You are on page 1of 14

‫هام جـــدا لمن يهمه االمر‪:‬االسباب التي‬

‫دفعت بريطانيا العطاء اليهود وعد بلفور‬


‫‪ 2‬نوفمبر‪ ،2010 ،‬الساعة ‪ 02:40‬م‬

‫وعد بلفور‬

‫بقلم‪ :‬عمر بركات‬

‫تعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام‬
‫‪ 1917‬إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية والتي عرفت‬
‫فيما بعد باسم وعد بلفور‪ ،‬أول خطوة يتخذها الغرب إلقامة كيان لليهود‬
‫‪.‬على تراب فلسطين‬

‫فما هي االسباب التي جعلت بريطانيا تعطي هذا الوعد للصهاينة ؟ )‪(#‬‬

‫دخول بريطانيا الحرب العالمية االولى (‪ )1914-1918‬حيث كانت )‪1‬‬


‫خالل الحرب )بريطانيا بحاجة إلى الدعم اليهودي (سياسيا وعلميا‬
‫‪:‬العالمية األولى‬

‫في نفس الوقت كانت الحركة الصهيونية تبحث عن من يدعم مشروعها‬


‫باقامة وطن قومي لليهود في ارض فلسطين‪ ،‬ولقد كان لدى هرتزل‬
‫وبعض قادة الحركة الصهيونية ميال أللمانيا والدولة العثمانية في محاولة‬
‫منهم الخذ دعم هاتين الدولتين من اجل تحقيق حلمهم في وطن قومي‬
‫لليهود‪ ،‬لكن هذه الرغبة قوبلت بفتور من جانب المانيا و قوبلت برفض‬
‫‪.‬تام من الخليفة العثماني عبد الحميد‬

‫فقد جاء في رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير يعرض فيها مخططه *‬
‫الجديد بتاريخ ‪ ..… : 1898 /12 /15‬وحتى ال أطيل الكالم إلى درجة‬
‫‪:‬مملة فها أنا أعطي نتاج األفكار المختلفة‪ :‬السؤال هو‬ ‫هل نحصل على حماية ألمانية‬

‫أو إنجليزية؟ أما حماية أي قوة غير هاتين فال نفكر فيها اآلن أبدًا‪ .‬إن حركتنا اليوم مهيأة لتقبل الحماية األلمانية منذ أن‬

‫حظيت باالتصال بسموكم وأنا أفكر‪ -‬وهذا يرجع إلى اهتمامي بألمانيا بسبب ميولي الثقافية وكوني أديبًا ألمانيًا – أفكر‬

‫فهناك الميل في ‪.‬‬


‫بأنه يجب أن نجتهد أكثر حتى نحصل على حماية اإلمبراطورية األلمانية والقانون األلماني‬

‫سياسة ألمانيا للتوصل إلى موطئ قدم في الشرق وهناك اهتمام صاحب‬
‫وأخيرا الحقيقة القائمة وهي الجاللة القيصر بأرض أجدادنا اهتما ًما دينيًا وسياسيًا‬
‫ً‬

‫تأثير‬ ‫ألمانيا على تركيا الذي أصبح متغلبًا اليوم‪ .‬كل هذه األمور تسند وجهة نظري في أن الحماية األلمانية هي التي‬

‫نريدهـا لحركتنا ال الحماية اإلنجليزية التي يريدها البعض‬ ‫‪.‬‬

‫استغلت بريطانيا هذا الحلم لدى الحركة الصهيونية من اجل استمالتهم‬


‫الى صفها في الحرب العالمية االولى‪ ،‬وظنت بريطانيا ان في هذا فائدة‬
‫‪.‬كبيرة‪ .‬ووجدت الحركة الصهيونية من يدعم مشروعها‬

‫فقد جاء في مذكرة هرتزل إلى النسدون في تاريخ ‪* :1902 /10 /24‬‬
‫…… هناك حوالي عشرة ماليين يهودي في العالم ال يستطيعون في‬
‫جميع البلدان أن ينتموا إلى إنجلترا علنًا إنما سينتمون إليها بقلوبهم إذا‬
‫وفي لحظة تستطيع أن ‪.‬هي قامت بعمل مثل هذا فأصبحت حامية للشعب اليهودي‬
‫بعضهم مجرد ‪.‬تعتمد على عشرة ماليين موال مخلص لها في جميع أنحاء العالم وان كان ذلك في السر‬

‫بائعي إبر وخيطان في قرى الشرق الصغيرة ولكن البعض اآلخر تجار‬
‫ومديرو بنوك وعلماء وفنانون وصحفيون كبار وأصحاب مصانع‬
‫وأصحاب أعمال أخرى‪ .‬جميع هؤالء سيكونون رهن إشارة األمة‬
‫سيكون إلنجلترا عشرة ماليين عميل من أجل ‪.‬العظيمة التي ستمهد لهم المساعدة المطلوبة‬
‫‪.‬عظمتها وسيطرتها وهذا الوالء البد أن يكون على الصعيدين السياسي واالقتصادي‬

‫وجاء في مذكرة السفير البريطاني جورج بوكنان في بتروجراد إلى *‬


‫سازانوف وزير خارجية روسيا الستطالع رأى الحكومة الروسية في‬
‫شأن استعمار اليهود لفلسطين بتاريخ ‪ 13‬مارس سنة ‪ :1916‬وصلت‬
‫برقية من سير ادوارد جراي تقرر أن اهتمام حكومة جاللة الملك قد‬
‫أخيرا إلى مسألة االستعمار اليهودي في فلسطين‪ ،‬ومع أن‬‫ً‬ ‫انصرف‬
‫كثيرين من اليهود ال يكترثون لفكرة الصهيونية كما هو معروف‪ ،‬فإن‬
‫تقديرا عاليًا‬
‫ً‬ ‫طائفة كبيرة العدد شديدة النفوذ منهم في جميع الدول ستقدر‬
‫االقتراح الخاص بوضع اتفاق عن فلسطين يحقق اآلمال اليهودية تحقيقًا‬
‫كامالً‪ .‬فإذا كانت وجهة النظر المشار إليها آنفًا صحيحة فإن الواضح أن‬
‫نتائج سياسية هامة يمكن الوصول إليها بواسطة االنتفاع من الفكرة‬
‫الصهيونية‪ ،‬وأجدى هذه النتائج هي اجتذاب العناصر اليهودية في الشرق‬
‫وفي الواليات المتحدة وغيرهما إلى جانب الحلفاء وهي العناصر التي‬
‫يدل موقفها الحالي من قضية الحلفاء على العداء إلى حد كبير‪ *.‬و‬
‫ساعدت اكتشافات حاييم وايزمان الزعيم الصهيوني العلمية وباألخص‬
‫مادة “األسيتون” في تقربه من القيادات السياسية والعسكرية البريطانية‬
‫التي راح يلح عليها في استصدار قرار بإنشاء وطن قومي لليهود في‬
‫‪.‬فلسطين فكان وعد بلفور عام ‪1917‬‬

‫و قد أعجب بلفور بشخصية الزعيم الصهويني حاييم وايزمان الذي *‬


‫التقاه عام ‪ ،1906‬فتعامل مع الصهيونية باعتبارها قوة تستطيع التأثير‬
‫في السياسة الخارجية الدولية وباألخص قدرتها على إقناع الرئيس‬
‫األميركي ولسون للمشاركة في الحرب العالمية األولى إلى جانب‬
‫بريطانيا‪ .‬وحين تولى منصب وزارة الخارجية في حكومة لويد جورج‬
‫في الفترة من ‪ 1916‬إلى ‪ 1919‬أصدر أثناء تلك الفترة وعده المعروف‬
‫بـ”وعد بلفور” عام ‪ 1917‬انطالقا من تلك الرؤية‪ )2.‬الرغبة في اخراج‬
‫اليهود من اوروبا‪ ،‬اذ ان جزء كبير من اليهود لم يستطيعوا االندماج في‬
‫مكان اقامتهم وكانوا يعملون كجسم منفصل عن الدولة‪ *:‬فقد جاء في‬
‫رسالة هرتزل إلى القيصر بتاريخ ‪ :1898 /5/ 25‬دعني أوضح نقطة‬
‫واحدة من بين الكثير من األسباب التي تدعم فكرة الصهيونية‪ :‬وهي أن‬
‫العنصر الحضاري الذي يمكنه أن يحتل فلسطين هو اليهود‪ .‬إن البالد‬
‫أفقر من أن تجذب غيرهم‪ ،‬أما بالنسبة لنا فإنها غنية بالذكريات‬
‫وباآلمال‪ ،‬وفلسطين يجب أن تحتل ألنها الطريق إلى اوفير وإلى كياشو‪.‬‬
‫وإذا حصل ما هو مستحيل‪ ،‬إن بدت البالد جيدة في أعين غير اليهود‪،‬‬
‫فإن الغيرة ستدب بين األمم‪ .‬وإني أرى أن أوربة هي مستعدة أن تشجع‬
‫اليهود على االحتالل أكثر من غيرهم‪ ،‬وربما كان هذا التشجيع ليس ألن‬
‫لهم الحق التاريخي الذي يضمنه لهم أقدس كتب البشرية‪ ،‬وإنما بسبب‬
‫‪.‬الشعور السائد في كل مكان‪ ،‬شعور العمل على إخراج اليهود‬

‫وجاء في رسالة هرتزل إلى قيصر ألمانيا بتاريخ ‪ :1899 /3 /10‬وإنه *‬


‫أخبارا أخرى خاطئة‬
‫ً‬ ‫ضا أن أضطر ألن أصحح‬ ‫لمن دواعي حزني أي ً‬
‫أخبارا تحط من قيمة مشروعنا – أظن أن بعض مستشاريكم يسمعونها‬ ‫ً‬
‫من اليهود الذين ال يؤمنون بنا‪ .‬والجواب على هذا بسيط – أن كثيرين‬
‫من أغنياء يهود الجانب الغربي من لندن يخافون من أن نحملهم على‬
‫الذهاب معنا لذلك فهم يخطئونا ويهزأون بنا في أحاديثهم وجرائدهم على‬
‫أني أعتقد بأن مثل هذه المعارضة يجب أن ترفع من قدرنا‪ .‬إن مجهودنا‬
‫يسير في أكثر من اتجاه‪ ،‬من ذلك أننا نسعى لدمج العنصر اليهودي في‬
‫كل بلد‪ ،‬ولكن ذلك في رأيي ال يكون عن طريق الثورة‪ .‬إن االستيعاب ال‬
‫يتم إال عن طريق الكنيسة‪ .‬أما الذين سيذهبون فهم هؤالء الذين ال‬
‫يستطيعون أو ال يريدون االندماج في محالت إقامتهم الحاضرة – هذا‬
‫مبدأنا‪ .‬ومن الطبيعي أن يكون هؤالء الذين يبقون مواطنين أفضل لن‬
‫يكون هناك بعد اتحادات غير طبيعية بين القضبان الحديدية وبين براميل‬
‫النفط‪ *.‬وجاء في السجالت الرسمية للحكومة البريطانية وزعت بمعرفة‬
‫وزير الدولة للهند بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪1917‬مجلس الوزراء ‪،28 /24‬‬
‫الصهيونية‪ :‬لقد تلقينا في وزارة الهند سلسلة من األبحاث القيمة عن‬
‫تركيا وآسيا بقلم اآلنسة جير ترود لوثيان بل‪ ،‬المرأة المرموقة التي بعد‬
‫أعوام من المعرفة التي جنتها في أثناء رحالت فريدة قامت بها في تلك‬
‫المناطق تعمل كضابط سياسي مساعد في بغداد وقد كتبت تقول‪..… :‬‬
‫وإني أذكر هذا ألثبت أن الفرنسيين يحرصون على توطين اليهود في أي‬
‫مكان وإذا لم يكن لديهم سبب آخر لهذا الحرص فلكي يجدوا ذريعة‬
‫للتخلص منهم أو من أعداد كبيرة منهم‪ *.‬وجاء في مذكرات عبد الحميد‪:‬‬
‫لليهود قوة في أوروبا أكثر من قوتهم في الشرق‪ ،‬لهذا فإن أكثر الدول‬
‫األوربية تحبذ هجرة اليهود إلى فلسطين لتتخلص من العرق السامي‬
‫الذي زاد كثيرا‪ *.‬كانت بريطانيا ايضا قلقة من هجرة يهود روسيا‬
‫وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون لالضطهاد‪ ..‬وفي عام ‪1902‬‬
‫تشكلت اللجنة الملكية لهجرة الغرباء‪ ،‬واستدعي هرتزل إلى لندن لإلدالء‬
‫بشهادته أمامها حيث قال‪“ :‬ال شيء يحل المشكلة التي دعيت اللجنة‬
‫لبحثها وتقديم الرأي بشأنها سوى تحويل تيار الهجرة الذي سيستمر بقوة‬
‫من أوروبا الشرقية‪ .‬إن يهود أوروبا الشرقية ال يستطيعون البقاء حيث‬
‫هم‪ ،‬فأين يذهبون؟ إذا كنت ترون أن بقاءهم هنا (أي في بريطانيا) غير‬
‫مرغوب فيه‪ ،‬فال بد من إيجاد مكان آخر يهاجرون إليه دون أن تثير‬
‫هجرتهم المشاكل التي تواجههم هنا‪ .‬لن تبرز هذه المشاكل إذا وجد وطن‬
‫لهم يتم االعتراف به قانونيا وطنا يهوديا”‪ )3.‬زرع قوة مختلفة في‬
‫فلسطين التي هي الجسر الذي يوصل بين مصر وبين العرب في آسيا‪*:‬‬
‫جاء في توصية مؤتمر لندن المسمى مؤتمر كامبل بنرمان بتاريخ‪:1907‬‬
‫في التواصي العاجلة التي قدمها مؤتمر لندن االستعماري عام ‪1907‬‬
‫لرئيس الوزراء البريطاني كامبل بنرمان أكد المؤتمرون‪“ :‬إن إقامة‬
‫حاجز بشري قوي وغريب على الجسر البرى الذي يربط أوربا بالعالم‬
‫القديم ويربطهما معًا بالبحر األبيض المتوسط بحيث يشكل في هذه‬
‫المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة عدوة لشعب المنطقة‪ ،‬وصديقة‬
‫للدول األوروبية ومصالحها‪ .‬هو التنفيذ العملي العاجل للوسائل والسبل‬
‫المقترحة”‪ *.‬ويقول حاييم وايزمن‪“ :‬في حالة وقوع فلسطين في دائرة‬
‫النفوذ البريطاني وفي حالة تشجيع بريطانيا استيطان اليهود هناك‪..‬‬
‫فستستطيع خالل عشرين أو ثالثين سنة من نقل مليون يهودي أو أكثر‬
‫إليها فيطورون البالد ويشكلون حارسا ً فعاالً يحمي قناة السويس”‬
‫‪().‬التجربة والخطأ ص ‪149‬‬

‫سيطرة اليهود على بعض المناصب الحساسة في دولة الخالفة )‬


‫العثمانية التي كانت تشكل خطرا على أوروبا‪ ،‬وقد عانت أوروبا من هذا‬
‫المارد العمالق الذي وقف على أبواب فينا (عاصمة النمسا) مرتين ودق‬
‫أبواب لنين غراد‪ ،‬فتدمير الدولة العثمانية كان شغل أوروبا الشاغل‪،‬‬
‫باالضافة الى اطماع بريطانيا في السيطرة على اراضي هذه الدولة بعد‬
‫القضاء عليها‪ ،‬فعملت بريطانيا على استمالة اليهود للعمل معها وساعدها‬
‫في هذا عدم قبول السلطان عبد الحميد اعطاء اليهود فلسطين من اجل‬
‫بناء وطنهم القومي‪ ،‬فاراد اليهود تقسيم هذه الدولة وعزل عبد الحميد من‬
‫اجل الحصول على فلسطين‪ ،‬لكن هذا كله ال يستطيعون القيام به وحدهم‬
‫فال بد من دولة قوية تدعم مشروعهم هذا فكانت بريطانيا‪ *.‬في مطلع‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬بينما كانت اإلمبراطورية العثمانية تعيش أوضاعا‬
‫اقتصادية صعبة كان اليهود يسيطرون على الشؤون المالية وإدارة‬
‫الديون في الدولة بفضل عالقاتهم واتصاالتهم بأوساط المال العالمية‪،‬‬
‫وكان هؤالء أنفسهم ضمن أهم الشخصيات التي أدارت الحملة الداخلية‬
‫ضد السلطان العثماني والخالفة باسم القومية التركية‪ ،‬ومن بين أبرز‬
‫هؤالء “إيمانويل قاراصو” أحد مؤسسي جمعية االتحاد والترقي عام‬
‫‪ ،1889‬التي أسهمت بشكل مباشر في انهيار اإلمبراطورية العثمانية‪.‬‬
‫ويهودي آخر من يهود الدونمة يدعى “شمسي أفندي” (اسمه األصلي‬
‫شمعون زوي) كان منظرا للقومية التركية والعلمانية وصاحب ومدير‬
‫وأستاذ المدرسة التي درس فيها الزعيم التركي مصطفى كمال اتاتورك‬
‫أثناء طفولته في مدينة سالونيك‪ ،‬والثالث هو “مؤنس تكين ألب” الذي‬
‫كان يبدو تركيا قوميا مسلما‪ ،‬فاسمه الحقيقي (مويس كوهين) وكان مقربا‬
‫جدا من أتاتورك وأحد أطبائه وفي نفس الوقت ثريا جدا وله عالقات‬
‫ممتازة مع المؤسسات المالية الدولية‪ *.‬استغلت الجمعية الصهيونية‬
‫الضائقة االقتصادية التى كانت تمر بها الدولة العثمانية و لجأت الى‬
‫االغراء المالى لتحقيق اهدافها و اختارت (إيمانويل قاراصو) المحامى‬
‫اليهودى مؤسس المحفل الماسونى فى مدينة سالنيك لمقابلة السلطان عبد‬
‫الحميد و عرض مطالبهم عليه و بالفعل تم ذلك بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر‬
‫‪ 1901‬و قدم اليه عريضة يلتمس فيها منح اليهود منطقة ذات ادارة ذاتية‬
‫فى فلسطين و فى مقابل ذلك تقدم الجمعية الصهيونية قرضا لمدة غير‬
‫محدودة قيمته (‪ )20‬مليون ليرة ذهبية دون فائدة الى خزينة الدولة و (‪)5‬‬
‫ماليين ليرة ذهبية الى خزينة السلطان الخاصة كهدية اال ان السلطان‬
‫عبدالحميد فور سماعه فحوى العريضة استشاط غضبا و طرد إيمانويل‬
‫قاراصو‪ *.‬جاء في ما نقله نيولنسكى إلى هرتزل حول رأي السلطان عبد‬
‫الحميد في بيع فلسطين لليهود بتاريخ ‪ :1896/6/1‬قال السلطان لي‪ :‬إذا‬
‫كان هرتزل صديقك بقدر ما أنت صديقي فانصحه أال يسير أبدًا في هذا‬
‫األمر‪ .‬ال أقدر أن أبيع ولو قد ًما واحدًا من البالد‪ .…… ،‬ليحتفظ اليهود‬
‫بباليينهم‪ ،‬فإذا قسمت اإلمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين‬
‫بدون مقابل‪ .‬إنما لن تقسم إال جثثنا ولن أقبل بتشريحنا ألي غرض‬
‫كان‪ *.‬استطاع االتحاديون اسقاط عبد الحميد عن العرش واتفقوا على‬
‫ذلك مع االنجليز عام ‪ 1909‬فقد جاء في مذكرات السلطان عبد الحميد‪:‬‬
‫…‪ .‬اسقطني اتحاديو سالنيك عن العرش‪ ،‬وتوصلوا الى اتفاقية مع‬
‫االنجليز‪ *.‬لم يكن االنجليز قبل هذا متفقون مع االتحاديون وخاصة‬
‫اتحاديو سالنيك الذين كانو تحت تأثير المحافل الماسونية االلمانية‪ ،‬فقد‬
‫ذكر السلطان عبد الحميد في مذكراته ان اتحاديو سالنيك تحركوا مرة‬
‫النقاذه من خطة وضعها االنجليز إلسقاطه‪(،‬صحوة الرجل المريض‬
‫ص‪ )101‬فما الذي قلب اتحاديو سالنيك عليه وجعلهم يتفقون مع‬
‫االنجليز؟* فقد جاء في رسالة بعث بها السلطان عبد الحميد الى شيخه‬
‫محمود ابو الشامات (شيخ الطريقة الشاذلية في دمشق) بعد خلعه من‬
‫الخالفة‪ ،‬نشرتها مجلة العربي وجاء فيها‪( :‬انني لم اتخل عن الخالفة‬
‫االسالمية لسبب ما سوى انني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية‬
‫(االتحاد والترقي) المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم اضطررت‬
‫واجبرت على ترك الخالفة‪ .‬إن هؤالء االتحاديين أصروا علي بأن‬
‫أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في األرض المقدسة فلسطين‪.‬‬
‫ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف‪ .‬وعدوا بتقديم‬
‫‪ 150‬مليون ليرة إنجليزية ذهبا فرفضت هذا التكليف‪ .‬لقد خدمت الملة‬
‫االسالمية و االمة المحمدية ما يزيد على ثالثين سنة فلم أسود صحائف‬
‫المسلمين آبائى و اجدادى من السالطين و الخلفاء و بعد جوابى القطعى‬
‫اتفقوا على خلعى و أبلغونى أنهم سيبعدونن إلى (اسالنيك ) فقبلت هذا‬
‫التكليف االخير و حمدت المولى و أحمده أنى لم أقبل أن الطخ الدولة‬
‫العثمانية و العالم االسالمى بهذا العار االبدى الناشىء عن تكليفهم بإقامة‬
‫دولة يهودية فى االراضى المقدسة‪ *.‬كان إيمانويل قاراصو اليهودى أحد‬
‫اربعة بلغوا عبد الحميد قرار عزله عام ‪ *.1909‬و جاء ايضا في كتاب‬
‫صحوة الرجل المريض ص ‪ :266‬ويشهد ارمسترونج بعالقة (االتحاد‬
‫والترقي) بالدونمة والماسونية في معرض تأريخه لحياة مصطفى كمال‬
‫فيذكر كيف (دعي لحضور أحد اجتماعاتها في بيوت بعض اليهود‪،‬‬
‫…)* و يقول د‪ .‬حسان حالق (أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية)‪:‬‬
‫وللداللة أيضا ً ‪-‬على االرتباط الوثيق بين الصهيونية والماسونية أن‬
‫السلطان عبد الحميد عندما خلع عن العرش نُفي إلى (سالونيك)‪ ،‬وهي‬
‫البلد أو المدينة اليونانية التي كانت تابعة للدولة العثمانية آنذاك‪ ،‬هي‬
‫المدينة التي يتمركز فيها الماسون‪ ،‬والمحافل الماسونية‪ ،‬ويمنع على‬
‫الدولة العثمانية أن تدخل إلى هذه المحافل الماسونية‪ ،‬ألنها كانت تتمتع‬
‫بالحماية الدولية‪ ،‬أكثر من ذلك فقد حرص الماسون واليهود والدونما‬
‫والصهاينة على أن يُحجز السلطان عبد الحميد الثاني في فيال (االتينيه)‬
‫وهي فيال لشخص يهودي ماسوني هو رمزي بيك‪ *.‬وجاء في مذكرة‬
‫السفير البريطاني في تركيا إلى وزارة خارجيته عن عالقة اليهود بحزب‬
‫تركيا الفتاة بتاريخ أغسطس سنة ‪ .… :1910‬إن لجنة االتحاد والترقي‬
‫تبدو في تشكيلها الداخلي تحالفًا يهوديًا – تركيًا مزدو ًجا‪ ،‬فاألتراك‬
‫يمدونها بالمادة العسكرية الفاخرة ويمدها اليهود بالعقل المدبر‪ ،‬وبالتدبير‬
‫وبالمال وبالنفوذ الصحفي القوي في أوروبا – وكما يتضح من الكتابات‬
‫الصهيونية منذ ” الثورة ” فإن العالم اليهودي يبدو وقد تحول بناظريه‬
‫على أنها أصلح أرض مناسبة الستعمار ‪ Mosopotamia‬إلى العراق‬
‫اليهود وتكوين دولة يهودية ذات حكم ذاتي‪.‬إن اليهود الذين يبدون اآلن‬
‫في موقف الملهم والمسيطر على الجهاز الداخلي للدولة يعملون على‬
‫السيطرة االقتصادية والصناعية على تركيا الفتاة ويبدون مصممين على‬
‫أال يبدأ أي مشروع هام في العراق دون إسهامهم فيه بل دون سيطرتهم‬
‫ ولكي يصل اليهود إلى مكان النفوذ في مراكز النفوذ في تركيا‬.‫عليه‬
‫ وهذان العنصران‬.‫ فإنهم يشجعون االتجاهات القومية التركية‬،‫الفتاة‬
ً
‫مميزا ينبغي على كل من يهتمون بالعراق أن‬ ‫يشكالن تزاو ًجا قويًا‬
‫* وقد دعم اعضاء جمعية االتحاد والترقي عمالء‬.‫يأخذوه في االعتبار‬
‫االنجليز في البالد العربية فمثال هم من عيّن الشريف حسين اميرا لمكة‬
‫على الرغم من معارضة عبد الحميد هذا التعيين‬.

‫نص وعد بلفور‬ :

Foreign Office,November 2nd, 1917.Dear Lord


Rothschild,I have much pleasure in conveying to
you, on behalf of His Majesty’s Government, the
following declaration of sympathy with Jewish
Zionist aspirations which has been submitted to,
and approved by, the Cabinet:“His Majesty’s
Government view with favour the establishment in
Palestine of a national home for the Jewish people,
and will use their best endeavours to facilitate the
achievement of this object, it being clearly
understood that nothing shall be done which may
prejudice the civil and religious rights of existing
non-Jewish communities in Palestine, or the rights
and political status enjoyed by Jews in any other
country”.I should be grateful if you would bring this
declaration to the knowledge of the Zionist
Federation.Yours sincerely Arthur James Balfour
‫مالحظات هامة على وعد بلفور‪ -:‬صدر وعد بلفور في الثاني من *‬
‫تشرين الثاني ‪ 1917‬وقد اعطي هذا الوعد وفلسطين ال تزال في يد‬
‫العثمانين‪ -.‬صدر وعد بلفور بعد مضي عام وخمسة اشهر على توقيع‬
‫اتفاقية سايكس‪-‬بيكو‪ ،‬والتي وضعت مركز ارض اسرائيل تحت السيطرة‬
‫المشتركة‪ ،‬ونهر الليطاني ومنابع نهر االردن تحت السيطرة الفرنسية‬
‫المباشرة‪ ،‬والجوالن تحت النفوذ الفرنسي‪( .‬جدعون بيغر ص‪ -)66‬لم‬
‫يذكر وعد بلفور حدود هذا الوطن القومي‪ -.‬اعترف هذا الوعد بوجود‬
‫الشعب اليهودي كأمة‪ -.‬ينبه هذا الوعد الى المحافظة على الحقوق‬
‫المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية (ولم يذكرها)‬
‫المقيمة في ذلك الوقت في فلسطين‪ -.‬جاء في مذكرات بلفور عام ‪1917‬‬
‫“بالنسبة إلى سورية وفلسطين وما بين النهرين”‪” :‬ليس في نيتنا حتى‬
‫مراعاة مشاعر سكان فلسطين الحاليين‪ ،‬مع أن اللجنة األمريكية تحاول‬
‫استقصاءها‪ .‬إن القوى األربع الكبرى ملتزمة بالصهيونية‪ .‬وسواء كانت‬
‫الصهيونية على حق أم على باطل‪ ،‬جيدة أم سيئة فإنها متأصلة الجذور‬
‫في التقاليد القديمة العهد والحاجات الحالية‪ ،‬وآمال المستقبل‪ ،‬وهي ذات‬
‫أهمية تفوق بكثير رغبات وميول السبعمئة ألف عربي الذين يسكنون‬
‫اآلن هذه األرض القديمة“‪ #.‬من هذه النقاط نستنتج ان بريطانيا كانت‬
‫تبحث فقط عن مصالحها والتي توافقت في هذه الفترة مع الحركة‬
‫الصهيونية وضربت بعرض الحائط اتفاقاتها مع الشريف حسين‬
‫ووعودها له‪ ،‬وفي نفس الوقت لم تحدد حدودا معينة لهذا الوطن القومي‬
‫لليهود بل جعلت الوعد عاما‪ ،‬لترسم هذه الحدود حسب ما يناسب‬
‫مصالحها فيما بعد‪ *–——————————————.‬ما‬
‫هي الحدود التي طلبها الصهاينة لوطنهم القومي؟بعد صدور وعد بلفور‬
‫عام ‪1917‬م تقدم حاييم وايزمان رئيس المؤتمر الصهيوني آنذاك إلى‬
‫لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا طالبا تحسين حدود إسرائيل حسب‬
‫وعد بلفور‪ ،‬لتضم حوض الليطاني وجبل الشيخ وتضم أنهار األردن‬
‫وبانياس واليرموك‪( .‬الجزيرة نت‪ :‬الصراع على المياه في الشرق‬
‫األوسط)في عام ‪ 1918‬فرنسا برئاسة جورج كليمنصو كانت مهتمه‬
‫بوضع حدودها مع المانيا بعد الحرب‪ ،‬فطلبت فرنسا دعم بريطانيا في‬
‫هذا االمر الذي يقوي موقف فرنسا في ارض اوروبا‪ ،‬فكان على‬
‫كليمنصو التنازل لبريطانيا عن مناطق اخرى في العالم‪ ،‬فطلبت بريطانيا‬
‫السيطرة على ارض اسرائيل مقابل هذا‪( .‬جدعون بيغر ص‪)71‬في عام‬
‫‪ 1919‬وضع وفد بريطانيا لمؤتمر الصلح اقتراح مفصل الرض‬
‫اسرائيل‪.‬وفي عام ‪ 1919‬الحركة الصهيونية ايضا قدمت تصورها‬
‫لحدود وطنها القومي في المستقبل فقدمت الحركة بعد شرح طويل‬
‫لمؤتمر الصلح تصورها لحدود ارض اسرائيل على أن تضم الجزء‬
‫الجنوبي من لبنان وجبل حرمون والعقبة ونهر األردن‪.‬لقد اهتم الصهاينة‬
‫بان تشمل ارض اسرائيل الموارد التي تسمح بقيام دولة حديثة في ارض‬
‫اسرائيل‪ ،‬فاهتموا بموارد المياه مثل نهر الليطاني ومنابع نهر االردن و‬
‫جبل الشيخ الذي اعتبروه خزان ماء ارض اسرائيل‪——————.‬‬
‫————————–* موقف الملك فيصل والهاشمين من اقامة‬
‫وطن قومي لليهود بارض اسرائيل‪:‬في شهر نيسان أبريل من عام ‪1918‬‬
‫التقى حاييم وايزمان بالملك فيصل‪ ،‬وكان معه لورانس البريطاني‬
‫(لورانس العرب) في العقبة‪ ،‬وكان ذلك أول لقاء بينهم‪ ،‬وفي العام التالي‬
‫أي ‪ 1919‬وعلى هامش مؤتمر فيرساي تمت لقاءات على غاية من‬
‫األهمية بين فيصل‪ ،‬وقادة الحركة الصهيونية انتهت إلى وضع وثيقة جاء‬
‫فيها‪:‬إن صاحب السمو الملكي األمير فيصل ممثل المملكة العربية‬
‫الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنطقة‬
‫الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنها يدركان القرابة الجنسية والصالت‬
‫القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحققان أن أضمن الوسائل‬
‫لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون‬
‫في سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد‬
‫حسن التفاهم الذي يقوم بينهما فقد اتفقا على المواد التالية‪ -:‬يجب أن‬
‫يسود جميع عالقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا‬
‫الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ‬
‫بوكاالت عربية ويهودية معتمدة حسب األصول في بلد كل منهما‪ -.‬تحدد‬
‫بعد إتمام مشاورات مؤتمر السالم مباشرة الحدود النهائية بين الدولة‬
‫العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين‬
‫المتعاقدين‪ -.‬عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع اإلجراءات التي‬
‫من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ‬
‫في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة ‪ -.1917‬يجب أن تتخذ جميع‬
‫اإلجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث‬
‫عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة الستقرار المهاجرين في األرض‬
‫عن طريق اإلسكان الواسع والزراعة الكثيفة‪ .‬ولدى اتخاذ مثل هذه‬
‫اإلجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفالحين والمزارعين المستأجرين‬
‫العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم االقتصادي‪ -.‬يجب أال‬
‫يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية‬
‫ضا بحرية ممارسة العقيدة الدينية‬ ‫الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أي ً‬
‫والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب أال يطالب قط بشروط‬
‫دينية‪ .‬لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية‪ -.‬أن األماكن اإلسالمية‬
‫المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين‪ -.‬تقترح المنظمة‬
‫الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة‬
‫تقريرا عن أحسن الوسائل‬‫ً‬ ‫اإلمكانيات االقتصادية في البالد وأن تقدم‬
‫للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف‬
‫الدولة العربية بقصد دراسة اإلمكانيات االقتصادية في الدولة العربية‬
‫تقريرا عن أحسن الوسائل المنهوض بها وستستخدم المنظمة‬ ‫ً‬ ‫وأن تقدم‬
‫الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدول العربية‪ ،‬بتزويدها بالوسائل‬
‫الستثمار الموارد الطبيعية واإلمكانيات االقتصادية في البالد‪ -.‬يوافق‬
‫الفريقان المتعاقدان أن يعمال باالتفاق والتفاهم التامين في جميع األمور‬
‫التي شملتها هذه االتفاقية لدى مؤتمر الصلح‪ -.‬كل نزاع قد يثار بين‬
‫الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم‪.‬وقع‬
‫في لندن‪ ،‬إنجلترا في اليوم الثالث من شهر يناير سنة ‪———.1919‬‬
‫———————————–المراجع‪ -:‬موقع شبكة المحامين‬
‫العرب‪ ،‬وثائق الصراع العربي الصهيوني في أكثر من ‪200‬‬
‫عام‪.‬السلطان عبد الحميد الثاني مذكراتي السياسية ‪1908-1891‬‬
‫(الطبعة الثانية)‪.‬التجربة والخطأ‪ ،‬حايم وايزمن طبعة نيويورك شوكن‬
‫‪.1966‬صحوة الرجل المريض‪ ،‬للباحث موفق بني المرجة‪.‬يقظة العرب‪،‬‬
‫المؤلف‪ :‬جورج انطونيس‪ ،‬المترجم‪ :‬احسان عباس‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى‪.‬الصهيونية غير اليهودية‪ ،‬تاليف‪ :‬ريجينا الشريف‪ ،‬ترجمة‪ :‬احمد‬
‫‪.‬عبد هللا‬

‫سيطرة اليهود على بعض المناصب الحساسة في دولة الخالفة العثمانية التي كانت‬

‫تشكل خطرا على أوروبا‪ ،‬وقد عانت أوروبا من هذا المارد العمالق الذي وقف على أبواب فينا (عاصمة النمسا) مرتين‬

‫ودق أبواب لنين غراد‪ ،‬فتدمير الدولة العثمانية كان شغل أوروبا الشاغل‪ ،‬باالضافة الى اطماع بريطانيا في السيطرة على‬

‫اراضي هذه الدولة بعد القضاء عليها‪ ،‬فعملت بريطانيا على استمالة اليهود للعمل معها وساعدها في هذا عدم قبول‬

‫السلطان عبد الحميد اعطاء اليهود فلسطين من اجل بناء وطنهم القومي‪ ،‬فاراد اليهود تقسيم هذه الدولة وعزل عبد الحميد‬

‫من اجل الحصول على فلسطين‪ ،‬لكن هذا كله ال يستطيعون القيام به وحدهم فال بد من دولة قوية تدعم مشروعهم هذا‬

‫‪.‬فكانت بريطانيا‬

‫‪Foreign Office, November 2nd, 1917. Dear Lord‬‬


‫‪Rothschild, I have much pleasure in conveying to you, on behalf of His Majesty’s‬‬
‫‪Government, the following declaration of sympathy with Jewish Zionist‬‬
‫‪aspirations which has been submitted to, and approved by, the Cabinet: “His‬‬
‫‪Majesty’s Government view with favour the establishment in Palestine of a‬‬
‫‪national home for the Jewish people, and will use their best endeavours to‬‬
‫‪facilitate the achievement of this object, it being clearly understood that nothing‬‬
‫‪shall be done which may prejudice the civil and religious rights of existing non-‬‬
‫‪Jewish communities in Palestine, or the rights and political status enjoyed by Jews‬‬
‫‪in any other country”. I should be grateful if you would bring this declaration to‬‬
‫‪the knowledge of the Zionist Federation. Yours sincerely Arthur James Balfour‬‬

‫ما هي الحدود التي طلبها الصهاينة لوطنهم القومي؟ بعد صدور وعد بلفور عام **‬

‫‪1917‬م تقدم حاييم وايزمان رئيس المؤتمر الصهيوني آنذاك إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا طالبا تحسين حدود‬

‫إسرائيل حسب وعد بلفور‪ ،‬لتضم حوض الليطاني وجبل الشيخ وتضم أنهار األردن وبانياس واليرموك‪( .‬الجزيرة نت‪:‬‬

‫الصراع على المياه في الشرق األوسط) في عام ‪ 1918‬فرنسا برئاسة جورج كليمنصو كانت مهتمه بوضع حدودها مع‬

‫المانيا بعد الحرب‪ ،‬فطلبت فرنسا دعم بريطانيا في هذا االمر الذي يقوي موقف فرنسا في ارض اوروبا‪ ،‬فكان على‬

‫كليمنصو التنازل لبريطانيا عن مناطق اخرى في العالم‪ ،‬فطلبت بريطانيا السيطرة على ارض اسرائيل مقابل هذا‪.‬‬

‫(جدعون بيغر ص‪ )71‬في عام ‪ 1919‬وضع وفد بريطانيا لمؤتمر الصلح اقتراح مفصل الرض اسرائيل‪ .‬وفي عام‬

‫‪ 1919‬الحركة الصهيونية ايضا قدمت تصورها لحدود وطنها القومي في المستقبل فقدمت الحركة بعد شرح طويل لمؤتمر‬

‫الصلح تصورها لحدود ارض اسرائيل على أن تضم الجزء الجنوبي من لبنان وجبل حرمون والعقبة ونهر األردن‪ .‬لقد‬

‫اهتم الصهاينة بان تشمل ارض اسرائيل الموارد التي تسمح بقيام دولة حديثة في ارض اسرائيل‪ ،‬فاهتموا بموارد المياه‬

‫مثل نهر الليطاني ومنابع نهر االردن و جبل الشيخ الذي اعتبروه خزان ماء ارض اسرائيل‬

You might also like