You are on page 1of 9

TEKS ARAB

TAFSIR AS-SA’DIY
TAISIR KARIM AR RAHMAN FI TAFSIR KALAMIL MANNAN

SURAT AL-BAQARAH
Beberapa Ayat Pilihan
(Dengan Ringkasan)

Syaikh Abdurrahman bin Nashir As-Sa’diy rahimahullah


Pemateri : dr. Raehanul Bahraen, M.Sc, Sp.PK
(Alumnus Ma’had Al-Ilmi Yogyakarta)
‫سورة البقرة ‪ -‬تفسير السعدي‬

‫سنَةٌ َواَل نَ ْو ٌم ۚ لَّهُ َما فِي‬ ‫هَّللا ُ اَل ِإ ٰلَهَ ِإاَّل ُه َو ا ْل َح ُّي ا ْلقَ ُّيو ُم ۚ اَل تَْأ ُخ ُذهُ ِ‬
‫شفَ ُع ِعن َدهُ ِإاَّل بِِإ ْذنِ ِه ۚ‬
‫ض ۗ َمن َذا الَّ ِذي يَ ْ‬ ‫ت َو َما فِي اَأْل ْر ِ‬ ‫س َما َوا ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ش ْي ٍء ِّمنْ ِع ْل ِم ِه‬ ‫يَ ْعلَ ُم َما بَ ْي َن َأ ْي ِدي ِه ْ‪E‬م َو َما َخ ْلفَ ُه ْم ۖ َواَل يُ ِحيطُ َ‬
‫ون بِ َ‬
‫ض ۖ َواَل يَُئو ُدهُ‬ ‫ت َواَأْل ْر َ‬
‫س َما َوا ِ‬‫سيُّهُ ال َّ‬ ‫س َع ُك ْر ِ‬ ‫شا َء ۚ َو ِ‬ ‫ِإاَّل بِ َما َ‬
‫ِح ْفظُ ُه َما ۚ َو ُه َو ا ْل َعلِ ُّي ا ْل َع ِظي ُم (‪)255‬‬

‫هذه اآلية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها‪ ،‬وذلك لما‬
‫اشتملت عليه من األمور العظيمة والصفات الكريمة‬
‫) ال إله إال هو ( أي‪ :‬ال معبود بحق سواه‬
‫‪ ) :‬الحي القيوم ( فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع‬
‫صفات الذات‪ ،‬كالسمع والبصر والعلم والقدرة‪ ،‬ونحو ذلك‪،‬‬
‫والقيوم‪ :‬هو الذي قام بنفسه وقام بغيره‪،‬‬
‫) ال تأخذه سنة وال نوم ( والسنة النعاس‬
‫) له ما في السماوات وما في األرض ( أي‪ :‬هو المالك وما‬
‫سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره‬
‫‪ ) :‬من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه ( أي‪ :‬ال أحد يشفع عنده‬
‫بدون إذنه‬
‫) يعلم ما بين أيديهم ( أي‪ :‬ما مضى من جميع األمور‬
‫) وما خلفهم ( أي‪ :‬ما يستقبل منها‪ ،‬فعلمه تعالى محيط بتفاصيل‬
‫األمور‬
‫) وال يحيطون بشيء من علمه إال بما شاء وسع كرسيه‬
‫السماوات واألرض ( وهذا يدل على كمال عظمته وسعة‬
‫سلطانه‬
‫) وال يؤوده ( أي‪ :‬يثقله‬
‫) حفظهما وهو العلي ( بذاته فوق عرشه‪ ،‬العلي بقهره لجميع‬
‫المخلوقات‪ ،‬العلي بقدره لكمال صفاته‬
‫) العظيم ( الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة‪،‬‬

‫" [‪]1‬الم "‬


‫تقدم الكالم على البسملة‪.‬‬
‫وأما الحروف المقطعة في أوائل السور‬
‫" [‪]2‬ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين "‬
‫ك ْال ِكتَابُ " أي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب‬
‫وقوله " َذلِ َ‬
‫على الحقيقة‪ ,‬المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين‪,‬‬
‫من العلم العظيم‪ ,‬والحق المبين‪.‬‬

‫" [‪]3‬الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصالة ومما رزقناهم‬


‫ينفقون "‬
‫ثم وصف المتقين بالعقائد واألعمال الباطنة‪ ,‬واألعمال الظاهرة‪,‬‬
‫ب"‪.‬‬‫ون ِب ْال َغ ْي ِ‬ ‫لتضمن التقوى لذلك فقال‪ " :‬الَّ ِذ َ‬
‫ين يُْؤ ِمنُ َ‬
‫حقيقة اإليمان‪ :‬هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل‪,‬‬
‫" [‪]4‬والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك‬
‫وباآلخرة هم يوقنون "‬
‫ك " وهو القرآن والسنة‪.‬‬ ‫ون ِب َما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْي َ‬‫ين يُْؤ ِمنُ َ‬ ‫ثم قال " َوالَّ ِذ َ‬
‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ " ‪.‬‬ ‫ك ْال ِكتَ َ‬ ‫قال تعالى " َوَأ ْن َز َل هَّللا ُ َعلَ ْي َ‬
‫فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول‪,‬‬
‫" [‪]5‬أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون "‬
‫ك " أي الموصوفون بتلك الصفات الحميدة " َعلَى هُ ًدى‬ ‫" ُأولَِئ َ‬
‫ِم ْن َربِّ ِه ْم " أي‪ :‬على هدى عظيم‪ ,‬ألن التنكير للتعظيم‪.‬‬

‫" [‪]6‬إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ال‬


‫يؤمنون "‬
‫فلهذا‪ ,‬لما ذكر صفات المؤمنين حقا‪ ,‬ذكر صفات الكفار‬
‫المظهرين لكفرهم المعاندين للرسول فقال‪.‬‬

‫" [‪]7‬ختم هللا على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم‬


‫غشاوة ولهم عذاب عظيم "‬
‫ثم ذكر الموانع المانعة لهم من اإليمان فقال‪َ " :‬ختَ َم هَّللا ُ َعلَى‬
‫قُلُوبِ ِه ْم َو َعلَى َس ْم ِع ِه ْم " أي‪ :‬طبع عليها بطابع ال يدخلها اإليمان‪,‬‬
‫وال ينفذ فيها فال يعون ما ينفعهم‬
‫" [‪]8‬ومن الناس من يقول آمنا باهلل وباليوم اآلخر وما هم‬
‫بمؤمنين "‬
‫ثم قال تعالى‪ :‬في وصف المنافقين‪ ,‬الذين ظاهرهم اإلسالم‬
‫اس َم ْن يَقُو ُل آ َمنَّا بِاهَّلل ِ َوبِ ْاليَ ْو ِم اآْل ِخ ِر‬‫وباطنهم الكفر‪َ " :‬و ِم َن النَّ ِ‬
‫ون ِإاَّل‬
‫ين آ َمنُوا َو َما يَ ْخ َد ُع َ‬ ‫ون هَّللا َ َوالَّ ِذ َ‬
‫ين يُ َخا ِد ُع َ‬‫َو َما هُ ْم بِ ُمْؤ ِمنِ َ‬
‫ُون فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ فَ َزا َدهُ ُم هَّللا ُ َم َرضًا َولَهُ ْم‬ ‫َأ ْنفُ َسهُ ْم َو َما يَ ْش ُعر َ‬
‫ُون " ‪.‬‬ ‫َع َذابٌ َألِي ٌم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِذب َ‬
‫واعلم أن النفاق هو‪ :‬إظهار الخير‪.‬‬
‫وإبطان الشر‪.‬‬

‫" [‪]9‬يخادعون هللا والذين آمنوا وما يخدعون إال أنفسهم وما‬
‫يشعرون "‬
‫والمخادعة‪ :‬أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئا‪ ,‬ويبطن خالفه‬
‫لكي يتمكن من مقصوده ممن يخادع‪.‬‬

‫" [‪]10‬في قلوبهم مرض فزادهم هللا مرضا ولهم عذاب أليم‬
‫بما كانوا يكذبون "‬
‫وقوله " فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ " المراد بالمرض هنا‪ :‬مرض الشك‪,‬‬
‫والشبهات‪ ,‬والنفاق‪.‬‬
‫وذلك أن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته‬

‫" [‪]11‬وإذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض قالوا إنما نحن‬


‫مصلحون "‬
‫أي‪ :‬إذا نهى هؤالء المنافقون عن اإلفساد في األرض‪ ,‬وهو‬
‫العمل بالكفر‪.‬‬

‫" [‪]12‬أال إنهم هم المفسدون ولكن ال يشعرون "‬


‫ون " فإنه ال أعظم إفسادا ممن كفر بآيات‬‫" َأاَل ِإنَّهُ ْم هُ ُم ْال ُم ْف ِس ُد َ‬
‫هللا‪ ,‬وصد عن سبيل هللا وخادع هللا وأولياءه‪ ,‬ووالى المحاربين‬
‫هلل ورسوله‪ ,‬وزعم ‪ -‬مع هذا ‪ -‬أن هذا إصالح‬
‫" [‪]13‬وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن‬
‫السفهاء أال إنهم هم السفهاء ولكن ال يعلمون "‬
‫أي‪ :‬إذا قيل للمنافقين‪ :‬آمنوا كما آمن الناس‪ ,‬أي‪ :‬كإيمان‬
‫الصحابة "وهو اإليمان بالقلب واللسان‪ ,‬قالوا ‪ -‬بزعمهم الباطل‬
‫‪ :-‬أنؤمن كما آمن السفهاء؟‪.‬‬

‫" [‪]14‬وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى‬
‫شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون "‬
‫هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم‪.‬‬
‫وذلك أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين‪ ,‬أظهروا أنهم على طريقتهم‪,‬‬
‫وأنهم معهم‪ ,‬فإذا خلو إلى شياطينهم ‪ -‬أي كبرائهم ورؤسائهم‬
‫بالشر ‪ -‬قالوا‪ :‬إنا معكم في الحقيقة‪ ,‬وإنما نحن مستهزئون‬
‫بالمؤمنين‬
‫" [‪]15‬هللا يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون "‬
‫قال تعالى " هَّللا ُ يَ ْستَه ِْزُئ ِب ِه ْم َويَ ُم ُّدهُ ْم فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َمه َ‬
‫ُون " ‪.‬‬
‫وهذا جزاء لهم‪ ,‬على استهزائهم بعباده‪.‬‬

‫" [‪]16‬أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى فما ربحت‬


‫تجارتهم وما كانوا مهتدين "‬

‫أولئك‪ ,‬أي‪ :‬المنافقون الموصوفون بتلك الصفات " الَّ ِذ َ‬


‫ين ا ْشتَ َر ُوا‬
‫ضاَل لَةَ بِ ْالهُ َدى " أي‪ :‬رغبوا في الضاللة‪ ,‬رغبة المشتري في‬
‫ال َّ‬
‫السلعة‬
‫" [‪]17‬مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله‬
‫ذهب هللا بنورهم وتركهم في ظلمات ال يبصرون "‬
‫أي‪ :‬مثلهم المطابق لما كانوا عليه‪ ,‬كمثل الذي استوقد نارا‪.‬‬
‫أي‪ :‬كان في ظلمة عظيمة‪ ,‬وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها‬
‫من غيره‪ ,‬ولم تكن عنده معدة‬
‫" [‪ ]18‬صم بكم عمي فهم ال يرجعون "‬
‫ص ٌّم " أي‪ :‬عن سماع الخير " بُ ْك ٌم " أي‪ :‬عن النطق به "‬ ‫" ُ‬
‫ي " أي‪ :‬عن رؤية الحق " فَهُ ْم اَل يَرْ ِجع َ‬
‫ُون " ألنهم تركوا‬ ‫ُع ْم ٌ‬
‫الحق بعد أن عرفوه‪ ,‬فال يرجعون إليه‪.‬‬

‫" [‪]19‬أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون‬


‫أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت وهللا محيط‬
‫بالكافرين "‬
‫ب ِم َن ال َّس َما ِء " أي‪ :‬كصاحب صيب‬ ‫ثم قال تعالى " َأ ْو َك َ‬
‫صيِّ ٍ‬
‫وهو المطر الذي يصوب‪ ,‬أي‪ :‬ينزل بكثرة‪.‬‬
‫ات " ظلمة الليل‪ ,‬وظلمة السحاب‪ ,‬وظلمات المطر‪.‬‬ ‫" فِي ِه ظُلُ َم ٌ‬
‫" َو َر ْع ٌد " وهو‪ :‬الصوت الذي بسمع من السحاب‪.‬‬
‫ق " وهو الضوء الالمع المشاهد من السحاب‪.‬‬ ‫" َوبَرْ ٌ‬
‫" [‪]20‬يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه‬
‫وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء هللا لذهب بسمعهم وأبصارهم‬
‫إن هللا على كل شيء قدير "‬
‫فهكذا حالة المنافقين‪ ,‬إذا سمعوا القرآن وأوامره‪ ,‬ونواهيه‪,‬‬
‫ووعده‪ ,‬ووعيده‪ ,‬جعلوا أصابعهم في آذانهم‪ ,‬وأعرضوا عن‬
‫أمره ونهيه‪,‬‬

You might also like