You are on page 1of 16

‫‪12‬‬

‫‪15‬‬ ‫العباءة‬ ‫الـلـه‬ ‫األن��ش��ط��ة‬ ‫روائيات‬


‫يستر!‬ ‫الطالبية‬ ‫مسترجالت‬
‫العصرية‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪16‬‬
‫صفحة‬

‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬
‫ا�صدار ا�سبوعي يهتم بالأن�شطة ال�شبابية واملدار�س واجلامعات‬

‫لمـاذا هم مـحبطون؟!‬
‫استطالع‪ :‬ســارة الجـراح‬

‫افتتاحية‬
‫من الم�ؤكد ان االحباط ينعك�س �سلباً على حياة الفرد‪� ،‬سواء من الناحية االجتماعية �أو المهنية �أو العلمية‪،‬‬
‫وغيرها من الجوانب‪ ،‬وقد ي�ؤثر االحباط في �أغلب الأحيان على فكرك ويجعله يتجمد كما يجعل يديك‬
‫مقيدة‪ ،‬فال �أنت قادر �أن تفكر وتنتج في تلك اللحظة‪ ،‬وال �أنت بقادر على �أن تكتب ولو كلمة واحدة‪ ،‬وربما‬
‫يجعلك ت�شعر في لحظة واحدة ب�أنك �إن�سان ‪ -‬فا�شل ‪ -‬في حياتك مما يدفعك �أن تتراجع للوراء‪ ،‬بدال من‬
‫�أن تتقدم خطوة للأمام‪ ،‬ولي�س بال�ضرورة �أن تكون �أنت ال�سبب الرئي�سي في ما �أ�صابك من االحباط‪ ،‬وقد‬
‫تكون هناك �أ�سباب �أخى‪.‬‬

‫متى أمحو أميتي ؟!‬ ‫يتو�سطوا لي ف�أنا فعال محبط!‪.‬‬ ‫ال حين ي�أتي بع�ض‬ ‫خاطئة في تربية �أبنائهم‪ ،‬فمث ً‬
‫�أول�ي��اء الأم ��ور‪ ،‬ونبلغهم ب ��أن م�ستوى �أبنهم غير‬
‫خروج المنتخب الوطني‬
‫وكما يو�ضح �أنور بن عبدالرحيم الزدجالي قائالً‪:‬‬
‫م��ال��ك ب��ن عمير ال�سلطي ي�ق��ول‪� :‬أرى االح�ب��اط‬
‫ي��وم�ي�اً ف��ي م��واق��ف ع��دة ودون ت��وق��ف وق��د �أ�صبح‬
‫المقعد الدراسي‬ ‫جيد‪ ،‬ن�ستك�شف �أن �سبب ذل��ك ه��و توفيره لأبنه‬ ‫ب�ع��د ال�ن�ج��اح ال ��ذي حققه منتخبنا ال��وط�ن��ي في‬ ‫جزءا من حياتنا اليومية‪ ،‬وذلك لعدة �أ�سباب ومن‬
‫احتفلت ال�سلطنة في الثامن من ال�شهر الجاري باليوم العربي لمحو الأمية والذي يمثل منا�سبة‬ ‫ك��ل �أن ��واع الأل �ع��اب‪ ،‬مما يجعل ال�ط��ال��ب م�شغول كما ت�ق��ول بثينة بنت خليفة العبدلي خريجة‬ ‫خليجي ‪ ،19‬اذا بنا نفاج�أ به يخرج من ك�أ�س �آ�سيا‬ ‫وجهة نظرى �أرى‪ :‬االحباط من خالل الم�شاريع‬
‫احتفائية بالذين ا�ستطاعوا �أن يتجاوزوا �صعاب الحياة وعقباتها ليحققوا �أحالمهم ويتحررون من‬ ‫باللعب ولي�س ل��دي��ه وق��ت ل�ل�ق��راءة وه��ذا يجعلنا ال�شهادة العامة تقول‪ :‬الذي يجعلني محبطة هو‬ ‫ويتبع ذلك خروجه من الدور الأول لك�أ�س الخليج‬ ‫ال�م�ن�ف��ذة ف��ي ب�ل��دن��ا الحبيبة ع�م��ان فعلى �سبيل‬
‫الأمية‪ ،‬بو�صفها �أحد المع�ضالت التي تقف �أمام التنمية والتحديث في الدول النامية‪.‬‬ ‫محبطين‪ ،‬و�أي�ضاً ع��دم اهتمام الطالب بالجهد ان �أرى بع�ض الطالبات الالتي كانت ن�سبتهن �أقل‬ ‫كل ذلك ا�صابني و�أ�صاب المواطنين ب�أحباط‪.‬‬ ‫المثال‪ :‬نرى الحكومة ت�صرف الماليين من �أجل‬
‫و�إذا كانت ن�سبة الأمية مرتفعة في ال�سلطنة قبل بزوغ فجر الثالث والع�شرين من يوليو ‪ 1970‬ف�إن‬ ‫الكبير ال��ذي يبذله المعلم‪ ،‬يجعله محبطاً لأنه من ن�سبتي ح�صلن على مقاعد درا�سية‪ ،‬و�أن��ا لم‬
‫ما حدث بعد ذلك �أن �أ�صبح التعليم في البالد هاج�سا ي�ؤرق كل من يعي�ش على هذه الأر�ض‪ ،‬بهدف‬ ‫بقدر ما يحاول �أن يجعل بع�ض الطلبة يتعلقوا يحالفني الحظ و�أ�صبحت جلي�سة المنزل منذ ‪3‬‬
‫الرقي بالحياة في كافة مناحيها‪.‬‬ ‫بالمادة �أكثر ويكونوا حري�صين لكن دون جدوى �سنوات‪.‬‬
‫وكان �أن تحقق هذا الهدف بف�ضل الر�ؤية ال�سديدة لجاللة العاهل المفدى ‪ -‬رعاه اهلل ‪ -‬الذي اهتم‬ ‫لأنهم �ضامنين النجاح‪ ،‬وكذلك �ضغوطات الحياة‪،‬‬
‫بهذا الجانب ب�شكل �أ�سا�سي لإيمانه ب�أنه دون التعليم ال يمكن للتحديث �أن يتم ليكون ممكنا للدولة‬ ‫قلة الراتب‪ ،‬وارتفاع الأ�سعار مقارنة بالجهد الذي‬
‫الدخل المحدود‬ ‫يبذله يجعلنا محبطين‪ ،‬فالمعلم دم ولحم وله‬
‫�أن تواكب الع�صر الجديد‪.‬‬
‫ظ��روف ومهام كثيرة‪ ،‬وخ�صو�صاً بع�ض المدار�س جمال بن �سعود ال�سليماني يرى �أن عدم مقدرة‬
‫وبعد �سنوات وجيزة ر�أينا كيف �أن ن�سبة الأمية في البالد قد انخف�ضت ب�شكل ملحوظ‪ ،‬لت�صل �إلى‬ ‫ت�ق��دم روات ��ب قليلة م�ق��ارن��ة بالعمل ال��ذي ي��ؤدي��ه االن�سان على تحقيق �أهدافه في الحياة‪ ،‬وتكوين‬
‫‪ 12.2‬بالمائة في التعداد ال�سكاني الذي �أجري م�ؤخرا‪.‬‬ ‫المعلم وع��دد الح�ص�ص ال�ت��ي ي��أخ��ذه��ا‪ ،‬وتحمله م�ستقبله يجعله م�ح�ب�ط��ا‪� ،‬أي بمعنى ال��دخ��ل‬
‫وهو �أمر ما كان ليتم لوال الجهود المبذولة من كافة الجهات المخت�صة التي و�ضعت هدفا و�سعت‬ ‫ال �م �ح��دود ل�ل�ف��رد ي�ج�ع�ل��ه م�ح�ب�ط�اً‪ ،‬وغ �ي��ر ذل��ك‬ ‫الطالب بكل الوانهم ونوازعهم ومراهقتهم‪.‬‬
‫من �أجله متمثلة بالإرادة ال�سامية التي ي�سرت الطريق نحو �أن يجد كل �إن�سان الدرب �أمامه مي�سورا‬ ‫عندما تجد نف�سك تبذل جهدا كبيرا لتح�سن‬
‫لكي ينال حظه من التعليم‪.‬‬ ‫م��ن م�ستواك ال��درا� �س��ي‪ ،‬وف��ي الأخ �ي��ر تجد �أن��ه‬ ‫نظام التعليم الدراسي‬
‫و�إذا كانت ق�ضية الأمية لم تعد متعلقة ب�أن يكون المرء قادرا على الكتابة والقراءة‪ ،‬فمن الم�شاهد‬ ‫كما يقول �أب��و منذر الريامي‪ :‬منذ ان ك��ان ولدي متدني‪ ،‬فهذا يجعلك �أي�ضاً محبطا!‬
‫المثيرة لالنتباه في هذا الإطار حر�ص كبار ال�سن من الن�ساء والرجال على اال�ستزادة المعرفية‬ ‫� �ص �غ �ي��راً و�أن � ��ا �أغ ��ر� ��س ف �ي��ه ح��ب ال �ع �ل��م وال �ع �م��ل‪،‬‬
‫والتقاطع مع متطلبات الع�صر‪ ،‬بتعلم تقنيات الحا�سوب والإنترنت‪ ،‬بو�صفها �أدوات ال غنى لها في‬
‫العالم اليوم‪.‬‬
‫وبف�ضل ذلك �أ�صبحنا نرى �أمهات ي�ساعدن �أبنائهن في الدرو�س والواجبات المدر�سية بف�ضل‬
‫�أجادتهن لمهارات الحا�سوب والبحث في الإنترنت وهو �أمر لم يكن ليكت�سب لوال الثقة بالنف�س‬
‫والرغبة الجامحة التي هي ديدن كل من يريد �أن يتجاوز لحظته دائما �إلى ما هو �أف�ضل‪.‬‬
‫الآن وبعد �أربعة عقود من النه�ضة المباركة ي�شعر كل عماني بالفخر �أن م�س�ألة التعليم باتت من‬
‫الأبجديات و�أبلغ دليل على ذلك المرتبة التي ح�صلت عليها ال�سلطنة دوليا‪ ،‬حيث جاءت الأول على‬
‫م�ستوى العالم في معدل الت�سارع في مجال التنمية الب�شرية‪ ،‬وذلك في الت�صنيف الذي �أ�صدرته‬
‫الأمم المتحدة في الربع الأخير من العام المن�صرم‪.‬‬
‫وهذا التقرير ركز على م�س�ألتي التعليم وال�صحة‪ ،‬وهي بالإ�ضافة �إلى الخدمات الأخرى عنا�صر‬
‫بالل �أحمد‬ ‫جمال ال�سليماني‬ ‫�صفاء الحارثية‬
‫متكاملة يقود كل منها للآخر وتعمل في �شكل حلقات كلية بحيث ي�صعب ف�صل واحدة عن الأخرى‪.‬‬
‫الآن وال�سلطنة تدخل خطة خم�سية جديدة‪ ،‬ت�ستمر حتى ‪ 2015‬ف�إن ثمة �أولوية في التركيز على‬ ‫التغيير والوقت قليل!‬ ‫والت�ضحية لأجل الوطن وحب الوطن‪ ،‬كبر ولدي‬
‫الجانب المعرفي‪ ،‬خا�صة التعليم الحديث القائم على مهارات الحا�سوب بحيث يتمكن كل فرد في‬ ‫وتقول �صفاء الحارثية في ال�صف (‪ :)12‬كثرة‬ ‫على ه��ذا النحو وان�غ��ر���س ف��ي نف�سه ح��ب الوطن‬
‫المجتمع من التعاي�ش مع هذا المتطلب العالمي‪ ،‬والذي ي�صبح عدم الإلمام به نوعا من الأمية‪.‬‬ ‫المواد العلمية التي اخترتها تجعلني في بع�ض‬ ‫والعلم‪ ،‬لأج��ل االرتقاء بالوطن والمواطن‪ ،‬وبعد‬
‫وبهذا يعاد تعريف مفهوم الأمية لت�صبح لي�ست مجرد عدم الإلمام بالقراءة والكتابة‪� ،‬إلى عدم القدرة‬ ‫االحيان �أ�شعر ب�ضغوطات تولد لدي االحباط‪،‬‬ ‫�أن در� ��س ل�م��دة اح ��دى ع�شر ع��ام �اً ف��ي المدر�سة‬
‫على التوا�صل مع التطبيقات الجديدة في المعرفة الإن�سانية والتكنولوجيا ذات الو�سائط الحديثة‪.‬‬ ‫ولكن �سرعان ما اتفاداها‪ ،‬والذي جعلني محبطة‬ ‫وتعود على نظام الف�صلين جاء العام الأخير الذي‬
‫و�إذا كان الجيل الجديد ملما بهذه التقنيات‪� ،‬إال �أن الم�س�ألة التي ينبغي االنتباه لها تتمثل في كيفية‬ ‫كثيراً �أننا في ه��ذا العام خ�ضعنا المتحان �أدب‬ ‫يحدد فيه م�صيره م�ستقبله‪ ،‬عله وغيره بعد هذه‬
‫ا�ستخدام الو�سائط الحديثة ب�شكل �إيجابي وعملي ومثمر‪.‬‬ ‫ان�ج�ل�ي��زي‪ ،‬ب��ال��رغ��م �أن�ن��ا در��س�ن��ا ه��ذه ال �م��ادة في‬ ‫ال�سنوات يلتحقون ب�إحدى الجامعات �أو الكليات‬
‫ه��ذه ال�سنة فقط‪ ،‬وطلبوا منا كتابة ‪ 400‬كلمة‬ ‫حتى يكملون تعليمهم وي�خ��رج��ون ل�سوق العمل‬
‫وهنا �سوف نعيد تعريف الأمية ب�شكل �أكثر ا�ستفا�ضة‪ ،‬لنرى �أنها لي�ست مجرد الإلمام بال�شيء‪ .‬بل‬
‫ف��ي ��س��اع��ة واح� ��دة فالتغيير ي ��ؤث��ر ف��ي نف�سية‬ ‫وي�ساهمون في بناء النه�ضة ورفعة الوطن‪ ،‬ولكن‬
‫�أي�ضا القدرة على �إدارته والتوا�صل معه ب�شكل مفيد‪.‬‬ ‫الطالب ويجعله محبطا‪ ،‬وطلبنا من الموجهين‬ ‫كانت المفاج�أة �أكبر و�أعظم على ه��ؤالء ال�شباب‪،‬‬
‫ف�أن تمتلك كنزا �أمر جيد‪ .‬لكن �أن ال تعرف كيف توظف هذا الكنز وت�ستغله ب�شكل مثمر‪ ،‬فهو �أمر‬ ‫�أث �ن��اء زي��ارت�ه��م لنا �أن يطالبوا ال� ��وزارة ب ��أن ال‬ ‫ن�ع��م ك��ان��ت ه�ن��اك م�ف��اج��أة ك�ب�ي��رة م��ن ق�ب��ل وزارة‬
‫يحتاج وقفة من الإن�سان حتى ي�صل �إلى غايات نبيلة وتكون ثمرة حياته �إيجابية‪.‬‬ ‫يكون امتحان الفترة الثانية بنف�س الطريقة‪،‬‬ ‫التربية والتعليم‪ ،‬حينما �صدمت الطلبة بقرار دون‬
‫وهذا الدور الذي تطرحه مثل هذه الق�ضايا التي نعاي�شها بكثافة يتعزز عبر كل واحد منا‪ ،‬ب�أن يكون‬ ‫وطالبناهم ب�إطالة الوقت في اختبارات الع�شر‬ ‫�سابق ان��ذار بالغاء نظام الف�صلين‪ ،‬والعمل بنظام‬
‫م�ساهما في هذه العملية اال�ستراتيجية في بناء الم�ستقبل‪� ،‬إذ �أننا �شركاء جميعا في عملية التنمية‬ ‫عالمات‪.‬‬ ‫العام الدرا�سي الكامل مما �سبب �صدمة واحباط‬
‫وعلينا �أن نتحمل الم�س�ؤولية ب�إدراك كبير ورغبة �صادقة في الإ�ضافة للحياة والمجتمع‪.‬‬ ‫وي�أ�س كبير في نفو�س الطلبة عامة دون ا�ستثناء‪،‬‬ ‫عدم اكتراث الطلبة‬ ‫الطرقات وا�صالحها وان�شائها‪ ،‬ولكن نتفاج�أ بعد‬
‫وبهذا فكل �شباب ي�ستطيع �أن ي�ؤدي دورا في عملية محو الأمية‪ ،‬وفي رفد المجتمع نحو �أن يكون‬ ‫أشياء كثيرة‬ ‫و�أخذوا وقت طويل حتى ا�ستفاقوا من �صدمتهم‪،‬‬ ‫ويرى بالل �أحمد‪ :‬االحباط ي�أتي من عدة جهات‬ ‫مرور عدة �أ�شهر ال تتجاوز (‪� )6‬أ�شهر‪ ،‬باغالق هذه‬
‫فاعال في متطلبات التنمية والتطوير والتحديث‪ ،‬مع المحافظة على الأ�صالة والقيم المتوارثة‪،‬‬ ‫�أن ����س ال �م ��أم��ون ي �ق��ول �أ� �ش �ي��اء ك �ث �ي��رة تجعلني‬ ‫وكانت االمتحانات قد بد�أت وبعدها بفترة ق�صيرة‬ ‫وم ��ن ال�ن��اح�ي��ة ال�ع�ل�م�ي��ة �أح �ي��ان �اً االن �� �س��ان يعمل‬ ‫ال���ش��وارع م��ن �أج��ل ال�صيانة‪ ،‬ف��أي��ن المتابعة من‬
‫الجيد منها‪.‬‬ ‫محبطا ومنها‪ :‬المنتخب العماني عندما خ�سر‬ ‫النتائج ظهرت‪ ،‬دون مراعاة لطموحات ونف�سيات‬ ‫ب�ج��د واج �ت �ه��اد‪ ،‬ل�ك��ن الأع �ل��ى م�ن��ه ف��ي المن�صب‬ ‫قبل الجهات الم�س�ؤولة‪ ،‬ففي هذه الحالة ال بد �أن‬
‫و�إذا ما ت�سلح كل �شاب بمنهج وا�ضح ومحدد يقوم على الثقة بالذات و�إيمانه بدوره في بناء الوطن‬ ‫ج�ع�ل�ن��ي م�ح�ب�ط��ا‪ ،‬ق �ل��ة ال��دخ��ل ي���س�ب��ب ل��ي ن��وع‬ ‫الطلبة مما جعلهم يعي�شون في �صدمة واحباط‬ ‫الوظيفي‪ ..‬مديره �أو رئي�سه مثال يجعله محبطا‪،‬‬ ‫ي�صاب كل مواطن غيور على بلده باالحباط‪.‬‬
‫ف�إن الم�ستقبل �سيكون �أف�ضل بال�شك‪.‬‬ ‫امن االحباط وذل��ك لأن��ه يمنعني من ممار�سة‬ ‫لم نعرف له مخرجاً حتى االن!‪.‬‬ ‫وبالتالي يكون عمله غير متقن ودون الم�ستوى‪،‬‬
‫و�إذا كان جيل الآباء قد عمل ونحن نرى ثمرته‪ ،‬ف�إن الجيل الجديد مطالب بعمل م�ضاعف في �سبيل‬ ‫هواياتي المف�ضلة لذا حياتي تكون مقت�صرة من‬ ‫واالحباط ي�أتي �أي�ضاً نتيجة عدم التخطيط في‬ ‫مشروع الصرف الصحي‬
‫العمل للمنزل ومن المنزل للعمل وهذا الروتين‬ ‫الوظيفة‬ ‫الدرجة الأول��ى‪ ،‬ف ��إذا االن�سان خطط ب�شكل جيد‬ ‫�سعيد بن محمد ال�سنيدي‪ :‬ا�شعر باالحباط من‬
‫�صيانة المكت�سبات التي لم ت�أت �إال بعد جهد ومثابرة وبناء الغد‪.‬‬
‫يجعلني محبطا‪ ،‬والأح� ��داث ال�ت��ي تح�صل في‬ ‫ويو�ضح �صالح بن �سيف الخرو�صي قائالً‪� :‬شعرت‬ ‫موازنة مع قدراته متوكال على اهلل‪ ،‬وبذل كل ما‬ ‫خ�لال ع��دم متابعة الجهات المخت�صة لم�شروع‬
‫علينا �أن نت�سلح بالمثابرة‪ ..‬والعزيمة والإخال�ص‪..‬‬ ‫ال �ع��ال��م �أي �� �ض �اً تجعلني م�ح�ب�ط��ا ف�ح�ي��ن نتابع‬ ‫باالحباط بعد �أن انهيت درا�ستي وح�صلت على‬ ‫ال�صرف ال�صحي في محافظة م�سقط وبالأخ�ص‬
‫ف��ي و�سعه ففي ه��ذه الحالة ال ات�صور �أن��ه �سوف‬
‫و�أن ن�ضع حب الوطن في حدقات العيون‪.‬‬ ‫الأخ�ب��ار‪ ،‬ال ن��رى غير ال�ك��وارث ون��ادراً ما ن�سمع‬ ‫ال�شهادة العامة‪ ،‬و�أخ��ذت ابحث عن عمل ب�سبب‬ ‫في والية ال�سيب حيث �أن ال�شركة المنفذة حفرت‬
‫ي�صاب باالحباط؛ لأنه فعل كل ما يقدر عليه‪ ،‬لكن‬
‫و�أن نعمل من �أجل �أن نرى بالدنا في ريادة التقدم بكافة مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫الأخبار الحلوة‪ ،‬ومعظمها قتل وانتحار و‪..‬و‪...‬‬ ‫ظروفنا العائلية ال�ضعيفة‪ ،‬ولكن خالل �سنتين‬ ‫ال�شخ�ص ال��ذي ل��م يبذل ول��م يجتهد ول��م يتعب‬ ‫وقطعت ال�شوارع‪ ،‬ولكنها لم تعيدها كما كانت عليه‬
‫ولي�س حلما‪� ..‬أن يتحقق ذلك‪.‬‬ ‫ال ��خ‪ ،‬ال �غ�لاء يجعلني م�ح�ب�ط��ا‪ ،‬ع�ن��دم��ا ا�ستلم‬ ‫ل��م �أوف��ق ف��ي الوظيفة‪ ،‬وب�ع��د ه��ذه ال�م��دة ب��د�أت‬ ‫ي�أتيه االحباط ك�صخرة على ر�أ�سه‪ ،‬لأنه ي�شعر من‬ ‫مما �سبب حفر عديدة امتلأت بها �شوارع الوالية‬
‫فالم�سافة التي تف�صل بين ما كان وما �صار‪ ،‬خالل �أربعة عقود‪ ،‬ت�ؤكد على �أن عزيمة الإن�سان العماني‬ ‫الراتب وال �أكمل اليوم الخام�س من ال�شهر اال‬ ‫ا�شعر االحباط وفقدان الثقة بنف�سي �شيئاً ف�شيئا‪،‬‬ ‫داخله ب�أنه لم ي�ؤد عمله كما يجب فالعامل النف�سي‬ ‫وم��ا ي �ح��دث م��ن ��س��ائ�ق��ي ال �� �س �ي��ارات ف��ي م�ح��اول��ة‬
‫قادرة على تجاوز العقبات وت�صل �إلى ما هو �أ�سمى ب�إذن اهلل‪.‬‬ ‫وجيبي خ��ال يجعلني محبطا‪ ،‬وعندما �أج��د �أن‬ ‫وبد�أ الي�أ�س يت�سلل الى نف�سي‪ ،‬وبد�أت �أفقد الأمل‬ ‫يجعل ال�شخ�ص محبط‪.‬‬ ‫تجنب ه��ذه ال�ح�ف��ر‪ ،‬وق��د ت ��أث��رت معظم �سيارات‬
‫ن�صف راتبي يخ�صم منه للبنك يجعلني محبطا‪،‬‬ ‫م�م��ا جعلني �أج�ل����س ف��ي م�ك��ان��ي‪ ،‬وب ��دال م��ن �أن‬ ‫وفي مجال عمله كمعلم يقول بالل �أحمد‪ :‬ا�شعر‬ ‫المواطنين بهذه الحفر و�أ�صيبت ب�أعطال ج�سيمة‬
‫وعندما �أج��د �أنني ما زلت �أدف��ع تكاليف عر�سي‬ ‫ا�صبح معين لأ�سرتي‪� ،‬أ�صبحت عالة عليهم‪ ،‬وها‬ ‫باالحباط عندما �أرى ع��دم همة ال�ط�لاب‪ ،‬وعدم‬ ‫وفي النهاية المواطن هو الذي يتحمل م�س�ؤولية‬
‫تجعلني محبطا‪.‬‬ ‫�أن��ا �أنتظر الفرج وطلبت من بع�ض المعارف �أن‬ ‫اك�ت��راث الأه ��ل‪ ،‬فبع�ض الأه��ال��ي لديهم مفاهيم‬ ‫ا�صالح مركبته‪.‬‬
‫سلوكيات‬ ‫‪2‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫لها‪ :‬جيد‪ ..‬جيد‪ ،‬حتى اتمكن بردي هذا من معرفة الجواب‬ ‫بالت�أكيد كل من ينظر لل�صورة ويرى هذا القوام المم�شوق‪،‬‬
‫لل�س�ؤال التالي‪ :‬وماذا يعملون؟ ف�أجابت‪« :‬م�ساج»!‪ ،‬ورددت‬ ‫وتلك الر�شاقة يظن وبدون �أدنى �شك �أنها لفتيات‪ ،‬لكن هذا‬
‫عليها بنف�س الطريقة «رائع‪..‬رائع»!‪ ،‬ومن ثم وجهت �س�ؤالي‬ ‫غير �صحيح فهذه ال�صورة (للمت�شبهين) من الجاليات‬
‫ال�ساذج والأخير‪ :‬هل هم متخ�ص�صون للجن�سين رجال ون�ساء؟‬ ‫الآ�سيوية‪ ،‬والذين تحدثت عنهم في مقالي ال�سابق وكيف �أنهم‬
‫ف�أجابت‪( :‬ال) بل فقط للرجال!‪ ،‬ف�شكرتها وغيرت اتجاهي‬ ‫�صاروا يتجولون في بالدنا بدون رقيب وال ح�سيب!‪ ،‬فحين‬
‫لأنني تو�صلت لما اريد معرفته وكلي ندم و�أ�سى على ما �سمعته‬ ‫ال حز في قلبي منظرهم المخزي‪ ،‬وقلت لنف�سي‪:‬‬ ‫ر�أيتهم فع ً‬
‫و�أكملت �شرائي‪.‬‬ ‫دعني �أترقبهم من بعيد لأرى ردة فعل النا�س حين يرونهم‪،‬‬

‫الـلـه‬
‫وفي طريقي «للكاونتر» ر�أيت ما هو �أب�شع و�أكثر ت�أليماً مما‬ ‫وهم «يتمخطرون» بينهم‪ ،‬و�صرت اتبعهم و�أنا ا�سحب العربانة‬
‫�سمعته عن مهنتهم‪ ،‬وهو وقوف احد المت�شبهين في زاوية‬ ‫المحملة بالمواد الغذائية‪ ،‬وتغا�ضيت عن فكرة ا�ستكمال ما‬
‫مع فتى ال يتجاوز عمره ‪ 14‬عاما‪ ،‬وكان مندمجا معه في‬ ‫ينق�صني من الم�ستلزمات؛ لأن العقل �صوب هدفه نحوهم‪،‬‬
‫الحوار‪ ،‬وقلت‪ :‬يا الهي ماذا يريد من فتى عمره من عمر‬ ‫و�أنا اتبعهم بخطوات متباعدة طبعاً‪ ،‬ارى الكل حين يراهم‬
‫ابنائنا؟! اقتربت منهم‪� ،‬س�ألت الفتى والذي ارت�سمت مالمح‬ ‫ال لي�ستوعب من حقيقة ما‬ ‫وبنظرات االندها�ش يتوقف قلي ُ‬
‫الطفولة والهداوة على وجهه‪ ..‬ماذا هناك؟! فهنا ان�سحب ذلك‬ ‫تراه �أعينهم (ذكر�أم �أنثى)؟!‪ ،‬وحين يمرون من �أمامي ا�سمع‬

‫يستر!‬
‫الآ�سيوي‪ ،‬ف�أجاب‪ :‬ال �شيء!‪ ،‬وقلت له مت�أكد؟ ونبهته �إلى �أن‬ ‫التعليقات‪ ،‬والن�ساء ينظرن بع�ضهن الى بع�ض ويبت�سمن‬
‫يحذر من هذه ال�شاكله حتى ال ي�ضيع م�ستقبله‪ ،‬فقال اعلم ذلك‬ ‫ابت�سامة ال�سخرية!‪ ،‬وما كان يهمني من كل ذلك معرفتي‬
‫�صدقيني لكنه كان يحايلني ب�أن �أخذ رقمه �أو اعطيه رقمي و�أنا‬ ‫ل�سر تواجدهم‪ ،‬هل هم في زيارة �أم يعملون في البلد؟!‪ ،‬وكانت‬
‫رف�ضت!‪ ،‬فحدثت نف�سي قائلة‪ :‬ال يمكنني �أن الومك ف�أنت ومن‬ ‫قدماي تارة تدفعني بقوة نحوهم حتى ا�س�ألهم‪ ،‬وتارة اخرى‬
‫هم في نف�س �سنك �سيكونوا �ضحية تواجد ه�ؤالء في البلد!‪،‬‬ ‫كانت ت�سحبني للخلف حتى �أكف عن هذا ال�س�ؤال‪� ،‬إلى ان جاءت‬
‫وهنا تذكرت مقالي الذي كتبته منذ �سنوات بعنوان‪ :‬تحت‬ ‫لي الفر�صة الما�سية كي اتحدث معهم‪ ،‬وذلك حين ر�أيت امر�أة‬
‫غطاء الأندية ال�صحية‪ ،‬وكيف �أنه ي�سمح لفتيات ب�أن يقمن‬ ‫كبيرة في ال�سن تقف مع الفتاة التي كانت ترافق (المت�شبهين‬ ‫كتابة وتصوير‪ :‬سـارة الجـراح‬
‫بعمل «م�ساج» للرجال‪ ،‬وبعدها نزل قرار بمنعهن‪ ،‬وخ�ص�ص‬ ‫الثالثة)‪ ،‬ودار بينهن الحوار‪ ،‬والثالثة كانوا يقفون بجانبهم‪،‬‬
‫الرجال لعمل الم�ساج للرجال‪ ،‬لكن هل ه�ؤالء يح�سبون من‬ ‫تقدمت نحو المر�أة و�س�ألتها‪� :‬أكيد �أنتِ منده�شة مما تراه‬
‫الرجال؟! في هذه الحالة ماذا عالجوا بم�ساجهم؟ بل (زادو‬ ‫عيناك؟ فردت وهي متعجبة‪ :‬كنت اظن �أنهم ن�ساء الى �أن‬
‫الطين بلة)‪ ،‬وتم معالجة الخط�أ بخط�أ �أكبر منه! و�أكبر مثال‬ ‫�سمعت ا�صواتهم‪ !.‬فقلت في نف�سي �أ�س�أل المرافقة حتى اقطع‬
‫على ذلك هو ما ح�صل �أمامي مع الفتى الذي �أراد �أحدهم �أن‬ ‫ال�شك باليقين‪ ،‬وبالفعل �س�ألتها وانا مبت�سمة وك�أنني ال اعلم‬
‫يعطيه رقم هاتفه‪ ،‬فهم يعملون في النادي ال�صحي الرجالي‬ ‫�شيئا‪ ،‬هل �صحيح �أنهم (ذكور)؟ اجابت وهي ت�ضحك‪ :‬نعم‪..‬‬
‫�صحيح‪ ،‬لكن هل غاب عن جهة الرقابة �أين يذهب ه�ؤالء �أيام‬ ‫نعم‪ ،‬وحين حاولت ان تذهب‪ :‬وجهت �س�ؤالي مبا�شرة والذي‬
‫العطل �أو بعد انتهاء �ساعات عملهم؟ وهل علينا �أن نحرم �أبناءنا‬ ‫كاد �أن يخنقني وك�أنه (عظمة و�سط البلعوم)‪ ،‬هل �أنتم في‬
‫من ممار�سة حياتهم ب�شكل طبيعي‪ ،‬ونقيد حريتهم على �أر�ض‬ ‫زيارة �أم �أنكم تعملون هنا؟ ف�أجابت هي عنهم وبكل فخر قائلة‪:‬‬
‫وطنهم من باب الحر�ص والخوف عليهم‪ ،‬لتتمتع تلك الفئة‬ ‫�أنهم يعملون هنا‪ .‬وو�صفت لي المكان بال�ضبط وحددت لي‬
‫بحريتها على �أر�ضنا و�أكرر بدون رقيب �أو ح�سيب!‪.‬‬ ‫ا�سم المطعم القريب منهم بدون �أن تذكر مهنتهم‪ ،‬فقلت‬

‫تبغ للنساء فقط!‬


‫تدخين الشليم ظاهرة تحتاج الى مراجعة‬
‫تحقيق وتصوير‪ -‬أحمد بن عبداهلل الحسني‬
‫االنحداب و�سهولة تك�سر عظام ال��ورك‪ ،‬وي�ضيف الدكتور‬ ‫الكبير‪ ،‬م��ن هنا ال ي�شك عاقل ف��ي حرمتها م��ن الناحية‬ ‫الرؤية الشرعية‬ ‫بين الفئات العمرية م��ن (‪ 18‬ال��ى ‪� )60‬سنة‬ ‫تدخين (التمباك) و(الجراكو) ‪ -‬وهي كما‬
‫م �ج��دي م �ن �� �ص��ور‪ :‬ان ت ��أث �ي��ر ال �ت��دخ �ي��ن ع �ل��ى االط �ف��ال‬‫وعن الر�ؤية ال�شرعية للتمباك ونحوه من التبغ يقول بدر ال���ش��رع�ي��ة‪ ،‬فعلى المجتمع جميعا ال�ت�ع��اون ف��ي الق�ضاء‬ ‫مما ي�شكل خطورة �صحية عليهن‪.‬وتدخين‬ ‫تعرفون ان��واع من التبغ ‪ -‬تحول الى ظاهرة‬
‫المولودين لأم�ه��ات يدخن اث�ن��اء الحمل ي�صبحون اكثر‬ ‫ب��ن �سالم ب��ن ح�م��دان العبري الباحث ف��ي وزارة االوق��اف عليها‪ ،‬فالم�س�ؤولية واحدة‪ ،‬والخطر يهددنا جميعا‪.‬‬ ‫(ال�شيليم) موجود في دول الخليج ب�أعداد‬ ‫‪..‬رب �م��ا ت �ك��ون ق��د ان�ح���ص��رت قليال ف��ي كبار‬
‫عر�ضة الن يكون وزنهم ناق�صا‪ ،‬وان يولدوا قبل اوانهم‪،‬‬ ‫وال�ش�ؤون الدينية انه �إذا جئنا �إلى ع�صرنا الحالي نجد �أنّ‬ ‫كبيرة ‪ ،‬وهناك ارقام متزايدة لمن ينخرطون‬ ‫ال�سن من الن�ساء اال انها ظلت ت�شكل خطرا‬
‫كما انهم اكثر عر�ضة الن ي��ول��دوا ام��وات��ا وان�ه��م يموتون‬ ‫الجانب الصحي‬ ‫التبغ بنوعيه المدخن وغير المدخن والذي منه التمباك‬ ‫في ه��ذا النوع من التدخين ‪ ،‬وبع�ض اال�سر‬ ‫على الن�شىء من البنات خا�صة مما يتطلب‬
‫بعد ال��والدة بقليل‪ ،‬واالط�ف��ال الذين يدخن �آب��ا�ؤه��م اكثر‬ ‫والجراكو يحدث �ضررا خطيرا‪ ،‬بل هو �أ�شد من الخمر وع��ن الجانب ال�صحي يحدثنا ال��دك�ت��ور مجدي من�صور‬ ‫تعتبر بداية تدخين الفتاة للتبغ دليل على‬ ‫م��واج�ه�ت�ه��ا ل �م��ا ه��و م �ع��روف ع��ن ال�ت��دخ�ي��ن‬
‫عر�ضة لال�صابة ب�أمرا�ض الرئة والتهاب ال�شعب‪ ،‬ومر�ض‬ ‫ف��ي ��ض��رره‪ ،‬م��ن هنا ك��ان م��ن الخبائث التي تقود النف�س طبيب عام بمركز الوطية ال�صحي عن ت�أثير التدخين على‬ ‫و�صولها ل�سن البلوغ ! والأ��س��رة التمانع في‬ ‫م��ن خ �ط��ورة على ال�صحة العامة‪.‬وتدخين‬
‫االذن الو�سطى عند الر�ضع كما انهم اكثر عر�ضة الحتمال‬ ‫الل كَا َن المر�أة قائال‪ :‬تت�أثر الخ�صوبة وال��والدة ب�سبب التدخين‪،‬‬ ‫�إلى التهلكة‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وَال َت ْق ُتلُوا �أَ ْنفُ�سَ ُك ْم ِ�إ َّن هَّ َ‬ ‫ذلك بل هناك ت�شجيع على التدخين ونحاول‬ ‫(التمباك) و(الجراكو) بالذات عند فئة من‬
‫اال��ص��اب��ة بنوبات ال��رب��و ال���ش��دي��دة‪ ،‬كما يتعر�ض االط�ف��ال‬ ‫ِب ُك ْم رَحِ يماً)‪ ،‬وق��د حرمت ال�شريعة جميع الخبائث التي فالن�ساء الالتي يدخن ال�سجائر مثال يكن اقل خ�صوبة من‬ ‫من خالل هذا التحقيق ان نلقي مزيدا من‬ ‫الن�ساء نوع من الوجاهة االجتماعية ومتوارثة‬
‫لخطر ا��ض��اف��ي الن تدخين �آب��ائ�ه��م وام�ه��ات�ه��م ي��زي��د من‬ ‫تقود الإن�سان �إلى �إهالك نف�سه‪ ،‬وهذه الخبائث لم تتطرق غير المدخنات‪ ،‬وي�ستغرق الحمل عندهن فترة اطول‪ ،‬ويكن‬ ‫ال�ضوء على هذه الظاهرة في محاولة للحد‬ ‫م��ن ج�ي��ل ال ��ى �آخ� ��ر‪ ،‬وه ��و ن��وع�ي��ة م��ن التبغ‬
‫احتمال ان ي�صبحوا انف�سهم من المدخنين عند الكبر‪،‬‬ ‫�إليها ال�شريعة تف�صيال �إال في بع�ض جزئياتها كالميتة عر�ضة الح�ت�م��االت االج�ه��ا���ض‪ ،‬كما ان ت�ن��اول حبوب منع‬ ‫منها لأنها بال �شك تتعار�ض مع البيئة وت�ضر‬ ‫مدخن عن طريق �أداة خا�صة ت�سمى باللهجة‬
‫وتكمن االم��را���ض االك�ث��ر ان�ت���ش��ارا عند ال �م��ر�أة المدخنة‬ ‫وال�خ�م��ر ون �ح��وه‪ ،‬وال�ب��اق��ي تركته للعقل الإن���س��ان��ي‪ ،‬فهو الحمل ا�ضافة الى التدخين يزيد من خطر النوبة القلبية‬ ‫بال�صحة العامة مثلها في ذلك مثل التدخين‬ ‫ال�م�ح�ل�ي��ة (� �ش �ي �ل �ي��م)‪ ،‬ح �ي��ث ي���ش�ي��ع ت��دخ�ي��ن‬
‫يتمثل في �سرطان عنق الرحم وت�أخر االنجاب المتكرر‪،‬‬ ‫بفطرته قبل دينه يدفع عن نف�سه ما ي�ضره‪ ،‬فال ي�شرب وال�سكتية الدماغية‪ ،‬وي�ضاف الى ذلك ان الن�ساء المدخنات‬ ‫ب�صفة عامة‪.‬‬ ‫هذين النوعين بين الفتيات والن�ساء‪ ،‬خا�صة‬
‫وت�شوه االجنة وامرا�ض نق�ص المناعة عند االطفال‪.‬‬ ‫ل� ��ه دي � �ن� ��ه‪� � :‬ش��رب ي�صلن الى �سن الي�أ�س او انقطاع الحي�ض في وقت مبكر‪،‬‬ ‫ال�سم لعلمه بخطره‪ ،‬ولو لم يقل‬
‫ر�ؤي � ��ة ال �� �ش��رع وي � � � �ك� � � ��ن‬ ‫ال���س��م ح ��رام‪ ،‬و�إذا جئنا �إل��ى‬ ‫تقليد غير حميد‬
‫الإ� �س�ل�ام �ي��ة اك � � � � �ث� � � � ��ر‬ ‫نجد ب��داي��ة �أنّ ال�شريعة‬ ‫وفي هذا الجانب تقول عائ�شة بنت حمد‬
‫ال ت � �ن � �ظ� ��ر ع ��ر� � �ض ��ة‬ ‫� �ش��ري �ع��ة م�ت�ك��ام�ل��ة‪،‬‬ ‫ال�ح��ارث�ي��ة ا�ست�شارية ا��س��ري��ة وت��رب��وي��ة‬

‫أبو‬
‫ال� � � � ��واح� � � � ��د م ��ن لال�صابة‬ ‫�إل��ى المو�ضوع‬ ‫ب �م��رك��ز اال�� �س ��رة ال �� �س �ع �ي��دة ‪ :‬ان� ��ه كما‬
‫زاوية كاريكاتورية ا�سبوعية‬
‫واح� � ��دة‪ ،‬وال ت��در���س ب� �م ��ر� ��ض‬ ‫زاوي� � � � � � � � � � ��ة‬ ‫ه��و م �ع��روف ع��ن ب�ع����ض ال�ن���س��اء حبهن‬
‫حول نماذج من مجتمعنا قد‬
‫ن�صادفها ون�شاهدها بين الحين‬
‫ال �ق �� �ض �ي��ة م ��ن ج��زئ�ي��ة ت� � � ��رق� � � ��ق‬ ‫للتقليد والتباهي �أم��ام ال�صديقات‪ ،‬اال‬
‫م� �ع� �ي� �ن ��ة‪ ،‬و�أيّ ظ ��اه ��رة ال� �ع� �ظ ��ام‬

‫الشباب‬
‫واالخر‬ ‫�أنه للأ�سف ال�شديد ي�أخذ هذا النوع من‬
‫م���س�ت�ج��دة ال ي�م�ك��ن ال�ت���س��رع ال � � � � � � � ��ذي‬ ‫التقليد ـ االعمى ـ منحنى خطيرا ي�ؤثر‬
‫في الحكم عليها �إال بعد درا�ستها ي� ��� �س� �ب ��ب‬ ‫على المر�أة نف�سها وعلى المحيطين‬
‫ير�سمها لكم ‪ ..‬فهد الزدجالي‬ ‫من كافة جوانبها‪ ،‬والنظر في �أبعادها‬ ‫بها م��ن �أ��س��رة و�أ��ص��دق��اء وه��ذا ما‬
‫‪artist.fahad@hotmail.com‬‬ ‫و�آث��اره��ا‪ ،‬من هنا ح��ثّ ال�شرع الحنيف على‬ ‫ي �ت �� �ض��ح م ��ن خ�ل��ال ان �ت �� �ش��ار‬
‫ت�ع�ل��م ال �ع �ل��وم ال�م�خ�ت�ل�ف��ة‪ ،‬ك��ال�ع�ل��وم ال�ت��رب��وي��ة‬ ‫تعاطي التبغ بين الن�ساء‬
‫والنف�سية‪ ،‬والعلوم ال�صحية واالجتماعية‪ ،‬والعلوم‬ ‫ب �م �خ �ت �ل��ف �أن� ��واع� ��ه‬
‫المادية والتكنولوجية‪ ،‬وما �شابه ذلك من العلوم‪ ،‬فهي‬ ‫وت �ق��وم ��ش��رك��ات‬
‫من فرو�ض الكفايات‪ ،‬لذا ال يمكن الت�سرع في الحكم على‬ ‫االع �ل�ان� ��ات‬
‫الظواهر الم�ستجدة �إال بعد درا�سة كافة جوانبها‪ ،‬فالذي‬
‫ال يدخل ال�سوق ال يمكن �أن يفتي في �أحكام ال�سوق‪ ،‬ولهذا‬
‫ال ب ّد �أن ن�ضع هذه الظاهرة في مكانها ال�صحيح‪ ،‬وال ب ّد‬ ‫با لت�أ ثير‬
‫�أن ندر�سها اجتماعيا و�صحيا‪ ،‬بجانب الدرا�سة التربوية‬ ‫ع �ل��ى نف�سية‬
‫والنف�سية‪ ،‬ومن ث ّم ي�أتي دور ال�شريعة الخالدة التي ت�ضع‬ ‫ال � � � � � � �م � � � � � ��ر�أة م ��ن‬
‫الظاهرة في محلها ال�صحيح‪ ،‬و�إال وقعنا في نف�س ظاهرة‬ ‫خ � � �ل � ��ال ال � � �ت� � ��روي� � ��ج‬
‫الدخان‪ ،‬عندما جُ ردت عن الدرا�سة ال�صحية واالجتماعية‬ ‫ل �م �ث��ل ه� � ��ذه ال �م �ن �ت �ج��ات‬
‫وما يتعلق بها‪ ،‬فقد كانت الفتوى فيها بالإباحة �أو الكراهة‬ ‫المميتة‪ ،‬وا��ض��اف��ت‪ :‬ان تدني‬
‫عند كثير من �أه��ل العلم ـ ع��دا القليل من العلماء الذين‬ ‫م�ستوى تقدير ال��ذات لدى الن�ساء‬
‫�أفتوا بالحرمة ـ ممّا �ساعد في انت�شارها‪ ،‬و�أ�صبحت وباال‬ ‫ال�م�ت�ع��اط�ي��ات يعتبر م��ن �أه ��م ال�ع��وام��ل‬
‫على المجتمع‪ ،‬وع�ن��دم��ا ب��د�أ العلماء بمراجعة الفتوى‪،‬‬ ‫ال �ن �ف �� �س �ي��ة ال� �ت ��ي ت��دف �ع �ه��ن ل �ل �ت��دخ �ي��ن‬
‫والنظر في �أبعادها ال�صحية واالجتماعية واالقت�صادية‪،‬‬ ‫معتقدات انهن يعو�ضن �شيئا من النق�ص‬
‫كان �شبه اتفاق بعدم الجواز‪.‬‬ ‫الذي ي�شعرن به �أو انه نوع من الهروب‬
‫من الم�س�ؤولية التي يجب ان يتحملنها‬
‫التخلص من االدمان‬ ‫ت�ج��اه بيوتهن واوالده� ��ن‪ ،‬وي�ع�ت�ق��دن –‬
‫وعن طريقة التخل�ص من ادمان التبغ ب�شتى انواعه يقول‬ ‫خ �ط ��أ – ال �ن �� �س��اء ال�ل�ات ��ي ي�ق�ب�ل��ن على‬
‫ب��در بن �سالم العبري ان��ه لي�س من ال�سهولة �أن يتخل�ص‬ ‫التدخين بانه ي�ساعدهن على التخل�ص‬
‫ال�م��دم��ن م��ن ه��ذا ال�م��ر���ض‪ ،‬ولكنه ي�ستطيع �أن يتخل�ص‬ ‫م��ن �ضغوط ال�ح�ي��اة المختلفة اال �أن��ه‬
‫منه �إذا �أراد‪ ،‬وهنا خطوات عديدة للتخل�ص منه‪ ،‬منها على‬ ‫وللأ�سف ال�شديد لي�س مجرد اح�سا�س‬
‫�سبيل المثال‪ :‬الإرادة والعزيمة القوية‪ ،‬فبها ي�ستطيع �أن‬ ‫م ��ؤق��ت ب��ال��راح��ة ي�ن�ت��ج ع�ن��ه م�ضاعفة‬
‫يتخل�ص منه‪ ،‬وثانيا �إن كنت مدمنا فعليك �أن تتخل�ص‬ ‫الم�شكالت االجتماعية واالقت�صادية‬
‫منه ب��ال�ت��دري��ج‪ ،‬وح�ب��ذا �أن ت��ذه��ب �إل��ى ال�ع�ي��ادات النف�سية‬ ‫والنف�سية وال�صحية‪ ،‬و�أرى �أهمية زيادة‬
‫وال�صحية‪ ،‬ففيها بدائل ت�ساعدك على ال�خ��روج من هذا‬ ‫ال��وع��ي ل ��دى ه ��ذه ال�ف�ئ��ة م��ن ال�ن���س��اء‪،‬‬
‫المر�ض‪ ،‬ويجب اختيار الرفقة ال�صالحة‪ ،‬وتجنب �أماكن‬ ‫و�أه �م �ي��ة ��ش�غ��ل ال ��وق ��ت ب �م��ا ه ��و مفيد‬
‫ممار�سة هذه ال�ق��اذورات‪ ،‬و�شغل الوقت بكل نافع ومفيد‪،‬‬ ‫ون��اف��ع‪ ،‬وان ت��ول��ي مثل ه��ذا المو�ضوع‬
‫وممار�سة الريا�ضات العقلية والبدنية‪ ،‬وال�صبر فبال�صبر‬ ‫م�ؤ�س�سات المجتمع المعنية كاالر�شاد‬
‫على العالج تتخل�ص منه ب ��إذن اهلل تعالى‪ ،‬و�أخ�ي��را عليك‬ ‫الديني واالع�ل�ام وال�صحة والمدار�س‬
‫بالدعاء‪ ،‬فكن قريبا من اهلل‪ ،‬فهو �أكبر عالج للتخل�ص من‬ ‫والكليات للتب�صير ون�شر ثقافة الوعي‬
‫هذا ال��داء‪ ،‬والخاتمة نقول انه من خالل ما تقدم ندرك‬ ‫بالذات وحماية النف�س من الوقوع في‬
‫م��دى خطورة انت�شار ه��ذه الظاهرة دينيا و�صحيا وماليا‬ ‫المهالك‪.‬‬
‫ونف�سيا واجتماعيا‪ ،‬وب�ه��ا تو�صلنا �إل��ى ��ض��رره��ا ال�صحي‬
‫عين العقل ‪3‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫في استطالع لـ شباب عمان‬

‫باولو كويلو والعقاد وعائض القرني ومحمد العريمي أفضل الكتاب‬


‫حكاوي‬ ‫استطالع – فهد الزهيمي‬

‫تعتبر القراءة من �أهم و�سائل التعلم الإن�ساني التي من‬


‫خاللها يكت�سب الإن�سان العديد من المعارف والعلوم‬
‫والأفكار‪ ،‬وهي التي ت�ؤدي �إلى تطوير الإن�سان وتفتح‬
‫�أمامه �آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله‪ .‬ويحكى �أن‬
‫�أول مكتبة و�ضعها الفراعنة كتب على بابها "هنا غذاء‬
‫زكريا فكري‬ ‫النفو�س وطب العقول"‪ .‬وتعتبر القراءة من �أكثر م�صادر‬
‫العلم والمعرفة و�أو�سعها انت�شارا‪ ..‬وهناك العديد من‬
‫من يراهن على الوعي‬ ‫الكتاب والمفكرين الذين تتلمذوا على يد �أمهات الكتب‬
‫فبرزوا ولمعوا‪ .‬وقد حر�صت الأمم على ن�شر العلم‬

‫يكسب الرهان!‬
‫وت�سهيل �أ�سبابه‪ ،‬وجعلت مفتاح ذلك كله ت�شجيع القراءة‬
‫والعمل على ن�شرها بين جميع فئات المجتمع‪ .‬والقراءة‬
‫كانت وال تزال من �أهم و�سائل نقل ثمرات العقل الب�شري‬
‫راهنت �شرطة عمان ال�سلطانية على التوعية �أكثر‬ ‫ ‬ ‫و�آدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته‪ ،‬وهي ال�صفة‬
‫من تغليظ العقوبة فيما يتعلق بحوادث المرور و�أعتقد �أنها ك�سبت‬ ‫التي تميز ال�شعوب المتقدمة التي ت�سعى دوماً للرقي‬
‫الرهان بحجم الندوات والفعاليات التي ي�شارك فيها �أفراد منها‪ .‬كان‬ ‫وال�صدارة‪ .‬و�سوف نحاول من خالل هذا اال�ستطالع ان‬
‫من ال�سهل جدا مواجهة كثرة الحوادث بتغليظ العقوبة وت�شديد‬ ‫نتعر�ض لآراء المثقفين ومختلف �شرائح المجتمع حول‬
‫الإجراءات القانونية حيال المخالفات المرورية لو�ضع حد لكثرة‬ ‫القراءة ومدى �أهميتها في مجتمعاتنا‪.‬‬
‫الحوادث ‪ ..‬ولكن ال�شرطة �آثرت الطريق ال�صعبة و�أف�سحت �صدرها كي‬
‫ي�ستوعب النا�س خطورة وعواقب الرعونة واال�ستهتار وال�سير ب�أق�صى‬ ‫البداية كانت مع مذيعة البرامج الريا�ضية بتلفزيون‬
‫�سرعة دون مراعاة لأرواح الأبرياء‪ .‬اقتطعت وقتا الب�أ�س به من �أفرادها‬ ‫ال�سلطنة البرنامج الثاني مزون الح�سنية التي تقول‪:‬‬
‫وعنا�صرها‪ -‬رغم حجم العبء والم�س�ؤوليات ‪ -‬كي يتحدثوا عبر‬ ‫تعددت الموا�ضيع والكتب ف�أ�صبح هناك العديد من الكتب‬
‫الندوات وي�شاركوا في تنظيم الفاعليات في مختلف مناطق ال�سلطنة‪.‬‬ ‫التي تهدف الى تنمية العقل ولكن ال نن�سى �أنه �أ�صبح‬
‫ورغم الأ�صوات التي طالبت ب�ضرورة تغليظ العقوبات وكنت �أنا واحدا‬ ‫للكتاب مناف�س قوي جدا اال وهو الإنترنت نظرا ل�سهولة‬
‫منهم �إال �أن الدر�س الحقيقي الذي نخرج به من هذا كله �أنك عندما‬ ‫و�سرعة الت�صفح و�أخذ المعلومة‪ ،‬من جهتي احب الكتب‬
‫تراهن على توعية وتثقيف النا�س و�إف�ساح �صدرك لهم البد �أن ي�أتيك‬ ‫التي ت�ضيف لي معلومه تغذي عقلي وتنميه �سواء باللغتين‬
‫المردود �سريعا‪ ..‬قد يت�أخر بع�ض ال�شيء ولكنه ي�أتي دونما �شك لأن‬ ‫العربية �أو االنجليزية و�أحب التنويع لكن الهدف واحد‪..‬‬
‫الدعوة هنا من �أجل م�صلحة عامة ولي�س من �أجل م�صلحة خا�صة ‪..‬‬ ‫و�أحب اقر�أ الكتب المعلوماتية والتنموية والتثقيفية‬
‫و�أعتقد �أن �أرقام وبيانات الحوادث �ستختلف عما كانت عليه منذ انعقاد‬ ‫وكذلك قراءة الق�ص�ص‪ ،‬و�أي�ضا الكتب التي تتخ�ص�ص في‬
‫ندوة ال�سالمة المرورية "نعم للحد من حوادث المرور" في مايو‬ ‫مجال عملي االعالمي‪ .‬وبالن�سبة للق�ص�ص ف�أميل الى‬
‫الما�ضي‪ ،‬التي جاءت بتعليمات �سامية من ح�ضرة �صاحب الجاللة وكان‬ ‫قراءة الروايات باللغتين االنجليزية وااللمانية‪ .‬ويمكن‬
‫�ضمن تو�صياتها تطوير وتكثيف التوعية المرورية ب�أ�ساليب حديثة‬ ‫القراءة في �أي وقت وفي �أي مكان �سواء في الحديقة �أوفي‬
‫وفعالة عن طريق ا�ستخدام الو�سائل الإعالمية والتقنيات الحديثة‬ ‫داخل البيت �أو في العمل خالل اال�ستراحة وهكذا‪.‬‬
‫الكفيلة بتو�صيلها لكافة �شرائح المجتمع‪ ..‬وقد نجحت �شرطة عمان‬
‫ال�سلطانية في ذلك وبم�شاركة فاعلة ومتميزة من م�ؤ�س�سات المجتمع‬
‫المدني وكذلك جهود �شركة �شل للتنمية ‪ -‬عمان وال�شركة العمانية‬
‫للغاز الطبيعي الم�سال و�شركة المدرب‪ ..‬فالجهود ملمو�سة ‪ ..‬و�أي�ضا‬
‫مرئية‪ .‬‬
‫ �أعجبتني �شخ�صية مح�سن الغريبي عندما قر�أت عبارته‬
‫القراءة حركة نفسية‬
‫الجميلة في �سبلة عمان "ال حرية كلمة في العقيدة وال ديمقراطية‬
‫�أما م�شاعل العبيدانية فا�ستهلت حديثها لـ ملحق " �شباب عمان "‬
‫ت�سب الحاكم"‪ .‬و�أعجبتني �أكثر جر�أته وهو يكتب با�سمه الحقيقي‬
‫بتقديم عبارات ال�شكر �إلى محرري الملحق الذين يعملون على اكت�شاف‬
‫ودون ا�ستخدام ا�سم م�ستعار ‪ ..‬ومح�سن الغريبي لي�س كاتبا �شهيرا وال‬
‫المواهب ال�شابة في ال�سلطنة‪ .‬و�أ�ضافت‪ :‬من �أقوال الكاتب الكبير‬
‫فيل�سوفا برجماتيا ‪� ..‬إنما هو مواطن عماني من �أبناء النه�ضة المجيدة‬
‫محمود العقاد "�إن القراءة لم تزل عندنا �سُ خرة ي�ساق �إليها الأكثرون‬
‫�أراد �أن يكتب ر�أيا وين�شر على الملأ‪ ..‬فحذروه وخوفوه من �أن يكتب‬
‫طلباً لوظيفة �أو منفعة‪ ،‬ولم تزل عند �أمم الح�ضارات حركة نف�سية‬
‫با�سمه الحقيقي وان عليه �أن يكتب با�سم م�ستعار ولكنه رف�ض و�أ�صر �أن‬
‫كحركة الع�ضو الذي ال يطيق الجمود"‪ .‬وقد اكت�سبتُ قناعة �أن القراءة‬
‫يكتب با�سمه الحقيقي ‪ ..‬وزالت مخاوفه ومخاوف الآخرين عندما كتب‬
‫ال يجب �أن تكون لـ مجرد القراءة �أو لـ تحقيق رغبات مرتبطة بـ �أهداف‬
‫ما كتب دون ان يتعر�ض للبط�ش �أو العقاب ‪ ..‬وكيف يتعر�ض للبط�ش‬
‫معينة‪ ،‬بل يجب �أن تكون مَعينا ال ين�ضب لـ ك�سب العلوم والمعرفة فكما‬
‫والعقاب من يقول ر�أيا في بلد قال �سلطانه المعظم ‪ - -‬حفظه اهلل‬
‫تعلم �أن العبقرية �إذا لم تُغذ بغذاء القراءة َذبُلت وجفت‪ ،‬والذكاء �إذا لم‬
‫ورعاه ‪�" -‬إن م�صادرة الفكر والتدبر واالجتهاد من �أكبر الكبائر‪ ،‬ونحن‬ ‫مزون الح�سنية‬ ‫وليد القم�شوني‬ ‫�إيمان الفار�سية‬ ‫يُقرن بمطالعة دائمة تحول �إلى هباء‪ .‬لذا جعلتُ لي من الكتاب رفيقاً‬
‫لن ن�سمح لأحد بم�صادرة الفكر �أبداً‪ ،‬من �أي فئة كانت" ‪ ..‬و�أحيلكم الى‬
‫دائماً ال �أمله وال �أفارقه يالزمني و�أحتا ُج �إليه كغذاء روح مثل حاجتي‬
‫مقال الغريبي المن�شور بالكامل دون حذف �أو تحوير في باب منتديات‬
‫وحدث في الما�ضي وكل هذه الكتب ل�شريف �شوقي‪.‬‬ ‫�أجل �إيمان ي�سكن قلبي بيقين‪ .‬باخت�صار �أهداني ر�ؤية عميقة وجميلة‬ ‫لغذاء الج�سد‪ .‬وت�ضيف العبيدانية‪� :‬أنا ال �أ�ؤمن بفكرة التخ�صي�ص‬
‫كوم لهذا العدد من �شباب عمان لكونه بالفعل ي�ستحق القراءة‪ .‬ولكني‬
‫للكون بالمعرفة التي اكت�سبتها من تلك الق�ص�ص التي �سكبتها روحي‬ ‫في القراءة‪ ،‬فـمن �أراد الفائدة ت�صيدها �أينما كانت م�ؤمنة بـقول ابن‬
‫هنا �أفرق بين كالم الغريبي الم�س�ؤول وبين كثرة الترهات التي تنت�شر‬
‫كتاب استمتع بحياتك‬ ‫في قواريرها ال�شفافة الأنيقة‪.‬‬ ‫قتيبة في كتابة "�أدب الكاتب" �إذا �أردتَ �أن تكون عالماً فاق�صد لفن من‬
‫على مواقع االنترنت هنا وهناك ولي�س �أمامها �أو خلفها �إال التجريح‬
‫�أما فاطمة العوفية فقالت‪� :‬أقر�أ الكتب عن التنمية الب�شرية خا�صة‬ ‫العلم‪ ،‬و�إذا �أردت �أن تكون �أديباً فخذ من كُل �شيء �أح�سنه"‪ .‬لـذا �أجدني‬
‫والت�شهير وال�شخ�صنة ‪ ..‬ال �أكثر وال �أقل‪.‬‬
‫ر�سائل ق�صيرة‬ ‫لإبراهيم الفقي و�أركز على العنوان والفهر�س عند االختيار‪ .‬ف�أغلب‬ ‫اقرأ لهؤالء‬ ‫�أقر�أ �أي كتاب يقع بين يدي �أجد في مُقدمته ما يَ�شُ دُني لأ�صل الى‬
‫الكتب التي اختارها هي تلك التي ت�ساعدني في مجال تخ�ص�صي وتنمي‬ ‫�أما خولة الذهلية فهي تع�شق القراءة ب�شكل كبير وتع�شق قراءة الكتب‬ ‫خاتمته بغ�ض النظر عن كاتبه وعن ق�ضية الكتاب‪ .‬و�أنا على يقين �أن‬
‫عزيزتي بلدية م�سقط‪� :‬سور �شارع ال�شاطئ بالقرم �سي�صبح �أكثر �إغراء‬
‫عقلي وتفكيري بالمعارف والمعلومات المرتبطة بمجالي وخا�صة‬ ‫المتعلقة بالنجاح والذات والتخطيط مثل كتب الدكتور ابراهيم‬ ‫عنوان الكتاب ومقدمته تُعتبران عامل جذب مهما للقراء ف�أنا دائماً‬
‫للمتنزهين بعد تزويده برخام الجرانيت الفاخر �أ�سوة ب�سور الطريق‬
‫الكتب التي ال ت�شعرني بالملل �أثناء ت�صفحها‪ .‬وت�ضيف العوفية‪� :‬أف�ضل‬ ‫الفقي والدكتور طارق �سويدان‪ ،‬والدكتور ابراهيم الخليفي‪ ،‬والدكتور‬ ‫ما �أن�ساق للعناوين المُعبرة والتي �أجد فيها �شيئاً من الغمو�ض الذي‬
‫البحري بمطرح‪ ...‬ربما تحول بعد ذلك الى �شارع الجرانيت بدال من‬
‫كتاب لي هو كتاب "ا�ستمتع بحياتك" للدكتور محمد العريفي فهو‬ ‫طارق الحبيب‪ ،‬والدكتور �صالح الرا�شد‪ ،‬و�أي�ضا الكتب التي تغذي روح‬ ‫يُنادي بـما يحويه الكتاب من فائدة‪ ،‬وبعدها �أقوم بـقراءة ا�ستك�شافية‬
‫�شارع الحب !‪.‬‬
‫كتاب �شائق بحق ويحفزني للعطاء بالرغم من �أن ال�شبكة العنكبوتية‬ ‫الم�ؤمن منها للدكتور عاطي البحيري‪ ،‬وال�شيخ ال�شعراوي‪ ،‬والدكتور‬ ‫له ال تتعدى الخم�س دقائق �أطلع من خاللها على الكتاب وق�ضيته‬
‫قد قل�صت من قراءتي للكتب الورقية و�أ�صبح الأنترنت هو كتابي الذي‬ ‫محمد الغزالي‪ .‬وقالت الذهلية‪ :‬عندما �أختار كتابي دائما �أذهب ل�شراء‬ ‫وخطوطه الرئي�سية‪ ،‬و�أحدد فيها نوع القراءة التي ي�ستحقها الكتاب‬
‫‪zakaria@omandaily.om‬‬ ‫والمدى المعلوماتي الذي �سـ�أك�سبه من قراءته‪ ،‬وما كان جديداً لي‬
‫ات�صفحه يوميا لتحديث نف�سي بالمعلومات والأخبار‪ .‬واقر�أ اي�ضا كتاب‬ ‫الكتب التي �أجد فيها الثقافة والتجديد وترفع من ثقتي بنف�سي‪،‬‬
‫"المفاتيح الع�شرة للنجاح" للدكتور �إبراهيم الفقي‪ .‬الحال نف�سه لم‬ ‫والتي تمكنني من التوا�صل مع الآخرين بطريقة ايجابية‪ ،‬وفي بع�ض‬ ‫ومُنا�سباً لقناعاتي وميولي اقتنيته في حين ان الكُتب التي �أج ُد �إجماعاً‬
‫ال زمان وال مكان لها‪� ،‬إنها بحر ال متناهي االمتداد‪ ،‬ونحن وهلل الحمد‬ ‫يتغير عند �أمنية بنت �سعود التي هي الأخرى تقر�أ ب�شكل م�ستمر‪ ،‬وبررت‬ ‫الأحيان �أذهب لمكتبات خارج ال�سلطنة و�أجل�س للقراءة وت�صوير بع�ض‬ ‫عليها وعلى جمال فائدتها �أقتنيها دون تفح�ص واختبار كـما مع رواية‬
‫في ع�صر متقدم ا�صبح فيه الكتاب حا�سوبا متنقال في �أيدينا‪ ،‬و�أنا دائمة‬ ‫�أن لديها مقيا�سا للقراءة‪ ،‬حيث قالت‪ :‬نعم لدي مقيا�س للقراءة وهو‬ ‫المو�ضوعات التي �أحتاجها في عملي‪ ،‬واي�ضا اذا احتجت �إلى قراءة كتب‬ ‫الخيميائي لباولو كويلو‪.‬‬
‫االطالع على مختلف ا�صناف الكتب ف�أقر�أ في الجانب االجتماعي‬ ‫الذي اتبعه �أثناء القراءة ال يعتمد على كاتب معين �أو ا�سم محدد وغالبا‬ ‫حديثة ولم �أجدها في المكتبات المتوفرة ف�سوف �ألج�أ �إلى االنترنت‪.‬‬ ‫و�أ�شارت م�شاعل العبيدانية حول الكتب التي تحب قراءتها‪� ,‬أن هناك‬
‫وال�سيا�سي والديني وا�ستمتع بال�سرد الق�ص�صي منها‪ .‬وفي �سن �صغيرة‬ ‫ي�شدني المقال الذي ينفرد ب�أ�سلوب رائع في الطرح‪ ،‬و�أحب القراءة لكل‬ ‫وتعجبني القراءة في المدر�سة بين الح�ص�ص في مكتبة المدر�سة‬ ‫العديد من الكتب التي تقر�أها‪ .‬وعبرت بقولها‪ :‬كُل كتاب �أجدني �أقر�أ‬
‫كان والدي في المنزل ومعلمتي في المدر�سة من ينتقون لي الكتب التي‬ ‫من يتمتع بموهبة ال�سيطرة على القلم والتالعب بالمفردات ليتملك‬ ‫و�أي�ضا بعد الع�شاء‪ .‬ومن �أهم الكتب التي قر�أتها منها‪� :‬سل�سلة تنمية‬ ‫�سطوره �أكثر من مرة في قراءتي الأولى له و�أ�شعر �أنني �أحيا في الكلمات‬
‫�أقر�أها‪� ،‬أما الآن فقد �أ�صبحت في �سن �أ�ستطيع فيها انتقاء ال�صالح من‬ ‫�أحا�سي�س القارئ ويجذبه ويقنعه ب�آرائه ويجعله متفقا معها حتى و�إن‬ ‫مهارات ال�شخ�صية لحمدي عبداهلل عبدالعظيم وكتاب "جدد حياتك"‬ ‫والجمل حين �أالم�س �صفحاته و�أعيد تكرار قراءته بين فترة و�أخرى‬
‫الكتب لنف�سي‪ .‬وهناك الكثير من الكتب التي قر�أتها �سواء في مختلف‬ ‫كان معار�ضا لها من قبل �أن يقر�أ‪ .‬هذا فيما يخ�ص المقاالت �أما بالن�سبة‬ ‫لمحمد الغزالي وكتاب "من في�ض الرحمن" لل�شيخ ال�شعراوي وكتاب‬ ‫و�أن�صح بقراءته دائما هو ما يُمكنني ت�سميته بـ "مف�ضل"‪ .‬وعلى �سبيل‬
‫العلوم والثقافات وانا متعودة على اختيار �أنواع عدة من �أ�صناف الثقافات‬ ‫للمواهب الأدبية وال�شعرية ف�أحب القراءة لرواد ال�شعر القديم الذين‬ ‫"كيف تخطط لحياتك" للدكتور �صالح الرا�شد وكتب "تحقيق الذات"‬ ‫الذكر مثل رواية "الخيميائي" ورواية "ح ّز القيد" لمحمد العريمي‬
‫لأنها تغذي الروح والقيم الإن�سانية لدي‪ ،‬و�أقطف كتابا من كل ثقافة‪.‬‬ ‫يمتلكون من القدرة �شيئا يفوق الخيال‪ ،‬مفردات وت�شبيهات وبالغة‬ ‫و"الثقة بالنف�س" وكتب النجاح للدكتور ابراهيم الفقي‪.‬‬ ‫و"في �سبيل الإ�صالح" لعلي الطنطاوي و"�سياط القلوب" الدكتور‬
‫�أما وليد القم�شوعي فبد�أ حديثه بعبارة "خير جلي�س في الزمان كتاب"‪.‬‬ ‫قلما نجدها في وقتنا الحالي �أمثال المتنبي و�أحمد �شوقي والبحتري‬ ‫عائ�ض القرني‪� .‬أما الأوقات المف�ضلة لدى م�شاعل العبيدانية فهي‬
‫وا�ضاف القم�شوعي‪ :‬ولكن هذه القاعدة تغيرت في هذا الزمان وكل‬ ‫وابن خلدون و�أبو القا�سم ال�شابي وغيرهم الكثير‪� .‬أما فيما يخ�ص فيما‬ ‫كنوز علمية‬ ‫تتغير ح�سب م�شاغلها ولكنها ال ت�ضيعها‪ ،‬حيث تقول‪� :‬أف�ضل الأوقات‬
‫هذا التغير �سببه الثورة في عالم االنترنت فنجد الكتب في الرفوف‬ ‫يخت�ص بكيفية اختيار الكتب قالت �أمينة‪ :‬في معظم الأحيان اختار‬ ‫�أن ال يُ�شاركني فيه �أحد و�أجدني �أميل لأن تكون في الليل وقبل النوم‬
‫الكتب كنز من كنوز العلم والمعرفة التي ت�أخذنا �إلى عالم �آخر من‬
‫وقد تراكم عليها الغبار وال �أحد يغير �ساكنا‪ ،‬وال اقول ان القراءة في‬ ‫الكتاب الذي �أود قراءته اما من خالل العنوان الن العنوان له دور كبير‬ ‫لكثرة ما يتم ا�سترجاع ما قر�أت وقت نومي وتر�سخ المعلومات التي‬
‫خالل قراءة محتواها والتعمق فيه‪ ..‬لذلك �أحر�ص �أنا �شخ�صيا على‬
‫المواقع االلكترونية لي�ست بها فوائد ولكن المعلومة من الكتاب تكون‬ ‫في جذب انتباه القارئ �سواء كان وا�ضحا يعطيه نبذة مخت�صرة عما‬ ‫اكت�سبتها‪� ..‬أما فيما يخ�ص قراءة العلم فال �أف�ضل من وقت الفجر‪.‬‬
‫القراءة وبالطبع فانا اقر�أ ما �أحب من ذلك العالم ال�شا�سع وهو‬
‫را�سخة في العقول‪ ،‬كنا نرى �أباءنا يقر�أون في كل وقت وفي اي مكان‬ ‫يحويه الكتاب �أو غام�ضا ليغرقه في بحر الف�ضول لتتملكه رغبة جامحة‬ ‫المكتبة �سواء كان من مكتبة المنزل �أو �أي مكتبة �أخرى‪ .‬هكذا بد�أت‬
‫فتجد الكتاب يالزمهم اينما ذهبوا‪ .‬وعبر محمود النبهاني عن �سعادته‬ ‫لقراءته‪ .‬وغالبا �أف�ضل العناوين الغام�ضة فهي تزيدني تلهفا لقراءة ما‬ ‫جمانة الأزكي حديثها لـ " �شباب عمان"‪ .‬وا�ضاف جمانة‪� :‬أختار كتابي‬ ‫رحيق المعرفة‬
‫بالم�شاركة في هذا اال�ستطالع فقال‪ :‬في الحقيقة �أنا ال �أقر�أ لكاتب‬ ‫ي�ضمه الكتاب‪� .‬أو قد �أختار الكتاب على ح�سب الموا�ضيع التي �أود التطلع‬ ‫نوال النا�صرية هي الأخرى بد�أت حديثها بمقولة جميلة وهي‪� :‬أقر�أ‬
‫الذي �س�أقر�ؤه على ح�سب ميولي ورغبتي فانا �أميل �أحيانا �إلى الكتب‬
‫بعينه و�إنما يهمني المو�ضوع الذي �أبحث فيه‪ ،‬ف�أحيانا �أبحث عن مادة‬ ‫فيها �أكثر والتطرق لتفا�صيلها ب�شكل �أدق‪ .‬فالكتاب المحترفون لديهم‬ ‫لمن �إذا ما الم�ست �أفكاره عقلي عمره وبنى ق�صورا من نور الفكر‬
‫العلمية و�أحيانا �أخرى �إلى الكتب الأدبية وابتعد عن الكتب التي تحتوي‬
‫تفيدني في تخ�ص�صي وغالبا تكون مراجع �أجنبية من �إ�صدار جامعات‬ ‫مهارات مميزة في تحليل الن�ص الأدبي‪.‬‬ ‫الرا�سخ‪ ،‬و�أقر�أ للذي �أ�شعر ب�أنه قادر على �أن يمزق �سحب ظالم الجهل‬
‫على كلمات لغوية �صعبة الفهم‪ .‬و�أقر�أ للعديد من الكتاب والم�ؤلفين‬
‫متخ�ص�صة وكذلك �أبحث في التاريخ و�أقلب كتب الروايات الموثقة‪.‬‬ ‫ويعجبني كتاب "الب�ؤ�ساء" للكاتب الفرن�سي فكتور هيجو‪ ،‬واي�ضا كتاب‬ ‫التي تطبق على معرفتنا في كل نواحي الحياة المختلفة‪ .‬وحول عملية‬
‫�أمثال �سمير �شيخاني‪ ،‬و�شريف �شوقي‪ ،‬وداليا محمد ح�سين لأني �أجد‬
‫ويهمني في الكاتب اتباع الأ�سلوب العلمي ال�صحيح في تقديم مادته‬ ‫فو�ضى الحوا�س وذاكرة الج�سد الذي عر�ض على �شكل كتاب وم�سل�سل‬ ‫اختيار الكتب التي تقر�أها‪ ،‬قالت النا�صرية‪� :‬أكثر ما ي�شدني في الكتاب‬
‫في م�ؤلفاتهم روعة ال�سرد وروعة التعبير وروعة االنتقال من نقطة‬
‫مع توثيق �أطروحاته من خالل تجارب وحقائق ي�ستطيع �أن يقنع بها‬ ‫في نف�س الوقت وكتاب "ال تحزن" للدكتور عائ�ض القرني‪.‬‬ ‫�شيئين‪ :‬عنوانه وم�ؤلفه بالإ�ضافة �إلى �أنني �أت�صفح الكتاب ب�شكل عام‬
‫�إلى �أخرى وروعة الت�صوير ودقته‪ .‬و�أهم الكتب التي قر�أتها هي‪ :‬كتاب‬
‫القارئ‪� .‬أما بالن�سبة لأوقات القراءة والكتابة فلي�س لي وقت محدد ولكن‬ ‫كتقييم �سريع لم�ضمونه‪ ،‬بعدها �أقرر ان كنت �أقتنيه �أم ال‪ .‬ودائما �أف�ضل‬
‫"لوعة الحب" لنيفين عماد الدين وهي عن رواية رائعة كما �أنها‬
‫من كل بستان كتاب‬
‫يروق لي ذلك عندما �أكون منتع�شا بمناظر الطبيعة الخالبة وبن�سمات‬ ‫كتاب هو الذي يهبني معنى جديدا للحياة وي�سقي فكري رحيق المعرفة‬
‫ت�ضمنت العديد من ال�صور الجمالية التي تنع�ش نف�س قارئها‪ ،‬كما �أنني‬
‫الهواء الهادئة‪ .‬وقد قر�أت عدة كتب منها‪ :‬خ�صائ�ص الت�صور الإ�سالمي‬ ‫�صافيا‪ .‬وي�ضفي قيما جديدة لروحي �سواء �أكان كتابا علميا �أو دينيا‬
‫�إيمان الفار�سية هي الأخرى تع�شق القراءة حتى النخاع وقالت‪ :‬يدير‬ ‫قر�أت �سل�سلة كتب "قل لي" ل�سمير �شيخاني والتي ت�ضمنت ‪� 6‬أجزاء‬
‫ل�سيد قطب وديوان �أبي م�سلم البهالني وتحفة الأعيان في �سيرة �أهل‬ ‫�أو �أدبيا‪ ،‬برغم من �أن كتب الأدب ت�ستهويني خا�صة الروايات وال�شعر‬
‫االن�سان حياته بالطرق الف�ضلى التي تتيح له عبور �شط�آنها بمدها‬ ‫ا�ستفدت كثيرا من تلك المعلومات العلمية الغنية وكما قر�أت العديد‬
‫عمان لل�شيخ نور الدين ال�سالمي و�سلك الدرر الحاوي غرر الأثر لل�شيخ‬ ‫الف�صيح‪.‬وت�ضيف نوال النا�صرية قائلة‪ :‬تروق لي قراءة كتاب ق�ص�ص‬
‫وجزرها‪ ،‬متخذا من المعرفة ك�سارات لأمواج بحارها العاتية‪ ،‬فالقراءة‬ ‫من الروايات �أو الق�ص�ص مثل‪ :‬م�شاعر �إمر�أة وال�سعادة المن�شودة‬
‫خلفان بن جميل ال�سيابي‪.‬‬ ‫الأنبياء لأنه �أعاد تقييمي �إلى الأ�شياء بب�ساطة‪ ،‬وتعلمت كيف �أنا�ضل من‬
‫مدارس وطالب‬ ‫‪4‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫في ملتقى المواهب الثاني‬


‫طالب المضيبي يستعرضون مواهبهم في الفنون واآلداب‬

‫مهارات الرسم‬ ‫تغطية‪-‬علي بن خلفان الحبسي‬

‫نظمت مدر�سة لزق للتعليم العام بوالية الم�ضيبي ملتقى للمواهب الطالبية ‪-‬الثاني‪-‬‬
‫بم�شاركة مجموعة من م��دار���س ال��والي��ة ب��رزت من خالله العديد من المواهب في‬
‫مجاالت ال�صحة المدر�سية وجماعة الفنون الأدبية وال�صحافة والت�صوير والمهارات‬
‫المو�سيقية والفنون الت�شكيلية‪ .‬وت�ؤكد ميا بنت ح�سين ال�شبيبية �أخ�صائية �أن�شطة‬
‫تربوية والم�شرفة على الملتقى �أن ف�ك��رة �إق��ام��ة ه��ذا الملتقى ج��اءت �ضمن خطة‬
‫المدر�سة في مجال تفعيل الأن�شطة التربوية المختلفة و�إثراء الم�سابقات �سواء على‬
‫الم�ستوى المدر�سي �أو على م�ستوى مدار�س والية الم�ضيبي وقد اخترنا جملة من‬
‫الأن�شطة بعد التعرف على المواهب في المدار�س الم�شاركة حيث بلغ عدد الم�شاركين‬
‫نحو ‪ 40‬طالبا وطالبة‪.‬‬

‫و�أت � �م � �ن ��ى �أن ت� �ت ��اح ل� ��ي ال �ف��ر� �ص��ة التوا�صل في هذا المجال‪.‬‬ ‫مسابقات مختلفة‬
‫م�ستقبال للم�شاركة ف��ي ملتقيات‬
‫ملتقيات مهمة‬ ‫مماثلة‪.‬‬ ‫م��ال �ك��ة ب �ن��ت ح�م�ي��د ال �ح �ج��ري��ة من‬
‫وقالت �أ�سيل بنت علي الجه�ضمية‪:‬‬ ‫مدر�سة الأف�ل�اج للتعليم الأ�سا�سي‬
‫�أ�شارك في ملتقى المواهب بناء على وقالت �صفية بنت عامر ال�شبيبية‪:‬‬ ‫للبنات قالت‪ :‬الحمدهلل �أن��ا �سعيدة‬
‫تر�شيح المدر�سة لي للم�شاركة في م�ل�ت�ق��ى ال �م��واه��ب م��ن ال�م�ل�ت�ق�ي��ات‬ ‫ب��ال�م���ش��ارك��ة ف��ي م�ل�ت�ق��ى ال �م��واه��ب‬
‫هذه الم�سابقة الخا�صة بالموهوبين ال�م�ه�م��ة ال �ت��ي ت �ق��ام وت�ج�م��ع نخبة‬ ‫ال�ت��ي ت�ق��ام ف��ي م��در��س��ة ل��زق البنات‬
‫و�شاركت في هذا الملتقى في مجال م��ن الطلبة وال�ط��ال�ب��ات وه��ي تعود‬ ‫للتعليم العام وهذه الم�شاركة تعمل‬
‫مالكة الحجرية‬ ‫�صفية ال�شبيبية‬ ‫ن�صراء ال�شبيبية‬ ‫الإل�ق��اء و�أتمنى �أن �أك��ون من �ضمن الطلبة على ال�ج��ر�أة ف��ي الم�شاركة‬ ‫على تطوير قدراتي ومهاراتي التي‬
‫المتفوقين ف��ي ه��ذا المجال وه��ذه ب�ت�ق��دي��م م��واه �ب �ه��م خ��ا� �ص��ة ع�ن��دم��ا‬ ‫�أمتلكها و�أ�شكر �إدارة مدر�سة الأفالج‬
‫ال�م���ش��ارك��ة لي�ست الأول� ��ى بالن�سبة ت � �ق� ��دم ع� �ل ��ى م� ��� �س� �ت ��وى ك �ب �ي ��ر ف��ي ال�ت��ي �أ� �ش��ارك بها ف��ي ه��ذا الملتقى‬ ‫ومدر�سة لزق على هذا التعاون في‬
‫ل��ي ب��ل �إن �ن��ي �أ�� �ش ��ارك ف ��ي مختلف االح � �ت � �ف ��االت وال� �م ��در�� �س ��ة لإب� � ��راز تتمثل في كتابة المقال و�شاركت بها‬ ‫��س�ب�ي��ل �إق ��ام ��ة ه ��ذا ال�م�ل�ت�ق��ى ال��ذي‬
‫ال �ب ��رام ��ج وال �ف �ع��ال �ي��ات ال �ت��ي ت�ق��ام الموهوبين وت�شجيعهم حيث �إننا ف��ي مختلف ال�م�ن��ا��س�ب��ات‪ .‬وا��ض��اف��ت‬ ‫اع �ت �ب��ره م��ن ال�م�ل�ت�ق�ي��ات ال�ن��اج�ح��ة‬
‫خا�صة االحتفاالت و�أحظى بت�شجيع كطالبات حري�صين على الم�شاركة � �ص �ف �ي��ة‪ :‬وال �ح �ق �ي �ق��ة ه �ن ��اك �أدوار‬ ‫ال �ت��ي ت���س�ت�ق�ط��ب ع � ��ددا ك �ب �ي��را من‬
‫من قبل الأ�سرة والمدر�سة في �سبيل ب�صفة م�ستمرة وبالن�سبة للموهبة م�شتركة لت�شجيع الطالب في تنمية‬ ‫طلبة وطالبات المدار�س الم�شاركة‬
‫ه ��ذه ال �م��واه��ب � �س��واء م��ن الأ� �س��رة‬
‫وال�م��در��س��ة �أو م��ن خ�لال المجتمع‬
‫المحلي والمجتمع التربوي ب�شكل‬
‫ع ��ام م�ت�م�ث�لا ه ��ذا االه �ت �م��ام وه��ذه‬
‫�شم�سة الطوقية‬ ‫�أ�سيل الجه�ضمية‬ ‫الرعاية من خالل هذه الم�سابقات‬
‫وهذه الملتقيات‪.‬‬
‫وا�ستفادتي من خالل هذه الم�شاركة‬ ‫�أل �ق��ى ال�ت���ش�ج�ي��ع ال�م���س�ت�م��ر وت �ت��اح‬
‫تتمثل في تبادل الخبرات والمهارات‬ ‫ل��ي الكثير م��ن الفر�ص للم�شاركة‬
‫مواهب في اإلنشاد‬
‫والتعرف على المواهب الطالبية‬ ‫لإب��راز موهبتي �سواء على م�ستوى‬
‫م ��ن خ �ل�ال ال� �م ��دار� ��س ال �م �� �ش��ارك��ة‬ ‫المنطقة �أو على م�ستوى المدر�سة‬
‫وقالت ن�صراء بنت �أحمد ال�شبيبية‪:‬‬
‫وت��وث �ي��ق ال �ع�لاق��ة ب �ي��ن ال�ط��ال�ب��ات‬ ‫وكانت �آخر م�شاركاتي هو االحتفاء‬
‫�شاركت �شخ�صيا في موهبة الإن�شاد‬
‫الموهوبات وهذه الم�شاركات تعمل‬ ‫بيوم المر�أة العمانية‪.‬وقالت �شم�سة‬
‫ومن خالل هذه الم�شاركة ا�ستفدت‬
‫ع �ل��ى ت �ع��زي��ز ال �م �� �ش��ارك��ة وال� �ج ��ر�أة‬ ‫ب� �ن ��ت ح �م �ي��د ال� �ط ��وق� �ي ��ة‪ :‬م�ل�ت�ق��ى‬
‫ك �ث �ي��را ك �م��ا �أن ح �ج��م ال �م �� �ش��ارك��ة‬
‫م��ن قبل الطالبات على الم�شاركة‬ ‫المواهب الطالبية ب��دون مجاملة‬
‫ت ��ؤك��د �أه �م �ي��ة الأن �� �ش �ط��ة ال�ت��رب��وي��ة‬
‫الفاعلة وال �ج��ادة م�ستقبال �إذا ما‬ ‫ه� ��و م �ل �ت �ق��ى ي �ح �ق��ق ال �ط �م��وح��ات‬
‫وال �ع �ن��اي��ة ب��ال �م��واه��ب ال �ط�لاب �ي��ة‬
‫�أتيحت لهم الفر�صة للم�شاركة التي‬ ‫وال�غ��اي��ات التي ت�سعى مدر�سة لزق‬
‫وهذه الفعاليات �أي�ضا تعتبر واحدة‬
‫ن�أمل �أن تتاح لأكبر عدد ممكن من‬ ‫للتعليم ال �ع��ام �إل ��ى تحقيقها وه��ي‬
‫م ��ن ال �ج �� �س��ور ال� �ت ��ي ي �ع �ب��ر ع�ل�ي�ه��ا‬
‫ال�ط�ل�ب��ة وال �ط��ال �ب��ات خ�صو�صا في‬ ‫�إب��راز وت�شجيع الموهوبين والأخ��ذ‬
‫ال �ط��ال��ب �أو ال�ط��ال�ب��ة �إل ��ى م��راح��ل‬
‫المنا�سبات‪.‬‬ ‫ب�أيديهم ورعايتهم واالهتمام بهم‬
‫�أف�ضل م�ستقبال‪ .‬و�أ�ضافت ن�صراء‪:‬‬
‫مدارس وطالب ‪5‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫طالبات الغيزين داخل استوديو‬


‫ماذا تعرف عن مفهوم الصحافة ؟‬
‫ن���اف���ذة‬
‫اختار مهنة ال�صحافة‪ ،‬فمنها ا�شتقت كلمة �صحفي‪،‬‬ ‫�إن البحث عن تعريف محدد لل�صحافة يجعلنا ندخل‬ ‫البيان الرقمي‬
‫صحفية‬ ‫�أي ال�شخ�ص الذي يح�صل على الأخبار‪ ،‬ويجري‬ ‫في دائرة مفتوحة لأن تعريفاتها متعددة فهناك من‬
‫الأحاديث‪ ،‬والتحقيقات ال�صحفية وكتابة المقال‬ ‫يعرفها كفن‪ ،‬والآخر يعرفها كوظيفة والبع�ض كر�سالة‬ ‫كتب ‪ -‬علي الغافري‬
‫والتعليق ال�صحفي وكافة الفنون ال�صحفية الأخرى‪.‬‬ ‫�إعالمية هادفة ولكن عند البحث عن معناها اللغوي‬
‫المعنى الثاني‪ :‬ال�صحافة بمعنى المادة‪ ،‬التي تن�شرها‬ ‫فاننا نجد �أن ال�صحافة في اللغة تعني‪ :‬ال�صحافة‪،‬‬
‫بك�سر ال�صاد‪ ،‬من �صحيفة‪ .‬وجمعها‪� :‬صحائف �أو‬
‫ال�صحيفة‪ ،‬كالأخبار‪ ،‬والأحاديث والتحقيقات ال�صحفية‪،‬‬
‫�صحف‪ .‬وال�صحيفة هي ال�صفحة‪ ،‬و�صحيفة الوجه‪� ،‬أو‬
‫والمقاالت‪ ،‬وغيرها من المواد ال�صحفية‪ .‬وهي‪ ،‬بهذا‬
‫�صفحة الوجه‪ ،‬هي ب�شرة جلده‪ .‬وال�صحف و�صحائف‬
‫المعنى‪ ،‬تت�صل بالفن وبالعلم‪ ،‬فهناك فنون التحرير‬ ‫هي الكتاب‪ ،‬بمعنى الر�سالة‪ ،‬وفي القر�آن الكريم‪� :‬إن‬
‫ال�صحفي‪ ،‬على اختالف �أنواعها‪ ،‬من فن الخبر‪� ،‬إلى‬ ‫ال�صحُ ِف الأُولَى (‪�ُ )18‬صحُ ِف �إِ ْبرَاهِ ي َم َومُو�سَ ى‬
‫َهذَا َلفِي ُّ‬
‫فن الحديث‪� ،‬إلى فن التحقيق �إلى فن المقال‪� ،‬إلى‬ ‫(الأعلى‪ .)19-18 :‬وال�صحف‪ ،‬هنا‪ ،‬بمعني الكتب‬
‫فن العمود‪ ،‬وهناك كذلك فنون الإخراج ال�صحفي‬ ‫المنزلة‪ .‬وتُعرف ال�صحافة‪ ،‬بك�سر ال�صاد‪ ،‬ب�أنها مهنة من‬
‫وهي كذلك متنوعة‪ .‬وقد تطورت الفنون ال�صحفية‪،‬‬ ‫يجمع الأخبار‪ ،‬والآراء‪ ،‬وين�شرها في �صحيفة �أو مجلة‪.‬‬
‫و�صار علماً‪ ،‬له قواعد وقوانين‪ .‬ومن ثم فال�صحافة‬ ‫وال�صحيفة هي مجموعة �صفحات‪ ،‬ت�صدر يومياً‪� ،‬أو في‬
‫تت�صل بالفن كذلك‪ ،‬من حيث �إن الموهبة �شرط الزم‬ ‫مواعيـد منتظمة‪ ،‬وتت�ضمن �أخبار ال�سيا�سة‪ ،‬واالقت�صاد‪،‬‬
‫لل�صحفي‪ ،‬الذي يقدم لل�صحيفة‪ ،‬خبراً �أو حديثاً �أو‬ ‫واالجتماع‪ ،‬والثقافة‪ ،‬وما يت�صل بها‪� .‬أما في اال�صطالح‬
‫ق�سم القبول والت�سجيل لال�ستف�سار عن كيفية الت�سجيل‬ ‫ا�ستمتعت طالبات مدر�سة الغيزين بم�شاهدة مرافق كلية‬
‫فال�صحافة تعني جمع الأخبار ون�شرها‪ ،‬ون�شر المواد‬
‫�أمل الجهورية‬ ‫تحقيقاً �أو مقاالً‪ ،‬فال�صحافة �إذاً حرفة وفن و�صناعة‪،‬‬ ‫والر�سوم وكافة الإجراءات المتعلقة باالن�ضمام �إلى الكلية‪،‬‬ ‫البيان الخا�صة واال�ستوديو الرقمي الجديد الذي يحتوي‬
‫المت�صلة بها‪ ،‬في مطبوعات‪ ،‬مثل الجرائد‪ ،‬المجالت‪،‬‬
‫وهي كل ذلك في �آن واحد‪ ،‬وبن�سب مختلفة‪ ،‬ح�سب‬ ‫و�أكدت �أمل عبد النبي رئي�سة ق�سم القبول والت�سجيل �أن‬ ‫على �أجهزة المونتاج والتحرير ال�صوري والرقمي واطلعن‬
‫الر�سائل الإخبارية‪ ،‬المطويات‪ ،‬الكتب‪ ،‬وقواعد البيانات‬
‫‪Amal55@moe.om‬‬ ‫ا�ستعداد المحررين وميلهم‪ ،‬وكذلك ح�سب الظروف‬ ‫الم�ستعينة بالحا�سبات الإليكترونية‪� .‬أمَّا اال�ستعمال‬ ‫قيام بع�ض المدار�س بهذه الزيارات يعتبر و�سيلة حقيقية‬ ‫على ما تحتويه الكلية من تخ�ص�صات وبرامج متنوعة‬
‫التي يعملون فيها‪�.‬أما اليوم ف�أ�صبح مفهوم ال�صحافة‬ ‫ال�شائع لل�صحافة فينح�صر في اعداد الجرائد‪ ،‬وبع�ض‬ ‫لتقريب �صورة طبيعة للدرا�سة الأكاديمية في �أذهان‬ ‫ودورات ق�صيرة وكذلك التعرف على ان�شطة الكلية‬
‫�أكثر ات�ساعا و�شموال فنجد �أن ال�صحافة لفظة عامة‬ ‫المجالت‪ ،‬وان كان يمكن �أن يت�سع لي�شمل باقي �صور‬ ‫الطالب‪ .‬يذكر �أن كلية البيان هي الكلية الخا�صة الوحيدة‬ ‫المختلفة خا�صة الأن�شطة الطالبية‪ .‬وت�ضمنت الزيارة‬
‫تت�ضمن ال�صحافة المقروءة وهي ما نجده في المواد‬ ‫الن�شر الأخرى‪� .‬أي �أن ال�صحافة تعني‪ ،‬بهذا المفهوم‪،‬‬ ‫في ال�سلطنة التي تطرح برامج متخ�ص�صة في حقول‬ ‫م�شاهدة فيلم وثائقي ق�صير يتحدث عن �أهم الإنجازات‪،‬‬
‫المطبوعة مثل ال�صحف والمجالت وغيره وهناك‬ ‫فن ت�سجيل الوقائع اليومية‪ ،‬بدقة‪ ،‬وانتظام‪ ،‬وذوق �سليم‪،‬‬ ‫الإعالم من �صحافة و�إذاعة وتلفزيون بالإ�ضافة �إلى برامج‬ ‫كما التقين مع الهيئة التدري�سية والإدارية للتعرف على‬
‫ال�صحافة الم�سموعة ويق�صد بها العمل الإذاعي‪ ،‬وكذلك‬ ‫مع اال�ستجابة لرغبات الر�أي العام‪ ،‬وتوجيهه‪ ،‬واالهتمام‬ ‫�أخرى في مجاالت الأدب الإنجليزي والعالقات العامة‪.‬‬ ‫�سير العملية التعليمية‪ .‬كما قامت الطالبات بزيارة‬
‫ال�صحافة المرئية ويمثلها العمل التلفزيوني بجميع‬ ‫بالجماعات الب�شرية‪ ،‬وتناقل �أخبارها‪ ،‬وو�صف ن�شاطها‪،‬‬

‫جنوب الباطنة تحصد المركز‬


‫مجاالته وال يغيب عن �أذهاننا ال�صحافة الإلكترونية‬ ‫ثم ت�سليتها‪ ،‬و�شغل �أوقات فراغها‪ ،‬ومن ثم فال�صحافة‬
‫التي فر�ضت نف�سها بقوة وعززت التوا�صل المبا�شر بين‬ ‫هي مر�آة تعك�س �صورة الجماعة‪ ،‬و�أداءها وخواطرها‪.‬‬
‫ويرى الدكتور فاروق �أبو زيد في كتابه مدخل �إلى علم‬
‫ال�صحيفة والقارئ في كل مكان‪.‬حيث �إن هذه ال�شمولية‬
‫ال�صحافة �أن ال�صحافة كلمة ت�ستخدم للداللة على �أربعة‬

‫األول في المشاريع الطالبية‬


‫لمفهوم ال�صحافة ي�أتي من كون جميع تلك المجالت‬ ‫معان‪:‬‬
‫الإعالمية تعتمد على المادة ال�صحفية في نقلها عبر‬ ‫المعنى الأول‪ :‬ال�صحافة بمعنى الحرفة‪� ،‬أو المهنة‪،‬‬
‫و�سائلها المختلفة فالإذاعة والتلفاز وكذلك المواقع‬ ‫ولها جانبان‪ :‬جانب يت�صل بال�صناعة والتجارة‪ ،‬من‬
‫الإلكترونية تحتاج لمادة �صحفية مكتوبة تنطلق منها‬ ‫خالل عمليات الطباعة‪ ،‬والتطوير والتوزيع والت�سويق‬
‫نحو هدفها فجميعها �صحافة‪.‬‬ ‫والإدارة والإعالن‪ .‬وجانب يت�صل بال�شخ�ص‪ ،‬الذي‬ ‫الرستاق ‪ -‬سعيد بن صالح السلماني‬

‫المعرفية �أ�صبح من البرامج الأ�سا�سية التي تهدف‬ ‫حقق برنامج التنمية المعرفية بيئة خ�صبة للتعلم‪ ،‬وبناء‬
‫الى رفع الم�ستوى التح�صيلي للطالب‪ ،‬وله دور‬ ‫القدرات المعرفية للطالب نجاحا ملمو�سا في �شمال‬
‫كبير في تحفيز الطلبة و�إثارة الدافعية لدرا�سة مواد‬ ‫الباطنة حيث ا�شتمل البرنامج على عدة جوانب معرفية‬

‫المدونات‬
‫العلوم والريا�ضيات ومفاهيم الجغرافيا البيئية‪ ،‬كما‬ ‫تغطي مواد العلوم والريا�ضيات ومفاهيم الجغرافيا‬
‫ي�شجعهم على اكت�ساب المعرفة والبحث واال�ستق�صاء‬ ‫البيئية‪ .‬كما ي�سهم برنامج التنمية المعرفية في تنمية‬

‫ّ‬
‫والتفكير العلمي‪ ،‬و�أ�ضاف الريامي ال �شك �أن البرنامج‬ ‫قدرات الطالب بت�شجيعه على البحث واال�ستق�صاء‬
‫ي�شجع الطالب على اال�ستق�صاء والبحث والتفكير‬ ‫ويتحقق ذلك من خالل مادة الريا�ضيات التي برز‬
‫العلمي المنظم الذي يقود الى االبتكار واالبداع‪ .‬و�أ�شار‬ ‫فيها روح التعاون واالحترام المتبادل بين �أفراد الفريق‬
‫الطالب محمد بن عبداهلل بن حمد الحرا�صي من‬ ‫الواحد‪ .‬وفي هذا االطار حققت تعليمية جنوب الباطنة‬
‫مدر�سة وادي بني خرو�ص للتعليم العام متحدثا عن‬ ‫المركز الأول مكررا في الم�شاريع الطالبية والمركز‬

‫من أجل التعليم‬


‫م�شروعه قائال ب�أن الم�شروع هو عبارة عن جهاز غلق‬ ‫الثاني في الم�سابقات ال�شفهية على م�ستوى ال�سلطنة‪.‬‬
‫الطريق عند جريان الأودية‪ ،‬ويهدف الى غلق الطرق‬ ‫و�أ�شار نائب مدير عام تعليمية جنوب الباطنة علي بن‬
‫موسى البلوشي‬
‫التي تمر على مجاري الأودية عند جريانها والتقليل‬ ‫محمد الجابري الى �أن المنطقة �سبق و�أن �شاركت بعدة‬
‫من الخ�سائر المادية والمعنوية الناتجة عن حوادث‬ ‫م�شاريع هادفة تم تقييم اجمالي نقاطها على م�ستوى‬
‫جريان الأودية‪� ،‬إ�ضافة الى تخفيف العبء على رجال‬ ‫المناطق التعليمية ومن �ضمن الم�شاريع التي تم‬
‫ال�شرطة في متابعة مجاري الأودية عند جريانها وحول‬ ‫تقييمها في الم�سابقة م�شروع كان عبارة عن ت�صميم‬
‫الم�شروع اال�ستر�شادي المجتمعي للوقاية من الأمرا�ض‬ ‫ج�سر علوي فوق دوار بركاء؛ �شاركت به طالبات مدر�سة‬
‫غير المعدية تحدث هود بن �سالم بن �سعيد ال�سالمي‬ ‫درة الها�شمية بوالية بركاء‪ ،‬وكذلك م�شاركة مدر�سة‬
‫المعلم الم�شرف على الم�شروع بمدر�سة الو�ضاح ابن‬ ‫عاتكة بنت �أبي �صفرة للتعليم الأ�سا�سي في الم�سابقة‬
‫عقبة للتعليم الأ�سا�سي ببلدة بوة بوالية نخل قائال‪:‬‬ ‫ال�شفهية وح�صولها على المركز الثاني على م�ستوى‬
‫�إن الهدف منه كان تح�سين �صحة النا�س من خالل‬ ‫ال�سلطنة‪ ،‬و�أ�ضاف ب�أن مدر�سة عثمان بن مظعون قد‬
‫تبني م�شروع يعتمد على م�شاركة المجتمع في تعزيز‬ ‫حققت المركز الأول في مجال الم�شاريع الطالبية‬
‫فهموه ب�شكل كتابي و�أي�ضا �أدى ظهور ما يعرف بالتدوين ال�صوتي‬ ‫�إ�ضافة �إلى كونها �أداة مهمة من �أدوات التعليم االلكتروني‪ ،‬و�أحد �أدوات‬ ‫�أنماط الحياة ال�صحية وبالتالي التقليل من معدالت‬ ‫بم�شروع يهدف لت�شغيل الأدوات الكهربائية عن بعد‬
‫والتدوين بالفيديو (‪ )Podcasting‬والتدوين الم�صوّر بما‬ ‫�إثراء المحتوى االلكتروني العربي على �شبكة االنترنت والم�ساهمة‬ ‫المر�ضى والوفيات الناتجة عن الأمرا�ض غير المعدية‬ ‫عبر االت�صال الال�سلكي‪ ،‬كما ح�صلت مدر�سة وادي بني‬
‫يتنا�سب وقدرات كل متعلم مما �أدى �إلى زيادة التوا�صل بين الفئات‬ ‫في رقي المعرفة الإن�سانية ف�إن المدونات �أ�صبحت تتعدى فكرة‬ ‫ذات العالقة بالأنماط الحياتية كما يهدف �إلى ت�شجيع‬ ‫خرو�ص على المركز الرابع في م�شروع التحكم بجريان‬
‫التي تت�شارك في نف�س الخ�صائ�ص والف�ضل بالدرجة الأولى يعود‬ ‫ت�سجيل المعلومة وتحويلها في �شكل رقمي �إلى م�شاركة �أكبر قدر من‬ ‫الن�شاط البدني وتعزيز التغذية ال�صحية‪ ،‬ومكافحة‬ ‫الأودية‪� ،‬إ�ضافة �إلى فوز مدر�سة الو�ضاح بن عقبة ببلدة‬
‫�إلى الإ�ضافات التي تقدمها المواقع التي تقدم خدمة التدوين فمن‬ ‫المتعلمين المهتمين بنف�س المجال ويكون وفق طريقتك و�أ�سلوبك‬
‫ا�ستخدام التبغ والوقاية من الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪،‬‬ ‫بوة التابعة لوالية نخل بالمركز العا�شر في م�شروع‬
‫المعلوم �أن هذه المواقع وجميع �أدوات الويب ‪ 2.0‬عملية التطوير‬ ‫وتكون �آلية التقييم على قيمة المعلومات المدونة‪.‬‬
‫فيها م�ستمرة وال تخ�ضع لدورة حياة البرمجية التي كانت تقيّد كل‬ ‫والتقليل من ا�ستخدام التكنولوجيا لفترات طويلة مثل‬ ‫ا�ستر�شادي مجتمعي للوقاية من الأمرا�ض غير المعدية‬
‫هذه العمليات وتح�صرها في مرحلة بعينها‪.‬‬ ‫الحقيقة �أن التفكير في توظيف المدونات في ايجاد بيئة تعليمية‬ ‫ا�ستخدام التلفزيون والحا�سوب والهاتف النقال وقيادة‬ ‫الذي طبق بوالية نخل‪.‬‬
‫مجيدة يطرح عدة ت�سا�ؤالت �أولها هل توظيف المدوّنات في التعليم‬ ‫ال�سيارة لفترات طويلة وت�أثيرها على �صحة ج�سم‬ ‫من جانبه �أ�شار رئي�س ق�سم مراقبة وتقويم التح�صيل‬
‫�سينا�سب جميع المراحل؟ وهل و�صل طالب اليوم من الم�س�ؤولية وهنا ننبه �أن التدوين ال يقت�صر على المواقع فقط �إنما حتى‬ ‫الإن�سان‪.‬‬ ‫الدرا�سي حمد بن جمعة الريامي ب�أن برنامج التنمية‬
‫بمكان �أن يتحمل ما يدونه ب�إ�سلوبه وطريقة تفكيره الخا�صة؟ هل التقنيات والتطبيقات الم�ساعدة في الهواتف المحمولة مثل تدوين‬
‫�سيكون هدف الطالب ا�ستغالل هذه الأدوات في خدمة التعليم واثراء المالحظات التي تتيح فر�صة لتنظيم المعلومات التي نجمعها‬
‫المحتوى االلكتروني العربي �أم فقط من �أجل العالمة؟ وما هي وت�ساعد في التذكر وهي �إحدى التطبيقات الب�سيطة التي يتم‬
‫تدولها في مجال ‪.mobile learning‬‬ ‫الآلية الأنجح للمعلم لمتابعة مدونات طالبه؟‬
‫ت‪ :‬ثقافة‪« ..‬وأنا مالي»؟!‬
‫�إذا ما تم توظيف المدوّنات في التعليم توظيفا مجيدا ف�إنها �ست�سير‬ ‫من خالل النماذج القليلة التي قدمت فيها المدونات في المواقف‬
‫�أمام بقية المهتمين الذين يرغبون بتوظيفها تعليميا اعتمادا على‬ ‫ال�صفيّة من خالل �أع�ضاء فريق المحتوى والتعليم االلكتروني في‬ ‫بدال من �إلقائهم في ال�سجن مدركين ت�أثير ذلك‬ ‫�أنماط م�ستوردة من الأعمال التطوعية‪ ،‬جعل من العمل‬
‫الخبرات الب�سيطة التي يملكونها و�سيكون عليهم تقديم التغذية‬ ‫منطقة جنوب الباطنة تبين تقبّل الطالب لإدخال المدونات في‬ ‫في توجيه الفرد وت�أهيله و�إ�صالحه‪�.‬إن غر�س حب‬ ‫التطوعي عمال جامدا ي�ستهدف فئة محددة من �أفراد‬
‫الراجعة من �أجل تطويرها وتحديث المعلومات فيها و�سنجد في‬ ‫التعليم و�شغفهم ال�ستمرار مثل هذه التجربة‪.‬‬ ‫ال�سلوك التطوعي لدى �أبنائنا ينمي فيهم قيم االيثار‬ ‫المجتمع دون الأخرى‪.‬‬
‫الم�ستقبل القريب �أنّ �إقبال المهتمين في مجال التعليم االلكتروني‬ ‫والت�ضحية وروح العمل الجماعي الذي نفتقره في‬ ‫في مجتمعاتنا‪ ،‬ارتبط ال�سلوك التطوعي بالتبرع المادي‬
‫على التدوين �سيوجد مدونات تعليمية مجيدة ب�أفكار واتجاهات‬ ‫لكن من خالل التجربة المتوا�ضعة تبيّن �أنّ هناك �أمورا البد �أن‬
‫بيوتنا ومجتمعاتنا لأ�سباب عدة تندرج تحت البناء‬ ‫فقط للجمعيات والأفراد المعوزين غير �أن العمل‬
‫مختلفة وهي بالتالي في كل حاالتها ايجابية لكون المعلومة‬ ‫ت�ؤخذ في الح�سبان و�أهمها مالئمة البنية اال�سا�سية لتطبيق هذه‬
‫�ستطرح من جوانب متعددة مما �سي�شكل اثرا ًء لموا�ضيع المدونات‪.‬‬ ‫الأداوت ومدى قدرة الطالب على التعامل مع هذه التقنيات ومدى‬ ‫الأخالقي والتعليمي‪ ،‬فعندما يكبر الفرد الذي ن�ش�أ على‬ ‫التطوعي �أ�شمل بكثير من �أن يكون تبرعا بالمال بل‬
‫يمكن البدء بفكرة �أن يكلف الطالب ب�إن�شاء مدوّنة – وهذا ما بد�أ‬ ‫تفهم ادارة المدر�سة وتقديمها الدعم للمعلم المواكب للتطوير‪.‬‬ ‫تلك القيم ي�صبح مواطنا معطاء قادرا على التبرع بوقته‬ ‫يدخل تحت مظلته المحافظة على البيئة المحيطة‪،‬‬
‫تنفيذه بالفعل في بع�ض المدار�س‪ -‬ي�سجل فيها كل الدرو�س التي‬ ‫وماله وعلمه لم�صلحة المجتمع لأنه ن�ش�أ على ال�سلوك‬ ‫و�صيانة الممتلكات العامة والمحافظة عليها‪ ،‬وم�ساعدة‬
‫در�سها ك�شرط للتقييم ومتابعة تقدمه في المادة الدرا�سية على �أن‬ ‫ينبغي �أي�ضا التركيز على محتوى هذه المدوّنات وبالدرجة االولى‬ ‫التطوعي في منزله وفي مدر�سته‪.‬‬ ‫المحتاجين معنويا وماديا‪ ،‬وتعليم وتدريب وغيرها من‬
‫تكون المدونة مفتوحة لال�ساتذة وبقية الطالّب والزوّار المهتمين‪،‬‬ ‫التركيز على تحديد هدف المدونة‪:‬هل �سيتم تقديمها كو�سيلة‬ ‫ومع �إعالن جائزة ال�سلطان قابو�س للعمل التطوعي في‬ ‫الأن�شطة التي نخدم بها �أفراد المجتمع دون مقابل‪.‬‬
‫بحيث تخ�ضع هذه المدونة لإ�شراف ومتابعة المعلم ويت�شارك‬ ‫للمطالعة االثرائية �أم للتقييم �أم لعر�ض الدر�س �أو الوحدة الدرا�سية؟‬ ‫العام الفائت ‪ -‬الذي جاء ليعزز مفهوم العمل التطوعي‪-‬‬ ‫حتى في المجتمعات المدنية �أ�صبح العمل التطوعي‬
‫الطالب مع زمالئه في ادارتها وتطويرها‪.‬‬ ‫نتمنى �أن تحظى الجائزة بتناف�س مثمر بين الم�ؤ�س�سات‬ ‫وم�ساعدة الآخرين ركيزة �أ�سا�سية في بناء المجتمع ون�شر‬
‫والأهم مدى منا�سبتها للطالب‪ ،‬فالمدوّنة يجب �أن تقدم المعلومات‬ ‫والأفراد لتقديم �أف�ضل ما لديهم من �سلوكيات تطوعية‬ ‫ثقافة التما�سك االجتماعي بعد �أن وجد علماء االجتماع‬
‫�أي�ضاً عن طريق المدوّنات �سيبادر المعلمون والطالب بنقل ما‬ ‫ب�صورة مب�سطة ولي�ست مجرد جدار لعر�ض ما هو م�سطّ ر في‬ ‫تهدف في المقام الأول لخدمة المجتمع وتعزيز‬ ‫�أن ال�سلوك التطوعي والتكافل االجتماعي و�سيلة لراحة‬
‫تعلموه �إلى الآخرين ح�سب ر�ؤيتهم لما تم طرحه وتداوله في‬ ‫الكتاب المدر�سي‪ ،‬كما �أن هناك مدونات يمكن �أن تكون كم�شاريع‬ ‫التكافل االجتماعي وغر�س قيم ال�سلوك التطوعي لدى‬ ‫النف�س والر�ضا عن الذات وال�شعور باالعتزاز لأنها تقوي‬
‫المواقف ال�صفيّة‪ ،‬و�سيكون من الرائع بمكان ح�ضور المعلم‬ ‫من تنفيذ الطالب لتو�ضح مدى فهم الطالب وا�ستيعابه للدر�س‬ ‫النا�شئين‪.‬‬ ‫عند الأفراد ال�شعور بالثقة خ�صو�صا الذين يعانون من‬
‫في مدوّنات طالبه لإنها �ستوجد �أجواء نقا�شية تفاعلية وتثري‬ ‫�أو الوحدة الدرا�سية‪ ،‬وبالنظر �إلى التجارب في مجال ا�ستخدام‬ ‫�إن قام كل منا ب�سلوك تطوعي واحد كل يوم ولمدة ن�صف‬ ‫م�شكالت نف�سية كاالكتئاب والملل وال�ضيق النف�سي‪،‬‬
‫المو�ضوع حتى ال يقت�صر دور الطالب كمر�سل للمعلومة فقط‬ ‫التدوين في التعليم نجد �أنّ مميزات التدوين انعك�ست على التعليم‬
‫�ساعة في الحارة �أو ال�شارع �أو العمل �ستبهرون كم �سيتغير‬ ‫فالدرا�سات �أثبتت �أن ال�سلوك التطوعي ي�ساعد الأفراد‬
‫وذلك عن طريق خا�صية التعليقات التي تتيح طرح ردود الأفعال‬ ‫بحيث حققت المدونات لدى الكثير من المتعلمين تح�سين مهارات‬
‫المختلفة‪.‬‬ ‫الكتابة واال�سهاب في التدوين عن الموا�ضيع ذات الأهمية‪ ،‬كما �أنّها‬ ‫مجتمعنا المحيط‪.‬‬ ‫على تجاوز محنتهم ال�شخ�صية وي�شعرون ب�أن لهم قيمة‬
‫وقتها فقط �سيكون بالإمكان �أن نقول �إنّنا توقفنا عن �إعادة اختراع‬ ‫اوجدت مجاال للمتعلمين الذين يعانون من �صعوبات في التعبير‬ ‫معنوية في المجتمع وبالتالي يُوجد لديهم الإح�سا�س همة ‬
‫الكتابة و�أننا �سنكمل من حيث انتهى الآخرون‪.‬‬ ‫عن ا�ستجاباتهم ب�شكل �شفهي و�أتاحت المجال لهم لتلخي�ص ما‬ ‫خير �أيام الفتى يوم نفع وا�صطناع العرف �أبقى م�صطنع‬ ‫بالأمل‪.‬‬
‫لي�س ذلك فح�سب‪ ،‬بل �إن بع�ض المجتمعات المدنية مـا ينـال الـخير بال�شـــر وال يـح�صد الزارع �إال ما زرع‬
‫تفر�ض على الخارجين عن القانون المتهمين بجنح لي�س كل الدهر يوما واحدا ربمــــــا انحط الفتى ثم ارتـفع‬
‫ب�سيطة �ساعات عمل تطوعية تعود بالفائدة للمجتمع وقفة ؟؟؟‬
‫نصف الخطوة‬ ‫‪6‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫الطريق للكل‪ ..‬وااللتزام هو الحل‬

‫اإلهمال األسري يتصدر أسباب الحوادث المرورية!‬


‫الباطنة ‪ -‬أمل الجهورية‬

‫المجتمع العماني للحد من هذه الخ�سائر وخا�صة الب�شرية منها‪ ،‬وهذا ما �أكد‬ ‫نجحت التوعية المرورية التي تقدمها �شرطة عمان ال�سلطانية في جميع بقاع‬
‫عليه جاللة ال�سلطان قابو�س بن �سعيد المعظم – حفظه اهلل ورعاه ‪ -‬في لقائه‬ ‫ال�سلطنة بالتعاون مع العديد من الجهات والم�ؤ�س�سات في ار�ساء مفاهيم الوعي‬
‫بالمواطنين ب�سيح المكارم حيث وجّ ه جاللته الجميع ب�أن يكون هذا الأمر محل‬ ‫المروري �سواء عند ال�صغار �أم عند الكبار‪ ..‬ويبدو اننا كنا بالفعل في حاجة‬
‫اهتمام كبير و�أن يتكاتف الجميع في �إيجاد الوعي عن هذه الم�س�ألة والحديث‬ ‫لهذه التوعية للحد من نزيف الدماء البريئة التي ترهق الدماء وتزهق الأرواح‪.‬‬
‫فيه في مجال�سنا حتى نحد من هذه الظاهرة‪ ،‬وكان من �أهداف هذه الحملة‪:‬‬ ‫وت�أتي مثل هذه الندوات التوعوية بهدف ن�شر الوعي المروري وغر�س ثقافة‬
‫زيادة الوعي المروري في المجتمع‪ ،‬ون�شر ثقافة الوعي المروري واتباع نظام‬ ‫ال�سالمة المرورية بين كافة �شرائح المجتمع والتي تعد ترجمة لما يحمله‬
‫�إخ�سر لحظة من �أجل حياتك وال‬ ‫ال�سير على الطريق‪ ،‬وتعزيز المعرفة والقيم واالتجاهات المرورية لدى �أفراد‬ ‫هذا المو�ضوع من �أهمية وطنية بالغة‪ ،‬نظرا لما ت�شهده ال�سلطنة من ارتفاع‬
‫المجتمع حول �أمور ال�سالمة على الطرقات‪ ،‬وتزويد المجتمع بالإر�شادات‬ ‫في الخ�سائر الب�شرية والمادية الناتجة عن الحوادث المرورية وما خلفته‬
‫تخ�سر حياتك من �أجل لحظة‬ ‫ال�ضرورية ل�سالمتهم على الطريق‪.‬‬ ‫وراءها من �آثار اجتماعية واقت�صادية و�صحية‪ ،‬ت�ستدعي ت�ضافر جميع فئات‬

‫الحوادث (حزام الأمان ‪ -‬ال�سرعة ‪ -‬الإهمال‬ ‫تهذيب وتقويم السلوك‬


‫‪ -‬وا�ستخدام الهاتف النقال ‪ -‬و�أخيرا الإرهاق)‬
‫وفي �إطار التوعية ذاتها عن ال�سالمة المرورية‬
‫و�ساق في محا�ضرته عر�ضا مرئيا على �شا�شة‬
‫نظمت كل من �شركة �شل للتنمية ‪ -‬عمان‬
‫العر�ض تفاعل معه الح�ضور وفي الختام‬
‫وال�شركة العمانية للغاز الطبيعي الم�سال‬
‫ا�ست�شهد ب�آيات قر�آنية دالة على التمهل وعدم‬
‫بالتعاون مع �شرطة عُمان ال�سلطانية مجموعة‬
‫�إلقاء النف�س في التهلكة‪ .‬ومع نهاية الندوة‬
‫من المحا�ضرات التوعوية حول ال�سالمة‬
‫قام المنظمون بالرد على جميع ت�سا�ؤالت‬
‫المرورية في عدد من واليات منطقة الباطنة‬
‫وا�ستف�سارات الح�ضور حول كل ما يتعلق‬
‫حيث �أقيمت على م�سرح جمعية المر�أة‬
‫بال�سالمة المرورية‪ ،‬كما قام مهند�س الأمن‬
‫العمانية ب�صحار ندوة بعنوان "دور الأ�سرة‬
‫وال�سالمة والإطفاء والبيئة وال�صحة المهنية‬
‫في ال�سالمة المرورية" قدمها ال�ضابط‬
‫م�سلم بن را�شد الخايفي بتوزيع جوائز فورية‬
‫مدني �سعيد العامري من قيادة �شرطة‬
‫مقدمة من عمان موبايل و�شركة �شل و�شركة‬
‫منطقة الباطنة وتحدث فيها عن دور الأ�سرة‬
‫الغاز الطبيعي وذلك عن طريق ال�سحب‪.‬‬
‫في تحقيق ال�سالمة المرروية باعتبارها‬
‫المنظومة االجتماعية الرئي�سية والفاعلة في‬
‫استخدام‬ ‫تهذيب وتقويم �سلوك الفرد‪ ،‬كما �أنها �أداة‬
‫�ضبط اجتماعي م�شيرا �إلى دور الأ�سرة في‬
‫الوسائل السيكولوجية‬ ‫التن�شئة االجتماعية في وقت �أ�صبح فيه ال�شاب‬
‫ال في حياته الخا�صة ومتحرراً ن�سبياً‬ ‫م�ستق ً‬
‫وفي والية �صحم وغيرها من واليات المنطقة‬ ‫من القيود االجتماعية م�سبباً في ذلك قلقا‬
‫قدمت محا�ضرات للتوعية حول ال�سرعة‬ ‫نف�سيا واجتماعيا للأ�سرة والمجتمع معاً‪،‬‬
‫الزائدة وا�ستخدام الهاتف النقال‪ ،‬وعدم‬ ‫كما تحدث عن �أ�سباب الحوادث والتي ات�ضح‬
‫ربط حزام الأمان‪ ،‬وتميزت �أ�ساليب التوعية‬ ‫ان الإهمال الأ�سري ي�أتي في مقدمتها نتيجة‬
‫في المحا�ضرات با�ستخدام الو�سائل العلمية‬ ‫تهاون الوالدين تجاه الأبناء وتجاه المجتمع‪،‬‬
‫وال�سيكولوجية والح�سية لإبراز ظاهرة‬ ‫و�أعطى خالل محا�ضرته عددا من الحقائق‬
‫الحوادث المرورية و�أ�سبابها وكيفية عالجها‪،‬‬ ‫والأرقام للحوادث في ال�سلطنة عموما وفي‬
‫وكذلك عر�ض الآثار االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫منطقة الباطنة خ�صو�صا واختتم العامري‬
‫وال�صحية الناتجة عن الحوادث المرورية‪،‬‬ ‫محا�ضرته بتوجيه الن�صيحة لأولياء الأمور‬
‫بالإ�ضافة �إلى كيفية جعل الح�ضور متفاعال‪،‬‬ ‫بتقدير حجم الم�س�ؤولية والأمانة الملقاة على‬
‫وت�شجيعهم على اتخاذ القرارات الم�س�ؤولة‬ ‫عاتقهم في التعامل مع �أبنائهم بالطرق المثلى‬
‫تجاه ح�سن ا�ستخدامهم للطريق‪ ،‬وكذلك‬ ‫التي ت�ساهم في الحد من الحوادث المرورية‪.‬‬
‫�إ�شراكهم في النقا�ش واتاحة الفر�صة لهم‬
‫في التحدث عن تجاربهم الخا�صة حيال هذه‬ ‫ال تخسر حياتك‬
‫الظاهرة‪ ،‬وتم عر�ض �أفالم مرئية و�سمعية حول‬ ‫من أجل لحظة‬
‫الحوادث المرورية و�أ�سبابها و�آثارها وكذلك‬
‫توزيع عدد من المطبوعات التوعوية للح�ضور‪.‬‬ ‫بعدها قدم المهند�س م�سلم بن را�شد الخايفي‬
‫يذكر ان هذه الندوات ت�أتي في �إطار �سل�سلة من‬ ‫مهند�س الأمن وال�سالمة والإطفاء والبيئة‬
‫المحا�ضرات تنفذ في مختلف مناطق وواليات‬ ‫وال�صحة المهنية ب�شركة المدرب‪ ،‬محا�ضرة‬
‫ال�سلطنة ومن خالل الم�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫حملت �شعار (اخ�سر لحظة من �أجل حياتك‬
‫المختلفة من جامعات وكليات ومدار�س‪،‬‬ ‫وال تخ�سر حياتك من �أجل لحظة) حيث كان‬
‫وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني من الجمعيات‬ ‫لهذه المحا�ضرة تفاعل كبير من الح�ضور بعد‬
‫الأهلية والمهنية‪.‬‬ ‫ان تطرق المدرب خاللها �إلى �أهم م�سببات‬

‫‪ ..‬ومحاضرة مرورية للرواحي في كلية مسقط الجامعية‬

‫مثلي مثل ن�سبة كبيرة من ال�شباب الراغبين في المغامرة‬ ‫زمال�ؤها الطالب والتي عادة ما تقدم ب�صورة هادفة وقالت‬ ‫نظمت كلية م�سقط م�ؤخرا محا�ضرة عن ال�سالمة التي نقع فيها دائما وتفاعل الطالب ب�إيجابية مع هذا‬
‫والتحدي ولكني علمت اليوم �أن المغامرة ال ت�أتي على ح�ساب‬ ‫ان هذه البرزة ب�صفة خا�صة ا�ستفدت منها كثيرا من خالل‬ ‫المرورية بعنوان «ال�سالمة على الطريق» �شهدت الجزء من المحا�ضرة‪.‬‬
‫حياتي فما بالك �أنك ت�ضحي بحياتك وبحياة الآخرين‬ ‫تغيير بع�ض المفاهيم وقالت ب�أنها �ستعمل على تنفيذ تلك‬ ‫المحا�ضرة التي �أقيمت بقاعة البرزة بالكلية م�شاركة‬
‫فال يجب �أن �أكون متناق�ضا ف�أنا االن �أكون نف�سي علميا‬ ‫القواعد الب�سيطة لتفادي مخاطر ج�سيمة وكذلك �س�أنقل‬ ‫عدد من �أوراق العمل بد�أت بورقة المقدم �سعيد بن استفادة الطالب‬
‫و�أكاديميا لأفيد نف�سي وعائلتي ووطني ومن جانب �آخر‬ ‫تلك المعلومات الى عائلتي و�أ�صدقائي لأن بالدنا في احتياج‬ ‫حمود الرواحي مدير معهد ال�سالمة المرورية التي‬ ‫�أ�سباب الحوادث‪:‬‬
‫�أهلك نف�سي بعدم اتباع بع�ض القواعد الب�سيطة جدا ولكني‬ ‫الينا فنحن ال�شباب م�ستقبل هذا الوطن ونتعلم االن لنكون‬ ‫�شرح من خاللها �أ�سباب ونتائج الحوادث المرورية وفقا وحول حجم اال�ستفادة من مثل هذه الندوات قالت الطالبة‬
‫الح�صائيات علمية مقننة ومدى الأ�ضرار االجتماعية انت�صار الح�سنية ب�أنها ت�ستفيد ب�صفة عامة من ح�ضورها‬
‫حزام الأمان ‪ ..‬ال�سرعة ‪..‬‬
‫الآن ا�ستوعبت الدر�س من خالل هذه البرزة وليكن التحدي‬ ‫م�ستعدين لخدمته م�ستقبال‪.‬‬
‫القادم لي �أنني كيف �أو�صل تلك المعلومات لكل من يتعمدون‬ ‫وقال الطالب �سعيد العي�سري ال �أنكر �أنني كنت �أ�سرع كثيرا‬ ‫والمادية واالقت�صادية التي ت�سببها هذه الحوادث على برزة الظهيرة التي تقيمها كلية م�سقط �سواء من خالل‬ ‫الإهمال ‪ ..‬الهاتف النقال ‪ ..‬الإرهاق‬
‫ال�سير ب�سرعات جنونية وقاتلة‪.‬‬ ‫في قيادتي لل�سيارة وكذلك ارتكابي لبع�ض الأخطاء الأخرى‬ ‫عاتق الأ�سرة والمجتمع والدولة و�أو�ضح بع�ض الأخطاء المحا�ضرات �أو الندوات �أو من خالل المواهب التي يقدمها‬
‫شباب الغد ‪7‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫كلمات‬
‫في المساعدة ومد يد العون‬
‫مشاكسة !!‬
‫دروس من الصغار للكبار ‪ ..‬ولم ال؟‬
‫استطالع – عبداهلل بن محمد المعمري‬
‫ناصر أبو عون‬
‫التطوع وحب الم�ساعدة ومد يد العون مفاهيم قد ال ي�ستوعبها البع�ض من الكبار‪ ،‬فماذا ت�شكل هذه المعاني والمفاهيم عند االطفال؟ هذا هو‬
‫أبناء الفشل‬ ‫ال�س�ؤال الذي توجهنا به اليهم فماذا قالوا؟‬
‫بداية تقول الطفلة فاطمة بنت �سعيد العبرية‪� :‬أحب �أن �أتطوع في �أي عمل يطلب مني �أن �أقوم به و�أ�ساعد فيه النا�س من حولي ف�أنا حينما �أقوم‬
‫بهذا العمل �أكون فخورة بنف�سي؛ ف�أنا ا�شارك ب�أعمال في المنزل �أعتبرها �أعماال تطوعية غير مطلوبة مني ف�أ�سرتي ت�ساعدني على القيام ب�أي‬
‫عمل تطوعي �أ�ستطيع القيام به دون �أن يكون �صعبا �أو مرهقا لي كم�ساعدة اخوتي ال�صغار واالعتناء بهم �أو الم�شاركة في تنظيف البيت كما �أ�ساعد‬
‫وأوالد الفراغ!!‬
‫�أي ان�سان يحتاج الى م�ساعدة حينما �أكون خارج المنزل مع والدي فانا احب العمل التطوعي كثيرا وحينما �أكبر �س�أ�ساعد النا�س اكثر و�أتطوع في‬
‫�أعمال �أخرى كبيرة‪.‬‬
‫• الإن�سان الم�ستهلك (كائن رخويّ ) يعي�ش لي�أكل وينفق على‬
‫ج�سده ثالثة �أرباع راتبه‪.‬‬
‫• الإن�سان المُنتج ي�أكل قليال ويعمل كثيرا ويبتكر �أكثر ليعي�ش‬
‫بطريقة �أف�ضل‪.‬‬
‫• الفا�شلون ي�ضيعون عمرهم في محاربة الناجحين؛ ال تكن‬
‫من (حزب �أعداء النجاح)‪.‬‬
‫• (الم�ستحيل) ال وجود له في قامو�س ال�شعوب المتح�ضرة؛‬
‫ولكن له مليون مرادف عند الباحثين عن الف�شل‪.‬‬
‫• ال تفكر مثل (دجاجة) يكون الطعام على بعد �أمتار؛ ولكنها‬
‫تق�ضي النهار كله تنقر الح�صى تحت رجليها‪.‬‬
‫• �أنْ تفكِّر قبل �أن تتكلم كثيرا �أو قليال (م�س�ألة عادية جدا)؛‬
‫ال �ن��ادر ج ��دا �أن ت �ت��ذوق م�ع��ان��ي ال�ك�ل�م��ات وه ��ي ت�م��ر ع�ل��ى ط��رف‬
‫ل�سانك‪.‬‬
‫• ال ت�ضيع طاقتك الإب��داع�ي��ة ف��ي �إخ �ف��اء عيوبك الج�سمية‬
‫وم ��داراة م�ستواك االج�ت�م��اع��ي؛ (ال�ع�ب�ق��ري) م��ن يهتم ب��أف�ك��اره‬
‫و�أعماله وال يهتم بكالم النا�س‪.‬‬
‫• ال�ف��ا��ش��ل م��ن ي�ت�ك�ل��م ك�ث�ي��را وي �ن��ام �أك �ث��ر و(ي�ع�ي����ش ال�ح�ي��اة‬
‫بالمقلوب)‪.‬‬
‫• ل�ص فا�شل من يعيد تدوير الم�شاريع والأفكار ممهورة با�سمه‪.‬‬
‫• لن تنجح �إال �إذا ف�شلت مرتين فالتجربة (م�صنع العباقرة)‪.‬‬
‫• ال�ع�ط��اء ر�صيد ف��ي (ب�ن��ك ال�ح�ي��اة) وودي �ع��ة بنكية ف��ي �أي��ام‬
‫القحط‪.‬‬
‫• �أنت (زائد) على الحياة �إن لم تكن ( ُم ِز ْيدًا) فيها‪.‬‬
‫• مجنون من يغيب عن (وعيه) في ع�صر العلم‪.‬‬
‫سيف الريسي‬
‫• لن تموت �إال �إذا كنت �شخ�صا يمكن اال�ستغناء عنه‪.‬‬
‫• اعرف نف�سك �أوال ‪� ..‬أ�ضمن لك �أن تكون في �أول ال�صف‪.‬‬ ‫في البيت والمدرسة والسوق وطني بكل �شيء اقدر عليه هذا ما احلم‬
‫• الفراغ فيرو�س يدمر ال�شباب والدواء غير متوفر في جميع‬ ‫به فانا �أعتبر نف�سي متطوعا �صغيرا في‬
‫ال�صيدليات �إال في واحدة نحملها فوق �أكتافنا‪.‬‬ ‫�أما �إ�سالم بن علي الخزيمي فيعبر عن ر�أيه مجتمعي وفي بيتي ومع ا�صدقائي ن�ساعد‬
‫• الفراغ والف�شل �صديقان ال يفترقان �أبدا‪.‬‬ ‫قائال‪ :‬م�ساعدة النا�س �شيء جميل لذلك االخرين ونقدم لمجتمعنا كذلك اي م�شاركة‬
‫• النجاح والفراغ والف�شل �صفات ال تجتمع على �شخ�ص واحد‪.‬‬ ‫لي�س عيبا �أن �أ�ساعد النا�س و�أقوم بعمل في عمل تطوعي ال ن�أخذ عليه اجرا ماديا‪.‬‬
‫• الجريمة بنت الفراغ والجنون ابن الف�شل‪.‬‬
‫• ال�شباب (�شباب القلب)؛ كذبة كبيرة ي�ضحك بها العجائز على‬ ‫ا�شياء لهم لم يطلبوها مني فحينما �أعمل‬
‫�أي عمل لي�س عليه �أجر ف�أنا �أكون متطوعا جماعة الخدمة العامة‬
‫�أنف�سهم؛ فال�شباب‪�( :‬شباب الج�سم‪ ،‬والعقل‪ ،‬والقلب‪ ،‬والب�صر‬
‫والب�صيرة)؛ فالحياة تحتاج �إلى عطاء متوا�صل‪.‬‬ ‫حتى لو كنت �صغيرا و�أحب �أن �أ�شارك في‬
‫الأعمال التطوعية في البيت والمدر�سة �أما �شوق بنت خليفة العبرية فتتحدث عن‬
‫‪Kalemat_nasser@hotmail.com‬‬ ‫وال�سوق والحديقة وفي كل مكان �أكون فيه م�شاركتها في �أعمال تطوعية في المدر�سة‬
‫سلطان العبري‬ ‫شوق العبرية‬ ‫و�أ�شاهد فيه �إن�سانا يحتاج �إلى م�ساعدة وتقول‪ :‬ان المدر�سة تعلمنا �أ�شياء كثيرة‬
‫فعندما �أ�ساعد والدي في �أي عمل ا�ستطيع ومنها الأعمال التطوعية فالم�شاركة في‬
‫�أن �أقوم به �أكون �سعيدا جدا وكذلك حينما جماعة الخدمة العامة يعلمنا كيف نخدم‬
‫�أ�ساعد جيراننا وحتى النا�س في القرية المجتمع ونقوم ب�أعمال التوعية والنظافة‬
‫التي �أعي�ش فيها ونتعلم العمل التطوعي من وم�ساعدة النا�س حيث نقوم بزيارات للبيوت‬
‫�أهلنا في المنزل ومن معلمينا في المدار�س‪ .‬والأ�سواق ونعمل على م�ساعدة النا�س‬
‫فيما يدعو الطفل �أحمد جميع الأطفال الى فنحن نقوم بذلك في �شكل مجموعات‬
‫نتعاون جميعا للقيام بهذه االعمال ومن‬ ‫الم�شاركة في االعمال التطوعية‪.‬‬
‫هنا نتعلم كيف نقدم خدماتنا لكل �إن�سان‬
‫يحتاج لم�ساعدة ونقوم بفعل �أي عمل يفيد‬ ‫أتعلم أشياء كثيرة‬
‫مجتمعنا ووطننا‪.‬‬
‫فاطمة العبرية‬ ‫اسالم الخزيمي‬ ‫ويقول �سلطان بن خلف العبري‪� :‬أ�شارك‬
‫في الأعمال التطوعية في المدر�سة التي األسرة والمجتمع‬
‫�أدر�س فيها دائما ف�أنا �أحب العمل التطوعي‬
‫فم�شاركتي في العمل التطوعي تجعلني محمد بن خالد المعولي ينظر �إلى العمل‬

‫المدرسة‬
‫فخورا بنف�سي وتجعلني �أتعلم �أ�شياء كثيرة التطوعي على �أنه �صورة جميلة ي�شكلها ما‬
‫فكل طفل ي�ستطيع �أن يتطوع في �أي عمل يفعله في �أ�سرته اوال وفي مجتمعه ثانيا‬
‫هو قادر على تنفيذه ف�أ�ساعد في جمع فيقول‪� :‬أحب العمل التطوعي هذا تربية‬

‫تعلمنا‬
‫التبرعات من �أجل الأطفال الفقراء و�أ�ساعد وتعلمت في �أ�سرتي ومدر�ستي فما �أتعلمه‬
‫في البيت في �أعمال التنظيف و�سقي في م�ساعدة النا�س وا�صدقائي و�أي عمل فيه‬
‫المزروعات ف�أنا �أتطوع حتى يرتاح االخرون خدمة وطني �أ�شارك بما ا�ستطيع وهذا �شيء‬

‫أشياء‬
‫من التعب والعناء من هذه الأعمال فوالدي رائع كوني طفال ادعو ا�صدقائي االطفال‬
‫يجعلني دائما ا�شارك في االعمال التطوعية الى االعمال التطوعية كذلك‪.‬‬
‫مالك الخزيمية‬ ‫محمد المعولي‬ ‫فم�ساعدة النا�س �شيء جميل ورائع‪.‬‬

‫كثيرة‬ ‫فرحة مالك‬

‫ومنها‬
‫فيما تفرح مالك بنت عبدالرحيم الخزيمية‬
‫ب�أي عمل تطوعي تقوم به حتى في االن�شطة‬
‫المدر�سية والم�شاريع التي تقوم بها مع‬

‫األعمال‬
‫زميالتها وتقول‪ :‬االعمال التطوعية‬
‫موجودة في كل مكان في المدر�سة وفي‬
‫البيت وفي القرية التي �أعي�ش فيها‬

‫التطوعية‬
‫فم�ساعدة النا�س عمل رائع كما ان العمل‬
‫التطوعي يطور من نف�سي ويعطيني‬
‫الثقة‪ ،‬هكذا تعلمت في المدر�سة وكذلك‬
‫تعلمت من والدي في المنزل حينما �أ�ساعد‬
‫�إخواني ال�صغار و�أعتني بهم و�أ�ساعد الفقراء‬
‫والم�ساكين والمعوقين و�أ�ساعد كبار ال�سن‬
‫في حمل اال�شياء التي ال ي�ستطيعون حملها‪.‬‬

‫متطوع مشهور ومعروف‬

‫ويعبر �سيف بن عبداهلل بن نا�صر الري�سي‬


‫عن �أمنيته حينما يكبر نتيجة حبه للعمل‬
‫التطوعي وهو �صغير فيقول‪� :‬أريد حينما‬
‫�أكبر �أن �أكون متطوعا م�شهورا ومعروفا‬
‫و�أكوّن مجموعة من المتطوعين لكي �أخدم‬
‫تنوير‬ ‫‪8‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫جيل جديد‬
‫مقتطفات من كتاب ي�صدر قريبا بعنوان” نور والم�ؤ�س�سة الدينية” ويتناول ظاهرة الأفالم‬
‫التركية وكيف تناولتها الم�ؤ�س�سة الدينية التقليدية بالبلدان العربية والى �أي مدى ي�ساهم هذا‬ ‫وخيارات مختلفة‬
‫الحراك في �إثارة �أ�سئلة م�ستقبلية حول خيارات الأجيال الجديدة‬
‫(‪)1‬‬

‫نحو الضوء‬ ‫تشكل مخيلة الشباب في المجتمعات العربية؟‬


‫‪..‬الدراما كيف ّ‬
‫� �س��واء �أول �ئ ��ك ال��ذي��ن ارت �� �ض��وا خ �ي��ار �أن‬ ‫عماد البليك‬
‫يتحولوا �إلى مت�شددين وي�صل بهم الأمر‬ ‫�أتاح ف�ضاء الإنترنت‪ ،‬في الفترة الزمنية‬
‫�إل��ى تهديد �أك�ب��ر امبريالية عالمية في‬ ‫الم�شار �إليها توليد المزيد من الأ�سئلة‬
‫يحيى الناعبي‬ ‫عقر داره ��ا‪� ،‬أو ال��ذي��ن ك��ان��وا �أق��ل حما�سا‬ ‫للأجيال الجديدة ب�شكل خ��ا���ص‪ ،‬ومكّن‬

‫صدف فقط‬
‫تجاه خيار الإره��اب والت�ضحية بالنف�س‬ ‫لهم م�ساحات وا�سعة من حريات التعبير‬
‫بثمن رخي�ص والذين �آثروا خيار االنتماء‬ ‫ع ��ن ال �م �ك �ب��وت ال�ج�ن���س��ي وال �ت �ع �ب �ي��ر عن‬
‫ل�ع�ق�ي��دة ح��دي�ث��ة ت�ح�ف��ظ ل�ه��م عالقتهم‬ ‫م �� �ش��اع��ر ال �ح��ب ال �ج �ي��ا� �ش��ة ك �م��ا ي�ت�ب��دى‬
‫من محا�سن ال�صدف �أحيانا كما هو من م�ساوئها في �أحايين‬
‫م��ع ع��ال�م�ه��م ال �ق��دي��م وت �ق��ال �ي��ده��م وف��ي‬ ‫الم�شهد في المئات من منتديات الحوار‬
‫كثيرة‪� ،‬أجد نف�سي �أقر�أ رواية للروائي الفرن�سي باتريك موديانو‬
‫الوقت نف�سه‪ ،‬توجد لهم حرية االنتماء‬ ‫ع �ل��ى ال���ش�ب�ك��ة وال� �م ��واق ��ع الإل �ك �ت��رون �ي��ة‬
‫«مقهى ال�شباب ال�ضائع» من ترجمة ال�صديق والكاتب المغربي‬
‫والتقاطع مع �أطروحات ثقافة التحديث‬ ‫وال� �م ��دون ��ات ال �خ��ا� �ص��ة‪ ،‬و�إن ك� ��ان ف�ع��ل‬
‫محمد المزديوي‪ ،‬وال�صدفة �أتت عندما وجدت الرواية في‬
‫و�أط��روح��ات العولمة والحياة الإن�سانية‬ ‫الترميز ال ي��زال ي�سيطر على الم�شهد‪،‬‬
‫منزل �أحد الأ�صدقاء قال �إنه وجدها في مقهى «اللولو ماركت»‬
‫الجديدة في الألفية الثالثة‪.‬‬ ‫تجنبا للح�سا�سيات االجتماعية وبفعل‬
‫بوالية بركاء‪ ،‬فح�سب �أن الكتاب لي�س لأحد وحمله معه‪ ،‬في‬
‫وبين ه�ؤالء وه��ؤالء‪ ،‬كان ثمة من تعلقوا‬ ‫ب� ��ذرة ال �خ��وف ال�م�غ��رو��س��ة ف��ي ال�ن�ف��و���س‬
‫حين �أنه لم يت�صفحه‪ .‬وما كان في �صفحته الأولى بعد الغالف‬
‫ب��أ��ش��واق غير م�ؤ�س�سة‪ ،‬وظ�ل��وا يترنحون‬ ‫نتيجة ق�ي��م وت�ق��ال�ي��د را� �س �خ��ة ل��ن يكون‬
‫من مالحظات �سجلها مرتادو المقهى‪ ،‬دونوا مالحظاتهم عن‬
‫بين القديم والجديد‪ ،‬بين خطاب الأ�سرة‬ ‫محوها �سهال بين يوم وليلة‪.‬‬
‫الرواية من بينها على �سبيل المثال التالي‪« :‬في مقهى ال�شباب‬
‫التقليدي والمدر�سة المغلقة وال�شوارع‬ ‫ودعمت الف�ضائيات منذ الن�صف الثاني‬
‫ال�ضائع يجب �أن تجد نف�سك على �إحدى طاوالتها‪ ..‬المكان‬
‫ال �ت��ي ت��رف ����ض ت �خ��ري��ب ال�م�ظ�ه��ر ال �ع��ام‪،‬‬ ‫من ت�سعينات القرن الما�ضي م�شهد �إزاحة‬
‫الوحيد ال�شاغر ال�شخ�صي لم ي�صر �شابا بعد «عادل الحمداني‬
‫وخطاب التغيير الذي تفر�ضه الف�ضاءات‬ ‫ال �ح��واج��ز ع��ن ال �ع�لاق��ة ال�ت�ق�ل�ي��دي��ة مع‬
‫– ‪ 10‬مار�س ‪ –2010‬وغيرها من المالحظات من مرتادي‬
‫االفترا�ضية الم�شار �إليها‪ ،‬ورغم تقلبهم‬ ‫العالم الأمر الذي نتج عنه اختراع الذهن‬
‫المقهى الذين قر�أوا الرواية‪ .‬وال�صدفة �أتت عندما لم يلحظ‬
‫ب��ال�م�ق�ت���ض�ي��ات ال �م��ذك ��ورة‪ ،‬وق �� �ص��اد ه��ذا‬ ‫كان اللجوء �إلى الحا�ضر بدرجة المحاكاة‬ ‫ه� ��ذا ك ��ان ��وا ف ��ي �أغ� �ل ��ب درج� � ��ات وع�ي�ه��م‬ ‫للكثير م��ن � �ص��ور ال�ب��دي�ل��ة ع��ن ال��واق��ع‪،‬‬
‫�صديقي �أن الكتاب وقْف لمرتادي مقهى لولو بركاء‪ ،‬وال�شيء‬ ‫الإن�سانية وبذر في الذوات فكر الكراهية‬
‫العجز العربي عن �إنتاج دراما تجيب عن‬ ‫المبا�شرة‪ ،‬ف��ي التجربة الم�صرية‪� ،‬أح��د‬ ‫ي �ت �ح��رك��ون ب �م �ق��والت ال�ت�ق�ل�ي��د وخ �ط��اب‬ ‫ك� ��أح�ل�ام ي�ق�ظ��ة ج�م�ي�ل��ة ق��اب �ل��ة للتحقق‬
‫الآخر كيف يقع بين يدي و�أنا المتوا�صل دوما مع �صديقي‬ ‫والجريمة ب�شكل م�ستبطن‪ ،‬حتى ل��و �أن‬
‫ال�م�ظ�ه��ر ال �ع��ام ت�ب��دى ع�ل��ى �إن ��ه عقالني‬ ‫�أ�سئلة الإن�سان العربي الجديد‪ ،‬ال�سيما‬ ‫الأ�� �س� �ب ��اب ال �ت��ي �أدت �إل � ��ى ال �خ �� �ص��م من‬ ‫ال��دي��ن‪ ،‬ول�ك��ن التغيرات المفرو�ضة من‬ ‫ب�شرط الوعي والعقالنية‪ ،‬ودرا�سة فر�ص‬
‫المزديوي ولي�س لي علم بترجمته للرواية وهو مترجم جي ٌد‬
‫دائما وانتقائيٌّ خ�صو�صاً لل�شعراء‪ .‬وال�صدفة الأهم �أن �أحد‬ ‫ودي�ن��ي و�إن���س��ان��ي وجميل ومتكافل‪ ،‬وهو‬ ‫ال�شرائح ال�شبابية التي كانت تترنح بين‬ ‫ر�صيدها وا�ستمراريتها على �سلم الريادة‬ ‫ال �م ��ؤث��رات ال�خ��ارج�ي��ة وال �ت��ي ب��ات��ت �أك�ث��ر‬ ‫واف‪.‬‬
‫الذات ب�شكل ٍ‬
‫ال للدرا�سة في الثانوية‬‫الذين �سجلوا مالحظاتهم كان زمي ً‬ ‫�أم � ��ر غ �ي��ر � �ص �ح �ي��ح‪ ،‬وال ي �م �ك��ن �إث �ب��ات��ه‬ ‫القديم والجديد‪ ،‬وتواجه يوميا بخطاب‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬فالإن�سان العربي م ّل‬ ‫تفاعلية بحكم �إتاحتها للت�شارك الجماعي‬ ‫وخ �ل��ال ث �م��ان �ي��ة � �س �ن��وات م �� �ض��ت ك��ان��ت‬
‫قبل �سنوات طويلة‪ ،‬و�أنا �أقر�أها الآن في مكان ق�صي وفي مقهى‬ ‫ب��درج��ة ك�ب�ي��رة �إذا م��ا ك��ان��ت المجتمعات‬ ‫ال �م ��ؤ� �س �� �س��ة ال��دي �ن �ي��ة ح �ت��ى ف ��ي و��س��ائ��ط‬ ‫خطاب الحا�ضر المعا�ش ب�شكل روتيني‬ ‫في �إن�شائها‪ ،‬عملت على جعلهم يبحثون‬ ‫الأج�ي��ال الجديدة ت�شيد ب��روج �أحالمها‬
‫ببلد �آخر بعيد و�أمواج البحر الهادئة تدغدغ ال�شاطئ ب�أناملها‪.‬‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة ت�م��ار���س ال�ت�ح�ف��ظ ع�ل��ى حقائق‬ ‫الإعالم الجديدة‪ ،‬حيث تحول التلفزيون‬ ‫ومتكرر‪ ،‬و�أ�صبح يبحث عن نموذج بديل‬ ‫ع��ن �أم ��ل ف��ي � �ص��ورة تخلق ل�ه��م ال �ت��وازن‬ ‫اع�ت�م��ادا على ف���ض��اءات افترا�ضية‪ ،‬حيث‬
‫�صدف الحياة دائما مليئة بالأحداث التي ال يتوقعها المرء‬ ‫ال��وق��ائ��ع ال �م ��ؤل �م��ة ال �ت��ي ت �ح��دث ي��وم�ي��ا‪،‬‬ ‫�إل ��ى ��س��اح��ة ل�ل�ب��رام��ج وال �ق �ن��وات الدينية‬ ‫ل�ح�ي��ات��ه ال �ت��ي ي�ع�ي���ش�ه��ا‪ ،‬ب �ت ��أرج �ح��ه بين‬ ‫ال ��ذي ي�ح�ل�م��ون ب��ه‪ ،‬دون �أن ي�ح�م�ل��وا �أي‬ ‫ل��م تكن الحياة الواقعية تمكن م��ن هذا‬
‫منا‪� .‬أعلم �أنه لي�س بالجديد في المو�ضوع‪ ،‬ولكن الذهول دائما‬ ‫وت�صادر الأرقام والمعلومات عبر الأجهزة‬ ‫التي ال تقل عددا عن مثيالتها التي تروج‬ ‫ت�ق��ال�ي��د الأم ����س وم�ت�ط�ل�ب��ات الم�ستقبل‬ ‫ت�صور م�سبق له‪.‬‬ ‫الفعل‪.‬‬
‫هو �سيد الموقف‪ ،‬وقد �شدني في الموقف هذا التقاطع‪ ،‬لأن‬ ‫الر�سمية الحكومية التي تقف كحار�س‬ ‫ل �ل��درام��ا والأف �ل��ام وال �غ �ن��اء �أو"الثقافة‬ ‫وتحدياته‪ ،‬ذلك النموذج القادر على �إنتاج‬ ‫الف�ضاء الأول كان هو الإنترنت‪ ،‬والف�ضاء‬
‫الغالبية فينا ال ت�ؤمن به كحالة موجودة‪ ،‬فالجميع فينا برغم‬ ‫لبوابة ال�شرف والأمانة في الوقت الذي‬ ‫الهابطة" بمنظور المت�شددين‪ .‬كذلك‬ ‫ف�ضاءات افترا�ضية بعيدا ع��ن الواقعية‬ ‫محاوالت إلعادة تشكيل المخيلة‪:‬‬ ‫ال �ث��ان��ي ك ��ان ال�ف���ض��ائ�ي��ات ال �ت��ي ت�ح��ول��ت‬
‫الحذر �أحيانا والالمباالة في �أخرى يجد نف�سه رهين ال�صدفة‬ ‫تعمل فيه عبر ممار�ستها الظالمية من‬ ‫في�ضان الإنترنت بك ّم هائل من المواقع‬ ‫القحة التي يل ّم الم�شاهد بكافة تفا�صيلها‬ ‫بقدر م��ا تكون الفنون �آ��س��رة ولها دوره��ا‬ ‫�شا�شتها �إل��ى م��ا ي�شبه �شا�شة الحا�سوب‬
‫بما ت�أتي‪ .‬قد نت�ساءل فيما جمع هذا بذاك‪ ،‬وهذا كله يدور في‬ ‫جانب �آخر خفي على فتح البوابة م�شرعة‬ ‫ال��دع��وي��ة وال�ت��ي تقدم الإ� �س�لام بال�شكلي‬ ‫المعادة‪.‬‬ ‫في �إعادة ت�شكيل الوعي والمخيلة‪ ،‬خا�صة‬ ‫ب �ت��زاح��م ع �� �ش��رات ال��ر� �س��ائ��ل ال �ت��ي ت�ك��اد‬
‫�سجل الحياة الغام�ضة جدا برغم و�ضوحها التام‪ ،‬فقط يقت�صر‬ ‫لمزيد من انتهاك حقوق الإن�سان والظلم‬ ‫التقليدي ال��ذي ي�ضيق ب��ه ال�شباب ذرع��ا‬ ‫وم ��ا وق �ع��ت ف�ي��ه ال ��درام ��ا ال�م���ص��ري��ة من‬ ‫الفنون المرئية ل�سهولتها في زمن يت�سم‬ ‫ت�ضاهي م��واق��ع ال �ح��وارات والمنتديات‪.‬‬
‫علينا �أن نبدل �أ�شياءنا عند مالم�سة ال�سيئ‪ ،‬و�أعتقد �أنه ال يجب‬ ‫االجتماعي وت��راك��م الطبقية ف��ي العالم‬ ‫لأن��ه يحرمهم من فر�ص "متع" الحياة‬ ‫م� ��أزق �أن �ه��ا �أ��ص�ب�ح��ت ه��ي ال��واق��ع نف�سه‪،‬‬ ‫باال�ستهالك وال�سرعة والخفة‪ ،‬والرغبة‬ ‫فالتلفزيون ف��ي ح��د ذات��ه ك��ان ق��د تحول‬
‫�أن ن�ضع للثقة �أكثر من ن�سبة محددة‪ ،‬حتى لو فتحت لنا ال�سماء‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫الجديدة التي يرغبونها‪.‬‬ ‫حيث ال تطرح �أ�سئلة ج��دي��دة وال تجيب‬ ‫في اخت�صار كل �شيء‪ ،‬فهي بالتالي ت�ساهم‬ ‫�إل ��ى و��س�ي��ط ج��دي��د ب��دي��ل للحا�سوب في‬
‫�أبوابها و�أينعت ثمار الأر�ض‪ ،‬لأن ال�صدف تحمل بين طياتها‬ ‫وي���ش��ار �إل��ى �أن ع��ام��ل التطويل ف��ي هذه‬ ‫ع �ل��ى �أ� �س �ئ �ل��ة ق��دي �م��ة ب�ط��ري�ق��ة م�ب�ت�ك��رة‪.‬‬ ‫في رفد �أح�لام اليقظة لدى المجتمعات‬ ‫ال�ساعات التي يكون فيها الفرد بعيدا عن‬
‫الكثير في حياتنا �سواء ب�صدقها �أو وزيفها‪� ،‬صخبها وهدوئها‪،‬‬ ‫ال�م���س�ل���س�لات ك ��ان �أح� ��د الأ� �س �ب��اب ال�ت��ي‬ ‫"المدبلج" كواقع بديل‪:‬‬ ‫وبالتالي �أخفقت في تلبية رغبات الإن�سان‬ ‫ال�ج��دي��دة‪ .‬فالتلفزيون ي�ك��ون �أث ��ره �أكثر‬ ‫�شا�شته التي تتطلب الكثير م��ن التهي�ؤ‬
‫فقط علينا الإيماء ببع�ض التعبيرات الب�سيطة في دواخلنا‬ ‫ربطت الم�شاهد بها‪ ،‬حيث الت�شويق الذي‬ ‫ق�صاد ما تم ا�ستعرا�ضه من حالة الف�شل‬ ‫الجديد ف��ي العالم ال�ع��رب��ي‪ ،‬وم�شكالته‬ ‫و� �ض��وح��ا و� �س��رع��ة م ��ن و� �س��ائ��ل الإع �ل��ام‬ ‫للجلو�س �أمامها‪ ،‬بخالف �شا�شة التلفزة‬
‫لأجل الإيمان الخا�ص في رحلة الحياة‪ ،‬فكم من الأحداث‬ ‫يوازي ت�شويق الحياة اليومية وهو يخدم‬ ‫في �إنتاج الواقع البديل وحفز المخيلة –‬ ‫الأكثر تعقيدا‪ ،‬وبذا كان الن�ص المتخيل‬ ‫ال�ت�ق�ل�ي��دي��ة ك��ال���ص�ح��ف‪ ،‬وب ��درج ��ة ث��ان�ي��ة‬ ‫التي يكون الجلو�س �أمامها �أ�سهل‪ ،‬وقد‬
‫خيّبت ظنونا‪ ،‬وكنا م�ستندين على �أعمدة ح�سبناها �صامدة‪ ،‬كما‬ ‫غر�ضين‪ :‬تعبئة الفراغ اليومي للفرد في‬ ‫كان �أن جاءت الأف�لام المدبلجة القادمة‬ ‫�أقل جاذبية من الواقع من حيث الده�شة‬ ‫الكتب‪ ،‬كذلك االنترنت له �أث��ره في كونه‬ ‫ال يتطلب الأم ��ر ال�ج�ل��و���س‪ ،‬ح�ي��ث يكفي‬
‫كم نمنا في خدر ح�سبناه الراحة وهو في الواقع تخدير ج�سدي‬ ‫ظل غياب ا�ستثمار الوقت والعمل المثمر‬ ‫من خارج الخط الممتد من المحيط �إلى‬ ‫وتحريك الذهن‪.‬‬ ‫يحقق عددا من المكا�سب للمتعامل معه‪،‬‬ ‫مجرد اال�ستلقاء �إل��ى ال��دخ��ول في النوم‬
‫لي�س للروح �أي عالقة بتلك الغفوات‪ ،‬ولكن هناك منها من �أتى‬ ‫والتخطيط للم�ستقبل‪ ،‬والغر�ض الثاني‬ ‫الخليج‪ ،‬لتقدم واقعا بديال يعبر عن جزء‬ ‫وف��ي ال��درام��ا ال�سورية‪ ،‬ك��ان اللجوء �إل��ى‬ ‫م�ن�ه��ا‪ :‬ح��ري��ة التعبير ع��ن ال ��ذات ب�شكل‬ ‫فالأحالم‪.‬‬
‫لنا بال�سعادة‪ ،‬يبقى �أن نقول‪:‬‬ ‫يتمثل ف��ي محاولة �إي�ج��اد معنى للحياة‬ ‫م��ن ط�م��وح��ات و�أح�ل�ام ال�شباب العربي‪،‬‬ ‫التاريخ عامال من عوامل الإقبال عليها‬ ‫مطلق وفي �صورة متخفية‪ ،‬والخ�صو�صية‪،‬‬ ‫�أي���ض��ا ك��ان ال �ج��وال وب��درج��ة �أق ��ل ف�ضاء‬
‫كم ن�ستعذب الأ�شياء‬ ‫من خ�لال عالم "افترا�ضي" بديل على‬ ‫فيما ي�شكلونه في �أحالم يقظتهم‪.‬‬ ‫لأن��ه قام على نزع �أ�سلوب محاكاة الواقع‬ ‫�إ�ضافة �إل��ى �أن��ه ف�ضاء يقوم على تحويل‬ ‫افترا�ضيا ثالثا عمل على تو�سيع دائ��رة‬
‫حتى لو تلحفت بالظالم‬ ‫م���س�ت��وى ال �م �ك��ان وال ��زم ��ان ال�ح��ا��ض��ري��ن‬ ‫ف��ي ال �ب��داي��ة ل�ع�ب��ت الأف�ل��ام المك�سيكية‬ ‫ال �م �ب��ا� �ش��ر‪ ،‬وخ �ل ��ق ب ��دائ ��ل �أك� �ث ��ر تخيال‬ ‫النا�س �إلى كائنات اعتبارية رغم وجودها‬ ‫بناء الأح�لام في اليقظة‪ ،‬بانت�شار ثقافة‬
‫فربما هي �سطوة االختيار‬ ‫داخ � ��ل ال �ع �م��ل وف� ��ي ال� ��واق� ��ع ب��اخ �ت�لاف‬ ‫دورها في جذب الم�شاهدين‪ ،‬ن�سبة لأنها‬ ‫وت�ح�ف�ي��زا ل��دم��اغ الم�شاهد ع�ب��ر اخ�ت��راع‬ ‫الحقيقي على ال��واق��ع‪ ،‬وه��و الأم��ر ال��ذي‬ ‫البلوتوث والملتميديا‪.‬‬
‫فقط علينا �أن ننتظر‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬وعلى م�ستوى خيال الم�شاهد‬ ‫ت�شتغل ع�ل��ى ج��ان��ب ال �خ �ي��ال‪ ،‬ل�ي����س من‬ ‫ع��ال��م ب��دي��ل "افترا�ضي" و�إن ك ��ان في‬ ‫ي�سهل عملية التخيل ويحفزها ويجعل‬ ‫مح�صلة ه��ذا التفاعل‪ ،‬وال�ت��ي ل��م تتبلور‬
‫ولو كنا مت�صنعين‬ ‫ال��ذي ي�صل �إل��ى درج��ة معاي�شة المتخيل‬ ‫ناحية العمق و�إنما لأنها فقط ت��دور في‬ ‫الما�ضي‪.‬‬ ‫الإن�سان �أكثر ق��درة على الم�ضي بخياله‬ ‫ب�ع��د‪ ،‬ك��ان �أن ن���ش��أ ج�ي��ل ج��دي��د ق��ام على‬
‫تلك القافلة القادمة من الغيب‪.‬‬ ‫ع�ل��ى �أن ��ه واق �ع��ي‪ ،‬ف��ي ظ��ل اف�ت�ق��اد واق�ع��ه‬ ‫مجتمع مختلف على م��ا ي�ب��دو ظاهريا‪،‬‬ ‫ورغ��م �أن ال�ع��ودة �إل��ى الما�ضي كانت ذات‬ ‫ف��ي الت�صورات �إل��ى �أب�ع��د م��دى‪ ،‬ال تحده‬ ‫خ � �ي ��ارات م�خ�ت�ل�ف��ة ع ��ن ال �م��ا� �ض��ي‪ ،‬لكن‬
‫حين عودتي �أعتقد �أنني �س�أرجع الكتاب للمقهى حيث من‬ ‫لأي تجارب من المغامرة الج�سورة بفعل‬ ‫ف��ال��واق��ع �أن الت�شابه قائم لأن ال�شروط‬ ‫دور في مخاطبة الالوعي الجمعي نحو‬ ‫�سوى قدراته كيفما نمّاها وطورها‪.‬‬ ‫وب�ف�ع��ل �سيطرة ال�م��ؤ��س���س��ة االجتماعية‬
‫�ضمن المالحظات المكتوبة «هذا الكتاب وقف لمقهى اللولو‬ ‫ال�ك�ب��ت ال���س�ي��ا��س��ي واالج �ت �م��اع��ي‪ ،‬ف�ي��روح‬ ‫الإن�سانية للعي�ش ف��ي خال�صتها واح��دة‬ ‫�أ�شواق القديم التي كانت �أنماط التحديث‬ ‫وبالن�سبة للتلفزيون‪ ،‬ف ��إن عملية �إع��ادة‬ ‫التقليدية والم�ؤ�س�سة الدينية المت�شددة‬
‫من عند ن�صيب المعمري‪ ،‬ي�أثم من يخرجه من المقهى» �سعيد‬ ‫�إلى التعاي�ش داخل المتخيل ليوجد فيه‬ ‫ت �ت�ع�ل��ق ب��ال �م ��أك��ل وال �م �� �ش��رب وال �ج�ن����س‬ ‫ف��ي ال�ح�ي��اة ت�ح��ذف منها ي��وم�ي��ا‪� .‬إال �أن��ه‬ ‫ت���ش�ك�ي��ل ال�م�خ�ي�ل��ة ب��درج��ة �أك �ب��ر تتحقق‬ ‫على الخطاب العام في �إنتاجه وت�سويقه‪،‬‬
‫المعولي– �إذا يجب �أن �أ�صرف الإثم عن �صديقي‪.‬‬ ‫عالما �آخر يكون فيه هو �إحدى �شخ�صيات‬ ‫وال�شهرة‪.‬‬ ‫�سرعان م��ا اكت�شف الم�شاهد العربي �أن‬ ‫عبر التوا�صل مع الأف�ل�ام والم�سل�سالت‬ ‫ك ��ان ال�ت�ح��دي��ث ال ��ذي ي �ج��ري ف��ي العقل‬
‫الم�سل�سل‪ ،‬ويمار�س �أحالمها ودوره��ا في‬ ‫وبالتالي فقد كانت مثل هذه الم�سل�سالت‪،‬‬ ‫ج��وه��ر م�شكلته و�أزم ��ات ��ه وت�ط�ل�ع��ات��ه ال‬ ‫�أكثر من تحققها عبر البرامج الحوارية‬ ‫الإن�ساني العربي الأك�ث��ر �شبابا‪ ،‬يخ�ضع‬
‫ال�ح�ي��اة‪ ،‬لتتحول �أح�لام��ه �إل��ى �أحالمها‬ ‫ومن ناحية �شكلية لم�شاهد غير "مكتمل‬ ‫ترتبط بمجرد الما�ضي‪ ،‬فهو حا�ضر بما‬ ‫وال �م �ت �ج��ردة ع ��ن �إع � � ��ادة اب �ت �ك��ار ال��واق��ع‬ ‫دائ �م��ا ل�ل�ارت ��داد �إل� ��ى ال � � ��وراء‪ ،‬ح �ي��ث �أن‬
‫وم �غ��ام��رات �ه��ا وق���ص���ص�ه��ا ف ��ي "الحياة‬ ‫الوعي"‪ ،‬تطرح �أ�سئلة غير واردة من قبل‬ ‫ف�ي��ه ال�ك�ف��اي��ة ف��ي ال��وع��ي ال�ج�م�ع��ي وف��ي‬ ‫خ �ي��اال‪ ،‬ك �م��ا ت�ت���ش�ك��ل ب��درج��ة ث��ان �ي��ة عبر‬ ‫هيمنة الخطاب العام كانت �أقوى وتمتلك‬
‫‪Yddy2@hotmail.com‬‬ ‫االفترا�ضية" �إلى ق�صته هو‪.‬‬ ‫ف��ي ال��واق��ع ال�م�ع��ا���ش‪ ،‬ب�ع�ي��دا ع��ن المعاد‬ ‫ت�ف��ا��ص�ي��ل ال �ح �ي��اة ال�ي��وم�ي��ة م��ن طقو�س‬ ‫الأغاني الم�صورة التي تحفز على ت�شغيل‬ ‫�سلطتها على العقل لأن ما ت ّم تر�سبه عبر‬
‫ويالحظ هنا �أن الم�شاهد قد تنازل عن‬ ‫وال�م�ك��رر ال�ي��وم��ي‪ ،‬بما يحمل للم�شاهد‬ ‫وعبادات ومعامالت وفرو�ض اجتماعية‪.‬‬ ‫المخيلة ال�شبابية نحو �إعادة التفكير في‬ ‫قرون ي�صعب نزعه بين ليلة و�ضحاها‪.‬‬
‫خيار اللغة العامية التي ت�صله �إلى عقله‬ ‫تحديات متخيلة لإمكانية ر�ؤية الم�ستقبل‬ ‫و�إن �م��ا ي��رت�ب��ط ج��وه��ر الم�شكلة والأزم ��ة‬ ‫الج�سد – مثال ‪ -‬بما يخالف الروتين‪،‬‬ ‫لكن الخطاب الديني وفي نماذج تعاي�شت‬
‫الدقيقة وق�ب��ل ذل��ك معرفة البيئة التي‬ ‫مبا�شرة‪ ،‬وا�ستبدله بلغة عربية "م�ضحكة‬ ‫على نحو مخالف لل�سائد والمعتاد‪.‬‬ ‫ب �م��ا ه��و �أك �ث��ر �إل �ح��اح��ا‪ ،‬م ��ن‪ :‬ت�ع�ق�ي��دات‬ ‫ف��ي ف�ك��رة الج�سد ال �ع��اري تماما كما في‬ ‫مع المدر�سة الغربية في خطوط التفكير‬
‫وه��وم �� �ش �ك��ل ي �ت �ع �ل��ق ب �م �ن �ظ��وم��ات ال�ف�ك��ر‬
‫عك�ست ��ش��روط�ه��ا ف��ي �إن �ت��اج ال�ع�م��ل‪� .‬أم��ا‬ ‫�أحيانا"‪ ،‬وهذا التنازل في حد ذاته يك�شف‬ ‫�أي �� �ض��ا ك��ان��ت ه� ��ذه ال �ت �ج��رب��ة ال �ج��دي��دة‬ ‫الواقع وق�سوته وقلقه المتوا�صل‪ ،‬بفعل‬ ‫�أف �ل��ام "البورنو" ال �م �ت��اح��ة وم �ت��داول��ة‬ ‫ب �ع �ي��دا ع ��ن ال �م �م��ار� �س��ات ال �ت ��ي ت��رف����ض‬
‫الإ��س�لام��ي وب���س��ؤال النه�ضة ف��ي العالم‬
‫المحور الثاني �أو ال�س�ؤال الثاني‪ :‬فيتعلق‬ ‫عن مدى رغبة الم�شاهد في التحرر من‬ ‫محملة ب ��أط��روح��ات غير تقليدية تجاه‬ ‫م��ا ر�سبته ال�ح�ي��اة اال�ستهالكية وثقافة‬ ‫ب�شكل ��س��ري رغ��م ت�ضييق الخناق عليها‬ ‫الكثير منها‪ ،‬عملت على �إيجاد درجة من‬
‫العربي الذي بد�أ قبل مائة وخم�سين �سنة‬
‫بم�س�ألة الخيال وحفز المخلية والبحث‬ ‫واق�ع��ه الحقيقي وواق �ع��ه المفتر�ض في‬ ‫معاني الحب والحياة الأ�سرية والن�سيج‬ ‫الر�أ�سمال من قيم مادية قطعت الطريق‬ ‫من قبل الرقابة‪� ،‬أو فكرة الج�سد المغطى‬ ‫التوا�صل مع الجيل الجديد‪ ،‬في محاولة‬
‫ولم يتقدم كثيرا �إل��ى اليوم‪ ،‬رغم العديد‬
‫عن المثال الذي يمكن تقليده‪.‬‬ ‫م�شاريع الدراما العربية‪.‬‬ ‫االجتماعي والم�ؤ�س�سات المدنية الحديثة‬ ‫�أمام الحياة ال�سهلة التي كانت قبل ن�شوء‬ ‫تماما في مظهر ال�شارع العام في عدد من‬ ‫�إب � ��داع �إ� �س�ل�ام �أك �ث��ر ح��داث��وي��ة وت�ق��اط�ع��ا‬
‫من المحاوالت الفكرية في ه��ذا الإط��ار‪،‬‬
‫ف�ه��ل ك��ان��ت ال��درام��ا ال�ت��رك�ي��ة ممثلة في‬ ‫وما ينطبق على الم�سل�سالت المك�سيكية‬ ‫وال �� �ص��راع ف��ي المجتمع الأك �ث��ر ح��داث��ة‪،‬‬ ‫ال� �م ��دن ال �ح��دي �ث��ة وال �م �ج �ت �م��ع ال �م��دن��ي‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫م��ع ل�غ��ة ال�ع���ص��ر‪ ،‬ك�م��ا ف��ي ت �ج��ارب عمرو‬
‫وال �ت��ي ظ �ل��ت ن�خ�ب��وي��ة ال ي�ت�ق��اط��ع معها‬
‫م�سل�سل "نور" �أعمق في هذا الإجابة على‬ ‫ي�ن�ط�ب��ق ب��درج��ة �أق ��ل ع�ل��ى الم�سل�سالت‬ ‫وهذا ما جعلها تعبر عن �أ�شواق لم تكتمل‬ ‫المتح�ضر‪.‬‬ ‫بيد �أن الم�سل�سالت والأف�لام لها قدرتها‬ ‫خالد وط��ارق ال�سويدان و�صالح الرا�شد‪،‬‬
‫الإن�سان العادي‪ ،‬الذي دائما ما كان واقفا‬
‫ال�س�ؤالين‪ ،‬بما جعلها تتجاوز �سابقاتها‬ ‫ال�ي��اب��ان�ي��ة وال���ص�ي�ن�ي��ة ال�م��دب�ل�ج��ة وال�ت��ي‬ ‫�أو ي�ؤ�س�س لها معرفيا في واقعنا‪.‬‬ ‫�أي�ضا حاولت الدراما الخليجية �إلى حد‬ ‫الأو�سع على تكري�س ثقافة تطوير الخيال‬ ‫وغيرهم‪..‬‬
‫وراء رجل الدين التقليدي والذي دعمته‬
‫من الإنتاج العربي والمدبلج الم�ستورد؟‪.‬‬ ‫ت��وا��ص��ل معها الم�شاهد ال�ع��رب��ي بدرجة‬ ‫وف��ي زم��ن ت�ع��ززت فيه فر�ص اال�ستجابة‬ ‫ما �أن تلعب دورا في �إع��ادة ر�سم المخيلة‬ ‫لمواجهة الواقع وبناء �أحالم يقظة بديلة‬ ‫هذا التيار كانت له قدرة على جذب جانب‬
‫ال�سلطة والم�ؤ�س�سة التربوية والتعليمية‬
‫ه��ذا م��ا ي�ح��اول الكاتب الإج��اب��ة عليه في‬ ‫�أقل‪.‬‬ ‫للقادم من الخارج‪ ،‬ب�أخذ �شروط العولمة‬ ‫وال �م �� �س��اه �م��ة ف��ي ب �ن��اء ال��وع��ي ال�ج��دي��د‬ ‫عن تلك التي كان يتم �إنتاجها لدى �أجيال‬ ‫م��ن قطاعات ال�شباب ال�سيما �أن��ه وظّ ��ف‬
‫في ن�شر خطابه االج�ت��راري‪ .‬ف�إلى اليوم‬
‫الف�صول التالية‪.‬‬
‫وف��ي �أغ�ل��ب المجتمعات العربية وداخ��ل‬ ‫مجمل األزمة‪:‬‬ ‫في االعتبار في كونها قطعت الأم��ل في‬ ‫وتحفيز الأح �ل�ام‪ ،‬لكنها �أخ�ف�ق��ت ب�سبب‬ ‫��س��اب�ق��ة اع �ت �م��ادا ع�ل��ى ال �م��ادة ال �م �ق��روءة‬ ‫ب�شكل ذك��ي خ�ط��اب ال�ع�ل��وم ال�ج��دي��دة في‬
‫"‪ ..‬ل�ك��ن ال��واق��ع غ�ي��ر ذل ��ك‪ ،‬ه��و خ�لاف‬ ‫جملة ه��ذا ال�ت�ط��ور الطبيعي ف��ي رف�ض‬ ‫ر�ؤي ��ة العالم على النحو ال�م�ت��وارث منذ‬ ‫��س�ط�ح�ي��ة ال �م �ع��ال �ج��ات ال��درام �ي��ة وع��دم‬ ‫ف�ح���س��ب‪ .‬وب��درج��ة �أع �م��ق الم�سل�سالت‪،‬‬ ‫الغرب التي تنتمي لحركة �ضخمة ت�ؤمن‬
‫م�ؤ�س�سة الأ�سرة‪ ،‬يكون الحديث عن الحب‬
‫ت �ل��ك ال �� �ص��ورة النمطية‪� "..‬أي خ�لاف‬ ‫الدراما العربية واالتجاه نحو الم�ستورد‪،‬‬ ‫ق��رون‪ ،‬ك��ان لمثل ه��ذه الم�سل�سالت دورا‬ ‫غو�صها �إلى باطن الم�شكالت االجتماعية‪،‬‬ ‫فهي بخالف الأف�لام لها – ب�شكل ن�سبي‬ ‫ب�ت�ط��وي��ر ال� ��ذات ع�ب��ر اك�ت���ش��اف الإن �� �س��ان‬
‫م �ح��رم��ا‪ ،‬وي �ك ��ون ال�ت�ف�ك�ي��ر ف ��ي ال�ث�ق��اف��ة‬
‫متخيل ال���س�ي��ا��س��ي واالق �ت �� �ص��ادي وج��دل‬ ‫كان ال ي�ستق�صي �س�ؤال الدين في الحياة‪،‬‬ ‫في تلبية رغبات الإن�سان العربي الجديد‬ ‫ما عدا بع�ض التجارب الكويتية التي و�إن‬ ‫‪ -‬دي �م��وم��ة ال �ح �ي��اة بت�ضمنها ت�ف��اع�لات‬ ‫ل �ق��درات��ه‪ ،‬وم ��ن ث��م ال�ع�م��ل ب�شكل دءوب‬
‫ال�ج�ن���س�ي��ة ج ��زءا م��ن "العيب"‪ ،‬وت�ك��ون‬
‫ال�ت�ق�ل�ي��دي‪� ..‬إن ��ه يكمن ف��ي ال�ب�ع��د الفني‬ ‫لأن الأزم� ��ة ال�ع��رب�ي��ة ف��ي مجملها ��س��واء‬ ‫في م�سائل تتعلق ببناء ال�سعادة المادية‪،‬‬ ‫عملت ع�ل��ى ا��س�ت�غ�لال م �ب��د�أ ال �ج��ر�أة‪� ،‬إال‬ ‫ال �ي��وم��ي وال � �ع� ��ادي‪ ،‬ف �ت��وا� �ص��ل ال�ح�ل�ق��ات‬ ‫على تحويل هذه القدرات �إلى مج�سمات‬
‫�سلطة الرجل على المر�أة قائمة بفكر ما‬
‫والخيال المح�ض وف��ي ق�ضايا المجتمع‬ ‫تعلقت بالتعاي�ش مع الحداثة في ت��وازن‬ ‫والخروج عن منظومات الألفة وال�سائد‬ ‫�أن ذلك المبد�أ لم يكن – وح��ده ‪ -‬كافيا‬ ‫وتداعيات الأح��داث تفر�ض نمطا موازيا‬ ‫م��رئ�ي��ة ل�ل�ع�ي��ان‪ ،‬بمعنى �أن ت�ح��ال �أح�ل�ام‬
‫قبل الجاهلية‪.‬‬
‫الأك� �ث ��ر ف �ظ��اع��ة و�إي�ل�ام ��ا‪ ،‬ف��ال �ف �ن��ون هي‬ ‫مع القديم‪� ،‬أو تعلقت بال�سعادة الأ�سرية‬ ‫والإجباري‪ ،‬كذلك كان لها دورا في تعزيز‬ ‫لإبداع �سياق درامي قادر على الإجابة عن‬ ‫للحياة اليومية ال�ت��ي يعي�شها الإن���س��ان‪،‬‬ ‫اليقظة �إلى م�شاهد مرئية‪.‬‬
‫وم��ن ه��ذا ال�سرد المبدئي لإمكانية فهم‬
‫الأق� ��در ن �ف��وذا والأك �ث��ر ك�ث��اف��ة ع�ل��ى حمل‬ ‫وال��زوج �ي��ة ت �ح��دي��دا و�إن� �ت ��اج ف�ك��ر ج��دي��د‬ ‫المخيلة العربية ت�ج��اه ب�ن��اء ال�شخ�صية‬ ‫�أ�سئلة الحياة الجديدة‪.‬‬ ‫فيما يقوم الفيلم على اخت�صار الزمن في‬ ‫وق � ��د ع � ��زز م� ��ن م� �ك ��ان ��ة ه � ��ذه ال �ح��رك��ة‬
‫الحيثيات ال�ت��ي جعلت ال��درام��ا التركية‬
‫ال�شعوب �إلى المزيد من التنوير واالنفتاح‬ ‫للحب والتراحم‪� ،‬أو تعلقت بنجاح الفرد‬ ‫ب�ن�م��ط م�ب�ت�ك��ر‪ ،‬ب��اال��س�ت�ف��ادة م��ن ت�ج��ارب‬ ‫وب�شكل عام اخت�صرت الدراما الخليجية‬ ‫مجرد حيز م�ح��دود م��ن ال��وق��ت‪ ،‬بالتالي‬ ‫ومحاولة �إعادة توظيفها عربيا وخليجيا‬
‫ت �ج��د ال �ق �ب��ول الأو� � �س ��ع ل ��دى ال�م���ش��اه��د‬
‫وال� ��ر�ؤي� ��ة ال �ع �م �ي �ق��ة ل �ل �ح��ا� �ض��ر وت �ط��وي��ر‬ ‫في الحياة ومغامرته الذاتية في فهم من‬ ‫ال�م�ج�ت�م�ع��ات الأخ � ��رى‪ ،‬ال��س�ي�م��ا �أن تلك‬ ‫تجربتها ف��ي �أ�سئلة تكاد ت�شابه الأ�سئلة‬ ‫تكون القدرة على الإ�شباع فيها �أق��ل من‬ ‫ب��وج��ه خ��ا���ص‪� ،‬أن �ه��ا ت�ق��رر ب�شكل مبدئي‬
‫العربي وفي زمن وجيز‪ ،‬يكون من الوا�ضح‬
‫ا��س�ت��رات�ي�ج�ي��ات الم�ستقبل‪� ،‬أم ��ا مناق�شة‬ ‫�أن ثمة محورين �أ�سا�سين يجب التركيز‬ ‫يكون ه��و؟ �أو غيرها م��ن ال���ص��ور‪ ..‬كانت‬ ‫المجتمعات تعي�ش م�شكالت "معقدة"‬ ‫التي كانت تطرحها الدراما الم�صرية من‬ ‫حيث تهيئة الخيال للتماهي معها �إل��ى‬ ‫�أن ال�ع�ب�ق��ري��ة ف �ك��رة ق��دي �م��ة ع��اري��ة عن‬
‫الم�شاكل االجتماعية "الب�سيطة" فهي‬ ‫عليهما ف��ي ف�ه��م �أ� �س �ب��اب ظ��اه��رة "نور"‬ ‫– �أي الأزم��ة – متعلقة ب��درج��ة وثيقة‬ ‫ك��ال �ج��ري �م��ة ال� �ت ��ي ت �ت �ق��اط��ع م� ��ع ح �ي��اة‬ ‫قبل‪ ،‬مع تغيير واحد فقط يتعلق ب�إبدال‬ ‫درجة "الإدمان"‪.‬‬ ‫الحقيقة‪ ،‬و�أن كل �إن�سان يحمل عبقريته‬
‫ال �ت��ي ت�ف�ت��ح �إ�� �ض ��اءات ل�م��ا وراء الأزم� ��ات‬ ‫ب�ع�ج��ز ال��دي��ن ف��ي ��ش�ك�ل��ه ال� ��ذي ت�ط��رح��ه‬ ‫الرومان�سية والحب والخديعة والدم‪.‬‬ ‫م�سرح ال�ح��دث م��ن المجتمع الم�صري‬ ‫لحد م��ا �ساهمت ال��درام��ا الم�صرية في‬ ‫الكامنة وكنزه الداخلي الذي يكون عليه‬
‫والتماهي العام معها‪.‬‬
‫ال�سيا�سية واالقت�صادية‪.‬‬ ‫م �ح��ور �أول‪ :‬ي�ت�ع�ل��ق ب �� �س ��ؤال ال��دي��ن في‬ ‫الم�ؤ�س�سة الدينية التقليدية المت�شددة‪،‬‬ ‫ه��ذه الف�سيف�ساء "التي ال ت�شبهنا" كما‬ ‫�إلى المجتمع الخليجي‪ ،‬بمراعاة اختالف‬ ‫فترة من الزمن ‪ -‬ال ب�أ�س بها‪ -‬في �إعادة‬ ‫اكت�شافه ل�ك��ي يحقق حلمه ف��ي ال�ح�ي��اة‪،‬‬
‫�إن المح�صلة وراء تكري�س االج�ت��رار هي‬ ‫على �إنتاج خطاب حداثوي يتيح للإن�سان‬ ‫يبدو من المنظور الخارجي‪ ،‬كانت كامنة‬ ‫التقاليد وب�ن�ي��ة المجتمع‪� .‬أي���ض��ا عانت‬ ‫ت�شكيل ال�م�خ�ي�ل��ة ال�ع��رب�ي��ة ل ��دى �أج �ي��ال‬ ‫�أو �أن ال�ع��ال��م يعمل وف��ق ق��ان��ون ال�ج��ذب‬
‫الدراما التركية وتحديدا م�سل�سل "نور"‪،‬‬
‫مزيد م��ن التنميط ف��ي الحياة العربية‪،‬‬ ‫ال �ع��رب��ي ر�ؤي� ��ة ن�ف���س��ه وواق �ع ��ه ع�ل��ى نحو‬ ‫في الذات الجمعية العربية‪ ،‬لأن �إحباطات‬ ‫ال��درام��ا الخليجية م��ن م���ش�ك�لات فنية‬ ‫�سابقة‪ ،‬وتبعتها ال��درام��ا ال�سورية التي‬ ‫و�إ�صدار الأوامر للكون وعليه تقع مجرد‬
‫وهو �س�ؤال بقدر ما يكون م�ستبطنا وغير‬
‫ورف ����ض م���ش��روع��ات ال�ت�ح��دي��ث و�أي فكر‬ ‫�أف�ضل‪ ،‬وبالتالي يكون قادرا على مواجهة‬ ‫الواقع ودخوله في اال�ستهالك المفرط‬ ‫بحتة رغ��م الح�شد ال �م��ادي ال �ب��اذخ لها‪،‬‬ ‫اكت�شفت ال�ب�ع��د ال�ت��اري�خ��ي ف��ي الأع �م��ال‬ ‫اال�ستجابة‪.‬‬
‫وا�ضح في الخطوط ال�شكلية للعمل‪� ،‬إال �أنه‬
‫جديد‪ ،‬بما يجعل الحياة دوران��ا في فراغ‬ ‫التحديات والنظر �إل��ى الم�ستقبل ب�شكل‬ ‫والمادية القحة‪ ،‬ك��ان �أن عقّد العالقات‬ ‫مثل تدريب الممثل‪ ،‬والإخراج وقبل ذلك‬ ‫الدرامية والذي مثّل �أحد �أ�سباب نجاحها‬ ‫ل��م ي�ك��ن خ�ط��اب الإ� �س�ل�ام م��رف��و��ض��ا ب ��أي‬
‫من الممكن تلم�سه بالتحليل والمالحظة‬
‫الأم�س‪.‬‬ ‫�أعمق‪.‬‬ ‫االج �ت �م ��اع �ي ��ة ال �ت �ق �ل �ي��دي��ة وال� �ج ��وان ��ب‬ ‫الن�ص وال�سيناريو‪.‬‬ ‫لفترة م�ؤقتة‪.‬‬ ‫�شكل من الإ�شكال لدى الأجيال الجديدة‪،‬‬
‫تنوير ‪9‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫قراءات‬
‫روائيات مسترجالت يغازلن القارئ‬
‫قضية يناقشها‪ :‬ناصر أبو عون‬

‫ربما يت�ساءل البع�ض‪ ،‬لماذا وقع اختيارنا على هذا المو�ضوع لبحثه و�إثارة الأ�سئلة حول الرواية المكتوبة بقلم ن�سائي في ال�شرق الأو�سط؟‬
‫وال ن�ستطيع �أن ننكر في هذا ال�سياق الثقافي نظرية الم�ؤامرة التي تحيكها بع�ض دوائر اال�ست�شراق الغربية وتكيد للعروبة والإ�سالم من‬
‫منظور عدائي وعن�صري و�شوفيني ولإعطاء فاعلية �أكثر لهذا الخطاب ال�سيا�سي ال�سلبي حول الإ�سالم‪ ،‬تم تجنيد العديد من الن�ساء‬
‫�أحمد �شافعي‬ ‫للعب دور الثائر على التقاليد في مجال حقوق المر�أة من بينهن الفرن�سية ذات الأ�صل الإيراني �شهدورت جافان‪ ،‬والهولندية ذات الأ�صل‬
‫ال�صومالي �أيان هر�سي علي النائبة في البرلمان الهولندي وم�ساعدة ال�سينمائي تيو فان غوغ الذي اغتاله متطرف �إ�سالمي في �أم�ستردام‪،‬‬
‫يا مسافر وحدك‬ ‫وهي تعلن �صراحة �أن ن�ضالها يتمحور حول تحرير المر�أة من الإ�سالم على الطريقة الغربية‪.‬‬
‫وللأ�سف ان�ساقت روائيات �شابات في ال�شرق الأو�سط وراء هذا ال�سراب تحت راية (تحرير المر�أة) وهن يجهلن �أن حركة التحرر الن�سوي‬
‫هل يعرفوننا ب�أنف�سهم‪ ،‬ه�ؤالء الذين يثبِّتون على �صدورهم �شارات ب�أ�سمائهم‪ ،‬الأولى غالبا‪ ،‬والكاملة‬ ‫في ال�سياق الغربي لم تطرح على نف�سها يوما فكرة التخل�ص من الدين‪ ،‬لأنها كانت واعية ب�أن الم�شكلة تكمن في التوظيف االجتماعي‬
‫في بع�ض الأحيان؟ هل هم بذلك يبادرون بتقديم �أنف�سهم‪ ،‬ويكون عليّ من ثم‪ ،‬وبدال من �أن �أدفع ثمن‬ ‫للم�سيحية ولي�س في الدين في حد ذاته‪.‬‬
‫م�شترياتي‪� ،‬أن �أق��ول "و�أنا �أحمد"؟ �أم �أن هذه الأ�سماء موجودة لهدف �آخ��ر غير النداء؟ بيلي كولنز‬
‫يجيب‪.‬‬
‫كولنز �شاعر �أمريكي معا�صر‪ ،‬ولد في عام ‪ .1943‬بد�أ ن�شر ال�شعر وهو في الأربعينات من عمره‪� ،‬أي منذ‬
‫منت�صف ثمانينات القرن الما�ضي تقريبا‪ ،‬ومنذ ذلك الحين‪� ،‬أ�صبح واحدا من �أكثر ال�شعراء الأمريكيين‬
‫جماهيرية‪ ،‬و�أ�صبحت دواوينه من �أكثر الكتب مبيعا داخل �أمريكا والعالم الناطق بالإنجليزية‪ .‬وهو‬
‫�أي�ضا واحد ممن تولوا �إمارة ال�شعر الأمريكي‪� ،‬إذ تم اختياره ليكون م�ست�شارا �شعريا لمكتبة الكونجر�س‬
‫بين عامي ‪ 2001‬و‪ 2003‬وهو من�صب يحمل �شاغله لقب ‪ Poet Laureate‬الذي �أجد من المنا�سب‬
‫�أن �أترجمه بـ "�أمير ال�شعراء"‪.‬‬

‫رف �ع��ت � �س�لام و� �س �ع��دي ي��و��س��ف ـ ق���ص�ي��دة ع�ن��وان�ه��ا‬ ‫م�سافرا وحدي‬ ‫المر�أة بالج�سد الأنثوي واللذة الج�سدية)‪.‬‬ ‫نجد �أن ‪ 98.7‬من الروايات المكتوبة ب�أقالم‬
‫"وحدة �صغيرة"‪ .‬يتكلم فيها عن وردات في ركن‬ ‫في مقهى الفندقِ في ذلك ال�صباح‬ ‫وفي عام ‪� 2008‬ألقى الناقد المغربي �سعيد‬ ‫ن�سائية ت�شتغل على ترويج وت�سويق مبد�أ‬
‫ح��دي �ق��ة م ��ا‪ ،‬ت�م�ي��ل ت �ح��ت ث �ق��ل �أري �ج �ه��ا ال� ��ذي لم‬
‫يت�شممه �أحد �أب��دا‪ ،‬ثم ينتهي قائال "ال توجد �أبدا‬
‫كانت النادلة ترتدي زيًّا ورديَّا‬
‫مكتوبا على مو�ضع القلب منه "فلُو َرنْ�س"‪.‬‬
‫بنكراد في (ملتقى الرواية العربية) في‬
‫�سوريا بحثا تحت عنوان (ال�سرد الن�سائي‬
‫اللذة تحت عناوين مخادعة وم�صطلحات‬
‫غربية م�ستوردة كان من �أهمها (ك�سر‬
‫سعيد بنكراد‪:‬‬
‫وحدة �صغيرة"‪ .‬هل يق�صد �أن الوحدة كبيرة دائما‪،‬‬ ‫والرجل الذي فت�ش حقيبتي‬ ‫او الفحولة الم�سترجلة) ور�أى �أن الرواية‬ ‫التابوهات ‪ /‬المحرمات‪ :‬الدين والجن�س‬
‫وثقيلة دائما‪ ،‬وربما ممقوتة دائما؟ لو �أنه يق�صد‬
‫هذا‪ ،‬فال �أح�سبه يق�صده �إال هنا‪ ،‬في هذه الق�صيدة‬
‫كانت على �صدره �شار ًة عليها "بِن"‪،‬‬
‫وخلفه �صفٌّ طويل من النخيل الملكي‪.‬‬
‫الن�سائية العربية «لي�س فيها �إال الج�سد‬
‫والهروب من المواجهة قدم بنكراد قراءة‬
‫وال�سيا�سة)‪( ،‬ك�شف الم�ستور)‪ ،‬و(ف�ضح‬
‫الم�سكوت عنه)‪.‬‬
‫الروايات العربية بأقالم‬
‫بالذات‪ .‬فال �أت�صور �شاعرا ـ ورت�سو�س قبل الجميع ـ‬ ‫وعلى الطائر ِة كان ثمة امر�أتان‬ ‫نقدية (حول الغالبية العظمى من الكتابات‬ ‫وقد حذر «رامان �سلدان» من ظاهرة التغني‬
‫يرى الوحدة بهذه العين؟ رت�سو�س نف�سه له ق�صيدة‬ ‫ت���ص�ب��ان ال �� �ش��راب م��ن ع��رب � ٍة ت��دف�ع��ان�ه��ا ف��ي الممر‬ ‫الن�سائية في الرواية)‪ ،‬وقال �سعيد بنكراد ‪:‬‬ ‫المبالغ فيه بالج�سد‪ ،‬وذهب �إلى �أن بع�ض‬ ‫نسائية ليس إال الجسد واإلغراء‬
‫يتكلم فيها ع��ن ال �م��ر�آة بو�صفها ن��اف��ذة ل��و �سقط‬ ‫ال�ضيق‬ ‫�إن (الروايات العربية ب�أقالم ن�سائية لي�س‬ ‫الكاتبات الراديكاليات تغنين بال�سمات‬
‫المرء منها ل�سقط بين ذراع�ي��ه‪� .‬سقوط ت�شعر به‬ ‫ه �م��ا "ديبي" و"لِين" ك �م��ا ت� �ق ��ول � �ش��ارت��اه �م��ا‬ ‫فيها �إال الج�سد والإغراء)‪ ،‬معتبرا �أن «المر�أة‬ ‫البيولوجية عند المر�أة بو�صفها م�صدرا‬
‫�أمنية م�ستحيلة‪� .‬أن ي�سقط المرء بين ذراعي نف�سه‪،‬‬ ‫المجنحتان‪.‬‬ ‫ت�ضع رغبتها في الكلمات قبل ج�سدها نف�سه‬ ‫للإح�سا�س بالتفوق‪ ،‬ولي�س النق�ص‪ ،‬وكل‬ ‫(لن �أكتب ن�صاً طويالً‪� ،‬أمطط الأحداث‬ ‫وشهد شاهد من أهلها‬
‫�أن يمنحها ذل��ك العناق ال��ذي تق�ضي الحياة كلها‬ ‫وهكذا هي ال�صحب ُة التي توفرت لي‬ ‫و(رواياتها) ال ينق�صها �إال �أبطال ليلعبوا‬ ‫تناول متطرف للطبيعة الخا�صة بالن�ساء‬ ‫فيه‪ ،‬و�أخترع ما ال يمكن �أن يكون منطقياً‪،‬‬
‫باحثة عنه‪ ،‬لدى الأم والحبيبة وال�صديق والزوجة‬ ‫و�أنا �أ�سافر كالقو�س بين �ساحلين‪،‬‬ ‫�أدوارا دقيقة»‪ ،‬وميز بنكراد بين الروايات‬ ‫معر�ض لخطر �أن يحتل‪ ،‬وعلى نحو مغاير‪،‬‬ ‫�أو متنا�سقاً‪ .‬كما �أن روايتي لن ت�شتهر؛ �إن‬ ‫تت�ساءل الناقدة ال�سعودية �شم�س الم�ؤيد‪ :‬هل‬
‫واالبن‪ ،‬دون �أن تبحث لدى ال�شخ�ص الوحيد القادر‬ ‫فما تكلمت �إال نادرا‬ ‫(الذكورية) و(الن�سائية)‪ ،‬ور�أى �أن الروايات‬ ‫الموقع نف�سه الذي يحتله المتع�صبون‬ ‫لم �أتناول التابوهات بطريقة م�ستفزة‪ ،‬تفتح‬ ‫المر�أة التي نعرفها ت�شبه المر�أة في الرواية؟‬
‫فعال على منحه‪ :‬الأنا‪.‬‬ ‫وعن القهوة‪ ،‬والحقيبة‪ ،‬وزجاجات الفودكا ال�صغيرة‪،‬‬ ‫(الذكورية) يكون فيها ال�سرد عفويا وي�ستند‬ ‫الذكور على �أن هذه االحتجاجات وغيرها لم‬ ‫�شهية النا�شرين العرب‪ ،‬الذين تت�ضخم‬ ‫�إن (المر�أة في الرواية العربية بوجه عام‪،‬‬
‫هل ابتعدنا كثيرا عن ق�صيدة كولنز؟ ال �أظن‪.‬‬ ‫لم �أقل غير "�شكرا"‬ ‫�إلى ذاكرة في كل اتجاه (بينما الغالبية‬ ‫توقف �أمر االحتفاء ال�صريح بتكوين الج�سد‬ ‫�أر�صدتهم على ح�سابنا ككتّاب‪ ،‬دون �أن نح�صل‬ ‫ت�أتِي في �شكل ثانوي‪ ،‬رفيقة حياة‪ ،‬حبيبة‪،‬‬
‫في الن�صف الأول من هذه الق�صيدة‪ ،‬يفهم الناطق‬ ‫و"هال حملت هذه عني‪ ،‬لو �سمحت؟"‬ ‫العظمى من الروايات الن�سوية العربية‬ ‫الأنثوي وجمالياته الخارجية‪ ،‬فالناقدة‬ ‫على �أجر جهدنا‪ ،‬وال حتى فتات الأجر‪..‬‬ ‫�صورة للغدر والخداع‪ ،‬وغالباً ما يكون‬
‫بها ـ �أو ال�شاعر �إن �شئتم ـ �أن ه��ؤالء الذين قابلهم‬ ‫لكنني بد�أت �أ�شعر �أنهم جميعا‬ ‫«تعتمد على الو�صف وتفتقد ال�سرد) وقال �إن‬ ‫«هيلين �سيك�سو�س» تعلن �ضرورة �أن تن�صرف‬ ‫وهذا (الرخ�ص) ال �أرغب بارتكابه‪ ،‬وهذا‬ ‫ج�سدها هو محور الرواية)‪ ،‬وترى �شم�س‬
‫جميعا ما علقوا �أ�سماءهم على �صدورهم �إال ليعفوه‬ ‫يريدون �أن يتبا�سطوا معي‪،‬‬ ‫(الو�صف هو للهروب من المواجهة) مغلبا‬ ‫الم�ؤيد �أن (الكاتبة وحدها قادرة على زعزعة‬
‫من ال�س�ؤال عنها‪ ،‬ليرحموا �أنف�سهم من اال�ستماع‬ ‫�أن يعرفوا عني المزيد‪ ،‬بل ربما �أن ي�صاحبوني‬ ‫ال�سرد (الذكوري) عليه‪.‬‬ ‫هذه ال�صورة)‪ .‬و�أكدت �شم�س الم�ؤيد �أن‬
‫"فلورن�س" بدت منفعل ًة‬
‫هديل الخصيف‪:‬‬
‫�إل ��ى � �ص��وت��ه‪ ،‬ل �ي��وف��روا ع�ل��ى �أن�ف���س�ه��م م�شقة ه��ذه‬ ‫�إخفاق الروائية في ر�سم ال�صورة الحقيقية‬
‫الإجابة المملة طبعا ـ �ألي�س هو ال�س�ؤال الذي تبقى‬ ‫وهي تتنقل من مائدة لأخرى‪،‬‬ ‫النقاد في قفص االتهام‬ ‫للمر�أة في مجتمعنا بق�ضاياها يعود �إلى �صغر‬
‫له نف�س الإجابة طول العمر؟‬ ‫لكن هل كانت تخفي بهذه الطريق ِة رغبتها‬
‫بتناول‬ ‫تتحقق‬ ‫الشهرة‬
‫�سن الكاتبات و�ض�آلة تجاربهن‪ ،‬ولكن ما هو‬
‫ال م �ج��ال ت �ق��ري �ب��ا ل �ح��دي��ث ط � ��وال ه� ��ذه ال��رح �ل��ة‬ ‫في �أن تتعرف على �سنوات طفولتي ـ‬ ‫وت�شير الناقدة ال�سعودية �شم�س الم�ؤيد‪،‬‬ ‫�أدهى من ذلك هو جهل المر�أة الكاتبة ب�شكل‬
‫الطويلة‪ ،‬من �ساحل �إلى �ساحل بعر�ض قارة كاملة‪،‬‬ ‫عن الكرة التي كانت تلقيها ثم تتلقفها يداي‪،‬‬ ‫ب�أ�صابع االتهام �إلى النقاد وقيامهم‬ ‫عام ب�أهمية دورها‪ ،‬وبقيمة الخطاب الروائي‬
‫وهكذا تتحقق له الوحدة التامة في رحلته‪ ،‬و�إن يكن‬ ‫عن المرات التي اختب�أت فيها خلف ف�ستان �أمي؟‬ ‫بـ«الإ�سهام في �ضحالة الرواية المحلية‪ ،‬من‬ ‫التابوهات وتفتح شهية‬ ‫نف�سه‪،‬حيث هو بالن�سبة لهن فعل تنفي�س‪ ،‬ال‬
‫طوال الوقت بين النا�س‪.‬‬ ‫وهل عميت �أنا فلم �ألتقط عيني "بن"‬ ‫خالل الثناء على روايات هزيلة»‪ .‬و�أو�ضحت‬ ‫فعل وجود‪ ،‬و�إثبات قيمة‪ ،‬وتحريك جامد‪.‬‬
‫�أ�ستطيع �أن �أتخيله بعد تلك ال��رح�ل��ة‪ ،‬ف��ي غرفة‬
‫ف��ي ف�ن��دق‪ ،‬لي�س فيها ��س��واه‪ ،‬وبما�سوخية عجيبة‬
‫بري َق اهتمامه ب�أفكاري وعاداتي‪،‬‬
‫ور�أيي في ع�صر التنوير‪،‬‬
‫في محا�ضرة �ألقتها في نادي الدمام الأدبي‪،‬‬
‫�أن (بع�ض الكاتبات يجدن نقاداً م�ستعدين‬
‫الناشرين‬ ‫ور�أت الناقدة �شم�س الم�ؤيد �أن المر�أة تح�ضر‬
‫في الروايات الن�سائية على عدة م�ستويات‪:‬‬
‫ال يكتفي ب�ألم ه��ذه ال��وح��دة‪ ،‬بل يبحث عن ح�سرة‬ ‫وحبي للعب الورق‪ ،‬والأوقات التي �أف�ضلها للعب؟‬ ‫للكتابة عنهن‪ ،‬حتى قبل �أن يبد�أن في‬ ‫المر�أة العادية ظهرت ب�شكل باهت �أو م�شوه‪.‬‬
‫�أخ � ��رى‪ .‬ف�ي��وه��م ن�ف���س��ه �أن� ��ه ل��م ي�ف�ه��م ف��ي ال��وق��ت‬ ‫وماذا عن "ديبي" و"لين"؟‬ ‫الكتابة)‪ ،‬م�ضيفة �أن (بع�ض كتّاب الرواية‬ ‫�أما المر�أة المثقفة فقليال ما تح�ضر و�إن‬
‫المنا�سب �أن كل �أولئك الذين مر بهم في طريقه‬ ‫�ألم‬ ‫(اال�ستغالل) ال �أريد �أن �أقع تحته! الرواية الكتابة الن�سائية �إلى الج�سد‪ ،‬بل واالقت�صار‬
‫المحلية من الجن�سين‪ ،‬يكتب رواية قبل �أن‬ ‫ح�ضرت فب�شكل م�أزوم ومتوتر؛ امر�أة مختلة‬
‫كانوا �أكثر من م�ستعدين للدرد�شة‪ .‬كانوا يعرفونه‪،‬‬ ‫يرت�سم على وجهيهما ال���س��ؤال ع��ن طريقتي في‬ ‫اليوم تجلب الخزي في �أكثر حاالتها‪ ،‬لذا عليه‪ ،‬وتدعو الن�ساء �إلى و�ضع �أج�سادهن في‬
‫يقر�أ روايات جيدة تمنحه فر�صة التعلم‪� ،‬أو‬ ‫قا�س تحاول �إثبات‬ ‫التوازن في مجتمع ٍ‬
‫ويهتمون ب��أم��ره هو ب��ال��ذات‪ ،‬وي��ري��دون �أن يعرفوا‬ ‫الكتابة‪،‬‬ ‫يفتقر �إلى التجربة الحياتية النا�ضجة)‪،‬‬ ‫يقنعني حتى الآن �أن �أن�شر ن�صو�صي الق�صيرة كتابتهن‪.‬‬ ‫ذاتها ب�إعالن الثورة والتمرد على ال�سلطة‬
‫��ش�ي�ئ��ا ع �ن��ه ك �ك��ات��ب‪ .‬وف ��ي غ��رف �ت��ه ه� ��ذه‪ ،‬ي �ب��د�أ في‬ ‫وعن اعتيادي �أن �أكتب كل �صباح بجوار ال�شباك‪،‬‬ ‫م�ؤكدة (�إخفاق الروائية ال�سعودية في‬ ‫في موقعي الإلكتروني‪ ،‬على �أن يُدرج ا�سمي‬ ‫الذكورية‪ ،‬وت�صارع لنيل حقوقها‪.‬‬
‫الإج ��اب ��ة‪ ،‬وه�ن��ا يظهر ال���س�م��ور‪ ،‬تظهر اال��س�ت�ع��ارة‬ ‫وهو ما كنت �س�أعترف به عن طيب خاطر‬ ‫روائيات مسترجالت‬
‫ت�صوير المر�أة النمطية منها والمثقفة على‬ ‫في قائمة الروائيين! ولأن المو�ضة الروائية‬ ‫�إذن ف�إن بداية الكتابة الن�سائية هي بداية‬
‫الأول��ى في هذه الق�صيدة‪ ،‬يقول �إنه عندما يجل�س‬ ‫لو واتتهما ال�شجاعة على ال�س�ؤال‪،‬‬ ‫ال�سواء في روايتها‪ ،‬فج�سدت العادية في �شكل‬ ‫انفجرت مرة واحدة‪ ،‬خرجت بال مقدمات‪،‬‬ ‫ا�ستحياء المر�أة لج�سدها والإفراج عن‬
‫في ال�صباح للكتابة يكون كل بيت من ال�شعر يعود‬ ‫والغريبُ �أنني كنت �س�أ�ستر�سل‬ ‫ال وفي هذا ال�سياق ترى (لو�س ايغاري) �أن‬
‫باهت‪ ،‬والمثقفة في �شكل م�أزوم)‪ ،‬مرجعة‬ ‫وبال تهي�ؤ م�سبق‪ ،‬كالقيء تماماً‪..‬ف�ض ً‬ ‫�أحا�سي�سه المخبوءة‪ ،‬واكت�شاف لغته المغايرة‬
‫به �أ�شبه بعود يرجع به ال�سمور ليكمل بيته الذي‬ ‫عندما �أراهما كفتا عن تقديم ال�شرابِ‬ ‫عن �أن معظم الروايات ظهرت وك�أن كتّابها الأ�سلوب الن�سائي يعرف من خالل (ارتباطه‬
‫ذلك �إلى (ا�ستخدام الروائية الكتابة لإظهار‬ ‫للغة اال�سقاطات واال�ستيهامات التي كفّن‬
‫بوجوده تكت�سب البحيرة معناها‪.‬‬ ‫و�أرى بقية الركاب ي�صغون �إلى كالمي‪:‬‬ ‫يحاولون التخل�ص مما ي�ضايقهم‪ ،‬دون الحميم بالتدفق واللم�س)‪ ،‬وتربط ( لغة‬
‫ذاتها‪� ،‬أو ل�صغر �سنها‪ ،‬و�ض�آلة تجاربها)‪.‬‬ ‫بها الرجل حيوية المر�أة وتلقائيتها وفقا‬
‫يقول كولنز �إن��ه بالكتابة �أو ال�شعر ـ بيت ال�سمور‬ ‫ال�شعور الوحيد الذي ينتابني يا "ديبي" و"لين"‬ ‫�أن يجر�ؤوا على فعل ذلك بطريقة عملية‪،‬‬ ‫لتعبير محمد برادة و�إنه من الخط�أ اختزال‬
‫ـ يكتمل العالم‪� ،‬أو ي��زداد‪ .‬ولكنه ال يزعم �أن��ه لهذا‬ ‫هو الذي ال بد ينتاب ال�سمور‬ ‫و�آخرون تكاثرت لديهم الأفكار فقرروا �أن‬ ‫المر�أة �إلى ج�سد فقط‪ ،‬واالن�صيار �إلى‬
‫ال���س�ب��ب ي�ك�ت��ب‪ .‬ت�م��ام��ا ك�م��ا ي���ض�م��ر رت���س��و���س �سر‬
‫�إح���س��ا���س ال��زه��ور ب��ال��وح��دة‪� :‬إن �ه��ا ت��ري��د م��ن ي�شم‬
‫�إذ يرجع بالعود بعد العود ليكمل بيته الخفي‬
‫فيوجد من حوله البحيرة الوادعة‬
‫شمس المؤيد‪:‬‬ ‫يدمجوها في ن�ص واحد (طويل) فكان‬
‫القيء �أ�سرع الطرق‪ ..‬و�أ�سهلها!‪.‬‬
‫ت�سويق �أيديولوجيا خا�صة بتو�صيف الج�سد‬
‫من خالل عزله عن ال�شبكة المتداخلة من‬
‫�أري �ج �ه��ا‪ ،‬م��ن ي ��ؤك��د ل�ه��ا وج��وده��ا‪ ،‬م��ن ي�ث� ّم��ن ه��ذا‬ ‫ويمنح البط مت�سعا لل�سباحة‪،‬‬
‫جسد ال��م��رأة هو محور‬
‫الخلفيات التاريخية والتطلعات والمنظورات‬
‫ال��وج��ود‪� .‬إن �ه��ا ال� ��ذات ال �ت��ي ت��ري��د �أن ن�سقط بين‬ ‫وطائري التم مو�ضعا يخفيان فيه ال�صغار‪.‬‬ ‫الترويج للجسد ومبدأ اللذة‬ ‫والقيم النف�سية وال�شعورية والعقلية‬
‫�أح�ضانها‪ ،‬و�إن ��ه االع �ت��راف ب�ه��ذه ال ��ذات‪� ،‬أث�م��ن ما‬ ‫لـ رت�سو�س ـ وهو �شاعر يوناني عظيم ترجم القليل‬ ‫المت�صلة بالمر�أة وعالمها‪.‬‬
‫الرواية النسوية‬
‫يملكه لنا الآخر‪.‬‬ ‫م��ن �شعره �إل��ى العربية وم��ن �أ��ش�ه��ر م��ن ترجموه‬ ‫بقراءة الفي�ض المتدفق من الروايات‬
‫شهادة جريئة وواقعية جدً ا العربية التي لفظتها المطابع في منطقة‬
‫‪ahmadsshafie@yahoo.com‬‬ ‫ال�شرق الأو�سط ومعها ت َّم الترويج لمقولة‬
‫تقول القا�صة ال�سعودية هديل الخ�صيف (هذا زمن الرواية) ووفقا لدرا�سات �إح�صائية‬

‫العماني‪ :‬عبيداهلل بن سالم الخضوري الصوري العماني‬


‫المغامر والرحالة ُ‬
‫مرحلة التوا�صل مع داخل �أفريقيا‪ ،‬وغاباتها و�أدغالها‪ ،‬ا�ستمرت م�سيرة عبيداهلل‬
‫يقول �سعيد بن علي المغيري‪« :‬و�أما عبيداهلل بن �سالم الخ�ضوري فقد ترك �صاحبه‬
‫«كبونجه الأنجزيجي» في ذلك المكان ( يق�صد الكونجو) لتكون تلك الناحية في‬ ‫ورفيقيه‪ ،‬مع عدد من الحمالين تم ا�ستئجارهم من زنجبار وكان لذلك حكمته لدى‬
‫هو عبيداهلل بن �سالم بن عبيد بن جا�سم الخ�ضوري‪ ،‬وعرف في �صغره با�سم عبيد‪،‬‬
‫تلقى تعليمه الأولي لعلوم الدين واللغة العربية في والية �صور‪ ،‬قبل �أن ي�شد الرحال‬
‫شخصيات‬
‫لها تاريخ‬
‫حكمه‪ ،‬وقد ن�صاوا عليها علما �أحمر‪ ...‬و�صار «كبونجه الأنجزيجي ي�أمر وينهي‬ ‫عبيداهلل‪ ،‬حيث ي�ضمن ا�ستمرار هوالء العمال معه‪ ،‬فكلما ابتعد في م�سيرة كلما كان‬ ‫عبر البحر بوا�سطة �إحدى ال�سفن ال�شراعية العمانية التابعة لأحد �أبناء مدينة‬
‫حكما في تلك الناحية الوا�سعة من الكونجو ب�أمر ال�شيخ عبيد بن �سالم (يق�صد‬ ‫ا�ستقرار العمال وتالزمهم وارتباطهم بتلك الرحلة يكون �أكبر‪ ،‬وكان كلما و�صل �إلى‬ ‫�صور لي�صل �إلى زنجبار ومن هناك بد�أت �شخ�صية عبيداهلل تزداد �شغفا بالترحال‬
‫قرية �أو مدينة‪ ،‬ي�ستعر�ض ما يحمله من ب�ضائع بنظام المقاي�ضة‪ ،‬فكان اهتمامه‬
‫عبيد اهلل ابن �سالم الخ�ضوري)‪.»...‬‬ ‫واكت�شاف المجهول‪.‬‬
‫من�صبا على العاج والأحجار الكريمة وجلود الأ�سود والنمور‪ ،‬وكلما تعمق عبيداهلل‬
‫الجدير بالإ�شارة �أن �أ�سرة عبيداهلل بن �سالم الخ�ضوري‪� ،‬أ�سرة تع�شق الترحال‬ ‫عبيداهلل‪� ،‬شخ�صية عمانية غير تقليدية‪ .‬ع�شق ال�سفر والترحال وحب المغامرة‬
‫في �أدغال �أفريقيا كان تركيزه يتجه نحو الغرب �أكثر من االتجاه �شمال حتى و�صل‬
‫واكت�شاف المجهول‪ ،‬فمن �أفراد هذه الأ�سرة من رحل �إلى كندا للتجارة مثل عبداهلل‬ ‫�صعوبات الطرق وافتقاد الأمن‪� ،‬أو م�شاكل قطاع الطرق‪ ،‬لم تكن لتثنيه عن تحقيق‬
‫ابن �سالم بن مبارك الخ�ضوري‪ ،‬كما رحل �أخوه علي بن �سالم بن مبارك الخ�ضوري‬ ‫عبيداهلل بن �سالم الخ�ضوري �إلى الكونجو‪.‬يذكر الم�ؤرخ العماني �سعيد بن علي‬ ‫غاياته في حب الترحال واال�ستك�شاف‪� ،‬شخ�صية اعتمدت على ذاتها لتحقيق كيانها‪،‬‬
‫�إلى نيويورك حيث ال زال م�ستقرا حتى اليوم في مدينة نيويورك‪ ،‬وهما من �أحفاد‬‫المغيري في كتابه جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار �أن رفيقي عبيداهلل في رحلته‬ ‫�سافر وهو في مقتبل العمر �إلى �أفريقيا وتحديدا �إلى زنجبار‪ ،‬اختلط بالتجار‪،‬‬
‫من التجار والم�ستك�شفين العمانيين هما‪ :‬نا�صر بن �سيف المعمري وعي�سى بن‬
‫عبيد اهلل بن �سالم الخ�ضوري‪.‬‬ ‫وتعامل مع القادمين من �أدغال �أفريقيا‪ ،‬عرِفَ احتياجاتهم‪ ،‬تمعن في �أ�سلوب‬
‫عبداهلل الخرو�صي‪.‬وتعتبر قريـة «نيانغوة» من �أعمال الكونغو �أول معالم الكونغو‬
‫في �أواخر القرن التا�سع ع�شر عاد عبيداهلل بن �سالم الخ�ضوري �إلى عُمان‪ ،‬والى‬ ‫حياتهم وعالقاتهم االجتماعية‪ ،‬بعدها �شد الرحال �إلى مجاهل �أفريقيا وغاباتها‪،‬‬
‫مدينة �صور بالتحديد‪ ،‬حيث ا�ستقر‪ ،‬وبد�أ في التخطيط لن�شاط تجاري كبير‪،‬‬ ‫و�صوال من قِبل عبيداهلل ورفقائه في الرحلة‪ ،‬حيث ظل بها �أياما ليرحل بعدها هو‬ ‫م�ستك�شفا وتاجرا‪� ،‬أ�سوة بالكثير من العمانيين الذي ولجوا �أفريقيا تجارا ور�سل‬
‫واختار موقعا لإن�شاء عدد من المباني لتكون �سوقا عاما‪ ،‬يوظف فيه خبراته من‬ ‫ومن معه �إلى ال�ساحل البحري الكت�شاف المنطقة للو�صول �إلى «القراوة ومنها �إلى‬ ‫�سالم‪ ،‬منهجهم في ذلك الطيبة الخيرة من ح�سن تعامل و�صدق تواثق‪� ،‬أثرا في‬
‫رماني وك�سنغاني»‪ ،‬تاجر في تجارة العاج وامتلك الكثير منه‪ ،‬ومما يذكر عنه «�أن‬
‫خالل زياراته �إلى �أ�سواق ومدن متعددة في رحالته‪� ،‬إال �أن المنية وافته قبل �أن‬ ‫ا�ستقبال القبائل الإفريقية ونجاح تجارتهم‪ ،‬و�إي�صال ر�سالتهم الإ�سالمية المبنية‬
‫عبيداهلل جل�س يغني فرحا» ف�س�أله �صاحبه ل َم الغناء؟ فقال‪�« :‬إذا نجانا اهلل بما‬
‫يحقق حلمه‪.‬‬ ‫كما �أ�شرنا من ح�سن تعامل و�صدق تواثق‪.‬‬
‫لنا من هذه الأر�ض وو�صلنا ال�ساحل بال�سالمة مع الذي ح�صلنا عليه فح�سبنا في المراجع‪:‬‬ ‫ال�شيخ عبيداهلل بن �سالم الخ�ضوري من مواليد مدينة �صور‪ ،‬عا�ش في القرن الثامن‬
‫الدنيا وكفى ودعوني الآن �أتذكر �أياما م�ضت على طيوي و�صور»‪ ،‬ومما يذكر �أي�ضا ‪ .1‬المغيري – �سعيد بن علي – جهينة االخبار في تاريخ زنجبار – �سلطنة عمان‬ ‫ع�شر الميالدي‪� ،‬أحد الرحالة والمغامرين والمكت�شفين لأدغال �أفريقيا وغاباتها‪،‬‬
‫عن عبيداهلل �أنه و�صل به الأمر �إلى �إر�ساء حكمه في الكونغو‪ ،‬ف�إذا �أراد �أن يرحل في وزارة التراث القومي – دار الكتب الم�صرية – القاهرة – ‪1979‬م‪.‬‬ ‫كما �أن عبيداهلل رجل تجارة‪ ،‬وكانت التجارة دافعه الكت�شاف و�سط �أفريقيا‪.‬‬
‫‪ .2‬الغيالني – حمود بن حمد – والية �صور – م�سقط ‪ -‬مطبعة ‪2009 -‬م‪.‬‬ ‫رحلة �أو �سفر كان يجعل له نائبا من �أهل البالد‪.‬‬ ‫بعد رحلة طويلة انطلقت من زنجبار نحو دار ال�سالم‪ ،‬ومن هناك كانت بداية‬ ‫يقدمها ‪ :‬حمود الغيالني‬
‫حوار‬ ‫‪10‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫الفوتوغرافية شمسة الحارثية في حوار مع‬


‫يصور األشياء بطريقة تثير التساؤالت في ذهن المتلقي‬
‫الفوتوغرافي المحترف ِّ‬
‫حاورها ‪ :‬ناصر أبوعون‬

‫�شم�سة الحارثية فوتوغرافية محترفة تر�سم بالكاميرا لوحات تجريدية ت�أخذك �إلى عالم ال نهائي من الت�أويل ب�ضغطة زر‬
‫ت�ؤرخ للحدث وت�سرِّد لك في الم�شهد الواحد �آالف الحكايا ‪ ،‬ت�ستنطق الجمال في الموجودات وتجمِّد الزمن في لحظة لقطة‬
‫�صادقة‪ ،‬وتعيد ت�شكيل الر�ؤية وغواية الرائي‪ ،‬تع�شق التجريد الـ ‪ Abstract‬لأنها ترى �أننا نعي�ش الحياة بوجوه ور�ؤى‬
‫فل�سفية متنوعة تنبع من عالم «الروح والنف�س» �صندوق الأ�سرار الكبرى‪� ،‬صار �صوت «الغالق في الكاميرا» مو�سيقاها الآ�سرة؛‬
‫تنطلق في �إبداعها الفوتوغرافي من �إح�سا�سها بروح الأ�شياء ؛ الم�شهد لديها «ق�صة ق�صيرة» و�إن �شئتَ فقل «ق�صيدة» غير‬
‫م�ؤطرة وبال حدود قابلة للت�شكيل على وجوه كثيرة‪ ،‬عندما ت�ستوقفك �صور ٌة لها ال تملك �إال �أن تقول‪« :‬نحن ال نرى الأ�شياء؛‬
‫بل الأ�شياء هي التي ترانا»‪ ..‬التقيناها ودار معها الحوار التالي‪.‬‬

‫• على الرغم من كونك م�صورة �صحفية المتلقي ول�ي����س م��ن ال �� �ض��روري �أن تو�ضح الذهنية وتخيل ال�شكل والتكوين النهائي ال�صحفي م��ع التيار الفكري للم�ؤ�س�سة‬
‫م �ح �ت��رف��ة �إال �أن ال �ك �ث �ي��ر م ��ن أ�ع �م��ال��ك ال �� �ص��ورة ك�ف�ك��رة وم �ف �ه��وم �أو م�ع�ن��ى وا��ض��ح لل�صورة ي�صبح التطبيق من �أ�صعب الأم��ور الإعالمية وانتماءات القارئ ال�شخ�صية؟‬
‫ال �ف��وت��وغ��راف �ي��ة ي �ق��ع ال �ج��ان��ب الأك� �ب ��ر ومقروء للمتلقي ولكن �أن تفتح ت�صورات ال �أو ال �م��راح��ل ال �ت��ي ت��واج��ه ال �م �� �ص��ور‪ .‬وم��ن‬
‫العوامل التي تزيد �صعوبة الفكرة �أي�ضا �أن ** النزاهة في الت�صوير ال�صحفي تكون في‬ ‫منها في مجال الت�صوير التجريدي الـ حدود لها في خيال الم�شاهد‪.‬‬
‫يكون المعلن غير مت�أكد من طبيعة الإعالن‬ ‫‪ Abstract‬لماذا ي�سيطر عليك هذا‬
‫تقديم ال�صورة الأق��رب �إلى واقعية الحدث‪،‬‬
‫• الم�صور المحترف يهتم بمخاطبة الذي يريده‪ .‬ولكن في الحقيقة وعلى الرغم‬ ‫التوجه في �أعمال �شم�سة الحارثية؟‬
‫ال�م���ش��اع��ر والأح��ا� �س �ي ����س الإن���س��ان�ي��ة من من �أن م�س�ألة خلق فكرة الت�صوير والتكوين �أي �صورة مو�ضوعية بزاوية ‪ 360‬ت�شمل في‬
‫** �أوال لأنني �أع�شقه‪� ..‬أع�شق تحويل الأفكار خ�ل�ال ف��ن «الطبيعة ال���ص��ام�ت��ة» وت�ك��ون ت �ط �ل��ب ج� �ه ��دا ف �ك��ري��ا ك� �ب� �ي ��راً �إال �أن ت�ل��ك �إط��اره��ا ك��ل م��ا يحدث لحظة التقاطها‪ ،‬كل‬
‫�إل ��ى واق ��ع م ��ادي �أو العك�س ت�ح��وي��ر ال��واق��ع مثيرة وقوية للم�شاهد‪ .‬لكن ه��ذا النوع ال�صعوبة وال�شعور بالتحدي هو الذي يدفع من بالمكان‪ ،‬كل �شيء‪ ،‬الم�صور الفذ ال يغادر‬
‫ليبدو �أكثر فانتازيا و�أنت تعرف �أن الت�صوير م��ن ال�ف�ن��ون ي��دخ��ل ف��ي م �ج��االت كثيرة‪ ،‬الم�صور للع�صف الذهني والتفكير للإبداع ��ص�غ�ي��رة! وخ��ا��ص��ة ف��ي ال�ت���ص��وي��ر الوثائقي‬
‫والت�صوير ال�صحفي لي�س لتقديم الحقائق‬ ‫التجريدي من المدار�س الفنية المعروفة كالت�صوير الدعائي والإعالني‪ ،‬وعرو�ض في النتيجة النهائية‪.‬‬
‫في الت�صوير الفوتوغرافي والفن الت�شكيلي‪ ،‬الأزي � � � ��اء‪ ،‬وال � �م � ��أك� ��والت وغ� �ي ��ره ��ا‪ ..‬ه��ل • «ت�صوير الطبيعة» ال يوجد تعريف وتوثيق ال�ت��اري��خ‪ ،‬ولي�س كذلك ال�ستعرا�ض‬
‫وي �م��ار� �س��ه ال �ف��وت��وغ��راف �ي��ون ال�م�ح�ت��رف��ون ا�ستخدمت �شم�سة الحارثية ه��ذا النوع م �ط �ل��ق ل � �ه ��ذا ال � �ن� ��وع م� ��ن ال �ت �� �ص��وي��ر‪،‬‬
‫• ال يوجد تعريف مطلق لـ«ت�صوير الطبيعة»‬
‫مهارة الم�صور الفنية �أمام مناف�سيه؛ يهدف‬
‫فت�صوير الطبيعة م�صطلح وا��س��ع ج��دا‪،‬‬ ‫وي���س�ت�ط�ي��ع ال�م���ص��ور ال �ف��وت��وغ��راف��ي �إب� ��داع من الت�صوير الفوتوغرافي؟‬
‫الت�صوير الوثائقي وال�صحفي خا�صة �إل��ى‬
‫ي�شمل الن�شاطات الإن�سانية المرتبطة‬ ‫لقطات �أو ل��وح��ات فوتوغرافية بعدة طرق‬

‫•لي�س «توقيت �ضغط زر الت�صوير»‬


‫�أث �ن��اء الت�صوير �أو التحمي�ض �أو التكبير‪ ** .‬ال�ت���ص��وي��ر الإع�ل�ان ��ي ي��رك��ز ع �ل��ى �إب� ��راز ب��ال�ط�ب�ي�ع��ة‪ ،‬وك �ث �ي��ر م��ن � �ص��ور الطبيعة �إعطاء االنطباع‪ ،‬وتكوين الأثر‪.‬‬
‫ول�ك��ل ف�ن��ان ر�ؤي �ت��ه وموهبته الخا�صة التي المنتج المعلن عنه و�إظ�ه��اره ب�صورة مثيرة م�ستوحاة من ر�سومات المناظر الطبيعية‬
‫تختلف عن غيره‪ .‬والت�صوير التجريدي فن وم�غ��ري��ة ت�شد االن�ت�ب��اه وتجعله متعلقا في ومحاكية لها‪ ..‬ما الن�سبة المئوية التي • ل�ن�ف�ت��ر���ض �أن� ��ك ف��ي م�ه�م��ة لتغطية‬
‫وحده المالم في تحوير الحقيقة‬ ‫من فنون الت�صوير بتجريد المو�ضوع عن ذهن الم�شاهد‪ ،‬وعلى الرغم من المنطقية يمثلها هذا النوع الفني في �أعمال �شم�سة �أحداث لن تتكرر‪ ،‬كيف تختارين مكانك؟‬
‫م��ا ت��راه العين بمعنى �آخ��ر ت�صوير ال�شيء وال�سهولة التي يبدو فيها هذا الت�سل�سل من الحارثية وبماذا تن�صحين ع�شاق ت�صوير ** الت�صوير علم وفن وموهبة و�أي�ضا درا�سة‪،‬‬
‫ومن �أهم مميزات الم�صور المحترف ح�سن‬ ‫بطريقة معينة تثير ال �ت �� �س��ا�ؤالت ف��ي ذه��ن التفكير �إال �أن��ه عند محاولة ر�سم ال�صورة الطبيعة؟‬
‫اختيار زاوية الت�صوير وتكمن روعة العد�سة‬
‫** ل �ل �ح �� �ص��ول ع �ل��ى �� �ص ��وره الن � ��د ��س�ك�ي��ب‬
‫بزاوية الت�صوير العري�ضة في قدرتها على‬ ‫يمكنك ا��س�ت�خ��دام �أي ك��ام�ي��را ‪ SLR‬وبما‬
‫ن�ق��ل االت �� �س��اع وال�ع�م��ق ال�م�ك��ان�ي�ي��ن‪ .‬فعندما‬ ‫�أن م��و��ض��وع��ك ث��اب��ت ل��ذل��ك ال ت�ح�ت��اج �إل��ى‬
‫ترغب في ت�صوير م�شهد عر�ضي وا�سع جمِّع‬ ‫ك��ام �ي��را ب�م��وا��ص�ف��ات خ��ا��ص��ة م�ث��ل ال���س��رع��ة‬
‫ك��لّ �أ��ص��دق��ائ��ك ف��ي � �ص��ور ٍة واح ��دة عندما ال‬ ‫‪ .‬ول �ك��ن يف�ضل ال�ح���ص��ول ع�ل��ى ال�ك��ام�ي��رات‬
‫تتوفّر الم�ساحة الكافية‪ ،‬ما من �شيء �أف�ضل‬ ‫ذات الح�سا�سية المنخف�ضة وذل ��ك لتكون‬
‫م��ن ال�ع��د��س��ة ب��زاوي��ة ال�ت���ص��وي��ر العري�ضة‪.‬‬ ‫ال�صورة �أكثر و�ضوحاً وخالية من التحبب‪،‬‬
‫وع�ل��ى �سبيل ال�م�ث��ال‪ ،‬ف� ��إنّ م�ساحة ال�صورة‬ ‫وكل ما كانت الح�سا�سية �أقل‪ ،‬كان احتياجك‬
‫لوقت �أط��ول ولذلك ال بد من اقتناء حامل‬
‫التي يت ّم التقاطها بوا�سطة عد�سة بزاوية‬
‫ثالثي لت�ضمن عدم وجود اهتزاز بال�صورة‪.‬‬
‫ت�صوير عري�ضة ‪ 24‬ملم ت�ساوي تقريباً ‪%213‬‬ ‫�أم��ا الكاميرات المدمجة فيف�ضل ا�ستخدام‬
‫من تلك التي تغطيها عد�سة ‪ 35‬ملم العادية‪،‬‬ ‫ال�ك��ام�ي��رات ذات ع��د��س��ات ببعد ب� ��ؤري وا��س��ع‬
‫فيمكنك ب��ال�ت��ال��ي ر�ؤي� ��ة م���س��اح� ٍة �أك �ب��ر من‬ ‫او ا� �س �ت �خ��دام ت��و� �ص �ي�لات �إ� �ض��اف �ي��ة ت�سمى‬
‫مو�ضوع الت�صوير �ضمن الإطار‪.‬‬ ‫«‪ »Wide angel converter‬عد�سة‬
‫خا�صة لت�صوير الطبيعة‪.‬‬
‫• ه��ل تعر�ضت ي��وم��ا ل�م��زي��د م��ن �سوء‬ ‫وللح�صول على �ألوان مميزة و�صورة ناجحة‬
‫ال �ف �ه ��م ووق � �ع� ��ت � �ض �ح �ي��ة ل �ل �ت �ف �� �س �ي��رات‬ ‫تحتاج �أي���ض�اً �إل ��ى ع��دد م��ن ال�ف�لات��ر ومنها‬
‫ال �ب��والري��زن��ج والنيت�شرل دين�ستي وف�لات��ر‬
‫ال� �خ ��اط� �ئ ��ة م� ��ن خ �ل��ال ب �ع ����ض �� �ص ��ورك‬
‫ال �ت��درج ال �ل��ون��ي وت���س�ت�خ��دم لإ� �ض��اف��ة �أل ��وان‬
‫الفوتوغرافية؟‬ ‫بالعمل مما ت��زي��ده ج�م��ا ًال وتتوفر ب�أحجام‬
‫و�ألوان متعددة ولكن يف�ضل من وجهة نظري‬
‫** لي�س «توقيت �ضغط زر الت�صوير» وحده‬ ‫تطبيقها رقمياً بحيث يكون لديك �إمكانيه‬
‫المالم في تحوير الحقيقة‪ .‬زاوية الت�صوير‬ ‫ا�ستخدامها �أو تركها فقد ال تخدم العمل كما‬
‫�أي�ضا تلعب دورا ال يقل خطورة في ت�شكيل‬ ‫تن�س �أنه يمكنك تركيب �أكثر من‬ ‫تتوقع ‪ ,‬ال َ‬
‫الر�سالة الأولية من ال�صورة‪ .‬لنفر�ض �أنك‬ ‫فلتر بوقت واحد مما قد يعني �إمكانيات �أكبر‬
‫في �شارع وبال�صدفة يتعر�ض �أحدهم لحادث‬ ‫و�صور مختلفة‪.‬‬
‫وي�ع��رق��ل ال�ط��ري��ق‪ .‬فحينما ت�صور ال�ح��ادث‬
‫• ت�أثير ال���ص��ورة ال�صحفية يمتد �إل��ى‬
‫و�أن��ت جال�س ب�سيارتك �ستوجه �إليك �أ�صابع‬ ‫م��ا بعد الم�شاهدة بالتحليل �أو ال�ق��راءة‬
‫االتهام بالك�سل لأنك لم تترجل من ال�سيارة‬ ‫ال�شخ�صية ل�ه��ا‪ ..‬ه��ل توافقينني ال��ر�أي‬
‫الل �ت �ق��اط ال �� �ص��ورة‪ .‬ه �ن��اك م��زي��د م��ن ��س��وء‬ ‫ب � ��أن ال �ن��زاه��ة ف��ي ال�ت���ص��وي��ر ال�صحفي‬
‫الفهم‪ ،‬وال�ضحية الم�صور هذه المرة‪.‬‬ ‫ترتبط بمدى توافق معتقدات الم�صور‬

‫الحياة حلوة‬

‫السالم مع النفس والشعور بالطمأنينة‬ ‫�سو�سن البو�سعيدية‬

‫�أنف�سنا للخروج من �شرنقة االنطواء واالنعزال وال ن�ست�سلم لمثل تلك الم�شاعر؟‬ ‫كي يمر من خاللها الإح�سا�س بالوحدة لأنك �أحيانا كثيرا ‪ -‬بل في الأغلب الأعم‬ ‫دائما ما يرتبط �شعور الإن�سان بالوحدة مع كبر ال�سن وبلوغ العمر �أرذله‪� ،‬إال‬
‫لماذا ال ندخل في عالقات مع �أنا�س جدد ون�سعى لك�سب ودهم؟ لماذا ال نعقد‬ ‫‪ -‬قد ال تجد من ت�أن�س له وتتوا�صل معه بحميمية و�ألفة‪ ،‬وبالتالي يكون محل‬ ‫�أن هذا الأمر �إلى حد ما لي�س �صحيحا في مجمله‪ .‬فالإن�سان يمر بم�شاعر‬
‫م�صالحة مع النف�س والذات قوامها الر�ضا وال�سالم وتجاوز الأزمات؟ لماذا نقف‬ ‫البوح بما ي�شغل البال من هم �أو �أحزان غير موجود حولك‪.‬‬ ‫و�أحا�سي�س الوحدة في مختلف حياته العمرية‪ ..‬حتى الطفل ال�صغير الذي لم‬
‫طويال و�أكثر مما يجب عند مواقف و�أحداث �صدمتنا �أو خذلتنا بينما كان ينبغي‬ ‫و�إذا كان الأ�صدقاء الأعزاء الذين تجمعهم نف�س الظروف والميول واالهتمامات‬ ‫ي�ستوعب تفا�صيل الحياة بعد‪ ،‬قد ن�سمعه �أحيانا يردد �إنه وحيد فن�ستغرب قوله‬
‫تجاوزها؟ فما �أجمل الإح�سا�س بال�سالم مع النف�س وال�شعور بالطم�أنينة‪...‬‬ ‫تتال�شى في �صحبتهم الوحدة وتنعدم من الوجود‪ ،‬ف�أي�ضا بتفرق ه�ؤالء‬ ‫ال نتيجة لظرف‬ ‫�إال �أن كالمه لي�س من قبيل المبالغة‪ ،‬بل هذا ما ي�شعر به فع ً‬
‫الطم�أنينة النف�سية‪ .‬فالحياة ال تتوقف عند �أ�شخا�ص بعينهم دون غيرهم‪..‬‬ ‫الأ�صدقاء ‪ -‬ولكل �أ�سبابه الحياتية وربما القهرية المختلفة – قد نت�صور �أننا‬ ‫ما طر�أ عليه‪.‬‬
‫والإن�سان بطبعه قادر على التكيف والتوا�صل وتنمية اهتماماته االجتماعية‬ ‫قد فقدنا جزءا كبيرا من ذواتنا‪ .‬ولكن هل تتوقف الحياة عند هذا الأمر؟‬ ‫ال عجب �أن ن�شعر بالوحدة ونحن في خ�ضم الحياة ومعتركها‪ ،‬وبرغم كون‬
‫بابتكار وتطوير �أ�ساليب خا�صة به للتفاعل مع الآخرين واالنفتاح عليهم‬ ‫ون�سلم �أنف�سنا مرة �أخرى للوحدة النف�سية التي قد ت�ؤدي على المدى البعيد �إلى‬ ‫الإن�سان كائنا اجتماعيا بطبعه وبالتالي يعي�ش في مجموعات يلتف فيها النا�س‬
‫وبهذا يكون قد حقق التوافق النف�سي مع ذاته‪ .‬وال نن�سى �أن �أهم عالج لتحقيق‬ ‫االكتئاب والي�أ�س؟‪ .‬ال بالطبع‪ ..‬فالوحدة واالنطواء والعزلة �أ�شياء لها م�ضارها‬ ‫بع�ضهم حول بع�ض‪� ،‬إال �أن الوحدة �إح�سا�س يختلف من �شخ�ص لآخر كما تختلف‬
‫الطم�أنينة النف�سية هو تقوية ال�صلة بالخالق فبذكر اهلل تطمئن القلوب‪.‬‬ ‫على ال�صحة النف�سية والبدنية والذهنية وهناك الكثير من البحوث والدرا�سات‬ ‫�أ�سبابها وتتعدد نتيجة للظروف التي يقع فيها ال�شخ�ص نف�سه‪ .‬وال نن�سى �أن‬
‫قال تعالى‪:‬‬ ‫العلمية حول هذا المو�ضوع ال�شائك‪.‬‬ ‫للمدنية والع�صرنة دورا كبيرا في ذلك‪ .‬في�شعر الإن�سان بالوحدة رغم وجود‬
‫(الذين �آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اهلل‪� ،‬أال بذكر اهلل تطمئن القلوب)‬ ‫�إذاً لماذا ن�سمح لم�شاعر الوحدة �أن تفتك بنا وتدمر حياتنا؟ لماذا ال ن�ساعد‬ ‫الأهل والأ�صحاب وتجاذب المجال�س والتجمعات‪ ،‬ويبدو �أن ثمة فجوة ما تن�ش�أ‬
‫مساحة حرة ‪11‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫المو�ضوعات المن�شورة تعبر عن ر�أي كتابها ولي�س بال�ضرورة ر�أي ال�صحيفة‬

‫الحياة مليئة بالمفارقات بع�ضها جميلة و�أخرى حزينة ‪..‬كثيرا ما نعاني في �صمت خوفا من البوح بهمومنا االجتماعية وال�شخ�صية ‪..‬كثيرا ما تكون لدينا‬
‫طاقات ومواهب جميلة ال تجد م�ساحة لعر�ضها ‪..‬م�ساحة حرة منكم ولكم نتبادل فيها الآراء والأفكار والمواهب كي نت�شارك معا للتعبير عمّا يخالج خواطرنا‬ ‫مساحة حرة ‪..‬‬
‫و�سنحاول م�ساعدتكم للتوا�صل مع ذواتكم وايجاد حلول لهمومكم ب�أنف�سكم ‪..‬‬
‫وي�سعدنا �أن تتوا�صلوا معنا بم�ساهماتكم وتحكوا لنا عن م�شكالتكم فنحن خير �أمين على �أ�سراركم ‪ ..‬ال تن�سوا نحن في انتظار ر�سائلكم عبر البريد الإلكتروني‬
‫فضفضة‪.‬‬
‫‪mirfat@omandaily.om‬‬

‫طفلي يحطم ألعابه ‪ ..‬ماذا أفعل؟‬


‫م�شكلتي ب��د�أت م��ع ب�ل��وغ اب�ن��ي الوحيد �سن ال��راب�ع��ة ‪ ،‬ف��ول��دي ال�صغير‬
‫ووف� ��رت ف�ي��ه ك��اف��ة الأل �ع��اب ال �ت��ي ت�ن��ا��س��ب ��س�ن��ه �إال �أن م���س��اع��ي ذهبت‬
‫هباءمنثورا فابني العزيز حطم الألعاب و�أتلف معظمها ‪ ،‬وال �أدري كيف‬ ‫يحطم �أي �شيء تطاله يده وبعنف �شديد لدرجة �أنه يت�سبب �أحيانا كثيرة‬
‫�أت�صرف ف�أنا �أخ�شى �أن يكبر ومعه ه��ذا ال�سلوك وت�صبح ع��ادة عنده‪..‬‬ ‫بتجريح نف�سه ‪ ..‬لم يعد في منزلنا �شيء �سليم لم يتعر�ض للتحطيم �أو‬
‫�أحببت �أن �أف�ضف�ض معكم ع�سى �أن �أجد من يتوا�صل معي في همومي ‪.‬‬ ‫التخريب ‪ ،‬حتى عندما نذهب في زيارة لبيوت ال�صديقات ابني الوحيد‬
‫هناء‬ ‫من بين الأطفال الذي يثير الم�شكالت وي�شاغب ويحطم كل ما يجده‬
‫�أمامه لدرجة �أ�صبحت �أمتنع عن �أخذه معي تجنبا للإحراجات ‪ ،‬حاولت �أقول ل�صاحبة الر�سالة‪:‬‬
‫منعه مرارا بالتوبيخ وو�ضعه في غرفة منعزلة �إال �إنني كثيرا ما �أتراجع من الطبيعة التي فطر اهلل الإن�سان عليها حبه للمعرفة واكت�شاف ما‬
‫� �س �ن��ه خ �� �ص��و� �ص��ا ع �ن��دم��ا حوله والطفل فور خروجه من بطن �أمه يبد�أ بالنظر �إلى كل ما حوله‬ ‫وارح � � �م� � ��ه ل �� �ص �غ��ر‬
‫وال�ن�ح�ي��ب ‪ ،‬م��ؤخ��را واال�ستماع �إل��ى كافة الأ��ص��وات الجديدة التي لم ي�ألفها بعد ‪ ،‬وعندما‬ ‫ي �ب��د�أ بالبكاء‬
‫خ���ص���ص��ت له يبد�أ الطفل بالحركة والم�شي تبد�أ رحلته الحقيقية في اكت�شاف العالم‬
‫غ � ��رف � ��ة الجديد ل��ذا نجد �أن الطفل ع��ادة م��ا يقوم بمحاولة ع�ض الأل �ع��اب �أو‬
‫ل �ل �ع��ب تفكيكها و�أحيانا ودون ق�صد منه يقوم بتحطيمها �أو تك�سيرها وهناك‬
‫نوعان من الأطفال طفل يفعل ذلك عن غير ق�صد وهو طفل يحتاج �إلى‬
‫تعلم المهارة وهو طفل �شديد الف�ضول يحب تفكيك كل �شيء ‪� .‬أما الآخر‬
‫فهو الطفل ال��ذي يفعل ذل��ك عن ق�صد و ينبع ذل��ك من ع��داوة معينة‬
‫فتكـ�سير العاب وت�شويهها يدل على العدوانية‪.‬‬
‫�إن الطفل في هذا ال�سن يميل الى الحركة فال تجعليه حبي�سا للبيت‬
‫و�أمام �شا�شات التلفزيون �أو الألعاب الكترونية لأنه ثبت علميا �أن الألعاب‬
‫وم�شاهدة التلفاز �إحدى ا�سباب عدوانية وع�صبية الطفل ‪.‬‬
‫ويميل الطفل �إلى العدوانية عندما ي�شعر بالقلق �أو الخوف �أو الحرمان‬
‫م��ن عاطفة الأب��وي��ن �أو �أن يعاني م��ن ف��رط ف��ي الحركة وه�ن��اك بع�ض‬
‫الحلول التي يمكن تجربتها مع طفلك مثل �أخ��ذه ليلعب في الطبيعة‬
‫ك�شاطىء البحر �أو الحدائق والمنتزه حتى يفرغ طاقته وي�شعر بالتعب‬
‫فيحظى بنوم هادىء‬
‫�إال �أن �أف�ضل حل لذلك التعرف على �أ�سباب الحقيقية لتلك ال�سلوكيات‬
‫من خالل عر�ض حالة طفلك على المخت�صين �أن �أح�س�ست �أن �سلوكه‬
‫يخرج عن النطاق الطبيعي‪.‬‬

‫الشك والغيرة‬
‫كل شيء يرخص إذا كثر ‪..‬‬ ‫(مرثية لأحد طلبة الجامعة الذي وافته المنية �صباح الأربعاء‬

‫إال العلم‬
‫عزيزتي ‪ ......‬قر�أت في ملحق �شباب عمان عن مو�ضوع نار الغيرة وغيرة‬
‫المر�أة على زوجها اال �أنني �أعاني من العك�س ف�أن �أحب زوجي و�أع�شقه �أال �أنه‬ ‫الما�ضي في حادث �سير)‪.‬‬

‫لِمَ آ ا ْلرَائِعُ ون‬


‫يغار عليّ كثيرا لدرجة �أ�شعر معه باالختناق‪�.‬أنا متزوجة منذ فترة قريبة و�أعمل‬
‫في مكان مختلط ولهذا ال�سبب زوجي يغار علي بجنون وي�شك في كل �شيء‬
‫ت�صرفاتي وطريقة لب�سي وحديثي‪...‬الخ خ�صو�صا عندما �أتلقى ات�صاال من �أحد‬
‫الزمالء من العمل لمتابعة عمل ما ولكثرة الم�شاحنات التي تحدث بيننا قمت‬

‫لبهمـ الْغِ يَاب‪..‬؟!‬


‫يَسّ ُ‬
‫بتغيير رقم هاتفي �إال �إن ذلك لم يوقف غ�ضب زوجي وغيرته ‪ ،‬و�أنا �أحب زوجي‬
‫حبا كبيرا اال �أن غيرته ال�شديدة يعكر �صفو حياتنا على الرغم من طاعتي‬
‫ال�شديدة لكل طلباته ‪,‬لم �أعد �أطيق �شكه الم�ستمر ومراقبته لي ولكل ت�صرف‬ ‫التعامل مع هذه الفئة من الطالب فلي�س الطرد �أو‬ ‫ال تخلو �أي مدر�سة من عنا�صر المقاومة ف�أي مدر�سة‬
‫�أقوم به وكثيرا ما يوجه الي انتقادات �أمام �أ�سرته و�أهلي وهذا يثير حفيظتي‬ ‫الف�صل ب�أ�سلوب بل الثناء والنقد البناء هما �أ�سباب‬ ‫توجد بها العديد من الم�شكالت والعقبات وال�صعوبات‬
‫وعادة ما ينتهي اليوم بزعل بيننا‪ .‬فقط �أحببت �أن �أف�ضف�ض معكم من خالل‬ ‫التغير الذي �أدى �إلى وجود فئة من الطالب المجيدين‬ ‫والتي دائما و�أبدا ما ت�سعى �إدارة المدر�سة �إلى تذليلها‬ ‫حقا لِم الرَا ِئعُون يَ�سّ لِبهُم ا ْل ِغيَاب‪..‬؟ �أَو ِبمَعنَى �أَوْجَ ز لِلخَ يبَة‪ِ ,‬ل َم�آ يَقتَحِ ُم ُهمـ‬
‫هذه الم�ساحة ‪،‬هل هناك �أ�سباب للغيرة وال�شك وكيف �أتعامل مع الموقف‪.‬‬ ‫بالمدر�سة‪ ،‬حيث تعمل المدر�سة و�إداراتها على حث‬ ‫والحد منها وذلك من خالل التكاتف والتعاون بين‬ ‫ا ْلمَوت ُع ْنوَة ‪..‬؟! ِل َم�آ ا ْلنُجُ ومـ الْ�سَ اطِ عَة‪ ..‬يُلاَ حِ قُها الْظَ لاَ م ؛ َكمَّوت ُم�ؤَقَت؛‬
‫الطالب على التعليم وتح�صيل المعلومات والمعرفة‬ ‫�أع�ضاء الهيئة الإدارية والتدري�سية‪ ،‬وتختلف �أي�ضا‬ ‫كَحَ ت ٍّف ُم َقدَر‪..‬؟ ِل َم�آ اْلذِ ين يَحّ مِ لُون �أَ ْكثَر مِ ن رَغّ بَة فِي الحَ يَاة‪ ,‬هُ ْم مَن تُعدَم‬
‫�أقول ل�صاحبة هذه الر�سالة‪:‬‬ ‫من خالل البرامج والفعاليات التي ت�ساعد الطالب‬ ‫الطرائق الم�ستخدمة في عملية �إيجاد الحلول‬ ‫�أَنفَا�سَ هُم ؛ كَاغّ ِتيَال مُخَ طَ ط لَه‪.‬؟‬
‫على التم�سك بال�سلوكيات الحميدة والإيجابية والجيدة‬ ‫المنا�سبة للإ�شكاليات ب�أنواعها المختلفة في المدار�س‬ ‫�سُ حّ قاً ِلكُلِ ظَ لاَ م َي ّنهَب مِ نَا َبرِيق الْجَ مَال‪ ,‬وَ�سُ حّ قاً ِلذَاتِ �أَرَق َي ّعبَث ِب ُقلُو ِبنَا‪!..‬‬
‫كثيرا ما تردنا م�شكالت حول الغيرة وال�شك ‪،‬فال�شك والغيرة والحب عادة ما‬ ‫وبال �شعور تحولت تلك الممار�سات ال�سلبية �إلى �إيجابية‬ ‫وذلك حقيقة يعود �إلى �إدارة المدر�سة والعاملين بها‬ ‫َق ْب َل �أَيَّامـ َبرِيقاً �آَخَ ر �سُ لِبَ ‪َ ..‬ق ْب َل َ�أيَّام َق ََطفَ ا ْلمَوت رُوح �أَحَ د طَ لَبَة الْجامِ عَة‪..‬‬
‫تكون مترابطة فالحب ي�ؤدي الى الغيرة على المحب والغيرة المفرطة قد ت�ؤدي‬ ‫في الخلق وال�سلوك والتح�صيل الدرا�سي‪� ،‬إن مدر�سة‬ ‫وفي كيفية التعامل مع الم�شكلة‪ ،‬فنجد بع�ضا من‬ ‫زَمِ يلاَ ً يَع ُد َبرِي َقاً لِلجَ مَال‪.‬‬
‫الى ال�شك �إن توفرت لها الأ�سباب والدواعي ‪ ،‬وال�شك قد يحيل حياة ال�شخ�ص‬ ‫الفاروق هذا العام يوجد بها طفرة ثقافية علمية تربوية‬ ‫�إدارات المدار�س ت�سعى ال�ستخدام الالئحة التنظيمية‬ ‫لاَ ْ زِلتُ �أَ ّذكُر ِت ّل َكـ ْالأُم�سِ يَة الْ�شِ ع ِريَة‪َ ..‬ك ْانَت قَب َل َع ْامَين مِ نَ ْالآن تَقرِيبَا‪..‬‬
‫�إلى جحيم ‪ ،‬ويمكن تالفي ذلك �إن اعتمدنا على الثقة ك�أ�سا�س للعالقة بين‬ ‫قوية من خالل البرامج الإنمائية التي تقدم داخل‬ ‫ل�ش�ؤون الطالب والتي يندرج �ضمنها عقوبة الإنذارات‬ ‫و ََ�صلّتُ َم َع �شَ قِي َقتِي ُم َت�أَخِ رَة‪َ ,‬وكَان الْحُ ُ�ضور ا ْلنِ�سَ ائي قَد غَطّ ىَ جَ مِ يع‬
‫الطرفين خ�صو�صا �أن كان الطرف االخر به من المحا�سن والموا�صفات التي‬ ‫المدر�سة والتي تخدم جميع الطلبة وفي مختلف �أنواع‬ ‫والف�صل وا�ستدعاء ولي الأمر‪ ،‬وبع�ض الإدارات المتميزة‬ ‫َع�ضا مِ ن ا ْل َمقَاعِ د ا ْلمُخَ �صَ �صَ ة‬ ‫ا ْل َمقَاعِ د‪َ ,‬ف� ّأ�ضطَ َر ا ْلمُ�ش ِرفُون �أَنْ ُيزِيحوا َلنَا ب َ‬
‫تغفر له غيرته ال�شديدة ‪.‬‬ ‫العلوم والمعارف وفي �شتى المجاالت المعرفية من‬ ‫حقيقة ت�سعى لحل الم�شكالت ب�أ�سلوب علمي حديث‬ ‫لِل ُذكُور‪ ..‬وَقتَها حِ زتُ َعلَى َمقْعدٍ َي�أْتِي ِن َه ْايَة الْ�صَ ف‪ ..‬كَانَت ا ْلمَرة ا ْلثَانِية ا ْلتِي‬
‫خالل �إقامة المحا�ضرات التوعوية والندوات التثقيفية‬ ‫و�أخ�ص هنا مدر�سة الفاروق الثانوية بوالية الخابورة‬ ‫�أُ�صَ ادِف فِيهَا �شَ غَبْ َذ ِل َكـ الْطَ الِب‪� ...‬أَ ّو َق َف ْتنِي خِ فَة دَمّ ه‪ ,‬الاْ ِبتِ�سَ امَة الْجَ مِ يلَة‬
‫و�أعلمي �أن الغيرة وغمو�ض الت�صرفات قد تف�ضي الى ال�شك والبحث وراء‬ ‫والم�شاغل والحلقات التدريبية‪ ،‬وانني افتخر واعتز‬ ‫و�إدارتها حيث انتهجت �أ�سلوبا علميا حديثا يتما�شى مع‬ ‫ا ْلتِي تَ�سْ كُن مُحّ يَاه‪َ ,‬كاْن ُكلَمَا �أَ ْنهَىَ أَ�حَ د الْ�شُ َعرَاء ق َِ�صي َدتِه‪َ ,‬يقِف مُطَ ا ِلبَا‬
‫�أ�سباب �شكوكه ينقلك الى قيامك بت�صرفات ال مق�صودة قد تعتبر قرائن لإثارة‬ ‫ب�أنني �أحد المنت�سبين لهذه المدر�سة (النهرالجاري‬ ‫الطالب حيث �سعت �إدارة المدر�سة لتغيير كل الأفكار‬ ‫ِبتِكرَار ا ْلق َِ�صيدَة ذَاتها‪.‬‬
‫ال�شك ‪ ،‬وهذا يمكن تالفيه �إذا �أدركنا �أنه يجب علينا البدء مع الآخرين بالثقة‬ ‫المتدفق) والرافد الجميل الذي يفي�ض كل عام بالخير‬ ‫ال�سلبية التي �أخذت عنها بطريق الخط�أ وبطريقة‬ ‫بِحَ ق كَا َن َبرِيقَا لِلجَ مَال ِت ّلكـ َ الْليلَة‪َ ,‬عفَويَته‪ ,‬حَ يَو َيتِه‪ ,‬طَ رِي َقتِه فِي رَ�سم‬
‫و�أن تكون ت�صرفاتنا وا�ضحة وال تدعو الى الت�أويل ؛ ولنعلم �أن االن�سان �إذا �شك‬ ‫الكثير من خالل الطلبة الذين ي�شاركون في بناء هذا‬ ‫القيل والقال ب�سبب بع�ض ال�سلوكيات الفردية ال�صادرة‬ ‫ا ْل�ضَّ حكَة‪ ..‬اِح ِتكَارِه لِلنُكتَة‪َُ ..‬ك َل �شَ يء‪ ..‬لاَ ْ �أَن ُك َر �أَنَني ِبذَاتِ نَ�شوَة َ�أ ّنهَيتُ‬
‫حاول البحث وراء �شكوكه فال بد �سيجد قرائن تزيد من �شكه قد تكون حقيقية‬ ‫الوطن الرائع عمان تحت ظل القيادة الحكيمة لح�ضرة‬ ‫من فئة قليلة من طالب المدر�سة!! و�أي�ضا قامت‬ ‫َا�صيل َهذَا الْ�شَ اب‪ ,‬الْم�ش َت ِع َل نَ�شَ اطَ ا‪ ,‬ذُو‬ ‫حُ ُ�ضورِي هُ َن�آكـ‪َ ..‬وتَوالَت َب ّع َدهَا َتف ِ‬
‫�أو وهمية ‪ ،‬فهناك ت�صرفات قد تبدو من الفرد تكون غير مق�صودة ولكن تزيد‬ ‫�صاحب الجاللة ال�سلطان قابو�س بن �سعيد المعظم‬ ‫المدر�سة بالعمل على معالجة الفئة المذكورة والعمل‬ ‫الأَخلاَ ق ا ْل َرفِيعَة‪ ..‬والْوجّ ه الْطُ فُولِي‪ُ ,‬كلَمَا َت َق َر َر �أَنْ �أُ�صَ ادِفه فِي طَ رِيقِي‪ ,‬كَا َن‬
‫ال�شك ‪.‬‬ ‫‪ -‬حفظه اهلل ورعاه واعزه‪ ،‬واحب �أن �أ�شير �إلى نقطة‬ ‫على تحويل �سلوكياتها من ال�سلب �إلى االيجاب‪،‬‬ ‫عَليَّ �أَنْ �أَ ّبتَ�سِ مـ َو َفقَط ‪!.‬‬
‫حول ردة فعل بع�ض الأخوة الزمالء الذين يتذمرون‬ ‫حيث تحاول المدر�سة هذا العام ب�أن تعمل تحت �شعار‬ ‫ا ْليَومـ لاَ ْ �أَكتُب اِع ِتقَادِي َفقَط‪ ,‬بَلْ �أَنقُل �أَ�سَ فَ ا ْل َكثِيرِين َعلَى رَحِ يلِه‪� ...‬أَنقُل‬
‫وي�شك الإن�سان في �أمور كثيرة عندما ال يكون تقديره وحكمه على الأمور‬ ‫وب�شدة في حالة نقلهم �إلى المدر�سة المذكورة ومع‬ ‫(الثقافة لمن ي�شاء والثقافة في كل اتجاه والثقافة من‬ ‫الأ ّر ِوقَة ا ْلتِي‬‫َ�صرّخَ ات �أ َّ�صحَ ابِه الْ�صَ امِ تَة‪ ,‬وَنحِ يب أَ�هلِه َو�أَحّ بَابِه‪َ ,‬وفَجِ يعَة ْ َ‬
‫والم�سائل حكما �صحيحا ‪ ،‬وعادة ما يلج�أ ال�شخ�ص �إلى ال�شك في حكمه على‬ ‫�شديد االحترام والتقدير لأخوتي وزمالئي المعلمين‬ ‫اجل الغد) وذلك لغر�س �أهداف علمية وتربوية عدة‬ ‫َغزَاهَا �شَ َغبِه‪ ..‬وَا ْليَومـ َفقَط �أَتَ�سَ اءَل لِم ا ْلرَا ِئعُون يَ�سّ حَ قهُم ا ْل ِغيَاب‪..‬؟! ِلمَا‬
‫الأ�شياء دون �أن يكون على بينة �صحيحة ‪ ،‬علما ب�أن ال�شك لي�س طريقا �سليما‬ ‫�أحب اي�صال ر�سالة مفادها ب�أن مدر�سة الفاروق �صرح‬ ‫تهدف �إلى اخراج جيل واع على درجة كبيرة من العلم‬ ‫الْذِ ين يُحّ دِ ثُون نُدبَا بِا ْلذَا ِكرَة هُ مـ مَنْ َت َق َر َر �أَنْ نُحَ ِر َر ِذ ّكرَاهُ م‪ِ ..‬لمَا ْلمُ�سَ ا ِفرَون‬
‫للو�صول �إلى الحقيقة ويختلف ال�شك من �شخ�ص لآخر ح�سب ثقافة الفرد‬ ‫ومنبر علمي متميز ويتمنى الجميع �أن ينتمي اليه‪ ،‬ان‬ ‫والمعرفة وانتهجت �أ�سلوبا جديدا بعيدا عن الف�صل‬ ‫ِبذَا ِك َر ِتنَا‪ُ ,‬ي ْن َت َزعُون مِ نَا َغ ّفلَة‪..‬؟ ِل َم ل َم َيكُنْ �آَخِ ر ل َم يَبعَث َبرِيقَا‪ ,‬وَل َم َي َت َقرَر‬
‫وذكائه وم�ستواه العلمي والبيئة التي ن�ش�أ فيها ‪ ،‬كذلك يتراوح ال�شك من نقد‬ ‫طلبة الفاروق هذا العام عاهدوا اهلل وعاهدوا �أنف�سهم‬ ‫والعقاب وا�ستدعاء ولي الأمر وغيرها من العقوبات‬ ‫�أَنْ يَ�سّ كُن ذَا ِكرَة �أَحَ دهُ مـ‪..‬؟ ِلمَا ا ْل ُم َتمَ�سِ كًون بِالحَ يَاة هُ مـ مَنْ حُ ِّررَت تَذ ِكرَة‬
‫عابر وبين الإرتياب الحاد ويمكن مالحظة بوادر ال�شك في الفرد من �سن‬ ‫ب�أن يكونوا من المجيدين والمبدعين علميا و�سلوكيا‪،‬‬ ‫التي ت�ستخدم لحل الم�شكالت‪ ،‬فلج�أت �إلى ا�ستخدام‬ ‫رَحِ ي ُلهُم؟‬
‫المراهقة خ�صو�صا �إن كانت البيئة المحيطة بيئة يمار�س فيها الأبوان ال�شك‬ ‫و�أخيرا كل ال�شكر والتقدير لمدير عام المنطقة على‬ ‫الترغيب في المعرفة والعلم التي �ستكون ذات نفع‬ ‫ِل َم تُلاَ حِ ُقنَا َل ْع َن ُة الْحَ وَادِث‪..‬؟ َواْغ ِت َيالاَ ت الْ�شَ وَارِع وَالْطُ رق‪..‬؟ َمتَى َنقُول‬
‫على الآخر فيت�أثر الطفل واحيانا �أخرى قد تكون �سلوكيات الفرد ومغامراته‬ ‫ايالئه واهتمامه ال�شخ�صي بمتابعة كل الم�ستجدات‬ ‫على هذا الجيل عندما يدخل معترك الحياة الجديدة‬ ‫لِلحَ وَادِث َكفَىَ �أَرَقاً‪.‬؟ َكفَىَ �سَ ّلبَا ِللأَروَاح‪� !..‬سُ رعَة‪َ ,‬تهَور‪ ,‬حَ ادِثٌ ُمرّعِ ب‪ ,‬وَخَ َب ٌر‬
‫الن�سائية الكثيرة �سببا مبا�شر في عدم ثقته في �أي امر�أة كانت “كل يرى النا�س‬ ‫التربوية وحر�صه ال�شديد على �أن تكون المدر�سة �أحد‬ ‫بعد االنتهاء من الدرا�سة ‪ ،‬وتحاول المدر�سة ان تحقق‬ ‫َتقّ�شَ عِر َل ُه َْالأ ّبدَان‪ ..‬طَ الِبٌ َعلَىَ مَ�شَ ار ِِف ا ْلتَخَ رُج �سَ حَ َق ُه ا ْلمَوت‪َ ...‬و�آخَ ر َب َد�أَ‬
‫بعين طبعه” في�شك في زوجته وبناته و�أخواته ‪� ،‬إن الحوار وتجنب م�سببات‬ ‫القالع التربوية التي ي�شار �إليها بالبنان في الباطنة‬ ‫توا�صال فعاال بينها وبين المجتمع وكل الم�ؤ�س�سات ذات‬ ‫َت ّواً َع َب َث ُه َم َع َق َد َر الْدِ رَا�سَ ة الْجَ امِ عيَة ‪.‬‬
‫�أثارة ال�شك في نف�س الطرف الآخر �أف�ضل طريقة للتعامل مع الموقف كما ان‬ ‫�شمال وال�شكر مو�صول لمدير المدر�سة وكافة �أع�ضاء‬ ‫العالقة من اجل التغلب على كل المعيقات والحواجز‬ ‫(حِ ي َنمَا �سَ مِ عتُ الْخَ بَر‪َ ,‬م َّر �شَ رِيطَ ا ْلذَا ِكرَة َعلَىَ عَجَ ل َو َفقَط كُنتُ قَا ِدرَة‬
‫�أظهار الحب والرعاية والمزيد من االهتمام بزوجك �سي�شعرانه باالمان وانك‬ ‫الهيئة التدري�سية بالمدر�سة على جهودهم الملمو�سة‬ ‫التي تعيق الم�سيرة التعليمية في هذه المدر�سة‪ ،‬وت�سعى‬ ‫َعلَىَ ا ْل َهم ِّ�س ِباْ�ستِفهَا ٍم وَحِ يد " ِل َم ا ْلرَا ِئعُون يَ�سّ لِب ُهمـ ا ْلمَوتَ مِ نَا ‪َ ,‬ويَ�سّ حَ ق ُهمـ‬
‫قريبة منه ‪ ،‬حاولي دائما التحاور معه بلطف وحب وال تكوني جافة في �أ�سلوبك‬ ‫ولنتذكر دائما ب�أن كل �شي يرخ�ص �إذا كثر!! �إال العلم‬ ‫المدر�سة في هذا العام لإحداث تغيير قوي داخل البيئة‬ ‫ا ْل ِغيَاب‪..‬؟" ) ‪..‬‬
‫ف�إن الكلمة الطيبة والأ�سلوب الهادىء العاطفي واختيار الوقت المنا�سب للحوار‬ ‫ف�أنه �إذا كثر غال‪.،،،،،،،،،،،،،،،‬‬ ‫المدر�سية وهذا هو المحمود في المو�ضوع فالتغيير‬ ‫"الل ُه َّم لاَ اع ِت َراْ�ض َعلَىَ مَ�شِ يئَتك‪".‬‬
‫دون �إ�شراك طرف �آخر �سيجعل زوجك يتفهم موقفك و�أ�سباب ا�ستيائك ‪ .‬كوني‬ ‫لي�س (الئحة �ش�ؤون الطالب) ولكن التغيير المعرفي‬
‫�صبورة ‪.‬‬ ‫علي بن عبداهلل البلو�شي‬ ‫والفكري للطالب ‪� ،‬صدقا انه �أ�سلوب راق ومميز في‬ ‫بِقَلَم‪ :‬مريم الفزارية‬
‫عال‬
‫تعليم ٍ‬ ‫‪12‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫بين المشاركة والتجاهل‬


‫األنشطة الطالبية ضرورة وليست ترفيه ًا‬

‫استطالع ‪ -‬خلــود الفــزارية‬


‫الن�شاط الطالبي �ضرورة ذهنية وبدنية ولي�س مجرد ترفيه وهو بوابة االنخراط والتفاعل المجتمعي الإيجابي وجميع المراحل الدرا�سية �سواء كانت في‬
‫�سني التعليم الأ�سا�سي �أو الجامعي تركز على الأن�شطة لكونها تنمي مقدرة وطاقة العقل لدى الإن�سان �سواء كان الن�شاط ريا�ضيا �أم ثقافيا �أم فنيا‪� ،‬أو غيره من‬
‫الأن�شطة‪ .‬و�أحيانا ن�صادف �شبابا في غير �أوقات الدرا�سة يتدربون ويقومون بن�شاطات جامعية ويبدعون فيها‪ ،‬مع الحفاظ على م�ستواهم الدرا�سي‪ .‬في حين‬
‫يق�ضي البع�ض من زمالئهم الآخرين �أوقاتهم في الدرا�سة فقط وربما يهدرون معظم الوقت في النوم والتحدث واال�ستماع �إلى ما ال فائدة منه‪ .‬وال�س�ؤال الذي‬
‫نطرحه هنا على �شبابنا ‪ ..‬لماذا ال ي�ستغل الطالب وقت فراغه في ممار�سة ن�شاطات مفيدة ومتعددة؟ وهل الخيارات متاحة للطلبة �أم �أنها لفئة دون �أخرى؟‬

‫سامي اليوسفي‬
‫بعمل الم�سابقات �أي�ضا‪ ،‬كما ننظم‬ ‫ي�شاركون في الأن�شطة‪ ،‬فالم�شاركات‬ ‫ضغوطات الدراسة‬
‫بع�ض الأن�شطة الثقافية في ال�سكن‬ ‫فر�ص ولكن لم ت�سنح لي الفر�صة‪،‬‬
‫الداخلي‪.‬‬ ‫ولم �أنتبه للإعالنات ولم ينبهني‬ ‫تقول �أحالم الدرعية‪ :‬لدينا �أن�شطة‬
‫�إليها �أحد و�إذا �صادفتها ربما �أ�شارك‪.‬‬ ‫جامعية متنوعة ولكنني لم �أ�شارك‬
‫اهتمام الكليات باألنشطة‬ ‫ويقول محمد الم�شايخي �أهوى‬ ‫فيها حتى الآن ب�سبب �ضغوطات‬
‫ريا�ضة كرة القدم‪� ،‬إال �أنني لم �أ�شارك‬ ‫الدرا�سة‪ .‬و�أنا �أكتب ال�شعر وحاليا‬
‫من جانبه يو�ضح �سامي اليو�سفي‬ ‫ب�سبب �ضغوط العمل‪ .‬ف�أنا �أعمل في‬ ‫قامت �إدارة الجامعة ب�إن�شاء منتدى‬
‫مدير الإدارة والخدمات في كلية‬ ‫الفترة ال�صباحية وتكون الدرا�سة‬ ‫�صممه �أحد الطالب وبد�أت في‬
‫مجان‪« :‬كلية مجان �أول كلية‬ ‫في فترة الم�ساء‪ ،‬والعائق هو عدم‬ ‫الم�شاركة ببع�ض الكتابات‪.‬ويوافقها‬
‫جامعية بال�سلطنة‪ ،‬وكان اهتمامها‬ ‫توافر الوقت الكافي‪.‬وبالن�سبة لأمل‬ ‫في الر�أي �سالم ال�شحيمي ويقول‪� :‬أنا‬
‫في المرتبة الأولى جانب الأن�شطة‬ ‫العفارية ف�إنها تقول‪ :‬الأن�شطة‬ ‫في ال�سنة الدرا�سية الثالثة‪ .‬و�أعتقد‬
‫الطالبية‪ .‬وتقوم �إدارة الكلية‬ ‫موجودة وتوجد �إعالنات تنبه‬ ‫ب�أنني مق�صر في جانب الريا�ضة‪،‬‬
‫�إليها ‪ ،‬و�أنا �أحاول �أن اق�سم وقتي‬
‫حمد الفجراوني ويوسف الهادي‬ ‫بعمل �أن�شطة ثقافية وفنية ودينية‬ ‫حيث لم ا�شترك �إلى الآن‪ ،‬ولكن‬
‫وريا�ضية»‪ .‬وفي ال�سنوات الما�ضية‬ ‫من �أجل الم�شاركة‪.‬في حين تقول‬ ‫ال�سبب الرئي�سي اهتمامي بالدرا�سة‪،‬‬ ‫زهرة الحبسية‬
‫حققت العديد من الإنجازات محليا‬ ‫عائ�شة العمورية‪ :‬توجد الكثير من‬ ‫لذلك لي�س لدي الوقت للم�شاركة‪.‬‬
‫ودوليا وحازت على المركز الأول في‬ ‫الأن�شطة الريا�ضية والثقافية‪ .‬و�أريد‬
‫عدد كبير من الم�شاركات‪ ،‬كما مثلت‬ ‫الم�شاركة ولكن �أحيانا تت�صادف‬ ‫قلة اهتمام‬
‫ال�سلطنة في م�سابقات عالمية وحازت‬ ‫�أوقات المنا�سبات واالمتحانات‪.‬‬
‫على المراكز الأولى‪ .‬وا�ستطرد قائال‬ ‫وتقول فايزة الحرا�صية‪ :‬لي�ست‬
‫‪« :‬يقام كل �سنة يوم مفتوح للأن�شطة‬ ‫المشاركات تقود للتقدم‬ ‫لدي م�شاركات �أو �أن�شطة لأنني ل�ست‬
‫نحن �أول من �سن هذا اليوم بين‬ ‫متابعة لأي ن�شاط من حولي‪ .‬على‬
‫جامعات ال�سلطنة»‪.‬‬ ‫حمد الفجراني يقول‪ :‬هناك �أن�شطة‬ ‫الرغم من كثرة الإعالنات عنه‪ .‬كما‬
‫كما �أن �إدارة الكلية تقدم لكل طالب‬ ‫طالبية وقد �شاركت في الم�سرح‬ ‫يعلن عن دعوات لبع�ض الحفالت‬
‫في ال�سنة الأولى عند الت�سجيل‬ ‫وفي �إحدى البطوالت الجامعية‪.‬‬ ‫ولكن ربما قلة اهتمام من جانبي‬
‫ا�ستمارة الأن�شطة التي ي�سجل فيها‬ ‫كما �أن م�ستوى الطالب في الجانب‬ ‫والتخوف من الم�شاركة‪.‬وتقول‬
‫ميوله ورغباته‪ ،‬وهواياته‪ ،‬وندعو‬ ‫الكروي والم�سرحي تقدم كثيرا من‬ ‫غ�صون بنت عبداهلل ح�سن‪ :‬الى الآن‬
‫جميع الطالب �إلى تعبئة ا�ستمارة‬ ‫قبل الم�شاركات‪ .‬يو�سف الهادي قال‪:‬‬ ‫لم �أقابل �إعالنا في جانب الأن�شطة‬
‫أمل العفارية وعائشة العمورية‬ ‫الأن�شطة من �أجل التوا�صل مع الإدارة‬ ‫لي م�شاركات في كرة القدم وهناك‬ ‫و�أنا من النوع الذي يتحم�س‬
‫للم�شاركة في مختلف الن�شاطات‪.‬‬ ‫اهتمام من الإدارة في بع�ض المراحل‬ ‫يوسف المقبالي ومحسن المعمري‬
‫للم�شاركة‪ .‬ولكن بما �أنني في الف�صل‬
‫واحتفلت الكلية هذا العام بمرور‬ ‫كما �أن هناك �أن�شطة �أخرى‪.‬ويعترف‬ ‫الأول من ال�سنة الدرا�سية الأولى‬
‫‪ 15‬عاما وكانت االحتفاالت متتابعة‬ ‫�سف المقبالي ‪ :‬لي�ست لدي اهتمامات‬ ‫فال بد �أن تتاح لي الفر�صة في الأيام‬
‫والأن�شطة متنوعة والفعاليات على‬ ‫ولم تتح لي الفر�صة وهناك فريق‬ ‫المقبلة‪ ،‬ولكن من خالل مالحظتي‬
‫مدار �أ�سبوعين مع معر�ض م�صاحب‪.‬‬ ‫ريا�ضي وم�سرحي ويوجد العديد‬ ‫�أن التركيز في المباريات الريا�ضية‬
‫والأن�شطة ثقافية وريا�ضية‬ ‫من الطالب الن�شطين و�إذا كان‬ ‫يكون على الذكور فقط!‪.‬‬
‫وم�سرحية ودينية‪ ،‬كما احتفلت‬ ‫هناك �أي رحالت �س�أ�شارك فيها‪.‬‬
‫بالعيد الوطني في ال�سكن الداخلي‪،‬‬ ‫�أما مح�سن المعمري فيقول‪ :‬لي�ست‬ ‫حماس دون مشاركة‬
‫و�أقامت حلقة عمل في مجال تنمية‬ ‫لدي م�شاركات لأن لدي اهتمامات‬
‫المهارات‪.‬‬ ‫�أخرى‪.‬في حين تقول زهرة الحب�سية‬ ‫وتقول �آالء عطاري‪� :‬أنا �أي�ضا في‬
‫الطلبة يرغبون في الم�شاركة‪ ،‬و�إذا‬ ‫يوجد العديد من الن�شاطات وبع�ض‬ ‫الف�صل الأول من ال�سنة الدرا�سية‬
‫كان هناك �أي تردد ينبغي عليهم‬ ‫الأن�شطة ت�أتي ح�سب المنا�سبات‬ ‫الأولى و�أجيد الر�سم‪ .‬ومتحم�سة‬
‫�إزالته لأن الو�سائل متاحة �أمامهم‬ ‫وبذلك تكون متنوعة‪ ،‬و�أنا �أقوم بعمل‬ ‫كثيرا للم�شاركة في حال �أقيمت‬
‫من �أجل الم�شاركة والعطاء‪ .‬ولكن‬ ‫�أم�سيات الطالبات مع الم�ساهمة في‬
‫آالء عطاري وغصون عبداهلل‬ ‫م�سابقة للر�سم‪.‬بينما يقول �سليمان‬
‫يبقى لكل طالب ر�أيه الخا�ص‪.‬‬ ‫تنظيم الأن�شطة العامة‪ .‬وكذلك نقوم‬ ‫ال�شبيبي‪ :‬هناك الكثير من ال�شباب‬ ‫سالم الشحيمي وسليمان الشبيبي‬
‫عال ‪13‬‬
‫تعليم ٍ‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫تسهيالت في اإلجراءات وسداد المصروفات‬


‫نائب رئيس جامعة حضرموت يشيد بالمشاركات الطالبية العمانية في أسبوع الطالب‬
‫محاكاة العادات والتقاليد والموروث الثقافي وال�شعبي‬ ‫حضرموت ‪ -‬صالح مبارك‬
‫العماني الأ�صيل‪.‬‬
‫�أبدى الأ�ستاذ الدكتور في�صل م�سلم نائب رئي�س جامعة‬
‫ووجه نائب رئي�س الجامعة بتقديم كافة الت�سهيالت‬ ‫ح�ضرموت ل�ش�ؤون الطالب ترحيبه بم�شاركة الطالب‬
‫للطالب العمانيين وبما يمكنهم م��ن اال�ستقرار في‬ ‫العمانيين في فعاليات �أ�سبوع الطالب الجامعي الذي‬
‫درا�ستهم بمختلف كليات الجامعة وتوجيه المخت�صين‬ ‫�سيقام ف��ي م��اي��و ال �ق��ادم م��ن خ�ل�ال تخ�صي�ص جناح‬
‫ب ��الإدارة العامة للقبول والت�سجيل بت�سهيل و�سرعة‬ ‫متكامل في المعر�ض العام الذي �سيقام �ضمن منا�شط‬
‫�إتمام �إج��راءات الطالب بما في ذلك تق�سيط الر�سوم‬ ‫هذا الأ�سبوع في القاعة الكبرى للمعار�ض والم�ؤتمرات‬
‫ال��درا��س�ي��ة ع�ل��ى ق�سطين ي��دف�ع��ان ف��ي الف�صل الأول‬ ‫ال��دول�ي��ة بمدينة المكال وذل��ك لعر�ض ت��راث وفنون‬
‫وف��ي ال�ف���ص��ل ال��درا� �س��ي ال�ث��ان��ي ب��دال م��ن دف�ع�ه��ا م��رة‬ ‫عمان الأ�صيلة‪.‬‬
‫واح ��دة ت�سهيال ل�ل�ط�لاب العمانيين وت�شجيعاً لهم‬
‫على االنتظام ف��ي ا�ستكمال تعليمهم الجامعي وفقاً‬ ‫و�أ�شاد م�سلم لدى ا�ستقباله عددا من الطالب العمانيين‬
‫وللأنظمة المتبعة في الجامعة‪.‬‬ ‫الدرا�سين في كليات الجامعة وفي ح�ضور مبارك بو‬
‫منذر مدير عام القبول والت�سجيل بالجامعة‪ ،‬بم�شاركة‬
‫من جانبه �أب��دى الطالب حاتم �سعيد الهاللي با�سم‬ ‫الطالب العمانيين في �أ�سبوع الطالب الما�ضي بجامعة‬
‫ال�ط�لاب العمانيين تقديره لتوجيهات ن��ائ��ب رئي�س‬ ‫ح���ض��رم��وت وت �ن��وع منا�شطهم الثقافية والريا�ضية‬
‫الجامعة ل�ش�ؤون الطالب ودعمه وحر�صه على تقديم‬ ‫والفنية والتراثية وما تميزوا به من حيوية في �إنجاح‬
‫كافة الت�سهيالت �أمام الطالب العمانيين بما يمكنهم‬ ‫فعاليات هذا الأ�سبوع وما حظي به جناح ال�سلطنة في‬
‫م��ن اال��س�ت�ق��رار ف��ي ال��درا��س��ة الجامعية وك��ذا توطيد‬ ‫المعر�ض العام من اقبال كبير وا�ستح�سان الجمهور‬
‫العالقات الأ�سرية اليمنية العمانية و�إ�شعارهم ب�أنهم‬ ‫ل�م��ا ع��ر���ض ف�ي��ه م��ن م�ع��رو��ض��ات ومقتنيات وم�لام��ح‬
‫الأ�ستاذ الدكتور في�صل م�سلم نائب رئي�س جامعة ح�ضرموت ل�ش�ؤون الطالب‬ ‫في بلدهم وبين �أ�سرتهم وتخفيف حدة الغربة عنهم‪.‬‬ ‫مختلفة م��ن �صور النه�ضة ف��ي عمان بالإ�ضافة الى‬

‫شفاء لما في الصدور‬ ‫نشاط ملحوظ لمجموعة‬

‫كتب ‪ -‬علــي الغـافري‬

‫ا��س�ت���ض��اف��ت ك�ل�ي��ة ال �ب �ي��ان ف��ي �إط� ��ار ال�ب��رن��ام��ج‬


‫اإلبداع‬
‫في كلية اآلداب‬
‫ال�ث�ق��اف��ي للف�صل ال��درا��س��ي ال�ح��ال��ي ‪ ،‬ف�ضيلة‬
‫ال�شيخ خالد بن محمد العبدلي �أ�ستاذ محا�ضر‬
‫بمعهد ال�ع�ل��وم ال�شرعية بم�سقط ال��ذي القى‬
‫محا�ضرة ب�ع�ن��وان «ه��ذه حقيقة ال�شفاء التي‬
‫يبحث عنها الكثير » وتناول فيها ف�ضيلته البعد‬
‫ال�شفائي للقر�آن الكريم في حياة الم�ؤمنين‪،‬‬
‫وقال‪� :‬إن القر�آن �شفاء ورحمة للم�ؤمنين و�شفاء‬
‫لما في ال�صدور من �أمرا�ض الجهل و ال�شرك‬
‫وال�ك�ف��ر وال�ن�ف��اق والأخ �ل�اق ال��ردي�ئ��ة كالح�سد‬
‫والغ�ش‪ ،‬وكذلك ي�شفي من الأمرا�ض الع�ضوية‬
‫كال�صداع و�سائر الأوج ��اع التي تعر�ض للبدن‬
‫كما دلت على ذلك �سنة الر�سول �صلى اهلل عليه‬
‫و�سلم‪ ،‬و�شدد العبدلي على �أهمية تدبر معاني‬
‫ال �ق��ر�آن ال�ك��ري��م و�إط��ال��ة ال�ت��أم��ل والتفكير في‬
‫الفكر معاني �آياته لكي يطلع العبد على معالم‬
‫الخير وال�شر‪ ،‬مما يثبت قواعد الإيمان في قلبه‬
‫ويوطد �أرك��ان��ه وتعطيه فرقانا ون��ورا يفرق به‬

‫‪00‬‬
‫بين الهدى وال�ضالل‪.‬‬

‫استعداداً لبطولة مؤسسات التعليم العالي‬

‫معنويات فريق كلية مسقط ارتفعت بعد الفوز بالبطولة الودية‬


‫ت��زخ��ر ج��ام�ع�ت�ن��ا وك�ل�ي��ات�ن��ا ب��ال�ع��دي��د م��ن ال�ط�لاب‬
‫المبادرين م��ن �أ��ص�ح��اب الفكر والعمل التطوعي‬
‫ال��ذي��ن ينخرطون ف��ي �أن�شطة الكليات المختلفة‬
‫وم��ن ه� ��ؤالء مجموعة الإب� ��داع الإع�ل�ام��ي �إح��دى‬
‫المجموعات التابعة لجماعة كلية الآداب والعلوم‬
‫االج�ت�م��اع�ي��ة وه ��ي ت���ض��م ث�ل�اث ل �ج��ان ه��ي لجنة‬
‫العالقات العامة ولجنة الإذاعة والتلفزيون ولجنة‬
‫ال�صحافة والن�شر الإلكتروني‪ .‬وتهدف المجموعة‬
‫�إلى تعريف طلبة وطالبات الجامعة بق�سم الإعالم‬
‫وطبيعة العمل الإعالمي والتعريف ب�أهميته ودوره‬
‫في توثيق العالقات بين ق�سم الإعالم والم�ؤ�س�سات‬
‫الإعالمية داخل وخارج ال�سلطنة‪.‬‬
‫ك �م��ا ت �ه��دف ال�م�ج�م��وع��ة �إل� ��ى ت�غ�ط�ي��ة ال�ف�ع��ال�ي��ات‬
‫والأن�شطة التي تقام في الجامعة �إعالميا ون�شرها‬
‫في ال�صحافة الجامعية والخارجية وتبني القدرات‬
‫والمواهب الإعالمية و�إبرازها من خالل الفعاليات‬
‫التي تقيمها المجموعة‪ .‬وق��د �شاركت المجموعة‬
‫في العديد من الفعاليات في هذا العام ومن �أهم‬
‫ه��ذا الفعاليات فعالية االحتفال بالعيد الوطني‪.‬‬
‫و�أقامت العديد من الدورات مثل دورة الفوتو�شوب‬
‫التي قام بتقديمها �سلطان العزري ودورة الت�صوير‬
‫ال���ض��وئ��ي ال �ت��ي ق��دم�ه��ا ال�م���ص��ور ال�ع�م��ان��ي عو�ض‬
‫ال�سعدوني والعديد من الدورات في مجال الإذاعة‬
‫والتلفزيون مثل �أفكار الأفالم الق�صيرة ودورة عن‬
‫الت�صوير ودورة عن المونتاج‪ .‬و�شاركت المجموعة‬
‫في تغطية العديد من الفعاليات في الجامعة مثل‬
‫كدافع للطالب ل�ضرورة بذل المزيد من الجهد خالل الم�سابقات‬ ‫ما زالت �أ�صداء فوز كلية م�سقط الجامعية بك�أ�س البطولة الودية وبقدرتهم على تحقيق المزيد‪.‬‬ ‫م��ؤت�م��ر ك��را��س��ي �صاحب ال�ج�لال��ة وال�م���ش��ارك��ة في‬
‫الريا�ضية القادمة‪.‬‬ ‫لكرة القدم الخما�سية لطالب م�ؤ�س�سات التعليم العالي التي‬ ‫�إعداد مالحق التخرج وكتابة الأخبار عن فعاليات‬
‫نظمتها كليات العلوم التطبيقية ‪ -‬وزارة التعليم العالي ‪ -‬بال�صالة وتحدث وائل ح�سني م�شرف الن�شاط الريا�ضي بالكلية ومدرب‬ ‫الجامعة و�إعدادها‪.‬‬
‫المغطاة بمجمع ال�سلطان قابو�س الريا�ضي‪ ،‬تتوالى بعد ت�صدر الفريق قائال‪ :‬ان م�شاركتنا في الدورة جاءت �ضمن ا�ستعدادات و�أ�ضاف‪� :‬إن جميع الطالب والكليات الم�شاركة فائزون فمثل‬
‫فريق الكلية للترتيب العام بر�صيد (‪ 4‬نقاط)‪ .‬وتعبيرا عن ال�سعادة الفريق للم�شاركة في بطولة كرة القدم الخما�سية الثانية هذه الدورات الريا�ضية يجب �أال تتعدى كونها ن�شاطا طالبيا‬
‫بالفوز يقول الطالب علي بيت �سعيد‪� :‬إن البطولة جاءت مفيدة وتم لطالب م�ؤ�س�سات التعليم العالي التي تنظم تحت مظلة اللجنة لطالب م�ؤ�س�سات التعليم العالي فهي تهدف �إلى تعارف الطالب‬
‫اال�ستعداد جيداً للم�شاركة القادمة في بطولة كرة القدم الخما�سية العمانية للريا�ضة الجامعية والوقوف على حالة الفريق من حيث وتبادل خبراتهم وكذلك تدريب الطالب على مهارات القيادة‬
‫القادمة التي تنظم تحت مظلة اللجنة العمانية للريا�ضة الجامعية الإيجابيات وال�سلبيات‪ ،‬ولزيادة معدل اللياقة البدنية للفريق وتحمل الم�س�ؤولية وفي النهاية �أود �أن �أتقدم بجزل ال�شكر لكافة‬
‫ومن الجميل �أن ن�ستهل م�شوار بطوالت هذا العام بك�أ�س يدعم ثقة طلبت من منظمي البطولة �أن �أ�شارك في مباراتين متتاليتين الم�س�ؤولين عن تنظيم هذه الدورة لما قدموه من جهد ي�ستحق‬
‫الكلية ومدربها وعنا�صر الفريق وكذلك ثقة الطالب ب�أنف�سهم دون راحة بينهما وهذا ما حدث بالفعل وجاءت ك�أ�س البطولة االحترام والتقدير‪.‬‬
‫منتديات ‪ .‬كوم‬ ‫‪14‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫مساحة متجددة من عوالم اإلنترنت ‪..‬فهل تكون مساهما فيها بالكتابة الهادفة؟‬

‫اتجاهات‬
‫معاصرة‬
‫سبب تغيير قانون في أمريكا‪ ..‬قصة واقعية‬
‫حممود عبد املق�صود‬

‫هكذا المرأة‬
‫روزا بارك�س‬
‫�شعور بالتوج�س ينتابني بمجرد �سماعي لأجرا�س هاتفي‪ ،‬ينقب�ض معها‬
‫في �أمريكا لال�ستيقاظ‪ ،‬بحيث تع َدّل و�ضع ال�سود‪ .‬وقد تم �شراء‬ ‫و�صعد الركاب و�إذ بالحافلة ممتلئة‪ ،‬وبهدوء اتجه رجل ابي�ض‬ ‫في �إح��دى �أم�سيات �شهر دي�سمبر عام ‪ 1955‬الباردة جمعت «روزا‬
‫قلبي وينب�سط ‪..‬يعلو ويهبط‪ ..‬يروح وي�أتي‪ ..‬يب�شر ويحذر‪ ..‬فبمجرد‬
‫الحافلة بمبلغ ‪� 492‬ألف دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫�إل��ى حيث تجل�س (روزا) منتظرا �أن تف�سح ل��ه ال�م�ج��ال‪ ،‬لكنها‬ ‫بارك�س» ذات الب�شرة ال�سمراء التي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت‬
‫�سماعه �سرعان ما يختزل عقلي �سيناريوهات عديدة لطارق هاتفي‬
‫وبعد �أن بلغت روزا بارك�س الثمانين من العمر‪ ،‬تذكر في كتاب‬ ‫ويا للعجب نظرت له في ال مباالة وع��ادت لتطالع الطريق مرة‬ ‫للعودة �إلى بيتها بعد يوم من العمل ال�شاق الم�ضني‪ ،‬م�شت روزا‬
‫ونبرات �صوته وكيف �سينطق على قول ثقيل‪ ..‬فاجدني �أذوب في عالم‬
‫��ص��در لها الح�ق�اً بعنوان «ال �ق��وة ال�ه��ادئ��ة» ع��ام ‪ 1994‬بع�ضا مما‬ ‫�أخرى!!!‪.‬ثارت ثائرة الرجل الأبي�ض‪ ،‬و�أخذ الركاب البي�ض في‬ ‫في ال�شارع تحت�ضن حقيبتها م�ستمدة منها بع�ض الدفء اللذيذ‪.‬‬
‫�آخر‪� ..‬أهرب بنف�سي‪� ..‬أفر �أعدو انطلق يمينا �شماال لي�س بمهم‪ .‬المهم‬
‫اع�ت�م��ل ف��ي م�شاعرها �آن� ��ذاك ف�ت�ق��ول‪« :‬ف��ي ذل��ك ال �ي��وم ت��ذك��رت‬ ‫�سب (روزا) والتوعد لها �إن لم تقم من فورها وتجل�س الرجل‬ ‫التفتت يمنة وي�سرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي‬
‫�أن �أهرب بعيدا بعيدا من �سماع القول الثقيل!! الذي �أخ�شى �سماعه �أو‬
‫�أجدادي و�آبائي‪ ،‬والتج�أت �إلى اهلل‪ ،‬ف�أعطاني القوة التي يمنحها‬ ‫الأبي�ض الواقف‪.‬‬ ‫تقلها �إلى وجهتها‪ ،‬و�أثناء وقوفها الذي ا�ستمر لع�شر دقائق كانت‬
‫�أرف�ض �سماعه‪ ..‬هكذا ي�شكل عندي جر�س هاتفي نوعا من الهو�س لدرجة‬
‫للم�ست�ضعفين»‪.‬‬ ‫لكنها �أبت و�أ�صرت على موقفها‪ ،‬فما كان من �سائق الحافلة �أمام‬ ‫(روزا) ت�شاهد في �ألم منظرا م�ألوفا في �أمريكا �آنذاك‪ ،‬وهو قيام‬
‫تهوي بي �إلى الجحيم نف�سه ومبعث هاج�سي هذا هو فكرة عبيطة وهي‬
‫وف��ي ‪� 24‬أكتوبر ع��ام ‪ 2005‬احت�شد الآالف من الم�شيعين الذين‬ ‫هذا الخرق الوا�ضح للقانون �إال �أن يتجه مبا�شرة �إل��ى ال�شرطة‬ ‫الرجل الأ�سود من كر�سيه ليجل�س مكانه رجل �أبي�ض! لم يكن هذا‬
‫كيف تموت �أمي وكيف �أعي�ش بدونها؟ �أمي هذه العجوز و�أنا الرجل‬
‫تجمعوا للم�شاركة في جنازة روزا بارك�س رائدة الحقوق المدنية‬ ‫كي تحقق مع تلك المر�أة ال�سوداء التي �أزعجت ال�سادة البي�ض!!‪.‬‬ ‫ال�سلوك وقتها نابعا من روح �أخ��وي��ة‪� ،‬أو لم�سة ح�ضارية‪ ،‬بل لأن‬
‫الم�س�ؤول!!‪ ..‬نعم يخطئ من يت�صور �إننا نحمل �آباءنا �أو �أمهاتنا عند‬
‫الأمريكية التي توفيت ع��ن عمر يناهز ‪ 92‬ع��ام��ا‪ .‬ي��وم بكى فيه‬ ‫وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها ‪ 15‬دوالرا‪ ،‬نظير تعديها على‬ ‫القانون الأمريكي �آنذاك كان يمنع منعا باتا جلو�س الرجل الأ�سود‬
‫كبرهم فهما دائما يحملوننا حتى لو بلغا من العمر عتيه وحتى لو ا�شتعل‬
‫الآالف وح�ضره ر�ؤ�ساء دول ونك�س فيه علم �أمريكا‪ ،‬وتم تكريمها‬ ‫حقوق الغير!!‪ .‬وهنا انطلقت ال�شرارة في �سماء �أمريكا‪ ،‬ثارت ثائرة‬ ‫و�سيده الأبي�ض واقف‪ .‬حتى و�إن كانت الجال�سة امر�أة �سوداء عجوز‬
‫الر�أ�س فينا �شيبا‪.‬‬
‫ب�أن رقد جثمانها ب�أحد مباني الكونجر�س منذ وفاتها حتى دفنها‬ ‫ال�سود بجميع ال��والي��ات‪ ،‬وق��رروا مقاطعة و�سائل الموا�صالت‪،‬‬ ‫وكان الواقف �شابا �أبي�ضا في عنفوان �شبابه‪ ،‬فتلك مخالفة تُغرم‬
‫�أمي ينه�شها المر�ض منذ عدة �سنوات و�أمام م�شيئة اهلل �أقف و�أ�شقائي‬
‫وهو �إجراء تكريمي ال يحظى به �سوى الر�ؤ�ساء والوجوه البارزة‪.‬‬ ‫والمطالبة بحقوقهم كب�شر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة‪.‬‬ ‫عليها المر�أة العجوز!! وكان م�شهورا وقتها �أن تجد لوحة معلقة‬
‫وفريق الأطباء الخا�ص بها ونحن في حالة عجز قهري وما �أ�صعب �أن‬
‫ول��م يحظ بهذا الإج ��راء �سوى ‪� 30‬شخ�صا منذ ع��ام ‪ ،1852‬ولم‬ ‫ا�ستمرت حالة الغليان مدة كبيرة‪ ،‬امتدت لـ ‪ 381‬يوما‪ ،‬و�أ�صابت‬ ‫على باب �أحد المحال التجارية �أو المطاعم مكتوب عليها «ممنوع‬
‫تجد من �أنجبتك تت�ألم وت�أن بال �صوت‪ ..‬تتوارى في ابت�سامات مزيفة‬
‫يكن منهم امر�أة واحدة‪ .‬ماتت وعلى �صدرها �أعلى الأو�سمة‪ ،‬فقد‬ ‫�أمريكا ب�صداع مزمن‪.‬‬ ‫دخول القطط والكالب والرجل الأ�سود»!!!‪ .‬كل تلك الممار�سات‬
‫لأقناعي ومن حولي ب�أنها ال تعاني! واذكر انه خانتني �أحا�سي�سي يومًا‬
‫ح�صلت على الو�سام الرئا�سي للحرية عام ‪ ،1996‬والو�سام الذهبي‬ ‫وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي ن�صر روزا بارك�س‬ ‫ال�ع�ن���ص��ري��ة ك��ان��ت ت���ص�ي��ب (روزا) ب�ح��ال��ة م��ن ال �ح��زن والأل � ��م‪..‬‬
‫فدعوت اهلل و�أنا بجوارها �أن ينقل �أالمها عندي لأت�ألم عنها وكم ا�ستفزها‬
‫للكونجر�س عام ‪ ،1999‬وهو �أعلى تكريم مدني في �أمريكا‪ .‬وفوق‬ ‫في محنتها‪ .‬وتم �إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأع��راف‬ ‫والغ�ضب‪ .‬ف�إلى متى يعاملون على �أنهم هم الدون والأقل مكانة؟‬
‫كالمي هذا فغ�ضبت وثارت بكل ما تبقى فيها من رمق‪( ..‬حتى ظننت‬
‫هذا و�سام الحرية الذي �أهدته لكل بني جن�سها عبر كلمة (ال)‪..‬‬ ‫والقوانين العن�صرية‪ .‬وفي ‪� 27‬أكتوبر من عام ‪ ،2001‬بعد مرور‬ ‫ل �م��اذا ُي �ح �ق��رون و ُي� � ��زدرون وي �ك��ون��ون دائ �م��ا ف��ي �آخ ��ر ال���ص�ف��وف‪،‬‬
‫بحماقة �أنها بعافية!!) وا�ستحلفتني �أال �أكرر �س�ؤالي هذا هلل‪ .‬وعلى‬
‫�أ�شهر (ال) في تاريخ �أمريكا‪ ..‬كل حدث تاريخي جلل‪ ..‬وكل موقف‬ ‫‪� 46‬سنة على هذا الحادث‪ ،‬تم �إحياء ذك��رى الحادثة في التاريخ‬ ‫وي�صنفون �سواء ب�سواء مع الحيوانات‪ .‬وعندما وقفت الحافلة‬
‫قناعتي �أنها تت�ألم �إال �أن انانيتي وطفولتي تدفعني �أن �أدعو اهلل لها‬
‫كبير م�شرف‪ ،‬كان وراءه �شخ�صية مبادرة ت�ؤمن بقدرتها على قهر‬ ‫الأمريكي‪ ،‬حيث �أعلن �ستيف هامب‪ ،‬مدير متحف هنري فورد‬ ‫ا�ستقلتها (روزا) وقد �أبرمت في �صدرها �أمرا‪.‬‬
‫بالبقاء‪� ..‬أ�سرد هذا كله لي�س لأ�ضع �أمي في لوحة �شرف �أو لتكون م�سار‬
‫م��ا ا�صطلح النا�س على ت�سميته بـ«الم�ستحيل»!‪ .‬فكيف ي�صبح‬ ‫في مدينة دي��رب��ورن في ميت�شيجن عن �شراء الحافلة القديمة‬ ‫قلبت ب�صرها يمنة وي�سرة فما �أن وجدت مقعدا خاليا �إال وارتمت‬
‫حديث لمن ال يعرفها‬
‫المرء منا �شخ�صية مبادرة؟ كيف يمكن �أن ن�صنع ب�أيدنا العالم‬ ‫المهترئة م��ن م��ودي��ل الأرب�ع�ي�ن��ات التي وقعت فيها ح��ادث��ة روزا‬ ‫عليه وقد �ضمت حقيبتها �إل��ى �صدرها وجل�ست تراقب الطريق‬
‫و�إنما �أ�سرد في المو�ضوع داللته �أنها حكاية جيل ب�أكمله‪ ..‬جيل �شب على‬
‫الذي نحيا فيه؟‬ ‫بارك�س التي قدحت ال��زن��اد ال��ذي دف��ع حركة الحقوق المدنية‬ ‫ال��ذي ت�أكله الحافلة في ه��دوء �إل��ى �أن ج��اءت المحطة التالية‪،‬‬
‫�إنكار الذات‪ ..‬على الإيثار‪ ..‬على العطاء‪ ..‬على حب القريب والبعيد‪..‬‬
‫جيل تحمل وتجلد‪ ..‬عانى و�صبر‪ ..‬جيل �أم�ضى حياته كفلتر للدنيا‬
‫ينقي هواءها يوازن طبيعتها يدخل الفرحة على كل من يحيط بها‪ ..‬هذا‬ ‫نعم ‪..‬هذه الوالية العمانية ال�ساحلية الجميلة‪ ..‬التي‬
‫الجيل لم يطلب �شيئا ما في حياته تمحورت حياتهن على �إنكار الذات‪..‬‬ ‫تحت�ضن اكثر من معلم‪ ..‬واي�ضا لموقعها اال�ستراتيجي‬
‫لي�س لجهل منهن‪ ..‬لي�س لأنهن �ضيقات الأفق‪ ..‬لي�س الن معطيات‬ ‫على �ساحل خليج عمان‪.‬كما تعلمون تقع في الم�صنعة‬
‫زمانهم خلت من الف�ضائيات‪ ..‬لي�س لأنهن لم يتعر�ضن لثقافة الغرب‪..‬‬ ‫ال�ق��اع��دة البحرية وال �ت��ي يعمل فيها ع��دد كبير من‬
‫لي�س لأنهن جهلن الع�صرية وابتعدن عن المدنية والأفكار التقدمية‪..‬‬ ‫العمانيين وكذلك الوافدين االجانب من الجن�سيات‬
‫بال واهلل �أنهن جيل تركن �أنف�سهن للفطرة لم يتجملن‪ ..‬ع�شن الحقيقة‬

‫وما أدراك ما‬


‫االوروب �ي��ة واالم��ري�ك�ي��ة‪ ..‬واي�ضا يوجد ف��ي الم�صنعة‬
‫والفطرة‪ ..‬ف�صرن �أكثر �إ�شراقا وح�ضورا وح�صدن �أبناء يحبون الأر�ض‬ ‫القاعدة الجوية‪..‬طبعا بهذين ال�صرحين فهي ت�أخذ‬
‫التي يط�ؤوها ب�أقدامهم ليقبلونها‪ ..‬هذا الجيل ومن �سبقه وقليال ممن‬ ‫مكانة خا�صة في الدولة‪.‬لكن ما ينق�ص هذه الوالية‬
‫لحقه من �أجيال �ساهم في �أحداث النه�ضة الفكرية والحركة الإ�صالحية‬ ‫وي �ح �ت��اج ال ��ى ت��دخ��ل م��ن ب�ل��دي��ة الم�صنعة االه�ت�م��ام‬

‫المصنعة؟!‬
‫التي �شهدتها الأمة في القرن الما�ضي‬ ‫بحديقة الم�صنعة والعمل على تطويرها وتع�شيبها‬
‫�أم الأم�س كونت حكمتها من درو�س الأجداد‪ ،‬والتقاليد التي تربت عليها‪،‬‬ ‫لكي يكون منظرها اكثر جاذبية‪ ،‬لأنك عندما تدخل‬
‫فرعت زوجها خير رعاية‪ ،‬و�صعدت ب�أبنائها �إلى �أعلى الدرجات‪ ،‬واليوم‬ ‫الى الحديقة ك�أنما تدخل الى مكان مهجور وموح�ش‬
‫(الأم) تعلمت وتثقفت وعملت‪ .‬وتوفرت لها الحياة ال�سهلة المي�سرة‪،‬‬ ‫ومن هذا كله نطالب بتع�شيب الحديقة‪...‬ارجوكم‪...‬‬
‫والتكنولوجيا وحرية التعبير‪ .‬فانعك�س كل هذا االختالف على �أ�سلوب‬ ‫على االقل عندما نخرج مع العائلة نريد مكانا ي�شرح‬
‫تربيتها للأبناء‪ ..‬ليبقى ال�س�ؤال مطروحا يبحث عن �إجابة �أيهما �أف�ضل‬ ‫ال�صدر ما نريد غبار وتراب‪(...‬هناك �أنا�س وعائالت‬
‫(الأم) اليوم �أم الأم�س؟‬ ‫�ساكنة ف��ي البحرية تريد ال�خ��روج بالليل ال��ى مكان‬
‫وللحديث بقية‪.‬‬ ‫تجل�س فيه مثل الحديقة لكن للأ�سف ن�ضطر الذهاب‬
‫الى بركاء او ال�سويق) اتمنى من البلدية اتخاذ االجراء‬
‫‪M7moud2711@yahoo‬‬ ‫المنا�سب حيال هذا المو�ضوع ‪.‬‬

‫ال حرية‬
‫كلمة في العقيدة‬
‫�صورة واحدة وفي الأخرى �صورة خارطة عمان �أو �أي �صورة �أخرى‪ ،‬انتابه‬ ‫والزمالء‪ ،‬فل�ست �أخفي كلمة حق في ل�ساني �أبدا‪� ،‬إن كان البع�ض يراها‬ ‫االنفتاح الذي ا�ستورده الفرد ليكون وجهته نحو الحرية �أ�صبح في المقابل‬
‫�شعور بالخوف و�أ�شياء تدل على �أن هناك هاج�س خوف ورقيب وهمي‪..‬‬ ‫كيا�سة في غير محلها‪ ..‬و�شعوري الكبير ب�أنهم �أ�صدقاء يجعلني وب�أني‬ ‫يعي�ش تناق�ضا من حيث التكوين الفكري له ولمجتمعه‪ ،‬فعلى �سبيل‬
‫قال لي‪ ..‬ال و�ألف ال‪� ،‬صورتين ال بد من وجودهما في مجل�سي‪« ..‬حقيقة‬ ‫عاقل عارف لحدودي من التعبير �أعبر عن ر�أي‪ ..‬ولي الكثير من الأحاديث‬ ‫المثال يحارب اال�ستبداد بقلمه ويمار�سه في المنزل ورجل �آخر يغم�ض‬
‫انتابني نف�س الخوف وقلت‪� ،‬أ�ستغفر اهلل و�أتوب �إليه»‪ ،‬هل هذه هي الوطنية‬ ‫الجريئة مع الكثير منهم‪ ..‬وال �أخفي عليكم �شعوري بالخوف لظهوري هنا‬ ‫عيني زوجته لأن مقطعا غير �أخالقي ظهر في الفيلم بينما بقيت عيناه‬
‫التي ال بد �أن نعبر عنها‪� ،‬أم مفهوم حب الوطن وال�سلطان �أبعد من هذا‪..‬‬ ‫با�سمي الحقيقي و�إي�صال �أفكاري الى �أكبر فئة من المجتمع‪ ،‬ولكنه تال�شى‬ ‫مفتوحتان!‪ ،‬و�أب �آخر تخرج ابنته مع �صديقها كافال لها حرية التفكير‬

‫وال ديمقراطية تسب‬


‫مع الأيام‪.‬‬ ‫و�أطلق لها العنان بما تعنيه من ثقافة المجتمعات الغربية ال مجتمعنا‬
‫حالنا في الواقع ال يختلف �أبدا عما نكتبه في �أروقة �صفحات هذا‬
‫الم�سلم‪...‬‬
‫المنتدى‪ ،‬فمجموع ما نطرحه هو انعكا�س تفكيرنا وطريقة عي�شنا‪ ،‬وهو‬ ‫والدي لي�س متابعا لم�شاكلنا في ال�سبلة وال يهتم لها ووالئه بركان ثائر‪،‬‬
‫نافذة لبحوث وتقارير �أمنية و�سيا�سية واقت�صادية‪ ،‬ولعل الهاج�س الذي‬ ‫بل من العجيب �أني ذهبت معه الى الحج هذا العام وكلما ر�أى ت�سهيل لأمر‬ ‫لذلك فال غرابة �أن ترى حكومات ت�ستبد بر�أيها فتلغي المواطنة‬
‫�أرق مجتمعنا ل�سنوات طويلة عبارة عن تجميع لأفكار النا�س لإي�صالها‬ ‫ما‪� ،‬شكر فيها قابو�س‪ ،‬فقلت له ما عالقة هذا بموالنا قابو�س والنه�ضة‪،‬‬ ‫بالم�ساكنة‪ ،‬لأنها ممثلة في فكر طائفة من هذا المجتمع الم�ستبد �أ�صال‬

‫الحاكم‬
‫الى الحاكم للتعرف عن التغيير الفكري لطبقات المجتمع المختلفة‪...‬‬ ‫فيقول لوال هيبته وو�ضع كرامة العماني فوق كل �شيء لما كنا بهذا الحجم‬ ‫بر�أيه حالها كحال الأب والزوج والأخ في المثال ال�سابق‪ ..‬ومجتمع مليء‬
‫وما يثبت كالمي حديث ال�سلطان ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬الأخير في افتتاح مركز‬ ‫من االحترام‪ ،‬قلت له �صدقت ولكن هذا الت�سهيل لكل النا�س‪ ،‬كفلت لوالدي‬ ‫بالمغالطات والأفكار المتناق�ضة بين الحرية الحقيقية في مجتمع م�سلم‬
‫البحث العلمي في الجامعة‪ ،‬فكانت مداخلته مع الدكتور �سالم الكندي‬ ‫حرية ر�أيه فهذا الذي يفكر فيه تكون منذ �أن رجع الى عمان من الغربة‬ ‫وبين الحرية التي تكونت لديه خالل �سنوات من الهواج�س واالنفتاح‪،‬‬
‫عندما ذكر له �أنه �ستكون هناك بطاقة لكل فرد يكون حامل لمر�ض �أنميا‬ ‫عام ‪ 1970‬وحتى اليوم مع �أني �ضد ت�أليه وتقدي�س الحاكم‪..‬‬ ‫ال ت�ستبعد �أن ينهار في يوم من الأيام �أمام �أول تجربة في حرية التعبير‬
‫الدم‪ ،‬رد عليه ال�سلطان‪ ،‬وهل �سيقبل المجتمع هذا‪ ،‬هل �سيوافق النا�س؟‪...‬‬ ‫تواجههم‪..‬‬
‫الجمعة الما�ضية �أخبره �أخي �أن لي موا�ضيع �أنتقد فيها بع�ض الأمور‬
‫هذا مثال يدل �أنه مراقب وعبر �أجهزته التطور الفكري للمواطن منذ‬ ‫هذا مدخل لطرح �أعتقد �أنه ال بد من ال�شفافية فيه فقد ا�ستولت على‬
‫و�ألقي ال�ضوء على �أمور �أخرى‪ ،‬فقال لي‪� ،‬أنت ما راحم نف�سك؟! قلت له‬
‫توليه الحكم وحتى اليوم‪ ..‬وال �أدري ما و�صل �إليه من تحليل ‪!...‬‬ ‫النا�س الكثير من المفاهيم المنغ�صة لمعنى حرية التفكير �أو حرية الكلمة‬
‫�أبي "ال �أ�شكل تهديدا على �أحد‪ ،‬بل ال بد من حرية الكلمة والنقد البناء‬ ‫لن تجد بين كُتاب الإعالم المكتوب خيارا ال�ستدعاء كلمة حرية الكلمة‬
‫ما يفعله الكثيرون من تخريب وبث �أفكار و�أطروحات ال تعك�س ثقافة‬ ‫والتعبير‪ ،‬ومعاناتنا ك�شعب من هواج�س �أمنية وهواج�س �أخرى �أنانية‬
‫كي نبني الوطن بطريقة ع�صرية الكل ي�شارك بر�أيه وي�أخذ منها ال�سمين‬ ‫وحرية التعبير �إال قليال‪ ،‬بينما تجد الكثير من المقاالت والمداخالت في‬
‫ال�شعب وال التطور الفكري للمجتمع‪� ،‬سينعك�س �سلبا على ال�صورة التي‬ ‫وهواج�س المظلوم وهواج�س كثيرة تغرق �أ�صحابها في دوامة‪ ،‬ف�أوجدت‬
‫ويترك الغث‪" ..‬قال لي" �أنت مخطئ الحكومة تعرف ما عليها فعله‪..‬‬ ‫عالم ال�صحافة والكتابة الإلكترونية التي تترك الكاتب �أمام هذا الخيار‪،‬‬
‫�سير�سمها الباحث‪� ،‬سواء كان باحثا �أمنيا �أو �سيا�سيا �أو اقت�صاديا ‪...‬‬ ‫الكثير من التناق�ضات لدى الكثيرين‪..‬‬
‫"قلت له �أنا غير م�شروك في الر�أي ال�سيا�سي واالقت�صادي وبهذه المقاالت‬ ‫وما �أن ي�شعر توج�سا بعدم مفعوليتها يحاول فر�ضها على نف�سه وعلى‬
‫و�إنعكا�ساتها ال�سلبية‪...‬‬ ‫�أ�شارك ربما في تغير �شيء وربما في �إ�صالح وربما في تغير فكر النا�س‪..‬‬ ‫مجتمعه‪ ،‬وفي الكثير من الأحيان يخلط الم�ستدعي لها في فهمها ويبد�أ ولت�صحيح المفهوم لدى النا�س‪ ،‬خطب ال�سلطان قابو�س حفظه اهلل‬
‫ما يجب على الفرد منا هو ترك االنفتاح المغلوط والتخل�ص من القيود‬ ‫�أبي‪ :‬الحكومة ممثلة في موالنا قابو�س كفل لي حرية التعبير‪ ،‬وثق تماما‬ ‫الخلط بين ا�ستدعائها في �شتم م�س�ؤول وبين نقده لتح�سين م�ستوى في النا�س في يوم م�شهود فو�ضع الف�صو�ص على الن�صو�ص وقال كلمته‬
‫الفكرية وال�سيا�سية والت�شوي�ش الثقافي المخلوط باالنفتاح واال�ستبداد‬ ‫�أني لن �أ�شارك في حرية تمزق فيها ن�سيج مجتمعي �أو تهدد �أمن بلدي‬ ‫خدمات �أو تحليل واقع معين �أو خطاب اقت�صادي �أو نقد م�شروع حكومي‪ ..‬الم�شهورة "ال لم�صادرة الفكر"‪ ،‬فمطها البع�ض كي تت�سع لكل �شيء في‬
‫ومغالطات التكوين الفكري‪ ،‬والنظر الى بناء ثقافة جديدة تتمحور حول‬ ‫�أو �أحر�ض �أحد على �أحد‪� ،‬أنا حري�ص كي ي�سبق العقل والعقيدة كلمتي‬ ‫جعبته وخياالته‪ ...‬وانهالت الإطروحات الم�سمومة التي ت�شكل بدائية‬ ‫تخبط يعي�شهالكثير من الكتاب الإلكترونيين‪..‬‬
‫لغة الحوار ونقل الفكرة بطرق �صحيحة يتفاعل معها المجتمع وتتبناها‬ ‫ومقالي‪ ..‬ف�سكت عني‪� ..‬أما �أمي ‪ -‬حفظها اهلل ‪ -‬قالت لي "انتبه لنف�سك!"‬ ‫الكاتب والمفكر محمد الأحمري و�صف الحرية بقدرة المثقف وجميع و�سطحية المجتمع الطارح لهذه الموا�ضيع‪..‬‬
‫الحكومة في �آن واحد‪ ،‬هذا مع �ضبط الحرية ب�ضوابط تحدد م�سارها‬ ‫قلت لها ممن ما؟؟ ال �أ�سب وال �أكذب‪.‬‬ ‫طبقات المجتمع على تطوير ذاتها وتطوير مجتمعاتها والخال�ص من �إن العارف لمعنى حدود الكلمة يعرف في المقابل �أن هناك الكثير من‬
‫ال�سليم‪ ،‬فال حرية كلمة في العقيدة وال ديموقراطية ت�سب الحاكم‪.‬‬ ‫للأ�سف من الأمور المالزمة لفكرنا وثقافتنا فيما يتعلق بهواج�سنا‬ ‫القيود ال�سيا�سية والقيود الفكرية‪" ...‬حقيقة �أن المجتمع وال�شعوب المفاهيم التي ال بد لل�شعب �أن يغيرها و�أن يرقى بفكره وي�سمو بثقافته‪..‬‬
‫الموروثة الزالت تالزمنا حتى اليوم‪ ،‬في �أحد الأيام ر�أيت �أحد �أقاربي و�ضع‬ ‫العربية تعي�ش ثورة من االنفتاح الفكري والثقافي ولكن في المقابل ال ولعلي من الأ�شخا�ص الذين يُعرف عنهم الجر�أة في الحديث حتى مع من‬
‫مح�سن الغريبي ‪� -‬سبلة عمان‬ ‫�صورتين لموالنا قابو�س ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬في مجل�سه‪ ،‬فقلت له لماذا ال تكون‬ ‫زالت تعي�ش انغما�سا في التناق�ضات ال مثيل له في تاريخ الب�شرية‪ ،‬فمع هذا �أعرفهم �أنهم يعملون في الأجهزة الأمنية من الأهل والأن�ساب والأ�صدقاء‬
‫أحالم وآمال ‪15‬‬
‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .3‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪3 .‬‬

‫حلت محلهما العباءة (الستايل)!‬


‫(الشيلة والليسو) مالبس عمانية أصيلة واراها النسيان‬
‫استطالع ‪ -‬علي الغافري‬

‫يتميز الزي العماني الن�سائي في مختلف مناطق ال�سلطنة بجماله ورونقه‪ ،‬الألوان البراقة النا�صعة والخيوط‬
‫المو�شاة بلون الذهب والف�ضة‪� ،‬إال �أن كل ذلك يختفي تحت عباءة �سوداء ترتديها الن�ساء‪ .‬وقد ظهرت في‬
‫الفترة الأخيرة فئة معينة من فتياتنا ترتدي العباءة تحت حجة المو�ضة والفئة الأخرى من ترتديها لأنها‬
‫عادات وتقاليد ‪ ..‬بينما المالب�س العمانية الأ�صيلة مثل ال�شيلة واللي�سو واراهما الن�سيان ‪�( ..‬شباب عمان)‪..‬‬
‫التقت مع عدد من الن�ساء والفتيات من مختلف الفئات العمرية والدرا�سية والوظيفية لمعرفة حقيقة هذا‬
‫ال�صراع بين المو�ضة والأ�صالة والعادة والتقاليد‪.‬‬

‫قبول المجتمع‪ ،‬فالمر�أة ال تف�ضل العباءة ذات ال�شغل‬ ‫الح�شمة وال�ستر �إل��ى �إب��راز المفاتن‪ .‬وتذكر تهاني‬ ‫البداية كانت مع �شيخة اللويهية التي تجاوز عمرها‬
‫في الخلف �أو منطقة الظهر‪ .‬والمر�أة العمانية تتميز‬ ‫�أي�ضا �إن المجتمع يحتاج �إلى توعية الجيل القادم ب�أن‬ ‫ال�ستين عاما حيث روت لنا �أنها ال تعرف العباءة و�إنما‬
‫بقدرتها على اختيار اللون والقما�ش ومدى مالءمة‬ ‫العباءة رمز الح�شمة والوقار في ظل وجود ترويج من‬ ‫كانت ت�ضع ال�شيلة واللي�سو المو�شى بخيوط ملونة‬
‫هذا االختيار للغر�ض الأ�سا�سي للعباءة‪.‬‬ ‫بع�ض النا�س بعدم لب�س العباءة لكونها لي�ست جزءا‬ ‫وله �ألوان براقة‪� ،‬أما العباءة فقد ظهرت قبل فترة في‬
‫من العرف العماني‪.‬‬ ‫المجتمع العماني الذي لم يكن يعرفها من قبل‪ .‬ومع‬
‫العباءة بال هوية‬ ‫ظهورها بد�أت المالب�س التقليدية تختفي ( ال�شيلة‬
‫المرأة العمانية مبدعة‬ ‫واللي�سو) و�أ�صبحت العباءة ذات الر�أ�س والوا�سعة هي‬
‫� �ش��روق ن��اج��وان��ي م��وظ�ف��ة ب�م���ش��روع المو�سوعة‬ ‫ال�سائدة في المجتمع‪.‬‬
‫ي��ا��س��ر مح�سن م��دي��ر م�ح��ل المتحجبة ف��ي م�سقط العمانية تقول �إن العباءة العمانية هي‬
‫وم�شرف على محالت المتحجبة في �صاللة يقول �إن جزء من التقليد العماني‪،‬‬ ‫دخيلة على المجتمع‬
‫�سعدية الدرو�شية موظفة بمطار م�سقط الدولي‬

‫المفتوحة هي األكثر انتشارا‬ ‫تقول‪ :‬تكمن �أهمية العباءة في كونها �سترا للمر�أة‬
‫على ال��رغ��م م��ن �أن�ه��ا دخيلة على ال��زي العماني �إال‬
‫�أنها �أ�صبحت جزءا منه في الفترة الأخيرة‪ ،‬وتقول‬

‫والفصوص مخصصة للحفالت‬


‫ال��درو��ش�ي��ة‪� :‬إن ال�ع�ب��اءة ف��ي ال�سابق ��س��وداء ووا�سعة‬
‫جدا‪ ،‬وتلب�س بحيث تغطي الج�سد من الر�أ�س وحتى‬
‫القدم‪ .‬وبمرور الوقت تغير �شكل العباءة و�أ�صبحت‬
‫وت ��ذك ��ر‬ ‫�أق��ل ات�ساعا وتلب�س م��ن الكتف حتى ال�ق��دم‪ .‬وتمت‬
‫والسادة للتسوق‬
‫� � � �ش � � ��روق �أن‬ ‫�إ�ضافة الزخارف والأل��وان ح�سب ال��ذوق ال�شخ�صي‪.‬‬
‫ال �ع �ب��اءة �أ�صبحت‬ ‫وتذكر �سعدية �أي�ضا �أن المو�ضة الحالية من العباءة‬
‫ج� ��زءا �أ� �س��ا� �س �ي��ا في‬ ‫المنت�شرة لدينا في ال�سلطنة قد تغيرت نتيجة تغير‬
‫ل �ب��ا� �س �ه��ا ال �ي ��وم ��ي‬ ‫مالمح الحياة و�أ�صبحت �أك�ث��ر مالئمة لمتطلبات‬
‫وال ت�خ��رج دون ارت��دائ�ه��ا‪ .‬وال �ل��ون الأ� �س��ود ه��و اللون‬ ‫العباءة زي تقليدي في منطقة الخليج ب�صفة عامة‬ ‫ال�ح�ي��اة ال�ع���ص��ري��ة‪� ،‬إال �أن �ه��ا ظ�ل��ت متم�سكة ب �ع��ادات‬
‫المنا�سب لها‪ .‬بينما تقول زميلتها عائ�شة الحب�سية‬ ‫فالعباءة تلب�س للعمل والمنا�سبات والحفالت فهي‬ ‫وتقاليد مجتمعنا المحلي‪ .‬وقد ظهرت �أنواع مختلفة‬
‫الموظفة �أي���ض��ا بم�شروع المو�سوعة العمانية ‪:‬ال‬ ‫مهمة ل�ل�م��ر�أة العمانية مثلها مثل الم�صر للرجل‬ ‫من العباءات التي تتميز ب�ألوان قوية وزخارف كثيرة‬
‫�أعتقد �أن هنالك ما يدعى عباءة عمانية �أ�صال‪ ،‬بل‬ ‫لذا فهي تحافظ عليها وتتم�سك بها‪ .‬والعباءة التي‬ ‫وت���س�ت�خ��دم للمنا�سبات الن�سائية خ��ا��ص��ة‪ .‬و�أ� �ش��ارت‬
‫هي العباءة فقط بدون تحديد هوية معينة لها‪ ،‬وهي‬ ‫تنت�شر في ال�سلطنة هي العباءة المفتوحة التي تكون‬ ‫�سعدية ف��ي الأخ�ي��ر �إل��ى وج��ود ع�ب��اءة عملية تنا�سب‬
‫رداء ف�ضفا�ض ي�ضيف �أناقة تكمل الزي �أحيانا‪ ،‬و�أح�س‬ ‫عملية نظرا لوجود ن�سبة كبيرة من الن�ساء العامالت‬ ‫المر�أة العاملة من حيث ب�ساطة الزخارف فيها وقلة‬
‫ب�أنها تمنحني مظهرا يت�سم بالر�سمية التي �أحتاجها‬ ‫وغ��ال�ب��ا م��ا ت�ك��ون ��س��ادة وب ��دون نقو�ش وب ��دون �أك�م��ام‬ ‫الألوان‪.‬‬
‫�أث�ن��اء خروجي �إل��ى عملي مثال‪ .‬وت��رى الحب�سية �أن‬ ‫طويلة‪ .‬وك�م��ا تنت�شر ال�ع�ب��اءة الخا�صة بالمنا�سبات‬
‫العباءة الحالية جميلة وال تحتاج �إل��ى تغيير �إال �أن‬ ‫وه ��ي ال �ت��ي ت �ك��ون م��زخ��رف��ة وم �ل��ون��ة‪ .‬ف�ه�ن��اك ع�ب��اءة‬ ‫العباءة ستايل‬
‫تغيير لونها قد يكون تجربة جديدة وننتظر نتائجها‪.‬‬ ‫ال�ف���ص��و���ص ل�ل�ح�ف�لات وال�م�ن��ا��س�ب��ات وه �ن��اك ع�ب��اءة‬
‫ال�سادة التي تلب�س للت�سوق وتكون ب�سيطة‪ .‬والمر�أة‬ ‫تهاني الحو�سنية موظفة بجامعة ال�سلطان قابو�س‬
‫العمانية تبحث عن الدقة والتنفيذ الدقيق (فعباءة‬ ‫ت �ق��ول �إن ال �ع �ب��اءة م��ا ه��ي �إال ��س�ت��ر وح �ف��ظ ل�ل�م��ر�أة‪،‬‬
‫التغيير ضرورة‬ ‫ال�شك) تمتاز بالدقة لذا لها �سوق ناجح لدى المر�أة‬ ‫والمو�ضة المنت�شرة منها م��ا ه��و مقبول مثل التي‬
‫فخرية الغ�سانية خريجة جامعة ال�سلطان قابو�س‬ ‫العمانية‪ .‬ومحالت المتحجبة تحاول دائما التجديد‬ ‫تحتوي على زخارف ب�سيطة و�ألوان خفيفة‪ ،‬وترتدى‬
‫تقول �إن العباءة عنوان المر�أة‪ ،‬وت�ضيف الغ�سانية �إني‬ ‫في طريقة عر�ض عباءاتها من خ�لال م��زج العديد‬ ‫ف ��ي �أم ��اك ��ن ال �ع �م��ل وال �ت �� �س��وق وال� �م ��راف ��ق ال �ع��ام��ة‪،‬‬
‫مع التغيير في ت�صميم و�شكل العباءة و�ألوانها ولكن‬ ‫م��ن الأف �ك��ار ل�ل�ع�ب��اءات العربية وم��زج�ه��ا بالطريقة‬ ‫وال �ن��وع الآخ� ��ر وه��و ال�م��رف��و���ض وه��ي ال �ت��ي تحتوي‬
‫ف��ي ح��دود ال��زم��ان وال�م�ك��ان ال��ذي ��س��وف تلب�س فيه‬ ‫العمانية مثل عباءة عمانية بنكهة مغربية ولبنانية‬ ‫على ال��زخ��ارف ال���ص��ارخ��ة وت�ك��ون مخ�صرة و�شفافة‬
‫العباءة‪ .‬فهناك العباءة العملية التي تكون ب�سيطة‬ ‫وغيرها من المناطق‪ .‬وكثيرا ما نركز على التراث‬ ‫وتظهر �أج��زاء من ج�سد المر�أة‪ .‬وت�ضيف الحو�سنية‬
‫في الزخارف والأل��وان‪ ،‬وهناك عباءة المنا�سبات ذات‬ ‫العربي ونعك�سه ف��ي العباءة التي تنال ر�ضا ال�م��ر�أة‬ ‫�إن الم�شكلة تكمن ف��ي فكرة "ال�ستايل" التي تغزو‬
‫الزخارف والأل��وان البراقة والق�صات الجميلة التي‬ ‫العمانية‪ .‬وي�ضيف يا�سر �إن المر�أة العمانية تتم�سك‬ ‫مجتمعنا وتغير فكرة العباءة الأ�سا�سية حتى �أ�صبحت‬
‫ت�ستخدم في الأعرا�س والحفالت والزيارات‪.‬‬ ‫بعاداتها وتقاليدها واختيارها الدقيق ال��ذي يلقى‬ ‫جزءا ال يتجز�أ من المجتمع ب�سبب تغير جوهرها من‬

‫العباءة العصرية ‪ ..‬تعددت اآلراء والعبرة بالستر‬


‫ع�ب��دال�ن��ا��ص��ر ب��ن ع�ل��ي ب��ن م�ح�م��د ال���س�ن�ي��دي طالب‬ ‫ترتدي مالب�س تغطي كافة �أجزاء ج�سمها دون العباءة‬ ‫الت�صاميم المعا�صرة لعباءة المر�أة خارجة عن نطاق‬ ‫كتبت ‪ -‬خلود الحضرمية وأمل المحروقية‬
‫�إع�لام بر�أيه في المو�ضوع قائال‪« :‬العباءة هي �ستر‬ ‫حتى قبل الإ�سالم ومنذ القرن الثاني قبل الميالد‪،‬‬ ‫العادات والتقاليد العمانية وم�ستوحاة من الت�صاميم‬
‫للفتاة وقد انت�شرت �أنواع و�أ�شكال للعباءات في الوقت‬ ‫حتى �أن الم�ؤرخين قالوا �إنها كانت تغطي كل الج�سم‬ ‫الغربية ال�ت��ي تج�سد ف��ي كثير م��ن الأح �ي��ان مفهوم‬ ‫ال �شك �أن العباءة «ال�سوداء» �أ�صبحت في الوقت الراهن‬
‫الحا�ضر منها ما هو جيد وي��ؤدي الغر�ض ومنها ما‬ ‫م��ا ع��دا ال�ع�ي��ون‪.‬ه��ذا ال��ذي ي ��ؤك��ده الكثير برف�ضهم‬ ‫«ال�لااح�ت���ش��ام»‪ ..‬ف��أن��ا ل�ست �ضد التغيير والتجديد‬ ‫جزءاً ال يتجز�أ من الثوابت والمبادئ الإ�سالمية لدى‬
‫يكون غير �ساتر للفتاة ويك�شف عن ج�سدها ويلفت‬ ‫لم�صطلح العباءة باعتبار �أنها دخيلة على مجتمعاتنا‬ ‫في ت�صميم العباءة لكن ال بد �أن يكون هذا الت�صميم‬ ‫ال�م��ر�أة العمانية على الرغم من �أنها دخيلة على‬
‫ان�ظ��ار النا�س لها‪ .‬وبينما نجوب العالم ذات��ه و�سط‬ ‫مثلما �أكدت طفول ابنة زهران ذلك بقولها‪« :‬العباءة‬ ‫مالئماً ومتنا�سقاً م��ع ال�م��ر�أة ذات�ه��ا على ال��رغ��م من‬ ‫مجتمعاتنا منذ �أكثر‬
‫�آراء م�ت���ض��ارب��ة روت ل�ن��ا ��ش�ف��اء ب�ن��ت ع �ب��داهلل العلي‬ ‫لي�ست �شيئا تقليديا حتى نتقلد به ونم�ضي عليه وما‬ ‫�أنني �أرى �أن العباءة «ال�سادة» هي الأحلى‪.‬‬ ‫من ‪ 30‬عاما تقريبا‪،‬‬
‫م��ن ج��ام�ع��ة ال���س�ل�ط��ان ق��اب��و���س ن�ظ��رت�ه��ا المختلفة‬ ‫نالحظه الآن �أن العباءة ال تعبّر عن معاني الح�شمة‬ ‫وف��ي رك��ن �آخ��ر م��ن العالم ذات��ه ا�سترحنا ف��ي جل�سة‬ ‫ف�ف��ي ال��وق��ت ال��ذي‬
‫للأمر حيث تقول‪« :‬الت�صاميم الحالية التي ظهرت‬ ‫واالل �ت��زام ب��ل على العك�س �أن ه�ن��اك مالب�س عندما‬ ‫نناق�ش فيها الأمر مع عامر بن �سالم بن علي الكا�سبي‬ ‫ي � � ��رف� � � �� � � ��ض ف � �ي� ��ه‬
‫للعباءات جميلة �شكليا وت�صاميمها رائعة من الناحية‬ ‫نرتديها تكون �أكثر ح�شمة و�سترا للمر�أة ولهذا ما‬ ‫ط��ال��ب بجامعة ال�سلطان قابو�س �إذ ي�ق��ول‪ :‬العباءة‬ ‫ال�ك�ث�ي��رون م �ب��د�أ �أن‬
‫الجمالية لكن ذلك بالطبع خارج عن مفهوم العباءة‬ ‫�أراه الآن �أن العباءة ب�شكلها الع�صري بعيدة عن معاني‬ ‫ه��ي �ستر للفتاة الم�سلمة على وج��ه ال�ع�م��وم‪ ،‬ولقد‬ ‫العباءة ه��ي اللبا�س‬
‫وال يج�سّ د الهدف الحقيقي من ارتدائها الذي يتمثل‬ ‫االلتزام واالحت�شام الإ�سالمي وب�شكل عام العباءة في‬ ‫انت�شر في الآونة الأخيرة بع�ض التغييرات في طريقة‬ ‫ال ��ر�� �س� �م ��ي ل� �ل� �م ��ر�أة‬
‫في ال�ستر‪.‬‬ ‫المجتمع العماني لم تكن زي �اً ر�سمياً ل��دى الفتيات‬ ‫ل�ب����س ول ��ون ال �ع �ب��اءة‪ ،‬ح�ي��ث ظ �ه��رت �أل � ��وان مختلفة‬ ‫ال �خ �ل �ي �ج �ي��ة ع�م��وم��ا‬
‫والن�ساء العمانيات عموما وك��ن يرتدين المالب�س‬ ‫تكون في كثير من الأحيان �ألوانا جاذبة للنظر مثل‬ ‫والعمانية على وجه‬
‫مواكبة الموضة‬ ‫المحت�شمة دون العباءة‪.‬‬ ‫اللون الأح�م��ر �أو ال��وردي‪ .‬وي�ضيف عامر‪« :‬اختلفت‬ ‫ال �ت �ح��دي��د �أ� �ص �ب �ح��ت‬
‫وح��ول مو�ضوع مو�ضة العباءة قالت ط�ف��ول‪�« :‬أح��ب‬ ‫ط��رق لب�س ال�ع�ب��اءة م��ن ام ��ر�أة �إل��ى �أخ ��رى ح�سب ما‬ ‫ال �ع �ب��اءة «ال �ع �� �ص��ري��ة»‬
‫ولنفك ال�شفرة من الناحية الجمالية التقينا مع �أمل‬ ‫اتباع المو�ضة ولكن في حدود المعقول و�أرجع ال�سبب‬ ‫يريحها وح�سب اختالف العادات بين مناطق وواليات‬ ‫تتحرر م��ن م�ضمونها‬
‫م�صممة عباءات وم�ساعدتها وداد بنت را�شد النعيمية‬ ‫ف��ي ات�ب��اع��ي المو�ضة ه��و اكت�ساب الثقة بنف�سي من‬ ‫ال�سلطنة‪ ،‬ف�شخ�صيا �أرى �أنه ال توجد �أي �إ�شكالية في‬ ‫ال � ��ذي ي �ت �م �ح��ور ح��ول‬
‫ف�ت�ق��ول‪�« :‬إن تغيير ت�شكيالت وت�صاميم العبايات‬ ‫خ�لال اختياري للفن المنا�سب لو�ضعه ف��ي العباءة‬ ‫لب�س الفتاة لأي ل��ون �أو طريقة ت�صميم العباءة �إذا‬ ‫ال� ��� �س� �ت ��ر واالح � �ت � �� � �ش ��ام‬
‫�أمر يثير اهتمام الفتيات وهذا ما ي�سمى بـ المو�ضـة‬ ‫وهكذا ا�صبح قادرة على اختيار ذوقي بنف�سي وميولي‬ ‫كانت ت�ؤدي وظيفتها وهي ال�ستر‪.‬‬ ‫�إل � ��ى الأل� � � ��وان ال�ف��اق�ع��ة‬
‫وبالطبع ف�إن الجميع �أ�صبح يتجه نحو المو�ضة لأن‬ ‫دون تدخل الآخرين‪.‬‬ ‫لي�شاركنا ب��ر�أي��ه ف��ي الجل�سة ذات�ه��ا مو�سى ب��ن علي‬ ‫والنقو�ش المبالغ فيها‬
‫ال�شخـ�ص ب�شكـل ع��ام يمل م��ن ت�ك��رار ال�شكل يوميا‬ ‫الأمر الذي �أكدته �سالمة الم�سكرية التي �أبدت نظرتها‬ ‫الح�ضرمي ال��ذي يعار�ض فكرة مجاراة المو�ضة في‬ ‫ال�ت��ي �أ��ص�ب�ح��ت تكت�سيها‬
‫ل��ذل��ك طبـع ك��ل �إن���س��ان ه��و ال�ت�غ�ي�ي��ر‪ ..‬ا�ستوقفناها‬ ‫�إل ��ى الأم ��ر برف�ضها ل�ل�ع�ب��اءات لأن �ه��ا ال تمثل هوية‬ ‫ت�صاميم العباءات بقوله‪�« :‬أن��ا �ضد هذه النوعية من‬ ‫ال � � �م � � ��ر�أة ف � ��ي ع �ب��اي �ت �ه��ا‬
‫هنا بال�س�ؤال‪« :‬ه��ل ت�أتيكم عرو�ض غريبة بالن�سبة‬ ‫المر�أة العمانية على الرغم من تم�سك المجتمعات‬ ‫العباءات التي ظهرت اليوم وهناك دواف��ع كثيرة قد‬ ‫ب�م�ب��رر م �ج��اراة المو�ضة‬
‫للت�شكيالت الم�ستخدمة للعباءات من قبل الفتيات؟‬ ‫الخليجية ع��ام��ة ب�ه��ا ف��ي وق�ت�ن��ا ال��راه��ن‪ ،‬وت ��رى �أن��ه‬ ‫تكون ال�سبب وراء ارتداء الفتيات لتلك العباءات ومن‬ ‫�أو ال �ح��داث��ة ع�ل��ى ح�سب‬
‫�أجابت بعد لحظة �صمت»‪ :‬بالت�أكيد‪ ..‬في الحقيقة‬ ‫من الدوافع التي تدفع الفتاة الرت��داء مثل هذه هي‬ ‫وجهة نظري �أرى �أن الم�شي خلف التح�ضر هو ال�سبب‬ ‫تعبيراتهم‪.‬‬
‫هناك عرو�ض غريبة ج��دا‪� ،‬س�أعطيكما مثـاال‪� :‬أتت‬ ‫حب التقليد والم�ضي مع التطور و�أي�ضا ربما جذب‬ ‫وربما يكون لفت �أنظار النا�س �أحد الأ�سباب الكامنة‬ ‫وبين عالم العباءات تنقلنا‬
‫�إلينا �إحدى الفتيات طلبت �أن ن�صمم لها «بانطلونا»‬ ‫الأنظار فيما يتعلق بالعباءات المبالغ في ت�صاميمها‪.‬‬ ‫وراء ذلك‪.‬‬ ‫لن�ستطلع �آراء الجن�سين‬
‫وعباءة مفتوحـة لـ فوق الحـو�ض‪ ،‬بحيث تكـون العباءة‬ ‫ح��ول الحكاية ومفرداتها‬
‫والأك�م��ام �شفافـة جـدا! �س�ألناها بعدها عن الدوافع‬ ‫ستر للفتاة‬ ‫الوثائق التاريخية‬ ‫في�شاركنا ال��ر�أي تركي بن‬
‫التي تجعل المر�أة تختار مثل هذه الت�صاميم الغريبة‬ ‫ع�ب��داهلل المعمري موظف‬
‫وت��ؤك��د الوثائق التاريخية �أن ال�م��ر�أة العربية كانت وف ��ي زاوي� ��ة �أخ� ��رى م��ن ع��ال��م ال �ع �ب��اءات ا�ستوقفنا نوعا ما ف�أجابت بكلمتين‪« :‬لمواكبة المو�ضة»‪.‬‬ ‫ف � ��ي ال� � �ط� � �ي � ��ران ال� �م ��دن ��ي‬
‫بقوله‪�« :‬أرى في الحقيقة �أن‬
‫‪16‬‬
‫الرئي�س التنفيذي ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫عبد اهلل بن نا�صر الرحبي‬


‫‪Saturday 15 january 2011 edition n .4‬‬ ‫ال�سبت ‪ 10‬من �صفر ‪ 1432‬هـ ‪ .‬املوافق ‪ 15‬من يناير ‪ 2011‬العدد ‪4 .‬‬

‫أرواح الفجر‬
‫‪emadblake@gmail.com‬‬

‫ال إجابة عندي !‬


‫العا�صف والإيجابي الذي يمكن �أن يقود �إلى مخترعين‬ ‫بالإ�ضافة �إلى المعلومة الأ�سا�سية وهي �أن دور الن�شر العربية‬ ‫ملونة‪ ..‬لأن الكتب التي تخاطب الدماغ مبا�شرة مجردة عن‬ ‫هل يمكن �أن يباع كتاب في البلدان العربية ‪� 750‬ألف ن�سخة؟‬ ‫عماد البليك‬
‫ومفكرين وكتاب "كبار"‪� ..‬إذ �أن ثقافتنا باتت هي اال�ستهالك‬ ‫ال تطبع لكتاب مغمورين وال حتى معروفين دون �أن يدفعوا‬ ‫اللون حتى في الأمور التي ت�ستهوي عامة النا�س لن تجد‬ ‫في الوقت الذي يقول فيه �أغلب النا�س �أن العرب ال تقر�أ‪.‬‬
‫واالجترار‪� ..‬أما �أن ننتج ونقدم جديدا فهذا غائب وبحدود‬ ‫لها �أوال‪ ..‬فالأمر عندهم تجارة‪.‬‬ ‫�إقباال‪ ..‬فهو�س اللون وال�صورة يغوي الجميع‪.‬‬ ‫بغ�ض النظر عن دقة الرقم ف�إنني اعتقد �أنه �صحيح نوعا ما‪،‬‬
‫وا�ضحة‪.‬‬ ‫يك�شف تقرير عربي عن التنمية الثقافية م�ؤخرا �أن �أبرز‬ ‫الكتاب الم�شار �إليه ترجم خالل عام واحد �إلى �ست لغات‬ ‫�إذا ما عرفنا ما هو مو�ضوع الكتاب‪.‬‬
‫العالم العربي �أ�صبح عالة على العالم‪ ،‬في كونه ي�ستهلك كل‬ ‫مبيعات الكتب في ‪ 2010‬كانت هي "الكتب ال�صفراء" وبغ�ض‬ ‫هي‪:‬الإنجليزية والأوردو والتركية والكردية والفار�سية‬ ‫مقولة �أن العرب ال تقر�أ �صحيحة �إذا ما تعلق الأمر بالكتب‬
‫�شيء‪ ..‬وحين ينتج ف�إنه ال يفرخ �سوى الإرهاب وحكايات بالية‬ ‫النظر عن التعبير‪ ..‬و�إذا لم يكن ثمة مانع من اال�ستزادة‬ ‫والفرن�سية‪ ،‬ويتناول عالمات ال�ساعة‪" ،‬ودعم بال�صور"‪..‬‬ ‫المعرفية والفكرية ولكن في حدود الثقافة التقليدية ف�إن‬
‫ال ت�سمن‪ ..‬وك�أن الزمن قد توقف‪.‬‬ ‫معرفيا من التراث‪� ..‬إال �أن ما نحتاجه فعليا �أن ال يكون الفرد‬ ‫و�أي�ضا "يحوي الخريطة التي ي�سير فيها الدجال"!!‬ ‫الأمر عك�س ذلك تماما‪ .‬ولهذا ف�إن كتاب "نهاية العالم"‬
‫لي�س هذا من قبيل الت�شا�ؤم في النظر �إلى الأ�شياء من‬ ‫ببغاء‪ ..‬و�إنما قادر على الر�ؤية والفرز و�إعادة بناء الأفكار‬ ‫في المقابل ف�إن �أعظم الأدباء العرب ال يبيع الواحد منهم‬ ‫للم�ؤلف الدكتور محمد العريفي‪ ،‬حقق هذا الرقم بح�سب ما‬
‫حول الإن�سان‪ .‬بل لأننا نحتاج فعليا �إلى تغيير حقيقي في‬ ‫اعتمادا على ت�شغيل الذهن‪.‬‬ ‫�سوى ن�سخ معدودة وخالل �سنوات طويلة‪ ،‬وعادة ما تطبع دار‬ ‫زعمت العديد من مواقع الإنترنت وال�صحف العربية‪.‬‬
‫الأنماط‪� ،‬أما عن الم�س�ؤولية فمن يتحملها‪ ،‬و�أي جهة مناط‬ ‫الجيل الجديد ب�شكل خا�ص محا�صر بالكثير من �شواحذ‬ ‫الن�شر �ألف ن�سخة‪ ،‬ي�أخذ الم�ؤلف ربعها والباقي يتنقل في‬ ‫قد يكون الأمر من قبيل الدعاية للكتاب والترويج له‪ ،‬وهو‬
‫بها هذا الأمر‪ ،‬فال �إجابة عندي!!‬ ‫الذهن القوية التي تجعله بعيدا عن م�س�ألة التفكير‬ ‫معار�ض الكتب من بلد �إلى �آخر �إلى �أن يبلى‪.‬‬ ‫كتاب يقع في ‪� 400‬صفحة‪ ..‬ملونة‪ ..‬ولنا �أن نتوقف مع كلمة‬

‫صباحك ورد‬
‫أحوال‬
‫ألبوم‬
‫المعاني‬
‫مريفت العرميية‬ ‫�سارة اجلراح‬

‫ثقافة‪« ..‬وأنا مالي»؟!‬ ‫عدسة‪ :‬صالح الشرجي‬ ‫بين وصايا الخنساء‪..‬‬

‫و أمهات اليوم !‬
‫كانت الوحيدة من بين زميالتها تنزوي في ركن بعيد عن �ضو�ضاء الف�سحة‪ ،‬حاملة‬
‫كرا�سة حمراء تكتب في �صمت متخذة من جدار المبنى متك�أ لها‪ ،‬يك�سو وجهها‬

‫طالب قتيبة في مؤسسة عمان‬


‫حزن دفين �أكبر من عمرها بع�شرات ال�سنين وتظل جال�سة هناك حتى يحين موعد‬
‫الدر�س‪ ..‬هي الوحيدة التي لم �أ�شاهدها تلعب �أو ت�أكل �أو تت�سامر مع �صديقاتها‪،‬‬ ‫�أي بنية‪..‬احفظي له ع�شر خ�صال يكن لكِ ذخراً وذكراً‪ ،‬هل تتذكرن لمن‬
‫كنت �أراقب هذا الم�شهد كل يوم يتكرر �أمامي باللقطات نف�سها ك�أنه م�شهد من فيلم‬ ‫هذه الو�صية‪،‬؟! �إن كان الجواب (بنعم)‪ ،‬هل يا ترى طبقتن و�صاياها في‬
‫�سينمائي معاد في القنوات الف�ضائية‪ ،‬لفت انتباهي �صمتها وهدوءها‪� ..‬س�ألت عنها‬ ‫قام وفد من طالب ومعلمي مدر�سة قتيبة بن م�سلم للتعليم الأ�سا�سي بزيارة لم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر والإع�لان ا�ستقبلهم‬ ‫حياتكن الزوجية؟! ربما البع�ض يقلن‪ :‬نعم‪ ،‬والأخريات يقلن‪ :‬طبقنا‬
‫ف�أخبروني ب�أنها طالبة مثالية ومجتهدة وال يعلمون الكثير عنها‪.‬‬ ‫خاللها �سعادة عبد اهلل بن نا�صر الرحبي الرئي�س التنفيذي ورئي�س التحرير حيث �أطلعهم على طبيعة العمل بالم�ؤ�س�سة وما ت�صدره‬ ‫البع�ض منها‪ ،‬وربما غيرهن يقلن ‪ :‬ال‪ ..‬ويرين �أن و�صاياها تتعار�ض مع‬
‫تكرر �أمامي الم�شهد نف�سه فاتخذت قراري ب�أن �أتحدث �إليها‪� ..‬س�ألتها �إن كانت‬ ‫من مطبوعات ودوريات في مقدمتها جريدتا عمان والأوبزيرفر كما قام الطالب بزيارة ل�صالة التحرير وكافة �أق�سام الجريدة ‪ .‬وفي‬ ‫زمانهن !‪.‬هذه الو�صية كما نعلم �أو�صتها الخن�ساء البنتها قبل الزواج؟!‬
‫بحاجة �إلى �شيء ف�أجابتني بكل �أدب واحترام «�شكرا �أ�ستاذة»‪ ،‬في اليوم التالي لم‬ ‫نهاية الزيارة �أهدى �سعادة الرئي�س التنفيذي ورئي�س التحرير الطالب مجموعة من الكتب والمطبوعات ال�صادرة عن الم�ؤ�س�سة كما قدم‬ ‫ف�أين �أمهات اليوم عن هذه الو�صايا؟ وهل هن حري�صات على تو�صية‬
‫�أرها فقلت في نف�سي ربما �سئمت من االنزواء وذهبت كي تلعب ‪ ..‬ا�ستمر غيابها‬ ‫الطالب ل�سعادته هدية تذكارية‪.‬‬ ‫بناتهن بها؟! هن �أدرى بالحال!‪.‬لكن واقع الحال وما ن�سمعه‪ ،‬ونراه من‬
‫�أياما ف�س�ألت عنها في الف�صل �إال �إن �أحدا لم يكن يعلم عن حالها �شيئا‪ ،‬طلبت رقم‬ ‫بع�ض الأمهات‪ ،‬وبالذات (�أمهات اليوم) ي�ؤكد �أنهن و�ضعن و�صايا �أخرى‬
‫هاتفها للإطمئنان عليها �إال �أنني لم �أجد �سوى عنوان منزلها الذي بحثت كثيرا‬ ‫ولقنَّ بناتهن بها!‪ ،‬واحتفظن بو�صايا الخن�ساء في (مندو�س �أمهاتهن)‪.‬‬
‫عنه حتى اهتديت �إليه‪ ..‬هو �أقرب ما يكون �إلى غرفة واحدة محاط ب�سور مك�سور‪،‬‬ ‫‪ -‬فلو جئنا لو�صية الخن�ساء التي تقول‪ ( :‬ال�صحبة له بالقناعة‪،‬‬
‫طرقت الباب وناديت مرارا حتى �سمعت خطوات رقيقة تتجه نحو الباب فتوقفت عن‬ ‫والمعا�شرة بح�سن ال�سمع والطاعة)‪ ،‬فنرى و�صية بع�ض الأمهات هي ‪:‬‬
‫الطرق وفتحت لي طفلة ال يزيد عمرها عن التا�سعة‪� ..‬س�ألت عن فاطمة فقالت لي‪:‬‬ ‫( حاولي �أن ال تجعليه يحرمك من �شيء‪ ،‬ف�أنتِ ل�ستِ �أقل من ‪ -‬فالنة‬
‫«موجودة تف�ضلي بالدخول»‪.‬‬ ‫وفالنة‪ ،-‬وذكريه ب�أنكِ في منزل �أهلك مدهلل وكل ما كنتِ تتمنينه‬
‫كانت المرة الأولى التي �أ�شاهد فيها الفقر �شخ�صيا ‪ -‬وجهاً لوجه ‪ -‬كنت �أعتقد �أنه‬ ‫تجدينه في لحظة!‪ ،‬و�إياك �أن تطيعيه في كل �صغيرة وكبيرة حتى ال‬
‫غير موجود ولم �أكن �أعلم �أن خلف �أ�سوار المدينة وحياة الرفاهية يحتمي المن�سيون‬ ‫يتعالى عليكِ ويظن �أنكِ �ضعيفة ال�شخ�صية)‪� -.‬أما لو جئنا لو�صيتها‬
‫من ق�سوة الحياة‪ ،‬جاءت فاطمة تجر رجليها ووجهها ك�صفرة الليمون‪ ،‬وعلمت منها‬ ‫الثالثة والرابعة والتي تقول الخن�ساء فيها‪ ( :‬التعهد لموقع عينيه‪،‬‬
‫�أنها مري�ضة تعاني من الحمى ‪ ..‬الحظت �أن المنزل كان خاليا من �شخ�ص بالغ‬ ‫والتفقد لمو�ضع �أنفه‪ ،‬فال تقع عيناه منكِ على قبيح‪ ،‬وال ي�شم منكِ �إال‬
‫ف�س�ألتها عن والديها‪ ،‬بداية الأمر لم ترد التطرق �إلى المو�ضوع وبعد �إلحاح مني‬ ‫�أطيب الريح)وال ننكر فهذه الو�صية تحر�ص كل �أم على �أن تو�صي ابنتها‬
‫�أجابتني ب�أن والديها منف�صالن‪ ..‬تزوجت �أمها ولم تعد تزورهم الن�شغالها بحياتها‬ ‫بها‪ ،‬لكن تظل فقط في الأ�شهر الأولى من الزواج‪� ،‬أو حتى قبل الإنجاب‪،‬‬
‫الجديدة �أما والدها فاختار �أن يغرق نف�سه في ملذاته وال تراه �إال كل عدة �أ�سابيع‬ ‫�أما بعد ذلك فحين يدخل الزوج المنزل يجدها في �أ�سو�أ حال‪ ،‬فمنظرها‬
‫وهي الفتاة بنت الأحد ع�شر ربيعا الم�س�ؤولة عن المنزل واحتياجات �أختيها من �أكل‬ ‫ال ي�سر‪ ،‬ورائحتها تجعلك تفر)!‪.‬‬
‫وملب�س وعناية وتربية!‬ ‫‪ -‬وتقول الخن�ساء في و�صيتها الخام�سة وال�ساد�سة (فالتفقد لوقت‬
‫و�أ�ضافت‪�« :‬إن هناك جارة واحدة تعطف علينا وتح�ضر لنا بع�ض الطعام‪ ،‬وكما ترين ال‬ ‫طعامه‪ ،‬والهدوء عند منامه‪ .‬ف�إن حرارة الجوع ملهبة‪ ،‬وتنغي�ص النوم‬
‫توجد لدينا كهرباء فنحن نتخذ من �ضوء ال�شارع م�صدراً لل�ضوء �إلى جانب ال�شموع‬ ‫مغ�ضبة)‪� ،‬أي طعام هذا الذي تتحدث عنه الخن�ساء!‪� ،‬إذا كان الزوج وهو‬
‫التي ن�شتريها ببع�ض من المال الذي تمنحه لنا جارتنا الطيبة بين حين و�آخر»‪.‬‬ ‫في قمة �إرهاقه‪ ،‬وبعد يوم �شاق هو الذي ي�أتي بالطعام من المطعم!‬
‫�س�ألتها‪ :‬لماذا لم تبلغي �إدارة المدر�سة عن حالتك؟؟‪� ..‬أجابت « لم �أ�ش�أ �أن �أٌعامل‬ ‫فالبع�ض منهن يجهلن الطبخ ولم تفكر والدتها في �أن تعلمها‪،‬‬
‫معاملة خا�صة‪ ،‬ف�أ�صبح م�صدر عطف من المدر�سات وم�صدر �سخرية من الزميالت‬ ‫والأخريات يعملن ولي�س لديها الوقت لدخول المطبخ‪ ،‬وغيرها يرف�ضن‬
‫�صورة جماعية للطالب مع عبداهلل بن نا�صر الرحبي الرئي�س التنفيذي‪ /‬رئي�س التحرير‬
‫فف�ضلت االبتعاد عن النا�س والعي�ش في �صمت»‪..‬؟!‪..‬وبعد زيارتي‪� ..‬أبلغت �إدارة‬ ‫الطبخ وي�شترطن وجود عاملة للمنزل!‪( ،‬وعادي عندها �إذا التهب الزوج‬
‫المدر�سة وتعاملنا مع مو�ضوع فاطمة «ب�سرية» حتى ال تت�أثر نف�سيتها‪.‬‬ ‫من حرارة الجوع وبالعك�س تقول ‪ :‬خليه يلتهب!)‪ ،‬ولو تحدثنا عن‬
‫ق�صة �أخرى يحكيها معلم عن طالب لم يتجاوز الخام�سة ع�شرة من عمره كثير‬ ‫الهدوء عند منامه فنادراً ما تفكر بع�ض الزوجات؛ بذلك لأنه لمجرد �أن‬
‫التغيب ومهمل في درو�سه وعندما تتبع حالته االجتماعية ‪ -‬تطوعا منه لمعرفة‬ ‫يكون الزوج م�ستلقياً وم�سترخياً للنوم‪ ،‬تكون هذه الفر�صة الوحيدة التي‬
‫حالة الطالب ‪ -‬اكت�شف �أنه �أي�ضا �ضحية لأ�سرة مفككة‪ ..‬ولي�س هذا فح�سب بل الأكثر‬ ‫تنتهزها لتقديم قائمة من ال�شكاوى فتظل تزن فوق ر�أ�سه حتى يطير‬
‫من ذلك �أن ال �سقف بيت ي�ؤويه و�أ�صبح هائما في الأر�ض يعتا�ش من القيام ببع�ض‬ ‫نومه‪� ،‬أو ينهرها حتى ت�صمت وترحم حاله!‪ ،‬والبع�ض منهن حين ترى‬
‫الأعمال الب�سيطة حتى ي�سد رمقه وي�سكت جوعه ‪ ..‬في كل يوم يبحث عن مكان يبيت‬ ‫الزوج نائماً وهي ( مربو�شه) مع الأطفال‪ ،‬تدخل عليه غا�ضبة وب�صياح‬
‫فيه حتى يحين موعد المدر�سة فيذهب اليها منهكا خائر القوى ‪...‬‬ ‫�أطفالها من حولها وهي تقول‪ ( :‬قوم �شوف �أوالدك �أنت نايم مرتاح‬
‫قام المعلم ب�إبالغ �إدارة المدر�سة فتطوع مجموعة من المعلمين بم�ساعدة الفتى‬ ‫وتاركني �أنا �أتحمل م�شاكلهم)!‪ ،‬ب�صراحة اهلل ي�ساعد هذا الزوج!‪.‬‬
‫و�إيجاد عمل منا�سب له حتى ال يكون �ضحية للمرة الثانية فال جدوى من �إ�صالح‬ ‫‪ -‬وفي و�صيتها ( فاالحتفاظ بماله‪ ،‬واالحتفاظ بالمال من ح�سن‬
‫الأ�سرة‪.‬‬ ‫الخالل)‪ ،‬بع�ض الزوجات لو علمت �أن زوجها يملك ولو قدرا قليال من‬
‫هذه الحكايات‪ ..‬وغيرها من تلك التي �سمعتها ما هي �إال مجرد نماذج عن مبادرات‬ ‫المال‪ ،‬تحاول �أن تطلب منه (هذا وذاك) وتظل م�ستمرة في طلباتها‬
‫فردية يقوم بها بع�ض من �أبناء الوطن من معلمين ومعلمات قاموا ب�سلوك تطوعي‬ ‫حتى تقتنع �أنه �أ�صبح خالي الجيب)!‪.‬‬
‫نابع من ذواتهم لق�ص�ص تتكرر ف�صولها وتتنوع �أحداثها من مكان لآخر ومن م�ؤ�س�سة‬ ‫‪ -‬وتقول الخن�ساء في و�صيتها التا�سعة والعا�شرة (فال تف�شي له �سراً‪ ،‬وال‬
‫لأخرى لي�س في مجتمعنا فح�سب‪ ..‬ق�ص�ص جاءت نتيجة االن�سالخ عن عاداتنا‬ ‫تع�صي له �أمراً‪ ،‬ف�إنك �إن �أف�شيت �سره لم ت�أمني غدره‪ ،‬و�إن ع�صيت �أمره‬
‫قا�س خالٍ من روح الإن�سانية التي تفردنا بها كمجتمعات عرفت‬ ‫الطيبة وارتداء ثوب ٍ‬ ‫�أوغرت �صدره)‪ ،‬الأغلبية من الزوجات في هذا الزمن جل�ستهن ال تخلو‬
‫بمكارم الأخالق‪.‬فالتكافل االجتماعي واحترام الجار وم�ساعدة الآخرين ‪ -‬خ�صو�صا‬ ‫عن ذكر �صفات �أزواجهن‪� ،‬سواء االيجابية �أو ال�سلبية‪ ،‬وماذا فعل زوجها‬
‫ال�ضعفاء ‪ -‬والعمل التطوعي الفردي �أ�صبحت من ال�سلوكيات النادرة وتحولت �إلى‬ ‫هدية تذكارية من الوفد الطالبي‬ ‫�أو ماذا يريد �أن يفعل؟ فالبع�ض منهن في �سبيل �أن تتباهى وتتفاخر‬
‫مبادرات فردية وعالمات م�ضيئة‪ ،‬فلم نعد نعرف الكثير عن هموم جيراننا �أو حتى‬ ‫بزوجها ( تنف�ض ثوبه)‪ ،‬والأخريات ب�سبب الحياة التعي�سة والمعاملة‬
‫زمالئنا الذين ن�شاطرهم �أكثر من ‪� 1596‬ساعة في ال�سنة ‪ -‬عدد �ساعات العمل �أو‬ ‫الزوجية القا�سية التي ينالنها من الزوج (ينف�ض ثوبه)!‪ ،‬وكل ذلك في‬
‫الدوام ‪ -‬ناهيك عن انت�شار الثقافة الفردية �أو ما يمكن �أن نطلق عليه ثقافة «�أنا‬ ‫( كوم) والمكالمة التي تبد�أ من �أول ال�صباح وحتى �آخر الليل بين الأم‬
‫مالي» وان�صراف �أفراد المجتمع لحل �أزماتهم الخا�صة متنا�سين �أننا جميعا نعي�ش‬ ‫وابنتها‪ ،‬وذلك كي تعرف الأم كل �صغيرة وكبيرة تحدث مع ابنتها‪ ،‬ومن‬
‫في مجتمع واحد و�أي خلل في بنية المجتمع �سي�ؤثر في الن�سيج االجتماعي ككل‪.‬‬ ‫ثم ال تق�صر الأم وتو�صل �أ�سرار ابنتها هذه البنتها تلك ‪ ،‬و�أ�سرار تلك‬
‫�إن غياب الدور االجتماعي لل�سبلة والم�سجد كان له الت�أثير الكبير في اختفاء هذه‬ ‫البنتها الأخرى وهكذا!‪ ،‬بدون �أن تكترث للعواقب‪ .‬وعن عدم ع�صيانها‬
‫القيم المجتمعية‪ ،‬فاقت�صر ال�سلوك التطوعي على عمل م�ؤ�س�سي ينخرط فيه الأفراد‬ ‫لأمره فنادراً ما تر�ضخ الزوجة لأوامر زوجها‪ ،‬وتحاول �أن تع�صيه في‬
‫عادة لقاء مقابل معنوي �أو مادي‪ ،‬و�إلى جانب ذلك قلما يتطرق العمل التطوعي‬ ‫مواقف كثيرة حتى تفر�ض �شخ�صيتها عليه‪ ،‬وحتى ال تخ�سر الكثير من‬
‫لم�ساعدة الأفراد المحتاجين لتح�سين الم�ستوى المعي�شي لهم بتعليمهم حرفة �أو‬ ‫�أهدافها في الحياة ب�سببه‪ ،‬وتن�سى �أنها بع�صيانها‪� ،‬سوف تخ�سر حاجات‬
‫مهنة ذات دخل منا�سب وب�أ�سلوب تجاري حديث ت�سد حاجتهم وتغنيهم عن ال�س�ؤال‪.‬‬ ‫�أعظم من �أهدافها ومنها ‪ ( :‬ر�ضاه‪ ،‬حبه‪ ،‬عطفه‪ ،‬وحنانه)! لأن الزوجة‬
‫�إن تقليدية الخطاب التطوعي والتركيز على �أن�شطة معينة دون تجديد وتقليد‬ ‫كما تقول الخن�ساء‪( :‬ال ت�صل �إلى ما تحب حتى ت�ؤثر ر�ضاه على ر�ضاها‪،‬‬
‫تكملة المقال �ص (‪)5‬‬ ‫وهواه على هواها فيما �أحببت وكرهت)‪.‬‬
‫‪mirfat@omandaily.om‬‬ ‫الرئي�س التنفيذي‪ /‬رئي�س التحرير يهدي الطالب مجموعة من �إ�صدارات الم�ؤ�س�سة‬

‫‪shabab@omandaily.om‬‬ ‫مدير التحرير‪:‬‬


‫�سيف املحروقي‬
‫�سكرتري التحرير‪:‬‬
‫عماد البليك‬
‫الإ�رشاف ال�صحفي‪:‬‬
‫زكريا فكري‬
‫ت�صميم و�إخراج‪:‬‬
‫خمي�س اجلرادي‬

You might also like