You are on page 1of 25

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫تلوث الهواء‬
‫مصادره وأضراره‬

‫إعداد الدكتور‬
‫نعيم سلمان بارود‬

‫فبراير ‪2006‬‬

‫‪0‬‬
‫تلوث الهواء‬
‫مصادره وأضراره‬

: ‫ملخص البحث‬
‫يعرض البحث تلوث الهواء من حيث مصادر هذا التلوث والضأرار التي قد تلحق بالنإسان جراء هذا‬
‫ وقد عرضأت‬، ‫ المصادر الطبيعية والمصادر البشرية‬: ‫ وقد تنإاول البحث أهم مصادر تلوث الهواء مثل‬. ‫التلوث‬
. ‫ الغازات والعنإاصر الثقيلة والجسيمات وبعض الملوثات الثانإوية‬: ‫الدراسة أهم ملوثات الهواء مثل‬

‫وقد وضأحت الدراسة أهم الضأرار التي تلحقها الملوثات المختلفة بصحة النإسان من خلل عرض كل‬
‫ كما عرضأت الدراسة كذلك معايير‬، ‫ وتحديد العضأو الذي يستهدفه من جسم النإسان‬، ‫عنإصر من عنإاصر التلوث‬
‫تلوث الهواء والحدود القصوى المسموح بها حسب مواصفات كل من منإظمة الصحة العالمية وبعض الدول الخرى‬
.

‫وق ققد توص ققلت الد ارس ققة إل ققى أن المص ققادر البشق قرية لتل ققوث الهق قواء أك ققثر خط ققورة عل ققى ص ققحة النإس ققان م ققن‬
‫ وأن هنإاك العديد مقن المقراض القتي لحقت بالنإسقان جقراء‬، (‫المصادر الطبيعية وبالتحديد )وسائط النإقل والصنإاعة‬
. ‫التلوث أهمها المراض الجلدية والعيون وأمراض الجهاز التنإفسي‬

Air Pollution: Sources and Harmness

Abstract
This research deals with air pollution, its sources. And it effects on humans.
The research discusseds the most important sources of pollution, which include both
natural and human sources such as gases, heavy elements, particles and other minor
pollutants.

In addition study reveals the important harms human health caused by


different pollutants. Each pollutant element has been identified as well as the harms
it causes to the organ of the human body.

The study also deals with the air pollution regulations, and the maximum
tolerable limits according to the World Health Organization regulations and in other
different countries.

The study concludes that the most dangerous and harmfull to the human
health are the human sources of air pollutions, mostly, those related to transportation
and industrial carriers.

Because of these air pollutants, many diseases attack the human body such as
skin, eyes and respeiratory system diseases.
: ‫تقديم‬

1
‫إن تلوث الهواء من القضأايا التي أضأحت تؤرق النإسان في جميع المجتمعات ل سيما وأن الهواء يعتبر‬
‫ضأروريا للنإسان شأنإه شأن الماء ‪ ،‬بل هو أكثر أهمية وضأرورة ‪.‬‬
‫ولم يعد الهواء بذلك النإقاء والصفاء الذي خلقه ال عليه ‪ ،‬بل امتدت إليه يد البشر عابثة ‪ ،‬فاختل التوازن‬
‫واهتز هذا النإظام الدقيق ‪ ،‬والهواء الذي نإتنإسمه وتلوث ‪ ...‬وتلوث ‪ ...‬وكان النإسان هو السبب ‪ ،‬فكانإت المعامل‬
‫والمصانإع ووسائل النإقل ومحطات توليد الطاقة والستخدامات المنإزلية ‪ ،‬هذه المصادر تبث يوميا آلفا الطنإان‬
‫من الملوثات المختلفة إلى الهواء دون وجود أي ضأوابط أو عوائق وأصبح الغلفا الجوي مدفنإا أو مكب نإفايات‬
‫غازية ‪ .‬والنإسان هو الذي يتنإفس هذا الهواء الملوث فهو الذي صنإع المشكلة ‪ ،‬وهو الذي تحمل مسئوليتها وهو‬
‫الذي تلقى آثارها سلب ا على صحته ‪.‬‬
‫وما حادثة لنإدن عنإا ببعيد ففي العام ‪ 1952‬اختلطت الملوثات الهوائية بالضأباب فكونإت ما يعرفا‬
‫بالضأباب الدخانإي ‪ Smog‬التي كونإت سحابة سوداء فوق المدينإة استمرت لمدة ‪ 5‬أيام قتلت حوالي ‪ 4000‬شخص‬
‫‪.‬‬

‫مبررات الدراسة ‪:‬‬


‫تلوث الهواء يعتبر من أحرج وأخطر قضأايا التلوث ‪ ،‬وتعود أهمية الدراسة إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الهواء أكثر الموارد أهمية بالنإسبة للنإسان ‪ ،‬وأن أي تلوث بأي نإسبة لي عنإصر من العنإاصر من شأنإه أن‬
‫يدخل مع الهواء إلى جوفا النإسان ممحدث ا الكثير من الضأرار والمراض التي تصيب النإسان ؛ ذلك أن‬
‫النإسان يتنإفس على مدار ‪ 24‬ساعة في اليوم ‪ ،‬وأن ملوثات الهواء هي ملوثات تبقى داخل جسم النإسان ول‬
‫يطرح منإها خارج الجسم إل القليل ‪.‬‬
‫‪ -2‬حاجة النإسان الماسة للهواء ‪ ،‬فهو يستهلك يومي ا حوالي ‪15‬كجم من الهواء ‪ ،‬في الوقت الذي يستهلك فيه‬
‫حوالي ‪3‬كجم من الماء ‪ ،‬وحوالي كيلو جرام واحد من الغذاء ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن النإسان ل يستطيع أن يصبر على انإقطاع الهواء أكثر من ثلث دقائق ‪ ،‬في الوقت الذي يستطيع أن‬
‫يصبر فيه على الجوع أسابيع ‪ ،‬وعلى العطش أيام ا ‪.‬‬
‫‪ -4‬يستطيع النإسان أن يتجنإب أكل الغذاء الفاسد ‪ ،‬كما يتجنإب شرب الماء الملوث ‪ ،‬ولكنإه ل يستطيع بأي حال‬
‫من الحوال إل أن يتنإفس الهواء المتوفر مهما كانإت نإوعيته ‪ ،‬ودرجة تلوثه ‪.‬‬
‫‪ -5‬محدودية المورد الهوائي‪ ،‬فالغلفا الجوي الذي يحيط بالرض )التروبوسفير( والذي يتركز فيه الهواء ل يزيد‬
‫سمكه عن ‪20‬كم وهو بذلك يكاد يكون كقشرة التفاحة إلى التفاحة ‪ ،‬لو قورن بحجم الكرة الرضأية من نإاحية‬
‫ووزنإها من نإاحية أخرى ‪.‬‬
‫لذا فإن الهواء يعتبر موردا هام ا ‪ ،‬ول يرتبط بجغرافية معينإة ‪ ،‬والمحافظة عليه تعتبر مسئولية فردية‬
‫وجماعية ‪ ،‬كما هي مسئولية وطنإية وعالمية على حد سواء ‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬


‫‪ -1‬التعرفا على أهم مصادر التلوث ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرفا على حقيقة الملوثات الهوائية وطبيعتها ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬تحديد أكثر الملوثات ترك از في الهواء وخط ار على صحة النإسان ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعرفا على أهم الضأرار والمراض التي يلحقها تلوث الهواء بالنإسان وصحته وممتلكاته ‪.‬‬

‫الهواء النقي الطبيعي ‪:‬‬


‫شييءء شخلشيقشناهك إبقششدءر ")‪ . (1‬ومن‬
‫ال سبحانإه وتعالى خلق الكون ووضأع فيه كل شيء بقدر فقال ‪ " :‬إننا ككنل ش‬
‫أعظم ما خلق ال سبحانإه وتعالى في هذا الكون هو الهواء ‪ ،‬وهو موجود في الغلفا الجوي بقدر موزون على شكل‬
‫غازات بنإسب طبيعية متفاوتة ليس لها آي آثار سلبية على الحياء ‪.‬‬
‫وهذه الغازات هي ‪:‬‬
‫‪ %78.07‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬النإيتروجين بنإسبة‬
‫‪ %20.95‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬الكسجين بنإسبة‬
‫‪ %0.93‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬الرجون بنإسبة‬
‫‪ %0.0001‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬الكريبتون بنإسبة‬
‫‪ %0.0005‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬الهيدروجين بنإسبة‬
‫‪ %0.0005‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬الهيليوم بنإسبة‬
‫‪ %0.0018‬من حجم الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬النإيون بنإسبة‬
‫‪ %0.03‬على الكثر من وزن الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬ثانإي أكسيد الكربون بنإسبة‬
‫‪ %0.00002‬من وزن الهواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬الوزون بنإسبة‬
‫فأي زيادة أو نإقصان يحدثه النإسان ‪ ،‬أو تحدثه الطبيعة ‪ ،‬وأي تغيير كمي أو تغيير كيفي في هذه‬
‫المكونإات الطبيعية للهواء سيؤدي إلى تلوثه ل محالة ‪.‬‬

‫تلوث الهواء ‪:‬‬


‫عرفا خبراء منإظمة الصحة العالمية تلوث الهواء بأنإه الحالة التي يكون فيها الجو خارج أماكن العمل‬
‫محتويا على مواد بتركيزات تعتبر ضأارة بالنإسان أو بمكونإات بيئته ‪.‬‬
‫وعلى ذلك يقصد بتلوث الهواء احتوائه على ملوث أو عدة ملوثات بكميات مؤثرة ‪ ،‬ولفترة زمنإية قد يكون‬
‫لها تأثير على صحة النإسان أو الحيوان أو النإبات ‪ ،‬أو المحيط الحيوي الذي يعيش فيه النإسان)‪. (2‬‬
‫ويعد الهواء ملوثا إذا حدث تغيير في تركيبه لي سبب ‪ ،‬إواذا ما اختلطت به بعض الشوائب أو الغازات‬
‫الخرى بمقدار قد يضأر بالحياة)‪. (3‬‬
‫كما أن تلوث الهواء يكون بأي تغير كمي أو كيفي يط أر على عنإاصره ‪ ،‬أو تركيبه ‪ ،‬يكون له أثر سيئ‬
‫على صحة النإسان ‪ ،‬أو على مصالحه القتصادية ‪ ،‬أو يكون له أثر يحدث خللا في النإتظامات البيئية ‪.‬‬

‫)( سورة القمر ‪ ،‬آية ‪. 49 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أحمد عبد الجواد‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬الدار العربية للنإشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1991 ،‬ص ‪.25-23‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( عدنإان البياتي ‪ ،‬تلوث الهواء في الوطن العربي بين ضأرورات التنإمية وسلمة البيئة ‪ ،‬مجلة شئون عربية ‪ ،‬العدد ‪، 79‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ، 1994‬ص ‪. 172-160‬‬

‫‪3‬‬
‫ويتلوث الهواء عنإدما تتواجد فيه مادة أو أكثر غازية ‪ ،‬أو صلبة ‪ ،‬أو سائلة ‪ ،‬وعنإدما يحدث تغير هام في‬
‫نإسب الغازات المكونإة له ‪ ،‬بحيث تؤدي هذه التغيرات إلى تأثيرات ضأارة ‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة على المواد الحية‬
‫المكونإة للنإظام البيئي ‪ ،‬أو تجعل الظروفا التي تعيش فيها هذه الكائنإات غير ملئمة أو تسبب خسائر مادية)‪. (1‬‬
‫وقد عرفا المجلس الوروبي تلوث الهواء بالتالي ‪ " :‬يقال إن هنإاك تلوثا في الهواء عنإدما تظهر مادة‬
‫غريبة أو يحدث تبدل هام في نإسبة عنإاصره يؤدي لنإتيجة ضأارة أو إلى خلق مرض أو تضأايق)‪. (2‬‬
‫وقد يرتبط تلوث الهواء بأماكن محلية كالمدن الكقبرى ‪ ،‬والتجمعقات الصققنإاعية ‪ ،‬أو ققد يكقون عالميقا عنإقدما‬
‫تنإتشر الملوثات على مساحات كبيرة جدا مثل وصول بعض الملوثات الشعاعية من دولة إلى أخرى ‪.‬‬

‫مصادر تلوث الهواء ‪:‬‬


‫تنإقسم مصادر تلوث الهواء إلى قسمين رئيسين ‪ ،‬وهي إما مصادر طبيعية ليس للنإسان أي تدخل فيها ‪،‬‬
‫أو مصادر بشرية بفعل نإشاطات النإسان المختلفة ‪.‬‬

‫أولل ‪ :‬المصادر الطبيعية لتلوث الهواء ‪:‬‬


‫وهي المصادر التي تنإجم عن الطبيعة دون تدخل النإسان فيها ‪ ،‬وهي إما أن تكون صلبة ‪ ،‬أو سائلة أو‬
‫غازية ‪ ،‬وتنإحصر مصادر التلوث الطبيعي للهواء بالتي ‪:‬‬
‫‪ (1‬البراكين ‪:‬‬
‫البراكين وفي أثنإاء ثورانإها تنإطلق منإها غازات ومواد صلبة إلى الجو ‪ ،‬ويمكن لهذه المواد الصلبة الدقيقة‬
‫أن ترتفع إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى طبقة الستراتوسفير )حوالي ‪55‬كم عن سطح البحر( ‪ ،‬وهي بذلك تمثل‬
‫أحد العوامل الطبيعية الهامة التي تتسبب في تلوث البيئة بشكل عام ؛ لن المواد البركانإية المنإشأ تبقى عالقة في‬
‫الجو فترة طويلة من الزمن ‪ ،‬وهذه الفترة كافية تمام ا لن تنإتقل هذه الملوثات وتنإتشر فوق مساحات كبيرة من الكرة‬
‫الرضأية بواسطة الرياح ‪ ،‬وغالب ا ما يكون لها كبير الثر على عنإاصر المنإاخ ‪.‬‬
‫كما أن بعض الحمم التي تطلقها البراكين ‪ ،‬قد تحتوي على نإسبة عالية من الكبريت المنإصهر ‪ ،‬ويحتوي‬
‫بعضأها على الغازات الذائبة فيها ‪ ،‬مثل ‪ :‬غاز كبريتيد الهيدروجين ‪ ،‬أو غاز ثانإي أكسيد الكبريت ‪ ،‬وفي بعض‬
‫الحيان قد تحتوي على غاز كلوريد الهيدروجين ‪ ،‬وهذه الغازات حمضأية التأثير ‪ ،‬لذا فهي شديدة الضأرر بالبيئة ‪،‬‬
‫وعنإدما تذوب في مياه المطار تلوث المجاري المائية ‪ ،‬وترفع من درجة حموضأتها ‪ ،‬كما وترفع من درجة حموضأة‬
‫التربة المجاورة لها ‪ ،‬وتدمر ما بها من محاصيل)‪. (3‬‬
‫إضأافة إلى الغازات المنإبعثة في الجو من النإفجار البركانإي‪ ،‬تنإطلق أيضأا كميات ضأخمة من الذرات‬
‫البركانإية الصلبة ‪ ،‬وخاصة الغبار النإاعم ‪ ،‬وتقدر هذه الكمية بآلفا الطنإان ‪ ،‬وتبقى عالقة في الجو عدة أشهر‬
‫مؤثرة بذلك على الشعاع الشمسي‪ ،‬وبالتالي على درجة ح اررة سطح الرض ‪.‬‬

‫‪ (2‬الرياح والعواصف ‪:‬‬

‫)( محمد العودات ‪ ،‬التلوث وحماية البيئة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬الهالي للنإشر والتوزيع ‪ ،‬دمشق ‪ ، 1988 ،‬ص ‪. 43‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عبد الرحمن حميدة ‪ ،‬التلوث ‪ ،‬أبعاده وأخطاره ‪ ،‬مجلة كلية العلوم الجتماعية ‪ ،‬مجلد ‪ ، 35‬ص ‪. 552‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( محمد السيد أرنإاؤوط‪ ،‬النإسان وتلوث البيئة‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬الدار المصرية اللبنإانإية‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1993 ،‬ص ‪. 80‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫تلعب الرياح والعواصفا دو ار هاما في تلوث الهواء لما تحمله من تراب ‪ ،‬وغبار ‪ ،‬ورمال ‪ ،‬ويبدو دورها‬
‫واضأحا في المنإاطق الجافة‪ ،‬والراضأي القاحلة‪ ،‬حيث تقوم الرياح المصاحبة للعواصفا والتي تنإطلق غالبا بموازاة‬
‫سطح الرض بحمل كميات هائلة من الرمال من سطح التربة الصحراوية ؛ وذلك لنإها ل تجد أمامها عائقا يمنإعها ‪،‬‬
‫كما ل توجد نإباتات تحمي هذه التربة وتؤدي إلى تماسكها ‪ ،‬وقد تحمل الرياح هذه الرمال والتربة إلى مسافات بعيدة‬
‫جدا لتسقطها في النإهاية على المدن والراضأي الزراعية وقد تدمر ما بها من محاصيل ‪.‬‬
‫ومن أمثلة الرياح التي تؤثر في تلوث الهواء رياح الخماسين ‪ ،‬والتي تهب على شمال مصر في بداية‬
‫الصيفا من كل عام‪ ،‬وتقدر كمية الغبار والتربة المترسبة في القاهرة حوالي ‪ 187‬طنإ ا على الكيلو متر المربع في‬
‫الشهر ‪ ،‬وفي الكويت بلغت كمية الغبار والتربة المترسبة خلل شهر آب من عام ‪1978‬م حوالي ‪ 239‬طنإ ا على‬
‫الكيلو متر المربع ‪ ،‬وفي الوليات المتحدة قدر المتوسط الشهري بحوالي ‪ 30‬مليون طن في عام ‪1970‬م)‪. (1‬‬

‫‪ (3‬الحرائق ‪:‬‬
‫كققثي ار مققا تتعققرض منإققاطق الغابققات وأ ارضأققي الحشققائش فققي بعققض أيققام أشققهر الصققيفا الحققارة والجافققة إلققى‬
‫ح ارئققق تققأتي علققى آلفا الشققجار والشققجيرات ‪ ،‬وعلققى مسققاحات كققبيرة مققن أ ارضأققي الحشققائش ‪ ،‬وهققي بققذلك تطلققق‬
‫الدخان إلقى الجو علقى شقكل غيقوم سقوداء كثيفقة ‪ ،‬ققد تصقل إلقى طبققة التربوسقفير ‪ ،‬ينإتقج عقن هقذه الح ارئقق انإطلق‬
‫كميققات ضأققخمة مققن الغققازات المختلفققة ‪ ،‬مثققل ‪ :‬غققاز ثققانإي أكسققيد الكربققون ‪ ،‬أول أكسققيد الكربققون‪ ،‬أكاسققيد الزوت ‪،‬‬
‫إضأافة إلى جزئيات الرماد الدقيقة التي تنإطلق إلى الجو والتي تؤدي إلى تلوث الجو بشكل واضأح ‪.‬‬
‫ولعل من أشهر الحرائق في العصر الحديث ما شهدته غابات "التابغا" في سيبيريا في اليام الخيرة من شهر‬
‫أبريل ‪1987‬م‪ ،‬والذي استمر مدة تزيد على خمسة عشر يوماا‪ ،‬والذي قضأى على مساحات شاسعة من الغابات‬
‫حوالي )‪35000‬هكتار( وأطلق آلفا الطنإان من الملوثات إلى الهواء ‪.‬‬

‫‪ (4‬حبوب اللقاح ‪:‬‬


‫غالبا ما تكون في فصل الربيع ‪ ،‬وهو فصل إزهار معظم أنإواع الشجار ‪ ،‬والنإباتات ‪ ،‬وهذه تتطلب تلقيحا‬
‫قد يكون ذاتيا ‪ ،‬أو غير ذاتي عن طريق انإتقال حبوب اللقاح هذه من أشجار إلى أخرى ‪ ،‬وهذا يجعل الهواء مليء‬
‫بهذا الغبار الذي يؤدي إلى نإوع من الحساسية لدى بعض النإاس )مرض الحساسية الربيعي( ‪ ،‬وتم تقدير حوالي‬
‫مليون طن من حبيبات اللقاح فوق أرض الوليات المتحدة المريكية في العام ‪1970‬م ‪.‬‬
‫‪ (5‬الجراثيم ‪:‬‬
‫يتواجد في الهواء بشكل دائم أعداد كبيرة من أنإواع البكتيريا ‪ ،‬وغالبا ما تكون العلقة طردية بين التركيز‬
‫البكتيري والكثافة السكانإية ودرجة التهوية ‪ ،‬فكلما كانإت الماكن مغلقة وذات كثافة سكانإية عالية ازداد بالتالي تركز‬
‫البكتيريا ‪ ،‬لذا غالبا ما تكون الماكن المغلقة المزدحمة بالسكان ذات تلوث جرثومي واضأح مثل ‪) :‬دور السينإما ‪،‬‬
‫المعارض ‪ ،‬الشوارع المكتظة ‪ ،‬المحلت التجارية ‪ ،‬وسائط النإقل العامة( ‪.‬‬
‫أما أجواء المنإاطق الريفية فتكون أقل تلوثا بالجراثيم ‪ ،‬نإظ ار لقلة السكان ‪ ،‬وتجدد الهواء باستمرار‪ ،‬ولكن‬
‫إذا كانإت نإسبة تركيز الغبار مرتفعة ‪ ،‬والرطوبة الجوية عالية كان ذلك ميدانإا خصبا لنإشوء أعداد أكبر من الجراثيم ‪.‬‬

‫)( علي حسن موسى ‪ ،‬التلوث الجوي ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪ ، 1990 ،‬ص ‪. 31 ، 30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫ومهما تعاظم وتفاقم حجم الملوثات الطبيعية ‪ ،‬فإنإها ل تصل إلى درجة الملوثات البشرية ‪ ،‬كما أن نإوعيتها أقل‬
‫خطورة على الصحة العامة ‪ ،‬وتأثيرها على البيئة الحيوية يبقى محدودا ‪.‬‬

‫ثانيال ‪ :‬المصادر البشرية لتلوث الهواء ‪:‬‬


‫إن استعمالت النإسان المختلفة من خلل أنإشطته المتنإوعة في البيئة التي يعيش فيها تعتبر من‬
‫المصادر البشرية لتلوث الهواء‪ ،‬سواء كانإت تلك الستخدامات في المجالت الصنإاعية‪ ،‬أو الستخدامات المنإزلية‪ ،‬أو‬
‫الحياتية اليومية‪ .‬ذلك أن النإسان الذي يعيش في القرن العشرين انإدفع انإدافع ا محموم ا لم يسبق له مثيل من أجل‬
‫إشباع رغباته من كل ما هو جديد ‪ ،‬منإبه ار بوسائل التقنإية الحديثة ‪ ،‬فأسرفا باستغللها غير مكترث بنإتائجها ‪،‬‬
‫فانإعكس ذلك سلبا على نإظام حياته ‪ ،‬وكان هو أكثر المتضأررين من جراء التلوث الذي أحدثه ‪.‬‬
‫أما أهم المصادر البشرية لتلوث الهواء فهي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬وسائط النقل ‪:‬‬
‫تشكل وسائط النإقل المختلفة )البرية والجوية والبحرية( مصد ار رئيس ا ل يستهان بقه فقي مجال تلقوث الهقواء‬
‫‪ ،‬أما الوسائط البريقة فهقي الهم فقي ذلقك نإظق ار لزيقادة أعقدادها وأنإواعهقا ‪ ،‬ومقا تققذفه مقن مخلفقات احقتراق الوققود فقي‬
‫داخلهققا ‪ ،‬ممققا يققترك آثققا ار سققلبية علققى النإسققان وسققائر الكائنإققات الحيققة ‪ ،‬خاصققة إذا علمنإققا أن هققذا المصققدر فققي حالققة‬
‫تزايد مستمر نإتيجة للزيادة المطردة في أعداد المركبات وانإتشارها في أنإحاء العالم في المدن الكقبرى والصقغرى وحقتى‬
‫في الريافا ‪.‬‬
‫وتكمن أهم السباب التي تجعل من السيارات مصد ار رئيسا لتلوث الهواء فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬نإوعية الوقود المستعمل ‪ ،‬وزيادة نإسبة المركبات الكسوجينإية ومركبات الرصاص المضأافة إليه لتحسين أداء‬
‫المحرك ورفع كفاءته ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم الحتراق الكامل للوقود )بنإزين ‪ ،‬ديزل( داخل محركات السيارة ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إجراء الصيانإة المستمرة لمحركات السيارات للتأكد من أداء المحرك ومن عملية احتراق الوقود بداخله‪.‬‬
‫ونإتيجة لحركة المركبات المستمرة ‪ ،‬تنإبعث من عوادمها أنإواع عديدة من الملوثات ‪ ،‬أهمها ‪ :‬غازات أول‬
‫أكسيد الكربون‪ ،‬ثانإي أكسيد الكربون ‪ ،‬الرصاص ‪ ،‬أكاسيد النإيتروجين ‪ ،‬ثانإي أكسيد الكبريت ‪ ،‬الهيدروكربونإات ‪،‬‬
‫السنإاج ‪ ،‬هذا بالضأافة إلى الروائح الكريهة ‪ ،‬كما تعتمد كمية هذه الملوثات على كمية الوقود المستهلك وعمر‬
‫المركبة ‪ ،‬ودرجة صيانإتها ‪ ،‬وحركة المرور وكثافتها ‪ ،‬كما تلعب الظروفا المنإاخية دو ار رئيسا في كيفية انإتشار هذه‬
‫الملوثات في الهواء ومداها)‪. (1‬‬
‫ولعل النإبعاثات النإاتجة عن المركبات يتحكم فيها بالدرجة الولى نإوع الوقود المستخدم )ديزل ‪ ،‬بنإزين( ‪،‬‬
‫والتي ينإتج عنإها العديد من الملوثات مثل ‪ :‬غازات الكربون ‪ ،‬والكبريت ‪ ،‬والنإيتروجين وغيرها ‪ .‬جدول رقم )‪(1‬‬

‫جدول رقم )‪(1‬‬


‫المواد الملوثة النإاتجة عن محركات الحتراق الداخلي )غم( من المادة الملوثة لكل )كجم( من الوقود‬
‫محرك الديزل‬ ‫محرك البنزين‬ ‫المادة الملوثة‬
‫‪191‬‬ ‫‪180‬‬ ‫ثانإي أكسيد الكربون‬
‫‪3.48‬‬ ‫‪0.139‬‬ ‫ثانإي أكسيد الكبريت‬

‫)( سفيان التل‪ ،‬ياسر سارة‪ ،‬حالة البيئة في الردن‪ ،‬و ازرة الشئون البلدية والقروية والبيئة‪ ،‬عمان‪ ،1989 ،‬ص ‪. 50‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫‪15.08‬‬ ‫‪2.200‬‬ ‫أكاسيد النإيتروجين‬
‫‪9.28‬‬ ‫‪301.600‬‬ ‫أول أكسيد الكربون‬
‫‪1.16‬‬ ‫‪0.220‬‬ ‫سنإاج‬
‫‪1.16‬‬ ‫‪52.200‬‬ ‫هيدروكربونإات غير محترقة‬
‫‪-‬‬ ‫‪0.116‬‬ ‫رصاص‬
‫المصدر ‪ :‬عزت أبو حمرة ‪. (1)1992 ،‬‬
‫يوضأح الجقدول أن أول وثقانإي أكسقيد الكربقون همقا الكقثر انإبعاثقا مقن عقوادم السقيارات‪ ،‬وكقذلك الهيقدروكربونإات‬
‫غير المحترقة ‪ ،‬وأن الرصاص ينإتج عن محركات البنإزين دون محركات الديزل‪ ،‬كما أن الكققبريت ينإتقج عققن محركقات الققديزل‬
‫أكققثر منإققه فقيمحركققات البنإزيققن‪ ،‬وهققذا يشققكل خطق ار كققبي ار علقى قطققاع البيئققة‪ ،‬إوان نإسققبة وجققود الكققبريت فققي الققديزل تعتققبر‬
‫عالية جدا في غالبية الدول العربية‪.‬‬
‫والسيارة بجميع أجزائها تطلق مخلفات إلى الهواء ‪ ،‬وتكمن الخطورة في انإبعاثات السيارات في أنإها تطلق‬
‫ملوثاتها ومخلفاتها في نإفس المستوى الذي يتنإفس فيه النإسان ‪ ،‬والجدول رقم )‪ (2‬يبين أجزاء السيارة والملوثات‬
‫المنإطلقة من كل جزء من هذه الجزاء ‪.‬‬

‫جدول رقم )‪(2‬‬


‫الملوثات النإاتجة عن أجهزة السيارات‬
‫ملوثات الهواء‬ ‫المصدر‬ ‫الرقم‬
‫غاز أول أكسيد الكربون‪ ،‬جسيمات هيدروكربونإية‪ ،‬غاز ثانإي أكسيد الكربون‪ ،‬أكاسيد‬
‫النإيتروجين‪ ،‬السنإاج‪ ،‬جسيمات الرصاص في هيئة مركبات‪ ،‬ثانإي بروميد اليثلين ‪،‬‬ ‫العادم‬ ‫‪-1‬‬
‫مادة البنإزوبيرين ‪.‬‬
‫هيدروكربونإات ‪ ،‬غاز أول أكسيد الكربون ‪ ،‬غازات هيدروكربونإية ‪.‬‬ ‫الكاربوريتر )علبة الحتراق(‬ ‫‪-2‬‬
‫هيدروكربونإات‪ ،‬أكرولين‪ ،‬الدهايدات )فورمالدهيد‪ ،‬برومالديهيد‪ ،‬استيلدهيد( ‪.‬‬ ‫مخزن الوقود‬ ‫‪-3‬‬
‫غاز أول أكسيد الكربون ‪.‬‬ ‫فلتر الهواء‬ ‫‪-4‬‬
‫غازات هيدروكربونإية‬ ‫شمعات الحتراق‬ ‫‪-5‬‬
‫جسيمات السبستوزات ‪.‬‬ ‫الفرامل )الكوابح(‬ ‫‪-6‬‬
‫المصدر ‪ :‬سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪. 1990 ،‬‬
‫يلحظ من خلل الجدول أن غالبية الملوثات تصدر عن العادم ‪ ،‬إذ إنإه المصدر الوحيد الذي تخرج منإه‬
‫الغازات بعد عملية الحتراق ‪ ،‬وكذلك تنإتج ملوثات أخرى عن كل من الفرامل ‪ ،‬والكاربوريتر ‪ ،‬ومخزن الوقود ‪،‬‬
‫وفلتر الهواء ‪ ،‬وشمعات الحتراق‪ ،‬بمعنإى أن السيارة بجميع أجزائها مصدر فعال في تلوث الهواء‪ ،‬إذ تعتبر‬
‫السيارات هي المسئولة عن حقن الجو بحوالي ‪ %60‬من ملوثات الهواء‪ ،‬ول غرابة في ذلك‪ ،‬فعدد السيارات في العالم‬
‫كان في العام ‪ 1982‬حوالي ‪ 331‬مليون سيارة ‪ ،‬وأصبح في سنإوات التسعينإات حوالي ‪ 400‬مليون سيارة‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل المثال فإن مدينإة القاهرة بلغ عدد السيارات فيها من مطلع التسعينإات حوالي ‪ 650000‬سيارة تستهلك حوالي‬
‫‪ 1.25‬مليون طن من الوقود‪ ،‬ينإتج عنإها حوالي ‪ 100‬ألفا طن نإواتج احتراق‪.‬‬

‫)( عزت أبو حمرة‪ ،‬تلوث الهواء النإاتج عن عوادم السيارات‪ ،‬و ازرة الشئون البلدية والقروية والبيئة‪ ،‬عمان‪.1992 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫وأن قطاع النإقل في الردن ضأم حوالي ‪ 252808‬سيارة في العام ‪ 1990‬ينإتج عنإها الكثير من الملوثات‬
‫المطروحة إلى الهواء مثل الرصاص ‪40‬طنإا في السنإة‪ ،‬السنإاج ‪814‬طنإا في السنإة‪ ،‬ثانإي أكسيد الكبريت ‪2257‬طنإا‬
‫في السنإة وغيرها من الملوثات‪.‬‬
‫كما أن مدينإة لوس أنإجلوس بالوليات المتحدة المريكية والتي تتميز بكثافة مرورية عالية )حوالي ‪4‬‬
‫مليون سيارة( يقدر ما ينإطلق منإها إلى الجو يوميا حوالي ‪ 762‬طنإا من أكاسيد الوزون وحوالي ‪ 254‬طنإا من‬
‫المواد العضأوية ‪ ،‬وحوالي ‪ 10000‬طن من غاز أول أكسيد الكربون ‪ ،‬وفي مدينإة مكسيكو سيتي التي تضأم حوالي‬
‫‪ 900000‬سيارة تطلق يومي ا ‪4000‬طن من غاز أول أكسيد الكربون ‪ ،‬علم ا بأن احتراق طن واحد من البنإزين الذي‬
‫تستخدمه السيارات ينإتج عنإه في الهواء حوالي ‪60‬كغم من غاز أول أكسيد الكربون ‪.‬‬

‫‪ (2‬الصناعة ‪:‬‬
‫تلعب الصنإاعة دو ار هام ا في تلوث الهواء ‪ ،‬فبالضأافة إلى الغازات الملوثة النإاتجة عن احتراق الوقود‬
‫اللزم للصنإاعة ‪ ،‬تطلق الصنإاعات المختلفة العديد من الملوثات كنإاتج للعملية الصنإاعية ‪ ،‬فالصنإاعة تطلق الكثير‬
‫من ملوثات الهواء ‪ ،‬وتعتمد كميات وأنإواع المركبات المنإبعثة على نإوع الصنإاعة ‪ ،‬والمواد الخام ‪ ،‬والوقود ‪،‬‬
‫والتكنإولوجيا ‪ ،‬والتدابير المستخدمة في حماية البيئة ‪ ،‬كما أن هنإاك عوامل ل تقل أهمية عن سابقتها ‪ ،‬فحجم‬
‫المنإشأة الصنإاعية ‪ ،‬وعمر اللت ‪ ،‬ومستوى الصيانإة والدارة ‪ ،‬كلها تساهم بنإوع وحجم التلوث الصادر عن تلك‬
‫المنإشأة ‪.‬‬
‫وينإتج عن العملية الصنإاعية العديد من الملوثات مثل ‪ :‬الكبريت ‪ ،‬وأكاسيد الكبريت ‪ ،‬والنإيتروجين‪ ،‬وثانإي‬
‫أكسيد الكربون ‪ ،‬وأول أكسيد الكربون ‪ ،‬والمواد الهيدروكربونإية ‪ ،‬والمواد العالقة ‪ ،‬هذا بالضأافة إلى ما تطلقه‬
‫الصنإاعة من ملوثات تعتبر نإادرة لكن بعضأها يحتمل السمية)‪. (1‬‬
‫وتعتبر المصانإع بجميع قطاعاتها ‪ ،‬والمعامل ‪ ،‬ومحطات توليد الطاقة من المصادر الصنإاعية الهامة في‬
‫تلويث الهواء‪ ،‬إل أن محطات توليد الطاقة ‪ ،‬ومصانإع تكرير البترول ‪ ،‬ومصانإع السمنإت هي الكثر مساهمة في‬
‫تلوث الهواء ‪ ،‬وما يصاحب ذلك من آثار سلبية على النإسان ‪ ،‬وهذا ما أثبته )الخرس ‪ (2)(1995‬في دراسته حول‬
‫أثر تلوث الهواء بالغازات النإاتجة عن مصفاة البترول الردنإية ‪ ،‬ومحطة الحسين الح اررية على صحة السكان ‪،‬‬
‫وبعض ممتلكاتهم في بلدة الهاشمية ‪ ،‬حيث دلت نإتائج الدراسة على أن مصفاة البترول ‪ ،‬ومحطة الحسين الح اررية‬
‫هي المصادر الرئيسة لطلق الملوثات الغازية ‪ ،‬إضأافة إلى الغبار في بلدة الهاشمية ‪ ،‬وأن هذه الغازات والملوثات‬
‫تزيد عن الحد المسموح به عالمي ا ‪ ،‬ودلت الدراسة على أن غاز ثانإي أكسيد الكبريت المنإبعث من مصفاة البترول‪،‬‬
‫يتركز في الجو بمعدل )‪ (0.71‬جزء في المليون‪ ،‬وهذا يتجاوز الحد المسموح به عالمي ا بنإسبة )‪ (%58‬كما يزداد‬
‫تركيز الغبار والذي بلغ معدل تركيزه فوق البلدة حوالي ‪ 221.8‬ميكرو غرام‪/‬م ‪ ، 3‬وهذا يتجاوز الحد المسموح به‬
‫عالمي ا بنإسبة ‪ ،%92‬كما أن تلوث الهواء في بلدة الهاشمية يتسبب بإصابة السكان بأمراض الجهاز التنإفسي ‪،‬‬
‫واللوزتين ‪ ،‬العيون ‪ ،‬والمراض الجلدية‪ ،‬وقد بلغت نإسبة الصابات بهذه المراض ‪ %14‬من عينإة الدراسة ‪.‬‬

‫)( مصطفى كمال طلبة ‪ ،‬إنإقاذ كوكبنإا ‪ ،‬التحديات والمال ‪ ،‬حالة البيئة في العالم ‪ ، 1992-1972‬الطبعة الولى ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬برنإامج المم المتحدة للبيئة ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1992 ،‬ص ‪. 175‬‬
‫)( حسن الخرس‪ ،‬أثر تلوث الهواء بالغازات النإاتجة عن مصفاة البترول الردنإية‪ ،‬ومحطة الحسين الح اررية على صحة‬ ‫‪2‬‬

‫السكان وبعض ممتلكاتهم في بلدة الهاشمية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منإشورة‪ ،‬الجامعة الردنإية‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪.1995 ،‬‬

‫‪8‬‬
‫وفي دراسة )الدمنإهوري ‪ (1)(1989‬حول تقييم بعض الثار البيئية النإاجمة عن التلوث الجوي بغبار‬
‫السمنإت في مدينإة الفحيص في مجالت صحة النإسان وراحته وبعض ممتلكاته وأوراق بعض الشجار المثمرة ‪.‬‬
‫وكانإت أهم النإتائج التي توصل إليها الباحث أن الهواء في مدينإة الفحيص يعتبر هوااء ملوثا يهدد صحة النإسان ‪،‬‬
‫ويلحق أضأ ار ار ببعض النإباتات والممتلكات ‪ ،‬وأن تركيز الغبار في جو المنإطقة يصل في بعض الحيان إلى ‪164‬‬
‫ميكرو جرام‪/‬م ‪. 3‬‬
‫وقد أثبت )بارود ‪ (2)(1996 ،‬في دراسته حول تقييم الثار البيئية للمشاريع الصنإاعية في مدينإة عمان‬
‫الكبرى ‪ ،‬أن الصنإاعة في مدينإة عمان الكبرى تعتبر المصدر الرئيس لتلوث البيئة بجميع عنإاصرها )المياه ‪ ،‬الهواء‬
‫‪ ،‬التربة( وهذا انإعكس بدوره على النإسان الذي يعيش في المدينإة ‪ ،‬حيث لم تحقق الصنإاعة آثا ار إيجابيةا إلى جانإب‬
‫الثار السلبية التي تحدثها في البيئة ‪ ،‬وبينإت الدراسة أن الصنإاعة والسيارات أدت إلى تركيز أول أكسيد الكربون في‬
‫بعض منإاطق عمان الكبرى وأن غاز أول أكسيد النإيتروجين يعتبر ذا تركيز عالل أيضأ ا ‪ ،‬كما أن الصنإاعة تعتبر‬
‫المصدر الرئيس لتلوث الهواء بعنإصر الرصاص حيث بلغ تركيزه حوالي ‪ 41.5‬ميكرو غرام‪/‬م ‪ 3‬وهذا زيادة عن‬
‫الحد المسموح به عالمي ا بحوالي ‪ 40‬ضأعفاا‪ ،‬كما أن تركيز الغبار العالق كان أعلى من الحد المسموح به عالمي ا كما‬
‫أوضأحت الدراسة أن التلوث أصاب السكان الذين يعيشون في المنإاطق الصنإاعية ‪ ،‬وقد بلغت نإسبة السكان‬
‫المصابين بهذه المراض ‪ %25‬من عينإة الدراسة )أمراض اللوزتين ‪ ،‬العيون ‪ ،‬الجهاز التنإفسي ‪ ،‬المراض الجلدية‬
‫‪ ،‬المعدة ‪ ،‬آلم الرأس( ‪.‬‬

‫‪ (3‬الملوثات الناتجة عن الستخدامات المنزلية ‪:‬‬


‫النإسان ومن خلل استخداماته المنإزلية لمواد الوقود المختلفة )فحم ‪ ،‬مازوت ‪ ،‬كيروسين ‪ ،‬غاز( يطلق‬
‫كميات كبيرة من الدخان والغازات الضأارة مثل ‪ :‬أكاسيد الكربون ‪ ،‬أكاسيد الكبريت ‪ ،‬والهباب ‪ ،‬وما يتولد أيضأا من‬
‫ح اررة تنإطلق إلى الوسط المحيط ‪ ،‬تعمل على رفع درجة ح اررته كنإوع من التلوث الحراري للجو الذي له دور في‬
‫تكون الجزر الح اررية لبعض المدن ‪.‬‬
‫‪ (4‬الملوثات الناتجة عن النفايات الصلبة ‪:‬‬
‫تشكل مكبات النإفايات الصلبة مصد ار للتلوث الجوي الكيميائي ‪ ،‬لكونإها تحتوي على بقايا عضأوية تسمح‬
‫بنإشاط الفعل البكتيري في ظروفا وجود الكسجين على شكل تحلل هوائي ‪ ،‬أو عدم وجوده تحلل ل هوائي ‪ ،‬مما‬
‫يترتب على ذلك تشكل وانإطلق غازات مختلفة كالنإشادر ‪ ،‬وأول وثانإي أكسيد الكربون ‪ ،‬والميثان ‪ ،‬والنإيتروجين ‪،‬‬
‫والهيدروجين ‪ ،‬ويقدر أن الطن الواحد من النإفايات الصلبة يتولد عنإه ما يعادل ‪130‬م ‪ 3‬من الغازات ‪.‬‬

‫‪ (5‬الملوثات الناتجة عن احتراق الوقود ‪:‬‬


‫ينإجم عن استهلك الوقود المتمثل في الفحم والبترول والغاز الطبيعي ‪ ،‬سواء في المعامل ‪ ،‬أو‬
‫الستخدامات المنإزلية ‪ ،‬انإطلق غازات مختلفة وجزئيات دقيقة صلبة ومركبات كيميائية ‪ ،‬ودخان ‪ ،‬تعمل جميعها‬

‫)( محمد الدمنإهوري ‪ ،‬تقييم الثار البيئية النإاجمة عن التلوث الجوي بغبار السمنإت في مدينإة الفحيص في مجالت‬ ‫‪1‬‬

‫صحة النإسان وراحته وبعض ممتلكاته وأوراق بعض الشجار المثمرة ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منإشورة ‪ ،‬الجامعة الردنإية‬
‫‪ ،‬عمان ‪ ،‬الردن ‪. 1989 ،‬‬
‫)( نإعيم بارود‪ ،‬تقييم الثار البيئية للمشاريع الصنإاعية في مدينإة عمان الكبرى‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منإشورة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬السودان‪.1996 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫على تلوث الجو ‪ ،‬وتعد ملوثات الهواء النإاتجة عن احتراق الوقود من أكثر الملوثات انإتشا ار وتأثي ار على النإظام‬
‫البيئي ‪ ،‬وباحتراق الوقود في الهواء ينإتج عنإه طاقة ح اررية وغازات مختلفة ‪ ،‬ونإفايات صلبة ‪ ،‬إواذا كان الحتراق‬
‫كاملا ‪ ،‬فإنإه ينإتج عنإه ثانإي أكسيد الكربون ‪ ،‬أما في حال كونإه غير كامل فيكون النإاتج عنإدئذ غاز أول أكسيد‬
‫الكربون ‪.‬‬

‫أهم ملوثات الهواء ‪:‬‬


‫ينإطلق إلى الهواء إما من المصادر الطبيعية ‪ ،‬أو البشرية ‪ ،‬العديد من الملوثات الصلبة ‪ ،‬والسائلة ‪،‬‬
‫والغازية ‪ ،‬بنإسب وتركيزات متفاوتة ‪ ،‬وهذه من شأنإها أن تلحق ضأر ار بالنإسان ‪ ،‬والحيوان ‪ ،‬والنإبات ‪ ،‬وحتى الجماد‬
‫‪ ،‬فالصنإاعات المختلفة ووسائط النإقل تساهم في إنإتاج قدر كبير من ملوثات الهواء ‪ ،‬إضأافة إلى الملوثات التي‬
‫تنإطلق من محطات توليد الطاقة ‪ ،‬والغازات المنإبعثة من أماكن حرق النإفايات الصلبة ‪ ،‬هذه كلها وغيرها تساهم في‬
‫تركيز بعض العنإاصر في الهواء ‪.‬‬
‫وتنإقسم ملوثات الهواء إلى عدة أقسام ‪:‬‬
‫‪ -‬تلوث الهواء بالغازات ‪.‬‬
‫‪ -‬تلوث الهواء بالعنإاصر الثقيلة ‪.‬‬
‫‪ -‬تلوث الهواء بالجسيمات ‪.‬‬
‫‪ -‬الملوثات الثانإوية للهواء ‪.‬‬
‫وسنإتنإاول كل عنإصر من هذه العنإاصر على حدة ‪.‬‬
‫أولل ‪ :‬تلوث الهواء بالغازات ‪:‬‬
‫‪ (1‬أكاسيد الكربون ‪:‬‬
‫والمقصود بغازات الكربون هما غاز أول أكسيد الكربون )‪ ،(CO‬وغاز ثانإي أكسيد الكربون )‪،(CO2‬‬
‫ينإتج غاز أول أكسيد الكربون من الحتراق غير الكامل للوقود المحتوي على المواد العضأوية‪ ،‬ومن صفات هذا الغاز‬
‫أنإه ل لون ول طعم ول رائحة له‪ ،‬وينإحل في بلزما الدم بقدر ما ينإحل في الماء)‪ ،(1‬ودرجة انإحلله في الماء قليلة‪،‬‬
‫يمكنإه أن يحترق‪ ،‬لكنإه ل يساعد على الحتراق‪.‬‬
‫ويعتبر غاز أول أكسيد الكربون من الغازات السامة ‪ ،‬وترجع خاصية السمية إلى قوة اتحاده مع‬
‫هيموجلوبين الدم ‪ ،‬حيث يحل محل الكسجين ‪ ،‬مما يحد من قابلية الدم لنإقل الكسجين من الرئتين إلى خليا‬
‫الجسم مما قد يسبب الموت ‪ .‬ويعد هذا الغاز من أكثر الغازات الملوثة للهواء سميية ‪ ،‬وتقدر كمية أول أكسيد‬
‫الكربون المنإتجة عالمي ا بحوالي ‪ 300‬مليون طن ‪ ،‬وتعتبر الصنإاعة ‪ ،‬والسيارات ‪ ،‬وتدفئة المنإازل المصادر الرئيسة‬
‫لتركز أول أكسيد الكربون في الجو ‪.‬‬
‫ويوجد في الهواء الطبيعي غير الملوث عنإد تركيز ل يزيد عن ‪ 0.1‬جزء في المليون ‪ ،‬وعنإدما يتعرض‬
‫النإسان إلى جو يحتوي على ‪ 15‬جزء في المليون من هذا الغاز ‪ ،‬فإن طاقة جهاز الدوران على حمل الكسجين‬
‫تقل بمعدل ‪ %15‬أما إذا كانإت حركة المرور في بعض الشوارع كثيفة ‪ ،‬وارتفع تركيز هذا الغاز إلى ‪ 30-20‬جزء‬
‫في المليون ‪ ،‬فإن النإسان غالب ا ما يصاب بالصداع ‪ ،‬وضأعفا الرؤية ‪ ،‬والغثيان والرهاق ‪.‬‬

‫)( سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ،‬مكتب التربية العربي لدول الخليج ‪ ،‬الرياض ‪ ، 1990 ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫أما غاز ثانإي أكسيد الكربون فهو عديم اللون ‪ ،‬والرائحة ‪ ،‬وذو طعم غير مقبول ‪ ،‬يتراوح تركيزه في الهواء‬
‫الطبيعي الجافا غير الملوث ‪ 320-303‬جزء في المليون ‪ ،‬وبسبب إطلق كميات كبيرة من هذا الغاز من‬
‫مصادر مختلفة على مستوى عالمي‪ ،‬فقد وصل تركيزه في الغلفا الجوي عام ‪1988‬م حوالي ‪ 346‬جزءا في‬
‫المليون‪ ،‬وخلل الفترة ما بين ‪1987-1970‬م كان معدل إطلق الغاز إلى الهواء بمعدل ‪29000-16000‬‬
‫مليون طن سنإويا ‪ .‬ويعتقد أنإه توجد زيادة سنإوية في تركيز هذا الغاز في الهواء تصل إلى حوالي ‪ 0.7‬جزءا في‬
‫المليون بسبب احتراق الوقود المستخدم مثلا في التدفئة ‪ ،‬ووسائل المواصلت ‪ ،‬وتوليد الكهرباء ‪ ،‬والصنإاعات‬
‫المختلفة ‪ ،‬وحرق الفضألت)‪. (1‬‬

‫‪ (2‬أكاسيد النيتروجين ‪:‬‬


‫أكاسيد النإيتروجين عديدة أشهرها غاز ثانإي أكسيد النإيتروجين )‪ ، (NO2‬وغاز أول أكسيد النإيتروجين )‬
‫‪ ، (NO‬وتتكون هذه الكاسيد عنإد اتحاد الكسجين والنإيتروجين ‪ ،‬تحت درجات ح اررة عالية ‪ ،‬كاحتراق البنإزين ‪،‬‬
‫والسولر في المركبات‪ ،‬وهذه الغازات تعتبر سامة‪ ،‬أما إذا وصلت نإسبتها في الهواء إلى )‪ (%0.07‬فإنإها تؤدي إلى‬
‫الموت خلل نإصفا ساعة ‪.‬‬
‫ويعتبر عادم المركبات ‪ ،‬ومصانإع حامض النإيتريك ‪ ،‬ومحطات توليد الطاقة الكهربائية من أهم مصادر‬
‫أكاسيد النإيتروجين ‪ .‬وتساهم غازات أكسيد النإيتروجين مع المركبات الهيدروكربونإية في تكوين الغيوم السوداء التي‬
‫نإشاهدها في سماء المدن الصنإاعية)‪. (2‬‬

‫)( سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ، 1990 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( علياء حاتوغ ‪ ،‬بوران ‪ ،‬محمد أبو دية ‪ ،‬علم البيئة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪ ، 1994 ،‬ص ‪. 228‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ (3‬أكاسيد الكبريت ‪:‬‬
‫أكاسيد الكبريت عديدة ‪ ،‬وأشهرها على الطلق غاز ثانإي أكسيد الكبريت )‪ ، (SO2‬ويتصفا هذا الغاز‬
‫بأنإه عديم اللون ‪ ،‬قابل للشتعال ‪ ،‬له رائحة نإافذة إذا تجاوز تركيزه ‪ 3‬جزء في المليون ‪.‬‬
‫يتصاعد غاز ثانإي أكسيد الكبريت من حرق الكبريت ‪ ،‬أو الكبريتيد ‪ ،‬أو مركبات الفحم ‪ ،‬والبترول‬
‫المحتوي على مركبات الكبريت ‪ ،‬حيث يوجد الكبريت في الفحم ‪ ،‬والبترول بنإسب متفاوتة ‪ ،‬وقد وجد أن احتراق‬
‫الفحم يعطي حوالي ‪ 6‬مليون طن من ثانإي أكسيد الكبريت في السنإة في بريطانإيا وحدها ‪ ،‬لذا فإن انإتزاع الكبريت‬
‫من الفحم له دور فعال في الحد من مشكلة التلوث ‪.‬‬
‫ويؤثر ثانإي أكسيد الكبريت على الغشية المخاطية ‪ ،‬ويسبب التهاب ا في الجهاز التنإفسي ‪ ،‬كما يسبب‬
‫الكحة وعدم الراحة ‪ ،‬إواذا وجد هذا الغاز بتركيز ‪ 5‬جزء في المليون فإن هذا مؤشر لوجود تلوث خطير ‪ ،‬كما يؤثر‬
‫هذا الغاز على النإباتات‪ ،‬وقد وجد أن هذا الغاز إذا وصل إلى ‪ 0.02‬جزءا في المليون فإنإه يؤثر على بعض‬
‫النإباتات ‪.‬‬
‫وبصفة عامة يمكن القول إن غازات الكبريت ‪ ،‬وما ينإتج عنإها من ملوثات ثانإوية ‪ ،‬من أخطر ملوثات‬
‫الهواء على النإظام البيئي ‪ ،‬فهي شديدة الخطورة لكل من النإسان والحيوان والنإبات على حد سواء ‪.‬‬
‫أما الحد المسموح به كمعدل يومي لتركيز غاز ثانإي أكسيد الكبريت حسب قياسات الفدرالية المريكية فهو‬
‫‪ 0.1‬جزءا في المليون ‪ 285‬ميكرو غرام‪/‬م ‪. 3‬‬

‫‪ (4‬غاز كبريتيد الهيدروجين )‪: (H2S‬‬


‫يتصفا هذا الغاز برائحته الكريهة التي تشبه رائحة البيض الفاسد ‪ ،‬ينإتج من تخمر المخلفات البشرية‬
‫السائلة ‪ ،‬ومن احتراق المواد التي تحتوي على الكبريت ومن الصنإاعات الجلدية ‪ ،‬وتكرير البترول ‪ ،‬وصنإاعة‬
‫المطاط ‪ ،‬وهو من الغازات شديدة السمية يدخل في الجسم إما عن طريق التنإفس أو عن طريق الجلد ‪ ،‬وهو بهذا‬
‫يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث اضأطرابات في التنإفس ‪ ،‬والحد من قدرة التفكير ‪ ،‬كما‬
‫يسبب التهابات في الحنإجرة ‪ ،‬والقصبات الهوائية)‪ ، (1‬أما الحد العلى المسموح به فهو يتراوح ما بين )‪-0.003‬‬
‫‪ 0.008‬جزء في المليون( إواذا زاد مثلا إلى ‪ 100‬جزء في المليون لعدة دقائق فإنإه يتلفا حاسة الشم فو ار ‪.‬‬

‫‪ (5‬الوزون )‪: (O3‬‬


‫يتواجد هذا الغاز بصورة طبيعية في المستويات المنإخفضأة في الجو ‪ ،‬وتتزايد درجة تركيزه نإتيجة الملوثات‬
‫المتزايدة المنإطلقة من عوادم السيارات ‪ ،‬يتواجد في الهواء الطبيعي بنإسبة ‪ 0.02‬جزءا في المليون‪ ،‬أما إذا بلغت‬
‫درجة تركيزه ‪ 2.0-1.5‬جزءا في المليون ‪ ،‬فإنإه سيترك آثا ار مرضأية متمثلة في التهاب العيون‪ ،‬والحنإجرة ‪ ،‬والرئتين‬
‫‪ ،‬ويلعب هذا الغاز في طبقات الجو العليا دو ار هام ا في حماية الكرة الرضأية من الشعة فوق البنإفسجية‪ ،‬ويتفاوت‬
‫تركيزه في الطبقات السفلى تبع ا لساعات اليوم‪ ،‬حيث يرتفع عنإد الظهر في المدن والضأواحي السكنإية ‪ .‬كما يؤثر‬
‫الوزون في النإباتات ‪ ،‬فيسبب تبقع الوراق ‪ ،‬ويظهر التأثير جلي ا في نإباتات البرسيم ‪ ،‬والقمح ‪ ،‬والبطاطا ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫ثانيال ‪ :‬تلوث الهواء بالعناصر الثقيلة ‪:‬‬
‫‪ (1‬الرصاص ‪:‬‬

‫)( علي حسن موسى ‪ ،‬التلوث الجوي ‪ ، 1990 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 135‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫يعققد الرصققاص مققن أكققثر المعققادن السققامة انإتشققا ار فققي الهقواء ‪ ،‬وهققو أخطرهققا علققى الطلق ‪ ،‬لققذا فققإن هققذا‬
‫المعدن جقدير بقأن يهتقم بقه أكقثر مقن غيقره ‪ ،‬لما لقه مقن أضأقرار بالغقة ‪ ،‬والسقبب فقي ذلقك أن المعقادن ل توجقد بنإسقب‬
‫عالية إل في بعض المنإاطق ‪ ،‬أي أن انإتشارها محدودد ‪ ،‬بينإما الرصاص يعتبر معقدنإا واسقع النإتشقار ‪ ،‬ويعتقبر ملوثقا‬
‫عالميا ‪ ،‬وللسيارات الدور الساسي في ذلك ‪.‬‬
‫ويستخدم الرصاص ومركباته كمواد خام ‪ ،‬كما هو الحال في صنإاعة مبيدات الحشرات ‪ ،‬والدهانإات ‪،‬‬
‫وصنإاعة البطاريات ‪ ،‬إذ إن هذه المصانإع )مصانإع البطاريات( تقذفا إلى الهواء معدلت عالية جدا ‪ ،‬فبينإما حددت‬
‫منإظمة الصحة العالمية الحدود القصوى لتركيز هذا العنإصر في الجو )‪ (1-0.05‬ميكرو غرام‪/‬م ‪ 3‬كمعدل سنإوي ‪،‬‬
‫نإجد أن بعض مصانإع البطاريات السائلة في الردن ينإتج ‪ 40‬ميكروجرام‪/‬م ‪ 3‬متجاوزة الحد المسموح به بحوالي ‪40‬‬
‫ضأعف ا ‪ ،‬كما أن قطاع النإقل في الردن ينإتج حوالي ‪ 40‬طنإ ا من الرصاص سنإوي ا جراء احتراق البنإزين الذي يحتوي‬
‫على عنإصر الرصاص ‪.‬‬
‫وقد حددت منإظمة الصحة العالمية الحد العلى لتركيز الرصاص في مياه الشرب ‪ 0.05‬جزءا في‬
‫المليون ‪ ،‬وفي الدم ‪ 0.7‬جزءا في المليون غير أن العديد من الهيئات الطبية أقرت بأنإه من الواجب أل تزيد‬
‫المستويات العظمى للرصاص في الدم على ‪ 0.4‬جزءا في المليون عنإد البالغين ‪ ،‬و ‪ 0.3‬جزءا في المليون عنإد‬
‫الطفال ‪ ،‬أما المستوى العادي للرصاص في دم البالغين فبلغ ‪ 0.3-0.2‬جزءا في المليون ‪ ،‬يدخل إلى الجسم إما‬
‫عن طريق الطعام والشراب ‪ ،‬أو عن طريق التنإفس ‪.‬‬
‫وينإطلق إلى الجو سنإوي ا في بريطانإيا وحدها حوالي ‪ 10000‬طن من الرصاص ‪ ،‬وفي العالم حوالي ‪500‬‬
‫ألفا طن ‪ ،‬وفي العام ‪1969‬م أطلقت السيارات إلى الهواء في الوليات المتحدة المريكية وحدها حوالي ‪ 200‬ألفا‬
‫طن)‪. (1‬‬
‫وتؤدي زيادة تركيز الرصاص في جسم النإسان إلى الضأعفا‪ ،‬وضأعفا في الستجابة العقلية‪ ،‬والجهاض‬
‫للنإساء الحوامل‪ ،‬وفقر الدم‪ ،‬والخلل بالجهاز العصبي‪ ،‬والكليتين‪ ،‬ويؤثر على الدماغ‪ ،‬وهو يتراكم في الجسم حيث‬
‫يحل محل الكالسيوم في العظام)‪.(2‬‬

‫‪ (2‬الزئبق ‪:‬‬
‫يعتبر الزئبق المعدن الوحيد الموجود في حالة السيولة ‪ ،‬ويتبخر عنإد درجات الح اررة العادية ويدخل الهواء‬
‫على شكل بخار الزئبق ‪ ،‬ويستخدم هذا العنإصر في صنإاعة الدوات الكهربائية ‪ ،‬وصنإاعة الكلور ‪ ،‬ومحطات‬
‫الطاقة الكهربائية العاملة على الفحم الحجري ‪ ،‬ومعامل تصنإيع الزئبق ‪ ،‬ويستخدم كمبيد للفطريات ‪.‬‬
‫ويعتبر بخار الزئبق أخطر أشكال الزئبق ‪ ،‬حيث إنإه ينإفذ إلى الرئتين‪ ،‬ثم ينإتقل ليتراكم في الدماغ وأجزاء‬
‫أخرى من الجسم مسبب ا بذلك تسممات مختلفة تظهر على هيئة التهاب اللثة ‪ ،‬إوالى تلفا الكلية ‪ ،‬والتعرض لفترة‬
‫طويلة لتركيزات منإخفضأة من بخار الزئبق يؤدي إلى تشوهات جنإينإية ‪ ،‬إوالى التخلفا العقلي عنإد الطفال ‪ .‬أما الحد‬
‫المسموح به في التحاد السوفيتي مثلا خلل ‪ 24‬ساعة ل يزيد عن ‪ 0.0003‬مليجرام‪/‬م ‪. 3‬‬

‫‪ (3‬الكادميوم ‪:‬‬

‫)( علي حسن موسى ‪ ،‬التلوث الجوي ‪ ، 1990 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 145-144‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كوركيس عبد آل آدم ‪ ،‬التلوث البيئي ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬جامعة البصرة ‪ ،‬العراق ‪. 1988 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫تنإطلق جسيمات الكادميوم إلى الهواء بسبب استخدامه في صنإاعات متعددة‪ ،‬فمركبات الكادميوم تستخدم‬
‫كعوامل مضأادة للحتكاك‪ ،‬كما يستخدم في الصنإاعات الكهربائية‪ ،‬وتكمن خطورة هذا العنإصر في خاصية التراكم‬
‫الحيوي لهذا العنإصر‪ ،‬حيث تتساقط جسيماته‪ ،‬وتغسل من الهواء مع المطار‪ ،‬ثم تتركز في أنإسجة النإباتات‪ ،‬ومنإها‬
‫إلى الحيوانإات‪ ،‬ومنإه إلى جسم النإسان‪.‬‬
‫هذا وقد يسبب تركيز الكادميوم بعض أنإواع السرطان ‪ ،‬ونإظ ار لخطورته فقد حددت الوليات المتحدة‬
‫المريكية الحد العلى المسموح به ‪ ،‬كما حددته هيئة حماية البيئة وهو ‪ 0.1‬مليجرام‪/‬م ‪ 3‬على هيئة أبخرة ‪ ،‬أما إذا‬
‫كان على هيئة جسيمات حاملة للكادميوم فإن الحد العلى المسموح به هو ‪ 0.2‬ميكروغرام‪/‬م ‪. 3‬‬

‫‪ (4‬الزرنيخ ‪:‬‬
‫يعتبر هذا العنإصر من العنإاصر واسعة النإتشار في الطبيعة ‪ ،‬ويستخدم في صنإاعة مبيدات الفات‬
‫الحشرية ‪ ،‬وتحضأير بعض المواد الطبية ‪ ،‬ويستخدم كمادة حافظة للخشب ‪.‬‬
‫يتلوث الهواء ببخار وجسيمات مركبات الزرنإيخ ‪ ،‬حيث يقوم بعض أنإواع من الفطريات بتحويل الزرنإيخ‬
‫إلى بخار الزرنإيخ السام ‪ ،‬وقد يصل إلى النإسان أيضأا عن طريق الغذاء ‪ ،‬ويتراكم بعد ذلك في أنإسجة الجسم ‪،‬‬
‫ويرجع سبب سمية هذا العنإصر إلى أن الزرنإيخ يعمل على إحباط تفاعلت الكسدة الفسفورية في الجسم بسبب‬
‫تنإافس الزرنإيخ مع الفسفور في التفاعلت الحيوية)‪. (1‬‬

‫ثالثال ‪ :‬تلوث الهواء بالجسيمات ‪:‬‬


‫الجسيمات أو الدقائق في لغة التلوث الهوائي تشمل مواد صلبة ‪ ،‬أو سائلة منإتشرة في الجو وبأحجام‬
‫تتراوح بين جزئيات صغيرة قطرها حوالي ‪ 0.0002‬ميكرون ‪ ،‬وجسيمات كبيرة قطرها حوالي ‪ 500‬ميكرون ‪ ،‬هذه‬
‫الذرات ممكن أن تترسب في ثوالن وقد تستقر في الجو لعدة أشهر ‪ ،‬والتلوث بالجسيمات يكون مرئي ا في حالتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬عنإدما يكون حجم الجسيمة )‪ 100‬ميكرون( أي ما يعادل حجم نإقطة الكتابة فهو ميرى بالعين المجردة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عنإدما تمتلك الجسيمات الصغر حجما خصائص تعمل على حجب ‪ ،‬أو امتصاص ‪ ،‬أو عكس أشعة الشمس‬
‫‪ ،‬وبذلك يظهر تأثيرها على شكل ضأباب خفيفا ‪ ،‬وتتكون الجسيمات التي يزيد حجمها على ‪ 10‬ميكرون من‬
‫أنإشطة ميكانإيكية كطحن المواد المختلفة ‪ ،‬وعمليات الرش ‪ ،‬واحتكاك إطارات السيارات ‪ ،‬أما الجسيمات التي‬
‫يتراوح حجمها بين ‪ 10-1‬ميكرون ‪ ،‬والتي تظهر على شكل دخان ‪ ،‬فإنإها تكون نإواتج لعمليات الحرق ‪،‬‬
‫وغبار التصنإيع والملح المتطايرة من البحار‪ ،‬أما الجسيمات التي يقل حجمها عن ‪ 1‬ميكرون فتنإتج من‬
‫عمليات الحرق أو التكثيفا ‪.‬‬
‫وبصفة عامة يمكن القول إن الجسيمات المنإتشرة في الهواء تنإتج من رش السوائل‪ ،‬أو سحق المواد‬
‫الصلبة وانإتقال الرذاذ‪ ،‬أو المساحيق إلى الجو كعوالق بواسطة الهتزاز ‪ ،‬أو حركة الرياح ‪ ،‬كذلك تتولد الدقائق‬
‫‪ .‬وتصنإفا الجسيمات تبعا لحجمها وطبيعتها على النإحو التالي ‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫نإتيجة البخرة المشبعة‬
‫‪ (1‬تصنيف الجسيمات تبعال لحجمها ‪:‬‬

‫)( سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ، 1990 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( طارق محمود ‪ ،‬علم وتكنإولوجيا البيئة ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬العراق ‪ ،1988 ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪. 192‬‬

‫‪14‬‬
‫أ‪ -‬الجسيمات المتساقطة ‪:‬‬
‫تتكون هذه الجسيمات من جزئيات يزيد قطرها عن عشرة ميكرون ‪ ،‬ول تلبث هذه الجسيمات أن تتساقط‬
‫بعد دقائق من انإطلقها من مصدرها ‪ ،‬وقد تحملها الرياح الشديدة مرة أخرى ‪ ،‬وللجسيمات المتساقطة تأثير ضأعيفا‬
‫على المجاري التنإفسية ؛ لن الشعيرات التنإفسية تعمل على التخلص من جزء كبير من جزئياته وخاصة التي يزيد‬
‫قطرها عن ‪ 100‬ميكرون ‪ ،‬ولكن لها آثار بالغة على حياة النإبات ‪ ،‬وتلحق أضأ ار ار كبيرة بالحيوان ووسائل النإقل‬
‫والمبانإي والممتلكات القتصادية ‪ ،‬وتصل كمية الغبار المتساقط إلى معدلت كبيرة في المنإاطق الصنإاعية ‪ ،‬والمدن‬
‫الكبرى قد يزيد عن ‪100‬طن‪/‬كم ‪/2‬شهر ‪ ،‬علما بأن الحد المسموح به ‪ 9‬طن‪/‬كم ‪/2‬شهر ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجسيمات العالقة ‪:‬‬


‫يتراوح قطرها بين ‪ 10-0.1‬ميكرون ‪ ،‬وتبقى فترة طويلة معلقة في الهواء ‪ ،‬أما ترسبها فيكون بطيئ ا ‪،‬‬
‫ويتوقفا على الظروفا المنإاخية من رطوبة ‪ ،‬ودرجة ح اررة ‪ ،‬ورياح وغيرها ‪ ،‬وهي من أخطر الجسيمات الملوثة‬
‫للهواء ‪ ،‬حيث من الممكن أن تصل إلى الرئتين وتستقر هنإاك ‪ ،‬وتشمل الجسيمات العالقة عدة أنإواع تختلفا تبع ا‬
‫لمسبباتها سواء أنإشطة عمرانإية أم صنإاعية ‪.‬‬
‫ونإظ ار لخطورتها فإن التركيز المسموح به يختلفا من شطر لخر ‪ ،‬وذلك تبعا للختلفات البيئية ‪،‬‬
‫والنإشاطات الداخلية ‪ ،‬فمثلا في الوليات المتحدة المريكية حددت وكالة حماية البيئة المريكية أل يزيد التركيز عن‬
‫‪ 260‬ميكروغرام‪/‬م ‪ 3‬خلل ‪ 24‬ساعة ‪ ،‬وعن ‪ 75‬ميكروغرام‪/‬م ‪ 3‬كمعدل سنإوي ‪ ،‬وفي السعودية مثلا فإن التركيز‬
‫المحدد هو ‪ 340‬ميكروجرام‪/‬م ‪ 3‬خلل ‪ 24‬ساعة لفترة ‪ 12‬شهر ‪ ،‬بينإما المعدل السنإوي العام ل يزيد عن ‪80‬‬
‫ميكروجرام‪/‬م ‪. 3‬‬

‫ج‪ -‬الجسيمات الدقيقة ‪:‬‬


‫وهي جسيمات متنإاهية في الدقة قطرها أقل من ‪ 0.1‬ميكرون تصل إلى الرئتين بسهولة ‪ ،‬ومع ذلك فهي‬
‫ل تشكل خط ار على صحة النإسان ؛ لن الرئتين تستطيع نإفثها بسهولة‪ ،‬وقد تتجمع هذه الجسيمات مع بعضأها‬
‫البعض ليصل حجمها إلى أكثر من ميكرون‪ ،‬يصل عددها في الهواء النإقي إلى عدة مئات‪/‬سم ‪ ،3‬أما في الهواء‬
‫الملوث فيصل عددها إلى ‪100000‬جزئية‪/‬م ‪.3‬‬

‫‪ (2‬تصنيف الجسيمات حسب طبيعتها ‪:‬‬


‫‪ -1‬الجزيئات الرملية ‪ :‬وهي عبارة عن جزيئات صلبة معلقة في الهواء ‪ ،‬ويزيد قطرها عن ‪ 500‬ميكرون‪،‬‬
‫مصدرها العواصفا الرملية بالدرجة الولى ‪.‬‬
‫‪ -2‬الغبار ‪ :‬وهي عبارة عن جزيئات أدق من الرمال ‪ ،‬معلقة في الهواء ‪ ،‬بقطر يتراوح بين ‪500-0.25‬‬
‫ميكرون‪ ،‬تنإتج عن تفتت الجسام الصلبة وتطايرها إلى الجو ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدخان ‪ :‬جزيئات صلبة دقيقة جدا من الهباب النإاجمة عن عمليات الحتراق كما في دخان المصانإع‬
‫والمعامل والمنإازل ‪ ،‬قطرها أقل من ‪ 2‬ميكرون ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرماد ‪ :‬تنإبعث هذه الدقائق مع غاز المداخن وقد تحمل معها وقودا غير محترق ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -5‬الرذاذ ‪ :‬وهي قطرات من سائل معلق في الهواء ‪ ،‬ويمكن رؤيتها بالعين المجردة ‪ ،‬وقد تتكون من الضأباب‬
‫والدخان مكونإة الضأباب الدخانإي ‪ ،‬كما يتكون الضأباب الرقيق من الرذاذ والغبار والغازات الملوثة ‪ ،‬ويخلق‬
‫هذا الضأباب انإخفاضأا في مجال الرؤية في المدن الملوثة ‪.‬‬
‫‪ -6‬البخرة المعدنية ‪ :‬وهي عبارة عن جسيمات من المعادن والمواد العضأوية ‪ ،‬تتراوح أقطارها بين ‪1-0.01‬‬
‫ميكرون ‪.‬‬
‫‪ -7‬اليرسولت ‪ :‬وهي عبارة عن جزيئات صلبة أو سائلة ‪ ،‬غالبا ما تبقى معلقة في الهواء نإظ ار لصغر حجمها ‪،‬‬
‫وقطرها بصورة عامة أقل من ميكرون ‪.‬‬

‫رابعال ‪ :‬الملوثات الثانوية للهواء ‪:‬‬


‫تتكون الملوثات الثانإوية للهواء نإتيجة لتفاعل الملوثات الهوائية الولية مع الملوثات الغازية بمساعدة أشعة‬
‫الشمس كمصدر للطاقة)‪ ، (1‬أي انإطلق ملوثات أولية متعددة إلى الهواء مع توفر الكسجين والنإيتروجين وبخار‬
‫الماء وأشعة الشمس يؤدي ذلك إلى دخول هذه الملوثات في تفاعلت كيميائية تؤدي إلى تكوين ملوثات أخرى هي‬
‫الملوثات الثانإوية والتي من أشهرها الضأباب الدخانإي والمطر الحمضأي ولها آثار بالغة على عنإاصر البيئة ل تقل‬
‫خطورة عن تأثيرات الملوثات الولية)‪. (2‬‬

‫أضرار تلوث الهواء ‪:‬‬


‫في الماضأي كانإت العوامل الداخلية الوراثية هي المسئول الول والوحيد عن صحة النإسان‪ ،‬ولكن مع‬
‫التطور الصنإاعي والتكنإولوجي وما صاحبها من تلوث للبيئة ‪ ،‬أصبحت العوامل الخارجية البيئية هي المسئول الول‬
‫والمباشر عن صحة النإسان ‪.‬‬
‫أما تلوث الهواء فهو أحد العنإاصر والمصادر الرئيسة التي تؤثر على صحة النإسان ‪ ،‬إذ إن أي تغير‬
‫كمي أو كيفي في مكونإات الهواء التي يتنإفسها النإسان سواء في مكان عمله ‪ ،‬أو سكنإاه ‪ ،‬يؤدي إلى أمراض خطيرة‬
‫واضأطرابات فسيولوجية ‪ ،‬وتتأثر صحة النإسان بجميع الغازات والمعادن الثقيلة ‪ ،‬والجسيمات العالقة في الهواء ‪،‬‬
‫وحتى الملوثات الثانإوية للهواء ‪.‬‬
‫أولل ‪ :‬الضرار التي تلحقها الغازات بصحة النسان ‪:‬‬
‫‪ (1‬أول أكسيد الكربون ‪:‬‬
‫يعتققبر غققاز أول أكسققيد الكربققون مققن أشققد الغققازات السققامة الملوثققة لله قواء ‪ ،‬ويققتراوح تققأثير هققذا الغققاز علققى‬
‫صحة النإسان تبع ا لتركيزه ‪ ،‬حيث يؤدي إلى الصداع ‪ ،‬والشعور بالغثيقان ‪ ،‬والعيققاء ‪ ،‬والتقيققؤ ‪ ،‬وصققعوبة التنإفققس ‪،‬‬
‫وارتخققاء العضأققلت وقصققور فققي الش قريان التققاجي ‪ ،‬وقققد يصققل المققر إلققى الغيبوبققة أو المققوت‪ .‬إواذا مققا بلغققت درجققة‬
‫تركيقزه فققي الهقواء إلققى ‪ 1000‬جققزء فققي المليققون ‪ ،‬فسققتكون المحصققلة هققي المققوت المحتققم ‪ ،‬إواذا مققا بلغققت الققتركيزات‬
‫معدلت منإخفضأة خلل فترة طويلة ‪ ،‬فإن هذا يؤدي إلى اضأطراب بنإظام القلب والتنإفقس ‪ .‬أمقا إذا وصل تركيقزه إلقى‬
‫‪ 50‬جققزء فققي المليققون لمققدة سققتة أسققابيع ‪ ،‬فققإن ذلققك يققؤثر علققى عمققل القلققب والققدماغ‪ ،‬وتقققل القققدرة علققى الققتركيز ‪،‬‬

‫)( طارق محمود‪ ،‬علم وتكنإولوجيا البيئة ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬العراق ‪.1988 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ، 1990 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫وتضأعفا قدرة النإسان على العمل ‪ ،‬كما يؤثر على حقدة الرؤيقة ‪ .‬أمقا إذا وصقل تركيقزه إلقى ‪ 85‬جققزءا فقي المليققون ‪،‬‬
‫فإن فاعلية الدم لنإقل الكسجين تقل بمعدل ‪. %15‬‬
‫ويعتق ققبر غ ققاز أول أكسق ققيد الكربق ققون مق ققن الغق ققازات الس ققامة ‪ ،‬وترجق ققع خاصق ققية السق ققمية إلق ققى قق ققوة اتح ققاده مق ققع‬
‫هيموجلققوبين الققدم ‪ ،‬حيققث يحققل محققل الكسققجين ‪ ،‬ممققا يحققد مققن قابليققة الققدم لنإقققل الكسققجين مققن الرئققتين إلققى خليققا‬
‫الجسم مما قد يسبب الموت ‪.‬‬

‫‪ (2‬ثاني أكسيد الكبريت ‪:‬‬


‫يؤثر غاز ثانإي أكسيد الكبريت بشكل كبير على الصحة العامة ‪ ،‬إذ يؤدي إلى ضأيق في التنإفس ‪،‬‬
‫وتساقط الشعر ‪ ،‬والتهاب الكلي والتهاب المجرى النإفي والرئوي ‪ ،‬ويسبب السعال الشديد ‪ .‬إواذا وصل تركيز هذا‬
‫الغاز إلى ‪ 0.52‬جزءا في المليون ‪ ،‬فإن عدد الوفيات سوفا يزداد ولكن عنإد تركيزات منإخفضأة من هذا الغاز تصل‬
‫إلى ‪ 0.92‬جزءا في المليون ‪ ،‬فإن هذا سيؤدي إلى الزيادة المرضأية في الجهاز التنإفسي‪ ،‬وعنإد التعرض لفترات‬
‫طويلة لهذا الغاز إلى )‪ (1‬جزء في المليون ‪ ،‬فإن ذلك يسبب انإقباضأا في القصبات الهوائية ‪ ،‬مما يزيد في مقاومة‬
‫مرور الهواء إلى داخل الرئة)‪. (1‬‬
‫ول تقتصر سمية ثانإي أكسيد الكبريت على النإسان فحسب‪ ،‬بل تتعداه لتصل إلى النإباتات أيضأاا‪ ،‬ويظهر‬
‫واضأح ا في اصفرار الوراق وظهور البقع ‪ ،‬ثم تجعد الورقة وموتها وسقوطها)‪. (2‬‬

‫‪ (3‬أكاسيد النيتروجين ‪:‬‬


‫يسبب غاز ثانإي أكسيد النإيتروجين عدة آثار على صحة النإسان ‪ ،‬منإها تهيج العيون ‪ ،‬وبطانإة الجيوب‬
‫النإفية‪ ،‬والجهاز التنإفسي‪ ،‬إوالى احتقان رئوي‪ ،‬والتهاب القصبات الهوائية‪ .‬ويرجع سبب خطورة هذا الغاز إلى أنإه‬
‫عنإد استنإشاقه يتحول داخل الجسم إلى حمض نإيتريك مخففا ‪ ،‬فيؤثر مباشرة على أنإسجة الرئة‪ ،‬ويتسبب في تهيج‬
‫بطانإتها وتليفها‪ ،‬وتسبب التهاب رئوي حاد‪ .‬وعنإدما يصل تركيزه إلى ‪ 3‬جزء في المليون‪ ،‬فإنإه يؤدي إلى تهيج‬
‫العيون ‪ ،‬والنإفا ‪ ،‬والتعرض لتركيز ‪ 5‬جزء في المليون لمدة دقيقة واحدة يسبب احتقانإا رئويا ‪ ،‬كما أن التعرض‬
‫لتركيز ‪ 25‬جزءا في المليون لمدة خمس دقائق يسبب اضأطرابات في التنإفس)‪. (3‬‬

‫ثانيال ‪ :‬الضرار التي تلحقها العناصر الثقيلة بصحة النسان ‪:‬‬


‫‪ (1‬الرصاص ‪:‬‬
‫تعتبر العنإاصر الثقيلة من المواد السامة للجسم ‪ ،‬وحتى التراكيز المنإخفضأة منإها ‪ ،‬ويعتبر الرصاص‬
‫واحدا من أخطر هذه العنإاصر ‪ ،‬حيث يدخل الرصاص الجسم عن طريق الرئتين ‪ ،‬أو عن طريق الجهاز‬
‫الهضأمي)‪. (4‬‬
‫ويؤدي التعرض للهواء الملوث بجسيمات الرصاص لفترات طويلة إلى ترسيب الرصاص في معظم‬
‫أنإسجة الجسم ‪ ،‬ويسبب تأثيرات بالغة تشمل النإيميا ‪ ،‬وتلفا أنإسجة الدماغ ‪ ،‬واختلل وظيفة الكلية ‪ ،‬وشلل‬

‫)( سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ، 1990 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( محمد العودات ‪ ،‬التلوث وحماية البيئة ‪ ، 1988 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ، 1991 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 93 ، 92‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( كوركيس عبد آل آدم ‪ ،‬التلوث البيئي ‪ ، 1988 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪17‬‬
‫الطرافا ‪ ،‬ويحل الرصاص محل الكالسيوم في العظام ‪ ،‬كما يسبب فقدان الشهية ‪ ،‬وعسر الهضأم ‪ ،‬والتقلصات‬
‫المعروفة باسم المغص الرصاصي ‪ ،‬كما يسبب أيضأا ألم المفاصل )النإقرص الرصاصي( ويؤثر على الجهاز‬
‫التنإاسلي ‪ ،‬والتشوهات الخلقية للجنإة ‪.‬‬
‫وتزداد نإسبة الرصاص في المواد الغذائية المعلبة ‪ ،‬إذ ميحكم إغلق هذه العلب بالرصاص ‪ ،‬فيتسرب قسم‬
‫منإه إلى داخل العلبة وينإتقل منإها إلى جسم النإسان)‪. (1‬‬

‫ثالثال ‪ :‬الضرار التي تلحقها الجسيمات العالقة بصحة النسان ‪:‬‬


‫تعتبر الجسيمات التي قطرها بين ‪ 0.01‬و ‪ 10‬ميكرون أكثر الجزيئات تأثي ارا‪ ،‬وتلويث ا للهواء وذلك لنإها‪:‬‬
‫‪ -1‬تشكل القسم الكبر من الجسيمات الملوثة للهواء ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحوي جزيئات دقيقة تحدث أكبر الضأرر للجهاز التنإفسي ‪ ،‬وخاصة عنإد الطفال ؛ لنإها تستطيع اختراق‬
‫دفاعات النإفا بشكل يسهل الوصول إلى أعماق بعيدة في الرئتين ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنإها تحتوي على التربة والدخان‪ ،‬والهباب‪ ،‬وجزيئات المبيدات‪ ،‬والبخرة النإاتجة من تكثفا المواد الطيارة‪.‬‬
‫وتؤثر الجسيمات في النإسان لوحدها أو متحدة مع الملوثات الهوائية الخرى ‪ ،‬وذلك من خلل ملمستها‬
‫للجلد والعيون وتوغلها داخل الجهاز التنإفسي ‪ ،‬وتسبب المراض المختلفة ‪ ،‬وخاصة التهاب الشعب الهوائية ‪،‬‬
‫والنإتفاخ الرئوي ‪ ،‬والربو ‪ ،‬وتستأثر الجزيئات الصغيرة التي قطرها أقل من ‪ 3‬ميكرون بمعظم الضأرار التي تلحق‬
‫بالجهاز التنإفسي ‪ ،‬وخاصة اللتهاب الرئوي الذي يصيب القصبات الرئوية الدقيقة‪ ،‬ويعيق مرور الهواء‪ ،‬مما يجعل‬
‫التنإفس صعب ا ‪ ،‬إضأافة إلى الصابة بالنإتفاخ الرئوي‪.‬‬
‫وبينإت الدراسات التي أجريت على السكان الذين يعيشون بالقرب من معامل السمنإت ارتفاع نإسبة‬
‫المراض الصدرية لديهم ‪ ،‬وضأيق التنإفس ‪ ،‬والسعال ‪ ،‬وضأعفا إوارهاق عام ‪ ،‬والتعب السريع ‪ ،‬وأمراض العيون ‪،‬‬
‫وخاصة مرض سيلن الدمع ‪ ،‬والتي يزداد بمعدل ‪ 4-3‬مرات عنإها في المنإاطق غير الملوثة ‪.‬‬
‫ويمكن القول بصفة عامة أن الملوثات النإاتجة عن النإشطة البشرية والطبيعية على حد سواء تؤثر بصورة‬
‫كبيرة ومباشرة على جميع أجزاء جسم النإسان دون استثنإاء ‪ ،‬فالكبد ‪ ،‬والجهاز التنإفسي ‪ ،‬والعظام ‪ ،‬والدماغ ‪ ،‬والغدد‬
‫‪ ،‬والطحال ‪ ،‬والجلد ‪ ،‬والكلية ‪ ،‬والدم ‪ ،‬والعيون ‪ ،‬وتتأثر بالكثير من الملوثات ‪ ،‬كما بين ذلك جدول رقم )‪. (3‬‬
‫جدول رقم )‪(3‬‬
‫العضاء والنسجة في جسم النسان والملوثات التي تستهدفها‬
‫الملوثات التي تؤثر عليه‬ ‫العضو‬
‫غاز أول أكسيد الكربون‪ ،‬أكاسيد النإيتروجين‪ ،‬أكاسيد الكبريت‪ ،‬الوزون‪ ،‬جسيمات السبستوزات‪،‬‬ ‫الجهاز‬
‫جسيمات الغبار العالق‪ ،‬جسيمات الهيدروكربونإات‪ ،‬النإيكل‪ ،‬الكادميوم‪ ،‬البريليوم ‪.‬‬ ‫التنإفسي‬
‫الكربونإات الهالوجينإية ‪ ،‬الزرنإيخ ‪ ،‬المواد المشعة ‪.‬‬ ‫الكبد‬
‫المواد المشعة ‪ ،‬الرصاص ‪.‬‬ ‫العظام‬
‫الرصاص ‪ ،‬الزئبق ‪ ،‬الكوبالت ‪.‬‬ ‫الدماغ‬
‫اليود المشع ‪.‬‬ ‫الغدة الدرقية‬
‫الكادميوم ‪ ،‬الزئبق ‪.‬‬ ‫الطحال‬

‫)( علياء حاتوغ بوران ‪ ،‬محمد أبو دية ‪ ،‬علم البيئة ‪ ، 1994 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 229‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫جسيمات الغبار المتراكم ‪ ،‬جسيمات السبستوزات ‪ ،‬الزرنإيخ ‪.‬‬ ‫الجلد‬
‫الكادميوم ‪.‬‬ ‫الكلية‬
‫غاز أول أكسيد الكربون ‪ ،‬غاز أول أكسيد النإيتروجين ‪ ،‬الرصاص ‪.‬‬ ‫الدم‬
‫رذاذ المطر الحمضأي ‪ ،‬جسيمات الغبار العالق ‪ ،‬جسيمات الغبار المتساقط ‪ ،‬أكسيد الكبريت‪،‬‬
‫العيون‬
‫أكاسيد النإيتروجين ‪ ،‬الضأباب الدخانإي ‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪. 1990 ،‬‬
‫كما يلحق الجسم العديد من المراض نإتيجة لتركيز بعض العنإاصر في الجو أو في الجسم ‪ ،‬والجدول رقم‬
‫)‪ (4‬يبين المراض النإاتجة عن ملوثات الهواء الولية التي قد تصيب النإسان ‪.‬‬
‫جدول رقم )‪(4‬‬
‫بعض المراض النإاتجة عن ملوثات الهواء الولية التي قد تصيب النإسان‬
‫التأثير‬ ‫نوع الملوث‬ ‫الرقم‬
‫مرض التحجر الرئوي ويعرفا أيضأا بمرض الغبار الحجري ‪ ،‬مرض‬ ‫الجسيمات‬
‫‪1‬‬
‫الغبار ‪ ،‬مرض اللتهاب السبستوزي ‪.‬‬
‫نإقص في قدرة الهيموجلوبين على نإقل الكسجين إلى أجزاء الجسم ‪،‬‬ ‫غاز أول أكسيد الكربون‬
‫حيث يتحد غاز أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين مكونإ ا كروبكسيد‬
‫الهيموجلوبين الذي ل يستطيع حمل الكسجين مما ينإتج عنإه آثا ار جانإبية‬
‫متعددة في الجسم تشمل الضأعفا العام وارتخاء العضألت وسرعة التنإفس‬ ‫‪2‬‬
‫وغيرها كما ويتحد غاز أول وثانإي أكسيد الكربون مع الحديد اللزم‬
‫لبعض النإزيمات التنإفسية مما يؤدي إلى إحباط عملها أو تقليل فعاليتها‬
‫‪.‬‬
‫يسبب تهيج للبطانإة المخاطية في الجهاز التنإفسي مما يؤدي إلى سعال‬ ‫غاز ثانإي أكسيد الكبريت‬
‫شديد وضأيق في التنإفس ‪ ،‬كما يعطل غاز ثانإي أكسيد الكبريت عمل‬
‫‪3‬‬
‫الهداب الدقيقة المبطنإة لمجرى الجهاز التنإفسي ويسبب التهاب ا‬
‫بالقصبات والشعيبات الهوائية ‪.‬‬
‫يتحد مع الهيموجلوبين مكونإ ا الميثاجلوبين مما يسبب نإقص وصول‬ ‫غاز أول أكسيد‬
‫الكسجين إلى أنإسجة الجسم ‪ ،‬وعنإد التركيز العالي لهذا الغاز فإنإه يسبب‬ ‫النإيتروجين‬
‫‪4‬‬
‫شللا مميت ا ‪ ،‬كما أن التعرض لتركيزات منإخفضأة من هذا الغاز يسبب ما‬
‫يعرفا بظاهرة الطفل المزرق بسبب تكون الميثاجلوبين ‪.‬‬
‫يسبب تهيج في البطانإة المخاطية ‪ ،‬للجهاز التنإفسي بسبب رائحته‬ ‫غاز ثانإي أكسيد‬
‫المخرشة والمسببة لحساسية معينإة وعنإد التركيز العالي يسبب مرض‬ ‫النإيتروجين‬ ‫‪5‬‬
‫التربل ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫يسبب الوزون تهيج في البطانإة المخاطية ‪ ،‬وعنإد التركيز العالي فإنإه‬ ‫غاز الوزون‬
‫يسبب اختنإاقا رئويا والتهابا في الشعيبات الهوائية ومرض التربل ومرض‬ ‫‪6‬‬
‫انإتفاخ الرئة ‪.‬‬
‫يهاجم الزئبق أنإسجة الجهاز العصبي المركزي ويسبب آثا ار نإفسية‬ ‫الزئبق‬
‫وعصبية ‪ ،‬كذلك يسبب تلوث الهواء ببخار وجسيمات الزئبق اضأطرابات‬ ‫‪7‬‬
‫في الجهاز التنإفسي والتهابات متنإوعة وتشنإج العضألت‪.‬‬
‫يسبب تلفا لجهاز البصر المركزي وخصوص ا الدماغ وقد يصيب‬ ‫الرصاص‬
‫‪8‬‬
‫النإسان بالتخلفا العقلي ‪.‬‬
‫يسبب التقيؤ والصداع وسرعة التنإفس كتأثير مباشر كما ينإتج عن تلوث‬ ‫النإيكل‬
‫الهواء بجسيمات ومركبات النإيكل حروق بالجلد ‪ ،‬وقد يسبب أيضأ ا كل‬ ‫‪9‬‬
‫من سرطان الرئة وسرطان الجيوب النإفية ‪.‬‬
‫يسبب تلوث الهواء بالزرنإيخ كل من سرطان الجلد وسرطان الكبد‬ ‫الزرنإيخ‬
‫‪10‬‬
‫وسرطان الرئة كما قد يؤدي تلوث الهواء بالزرنإيخ إلى تشويهات خلقية ‪.‬‬
‫يسبب تلوث الهواء بالكادميوم مرض ويلسون كما يؤدي إلى تلفا الرئة‬ ‫الكادميوم‬
‫‪11‬‬
‫والكلية ‪.‬‬
‫يسبب تقرح الجلد وتهيج بطانإة الجهاز التنإفسي كما يسبب أيضأ ا مرض‬ ‫البريليوم‬
‫‪12‬‬
‫اللتهاب البريليولي كما قد ينإتج عنإه سرطان نإخاع العظم ‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪. 1990 ،‬‬

‫رابعال ‪ :‬أضرار التلوث بمادة أل د‪.‬د‪.‬ت ‪:‬‬


‫إن الستخدام العشوائي للمبيدات التي صنإعها النإسان لمقاومة الفات والعشاب الزراعية ‪ ،‬أصبحت‬
‫تشكل خط ار على حياة النإسان نإفسه ‪ ،‬حيث إنإها تسربت إلى الغذاء والماء والهواء والتربة‪ ،‬وأشهر هذه المبيدات‬
‫على الطلق هو أل د‪.‬د‪.‬ت وهو مبيد حشري بدأ النإسان باستغلله في عام ‪1940‬م وهو أكثر أنإواع المبيدات‬
‫استخدام ا على الطلق ‪ ،‬وتكمن خطورته في كونإه يتسرب إلى جسم النإسان عن طريق الطعام‪ ،‬ويتركز في‬
‫الطبقات الدهنإية‪ ،‬كما أنإه يتحلل ويبقى في التربة مدة طويلة)‪.(1‬‬
‫وفي دراسة )كفاية نإاصر ‪ (2)(1994 ،‬أظهرت نإتائج الدراسة أن هذه المادة تتركز في حليب وبلزما الدم‬
‫للنإساء الردنإيات ‪ ،‬فقد قامت الباحثة بتحصيل عينإات من الحليب ‪ ،‬وبلزما الدم من نإساء أردنإيات تم اختيارهن من‬
‫خمس منإاطق جغرافية ‪ ،‬هي عمان ‪ ،‬والغوار الشمالية ‪ ،‬الغوار الوسطى ‪ ،‬الزرقاء ‪ ،‬إربد ‪ ،‬حيث إن مجموع‬
‫سكان المنإاطق المدروسة يتجاوز ‪ %85‬من سكان الردن ‪ ،‬وقد تم فحص ‪ 411‬عينإة حليب ‪ 299 ،‬عينإة بلزما‬

‫)( رشيد الحمد ‪ ،‬محمد صبارينإي ‪ ،‬البيئة ومشكلتها ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مكتبة الفلح ‪ ،‬الكويت ‪ ، 1986 ،‬ص ‪. 160‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كفاية نإاصر ‪ ،‬متبقيات المبيدات الكربونإية المكلورة في حليب وبلزما النإساء الردنإيات ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منإشورة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬الجامعة الردنإية ‪،‬عمان ‪ ،‬الردن ‪. 1994 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫دم بقصد البحث عن متبقيات المبيدات العضأوية الحشرية المكلورة التالية ‪ :‬مشتقات )د‪.‬د‪.‬ت( و)د‪.‬د‪.‬ي( و)د‪.‬د‪.‬د(‬
‫وكذلك المبيدات الحشرية من نإوع )السيكلودابين( و)منإاظرات هيكساكلور وسيكلوهكسان( و)الهيكسا كلوروبنإزين( ‪.‬‬
‫وأظهرت نإتائج التحليل بأن حليب المهات الردنإيات ملوث بجميع المبيدات الحشرية المدروسة ‪ ،‬وكان‬
‫الملوث السائد في الحليب هو )د‪.‬د‪.‬ي( حيث كانإت نإسبة تواجده في العينإات ‪ %80.3‬بينإما نإسبة تواجد )د‪.‬د‪.‬ت(‬
‫‪ %53.5‬ونإسبة )د‪.‬د‪.‬د( ‪ %23.8‬و)هيكساكلوروبنإزين( ‪ %22.4‬إضأافة إلى الملوثات الخرى ‪.‬‬
‫كما أظهرت نإتائج متبقيات المبيدات الحشرية الكربونإية المكلورة في عينإات البلزما بأن المبيدات التالية‬
‫قد تم اكتشافها في البلزما وهذه المتبقيات هي )الدرين( ‪) ،‬هيبتاكلورابيوكسيد( ‪) ،‬د‪.‬د‪.‬ت( ‪) ،‬د‪.‬د‪.‬ي(‪ ،‬مشابهات‬
‫)د‪.‬د‪.‬ت( ‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى استخدام المبيدات من النإساء أنإفسهن إضأافة إلى ما تقوم به سيارات أمانإة‬
‫العاصمة التي تقوم برش المبيدات في الهواء بهدفا القضأاء على الحشرات الضأارة ‪ ،‬والطيارة وغالب ا ما تكون المادة‬
‫المستخدمة في ذلك هي )د‪.‬د‪.‬ت( ‪.‬‬

‫معايير تلوث الهواء ‪:‬‬


‫ل يوجد حتى الن برنإامج محدد على مستوى الوطن العربي للحد من الملوثات الهوائية المنإبعثة من‬
‫المصانإع ‪ ،‬أو السيارات ومراقبتها ‪ ،‬وقياسها باستثنإاء الشروط البيئية الواجب توفرها في بعض المصانإع ليتم على‬
‫ضأوئها الترخيص ‪.‬‬
‫كما ل يتوفر مواصفات أو معايير بيئية لملوثات الهواء ‪ ،‬وقد أدى هذا الوضأع إلى عدم اكتراث المصانإع‬
‫‪ ،‬وأصحاب السيارات بمكافحة انإبعاثاتها الغازية الضأارة ‪ ،‬أو الحد منإها ‪ ،‬كما أن نإقص الدراسات والبحاث في هذا‬
‫المجال أدى إلى عدم اهتمام الجهات المعنإية بالشروع في سن القوانإين والتعليمات التي تحد من التلوث الهوائي في‬
‫بعض المنإاطق المعرضأة له ‪.‬‬
‫كما ل توجد ول تتوفر أية معايير أو مواصفات قياسية ‪ ،‬وحدود عتبية لملوثات الهواء ‪ ،‬وبالتالي تستعين‬
‫الجهات المعنإية بشئون البيئة في غالبية الدول العربية بالمعايير العالمية المتوفرة سواء في كنإدا ‪ ،‬أو الوليات‬
‫المتحدة المريكية ‪ ،‬أو معايير ومواصفات منإظمة الصحة العالمية كما بينإها الجدول رقم )‪. (5‬‬

‫‪21‬‬
‫جدول رقم )‪(5‬‬
‫معايير ومواصفات هواء الدمن‬
‫منظمة الصحة العالمية‬ ‫الوليات المتحدة‬ ‫كندا‬ ‫الملوث‬ ‫الرقم‬
‫ثانإي أكسيد الكربون‬
‫‪0.3‬جزء بالمائة مليون‬
‫‪ 1.5-2.3‬جزء بالمائة‬ ‫سنإوي ا‬
‫‪ 13.9‬جزء بالمائة‬ ‫‪ 2.3‬جزء بالمائة مليون‬
‫مليون‬ ‫‪ 24‬ساعة‬
‫مليون‬ ‫‪ 11‬جزء بالمائة مليون‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 4.7‬جزء بالمائة مليون‬ ‫ساعة واحدة‬
‫‪ 49.7‬جزء بالمائة‬ ‫‪ 34‬جزء بالمائة مليون‬
‫‪ 13.4‬جزء بالمائة مليون‬
‫مليون‬

‫أول أكسيد الكربون‬


‫‪ 9‬جزء بالمليون‬ ‫‪ 9‬جزء بالمليون‬ ‫‪ 13‬جزء بالمليون‬ ‫‪ 8‬ساعات‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 25‬جزء بالمليون‬ ‫‪ 35‬جزء بالمليون‬ ‫‪ 31‬جزء بالمليون‬ ‫ساعة واحدة‬
‫‪ 5.3‬جزء بالمائة‬ ‫ثانإي أكسيد‬
‫مليون‬ ‫‪ 5.3‬جزء بالمائة مليون‬ ‫النإيتروجين‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7.9‬جزء بالمائة‬ ‫‪ 11‬جزء بالمائة مليون‬ ‫سنإويا‬ ‫‪3‬‬
‫‪---‬‬
‫مليون‬ ‫‪ 21‬جزء بالمائة مليون‬ ‫‪ 24‬ساعة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 21‬جزء بالمائة مليون‬ ‫ساعة واحدة‬
‫الجسيمات العالقة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 60-90‬ميكروغرام‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 75‬ميكروغرام‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 70‬ميكروغرام‪/‬م‬ ‫سنإوي ا‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 120‬ميكروغرام‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 260‬ميكروغرام‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 120‬ميكروغرام‪/‬م‬ ‫‪ 24‬ساعة‬
‫المصدر ‪ :‬الستراتيجية الوطنإية ‪. (1)1991 ،‬‬

‫)( و ازرة الشئون البلدية والقروية والبيئة ‪ ،‬دائرة البيئة والنإماء الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية ‪ ،‬الستراتيجية‬ ‫‪1‬‬

‫الوطنإية لحماية البيئة في الردن ‪ ،‬عمان ‪. 1991 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫النتائج والتوصيات ‪:‬‬
‫أولل ‪ :‬النتائج ‪:‬‬
‫كانإت أهم النإتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعتبر المصادر الطبيعية والبشرية من أهم الملوثات لقطاع الهواء على حلد سواء ولكن المصادر البشرية هي‬
‫الكثر تلويث ا للبيئة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتبر وسائط النإقل والصنإاعة من أكثر العوامل البشرية اعتدااء على البيئة وعلى الهواء خاصة لما تقذفه من‬
‫ملوثات وعنإاصر ثقيلة تلحق أضأ ار ار كبيرة بالنإسان ‪.‬‬
‫‪ -3‬هنإاك العديد من المراض التي لحقت بالنإسان جراء تلوث الهواء منإها ‪ :‬المراض الجلدية وأمراض العيون‬
‫واللوزتين وأمراض الجهاز التنإفسي ‪.‬‬
‫‪ -4‬يعتبر عنإصر الرصاص من أخطر العنإاصر التي تدخل جسم النإسان حيث يدخل الجسم عن طريق الرئتين‬
‫أو عن طريق الجهاز الهضأمي مما يؤدي إلى ترسب الرصاص في معظم أنإسجة الجسم ويسبب تأثيرات بالغة‬
‫أهمها النإيميا وتلفا أنإسجة الدماغ وخلل وظيفة الكلية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تلوث الهواء بمادة أل )د‪.‬د‪.‬ت( يدخل جسم النإسان وقد وجدت في منإاطق عديدة تركز هذه المادة في حليب‬
‫وبلزما الدم لدى النإساء ‪.‬‬
‫وفي الختام نإوصي بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ضأرورة المحافظة على الهواء نإظيف ا من الشوائب حتى يتسنإى لنإا أن نإحيا حياة سليمة ؛ لنإنإا ل يمكن أن‬
‫نإستغنإي عن هذا المورد‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون المراقبة شديدة على قطاع النإقل والصنإاعة ومحاولة التقليل من النإبعاثات التي تصدرها إلى الهواء ‪.‬‬
‫‪ -‬ضأرورة وضأع مواصفة قياسية للحدود المسموح بها للعنإاصر التي تتركز في الهواء ول يسمح بتجاوزها خاصة‬
‫وأنإها تشكل خط ار على صحة النإسان ‪ ،‬كما ويجب متابعة تطبيق اللوائح والقوانإين والمواصفات التي تتعلق‬
‫بقطاع الهواء ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المراجع‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحمد عبد الجواد ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬الدار العربية للنإشر والتوزيع ‪. 1991 ،‬‬
‫‪ -3‬حسن الخرس ‪ ،‬أثر تلوث الهواء بالغازات النإاتجة عن مصفاة البترول الردنإية ومحطة الحسن الح اررية على‬
‫صحة السكان وبعض ممتلكاتهم في بلدة الهاشمية ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منإشورة ‪ ،‬الجامعة الردنإية ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ،‬الردن ‪. 1995 ،‬‬
‫‪ -4‬رشيد الحمد ‪ ،‬محمد صبارينإي ‪ ،‬البيئة ومشكلتها ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مكتبة الفلح ‪ ،‬الكويت ‪. 1986 ،‬‬
‫‪ -5‬سفيان التل ‪ ،‬حالة البيئة في الردن ‪ ،‬و ازرة الشئون البلدية والقروية والبيئة ‪ ،‬عمان ‪. 1989 ،‬‬
‫‪ -6‬سليمان العقيلي ‪ ،‬بشير جرار ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ،‬مكتب التربية العربي لدول الخليج ‪ ،‬الرياض ‪. 1990 ،‬‬
‫‪ -7‬طارق محمود ‪ ،‬علم وتكنإولوجيا البيئة ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬العراق ‪،‬‬
‫‪. 1988‬‬
‫‪ -8‬عبد الرحمن حميدة ‪ ،‬التلوث ‪ ،‬أبعاده وأخطاره ‪ ،‬مجلة كلية العلوم الجتماعية ‪ ،‬مجلد )‪. (35‬‬
‫‪ -9‬عدنإان البياتي ‪ ،‬تلوث الهواء في الوطن العربي بين ضأرورات التنإمية وسلمة البيئة ‪ ،‬مجلة شئون عربية ‪،‬‬
‫العدد ‪.1994 ، 79‬‬
‫‪ -10‬عزت أبو حمرة ‪ ،‬تلوث الهواء النإاتج عن عوادم السيارات ‪ ،‬و ازرة الشئون البلدية والقروية والبيئة ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫‪. 1992‬‬
‫‪ -11‬علي حسن موسى ‪ ،‬التلوث الجوي ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪. 1990 ،‬‬
‫‪ -12‬علياء حاتوغ – بوران ‪ ،‬محمد أبو دية ‪ ،‬علم البيئة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪. 1994 ،‬‬
‫‪ -13‬كفاية نإاصر ‪ ،‬متبقيات المبيدات الكربونإية المكلورة في حليب وبلزما النإساء الردنإيات ‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منإشورة ‪ ،‬الجامعة الردنإية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الردن ‪. 1994 ،‬‬
‫‪ -14‬كوركيس عبد ال آدم‪ ،‬التلوث البيئي‪ ،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬جامعة البصرة‪ ،‬العراق‪.1988 ،‬‬
‫‪ -15‬محمد السيد أرنإاؤوط‪ ،‬النإسان وتلوث البيئة‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬الدار المصرية اللبنإانإية‪ ،‬القاهرة ‪.1993 ،‬‬
‫‪ -16‬محمد العودات ‪ ،‬التلوث وحماية البيئة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬الهالي للنإشر والتوزيع ‪ ،‬دمشق ‪. 1988 ،‬‬
‫‪ -17‬محمد الدمنإهوري ‪ ،‬تقييم الثار البيئية النإاجمة عن التلوث الجوي بغبار السمنإت في مدينإة الفحيص في‬
‫مجالت صحة النإسان وراحته وبعض ممتلكاته وأوراق بعض الشجار المثمرة ‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منإشورة ‪ ،‬الجامعة الردنإية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الردن‪. 1989 ،‬‬
‫‪ -18‬مصطفى كمال طلبة ‪ ،‬إنإقاذ كوكبنإا ‪ ،‬التحديات والمال ‪ ،‬حالة البيئة في العالم ‪ ، 1992-1972 ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬برنإامج المم المتحدة للبيئة ‪ ،‬بيروت ‪. 1992 ،‬‬
‫‪ -19‬نإعيم بارود ‪ ،‬تقييم الثار البيئية للمشاريع الصنإاعية في مدينإة عمان الكبرى ‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منإشورة ‪،‬‬
‫جامعة الخرطوم ‪ ،‬الخرطوم ‪ ،‬السودان ‪. 1996 ،‬‬
‫‪ -20‬و ازرة الشئون البلدية والقروية والبيئة ‪ ،‬دائرة البيئة والنإماء الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية‬
‫الستراتيجية الوطنإية لحماية البيئة في الردن ‪ ،‬عمان ‪. 1991 ،‬‬

‫‪24‬‬

You might also like