتمثخخل جبريخخل لمريخخم بشخخرا ً سخويا ً فخخخاطبته
وخاطبها ،وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسخخلم وعنخخده الصخخحابة
بصخخورة رجخخل ل ُيعخخرف ول ُيخرى عليخخه أثخخر السخخفر ،شخخديد بيخاض
الثياب شديد سواد الشخخعر ،فجلخخس إلخخى النخخبي صخخلى اللخخه عليخخه
وسلم فأسند ركبته إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع
كفيه على فخذيه ،وخاطب النبي صلى الله عليه وسخخلم ،وخخخاطبه
النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر النبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم
أصحابه أنه جبريل.
ونؤمن بأن :للملئكة أعمال ً كلفوا بها :فمنهخخم جبريخخل الموكخخل
بالوحي ينزل به من عند الله على من يشخاء مخخن أنبيخخائه ورسخخله،
ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات ،ومنهم إسرافيل :الموكل
بالنفخ في الصخخور حيخخن الصخخعق والنشخخور ،ومنهخخم ملخخك المخخوت:
الموكل بقبض الرواح عند الموت ،ومنهم ملخخك الجبخخال :الموكخخل
بها ،ومنهم مالك :خازن النار ،ومنهم ملئكة موكلون بالجنخخة فخخي
الرحام وآخرون موكلون بحفظ بني آدم وآخرون موكلخخون بكتابخخة
أعمالهم ،لكل شخص ملكان عن اليمين وعن الشخخمال قعيخخد )
(17ما يلفخخظ مخخن قخخول إل لخخديه رقيخخب عتيخخد] ق،17 :خ .[18
وآخرون موكلخخون بسخخؤال الميخخت بعخخد النتهخخاء مخخن تسخخليمه إلخخى
مثواه ،يأتيه ملكان يسألنه عن ربه ودينخه ونخبيه فخخ يثبخت اللخخه
الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيخخاة الخخدنيا وفخخي الخخخرة ويضخخل
الله الظالمين ويفعل ما يشاء] إبراهيم ،[27 :ومنهخخم الملئكخخة
8
الموكلون بأهل الجنة والملئكة يدخلون عليهخخم مخخن كخخل بخخاب،
سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار] الرعخخد ،23 :خ ،[24
وقد أخبر النبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم أن الخخبيت المعمخخور فخخي
السماء يدخله –وفي رواية يصلي فيه -كل يوم سبعون ألف ملخخك
ثم ل يعودون إليه آخر ما عليهم.
فصخل
ونخخؤمن بخخأن اللخخه تعخخالى أنخخزل علخخى رسخخله كتب خا ً ح ّ
جخخة علخخى
العالمين ومحجة للعالمين يعّلمونهم بها الحكمة ويزكونهم.
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسخخول كتابخا ً لقخخوله تعخخالى
لقد أرسلنا ُرسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم
الناس بالقسط] الحديد.[25 :
ونعلم من هذه الكتب:
التوراة :التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه .i
هدى وُنور يحكم بها وسلم ،وهي أعظم كتب بني إسرائيل فيها ُ
النخخبيون الخخذي أسخخلموا للخخذين هخخادوا والربخخانيون والحبخخار بمخخا
استحفظوا من كتاب الله] .المائدة.[44 :
النجيل :التي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه .ii
ى
هد ًوسلم ،وهو مصدق للتوراة ومتمم لها وآتيناه النجيل فيه ُ
ونور ومصدقا ً لما بين يديه من التوراة وُهدى وموعظة للمتقين
رم عليكخخم] آل ]المخخائدة [46 :و ُ
حخ ِ
لحخخل لكخخم بعخخض الخخذي ُ
عمران.[50 :
الزبور :الذي آتاه الله داود صلى الله عليه وسلم. .iii
صحف إبراهيم وموسى :عليهما الصلة والسلم. .iv
القرآن العظيم :الذي أنزله اللخخه علخخى نخخبيه محمخخد خخخاتم .v
النبيين هدىً للناس وبينخخات مخخن الهخخدى والفرقخخان] البقخخرة:
9
.[185فكانمصدقا ً لما بين يديه من الكتخخاب ومهيمنخا ً عليخخه
]المائدة .[48 :فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه
عن عبث العابثين وزيغ المحرفين إنا نحن نزلنا الخخذكر وإنخخا لخخه
لحافظون] الحجر [9 :لنه سيبقى حجخة علخى الخلخق أجمعيخن
إلى يوم القيامة.
أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ٍ ينتهي بنخخزول مخخا ينسخخخها
ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير ،ولهذا لخخم تكخخن معصخخومة
منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص مخخن الخخذين هخخادوا
يحرفون الكلخخم عخخن مواضخخعه] النسخخاء،[46 :خ فويخخل للخخذين
يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عنخخد اللخخه ليشخختروا بخخه
ثمنا ً قليل ً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهخخم ممخخا يكسخخبون
]البقرة،[79 :خ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسخخى نخخورا ً
وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ً] النعام:
،[91خ وإن منهم لفريقا ً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسخخبوه مخخن
الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله ومخخا هخخو مخخن
عند الله ويقولون على اللخه الكخذب وهخم يعلمخون ) (78مخا كخان
لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونخخوا
عبادا ً لي من دون الله] آل عمران .[79 ،78 :يا أهل الكتاب
قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا ً مما كنتم تخفون من الكتخخاب
إلى قوله :لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم
]المائدة.[17 ،15 :
فصخل
ونخخؤمن بخخأن اللخخه تعخخالى بعخخث إلخخى خلقخخه رس خل ً مبشخخرين
ومنذرين لئل يكون للناس على الله حجة بعخخد الرسخخل وكخخان اللخخه
عزيزا ً حكيما ً] النساء.[165 :
ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله وسخخّلم عليهخخم
أجمعينإنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعخخده
10
]النساء،[163 :خ مخخا كخخان محمخخد أبخخا أحخخد مخخن رجخخالكم ولكخخن
رسول الله وخاتم النبيين] الحزاب.[40 :
وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسخخى بخخن
مريم وهم المخصوصون في قوله تعالى وإذ أخذنا مخن النخبيين
ميثاقهم ومنك ومخخن نخخوح وإبراهيخخم وموسخخى وعيسخخى بخخن مريخخم
وأخذنا منهم ميثاقا ً غليظا ً] الحزاب.[7 :
ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حاوية لفضخخائل
شرائع هؤلء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعخخالى :شخخرع
لكم من الدين ما وصى به نوحا ً والذي أوحينا إليك ومخخا وصخخينا بخه
إبراهيخخم وموسخخى وعيسخخى أن أقيمخخوا الخخدين ول تتفرقخخوا فيخخه
]الشورى.[13 :
ونخخؤمن بخخأن جميخخع الرسخخل بشخخر مخلوقخخون ،ليخخس لهخخم مخخن
خصائص الربوبية شيء ،قخخال اللخخه تعخخالى عخخن نخخوح وهخخو أولهخخم:
ول أقول لكم عندي خزائن الله ول أعلم الغيخخب ول أقخخول إنخخي
ملك] هود .[31 :وأمر الله تعالى محمدا ً وهو آخرهم أن يقول:
ول أقول لكم عندي خزائن الله ول أعلم الغيخخب ول أقخخول إنخخي
ملك] هود .(31:وأن يقول :ول أملك لنفسخخي نفعخا ً ول ضخخرا ً
إل مخخا شخخاء اللخخه] العخخراف ،[188 :وأن يقخخول :قخخل إنخخي ل
أملك لكم ضرا ً ول رشدا ً] الجن.[21 :
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعخخالى بالرسخخالة،
ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سخخياق الثنخخاء عليهخخم،
فقال في أولهم نوح ذرية مخخن حملنخخا مخخع نخخوح إنخخه كخخان عبخخدا ً
شكورا ً] السراء ،[3 :وقال في آخرهم محمد صلى اللخخه عليخخه
وسلم تبارك الذي نزل الفرقخخان علخخى عبخخده ليكخخون للعخخالمين
نذيرا] الفرقخخان ،[1:وقخخال فخخي رسخخل آخريخخن واذكخخر عبخخدنا
إبراهيم وإسخخحاق ويعقخخوب أولخخي اليخخدي والبصخخار] ص،[45 :
واذكخخر عبخخدنا داود ذا اليخخد إنخخه أواب] ص ،[17 :خ ووهبنخخا
لداود سليمان نعم العبد إنه أواب] ص ،[30 :وقال في عيسخخى
11
ابخخن مريخخم :إن هخخو إل عبخخد أنعمنخخا عليخخه وجعلنخخاه مثل ً لبنخخي
إسرائيل] الزخرف.[59 :
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالت برسالة محمد صلى اللخخه
عليه وسلم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى :قُخخل يخخا أيهخخا
الناس إني رسخخول اللخخه إليكخخم جميعخا ً الخخذي لخه ملخخك السخخماوات
والرض ل إله إل هخخو يحيخخي ويميخخت فخخآمنوا بخخالله ورسخخوله النخخبي
المخخي الخخذي يخخؤمن بخخالله وكلمخخاته وأتبعخخوه لعلكخخم تهتخخدون
]العراف.[158 :
ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليخخه وسخخلم هخخي ديخخن السخخلم
الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ،وأن الله تعخخالى ل يقبخخل مخخن أحخخد
دينخا ً سخخواه لقخخوله تعخخالى :إن الخخدين عنخخد اللخخه السخخلم] آل
عمران ،[19 :وقوله :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممخخت عليكخخم
نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ً] المائدة ،[3 :وقوله :ومخخن
يبتغ غير السلم دينا ً فلن ُيقبل منه وهو في الخرة من الخاسرين
] آل عمران.[85 :
ونرى أن من زعم اليوم دينا ً قائما ً مقبول ً عند الله سخخوى ديخخن
السخلم ،مخن ديخن اليهوديخخة أو النصخخرانية أو غيرهمخخا ،فهخو كخخافر
يستتاب ،فإن تاب وإل قتل مرتدا ً لنه مكذب للقرآن.
ونرى أن من كفر برسالة محمد صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم إلخخى
الناس جميعا ً فقد كفر بجميع الرسل ،حخختى برسخخوله الخخذي يزعخخم
أنه مؤمن به متبع له ،لقوله تعالى :كذبت قوم نخخوح المرسخخلين
] الشعراء ،[105 :فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مخخع أنخخه لخخم
يسخخبق نوح خا ً رسخخول .وقخخال تعخخالى :إن الخخذين يكفخخرون بخخالله
ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعخخض
ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيل ً أولئك هخخم
الكافرون حقا ً واعتخخدنا للكخخافرين عخخذابا ً مهين خا ً] النسخخاء،150 :
.[151
12
ونؤمن بخخأنه ل نخخبي بعخخد محمخخد رسخخول اللخخه صخخلى اللخخه عليخخه
دعاها فهو كافر لنخخه دق من ا ّوسلم ،ومن ادعى النبوة بعده أو ص ّ
مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفخخوه
فخخي أمتخخه علم خا ً ودعخخوة ووليخخة علخخى المخخؤمنين ،وبخخأن أفضخخلهم
وأحقهم بالخلفخخة أبخخو بكخخر الصخخديق ،ثخخم عمخخر بخخن الخطخخاب ،ثخخم
عثمخخان بخخن عفخخان ،ثخخم علخخي بخخن أبخخي طخخالب رضخخي اللخخه عنهخخم
أجمعين .وهكذا كانوا في الخلفة قدرا ً كما كانوا في الفضيلة .وما
كان الله تعالى –وله الحكمخخة البالغخخة -ليخخولي علخخى خيخخر القخخرون
ل ،وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلفة. رج ً
ونؤمن بأن المفضول من هؤلء قد يتميز بخصيصة يفخخوق فيهخخا
من هو أفضل منه ،لكنه ل يستحق بها الفضل المطلخق علخى مخن
فَ َ
ضله ،لن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.
ونؤمن بأن هذه المة خير المم وأكرمها على اللخخه عخخز وجخخل،
لقوله تعالى :كنتم خير أمة أخرجت للناس تخخأمرون بخخالمعروف
وتنهون عن المنكر وُتؤمنون بالله] آل عمران.[110 :
ونؤمن بأن خير هذه المة الصحابة ثثثم التثثابعون ثثثم
تابعوهم وبأنه ل تزال طائفة من هذه المة على الحثثق
ظاهرين ،ل يضّرهم من خذلهم أو خالفهم حخختى يخخأتي أمخخر اللخخه
عز وجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من
الفتن ،فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه ،فمن كان منهخخم
مصيبا ً كخخان لخخه أجخخران ،ومخخن كخخان منهخخم مخطئا ً فلخخه أجخخر واحخخد
وخطؤه مغفور له ،ونخخرى أنخخه يجخخب أن نكخخف عخخن مسخخاوئهم ،فل
نذكرهم إل بما يستحقونه من الثناء الجميل ،وأن نطّهر قلوبنا من
الغل والحقد علخخى أحخخد منهخخم ،لقخخوله تعخخالى فيهخخم :ل يسخختوي
منكم من أنفخخق مخخن قبخخل الفتخخح وقاتخخل أولئك أعظخخم درجخخة مخخن
الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكل ً وعد اللخخه الحسخخنى] الحديخخد:
،[10وقول الله تعالى فينا :والذين جاُءوا مخخن بعخخدهم يقولخخون
13
ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل فخخي قلوبنخخا
غل ً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم] الحشر.[10 :
فصخخل
ونؤمن باليوم الخر وهو يوم القيامة الخخذي ل يخخوم بعخخده ،حيخخن
مخخا فخخي دار العخخذاب
ما في دار النعيم وإ ّ
يبعث الناس أحياء للبقاء إ ّ
الليم.
فنخخؤمن بخخالبعث وهخخو إحيخخاء اللخخه تعخخالى المخخوتى حيخخن ينفخخخ
إسرافيل في الصور النفخة الثانية ونفخ في الصور فصعق من
في السموات ومن في الرض إل من شاء الله ثم نفخ فيه أخخخرى
فإذا هم قيام ينظرون] الزمر [68 :فيقوم الناس مخخن قبخخورهم
لرب العالمين ،حفاة بل نعال ،عراة بل ثياب ،غرل ً بل ختان كما
بدأنا أول خلق نعيده وعدا ً علينا إنا كنا فاعلين] النبياء.[104 :
ونؤمن بصحائف العمال تعطخخى بخخاليمين أو مخخن وراء الظهخخور
بالشخخمال فأمخخا مخخن أوتخخي كتخخابه بيمينخخه ) (7فسخخوف يحاسخخب
حسابا ً يسيرا ً ) (8وينقلب إلى أهله مسخخرورا ً ) (9وأمخخا مخخن أوتخخي
كتابه وراء ظهره ) (10فسوف يدعو ثبورا ) (11ويصلى سعيرا
]النشقاق،[12 – 7 :خ وكل إنسان ألزمناه طائره فخخي عنقخخه
ونخرج له يوم القيامة كتابا ً يلقاه منشورا ً ) (13اقخخرأ كتابخخك كفخخى
بنفسك اليوم عليك حسيبا ً] السراء.[14 ،13 :
ونؤمن بخخالموازين ُتوضخخخع يخخوم القيامخخة فل ُتظلخخم نفخخس شخخيئا ً
فمن يعمل مثقال ذرة خيخخرا ً يخخره ) (7ومخخن يعمخخل مثقخخال ذرة
شرا ً يره ] الزلزلة ،7 :خ .[8فمن ثقلت موازينه فأولئك هخخم
المفلحخخون ) (102ومخخن خفخخت مخخوازينه فخخأولئك الخخذين خسخخروا
أنفسهم في جهنم خالدون ) (103تلفح وجوههم النخخار وهخخم فيهخخا
كالحون] المؤمنون ،[104 – 102:خ من جاء بالحسخخنة فلخخه
عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل ُيجزى إل مثلها وهم ل ُيظلمون
] النعام.[160 :
14
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليخخه وسخخلم
خاصخخة ،يشخخفع عنخخد اللخخه تعخالى بخخإذنه ليقضخخي بيخن عبخخاده ،حيخخن
م والكرب ما ل ُيطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نخخوح يصيبهم من اله ّ
ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
ونؤمن بالشفاعة فيمن دخخخل النخخار مخن المخخؤمنين أن يخرجخخوا
منهخخا ،وهخخي للنخخبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم وغيخخره مخخن النخخبيين
والمؤمنين والملئكة ،وبأن الله تعالى ُيخرج من النخخار أقوامخا ً مخن
المؤمنين بغير شفاعة ،بل بفضله ورحمته.
ونؤمن بحوض رسول الله صلى اللخخه عليخخه وسخخلم مخخاؤه أشخخد
بياضا ً من اللبن وأحلى مخخن العسخخل وأطيخخب مخخن رائحخخة المسخخك
طوله شهر وعرضه شهر وآنيته كنجوم السماء حسنا ً وكثرة ،يرده
المؤمنون من أمته ،من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر النخخاس عليخخه علخخى
قدر أعمالهم ،فيمر أولهم كالبرق ثم كمخخر الريخخح ثخخم كمخخر الطيخخر
وشد الرجال ،والنبي صلى الله عليه وسخخلم قخخائم علخخى الصخخراط
يقول :يارب س خّلم س خّلم .حخختى تعجخخز أعمخخال العبخخاد ،فيخخأتي مخخن
يزحف ،وفي حافتي الصخخراط كلليخخب معلقخة مخأمورة ،تأخخذ مخن
ج ومكردس في النار. أمرت به ،فمخدوش نا ٍ
ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسخنة مخن أخبخار ذلخك اليخوم
وأهواله ،أعاننا الله عليها.
ونؤمن بشفاعة النبي صلى اللخخه عليخخه وسخخلم لهخخل الجنخخة أن
يدخلوها .وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
ونؤمن بالجنة والنار ،فالجنة دار النعيم التي أعدها اللخخه تعخخالى
للمؤمنين المتقين ،فيها من النعيم ما ل عين رأت ول ُأذن سمعت
ول خطر على قلب بشر فل تعلم نفس ما ُأخفي لهم من ُقخخرة
أعيخخن جخخزاًء بمخخا كخخانوا يعملخخون] السخخجدة ،[17 :والنخخار :دار
دها اللخه تعخالى للكخافرين الظخالمين ،فيهخا مخن العخذاب الختي أعخ ّ
العذاب والنكال ما ل يخطر على البال إنا اعتدنا للظالمين نارا ً
15
وي مهخخل يشخ ِ سخخرادقها وإن يسخختغيثوا ُيغخخاثوا بمخخاِء كال ُ
أحخخاط بهخخم ُ
ب وسخخاءت مرتفق خا ً] الكهخخف .[29 :وهمخخا الوجوه بئس الشخخرا ُ
موجودتان الن ولن تفنيا أبد البدين ومخخن يخخؤمن بخخالله ويعمخخل
صالحا ً ُيدخله جنات تجري من تحتها النهار خالخخدين فيهخخا أبخخدا ً قخخد
أحسن الله له رزقخا ً] الطلق [11 :إن اللخخه لعخخن الكخخافرين
وأعد ّ لهم سعيرا ً ) (64خالدين فيها أبدا ً ل يجدون وليا ً ول نصخخيرا ً )
(65يوم ُتقلخخب وجخخوههم فخخي النخخار يقولخخون يخخا ليتنخخا أطعنخخا اللخخه
وأطعنا الرسول] الزخرف.[66 – 64 :
ونشهد بالجنخخة لكخخل مخخن شخخهد لخخه الكتخخاب والسخخنة بخخالعين أو
بالوصف ،فمن الشهادة بالعين :الشهادة لبي بكر وعمر وعثمخخان
وعلي ،ونحوهم ممن عينهم النبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم ،ومخخن
الشهادة بالوصف :الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشخخهد بالنخخار لكخخل مخخن شخخهد لخخه الكتخخاب والسخخنة بخخالعين أو
بالوصف ،فمن الشهادة بالعين :الشخخهادة لبخخي لهخخب وعمخخرو بخخن
لحي الخزاعي ونحوهما ،ومن الشخخهادة بالوصخخف ،الشخخهادة لكخخل
ك شركا ً أكبر أو منافق. كافرٍ أو مشر ٍ
ونؤمن بفتنة القبر :وهي سؤال الميت في قبره عن رّبه ودينه
ونبيه فخ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فخي الحيخاة الخدنيا
وفي الخرة] إبراهيم [27 :فيقخول المخؤمن :ربخي اللخه ودينخي
السخخلم ونخخبيي محمخخد ،وأمخخا الكخخافر والمنخخافق فيقخخول :ل أدري
سمعت الناس يقولون شيئا ً فقلته.
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين الذين تتوفاهم الملئكة طيخخبين
يقولون سلم عليكم أدخلوا الجنخخة بمخخا كنتخخم تعملخخون] النحخخل:
.[32
ونخخؤمن بعخخذاب القخخبر للظخخالمين الكخخافرين ولخخو تخخرى إذ
الظالمون في غمرات الموت والملئكة باسخخطوا أيخخديهم أخرجخخوا
أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بمخخا كنتخخم تقولخخون علخخى اللخخه
غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون] النعام.[93 :
16
والحاديث في هذا كثيرة معلومة ،فعلى المؤمن أن يؤمن بكل
سنة من هذه المور الغيبية ،وأل يعارضها بما ما جاء به الكتاب وال ُ
يشاهد في الدنيا ،فإن أمور الخرة ل ُتقخخاس بخأمور الخدنيا لظهخور
الفرق الكبير بينهما .والله المستعان.
فصخل
ونؤمن بالقدر خيره وشخخره ،وهخخو تقخخدير اللخخه تعخخالى للكائنخخات
حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الولى :العلم ،فتؤمن بأن الله تعخخالى بكخخل شخخيء
عليم ،علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الزلي البدي ،فل
يتجدد له علم بعد جهل ول يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية :الكتابة ،فتؤمن بأن اللخخه تعخخالى كتخخب فخخي
اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة ألم تعلخخم أن اللخخه
يعلم ما في السماء والرض إن ذلك في كتاب إن ذلك علخخى اللخخه
يسير] الحج.[70 :
المرتبة الثالثة :المشيئة ،فتؤمن بأن الله تعخخالى قخخد شخخاء
كل ما في السخخماوات والرض ،ل يكخخون شخخيء إل بمشخخيئته ،مخخا
شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة :الخلق ،فتؤمن بأن الله تعالى خلق كل
شخخيء وهخخو علخخى كخخل شخخيء وكيخخل ) (62لخخه مقاليخخد السخخماوات
والرض] الزمر.[63 ،62 :
وهذه المراتب الربع شاملة لما يكون مخخن اللخخه تعخخالى نفسخخه
ولما يكون من العباد ،فكل ما يقوم به العباد من أقخخوال أو أفعخخال
أو تروك فهي معلومة فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده واللخخه
تعالى قد شاءها وخلقها لمن شاء منكم أن يستقيم ) (28ومخخا
تشخخاءون إل أن يشخخاء اللخخه رب العخخالمين] التكخخوير ،28 :خ [29
17
ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن اللخخه يفعخخل مخخا يريخخد] البقخخرة:
[253ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفخخترون] النعخخام:
[137والله خلقكم وما تعملون] الصافات.[96 :
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا ً وقخخخدرة
بهما يكون الفعل ،والدليل علخخى أن فعخخل العبخخد باختيخخاره وقخخدرته
أمور:
الول :قوله تعخخالى :فخخآتوا حرثكخخم أنخخى شخخئتم] البقخخرة:
[223وقوله :ولو أرادوا الخروج لعدوا له عدة] التوبة[46 :
فأثبت للعبد اتيانا ً بمشيئته وإعدادا ً بإرادته.
الثاني :توجيه المر والنهي إلى العبد ،ولو لم يكن لخخه اختيخخار
وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بمخخا ل يطخخاق ،وهخخو أمخخر
تأباه حكمة الله تعخخالى ورحمتخخه وخخخبره الصخخادق فخخي قخخوله :ل
يكلف الله نفسا ً إل وسعها] البقرة.[286:
الثثثالث :مخخدح المحسخخن علخخى إحسخخانه وذم المسخخيء علخخى
إساءته ،وإثابة كل منهما بما يستحق ،ولول أن الفعخخل يقخخع بخخإرادة
العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا ً وعقوبخخة المسخخيء ظلم خًا،
والله تعالى منزه عن العبث والظلم.
الرابثثع :أن اللخخه تعخخالى أرسخخل الرسخخل رسخخل ً مبشخخرين
ومنذرين لئل يكون للناس على الله حجة بعد الرسل] النسخخاء:
،[165ولول أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره ،ما بطلخخت حجتخخه
بإرسال الرسل.
س أنخخه يفعخخل الشخخيء أو يخختركهالخامس :أن كخخل فاعخخل يحخ ّ
بدون أي شعور بإكراه ،فهو يقوم ويقعد ويخخدخل ويخخخرج ويسخخافر
ويقيم بمحض إرادته ،ول يشعر بخأن أحخخدا ً يكرهخخه علخى ذلخك ،بخل
يفّرق تفريقا ً واقعيا ً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهخخه
عليه مكره .وكذلك فّرق الشرع بينهما تفريقا ً حكيمًا ،فلخخم يؤاخخخذ
الفاعل بما فعله مكرها ً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.
18
ونرى أن ل حجة للعاصي على معصيته بقخخدر اللخخه تعخخالى ،لن
العاصي يقدم على المعصية باختياره ،مخخن غيخخر أن يعلخخم أن اللخخه
درها عليه ،إذ ل يعلم أحد قخخدر اللخخه تعخخالى إل بعخخد وقخخوع تعالى ق ّ
مقدوره ومخخا تخخدري نفخخس مخخاذا تكسخخب غخخدا ً] لقمخخان[34 :
ج بها حين إقدامه علخخى فكيف يصح الحتجاج بحجة ل يعلمها المحت ّ
مخا اعتخذر بهخا عنخه ،وقخد أبطخل اللخه تعخالى هخذه الحجخة بقخوله:
سيقول الذين أشخخركوا لخخو شخخاء اللخخه مخخا أشخخركنا ول آباؤنخخا ول
حرمنا من شيء كذلك كذب الذين مخن قبلهخخم حخختى ذاقخخوا بأسخخنا
قل هل عندكم مخخن علخخم فتخرجخخوه لنخخا إن تتبعخخون إل الظخخن وإن
أنتم إل تخرصون] النعام.[148 :
ونقول للعاصي المحتج بالقدر :لمخخاذا لخخم تقخخدم علخخى الطاعخخة
مقدرا ً أن الله تعالى قد كتبها لك ،فإنه ل فرق بينها وبين المعصية
في ا لجهل بالمقدور قبخخل صخخدور الفعخخل منخخك؟ ولهخخذا لمخخا أخخخبر
كتخخبالنبي صلى اللخخه عليخخه وسخخلم الصخخحابة بخخأن كخخل واحخخد قخخد ُ
مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا :أفل نتكل وندع العمخخل؟
خلق له". ل ميسر لما ُقال" "ل ،اعملوا فك ُ
ونقول للعاصي المحتج بالقدر :لو كنت تريد السفر لمكة وكان
لها طريقان ،أخبرك الصخخادق أن أحخخدهما مخخخوف صخخعب والثخخاني
آمخخن سخخهل ،فإنخخك ستسخخلك الثخخاني ول يمكخخن أن تسخخلك الول
دك النخخاس فخخي قسخخمي ،ولخخو فعلخخت لع خ ّ
وتقخخول :إنخخه مقخخدر عل خ ّ
المجانين.
ونقول له أيضًا :لو عرض عليك وظيفتان إحخخداهما ذات مرتخخب
أكثر ،فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة ،فكيخخف تختخخار لنفسخخك
ج بالقدر؟في عمل الخرة ما هو الدنى ثم تحت ّ
ونقول له أيضا :نراك إذا أصبت بمخخرض جسخخمي طرقخخت بخخاب
كل طبيب لعلجك ،وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة
وعلى مرارة الدواء .فلماذا ل تفعخل مثخل ذلخك فخي مخرض قلبخك
بالمعاصي؟
19
ونخخؤمن بخخأن الشخخر ل ينسخخب إلخخى اللخخه تعخخالى لكمخخال رحمتخخه
وحكمته ،قال النبي صلى الله عليخخه وسخخلم "والشخخر ليخخس إليخخك"
]رواه مسلم[ .فنفس قضاء الله تعالى ليخخس فيخخه شخخر أبخخدًا ،لنخخه
صادر عن رحمة وحكمة ،وإنما يكون الشّر فخخي مقتضخخياته ،لقخخول
النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي عّلمه الحسن:
"وقني شر ما قضيت" فأضاف الشر إلى ما قضاه ،ومع هذا فخخإن
الشر في المقتضيات ليس شرا ً خالصا ً محض خًا ،بخخل هخخو شخخر فخخي
محله من وجه ،خير من وجه ،أو شر فخخي محلخخه ،خيخخر فخخي محخخل
آخر ،فالفساد في الرض مخن الجدب والمخخرض والفقخخر والخخخوف
شر ،لكنه خير في محل آخر ،قال الله تعالى :ظهر الفساد في
البر والبحر بما كسبت أيخخدي النخخاس ليخخذيقهم بعخخض الخخذي عملخوا
لعلهم يرجعون] الروم ،[41 :وقطع يد السخخارق ورجخخم الزانخخي
شخخر بالنسخخبة للسخخارق والزانخخي فخخي قطخخع يخخد السخخارق وإزهخخاق
النفس ،لكنه خير لهما من وجه آخر ،حيث يكخخون كفخخارة لهمخخا فل
يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والخرة ،وهو أيض خا ً خيخخر فخخي محخخل
آخر ،حيث إن فيه حماية الموال والعراض والنساب.
فصخل
هذه العقيدة السامية المتضمنة لهخخذه الصخخول العظيمخخة تثمخخر
لمعتقخخدها ثمخخرات جليلخخة كخخثيرة ،فاليمخخان بخخالله تعخخالى وأسخخمائه
وصفاته يثمر للعبد محبة اللخخه وتعظيمخخه الموجخخبين للقيخخام بخخأمره
واجتناب نهيه ،والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيخه يحصخل بهمخا
كمال السعادة في الدنيا والخخخرة للفخخرد والمجتمخخع مخخن عمخخل
صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهخخم
أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون] النحل.[97 :
ومن ثمرات اليمان بالملئكة:
ل :العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه. أو ً
ثانيًا :شكره تعخالى علخى عنخايته بعبخاده ،حيخث وكخل بهخم مخن
هؤلء الملئكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك
من مصالحهم.
20
ثالثًا :محبة الملئكة على ما قخخاموا بخخه مخخن عبخخادة اللخخه تعخخالى
على الوجه الكمل واستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات اليمان بالكتب:
ل :العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقخخه ،حيخخث أنخخزل لكخخل أو ً
قوم كتابا ً يهديهم به.
ثانيًا :ظهور حكمة الله تعالى ،حيث شرع في هذه الكتب لكخخل
أمة ما يناسبها .وكخخان خخخاتم هخخذه الكتخخب القخخرآن العظيخخم،
مناسبا ً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثًا :شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات اليمان بالرسل:
أو ً
ل :العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه ،حيث أرسل إليهخخم
أولئك الرسل الكرام للهداية والرشاد.
ثانيًا :شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثًا :محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم ،لنهم
رسخخل اللخخه تعخخالى وخلصخخة عبيخخده ،قخخاموا بعبخخادته وتبليخخغ
رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات اليمان باليوم الخر:
ل :الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، أو ً
والبعد عن معصيته خوفا ً من عقاب ذلك اليوم.
ثانيًا :تسلية المؤمن عما يفخخوته مخخن نعيخخم الخخدنيا ومتاعهخخا بمخخا
يرجوه من نعيم الخرة وثوابها.
ومن ثمرات اليمان بالقدر:
ل :العتماد على الله تعالى عند فعخخل السخخباب ،لن السخخبب أو ً
والمسبب كلهما بقضاء الله وقدره.
ثانيًا :راحة النفس وطمأنينخخة القلخخب ،لنخخه مخختى علخخم أن ذلخخك
بقضاء اللخخه تعخالى ،وأن المكخروه كخائن ل محالخة ،ارتخاحت
21
النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب ،فل أحد أطيخخب
عيشا ً وأربح نفسا ً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثًا :طرد العجاب بالنفس عنخخد حصخخول المخخراد ،لن حصخخول
دره مخخن أسخخباب الخيخخر والنجخخاح، ذلك نعمة من الله بمخخا قخ ّ
فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع العجاب.
رابع ثًا :طخخرد القلخخق والضخخجر عنخخد فخخوات المخخراد أو حصخخول
المكخخروه ،لن ذلخخك بقضخخاء اللخخه تعخخالى الخخذي لخخه ملخخك
السماوات والرض وهو كائن ل محالخخة ،فيصخخبر علخخى ذلخخك
ويحتسب الجر ،وإلى هخخذا يشخير اللخخه تعخخالى بقخوله :مخا
أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في كتخخاب
من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) (22لكيل تأسوا
علخخى مخخا فخخاتكم ول تفرحخخوا بمخخا آتخخاكم واللخخه ل يحخخب كخخل
ل فخور] الحديد.[23 ،22 : محتا ٍ
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيخخدة ،وأن يحقخخق لنخخا
ثمراتها ويزيدنا من فضله ،وأل يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ،وأن يهخخب
لنا من رحمته ،إنه هو الوهاب .والحمد للخه رب العخالمين .وصخلى
الله وسلم على نبينخخا محمخخد وعلخخى آلخخه وأصخخحابه والتخخابعين لهخخم
بإحسان.
تمت
بقلم مؤلفها
محمد الصالح العثيمين
في 30شوال سنة 1404هث
22