You are on page 1of 22

‫عقيدتنا‬

‫عقيدتنا‪ :‬اليمخخان بخخالله وملئكتخخه وكتبخخه ورسخخله واليخخوم الخخخر‬


‫والقدر خيره وشره‪.‬‬
‫فنؤمن بربوبية الله تعالى‪ ،‬أي بأنه الرب الخالق الملك المخخدّبر‬
‫لجميع المور‪.‬‬
‫ونؤمن بُألوهيخة اللخه تعخالى‪ ،‬أي بخأنه اللخه الحخق وكخل معبخود‬
‫سواه باطل‪.‬‬
‫ونؤمن بأسمائه وصفاته‪ ،‬أي بأن له السماء الحسنى والصفات‬
‫الكاملة العليا‪.‬‬
‫ونؤمن بوحدانيته في ذلك‪ ،‬أي بأنه ل شريك له في ربخخوبيته ول‬
‫في ألوهيته ول في أسمائه وصفاته‪ ،‬قال تعالى‪ :‬رب السماوات‬
‫والرض وما بينهما فأعبده وأصطبر لعبادته هل تعلم لخخه سخخميا ً‪‬‬
‫]مريم‪.[65 :‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬الله ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخخخذه سخخنة ول‬
‫نوم له ما في السماوات وما في الرض من ذا الذي يشفع عنخخده‬
‫إل بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهخخم ول يحيطخخون بشخخيء مخخن‬
‫علمخخه إل بمخخا شخخاء وسخخع كرسخخيه السخخماوات والرض ول يخخؤوده‬
‫حفظهما وهو العلي العظيم‪] ‬البقرة‪.[255 :‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬هو الله الذي ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة‬
‫هخخو الرحمخخن الرحيخخم )‪ (22‬هخخو اللخخه الخخذي ل إلخخه إل هخخو الملخخك‬
‫القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبخخار المتكخخبر سخخبحان‬
‫اللخخه عمخخا يشخخركون )‪ (23‬هخخو اللخخه الخخخالق البخخارئ المصخخور لخخه‬
‫السماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والرض وهخخو العزيخخز‬
‫الحكيم‪] ‬الحشر‪.[24 - 22 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله له ملك السماوات والرض ‪ ‬يخلق ما يشخخاء‬
‫يهب لمن يشاء إناثخا ً ويهخب لمخن يشخاء الخخذكور )‪ (49‬أو يزوجهخخم‬
‫ذكرانا ً وإناثا ً ويجعل من يشاء عقيما ً إنه عليم قخخدير‪] ‬الشخخورى‪:‬‬
‫‪.[50 ،49‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصخخير )‪ (11‬لخخه‬
‫مقاليد السماوات والرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل‬
‫شيء عليم‪] ‬الشورى‪.[11،12 :‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬ومخخا مخخن دابخخة فخخي الرض إل علخخى اللخخه رزقهخخا‬
‫ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين‪] ‬هود‪.[6 :‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬وعنده مفاتح الغيب ل يعلمهخخا إل هخخو ويعلخخم مخخا‬
‫في الخخبر والبحخخر ومخخا تسخخقط مخخن ورقخخة إل ّ يعلمهخخا ول حبخةٍ فخخي‬
‫ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل في كتاب مبين‪] ‬النعخخام‪:‬‬
‫‪.[59‬‬
‫ونؤمن بأن الله ‪‬عنده علم الساعة وينخخزل الغيخخث ويعلخم مخا‬
‫في الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ً وما تدري نفس بخخأي‬
‫أرض تموت إن الله عليم خبير‪] ‬لقمان‪.[34 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء مخختى شخخاء كيخخف شخخاء ‪‬وكلخخم‬
‫الله موسى تكليما َ‪] ‬النساء‪ .[164 :‬ولما جاء موسى لميقاتنا‬
‫وكلمه ربه‪ ‬العراف‪ .[143 :‬وناديناه من جانب الطور اليمن‬
‫وقربناه نجيا ً‪ ] ‬مريم‪.[52 :‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬لو كان البحر مدادا ً لكلمات ربي لنفد البحر قبل‬
‫أن تنفد كلمات ربي‪] ‬الكهخخف‪ .[109 :‬ولخخو أنمخخا فخخي الرض‬
‫من شجرة أقلم والبحخر يمخده مخن بعخده سخخبعة أبحخر مخا نفخدت‬
‫كلمات الله إن الله عزيز حكيم‪] ‬لقمان‪.[27 :‬‬
‫ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقا ً فخخي الخبخخار وعخخدل ً فخخي‬
‫الحكام وحسنا ً في الحديث‪ ،‬قال الله تعالى ‪‬وتمت كلمخخة ربخخك‬

‫‪2‬‬
‫صدقا ً وعدل ً‪] ‬النعام‪ .[115 :‬ومن أصدق من الله حخخديثا ً‪‬‬
‫]النساء‪.[87 :‬‬
‫ونؤمن بأن القرآن الكريم كلم الله تعالى تكلم به حقا ً وألقخخاه‬
‫إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪‬قل نزله روح القدس من ربك بالحق‪] ‬النحل‪ .[102 :‬وأنه‬
‫لتنزيل رب العالمين نزل به الروح المين على قلبخخك لتكخخون مخخن‬
‫المنذرين بلسان عربي مبين‪] ‬الشعراء‪.[195 _ 192 :‬‬
‫ي على خلقه بذاته وصخخفاته لقخخوله‬
‫ونؤمن بأن الله عز وجل عل ّ‬
‫تعالى‪ :‬وهو العلخي العظيخم‪] ‬البقخرة‪ .[255 :‬وقخوله‪ :‬وهخو‬
‫القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير‪] ‬النعام‪.[18 :‬‬
‫ونخخؤمن بخخأنه ‪‬خلخخق السخخماوات والرض فخخي سخختة أيخخام ثخخم‬
‫استوى على العرش يخخدّبر المخخر‪] ‬يخخونس‪ .[3 :‬واسخختواؤه علخخى‬
‫العرش‪ :‬علوه عليه بذاته علوّا ً خاصا ً يليق بجلله وعظمته ل يعلخخم‬
‫كيفيته إل هو‪.‬‬
‫ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهخخو علخخى عرشخخه‪ ،‬يعلخخم أحخخوالهم‬
‫ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويدّبر أمورهم‪ ،‬يرزق الفقير ويجخخبر‬
‫الكسير‪ ،‬يؤتي الملك من يشاء‪ ،‬وينزع الملك ممن يشاء ويعز مخخن‬
‫يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شخخيء قخخدير‪ .‬ومخخن‬
‫كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة‪ ،‬وإن كان فوقهم على عرشخخه‬
‫حقيقة ‪‬ليس كمثلخه شخخيء وهخخو السخميع البصخير‪] ‬الشخورى‪:‬‬
‫‪.[11‬‬
‫ول نقول كما تقخخول الحلوليخخة مخخن الجهميخخة وغيرهخخم‪ :‬إنخخه مخخع‬
‫خلقه في الرض‪ .‬ونرى أن من قال ذلك فهو كخافر أو ضخال‪ ،‬لنخه‬
‫وصف الله بما ل يليق به من النقائص‪.‬‬
‫ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينخخزل‬
‫كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقخخى ثلخخث الليخخل الخيخخر فيقخخول‪:‬‬
‫من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ مخخن يسخختغفرني‬
‫فأغفر له؟‬

‫‪3‬‬
‫ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بيخن العبخاد‬
‫دكت الرض دكخا ً دكخخا‪ ،‬وجخخاء ربخخك والملخخك‬ ‫لقوله تعالى‪ :‬كل إذا ُ‬
‫صفا ً صفا‪ ،‬وجيخخء يخخومئذ بجهنخخم يخخومئذ ٍ يتخخذكر النسخخان وأنخخى لخخه‬
‫الذكرى‪] ‬الفجر‪.[23 – 21 :‬‬
‫ونؤمن بأنه تعالى ‪‬فّعال لما يريد‪] ‬هود‪.[107 :‬‬
‫ونؤمن بأن إرادة الله تعالى نوعان‪ :‬كونيخخة يقخخع بهخخا مخخراده ول‬
‫يلزم أن يكون محبوبا ً له‪ ،‬وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعخخالى‬
‫‪‬ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن اللخخه يفعخخل مخخا يريخخد‪] ‬البقخخرة‪:‬‬
‫‪ ،[253‬خ ‪ ‬إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكخخم‪] ‬هخخود‪،[34 :‬‬
‫وشرعية ل يلزم بها وقوع المراد ول يكون المراد فيهخخا إل محبوبخا ً‬
‫له‪ ،‬كقوله تعالى‪ :‬والله يريد أن يتوب عليكم‪] ‬النساء‪.[27 :‬‬
‫ونؤمن بأن مراده الكخخوني والشخخرعي تخخابع لحكمتخخه‪ ،‬فكخخل مخخا‬
‫قضخخاه كون خا ً أو تعبخخد بخخه خلقخخه شخخرعا ً فخخإنه لحكمخخة وعلخخى وفخخق‬
‫الحكمة‪ ،‬سواء علمنا منها ما نعلخم أو تقاصخرت عقولنخا عخخن ذلخك‬
‫‪‬أليس الله بأحكم الحخاكمين‪] ‬الختين‪) .[8 :‬ومخن أحسخن مخن‬
‫الله حكما ً لقوم يوقنون( ]المائدة‪.[50 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه ‪‬قل إن كنتم‬
‫تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله‪] ‬آل عمران‪ .[31 :‬فسوف‬
‫يأتي الله بقوم يحبهخخم ويحبخخونه‪] ‬المخخائدة‪ [54 :‬واللخخه يحخخب‬
‫الصخخابرين‪] ‬آل عمخخران‪،[146 :‬خخ ‪‬وأقسخخطوا إن اللخخه يحخخب‬
‫المقسطين‪] ‬الحجرات‪ [9 :‬وأحسنوا والله يحب المحسخخنين‬
‫‪] ‬المائدة‪.[93 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من العمخخال والقخخوال‬
‫ويكره ما نهى عنخه منهخا ‪‬إن تكفخروا فخإن اللخه غنخي عنكخم ول‬
‫يرضخخى لعبخخاده الكفخخر وإن تشخخكروا يرضخخه لكخخم‪] ‬الزمخخر‪[7 :‬‬
‫‪‬ولكن كره الله انبعاثهم فثّبطهم وقيل اقعخخدوا مخخع القاعخخدين‪‬‬
‫]التوبة‪.[46 :‬‬

‫‪4‬‬
‫ونخخؤمن بخخأن اللخخه تعخخالى يرضخخى عخخن الخخذين آمنخخوا وعملخخوا‬
‫الصالحات ‪‬رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربخخه‪‬‬
‫]البينة‪.[8 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى يغضب علخخى مخن يسخختحق الغضخخب مخخن‬
‫الكافرين وغيرهم ‪‬الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء‬
‫وغضب الله عليهم‪] ‬الفتح‪ .[6:‬ولكن من شرح بالكفر صدرا ً‬
‫فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم‪] ‬النحل‪.[106 :‬‬
‫ونؤمن بأن لله تعالى وجها ً موصوفا ً بالجلل والكرام ‪‬ويبقى‬
‫وجه ربك ذو الجلل والكرام‪] ‬الرحمن‪.[27 :‬‬
‫ونؤمن بخخأن للخخه تعخالى يخخدين كريمخختين عظيمخختين ‪‬بخل يخخداه‬
‫مبسوطتان ينفق كيف يشاء‪] ‬المائدة‪ [64 :‬وما قخخدروا اللخخه‬
‫حق قدره والرض جميعا ً قبضته يوم القيامة والسموات مطويخخات‬
‫بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون‪] ‬الزمر‪.[67:‬‬
‫ونؤمن بخخأن للخخه تعخخالى عينيخخن اثنخختين حقيقيخختين لقخخوله تعخخالى‬
‫‪‬واصنع الفلك بأعيينا ووحينخخا‪] ‬هخخود‪ [37 :‬وقخخال النخخبي صخخلى‬
‫الله عليه وسلم "حجابه النور لو كشفه لحرقت سبحات وجهه ما‬
‫انتهى إليه بصره من خلقه"‪ .‬وأجمع أهل السخخنة علخخى أن العينيخخن‬
‫اثنتان ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخخدجال‪" :‬إنخخه‬
‫أعور وإن ربكم ليس بأعور"‪.‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى ‪‬ل تدركه البصار وهخخو يخخدرك البصخخار‬
‫وهو اللطيف الخبير‪] ‬النعام‪.[103 :‬‬
‫ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يخوم القيامخخة ‪‬وجخخوه يخومئذ‬
‫ناضرة )‪ (22‬إلى ربها ناظرة‪] ‬القيامة‪.[23 ،22 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى ل مثل له لكمال صفاته ‪‬ليخخس كمثلخخه‬
‫شيء وهو السميع البصير‪] ‬الشورى‪.[11 :‬‬

‫‪5‬‬
‫ونؤمن بأنه ‪‬ل تأخذه سنة ول نوم‪] ‬البقخخرة‪ [255 :‬لكمخخال‬
‫حياته وقيوميته‪.‬‬
‫ونؤمن بأنه ل يظلم أحدا ً لكمال عدله‪ ،‬وبأنه ليخخس بغافخخل عخخن‬
‫أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته‪.‬‬
‫ونخخؤمن بخخأنه ل يعجخخزه شخخيء فخخي السخخماوات ول فخخي الرض‬
‫لكمال علمه وقدرته ‪‬إنما أمره إذا أراد شخخيئا ً أن يقخخول لخخه كخخن‬
‫فيكون‪] ‬يس‪ ،[82 :‬وبأنه ل يلحقه تعب ول إعيخخاء لكمخخال قخخوته‬
‫‪‬ولقد خلقنا السموات والرض ومخخا بينهمخخا فخخي سخختة أيخخام ومخخا‬
‫سنا من لغوب‪] ‬ق‪ [38 :‬أي من تعب ول إعياء‪.‬‬ ‫م ّ‬
‫ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صخخلى‬
‫الله عليه وسلم من السماء والصفات لكننا نتخخبرأ مخخن محخخذورين‬
‫عظيميخن همخا‪ :‬التمثيخل‪ :‬أن يقخول بقلبخخه أو لسخانه‪ :‬صخفات اللخخه‬
‫تعالى كصفات المخلوقين‪ .‬والتكييخخف‪ :‬أن يقخخول بقلبخخه أو لسخخانه‪:‬‬
‫كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا‪.‬‬
‫ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفخخاه عنخخه رسخخول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وأن ذلخخك النفخخي يتضخمن إثباتخا ً لكمخال‬
‫ضده‪ ،‬ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله‪.‬‬
‫ونرى أن السير على هذا الطريق فرض ل بخخد منخخه‪ ،‬وذلخخك لن‬
‫ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن‬
‫نفسخخه وهخخو سخخبحانه أعلخخم بنفسخخه وأصخخدق قيل ً وأحسخخن حخخديثًا‪،‬‬
‫والعباد ل يحيطون به علمًا‪ .‬وما أثبته له رسوله أو نفخخاه عنخخه فهخخو‬
‫خبر أخبر به عنه‪ ،‬وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلخخق وأصخخدقهم‬
‫وأفصحهم‪ .‬ففي كلم الله تعالى ورسوله صلى اللخخه عليخخه وسخخلم‬
‫كمخخال العلخخم والصخخدق والبيخخان‪ ،‬فل عخخذر فخخي رده أو الخختردد فخخي‬
‫قبوله‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فصخخل‬
‫ل‪ ،‬إثباتا ً أو‬
‫وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيل ً أو إجما ً‬
‫سنةِ نبينا معتمدون‪ ،‬وعلى مخخا‬ ‫نفيًا‪ ،‬فإننا في ذلك على كتاب رّبنا و ُ‬
‫لمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون‪.‬‬ ‫سار عليه سلف ا ُ‬

‫س خّنة فخخي ذلخخك علخخى‬‫ونرى وجوب إجخخراء نصخخوص الكتخخاب وال ُ‬


‫ظاهرها وحملها على حقيقتها اللئقة بخالله عخّز وجخل‪ ،‬ونتخبّرأ مخن‬
‫طريق المحّرفين لهخا الخخذين صخخرفوها إلخى غيخر مخا أراد اللخخه بهخا‬
‫ورسوله‪ ،‬ومن طريق المعطلين لها الخخذين عطلوهخخا مخخن مخخدلولها‬
‫الذي أراده الله ورسوله‪ ،‬ومن طريق الغالين فيها الخخذين حملوهخخا‬
‫على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف‪.‬‬
‫سنة نخخبّيه‬
‫ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم فهو حق ل يناقض بعضه بعضا ً لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪‬أفل يتدبرون القرآن ولو كخخان مخخن عنخخد غيخخر اللخخه لوجخخدوا فيخخه‬
‫اختلفا ً كثيرا ً‪] ‬النساء‪ ،[82 :‬ولن التناقض في الخبخخار يسخختلزم‬
‫تكذيب بعضها بعضا ً وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى‬
‫سخخنة‬
‫الله عليه وسلم‪ .‬ومن أدعى أن في كتاب الله تعالى أو فخخي ُ‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما تناقضا ً فذلك لسوء قصخخده‬
‫وزيغ قلبه فليتب إلى الله ولينزع عخخن غي ّخخه‪ ،‬ومخخن تخخوهم التنخخاقض‬
‫سنة رسوله صلى الله عليه وسخخلم أو‬ ‫في كتاب الله تعالى أو في ُ‬
‫ما لقّلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر‪،‬‬ ‫بينهما‪ ،‬فذلك إ ّ‬
‫فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق‪ ،‬فإن لم‬
‫ف عخخن تخخوهمه‪ ،‬وليقخخل كمخخا‬ ‫يتبين له فليكل المر إلى عالمه وليك ّ‬
‫يقول الراسخون فخي العلخم‪‬آمنخا بخه كخل مخن عنخد ربنخا‪] ‬آل‬
‫سّنة ل تناقض فيهمخخا ول بينهمخخا‬ ‫عمران‪ .[7 :‬وليعلم أن الكتاب وال ُ‬
‫ول اختلف‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فصخل‬
‫ونؤمن بملئكة الله تعالى وأنهم ‪‬عباد مكرمون‪ ،‬ل يسخخبقونه‬
‫بالقول وهم بخخأمره يعملخخون‪] ‬النبيخخاء‪ ،26 :‬خ ‪ .[27‬خلقهخخم اللخخه‬
‫تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته ‪‬ل يستكبرون عن عبخخادته‬
‫ول يستحسخخرون‪ ،‬يسخّبحون الليخخل والنهخخار ل يفخخترون‪] ‬النبيخخاء‪:‬‬
‫‪.[20 ،19‬‬
‫حجبهم الله عنا فل نراهم‪ ،‬وربما كشخخفهم لبعخخض عبخخاده‪ ،‬فقخخد‬
‫رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صخخورته لخخه سخختمائة‬
‫جناح قد سد ّ الفق‪ ،‬وتمثخخل جبريخخل لمريخخم بشخخرا ً سخويا ً فخخخاطبته‬
‫وخاطبها‪ ،‬وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسخخلم وعنخخده الصخخحابة‬
‫بصخخورة رجخخل ل ُيعخخرف ول ُيخرى عليخخه أثخخر السخخفر‪ ،‬شخخديد بيخاض‬
‫الثياب شديد سواد الشخخعر‪ ،‬فجلخخس إلخخى النخخبي صخخلى اللخخه عليخخه‬
‫وسلم فأسند ركبته إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع‬
‫كفيه على فخذيه‪ ،‬وخاطب النبي صلى الله عليه وسخخلم‪ ،‬وخخخاطبه‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر النبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم‬
‫أصحابه أنه جبريل‪.‬‬
‫ونؤمن بأن‪ :‬للملئكة أعمال ً كلفوا بها‪ :‬فمنهخخم جبريخخل الموكخخل‬
‫بالوحي ينزل به من عند الله على من يشخاء مخخن أنبيخخائه ورسخخله‪،‬‬
‫ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات‪ ،‬ومنهم إسرافيل‪ :‬الموكل‬
‫بالنفخ في الصخخور حيخخن الصخخعق والنشخخور‪ ،‬ومنهخخم ملخخك المخخوت‪:‬‬
‫الموكل بقبض الرواح عند الموت‪ ،‬ومنهم ملخخك الجبخخال‪ :‬الموكخخل‬
‫بها‪ ،‬ومنهم مالك‪ :‬خازن النار‪ ،‬ومنهم ملئكة موكلون بالجنخخة فخخي‬
‫الرحام وآخرون موكلون بحفظ بني آدم وآخرون موكلخخون بكتابخخة‬
‫أعمالهم‪ ،‬لكل شخص ملكان ‪‬عن اليمين وعن الشخخمال قعيخخد )‬
‫‪ (17‬ما يلفخخظ مخخن قخخول إل لخخديه رقيخخب عتيخخد‪] ‬ق‪،17 :‬خ ‪.[18‬‬
‫وآخرون موكلخخون بسخخؤال الميخخت بعخخد النتهخخاء مخخن تسخخليمه إلخخى‬
‫مثواه‪ ،‬يأتيه ملكان يسألنه عن ربه ودينخه ونخبيه فخخ ‪‬يثبخت اللخخه‬
‫الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيخخاة الخخدنيا وفخخي الخخخرة ويضخخل‬
‫الله الظالمين ويفعل ما يشاء‪] ‬إبراهيم‪ ،[27 :‬ومنهخخم الملئكخخة‬

‫‪8‬‬
‫الموكلون بأهل الجنة ‪‬والملئكة يدخلون عليهخخم مخخن كخخل بخخاب‪،‬‬
‫سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار‪] ‬الرعخخد‪ ،23 :‬خ ‪،[24‬‬
‫وقد أخبر النبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم أن الخخبيت المعمخخور فخخي‬
‫السماء يدخله –وفي رواية يصلي فيه‪ -‬كل يوم سبعون ألف ملخخك‬
‫ثم ل يعودون إليه آخر ما عليهم‪.‬‬

‫فصخل‬
‫ونخخؤمن بخخأن اللخخه تعخخالى أنخخزل علخخى رسخخله كتب خا ً ح ّ‬
‫جخخة علخخى‬
‫العالمين ومحجة للعالمين يعّلمونهم بها الحكمة ويزكونهم‪.‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسخخول كتابخا ً لقخخوله تعخخالى‬
‫‪‬لقد أرسلنا ُرسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم‬
‫الناس بالقسط‪] ‬الحديد‪.[25 :‬‬
‫ونعلم من هذه الكتب‪:‬‬
‫التوراة‪ :‬التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه‬ ‫‪.i‬‬
‫هدى وُنور يحكم بها‬ ‫وسلم‪ ،‬وهي أعظم كتب بني إسرائيل ‪‬فيها ُ‬
‫النخخبيون الخخذي أسخخلموا للخخذين هخخادوا والربخخانيون والحبخخار بمخخا‬
‫استحفظوا من كتاب الله‪] .‬المائدة‪.[44 :‬‬
‫النجيل‪ :‬التي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه‬ ‫‪.ii‬‬
‫ى‬
‫هد ً‬‫وسلم‪ ،‬وهو مصدق للتوراة ومتمم لها ‪‬وآتيناه النجيل فيه ُ‬
‫ونور ومصدقا ً لما بين يديه من التوراة وُهدى وموعظة للمتقين‪‬‬
‫رم عليكخخم‪] ‬آل‬ ‫]المخخائدة‪ [46 :‬و ُ‬
‫حخ ِ‬
‫لحخخل لكخخم بعخخض الخخذي ُ‬
‫عمران‪.[50 :‬‬
‫الزبور‪ :‬الذي آتاه الله داود صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪.iii‬‬
‫صحف إبراهيم وموسى‪ :‬عليهما الصلة والسلم‪.‬‬ ‫‪.iv‬‬
‫القرآن العظيم‪ :‬الذي أنزله اللخخه علخخى نخخبيه محمخخد خخخاتم‬ ‫‪.v‬‬
‫النبيين ‪‬هدىً للناس وبينخخات مخخن الهخخدى والفرقخخان‪] ‬البقخخرة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .[185‬فكان‪‬مصدقا ً لما بين يديه من الكتخخاب ومهيمنخا ً عليخخه‪‬‬
‫]المائدة‪ .[48 :‬فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه‬
‫عن عبث العابثين وزيغ المحرفين ‪‬إنا نحن نزلنا الخخذكر وإنخخا لخخه‬
‫لحافظون‪] ‬الحجر‪ [9 :‬لنه سيبقى حجخة علخى الخلخق أجمعيخن‬
‫إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ٍ ينتهي بنخخزول مخخا ينسخخخها‬
‫ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير‪ ،‬ولهذا لخخم تكخخن معصخخومة‬
‫منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص ‪‬مخخن الخخذين هخخادوا‬
‫يحرفون الكلخخم عخخن مواضخخعه‪] ‬النسخخاء‪،[46 :‬خ ‪‬فويخخل للخخذين‬
‫يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عنخخد اللخخه ليشخختروا بخخه‬
‫ثمنا ً قليل ً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهخخم ممخخا يكسخخبون‪‬‬
‫]البقرة‪،[79 :‬خ ‪‬قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسخخى نخخورا ً‬
‫وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ً‪] ‬النعام‪:‬‬
‫‪ ،[91‬خ ‪‬وإن منهم لفريقا ً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسخخبوه مخخن‬
‫الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله ومخخا هخخو مخخن‬
‫عند الله ويقولون على اللخه الكخذب وهخم يعلمخون )‪ (78‬مخا كخان‬
‫لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونخخوا‬
‫عبادا ً لي من دون الله‪] ‬آل عمران‪ .[79 ،78 :‬يا أهل الكتاب‬
‫قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا ً مما كنتم تخفون من الكتخخاب‪‬‬
‫إلى قوله‪ :‬لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم‪‬‬
‫]المائدة‪.[17 ،15 :‬‬

‫فصخل‬
‫ونخخؤمن بخخأن اللخخه تعخخالى بعخخث إلخخى خلقخخه رس خل ً ‪‬مبشخخرين‬
‫ومنذرين لئل يكون للناس على الله حجة بعخخد الرسخخل وكخخان اللخخه‬
‫عزيزا ً حكيما ً‪] ‬النساء‪.[165 :‬‬
‫ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله وسخخّلم عليهخخم‬
‫أجمعين‪‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعخخده‪‬‬

‫‪10‬‬
‫]النساء‪،[163 :‬خ ‪‬مخخا كخخان محمخخد أبخخا أحخخد مخخن رجخخالكم ولكخخن‬
‫رسول الله وخاتم النبيين‪] ‬الحزاب‪.[40 :‬‬
‫وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسخخى بخخن‬
‫مريم وهم المخصوصون في قوله تعالى ‪‬وإذ أخذنا مخن النخبيين‬
‫ميثاقهم ومنك ومخخن نخخوح وإبراهيخخم وموسخخى وعيسخخى بخخن مريخخم‬
‫وأخذنا منهم ميثاقا ً غليظا ً‪] ‬الحزاب‪.[7 :‬‬
‫ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حاوية لفضخخائل‬
‫شرائع هؤلء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعخخالى‪ :‬شخخرع‬
‫لكم من الدين ما وصى به نوحا ً والذي أوحينا إليك ومخخا وصخخينا بخه‬
‫إبراهيخخم وموسخخى وعيسخخى أن أقيمخخوا الخخدين ول تتفرقخخوا فيخخه‪‬‬
‫]الشورى‪.[13 :‬‬
‫ونخخؤمن بخخأن جميخخع الرسخخل بشخخر مخلوقخخون‪ ،‬ليخخس لهخخم مخخن‬
‫خصائص الربوبية شيء‪ ،‬قخخال اللخخه تعخخالى عخخن نخخوح وهخخو أولهخخم‪:‬‬
‫‪‬ول أقول لكم عندي خزائن الله ول أعلم الغيخخب ول أقخخول إنخخي‬
‫ملك‪] ‬هود‪ .[31 :‬وأمر الله تعالى محمدا ً وهو آخرهم أن يقول‪:‬‬
‫‪‬ول أقول لكم عندي خزائن الله ول أعلم الغيخخب ول أقخخول إنخخي‬
‫ملك‪] ‬هود‪ .(31:‬وأن يقول‪ :‬ول أملك لنفسخخي نفعخا ً ول ضخخرا ً‬
‫إل مخخا شخخاء اللخخه‪] ‬العخخراف‪ ،[188 :‬وأن يقخخول‪ :‬قخخل إنخخي ل‬
‫أملك لكم ضرا ً ول رشدا ً‪] ‬الجن‪.[21 :‬‬
‫ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعخخالى بالرسخخالة‪،‬‬
‫ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سخخياق الثنخخاء عليهخخم‪،‬‬
‫فقال في أولهم نوح ‪‬ذرية مخخن حملنخخا مخخع نخخوح إنخخه كخخان عبخخدا ً‬
‫شكورا ً‪] ‬السراء‪ ،[3 :‬وقال في آخرهم محمد صلى اللخخه عليخخه‬
‫وسلم ‪‬تبارك الذي نزل الفرقخخان علخخى عبخخده ليكخخون للعخخالمين‬
‫نذيرا‪] ‬الفرقخخان‪ ،[1:‬وقخخال فخخي رسخخل آخريخخن ‪‬واذكخخر عبخخدنا‬
‫إبراهيم وإسخخحاق ويعقخخوب أولخخي اليخخدي والبصخخار‪] ‬ص‪،[45 :‬‬
‫‪‬واذكخخر عبخخدنا داود ذا اليخخد إنخخه أواب‪] ‬ص‪ ،[17 :‬خ ‪‬ووهبنخخا‬
‫لداود سليمان نعم العبد إنه أواب‪] ‬ص‪ ،[30 :‬وقال في عيسخخى‬

‫‪11‬‬
‫ابخخن مريخخم‪ :‬إن هخخو إل عبخخد أنعمنخخا عليخخه وجعلنخخاه مثل ً لبنخخي‬
‫إسرائيل‪] ‬الزخرف‪.[59 :‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالت برسالة محمد صلى اللخخه‬
‫عليه وسلم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى‪ :‬قُخخل يخخا أيهخخا‬
‫الناس إني رسخخول اللخخه إليكخخم جميعخا ً الخخذي لخه ملخخك السخخماوات‬
‫والرض ل إله إل هخخو يحيخخي ويميخخت فخخآمنوا بخخالله ورسخخوله النخخبي‬
‫المخخي الخخذي يخخؤمن بخخالله وكلمخخاته وأتبعخخوه لعلكخخم تهتخخدون‪‬‬
‫]العراف‪.[158 :‬‬
‫ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليخخه وسخخلم هخخي ديخخن السخخلم‬
‫الذي ارتضاه الله تعالى لعباده‪ ،‬وأن الله تعخخالى ل يقبخخل مخخن أحخخد‬
‫دينخا ً سخخواه لقخخوله تعخخالى‪ :‬إن الخخدين عنخخد اللخخه السخخلم‪] ‬آل‬
‫عمران‪ ،[19 :‬وقوله‪ :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممخخت عليكخخم‬
‫نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ً‪] ‬المائدة‪ ،[3 :‬وقوله‪ :‬ومخخن‬
‫يبتغ غير السلم دينا ً فلن ُيقبل منه وهو في الخرة من الخاسرين‬
‫‪] ‬آل عمران‪.[85 :‬‬
‫ونرى أن من زعم اليوم دينا ً قائما ً مقبول ً عند الله سخخوى ديخخن‬
‫السخلم‪ ،‬مخن ديخن اليهوديخخة أو النصخخرانية أو غيرهمخخا‪ ،‬فهخو كخخافر‬
‫يستتاب‪ ،‬فإن تاب وإل قتل مرتدا ً لنه مكذب للقرآن‪.‬‬
‫ونرى أن من كفر برسالة محمد صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم إلخخى‬
‫الناس جميعا ً فقد كفر بجميع الرسل‪ ،‬حخختى برسخخوله الخخذي يزعخخم‬
‫أنه مؤمن به متبع له‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬كذبت قوم نخخوح المرسخخلين‬
‫‪] ‬الشعراء‪ ،[105 :‬فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مخخع أنخخه لخخم‬
‫يسخخبق نوح خا ً رسخخول‪ .‬وقخخال تعخخالى‪ :‬إن الخخذين يكفخخرون بخخالله‬
‫ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعخخض‬
‫ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيل ً‪  ‬أولئك هخخم‬
‫الكافرون حقا ً واعتخخدنا للكخخافرين عخخذابا ً مهين خا ً‪] ‬النسخخاء‪،150 :‬‬
‫‪.[151‬‬

‫‪12‬‬
‫ونؤمن بخخأنه ل نخخبي بعخخد محمخخد رسخخول اللخخه صخخلى اللخخه عليخخه‬
‫دعاها فهو كافر لنخخه‬ ‫دق من ا ّ‬‫وسلم‪ ،‬ومن ادعى النبوة بعده أو ص ّ‬
‫مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين‪.‬‬
‫ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفخخوه‬
‫فخخي أمتخخه علم خا ً ودعخخوة ووليخخة علخخى المخخؤمنين‪ ،‬وبخخأن أفضخخلهم‬
‫وأحقهم بالخلفخخة أبخخو بكخخر الصخخديق‪ ،‬ثخخم عمخخر بخخن الخطخخاب‪ ،‬ثخخم‬
‫عثمخخان بخخن عفخخان‪ ،‬ثخخم علخخي بخخن أبخخي طخخالب رضخخي اللخخه عنهخخم‬
‫أجمعين‪ .‬وهكذا كانوا في الخلفة قدرا ً كما كانوا في الفضيلة‪ .‬وما‬
‫كان الله تعالى –وله الحكمخخة البالغخخة‪ -‬ليخخولي علخخى خيخخر القخخرون‬
‫ل‪ ،‬وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلفة‪.‬‬ ‫رج ً‬
‫ونؤمن بأن المفضول من هؤلء قد يتميز بخصيصة يفخخوق فيهخخا‬
‫من هو أفضل منه‪ ،‬لكنه ل يستحق بها الفضل المطلخق علخى مخن‬
‫فَ َ‬
‫ضله‪ ،‬لن موجبات الفضل كثيرة متنوعة‪.‬‬
‫ونؤمن بأن هذه المة خير المم وأكرمها على اللخخه عخخز وجخخل‪،‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس تخخأمرون بخخالمعروف‬
‫وتنهون عن المنكر وُتؤمنون بالله‪] ‬آل عمران‪.[110 :‬‬
‫ونؤمن بأن خير هذه المة الصحابة ثثثم التثثابعون ثثثم‬
‫تابعوهم وبأنه ل تزال طائفة من هذه المة على الحثثق‬
‫ظاهرين‪ ،‬ل يضّرهم من خذلهم أو خالفهم حخختى يخخأتي أمخخر اللخخه‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من‬
‫الفتن‪ ،‬فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه‪ ،‬فمن كان منهخخم‬
‫مصيبا ً كخخان لخخه أجخخران‪ ،‬ومخخن كخخان منهخخم مخطئا ً فلخخه أجخخر واحخخد‬
‫وخطؤه مغفور له‪ ،‬ونخخرى أنخخه يجخخب أن نكخخف عخخن مسخخاوئهم‪ ،‬فل‬
‫نذكرهم إل بما يستحقونه من الثناء الجميل‪ ،‬وأن نطّهر قلوبنا من‬
‫الغل والحقد علخخى أحخخد منهخخم‪ ،‬لقخخوله تعخخالى فيهخخم‪ :‬ل يسخختوي‬
‫منكم من أنفخخق مخخن قبخخل الفتخخح وقاتخخل أولئك أعظخخم درجخخة مخخن‬
‫الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكل ً وعد اللخخه الحسخخنى‪] ‬الحديخخد‪:‬‬
‫‪ ،[10‬وقول الله تعالى فينا‪ :‬والذين جاُءوا مخخن بعخخدهم يقولخخون‬

‫‪13‬‬
‫ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل فخخي قلوبنخخا‬
‫غل ً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم‪] ‬الحشر‪.[10 :‬‬

‫فصخخل‬
‫ونؤمن باليوم الخر وهو يوم القيامة الخخذي ل يخخوم بعخخده‪ ،‬حيخخن‬
‫مخخا فخخي دار العخخذاب‬
‫ما في دار النعيم وإ ّ‬
‫يبعث الناس أحياء للبقاء إ ّ‬
‫الليم‪.‬‬
‫فنخخؤمن بخخالبعث وهخخو إحيخخاء اللخخه تعخخالى المخخوتى حيخخن ينفخخخ‬
‫إسرافيل في الصور النفخة الثانية ‪‬ونفخ في الصور فصعق من‬
‫في السموات ومن في الرض إل من شاء الله ثم نفخ فيه أخخخرى‬
‫فإذا هم قيام ينظرون‪] ‬الزمر‪ [68 :‬فيقوم الناس مخخن قبخخورهم‬
‫لرب العالمين‪ ،‬حفاة بل نعال‪ ،‬عراة بل ثياب‪ ،‬غرل ً بل ختان ‪‬كما‬
‫بدأنا أول خلق نعيده وعدا ً علينا إنا كنا فاعلين‪] ‬النبياء‪.[104 :‬‬
‫ونؤمن بصحائف العمال تعطخخى بخخاليمين أو مخخن وراء الظهخخور‬
‫بالشخخمال ‪‬فأمخخا مخخن أوتخخي كتخخابه بيمينخخه )‪ (7‬فسخخوف يحاسخخب‬
‫حسابا ً يسيرا ً )‪ (8‬وينقلب إلى أهله مسخخرورا ً )‪ (9‬وأمخخا مخخن أوتخخي‬
‫كتابه وراء ظهره )‪ (10‬فسوف يدعو ثبورا )‪ (11‬ويصلى سعيرا‪‬‬
‫]النشقاق‪،[12 – 7 :‬خ ‪ ‬وكل إنسان ألزمناه طائره فخخي عنقخخه‬
‫ونخرج له يوم القيامة كتابا ً يلقاه منشورا ً )‪ (13‬اقخخرأ كتابخخك كفخخى‬
‫بنفسك اليوم عليك حسيبا ً‪] ‬السراء‪.[14 ،13 :‬‬
‫ونؤمن بخخالموازين ُتوضخخخع يخخوم القيامخخة فل ُتظلخخم نفخخس شخخيئا ً‬
‫‪‬فمن يعمل مثقال ذرة خيخخرا ً يخخره )‪ (7‬ومخخن يعمخخل مثقخخال ذرة‬
‫شرا ً يره ‪] ‬الزلزلة‪ ،7 :‬خ ‪ .[8‬فمن ثقلت موازينه فأولئك هخخم‬
‫المفلحخخون )‪ (102‬ومخخن خفخخت مخخوازينه فخخأولئك الخخذين خسخخروا‬
‫أنفسهم في جهنم خالدون )‪ (103‬تلفح وجوههم النخخار وهخخم فيهخخا‬
‫كالحون‪] ‬المؤمنون‪ ،[104 – 102:‬خ ‪‬من جاء بالحسخخنة فلخخه‬
‫عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل ُيجزى إل مثلها وهم ل ُيظلمون‬
‫‪] ‬النعام‪.[160 :‬‬

‫‪14‬‬
‫ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليخخه وسخخلم‬
‫خاصخخة‪ ،‬يشخخفع عنخخد اللخخه تعخالى بخخإذنه ليقضخخي بيخن عبخخاده‪ ،‬حيخخن‬
‫م والكرب ما ل ُيطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نخخوح‬ ‫يصيبهم من اله ّ‬
‫ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ونؤمن بالشفاعة فيمن دخخخل النخخار مخن المخخؤمنين أن يخرجخخوا‬
‫منهخخا‪ ،‬وهخخي للنخخبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم وغيخخره مخخن النخخبيين‬
‫والمؤمنين والملئكة‪ ،‬وبأن الله تعالى ُيخرج من النخخار أقوامخا ً مخن‬
‫المؤمنين بغير شفاعة‪ ،‬بل بفضله ورحمته‪.‬‬
‫ونؤمن بحوض رسول الله صلى اللخخه عليخخه وسخخلم مخخاؤه أشخخد‬
‫بياضا ً من اللبن وأحلى مخخن العسخخل وأطيخخب مخخن رائحخخة المسخخك‬
‫طوله شهر وعرضه شهر وآنيته كنجوم السماء حسنا ً وكثرة‪ ،‬يرده‬
‫المؤمنون من أمته‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك‪.‬‬
‫ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر النخخاس عليخخه علخخى‬
‫قدر أعمالهم‪ ،‬فيمر أولهم كالبرق ثم كمخخر الريخخح ثخخم كمخخر الطيخخر‬
‫وشد الرجال‪ ،‬والنبي صلى الله عليه وسخخلم قخخائم علخخى الصخخراط‬
‫يقول‪ :‬يارب س خّلم س خّلم‪ .‬حخختى تعجخخز أعمخخال العبخخاد‪ ،‬فيخخأتي مخخن‬
‫يزحف‪ ،‬وفي حافتي الصخخراط كلليخخب معلقخة مخأمورة‪ ،‬تأخخذ مخن‬
‫ج ومكردس في النار‪.‬‬ ‫أمرت به‪ ،‬فمخدوش نا ٍ‬
‫ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسخنة مخن أخبخار ذلخك اليخوم‬
‫وأهواله‪ ،‬أعاننا الله عليها‪.‬‬
‫ونؤمن بشفاعة النبي صلى اللخخه عليخخه وسخخلم لهخخل الجنخخة أن‬
‫يدخلوها‪ .‬وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة‪.‬‬
‫ونؤمن بالجنة والنار‪ ،‬فالجنة دار النعيم التي أعدها اللخخه تعخخالى‬
‫للمؤمنين المتقين‪ ،‬فيها من النعيم ما ل عين رأت ول ُأذن سمعت‬
‫ول خطر على قلب بشر ‪‬فل تعلم نفس ما ُأخفي لهم من ُقخخرة‬
‫أعيخخن جخخزاًء بمخخا كخخانوا يعملخخون‪] ‬السخخجدة‪ ،[17 :‬والنخخار‪ :‬دار‬
‫دها اللخه تعخالى للكخافرين الظخالمين‪ ،‬فيهخا مخن‬ ‫العخذاب الختي أعخ ّ‬
‫العذاب والنكال ما ل يخطر على البال ‪‬إنا اعتدنا للظالمين نارا ً‬

‫‪15‬‬
‫وي‬ ‫مهخخل يشخ ِ‬ ‫سخخرادقها وإن يسخختغيثوا ُيغخخاثوا بمخخاِء كال ُ‬
‫أحخخاط بهخخم ُ‬
‫ب وسخخاءت مرتفق خا ً‪] ‬الكهخخف‪ .[29 :‬وهمخخا‬ ‫الوجوه بئس الشخخرا ُ‬
‫موجودتان الن ولن تفنيا أبد البدين ‪‬ومخخن يخخؤمن بخخالله ويعمخخل‬
‫صالحا ً ُيدخله جنات تجري من تحتها النهار خالخخدين فيهخخا أبخخدا ً قخخد‬
‫أحسن الله له رزقخا ً‪] ‬الطلق‪ [11 :‬إن اللخخه لعخخن الكخخافرين‬
‫وأعد ّ لهم سعيرا ً )‪ (64‬خالدين فيها أبدا ً ل يجدون وليا ً ول نصخخيرا ً )‬
‫‪ (65‬يوم ُتقلخخب وجخخوههم فخخي النخخار يقولخخون يخخا ليتنخخا أطعنخخا اللخخه‬
‫وأطعنا الرسول‪] ‬الزخرف‪.[66 – 64 :‬‬
‫ونشهد بالجنخخة لكخخل مخخن شخخهد لخخه الكتخخاب والسخخنة بخخالعين أو‬
‫بالوصف‪ ،‬فمن الشهادة بالعين‪ :‬الشهادة لبي بكر وعمر وعثمخخان‬
‫وعلي‪ ،‬ونحوهم ممن عينهم النبي صخخلى اللخخه عليخخه وسخخلم‪ ،‬ومخخن‬
‫الشهادة بالوصف‪ :‬الشهادة لكل مؤمن أو تقي‪.‬‬
‫ونشخخهد بالنخخار لكخخل مخخن شخخهد لخخه الكتخخاب والسخخنة بخخالعين أو‬
‫بالوصف‪ ،‬فمن الشهادة بالعين‪ :‬الشخخهادة لبخخي لهخخب وعمخخرو بخخن‬
‫لحي الخزاعي ونحوهما‪ ،‬ومن الشخخهادة بالوصخخف‪ ،‬الشخخهادة لكخخل‬
‫ك شركا ً أكبر أو منافق‪.‬‬ ‫كافرٍ أو مشر ٍ‬
‫ونؤمن بفتنة القبر‪ :‬وهي سؤال الميت في قبره عن رّبه ودينه‬
‫ونبيه فخ ‪‬يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فخي الحيخاة الخدنيا‬
‫وفي الخرة‪] ‬إبراهيم‪ [27 :‬فيقخول المخؤمن‪ :‬ربخي اللخه ودينخي‬
‫السخخلم ونخخبيي محمخخد‪ ،‬وأمخخا الكخخافر والمنخخافق فيقخخول‪ :‬ل أدري‬
‫سمعت الناس يقولون شيئا ً فقلته‪.‬‬
‫ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين ‪‬الذين تتوفاهم الملئكة طيخخبين‬
‫يقولون سلم عليكم أدخلوا الجنخخة بمخخا كنتخخم تعملخخون‪] ‬النحخخل‪:‬‬
‫‪.[32‬‬
‫ونخخؤمن بعخخذاب القخخبر للظخخالمين الكخخافرين ‪‬ولخخو تخخرى إذ‬
‫الظالمون في غمرات الموت والملئكة باسخخطوا أيخخديهم أخرجخخوا‬
‫أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بمخخا كنتخخم تقولخخون علخخى اللخخه‬
‫غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون‪] ‬النعام‪.[93 :‬‬

‫‪16‬‬
‫والحاديث في هذا كثيرة معلومة‪ ،‬فعلى المؤمن أن يؤمن بكل‬
‫سنة من هذه المور الغيبية‪ ،‬وأل يعارضها بما‬ ‫ما جاء به الكتاب وال ُ‬
‫يشاهد في الدنيا‪ ،‬فإن أمور الخرة ل ُتقخخاس بخأمور الخدنيا لظهخور‬
‫الفرق الكبير بينهما‪ .‬والله المستعان‪.‬‬

‫فصخل‬
‫ونؤمن بالقدر خيره وشخخره‪ ،‬وهخخو تقخخدير اللخخه تعخخالى للكائنخخات‬
‫حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته‪.‬‬
‫وللقدر أربع مراتب‪:‬‬
‫المرتبة الولى‪ :‬العلم‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعخخالى بكخخل شخخيء‬
‫عليم‪ ،‬علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الزلي البدي‪ ،‬فل‬
‫يتجدد له علم بعد جهل ول يلحقه نسيان بعد علم‪.‬‬
‫المرتبة الثانية‪ :‬الكتابة‪ ،‬فتؤمن بأن اللخخه تعخخالى كتخخب فخخي‬
‫اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة ‪‬ألم تعلخخم أن اللخخه‬
‫يعلم ما في السماء والرض إن ذلك في كتاب إن ذلك علخخى اللخخه‬
‫يسير‪] ‬الحج‪.[70 :‬‬
‫المرتبة الثالثة‪ :‬المشيئة‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعخخالى قخخد شخخاء‬
‫كل ما في السخخماوات والرض‪ ،‬ل يكخخون شخخيء إل بمشخخيئته‪ ،‬مخخا‬
‫شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن‪.‬‬
‫المرتبة الرابعة‪ :‬الخلق‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعالى ‪‬خلق كل‬
‫شخخيء وهخخو علخخى كخخل شخخيء وكيخخل )‪ (62‬لخخه مقاليخخد السخخماوات‬
‫والرض‪] ‬الزمر‪.[63 ،62 :‬‬
‫وهذه المراتب الربع شاملة لما يكون مخخن اللخخه تعخخالى نفسخخه‬
‫ولما يكون من العباد‪ ،‬فكل ما يقوم به العباد من أقخخوال أو أفعخخال‬
‫أو تروك فهي معلومة فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده واللخخه‬
‫تعالى قد شاءها وخلقها ‪‬لمن شاء منكم أن يستقيم )‪ (28‬ومخخا‬
‫تشخخاءون إل أن يشخخاء اللخخه رب العخخالمين‪] ‬التكخخوير‪ ،28 :‬خ ‪[29‬‬

‫‪17‬‬
‫‪‬ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن اللخخه يفعخخل مخخا يريخخد‪] ‬البقخخرة‪:‬‬
‫‪ [253‬ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفخخترون‪] ‬النعخخام‪:‬‬
‫‪ [137‬والله خلقكم وما تعملون‪] ‬الصافات‪.[96 :‬‬
‫ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا ً وقخخخدرة‬
‫بهما يكون الفعل‪ ،‬والدليل علخخى أن فعخخل العبخخد باختيخخاره وقخخدرته‬
‫أمور‪:‬‬
‫الول‪ :‬قوله تعخخالى‪ :‬فخخآتوا حرثكخخم أنخخى شخخئتم‪] ‬البقخخرة‪:‬‬
‫‪ [223‬وقوله‪ :‬ولو أرادوا الخروج لعدوا له عدة‪] ‬التوبة‪[46 :‬‬
‫فأثبت للعبد اتيانا ً بمشيئته وإعدادا ً بإرادته‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬توجيه المر والنهي إلى العبد‪ ،‬ولو لم يكن لخخه اختيخخار‬
‫وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بمخخا ل يطخخاق‪ ،‬وهخخو أمخخر‬
‫تأباه حكمة الله تعخخالى ورحمتخخه وخخخبره الصخخادق فخخي قخخوله‪ :‬ل‬
‫يكلف الله نفسا ً إل وسعها‪] ‬البقرة‪.[286:‬‬
‫الثثثالث‪ :‬مخخدح المحسخخن علخخى إحسخخانه وذم المسخخيء علخخى‬
‫إساءته‪ ،‬وإثابة كل منهما بما يستحق‪ ،‬ولول أن الفعخخل يقخخع بخخإرادة‬
‫العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا ً وعقوبخخة المسخخيء ظلم خًا‪،‬‬
‫والله تعالى منزه عن العبث والظلم‪.‬‬
‫الرابثثع‪ :‬أن اللخخه تعخخالى أرسخخل الرسخخل ‪‬رسخخل ً مبشخخرين‬
‫ومنذرين لئل يكون للناس على الله حجة بعد الرسل‪] ‬النسخخاء‪:‬‬
‫‪ ،[165‬ولول أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره‪ ،‬ما بطلخخت حجتخخه‬
‫بإرسال الرسل‪.‬‬
‫س أنخخه يفعخخل الشخخيء أو يخختركه‬‫الخامس‪ :‬أن كخخل فاعخخل يحخ ّ‬
‫بدون أي شعور بإكراه‪ ،‬فهو يقوم ويقعد ويخخدخل ويخخخرج ويسخخافر‬
‫ويقيم بمحض إرادته‪ ،‬ول يشعر بخأن أحخخدا ً يكرهخخه علخى ذلخك‪ ،‬بخل‬
‫يفّرق تفريقا ً واقعيا ً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهخخه‬
‫عليه مكره‪ .‬وكذلك فّرق الشرع بينهما تفريقا ً حكيمًا‪ ،‬فلخخم يؤاخخخذ‬
‫الفاعل بما فعله مكرها ً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ونرى أن ل حجة للعاصي على معصيته بقخخدر اللخخه تعخخالى‪ ،‬لن‬
‫العاصي يقدم على المعصية باختياره‪ ،‬مخخن غيخخر أن يعلخخم أن اللخخه‬
‫درها عليه‪ ،‬إذ ل يعلم أحد قخخدر اللخخه تعخخالى إل بعخخد وقخخوع‬ ‫تعالى ق ّ‬
‫مقدوره ‪‬ومخخا تخخدري نفخخس مخخاذا تكسخخب غخخدا ً‪] ‬لقمخخان‪[34 :‬‬
‫ج بها حين إقدامه علخخى‬ ‫فكيف يصح الحتجاج بحجة ل يعلمها المحت ّ‬
‫مخا اعتخذر بهخا عنخه‪ ،‬وقخد أبطخل اللخه تعخالى هخذه الحجخة بقخوله‪:‬‬
‫‪‬سيقول الذين أشخخركوا لخخو شخخاء اللخخه مخخا أشخخركنا ول آباؤنخخا ول‬
‫حرمنا من شيء كذلك كذب الذين مخن قبلهخخم حخختى ذاقخخوا بأسخخنا‬
‫قل هل عندكم مخخن علخخم فتخرجخخوه لنخخا إن تتبعخخون إل الظخخن وإن‬
‫أنتم إل تخرصون‪] ‬النعام‪.[148 :‬‬
‫ونقول للعاصي المحتج بالقدر‪ :‬لمخخاذا لخخم تقخخدم علخخى الطاعخخة‬
‫مقدرا ً أن الله تعالى قد كتبها لك‪ ،‬فإنه ل فرق بينها وبين المعصية‬
‫في ا لجهل بالمقدور قبخخل صخخدور الفعخخل منخخك؟ ولهخخذا لمخخا أخخخبر‬
‫كتخخب‬‫النبي صلى اللخخه عليخخه وسخخلم الصخخحابة بخخأن كخخل واحخخد قخخد ُ‬
‫مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا‪ :‬أفل نتكل وندع العمخخل؟‬
‫خلق له"‪.‬‬ ‫ل ميسر لما ُ‬‫قال" "ل‪ ،‬اعملوا فك ُ‬
‫ونقول للعاصي المحتج بالقدر‪ :‬لو كنت تريد السفر لمكة وكان‬
‫لها طريقان‪ ،‬أخبرك الصخخادق أن أحخخدهما مخخخوف صخخعب والثخخاني‬
‫آمخخن سخخهل‪ ،‬فإنخخك ستسخخلك الثخخاني ول يمكخخن أن تسخخلك الول‬
‫دك النخخاس فخخي قسخخم‬‫ي‪ ،‬ولخخو فعلخخت لع خ ّ‬
‫وتقخخول‪ :‬إنخخه مقخخدر عل خ ّ‬
‫المجانين‪.‬‬
‫ونقول له أيضًا‪ :‬لو عرض عليك وظيفتان إحخخداهما ذات مرتخخب‬
‫أكثر‪ ،‬فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة‪ ،‬فكيخخف تختخخار لنفسخخك‬
‫ج بالقدر؟‬‫في عمل الخرة ما هو الدنى ثم تحت ّ‬
‫ونقول له أيضا‪ :‬نراك إذا أصبت بمخخرض جسخخمي طرقخخت بخخاب‬
‫كل طبيب لعلجك‪ ،‬وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة‬
‫وعلى مرارة الدواء‪ .‬فلماذا ل تفعخل مثخل ذلخك فخي مخرض قلبخك‬
‫بالمعاصي؟‬

‫‪19‬‬
‫ونخخؤمن بخخأن الشخخر ل ينسخخب إلخخى اللخخه تعخخالى لكمخخال رحمتخخه‬
‫وحكمته‪ ،‬قال النبي صلى الله عليخخه وسخخلم "والشخخر ليخخس إليخخك"‬
‫]رواه مسلم[‪ .‬فنفس قضاء الله تعالى ليخخس فيخخه شخخر أبخخدًا‪ ،‬لنخخه‬
‫صادر عن رحمة وحكمة‪ ،‬وإنما يكون الشّر فخخي مقتضخخياته‪ ،‬لقخخول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي عّلمه الحسن‪:‬‬
‫"وقني شر ما قضيت" فأضاف الشر إلى ما قضاه‪ ،‬ومع هذا فخخإن‬
‫الشر في المقتضيات ليس شرا ً خالصا ً محض خًا‪ ،‬بخخل هخخو شخخر فخخي‬
‫محله من وجه‪ ،‬خير من وجه‪ ،‬أو شر فخخي محلخخه‪ ،‬خيخخر فخخي محخخل‬
‫آخر‪ ،‬فالفساد في الرض مخن الجدب والمخخرض والفقخخر والخخخوف‬
‫شر‪ ،‬لكنه خير في محل آخر‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬ظهر الفساد في‬
‫البر والبحر بما كسبت أيخخدي النخخاس ليخخذيقهم بعخخض الخخذي عملخوا‬
‫لعلهم يرجعون‪] ‬الروم‪ ،[41 :‬وقطع يد السخخارق ورجخخم الزانخخي‬
‫شخخر بالنسخخبة للسخخارق والزانخخي فخخي قطخخع يخخد السخخارق وإزهخخاق‬
‫النفس‪ ،‬لكنه خير لهما من وجه آخر‪ ،‬حيث يكخخون كفخخارة لهمخخا فل‬
‫يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والخرة‪ ،‬وهو أيض خا ً خيخخر فخخي محخخل‬
‫آخر‪ ،‬حيث إن فيه حماية الموال والعراض والنساب‪.‬‬
‫فصخل‬
‫هذه العقيدة السامية المتضمنة لهخخذه الصخخول العظيمخخة تثمخخر‬
‫لمعتقخخدها ثمخخرات جليلخخة كخخثيرة‪ ،‬فاليمخخان بخخالله تعخخالى وأسخخمائه‬
‫وصفاته يثمر للعبد محبة اللخخه وتعظيمخخه الموجخخبين للقيخخام بخخأمره‬
‫واجتناب نهيه‪ ،‬والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيخه يحصخل بهمخا‬
‫كمال السعادة في الدنيا والخخخرة للفخخرد والمجتمخخع ‪‬مخخن عمخخل‬
‫صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهخخم‬
‫أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون‪] ‬النحل‪.[97 :‬‬
‫ومن ثمرات اليمان بالملئكة‪:‬‬
‫ل‪ :‬العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانيًا‪ :‬شكره تعخالى علخى عنخايته بعبخاده‪ ،‬حيخث وكخل بهخم مخن‬
‫هؤلء الملئكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك‬
‫من مصالحهم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ثالثًا‪ :‬محبة الملئكة على ما قخخاموا بخخه مخخن عبخخادة اللخخه تعخخالى‬
‫على الوجه الكمل واستغفارهم للمؤمنين‪.‬‬
‫ومن ثمرات اليمان بالكتب‪:‬‬
‫ل‪ :‬العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقخخه‪ ،‬حيخخث أنخخزل لكخخل‬ ‫أو ً‬
‫قوم كتابا ً يهديهم به‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ظهور حكمة الله تعالى‪ ،‬حيث شرع في هذه الكتب لكخخل‬
‫أمة ما يناسبها‪ .‬وكخخان خخخاتم هخخذه الكتخخب القخخرآن العظيخخم‪،‬‬
‫مناسبا ً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬شكر نعمة الله تعالى على ذلك‪.‬‬
‫ومن ثمرات اليمان بالرسل‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه‪ ،‬حيث أرسل إليهخخم‬
‫أولئك الرسل الكرام للهداية والرشاد‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم‪ ،‬لنهم‬
‫رسخخل اللخخه تعخخالى وخلصخخة عبيخخده‪ ،‬قخخاموا بعبخخادته وتبليخخغ‬
‫رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم‪.‬‬
‫ومن ثمرات اليمان باليوم الخر‪:‬‬
‫ل‪ :‬الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم‪،‬‬ ‫أو ً‬
‫والبعد عن معصيته خوفا ً من عقاب ذلك اليوم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تسلية المؤمن عما يفخخوته مخخن نعيخخم الخخدنيا ومتاعهخخا بمخخا‬
‫يرجوه من نعيم الخرة وثوابها‪.‬‬
‫ومن ثمرات اليمان بالقدر‪:‬‬
‫ل‪ :‬العتماد على الله تعالى عند فعخخل السخخباب‪ ،‬لن السخخبب‬ ‫أو ً‬
‫والمسبب كلهما بقضاء الله وقدره‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬راحة النفس وطمأنينخخة القلخخب‪ ،‬لنخخه مخختى علخخم أن ذلخخك‬
‫بقضاء اللخخه تعخالى‪ ،‬وأن المكخروه كخائن ل محالخة‪ ،‬ارتخاحت‬

‫‪21‬‬
‫النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب‪ ،‬فل أحد أطيخخب‬
‫عيشا ً وأربح نفسا ً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬طرد العجاب بالنفس عنخخد حصخخول المخخراد‪ ،‬لن حصخخول‬
‫دره مخخن أسخخباب الخيخخر والنجخخاح‪،‬‬ ‫ذلك نعمة من الله بمخخا قخ ّ‬
‫فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع العجاب‪.‬‬
‫رابع ثًا‪ :‬طخخرد القلخخق والضخخجر عنخخد فخخوات المخخراد أو حصخخول‬
‫المكخخروه‪ ،‬لن ذلخخك بقضخخاء اللخخه تعخخالى الخخذي لخخه ملخخك‬
‫السماوات والرض وهو كائن ل محالخخة‪ ،‬فيصخخبر علخخى ذلخخك‬
‫ويحتسب الجر‪ ،‬وإلى هخخذا يشخير اللخخه تعخخالى بقخوله‪ :‬مخا‬
‫أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في كتخخاب‬
‫من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )‪ (22‬لكيل تأسوا‬
‫علخخى مخخا فخخاتكم ول تفرحخخوا بمخخا آتخخاكم واللخخه ل يحخخب كخخل‬
‫ل فخور‪] ‬الحديد‪.[23 ،22 :‬‬ ‫محتا ٍ‬
‫فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيخخدة‪ ،‬وأن يحقخخق لنخخا‬
‫ثمراتها ويزيدنا من فضله‪ ،‬وأل يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا‪ ،‬وأن يهخخب‬
‫لنا من رحمته‪ ،‬إنه هو الوهاب‪ .‬والحمد للخه رب العخالمين‪ .‬وصخلى‬
‫الله وسلم على نبينخخا محمخخد وعلخخى آلخخه وأصخخحابه والتخخابعين لهخخم‬
‫بإحسان‪.‬‬
‫تمت‬
‫بقلم مؤلفها‬
‫محمد الصالح العثيمين‬
‫في ‪ 30‬شوال سنة ‪1404‬هث‬

‫‪22‬‬

You might also like