‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ‬

‫اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴﻮي ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲ‬

‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪-‬‬

‫‪١‬‬
 ‫ﻟﻔﻀﯿﻠﺔ اﻟﺸﯿﺦ‬

‫أﺑﻲ اﻟﻨﻮر اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ‬

‫د‪ .‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ آل ﻣﻮﺳﻰ‬
‫‪ -‬رﺣﻤﮫ اﷲ –‬

‫اﻟﺠﺰآن ]‪[٢-١‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻺﻋﻼم‬

‫‪ ١٤٣٠‬ھـ ‪ ٢٠٠٩ /‬ﻣـ‬

‫إھـــــــــﺪاء‬

‫إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎﺣﺜﯿﻦ ﻋ ﻦ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ اﻟﻤﯿﺴ ﻮر ‪...‬‬

‫ﻓ ﻲ اﻗﺘﻔ ﺎء اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪...‬‬
‫ﺔ ‪...‬‬ ‫ﻞﱠ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﯿ‬ ‫ﺰﱠ وﺟ‬ ‫ﺎھﺪﯾﻦ ﷲ ﻋ‬ ‫اﻟﺸ‬
‫ﺔ ‪...‬‬ ‫ﮫ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﯾ‬ ‫ﺮﱠﯾﻦ ﻟ‬ ‫اﻟﻤﻘ‬
‫اﻟ ﺬﯾﻦ وﺟ ﻮھﮭﻢ ﻟﻐﯿ ﺮ اﷲ ﻋ ﺰﱠ وﺟ ﻞﱠ ﻣﺎﺗﻮﺟﱠﮭ ﺖ ‪...‬‬
‫ﺎرت ‪...‬‬ ‫ﺮ اﷲ ﻣﺎﺳ‬ ‫ﺪاﻣﮭﻢ ﻟﻐﯿ‬ ‫وأﻗ‬
‫ﺎرت ‪...‬‬ ‫ﺮ اﷲ ﻣﺎﺛ‬ ‫ﺰوﻣﮭﻢ ﻟﻐﯿ‬ ‫وﻋ‬
‫ﺘﺠﺎرت ‪...‬‬ ‫ﺮ اﷲ ﻣﺎاﺳ‬ ‫ﻮﺑﮭﻢ ﺑﻐﯿ‬ ‫وﻗﻠ‬
‫ﺘﻨﺎرت ‪...‬‬ ‫ﺮ اﷲ ﻣﺎاﺳ‬ ‫ﺮ ذﻛ‬ ‫ﺪﺗﮭﻢ ﺑﻐﯿ‬ ‫وأﻓﺌ‬

‫أھﺪي ﻛﺘﺎﺑﻲ ھﺬا‬

‫‪٢‬‬
‫] اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ [‬

‫إھﺪاء‬
‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ‪ /‬ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﯿﻒ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ آل ﻣﻮﺳﻰ‬

‫ﺷﻜﺮ واﻣﺘﻨﺎن‬

‫اﻟﺤﻤﺪﷲ ﺣﻤﺪاً ﻛﺜﯿ ﺮا ﻃﯿﺒ ﺎً ﻣﺒﺎرﻛ ﺎً ﻛﻤ ﺎ ﯾﺤ ﺐﱡ رﺑﱡﻨ ﺎ وﯾﺮﺿ ﻰ ‪،‬‬

‫وﻧﺼ ﻠﻲ وﻧﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜ ﺮﯾﻢ وﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺤﺎﺑﺘﮫ اﻟﻐ ﺮﱢ‬
‫اﻟﻤﯿﺎﻣﯿﻦ وﻣﻦ ﺗﺒﻌﮭﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﺪﯾﻦ وﺑﻌﺪ ‪:‬‬
‫إﻧﻨﻲ أﺗﻮﺟﮫ ﺑﺠﺰﯾ ﻞ اﻟﺸ ﻜﺮ واﻻﻣﺘﻨ ﺎن واﻟﻌﺮﻓ ﺎن إﻟ ﻰ اﻷُﺳ ﺘﺎذ‬
‫اﻟﻤﻜﺮّم ‪ /‬ﺷﻮﻗﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﮫ ﻣﻦ ﺟﮭ ﺪٍ ﺷ ﺎقٍ‬
‫ﻓ ﻲ ﻣﺮاﺟﻌ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻢ اﻹﻣﻼﺋ ﻲ واﻟﻀ ﺒﻂ اﻟﻠﻐ ﻮي ﻷﻟﻔ ﺎظ ھ ﺬا‬
‫اﻟﻜﺘ ﺎب ] ﺗﺸ ﻜﯿﻼً وﺑﻨ ﺎءً وإﻋﺮاﺑ ﺎً وﻓﮭﻤ ﺎً وﺗﺮﻗﯿﻤ ﺎً وإﺧﺮاﺟ ﺎً‬
‫وزﯾﺎدةً وﺣﺬﻓﺎً وﺗﻌﺪﯾﻼً [‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ وأﺷﻜﺮ ﻛﻞﱠ ﻣﻦ ﺳ ﺎھﻢ ﻓ ﻲ إﺧ ﺮاج ھ ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب إﻟ ﻰ اﻟﻨّ ﻮر‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻠﻤ ﺔ واﻟﻨﺼ ﯿﺤﺔ واﻟﻤﺮاﺟﻌ ﺔ واﻹﻧﻔ ﺎق واﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة‬
‫واﻟﺘﺸﺠﯿﻊ واﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﺘﺼﻮﯾﺮ واﻟﺘﺠﻠﯿﺪ‪.‬‬
‫ﺟ ﺰى اﷲ ﻋ ﺰﱠ وﺟ ﻞﱠ اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ﺧﯿ ﺮ اﻟﺠ ﺰاء وأﺳ ﺄﻟﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ أن‬
‫ﯾﺤﻌ ﻞ ﺟﮭ ﺪھﻢ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮازﯾﻦ ﺣﺴ ﻨﺎﺗﮭﻢ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ إﻧﱠ ﮫ ﻧﻌ ﻢ‬
‫اﻟﻤﻮﻟﻰ وﻧﻌﻢ اﻟﻨﺼﯿﺮ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ‪ /‬ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﯿﻒ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ آل ﻣﻮﺳﻰ‬

‫اﻟﺠﺰء اﻷول‬

‫‪٣‬‬
 ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬

‫إن اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ،‬ﻧﺤﻤﺪه وﻧﺴﺘﻌﯿﻨﮫ ‪ ،‬وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه ‪ ،‬وﻧﺴﺘﮭﺪﯾﮫ ‪ ،‬وﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮور أﻧﻔﺴ ﻨﺎ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺳ ﯿﺌﺎت أﻋﻤﺎﻟﻨ ﺎ‪ ،‬ﻣ ﻦ‬
‫ﯾَﮭﺪه اﷲ ﻓﮭﻮ اﻟﻤﮭﺘﺪي ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾُﻀﻠﻞ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﮫ وﻟﯿﺎً ﻣﺮﺷﺪاً ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه‬
‫ورﺳﻮﻟﮫ ‪ - ،‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺻﺤﺒﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﯿﻠﮫ‪ ،‬واھﺘﺪى ﺑﮭﺪاه ‪ ،‬وﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﯿﻤﺎً ﻛﺜﯿﺮاً ‪ ..‬أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﺘﻨﻲ ﻓﻜﺮة ﺟﻤﻊ ﻛﺘﺎب ﻓﻘﮭﻲ ﯾﻜﻮن ﻣﺸﻔﻮﻋﺎً ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ‬
‫اﻷﻋﻤﻰ واﻟﺠﻤﻮد ﻋﻠﻰ أﻗﻮال اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﯾﻘﺮب ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﺤﺬ ھﻤﺘﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺸ ﺎﻗﺔ‬
‫أن رأت زوﺟﺘ ﻲ ﺣﻔﻈﮭ ﺎ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨ ﺎم أﻧﻨ ﻲ أرﺳ ﻢ ﺧﻄ ﻮات اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬وأُﻣﯿّﺰھ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﯿﻦ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺨﻄﻮات ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وأﺳﮭﺮت ﻟﯿﻠﻲ وﻗﻀﯿﺖ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻄﻮال ﻣﻦ ﻧﮭﺎري ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻛﺘ ﺎﺑﻲ ھ ﺬا ﻣ ﻦ ﻛﺘ ﺐ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﯿﻦ‬
‫واﻟﻼﺣﻘﯿﻦ‪ ،‬وأﺳﻤﯿﺘﮫ " اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲّ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ‪.‬‬

‫وزاد ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻲ ﺑﮭﺬا اﻻﺳﻢ أن أراﻧﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ رؤﯾﺎ ﻣﻨﺎﻣﯿﺔ أﻧﻄﻘﻨﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﮭﺬا اﻻﺳﻢ اﻟﺬي اﻧﺸﺮح ﻟﮫ ﺻﺪري واﻃﻤﺄن إﻟﯿ ﮫ ﻓ ﺆادي ‪،‬‬
‫وﻗﺮت ﺑﮫ ﻋﯿﻨﻲ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﻛﻞّ اﻟﺤﺮص أن أﻋﺮض ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﯾُﺴﺮٍ وﺳ ﮭﻮﻟﺔ وﺑﺴ ﻂ واﺳ ﺘﯿﻌﺎب ﻟﻜﺜﯿ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﯾﺤﺘ ﺎج إﻟﯿ ﮫ اﻟﻤُﺴ ﻠﻢ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻌﺒﺎدات واﻟﻤﻌﺎﻣﻼت‪ ،‬وﻧﻈﺎم اﻷﺳﺮة ‪ ،‬وأﺣﻜﺎم اﻟﺤﺪود واﻟﺠﻨﺎﯾﺎت ‪ ،‬واﻟﺤ ﺮب واﻟﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﻔ ﺮاﺋﺾ ‪ ،‬واﻟﺤﻜﻮﻣ ﺎت ‪ ،‬واﻟﺨﺼ ﻮﻣﺎت ‪،‬‬
‫ﻣﻊ ﺗﺠﻨﺐ ذﻛﺮ اﻟﺨﻼف إﻻ إذا وُﺟﺪ ﻣﺎ ﯾُﺴَﻮﱢغُ ذﻛﺮه ‪ ،‬ﻓﺄﺷﯿﺮ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻓﺘ ﺮت ﻓﯿﮭ ﺎ ھﻤ ﻢ اﻟﻨ ﺎس وﺗﺤﺮﻛ ﺖ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ ﻏﺮﯾﺰة اﻟﻤﺤﺎﻛﺎة‪ ،‬ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﻛﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﮭﻢ ﺑﻤﺬھﺐ ﻣﻌﯿﻦ ﯾﻨﻈﺮ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﯾُﻌَﻮّل ﻋﻠﯿﮫ وﯾﺘﻌﺼﺐ ﻟﮫ ‪ ،‬وﯾﺒﺬل ﻛﻞّ ﻣﺎ أوﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮة ﻓﻲ‬
‫ﻧﺼﺮﺗﮫ وﯾﻨﺰل ﻗﻮل إﻣﺎﻣﮫ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻗﻮل اﻟﺸﺎرع ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﺘﺠﯿﺰ ﻟﻨﻔﺴﮫ أن ﯾُﻔﺘﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ ﺑﻤ ﺎ ﯾﺨ ﺎﻟﻒ ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻨﺒﻄﮫ إﻣﺎﻣ ﮫ ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺑﻠ ﻎ‬
‫اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﮭﺆﻻء اﻷﺋﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺎل اﻟﻜﺮﺧﻲ "ﻛﻞ آﯾﺔ أو ﺣﺪﯾﺚ ﯾُﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ أﺻ ﺤﺎﺑﻨﺎ ﻓﮭ ﻮ ﻣ ﺆول أو ﻣﻨﺴ ﻮخ " ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﻘﻠﯿ ﺪ‬
‫واﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﻠﻤﺬاھﺐ ﻓﻘﺪت اﻷﻣﺔ اﻟﮭﺪاﯾﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬وﺻﺎرت اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ھﻲ أﻗﻮال اﻟﻌُﻠﻤﺎء ‪ ،‬وأﻗﻮال اﻟﻌُﻠﻤﺎء ھﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ‪.‬‬

‫واﻟﺘﻤﺬھﺐ ‪ :‬وھﻮ أن ﯾُﻠﺰم اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻤ ﺬھﺐ ﻓﻘﮭ ﻲ ﻣُﻌ ﯿﻦ ﯾﺨﺘ ﺎره ھ ﻮ وﯾﺘﻔﻘ ﮫ ﻓﯿ ﮫ‪ ،‬واﻟﻘ ﻮل ﺑﻮﺟ ﻮب اﻟﺘﻤ ﺬھﺐ ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﻤ ﺬاھﺐ‬
‫اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ إﻏﻼق ﺑﺎب اﻻﺟﺘﮭﺎد وھﻮ ﻣﻤﺎ ﻻ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﻷﻧﮫ ﺑﺎب ﻓﺘﺤﮫ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻼ ﯾﺠ ﻮز إﻏﻼﻗ ﮫ إﻻ ﺑ ﻨﺺ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫واﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬واﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﺗﺆﻛﺪ اﺳﺘﻤﺮار اﻻﺟﺘﮭﺎد إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " إن اﷲ ﯾﺒﻌ ﺚ‬
‫ﻟﮭﺬه اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ رأس ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﯾُﺠﺪد ﻟﮭﺎ دﯾﻨﮭﺎ " ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺨﻄﯿﺐ‪.‬‬
‫واﻟﺘﻤﺬھﺐ ﺗﻘﻠﯿﺪ‪ ،‬واﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ھﻮ دﯾﺪن ﻋﻮام اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﺟﮭﺎﻟﮭﻢ‪ ،‬ﺻﺮح ﺑﺬﻟﻚ أﺋﻤﺔ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﺤ ﻖ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻷﻣ ﺔ ﻛﻘ ﻮل‬
‫اﻟﻄﺤﺎوي " ﻻ ﯾُﻘﻠﺪ إﻻ ﺟﺎھﻞ أو ﻏﺒﻲ" وﻗﻮل اﻟﺴﯿﻮﻃﻲ " إن اﻟﻤﻘﻠﺪ ﻻ ﯾُﺴﻤﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎً " وﺟﺰم ﺑﮫ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ " أن اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﺟﮭﻞ وﻟﯿﺲ‬
‫ﺑﻌﻠﻢ " وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ " ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﻔﺘﻮى ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﻌﻠﻢ‪ ،‬واﻟﻔﺘﻮى ﺑﻐﯿﺮ ﻋﻠﻢ ﺣﺮام‪ ،‬وﻻ ﺧﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس أن اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻟﯿﺲ‬
‫ﺑﻌﻠﻢ‪ ،‬وأن اﻟﻤﻘﻠﺪ ﻻ ﯾُﻄﻠﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﺳﻢ ﻋﺎﻟﻢ " أﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ﻻﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ) ‪. ( ٥١ / ١‬‬
‫وﻗ ﺪ ﻧﮭ ﻰ اﻷﺋﻤ ﺔ اﻷرﺑﻌ ﺔ ﻋ ﻦ ﺗﻘﻠﯿ ﺪھﻢ ﺑ ﻞ أﻣ ﺮوا ﺗﻼﻣ ﺬﺗﮭﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ أدﻟ ﺘﮭﻢ وﻣ ﺪى ﺻ ﺤﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺗﺒ ﯿﻦ ﻟﮭ ﻢ ﺿ ﻌﻔﮭﺎ أو ﺧﻄﺄھ ﺎ‬
‫ﻓﻠﯿﺘﻤﺴﻜﻮا ﺑﺴُﻨﺔ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻟﯿﻌﻀﻮا ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﺟﺬ ‪ ،‬وھ ﺬا ﻣ ﻦ ﻋﻠﻤﮭ ﻢ وﺗﻘ ﻮاھﻢ رﺣﻤﮭ ﻢ اﷲ ﺟﻤﯿﻌ ﺎً ﺣﯿ ﺚ‬
‫أﺷﺎروا أﻧﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﺤﯿﻄﻮا ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻛﻠﮭﺎ " وﻓﻮق ﻛﻞ ذي ﻋﻠﻢ ﻋﻠﯿﻢ " ) ﯾﻮﺳُﻒ آﯾﺔ ‪. ( ٧٦‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻹﻣﺎم أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤﻞ ﻷﺣﺪ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﯾﻦ أﺧﺬﻧﺎه " ) اﻻﻧﺘﻘﺎء ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ( ‪.‬‬
‫اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ‪ " :‬إﻧﻤﺎ أﻧﺎ ﺑﺸﺮ أﺧﻄﻲء وأﺻﯿﺐ ﻓﺎﻧﻈﺮوا ﻓﻲ رأﯾﻲ ﻓﻜﻞ ﻣﺎ واﻓ ﻖ اﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴﱡ ﻨّﺔ ﻓﺨ ﺬوه ‪ ،‬وﻛ ﻞ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﻮاﻓ ﻖ اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫واﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﺎﺗﺮﻛﻮه " ) أﺻﻮل اﻷﺣﻜﺎم ‪ ١٤٩/٦‬وإﯾﻘﺎظ اﻟﮭﻤﻢ ص ‪.( ٧٢‬‬
‫اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ " :‬إذا وﺟﺪﺗﻢ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎﺑﻲ ﺧ ﻼف ﺳُ ﻨﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻓﻘﻮﻟ ﻮا ﺑﺴ ﻨﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ودﻋ ﻮا ﻣ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ‪ ) :‬اﻟﻤﺠﻤ ﻮع ‪٦٣/١‬‬
‫وأﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ( ‪.‬‬
‫اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ‪ :‬وھﻮ أﻛﺜﺮھﻢ ﺟﻤﻌﺎً ﻟﻠﺴُﻨﺔ وﺗﻤﺴﻜﺎً ﺑﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﮫ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ " أﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻨﻲ ﻓﻤﺎ ﺻﺢ ﻋﻨﺪك ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﺎ‬
‫ﺑﮫ ﻟﻨﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه " ) اﻻﻧﺘﻘﺎء ص ‪. ( ٧٥‬‬

‫وﻛ ﺎن اﻹﻣ ﺎم أﺣﻤ ﺪ ﯾﻘ ﻮل " ﻻ ﺗﻘﻠ ﺪﻧﻲ وﻻ ﺗﻘﻠ ﺪ ﻣﺎﻟﻜ ﺎً وﻻ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وﻻ اﻷوزاﻋ ﻲ وﻻ اﻟﺜ ﻮري وﺧ ﺬ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ أﺧ ﺬوا "‬
‫) اﻹﯾﻘﺎظ ص ‪ ( ١١٢‬و ) أﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ‪. ( ٣٠٢/ ٢‬‬

‫وﻗﻮﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪم ﺟﻮاز اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻤﺬھﺐ ﻣﻌﯿﻦ ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻧﻠﻐﻲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ وﻧﻔﺮض اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬ﺑ ﻞ إن ﻗﻮﻟﻨ ﺎ ﯾﺘﻀ ﻤﻦ‬
‫أن ﻣﻦ أﺗﺎه اﷲ ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ وﻓﮭﻤﺎً ﻟﮭﻤﺎ وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻘﺘﺤﻢ ﻣﯿﺪان اﻻﺟﺘﮭﺎد وﻣ ﻦ ﻟ ﯿﺲ‬
‫ﻋﻨﺪه ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻗﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻗﺘﺤ ﺎم ﻣﯿ ﺪان اﻻﺟﺘﮭ ﺎد ﻓﻌﻠﯿ ﮫ أن ﯾﺄﺧ ﺬ ﺑ ﺄﻗﻮال اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﺠﺘﮭ ﺪﯾﻦ‬
‫اﻟﻤﺮﺟﺤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﻠﻜﻮن اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻷﻗﻮى واﻟﺤُﺠﺔ اﻟﺮاﺟﺤﺔ ‪ ،‬وأن ﯾﺄﺧﺬ أﻗﻮاﻟﮭﻢ ﻣﺸﻔﻮﻋﺔ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺮاﺟﺤﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺠﺎھﻞ اﻟﻌﺎﻣﻲ ﻓﯿﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾُﻘﻠﺪ ﻣﺠﺘﮭﺪاً ﯾﺜﻖ ﻓﻲ دﯾﻨﮫ وﻋﻠﻤﮫ وإذا ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﯾﻘﻠﺪه ﻓﻌﻠﯿﮫ اﺗﺒﺎع اﻟﺪﻟﯿﻞ ‪.‬‬

‫‪٤‬‬
‫إذن ﻓﻤﺮاﺗﺐ اﻟﻤﻜﻠﻔﯿﻦ ﺛﻼث ‪ ) :‬ﻣﺠﺘﮭ ﺪ وﻣﺘﺒ ﻊ وﻣﻘﻠ ﺪ( ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺻ ﺮح ﺑ ﺬﻟﻚ أھ ﻞ اﻻﺧﺘﺼ ﺎص واﻟﻌﻠ ﻢ ﻛﺎﻟﺸ ﺎﻃﺒﻲ ﻓ ﻲ ) اﻻﻋﺘﺼ ﺎم ‪٢‬‬
‫‪ ( ٣٤٣/‬واﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ﻓﻲ ) ﺟﺎﻣﻊ ﺑﯿﺎن اﻟﻌﻠﻢ ‪ ( ٣٦ / ٢‬ﯾﻘﻮل رﺣﻤﮫ اﷲ ‪ " :‬ﺣﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺎ اﺳﺘﯿﻘﻨﺘﮫ وﺗﺒﯿﻨﺘﮫ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣ ﻦ‬
‫اﺳﺘﯿﻘﻦ ﺷﯿﺌﺎً وﺗﺒﯿﻨﮫ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﮫ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﯿﻘﻦ اﻟﺸﻲء وﻗﺎل ﺑﮫ ﺗﻘﻠﯿﺪاً ﻓﻠﻢ ﯾﻌﻠﻤﮫ‪ ،‬واﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻏﯿ ﺮ‬
‫اﻻﺗﱢﺒﺎع ﻷن اﻻﺗﱢﺒﺎع ھﻮ أن ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺎن ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺠ ﺔ ﻗﻮﻟ ﮫ‪ ،‬واﻟﺘﻘﻠﯿ ﺪ أن ﺗﻘ ﻮل ﺑﻘﻮﻟ ﮫ وأﻧ ﺖ ﻻﺗﻌﺮﻓ ﮫ وﻻ وﺟ ﮫ اﻟﻘ ﻮل وﻻ‬
‫ﻣﻌﻨﺎه" ‪.‬‬

‫وھﻨﺎك ﻃﺎﺋﻔﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺮﺧﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﺬاھﺐ وﺗﻌﻤﻞ ﺑﮭﺎ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﮭﺎ وھﺆﻻء ھﻢ اﻟﻤﻠﻔﻘﺔ اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﺄﺧﺬون ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﺘﻠﻔﯿﻖ ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﺮاﺗﺐ اﻟﻤﻜﻠﻔﯿﻦ ﻓﻲ ﻧﻈﺮي أرﺑﻊ ‪ ) :‬ﻣُﺠﺘﮭﺪ وﻣﺘﺒﻊ وﻣﻘﻠﺪ وﻣﻠﻔﻖ(‪.‬‬

‫وأﺧﯿﺮاً أﻗﻮل ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﻛﻞ اﻟﺤﺮص أن ﯾﺨﺮج ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻜﺜﯿﺮ اﻟﻤﺪاﺧﻞ واﻷﺑﻮاب ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻤﻠﻲ ﺳﮭﻞ ﻣﺸﻔﻮﻋﺎً ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻨﻘﻠﯿﺔ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ ﯾﻘﯿﻨﺎً أن ﻣﺜﻠﻲ ﻻ ﯾُﻌﻄﻲ ھﺬا اﻟﺮُﻛﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺪﯾﻦ ﺣﻘﮫ ﻟﻘﻠﺔ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ وﺳﻌﺔ ھﺬا اﻟﺮُﻛﻦ وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﺟُﮭﺪ اﻟﻤُﻘﻞﱢ ‪ ،‬واﺟﺘﮭﺪت أن أﺻﻞ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿﻖ ﺑﮫ ﻓﺈن أﺻﺒﺖ‬
‫ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺎ أردت واﻟﻔﻀﻞ ﷲ أوﻻً وأﺧﯿﺮاً وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺧﺮى ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﺬﻧﺒﻲ ‪ ،‬وﺣﺴﺒﻲ أﻧﻨﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻃﺎﻗﺘﻲ ووﺿﻌﺖ ﻟﺒﻨﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻖ‬
‫ﻣﻦ ﯾُﺮﯾﺪ إﻛﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء ‪ ،‬وأﺳﺄل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﯾﺠﻌﻠﮫ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻤ ﺎﺗﻲ ﺻ ﺪﻗﺔ ﺟﺎرﯾ ﺔ وﺣﺴ ﻨﺔ ﺳ ﺎرﯾﺔ ﯾﺼ ﻠﻨﻲ ﻣ ﻦ ﺑﺮﻛﺘﮭ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﻌﯿﻤﻲ إن ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻤُﻨﻌﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾُﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻲ إن ﻛُﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻤُﻌﺬﺑﯿﻦ‪.‬‬
‫واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺳﺄل أن ﯾﻨﻔﻊ ﺑﮫ ﻣﻦ ﯾﻘﺮؤه وﯾﺪرﺳﮫ وأن ﻻ ﯾﺤﺮﻣﻨﻲ أﺟﺮ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﺖ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺟﮭﺪٍ ‪ ،‬إﻧﮫ ﻧﻌﻢ اﻟﻤﻮﻟﻰ وﻧﻌﻢ اﻟﻨﺼﯿﺮ ‪ ،‬وآﺧﺮ‬
‫دﻋﻮاﻧﺎ أن اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ‪ /‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ آل ﻣﻮﺳﻰ‬
‫رﻓﺢ‪ -‬ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ‪ -‬ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ‬
‫‪ / ٢٤‬ذو اﻟﻘﻌﺪة ‪ ١٤١٨ /‬ھـ ‪.‬‬

‫‪٥‬‬
 ‫ﻣﺒﺎدئ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام‬

‫ﻣﻦ اﻟﺮﻛﺎﺋﺰ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷوﻟﻰ ‪ :‬اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻷﺷﯿﺎء اﻹﺑﺎﺣﺔ ‪:‬‬

‫أي أن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻷﺷﯿﺎء اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﮭﺎ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺤﻞ واﻹﺑﺎﺣﺔ ) أي أﻧﮭﺎ ﺣ ﻼل وﻣﺒﺎﺣ ﺔ ( ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾ ﺮد ﻧ ﺺ ﺻ ﺤﯿﺢ ﺻ ﺮﯾﺢ‬
‫ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع اﻟﺤﻜﯿﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ورد ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑ ﮫ ﻓﮭ ﻮ ﺣ ﻼل ‪ ،‬وﻣ ﺎ ﺣّ ﺮم ﻓﮭ ﻮ ﺣ ﺮام‪ ،‬وﻣ ﺎ ﺳ ﻜﺖ ﻋﻨ ﮫ ﻓﮭ ﻮ ﻋﻔ ﻮ ‪ ،‬ﻓ ﺎﻗﺒﻠﻮا ﻣ ﻦ اﷲ‬
‫ﻋﺎﻓﯿﺘﮫ‪ ،‬ﻓﺈن اﷲ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﯿﻨﺴﻰ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وﺗﻼ " وﻣﺎ ﻛﺎن رﺑّﻚ ﻧﺴﯿّﺎً " رواه اﻟﺤﺎﻛﻢ وﻏﯿﺮه وﺣَﺴّﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮام‬
‫) ﺑﺮﻗﻢ ‪. ( ٢‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ :‬أﻻ ﺗُﺸﺮع ﻋﺒﺎدة إﻻ ﺑﺸﺮع اﷲ ‪ ،‬وﻻ ﺗُﺤﺮﱠم ﻋﺎدة إﻻ ﺑﺘﺤﺮﯾﻢ اﷲ ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدات أﻧﮭﺎ ﺗﻮﻗﯿﻔﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﯿﮭﺎ اﻻﺗﺒﺎع وﻟﯿﺲ اﻻﺑﺘﺪاع ‪ ،‬وإﻻ دﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ " أم ﻟﮭﻢ ﺷﺮﻛﺎء‬
‫ﺷﺮﻋﻮا ﻟﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺄذن ﺑﮫ اﷲ " ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى ‪ .‬وأﻣ ﺎ اﻟﻌ ﺎدات ﻓﺎﻷﺻ ﻞ ﻓﯿﮭ ﺎ أﻧﮭ ﺎ ﺣ ﻼل ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺤ ﺮم ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﺸ ﺎرع‬
‫اﻟﺤﻜﯿﻢ وﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺰل ‪ ،‬واﻟﻘﺮآن ﯾﻨﺰل‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﺷﻲء ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻨﮫ ﻟﻨﮭﻰ ﻋﻨﮫ اﻟﻘﺮآن "‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬أن اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ واﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ اﷲ وﺣﺪه ‪:‬‬

‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ھﻮ وﺣﺪه ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن ﯾُﺤﻞﱠ أو ﯾُﺤﺮّم ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ أو ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن رﺳﻮﻟﮫ‪ ،‬وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﻤﮭﻤ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل أو‬
‫اﻟﺮُﺳﻞ ﻻ ﺗﻌﺪو ﺑﯿﺎن ﺣُﻜﻢ اﷲ ﻓﯿﻤﺎ أﺣﻞ أو ﻓﯿﻤﺎ ﺣﺮم‪ .‬وﻟﺬﻟﻚ ﻧﻌﻰ اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬﯾﻦ وﺿﻌﻮا ﺳُﻠﻄﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ واﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ﻓﻲ‬
‫أﯾ ﺪي أﺣﺒ ﺎرھﻢ ورھﺒ ﺎﻧﮭﻢ ‪ .‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬اﺗﺨ ﺬوا أﺣﺒ ﺎرھﻢ ورھﺒ ﺎﻧﮭﻢ أرﺑﺎﺑ ﺎً ﻣ ﻦ دون اﷲ ‪ ،‬واﻟﻤﺴ ﯿﺢ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮﯾﻢ ‪ ،‬وﻣ ﺎ أُﻣ ﺮوا إﻻ‬
‫ﻟﯿﻌﺒﺪوا إﻟﮭﺎً واﺣﺪاً ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ ھﻮ ‪ ،‬ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﻤﺎ ﯾُﺸﺮﻛﻮن " ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻋﺪيّ ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ وﻛﺎن ﻗﺪ دان ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم اﻟﻨﺒﻲ ﯾﻘﺮأ ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬إﻧﮭﻢ ﻟﻢ‬
‫ﯾﻌﺒﺪوھﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﺑﻠﻰ إﻧﮭﻢ ﺣﺮﻣﻮا ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺤﻼل‪ ،‬وأﺣﻠﻮا ﻟﮭﻢ اﻟﺤﺮام ‪ ،‬ﻓﺎﺗﺒﻌﻮھﻢ ﻓﺬﻟﻚ ﻋﺒﺎدﺗﮭﻢ إﯾﺎھﻢ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ ‪،‬‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﺣّﺮﻣﻮا وﺣﻠﻠﻮا ﺑﻐﯿﺮ إذن ﻣﻦ اﷲ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗﻞ أرأﯾ ﺘﻢ ﻣ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ رزق ﻓﺠﻌﻠ ﺘﻢ ﻣﻨ ﮫ ﺣﺮاﻣ ﺎً وﺣ ﻼﻻً ‪ ،‬ﻗ ﻞ ءآﷲ أذن ﻟﻜ ﻢ أم ﻋﻠ ﻰ اﷲ ﺗﻔﺘ ﺮون " ﺳ ﻮرة‬
‫ﯾﻮﻧﺲ‪.‬‬
‫" وﻻ ﺗﻘﻮﻟ ﻮا ﻟﻤ ﺎ ﺗﺼ ﻒ أﻟﺴ ﻨﺘﻜﻢ اﻟﻜ ﺬب ‪ ،‬ھ ﺬا ﺣ ﻼل وھ ﺬا ﺣ ﺮام ﻟﺘﻔﺘ ﺮوا ﻋﻠ ﻰ اﷲ اﻟﻜ ﺬب ‪ ،‬إن اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﻔﺘ ﺮون ﻋﻠ ﻰ اﷲ اﻟﻜ ﺬب ﻻ‬
‫ﯾُﻔﻠﺤﻮن " ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ :‬إن اﻟﺴﻠﻒ ﻟﻢ ﯾُﻄﻠﻘﻮا اﻟﺤﺮام إﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋُﻠﻢ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﻗﻄﻌﺎً ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ إﻣﺎﻣﺎً ﻛﺎﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﯾُﺴﺄل ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﯿﻘﻮل ‪ :‬أﻛﺮھﮫ أو ﻻ ﯾُﻌﺠﺒﻨﻲ أو ﻻ أُﺣﺒﮫ أو ﻻ أﺳﺘﺤﺴ ﻨﮫ ‪ ،‬ھ ﺬا إذا ﻟ ﻢ ﯾﻌﻠ ﻢ‬
‫ﻗﻄﻌﺎً أﻧﮫ ﺣﺮام‪.‬‬
‫وﻣﺜﻞ ھﺬا ﯾﺮوى ﻋﻦ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟ ﻚ وأﺑ ﻲ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ ‪ ،‬واﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وﺳ ﺎﺋﺮ اﻷﺋﻤ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋ ﻨﮭﻢ ‪ ،‬وﻟ ﺬﻟﻚ " ﻓﻠﯿﺘﺮﯾ ﺚ اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾُﺴ ﺎرﻋﻮن‬
‫ﺑﺈﻃﻼق ﻛﻠﻤﺔ ﺣﺮام ﺑﺪون أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮭﻢ دﻟﯿﻞ وﻻ ﺷﺒﮫ دﻟﯿﻞ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪ :‬ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺤﻼل ‪ ،‬وﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺤﺮام ﻗﺮﯾﻦ اﻟﺸﺮك ‪:‬‬

‫وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬

‫" اﺗﺨﺬوا أﺣﺒﺎرھﻢ ورھﺒﺎﻧﮭﻢ أرﺑﺎﺑﺎً ﻣﻦ دون اﷲ ‪ ،‬واﻟﻤﺴﯿﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﯾﻢ وﻣﺎ أُﻣﺮوا إﻻ ﻟﯿﻌﺒ ﺪوا إﻟﮭ ﺎً واﺣ ﺪاً ‪ ،‬ﻻ إﻟ ﮫ إﻻ ھ ﻮ ‪ ،‬ﺳُ ﺒﺤﺎﻧﮫ‬
‫ﻋﻤﺎ ﯾُﺸﺮﻛﻮن " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.( ٣١ -‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ أﯾﻀﺎً ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻘُﺪﺳﻲ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺮوﯾﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ رﺑﮫ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ " إﻧﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻋﺒﺎدي ﺣُﻨﻔﺎء‬
‫‪ ،‬وإﻧﮭﻢ أﺗﺘﮭﻢ اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﮭﻢ ﻋﻦ دﯾﻨﮭﻢ‪ ،‬وﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﺎ أﺣﻠﻠﺖ ﻟﮭﻢ‪ ،‬وأﻣﺮﺗﮭﻢ أن ﯾُﺸﺮﻛﻮا ﺑﻲ ﻣﺎ ﻟ ﻢ أﻧ ﺰل ﺑ ﮫ ﺳُ ﻠﻄﺎﻧﺎً "‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ :‬أن اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﯾﺘﺒﻊ اﻟﺨﺒﺚ واﻟﻀﺮر ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗُﻞ إﻧﻤﺎ ﺣﺮم رﺑﻲ اﻟﻔﻮاﺣﺶ ﻣﺎ ﻇﮭﺮ ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﻄﻦ ‪ ،‬واﻹﺛﻢ واﻟﺒﻐﻲ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وأن ﺗُﺸﺮﻛﻮا ﺑﺎﷲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺰل ﺑﮫ‬
‫ﺳُﻠﻄﺎﻧﺎً ‪ ،‬وأن ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮن " ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻣﺎذا أﺣﻞ ﻟﮭﻢ ﻗﻞ ‪ :‬أُﺣﻞ ﻟﻜﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت " اﻟﻤﺎﺋﺪة‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬وﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻼزم أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺴُﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺗﻔﺼﯿﻠﻲ ﺑﺎﻟﺨﺒﺚ أو اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﺣﺮم اﷲ ﻣﻦ أﺟﻠﮫ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻷﺷﯿﺎء ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬
‫ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺎ ﯾُﻈﮭ ﺮه ﻟﻐﯿ ﺮه‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻻ ﯾﻨﻜﺸ ﻒ ﺧﺒ ﺚ اﻟﺸ ﻲء ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ‪ ،‬وﯾﺘﺠﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ ﻻﺣ ﻖ‪ ،‬وﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ أن ﯾﻘ ﻮل داﺋﻤ ﺎً‬
‫"ﺳﻤﻌﻨﺎ وأﻃﻌﻨﺎ " ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺜﻼً ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﺗﻘﻮا اﻟﻤﻼﻋﻦ اﻟﺜﻼث ) أي اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﮭﺎ اﻟﻠﻌﻨ ﺔ ﻣ ﻦ اﷲ واﻟﻨ ﺎس ( اﻟﺒ ﺮاز‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻮارد ‪ ،‬وﻗﺎرﻋﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬واﻟﻈﻞ" رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﻟﺸﻮاھﺪه ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻠﻢ‬
‫ﯾﻌﺮف أﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮون اﻷوﻟﻰ إﻻ أﻧﮭﺎ أﻣﻮر ﻣﺴﺘﻘﺬرة ﯾﻌﺎﻓﮭﺎ اﻟﺬوق اﻟﺴﻠﯿﻢ ‪ ،‬واﻷدب اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم اﻟﻜﺸﻒ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎ أن ھﺬه‬
‫اﻟﻤﻼﻋﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻷﺷﯿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ اﻟﻤﺼﺪر اﻷول ﻻﻧﺘﺸﺎر اﻷﻣﺮاض اﻟﻄﻔﯿﻠﯿﺔ ﻛﺎﻻﻧﻜﻠﺴﺘﻮﻣﺎ واﻟﺒﻠﮭﺎرﺳﯿﺎ‬
‫وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﯿﻠﯿﺎت‪" .‬واﷲ ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻤُﻔﺴﺪ ﻣﻦ اﻟﻤُﺼﻠﺢ ‪ ،‬وﻟﻮ ﺷﺎء اﷲ ﻷﻋﻨﺘﻜﻢ ‪ ،‬إن اﷲ ﻋﺰﯾﺰُ ﺣﻜﯿﻢ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪٢٢٠‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﺎدﺳﺔ ‪ :‬إن ﻓﻲ اﻟﺤﻼل ﻣﺎ ﯾُﻐﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﺮام ‪:‬‬

‫ﻓﻨﺠﺪ أن اﻹﺳﻼم ‪-:‬‬

‫ﺣﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس اﻻﺳﺘﻘﺴﺎم ﺑﺎﻷزﻻم وﻋﻮﺿﮭﻢ ﻋﻨﮫ دﻋﺎء اﻻﺳﺘﺨﺎرة ‪.‬‬
‫ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺮﺑﺎ وﻋﻮﺿﮭﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺮاﺑﺤﺔ ‪.‬‬
‫ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺰﻧﺎ واﻟﻠﻮاط ‪ ،‬وﻋﻮﺿﮭﻢ ﺑﺎﻟﺰواج اﻟﺤﻼل ‪.‬‬
‫ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺷﺮب اﻟﻤﺴﻜﺮات ‪ ،‬وﻋﻮﺿﮭﻢ ﺑﺎﻷﺷﺮﺑﺔ اﻟﻠﺬﯾﺬة اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﺮوح واﻟﺒﺪن ‪.‬‬
‫ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ ‪ ،‬وأﻋﺎﺿﮭﻢ ﻋﻨﮫ أﻧﻮاع اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻔﺎﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﺼﻮف واﻟﻜﺘﺎن واﻟﻘﻄﻦ‪.‬‬
‫وھﻜﺬا إذا ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ أﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼم وﺟﺪﻧﺎ أن اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻀﯿﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﺤﻜﻤﺔٍ ﯾﻌﻠﻤﮭﺎ اﷲ ‪ ،‬إﻻ وﺳﻊ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﮫ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺮﯾﺪ ﺑﻌﺒﺎده ﻋﻨﺘﺎً وﻻ ﻋﺴﺮاً وﻻ إرھﺎﻗﺎً ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾُﺮﯾﺪ اﷲ ﻟﯿﺒﯿﻦ ﻟﻜﻢ ‪ ،‬وﯾﮭﺪﯾﻜﻢ ﺳُﻨﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ‪ ،‬وﯾﺘﻮب ﻋﻠﯿﻜﻢ‪ ،‬واﷲ ﻋﻠﯿﻢ ﺣﻜﯿﻢ* واﷲ ﯾُﺮﯾﺪ أن ﯾﺘﻮب ﻋﻠﯿﻜﻢ‬
‫‪ ،‬وﯾُﺮﯾﺪ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﺒﻌﻮن اﻟﺸﮭﻮات أن ﺗﻤﯿﻠﻮا ﻣﯿﻼً ﻋﻈﯿﻤﺎً * ﯾُﺮﯾﺪ اﷲ أن ﯾﺨﻔﻒ ﻋ ﻨﻜﻢ ‪ ،‬وﺧُﻠ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎن ﺿ ﻌﯿﻔﺎً " ‪ .‬ﺳ ﻮرة اﻟﻨﺴ ﺎء )‬
‫‪. ( ٢٨ ، ٢٦‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ :‬ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺤﺮام ﻓﮭﻮ ﺣﺮام ‪:‬‬

‫ﻓﻤﺜﻼً إذا ﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﺣﺮم اﻟﺰﻧﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻗﺪ ﺣﺮّم ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﮫ ودواﻋﯿﮫ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺗﺒﺮج ﺟﺎھﻠﻲ ‪ ،‬وﺧﻠﻮة آﺛﻤﺔ ‪ ،‬وﺻﻮرة ﻋﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وأدب‬
‫ﻣﻜﺸﻮف ‪ ،‬وﻏﻨﺎء ﻓﺎﺣﺶ ‪ ،‬واﺧﺘﻼط ﻋﺎﺑﺚ ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ‪ :‬اﻟﺘﺤﺎﯾﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮام ﺣﺮام ‪:‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﺣﯿﺚ أن اﷲ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺼﯿﺪ ﻓﻲ ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ‪ ،‬ﻓﺎﺣﺘﺎﻟﻮا ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺤﺮم‪ ،‬ﺑﺄن ﺣﻔﺮوا اﻟﺨﻨﺎدق ﯾ ﻮم اﻟﺠُﻤﻌ ﺔ ‪،‬‬
‫ﻟﺘﻘﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﯿﺘﺎن ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ‪ ،‬ﻓﯿﺄﺧﺬوھﺎ ﯾﻮم اﻷﺣﺪ ‪ ،‬وھﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺤﺘﺎﻟﯿﻦ ﺟﺎﺋﺰ ‪ ،‬وﻋﻨﺪ ﻓﻘﮭﺎء اﻹﺳﻼم ﺣﺮام‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺤﯿﻞ اﻵﺛﻤﺔ ﺗﺴﻤﯿﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﺤﺮام ﺑﻐﯿﺮ اﺳﻤﮫ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻏﺮاﺋﺐ ﻋﺼﺮﻧﺎ أن ﯾُﺴ ﻤﻰ اﻟ ﺮﻗﺺ اﻟﺨﻠﯿ ﻊ ﻓﻨ ﺎً ‪ ،‬واﻟﺨﻤ ﻮر ﻣﺸ ﺮوﺑﺎت‬
‫روﺣﯿﺔ‪ ،‬واﻟﺮﺑﺎ ﻓﺎﺋﺪة ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ " :‬ﻟﯿﺴﺘﺤﻠﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ أُﻣﺘﻲ اﻟﺨﻤﺮ ﯾﺴﻤﻮﻧﮭﺎ ﺑﻐﯿﺮ اﺳﻤﮭﺎ " رواه أﺣﻤﺪ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ‪ :‬اﻟﻨﯿﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ ﻻ ﺗُﺒﺮر اﻟﺤﺮام وﻻ ﺗُﺼﻠﺢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺎﺳﺪ‪:‬‬

‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤﺮام ھﻮ ﺣﺮام ‪ ،‬ﻣﮭﻤﺎ ﺣﺴﻨﺖ ﻧﯿﺔ ﻓﺎﻋﻠﮫ‪ ،‬وﻣﮭﺎ ﺷﺮف ﻗﺼﺪه‪ ،‬وﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن ھﺪﻓﮫ ﻧﺒﯿﻼً ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﺮﺿﻰ أن ﯾُﺘﺨﺬَ اﻟﺤﺮام‬
‫وﺳﯿﻠﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺤﻤﻮدة ﻷﻧﮫ ﯾﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺷﺮف اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬وﻃُﮭﺮ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻘﺮ ﺷﺮﯾﻌﺘﮫ ﺑﺤﺎل ﻣﺒﺪأ]اﻟﻐﺎﯾﺔ ﺗُﺒﺮر اﻟﻮﺳ ﯿﻠﺔ[ ‪ ،‬أو‬
‫ﻣﺒﺪأ ] اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺨﻮض ﻓﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ [ ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺲ ھﻨﺎك ﻃﺮﯾﻖ ﻟﻠﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﻖ إﻻ ﻋ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ اﻟﺤ ﻖ وﺣ ﺪه‪،‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﺎﻻً ﻣﻦ رﺑﺎ أو ﺳُﺤﺖ أو ﻗﻤﺎر أو ﻟﮭﻮٍ ﻣﺤﺮم ‪ ،‬ﻟﯿﺒﻨﻲ ﺑﮫ ﻣﺴﺠﺪاً أو ﯾُﻘﯿﻢ ﺑﮫ ﻣﺸﺮوﻋﺎً ﺧﯿﺮﯾﺎً ﻟﻢ ﯾﺸﻔﻊ ﻟﮫ ﻧﺒﻞ ﻗﺼﺪه ﻓﯿﺮﻓ ﻊ‬
‫ﻋﻨﮫ وزر اﻟﺤﺮام ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن اﷲ ﻃﯿﺐٌ ﻻ ﯾﻘﺒﻞ إﻻ ﻃﯿﺒﺎً وأن اﷲ أﻣﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﻤﺎ أﻣ ﺮ ﺑ ﮫ اﻟﻤﺮﺳ ﻠﯿﻦ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺮﺳﻞ ﻛﻠﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺒﺎت ‪ ،‬واﻋﻤﻠﻮا ﺻﺎﻟﺤﺎً إﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠ ﻮن ﻋﻠ ﯿﻢ " ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻮن ) ‪ . ( ٥١‬وﻗ ﺎل " ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ‬
‫اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻛﻠﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ رزﻗﻨﺎﻛﻢ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪ . ١٧٢‬ﺛﻢ ذﻛ ﺮ اﻟﺮﺟ ﻞ ﯾُﻄﯿ ﻞ اﻟﺴ ﻔﺮ أﺷ ﻌﺚ أﻏﺒ ﺮ ) ﺳ ﺎﻋﯿﺎً ﻟﻠﺤ ﺞ واﻟﻌﻤ ﺮة‬
‫وﻧﺤﻮھﻤﺎ( ﯾﻤﺪ ﯾﺪﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ) ﯾﺎ رب ﯾﺎ رب ( وﻣﻄﻌﻤﮫ ﺣﺮام ‪ ،‬وﻣﺸﺮﺑﮫ ﺣﺮام ‪ ،‬وﻣﻠﺒﺴﮫ ﺣﺮام‪ ،‬وﻏُﺬي ﺑﺎﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻓﺄﻧﻰ ﯾُﺴﺘﺠﺎب‬
‫ﻟﺬﻟﻚ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﺷﺮة ‪ :‬اﺗﻘﺎء اﻟﺸﺒﮭﺎت ﺧﺸﯿﺔ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮام ‪:‬‬

‫‪٧‬‬
‫وأﺻﻞ ھﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﺤﻼل ﺑﯿّﻦ ‪ ،‬واﻟﺤﺮام ﺑﯿّﻦ ‪ ،‬وﺑﯿﻨﮭﻤﺎ أﻣﻮر ﻣﺸﺘﺒﮭﺎت‪ ،‬ﻻ ﯾﻌﻠﻤﮭﺎ ﻛﺜﯿﺮُ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﺗﻘﻰ اﻟﺸﺒﮭﺎت‪ ،‬ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺒﺮأ ﻟﻌﺮﺿﮫ ودﯾﻨﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺸُﺒﮭﺎت وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻛﺮاعٍ ﯾﺮﻋﻰ ﺣ ﻮل اﻟﺤﻤ ﻰ ) وھ ﻮ‬
‫ﻣﻜﺎن ﻣﺤﺪود ﯾﺤﺠﺰه اﻟﺴُﻠﻄﺎن ﻟﺘﺮﻋﻰ ﻓﯿﮫ أﻧﻌﺎﻣﮫ‬
‫وﺣﺪه ( ﯾﻮﺷﻚ أن ﯾﻮاﻗﻌﮫ ‪ ،‬أﻻ وإن ﻟﻜ ﻞ ﻣﻠ ﻚ ﺣﻤ ﻰ ‪ ،‬أﻻ وإن ﺣﻤ ﻰ ا ﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ أرﺿ ﮫ ﻣﺤﺎرﻣ ﮫ‪ ،‬أﻻ وإن ﻓ ﻲ اﻟﺠﺴ ﺪ ﻣُﻀ ﻐﺔ إذا‬
‫ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ اﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﮫ‪ ،‬وإذا ﻓﺴﺪت ﻓﺴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﮫ‪ ،‬أﻻ وھﻲ اﻟﻘﻠﺐ " رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺤﺎدﯾﺔ ﻋﺸﺮة ‪ :‬اﻟﺤﺮام ﺣﺮامُ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ ‪:‬‬

‫ﻓﻠﯿﺲ ھﻨﺎك ﺷﻲء ﺣﺮام ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺠﻤﻲ ﺣﻼلُ ﻟﻠﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ھﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﺤﻈﻮر ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻮد ﻣﺒﺎح ﻟﻸﺑﯿﺾ ﻓ ﺎﻟﺮب رب اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ‪،‬‬
‫واﻟﺸﺮع ﺳﯿﺪ اﻟﺠﻤﯿﻊ‪ ،‬وﻧﺤﻦ أﺳﺮى ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل " ﻟﻮ ﺳﺮﻗﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣُﺤﻤﺪ‬
‫ﻟﻘﻄﻌﺖ ﯾﺪھﺎ " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻋﺸﺮة ‪ :‬اﻟﻀﺮورات ﺗﺒﯿﺢ اﻟﻤﺤﻈﻮرات ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إﻧﻤﺎ ﺣَﺮﱠمَ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﻤﯿﺘﺔ واﻟﺪم وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ وﻣﺎ أُھﻞ ﺑﮫ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﺿﻄﺮ ﻏﯿﺮ ﺑﺎغٍ وﻻ ﻋﺎدٍ ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ إن اﷲ‬
‫ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ " ‪.‬اﻟﺒﻘﺮة ‪.١٧٣‬‬
‫ﻣﻦ ھﺬه اﻵﯾﺎت ‪ ،‬وأﻣﺜﺎﻟﮭﺎ ﻗﺮر ﻓﻘﮭﺎء اﻹﺳﻼم ﻣﺒﺪأ " اﻟﻀﺮورات ﺗﺒﯿﺢ اﻟﻤﺤﻈﻮرات "‬
‫وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻵﯾﺎت ﻗﺪ ﻗﯿﺪت اﻟﻤﻀﻄﺮ أن ﯾﻜﻮن ) ﻏﯿﺮ ﺑﺎغٍ ‪ :‬ﻟﻠﺬة ﻃﺎﻟﺐ ﻟﮭﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻋﺎدٍ ‪ :‬أي ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻌﺪي ﺣﺪ اﻟﻀﺮورة ﻣﺘﺠﺎوز‬
‫ﻓﻲ اﻟﺸﺒﻊ( ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﯿﺪ أﺧﺬ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﺒﺪأ آﺧﺮ وھﻮ ) اﻟﻀﺮورة ﺗﻘﺪر ﺑﻘﺪرھﺎ ( وﻟﺬﻟﻚ إذا ﺧﻀﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺪاﻋﻲ اﻟﻀﺮورة ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ أﻻ ﯾﺴﺘﺴﻠﻢ‬
‫ﻟﮭﺎ‪ ،‬وﯾُﻠﻘﻲ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺰﻣﺎم ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻈﻞ ﻣﺸﺪوداً إﻟﻰ أﺻﻞ اﻟﺤﻼل ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺴﺘﻤﺮيء اﻟﺤﺮام أو ﯾﺴﺘﺴﮭﻠﮫ‬
‫ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻀﺮورة‪.‬‬

‫‪٨‬‬
 ‫ﺗﻌﺮﯾﻔﺎت‬

‫اﻟﺤﻼل ‪ :‬ھﻮ اﻟﻤُﺒﺎح اﻟﺬي اﻧﺤﻠﺖ ﻋﻨﺪه ﻋﻘﺪة اﻟﺤﻈْﺮ‪ ،‬وأذن اﻟﺸﺎرع ﻓﻲ ﻓﻌﻠﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺮام ‪ :‬ھﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﮭﻰ اﻟﺸﺎرع ﻋﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﻧﮭﯿﺎً ﺟﺎزﻣﺎً ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺘﻌﺮض ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﻨﮭﻲ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﷲ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﺘﻌﺮض‬
‫ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ أﯾﻀﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻜﺮوه‪ :‬إذا ﻧﮭﻰ اﻟﺸﺎرع ﻋﻦ ﺷﻲء وﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾُﺸﺪد ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻨﮫ ﻓﮭﺬا اﻟﺸﻲء ﯾُﺴﻤﻰ " اﻟﻤﻜﺮوه "وھﻮ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮام ﻓﻲ رﺗﺒﺘﮫ‬
‫‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺒﮫ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻛﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺤﺮام ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﯿﮫ‪ ،‬واﻻﺳﺘﮭﺘﺎر ﺑﮫ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺠﺮيء ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮام‪.‬‬

‫اﻟﻮاﺟﺐ ‪ :‬ھﻮ اﻟﻤﺄﻣﻮر ﺑﮫ ﺷﺮﻋﺎً اﻟﺬي ﯾُﺜﺎب اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﮫ‪ ،‬وﯾُﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ) اﻟﻤﻨﺪوب( وھﻮ اﻟﻤﺄﻣﻮر ﺑﮫ ﺷﺮﻋﺎً ‪ ،‬اﻟﺬي ﯾُﺜﺎب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾُﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﮫ ‪.‬‬

‫‪٩‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻄﮭﺎرة‬
‫اﻟﻤﯿﺎه وأﻗﺴﺎﻣﮭﺎ‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺎه‪ :‬اﻟﻤﺎء اﻟﻤُﻄﻠﻖ‬

‫وﺣُﻜﻤﮫ أﻧﮫ ﻃﮭﻮر‪ :‬أي أ ﻧﮫ ﻃﺎھﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﻣُﻄﮭﺮ ﻟﻐﯿﺮه وﯾﻨﺪرج ﺗﺤﺘﮫ ﻣﻦ اﻷﻧﻮاع ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻣﺎء اﻟﻤﻄﺮ واﻟﺜﻠﺞ واﻟﺒﺮد‪-:‬‬

‫ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬وﯾُﻨﺰّل ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎءً ﻟﯿُﻄﮭّﺮﻛﻢ ﺑﮫ" اﻷﻧﻔﺎل ‪ ١١‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎءً‬
‫ﻃﮭﻮراً" اﻟﻔﺮﻗﺎن )‪ (٢٨‬وﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺳﻜﺖ‬
‫ھﻨﯿﮭﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺮاءة‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ وأﻣﻲ ‪ -‬أرأﯾﺖ ﺳﻜﻮﺗﻚ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ واﻟﻘﺮاءة ﻣﺎ ﺗﻘﻮل؟ ﻗﺎل‪) :‬أﻗﻮل اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎﻋﺪ‬
‫ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪت ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻧﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻘﻰ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﺴﻠﻨﻲ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ واﻟﻤﺎء واﻟﺒﺮد( رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬

‫‪ .٢‬ﻣﺎء اﻟﺒﺤﺮ ‪-:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺄل رﺟﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ‪ ،‬إﻧﺎ ﻧﺮﻛﺐ اﻟﺒﺤﺮ‪،‬‬
‫وﻧﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﺎ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﻓﺈن ﺗﻮﺿﺄﻧﺎ ﺑﮫ ﻋﻄﺸﻨﺎ‪ ،‬أﻓﻨﺘﻮﺿﺄ ﺑﻤﺎء اﻟﺒﺤﺮ ؟ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ھﻮ اﻟﻄﮭﻮر‬
‫ﻣﺎؤه‪ ،‬اﻟﺤﻞ ﻣﯿﺘﺘﮫ‪ ،‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ :‬ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(٩‬‬

‫‪ .٣‬ﻣﺎء زﻣﺰم‪-:‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ دﻋﺎ ﺑﺴﺠﻞ ﻣﻦ ﻣﺎء زﻣﺰم ﻓﺸﺮب ﻣﻨﮫ وﺗﻮﺿﺄ"‬
‫ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪ (١٣‬اﻟﺴﺠﻞ‪ :‬اﻟﺪﻟﻮ اﻟﻤﻤﻠﻮء‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﻐﯿﺮ ﺑﻄﻮل اﻟﻤﻜﺚ‪ :‬أو ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺮه أو ﺑﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻨﻔﻚ ﻋﻨﮫ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻛﺎﻟﻄﺤﻠﺐ وورق اﻟﺸﺠﺮ‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﻢ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻄﻠﻖ‬
‫ﯾﺘﻨﺎوﻟﮫ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ‪:‬‬

‫وھﻮ اﻟﻤﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺘﻮﺿﻲ واﻟﻤﻐﺘﺴﻞ‪ ،‬وﺣﻜﻤﮫ أﻧﮫ ﻃﮭﻮر ﻛﺎﻟﻤﺎء اﻟﻤﻄﻠﻖ )أي أﻧﮫ ﻃﺎھﺮ وﻣُﻄﮭﺮ( ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ‬
‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺎل‪ :‬ﺟﺎء رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻌﻮدﻧﻲ وأﻧﺎ ﻣﺮﯾﺾ ﻻ أﻋﻘﻞ )ﻛﺎن ﻗﺪ أُﻏﻤﻰ ﻋﻠﯿﮫ( ﻓﺘﻮﺿﺄ وﺻﺐ وﺿﻮءه‬
‫ﻋﻠﻲّ" "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ" ‪.‬‬
‫ھﺬا وﻗﺪ ورد ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻣﺎ ﺗﻨﺨﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﺨﺎﻣﺔ إﻻ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻛﻒ رﺟﻞ‪ ،‬ﻓﺪﻟﻚ ﺑﮭﺎ وﺟﮭﮫ‬
‫وﺟﻠﺪه‪ ،‬وإذا ﺗﻮﺿﺄ ﻛﺎدوا ﯾﻘﺘﺘﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ وﺿﻮﺋﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﯾﺘﺒﺮﻛﻮن ﺑﮫ‪.‬‬
‫وﺑﮭﺬﯾﻦ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ اﺳﺘﺪل اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرة اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﻮﺿﻮء‪ .‬وأﯾﻀﺎً ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻟﺠﻤﮭﻮر‪:‬‬
‫ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺟﺤﯿﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري ﻗﺎل‪ " :‬ﺧﺮج ﻋﻠﯿﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﮭﺎﺟﺮة ﻓﺄُﺗﻰ ﺑﻮﺿﻮء ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس‬
‫ﯾﺄﺧﺬون ﻣﻦ ﻓﻀﻞ وﺿﻮﺋﮫ ﻓﯿﻤﺴﺤﻮن ﺑﮫ"‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻘﯿﮫ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻃﺮق اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ وھﻮ ﺟُﻨﺐ‪ ،‬ﻓﺎﻧﺨﻨﺲ‬
‫ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺬھﺐ ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ﺛﻢ ﺟﺎء ﻓﻘﺎل‪ " :‬أﯾﻦ ﻛﻨﺖ ﯾﺎ أﺑﺎ ھﺮﯾﺮة ؟ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻛﻨﺖ ﺟﻨﺒﺎً ﻓﻜﺮھﺖ أن أﺟﺎﻟﺴﻚ وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻃﮭﺎرة ﻓﻘﺎل‪:‬‬
‫"ﺳﺒﺤﺎن اﷲ إنّ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﯾﻨﺠﺲ" ﺻﺤﯿﺢ رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﯾﻨﺠﺲ‪ ،‬ﻓﻼ وﺟﮫ ﻟﺠﻌﻞ اﻟﻤﺎء ﻓﺎﻗﺪاً ﻟﻠﻄﮭﻮرﯾﺔ ﻟﻤﺠﺮد ﻣﻤﺎﺳﺘﮫ ﻟﮫ‪ ..‬ﻓﮭﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﺘﻘﺎء ﻃﺎھﺮ ﺑﻄﺎھﺮ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﺧﺎﻟﻄﮫ ﻃﺎھﺮ ﻛﺎﻟﺼﺎﺑﻮن واﻟﺰﻋﻔﺮان واﻟﺪﻗﯿﻖ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﯿﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﻚﱡ ﻋﻨﮭﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎً‪:‬‬

‫وﺣُﻜﻤﮫ أﻧﮫ ﻃﮭﻮر ﻣﺎ دام ﺣﺎﻓﻈﺎً ﻹﻃﻼﻗﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﺮج ﻋﻦ إﻃﻼﻗﮫ ﺑﺤﯿﺚ ﺻﺎر ﻻ ﯾﺘﻨﺎوﻟﮫ اﺳﻢ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ﻛ ﺎن ﻃ ﺎھﺮاً ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻣُﻄﮭﺮ ﻟﻐﯿﺮه ﻓﻌﻦ أم ﻋﻄﯿﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬دﺧﻞ ﻋﻠﯿﻨﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﺣ ﯿﻦ ﺗﻮﻓﯿ ﺖ اﺑﻨﺘ ﮫ "زﯾﻨ ﺐ" ﻓﻘ ﺎل‪:‬‬
‫"اﻏﺴﻠﻨﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎً أو ﺧﻤﺴﺎً أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ -‬إن رأﯾﺘﻦ ‪ -‬ﺑﻤﺎء وﺳﺪر واﺟﻌﻠﻦ ﻓﻲ اﻷﺧﯿ ﺮة ﻛ ﺎﻓﻮراً أو ﺷ ﯿﺌﺎً ﻣ ﻦ ﻛ ﺎﻓﻮر‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﻓ ﺮﻏﺘﻦ‬
‫ﻓﺂذﻧﻨﻲ" ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﻨﺎ آذﻧﺎه‪ ،‬ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﺎ ﺣِﻘﻮه ﻓﻘﺎل‪" :‬أﺷﻌﺮﻧﮭﺎ إﯾﺎه" ﺗﻌﻨﻲ ‪ :‬إزاره‪ ،‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ .‬واﻟﻤﯿﺖ ﻻ ﯾﻐﺴ ﻞ إﻻ ﺑﻤ ﺎ ﯾﺼ ﺢ ﺑ ﮫ‬
‫اﻟﺘﻄﮭﯿﺮ ﻟﻠﺤﻲ‪ ،‬وﻋﻨﺪ أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أم ھﺎﻧﻲء‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻏﺘﺴﻞ ھﻮ وﻣﯿﻤﻮﻧﺔ ﻣﻦ‬
‫إﻧﺎء واﺣﺪ‪ :‬ﻗﺼﻌﺔ ﻓﯿﮭﺎ أﺛﺮ اﻟﻌﺠﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ وُﺟِﺪَ اﻻﺧﺘﻼط‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻎ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺴﻠﺐ ﻋﻨﮫ إﻃﻼق اﺳﻢ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻻﻗﺘﮫ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪:‬‬

‫وﻟﮫ ﺣﺎﻟﺘﺎن‪:‬‬

‫‪١٠‬‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ :‬أن ﺗﻐﯿﺮ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻃﻌﻤﮫ أو ﻟﻮﻧ ﮫ أو رﯾﺤ ﮫ وھ ﻮ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻻ ﯾﺠ ﻮز اﻟﺘﻄﮭ ﺮ ﺑ ﮫ إﺟﻤﺎﻋ ﺎً‪ ،‬ﻧﻘ ﻞ ذﻟ ﻚ اﺑ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺬر واﺑ ﻦ‬
‫اﻟﻤﻠﻘﻦ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬أن ﯾﺒﻘﻰ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ إﻃﻼﻗﮫ‪ :‬ﺑﺄن ﻻ ﯾﺘﻐﯿﺮ أﺣﺪ أوﺻﺎﻓﮫ اﻟﺜﻼﺛﺔ‪ .‬وﺣُﻜﻤﮫ أﻧﮫ ﻃ ﺎھﺮ ﻣُﻄﮭ ﺮ‪ ،‬ﻗ ﻞ أو ﻛﺜ ﺮ دﻟﯿ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺣ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ‬
‫ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﯿﻞ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻧﺘﻮﺿ ﺄ ﻣ ﻦ ﺑﺌ ﺮ ﺑُﻀ ﺎﻋﺔ ﻓﻘ ﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﻤ ﺎء ﻃﮭ ﻮر ﻻ‬
‫ﯾﻨﺠﺴﮫ ﺷﻲء" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‪ ،‬وﻗﺎل أﺣﻤﺪ ﺣﺪﯾﺚ ﺑﺌﺮ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺻﺤﯿﺢ وﺻﺤﺤﮫ ﯾﺤﯿﻰ‬
‫ﺑﻦ ﻣﻌﯿﻦ وأﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺰم وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(١٤‬‬

‫وإﻟ ﻰ ھ ﺬا ذھ ﺐ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس وأﺑ ﻮ ھﺮﯾ ﺮة واﻟﺤﺴ ﻦ اﻟﺒﺼ ﺮي واﺑ ﻦ اﻟﻤﺴ ﯿﺐ وﻋﻜﺮﻣ ﺔ واﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻟﯿﻠ ﻰ واﻟﺜ ﻮري وداود‬
‫اﻟﻈﺎھﺮي واﻟﻨﺨﻌﻲ وﻣﺎﻟﻚ وﻏﯿﺮھﻢ ]وﺑﺌﺮ ﺑﻀﺎﻋﺔ ھﻲ ﺑﺌﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻛﺎن ﯾُﻠﻘﻰ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﯿﺾ وﻟﺤﻮم اﻟﻜﻼب واﻟﻨﺘﻦ[‪.‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬اﻟﺴﺆر‬

‫اﻟﺴﺆر‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺮب وھﻮ أﻧﻮاع‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺳﺆر اﻵدﻣﻲ‪:‬‬
‫وھﻮ ﻃﺎھﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﻜﺎﻓﺮ واﻟﺠﻨﺐ واﻟﺤﺎﺋﺾ‪ .‬وأﻣﺎ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬إﻧﻤﺎ اﻟﻤﺸ ﺮﻛﻮن ﻧﺠ ﺲ" ﻓ ﺎﻟﻤﺮاد ﺑ ﮫ ﻧﺠﺎﺳ ﺘﮭﻢ‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻋﺘﻘﺎدھﻢ اﻟﺒﺎﻃﻞ‪ ،‬وﻋﺪم ﺗﺤﺮزھﻢ ﻣﻦ اﻷﻗﺬار واﻟﻨﺠﺎﺳﺎت‪ ،‬ﻻ أن أﻋﯿﺎﻧﮭﻢ وأﺑﺪاﻧﮭﻢ ﻧﺠﺴ ﺔ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻛ ﺎﻧﻮا ﯾﺨ ﺎﻟﻄﻮن‬
‫اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﺗ ﺮد رﺳ ﻠﮭﻢ ووﻓ ﻮدھﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﯾ ﺪﺧﻠﻮن ﻣﺴ ﺠﺪه‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾ ﺄﻣﺮ ﺑﻐﺴ ﻞ ﺷ ﻲء ﻣﻤ ﺎ أﺻ ﺎﺑﺘﮫ‬
‫أﺑﺪاﻧﮭﻢ‪ ،‬وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪" :‬ﻛﻨﺖ أﺷﺮب وأﻧﺎ ﺣ ﺎﺋﺾ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎوﻟ ﮫ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﯿﻀ ﻊ ﻓ ﺎه ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﻮﺿﻊ ِﻓﻲّ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺳﺆر ﻣﺎ ﯾﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﮫ ‪:‬‬
‫وھﻮ ﻃﺎھﺮ‪ ،‬ﻷن ﻟﻌﺎﺑﮫ ﻣﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﻃﺎھﺮ ﻓﺄﺧﺬ ﺣُﻜﻤﮫ‪ ،‬ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻤﻨ ﺬر‪ :‬أﺟﻤ ﻊ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻰ أن ﺳ ﺆر ﻣ ﺎ أٌﻛ ﻞ‬
‫ﻟﺤﻤﮫ ﯾﺠﻮز ﺷﺮﺑﮫ واﻟﻮﺿﻮء ﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺳﺆر اﻟﺒﻐﻞ واﻟﺤﻤﺎر واﻟﺴﺒﺎع وﺟﻮارج اﻟﻄﯿﺮ‪:‬‬
‫ذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟ ﻰ أﻧ ﮫ ﻃ ﺎھﺮ ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮرﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﺳ ﺌﻞ‪ :‬أﻧﺘﻮﺿ ﺄ ﺑﻤ ﺎ‬
‫أﻓﻀﻠﺖ اﻟﺤﻤﺮ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أﻓﻀﻠﺖ اﻟﺴﺒﺎع ﻛﻠﮭﺎ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﻟﮫ أﺳﺎﻧﯿﺪ إذا ﺿﻢ ﺑﻌﻀ ﮭﺎ إﻟ ﻰ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﯾﺔ‪.‬‬

‫وذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟ ﻰ ﻧﺠﺎﺳ ﺔ ﺳ ﺆر اﻟﺴ ﺒﺎع ﻷن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻤ ﺎ ﺳُ ﺌﻞ ﻋ ﻦ اﻟﻤ ﺎء وﻣ ﺎ ﯾﻨﻮﺑ ﮫ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺪواب واﻟﺴﺒﺎع ؟ ﻓﻘﺎل‪ :‬إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺎء ﻗﻠﺘﯿﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﻤﻞ اﻟﺨﺒﺚ" وﻓﻲ رواﯾﺔ " ﻻ ﯾﻨﺠﺲ" وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ وﻗﺎل‬
‫اﺑﻦ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻮھﺮ اﻟﻨﻘﻲ )‪" (٢٥٠/١‬ﻇﺎھﺮ ھﺬا ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﺳﺆر اﻟﺴﺒﺎع إذ ﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﺎﺋﺪة وﻟﻜﺎن‬
‫اﻟﺘﻘﯿﺪ ﺑﮫ ﺿﺎﺋﻌﺎً" ‪،‬وذﻛﺮ اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻮع ﻧﺤﻮه]‪[ ١٧٣/١‬واﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮاب‪.‬‬

‫‪ .٤‬ﺳﺆر اﻟﻘﻄﺔ‬
‫وھﻮ ﻃﺎھﺮ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻛﺒﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻛﻌﺐ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة‪ :‬أن‬
‫أﺑﺎ ﻗﺘﺎدة دﺧﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﺴﻜﺒﺖ ﻟﮫ‪ ،‬ﻓﺠﺎءت ھﺮة ﺗﺸﺮب ﻣﻨﮫ ﻓﺄﺻﻐﻰ )أي أﻣﺎل( ﻟﮭﺎ اﻹﻧﺎء ﺣﺘﻰ ﺷﺮﺑﺖ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻗﺎﻟ ﺖ ﻛﺒﺸ ﺔ‪ :‬ﻓﺮآﻧ ﻲ اﻧﻈ ﺮ‬
‫ﻓﻘ ﺎل‪ :‬أﺗﻌﺠﺒ ﯿﻦ ﯾ ﺎ اﺑﻨ ﺔ أﺧ ﻲ ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ‪ .‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬إن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬إﻧﮭ ﺎ ﻟﯿﺴ ﺖ ﺑ ﻨﺠﺲ‪ ،‬إﻧﮭ ﺎ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻄﻮاﻓﯿﻦ ﻋﻠﯿﻜﻢ واﻟﻄﻮاﻓﺎت" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻ ﺤﯿﺢ وﻓﯿ ﮫ ﺗﺸ ﺒﯿﮫ ﻟﻠﮭ ﺮة ﺑﺨ ﺪم اﻟﺒﯿ ﺖ اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﻄﻮﻓ ﻮن‬
‫ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ .٥‬ﺳﺆر اﻟﻜﻠﺐ واﻟﺨﻨﺰﯾﺮ‬

‫وھﻮ ﻧﺠﺲ ﯾﺠﺐ اﺟﺘﻨﺎﺑﮫ‪ .‬أﻣﺎ ﺳﺆر اﻟﻜﻠﺐ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬إذا ﺷﺮب اﻟﻜﻠﺐ ﻓﻲ إﻧﺎء أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﻐﺴﻠﮫ ﺳﺒﻌﺎً" وﻷﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪ " :‬ﻃﮭﻮر إﻧﺎء أﺣﺪﻛﻢ إذا وﻟﻎ ﻓﯿﮫ اﻟﻜﻠﺐ أن‬
‫ﯾﻐﺴﻠﮫ ﺳﺒﻊ ﻣﺮات‪ ،‬أوﻻھﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاب"‪ ،‬وأﻣﺎ ﺳﺆر اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ ﻓﻠﺨﺒﺜﮫ وﻗﺬارﺗﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‬

‫اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪ :‬ھﻲ اﻟﻘﺬارة اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﻨﺰه ﻋﻨﮭﺎ وﯾﻐﺴﻞ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﮫ ﻣﻨﮭﺎ‪ .‬وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺣﺴﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻮل‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺣﻜﻤﯿﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺠﻨﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫أﻧﻮاع اﻟﻨﺠﺎﺳﺎت‪:‬‬

‫‪١١‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻤﯿﺘﺔ‪ :‬وھﻲ ﻣﺎ ﻣﺎت ﺣﺘﻒ أﻧﻔﮫ‪ :‬أي ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﺬﻛﯿﺔ )أي ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ذﺑﺢ ﺷﺮﻋﻲ( وﯾﻠﺤﻖ ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﻲ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ واﻗﺪ‬
‫اﻟﻠﯿﺜﻲ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ وھﻲ ﺣﯿﺔ ﻓﮭﻮ ﻣﯿﺘﺔ" رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ . (٥٥٢٨‬وﯾﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ‪:‬‬
‫أ‪ .‬ﻣﯿﺘﺔ اﻟﺴﻤﻚ واﻟﺠﺮاد‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻃﺎھﺮة‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﺣﻞ ﻟﻨﺎ‬
‫ﻣﯿﺘﺘﺎن ودﻣﺎن‪ :‬أﻣ ﺎ اﻟﻤﯿﺘﺘ ﺎن ﻓ ﺎﻟﺤﻮت واﻟﺠ ﺮاد‪ ،‬وأﻣ ﺎ اﻟ ﺪﻣﺎن ﻓﺎﻟﻜﺒ ﺪ واﻟﻄﺤ ﺎل" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪] .(٢٠٨‬اﻟﺤﻮت ‪ :‬اﻟﺴﻤﻚ[‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻣﯿﺘﺔ ﻣﺎ ﻻ دم ﻟﮫ ﺳﺎﺋﻞ ﻛﺎﻟﻨﻤﻞ واﻟﻨﺤﻞ وﻧﺤﻮھﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎﻃﺎھﺮة إذا وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺷﻲء وﻣﺎﺗﺖ ﻓﯿﮫ ﻻ ﺗﻨﺠﺴﮫ‪.‬‬
‫ﺟـ‪ .‬ﻋﻈﻢ اﻟﻤﯿﺘﺔ وﻗﺮﻧﮭﺎ وﻇﻔﺮھﺎ وﺷﻌﺮھﺎ ورﯾﺸﮭﺎ وﺟﻠﺪھﺎ )أي دﺑﻎ( وﻛﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻣ ﻦ ﺟ ﻨﺲ ذﻟ ﻚ ﻃ ﺎھﺮ‪ .‬ﻗ ﺎل اﻟﺰھ ﺮي‪ :‬ﻓ ﻲ ﻋﻈ ﺎم‬
‫اﻟﻤﻮﺗﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﻔﯿﻞ وﻏﯿﺮه‪ :‬أدرﻛﺖ أﻧﺎﺳﺎً ﻣﻦ ﺳﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﯾﻤﺘﺸﻄﻮن ﺑﮭﺎ وﯾﺪھﻨﻮن ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻻ ﯾﺮون ﺑﮫ ﺑﺄﺳﺎً رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻋﻦ اﺑﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪ :‬ﺗُﺼﺪق ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻻة ﻟﻤﯿﻤﻮﻧﺔ ﺑﺸﺎة ﻓﻤﺎﺗﺖ‪ ،‬ﻓﻤﺮ ﺑﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪" :‬ھ ﻼ‬
‫أﺧﺬﺗﻢ إھﺎﺑﮭﺎ ﻓﺪﺑﻐﺘﻤﻮه ﻓﺎﻧﺘﻔﻌﺘﻢ ﺑﮫ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧﮭﺎ ﻣﯿﺘﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪" :‬إﻧﻤﺎ ﺣُﺮّم أﻛﻠﮭﺎ" رواه أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴ ﻨﺪه وﻣﺴ ﻠﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٦٩١٨‬وﺟﻠﺪ اﻟﻤﯿﺘﺔ ﻧﺠﺲ وﻻ ﯾﻄﮭﺮ إﻻ إذا دُﺑﻎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "إذا دُﺑ ﻎ اﻹھ ﺎب ﻓﻘ ﺪ ﻃﮭ ﺮ"‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫‪ .٢‬اﻟﺪم ‪:‬‬
‫أوﻻً اﻟﺪم اﻟﻤﺴﻔﻮح‪ :‬ﻓﯿُﺤﺮم أﻛﻠﮫ وﻻ ﺑﺄس ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺮوق ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬أو دﻣﺎً ﻣﺴﻔﻮﺣﺎً " ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬اﻟﻤﺴﻔﻮح‬
‫اﻟﺬي ﯾﮭﺮاق‪ .‬وﻻ ﺑﺄس ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺮوق ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬أﺧﺮﺟﮫ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ ،‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﺠﻠﺰ ﻓﻲ اﻟﺪم‪ ،‬ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺬﺑﺢ اﻟﺸﺎة أو اﻟﺪم ﯾﻜﻮن‬
‫ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪر ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﺑﺄس‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﻧﮭﻲ ﻋﻦ اﻟ ﺪم اﻟﻤﺴ ﻔﻮح‪ ،‬أﺧﺮﺟ ﮫ ﻋﺒ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻤﯿ ﺪ وأﺑ ﻮ اﻟﺸ ﯿﺦ‪ ،‬وﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺄﻛﻞ اﻟﻠﺤﻢ واﻟﺪم ﺧﻄﻮط ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪر‪ .‬وإذا أﺻﺎب اﻟﺪم اﻟﻤﺴﻔﻮح اﻟﺒﺪن أو اﻟﺜﯿﺎب ﻓﻼ ﯾﻨﺠﺴﮭﺎ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد أﻧﮫ‬
‫ﻧﺤ ﺮ ﺟ ﺰوراً ﻓ ﺘﻠﻄﺦ ﺑ ﺪﻣﮭﺎ وﻓﺮﺛﮭ ﺎ ﺛ ﻢ أﻗﯿﻤ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺼ ﻠﻰ وﻟ ﻢ ﯾﺘﻮﺿ ﺄ " أﺧﺮﺟ ﮫ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮزاق ﻓ ﻲ اﻟﻤﺼ ﻨﻒ واﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﺷ ﯿﺒﺔ‬
‫واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻨ ﮫ‪ .‬وﻗ ﺎل اﻟﺤﺴ ﻦ‪ :‬ﻣ ﺎ زال اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﯾﺼ ﻠﻮن ﻓ ﻲ ﺟﺮاﺣ ﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬ذﻛ ﺮه اﻟﺒﺨ ﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘ ﺎً‬
‫ووﺻﻠﮫ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﻗﺪ ﺻﺢ أن ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺻﻠﻰ وﺟﺮﺣﮫ ﯾﺜﻌﺐ دﻣﺎً )أي ﯾﺠﺮي( واﻋﻠ ﻢ أن دم اﻟﺤ ﯿﺾ‬
‫ﻧﺠﺲ ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﻨﻮوي‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺳﻤﺎء ﺑﻨ ﺖ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﺟ ﺎءت اﻣ ﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ‪:‬‬
‫إﺣﺪاﻧﺎ ﯾﺼﯿﺐ ﺛﻮﺑﮭﺎ ﻣﻦ دم اﻟﺤﯿﺾ ﻣﺎذا ﺗﺼﻨﻊ؟ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺗﺤﺘﮫ ﺛﻢ ﺗﻘﺮﺿﮫ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺛﻢ ﺗﻨﻀ ﺤﮫ ﺛ ﻢ ﺗﺼ ﻠﻲ ﻓﯿ ﮫ "ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ"‪ .‬وأﻣ ﺎ دم‬
‫اﻟﺒﺮاﻏﯿ ﺚ وﻣ ﺎ ﯾﺘﺮﺷ ﺢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻣﺎﻣﻞ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾُﻌﻔ ﻰ ﻋﻨ ﮫ ﻓﻘ ﺪ ﺳ ﺌﻞ أﺑ ﻮ ﻣﺠﻠ ﺰ ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﯿﺢ ﯾﺼ ﯿﺐ‬
‫اﻟﺒﺪن واﻟﺜﻮب ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﯿﺲ ﺑﺸﻲء‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ذﻛﺮ اﷲ اﻟﺪم وﻟ ﻢ ﯾ ﺬﻛﺮ اﻟﻘ ﯿﺢ‪ .‬وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺗﯿﻤﯿ ﺔ‪ :‬وﯾﺠ ﺐ ﻏﺴ ﻞ اﻟﺜ ﻮب ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺪة واﻟﻘ ﯿﺢ‬
‫واﻟﺼﺪﯾﺪ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬وﻟﻢ ﯾﻘﻢ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺳﺘﮫ‪.‬‬

‫‪ .٣‬ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻗﻞ ﻻ أﺟﺪ ﻓﯿﻤﺎ أوﺣﻲ إﻟﻲ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﻢ ﯾﻄﻌﻤﮫ إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﻣﯿﺘﺔ أو دﻣ ﺎً ﻣﺴ ﻔﻮﺣﺎً أو ﻟﺤ ﻢ ﺧﻨﺰﯾ ﺮ ﻓﺈﻧ ﮫ رﺟ ﺲ"‬
‫اﻷﻧﻌﺎم )‪ (١٤٥‬أي ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﺧﺒﯿﺚ ﺗﻌﺎﻓﮫ اﻟﻄﺒﺎع اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻀﻤﯿﺮ راﺟﻊ إﻟﻰ اﻷﻧﻮاع اﻟﺜﻼﺛﺔ‪.‬‬

‫‪ ٤،٥‬ﺑﻮل اﻵدﻣﻲ ورﺟﯿﻌﮫ )أي اﻟﻐﺎﺋﻂ(‪:‬‬

‫وﻧﺠﺎﺳﺔ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺨﻔﻒ ﻓﻲ ﺑﻮل اﻟﺼﺒﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺄﻛﻞ اﻟﻄﻌﺎم ﻓﯿﻜﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﮭﯿﺮه ﺑﺎﻟﺮش ﻟﺤﺪﯾﺚ أم ﻗﯿﺲ رﺿ ﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ " :‬أﻧﮭﺎ أﺗﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﺑﻦ ﻟﮭﺎ ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻎ أن ﯾﺄﻛﻞ اﻟﻄﻌﺎم‪ ،‬وأن اﺑﻨﮭﺎ ذاك ﺑﺎل ﻓﻲ ﺣﺠ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺪﻋﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻤﺎء ﻓﻨﻀ ﺤﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺛﻮﺑ ﮫ وﻟ ﻢ ﯾﻐﺴ ﻠﮫ ﻏﺴ ﻼً "ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ" وﻋ ﻦ ﻋﻠ ﻲ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺑﻮل اﻟﻐﻼم ﯾﻨﻀﺢ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﺑﻮل اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﯾﻐﺴﻞ" رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿ ﺮه‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٢٨٣٩‬‬
‫ﻗﺎل ﻗﺘﺎدة ‪ :‬ھﺬا ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻄﻌﻤﺎ ﻓﺈن ﻃﻌﻤﺎ ﻏُﺴﻞ ﺑﻮﻟﮭﻤﺎ‪.‬‬

‫‪ .٦‬اﻟﻮدي‪:‬‬
‫وھﻮ ﻣﺎء أﺑﯿﺾ ﺛﺨﯿﻦ ﯾﺨﺮج ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻮل وھﻮ ﻧﺠﺲ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺧﻼف‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ " :‬وأﻣﺎ اﻟﻮدي ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻮل ﻓﯿﻐﺴﻞ ذﻛﺮه‬
‫وأﻧﺜﯿﯿﮫ وﯾﺘﻮﺿﺄ وﻻ ﯾﻐﺘﺴﻞ‪ ،‬رواه اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ ،‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬اﻟﻤﻨﻲ واﻟﻮدي واﻟﻤﺬي‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻤﻨﻲ ﻓﻔﯿﮫ اﻟﻐﺴﻞ‪،‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻤﺬي واﻟﻮدي ﻓﻔﯿﮭﻤﺎ إﺳﺒﺎغ اﻟﻄﮭﻮر" رواه اﻷﺛﺮم واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﻟﻔﻈﮫ‪" :‬وأﻣﺎ اﻟﻮدي واﻟﻤﺬي ﻓﻘﺎل‪ :‬اﻏﺴ ﻞ ذﻛ ﺮك أو ﻣ ﺬاﻛﯿﺮك‬
‫وﺗﻮﺿﺄ وﺿﻮءك ﻓﻲ اﻟﺼﻼة"‪.‬‬

‫‪ .٧‬اﻟﻤﺬي‪:‬‬
‫وھﻮ ﻣﺎء أﺑﯿﺾ ﻟﺰج ﯾﺨﺮج ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎع أو ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻼﻋﺒﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻻ ﯾﺸﻌﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺨﺮوﺟﮫ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة إﻻ‬
‫أﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة أﻛﺜﺮ وھﻮ ﻧﺠﺲ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ إذا أﺻﺎب اﻟﺒﺪن وﺟﺐ ﻏﺴﻠﮫ وإذا أﺻ ﺎب اﻟﺜ ﻮب اﻛﺘﻔ ﻰ ﻓﯿ ﮫ ﺑ ﺎﻟﺮش ﺑﺎﻟﻤ ﺎء‪،‬‬
‫ﻷن ھﺬه ﻧﺠﺎﺳﺔ ﯾﺸﻖ اﻻﺣﺘﺮاز ﻋﻨﮭﺎ ﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﯾﺼﯿﺐ ﺛﯿﺎب اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰب‪ ،‬ﻓﮭﻮ أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﺨﻔﯿﻒ ﻣﻦ ﺑﻮل اﻟﻐﻼم‪ .‬وﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﻨﺖ رﺟﻼً ﻣﺬاء ﻓﺄﻣﺮت رﺟﻼً أن ﯾﺴﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻤﻜﺎن اﺑﻨﺘ ﮫ ﻓﺴ ﺄل‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل "ﺗﻮﺿ ﺄ واﻏﺴ ﻞ ذﻛ ﺮك"‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪ .‬وﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﯿﻒ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪" :‬ﻛﻨﺖ أﻟﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺬى ﺷﺪة وﻋﻨ ﺎء‪ ،‬وﻛﻨ ﺖ أﻛﺜ ﺮ ﻣﻨ ﮫ اﻻﻏﺘﺴ ﺎل‪،‬‬

‫‪١٢‬‬
‫ﻓﺬﻛﺮت ذﻟﻚ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻤﺎ ﯾﺠﺰﯾﻚ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻮء ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻛﯿﻒ ﺑﻤﺎ ﯾﺼﯿﺐ ﺛ ﻮﺑﻲ‬
‫ﻣﻨﮫ" ﻗﺎل " ﯾﻜﻔﯿﻚ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻔﺎً ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﺘﻨﻀﺢ ﺑﮫ ﺛﻮﺑﻚ ﺣﯿﺚ ﺗﺮى أﻧﮫ ﻗﺪ أﺻﺎب ﻣﻨﮫ" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل‬
‫ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﺤﻖ‪ ،‬وھﻮ ﺿﻌﯿﻒ إذا ﻋﻨﻌﻦ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧﮫ ﻣﺪﻟﺴﺎً‪ ،‬ﻟﻜﻨﮫ ھﻨﺎ ﺻﺮح ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺚ‪ .‬ورواه اﻷﺛﺮم‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺑﻠﻔﻆ ‪" :‬ﻛﻨﺖ أﻟﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺬي ﻋﻨﺎء ﻓﺄﺗﯿﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮت ﻟﮫ ذﻟﻚ ﻓﻘﺎل ﯾﺠﺰﺋﻚ أن ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻔﻨ ﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﺘﺮش ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬

‫‪ .٨‬اﻟﻤﻨﻲ‪:‬‬
‫ذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﻨﺠﺎﺳﺘﮫ واﻟﻈﺎھﺮ أﻧﮫ ﻃﺎھﺮ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻏﺴﻠﮫ إذا ﻛﺎن رﻃﺒﺎً‪ ،‬وﻓﺮﻛﮫ إن ﻛﺎن ﯾﺎﺑﺴﺎً ﻗﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪" :‬ﻛﻨﺖ أﻓﺮك اﻟﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﺛ ﻮب رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬إذا ﻛ ﺎن ﯾﺎﺑﺴ ﺎً‪ ،‬واﻏﺴ ﻠﮫ إذا ﻛ ﺎن رﻃﺒ ﺎً" رواه‬
‫اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﻟﺒﺰار‪.‬‬

‫‪ .٩‬ﺑﻮل وروث ﻣﺎ ﻻ ﯾﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﮫ‪:‬‬

‫وھﻤﺎ ﻧﺠﺴﺎن‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬أﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬اﻟﻐﺎﺋﻂ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ أن آﺗﯿﮫ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺣﺠﺎر‪،‬‬
‫ﻓﻮﺟﺪت ﺣﺠﺮﯾﻦ‪ ،‬واﻟﺘﻤﺴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻠﻢ أﺟ ﺪه‪ ،‬ﻓﺄﺧ ﺬت روﺛ ﺔ ﻓﺄﺗﯿﺘ ﮫ ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺧ ﺬ اﻟﺤﺠ ﺮﯾﻦ وأﻟﻘ ﻰ اﻟﺮوﺛ ﺔ وﻗ ﺎل‪" :‬ھ ﺬا رﺟ ﺲ" رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ وزاد ﻓﻲ رواﯾﺔ‪":‬إﻧﮭﺎ رﻛﺲ إﻧﮭﺎ روﺛﺔ ﺣﻤﺎر" وأﻣﺎ ﺑﻮل وروث ﻣﺎ ﯾﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﮫ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ذھ ﺐ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻘﻮل ﺑﻄﮭﺎرﺗﮫ ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﯿﺔ‪ .‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺗﯿﻤﯿ ﺔ‪ :‬ﻟ ﻢ ﯾ ﺬھﺐ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﻮل ﺑﻨﺠﺎﺳ ﺘﮫ‪ ،‬ﺑ ﻞ اﻟﻘ ﻮل‬
‫ﺑﻨﺠﺎﺳﺘﮫ ﻗﻮل ﻣﺤﺪث ﻻ ﺳﻠﻒ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ .‬اﻧﺘﮭﻰ‪ .‬ﻗﺎل أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬ﻗﺪم أﻧﺎس ﻣ ﻦ ﻋُﻜ ﻞ أو ﻋُﺮﯾﻨ ﺔ ﻓ ﺎﺟﺘﻮوا اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ‬
‫ﻓﺄﻣﺮ ﻟﮭﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺑﻠِﻘ ﺎح وأن ﯾﺸ ﺮﺑﻮا ﻣ ﻦ أﺑﻮاﻟﮭ ﺎ وأﻟﺒﺎﻧﮭ ﺎ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺸ ﯿﺨﺎن ودل ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻃﮭﺎرة ﺑﻮل اﻹﺑﻞ‪ .‬وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ ﻣﺄﻛﻮل اﻟﻠﺤﻢ ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻜﻞ وﻋﺮﯾﻨﺔ‪ :‬ﻗﺒﯿﻠﺘﺎن ‪.‬‬
‫اﺟﺘﻮوا‪ :‬أي أﺻﺎﺑﮭﻢ داء اﻟﺒﻄﻦ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺎح‪ :‬ﺟﻤﻊ ﻟِﻘﺤﺔ وھﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ ذات اﻟﻠﺒﻦ‪.‬‬

‫‪ .١٠‬اﻟﺠﻼﻟﺔ‪:‬‬
‫ورد اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ رﻛﻮب اﻟﺠﻼﻟﺔ وأﻛﻞ ﻟﺤﻤﮭﺎ وﺷﺮب ﻟﺒﻨﮭﺎ‪ .‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﺮب ﻟﺒﻦ اﻟﺠﻼﻟﺔ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ "ﻧﮭﻰ ﻋ ﻦ رﻛ ﻮب اﻟﺠﻼﻟ ﺔ" رواه أﺑ ﻮ‬
‫داود‪ .‬وﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻋﻦ ﻟﺤﻮم اﻟﺤﻤ ﺮ‬
‫اﻷھﻠﯿﺔ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺠﻼﻟﺔ‪ :‬ﻋﻦ رﻛﻮﺑﮭﺎ وأﻛﻞ ﻟﺤﻮﻣﮭ ﺎ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ وأﺑ ﻮ داود ‪ .‬واﻟﺠﻼﻟ ﺔ ھ ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺄﻛ ﻞ اﻟﻌ ﺬرة ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ‬
‫واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ واﻟﺪﺟﺎج واﻷوز وﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻐﯿﺮ رﯾﺤﮭﺎ‪ .‬ﻓﺈن ﺣﺒﺴﺖ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﻌﺬرة زﻣﻨﺎً‪ ،‬وﻋﻠﻔﺖ ﻃﺎھﺮاً ﻓﻄﺎب ﻟﺤﻤﮭﺎ وذھﺐ‬
‫اﺳﻢ اﻟﺠﻼﻟﺔ ﻋﻨﮭﺎ ﺣَﻠّﺖ ‪ ،‬ﻷن ﻋﻠﺔ اﻟﻨﮭﻲ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ وﻗﺪ زاﻟﺖ‪.‬‬

‫‪ .١١‬اﻟﺨﻤﺮ‪:‬‬
‫وھﻲ ﻧﺠﺴﺔ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "إﻧﻤ ﺎ اﻟﺨﻤ ﺮ واﻟﻤﯿﺴ ﺮ واﻷﻧﺼ ﺎب واﻷزﻻم رﺟ ﺲ ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻞ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن" وذھﺒ ﺖ‬
‫ﻃﺎﺋﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﻄﮭﺎرﺗﮭﺎ ﻣﻨﮭﻢ رﺑﯿﻌﺔ اﻟﺮأي واﻟﻠﯿﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﻔﻘﯿﮫ واﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﺑﻦ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻤﺰﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وھﻮ‬
‫اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮاب وإﻟﯿﮫ اﻟﻤﺮﺟﻊ واﻟﻤﺂب وﺣﻤﻠﻮا اﻟﺮﺟﺲ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺲ اﻟﻤﻌﻨﻮي ﻷن ﻟﻔﻆ "رﺟﺲ" ﺧﺒ ﺮ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وﻣﺎ ﻋﻄﻒ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وھ ﻮ ﻻ ﯾﻮﺻ ﻒ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺳ ﺔ اﻟﺤﺴ ﯿﺔ ﻗﻄﻌ ﺎً‪ ،‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻓ ﺎﺟﺘﻨﺒﻮا اﻟ ﺮﺟﺲ ﻣ ﻦ اﻷوﺛ ﺎن" ﻓﺎﻷوﺛ ﺎن‬
‫رﺟﺲ ﻣﻌﻨﻮي‪ ،‬ﻻ ﺗﻨﺠﺲ ﻣﻦ ﻣﺴﮭﺎ‪ :‬وﻟﺘﻔﺴﯿﺮه ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ ،‬ﯾﻮﻗﻊ اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء وﯾﺼﺪ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ وﻋﻦ‬
‫اﻟﺼﻼة‪ ،‬وﻓﻲ ﺳُﺒﻞ اﻟﺴﻼم‪" :‬واﻟﺤﻖ أن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻷﻋﯿﺎن اﻟﻄﮭﺎرة‪ ،‬وأن اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻻ ﯾﻼزﻣﮫ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺤﺸﯿﺸﺔ ﻣﺤﺮﻣﺔ وھﻲ‬
‫ﻃﺎھﺮة‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻓﯿﻼزﻣﮭﺎ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻧﺠﺲ ﻣﺤﺮم ﻻ اﻟﻌﻜﺲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ھ ﻮ اﻟﻤﻨ ﻊ ﻋ ﻦ ﻣﻼﻣﺴ ﺘﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻛﻞ ﺣﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑﻨﺠﺎﺳﺔ اﻟﻌﯿﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﺘﺤﺮﯾﻤﮭﺎ‪ ،‬ﺑﺨﻼف اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺮم ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ واﻟ ﺬھﺐ‪ ،‬وھﻤ ﺎ ﻃ ﺎھﺮان ﺿ ﺮورة‬
‫ﺷﺮﻋﯿﺔ وإﺟﻤﺎﻋﺎً‪ ،‬إذا ﻋﺮﻓﺖ ھﺬا ﻓﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﺨﻤﺮ اﻟﺬي دﻟﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﺼﻮص ﻻ ﯾﻠﺰم ﻣﻨﮫ ﻧﺠﺎﺳﺘﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ دﻟﯿ ﻞ آﺧ ﺮ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬وإﻻ‬
‫ﺑﻘﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻮل اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﮭﺎرة‪ ،‬ﻓﻤﻦ ادﻋﻰ ﺧﻼﻓﮫ ﻓﺎﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪ .١٣‬اﻟﻜﻠﺐ‬
‫وھﻮ ﻧﺠﺲ وﯾﺠﺐ ﻏﺴﻞ ﻣﺎ وﻟﻎ ﻓﯿﮫ ﺳﺒﻊ ﻣﺮات‪ ،‬أوﻻھﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاب ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻃﮭ ﻮر إﻧ ﺎء أﺣ ﺪﻛﻢ إذا وﻟ ﻎ ﻓﯿ ﮫ اﻟﻜﻠ ﺐ أن ﯾﻐﺴ ﻠﮫ ﺳ ﺒﻊ ﻣ ﺮات أوﻻھ ﻦ ﺑ ﺎﻟﺘﺮاب" رواه ﻣﺴ ﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪ .‬وﻟﻮ وﻟﻎ ﻓﻲ إﻧﺎء ﻓﯿﮫ ﻃﻌﺎم ﺟﺎﻣﺪ أﻟﻘﻰ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﮫ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﮫ‪ ،‬واﻧﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرﺗﮫ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﺒﺪن واﻟﺜﻮب‬

‫اﻟﺜﻮب واﻟﺒﺪن إذا أﺻﺎﺑﺘﮭﻤﺎ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﯾﺠﺐ ﻏﺴﻠﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﺗﺰول ﻋﻨﮭﻤﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺋﯿﺔ ﻛﺎﻟﺪم‪ ،‬ﻓﺈن ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺴﻞ أﺛﺮ‬
‫ﯾﺸﻖ زواﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﺋﯿﺔ ﻛﺎﻟﺒﻮل ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﻐﺴﻠﮫ وﻟﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة‪ .‬ﻓﻌﻦ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺟﺎءت اﻣﺮأة إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪" :‬إﺣﺪاﻧﺎ ﯾﺼﯿﺐ ﺛﻮﺑﮭﺎ ﻣﻦ دم اﻟﺤﯿﺾ ﻛﯿﻒ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﮫ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺗﺤﺘﮫ‪،‬‬

‫‪١٣‬‬
‫ﺛﻢ ﺗﻘﺮﺿﮫ ﺑﺎﻟﻤﺎء‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻨﻀﺤﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﯿﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وإذا أﺻﺎﺑﺖ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ذﯾﻞ ﺛﻮب اﻟﻤﺮأة ﺗﻄﮭﺮه اﻷرض ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ أن اﻣﺮأة‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﻷم ﺳﻠﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ":‬إﻧﻲ أﻃﯿﻞ ذﯾﻞ ﺛﻮﺑﻲ وأﻣﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻜ ﺎن اﻟﻘ ﺬر ؟ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻟﮭ ﺎ ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﻄﮭﺮه ﻣﺎ ﺑﻌﺪه" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻷرض‬
‫ﺗﻄﮭﺮ اﻷرض إذا أﺻﺎﺑﺘﮭﺎ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﺑﺼﺐ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎم أﻋﺮاﺑﻲ ﻓﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫ﻓﻘﺎم إﻟﯿﮫ اﻟﻨﺎس ﻟﯿﻘﻌﻮا ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬دﻋﻮه وأرﯾﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻟﮫ ﺳﺠﻼً ﻣﻦ ﻣﺎء أو ذﻧﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﻣﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ‬
‫ﺑﻌﺜﺘﻢ ﻣﯿﺴﺮﯾﻦ وﻟﻢ ﺗﺒﻌﺜﻮا ﻣﻌﺴﺮﯾﻦ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎً‪.‬‬

‫ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﺴﻤﻦ وﻧﺤﻮه‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻋﻦ ﻣﯿﻤﻮﻧﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ُﺳ ﺌﻞ ﻋ ﻦ ﻓ ﺄرة ﺳ ﻘﻄﺖ ﻓ ﻲ ﺳ ﻤﻦ ﻓﻘ ﺎل ‪:‬‬
‫"أﻟﻘﻮھﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﺣﻮﻟﮭﺎ ﻓﺎﻃﺮﺣﻮه وﻛﻠﻮا ﺳﻤﻨﻜﻢ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ‪ :‬ﻧﻘﻞ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﺎﻣﺪ إذا وﻗﻌﺖ ﻓﯿﮫ‬
‫ﻣﯿﺘﺔ ﻃﺮﺣﺖ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﮭﺎ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻤﺎﺋﻊ ﻓﺎﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﯿﮫ ﻓﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻨﺠﺲ ﻛﻠﮫ ﻟﻤﻼﻗ ﺎة اﻟﻨﺠﺎﺳ ﺔ‪ ،‬وﺧ ﺎﻟﻒ ﻓﺮﯾ ﻖ ﻣ ﻨﮭﻢ‬
‫اﻟﺰھﺮي واﻷوزاﻋﻲ ﻓﻤﺬھﺒﮭﻤﺎ أن ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺎﺋﻊ ﻣﺜﻞ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﺠﺲ إﻻ إذا ﺗﻐﯿﺮ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺘﻐﯿﺮ ﻓﮭﻮ ﻃ ﺎھﺮ وھ ﻮ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﺗﻄﮭﯿﺮ ﺟﻠﺪ اﻟﻤﯿﺘﺔ‬

‫ﯾﻄﮭﺮ ﺟﻠﺪ اﻟﻤﯿﺘﺔ ﻇﺎھﺮاً وﺑﺎﻃﻨﺎً ﺑﺎﻟﺪﺑﺎع‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫"إذا دُﺑﻎ اﻹھﺎب ﻓﻘﺪ ﻃَﮭُﺮَ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻤﺮآة وﻧﺤﻮھﺎ‪:‬‬
‫ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻤﺮآة واﻟﺴﻜﯿﻦ واﻟﺴﯿﻒ واﻟﻈﻔﺮ واﻟﻌﻈﻢ واﻟﺰﺟﺎج واﻵﻧﯿﺔ اﻟﻤﺪھﻮﻧﺔ وﻛﻞ ﺻﻘﯿﻞ ﻻ ﻣﺴﺎم ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺢ اﻟ ﺬي ﯾ ﺰول‬
‫ﺑﮫ أﺛﺮ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ ﯾﺼﻠﻮن وھﻢ ﺣﺎﻣﻠﻮ ﺳﯿﻮﻓﮭﻢ وﻗﺪ أﺻﺎﺑﮭﺎ اﻟ ﺪم‪ ،‬ﻓﻜ ﺎﻧﻮا ﯾﻤﺴ ﺤﻮﻧﮭﺎ وﯾﺠﺘﺰﺋ ﻮن‬
‫ﺑﺬﻟﻚ )أي ﯾﺮون أن اﻟﻤﺴﺢ ﻛﺎﻓﯿﺎً ﻓﻲ ﻃﮭﺎرﺗﮭﺎ(‪.‬‬

‫ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻨﻌﻞ‬
‫ﯾﻄﮭﺮ اﻟﻨﻌﻞ اﻟﻤﺘﻨﺠﺲ واﻟﺨﻒ ﺑﺎﻟﺪﻟﻚ ﺑﺎﻷرض إذا ذھﺐ أﺛﺮ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬إذا وﻃﻲء أﺣﺪﻛﻢ ﺑﻨﻌﻠ ﮫ اﻷذى ﻓ ﺈنّ اﻟﺘ ﺮاب ﻟ ﮫ ﻃﮭ ﻮر" رواه أﺑ ﻮ داود وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٨٤٦‬وﻓﻲ رواﯾﺔ‪" :‬إذا وﻃﻲء اﻷذى ﺑﺨﻔﯿﮫ ﻓﻄﮭﻮرھﻤﺎ اﻟﺘﺮاب" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٨٤٧‬وﻋ ﻦ أﺑ ﻲ‬
‫ﺳ ﻌﯿﺪ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬إذا ﺟ ﺎء أﺣ ﺪﻛﻢ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻠﯿﻘﻠ ﺐ ﻧﻌﻠﯿ ﮫ ﻓﻠﯿﻨﻈ ﺮ ﻓﯿﮭﻤ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈذا رأى ﺧﺒﺜ ﺎً ﻓﻠﯿﻤﺴ ﺤﮫ‬
‫ﺑﺎﻷرض ﺛﻢ ﻟﯿﺼﻞ ﻓﯿﮭﻤﺎ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﻓﻮاﺋﺪ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮭﺎ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺣﺒﻞ اﻟﻐﺴﯿﻞ ﯾﻨﺸﺮ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺜﻮب اﻟﻨﺠﺲ ﺛﻢ ﺗﺠﻔﻔﮫ اﻟﺸﻤﺲ أو اﻟﺮﯾﺢ‪ ،‬ﻻﺑﺄس ﺑﻨﺸﺮ اﻟﺜﻮب اﻟﻄﺎھﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻟﻮ ﺳﻘﻂ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮء ﻻ ﯾﺪري ھﻞ ھﻮ ﻣﺎء أو ﺑﻮل ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺴﺄل‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺳﺄل ﻟﻢ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل أن ﯾﺠﯿﺒ ﮫ وﻟ ﻮ‬
‫ﻋﻠﻢ أﻧﮫ ﻧﺠﺲ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻏﺴﻞ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ .٣‬إذا أﺻﺎب اﻟﺮﺟﻞ أو اﻟﺬﯾﻞ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ﺷﻲء رﻃﺐ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﺎ ھﻮ‪ ،‬ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺸﻤﮫ وﯾﺘﻌﺮف ﻣﺎ ھﻮ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ورد أن ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮫ ﻣﺮ ﯾﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺴﻘﻂ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﯿﺰاب‪ ،‬وﻣﻌﮫ ﺻﺎﺣﺐ ﻟﮫ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﯿﺰاب ﻣﺎؤك ﻃ ﺎھﺮ أو ﻧﺠ ﺲ ؟ ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ ﯾ ﺎ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﯿﺰاب ﻻ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ‪ ،‬وﻣﻀﻰ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻻ ﯾﺠﺐ ﻏﺴﻞ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﮫ ﻃﯿﻦ اﻟﺸﻮارع ﻗﺎل ﻛﻤﯿﻞ ﺑﻦ زﯾﺎد‪ :‬رأﯾﺖ ﻋﻠﯿﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﯾﺨﻮض ﻓﻲ ﻃﯿﻦ اﻟﻤﻄﺮ‪ ،‬ﺛﻢ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬
‫ﻓﺼﻠﻰ وﻟﻢ ﯾﻐﺴﻞ رﺟﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬إذا اﻧﺼﺮف اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﺮأى ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺑﮫ أو ﺑﺪﻧﮫ ﻧﺠﺎﺳ ﺔ ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻋﺎﻟﻤ ﺎً ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬أو ﻛ ﺎن ﯾﻌﻠﻤﮭ ﺎ وﻟﻜﻨ ﮫ ﻧﺴ ﯿﮭﺎ أو ﻟ ﻢ ﯾﻨﺴ ﮭﺎ‬
‫وﻟﻜﻨﮫ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ إزاﻟﺘﮭﺎ ﻓﺼﻼﺗﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﻻ إﻋﺎدة ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺟﻨﺎح ﻓﯿﻤﺎ أﺧﻄ ﺄﺗﻢ ﺑ ﮫ" اﻷﺣ ﺰاب )‪(٥‬‬
‫وھﺬا ﻣﺎ أﻓﺘﻰ ﺑﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪ .‬واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ﻗﺎل ‪" :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﮫ إذ ﺧﻠﻊ ﻧﻌﻠﯿﮫ ﻓﻮﺿﻌﮭﻤﺎ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره ﻓﻠﻤﺎ رأى ذﻟﻚ اﻟﻘﻮم أﻟﻘﻮا ﻧﻌﺎﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻼﺗﮫ‪ ،‬ﻗﺎل ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ إﻟﻘﺎﺋﻜﻢ ﻧﻌﺎﻟﻜﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬رأﯾﻨﺎك أﻟﻘﯿﺖ ﻧﻌﻠﯿﻚ ﻓﺄﻟﻘﯿﻨﺎ ﻧﻌﺎﻟﻨ ﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إن ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم أﺗﺎﻧﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ أنّ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻗﺬراً‪ ،‬وﻗﺎل إذا ﺟﺎء أﺣ ﺪﻛﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻠﯿﻨﻈ ﺮ ﻓ ﺈن رأى ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﻌﻠﯿﮫ ﻗﺬراً أو أذى ﻓﻠﯿﻤﺴﺤﮫ وﻟﯿﺼﻞ ﻓﯿﮭﻤﺎ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻣﻦ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮب وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻏﺴﻠﮫ ﻛﻠﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﺳﺒﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺘﯿﻘﻦ اﻟﻄﮭﺎرة إﻻ ﺑﻐﺴﻠﮫ ﺟﻤﯿﻌﮫ‪ ،‬ﻓﮭﻮ‬
‫ﻣﻦ ﺑﺎب " ﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻢ اﻟﻮاﺟﺐ إﻻ ﺑﮫ ﻓﮭﻮ واﺟﺐ"‪.‬‬

‫ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ‬

‫‪١٤‬‬
 ‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ آداب ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﻻ ﯾﺴﺘﺼﺤﺐ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ اﺳﻢ اﷲ إﻻ إن ﺧﯿﻒ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻀﯿﺎع‪.‬‬

‫‪ .٢‬اﻟﺒﻌﺪ واﻻﺳﺘﺘﺎر ﻋﻦ اﻟﻨﺎس ﻻﺳﯿﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺎﺋﻂ‪ ،‬ﻟﺌﻼ ﯾُﺴﻤﻊ ﻟﮫ ﺻﻮت‪ ،‬أو ﺗُﺸﻢ ﻟﮫ راﺋﺤﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﺻ ﺢ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ أﻧﮫ "ﻛﺎن إذا أراد اﻟﺤﺎﺟﺔ أﺑﻌﺪ"‪ .‬ﺻﺤﯿﺢ أﺑﻲ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٤٥٢٧‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﺠﮭﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﻤﯿﺔ واﻻﺳﺘﻌﺎذة ﻋﻨﺪ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺒﻨﯿﺎن وﻋﻨﺪ ﺗﺸﻤﯿﺮ اﻟﺜﯿﺎب ﻓﻲ اﻟﻔﻀ ﺎء‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أﻧ ﺲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل‪ :‬ﻛ ﺎن‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا دﺧﻞ اﻟﺨﻼء ﻗﺎل "اﻟﻠﮭﻢ إﻧ ﻲ أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﺨُﺒ ﺚ واﻟﺨﺒﺎﺋ ﺚ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ‪ .‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً "ﺳﺘﺮ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ أﻋﯿﻦ اﻟﺠ ﻦ وﻋ ﻮرات ﺑﻨ ﻲ آدم إذا دﺧ ﻞ أﺣ ﺪﻛﻢ اﻟﺨ ﻼء أن ﯾﻘ ﻮل ﺑﺎﺳ ﻢ اﷲ"‪.‬‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴّﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬

‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻒ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم ﻣﻄﻠﻘﺎً‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻛﺮاً أو ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﻼ ﯾ ﺮد ﺳ ﻼﻣﺎً وﻻ ﯾﺠﯿ ﺐ ﻣﺆذﻧ ﺎً إﻻ ﻟﻤ ﺎ ﻻﺑ ﺪ ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬ﻛﺈرﺷ ﺎد أﻋﻤ ﻰ ﯾﺨﺸ ﻰ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺮدي‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻄﺲ أﺛﻨﺎء ذﻟﻚ ﺣﻤﺪ اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ وﻻ ﯾﺤﺮك ﺑﮫ ﻟﺴﺎﻧﮫ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬أن رﺟ ً‬
‫ﻼ‬
‫ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﯾﺒﻮل ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻠﻢ ﯾﺮد ﻋﻠﯿﮫ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪ .٥‬أن ﯾُﻌﻈّﻢ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻼ ﯾﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ وﻻ ﯾﺴﺘﺪﺑﺮھﺎ ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬إذا‬
‫ﺟﻠﺲ أﺣﺪﻛﻢ ﻟﺤﺎﺟﺘﮫ ﻓﻼ ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ وﻻ ﯾﺴﺘﺪﺑﺮھﺎ"‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪ .٦‬أن ﯾﺘﺠﻨﺐ ﻇﻞ اﻟﻨﺎس وﻃﺮﯾﻘﮭﻢ وﻣﺘﺤﺪﺛﮭﻢ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪":‬اﺗﻘ ﻮا‬
‫اﻟﻼﻋﻨﯿﻦ" ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬وﻣﺎ اﻟﻼﻋﻨﺎن ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل "اﻟﺬي ﯾﺘﺨﻠﻰ ﻓ ﻲ ﻃﺮﯾ ﻖ اﻟﻨ ﺎس أو ﻇﻠ ﺘﮭﻢ" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻣﺴ ﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻼﻋﻨﯿﻦ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﺠﻠﺐ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻨﺎس‪.‬‬

‫‪ .٧‬أن ﻻ ﯾﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺮاﻛﺪ‪ .‬ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ أن ﯾﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺮاﻛﺪ" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬

‫‪ .٨‬ﯾﺠﻮز اﻟﺒﻮل ﻗﺎﺋﻤﺎً وﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﻘﺪ ورد ﻋﻦ ﺣﺬﯾﻔﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬اﻧﺘﮭﻰ إﻟﻰ ﺳﺒﺎﻃﺔ ﻗﻮم ﻓﺒﺎل‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻓﺘﻨﺤﯿﺖ ﻓﻘﺎل‪ :‬ادﻧﮫ‪ ،‬ﻓﺪﻧﻮت ﺣﺘﻰ ﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﻘﺒﯿﮫ ﻓﺘﻮﺿﺄ وﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﯿﮫ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﻨ ﻮوي‪ :‬اﻟﺒ ﻮل ﺟﺎﻟﺴ ﺎً‬
‫أﺣﺐ إﻟﻲّ‪ ،‬وﻗﺎﺋﻤﺎً ﻣﺒﺎح‪ ،‬وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬اﻟﺴﺒﺎﻃﺔ‪ :‬ﻣﻜﺎن ﯾُﻠﻘﻰ ﻓﯿﮫ اﻟﺘﺮاب واﻟﻘﻤﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ .٩‬أن ﯾﺰﯾﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﯿﻠﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ وﺟﻮﺑﺎً ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎه ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻣﺪ ﻃﺎھﺮ ﻗﺎﻟﻊ ﻟﻠﻨﺠﺎﺳﺔ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﺣﺮﻣﺔ و ﯾﺰﯾﻠﮭﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬إذا ذھﺐ أﺣﺪﻛﻢ اﻟﻐﺎﺋﻂ ﻓﻠﯿﺴﺘﻄﺐ ﺑﺜﻼﺛ ﺔ أﺣﺠ ﺎر‬
‫ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺠﺰيء ﻋﻨﮫ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪ .‬وﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل "ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﺨﻼء ﻓﺄﺣﻤﻞ أﻧﺎ وﻏﻼم ﻧﺤﻮي إداوة ﻣﻦ ﻣﺎء وﻋَﻨَﺰَة ﻓﯿﺴﺘﻨﺠﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎء" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻣﺮ ﺑﻘﺒﺮﯾﻦ ﻓﻘﺎل‪" :‬إﻧﮭﻤﺎ ﯾﻌﺬﺑﺎن وﻣﺎ ﯾﻌﺬﺑﺎن ﻓﻲ ﻛﺒﯿﺮ أﻣﺎ أﺣﺪھﻤﺎ ﻓﻜﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻨﺰه‬
‫ﻣﻦ اﻟﺒﻮل وأﻣﺎ اﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎن ﯾﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻤﯿﻤﺔ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪.١٠‬أن ﻻ ﯾﺴﺘﻨﺠﻲ ﺑﯿﻤﯿﻨﮫ ﺗﻨﺰﯾﮭﺎً ﻟﮭﺎ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻷﻗﺬار‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ زﯾ ﺪ ﻗ ﺎل‪ :‬ﻗﯿ ﻞ ﻟﺴ ﻠﻤﺎن‪ " :‬ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤﻜ ﻢ ﻧﺒ ﯿﻜﻢ ﻛ ﻞ‬
‫ﺷﻲء ﺣﺘﻰ اﻟﺨﺮاءة‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺳﻠﻤﺎن‪ :‬أﺟﻞ ﻧﮭﺎﻧﺎ أن ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﻐﺎﺋﻂ أو ﺑﺒﻮل وأن ﻻ ﻧﺴﺘﻨﺠﻲ ﺑ ﺎﻟﯿﻤﯿﻦ أو ﯾﺴ ﺘﻨﺠﻲ أﺣ ﺪﻧﺎ ﺑﺄﻗ ﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺣﺠﺎر‪ ،‬وأن ﻻ ﯾﺴﺘﻨﺠﻲ ﺑﺮﺟﯿﻊ أو ﺑﻌﻈﻢ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ].‬واﻟﺮﺟﯿﻊ ‪ :‬روث اﻟﺒﻐﺎل واﻟﺤﻤﯿﺮ[‪ .‬وﻋﻦ‬
‫ﺣﻔﺼﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺠﻌﻞ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻷﻛﻠﮫ وﺷﺮﺑﮫ وﺛﯿﺎﺑﮫ وأﺧﺬه وﻋﻄﺎﺋﮫ‪ ،‬وﺷﻤﺎﻟﮫ ﻟﻤﺎ‬
‫ﺳﻮى ذﻟﻚ‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪.‬‬

‫‪.١١‬أن ﯾﻨﻀﺢ ﻓﺮﺟﮫ وﺳﺮاوﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟﻤﺎء إذا ﺑﺎل ﻟﯿﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻮﺳﻮﺳﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺘﻰ وﺟﺪ ﺑﻠﻼً ﻗﺎل‪ :‬ھﺬا أﺛﺮ اﻟﻨﻀﺢ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪:‬‬
‫" أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﻣﺮة وﻧﻀﺢ ﻓﺮﺟﮫ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺪراﻣﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ‪.‬‬

‫‪.١٢‬أن ﯾُﻘﺪم رﺟﻠﮫ اﻟﯿﺴﺮى ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل‪ ،‬ﻓﺈذا ﺧﺮج ﻓﻠﯿﻘﺪم رﺟﻠﮫ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﺛﻢ ﻟﯿﻘﻞ‪ :‬ﻏﻔﺮاﻧﻚ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﺎن إذا ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺨﻼء ﻗﺎل "ﻏﻔﺮاﻧﻚ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ].‬ﻏﻔﺮاﻧﻚ‪ :‬أي أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ‪[.‬‬

‫ﺳُﻨﻦ اﻟﻔﻄﺮة‬

‫‪١٥‬‬
‫ﻗﺪ اﺧﺘﺎر اﷲ ﺳﻨﻨﺎً ﻟﻸﻧﺒﯿﺎء ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺴﻼم‪ ،‬وأﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻻﻗﺘﺪاء ﺑﮭﻢ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻞ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﺜﺮ وﻗﻮﻋﮭﺎ ﻟﯿُﻌﺮف‬
‫ﺑﮭﺎ أﺗﺒﺎﻋﮭﻢ‪ ،‬وﯾﺘﻤﯿﺰوا ﺑﮭﺎ ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﻢ‪ .‬وھﺬا اﻟﺨﺼﺎل ﺗُﺴﻤﻰ ﺳﻨﻦ اﻟﻔﻄﺮة‪ ،‬وﺑﯿﺎﻧﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺨﺘﺎن‪ :‬وھﻮ ﻗﻄﻊ اﻟﺠﻠﺪة اﻟﺘﻲ ﺗُﻐﻄﻲ اﻟﺤﺸﻔﺔ‪ ،‬ﻟﺌﻼ ﯾﺠﺘﻤﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻮﺳﺦ‪ ،‬وﻟﯿﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺒﺮاء ﻣﻦ اﻟﺒ ﻮل‪ ،‬وﻟ ﺌﻼ ﺗ ﻨﻘﺺ‬
‫ﻟﺬة اﻟﺠﻤﺎع‪ .‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﺧﺘﺘﻦ اﺑ ﺮاھﯿﻢ ﺧﻠﯿ ﻞ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ‬
‫ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺗﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻤﺎﻧﻮن ﺳﻨﺔ‪ ،‬واﺧﺘﺘﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪوم" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬وﻣﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر أﻧﮫ واﺟ ﺐ وﯾ ﺮى اﻟﺸ ﺎﻓﻌﯿﺔ اﺳ ﺘﺤﺒﺎﺑﮫ‬
‫ﯾﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ‪.‬‬

‫‪ ٢،٣‬اﻻﺳﺘﺤﺪاد ) أي ﺣﻠﻖ اﻟﻌﺎﻧﺔ( وﻧﺘﻒ اﻹﺑﻂ‪ :‬وھﻤﺎ ﺳﻨﺘﺎن ﯾﺠﺰيء ﻓﯿﮭﻤﺎ اﻟﺤﻠﻖ واﻟﻘﺺ واﻟﻨﺘﻒ واﻟﻨﻮرة‪.‬‬

‫‪ ٤،٥‬ﺗﻘﻠﯿﻢ اﻷﻇﺎﻓﺮ وﻗﺺ اﻟﺸﺎرب أو إﺣﻔﺎؤه‪ ،‬وﺑﻜ ﻞ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ وردت رواﯾ ﺎت ﺻ ﺤﯿﺤﺔ‪ -:‬ﻓﻔ ﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أن‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﺧﺎﻟﻔﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وﻓﺮوا اﻟﻠﺤﻰ‪ ،‬وأﺣﻔﻮا اﻟﺸﻮارب" رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن‪ ،‬وﻓ ﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺧﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻔﻄﺮة‪ :‬اﻻﺳ ﺘﺤﺪاد‪ ،‬واﻟﺨﺘ ﺎن‪ ،‬وﻗ ﺺ اﻟﺸ ﺎرب‪ ،‬وﻧﺘ ﻒ اﻹﺑ ﻂ‪،‬‬
‫وﺗﻘﻠﯿﻢ اﻷﻇﺎﻓﺮ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺷﻲء وﺑﺄﯾﮭﻤﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد أن ﻻ ﯾﻄ ﻮل اﻟﺸ ﺎرب ﺣﺘ ﻰ ﯾﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﮫ‬
‫اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب وﻻ ﯾﺠﺘﻤﻊ ﻓﯿﮫ اﻷوﺳﺎخ‪ .‬وﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬ﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﯾﺄﺧ ﺬ‬
‫ﻣ ﻦ ﺷ ﺎرﺑﮫ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻣﻨ ﺎ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺻ ﺤﺤﮫ وﯾﺤ ﺮم ﺗ ﺄﺧﯿﺮ اﻻﺳ ﺘﺤﺪاد وﻧﺘ ﻒ اﻹﺑ ﻂ وﺗﻘﻠ ﯿﻢ اﻷﻇ ﺎﻓﺮ وﻗ ﺺ‬
‫اﻟﺸﺎرب أو إﺣﻔﺎؤه أﻛﺜﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﯿﻦ ﻟﯿﻠ ﺔ‪ .‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أﻧ ﺲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل‪" :‬وﻗ ﺖ ﻟﻨ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ ﻗ ﺺ‬
‫اﻟﺸﺎرب‪ ،‬وﺗﻘﻠﯿﻢ اﻷﻇﺎﻓﺮ وﻧﺘﻒ اﻹﺑﻂ‪ ،‬وﺣﻠﻖ اﻟﻌﺎﻧﺔ‪ ،‬أﻻ ﯾﺘﺮك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﯿﻦ ﻟﯿﻠﺔ‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫‪ -٦‬إﻋﻔﺎء اﻟﻠﺤﯿﺔ وﺗﺮﻛﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺜﺮ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﺗﻜﻮن ﻣﻈﮭﺮاً ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻮﻗﺎر واﻟﺮﺟﻮﻟﺔ واﻟﻔﺤﻮﻟ ﺔ ﻓﻌ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﺧﺎﻟﻔﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وﻓﺮوا اﻟﻠﺤﻰ وأﺣﻔﻮا اﻟﺸﻮارب" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬زاد اﻟﺒﺨﺎري "وﻛﺎن‬
‫اﺑﻦ ﻋﻤﺮ إذا ﺣﺞ أو اﻋﺘﻤﺮ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﯿﺘﮫ ﻓﻤﺎ ﻓﻀﻞ أﺧﺬه" وﻗﺪ ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﺣﻠﻖ اﻟﻠﺤﯿﺔ ﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﻣﺮ‬
‫)وﻓﺮوا(‪.‬‬

‫‪ -٧‬إﻛﺮام اﻟﺸﻌﺮ إذا وﻓﺮ وﺗﺮك ﺑﺄن ﯾُﺪھﻦ وﯾﺴﺮح‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ‬
‫ﻛﺎن ﻟﮫ ﺷﻌﺮ ﻓﻠﯿﻜﺮﻣﮫ" رواه أﺑﻮ داود وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ إﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ‪ .‬وﺣﻠﻖ ﺷﻌﺮ اﻟﺮأس ﻣﺒﺎح وﻛﺬا ﺗﻮﻓﯿﺮه ﻟﻤﻦ ﯾﻜﺮﻣﮫ ﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل‪" :‬اﺣﻠﻘﻮا ﻛﻠﮫ أو ذروا ﻛﻠﮫ" رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬وأﻣﺎ ﺣﻠﻖ ﺑﻌﻀ ﮫ وﺗ ﺮك‬
‫ﺑﻌﻀﮫ ﻓﻤﻨﮭﻲﱞ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻘَ ﺰَع‪ ،‬ﻓﻘﯿ ﻞ‬
‫ﻟﻨﺎﻓﻊ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﻘﺰع ؟ ﻗﺎل‪ :‬أن ﯾُﺤﻠﻖ ﺑﻌﺾ رأس اﻟﺼﺒﻲ وﯾُﺘﺮك ﺑﻌﻀﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬

‫‪ -٨‬ﺗﺮك اﻟﺸﯿﺐ وإﺑﻘﺎؤه ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻠﺤﯿﺔ أم ﻓﻲ اﻟﺮأس‪ ،‬واﻟﻤﺮأة واﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺳﻮاء ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋ ﻦ‬
‫ﺟﺪه رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﻻ ﺗﻨﺘ ﻒ اﻟﺸ ﯿﺐ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻧ ﻮر اﻟﻤﺴ ﻠﻢ‪ ،‬ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻢ ﯾﺸ ﯿﺐ ﺷ ﯿﺒﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻹﺳﻼم إﻻ ﻛﺘﺐ اﷲ ﻟﮫ ﺑﮭﺎ ﺣﺴ ﻨﺔ‪ ،‬ورﻓﻌ ﮫ ﺑﮭ ﺎ درﺟ ﺔ‪ ،‬وﺣ ﻂ ﻋﻨ ﮫ ﺑﮭ ﺎ ﺧﻄﯿﺌ ﺔ" رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل "ﻛﻨﺎ ﻧﻜﺮه أن ﯾﻨﺘﻒ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺸﻌﺮة اﻟﺒﯿﻀﺎء ﻣﻦ رأﺳﮫ وﻟﺤﯿﺘﮫ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪ -٩‬ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟﺸﯿﺐ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء واﻟﺤﻤﺮة واﻟﺼﻔﺮة وﻧﺤﻮھﺎ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫‪ " :‬إن اﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼﺎرى ﻻ ﯾﺼﺒﻐﻮن ﻓﺨﺎﻟﻔﻮھﻢ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ذر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إن أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻏﯿﺮﺗﻢ ﺑﮫ ھﺬا اﻟﺸﯿﺐ اﻟﺤﻨﺎء واﻟﻜﺘﻢ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ ‪ .‬واﻟﻜﺘﻢ ‪ :‬ﻧﺒ ﺎت ﯾﺨ ﺮج اﻟﺼ ﺒﻐﺔ أﺳ ﻮد ﻣﺎﺋ ﻞ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺤﻤﺮة‪ .‬وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﺟﻲء ﺑﺄﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ )واﻟﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ( ﯾﻮم اﻟﻔﺘﺢ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬‬
‫وﻛﺄن رأﺳﮫ ﺛﻐﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اذھﺒ ﻮا ﺑ ﮫ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ ﻧﺴ ﺎﺋﮫ ﻓﻠﺘﻐﯿ ﺮه ﺑﺸ ﻲء وﺟﻨﺒ ﻮه اﻟﺴ ﻮاد" رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي] واﻟﺜﻐﺎﻣﺔ ‪ :‬ﻧﺒﺖ ﯾﺸﺒﮫ ﺑﯿﺎﺿﮫ ﺑﯿﺎض اﻟﺸﻌﺮ[‪.‬‬

‫‪ -١٠‬اﻟﺘﻄﯿﺐ ﺑﺎﻟﻤﺴﻚ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺐ اﻟﺬي ﯾﺴﺮ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬وﯾﺸﺮح اﻟﺼﺪر‪ ،‬وﯾﻨﺒﮫ اﻟﺮوح‪ ،‬وﯾﺒﻌﺚ ﻓﻲ اﻟﺒ ﺪن ﻧﺸ ﺎﻃﺎً وﻗ ﻮة‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺣُﺒﺐ إﻟّﻲ ﻣﻦ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻟﻄﯿ ﺐ وﺟُﻌﻠ ﺖ ﻗ ﺮة ﻋﯿﻨ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺼﻼة" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻋ ﺮض ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫ﻃﯿﺐ ﻓﻼ ﯾﺮده‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺧﻔﯿﻒ اﻟﺤﻤﻞ ﻃﯿﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ" رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود‪ ،‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻚ‪" :‬ھﻮ أﻃﯿﺐ اﻟﻄﯿﺐ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻮﺿﻮء‬

‫اﻟﻮﺿﻮء ‪ :‬ﻃﮭﺎرة ﻣﺎﺋﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺟﮫ واﻟﯿﺪﯾﻦ واﻟﺮأس واﻟﺮﺟﻠﯿﻦ‪ ،‬وﻣﺒﺎﺣﺜﮫ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫‪١٦‬‬
 ‫‪ .١‬دﻟﯿﻞ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ‪:‬‬
‫ﺛﺒﺖ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ﺑﺄدﻟﺔ ﺛﻼﺛﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻷول‪ :‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إذا ﻗﻤ ﺘﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺎﻏﺴ ﻠﻮا وﺟ ﻮھﻜﻢ وأﯾ ﺪﯾﻜﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺮاﻓ ﻖ‬
‫واﻣﺴﺤﻮا ﺑﺮؤوﺳﻜﻢ وأرﺟﻠﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﯿﻦ" اﻟﻤﺎﺋﺪة آﯾﺔ ‪. ٦‬‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬روى أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻻ ﯾﻘﺒ ﻞ اﷲ ﺻ ﻼة أﺣ ﺪﻛﻢ إذا أﺣ ﺪث‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻮﺿﺄ" رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻹﺟﻤﺎع‪ ،‬اﻧﻌﻘﺪ إﺟﻤﺎع اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻮﺿﻮء ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﻟ ﻰ ﯾﻮﻣﻨ ﺎ‬
‫ھﺬا‪ ،‬ﻓﺼﺎر ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة‪.‬‬

‫‪ .٢‬ﻓﻀﻠﮫ‪:‬‬
‫ورد ﻓﻲ ﻓﻀﻞ اﻟﻮﺿﻮء أﺣﺎدﯾﺚ ﻛﺜﯿﺮة ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌﻀﮭﺎ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺼﻨﺎﺑﺠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬إذا ﺗﻮﺿﺄ اﻟﻌﺒ ﺪ ﻓﻤﻀ ﻤﺾ ﺧﺮﺟ ﺖ اﻟﺨﻄﺎﯾ ﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا اﺳﺘﻨﺜﺮ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻣﻦ أﻧﻔﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻏﺴﻞ وﺟﮭﮫ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻣﻦ وﺟﮭﮫ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أﺷﻔﺎر ﻋﯿﻨﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫ﻏﺴﻞ ﯾﺪﯾﮫ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻣﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أﻇﺎﻓﺮ ﯾﺪﯾﮫ‪ .‬ﻓﺈذا ﻣﺴﺢ ﺑﺮأﺳﮫ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻣﻦ رأﺳﮫ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺨ ﺮج ﻣ ﻦ‬
‫أذﻧﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻏﺴﻞ رﺟﻠﯿﮫ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻣﻦ رﺟﻠﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أﻇﺎﻓﺮ رﺟﻠﯿﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﻛﺎن ﻣﺸﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﺻ ﻼﺗﮫ ﻧﺎﻓﻠ ﺔ"‬
‫رواه ﻣﺎﻟﻚ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٤٦٢‬‬
‫ب‪ .‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬أﻻ أدﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻤﺤﻮ اﷲ ﺑﮫ اﻟﺨﻄﺎﯾ ﺎ‪ ،‬وﯾﺮﻓ ﻊ ﺑ ﮫ‬
‫اﻟﺪرﺟﺎت"‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪" :‬إﺳ ﺒﺎغ اﻟﻮﺿ ﻮء ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻜ ﺎره‪ ،‬وﻛﺜ ﺮة اﻟﺨُﻄ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ‪ ،‬واﻧﺘﻈ ﺎر اﻟﺼ ﻼة ﺑﻌ ﺪ‬
‫اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﻓﺬﻟﻜﻢ اﻟﺮﺑﺎط ﻓﺬﻟﻜﻢ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻓﺬﻟﻜﻢ اﻟﺮﺑﺎط" رواه ﻣﺎﻟﻚ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺷﺒﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة واﻟﻄﮭﺎرة ﺑﺎﻟﻤﺮاﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬
‫د‪ .‬وﻋﻨﮫ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺗﻰ اﻟﻤﻘﺒﺮة ﻓﻘﺎل‪ " :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ دار ﻗﻮم ﻣ ﺆﻣﻨﯿﻦ‪ ،‬وإﻧ ﺎ إن ﺷ ﺎء‬
‫اﷲ ﺑﻜﻢ ﻋﻦ ﻗﺮﯾﺐ ﻻﺣﻘﻮن‪ ،‬وددت ﻟﻮ أﻧّﺎ ﻗﺪ رأﯾﻨﺎ إﺧﻮاﻧﻨﺎ" ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬أو ﻟﺴﻨﺎ إﺧﻮاﻧﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬أﻧﺘﻢ أﺻ ﺤﺎﺑﻲ وإﺧﻮاﻧﻨ ﺎ‬
‫اﻟﺬﯾﻦ ﻟﻢ ﯾﺄﺗﻮا ﺑﻌﺪ"‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﻌﺮف ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺄت ﺑﻌﺪ ﻣﻦ أﻣﺘﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل‪" :‬أرأﯾﺖ ﻟﻮ أن رﺟﻼً ﻟﮫ ﺧﯿ ﻞ ﻏُﺮﱞﻣﺤﺠﻠ ﺔ ﺑ ﯿﻦ‬
‫ﻇﮭﺮي ﺧﯿﻞ دُھْﻢٍ ﺑُﮭْﻢٍ أﻻ ﯾﻌﺮف ﺧﯿﻠﮫ" ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﺑﻠﻰ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل‪" :‬ﻓﺈﻧﮭﻢ ﯾﺄﺗﻮن ﻏُﺮّاً ﻣﺤﺠﻠﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮء وأﻧﺎ ﻓﺮﻃﮭﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺤﻮض ‪ ،‬أﻻ ﻟﯿﺬادنّ رﺟﺎل ﻋﻦ ﺣﻮﺿﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﺬاد اﻟﺒﻌﯿﺮ اﻟﻀﺎل أﻧﺎدﯾﮭﻢ‪ :‬أﻻ ھﻠﻢ‪ ،‬ﻓﯿﻘﺎل‪ :‬إﻧﮭﻢ ﺑﺪﻟﻮا ﺑﻌﺪك‪ ،‬ﻓﺄﻗﻮل ﺳﺤﻘﺎً ﺳﺤﻘﺎً" رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ]دُھْﻢٌٍﺑﮭْﻢٍ‪ :‬ﺳﻮد[] ﻓﺮﻃﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮض ‪:‬أﺗﻘﺪﻣﮭﻢ ﻋﻠﯿﮫ[‪] .‬ﺳﺤﻘﺎً ‪ :‬ﺑﻌﺪاً‪[.‬‬

‫‪ .٣‬ﻓﺮاﺋﻀﮫ‪:‬‬
‫ﻟﻠﻮﺿﻮء ﻓﺮاﺋﺾ وأرﻛﺎن ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ‪ ،‬إذا ﺗﺨﻠﻒ ﻓﺮض ﻣﻨﮫ ﻻ ﯾﺘﺤﻘﻖ وﻻ ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮫ ﺷﺮﻋﺎً وإﻟﯿﻚ ﺑﯿﺎﻧﮭﺎ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮض اﻷول‪ :‬اﻟﻨﯿﺔ‪ ،‬وﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ اﻹرادة اﻟﻤﺘﻮﺟﮭﮫ ﻧﺤﻮ اﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬اﺑﺘﻐﺎء رﺿﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻣﺘﺜﺎل ﺣﻜﻤﮫ‪ ،‬وھﻲ ﻋﻤﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﺤﺾ ﻻ دﺧﻞ‬
‫ﻟﻠﺴﺎن ﻓﯿﮫ‪ ،‬واﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع‪ ،‬ودﻟﯿﻞ ﻓﺮﺿﯿﺘﮭﺎ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬إﻧﻤﺎ‬
‫اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ اﻣﺮيء ﻣﺎ ﻧﻮى‪ " ..‬اﻟﺤﺪﯾﺚ رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮض اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻏﺴﻞ اﻟﻮﺟﮫ ﻣﺮة واﺣﺪة‪ :‬أي إﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻷن ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻐﺴﻞ اﻹﺳﺎﻟﺔ‪ .‬وﺣﺪ اﻟﻮﺟﮫ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﺗﺴﻄﯿﺢ اﻟﺠﺒﮭﺔ إﻟﻰ‬
‫أﺳﻔﻞ اﻟﻠﺤﯿﯿﻦ ﻃﻮﻻً‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺤﻤﺔ اﻷذن إﻟﻰ ﺷﺤﻤﺔ اﻷذن ﻋﺮﺿﺎً‪.‬‬

‫اﻟﻔ ﺮض اﻟﺜﺎﻟ ﺚ‪ :‬ﻏﺴ ﻞ اﻟﯿ ﺪﯾﻦ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮﻓﻘﯿﻦ وﯾﺒ ﺪأ ﻣ ﻦ أﻃ ﺮاف اﻷﺻ ﺎﺑﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮﻓﻘﯿﻦ‪ .‬واﻟﻤﺮﻓ ﻖ ھ ﻮ اﻟﻤﻔﺼ ﻞ اﻟ ﺬي ﺑ ﯿﻦ اﻟﻌﻀ ﺪ‬
‫واﻟﺴﺎﻋﺪ‪ ،‬وﯾﺪﺧﻞ اﻟﻤﺮﻓﻘﺎن ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻏﺴﻠﮫ وھﺬا ھﻮ اﻟﻤﻀﻄﺮد ﻣﻦ ھﺪى اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮد ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﺗﺮك ﻏﺴﻠﮭﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮض اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﺴﺢ اﻟﺮأس ‪ ،‬واﻟﻤﺴﺢ ﻣﻌﻨﺎه اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﻞ وﻻ ﯾﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﻀﻮ ا ﻟﻤﺎﺳﺢ ﻣﻠﺼﻘﺎً ﺑﺎﻟﻤﻤﺴﻮح‪ .‬واﻟﻤﺤﻔﻮظ‬
‫ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ذاك ﻃﺮق ﺛﻼث‪:‬‬

‫أ‪ .‬ﻣﺴﺢ ﺟﻤﯿﻊ رأﺳﮫ‪ :‬ﻓﻔﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻣﺴ ﺢ رأﺳ ﮫ ﺑﯿﺪﯾ ﮫ ﻓﺄﻗﺒ ﻞ ﺑﮭﻤ ﺎ وأدﺑ ﺮ‪ ،‬ﺑ ﺪأ‬
‫ﺑﻤﻘﺪم رأﺳﮫ ﺛﻢ ذھﺐ ﺑﮭﻤﺎ إﻟﻰ ﻗﻔﺎه ﺛﻢ ردھﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻣﻨﮫ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻣﺴﺤﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ وﺣﺪھﺎ‪ :‬ﻓﻔﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ أﻣﯿﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪" :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻤﺴ ﺢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺎﻣﺘﮫ وﺧﻔﯿﮫ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫ﺟـ‪ .‬ﻣﺴﺤﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺻﯿﺔ واﻟﻌﻤﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﻓﻤﺴﺢ‬
‫ﺑﻨﺎﺻﯿﺘﮫ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ واﻟﺨﻔﯿﻦ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬ھﺬا ھﻮ اﻟﻤﺤﻔﻮظ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺤﻔﻆ ﻋﻨﮫ اﻻﻗﺘﺼﺎر‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺢ ﺑﻌﺾ رأﺳﮫ‪.‬‬

‫‪١٧‬‬
‫اﻟﻔﺮض اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻏﺴﻞ اﻟﺮﺟﻠﯿﻦ ﻣﻊ اﻟﻜﻌﺒﯿﻦ‪ :‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺜﺎﺑﺖ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﻮﻟ ﮫ‪ .‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ‪ :‬ﺗﺨﻠ ﻒ ﻋﻨ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮة ﻓﺄدرﻛﻨ ﺎ وﻗ ﺪ أرھﻘﻨ ﺎ اﻟﻌﺼ ﺮ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﻨ ﺎ ﻧﺘﻮﺿ ﺄ‬
‫وﻧﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ أرﺟﻠﻨﺎ ﻓﻨﺎدى ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﮫ‪" :‬وﯾﻞ ﻟﻸﻋﻘﺎب ﻣﻦ اﻟﻨﺎر" ﻣﺮﺗﯿﻦ أو ﺛﻼﺛﺎً‪ ،‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻟﯿﻠﻲ‪:‬‬
‫أﺟﻤﻊ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﺴﻞ اﻟﻌﻘﺒﯿﻦ‪.‬‬
‫]أرھﻘﻨﺎ اﻟﻌﺼﺮ‪ :‬أﺧﺮﻧﺎ‪][.‬اﻟﻌﻘﺐ‪ :‬اﻟﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎﺗﻲء ﻋﻨﺪ ﻣﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎق واﻟﻘﺪم‪[.‬‬
‫وﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ھﻮ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا إذا ﻗﻤ ﺘﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺎﻏﺴ ﻠﻮا وﺟ ﻮھﻜﻢ‬
‫وأﯾﺪﯾﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﻓﻖ‪ ،‬واﻣﺴﺤﻮا ﺑﺮءوﺳﻜﻢ وأرﺟﻠﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﯿﻦ" اﻟﻤﺎﺋﺪة )‪.(٦‬‬

‫اﻟﻔﺮض اﻟﺴﺎدس‪ :‬اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ ‪ :‬ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ذﻛﺮ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ﻓ ﺮاﺋﺾ اﻟﻮﺿ ﻮء ﻣﺮﺗﺒ ﺔ]وھ ﺬا ھ ﻮ ﻗ ﻮل ﺟﻤﮭ ﻮر اﻟﻌﻠﻤ ﺎء[‪ .‬وﻗ ﺪ ذھ ﺐ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮب اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ ﻟﻤﺎ ورد ﻓ ﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ اﻟﻤﻘ ﺪاد ﺑ ﻦ ﻣﻌ ﺪ ﯾﻜ ﺮب ﻗ ﺎل‪" :‬أُﺗ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﺑﻮﺿﻮء ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻓﻐﺴﻞ ﻛﻔﯿﮫ ﺛﻼﺛﺎً‪ ،‬ﺛﻢ ﻏﺴﻞ وﺟﮭﮫ ﺛﻼﺛﺎً ﺛﻢ ﻏﺴﻞ ذراﻋﯿﮫ ﺛﻼﺛﺎً ﺛﻢ ﻣﻀﻤﺾ واﺳﺘﻨﺸ ﻖ ﺛﻼﺛ ﺎً‪ ،‬وﻣﺴ ﺢ ﺑﺮأﺳ ﮫ وأذﻧﯿ ﮫ‬
‫ﻇﺎھﺮھﻤﺎ وﺑﺎﻃﻨﮭﻤﺎ وﻏﺴﻞ رﺟﻠﯿﮫ ﺛﻼﺛﺎً وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ وﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ إﺳﻨﺎده ﺻﺎﻟﺢ" وﻗﺪ أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻀﯿﺎء )ﻓﻲ اﻟﻤﺨﺘﺎرة( وھﻮ ﯾﺪل‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﺟﻮب اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ‪ ،‬وﻗﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﺎﻓﻆ واﻟﻨﻮوي إﺳﻨﺎده وھﻮ اﻟﺼﻮاب إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ .‬راﺟﻊ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ص ‪.٨٨‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻟﻠﻮﺿﻮء‪:‬‬

‫ﺑﺄن ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮوع‪ ]:‬ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ [ ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل " ﻻ ﺻ ﻼة ﻟﻤ ﻦ ﻻ‬
‫وﺿﻮء ﻟﮫ وﻻ وﺿﻮء ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه وﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿ ﻞ )‪ (٨١‬واﻟﺒﺴ ﻤﻠﺔ واﺟﺒ ﺔ‬
‫وﻟﯿﺴﺖ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ وھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ واﺳﺤﺎق وإﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺘﯿﻦ ﻋﻨﺪ أﺣﻤﺪ واﺧﺘﺎره ﺻﺪﯾﻖ ﺧﺎن واﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ وھﻮ اﻟﺤﻖ إن ﺷ ﺎء‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺴﻮاك‪:‬‬
‫وﯾُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮد اﻟﺬي ﯾُﺴﺘﺎك ﺑﮫ وﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﯿﺎك ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وھﻮ دﻟﻚ اﻷﺳﻨﺎن ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﻮد أو ﻧﺤﻮه ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﺸﻦ ﺗﻨﻈ ﻒ ﺑ ﮫ‬
‫اﻷﺳﻨﺎن‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺎك ﺑﮫ ﻋﻮد اﻷراك اﻟﺬي ﯾﺆﺗﻰ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎز‪ ،‬ﻷن ﻣﻦ ﺧﻮاﺻﮫ أﻧﮫ ﯾﺸﺪ اﻟﻠﺜﺔ‪ ،‬وﯾﺤﻮل دون ﻣﺮض اﻷﺳ ﻨﺎن‪،‬‬
‫وﯾﻘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﮭﻀﻢ‪ ،‬وﯾﺪر اﻟﺒﻮل‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺰﯾﻞ ﺻﻔﺮة اﻷﺳﻨﺎن وﯾﻨﻈﻒ اﻟﻔﻢ ﻛﺎﻟﻔﺮﺷﺎة وﻧﺤﻮھﺎ‪ .‬وﻋ ﻦ أﺑ ﻲ‬
‫ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻟ ﻮﻻ أن أﺷ ﻖ ﻋﻠ ﻰ أﻣﺘ ﻲ ﻷﻣ ﺮﺗﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴ ﻮاك ﻋﻨ ﺪ ﻛ ﻞ وﺿ ﻮء"‬
‫رواه ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(٧٠‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ‪ :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬اﻟﺴ ﻮاك ﻣﻄﮭ ﺮة ﻟﻠﻔ ﻢ‪ ،‬ﻣﺮﺿ ﺎة ﻟﻠ ﺮب" رواه أﺣﻤ ﺪ‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪.(٦٦‬‬
‫وھﻮ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻷوﻗﺎت وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﺔ أوﻗﺎت أﺷﺪ اﺳﺘﺤﺒﺎﺑﺎً‪:‬‬
‫ﺮآن ‪.‬‬ ‫ﺮاءة اﻟﻘ‬ ‫ﺪﻗ‬ ‫ﻼة‪ -٣ .‬وﻋﻨ‬ ‫ﺪ اﻟﺼ‬ ‫ﻮء ‪ -٢ .‬وﻋﻨ‬ ‫ﺪ اﻟﻮﺿ‬ ‫‪ -١‬ﻋﻨ‬
‫‪ -٤‬وﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم‪.‬‬
‫‪ -٥‬وﻋﻨﺪ ﺗﻐﯿﺮ اﻟﻔﻢ‪ .‬واﻟﺼﺎﺋﻢ واﻟﻤﻔﻄﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ أول اﻟﻨﮭﺎر وآﺧﺮه ﺳﻮاء‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻏﺴﻞ اﻟﻜﻔﯿﻦ ﺛﻼﺛﺎً ﻓﻲ أول اﻟﻮﺿﻮء‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أوس ﺑﻦ أوس اﻟﺜﻘﻔﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﻓﺎﺳﺘﻮﻛﻒ ﺛﻼﺛﺎً " رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪].‬اﺳﺘﻮﻛﻒ‪ :‬أي ﻏﺴﻞ ﻛﻔﯿﮫ‪ [.‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬إذا اﺳ ﺘﯿﻘﻆ‬
‫أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﮫ ﻓﻼ ﯾﻐﻤﺲ ﯾﺪه ﻓﻲ إﻧﺎء ﺣﺘﻰ ﯾﻐﺴﻠﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺪري أﯾﻦ ﺑﺎﺗﺖ ﯾﺪه"‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻌﺪد‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﻤﻀﻤﻀﺔ واﻻﺳﺘﻨﺸﺎق واﻻﺳﺘﻨﺜﺎر‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻟﻘﯿﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ " :‬إذا ﺗﻮﺿ ﺄت ﻓﻤﻀ ﻤﺾ" رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ] واﻟﻤﻀﻤﻀﺔ‪ :‬إدارة اﻟﻤﺎء وﺗﺤﺮﯾﻜﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﻢ‪ [.‬واﻻﺳﺘﻨﺸﺎق‪ :‬إدﺧﺎل اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻷﻧﻒ[‪ ].‬واﻻﺳﺘﻨﺜﺎر‪ :‬إﺧﺮاﺟﮫ ﻣﻨﮫ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪[.‬‬
‫ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬إذا ﺗﻮﺿ ﺄ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺠﻌ ﻞ ﻓ ﻲ أﻧﻔ ﮫ ﻣ ﺎء ﺛ ﻢ‬
‫ﻟﯿﺴﺘﻨﺜﺮ" رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن وأﺑﻮ داود‪ .‬واﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﯾﻜﻮن اﻻﺳﺘﻨﺸﺎق ﺑﺎﻟﯿﻤﻨﻰ واﻻﺳﺘﻨﺜﺎر ﺑﺎﻟﯿﺴﺮى‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬أﻧﮫ‬
‫دﻋﺎ ﺑﻮﺿﻮء ﻓﺘﻤﻀﻤﺾ واﺳﺘﻨﺸﻖ وﻧﺜﺮ ﺑﯿﺪه اﻟﯿﺴﺮى ﻓﻔﻌﻞ ھﺬا ﺛﻼﺛﺎً‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل "ھﺬا ﻃﮭﻮر ﻧﺒﻲ اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ .‬رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ .‬وﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻤﻀﻤﻀﺔ واﻻﺳﺘﻨﺸﺎق إذا وﺻﻞ اﻟﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻔﻢ واﻷﻧﻒ ﺑﺄي ﺻﻔﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺼﺤﯿﺢ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ‪" :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺗﻤﻀﻤﺾ واﺳﺘﻨﺜﺮ‬
‫ﺑﺜﻼث ﻏﺮﻓﺎت" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﯾﺴﻦ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﺼﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻟﻘﯿﻂ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳ ﻮل اﷲ أﺧﺒﺮﻧ ﻲ ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻮﺿ ﻮء ‪ ،‬ﻗ ﺎل‪" :‬أﺳ ﺒﻎ اﻟﻮﺿ ﻮء وﺧﻠ ﻞ ﺑ ﯿﻦ اﻷﺻ ﺎﺑﻊ‪ ،‬وﺑ ﺎﻟﻎ ﻓ ﻲ اﻻﺳﺘﻨﺸ ﺎق إﻻ أن ﺗﻜ ﻮن ﺻ ﺎﺋﻤﺎً " رواه اﻟﺨﻤﺴ ﺔ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ )‪ (٩٤٠‬وأﻣ ﺎ ﺗﺜﻠﯿ ﺚ اﻟﻤﻀﻤﻀ ﺔ واﻻﺳﺘﻨﺸ ﺎق ﻓﺈﻧ ﮫ ﻣ ﻦ ﺳُ ﻨﻦ اﻟﻮﺿ ﻮء وأﻣ ﺎ أﺻ ﻞ‬
‫اﻟﻤﻀﻤﻀ ﺔ واﻻﺳﺘﻨﺸ ﺎق واﻻﺳ ﺘﻨﺜﺎر ﻓﻘ ﺪ دّﻟ ﺖ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻮﺑﮭ ﺎ ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﯿﻞ اﻟﺠ ﺮار )‪" (٨١/١‬أﻗ ﻮل‪ :‬اﻟﻘ ﻮل‬
‫ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب ھﻮ ا ﻟﺤﻖ ﻷن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻗﺪ أﻣﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻐﺴﻞ اﻟﻮﺟﮫ وﻣﺤ ﻞ اﻟﻤﻀﻤﻀ ﺔ واﻻﺳﺘﻨﺸ ﺎق ﻣ ﻦ ﺟﻤﻠ ﺔ اﻟﻮﺟ ﮫ‪ .‬وﻗ ﺪ‬

‫‪١٨‬‬
‫ﺛﺒﺖ ﻣﺪاوﻣﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ وﺿﻮء ورواه ﺟﻤﯿﻊ ﻣﻦ روى وﺿﻮءه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺑ ﯿﻦ‬
‫ﺻﻔﺎﺗﮫ‪ ...‬وأﯾﻀﺎً ﻓﻘﺪ ورد اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺸﺎق واﻻﺳﺘﻨﺜﺎر ﻓﻲ أﺣﺎدﯾﺚ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﺛﻢ ذﻛﺮ ﺣﺪﯾﺚ ﻟﻘﯿﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮة‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﺗﺨﻠﯿﻞ اﻟﻠﺤﯿﺔ‪:‬‬

‫ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻋﺜﻤ ﺎن رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪" :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾﺨﻠ ﻞ ﻟﺤﯿﺘ ﮫ" رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫وﺻﺤﺤﮫ‪ .‬وﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﺎن إذا ﺗﻮﺿﺄ أﺧﺬ ﻛﻔﺎً ﻣﻦ ﻣﺎء‪ ،‬ﻓﺄدﺧﻠﮫ ﺗﺤ ﺖ ﺣﻨﻜ ﮫ ﻓﺨﻠ ﻞ‬
‫ﺑﮫ‪ ،‬وﻗﺎل ‪" :‬ھﻜﺬا أﻣﺮﻧﻲ رﺑ ﻲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ" رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ‪،‬و ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿ ﻞ )‪ (٩٢‬واﻟﻘ ﻮل‬
‫ﺑﻮﺟﻮب ﺗﺨﻠﯿﻞ اﻟﻠﺤﯿﺔ ھﻮ اﻟﺤﻖ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﺗﺨﻠﯿﻞ اﻷﺻﺎﺑﻊ‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬إذا ﺗﻮﺿ ﺄت ﻓﺨﻠ ﻞ أﺻ ﺎﺑﻊ ﯾ ﺪﯾﻚ ورﺟﻠﯿ ﻚ"‬
‫رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٤٦٥‬واﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮب ﺗﺨﻠﯿﻞ اﻷﺻﺎﺑﻊ ھﻮ اﻟﺤﻖ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﺗﺜﻠﯿﺚ اﻟﻐﺴﻞ‪:‬‬

‫وھﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺜﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﺛﻼﺛﺎً‬
‫ﺛﻼﺛﺎً" رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﺻﺢ أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺗﻮﺿﺄ ﻣﺮة ﻣﺮة وﻣ ﺮﺗﯿﻦ ﻣ ﺮﺗﯿﻦ واﻻﺧ ﺘﻼف دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺟﻮاز ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ وأنّ اﻟﺜﻼث ھﻲ اﻟﻜﻤﺎل وأنّ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗُﺠﺰيء‪.‬‬
‫ﺑﺎب اﻟﺘﯿﺎﻣﻦ‪:‬‬
‫أي اﻟﺒﺪء ﺑﻐﺴﻞ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻗﺒﻞ ﻏﺴﻞ اﻟﯿﺴﺎر ﻣﻦ اﻟﯿ ﺪﯾﻦ واﻟ ﺮﺟﻠﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ‪" :‬ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﯾُﺤﺐ اﻟﺘﯿﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻌﻠﮫ‪ ،‬وﺗﺮﺟﻠﮫ وﻃﮭﻮره‪ ،‬وﻓﻲ ﺷﺄﻧﮫ ﻛﻠﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‬
‫أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل‪" :‬إذا ﻟﺒﺴﺘﻢ وإذا ﺗﻮﺿﺄﺗﻢ ﻓﺎﺑ ﺪءوا ﺑﻤﯿ ﺎﻣﻨﻜﻢ"‪ .‬رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٤٦٧‬‬
‫]واﻟﺘﻨﻌﻞ‪ :‬ﻟﺒﺲ اﻟﻨﻌﻞ []* اﻟﺘﺮﺟﻞ ‪ :‬ﺗﺴﺮﯾﺢ اﻟﺸﻌﺮ‪[.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺪﻟﻚ‪:‬‬
‫وھﻮ إﻣﺮار اﻟﯿﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻀﻮ ﻣﻊ اﻟﻤﺎء أو ﺑﻌﺪه‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬‬
‫أﺗﻰ ﺑﺜﻠﺜﻲ ﻣﺪ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻓﺠﻌﻞ ﯾﺪﻟﻚ ذراﻋﯿﮫ" رواه اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ وأﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ أﺑﻲ داود ]‪.[٨٤‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﻤﻮاﻻة‪:‬‬
‫"أي ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻏﺴﻞ اﻷﻋﻀﺎء ﺑﻌﻀﮭﺎ إﺛﺮ ﺑﻌﺾ" ﺑﺄﻻ ﯾﻘﻄﻊ اﻟﻤﺘﻮﺿﻲ وﺿﻮءه ﺑﻌﻤﻞ أﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬ﯾﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺮف اﻧﺼ ﺮاﻓﺎً ﻋﻨ ﮫ‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ ھﺬا ﻣﻀﺖ اﻟﺴﱡﻨّﺔ وﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺳﻠﻔﺎً وﺧﻠﻔﺎً ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺴﺢ اﻷذﻧﯿﻦ‪:‬‬

‫واﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻣﺴﺢ ﺑﺎﻃﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﺑﺘﯿﻦ وﻇﺎھﺮھﻤﺎ ﺑﺎﻹﺑﮭﺎﻣﯿﻦ ﺑﻤﺎء اﻟﺮأس ﻷﻧﮭﻤﺎ ﻣﻨﮫ‪ .‬ﻓﻌﻦ اﻟﻤﻘﺪام ﺑﻦ ﻣﻌ ﺪ ﯾﻜ ﺮب رﺿ ﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮫ‪" :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺴﺢ ﻓﻲ وﺿﻮﺋﮫ رأﺳﮫ وأذﻧﯿ ﮫ ﻇﺎھﺮھﻤ ﺎ وﺑﺎﻃﻨﮭﻤ ﺎ‪ ،‬وأدﺧ ﻞ أﺻ ﺒﻌﯿﮫ ﻓ ﻲ ﺻ ﻤﺎﺧﻲ‬
‫أذﻧﯿﮫ"‪ ،‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﻄﺤﺎوي‪ ،‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻓﻲ وﺻﻔﮫ وﺿﻮء اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬وﻣﺴﺢ‬
‫ﺑﺮأﺳﮫ وأذﻧﯿﮫ ﻣﺴﺤﺔ واﺣﺪة" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ‪" :‬ﻣﺴﺢ رأﺳﮫ وأذﻧﯿﮫ وﺑﺎﻃﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﺒﺤﺘﯿﻦ وﻇﺎھﺮھﻤﺎ ﺑﺈﺑﮭﺎﻣﯿﮫ‪.‬‬
‫]ﺑﺎﻟﻤﺴﺒﺤﺘﯿﻦ ‪ :‬أي ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﺑﺘﯿﻦ‪[.‬‬

‫ﺑﺎب إﻃﺎﻟﺔ اﻟﻐﺮة واﻟﺘﺤﺠﯿﻞ‪:‬‬

‫أﻣﺎ إﻃﺎﻟﺔ اﻟﻐﺮة ﻓﺒﺄن ﯾﻐﺴﻞ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻣﻘﺪم اﻟﺮأس‪ ،‬زاﺋﺪاً ﻋﻦ اﻟﻤﻔﺮوض ﻓﻲ ﻏﺴﻞ اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬وأﻣﺎ إﻃﺎﻟﺔ اﻟﺘﺤﺠﯿﻞ ﻓﺒﺄن ﯾﻐﺴﻞ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﺮﻓﻘﯿﻦ واﻟﻜﻌﺒﯿﻦ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬إن أﻣﺘ ﻲ ﯾ ﺄﺗﻮن ﯾ ﻮم‬
‫اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻏُﺮّاً ﻣﺤﺠﻠﯿﻦ ﻣﻦ آﺛﺎر اﻟﻮﺿﻮء" ﻗﺎل أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة‪ :‬ﻓﻤﻦ‬
‫اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻨﻜﻢ أن ﯾﻄﯿﻞ ﻏﺮﺗﮫ ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺸﯿﺨﺎن‪ .‬وﻟﻔﻈﮫ "ﻓﻤﻦ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻨﻜﻢ أن ﯾﻄﯿﻞ ﻏﺮﺗ ﮫ ﻓﻠﯿﻔﻌ ﻞ" ھ ﻲ ﻣﺪرﺟ ﺔ ﻣ ﻦ‬
‫ﻛﻼم أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪.‬‬
‫]أﺻﻞ اﻟﻐﺮة‪ :‬ﺑﯿﺎض ﻓﻲ ﺟﺒﮭﺔ اﻟﻔﺮس[ ]واﻟﺘﺤﺠﯿﻞ ‪ :‬ﺑﯿﺎض ﻓﻲ رﺟﻠ ﮫ‪ [.‬واﻟﻤ ﺮاد ﻣ ﻦ ﻛﻮﻧﮭﻤ ﺎ ﯾ ﺄﺗﻮن ﻏ ﺮاً ﻣﺤﺠﻠ ﯿﻦ أن اﻟﻨ ﻮر ﯾﻌﻠ ﻮ‬
‫وﺟﻮھﮭﻢ وأﯾﺪﯾﮭﻢ وأرﺟﻠﮭﻢ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ وھﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ھﺬه اﻷﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻟﻤﺎء‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﯾﻐﺘﺴﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎع إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﻣﺪاد وﯾﺘﻮﺿﺄ ﺑﺎﻟﻤﺪ"‬
‫‪ ،‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪].‬واﻟﺼﺎع أرﺑﻌﺔ أﻣﺪاد‪[.‬‬

‫‪١٩‬‬
 ‫ﺑﺎب اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻌﺪه‪:‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ أﺣﺪ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻓﯿﺴﺒﻎ اﻟﻮﺿﻮء ﺛﻢ‬
‫ﯾﻘﻮل‪ :‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ إﻻ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﮫ أﺑﻮاب اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﯾ ﺪﺧﻞ ﻣ ﻦ أﯾﮭ ﺎ‬
‫ﺷﺎء" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ دﻋﺎء ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺑﯿﻦ واﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻄﮭﺮﯾﻦ" ﻓﮭﻲ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪ :‬إﺳﻨﺎدھﺎ ﺻﺤﯿﺢ )راﺟﻊ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺔ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ص ‪(. ٩٧ - ٩٦‬‬

‫ﺑﺎب ﺻﻼة رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪه‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﺒﻼل‪ " :‬ﯾﺎ ﺑﻼل ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﺄرﺟﻰ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻠﺘﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻹﺳﻼم إﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ دُفّ ﻧﻌﻠﯿﻚ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ‪ .‬ﻗ ﺎل‪ :‬ﻣ ﺎ ﻋﻤﻠ ﺖ ﻋﻤ ﻼً أرﺟ ﻰ ﻋﻨ ﺪي ﻣ ﻦ أﻧ ﻲ ﻟ ﻢ أﺗﻄﮭ ﺮ ﻃﮭ ﻮراً ﻓ ﻲ‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﯿﻞ أو ﻧﮭﺎر إﻻ ﺻﻠﯿﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻄﮭﻮر ﻣﺎ ﻛُﺘﺐ ﻟﻲ أن أُﺻﻠﻲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺎ أﺣﺪ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻓﯿُﺤﺴﻦ اﻟﻮﺿﻮء وﯾﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﯾﻘﺒﻞ ﺑﻘﻠﺒﮫ ووﺟﮭ ﮫ ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ إﻻ وﺟﺒ ﺖ ﻟ ﮫ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ‪ ،‬وﻋﻦ ﺧُﻤﺮان ﻣﻮﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎن أﻧﮫ رأى ﻋﺜﻤ ﺎن ﺑ ﻦ ﻋﻔ ﺎن رﺿ ﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨ ﮫ دﻋ ﺎ ﺑﻮﺿ ﻮء ﻓ ﺄﻓﺮغ ﻋﻠ ﻰ ﯾﻤﯿﻨ ﮫ ﻣ ﻦ إﻧﺎﺋ ﮫ ﻓﻐﺴ ﻠﮭﺎ ﺛ ﻼث ﻣ ﺮات‪ ،‬ﺛ ﻢ أدﺧ ﻞ ﯾﻤﯿﻨ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺿ ﻮء ﺛ ﻢ ﺗﻤﻀ ﻤﺾ واﺳﺘﻨﺸ ﻖ‬
‫واﺳﺘﻨﺜﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﻏﺴﻞ وﺟﮭﮫ ﺛﻼﺛﺎً ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻧﺤﻮ وﺿ ﻮﺋﻲ ھ ﺬا‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﺗﻮﺿ ﺄ‬
‫ﻧﺤﻮ وﺿﻮﺋﻲ ھﺬا ﺛﻢ ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻻ ﯾُﺤﺪث ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻧﻔﺴﮫ ﻏُﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫ﻣﻜﺮوھﺎﺗﮫ‬
‫ﯾُﻜﺮه ﻟﻠﻤﺘﻮﺿﻲء أن ﯾﺘﺮك ﺳُﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪم ذﻛﺮھﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾُﺤﺮم ﺛﻮاﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻷن ﻓﻌﻞ اﻟﻤﻜﺮوه ﯾﻮﺟﺐ ﺣﺮﻣﺎن اﻟﺜﻮاب‪،‬‬
‫وﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻜﺮاھﯿﺔ ﺑﺘﺮك اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪.‬‬

‫ﻧﻮاﻗﺾ اﻟﻮﺿﻮء‪:‬‬
‫ﮫ‪،‬‬ ‫ﻮد ﻣﻨ‬ ‫ﺎدة اﻟﻤﻘﺼ‬ ‫ﻦ إﻓ‬ ‫ﮫﻋ‬ ‫ﮫ وﺗﺨﺮﺟ‬ ‫ﻮاﻗﺾ ﺗﺒﻄﻠ‬ ‫ﻮء ﻧ‬ ‫ﻟﻠﻮﺿ‬
‫ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺴﺒﯿﻠﯿﻦ ‪" :‬اﻟﻘُﺒﻞ واﻟﺪﺑﺮ"‪ .‬وﯾﺸﻤﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺒﻮل‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﻐﺎﺋﻂ ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ..." :‬أو ﺟﺎء أﺣﺪُ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺋﻂ ‪ " ...‬وھﻮ ﻛﻨﺎﯾﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺑﻮل وﻏﺎﺋﻂ‪.‬‬
‫‪ -٣‬رﯾﺢ اﻟﺪﺑﺮ‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‪ ،‬ﻗ ﺎل‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬ﻻ ﯾﻘﺒ ﻞ اﷲ ﺻ ﻼة أﺣ ﺪﻛﻢ إذ‬
‫أﺣﺪث ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻮﺿﺄ" ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻣﻮت‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺤﺪث ﯾﺎ أﺑﺎ ھﺮﯾﺮة ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺴﺎء أو ﺿﺮاط‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻋﻨﮫ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا وﺟﺪ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺄﺷﻜﻞ ﻋﻠﯿﮫ أﺧﺮج ﻣﻨﮫ ﺷﻲء أم ﻻ ؟ ﻓﻼ ﯾﺨﺮﺟﻦ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً أو ﯾﺠﺪ رﯾﺤﺎً" رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬وﻟﯿﺲ اﻟﺴﻤﻊ أو وﺟﺪان اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﺷﺮﻃﺎً ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺑ ﻞ اﻟﻤ ﺮاد ﺣﺼ ﻮل اﻟﯿﻘ ﯿﻦ‬
‫ﺑﺨﺮوج ﺷﻲء ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫‪ ٤،٥،٦‬اﻟﻤﻨﻰ واﻟﻤﺬي واﻟﻮدي‪ :‬ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺬي‪" :‬ﻓﯿﮫ اﻟﻮﺿﻮء" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺸﯿﺨﺎن وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪،‬‬
‫وﻟﻘﻮل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ :‬أﻣﺎ اﻟﻤﻨ ﻰ ﻓﮭ ﻮ اﻟ ﺬي ﻣﻨ ﮫ اﻟﻐﺴ ﻞ‪ ،‬وأﻣ ﺎ اﻟﻤ ﺬي واﻟ ﻮدي ﻓﻘ ﺎل‪" :‬أﻏﺴ ﻞ ذﻛ ﺮك أو ﻣ ﺬاﻛﯿﺮك‪،‬‬
‫وﺗﻮﺿﺄ وﺿﻮءك ﻟﻠﺼﻼة" رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺴُﻨﻦ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻨﻮم ﻧﺎﻗﺾ ﻣﻄﻠﻖ ﻟﻠﻮﺿﻮء‪:‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ ﻋﺴﺎل رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺄﻣﺮﻧ ﺎ إذا ﻛﻨ ﺎ ﺳ ﻔﺮاً أﻻ ﻧﻨ ﺰع ﺧﻔﺎﻓﻨ ﺎ ﺛﻼﺛ ﺔ‬
‫أﯾﺎم وﻟﯿﺎﻟﯿﮭﻦ إﻻ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﺎﺋﻂ وﺑﻮل وﻧﻮم" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪ ،‬وﯾﺆﯾﺪه ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ‪:‬‬
‫" وﻛﺎء اﻟﺴﮫ اﻟﻌﯿﻨﺎن ﻓﻤﻦ ﻧﺎم ﻓﻠﯿﺘﻮﺿﺄ" وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ أﺑﻲ داود ‪]. ١٩٨‬اﻟﺴﮫ‪:‬اﻟﺪﺑﺮ[‬
‫ﺟـ‪ .‬زوال اﻟﻌﻘﻞ‪ :‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن أو ﺑﺎﻹﻏﻤﺎء أو ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ أو ﺑﺎﻟﺪواء‪ ،‬وﺳﻮاء ﻗﻞ أو ﻛﺜﺮ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا اﺗﻔﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬
‫د‪ .‬ﻣﺲ اﻟﻔﺮج ﺑﺪون ﺣﺎﺋﻞ اﻟﻤﻘﺘﺮن ﺑﺎﻟﺸﮭﻮة ‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺴﺮة ﺑﻨﺖ ﺻﻔﻮان رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫" ﻣﻦ ﻣﺲ ذﻛﺮه ﻓﻼ ﯾُﺼﻞﱢ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻮﺿﺄ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وﻟﺤﺪﯾﺚ ﻃَﻠْﻖ ‪ " :‬أن رﺟﻼً ﺳﺄل اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ رﺟﻞ ﯾﻤﺲ ذﻛﺮه‪ ،‬ھﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻮﺿﻮء ؟ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻻ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻨﻚ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬
‫إذن ﻓﺎﻟﻤﺲ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺑﺸﮭﻮة ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿﻮء وأﻣﺎ اﻟﻤﺲ ﺑﺸﮭﻮة ﻓﯿﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿ ﻮء وھ ﻮ اﺧﺘﯿ ﺎر ﺷ ﯿﺦ اﻹﺳ ﻼم اﺑ ﻦ ﺗﯿﻤﯿ ﺔ‬
‫ورﺟﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ راﺟﻊ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ )‪.(١٠٣‬‬
‫ھـ‪ :‬اﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﺤﻮم اﻹﺑﻞ‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﻟﺤﻮم اﻹﺑﻞ وﻻ ﻧﺘﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﻟﺤﻮم اﻟﻐﻨﻢ"‬
‫رواه اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﻨﻒ )‪ (٤٦/١‬ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻻ ﯾﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿﻮء‪:‬‬

‫أﺣﺒﺒﻨﺎ أن ﻧﺸﯿﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻇﻦ أﻧﮫ ﻧﺎﻗﺾ ﻟﻠﻮﺿﻮء وﻟﯿﺲ ﺑﻨﺎﻗﺾ‪ ،‬ﻟﻌ ﺪم ورود دﻟﯿ ﻞ ﺻ ﺤﯿﺢ ﯾﻤﻜ ﻦ أن ﯾﻌ ﻮل ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ‪،‬‬
‫وﺑﯿﺎﻧﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪٢٠‬‬
 ‫‪ -١‬ﻟﻤﺲ اﻟﻤﺮأة ﺑﺪون ﺣﺎﺋﻞ‪:‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗﺒﻠﮭ ﺎ وھ ﻮ ﺻ ﺎﺋﻢ وﻗ ﺎل ‪ " :‬إن اﻟﻘﺒﻠ ﺔ ﻻ ﺗ ﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿ ﻮء وﻻ‬
‫ﺗﻔﻄﺮ اﻟﺼﺎﺋﻢ" أﺧﺮﺟﮫ اﺳﺤﺎق ﺑﻦ راھﻮﯾﮫ‪ ،‬وأﺧﺮﺟﮫ أﯾﻀﺎً اﻟﺒﺰاز ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ‪ .‬ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻖ‪ :‬ﻻ أﻋﻠﻢ ﻟ ﮫ ﻋﻠ ﺔ ﺗﻮﺟ ﺐ ﺗﺮﻛ ﮫ‪ .‬وﻋﻨﮭ ﺎ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻓﻘﺪت رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ذات ﻟﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاش ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻮﺿﻌﺖ ﯾﺪي ﻋﻠ ﻰ ﺑﻄ ﻦ ﻗﺪﻣﯿ ﮫ‬
‫وھﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬وھﻤﺎ ﻣﻨﺼﻮﺑﺘﺎن‪ ،‬وھﻮ ﯾﻘﻮل " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﺮﺿﺎك ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻚ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻤﻌﺎﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺘﻚ‪ ،‬وأﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ‬
‫ﻣﻨﻚ‪ ،‬ﻻ أﺣﺼﻲ ﺛﻨﺎءً ﻋﻠﯿﻚ أﻧﺖ ﻛﻤﺎ أﺛﻨﯿﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ" رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪ .‬وﻋﻨﮭﺎ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺒّﻞ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﮫ ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﻼة وﻟﻢ ﯾﺘﻮﺿ ﺄ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻷرﺑﻌ ﺔ‪ ،‬ﺑﺴ ﻨﺪ رﺟﺎﻟ ﮫ ﺛﻘ ﺎت‪ ،‬وﻋﻨﮭ ﺎ رﺿ ﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﻛﻨﺖ أﻧﺎم ﺑﯿﻦ ﯾﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ورﺟﻼي ﻓﻲ ﻗﺒﻠﺘﮫ ﻓ ﺈذا ﺳ ﺠﺪ ﻏﻤﺰﻧ ﻲ ﻓﻘﺒﻀ ﺖ رﺟﻠ ﻲ" وﻓ ﻲ ﻟﻔ ﻆ‬
‫"ﻓﺈذا أراد أن ﯾﺴﺠﺪ ﻏﻤﺰ رﺟﻠﻲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪ .٢‬ﺧﺮوج اﻟﺪم ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺨﺮج اﻟﻤﻌﺘﺎد‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺑﺠﺮح أو ﺣﺠﺎﻣﺔ أو رﻋﺎف‪ ،‬وﺳﻮاء ﻛﺎن ﻗﻠﯿﻼً أو ﻛﺜﯿﺮاً‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬ﻣﺎ زال اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﯾﺼﻠﻮن ﻓﻲ ﺟﺮاﺣﺎﺗﮭﻢ" رواه اﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘ ﺎً ووﺻ ﻠﮫ اﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﺷ ﯿﺒﺔ‬
‫ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬وﻋَﺼَﺮَ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﺑﺜﺮة وﺧﺮج ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺪم ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ‪ .‬وﺑﺼﻖ اﺑﻦ أﺑﻲ أوﻓﻰ دﻣﺎً وﻣﻀ ﻰ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﮫ‬
‫وﺻﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وﺟﺮﺣﮫ ﯾﺜﻌﺐ دﻣﺎً ] أى ﯾﺠﺮي دﻣﮫ[ وﻗﺪ أﺻﯿﺐ ﻋﺒﺎد ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﺴﮭﺎم وھﻮ ﯾﺼ ﻠﻲ ﻓﺎﺳ ﺘﻤﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ‪ ،‬رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﻘﻲء ‪:‬‬
‫ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻞء اﻟﻔﻢ أو دوﻧﮫ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮد ﻓﻲ ﻧﻘﻀﮫ ﺣﺪﯾﺚ ﯾُﺤﺘﺞ ﺑﮫ‪.‬‬

‫‪ .٤‬ﺷﻚ اﻟﻤﺘﻮﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺪث‪:‬‬

‫إذا ﺷﻚ اﻟﻤﺘﻄﮭﺮ‪ ،‬ھﻞ أﺣﺪث أم ﻻ ؟ ﻻ ﯾﻀﺮه اﻟﺸﻚ وﻻ ﯾﻨﺘﻘﺾ وﺿﻮءه‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺼ ﻼة أو ﺧﺎرﺟﮭ ﺎ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﯾﺘ ﯿﻘﻦ‬
‫أﻧﮫ أﺣﺪث‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺎد ﺑﻦ ﺗﻤﯿﻢ ﻋﻦ ﻋﻤﮫ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﺷﻜﻰ إﻟﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬اﻟﺮﺟ ﻞ ﯾﺨﯿ ﻞ إﻟﯿ ﮫ أﻧ ﮫ ﯾﺠ ﺪ‬
‫اﻟﺸﻲء ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﻨﺼﺮف ﺣﺘﻰ ﯾﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً أو ﯾﺠﺪ رﯾﺤﺎً" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬إذا وﺟﺪ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺄﺷﻜﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ أﺧ ﺮج ﻣﻨ ﮫ ﺷ ﻲء أم ﻻ؟ ﻓ ﻼ ﯾﺨ ﺮج ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً أو ﯾﺠﺪ رﯾﺤﺎً" رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬وﻟﯿﺲ اﻟﻤﺮاد ﺧﺼﻮص ﺳﻤﺎع اﻟﺼﻮت ووﺟﺪان اﻟﺮﯾﺢ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﻌﻤﺪة اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺄﻧﮫ ﺧﺮج ﻣﻨﮫ ﺷﻲء‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ‬
‫اﻟﻤﺒﺎرك‪ :‬إذا ﺷﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺪث ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻮﺿﻮء ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻦ اﺳﺘﯿﻘﺎﻧﺎً ﯾﻘﺪر أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗﯿﻘﻦ اﻟﺤﺪث وﺷ ﻚ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻄﮭﺎرة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠﺰﻣﮫ اﻟﻮﺿﻮء ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫‪ .٥‬اﻟﻘﮭﻘﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻻ ﺗﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿﻮء‪ ،‬ﻟﻌﺪم ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫‪ .٦‬ﺗﻐﺴﯿﻞ اﻟﻤﯿﺖ ﻻ ﯾﺠﺐ ﻣﻨﮫ اﻟﻮﺿﻮء ﻟﻀﻌﻒ دﻟﯿﻞ اﻟﻨﻘﺾ‪.‬‬

‫‪ .٧‬ﻣﺲ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﺪون ﺷﮭﻮة‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻃﻠﻖ " أن رﺟﻼً ﺳﺄل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ رﺟ ﻞ ﯾﻤ ﺲ ذﻛ ﺮه ھ ﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺿ ﻮء ؟‬
‫ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻻ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻨﻚ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻟﮫ اﻟﻮﺿﻮء ‪:‬‬

‫اﻷول‪ :‬اﻟﺼﻼة ﻣﻄﻠﻘ ﺎً‪ ،‬ﻓﺮﺿ ﺎً أو ﻧﻔ ﻼً‪ ،‬وﻟ ﻮ ﺻ ﻼة ﺟﻨ ﺎزة ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا إذا ﻗﻤ ﺘﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺎﻏﺴ ﻠﻮا‬
‫وﺟﻮھﻜﻢ وأﯾﺪﯾﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﻓﻖ‪ ،‬واﻣﺴﺤﻮا ﺑﺮءوﺳﻜﻢ وأرﺟﻠﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﯿﻦ" "اﻟﻤﺎﺋﺪة )‪ ."(٦‬أي إذا أردﺗﻢ اﻟﻘﯿﺎم إﻟﻰ اﻟﺼ ﻼة وأﻧ ﺘﻢ‬
‫ﻣﺤﺪﺛﻮن ﻓﺎﻏﺴﻠﻮا‪ ،‬وﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﯾﻘﺒﻞ اﷲ ﺻﻼة ﺑﻐﯿﺮ ﻃﮭﻮر‪ ،‬وﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻏﻠﻮل " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬
‫إﻻ اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫]واﻟﻐﻠﻮل‪ :‬أي اﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﻗﺴﻤﺘﮭﺎ‪[.‬‬

‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ‪ :‬ﻟﻤﺎ رواه اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬اﻟﻄ ﻮاف ﺻ ﻼة إﻻ أن اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺣﻞ ﻓﯿﮫ اﻟﻜ ﻼم‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﺗﻜﻠ ﻢ ﻓ ﻼ ﯾ ﺘﻜﻠﻢ إﻻ ﺑﺨﯿ ﺮ" رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ‪ ،‬واﺑ ﻦ اﻟﺴ ﻜﻦ واﺑ ﻦ ﺧﺰﯾﻤ ﮫ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣٨٥٠‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻮﺿﻮء وﯾﻨﺪب ﻓﻲ اﻷﺣﻮال اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻋﻨﺪ ذﻛﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪:‬‬

‫‪٢١‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮ ﺑﻦ ﻗﻨﻔﺬ رﺿﻲ ﻋﻨﮫ‪" :‬أﻧﮫ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬وھ ﻮ ﯾﺘﻮﺿ ﺄ ﻓﻠ ﻢ ﯾ ﺮد ﻋﻠﯿ ﮫ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻮﺿ ﺄ ﻓ ﺮ ّد‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻗﺎل إﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻤﻨﻌﻨﻲ أن أرد ﻋﻠﯿﻚ إﻻ أﻧﻲ ﻛﺮھﺖ أن أذﻛﺮ اﷲ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرة" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٢٤٦٨‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ﺟﮭﯿﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪" :‬أﻗﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﺑﺌﺮ ﺟﻤﻞ ﻓﻠﻘﯿﮫ رﺟﻞ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻢ‬
‫ﯾﺮد ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺪار ﻓﻤﺴﺢ ﺑﻮﺟﮭﮫ وﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬ﺛﻢ رد ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬وھﺬا‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻷﻓﻀﻠﯿﺔ واﻟﻨﺪب وإﻻ ﻓﺬﻛﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻤﺘﻄﮭ ﺮ واﻟﻤﺤ ﺪث واﻟﻤﺠﻨ ﺐ واﻟﻘ ﺎﺋﻢ واﻟﻘﺎﻋ ﺪ‪ ،‬واﻟﻤﺎﺷ ﻲ واﻟﻤﻀ ﻄﺠﻊ‬
‫ﺑﺪون ﻛﺮاھﺔ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ‪" :‬ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾ ﺬﻛﺮ اﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ أﺣﯿﺎﻧ ﮫ" رواه‬
‫اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪]. (٤٨١٩‬ﺑﺌﺮ ﺟﻤﻞ ‪:‬ﻣﻮﺿﻊ ﯾﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ[‬

‫‪ .٢‬ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم‪:‬‬
‫ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎزب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا أﺗﯿﺖ ﻣﻀﺠﻌﻚ ﻓﺘﻮﺿﺄ وﺿﻮءك ﻟﻠﺼﻼة ﺛﻢ‬
‫اﺿﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﻚ اﻷﯾﻤﻦ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﻞ اﻟﻠﮭﻢ أﺳﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴ ﻲ إﻟﯿ ﻚ‪ ،‬ووﺟﮭ ﺖ وﺟﮭ ﻲ إﻟﯿ ﻚ‪ ،‬وﻓﻮﺿ ﺖ أﻣ ﺮي إﻟﯿ ﻚ‪ ،‬وأﻟﺠ ﺄت ﻇﮭ ﺮي إﻟﯿ ﻚ‪،‬‬
‫رﻏﺒﺔ ورھﺒﺔ إﻟﯿﻚ‪ ،‬ﻻ ﻣﻠﺠﺄ وﻻ ﻣﻨﺠﻰ ﻣﻨﻚ إﻻ إﻟﯿﻚ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ آﻣﻨﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﻚ اﻟﺬي أﻧﺰﻟﺖ‪ ،‬وﻧﺒﯿﻚ اﻟﺬي أرﺳﻠﺖ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺖ ﻣ ﻦ ﻟﯿﻠﺘ ﻚ ﻓﺄﻧ ﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة‪ ،‬واﺟﻌﻠﮭﻦ آﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ"‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺮددﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ "اﻟﻠﮭﻢ آﻣﻨﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﻚ اﻟ ﺬي‬
‫أﻧﺰﻟﺖ" ‪ ،‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ورﺳﻮﻟﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪" :‬ﻻ ‪ ...‬وﻧﺒﯿﻚ اﻟﺬي أرﺳﻠﺖ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬

‫‪ .٣‬ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻮﺿﻮء ﻟﻠﺠﻨﺐ‪:‬‬

‫" إذا أراد أن ﯾﺄﻛﻞ أو ﯾﺸﺮب أو ﯾﻌﺎود اﻟﺠﻤﺎع‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻛﺎن‬
‫ﺟُﻨﺒﺎً ﻓﺄراد أن ﯾﺄﻛﻞ أو ﯾﺸﺮب أو ﯾﻨﺎم ﺗﻮﺿﺄ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٤٥٣٦‬وﻋﻦ ﻋﻤﺎر ﺑﻦ ﯾﺎﺳﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺧﺺ ﻟﻠﺠﻨﺐ إذا أراد أن ﯾﺄﻛ ﻞ أو ﯾﺸ ﺮب أو ﯾﻨ ﺎم أن ﯾﺘﻮﺿ ﺄ وﺿ ﻮءه ﻟﻠﺼ ﻼة" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺻ ﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫وﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬إذا أﺗ ﻰ أﺣ ﺪﻛﻢ أھﻠ ﮫ ﺛ ﻢ أراد أن ﯾﻌ ﻮد ﻓﻠﯿﺘﻮﺿ ﺄ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪ .٤‬ﯾﻨﺪب ﻣﻦ أﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﺴﺘﮫ اﻟﻨﺎر‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻗﺎرظ ﻗﺎل‪ :‬ﻣﺮرت ﺑﺄﺑﻲ ھﺮﯾﺮة وھﻮ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻓﻘﺎل‪ :‬أﺗﺪري ﻣﻢ أﺗﻮﺿﺄ ؟ ﻣﻦ أﺛﻮار أﻗِﻂ أﻛﻠﺘﮭﺎ‪،‬‬
‫"ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻦ اﻟﺠﺎﻣﺪ" ﻷﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل‪" :‬ﺗﻮﺿ ﺄوا ﻣﻤ ﺎ ﻣﺴ ﺖ اﻟﻨ ﺎر" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫واﻷرﺑﻌﺔ‪ .‬وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬ﺗﻮﺿ ﺄوا ﻣﻤ ﺎ ﻣﺴ ﺖ اﻟﻨ ﺎر" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ .‬واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮء ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺪب‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ أﻣﯿﺔ اﻟﻀﻤﺮي رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل "رأﯾ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﺘﺰ ﻣﻦ ﻛﺘﻒ ﺷﺎة ﻓﺄﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﺪﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ﻓﻘﺎم وﻃﺮح اﻟﺴﻜﯿﻦ وﺻﻠﻰ وﻟﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ" ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﻗ ﺎل‬
‫اﻟﻨﻮوي ‪ :‬ﻓﯿﮫ ﺟﻮاز ﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﯿﻦ‪.‬‬

‫‪ .٦‬ﺗﺠﺪﯾﺪ اﻟﻮﺿﻮء ﻟﻜﻞ ﺻﻼة‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﺮﯾﺪة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺻﻼة‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻮم اﻟﻔ ﺘﺢ ﺗﻮﺿ ﺄ‬
‫وﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺧُﻔﯿﮫ وﺻﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات ﺑﻮﺿﻮء واﺣﺪ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻋﻤﺮ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻚ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﯿﺌﺎً ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺗﻔﻌﻠ ﮫ ﻓﻘ ﺎل‪" :‬ﻋﻤ ﺪاً ﻓﻌﻠﺘ ﮫ‬
‫ﯾﺎﻋﻤﺮ" رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ ،‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮو اﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ اﻷﻧﺼﺎري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﯾﻘﻮل "ﻛ ﺎن ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺻﻼة‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻛﯿﻒ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺼﻨﻌﻮن ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺼﻠﻲ اﻟﺼﻠﻮات ﺑﻮﺿﻮء واﺣﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ‬
‫ﻧﺤﺪث" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪ .٧‬اﻟﻮﺿﻮء ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺣﺪث‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﺮﯾﺪة ﺑﻦ اﻟﺤﺼﯿﺐ ﻗﺎل‪" :‬أﺻﺒﺢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻼﻻً ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ ﺑﻼل ﺑﻤﺎ ﺳﺒﻘﺘﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺠﻨ ﺔ ؟ إﻧ ﻲ‬
‫دﺧﻠﺖ اﻟﺒﺎرﺣﺔ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺧﺸﺨﺸﺘﻚ أﻣﺎﻣﻲ ؟ ﻓﻘﺎل ﺑﻼل ‪:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎ أذّﻧﺖ ﻗﻂ إﻻ ﺻﻠﯿﺖ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ وﻻ أﺻ ﺎﺑﻨﻲ ﺣ ﺪث ﻗ ﻂ إﻻ‬
‫ﺗﻮﺿﺄت ﻋﻨﺪه ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻟﮭﺬا ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎﻛﻢ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ "ﺻﺤﯿﺤﮫ"‪.‬‬

‫‪ .٨‬اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ اﻟﻘﻲء ‪ :‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻣﻌ ﺪان ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﻠﺤ ﺔ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ اﻟ ﺪرداء‪" :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎء ﻓ ﺄﻓﻄﺮ‪،‬‬
‫ﻓﺘﻮﺿﺄ‪ ،‬ﻓﻠﻘﯿﺖ ﺛﻮﺑﺎن ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﺬﻛﺮت ذﻟﻚ ﻟﮫ ‪ :‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺻﺪق أﻧﺎ ﺻﺒﺒﺖ ﻟﮫ وﺿﻮءه"‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪ .٩‬اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ ﺣﻤﻞ اﻟﻤﯿﺖ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻏﺴﻞ ﻣﯿﺘﺎً ﻓﻠﯿﻐﺘﺴﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺣﻤﻠﮫ ﻓﻠﯿﺘﻮﺿﺄ" ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٦٢٧٨‬‬

‫ﻓﻮاﺋﺪ ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻤﺘﻮﺿﻰء إﻟﯿﮭﺎ‪:‬‬

‫‪٢٢‬‬
 ‫‪ .١‬اﻟﻜﻼم اﻟﻤﺒﺎح أﺛﻨﺎء اﻟﻮﺿﻮء ﻣﺒﺎح‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮد ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ اﻷﻋﻀﺎء ﺑﺎﻃﻞ ﻻ أﺻﻞ ﻟﮫ‪ ،‬واﻟﻤﻄﻠﻮب اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮھﺎ ﻓﻲ ﺳُﻨﻦ اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻟﻮ ﺷﻚ اﻟﻤﺘﻮﺿﻰء ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﻐﺴﻼت ﯾﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﻘﯿﻦ‪ ،‬وھﻮ اﻷﻗﻞ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﺟﻮد اﻟﺤﺎﺋﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻤﻊ ﻋﻠﻰ أي ﻋﻀﻮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﻮﺿﻮء ﯾﺒﻄﻠﮫ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻠﻮن وﺣﺪه‪ ،‬ﻛﺎﻟﺨﻀﺎب ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء ﻣﺜﻼً‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺆﺛﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﺔ اﻟﻮﺿﻮء‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻮل ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮة وﺑﯿﻦ وﺻﻮل اﻟﻤﺎء إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﮫ ﺳﻠﺲ ﺑﻮل أو اﻧﻔﻼت رﯾﺢ‪ ،‬أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﺬار ﯾﺘﻮﺿﺌﻮن ﻟﻜﻞ ﺻﻼة‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺬر ﯾﺴﺘﻐﺮق ﺟﻤﯿ ﻊ‬
‫اﻟﻮﻗﺖ‪ ،‬أو ﻛﺎن ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺿﺒﻄﮫ‪ ،‬وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺻﻼﺗﮭﻢ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﻣﻊ ﻗﯿﺎم اﻟﻌﺬر‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺠﻮز اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺒﺎح ﻟﻠﻤﺘﻮﺿﻰء أن ﯾﻨﺸﻒ أﻋﻀﺎءه ﺑﻤﻨﺪﯾﻞ وﻧﺤﻮه ﺻﯿﻔﺎً وﺷﺘﺎء‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﯿﻦ‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ‪:‬‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﯿﻦ وﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻨﺎھﻤ ﺎ ﻛ ﺎﻟﺠﻮرﺑﯿﻦ واﻟﻠﻔ ﺎﺋﻒ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺿ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺮوح ﺛﺎﺑﺘ ﺔ ﺑﺎﻟﺴﱡ ﻨّﺔ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ ﻟﻘ ﻮل‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ "إذا ﺗﻮﺿ ﺄ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓﻠ ﺒﺲ ﺧﻔﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻤﺴ ﺢ ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ وﻟﯿﺼ ﻞﱢ وﻻ ﯾﺨﻠﻌﮭﻤ ﺎ إن ﺷ ﺎء إﻻ ﻣ ﻦ ﺟﻨﺎﺑ ﺔ"‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ )‪. (٤٦٠‬ﺷ ﺮوط اﻟﻤﺴ ﺢ‪ :‬أن ﯾﻠﺒﺴ ﮭﻤﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻃﮭ ﺎرة ﻟﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻟﻠﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻟﻤﺎ أراد أن ﯾﻨﺰع ﺧﻔﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﯿﻐﺴﻞ رﺟﻠﯿﮫ ﻓﻲ وﺿﻮءه "دﻋﮭﻤﺎ ﻓﺈﻧﻲ أدﺧﻠﺘﮭﻤﺎ‬
‫ﻃﺎھﺮﺗﯿﻦ ﻓﻤﺴﺢ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺤﻞ اﻟﻤﺴﺢ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺤﻞ اﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺢ ھﻮ ﻇﺎھﺮ اﻟﺨﻒ ﻟﻘﻮل ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ " ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺮأي ﻟﻜﺎن أﺳﻔﻞ اﻟﺨﻒ أوﻟ ﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺢ ﻣ ﻦ‬
‫أﻋﻼه وﻗﺪ رأﯾﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻇﺎھﺮ ﺧﻔﯿﮫ"‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(١٠٣‬‬

‫ﺗﻮﻗﯿﺖ اﻟﻤﺴﺢ‪:‬‬
‫وھﻮ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ ﻟﻠﻤﻘﯿﻢ وﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وﻟﯿﺎﻟﯿﮭﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪث ﻓﻲ أﺻﺢ ﻗ ﻮﻟﻰ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﻔﻮان ﺑ ﻦ ﻋﺴ ﺎل‬
‫ﻗﺎل " أﻣﺮﻧﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﻧﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﯿﻦ إذا ﻧﺤﻦ أدﺧﻠﻨﺎھﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺮ ﺛﻼﺛﺎً إذا ﺳ ﺎﻓﺮﻧﺎ‪ ،‬وﯾﻮﻣ ﺎً وﻟﯿﻠ ﺔ إذا‬
‫أﻗﻤﻨﺎ وﻻ ﻧﺨﻠﻌﮭﻤﺎ إﻻ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺑﺔ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻌﻠﯿﻞ )‪.(١٠٤‬‬
‫وأﯾﻀﺎً ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺷﺮﯾﺢ ﺑﻦ ھﺎﻧﻰء ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺳ ﺄل ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻔ ﯿﻦ ﻗ ﺎل ‪" :‬ﻟﻠﻤﺴ ﺎﻓﺮ ﺛﻼﺛ ﺔ أﯾ ﺎم وﻟﯿ ﺎﻟﯿﮭﻦ‬
‫وﻟﻠﻤﻘﯿﻢ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺻﻔﺔ اﻟﻤﺴﺢ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺘﻮﺿﻰء ﺑﻌﺪ أن ﯾﺘﻢ وﺿﻮءه وﯾﻠﺒﺲ اﻟﺨﻒ أو اﻟﺠﻮرب ﯾﺼﺢ ﻟﮫ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻠﻤﺎ أراد اﻟﻮﺿﻮء ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻏﺴﻞ رﺟﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺒﻄﻞ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﯿﻦ‪:‬‬

‫اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻓﻘﻂ‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ ﻋﺴّﺎل اﻟﻤﺘﻘﺪم‪ .‬وﻻ ﯾﻨﻘﺾ وﺿﻮء اﻟﻤﺎﺳﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻒ واﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺑﻨﺰﻋﮭﻤﺎ وﻻ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎء اﻟﻤﺪة‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺴﺢ رأﺳﮫ وﻻ ﻏﺴﻞ ﻗﺪﻣﯿﮫ وھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي ﻛﺈزاﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻤﺴﻮح‪ ...‬ھﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻻﺧﺘﯿﺎرات )ص‪ (٩‬وھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻘﺪ أﺧﺮج اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻄﺤﺎوي ﻓﻲ ]ﺷﺮح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ[ ﻋﻦ أﺑ ﻲ ﻇﺒﯿ ﺎن أﻧ ﮫ‬
‫رأى ﻋﻠﯿﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺑﺎل ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺛﻢ دﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﺘﻮﺿﺄ وﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻠﯿﮫ ﺛﻢ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺨﻠﻊ ﻧﻌﻠﯿﮫ ﺛﻢ ﺻ ﻠﻰ‪ .‬زاد اﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ )ﻓ ﺄم‬
‫اﻟﻨﺎس( وإﺳﻨﺎدھﻤﺎ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ )اﻧﻈﺮ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ ص ‪.(١١٥ - ١١٤‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﻤﺴﺢ‪:‬‬
‫ھﻮ أن ﯾﺒﻞ ﯾﺪﯾﮫ ﺛﻢ ﯾﻀﻊ ﻛﻒ ﯾﺪه اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻷﺻﺎﺑﻊ ﺛﻢ ﯾﻤﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ اﻟﺨﻒ إﻟﻰ اﻟﺴﺎق‪.‬‬

‫‪٢٣‬‬
 ‫اﻟﻐُﺴــــﻞ‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ‪:‬‬
‫ﺛﺎﺑ ﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴﱡ ﻨّﺔ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "وإن ﻛﻨ ﺘﻢ ﺟﻨﺒ ﺎً ﻓ ﺎﻃّﮭّﺮوا" وﻟﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " إذا ﻓﻀ ﺨﺖ اﻟﻤ ﺎء‬
‫ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ" ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪. (١٢٥‬‬

‫ﻣﻮﺟﺒﺎﺗﮫ‪:‬‬
‫ﯾﺠﺐ اﻟﻐﺴﻞ ﻟﺨﻤﺴﺔ أﻣﻮر‪.‬‬
‫‪ ٢ - ١‬اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ وﺗﺸﻤﻞ‬
‫أ‪ -‬اﻟﺠﻤﺎع ‪ :‬وھﻮ اﻟﺘﻘﺎء اﻟﺨﺘﺎﻧﯿﻦ وﻟﻮ ﺑﺪون إﻧﺰال‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺧﺮوج اﻟﻤﻨﻲ ﺑﺸﮭﻮة ﻓﻲ اﻟﻨﻮم أو اﻟﯿﻘﻈﺔ ﻣﻦ ذﻛﺮ أو أﻧﺜﻰ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "وإن ﻛﻨﺘﻢ ﺟﻨﺒﺎً ﻓﺎﻃّﮭّﺮوا" وﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إذا ﺟﻠﺲ ﺑﯿﻦ ﺷﻌﺒﮭﺎ اﻷرﺑﻊ وﻣﺲ اﻟﺨﺘﺎن اﻟﺨﺘﺎن وﺟﺐ اﻟﻐﺴﻞ" ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(١٢٧‬‬
‫وﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺎء" رواه ﻣﺴﻠﻢ " ﻣﻌﻨﺎه ]أي اﻻﻏﺘﺴﺎل ﻣﻦ اﻹﻧﺰال[ ﻓﺎﻟﻤﺎء اﻷول ھﻮ اﻟﻤ ﺎء‬
‫اﻟﻤﻄﮭﺮ واﻟﺜﺎﻧﻲ ھﻮ اﻟﻤﻨﻲ" ‪ .‬وﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻟﻤﺎ ﺳُﺌﻞ ھﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻏﺴﻞ إذا اﺣﺘﻠﻤﺖ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﻌﻢ إذا‬
‫رأت اﻟﻤﺎء" ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪.(١٢٥‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت‪-:‬‬
‫أوﻻً‪ -:‬إذا ﺧﺮج اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺷﮭﻮة ﺑﻞ ﻟﻤﺮض أو ﺑﺮد ﻓﻼ ﯾﺠﺐ اﻟﻐﺴﻞ ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "إذا ﻓﻀﺨﺖ اﻟﻤﺎء‬
‫ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ" ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬
‫واﻟﻔﻀﺦ‪ :‬ھﻮ ﺧﺮوج اﻟﻤﺎء ﺑﺸﺪة وﺷﮭﻮة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬إذا اﺣﺘﻠﻢ وﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻣﻨﯿّﺎً ﻓﻼ ﻏﺴﻞ ﻋﻠﯿﮫ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ :‬أﺟﻤﻊ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻛﻞ ﻣﻦ أﺣﻔﻆ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪ .‬وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻤ ﺎ ﺳُ ﺌﻞ ھ ﻞ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺮأة ﻏُﺴﻞ إذا اﺣﺘﻠﻤﺖ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﻌﻢ إذا رأت اﻟﻤﺎء" ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪ (١٢٥‬ھﺬا ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ إذا ﻟﻢ ﺗ ﺮه ﻓ ﻼ‬
‫ﻏُﺴﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ :‬ﻋﻦ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺳُﺌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺮﺟ ﻞ ﯾﺠ ﺪ اﻟﺒﻠ ﻞ وﻻ ﯾ ﺬﻛﺮ اﺣﺘﻼﻣ ًﺎ‬
‫ﻓﻘﺎل ﯾﻐﺘﺴﻞ ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺮى أﻧﮫ ﻗﺪ اﺣﺘﻠﻢ وﻻ ﯾﺠﺪ اﻟﺒﻠﻞ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻻ ﻏُﺴﻞ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪ :‬اﻟﻤﺮأة ﺗﺮى ذﻟﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻐﺴﻞ ؟‬
‫ﻗﺎل ﻧﻌﻢ إﻧﻤﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء ﺷ ﻘﺎﺋﻖ اﻟﺮﺟ ﺎل"‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴ ﺔ إﻻ اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‪ ،‬ورﺟﺎﻟ ﮫ ھ ﻢ رﺟ ﺎل اﻟﺼ ﺤﯿﺢ إﻻ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ اﻟﻌﻤ ﺮي ﻓﻘ ﺪ‬
‫اﺧﺘﻠﻒ ﻓﯿﮫ إﻻ أن اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻗﺪ ﻗﺎل ﻋﻨﮫ إﻧﮫ ﺻﺎﻟﺢ وﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ )ﻧﯿﻞ‬
‫اﻷوﻃﺎرم‪١‬ج‪. (٢٢٣ = ١‬‬
‫راﺑﻌﺎً‪ :‬إذا أﺣﺲ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎل اﻟﻤﻨﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﮭﻮة‪ ،‬ﻓﺄﻣﺴﻚ ذﻛﺮه‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺨﺮج ﻓﻼ ﻏﺴﻞ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻋﻠﻖ اﻟﻐﺴﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫رؤﯾﺔ اﻟﻤﺎء‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺪوﻧﮫ‪ ،‬ﻟﻜﻦ إذا ﻣﺸﻰ ﻓﺨﺮج اﻟﻤﻨﻰ ﻓﻌﻠﯿﮫ اﻟﻐُﺴﻞ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس‪ :‬ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ "وﻻ ﺗﻘﺮﺑ ﻮھﻦ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻄﮭ ﺮن ﻓ ﺈذا ﺗﻄﮭ ﺮن ﻓ ﺄﺗﻮھﻦ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ أﻣ ﺮﻛﻢ اﷲ"‬
‫اﻟﺒﻘﺮة )‪ . (٢٢٢‬وﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ أﺑ ﻲ ﺣُﺒ ﯿﺶ "دﻋ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﻗ ﺪر اﻷﯾ ﺎم اﻟﺘ ﻲ ﻛﻨ ﺖ ﺗﺤﯿﻀ ﯿﻦ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ اﻏﺘﺴﻠﻲ وﺻﻠﻲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ھﺬا وارداً ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺾ إﻻ أن اﻟﻨﻔﺎس ﻛﺎﻟﺤﯿﺾ ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫‪ .٤‬اﻟﻤﻮت‪ :‬إذا ﻣﺎت اﻟﻤُﺴﻠﻢ وﺟﺐ ﺗﻐﺴﯿﻠﮫ إﺟﻤﺎﻋﺎً ﻟﻤﺎ ورد أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ أﻣﺮ ﺑﻐﺴﻞ ﺑﻨﺘﮫ زﯾﻨﺐ ﻟﻤﺎ ﻣﺎﺗﺖ‬
‫رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أم ﻋﻄﯿ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ‪" :‬دﺧ ﻞ ﻋﻠﯿﻨ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﻧﺤ ﻦ ﻧﻐﺴ ﻞ اﺑﻨﺘ ﮫ ﻓﻘ ﺎل‪:‬‬
‫اﻏﺴﻠﻨﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎً أو ﺧﻤﺴﺎً أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ -‬إن رأﯾﺘﻦ ذﻟﻚ ‪ -‬ﺑﻤﺎء وﺳﺪر‪ ،‬واﺟﻌﻠﻦ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻛﺎﻓﻮراً أو ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ﻛﺎﻓﻮر ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺮﻏﺘﻦ‬
‫ﻓﺂذﻧﻨﻲ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻓﺮﻏﻨﺎ آذﻧﺎه ﻓﺄﻟﻘﻰ إﻟﯿﮭﺎ ﺣِﻘﻮهُ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺷﻌﺮﻧﮭﺎ إﯾﺎه ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ]ﺣﻘﻮه ‪ :‬ﺗﻌﻨﻲ إزاره‪[.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﻜﺎﻓﺮ إذا أﺳﻠﻢ‪ :‬ﻓﻤﻦ دﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ اﻹﺳﻼم وﺟ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻐُﺴ ﻞ ﻟﻤ ﺎ ورد ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ﻣ ﻦ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺪ أﻣﺮ ﻗﯿﺲ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ أن ﯾﻐﺘﺴﻞ ﺣﯿﻦ أﺳﻠﻢ" رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻرواء )‪. (١٢٨‬‬

‫ﺑﺎب ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن وﻣﺲ اﻟﻤﺼﺤﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺠُﻨﺐ‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺐ أن ﯾﻘﺮأ ﺷ ﯿﺌﺎً ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮآن ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻋﻠ ﻲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ " أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺤﺠﺒﮫ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ﺷﻲء ﻟﯿﺲ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ" رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿ ﺮه ﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻓﻆ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺘﺢ‬
‫وﺿﻌﻒ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﺾ رواﺗﮫ واﻟﺤﻖ أﻧﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻞ اﻟﺤﺴﻦ ﯾﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﺠﺔ‪ .‬وﻗﺪ ﺿﻌّﻒ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻷﻧ ﮫ ﺗﻔ ﺮد‬
‫ﺑﮫ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﻐﯿﺮ ﺑﺂﺧﺮ ﻋﻤﺮه ﺑﺎﻋﺘﺮاف اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ "اﻟﺘﻘﺮﯾﺐ" وﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺪّث ﺑﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وھ ﻮ ﻓ ﻲ ھ ﺬه‬

‫‪٢٤‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ‪ ،‬وھﻲ ﻋﻠﺔ ﻗﻮﯾﺔ ﺗﻮرث ﺷﺒﮭﺔ ﻓﻲ ﺛﺒﻮت اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﮫ ﺳﯿﻤﺎ وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻣ ﺎ ﯾﻌﺎرﺿ ﮫ )اﻧﻈ ﺮ ﺗﻤ ﺎم‬
‫اﻟﻤﻨﺔ ص ‪.(١١٧ - ١١٦‬‬
‫وذﻛﺮ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ :‬أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة ﻟﻠﺠﻨﺐ ﺑﺄﺳﺎً وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ "ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﺣﯿﺎﻧﮫ" ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٤٨١٩‬وﻗﺪ ذھﺐ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻄﺒﺮي واﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر إﻟﻰ ﺟﻮاز‬
‫ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ اﻟﺠُﻨﺐ ﻟﻌﻤﻮم ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮر‪.‬وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮ ﺑﻦ ﻗﻨﻔﺬ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل ‪" :‬أﻧ ﮫ ﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻓﻠﻢ ﯾﺮد ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺿﺄ ﻓﺮد ﻋﻠﯿﮫ وﻗﺎل‪" :‬إﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻤﻨﻌﻨﻲ أن أرد ﻋﻠﯿ ﻚ إﻻ أﻧ ﻲ‬
‫ﻛﺮھﺖ أن أذﻛﺮ اﷲ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرة" ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ .(٢٤٦٨‬ﻓﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وإن ﻛﺎن ورد ﻓﻲ اﻟﺴﻼم‬
‫إﻻ أﻧﮫ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ ﻛﺮاھﺔ ﻗﺮاءة اﻟﺠﻨﺐ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺮآن أوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﻼم ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻇﺎھﺮ‪ ،‬واﻟﻜﺮاھﺔ ﻻ ﺗﻨ ﺎﻓﻲ اﻟﺠ ﻮاز ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ ﻣﻌ ﺮوف وھ ﻮ‬
‫أﻋﺪل اﻷﻗﻮال إن ﺷﺎء اﷲ‪ .‬وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﺲ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺠﻨﺐ ﻓﺎﻟﺒﺮاءة اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﺠﻮاز ﻣﺲ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺠﻨﺐ وﻟﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب ﻧﻘﻞ ﺻﺤﯿﺢ ﯾﺠﯿﺰ اﻟﺨﺮوج ﻋﻨﮭﺎ ]راﺟﻊ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ )‪[.(١١٦‬‬

‫ﺑﺎب ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺐ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺼﻼة‪ :‬ﻓﺮﺿﺎً ﻛﺎﻧﺖ أو ﻧﻔﻼً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮا اﻟﺼﻼة وأﻧﺘﻢ ﺳﻜﺎرى ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﻮن‪ ،‬وﻻ ﺟُﻨﺒﺎً‬
‫إﻻ ﻋﺎﺑﺮي ﺳﺒﯿﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺘﺴﻠﻮا" اﻟﻨﺴﺎء )‪.(٤٣‬‬

‫‪ .٢‬اﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ‪ :‬ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﺻﻼة وﻟﻜﻦ اﷲ أﺣﻞ ﻓﯿﮫ اﻟﻨﻄﻖ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻧﻄﻖ ﻓ ﻼ ﯾﻨﻄ ﻖ‬
‫إﻻ ﺑﺨﯿﺮ" ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٣٨٤٩‬وأﻣﺎ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻤﻜﺚ ﻓﻲ ﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﺠﻨﺐ ﻓﺎﻟﺒﺮاءة اﻷﺻ ﻠﯿﺔ ﻣ ﻊ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا‬
‫ﺑﺠﻮاز اﻟﻤﻜﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﺠﻨﺐ وﻻ ﯾﻮﺟﺪ دﻟﯿﻞ ﻧﻘﻠﻲ ﺻﺤﯿﺢ ﯾُﺠﯿﺰ اﻟﺨﺮوج ﻋﻨﮭﺎ‪ .‬راﺟﻊ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻤﺎم‬
‫اﻟﻤﻨﺔ )‪.(١١٩ - ١١٨‬‬

‫اﻷﻏﺴﺎل اﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ‬

‫أي اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺪح اﻟﻤﻜﻠّﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﮭﺎ وﯾﺜﺎب ‪ ،‬وإذا ﺗﺮﻛﮭﺎ ﻻ ﻟﻮم ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﻋﻘﺎب ‪ ،‬وھﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ -١‬ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﯾ ﻮم اﺟﺘﻤ ﺎع ﻟﻠﻌﺒ ﺎدة واﻟﺼ ﻼة أﻣ ﺮ اﻟﺸ ﺎرع ﺑﺎﻟﻐﺴ ﻞ وأﻛ ﺪه ‪ ،‬ﻟﯿﻜ ﻮن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ اﺟﺘﻤ ﺎﻋﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ‬
‫أﺣﺴﻦ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻟﺘﻄﮭﺮ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪:‬‬
‫أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ” ﻏُﺴْﻞُ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬واﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣُﺤْﺘَﻠﻢ وأن ﯾﻤﺲﱠ ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺐ ﻣﺎ ﯾﻘﺪرُ ﻋﻠﯿﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎريﱡ‬
‫وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﻤ ﺮاد ﺑ ﺎﻟﻤﺤﺘﻠﻢ اﻟﺒ ﺎﻟﻎ ‪ ،‬واﻟﻤ ﺮاد ﺑ ﺎﻟﻮﺟﻮب ﺗﺄﻛﯿ ﺪ اﺳ ﺘﺤﺒﺎﺑﮫ ‪ ،‬ﺑ ﺪﻟﯿﻞ ﻣ ﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪" :‬أن ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺨﻄﺎب ﺑﯿﻨﻤﺎ ھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﯾﻮم اﻟﺤﻤﻌﺔ ‪ ،‬إذ دﺧﻞ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ اﻷوﻟﯿﻦ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪،‬‬
‫وھﻮ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﻓﻨﺎداه ﻋﻤﺮ ‪ :‬أﯾﺔ ﺳﺎﻋﺔ ھﺬه ؟ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﺷﻐﻠﺖ ﻓﻠﻢ أﻧﻘﻠﺐ إﻟﻰ أھﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺘﺄذﯾﻦ ﻓﻠﻢ أزد أن ﺗﻮﺿﺄت ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫واﻟﻮﺿﻮء أﯾﻀًﺎ وﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖَ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﺴﻞ ‪.‬وﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ ﺗﻮﺿﺄ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‬
‫ﻓﺒﮭﺎ وﻧﻌﻤﺖ ‪ ،‬وﻣﻦ اﻏﺘﺴﻞ ﻓﺎﻟﻐﺴﻞ أﻓﻀﻞ ” ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٦٠٥٦‬‬
‫ووﻗﺖ اﻟﻐﺴﻞ ﯾﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬وإن ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺘﺼﻞ اﻟﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﺬھﺎب ‪ ،‬وإذا أﺣﺪث ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺴﻞ ﯾﻜﻔﯿﮫ‬
‫اﻟﻮﺿﻮء ‪ ،‬وﯾﺨﺮج وﻗﺖ اﻟﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻤﻦ اﻏﺘﺴﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﻻ ﯾﻜﻮن ﻏﺴﻼً ﻟﻠﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻓﺎﻋﻠﮫ آﺗﯿﺎً ﺑﻤﺎ أُﻣﺮ ﺑﮫ ‪،‬‬
‫ﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻗ ﺎل " إذا ﺟ ﺎء أﺣ ﺪﻛﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻓﻠﯿﻐﺘﺴ ﻞ " رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ ،‬وﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ " :‬إذا أراد أﺣﺪﻛﻢ أن ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻠﯿﻐﺘﺴﻞ " ‪ ،‬وﻗﺪ ﺣﻜﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﻏﺴﻞ اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‬
‫اﺳﺘﺤﺐ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻐﺴﻞ ﻟﻠﻌﯿﺪﯾﻦ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄت ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﺪر اﻟﻤﻨﯿﺮ ‪ :‬أﺣﺎدﯾﺚ ﻏﺴﻞ اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ ﺿﻌﯿﻔﺔ ‪،‬‬
‫وﻓﯿﮭﺎ آﺛﺎر ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺟﯿﺪة ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﻏﺴﻞ ﻣﻦ ﻏﺴّﻞ ﻣﯿﺘﺎً ‪:‬‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ ﻏﺴﻞ ﻣﯿﺘﺎً أن ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻏﺴﻞ ﻣﯿﺘﺎً ﻓﻠﯿﻐﺘﺴﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺣﻤﻠﮫ ﻓﻠﯿﺘﻮﺿﺄ " رواه أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ وﻏﯿﺮھﻢ ‪ ٠‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ)‪ ،(١٤٤‬واﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺪب ‪ .‬ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻐﺴّﻞ اﻟﻤﯿﺖ ‪ ،‬ﻓﻤﻨ ﺎ ﻣ ﻦ‬
‫ﯾﻐﺘﺴﻞ وﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻻ ﯾﻐﺘﺴﻞ ‪ .‬رواه اﻟﺨﻄﯿﺐ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ "‪.‬‬

‫‪-٤‬ﻏﺴﻞ اﻹﺣﺮام‪:‬‬
‫ﯾﻨﺪب اﻟﻐﺴﻞ ﻟﻤﻦ أراد أن ﯾﺤﺮم ﺑﺤﺞ أو ﻋﻤﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﮭـﻮر ﻟﺤ ﺪﯾﺚ زﯾ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ‪ " :‬أﻧ ﮫ رأى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺗﺠﺮﱠد ﻹھﻼﻟﮫ واﻏﺘﺴﻞ " رواه اﻟﺪار ﻗﻄﻨﻲﱡ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ و اﻟﺘﺮﻣﺬيﱡ وﺣﺴﱠﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء]‪.[١٤٩‬‬

‫‪٢٥‬‬
 ‫‪ -٥‬ﻏﺴﻞ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ‪:‬‬
‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ أراد دﺧﻮل ﻣﻜﺔ أن ﯾﻐﺘﺴﻞ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬أﻧﮫ ﻛﺎن ﻻ ﯾﻘ ﺪم ﻣﻜ ﺔ إﻻ ﺑ ﺎت ﺑ ﺬي‬
‫ﻃَﻮَى ﺣﺘﻰ ﯾﺼﺒﺢ ﺛﻢ ﯾﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ﻧﮭﺎراً " ‪ .‬وﯾﺬﻛﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬أﻧﮫ ﻓﻌﻠﮫ ‪ ،‬رواه اﻟﺒﺨﺎريﱡ وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وھﺬا ﻟﻔﻆ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬اﻹﻏﺘﺴﺎل ﻋﻨﺪ دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪.‬‬

‫‪ -٦‬اﻻﻏﺘﺴﺎل ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺟﻤﺎع ‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ راﻓﻊ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻃﺎف ذات ﯾﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﮫ ‪ ،‬ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻋﻨﺪ ھﺬه ‪ ،‬وﻋﻨﺪ ھﺬه ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻘﻠﺖ‬
‫‪ -:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ! أﻻ ﺗﺠﻌﻠﮫ واﺣﺪاً ؟ ﻗﺎل ‪ -:‬ھﺬا أزﻛﻰ وأﻃﯿﺐ وأﻃﮭﺮ ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه ﯾﺈﺳﻨﺎدٍ ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗ ﺎل اﻟﺸ ﯿﺦ ﻧﺎﺻ ﺮ‬
‫ﻓﻲ إﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ ]ص‪. [١٢٣‬‬

‫‪ -٧‬اﻏﺘﺴﺎل اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻟﻜﻞﱢ ﺻﻼة ‪:‬‬

‫أو ﻟﻠﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻏﺴﻼً ‪ ،‬وﻟﻠﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻏﺴﻼً ‪ ،‬وﻟﻠﻔﺠﺮ ﻏﺴﻼً ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬‬
‫إنﱠ أم ﺣﺒﯿﺒﺔ اﺳْﺘُﺤﯿﻀﺖ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮھﺎ ﺑﺎﻟﻐﺴﻞ ﻟﻜﻞ ﺻﻼة ‪...‬اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ،‬وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ﻋﻨﮭ ﺎ ‪-:‬‬
‫اﺳْﺘُﺤﯿﻀﺖ اﻣﺮأةٌ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄُﻣﺮت أن ﺗﻌﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ وﺗ ﺆﺧﺮ اﻟﻈﮭ ﺮ وﺗﻐﺘﺴ ﻞ ﻟﮭﻤ ﺎ ﻏﺴ ﻼً‬
‫واﺣﺪاً ‪ ،‬وﺗﺆﺧﺮ اﻟﻤﻐﺮب وﺗﻌﺠﻞ اﻟﻌﺸﺎء وﺗﻐﺘﺴﻞ ﻟﮭﻤﺎ ﻏﺴﻼً ‪ ،‬وﺗﻐﺘﺴﻞ ﻟﺼﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﻏﺴﻼً ‪.‬‬
‫ﺤﯿﺢ‬ ‫ﺔﺻ‬ ‫ﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ‬ ‫ﻨﺎد اﻟﺮواﯾ‬ ‫ﺤﯿﺢ ‪ ،‬وإﺳ‬ ‫ﻰﺻ‬ ‫ﺔ اﻷوﻟ‬ ‫ﻨﺎد اﻟﺮواﯾ‬ ‫وإﺳ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ ] اﻧﻈﺮ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ ص‪. [١٢٣‬‬

‫‪ -٨‬اﻻﻏﺘﺴﺎل ﺑﻌﺪ اﻹﻏﻤﺎء ‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ -:‬ﺛَﻘِ ﻞَ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺻ ﻠﱠﻰ اﻟﻨ ﺎس ؟ ﻓﻘﻠﻨ ﺎ ‪ :‬ﻻ ‪ ،‬ھ ﻢ‬
‫ﯾﻨﺘﻈﺮوﻧﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺿﻌﻮا ﻟﻲ ﻣﺎءً ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻀﺐ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ -:‬ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ‪ ،‬ﺛﻢ ذھﺐ ﻟﯿﻨﻮء ‪ ،‬ﻓﺄُﻏﻤﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻢ أﻓﺎق ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‬
‫‪ -:‬أﺻﻠﻰ اﻟﻨﺎس ؟ ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ھﻢ ﯾﻨﺘﻈﺮوﻧﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ھﺎﺗﻮا ﻟﻲ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻀﺐ ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﻔﻌﻠﻨ ﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻞ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ذھ ﺐ‬
‫ﻟﯿﻨﻮء ﻓﺄﻏﻤﻲ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ أﻓﺎق ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺻﻠﻰ اﻟﻨﺎس ؟ ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ‪ ،‬ھﻢ ﯾﻨﺘﻈﺮوﻧﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮت إرﺳﺎﻟﮫ إﻟﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ .‬وﺗﻤﺎم‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺨﻀﺐ ‪ :‬وھﻮ اﻟﻤﺮﻛﻦ أي اﻹﯾﺠﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺴﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺜﯿﺎب ] اﻟﻄﺸﺖ [ ‪.‬‬
‫ﻟﯿﻨﻮء ‪ :‬أي ﻟﯿﻨﮭﺾ ﺑﺠﮭﺪ وﻣﺸﻘﺔ ‪.‬‬

‫‪ -٩‬اﻻﻏﺘﺴﺎل ﻣﻦ دﻓﻦ اﻟﻤﺸﺮك ‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ‪ :‬أﻧﮫ أﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل‪ -:‬إنﱠ أﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺎت ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ -:‬إذھﺐ ﻓﻮاره ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ‬
‫وارﯾﺘﮫ ‪ ،‬رﺟﻌﺖ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ‪ :‬اﻏﺘﺴﻞ ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮه ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫أرﻛﺎن اﻟﻐﺴﻞ ‪:‬‬

‫ﻻ ﺗﺘﻢ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻐﺴﻞ اﻟﻤﺸﺮوع إﻻ ﺑﺄﻣﺮﯾﻦ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻨﯿﺔ ‪:‬‬
‫إذ ھﻲ اﻟﻤﻤﯿﺰة ﻟﻠﻌﺒﺎدة ﻋﻦ اﻟﻌﺎدة ‪ ،‬وﻟﯿﺴﺖ اﻟﻨﯿﺔ إﻻ ﻋﻤﻼً ﻗﻠﺒﯿﱠﺎً ﻣﺤﻀﺎً ‪ .‬وأﻣﺎ ﻣﺎ درج ﻋﻠﯿﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس واﻋﺘﺎدوه ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﮭﺎ ﻓﮭﻮ ﻣﺤﺪَث ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ‪ ،‬ﯾﻨﺒﻐﻲ ھﺠﺮه واﻹﻋﺮاض ﻋﻨﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿ ﺎت ‪"......‬‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻏﺴﻞ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﻋﻀﺎء ‪:‬‬
‫ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " وإن ﻛﻨ ﺘﻢ ﺟُﻨﺒ ﺎً ﻓ ﺎﻃﱠﮭﱠﺮوا " أي اﻏﺘﺴ ﻠﻮا ‪ ،‬وﻗﻮﻟ ﮫ ‪" :‬ﯾﺴ ﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋ ﻦ اﻟﻤَﺤ ﯿﺾ ﻗ ﻞ ھ ﻮ أذىً ﻓ ﺎﻋﺘﺰﻟﻮا‬
‫اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟَﻤﺤﯿﺾ وﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮھﻦﱠ ﺣﺘﻰ ﯾَﻄْﮭُﺮْن " ‪ :‬أي ﯾﻐﺘﺴﻠﻦ ‪ .‬واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺘﻄﮭﺮ اﻟﻐﺴﻞ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﺎء ﺻﺮﯾﺤﺎً ﻓﻲ ﻗﻮل‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎأﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦﱠ آﻣَﻨُﻮا ﻻ ﺗَﻘْﺮَﺑُﻮا اﻟﺼﱠﻼةَ وأﻧْﺘﻢ ﺳُﻜﺎرى ﺣَﺘﻰ ﺗﻌْﻠﻤُﻮا ﻣﺎ ﺗَﻘُﻮﻟﻮنَ ‪ ،‬وَ ﻻ ﺟُﻨُﺒﺎً إﻻ ﻋﺎﺑﺮي ﺳَﺒﯿﻞٍ ﺣﺘﻰ ﺗَﻐﺘَﺴِﻠﻮا‬
‫" ‪ ،‬وﺣﻘﯿﻘﺔ اﻹﻏﺘﺴﺎل ‪ ،‬ﻏﺴﻞ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﻋﻀﺎء ‪.‬‬

‫ﺳﻨﻨﮫ ‪:‬‬
‫ﯾﺴﻦ ﻟﻠﻤﻐﺘﺴﻞ ﻣﺮاﻋﺎةُ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﺴﻠﮫ ﻓﯿﺒﺪأ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺑﻐﺴﻞ ﯾﺪﯾﮫ ﺛﻼﺛﺎً ‪ -٢ .‬ﺛﻢ ﯾﻐﺴﻞ ﻓﺮﺟﮫ ‪ -٣ .‬ﺛﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ وﺿﻮءاً ﻛﺎﻣﻼً ﻛﺎﻟﻮﺿﻮء ﻟﻠﺼﻼة ‪ ،‬وﻟﮫ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﻏﺴﻞ رﺟﻠﯿ ﮫ إﻟ ﻰ‬
‫أن ﯾﺘﻢ ﻏﺴﻠﮫ ‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻓﻲ ﻃﺸﺖ وﻧﺤﻮه ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺛﻢ ﯾﻔﯿﺾ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﺛﻼﺛﺎً ﻣﻊ ﺗﺨﻠﯿﻞ اﻟﺸﻌﺮ ‪ ،‬ﻟﯿﺼﻞ اﻟﻤﺎء إﻟﻰ أﺻﻮﻟﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﺛﻢ ﯾُﻔﯿﺾ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﺪن ﺑﺎدﺋﺎً ﺑﺎﻟﺸﻖ اﻷﯾﻤﻦ ﺛﻢ اﻷﯾﺴ ﺮ ﻣ ﻊ ﺗﻌﺎھ ﺪ اﻹﺑﻄ ﯿﻦ وداﺧ ﻞ اﻷذﻧ ﯿﻦ واﻟﺴﱡ ﺮة وأﺻ ﺎﺑﻊ اﻟ ﺮﺟﻠﯿﻦ‬
‫ودﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ دﻟﻜﮫ ﻣﻦ اﻟﺒﺪن ‪ ،‬وأﺻﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﺎن إذا‬
‫اﻏﺘﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﯾﺒﺪأ ﻓﯿﻐﺴﻞ ﯾﺪﯾﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻔﺮغ ﺑﯿﻤﯿﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﺎﻟﮫ ﻓﯿﻐﺴﻞ ﻓﺮﺟﮫ ﺛﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ وﺿﻮءه ﻟﻠﺼﻼة ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺄﺧﺬُ اﻟﻤﺎءَ وﯾﺪﺧﻞ‬

‫‪٢٦‬‬
‫أﺻﺎﺑﻌﮫ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺸﱠﻌﺮ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا رأى أﻧﮫ ﻗﺪ اﺳﺘﺒﺮأ ) أي وﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺸﺮة ( ﺣﻔ ﻦ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﮫ ﺛ ﻼث ﺣَﺜﯿَ ﺎت ‪ ،‬ﺛ ﻢ أﻓ ﺎض ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺳﺎﺋﺮ ﺟﺴﺪه " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ز وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﮭﻤﺎ ‪ " :‬ﺛﻢ ﯾﺨﻠﻞ ﺑﯿﺪﯾﮫ ﺷﻌﺮه ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا ﻇﻦ أﻧﮫ ﻗﺪ أروى ﺑَﺸَﺮﺗﮫ أﻓﺎض ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﻤﺎء ﺛﻼث ﻣﺮات " ‪.‬‬

‫واﻟﺘﯿﺎﻣﻦ ﻟﻤﺎ ﺛﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ -:‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺤﺐﱡ اﻟﺘﯿ ﺎﻣﻦ ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﻨﻌﻠﮫ وﻓﻲ ﺗﺮﺟﻠﮫ وﻓﻲ ﻃﮭﻮره وﻓﻲ ﺷﺄﻧﮫ ﻛﻠﮫ "‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ] ﻓﻲ ﻃﮭﻮره ‪ :‬أي وﺿﻮءه وﻏﺴﻠﮫ [ ‪.‬‬

‫ﻏﺴﻞ اﻟﻤﺮأة ‪:‬‬

‫ﻏﺴﻞ اﻟﻤﺮأة ﻛﻐﺴﻞ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬إﻻّ أﻧﮭﺎ ﻻ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻨﻘﺾ ﺿﻔﯿﺮﺗﮭﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺒﺎً ﻟﺤﺪﯾﺚ أمﱢ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ -:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﱢﻲ‬
‫اﻣﺮأة أَﺷُﺪﱡ ﺿَﻔْﺮَ رأﺳﻲ أﻓﺄﻧﻘﻀﮫ ﻟﻐﺴﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻻ إﻧﻤّﺎ ﯾﻜﻔﯿﻚ أن ﺗﺤﺜﻲ ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ ﺛﻼث ﺣﺜﯿﺎت ﺛﻢ ﺗُﻔِﯿﻀﯿﻦ ﻋﻠﯿ ﻚ اﻟﻤ ﺎء‬
‫ﻓﺘﻄﮭﺮﯾﻦ " ﺻﺤﯿﺢ رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وإن اﻏﺘﺴﻠﺖ ﻣﻦ ﺣﯿﺾ أو ﻧﻔﺎس ﻓﻌﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﻨﻘﺾ ﺷﻌﺮھﺎ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أنﱢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﮭﺎ‬
‫وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺋﻀﺎً ‪ " .‬اﻧﻘُﻀﻲ ﺷﻌﺮك واﻏﺘﺴﻠﻲ " ‪ .‬رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ] ‪. [ ١٣٤‬‬

‫وأﯾﻀﺎً ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺤﺎﺋﺾ واﻟﻨﻔﺴﺎء إذا اﻏﺘﺴﻠﺖ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻦ وﻧﺤﻮه وﺗﻀﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﺴ ﻜﺎً أو ﻃﯿﺒ ﺎً ﺛ ﻢ ﺗﺘﺒ ﻊ ﺑ ﮫ أﺛ ﺮ اﻟ ﺪم‬
‫ﻟﺘﻄﯿﺐ اﻟﻤﻜﺎن وﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﮫ راﺋﺤﺔ اﻟﺪم اﻟﻜﺮﯾﮭﺔ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ :‬ﻋﻦ أن أﺳﻤﺎء ﺑﻨ ﺖ ﺷَ ﻜَﻞ ﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻏﺴﻞ اﻟﻤﺤﯿﺾ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺗﺄﺧﺬ إﺣﺪاﻛﻦ ﻣﺎءھﺎ وﺳﺪرﺗﮭﺎ ﻓﺘﻄﮭﺮ ﻓﺘﺤﺴﻦ اﻟﻄﮭﻮر ) أي ﺗﺘﻮﺿﺄ ﻓﺘﺤﺴﻦ اﻟﻮﺿﻮء ( ﺛﻢ‬
‫ﺗﺼﺐ ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﻓﺘﺪﻟﻜﮫ دﻟﻜﺎً ﺷ ﺪﯾﺪًا ﺣﺘ ﻰ ﯾﺒﻠ ﻎ ﺷ ﺌﻮن رأﺳ ﮭﺎ )أي أﺻ ﻮل ﺷ ﻌﺮ اﻟ ﺮأس ( ﺛ ﻢ ﺗﺼ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟﻤ ﺎء ﺛ ﻢ ﺗﺄﺧ ﺬ ﻓِﺮﺻ ﺔ‬
‫ﻣﻤﺴّﻜﺔ )أي ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻦ أو ﺻﻮف ﺗُﻄﯿﺒﮫ ﺑﺎﻟﻤﺴﻚ( ﻓﺘﻄﮭﺮ ﺑﮭﺎ "ﻗﺎﻟﺖ أﺳﻤﺎء ‪ :‬وﻛﯿﻒ ﺗﻄﮭﺮ ﺑﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ! ﺗﻄﮭﺮي ﺑﮭﺎ‬
‫" ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗﺨﻔﻲ ذﻟﻚ )أي ﺗﺴﺮ ﺑﮫ إﻟﯿﮭﺎ( ‪ :‬ﺗﺘﺒﻌﻲ أﺛﺮ اﻟﺪم ‪ ... ،‬وﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ " ﻧﻌﻢ اﻟﻨﺴ ﺎء‬
‫ﻧﺴﺎء اﻷﻧﺼﺎر ‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻤﻨﻌﮭﻦ اﻟﺤﯿﺎء أن ﯾﺘﻔﻘﮭﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وأﺣﻤﺪ واﻟﺴﯿﺎق ﻟﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﺴﻞ ‪:‬‬

‫‪ -١‬إذا اﻏﺘﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻮﺿﺄ ‪ ،‬ﯾﻘﻮم اﻟﻐﺴﻞ ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻮء ‪ ،‬واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﺪﯾﺚ ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ‪ :‬أنﱠ أھ ﻞ‬
‫اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻗﺎﻟﻮا ‪ -:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ! إنﱠ أرﺿﻨﺎ أرض ﺑﺎردة ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﯾﺠﺰﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ! ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﻣﺎ‬
‫أﻧﺎ ﻓﺄُﻓﺮغ ﻋﻠﻰ رأﺳﻲ ﺛﻼﺛﺎً‪ :‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫وﺑﮫ اﺳﺘﺪل اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ " ﺳﻨﻨﮫ " ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ "ﺑﺎب ‪ :‬اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ دﺧﻮل اﻟﻮﺿﻮء ﻓﻲ اﻟﻐﺴﻞ ]‪ ، " [١٧٧ /١‬ﻓﺈذا ﺿ ﻢ إﻟ ﻰ ھ ﺬا‬
‫اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺣ ﺪﯾﺚ اﻟﺴ ﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻻ ﯾﺘﻮﺿ ﺄ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺴ ﻞ " ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ]اﻧﻈﺮ ﺻﺤﯿﺢ ﺳﻨﻦ أﺑﻲ داود [ ﺑﺮﻗﻢ )‪. (٢٤٤‬‬
‫ﯾﻨﺘﺞ ﻣﻨﮭﻤﺎ أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻐﺴﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﻻ ﺑﻌﺪه ‪ .‬واﷲ أﻋﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬اﻟﺬي ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ أن اﻟﻮﺿﻮء ﻛﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺴﻞ وﻟﯿﺲ ﺑﻌﺪه‪.‬‬
‫‪ * -٢‬ﻻ ﺑﺄس ﺑﺪﺧﻮل اﻟﺮﺟﺎل دون اﻟﻨﺴﺎء إﻟﻰ اﻟﺤﻤﺎم إن ﺳﻠﻢ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ اﻟﻌﻮرات وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻋﻮرﺗﮫ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺪﺧﻠﮫ إﻻ ﺑﻤﺌﺰر أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﺤﺮام ﻋﻠﯿﮭﻦ ﻣﻄﻠﻘﺎً ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ واﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﺤﻤﺎم إﻻ ﺑﻤﺌﺰر ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ واﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺪﺧﻞ ﺣﻠﯿﻠﺘﮫ اﻟﺤﻤﺎم " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﻟﮫ ﺷﻮاھﺪ ﻛﺜﯿﺮة ‪.‬‬
‫وﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﺗﺨﻠ ﻊ ﺛﯿﺎﺑﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮ ﺑﯿﺘﮭ ﺎ إﻻ ھﺘﻜ ﺖ ﻣ ﺎ ﺑﯿﻨﮭ ﺎ وﺑ ﯿﻦ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " ‪،‬رواه اﺻ ﺤﺎب‬
‫اﻟﺴﱡﻨﻦ اﻷرﺑﻌﺔ وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪:‬إﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮء أن ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻋُﺮﯾﺎﻧﺎً أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأى رﺟﻼً ﯾﻐﺘﺴﻞ ﺑﺎﻟﺒَﺮاز ﻓﺼﻌﺪ‬
‫اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ -:‬إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺣﯿﻲّ ﺳِﺘﱢﯿﺮ ﯾﺤﺐ اﻟﺤﯿﺎء واﻟﺴﺘﺮ ﻓﺈذا اﻏﺘﺴﻞ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺴﺘﺘﺮ" رواه أﺑﻮ داود‬
‫و اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻨﻔﺮداً ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ أﻋﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻘﺪ اﻏﺘﺴﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻋُﺮﯾﺎﻧﺎً ‪ ،‬ﻛﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ ،‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ "-:‬ﺑﯿﻨﻤﺎ أﯾﻮب ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻋُﺮﯾﺎﻧﺎً ﻓﺨﺮﱠ ﻋﻠﯿﮫ ﺟﺮاب ﻣﻦ ذھﺐ ﻓﺠﻌﻞ‬
‫أﯾﻮب ﯾﺤﺜﻲ ﻓﻲ ﺛﻮﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﻨﺎداه رﺑﮫ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬ﯾﺎ أﯾﻮب أﻟﻢ أﻛﻦ أﻏﻨﯿﺘ ﻚ ﻋﻤ ﺎ ﺗ ﺮى ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺑﻠ ﻰ وﻋﺰﺗ ﻚ وﻟﻜ ﻦ ﻻ ﻏﻨ ﻰ ﻟ ﻲ ﻋ ﻦ‬
‫ﺑﺮﻛﺘﻚ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪:‬‬
‫‪ -٤‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾﻐﺘﺴﻞ وزوﺟﺘﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ -:‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﻨﺖ أﻏﺘﺴﻞ أﻧﺎ ورﺳﻮل اﷲ ﻣﻦ إﻧﺎء واﺣﺪ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﯿﻤﻢ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻠﺘﯿﻤﻢ ‪ :‬اﻟﻘﺼﺪ‪.‬‬
‫واﻟﺸﺮﻋﻲ ‪ :‬اﻟﻘﺼﺪ إﻟﻰ اﻟﺼﻌﯿﺪ ‪ ،‬ﻟﻤﺴﺢ اﻟﻮﺟﮫ واﻟﯿﺪﯾﻦ ‪ ،‬ﺑﻨﯿﺔ اﺳﺘﺒﺎﺣﺔ اﻟﺼﻼة وﻧﺤﻮھﺎ ‪.‬‬

‫‪٢٧‬‬
 ‫دﻟﯿﻞ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫ﺛﺒﺘﺖ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ واﻹﺟﻤﺎع ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻠﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ } :‬وإن ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺮﺿﻰ أو ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ‪ ،‬أو ﺟﺎء أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻐ ﺎﺋﻂ ‪ ،‬أو ﻻﻣﺴ ﺘﻢ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻓﻠ ﻢ ﺗﺠ ﺪوا ﻣ ﺎء‬
‫ﻓﺘﯿﻤﻤﻮا ﺻﻌﯿﺪاً ﻃﯿﺒﺎً ﻓﺎﻣﺴﺤﻮا ﺑﻮﺟﻮھﻜﻢ و أﯾﺪﯾﻜﻢ إن اﷲ ﻛﺎن ﻋﻔﻮاً ﻏﻔﻮراً { ‪ .‬ااﻟﻨﺴﺎء )‪.(٤٣‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﺤﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ أﻣﺎﻣ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﺟﻌﻠ ﺖ اﻷرض ﻛﻠﮭ ﺎ ﻟ ﻲ وﻷﻣﺘ ﻲ‬
‫ﻣﺴﺠﺪاً وﻃَﮭﻮراً ‪ ،‬ﻓﺄﯾﻨﻤﺎ أدرﻛﺖ رﺟﻼً ﻣﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﻌﻨﺪه ﻃﮭﻮره" رواه أﺣﻤﺪ ‪،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ]‪.[١٥٢‬‬
‫وأﻣﺎ اﻹﺟﻤﺎع ‪ ،‬ﻓﻸن اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻣﺸﺮوع ‪ ،‬ﺑﺪﻻً ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻮء واﻟﻐﺴﻞ ﻓﻲ أﺣﻮال ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬

‫* اﺧﺘﺼﺎص ھﺬه اﻷﻣﺔ ﺑﮫ ‪:‬‬

‫وھﻮ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﺧَﺺّ اﷲ ﺑﮭﺎ ھﺬه اﻷﻣﺔ ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫" أُﻋﻄﯿﺖ ﺧﻤﺴﺎً ﻟﻢ ﯾُﻌﻄﮭﻦﱠ أﺣﺪ ﻗﺒﻠﻲ ﻧﺼﺮت ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻣﺴﯿﺮة ﺷﮭﺮ ‪ ،‬وﺟُﻌﻠﺖ ﻟ ﻲ اﻷرض ﻣﺴ ﺠﺪاً وﻃﮭ ﻮراً ‪ ،‬ﻓﺄﯾﻤ ﺎ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ أﻣﺘ ﻲ‬
‫أدرﻛﺘﮫ اﻟﺼﻼة ﻓﻠﯿﺼﻞ ‪ ،‬وأُﺣﻠﺖ ﻟﻲ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ وﻟ ﻢ ﺗﺤ ﻞ ﻷﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﻗﺒﻠ ﻲ ‪ ،‬وأﻋﻄﯿ ﺖ اﻟﺸ ﻔﺎﻋﺔ ‪ ،‬وﻛ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ﯾﺒﻌ ﺚ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻣ ﮫ ﺧﺎﺻ ﺔ ‪،‬‬
‫وﺑﻌﺜﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻋﺎﻣﺔ " ‪ .‬رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن ‪.‬‬

‫* ﺳﺒﺐ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬

‫روت ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ ":‬ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﺳﻔﺎره ﺣﺘﻰ إذا ﻛﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﺪاء اﻧﻘﻄﻊ ﻋﻘ ﺪ‬
‫ﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺎﺳﮫ ‪ ،‬وأﻗﺎم اﻟﻨﺎس ﻣﻌﮫ ‪ ،‬وﻟﯿﺴﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎء ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻣﻌﮭﻢ ﻣﺎء ‪ ،‬ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ‬
‫أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬أﻻ ﺗﺮى إﻟﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟ ﻓﺠﺎء أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ ،‬واﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬي ﻗﺪ ﻧﺎم‬
‫‪ ،‬ﻓﻌﺎﺗﺒﻨﻲ وﻗﺎل ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﯾﻘﻮل ‪ ،‬وﺟﻌﻞ ﯾﻄﻌﻦ ﺑﯿﺪه ﺧﺎﺻﺮﺗﻲ ﻓﻤﺎ ﯾﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮك إﻻ ﻣﻜﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬي ‪ ،‬ﻓﻨﺎم ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﺎء ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ آﯾﺔ اﻟﺘﯿﻤﻢ )ﻓﺘﯿﻤﻤﻮا ( ﻗﺎل أﺳﯿﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﯿﺮ ‪ :‬ﻣﺎ ھﻲ أول ﺑﺮﻛﺘﻜﻢ ﯾﺎ‬
‫آل أﺑﻲ ﺑﻜﺮ !! ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﺒﻌﺜﻨﺎ اﻟﺒﻌﯿﺮ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﺗﺤﺘﮫ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬

‫اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺒﯿﺤﺔ ﻟﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺒﺎح اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻟﻠﻤﺤﺪث ﺣﺪﺛﺎ أﺻﻐﺮ أو أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺮ واﻟﺴﻔﺮ ‪ ،‬إذا وﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا ﻟﻢ ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺎء ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ‪ ،‬ﻓﺼ ﻠﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪ ،‬ﻓﺈذا ھﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻌﺘﺰل ﻗﺎل ‪ ":‬ﻣﺎﻣﻨﻌﻚ أن ﺗﺼﻠﻲ "؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺟﻨﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻣﺎء ﻗﺎل " ﻋﻠﯿﻚ ﺑﺎﻟﺼﻌﯿﺪ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻔﯿﻚ "‬
‫رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن ‪ .‬وﻋﻦ أﺑﻲ ذر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﻟﺼﻌﯿﺪ ﻃﮭﻮر ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺎء‬
‫ﻋﺸﺮ ﺳﻨﯿﻦ " رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ]‪. [١٥٣‬‬
‫ب_ إذا ﻛﺎن ﺑﮫ ﺟﺮاﺣﺔ أو ﻣﺮض ‪ ،‬وﺧﺎف ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤ ﺎء زﯾ ﺎدة اﻟﻤ ﺮض أو ﺗ ﺄﺧﺮ اﻟﺸ ﻔﺎء ‪ ،‬ﺳ ﻮاء ﻋ ﺮف ذﻟ ﻚ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑ ﺔ ‪ ،‬او‬
‫ﺑﺈﺧﺒﺎر اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺎب رﺟﻼً ﻣﻨﺎ ﺣﺠﺮ ‪،‬ﻓﺸﺠّﮫ ﻓﻲ رأﺳﮫ ﺛﻢ اﺣﺘﻠﻢ ‪،‬‬
‫ﻓﺴﺄل أﺻﺤﺎﺑﮫ ‪ :‬ھﻞ ﺗﺠﺪون ﻟﻲ رﺧﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﯿﻤﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ﻟﻚ رﺧﺼﺔ وأﻧﺖ ﺗﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ‪ ،‬ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ﻓﻤﺎت ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬أُﺧﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻗﺘﻠﻮه ﻗﺘﻠﮭﻢ اﷲ ‪ ،‬أﻻ ﺳﺄﻟﻮا إذ ﻟﻢ ﯾﻌﻠﻤﻮا ؟ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺷﻔﺎء اﻟﻌﻲ اﻟﺴﺆال ‪،‬‬
‫ﮫ‬ ‫ﻦ ﻣﺎﺟ‬ ‫ﻮ داود واﺑ‬ ‫ﻞ [ رواه أﺑ‬ ‫ﻲ ‪ :‬أي اﻟﺠﺎھ‬ ‫ﻰ ] اﻟﻌ‬ ‫ﯿﻤﻢ ﻣﻌﻨ‬ ‫ﮫ أن ﯾﺘ‬ ‫ﺎن ﯾﻜﻔﯿ‬ ‫ﺎﻛ‬ ‫إﻧﻤ‬
‫واﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﺑ ﻦ اﻟﺴَ ﻜَﻦِ ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻟ ﮫ ﺷ ﺎھﺪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﯾﺮﺗﻘ ﻲ ﺑ ﮫ إﻟ ﻰ درﺟﺘ ﮫ اﻟﺤﺴ ﻦ ]ﺗﻤ ﺎم اﻟﻤﻨ ﺔ‬
‫ص‪.[١٣١‬‬
‫ج_ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺎء ﺷﺪﯾﺪ اﻟﺒﺮودة ‪ ،‬وﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻨﮫ ﺣﺼﻮل ﺿﺮر ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ‪ ،‬ﺑﺸﺮط أن ﯾﻌﺠ ﺰ ﻋ ﻦ ﺗﺴ ﺨﯿﻨﮫ وﻟ ﻮ ﺑ ﺎﻷﺟﺮ ‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌ ﺎص رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪ ،‬أﻧ ﮫ ﻟﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺚ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ذات اﻟﺴﻼﺳ ﻞ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﺣﺘﻠﻤ ﺖ ﻓ ﻲ ﻟﯿﻠ ﺔ ﺷ ﺪﯾﺪة اﻟﺒ ﺮودة ‪ ،‬ﻓﺄﺷ ﻔﻘﺖ إن‬
‫اﻏﺘﺴﻠﺖ أن أھﻠﻚ ‪ ،‬ﻓﺘﯿﻤﻤﺖ ﺛﻢ ﺻﻠﯿﺖ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذﻛ ﺮوا ذﻟ ﻚ ﻟ ﮫ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﯾﺎ ﻋﻤﺮو ﺻﻠﯿﺖ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻚ وأﻧﺖ ﺟﻨﺐ" ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﺗﺬﻛﺮت ﻗﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ إن اﷲ ﻛﺎن ﺑﻜﻢ رﺣﯿﻤﺎً "‬
‫ﻓﺘﯿﻤﻤﺖ ﺛﻢ ﺻﻠﯿﺖ ‪ .‬ﻓﻀﺤﻚ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻟﻢ ﯾﻘﻞ ﺷﯿﺌﺎً ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﺑ ﻮ داود واﻟﺤ ﺎﻛﻢ واﻟ ﺪار ﻗﻄﻨ ﻲ واﺑ ﻦ‬
‫ﺣﺒﺎن ‪ ،‬وﻋﻠﻘﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ]‪[١٥٤‬وﻓﻲ ھﺬا إﻗﺮار ‪ ،‬واﻹﻗﺮار ﺣﺠﺔ ﻷﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻻ ﯾﻘ ﺮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺎء ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻨﮫ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﯾﺨﺎف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ أو ﻋﺮﺿﮫ أو ﻣﺎﻟﮫ أو ﻓﻮت اﻟﺮﻓﻘﺔ ‪ ،‬أو ﺣﺎل ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺎء ﻋﺪو ﯾﺨﺸﻰ ﻣﻨﮫ‬
‫‪ ،‬ﺳ ﻮاء ﻛ ﺎن اﻟﻌ ﺪو آدﻣﯿ ﺎً أو ﻏﯿ ﺮه ‪ ،‬أو ﻛ ﺎن ﻣﺴ ﺠﻮﻧﺎً ‪ ،‬أو ﻋﺠ ﺰ ﻋ ﻦ اﺳ ﺘﺨﺮاﺟﮫ ‪ ،‬ﻟﻔﻘ ﺪ آﻟ ﺔ‬
‫اﻟﻤﺎء ‪ ،‬ﻛﺤﺒﻞ ‪ ،‬أو دﻟﻮ ‪ ،‬ﻷن وﺟﻮد اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﻮال ﻛﻌﺪﻣﮫ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺎف إن اﻏﺘﺴﻞ أن ﯾُﺮﻣﻰ ﺑﻤﺎ ھﻮ ﺑﺮئ ﻣﻨﮫ وﯾﺘﻀﺮر‬
‫ﺑﮫ ‪] ،‬ﻛﺎﻟﺼﺪﯾﻖ ﯾﺒﯿﺖ ﻋﻨﺪ ﺻﺪﯾﻘﮫ اﻟﻤﺘﺰوج ﻓﯿﺼﺒﺢ ﺟﻨﺒﺎً[ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ھﺬه اﻷﺣﻮال ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻟﺘﯿﻤﻢ ‪.‬‬
‫ھـ‪ -‬إذا اﺣﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﻤﺎء ﺣﺎﻻً أو ﻣﺂﻻً ﻟﺸﺮﺑﮫ أو ﺷﺮب ﻏﯿﺮه ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﻠﺒﺎً ﻏﯿﺮ ﻋﻘﻮر ‪ ،‬أو اﺣﺘﺎج ﻟﮫ ﻟﻌﺠﻦ أو ﻃﺒﺦ أو إزاﻟﺔ ﻧﺠﺎﺳﺔ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺘﯿﻤﻢ وﯾﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﻣﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ‪.‬‬
‫ﺳﺆال ‪ :‬ﺳُﺌﻞ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﺑﺎز ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﺳﺆاﻟﮫ ‪ "- :‬اﺳﺘﯿﻘﻈﺖ ﻓﻲ ﺣ ﺪود ﺷ ﺮوق اﻟﺸ ﻤﺲ ﻣﺠﻨﺒ ﺎً ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا دﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻐﺴﻞ ﺳﺘﺸﺮق اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ھﻞ أﺗﯿﻤﻢ وأﺻﻠﻲ أم أﻏﺘﺴﻞ ﺛﻢ أﺻﻠﻲ ؟ "‬

‫‪٢٨‬‬
‫ﻓﺄﺟﺎب ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﻐﺘﺴﻞ وﺗﻜﻤﻞ ﻃﮭﺎرﺗﻚ ﺛﻢ ﺗﺼﻠﻲ وﻟﯿﺲ ﻟﻚ اﻟﺘﯿﻤﻢ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺎﺳﻲ واﻟﻨﺎﺋﻢ ﻣﺄﻣﻮران أن ﯾﺒﺎدرا ﺑﺎﻟﺼﻼة وﻣﺎ ﯾﻠ ﺰم ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺣﯿﻦ اﻟﺬﻛﺮ واﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻧ ﺎم ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة أو ﻧﺴ ﯿﮭﺎ ﻓﻠﯿﺼ ﻠﱢﮭﺎ إذا ذﻛﺮھ ﺎ ﻻ ﻛﻔ ﺎرة ﻟﮭ ﺎ إﻻ‬
‫ذﻟﻚ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺸﯿﺨﺎن وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪ .‬اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺘﺎوي اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ص ‪] ١٩٩ -١٩٨‬ﺑﺘﺼﺮّف[‬
‫*وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺎء ‪ ،‬وﺧﺸﻲ ﺧ ﺮوج اﻟﻮﻗ ﺖ ﺑﺎﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺿ ﻮء أو اﻟﻐﺴ ﻞ ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﺴ ﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤ ﺎء ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻮﺿﻮء أو اﻟﻐﺴﻞ وﻻ ﯾﺘﯿﻤﻢ ﻓﻲ أرﺟﺢ ﻗﻮﻟﻲ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬ﻷن ﺧﺸﯿﺔ ﺧﺮوج اﻟﻮﻗ ﺖ ﻻ ﯾﻜﻔ ﻲ وﺣ ﺪه أن ﯾﻜ ﻮن دﻟ ﯿﻼً ﻟﻠﺘ ﯿﻤﻢ ‪ ،‬ﻷن اﻟ ﺬي‬
‫ﺧﺸﻲ ﺧﺮوج اﻟﻮﻗﺖ ﻟﮫ ﺣﺎﻟﺘﺎن ﻻ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﮭﻤﺎ ‪:‬‬
‫إﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن ﺿﺎق ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻜﺴﺒﮫ وﺗﻜﺎﺳﻠﮫ ‪.‬‬
‫أوﺑﺴﺒﺐ ﻻ ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﻮم واﻟﻨﺴﯿﺎن ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻨﻮم أو اﻟﻨﺴﯿﺎن ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﯾﺒﺪأ ﻣﻦ ﺣﯿﻦ اﻟﺬﻛﺮ واﻻ ﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺸﺎرع اﻟﺤﻜﯿﻢ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﻌﺬور وﻗﺘﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ إذا‬
‫ﺻﻠﻰ ﻛﻤﺎ أﻣﺮ ‪ ،‬ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺎء ﻟﻐﺴﻠﮫ أو وﺿﻮﺋﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ اﻟﺼﻼة أو ﻧﺴﯿﮭﺎ ﻓﻠﯿﺼﻠﮭﺎ إذا ذﻛﺮھﺎ‬
‫ﻻ ﻛﻔﺎرة ﻟﮫ اﻻ ذﻟﻚ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺸﯿﺨﺎن وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻓﮭﺬا اﻟﻤﻌﺬور ﻟﯿﺲ ﯾﺨﺸﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺧﺮوج اﻟﻮﻗﺖ ﻓﺜﺒﺖ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ أن ﯾﺘﯿﻤﻢ وھﻮ‬
‫اﺧﺘﯿﺎر ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﺧﺘﯿﺎرات ص‪ ،١٣‬وذﻛﺮ ﻓﻲ " اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﺎردﯾﻨﯿﺔ )ص‪ (٦٥‬إﻧﮫ ﻣﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﺬي‬
‫ﺿﺎق ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻜﺴﺒﮫ وﺗﻜﺎﺳﻠﮫ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ أﻧﮫ ﻣﺄﻣﻮر ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺎء وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﯿﻤﻢ ‪ ،‬ﻓﻜ ﺬﻟﻚ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ أن‬
‫ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺎء ‪ ،‬ﻓﺈن أدرك اﻟﺼﻼة ﻓﺒﮭﺎ ‪ ،‬وإن ﻓﺎﺗﺘ ﮫ ﻓ ﻼ ﯾﻠ ﻮﻣﻦ إﻻ ﻧﻔﺴ ﮫ ﻷﻧ ﮫ ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﺳ ﻌﻰ إﻟ ﻰ ھ ﺬه اﻟﻨﺘﯿﺠ ﺔ راﺟ ﻊ ﺗﻤ ﺎم اﻟﻤﻨ ﺔ‬
‫ص‪. ١٣٢‬‬

‫اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﺬي ﯾﺘﯿﻤﻢ ﺑﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز اﻟﺘﯿﻤﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮاب اﻟﻄﺎھﺮ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻷرض ‪،‬‬
‫ﻛﺎﻟﺮﻣﻞ واﻟﺤﺠﺮ واﻟﺠﺺ ‪ .‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺘﯿﻤﻤﻮا ﺻﻌﯿﺪاً ﻃﯿﺒًﺎ " وﻗﺪ أﺟﻤﻊ أھﻞ اﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﺼﻌﯿﺪ وﺟﮫ اﻷرض ‪ ،‬ﺗﺮاﺑﺎً‬
‫ﻛﺎن أو ﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫*ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﯿﻤﻢ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﯿﻤﻢ أن ﯾﻘﺪم اﻟﻨﯿﺔ ] وھﻲ ﻓﺮض ﻓﻲ اﻟﺘﯿﻤﻢ [ ﺛﻢ ﯾﺴﻤﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬وﯾﻀﺮب ﺑﯿﺪﯾﮫ اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﻄ ﺎھﺮ ‪ ،‬وﯾﻤﺴ ﺢ ﺑﮭﻤ ﺎ وﺟﮭ ﮫ‬
‫وﯾﺪﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺮﺳﻐﯿﻦ ‪ .‬وﻟﻢ ﯾﺮد ﻓﻲ ذﻟﻚ أﺻﺢ وﻻ أﺻﺮح ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻤﺎر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬أﺟﻨﺒﺖ ﻓﻠﻢ أﺻﺐ اﻟﻤﺎء ﻓﺘﻤﻌﻜﺖ ) أي‬
‫ﺗﻤﺮﻏﺖ ( ﻓﻲ اﻟﺼﻌﯿﺪ وﺻﻠﯿﺖ ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮت ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إﻧﻤﺎ ﻛ ﺎن ﯾﻜﻔﯿ ﻚ ھﻜ ﺬا " ‪ ،‬وﺿ ﺮب اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺑﻜﻔﯿﮫ ﻓﻲ اﻷرض " وﻧﻔﺦ ﻓﯿﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﺑﮭﻤﺎ وﺟﮭﮫ وﻛﻔﯿﮫ " رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن ‪.‬‬
‫وﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺘﯿﻤﻢ ﺿﺮﺑﺔ ﻟﻠﻮﺟﮫ واﻟﻜﻔﯿﻦ " رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‬
‫]‪. [١٦١‬‬

‫*ﻣﺎ ﯾﺒﺎح ﺑﮫ اﻟﺘﯿﻤﻢ ‪:‬‬

‫اﻟﺘﯿﻤﻢ ﺑﺪل ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮء واﻟﻐﺴﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻤﺎء ﻓﯿﺒﺎح ﺑﮫ ﻣﺎ ﯾﺒﺎح ﺑﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺼ ﻼة ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸ ﺘﺮط ﻟﺼ ﺤﺘﮫ دﺧ ﻮل اﻟﻮﻗ ﺖ ‪،‬‬
‫وﻟﻠﻤﺘﯿﻤﻢ أن ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﺘﯿﻤﻢ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻣﻦ اﻟﻔﺮاﺋﺾ واﻟﻨﻮاﻓﻞ ‪ ،‬ﻓﺤﻜﻤﮫ ﻛﺤﻜﻢ اﻟﻮﺿﻮء ‪ ،‬ﺳﻮاء ﺑﺴﻮاء ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ذر رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﻟﺼﻌﯿﺪ ﻃﮭﻮر اﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺎء ﻋﺸﺮ ﺳﻨﯿﻦ ﻓﺈذا وﺟﺪ اﻟﻤﺎء ﻓﻠﯿﻤﺴﮫ‬
‫ﺑﺸﺮﺗﮫ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺧﯿﺮ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬

‫*ﻧﻮاﻗﻀﮫ ‪:‬‬
‫ﯾﻨﻘﺾ اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿﻮء ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺑﺪل ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻘﻀﮫ وﺟﻮد اﻟﻤﺎء ﻟﻤﻦ ﻓﻘﺪه ‪ ،‬أو اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﻤﻦ‬
‫ﻋﺠﺰ ﻋﻨﮫ ‪ .‬ﻟﻜﻦ إذا ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﺘﯿﻤﻢ ‪ ،‬ﺛﻢ وﺟﺪ اﻟﻤﺎء ‪ ،‬أو ﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ‪ .‬ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻹﻋﺎدة ‪ ،‬وإن ﻛﺎن‬
‫ااﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻗﯿﺎً وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﺮج رﺟﻼن ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ‪ ،‬ﻓﺤﻀ ﺮت اﻟﺼ ﻼة‬
‫وﻟﯿﺲ ﻣﻌﮭﻤﺎ ﻣﺎء ‪ ،‬ﻓﺘﯿﻤﻤﺎ ﺻﻌﯿﺪاً ﻃﯿﺒﺎً ﻓﺼﻠﯿﺎ ‪ ،‬ﺛﻢ وﺟﺪ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ‪ ،‬ﻓﺄﻋﺎد أﺣﺪھﻤﺎ اﻟﻮﺿﻮء واﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻌ ﺪ اﻵﺧ ﺮ ‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫أﺗﯿﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮا ﻟﮫ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻠﺬي ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ‪ " :‬أﺻﺒﺖ اﻟﺴﱡﻨّﺔ وأﺟﺰأﺗﻚ ﺻﻼﺗﻚ " ‪ .‬وﻗﺎل ﻟﻠﺬي ﺗﻮﺿﺄ‬
‫وأﻋﺎد ‪" :‬ﻟﻚ اﻷﺟﺮ ﻣﺮﺗﯿﻦ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ]‪[٥٢٩٨‬وإذا ﺗﯿﻤﻢ اﻟﺠﻨﺐ أو‬
‫اﻟﺤﺎﺋﺾ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺒﯿﺤﺔ ﻟﻠﺘﯿﻤﻢ وﺻﻠﻰ ‪ ،‬ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ إﻋﺎدة اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻐﺴﻞ ﻣﺘﻰ ﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺎء‬
‫‪ .‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮان رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎس ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﻔﺘﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ إذا ھﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻌﺘﺰل‬
‫ﻟﻢ ﯾﺼﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻮم ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﯾﺎ ﻓﻼن أن ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﻮم "؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺟﻨﺎﺑﺔ وﻻ أﺟﺪ ﻣﺎء ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻋﻠﯿ ﻚ ﺑﺎﻟﺼ ﻌﯿﺪ‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻔﯿﻚ "‪ .‬ﺛﻢ ذﻛﺮ ﻋﻤﺮان ‪ :‬أﻧﮭﻢ ﺑﻌﺪ أن وﺟﺪوا اﻟﻤﺎء أﻋﻄﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬اﻟﺬي أﺻﺎﺑﺘﮫ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ إﻧﺎء ﻣﻦ‬
‫ﻣﺎء وﻗﺎل ‪ " :‬اذھﺐ ﻓﺄﻓﺮﻏﮫ ﻋﻠﯿﻚ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﯿﺮة وﻧﺤﻮھﺎ‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﯿﺮة واﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ‪:‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫ﺻﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬أﻧﮫ ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎً وﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﯿﺮة وﻧﺤﻮھﺎ وﻟﺬﻟﻚ ذھﺐ اﺑﻦ ﺣﺰم إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺸﺮع اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﯿﺮة ‪ ،‬وﯾﺴﻘﻂ ﺣﻜﻢ‬
‫ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن ]وھﺬا ھﻮ اﻟﺤﻖ واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮاب [ ]راﺟﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻻﺑﻦ ﺣﺰم ‪. [٧٥-٧٤/٢‬‬

‫ﺻﻼة ﻓﺎﻗﺪ اﻟﻄﮭﻮرﯾﻦ‬

‫ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻤﺎء واﻟﺼﻌﯿﺪ ﺑﻜﻞ ﺣﺎل ﯾﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﻟﮫ وﻻ إﻋﺎدة ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻧﮭﺎ اﺳﺘﻌﺎرت ﻣﻦ‬
‫أﺳﻤﺎء ﻗﻼدة ﻓﮭﻠﻜﺖ ‪ .‬ﻓﺄرﺳﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻧﺎﺳ ﺎً ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ﻓ ﻲ ﻃﻠﺒﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺄدرﻛﺘﮭﻢ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺼ ﻠﻮا ﺑﻐﯿ ﺮ‬
‫وﺿﻮء ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻮا اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺷﻜﻮا ذﻟﻚ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻨﺰﻟﺖ آﯾﺔ اﻟﺘﯿﻤﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺳﯿﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻀ ﯿﺮ ‪ :‬ﺟ ﺰاك اﷲ ﺧﯿ ﺮاً ‪،‬‬
‫ﻓﻮاﷲ ﻣﺎﻧﺰل ﺑﻚ أﻣﺮ ﻗﻂ ‪ ،‬إﻻ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻟﻚ ﻣﻨﮫ ﻣﺨﺮﺟﺎً ‪ ،‬وﺟﻌﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻨﮫ ﺑﺮﻛﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﺆﻻء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺻﻠﻮا ﺣﯿﻦ ﻋ ﺪﻣﻮا ﻣ ﺎ ﺟﻌ ﻞ‬
‫ﻟﮭﻢ ﻃﮭﻮراً ‪ ،‬وﺷﻜﻮا ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﻨﻜﺮه ﻋﻠﯿﮭﻢ وﻟﻢ ﯾﺄﻣﺮھﻢ ﺑﺎﻹﻋﺎدة ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪ :‬وھﻮ أﻗﻮى اﻷﻗﻮال‬
‫دﻟﯿﻼً ‪.‬‬

‫" اﻟﺤﯿﺾ "‬

‫اﻟﻤﺮاد ﺑﮫ ‪:‬‬
‫ھﻮ اﻟﺪم اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ ﻗُﺒﻞ اﻟﻤﺮأة ﻓﻰ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺎدة ) اﻟﺪورة اﻟﺸﮭﺮﯾﺔ ( ‪.‬‬

‫ﻣﺪﺗﮫ ‪:‬‬
‫وأﻗﻠﮫ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ وأﻛﺜﺮه ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﯾﻮﻣﺎً وﻏﺎﻟﺒﮫ ﺳﺘﺔ أو ﺳﺒﻌﺔ أﯾﺎم ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎء ﻓﯿﮫ ﺛﻼث ‪-:‬‬

‫‪ -١‬ﻣﺒﺘﺪأة ‪ -:‬وھﻰ اﻟﺘﻰ ﺗﺮى اﻟﺪم ﻷول ﻣﺮة ‪ ،‬وﺣﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬أﻧﮭﺎ إذا رأت اﻟﺪم ﺗﺮﻛﺖ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم واﻟﻮطء ‪ ،‬واﻧﺘﻈﺮت اﻟﻄﮭﺮ ‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫رأﺗﮫ ﺑﻌﺪ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أو ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﯾﻮﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ‪ ،‬أو ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ أو ﺳ ﺒﻌﺔ أﯾ ﺎم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ‪ ،‬اﻏﺘﺴ ﻠﺖ وﺻ ﻠﺖ ‪،‬‬
‫وإن اﺳﺘﻤﺮ ﻣﻌﮭﺎ اﻟﺪم ﺑﻌﺪ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸ ﺮ ﯾﻮﻣ ﺎً أُﻋﺘﺒ ﺮت ﻣﺴﺘﺤﺎﺿ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬وﺣﻜﻤﮭ ﺎ ﺣﻜ ﻢ اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿ ﺔ وإن اﻧﻘﻄ ﻊ دﻣﮭ ﺎ ﺧ ﻼل‬
‫اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﯾﻮﻣﺎً ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮاه ﯾﻮﻣﺎً أو ﯾﻮﻣﯿﻦ وﯾﻨﻘﻄﻊ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻐﺘﺴﻞ وﺗﺼﻠﻰ ﻛﻠﻤﺎ رأت اﻟﻄﮭﺮ وﺗﻘﻌﺪ ﻛﻠﻤﺎ رأت اﻟﺪم ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟﻤﻌﺘﺎدة ‪ -:‬وھﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮭﺎ أﯾﺎم ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺗﺤﯿﻀﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺮ ‪ ،‬ﻓﺤﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬أﻧﮭﺎ ﺗﺘﺮك اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم واﻟﻮطء أﯾﺎم ﻋﺎدﺗﮭﺎ ‪،‬‬
‫وإن رأت ﺻﻔﺮة أو ﻛﺪرة ﺑﻌﺪ ﻋﺎدﺗﮭﺎ ﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ إﻟﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻘﻮل أم ﻋﻄﯿﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ "-:‬ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺪ اﻟﺼﻔﺮة أو اﻟﻜﺪرة ﺑﻌﺪ اﻟﻄﮭﺎرة‬
‫ﺷﯿﺌﺎً " ‪ ".‬رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪” (١٩٩‬‬
‫أﻣﺎ إذا رأت اﻟﺼﻔﺮة واﻟﻜﺪرة ﻓﻰ أﺛﻨﺎء ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺎدة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﻀﺘﮭﺎ ‪.‬‬

‫* وﯾﺸﺘﺮط ﻓﻰ دم اﻟﺤﯿﺾ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻟﻮن ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻵﺗﯿﺔ ‪-:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺴﻮاد ‪ -:‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻰ ﺣُﺒﯿﺶ ‪ ،‬أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﺎض ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " إذا ﻛ ﺎن دم اﻟﺤ ﯿﺾ‬
‫ﻓﺈﻧﮫ أﺳﻮد ﯾُﻌﺮف ﻓﺄﻣﺴﻜﻰ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻵﺧﺮ ﻓﺘﻮﺿﺌﻲ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﻋﺮق " ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪. (٢٠٤‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺤﻤﺮة ‪ -:‬ﻷﻧﮭﺎ أﺻﻞ ﻟﻮن اﻟﺪم ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺼﻔﺮة ‪ -:‬وھﻮ ﻣﺎء ﺗﺮاه اﻟﻤﺮأة ﻛﺎﻟﺼﺪﯾﺪ ﯾﻌﻠﻮه اﺻﻔﺮار ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻜﺪرة ‪ -:‬وھﻮ اﻟﺘﻮﺳﻂ ﺑﯿﻦ ﻟﻮن اﻟﺴﻮاد واﻟﺒﯿﺎض ﻛﺎﻟﻤﺎء اﻟﻮﺳﺦ‪.‬‬

‫* ﻣﺪة اﻟﻄﮭﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﯿﻀﺘﯿﻦ ‪ -:‬اﻟﺤﻖ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺄت ﻓﻰ أﻗﻞ أو أﻛﺜﺮ اﻟﻄﮭﺮ اﻟﻤﺘﺨﻠﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﯿﻀﺘﯿﻦ دﻟﯿﻞ ﯾﻨﮭﺾ ﻟﻺﺣﺘﺠﺎج ﺑﮫ ‪.‬‬

‫*ﻛﯿﻒ ﯾﻌﺮف اﻟﻄﮭﺮ ؟؟‬

‫ﯾﻌﺮف اﻟﻄﮭﺮ ﺑﺄﺣﺪ ﺷﯿﺌﯿﻦ ‪-:‬‬
‫*أوﻟﮭﻤﺎ‪ -:‬اﻟﻘَﺼﱠﺔ اﻟﺒﯿﻀﺎء ‪ ،‬وھﻰ ﻣﺎء أﺑﯿﺾ ﯾﺨﺮج ﻋﻘﺐ اﻟﻄﮭﺮ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ورد أن اﻟﻨﺴﺎء ﻛﻦ ﯾﺮﺳﻠﻦ ﺑﺎﻟﺪﱠرَﺟَﺔِ ) اﻟﺨﺮﻗﺔ ( ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﺸ ﺊ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮة إﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺘﻘﻮل ‪-:‬‬
‫" ﻻ ﺗﻌﺠﻠﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﯾﻦ اﻟﻘَﺼﱠﺔ اﻟﺒﯿﻀﺎء " ‪ .‬رواه ﻣﺎﻟﻚ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪. (١٩٨‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﮭﻤﺎ ‪ -:‬اﻟﺠﻔﻮف ‪ -:‬وھﻰ أن ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﺮأة اﻟﻘﻄﻨﺔ ﻓﻰ ﻓﺮﺟﮭﺎ ﻓﺘﺨﺮﺟﮭﺎ ﺟﺎﻓﺔ ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ‪-:‬‬
‫وھﻮ اﺳﺘﻤﺮار ﻧﺰول اﻟﺪم وﺟﺮﯾﺎﻧﮫ ﻓﻰ ﻏﯿﺮ أواﻧﮫ ‪.‬‬

‫‪٣٠‬‬
 ‫واﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻟﮭﺎ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ‪-:‬‬
‫‪ -١‬أن ﺗﻜﻮن ﻣﺪة اﻟﺤﯿﺾ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ‪-:‬‬
‫وﻓﻰ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ھﺬه اﻟﻤﺪة اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ھﻰ ﻣﺪة اﻟﺤﯿﺾ ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻰ اﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪ ،‬أﻧﮭﺎ اﺳﺘﻔﺘﺖ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻰ إﻣﺮأة ﺗﮭﺮاق اﻟﺪم ﻓﻘ ﺎل ‪ -:‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻟﺘﻨﺘﻈ ﺮ ﻋ ﺪة‬
‫اﻟﻠﯿﺎﻟﻲ و اﻷﯾﺎم اﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﯿﻀﮭﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺮ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺼﯿﺒﮭﺎ اﻟﺬى أﺻﺎﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﺘﺘﺮك اﻟﺼﻼة ﻗﺪر ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺮ ﻓ ﺈذا ﺧﻠّﻔ ﺖ ذﻟ ﻚ‬
‫ﻓﻠﺘﻐﺘﺴﻞ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﺘﺴﺘﺜﻔﺮ ﺑﺜﻮب ﺛﻢ ﻟﺘﺼﻞﱢ "أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺎﻟﻚ و أﺑﻮ داود ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪[٤٩٥٢‬‬

‫* واﻻﺳﺘﺜﻔﺎر‪ -:‬ھﻮ إدﺧﺎل اﻹزار ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺨﺬﯾﻦ ﻣﻠﻮﯾﺎً ـ أى أن ﺗﺸﺪ ﺛﻮﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺟﮭﺎ ﻟﯿﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺧﺮوج اﻟﺪم ﺣﺎل اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ أﯾﻀﺎً ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻻﻏﺘﺴﺎل إﻧﻤﺎ ھﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻋﻨﺪ إدﺑﺎر اﻟﺤﯿﺾ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن ﺗﻜﻮن ﻣﺪة اﻟﺤﯿﺾ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ إﻣﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺘﺤﺎﺿﺔ أو ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﻤﯿﺰ دم اﻟﺤﯿﺾ ‪ ،‬أو ﻟﻤﻦ ﻧﺴﯿﺖ ﻋﺎدﺗﮭﺎ ‪-:‬‬
‫وھﺬه ﯾﻜﻮن ﺣﯿﻀﮭﺎ ﺳﺘﺔ أﯾﺎم أو ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﺎدة اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﻤﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺟﺤ ﺶ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ " :‬ﻗﻠ ﺖ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ‬
‫إﻧﻰ اُﺳﺘﺤﺎض ﺣﯿﻀﺔ ﺷﺪﯾﺪة ﻓﻤﺎ ﺗﺮى ﻓﯿﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ -:‬أﻧﻌﺖ ﻟﻚ اﻟﻜُﺮﺳﻒ ) اﻟﻘﻄﻦ ( ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺬھﺐ اﻟﺪم ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ھﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺎﺗﺨﺬى ﺛﻮﺑﺎً ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ھﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺘﻠﺠﻤﻰ ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻤﺎ أﺛﺞ ﺛﺠﺎً ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺳﺂﻣﺮك ﺑﺄﻣﺮﯾﻦ أﯾﮭﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻘﺪ أﺟﺰأ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ‬
‫اﻷﺟﺮ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﻮﯾﺖ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻓﺄﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ‪ ":‬إﻧﻤﺎ ھﺬه رﻛﻀﺔ ﻣﻦ رﻛﻀﺎت اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻓﺘﺤﯿﻀﻰ ﺳﺘﺔ أﯾﺎم أو ﺳﺒﻌﺔ ﻓﻰ ﻋﻠﻢ اﷲ ﺛﻢ‬
‫اﻏﺘﺴﻠﻰ ﺣﺘﻰ إذا رأﯾﺖ أﻧﻚ ﻗﺪ ﻃﮭﺮت واﺳﺘﻨﻘﺄت ﻓﺼﻠﻲ أرﺑﻌﺎً وﻋﺸﺮﯾﻦ أو ﺛﻼﺛﺎً وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻟﯿﻠﺔ وأﯾﺎﻣﮭﺎ وﺻﻮﻣﻰ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﯾﺠﺰﺋﻚ ‪،‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﮭﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﯿﺾ اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﻛﻤﺎ ﯾﻄﮭﺮن ﻟﻤﯿﻘﺎت ﺣﯿﻀﮭﻦ وﻃﮭﺮھﻦ " ‪.‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬى وﺻﺤﺤﮫ‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ]‪[٢٠٥‬‬
‫* رﻛﻀﺔ ﻣﻦ رﻛﻀﺎت اﻟﺸﯿﻄﺎن‪:‬أى ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎت اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻟﻸوﻋﯿﺔ اﻟﺪﻣﻮﯾﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻰ اﻟﺮﺣﻢ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬أﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﮭﺎ ﻋﺎدة ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﻤﯿﺰ دم اﻟﺤﯿﺾ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ‪-:‬‬
‫وﻓﻰ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻰ ﺣُﺒﯿﺶ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﺎض ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا‬
‫ﻛﺎن دم اﻟﺤﯿﺾ ﻓﺈﻧﮫ أﺳﻮد ﯾﻌﺮف ﻓﺄﻣﺴﻜﻰ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻵﺧﺮ ﻓﺘﻮﺿﺌﻰ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﻋﺮق "‬
‫رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻹرواء ]‪[٢٠٤‬‬
‫) ﻋﺮق ‪ :‬أى ﻋﺮق دﻣﻮى أو وﻋﺎء دﻣﻮى ﻗﺪ اﻧﻔﺠﺮ وﺳﺎل ﻣﻨﮫ اﻟﺪم ( ‪.‬‬

‫" اﻟﻨــﻔﺎس "‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ -:‬ھﻮ اﻟﺪم اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ ﻗُﺒﻞ اﻟﻤﺮأة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﻻدة وإن ﻛﺎن اﻟﻤﻮﻟﻮد ﺳﻘﻄﺎً ‪.‬‬
‫ﻣﺪﺗﮫ ‪ -:‬ﻻ ﺣﺪﱠ ﻷﻗﻞ اﻟﻨﻔﺎس وأﻣﺎ أﻛﺜﺮه ﻓﺄرﺑﻌﻮن ﯾﻮﻣﺎً ﻟﺤﺪﯾﺚ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪ "-:‬ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﮭ ﺪ اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﺗﺠﻠﺲ أرﺑﻌﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎً" ‪.‬‬
‫وھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻹرواء ]‪ ، [٢١١‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬى ﺑﻌﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪-:‬‬
‫" ﻗﺪ أﺟﻤﻊ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ وﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻨﺴﺎء ﺗﺪع اﻟﺼﻼة أرﺑﻌﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎً إﻻ‬
‫أن ﺗﺮى اﻟﻄﮭﺮ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻐﺘﺴﻞ وﺗﺼﻠﻰ ﻓﺈن رأت اﻟﺪم ﺑﻌﺪ اﻷرﺑﻌﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺈن أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻻ ﺗﺪع اﻟﺼﻼة ﺑﻌﺪ اﻷرﺑﻌﯿﻦ "‬
‫‪.‬‬

‫* ﻣﺎ ﯾُﻤﻨﻊ ﺑﺎﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس ‪-:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻮطء ‪ -:‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﯾﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﯿﺾ ﻗﻞ ھﻮ أذىً ﻓ ﺎﻋﺘﺰﻟﻮا اﻟﻨﺴ ﺎء ﻓ ﻰ اﻟﻤﺤ ﯿﺾ وﻻ ﺗﻘﺮﺑ ﻮھﻦ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﯾﻄﮭ ﺮن ﻓ ﺈذا ﺗﻄﮭ ﺮن ﻓ ﺄﺗﻮھﻦ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ أﻣ ﺮﻛﻢ اﷲ إن اﷲ ﯾﺤ ﺐ اﻟﺘ ﻮاﺑﯿﻦ وﯾﺤ ﺐ اﻟﻤﺘﻄﮭ ﺮﯾﻦ "‪.‬‬
‫) ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.( ٢٢٢‬‬
‫وﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إﻓﻌﻠﻮا ﻛﻞ ﺷﺊ إﻻ اﻟﻨﻜﺎح " وﻓﻰ ﻟﻔﻆ إﻻ اﻟﺠﻤﺎع " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوى ‪ ]-:‬ﻟﻮ اﻋﺘﻘﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﺣِﻞّ ﺟﻤﺎع اﻟﻤﺮأة اﻟﺤﺎﺋﺾ ﻓﻰ ﻓﺮﺟﮭﺎ ﺻﺎر ﻛﺎﻓﺮاً ﻣﺮﺗﺪاً ‪ ،‬وإن ﻓﻌﻠﮫ ﺟﺎھﻼً اﻟﺤﺮﻣﺔ أو وﺟﻮد اﻟﺤﯿﺾ‬
‫ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﻛﻔﺎرة ‪ ،‬وإن ﻓﻌﻠﮫ ﻋﺎﻣﺪاً ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻟﺤﯿﺾ واﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻣﺨﺘﺎراً ﻓﻘﺪ إرﺗﻜﺐ ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﮭﺎ ‪[.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎرة ﻓﻘﺪ ﺻﺢّ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﮫ ﻗﺎل ﻓﻰ اﻟﺬى ﯾﺄﺗﻰ إﻣﺮاﺗﮫ وھﻰ ﺣﺎﺋﺾ ” ﯾﺘﺼﺪق ﺑﺪﯾﻨﺎر أو ﺑﻨﺼﻒ دﯾﻨ ﺎر "‬
‫) اﻧﻈﺮ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ص ‪ ٢١٧‬ﻓﻰ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول(‬
‫وﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﯾﻀﺎً أﻧﮫ ﻓﺴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إذا أﺻﺎﺑﮭﺎ ﻓﻰ أول اﻟﺪم ﻓﺪﯾﻨﺎر وإذا أﺻﺎﺑﮭﺎ ﻓﻰ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺪم ﻓﻨﺼﻒ دﯾﻨﺎر "‬
‫رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه ) اﻧﻈﺮ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول ص ‪( ٢١٨‬‬
‫* وﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻛﺎن إذا أراد ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺋﺾ ﺷﯿﺌﺎً أﻟﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺟﮭﺎ ﺛﻮﺑﺎً " رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٤٥٣٩‬‬
‫* وﻋﻦ ﻣﺴﺮوق ﺑﻦ أﺟﺪع ﻗﺎل ‪ -:‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻣﻦ إﻣﺮأﺗﮫ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺋﻀﺎً ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﻞ ﺷﺊ إﻻ اﻟﻔﺮج ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎرى ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺨﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷول ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻹﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺪن ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻔﺮج ‪ ،‬ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻊ وﺿ ﻊ ﺷ ﺊ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﺮج‬
‫ﯾﻜﻮن ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻔﺮج ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻧﻰ أﯾﻀﺎً ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻹﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﻤﺎ ﻋﺪا اﻟﻔﺮج ‪.‬‬

‫‪٣١‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم ‪ -:‬ﻏﯿﺮ أن اﻟﺼﻮم ﯾﻘﻀﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﮭﺮ واﻟﺼﻼة ﻻ ﺗﻘﻀﻰ ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻰ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪرى رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ -:‬ﺧﺮج‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻰ أﺿﺤﻰ أو ﻓﻰ ﻓﻄﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻓﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻓﻘ ﺎل ‪ “:‬ﯾ ﺎ ﻣﻌﺸ ﺮ اﻟﻨﺴ ﺎء ﺗﺼ ﺪﻗﻦ ﻓ ﺈﻧﻰ‬
‫رأﯾﺘﻜﻦ أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻨﺎر " ﻓﻘﻠﻦ وﺑﻢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺗﻜﺜﺮن اﻟﻠﻌﻦ وﺗﻜﻔﺮن اﻟﻌﺸﯿﺮ ‪ ،‬ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﺼﺎت ﻋﻘﻞ ودﯾﻦ أذھﺐَ‬
‫ﻟِﻠُﺐﱢ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺤﺎزم ﻣﻦ إﺣﺪاﻛﻦ " ﻗﻠﻦ ‪ :‬وﻣﺎ ﻧﻘﺼ ﺎن دﯾﻨﻨ ﺎ وﻋﻘﻠﻨ ﺎ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻗ ﺎل ‪ " :‬أﻟ ﯿﺲ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﻤ ﺮأة ﻣﺜ ﻞ ﻧﺼ ﻒ ﺷ ﮭﺎدة‬
‫اﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻗﻠﻦ ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﺼﺎن ﻋﻘﻠﮭﺎ ‪ ،‬أﻟﯿﺲ إذا ﺣﺎﺿﺖ اﻟﻤﺮأة ﻟﻢ ﺗُﺼﻞﱢ وﻟﻢ ﺗﺼﻢ ؟ ﻗﻠﻦ ﺑﻠﻰ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﺼﺎن‬
‫دﯾﻨﮭﺎ " رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* وﻗﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ " ﻛﻨﺎ ﻧﺤﯿﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻨﺆﻣﺮ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﺼﻮم وﻻ ﻧﺆﻣﺮ ﺑﻘﻀﺎء‬
‫اﻟﺼﻼة " ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻄﻮاف ‪ -:‬ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ " اﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﺻﻼة وﻟﻜﻦ اﷲ أﺣﻞ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﻨﻄ ﻖ ﻓﻤ ﻦ ﻧﻄ ﻖ ﻓ ﻼ ﯾﻨﻄ ﻖ إﻻ ﺑﺨﯿ ﺮ "‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٣٨٤٩‬‬
‫‪-٤‬اﻟﻄﻼق ‪ -:‬ﻓﺈن اﻟﺤﺎﺋﺾ ﻻ ﺗُﻄَﻠﱠﻖُ ﺑﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﮭﺮ وﻗﺒﻞ أن ﺗﻤﺲ ﺗﻄﻠﻖ ﻟﻤ ﺎ ورد " أن اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ‪ ،‬ﻃﻠ ﻖ‬
‫إﻣﺮأﺗﮫ وھﻰ ﺣﺎﺋﺾ ﻓﺄﻣﺮه رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺮاﺟﻌﮭﺎ وﯾﻤﺴﻜﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﮭﺮ" رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬

‫* ﻣﺎ ﯾﺒﺎح ﻣﻊ اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس ‪-:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة دون اﻟﻔﺮج ‪ "-:‬ﻟﻤﺎ ﺻﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻛﺎن إذا أراد ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺋﺾ ﺷﯿﺌﺎً أﻟﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺟﮭﺎ ﺛﻮﺑﺎً‬
‫" رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٤٥٣٩‬‬
‫* وﻋﻦ ﻣﺴﺮوق ﺑﻦ أﺟﺪع ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻣﻦ إﻣﺮاﺗ ﮫ إن ﻛﺎﻧ ﺖ ﺣﺎﺋﻀ ﺎً ؟ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻛ ﻞ ﺷ ﺊ إﻻ‬
‫اﻟﻔﺮج ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎرى ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺨﮫ ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻹﺣﺮام واﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ وﺳﺎﺋﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة إﻻ اﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﻓﻼ ﯾﺤﻞ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﮭﺮ واﻟﻐﺴﻞ ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ " :‬إﻓﻌﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﺤﺎج ﻏﯿﺮ أن ﻻ ﺗﻄﻮﻓﻰ اﻟﺒﯿﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﮭﺮى " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﻣﺆاﻛﻠﺘﮭﺎ وﻣﺸﺎرﺑﺘﮭﺎ ‪ -:‬ﻟﻘﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ "‪،‬ﻛﻨﺖ أﺷﺮب وأﻧﺎ ﺣﺎﺋﺾ ﻓﺄﻧﺎوﻟﮫ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﯿﻀ ﻊ‬
‫ﻓﺎه ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﻓِﻰّ ﻓﯿﺸﺮب " ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬

‫‪ -٤‬ﯾﺒﺎح ﻟﮭﺎ ذﻛﺮ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ -:‬إذ ﻟﻢ ﯾﺮد ﻓﻰ ذﻟﻚ ﻧﮭﻲ ‪.‬‬
‫‪-٥‬وﯾﺠﻮز ﻟﻠﺤﺎﺋﺾ واﻟﻨﻔﺴﺎء اﻟﻤﻜﺚ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل ﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪:‬‬
‫ﻧﺎوﻟﯿﻨﻰ اﻟﺨُﻤﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﻠﺖ إﻧﻰ ﺣﺎﺋﺾ ﻓﻘﺎل إن ﺣﯿﻀﺘﻚ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻰ ﯾﺪك " ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ‪-:‬‬

‫‪ -١‬ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻐﺴﻞ إﻻ ﻣﺮة واﺣﺪة ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄ ﺎع ﺣﯿﻀ ﮭﺎ ‪ -:‬وﺑﮭ ﺬا ﻗ ﺎل اﻟﺠﻤﮭ ﻮر ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻠﻒ واﻟﺨﻠ ﻒ ‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أم ﺳ ﻠﻤﺔ أﻧﮭ ﺎ‬
‫اﺳﺘﻔﺘﺖ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻰ إﻣﺮأة ﺗُﮭﺮاق اﻟﺪم ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﻟﺘﻨﺘﻈﺮ ﻋﺪة اﻟﻠﯿﺎﻟﻰ واﻷﯾﺎم اﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﯿﻀﮭﻦ ﻣﻦ اﻟﺸ ﮭﺮ‬
‫ﻗﺒﻞ أن ﯾﺼﯿﺒﮭﺎ اﻟﺬى أﺻﺎﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﺘﺘﺮك اﻟﺼﻼة ﻗﺪر ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺮ ﻓﺈذا ﺧﻠّﻔﺖ ذﻟﻚ ﻓﻠﺘﻐﺘﺴﻞ ﺛﻢ ﻟﺘﺴﺘﺜﻔﺮ ﺑﺜﻮب ﺛﻢ ﻟﺘﺼﻞﱢ " رواه ﻣﺎﻟﻚ‬
‫وأﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٤٩٥٢‬‬

‫‪ -٢‬أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻮﺿﻮء ﻟﻜﻞ ﺻﻼة ‪ -:‬ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ " وﺗﺘﻮﺿﺄ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺻﻼة " رواه‬
‫أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬى وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻹرواء ]‪[٢٠٧‬‬

‫‪ -٣‬أن ﺗﻐﺴﻞ ﻓﺮﺟﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﺿﻮء وﺗﺤﺸﻮه ﺑﺨﺮﻗﺔ أو ﻗﻄﻨﺔ دﻓﻌﺎً ﻟﻠﻨﺠﺎﺳﺔ وﺗﻘﻠﯿﻼً ﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻨﺪﻓﻊ اﻟﺪم ﺑﺬﻟﻚ ‪ ،‬ﺷﺪﺗﮫ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﺮﺟﮭﺎ وﺗﻠﺠﻤﺖ واﺳﺘﺜﻔﺮت " ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﻤﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬أﻻ ﺗﺘﻮﺿﺄ ﻗﺒﻞ دﺧﻮل وﻗﺖ اﻟﺼﻼة ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﮭﻮر ‪ -:‬إذ أن ﻃﮭﺎرﺗﮭﺎ ﺿﺮورﯾﺔ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﮭﺎ ﺗﻘﺪﯾﻤﮭﺎ ﻗﺒﻞ وﻗﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٥‬أﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﺰوﺟﮭﺎ أن ﯾﻄﺄھﺎ ﻓﻰ ﺣﺎل ﺟﺮﯾﺎن اﻟﺪم ﻋﻨﺪ ﺟﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪-:‬ﻟﻘﻮل اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس ‪ " :‬اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿ ﺔ ﯾﺄﺗﯿﮭ ﺎ زوﺟﮭ ﺎ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﻓ ﺈذا ﻋﺮﻓﻨ ﺎ أن اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿ ﺔ ﯾﺠ ﻮز ﻟﮭ ﺎ أن ﺗﺼ ﻠﻰ واﻟﺼ ﻼة أﻋﻈ ﻢ ﻣ ﺎ ﯾﺸ ﺘﺮط ﻟﮭ ﺎ اﻟﻄﮭ ﺎرة ‪ ،‬إذن ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿ ﺔ ﻃ ﺎھﺮة وﯾﺠ ﻮز‬
‫ﻣﺠﺎﻣﻌﺘﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﻓﻰ ﻃﮭﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٦‬أن ﻟﮭﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻄﺎھﺮات ‪ ،‬ﻓﺘﻘﻮم ﻓﺘﺼﻠﻰ وﺗﻌﺘﻜﻒ وﺗﻮﻃﺄ وﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ اﻟﻌﺒﺎدات ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن‬
‫دم اﻟﺤﯿﺾ ﻓﺎﺳﺪ أﻣﺎ دم اﻹﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﻓﮭﻮ دم ﻃﺒﯿﻌﻰ ﻟﺬا ﻣﻨﻌﺖ ﻣﻦ اﻷول دون اﻟﺜﺎﻧﻰ ‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻷذان‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ھﻮ اﻹﻋﻼم ﺑﺪﺧﻮل وﻗﺖ اﻟﺼﻼة ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻠﮫ ‪ :‬وردت أﺣﺎدﯾﺚ ﻛﺜﯿﺮة ﻓﻲ ﻓﻀﻠﮫ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻟ ﻮ ﯾﻌﻠ ﻢ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷذان واﻟﺼ ﻒ اﻷول )أي ﻣ ﻦ اﻟﻔﻀ ﯿﻠﺔ‬
‫وﻋﻈﻢ اﻟﻤﺜﻮﺑﺔ( ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﺠﺪوا إﻻﱠ أن ﯾﺴﺘﮭﻤﻮا ﻋﻠﯿﮫ ﻻﺳﺘﮭﻤﻮا )أى اﻗﺘﺮﻋﻮا ﻋﻠﯿﮫ( ‪ ،‬وﻟﻮ ﯾﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﮭﺠﯿﺮ ﻻﺳﺘﺒﻘﻮا إﻟﯿ ﮫ وﻟ ﻮ‬
‫ﯾﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺘﻤﺔ واﻟﺼﺒﺢ ﻷﺗﻮھﻤﺎ وﻟﻮ ﺣﺒﻮًا" رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘﮭﻤﻮا ‪ :‬أي ﺣﻜﻤﻮا ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﮭﺠﯿﺮ ‪ :‬اﻟﺘﺒﻜﯿﺮ إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﺘﻤﺔ ‪ :‬ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﺒﻮًا ‪ :‬أي ﻣﺸﯿًﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻛﺎﻟﺼﺒﻲ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إن اﻟﻤﺆذﻧﯿﻦ أﻃﻮل اﻟﻨﺎس أﻋﻨﺎﻗًﺎ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ" رواه ﻣﺴ ﻠﻢ ‪ *.‬ﯾﺸ ﮭﺪ ﻟ ﮫ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻤﻌﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻏﻨﻤﻚ أو ﺑﺎدﯾﺘﻚ ﻓﺄذﻧﺖ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﺎرﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﺑﺎﻟﻨﺪاء‬
‫‪ ،‬ﻓﺈﻧّﮫ ﻻ ﯾﺴﻤﻊ ﻣﺪى ﺻﻮت اﻟﻤﺆذن ﺟﻦٌ وﻻ إﻧﺲ وﻻ ﺷﻲء إﻻّ ﺷﮭﺪ ﻟﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ"‪.‬‬
‫* ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﻹﻣﺎم ﺿﺎﻣﻦ واﻟﻤﺆذن ﻣﺆﺗﻤﻦ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أرﺷﺪ اﻷﺋﻤﺔ واﻏﻔﺮ ﻟﻠﻤﺆذﻧﯿﻦ" رواه اﺑ ﻦ ﺧﺰﯾﻤ ﺔ واﺑ ﻦ‬
‫ﺣﺒﺎن وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ]‪[٢١٧‬‬
‫‪ -‬اﻹﻣﺎم ﺿﺎﻣﻦ ‪ :‬أي ﻛﻔﯿﻞ وراﻋﻲ ﻟﺼﻼة اﻟﻨﺎس ﯾﺤﻔﻆ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺻﻼﺗﮭﻢ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻤﺆذن ﻣﺆﺗﻤﻦ ‪ :‬أي أﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ أوﻗﺎت اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫* ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﯾﻌﺠﺐُ رﺑُﻚ ﻣﻦ راﻋﻲ ﻏ ﻨﻢ ﻓ ﻲ رأس ﺷ ﻈﯿﺔ ﺟﺒ ﻞ‬
‫ﯾﺆذن ﺑﺎﻟﺼﻼة وﯾﺼﻠﻲ ﻓﯿﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ ﻋﺒﺪي ھﺬا ﯾﺆذن وﯾﻘ ﯿﻢ اﻟﺼ ﻼة ﯾﺨ ﺎف ﻣﻨ ﻲ ‪ ،‬ﻗ ﺪ ﻏﻔ ﺮت ﻟﻌﺒ ﺪي وأدﺧﻠﺘ ﮫ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ] ‪[ ٢١٤‬‬
‫‪ -‬واﻟﺸﻈﯿﺔ ھﻲ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﯿﺔ اﻷذان ﻟﻠﻤﻨﻔﺮد ‪.‬‬
‫* وھﻢ أﻣﻨﺎء اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﮭﻢ وﺳﺤﻮرھﻢ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﻣﻨﺎء اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﮭﻢ وﺳﺤﻮرھﻢ اﻟﻤﺆذﻧﻮن"‬
‫رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺣﺴّﻨﮫُ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ] ‪[ ٢٢٩‬‬

‫ﺳﺒﺐ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬

‫ﺷُﺮع اﻷذان ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﮭﺠﺮة وﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻨﺖ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ‪ :‬أن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤـــــــﻮن ﯾﺠﺘﻤﻌـــﻮن‬
‫ﻓﯿﺘﺤﯿﻨﻮن اﻟﺼﻼة وﻟﯿﺲ ﯾﻨﺎدي ﺑﮭﺎ أﺣ ﺪ ‪ ،‬ﻓﺘﻜﻠﻤ ﻮا ﯾﻮﻣً ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ﺑﻌﻀ ﮭﻢ ‪ :‬اﺗﺨ ﺬوا ﻧﺎﻗﻮﺳً ﺎ ﻣﺜ ﻞ ﻧ ﺎﻗﻮس اﻟﻨﺼ ﺎرى ‪ ،‬وﻗ ﺎل‬
‫ﺑﻌﻀﮭﻢ ‪ :‬ﺑﻞ ﻗﺮﻧًﺎ ﻣﺜﻞ ﻗﺮن اﻟﯿﮭﻮد ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬أوﻻ ﺗﺒﻌﺜﻮن رﺟﻼً ﯾﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﯾﺎ‬
‫ﺑﻼل ﻗﻢ ﻓﻨﺎدِ ﺑﺎﻟﺼﻼة" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﺘﺤﯿﻨﻮن ‪ :‬ﯾﻘﺪرون أوﻗﺎﺗﮭﺎ ﻟﯿﺄﺗﻮا إﻟﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤﺎ أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨ ﺎﻗﻮس ﻟﯿﻀ ﺮب ﺑ ﮫ اﻟﻨ ﺎس ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤ ﻊ‬
‫ﻟﻠﺼﻼة ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ وھ ﻮ ﻛ ﺎره ﻟﻤﻮاﻓﻘﺘ ﮫ اﻟﻨﺼ ﺎرى ‪ ،‬ﻃ ﺎف ﺑ ﻲ وأﻧ ﺎ ﻧ ﺎﺋﻢٌ رﺟ ﻞٌ ﯾﺤﻤ ﻞ ﻧﺎﻗﻮﺳً ﺎ ﺑﯿ ﺪه ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﮫ ‪ :‬ﯾ ﺎ ﻋﺒ ﺪ اﷲ أﺗﺒﯿ ﻊ‬
‫اﻟﻨﺎﻗﻮس ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎذا ﺗﺼﻨﻊ ﺑﮫ ؟ ﻗﺎل ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﻧﺪﻋﻮ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬أﻓﻼ أدﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻮ ﺧﯿﺮٌ ﻣﻦ ذﻟﻚ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﻟﮫ ‪ :‬ﺑﻠﻰ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻘﻮل ‪:‬‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ** اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ** أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‬
‫أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ** أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ** ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح ** ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ** ﻻ إﻟــــﮫ إﻻ اﻟﻠـــــﮫ‬
‫ﺛﻢ اﺳﺘﺄﺧﺮ ﻏﯿﺮ ﺑﻌﯿﺪ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﺗﻘﻮل إذا أﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼﻼة ‪:‬‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‬
‫أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح‬
‫ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة ** ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة‬

‫‪٣٣‬‬
 ‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫ﻻ إﻟــــﮫ إﻻ اﻟﻠـــــﮫ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﺖ أﺗﯿﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﮫ ﺑﻤﺎ رأﯾﺖ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﮭﺎ ﻟﺮؤﯾﺎ ﺣ ﻖ إن ﺷ ﺎء اﷲ ‪ ،‬ﻓﻘ ﻢ ﻣ ﻊ‬
‫ﺑﻼل ‪ ،‬ﻓﺄﻟﻖِ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻓﻠﯿﺆذن ﺑﮫ ﻓﺈﻧﱠﮫ أﻧﺪى ﺻﻮﺗًﺎ ﻣﻨﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻊ ﺑﻼل ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻟﻘﯿﮫ ﻋﻠﯿﮫ وﯾﺆذن ﺑﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺴ ﻤﻊ ﺑ ﺬﻟﻚ‬
‫ﻋﻤﺮ وھﻮ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ ﻓﺨﺮج ﯾﺠﺮﱡ رداءه ﯾﻘﻮل ‪ :‬واﻟﺬي ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﻘﺪ رأﯾﺖ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ رأى ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬‬
‫ﻓﻠﻠﮫ اﻟﺤﻤﺪ"‬
‫ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻲ اﻹرواء ]‪[٢٤٦‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫* أوﻻً ‪ :‬ﺗﺮﺑﯿﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ اﻷول وﺗﺜﻨﯿﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻷذان ﺑﻼ ﺗﺮﺟﯿﻊ ﻣﺎ ﻋﺪا ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ‪ :‬ﻓﯿﻜﻮن ﻋﺪد ﻛﻠﻤﺎﺗﮫ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﻛﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ اﻟﻤﺘﻘﺪم ‪.‬‬

‫*ﺛﺎﻧﯿًﺎ ‪ :‬ﺗﺮﺑﯿﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪ ،‬وﺗﺮﺟﯿﻊ ﻛﻞﱟ ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺎدﺗﯿﻦ ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺆذن ‪:‬ﺑﺼﻮت ﻣﻨﺨﻔﺾ‬
‫أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻّ اﷲ أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‬
‫أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﺛﻢ ﯾﻌﯿﺪھﺎ ﺑﺼﻮت ﻋﺎلٍ ‪ :‬وھﻮ اﻟﺘﺮﺟﯿﻊ ‪ :‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﻣﺤﺬورة ‪ :‬أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻤﱠﮫ اﻷذان ﺗﺴﻊ ﻋﺸﺮة ﻛﻠﻤﺔ ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺨﻤﺴﺔ وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫* ﺛﺎﻟﺜًﺎ ‪ :‬ﺗﺜﻨﯿﺔ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻣﻊ ﺗﺮﺟﯿﻊ اﻟﺸﮭﺎدﺗﯿﻦ ﻓﯿﻜﻮن ﻋﺪد ﻛﻠﻤﺎﺗﮫ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮة ﻛﻠﻤﺔ ‪ :‬ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑ ﻲ ﻣﺤ ﺬورة ‪ :‬أنﱠ رﺳ ﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻤﮫ ھﺬا اﻷذان ‪:‬‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ ** اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ** أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‬
‫أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ** أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﺛﻢ ﯾﻌﻮد ﻓﯿﻘﻮل ‪:‬‬
‫أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ )ﻣﺮﺗﯿﻦ(‬
‫أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ )ﻣﺮﺗﯿﻦ(‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة )ﻣﺮﺗﯿﻦ(‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح )ﻣﺮﺗﯿﻦ(‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫ﻻ إﻟــــﮫ إﻻ اﻟﻠـــــﮫ‬

‫اﻟﺘﺜﻮﯾﺐ ‪:‬‬
‫ﯾﺸﺮع ﻟﻠﻤﺆذن اﻟﺘﺜﻮﯾﺐ وھﻮ أن ﯾﻘﻮل ﻓﻲ أذان اﻟﺼﺒﺢ اﻷول اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﻗﺒﻞ دﺧﻮل وﻗﺖ اﻟﻔﺠﺮ اﻟﺼﺎدق ﺑﻤﺎ ﯾﻘﺮب ﻣﻦ رﺑﻊ‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﯾﺒًﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﯿﻌﻠﺘﯿﻦ ] اﻟﺼﻼة ﺧﯿﺮٌ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم )ﻣﺮﺗﯿﻦ( [ ‪.‬‬
‫* ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﻣﺤﺬورة ] وإذا أذﻧﺖ ﺑﺎﻷول ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﻘﻞ اﻟﺼﻼة ﺧﯿﺮٌ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ‪ ،‬اﻟﺼﻼة ﺧﯿﺮٌ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم [ أﺧﺮﺟﮫ أﺑ ﻮ‬
‫داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وھﻲ ﻣﺨﺮج ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ أﺑﻲ داود ] ‪. [ ٥١٦ - ٥١٠‬‬
‫* وﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪" :‬ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷذان اﻷول ﺑﻌﺪ اﻟﻔ ﻼح ‪ :‬اﻟﺼ ﻼة ﺧﯿ ﺮٌ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮم )ﻣ ﺮﺗﯿﻦ(" رواه اﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ‬
‫واﻟﻄﺤﺎوي ﻓﻲ"ﺷﺮح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ‪ "٨٢/١‬وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻷذان اﻷول ﻹﯾﻘﺎظ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺑﺨﻼف اﻷذان اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﮫ إﻋﻼم ﺑﺪﺧﻮل اﻟﻮﻗﺖ ودﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ دﺧ ﻞ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻣﺴ ﺠﺪًا ﯾﺼُ ﻠﻰ ﻓﯿ ﮫ ﻓﺴ ﻤﻊ رﺟ ﻼً ﯾﺜ ﻮب ﻓ ﻲ أذان اﻟﻈﮭ ﺮ ﻓﺨ ﺮج وﻗ ﺎل ‪" :‬أﺧﺮﺟﺘﻨ ﻲ اﻟﺒﺪﻋ ﺔ" رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ] ‪. [ ٢٣٦‬‬

‫اﻹﻗﺎﻣﺔ ‪:‬‬
‫وھﻲ ﺳﻨﺔ واﺟﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺻﻼة ﻓﺮض ﻣﻦ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮة أو ﻓﺎﺋﺘ ﺔ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪:‬‬
‫"ﻣﺎ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﯾﺔ وﻻ ﺑﺪو ﻻ ﺗُﻘﺎم ﻓﯿﮭﻢ اﻟﺼﻼة إﻻﱠ اﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺸﯿﻄﺎن ‪ ،‬ﻓﻌﻠ ﯿﻜﻢ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ﯾﺄﻛ ﻞ اﻟ ﺬﺋﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﻨﻢ‬
‫اﻟﻘﺎﺻﯿﺔ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪. [ ٥٥٧٧‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪" :‬أُﻣِﺮَ ﺑﻼل أن ﯾﺸﻔﻊ اﻷذان وﯾﻮﺗﺮ اﻹﻗﺎﻣﺔ" ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﺸﻔﻊ اﻷذان ‪ :‬أي ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﮫ ﺷﻔﻌًﺎ ] أي ﻣﺜﻨﻰ ﻣﺜﻨﻰ [ ‪.‬‬
‫وﺻﯿﻐﺘﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ ‪ ] :‬وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ﺑﺮﻗﻢ ‪[ ٢٤٦‬‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‬
‫أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ‬

‫‪٣٤‬‬
 ‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح‬
‫ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة ** ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫ﻻ إﻟــــﮫ إﻻ اﻟﻠـــــﮫ‬

‫اﻟﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪ اﻷذان ‪:‬‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ ﯾﺴﻤﻊ اﻟﻤﺆذن أن ﯾﻠﺘﺰم اﻟﺬﻛﺮ اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫أن ﯾﻘﻮل ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺆذن إﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﻌﻠﺘﯿﻦ ﻓﺈﻧﱠﮫ ﯾﻘﻮل ﻋﻘﺐ ﻛﻞﱢ ﻛﻠﻤﺔ ‪ :‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻﱠ ﺑﺎﷲ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮫ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إذا ﺳﻤﻌﺘﻢ اﻟﻨﺪاء ﻓﻘﻮﻟﻮا ﻣﺜﻞَ ﻣﺎ ﯾﻘﻮلُ اﻟﻤﺆذن" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إذا ﻗﺎل اﻟﻤﺆذن ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺣﺪﻛﻢ ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻗﺎل ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح ‪ ،‬ﻗﺎل ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﷲ‬
‫أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﻠﺒﮫ ‪ ،‬دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ" رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪ :‬ﯾُﺴ ﺘﺠﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘ ﮫ ﻟﻜ ﻞ ﺳ ﺎﻣﻊ ﻣ ﻦ ﻃ ﺎھﺮٍ وﻣﺤ ﺪث وﺟﻨ ﺐٍ وﺣ ﺎﺋﺾ وﻛﺒﯿ ﺮٍ وﺻ ﻐﯿﺮ ﻷﻧّ ﮫ ذﻛ ﺮ ‪ ،‬وﯾﺴ ﺘﺜﻨﻰ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺼﻠﻲ ‪ ،‬وﻣﻦ ھﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼء ‪ ،‬وﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﺠﻤﺎع ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺮغ ﻣﻦ اﻟﺨﻼء أو اﻟﺠﻤﺎع ﺗﺎﺑﻌﮫ ‪ ،‬أﻣّﺎ إذا ﺳﻤﻌﮫ وھﻮ ﻓﻲ ﻗﺮاءة أو ذﻛﺮ‬
‫أو درس أو ﻧﺤﻮه ﻗﻄﻌﮫ وﺗﺎﺑﻊ اﻟﻤﺆذن ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ ‪ :‬ﻣﻦ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺴﻤﻊ اﻟﻤﺆذن ‪ :‬اﺳﺘﺤﺐ ﻟﮫ اﻧﺘﻈﺎره ﻟﯿﻔﺮغ ‪ ،‬وﯾﻘﻮل ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﺟﻤﻌًﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻀﯿﻠﺘﯿﻦ ‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻘﻞ ﻛﻘﻮﻟﮫ واﻓﺘﺘﺢ اﻟﺼﻼة ﻓﻼ ﺑﺄس ‪) .‬ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ أﺣﻤﺪ(‬
‫‪ -‬أن ﯾﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﯾﺴﺄل اﷲ ﻟ ﮫ اﻟﻮﺳ ﯿﻠﺔ ‪ :‬ﻟﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬إذا ﺳ ﻤﻌﺘﻢ‬
‫اﻟﻤﺆذن ﻓﻘﻮﻟﻮا ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ‪ ،‬ﺛﻢ ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻲﱠ ﻓﺈﻧَﮫ ﻣﻦ ﺻﻠّﻰ ﻋﻠﻲﱠ ﺻﻼة ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﮭﺎ ﻋﺸﺮًا ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﻠﻮا اﷲ ﻟﻲ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ‬
‫ﻣﻨﺰﻟﺔٌ ﻓﻲ اﻟﺠﻨّﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ إﻻّ ﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎد اﷲ ‪ ،‬وأرﺟﻮ أن أﻛﻮن أﻧﺎ ھﻮ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺳﺄل اﷲ ﻟﻲ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﺣﻠﺖ ﻟﮫ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﺣ ﯿﻦ ﯾﺴ ﻤﻊ اﻟﻨ ﺪاء ‪ :‬اﻟﻠﮭ ﻢ ربﱠ ھ ﺬه اﻟ ﺪﻋﻮة اﻟﺘﺎﻣ ﺔ‬
‫واﻟﺼﻼة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ آت ﻣﺤﻤﺪًا اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ واﻟﻔﻀﯿﻠﺔ واﺑﻌﺜﮫ ﻣﻘﺎﻣًﺎ ﻣﺤﻤﻮدًا اﻟﺬي وﻋﺪﺗﮫ ﺣﻠﺖ ﻟﮫ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ" رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫أﻣّﺎ زﯾﺎدة "إﻧﻚ ﻻ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﻤﯿﻌﺎد" ﻓﺈﻧﮭﺎ رواﯾﺔ ﺷﺎذة ﻓﮭﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺮواﯾﺎت اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪ .‬اﻧﻈﺮ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ م‪ ١‬ص ‪. ٢٦٠‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﺪﻋﻮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ وﻗﺖ ﯾﺮﺟﻰ ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﺎء ﻓﯿﮫ ‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋًﺎ ‪" :‬ﻻ ﯾُﺮدّ اﻟﺪﻋﺎء ﺑ ﯿﻦ اﻷذان‬
‫واﻹﻗﺎﻣﺔ" ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ] ‪[ ٢٤٤‬‬

‫اﻟﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪ اﻹﻗﺎﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ ﯾﺴﻤﻊ اﻹﻗﺎﻣﺔ أن ﯾﻘﻮل ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﻤﻘﯿﻢ إﻻّ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﻌﻠﺘﯿﻦ ﻓﺈﻧّ ﮫ ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬ﻻ ﺣ ﻮل وﻻ ﻗ ﻮة إﻻ ﺑ ﺎﷲ ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫اﻟﺬي رواه ﻋﻤﺮ ﻣﺮﻓﻮﻋًﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ‪" :‬إذا ﻗﺎل اﻟﻤﺆذن ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺣﺪﻛﻢ ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ‬
‫أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنْ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤﺪًا رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻗﺎل ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح ‪ ،‬ﻗﺎل ﻻ ﺣ ﻮل وﻻ ﻗ ﻮة إﻻ ﺑ ﺎﷲ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﷲ أﻛﺒ ﺮ اﷲ‬
‫أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﻠﺒﮫ ‪ ،‬دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ روي ﻋﻨﺪ أﺑﻲ داود ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ r‬أن ﺑﻼﻻً أﺧﺬ ﻓﻲ اﻹﻗﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﱠﺎ ﻗﺎل ‪" :‬ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة" ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪" : r‬أﻗﺎﻣﮭﺎ اﷲ وأداﻣﮭﺎ" ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿ ﻌﯿﻒ رواه أﺑ ﻮ داود وﻏﯿ ﺮه وھ ﻮ ﺣ ﺪﯾﺚ ﺿ ﻌﯿﻒ ﺿ ﻌﻔﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻹرواء ] ‪، [ ٢٤١‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ ﯾﺴﻤﻊ اﻹﻗﺎﻣﺔ أنﱠ ﯾﻘﻮل ﻣﺜﻠﻤﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﻤﻘﯿﻢ "ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة" ﻟﻌﻤﻮم ﻗﻮﻟﮫ ‪" : r‬إذا ﺳﻤﻌﺘﻢ اﻟﻤﺆذن ﻓﻘﻮﻟﻮا ﻣﺜ ﻞ‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ‪ ، "...‬وﺗﺨﺼﯿﺼﮫ ﺑﻤﺜﻞ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻻ ﯾﺠﻮز ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺣﺪﯾﺚ واهٍ ﻗﺪ ﺿﻌﻔﮫ اﻟﻨﻮوي واﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ واﻷﻟﺒﺎﻧﻰ وﻏﯿﺮھﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أنْ ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺆذن ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ﯾﺒﺘﻐﻲ ﺑﺄذاﻧﮫ وﺟﮫ اﷲ ﻓﻼ ﯾﺄﺧﺬ ﻋﻠﯿﮫ أﺟﺮًا ‪ :‬ﻓﻌﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬اﺟﻌﻠﻨﻲ إﻣﺎم ﻗﻮﻣﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪:‬‬
‫"أﻧﺖ إﻣﺎﻣﮭﻢ واﻗﺘﺪِ ﺑﺄﺿﻌﻔﮭﻢ ‪ ،‬واﺗﺨﺬ ﻣﺆذﻧًﺎ ﻻ ﯾﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ أذاﻧﮫ أﺟﺮًا" رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ]‬
‫‪. [ ١٤٩٢‬‬
‫*وﻟﺬﻟﻚ ﻛُﺮِه ﻟﻠﻤﺆذن أن ﯾﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ أذاﻧﮫ أﺟﺮًا ‪.‬‬
‫*واﻗﺘﺪِ ﺑﺄﺿﻌﻔﮭﻢ ‪ :‬أي اﺟﻌﻞ ﺻﻼﺗﻚ ﺑﮭﻢ ﺧﻔﯿﻔﺔ ﻛﺼﻼة أﺿﻌﻔﮭﻢ‪.‬‬

‫‪٣٥‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﻜﻮن ﻃﺎھﺮًا ﻣﻦ اﻟﺤﺪث اﻷﺻﻐﺮ واﻷﻛﺒﺮ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪" : r‬إﻧّﻲ ﻛﺮھﺖ أن أذﻛ ﺮ اﷲ إﻻﱠ ﻋﻠ ﻰ ﻃﮭ ﺎرة" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‬
‫وﻏﯿﺮھﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪. [ ٢٤٦٨‬‬
‫ﻓﺈذا أذن ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻃﮭﺮ ﺟﺎز ﻣﻊ اﻟﻜﺮاھﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﻠﺘﻔﺖ ﺑﺮأﺳﮫ وﻋﻨﻘﮫ ﯾﻤﯿﻨًﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﯾﺴﺎرًا ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح ‪ ،‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻔﻼح ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻮل ﺻﺪره ﻋﻦ اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺰﯾﻞ ﻗﺪﻣﮫ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﮭﺎ ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻜﯿﻔﯿﺔ ھﻲ أﺻﺢ اﻟﻜﯿﻔﯿ ﺎت ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ‬
‫ﺟﺤﯿﻔﺔ ‪" :‬رأﯾﺖ ﺑﻼﻻً ﯾﺆذن ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﺖ أﺗﺘﺒﻊ ﻓﺎه ھﺎھﻨﺎ ‪ ،‬وھﺎھﻨﺎ ﯾﻤﯿﻨًﺎ وﺷﻤﺎﻻً ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﺪﺧﻞ أُﺻﺒﻌﯿﮫ ﻓﻲ أذﻧﯿﮫ ‪ :‬ﻟﻘﻮل أﺑﻲ ﺟﺤﯿﻔﺔ ‪" :‬إنﱠ ﺑﻼﻻً وﺿﻊ أُﺻﺒﻌﯿﮫ ﻓﻲ أذﻧﯿﮫ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻹرواء ] ‪. [ ٢٣٠‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﮫ ﺑﺎﻟﻨﺪاء ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻣﻨﻔ ﺮدًا ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺮاء ‪ :‬ﻟﻘ ﻮل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬ﻓ ﺈذا ﻛﻨ ﺖ ﻓ ﻲ ﻏﻨﻤ ﻚ أو‬
‫ﺑﺎدﯾﺘﻚ ‪ ،‬ﻓﺎرﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﺑﺎﻟﻨﺪاء ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﻤﻊ ﻣﺪى ﺻﻮت اﻟﻤﺆذن ﺟﻦ وﻻ إﻧﺲ وﻻ ﺷﻲء إﻻﱠ ﺷﮭﺪ ﻟﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ" رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫اﻷذان ﻓﻲ أول اﻟﻮﻗﺖ وﻗﺒﻠﮫ ‪:‬‬

‫اﻷذان ﯾﻜﻮن ﻓﻲ أول اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﻘﺪﯾﻢ وﻻ ﺗﺄﺧﯿﺮ إﻻﱠ أذان اﻟﻔﺠﺮ ﻓﺈﻧّﮫ ﯾُﺸﺮع ﺗﻘ ﺪﯾﻢ اﻷذان اﻷول ﺑﻤ ﺎ ﯾﻘ ﺮب ﻣ ﻦ رﺑ ﻊ ﺳ ﺎﻋﺔ ﻋ ﻦ‬
‫أول اﻟﻮﻗﺖ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪" :‬إنّ ﺑﻼﻻً ﯾﺆذن ﺑﻠﯿﻞ ﻓﻜﻠﻮا واﺷﺮﺑﻮا ﺣﺘﻰ ﯾﺆذن اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘ ﻮم"‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﯾُﻄﻠﺐ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﻮﻗﺖ ﯾﺴﻊ اﻟﺘﺄھﺐ ﻟﻠﺼﻼة وﺣﻀﻮرھﺎ ﻷنّ اﻷذان إﻧّﻤﺎ ﺷُﺮع ﻟﺬﻟﻚ ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺒﺨ ﺎري ‪ :‬ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻓﻲ ﺑﺎب "ﻛﻢ ﺑﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ" ‪ ،‬وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪" :‬ﻛ ﺎن ﻣ ﺆذن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺆذن ﺛﻢ ﯾﻤﮭﻞ ﻓﻼ ﯾﻘﯿﻢ ﺣﺘﻰ إذا رأى رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺧﺮج أﻗﺎم اﻟﺼﻼة ﺣﯿﻦ ﯾﺮاه" رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ أَذّنَ ﻓﮭﻮ ﯾُﻘﯿﻢ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﯿﻢ اﻟﻤﺆذن وﻏﯿﺮه ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬ﻟﻜﻦ اﻷوﻟﻰ أن ﯾﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺆذن اﻹﻗﺎﻣ ﺔ ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪ :‬واﻟﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا‬
‫ﻋﻨﺪ أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ أنﱠ ﻣﻦ أذﱠن ﻓﮭﻮ ﯾﻘﯿﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﺘﻰ ﯾﻘﺎم إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻃﺄ ‪ :‬ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﻓﻲ ﻗﯿﺎم اﻟﻨﺎس ﺣﯿﻦ ﺗُﻘﺎم اﻟﺼﻼة ﺣﺪًا ﻣﺤﺪودًا ‪ ،‬إﻧّﻲ أرى ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺎﻗ ﺔ اﻟﻨّ ﺎس ‪،‬‬
‫ﻓﺈنّ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﺜﻘﯿﻞ ‪ ،‬واﻟﺨﻔﯿﻒ ‪ ،‬وروى اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ﻋﻦ أﻧﺲ أﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﻘﻮم إذا ﻗﺎل اﻟﻤﺆذن ‪ :‬ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﻼة ‪.‬‬

‫اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ اﻷذان ‪:‬‬

‫ورد اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺗﺮك إﺟﺎﺑﺔ اﻟﻤﺆذن وﻋﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﺑﻌ ﺪ اﻷذان إﻻّ ﺑﻌ ﺬر أو ﻣ ﻊ اﻟﻌ ﺰم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺟ ﻮع ﻟﻤ ﺎ رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ أنّ رﺟﻼً ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪﻣﺎ أذّن اﻟﻤ ﺆذن ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪" :‬أﻣ ﺎ ھ ﺬا ﻓﻘ ﺪ ﻋﺼ ﻰ أﺑ ﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺳﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ھﺬا وﻗﺪ ورد ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﱠﮫ ﻗﺎل ‪" :‬ﻣﻦ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺪاء ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺄﺗﮫ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺻﻼة ﻟﮫ إﻻّ ﻣﻦ ﻋﺬر" رواه‬
‫اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪. [ ٦١٧٦‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧّﮫ ﻻ رﺧﺼﺔ ﻷﺣﺪٍ ﻓﻲ ﺗﺮك اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻّ ﻣﻦ ﻋﺬر ‪.‬‬

‫اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋﺘﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ ﺻﻼة أو ﻧﺴﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﺸﺮع ﻟﮫ أن ﯾﺆذن ﻟﮭﺎ وﯾﻘﯿﻢ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﺻﻼﺗﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻋَﺮّﺳْ ﻨﺎ ﻣ ﻊ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﻧﺴﺘﯿﻘﻆ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻟﯿﺄﺧ ﺬ ﻛ ﻞﱡ رﺟ ﻞ ﺑ ﺮأس‬
‫راﺣﻠﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﺈنّ ھﺬا ﻣﻨﺰلٌ ﺣﻀﺮﻧﺎ ﻓﯿﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻔﻌﻠﻨﺎ ‪ ،‬ﺛ ﻢ دﻋ ﺎ ﺑﺎﻟﻤ ﺎء ﻓﺘﻮﺿ ﺄ ﺛ ﻢ ﺻ ﻠﻰ ﺳ ﺠﺪﺗﯿﻦ ﺛ ﻢ أﻗﯿﻤ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺼ ﻠﻰ‬
‫اﻟﻐﺪاة ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺑﻲ داود "وأﻣﺮ ﺑﻼﻻً ﻓﺄذن وأﻗﺎم وﺻﻠﻰ" ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎب ﻗﻀﺎء اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ اﻟﺮاﺗﺒﺔ ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬ﻓﺄذن وأﻗ ﺎم ‪ :‬دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺔ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة اﻟﻤﻘﻀ ﯿﺔ ‪}.‬ﻣﻌﻨ ﻰ ﻋﺮّﺳ ﻨﺎ ‪ :‬أي ﻧ ﺰل اﻟﻘ ﻮم ﻓ ﻲ آﺧ ﺮ اﻟﻠﯿ ﻞ‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺮاﺣﺔ{ ‪.‬‬
‫]اﻧﻈﺮ ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ص ‪[. ٦٠‬‬
‫وإذا ﺗﻌ ﺪدت اﻟﻔﻮاﺋ ﺖ ‪ ،‬اﺳ ﺘﺤﺐ ﻟ ﮫ أن ﯾ ﺆذن وﯾﻘ ﯿﻢ ﻟﻸوﻟ ﻰ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻘ ﯿﻢ ﻟﻜ ﻞ ﺻ ﻼة إﻗﺎﻣ ﺔ ‪ ،‬ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ اﻟﺨ ﺪري ‪" :‬ﺷ ﻐﻠﻨﺎ‬
‫اﻟﻤﺸﺮﻛﻮن ﯾﻮم اﻟﺨﻨﺪق ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﻏﺎﺑ ﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﻗﺒ ﻞ أن ﯾﻨ ﺰل ﻓ ﻲ اﻟﻘﺘ ﺎل ﻣ ﺎ ﻧ ﺰل ‪ ،‬ﻓ ﺄﻧﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪:‬‬
‫"وﻛﻔﻰ اﷲ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻟﻘﺘﺎل" ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻼﻻً ﻓﺄذن و أﻗﺎم ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ أﻣﺮه ﻓﺄﻗﺎم ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ أﻣﺮه ﻓﺄﻗﺎم ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻤﻐﺮب ‪،‬‬
‫ﺛﻢ أﻣﺮه ﻓﺄﻗﺎم ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬

‫‪٣٦‬‬
 ‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ] اﻧﻈﺮ اﻹرواء ص ‪. [ ٢٥٧‬‬

‫دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮫ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻐﻨﻲ ‪ :‬وﻣﻦ دﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪًا ﻗﺪ ﺻُﻠﻲ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷﺎء أذن وأﻗﺎم ‪ .‬ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ أﺣﻤﺪ ﻟﻤﺎ روى اﻷﺛ ﺮم وﺳ ﻌﯿﺪ ﺑ ﻦ‬
‫ﻣﻨﺼﻮرﻋﻦ أﻧﺲ ‪ :‬أﻧّﮫ دﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪًا ﻗﺪ ﺻﻠﻮا ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮ رﺟﻼً ‪ ،‬ﻓﺄذن ﺑﮭﻢ ‪ ،‬وأﻗﺎم وﺻﻠﻰ ﺑﮭﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪ .‬ﻗﺪ ﻋﻠﻘﮫ اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وإن‬
‫ﺷﺎء ﺻﻠﻰ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أذان وﻻ إﻗﺎﻣﺔ ﻓﺈنّ ﻋﺮوة ﻗﺎل ‪ :‬إذا اﻧﺘﮭﯿﺖ إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﺻﻠﻰ ﻓﯿﮫ أﻧ ﺎس أذﻧ ﻮا وأﻗ ﺎﻣﻮا ﻓ ﺈنﱠ أذاﻧﮭ ﻢ وإﻗ ﺎﻣﺘﮭﻢ‬
‫ﺗﺠﺰئ ﻋﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﻌﺪھﻢ ‪ ...‬وھﺬا ﻗﻮل اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻨﺨﻌﻲ إﻻّ أن اﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن أﺣﺐ إﻟﯿﮭﻢ أن ﯾﻘﯿﻢ ‪ ،‬وإذا أذن ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﺤﺐ‬
‫أن ﯾﺨﻔﻰ ذﻟﻚ وﻻ ﯾﺠﮭﺮ ﺑﮫ ﻟﺌﻼ ﯾﻐﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻷذان ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﻠﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻟﺼﻼة ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻟﺼﻼة ﺑﺎﻟﻜﻼم وﻏﯿﺮه وﻻ ﺗُﻌﺎد اﻹﻗﺎﻣﺔ ‪،‬‬
‫وإن ﻃﺎل اﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل ‪" :‬أﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼﻼة واﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻨﺎﺟﻲ رﺟﻼً ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻤﺎ ﻗﺎم‬
‫إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ﺣﺘﻰ ﻧﺎم اﻟﻘﻮم" رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫ﻣﺎ أﺿﯿﻒ إﻟﻰ اﻷذان وﻟﯿﺲ ﻣﻨﮫ ‪:‬‬

‫اﻷذان ﻋﺒﺎدة ‪ ،‬وﻣﺪار اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدات ﻋﻠﻰ اﻹﺗﺒﺎع ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺰﯾﺪ ﺷﯿﺌًﺎ ﻓﻲ دﯾﻨﻨﺎ أو ﻧﻨﻘﺺ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪" :‬ﻣﻦ أﺣﺪث ﻓﻲ أﻣﺮﻧﺎ ھﺬا ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻣﻨﮫ ﻓﮭﻮ رَدﱞ" ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]رد ‪ :‬أي ﺑﺎﻃﻞ ‪[.‬‬
‫وﻧﺤﻦ ﻧﺸﯿﺮ ھﻨﺎ إﻟﻰ أﺷﯿﺎء ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ درج ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺧُﯿﻞ ﻟﻠﺒﻌﺾ أﻧﮭ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﯾﻦ ‪ ،‬وھ ﻲ ﻟﯿﺴ ﺖ ﻣﻨ ﮫ ﻓ ﻲ‬
‫ﺷﻲء ‪ ،‬وﻣﻦ ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﻗﻮل اﻟﻤ ﺆذن ﺣ ﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣ ﺔ ‪" :‬أﺷ ﮭﺪ أنﱠ ﺳ ﯿﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤ ﺪًا رﺳ ﻮل اﷲ" ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ رأى اﻟﺤ ﺎﻓﻆ ﺑ ﻦ ﺣﺠ ﺮ أﻧّ ﮫ ﻻ ﯾُ ﺰاد ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﺄﺛﻮرة ‪ ،‬وﯾﺠﻮز أن ﯾﺰاد ﻓﻲ ﻏﯿﺮھﺎ ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬ﻣﺎ رُوي ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮﻓﯿﺔ أنّ اﻟﺨﻀﺮ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻗﺎل ﺣﯿﻦ ﯾﺴ ﻤﻊ اﻟﻤ ﺆذن ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬أﺷ ﮭﺪ أنﱠ ﻣﺤﻤ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪،‬‬
‫ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﺑﺤﺒﯿﺒﻲ وﻗﺮة ﻋﯿﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﯾﻘﺒﻞ إﺑﮭﺎﻣﯿﮫ وﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﯿﻨﯿﮫ ﻟﻢ ﯾﻌﻢَ وﻟﻢ ﯾﺮﻣﺪ أﺑﺪًا ‪.‬‬
‫وھﺬه رواﯾﺎت ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ ﺳﻨﺪھﺎ اﻧﻘﻄﺎع وﻣﺠﺎھﯿﻞ ﻛﺜﯿﺮة ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺘﻐﻨﻲ ﻓﻲ اﻷذان واﻟﻠﺤﻦ ﻓﯿﮫ ﺑﺰﯾﺎدة ﺣﺮف أو ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺪ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﻜﺮوه ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﺒﻜّﺎء ﻗﺎل ‪ :‬رأﯾﺖ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﯾﻘﻮل ﻟﺮﺟﻞ ‪:‬‬
‫إﻧّﻲ ﻷﺑﻐﻀﻚ ﻓﻲ اﷲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﻷﺻﺤﺎﺑﮫ ‪ :‬إﻧّﮫ ﯾﺘﻐﻨﻰ ﻓﻲ أذاﻧﮫ وﯾﺄﺧﺬ ﻋﻠﯿﮫ أﺟﺮًا‪.‬‬
‫)‪ (٤‬اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺴﺒﯿﺢ واﻟﻨﺸﯿﺪ ورﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء وﻧﺤﻮه ﻓﻲ اﻟﻤ ﺂذن ‪ ،‬ﻓﻠ ﯿﺲ ﺑﻤﺴ ﻨﻮن وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪٍ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺎل إﻧﮫ ﯾﺴﺘﺤﺐ ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻮ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﺒﺪع اﻟﻤﻜﺮوھﺔ ﻷﻧّﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﮭﺪه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ أﺻﺤﺎﺑﮫ ‪،‬‬
‫وﻟﯿﺲ ﻟﮫ أﺻﻞ ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺲ ﻷﺣﺪٍ أن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﮫ ﻷﻧّﮫ إﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻋﺔ وﻻ ﯾﻠﺰم ﻓﻌﻠﮫ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﺘﺎب )ﺗﻠﺒﯿﺲ إﺑﻠﯿﺲ(‬
‫ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ‪ :‬وﻗﺪ رأﯾﺖ ﻣﻦ ﯾﻘﻮم ﺑﻠﯿﻞ ﻛﺜﯿﺮ )أي ﺑﺠﺰء ﻛﺒﯿﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻠﯿ ﻞ( ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨ ﺎرة ﻓ ﯿﻌﻆ وﯾ ﺬﻛﺮ وﯾﻘ ﺮأ ﺳ ﻮرة ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻘﺮآن ﺑﺼﻮت ﻣﺮﺗﻔﻊ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻧﻮﻣﮭﻢ ‪ ،‬وﯾﺨﻠﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﮭﺠﺪﯾﻦ ﻗ ﺮاءﺗﮭﻢ ‪ ،‬وﻛ ﻞﱡ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﻜ ﺮات ‪ ،‬وﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻓﻆ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺘﺢ ‪ :‬ﻣﺎ أُﺣﺪث ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ ﻗﺒﻞ ﻟﺼﺒﺢ وﻗﺒﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻟﯿﺲ ﻣ ﻦ اﻷذان ﻻ ﻟﻐ ﺔً‬
‫وﻻ ﺷﺮﻋًﺎ" ‪.‬‬
‫)‪ (٥‬اﻟﺠﮭﺮ ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻘ ﺐ اﻷذان ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤ ﺆذﻧﯿﻦ ﻏﯿ ﺮ ﻣﺸ ﺮوع ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻘﺐ اﻷذان ﺳﻨﺔ واﻟﻜﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﻌﻠﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆذﻧﯿﻦ ﺑﺪﻋﺔ ‪.‬‬

‫ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة‬
‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ‬
‫ﻋﺒﺎدة ﺗﺘﻀﻤﻦ أﻗﻮاﻻً وأﻓﻌﺎﻻً ﻣﻔﺘﺘﺤﺔ ﺑﺘﻜﺒﯿﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻣﺨﺘﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻢ اﻟﺼﻼة‬
‫اﻟﺼﻼة ﻓﺮﯾﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ إذ أﻣﺮ اﷲ ﺑﮭﺎ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻓﻘﺎل ‪” :‬إن اﻟﺼﻼة ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻮﻗﻮﺗﺎً“ اﻟﻨﺴﺎء‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ أﯾﻀﺎً ”ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ “‪.‬اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﻌﻠﮭﺎ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻻﺳﻼم اﻟﺨﻤﺲ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﮭﺎدﺗﯿﻦ ﻓﻘﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫"ﺑﻨﻰ اﻻﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ ﺷﮭﺎدة أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة وإﯾﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎة وﺣﺞ اﻟﺒﯿﺖ وﺻﻮم رﻣﻀ ﺎن‬
‫" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺘﮭﺎ‬
‫إﻧﮭﺎ ﺗﻄﮭﺮ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺰﻛﯿﮭﺎ وﺗﺆھﻞ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻤﻨﺎﺟﺎة اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺠﺎورﺗﮫ ﻓﻰ اﻵﺧﺮة ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮭ ﺎ ﺗﻨﮭ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮭﺎ ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻔﺤﺸﺎء واﻟﻤﻨﻜﺮ ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "وأﻗﻢ اﻟﺼﻼة إنﱠ اﻟﺼﻼة ﺗﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﻔﺤﺸﺎء واﻟﻤﻨﻜﺮ " اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت‪.‬‬

‫‪٣٧‬‬
 ‫ﻓﻀﻠﮭﺎ وﻣﻨﺰﻟﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﻼم‬
‫* إﻧﮭﺎ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻘ ﻮم إﻻ ﺑ ﮫ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪"-:‬رأس اﻷﻣ ﺮ اﻹﺳ ﻼم ‪ ،‬وﻋﻤ ﻮده اﻟﺼ ﻼة وذروة ﺳ ﻨﺎﻣﮫ‬
‫اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫*أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ وﺻﯿﺔ وﺻﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﯾﻠﻔﻆ أﻧﻔﺎﺳﮫ اﻷﺧﯿﺮة "اﻟﺼﻼة وﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ ‪ ،‬اﻟﺼﻼة‬
‫وﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ " واﻟﺤﺪﯾﺚ أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻰ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪.[ ٣٧٦٧‬‬
‫*إن اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻜﻔﺮات ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب واﻟﺨﻄﺎﯾﺎ إذا ﻣﺎ اﺟﺘﻨﺒﺖ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ”اﻟﺼ ﻠﻮات‬
‫اﻟﺨﻤﺲ واﻟﺠﻤﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬ورﻣﻀﺎن إﻟﻰ رﻣﻀﺎن ﻣﻜﻔﺮات ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ إذا اﺟﺘﻨﺒﺖ اﻟﻜﺒ ﺎﺋﺮ ”‪ .‬أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻨﺪه وﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫*ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻜﻔﺮ ﺗﺮك اﻟﺼﻼة " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫*ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" -:‬اﻟﺼ ﻼة ﺧﯿ ﺮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻓﻤ ﻦ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﯾﺴ ﺘﻜﺜﺮ ﻓﻠﯿﺴ ﺘﻜﺜﺮ" أﺧﺮﺟ ﮫ اﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻷوﺳﻂ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫* ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" -:‬ﻟﺘﻨﻘﻀﻦﱠ ﻋُﺮى اﻻﺳﻼم ﻋﺮوةً ﻋﺮوةً ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ اﻧﺘﻘﻀﺖ ﻋﺮوة ﺗﺸﺒﺚ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﻓﺄوﻟﮭﻦ ﻧﻘﻀﺎً اﻟﺤﻜﻢ وآﺧﺮھﻦ اﻟﺼﻼة "‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ)‪ .(٤٩٥١‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺼﻼة آﺧﺮ ﻣﺎ ﯾﻔﻘﺪ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺪﯾﻦ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺿﺎﻋﺖ ﺿﺎع اﻟﺪﯾﻦ ﻛﻠﮫ‪.‬‬
‫*ﻗﺎل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪":‬أﻣﺮت أن أﻗﺎﺗﻞ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻲ ﯾﺸﮭﺪوا أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬وﯾﻘﯿﻤﻮا اﻟﺼﻼة وﯾﺆﺗﻮا‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﻓﺈن ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮا ﻣﻨﻰ دﻣﺎءھﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ إﻻ ﺑﺤﻖ اﻹﺳﻼم وﺣﺴﺎﺑﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪"-:‬ﻣَﺜَﻞُ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﮭﺮٍ ﺟﺎرٍ ﻋﺬبٍ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب أﺣﺪﻛﻢ ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻓﯿﮫ ﻛﻞ ﯾﻮم ﺧﻤ ﺲ ﻣ ﺮات ﻓﻤ ﺎ‬
‫ﯾُﺒﻘﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ"؟ أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻰ ﻣﺴﻨﺪه وﻣﺴﻠﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ)‪.(٥٧٠٦‬‬
‫*ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪"-:‬ﻣﺎ ﻣﻦ اﻣﺮئٍ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﺤﻀﺮه ﺻﻼةٌ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﯿﺤﺴﻦ وﺿﻮءھﺎ وﺧﺸﻮﻋﮭﺎ ورﻛﻮﻋﮭﺎ إﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﺎرةً‬
‫ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺆت ﻛﺒﯿﺮة وذﻟﻚ اﻟﺪھﺮ ﻛﻠﮫ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ذﻛﺮ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن‬

‫اﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻵﯾﺎت اﻟﻘﺮآن ﯾﺮى أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﺬﻛﺮ اﻟﺼﻼة وﯾﻘﺮﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺗﺎرة "إن اﻟﺼﻼة ﺗﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﻔﺤﺸﺎء واﻟﻤﻨﻜﺮ وﻟﺬﻛﺮ‬
‫اﷲ أﻛﺒﺮ " ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت‪.‬‬
‫وﻛﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" -:‬ﻗﺪ أﻓﻠﺢ ﻣﻦ ﺗﺰﻛّﻰ وذﻛﺮ اﺳﻢ رﺑﮫ ﻓﺼﻠّﻰ " ﺳﻮرة اﻷﻋﻠﻰ‪.‬‬
‫‪" ،‬وأﻗﻢ اﻟﺼﻼة ﻟﺬﻛﺮي " ﺳﻮرة ﻃﮫ‪.‬‬
‫*وﺗﺎرةً ﯾﻘﺮﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎة ‪ " :‬وأﻗﯿﻤﻮا اﻟﺼﻼة وآﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎة " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫* وﻣﺮة ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ‪ " :‬واﺳﺘﻌﯿﻨﻮا ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻟﺼﻼة " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫* وﻃﻮراً ﺑﺎﻟﻨُﺴﻚ ‪ " :‬ﻓﺼﻞ ﻟﺮﺑﻚ واﻧﺤﺮ" ﺳﻮرة اﻟﻜﻮﺛﺮ ‪ ،‬وأﯾﻀﺎً "ﻗﻞ إن ﺻﻼﺗﻲ وﻧﺴ ﻜﻰ وﻣﺤﯿ ﺎى وﻣﻤ ﺎﺗﻲ ﷲ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ أﻣﺮت وأﻧﺎ أول اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ" ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم ‪.‬‬
‫* وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻔﺘﺘﺢ ﺑﮭﺎ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮ وﯾﺨﺘﺘﻤﮭﺎ ﺑﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن "ﻗﺪ أﻓﻠﺢ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ‪ ،‬اﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮭﻢ ﺧﺎﺷﻌﻮن " ‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﻮاﺗﮭﻢ ﯾﺤﺎﻓﻈﻮن أوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻮارﺛﻮن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﺛﻮن اﻟﻔﺮدوس ھﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﺧﺎﻟﺪون"‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﯾﺔ اﻻﺳﻼم ﺑﺎﻟﺼﻼة أن أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻀ ﺮ واﻟﺴ ﻔﺮ واﻷﻣ ﻦ واﻟﺨ ﻮف ﻓﻘ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "ﺣ ﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳ ﻄﻰ ‪ ،‬وﻗﻮﻣ ﻮا ﷲ ﻗ ﺎﻧﺘﯿﻦ ﻓ ﺈن ﺧﻔ ﺘﻢ ﻓﺮﺟ ﺎﻻً أو رﻛﺒﺎﻧ ﺎً ‪ ،‬ﻓ ﺈذا أﻣﻨ ﺘﻢ ﻓ ﺎذﻛﺮوا اﷲ ﻛﻤ ﺎ ﻋﻠﻤّﻜ ﻢ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧ ﻮا‬
‫ﺗﻌﻠﻤﻮن" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﺷﺪد اﻟﻨﻜﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾُﻔﺮﱢط ﻓﯿﮭﺎ وھﺪد اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻀﯿﻌﻮﻧﮭﺎ ﻓﻘﺎل ﺟﻞ ﺷﺄﻧﮫ ‪" -:‬ﻓﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ ﺧﻠﻒ أﺿ ﺎﻋﻮا اﻟﺼ ﻼة واﺗﺒﻌ ﻮا‬
‫اﻟﺸﮭﻮات ﻓﺴﻮف ﯾﻠﻘﻮن ﻏَﯿّﺎً " ﺳﻮرة ﻣﺮﯾﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل "ﻓﻮﯾﻞٌ ﻟﻠﻤﺼﻠﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﮭﻢ ﺳﺎھﻮن " ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﻋﻮن‪.‬‬
‫*وﻗﺪ ﺳﺄل إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴ ﻼم رﺑ ﮫ أن ﯾﺠﻌﻠ ﮫ وذرﯾﺘ ﮫ ﻣﻘﯿﻤ ﺎً ﻟﮭ ﺎ ﻓﻘ ﺎل ‪" -:‬رب اﺟﻌﻠﻨ ﻲ ﻣﻘ ﯿﻢ اﻟﺼ ﻼة‪ ،‬وﻣ ﻦ ذرﯾﺘ ﻲ رﺑﻨ ﺎ وﺗﻘﺒ ﻞ‬
‫دﻋﺎء" ﺳﻮرة اﺑﺮاھﯿﻢ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻢ ﺗﺎرك اﻟﺼﻼة‬

‫*ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻞ وﺑﯿﻦ اﻟﻜﻔﺮ ﺗﺮك اﻟﺼﻼة" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬اﻟﻌﮭ ﺪ اﻟ ﺬي ﺑﯿﻨﻨ ﺎ وﺑﯿ ﻨﮭﻢ اﻟﺼ ﻼة ﻓﻤ ﻦ ﺗﺮﻛﮭ ﺎ ﻓﻘ ﺪ ﻛﻔ ﺮ " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪"-:‬أُﻣﺮتُ أن أﻗﺎﺗﻞ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﯾﺸﮭﺪوا أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ ،‬وﯾﻘﯿﻤﻮا اﻟﺼﻼة وﯾﺆﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎة ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮا ﻣﻨﻰ دﻣﺎءھﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ إﻻ ﺑﺤﻖ اﻻﺳﻼم وﺣﺴﺎﺑﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬
‫" رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ ‪:‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل "إﻧﮫ ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﯿﻜﻢ أﻣﺮاء ﻓﺘﻌﺮﻓﻮن وﺗﻨﻜﺮون ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺮه ﻓﻘﺪ ﺑﺮئ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ أﻧﻜﺮ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻣﻦ رﺿﻰ وﺗﺎﺑﻊ " ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬أﻻ ﻧﻘﺎﺗﻠﮭﻢ ؟ ﻗﺎل "ﻻ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺻﻠﻮا " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺎﻧﻊ‬
‫ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ أﻣﺮاء اﻟﺠﻮر إﻗﺎﻣﺘﮭﻢ ﻟﻠﺼﻼة‪.‬‬

‫‪٣٨‬‬
‫*وﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻗﺎل ‪:‬ﺑﻌﺚ ﻋﻠﻲٌ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬وھﻮ ﺑﺎﻟﯿﻤﻦ ‪-‬إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺑﺬُھﯿﺒ ﺔ ﻓﻘﺴ ﻤﮭﺎ ﺑ ﯿﻦ أرﺑﻌ ﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ اﺗﻖ اﷲ ‪ .‬ﻓﻘﺎل "وﯾﻠﻚ أوﻟﺴﺖ أﺣﻖ أھﻞ اﻷرض أن ﯾﺘﻘﻲ اﷲ ؟" ﺛﻢ وﻟّﻰ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻓﻘ ﺎل ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﯿ ﺪ ‪ :‬ﯾ ﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ أﻻ أﺿﺮب ﻋﻨﻘﮫ ؟ ﻓﻘﺎل ﻻ ‪":‬ﻟﻌﻠﮫ أن ﯾﻜﻮن ﯾﺼﻠﻲ" ﻓﻘﺎل ﺧﺎﻟﺪ ‪ :‬وﻛﻢ ﻣﻦ رﺟﻞ ﯾﻘﻮل ﺑﻠﺴﺎﻧﮫ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ‬
‫ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إﻧﻲ ﻟﻢ أوﻣﺮ أن أﻧﻘﺐ ﻋﻦ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس و أﺷﻖ ﺑﻄﻮﻧﮭﻢ " ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ ﻟﻠﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬وﻓ ﻲ‬
‫ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺼﻼة ھﻲ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ‪ ،‬أي ﻋﺪم اﻟﺼﻼة ﯾﻮﺟﺐ اﻟﻘﺘﻞ‪.‬‬
‫*وﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ذﻛﺮ اﻟﺼﻼة ﯾﻮﻣﺎً ﻓﻘﺎل‪":‬ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﻧﻮراً‬
‫وﺑﺮھﺎﻧﺎً وﻧﺠﺎةً ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﮫ ﻧﻮراً وﻻ ﺑﺮھﺎﻧﺎً وﻻ ﻧﺠﺎةً وﻛﺎن ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻗﺎرون وﻓﺮﻋﻮن وھﺎﻣﺎن‬
‫وأُﺑﻲّ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ "‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ‪ :‬ﺗﺎرك اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة إﻣﺎ أن ﯾﺸﻐﻠﮫ ﻣﺎﻟﮫ أو ﻣﻠﻜﮫ أو رﯾﺎﺳﺘﮫ )وزارﺗﮫ( أو ﺗﺠﺎرﺗﮫ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺷﻐﻠﮫ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺎﻟﮫ ﻓﮭﻮ‬
‫ﻣﻊ ﻗﺎرون ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﻐﻠﮫ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﻠﻜﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن ‪،‬وﻣﻦ ﺷﻐﻠﮫ ﻋﻨﮭﺎ رﯾﺎﺳﺘﮫ ووزارﺗﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻊ ھﺎﻣﺎن ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﻐﻠﮫ ﻋﻨﮭﺎ ﺗﺠﺎرﺗﮫ‬
‫ﻓﮭ ﻮ ﻣ ﻊ أﺑ ﻲ ﺑ ﻦ ﺧﻠ ﻒ‪*.‬أﺟﻤ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﻠ ﻲ أن ﺗ ﺎرك اﻟﺼ ﻼة ﺟﺤ ﻮداً ﺑﮭ ﺎ وإﻧﻜ ﺎراً ﻟﮭ ﺎ ﻛﻔ ﺮٌ وﺧ ﺮوجٌ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻠ ﺔ وﯾﻘﺘ ﻞ ﺷ ﺮﻋﺎً‬
‫ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫*إن ﻣﻦ ﺗﺮﻛﮭﺎ ﻣﻊ إﯾﻤﺎﻧﮫ ﺑﮭﺎ واﻋﺘﻘﺎده ﻓﺮﯾﻀﺘﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺗﺮﻛﮭﺎ ﺗﻜﺎﺳﻼً أو ﺗﺸﺎﻏﻼً ﻋﻨﮭﺎ أو ﺗﮭﺎوﻧﺎً ﺑﮭﺎ ﻓﺈن ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻠﻒ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻜﻔﺮ ﺑﻞ ﯾﻔﺴﻖ وﯾﺴﺘﺘﺎب ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺘﺐ ﻗُﺘﻞ ﺣﺪاً ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ‪ ،‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ‬
‫‪ :‬ﻻ ﯾﻘﺘﻞ ‪ :‬ﺑﻞ ﯾﻌﺰر وﯾﺤﺒﺲ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻠﻲ ‪،‬وﺣﻤﻠﻮا أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺣﺪ أو اﻟﻤﺴﺘﺤﻞ ﻟﻠﺘﺮك ]وﻋﺎرﺿﻮھﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ[ " إن اﷲ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ أن ﯾﺸﺮك ﺑﮫ ‪ ،‬وﯾﻐﻔﺮ ﻣﺎ دون ذﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﯾﺸﺎء " ‪ ،‬وﻛﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫‪"-:‬ﻣﻦ ﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬وأن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ ‪ ،‬وأنﱠ ﻋﯿﺴﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﻛﻠﻤﺘﮫ أﻟﻘﺎھﺎ إﻟﻰ ﻣ ﺮﯾﻢ‬
‫وروحٌ ﻣﻨﮫ‪ ،‬واﻟﺠﻨّﺔ ﺣﻖ واﻟﻨّﺎر ﺣﻖ أدﺧﻠﮫ اﷲ اﻟﺠﻨّﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وأﯾﻀﺎً ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل وﻣﻌ ﺎذٌ ردﯾﻔ ﮫ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺣ ﻞ ‪:‬ﯾ ﺎ ﻣﻌ ﺎذ‪.‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﺒﯿ ﻚ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ‬
‫وﺳﻌﺪﯾﻚ ﺛﻼﺛﺎً ﺛﻢ ﻗﺎل ‪":‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪٍ ﯾﺸﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ إﻻ ﺣﺮﻣﮫ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪،‬‬
‫أﻓﻼ أﺧﺒﺮ ﺑﮭﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﯿﺴﺘﺒﺸﺮوا ؟ ﻗﺎل ‪ ":‬إذن ﯾﺘﻜﻠﻮا ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺑﮭﺎ ﻣﻌﺎذ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﮫ ﺗﺄﺛّﻤﺎً }أى ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻹﺛﻢ ﺑﺘﺮك اﻟﺨﺒﺮ ﺑﮫ{ ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* وأﯾﻀﺎً ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻜ ﻞ ﻧﺒ ﻲٍ دﻋ ﻮة ﻣﺴ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻓﺘﻌﺠ ﻞ ﻛ ﻞُ ﻧﺒ ﻲٍ دﻋﻮﺗ ﮫ‪ ،‬وإﻧ ﻲ‬
‫اﺧﺘﺒﺄت دﻋﻮﺗﻲ ﺷﻔﺎﻋﺔً ﻷﻣﺘﻲ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻧﺎﺋﻠﺔ إن ﺷﺎء اﷲ ﻣﻦ ﻣﺎت ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻻ ﯾﺸﺮك ﺑﺎﷲ ﺷﯿﺌﺎً " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وأﯾﻀﺎً ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻲ ﻣﻦ ﻗﺎل ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻣﻦ ﻗﻠﺒﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم ‪ :‬وﻗﺪ ﺟﺎء ﻋﻦ ﻋﻤﺮ وﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف وﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ وأﺑﻲ ھﺮﯾﺮة وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ " أن ﻣﻦ ﺗﺮك ﺻﻼة‬
‫ﻓﺮض واﺣﺪة ﻣﺘﻌﻤﺪاً ﺣﺘﻰ ﯾﺨﺮج وﻗﺘﮭﺎ ﻓﮭﻮ ﻛﺎﻓﺮٌ ﻣﺮﺗﺪ " وﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻟﮭﺆﻻء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﺐ اﻟﺼﻼة‬

‫*ﺗﺠﺐ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬رﻓ ﻊ اﻟﻘﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺛ ﻼث‪ :‬ﻋ ﻦ اﻟﻤﺠﻨ ﻮن اﻟﻤﻐﻠ ﻮب‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﺮأ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺼﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺘﻠﻢ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻰ‬
‫‪‬‬ ‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‬
‫رﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ ‪ :‬ﻛﻨﺎﯾﺔ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ‪.‬‬
‫ﯾﺤﺘﻠﻢ ‪ :‬أي ﯾﺒﻠﻎ أي ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﺳﻦ اﻟﺒﻠﻮغ ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺼﺒﻲ‬
‫واﻟﺼﺒﻰ وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼة ﻏﯿﺮ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﯿﮫ إﻻ أﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻮﻟﯿﮫ أن ﯾﺄﻣﺮه ﺑﮭﺎ إذا ﺑﻠﻎ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﯿﻦ وﯾﻀﺮﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﮭﺎ إذا‬
‫ﺑﻠﻎ ﻋﺸﺮاً ﻟﯿﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﯾﻌﺘﺎدھﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻠﻮغ ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"-:‬ﻣﺮوا اﻟﺼﺒﻰ ﺑﺎﻟﺼﻼة إذا ﺑﻠﻎ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﯿﻦ ‪،‬‬
‫‪ ،‬وﻟﻘﻮﻟﮫ أﯾﻀﺎً‬ ‫وإذا ﺑﻠﻎ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﯿﻦ ﻓﺎﺿﺮﺑﻮه ﻋﻠﯿﮭﺎ " أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﻗﻢ‬
‫‪"-:‬ﻣﺮوا أوﻻدﻛﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼة وھﻢ أﺑﻨﺎء ﺳﺒﻊِ ﺳﻨﯿﻦ واﺿﺮﺑﻮھﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ وھﻢ أﺑﻨﺎءُ ﻋﺸﺮِ ﺳﻨﯿﻦ ‪ ،‬وﻓﺮﻗﻮا ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻀ ﺎﺟﻊ" أﺧﺮﺟ ﮫ‬
‫‪.‬‬ ‫أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‬

‫ﻋﺪد اﻟﻔﺮاﺋﺾ‬

‫اﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﺘﻰ ﻓﺮﺿﮭﺎ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم واﻟﻠﯿﻠﺔ ﺧﻤﺲ ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﺧﻤﺲُ ﺻﻠﻮات‬
‫ﻛﺘﺒﮭﻦ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎد‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﮭﻦ ﻟﻢ ﯾﻀﯿﻊ ﻣﻨﮭﻦ ﺷﯿﺌﺎً اﺳﺘﺨﻔﺎﻓﺎً ﺑﺤﻘﮭﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻋﮭﺪٌ أن ﯾﺪﺧﻠ ﮫ اﻟﺠﻨ ﺔ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﯾ ﺄت‬
‫ﺑﮭ ﻦ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻟ ﮫ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﻋﮭ ﺪٌ ‪ ،‬إن ﺷ ﺎء ﻋﺬﺑ ﮫ ‪، ،‬إن ﺷ ﺎء أدﺧﻠ ﮫ اﻟﺠﻨ ﺔ " أﺧﺮﺟ ﮫ ﻣﺎﻟ ﻚ وأﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻨﺪه وأﺑ ﻮ داود وﻏﯿ ﺮھﻢ‬
‫‪.‬‬ ‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‬
‫وﻟﺤﺪﯾﺚ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﯿﺪاﷲ أن أﻋﺮاﺑﯿﺎً ﺟﺎء إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺛ ﺎﺋﺮ اﻟ ﺮأس ﻓﻘ ﺎل "ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ أﺧﺒﺮﻧ ﻰ ﻣ ﺎ‬
‫ﻓﺮض اﷲ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ؟ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﺧﺒﺮه رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺸﺮاﺋﻊ اﻹﺳﻼم ﻛﻠﮭﺎ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬واﻟ ﺬي أﻛﺮﻣ ﻚ ﻻ أﺗﻄ ﻮع‬

‫‪٣٩‬‬
‫ﺷﯿﺌﺎً وﻻ أﻧﻘﺺ ﻣﻤﺎ ﻓﺮض اﷲ ﻋﻠﻰّ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﻓﻠ ﺢ إن ﺻ ﺪق ‪ ،‬أو دﺧ ﻞ اﻟﺠﻨ ﺔ إن ﺻ ﺪق"‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﻮاﻗﯿﺖ اﻟﺼﻼة‬
‫ﻟﻠﺼﻼة أوﻗﺎت ﻣﺤﺪدة ﻻﺑﺪ أن ﺗﺆدي ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ " إن اﻟﺼﻼة ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻮﻗﻮﺗﺎً" ﺳﻮرة‬
‫اﻟﻨﺴﺎء ‪] ،‬ﻣﻮﻗﻮﺗﺎً ‪ :‬أي ﻣﻨﺠﻤﺎً ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺤﺪودة[‪.‬‬

‫وﻗﺪ أﺷﺎر اﻟﻘﺮآن إﻟﻰ ھﺬه اﻷوﻗﺎت ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪"-:‬أﻗﻢ اﻟﺼﻼة ﻟﺪﻟﻮك اﻟﺸﻤﺲ إﻟﻰ ﻏﺴﻖ اﻟﻠﯿﻞ وﻗﺮآن اﻟﻔﺠﺮ إن ﻗﺮآن اﻟﻔﺠﺮ‬
‫ﻛﺎن ﻣﺸﮭﻮداً " ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء‪.‬‬
‫‪-‬دﻟﻮك اﻟﺸﻤﺲ ‪ :‬أي زواﻟﮭﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﻏﺴﻖ اﻟﻠﯿﻞ ‪ :‬اﺑﺘﺪاء ﻇﻠﻤﺘﮫ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ :‬أي أﻗﻢ اﻟﺼﻼة اﺑﺘﺪاءً ﻣﻦ زوال اﻟﺸﻤﺲ واﻧﺘﮭﺎءً ﺑﻐﺴﻖ اﻟﻠﯿﻞ ]أي اﺑﺘﺪاء ﻇﻠﻤﺘﮫ[ وﻣﻦ اﺑﺘ ﺪاء زوال اﻟﺸ ﻤﺲ إﻟ ﻲ ﻏﺴ ﻖ‬
‫اﻟﻠﯿ ﻞ ‪ ،‬ﯾ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻔﺘ ﺮة ﺻ ﻼة اﻟﻈﮭ ﺮ واﻟﻌﺼ ﺮ واﻟﻤﻐ ﺮب واﻟﻌﺸ ﺎء ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻗ ﺮآن اﻟﻔﺠ ﺮ ﻓﺎﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑ ﮫ ﺻ ﻼة اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ،‬وﻣﻌﻨ ﻰ‬
‫ﻣﺸﮭﻮداً أي ﺗﺸﮭﺪه ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﻘﺪ ﺣﺪدت وﺑﯿﻨﺖ ﻣﻌﺎﻟﻤﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻰ‪-:‬‬
‫‪ (١‬ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪":‬وﻗﺖ اﻟﻈﮭﺮ إذا زاﻟﺖ اﻟﺸﻤﺲ وﻛﺎن ﻇﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﻛﻄﻮﻟﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ‬
‫ﯾﺤﻀﺮ اﻟﻌﺼﺮ ‪،‬‬
‫ووﻗﺖ اﻟﻌﺼﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻔﺮ اﻟﺸﻤﺲ ‪،‬‬
‫ووﻗﺖ اﻟﻤﻐﺮب ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻐﺐ اﻟﺸﻔﻖ‪،‬‬
‫ووﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء إﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ اﻷوﺳﻂ ‪،‬‬
‫ووﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﺄﻣﺴﻚ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﺑﯿﻦ ﻗﺮﻧﻰ ﺷﯿﻄﺎن " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺟﺎءه ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪" :‬ﻗﻢ ﻓﺼﻠﮫ ‪ ،‬ﻓﺼﻠﻲ اﻟﻈﮭﺮ ﺣﯿﻦ زاﻟﺖ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎءه اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻗﻢ ﻓﺼﻠﮫ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ ﺣﯿﻦ ﺻﺎر ﻇﻞ ﻛﻞ ﺷﯿﺊٍ ﻣﺜﻠﮫ ﺛ ﻢ ﺟ ﺎءه اﻟﻤﻐ ﺮب ﻓﻘ ﺎل ﻗ ﻢ ﻓﺼ ﻠﮫ ‪ ،‬ﻓﺼ ﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﻐﺮب ﺣﯿﻦ وﺟﺒﺖ اﻟﺸﻤﺲ ]أي ﻏﺮﺑﺖ وﺳﻘﻄﺖ [ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎءه اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻗﻢ ﻓﺼﻠﮫ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﺣﯿﻦ ﺑﺮق اﻟﻔﺠﺮ أو ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻄﻊ‬
‫اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﻐﺪ ﻟﻠﻈﮭﺮ ﻓﻘﺎل‪:‬ﻗﻢ ﻓﺼﻠﱢﮫ‪ ،‬ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ ﺣﯿﻦ ﺻﺎر ﻇ ﻞﱡ ﻛ ﻞ ﺷ ﯿﺊ ﻣﺜﻠ ﮫ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء اﻟﻌﺼ ﺮ ﻓﻘ ﺎل‪:‬ﻗ ﻢ ﻓﺼ ﻠﱢﮫ ﻓﺼ ﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﺼﺮ ﺣﯿﻦ ﺻﺎر ﻇﻞﱡ ﻛﻞﱢ ﺷﯿﺊٍ ﻣﺜﻠﯿﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎءه اﻟﻤﻐﺮب وﻗﺘﺎً واﺣﺪاً ﻟﻢ ﯾَﺰُلْ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎءه اﻟﻌﺸﺎء وﺣﯿﻦ ذھﺐ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ أو ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺛﻠﺚ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء ﺛﻢ ﺟﺎءه اﻟﻔﺠﺮ ﺣﯿﻦ أﺳﻔﺮ ﺟﺪاً ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻗﻢ ﻓﺼﻠﮫ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ھﺬﯾﻦ اﻟﻮﻗﺘﯿﻦ وﻗﺖ " رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﻨﺤﻮه ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ]‪.[٢٥٠‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﺣﯿﻦ زاﻟﺖ اﻟﺸﻤﺲ أي ﻣﺎﻟﺖ إﻟﻰ ﺟﮭﺔ اﻟﻐﺮب‪.‬‬
‫وﺟﺒﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪ :‬ﻏﺮﺑﺖ وﺳﻘﻄﺖ ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﺼﻠﻮات وﻗﺘﯿﻦ إﻻ اﻟﻤﻐﺮب وﺳﯿﺄﺗﻰ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫وﻗﺖ اﻟﻈﮭﺮ‬

‫ﺗﺒﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﯿﻦ أن وﻗﺖ اﻟﻈﮭﺮ ﯾﺒﺘﺪئ ﻣﻦ زوال اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ وﺳﻂ اﻟﺴﻤﺎء وﯾﻤﺘﺪ إﻟﻰ أن ﯾﺼﯿﺮ ﻇﻞ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧﮫ ﯾﺴﺘﺤﺐ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ﻋﻦ أول اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻨﺪ اﺷﺘﺪاد اﻟﺤﺮ ﺣﺘىﻼ ﯾﺬھﺐ اﻟﺨﺸﻮع واﻟﺘﻌﺠﯿﻞ ﺑﮭﺎ إذا اﺷﺘﺪ اﻟﺒﺮد ‪،‬ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ ‪-:‬‬
‫‪ (١‬ﻣ ﺎ رواه أﻧ ﺲ ﻗ ﺎل ‪"-:‬ﻛ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذا اﺷ ﺘﺪ اﻟﺒ ﺮد ﺑﻜّ ﺮ ﺑﺎﻟﺼ ﻼة وإذا اﺷ ﺘﺪ اﻟﺤ ﺮ أﺑ ﺮد ﺑﺎﻟﺼ ﻼة"رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ (٢‬وﻋﻦ أﺑﻲ ذر ﻗﺎل‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻓﺄراد اﻟﻤﺆذن أن ﯾﺆذن اﻟﻈﮭ ﺮ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺑ ﺮد ﺛ ﻢ أراد أن ﯾ ﺆذن‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺑﺮد ﻣﺮﺗﯿﻦ أو ﺛﻼﺛﺎً ﺣﺘﻰ رأﯾﻨﺎ ﻓﺊ اﻟﺘﻠﻮل ﺛﻢ ﻗﺎل ‪":‬إن ﺷﺪة اﻟﺤﺮ ﻣ ﻦ ﻓ ﯿﺢ ﺟﮭ ﻨﻢ ﻓ ﺈذا اﺷ ﺘﺪ اﻟﺤ ﺮ ﻓ ﺄﺑﺮدوا ﺑﺎﻟﺼ ﻼة " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻔﺊ ‪ :‬اﻟﻈﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺰوال ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺘﻠﻮل ‪ :‬ﺟﻤﻊ ﺗﻞ وھﻮ ﻣﺎ اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻦ ﺗﺮاب‪.‬‬
‫ﻏﺎﯾﺔ اﻹﺑﺮاد ‪ -:‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ :‬اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻹﺑﺮاد ﻓﻘﯿﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﯿﺮ اﻟﻈﻞ ذراﻋﺎً ﺑﻌﺪ ﻇﻞ اﻟﺰوال وﻗﯿﻞ‬
‫رﺑﻊ ﻗﺎﻣﺔ وﻗﯿﻞ ﺛﻠﺜﮭﺎ وﻗﯿﻞ ﻧﺼﻔﮭﺎ وﻗﯿﻞ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮط أن ﻻ ﯾﻤﺘﺪ إﻟﻲ آﺧﺮ اﻟﻮﻗﺖ ‪.‬‬

‫وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ‬

‫وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﯾﺪﺧﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺼﯿﺮ ﻇﻞ اﻟﺸﺊ ﻣﺜﻠﮫ ﺑﻌﺪ ﻇﻞ اﻟﺰوال ‪ ،‬وﯾﻤﺘﺪ إﻟﻲ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺻ ﻠﻰ اﷲ أﻛﺒ ﺮ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔً ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺮب اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﺪ أدرك اﻟﻌﺼﺮ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ -:‬ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ‪ :‬ﻗﺎل أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ‪ :‬ﻟﻠﻌﺼﺮ ﺧﻤﺴﺔ أوﻗﺎت‪-:‬‬
‫‪ (١‬وﻗﺖ ﻓﻀﯿﻠﺔ ‪ :‬وھﻮ أول وﻗﺘﮭﺎ‪.‬‬

‫‪٤٠‬‬
 ‫‪ (٢‬وﻗﺖ اﺧﺘﯿﺎر ‪ :‬وھﻮ ﯾﻤﺘﺪ إﻟﻲ أن ﯾﺼﯿﺮ ﻇﻞ اﻟﺸﺊ ﻣﺜﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ (٣‬وﻗﺖ ﺟﻮاز ﺑﻼ ﻛﺮاھﺔ ‪ :‬وﯾﻤﺘﺪ إﻟﻲ اﻹﺻﻔﺮار‪.‬‬
‫‪ (٤‬وﻗﺖ اﻟﺠﻮاز ﻣﻊ اﻟﻜﺮاھﺔ ‪ :‬ﺣﺎل اﻹﺻﻔﺮار إﻟﻰ اﻟﻐﺮوب‪.‬‬
‫‪(٥‬وﻗﺖ اﻟﻌﺬر ‪ :‬وھﻮ وﻗﺖ اﻟﻈﮭﺮ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻈﮭﺮ ﻟﺴﻔﺮ أو ﻣﻄﺮ‪.‬‬
‫وﯾﻜﻮن اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ھﺬه اﻷوﻗﺎت اﻟﺨﻤﺴﺔ أداءً ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺎﺗﺖ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﻐﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ﺻﺎرت ﻗﻀﺎءً‪.‬‬
‫واﻋﻠﻢ أﯾﮭﺎ اﻷخ اﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ :‬أﻧﻤﺎ ﯾﻨﺘﮭﻲ وﻗﺖ اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ واﻻﺧﺘﯿﺎر ﺑﺎﺻﻔﺮار اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا ﯾﺤﻤﻞ ﺣﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ وﺣﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ‬
‫ﻋﻤﺮ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﯿﻦ ‪ ،‬أﻣﺎ ﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﺼﻼة إﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻹﺻﻔﺮار ﻓﮭﻮ وإن ﻛﺎن ﺟ ﺎﺋﺰاً إﻻ أﻧ ﮫ ﻣﻜ ﺮوه إذا ﻛ ﺎن ﻟﻐﯿ ﺮ ﻋ ﺬر ﻓﻌ ﻦ أﻧ ﺲ ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﺗﻠﻚ ﺻﻼة اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﯾﺠﻠﺲ ﯾﺮﻗﺐ اﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﯿﻦ ﻗﺮﻧﻲ ﺷﯿﻄﺎن ﻗﺎم‬
‫ﻓﻨﻘﺮھﺎ أرﺑﻌﺎً ‪ ،‬ﻻ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ إﻻ ﻗﻠﯿﻼً ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ھﻰ اﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ‬

‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪":‬ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻗﻮﻣﻮا ﷲ ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ "اﻟﺒﻘﺮة‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻣﺼﺮﺣﺔً ﺑﺄن ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ھﻲ اﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠ ﻲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ﯾ ﻮم اﻷﺣ ﺰاب ‪":‬ﻣ ﻸ اﷲ ﻗﺒ ﻮرھﻢ وﺑﯿ ﻮﺗﮭﻢ ﻧ ﺎراً ﻛﻤ ﺎ ﺷ ﻐﻠﻮﻧﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة اﻟﻮﺳ ﻄﻰ ﺣﺘ ﻰ ﻏﺎﺑ ﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ" رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻟﻤﺴﻠﻢ وأﺑﻲ أﺣﻤﺪ وأﺑﻰ داود ‪ ":‬ﺷﻐﻠﻮﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ ‪ ،‬ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ" ‪.‬‬
‫وﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ ":‬ﺣﺒﺲ اﻟﻤﺸﺮﻛﻮن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ﺣﺘ ﻰ اﺣﻤ ﺮت‬
‫اﻟﺸ ﻤﺲ واﺻ ﻔﺮت ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬ﺷ ﻐﻠﻮﻧﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة اﻟﻮﺳ ﻄﻰ ‪ ،‬ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ‪ ،‬ﻣ ﻸ اﷲ أﺟ ﻮاﻓﮭﻢ‬
‫وﻗﺒﻮرھﻢ ﻧﺎراً‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬

‫وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﯾﺪﺧﻞ وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب إذا ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ وﺗﻮارت ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ‪ ،‬وﯾﻤﺘﺪ إﻟﻲ ﻣﻐﯿﺐ اﻟﺸﻔﻖ اﻷﺣﻤﺮ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو‬
‫أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ “:‬وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب إذا ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺴﻘﻂ اﻟﺸﻔﻖ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ‪ :‬وذھﺐ اﻟﻤﺤﻘﻘﻮن ﻣﻦ أﺻﺤﺒﻨﺎ إﻟﻲ ﺗﺮﺟﯿﺢ اﻟﻘﻮل ﺑﺠﻮاز ﺗﺄﺟﯿﻠﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻐﺐ اﻟﺸﻔﻖ وأﻧﮫ ﯾﺠﻮز اﺑﺘﺪاؤھﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻻ ﯾﺄﺛﻢ ﺑﺘﺄﺧﯿﺮھﺎ ﻋﻦ أول اﻟﻮﻗﺖ" وھﺬا ھﻮ اﻟﺼﺤﯿﺢ واﻟﺼﻮاب واﷲ أﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ إﻣﺎﻣﺔ ﺟﺒﺮﯾﻞ أﻧﮫ ﺻﻠﻲ اﻟﻤﻐﺮب ﻓﻲ اﻟﯿﻮﻣﯿﻦ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣ ﺪ ﺣ ﯿﻦ ﻏﺮﺑ ﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻓﮭ ﻮ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺤﺒﺎب‬
‫اﻟﺘﻌﺠﯿﻞ ﺑﺼﻼة اﻟﻤﻐﺮب وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻣﺼﺮﺣﺔً ﺑﺬﻟﻚ ‪-:‬‬
‫‪ (١‬ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"-:‬ﻻ ﺗﺰال أﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺆﺧﺮوا اﻟﻤﻐﺮب إﻟﻰ اﺷﺘﺒﺎك اﻟﻨﺠ ﻮم" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ]‪. [٧١٦٢‬‬
‫‪ (٢‬وﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ اﻷﻛﻮع أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻤﻐﺮب إذا ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ وﺗ ﻮارت ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺎب ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫وﻗﺖ اﻟﻌﺸﺎء‬
‫ﯾﺪﺧﻞ وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﺑﻤﻐﯿﺐ اﻟﺸﻔﻖ اﻷﺣﻤ ﺮ ‪ ،‬وﯾﻤﺘ ﺪ إﻟ ﻲ ﻧﺼ ﻒ اﻟﻠﯿ ﻞ ﻓﻌ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ " :‬ﻛ ﺎﻧﻮا‬
‫ﯾﺼﻠﻮن اﻟﻌﺘﻤﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻦ أن ﯾﻐﯿﺐ اﻟﺸﻔﻖ إﻟﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﯿﻞ اﻷول " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ -‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ” ﻟ ﻮﻻ أن أﺷ ﻖ ﻋﻠ ﻰ أﻣﺘ ﻲ ﻷﻣ ﺮﺗﮭﻢ أن ﯾ ﺆﺧﺮوا‬
‫اﻟﻌﺸﺎء إﻟﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﯿﻞ أو ﻧﺼﻔﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٥١٨٩‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺗﺄﺧﯿﺮ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻋﻦ أول وﻗﺘﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻋﻦ أول وﻗﺘﮭﺎ إﻟﻰ آﺧﺮ وﻗﺘﮭﺎ اﻟﻤﺨﺘﺎر وھﻮ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‬
‫‪":‬أﻋﺘﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذات ﻟﯿﻠﺔ ﺣﺘ ﻰ ذھ ﺐ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﻠﯿ ﻞ" ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺎم أھ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج ﻓﺼ ﻠﻰ ﻓﻘ ﺎل ‪" -:‬إﻧ ﮫ‬
‫ﻟﻮﻗﺘﮭﺎ ﻟﻮﻻ أن أﺷﻖ ﻋﻠﻰ أﻣﺘﻰ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﺮك اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء إﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﯿﻦ ‪،‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن ﯾﻼﺣﻆ أﺣﻮال اﻟﻤﺼﻠﯿﻦ ﻓﺄﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻌﺠﻞ وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺆﺧﺮ ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻈﮭﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﮭﺎﺟﺮة ‪ ،‬واﻟﻌﺼﺮ واﻟﺸﻤﺲ ﻧﻘﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﻐﺮب إذا وﺟﺒﺖ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻌﺸﺎء أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺆﺧﺮ وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻌﺠﻞ ‪ ،‬إذا رآھﻢ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻋﺠّﻞ ‪،‬‬
‫وإذا رآھﻢ أﺑﻄﺄوا أﺧّﺮ ‪ ،‬واﻟﺼﺒﺢ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﯿﮭﺎ ﺑﻐﻠﺲ"‪.‬‬
‫اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ‪ -:‬أﻋﺘﻢ ‪ :‬أي أﺧﺮ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻋﻦ أول وﻗﺘﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻠﯿﻞ ‪ -:‬ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫اﻟﮭﺎﺟﺮة‪ :‬ﺷﺪة اﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﮭﺎر ﻋﻘﺐ اﻟﺰوال‪.‬‬
‫اﻟﻐﻠﺲ‪ :‬ﻇﻠﻤﺔ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫اﻟﺸﻤﺲ ﻧﻘﯿﺔ ‪ :‬أي ﺻﺎﻓﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻠﮭﺎ ﺻﻔﺮة‪.‬‬
‫وﺟﺒﺖ ‪ :‬أي ﺳﻘﻄﺖ وﻏﺎﺑﺖ ‪.‬‬

‫‪٤١‬‬
 ‫ﻛﺮاھﺔ اﻟﻨﻮم ﻗﺒﻠﮭﺎ واﻟﺴﻤﺮ ﺑﻌﺪھﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ‪-:‬‬
‫‪-‬ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﺮزة اﻷﺳﻠﻤﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺴﺘﺤﺐ أن ﯾ ﺆﺧﺮ اﻟﻌﺸ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﯾ ﺪﻋﻮﻧﮭﺎ اﻟﻌَﺘْﻤَ ﺔ وﻛ ﺎن ﯾﻜ ﺮه اﻟﻨ ﻮم‬
‫ﻗﺒﻠﮭﺎ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﻌﺪھﺎ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﺔ ﻛﺮاھﺔ اﻟﻨﻮم ﻗﺒﻠﮭﺎ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﻌﺪھﺎ ‪ :‬أن اﻟﻨﻮم ﻗﺪ ﯾﻔﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮم ﺻﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﻌﺪھﺎ ‪ :‬ﻷن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷﻓﻀ ﻞ‬
‫ﻟﮫ أن ﯾﺨﺘﻢ ﯾﻮﻣﮫ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﺑﺪﻻً ﻣﻦ أن ﯾﺨﺘﻤﮫ ﺑﺎﻟﺴﻤﺮ واﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﻄﻮل ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ﻓﯿﻌﺘﺬر ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﯿﺎم ﻟﺼﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ‬
‫وﻋﺎدةً ﻣﺎ ﯾﺼﺎب ﺑﺎﻟﻜﺴﻞ ﻓﻲ ﻧﮭﺎر اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﯿﺘﻌﺬر ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻄﺎﻋ ﺎت ﻓ ﺈن أراد اﻟﻨ ﻮم وﻛ ﺎن ﻣﻌ ﮫ ﻣ ﻦ ﯾﻮﻗﻈ ﮫ أو‬
‫ﺗﺤﺪث ﺑﺨﯿﺮ ﻓﻼ ﻛﺮاھﺔ ﺣﯿﻨﺌﺬ ‪ ،‬وﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻤﺮ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﻠﯿﻠﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫أﻣﻮر اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وأﻧﺎ ﻣﻌﮫ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‪ ،‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ ":‬رﻗ ﺪت ﻓ ﻲ ﺑﯿ ﺖ ﻣﯿﻤﻮﻧ ﺔ ﻟﯿﻠ ﺔ ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ‬
‫ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪھﺎ ‪ ،‬ﻻﻧﻈﺮ ﻛﯿﻒ ﺻﻼة رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺪث اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻋﻨﺪھﺎ ﻣﻊ أھﻠﮫ ﺳﺎﻋﺔ ﺛﻢ رﻗﺪ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬وھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﯿﺎن اﻟﺠﻮاز‪.‬‬

‫وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ‬

‫ﯾﺒﺘﺪأ اﻟﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ اﻟﺼﺎدق وﯾﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪.‬‬
‫اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﻤﺒﺎدرة إﻟﯿﮭﺎ‪ -:‬ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﺒﺎدرة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﺑﺄن ﺗﺼﻠﻰ ﻓﻲ أول وﻗﺘﮭﺎ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‬
‫‪ .... ":‬ﻛ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻰ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﯿﮭﺎ ﺑﻐﻠ ﺲ" رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬وأﯾﻀ ﺎً ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ “:‬ﻛ ﻦ ﻧﺴ ﺎء ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﯾﺸﮭﺪن ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻔﺠﺮ ﻣﺘﻠﻔﻌﺎت ﺑﻤﺮوﻃﮭﻦ ﺛﻢ ﯾﻨﻘﻠﺒﻦ إﻟﻰ ﺑﯿﻮﺗﮭﻦ ﺣﯿﻦ ﯾﻘﻀﯿﻦ اﻟﺼﻼة ﻻ ﯾﻌ ﺮﻓﮭﻦ‬
‫أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻐﻠﺲ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﺘﻠﻔﻌﺎت ﺑﻤﺮوﻃﮭﻦ‪ :‬ﻣﻠﺘﺤﻔﺎت ﺑﺄﻛﺴﯿﺘﮭﻦ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺣﺪﯾﺚ " أﺳﻔﺮوا ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ ﻓﺈﻧﮫ أﻋﻈﻢ ﻟﻸﺟﺮ" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻹرواء]‪.[٢٥٨‬ﻓﺈﻧ ﮫ أرﯾ ﺪ ﺑﺎﻹﺳ ﻔﺎر ‪:‬‬
‫اﻟﺨﺮوج ﻣﻨﮭﺎ ﻻ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬أي أﻃﯿﻠﻮا اﻟﻘﺮاءة ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺟﻮا ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺴﻔﺮﯾﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻔﻌﻠﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺎن‬
‫ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺴﺘﯿﻦ آﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺔ آﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ھﺬا ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻐﻠﺲ واﻟﺨﺮوج ﻓ ﻲ اﻷﺳ ﻔﺎر ‪ ....‬واﻟﻐﻠ ﺲ ھ ﻮ آﺧ ﺮ‬
‫ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﯿﻞ وأﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ أﺳﻔﺮ اﻟﺼﺒﺢ ‪ :‬أي أﺿﺎء وأﺷﺮق‪.‬‬

‫إدراك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ‬

‫ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻗﺒﻞ ﺧﺮوج اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﺪ أدرك اﻟﺼﻼة ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪":‬ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻘﺪ أدرك اﻟﺼﻼة " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وھﺬا ﯾﺸﻤﻞ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺼﻠﻮات‪.‬‬
‫وﻟﻠﺒﺨﺎري أﯾﻀ ﺎً ‪" :‬إذا أدرك أﺣ ﺪﻛﻢ ﺳ ﺠﺪة ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺼ ﺮ ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﻐ ﺮب اﻟﺸ ﻤﺲ ﻓﻠﯿ ﺘﻢ ﺻ ﻼﺗﮫ ‪ ،‬وإذا أدرك ﺳ ﺠﺪة ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة‬
‫اﻟﺼﺒﺢ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻄﻠ ﻊ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻓﻠﯿ ﺘﻢ ﺻ ﻼﺗﮫ " رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻇ ﺎھﺮ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ أن ﻣ ﻦ أدرك اﻟﺮﻛﻌ ﺔ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻔﺠ ﺮ أو‬
‫اﻟﻌﺼﺮ ﻻ ﺗﻜﺮه اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ وﻋﻨﺪ ﻏﺮوﺑﮭﺎ وإن ﻛﺎﻧﺎ وﻗﺘﻲ ﻛﺮاھﺔ ‪ ،‬وأن اﻟﺼﻼة ﺗﻘﻊ أداءً ﺑﺈدراك رﻛﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‬
‫]واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺴﺠﺪة ‪ :‬أي اﻟﺮﻛﻌﺔ ﺑﺮﻛﻮﻋﮭﺎ وﺳﺠﻮھﺎ ‪ ،‬واﻟﺮﻛﻌﺔ إﻧﻤﺎ ﯾﻜﻮن ﺗﻤﺎﻣﮭﺎ ﺑﺴﺠﻮدھﺎ ﻓﺴﻤﯿﺖ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺳﺠﺪة[ ﻗﺎﻟﮫ‬
‫اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻮم ﻋﻦ اﻟﺼﻼة أو ﻧﺴﯿﺎﻧﮭﺎ‬

‫ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ ﺻﻼة أو ﻧﺴﯿﮭﺎ ﻓﻮﻗﺘﮭﺎ ﺣﯿﻦ ﯾﺬﻛﺮھﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" -:‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ ﺻﻼة أو ﻧﺴﯿﮭﺎ ﻓﻠﯿﺼﻠﮭﺎ‬
‫إذا ذﻛﺮھﺎ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻣ ﻦ ﻧﺴ ﻰ ﺻ ﻼة ﻓﻠﯿﺼ ﻠﮭﺎ إذا ذﻛﺮھ ﺎ ﻻ ﻛﻔ ﺎرةً ﻟﮭ ﺎ إﻻ ذﻟ ﻚ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫اﻷوﻗﺎت اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ‬

‫ورد اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯿﻨﺔ‪-:‬‬
‫‪ (١‬ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ‪،‬‬
‫‪ (٢‬وﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻗﺪر رﻣﺢ وﻗﺪره اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻤﺎ ﯾﻘﺮب ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ (٣‬وﻋﻨﺪ اﺳﺘﻮاﺋﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﺮوب‪.‬‬
‫‪ (٤‬وﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺮب اﻟﺸﻤﺲ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪":‬ﻻ ﺻﻼة ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻐ ﺮب اﻟﺸ ﻤﺲ وﻻ ﺻ ﻼة ﺑﻌ ﺪ ﺻ ﻼة اﻟﻔﺠ ﺮ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒﺴﺔ ﻗﺎل ‪:‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ أﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﺻ ﻞ ﺻ ﻼة‬
‫اﻟﺼﺒﺢ ﺛﻢ أﻗﺼﺮ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ وﺗﺮﺗﻔﻊ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﺑﯿﻦ ﻗﺮﻧ ﻲ ﺷ ﯿﻄﺎن وﺣﯿﻨﺌ ﺬ ﯾﺴ ﺠﺪ ﻟﮭ ﺎ اﻟﻜﻔ ﺎر ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺻ ﻞ ﻓ ﺈن‬
‫اﻟﺼﻼة ﻣﺸﮭﻮدة ﻣﺤﻀﻮرة ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻠﻲ اﻟﻌﺼﺮ ﺛﻢ أﻗﺼﺮ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺮب ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻐﺮب ﺑﯿﻦ ﻗﺮﻧﻲ ﺷﯿﻄﺎن وﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﺴ ﺠﺪ ﻟﮭ ﺎ‬
‫اﻟﻜﻔﺎر " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ‪ -:‬ﺗﻄﻠﻊ ﺑﯿﻦ ﻗﺮﻧﻲ ﺷ ﯿﻄﺎن‪ :‬ﻗ ﺎل اﻟﻨ ﻮوي ‪ :‬ﯾ ﺪﻧﻲ رأﺳ ﮫ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻷوﻗ ﺎت ﻟﯿﻜ ﻮن اﻟﺴ ﺎﺟﺪون ﻟﮭ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻔ ﺎر‬
‫ﻛﺎﻟﺴﺎﺟﺪﯾﻦ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة ‪ ،‬وﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ وﻟﺸﯿﻌﺘﮫ ﺗﺴﻠﻂ ﻇﺎھﺮ وﺗَﻤَﻜُﻦ ﻣﻦ أن ﯾﻠﺒﺴﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﯿﻦ ﺻ ﻼﺗﮭﻢ ﻓﻜﺮھ ﺖ اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﺣﯿﻨﺌﺬ ﺻﯿﺎﻧﺔً ﻟﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺮھﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻰ ھﻰ ﻣﺄوى اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ‪.‬‬

‫‪٤٢‬‬
 ‫ﻣﺸﮭﻮدة ﻣﺤﻀﻮرة ‪ :‬ﺗﺸﮭﺪھﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﯾﺤﻀﺮوﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫ﯾﺴﺘﻘﻞ اﻟﻈﻞ ﺑﺎﻟﺮﻣﺢ ‪ :‬أي ﯾﻜﻮن اﻟﻈ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺮﻣﺢ )ﻣﻠﺘﺼ ﻘﺎً وﻣﻠﺘﺒﺴ ﺎً ﺑ ﮫ( ﻓ ﻼ ﯾﺒﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣﻨ ﮫ ﺷ ﺊ وھ ﺬا ﯾﻜ ﻮن ﻋﻨ ﺪ‬
‫اﻻﺳﺘﻮاء ‪.‬‬
‫ﺗُﺴﺠﺮ ﺟﮭﻨﻢ ‪ :‬أي ﯾﻮﻗﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ *:‬وھﺬا اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﯿﺲ ﻟﮭﺎ ﺳ ﺒﺐ أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻟ ﮫ ﺳ ﺒﺐ ﻛﻘﻀ ﺎء ﻓﺎﺋﺘ ﺔ أو ﺗﺤﯿ ﺔ ﻣﺴ ﺠﺪ أو ﺳ ﻨﺔ اﻟﻮﺿ ﻮء‬
‫ورﻛﻌﺘ ﻰ اﻟﻄ ﻮاف ﻓﺘﺼ ﻠﻰ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻷوﻗ ﺎت ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻓ ﺈذا ﻧﺴ ﻲ أﺣ ﺪﻛﻢ ﺻ ﻼة أو ﻧ ﺎم ﻋﻨﮭ ﺎ ﻓﻠﯿﺼ ﻠﮭﺎ إذا ذﻛﺮھ ﺎ " رواه اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﯾﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف ﻻ ﺗﻤﻨﻌﻮا أﺣﺪاً ﻃﺎف ﺑﮭﺬا اﻟﺒﯿﺖ وﺻﻠﻰ أﯾﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﺷﺎء ﻣﻦ ﻟﯿﻞ أو ﻧﮭﺎر" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ ]ﺑﺮﻗﻢ ‪.[١٠٤٥‬‬

‫اﻟﺘﻄﻮع أﺛﻨﺎء اﻹﻗﺎﻣﺔ‬

‫إذا أﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼﻼة ﻛﺮه اﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺎﻟﺘﻄﻮع ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪":‬إذا‬
‫أﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼﻼة ﻓﻼ ﺻ ﻼة إﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑ ﺔ " وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ "إﻻ اﻟﺘ ﻲ أﻗﯿﻤ ﺖ " رواه ﻣﺴ ﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ وأﺻ ﺤﺎب اﻟﺴ ﻨﻦ ‪ ،‬وﻋ ﻦ ﻋﺒ ﺪاﷲ ﺑ ﻦ‬
‫ﺳﺮﺟﺲ ﻗﺎل ‪ :‬دﺧﻞ رﺟﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬ورﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼة اﻟﻐ ﺪاة )أي اﻟﺼ ﺒﺢ( ﻓﺼ ﻠﻰ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ‬
‫اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ،‬ﺛ ﻢ دﺧ ﻞ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻢ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ “:‬ﯾ ﺎ ﻓ ﻼن ﺑ ﺄي‬
‫اﻟﺼﻼﺗﯿﻦ اﻋﺘﺪدت ‪ ،‬ﺑﺼﻼﺗﻚ وﺣﺪك أم ﺑﺼﻼﺗﻚ ﻣﻌﻨﺎ" ؟ رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ وﻓ ﻲ إﻧﻜ ﺎر رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﻋﺪم أﻣﺮه ﺑﺈﻋﺎدة ﻣﺎ ﺻﻠﻰ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﺼﻼة وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺮوھﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻄﻮع ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ وﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﻟﯿﺒﻠ ﻎ ﺷ ﺎھﺪﻛﻢ ﻏ ﺎﺋﺒﻜﻢ ﻻ ﺗﺼ ﻠﻮا ﺑﻌ ﺪ اﻟﻔﺠ ﺮ إﻻ‬
‫ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ]‪.[٥٢٢٩‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻛﺮاھﺔ اﻟﺘﻄﻮع ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﻛﻌﺘﻰ اﻟﻔﺠﺮ وورد ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد أﻧﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن ﻋﺒﺎدة ﺑﻦ اﻟﺼ ﺎﻣﺖ‬
‫ﯾﺆم ﻗﻮﻣﺎً ﻓﺨﺮج ﯾﻮﻣﺎً إﻟﻲ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻤﺆذن ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﻓﺄﺳﻜﺘﮫ ﻋﺒﺎدة ﺣﺘﻰ أوﺗﺮ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﮭﻢ اﻟﺼﺒﺢ ‪ ،‬وﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ ‪:‬‬
‫أن اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﻗﺪ ﺛﻢ اﺳﺘﯿﻘﻆ ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﺨﺎدﻣﮫ ‪ :‬أﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬وھﻮ ﯾﻮﻣﺌﺬ ﻗﺪ ذھﺐ ﺑﺼﺮه ﻓﺬھﺐ اﻟﺨﺎدم ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺪ‬
‫اﻧﺼﺮف اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﻘﺎم اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﺄوﺗﺮ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﻼة‬

‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺎر ﺑﻦ زوﺑﯿﺔ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻟﻦ ﯾﻠﺞ اﻟﻨﺎر أﺣﺪ ﺻﻠﻰ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ وﻗﺒ ﻞ‬
‫ﻏﺮوﺑﮭﺎ " ]ﯾﻌﻨﻰ اﻟﻔﺠﺮ واﻟﻌﺼﺮ [رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺒَﺮْدَﯾﻦ دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ...‬أي اﻟﻐﺪوة واﻟﻌﺸﻲ‬
‫ﻟﺒﺮد اﻟﮭﻮاء ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ وﺳﻂ اﻟﻨﮭﺎر ]أراد اﻟﺼﺒﺢ واﻟﻌﺼﺮ[‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬ﯾﺘﻌ ﺎﻗﺒﻮن ﻓ ﯿﻜﻢ ﻣﻼﺋﻜ ﺔ ﺑﺎﻟﻠﯿ ﻞ وﻣﻼﺋﻜ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﮭ ﺎر ‪،‬‬
‫وﯾﺠﺘﻤﻌﻮن ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﺛﻢ ﯾﻌﺮج اﻟﺬﯾﻦ ﺑﺎﺗﻮا ﻓﯿﺴﺄﻟﮭﻢ رﺑﮭﻢ ‪ -‬وھﻮ أﻋﻠﻢ ﺑﮭﻢ ‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﺮﻛﺘﻢ ﻋﺒ ﺎدي ؟ ﻓﯿﻘﻮﻟ ﻮن ‪:‬‬
‫ﺗﺮﻛﻨﺎھﻢ وھﻢ ﯾﺼﻠﻮن وأﺗﯿﻨﺎھﻢ وھﻢ ﯾﺼﻠﻮن " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"-:‬ﻟﻮ ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺪاء واﻟﺼﻒ اﻷول ‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫ﻟﻢ ﯾﺠﺪوا إﻻ أن ﯾﺴ ﺘﮭﻤﻮا ﻋﻠﯿ ﮫ ﻻﺳ ﺘﮭﻤﻮا ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﯾﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﮭﺠﯿ ﺮ ﻻﺳ ﺘﺒﻘﻮا ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﯾﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺘﻤ ﺔ واﻟﺼ ﺒﺢ‬
‫ﻷﺗﻮھﻤﺎ وﻟﻮ ﺣﺒﻮاً" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺘﮭﺠﯿﺮ ‪ :‬ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺒﻜﯿﺮ إﻟﻲ اﻟﺼﻠﻮات أي اﻟﻤﻀﻰ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ أواﺋﻞ أوﻗﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫‪-‬اﺳﺘﮭﻤﻮا ‪ :‬اﻗﺘﺮﻋﻮا‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ ‪ " :‬إن ﻗﺮآن اﻟﻔﺠﺮ ﻛ ﺎن ﻣﺸ ﮭﻮداً " ﻗ ﺎل ﺗﺸ ﮭﺪه ﻣﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﻠﯿ ﻞ‬
‫وﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﻨﮭﺎر " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ ]‪. [٦٣٥‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪"-:‬ﻟ ﯿﺲ ﺻ ﻼة أﺛﻘ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻔﺠ ﺮ‬
‫واﻟﻌﺸﺎء ‪ ،‬وﻟﻮ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻣﺎ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻷﺗﻮھﻤﺎ وﻟﻮ ﺣﺒﻮاً" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺎم ﻧﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﯿﻞ ﻛﻠﮫ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﺼﻼة‬
‫‪ -١‬اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺪﺧﻮل وﻗﺘﮭﺎ ‪ -:‬ﻓﻼ ﺗﺠﺐ اﻟﺼﻼة ﻗﺒﻞ دﺧﻮل وﻗﺘﮭ ﺎ ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﻟﺼ ﻼة ﻛﺎﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﻛﺘﺎﺑ ﺎً‬
‫ﻣﻮﻗﻮﺗﺎ " اﻟﻨﺴﺎء ]‪ ،[١٠٣‬أى ذات‬
‫وﻗﺖ ﻣﺤﺪد ‪ ،‬وﻷن ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻧﺰل ﻓﻌﻠﻢ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أوﻗﺎت اﻟﺼﻼة ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎ اﻟﺬﻛﺮ ‪...،‬‬

‫‪٤٣‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﺗﯿﻘﻦ أو ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻨﮫ دﺧﻮل وﻗﺖ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬أﺑﯿﺤﺖ ﻟﮫ اﻟﺼﻼة ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻟ ﻚ ﺑﺈﺧﺒ ﺎر اﻟﺜﻘ ﺔ ‪ ،‬أو أذان اﻟﻤ ﺆذن اﻟﻤ ﺆﺗﻤﻦ ‪ ،‬أو‬
‫اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﺸﺨﺼﻰ أو أى ﺳﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻰ ﯾﺤﺼﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟﻄﮭﺎرة ﻣﻦ اﻟﺤ ﺪث اﻷﺻ ﻐﺮ واﻷﻛﺒ ﺮ ‪ -:‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺄﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا إذا ﻗﻤ ﺘﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة ﻓﺎﻏﺴ ﻠﻮا وﺟ ﻮھﻜﻢ‬
‫وأﯾﺪﯾﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﻓﻖ واﻣﺴﺤﻮا ﺑﺮؤوﺳﻜﻢ وأرﺟﻠﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﯿﻦ وإن ﻛﻨﺘﻢ ﺟﻨﺒﺎً ﻓﺎﻃﱠﮭﱠﺮوا ] اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻷﯾ ﺔ ‪ [٦‬وﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ‬
‫رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﻘﺒ ﻞ اﷲ ﺻ ﻼةً ﺑﻐﯿ ﺮ ﻃﮭ ﻮر وﻻ ﺻ ﺪﻗﺔ ﻣ ﻦ ﻏﻠ ﻮل " رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎرى ‪.....‬واﻟﻐﻠﻮل أى اﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﻃﮭﺎرة اﻟﺒﺪن واﻟﺜﻮب واﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬى ﯾﺼﻠﻰ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ اﻟﺤﺴﯿﺔ ‪ -:‬أﻣﺎ ﻃﮭﺎرة اﻟﺒﺪن ﻓﻠﺤﺪﯾﺚ أﻧﺲ أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺗﻨﺰھﻮا ﻣﻦ اﻟﺒﻮل ﻓﺈن ﻋﺎﻣﺔ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ﻣﻨﮫ " رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻰ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﻗﻢ ]‪[٢٩٩٩‬‬
‫‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻰ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺖ رﺟﻼً ﻣﺬّاء ﻓﺄﻣﺮت رﺟﻼً ﻟﯿﺴﺄل اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻤﻜ ﺎن اﺑﻨﺘ ﮫ ﻓﺴ ﺄﻟﮫ ﻓﻘ ﺎل ‪" :‬‬
‫ﺗﻮﺿﺄ واﻏﺴﻞ ذﻛﺮك " رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻃﮭﺎرة اﻟﺜﻮب ‪ ،‬ﻓﻠﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﺛﯿﺎﺑﻚ ﻓﻄﮭﺮ " ‪.‬‬
‫* أﻣﺎ ﻃﮭﺎرة اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬى ﯾﺼﻠﻰ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﺤﺪﯾﺚ أﺑﻰ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎم أﻋﺮاﺑﻰ ﻓﺒ ﺎل ﻓ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻘ ﺎم إﻟﯿ ﮫ اﻟﻨ ﺎس ﻟﯿﻘﻌ ﻮا ﺑ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‬
‫اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬دﻋﻮه وأرﯾﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻟﮫ ﺳﺠﻼً ﻣﻦ ﻣ ﺎء ‪ ،‬أو ذﻧﻮﺑ ﺎً ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ﺑﻌﺜ ﺘﻢ ﻣﯿﺴ ﺮﯾﻦ وﻟ ﻢ ﺗﺒﻌﺜ ﻮا‬
‫ﻣﻌﺴﺮﯾﻦ "‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫‪ -٤‬ﺳﺘﺮ اﻟﻌﻮرة ‪ -:‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ ﺑﻨﻰ آدم ﺧﺬوا زﯾﻨﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺴﺠﺪ " واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺰﯾﻨﺔ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺮ اﻟﻌﻮرة ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﺼﻼة‬
‫‪ ،‬أى اﺳﺘﺮوا ﻋﻮراﺗﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺻﻼة ‪.‬‬

‫* ﺣﺪ اﻟﻌﻮرة ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ ‪:‬‬

‫اﻟﻌﻮرة اﻟﺘﻰ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﺳﺘﺮھﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬اﻟﻘﺒﻞ واﻟﺪﺑﺮ أﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﺪاھﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺬ واﻟﺴﺮة واﻟﺮﻛﺒﺔ ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫اﻷﻧﻈﺎر ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻌﻮرة ‪ ،‬وﻣﻦ ذاھﺐ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﻋﻮرة ‪.‬‬
‫* ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﯾﺪﻋﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻌﻮرة ‪-:‬‬
‫اﺳﺘﺪل اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن أن اﻟﻔﺨﺬ واﻟﺴﺮة واﻟﺮﻛﺒﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻌﻮرة ﺑﮭﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ‪-:‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﻛﺎﺷﻔﺎً ﻋﻦ ﻓﺨﺬه ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﺄذن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﻓ ﺄذن ﻟ ﮫ ‪ ،‬وھ ﻮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ واﺳﺘﺄذن ﻋﻤﺮ ﻓﺄذن ﻟﮫ وھﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ ﺛﻢ اﺳﺘﺄذن ﻋﺜﻤﺎن ﻓﺄرﺧﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﯿﺎﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ اﺳﺘﺄذن أﺑﻮ‬
‫ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ﻓﺄذﻧﺖ ﻟﮭﻤﺎ وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﺄذن ﻋﺜﻤﺎن أرﺧﯿﺖ ﻋﻠﯿﻚ ﺛﯿﺎﺑﻚ ! ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻻ أﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ رﺟﻞ ‪ ،‬واﷲ إن‬
‫اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺴﺘﺤﻰ ﻣﻨﮫ " رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻹرواء ـ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول ] ‪٢٩٨‬ـ ‪[٢٩٩‬‬
‫* وﻋﻦ أﻧﺲ ‪ " :‬أن اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾ ﻮم ﺧﯿﺒ ﺮ ﺣﺴ ﺮ اﻹزار ﻋ ﻦ ﻓﺨ ﺬه ﺣﺘ ﻰ إﻧ ﻰ ﻷﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺑﯿ ﺎض ﻓﺨ ﺬه "رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎرى وأﺣﻤﺪ‪.‬‬

‫ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﯾﺮى أﻧﮭﺎ ﻋﻮرة ‪-:‬‬

‫‪ -١‬ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﺮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻤ ﺮ وﻓﺨ ﺬاه ﻣﻜﺸ ﻮﻓﺘﺎن ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﯾ ﺎ ﻣﻌﻤ ﺮ ﻏ ﻂ‬
‫ﻓﺨﺬﯾﻚ ﻓﺈن اﻟﻔﺨﺬﯾﻦ ﻋﻮرة "رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎرى ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﮫ وﻋﻠﻘﮫ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"-:‬ﻏَﻂﱢ ﻓﺨﺬك‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﺨﺬ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻋﻮرﺗﮫ"رواه أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه‬
‫وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ]‪[٤٠٣٤‬‬
‫‪-٣‬ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ﻗﺎل ‪"-:‬ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺮة واﻟﺮﻛﺒﺔ ﻋﻮرة " رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ اﻹرواء]‪[٢٧١‬‬
‫*وﻟﻌﻞ اﻷﻗﺮب أن ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ ﺗﮭﺬﯾﺐ اﻟﺴﻨﻦ )‪"،(١٧/٦‬وﻃﺮﯾﻖ اﻟﺠﻤﻊ ﺑ ﯿﻦ ھ ﺬه اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ‬
‫ﻣﺎ ذﻛﺮه ﻏﯿﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮھﻢ ‪:‬أن اﻟﻌﻮرة ﻋﻮرﺗﺎن ‪:‬ﻣﺨﻔﻔﺔ وﻣﻐﻠﻈﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻐﻠﻈﺔ اﻟﺴﻮأﺗﺎن‪ ،‬واﻟﻤﺨﻔﻔﺔ اﻟﻔﺨﺬان ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺗﻨﺎﻓﻰ ﺑﯿﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﻐﺾ اﻟﺒﺼﺮ ﻋ ﻦ اﻟﻔﺨ ﺬﯾﻦ ﻟﻜﻮﻧﮭﻤ ﺎ ﻋ ﻮرة ‪ ،‬وﺑ ﯿﻦ ﻛﺸ ﻔﮭﻤﺎ ﻟﻜﻮﻧﮭﻤ ﺎ ﻋ ﻮرة ﻣﺨﻔﻔ ﺔ واﷲ أﻋﻠ ﻢ‪] ".‬اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺎ ﻛﺘﺒ ﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول ص ‪.[٣٠١‬‬
‫*وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻷﺣﻮط أن ﯾﺴﺘﺮ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﺳﺮﺗﮫ ورﻛﺒﺘﮫ"‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ -:‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ أن ﯾﺼﻠﻰ ﻓﻲ ﺛﻮب ﻻ ﯾﺼﻒ وﻻ ﯾﺸﻒ وأن ﯾﺴﺘﺮ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ "ﻻ ﯾﺼﻠﯿﻦ أﺣﺪﻛﻢ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺜﻮب اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻣﻨﮫ ﺷﯿﺊ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ -:‬اﻟﻤﺮأة ﻛﻠﮭﺎ ﻋ ﻮرة ﻋ ﺪا اﻟﻮﺟ ﮫ واﻟﻜﻔ ﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ "ﻻ ﯾﻘﺒ ﻞ اﷲ ﺻ ﻼة ﺣ ﺎﺋﺾ إﻻ ﺑﺨﻤ ﺎر " رواه اﻷرﺑﻌ ﺔ إﻻ‬
‫اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪.(١٩٦‬‬
‫*ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺎﺋﺾ ‪ -:‬أي اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺨﻤﺎر ‪ -:‬ھﻮ ﻏﻄﺎء اﻟﺮأس‪.‬‬

‫‪٤٤‬‬
 ‫ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬

‫اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻜﻌﺒﺔ‬
‫*ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻗﺎم إﻟﻰ اﻟﺼﻼة اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺮض واﻟﻨﻔﻞ ‪ ،‬وأﻣﺮ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺎل‬
‫ﻟـ"اﻟﻤﺴﯿﺊ ﺻﻼﺗﮫ" ‪:‬‬
‫"إذا ﻗﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ﻓﺄﺳﺒﻎ اﻟﻮﺿﻮء‪ ،‬ﺛﻢ اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻜﺒﺮ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫*ھﺬا وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﮫ وﯾﻮﺗﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺟﮭﺖ ﺑﮫ ﺷﺮﻗﺎً وﻏﺮﺑﺎً " اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫*وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻓﺄﯾﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ وﺟﮫ اﷲ " ]اﻟﺒﻘﺮة‪.[١١٥:‬‬
‫*"وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً إذا أراد أن ﯾﺘﻄﻮع ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗﺘﮫ‪ ،‬اﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﺒﺮ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺣﯿﺚ وﺟﮭﮫ رﻛﺎﺑﮫ" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‬
‫واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﺑﺎﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن إذا أراد أن ﯾﺼﻠﻰ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ﻧﺰل ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ "رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫*وأﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف اﻟﺸﺪﯾﺪ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺷﺮع ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﻣﺘﮫ أن ﯾﺼﻠﻮا رﺟﺎﻻً وﻗﯿﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﮭﻢ أو رﻛﺎﺑﺎً ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ‬
‫اﻟﻘﺒﻠﺔ أو ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﯿﮭﺎ ‪.‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪" :‬إذا اﺧﺘﻠﻄﻮا ﻓﺈﻧﻤﺎ ھﻮ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ واﻹﺷﺎرة ﺑﺎﻟﺮأس" اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ "اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ"‬
‫*ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬ﻛﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮة أو ﻓﻲ ﺳﺮﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺄﺻﺎﺑﻨﺎ ﻏﯿﻢ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺮﯾﻨﺎ واﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺼﻠﻰ ﻛﻞ رﺟﻞ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة‪ ،‬ﻓﺠﻌﻞ أﺣﺪﻧﺎ ﯾﺨﻂ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻟﻨﻌﻠﻢ أﻣﻜﻨﺘﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻨﺎ‬
‫ﻧﻈﺮﻧﺎه‪ ،‬ﻓﺈذا ﻧﺤﻦ ﺻﻠﯿﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺬُﻛﺮ ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )ﻓﻠﻢ ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﻹﻋﺎدة( وﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺪ أﺟﺰأت ﺻﻼﺗﻜﻢ "‬
‫رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﻟﺸﻮاھﺪه ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪" :‬ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب ﻗﺒﻠﺔ"رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﻘﺪس )واﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ( ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﺰل ھﺬه اﻵﯾﺔ "ﻗﺪ ﻧﺮى ﺗﻘﻠﺐ وﺟﮭﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء‬
‫ﻓﻠﻨﻮﻟﯿﻨﻚ ﻗﺒﻠﺔ ﺗﺮﺿﺎھﺎ ‪ ،‬ﻓﻮل وﺟﮭﻚ ﺷﻄﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام" ]اﻟﺒﻘﺮة‪ ، [١٤٤:‬ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ اﺳﺘﻘﺒﻞ ﻓﺒﯿﻨﻤﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﺒﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة‬
‫اﻟﺼﺒﺢ‪ ،‬إذ ﺟﺎءھﻢ آتٍ ﻓﻘﺎل إن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ أُﻧﺰل اﻟﻠﯿﻠﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺮآن‪ ،‬وﻗﺪ أُﻣﺮ أن ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ،‬أﻻ‬
‫ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮھﺎ ‪ ،‬وﻛﺎن وﺟﻮھﮭﻢ إﻟﻰ اﻟﺸﺎم ﻓﺎﺳﺘﺪاروا واﺳﺘﺪار إﻣﺎﻣﮭﻢ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﮭﻢ اﻟﻘﺒﻠﺔ "رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻘﯿﺎم‬
‫*وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻒ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻓﻲ اﻟﻔﺮض واﻟﺘﻄﻮع اﺋﺘﻤﺎراً ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪":‬وﻗﻮﻣﻮا ﷲ ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ " ]اﻟﺒﻘﺮة‪.[٢١٧:‬‬
‫*وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻜﺎن ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﮫ اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ "ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺴﻔﺮ ﯾﺼﻠﻰ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﮫ‪ ،‬ﯾﻮﺗﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺟﮭﺖ ﺑﮫ ﺷﺮﻗﺎً وﻏﺮﺑﺎً"‪.‬‬
‫*وﺷﺮع ﻷﻣﺘﮫ أن ﯾﺼﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺨﻮف اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﮭﻢ أو رﻛﺒﺎﻧﺎً ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪":‬ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات‬
‫واﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻗﻮﻣﻮا ﷲ ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ ﻓﺈن ﺧﻔﺘﻢ ﻓﺮﺟﺎﻻً أو رﻛﺎﺑﺎً ‪ ،‬ﻓﺈذا أﻣﻨﺘﻢ ﻓﺎذﻛﺮوا اﷲ ﻛﻤﺎ ﻋﻠّﻤَﻜﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺗﻌﻠﻤﻮن"‬
‫]اﻟﺒﻘﺮة‪.[٢٣٨:‬‬
‫*وﺻﻠﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺮض ﻣﻮﺗﮫ ﺟﺎﻟﺴﺎً رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫*وﺻﻼھﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻗﺒﻞ ھﺬه ﺣﯿﻦ اﺷﺘﻜﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺻﻠﻰ اﻟﻨﺎس وراءه وأﺷﺎر إﻟﯿﮭﻢ أن اﺟﻠﺴﻮا‪ ،‬ﻓﺠﻠﺴﻮا ﻓﻠﻤﺎ‬
‫اﻧﺼﺮف ﻗﺎل‪ :‬إن ﻛﺪﺗﻢ آﻧﻔﺎً ﻟﺘﻔﻌﻠﻮن ﻓﻌﻞ ﻓﺎرس واﻟﺮوم ‪ ،‬ﯾﻘﻮﻣﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻮﻛﮭﻢ وھﻢ ﻗﻌﻮد ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻔﻌﻠﻮا ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻹﻣﺎم ﻟﯿﺆﺗﻢ ﺑﮫ‬
‫ﻓﺈذا رﻛﻊ ﻓﺎرﻛﻌﻮا ‪ ،‬وإذا رﻓﻊ ﻓﺎرﻓﻌﻮا ‪ ،‬وإذا ﺻﻠﻰ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﺼﻠﻮا ﺟﻠﻮﺳﺎً أﺟﻤﻌﻮن" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻤﺮﯾﺾ ‪:‬‬

‫*وﻗﺎل ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬ﻛﺎن ﺑﻰ ﺑﻮاﺳﯿﺮ ﻓﺴﺄﻟﺖ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪" :‬ﺻﻞﱢ ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻘﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺟﻨﺐ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫*وﻗﺎل أﯾﻀﺎً‪" :‬ﺳﺄﻟﺘﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ وھﻮ ﻗﺎﻋﺪ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪:‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎً‬
‫ﻓﮭﻮ أﻓﻀﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪاً ﻓﻠﮫ ﻧﺼﻒ أﺟﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻧﺎﺋﻤﺎً )وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻣﻀﻄﺠﻌﺎً( ﻓﻠﮫ ﻧﺼﻒ أﺟﺮ اﻟﻘﺎﻋﺪ" رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ‪) .‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮫ اﻟﻤﺮﯾﺾ(‪.‬‬

‫*ﻗﺎل أﻧﺲ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬ﺧﺮج رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺎس وھﻢ ﯾﺼﻠﻮن ﻗﻌﻮداً ﻣﻦ ﻣﺮض‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪:‬إن ﺻﻼة‬
‫اﻟﻘﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻘﺎﺋﻢ" رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻋﺎد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺮﯾﻀﺎً ﻓﺮآه ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﻰ وﺳﺎدة ﻓﺄﺧﺬھﺎ ﻓﺮﻣﻰ ﺑﮭﺎ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻮداً ﻟﯿﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺄﺧﺬه ﻓﺮﻣﻰ ﺑﮫ ‪ ،‬وﻗﺎل ﺻﻞﱢ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷرض إن اﺳﺘﻄﻌﺖ وإﻻ ﻓﺄوﻣﺊ إﯾﻤﺎءً‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﺳﺠﻮدك أﺧﻔﺾ ﻣﻦ رﻛﻮﻋﻚ "اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ ،‬وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫)ﻋﻮداً ‪:‬أي ﺧﺸﺒﺔ(‪.‬‬

‫‪٤٥‬‬
 ‫اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ ‪:‬‬

‫*وﺳُﺌِﻞ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ؟ ﻓﻘﺎل ‪":‬ﺻﻞﱢ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎً إﻻ أن ﺗﺨﺎف‬
‫اﻟﻐﺮق" اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬

‫*وﻟﻤﺎ أﺳﻦ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻛﺒﺮ اﺗﺨﺬ ﻋﻤﻮداً ﻓﻲ ﻣﺼﻼه ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ"رواه أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺬھﺒﻲ وﻗﺪ ﺧﺮﺟﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ=]‪.[٣١٩‬‬

‫اﻟﻘﯿﺎم واﻟﻘﻌﻮد ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ‪:‬‬

‫*و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻟﯿﻼً ﻃﻮﯾﻼً ﻗﺎﺋﻤﺎً وﻟﯿﻼً ﻃﻮﯾﻼً ﻗﺎﻋﺪاً ‪ ،‬وﻛﺎن إذا ﻗﺮأ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎً رﻛﻊ ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬وإذا ﻗﺮأ ﻗﺎﻋﺪاً رﻛﻊ ﻗﺎﻋﺪاً"رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً‪-‬ﯾﺼﻠﻰ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﯿﻘﺮأ وھﻮ ﺟﺎﻟﺲ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺗﮫ ﻗﺪر ﺛﻼﺛﯿﻦ أو أرﺑﻌﯿﻦ آﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺎم ﻓﻘﺮأھﺎ وھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﺛﻢ رﻛﻊ‬
‫وﺳﺠﺪ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ "رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وإﻧﻤﺎ "ﺻﻠﻰ اﻟﺴُﺒْﺤَﺔَ ﻗﺎﻋﺪاً ﻓﻲ آﺧﺮ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻟﻤﺎ أﺳﻦ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﮫ ﺑﻌﺎم"رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ"‪].‬اﻟﺴﺒﺤﺔ‪:‬أي ﺻﻼة اﻟﺘﻄﻮع[‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺠﻠﺲ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎً "رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻨﻌﺎل واﻷﻣﺮ ﺑﮭﺎ‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﻒ ﺣﺎﻓﯿﺎً ‪-‬أﺣﯿﺎﻧﺎً وﻣﻨﺘﻌﻼً أﺣﯿﺎﻧﺎً" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﻣﺘﻮاﺗﺮ‪.‬‬
‫*وأﺑﺎح ذﻟﻚ ﻷﻣﺘﮫ ﻓﻘﺎل‪" :‬إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﻠﺒﺲ ﻧﻌﻠﯿﮫ أو ﻟﯿﺨﻠﻌﮭﻤﺎ ﺑﯿﻦ رﺟﻠﯿﮫ "رواه أﺑﻮ داود واﻟﺒﺰار وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ‬
‫اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن رﺑﻤﺎ ﻧﺰﻋﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﯿﮫ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري "ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذات ﯾﻮم ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺻﻼﺗﮫ ﺧﻠﻊ ﻧﻌﻠﯿﮫ ﻓﻮﺿﻌﮭﻤﺎ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻟﻨﺎس ذﻟﻚ ﺧﻠﻌﻮا ﻧﻌﺎﻟﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ‬
‫ﺻﻼﺗﮫ ﻗﺎل ‪:‬ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻜﻢ أﻟﻘﯿﺘﻢ ﻧﻌﺎﻟﻜﻢ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬رأﯾﻨﺎك أﻟﻘﯿﺖ ﻧﻌﻠﯿﻚ ﻓﺄﻟﻘﯿﻨﺎ ﻧﻌﺎﻟﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن ﺟﺒﺮﯾﻞ أﺗﺎﻧﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ أن ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻗﺬراً )أو‬
‫ﻗﺎل أذى( )وﻓﻲ رواﯾﺔ ﺧﺒﺚ( ﻓﺄﻟﻘﯿﺘﮭﻤﺎ ‪،‬ﻓﺈذا ﺟﺎء أﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﯿﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻧﻌﻠﯿﮫ ﻓﺈن رأى ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻗﺬراً أو ﻗﺎل أذى )وﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ‬
‫اﻷﺧﺮى ﺧﺒﺜﺎً(ﻓﻠﯿﻤﺴﺤﮭﻤﺎ وﻟﯿُﺼﻞﱢ ﻓﯿﮭﻤﺎ"رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪:‬إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻼ ﯾﻀﻊ ﻧﻌﻠﯿﮫ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ‪ ،‬وﻻ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره ﻓﺘﻜﻮن ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻦ ﻏﯿﺮه إﻻ أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻋﻦ ﯾﺴﺎره أﺣﺪ أو‬
‫ﻟﯿﻀﻌﮭﻤﺎ ﺑﯿﻦ رﺟﻠﯿﮫ"‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ واﻟﻨﻮوي‪.‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ‬

‫*وﺻﻠﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ )وﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﮫ ذو ﺛﻼث درﺟﺎت ( ﻓﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻜﺒﺮ وﻛﺒﺮ اﻟﻨﺎس وراءه وھﻮ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﻨﺒﺮ ﺛﻢ رﻛﻊ وھﻮ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻢ رﻓﻊ ﻓﻨﺰل اﻟﻘﮭﻘﺮي ﺣﺘﻰ ﺳﺠﺪ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﺛﻢ ﻋﺎد ﻓﺼﻨﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻓﺮغ ﻣﻦ آﺧﺮ ﺻﻼﺗﮫ ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻰ ﺻﻨﻌﺖ ھﺬا ﻟﺘﺄﺗﻤﻮا ﺑﻲﱠ وﻟﺘﻌﻠﻤﻮا ﺻﻼﺗﻰ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺴﺘﺮة ووﺟﻮﺑﮭﺎ‬
‫و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻒ ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺴﺘﺮة ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺠﺪار ﺛﻼﺛﺔ أذرع"‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﺑﯿﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮده واﻟﺠﺪار ﻣﻤﺮ ﺷﺎة"رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ﺗﺼﻞﱢ إﻻ إﻟﻰ ﺳﺘﺮة وﻻ ﺗﺪع أﺣﺪاً ﯾﻤﺮ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﻚ‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻰ ﻓﻠﺘﻘﺎﺗﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺈنّ ﻣﻌﮫ اﻟﻘﺮﯾﻦ"رواه اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺤﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ‪.‬‬
‫*و"ﯾﻘﻮل ‪:‬إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ إﻟﻰ ﺳﺘﺮة ﻓﻠﯿﺪن ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬ﻻ ﯾﻘﻄﻊ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻼﺗﮫ"‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود واﻟﺒﺰار وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ واﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن إذا ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﻓﻀﺎء ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮫ ﺷﺊ ﯾﺴﺘﺘﺮ ﺑﮫ‪ ،‬ﻏﺮز ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﺣﺮﺑﺔ ﻓﺼﻠﻰ إﻟﯿﮭﺎ واﻟﻨﺎس وراءه "اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫*وأﺣﯿﺎﻧﺎً "ﻛﺎن ﯾُﻌﺮﱢض راﺣﻠﺘﮫ ﻓﯿﺼﻠﻰ إﻟﯿﮭﺎ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫*وأﺣﯿﺎﻧﺎً"ﻛﺎن ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺮﺣﻞ ﻓﯿﻌﺪﻟﮫ إﻟﻰ آﺧﺮﺗﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫)وھﻰ اﻟﺨﺸﺒﺔ اﻟﺘﻰ ﯾﺴﺘﻨﺪ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﺮاﻛﺐ(‪.‬‬
‫*و"ﺻﻠﻰ ﻣﺮة إﻟﻰ ﺷﺠﺮة" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺼﻠﻰ إﻟﻰ اﻟﺴﺮﯾﺮ‪ ،‬وﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﻀﻄﺠﻌﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﺤﺖ ﻗﻄﯿﻔﺘﮭﺎ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫‪٤٦‬‬
 ‫*و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﺪع ﺷﯿﺌﺎً ﯾﻤﺮ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺴﺘﺮة‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻰ ‪ ،‬إذ ﺟﺎءت ﺷﺎة ﺗﺴﻌﻰ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻓﺴﺎﻋﺎھﺎ ﺣﺘﻰ‬
‫أﻟﺰق ﺑﻄﻨﮫ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ وﻣﺮت ﻣﻦ وراﺋﮫ"‪ .‬رواه اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*و"ﺻﻠﻰ ﺻﻼة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻀﻢ ﯾﺪه ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺷﺊ ؟ ﻗﺎل ‪:‬ﻻ إﻻ أن اﻟﺸﯿﻄﺎن أراد أن ﯾﻤﺮ ﺑﯿﻦ ﯾﺪى‬
‫ﻓﺨﻨﻘﺘﮫ ﺣﺘﻰ وﺟﺪت ﺑﺮد ﻟﺴﺎﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﯾﺪى ‪ ،‬وأﯾﻢ اﷲ ﻟﻮﻻ ﻣﺎ ﺳﺒﻘﻨﻰ إﻟﯿﮫ أﺧﻰ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﻻرﺗﺒﻂ إﻟﻰ ﺳﺎرﯾﺔ ﻣﻦ ﺳﻮاري اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﻄﯿﻒ ﺑﮫ وﻟﺪان أھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻤﻦ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻻ ﯾﺤﻮل ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﻘﺒﻠﺔ أﺣﺪٌ ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻰ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ إﻟﻰ ﺷﺊ ﯾﺴﺘﺮه ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﺄراد أﺣﺪٌ أن ﯾﺠﺘﺎز ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﻧﺤﺮه‪ ،‬وﻟﯿﺪرأ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎع )وﻓﻲ‬
‫رواﯾﺔ ﻓﻠﯿﻤﻨﻌﮫ ﻣﺮﺗﯿﻦ( ﻓﺈن أﺑﻰ ﻓﻠﯿﻘﺎﺗﻠﮫ ﻓﺈﻧﻤﺎ ھﻮ ﺷﯿﻄﺎن"رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺮواﯾﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﻻﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪ :‬ﻟﻮ ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎر ﺑﯿﻦ ﯾﺪى اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻣﺎذا ﻋﻠﯿﮫ ‪،‬ﻟﻜﺎن أن ﯾﻘﻒ أرﺑﻌﯿﻦ ﺧﯿﺮاً ﻟﮫ ﻣﻦ أن ﯾﻤﺮ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﯾﻘﻄﻊ اﻟﺼﻼة‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪ :‬ﯾﻘﻄﻊ ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻛﺂﺧﺮة اﻟﺮﺣﻞ ‪" :‬اﻟﻤﺮأة اﻟﺤﺎﺋﺾ واﻟﺤﻤﺎر واﻟﻜﻠﺐ اﻷﺳﻮد" ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ذر‪:‬‬
‫ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎل اﻷﺳﻮد ﻣﻦ اﻷﺣﻤﺮ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻷﺳﻮد ﺷﯿﻄﺎن" رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪] .‬اﻟﻜﻠﺐ اﻷﺳﻮد‪:‬‬
‫ﺷﯿﻄﺎن اﻟﻜﻼب[‪.‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﺗﺠﺎه اﻟﻘﺒﺮ‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﺗﺠﺎه اﻟﻘﺒﺮ ﻓﯿﻘﻮل ‪:‬ﻻ ﺗﺼﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻮر ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻠﺴﻮا ﻋﻠﯿﮭﺎ"رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻨﯿﺔ‬
‫*واﻟﻨﯿﺔ ﻣﺤﻠﮭﺎ اﻟﻘﻠﺐ وﻻ داﻋﻰ ﻟﻠﺘﻠﻔﻆ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ :‬إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت ‪،‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ إﻣﺮئ ﻣﺎ‬
‫ﻧﻮى"رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ‬
‫ﺛﻢ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل "اﷲ أﻛﺒﺮ" رواه ﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﺴﻲء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ وﻗﺎل ﻟﮫ " إﻧﮫ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺻﻼة ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﻓﯿﻀﻊ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻮاﺿﻌﮫ ﺛﻢ ﯾﻘﻮل اﷲ أﻛﺒﺮ‬
‫" رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻰ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺼﻼة اﻟﻄﮭﻮر ‪ ،‬وﺗﺤﺮﯾﻤﮭﺎ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪ ،‬وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ "رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬى وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪،‬‬
‫وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻰ ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن إذا ﻣﺮض رﻓﻊ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺻﻮﺗﮫ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﻨﺎس ﺗﻜﺒﯿﺮه" رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬إذا ﻗﺎل اﻹﻣﺎم ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﻮﻟﻮا اﷲ أﻛﺒﺮ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫رﻓﻊ اﻟﯿﺪﯾﻦ‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﺗﺎرة ﻣﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ" )رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود (‪ ،‬و"ﺗﺎرةً ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ‪ ،‬وﺗﺎرةً ﻗﺒﻠﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺮﻓﻌﮭﻤﺎ ﻣﻤﺪودة اﻷﺻﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻻ ﯾﻔﺮج ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ وﻻ ﯾﻀﻤﮭﺎ" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺠﻌﻠﮭﻤﺎ ﺣﺬو ﻣﻨﻜﺒﯿﮫ ")اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ(‪" ،‬ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺮﻓﻌﮭﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺎذي ﺑﮭﻤﺎ ﻓﺮوع أذﻧﯿﮫ ")اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود(‪.‬‬

‫وﺿﻊ اﻟﯿﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺴﺮي ‪ ،‬واﻷﻣﺮ ﺑﮫ‬

‫*و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻀﻊ ﯾﺪه اﻟﯿﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺴﺮى " رواه اﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﻀﯿﺎء ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ ":‬إﻧﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺒﯿﺎء أﻣﺮﻧﺎ ﺑﺘﻌﺠﯿﻞ ﻓﻄﺮﻧﺎ‪ ،‬وﺗﺄﺧﯿﺮ ﺳﺤﻮرﻧﺎ‪ ،‬وأن ﻧﻀﻊ أﯾﻤﺎﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﺎﺋﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة "اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‬
‫واﻟﻀﯿﺎء ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫وﺿﻌﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪر‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻀﻊ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮ ﻛﻔﮫ اﻟﯿﺴﺮى واﻟﺮﺳﻎ واﻟﺴﺎﻋﺪ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ أﺻﺤﺎﺑﮫ رواه ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺒﺾ ﺑﺎﻟﯿﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺴﺮى "اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﻀﺢ أن اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻨﺔ واﻟﻘﺒﺾ أﯾﻀﺎً ﺳﻨﺔ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻀﻌﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪر" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ وأﺣﻤﺪ وﺣﺴﻦ أﺳﺎﻧﯿﺪه اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﻣﻌﻨﺎه ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻃﺄ‬
‫واﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ -:‬وﺿﻌﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪر ھﻮ اﻟﺬي ﺛﺒﺖ ﻓﻰ اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬وﺧﻼﻓﮫ إﻣﺎ ﺿﻌﯿﻒ أو ﻻ أﺻﻞ ﻟﮫ ‪).‬ﻗﺎﻟﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ(‪.‬‬

‫‪٤٧‬‬
 ‫*و"ﻛﺎن ﯾﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻻﺧﺘﺼﺎر ﻓﻲ اﻟﺼﻼة" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺧﺘﺼﺎر ‪ :‬أي أن ﯾﻀﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺻﺮﺗﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﺴﺮه ﺑﻌﺾ اﻟﺮواة‪.‬‬

‫اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺴﺠﻮد واﻟﺨﺸﻮع‬

‫*و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺻﻠﻰ ﻃﺄﻃﺄ رأﺳﮫ ‪ ،‬ورﻣﻰ ﺑﺒﺼﺮه ﻧﺤﻮ اﻷرض" اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫*و"ﻟﻤﺎ دﺧﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﺑﺼﺮه ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮده ﺣﺘﻰ ﺧﺮج ﻣﻨﮭﺎ " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"-:‬ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﺷﯿﺊ ﯾﺸﻐﻞ اﻟﻤﺼﻠﻰ " أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻦ رﻓﻊ اﻟﺒﺼﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء " رواه اﻟﺒﺨﺎرى وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺆﻛﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺎل‪":‬ﻟﯿﻨﺘﮭﯿﻦ أﻗﻮامٌ ﯾﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼﺎرھﻢ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﻼة أو ﻻ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﯿﮭﻢ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬أو‬
‫ﻟﺘﺨﻄﻔﻦ‬
‫أﺑﺼﺎرھﻢ (‪.‬ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫*وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ آﺧﺮ ‪ ":‬ﻓﺈذا ﺻﻠﯿﺘﻢ ﻓﻼ ﺗﻠﺘﻔﺘﻮا‪ ،‬ﻓﺈن اﷲ ﯾﻨﺼﺐ وﺟﮭﮫ ﻟﻮﺟﮫ ﻋﺒﺪه ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻠﺘﻔﺖ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫وﺻﺤﺤﺎه‪.‬‬
‫*وﻗﺎل أﯾﻀﺎً ﻋﻦ اﻟﺘﻠﻔﺖ ‪ ":‬اﺧﺘﻼس ﯾﺨﺘﻠﺴﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻌﺒﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪"-:‬ﺻَﻞﱢ ﺻﻼة ﻣﻮدّع ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮاه ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺮاه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮاك " وﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻣﺎ ﻣﻦ اﻣﺮئ ﺗﺤﻀﺮه‬
‫ﺻﻼة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﯿﺤﺴﻦ وﺿﻮءھﺎ وﺧﺸﻮﻋﮭﺎ ‪ ،‬ورﻛﻮﻋﮭﺎ إﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﺎرة ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺄتِ ﻛﺒﯿﺮة وذﻟﻚ اﻟﺪھﺮ ﻛﻠﮫ"‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﮭﯿﺜﻤﻲ ‪.‬‬
‫*وﻗﺪ "ﺻﻠﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﻤﯿﺼﺔ ﻟﮭﺎ أﻋﻼم ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﻋﻼﻣﮭﺎ ﻧﻈﺮة ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف ﻗﺎل اذھﺒﻮا ﺑﺨﻤﯿﺼﺘﻲ ھﺬه إﻟﻰ أﺑﻲ‬
‫ﺟﮭﻢ واﺋﺘﻮﻧﻲ ﺑﺄﻧﺒﺠﺎﻧﯿﺔ أﺑﻲ ﺟﮭﻢ ﻓﺈﻧﮭﺎ أﻟﮭﺘﻨﻲ آﻧﻔﺎً ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻲ ‪).‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪":‬ﻓﺈﻧﻲ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﻋﻠﻤﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺼــــﻼة ﻓﻜﺎد ﯾﻔﺘﻨﻲ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻣﺎﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ‪ :‬اﻟﺨﻤﯿﺼﺔ ‪ :‬ﺛﻮب ﺧﺰ أو ﺻﻮف ﻣﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫أﻧﺒﺠﺎﻧﯿﺔ ‪:‬ﻛﺴﺎء ﻏﻠﯿﻆ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﮫ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺛﻮب ﻓﯿﮫ ﺗﺼﺎوﯾﺮ ﻣﻤﺪة إﻟﻰ ﺳﮭﻮة ﻓﻜﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺧﺮﺟﯿﮫ ﻋﻨﻲ ]ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺗﺰال‬
‫ﺗﺼﺎوﯾﺮه ﺗﻌﺮض ﻟﻲ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ"[ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ ‪ :‬اﻟﺴﮭﻮة ‪:‬ﺑﯿﺖ ﺻﻐﯿﺮ ﺷﺒﯿﮫ ﺑﺎﻟﺨﺰاﻧﺔ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬ﻻ ﺻﻼة ﺑﺤﻀﺮة ﻃﻌﺎم‪،‬وﻻ وھﻮ ﯾﺪاﻓﻌﮫ اﻷﺧﺒﺜﺎن" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫أدﻋﯿﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح‬
‫*"اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪت ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻧﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻘﻲ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ‬
‫اﻟﻠﮭﻢ اﻏﺴﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺜﻠﺞ واﻟﺒﺮد" ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﻘﻮﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺮض‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وﺟﮭﮭﺖ وﺟﮭﻲ ﻟﻠﺬي ﻓﻄﺮ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ﺣﻨﯿﻔﺎً ‪ ،‬وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ‪ ،‬إن ﺻﻼﺗﻲ وﻧﺴﻜﻲ ‪ ،‬وﻣﺤﯿﺎي وﻣﻤﺎﺗﻲ ﷲ رب‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ أﻣﺮت وأﻧﺎ أول اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ اﻟﻤﻠﻚ ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ وﺑﺤﻤﺪك أﻧﺖ رﺑﻲ وأﻧﺎ ﻋﺒﺪك ‪،‬‬
‫ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ،‬واﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺬﻧﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﺒﻲ ﺟﻤﯿﻌﺎً إﻧﮫ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ ‪،‬واﺻﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﯿﺌﮭﺎ ﻻ ﯾﺼﺮف ﻋﻨﻲ ﺳﯿﺌﮭﺎ إﻻ‬
‫أﻧﺖ ‪ ،‬ﻟﺒﯿﻚ وﺳﻌﺪﯾﻚ واﻟﺨﯿﺮ ﻛﻠﮫ ﻓﻲ ﯾﺪﯾﻚ ‪ ،‬واﻟﺸﺮ ﻟﯿﺲ إﻟﯿﻚ واﻟﻤﮭﺪي ﻣﻦ ھﺪﯾﺖ أﻧﺎ ﺑﻚ وإﻟﯿﻚ‪ ،‬ﻻ ﻣﻨﺠﺎ وﻻ ﻣﻠﺠﺄ ﻣﻨﻚ إﻻ إﻟﯿﻚ ‪،‬‬
‫ﺗﺒﺎرﻛﺖ وﺗﻌﺎﻟﯿﺖ ‪ ،‬اﺳﺘﻐﻔﺮك وأﺗﻮب إﻟﯿﻚ " وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺮض واﻟﻨﻔﻞ ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫‪...‬وﻻ ﺣﺮج ﻓﻲ أن ﯾﻘﻮل اﻻﻧﺴﺎن " وأﻧﺎ أول اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ " ﻟﺒﯿﺎن اﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻟﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﮫ‪.‬‬
‫*"ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ وﺑﺤﻤﺪك وﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻚ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﺪك وﻻ إﻟﮫ ﻏﯿﺮك‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*"اﷲ أﻛﺒﺮ ﻛﺒﯿﺮاً ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻛﺜﯿﺮاً وﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﺑﻜﺮةً وأﺻﯿﻼً"‪.‬‬
‫اﺳﺘﻔﺘﺢ ﺑﮭﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻘﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ" ﻋﺠﺒﺖ ﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺖ ﻟﮭﺎ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء " ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‬
‫*"اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬أﻧﺖ ﻧﻮر اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﯿﮭﻦ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬أﻧﺖ ﻗﯿﻢ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض وﻣﻦ ﻓﯿﮭﻦ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪،‬‬
‫أﻧﺖ ﻣﻠﻚ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض وﻣﻦ ﻓﯿﮭﻦ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬أﻧﺖ اﻟﺤﻖ ووﻋﺪك ﺣﻖ ‪ ،‬وﻗﻮﻟﻚ ﺣﻖ وﻟﻘﺎؤك ﺣﻖ ‪ ،‬واﻟﺠﻨﺔ ﺣﻖ ‪ ،‬واﻟﻨﺎر ﺣﻖ‬
‫‪ ،‬واﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﻖ ‪ ،‬واﻟﻨﺒﯿﻮن ﺣﻖ‬
‫‪ ،‬وﻣﺤﻤﺪ ﺣﻖ ‪ ...‬اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ أﺳﻠﻤﺖ وﻋﻠﯿﻚ ﺗﻮﻛﻠﺖ ‪ ،‬وﺑﻚ آﻣﻨﺖ وإﻟﯿﻚ أﻧﺒﺖ ‪ ،‬وﺑﻚ ﺧﺎﺻﻤﺖ وإﻟﯿﻚ ﺣﺎﻛﻤﺖ ‪ ،‬أﻧﺖ رﺑﻨﺎ ‪ ،‬وإﻟﯿﻚ اﻟﻤﺼﯿﺮ‬
‫‪،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ‪ ،‬وﻣﺎ أﺧﺮت ‪ ،‬وﻣﺎ أﺳﺮرت ‪ ،‬وﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ ‪ ،‬وﻣﺎ أﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﮫ ﻣﻨﻲ أﻧﺖ اﻟﻤﻘﺪم وأﻧﺖ اﻟﻤﺆﺧﺮ ‪ ،‬أﻧﺖ إﻟﮭﻲ ‪،‬ﻻ إﻟﮫ‬
‫إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﻚ " وﻛﺎن ﯾﻘﻮﻟﮫ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻔﻲ ذﻟﻚ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﺋﺾ"‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*"اﻟﻠﮭﻢ رب ﺟﺒﺮﯾﻞ وﻣﯿﻜﺎﺋﯿﻞ ‪ ،‬وإﺳﺮاﻓﯿﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻃﺮ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة ‪ ،‬أﻧﺖ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﯿﻦ ﻋﺒﺎدك ﻓﯿﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﯿﮫ‬
‫ﯾﺨﺘﻠﻔﻮن ‪ ،‬ﻟﻤﺎ اﺧﺘُﻠِﻒَ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ ﺑﺈذﻧﻚ إﻧﻚ ﺗﮭﺪي ﻣﻦ ﺗﺸﺎء إﻟﻰ ﺻﺮاط ﻣﺴﺘﻘﯿﻢ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‪.‬‬
‫*" اﷲ أﻛﺒﺮ )ﺛﻼﺛﺎً( ذو اﻟﻤﻠﻜﻮت واﻟﺠﺒﺮوت واﻟﻜﺒﺮﯾﺎء واﻟﻌﻈﻤﺔ " اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺮاءة‬

‫‪٤٨‬‬
‫ﺛﻢ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺘﻌﯿﺬ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﯿﻘﻮل ‪" :‬أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ ﻣﻦ ھﻤﺰه وﻧﻔﺨﮫ وﻧﻔﺜﮫ " أﺑﻮ داود واﺑﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺬھﺒﻲ ‪ ،‬وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺰﯾﺪ ﻓﯿﻘﻮل ‪ :‬أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ‬
‫ﻣﻦ ھﻤﺰه وﻧﻔﺨﮫ وﻧﻔﺜﮫ " أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺴﻨﺪٍ ﺣﺴﻦ ‪.‬‬
‫ھﻤﺰه ‪ :‬ﻓﺴﺮه ﺑﻌﺾ اﻟﺮواة ﺑـ)اﻟﻤﻮﺗﺔ ( ‪ :‬ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮن‪.‬‬
‫ﻧﻔﺨﮫ ‪ :‬اﻟﻜﺒﺮ‪.‬‬
‫ﻧﻔﺜﮫ ‪ :‬اﻟﺸﱢﻌﺮ اﻟﻤﺬﻣﻮم‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺤﺴﻦ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻓﯿﮫ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﺣﻜﻤﺔ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﯾﻘﺮأ ‪ ":‬ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ " وﻻ ﯾﺠﮭﺮ ﺑﮭﺎ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮھﻢ‬

‫اﻟﻘﺮاءة آﯾﺔ آﯾﺔ‬

‫ﺛﻢ ﯾﻘﺮأ ) اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ( وﯾﻘﻄﻌﮭﺎ آﯾﺔ آﯾﺔ ‪ ":‬ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ " ﺛﻢ ﯾﻘﻒ ﺛﻢ ﯾﻘﻮل ) اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ( ﺛﻢ ﯾﻘﻒ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل ‪:‬‬
‫) اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ ( ﺛﻢ ﯾﻘﻒ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل )ﻣﺎﻟﻚ ﯾﻮم اﻟﺪﯾﻦ ( وھﻜﺬا ﺣﺘﻰ آﺧﺮ اﻟﺴﻮرة ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮاءﺗﮫ ﻛﻠﮭﺎ ‪ ،‬ﯾﻘﻒ ﻋﻠﻰ رؤوس‬
‫اﻵي وﻻ ﯾﺼﻠﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪھﺎ ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﺗﺎرةً ﯾﻘﺮؤھﺎ " ﻣﻠﻚ ﯾﻮم اﻟﺪﯾﻦ" وھﺬه اﻟﻘﺮاءة ﻣﺘﻮاﺗﺮة ﻛﺎﻷوﻟﻰ "ﻣﺎﻟﻚ" ‪ .‬رواه ﺗﻤﺎم اﻟﺮازي ﻓﻲ " اﻟﻔﻮاﺋﺪ" واﺑﻦ أﺑﻲ داود‬
‫ﻓﻲ " اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ" وأﺑﻮ ﻧﻌﯿﻢ ﻓﻲ "أﺧﺒﺎر أﺻﺒﮭﺎن " واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬

‫رﻛﻨﯿﺔ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ وﻓﻀﺎﺋﻠﮭﺎ‪:‬‬

‫ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻌﻈﻢ ﻣﻦ ﺷﺄن ھﺬه اﻟﺴﻮرة ﻓﻜﺎن ﯾﻘﻮل ‪" :‬ﻻ ﺻﻼة ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﺼﺎﻋﺪاً "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻟﻔﻆ * " ﻻﺗﺠﺰئ ﺻﻼة ﻻ ﯾﻘﺮأ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب " رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ ‪.‬‬
‫وﺗﺎرةً ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺻﻼةً ﻟﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﮭﻲ ﺧﺪاج " أي ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻏﯿﺮ ﺗﺎﻣﺔ رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬ﻗﺴﻤﺖ اﻟﺼﻼة )ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ( ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﻋﺒﺪي ﻧﺼﻔﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻨﺼﻔﮭﺎ ﻟﻲ ‪ ،‬وﻧﺼﻔﮭﺎ ﻟﻌﺒﺪي ‪،‬‬
‫وﻟﻌﺒﺪي ﻣﺎ ﺳﺄل " ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﻗﺮؤا ﯾﻘﻮل اﻟﻌﺒﺪ ‪:‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ " وﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬‬
‫ﺣﻤﺪﻧﻲ ﻋﺒﺪي "‪ ،‬وﯾﻘﻮل اﻟﻌﺒﺪ‪" :‬اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ" ﯾﻘﻮل اﷲ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪي‪،‬وﯾﻘﻮل اﻟﻌﺒﺪ"ﻣﺎﻟﻚ ﯾﻮم اﻟﺪﯾﻦ"ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫ﻣﺠﺪﻧﻰ ﻋﺒﺪي ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﻟﻌﺒﺪ‪" :‬إﯾﺎك ﻧﻌﺒﺪ وإﯾﺎك ﻧﺴﺘﻌﯿﻦ " ﻗﺎل ‪:‬ﻓﮭﺬه ﺑﯿﻨﻰ وﺑﯿﻦ ﻋﺒﺪى وﻟﻌﺒﺪى ﻣﺎ ﺳﺄل ‪":‬اھﺪﻧﺎ اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻢ‪،‬‬
‫ﺻﺮاط اﻟﺬﯾﻦ أﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻐﻀﻮب ﻋﻠﯿﮭﻢ وﻻ اﻟﻀﺎﻟﯿﻦ "ﻗﺎل ‪:‬ﻓﮭﺆﻻء ﻟﻌﺒﺪى وﻟﻌﺒﺪى ﻣﺎ ﺳﺄل "رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪" :‬ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ اﻻﻧﺠﯿﻞ ﻣﺜﻞ أم اﻟﻘﺮآن ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﻤﺜﺎﻧﻲ واﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﯿﻢ اﻟﺬي‬
‫أوﺗﯿﺘﮫ" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪ ...‬ﯾﺮﯾﺪ ﻗﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬وﻟﻘﺪ آﺗﯿﻨﺎك ﺳﺒﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺜﺎﻧﻲ واﻟﻘﺮآن‬
‫اﻟﻌﻈﯿﻢ"‪...‬وﺳﻤﯿﺖ اﻟﺴﺒﻊ ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺒﻊ آﯾﺎت‪،‬‬
‫واﻟﻤﺜﺎﻧﻲ ‪:‬ﻷﻧﮭﺎ ﺗُﺜﻨّﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ )أي ﺗﻌﺎد(‪.‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﻗﯿﻞ ﻟﮭﺎ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﯿﻢ ‪:‬ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ﻟﮭﺎ ﺑﮭﺬا اﻻﺳﻢ ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻋﻈﯿﻤﺎً‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ‬
‫"ﺑﯿﺖ اﷲ اﻟﺤﺮام" وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﯿﻮت ﻛﻠﮭﺎ ﷲ ‪،‬وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ واﻟﺘﻌﻈﯿﻢ ﻟﮫ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﻟﻤﺴﯿﺊَ ﺻﻼﺗَﮫُ"أن ﯾﻘﺮأ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﺣﻔﻈﮭﺎ ‪":‬ﻗﻞ ﺳﺒﺤﺎن اﷲ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ،‬وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ‪ ،‬وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ"‪.‬أﺑﻮ داود واﺑﻦ‬
‫ﺧﺰﯾﻤﺔ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل "ﻟﻠﻤﺴﯿﺊ ﺻﻼﺗﮫ "‪" :‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻌﻚ ﻗﺮآن ﻓﺎﻗﺮأ ﺑﮫ ‪ ،‬وإﻻ ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ وﻛﺒﺮه وھﻠﻠﮫ "رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻧﺴﺦ اﻟﻘﺮاءة وراء اﻹﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺮﯾﺔ‬

‫*وﻛﺎن ﻗﺪ أﺟﺎز ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﯿﻦ أن ﯾﻘﺮأوا ﺑﮭﺎ وراء اﻹﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺮﯾﺔ ﺣﯿﺚ ﻛﺎن "ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻓﻘﺮأ ﻓﺜﻘﻠﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﺮاءة ‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮغ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻘﺮأون ﺧﻠﻒ إﻣﺎﻣﻜﻢ ؟ ﻗﻠﻨﺎ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ھﺬا ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺎل ‪:‬ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮا إﻻ ان ﯾﻘﺮأ أﺣﺪﻛﻢ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺻﻼة ﻟﻤﻦ‬
‫ﻟﻢ ﯾﻘﺮأھﺎ "‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫*ﺛﻢ ﻧﮭﺎھﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﺮاءة ﻛﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺮﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣﯿﻨﻤﺎ اﻧﺼﺮف ﻣﻦ ﺻﻼة ﺟﮭﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة )وﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﮭﺎ‪ .‬ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ(‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ھﻞ ﻗﺮأ ﻣﻌﻲ ﻣﻨﻜﻢ أﺣﺪ آﻧﻔﺎً ؟ ﻓﻘﺎل رﺟﻞ‪:‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬أﻧﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪:‬إﻧﻲ أﻗﻮل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ أﻧﺎزع؟ ! ﻗﺎل أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة ‪:‬ﻓﺎﻧﺘﮭﻰ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻋﻦ اﻟﻘﺮاءة ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﺟﮭﺮ ﻓﯿﮫ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة ﺣﯿﻦ ﺳﻤﻌﻮا ذﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬وﻗﺮأوا ﻓﻲ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺳﺮاً ﻓﯿﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﮭﺮ ﻓﯿﮫ اﻹﻣﺎم ‪.‬رواه ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺤُﻤﯿﺪي واﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺟﺰﺋﮫ وأﺑﻮ‬
‫داود وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪،‬وﺻﺤﺤﮫ أﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺮازي واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ أﻧﺎزع ‪:‬أي أداﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة وأﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫*وﺟﻌﻞ اﻹﻧﺼﺎت ﻟﻘﺮاءة اﻹﻣﺎم ﻣﻦ ﺗﻤﺎم اﻻﺋﺘﻤﺎم ﺑﮫ ﻓﻘﺎل ‪":‬إﻧﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻻﻣﺎم ﻟﯿﺆﺗﻢ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺒﺮ ﻓﻜﺒﺮوا‪،‬وإذا ﻗﺮأ ﻓﺄﻧﺼﺘﻮا"‪.‬رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫*"ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﮫ ﻣﻐﻨﯿﺎً ﻋﻦ اﻟﻘﺮاءة وراءه ﻓﻘﺎل‪"-:‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ إﻣﺎم ﻓﻘﺮاءة اﻹﻣﺎم ﻟﮫ ﻗﺮاءة"رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻرواء ]‪ [٥٠٠‬ھﺬا ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺮﯾﺔ‪.‬‬

‫‪٤٩‬‬
 ‫وﺟﻮب اﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ اﻟﺴﺮﯾﺔ‬
‫*أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﱢﺮﯾﺔ ﻓﻘﺪ أﻗﺮھﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮاءة ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ أﻧﻜﺮ اﻟﺘﺸﻮﯾﺶ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣﯿﻦ"ﺻﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﮫ" ﻓﻘﺎل ‪ -:‬أﯾﻜﻢ‬
‫ﻗﺮأ)ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ(؟ ﻓﻘﺎل رﺟﻞ‪ :‬أﻧﺎ‪ ،‬وﻟﻢ أرد ﺑﮭﺎ إﻻ اﻟﺨﯿﺮ ﻓﻘﺎل ‪:‬ﻋﺮﻓﺖ أن رﺟﻼً ﺧﺎﻟﺠﻨﯿﮭﺎ"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‬
‫واﻟﺨﻠﺞ‪:‬اﻟﺠﺬب واﻟﻨﺰع‪.‬‬
‫*وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ آﺧﺮ ‪":‬ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻘﺮءون ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﺠﮭﺮون ﺑﮫ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺧﻠﻄﺘﻢ ﻋﻠﻲﱠ اﻟﻘﺮآن"‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺟﺰﺋﮫ‬
‫وأﺣﻤﺪ واﻟﺴﺮاج ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ‪":‬إن اﻟﻤﺼﻠﻰ ﯾﻨﺎﺟﻲ رﺑﮫ ‪،‬وﻻ ﯾﺠﮭﺮ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺑﺎﻟﻘﺮآن "‪ .‬ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ "أﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ"‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬ﻣﻦ ﻗﺮأ ﺣﺮﻓﺎً ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻓﻠﮫ ﺑﮫ ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬واﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮة أﻣﺜﺎﻟﮭﺎ ‪،‬وﻻ أﻗﻮل ‪):‬أﻟﻢ(ﺣﺮف‪ ،‬وﻟﻜﻦ أﻟﻒ ﺣﺮف‪ ،‬وﻻم‬
‫ﺣﺮف‪،‬وﻣﯿﻢ ﺣﺮف ‪.‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ وﺟﮭﺮ اﻹﻣﺎم ﺑﮫ‬

‫*ﺛﻢ"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا اﻧﺘﮭﻰ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻗﺎل ‪:‬آﻣﯿﻦ "ﯾﺠﮭﺮ وﯾﻤﺪ ﺑﮭﺎ ﺻﻮﺗﮫ"‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺟﺰء اﻟﻘﺮاءة وأﺑﻮ‬
‫داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ اﻟﻤﻘﺘﺪﯾﻦ ﻓﯿﻘﻮل ‪" :‬إذا ﻗﺎل اﻹﻣﺎم )ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻐﻀﻮب ﻋﻠﯿﮭﻢ وﻻ ﻟﻀﺎﻟﯿﻦ( ﻓﻘﻮﻟﻮا‪ :‬آﻣﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻘﻮل‪":‬آﻣﯿﻦ" وإنّ‬
‫اﻹﻣﺎم ﯾﻘﻮل‪" :‬آﻣﯿﻦ"‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﻔﻆ آﺧﺮ ‪ :‬إذا ﻗﺎل أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة "آﻣﯿﻦ" واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء "آﻣﯿﻦ " ﻓﻮاﻓﻖ أﺣﺪھﻤﺎ اﻵﺧﺮ ‪،‬‬
‫ﻏﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ "‪.‬رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫*وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ آﺧﺮ ‪":‬ﻓﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬آﻣﯿﻦ ﯾﺠﺒﻜﻢ "رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪" :‬ﻣﺎ ﺣﺴﺪﺗﻜﻢ اﻟﯿﮭﻮد ﻋﻠﻰ ﺷﯿﺊ ﻣﺎ ﺣﺴﺪﺗﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم ‪ ،‬واﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﺧﻠﻒ اﻹﻣﺎم"‪.‬اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫ﻗﺮاءﺗﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ‬

‫*ﺛﻢ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﯾﻘﺮأ ﺳﻮر ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﻄﯿﻠﮭﺎ أﺣﯿﺎﻧﺎً ‪ ،‬وﯾﻘﺼﺮھﺎ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻟﻌﺎرض ﺳﻔﺮ أو ﺳﻌﺎل أو‬
‫ﻣﺮض أو ﺑﻜﺎء ﺻﺒﻲ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬ﺟَﻮّزَ ذات ﯾﻮم ﻓﻲ اﻟﻔﺠﺮ )وﻓﻲ آﺧﺮ ‪ :‬ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﻘﺮأ ﺑﺄﻗﺼﺮ‬
‫ﺳﻮرﺗﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن( ﻓﻘﯿﻞ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪:‬ﻟﻢ ﺟﻮزت؟ ﻗﺎل ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﺎء ﺻﺒﻲ ﻓﻈﻨﻨﺖ أن أﻣﮫ ﻣﻌﻨﺎ ﺗﺼﻠﻲ ‪ ،‬ﻓﺄردت أن أﻓﺮغ ﻟﮫ أﻣﮫ‪،‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪..‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬ﺟَﻮّزَ‪:‬أي ﺧﻔﻒ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪" :‬إﻧﻲ ﻷدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪ ،‬وأﻧﺎ أرﯾﺪ إﻃﺎﻟﺘﮭﺎ ‪،‬ﻓﺄﺳﻤﻊ ﺑﻜﺎء اﻟﺼﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﺗﺠﻮز ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ ﻣﻤﺎ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة وَﺟْﺪِ أﻣﮫ ﻣﻦ‬
‫ﺑﻜﺎﺋﮫ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﺒﺘﺪئ ﻣﻦ أول اﻟﺴﻮرة وﯾﻜﻤﻠﮭﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ أﺣﯿﺎﻧﮫ ﻟﻤﺎ ﺳﯿﺄﺗﻲ‪ ،‬وﯾﻘﻮل‪ :‬أﻋﻄﻮا ﻛﻞ ﺳﻮرة ﺣﻈﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد "اﺑﻦ أﺑﻲ‬
‫ﺷﯿﺒﺔ وأﺣﻤﺪ وﻋﺒﺪاﻟﻐﻨﻲ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻟﻔﻆ "ﻟﻜﻞ ﺳﻮرة رﻛﻌﺔ "اﺑﻦ ﻧﺼﺮ واﻟﻄﺤﺎوي ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ :‬أي اﺟﻌﻠﻮا ﻟﻜﻞ رﻛﻌﺔ ﺳﻮرة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﺣﻆ اﻟﺮﻛﻌﺔ ﺑﮭﺎ ﻛﺎﻣﻼً ‪ ،‬واﻷﻣﺮ ﻟﻠﻨﺪب ﺑﺪﻟﯿﻞ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻘﺒﮫ‪.‬‬
‫وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺠﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻮرﺗﯿﻦ أو أﻛﺜﺮ وﺳﯿﺄﺗﻲ ﺗﻔﺼﯿﻠﮫ وﺗﺨﺮﯾﺠﮫ ﻗﺮﯾﺒﺎً‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﯾﺆﻣﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﺒﺎء‪ ،‬وﻛﺎن ﻛﻠﻤﺎ اﻓﺘﺘﺢ ﺳﻮرة ﯾﻘﺮأھﺎ ﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺑﻤﺎ ﯾﻘﺮأ ﺑﮫ اﻓﺘﺘﺢ ﺑـ"ﻗﻞ ھﻮ اﷲ‬
‫أﺣﺪ"‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﻔﺮغ ﻣﻨﮫ ﺛﻢ ﯾﻘﺮأ ﺳﻮرة أﺧﺮى ﻣﻌﮭﺎ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺼﻨﻊ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﻠﱠﻤﮫُ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﮫ‪ :‬إﻧﻚ ﺗﻔﺘﺘﺢ ﺑﮭﺬه‬
‫اﻟﺴﻮرة ﺛﻢ ﻻ ﺗﺮى أﻧﮭﺎ ﺗﺠﺰﺋﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺮأ ﺑﺄﺧﺮى ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻘﺮأ ﺑﮭﺎ‪ ،‬وإﻣﺎ أن ﺗﺪﻋﮭﺎ وﺗﻘﺮأ ﺑﺄﺧﺮى ‪،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﺎ أﻧﺎ ﺑﺘﺎرﻛﮭﺎ ‪،‬إن أﺣﺒﺒﺘﻢ‬
‫أن أؤﻣﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ ‪ ،‬وإن ﻛﺮھﺘﻢ ﺗﺮﻛﺘﻜﻢ‪ ،‬وﻛﺎﻧﻮا ﯾﺮون أﻧﮫ ﻣﻦ أﻓﻀﻠﮭﻢ ‪ ،‬وﻛﺮھﻮا أن ﯾﺆﻣﮭﻢ ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ أﺗﺎھﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺧﺒﺮوه اﻟﺨﺒﺮ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﯾﺎ ﻓﻼن ﻣﺎ ﯾﻤﻨﻌﻚ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺄﻣﺮك ﺑﮫ أﺻﺤﺎﺑﻚ ؟ ﻣﺎ ﯾﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻟﺰوم ھﺬه اﻟﺴﻮرة ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ‬
‫؟ﻓﻘﺎل إﻧﻲ أﺣﺒﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪:‬ﺣﺒﻚ إﯾﺎھﺎ أدﺧﻠﻚ اﻟﺠﻨﺔ" رواه اﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻣﻮﺻﻮﻻً وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬

‫ﺟﻤﻌﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺎﺋﺮ وﻏﯿﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ‬

‫اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ‪:‬أي اﻟﺴﻮر اﻟﻤﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ أو اﻟﻘﺼﺺ أو اﻟﺤﻜﻢ ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻔﺼﻞ‪ :‬ﻣﻨﺘﮭﺎه آﺧﺮ اﻟﻘﺮآن اﺗﻔﺎﻗﺎً ‪ ،‬واﺑﺘﺪاؤه ﻣﻦ )ق(ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮن ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﯾﻘﺮأ‪:‬‬
‫ﺳﻮرة اﻟﺮﺣﻤﻦ واﻟﻨﺠﻢ ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)اﻗﺘﺮﺑﺖ( و)اﻟﺤﺎﻗﺔ(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)اﻟﻄﻮر( و)اﻟﺬارﯾﺎت(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)إذا وﻗﻌﺖ ( و)ن(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)ﺳﺄل ﺳﺎﺋﻞ( و)اﻟﻨﺎزﻋﺎت(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)وﯾﻞٌ ﻟﻠﻤﻄﻔﻔﯿﻦ( و)ﻋﺒﺲ(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)اﻟﻤﺪﺛﺮ( و)اﻟﻤﺰﻣﻞ(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)ھﻞ أﺗﻰ( و)ﻻ أﻗﺴﻢ ﺑﯿﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬

‫‪٥٠‬‬
 ‫و)ﻋﻢ ﯾﺘﺴﺎءﻟﻮن( و)اﻟﻤﺮﺳﻼت(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪،‬‬
‫و)اﻟﺪﺧﺎن( و)إذا اﻟﺸﻤﺲ ﻛﻮرت(ﻓﻲ رﻛﻌﺔ‪.‬‬
‫وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻮر ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﻄﻮال ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺒﻘﺮة واﻟﻨﺴﺎء وآل ﻋﻤﺮان ﻓﻲ رﻛﻌﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺄﺗﻲ ‪ ،‬وﻛﺎن‬
‫ﯾﻘﻮل"أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة ﻃﻮل اﻟﻘﯿﺎم"رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻛﺎن إذا ﻗﺮأ )أﻟﯿﺲ ذﻟﻚ ﺑﻘﺎدرٍ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻤﻮﺗﻰ( ﻗﺎل ‪:‬ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻓﺒﻠﻰ‪ ،‬وإذا ﻗﺮأ)ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ( ﻗﺎل ‪:‬ﺳﺒﺤﺎن رﺑﻰ‬
‫اﻷﻋﻠﻰ" رواه أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ‬

‫و"ﻛﺎن ﻣﻌﺎذ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻌﺸﺎء)اﻵﺧﺮة( ﺛﻢ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﯿﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﮫ ‪،‬ﻓﺮﺟﻊ ذات ﻟﯿﻠﺔ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﻢ‪،‬‬
‫وﺻﻠﻰ ﻓﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﮫ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﯾﻘﺎل ﻟﮫ‪:‬ﺳﻠﯿﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻤّﺎ أﻃﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻰ ‪ ،‬اﻧﺼﺮف ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﺧﺮج وأﺧﺬ ﺑﺨﻄﺎم‬
‫ﺑﻌﯿﺮه واﻧﻄﻠﻖ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﻣﻌﺎذ ‪،‬ذُﻛﺮ ﻟﮫ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪:‬إن ھﺬا ﺑﮫ ﻟﻨﻔﺎق ﻷﺧﺒﺮنﱠ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ‪ ،‬ﻓﻐﺪوا‬
‫ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮه ﺑﺎﻟﺬي ﺻﻨﻊ اﻟﻔﺘﻰ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻔﺘﻰ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل‬
‫اﷲ ! ﯾﻄﯿﻞ اﻟﻤﻜﺚ ﻋﻨﺪك ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﯿﻄﯿﻞ ﻋﻠﯿﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪ :‬أﻓﺘﺎنٌ أﻧﺖ ﯾﺎ ﻣﻌﺎذ؟! وﻗﺎل ﻟﻠﻔﺘﻰ ‪ :‬ﻛﯿﻒ‬
‫ﺗﺼﻨﻊ أﻧﺖ ﯾﺎ اﺑﻦ أﺧﻲ إذا ﺻﻠﯿﺖ؟‬
‫ﻗﺎل ‪:‬أﻗﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬وأﺳﺄل اﷲ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وإﻧﻲ ﻻ أدري ﻣﺎ دﻧﺪﻧﺘﻚ ودﻧﺪﻧﺔ ﻣﻌﺎذ! ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إﻧﻲ وﻣﻌﺎذ ﺣﻮل ھﺎﺗﯿﻦ ﻧﺪﻧﺪن " أو ﻧﺤﻮ ذا‪،‬ﻗﺎل اﻟﻔﺘﻰ ‪ :‬وﻟﻜﻦ ﺳﯿﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎذ إذا ﻗﺪم اﻟﻘﻮم وﻗﺪ ﺧﺒﺮوا أن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ أﺗﻮا‪،‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻘﺪﻣﻮا ﻓﺎﺳﺘﺸﮭﺪ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﻤﻌﺎذ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺧﺼﻤﻲ وﺧﺼﻤﻚ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺻﺪق‬
‫اﷲ‪،‬وﻛﺬﺑﺖ ‪-‬اﺳﺘﺸﮭﺪ" رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻟﺠﮭﺮ واﻹﺳﺮار ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ وﻏﯿﺮھﺎ‬

‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﮭﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء‪ ،‬وﯾﺴﺮ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻈﮭﺮ‬
‫واﻟﻌﺼﺮ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب‪ ،‬واﻷﺧﺮﯾﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺸﺎء ‪.‬ﻋﻠﻰ ھﺬا أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺨﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‬
‫اﻟﻤﺘﻈﺎھﺮة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪ ،‬وﺳﯿﺄﺗﻲ ﺑﻌﻀﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﺮﻓﻮن ﻗﺮاءاﺗﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﯾُﺴِﺮﱡ ﺑﮫ ﺑﺎﺿﻄﺮاب ﻟﺤﯿﺘﮫ‪ ،‬وﺑﺎﺳﻤﺎﻋﮫ إﯾﺎھﻢ اﻵﯾﺔ أﺣﯿﺎﻧﺎً" اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﺠﮭﺮ ﺑﮭﺎ أﯾﻀﺎً ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﻌﯿﺪﯾﻦ واﻻﺳﺘﺴﻘﺎء واﻟﻜﺴﻮف" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺠﮭﺮ واﻹﺳﺮار ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ‬

‫وأﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ﻓﻜﺎن ﺗﺎرة ﯾُﺴِﺮﱡ ‪ ،‬وﺗﺎرةً ﯾﺠﮭﺮ "ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫و"ﻛﺎن إذا ﻗﺮأ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﯾﺴﻤﻊ ﻗﺮاءﺗﮫ ﻣَﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮة "أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻘﺮؤه ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات‬

‫‪ (١‬ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ‬
‫*ﻛﺎن ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻄﻮال اﻟﻤﻔﺼﻞ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫*ﻓـ" ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ "اﻟﻮاﻗﻌﺔ وﻧﺤﻮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮر ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ "أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﺔ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*و"ﻗﺮأ ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻄﻮر وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع "اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ )ق‪-‬واﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ( وﻧﺤﻮھﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ " ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﺑﻘﺼﺎر اﻟﻤﻔﺼﻞ )إذا اﻟﺸﻤﺲ ﻛﻮرت( ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫*و"ﻗﺮأ ‪-‬ﻣﺮة )إذا زﻟﺰﻟﺖ ( ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻛﻠﺘﯿﮭﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺎل اﻟﺮاوي‪ :‬ﻓﻼ أدري أﻧﺴﻲ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أم ﻗﺮأ ذﻟﻚ‬
‫ﻋﻤﺪاً" أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ ...‬واﻟﻈﺎھﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻋﻤﺪاً ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ‪.‬‬
‫و"ﻗﺮأ ‪-‬ﻣﺮة‪-‬ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ)ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ( " و)ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس( أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫* وﻗﺎل ﻟﻌﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ‪" :‬اﻗﺮأ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ اﻟﻤﻌﻮذﺗﯿﻦ ﻓﻤﺎ ﺗﻌﻮذ ﻣﺘﻌﻮذ ﺑﻤﺜﻠﮭﻤﺎ " أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫* وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓـ)ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﺳﺘﯿﻦ آﯾﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ( وﻓﻲ ﺑﻌﺾ رواﺗﮫ ‪ :‬ﻻ أدري ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ أو ﻛﻠﺘﯿﮭﻤﺎ"‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﺑﺴﻮرة " اﻟﺮوم " وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﺑﺴﻮرة )ﯾﺲ( اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ واﻟﺒﺰار‪.‬‬
‫*وﻣﺮة "ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺳﻮرة ]اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن[ ﺣﺘﻰ إذا ﺟﺎء ذﻛﺮ ﻣﻮﺳﻰ وھﺎرون أو ذﻛﺮ ﻋﯿﺴﻰ ‪ -‬ﺷﻚ اﻟﺒﻌﺾ اﻟﺮواة ‪-‬‬
‫أﺧﺬﺗﮫ ﺳﻌﻠﺔ ﻓﺮﻛﻊ" ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً‪.‬‬
‫‪ ...‬وأﻣﺎ ذﻛﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪":‬ﺛﻢ أرﺳﻠﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ وأﺧﺎه ھﺎرون ﺑﺂﯾﺎﺗﻨﺎ وﺳﻠﻄﺎنٍ ﻣﺒﯿﻦ"‪" ،‬وأﻣﺎ ﻋﯿﺴﻰ ﻓﻔﻰ اﻵﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪ‬
‫ھﺬه ﺑﺄرﺑﻊ آﯾﺎت ‪" -:‬وﺟﻌﻠﻨﺎ اﺑﻦ ﻣﺮﯾﻢ وأﻣﮫ آﯾﺔ وآوﯾﻨﺎھﻤﺎ إﻟﻰ رﺑﻮة ذات ﻗﺮار وﻣﻌﯿﻦ"‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺼﻠﯿﮭﺎ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑـ ) أﻟﻢ ‪-‬ﺗﻨﺰﯾﻞ‪ -‬اﻟﺴﺠﺪة( ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑـ)ھﻞ أﺗﻰ ﻋﻠﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺪھﺮ(‪-‬‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ ﺳﻨﺔ اﻟﻔﺠﺮ‬

‫‪٥١‬‬
 ‫*أﻣﺎ ﻗﺮاءﺗﮫ ﻓﻲ رﻛﻌﺘﻲ ﺳﻨﺔ اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻔﯿﻔﺔ ﺟﺪاً ‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮل ‪" :‬ھﻞ ﻗﺮأ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺄم اﻟﻜﺘﺎب" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﮭﺎ آﯾﺔ ) ﻗﻮﻟﻮا آﻣﻨﺎ ﺑﺎﷲ وﻣﺎ أﻧﺰل إﻟﯿﻨﺎ ( إﻟﻰ آﺧﺮ اﻵﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﺧﺮى )ﻗﻞ ﯾﺎ أھﻞ‬
‫اﻟﻜﺘﺎب ﺗﻌﺎﻟﻮا إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔٍ ﺳﻮاء ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻨﻜﻢ ( إﻟﻰ آﺧﺮھﺎ ‪.‬ﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫*ورﺑﻤﺎ ﻗﺮأ ﺑﺪﻟﮭﺎ ‪" :‬ﻓﻠﻤﺎ أﺣﺲ ﻋﯿﺴﻰ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻜﻔﺮ ‪ ...‬إﻟﻰ آﺧﺮ اﻵﯾﺔ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫*وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ) ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون ( ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬و) ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ ( ﻓﻲ اﻷﺧﺮى " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫‪ (٢‬ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ‬

‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬وﺳﻮرﺗﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻄﻮل ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻄﻮل ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ "‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫* وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻄﯿﻠﮭﺎ ﺣﺘﻰ أﻧﮫ " ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ﺗﻘﺎم ‪ ،‬ﻓﯿﺬھﺐ اﻟﺬاھﺐ إﻟﻲ اﻟﺒﻘﯿﻊ ﻓﯿﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﮫ ﺛﻢ ﯾﺄﺗﻰ ﻣﻨﺰﻟﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ‬
‫ﯾﺄﺗﻰ ‪ ،‬ورﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻤﺎ ﯾﻄﻮل" ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻈﻨﻮن أﻧﮫ ﯾﺮﯾﺪ ﺑﺬﻟﻚ أن ﯾﺪرك اﻟﻨﺎس اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ "اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪٍ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻗﺪر ﺛﻼﺛﯿﻦ آﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺪر ﻗﺮاءة )أﻟﻢ ﺗﻨﺰﯾﻞ ‪-‬اﻟﺴﺠﺪة( وﻓﯿﮭﺎ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ "ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ ‪.‬‬
‫*وأﺣﯿﺎﻧﺎً "ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﺑـ )اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻄﺎرق( و)اﻟﺴﻤﺎء ذات اﻟﺒﺮوج( و)اﻟﻠﯿﻞ إذا ﯾﻐﺸﻰ( وﻧﺤﻮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮر " أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫وﺻﺤﺤﮫ وﻛﺬا اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ‪.‬‬
‫* ورﺑﻤﺎ ﻗﺮأ )إذا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ( ‪ ،‬وﻧﺤﻮھﺎ "اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬
‫" وﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﺮﻓﻮن ﻗﺮاءﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺑﺎﺿﻄﺮاب ﻟﺤﯿﺘﮫ" اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﻗﺮاءﺗﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ آﯾﺎت ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﯿﺮﺗﯿﻦ ‪:‬‬

‫و"ﻛﺎن ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷﺧﯿﺮﺗﯿﻦ أﻗﺼﺮ ﻣﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻗﺪر اﻟﻨﺼﻒ ‪ ،‬ﻗﺪر ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة آﯾﺔ " رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪ ...‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷﺧﯿﺮﺗﯿﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ أﺟﻤﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻨﮭﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬وھﻮ ﻗﻮل‬
‫ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺳﻮاء ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻈﮭﺮ أو ﻏﯿﺮھﺎ ‪.‬‬
‫*و"رﺑﻤﺎ اﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫وﺟﻮب ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ‬

‫وﻗﺪ أﻣﺮ "اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ" ﺑﻘﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﺣﯿﺚ ﻗﺎل ﻟﮫ ﺑﻌﺪ أن أﻣﺮه ﺑﻘﺮاءﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪"-:‬ﺛﻢ اﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺻﻼﺗﻚ ﻛﻠﮭﺎ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻓﻲ)رواﯾﺔ( ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ (٣‬ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ‬

‫ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬وﯾﻄﻮّل ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﯾﻄﻮّل ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻗﺪر ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة آﯾﺔ ﻗﺪر ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺠﻌﻞ‬
‫اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷﺧﯿﺮﺗﯿﻦ أﻗﺼﺮ ﻣﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻗﺪر ﻧﺼﻔﮭﻤﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬

‫‪ (٤‬ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب‬

‫* وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ‪ -‬أﺣﯿﺎﻧﺎً ﺑﻘﺼﺎر اﻟﻤﻔﺼﻞ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺣﺘﻲ أﻧﮭﻢ "ﻛﺎﻧﻮا إذا ﺻﻠﻮا ﻣﻌﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺑﮭﻢ اﻧﺼﺮف أﺣﺪھﻢ وإﻧﮫ ﯾﺒﺼﺮ ﻣﻮاﻗﻊ ﻧﺒﻠﮫ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻗﺮأ ﻓﻲ ﺳَﻔَﺮٍ ﺑــ)اﻟﺘﯿﻦ واﻟﺰﯾﺘﻮن( ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ "اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﺑﻄﻮال اﻟﻤﻔﺼﻞ و أوﺳﺎﻃﮫ ‪ ،‬ﻓـ "ﻛﺎن ﺗﺎرة‪-‬ﯾﻘﺮأ ﺑــ)اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا وﺻﺪوا ﻋﻦ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ( اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ‬
‫واﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬وﺗﺎرة ﺑــ)اﻟﻄﻮر( اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﺗﺎرة ﺑـ) اﻟﻤﺮﺳﻼت ( ﻗﺮأ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺻﻼة ﺻﻼھﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﺑﻄﻮﻟﻰ اﻟﻄﻮﻟﯿﯿﻦ ‪ :‬اﻷﻋﺮاف ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ " اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻃﻮﻟﻰ اﻟﻄﻮﻟﯿﯿﻦ ‪ :‬أي ﺑﺄﻃﻮل اﻟﺴﻮرﺗﯿﻦ اﻟﻄﻮﯾﻠﺘﯿﻦ ‪ ،‬وھﻤﺎ اﻷﻋﺮاف )اﺗﻔﺎﻗﺎً( واﻷﻧﻌﺎم ﻋﻠﻰ )اﻷرﺟﺢ( ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري‪.‬‬
‫و"ﺗﺎرةً ﺑـ)اﻷﻧﻔﺎل( ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ "اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ "اﻟﻜﺒﯿﺮ" ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪٥٢‬‬
 ‫اﻟﻘﺮاءة ﻓﻰ ﺳﻨﺔ اﻟﻤﻐﺮب‬

‫وأﻣﺎ ﺳﻨﺔ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﺒﻌﺪﯾﺔ " ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ) :‬ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون ( ‪.‬‬
‫و ) ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ ( رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻤﻘﺪﺳﻰ واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻰ واﺑﻦ ﻧﺼﺮ‪.‬‬

‫‪ (٥‬ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء‬

‫ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻣﻦ وﺳﻂ اﻟﻤﻔﺼﻞ ‪ .‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬و" ﻛﺎن ﺗﺎرة " ﯾﻘﺮأ ب )‬
‫واﻟﺸﻤﺲ وﺿﺤﺎھﺎ ( وأﺷﺒﺎھﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮر " أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬى وﺣﺴﻨﮫ و" ﺗﺎرة ب ) إذا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ ( وﻛﺎن ﯾﺴﺠﺪ ﺑﮭﺎ "‬
‫اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ‪.‬‬
‫و " ﻗﺮأ ـ ﻣﺮة ـ ﻓﻰ ﺳﻔﺮ ﺑـ ) واﻟﺘﯿﻦ واﻟﺰﯾﺘﻮن ( ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ " اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ‬
‫وﻧﮭﻰ ﻋﻦ إﻃﺎﻟﺔ اﻟﻘﺮاءة ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺣﯿﻦ " ﺻﻠﻰ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﮫ اﻟﻌﺸﺎء ‪ ،‬ﻓﻄﻮل ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﺎﻧﺼﺮف رﺟﻞٌ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر‬
‫ﻓﺼﻠﻰ ‪ ،‬ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﻣﻌﺎذ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﮫ ﻣﻨﺎﻓﻖ ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬دﺧﻞ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮه ﻣﺎ ﻗﺎل‬
‫ﻣﻌﺎذ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ھﻞ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻓﺘﺎﻧﺎً ﯾﺎ ﻣﻌﺎذ ؟ ـ إذا أﻣﻤﺖ اﻟﻨﺎس ﻓﺎﻗﺮأ ب ) اﻟﺸﻤﺲ وﺿﺤﺎھﺎ (‬
‫و)ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ (و)اﻗﺮأ ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻚ (و)اﻟﻠﯿﻞ إذا ﯾﻐﺸﻰ (‪ ..‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺼﻠﻰ وراءك اﻟﻜﺒﯿﺮ واﻟﻀﻌﯿﻒ وذو اﻟﺤﺎﺟﺔ " اﻟﺒﺨﺎرى‬
‫وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﻘﺼﱢﺮ اﻟﻘﺮاءة ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺎرة ً ‪ ،‬وﯾﻄﯿﻠﮭﺎ أﺣﯿﺎﻧﺎً ‪ ،‬وﯾﺒﺎﻟﻎ ﻓﻰ إﻃﺎﻟﺘﮭﺎ أﺣﯿﺎﻧﺎً أﺧﺮى ‪،‬ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ‬
‫ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪-:‬‬
‫"ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﯿﻠﺔ ‪،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺰل ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺣﺘﻰ ھﻤﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ ﺳﻮء ﻗﯿﻞ ‪ :‬وﻣﺎ ھﻤﻤﺖ ؟ﻗﺎل ‪:‬ھﻤﻤﺖ أن أﻗﻌﺪ وأذر‬
‫اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﺣﺬﯾﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﯿﻤﺎن ‪-:‬‬
‫"ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذات ﻟﯿﻠﺔ ﻓﺎﻓﺘﺘﺢ)ﺑﺎﻟﺒﻘﺮة (‪:‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬ﯾﺮﻛﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺎﺋﺔ ‪،‬ﺛﻢ‬
‫ﻣﻀﻰ ﻓﻘﻠﺖ ﯾﺼﻠﻰ ﺑﮭﺎ ﻓﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻤﻀﻰ ‪،‬ﻓﻘﻠﺖ ﯾﺮﻛﻊ ﺑﮭﺎ ‪،‬ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ )آل ﻋﻤﺮان (ﻓﻘﺮأھﺎ ‪،‬ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ )اﻟﻨﺴﺎء( ﻓﻘﺮأھﺎ ﻣﺘﺮﺳﻼً ‪،‬وإذا‬
‫ﻣﺮ ﺑﺂﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺴﺒﯿﺢ ﺳﺒﺢ ‪،‬وإذا ﻣﺮ ﺑﺴﺆال ﺳﺄل ‪،‬وإذا ﻣﺮ ﺑﺘﻌﻮذ ﺗﻌﻮذ ﺛﻢ رﻛﻊ ‪"...‬اﻟﺤﺪﯾﺚ رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ‪.‬‬
‫و"ﻗﺮأ ﻟﯿﻠﺔ ‪ ،‬وھﻮ وَﺟِﻊٌ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﻄﻮال " رواه أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻰ واﻟﺴﺒﻊ اﻟﻄﻮال ھﻰ ‪:‬اﻟﺒﻘﺮة ‪،‬آل ﻋﻤﺮان‬
‫‪،‬اﻟﻨﺴﺎء‪،‬‬
‫اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪،‬اﻷﻧﻌﺎم ‪،‬اﻷﻋﺮاف‪،‬اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪،‬وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﻓﻰ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﺑﺴﻮرة ﻣﻨﮭﺎ " أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫"وﻣﺎ ﻋﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﮫ ﻓﻰ ﻟﯿﻠﺔ ﻗﻂ"ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫ﺑﻞ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺮﺗﺾِ ذﻟﻚ ﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺣﯿﻦ ﻗﺎل ﻟﮫ ‪-:‬‬
‫"اﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻓﻰ ﻛﻞ ﺷﮭﺮ ‪،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ‪ :‬إﻧﻰ أﺟﺪ ﻗﻮة ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻗﺮأه ﻓﻰ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻟﯿﻠﺔ ‪ :‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪:‬إﻧﻰ أﺟﺪ ﻗﻮة ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻗﺮأه ﻓﻰ‬
‫ﺳﺒﻊ وﻻ ﺗﺰد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ " اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺛﻢ رﺧﺺ ﻟﮫ أن ﯾﻘﺮأه ﻓﻰ ﺧﻤﺲ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ واﻟﺘﺮﻣﺬى وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫ﺛﻢ"رﺧﺺ ﻟﮫ أن ﯾﻘﺮأه ﻓﻰ ﺛﻼث "اﻟﺒﺨﺎرى وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫وﻧﮭﺎه أن ﯾﻘﺮأه ﻓﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ "اﻟﺪراﻣﻰ وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻓﻰ ﺳﻨﻨﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻞ ذﻟﻚ ﻓﻰ ﻗﻮﻟﮫ ﻟﮫ‪" -:‬ﻣﻦ ﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻓﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼث ﻟﻢ ﯾَﻔْﻘَﮭْﮫُ "أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وﻓﻰ ﻟﻔﻆ " ﻻ ﯾﻔﻘﮫ ﻣﻦ ﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻓﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼث " اﻟﺪراﻣﻰ واﻟﺘﺮﻣﺬى وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﻓﻰ ﻗﻮﻟﮫ ﻟﮫ‪" -:‬ﻓﺈن ﻟﻜﻞ ﻋﺎﺑﺪ ﺷِﺮّة‪ ،‬وﻟﻜﻞ ﺷِﺮّة ﻓﺘﺮة ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ إﻟﻰ ﺳُﻨﱠﺔ‪ ،‬وإﻣﺎ إﻟﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮﺗﮫ إﻟﻰ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﺪ اھﺘﺪى وﻣﻦ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮﺗﮫ إﻟﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻘﺪ ھﻠﻚ "أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫ﺷِﺮّة‪-:‬ھﻰ اﻟﻨﺸﺎط واﻟﮭﻤﺔ ‪،‬وﺷِﺮّة اﻟﺸﺒﺎب ‪:‬أوﻟﮫ وﺣﺪﺗﮫ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ "ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﻘﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻓﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼث " اﺑﻦ ﺳﻌﺪ ‪ ،‬وأﺑﻮ اﻟﺸﯿﺦ ﻓﻰ أﺧﻼق اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻓﻰ ﻟﯿﻠﺔ ﺑﻤﺎﺋﺘﻰ آﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﺘﯿﻦ اﻟﻤﺨﻠﺼﯿﻦ"‪ .‬اﻟﺪراﻣﻰ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ‪،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻰ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻟﯿﻠﺔ )ﺑﻨﻰ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ‪ (١٧:١١١‬واﻟﺰﻣﺮ "اﻟﺪراﻣﻰ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻰ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻓﻰ ﻟﯿﻠﺔ ﺑﻤﺎﺋﺔ آﯾﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﻓﻠﯿﻦ" أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﺮأ ﻓﻰ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﻗﺪر ﺧﻤﺴﯿﻦ آﯾﺔ أو أﻛﺜﺮ "اﻟﺒﺨﺎرى وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫وﺗﺎرة "ﯾﻘﺮأ ﻗﺪر ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻤﺰﻣﻞ " أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫" وﻣﺎ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ اﻟﻠﯿﻞ ﻛﻠﮫ "رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود ‪.‬إﻻ ﻧﺎدراً ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬
‫راﻗﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺧﺒﺎب ﺑﻦ اﻷَرتّ ‪،‬وﻛﺎن ﻗﺪ ﺷﮭﺪ ﺑﺪراً ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪..‬رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻠﯿﻠﺔ‬
‫ﻛﻠﮭﺎ )وﻓﻰ ﻟﻔﻆ ﻓﻰ ﻟﯿﻠﺔ ﺻﻼھﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ﻣﻊ اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ ‪،‬ﻗﺎل ﻟﮫ ﺧﺒﺎب ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺄﺑﻰ أﻧﺖ وأﻣﻰ ‪ ،‬ﻟﻘﺪ‬
‫ﺻﻠﯿﺖ اﻟﻠﯿﻠﺔ ﺻﻼة ﻣﺎ رأﯾﺘﻚ ﺻﻠﯿﺖ ﻧﺤﻮھﺎ ‪ :‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﺟﻞ إﻧﮭﺎ ﺻﻼة رَﻏَﺐٍ ورَھَﺐٍ ‪ ،‬وإﻧﻰ ﺳﺄﻟﺖ رﺑﻰ ﻋﺰّ وﺟﻞّ ﺛﻼث ﺧﺼﺎل ‪،‬‬

‫‪٥٣‬‬
‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ اﺛﻨﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﻣﻨﻌﻨﻰ واﺣﺪة ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ رﺑﻰ أن ﻻ ﯾﮭﻠﻜﻨﺎ ﺑﻤﺎ أھﻠﻚ ﺑﮫ اﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻨﺎ )وﻓﻰ ﻟﻔﻆ‪ :‬أن ﻻ ﯾﮭﻠﻚ أﻣﺘﻰ ﺑﺴﻨﺔ( ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﯿﮭﺎ ‪،‬‬
‫وﺳﺄﻟﺖ رﺑﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﻻ ﯾﻈﮭﺮ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻋﺪواً ﻣﻦ ﻏﯿﺮﻧﺎ ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﺳﺄﻟﺖ رﺑﻰ أن ﻻ ﯾﻠﺒﺴﻨﺎ ﺷﯿﻌﺎً ﻓﻤﻨﻌﻨﯿﮭﺎ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وأﺣﻤﺪ‬
‫واﻟﻄﺒﺮاﻧﻰ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬى‪.‬‬
‫وﻟﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وﻏﯿﺮه ﯾﻜﺮه إﺣﯿﺎء اﻟﻠﯿﻞ ﻛﻠﮫ داﺋﻤﺎً أو ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻷﻧﮫ ﺧﻼف ﺳﻨﺘﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن إﺣﯿﺎء اﻟﻠﯿﻞ أﻓﻀﻞ ﻟﻤﺎ‬
‫ﻓﺎﺗﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺧﯿﺮ اﻟﮭﺪى ھﺪى ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬وﻻ ﺗﻐﺘﺮ ﺑﻤﺎ روى ﻋﻦ أﺑﻰ ﺣﻨﯿﻔﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ أﻧﮫ ﻣﻜﺚ‬
‫أرﺑﻌﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﯾﺼﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﻮﺿﻮء اﻟﻌﺸﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻤﺎ ﻻ أﺻﻞ ﻟﮫ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻷﻛﺎذﯾﺐ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘﻰ ﻻ ﯾﻠﯿﻖ ﻧﺴﺒﺘﮭﺎ إﻟﻰ‬
‫اﻹﻣﺎم ‪ .‬ﻓﻤﺎ ﻓﻰ ھﺬا ﻓﻀﯿﻠﺔ ﺗﺬﻛﺮ ‪ ،‬وﻛﺎن اﻷوﻟﻰ ﺑﻤﺜﻞ ھﺬا اﻹﻣﺎم أن ﯾﺄﺗﻰ ﺑﺎﻷﻓﻀﻞ ‪ ،‬وﻻ ﺷﻚ أن ﺗﺠﺪﯾﺪ اﻟﻄﮭﺎرة ﻟﻜﻞ ﺻﻼة أﻓﻀﻞ‬
‫وأﺗﻢ وأﻛﻤﻞ ﻓﮭﺬا ﻣﻦ ﺧﺮاﻓﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﻌﺼﺒﯿﻦ اﻟﺠﮭﱠﺎل ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮه ﻓﻰ أﺑﻰ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻏﯿﺮه ‪ ،‬وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻜﺬوب‬
‫‪..‬اﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻔﯿﺮوز أﺑﺎدى ﻓﻰ "اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮض"‪.‬‬
‫*"وﻗﺎم ﻟﯿﻠﺔ ﺑﺂﯾﺔ ﯾﺮددھﺎ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ وھﻰ ‪) :‬إن ﺗﻌﺬﺑﮭﻢ ﻓﺈﻧﮭﻢ ﻋﺒﺎدك ‪ ،‬وإن ﺗﻐﻔﺮ ﻟﮭﻢ ﻓﺈﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﯿﻢ( ﺑﮭﺎ ﯾﺮﻛﻊ وﺑﮭﺎ‬
‫ﯾﺴﺠﺪ ‪ ،‬وﺑﮭﺎ ﯾﺪﻋﻮ ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻗﺎل ﻟﮫ أﺑﻮ ذر رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ ﻣﺎزﻟﺖ ﺗﻘﺮأ ھﺬه اﻵﯾﺔ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ‪ ،‬ﺗﺮﻛﻊ ﺑﮭﺎ ‪،‬‬
‫وﺗﺴﺠﺪ ﺑﮭﺎ وﺗﺪﻋﻮ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻋﻠﻤﻚ اﷲ اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﮫ ﻟﻮ ﻓﻌﻞ ھﺬا ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﻋﻠﯿﮫ؟ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻰ ﺳﺄﻟﺖ رﺑﻰ ﻋﺰوﺟﻞ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻷﻣﺘﻰ‬
‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﯿﮭﺎ ‪ ،‬وھﻰ ﻧﺎﺋﻠﺔ إن ﺷﺎء اﷲ ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﺸﺮك ﺑﺎﷲ ﺷﯿﺌﺎً" ‪.‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻧﺼﺮ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ‬
‫اﻟﺬھﺒﻰ‪.‬‬
‫و"ﻗﺎل ﻟﮫ رﺟﻞ ‪:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إن ﻟﻰ ﺟﺎراً ﯾﻘﻮم اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﺮأ إﻻ )ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ‪.‬ﯾﺮددھﺎ ﻻ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﺄﻧﮫ ﯾﻘﻠﻠﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻰ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "واﻟﺬى ﻧﻔﺴﻰ ﺑﯿﺪه إﻧﮭﺎ ﻟﺘﻌﺪل ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮآن" اﻟﺒﺨﺎرى وأﺣﻤﺪ ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻮﺗﺮ‬
‫"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ )ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ ( وﻓﻰ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ب)ﻗﻞ ﯾﺎأﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون (وﻓﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﻗﻞ‬
‫ھﻮ اﷲ أﺣﺪ (اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫"وﻛﺎن ﯾﻀﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ أﺣﯿﺎﻧﺎً ‪):‬ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ (و)ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس(اﻟﺘﺮﻣﺬى وأﺑﻮ ﻋﺒﺎس اﻷﺻﻢ ﻓﻰ ﺣﺪﯾﺜﮫ ‪،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻰ ‪.‬‬
‫وﻣﺮة"ﻗﺮأ ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻤﺎﺋﺔ آﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء"‪.‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ‬
‫"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻓﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺴﻮرة اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻓﻰ اﻷﺧﺮى )إذا ﺟﺎءك اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن (‪ ،‬وﺗﺎرة ﯾﻘﺮأ‬
‫ﺑﺪﻟﮭﺎ)ھﻞ أﺗﺎك ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻐﺎﺷﯿﺔ (‪.‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫وأﺣﯿﺎﻧﺎً "ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ‪) :‬ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ ( وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ )ھﻞ أﺗﺎك ( ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‬
‫*"ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ‪):‬ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ( وﻓﻲ اﻷﺧﺮى ‪) :‬ھﻞ أﺗﺎك(‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ‬
‫داود‪.‬‬
‫*وأﺣﯿﺎﻧﺎً )ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﺑـ )ق واﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ(و)اﻗﺘﺮﺑﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ( ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة‬
‫" اﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ﺑـ)ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب( وﺳﻮرة"‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫*و"ﯾﺨﺎﻓﺖ ﻓﯿﮭﺎ ﻣُﺨﺎﻓﺘﺔً ‪ ،‬ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﻄﺤﺎوي ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﯿﻞ اﻟﻘﺮاءة وﺗﺤﺴﯿﻦ اﻟﺼﻮت‬

‫*وﻛﺎن ﻛﻤﺎ أﻣﺮه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ -‬ﯾﺮﺗﻞ اﻟﻘﺮآن ﺗﺮﺗﯿﻼً ﻻ ھﺬّاً وﻻ ﻋﺠﻠﺔ ﺑﻞ ﻗﺮاءة "ﻣﻔﺴﺮة ﺣﺮﻓﺎً ﺣﺮﻓﺎً " اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ﻓﻲ )اﻟﺰھﺪ( وأﺑﻮ‬
‫داود وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﺣﺘﻰ" ﻛﺎن ﯾﺮﺗﻞ اﻟﺴﻮرة ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن أﻃﻮل ﻣﻦ أﻃﻮل ﻣﻨﮭﺎ" ﻣﺴﻠﻢ وﻣﺎﻟﻚ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬ﯾﻘﺎل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮآن ‪ :‬اﻗﺮأ وارﺗﻖ ورﺗﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺗﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﺈن ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻋﻨﺪ آﺧﺮ آﯾﺔ ﺗﻘﺮؤھﺎ " أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن ﯾﻤﺪ ﻗﺮاءﺗﮫ )ﻋﻨﺪ ﺣﺮوف اﻟﻤﺪ( ﻓﯿﻤﺪ )ﺑﺴﻢ اﷲ( وﯾﻤﺪ )اﻟﺮﺣﻤﻦ( وﯾﻤﺪ )اﻟﺮﺣﯿﻢ( و)ﻧﻀﯿﺪ( وأﻣﺜﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻒ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻵي ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﯿﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺘﺤﺴﯿﻦ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻓﯿﻘﻮل‪-:‬‬
‫"زﯾﻨﻮا اﻟﻘﺮآن ﺑﺄﺻﻮاﺗﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺼﻮت اﻟﺤﺴﻦ ﯾﺰﯾﺪ اﻟﻘﺮآن ﺣﺴﻨﺎً" ‪ ،‬اﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً وأﺑﻮ داود واﻟﺪارﻣﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺗﻤﺎم اﻟﺮازي‬
‫ﺑﺴﻨﺪﯾﻦ ﺻﺤﯿﺤﯿﻦ‪.‬‬
‫*وﯾﻘﻮل ‪":‬إن ﻣﻦ أﺣﺴﻦ اﻟﻨﺎس ﺻﻮﺗﺎً ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﺬي إذا ﺳﻤﻌﺘﻤﻮه ﯾﻘﺮأ ﺣﺴﺒﺘﻤﻮه ﯾﺨﺸﻰ اﷲ " رواه اﻟﺪارﻣﻲ واﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ﻓﻲ‬
‫اﻟﺰھﺪ ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻤﺎ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪٥٤‬‬
 ‫*وﻛﺎن ﯾﺆﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل ‪":‬ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻛﺘﺎب اﷲ وﺗﻌﺎھﺪوه واﻗﺘﻨﻮه ‪ ،‬وﺗﻐﻨﻮا ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ‪،‬ﻟﮭﻮ أﺷﺪ ﺗﻔﻠﺘﺎً ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺨﺎض ﻓﻲ اﻟﻌُﻘُﻞ" اﻟﺪارﻣﻲ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ ‪ -:‬اﻟﻤﺨﺎض ‪ :‬ھﻲ اﻹﺑﻞ‪.‬‬
‫اﻟﻌُﻘُﻞ‪ -:‬ﺟﻤﻊ ﻋﻘﺎل وھﻮ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺬي ﯾﻌﻘﻞ ﺑﮫ اﻟﺒﻌﯿﺮ‪.‬‬
‫*وﯾﻘﻮل ‪":‬ﻟﯿﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺘﻐﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮآن" ‪ .‬أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫*وﯾﻘﻮل ‪":‬ﻣﺎ أذن اﷲ ﻣﺎ أذن ) وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﻛﺄذﻧﮫ ( ﻟﻨﺒﻲ ﺣَﺴَﻦِ اﻟﺼﻮت )وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ‪ :‬ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺮﻧﻢ ( ﯾﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﯾﺠﮭﺮ ﺑﮫ "‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻣﺎ أذن ‪ :‬أي ﻣﺎ اﺳﺘﻤﻊ اﷲ ﻟﺸﯿﺊ ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﻘﺮآن أي ﯾﺤﺴﻦ ﺑﮫ ﺻﻮﺗﮫ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﻷﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪":‬ﻟﻮ رأﯾﺘﻨﻲ وأﻧﺎ اﺳﺘﻤﻊ ﻟﻘﺮاءﺗﻚ اﻟﺒﺎرﺣﺔ‪ ،‬ﻟﻘﺪ أوﺗﯿﺖ ﻣﺰﻣﺎراً ﻣﻦ ﻣﺰاﻣﯿﺮ آل داود‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ‬
‫ﻣﻮﺳﻰ‪ -:‬ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻟﺤﺒﺮت ﻟﻚ ﺗﺤﺒﯿﺮاً" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺒﺮت‪ :‬ﯾﺮﯾﺪ ﺗﺤﺴﯿﻦ اﻟﺼﻮت وﺗﺤﺰﯾﻨﮫ )ﻧﮭﺎﯾﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم‬

‫*وﺷﺮع ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم إذا ﻟَﺒُﺴَﺖْ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﺮاءة ﻓﻘﺪ‪"-:‬ﺻﻠﻰ ﺻﻼة ﻓﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ" ﻓَﻠُﺒﱢﺲَ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف‬
‫ﻗﺎل ﻷﺑﻰ ‪ :‬أﺻﻠﯿﺖ ﻣﻌﻨﺎ ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻌﻚ أن ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ؟ أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ .‬ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺎذة واﻟﺘﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻮﺳﻮﺳﺔ‬

‫*وﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إن اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻗﺪ ﺣﺎل ﺑﯿﻨﻰ وﺑﯿﻦ ﺻﻼﺗﻲ ‪ ،‬وﻗﺮاءﺗﻲ ﯾُﻠَﺒﱢﺴُﮭَﺎ ﻋﻠﻲﱠ ؟‬
‫ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪) :‬ذاك ﺷﯿﻄﺎن ‪ :‬ﯾﻘﺎل ﻟﮫ ‪ :‬ﺧﻨﺰب‪ ،‬ﻓﺈذا أﺣﺴﺴﺘﮫ ﻓﺘﻐﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬واﺗﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﯾﺴﺎرك ﺛﻼﺛﺎً(‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻘﻠﺖ ذﻟﻚ ﻓﺄذھﺒﮫ اﷲ ﻋﻨﻰ "ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ ‪.‬وﻗﺎل اﻟﻨﻮوي رﺣﻤﮫ اﷲ ‪ " -:‬ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺘﻌﻮذ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻨﺪ‬
‫وﺳﻮﺳﺘﮫ ﻣﻊ ﺗﻔﻞ ﻋﻦ اﻟﯿﺴﺎر ﺛﻼﺛﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﺮﻛﻮع‬
‫*ﺛﻢ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ إذا ﻓﺮغ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة ﺳﻜﺖ ﺳﻜﺘﺔ ‪ ،‬أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫وھﺬا اﻟﺴﻜﺘﺔ ﻗﺪرھﺎ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﺘﺮدد إﻟﯿﮫ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫*ﺛﻢ رﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ) ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻻﻓﺘﺘﺎح ( وﻛﺒﺮ‪.‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﺛﻢ رﻛﻊ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﮭﻤﺎ )اﻟﻤﺴﯿﺊ ﺻﻼﺗﮫ( ﻓﻘﺎل ﻟﮫ‪-:‬‬
‫"إﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺻﻼة أﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﯾُﺴﺒﻎَ اﻟﻮﺿﻮء ﻛﻤﺎ أﻣﺮه اﷲ ‪ ...‬ﺛﻢ ﯾﻜﺒﺮ اﷲ وﯾﺤﻤﺪه وﯾﻤﺠﱢﺪه ‪ ،‬وﯾﻘﺮأ ﻣﺎ ﺗﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﮫ‬
‫اﷲ ‪ ،‬وأذن ﻟﮫ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻜﺒﺮ وﯾﺮﻛﻊ وﯾﻀﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻣﻔﺎﺻﻠﮫ وﺗﺴﺘﺮﺧﻲ" أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬

‫ﺻﻔﺔ اﻟﺮﻛﻮع‬
‫* و" ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻀﻊ ﻛﻔﯿﮫ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﯿﮫ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫و"ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮھﻢ ﺑﺬﻟﻚ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﻣﺮ ﺑﮫ أﯾﻀﺎً "اﻟﻤﺴﺊ" ﻛﻤﺎ ﻣﺮ آﻧﻔﺎً‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾُﻤﻜﱢﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻣﻦ رﻛﺒﺘﯿﮫ ﻛﺄﻧﮫ ﻗﺎﺑﺾ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻔﺮج ﺑﯿﻦ أﺻﺎﺑﻌﮫ" اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻰ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﮫ " اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ" ﻓﻘﺎل ‪" -:‬إذا رﻛﻌﺖ ﻓﻀﻊ راﺣﺘﯿﻚ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﯿﻚ ﺛﻢ ﻓَﺮﱢج ﺑﯿﻦ أﺻﺎﺑﻌﻚ ‪ ،‬ﺛﻢ اﻣﻜﺚ ﺣﺘﻰ ﯾﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ‬
‫ﻣﺄﺧﺬه "اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﯿﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫*و" ﻛﺎن ﯾﺠﺎﻓﻲ وﯾﻨﺤﻲ ﻣﺮﻓﻘﯿﮫ ﻣﻦ ﺟﻨﺒﯿﮫ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪.‬‬
‫*و" ﻛﺎن إذا رﻛﻊ ﺑﺴﻂ ﻇﮭﺮه وﺳﻮاه " اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ " ﻟﻮ ﺻﺒﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎء ﻻﺳﺘﻘﺮ" اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﻐﯿﺮ واﻟﻜﺒﯿﺮ" وﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ"اﻟﻤﺴﻨﺪ" ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﻟـ"اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ"‪" :‬ﻓﺈذا رﻛﻌﺖ ﻓﺎﺟﻌﻞ راﺣﺘﯿﻚ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﯿﻚ ‪ ،‬واﻣﺪد ﻇﮭﺮك ‪ ،‬وﻣﻜﻦ ﻟﺮﻛﻮﻋﻚ " أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﻻ ﯾَﺼُﺐﱡ رأﺳﮫ وﻻ ﯾَﻘﻨﻊ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪".‬وﻟﻜﻦ ﺑﯿﻦ ذﻟﻚ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻄﻤﺌﻦ ﻓﻲ رﻛﻮﻋﮫ "وأﻣﺮ ﺑﮫ اﻟﻤﺴﯿﺊ ﺻﻼﺗﮫ ﻛﻤﺎ ﺳﻠﻒ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪:‬أﺗﻤﻮا اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد‪ ،‬ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه إﻧﻲ ﻷراﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ )أي ﻣﻦ وراء( ﻇﮭﺮي إذا ﻣﺎ رﻛﻌﺘﻢ وإذا ﻣﺎ ﺳﺠﺪﺗﻢ"‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"رأى رﺟﻼً ﻻ ﯾﺘﻢ رﻛﻮﻋﮫ‪ ،‬وﯾﻨﻘﺮ ﻓﻲ ﺳﺠﻮده ‪،‬وھﻮ ﯾﺼﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ " -:‬ﻟﻮ ﻣﺎت ھﺬا ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ ھﺬه‪،‬ﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﻠﱠﺔِ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫‪،‬ﯾﻨﻘﺮ ﺻﻼﺗﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻘﺮ اﻟﻐﺮاب اﻟﺪم‪،‬ﻣَﺜَﻞُ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺘﻢ رﻛﻮﻋﮫ وﯾﻨﻘﺮ ﻓﻲ ﺳﺠﻮده ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺎﺋﻊ اﻟﺬي ﯾﺄﻛﻞ اﻟﺘﻤﺮة واﻟﺘﻤﺮﺗﯿﻦ ﻻ ﯾﻐﻨﯿﺎن‬

‫‪٥٥‬‬
 ‫ﻋﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً" أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه ‪،‬واﻵﺟﺮي ﻓﻲ "اﻷرﺑﻌﯿﻦ"‪،‬واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﻀﯿﺎء" ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﺎح‬
‫واﻟﺤﺴﺎن"واﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪" :‬ﻧﮭﺎﻧﻲ ﺧﻠﯿﻠﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن أﻧﻘﺮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ ﻧﻘﺮ اﻟﺪﯾﻚ‪،‬وأن أﻟﺘﻔﺖ اﻟﺘﻔﺎت‬
‫اﻟﺜﻌﻠﺐ‪،‬وأن أﻗﻌﻲ ﻛﺈﻗﻌﺎء اﻟﻘﺮد"أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ‪،‬وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬أﺳﻮأ اﻟﻨﺎس ﺳﺮﻗﺔ اﻟﺬي ﯾﺴﺮق ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ" ﻗﺎﻟﻮا‪" :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻛﯿﻒ ﯾﺴﺮق ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ؟ ﻗﺎل‪":‬ﻻ ﯾﺘﻢ رﻛﻮﻋﮭﺎ‬
‫وﺳﺠﻮدھﺎ"اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻠﻤﺢ ﺑﻤﺆﺧﺮة ﻋﯿﻨﮫ إﻟﻰ رﺟﻞ ﻻ ﯾﻘﯿﻢ ﺻﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف ﻗﺎل‪:‬ﯾﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ إﻧﮫ ﻻ‬
‫ﺻﻼة ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﻘﯿﻢ ﺻﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد"اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ آﺧﺮ"ﻻ ﺗﺠﺰئ ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﯿﻢ ﻇﮭﺮه ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد" أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﺮﻛﻮع‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ ﯾﻘﻮل أﻧﻮاﻋﺎً ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر واﻷدﻋﯿﺔ ‪ ،‬ﺗﺎرةً ﺑﮭﺬا وﺗﺎرةً ﺑﮭﺬا‪-:‬‬
‫*"ﺳﺒﺤﺎن رﺑﻲ اﻟﻌﻈﯿﻢ‪،‬ﺛﻼث ﻣﺮات" أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﻄﺤﺎوي واﻟﺒﺰار واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ "اﻟﻜﺒﯿﺮ"ﻋﻦ‬
‫ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪،‬ﻓﻔﯿﮫ رد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻧﻜﺮ اﻟﺘﻘﯿﺪ ﺑﺜﻼث ﺗﺴﺒﯿﺤﺎت ﻛﺎﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻜﺮرھﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ .‬وﺑﺎﻟﻎ ﻣﺮة ﻓﻲ ﺗﻜﺮارھﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ﺣﺘﻰ ﻛﺎن رﻛﻮﻋﮫ ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ ﻗﯿﺎﻣﮫ ‪.‬‬
‫*"ﺳﺒﺤﺎن رﺑﻲ اﻟﻌﻈﯿﻢ وﺑﺤﻤﺪه ﺛﻼﺛﺎً" ﺻﺤﯿﺢ‪،‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وأﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪.‬‬
‫*"ﺳُﺒﻮحٌ ﻗﺪوس رب اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﺮوح" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬ﺳﺒﻮح ‪:‬اﻟﺬي ﯾﻨﺰه ﻋﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء‪.‬‬
‫اﻟﻘﺪوس ‪:‬اﻟﻤﺒﺎرك‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪة‪ -:‬ھﻞ ﯾﺸﺮع اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻷذﻛﺎر ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع اﻟﻮاﺣﺪ أم ﻻ؟‪.‬‬
‫اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺘﺮدد اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ "اﻟﺰاد" وﺟﺰم اﻟﻨﻮوي ﺑﺎﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ"اﻷذﻛﺎر"وﻗﺎل "واﻷﻓﻀﻞ أن ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻷذﻛﺎر ﻛﻠﮭﺎ‬
‫إن ﺗﻤﻜﻦ وﻛﺬا ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺑﻮاب" وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻄﯿﺐ ﺻﺪﯾﻖ ﺣﺴﻦ ﺧﺎن ﻓﻘﺎل ﻓﻲ "ﻧﺰول اﻷﺑﺮار"‪.‬‬
‫"ﯾﺄﺗﻲ ﻣﺮة ﺑﮭﺬه‪ ،‬وﺑﺘﻠﻚ أﺧﺮى ‪ ،‬وﻻ أري دﻟﯿﻼً ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻊ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﺠﻤﻌﮭﻤﺎ ﻓﻲ رﻛﻦ واﺣﺪ‪،‬‬
‫ﺑﻞ ﯾﻘﻮل ھﺬا ﻣﺮة ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺮة واﻻﺗﺒﺎع ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﺪاع " ‪ ...‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺤﻖ إن ﺷﺎء اﷲ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ إﻃﺎﻟﺔ ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ‬
‫وﻏﯿﺮه ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﯿﺎﻧﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎم ‪ ،‬ﻓﺈذا أراد اﻟﻤﺼﻠﻰ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻨﮫ ذﻟﻚ إﻻ‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺠﻤﻊ اﻟﺬي ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻟﻨﻮوي ‪ ،‬وإﻻ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻜﺮار اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷذﻛﺎر وھﺬا أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺴﱡﻨّﺔ واﷲ‬
‫أﻋﻠﻢ ‪].‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ[‬
‫*وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪-:‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻜﺜﺮ أن ﯾﻘﻮل ﻓﻲ رﻛﻮﻋﮫ وﺳﺠﻮده " ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ رﺑﻨﺎ‬
‫وﺑﺤﻤﺪك ‪،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ " ﯾﺘﺄول اﻟﻘﺮآن ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ‪:‬ﯾﺘﺆول اﻟﻘﺮآن ‪ :‬أي ﯾﻌﻤﻞ ﺑﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ ‪":‬ﻓﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪ رﺑﻚ واﺳﺘﻐﻔﺮه" ‪.‬‬

‫إﻃﺎﻟﺔ اﻟﺮﻛﻮع‬
‫و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﻌﻞ رﻛﻮﻋﮫ وﻗﯿﺎﻣﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻛﻮع ‪ ،‬وﺳﺠﻮده وﺟﻠﺴﺘﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺴﻮاء" اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬أﻻ وإﻧﻰ ﻧﮭﯿﺖ ان أﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن راﻛﻌﺎً أو ﺳﺎﺟﺪاً ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺮﻛﻮع ﻓﻌﻈﻤﻮا ﻓﯿﮫ اﻟﺮب ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﺴﺠﻮد‪ ،‬ﻓﺎﺟﺘﮭﺪوا‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ‪ ،‬ﻓَﻘَﻤِﻦٌ أن ﯾﺴﺘﺠﺎب ﻟﻜﻢ "ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻓﻘﻤﻦ ‪ :‬أي ﺟﺪﯾﺮ وﺧﻠﯿﻖ ‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻤﯿﻢ وﻓﺘﺤﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻻﻋﺘﺪال ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع وﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﯿﮫ‬

‫*ﺛﻢ "ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺮﻓﻊ ﺻﻠﺒﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع ﻗﺎﺋﻼً ‪ :‬ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ "اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ" ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪ :‬ﻻ ﺗﺘﻢ ﺻﻼة ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻲ ‪ ...‬ﯾﻜﺒﺮ ‪...‬وﯾﻘﻮل ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮي‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎً " أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫*ﺛﻢ "ﻛﺎن ﯾﻘﻮل وھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ‪ :‬رﺑﻨﺎ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺼﻞ ﻣﺆﺗﻤﺎً أو ﻏﯿﺮه ﻓﻘﺎل ‪" ،‬ﺻﻠﻮا ﻛﻤﺎ رأﯾﺘﻤﻮﻧﻲ أﺻﻠﻲ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ ":‬إﻧﻤﺎ ﺟُﻌﻞ اﻹﻣﺎم ﻟﯿُﺆﺗﻢ ﺑﮫ‪ ...‬وإذا ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه ‪،‬ﻓﻘﻮﻟﻮا ‪ ":‬اﻟﻠﮭﻢ رﺑﻨﺎ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ " ﯾﺴﻤﻊ اﷲ ﻟﻜﻢ ﻓﺈن‬
‫اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎل ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﻧﺒﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه "ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻻ ﯾﺪل ﻋﻠﻲ أن اﻟﻤﺆﺗﻢ ﻻ ﯾﺸﺎرك اﻹﻣﺎم ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ‪":‬ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه " ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻹﻣﺎم ﻻ ﯾﺸﺎرك‬
‫اﻟﻤﺆﺗﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ "رﺑﻨﺎ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ " إذ أن اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻟﻢ ﯾُﺴﻖ ﻟﺒﯿﺎن ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ اﻹﻣﺎم واﻟﻤﺆﺗﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻟﺒﯿﺎن أنﱠ ﺗﺤﻤﯿﺪ‬

‫‪٥٦‬‬
 ‫اﻟﻤﺆﺗﻢ إﻧﻤﺎ ﯾﻜﻮن ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻤﯿﻊ اﻹﻣﺎم ‪ ،‬وﯾﺆﯾﺪ ھﺬا أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﻘﻮل اﻟﺘﺤﻤﯿﺪ وھﻮ إﻣﺎم ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻤﻮم ﻗﻮﻟﮫ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﺻﻠﻮا ﻛﻤﺎ رأﯾﺘﻤﻮﻧﻲ أﺻﻠﻰ " ﯾﻘﺘﻀﻲ أن ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺆﺗﻢ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ اﻹﻣﺎم ﻛﺎﻟﺘﺴﻤﯿﻊ وﻏﯿﺮه ‪،‬وﻣﻦ ﺷﺎء زﯾﺎدة‬
‫اﻹﻃﻼع ﻓﻠﯿﺮاﺟﻊ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﺴﯿﻮﻃﻰ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ"اﻟﺤﺎوى ﻟﻠﻔﺘﺎوي" ]‪].[٥٢٩-١‬اﻧﻈﺮ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ‬
‫ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ[‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻨﺪ اﻻﻋﺘﺪال ‪ ،‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﺣﺮام ‪.‬‬
‫*وﯾﻘﻮل وھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ‪ -‬ﻛﻤﺎ ھﻮ آﻧﻔﺎً‪-:‬‬
‫‪"(١‬رﺑﻨﺎ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫‪"(٢‬رﺑﻨﺎ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫*وﺗﺎرة ﯾﻀﯿﻒ إﻟﻰ ھﺬﯾﻦ اﻟﻠﻔﻈﯿﻦ ‪-:‬‬
‫"اﻟﻠﮭﻢ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﯿﻘﻮل‪" :‬إذا ﻗﺎل اﻹﻣﺎم ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه ‪ ،‬ﻓﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬رﺑﻨﺎ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ واﻓﻖ ﻗﻮﻟﮫ ﻗﻮل اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻏﻔﺮ ﻟﮫ‬
‫ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﺗﺎرة ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ إﻣﺎ‪-:‬‬
‫*"ﻣﻞء اﻟﺴﻤﻮات وﻣﻞء اﻷرض ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ وﻣﻞء ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺷﯿﺊ ﺑﻌﺪ" ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫*"ﻣﻞءاﻟﺴﻤﺎوات وﻣﻞء اﻷرض ‪ ،‬وﻣﻞء ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺷﯿﺊ ﺑﻌﺪ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﺎرة ﯾﻀﯿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﮫ ‪:‬‬
‫"أھﻞ اﻟﺜﻨﺎء واﻟﻤﺠﺪ ﻻﻣﺎﻧﻊ ﻟﻤﺎ أﻋﻄﯿﺖ ‪ ،‬وﻻﻣﻌﻄﻰ ﻟﻤﺎ ﻣﻨﻌﺖ ‪ ،‬وﻻﯾﻨﻔﻊ ذا اﻟﺠَﺪﱢ ﻣﻨﻚ اﻟﺠَـﺪﱢ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬اﻟﺠﺪ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﯿﺢ وھﻮ اﻟﺤﻆ واﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺴﻠﻄﺎن أى ﻻ ﯾﻨﻔﻊ ذا اﻟﺤﻆ ﻓﻰ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﻮﻟﺪ واﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺴﻠﻄﺎن‬
‫ﻣﻨﻚ ﺣﻈﮫ ‪ ،‬أى ﻻ ﯾﻨﺠﯿﮫ ﺣﻈﮫ ﻣﻨﻚ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﻨﺠﯿﮫ وﯾﻨﻔﻌﮫ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ‪.‬‬
‫وﺗﺎرةً ﺗﻜﻮن اﻻﺿﺎﻓﺔ ‪:‬‬
‫"ﻣﻞء اﻟﺴﻤﻮات وﻣﻞء اﻻرض وﻣﻞء ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺑﻌﺪ ‪ ،‬أھﻞ اﻟﺜﻨﺎء واﻟﻤﺠﺪ ‪،‬أﺣﻖ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻌﺒﺪ ‪،‬وﻛﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﻋﺒﺪ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻻﻣﺎﻧﻊ‬
‫ﻟﻤﺎ أﻋﻄﯿﺖ ‪ ،‬وﻻ ﻣﻌﻄﻰ ﻟﻤﺎ ﻣﻨﻌﺖ ‪،‬وﻻ ﯾﻨﻔﻊ ذا اﻟﺠﺪ ﻣﻨﻚ اﻟﺠﺪ"‪ .‬أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫"ﻟﺮﺑﻲ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻟﺮﺑﻲ اﻟﺤﻤﺪ " ﯾﻜﺮر ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ﻗﯿﺎﻣﮫ ﻧﺤﻮاً ﻣﻦ رﻛﻮﻋﮫ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ ﻗﯿﺎﻣﮫ اﻷول ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗﺮأ ﻓﯿﮫ ﺳﻮرة‬
‫اﻟﺒﻘﺮة ‪ ،‬أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫" رﺑﻨﺎ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﺣﻤﺪاً ﻛﺜﯿﺮاً ﻃﯿﺒﺎً ﻣﺒﺎرﻛﺎً ﻓﯿﮫ ] ﻣﺒﺎرﻛﺎً ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺐ ‪ ،‬رﺑﻨﺎ وﯾﺮﺿﻰ [ ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﮫ رﺟﻞٌ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻰ وراءه ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ رﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأﺳﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻌﺔ وﻗﺎل ‪ " :‬ﺳﻤﻊ اﷲ‬
‫ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه " ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ آﻧﻔﺎً ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬أﻧﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل‬
‫اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﻘﺪ رأﯾﺖ ﺑﻀﻌﺔ وﺛﻼﺛﯿﻦ ﻣﻠﻜﺎً ﯾﺒﺘﺪروﻧﮭﺎ أﯾﮭﻢ ﯾﻜﺘﺒﮭﺎ أوﻻً "ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪.‬‬

‫إﻃﺎﻟﺔ ھﺬا اﻟﻘﯿﺎم ووﺟﻮب اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻓﯿﮫ‬

‫*"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﻌﻞ رﻛﻮﻋﮫ وﻗﯿﺎﻣﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻛﻮع وﺳﺠﻮده وﺟﻠﺴﺘﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺴﻮاء" رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*ﺑﻞ "ﻛﺎن ﯾﻘﻮم أﺣﯿﺎﻧﺎً ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ ‪":‬ﻗﺪ ﻧﺴﻰ ‪] ،‬ﻣﻦ ﻃﻮل ﻣﺎ ﯾﻘﻮم[ ‪ ،‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻓﯿﮫ ﻓﻘﺎل ﻟـ"اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ" "ارﻓﻊ رأﺳﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺘﺪل ﻗﺎﺋﻤﺎً ]ﻓﯿﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻋﻈﻢ ﻣﺄﺧﺬه [‪) .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ‪ ،‬وإذا‬
‫رﻓﻌﺖ ﻓﺄﻗﻢ ﺻﻠﺒﻚ ‪ ،‬وارﻓﻊ رأﺳﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺟﻊ اﻟﻌﻈﺎم إﻟﻰ ﻣﻔﺎﺻﻠﮭﺎ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺪارﻣﻰ واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺸﺎﻓﻌﻰ وأﺣﻤﺪ ‪ ،‬وذﻛﺮ‬
‫ﻟﮫ ‪ ":‬أﻧﮫ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺻﻼة ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس إذا ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ"‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪":‬ﻻ ﯾﻨﻈﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ إﻟﻰ ﺻﻼة ﻋﺒﺪٍ ﻻ ﯾﻘﯿﻢ ﺻﻠﺒﮫ ﺑﯿﻦ رﻛﻮﻋﮭﺎ وﺳﺠﻮدھﺎ " أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻰ ﻓﻲ "اﻟﻜﺒﯿﺮ" ﺑﺴﻨﺪ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻟﺴﺠﻮد‬
‫*ﺛﻢ "ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻜﺒﺮ وﯾﮭﻮي ﺳﺎﺟﺪاً " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ "اﻟﻤﺴﯿﺊ ﺻﻼﺗﮫ " ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪ :‬ﻻ ﺗﺘﻢ ﺻﻼة ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ‪.....‬ﯾﻘﻮل " ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه " ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮي ﻗﺎﺋﻤﺎً‬
‫ﯾﻘﻮل "اﷲ أﻛﺒﺮ" ﺛﻢ ﯾﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻣﻔﺎﺻﻠﮫ" أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*و" وﻛﺎن إذا أراد أن ﯾﺴﺠﺪ ﻛﺒﺮ وﯾﺠﺎﻓﻲ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻦ ﺟﻨﺒﯿﮫ ﺛﻢ ﯾﺴﺠﺪ " أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ ﻓﻲ" ﻣﺴﻨﺪه ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ ‪ ،‬واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﺑﺴﻨﺪ آﺧﺮ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ إذا ﺳﺠﺪ ‪ ،‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﻤﺨﻠﺺ ﻓﻲ "اﻟﻔﻮاﺋﺪ " ﺑﺴﻨﺪﯾﻦ ﺻﺤﯿﺤﯿﻦ‪.‬‬

‫اﻟﺨﺮور إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺪﯾﻦ‬

‫*و"ﻛﺎن ﯾﻀﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻗﺒﻞ رﻛﺒﺘﯿﮫ "اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪ .‬وﻣﺎ ﻋﺎرﺿﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫ﻻ ﯾﺼﺢ ‪ ،‬وﻗﺪ روي اﻟﻤﺮوزي ﻓﻲ "ﻣﺴﺎﺋﻠﮫ " ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ اﻹﻣﺎم اﻷوزاﻋﻲ‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬أدرﻛﺖ اﻟﻨﺎس ﯾﻀﻌﻮن أﯾﺪﯾﮭﻢ ﻗﺒﻞ رﻛﻮﻋﮭﻢ" ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﯿﻘﻮل ‪ ":‬إذا ﺳﺠﺪ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻼ ﯾﺒﺮك ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺮك اﻟﺒﻌﯿﺮ‪ ،‬وﻟﯿﻀﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻗﺒﻞ رﻛﺒﺘﯿﮫ " أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫‪٥٧‬‬
 ‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪" :‬إن اﻟﯿﺪﯾﻦ ﺗﺴﺠﺪان ﻛﻤﺎ ﯾﺴﺠﺪ اﻟﻮﺟﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا وﺿﻊ أﺣﺪﻛﻢ وﺟﮭﮫ ﻓﻠﯿﻀﻊ ﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬وإذا رﻓﻊ ﻓﻠﯿﺮﻓﻌﮭﻤﺎ " اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‬
‫وأﺣﻤﺪ واﻟﺴﺮاج وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫*]و"ﻛﺎن ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﯿﮫ وﯾﺒﺴﻄﮭﻤﺎ [‪] ١‬وﯾﻀﻢ أﺻﺎﺑﻌﮭﻤﺎ‪ ][٢‬وﯾﻮﺟﮭﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ"[‪٣‬‬
‫* ‪ -١‬أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‬
‫*‪ -٢‬اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‬
‫*‪ -٣‬اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﺠﻌﻠﮭﻤﺎ ﺣﺬو ﻣﻨﻜﺒﯿﮫ"أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ھﻮ واﺑﻦ اﻟﻤﻠﻘﻦ‪.‬‬
‫*أو أذﻧﯿﮫ "أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾُﻤﻜﱢﻦ أﻧﻔﮫ وﺟﺒﮭﺘﮫ ﻣﻦ اﻷرض" أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ھﻮ واﺑﻦ اﻟﻤﻠﻘﻦ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﻟـ"اﻟﻤﺴﯿﺊ ﺻﻼﺗﮫ " ‪" :‬إذا ﺳﺠﺪت ﻓﻤﻜﱢﻦ ﻟﺴﺠﻮدك " أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ ":‬إذا أﻧﺖ ﺳﺠﺪت ﻓﺄﻣﻜﻨﺖ وﺟﮭﻚ وﯾﺪﯾﻚ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﻄﻤﺌﻦ ﻛﻞ ﻋﻈﻢ ﻣﻨﻚ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻌﮫ "اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪":‬ﻻ ﺻﻼة ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﺼﯿﺐ أﻧﻔﮫ ﻣﻦ اﻷرض ﻣﺎ ﯾﺼﯿﺐ اﻟﺠﺒﯿﻦ " اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وأﺑﻮ ﻧﻌﯿﻢ ﻓﻲ "أﺧﺒﺎر‬
‫أﺻﺒﮭﺎن"‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﯾﻤﻜﻦ أﯾﻀﺎً رﻛﺒﺘﯿﮫ وأﻃﺮاف ﻗﺪﻣﯿﮫ " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫*و"ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺄﻃﺮاف أﺻﺎﺑﻌﮭﺎ اﻟﻘﺒﻠﺔ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫*و"ﯾَﺮصﱡ ﻋﻘﺒﯿﮫ" اﻟﻄﺤﺎوي واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫و*ﯾﻨﺼﺐ رﺟﻠﯿﮫ " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫و*"أﻣﺮ ﺑﮫ" اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺴﺮاج وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫*وﻗﺎل "أﻣﺮت أن أﺳﺠﺪ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬أﻣﺮﻧﺎ أن ﻧﺴﺠﺪ( ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻈﻢ‪ -:‬ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﮭﺔ وأﺷﺎر ﺑﯿﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﮫ ‪ ،‬واﻟﯿﺪﯾﻦ )وﻓﻲ‬
‫ﻟﻔﻆ ‪ :‬اﻟﻜﻔﯿﻦ(واﻟﺮﻛﺒﺘﯿﻦ‪ ،‬وأﻃﺮاف اﻟﻘﺪﻣﯿﻦ ‪ ،‬وﻻ ﻧﻜﻔﺖ اﻟﺜﯿﺎب واﻟﺸﻌﺮ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻧﻜﻔﺖ اﻟﺜﯿﺎب واﻟﺸﻌﺮ ‪ :‬أي ﻧﻀﻤﮭﺎ وﻧﺤﻤﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺸﺎر ‪ ،‬ﯾﺮﯾﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﺜﻮب واﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﯿﺪﯾﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد "ﻧﮭﺎﯾﺔ"‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪":‬إذا ﺳﺠﺪ اﻟﻌﺒﺪ ﺳﺠﺪ ﻣﻌﮫ ﺳﺒﻌﺔ آراب ‪ :‬وﺟﮭﮫ وﻛﻔﺎه ورﻛﺒﺘﺎه وﻗﺪﻣﺎه" ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ آراب‪ :‬ﺟﻤﻊ إرب أي أﻋﻀﺎء‪.‬‬
‫*وﻗﺎل ﻓﻲ رﺟﻞ ﺻﻠﻰ ورأﺳﮫ ﻣﻌﻘﻮصٌ ﻣﻦ وراﺋﮫ‪" -:‬إﻧﻤﺎ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺬي ﯾﺼﻠﻲ وھﻮ ﻣﻜﺘﻮف" ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ‪ -:‬ﻣﻌﻘﻮص ‪ :‬أي ﻣﻀﻔﻮر وﻣﻔﺘﻮل ﻣﻦ وراﺋﮫ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻨﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬أﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﺷﻌﺮه ﻣﻨﺸﻮراً ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬ﻓﯿﻌﻄﻲ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﺛﻮاب اﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن ﻣﻌﻘﻮﺻﺎً‬
‫ﺻﺎر ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺴﺠﺪ وﺷﺒﮭﮫ ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﻮف ‪ ،‬وھﻮ اﻟﻤﺸﺪود اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻷﻧﮭﻤﺎ ﻻ ﯾﻘﻌﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺠﻮد" ﻗﺎﻟﮫ اﺑﻦ اﻷﺛﯿﺮ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ ‪ :‬وﯾﺒﺪو أن ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل دون اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﮫ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪.‬‬
‫*و"ﻛﺎن ﻻ ﯾﻔﺘﺮش ذراﻋﯿﮫ" اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود "ﺑﻞ ﻛﺎن ﯾﺮﻓﻌﮭﻤﺎ ﻋﻦ اﻷرض وﯾﺒﺎﻋﺪھﻤﺎ ﻋﻦ ﺟﻨﺒﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﺪو ﺑﯿﺎض إﺑﻄﮫ ﻣﻦ‬
‫وراﺋﮫ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*و"ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أن ﺑﮭﻤﺔ أرادت أن ﺗﻤﺮ ‪-‬ﺗﺤﺖ ﯾﺪﯾﮫ ﻣﺮت" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ ﺑﮭﻤﺔ ‪ :‬واﺣﺪة اﻟﺒﮭﻢ‪ ،‬وھﻲ أوﻻد اﻟﻐﻨﻢ‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﮫ ‪" :‬إن ﻛﻨﺎ ﻟﻨﺄوى ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﺎﻓﻲ ﺑﯿﺪﯾﮫ ﻋﻦ ﺟﻨﺒﯿﮫ إذا ﺳﺠﺪ"‬
‫أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ ﻟﻨﺄوي ‪ :‬ﻧﺮﺛﻰ وﻧﺮق‪.‬‬
‫*وﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﯿﻘﻮل ‪":‬إذا ﺳﺠﺪت ﻓﻀﻊ ﻛﻔﯿﻚ ‪ ،‬وارﻓﻊ ﻣﺮﻓﻘﯿﻚ " ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه وﯾﻘﻮل ‪" :‬اﻋﺘﺪﻟﻮا ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وﻻ ﯾﺒﺴﻂ‬
‫أﺣﺪﻛﻢ ذراﻋﯿﮫ اﻧﺒﺴﺎط )وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ‪ :‬ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺴﻂ اﻟﻜﻠﺐ( اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻻ ﺗﺒﺴﻂ ذراﻋﯿﻚ ﺑﺴﻂ اﻟﺴﺒﻊ ‪،‬وادﻋﻢ ﻋﻠﻰ راﺣﺘﯿﻚ ‪ ،‬وﺗﺠﺎف ﻋﻦ ﺿﺒﻌﯿﻚ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻚ إذا ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﺳﺠﺪ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻨﻚ‬
‫ﻣﻌﻚ "اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻓﻲ"اﻟﻤﺨﺘﺎرة" وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻲ ﺿﺒﻌﯿﻚ ‪ :‬اﻟﻀﺒﻊ ھﻮ وﺳﻂ اﻟﻌﻀﺪ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮد‬

‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺈﺗﻤﺎم اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد وﯾﻀﺮب ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺎﺋﻊ ﯾﺄﻛﻞ اﻟﺘﻤﺮة واﻟﺘﻤﺮﺗﯿﻦ ﻻ ﺗﻐﻨﯿﺎن‬
‫ﻋﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﻘﻮل‪" :‬أﺳﻮأ اﻟﻨﺎس ﺳﺮﻗﺔ اﻟﺬي ﯾﺴﺮق ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ " ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻛﯿﻒ ﯾﺴﺮق ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ‬
‫ﯾﺘﻢ رﻛﻮﻋﮭﺎ وﺳﺠﻮدھﺎ" ‪ .‬اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ و اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن ﺻﻼة ﻣﻦ ﻻ ﯾﻘﯿﻢ ﺻﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺗﻔﺼﯿﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع ‪ ،‬وأﻣﺮ) اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ ( ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮد ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ أول اﻟﺒﺎب ‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﺴﺠﻮد‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ أﻧﻮاﻋﺎً ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر واﻷدﻋﯿﺔ ﺗﺎرة ھﺬا ‪ ،‬ﺗﺎرة ھﺬا‪:‬‬
‫" ﺳﺒﺤﺎن رﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣﺮات " أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﻄﺤﺎوي واﻟﺒﺰار واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫‪٥٨‬‬
 ‫و" ﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻜﺮرھﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ " ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻜﺮارھﺎ ﻣﺮة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ﺳﺠﻮده ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ ﻗﯿﺎﻣﮫ وﻛﺎن ﻗﺪ ﻗﺮأ ﻓﯿﮫ ﺛﻼث ﺳﻮر ﻣﻦ اﻟﻄﻮال ‪ :‬اﻟﺒﻘﺮة ‪ ،‬اﻟﻨﺴﺎء‬
‫وآل ﻋﻤﺮان ﯾﺘﺨﻠﻠﮭﺎ دﻋﺎء واﺳﺘﻐﻔﺎر ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ‪.‬‬
‫" ﺳﺒﺤﺎن رﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ وﺑﺤﻤﺪه " ﺛﻼﺛﺎً ‪ .‬ﺻﺤﯿﺢ رواه أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وأﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪.‬‬
‫" ﺳﺒﻮح ﻗﺪوس رب اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﺮوح " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫" ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ رﺑﻨﺎ وﺑﺤﻤﺪك ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ " وﻛﺎن ﯾﻜﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﻓﻲ رﻛﻮﻋﮫ وﺳﺠﻮده ﯾﺘﺄول اﻟﻘﺮآن " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ ﺳﺠﺪت ‪ ،‬وﺑﻚ آﻣﻨﺖ ‪ .‬وﻟﻚ أﺳﻠﻤﺖ ‪]،‬وأﻧﺖ رﺑﻲ[ ‪ ،‬ﺳﺠﺪ وﺟﮭﻲ ﻟﻠﺬي ﺧﻠﻘﮫ وﺻﻮره ]ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺻﻮره [ وﺷﻖ ﺳﻤﻌﮫ‬
‫وﺑﺼﺮه ]ف[ ﺗﺒﺎرك اﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﻟﻄﺤﺎوي واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﺒﻲ ﻛُﻠﱠﮫ ‪ ،‬دِﻗﱠﮫ وﺟُﻠﱠﮫ ‪ ،‬وأوّﻟَﮫ وآﺧﺮَه ‪ ،‬وﻋﻼﻧﯿﺘَﮫ وﺳِﺮﱠه " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬
‫" ﺳﺒﺤﺎن ذي اﻟﺠﺒﺮوت واﻟﻤﻠﻜﻮت واﻟﻜﺒﺮﯾﺎء واﻟﻌﻈﻤﺔ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ....‬ھﺬا وﻣﺎ ﺑﻌﺪه ﻛﺎن ﯾﻘﻮﻟﮫ ﻓﻲ ﺻﻼة‬
‫اﻟﻠﯿﻞ ‪ -:‬ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ وﺑﺤﻤﺪك ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮان وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ أﺳﺮرت وﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ " اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻧﻮراً ]وﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻧﻮراً[ واﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﺳﻤﻌﻲ ﻧﻮراً ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﺼﺮي ﻧﻮراً ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻲ ﻧﻮراً ‪ ،‬واﺟﻌﻞ‬
‫ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻲ ﻧﻮراً ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻲ ﻧﻮراً ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﺴﺎري ﻧﻮراً ‪ ،‬واﺟﻌﻞ أﻣﺎﻣﻲ ﻧﻮراً ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﺧﻠﻔﻲ ﻧﻮراً ‪ ] ،‬واﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻮراً [‬
‫وأﻋﻈﻢ ﻟﻲ ﻧﻮراً " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪ ،‬واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﺮﺿﺎك ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻚ ‪ ،‬و]أﻋﻮذ[ ﺑﻤﻌﺎﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺘﻚ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻨﻚ ‪ ،‬ﻻ أﺣﺼﻲ ﺛﻨﺎءً ﻋﻠﯿﻚ ‪ ،‬وأﻧﺖ ﻛﻤﺎ‬
‫أﺛﻨﯿﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ" ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ ":‬أﻗﺮب ﻣﺎ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ رﺑﮫ وھﻮ ﺳﺎﺟﺪ ‪ ،‬ﻓﺄﻛﺜﺮوا اﻟﺪﻋﺎء‬
‫ﻓﯿﮫ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪.‬‬

‫إﻃﺎﻟﺔ اﻟﺴﺠﻮد‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﻌﻞ ﺳﺠﻮده ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع ﻓﻲ اﻟﻄﻮل ‪ ،‬ورﺑﻤﺎ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻷﻣﺮ ﻋﺎرض ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺑﻌﺾ‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ "‪،‬ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد‪.-:‬‬
‫" ﺧﺮج ﻋﻠﯿﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺻﻼﺗﻲ اﻟﻌﺸﻲ ‪] ،‬اﻟﻈﮭﺮ أو اﻟﻌﺼﺮ [ وھﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﺣﺴﻨﺎً أو ﺣﺴﯿﻨﺎً ‪ ،‬ﻓﺘﻘﺪم‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻮﺿﻌﮫ ]ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﮫ اﻟﯿﻤﻨﻰ [ ﺛﻢ ﻛﺒﺮ ﻟﻠﺼﻼة ﻓﺼﻠﻰ ‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪ ﺑﯿﻦ ﻇﮭﺮاﻧﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﺳﺠﺪةً أﻃﺎﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺮﻓﻌﺖ رأﺳﻲ ]ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس[ ﻓﺈذا ﺑﺎﻟﺼﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﺳﺎﺟﺪ ‪ ،‬ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻰ ﺳﺠﻮدي ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﻨﺎس ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻚ ﺳﺠﺪت ﺑﯿﻦ ﻇﮭﺮاﻧﻲ ﺻﻼﺗﻚ ]ھﺬه [ ﺳﺠﺪةً أﻃﻠﺘﮭﺎ ‪،‬‬
‫ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺎ أﻧﮫ ﻗﺪ ﺣﺪث أﻣﺮ ‪ ،‬أو أﻧﮫ ﯾُﻮﺣﻰ إﻟﯿﻚ ! ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ وﻟﻜﻦ اﺑﻨﻲ ارﺗﺤﻠﻨﻲ ﻓﻜﺮھﺖ أن أﻋﺠﻠﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﮫ‬
‫"‪ .‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ارﺗﺤﻠﻨﻲ ‪ :‬أي اﺗﺨﺬﻧﻲ راﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮب ﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮي ‪.‬‬
‫ﻓﻜﺮھﺖ أن أﻋْﺠِﻠَﮫ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺠﯿﻞ أو اﻹﻋﺠﺎل ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ اﻟﺴﺠﻮد‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻣﺎ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻣﻦ أﺣﺪ إﻻ وأﻧﺎ أﻋﺮﻓﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬وﻛﯿﻒ ﺗﻌﺮﻓﮭﻢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻲ ﻛﺜﺮة‬
‫اﻟﺨﻼﺋﻖ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أرأﯾﺖ ﻟﻮ ﺻﺒﺮة ﻓﯿﮭﺎ ﺧﯿﻞ دُھﻢ ﺑُﮭﻢ ‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ ﻓﺮس أﻏﺮٌ ﻣﺤﺠّﻞٌ أﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮﻓﮫ ﻣﻨﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈن أﻣﺘﻲ ﯾﻮﻣﺌﺬ ﻏﺮ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺴﺠﻮد وﻣﺤﺠﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮء ‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬‬
‫ﺻﺒﺮة ‪ :‬أي اﻟﻜﻮﻣﺔ ‪.‬‬
‫دھﻢ ‪ :‬ﺟﻤﻊ أدھﻢ وھﻲ اﻷﺳﻮد ‪.‬‬
‫ﺑﮭﻢ ‪ :‬ﺟﻤﻊ ﺑﮭﯿﻢ وھﻮ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺨﺎﻟﻂ ﻟﻮﻧﮫ ﻟﻮن ﺳﻮاه أي ﻟﻮن ھﺬه اﻟﺨﯿﻞ أﺳﻮد ﺧﺎﻟﺺ ﻻ ﯾﺨﺎﻟﻄﮫ ﻟﻮن آﺧﺮ ‪.‬‬
‫اﻟﻐﺮة ‪ :‬ﺑﯿﺎض اﻟﻮﺟﮫ ‪ ،‬ﯾﺮﯾﺪ ﺑﯿﺎض وﺟﻮھﻢ ﺑﻨﻮر اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬
‫اﻟﻤﺤﺠﻞ ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺮﺗﻔﻊ اﻟﺒﯿﺎض ﻓﻲ ﻗﻮاﺋﻤﮫ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﯿﺪ ‪ ،‬وﯾﺠﺎوز اﻷرﺳﺎغ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺎوز اﻟﺮﻛﺒﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﻷﻧﮭﻤﺎ ﻣﻮﺿﻊ اﻷﺣﺠﺎل‬
‫وھﻲ اﻟﺨﻼﺧﯿﻞ واﻟﻘﯿﻮد‪.‬‬
‫واﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ :‬ﺑﯿﺾ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ اﻷﯾﺪي واﻟﻮﺟﮫ واﻷﻗﺪام ‪ ،‬اﺳﺘﻌﺎر أﺛﺮ اﻟﻮﺿﻮء ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ واﻟﯿﺪﯾﻦ واﻟﺮﺟﻠﯿﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﻦ‬
‫اﻟﺒﯿﺎض اﻟﺬي ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﻔﺮس وﯾﺪﯾﮫ ورﺟﻠﯿﮫ وھﻮ اﻟﻔﺮس اﻷﻏﺮ اﻟﻤﺤﺠﻞ "ﻧﮭﺎﯾﺔ "‬
‫وﯾﻘﻮل " إذا أراد اﷲ رﺣﻤﺔ ﻣﻦ أراد ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬أﻣﺮ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ أن ﯾﺨﺮﺟﻮا ﻣﻦ ﯾﻌﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬ﻓﯿﺨﺮﺟﻮﻧﮭﻢ وﯾﻌﺮﻓﻮﻧﮭﻢ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﺴﺠﻮد‬
‫‪ ،‬وﺣﺮم اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر أن ﺗﺄﻛﻞ أﺛﺮ اﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬ﻓﯿﺨﺮﺟﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬ﻓﻜﻞ اﺑﻦ آدم ﺗﺄﻛﻠﮫ اﻟﻨﺎر إﻻ أﺛﺮ اﻟﺴﺠﻮد" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺴﺠﻮد ﻋﻠﻰ اﻷرض‬

‫‪٥٩‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻛﺜﯿﺮاً ﻷن ﻣﺴﺠﺪه ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻔﺮوﺷﺎً ﺑﺎﻟﺤﺼﯿﺮ وﻧﺤﻮه ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري‬
‫و"ﻛﺎن أﺻﺤﺎﺑﮫ ﯾﺼﻠﻮن ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺤﺮ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ أﺣﺪھﻢ أن ﯾﻤﻜﻦ ﺟﺒﮭﺘﮫ ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺴﻂ ﺛﻮﺑﮫ ﻓﺴﺠﺪ ﻋﻠﯿﮫ " ﻣﺴﻠﻢ و‬
‫أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل " ‪ ...‬وﺟﻌﻠﺖ اﻷرض ﻛﻠﮭﺎ ﻟﻲ وﻷﻣﺘﻲ ﻣﺴﺠﺪاً وﻃﮭﻮراً ‪ ،‬ﻓﺄﯾﻨﻤﺎ أدرﻛﺖْ رﺟﻼً ﻣﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺼﻼةُ ﻓﻌﻨﺪه ﻣﺴﺠﺪه ‪ ،‬وﻋﻨﺪه‬
‫ﻃﮭﻮره ‪] ،‬وﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﯾﻌﻈﻤﻮن ذﻟﻚ ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺼﻠﻮن ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴﮭﻢ وﺑﯿﻌﮭﻢ[ أﺣﻤﺪ واﻟﺴﺮاج واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن رﺑﻤﺎ ﺳﺠﺪ ﻓﻲ ﻃﯿﻦ وﻣﺎء وﻗﺪ وﻗﻊ ﻟﮫ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﺒﺢ ﻟﯿﻠﺔ إﺣﺪى وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﺣﯿﻦ أﻣﻄﺮت اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﺳﺎل ﺳﻘﻒ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﺮﯾﺪ اﻟﻨﺨﻞ ‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء واﻟﻄﯿﻦ ‪ ،‬ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺒﺪ اﻟﺨﺪري ‪ " :‬ﻓﺄﺑﺼﺮت‬
‫ﻋﯿﻨﺎي رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻋﻠﻰ ﺟﺒﮭﺘﮫ وأﻧﻔﮫ أﺛﺮ اﻟﻤﺎء واﻟﻄﯿﻦ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫"وﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨُﻤْﺮَةِ أﺣﯿﺎﻧﺎً " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫و"ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺼﯿﺮ" أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺨﻤﺮة ‪ :‬ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﯾﻀﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﯿﮫ وﺟﮭﮫ ﻓﻲ ﺳﺠﻮده ﻣﻦ ﺣﺼﯿﺮ أو ﻧﺴﯿﺠﺔ ﺧﻮص وﻧﺤﻮه ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎت ‪.‬‬

‫اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮد‬
‫ﺛﻢ " ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺮﻓﻊ رأﺳﮫ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮد ﻣﻜﺒﺮاً " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ " اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ " ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﻻ ﺗَﺘِﻢُ ﺻﻼة ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ‪ ...‬ﯾﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻣﻔﺎﺻﻠﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪،‬‬
‫وﯾﺮﻓﻊ رأﺳﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮي ﻗﺎﻋﺪاً " أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ أﺣﯿﺎﻧﺎً " أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫ﺛﻢ " ﯾﻔﺮش رﺟﻠﮫ اﻟﯿﺴﺮى ﻓﯿﻘﻌﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ]ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً [ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫وأﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ " اﻟﻤﺴﺊَ ﺻﻼﺗﮫ " ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪ " :‬إذا ﺳﺠﺪت ﻓﻤﻜﻦ ﻟﺴﺠﻮدك ‪ ،‬ﻓﺈذا رﻓﻌﺖ ﻓﺎﻗﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬك اﻟﯿﺴﺮى " أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‬
‫وﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ ‪.‬‬
‫و"ﻛﺎن ﯾﻨﺼﺐ رﺟﻠﮫ اﻟﯿﻤﻨﻰ "اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‬
‫و"ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﮭﻤﺎ اﻟﻘﺒﻠﺔ "اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫اﻹﻗﻌﺎء ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ‬

‫وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻘﻌﻲ ] ﯾﻨﺘﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﯿﮫ وﺻﺪور ﻗﺪﻣﯿﮫ [ ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وأﻣﺎ اﻹﻗﻌﺎء ‪:‬ﺑﻤﻌﻨﻰ وﺿﻊ اﻷﻟﯿﺘﯿﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷرض وﻧﺼﺒﺖ اﻟﻔﺨﺬﯾﻦ ‪ -‬ﻓﮭﺬا ﻣﻜﺮوه ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪...‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل " ﻧﮭﺎﻧﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ‪ :‬ﻋﻦ ﻧﻘﺮة ﻛﻨﻘﺮ اﻟﺪﯾﻚ ‪ ،‬وإﻗﻌﺎء ﻛﺈﻗﻌﺎء اﻟﻜﻠﺐ ‪ ،‬واﻟﺘﻔﺎت ﻛﺎﻟﺘﻔﺎت اﻟﺜﻌﻠﺐ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وأﺑﻮ ﯾﻌﻠﻲ‬
‫وﺳﻨﺪه ﺣﺴﻦ ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ‬

‫وﻛﺎن " ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻄﻤﺌﻦ ﺣﺘﻰ ﯾَﺮْﺟِﻊَ ﻛﻞﱡ ﻋﻈﻢٍ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻌﮫ " أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪ ،‬ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن ﯾﻄﯿﻠﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻦ ﺳﺠﺪﺗﮫ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وأﺣﯿﺎﻧﺎً "ﯾﻤﻜﺚ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻘﺪ ﻧﺴﻲ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻷذﻛﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ‬

‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺠﻠﺴﺔ ‪ -:‬اﻟﻠﮭﻢ ) وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ‪ :‬رب ( اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬وارﺣﻤﻨﻲ ‪ ،‬و ] اﺟﺒﺮﻧﻲ [ ]وارﻓﻌﻨﻲ [‬
‫واھﺪﻧﻲ وﻋﺎﻓﻨﻲ وارزﻗﻨﻲ ” أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫" رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ " اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ اﺧﺘﺎر اﻟﺪﻋﺎء ﺑﮭﺬا اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ‪ ،‬وﻗﺎل اﺳﺤﺎق ﺑﻦ راھﻮﯾﮫ‪ :‬إن ﺷﺎء‬
‫ﻗﺎل ﺛﻼﺛﺎً ‪ ،‬وإن ﺷﺎء ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ...‬ﻷن ﻛﻠﯿﮭﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮان ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ ‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﻛﺎن ﯾﻜﺒﺮ وﯾﺴﺠﺪ اﻟﺴﺠﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ أﺣﯿﺎﻧﺎً ‪ .‬أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪﯾﻦ ﺻﺤﯿﺤﯿﻦ ‪.‬‬

‫ﺟِﻠﺴﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ‬
‫ﺛﻢ "ﯾﺴﺘﻮي ﻗﺎﻋﺪاً ﻋﻠﻰ رﺟﻠﮫ اﻟﯿﺴﺮى ﻣﻌﺘﺪﻻً ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺟﻊ ﻛﻞ ﻋﻈﻢ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻌﮫ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫وھﺬا اﻟﺠﻠﻮس ﯾﻌﺮف ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺠﻠﺴﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﺧﻔﯿﻔﺔ ﯾﺠﻠﺴﮭﺎ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﻨﮭﻮض إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ‪.‬‬

‫اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻮض إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ‬

‫ﺛﻢ " ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻨﮭﺾ ﻣﻌﺘﻤﺪاً ﻋﻠﻰ اﻷرض إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ " اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻌﺠﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ :‬ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﯾﺪﯾﮫ إذا ﻗﺎم " رواه أﺑﻮ اﺳﺤﺎق اﻟﺤﺮﺑﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺎﻟﺢ و ﻣﻌﻨﺎه ﻋﻨﺪ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻧﮭﺾ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻔﺘﺢ ب"اﻟﺤﻤﺪ ﷲ " وﻟﻢ ﯾﺴﻜﺖ "ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬

‫‪٦٠‬‬
 ‫واﻟﺴﻜﻮت اﻟﻤﻨﻔﻲ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺤﺘﻤﻞ أﻧﮫ اﻟﺴﻜﻮت ﻟﻘﺮاءة دﻋﺎء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺸﻤﻞ اﻟﺴﻜﻮت ﻟﻘﺮاءة اﻻﺳﺘﻌﺎذة ‪ ،‬وﯾﺤﺘﻤﻞ أﻧﮫ‬
‫أﻋﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ اﻷول ‪ ...‬وﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺎذة ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫ﻗﻮﻻن ‪ ،‬واﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ‪] .‬اﻧﻈﺮ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ[‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﺼﻨﻊ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺮﻛﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﺼﻨﻊ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ إﻻ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ أﻗﺼﺮ ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ‪ .‬ﺣﯿﺚ " ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬وﺳﻮرﺗﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻄﻮل ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﻻ ﯾﻄﻮل ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول‬
‫ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺘﺸﮭﺪ‬

‫ﺛﻢ ﻛﺎن ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﯾﺠﻠﺲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻠﺘﺸﮭﺪ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼة رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻛﺎﻟﺼﺒﺢ " ﺟﻠﺲ ﻣﻔﺘﺮﺷﺎً "‬
‫اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ، .‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺠﻠﺲ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ و"ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺠﻠﺲ ﻓﻔﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﯿﺔ أو‬
‫اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬وأﻣﺮ ﺑﮫ "اﻟﻤﺴﺊ ﺻﻼﺗﮫ" ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪ " :‬ﻓﺈذا ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺼﻼة ﻓﺎﻃﻤﺌﻦ واﻓﺘﺮش ﻓﺨﺬك اﻟﯿﺴﺮى ﺛﻢ ﺗﺸﮭﺪ " أﺑﻮ‬
‫داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ ‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ":‬وﻧﮭﺎﻧﻲ ﺧﻠﯿﻠﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ إﻗﻌﺎء ﻛﺈﻗﻌﺎء‬
‫اﻟﻜﻠﺐ " اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ‪) ،‬واﻹﻗﻌﺎء ( ﻛﻤﺎ ﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة وﻏﯿﺮه ‪ ":‬وھﻮ أن ﯾﻠﺰق اﻟﺮﺟﻞ أﻟﯿﺘﮫ ﺑﺎﻷرض ‪،‬‬
‫وﯾﻨﺼﺐ ﺳﺎﻗﯿﮫ ‪ ،‬وﯾﻀﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻌﻲ اﻟﻜﻠﺐ ‪ ".‬وھﺬا ﻏﯿﺮ اﻹﻗﻌﺎء اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن إذا ﻗﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ وﺿﻊ ﻛﻔﮫ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬه )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪:‬رﻛﺒﺘﮫ( اﻟﯿﻤﻨﻰ ‪ ،‬ووﺿﻊ ﻛﻔﮫ اﻟﯿﺴﺮى ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬه )وﻓﻲ رواﯾﺔ‬
‫‪ :‬رﻛﺒﺘﮫ ( اﻟﯿﺴﺮى " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ" ‪.‬‬
‫و "ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻀﻊ ﺣﺪ ﻣﺮﻓﻘﮫ اﻷﯾﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬه اﻟﯿﻤﻨﻰ " أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬
‫ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺪ ﻣﺮﻓﻘﮫ اﻷﯾﻤﻦ ‪ :‬أي ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﺮﻓﻘﮫ اﻷﯾﻤﻦ ‪ ،‬وﻛﺄن اﻟﻤﺮاد أﻧﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺠﺎﻓﻲ ﻣﺮﻓﻘﮫ ﻣﻦ ﺟﻨﺒﮫ وﻗﺪ ﺻﺮح‬
‫ﺑﺬﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ " اﻟﺰاد " ‪.‬‬
‫و " ﻧﮭﻰ رﺟﻼً وھﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻣﻌﺘﻤﺪاً ﻋﻠﻰ ﯾﺪه اﻟﯿﺴﺮى ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﻘﺎل إﻧﮭﺎ ﺻﻼة اﻟﯿﮭﻮد " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ‬
‫اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ‪) :‬ﻻ ﺗﺠﻠﺲ ھﻜﺬا ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ھﺬه ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺬﺑﻮن( أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ آﺧﺮ " ھﻲ ﻗِﻌﺪة اﻟﻤﻐﻀﻮب ﻋﻠﯿﮭﻢ "ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق وﺻﺤﺤﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ " أﺣﻜﺎﻣﮫ "‪.‬‬

‫ﺗﺤﺮﯾﻚ اﻷﺻﺒﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ‬

‫و" ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﯾﺒﺴﻂ " ﻛﻔﮫ اﻟﯿﺴﺮى ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﮫ اﻟﯿﺴﺮى ‪،‬وﯾﻘﺒﺾ أﺻﺎﺑﻊ ﻛﻔﯿﮫ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻛﻠﮭﺎ ‪ ،‬وﯾﺸﯿﺮ ﺑﺄﺻﺒﻌﮫ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ اﻹﺑﮭﺎم إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ وﯾﺮﻣﻲ ﺑﺒﺼﺮه إﻟﯿﮭﺎ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن إذا أﺷﺎر ﺑﺄﺻﺒﻌﮫ وﺿﻊ إﺑﮭﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ أﺻﺒﻌﮫ اﻟﻮﺳﻄﻰ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﺎرةً " ﻛﺎن ﯾﺤﻠﻖ ﺑﮭﻤﺎ ﺣﻠﻘﺔ " أﺑﻮ داود و اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ اﻟﺠﺎرود ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻘﻦ ‪.‬‬
‫و "ﻛﺎن ﯾﺤﺮك أﺻﺒﻌﮫ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﮭﺎ " أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ اﻟﺠﺎرود ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻘﻦ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ ‪ :‬ﻓﻔﯿﮫ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﯾﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻹﺷﺎرة وﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻜﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻼم ‪ ..‬وأﻣﺎ وﺿﻊ اﻷﺻﺒﻊ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻹﺷﺎرة أو ﺗﻘﯿﯿﺪھﺎ ﺑﻮﻗﺖ اﻟﻨﻔﻲ واﻹﺛﺒﺎت ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ أﺻﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﮭﺎ ﺑﺪﻻﻟﺔ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ...... ،‬وأﻣﺎ‬
‫ﺣﺪﯾﺚ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺤﺮﻛﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﺳﻨﺎده ﻛﻤﺎ ﺣﻘﻘﺘﮫ ﻓﻲ " ﺿﻌﯿﻒ أﺑﻲ داود ‪ " ١٧٥‬وﻟﻮ ﺛﺒﺖ ﻓﮭﻮ ﻧﺎف ‪ ،‬وﺣﺪﯾﺚ‬
‫اﻟﺒﺎب ﻣﺜﺒﺖ ‪ ،‬واﻟﻤﺜﺒﺖ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﻓﻲ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﺮوف ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪] .‬اﻧﻈﺮ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪-‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ[‬
‫وﻛﺎن ﯾﻘﻮل " ﻟﮭﻲ أﺷﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺪ" ‪ .‬ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ‪.‬‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺰار وأﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺒﺨﺘﺮي ﻓﻲ " اﻵﻣﺎﻟﻰ " وﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻦ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ " واﻟﺮوﯾﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‬
‫‪.‬‬

‫اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول وﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﯿﮫ‬

‫ﺛﻢ ‪":‬ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺘﯿﻦ ) اﻟﺘﺤﯿﺔ ( ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن أول ﻣﺎ ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻌﺪة ‪ :‬اﻟﺘﺤﯿﺎت ﷲ " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻣﻦ رواﯾﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ ‪.‬‬
‫و " ﻛﺎن إذا ﻧﺴﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﯾﺴﺠﺪ ﻟﻠﺴﮭﻮ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫و ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﮭﺎ ﻓﯿﻘﻮل ‪ " :‬إذا ﻗﻌﺪﺗﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬اﻟﺘﺤﯿﺎت ﷲ وﻟﯿﺘﺨﯿﺮ أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء أﻋﺠﺒﮫ إﻟﯿﮫ ﻓﻠﯿﺪع اﷲ ﻋﺰ‬
‫وﺟﻞ ﺑﮫ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ " اﻟﻜﺒﯿﺮ " ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ )ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ( وﻇﺎھﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﺸﮭﺪ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﻻ ﯾﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ‪ ،‬وھﻮ ﻗﻮل اﺑﻦ ﺣﺰم رﺣﻤﮫ اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬

‫‪٦١‬‬
 ‫و ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻌﻠﻤﮭﻢ اﻟﺘﺸﮭﺪ ﻛﻤﺎ ﯾﻌﻠﻤﮭﻢ اﻟﺴﻮرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن "اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬و" اﻟﺴﱡﻨّﺔ إﺧﻔﺎؤه " أﺑﻮ داود و‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬

‫ﺳﺠﺪﺗﺎ اﻟﺴﮭﻮ ﻟﻤﻦ ﻧﺴﻲ اﻟﺠﻠﻮس ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول‬

‫*" ﻛﺎن إذا ﻧﺴﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﯾﺴﺠﺪ ﻟﻠﺴﮭﻮ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺑُﺤﯿﻨﺔ ‪ " :‬أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎم ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ وﻋﻠﯿﮫ ﺟﻠﻮس ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻢ ﺻﻼﺗﮫ ﺳﺠﺪ‬
‫ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ‪ ،‬ﯾﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺠﺪة ‪ ،‬وھﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﺳﺠﺪھﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﻌﮫ ‪ ،‬ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻧﺴﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﻮس " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬إذا ﻧﺴﻲ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ " ﺻﺤﯿﺢ ‪..‬أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬

‫ﺻﯿﻎ اﻟﺘﺸﮭﺪ‬
‫وﻋﻠﻤﮭﻢ أﻧﻮاﻋﺎً ﻣﻦ ﺻﯿﻎ اﻟﺘﺸﮭﺪ ‪:‬‬
‫ﺗﺸﮭﺪ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل ‪ " :‬ﻋﻠﻤﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺘﺸﮭﺪ ‪ ،‬وﻛَﻔّﻲ ﺑﯿﻦ ﻛﻔّﯿﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻌﻠﻤﻨﻲ اﻟﺴﻮرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ‪:‬‬
‫اﻟﺘﺤﯿﺎت ﷲ ‪ ،‬واﻟﺼﻠﻮات واﻟﻄﯿﺒﺎت اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎد اﷲ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ]ﻓﺈﻧﮫ إذا‬
‫ﻗﺎل ذﻟﻚ أﺻﺎب ﻛﻞ ﻋﺒﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض[ أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ ] وھﻮ ﺑﯿﻦ ﻇﮭﺮاﻧﯿﻨﺎ‬
‫‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺒﺾ ﻗﻠﻨﺎ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ [ اﻟﺒﺨﺎري و ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ ‪ :‬وﻗﻮل اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد " ﻗﻠﻨﺎ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ "‪ ،‬ﯾﻌﻨﻲ ﺑﻌﺪ أن ﻣﺎت اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺪﻟﻮا‬
‫ﻋﻦ ذﻟﻚ وﻗﺎﻟﻮا ‪ ":‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ " وﻻﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺘﻮﻗﯿﻒ ﻣﻨﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﯾﺆﯾﺪه أن ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻤﮭﻢ اﻟﺘﺸﮭﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة " اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ " رواه اﻟﺴﺮاج ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه ‪ ،‬واﻟﻤﺨﻠﺺ ﻓﻲ " اﻟﻔﻮاﺋﺪ " ﺑﺴﻨﺪﯾﻦ‬
‫ﺻﺤﯿﺤﯿﻦ ‪.‬‬

‫ﺗﺸﮭﺪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪:‬‬

‫ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﺘﺸﮭﺪ ﻛﻤﺎ ﯾﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﺴﻮرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﯾﻘﻮل‪ :‬اﻟﺘﺤﯿﺎت اﻟﻤﺒﺎرﻛﺎت واﻟﺼﻠﻮات‬
‫اﻟﻄﯿﺒﺎت ﷲ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎد اﷲ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأﺷﮭﺪ‬
‫أن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ ) وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ ( رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬

‫ﺗﺸﮭﺪ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪:‬‬

‫ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ ‪:‬‬

‫اﻟﺘﺤﯿﺎت ﷲ واﻟﺼﻠﻮات واﻟﻄﯿﺒﺎت ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬و رﺣﻤﺔ اﷲ‪ ....‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ :‬زدت ﻓﯿﮭﺎ )وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ ( اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻨﺎ‬
‫وﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎد اﷲ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ :‬وزدت ﻓﯿﮭﺎ ‪) :‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ( وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه‬
‫ورﺳﻮﻟﮫ " أﺑﻮ داود واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ ‪ :‬ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ )ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ( ھﺎﺗﺎن اﻟﺰﯾﺎدﺗﺎن ﺛﺎﺑﺘﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺰدھﻤﺎ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬وﺣﺎﺷﺎه ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ،‬إﻧﻤﺎ أﺧﺬھﻤﺎ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺬﯾﻦ رَوَوْھﺎ ﻋﻨﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺰادھﺎ ھﻮ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﮭﺪه اﻟﺬي ﺳﻤﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮةً‪.‬‬

‫ﺗﺸﮭﺪ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي ‪:‬‬

‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬وإذا ﻛﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻌﺪة ﻓﻠﯿﻜﻦ ﻣﻦ أول ﻗﻮل أﺣﺪﻛﻢ ‪ :‬اﻟﺘﺤﯿﺎت اﻟﻄﯿﺒﺎت ‪ ،‬اﻟﺼﻠﻮات ﷲ ‪ ،‬اﻟﺴﻼم‬
‫ﻋﻠﯿﻚ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎد اﷲ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ]وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ [ و‬
‫أﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ" ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬

‫ﺗﺸﮭﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪:‬‬

‫ﻛﺎن ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﺘﺸﮭﺪ و ھﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪ :‬ﯾﻘﻮل ﻗﻮﻟﻮا ‪ :‬اﻟﺘﺤﯿﺎت ﷲ ‪ ،‬اﻟﺰاﻛﯿﺎت ﷲ ‪ ،‬اﻟﻄﯿﺒﺎت ﷲ ‪ ،‬اﻟﺼﻠﻮات ﷲ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ‪....‬‬
‫إﻟﺦ ﻣﺜﻞ ﺗﺸﮭﺪ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ .‬رواه ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫و اﻟﺤﺪﯾﺚ وإن ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻮﻓﺎً ﻓﮭﻮ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺮﻓﻮع ﻷن ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺎل ﺑﺎﻟﺮأي ‪.‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻮﺿﻌﮭﺎ وﺻﯿﻐﮭﺎ‬

‫و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول وﻏﯿﺮه " أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬‬

‫‪٦٢‬‬
 ‫وﺷﺮع ذﻟﻚ ﻷﻣﺘﮫ ﺣﯿﺚ أﻣﺮھﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﮫ ‪ ...‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﯿﻒ ﻧﺴﻠﻢ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻜﯿﻒ ﻧﺼﻠﻲ‬
‫ﻋﻠﯿﻚ ؟ ﻗﺎل" ﻓﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪٌ ﻣﺠﯿﺪ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ ..‬اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻟﻢ ﯾﺨﺺ ﺗﺸﮭﺪ دون ﺗﺸﮭﺪ ‪ ،‬ﻓﻔﯿﮫ دﻟﯿﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷو ل وھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "اﻷم " وھﻮ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻋﻨﺪ‬
‫أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻛﻤﺎ ﺻﺮح ﺑﮫ اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻮع ‪ ،‬واﺳﺘﻈﮭﺮه ﻓﻲ " اﻟﺮوﺿﺔ " )‪ ٢٦٣ -١‬ﻃﺒﻊ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻲ ( ‪ ،‬وھﻮ اﺧﺘﯿﺎر‬
‫اﻟﻮزﯾﺮ اﺑﻦ ھُﺒﯿﺮة اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻓﻲ " اﻹﻓﺼﺎح " ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﮫ اﺑﻦ رﺟﺐ ﻓﻲ "ذﯾﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت " )‪ (٢٨٠-١‬وأﻗﺮه ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎءت أﺣﺎدﯾﺚ ﻛﺜﯿﺮة‬
‫ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻓﯿﮭﺎ أﯾﻀﺎً اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺗﺸﮭﺪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫أن اﻟﻘﻮل ﺑﻜﺮاھﺔ اﻟﺰﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ ﻋﻠﻰ "اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ " ﻣﻤﺎ ﻻ أﺻﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺑﺮھﺎن ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻧﺮى أن ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻨﻔﺬ أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺘﻘﺪم "‬
‫ﻓﻘﻮﻟﻮا اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪....‬إﻟﺦ‪] .‬وھﺬا ھﻮ ﻗﻮل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ وأﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ[‪.‬‬

‫وﻋﻠﻤﮭﻢ أﻧﻮاﻋﺎً ﻣﻦ ﺻﯿﻎ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬‬

‫"اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أھﻞ ﺑﯿﺘﮫ ‪،‬وﻋﻠﻰ أزواﺟﮫ وذرﯾﺘـــــﮫ ﻛﻤــﺎ‬
‫ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آل ﺑﯿﺘﮫ وﻋﻠﻰ أزواﺟﮫ وذرﯾﺘﮫ ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ ‪ ،‬إﻧﻚ‬
‫ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ"‬
‫وھﺬ ﻛﺎن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﮫ ھﻮ ﻧﻔﺴﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺤﺎوي ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫"اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ ] إﺑﺮاھﯿﻢ وﻋﻠﻰ[ آل إﺑﺮاھﯿﻢ إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪٌ ﻣﺠﯿﺪ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ ]إﺑﺮاھﯿﻢ وﻋﻠﻰ[ آل إﺑﺮاھﯿﻢ ‪،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﻨﺪه ‪ ،‬وﻗﺎل ھﺬا ﺣﺪﯾﺚ‬
‫ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﮫ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ أﻛﺮﻣﮫ اﷲ ‪ :‬ھﺎﺗﺎن اﻟﺰﯾﺎدﺗﺎن أي اﻟﻠﺘﺎن ﺑﯿﻦ اﻷﻗﻮاس ﺛﺎﺑﺘﺘﺎن ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻄﺤﺎوي‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وأﺣﻤﺪ ‪ ،‬وﻛﺬا اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﺟﺎءت أﯾﻀﺎًﻣﻦ ﻃﺮق أﺧﺮى ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﯿﻎ " ﻓﻼ ﺗﻐﺘﺮ ﺑﻘﻮل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ " ﺟﻼء اﻷﻓﮭﺎم "‬
‫ﺗﺒﻌﺎً ﻟﺸﯿﺨﮫ اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ " اﻟﻔﺘﺎوي‬
‫)‪ " : (١٦-١‬وﻟﻢ ﯾﺠﺊ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻓﯿﮫ ﻟﻔﻆ اﺑﺮاھﯿﻢ وآل إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﻌﺎً "‪ ...‬ﻓﮭﺎ ﻗﺪ ﺟﺌﻨﺎك ﺑﮫ ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪ ،‬وھﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ‬
‫ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ]أى ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ [ ]ودﻗﺔ ﺗﺘﺒﻌﮫ ﻟﻠﺮواﯾﺎت واﻷﻟﻔﺎظ واﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪] [...‬اﻧﻈﺮ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ[‪.‬‬
‫"اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ اﺑﺮاھﯿﻢ وآل اﺑﺮاھﯿﻢ إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آل‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ اﺑﺮاھﯿﻢ وآل اﺑﺮاھﯿﻢ إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ " أﺣﻤﺪ و اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ ﯾﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه " ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫"اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻣﻲّ وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻣﻲ وﻋﻠﻰ آل‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ ‪ ،‬ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻷﻟﻔﺎظ‪:‬‬
‫اﻟﺼﻠﻮات ﷲ ‪ :‬أي اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺮاد ﺑﮭﺎ ﺗﻌﻈﯿﻢ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ھﻮ ﻣﺴﺘﺤﻘﮭﺎ ﻻ ﺗﻠﯿﻖ ﺑﺄﺣﺪ ﺳﻮاه ‪"..‬ﻧﮭﺎﯾﺔ " ‪.‬‬
‫اﻟﻄﯿﺒﺎت ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﻃﺎب ﻣﻦ ااﻟﻜﻼم وﺣﺴﻦ أن ﯾﺜﻨﻰ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﻤﺎ ﯾﻠﯿﻖ ﺑﺠﻼﻟﮫ دون ﺳﻮاه ‪.‬‬
‫اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ ‪ :‬ﻣﻌﻨﺎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺬ ﺑﺎﷲ واﻟﺘﺤﺼﯿﻦ ﺑﮫ ‪،‬ﻓﺈن اﻟﺴﻼم اﺳﻢ ﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮه ‪ :‬اﷲ ﻋﻠﯿﻚ ﺣﻔﯿﻆ وﻛﻔﯿﻞ ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺎل " اﷲ‬
‫ﻣﻌﺎك " أي ﺑﺎﻟﺤﻔﻆ واﻟﻤﻌﻮﻧﺔ واﻟﻠﻄﻒ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ إن ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻊ آل ﺑﯿﺘﮫ وﺻﻼﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻊ آل‬
‫إﺑﺮاھﯿﻢ ﻷﻧﮫ ﻣﻨﮭﻢ ‪ ،‬أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﻊ آل ﺑﯿﺘﮫ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﻨﺎ ﻋﻠﻰ آل‬
‫اﺑﺮاھﯿﻢ وﻓﯿﮭﻢ اﻷﻧﺒﯿﺎء ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﮭﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺰﯾﺔ ﺗﻠﯿﻖ ﺑﮭﻢ ‪] .‬اﻧﻈﺮ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ[‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬‬

‫ﺻﻼة اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﯿﮫ أي ﺛﻨﺎؤه ﻋﻠﯿﮫ وﺗﻌﻈﯿﻤﮫ ‪ ،‬وﺻﻼة اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ﻋﻠﯿﮫ أي ﻃﻠﺐ ذﻟﻚ ﻟﮫ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬واﻟﻤﺮاد ﻃﻠﺐ اﻟﺰﯾﺎدة‬
‫ﻻ ﻃﻠﺐ أﺻﻞ اﻟﺼﻼة " ‪. .‬وھﺬا ھﻮ ﻗﻮل أﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ذﻛﺮه اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ ،‬ورد اﻟﻘﻮل اﻟﻤﺸﮭﻮر أن ﺻﻼة اﻟﺮب اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻓﺼﻞ‬
‫ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ " ﺟﻼء اﻷﻓﮭﺎم " ﺑﻤﺎ ﻻ ﻣﺰﯾﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺮاﺟﻌﮫ‪.‬‬
‫وﺑﺎرك‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺒﺮﻛﺔ ‪ ،‬وھﻲ اﻟﻨﻤﺎء واﻟﺰﯾﺎدة ‪ ،‬ﻓﮭﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﯾﺘﻀﻤﻦ إﻋﻄﺎؤه ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺮ ﻣﺎ أﻋﻄﺎه آل اﺑﺮاھﯿﻢ‬
‫‪،‬إداﻣﺘﮫ وﺛﺒﻮﺗﮫ ‪ ،‬وﻣﻀﺎﻋﻔﺘﮫ ‪.‬‬
‫وھﻨﺎك رواﯾﺎت أﺧﺮى ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذﻛﺮھﺎ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬ﻓﻤﻦ أراد أن ﯾﺴﺘﺰﯾﺪ ﻓﻠﯿﺮاﺟﻌﮭﺎ ﻓﻲ ]ﺻﻔﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ[‪.‬‬

‫اﻟﻘﯿﺎم إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺛﻢ اﻟﺮاﺑﻌﺔ‬

‫ﺛﻢ " ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻨﮭﺾ اﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻜﺒﺮاً " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻗﺎم ﻣﻦ اﻟﻘﻌﺪة ﻛﺒﺮ ﺛﻢ ﻗﺎم " رواه أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه ‪.‬‬

‫‪٦٣‬‬
 ‫و " أﻧﮫ ﻛﺎن إذا ﻗﺎم ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ رﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬ھﺬا ﻣﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ وﺻﻒ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻧﮫ ﻛﺎن إذا ﻗﺎم ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ رﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﺣﺬو ﻣﻨﻜﺒﯿﮫ وﻛﺒﺮ " أﺑﻮ داود‬
‫و أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫و"ﻛﺎن إذا أراد اﻟﻘﯿﺎم اﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻗﺎل ‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ أﺣﯿﺎﻧﺎً " أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫"ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ " وﻗﺪ أﻣﺮ اﻟﻤﺴﺊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﺑﻘﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﺣﯿﺚ ﻗﺎل ﻟﮫ ﺑﻌﺪ أن أﻣﺮه‬
‫ﺑﻘﺮاءﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ "ﺛﻢ اﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ ﻛﻠﮭﺎ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن رﺑﻤﺎ أﺿﺎف إﻟﯿﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ﺑﻀﻊ آﯾﺎت ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﯿﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ "ﻛﺎن ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷﺧﺮﯾﯿﻦ أﻗﺼﺮ‬
‫ﻣﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻗﺪر اﻟﻨﺼﻒ ‪ .‬ﻗﺪر ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة آﯾﺔ " أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ورﺑﻤﺎ اﻗﺘﺼﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﻘﻨﻮت ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮازل‬

‫و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا أراد أن ﯾﺪﻋﻮ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ أو ﯾﺪﻋﻮ ﻷﺣﺪ ﻗﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻛﻮع ‪ ،‬إذا ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻊ اﷲ‬
‫ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ رﺑﻨﺎ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫و"ﻛﺎن ﯾﺠﮭﺮ ﺑﺪﻋﺎﺋﮫ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫و "ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ " أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫و" ﯾﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﮫ " أﺑﻮ داود اﻟﺴﺮاج وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫و" ﻛﺎن ﯾﻘﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻛﻠﮭﺎ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﺴﺮاج واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ﺑﺴﻨﺪﯾﻦ ﺣﺴﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻨﮫ " ﻛﺎن ﻻ ﯾﻘﻨﺖ ﻓﯿﮭﻤﺎ إﻻ إذ ا دﻋﺎ ﻟﻘﻮم أو دﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮم " اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ واﻟﺨﻄﯿﺐ ﻓﻲ "ﻛﺘﺎب اﻟﻘﻨﻮت " ﺑﺴﻦ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺞِ اﻟﻮﻟﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﯿﺪ ‪ ،‬وﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ھﺸﺎم وﻋﯿﺎش ﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﯿﻌﺔ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﺷﺪد وﻃﺄﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﻣُﻀﺮ واﺟﻌﻠﮭﺎ ﺳﻨﯿﻦ‬
‫ﻛﺴﻨﻲ ﯾﻮﺳﻒ ] اﻟﻠﮭﻢ اﻟﻌﻦ ﻟﺤﯿﺎن ورﻋﻼً وذَﻛﻮان ‪ ،‬وﻋُﺼﯿﱠﺔ ﻋﺼﺖ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ [ اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ واﻟﺰﯾﺎدة ﻟﻤﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺠﻠﻮس ﻟﻠﺘﺸﮭﺪ اﻷﺧﯿﺮ‬

‫* "وﯾﻔﻀﻲ ﺑﻮرﻛﮫ اﻟﯿﺴﺮى إﻟﻰ اﻷرض وﯾﺨﺮج ﻗﺪﻣﯿﮫ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ واﺣﺪة" أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫* و "ﯾﺠﻌﻞ اﻟﯿﺴﺮى ﺗﺤﺖ ﻓﺨﺬه وﺳﺎﻗﮫ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫و"ﯾﻨﺼﺐ اﻟﯿﻤﻨﻰ" اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫ورﺑﻤﺎ "ﻓﺮﺷﮭﺎ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪ .‬أﺣﯿﺎﻧًﺎ‬
‫* و"ﻛﺎن ﯾﻠﻘﻢ ﻛﻔﮫ اﻟﯿﺴﺮى رﻛﺒﺘﮫ ‪ ،‬ﯾﺘﺤﺎﻣﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ" ﻣﺴﻠﻢ أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬
‫* وﺷﺮع ﻓﯿﮫ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺷﺮع ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول ‪ ،‬وﻗﺪ ﻣﻀﻰ ھﻨﺎك ذﻛﺮ اﻟﺼﯿﻎ اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﺻﻔﺔ‬
‫اﻟﺼﻼة ﻋﻠﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬

‫* وﻗﺪ "ﺳﻤﻊ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺟﻼً ﯾﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻟﻢ ﯾﻤﺠﺪ اﷲ وﻟﻢ ﯾﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻋﺠﻞ‬
‫ھﺬا" ﺛﻢ دﻋﺎه ﻓﻘﺎل ﻟﮫ وﻟﻐﯿﺮه ‪" :‬إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺒﺪأ ﺑﺘﺤﻤﯿﺪ رﺑﮫ ﺟﻞّ وﻋﺰ ‪ ،‬واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬ﻟﯿﺼﻞﱢ( ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﻤﺎ ﺷﺎء" أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫‪ ...‬ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ] ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ [ ‪" :‬واﻋﻠﻢ أن ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻟﺼﻼة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﺸﮭﺪ ﻟﻸﻣﺮ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ ذھﺐ إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮب اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﺮواﯾﺘﯿﻦ ‪،‬‬
‫وﺳﺒﻘﮭﻤﺎ إﻟﯿﮫ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻧﺴﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﺬوذ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺑﻮﺟﻮﺑﮭﺎ ﻓﻤﺎ أﻧﺼﻒ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻨﮫ اﻟﻔﻘﯿﮫ‬
‫اﻟﮭﯿﺜﻤﻲ ﻓﻲ "اﻟﺪر اﻟﻤﻨﻀﻮد ﻓﻲ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻘﺎم اﻟﻤﺤﻤﻮد" ‪.‬‬
‫* و"ﺳﻤﻊ رﺟﻼً ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻤﺠﺪ اﷲ وﺣﻤﺪه وﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ادعُ ﺗُﺠَﺐْ‬
‫‪ ،‬وَﺳَﻞْ ﺗُﻌْﻂَ" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺎذة ﻣﻦ أرﺑﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﻋﺎء‬

‫* وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪" :‬إذا ﻓﺮغ أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﮭﺪ ] اﻵﺧﺮ [ ﻓﻠﯿﺴﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﯾﻘﻮل ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺬاب ﺟﮭﻨﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻤﺤﯿﺎ واﻟﻤﻤﺎت ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ ] ﻓﺘﻨﺔ [ اﻟﻤﺴﯿﺢ اﻟﺪﺟﺎل ‪ ] ،‬ﺛﻢ ﯾﺪﻋﻮ ﻟﻨﻔﺴﮫ ﺑﻤﺎ ﺑﺪا ﻟﮫ [‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬
‫* و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﺗﺸﮭﺪه" أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫* و"ﻛﺎن ﯾﻌﻠﻤﮫ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ ﻛﻤﺎ ﯾﻌﻠﻤﮭﻢ اﻟﺴﻮرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻋﺎء ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻼم وأﻧﻮاﻋﮫ‬

‫‪٦٤‬‬
 ‫* وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﺑﺄدﻋﯿﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺎرةً ﺑﮭﺬا ‪ ،‬وﺗﺎرةً ﺑﮭﺬا ‪ ،‬وأﻗﺮ أدﻋﯿﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬و"أﻣﺮ اﻟﻤﺼﻠﻲ أن‬
‫ﯾﺘﺨﯿﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وھﺎك ھﻲ ‪:‬‬
‫* "اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻤﺴﯿﺢ اﻟﺪﺟﺎل ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻤﺤﯿﺎ واﻟﻤﻤﺎت ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧّﻲ‬
‫أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺄﺛﻢ واﻟﻤﻐﺮم" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬اﻟﻤﺄﺛﻢ ‪ :‬ھﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺄﺛﻢ ﺑﮫ اﻹﻧﺴﺎن ‪ ،‬أو ھﻮ اﻹﺛﻢ ﻧﻔﺴﮫ وﺿﻌًﺎ ﻟﻠﻤﺼﺪر ﻣﻮﺿﻊ اﻻﺳﻢ ‪.‬‬
‫اﻟﻤَﻐْﺮَم ‪ :‬ﯾﺮﯾﺪ ﺑﮫ اﻟﺪﱠﯾﻦ ﺑﺪﻟﯿﻞ ﺗﻤﺎم اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪" :‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻗﺎﺋﻞ ‪ :‬ﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻌﯿﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮم ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إنّ‬
‫اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻏَﺮِمَ ﺣَﺪﱠثَ ﻓﻜﺬب ‪ ،‬ووﻋﺪ ﻓﺄﺧﻠﻒ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ·‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﱢ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ وﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﻤﻞ" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﺷﺮ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ‪ :‬أي ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺌﺎت ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﻤﻞ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺤﺴﻨﺎت ‪ ،‬ﯾﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫* "اﻟﻠﮭﻢ ﺑﻌﻠﻤﻚ اﻟﻐﯿﺐ ‪ ،‬وﻗﺪرﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻖ أﺣﯿﻨﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺤﯿﺎة ﺧﯿﺮًا ﻟﻲ ‪ ،‬وﺗﻮﻓﻨﻲ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎة ﺧﯿﺮًا ﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ وأﺳﺄﻟﻚ‬
‫ﺧﺸﯿﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺤﻖ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬اﻟﺤﻜﻢ( واﻟﻌﺪل ﻓﻲ اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺮﺿﺎ ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﻘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮ‬
‫واﻟﻐﻨﻰ ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻧﻌﯿﻤًﺎ ﻻ ﯾﺒﯿﺪ ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻗﺮة ﻋﯿﻦ ] ﻻ ﺗﻨﻔﺪ وﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ [‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﺮﺿﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﺑَﺮْدَ اﻟﻌﯿﺶ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻟﻤﻮت ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻟﺬة اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﮭﻚ ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﺸﻮق إﻟﻰ ﻟﻘﺎﺋﻚ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺿﺮاء ﻣﻀﺮة ‪ ،‬وﻻ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻀﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ زﯾّﻨﺎ ﺑﺰﯾﻨﺔ‬
‫اﻹﯾﻤﺎن ‪ ،‬واﺟﻌﻠﻨﺎ ھﺪاة ﻣﮭﺘﺪﯾﻦ" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫* وﻋﻠﻢ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن ﯾﻘﻮل ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻇﻠﻤًﺎ ﻛﺜﯿﺮًا ‪ ،‬وﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﻐﻔﺮة ﻣﻦ ﻋﻨﺪك وارﺣﻤﻨﻲ إﻧّﻚ أﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮر اﻟﺮﺣﯿﻢ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* وأﻣﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أن ﺗﻘﻮل ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺮ ﻛﻠﮫ ] ﻋﺎﺟﻠﮫ وآﺟﻠﮫ [ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖُ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﻟﻢ أﻋﻠﻢ ‪،‬‬
‫وأﺳﺄﻟﻚ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ[ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﻗَﺮّبَ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻋﻤﻞ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬وﻣﺎ ﻗﺮب إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل‬
‫أو ﻋﻤﻞ ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ‬
‫] وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ [ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺮ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﺒﺪك ورﺳﻮﻟﻚ ] ﻣﺤﻤﺪ وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﱢ ﻣﺎ اﺳﺘﻌﺎذك ﻣﻨﮫ ﻋﺒﺪك ورﺳﻮﻟﻚ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ [ وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﻀﯿﺖ ﻟﻲ ﻣﻦ أﻣﺮ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻲ رﺷﺪاً" أﺣﻤﺪ واﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ واﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد‬
‫وﻏﯿﺮھﻢ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺧﺮﺟﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ )‪. (١٥٤٢‬‬
‫* و"ﻗﺎل ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﺸﮭﺪ ﺛﻢ أﺳﺄل اﷲَ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬أﻣﺎ واﷲ ﻣﺎ أُﺣْﺴِﻦُ دﻧﺪﻧﺘﻚ ‪ ،‬وﻻ دﻧﺪﻧﺔ‬
‫ﻣﻌﺎذ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺣﻮﻟﮭﺎ ﻧﺪﻧﺪن" أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬اﻟﺪﻧﺪﻧﺔ ‪ :‬أن ﯾﺘﻜﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻼم ﺗﺴﻤﻊ ﻧﻐﻤﺘﮫ وﻻ ﯾﻔﮭﻢ ‪.‬‬

‫* وﺳﻤﻊ رﺟﻼً ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﺗﺸﮭﺪه ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﯾﺎ اﷲ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬ﺑﺎﷲ( اﻟﻮاﺣﺪ اﻷﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻠﺪ وﻟﻢ ﯾﻮﻟﺪ ‪ ،‬وﻟﻢ‬
‫ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻛﻔﻮًا أﺣﺪ ‪ ،‬أن ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﻮﺑﻲ إﻧّﻚ أﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮر اﻟﺮﺣﯿﻢ" ﻓﻘﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﮫ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﮫ ‪ .‬أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫* وﺳﻤﻊ آﺧﺮ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﺗﺸﮭﺪه أﯾﻀًﺎ ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺄن ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬وﺣﺪك ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺎن ‪ ،‬ﯾﺎ ﺑﺪﯾﻊ‬
‫اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ‪ ،‬ﯾﺎ ذا اﻟﺠﻼل واﻹﻛﺮام ‪ ،‬ﯾﺎ ﺣﻲ ﯾﺎ ﻗﯿﻮم ] إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ [ اﻟﺠﻨﺔ وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻷﺻﺤﺎﺑﮫ ‪ :‬أﺗﺪرون ﺑﻤﺎ دﻋﺎ ؟ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ أﻋﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﻘﺪ دﻋﺎ اﷲ ﺑﺎﺳﻤﮫ اﻟﻌﻈﯿﻢ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪:‬‬
‫اﻷﻋﻈﻢ( اﻟﺬي إذا دﻋﻲ ﺑﮫ أﺟﺎب ‪ ،‬وإذا ﺳُﺌِﻞَ أﻋﻄﻰ" أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري )ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد( واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ‪ ،‬واﺑﻦ‬
‫ﻣﻨﺪه ﻓﻲ "اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ" ﺑﺄﺳﺎﻧﯿﺪ ﺻﺤﯿﺤﺔ ‪.‬‬
‫* وﻛﺎن ﻣﻦ آﺧﺮ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺸﮭﺪ واﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺪّﻣﺖُ ‪ ،‬وﻣﺎ أﺧّﺮتُ ‪ ،‬وﻣﺎ أﺳﺮرت ‪ ،‬وﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ ‪ ،‬وﻣﺎ أﺳﺮﻓﺖ‬
‫‪ ،‬وﻣﺎ أﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﮫ ﻣﻨﻲ ‪ ،‬أﻧﺖ اﻟﻤﻘﺪم ‪ ،‬وأﻧﺖ اﻟﻤﺆﺧﺮ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ‬
‫* ﺛﻢ "ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ‪" :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺮى ﺧﺪه اﻷﯾﻤﻦ ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﺴﺎره ‪" :‬اﻟﺴﻼم‬
‫ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ ﺣﺘﻰ ﯾﺮى ﺑﯿﺎض ﺧﺪه اﻷﯾﺴﺮ" أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫* وﻛﺎن أﺣﯿﺎﻧًﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻠﯿﻤﺔ اﻷوﻟﻰ ‪" :‬وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ" أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ وﻏﯿﺮھﻢ ‪.‬‬
‫* وﻛﺎن إذا ﻗﺎل ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ‪" :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ" اﻗﺘﺼﺮ ‪ -‬أﺣﯿﺎﻧًﺎ ‪ -‬ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره "اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ‬
‫واﻟﺴﺮاج ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫* وأﺣﯿﺎﻧًﺎ "ﻛﺎن ﯾﺴﻠﻢ ﺗﺴﻠﯿﻤﺔ واﺣﺪة ‪" :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ" ﺗﻠﻘﺎء وﺟﮭﮫ ‪ ،‬وﯾﻤﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﺸﻖ اﻷﯾﻤﻦ ﺷﯿﺌًﺎ ] أو ﻗﻠﯿﻼً [ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻀﯿﺎء ﻓﻲ "اﻟﻤﺨﺘﺎرة" وﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻓﻲ "اﻟﺴﻨﻦ" ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ "اﻷوﺳﻂ" ‪،‬‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‬
‫واﺑﻦ اﻟﻤﻠﻘﻦ ‪.‬‬
‫* و"ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺸﯿﺮون ﺑﺄﯾﺪﯾﮭﻢ إذا ﺳﻠﱠﻤﻮا ﻋﻦ اﻟﯿﻤﯿﻦ وﻋﻦ اﻟﺸﻤﺎل ‪ ،‬ﻓﺮآھﻢ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ‬
‫ﺗﺸﯿﺮون ﺑﺄﯾﺪﯾﻜﻢ ﻛﺄﻧﮭﺎ أذﻧﺎب ﺧﯿﻞ ﺷُﻤﺲ ؟ إذا ﺳﻠﻢ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﮫ وﻻ ﯾﻮﻣﺊ ﺑﯿﺪه ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻮا ﻣﻌﮫ أﯾﻀًﺎ ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ‬

‫‪٦٥‬‬
 ‫)وﻓﻲ رواﯾﺔ( ‪" :‬إﻧﻤﺎ ﯾﻜﻔﻲ أﺣﺪﻛﻢ أن ﯾﻀﻊ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬه ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ أﺧﯿﮫ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻨﮫ وﺷﻤﺎﻟﮫ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬
‫واﻟﺴﺮاج واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﺴﻼم‬
‫* وﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ...." :‬وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ )ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺼﻼة( اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ" ﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻘﻨﻮت ﻓﻲ اﻟﻮﺗﺮ‬
‫و"ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻨﺖ ﻓﻲ رﻛﻌﺔ اﻟﻮﺗﺮ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ وﻏﯿﺮه "أﺣﯿﺎﻧًﺎ" ‪ ...‬ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ أﻛﺮﻣﮫ‬
‫اﷲ "ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ" ‪" :‬إﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ أﺣﯿﺎﻧًﺎ ﻷن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺬﯾﻦ رَوَوْا اﻟﻮﺗﺮ ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮوا اﻟﻘﻨﻮت ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﻔﻌﻠﮫ داﺋﻤًﺎ ﻟﻨﻘﻠﻮه ﺟﻤﯿﻌًﺎ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻧﻌﻢ رواه ﻋﻨﮫ أُﺑﻲﱡ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ وﺣﺪه ‪ ،‬ﻓﺪل ﻋﻠﻰ أﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﻔﻌﻠﮫ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻓﻔﯿﮫ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻏﯿﺮ‬
‫واﺟﺐ واﻋﺘﺮف اﻟﻤﺤﻘﻖ اﺑﻦ اﻟﮭﻤﺎم ﻓﻲ "ﻓﺘﺢ اﻟﻘﺪﯾﺮ" ﺑﺄنّ اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮﺑﮫ ﺿﻌﯿﻒ ﻻ ﯾﻨﮭﺾ ﻋﻠﯿﮫ دﻟﯿﻞ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﻦ إﻧﺼﺎﻓﮫ وﻋﺪم‬
‫ﺗﻌﺼﺒﮫ ‪ ،‬ﻓﺈنّ ھﺬا اﻟﺬي رﺟﺤﮫ ھﻮ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺬھﺒﮫ" ‪.‬‬
‫"وﯾﺠﻌﻠﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﻛﻮع" اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻜﺒﺮى ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺑﺴﻨﺪ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻢ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن ﯾﻘﻮل ‪ ] :‬إذا ﻓﺮغ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻮﺗﺮ [ ‪:‬‬
‫"اﻟﻠﮭﻢ اھﺪﻧﻲ ﻓﯿﻤﻦ ھﺪﯾﺖ ‪ ،‬وﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﯿﻤﻦ ﻋﺎﻓﯿﺖ ‪ ،‬وﺗﻮﻟﻨﻲ ﻓﯿﻤﻦ ﺗﻮﻟﯿﺖ ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﯿﻤﺎ أﻋﻄﯿﺖ ‪ ،‬وﻗﻨﻲ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻗﻀﯿﺖ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻚ‬
‫ﺗﻘﻀﻲ وﻻ ﯾُﻘﻀﻰ ﻋﻠﯿﻚ ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺬل ﻣﻦ واﻟﯿﺖ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﺰﱡ ﻣﻦ ﻋﺎدﯾﺖ ‪ ،‬ﺗﺒﺎرﻛﺖ رﺑﻨﺎ وﺗﻌﺎﻟﯿﺖ ‪ ] .‬ﻻ ﻣﻨﺠﺎ ﻣﻨﻚ إﻻّ إﻟﯿﻚ [" ‪.‬اﺑﻦ‬
‫ﺧﺰﯾﻤﺔ وﻛﺬا اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺮﯾﺞ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي ﻗﺒﻠﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷﺧﯿﺮ‬
‫وﺟﻮب اﻟﺘﺸﮭﺪ‬
‫ﺛﻢ ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺘﻢ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﯾﺠﻠﺲ ﻟﻠﺘﺸﮭﺪ اﻷﺧﯿﺮ ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﻓﯿﮫ ﺑﻤﺎ أﻣﺮ ﻓﻲ اﻷول ‪ ،‬وﯾﺼﻨﻊ ﻓﯿﮫ ﻣﺎ‬
‫ﻛﺎن ﯾﺼﻨﻊ ﻓﻲ اﻷول إﻻّ أﻧﮫ "ﻛﺎن ﯾﻘﻌﺪ ﻓﯿﮫ ﻣﺘﻮرﻛًﺎ" اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫ﺧﺎﺗﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺻﻼﺗﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺘﻮي ﻓﯿﮫ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮد ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ‬
‫ﺑﻌﺾ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﺑﻞ إن ﻋﻤﻮم ﻗﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺻﻠّﻮا ﻛﻤﺎ رأﯾﺘﻤﻮﻧﻲ أُﺻﻠّﻲ" ﯾﺸﻤﻠﮭﻦ ‪ ،‬وھﻮ ﻗﻮل إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫"ﺗﻔﻌﻞ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻛﻤﺎ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﺮﺟﻞ" أﺧﺮﺟﮫ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺣﺪﯾﺚ اﻧﻀﻤﺎم اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﺎﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬ﻣﺮﺳﻞ ﻻ ﯾﺼﺢ ‪ ،‬رواه أﺑﻮ داود ﻓﻲ "اﻟﻤﺮاﺳﯿﻞ" ﻋﻦ ﯾﺰﯾﺪ‬
‫ﺑﻦ أﺑﻲ ﺣﺒﯿﺐ‪.‬‬
‫‪ -‬وأﻣﺎ ﻣﺎ رواه اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﺑﻨﮫ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﻧﺴﺎءه ﯾﺘﺮﺑﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺼﺢ إﺳﻨﺎده ‪،‬‬
‫ﻷن ﻓﯿﮫ ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻌﻤﺮي ‪ ،‬وھﻮ ﺿﻌﯿﻒ ‪.‬‬
‫‪ -‬وروى اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ "اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺼﻐﯿﺮ" ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ أم اﻟﺪرداء ‪" :‬أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮭﺎ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻓﻘﯿﮭﺔ" ‪.‬‬

‫*ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﮫ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ]اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮي ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ [ ﻧﻘﻠﺘﮫ ﺑﺘﺼﺮف ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ]ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮاھﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ[ ﻟﻠﺸﯿﺦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﻓﺈﻧﮫ أدق ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ھﺬ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﻠﻰ وﺟﮫ‬
‫اﻷرض‪ ،‬ﻓﺠﺰاه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺧﯿﺮاً‪.‬‬

‫‪٦٦‬‬
 ‫ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺼﻼة‬

‫ﻟﻠﺼﻼة ﻓﺮاﺋﺾ وأرﻛﺎن ﺗﺘﺮﻛﺐ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا ﺗﺨﻠﻒ ﻓﺮض ﻣﻨﮭﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ وﻻ ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮭﺎ ﺷﺮﻋﺎً ‪ .‬وھﺬا ﺑﯿﺎﻧﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﻨﯿﺔ ‪:‬‬
‫ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ }:‬وﻣﺎ أﻣﺮوا إﻻ ﻟﯿﻌﺒﺪوا اﷲ ﻣﺨﻠﺼﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﺪﯾﻦ { اﻟﺒﯿﻨﺔ آﯾﺔ "‪ ،"٥‬وﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إﻧﻤﺎ‬
‫اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ اﻣﺮئ ﻣﺎ ﻧﻮى ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ھﺠﺮﺗﮫ إﻟ ﻰ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ ﻓﮭﺠﺮﺗ ﮫ اﻟ ﻰ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻛﺎﻧ ﺖ ھﺠﺮﺗ ﮫ‬
‫ﻟﺪﻧﯿﺎ ﯾﺼﯿﺒﮭﺎ أو اﻣﺮأة ﯾﻨﻜﺤﮭﺎ ﻓﮭﺠﺮﺗﮫ اﻟﻰ ﻣﺎ ھﺎﺟﺮ إﻟﯿﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺠﺮﺗﮫ اﻟﻰ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ‪ :‬أي ھﺠﺮﺗﮫ راﺑﺤﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺠﺮﺗﮫ اﻟﻰ ﻣﺎ ھﺎﺟﺮ اﻟﯿﮫ ‪ :‬أي ھﺠﺮﺗﮫ ﺧﺴﯿﺴﺔ ﺣﻘﯿﺮة ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﮭﺎ ‪ :‬ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓ ﻲ ﻛﺘﺎﺑ ﮫ " إﻏﺎﺛ ﺔ اﻟﻠﮭﻔ ﺎن " ‪ ":‬اﻟﻨﯿ ﺔ ھ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺪ واﻟﻌ ﺰم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﻲء ‪ ،‬وﻣﺤﻠﮭ ﺎ اﻟﻘﻠ ﺐ ﻻ ﺗﻌﻠ ﻖ ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن أﺻﻼ ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻨﯿ ﺔ ﻟﻔ ﻆ ﺑﺤ ﺎل ‪ ،‬وھ ﺬه اﻟﻌﺒ ﺎرات اﻟﺘ ﻲ‬
‫أﺣﺪﺛﺖ ﻋﻨﺪ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻄﮭﺎرة واﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻗﺪ ﺟﻌﻠﮭﺎ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻣﻌﺘﺮﻛﺎً ﻷھﻞ اﻟﻮﺳﻮاس ﯾﺤﺒﺴﮭﻢ ﻋﻨﺪھﺎ وﯾﻌﺬﺑﮭﻢ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﯾﻮﻗﻌﮭﻢ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ‬
‫ﺗﺼﺤﯿﺤﮭﺎ ‪ .‬ﻓﺘﺮى أﺣﺪھﻢ ﯾﻜﺮرھﺎ ‪ ،‬وﯾﺠﮭﺪ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﻆ ‪ ،‬وﻟﯿﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﺷﻲء ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻻﺣﺮام ‪:‬‬

‫ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻋﻠ ﻲ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﻣﻔﺘ ﺎح اﻟﺼ ﻼة اﻟﻄﱠﮭ ﻮر ‪ .‬وﺗﺤﺮﯾﻤﮭ ﺎ اﻟﺘﻜﺒﯿ ﺮ ‪ ،‬وﺗﺤﻠﯿﻠﮭ ﺎ اﻟﺘﺴ ﻠﯿﻢ " رواه‬
‫اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﻗﺎل ‪ :‬ھﺬا أﺻﺢﱡ ﺷﻲء ﻓﻲ ھﺬا ااﻟﺒﺎب وأﺣﺴﻦ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﺑﻦ اﻟﺴﻜﻦ ‪،‬‬
‫وﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﻮﻟﮫ ‪ ،‬وﯾﺘﻌ ﯿﻦ ﻟﻔ ﻆ " اﷲ أﻛﺒ ﺮ " ﻟﺤ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ﺣﻤﯿ ﺪ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﺎن إذا ﻗﺎم اﻟﻰ اﻟﺼﻼة اﻋﺘﺪل ﻗﺎﺋﻤﺎً ورﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ " ‪ ،‬رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﺑﻦ‬
‫ﺣﺒﺎن ‪ .‬وﻣﺜﻠﮫ ﻣﺎ أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺰار ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ‪ :‬أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛ ﺎن إذا ﻗ ﺎم إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﻗﺎل ‪ ":‬اﷲ أﻛﺒﺮ " ‪ .‬وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻤﺴﻲء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺛﻢ ﯾﻘﻮل " اﷲ أﻛﺒﺮ " ‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﻟﻘﯿﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﺮض ‪:‬‬

‫وھﻮ واﺟﺐ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع ﻟﻤﻦ ﻗﺪر ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ "":‬ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳ ﻄﻰ ‪ ،‬وﻗﻮﻣ ﻮا ﷲ‬
‫ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ " اﻟﺒﻘﺮة ‪] .‬ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ ‪ :‬أي ﺧﺎﺷﻌﯿﻦ ﻣﺘﺬﻟﻠﯿﻦ [‪ .‬وﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼ ﯿﻦ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻛﺎﻧ ﺖ ﺑ ﻲ ﺑﻮاﺳ ﯿﺮ ‪ ،‬ﻓﺴ ﺄﻟﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ؟ ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﺻﻞﱢ ﻗﺎﺋﻤﺎً ‪ ،‬ﻓــــــﺈن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻘﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻰ ﺟﻨﺐ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وﻋﻠﻰ ھﺬا‬
‫اﺗﻔﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬

‫اﻟﻘﯿﺎم ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻞ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻨﻔﻞ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز أن ﯾﺼﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻌﻮد ﻣﻊ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ‪ ،‬إﻻ أن ﺛﻮاب اﻟﻘﺎﺋﻢ أﺗﻢ ﻣﻦ ﺛﻮاب اﻟﻘﺎﻋﺪ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﺣُﺪﺛﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﺻ ﻼة اﻟﺮﺟ ﻞ ﻗﺎﻋ ﺪاً ﻧﺼ ﻒ اﻟﺼ ﻼة " رواه اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﺮض ‪:‬‬

‫وﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﺮض ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻗﺪرﺗﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻜﻠﻒ اﷲ ﻧﻔﺴﺎً إﻻ وﺳﻌﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﮫ أﺟﺮه ﻛﺎﻣﻼً ﻏﯿﺮ ﻣﻨﻘ ﻮص ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬إذا ﻣﺮض اﻟﻌﺒﺪ أو ﺳﺎﻓﺮ ﻛﺘﺐ اﷲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﻤﻠﮫ وھﻮ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﻘﯿﻢ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫‪ -٤‬ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﻣﻦ رﻛﻌﺎت اﻟﻔﺮض واﻟﻨﻔﻞ ‪:‬‬

‫ﻗﺪ ﺻﺤﺖ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻓﻲ اﻓﺘﺮاض ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﻛ ﻞ رﻛﻌ ﺔ ‪ ،‬وﻣ ﺎ داﻣ ﺖ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺻ ﺤﯿﺤﺔ ﺻ ﺮﯾﺤﺔ ﻓ ﻼ ﻣﺠ ﺎل ﻟﻠﺨ ﻼف‬
‫وﻻ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﮫ وﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻋﻦ ﻋُﺒﺎدة ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ .‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻻ ﺻﻼة‬
‫ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻘﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺻﻼة ﻟﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺄم اﻟﻘﺮآن ‪ -‬وﻓﻲ‬
‫رواﯾﺔ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ‪-‬ﻓﮭﻲ ﺧﺪاج‬
‫ھﻲ ﺧﺪاج ” رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬ﺧﺪاج ]ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻏﯿﺮ ﺗﺎﻣﺔ [‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﺴﻦ ﻓﺮض اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ‪:‬‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ رﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ راﻓﻊ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻢ رﺟﻼً اﻟﺼﻼة ﻓﻘﺎل ‪ “:‬إن ﻛﺎن ﻣﻌﻚ ﻗﺮآن ﻓﺎﻗﺮأ وإﻻ ﻓﺎﺣﻤ ﺪه‬
‫وﻛﺒﺮه وھﻠﻠﮫ ﺛﻢ ارﻛﻊ ” رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ أﺑﻲ داود‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﺣﻔﻈﮭﺎ ‪ ” :‬ﻗﻞ ﺳﺒﺤﺎن اﷲ واﻟﺤﻤﺪ ﷲ وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة‬
‫إﻻ ﺑﺎﷲ ” رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬

‫‪٦٧‬‬
‫*ﻣﻼﺣﻈﺔ‪-:‬اﻋﻠﻢ أن ﻗﺮاءة اﻹﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺮﯾﺔ ]اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ[ﺗﺠﺰئ ﻋﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻤﺄﻣﻮم ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻨﺎه ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪.‬‬

‫‪ -٥‬اﻟﺮﻛﻮع ‪:‬‬
‫وھﻮ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﯿﺘﮫ ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ }:‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ارﻛﻌﻮا واﺳﺠﺪوا ‪ {...‬اﻟﺤﺞ ‪٧٧‬‬
‫ﺑﻢ ﯾﺘﺤﻘﻖ ؟‬
‫ﯾﺘﺤﻘﻖ اﻟﺮﻛﻮع ﺑﺎﻻﻧﺤﻨﺎء ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺼﻞ اﻟﯿﺪان اﻟﻰ اﻟﺮﻛﺒﺘﯿﻦ ﻣﻊ ﺗﻔﺮﯾﺞ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻜﻔﯿﻦ وﻣﺪ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﺘﻤﻜﻦ ﻟﻠﺮﻛﻮع واﻟﻤُﻜْﺚِ ﻓﯿﮫ ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﺄﺧﺬه وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻤﺴﻲء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ” ﺛ ﻢ ارﻛ ﻊ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻄﻤ ﺌﻦ راﻛﻌ ﺎً ” ‪ ،‬وﻋ ﻦ‬
‫أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ “:‬أﺳﻮأ اﻟﻨﺎس ﺳﺮﻗﺔ اﻟﺬي ﯾﺴﺮق ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ"‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎرﺳ ﻮل اﷲ وﻛﯿ ﻒ‬
‫ﯾﺴﺮق ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ ؟ ﻗﺎل ‪ “:‬ﻻ ﯾﺘﻢﱡ رﻛﻮﻋﮭﺎ وﻻ ﺳﺠﻮدھﺎ ” أو ﻗﺎل ” ﻻ ﯾﻘﯿﻢ ﺻﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛ ﻮع واﻟﺴ ﺠﻮد ” رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ‬
‫واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ اﻹﺳﻨﺎد ‪ .‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺒﺪري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ “:‬ﻻ ﺗﺠ ﺰئ ﺻ ﻼة ﻻ‬
‫ﯾﻘﯿﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﺻﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ” رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪ ،‬وﻗﺎل ‪ :‬إﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‬
‫‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻋﻨﺪ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ وﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪھﻢ ‪ ،‬ﯾ ﺮون أن‬
‫ﯾﻘﯿﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﺻﻠﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وﻋﻦ ﺣﺬﯾﻔﺔ ‪ ":‬أﻧﮫ رأى رﺟﻼً ﻻ ﯾُﺘِﻢﱡ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻣﺎ ﺻﻠﯿﺖ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻣِﺖﱠ ﻣِﺖﱠ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮ اﷲ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺤﻤﺪاً ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫واﻟﺼﻠﺐ ‪ :‬اﻟﻈﮭﺮ‪.‬‬

‫‪ -٦‬اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع واﻻﻋﺘﺪال ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻣﻊ اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻘﻮل أﺑﻲ ﺣﻤﯿﺪ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬وإذا رﻓﻊ رأﺳﮫ اﺳﺘﻮى ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺣﺘﻰ ﯾﻌﻮد ﻛﻞ ﻓﻘﺎر إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧ ﮫ‬
‫" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ “:‬ﻓﻜﺎن إذا رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع ﻟﻢ‬
‫ﯾﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮي ﻗﺎﺋﻤﺎً ” رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﺛ ﻢ ارﻓ ﻊ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌﺘ ﺪل ﻗﺎﺋﻤ ﺎً " ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ .‬وﻋ ﻦ أﺑ ﻲ‬
‫ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ “:‬ﻻ ﯾﻨﻈﺮ اﷲ إﻟﻰ ﺻ ﻼة رﺟ ﻞ ﻻ ﯾﻘ ﯿﻢ ﺻ ﻠﺒﮫ ﺑ ﯿﻦ رﻛﻮﻋ ﮫ وﺳ ﺠﻮده" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﻤﻨﺬري ‪ :‬إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ ‪.‬‬

‫‪ -٧‬اﻟﺴﺠﻮد ‪:‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ وﺟﻮﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب وﺑﯿﻨﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﻟﻠﻤﺴﻲء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ‪ ":‬ﺛﻢ اﺳﺠﺪ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺳﺎﺟﺪاً ﺛﻢ ارﻓﻊ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﺛﻢ اﺳﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺳ ﺎﺟﺪاً " ‪ .‬ﻓﺎﻟﺴ ﺠﺪة اﻷوﻟ ﻰ واﻟﺮﻓ ﻊ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺛ ﻢ اﻟﺴ ﺠﺪة اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﻓﺮض ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﻣﻦ رﻛﻌﺎت اﻟﻔﺮض واﻟﻨﻔﻞ ‪.‬‬

‫أﻋﻀﺎء اﻟﺴﺠﻮد ‪:‬‬

‫أﻋﻀﺎء اﻟﺴﺠﻮد ‪ :‬اﻟﻮﺟﮫ ‪ ،‬واﻟﻜﻔﺎن ‪ ،‬واﻟﺮﻛﺒﺘﺎن ‪ ،‬واﻟﻘﺪﻣﺎن ‪ .‬ﻓﻌﻦ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ أﻧﮫ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ":‬إذا ﺳﺠﺪ اﻟﻌﺒﺪ ﺳﺠﺪ ﻣﻌ ﮫ ﺳ ﺒﻌﺔ آراب ‪ :‬وﺟﮭ ﮫ ‪ ،‬وﻛﻔ ﺎه ‪ ،‬ورﻛﺒﺘ ﺎه ‪ ،‬وﻗ ﺪﻣﺎه " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ اﻟﺒﺨ ﺎري ‪ .‬ﺳ ﺒﻌﺔ‬
‫آراب ‪ :‬أي ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻀﺎء ‪ .‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻻ ﺻﻼة ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﻤﺲ أﻧﻔﮫ اﻷرض ﻣﺎ ﯾﻤﺲ اﻟﺠﺒﯿﻦ " وھﻮ ﺣ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺮط‬
‫اﻟﺒﺨﺎري ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬

‫‪ -٨‬اﻟﻘﻌﻮد ﻟﻠﺘﺸﮭﺪ اﻷﺧﯿﺮ وﻗﺮاءة اﻟﺘﺸﮭﺪ ﻓﯿﮫ ‪:‬‬

‫ﺎ‬ ‫ﺮض ﻋﻠﯿﻨ‬ ‫ﻞ أن ﯾﻔ‬ ‫ﻮل ﻗﺒ‬ ‫ﺎ ﻧﻘ‬ ‫ﺎل ‪ :‬ﻛﻨ‬ ‫ﮫﻗ‬ ‫ﻌﻮد أﻧ‬ ‫ﻦ ﻣﺴ‬ ‫ﻦ اﺑ‬ ‫ﺪ ورد ﻋ‬ ‫وﻗ‬
‫اﻟﺘﺸﮭﺪ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﷲ ﻗﺒﻞ ﻋﺒﺎده ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺮﯾﻞ ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﯿﻜﺎﺋﯿﻞ ‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮا‬
‫‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﷲ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻮا ‪ :‬اﻟﺘﺤﯿﺎت ﷲ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ‪ .‬وھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ‬
‫أﻧﮫ ﻓُﺮض ﺑﻌﺪأن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻔﺮوﺿﺎً‪.‬‬

‫‪ -٩‬اﻟﺴﻼم ‪:‬‬
‫ﺛﺒﺘﺖ ﻓﺮﺿﯿﺔ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﻗﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻓﻌﻠﮫ ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺼﻼة اﻟﻄﮭﻮر وﺗﺤﺮﯾﻤﮭﺎ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪ ،‬وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ اﻟﺘﺴ ﻠﯿﻢ " رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وأﺑ ﻮ داود واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ .‬وﻗﺎل ‪ :‬ھﺬا أﺻﺢ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺒﺎ ب وأﺣﺴﻦ ‪ .‬وﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳ ﻌﺪ ﻋ ﻦ أﺑﯿ ﮫ ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﻛﻨ ﺖ أرى اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ وﻋﻦ ﯾﺴﺎره ﺣﺘﻰ ﯾﺮى ﺑﯿﺎض ﺧﺪه " ‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ .‬وﻋﻦ واﺋﻞ ﺑﻦ ﺣﺠ ﺮ ﻗ ﺎل‬
‫‪ ":‬ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﯾﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ‪ :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ " ‪ .‬وﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﮫ ‪":‬‬
‫اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ " رواه أﺑﻮ داود ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﺘﺴﻠﯿﻤﺔ اﻟﻮاﺣﺪة واﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺘﺴﻠﯿﻤﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺮى ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﺘﺴﻠﯿﻤﺔ اﻷوﻟﻰ ھﻲ اﻟﻔﺮض ‪ ،‬وأن اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨ ﺬر ‪ :‬أﺟﻤ ﻊ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أن ﺻ ﻼة ﻣ ﻦ‬
‫اﻗﺘﺼ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺴ ﻠﯿﻤﺔ واﺣ ﺪة ﺟ ﺎﺋﺰة ‪ .‬وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻗﺪاﻣ ﺔ ‪ ":‬وﻟ ﯿﺲ ﻧ ﺺ أﺣﻤ ﺪ ﺑﺼ ﺮﯾﺢ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮب اﻟﺘﺴ ﻠﯿﻤﺘﯿﻦ " ‪ ،‬إﻧﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ‪":‬‬

‫‪٦٨‬‬
‫اﻟﺘﺴﻠﯿﻤﺘﺎن أﺻﺢ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﯿﺠ ﻮز أن ﯾ ﺬھﺐ إﻟﯿ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﺮوﻋﯿﺔ ﻻ اﻹﯾﺠ ﺎب ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ذھ ﺐ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ‬
‫ﻏﯿﺮه ‪ ،‬وﻗﺪ دل ﻋﻠﯿﮫ ﻗﻮﻟﮫ ﻓﻲ رواﯾﺔ ‪:‬وأﺣﺐ إﻟﻲﱠ اﻟﺘﺴﻠﯿﻤﺘﺎن ‪ ،‬وﻷن ﻋﺎﺋﺸﺔ وﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ اﻷﻛﻮع وﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺪ رووا أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾﺴ ﻠﻢ ﺗﺴ ﻠﯿﻤﺔ واﺣ ﺪة ‪،‬وﻛ ﺎن اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮون ﯾﺴ ﻠّﻤﻮن ﺗﺴ ﻠﯿﻤﺔ واﺣ ﺪة " وﻓﯿﻤ ﺎ ذﻛﺮﻧ ﺎه ﺟﻤ ﻊ ﺑ ﯿﻦ اﻷﺧﺒ ﺎر‬
‫وأﻗﻮال اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮوع واﻟﻤﺴﻨﻮن ﺗﺴﻠﯿﻤﺘﯿﻦ ‪ ،‬واﻟﻮاﺟﺐ واﺣﺪة ‪ ،‬وﻗﺪ دل ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ھﺬا اﻹﺟﻤﺎع اﻟﺬي ذﻛﺮه اﺑ ﻦ‬
‫اﻟﻤﻨﺬر ‪ ،‬ﻓﻼ ﻣَﻌﺪل ﻋﻨﮫ ‪.‬‬

‫‪ -١٠‬اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺮض ﻣﻦ ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺼﻼة ‪:‬‬

‫واﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ‪ :‬ھﻲ اﻟﻤﻜﺚ زﻣﻨﺎً ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺮار اﻷﻋﻀ ﺎء ﻗ ﺪر أدﻧﺎھ ﺎ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﻤﻘ ﺪار ﺗﺴ ﺒﯿﺤﺔ ﻟﻸﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ اﻵﺗﯿ ﺔ‬
‫‪ ...":‬ﺛﻢ ارﻛﻊ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ راﻛﻌﺎً ‪ "......‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫" ‪....‬وإذا رﻓﻊ رأﺳﮫ اﺳﺘﻮى ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺣﺘﻰ ﯾﻌﻮد ﻛﻞ ﻓﻘﺎر إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﮫ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬واﻟﻔﻘﺎر ھﻲ ﻋﻈﺎم اﻟﻈﮭﺮ‪.‬‬
‫" ‪ ..‬ﺛﻢ اﺳﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺳﺎﺟﺪاً ‪ "...‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻟﺼﻼة‬

‫ﺑﻌﺪ أن ذﻛﺮﻧﺎ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺸﻔﻮﻋﺔ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ‪ ،‬وﺑﻌﺪ أن ذﻛﺮﻧﺎ ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﺑﻘﻲ أن ﻧُﻨﺒّ ﮫَ‬
‫إﻟﻰ ﺳﻨﻦ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﻗﺪ ذﻛﺮﻧﺎ أدﻟﺘﮭﺎ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻜﻔﯿﻨﺎ ھﻨﺎ اﻟﺘﻨﻮﯾﮫ إﻟﯿﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -١‬رﻓﻊ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﺣﺬو اﻟﻤﻨﻜﺒﯿﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﺣﺮام ‪ ،‬وﻋﻨﺪ اﻟﺮﻛﻮع وﻋﻨﺪ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻨﮫ وﻋﻨﺪ اﻟﻘﯿﺎم إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﻋﻨﺪ اﻟﻘﯿﺎم‬
‫اﻟﻰ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﻋﻨﺪ اﻟﮭﻮي إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻮد واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﺿﻊ اﻟﯿﺪ اﻟﯿﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺴﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪر ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬دﻋﺎء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬اﻹﺳﺮار ﺑﺪﻋﺎء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح واﻻﺳﺘﻌﺎذة واﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ‬
‫‪ -٦‬اﻟﻘﺮاءة ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﻟﺴﻜﺘﺔ ﺑﻌﺪ إﺗﻤﺎم اﻟﻘﺮاءة ‪.‬‬
‫‪ - ٨‬ﺗﻜﺒﯿﺮات اﻻﻧﺘﻘﺎل ‪.‬‬
‫‪ _ ٩‬اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻟﻠﻨﺎس ‪.‬‬
‫‪ - ١٠‬ھﯿﺌﺔ اﻟﺮﻛﻮع وأذﻛﺎر اﻟﺮﻛﻮع ‪.‬‬
‫‪ -١١‬أذﻛﺎر اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع ‪.‬‬
‫‪ - ١٢‬اﻟﮭَﻮْي إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻮد ‪ :‬واﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﯾﻀﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻗﺒﻞ رﻛﺒﺘﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪-١٣‬ھﯿﺌﺔ اﻟﺴﺠﻮد ‪.‬‬
‫‪ - ١٤‬أذﻛﺎر اﻟﺴﺠﻮد‪.‬‬
‫‪ -١٥‬ﺻﻔﺔ اﻟﺠﻠﻮس ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ ‪ :‬ﻓﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﯾﺠﻠﺲ ﻣﻔﺘﺮﺷﺎً وھﻮ أن ﯾﺜﻨﻲ رﺟﻠﮫ اﻟﯿﺴﺮى ﻓﯿﺒﺴﻄﮭﺎ وﯾﺠﻠﺲ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﯾﻨﺼﺐ رﺟﻠﮫ‬
‫اﻟﯿﻤﻨﻰ ﺟﺎﻋﻼً أﻃﺮاف أﺻﺎﺑﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -١٦‬اﻟﺪﻋﺎء ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺠﺪﺗﯿﻦ ‪.‬‬
‫‪ - ١٧‬ﺟﻠﺴﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -١٨‬ﺻﻔﺔ اﻟﺠﻠﻮس ﻟﻠﺘﺸﮭﺪ ‪.‬‬
‫‪ - ١٩‬اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷﺧﯿﺮ وﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ‪.‬‬
‫‪ -٢٠‬اﻷذﻛﺎر واﻷدﻋﯿﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻼم ‪.‬‬

‫ﻣﺒﻄﻼت اﻟﺼﻼة‬
‫)‪ (٢-١‬اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب ﻋﻤﺪاً ‪ ،‬ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻜﻼم ﻋﻤﺪاً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ } وﻗﻮﻣﻮا ﷲ ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ { ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ]أي ﺧﺎﺷﻌﯿﻦ ﻣﺘﺬﻟﻠﯿﻦ [ أﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﻧﺎﺳﯿﺎً أو ﺟ ﺎھﻼً أو ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ‬
‫ﻹﺻﻼح اﻟﺼﻼة ﻓﺼﻼﺗﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ أﻧﺎ أﺻﻠﻲ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻋﻄﺲ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ﯾﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪ ،‬ﻓﺮﻣﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮم ﺑﺄﺑﺼﺎرھﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬واﺛُﻜْﻞَ أﻣﺎه ! ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈﺮون إﻟﻲ ؟ ﻓﺠﻌﻠﻮا‬
‫ﯾﻀﺮﺑﻮن ﺑﺄﯾﺪﯾﮭﻢ ﻋﻠﻰ أﻓﺨﺎذھﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ رأﯾﺘﮭﻢ ﯾﺼﻤﺘﻮﻧﻨﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﺳﻜﺖ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺒ ﺄﺑﻲ وأﻣ ﻲ‬
‫ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻗﺒﻠﮫ وﻻ ﺑﻌﺪه أﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﯿﻤﺎً ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﻛﮭﺮﻧﻲ وﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ وﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل‪:‬إن ھﺬه اﻟﺼﻼة ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻓﯿﮭﺎ ﺷﻲء‬
‫ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﻨﺎس إﻧﻤﺎ ھﻲ اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن { رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬وﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ } ﺻ ﻠﻰ ﺑﻨ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ اﻟﻈﮭﺮ أو اﻟﻌﺼﺮ ﻓﺴﻠّﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ذو اﻟﯿﺪﯾﻦ ‪ :‬أَﻗُﺼّﺮت اﻟﺼﻼة أم ﻧﺴﯿﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺮ وﻟﻢ أﻧﺲ ‪ {...‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻋﻤﺪاً ؛ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ } وﻗﻮﻣﻮا ﷲ ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ { ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﺗﺮك رﻛﻦ أو ﺷﺮط ﻋﻤﺪاً ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ }ارﺟﻊ ﺻﻞِ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺼﻞِ ‪ {...‬ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻤﺴﻲء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ‪ ،‬أو ﻧﺴﯿﺎﻧﺎً ﺑﺎﺗﻔﺎق أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ وﯾﺠﺐ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻹﻋﺎدة ‪.‬‬
‫‪ -٦‬اﻟﻀﺤﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬

‫‪٦٩‬‬
 ‫ﻣﻜﺮوھﺎت اﻟﺼﻼة‬
‫‪ .١‬ﯾﻜﺮه ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ أن ﯾﺘﺮك ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻌﺒﺚ ﺑﺎﻟﺜﻮب أو اﻟﺒﺪن أو اﻟﺤﺼﻰ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ ﻣﻌﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺴﻮي اﻟﺘﺮاب ﺣﯿﺚ‬
‫ﯾﺴﺠﺪ ‪:‬إن ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻮاﺣﺪة { رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺘﺨﺼّﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻧﮭﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺨﺼ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة { رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﺘﺨﺼﺮ ھﻮ وﺿﻊ اﻟﯿﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺎﺻﺮة‪.‬‬
‫‪ .٤‬رﻓﻊ اﻟﺒﺼﺮ اﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻟﯿﻨﺘﮭﯿﻦ أﻗﻮام ﯾﺮﻓﻌﻮن أﺑﺼﺎرھﻢ اﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﻼة أو ﻟﺘﺨﻄﻔﻦ أﺑﺼﺎرھﻢ { رواه أﺣﻤﺪ‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‬
‫‪ .٥‬اﻹﺷﺎرة ﺑﺎﻟﯿﺪﯾﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻼم ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻼم ﺗﻮﻣﺌﻮن ﺑﺄﯾﺪﯾﻜﻢ ﻛﺄﻧﮭﺎ أذﻧﺎب ﺧﯿﻞ ﺷُ ﻤﺲ ؟ إﻧﻤ ﺎ ﯾﻜﻔ ﻲ أﺣ ﺪﻛﻢ أن ﯾﻀ ﻊ ﯾ ﺪه ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﺨﺬه ﯾﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ أﺧﯿﮫ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻨﮫ وﺷﻤﺎﻟﮫ { رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‬
‫‪ .٦‬ﺗﻐﻄﯿﺔ اﻟﻔﻢ واﻟﺴﺪل ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺴّ ﺪْلِ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة وأن ﯾﻐﻄ ﻲ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻓ ﺎه { رواه‬
‫اﻟﺨﻤﺴﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬واﻟﺴﺪل ‪ :‬أي أن ﯾﻤﺲ ﻃﺮف اﻟﺜﻮب اﻟﺴﻔﻠﻲ اﻷرض‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﺼﻼة ﺑﺤﻀﺮة اﻟﻄﻌﺎم ؛ أو ﻣﺪاﻓﻌﺔ اﻷﺧﺒﺜﯿﻦ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ }ﻻ ﯾﺼﻠﻲ أﺣﺪ ﺑﺤﻀﺮة اﻟﻄﻌ ﺎم وﻻ وھ ﻮ ﯾﺪاﻓﻌ ﮫ اﻷﺧﺒﺜ ﺎن { رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وأﺑﻮ داود واﻷﺧﺒﺜﺎن ھﻤﺎ اﻟﺒﻮل واﻟﻐﺎﺋﻂ واﻟﺮﯾﺢ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻟﺼﻼة ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﻮم ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } إذا ﻧﻌﺲ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺮﻗ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﯾ ﺬھﺐ ﻋﻨ ﮫ اﻟﻨ ﻮم ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ إذا ﺻ ﻠﻰ وھ ﻮ ﻧ ﺎﻋﺲ ﻟﻌﻠ ﮫ ﯾ ﺬھﺐ‬
‫ﯾﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﯿﺴﺐّ ﻧﻔﺴﮫ { رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻻﻟﺘﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ }إﯾﺎك واﻻﻟﺘﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﺈن اﻻﻟﺘﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ھﻠﻜ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن ﻻﺑ ﺪ ﻓﻔ ﻲ اﻟﺘﻄ ﻮع ﻻ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ {رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫‪.١٠‬ﻋﻘﺺ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺼﻠﻲ اﻟﺮﺟﻞ وھﻮ ﻋﺎﻗﺺ ﺷﻌﺮه { رواه أﺑﻮ‬
‫داود وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪.١١‬ﺗﻨﺨﻢ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﻗِﺒﻞ وﺟﮭﮫ أو ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } إذا ﻗﺎم أﺣﺪﻛﻢ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﮫ ﻓ ﻼ ﯾﺒ ﺰﻗﻦ ﻗِﺒ ﻞ ﻗﺒﻠﺘ ﮫ وﻟﻜ ﻦ ﻋ ﻦ ﯾﺴ ﺎره أو ﺗﺤ ﺖ‬
‫ﻗﺪﻣﮫ ‪ {...‬رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫ﻣﺒﺎﺣﺎت اﻟﺼﻼة‬
‫‪ -١‬اﻟﺒﻜﺎء واﻟﺘﺄوه واﻷﻧﯿﻦ ؛ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ } وإذا ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ آﯾﺎت اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺧﺮوا ﺳﺠﺪاً وﺑُﻜﯿّﺎً { ﺳﻮرة ﻣ ﺮﯾﻢ ‪ .‬وﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ }ﻋ ﻦ ﻋﺒ ﺪ‬
‫اﷲ ﺑﻦ اﻟﺸﺨﯿﺮ ﻗﺎل ‪ :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ وﻓﻲ ﺻﺪره أزﯾ ﺰ ﻛ ﺄزﯾﺰ اﻟﻤﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻜ ﺎء { رواه أﺑ ﻮ‬
‫داود وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻗﺘﻞ اﻟﺤﯿﺔ واﻟﻌﻘﺮب ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } أﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ اﻷﺳﻮدﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة اﻟﻌﻘﺮب واﻟﺤﯿﺔ { رواه اﻷرﺑﻌﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻤﺸﻲ اﻟﯿﺴﯿﺮ ﻟﺤﺎﺟﺔ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺒﯿ ﺖ واﻟﺒ ﺎب ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫ﻣﻐﻠﻖ ‪ ،‬ﻓﺠﺌ ﺖ ﻓﺎﺳ ﺘﻔﺘﺤﺖ ﻓﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻲ ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎﻣ ﮫ ‪ ،‬و وﺻَ ﻔﺖ أن اﻟﺒ ﺎب ﻓ ﻲ اﻟﻘﺒﻠ ﺔ { رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ وﺣﺴ ﻨﮫ‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺣﻤﻞ اﻟﺼﺒﻲ وﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﻲ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ أﺑ ﻲ ﻗﺘ ﺎدة اﻷﻧﺼ ﺎري ﻗ ﺎل ‪ :‬رأﯾ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾ ﺆم اﻟﻨ ﺎس‬
‫وأﻣﺎﻣﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص وھﻲ اﺑﻨﺔ زﯾﻨﺐ ﺑﻨﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻓﺈذا رﻛﻊ وﺿﻌﮭﺎ وإذا رﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮد‬
‫أﻋﺎدھﺎ { رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﯾﺮدﱡ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻠّﻢ ﻋﻠﯿﮫ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ﻗﻠﺖ ﻟﺒﻼل ﻛﯿﻒ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﯾﺮد ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺣﯿﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺴﻠّﻤﻮن ﻋﻠﯿﮫ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺸﯿﺮ ﺑﯿﺪه { رواه اﻷرﺑﻌﺔ ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫‪ -٦‬إذا ﻋﺮض أﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﯾﺸﺮع اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ ﻟﻠﺮﺟﺎل واﻟﺘﺼﻔﯿﻖ ﻟﻠﻨﺴﺎء ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻣﻦ ﻧﺎﺑﮫ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﻠﯿﺴ ﺒﺢ‬
‫ﻓﺈﻧﻤﺎ اﻟﺘﺼﻔﯿﻖ ﻟﻠﻨﺴﺎء { ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﻟﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﺻﻼة ﻓﻘﺮأ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻠﺒﺲ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف‬
‫ﻗﺎل ﻷﺑﻲ ‪ :‬أﺻﻠﯿﺖ ﻣﻌﻨﺎ ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ ‪ :‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻌﻚ ؟ { رواه أﺑﻮ داود ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﺛﻘﺎت ‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﺣﻤﺪ اﷲ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻄﺎس ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ رﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ راﻓﻊ ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﻠﯿﺖ ﺧﻠﻒ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻌﻄﺴﺖ ‪ ،‬ﻓﻘﻠ ﺖ‪:‬‬
‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺣﻤﺪاً ﻛﺜﯿﺮاً ﻃﯿﺒﺎً ﻣﺒﺎرﻛﺎً ﻓﯿﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺐ رﺑﻨﺎ وﯾﺮﺿﻰ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﻼة ؟ ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻜﻠﻢ أﺣﺪ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎﻟﮭﺎ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻜﻠﻢ أﺣﺪ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺎل رﻓﺎﻋﺔ ‪ :‬أﻧ ﺎ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬و اﻟ ﺬي‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﻘﺪ اﺑﺘﺪرھﺎ ﺑﻀﻊ وﺛﻼﺛﻮن ﻣﻠﻜﺎً أﯾﮭﻢ ﯾﺼﻌﺪ ﺑﮭﺎ { رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺧﺮج اﻟﺒﺨﺎري ﺑﻨﺤﻮه ‪.‬‬
‫‪ -٩‬اﻟﻨﺤﻨﺤﺔ ؛ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ } ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎل ﻛﺎن ﻟﻲ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺪﺧﻼن ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر وﻛﻨﺖ إذا دﺧﻠﺖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وھﻮ ﯾﺼﻠﻲ ﯾﺘﻨﺤﻨﺢ ﻟﻲ { رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﺴﻜﻦ ‪.‬‬
‫‪-١٠‬ﺷﻐﻞ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻐﯿﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﺼﻼة ؛ ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ‪ }:‬إﻧﻲ ﻷﺟﮭﺰ ﺟﯿﺸﻲ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة { رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫وﺟﻮب ﺻﻼة اﻟﻤﺮﯾﺾ‬

‫اﺣﺬر ﯾﺎ أﺧﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﺮك اﻟﺼﻼة وﻟﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮض ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﯿﻚ ‪ ،‬وﻗﺪ أوﺟﺒﮭﺎ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ وﻗﺖ اﻟﺤﺮب ‪.‬‬

‫‪٧٠‬‬
‫واﻋﻠﻢ أن اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ راﺣﺔ ﻧﻔﺴﯿﺔ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﺎﺋﮫ ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ } واﺳ ﺘﻌﯿﻨﻮا ﺑﺎﻟﺼ ﺒﺮ واﻟﺼ ﻼة { ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة‬
‫وﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘــــﻮل " ﯾﺎ ﺑﻼل أﻗﻢ اﻟﺼﻼة أرﺣﻨﺎ ﺑﮭﺎ " رواه أﺑﻮ داود وﺣﺴﻦ إﺳﻨﺎده اﻷﻟــــــﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫وﺧﯿﺮ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ إذا دﻧﺎ أﺟﻠﮫ أن ﯾﻤﻮت ﻣﺼﻠﯿﺎً ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻮت ﻋﺎﺻﯿﺎً ﺑﺘﺮﻛﮫ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﻗﺪ ﺧﻔﻒ اﷲ ﻋﻦ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻓﺴﻤﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺘﯿﻤﻢ إذا‬
‫ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺎء ﻟﻠﻮﺿﻮء واﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻟﺌﻼ ﯾﺘﺮك اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ }:‬وإن ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺮﺿﻰ أو ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ أو ﺟﺎء أﺣﺪٌ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺋﻂ أو ﻻﻣﺴﺘﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪوا ﻣﺎءﻓﺘﯿﻤﻤﻮا ﺻﻌﯿﺪاً ﻃﯿﺒ ﺎً‬
‫ﻓﺎﻣﺴﺤﻮا ﺑﻮﺟﻮھﻜﻢ وأﯾﺪﯾﻜﻢ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ اﷲ ﻟﯿﺠﻌﻞ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﺮج ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﯾﺮﯾﺪ ﻟﯿﻄﮭ ﺮﻛﻢ وﻟﯿ ﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘ ﮫ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﺗﺸ ﻜﺮون{ ‪.‬‬
‫ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة آﯾﺔ ‪. ٦‬‬
‫)ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻻﻣﺴﺘﻢ ‪ :‬ﺟﺎﻣﻌﺘﻢ (‪.‬‬

‫ﻛﯿﻒ ﯾﺘﻄﮭﺮ اﻟﻤﺮﯾﺾ؟‬

‫‪ .١‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺘﻄﮭﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻓﯿﺘﻮﺿﺄ ﻣﻦ اﻟﺤﺪث اﻷﺻﻐﺮ وﯾﻐﺘﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺪث اﻷﻛﺒﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻄﮭﺎرة ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻟﻌﺠﺰه أو ﺧﻮف زﯾﺎدة اﻟﻤﺮض أو ﺗﺄﺧﺮ ﺑﺮﺋﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺘﯿﻤﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﯿﻤﻢ أن ﯾﻀﺮب اﻷرض اﻟﻄﺎھﺮة ﺑﯿﺪﯾﮫ ﺿﺮﺑﺔ واﺣﺪة ﯾﻤﺴﺢ ﺑﮭﻤﺎ ﺟﻤﯿﻊ وﺟﮭﮫ ﺛﻢ ﯾﻤﺴﺢ ﻛﻔﯿﮫ ﺑﻌﻀﮭﻤﺎ ﺑﺒﻌﺾ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ أن ﯾﺘﻄﮭﺮ ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻮﺿﺌﮫ أو ﯾﯿﻤﻤﮫ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء اﻟﻄﮭﺎرة ﺟﺮح ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻐﺴﻠﮫ ﺑﺎﻟﻤﺎء ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺴ ﺤﮫ ﻣﺴ ﺤﺎً ﻓﯿﺒ ﻞﱡ ﯾ ﺪه ﺑﺎﻟﻤ ﺎء‬
‫وﯾﻤﺮھﺎ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺢ ﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﯿﮫ أﯾﻀﺎً ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺘﯿﻤﻢ ﻋﻨﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎﺋﮫ ﻛﺴﺮ ﻣﺸﺪود ﻋﻠﯿﮫ ﺧﺮﻗﺔ أو ﺟﺒﺲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﺴﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻏﺴﻠﮫ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ ذﻟﻚ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫ﻣﻮﻗﻮﻓﺎً وإن ﺗﺮﻛﮫ وﻟﻢ ﯾﻤﺴﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﺻﺢ ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺠﻮز أن ﯾﺘﯿﻤﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار أو ﻋﻠﻰ ﺷﻲء آﺧﺮ ﻃﺎھﺮ ﻟﮫ ﻏﺒﺎر ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﺠﺪار ﻣﻤﺴﻮﺣﺎً ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺟ ﻨﺲ اﻷرض ﻛﺎﻟﺒﻮﯾ ﺎ‬
‫ﻓﻼ ﯾﺘﯿﻤﻢ ﻋﻠﯿﮫ إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻏﺒﺎر ‪.‬‬
‫‪ .٨‬إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻋﻠﻰ اﻷرض أو اﻟﺠﺪار أو ﺷﻲء آﺧﺮ ﻟﮫ ﻏﺒﺎر ﻓﻼ ﺑﺄس أن ﯾﻮﺿﻊ ﺗﺮاب ﻓﻲ إﻧﺎء أو ﻣﻨﺪﯾﻞ وﯾﺘﯿﻤﻢ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬إذا ﺗﯿﻤﻢ ﻟﺼﻼة وﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرﺗﮫ إﻟﻰ وﻗﺖ اﻟﺼﻼة اﻷﺧﺮى ﻓﺄﻧﮫ ﯾﺼﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﯿﻤﻢ اﻷول وﻻ ﯾﻌﯿﺪ اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻟﻠﺼﻼة اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ﻷﻧ ﮫ ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﺰل ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرﺗﮫ وﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﯾﺒﻄﻠﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪.١٠‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾُﻄﮭﱢﺮ ﺑﺪﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎﺳﺎت ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ وﺻﻼﺗﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﻻ إﻋﺎدة ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪.١١‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺜﯿﺎب ﻃﺎھﺮة ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻨﺠﺴﺖ ﺛﯿﺎﺑﮫ وﺟﺐ ﻏﺴﻠﮭﺎ أو إﺑﺪاﻟﮭﺎ ﺑﺜﯿﺎب ﻃﺎھﺮة ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾُﻤﻜّﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺎﻟﮫ وﺻﻼﺗﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﻻ إﻋﺎدة ﻓﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪.١٢‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻃﺎھﺮ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻨﺠﺲ ﻣﻜﺎﻧﮫ وﺟﺐ ﻏﺴﻠﮫ أو إﺑﺪاﻟﮫ ﺑﺸﻲء ﻃﺎھﺮ أو ﯾﻔﺮش ﺷﯿﺌﺎً ﻃ ﺎھﺮاً‬
‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾُﻤﻜّﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ وﺻﻼﺗﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﻻ إﻋﺎدة ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪.١٣‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺆﺧﺮ اﻟﺼﻼة ﻋﻦ وﻗﺘﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻄﮭﺎرة ﺑﻞ ﯾﺘﻄﮭﺮ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻨﮫ وﯾﺼﻠﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻧﮫ أو ﺛﻮﺑﮫ أو ﻣﻜﺎﻧﮫ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﯾﻌﺠﺰ ﻋﻨﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻒ ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻤﺮﯾﺾ؟‬

‫‪ .١‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ﻗﺎﺋﻤﺎً وﻟﻮ ﻣﻨﺤﻨﯿﺎً أو ﻣﻌﺘﻤﺪاً ﻋﻠﻰ ﺟﺪار أو ﻋﺼﺎ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﯿﺎم ﺻﻠﻰ ﺟﺎﻟﺴﺎً واﻷﻓﻀﻞ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺘﺮﺑﻌﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﯿﺎم واﻟﺮﻛﻮع ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺼﻼة ﺟﺎﻟﺴﺎً ﺻﻠّﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﮫ ﻣﺘﻮﺟﮭﺎً إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ واﻟﺠﻨﺐ اﻷﯾﻤﻦ أﻓﻀﻞ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾ ﺘﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮﺟ ﮫ اﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺻﻠﻰ ﺣﯿﺚ ﻛﺎن اﺗﺠﺎھﮫ ‪ ،‬وﺻﻼﺗﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ ‪ ،‬وﻻ إﻋﺎدة ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﮫ ﺻﻠﻰ ﻣﺴﺘﻠﻘﯿﺎً ورﺟﻼه إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ واﻷﻓﻀﻞ أن ﯾﺮﻓﻊ رأﺳﮫ ﻗﻠﯿﻼ ﻟﯿﺘﺠﮫ اﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﺴﺘﻄﻊ أن ﺗﻜﻮن رﺟﻼه إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺻﻠﻰ ﺣﯿﺚ ﻛﺎن وﻻ إﻋﺎدة ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺮﻛﻊ وﯾﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﺴ ﺘﻄﻊ أوﻣ ﺄ ﺑﮭﻤ ﺎ ﺑﺮأﺳ ﮫ وﯾﺠﻌ ﻞ اﻟﺴ ﺠﻮد أﺧﻔ ﺾ ﻣ ﻦ اﻟﺮﻛ ﻮع ﻓ ﺈن‬
‫اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺮﻛﻮع دون اﻟﺴﺠﻮد رﻛﻊ ﺣﺎل اﻟﺮﻛﻮع وأوﻣﺄ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد ‪،‬وإن اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺴﺠﻮد دون اﻟﺮﻛﻮع ﺳﺠﺪ ﺣﺎل اﻟﺴﺠﻮد وأوﻣ ﺄ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻛﻮع ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ وﺳﺎدة ﯾﺴﺠﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻹﯾﻤﺎء ﺑﺮأﺳﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد أﺷﺎر ﺑﻌﯿﻨﯿﮫ ﻓﯿﻐﻤﺾ ﻗﻠ ﯿﻼً ﻟﻠﺮﻛ ﻮع وﯾﻐﻤ ﺾ ﺗﻐﻤﯿﻀ ﺎً أﻛﺜ ﺮ ﻟﻠﺴ ﺠﻮد ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻹﺷﺎرة ﺑﺎﻷﺻﺒﻊ ﻛﻤﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻓﻠﯿﺲ ﺑﺼﺤﯿﺢ وﻻ أﻋﻠﻢ ﻟﮫ أﺻﻼً ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ وﻻ ﻣﻦ أﻗﻮال أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻹﯾﻤﺎء ﺑﺎﻟﺮأس وﻻ اﻹﺷﺎرة ﺑﺎﻟﻌﯿﻦ ﺻﻠﻰ ﺑﻘﻠﺒﮫ ﻓﯿﻜﺒﺮ وﯾﻘﺮأ وﯾﻨﻮي اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد واﻟﻘﯿﺎم واﻟﻘﻌﻮد ﺑﻘﻠﺒﮫ‬
‫وﻟﻜﻞ اﻣﺮئ ﻣﺎ ﻧﻮى ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺼﻠﻲ ﻛﻞ ﺻﻼة ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ وﯾﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﺻﻼة‬
‫ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ ﻓﻠﮫ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء إﻣ ﺎ ﺟﻤ ﻊ ﺗﻘ ﺪﯾﻢ ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﻘ ﺪم اﻟﻌﺼ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻈﮭ ﺮ واﻟﻌﺸ ﺎء اﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﻐﺮب وإﻣﺎ ﺟﻤﻊ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺆﺧﺮ اﻟﻈﮭﺮ اﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻤﻐﺮب اﻟﻰ اﻟﻌﺸ ﺎء ﺣﺴ ﺒﻤﺎ ﯾﻜ ﻮن أﯾﺴ ﺮ ﻟ ﮫ ‪ .‬أﻣ ﺎ ﺻ ﻼة اﻟﻔﺠ ﺮ ﻓ ﻼ‬
‫ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﮭﺎ وﻻ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪھﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻣﺴﺎﻓﺮاً ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺑﻠﺪه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﺼﺮ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ ﻓﯿﺼﻠﻲ اﻟﻈﮭ ﺮ واﻟﻌﺼ ﺮ واﻟﻌﺸ ﺎء رﻛﻌﺘ ﯿﻦ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺟﻊ اﻟﻰ ﺑﻠﺪه ﺳﻮاء ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪة ﺳﻔﺮه أم ﻗﺼﺮت ‪" .‬ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺜﯿﻤﯿﻦ " ] ﺑﺘﺼﺮّف [ ‪.‬‬

‫‪٧١‬‬
 ‫ﺳﺠﻮد اﻟﺴﮭﻮ‬

‫اﻷﺣﻮال اﻟﺘﻲ ﯾﺸﺮع ﻓﯿﮭﺎ ‪-:‬‬

‫*أوﻻً‪-:‬ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪-:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"-:‬إن أﺣﺪﻛﻢ إذا ﻗﺎم ﯾﺼﻠﻲ ﺟﺎءه اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻓﻠﺒﱠﺲ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻻ ﯾﺪري ﻛﻢ ﺻﻠﻰ ‪ ،‬ﻓﺈذا وﺟﺪ ذﻟﻚ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ وھﻮ ﺟﺎﻟﺲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﯾﺴﺎر ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" -:‬إذا ﺷﻚ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﻠﻢ ﯾﺪرِﻛﻢ ﺻﻠﻰ ؟‬
‫ﺛﻼﺛﺎً أو أرﺑﻌﺎً‪ ،‬ﻓﻠﯿﻄﺮح اﻟﺸﻚ ‪ ،‬وﻟﯿﺒﻦِ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺳﺘﯿﻘﻦ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺻﻠﻰ ﺧﻤﺴﺎً ﺷ ﻔﻌﻦ ﻟ ﮫ ﺻ ﻼﺗﮫ‪،‬‬
‫وإن ﻛﺎن ﺻﻠﻰ إﺗﻤﺎﻣﺎً ﻷرﺑﻊ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺮﻏﯿﻤﺎً ﻟﻠﺸﯿﻄﺎن " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫* ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬ﻋﻨﺪ اﻟﺰﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪-:‬‬

‫*وﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪:‬أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ ﺧﻤﺴﺎً ‪ ،‬ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮫ ‪ :‬أزﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ؟ﻓﻘﺎل ‪":‬وﻣﺎ ذاك ؟"ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﻠﯿﺖ ﺧﻤﺴﺎً‬
‫‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﻠﻢ وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻗﺎل ‪":‬إﻧﻤﺎ أﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻜﻢ ‪ ،‬أﻧﺴﻰ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺴﻮن ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻧﺴ ﯿﺖ ‪ ،‬ﻓ ﺬﻛﺮوﻧﻲ ‪ ،‬وإذا ﺷ ﻚ أﺣ ﺪﻛﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﻠﯿﺘﺤﺮﱠ اﻟﺼﻮاب ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺘﻢ ﺑﮫ ﺛﻢ ﻟﯿﺴﻠﱢﻢ ‪،‬ﺛﻢ ﯾﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫* ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ -:‬إذا ﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ إﺗﻤﺎم اﻟﺼﻼة‪-:‬‬

‫*وﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺻ ﻠﻰ ﺑﻨ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﺣ ﺪى اﻟﻌﺸ ﻲ ‪-‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ‬
‫ﺳﯿﺮﯾﻦ ‪ :‬ﻗﺪ ﺳﻤﺎھﺎ أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻧﺴﯿﺖ أﻧﺎ ‪-‬ﻗﺎل ‪:‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺛﻢ ﺳﻠّﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎم إﻟ ﻰ ﺧﺸ ﺒﺔ ﻣﻌﺮوﺿ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ،‬ﻓﺎﺗﻜ ﺄ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻛﺄﻧﮫ ﻏﻀﺒﺎن ‪ ،‬ووﺿﻊ ﯾﺪه اﻟﯿﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﺴﺮي ‪ ،‬وﺧﺮﺟﺖ ﺳﺮﻋﺎن اﻟﻘﻮم ﻣﻦ أﺑ ﻮاب اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻗَﺼُ ﺮت اﻟﺼ ﻼة !‬
‫وﻓﻲ اﻟﻘﻮم أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻓﮭﺎﺑﺎه أن ﯾﻜﻠﻤﺎه ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻘﻮم رﺟﻞ ﻓ ﻲ ﯾﺪﯾ ﮫ ﻃ ﻮل ‪ ،‬ﯾﻘ ﺎل ﻟ ﮫ ‪ :‬ذو اﻟﯿ ﺪﯾﻦ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﯾ ﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ ‬أﻧﺴﯿﺖ أم ﻗَﺼُﺮَتْ اﻟﺼﻼة ؟ﻓﻘﺎل ﻟﻢ أﻧﺲ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﻘﺼ ﺮ"]وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ‪:‬ﻛ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ [‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ‪":‬أﻛﻤ ﺎ ﯾﻘ ﻮل ذو اﻟﯿ ﺪﯾﻦ‬
‫؟"ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﻓﺘﻘﺪم ﻓﺼﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮك ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻛﺒﺮ ‪ ،‬وﺳﺠﺪ ﻣﺜﻞ ﺳﺠﻮده أو أﻃﻮل ‪ ،‬ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﮫ وﻛﺒﱠﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻛﺒﱠ ﺮ وﺳ ﺠﺪ ﻣﺜ ﻞ‬
‫ﺳﺠﻮده أو أﻃﻮل ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﮫ وﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺳﺄﻟﻮه ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ﻓﯿﻘﻮل ‪ :‬ﻧﺒﺌﺖ أن ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬وﻟﻔﻈﮫ‬
‫ﻟﻠﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫*ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ اﻟﺤﺼﯿﻦ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ وﺳﻠﻢ ﺛﻼث رﻛﻌﺎت ﺛﻢ دﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﮫ ﻓﻘﺎم إﻟﯿﮫ رﺟﻞ ﯾﻘﺎل‬
‫ﻟﮫ اﻟﺨﺮﺑﺎق وﻛﺎن ﻓﻲ ﯾﺪﯾ ﮫ ﻃ ﻮل ﻓﻘ ﺎل ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓ ﺬﻛﺮ ﻟ ﮫ ﺻ ﻨﯿﻌﮫ ﻓﺨ ﺮج ﻏﻀ ﺒﺎن ﯾﺠ ﺮ رداءه ﺣﺘ ﻰ اﻧﺘﮭ ﻲ إﻟ ﻲ اﻟﻨ ﺎس‪ :‬ﻓﻘ ﺎل‪:‬‬
‫"أَﺻَﺪَقَ ھﺬا "ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻓﺼﻠﻰ رﻛﻌﺔ ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﺳﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬

‫* راﺑﻌﺎً‪ -:‬ﻋﻨﺪ ﻧﺴﯿﺎن اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول‪-:‬‬

‫وﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﺑُﺤﯿﻨﺔ ‪:‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﮭﻢ اﻟﻈﮭﺮ‪ ،‬ﻓﻘﺎم ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻷوﻟﯿﯿﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﻠﺲ ‪ ،‬ﻓﻘﺎم اﻟﻨﺎسُ ﻣﻌﮫ‬
‫‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا ﻗﻀﻰ اﻟﺼﻼة‪ ،‬واﻧﺘﻈﺮ اﻟﻨﺎسُ ﺗﺴﻠﯿﻤﮫ ﻛﺒﺮ وھﻮ ﺟﺎﻟﺲ ‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺴﻠّﻢ ﺛﻢ ﺳﻠﻢ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻗﺎل ‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إذا ﻗﺎم اﻹﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺈن ذُﻛﱢﺮ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺴﺘﻮى ﻗﺎﺋﻤ ًﺎ‬
‫ﻓﻠ ﯿﺠﻠﺲ ‪ ،‬وإن اﺳ ﺘﻮى ﻗﺎﺋﻤ ﺎً ﻓ ﻼ ﯾﺠﻠ ﺲ ‪ ،‬وﻟﯿﺴ ﺠﺪ ﺳ ﺠﺪﺗﻰ اﻟﺴ ﮭﻮ" رواه أﺑ ﻮ داود واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‪ ،‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬اﻧﻈﺮ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ]‪.[١٠٢٠‬‬

‫اﻟﺨﻼﺻﺔ‪-:‬ﺳﺠﻮد اﻟﺴﮭﻮ ﺳﺠﺪﺗﺎن ﯾﺼﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ أو ﺑﻌﺪه ﻓﻘﺪ ﺻﺢّ اﻟﻜﻞ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪....‬‬
‫واﻷﻓﻀﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻮارد ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﯿﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮد ﻗﺒﻠﮫ وﯾﺴ ﺠﺪ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﺴ ﻠﯿﻢ ﻓﯿﻤ ﺎ ورد ﻓﯿ ﮫ اﻟﺴ ﺠﻮد ﺑﻌ ﺪه ‪،‬‬
‫وﯾﺨﯿﺮ ﻓﯿﻤﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ‪ ...‬وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ اﻷﺣﻮال اﻟﺘﻲ ﯾﺸﺮع ﻓﯿﮭﺎ ﺳﺠﻮد اﻟﺴﮭﻮ‪-:‬‬

‫‪-١‬إذا ﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ إﺗﻤﺎم اﻟﺼﻼة‬

‫‪ -٢‬ﻋﻨﺪ زﯾﺎدة اﻟﺼﻼة‬

‫‪-٣‬ﻋﻨﺪ ﻧﺴﯿﺎن اﻟﺘﺸﮭﺪ اﻷول‬

‫‪٧٢‬‬
 ‫‪-٤‬ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‬

‫ﺑﺎب اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة‬

‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﻘﻌﺪ إﻻ ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ‪":‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧ ﺖ اﻟﺴ ﻼم‬
‫وﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼم ﺗﺒﺎ رﻛﺖ ﯾﺎ ذا اﻟﺠﻼل واﻹﻛﺮام"رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫*وﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪":‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا اﻧﺼﺮف ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﺛﻼﺛﺎً وﻗﺎل ‪":‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ‬
‫اﻟﺴﻼم وﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼم ﺗﺒﺎرﻛﺖ ﯾﺎ ذا اﻟﺠﻼل واﻻﻛﺮام"رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ إذا اﻧﺼﺮف ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ‪ :‬اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻻﻧﺼﺮاف اﻟﺴﻼم ﻗﺎﻟﮫ اﻟﻨﻮوي‬

‫أﻧﺖ اﻟﺴﻼم وﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼم‪:‬اﻟﺴﻼم اﻷول ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻲ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﻌﻨﻲ اﻟﺴﻼﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺒﺎرﻛ ﺖ ‪:‬ﺗﻔﺎﻋﻠ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺮﻛ ﺔ وھ ﻲ اﻟﻜﺜ ﺮة واﻟﻨﻤ ﺎء ‪ ،‬وﻣﻌﻨ ﺎه ﺗﻌﺎﻇﻤ ﺖ إذ ﻛَﺜُ ﺮَتْ ﺻ ﻔﺎت ﺟﻼﻟ ﻚ وﺟﻤﺎﻟ ﻚ ‪].‬اﻧﻈ ﺮ ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر‬
‫م‪،١‬ج‪٢‬ص‪(٣٠٦‬‬

‫*وﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾﻘ ﻮل ﻓ ﻲ دُﺑُ ﺮِ ﻛ ﻞ ﺻ ﻼة ﻣﻜﺘﻮﺑ ﺔ ‪"-:‬ﻻ اﻟ ﮫ إﻻاﷲ وﺣ ﺪه ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻗﺪﯾﺮ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻤﺎ أﻋﻄﯿﺖ ‪ ،‬وﻻ ﻣﻌﻄﻲ ﻟﻤﺎ ﻣﻨﻌﺖ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻔﻊ ذا اﻟﺠﺪ ﻣﻨﻚ‬
‫اﻟﺠﺪ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫*وﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذا ﺳ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼﺗﮫ ﯾﻘ ﻮل ﺑﺼ ﻮﺗﮫ اﻷﻋﻠ ﻰ‪ ":‬ﻻ اﻟ ﮫ اﻻ اﷲ‬
‫وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻗﺪﯾﺮ ‪ ،‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ،‬ﻻ اﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﻻ ﻧﻌﺒ ﺪ إﻻ إﯾ ﺎه ‪،‬‬
‫ﻟﮫ اﻟﻨﻌﻤﺔ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﻔﻀﻞ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺜﻨﺎء اﻟﺤﺴﻦ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﻣﺨﻠﺼﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﺪﯾﻦ وﻟﻮ ﻛﺮه اﻟﻜﺎﻓﺮون" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫*وﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾُﻌﻠﱢﻢ ﺑﻨﯿﮫ ھﺆﻻء اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ‪ ،‬وﯾﻘ ﻮل ‪:‬إن رﺳ ﻮل اﷲ ﻛ ﺎن ﯾﺘﻌ ﻮذ ﺑﮭ ﻦ دﺑ ﺮ اﻟﺼ ﻼة ‪":‬اﻟﻠﮭ ﻢ إﻧ ﻲ‬
‫أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻦ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﺨﻞ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ أرذل اﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬وﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ‪ -:‬اﻟﺠﺒﻦ أي اﻟﻤﮭﺎﺑﺔ ﻟﻸﺷﯿﺎء واﻟﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﮭﺎ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺗَﻌﻮّذ ﻣﻨﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﻧﮫ ﯾﺆدي ﻟﻌﺪم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻔﺮض اﻟﺠﮭﺎد‬
‫واﻟﺼﺪع ﺑﺎﻟﺤﻖ وإﻧﻜﺎر اﻟﻤﻨﻜﺮ ‪ ،‬وﯾَﺠُﺮﱡ إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت ‪.‬‬

‫اﻟﺒﺨﻞ ‪:‬ﺿﺪ اﻟﻜﺮم‬

‫أرذل اﻟﻌﻤﺮ ‪:‬ھﻮ اﻟﺒﻠﻮغ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﮭﺮم ﯾﻌﻮد ﻣﻌﮫ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺳﺨﻒ اﻟﻌﻘﻞ ‪ ،‬وﻗﻠﺔ اﻟﻔﮭﻢ وﺿﻌﻒ اﻟﻘﻮة ‪.‬‬

‫ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ :‬أي اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺸﮭﻮاﺗﮭﺎ اﻟُﻤﻔْﻀِﯿﺔ إﻟﻰ ﺗﺮك اﻟﻮاﺟﺒﺎت]ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪،١‬ج‪=٢‬ص‪.[٣٠٩‬‬

‫*وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬إن ﻓﻘﺮاء اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ أَﺗَﻮا رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا‪-:‬ﻗﺪ ذھﺐ أھﻞ اﻟﺪﺛﻮر ﺑﺎﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻌُﻠﻰ‬
‫واﻟﻨﻌﯿﻢ اﻟﻤﻘﯿﻢ ﻓﻘﺎل ‪":‬وﻣﺎ ذاك ؟"ﻗﺎﻟﻮا‪:‬ﯾﺼﻠﻮن ﻛﻤﺎ ﻧﺼﻠﻰ ‪ ،‬وﯾﺼﻮﻣﻮن ﻛﻤﺎ ﻧﺼﻮم‪ ،‬وﯾﺘﺼﺪﻗﻮن وﻻ ﻧﺘﺼﺪق ‪ ،‬وﯾﻌﺘﻘﻮن وﻻ ﻧﻌﺘﻖ‬
‫ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬أﻓﻼ أﻋﻠﱢﻤﻜﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﺗﺪرﻛﻮن ﺑﮫ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻜﻢ ‪ ،‬وﺗﺴﺒﻘﻮن ﺑﮫ ﻣَﻦْ ﺑﻌﺪﻛﻢ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻜﻮن أﺣﺪٌ أﻓﻀﻞ‬
‫ﻣﻨﻜﻢ إﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻢ؟" ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬ﺑﻠﻰ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ !ﻗﺎل ‪":‬ﺗﺴﺒﺤﻮن وﺗﻜﺒﺮون وﺗﺤﻤﺪون دﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼة ﺛﻼﺛﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ ﻣﺮة‬
‫"ﻗﺎل أﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ)وھﻮ راوي اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ‪ (،‬ﻓﺮﺟ ﻊ ﻓﻘ ﺮاء اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮﯾﻦ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎﻟﻮا‬
‫‪:‬ﺳﻤﻊ إﺧﻮاﻧﻨﺎ أھﻞُ اﻷﻣﻮال ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓﻔﻌﻠﻮا ﻣﺜﻠﮫ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ذﻟﻚ ﻓﻀﻞ اﷲ ﯾﺆﺗﯿﮫ ﻣﻦ ﯾﺸﺎء " ﻣﺘﻔﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﻠﺒﺨﺎري "ﺗﺴﺒﺤﻮن ﻓﻲ دﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼة ﻋﺸﺮاً ‪ ،‬وﺗﺤﻤﺪون ﻋﺸﺮاً وﺗﻜﺒﺮون ﻋﺸﺮاً"ﺑﺪل "ﺛﻼث وﺛﻼﺛﯿﻦ"‬

‫*وﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻋُﺠﺮة ﻗﺎل ‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻣُﻌﻘﱢﺒﺎتٌ ﻻ ﯾﺨﯿﺐ ﻗﺎﺋﻠﮭﻦ ‪-‬أو ﻓﺎﻋﻠﮭﻦ‪-‬دﺑ ﺮ ﻛ ﻞ ﺻ ﻼةٍ ﻣﻜﺘﻮﺑ ﺔ‬
‫‪:‬ﺛﻼث وﺛﻼﺛﻮن ﺗﺴﺒﯿﺤﺔ ‪ ،‬وﺛﻼثٌ وﺛﻼﺛﻮن ﺗﺤﻤﯿﺪة ‪ ،‬وأرﺑﻊ وﺛﻼﺛﻮن ﺗﻜﺒﯿﺮة " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫*وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮلُ اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﺢ اﷲ ﻓ ﻲ دﺑ ﺮ ﻛ ﻞ ﺻ ﻼة ﺛﻼﺛ ﺎً وﺛﻼﺛ ﯿﻦ ‪ ،‬وﺣﻤ ﺪ ﺛﻼﺛ ًﺎ‬
‫وﺛﻼﺛﯿﻦ ‪ ،‬وﻛﺒﺮ ﺛﻼﺛﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ ﻓﺘﻠﻚ ﺗﺴﻌﺔ وﺗﺴﻌﻮن‪ ،‬وﻗﺎل ﺗﻤﺎم اﻟﻤﺎﺋﺔ ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ وھ ﻮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻗﺪﯾﺮ ﻏﻔﺮت ﺧﻄﺎﯾﺎه ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻞ زﺑﺪ اﻟﺒﺤﺮ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪٧٣‬‬
‫*وﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﺮﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن أﻗﺮأ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﻮذات ﻓ ﻲ دﺑ ﺮ ﻛ ﻞ ﺻ ﻼة" رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ‬
‫داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ"اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻜﺒﯿﺮ"‪ .‬وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ‪،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻷن أﻗﻌﺪ ﻣﻊ ﻗﻮمٍ ﯾﺬﻛﺮون اﷲ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻐ ﺪاة ﺣﺘ ﻰ ﺗﻄﻠ ﻊ اﻟﺸ ﻤﺲ أﺣ ﺐ‬
‫إﻟﻰ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻖ أرﺑﻌﺔً " رواه أﺑﻮ داود وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎﻛﺎة رﻗﻢ ]‪. [٩٧٠‬‬

‫*ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " -:‬ﻣﻦ ﻗﺮأ آﯾﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ دﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﻢ ﯾﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﺠﻨﺔ إﻻ أن ﯾﻤﻮت "‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺮى أو "ﻋﻤﻞ اﻟﯿﻮم واﻟﻠﯿﻠﺔ " واﺑ ﻦ ﺣﺒ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺤﮫ " واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ]‪. [٦٣٤٠‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺒﺎح ﻣﻨﮫ‬

‫*ﻋﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪:‬ﺑﯿﻨﻤﺎ أﻧﺎ أﺻﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذ ﻋﻄﺲ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺮﺣﻤﻚ اﷲ ‪،‬‬
‫ﻓﺮﻣﺎﻧﻲ اﻟﻘ ﻮم ﺑﺄﺑﺼ ﺎرھﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﻠ ﺖ واﺛُﻜْ ﻞَ أﻣ ﺎه ‪ ،‬ﻣ ﺎ ﺷ ﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈ ﺮون إﻟ ﻲّ ؟ ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﯾﻀ ﺮﺑﻮن ﺑﺄﯾ ﺪﯾﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻓﺨ ﺎذھﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأﯾ ﺘﮭﻢ‬
‫ﯾُﺼﻤّﺘﻮﻧﻨﻲ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻲ ﺳَﻜَﺖﱡ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺒﺄﺑﻲ ھﻮ وأﻣﻲ ‪-‬ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻗﺒﻠﮫ ‪ ،‬وﻻ ﺑﻌﺪه أﺣﺴ ﻦ‬
‫ﺗﻌﻠﯿﻤﺎً ﻣﻨﮫ !ﻣﺎ ﻛﮭﺮﻧﻲ وﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ وﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪":‬إن ھ ﺬه اﻟﺼ ﻼة ﻻ ﯾﺼ ﺢ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺷ ﯿﺊ ﻣ ﻦ ﻛ ﻼم اﻟﻨ ﺎس ‪ ،‬إﻧﻤ ﺎ ھ ﻲ اﻟﺘﺴ ﺒﯿﺢ‬
‫‪،‬واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن " أوﻛﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪"...‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ ‪-:‬ﻓﺮﻣﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮم ﺑﺄﺑﺼﺎرھﻢ ‪:‬أي ﻧﻈﺮوا إﻟﯿﮫ ﺑﺄﺑﺼﺎرھﻢ ﻧﻈﺮة إﻧﻜﺎر‪.‬‬

‫واﺛﻜﻞ أﻣﺎه‪:‬ﺣﺮف ﻟﻠﻨﺪب‪،‬وﺛﻜﻞ أﻣﺎه وھﻮ ﻓﻘﺪان اﻟﻤﺮأة وﻟﺪھﺎ وﺣﺰﻧﮭﺎ ﻟﻔﻘﺪه‪.‬‬

‫ﻓﻠﻤﺎ رأﯾﺘﮭﻢ ﯾﺼﻤﺘﻮﻧﻨﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﺳﻜﺖ‪:‬اﻟﺘﻘ ﺪﯾﺮ ]ﻓﻠﻤ ﺎ رأﯾ ﺘﮭﻢ ﯾﺼ ﻤﺘﻮﻧﻨﻲ ﻟ ﻢ أﻛﻠﻤﮭ ﻢ ﻟﻜﻨ ﻲ ﺳ ﻜﺖ[وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن اﻟﻤﻌﻨ ﻰ ﻏﻀ ﺒﺖ وﺗﻐﯿ ﺮت‬
‫وﻟﻜﻨﻲ ﺳﻜﺖ وﻟﻢ أﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﻲ اﻟﻐﻀﺐ‪.‬‬

‫ﻛﮭﺮﻧﻲ‪:‬أي ﻗﮭﺮﻧﻲ ‪،‬وﻗﯿﻞ اﻧﺘﮭﺮﻧﻲ‪.‬‬

‫إن ھﺬه اﻟﺼﻼة ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻓﯿﮭﺎ ﺷﯿﺊ ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﻨﺎس‪:‬ﯾﺴﺘﺪل ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﻜﻼم ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻟﺤﺎﺟﺔ أم ﻻ ‪ ،‬وﺳﻮاء ﻛﺎن‬
‫ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺼﻼة أو ﻏﯿﺮھﺎ‪،‬ﻓﺈن اﺣﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻨﺒﯿﮫ أو إذن ﻟ ﺪاﺧﻞ ﺳ ﺒﺢ اﻟﺮﺟ ﻞ ‪،‬وﺻ ﻔﻘﺖ اﻟﻤﺮأة‪،‬وھ ﺬا ھ ﻮ ﻣ ﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭ ﻮر ﻣ ﻦ أھ ﻞ‬
‫اﻟﺒﯿﺖ وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ واﻟﺨﻠﻒ‪.‬‬

‫‪-‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺗﺸﻤﯿﺖ اﻟﻌﺎﻃﺲ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم اﻟﻤﺒﻄﻞ وأن ﻣﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﺟ ﺎھﻼً ﻟ ﻢ ﺗﺒﻄ ﻞ ﺻ ﻼﺗﮫ ﺣﯿ ﺚ ﻟ ﻢ ﯾ ﺄﻣﺮه ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻹﻋﺎدة ‪].‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪،١‬ج‪٣٢١=٢‬و‪.[٣٢٢‬‬

‫*ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل‪:‬ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﺮد ﻋﻠﯿﻨﺎ‪،‬ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ‬
‫ﺳﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺮد ﻋﻠﯿﻨﺎ ‪،‬ﻓﻘﻠﻨﺎ‪:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ!ﻛﻨﺎ ﻧﺮد ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﺘﺮد ﻋﻠﯿﻨﺎ‪،‬ﻓﻘﺎل ‪":‬إن ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻟﺸﻐﻼً"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫*وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪":‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺨﺼﺮ‪:‬وھﻮ وﺿﻊ اﻟﯿﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺎﺻﺮة‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻟﯿﻨﺘﮭﯿﻦ أﻗﻮام ﻋ ﻦ رﻓﻌﮭ ﻢ أﺑﺼ ﺎرھﻢ ﻋﻨ ﺪ اﻟ ﺪﻋﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺴﻤﺎء‪،‬أو ﻟﺘﺨﻄﻔﻦ أﺑﺼﺎرھﻢ"رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ﻗﺎل‪:‬رأﯾﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺆم اﻟﻨﺎس ‪،‬وأﻣﺎﻣﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ‪،‬ﻓﺈذا رﻛﻊ وﺿ ﻌﮭﺎ ‪،‬وإذا‬
‫رﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮد أﻋﺎدھﺎ "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ﻣﺮﻓﻮﻋ ﺎً ﻗ ﺎل‪":‬إذا ﺗﺜ ﺎءب أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﻓﻠ ﯿﻜﻈﻢ ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻄﺎع وﻻ ﯾﻘ ﻞ ھ ﺎ ﻓﺈﻧﻤ ﺎ ذﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن ﯾﻀ ﺤﻚ‬
‫ﻣﻨﮫ"اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إن ﻋﻔﺮﯾﺘﺎً ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﺗﻔﻠّﺖ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻟﯿﻘﻄﻊ ﻋﻠﻰّ ﺻﻼﺗﻲ‪،‬ﻓﺄﻣﻜﻨﻨﻲ اﷲ‬
‫ﻣﻨﮫ ‪،‬ﻓﺄﺧﺬﺗﮫ ‪،‬ﻓﺄردت أن أرﺑﻄﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺎرﯾﺔ ﻣﻦ ﺳﻮاري اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻈﺮوا ﻛﻠﻜﻢ ‪،‬ﻓﺬﻛﺮت دﻋﻮة أﺧﻲ ﺳﻠﯿﻤﺎن‪":‬رب ھﺐ ﻟﻲ ﻣﻠﻜﺎً‬
‫ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪٍ ﻣﻦ ﺑﻌﺪي ")ﺳﻮرة ص‪،‬آﯾﺔ ‪(٣٥:‬ﻓﺮددﺗﮫ ﺧﺎﺳﺌﺎً"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪٧٤‬‬
‫*وﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻣﻦ ﻧﺎﺑﮫ ﺷﯿﺊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﻠﯿﺴﺒﺢ ‪،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ اﻟﺘﺼﻔﯿﻖ ﻟﻠﻨﺴﺎء"وﻓﻲ‬
‫رواي ﻗﺎل ‪-:‬ﻗﺎل "اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ ﻟﻠﺮﺟﺎل‪،‬واﻟﺘﺼﻔﯿﻖ ﻟﻠﻨﺴﺎء"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫*وﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻗ ﺎل ‪:‬ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﺒﻼل ‪:‬ﻛﯿ ﻒ ﻛ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾ ﺮد ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﺣ ﯿﻦ ﻛ ﺎﻧﻮا ﯾﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﻠﯿ ﮫ وھ ﻮ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺼﻼة؟ﻗﺎل‪:‬ﻛﺎن ﯾﺸﯿﺮ ﺑﯿﺪه"رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ رﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ راﻓﻊ ﻗﺎل‪:‬ﺻﻠﯿﺖ ﺧﻠﻒ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻌﻄﺴﺖ ﻓﻘﻠﺖ ‪-:‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺣﻤﺪاً ﻛﺜﯿﺮاً ﻃﯿﺒﺎً ﻣﺒﺎرﻛ ﺎً ﻓﯿ ﮫ‬
‫ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺐ رﺑﻨﺎ وﯾﺮﺿﻲ‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻧﺼﺮف ﻓﻘﺎل‪":‬ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة؟ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻜﻠﻢ أﺣﺪٌ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﮭﺎ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻜﻠﻢ أﺣﺪٌ ‪،‬ﺛﻢ ﻗﺎﻟﮭﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪،‬ﻓﻘﺎل رﻓﺎﻋﺔ‪:‬أﻧﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑﯿ ﺪه ‪،‬ﻟﻘ ﺪ‬
‫اﺑﺘ ﺪرھﺎ ﺑﻀ ﻌﺔٌ وﺛﻼﺛ ﻮن ﻣﻠﻜ ﺎً أﯾﮭ ﻢ ﯾﺼ ﻌﺪ ﺑﮭ ﺎ"رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وأﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪،‬وإﺳ ﻨﺎده ﺻ ﺤﯿﺢ ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[٩٩٢‬‬

‫*ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ‪،‬ﻗ ﺎل‪ ،‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬اﻟﺘﺜ ﺎؤب ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن ‪،‬ﻓ ﺈذا ﺗﺜ ﺎءب أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓﻠ ﯿﻜﻈﻢ ﻣ ﺎ‬
‫اﺳﺘﻄﺎع"]وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪:‬ﻓﻠﯿﻀﻊ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ ﻓﯿﮫ[رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪،‬واﻟﺮواﯾﺔ اﻷﺧﺮى أﺧﺮﺟﮭﺎ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫ﻓﻲ "اﻷدب"ﺑﺎﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[٩٩٣‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻋُﺠﺮة ﻗ ﺎل ‪:‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬إذا ﺗﻮﺿ ﺄ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓﺄﺣﺴ ﻦ وﺿ ﻮءه‪،‬ﺛﻢ ﺧ ﺮج ﻋﺎﻣ ﺪاً إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ‪،‬ﻓﻼ ﯾﺸﺒﻜﻦ ﺑﯿﻦ أﺻﺎﺑﻌﮫ ‪،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة"رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺪارﻣﻲ‪.‬‬

‫واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ ﻟ ﮫ ﺷ ﺎھﺪان ‪:‬أﺣ ﺪھﻤﺎ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ﻋﻨ ﺪ اﻟ ﺪارﻣﻲ ‪،‬واﻵﺧ ﺮ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ اﻟﺨ ﺪري ﻋﻨ ﺪ أﺣﻤ ﺪ اﻧﻈ ﺮ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[٩٩٤‬‬

‫*ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪:‬إن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﻠﺤﻆ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﯾﻤﯿﻨﺎً وﺷﻤﺎﻻً ‪،‬وﻻ ﯾﻠﻮي ﻋﻨﻘ ﮫ‬
‫ﺧﻠﻒ ﻇﮭﺮه" رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[٩٩٨‬‬

‫*ﻋ ﻦ ﻣُﻄَ ﺮّف ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪاﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺸ ﺨﯿﺮ ﻋ ﻦ أﺑﯿ ﮫ ﻗ ﺎل‪":‬أﺗﯿ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وھ ﻮ ﯾﺼ ﻠﻰ ‪،‬وﻟﺠﻮﻓ ﮫ أزﯾ ﺮ ﻛ ﺄزﯾﺮ‬
‫اﻟﻤﺮﺟﻞ‪،‬ﯾﻌﻨﻲ ﯾﺒﻜﻲ")وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻗﺎل ‪:‬رأﯾﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ وﻓﻲ ﺻﺪره أزﯾﺮ ﻛﺄزﯾﺮ اﻟﺮﺣﻰ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء"(رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وروى اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ‪،‬وروى أﺑﻮ داود اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ‪.‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻨﺪ ﺑﺎﺳ ﻨﺎد ﺻ ﺤﯿﺢ ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[١٠٠٠‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﺮﺟﻞ‪:‬اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة واﻟﻨﺤﺎس‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪،‬ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬اﻗﺘﻠﻮا اﻷﺳ ﻮدﯾﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة اﻟﺤﯿ ﺔ واﻟﻌﻘ ﺮب"رواه أﺣﻤ ﺪ ‪،‬وأﺑ ﻮ‬
‫داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ﻣﻌﻨ ﺎه وﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪:‬ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪،‬وﺻ ﺤﺤﮫ أﯾﻀ ﺎً اﻟﺤﺎﻛﻢ‪،‬وواﻓﻘ ﮫ اﻟ ﺬھﺒﻲ اﻧﻈ ﺮ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة‬
‫]‪.[١٠٠٤‬‬

‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﺗﻄﻮﻋﺎً ‪،‬واﻟﺒﺎب ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻐﻠﻖ ﻓﺠﺌﺖ ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺤﺖ ‪،‬ﻓﻤﺸ ﻰ ﻓﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻲ‬
‫‪،‬ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ ﻣُﺼَﻼّه ‪،‬وذﻛﺮت أن اﻟﺒﺎب ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻘﺒﻠ ﺔ"رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وروي اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ﻧﺤﻮه‪،‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ إﺳ ﻨﺎده‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[١٠٠٥‬‬

‫*ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪،‬أﻧﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪:‬ﻗ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬إذا أﺣ ﺪث أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﮫ ﻓﻠﯿﺄﺧ ﺬ ﺑﺄﻧﻔ ﮫ ﺛ ﻢ‬
‫ﻟﯿﻨﺼﺮف"رواه أﺑﻮ داود ‪،‬ورواه اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل ‪:‬ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻃﮭﻤﺎ‪،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬

‫*ﻗﺎل اﻟﻄﯿــﺒﻲ ‪:‬اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻟﯿﺨﯿﻞ أﻧﮫ ﻣﺮﻋﻮفٌ‪،‬وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻣﻦ اﻟﻜﺬب ‪،‬ﺑ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺎرﯾﺾ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ‪،‬ورﺧﺺ ﻟ ﮫ ذﻟ ﻚ ﻟ ﺌﻼ ﯾﺴ ﻮل ﻟ ﮫ‬
‫اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻻﺳﺘﺤﯿﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ‪.‬أ‪.‬ھــ ﻣﺮﻗﺎة‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪:‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﻼة‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮ اﻧﺼﺮف ‪،‬وأوﻣﺄ إﻟﯿﮭﻢ أن ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ‪،‬ﺛﻢ ﺧﺮج ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ‬
‫ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء ورأﺳ ﮫ ﯾﻘﻄﺮ‪،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺻ ﻠﻰ ﻗ ﺎل ‪":‬إﻧ ﻲ ﻛﻨ ﺖ ﺟﻨﺒ ﺎً ﻓﻨﺴ ﯿﺖ أن أﻏﺘﺴ ﻞ "رواه أﺣﻤ ﺪ ‪،‬وإﺳ ﻨﺎده ﺣﺴ ﻦ ﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[١٠٠٩‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺪرداء ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﻲ ‪،‬ﻓﺴ ﻤﻌﻨﺎه ﯾﻘ ﻮل‪":‬أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ﻣﻨ ﻚ "ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل‪":‬أﻟﻌﻨ ﻚ ﺑﻠﻌﻨ ﺔ‬
‫اﷲ"ﺛﻼﺛﺎً‪،‬وﺑﺴﻂ ﯾﺪه ﻛﺄﻧﮫ ﯾﺘﻨﺎول ﺷﯿﺌﺎً‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮغ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة‪،‬ﻗﻠﻨﺎ ‪:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ !ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎك ﺗﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺷﯿﺌﺎً ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻌﻚ ﺗﻘﻮﻟﮫ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪،‬ورأﯾﻨﺎك ﺑﺴﻄﺖ ﯾﺪك ‪،‬ﻗﺎل إن ﻋﺪو اﷲ إﺑﻠﯿﺲ ﺟﺎء ﺑﺸﮭﺎبٍ ﻣﻦ ﻧﺎرٍ ﻟﯿﺠﻌﻠﮫ ﻓﻲ وﺟﮭﻲ‪،‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻚ ﺛﻼث ﻣﺮات ‪،‬ﺛﻢ‬
‫أردت أن آﺧﺬه ﻟﻮﻻ دﻋﻮة أﺧﯿﻨﺎ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﻷﺻﺒﺢ ﻣﻮﺛﻘﺎً ﯾﻠﻌﺐ ﺑﮫ وﻟﺪان أھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ "رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪٧٥‬‬
‫*وﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ ﺳ ﺄﻟﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺘﱠﻠَﻔﱡ ﺖِ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة‪،‬ﻓﻘﺎل اﺧ ﺘﻼس ﯾﺨﺘﻠﺴ ﮫ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻌﺒﺪ"رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ ‪-:‬اﺧﺘﻠﺲ اﻟﺸﯿﺊ‪:‬أي ﺳﻠﺒﮫ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة‪،‬وﻗﻤﻨﺎ ﻣﻌﮫ ‪،‬ﻓﻘﺎل أﻋﺮاﺑﻲ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‬
‫اﻟﻠﮭﻢ ارﺣﻤﻨﻲ وﻣﺤﻤﺪاً وﻻ ﺗﺮﺣﻢ ﻣﻌﻨﺎ أﺣﺪاً ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل ﻟﻸﻋﺮاﺑﻲ‪،‬ﻟﻘ ﺪ ﺗﺤﺠّ ﺮْتَ واﺳ ﻌﺎً‪،‬ﯾﺮﯾﺪ رﺣﻤ ﮫ‬
‫اﷲ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨ ﻰ ‪-:‬ﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﺤﺠ ﺮت واﺳ ﻌﺎً ‪:‬أي ﺿ ﯿﻘﺖ ﻣ ﺎ وَﺳﱠ ﻌﮫ اﷲ ‪،‬وﺧﺼﺼ ﺖ ﺑ ﮫ ﻧﻔﺴ ﻚ دون إﺧﻮاﻧ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪،‬ھﻼ ﺳ ﺄﻟﺖ ﻟ ﻚ وﻟﻜ ﻞ‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ‪،‬وأﺷﺮﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺘﻲ وﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ‪،‬وﻓﻲ ھﺬا اﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﺮك ھﺬا اﻟ ﺪﻋﺎء واﻟﻨﮭ ﻲ ﻋﻨﮫ‪،‬وأﻧ ﮫ ﯾﺴ ﺘﺤﺐ‬
‫اﻟﺪﻋﺎء ﻟﮫ وﻟﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﮭﺪاﯾﺔ ‪،‬وﻧﺤﻮھﻤﺎ ‪.‬‬

‫‪-‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﺗﺒﻄﻞ ﺻﻼة ﻣﻦ دﻋﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز ﺟﺎھﻼً ﻟﻌﺪم أﻣﺮ ھﺬا اﻟﺪاﻋﻲ ﺑﺎﻹﻋﺎدة ‪]،‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪،١‬ج‪.[٣٢٢=٢‬‬

‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ﻟﻤﺎ اﺷﺘﺪ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﺟﻌ ﮫ ﻗﯿ ﻞ ﻟ ﮫ اﻟﺼ ﻼة‪،‬ﻗﺎل ﻣ ﺮوا أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻓﻠﯿﺼ ﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس‪،‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ إن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ رﻗﯿﻖ اﻟﻘﻠﺐ إذا ﻗ ﺮأ ﻏﻠﺒ ﮫ اﻟﺒﻜﺎء‪،‬ﻓﻘ ﺎل ﻣُ ﺮوهُ ﻓﻠﯿﺼ ﻞﱢ ﻓَﻌَﺎوَدَﺗْ ﮫُ‪،‬ﻓﻘﺎل‪-:‬ﻣ ﺮوه ﻓﻠﯿﺼ ﻞﱢ إﻧﻜ ﻦﱠ ﺻ ﻮاﺣﺐ ﯾﻮﺳ ﻒ‪.‬رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﻌﻨﺎه ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ ‪-:‬رﺟﻞ رﻗﯿﻖ‪:‬أي رﻗﯿﻖ اﻟﻘﻠﺐ‪.‬‬

‫ﺻﻮاﺣﺐ ﯾﻮﺳﻒ‪:‬ﺻﻮاﺣﺐ ﺟﻤﻊ ﺻﺎﺣﺒﺔ ‪،‬واﻟﻤﺮاد أﻧﮭﻦ ﻣﺜﻞ ﺻﻮاﺣﺐ ﯾﻮﺳﻒ ﻓﻲ إﻇﮭﺎر ﺧ ﻼف ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺎﻃﻦ وھ ﺬا اﻟﺨﻄ ﺎب ‪،‬وإن‬
‫ﻛﺎن ﺑﻠﻔﻆ اﻟﺠﻤﻊ ﻓﺎﻟﻤﺮاد ﺑﮫ واﺣﺪة ھﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻘﻂ ﻛﻤ ﺎ أن اﻟﻤ ﺮاد ﺑﺼ ﻮاﺣﺐ ﯾﻮﺳ ﻒ زﻟﯿﺨ ﺎ ﻓﻘ ﻂ ﻛ ﺬا ﻗ ﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ‪،‬ووﺟ ﮫ اﻟﻤﺸ ﺎﺑﮭﺔ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن زﻟﯿﺨﺎ اﺳﺘﺪﻋﺖ اﻟﻨﺴﻮة وأﻇﮭﺮت ﻟﮭﻦ اﻹﻛﺮام ﻓﻲ اﻟﻀﯿﺎﻓﺔ ‪،‬وﻣﺮادھﺎ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪،‬وھﻮ أن ﯾﻨﻈ ﺮن إﻟ ﻰ ﺣﺴ ﻦ‬
‫ﯾﻮﺳﻒ ‪،‬وﯾﻌﺬرﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺘﮫ ‪،‬وأن ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻇﮭﺮت أن ﺳﺒﺐ إرادﺗﮭﺎ ﺻ ﺮف اﻹﻣﺎﻣ ﺔ ﻋ ﻦ أﺑﯿﮭ ﺎ ﻛﻮﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺴ ﻤﻊ اﻟﻤ ﺄﻣﻮﻣﯿﻦ اﻟﻘ ﺮاءة‬
‫ﻟﺒﻜﺎﺋﮫ وﻣﺮادھﺎ زﯾﺎدة وھﻮ أن ﻻ ﯾﺘﺸﺎءم اﻟﻨﺎس ﺑﮫ ﻛﻤﺎ ﺻﺮّﺣﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻃﺮق اﻟﺤﺪﯾﺚ‪،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ وﻣﺎ ﺣﻤﻠﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺘ ﮫ إﻻ‬
‫اﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ أن ﯾﺤﺐ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﺪه رﺟﻼً ﻗﺎم ﻣﻘﺎﻣﮫ ‪...‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﺒﻜﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪،‬ووﺟﮫ اﻻﺳﺘﺪﻻل أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻤ ﺎ ﺻ ﻤﱠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺨﻼف أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﺑﻌ ﺪ أن أُﺧﺒِ ﺮَ أﻧ ﮫ إذا ﻗ ﺮأ ﻏﻠﺒ ﮫ اﻟﺒﻜ ﺎء دل ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﻮاز]ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر‬
‫م‪،١‬ج‪.[٣٢٥=٢‬‬

‫*ﻋﻦ ﻣﻌﯿﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺴﻮي اﻟﺘﺮاب ﺣﯿﺚ ﯾﺴﺠﺪ]إن ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻮاﺣﺪةً[ واه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ‪-:‬ﻓﻮاﺣﺪة‪:‬اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻓﺎﻣﺴﺢ ﻣﺴﺤﺔً واﺣﺪة‪،‬وﻓﯿﮫ اﻹذن ﺑﻤﺴﺤﺔ واﺣﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﮫ رأى ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﯾﺼﻠﻰ ورأﺳﮫ ﻣﻌﻘﻮص إﻟﻰ وراﺋﮫ ﻓﺠﻌﻞ ﯾﺤﻠﮫ‪،‬وأﻗﺮ ﻟﮫ اﻵﺧﺮ‪،‬ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‬
‫ﻓﻘﺎل ‪:‬ﻣﺎﻟﻚ ورأﺳﻲ ‪،‬ﻗﺎل إﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل‪:‬إﻧﻤﺎ ﻣﺜﻞ ھﺬا ﻛﻤﺜ ﻞ اﻟ ﺬي ﯾﺼ ﻠﻰ وھ ﻮ ﻣﻜﺘ ﻮفٌ‪.‬رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ‪:‬ﻣﻌﻘﻮص ‪:‬أي ﺿﻔﺮه وﻓﺘﻠﮫ إﻟﻰ وراﺋﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻜﺘﻮف ‪ :‬أي اﻟﺬي ﺷﺪت ﯾﺪﯾﮫ ﺑﺤﺒﻞ إﻟﻰ ﺧﻠﻒ ﻛﺘﻔﯿﮫ]ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪،١‬ج‪.[٣٣٩=٢‬‬

‫*وﻋﻦ أﻧﺲٍ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪:‬إذا ﻗﺎم أﺣﺪﻛﻢ إﻟﻰ ﺻﻼﺗﮫ ‪،‬ﻓﻼ ﯾَﺒْﺰُﻗﻦﱠ ﻗِﺒَﻞَ ﻗﺒﻠﺘﮫ ‪،‬وﻟﻜﻦ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره‪،‬أو ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣ ﮫ‬
‫‪،‬ﺛﻢ أﺧﺬ ﻃﺮف‪-‬رداﺋﮫ ﻓﺒﺼﻖ ﻓﯿﮫ‪،‬ورد ﺑﻌﻀﮫ ﻋﻞ ﺑﻌﺾ‪،‬ﻓﻘﺎل أو ﯾﻔﻌﻞ ھﻜﺬا ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪:‬إذا ﻧ ﻮدي ﺑﺎﻟﺼ ﻼة أدﺑ ﺮ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن وﻟ ﮫ ﺿ ﺮاط ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﯾﺴ ﻤﻊ اﻷذان ‪،‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻗﻀﻲ اﻷذان أﻗﺒﻞ ﻓﺈذا ﺛُﻮﱢبَ ﺑﮭﺎ أدﺑﺮ ‪،‬ﻓﺈذا ﻗﻀﻰ اﻟﺘﺜﻮﯾﺐ أﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺨﻄﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮء وﻧﻔﺴﮫ ﯾﻘﻮل أذﻛﺮ ﻛﺬا‪،‬ﻟﻤﺎ ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﯾ ﺬﻛﺮ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﯾﻀﻞ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾﺪري ﻛﻢ ﺻﻠﻰ ‪،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﺪر أﺣﺪﻛﻢ ﺻﻠﻰ ﺛﻼﺛﺎً‪،‬أو أرﺑﻌﺎً‪،‬ﻓﻠﯿﺴﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ‪،‬وھﻮ ﺟﺎﻟﺲ ‪.‬ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ‪،‬وﻗﺎل اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ ‪:‬إﻧﻲ ﻷُﺟﮭﱢﺰُ ﺟﯿﺸﻲ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪.‬‬

‫‪-‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﯾﺒﻄﻞ اﻟﺼﻼة وإن ﻃﺎل‪،‬أي اﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻏﯿﺮ ﻣﺒﻄﻠﺔ ﻟﮭﺎ ‪،‬وﻛﺬا ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﻠﺒﯿ ﺔ‬
‫ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺎرق‪.‬‬

‫‪٧٦‬‬
‫*ﺣﺪﯾﺚ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ اﻟﺤﻨﻈﻠﯿﺔ ﻗﺎل‪":‬ﺛُﻮﱢبَ ﺑﺎﻟﺼﻼة]ﯾﻌﻨﻲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ[‪،‬ﻓﺠﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﻰ وھ ﻮ ﯾﻠﺘﻔ ﺖ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺸﱢﻌﺐ ﻗﺎل]أﺑﻮ داود[‪،‬وﻛﺎن أرﺳﻞ ﻓﺎرﺳﺎً إﻟﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﯾﺤﺮس"رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء]‪.[٣٧١‬‬

‫*ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ‪":‬اﻋﺘﺪﻟﻮا ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮد وﻻ ﯾﺒﺴﻂ أﺣﺪﻛﻢ ذراﻋﯿﮫ اﻧﺒﺴﺎط اﻟﻜﻠﺐ"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫*ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪":‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﺧﻤﯿﺼﺔ ﻟﮭﺎ أﻋﻼم ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﻋﻼﻣﮭﺎ ﻧﻈﺮة‪،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف ﻗﺎل ‪:‬اذھﺒﻮا‬
‫ﺑﺨﻤﯿﺼﺘﻲ ھﺬه إﻟﻰ أﺑﻲ ﺟﮭﻢ واﺋﺘﻮﻧﻲ ﺑﺄﻧﺒﺠﺎﻧﯿﺘﮫ ‪،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ أﻟﮭﺘﻨﻲ آﻧﻔﺎً ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻲ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ‪:‬اﻟﺨﻤﯿﺼﺔ‪:‬ﻛﺴﺎء ﻣﻦ ﺧﺰ أو ﺻﻮف ﻣﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻷﻧﺒﺠﺎﻧﯿﺔ ‪:‬ﻛﺴﺎء ﻏﻠﯿﻆ ﻟﮫ وﺑﺮ وﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﮫ ‪،‬وأﺑﻮ ﺟﮭﻢ ﻛﺎن ﻗﺪ أھﺪى اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺨﻤﯿﺼﺔ ﻓﺮدھﺎ وﻃﻠﺐ أﻧﺒﺠﺎﻧﯿﺘﮫ‬
‫ﺑﺪﻟﮭﺎ ﺟﺒﺮاً ﻟﺨﺎﻃﺮه‪.‬‬

‫*ﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪":‬إن ﻣﻦ اﻟﺠﻔﺎء أن ﯾﻜﺜﺮ ﻣﺴﺢ ﺟﺒﮭﺘﮫ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻔﺮغ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة"ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪.(٣٨٢‬‬

‫*روى زﯾﺎد ﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎل‪":‬ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻗﺎم‪،‬وﻟﻢ ﯾﺠﻠ ﺲ ﻓﺴَ ﺒﱠﺢَ ﺑ ﮫ ﻣَ ﻦْ ﺧﻠﻔ ﮫ ﻓﺄﺷ ﺎر إﻟ ﯿﮭﻢ ]أن[‬
‫ﻗﻮﻣﻮا‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮغ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ ﺳﻠﻢ ‪،‬وﺳﺠﺪ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪:‬ھﻜﺬا ﺻﻨﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬رواه أﺣﻤﺪ ‪،‬وأﺑﻮ داود‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪،‬واﻟﺪارﻣﻲ واﻟﻄﺤ ﺎوي‪،‬وأﺑﻮ داود واﻟﻄﯿﺎﻟﺴ ﻲ ‪،‬وﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪:‬ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ﺻ ﺤﯿﺢ‪.‬وﻗ ﺎل اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ‪:‬ھ ﺬا إﺳ ﻨﺎد رﺟﺎﻟ ﮫ‬
‫ﺛﻘﺎت‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪":‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﺪل ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪،‬وأن ﯾﻐﻄﻲ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻓ ﺎه"‪.‬أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ]‪.[٦٧٦٠‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬اﻟﺴﺪل ‪:‬إرﺳﺎل اﻟﺜﻮب ﺣﺘﻰ ﯾﺼﯿﺐ اﻷرض ‪.‬ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪":‬إذا وُﺿِﻊَ اﻟﻌَﺸَﺎء‪،‬وأﻗﻤﯿﺖ اﻟﺼﻼة ﻓﺎﺑﺪؤا ﺑﺎﻟﻌَﺸَﺎء"رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ أن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﺎن ﯾﻮﺿﻊ ﻟﮫ اﻟﻄﻌﺎم‪،‬وﺗﻘﺎم ﻓﻼ ﯾﺄﺗﯿﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﻔﺮغ ‪،‬وإﻧﮫ ﯾﺴﻤﻊ ﻗﺮاءة اﻹﻣﺎم ‪،‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪﯾﺜﺎن‪-:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ‪-:‬إﻧﻤﺎ أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ﻟﺘﺄﺧﺬ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺟﺘﮭﺎ ﻣﻨﮫ ‪،‬ﻓﯿﺪﺧﻞ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ‪،‬وھﻮ‬
‫ﺳﺎﻛﻦ اﻟﺠﺄش ﻻ ﺗﻨﺎزﻋﮫ ﺷﮭﻮة اﻟﻄﻌﺎم ﻓﯿﻌﺠﻠﮫ ذﻟﻚ ﻋﻦ إﺗﻤﺎم رﻛﻮﻋﮭﺎ وﺳﺠﻮدھﺎ ‪،‬وإﯾﻔﺎء ﺣﻘﻮﻗﮭﺎ‪].‬ﻓﻘﮫ اﻟﺴﻨﺔ م‪.[٢٢٨=١‬‬

‫*ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪-:‬ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل‪"-:‬ﻻ ﯾﺼ ﻠﻰ أﺣ ﺪ ﺑﺤﻀ ﺮة اﻟﻄﻌ ﺎم ‪،‬وﻻ وھ ﻮ ﯾﺪاﻓﻌ ﮫ‬
‫اﻷﺧﺒﺜﺎن"ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ‪:‬اﻷﺧﺒﺜﺎن ‪:‬أي اﻟﺒﻮل واﻟﻐﺎﺋﻂ‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪":‬إذا ﻧﻌﺲ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺮﻗﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺬھﺐ ﻋﻨﮫ اﻟﻨﻮم‪،‬ﻓﺈﻧ ﮫ إذا ﺻ ﻠﻰ وھ ﻮ ﻧ ﺎﻋﺲ ﻟﻌﻠ ﮫ‬
‫ﯾﺬھﺐ ﯾﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓَﯿَﺴُﺐﱡ ﻧﻔﺴﮫ"رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪:‬إذا ﻗ ﺎم أﺣ ﺪﻛﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻠﯿ ﻞ ﻓﺎﺳ ﺘﻌﺠﻢ اﻟﻘ ﺮآن ﻋﻠ ﻰ ﻟﺴ ﺎﻧﮫ‪،‬ﻓﻠﻢ ﯾ ﺪر ﻣ ﺎ ﯾﻘ ﻮل‬
‫ﻓﻠﯿﻀﻄﺠﻊ "رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬اﺳﺘﻌﺠﻢ اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﮫ‪:‬أي اﺷﺘﺪ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﻄﻖ ﻟﻐﻠﺒﺔ اﻟﻨﻮم‪.‬‬

‫*ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺷ ﺒﻞ ﻗ ﺎل‪:‬ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ ﻧﻘ ﺮة اﻟﻐ ﺮاب ‪،‬واﻓﺘ ﺮاش اﻟﺴ ﺒﻊ وأن ﯾ ﻮﻃﻦ اﻟﺮﺟ ﻞ‬
‫اﻟﻤﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﯾﻮﻃﻦ اﻟﺒﻌﯿﺮ "رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﺻﺤﺤﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.[٦٨٥٩].‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬أن ﯾﻮﻃﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﯾﻮﻃﻦ اﻟﺒﻌﯿﺮ ‪:‬أي ﯾﺠﻌﻞ ﻟﮫ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﻛﺎﻟﺒﻌﯿﺮ ﻻ ﯾﺒﺮك إﻻ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺧﺎص اﻋﺘﺎده‪.‬‬

‫*ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ ﻗﺎل‪:‬ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪:‬ﯾﻜﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨ ﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ وھ ﻮ إﻟ ﻰ ﺟﻨﺒ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﺣﺘ ﻰ ﻧﺰﻟ ﺖ "وﻗﻮﻣ ﻮا ﷲ ﻗ ﺎﻧﺘﯿﻦ‬
‫"ﻓﺄُﻣِﺮْﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮت‪،‬وﻧﮭﯿﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم"رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪٧٧‬‬
 ‫ﺑﺎب ﺳﺠﻮد اﻟﻘﺮآن‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺠﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )ﺑﺎﻟﻨﺠﻢ( وﺳﺠﺪ ﻣﻌﮫ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن واﻟﻤﺸﺮﻛﻮن واﻟﺠﻦ واﻹﻧﺲ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺠﺪﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ‪) :‬إذا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ ( ‪،‬و )اﻗﺮأ ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻚ ( ‪.‬‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬إذا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ ‪ :‬أي ﺳﻮرة اﻻﻧﺸﻘﺎق‪.‬‬
‫اﻗﺮأ ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻚ ‪ :‬أي ﺳﻮرة اﻟﻌﻠﻖ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ) اﻟﺴﺠﺪة ( ‪ ،‬وﻧﺤﻦ ﻋﻨﺪه ﻓﯿﺴﺠﺪ ‪ ،‬وﻧﺴﺠﺪ ﻣﻌﮫ ‪ ،‬ﻓﻨﺰدﺣﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺠﺪ أﺣﺪﻧﺎ ﻟﺠﺒﮭﺘﮫ ﻣﻮﺿﻌﺎً ﯾﺴﺠﺪ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺮأت ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )واﻟﻨﺠﻢ( ﻓﻠﻢ ﯾﺴﺠﺪ ﻓﯿﮭﺎ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬ﻗﺎل ﺳﺠﺪة "ص" ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻋﺰاﺋﻢ اﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وﻗﺪ رأﯾﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺠﺪ ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻋﺰاﺋﻢ اﻟﺴﺠﻮد ‪ :‬أي ﻟﯿﺲ ﻣﻤﺎ وردت اﻟﻌﺰﯾﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﮫ ﻛﺼﯿﻐﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﺜﻼً ‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬ﻗﺎل ﻣﺠﺎھﺪ ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬أأﺳﺠﺪ ﻓﻲ "ص"؟ ﻓﻘ ﺮأ‪) :‬وﻣ ﻦ ذرﯾﺘ ﮫ داود وﺳ ﻠﯿﻤﺎن ( ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ )ﻓﺒﮭ ﺪاھﻢ‬
‫اﻗﺘﺪه ( ﻓﻘﺎل‬
‫ﻧﺒﯿﻜﻢ‪ - :‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻤﻦ أُﻣِﺮَ أن ﯾﻘﺘﺪي ﺑﮭﻢ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫)وﻣﻦ ذرﯾﺘﮫ داود وﺳﻠﯿﻤﺎن ( ﺣﺘﻰ أﺗﻰ )ﻓﺒﮭﺪاھﻢ اﻗﺘﺪه ( ‪ :‬اﻷﻧﻌﺎم ‪. ٩١-٨٥‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ! ﻓُﻀﻠﺖ ﺳﻮرة اﻟﺤﺞ ﺑﺄن ﻓﯿﮭﺎ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺠﺪھﻤﺎ ﻓﻼ ﯾﻘﺮأھﻤﺎ‬
‫" رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ]ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ = ‪[ ١٠٣٠‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﺳﺠﻮد اﻟﻘﺮآن ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ‪ " :‬ﺳﺠﺪ وﺟﮭﻲ ﻟﻠ ﺬي‬
‫ﺧﻠﻘﮫ وﺻﻮره ‪ ،‬وﺷ ﻖ ﺳ ﻤﻌﮫ وﺑﺼ ﺮه ﺑﺤﻮﻟ ﮫ وﻗﻮﺗ ﮫ " رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪ :‬ھ ﺬا ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬وأﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ ‪ ،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺟﺎء رﺟﻞٌ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ ! رأﯾﺘﻨﻲ اﻟﻠﯿﻠﺔ ‪،‬وأﻧﺎ‬
‫ﻧﺎﺋﻢ ﻛﺄﻧﻲ أﺻﻠﻲ ﺧﻠﻒ ﺷﺠﺮة ‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪت ‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪت اﻟﺸﺠﺮة ﻟﺴﺠﻮدي ‪ ،‬ﻓﺴ ﻤﻌﺘﮭﺎ ﺗﻘ ﻮل ‪ :‬اﻟﻠﮭ ﻢ اﻛﺘ ﺐ ﻟ ﻲ ﺑﮭ ﺎ ﻋﻨ ﺪك أﺟ ﺮاً ‪ ،‬وﺿ ﻊ‬
‫ﻋﻨﻲ ﺑﮭﺎ وزراً ‪ ،‬واﺟﻌﻠﮭﺎ ﻟﻲ ﻋﻨﺪك ذﺧﺮاً ‪ ،‬وﺗﻘﺒﻠﮭﺎ ﻣﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺒﻠﺘﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪك داود ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬ﻓﻘﺮأ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺴﺠﺪة ﺛﻢ ﺳﺠﺪ‬
‫‪ ،‬ﻓﺴﻤﻌﺘﮫ وھﻮ ﯾﻘﻮل ﻣﺜـــــﻞ ﻣﺎ أﺧﺒﺮه اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻗﻮل اﻟﺸﺠﺮة " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﺻﺤﺤــــﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺮأ )واﻟﻨﺠﻢ ( ‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﺳﺠﺪ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﮫ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ﺷ ﯿﺨﺎً ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﯾﺶ‬
‫أﺧﺬ ﻛﻔﺎً ﻣﻦ ﺣﺼﻰً أو ﻣﻦ ﺗﺮاب ‪ ،‬ﻓﺮﻓﻌﮫ إﻟﻰ ﺟﺒﮭﺘﮫ وﻗﺎل ‪ :‬ﯾﻜﻔﯿﻨﻲ ھﺬا ‪ ،‬ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ‪ :‬ﻓﻠﻘﺪ رأﯾﺘُ ﮫ ﺑﻌ ﺪُ ﻗُﺘِ ﻞَ ﻛ ﺎﻓﺮاً ‪ .‬ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪.‬‬
‫وزاد اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬وھﻮ أﻣﯿﺔ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل‪ :‬إن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺳ ﺠﺪ ﻓ ﻲ"ص" ‪ ،‬وﻗ ﺎل ‪ ":‬ﺳ ﺠﺪھﺎ داود ﺗﻮﺑ ﺔً‪ ،‬وﻧﺴ ﺠﺪھﺎ ﺷ ﻜﺮاً ‪ ،‬رواه‬
‫اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﮫ ‪ ،‬واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ﺑﺎﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﺴﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﯿﺺ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ راﻓﻊ اﻟﺼﺎﺋﻎ ﻗﺎل ‪:‬ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة اﻟﻌَﺘْﻤَﺔَ ﻓﻘﺮأ " إذا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ " ﻓﺴﺠﺪ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ھﺬه ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﺳﺠﺪت ﺑﮭﺎ‬
‫ﺧﻠﻒ أﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻤﺎ أزال أﺳﺠﺪ ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﺎه ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﻋﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﻗﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﺳ ﻮرة اﻟﻨﺤ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء اﻟﺴ ﺠﺪة ﻓﻨ ﺰل وﺳ ﺠﺪ وﺳ ﺠﺪ اﻟﻨ ﺎس ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ إذا ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻗﺮأ ﺑﮭﺎ ﺣﺘﻰ إذا ﺟﺎء اﻟﺴﺠﺪة ﻗﺎل ‪ :‬أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﺎ ﻟﻢ ﻧﺆﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺳﺠﺪ ﻓﻘﺪ أﺻﺎب ‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺠﺪ ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ‪ :‬إن اﷲ ﻟﻢ ﯾﻔﺮض ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻟﺴﺠﻮد إﻻ أن ﻧﺸﺎء ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا ﻗﺮأ اﺑﻦ آدم اﻟﺴﺠﺪة ﻓﺴﺠﺪ ‪ ،‬اﻋﺘﺰل اﻟﺸﯿﻄﺎن‬
‫ﯾﺒﻜﻲ ﯾﻘﻮل‪ :‬ﯾﺎ وَﯾْﻠﮫ أُﻣِﺮَ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد ﻓﺴﺠﺪ ﻓﻠﮫ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وأُﻣﺮت ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد ﻓﻌﺼﯿﺖ ﻓِﻠﻲَ اﻟﻨﺎر ” رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﯾﺎوﯾﻠﮫ ‪ :‬اﻟﻮﯾﻞ ھﻮ اﻟﮭﻼك ‪ ،‬ﯾﻘﺼﺪ ﻧﻔﺴﮫ ‪ :‬أي ﯾﺎ ﺣﺰن اﻟﺸﯿﻄﺎن ‪ ،‬وﯾﺎھﻼﻛﮫ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻟﯿﺲ ﻓﻲ أﺣﺎدﯾﺚ ﺳﺠﻮد اﻟﺘﻼوة ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﯾﻜﻮن اﻟﺴ ﺎﺟﺪ ﻣﺘﻮﺿ ﺌﺎً ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻛ ﺎن ﯾﺴ ﺠﺪ ﻣﻌ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﺗﻼوﺗﮫ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ أﻧﮫ أﻣﺮ أﺣﺪاً ﻣﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮء ‪ ،‬وﯾﺒﻌﺪ أن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻣﺘﻮﺿﺌﯿﻦ ‪ ،‬وأﯾﻀﺎً ﻗﺪ ﻛﺎن ﯾﺴﺠﺪ‬
‫ﻣﻌﮫ اﻟﻤﺸﺮﻛﻮن ‪ ،‬وھﻢ أﻧﺠﺎس ﻻ ﯾﺼﺢ وﺿﻮؤھﻢ ‪ ،‬وﻗﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﯾﺴ ﺠﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻏﯿ ﺮ وﺿ ﻮء ‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ‬
‫روى ﻋﻨﮫ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ‪ ،‬وأﻣﺎ ﻣﺎ رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻨﮫ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ إﻧﮫ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬أﻧﮫ ﻗﺎل ” ﻻ ﯾﺴﺠﺪ اﻟﺮﺟﻞ إﻻ وھﻮ‬
‫ﻃﺎھﺮ ” ﻓﯿﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﮭﺎرة اﻟﻜﺒﺮى ) أي اﻟﻄﮭﺎرة ﻣﻦ اﻟﺤﺪث اﻷﻛﺒﺮ(‪.‬‬

‫ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺴﺠﻮد ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻮﺿﻌﺎً ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ‪ ،‬وھﻲ ‪:‬‬
‫‪ - ١‬اﻷﻋﺮاف ‪ -‬اﻵﯾﺔ ‪(٢٠٦‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺮﻋﺪ ‪( ١٥ - -‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻨﺤﻞ ‪( ٤٩ - -‬‬
‫‪ -٤‬اﻹﺳﺮاء ‪( ١٠٧ - -‬‬
‫‪ -٥‬ﻣﺮﯾﻢ ‪( ٥٨ - -‬‬

‫‪٧٨‬‬
 ‫‪ -٦‬اﻟﺤﺞ ‪( ١٨ - -‬‬
‫‪ -٧‬اﻟﺤﺞ ‪( ٧٧ - -‬‬
‫‪ -٨‬اﻟﻔﺮﻗﺎن ‪( ٦٠ - -‬‬
‫‪ -٩‬اﻟﻨﻤﻞ ‪( ٢٥ - -‬‬
‫‪ -١٠‬اﻟﺴﺠﺪة ‪( ١٥ -‬‬
‫‪ -١١‬ﻓﺼﻠﺖ ‪( ٣٧ -‬‬
‫‪( ٢٤ -‬‬ ‫‪ -١٢‬ص‬
‫‪ -١٣‬اﻟﻨﺠﻢ ‪( ٦٢ -‬‬
‫‪ -١٤‬اﻹﻧﺸﻘﺎق ‪( ٢١ -‬‬
‫‪ -١٥‬اﻟﻌﻠﻖ ‪( ١٩ -‬‬
‫* ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬إذا ﻣﺮرت ﺑﺂﯾﺔ ﺳﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﯾُﺴﻦﱡ اﻟﺴﺠﻮد ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ أﺑﻲ ھﺮﯾ ﺮة اﻟﻌﺘﻤ ﺔ ﻓﻘ ﺮأ إذا اﻟﺴ ﻤﺎء اﻧﺸ ﻘﺖ ﻓﺴ ﺠﺪ‬
‫ﻓﯿﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﻣ ﺎ ھ ﺬه ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﺠﺪت ﺑﮭ ﺎ ﺧﻠ ﻒ أﺑ ﻲ اﻟﻘﺎﺳ ﻢ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ أزال أﺳ ﺠﺪ ﻓﯿﮭ ﺎ ﺣﺘ ﻰ أﻟﻘ ﺎه ” رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫‪٧٩‬‬
 ‫ﺑﺎب ﻓﻲ ﺳﺠﻮد اﻟﺸﻜﺮ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺟﺎءه أﻣﺮٌ ﺳﺮوراً أو ﯾﺴﺮ ﺑﮫ ‪ -‬ﺧَﺮﱠ ﺳﺎﺟﺪاً ﺷﺎﻛﺮاً ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪ .[١٤٩٤‬ﺳﺮوراً ‪ :‬ﻧﺼﺐ ﺑﺘﻘﺪﯾﺮ ) ﯾﻮﺟﺐ ﺳﺮوراً ( أو ﺣﺎل‬
‫ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺳﺎراً ‪.‬‬
‫وﺳﺠﺪ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻤ ﺎ ﺑﺸ ﺮ ﺑﺘﻮﺑ ﺔ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ " وﻗﺼ ﺘﮫ ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ‪ .‬وﻣﻌﻨ ﻰ ‪ :‬ﻗﻮﻟ ﮫ‬
‫وﻗﺼﺘﮫ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وھﻲ ﻣﻄﻮّﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪ ،‬وﺣﺎﺻﻠﮭﺎ أﻧﮫ ﺗﺨﻠﱠﻒ ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ﺑﻼ ﻋﺬر ‪ ،‬واﻋﺘﺮف ﺑﺬﻟﻚ ﺑﯿﻦ‬
‫ﯾﺪي اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻌﺘﺬر ﺑﺎﻷﻋﺬار اﻟﻜﺎذﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﻮن ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻨﮭﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺗﻜﻠﯿﻤﮫ ‪ ،‬وأﻣﺮ ﺑﻤﻔﺎرﻗﺔ زوﺟﺘﮫ ﻟﮫ ﺣﺘﻰ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﯿﮫ اﻟﻠﺬﯾﻦ اﻋﺘﺮﻓﺎ ﻛﻤﺎ اﻋﺘ ﺮف اﻷرضُ ﺑﻤ ﺎ‬
‫رَﺣُﺒﺖ ﻛﻤﺎ وﺻﻒ اﷲ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﻟﯿﻠﺔ ﺗﺎب اﷲ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺑُﺸﱢﺮَ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺳ ﺠﺪ ﺷ ﻜﺮاً ﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ ،‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ ﺳﺠﻮد اﻟﺸﻜﺮ‪.‬‬
‫ﺣﺪﯾﺚ " أن ﻋﻠﯿﺎً ﺳﺠﺪ ﺣﯿﻦ وﺟﺪ ذا اﻟﺜﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻮارج "‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ]‪.[٤٧٦‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪-:‬ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪ ذا اﻟﺜﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻮارج ﻋﺮف ﻋﻠﻲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ وأﯾﻘ ﻦ أﻧ ﮫ ﻗ ﺪ ﻗﺘ ﻞ ﺷ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ]وھ ﻢ اﻟﺨ ﻮارج[ ‪ ،‬ﻓﮭ ﻢ ﻗ ﻮم‬
‫ﯾﺘﻜﻠﻤﻮن ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺤﻖ ﻻ ﯾﺠﺎوز ﺣﻨﺎﺟﺮھﻢ وﯾﻤﺮﻗﻮن ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ﻛﻤﺎ ﯾﻤﺮق اﻟﺴﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻨﺪ ذﻟﻚ ﺧﺮ ﺳﺎﺟﺪاً ھﻮ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻟﯿﺲ ﻓﻲ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺒﺎب ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﺷﺘﺮاط اﻟﻮﺿﻮء وﻃﮭﺎرة اﻟﺜﯿ ﺎب واﻟﻤﻜ ﺎن ﻟﺴ ﺠﻮد اﻟﺸ ﻜﺮ ‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ ﻓﯿ ﮫ ﻣﺎﯾ ﺪل‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﺳﺠﻮد اﻟﺸﻜﺮ‪.‬‬
‫وأﯾﻀﺎً روى اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺒﺨﺎري أن ﻋﻠﯿﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻟﻤﺎ ﻛﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺈﺳﻼم‬
‫ھﻤﺪان ﺧﺮّ ﺳﺎﺟﺪاً ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻓﻘﺎل ‪ ":‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ھﻤﺪان ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ھﻤﺪان"‪.‬‬

‫أﺑﻮاب ﺻﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻓﻀﻠﮭﺎ‬

‫ﺑﺎب وﺟﻮﺑﮭﺎ واﻟﺤﺚ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﺻ ﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ﺗﻔﻀ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻼة اﻟﻔ ﺬ ﺑﺴ ﺒﻊ وﻋﺸ ﺮﯾﻦ‬
‫درﺟﺔ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻔﺬ ‪ :‬أي اﻟﻔﺮد ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻨﻔﺮد ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﻘﺪ ھﻤﻤﺖ أن آﻣﺮ ﺑﺤﻄﺐٍ ﻓﯿﺤﻄﺐ ‪،‬‬
‫ﺛﻢ آﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﯿﺆذّن ﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﺛﻢ آﻣﺮ رﺟﻼً ﻓﯿ ﺆم اﻟﻨ ﺎس ‪ ،‬ﺛ ﻢ أﺧ ﺎﻟﻒ اﻟ ﻰ رﺟ ﺎل ‪ .‬وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ‪ :‬ﻻ ﯾﺸ ﮭﺪون اﻟﺼ ﻼة ﻓ ﺄﺣﺮق‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ ‪ ،‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑﯿ ﺪه ‪ ،‬ﻟ ﻮ ﯾﻌﻠ ﻢ أﺣ ﺪھﻢ أﻧ ﮫ ﯾﺠ ﺪ ﻋَﺮْﻗَ ﺎً ﺳ ﻤﯿﻨﺎً أو ﻣِﺮْﻣ ﺎﺗﯿﻦ ﺣﺴ ﻨﺘﯿﻦ ﻟﺸ ﮭﺪ اﻟﻌﺸ ﺎء " رواه اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ وﻧﺤﻮه ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬رواﯾﺔ ﻻ ﯾﺸﮭﺪون اﻟﺼﻼة ‪ :‬ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺔ ‪،‬وھﺬه اﻟﺮواﯾﺔ ﻣﺬﻛﻮرة ﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧ ﺮى ‪ ،‬وأﯾﻀ ﺎً‬
‫ﻣﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ﺳﻨﻦ أﺑﻲ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫ﻋﺮﻗﺎً ‪ :‬أي ﻋﻈﻤﺎً ﻋﻠﯿﮫ ﻟﺤﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﺮﻣﺎﺗﯿﻦ ‪ :‬ﺗﺜﻨﯿﺔ ﻣﺮﻣﺎة وھﻲ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﻇﻠﻔﻰ اﻟﺸﺎة ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺨﻠﯿﻞ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻣﻦ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺪاء ﻓﻠﻢ ﯾﺠﺒﮫ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺻﻼة ﻟﮫ إﻻ ﻣﻦ ﻋﺬر "‬
‫رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪ ،‬وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪. [١٠٧٧‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﺛﻘﻞ اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﯿﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺸ ﺎء وﺻ ﻼة‬
‫اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬وﻟﻮ ﯾﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻷﺗﻮھﻤﺎ وﻟﻮ ﺣﺒﻮاً ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ھﻤﻤﺖ أن آﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﺘﻘﺎم ‪ ،‬ﺛﻢ آﻣﺮ رﺟﻼً ﻓﯿﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺛﻢ أﻧﻄﻠﻖ ﻣﻌﻲ‬
‫ﺑﺮﺟﺎل ﻣﻌﮭﻢ ﺣﺰمٌ ﻣﻦ ﺣﻄﺐ إﻟﻰ ﻗﻮم ﻻ ﯾﺸﮭﺪون اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﺄﺣﺮق ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎر ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺒﻮاً ‪ :‬أي زﺣﻔ ﺎً ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﯾﺰﺣﻒ اﻟﺼﻐﯿﺮ أي وﻟﻮ ﺣﺒﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻓﻖ واﻟﺮﻛﺐ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺟﻼً أﻋﻤﻰ ﻗﺎل ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ ﻟﯿﺲ ﻟﻲ ﻗﺎﺋﺪ ﯾﻘﻮدﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬ﻓﺴﺄل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أن‬
‫ﯾﺮﺧﺺ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﯿﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﺮﺧﺺ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ وﻟّﻰ دﻋﺎه ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ھﻞ ﺗﺴﻤﻊ اﻟﻨﺪاء ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﺟﺐ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬أن رﺟﻼً أﻋﻤﻰ ‪ :‬ھﻮ اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﮫ أﺣﺎدﯾﺚ أﺧﺮى ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻘﺪ رأﯾﺘﻨﺎ وﻣﺎ ﯾﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﮭﺎ أي ﺻﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻣﻌﻠﻮم اﻟﻨﻔﺎق ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﯾﺆﺗﻰ‬
‫ﺑﮫ ﯾﮭﺎدي ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻠﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﺎم ﻓﻲ اﻟﺼﻒ ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﯾﺆﺗﻰ ﺑﮫ ﯾﮭﺎدي ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻠﯿﻦ ‪ :‬أي ﯾﻤﺴﻜﮫ رﺟﻼن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﯿﮫ‬
‫ﺑﻌﻀﺪﯾﮫ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﺣﻀﻮر اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﻓﻀﻞ ﺻﻼﺗﮭﻦ ﻓﻲ ﺑﯿﻮﺗﮭﻦ‬

‫ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬إذا اﺳ ﺘﺄذﻧﻜﻢ ﻧﺴ ﺎؤﻛﻢ ﺑﺎﻟﻠﯿ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓ ﺄذﻧﻮا ﻟﮭ ﻦ ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻻ ﺗﻤﻨﻌﻮا ﻧﺴﺎءﻛﻢ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‪ ،‬وﺑﯿ ﻮﺗﮭﻦ ﺧﯿ ﺮ ﻟﮭ ﻦ " رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫وھﻮ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[١٠٦٢‬‬

‫‪٨٠‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﻤﻨﻌﻮا إﻣﺎء اﷲ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﷲ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻟﯿﺨﺮﺟﻦ وھﻦ ﺗﻔﻼت‪.‬رواه أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺴﻨﺪه وأﺑﻮ داود واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٧٣٣٤‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺗﻔﻼت ‪ :‬أي ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻄﯿﺒﺎت ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﯾﱡﻤﺎ اﻣﺮأةٍ أﺻﺎﺑﺖ ﺑﺨﻮراً ﻓﻼ ﺗﺸ ﮭﺪنﱠ ﻣﻌﻨ ﺎ اﻟﻌﺸ ﺎء اﻵﺧ ﺮة " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﻋﻦ ﻋَﻤْﺮَةَ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻟﻮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأى ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺎ رأﯾﻨﺎ ﻟﻤﻨﻌﮭﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﻣﻨﻌﺖ ﺑﻨﻮ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻧﺴﺎءھﺎ ‪ ،‬ﻗﻠﺖ ﻟﻌﻤﺮة ‪ ،‬وﻣﻨﻌﺖ ﺑﻨﻮ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻧﺴﺎءھﺎ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻧﻌﻢ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ زﯾﻨﺐ اﻣﺮأة ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل ﻟﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إذا ﺷﮭﺪت إﺣﺪاﻛﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻤ ﺲ‬
‫ﻃﯿﺒﺎً " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﺻﻼة اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮭﺎ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﮭﺎ ‪ ،‬وﺻﻼﺗﮭﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣُﺨْﺪَﻋِﮭﺎ ﻓﺄﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮭﺎ " رواه أﺑﻮ داود ‪،‬وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[١٠٦٣‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺑﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬أي اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻜﻤﺎل ﺳﺘﺮﺗﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﺠﺮﺗﮭﺎ ‪ :‬أي ﺻﺤﻦ اﻟﺪار ‪.‬‬
‫ﻣُﺨْﺪَﻋِﮭﺎ‪ :‬وھﻮ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﺼﻐﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﻜﻮن داﺧﻞ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺗﺤﻔﻆ ﻓﯿﮫ اﻷﻣﺘﻌﺔ اﻟﻨﻔﯿﺴﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ ":‬ﺧﯿ ﺮ ﻣﺴ ﺎﺟﺪ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻗﻌ ﺮ ﺑﯿ ﻮﺗﮭﻦ " رواه أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻨﺪه وﻏﯿ ﺮه‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪. [٣٣٢٢‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ ‪ :‬وﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب أن اﻹذن ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ‬
‫ﺧﺮوﺟﮭﻦ ﻣﺎ ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﯿﺐ أو ﺣﻠﻲ أو أي زﯾﻨﺔ واﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺎل ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﺐ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠ ﻮز ‪،‬‬
‫وﯾﺤﺮم ﻋﻠﯿﮭﻦ اﻟﺨﺮوج ﻟﻘﻮﻟﮫ ﻓﻼ ﺗﺸﮭﺪھﻦ ‪ ....‬وﺻﻼﺗﮭﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻓﻲ ﺑﯿﻮﺗﮭﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮭﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ] ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر‬
‫م‪ ٢‬ج‪. [ ١٣٢ = ١‬‬

‫ﺑﺎب ﻓﻲ ﻓﻀﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﺑﻌﺪ واﻟﻜﺜﯿﺮ اﻟﺠﻤﻊ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬إن أﻋﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة أﺟ ﺮاً أﺑﻌ ﺪھﻢ إﻟﯿﮭ ﺎ ﻣﻤﺸ ﻰً ‪.‬‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬اﻷﺑﻌﺪ ﻓﺎﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ أﻋﻈﻢ أﺟﺮاً ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ]‪.[٢٧٥٦‬‬
‫ﻋﻦ أُﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮﻣﺎً اﻟﺼﺒﺢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬أﺷ ﺎھﺪٌ ﻓ ﻼن ‪ ،‬ﻗ ﺎﻟﻮا ﻻ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬أﺷﺎھﺪٌ ﻓﻼن ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪:‬إن ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺼﻼﺗﯿﻦ أﺛﻘﻞ اﻟﺼﻠﻮات ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﺗﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﺎ ﻓﯿﮭﻤ ﺎ ﻷﺗﯿﺘﻤﻮھﻤ ﺎ وﻟ ﻮ‬
‫ﺣﺒﻮاً ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮُﻛﺐ ‪ ،‬وإن اﻟﺼﻒ اﻷول ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺻﻒ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻓﻀﯿﻠﺘﮫ ﻻﺑﺘﺪرﺗﻤﻮه وإن ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻞ أزﻛﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ وﺣﺪه ‪ ،‬وﺻﻼﺗﮫ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻠﯿﻦ أزﻛ ﻰ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼﺗﮫ ﻣ ﻊ اﻟﺮﺟ ﻞ ‪ ،‬وﻣ ﺎ ﻛﺜ ﺮ ﻓﮭ ﻮ أﺣ ﺐ إﻟ ﻰ اﷲ " رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺮﻗﻰ اﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺤﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[١٠٦٦‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬أزﻛﻰ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ وﺣﺪه ‪ :‬أي أﻛﺜﺮ أﺟﺮاً وأﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﻣﻦ ذﻧﻮﺑﮫ ]ﻓﻘﮫ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ج‪. [١٩٤=١‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺴﻌﻲ اﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺴﻜﯿﻨﺔ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذ ﺳ ﻤﻊ ﺟﻠﺒ ﺔ رﺟ ﺎل ﻓﻠﻤّ ﺎ ﺻ ﻠﻰ ﻗ ﺎل ﻣ ﺎ ﺷ ﺄﻧﻜﻢ‬
‫؟ﻗﺎﻟﻮا اﺳﺘﻌﺠﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة‪،‬ﻗﺎل ﻓﻼ ﺗﻔﻌﻠﻮا ‪،‬إذا أﺗﯿﺘﻢ اﻟﺼﻼة ﻓﻌﻠﯿﻜﻢ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ ﻓﻤﺎ أدرﻛﺘﻢ ﻓﺼﻠﻮا‪،‬وﻣﺎ ﻓﺎﺗﻜﻢ ﻓﺄﺗﻤّﻮا‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪:‬ﺟﻠﺒﺔ‪:‬أﺻﻮاﺗﮭﻢ ﺣﺎل ﺣﺮﻛﺘﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪:‬إذا ﺳﻤﻌﺘﻢ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﺎﻣﺸﻮا إﻟﻰ اﻟﺼﻼة وﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ واﻟﻮﻗﺎر‪،‬وﻻ ﺗﺴﺮﻋﻮا‬
‫ﻓﻤﺎ أدرﻛﺘﻢ ﻓﺼﻠﻮا‪،‬وﻣﺎ ﻓﺎﺗﻜﻢ ﻓﺄﺗﻤﻮا ‪.‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﻤﺴﻠﻢ‪:‬إذا ﺛُﻮﱢبَ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﻼ ﯾﺴﻌﻰ إﻟﯿﮭﺎ أﺣﺪﻛﻢ وﻟﻜﻦ ﻟﯿﻤﺶِ وﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ واﻟﻮﻗﺎر ﻓﺼﻞﱢ ﻣﺎ أدرﻛﺖ ‪،‬واﻗﺾ ﻣﺎ ﺳﺒﻘﻚ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ واﻟﻮﻗﺎر ‪:‬ﺑﻤﻌﻨﻰ واﺣﺪ‪،‬وﻓﺮق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ اﻟﻨﻮوي ﻓﻘﺎل‪:‬إن اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ اﻟﺘ ﺄﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺮﻛ ﺎت ‪،‬واﺟﺘﻨ ﺎب اﻟﻌﺒ ﺚ ‪،‬واﻟﻮﻗ ﺎر ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﮭﯿﺌﺔ ﺑﻐﺾ اﻟﺒﺼﺮ وﺧﻔﺾ اﻟﺼﻮت وﻋﺪم اﻻﻟﺘﻔﺎت‪.‬‬
‫ﻣﺎ أدرﻛﺘﻢ ﻓﺼﻠﻮا وﻣﺎ ﻓﺎﺗﻜﻢ ﻓﺄﺗﻤﻮا‪:‬ﯾﺆﺧﺬ ﻣﻨﮫ أن ﻣﺎ أدرﻛﮫ اﻟﻤﺆﺗﻢ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﯾﻌﺘﺒﺮ أول ﺻﻼﺗﮫ ﻓﯿﺒﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻷﻗﻮال واﻷﻓﻌﺎل‪].‬ﻓﻘﮫ‬
‫اﻟﺴﻨﺔ م‪.[١٩٥=١‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﺆﻣﺮ ﺑﮫ اﻹﻣﺎم ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻔﯿﻒ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾ ﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪:‬إذا ﺻ ﻠﻰ أﺣ ﺪﻛﻢ ﺑﺎﻟﻨ ﺎس ﻓﻠﯿﺨﻔ ﻒ ﻓ ﺈن ﻓ ﯿﮭﻢ اﻟﻀ ﻌﯿﻒ واﻟﺴ ﻘﯿﻢ‬
‫واﻟﻜﺒﯿﺮ‪،‬ﻓﺈذا ﺻﻠﻰ ﻟﻨﻔﺴﮫ ﻓﻠﯿﻄﻮل ﻣﺎ ﺷﺎء‪.‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻟﻜﻨّﮫ ﻟﮫ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪:‬ﻣﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﺧﻠﻒ إﻣﺎم ﻗﻂ أﺧﻒ وﻻ أﺗﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬إﻧﻲ ﻷدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة وأﻧﺎ أرﯾﺪ إﻃﺎﻟﺘﮭﺎ ﻓﺄﺳﻤﻊ ﺑﻜﺎء اﻟﺼﺒﻲ ‪،‬ﻓﺄﺗﺠﻮّز ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ ﻣﻤﺎ‬
‫أﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة وﺟﺪ أﻣﮫ ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺋﮫ ‪.‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ أﺑﺎ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻟﻜﻨﮫ ﻟﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬أﺗﺠﻮّز ‪:‬أي أﺧﻔﻒ اﻟﺼﻼة‪.‬‬

‫‪٨١‬‬
‫وھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻓﯿﮭﺎ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻤﺄﻣﻮﻣﯿﻦ وﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﻢ ودﻓﻊ ﻣﺎ ﯾﺸﻖ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﺨﻔﯿﻒ‬
‫ﻻ ﺗﺴﺘﻠﺰم أن ﺗﺒﻠﻎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﯾﻜﻮن ﺑﺴﺒﺒﮫ ﻋﺪم إﺗﻤﺎم أرﻛﺎن اﻟﺼﻼة وﻗﺮاءﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫وأن ﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻹﯾﺠﺎز واﻹﺗﻤﺎم ﻻ ﯾُﺸﻜﻰ ﻣﻨﮫ ﺗﻄﻮﯾﻞ‪].‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪،٢‬ج‪.[١٣٧=١‬‬

‫ﺑﺎب اﻃﺎﻟﺔ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓ ﻲ اﻟﻈﮭ ﺮ ﻓ ﻲ اﻷوﻟﯿ ﯿﻦ ﺑ ﺄم اﻟﻜﺘ ﺎب وﺳ ﻮرﺗﯿﻦ وﻓ ﻲ اﻟ ﺮﻛﻌﺘﯿﻦ‬
‫اﻷﺧﺮﯾﯿﻦ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب‪،‬وﯾﺴ ﻤﻌﻨﺎ اﻷﯾ ﺔ أﺣﯿﺎﻧ ﺎً وﯾﻄ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﺮﻛﻌ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ‪،‬ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﻄﯿ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺮﻛﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ‪،‬وھﻜ ﺬا اﻟﻌﺼ ﺮ وھﻜ ﺬا‬
‫اﻟﺼﺒﺢ ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪،‬ورواه أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ وزاد ﻗﺎل ‪:‬ﻓﻈﻨﻨﺎ أﻧﮫ ﯾﺮﯾﺪ ﺑﺬﻟﻚ أن ﯾﺪرك اﻟﻨﺎس اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼة ﺗﻘﺎم ﻓﯿﺬھﺐ اﻟ ﺬاھﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻘﯿ ﻊ ﻓﯿﻘﻀ ﻲ ﺣﺎﺟﺘ ﮫ‪،‬ﺛﻢ ﯾﺘﻮﺿ ﺄ ﺛ ﻢ ﯾ ﺄﺗﻲ ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻤﺎ ﯾﻄﻮﻟﮭﺎ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺑﺎب وﺟﻮب ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻹﻣﺎم واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺑﻘﺘﮫ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪:‬إﻧﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻹﻣﺎم ﻟﯿﺆﺗﻢ ﺑﮫ‪،‬ﻓﻼ ﺗﺨﺘﻠﻔﻮا ﻋﻠﯿﮫ‪،‬ﻓﺈذا ﻛﺒﺮ ﻓﻜﺒ ﺮوا‪،‬وإذا‬
‫رﻛﻊ ﻓﺎرﻛﻌﻮا‪،‬وإذا ﻗﺎل ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤ ﺪه ‪،‬ﻓﻘﻮﻟ ﻮا ‪:‬اﻟﻠﮭ ﻢ رﺑﻨ ﺎ وﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ‪،‬وإذا ﺳ ﺠﺪ ﻓﺎﺳ ﺠﺪوا‪،‬وإذا ﺻ ﻠﻰ ﻗﺎﻋ ﺪاً ﻓﺼ ﻠﻮا ﻗﻌ ﻮداً‬
‫أﺟﻤﻌﻮن ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺎ ﯾﺨﺸﻰ أﺣﺪﻛﻢ إذا رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻗﺒﻞ اﻹﻣﺎم أن ﯾﺤﻮل اﷲ رأﺳ ﮫ رأس‬
‫ﺣﻤﺎر أو ﯾﺤﻮل اﷲ ﺻﻮرﺗﮫ ﺻﻮرة ﺣﻤﺎر‪.‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻲ إﻣﺎﻣﻜﻢ ‪،‬ﻓﻼ ﺗﺴﺒﻘﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮع وﻻ ﺑﺎﻟﺴ ﺠﻮد ‪،‬وﻻ ﺑﺎﻟﻘﯿ ﺎم‬
‫وﻻ ﺑﺎﻟﻘﻌﻮد وﻻ ﺑﺎﻻﻧﺼﺮاف" ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬اﻻﻧﺼﺮاف‪:‬أي اﻟﺴﻼم ﻗﺎﻟﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫وﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪،‬إﻧﻤﺎ ﺟُﻌﻞ اﻹﻣﺎم ﻟﯿﺆﺗﻢ ﺑﮫ‪،‬ﻓﻼ ﺗﺮﻛﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﯾﺮﻛﻊ‪،‬وﻻ ﺗﺮﻓﻌﻮا ﺣﺘﻰ ﯾﺮﻓﻊ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﺛﻨﯿﻦ أﺣﺪھﻤﺎ ﺻﺒﻲ أو اﻣﺮأة‬

‫ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﻗ ﺎل‪:‬ﺑ ﺖ ﻋﻨ ﺪ ﺧ ﺎﻟﺘﻲ ﻣﯿﻤﻮﻧ ﺔ ﻓﻘ ﺎم ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﻲ ﻓﻘﻤ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻠﯿ ﻞ ﻣﻌ ﮫ‪،‬ﻓﻘﻤﺖ ﻋ ﻦ‬
‫ﯾﺴﺎره‪،‬ﻓﺄﺧﺬ ﺑﺮأﺳﻲ‪،‬وأﻗﺎﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ‪.‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ‪:‬ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬وأﻧﺎ اﺑ ﻦ ﻋﺸ ﺮ وﻗﻤ ﺖ‬
‫إﻟﻰ ﺟﻨﺒﮫ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره ‪،‬ﻓﺄﻗﺎﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻗﺎل وأﻧﺎ ﯾﻮﻣﺌﺬٍ اﺑﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﯿﻦ رواه أﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨ ﻰ ‪:‬ﻓﺄﻗ ﺎﻣﻨﻲ ﻋ ﻦ ﯾﻤﯿﻨ ﮫ‪:‬ﯾﺤﺘﻤ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺎواة‪،‬وﯾﺤﺘﻤﻞ أن ﯾﻘ ﻒ اﻟﻤ ﺄﻣﻮم دوﻧ ﮫ ﻗﻠﯿﻼً‪،‬وأﻣ ﺎ رواﯾ ﺔ ﻓﻘﻤ ﺖ إﻟ ﻰ ﺟﻨﺒ ﮫ ﻓﮭ ﻮ ﻇ ﺎھﺮ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﺎواة‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ‪،‬وأﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎﻻ‪:‬ﻗﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﯿﻘﻆ ﻣ ﻦ اﻟﻠﯿ ﻞ ‪،‬وأﯾﻘ ﻆ اﻣﺮأﺗﮫ‪،‬ﻓﺼ ﻠﯿﺎ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ‬
‫ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻛُﺘﺒﺎ ﻟَﯿْﻠَﺘَﺌِﺬٍ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً واﻟﺬاﻛﺮات"‪ .‬رواه أﺑﻮ داود ‪،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻤﻨﻔﺮد إﻣﺎﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﻓﻞ‬

‫ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪:‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ‪،‬ﻓﺠﺌﺖ ﻓﻘﻤﺖ ﺧﻠﻔﮫ ‪،‬وﻗﺎم رﺟﻞ ﻓﻘﺎم إﻟ ﻰ ﺟﻨﺒ ﻲ ‪،‬ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء‬
‫آﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺎ رھﻄﺎً ﻓﻠﻤﺎ أﺣﺲ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﻨﺎ ﺧﻠﻔﮫ ﺗﺠﻮز ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ‪،‬ﺛﻢ ﻗﺎم ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟ ﮫ ﻓﺼ ﻠﻰ ﺻ ﻼة ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﺼﻠﮭﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ‪،‬ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻓﻄﻨﺖ ﺑﻨﺎ اﻟﻠﯿﻠ ﺔ ؟ ﻗ ﺎل ﻧﻌ ﻢ ﻓ ﺬﻟﻚ اﻟ ﺬي ﺣﻤﻠﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺻ ﻨﻌﺖ ‪.‬رواه ﻣﺴ ﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ‪،‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﺗﺠﻮزه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺟﻮاز ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮه‪،‬ﻷﻧﮫ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻏﯿﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻤﺎ أﻗ ﺮھﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﮫ وإﻋﻼﻣﮭﻢ ﻟﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺑُﺴﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺗﺨﺬ ﺣﺠﺮة ﻗﺎل ﺣﺴﺒﺖ أﻧﮫ ﻗﺎل ﻣﻦ ﺣﺼﯿﺮ ﻓﻲ رﻣﻀ ﺎن‬
‫ﻓﺼﻠﻰ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﯿﺎﻟﻲ ‪،‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺼﻼﺗﮫ ﻧﺎس ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﮭﻢ ﺟﻌﻞ ﯾﻘﻌﺪ ﻓﺨﺮج إﻟﯿﮭﻢ ﻓﻘﺎل ‪،‬ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺬي رأﯾﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﯿﻌﻜﻢ‬
‫‪،‬ﻓﺼﻠﻮا أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﯿﻮﺗﻜﻢ ﻓﺈن أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة ﺻﻼة اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ إﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬ﺟﻌﻞ ﯾﻘﻌﺪ‪:‬أي ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﻌﻮد ﻟﺌﻼ ﯾﺮاه اﻟﻨﺎس ﻓﯿﺄﺗﻤﻮا ﺑﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺻﻨﯿﻌﻜﻢ ‪:‬أي أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻋﺮف أن اﻟﻘﻮم ﯾﺮﯾﺪون أن ﯾﺼﻠﻮا ﺧﻠﻔ ﮫ ﻣ ﺄﻣﻮﻣﯿﻦ ‪،‬ﻓﺠﻌ ﻞ‬
‫ﯾﺼﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪاً ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺮاه اﻟﻨﺎس ﻓﯿﺄﺗﻤﻮا ﺑﮫ ﺧﺸﯿﺔ أن ﺗﻔﺮض ﻋﻠﯿﮭﻢ ]أي ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ[ﻓﻼ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﮫ‪،‬وﺟﺪار اﻟﺤﺠﺮة ﻗﺼﯿﺮ ‪،‬ﻓﺮأى اﻟﻨﺎس ﺷﺨﺺ رﺳ ﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪،‬ﻓﻘ ﺎم ﻧ ﺎس ﯾﺼ ﻠﻮن ﺑﺼﻼﺗﮫ‪،‬ﻓﺄﺻ ﺒﺤﻮا ﻓﺘﺤ ﺪﺛﻮا ﻓﻘ ﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﻲ اﻟﻠﯿﻠ ﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪،‬ﻓﻘﺎم ﻧﺎس ﯾﺼﻠﻮن ﺑﺼﻼﺗﮫ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ‪:‬واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻤﻨﻔﺮد إﻣﺎﻣ ﺎً ﻓ ﻲ اﻟﻨﻮاﻓ ﻞ وﻛ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ ﻏﯿﺮھ ﺎ ﻟﻌ ﺪم اﻟﻔ ﺎرق‪].‬ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر‬
‫م‪،٢‬ج‪.[١،١٤٧‬‬

‫ﺑﺎب اﻹﻣﺎم ﯾﻨﺘﻘﻞ ﻣﺄﻣﻮﻣﺎً إذا اﺳﺘُﺨﻠِﻒَ ﻓﺤﻀﺮ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﮫ‬

‫ﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذھﺐ إﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻋﻮف ﻟﯿﺼﻠﺢ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻓﺤﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼة ﻓﺠﺎء اﻟﻤ ﺆذن‬
‫ﺮ‪،‬‬ ‫ﻲ ﺑﻜ‬ ‫ﻰ أﺑ‬

‫‪٨٢‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪:‬أﺗﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻓﺄﻗﯿﻢ ؟ﻗﺎل ﻧﻌﻢ‪،‬ﻗﺎل ﻓﺼﻠﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﺠﺎء رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﺘﺨﻠﺺ ﺣﺘﻰ‬
‫وﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ ﻓﺼﻔﻖ اﻟﻨﺎس‪،‬وﻛﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻻ ﯾﻠﺘﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﺼ ﻼة‪،‬ﻓﻠﻤﺎ أﻛﺜ ﺮ اﻟﻨ ﺎس اﻟﺘﺼ ﻔﯿﻖ اﻟﺘﻔ ﺖ ﻓ ﺮأى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺄﺷﺎر إﻟﯿﮫ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن اﻣﻜﺚ ﻣﻜﺎﻧﻚ ‪،‬ﻓﺮﻓﻊ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﯾﺪﯾﮫ ﻓﺤﻤﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻣﺮه ﺑﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬ﻓﺼﻠﻰ ﺛﻢ اﻧﺼﺮف‪،‬ﻓﻘﺎل ﯾﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻣﺎ ﻣﻨﻌ ﻚ أن ﺗﺜﺒ ﺖ إذ أﻣﺮﺗﻚ؟ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ‪:‬ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻻﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻗﺤﺎﻓ ﺔ أن‬
‫ﯾﺼ ﻠﻲ ﺑ ﯿﻦ ﯾ ﺪى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬ﻣ ﺎﻟﻲ رأﯾ ﺘﻜﻢ أﻛﺜ ﺮﺗﻢ‬
‫اﻟﺘﺼﻔﯿﻖ‪،‬ﻣﻦ ﻧﺎﺑﮫ ﺷﯿﺊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﻠﯿﺴﺒﺢ‪،‬ﻓﺈﻧﮫ إذا ﺳﺒّﺢ اﻟْﺘُﻔِﺖَ إﻟﯿﮫ ‪،‬وإﻧﻤﺎ اﻟﺘﺼﻔﯿﻖ ﻟﻠﻨﺴﺎء"‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ ‪:‬ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺟﻮاز ﻛﻮن اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺻﻼﺗﮫ إﻣﺎﻣﺎً وﻓﻲ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻣﺄﻣﻮﻣﺎً‪.‬‬
‫‪-٢‬ﺟﻮاز رﻓﻊ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻋﻨﺪ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺜﻨﺎء‪.‬‬
‫‪-٣‬ﺟﻮاز اﻻﻟﺘﻔﺎت ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ‪.‬‬
‫‪-٤‬ﺟﻮاز ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﺑﺎﻹﺷﺎرة‪.‬‬
‫‪-٥‬ﺟﻮاز اﻟﺤﻤﺪ واﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﺎھﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ‪.‬‬
‫‪-٦‬ﺟﻮاز إﻣﺎﻣﺔ اﻟﻤﻔﻀﻮل ﻟﻠﻔﺎﺿﻞ‪.‬‬
‫‪-٧‬ﺟﻮاز اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪.‬‬
‫ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر]م‪،٢‬ج‪.[١٤٩=١‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺮض رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪:‬ﻣُﺮوا أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس‪،‬ﻓﺨﺮج أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﯾﺼﻠﻲ ‪،‬ﻓﻮﺟﺪ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺧﻔ ﺔً ﻓﺨ ﺮج ﯾﮭ ﺎدي ﺑ ﯿﻦ رﺟﻠﯿﻦ‪،‬ﻓ ﺄراد أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ أن ﯾﺘﺄﺧﺮ‪،‬ﻓﺄوﻣ ﺄ إﻟﯿ ﮫ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أن‬
‫ﻣﻜﺎﻧﻚ‪،‬ﺛﻢ أﺗﯿﺎ ﺑﮫ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ إﻟﻰ ﺟﻨﺒﮫ ﻋﻦ ﯾﺴ ﺎر أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ‪،‬وﻛ ﺎن أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ ﯾﺼ ﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎً‪،‬وﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﯾﺼﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪاً ﯾﻘﺘﺪي أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﺼﻼة رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﻨﺎس ﺑﺼﻼة أﺑﻲ ﺑﻜﺮ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻟﻤﺴﻠﻢ ‪،‬وﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس‪،‬وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﯾﺴﻤﻌﮭﻢ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ")ﻗﻮﻟﮫ وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﯾﺴﻤﻌﮭﻢ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ(ﯾﺪل ﻋﻠﻰ‬
‫ﺟﻮاز رﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻹﺳﻤﺎع اﻟﻤﺆﺗﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ إﻣﺎم اﻟﺤﻲ واﻟﺘﺼﺪق ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻨﻔﺮداً‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ أن رﺟﻼً دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪،‬وﻗﺪ ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﮫ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﯾﺘﺼﺪق ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻓﯿﺼﻠﻲ ﻣﻌﮫ‪،‬ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ﻓﺼﻠﻰ ﻣﻌﮫ‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﻤﻌﻨﺎه‪،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪. .‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ﯾﺘﺼﺪق ﻋﻠﻰ ھﺬا ‪:‬أﯾﻜﻢ ﯾﺘّﺠﺮ ﻋﻠﻰ ھﺬا ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ﻓﺼﻠﻰ ﻣﻌﮫ‪:‬ھﻮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻦ ذﻟﻚ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﻊ ﻣﻦ دﺧ ﻞ اﻟﺼ ﻼة ﻣﻨﻔ ﺮداً ‪،‬وإن ﻛ ﺎن اﻟ ﺪاﺧﻞ ﻣﻌ ﮫ ﻗ ﺪ ﺻ ﻠﻰ ﻓ ﻲ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ‪،‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ اﻟﺮﻓﻌ ﺔ‬
‫‪":‬وﻗﺪ اﺗﻔﻖ اﻟﻜﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ رأى ﺷﺨﺼﺎً ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻨﻔ ﺮداً ﻟ ﻢ ﯾﻠﺤ ﻖ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ﻓﯿﺴ ﺘﺤﺐ ﻟ ﮫ أن ﯾﺼ ﻠﻲ ﻣﻌ ﮫ ‪،‬وإن ﻛ ﺎن ﻗ ﺪ ﺻ ﻠﻰ ﻓ ﻲ‬
‫ﺟﻤﺎﻋﺔ"وﻗﺪ اﺳﺘﺪل اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز أن ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻘﻮم ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﺻﻠﻰ ﻓﯿﮫ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺒﻮق ﯾﺪﺧﻞ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﻛﺎن وﻻ ﯾﻌﺘﺪ ﺑﺮﻛﻌﺔ ﻻ ﯾﺪرك رﻛﻮﻋﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إذا ﺟﺌﺘﻢ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة وﻧﺤ ﻦ ﺳ ﺠﻮد ﻓﺎﺳ ﺠﺪوا ‪،‬وﻻ ﺗﻌ ﺪوھﺎ‬
‫ﺷﯿﺌﺎً‪،‬وﻣﻦ أدرك اﻟﺮﻛﻌﺔ ﻓﻘﺪ أدرك اﻟﺼﻼة‪.‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪":‬ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻓﻘﺪ أدرك اﻟﺼﻼة‪.‬أﺧﺮﺟﺎه )اﻟﺸﯿﺨﺎن(‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪:‬ﻣﻦ أدرك اﻟﺮﻛﻌﺔ ‪:‬اﻟﻤﺮاد ھﻨﺎ اﻟﺮﻛﻮع ‪،‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ أدرك اﻟﺼﻼة‪:‬ﻗﺎل اﺑﻦ رﺳﻼن اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺼﻼة ھﻨﺎ اﻟﺮﻛﻌﺔ‪،‬أي ﺻﺤﺖ ﻟﮫ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻛﻌﺔ وﺣﺼﻞ ﻟﮫ ﻓﻀﯿﻠﺘﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ‪،‬وﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻗﺎﻻ ‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إذا أﺗﻰ أﺣ ﺪﻛﻢ اﻟﺼ ﻼة واﻹﻣ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺎل‬
‫ﻓﻠﯿﺼﻨﻊ ﻛﻤﺎ ﯾﺼﻨﻊ اﻹﻣﺎم "‪.‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﮫ‪:‬ﻓﻠﯿﺼﻨﻊ ﻛﻤﺎ ﯾﺼﻨﻊ اﻹﻣﺎم ‪:‬ﻓﯿﮫ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ دﺧﻮل اﻟﻼﺣﻖ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻓﻲ أي ﺟﺰء ﻣ ﻦ أﺟ ﺰاء اﻟﺼ ﻼة ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﻓ ﺮق ﺑ ﯿﻦ‬
‫اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد واﻟﻘﻌﻮد ﻟﻈﺎھﺮ ﻗﻮﻟﮫ واﻹﻣﺎم ﻋﻠﻰ ﺣﺎل‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺒﻮق ﯾﻘﻀﻲ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ إذا ﺳﻠﻢ إﻣﺎﻣﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ زﯾﺎدة‬

‫ﻋﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻗﺎل‪:‬ﺗﺨﻠﻔﺖ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ‪،‬ﻓﺘﺒﺮز وذﻛ ﺮ وﺿ ﻮءه‪،‬ﺛﻢ ﻋَﻤَ َﺪ‬
‫اﻟﻨﺎس ‪،‬وﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﮭﻢ ﻓﺼﻠﻰ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷﺧﯿﺮة‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺘﻢ‬
‫ﺻﻼﺗﮫ‪،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﺎھﺎ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻘﺎل‪:‬ﻗﺪ أﺣﺴﻨﺘﻢ وأﺻﺒﺘﻢ ﯾﻐﺒﻄﮭﻢ أن ﺻﻠّﻮا اﻟﺼﻼة ﻟﻮﻗﺘﮭﺎ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬ﻗﻮﻟﮫ ﯾﺘﻢ ﺻﻼﺗﮫ ‪ :‬ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ‬
‫أن ﻣﺎ أدرﻛﮫ اﻟﻤﺆﺗﻢ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﯾﻌﺘﺒﺮ أول ﺻﻼﺗﮫ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺛﻢ أدرك ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻠﯿﺼﻠﮭﺎ ﻣﻌﮭﻢ ﻧﺎﻓﻠﺔ‬

‫‪٨٣‬‬
‫ﻋﻦ ﻣﺤﺠﻦ ﺑﻦ اﻷَدْرَع ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﯿﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺤﻀﺮت اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﺼ ﻠﻰ ﯾﻌﻨ ﻲ ‪ ،‬وﻟ ﻢ‬
‫أﺻﻞ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻲ أﻻ ﺻﻠﯿﺖ ؟ ﻗﻠﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻲ ﻗﺪ ﺻﻠﯿﺖ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻞ ﺛﻢ أﺗﯿﺘﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﺈذا ﺟﺌﺖ ﻓﺼﻞ ﻣﻌﮭﻢ واﺟﻌﻠﮭﺎ ﻧﺎﻓﻠﺔ ‪ .‬رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﻣﻮﻟﻰ ﻣﯿﻤﻮﻧﺔ ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﯿﺖ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ وھﻮ ﺑﺎﻟﺒﻼط واﻟﻘﻮم ﯾﺼﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﯾﻤﻨﻌﻚ أن ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس‬
‫؟ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻻ ﺗﺼﻠﻮا ﺻﻼة ﻓﻲ ﯾﻮم ﻣﺮﺗﯿﻦ"‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪،‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫ﯾﻌﻨﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﻮا ﺻﻼة ﻓﻲ ﯾﻮم واﺣﺪ ﻣﺮﺗﯿﻦ ‪ :‬أي أن ﯾﺼﻠﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﺻﻼة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻢ ﯾﻘﻮم ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻓﯿﻌﯿ ﺪھﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺟﮭ ﺔ‬
‫اﻟﻔﺮض أﯾﻀﺎً ‪ ،‬وأﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻧﺎﻓﻠﺔ اﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ أﻣﺮه ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻠﯿﺲ ذﻟ ﻚ‬
‫ﻣﻦ إﻋﺎدة اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﯾﻮم ﻣﺮﺗﯿﻦ ﻷن اﻷوﻟﻰ ﻓﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻧﺎﻓﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ إﻋﺎدة ﺣﯿﻨﺌﺬٍ ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪. [ ١٥٤ = ١‬‬

‫ﺑﺎب اﻷﻋﺬار ﻓﻲ ﺗﺮك ﺻﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ اﻟﻤﻨﺎدي ﻓﯿﻨ ﺎدي ﺑﺎﻟﺼ ﻼة‪ ،‬ﯾﻨ ﺎدي ‪ :‬ﺻ ﻠﻮا ﻓ ﻲ رﺣ ﺎﻟﻜﻢ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻠﯿﻠﺔ اﻟﺒﺎردة ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻠﯿﻠﺔ اﻟﻤﻄﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻓﻤُﻄِﺮﻧﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻟﯿﺼﻞﱢ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻲ رﺣﻠﮫ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﮫ ﻗ ﺎل ﻟﻤﺆذﱢﻧ ﮫ ﻓ ﻲ ﯾ ﻮم ﻣﻄﯿ ﺮ ‪ ،‬إذا ﻗﻠ ﺖ أﺷ ﮭﺪ أن ﻣﺤﻤ ﺪاً رﺳ ﻮل اﷲ ﻓ ﻼ ﺗﻘ ﻞ ﺣ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﻼة‪ ،‬ﻗ ﻞ ﺻ ﻠﻮا ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﯿﻮﺗﻜﻢ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻜﺄن اﻟﻨﺎس اﺳﺘﻨﻜﺮوا ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬أﺗﻌﺠﺒﻮن ﻣﻦ ذا ﻓﻘﺪ ﻓﻌﻞ ذا ﻣﻦ ھﻮ ﺧﯿﺮ ﻣﻨﻲ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪،‬‬
‫إن ا ﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﺰﻣﺔ وإﻧﻲ ﻛﺮھﺖ أن أﺧﺮﺟﻜﻢ ﻓﺘﻤﺸﻮا ﻓﻲ اﻟﻄﯿﻦ واﻟﺪّﺣْﺾ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻟﻤﺴﻠﻢ أن اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻣﺮ ﻣﺆذﻧﮫ ﻓﻲ ﯾ ﻮم‬
‫ﺟﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻣﻄﯿﺮ ﺑﻨﺤﻮه ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻓﻲ رﺣﺎﻟﻜﻢ ‪ :‬اﻟﺮﺣﻞ ھﻮ اﻟﻤﻨﺰل وﺟﻤﻌﮫ رﺣﺎل ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﺠﺮ أو ﻣﺪر أو ﺧﺸﺐ أو وﺑﺮ أو ﺻﻮف أو ﺷﻌﺮ أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻟﯿﺼﻞ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻲ رﺣﻠﮫ ‪ :‬ﻓﯿﮫ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﺄن اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﺮﺣﺎل ﻟﻌﺬر اﻟﻤﻄﺮ وﻧﺤﻮه رﺧﺼﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﺑﻌﺰﯾﻤﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﺰﻣﺔ ‪ :‬ﻋﺰﻣﺔ أي ﺿﺪ اﻟﺮﺧﺼﺔ ] ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪. [ ١٥٦ = ١‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬إذا ﻛﺎن أﺣﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎم ﻓﻼ ﯾﻌﺠ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻘﻀ ﻲ ﺣﺎﺟﺘ ﮫ ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬وإن أﻗﯿﻤ ﺖ‬
‫اﻟﺼﻼة‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﺳ ﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬ﻻ ﺻ ﻼة ﺑﺤﻀ ﺮة اﻟﻄﻌ ﺎم وﻻ وھ ﻮ ﯾ ﺪاﻓﻊ اﻷﺧﺒﺜ ﯿﻦ‪ .‬رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺪرداء ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻓﻘﮫ اﻟﺮﺟﻞ إﻗﺒﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺘﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﮫ وﻗﻠﺒﮫ ﻓﺎرغ‪ .‬ذﻛﺮه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬

‫أﺑﻮاب اﻹﻣﺎﻣﺔ وﺻﻔﺔُ اﻷﺋﻤﺔ‬

‫ﺑﺎب ﻣﻦ أﺣﻖ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬إذا ﻛﺎﻧﻮا ﺛﻼﺛ ﺔ ﻓﻠﯿ ﺆﻣﱡﮭُﻢ أﺣ ﺪھﻢ وأﺣﻘﮭ ﻢ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣ ﺔ أﻗ ﺮؤھﻢ ‪ .‬رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﺴﻌﻮد ﻋُﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬ﯾ ﺆم اﻟﻘ ﻮم أﻗ ﺮؤھﻢ ﻟﻜﺘ ﺎب اﷲ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎﻧﻮا ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻘﺮاءة ﺳﻮاء ‪ ،‬ﻓﺄﻋﻠﻤﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﺳﻮاءً ﻓﺄﻗﺪﻣﮭﻢ ھﺠﺮة ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﮭﺠﺮة ﺳﻮاء ﻓﺄﻗﺪﻣﮭﻢ ﺳﻨًﺎ ‪ ،‬وﻻﯾﺆﻣﱠﻦﱠ‬
‫اﻟﺮﺟﻞُ اﻟﺮﺟﻞَ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﻌﺪه ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻣﺘﮫ إﻻّ ﺑﺈذﻧﮫ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ] وﻻ ﯾﺆﻣﱠﻦﱠ اﻟﺮﺟﻞُ اﻟﺮﺟﻞَ ﻓﻲ أھﻠﮫ [‬
‫‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻣﺘﮫ ‪ :‬أي اﻟﻔﺮاش اﻟﺨﺎص ﺑﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨﺰل ‪ ،‬وﻗﯿﻞ ھﻲ اﻟﻮﺳﺎدة ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎھﺎ اﻟﺴﺮﯾﺮ وﻧﺤﻮه ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬وﻻ ﯾﺆﻣﱠﻦﱠ اﻟﺮﺟﻞُ اﻟﺮﺟﻞَ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﮫ ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻣﻌﻨﺎه أن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺒﯿﺖ واﻟﻤﺠﻠﺲ وإﻣﺎم اﻟﻤﺴﺠﺪ أﺣﻖ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮه ‪ ...‬وإن‬
‫ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﻗﺮآﻧًﺎ وﻓﻘﮭًﺎ وورﻋًﺎ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ اﻟﺤُﻮﯾﺮث ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﯿﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﺎ وﺻﺎﺣﺐٌ ﻟﻲ ﻓﻠﻤﺎ أردﻧﺎ اﻹﻗﻔﺎل ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﻗﺎل ﻟﻨﺎ ‪ :‬إذا ﺣﻀﺮت‬
‫اﻟﺼﻼة ﻓﺄذﱢﻧﺎ وأﻗﯿﻤﺎ ‪ ،‬وﻟﯿﺆﻣﻜﻤﺎ أﻛﺒﺮﻛﻤﺎ ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ ،‬وﻟﻤﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ ‪ :‬وﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﻘﺎرﺑﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة ‪ .‬وﻷﺑﻲ داود ‪ ،‬وﻛﻨﺎ ﯾﻮﻣﺌﺬٍ‬
‫ﻣﺘﻘﺎرﺑﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬اﻹﻗﻔﺎل ‪ :‬أي اﻟﺮﺟﻮع ‪.‬‬
‫وﻟﯿﺆﻣﻜﻤﺎ أﻛﺒﺮﻛﻤﺎ ‪ :‬ھﻮ ﻣﻘﯿﺪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻮاء ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻔﻘﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺘﯿﻦ اﻷﺧﺮﯾﯿﻦ ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر ‪ ،‬م‪ ، ٢‬ج‪[ ١٥٩ = ١‬‬
‫وﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ اﻟﺤُﻮﯾﺮث ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻦ زار ﻗﻮﻣًﺎ ﻓﻼ ﯾﺆﻣﮭﻢ ‪ ،‬وﻟﯿﺆﻣﮭﻢ رﺟﻞٌ ﻣﻨﮭﻢ ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻّ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪ ،‬وأﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ أﻧّﮫ ﻻ ﺑﺄس ﺑﺈﻣﺎﻣﺔ اﻟﺰاﺋﺮ ﺑﺈذن ربﱢ‬
‫اﻟﻤﻜﺎن ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﻣﺴﻌﻮد إﻻّ ﺑﺈذﻧﮫ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب إﻣﺎﻣﺔ اﻷﻋﻤﻰ واﻟﻌﺒﺪ واﻟﻤﻮﻟﻰ ‪:‬‬

‫‪٨٤‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺳﺘﺨﻠﻒ اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺮﺗﯿﻦ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﮭﻢ وھﻮ أﻋﻤﻰ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ‬
‫داود ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١١٢١‬‬
‫* ﻋﻦ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ اﻟﺮﺑﯿﻊ أن ﻋُﺘﺒﺎن ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﺎن ﯾَﺆُمﱡ ﻗﻮﻣﮫ وھﻮ أﻋﻤﻰ وأﻧﮫ ﻗﺎل ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧّﮭﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻈﻠﻤﺔ واﻟﺴﯿﻞ وأﻧﺎ رﺟﻞٌ‬
‫ﺿﺮﯾﺮ اﻟﺒﺼﺮ ‪ ،‬ﻓﺼﻞﱢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻲ ﻣﻜﺎﻧًﺎ أﺗﺨﺬه ﻣﺼﻠﻰ ‪ ،‬ﻓﺠﺎءه رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﯾﻦ ﺗﺤ ﺐ أن‬
‫أﺻﻠﻲ ؟ ﻓﺄﺷﺎر إﻟﻰ ﻣﻜﺎنٍ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﻓﺼﻠﻰ ﻓﯿﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬
‫* وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻟﻤّـﺎ ﻗﺪم اﻟﻤﮭﺎﺟﺮون اﻷوﻟﻮن ﻧﺰﻟﻮا اﻟﻌَﺼْﺒَﺔَ ﻣﻮﺿﻌًﺎ ﺑﻘُﺒﺎء ﻗﺒﻞ ﻣﻘ ﺪم اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾ ﺆﻣﮭﻢ‬
‫ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﻟﻰ أﺑﻲ ﺣﺬﯾﻔﺔ ‪ ،‬وﻛﺎن أﻛﺜﺮھﻢ ﻗﺮآﻧًﺎ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻓﯿﮭﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ ،‬وأﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻷﺳﺪ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ إﻣﺎﻣﺔ اﻟﻔﺎﺳﻖ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ اﻟﺒﻜﱠﺎء ﻗﺎل ‪ :‬أدرﻛﺖُ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﻠﮭﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﺧﻠﻒ أﺋﻤﺔ اﻟﺠﻮر ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﮫ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ أﺧﺮج اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﺤﺠﺎج ﺑﻦ ﯾﻮﺳﻒ ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ أﺧﺮج ﻣﺴﻠﻢ وأھﻞ اﻟﺴﻨﻦ أنﱠ أﺑﺎ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ﺻﻠﻰ ﺧﻠﻒ ﻣﺮوان ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ ‪.‬‬
‫* وأﯾﻀًﺎ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺗﻮاﺗﺮًا أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺧﺒﺮ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ أﻣﺮاء ﯾﻤﯿﺘﻮن اﻟﺼﻼة ﻣﯿﺘﺔ اﻷﺑﺪان وﯾﺼﻠﻮﻧﮭﺎ ﻟﻐﯿﺮ‬
‫وﻗﺘﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺑﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺻﻠﻮا اﻟﺼﻼة ﻟﻮﻗﺘﮭﺎ واﺟﻌﻠﻮا ﺻﻼﺗﻜﻢ ﻣﻊ اﻟﻘﻮم ﻧﺎﻓﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬واﻟﺤﺎﺻﻞ ‪ :‬ﻋ ﺪم اﺷ ﺘﺮاط اﻟﻌﺪاﻟ ﺔ وإنﱠ ﻛ ﻞﱠ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺖ ﺻ ﻼﺗﮫ ﻟﻨﻔﺴ ﮫ ﺻ ﺤّﺖ ﻟﻐﯿ ﺮه ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﺷ ﺘﺮط اﻟﻌﺪاﻟ ﺔ ﻓﻌﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺪﻟﯿﻞ ‪ ] .‬ﻧﯿ ﻞ‬
‫اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪[ ١٦٤ = ١‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ إﻣﺎﻣﺔ اﻟﺼﺒﻲ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻗﻌﺔ اﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎدر ﻛﻞ ﻗﻮمٍ ﺑﺈﺳﻼﻣﮭﻢ ‪ ،‬وﺑﺎدر أﺑﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﺑﺈﺳﻼﻣﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﱠﺎ ﻗﺪم ﻗﺎل ‪ :‬ﺟﺌﺘﻜﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﻘًﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺻﻠﻮا ﺻﻼة ﻛ ﺬا ﻓ ﻲ ﺣ ﯿﻦ ﻛ ﺬا ‪ ،‬وﺻ ﻠﻮا ﻛ ﺬا ﻓ ﻲ ﺣ ﯿﻦ ﻛ ﺬا ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺣﻀ ﺮت اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﻓﻠﯿﺆذن أﺣﺪﻛﻢ ‪ ،‬وﻟﯿﺆﻣﻜﻢ أﻛﺜﺮﻛﻢ ﻗﺮآﻧًﺎ ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮوا ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﻜﻦ أﺣﺪٌ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﺮﱡﻛﺒﺎن ﻓﻘﺪﻣﻮﻧﻲ ﺑﯿﻦ أﯾﺪﯾﮭﻢ ‪ ،‬وأﻧﺎ اﺑﻦ‬
‫ﺳﺖﱢ أو ﺳﺒﻊ ﺳﻨﯿﻦ ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻲﱠ ﺑُﺮدة ﻛﻨﺖ إذا ﺳﺠﺪت ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻋﻨﻲ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻟﺤﻲ أﻻ ﺗُﻐﻄّﻮن ﻋﻨﺎ إﺳْﺖَ ﻗﺎرﺋﻜﻢ ﻓﺎﺷ ﺘﺮوا‬
‫ﻓﻘﻄﻌﻮا ﻟﻲ ﻗﻤﯿﺼًﺎ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻓﺮﺣﺖ ﺑﺸﻲء ﻓﺮﺣﻲ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﻤﯿﺺ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﻨﺤﻮه ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز إﻣﺎﻣﺔ اﻟﺼﺒﻲ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻗﺘﺪاء اﻟﻤﻘﯿﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺮ أﻧّﮫ ﻛﺎن إذا ﻗﺪم ﻣﻜﺔ ﺻﻠﻰ ﺑﮭﻢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾ ﺎ أھ ﻞ ﻣﻜ ﺔ أﺗﻤ ﻮا ﺻ ﻼﺗﻜﻢ ﻓﺈﻧّ ﺎ ﻗ ﻮمٌ ﺳَ ﻔْﺮٌ ‪ .‬رواه ﻣﺎﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﻃ ﺄ ‪،‬‬
‫ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده أﺋﻤﺔ ﺛﻘﺎت ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪[ ١٦٦ = ١‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﺋﺘﻤﺎم اﻟﻤﻘﯿﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺮ وھﻮ ﻣﺠﻤﻊٌ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ھﻞ ﯾﻘﺘﺪي اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﻔﻞ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن ﻣﻌﺎذًا ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺸﺎء اﻵﺧﺮة ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣ ﮫ ﻓﯿﺼ ﻠﻲ ﺑﮭ ﻢ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺼ ﻼة ‪.‬‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أﯾﻀًﺎ ﻗﺎل ﻛﺎن ﻣﻌﺎذٌ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻌﺸﺎء ﺛﻢ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﮫ ﻓﯿﺼ ﻠﻲ ﺑﮭ ﻢ اﻟﻌﺸ ﺎء ﻧﺎﻓﻠ ﺔً ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬واﻟﻄﺤﺎوي واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺪاء اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﻔﻞ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻗﺘﺪاء اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺠﺎﻟﺲ وأﻧّﮫ ﯾﺠﻠﺲ ﻣﻌﮫ ‪:‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻘﻂ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮسٍ ﻓﺠُﺤِ ﺶَ ﺷِ ﻘﱡﮫ اﻷﯾﻤ ﻦ ‪ ،‬ﻓ ﺪﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻧﻌ ﻮده ‪ ،‬ﻓﺤﻀ ﺮت اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪًا ‪ ،‬ﻓﺼﻠﯿﻨﺎ وراءه ﻗﻌﻮداً ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ اﻟﺼﻼة ﻗﺎل ‪ :‬إﻧّﻤﺎ ﺟُﻌﻞ اﻹﻣﺎم ﻟﯿﺆﺗﻢﱠ ﺑﮫ ﻓﺈذا ﻛﺒﱠﺮ ﻓﻜﺒﱢﺮوا ‪ ،‬وإذا ﺳﺠﺪ ﻓﺎﺳﺠﺪوا ‪،‬‬
‫وإذا رﻓﻊ ﻓﺎرﻓﻌﻮا ‪ ،‬وإذا ﻗﺎل ﺳﻤﻊ اﷲ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪه ﻓﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬رﺑﻨﺎ وﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وإذا ﺻﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪًا ﻓﺼﻠﻮا ﻗﻌﻮدًا أﺟﻤﻌﻮن ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ وھﻮ ﺷﺎكٍ ﻓﺼﻠﻰ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ‪ ،‬وﺻﻠﻰ وراءه ﻗﻮمٌ ﻗﯿﺎﻣًﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﺄﺷﺎر إﻟﯿﮫ أن اﺟﻠﺴﻮا ‪ ،‬ﻓﻠﻤّﺎ اﻧﺼﺮف ﻗﺎل ‪ :‬إﻧّﻤﺎ ﺟُﻌِﻞَ اﻹﻣﺎم ﻟﯿﺆﺗﻢ ﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا رﻛﻊ ﻓ ﺎرﻛﻌﻮا ‪ ،‬وإذا رﻓ ﻊ ﻓ ﺎرﻓﻌﻮا ‪ ،‬وإذا ﺻ ﻠﻰ ﺟﺎﻟﺴً ﺎ‬
‫ﻓﺼﻠﻮا ﺟﻠﻮﺳًﺎ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻢ اﻻﺋﺘﻤﺎم ﺑﻤﻦ ﺗﺮك ﻓﺮﺿًﺎ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬ﯾﺼ ﻠﻮن ﺑﻜ ﻢ ‪ ،‬ﻓ ﺈن أﺻ ﺎﺑﻮا ‪ ،‬ﻓﻠﻜ ﻢ وﻟﮭ ﻢ ‪ ،‬وإن أﺧﻄ ﺄوا ﻓﻠﻜ ﻢ‬
‫وﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ :‬اﻹﻣﺎم ﺿﺎﻣﻦٌ ﻓﺈن أﺣﺴﻦ ﻓﻠﮫ وﻟﮭﻢ ‪ ،‬وإن أﺳﺎء ﻓﻌﻠﯿﮫ‬
‫وﻻ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ .‬رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮه ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿـــــﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﻗﻢ ] ‪[ ٢٧٨٤‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫* وﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس وھﻮ ﺟُﻨُﺐٌ وﻟﻢ ﯾﻌﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﻋﺎد وﻟﻢ ﯾﻌﯿﺪوا وﻛﺬﻟﻚ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬وروى ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﮫ رﺿﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أﻧّﮫ ﺗﺼﺢ ﺻ ﻼة اﻟﻤ ﺄﻣﻮﻣﯿﻦ إذا ﻛ ﺎن إﻣ ﺎﻣﮭﻢ ﻣﺤ ﺪِﺛًﺎ وﻋﻠﯿ ﮫ اﻹﻋ ﺎدة ‪ ] .‬ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر م‪ ، ٢‬ج‪= ١‬‬
‫‪ ، [ ١٧٤‬ھﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺒﻐﻮي ‪.‬‬

‫اﻻﺳ ﺘﺨﻼف ‪ :‬وﯾﻌﻨ ﻲ أﻧ ﮫ إذا ﻋ ﺮض ﻟﻺﻣ ﺎم وھ ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﻋ ﺬر ﻛ ﺄن ذﻛ ﺮ أﻧ ﮫ ﻣﺤ ﺪث ﻓﻠ ﮫ أن ﯾﺴ ﺘﺨﻠﻒ ﻏﯿ ﺮه ﻟﯿﻜﻤ ﻞ اﻟﺼ ﻼة‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺄﻣﻮﻣﯿﻦ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻣﯿﻤﻮن ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﻟﻘﺎﺋﻢٌ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﻋﻤﺮ ﻏﺪاة أﺻﯿﺐ إﻻّ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﻓﻤ ﺎ ھ ﻮ إﻻّ أن ﻛﺒﱠ ﺮ ﻓﺴ ﻤﻌﺘﮫ ﯾﻘ ﻮل ‪:‬‬
‫ﻗﺘﻠﻨﻲ أو أﻛﻠﻨﻲ اﻟﻜﻠﺐ ﺣﯿﻦ ﻃَﻌْﻨِﮫِ ‪ ،‬وﺗﻨﺎول ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ﻓﻘﺪﻣﮫ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﻢ ﺻﻼةً ﺧﻔﯿﻔﺔ ‪ .‬ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫ﺑﺎب ﻣﻦ أمﱠ ﻗﻮﻣًﺎ ﯾﻜﺮھﻮﻧﮫ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺛﻼﺛﺔٌ ﻻ ﺗﺠﺎوز ﺻﻼﺗﮭﻢ آذاﻧﮭﻢ ‪ :‬اﻟﻌﺒﺪ اﻵﺑﻖ ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺟﻊ ‪ ،‬واﻣﺮأة‬
‫ﺑﺎﺗﺖ وزوﺟﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺳﺎﺧﻂ ‪ ،‬وإﻣﺎمُ ﻗ ﻮمٍ وھ ﻢ ﻟ ﮫ ﻛ ﺎرھﻮن ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ]‬
‫‪[ ٣٠٥٢‬‬
‫واﻟﻌﺒﺮة ھﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺮاھﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ ﺳﺒﺐ ﺷﺮﻋﻲ ‪ ] .‬ﻓﻘﮫ اﻟﺴﱡﻨّﺔ م‪[ ٢٠٤ = ١‬‬

‫ﺑﺎب وﻗﻮف اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻦ اﻹﻣﺎم واﻻﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪًا ﺧﻠﻔﮫ ‪:‬‬

‫* ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻗ ﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﯿﺼ ﻠﻲ ﻓﺠﺌ ﺖ ﻓﻘﻤ ﺖ ﻋ ﻦ ﯾﺴ ﺎره ﻓﺄﺧ ﺬ ﺑﯿ ﺪي ﻓ ﺄدارﻧﻲ ﺣﺘ ﻰ‬
‫أﻗﺎﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﺛﻢّ ﺟﺎء ﺟﺒﱠﺎر ﺑﻦ ﺻﺨﺮ ﻓﻘﺎم ﻋﻦ ﯾﺴﺎر رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﺄﯾﺪﯾﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌًﺎ ﻓ ﺪﻓﻌﻨﺎ ﺣﺘ ﻰ أﻗﺎﻣﻨ ﺎ‬
‫ﺧﻠﻔﮫ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‬
‫* وﻋﻦ أﻧﺲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﮫ وﺑﺄﻣﮫ أو ﺧﺎﻟﺘﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﻗﺎﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ وأﻗﺎم اﻟﻤ ﺮأة ﺧﻠﻔ ﮫ ‪ .‬رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‬
‫‪ -‬وﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮأة ﺗﻘﻒ وﺣﺪھﺎ ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪" :‬ﺻﻠﯿﺖ أﻧﺎ وﯾﺘﯿﻢ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻨﺎ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ وأﻣﻲ أم ﺳﻠﯿﻢ ﺧﻠﻔﻨﺎ" وﻓﻲ ﻟﻔﻆ "ﻓﺼﻔﻔﺖ أﻧﺎ واﻟﯿﺘﯿﻢ ﺧﻠﻔﮫ واﻟﻌﺠﻮز ﻣﻦ وراﺋﻨﺎ" ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪[ ١٧٩ = ٣‬‬

‫ﺑﺎب ﻗﺮب أوﻟﻲ اﻷﺣﻼم واﻟﻨﮭﻰ ﻣﻦ اﻹﻣﺎم ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟِﯿَﻠِﻨﻲ ﻣﻨﻜﻢ أوﻟﻮا اﻷﺣﻼم واﻟﻨﱡﮭﻰ ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻠﻮﻧﮭﻢ ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻠﻮﻧﮭﻢ ‪،‬‬
‫وإﯾﺎﻛﻢ وھﯿﺸﺎت اﻷﺳﻮاق ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ھﯿﺸﺎت اﻷﺳﻮاق ‪ :‬اﻟﻤﺮاد اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ أن ﯾﻜﻮن اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻣﺜﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﮭﻢ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ﻣﺘﺪاﻓﻌﯿﻦ ﻣﺘﻐﺎﯾﺮﯾﻦ‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻔﻲ اﻟﻘﻠﻮب واﻷﻓﻌﺎل ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪ ][ ١٨٢ = ٣‬واﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ :‬اﺧﺘﻼط اﻷﺻﻮات ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق [ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺼﺒﯿﺎن واﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﻠﯿﺖ أﻧﺎ واﻟﯿﺘﯿﻢ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻨﺎ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﻣﻲ ﺧﻠﻔﻨﺎ أم ﺳﻠﯿﻢ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ واﻟﻐﻠﻤﺎن ﺧﻠﻔﮭﻢ ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎء ﺧﻠﻒ اﻟﻐﻠﻤﺎن‬
‫‪ ،‬ھﺬا إذا ﻛﺎن اﻟﻐﻠﻤﺎن اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪًا ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺻﺒﻲ واﺣﺪ دﺧﻞ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﺎل وﻻ ﯾﻨﻔﺮد ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻒ ‪ ،‬ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪":‬ﺧﯿ ﺮُ ﺻ ﻔﻮف اﻟﺮﺟ ﺎل أوﻟﮭ ﺎ ‪ ،‬وﺷ ﺮھﺎ آﺧﺮھ ﺎ ‪ ،‬وﺧﯿ ﺮُ ﺻ ﻔﻮف‬
‫اﻟﻨﺴﺎء آﺧﺮھﺎ وﺷﺮھﺎ أوﻟﮭﺎ "‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻّ اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫وإﻧّﻤﺎ ﻛﺎن ﺧﯿﺮ ﺻﻔﻮف اﻟﻨﺴﺎء آﺧﺮھﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ اﻟﺮﺟ ﺎل ﺑﺨ ﻼف اﻟﻮﻗ ﻮف ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻷول ﻓﺈﻧ ﮫ‬
‫ﻣَﻈَﻨﱠـﺔُ اﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﻟﮭﻢ ‪ ،‬وﺗﻌﻠﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﮭﻢ اﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﻋﻦ رؤﯾﺘﮭﻢ وﺳﻤﺎع ﻛﻼﻣﮭﻢ ‪ ،‬وﻟﮭﺬا ﻛﺎن ﺷﺮھﺎ ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪١٨٤ = ٣‬‬
‫[‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺬًا ‪ ،‬وﻣﻦ رﻛﻊ أو أﺣﺮم دون اﻟﺼﻒ ﺛﻢ دﺧﻠﮫ ‪:‬‬
‫* ﻋﻦ واﺑِﺼَﺔ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأى رﺟﻼً ﯾﺼﻠﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻒ وﺣﺪه ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮه أن ﯾﻌﯿﺪ ﺻ ﻼﺗﮫ ‪ .‬رواه‬
‫أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ] ‪[ ٥٤١‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﯿﺒﺎن أنﱠ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأى رﺟﻼً ﯾﺼﻠﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻒ ﻓﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ اﻧﺼﺮف اﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪:‬‬
‫اﺳﺘﻘﺒﻞ ﺻﻼﺗﻚ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺻﻼة ﻟﻤﻨﻔﺮد ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻒ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ أﺑﻲ ﺑَﻜْﺮَة أﻧّﮫ اﻧﺘﮭﻰ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ راﻛﻊ ﻓﺮﻛﻊ ﻗﺒﻞ أن ﯾَﺼِﻞَ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬زادك اﷲ ﺣِﺮﺻًﺎ وﻻ ﺗَﻌُﺪْ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وأﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ﺟﻤﻠ ﺔ اﻟﻘ ﻮل ‪ :‬أن أﻣ ﺮه ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺼﻼة وأﻧﮫ ﻻ ﺻﻼة ﻟﻤﻦ ﯾﺼﻠﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﺼ ﻒ وﺣ ﺪه ‪ ،‬ﺻ ﺤﯿﺢ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻋﻨ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق‬
‫‪،‬وأﻣﺎ أﻣﺮه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺄن ﯾَﺠُﺮﱠ رﺟﻼً ﻣﻦ اﻟﺼﻒ ﻟﯿﻨﻀﻢ إﻟﯿﮫ ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪة ‪ :‬إذا ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾﻨﻀﻢ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ ﻓﺼﻠﻰ وﺣﺪه ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﺗﺼﺢ ﺻﻼﺗﮫ ‪.‬‬

‫‪٨٦‬‬
‫اﻷرﺟﺢ ‪ :‬اﻟﺼﺤﺔ ‪ ،‬واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﻋﺎدة ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ أﻧّﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻮاﺟﺐ اﻻﻧﻀ ﻤﺎم ‪ ،‬وﺑﮭ ﺬا ﻗ ﺎل ﺷ ﯿﺦ اﻹﺳ ﻼم اﺑ ﻦ‬
‫ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ ] .‬اﻧﻈﺮ اﻹرواء م‪ =٢‬ص‪[ ٣٢٩‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪة ‪ :‬ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺑﻜﺮة ﯾﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أﻧّﮫ ﻣﻦ ﻛﺒﺮ ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻒ ﺛﻢ دﺧﻠﮫ ﺻﺤﺖ ﺻﻼﺗﮫ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﯿﻞ ﻣﻌﻨﻰ ] وﻻ ﺗَﻌُ ﺪْ [ أى ﻻ ﺗﻌ ﺪ ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﻗﯿﻞ ﻻ ﺗﻌﺪإﻟﻰ دﺧﻮﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ وأﻧﺖ راﻛﻊ ‪ ،‬وﻗﯿﻞ ﻻ ﺗﻌ ﺪ إﻟ ﻰ اﻹﺗﯿ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة ﻣﺴ ﺮﻋًﺎ ‪ ] .‬ﻓﻘ ﮫ‬
‫اﻟﺴﱡﻨّﺔ م‪[ ٢٠٦ = ١‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻮﯾﺔ اﻟﺼﻔﻮف ورﺻﮭﺎ وﺳﺪ ﺧﻠﻠﮭﺎ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﻧﺲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﺳﻮﱡوا ﺻﻔﻮﻓﻜﻢ ‪ ،‬ﻓﺈنﱠ ﺗﺴﻮﯾﺔ اﻟﺼﻔﻮف ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻼة" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ إﻻ أنﱠ‬
‫ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ "ﻣﻦ ﺗﻤﺎم اﻟﺼﻼة" ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺒﻞ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺑﻮﺟﮭﮫ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻜﺒﺮ ﻓﯿﻘﻮل ‪ :‬ﺗﺮاﺻﱡﻮا واﻋﺘﺪﻟﻮا ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺸﯿﺮ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻮي ﺻﻔﻮﻓﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﯾﺴﻮي ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺪاح ﺣﺘﻰ رأى أﻧّﺎ ﻗﺪ ﻋﻘﻠﻨﺎ‬
‫ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺧﺮج ﯾﻮﻣًﺎ ﻓﻘﺎم ﺣﺘﻰ ﻛﺎد أن ﯾﻜﺒﺮ ﻓﺮأى رﺟﻼً ﺑﺎدﯾًﺎ ﺻﺪره ﻣﻦ اﻟﺼﻒ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺒﺎدَ اﷲ ﻟﺘﺴﻮﱡنﱠ ﺻﻔﻮﻓﻜﻢ أو ﻟﯿﺨﺎﻟﻔﻦﱠ اﷲ ﺑﯿﻦ‬
‫وﺟﻮھﻜﻢ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫* ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﺮج ﻋﻠﯿﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺮآﻧﺎ ﺣِﻠﻘًﺎ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻣ ﺎ ﻟ ﻲ أراﻛ ﻢ ﻋِ ﺰﯾﻦ ؟!" ﺛ ﻢ ﺧ ﺮج‬
‫ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻓﻘﺎل ‪" :‬أﻻ ﺗﺼﻔﻮن ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻒ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻨﺪ رﺑﮭﺎ ؟" ﻓﻘﻠﻨﺎ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ! وﻛﯿﻒ ﺗَﺼُﻒﱡ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻨﺪ رﺑﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ‪" :‬ﯾﺘﻤﻮن‬
‫اﻟﺼﻔﻮف اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬وﯾﺘﺮاﺻﻮن ﻓﻲ اﻟﺼﻒ" ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺰﯾﻦ ‪ :‬أي ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺎت ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬رﺻﱡﻮا ﺻ ﻔﻮﻓﻜﻢ ‪ ،‬وﻗ ﺎرﺑﻮا ﺑﯿﻨﮭ ﺎ ‪ ،‬وﺣ ﺎذوا ﺑﺎﻷﻋﻨ ﺎق ﻓﻮاﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ‬
‫ﺑﯿﺪه ‪ ،‬إﻧﱢﻲ ﻷرى اﻟﺸﯿﻄﺎن ﯾﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ اﻟﺼﻒ ﻛﺄﻧﮭﺎ اﻟﺤَﺬَف" ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺤﺪﯾﺚ إﺳ ﻨﺎده ﺻ ﺤﯿﺢ ﻛﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة ]‬
‫‪. [ ١٠٩٣‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤَﺬَف ‪ :‬وھﻲ اﻟﻐﻨﻢ اﻟﺴﻮد اﻟﺼﻐﺎر ﻣﻦ ﻏﻨﻢ اﻟﺤﺠﺎز ‪ ،‬واﻟﻮاﺣﺪة ﺣﺬَﻓﺔ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬أﺗﻤ ﻮا اﻟﺼ ﻒ اﻟﻤُﻘ ﺪﱠم ﺛ ﻢ اﻟ ﺬي ﯾﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ ﻧﻘ ﺺ ﻓﻠ ﯿﻜﻦ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺼﻒ اﻟﻤﺆﺧﱠﺮ" ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١٠٩٤‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إنﱠ اﷲ وﻣﻼﺋﻜﺘﮫ ﯾﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺎﻣﻦ اﻟﺼﻔﻮف" ‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١٠٩٦‬‬
‫* ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺸﯿﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺴ ﻮي ﺻ ﻔﻮﻓﻨﺎ إذا ﻗﻤﻨ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﻼة ‪ ،‬ﻓ ﺈذا اﺳ ﺘﻮﯾﻨﺎ ﻛﺒ ﺮ ‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١٠٩٧‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺧﯿﺎرﻛﻢ أَﻟْﯿَﻨُﻜُﻢ ﻣﻨﺎﻛﺐ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة" رواه أﺑﻮ داود ‪ .‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻮاھﺪه ‪،‬‬ ‫ﺤﯿﺢ ﻟﺸ‬
‫اﻧﻈﺮاﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١٠٩٩‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪" :‬اﺳﺘﻮوا‪ ،‬اﺳ ﺘﻮوا ‪ ،‬اﺳ ﺘﻮوا ‪ ،‬ﻓﻮاﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑﯿ ﺪه‪ ،‬إﻧ ﻲ ﻷراﻛ ﻢ ﻣ ﻦ‬
‫ﺧﻠﻔﻲ ﻛﻤﺎ أراﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي" ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[ ١١٠٠‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﻗﯿﻤﻮا اﻟﺼﻔﻮف ‪ ،‬وﺣﺎذوا ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻨﺎﻛﺐ ‪ ،‬وﺳﺪﱡوا اﻟﺨَﻠَﻞ ‪ ،‬وﻟﯿﻨ ﻮا‬
‫ﺑﺄﯾ ﺪي إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ‪ ،‬وﻻ ﺗ ﺬورا ﻓُﺮُﺟ ﺎتٍ ﻟﻠﺸ ﯿﻄﺎن ‪ ،‬وﻣ ﻦ وﺻ ﻞ ﺻ ﻔًﺎ وﺻ ﻠﮫ اﷲ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻗﻄﻌ ﮫ ﻗﻄﻌ ﮫ اﷲ" ‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود وإﺳ ﻨﺎده‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١١٠٢‬‬
‫* وﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨُﺪريّ أنّ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأى ﻓﻲ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﺗﺄﺧﺮًا ﻓﻘﺎل ﻟﮭﻢ ‪ :‬ﺗﻘ ﺪﻣﻮا ﻓ ﺎﺋﺘﻤﻮا ﺑ ﻲ ‪ ،‬وﻟﯿ ﺄﺗﻢ‬
‫ﺑﻜﻢ ﻣَﻦْ وراءﻛﻢ ‪ ،‬ﻻ ﯾﺰال ﻗﻮمٌ ﯾﺘﺄﺧﺮون ﺣﺘﻰ ﯾﺆﺧﺮھﻢ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‬

‫ﺑﺎب ھﻞ ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻘﻮم ﻣﺼﺎﻓﮭﻢ ﻗﺒﻞ اﻹﻣﺎم أم ﻻ ؟‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﺼﻼة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﯿﺄﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﻣﺼﺎﻓﱠﮭﻢ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻘﺎﻣﮫ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ أﺑﻮ داود‬

‫‪٨٧‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬أﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﻋُﺪﱢﻟﺖ اﻟﺼ ﻔﻮف ﻗﯿﺎﻣً ﺎ ﻗﺒ ﻞ أن ﯾﺨ ﺮج إﻟﯿﻨ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻠﻤﱠ ﺎ ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ‬
‫ﻣُﺼَﻼّه ذﻛﺮ أﻧّﮫ ﺟُﻨﺐٌ ‪ ،‬وﻗﺎل ﻟﻨﺎ ‪ :‬ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﻓﻤﻜﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ھﯿﺌﺘﻨﺎ ﯾﻌﻨﻲ ﻗﯿﺎﻣًﺎ ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟﯿﻨﺎ ورأﺳﮫ ﯾﻘﻄﺮ ﻓﻜﺒﺮ ﻓﺼﻠﯿﻨﺎ‬
‫ﻣﻌﮫ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا أﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻼ ﺗﻘﻮﻣ ﻮا ﺣﺘ ﻰ ﺗﺮوﻧ ﻲ ﻗ ﺪ ﺧﺮﺟ ﺖ" ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻّ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﯿﮫ ]ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ[‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻛﺮاھﺔ اﻟﺼﻒ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻮارى ﻟﻠﻤﺄﻣﻮم ‪:‬‬

‫* ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ ﺑﻠﻔﻆ ‪" :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻮارى ‪ ،‬وﻧﻄﺮد ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﺼﻠﻮا ﺑ ﯿﻦ اﻷﺳ ﺎﻃﯿﻦ وأﺗﻤ ﻮا اﻟﺼ ﻔﻮف" ‪.‬‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫* وﻗﺎل أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻘﻲ ھﺬا ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫واﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺮاھﺔ ھﻮ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺼﻒ ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ٢‬ج‪[ ١٩٢ = ٣‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺋﻞ ﺑﯿﻦ اﻹﻣﺎم واﻟﻤﺄﻣﻮم ‪:‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﮫ ‪ ،‬واﻟﻨ ﺎس ﯾ ﺄﺗﻤﻮن ﺑ ﮫ ﻣ ﻦ وراء اﻟﺤﺠ ﺮة ‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١١١٤‬‬

‫ﺑﺎب اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺘﻄﻮع ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ‪:‬‬

‫* ﻋ ﻦ اﻟﻤﻐﯿ ﺮة ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬ﻻ ﯾﺼ ﻠﻲ اﻹﻣ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻊ اﻟ ﺬي ﺻ ﻠﻰ ﻓﯿ ﮫ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﯾﺘﺤﻮل" ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﯾﺘﺤﻮل ‪ :‬أي ﯾﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ ‪ ،‬ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻟﯿﺸﮭﺪ ﻟﮫ ﻣﻮﺿﻌﺎن ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﯾﺴ ﺘﺤﺐ ﺗﻜﺜﯿ ﺮ اﻟﻄﺎﻋ ﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﯾﻌﺠﺰ أﺣﺪﻛﻢ إذا ﺻﻠﻰ أن ﯾﺘﻘﺪم أو ﯾﺘﺄﺧﺮ أو ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ أو ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﮫ ‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤـــــــﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪[ ٢٦٥٩‬‬
‫"ﯾﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﺒْﺤَﺔِ" ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺴﱡﺒْﺤَﺔِ ‪ :‬أي اﻟﺘﻄﻮع ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺜﺎن ﯾﺪﻻن ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺼﻼه اﻟﺬي ﺻﻠﻰ ﻓﯿﮫ ﻟﻜﻞ ﺻﻼة ﯾﻔﺘﺘﺤﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ‪.‬‬

‫أﺑﻮاب ﺻﻼة اﻟﺘﻄﻮع‬

‫ﺑﺎب ﺳﻨﻦ اﻟﺼﻼة اﻟﺮاﺗﺒﺔ اﻟﻤﺆﻛﺪة ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﻔﻈﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ورﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ورﻛﻌﺘﯿﻦ‬
‫ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻐﺮب ‪ ،‬ورﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء ‪ ،‬ورﻛﻌﺘﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺪاة ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻻ أدﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﺤ ﺪﺛﺘﻨﻲ‬
‫ﺣﻔﺼﺔ أﻧّﮫ ﻛﺎن إذا ﻃﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ ‪،‬وأذن اﻟﻤﺆذن ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺷﻘﯿﻖ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ ﺻﻼة رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺗﻄﻮﻋ ﮫ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻛ ﺎن ﯾﺼ ﻠﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﯿﺘﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﮭﺮ أرﺑﻌًﺎ ﺛﻢ ﯾﺨﺮج ﻓﯿﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺛﻢ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﯿﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨّﺎس اﻟﻤﻐﺮب ﺛﻢ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﯿﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪،‬‬
‫ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس اﻟﻌﺸﺎء وﯾﺪﺧﻞ ﺑﯿﺘﻲ ﻓﯿﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﺗﺴﻊ رﻛﻌﺎت ﻓﯿﮭﻦ اﻟﻮﺗﺮ ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﯾﺼ ﻠﻲ ﻟ ﯿﻼً ﻃ ﻮﯾﻼً‬
‫ﻗﺎﺋﻤًﺎ ‪ ،‬وﻟﯿﻼً ﻃﻮﯾﻼً ﻗﺎﻋﺪًا ‪ ،‬وﻛﺎن إذا ﻗﺮأ وھﻮ ﻗﺎﺋﻢ رﻛﻊ وﺳﺠﺪ وھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ‪ ،‬وﻛﺎن إذا ﻗﺮأ ﻗﺎﻋﺪًا رﻛ ﻊ وﺳ ﺠﺪ وھ ﻮ ﻗﺎﻋ ﺪ ‪ ،‬وﻛ ﺎن إذا‬
‫ﻃﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وزاد أﺑﻮ داود "ﺛﻢ ﯾﺨﺮج ﻓﯿﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨّﺎس ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ" وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ‬
‫* ﻋﻦ أمﱢ ﺣﺒﯿﺐ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺳﻔﯿﺎن ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ ﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﺠﺪةً ﺳﻮى اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ‬
‫‪ ،‬ﺑُﻨﻲ ﻟﮫ ﺑﯿﺖٌ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻّ اﻟﺒﺨﺎري‬

‫ﺑﺎب ﻓﻀﻞ اﻷرﺑﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬وﺑﻌﺪھﺎ وﻗﺒﻞ اﻟﻌﺼﺮ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ أم ﺣﺒﯿﺒﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪" :‬ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎتٍ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬وأرﺑﻊٍ ﺑﻌﺪھﺎ ‪،‬‬
‫ﺣﺮﱠﻣﮫ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨّﺎر" ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة] ‪.[ ١١٦٧‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬رﺣﻢ اﷲ اﻣﺮءًا ﺻﻠﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺼﺮ أرﺑﻌًﺎ" ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪،‬‬
‫وﺳﻨﺪه ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١١٧٠‬‬

‫ﺑﺎب ﺗﺄﻛﯿﺪ رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠﺮ وﺗﺨﻔﯿﻒ ﻗﺮاءﺗﮭﺎ واﻟﻀﺠﻌﺔ واﻟﻜﻼم ﺑﻌﺪھﻤﺎ وﻗﻀﺎﺋﮭﻤﺎ إذا ﻓﺎﺗﺘﺎ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲءٍ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ أﺷﺪﱠ ﺗﻌﺎھﺪًا ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠﺮ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪٨٨‬‬
 ‫* ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬رﻛﻌﺘﺎ اﻟﻔﺠﺮ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬رﻣﻘﺖُ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﮭﺮًا ﻓﻜﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ ‪ :‬ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون ‪،‬‬
‫وﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬وأﺧﺮﺟﮫ أﯾﻀًﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪.‬‬
‫* وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﻔﻒ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻟﻠﺘﯿﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ إﻧّﻲ ﻷﻗﻮل ھ ﻞ ﻗ ﺮأ ﻓﯿﮭﻤ ﺎ‬
‫ﺑﺄم اﻟﻘﺮآن ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠﺮ ﻓﻠﯿﻀﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒ ﮫ اﻷﯾﻤ ﻦ" ‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪[ ٦٥٥‬‬
‫* وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠــــــــﺮ اﺿﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﮫ اﻷﯾﻤﻦ ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ‬
‫ﻛﺎن إذا ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻨﺖُ ﻣﺴﺘﯿﻘﻈﺔً ﺣﺪﺛﻨﻲ وإﻻّ اﺿﻄﺠﻊ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ :‬وذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ إﻟﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ دون اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺤﻜﻲ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ ،‬وﻗ ﻮّاه‬
‫ﺑﻌﺾ ﺷﯿﻮﺧﻨﺎ ﺑﺄﻧّﮫ ﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧّﮫ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ]أي اﻹﺿﻄﺠﺎع[ ‪ ،‬وﺻﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧّﮫ ﻛﺎن‬
‫ﯾَﺤْﺼِﺐ ﻣﻦ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻼً واﻟﺬي ﯾﺘﺄﻣﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﻈﮭﺮ ﻟﮫ أﻧّﮫ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺴﱡ ﻨّﺔ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﮫ دون ﻣ ﻦ ﺻ ﻼھﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ] .‬ﻓﻘ ﮫ‬
‫اﻟﺴﱡﻨّﺔ م‪[ ١٥٧ = ١‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾُﺼﻞﱢ رﻛﻌﺘ ﻲ اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺼ ﻠﮭﻤﺎ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺗَﻄْﻠُ ﻊُ اﻟﺸ ﻤﺲ ‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬اﻧﻈﺮ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪[ ٦٤١٨‬‬
‫ھﺬا وﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﻀﺎھﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ﻟﻤّﺎ ﻧﺎم ﻋﻦ اﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺳﻨﺘﻲ اﻟﻈﮭﺮ ‪:‬‬

‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻓﺎﺗﺘﮫ اﻷرﺑﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﮭ ﺮ ﺻ ﻼھﻦ ﺑﻌ ﺪ اﻟ ﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻈﮭ ﺮ ‪ .‬رواه‬
‫اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺣﺴّﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪[ ٤٦٣٥‬‬
‫* ﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ رأﯾﺘﮫ ﯾﺼﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬أﻣّﺎ‬
‫ﺣﯿﻦ ﺻﻼھﺎ ﻓﺈﻧّﮫ ﺻﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ ﺛﻢ دﺧﻞ وﻋﻨﺪه ﻧﺴﻮة ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺣﺮام ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﻓﺼﻼھﻤﺎ ‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻠﺖ إﻟﯿﮫ اﻟﺠﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ﻗﻮم ﺑﺠﻨﺒﮫ‬
‫ﻓﻘﻮﻟﻲ ﻟﮫ ‪ ،‬ﺗﻘﻮل ﻟﻚ أم ﺳﻠﻤﺔ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺗﻨﮭﻰ ﻋﻦ ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬وأراك ﺗﺼﻠﯿﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن أﺷﺎر ﺑﯿﺪه ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﺄﺧﺮي ﻋﻨﮫ‬
‫‪ ،‬ﻓﻔﻌﻠﺖ اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﻓﺄﺷﺎر ﺑﯿﺪه ﻓﺎﺳﺘﺄﺧﺮت ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻤّﺎ اﻧﺼﺮف ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ أﻣﯿﺔ ﺳ ﺄﻟﺖ ﻋ ﻦ اﻟ ﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺼ ﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻧّ ﮫ أﺗ ﺎﻧﻲ‬
‫أﻧﺎسٌ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﯿﺲ ﻓﺸﻐﻠﻮﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ اﻟﻠﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﮭﺮ ﻓﮭﻤﺎ ھﺎﺗﺎن ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬

‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻮﺗﺮ ‪:‬‬

‫* ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻣﺮﻓﻮﻋًﺎ ‪ :‬اﻟﻮﺗﺮ رﻛﻌﺔ ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫* ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ "ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة رﻛﻌﺔ ﯾﻮﺗﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﻮاﺣﺪة" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋًﺎ ‪" :‬أوﺗﺮوا ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﺒﺤﻮا" ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫* ﺣﺪﯾﺚ "إنّ اﷲ ﻗﺪ أﻣﺪﻛﻢ ﺑﺼﻼة ھﻲ ﺧﯿﺮٌ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺣُﻤﺮ اﻟﻨﱠﻌَﻢ ‪ ،‬وھﻲ اﻟﻮﺗﺮ ﻓﺼﻠﻮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺸﺎء إﻟﻰ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ" ‪ .‬رواه أﺑﻮ‬
‫داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ] ‪[ ٤٢٣‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ أﯾﻮب ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﻟﻮﺗﺮ ﺣﻖٌ ﻋﻠﻰ ﻛﻞﱢ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ أﺣﺐﱢ أن ﯾ ﻮﺗﺮ ﺑﺨﻤ ﺲ ﻓﻠﯿﻔﻌ ﻞ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ أﺣﺐﱠ أن ﯾﻮﺗﺮ ﺑﺜﻼث ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ أﺣﺐﱠ أن ﯾﻮﺗﺮ ﺑﻮاﺣﺪة ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ" ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‬
‫وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١٢٦٥‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎم رﺟﻞٌ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻛﯿﻒ ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ؟ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺜﻨﻰ‬
‫ﻣﺜﻨﻰ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺧِﻔْﺖَ اﻟﺼﺒﺢ ﻓﺄوﺗﺮ ﺑﻮاﺣﺪة ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻟﻤﺴﻠﻢ ‪،‬ﻗﯿﻞ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺜﻨﻰ ﻣﺜﻨﻰ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﻞﱢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﺴﻠﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ واﻟﺮﻛﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺗﺮ ﺣﺘﻰ إﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﺎﺟﺘﮫ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫* ھﺬا وﻗﺪ روى اﻟﻄﺤﺎوي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧّﮫ ﻛﺎن ﯾﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ ﺷﻔﻌﮫ ووﺗﺮه ﺑﺘﺴﻠﯿﻤﮫ ‪ ،‬وأﺧﺒﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛ ﺎن‬
‫ﯾﻔﻌﻠﮫ ‪ ،‬وإﺳﻨﺎده ﻗﻮي ‪ .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر ] م‪ ، ٢‬ج‪[ ٣٣ = ٣‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﺎ ﺑ ﯿﻦ أن ﯾﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺸ ﺎء إﻟ ﻰ اﻟﻔﺠ ﺮ إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة‬
‫رﻛﻌﺔ ﯾﺴﻠﻢ ﺑﯿﻦ ﻛﻞﱢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻮﺗﺮ ﺑﻮاﺣﺪة ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺳﻜﺐ اﻟﻤ ﺆذن ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ،‬وﺗﺒ ﯿﻦ ﻟ ﮫ اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ،‬وﺟ ﺎءه اﻟﻤ ﺆذن ﻗ ﺎم ﻓﺮﻛ ﻊ‬
‫رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺧﻔﯿﻔﺘﯿﻦ ﺛﻢ اﺿﻄﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﮫ اﻷﯾﻤﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﺄﺗﯿﮫ اﻟﻤﺆذن ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫]ﻣﻌﻨﻰ ﺳﻜﺐ اﻟﻤﺆذن ‪ :‬أي أﺳﺮع ‪ ،‬ﻣﻦ ﺳﻜﺐ اﻟﻤﺎء [‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﺧﺎف أن ﻻ ﯾﻘﻮم ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﻠﯿﻮﺗﺮ أوﻟﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﻤﻊ أن ﯾﻘﻮم‬
‫آﺧﺮه ﻓﻠﯿﻮﺗﺮ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺈنّ ﺻﻼة آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺸﮭﻮدة ‪ ،‬وذﻟﻚ أﻓﻀﻞ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫* وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻣِﻦ ﻛﻞﱢ اﻟﻠﯿﻞ أوﺗﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻣﻦ أول اﻟﻠﯿﻞ وأوﺳﻄﮫ ‪ ،‬وآﺧﺮه ‪ ،‬واﻧﺘﮭﻰ وِﺗﺮُه إﻟﻰ‬
‫اﻟﺴَﺤَﺮ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬أوﺻﺎﻧﻲ ﺧﻠﯿﻠﻲ ﺑﺜﻼث ‪ :‬ﺻﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎمٍ ﻣﻦ ﻛﻞﱢ ﺷﮭﺮ ‪ ،‬ورﻛﻌﺘﻲ اﻟﻀﺤﻰ ‪ ،‬وأن أوﺗ ﺮ ﻗﺒ ﻞ أن أﻧ ﺎم ‪ .‬ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‬

‫‪٨٩‬‬
‫* "ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ "ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ" ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑـ "ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون" ‪ ،‬وﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ "ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ" ‪ .‬رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﯾﻀﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ أﺣﯿﺎﻧًﺎ "ﻗ ﻞ أﻋ ﻮذ ﺑ ﺮب اﻟﻔﻠ ﻖ" و"ﻗ ﻞ أﻋ ﻮذ ﺑ ﺮب اﻟﻨ ﺎس" ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وأﺑ ﻮ ﻋﺒ ﺎس اﻷﺻ ﻢ ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﺪﯾﺜﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﺛﻼثَ ﻋﺸﺮةَ رﻛﻌﺔ ﯾﻮﺗﺮ ﻣﻦ ذﻟ ﻚ ﺑﺨﻤ ﺲ وﻻ ﯾﺠﻠ ﺲ‬
‫ﻓﻲ ﺷﻲءٍ ﻣﻨﮭﻦ إﻻ ﻓﻲ آﺧﺮھﻦ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ھﺸﺎم أﻧّﮫ ﻗﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬أﻧﺒﺌﯿﻨﻲ ﻋﻦ وﺗﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧُﻌِﺪﱡ ﻟﮫ ﺳِﻮاﻛﮫ وﻃَﮭﻮرَه ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺒﻌﺜﮫ اﷲ ﻣﺘﻰ ﺷﺎء أن ﯾﺒﻌﺜﮫ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﯿﺘﺴﻮك وﯾﺘﻮﺿﺄ وﯾﺼ ﻠﻲ ﺗﺴ ﻊ رﻛﻌ ﺎت ﻻ ﯾﺠﻠ ﺲ ﻓﯿﮭ ﺎ إﻻّ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ ﻓﯿ ﺬﻛﺮاﷲ وﯾﺤﻤ ﺪه‬
‫وﯾ ﺪﻋﻮه ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾ ﻨﮭﺾ وﻻ ﯾﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻘ ﻮم ﻓﯿﺼ ﻠﻲ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻘﻌ ﺪ ﻓﯿ ﺬﻛﺮ اﷲ وﯾﺤﻤ ﺪه ‪ ،‬وﯾ ﺪﻋﻮه ﺛ ﻢ ﯾﺴ ﻠﻢ ﺗﺴ ﻠﯿﻤًﺎ‬
‫ﯾُﺴﻤﻌُﻨﺎ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﯾُﺴﻠﱢﻢ وھﻮ ﻗﺎﻋﺪ ‪ ،‬ﻓﺘﻠﻚ إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة رﻛﻌ ﺔ ‪ ،‬ﯾ ﺎ ﺑُﻨَ ﻲﱠ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﱠ ﺎ أﺳ ﻦﱠ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وأﺧﺬه اﻟﻠﺤﻢ أوﺗﺮ ﺑﺴﺒﻊ وﺻﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﯿﻌﮫ اﻷول ‪ ،‬ﻓﺘﻠﻚ ﺗﺴﻊٌ ﯾﺎ ﺑﻨﻲ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻧﺒﻲﱡ اﷲ إذا ﺻﻠﻰ ﺻﻼة أﺣَﺐّ أن‬
‫ﯾﺪاوم ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﻛﺎن إذا ﻏﻠﺒﮫ ﻧﻮمٌ أو وﺟﻊٌ ﻋﻦ ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺎر اﺛﻨﺘﻰ ﻋﺸﺮة رﻛﻌﺔ ‪ ،‬وﻻ أﻋﻠﻢُ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﮫ ﻓ ﻲ ﻟﯿﻠ ﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻗ ﺎم ﻟﯿﻠ ﺔً ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺢ ‪ ،‬وﻻ ﺻ ﺎم ﺷ ﮭﺮًا ﻛ ﺎﻣﻼً ﻏﯿ ﺮ رﻣﻀ ﺎن ‪ .‬رواه ﻣﺴ ﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻷﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻲ داود ﻧﺤﻮه ‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ ‪ :‬ﻓﻠﻤﱠ ﺎ أﺳ ﻦﱠ وأﺧ ﺬه اﻟﻠﺤ ﻢ أوﺗ ﺮ ﺑﺴ ﺒﻊ رﻛﻌ ﺎت ﻟ ﻢ ﯾﺠﻠ ﺲ إﻻّ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺴﻠﱢﻢ إﻻّ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻗﻮﻟﮫ ‪" :‬ﻓﯿﺘﺴﻮك وﯾﺘﻮﺿﺄ" ‪ :‬ﻓﯿﮫ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺴﻮاك ﻋﻨﺪ اﻟﻘﯿﺎم ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪" :‬وﯾﺼﻠﻲ ﺗﺴﻊ رﻛﻌﺎت" ‪ :‬ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻹﯾﺘ ﺎر ﺑﺘﺴ ﻊ رﻛﻌ ﺎت ﻣﺘﺼ ﻠﺔ ﻻ ﯾﺴ ﻠﻢ إﻻّ ﻓ ﻲ آﺧﺮھ ﺎ وﯾﻘﻌ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ وﻻ‬
‫ﯾﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪" :‬ﺛﻢ ﯾُﺴﻠﱢﻢ ﺗﺴﻠﯿﻤًﺎ ﯾﺴﻤﻌﻨﺎ" ‪ :‬ﻓﯿﮫ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺠﮭﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪" :‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﯾﺴﻠﻢ وھﻮ ﻗﺎﻋﺪ" ‪ :‬ﻗﺎل‬
‫اﻟﻨﻮوي اﻟﺼﻮاب أنﱠ ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻌﻠﮭﻤﺎ رﺳﻮلُ اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺗﺮ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﻟﺒﯿﺎن اﻟﺠﻮاز ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪، ٢‬‬
‫ج‪.[ ٤٤ = ٣‬‬
‫* ﻋﻦ ﻃﻠﻖ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪" :‬ﻻ وﺗﺮان ﻓﻲ ﻟﯿﻠﺔ" ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻّ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪.[ ٧٤٣٨‬‬
‫وﻗﺪ ذھﺐ أﻛﺜﺮُ اﻟﻌﻠﻤﺎء وﻗﺎﻟﻮا أنﱠ ﻣﻦ أوﺗﺮ وأراد اﻟﺼﻼة ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻨﻘﺾ وﺗﺮه وﯾﺼﻠﻲ ﺷﻔﻌًﺎ ﺷ ﻔﻌًﺎ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺼ ﺒﺢ ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ ‪ ،‬وﻋﻤﺎر ﺑﻦ ﯾﺎﺳﺮ وأﺑﻮ ھﺮﯾﺮة وﻋﺎﺋﺸﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ وﻋﻠﻘﻤ ﺔ‬
‫واﻟﺸﻌﺒﻲ وإﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ وﺳ ﻌﯿﺪ ﺑ ﻦ ﺟﺒﯿ ﺮ وﻣﻜﺤ ﻮل واﻟﺤﺴ ﻦ اﻟﺒﺼ ﺮي وﻃ ﺎووس ‪ ،‬وأﺑ ﻮ ﻣﺠﻠ ﺰ ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﻷﺋﻤ ﺔ ﺳ ﻔﯿﺎن اﻟﺜ ﻮري‬
‫وﻣﺎﻟﻚ واﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك وأﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل إﻧﮫ أﺻﺢ ‪ ...‬وھﺬا اﺳﺘﺪﻻﻻً ﺑﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ واﻟ ﺬي ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز‬
‫ﺻﻼة اﻟﺸﻔﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺗﺮ ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ ﺟ ﻮاز ﻧﻘ ﺾ اﻟ ﻮﺗﺮ وﻗ ﺎﻟﻮا ﯾﻀ ﯿﻒ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ أﺧﺮى ‪ ،‬وﯾﺼ ﻠﻲ ﻣ ﺎ ﺑ ﺪا ﺛ ﻢ ﯾ ﻮﺗﺮ ﻓ ﻲ آﺧ ﺮ ﺻ ﻼﺗﮫ ‪ ،‬واﺳ ﺘﺪﻟﻮا ﺑﺤ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬أنﱠ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫"اﺟﻌﻠﻮا آﺧﺮ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ وﺗﺮًا" ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻّ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪.[ ٤٦ = ٣‬‬
‫وأﺻﺤﺎب اﻟﺮأي اﻷول ھﻢ اﻷَﺻَﺢّ واﷲ أﻋﻠ ﻢ اﺳ ﺘﺪﻻﻻً ﺑﺤ ﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﻤﺘﻘ ﺪم واﻟ ﺬي ﯾ ﺪﻟﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز ﺻ ﻼة اﻟﺸ ﻔﻊ ﺑﻌ ﺪ‬
‫اﻟﻮﺗﺮ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ وﺗﺮه أو ﻧﺴﯿﮫ ﻓﻠﯿﺼﻠﮫ إذا ذﻛﺮه"‪.‬رواه أﺑ ﻮ‬
‫داود واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ أﺳﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﯾﺴﺎر ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ وِﺗ ﺮه‬
‫ﻓﻠﯿﺼﱢﻞ إذا أﺻﺒﺢ" واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪.[ ٦٤٣٩‬‬
‫* وﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ ﺣﺰﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ أو ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺮأه ﻣ ﺎ‬
‫ﺑﯿﻦ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ﻛُﺘِﺐَ ﻟﮫ ﻛﺄﻧّﻤﺎ ﻗﺮأه ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻّ اﻟﺒﺨﺎري ‪ ،‬وﺛﺒﺖ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧّﮫ‬
‫ﻛﺎن إذا ﻣﻨﻌﮫ ﻣﻦ ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ ﻧﻮمٌ أو وﺟﻊ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺎر اﺛﻨﺘﻰ ﻋﺸﺮة رﻛﻌﺔ ‪.‬‬
‫واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ ﻗﻀﺎء ﻣﺎ ﯾﻔﻮت ﻣﻦ اﻟﻮﺗﺮ واﻟﺴﻨﻦ اﻟﺮاﺗﺒﺔ واﻷوراد ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺘﺮاوﯾﺢ‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﺮﻏﱢﺐ ﻓﻲ ﻗﯿﺎم رﻣﻀﺎن ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أن ﯾﺄﻣﺮ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺰﯾﻤﺔ ﻓﯿﻘﻮل‪ ":‬ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎم رﻣﻀﺎن إﯾﻤﺎﻧًﺎ واﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ‪ ،‬ﻏُﻔِﺮَ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ"‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺼﻼﺗﮫ ﻧﺎسٌ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻨّﺎس ‪ ،‬ﺛﻢ اﺟﺘﻤﻌﻮا‬
‫ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أو اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻓﻠﻢ ﯾﺨﺮج إﻟﯿﮭﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻗﺎل ‪ :‬رأﯾﺖُ اﻟﺬي ﺻﻨﻌﺘﻢ ﻓﻠ ﻢ ﯾﻤﻨﻌﻨ ﻲ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج إﻟﯿﻜﻢ إﻻّ أﻧّﻲ ﺧﺸﯿﺖ أن ﺗُﻔﺘﺮضَ ﻋﻠﯿﻜﻢ وذﻟﻚ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘ ﺎري ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺧﺮﺟ ﺖ ﻣ ﻊ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ﻓ ﻲ رﻣﻀ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا اﻟﻨ ﺎسُ أوزاعٌ ﻣﺘﻔﺮﻗ ﻮن‬
‫ﯾﺼﻠﻲ اﻟﺮﺟﻞُ ﻟﻨﻔﺴﮫ ‪ ،‬وﯾﺼﻠﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺼﻼﺗﮫ اﻟﺮھﻂ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬إﻧّﻲ أرى ﻟﻮ ﺟﻤﻌﺖُ ھﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﻗﺎرئٍ واﺣﺪٍ ﻟﻜﺎن أﻣﺜﻞ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻋﺰم‬

‫‪٩٠‬‬
‫ﻓﺠﻤﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ أﺑﻲﱢ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻌﮫ ﻟﯿﻠﺔ أﺧﺮى واﻟﻨﺎس ﯾﺼﻠﻮن ﺑﺼﻼة ﻗﺎرﺋﮭﻢ ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻧﻌﻤﺖ اﻟﺒﺪﻋﺔ ھﺬه واﻟﺘﻲ ﯾﻨﺎﻣﻮن‬
‫ﻋﻨﮭﺎ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮﻣﻮن ‪ ،‬ﯾﻌﻨﻲ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﯾﻘﻮﻣﻮن أوﻟﱠﮫ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫]ﻗﻮﻟﮫ أوزاع ‪ :‬أي ﺟﻤﺎﻋﺎت[‪.‬‬
‫ﻧﻌﻤﺖ اﻟﺒﺪﻋﺔ ‪ :‬ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ :‬أﺻﻠﮭﺎ ﻣﺎ أﺣﺪث ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﺜﺎلٍ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ وﺗﻄﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أﻧﮭﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺪرج ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸ ﺮع ﻓﮭ ﻲ‬
‫ﺣﺴﻨﺔ ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺪرج ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺘﻘﺒﺢ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﻓﮭﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﺤﺔ ‪ ،‬وإﻻّ ﻓﮭﻲ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﻤﺒﺎح ‪ ] .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪٥٢ = ٣‬‬
‫[‬

‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ‬

‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﺳُﺌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أي اﻟﺼﻼة أﻓﻀﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﺟﻮف اﻟﻠﯿﻞ ‪،‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄي اﻟﺼﯿﺎم أﻓﻀـــﻞ ﺑﻌﺪ رﻣﻀﺎن ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﺷﮭﺮ اﷲ اﻟﻤﺤﺮم ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒْﺴَﺔ أﻧّﮫ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ :‬أﻗﺮب ﻣﺎ ﯾﻜﻮن اﻟﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺟﻮف اﻟﻠﯿﻞ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻤﻦ ﯾﺬﻛُﺮُ اﷲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻜﻦ ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪ ،‬وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘ ﮫ اﻟ ﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫اﻧﻈﺮ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ ] ‪.[ ١٢٢٩‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو أنﱠ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬إنﱠ أﺣﺐﱠ اﻟﺼﯿﺎم إﻟﻰ اﷲ ﺻﯿﺎم داود ‪ ،‬وأﺣﺐﱡ اﻟﺼﻼة إﻟ ﻰ اﷲ‬
‫ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ﺻ ﻼة داود ‪ ،‬ﻛ ﺎن ﯾﻨ ﺎمُ ﻧﺼ ﻒ اﻟﻠﯿ ﻞ وﯾﻘ ﻮم ﺛُﻠﺜ ﮫ ‪ ،‬وﯾﻨ ﺎم ﺳﺪﺳ ﮫ ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﯾﺼ ﻮم ﯾﻮﻣً ﺎ وﯾﻔﻄ ﺮ ﯾﻮﻣً ﺎ ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫* ﻋﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻮرﻣﺖ ﻗﺪﻣﺎه ‪ ،‬ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮫ ‪ :‬ﻟﻢ ﺗﺼﻨﻊ ھﺬا وﻗﺪ ﻏُﻔِﺮَ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﻚ‬
‫وﻣﺎﺗﺄﺧﺮ ؟ ﻗﺎل ‪" :‬أﻓﻼ أﻛﻮن ﻋﺒﺪًا ﺷﻜﻮرًا" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أم ﺳـﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬اﺳـﺘﯿﻘﻆ رﺳـﻮل اﻟﻠـﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﯿﻠﺔً ﻓﺰﻋًﺎ ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ! ﻣﺎذا أُﻧﺰِلَ اﻟﻠﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺰاﺋﻦ‪،‬‬
‫وﻣﺎذا أﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻦ ؟! ﻣﻦ ﯾﻮﻗﻆ ﺻﻮاﺣﺐ اﻟﺤُﺠﺮات ‪ -‬ﯾﺮﯾﺪ أزواﺟﮫ ‪" -‬ﻟﻜﻲ ﯾﺼﻠﯿﻦ" ؟ رُبﱠ ﻛﺎﺳﯿﺔٍ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻋﺎرﯾﺔٌ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة" ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺼ ﻠﻲ ﻓﯿﻤ ﺎ ﺑ ﯿﻦ أن ﯾﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺸ ﺎء إﻟ ﻰ اﻟﻔﺠ ﺮ‬
‫إﺣﺪى ﻋﺸﺮة رﻛﻌﺔ ‪ ،‬ﯾﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞﱢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻮﺗﺮ ﺑﻮاﺣﺪة ‪ ،‬ﻓﯿﺴﺠﺪ اﻟﺴﺠﺪة ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺪر ﻣﺎ ﯾﻘﺮأ أﺣﺪﻛﻢ ﺧﻤﺴﯿﻦ آﯾ ﺔً ﻗﺒ ﻞ أن ﯾﺮﻓ ﻊ‬
‫رأﺳﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺳﻜﺖ اﻟﻤﺆذن ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬وﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﻔﺠﺮ ‪ ،‬ﻗ ﺎم ﻓﺮﻛ ﻊ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ ﺧﻔﯿﻔﺘ ﯿﻦ ‪ ،‬ﺛ ﻢ اﺿ ﻄﺠﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻘﮫ اﻷﯾﻤ ﻦ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﯾﺄﺗﯿﮫ اﻟﻤﺆذن ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻓﯿﺨﺮج ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة رﻛﻌﺔ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻮﺗﺮ ‪ ،‬ورﻛﻌﺘﺎ‬
‫اﻟﻔﺠﺮ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫* وﻋﻦ ﻣﺴﺮوق ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ ﺻﻼة رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﺳ ﺒﻊٌ ‪ ،‬وﺗﺴ ﻊٌ ‪ ،‬وإﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة‬
‫رﻛﻌﺔ ‪ ،‬ﺳﻮى رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠﺮ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪" :‬ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻓ ﻲ رﻣﻀ ﺎن وﻻ ﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮه ﻋﻠ ﻰ إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة‬
‫رﻛﻌﺔ ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻧّﮭﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﻛﯿﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮاءة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﻞﱡ ذﻟﻚ ﻗ ﺪ ﻛ ﺎن ﯾﻔﻌ ﻞ رﺑﻤ ﺎ أﺳ ﺮﱠ ورﺑﻤ ﺎ‬
‫ﺟﮭﺮ ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ رﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻗﺎم ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ اﻓﺘﺘﺢ ﺻﻼﺗﮫ ﺑﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﺧﻔﯿﻔﺘﯿﻦ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا ﻗﺎم أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﻠﯿﻔﺘﺘﺢ ﺻﻼﺗﮫ ﺑﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﺧﻔﯿﻔﺘﯿﻦ ‪ .‬رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺜﺎن اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺎن ﯾﺪﻻن ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻓﺘﺘﺎح ﺻ ﻼة اﻟﻠﯿ ﻞ ﺑ ﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﺧﻔﯿﻔﺘ ﯿﻦ ‪ ،‬ﻟﯿﻨﺸ ﻂ ﺑﮭﻤ ﺎ ﻟﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪھﻤﺎ ‪.‬‬
‫] ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪.[ ٦٠ = ٣‬‬
‫* ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺰﯾﺪ ﻓ ﻲ رﻣﻀ ﺎن وﻻ ﻏﯿ ﺮه ﻋ ﻦ إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة رﻛﻌ ﺔ‬
‫ﯾﺼﻠﻲ أرﺑﻌًﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺴﺄل ﻋﻦ ﺣﺴﻨﮭﻦ وﻃﻮﻟﮭﻦ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ أرﺑﻌًﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺴ ﺄل ﻋ ﻦ ﺣﺴ ﻨﮭﻦ وﻃ ﻮﻟﮭﻦ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﺼ ﻠﻲ ﺛﻼﺛً ﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﻠ ﺖ ‪ :‬ﯾ ﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ أﺗﻨﺎم ﻗﺒﻞ أن ﺗﻮﺗﺮ ؟ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ إنﱠ ﻋﯿﻨﻲﱠ ﺗﻨﺎﻣﺎن وﻻ ﯾﻨﺎم ﻗﻠﺒﻲ" ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫ھﺬا وﻟﻠﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ رواﯾﺎت ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﯾﺘﮭﺎ ﻟﺼﻼﺗﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﺗﺎرةً وأﻧﮭﺎ‬
‫إﺣﺪى ﻋﺸﺮة أﺧﺮى ‪ ،‬ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺿﻤﺖ ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﻀﻤﮭﻤﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ‪ ....‬وأﻣّ ﺎ ﺣ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس "أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن ﻋﺸﺮﯾﻦ رﻛﻌﺔ" ‪ .‬رواه أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﯾ ﺰ ﻓ ﻲ اﻟﺸـ ـﺎﻓﻲ‬
‫ﺑﺈﺳﻨﺎده ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﻣﻮﺿﻮع ‪ ،‬اﻧﻈﺮ اﻹرواء ] ‪ ... [ ٤٤٥‬وأﻣّﺎ ﺣﺪﯾﺚ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ روﻣﺎن ‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨّﺎسُ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب‬
‫ﯾﻘﻮﻣﻮن ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﺑﺜﻼث وﻋﺸﺮﯾﻦ رﻛﻌﺔ" ‪ .‬رواه ﻣﺎﻟﻚ وﻏﯿﺮه ﻓﮭﻮ ﺿﻌﯿﻒ ‪ ،‬اﻧﻈﺮ اﻹرواء ﺑﺮﻗﻢ ] ‪.[ ٤٤٦‬‬
‫* ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﯾﻮﺳﻒ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ أﻧّﮫ ﻗﺎل ‪" :‬أﻣﺮ ﻋﻤـــﺮ ﺑــــﻦ اﻟﺨﻄﺎب أُﺑﻲﱠ ﺑ ﻦ ﻛﻌ ﺐ وﺗﻤﯿﻤً ﺎ اﻟ ﺪاري أن ﯾﻘﻮﻣ ﺎ ﻟﻠﻨّ ﺎس‬
‫إﺣﺪى ﻋﺸﺮة رﻛﻌـﺔ ﻗﺎل ‪ :‬وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻘﺎرئ ﯾﻘﺮأ ﺑﺎﻟﻤﺌﯿﻦ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌِﺼﻲ ﻣﻦ ﻃ ﻮال اﻟﻘﯿ ﺎم ‪ ،‬وﻣ ﺎ ﻛﻨّ ﺎ ﻧﻨﺼ ﺮف إﻻّ ﻓ ﻲ‬
‫ﻓﺮوع اﻟﻔﺠﺮ" ‪ .‬رواه ﻣﺎﻟﻚ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ] اﻧﻈﺮ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ م‪٢‬ص ‪.[ ١٩٢‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ‪ :‬إنّ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺮوى ﻋﻦ ﻋﻤﺮ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﺘﺮاوﯾﺢ ﻋﺸﺮﯾﻦ رﻛﻌﺔ ﻓﻜﻠﮭﺎ رواﯾﺎت ﺿﻌﯿﻔﺔ ﻏﯿﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ‬
‫ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج ﺑﮭﺎ‪.‬‬

‫‪٩١‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ذر أنّ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺟﻤﻊ أھﻠﮫ وأﺻﺤﺎﺑﮫ وﻗﺎل ‪" :‬إﻧّﮫ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎم ﻣ ﻊ اﻹﻣ ﺎم ﺣﺘ ﻰ ﯾﻨﺼ ﺮف ﻛُﺘ ﺐ ﻟ ﮫ ﻗﯿ ﺎم‬
‫ﻟﯿﻠﺔ" ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ﺑﺮﻗﻢ ] ‪.[ ٤٤٧‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻟﻤﱠﺎ ﺑَﺪﱠن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺛَﻘُﻞ ﻛﺎن أﻛﺜﺮُ ﺻﻼﺗﮫ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫]ﻗﻮﻟﮫ ‪ :‬ﺑﺪﱠن ‪ :‬أي ﻣﺴﮫ اﻟﻜِﺒَﺮُ وأﺳﻦ[‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﻌﺸﺮ آﯾﺎتٍ ﻟﻢ ﯾﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﻓﻠﯿﻦ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﻤﺎﺋﺔ آﯾﺔ ﻛُﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﺄﻟﻒ آﯾﺔ ﻛﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﻨﻄﺮﯾﻦ" ‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود وﺳ ﻨﺪه ﺣﺴ ﻦ ﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪[ ١٢٠١‬‬
‫* ﻋﻦ ﻣﺴﺮوق ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬أيﱡ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎن أﺣﺐﱠ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬اﻟﺪاﺋﻢ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﺄيﱡ ﺣﯿﻦٍ‬
‫ﻛﺎن ﯾﻘﻮم ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن ﯾﻘﻮم إذا ﺳﻤﻊ اﻟﺼﺎرخ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫]اﻟﺼﺎرخ ‪ :‬ھﻮ ﺻﻮت اﻟﺪﯾﻚ [‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﯾﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﻤﻠﻚ ‪ ،‬أﻧّﮫ ﺳﺄل أم ﺳﻠﻤﺔ زوج اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ وﺻ ﻼﺗﮫ ؟‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬وﻣﺎ ﻟﻜﻢ وﺻﻼﺗﮫ ؟ ﻛﺎن ﯾُﺼﻠﻲ ﺛﻢ ﯾﻨﺎم ﻗﺪر ﻣﺎ ﺻﻠﻰ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻧﺎم ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻨﺎم ﻗﺪر ﻣ ﺎ ﺻ ﻠﻰ ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﯾﺼ ﺒﺢ ﺛ ﻢ ﻧﻌﺘ ﺖ‬
‫ﻗﺮاءﺗﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا ھﻲ ﺗﻨﻌﺖُ ﻗﺮاءةً ﻣﻔﺴﺮةً ﺣﺮﻓًﺎ ﺣﺮﻓًﺎ ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬اﻧﻈ ﺮ اﻟﻤﺸ ﻜﺎه ] ‪١٢١٠‬‬
‫[‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﯾﻌﻘﺪ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﯿﺔ رأس أﺣﺪﻛﻢ إذا ھﻮ ﻧﺎم ﺛﻼث ﻋﻘﺪ ‪،‬‬
‫ﯾﻀﺮب ﻋﻠﻰ ﻛﻞﱢ ﻋُﻘﺪةٍ ‪ :‬ﻋﻠﯿﻚ ﻟﯿﻞٌ ﻃﻮﯾﻞ ﻓﺎرﻗﺪ ‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻓﺬﻛﺮ اﷲ اﻧﺤﻠﺖ ﻋﻘﺪة ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺗﻮﺿ ﺄ اﻧﺤﻠ ﺖ ﻋﻘ ﺪة ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺻ ﻠﻰ اﻧﺤﻠ ﺖ‬
‫ﻋﻘﺪة ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻧﺸﯿﻄًﺎ ﻃﯿﱢﺐَ اﻟﻨﻔﺲ ‪ ،‬وإﻻّ أﺻﺒﺢ ﺧﺒﯿﺚ اﻟﻨﻔﺲ ﻛﺴﻼن" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻮرﻣﺖ ﻗﺪﻣﺎه ‪ ،‬ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮫ ‪ :‬ﻟﻢ ﺗﺼﻨﻊ ھﺬا ‪ ،‬وﻗﺪ ﻏُﻔِﺮَ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ‬
‫ذﻧﺒﻚ وﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ؟ ﻗﺎل ‪" :‬أﻓﻼ أﻛﻮن ﻋﺒﺪًا ﺷﻜﻮرًا" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل ‪ :‬ذُﻛِﺮَ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺟﻞٌ ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮫ ‪ :‬ﻣﺎ زال ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗﺎم إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻗﺎل‬
‫‪" :‬ذﻟﻚ رﺟﻞٌ ﺑﺎل اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻓﻲ أذﻧﮫ" أو ﻗﺎل "ﻓﻲ أذﻧﯿﮫ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﯾﻨﺰلُ رﺑﱡﻨﺎ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻞﱠ ﻟﯿﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻘﻰ‬
‫ﺛﻠﺚُ اﻟﻠﯿﻞ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻦ ﯾﺪﻋﻮﻧﻲ ﻓﺄﺳﺘﺠﯿﺐ ﻟﮫ ؟ ﻣﻦ ﯾﺴﺄﻟﻨﻲ ﻓﺄﻋﻄﯿﮫ ؟ ﻣﻦ ﯾﺴﺘﻐﻔﺮﻧﻲ ﻓﺄﻏﻔﺮ ﻟﮫ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻣﻦ رواﯾﺔ ﻟﻤﺴﻠﻢ ‪" :‬ﺛﻢ ﯾﺒﺴﻂ ﯾﺪﯾﮫ وﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﯾُﻘﺮضُ ﻏﯿﺮَ ﻋَﺪُومٍ وﻻ ﻇﻠﻮم ؟ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻔﺠﺮَ اﻟﻔﺠﺮ" ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬رَﺣِﻢَ اﷲ رﺟﻼً ﻗﺎم ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﺼﻠﻰ ‪ ،‬وأﯾﻘﻆ اﻣﺮأﺗﮫ ﻓﺼﻠﺖ ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫أﺑﺖ ﻧﻀﺢ ﻓﻲ وﺟﮭﮭﺎ اﻟﻤﺎء ‪ .‬رَﺣِﻢَ اﷲ اﻣﺮأةً ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﺼﻠّﺖ ‪ ،‬وأﯾﻘﻈﺖ زوﺟﮭﺎ ﻓﺼﻠﻰ ‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻰ ﻧﻀﺤﺖ ﻓﻲ وﺟﮭﮫ اﻟﻤﺎء" ‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[١٢٣٠‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل ﻟﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﯾﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻓﻼن ‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﻘ ﻮم‬
‫ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﺘﺮك ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﺟﺎء رﺟﻞٌ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إنﱠ ﻓﻼﻧًﺎ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺈذا أﺻﺒﺢ ﺳﺮق ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪" :‬إﻧّﮫ‬
‫ﺳﯿﻨﮭﺎه ﻣﺎ ﺗﻘﻮل" ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻨﺪ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎه ] ‪.[ ١٢٣٧‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ وأﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬ﻗﺎﻻ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬إذا أﯾﻘــــــ ـﻆَ اﻟﺮﺟ ﻞُ أھﻠ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻠﯿ ﻞ ‪ ،‬ﻓﺼ ﻠﯿّﺎ أو‬
‫ﺻﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺟﻤﯿﻌًﺎ ‪ ،‬ﻛُﺘﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ واﻟﺬاﻛﺮات" ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[١٢٣٨‬‬
‫* ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬أنّ أﺑﺎه ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ أﯾﻘﻆ أھﻠﮫ‬
‫ﻟﻠﺼﻼة ﯾﻘﻮل ﻟﮭﻢ ‪ :‬اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺘﻠ ﻮ ھ ﺬه اﻵﯾ ﺔ ‪" :‬وَأﻣُ ﺮ أھْﻠَ ﻚ ﺑﺎﻟﺼ ﻼة واﺻ ﻄﺒﺮ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻻ ﻧﺴ ﺄﻟﻚ رزﻗً ﺎ ﻧﺤ ﻦُ ﻧﺮزُﻗُ ﻚ واﻟﻌﺎﻗﺒ ﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﻘﻮى" ‪ .‬رواه ﻣﺎﻟﻚ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ ] ‪.[ ١٢٤٠‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح وﻗﺮاءة اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻷﺑﻮاب‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ‬

‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﻔﻄﺮُ ﻣﻦ اﻟﺸ ﮭﺮ ﺣﺘ ﻰ ﯾُﻈَ ﻦﱠ أن ﻻ ﯾﺼ ﻮم ﻣﻨ ﮫ ‪ ،‬وﯾﻘ ﻮم ﺣﺘ ﻰ ﯾُﻈَ ﻦﱠ أن ﻻ‬
‫ﯾﻔﻄﺮ ﻣﻨﮫ ﺷﯿﺌًﺎ وﻛﺎن ﻻ ﺗﺸﺎءُ أن ﺗﺮاه ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺼﻠﯿًﺎ إﻻ رأﯾﺘﮫ ‪ ،‬وﻻ ﻧﺎﺋﻤًﺎ إﻻ رأﯾﺘﮫ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﺣﺐﱡ اﻷﻋﻤﺎل إﻟﻰ اﷲ أدوَﻣُﮭﺎ وإن ﻗﻞﱠ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* وﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺧُﺬوا ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻣﺎ ﺗﻄﯿﻘ ﻮن ‪ ،‬ﻓ ﺈنﱠ اﷲ ﻻ ﯾﻤ ﻞﱡ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤﻠّ ﻮا" ‪ .‬ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫]ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻓﺈن اﷲ ﻻ ﯾﻤﻞﱡ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻠّﻮا ‪ :‬أي ﻻ ﯾﻘﻄﻊ اﻟﺜﻮاب واﻷﺟﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻄﻌﻮا اﻟﻌﻤﻞ [‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻟِﯿُﺼَﻞﱢ أﺣﺪﻛُﻢ ﻧﺸﺎﻃﮫ ‪ ،‬وإذا ﻓﺘﺮ ﻓﻠﯿﻘﻌﺪ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا ﻧَﻌِﺲَ أﺣﺪُﻛﻢ وھﻮ ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻠﯿﺮﻗﺪ ﺣﺘ ﻰ ﯾ ﺬھﺐ ﻋﻨ ﮫ اﻟﻨ ﻮم ‪ ،‬ﻓ ﺈنْ‬
‫أﺣﺪﻛﻢ ﺻﻠﱠﻰ وھﻮ ﻧﺎﻋِﺲٌ ﻻ ﯾﺪري ﻟﻌﻠﮫ ﯾﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﯿﺴﺐ ﻧﻔﺴﮫ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬إنّ اﻟ ﺪﯾﻦ ﯾُﺴ ﺮٌ ‪ ،‬وﻟ ﻦ ﯾُﺸ ﺎدﱠ اﻟ ﺪﯾﻦَ أﺣ ﺪٌ إﻻّ ﻏﻠﺒ ﮫ ‪ ،‬ﻓﺴ ﺪدوا‬
‫وﻗﺎرﺑﻮا وأﺑﺸﺮوا ‪ ،‬واﺳﺘﻌﯿﻨﻮا ﺑﺎﻟﻐُﺪوَةِ واﻟﺮوﺣﺔ ‪ ،‬وﺷﻲءٍ ﻣﻦ اﻟﺪﱡﻟﺠﺔ" ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫]اﻟﺪﻟﺠﺔ ‪ :‬ﻇﻠﻤﺔ آﺧﺮ اﻟﻠﯿﻞ [‪.‬‬

‫‪٩٢‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ ﺣﺰﺑﮫ أو ﺷﻲءٍ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺮأه ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻦ ﺻﻼة‬
‫اﻟﻔﺠﺮ وﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ‪ ،‬ﻛُﺘِﺐَ ﻟﮫ ﻛﺄﻧﱠﮫ ﻗﺮأه ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ" ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺻﻞﱢ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﺘﻄﻊ ﻓﻘﺎﻋ ﺪًا ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﺘﻄﻊ‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﺟﻨﺐٍ" ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫* ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ أﻧّﮫ ﺳﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻋﺪًا ‪ .‬ﻗﺎل ‪" :‬إن ﺻﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻓﮭﻮ أﻓﻀﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ﺻﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪًا ﻓﻠﮫ ﻧﺼﻒ أﺟﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻓﻠﮫ ﻧﺼﻒ أﺟﺮ اﻟﻘﺎﻋﺪ" ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻋﺠﺐ رﺑُﻨﺎ ﻣﻦ رﺟﻠﯿﻦ ‪ :‬رﺟﻞٌ ﺛ ﺎر ﻋ ﻦ وﻃﺎﺋ ﮫ وﻟﺤﺎﻓ ﮫ‬
‫ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﺣِﺒّﮫ وأھﻠﮫ إﻟﻰ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﯿﻘﻮل اﷲ ﻟﻤﻼﺋﻜﺘﮫ ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ ﻋﺒﺪي ﺛﺎر ﻋﻦ ﻓﺮاﺷﮫ ووﻃﺎﺋﮫ ﻣﻦ ﺑ ﯿﻦ ﺣِﺒﱢ ﮫ وأھﻠ ﮫ إﻟ ﻰ ﺻ ﻼﺗﮫ ‪،‬‬
‫رﻏﺒﺔً ﻓﯿﻤﺎ ﻋﻨﺪي ‪ ،‬وﺷﻔﻘًﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﻨﺪي ‪ ،‬ورﺟﻞٌ ﻏﺰا ﻓﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻓ ﺎﻧﮭﺰم ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﻲ اﻻﻧﮭ ﺰام ‪ ،‬وﻣ ﺎ ﻟ ﮫ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺮﺟﻮع ‪ ،‬ﻓﺮﺟﻊ ﺣﺘﻰ ھُﺮﯾﻖَ دﻣﮫ ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل اﷲ ﻟﻤﻼﺋﻜﺘﮫ ‪ :‬اﻧﻈﺮوا إﻟﻰ ﻋﺒﺪي رﺟﻊ رﻏﺒﺔً ﻓﯿﻤﺎ ﻋﻨﺪي وﺷ ﻔﻘًﺎ ﻣﻤ ﺎ ﻋﻨ ﺪي ﺣﺘ ﻰ ھُﺮﯾ ﻖ‬
‫دﻣﮫ" ‪ .‬رواه ﻓﻲ "ﺷﺮح اﻟﺴﱡﻨّﺔ" ورواه أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻟﺸﻮاھﺪه وﻗﺪ ﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﺻﻼة اﻟﻀﺤﻰ‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬أوﺻﺎﻧﻲ ﺧﻠﯿﻠﻲ ﺑﺜﻼث ‪ :‬ﺑﺼﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎمٍ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﺷ ﮭﺮٍ ‪ ،‬ورﻛﻌﺘ ﻲ اﻟﻀ ﺤﻰ ‪ ،‬وأن أوﺗ ﺮ ﻗﺒ ﻞ أن أﻧ ﺎم ‪.‬ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ذر ﻗﺎل ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﯾﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳُﻼَﻣﻰ ﻣﻦ أﺣﺪﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﺗﺴﺒﯿﺤﺔ ﺻﺪﻗﺔ ‪ ،‬وﻛ ﻞ‬
‫ﺗﺤﻤﯿﺪة ﺻﺪﻗﺔ ‪ ،‬وﻛﻞ ﺗﮭﻠﯿﻠﺔ ﺻﺪﻗﺔ ‪ ،‬وﻛﻞ ﺗﻜﺒﯿﺮة ﺻﺪﻗﺔ ‪ ،‬وأﻣ ﺮ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ﺻ ﺪﻗﺔ‪ ،‬وﻧﮭ ﻰ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻨﻜ ﺮ ﺻ ﺪﻗﺔ ‪ ،‬وﯾﺠ ﺰئ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ‬
‫رﻛﻌﺘﺎن ﯾﺮﻛﻌﮭﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻰ" ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫]ﻣﻌﻨﻲ ﺳﻼﻣﻰ‪:‬ﻋﻈﺎم اﻟﺒﺪن وﻣﻔﺎﺻﻠﮫ[‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أم ھﺎﻧﺊ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إنّ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ دﺧﻞ ﺑﯿﺘﮭﺎ ﯾﻮم ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪ ،‬وﺻ ﻠﻰ ﺛﻤ ﺎﻧﻲ رﻛﻌ ﺎت‪ ،‬ﻓﻠ ﻢ أرَ ﺻ ﻼةً ﻗ ﻂ أﺧ ﻒ‬
‫ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﯾﺘﻢ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧﺮى ‪ :‬وذﻟﻚ ﺿﺤﻰً ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﯾﺒﺘﺪأ وﻗﺘﮭﺎ ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪر رﻣﺢ‪ ،‬وﯾﻨﺘﮭﻲ ﺣﯿﻦ اﻟﺰوال ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﺐ أن ﺗ ﺆﺧﺮ إﻟ ﻰ أن ﺗﺮﺗﻔ ﻊ اﻟﺸ ﻤﺲُ وﯾﺸ ﺘﺪ ﺣﺮھ ﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﻌﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ أرﻗﻢ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪:‬ﺧ ﺮج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ أھ ﻞ ﻗُﺒ ﺎء وھ ﻢ ﯾﺼ ﻠّﻮن اﻟﻀ ﺤﻰ ﻓﻘ ﺎل ‪ “:‬ﺻ ﻼة‬
‫اﻷواﺑﯿﻦ إذا رﻣﻀﺖ اﻟﻔﺼﺎل ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻰ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻲ رﻣﻀﺖ‪ :‬اﺣﺘﺮﻗﺖ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺼﺎل‪:‬ﺟﻤﻊ ﻓﺼﯿﻞ وھﻮ وﻟﺪ اﻟﻨﺎﻗﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻨﻰ أي إذا وﺟـــــــﺪت‬
‫ﺎ‪.‬‬ ‫ﺪ ارﺗﻔﺎﻋﮭ‬ ‫ﺬا إﻻ ﻋﻨ‬ ‫ﻮن ھ‬ ‫ﻤﺲ وﻻ ﯾﻜ‬ ‫ﺮ اﻟﺸ‬ ‫ﺎل ﺣ‬ ‫اﻟﻔﺼ‬
‫]ﻓﻘﮫ اﻟﺴﱡﻨّﺔ م‪.[١٧٧=١‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺪرداء ‪ ،‬وأﺑﻲ ذر ]رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ [ﻗ ﺎﻻ ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪"-:‬ﻋ ﻦ اﷲ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ أﻧ ﮫ‬
‫ﻗﺎل‪:‬ﯾﺎ اﺑﻦ آدم! ارﻛﻊ ﻟﻰ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎت ﻓﻲ أول اﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬أﻛﻔﻚ آﺧﺮه ” رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ]‪. [١٣١٣‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪-:‬ﯾﺤﺘﻤﻞ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑـ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎت ھﻮ ﻓﺮض اﻟﺼﺒﺢ ورﻛﻌﺘﻰ اﻟﻔﺠ ﺮ ‪ ،‬وﯾﺤﺘﻤ ﻞ أن ﯾﻜ ﻮن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ھ ﻮ اﻷرﺑ ﻊ ﻣ ﻦ‬
‫ﺻﻼة اﻟﻀﺤﻰ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪-:‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻰ اﻟﻀﺤﻰ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎت وﯾﺰﯾﺪ ﻣﺎ ﺷﺎء ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﺑﺮﯾﺪة ﻗﺎل‪:‬ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل‪ "-:‬ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ وﺳ ﺘﻮن ﻣﻔﺼ ﻼً ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿ ﮫ أن ﯾﺘﺼ ﺪق ﻋ ﻦ ﻛ ﻞ‬
‫ﻣﻔﺼﻞ ﻣﻨﮫ ﺑﺼﺪﻗﺔ" ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬وﻣﻦ ﯾﻄﯿﻖ ذﻟﻚ ﯾﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ؟ ﻗﺎل‪ ":‬اﻟﻨﺨﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺪﻓﻨﮭﺎ ‪ ،‬واﻟﺸﯿﺊ ﺗﻨﺤﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ‬
‫ﺗﺠﺪ ﻓﺮﻛﻌﺘﺎ اﻟﻀﺤﻰ ﺗﺠﺰﺋﻚ " ‪.‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺤﺪﯾﺚ إﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪[١٣١٥‬‬

‫ﺑﺎب ﺗﺤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ﻗ ﺎل ‪ ،‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬إذا دﺧ ﻞ أﺣ ﺪﻛﻢ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾﺠﻠ ﺲ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺼ ﻠﻰ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ ‪.‬رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪:‬اﺗﻔﻖ أﺋﻤﺔ اﻟﻔﺘﻮى ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺪب‪،‬ﻗﺎل وﻣﻦ أدﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﻮﺟﻮب ﻣﺎ أﺧﺮﺟﮫ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ﻋﻦ زﯾﺪ‬
‫ﺑﻦ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻛﺎن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺛﻢ ﯾﺨﺮﺟﻮن وﻻ ﯾﺼﻠﻮن ‪ ،‬وﻣﻦ أدﻟﺘﮭﻢ أﯾﻀﺎً ﺣ ﺪﯾﺚ‬
‫ﺿﻤﺎم ﺑﻦ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻤﻮﻃﺄ وأﺑﻲ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﺌﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻤ ﺎ ﻓ ﺮض اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻘﺎل اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ‪،‬ﻓﻘﺎل ھﻞ ﻋﻠﻲّ ﻏﯿﺮھﺎ؟ﻗﺎل‪ :‬ﻻ إﻻ أن ﺗَﻄﻮﱠع‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺼﻼة ﻋُﻘﯿﺐ اﻟﻄﮭﻮر‬

‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﺒﻼل ﻋﻨﺪ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ‪ ،‬ﯾﺎ ﺑﻼل ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﺄرﺟﻰ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻠﺘ ﮫ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﻼم ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ دُفﱠ ﻧﻌﻠﯿﻚ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪-:‬ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻤﻼً أرﺟﻰ ﻋﻨﺪي ﻣﻦ أﻧﻲ ﻟﻢ أﺗﻄﮭّﺮ ﻃﮭﻮراً ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔٍ ﻣﻦ ﻟﯿﻞ أو ﻧﮭﺎرٍ‬
‫إﻻ ﺻﻠﯿﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻄﮭﻮر ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻲ أن أﺻﻠﻰ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﺑﺎب ﻣﻦ ﯾﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﯾﺘﻄﮭﺮ وﯾﺼﻠﻰ ﺗﻄﻮﻋﺎً‬

‫‪٩٣‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﻠﻰ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ﺣﺪﺛﻨﻲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ‪ -‬وﺻﺪق أﺑﻮ ﺑﻜﺮ‪-‬ﻗﺎل ‪:‬ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل‪ ":‬ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ‬
‫رﺟﻞ ﯾﺬﻧﺐ ذﻧﺒﺎً ﺛﻢ ﯾﻘﻮم ﻓﯿﺘﻄﮭﺮ ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﺛ ﻢ ﯾﺴ ﺘﻐﻔﺮ اﷲ إﻻ ﻏﻔ ﺮ اﷲ ﻟ ﮫ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺮأ ‪ ":‬واﻟ ﺬﯾﻦ إذا ﻓﻌﻠ ﻮا ﻓﺎﺣﺸ ﺔً أو ﻇﻠﻤ ﻮا أﻧﻔﺴ ﮭﻢ‬
‫ذﻛﺮوا اﷲ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮوا ﻟﺬﻧﻮﺑﮭﻢ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ]‪[١٣٢٤‬‬

‫ﺑﺎب ﺻﻼة اﻻﺳﺘﺨﺎرة‬

‫*ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﻗﺎل‪ -:‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻌﻠﻤﻨ ﺎ اﻻﺳ ﺘﺨﺎرة ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻮر ﻛﻠﮭ ﺎ ﻛﻤ ﺎ ﯾﻌﻠﻤﻨ ﺎ اﻟﺴ ﻮرة ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻘﺮآن ﯾﻘﻮل‪:‬إذا ھﻢ أﺣﺪﻛﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﻠﯿﺮﻛﻊ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻔﺮﯾﻀ ﺔ ﺛ ﻢ ﻟﯿﻘ ﻞ ‪:‬اﻟﻠﮭ ﻢ إﻧ ﻲ أﺳ ﺘﺨﯿﺮك ﺑﻌﻠﻤ ﻚ‪ ،‬وأﺳ ﺘﻘﺪرك ﺑﻘ ﺪرﺗﻚ ‪،‬‬
‫وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ اﻟﻌﻈﯿﻢ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﺪر وﻻ أﻗﺪر وﺗﻌﻠﻢ وﻻ أﻋﻠﻢ وأﻧﻚ ﻋﻼم اﻟﻐﯿﻮب ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إن ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺧﯿﺮٌ ﻟﻲ ﻓﻲ دﯾﻨﻲ‬
‫وﻣﻌﺎﺷﻲ ‪ ،‬وﻋﺎﻗﺒﺔ أﻣﺮي ‪ ،‬أو ﻗﺎل ﻋﺎﺟﻞ أﻣﺮي وآﺟﻠﮫ ﻓﺎﻗﺪره ﻟﻲ وﯾﺴﺮه ﻟﻲ ﺛﻢ ﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وإن ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺷﺮٌ ﻟ ﻲ‬
‫ﻓﻲ دﯾﻨﻲ وﻣﻌﺎﺷﻲ وﻋﺎﻗﺒﺔ أﻣﺮي أو ﻗ ﺎل ﻋﺎﺟ ﻞ أﻣ ﺮي وآﺟﻠ ﮫ ﻓﺎﺻ ﺮﻓﮫ ﻋﻨ ﻲ ‪ ،‬واﺻ ﺮﻓﻨﻲ ﻋﻨ ﮫ ‪ ،‬واﻗ ﺪر ﻟ ﻲ اﻟﺨﯿ ﺮ ﺣﯿ ﺚ ﻛ ﺎن ‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫رﺿﱢﻨﻲ ﺑﮫ ‪ ،‬ﻗﺎل وﯾﺴﻤﻲ ﺣﺎﺟﺘﮫ ‪.‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﻛﺘﺎب "اﻷذﻛﺎر" ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺬﻛﻮر ‪ ،‬وﺗﻜﻮن اﻟﺼﻼة رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ‪ ،‬واﻟﻈﺎھﺮ أﻧﮭﺎ‬
‫ﺗﺤﺼﻞ ﺑﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺮواﺗﺐ ‪ ،‬وﺑﺘﺤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﻞ]أي ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ[ أ‪.‬ھــ‪.‬‬
‫‪ ...‬ھﺬا وﻟﻢ ﯾﺼﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة ﻓﯿﮭﺎ ﺷﻲء ﻣﺨﺼﻮص ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﺼﺢ ﺷﻲء ﻓﻲ اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺗﻜﺮارھﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪-:‬ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻣﺎ ﯾﻨﺸﺮح ﻟﮫ ‪،‬ﻓﻼ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻧﺸ ﺮاح ﻛ ﺎن ﻓﯿ ﮫ ھ ﻮيً ﻗﺒ ﻞ اﻻﺳ ﺘﺨﺎرة‪ ،‬ﺑ ﻞ‬
‫ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﯿﺮ ﺗﺮك اﺧﺘﯿﺎره رأﺳﺎً ‪ ،‬وإﻻ ﻓﻼ ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺘﺨﯿﺮاً ﷲ ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﺻﺎدق ﻓﻲ ﻃﻠ ﺐ اﻟﺨﯿ ﺮة‪ ،‬وﻓ ﻲ اﻟﺘﺒ ﺮي ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ‬
‫واﻟﻘﺪرة واﺛﺒﺎﺗﮭﻤﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈن ﺻﺪق ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﺒﺮأ ﻣﻦ اﻟﺤﻮل واﻟﻘﻮة وﻣﻦ اﺧﺘﯿﺎره ﻟﻨﻔﺴﮫ أ‪.‬ھـ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر ﻛﻠﮭﺎ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ھﺬا دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ‪ ،‬وأن اﻟﻤﺮء ﻻ ﯾﺤﺘﻘﺮ أﻣﺮاً ﻟﺼﻐﺮه وﻋﺪم اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺘﺮك اﻻﺳﺘﺨﺎرة‬
‫ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓَﺮُبﱠ أﻣﺮٍ ﯾﺴﺘﺨﻒ ﺑﺄﻣﺮه ﻓﯿﻜﻮن ﻓﻲ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﯿﮫ ﺿﺮر ﻋﻈﯿﻢ أو ﻓﻲ ﺗﺮﻛ ﮫ ﻟ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ "ﻟﯿﺴ ﺄل‬
‫أﺣﺪﻛﻢ رﺑﮫ ﺣﺎﺟﺘﮫ ﻛﻠﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺄﻟﮫ ﺷﺴﻊ ﻧﻌﻠﮫ إذا اﻧﻘﻄ ﻊ ‪.‬رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ اﻧﻈ ﺮ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة]‪، [٢٢٥١‬واﻟﺸﺴ ﻊ ‪:‬أﺣ ﺪ‬
‫ﺳﯿﻮر اﻟﻨﻌﻞ ﺑﯿﻦ اﻻﺻﺒﻌﯿﻦ ‪..‬أ‪.‬ھــ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻨﻲ ﻗﻮﻟﮫ]ﺛﻢ ﻟﯿﻘﻞ[ ‪:‬ﻓﯿﮫ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن دﻋ ﺎء اﻻﺳ ﺘﺨﺎرة ﯾﻜ ﻮن ﺑﻌ ﺪ اﻻﻧﺘﮭ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟ ﺮﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﻷن ﺛ ﻢ ﺗﻔﯿ ﺪ اﻟﺘﺮﺗﯿ ﺐ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟﺘﻌﻘﯿﺐ‪.‬‬
‫*ﺗﻨﺒﯿﮫ‪-:‬ﯾﺼﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻼة وﯾﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪،‬ﻓﺈن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﺧﯿﺮاً ﯾﺴﺮه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﮫ‪،‬وإن ﻛﺎن ﺷ ﺮاً ﺻ ﺮﻓﮫ ﻋﻨ ﮫ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﻨﺘﻈﺮ أﻧﮫ ﯾﺸﺮح ﺻﺪره أو ﯾﺮى رؤﯾﺎ ‪ ،‬وﯾﻜﺮه ﺗﻜﺮار اﻻﺳﺘﺨﺎرة ﻟﻸﻣﺮ ذاﺗﮫ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ‬
‫*ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻠﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪":‬ﯾﺎ ﻋﺒﺎس ﯾﺎ ﻋﻤﺎه‪ ،‬أﻻ أﻋﻄﯿﻚ ‪،‬‬
‫أﻻ أﻣﻨﺤﻚ ‪،‬اﻻ أَﺣْﺒُﻮك‪،‬أﻻ أﻓﻌﻞ ﺑﻚ! ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎل ‪ ،‬إذا أﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻚ ذﻧﺒﻚ أوﻟﮫ وآﺧﺮه وﻗﺪﯾﻤﮫ وﺣﺪﯾﺜﮫ ‪ ،‬وﺧﻄﺄه وﻋﻤﺪه‬
‫‪ ،‬وﺻﻐﯿﺮه وﻛﺒﯿﺮه وﺳﺮه وﻋﻼﻧﯿﺘﮫ‪،‬ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎل ‪:‬أن ﺗﺼﻠﻰ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎت ﺗﻘﺮأ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب وﺳﻮرة ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ أول رﻛﻌﺔ ﻓﻘﻞ وأﻧ ﺖ ﻗ ﺎﺋﻢ ‪:‬ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ واﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ‪،‬وﻻ إﻟ ﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒ ﺮ ﺧﻤ ﺲ ﻋﺸ ﺮة ﻣ ﺮة‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺗﺮﻛ ﻊ ‪،‬ﻓﺘﻘ ﻮل‬
‫وأﻧﺖ راﻛﻊ ﻋﺸﺮاً ﺛﻢ ﺗﺮﻓﻊ رأﺳﻚ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع ﻓﺘﻘﻮﻟﮭﺎ ﻋﺸﺮاً ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺴﺠﺪ ﻓﺘﻘﻮﻟﮭﺎ ﻋﺸﺮاً ﺛﻢ ﺗﺮﻓﻊ رأﺳﻚ ﻣﻦ اﻟﺴ ﺠﻮد ﻓﺘﻘﻮﻟﮭ ﺎ ﻋﺸ ﺮاً‬
‫‪،‬ﺛﻢ ﺗﺴﺠﺪ ﻓﺘﻘﻮﻟﮭﺎ ﻋﺸﺮاً ﺛ ﻢ ﺗﺮﻓ ﻊ رأﺳ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻮد ﻓﺘﻘﻮﻟﮭ ﺎ ﻋﺸ ﺮاً ‪ ،‬ﻓ ﺬﻟﻚ ﺧﻤ ﺲٌ وﺳ ﺒﻌﻮن ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ رﻛﻌ ﺔ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ أرﺑ ﻊ‬
‫رﻛﻌﺎت‪ ،‬وإن اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺼﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﺮة ﻓﺎﻓﻌﻞ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﺮة‪]،‬ﻓﺈن ﻟ ﻢ ﺗﻔﻌ ﻞ ﻓﻔ ﻲ ﻛ ﻞ ﺷ ﮭﺮٍ ﻣ ﺮة[ ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺮة‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻔﻲ ﻋﻤﺮك ﻣﺮة " رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ"اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻜﺒﯿﺮ"‪.‬‬
‫وﻗﺪ أﺷﺎر اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺛﻢ اﻟﺬھﺒﻲ إﻟﻰ ﺗﻘﻮﯾﺘﮫ ‪،‬ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة‪ :‬وھﻮ ﺣﻖ ﻓﺈن ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻃﺮﻗﺎً وﺷﻮاھﺪ ﻛﺜﯿﺮة ﯾﻘﻄﻊ اﻟﻮاﻗﻒ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‬
‫ﺑﺄنّ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ أﺻ ﻼً أﺻ ﯿﻼً‪،‬ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤ ﻦ ﺣﻜ ﻢ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑﺎﻟﻮﺿ ﻊ اﻧﻈ ﺮ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة ]‪ [١٣٢٨‬وﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻓﻆ أن ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﯾﺮﻗ ﻰ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ‬
‫اﻟﺤﺴﻦ ﻟﻜﺜﺮة ﻃﺮﻗﮫ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺨﺴﻮف‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬إن اﻟﺸﻤﺲ ﺧﺴﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺒﻌﺚ ﻣﻨﺎدﯾﺎً ‪:‬اﻟﺼﻼة ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺘﻘﺪم ﻓﺼﻠﻰ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎت ﻓﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬وأرﺑﻊ ﺳﺠﺪات ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪:‬ﻣ ﺎ رﻛﻌ ﺖ رﻛﻮﻋ ﺎً ﻗ ﻂ ‪ ،‬وﻻ ﺳ ﺠﺪت ﺳ ﺠﻮداً ﻗ ﻂ ﻛ ﺎن أﻃ ﻮل‬
‫ﻣﻨﮫ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬ﻗﺎل ‪:‬اﻧﺨﺴﻔﺖ اﻟﺸﻤﺲُ ﻋﻠ ﻰ ﻋﮭ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺼ ﻠﻰ رﺳ ﻮلُ اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﻨﺎسُ ﻣﻌﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺎم ﻗﯿﺎﻣﺎً ﻃﻮﯾﻼً ﻧﺤﻮاً ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ ،‬ﺛﻢ رﻛﻊ رﻛﻮﻋﺎً ﻣﻄﻮﻻً ‪ ،‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﻓﻘﺎم ﻗﯿﺎﻣﺎً ﻃ ﻮﯾﻼً وھ ﻮ‬
‫دون اﻟﻘﯿﺎم اﻷول‪ ،‬ﺛﻢ رﻛﻊ رﻛﻮﻋﺎً ﻃﻮﯾﻼً وھﻮ دون اﻟﺮﻛﻮع اﻷول ‪ ،‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﺛﻢ ﺳﺠﺪ ‪،‬ﺛﻢ ﻗﺎم ﻓﻘﺎم ﻗﯿﺎﻣﺎً ﻃﻮﯾﻼً وھﻮ دون اﻟﻘﯿﺎم اﻷول‪،‬‬
‫ﺛﻢ رﻛﻊ رﻛﻮﻋﺎً ﻃﻮﯾﻼً وھﻮ دون اﻟﺮﻛﻮع اﻷول ﺛﻢ رﻓﻊ ﻓﻘ ﺎم ﻗﯿﺎﻣ ﺎً ﻃ ﻮﯾﻼً وھ ﻮ دون اﻟﻘﯿ ﺎم اﻷول ﺛ ﻢ رﻛ ﻊ رﻛﻮﻋ ﺎً ﻃ ﻮﯾﻼً وھ ﻮ دون‬
‫اﻟﺮﻛﻮع اﻷول ‪،‬ﺛﻢ ﺳﺠﺪ ‪،‬ﺛﻢ اﻧﺼﺮف ‪،‬وﻗﺪ اﻧﺠﻠﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﺎل‪":‬إن اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ آﯾﺘﺎن ﻣﻦ آﯾﺎت اﷲ ﻻ ﯾُﺨﺴ ﻔﺎن ﻟﻤ ﻮت أﺣ ﺪ وﻻ‬
‫ﺎذﻛﺮوا اﷲ"‪.‬‬ ‫ﻚﻓ‬ ‫ﺘﻢ ذﻟ‬ ‫ﮫ‪،‬ﻓﺈذا رأﯾ‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ! رأﯾﻨﺎك ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻚ ھﺬا ﺛﻢ رأﯾﻨﺎك ﺗﻜﻌﻜﻌﺖ ﻓﻘﺎل‪":‬إﻧﻲ رأﯾﺖ اﻟﺠﻨ ﺔ ‪،‬ﻓﺘﻨﺎوﻟ ﺖ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻋﻨﻘ ﻮداً ‪ ،‬وﻟ ﻮ‬
‫أﺧﺬﺗﮫ ﻷﻛﻠﺘﻢ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﺑﻘﯿﺖ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪،‬ورأﯾﺖ اﻟﻨﺎر ﻓﻠﻢ أرَ ﻛﺎﻟﯿﻮم ﻣﻨﻈ ﺮاً ﻗ ﻂ أﻓﻈ ﻊ ‪،‬ورأﯾ ﺖ أﻛﺜ ﺮ أھﻠﮭ ﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء" ﻗ ﺎﻟﻮا‪:‬ﺑ ﻢ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮلَ اﷲ‬

‫‪٩٤‬‬
‫ﻗﺎل ‪":‬ﺑﻜﻔﺮھﻦ" ‪:‬ﻗﯿ ﻞ ﯾﻜﻔ ﺮن ﺑﺎﷲ؟ﻗ ﺎل‪":‬ﯾﻜﻔ ﺮن اﻟﻌﺸ ﯿﺮ‪،‬وﯾﻜﻔﺮن اﻻﺣﺴ ﺎن‪ ،‬ﻟ ﻮ أﺣﺴ ﻨﺖ إﻟ ﻰ إﺣ ﺪاھﻦ اﻟ ﺪھﺮ ‪،‬ﺛ ﻢ رأت ﻣﻨ ﻚ ﺷ ﯿﺌﺎً‬
‫ﻗﺎﻟﺖ‪:‬ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻣﻨﻚ ﺧﯿﺮاً ﻗﻂ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬ﺟﮭﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺨﺴﻮف ﺑﻘﺮاﺋﺘﮫ"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻧﺤﻮ ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬وﻗﺎﻟﺖ‪:‬ﺛﻢ ﺳﺠﺪ ﻓﺄﻃﺎل اﻟﺴﺠﻮد‪،‬ﺛﻢ اﻧﺼﺮف‪،‬وﻗﺪ اﻧﺠﻠﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪،‬ﻓﺨﻄ ﺐ اﻟﻨ ﺎس ‪ ،‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ‬
‫وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻢ ﻗﺎل‪":‬إن اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ آﯾﺘﺎن ﻣﻦ آﯾﺎت اﷲ ‪ ،‬ﻻ ﯾﺨﺴﻔﺎن ﻟﻤﻮت أﺣﺪ وﻻ ﻟﺤﯿﺎﺗﮫ‪،‬ﻓﺈذا رأﯾﺘﻢ ذﻟﻚ ‪،‬ﻓﺎدﻋﻮا اﷲ وﻛﺒﺮوا‬
‫وﺻﻠﻮا وﺗﺼﺪﻗﻮا "ﺛﻢ ﻗﺎل‪":‬ﯾﺎ أﻣ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ!واﷲ ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪٍ أﻏﯿ ﺮَ ﻣ ﻦ اﷲ أن ﯾﺰﻧ ﻰ ﻋﺒ ﺪه أو ﺗﺰﻧ ﻲ أﻣﺘ ﮫ‪ ،‬ﯾ ﺎ أﻣ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ !واﷲ ﻟ ﻮ‬
‫ﺗﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ أﻋﻠﻢ ﻟﻀﺤﻜﺘﻢ ﻗﻠﯿﻼً وﻟﺒﻜﯿﺘﻢ ﻛﺜﯿﺮاً" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺧُﺴﻔﺖ اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ﻓﻘﺎم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺰﻋﺎً ﯾﺨﺸﻰ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﻰ‬
‫ﺑﺄﻃﻮل ﻗﯿﺎم ورﻛﻮع وﺳﺠﻮد ‪ ،‬ﻣﺎ رأﯾﺘﮫ ﻗﻂ ﯾﻔﻌﻠﮫ وﻗﺎل‪":‬ھﺬه اﻵﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺮﺳﻞ اﷲ ‪ ،‬ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﻤﻮت أﺣﺪ وﻻ ﻟﺤﯿﺎﺗﮫ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﯾﺨﻮفُ‬
‫اﷲ ﺑﮭﺎ ﻋﺒﺎده‪،‬ﻓﺈذا رأﯾﺘﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺎﻓﺰﻋﻮا إﻟﻰ ذﻛﺮه ودﻋﺎﺋﮫ واﺳﺘﻐﻔﺎره" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﺻﻼة ﺧﺴﻮف اﻟﻘﻤﺮ ﻣﺜﻞ ﺻﻼة ﻛﺴﻮف اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮى ‪:‬ﺧﺴﻒ اﻟﻘﻤﺮُ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻣﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺼﺮة ﻓﺨﺮج ﻓﺼﻠﻰ‬
‫ﺑﻨﺎ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ رﻛﻌﺘﯿﻦ )أي رﻛﻮﻋﯿﻦ(‪ ،‬ﺛﻢ رﻛﺐ وﻗﺎل‪:‬إﻧﻤ ﺎ ﺻ ﻠﯿﺖ ﻛﻤ ﺎ رأﯾ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ‪.‬رواه اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ‪-:‬وھﻮﻃﻠﺐ ﺳﻘﻲ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل اﻟﺠﺪب واﻧﻘﻄﺎع اﻟﻤﻄﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻣﻦ اﻷوﺟﮫ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪-:‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪:‬ﺷﻜﺎ اﻟﻨﺎسُ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺤـــﻮط اﻟﻤﻄﺮ ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻤﻨﺒﺮ ﻓﻮﺿﻊ ﻟ ﮫ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟُﻤﺼﻠّﻰ ‪،‬ووﻋﺪاﻟﻨﺎس ﯾﻮﻣﺎً ﯾﺨﺮﺟﻮن ﻓﯿﮫ‪،‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺨﺮج رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﯿﻦ ﺑﺪا ﺣﺎﺟﺐ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪،‬ﻓﻜﺒﺮ وﺣﻤﺪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺛﻢ ﻗﺎل‪:‬إﻧﻜﻢ ﺷﻜﻮﺗﻢ ﺟﺪب دﯾﺎرﻛﻢ واﺳﺘﺌﺨﺎر اﻟﻤﻄﺮ إﺑﺎن زﻣﺎﻧﮫ ﻋﻨﻜﻢ‪ ،‬وﻗﺪ أﻣ ﺮﻛﻢ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ أن‬
‫ﺗﺪﻋﻮه‪ ،‬ووﻋﺪﻛﻢ أن ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﻜﻢ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪،:‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ اﷲ ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪،‬أﻧﺖ اﻟﻐﻨﻲ ‪ ،‬وﻧﺤﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ‪ ،‬أﻧﺰل ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻟﻐﯿﺚ ‪،‬واﺟﻌﻞ ﻣﺎ‬
‫أﻧﺰﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﻗﻮة وﺑﻼﻏﺎً إﻟﻰ ﺣﯿﻦ ‪ ،‬ﺛﻢ رﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺰل ﻓﻲ اﻟﺮﻓﻊ ﺣﺘﻰ ﺑﺪا ﺑﯿﺎض إﺑﻄﯿﮫ ﺛ ﻢ ﺣ ﻮّل إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻇﮭ ﺮه وﻗﻠ ﺐ أو ﺣ ﻮل‬
‫رداءه وھﻮ راﻓﻊٌ ﯾﺪﯾﮫ ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس وﻧﺰل ﻓﺼﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺸﺄ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺤﺎﺑﺔً ‪ ،‬ﻓﺮﻋﺪت وﺑﺮﻗﺖ ﺛﻢ أﻣﻄﺮت ﺑﺈذن اﷲ ‪،‬‬
‫ﻓﻠﻢ ﯾﺄت ﻣﺴﺠﺪه ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻟﺖ اﻟﺴﯿﻮل ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ رأى ﺳﺮﻋﺘﮭﻢ إﻟﻰ اﻟﻜِﻦﱢ ﺿﺤﻚ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬه ﻓﻘﺎل‪:‬أﺷﮭﺪ أن اﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻗﺪﯾﺮ‪،‬‬
‫وأﻧﻰ ﻋﺒﺪاﷲ ورﺳﻮﻟﮫ‪.‬رواه أﺑﻮ داود وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[١٥٠٨‬‬
‫ﻣﻌﻨ ﻰ ‪:‬ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺪا ﺣﺎﺟ ﺐ اﻟﺸ ﻤﺲ ‪:‬أي ﺿ ﻮءھﺎ أو ﻧﺎﺣﯿﺘﮭ ﺎ ‪،‬وإﻧﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻲ اﻟﻀ ﻮء ﺣﺎﺟﺒ ﺎً ﻷﻧ ﮫ ﯾﺤﺠ ﺐ ﺟﺮﻣﮭ ﺎ ﻋ ﻦ اﻻدراك ‪ ،‬وﻓﯿ ﮫ‬
‫اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺨﺮوج ﻟﺼﻼة اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ‪.‬‬
‫اﻟﻜِﻦّ ‪:‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾُﺮدﱡ ﺑﮫ اﻟﺤﺮ واﻟﺒﺮد ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ‪.‬‬
‫ﻧﻮاﺟﺬه‪ :‬أي أﺧﺮ أﺿﺮاﺳﮫ‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﺣﻮل إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﻇﮭﺮه ‪:‬أى اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ واﺳ ﺘﺪﺑﺮ اﻟﻨ ﺎس وﻓ ﻲ ھ ﺬا ﺗﻔ ﺎؤل ﺑﺘﺤ ﻮل ﺣ ﺎل اﻟﺠ ﺪب اﻟ ﺬي ھ ﻢ ﻓﯿ ﮫ ﺑﺤ ﺎل آﺧ ﺮ وھ ﻮ‬
‫اﻟﺨﺼﺐ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ ﻗﺎل‪:‬ﺧﺮج رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨ ﺎس إﻟ ﻰ اﻟﻤﺼ ﻠﻰ ﯾﺴﺘﺴ ﻘﻲ ‪ ،‬ﻓﺼ ﻠﻰ ﺑﮭ ﻢ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ ‪ ،‬ﺟﮭ ﺮ‬
‫ﻓﯿﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة ‪ ،‬واﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﯾﺪﻋﻮ ورﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ‪ ،‬وﺣﻮل رداءه ﺣﯿﻦ اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة وﻗﺒﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻛﺎن إذا ﻗﺤﻄﻮا اﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎس ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪاﻟﻤﻄﻠﺐ ‪.‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻠﮭ ﻢ إﻧ ﺎ ﻛﻨ ﺎ ﻧﺘﻮﺳ ﻞ إﻟﯿ ﻚ‬
‫ﺑﻨﺒﯿﻨﺎ ﻓﺘﺴﻘﯿﻨﺎ‪ ،‬وإﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ إﻟﯿﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﯿﻨﺎ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻓَﯿُﺴْﻘَﻮْن‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪...‬وﻗﺪ ﺑﯿﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ ﺑﻦ ﺑﻜﺎر ﻓﻲ اﻷﻧﺴﺎب ﺻﻔﺔ ﻣﺎ دﻋﺎ ﺑﮫ اﻟﻌﺒﺎس ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺮج ﺑﺈﺳﻨﺎده أن اﻟﻌﺒﺎس ﻟﻤﺎ اﺳﺘﺴﻘﻲ ﺑﮫ ﻋﻤﺮ‬
‫ﻗﺎل‪:‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﺰل ﺑﻼءٌ إﻻ ﺑﺬﻧﺐ وﻟﻢ ﯾﻜﺸﻒ إﻻ ﺑﺘﻮﺑﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻮﺟﮫ ﺑﻲ اﻟﻘﻮم إﻟﯿﻚ ﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﺒﯿﻚ‪ ،‬وھﺬه أﯾﺪﯾﻨﺎ إﻟﯿ ﻚ ﺑﺎﻟ ﺬﻧﻮب ‪،‬‬
‫وﻧﻮاﺻﯿﻨﺎ إﻟﯿﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ اﻟﻐﯿﺚ‪ ،‬ﻓﺄرﺧﺖ اﻟﺴﻤﺎءُ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺒﺎل ﺣﺘﻰ أﺧﺼﺒﺖ اﻷرض وﻋﺎش اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫‪...‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﺑﺬوي اﻟﺼﻼح‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪:‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻓﻲ ﺷﯿﺊ ﻣﻦ دﻋﺎﺋﮫ إﻻ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﻓﻊ ﺣﺘىﯿﺮي ﺑﯿﺎضُ‬
‫إﺑﻄﯿﮫ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬ﻻ ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻓﻲ ﺷﯿﺊ ﻣﻦ دﻋﺎﺋ ﮫ ‪:‬أي ﻻ ﯾﺮﻓﻌﮭﻤ ﺎ ﻛ ﻞ اﻟﺮﻓ ﻊ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺠ ﺎوز رأﺳ ﮫ‪،‬إﻻ ﻓ ﻲ اﻻﺳﺘﺴ ﻘﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﺮﻓ ﻊ ﺣﺘ ﻰ ﯾ ﺮى‬
‫ﺑﯿﺎض إﺑﻄﯿﮫ ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻮب وﻗﺪ ﺗﻀﺎﻓﺮت اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ‪ ،‬وﻟﻠﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮاﻟﺪﯾﻦ‬
‫اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ ذﻟﻚ ‪...‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ]‪.[١٤٩٨‬‬
‫وھﻨﺎك أﺣﺎدﯾﺚ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء وھﻲ ﻛﺜﯿﺮة وﻗﺪ أﻓﺮدھﺎ اﻟﺒﺨﺎري" ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ آﺧﺮ ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻋﻮات وﺳ ﺎق ﻓﯿﮭ ﺎ‬
‫ﻋﺪة أﺣﺎدﯾﺚ وﺻﻨﻒ اﻟﻤﻨﺬري ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺟﺰءاً ‪.‬وﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ھﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺤﺼﻰ ]ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪،٢‬ج‪.[٨=٤‬‬
‫*ﻋﻦ ﺷﺮﯾﻚ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻧَﻤِﺮٍ ﻋﻦ أﻧﺲ أن رﺟﻼً دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﯾﻮم ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب ﻛﺎن ﻧﺤﻮ دار اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬ورﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎﺋﻢٌ ﯾﺨﻄﺐ ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ھﻠﻜﺖ اﻷﻣﻮال واﻧﻘﻄﻌﺖ اﻟﺴﱡﺒُﻞ ‪ ،‬ﻓﺎدع‬
‫اﷲ ﯾﻐﯿﺜﻨﺎ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ ،‬ﻓﺮﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﯾﮫ‪،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬اﻟﻠﮭﻢ أﻏﺜﻨﺎ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﻏﺜﻨﺎ‪ ،‬ﻗﺎل أﻧﺲ ‪ :‬وﻻ واﷲ ﻣﺎ ﻧﺮى ﻓﻲ‬
‫اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ ﺳﺤﺎب وﻻ ﻗَﺰاﻋﺔٍ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ ﺳَﻠْﻊ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ وﻻ دار ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻄﻠﻌﺖ ﻣ ﻦ وراءه ﺳ ﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺘ ﺮس ‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗﻮﺳ ﻄﺖ‬
‫اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺘﺸﺮت ﺛﻢ أﻣﻄﺮت‪،‬ﻗﺎل ﻓﻼ واﷲ ﻣﺎ رأﯾﻨﺎ اﻟﺸﻤﺲ ﺳﺒﺘﺎً ﻗﺎل ‪ ،‬ﺛﻢ دﺧﻞ رﺟﻞٌ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ورﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﯾﺨﻄﺐ ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﮫ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻓﻘﺎل ﯾﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ھﻠﻜ ﺖ اﻷﻣ ﻮال واﻧﻘﻄﻌ ﺖ اﻟﺴ ﺒﻞ ﻓ ﺎدع اﷲ ﯾﻤﺴ ﻜﮭﺎ ﻋﻨ ﺎ ﻗ ﺎل ‪،‬‬

‫‪٩٥‬‬
‫ﻓﺮﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺪﯾ ﮫ ‪،‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل‪:‬اﻟﻠﮭ ﻢ ﺣﻮاﻟﯿﻨ ﺎ وﻻ ﻋﻠﯿﻨ ﺎ ‪،‬اﻟﻠﮭ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻵﻛ ﺎم واﻟﻈ ﺮاب وﺑﻄ ﻮن اﻷودﯾ ﺔ ‪،‬‬
‫وﻣﻨﺎﺑ ﺖ اﻟﺸ ﺠﺮ ‪ ،‬ﻗ ﺎل‪:‬ﻓﺎﻧﻘﻠﻌ ﺖ وﺧﺮﺟﻨ ﺎ ﻧﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻤﺲ ‪،‬ﻗ ﺎل ﺷ ﺮﯾﻚ ﻓﺴ ﺄﻟﺖ أَﻧَﺴَ ﺎً أھ ﻮ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻷول؟ ﻗ ﺎل ‪:‬ﻻ‬
‫أدري ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪:‬ﻗَﺰاﻋﺔ ‪:‬أى اﻟﺴﺤﺎب اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ‪.‬‬
‫ﺳَﻠْﻊ‪ :‬ﺟﺒﻞ]اﺳﻢ اﻟﺠﺒﻞ[‬
‫ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺮس‪:‬أى ﻓﻲ اﺳﺘﺪارﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻣﺎ رأﯾﻨﺎ اﻟﺸﻤﺲ ﺳﺒﺘﺎً ‪:‬أي أﺳﺒﻮﻋﺎً‪.‬‬
‫ﺛﻢ دﺧﻞ رﺟﻞ‪:‬ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻧﻔﺲ اﻟﺴﺎﺋﻞ اﻷول وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻏﯿﺮه‪ ،‬دﺧﻞ ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴ ﻼم أن‬
‫ﯾﺪﻋﻮ اﷲ أن ﯾﻤﺴﻚ اﻟﻤﻄﺮ ﻟﻜﺜﺮﺗﮫ‪.‬‬
‫اﻵﻛﺎم‪:‬ﺟﻤﻊ أﻛﻤﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻷرض‪.‬‬
‫اﻟﻈﺮاب‪:‬أي اﻟﺮواﺑﻲ وھﻲ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺼﻐﺎر‪.‬‬
‫أﻗﻠﻌﺖ ‪:‬أي أﻣﺴﻜﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﺮ ]ﻓﻘﺔ اﻟﺴﱡﻨّﺔ م‪[١٨٣=١‬‬
‫‪...‬ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﮫ ﯾﻮم ﺟﻤﻌﺔ‪-:‬ﻓﯿﮫ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إذا اﺗﻔﻖ وﻗﻮع اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﯾﻮم ﺟﻤﻌﺔ اﻧﺪرﺟﺖ ﺧﻄﺒﺔ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء وﺻﻼﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪.‬‬
‫دار اﻟﻘﻀﺎء‪-:‬ھﻰ دار ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺳﻤﯿﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﯿﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء‬
‫دﯾﻨﮫ ﻓﻜﺎن ﯾﻘﺎل ﻟﮭﺎ دار ﻗﻀﺎء دﯾﻦ ﻋﻤﺮ ﺛﻢ ﻃﺎل ذﻟﻚ ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮭﺎ دار اﻟﻘﻀﺎء‪.‬ذﻛﺮه اﻟﺰﺑﯿﺮ ﺑﻦ ﺑﻜﺎر ﺑﺴﻨﺪه إﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪.‬وﻗﺪ ﻗﯿ ﻞ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫‪...‬اﻟﺪﻋﺎء ‪":‬اﻟﻠﮭﻢ ﺣﻮاﻟﯿﻨﺎ وﻻ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺎم واﻟﻈﺮاب وﺑﻄ ﻮن اﻷودﯾ ﺔ وﻣﻨﺎﺑ ﺖ اﻟﺸ ﺠﺮ" ھ ﺬا اﻟ ﺪﻋﺎء ﯾﻘ ﺎل إذا ﻛﺜ ﺮ اﻟﻤﻄ ﺮ‪.‬ﻧﯿ ﻞ‬
‫اﻷوﻃﺎر ]م‪،٢‬ج‪.[١٣=٢‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا رأي اﻟﻤﻄﺮ ﻗﺎل‪:‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻﯿﺒﺎً ﻧﺎﻓﻌﺎً ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ أﻧﺲٍ ﻗﺎل‪:‬أﺻﺎﺑﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻄﺮ ﻗﺎل ﻓﺤﺴﺮ ﺛﻮﺑﮫ ﺣﺘﻰ أﺻﺎﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺮ‪ ،‬ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻢ ﺻ ﻨﻌﺖ‬
‫ھﺬا؟ ﻗﺎل‪:‬ﻷﻧﮫ ﺣﺪﯾــــــﺚ ﻋﮭــــــــــﺪ ﺑﺮﺑﮫ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫‪...‬واﻟﺤﺪﯾﺜﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺎن ﯾﺪﻻن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ وﻣﺎ ﯾﺼﻨﻌﮫ ﻣﻦ رأي اﻟﻤﻄﺮ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﯿﮫ‪ ،‬ﻋﻦ ﺟﺪه ﻗﺎل‪:‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا اﺳﺘﺴﻘﻰ ﻗﺎل‪":‬اﻟﻠﮭﻢ اﺳﻖ ﻋﺒﺎدك وﺑﮭﯿﻤﺘﻚ ‪،‬‬
‫واﻧﺸﺮ رﺣﻤﺘﻚ وأﺣﻲ ﺑﻠﺪك اﻟﻤﯿﺖ" رواه ﻣﺎﻟﻚ وأﺑﻮ داود واﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة]‪.[١٥٠٦‬‬
‫*ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪:‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮاﻛﺊ ﻓﻘﺎل ‪":‬اﻟﻠﮭﻢ اﺳﻘﻨﺎ ﻏﯿﺜﺎً ﻣﻐﯿﺜﺎً ‪ ،‬ﻣﺮﯾﺌﺎً ‪ ،‬ﻣﺮﯾﻌﺎً ‪ ،‬ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻏﯿﺮ ﺿﺎر ‪،‬‬
‫ﻋﺎﺟﻼً ﻏﯿﺮ آﺟﻞ " ﻗﺎل ﻓﺄﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺴﻤﺎء‪.‬رواه أﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻣﻐﯿﺜﺎً‪ :‬أي ﻣﻨﻘﺬاً ﻣﻦ اﻟﺸﺪة‪.‬‬
‫ﻣﺮﯾﺌﺎً ‪:‬وھﻮ اﻟﻤﺤﻤﻮد اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻤﻨﻤﻲ ﻟﻠﺤﯿﻮان‪.‬‬
‫ﻣﺮﯾﻌﺎً‪:‬ﻣﺨﺼﺒﺎً ﯾﻨﺒﺚ ﻣﺎﺗﺮﺗﻊ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺎﺷﯿﺔ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ زﯾﺪ‪،‬ﻗﺎل‪:‬ﺧﺮج رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﯾﺴﺘﺴﻘﻲ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﻢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﺟﮭﺮ ﻓﯿﮭﻤﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮاءة‪ ،‬واﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﯾﺪﻋﻮ‪ ،‬ورﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ‪،‬وﺣﻮل رداءه ﺣﯿﻦ اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪.‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫*وﻋﻨﮫ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪:‬اﺳﺘﺴﻘﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻋﻠﯿﮫ ﺧﻤﯿﺼﺔ ﻟﮫ ﺳﻮداء ‪،‬ﻓﺄراد أن ﯾﺄﺧ ﺬ أﺳ ﻔﻠﮭﺎ ‪،‬ﻓﯿﺠﻌﻠ ﮫ أﻋﻼھ ﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺛﻘﻠﺖ ﻗﻠﺒﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﯿﮫ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﻔﻆ آﺧﺮ " ﻓﺜﻘﻠﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻘﻠﺒﮭﺎ اﻷﯾﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﯾﺴﺮ واﻷﯾﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﯾﻤﻦ"‪.‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‬
‫وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪...‬واﻟﺨﻤﯿﺼﺔ‪:‬ھﻮ ﻛﺴﺎء أﺳﻮد ﻣﺮﺑﻊ ﻟﮫ ﻋﻠﻤﺎن ﻓﻲ ﻃﺮﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺻﻮف وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫‪....‬أﻣﺎ "ﻗﻮﻟﮫ ﻓﺤﻮل رداءه ﺣﯿﻦ اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ"وأﯾﻀﺎً ﻗﻮﻟﮫ " ﻓﻘﻠﺒﮭﺎ اﻷﯾﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﯾﺴﺮ ‪،‬واﻷﯾﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﯾﻤﻦ "‪:‬ﻗﺎل اﻟﻐﺰاﻟﻰ ﻓﻲ‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ أي أن ﯾﻘﻠﺒﮫ ﻇﮭﺮاً ﻟﺒﻄﻦ أي أن ﯾﺠﻌﻞ ﻇﺎھﺮه ﺑﺎﻃﻨﺎً وﺑﺎﻃﻨﮫ ﻇﺎھﺮاً‪.‬‬
‫واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ ھﻲ ﻟﻠﺘﻔﺎؤل ﺑﺘﺤﻮل اﻟﺤﺎل ﻋﻤﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﮫ واﷲ أﻋﻠﻢ‪].‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎرم‪،٢‬ج‪.[١١،١٢=٤‬‬
‫*ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪.‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺳﺘﺴﻘﻰ ﻓﺄﺷﺎر ﺑﻈﮭﺮ ﻛﻔﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ‪.‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪...‬وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ اﻵﺗﻲ‪-:‬‬
‫‪-١‬أن ﯾﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻤﺄﻣﻮﻣﯿﻦ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻏﯿﺮ وﻗﺖ اﻟﻜﺮاھﺔ ‪ ،‬ﯾﺠﮭﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة‪.‬‬
‫‪-٢‬أن اﻟﺪﻋﺎء ﯾﺠﻮز ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼة وﺑﻌﺪھﺎ ﺑﺎﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻤﺄﺛﻮرة ‪.‬‬
‫‪-٣‬أن ﯾﺤﻮل رداءه ﺣﯿﻦ ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻠﺒﮫ ﻇﮭﺮاً ﻟﺒﻄﻦ‪.‬‬
‫‪-٤‬أن ﯾﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻷﯾﺪي إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬ھﺬا وﯾﺴﺘﺤﺐ رﻓﻊ ﻇﮭﻮر اﻷﻛﻒ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء‪.‬‬
‫‪-٥‬إذا رأى اﻟﻤﻄﺮ أن ﯾﺤﺴﺮ ﺛﻮﺑﮫ)أي ﯾﻜﺸﻒ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻨﮫ( ﻟﯿﺼﯿﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺮ ﻷﻧﮫ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﮭﺪٍ ﺑﺮﺑﮫ ‪...‬ھﺬا وأن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺄﺛﻮر‪.‬‬
‫‪-٦‬إذا ﻛﺜﺮ اﻟﻤﻄﺮ أﯾﻀﺎً أن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺄﺛﻮر‪.‬‬
‫‪-٧‬أﻧﮫ ﯾﺴﺘﺴﻘﻲ اﻟﻨﺎس ﺑﺬوي اﻟﺼﻼح ﻣﻨﮭﻢ]أي أن ﯾﺼﻠﻰ ﺑﮭﻢ وﯾﺪﻋﻮ ﻟﮭﻢ‪[.‬‬
‫*دﻋﺎء‪-:‬‬
‫"اﻟﻠﮭﻢ اﺳﻘﻨﺎ اﻟﻐﯿﺚ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻄﯿﻦ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إن ﺑﺎﻟﻌﺒﺎد واﻟﺒﻼد واﻟﺒﮭﺎﺋﻢ‬
‫واﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻸواء واﻟﺠﮭﺪ واﻟﻀﻨﻚ ﻣﺎ ﻻﻧﺸﻜﻮه إﻻ إﻟﯿﻚ ‪.‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺒـــﺖ ﻟــﻨﺎ اﻟﺰرع وأدر ﻟﻨ ﺎ اﻟﻀ ﺮع‪ ،‬واﺳ ﻘﻨﺎ ﻣ ﻦ ﺑﺮﻛ ﺎت اﻟﺴ ﻤﺎء‪،‬‬
‫وأﻧﺒﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎت اﻷرض اﻟﻠﮭﻢ ارﻓﻊ ﻋﻨﺎ اﻟﺠﮭﺪ واﻟﺠﻮع واﻟﻌﺮي‪ ،‬واﻛﺸﻒ ﻋﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﻣﺎ ﻻ ﯾﻜﺸﻔﮫ ﻏﯿﺮك‪.‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﺎ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮك‬
‫إﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻏﻔﺎراً ‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﺪراراً‪ ".‬ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ "أﺣﺐ أن ﯾﺪﻋﻮ اﻷﻣﺎم ﺑﮭﺬا اﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬

‫‪٩٦‬‬
 ‫أﺑﻮاب ﺻﻼة اﻟﻤُﺴﺎﻓﺮ‬
‫ﺣُﻜﻢ ﻗﺼﺮ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ‪:‬‬
‫ﻗﺼﺮ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﺳُﻨﺔ واﺟﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺻﺤﺒﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻻ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻋﻠ ﻰ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ وأﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ وﻋﺜﻤ ﺎن ﻛ ﺬﻟﻚ‪.‬‬
‫"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﯾﻌﻠﻲ ﺑﻦ أﻣﯿﺔ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب "ﻓﻠﯿﺲ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺟﻨﺎح أن ﺗﻘﺼﺮوا ﻣﻦ اﻟﺼﻼة إن ﺧﻔ ﺘﻢ أن ﯾﻔﺘ ﻨﻜﻢ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻛﻔ ﺮوا" ﻓﻘ ﺪ‬
‫أﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻤﺎ ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺴﺄﻟﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺻﺪﻗﺔ ﺗﺼ ﺪق اﷲ ﺑﮭ ﺎ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ‬
‫ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا ﺻﺪﻗﺘﮫ‪" .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري"‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺮض اﷲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﻧﺒﯿﻜﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺮ أرﺑﻌﺎً وﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ رﻛﻌﺘﯿﻦ وﻓﻲ اﻟﺨﻮف‬
‫رﻛﻌﺔ واﺣﺪة ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ :‬إن اﷲ ﯾُﺤﺐ أن ﺗﺆﺗﻰ رﺧﺼﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﻜﺮه أن ﺗﺆﺗﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﮫ"‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء‬
‫اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(٥٦٤‬‬
‫ﻋﻦ ﻗﺘﺎدة ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻨﺎ ﻣﻊ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﺑﻤﻜﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬إﻧﺎ إذا ﻛﻨﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﺻﻠﯿﻨﺎ أرﺑﻌﺎً‪ ،‬وإذا رﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ رﺣﺎﻟﻨﺎ ﺻﻠﯿﻨﺎ‬
‫رﻛﻌﺘﯿﻦ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﺗﻠﻚ ﺳﻨﺔ أﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪.(٥٧١‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬أن ﻣﻦ ﺳُﻨﺔ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﯾﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺣﺎل اﻹﻧﻔﺮاد وأرﺑﻌﺎً إذا اﺋﺘﻢﱠ ﺑﻤﻘﯿﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺴﺎﻓﺔ اﻟﻘﺼﺮ‪ :‬ﻟﯿﺲ ھﻨﺎك ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺤﺪودة ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻓﺈذا وﺟﺪت ﻧﯿﺔ اﻟﺴﻔﺮ وﻛﺎن اﻟﻤﻜﺎن اﻟ ﺬي ﺗ ﺬھﺐ إﻟﯿ ﮫ ﯾﻌ ﺮف ﻋُﺮﻓ ﺎً ﺑﺄﻧ ﻚ ﻣﺴ ﺎﻓﺮٌ‬
‫إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﺗﻘﯿﺪﻧﺎ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﻗﺼﺮ اﻟﺼﻼة ﻓﻘﺎل أﻧﺲ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺧﺮج ﻣﺴﯿﺮة ﺛﻼﺛﺔ‬
‫أﻣﯿﺎل أو ﻓﺮاﺳﺦ ﯾﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺪ روى اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن أﻗﻞﱠ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻓﺔ اﻟﻘﺼﺮ ﻣﯿﻞ واﺣﺪ‪ .‬وﺑﮫ أﺧﺬ اﺑﻦ ﺣﺰم‪ ،‬وﻗﺎل ﻣﺤﺘﺠﺎً‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮك اﻟﻘﺼﺮ ﻓﯿﻤﺎ دون اﻟﻤﯿﻞ‪ :‬ﺑﺄﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺒﻘﯿﻊ ﻟﺪﻓﻦ اﻟﻤﻮﺗﻰ وﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﻔﻀ ﺎء ﻟﻘﻀ ﺎء اﻟﺤﺎﺟ ﺔ‬
‫وﻟﻢ ﯾﻘﺼﺮ وﻟﻢ ﯾُﻔﻄﺮ‪.‬‬
‫واﻟﻤﯿﻞ = ‪ ١٧٤٨‬ﻣﺘﺮاً‪.‬‬ ‫* اﻟﻔﺮﺳﺦ = ‪ ٥٥٤١‬ﻣﺘﺮاً‬

‫اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﯾُﻘﺼﺮ ﻣﻨﮫ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن ﻗﺼﺮ اﻟﺼﻼة ﯾﺸﺮع ﺑﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺤﻀــﺮ واﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪ وأن ذﻟﻚ ﺷﺮط وﻻ ﯾﺘﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺪﺧﻞ‬
‫أول ﺑﯿﻮﺗﮭﺎ ﻗــﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ :‬وﻻ أﻋﻠﻢ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺼﺮ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮ ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﺎره إﻻ ﺑﻌ ﺪ ﺧﺮوﺟ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﻧﺲ ﺻﻠﯿﺖ اﻟﻈﮭﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ أرﺑﻌﺎً وﺑﺬي اﻟﺤُﻠﯿﻔﺔ رﻛﻌﺘﯿﻦ‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻣﺘﻰ ﯾﺘﻢ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‪ :‬ﯾﻘﺼﺮ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ اﻟﺼﻼة ﻣﺪة ﺳﻔﺮه‪ ،‬وإن ﻃﺎﻟ ﺖ ﻣ ﺎ دام ﻋﻠ ﻰ ﻧﯿ ﺔ اﻟﺴ ﻔﺮ‪ ،‬ﻓ ﺈنﱠ اﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻻ ﺗﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺴ ﻔﺮ‬
‫ﺳﻮاء ﻃﺎﻟﺖ أم ﻗﺼﺮت ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻮﻃﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﻗﺎم ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺎﻓﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﻔﺮاً ﻓﺄﻗﺎم ﺗﺴ ﻌﺔ ﻋﺸ ﺮ ﯾﻮﻣ ﺎً ﯾُﺼ ﻠﻰ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس‪:‬‬
‫ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺼﻠﻰ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ ﻣﻜﺔ ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ رﻛﻌﺘﯿﻦ رﻛﻌﺘﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈذا أﻗﻤﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺻﻠﯿﻨﺎ أرﺑﻌﺎً ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل‪ :‬أﻗﺎم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺘﺒﻮك ﻋﺸﺮﯾﻦ ﯾﻮﻣﺎً ﯾﻘﺼﺮ اﻟﺼﻼة‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬
‫وﺛﺒﺖ أن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻗﺎم ﺑﺄذرﺑﯿﺠﺎن ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ ﯾﻘﺼﺮ اﻟﺼﻼة وﻗﺪ ﺣﺎل اﻟﺜﻠﺞ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺪﺧﻮل" رواه اﻷﺛﺮم ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻹرواء )‪.(٥٧٧‬‬
‫‪ ...‬واﻟﺬي ﻧﺨﻠﺺ إﻟﯿﮫ أن اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﯾﻘﺼﺮ اﻟﺴﻔﺮ ﻣﺎ دام ﻣﺴﺎﻓﺮاً ‪ ،‬ﻓﺈن أﻗ ﺎم ﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﯾﻨﺘﻈ ﺮ ﻗﻀ ﺎؤھﺎ ﻗﺼ ﺮ اﻟﺼ ﻼة ﻛ ﺬﻟﻚ ﻷﻧ ﮫ ﯾﻌﺘﺒ ﺮ‬
‫ﻣﺴﺎﻓﺮاً وإن أﻗﺎم ﺳﻨﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻧﻮى اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﺎﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ أن اﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻻ ﺗﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺴ ﻔﺮ ﺳ ﻮاء ﻃﺎﻟ ﺖ أم‬
‫ﻗﺼﺮت ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻮﻃﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﻗﺎم ﻓﯿﮫ‪ .‬واﷲ أﻋﻠﻢ‪ ].‬ﻓﻘﮫ اﻟﺴُﻨﺔ م‪. [ ٢٤١ = ١‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺘﻄﻮع ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ‪:‬‬

‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣُﺴﻠﻢ " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻏﺘﺴﻞ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ أم ھﺎﻧﻲء ﯾﻮم ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ وﺻﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ رﻛﻌﺎت"‬
‫‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﺟﻮاز ﺻﻼة اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺑﺔ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺟﮭﺖ‪ :‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﺼﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻋﻠ ﻰ‬
‫راﺣﻠﺘﮫ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺟﮭﺖ ﺑﮫ ﯾﺆﻣﻲء إﯾﻤﺎء ﺻﻼة اﻟﻠﯿﻞ إﻻ اﻟﻔﺮاﺋﺾ‪ ،‬وﯾﻮﺗﺮ ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﮫ‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﻋﺪم ﻛﺮاھﺔ اﻟﻨﻔﻞ ﻟﻤﻦ ﯾﻘﺼﺮ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻻ ﻓﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺮاﺗﺒﺔ وﻏﯿﺮھﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻼﺗﯿﻦ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ أن ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺗﻘﺪﯾﻤﺎً وﺗﺄﺧﯿﺮاً وﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐ ﺮب واﻟﻌﺸ ﺎء ﻛ ﺬﻟﻚ إذا وﺟ ﺪت ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎﻻت‬
‫اﻵﺗﯿﺔ‪ :‬اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ‪ :‬ﺟﻮاز اﻟﺠﻤﻊ ﺗﻘﺪﯾﻤﺎً وﺗﺄﺧﯿﺮاً )ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء(‪.‬‬

‫‪٩٧‬‬
‫ﻋﻦ ﻣﻌﺎذ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك إذا زاﻏﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺮﺗﺤﻞ ﺟﻤ ﻊ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻈﮭ ﺮ واﻟﻌﺼ ﺮ‪ ،‬وإذا‬
‫ارﺗﺤﻞ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺰﯾﻎ اﻟﺸﻤﺲ أﺧﱠﺮَ اﻟﻈﮭﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﺰل ﻟﻠﻌﺼﺮ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ‪ ،‬إن ﻏﺎﺑﺖ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺮﺗﺤﻞ ﺟﻤﻊ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء‪ ،‬وإن ارﺗﺤﻞ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﯿﺐ اﻟﺸﻤﺲ أﺧﺮ اﻟﻤﻐﺮب ﺣﺘﻰ ﯾﻨﺰل ﻟﻠﻌﺸﺎء ﺛﻢ ﻧﺰل ﻓﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء "‪. "٥٧٨‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ارﺗﺤﻞ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺰﯾﻎ اﻟﺸﻤﺲ أﺧﱠﺮَ اﻟﻈﮭ ﺮ إﻟ ﻰ وﻗ ﺖ‬
‫اﻟﻌﺼﺮ ﺛﻢ ﯾﻨﺰل ﻓﯿﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وإذا زاﻏﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺮﺗﺤﻞ ﺻﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ ﺛﻢ رﻛﺐ" "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻘﯿﻞ ﻗﺎل‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻓﺰاﻟﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﺻﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺛﻢ ارﺗﺤﻞ"‬
‫رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء "اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ص ‪."٣٢‬‬

‫اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻌﺮﻓﺔ واﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺟﻤﻊ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﻈﮭﺮ ﺑﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬وﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐ ﺮب واﻟﻌﺸ ﺎء ﺟﻤ ﻊ ﺗ ﺄﺧﯿﺮ‬
‫ﺑﻤﺰدﻟﻔﺔ ﺳُﻨﺔ ﻟﻔﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸــــــﺎء ﺑﻤﺰدﻟﻔﺔ ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺴ ﺒﺢ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ وﻻ ﻋـــﻠﻰ إﺛــﺮ واﺣﺪة ﻣﻨﮭﻤﺎ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﺼﻼﺗﯿﻦ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄذان واﺣﺪ وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ‪ ،‬وأﺗﻰ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﺑﺄذان واﺣﺪ وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ وﻟﻢ ﯾﺴﺒﺢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﺛﻢ اﺿﻄﺠﻊ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻊ اﻟﻔﺤﺮ‪ .‬ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻷﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﻤﻊ ﻛﺎن ﺑﺄذان واﺣ ﺪ وإﻗ ﺎﻣﺘﯿﻦ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺗﻄ ﻮع ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ وﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺗﺴ ﺒﯿﺢ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ وﻻ ﻋﻠ ﻰ أﺛ ﺮ‬
‫واﺣﺪة ﻣﻨﮭﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺮ‪:‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺟﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ ﻟﯿﻠﺔ ﻣﻄﯿﺮة" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫اﻟﺠﻤﻊ ﻟﻠﻤﻘﯿﻢ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺧﻮف أو ﻣﻄﺮ ﺑﻘﺼﺪ ﻋﺪم إﺣﺮاج اﻷﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺟﻤ ﻊ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻈﮭ ﺮ واﻟﻌﺼ ﺮ‪ ،‬وﺑ ﯿﻦ ا ﻟﻤﻐ ﺮب واﻟﻌﺸ ﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺧﻮف ﻗﯿﻞ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻣﺎ أراد ﺑﺬﻟﻚ ؟ ﻗﺎل‪ :‬أراد أن ﻻ ﯾُﺤﺮج أﻣﺘﮫ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري وﻣُﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺻ ﻠﻰ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ﺳ ﺒﻌﺎً وﺛﻤﺎﻧﯿ ﺎً ‪ :‬اﻟﻈﮭ ﺮ‬
‫واﻟﻌﺼﺮ واﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬ﯾﻌﻨﻰ ﺳﺒﻌﺎً ﺟﻤﻌﺎً ‪ ،‬وﺛﻤﺎﻧﯿﺎً ﺟﻤﻌﺎً ﻛﻤﺎ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺷﻘﯿﻖ ﻗﺎل‪ :‬ﺧﻄﺒﻨ ﺎ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﯾﻮﻣ ﺎً ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺼــــ ـﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻏﺮﺑ ﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ وﺑ ﺪت اﻟﻨﺠ ﻮم‪ ،‬وﺟﻌ ﻞ اﻟﻨ ﺎس‬
‫ﯾﻘﻮﻟﻮن اﻟﺼﻼة اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺠﺎءه رﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﯿﻢ ﻟﻢ ﯾﻔﺘﺮ وﻻ ﯾﻨﺜﻨﻰ‪ :‬اﻟﺼﻼة اﻟﺼﻼة‪ .‬ﻓﻘﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ :‬أﺗﻌﻠﻤﻨﻲ ﺑﺎﻟﺴ ﻨﺔ ﻻ أمﱠ‬
‫ﻟﻚ ! ﺛﻢ ﻗﺎل‪ :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺟﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ‪ ،‬واﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء‪ ،‬ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺷﻘﯿﻖ‪ :‬ﻓﺤﺎك‬
‫ﻓﻲ ﺻﺪري ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺷﻲء‪ ،‬ﻓﺄﺗﯿﺖ أﺑﺎ ھﺮﯾﺮة ﻓﺴﺄﻟﺘﮫ ﻓﺼﺪق ﻣﻘﺎﻟﺘﮫ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺠﻤﻊ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﺬر أو اﻟﻤﺮض‪:‬‬

‫واﻟﻌﺬر‪ :‬ھﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﺨﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ أو اﻟﻤﺎل أو اﻟﻌﺮض‪.‬‬
‫واﻟﻤﺮض اﻟﻤﺒﯿﺢ ﻟﻠﺠﻤﻊ‪ :‬ھﻮ اﻟﻤﺮض اﻟﺬي ﯾُﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﺸﻘﺔ واﻟﻀﻌﻒ إذا أدى ﻛﻞ ﺻﻼة ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ‪.‬‬
‫وأﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﺗﻮﺳﻌﺎً ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب ھﻢ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘﺪ أﺟﺎزوا اﻟﺠﻤﻊ ﺗﻘﺪﯾﻤﺎً وﺗ ﺄﺧﯿﺮاً ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﺎﺿ ﺔ وﻟﻤ ﻦ ﺑ ﮫ ﺳ ﻠﺲ ﺑ ﻮل‪ ،‬وﻟﻤ ﻦ ﺧ ﺎف‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ أو ﻣﺎﻟﮫ أو ﻋﺮﺿﮫ‪ .‬وﻟﺬﻟﻚ ﯾﺠﻮز اﻟﺠﻤ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻐ ﺮب واﻟﻌﺸ ﺎء ﻟﻈ ﺮوف ﻣﻨ ﻊ اﻟﺘﺠ ﻮل اﻟﺘ ﻲ ﻛﺎﻧ ﺖ ﺗﻤ ﺮ ﺑﻨ ﺎ أﯾ ﺎم اﻻﺣ ﺘﻼل‬
‫اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻟﻘﻄﺎع ﻏﺰة واﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ‪ .‬ﻷن اﻟﻌﺬر ﻓﯿﮭﺎ أﻗﻮى ﻣﻦ ﻋﺬر اﻟﻤﺮض أو ﻋ ﺬر اﻟﻤﻄ ﺮ ﻓﻘ ﺪ ﺟﻤ ﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬واﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺧﻮف وﻻ ﻣﻄﺮ ﺑﻘﺼﺪ ﻋﺪم إﺣﺮاج اﻷﻣﺔ ﻓﮭﺬا ﯾﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺨ ﻮف ﯾﻌﺘﺒ ﺮ‬
‫ﻋﺬراً ﺷﺮﻋﯿﺎً ﻟﻠﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤُﺴَﻠﱠﻤﺎت ﻟﻠﺠﻤﻊ‪.‬‬

‫أدﻋﯿﺔ اﻟﺴﻔﺮ‪:‬‬
‫ﻣﻦ أھﻢ وأﺻﺢ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ذﻟﻚ‪:‬‬
‫ﻋﻦ اﻷزدي أن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻤﮫ أنّ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن إذا اﺳ ﺘﻮى ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﯿ ﺮه ﺧﺎرﺟ ﺎً إﻟ ﻰ ﺳ ﻔﺮ ﻛﺒ ﺮ‬
‫ﺛﻼﺛﺎً ﺛﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﺳﺒﺤﺎن اﻟﺬي ﺳﺨﺮ ﻟﻨ ﺎ ھ ﺬا وﻣ ﺎ ﻛﻨ ﺎ ﻟ ﮫ ﻣﻘ ﺮﻧﯿﻦ وإﻧ ﺎ إﻟ ﻰ رﺑﻨ ﺎ ﻟﻤﻨﻘﻠﺒ ﻮن "‪ ،‬اﻟﻠﮭ ﻢ إﻧ ﺎ ﻧﺴ ﺄﻟﻚ ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﺮﻧﺎ ھ ﺬا اﻟﺒ ﺮ‬
‫واﻟﺘﻘﻮى‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ھﻮن ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺳﻔﺮﻧﺎ ھﺬا واﻃﻮِ ﻋﻨﺎ ﺑﻌﺪه‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ اﻟﺼﺎﺣﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ‪ ،‬واﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ﻓﻲ اﻷھ ﻞ‪،‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ وَﻋﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ‪ ،‬وﻛﺂﺑﺔ اﻟﻤﻨﻘﻠ ﺐ‪ ،‬وﺳ ﻮء اﻟﻤﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻷھ ﻞ واﻟﻤ ﺎل" وإذا رﺟ ﻊ ﻗ ﺎﻟﮭﻦ وزاد ﻓ ﯿﮭﻦ‪" :‬آﯾﺒ ﻮن‬
‫ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﻟﺮﺑﻨﺎ ﺣﺎﻣﺪون"‪.‬أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨ ﺖ ﺣﻜ ﯿﻢ اﻟﺴﱡ ﻠﯿﻤﯿﺔ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻧ ﺰل ﻣﻨ ﺰﻻً ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬أﻋ ﻮذ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت اﷲ‬
‫اﻟﺘﺎﻣﺎت ﻛﻠﱢﮭﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻢ ﯾﻀﺮه ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺗﺤﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﮫ ذﻟﻚ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﺎ داود‪.‬‬

‫أﺑﻮاب اﻟﺠﻤﻌﺔ‬

‫‪٩٨‬‬
 ‫ﺑﺎب ﻓﻲ ﻓﻀﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﺧﯿﺮ ﯾﻮم ﻃﻠﻌﺖ ﻓﯿ ﮫ اﻟﺸ ﻤﺲ ﯾ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‪:‬‬
‫ﻓﯿ ﮫ ﺧُﻠ ﻖ آدم ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺴ ﻼم‪ ،‬وﻓﯿ ﮫ أُدﺧ ﻞ اﻟﺠﻨ ﺔ‪ ،‬وﻓﯿ ﮫ أُﺧ ﺮج ﻣﻨﮭ ﺎ وﻻ ﺗﻘ ﻮم اﻟﺴ ﺎﻋﺔ إﻻ ﻓ ﻲ ﯾ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ" رواه ﻣﺴ ﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻟﺴ ﺎﻋﺔ ﻻ ﯾﻮاﻓﻘﮭ ﺎ ﻋﺒ ﺪ ﻣﺴ ﻠﻢ ﯾﺴ ﺄل اﷲ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﺧﯿﺮاً إﻻ أﻋﻄﺎه إﯾﺎه" "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬اﻟﺠﻤﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻛﻔﺎرة ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣ ﺎﻟﻢ ﺗُﻐ ﺶ‬
‫اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ" واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣١٠٥‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﻘﻮم ﯾﺘﺨﻠﻔﻮن ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻘﺪ ھﻤﻤﺖ أن آﻣﺮ رﺟﻼً‬
‫ﯾُﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس‪ ،‬ﺛﻢ أُﺣَﺮﱢق ﻋﻠﻰ رﺟﺎل ﯾﺘﺨﻠﻔﻮن ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة واﺑﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أﻧﮭﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻰ أﻋ ﻮاد ﻣﻨﺒ ﺮه ‪" :‬‬
‫ﻟﯿﻨﺘﮭﯿﻦ أﻗﻮام ﻋﻦ وَدْﻋِﮭِﻢُ اﻟﺠﻤﻌﺎت أو ﻟﯿﺨﺘﻤﻦ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﺛﻢ ﻟَﯿَﻜُﻮﻧُﻦﱠ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﻓﻠﯿﻦ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ودﻋﮭﻢ‪ :‬أي ﺗﺮﻛﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺠﻌﺪ اﻟﻀﻤﺮي ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ ﺗﺮك ﺛﻼث ﺟﻤﻊ ﺗﮭﺎوﻧﺎً ﻃﺒ ﻊ اﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻠﺒ ﮫ"‬
‫رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ‪ ،‬ﺣﺴﱠﻨَﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ )‪. (١٣٧١‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻌﺮاﻗﻲ واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﮫ أﻧﮫ ﯾﺼﯿﺮ ﻗﻠﺒﮫ ﻗﻠﺐ ﻣﻨﺎﻓﻖ وﻗﺪ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﯿﻦ "ﻓﻄﺒ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻠ ﻮﺑﮭﻢ‬
‫ﻓﮭﻢ ﻻ ﯾﻔﻘﮭﻮن"‪) .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪.(٢٢٣ = ٣‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﻦ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ وﻣﻦ ﻻ ﺗﺠﺐ‬

‫ﻋﻦ ﻃﺎرق ﺑﻦ ﺷﮭﺎب رﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺣﻖ واﺟﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ إﻻ أرﺑﻌﺔ‪ :‬ﻋﺒﺪاً ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ‪ ،‬أو اﻣﺮأة ‪ ،‬أو ﺻﺒﯿﺎً أو ﻣﺮﯾﻀﺎً " رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣١٠٦‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨ ﺪاء" رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﻤﻌﺔ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺪاء )ﻧﯿﻞ‬
‫اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪(٢٢٥ = ٣‬‬
‫ﻋﻦ ﺣﻔﺼﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬رواح اﻟﺠﻤﻌﺔ واﺟﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ ﻣﺤ ﺘﻠﻢ‪ .‬رواه اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‬
‫وﻏﯿﺮه واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣٥١٥‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺘﻨﻈﯿﻒ واﻟﺘﺒﻜﯿﺮ‬

‫ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﻐﺘﺴ ﻞ رﺟـــــ ـﻞ ﯾـ ـﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ وﯾﺘﻄﮭ ﺮ ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣ ﻦ‬
‫ﻃُﮭﺮ وﯾُﺪﱠھﻦ ﻣﻦ دُھﻨﮫ أو ﯾﻤﺲ ﻣﻦ ﻃﯿـــــﺐ ﺑﯿﺘﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺨﺮج ﻓﻼ ﯾﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻣﺎ ﻛُﺘﺐ ﻟﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻨﺼﺖ إذا ﺗﻜﻠﻢ اﻹﻣ ﺎم‬
‫إﻻ ﻏُﻔِﺮَ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻷﺧﺮى" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ اﻏﺘﺴﻞ ﺛﻢ أﺗﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺼﻠﻰ ﻣﺎ ﻗُﺪﱢر ﻟ ﮫ ‪،‬‬
‫ﺛﻢ أﻧﺼﺖ ﺣﺘﻰ ﯾﻔﺮغ اﻹﻣﺎم ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺘﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﻏﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻷﺧﺮى‪ ،‬وﻓﻀﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻗﺎل‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺗﻮﺿﺄ ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﻮﺿﻮء ﺛﻢ أﺗﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺎﺳﺘﻤﻊ وأﻧﺼﺖ ﻏﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮫ‬
‫وﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ وزﯾﺎدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وﻣﻦ َﻣﺲﱠ اﻟﺤﺼﻰ ﻓﻘﺪ ﻟﻐﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫] ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺲ اﻟﺤﺼﻰ‪ :‬أي ﺳﻮاه ﻟﻠﺴﺠﻮد [ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬إذا ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻚ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أﻧﺼﺖ واﻹﻣﺎم‬
‫ﯾﺨﻄﺐ ﻓﻘﺪ ﻟﻐﻮت" "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬ﻣ ﻦ اﻏﺘﺴ ﻞ ﯾ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻏُﺴ ﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑ ﺔ ﺛ ﻢ راح ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ‬
‫ﻗَﺮﱠبَ ﺑَﺪَﻧَﺔً‪ ،‬وﻣﻦ راح ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗَﺮﱠبَ ﺑﻘﺮة‪ ،‬وﻣﻦ راح ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ ﻗَ ﺮﱠبَ ﻛﺒﺸ ﺎً أﻗ ﺮن‪ ،‬وﻣ ﻦ راح ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ ﻗَ ﺮﱠبَ دﺟﺎﺟ ﺔ‪ ،‬وﻣ ﻦ راح ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ ﻗَ ﺮﱠبَ ﺑﯿﻀ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺧ ﺮج اﻹﻣ ﺎم ﺣﻀ ﺮت اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ‬
‫ﯾﺴﻤﻌﻮن اﻟﺬﻛﺮ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ‪ :‬أي ﻏﺴﻼً ﻛﻐﺴﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔ ﺘﺢ وﻇ ﺎھﺮه أن اﻟﺘﺸ ﺒﯿﺔ ﻟﻠﻜﯿﻔﯿ ﺔ ﻻ ﻟﻠﺤﻜ ﻢ‪ .‬ﺛ ﻢ راح ‪ :‬زاد أﺻ ﺤﺎب‬
‫اﻟﻤﻮﻃﺄ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ] ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ [‪.‬‬
‫ﻗَﺮﱠبَ ﺑَﺪَﻧَﺔً‪ :‬أي ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺗﺼﺪق ﺑﮭﺎ ﺗﻘﺮﺑﺎً ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬واﻟﺒﺪﻧﺔ ھ ﻲ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ‪) .‬اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻷوﻟ ﻰ ‪ -‬اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ‪ ..‬اﻟ ﺦ ( وﻗ ﺪ ﻗﯿ ﻞ اﻟﻤ ﺮاد‬
‫ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎت ھﻨﺎ ﺑﯿﺎن ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺘﺒﻜﯿﺮ ﻣﻦ أول اﻟﻨﮭﺎر إﻟﻰ اﻟﺰوال وأﻧﮭﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺧﻤﺲ ‪ ..‬وﻗﯿﻞ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﯾﺤﻀﺮ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻔﺮ‪ :‬ﻓﺮﺟ ﻞ ﺣﻀ ﺮھﺎ ﺑﻠﻐ ﻮ‪ ،‬ﻓ ﺬﻟﻚ ﺣﻈ ﮫ ﻣﻨﮭ ﺎ ‪،‬‬
‫ورﺟﻞ ﺣﻀﺮھﺎ ﺑﺪﻋﺎء ﻓﮭﻮ رﺟﻞ دﻋﺎ اﷲ‪ ،‬إن ﺷﺎء أﻋﻄﺎه‪ ،‬وإن ﺷﺎء ﻣﻨﻌﮫ‪ ،‬ورﺟﻞ ﺣﻀﺮھﺎ ﺑﺈﻧﺼﺎت وﺳﻜﻮت وﻟﻢ ﯾﺘﺨﻂ رﻗﺒﺔ ﻣﺴﻠﻢ‪،‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﺆذِ أﺣﺪاً‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻛﻔﺎرة إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿﮭﺎ وزﯾﺎدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺄن اﷲ ﯾﻘﻮل‪ " :‬ﻣﻦ ﺟ ﺎء ﺑﺎﻟﺤﺴ ﻨﺔ ﻓﻠ ﮫ ﻋﺸ ﺮ أﻣﺜﺎﻟﮭ ﺎ"‬
‫رواه أﺑﻮ داود وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(١٣٩٦‬‬

‫‪٩٩‬‬
‫ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻗ ﺎل‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬إذا ﻧﻌ ﺲ أﺣ ﺪﻛﻢ ﯾ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻓﻠﯿﺘﺤ ﻮل ﻣ ﻦ ﻣﺠﻠﺴ ﮫ ذﻟ ﻚ" رواه‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (١٣٩٤‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﻘﯿﻤﻦ أﺣﺪﻛﻢ أﺧﺎه ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾُﺨﺎﻟﻒ إﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪه‪ ،‬ﻓﯿﻘﻌﺪ‬
‫ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﯾﻘﻮل‪ :‬اﻓﺴﺤﻮا" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﺴﺒّﺎق ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻊ " ﯾﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ إن ھﺬا ﯾﻮم‬
‫ﺟﻌﻠﮫ اﷲ ﻋﯿﺪاً ﻓﺎﻏﺘﺴﻠﻮا‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﺎن ﻋﻨﺪه ﻃﯿﺐ ﻓﻼ ﯾﻀﺮه أن ﯾﻤﺲ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻋﻠﯿﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮاك" رواه ﻣﺎﻟﻚ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻋ ﻦ‬
‫أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻟﺸﺎھﺪه ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻓﻲ "اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﻟﻠﻄﺒﺮاﻧﻲ" اﻧﻄﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ ‪. ١٣٩٨‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﻨﻔﻞ ﻗﺒﻠﮭﺎ‪-:‬‬

‫ﯾُﺴَﻦﱡ اﻟﺘﻨﻔﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﺨ ﺮج اﻹﻣ ﺎم ﻓﯿﻜ ﻒ ﻋﻨ ﮫ ﺑﻌ ﺪ ﺧﺮوﺟ ﮫ إﻻ ﺗﺤﯿ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﺗﺼ ﻠﻰ أﺛﻨ ﺎء اﻟﺨﻄﺒ ﺔ ﻣ ﻊ‬
‫ﺗﺨﻔﯿﻔﮭﺎ ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ اﻏﺘﺴﻞ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺼﻠﻰ ﻣﺎ ﻗُﺪﱢرَ ﻟﮫ‪ ،‬ﺛﻢ أﻧﺼﺖ ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﻔﺮغ اﻹﻣﺎم ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺘﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺼﻠﻰ ﻣﻌﮫ ﻏُﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻷﺧﺮى وﻓﻀﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬دﺧﻞ رﺟﻞ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ورﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﻄﺐ ﻓﻘﺎل‪" :‬ﺻﻠﯿﺖ" ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫"ﻓﺼﻞ رﻛﻌﺘﯿﻦ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ‪" :‬إذا ﺟﺎء أﺣﺪﻛﻢ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻹﻣﺎم ﯾﺨﻄﺐ ﻓﻠﯿﺮﻛﻊ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ وﻟﯿﺘﺠ ﻮّز ﻓﯿﮭﻤ ﺎ" رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ‪" :‬إذا ﺟﺎء أﺣﺪﻛﻢ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻗﺪ ﺧﺮج اﻹﻣﺎم ﻓﻠﯿﺼﻞ رﻛﻌﺘﯿﻦ" "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺮﺟﻞ أﺣﻖ ﺑﻤﺠﻠﺴﮫ وآداب اﻟﺠﻠﻮس واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻄﻲ إﻻ ﻟﺤﺎﺟﺔ‬

‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾُﻘﯿﻤﻦ أﺣﺪﻛﻢ أﺧﺎه ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺛﻢ ﯾُﺨﺎﻟﻒ إﻟﻰ‬
‫ﻣﻘﻌﺪه ﻓﯿﻘﻌﺪ ﻓﯿﮫ وﻟﻜﻦ ﯾﻘﻮل‪ :‬اﻓﺴﺤﻮا " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬وﻷﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ "ﻛﺎن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ إذا ﻗﺎم ﻟﮫ رﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﮫ ﻟﻢ ﯾﺠﻠﺲ ﻓﯿﮫ" ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﺟﺎء رﺟﻞ ﯾﺘﺨﻄﻰ رﻗﺎب اﻟﻨﺎس ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﻄ ﺐ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﺟﻠﺲ ﻓﻘﺪ آذﯾﺖ وآﻧﯿﺖ" رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤ ﺔ وﻏﯿ ﺮه‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (١٥٣‬ﻣﻌﻨﻰ آﻧﯿﺖ ‪ :‬أي أﺑﻄﺄت وﺗﺄﺧﺮت‪.‬‬
‫‪ ...‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻛﺮاھﺔ ﺗﺨﻄﻲ اﻟﺮﻗﺎب ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ إﻻ أﻧﮫ ﯾﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻹﻣﺎم أو ﻣﻦ ﻛﺎن ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻓﺮﺟﺔ ﻻ ﯾﺼﻞ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻲ‪ ،‬وأﯾﻀﺎً ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻌﮫ اﻟﺬي ﻗﺎم ﻣﻨﮫ ﻟﻀﺮورة ﺑﺸﺮط أن ﯾﺘﺠﻨﺐ أذى اﻟﻨﺎس ﻓﻌﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﺻﻠﯿﺖ وراء رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺼﺮ ﺛﻢ ﻗﺎم ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻓﺘﺨﻄﻰ رﻗﺎب اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺣُﺠﺮ ﻧﺴﺎﺋﮫ ﻓﻔﺰع اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺘﮫ‪ ،‬ﻓﺨﺮج ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﺮأى أﻧﮭﻢ ﻗﺪ ﻋﺠﺒﻮا ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺘﮫ ﻓﻘﺎل‪ :‬ذﻛﺮت ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ﺗِﺒْﺮٍ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻜﺮھﺖ‬
‫أن ﯾﺤﺒﺴﻨﻰ ﻓﺄﻣﺮت ﺑﻘﺴﻤﺘﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺗِﺒْﺮ‪ :‬اﻟﺬھﺐ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾَﺼْﻒُ وﻟﻢ ﯾُﻀﺮب‪.‬‬
‫ﻓﻜﺮھﺖ أن ﯾﺤﺒﺴﻨﻲ‪ :‬أي ﻛﺮھﺖ أن ﯾﺸﻐﻠﻨﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺟﮫ واﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺬا ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﺗﺴﻠﯿﻢ اﻹﻣﺎم إذا رﻗﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ واﻟﺘﺄذﯾﻦ إذا ﺟﻠﺲ ﻋﻠﯿﮫ واﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﯿﻦ‬
‫ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن إذا ﺻﻌﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﺳﻠﻢ ‪ .‬رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪،‬‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬اﻟﻨﺪاء ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أوﻟﮫ إذا ﺟﻠ ﺲ اﻹﻣ ﺎم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺒ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻋﮭ ﺪ رﺳ ﻮل ا ﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﺜﻤﺎن وﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس زاد اﻟﻨﺪاء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوراء‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻣﺆذن ﻏﯿﺮ واﺣﺪ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود‪ ...‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﮭﻢ ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺜﻤﺎن وﻛَﺜُﺮُوا أﻣﺮ ﻋﺜﻤﺎن ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ‬
‫ﺑﺎﻷذان اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻓﺄذن ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوراء ﻓﺜﺒﺖ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ .‬وﻷﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ‪ :‬ﻛـــــ ـﺎن ﺑ ﻼل ﯾ ﺆذن إذا ﺟﻠ ﺲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﺒ ﺮ‬
‫وﯾﻘﯿﻢ إذا ﻧﺰل‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬زاد اﻟﻨﺪاء اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﺎﻟﻨﺪاء اﻷول وﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺘﺄذﯾﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻣﺮ ﺑﮫ ﻋﺜﻤﺎن وﻻ ﻣﻨﺎﻓﺎة ﻷﻧﮫ ﺳﻤﻰ ﺛﺎﻟﺜﺎً‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻛﻮﻧﮫ ﻣﺰﯾﺪاً ﻋﻠﻰ أذاﻧﻲ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ وأوﻻً ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻛﻮن ﻓﻌﻠﮫ ﻣﻘﺪﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ وﺛﺎﻧﯿﺎً ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻷذان اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻻ‬
‫اﻹﻗﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺆذن ﻏﯿﺮ واﺣﺪ‪ :‬ھﺬا اﻟﻘﻮل ﻗﺪ ﯾﻈﮭﺮ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻨﺎف ﻟﻤﺎ اﺷﺘﮭﺮ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆذﻧﯿﻦ ﻣﻨﮭﻢ ﺑﻼل واﺑﻦ أم ﻣﻜﺜ ﻮم وﺳ ﻌﺪ اﻟﻘ ﺮظ وأﺑ ﻮ ﻣﺤ ﺬورة‪ ،‬وأﺟﯿ ﺐ ﺑﺄﻧ ﮫ أراد ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ وﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ وﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ أن اﺑﻦ ﻣﻜﺘﻮم ﻛﺎن ﯾﺆذن ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻞ اﻟﺬي ورد ﻋﻨﮫ اﻟﺘﺄذﯾﻦ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻼل ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ وﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪ‬
‫رﺳﻮل ا ﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﺑﻮ ﻣﺤﺬورة ﺟﻌﻠﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺆذﻧﺎً ﺑﻤﻜﺔ وﺳﻌﺪ ﺟﻌﻠﮫ ﺑﻘﺒﺎء‪.‬‬
‫اﻟﺰوراء‪ :‬ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻧﻈﺮ )ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر = م‪ ٢‬ج‪.(٢٦٣ = ٣‬‬

‫أرﻛﺎن اﻟﺨﻄﺒﺔ‪:‬‬

‫ﺑﺎب اﺷﺘﻤﺎل اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ واﻟﻘﺮاءة‬

‫‪١٠٠‬‬
 ‫ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﯾﺤﻤﺪ اﷲ وﯾﺜﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻤﺎ ھﻮ أھﻠﮫ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن إذا ﺗﺸﮭﺪ ﻗﺎل‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻧﺴﺘﻌﯿﻨﮫ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه وﻧﻌﻮذ ﺑ ﺎﷲ ﻣ ﻦ‬
‫ﺷﺮور أﻧﻔﺴﻨﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﯾﮭﺪه اﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻀﻠﻞ ﻓ ﻼ ھ ﺎدي ﻟ ﮫ‪ ،‬وأﺷ ﮭﺪ أن ﻻ إﻟ ﮫ إﻻ اﷲ‪ ،‬وأﺷ ﮭﺪ أن ﻣﺤﻤ ﺪاً ﻋﺒ ﺪه ورﺳ ﻮﻟﮫ‪،‬‬
‫أرﺳﻠﮫ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺑﺸﯿﺮاً وﻧﺬﯾﺮاً ﺑﯿﻦ ﯾﺪي اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﯾﻄﻊ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ورﺳﻮﻟﮫ ﻓﻘﺪ رﺷﺪ وﻣﻦ ﯾﻌﺼﮭﻤﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻀﺮ إﻻ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻀﺮ‬
‫اﷲ ﺷﯿﺌﺎً" رواه أﺑﻮ داود‪ .‬وﻗﺪ ﺻﺤﺢ إﺳﻨﺎد ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ﻗﻮﻟﮫ‪ :‬وﻣﻦ ﯾﻌﺼﮭﻤﺎ‪ :‬ﻓﯿﮫ ﺟﻮاز اﻟﺘﺸﺮﯾﻚ ﺑﯿﻦ ﺿﻤﯿﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ورﺳﻮﻟﮫ وﯾﺆﯾﺪ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻠﻔﻆ‪" :‬أن ﯾﻜﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ أﺣﺐ إﻟﯿﮫ ﻣﻤﺎ ﺳﻮاھﻤﺎ" وﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﮫ أﯾﻀﺎً أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ ﻣﻨﺎدﯾﺎً‬
‫ﯾﻨﺎدي ﯾﻮم ﺧﯿﺒﺮ أن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﯾﻨﮭﯿﺎﻧﻜﻢ ﻋﻦ ﻟﺤﻮم اﻟﺤﻤﺮ اﻷھﻠﯿﺔ‪ .‬وأﻣﺎ ﻓﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ ﻣﺴ ﻠﻢ وﺳ ﻨﻦ أﺑ ﻲ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ أن ﺧﻄﯿﺒﺎً ﺧﻄﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﻦ ﯾُﻄﻊ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻓﻘﺪ رﺷﺪ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻌﺼﮭﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﻏ ﻮى‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺑﺌﺲ اﻟﺨﻄﯿﺐ أﻧﺖ ﻗﻞ وﻣﻦ ﯾﻌﺼﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ورﺳﻮﻟﮫ ﻓﻘﺪ ﻏﻮى" ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯿﺎض‬
‫وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌُﻠﻤﺎء أنّ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﻧﻤ ﺎ أﻧﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻄﯿ ﺐ ﺗﺸ ﺮﯾﻜﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﻤﯿﺮ اﻟﻤﻘﺘﻀ ﻲ ﻟﻠﺘﺴ ﻮﯾﺔ وأﻣ ﺮه‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻄﻒ ﺗﻌﻈﯿﻤﺎً ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ اﺳﻤﮫ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻵﺧﺮ " ﻻ ﯾﻘﻞ أﺣﺪﻛﻢ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ وﺷﺎء ﻓ ﻼن‪،‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﻟﯿﻘﻞ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ﺛﻢ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻓﻼن"‪ ... .‬وﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻘﺎل أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻧﻤﺎ أﻧﻜﺮ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﯿﺐ اﻟﺘﺸﺮﯾﻚ‬
‫ﻷﻧﮫ ﻓﮭﻢ ﻣﻨﮫ اﻋﺘﻘﺎد اﻟﺘﺴﻮﯾﺔ ﻓﻨﺒﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﻌﺘﻘﺪه وأﻣﺮه ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ اﺳﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟ ﯿﻌﻠﻢ‬
‫ﻓﺴﺎد ﻣﺎ اﻋﺘﻘﺪه ‪) .‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ٢‬ج‪.(٢٦٥ = ٣‬‬
‫ﻋﻦ أم ھﺸﺎم ﺑﻨﺖ ﺣﺎرﺛﺔ ﺑﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻣﺎ أﺧﺬت ق واﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ إﻻ ﻋﻦ ﻟﺴﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮؤھﺎ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ إذا ﺧﻄﺐ اﻟﻨﺎس‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫ﺑﺎب ھﯿﺂت اﻟﺨﻄﺒﺘﯿﻦ وآداﺑﮭﻤﺎ‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺨﻄ ﺐ ﯾ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻗﺎﺋﻤ ﺎً ﺛ ﻢ ﯾﺠﻠ ﺲ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻘ ﻮم ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﯾﻔﻌﻠﻮن اﻟﯿﻮم ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﻄﺐ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺛﻢ ﯾﺠﻠﺲ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮم ﻓﯿﺨﻄﺐ ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻗﺎل‬
‫إﻧﮫ ﯾﺨﻄﺐ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﻘﺪ ﻛﺬب‪ ،‬ﻓﻘﺪ واﷲ ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻌﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻔﻲ ﺻﻼة‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﺣﺰن اﻟﻜَﻠَﻔِﻲﱢ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺪﻣﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺳ ﺎﺑﻊ ﺳ ﺒﻌﺔ أو ﺗﺎﺳ ﻊ ﺗﺴ ﻌﺔ ﻓﻠﺒﺜﻨ ﺎ ﻋﻨ ﺪه‬
‫أﯾﺎﻣﺎً ﺷﮭﺪﻧﺎ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻘﺎم رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻣﺘﻮﻛﺌ ﺎً ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮس أو ﻗ ﺎل ﻋﻠ ﻰ ﻋﺼ ﺎ‪ ،‬ﻓﺤﻤ ﺪ اﷲ وأﺛﻨ ﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫ﻛﻠﻤﺎت ﺧﻔﯿﻔﺎت ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺒﺎرﻛﺎت‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل‪ :‬أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﻔﻌﻠﻮا وﻟﻦ ﺗﻄﯿﻘﻮا ﻛﻞ ﻣﺎ أُﻣِﺮﺗﻢ ﺑﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺳَﺪﱢدوا وأﺑﺸﺮوا‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ‬
‫وأﺑﻮ داود واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺳﻨﺪه ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ص ‪.٧٨‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺎر ﺑﻦ ﯾﺎﺳ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل‪ :‬ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ‪" :‬إن ﻃ ﻮل ﺻ ﻼة اﻟﺮﺟ ﻞ‪،‬‬
‫وﻗﺼﺮ ﺧﻄﺒﺘﮫ ﻣَﺌِﻨﱠﺔٌ ﻣﻦ ﻓﻘﮭﮫ‪ ،‬ﻓﺄﻃﯿﻠﻮا اﻟﺼﻼة وأﻗﺼﺮوا اﻟﺨﻄﺒﺔ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﻣَﺌِﻨﱠﺔٌ ‪ :‬أي ﻋﻼﻣﺔ‬
‫ﻃﻮل ﺻﻼة اﻟﺮﺟﻞ‪ :‬اﻟﻤﺮاد ھﻨﺎ ﺑﺈﻃﺎﻟﺔ اﻟﺼﻼة اﻹﻃﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﯿﻦ وراء اﻹﻣﺎم ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻼة رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗﺼ ﺪاً وﺧﻄﺒﺘ ﮫ ﻗﺼ ﺪاً‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﺎ داود‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺼﺪاً‪ :‬أي ﺗﺮك اﻹﻃﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺸﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﺧﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺧﻄﺐ اﺣﻤﺮت ﻋﯿﻨﺎه‪ ،‬وﻋﻼ ﺻ ﻮﺗﮫ‪ ،‬واﺷ ﺘﺪ ﻏﻀ ﺒﮫ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﻛﺄﻧﮫ ﻣﻨﺬر ﺟﯿﺶ ﯾﻘﻮل‪ :‬ﺻﺒﺤﻜﻢ وﻣﺴﺎﻛﻢ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم واﻹﻣﺎم ﯾﺨﻄﺐ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬إذا ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻚ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أﻧﺼﺖ واﻹﻣﺎم ﯾﺨﻄﺐ‬
‫ﻓﻘﺪ ﻟﻐﻮت‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﯾﺤﻀﺮ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻔﺮ‪ :‬ﻓﺮﺟﻞ ﺣﻀﺮھﺎ ﺑﻠﻐﻮ‪ ،‬ﻓﺬﻟﻚ ﺣﻈ ﮫ‬
‫ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ورﺟﻞ ﺣﻀﺮھﺎ ﺑﺪﻋﺎء ﻓﮭﻮ رﺟﻞ دﻋﺎ اﷲ‪ ،‬إن ﺷﺎء أﻋﻄﺎه‪ ،‬وإن ﺷﺎء ﻣﻨﻌﮫ‪ ،‬ورﺟﻞ ﺣﻀﺮھﺎ ﺑﺈﻧﺼﺎت وﺳﻜﻮت‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺘﺨﻂ رﻗﺒﺔ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وﻟﻢ ﯾﺆذ أﺣﺪاً‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻛﻔﺎرة إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿﮭ ﺎ وزﯾ ﺎدة ﺛﻼﺛ ﺔ أﯾ ﺎم‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﺑ ﺄن اﷲ ﯾﻘ ﻮل ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﺟ ﺎء ﺑﺎﻟﺤﺴ ﻨﺔ ﻓﻠ ﮫ ﻋﺸ ﺮ‬
‫أﻣﺜﺎﻟﮭﺎ" رواه أﺑﻮ داود ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ] ‪. [ ١٣٩٦‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺪرداء رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﺟﻠﺲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس وﺗﻼ آﯾﺔ‪ ،‬وإﻟﻰ‬
‫ﺟﻨﺒﻲ أُﺑﻲّ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ﻟﮫ ‪ :‬ﯾﺎ أُﺑﻲّ ﻣﺘﻰ أﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ؟ ﻓﺄﺑﻰ أن ﯾﻜﻠﻤﻨﻲ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﺘﮫ‪ ،‬ﻓ ﺄﺑﻰ أن ﯾﻜﻠﻤﻨ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺰل رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ أُﺑﻲﱡ ‪ :‬ﻣﺎ َﻟﻚَ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﺘﻚ إﻻ ﻣﺎ ﻟﻐﯿﺖ ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺼﺮف رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺟﺌﺘﮫ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﮫ‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺻﺪق أﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺳﻤﻌﺖ إﻣﺎﻣﻚ ﯾﺘﻜﻠﻢ ﻓﺄﻧﺼﺖ ﺣﺘﻰ ﯾﻔﺮغ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺧﺮﺟﮫ أﯾﻀﺎً اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ذر ‪] .‬‬
‫اﻧﻈﺮ اﻹرواء م ‪ ٣‬ص ‪. [ ٨٠‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾُﻘﺮأ ﺑﮫ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻓﻲ ﺻﺒﺢ ﯾﻮﻣﮭﺎ‬

‫‪١٠١‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ راﻓﻊ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬اﺳﺘﺨﻠﻒ ﻣﺮوان أﺑﺎ ھﺮﯾ ﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ وﺧ ﺮج إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ﻓﺼ ﻠﻰ ﻟﻨ ﺎ أﺑ ﻮ‬
‫ھﺮﯾﺮة ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻓﻘ ﺮأ ﺑﻌ ﺪ ﺳ ﻮرة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺮﻛﻌ ﺔ اﻵﺧ ﺮة ‪ " :‬إذ ﺟ ﺎءك اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﻮن‪ " ...‬ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﮫ ﺣ ﯿﻦ اﻧﺼ ﺮف إﻧ ﻚ ﻗ ﺮأت‬
‫ﺳ ﻮرﺗﯿﻦ ﻛ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﯾﻘ ﺮأ ﺑﮭﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻮﻓ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬إﻧ ﻲ ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﺮأ ﺑﮭﻤ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺠﻤﻌـــــــــﺔ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﯿﻦ ﺑﺸﯿﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وﺳﺄﻟﮫ اﻟﻀﺤﺎك‪ ،‬ﻣﺎ ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺳﻮرة‬
‫اﻟﺠﻤﻌﺔ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ‪ :‬ھﻞ أﺗﺎك ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻐﺎﺷﯿﺔ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺸﯿﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ واﻟﺠﻤﻌﺔ‪ :‬ﺑﺴﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ‪،‬‬
‫وھﻞ أﺗﺎك ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻐﺎﺷﯿﺔ‪ .‬ﻗﺎل وإذا اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻌﯿﺪ واﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﯾﻮم واﺣﺪ ﯾﻘﺮأ ﺑﮭﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼﺗﯿﻦ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ اﻟﺒﺨ ﺎري واﺑ ﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫∼‬
‫وﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾﻘ ﺮأ ﯾ ﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼة اﻟﺼُ ﺒﺢ ] أﻟ ـﻢ‬
‫ﻧﺰﯾﻞ ‪ ،‬وھﻞ أﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن [ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ] ﺑﺴﻮرة اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ [ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ داود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ] أﻟــﻢ ﺗﻨﺰﯾﻞ ‪،‬‬
‫وھﻞ أﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن [‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﺎ داود ﻟﻜﻨﮫ ﻟﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪.‬‬
‫∼‬
‫ﺑﺎب اﻧﻔﻀﺎض اﻟﻌﺪد أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة أو اﻟﺨﻄﺒﺔ‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺨﻄﺐ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻓﺠ ﺎءت ﻋِﯿ ﺮٌ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺎم ﻓﺎﻧﻔﺘ ﻞ‬
‫اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ إﻻ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ رﺟﻼً ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪ " :‬وإذا رأوا ﺗﺠﺎرة أو ﻟﮭﻮاً اﻧﻔﻀﻮا إﻟﯿﮭﺎ وﺗﺮﻛﻮك‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎً "‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ‪:‬‬
‫أﻗﺒﻠﺖ ﻋﯿﺮ وﻧﺤﻦ ﻧﺼﻠﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻔﺾﱠ اﻟﻨﺎس إﻻ اﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ رﺟﻼً‪ ،‬ﻓﻨﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ وإذا رأوا‬
‫ﺗﺠﺎرة أو ﻟﮭﻮاً اﻧﻔﻀﻮا إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺗﺮﻛﻮك ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬اﻧﻔﺘﻞ‪ :‬أي اﻧﻔﺾ‪.‬‬
‫ﻋِﯿﺮ ‪ :‬وھﻲ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﺠﺎرة ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻛﺎﻧﺖ أو ﻏﯿﺮه وھﻲ ﻣﺆﻧﺜﺔ ﻻ واﺣﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻟﻔﻈﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﻟﺼﻼة ﺑﻌﺪ اﻟﺠﻤﻌﺔ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬إذا ﺻﻠﻰ أﺣﺪﻛﻢ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻠﯿﺼﻞ ﺑﻌﺪھﺎ أرﺑﻊ رﻛﻌﺎت‪.‬‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾﺼ ﻠﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﮫ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻌﯿﺪ واﻟﺠﻤﻌﺔ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪":‬ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﯾ ﻮﻣﻜﻢ ھ ﺬا ﻋﯿ ﺪان‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ‬
‫ﺷﺎء أﺟﺰأه ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ وإﻧﺎ ﻣﺠﻤﻌﻮن إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠ ﻰ أن ﺻ ﻼة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﯾ ﻮم اﻟﻌﯿ ﺪ ﯾﺠ ﻮز ﺗﺮﻛﮭ ﺎ‪) .‬ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر م‪ ٢‬ج‪ (٢٨٢ = ٣‬وﯾُﺴ ﺘﺤﺐ ﻟﻺﻣ ﺎم أن ﯾﻘ ﯿﻢ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‬
‫ﻟﯿﺸﮭﺪھﺎ ﻣﻦ ﺷﺎء ﺷﮭﻮدھﺎ‪ ،‬واﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ﻓﺬھﺐ ا ﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ وﺟﻮب ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ‪ ،‬وذھﺐ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء إﻟ ﻰ‬
‫ﻋﺪم وﺟﻮب ﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ﺑﻞ إﻟﻰ ﺳﻘﻮﻃﮭﺎ ﻟﻤﺎ رواه أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ اﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﯿ ﺮ أﻧ ﮫ ﻗ ﺎل‪ :‬ﻋﯿ ﺪان اﺟﺘﻤﻌ ﺎ ﻓ ﻲ ﯾ ﻮم واﺣ ﺪ‬
‫ﻓَﺠَﻤَﻌَﮭُﻤﺎ ﻓﺼﻼھﻤﺎ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻜﺮة‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺰد ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮاب‪.‬‬

‫ﺑﺎب إدراك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ أو دوﻧﮭﺎ‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻠﯿﻀﻒ إﻟﯿﮭﺎ أﺧﺮى وﻗﺪ ﺗﻤﺖ‬
‫ﺻﻼﺗﮫ " رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٥٨٧٠‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً‪ " :‬ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻠﯿﺼﻞﱢ إﻟﯿﮭ ﺎ أﺧ ﺮى"‪ .‬رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﺪرك وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪.(٥٨٦٧‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻣﻦ أدرك ﻣﻦ ﺻﻼة رﻛﻌ ﺔ ﻓﻘ ﺪ أدرﻛﮭ ﺎ" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود‬
‫وَﺻﺤﱠﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ أﺑﻲ داود )‪. (١٠٢٦‬‬
‫وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻣﻦ أدرك رﻛﻌﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻀﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ أﺧﺮى وﺑﺬﻟﻚ ﯾﻜﻮن ﻗ ﺪ أدرك اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‪ ،‬وأن ﻣ ﻦ أدرك‬
‫أﻗﻞ ﻣﻦ رﻛﻌﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﺪرﻛﺎً ﻟﻠﺠﻤﻌﺔ وﯾﺼﻠﻰ ﻇﮭﺮاً أرﺑﻌﺎً ﻓﻲ ﻗﻮل أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ ...‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد‪ :‬ﻣ ﻦ أدرك ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‬
‫رﻛﻌﺔ ﻓﻠﯿﻀﻒ إﻟﯿﮭﺎ أﺧﺮى‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﺎﺗﺘﮫ اﻟﺮﻛﻌﺘﺎن ﻓﻠﯿﺼﻞ أرﺑﻌﺎً‪ .‬رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ :‬إذا أدرﻛ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ‬
‫رﻛﻌﺔ ﻓﺄﺿﻒ إﻟﯿﮭﺎ أﺧﺮى‪ ،‬وإن أدرﻛﺘﮭﻢ ﺟﻠﻮﺳﺎً ﻓﺼﻞﱢ أرﺑﻌﺎً‪ .‬رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪ ...‬وھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺎب اﺳﺘﺤﺒﺎب ﻗﺮاءة ﺳﻮرة اﻟﻜﮭﻒ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻟﯿﻠﺘﮫ‬

‫‪١٠٢‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺮأ ﺳﻮرة اﻟﻜﮭﻒ ﻓﻲ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أﺿﺎء ﻟﮫ اﻟﻨﻮر ﻣﺎ‬
‫ﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﻌﺘﯿﻦ" ‪ .‬رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪. [ ٦٣٤٦‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻣﻦ ﻗﺮأ ﺳﻮرة اﻟﻜﮭﻒ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أﺿﺎء ﻟﮫ اﻟﻨﻮر ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮫ‬
‫وﺑﯿﻦ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﻌﺘﯿﻖ"‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٦٣٤٧‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‬

‫ﺑﺎب اﻷﻛﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﺮوج ﻓﻲ اﻟﻔﻄﺮ دون اﻷﺿﺤﻲ‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﻧﺲ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﻐﺪو ﯾﻮم اﻟﻔﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﺄﻛﻞ ﺗﻤﺮات وﯾﺄﻛﻠﮭﻦ وﺗﺮاً‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺑﺮﯾﺪة ﻗ ﺎل‪" :‬ﻛ ﺎن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻻ ﯾﻐ ﺪو ﯾ ﻮم اﻟﻔﻄ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺄﻛ ﻞ‪ ،‬وﻻ ﯾﺄﻛ ﻞ ﯾ ﻮم اﻷﺿ ﺤﻰ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺮﺟ ﻊ" رواه‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وأﺣﻤﺪ وزاد ] ﻓﯿﺄﻛﻞ ﻣﻦ أﺿﺤﯿﺘﮫ [ ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ أﯾﻀﺎً أﺧﺮﺟ ﮫ اﺑ ﻦ ﺣﺒ ﺎن واﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ اﺑ ﻦ اﻟﻘﻄ ﺎن ‪ ،‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻜﺎة اﻟﻤﺼ ﺎﺑﯿﺢ‬
‫)‪ (١٤٤٠‬ﺑﻠﻔﻆ ‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﺨﺮج ﯾﻮم اﻟﻔﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﯾَﻄْﻌﻢ ‪ ،‬وﻻ ﯾَﻄْﻌﻢ ﯾﻮم اﻷﺿﺤﻰ ﺣﺘﻰ ﯾُﺼﻠﻲ"‪.‬‬

‫ﺧﺮوج اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺼﺒﯿﺎن إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ‪:‬‬

‫ﻟﺤﺪﯾﺚ أم ﻋﻄﯿﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪" :‬أﻣﺮﻧﺎ أن ﻧﺨﺮج اﻟﻌﻮاﺗﻖ واﻟﺤُﯿّﺾ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ ﯾﺸﮭﺪن اﻟﺨﯿﺮ ودﻋﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﯾﻌﺘﺰل اﻟﺤُ ﯿّﺾ‬
‫اﻟﻤﺼﻠﻰ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ‪:‬‬
‫ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪-:‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻛﺎن ﯾﻮم ﻋﯿﺪ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﻄﺮﯾﻖ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﺣﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﺧ ﺎﻟﻒ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ "‪.‬رواه اﻟﺒﺨ ﺎري‪ .‬واﻟﻤﺼ ﻠﻰ‪ :‬ھ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻊ‬
‫ﺑﺒﺎب اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺸﺮﻗﻲ‪ ،‬وھﺬا دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺆدي ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪه‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺆدﯾﮭﺎ‬
‫ﺧﺎرج اﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ اﻟُﻤﺼﻠّﻰ ﺑﺒﺎب اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﻼء ‪ ..‬وھﺬه ﺳﻨﺔ ﻗﺪ ھﺠﺮھﺎ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﻌﯿﺪ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺬي ﺧ ﺮج ﻓﯿ ﮫ‪ .‬رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫وﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ ﻓﻲ ﻃﺮﯾــــــــــﻖ واﻟﺮﺟﻮع ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ آﺧﺮ ﺳﻮاء ﻛﺎن إﻣﺎﻣﺎً أو ﻣﺄﻣﻮﻣﺎً‪.‬‬

‫وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ‪:‬‬

‫ﺣﺪﯾﺚ ﺟُﻨﺪب‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﻠﻲ ﺑﻨﺎ اﻟﻔﻄﺮ واﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ رﻣﺤ ﯿﻦ واﻷﺿ ﺤﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻗﯿ ﺪ رﻣ ﺢ‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ إﻧﮫ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ورد ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻓﻲ ﺗﻌﯿﯿﻦ وﻗﺖ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺗﻌﺠﯿﻞ ﺻﻼة ﻋﯿﺪ‬
‫اﻷﺿﺤﻰ وﺗﺄﺧﯿﺮ ﺻﻼة اﻟﻔﻄﺮ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻ ﺮ ﻓ ﻲ اﻹرواء )‪ (١٠١/٣‬ﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﻌﻠ ﻰ ﺑ ﻦ ھ ﻼل اﻟ ﺬي ﻓ ﻲ إﺳ ﻨﺎده اﺗﻔ ﻖ اﻟﻨﻘ ﺎد ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺗﻜﺬﯾﺒﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‪ :‬وﯾﺴﻦﱡ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻷﺿﺤﻰ ﻟﯿﺘﺴﻊ وﻗﺖ اﻟﻀﺤﯿﺔ‪ ،‬وﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﻔﻄﺮ ﻟﯿﺘﺴﻊ وﻗﺖ إﺧﺮاج ﺻﺪﻗﺔ اﻟﻔﻄﺮ وﻻ أﻋﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﺧﻼﻓﺎً‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﻗﯿﺪ رﻣﺤﯿﻦ‪ :‬أي ﻗﺪر رﻣﺤﯿﻦ‪ ،‬واﻟﺮﻣﺢ ﯾﻘﺪر ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻣﺘﺎر‪.‬‬

‫اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﯿﺪﯾﻦ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس وﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎﻻ‪ :‬ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾُﺆذن ﯾﻮم اﻟﻔﻄﺮ وﻻ ﯾﻮم اﻷﺿﺤﻰ‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﻗﺎل‪ :‬أﺧﺒﺮﻧﻲ ﺟﺎﺑﺮ أن ﻻ أذان ﻟﺼﻼة ﯾﻮم اﻟﻔﻄﺮ ﺣﯿﻦ ﯾﺨﺮج اﻹﻣﺎم وﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﯾﺨ ﺮج وﻻ إﻗﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﻻ ﻧ ﺪاء‪ ،‬وﻻﺷ ﻲء ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻧﺪاء ﯾﻮﻣﺌﺬ وﻻ إﻗﺎﻣﺔ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ﺳﻤﺮة‪" :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‪ :‬ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬وھ ﻞ آﺗ ﺎك ﺣ ﺪﯾﺚ اﻟﻐﺎﺷ ﯿﺔ" رواه أﺣﻤ ﺪ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪. (٦٤٤‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﻄﺮ ﺳﺒﻊ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ وﺧﻤﺲٌ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ ،‬واﻟﻘ ﺮاءة‬
‫ﺑﻌﺪھﻤﺎ ﻛﻠﺘﯿﮭﻤﺎ" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٠١٤‬‬
‫‪ ...‬ھﺬا وﻗﺪ ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻜﺒﺮ ﺳﺒﻊ ﺗﻜﺒﯿ ﺮات ﻓ ﻲ اﻟﺮﻛﻌ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺪ ﺗﻜﺒﯿ ﺮة اﻹﺣ ﺮام وﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ﺧﻤ ﺲ‬
‫ﺗﻜﺒﯿﺮات ﻏﯿﺮ ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻟﻘﯿﺎم‪ .‬أﻣﺎ رﻓﻊ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺗﻜﺒﯿﺮة ﻓﻠﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وروي ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮ واﺑﻨ ﮫ ﻋﺒ ﺪ اﷲ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ورواﯾﺘﮭﻤﺎ ھﮭﻨﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ‪ .‬ھﺬا وﻛﺎن ﯾﺴﻜﺖ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ ﺗﻜﺒﯿﺮﺗﯿﻦ ﺳﻜﺘﺔ ﯾﺴﯿﺮة وﻟﻢ ﯾﺤﻔﻆ ﻋﻨﮫ ذﻛﺮ ﻣﻌﯿﻦ‪ ،‬وﻟﻜﻦ روى‬
‫اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﻗﻮي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾﺤﻤﺪ اﷲ وﯾُﺜﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ وﯾُﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )ﻗﻮاه اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﯿﺺ( ‪ ...‬ھﺬا وﻗﺪ اﺳﺘﺤﺐ أﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ ﺗﻜﺒﯿﺮﺗﯿﻦ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘ ﻮل‪:‬‬
‫ﺳﺒﺤﺎن اﷲ واﻟﺤﻤﺪ ﷲ وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ‪ .‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ ﯾﻜﺒﺮ ﻣﺘﻮاﻟﯿﺎً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻓﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﺑﺬﻛﺮ‪ .‬واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﺳﻨﺔ‬
‫ﻻ ﺗﺒﻄﻞ اﻟﺼﻼة ﺑﺘﺮﻛﮫ ﻋﻤﺪاً وﻻ ﺳﮭﻮاً‪ ،‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ وﻻ أﻋﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﺧﻼﻓﺎً ‪ ،‬ورﺟﺢ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ أﻧﮫ إذا ﺗﺮﻛﮫ ﺳﮭﻮاً ﻻ ﯾﺴﺠﺪ ﻟﻠﺴﮭﻮ‪.‬‬

‫‪١٠٣‬‬
 ‫اﻟﺼﻼة ﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ وﺑﻌﺪھﺎ‪:‬‬
‫ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ أن ﻟﺼﻼة اﻟﻌﯿﺪ ﺳُﻨﺔ ﻗﺒﻠﮭﺎ وﻻ ﺑﻌﺪھﺎ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪" :‬ﺧﺮج رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮم ﻋﯿﺪ ﻓﺼﻠﻰ‬
‫رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻟﻢ ﯾُﺼﻞﱢ ﻗﺒﻠﮭﻤﺎ وﻻ ﺑﻌﺪھﻤﺎ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫ﺧﻄﺒﺔ اﻟﻌﯿﺪ‪:‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ﯾﺼﻠﻮن اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻄﺒﺔ‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﺷﮭﺪت اﻟﺼﻼة ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻋﯿﺪ‪ ،‬ﻓﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻗﺒ ﻞ اﻟﺨﻄﺒ ﺔ ﺑﻐﯿ ﺮ أذان وﻻ إﻗﺎﻣ ﺔ ﻓﻠﻤ ﺎ‬
‫ﻗﻀﻰ اﻟﺼﻼة ﻗﺎم ﻣﺘﻜﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﻼل‪ ،‬ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ووﻋﻆ اﻟﻨﺎس وذﻛﱠﺮَھﻢ‪ ،‬وﺣﺜﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﺘﮫ ﺛﻢ ﻗﺎل‪ :‬وﻣﻀﻰ إﻟﻰ اﻟﻨﺴﺎء‬
‫وﻣﻌﮫ ﺑﻼل ﻓﺄﻣﺮھﻦ ﺑﺘﻘﻮى اﷲ ووﻋﻈﮭﻦ وذﻛّﺮھﻦ ‪.‬رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(١٤٤٦‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ ﻗﺎل‪ :‬ﺷﮭﺪت ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻌﯿﺪ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ اﻟﺼﻼة ﻗﺎل‪" :‬إﻧﺎ ﻧﺨﻄﺐ ﻓﻤﻦ أﺣﺐ أن‬
‫ﯾﺠﻠﺲ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ ﻓﻠﯿﺠﻠﺲ ‪ ،‬وﻣﻦ أﺣﺐ أن ﯾﺬھﺐ ﻓﻠﯿﺬھﺐ" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٢٢٨٥‬‬
‫‪ ...‬ھﺬا وﻛﻞ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ أن ﻟﻠﻌﯿﺪ ﺧﻄﺒﺘﯿﻦ ﯾﻔﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ اﻹﻣﺎم ﺑﺠﻠﻮس ھﻮ ﺿﻌﯿﻒ ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي‪ :‬ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﯾﺮ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﺷﻲء‪.‬‬
‫وﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺨﻄﺒﺔ ﺑﺤﻤﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﻢ ﯾُﺤﻔﻆ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻏﯿﺮ ھﺬا‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪ :‬ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻔﺘﺘﺢ ﺧﻄﺒﮫ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ وﻟﻢ ﯾﺤﻔﻆ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ واﺣﺪ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻔﺘﺘﺢ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﻌﯿﺪ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪ ...‬وﻗﺎل أﯾﻀﺎً‪ :‬وأﻣﺎ ﻗﻮل‬
‫ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء أﻧﮫ ﺗُﻔﺘﺘﺢ ﺧﻄﺒﺔ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر وﺧﻄﺒﺔ اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻌﮭﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﺳُﻨﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ اﻟﺒﺘﺔ‪ .‬واﻟﺴُﻨﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺧﻼﻓﺔ وھﻮ اﻓﺘﺘﺎح ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺨﻄﺐ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ) ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م ‪ ٢‬ج‪.(٣٠٥ = ٣‬‬

‫ﻗﻀﺎء ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﻤﯿﺮ ﺑﻦ أﻧﺲ‪ :‬ﺣﺪﺛﺘﻨﻰ ﻋﻤﻮﻣﺘﻲ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أُﻏﻤﻰ ﻋﻠﯿﻨﺎ‬
‫ھﻼل ﺷﻮال‪ ،‬وأﺻﺒﺤﻨﺎ ﺻﯿﺎﻣﺎً ﻓﺠﺎء رﻛﺐٌ ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﻨﮭﺎر ﻓﺸﮭﺪوا ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮭﻢ رأوا اﻟﮭﻼل ﺑﺎﻷﻣﺲ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻣﺮھﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾُﻔﻄﺮوا ﻣﻦ ﯾﻮﻣﮭﻢ أو أن ﯾﺨﺮﺟﻮا إﻟﻰ ﻋﯿﺪھﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﺪ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي‪،‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ إﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ) اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة = ‪.(١٤٥٠‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ ﺗُﺼﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ إذا ﻟﻢ ﯾﺘﺒﯿﻦ اﻟﻌﯿﺪ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺧﺮوج وﻗ ﺖ ﺻ ﻼﺗﮫ )ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر م‪ ، ٢‬ج‪= ٣‬‬
‫‪.(٣١٠‬‬

‫اﻟﻠﻌﺐ واﻟﻠﮭﻮ واﻟﻐﻨﺎء واﻷﻛﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺪ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺪم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ وﻟﮭﻢ ﯾﻮﻣﺎن ﯾﻠﻌﺒﻮن ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻓﻘﺎل‪" :‬ﻣﺎ ھﺬان اﻟﯿﻮﻣﺎن" ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا‪:‬‬
‫ﻛﻨﺎ ﻧﻠﻌﺐ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻗ ﺪ أﺑ ﺪﻟﻜﻢ اﷲ ﺑﮭﻤ ﺎ ﺧﯿ ﺮاً ﻣﻨﮭﻤ ﺎ‪ :‬ﯾ ﻮم اﻷﺿ ﺤﻰ وﯾ ﻮم‬
‫اﻟﻔﻄﺮ" رواه أﺑﻮ داود وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(١٤٣٩‬‬
‫وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪" :‬إن اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻠﻌﺒﻮن ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻋﯿﺪ‪ ،‬ﻓﺎﻃﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﻓﻮق ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻓﻄﺄﻃﺄ ﻟﻲ‬
‫ﻣﻨﻜﺒﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﯿﮭﻢ ﻣﻦ ﻓﻮق ﻋﺎﺗﻘﮫ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻌﺖ ﺛﻢ اﻧﺼﺮﻓﺖ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺸﯿﺨﺎن‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬إن أﺑﺎ ﺑﻜ ﺮ دﺧ ﻞ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ وﻋﻨ ﺪھﺎ ﺟﺎرﯾﺘ ﺎن ﻓ ﻲ أﯾ ﺎم ﻣِﻨَ ﻰ ﺗ ﺪﱢﻓﻔﺎن وﺗﻀ ﺮﺑﺎن‪ ،‬وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ‪ :‬ﺗﻐﻨﯿ ﺎن ﺑﻤ ﺎ‬
‫ﺗﻘﺎوﻟﺖ اﻷﻧﺼﺎر ﯾﻮم ﺑُﻌﺎث‪ ،‬واﻟﻨﺒﻲ ﻣﺘﻐﺶ ﺑﺜﻮﺑﮫ ﻓﺎﻧﺘﮭﺮھﻤﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ) وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ‪ :‬ﻋﺒﺎد اﷲ أﻣﺰﻣﻮر اﻟﺸﯿﻄﺎن" ﻗﺎﻟﮭﺎ‬
‫ﺛﻼﺛﺎً(‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧﺮى )ودﺧﻞ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﺎﻧﺘﮭﺮﻧﻲ وﻗﺎل‪ :‬ﻣﺰﻣﺎرة اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ (‪ ،‬ﻓﻜﺸﻒ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ‬
‫وﺟﮭﮫ ﻓﻘﺎل‪" :‬دﻋﮭﻤﺎ ﯾﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺈﻧﮭﺎ أﯾﺎم ﻋﯿﺪ ‪ -‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ إن ﻟﻜﻞ ﻗﻮم ﻋﯿﺪاً وھﺬا ﻋﯿﺪﻧﺎ‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫وﻋﻨﺪ أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﺒﯿﺸﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬أﯾ ﺎم اﻟﺘﺸ ﺮﯾﻖ أﯾ ﺎم أﻛ ﻞ وﺷ ﺮب‪ ،‬وذﻛ ﺮ ﷲ ﻋ ﺰ‬
‫وﺟﻞ"‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻣﺎ ﻣﻦ أﯾﺎم اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ أﺣﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻣﻦ ھﺬه اﻷﯾﺎم ‪،‬‬
‫)ﯾﻌﻨﻲ أﯾﺎم اﻟﻌﺸﺮ(‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ وﻻ اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ‪ .‬ﻗﺎل ‪ " :‬وﻻ اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ إﻻ رﺟﻞ ﺧﺮج ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ ﺛﻢ ﻟﻢ‬
‫ﯾﺮﺟﻊ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎً واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻛﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وأﺑﻮ ھﺮﯾﺮة ﯾﺨﺮﺟﺎن إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌﺸﺮ ﯾﻜﺒﺮان وﯾُﻜﺒﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺘﻜﺒﯿﺮھﻤﺎ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺘﮭﻨﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﯿﺪ‪:‬‬

‫ﻋﻦ ﺟﺒﯿﺮ ﺑﻦ ﻧﻔﯿﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا اﻟﺘﻘﻮا ﯾﻮم اﻟﻌﯿﺪ ﯾﻘﻮل ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻟﺒﻌﺾ ‪ ":‬ﺗﻘﺒﻞ‬
‫اﷲ ﻣﻨﺎ وﻣﻨﻚ" ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ إﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ‪ .‬رواه اﻟﻤﺤﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ ﺑﺈﺳﻨﺎد رﺟﺎﻟﮫ ﻛﻠﮭﻢ ﺛﻘﺎت‪.‬‬

‫اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‪:‬‬

‫اﻟﺘﻜﺒﯿ ﺮ ﻓ ﻲ أﯾ ﺎم اﻟﻌﯿ ﺪﯾﻦ ﺳُ ﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻔ ﻲ ﻋﯿ ﺪ اﻟﻔﻄ ﺮ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ‪ " :‬وﻟﺘﻜﻤﻠ ﻮا اﻟﻌ ﺪة وﻟﺘﻜﺒ ﺮوا اﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ھ ﺪاﻛﻢ‪ ،‬وﻟﻌﻠﻜ ﻢ‬
‫ﺗﺸﻜﺮون" وﻓﻲ ﻋﯿﺪ اﻷﺿﺤﻰ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬واذﻛﺮوا اﷲ ﻓﻲ أﯾﺎم ﻣﻌﺪودات" ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ :‬ھﻲ أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ‪.‬‬

‫‪١٠٤‬‬
‫وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ا ﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﻋﯿﺪ اﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ وﻗﺖ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺼﻼة إﻟﻰ اﺑﺘﺪاء اﻟﺨﻄﺒﺔ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺻ ﺤﺖ اﻟﺮواﯾ ﺔ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋ ﻦ‬
‫اﺑﻦ ﻋﻤﺮ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ :‬ھﺬه ﺳُﻨﺔ ﺗﺪاوﻟﮭﺎ أھﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﻋﯿ ﺪ اﻷﺿ ﺤﻰ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻓﻆ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺘﺢ‪ :‬وﻟ ﻢ ﯾﺜﺒ ﺖ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﺣﺪﯾﺚ‪ ،‬وأﺻ ﺢ ﻣ ﺎ ورد ﻓﯿ ﮫ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻗ ﻮل ﻋﻠ ﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد أﻧ ﮫ ﻣ ﻦ ﺻ ﺒﺢ ﯾ ﻮم ﻋﺮﻓ ﺔ إﻟ ﻰ ﻋﺼ ﺮ آﺧ ﺮ أﯾ ﺎم ﻣِﻨ ﻰ )أي أﯾ ﺎم‬
‫اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ‪ :‬وھﻲ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ(‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر وﻏﯿ ﺮه‪ ،‬وھ ﻮ ﻣ ﺬھﺐ ﻋﻤ ﺮ واﺑ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس‪ ،‬وﺑﮭﺬا أﺧﺬ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ‪.‬‬
‫واﻟﺘﻜﺒﯿ ﺮ ﻓ ﻲ أﯾ ﺎم اﻟﺘﺸ ﺮﯾﻖ ﻻ ﯾﺨ ﺘﺺ اﺳ ﺘﺤﺒﺎﺑﮫ ﺑﻮﻗ ﺖ دون وﻗ ﺖ‪ ،‬ﺑ ﻞ ھ ﻮ ﻣﺴ ﺘﺤﺐ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ وﻗ ﺖ ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻷﯾ ﺎم ‪ .‬ﻗ ﺎل‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪ :‬وﻛﺎن ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﯾﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻗﺒﺘﮫ ﺑﻤِﻨﻰ‪ ،‬ﻓﯿﺴﻤﻌﮫ أھﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﯿﻜﺒﺮون وﯾﻜﺒﺮ أھﻞ اﻟﺴﻮق ﺣﺘﻰ ﯾَﺮْﺗَﺞﱠ ﻣِﻨﻰ ﺗﻜﺒﯿﺮاً‪،‬‬
‫وﻛﺎن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﯾُﻜﺒﺮ ﺑﻤِﻨﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﯾﺎم ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻠﻮات‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﮫ‪ ،‬وﻓ ﻲ ﻓﺴ ﻄﺎﻃﮫ وﻣﺠﻠﺴ ﮫ‪ ،‬وﻣﻤﺸ ﺎه ﺗﻠ ﻚ اﻷﯾ ﺎم ﺟﻤﯿﻌ ﺎً‪ ،‬وﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫ﻣﯿﻤﻮﻧﺔ ﺗﻜﺒﺮ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ وﻛﺎن اﻟﻨﺴﺎء ﯾﻜﺒﺮن ﺧﻠﻒ أﺑﺎن ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎن وﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻟﯿﺎﻟﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬ﻗﺎل‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ‪ :‬وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ھﺬه اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﯾﺎم ﻋﻘﺐ اﻟﺼﻠﻮات وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﻮال‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺻﯿﻐﺔ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺢ ﻣﺎ ورد ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎ رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺒﺮوا‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ‬
‫أﻛﺒﺮ ﻛﺒﯿﺮاً‪ .‬وﺟﺎء ﻋﻦ ﻋﻤﺮ واﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد‪ :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ وﷲ اﻟﺤﻤﺪ‪ .‬رواه اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ‬
‫ﺑﺘﺸﻔﯿﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ رواﯾﺔ وﻓﻲ أﺧﺮى ﺑﺘﺜﻠﯿﺖ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ واﻟﻤﻌﺮوف اﻷول‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﺨﻮف‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ‪:‬‬
‫اﺗﻔ ﻖ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺔ ﺻ ﻼة اﻟﺨ ﻮف ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإذا ﻛﻨ ﺖ ﻓ ﯿﮭﻢ ﻓﺄﻗﻤ ﺖ ﻟﮭ ﻢ اﻟﺼ ﻼة‪ ،‬ﻓﻠ ﺘﻘﻢ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻨﮭﻢ ﻣﻌ ﻚ‪،‬‬
‫وﻟﯿﺄﺧﺬوا أﺳﻠﺤﺘﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺳﺠﺪوا ﻓﻠﯿﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ وراﺋﻜﻢ‪ ،‬وﻟﺘﺄتِ ﻃﺎﺋﻔﺔ أﺧﺮى ﻟﻢ ﯾﺼﻠﻮا ﻓﻠﯿﺼﻠﻮا ﻣﻌﻚ‪ ،‬وﻟﯿﺄﺧ ﺬوا ﺣ ﺬرھﻢ وأﺳ ﻠﺤﺘﮭﻢ‪،‬‬
‫ودﱠ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا ﻟﻮ ﺗَﻐْﻔﻠُﻮن ﻋﻦ أﺳﻠﺤﺘﻜﻢ وأﻣﺘﻌﺘﻜﻢ ﻓﯿﻤﯿﻠﻮن ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻣﯿﻠﺔ واﺣﺪة‪ ،‬وﻻ ﺟﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ إن ﻛﺎن ﺑﻜﻢ أذى ﻣﻦ ﻣﻄ ﺮ أو ﻛﻨ ﺘﻢ‬
‫ﻣﺮﺿﻰ أن ﺗﻀﻌﻮا أﺳﻠﺤﺘﻜﻢ وﺧﺬوا ﺣﺬرﻛﻢ إن اﷲ أﻋﺪﱠ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﯾﻦ ﻋﺬاﺑﺎً ﻣﮭﯿﻨﺎً"‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‪ :‬ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف ﺳﺘﺔ أﺣﺎدﯾﺚ أو ﺳ ﺒﻌﺔ أﯾﮭ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻤ ﺮء ﺟ ﺎز وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ اﻟﻘ ﯿﻢ‪ :‬أﺻ ﻮﻟﮭﺎ ﺳ ﺖ ﺻ ﻔﺎت أ ‪ .‬ھ ـ‬
‫وإﻟﯿﻚ ﺑﯿﺎﻧﮭﺎ ‪-:‬‬
‫‪ -١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﺪو ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺟﮭﺔ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪.‬‬
‫*ﻓﻌﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺧﻮات ﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺧﯿﺜﻤﺔ أن ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺻَﻔﱠﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻃﺎﺋﻔﺔ وﺟ ﺎه اﻟﻌ ﺪو‪،‬‬
‫ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻣﻌﮫ رﻛﻌﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﺛﺒﺖ ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬ﻓﺄﺗﻤﻮا ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ ﺛﻢ اﻧﺼﺮﻓﻮا وﺟﺎه اﻟﻌﺪو‪ ،‬وﺟﺎءت اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﺼ ﻠﻰ ﺑﮭ ﻢ اﻟﺮﻛﻌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬
‫ﺑﻘﯿﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﺛﺒﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﺄﺗﻤﻮا ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ﺑﮭﻢ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫*ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﺻﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻄﺎﺋﻔﺘﯿﻦ رﻛﻌﺔ‪ ،‬واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﻟﻠﻌﺪو‪،‬‬
‫ﺛﻢ اﻧﺼﺮﻓﻮا‪ ،‬وﻗﺎﻣﻮا ﻓﻲ ﻣﻘﺎم أﺻﺤﺎﺑﮭﻢ ﻣﻘﺒﻠﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪو‪ ،‬وﺟﺎء أوﻟﺌﻚ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﮭﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﻛﻌﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺛﻢ ﻗﻀﻰ ھﺆﻻء رﻛﻌﺔ وھﺆﻻء رﻛﻌﺔ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺸﯿﺨﺎن‪.‬‬
‫واﻟﻈﺎھﺮ أن اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﺳﻼم اﻹﻣﺎم ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أن ﺗﻘﻄﻊ ﺻﻼﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮاﺳﺔ ﻓﺘﻜﻮن رﻛﻌﺘﺎھﺎ ﻣﺘﺼﻠﺘﯿﻦ وأن اﻷوﻟﻰ‬
‫ﻻ ﺗﺼﻠﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺼﺮف اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼﺗﮭﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻮاﺟﮭ ﺔ اﻟﻌ ﺪو‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ﻗ ﺎل‪ :‬ﺛ ﻢ ﺳ ﻠﻢ وﻗ ﺎم‬
‫ھﺆﻻء ﻓﺼﻠﻮا ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ رﻛﻌﺔ ﺛﻢ ﺳﻠﻤﻮا‪.‬‬
‫*ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺬات اﻟﺮﻗﺎع وأﻗﯿﻤﺖ اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ رﻛﻌﺘﯿﻦ‬
‫ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺮوا‪ ،‬وﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻷﺧﺮى رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻜﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أرﺑﻊ وﻟﻠﻘﻮم رﻛﻌﺘﺎن‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻹﻣﺎم ﯾُﺼﻠﻲ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﺘﻜﻮن اﻟﺮﻛﻌﺘﺎن اﻷوﻟﯿﺎن ﻟﮫ ﻓﺮﺿﺎً‪ ،‬واﻟﺮﻛﻌﺘﺎن اﻷﺧﺮﯾ ﺎن ﻟ ﮫ ﻧﺎﻓﻠ ﺔ‪ .‬واﻗﺘ ﺪاء‬
‫اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﻔﻞ ﺟﺎﺋﺰ‪ .‬اﻧﻈﺮ )ﻓﻘﮫ اﻟﺴُﻨﺔ م‪ (٢٣٦ = ١‬و ) ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪.(٣٢٠ = ٣‬‬
‫‪ ...‬وھﺬا ﯾﺠﻮز ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﻌﺪو ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻘﺒﻠﺔ أو ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻮاﺟﮭــــــﺔ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ .‬ﻗﺎل أﺑﻮ داود ﻓ ﻲ اﻟﺴُ ﻨﻦ وﻛ ﺬﻟﻚ اﻟﻤﻐ ﺮب ﯾﻜ ﻮن‬
‫ﻟﻺﻣﺎم ﺳﺖ رﻛﻌﺎت وﻟﻠﻘﻮم ﺛﻼث‪ ،‬وھﺬا ﻗﯿﺎس ﺻﺤﯿﺢ )ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر م‪ ، ٢‬ج‪.(٣٢٠ = ٣‬‬
‫أن ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﺘﺎن ﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﺟﻤﯿﻌ ﺎً‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺗﻘ ﻮم إﺣ ﺪى اﻟﻄ ﺎﺋﻔﺘﯿﻦ ﺑ ﺈزاء اﻟﻌ ﺪو وﺗﺼ ﻠﻲ ﻣﻌ ﮫ إﺣ ﺪى اﻟﻄ ﺎﺋﻔﺘﯿﻦ رﻛﻌ ﺔ ﺛ ﻢ‬
‫ﯾﺬھﺒﻮن ﻓﯿﻘﻮﻣﻮن ﻓﻲ وﺟﺎه اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﺘﺼﻠﻲ ﻟﻨﻔﺴﮭﺎ ﺛﻢ ﯾُﺼﻠﻲ ﺑﮭﻢ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗ ﺄﺗﻲ اﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ‬
‫ﻓﻲ وُﺟﺎه اﻟﻌﺪو ﻓﯿﺼﻠﻮن ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ رﻛﻌﺔ‪ ،‬واﻹﻣﺎم واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻗﺎﻋﺪون‪ ،‬ﺛﻢ ﯾُﺴﻠﻢ اﻹﻣﺎم وﯾُﺴﻠﻤﻮن ﺟﻤﯿﻌﺎً‪* ،‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‬
‫‪" :‬ﺻﻠﯿﺖ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺻﻼة اﻟﺨﻮف ﻋﺎم ﻏﺰوة ﻧﺠﺪ ﻓﻘﺎم إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻣﻌﮫ ﻃﺎﺋﻔﺔ‪ ،‬وﻃﺎﺋﻔﺔ‬
‫أﺧﺮى ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺪو‪ ،‬وﻇﮭﻮرھﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺒﺮ ﻓﻜﺒﺮوا ﺟﻤﯿﻌﺎً‪" ،‬اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻌﮫ واﻟﺬﯾﻦ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ اﻟﻌ ﺪو" ﺛ ﻢ رﻛ ﻊ رﻛﻌ ﺔ واﺣ ﺪة‪ ،‬ورﻛﻌ ﺖ‬
‫اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﺠﺪ ﻓﺴﺠﺪت اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿﮫ‪ ،‬واﻵﺧﺮون ﻗﯿﺎم ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎم وﻗﺎﻣ ﺖ اﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻣﻌ ﮫ ﻓ ﺬھﺒﻮا إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻌﺪو ﻓﻘﺎﺑﻠﻮھﻢ‪ ،‬وأﻗﺒﻠﺖ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺪو ﻓﺮﻛﻌﻮا وﺳﺠﺪوا‪ ،‬ورﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎﺋﻢ ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫ﻗﺎﻣﻮا ﻓﺮﻛﻊ رﻛﻌﺔ أﺧﺮى ورﻛﻌﻮا ﻣﻌﮫ وﺳﺠﺪ وﺳﺠﺪوا ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﺛﻢ أﻗﺒﻠﺖ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺪو ﻓﺮﻛﻌﻮا وﺳﺠﺪوا ورﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎﻋﺪ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﻛﺎن اﻟﺴﻼم ﻓﺴﻠﻢ وﺳﻠﻤﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻓﻜﺎن ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﻛﻌﺘﺎن وﻟﻜ ﻞ‬
‫ﻃﺎﺋﻔﺔ رﻛﻌﺘﺎن" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺪﯾﺚ رﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﺛﻘﺎت ﻋﻨﺪ أﺑﻲ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ )ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر م‪ ، ٢‬ج ‪= ٣‬‬
‫‪.(٣٢١‬‬

‫‪١٠٥‬‬
 ‫*ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﺑﺬي ﻗَﺮَدٍ ‪ ،‬ﻓﺼﻒ اﻟﻨﺎس ﺧﻠﻔﮫ ﺻﻔﯿﻦ‪ ،‬ﺻﻔﺎً ﺧﻠﻔ ﮫ‪،‬‬
‫وﺻﻔﺎً ﻣﻮازي اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﻓﺼﻠــــــﻰ ﺑﺎﻟﺬﯾﻦ ﺧﻠﻔﮫ رﻛﻌﺔ‪ ،‬ﺛﻢ اﻧﺼﺮف ھﺆﻻء إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ھﺆﻻء‪ ،‬وﺟﺎء أوﻟﺌﻚ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﻢ رﻛﻌﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻘﻀﻮا‬
‫رﻛﻌﺔ‪ ،‬رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪ ،‬ورﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت وﻗﺪ اﺣﺘﺞ ﺑﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪.‬‬
‫*وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﯾﻀﺎً أﻧﮫ ﻗﺎل‪" :‬ﻓﺮض اﷲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﻧﺒﯿﻜﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻀ ﺮ أرﺑﻌ ﺎً‪ ،‬وﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻔﺮ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ‪،‬‬
‫وﻓ ﻲ اﻟﺨ ﻮف رﻛﻌ ﺔ واﺣ ﺪة" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻣُﺴ ﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ‪ ...‬وﻋ ﻦ ﺛﻌﻠﺒ ﺔ ﺑ ﻦ زَھْ ﺪَم ﻗ ﺎل " ﻛﻨ ﺎ ﻣ ﻊ ﺳ ﻌﯿﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص‬
‫ﺑﻄﺒْﺮَﺳﺘﺎن ﻓﻘﺎل‪ :‬أﯾﻜﻢ ﺻﻠﻰ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف؟ ﻓﻘﺎل ﺣﺬﯾﻘﺔ أﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﺆﻻء رﻛﻌﺔ‪ ،‬وﺑﮭﺆﻻء رﻛﻌﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻘﻀﻮا" رواه‬
‫أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ )اﻟﻨَﯿْﻞ( رﺟﺎل إﺳﻨﺎده رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﺪو ﻓﻲ ﺟﮭﺔ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل‪" :‬ﺷﮭﺪت ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف‪ ،‬ﻓَﺼَﻔﱠﻨﺎ ﺻﻔﯿﻦ ﺧﻠﻔﮫ‪ ،‬واﻟﻌﺪو ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺒﺮ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻜﺒﺮﻧﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬ﺛﻢ رﻛﻊ ورﻛﻌﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع‪ ،‬ورﻓﻌﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺛﻢ اﻧﺤﺪر إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻮد‬
‫واﻟﺼﻒ اﻟﺬي ﯾﻠﯿﮫ وﻗﺎم اﻟﺼﻒ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﻧﺤﺮ اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺴﺠﻮد واﻟﺼﻒ اﻟ ﺬي ﯾﻠﯿ ﮫ اﻧﺤ ﺪر‬
‫اﻟﺼﻒ اﻟﻤﺆﺧﺮ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد وﻗﺎﻣﻮا ﺛﻢ ﺗﻘﺪم اﻟﺼﻒ اﻟﻤﺆﺧﺮ وﺗﺄﺧﺮ اﻟﺼﻒ اﻟﻤﻘﺪم‪ ،‬ﺛﻢ رﻛﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ورﻛﻌﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً‬
‫ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﮫ‪ ،‬ورﻓﻌﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺛﻢ اﻧﺤﺪر ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد واﻟﺼﻒ اﻟﺬي ﯾﻠﯿﮫ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺆﺧﺮاً ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وﻗ ﺎم اﻟﺼ ﻒ اﻟﻤ ﺆﺧﺮ ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﺤﺮ اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺴﺠﻮد ﺑﺎﻟﺼﻒ اﻟﺬي ﯾﻠﯿﮫ‪ ،‬اﻧﺤﺪر اﻟﺼﻒ اﻟﻤﺆﺧﺮ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد‪ ،‬ﻓﺴﺠﺪوا ﺛﻢ ﺳﻠﻢ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺳﻠﻤﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً" رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺻﻼة اﻟﻤﻐﺮب ﻓﻲ اﻟﺨﻮف‪:‬‬

‫‪ ...‬ﺻ ﻼة اﻟﻤﻐ ﺮب ﻻ ﯾ ﺪﺧﻠﮭﺎ ﻗﺼ ﺮ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻤﺮوﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼة اﻟﺨ ﻮف ﺗﻌ ﺮض ﻟﻜﯿﻔﯿ ﺔ ﺻ ﻼة‬
‫اﻟﻤﻐﺮب‪ ،‬وﻟﮭﺬا اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ :‬ﻓﻌﻨ ﺪ اﻟﺨﻨﻔﯿ ﺔ واﻟﻤﺎﻟﻜﯿ ﺔ ﯾُﺼ ﻠﻲ اﻹﻣ ﺎم ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ‪ ،‬وﯾُﺼ ﻠﻲ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ رﻛﻌ ﺔ‪،‬‬
‫وأﺟﺎز اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ أن ﯾُﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻷوﻟﻰ رﻛﻌﺔ وﺑﺎﻟﺜﺎﻧﯿﺔ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻛﺮم اﷲ وﺟﮭﮫ أﻧﮫ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻼة أﺛﻨﺎء اﺷﺘﺪاد اﻟﺨﻮف‪:‬‬
‫إذا اﺷﺘﺪ اﻟﺨﻮف واﻟﺘﺤﻤﺖ اﻟﺼﻔﻮف ﺻﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﺣﺴ ﺐ اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﮫ راﺟ ﻼً أو راﻛﺒ ﺎً ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻼً اﻟﻘﺒﻠ ﺔ أو ﻏﯿ ﺮ ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻠﮭﺎ‬
‫ﯾﺆﻣﻲء ﺑﺎﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ﻛﯿﻔﻤﺎ أﻣﻜﻦ‪ ،‬وﯾﺠﻌﻞ اﻟﺴﺠﻮد أﺧﻔﺾ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮع وﯾﺴﻘﻂ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ اﻷرﻛﺎن ﻣﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﮫ ‪ ..‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪:‬‬
‫وﺻﻒ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻼة اﻟﺨﻮف وﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺧﻮف أﺷﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺮﺟﺎﻻً‪ ،‬ورﻛﺒﺎﻧــﺎً‪ ،‬وھــــ ـﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺨ ﺎري ﺑﻠﻔ ﻆ‪ :‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن ﺧ ﻮف‬
‫أﺷﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺻﻠﻮا رﺟﺎﻻً ﻗﯿﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﮭﻢ أو رﻛﺒﺎﻧﺎً ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ اﻟﻘﺒﻠﺔ وﻏﯿﺮ ﻣُﺴﺘﻘﺒﻠﯿﮭﺎ‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﻤﺴﻠﻢ أن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻓ ﺈن‬
‫ﻛﺎن ﺧﻮف أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓَﺼَﻞﱢ راﻛﺒﺎً أو ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺗﻮﻣﻲء إﯾﻤﺎءً‪.‬‬

‫ﺻﻼة اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻟﻤﻄﻠﻮب‪:‬‬

‫‪ ...‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻠﻌﺪو‪ ،‬وﺧﺎف أن ﯾﻔﻮﺗﮫ ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎء وﻟﻮ ﻣﺎﺷﯿﺎً إﻟﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺒﻠﺔ واﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺎﻟﺐ‪ ،‬وﯾﻠﺤﻖ ﺑﮭﻤ ﺎ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻌﮫ ﻋﺪو ﻋﻦ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد أو ﺧﺎف ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔﺴ ﮫ أو أھﻠ ﮫ أو ﻣﺎﻟ ﮫ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪو أو ﻟ ﺺ أو ﺣﯿ ﻮان ﻣﻔﺘ ﺮس‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾُﺼ ﻠﻲ‬
‫ﺑﺎﻹﯾﻤﺎء إﻟﻰ أي ﺟﮭﺔ ﺗﻮﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﻧﯿﺲ ﻗﺎل‪ " :‬ﺑﻌﺜﻨﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﻟ ﻰ ﺧﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ ﺳ ﻔﯿﺎن‬
‫اﻟﮭَﺬَﻟﻲّ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻧﺤﻮ ﻋﺮﻓﺎت ﻓﻘﺎل‪ " :‬اذھﺐ ﻓﺎﻗﺘﻠﮫ" ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺮأﯾﺘﮫ وﻗﺪ ﺣﻀﺮت ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬إﻧﻲ ﻷﺧﺎف أن ﯾﻜﻮن ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻨ ﮫ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺆﺧﺮ اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ أﻣﺸﻲ‪ ،‬وأﻧﺎ أﺻﻠﻲ أوﻣﻲء إﯾﻤﺎءً ﻧﺤﻮه‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ دﻧﻮت ﻣﻨﮫ ﻗﺎل ﻟﻲ‪ :‬ﻣﻦ أﻧﺖ ؟ ﻗﻠﺖ‪ :‬رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﺑﻠﻐﻨﻲ‬
‫أﻧﻚ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﮭﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺠﺌﺘﻚ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻲ ﻟﻔﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻤﺸﯿﺖ ﻣﻌ ﮫ ﺳ ﺎﻋﺔ ﺣﺘ ﻰ إذا أﻣﻜﻨﻨ ﻲ ﻋﻠﻮﺗ ﮫ ﺑﺴ ﯿﻔﻲ ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺮد" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‪ ،‬وﺣﺴﻦ اﻟﺤﺎﻓﻆ إﺳﻨﺎده‪.‬‬

‫‪١٠٦‬‬
 ‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‬

‫أول ﻣﺴﺠﺪ وﺿﻊ ﻓﻲ اﻷرض‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﺑﻮ ذر ‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ أي ﻣﺴﺠﺪ وﺿﻊ ﻓﻲ اﻷرض أوﻻً ؟ ﻗﺎل‪" :‬اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام" ﻗﻠﺖ ﺛﻢ أي ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﺛﻢ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫اﻷﻗﺼﻰ ‪ .‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻛﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ؟ ﻗﺎل‪" :‬أرﺑﻌﻮن ﺳﻨﺔ" ﺛﻢ ﻗﺎل‪ " :‬أﯾﻨﻤﺎ أدرﻛﺖ اﻟﺼﻼة ﻓﺼﻞﱢ ﻓﮭﻮ ﻣﺴﺠﺪ" وﻓﻲ رواﯾﺔ "ﻓﻜﻠﮭﺎ ﻣﺴ ﺠﺪ"‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ ﺑﻨﺎﺋﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﷲ ﻣﺴﺠﺪاً ﯾﺒﺘﻐ ﻲ ﺑ ﮫ وﺟ ﮫ اﷲ ﺑﻨ ﻰ اﷲ ﻟ ﮫ ﺑﯿﺘ ﺎً ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ"‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﷲ ﻣﺴﺠﺪاً وﻟﻮ ﻛﻤَﻔْ ﺤﺺِ ﻗﻄ ﺎة ﺑﻨ ﻰ اﷲ ﻟ ﮫ ﺑﯿﺘ ﺎً ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٦٠٠٥‬‬
‫‪ ...‬ﻣﻌﻨﻰ ‪ ..‬اﻟﻤﻔﺤﺺ‪ :‬اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﺗﺒﯿﺾ ﻓﯿﮫ اﻟﻘﻄﺎة‪ ،‬واﻟﻘﻄﺎة ‪ :‬ﻃﺎﺋﺮ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎل إذا ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ ‪ :‬ﺑﺴ ﻢ اﷲ ‪ ،‬ﺗﻮﻛﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﷲ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ ،‬ﯾُﻘﺎل ﻟﮫ ‪ :‬ﺣﺴﺒﻚ ‪ ...‬ھﺪﯾﺖ‪ ،‬وﻛﻔﯿﺖ ‪ ،‬ووﻗﯿﺖ وﺗﻨﺤﻰ ﻋﻨﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن" رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ وﺣﺴ ﻨﮫ‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ] ‪. [ ٦٢٩٥‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﯿﺘ ﮫ ﻗ ﺎل‪" :‬ﺑﺴ ﻢ اﷲ ﺗﻮﻛﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﷲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭ ﻢ إﻧ ﻲ‬
‫أﻋﻮذ ﺑ ﻚ أن أﺿِ ﻞﱠ أو أُﺿَ ﻞﱠ أو أزِلﱠ أو أُزَلّ أو أَﻇﻠ ﻢ أو أُﻇﻠ ﻢ أو أَﺟﮭ ﻞ أو ﯾُﺠﮭ ﻞ ﻋﻠ ﻲّ" رواه أﺻ ﺤﺎب اﻟﺴُ ﻨﻦ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي‪،‬‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٤٥٨٥‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﻼة وھﻮ ﯾﻘﻮل ‪":‬اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﺴ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﺼﺮي ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﻤﻌﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨ ﻲ ﻧ ﻮراً‪ ،‬وﻋ ﻦ ﯾﺴ ﺎري ﻧ ﻮراً‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻓ ﻮﻗﻲ ﻧ ﻮراً ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺗﺤﺘ ﻲ ﻧ ﻮراً‪ ،‬وﻣ ﻦ‬
‫أﻣﺎﻣﻲ ﻧﻮراً ‪ ،‬وﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وأﻋﻈﻢ ﻟﻲ ﻧﻮراً" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺪﺧﻮل واﻟﺨﺮوج‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ أُﺳﯿﺪ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬إذا دﺧ ﻞ أﺣ ﺪﻛﻢ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻠﯿﻘ ﻞ ‪ :‬اﻟﻠﮭ ﻢ اﻓ ﺘﺢ ﻟ ﻲ أﺑ ﻮاب‬
‫رﺣﻤﺘﻚ‪ ،‬وإذا ﺧﺮج ﻓﻠﯿﻘﻞ ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗ ﺎل‪ :‬ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذا دﺧ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻗ ﺎل‪ :‬أﻋ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ اﻟﻌﻈ ﯿﻢ وﺑﻮﺟﮭ ﮫ اﻟﻜ ﺮﯾﻢ‬
‫وﺳﻠﻄﺎﻧﮫ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ‪ ،‬وﻗ ﺎل‪ :‬إذا ﻗ ﺎل ذﻟ ﻚ ﺣُﻔ ﻆ ﻣﻨ ﮫ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﯿ ﻮم‪ ".‬ﺻ ﺤﯿﺢ أﺑ ﻲ داود‪ ،‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٤٥٩١‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺎل‪ .. :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وأزواج ﻣﺤﻤﺪ" أﺧﺮﺟ ﮫ اﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺴﻨﻰ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٤٥٩٢‬‬

‫ﻓﺼﻞ اﻟﺴﻌﻲ إﻟﯿﮭﺎ واﻟﺠﻠﻮس ﻓﯿﮭﺎ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻣﻦ ﻏﺪا إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬وراح أﻋﺪ اﷲ ﻟﮫ ﻧُﺰﻻً ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻏﺪا‬
‫وراح" اﻟﺸﯿﺨﺎن وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻏﺪا وراح‪ :‬أي ذھﺐ ورﺟﻊ‪ ،‬واﻟﻨُﺰل ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾُﻌﺪ ﻟﻠﻀﯿﻒ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬ﻣ ﻦ ﺗﻄﮭ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﮫ ﺛ ﻢ ﻣﺸ ﻰ إﻟ ﻰ ﺑﯿ ﺖ ﻣ ﻦ ﺑﯿ ﻮت اﷲ ﻟﯿﻘﻀ ﻲ‬
‫ﻓﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ ﻓﺮاﺋﺾ اﷲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮاﺗﮫ إﺣﺪاھﺎ ﺗَﺤُﻂﱡ ﺧﻄﯿﺌﺘﮫ‪ ،‬واﻷﺧﺮى ﺗﺮﻓﻊ درﺟﺘﮫ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺗﺤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إذا ﺟﺎء أﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﯿﺼﻞ ﺳﺠﺪﺗﯿﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺠﻠﺲ" رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫أﻓﻀﻠﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬ﺻ ﻼة ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪي أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ أﻟـــ ـﻒ ﺻ ﻼة ﻓﯿﻤ ﺎ ﺳ ﻮاه إﻻ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬
‫اﻟﺤﺮام‪ ،‬وﺻﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام أﻓﻀﻞ ﻣــﻦ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﺻﻼة ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻮاه" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧــﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣٧٣٢‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬ﺻ ﻼة ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪي ھ ﺬا أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ أﻟ ﻒ ﺻ ﻼة ﻓﯿﻤ ﺎ ﺳ ﻮاه ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ إﻻ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام‪ ،‬وﺻ ﻼة ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ ﺻ ﻼة ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪي ھ ﺬا ﺑﻤﺎﺋ ﺔ ﺻ ﻼة" رواه أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣٧٣٥‬‬

‫‪١٠٧‬‬
‫وروى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻻ ﺗﺸﺪ اﻟﺮﺣﺎل إﻻ إﻟﻰ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣﺴ ﺎﺟﺪ‪ :‬اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام‪ ،‬وﻣﺴ ﺠﺪي ھ ﺬا ‪،‬‬
‫واﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺪرداء ﻣﺮﻓﻮﻋ ﺎً ‪ :‬اﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام ﺑﻤﺌ ﺔ أﻟ ﻒ ﺻ ﻼة‪ ،‬واﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺠﺪي ﺑ ﺄﻟﻒ ﺻ ﻼة‪ ،‬واﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻲ ﺑﯿ ﺖ‬
‫اﻟﻤﻘﺪس ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺻﻼة" رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ واﺑﻦ ﺣﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﮭﯿﺜﻤﻲ‪ :‬رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ورﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت وﻓﻲ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻛﻼم وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ‪ ،‬وﻗﺪ ﺿﻌﻔﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﺪﺛﯿﻦ‪.‬‬

‫زﺧﺮﻓﺔ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻻ ﺗﻘﻮم اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺒﺎھﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٧٢٩٨‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﻣ ﺎ أُﻣ ﺮت ﺑﺘﺸ ﯿﯿﺪ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ" رواه أﺑ ﻮ داود‪ .‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس‪:‬‬
‫ﻟﺘﺰﺧﺮﻓُﻨﱠﮭﺎ ﻛﻤﺎ زﺧﺮﻓﺖ اﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼﺎرى‪ .‬رواه أﺑﻮ داود ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ )‪.(٧١٨‬‬

‫ﺗﻨﻈﯿﻔﮭﺎ وﺗﻄﯿﯿﺒﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺒﻨﺎء اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪور وأن ﯾُﻨﻈ ﻒ وﯾُﻄﯿّ ﺐ" رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ‪ .‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(٧١٧‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ذر أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻋُﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲّ أﻣﺘ ﻲ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﮭ ﺎ‪ ،‬ﺣﺴ ﻨﮭﺎ وﺳ ﯿﺌﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺮأﯾ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﺤﺎﺳ ﻦ أﻋﻤﺎﻟﮭ ﺎ‬
‫إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬ورأﯾﺖ ﻓﻲ ﺳﻲء أﻋﻤﺎﻟﮭﺎ اﻟﻨﺨﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻢ ﺗُﺪﻓﻦ"‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬

‫ﺻﯿﺎﻧﺘﮭﺎ‪:‬‬
‫روى ﻣﺴﻠﻢ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬إن ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺸﻲء ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺒﻮل وﻻ اﻟﻘ ﺬر‪ ،‬إﻧﻤ ﺎ ھ ﻲ‬
‫ﻟﺬﻛﺮ اﷲ وﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن"‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬إذا ﻗﺎم أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺒﺼﻖ أﻣﺎﻣﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻨﺎﺟﻲ اﷲ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ‬
‫ﻣﺎ دام ﻓﻲ ﻣُﺼَﻼّه‪ ،‬وﻻ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻓﺈن ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻣﻠﻜﺎً‪ ،‬وﻟﯿﺒﺼﻘﻦﱠ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره أو ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﮫ ﻓﯿﺪﻓﻨﮭﺎ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﻣ ﻦ أﻛ ﻞ اﻟﺜ ﻮم واﻟﺒﺼ ﻞ واﻟﻜ ﺮاث ﻓ ﻼ ﯾﻘ ﺮﺑﻦﱠ ﻣﺴ ﺠﺪﻧﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ‬
‫ﺗﺘﺄذى ﻣﻤﺎ ﯾﺘﺄذى ﻣﻨﮫ ﺑﻨﻮ آدم" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻘﺎل‪" :‬إﻧﻜﻢ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس ﺗﺄﻛﻠﻮن ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺗﯿﻦ ﻻ أراھﻤﺎ إﻻ ﺧﺒﯿﺜﺘﯿﻦ‪" :‬اﻟﺒﺼﻞ واﻟﺜﻮم" ﻟﻘﺪ رأﯾﺖ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذ وﺟﺪ رﯾﺤﮭﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ أﻣﺮ ﺑﮫ ﻓﺄﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺒﻘﯿﻊ‪ ،‬ﻓﻤﻦ أﻛﻠﮭﻤﺎ ﻓﻠْﯿُﻤِﺘْﮭﻤﺎ ﻃﺒﺨﺎً" رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻛﺮاھﺔ ﻧﺸﺪ اﻟﻀﺎﻟﺔ واﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء واﻟﺸﻌﺮ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺳﻤﻊ رﺟﻼً ﯾﻨﺸﺪ ﺿ ﺎﻟﱠﺔً ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻠﯿﻘ ﻞ‪ :‬ﻻ ردھ ﺎ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﻚ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻢ ﺗُﺒﻦَ ﻟﺬﻟﻚ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إذا رأﯾﺘﻢ ﻣﻦ ﯾﺒﯿﻊ أو ﯾﺒﺘﺎع ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻘﻮﻟ ﻮا‪ :‬ﻻ أرﺑ ﺢ‬
‫اﷲ ﺗﺠﺎرﺗﻚ‪ ،‬وإذا رأﯾﺘﻢ ﻣﻦ ﯾﻨﺸ ﺪ ﻓﯿ ﮫ ﺿ ﺎﻟﺔ ﻓﻘﻮﻟ ﻮا‪ :‬ﻻ رد اﷲ ﻋﻠﯿ ﻚ ﺿ ﺎﻟﺘﻚ" اﺑ ﻦ ﺧﺰﯾﻤ ﺔ واﺑ ﻦ ﺣﺒ ﺎن واﻟ ﺪراﻣﻲ واﺑ ﻦ اﻟﺠ ﺎرود‬
‫وﻏﯿﺮھﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﻗﻢ )‪.(٥٨٧‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﺮاء واﻟﺒﯿ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪ ،‬وأن ﺗُﻨﺸ ﺪ ﻓﯿ ﮫ‬
‫اﻷﺷﻌﺎر‪ ،‬وأن ﺗﻨﺸﺪ ﻓﯿﮫ اﻟﻀﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻧﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠّﻖ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي‪ ،‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ‪،‬‬
‫ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٦٧٦٢‬‬
‫واﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻨﮫ ھﻮ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﯾﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ھﺠﻮ ﻣﺴﻠﻢ أو ﻣﺪح ﻇﺎﻟﻢ أو ﻓﺤﺶ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ أﻣﺎ ﻣﺎﻛﺎن ﺣﻜﻤﺔ أو ﻣﺪﺣﺎً‬
‫ﻟﻺﺳﻼم أو ﺣﺜﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮ وﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن ﻋﻤﺮ ﻣﺮ ﺑﺤﺴّ ﺎن ﯾُﻨﺸِ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﻠﺤ ﻆ ﻋﻠﯿ ﮫ )أي‬
‫ﻧﻈﺮ إﻟﯿﮫ ﺷﺰراً( ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻗﺪ ﻛﻨﺖُ أﻧﺸﺪ ﻓﯿﮫ وﻓﯿﮫ ﻣﻦ ھﻮ ﺧﯿﺮ ﻣﻨﻚ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻧﺸﺪك ﺑﺎﷲ أَﺳَﻤﻌْﺖَ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل "أﺟﺐ ﻋﻨﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﯾﺪه ﺑﺮوح اﻟﻘﺪس ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫روح اﻟﻘُﺪُس‪ :‬ﺟﺒﺮﯾﻞ‪.‬‬ ‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬أﻧﺸﺪك اﷲ‪ :‬أي أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﷲ‪.‬‬

‫رﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﻓﯿﮭﺎ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻋﺘﻜﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻓﺴ ﻤﻌﮭﻢ ﯾﺠﮭ ﺮون ﺑ ﺎﻟﻘﺮاءة ﻓﻜﺸ ﻒ اﻟﺴ ﺘﺮ‬
‫وﻗﺎل‪" :‬أﻻ إن ﻛُﻠﱠﻜُﻢ ﻣُﻨﺎجٍ رﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺆذﯾﻦ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً وﻻ ﯾﺮﻓﻊ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮاءة" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻨﺪه وأﺑ ﻮ‬
‫داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ‪ ،‬واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٢٦٣٦‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻦ رﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺸﻮش ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺼﻠﯿﻦ وﻟﻮ ﺑﻘﺮاءة اﻟﻘﺮآن‪.‬‬

‫اﻟﻜﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪:‬‬

‫‪١٠٨‬‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة ﻗﺎل‪" :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﻘﻮم ﻣﻦ ﻣﺼﻼه اﻟﺬي ﺻﻠﻰ ﻓﯿﮫ اﻟﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠ ﻊ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻃﻠﻌﺖ ﻗﺎم ﻗﺎل ‪ " :‬وﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﺤﺪﺛﻮن ﻓﯿﺄﺧﺬون ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻓﯿﻀﺤﻜﻮن وﯾﺒﺘﺴﻢ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي‪ :‬ﯾﺠﻮز اﻟﺘﺤﺪث ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺒﺎح ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﺑﺄﻣﻮر اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻏﯿﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺎت‪ ،‬وإن ﺣﺼﻞ ﻓﯿﮫ ﺿ ﺤﻚ وﻧﺤ ﻮه ﻣ ﺎ دام‬
‫ﻣﺒﺎﺣﺎً اﺳﺘﺪﻻﻻً ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬

‫ﺗﺸﺒﯿﻚ اﻷﺻﺎﺑﻊ‪:‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻛﻌﺐ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬إذا ﺗﻮﺿﺄ أَﺣﺪُﻛﻢ ﻓﺄﺣﺴﻦ وﺿﻮءه ﺛﻢ ﺧﺮج ﻋﺎﻣ ﺪاً إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬
‫ﻓﻼ ﯾﺸﺒﻜﻦﱠ ﺑﯿﻦ أﺻﺎﺑﻌﮫ ﻓﺈﻧّﮫ ﻓﻲ ﺻﻼة" رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ‬
‫)‪.(٤٥٥‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻛﺮاھﺔ ﺗﺸﺒﯿﻚ اﻷﺻﺎﺑﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺼﻼة وﻓﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﻋﻨ ﺪ اﻧﺘﻈﺎرھ ﺎ وﻻ ﯾُﻜ ﺮه ﻓﯿﻤ ﺎ ﻋ ﺪا ذﻟ ﻚ‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ "ﻓﻘﺔ اﻟﺴﻨﺔ م ‪.(٢١٣ = ١‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻮاري‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻺﻣﺎم واﻟﻤﻨﻔﺮد اﻟﺼﻼة ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻮاري ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪" :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻟﻤﺎ دﺧﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺻﻠﻰ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺎرﯾﺘﯿﻦ"‪.‬‬
‫‪ ...‬ھﺬا وﻛﺎن ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ واﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﺘﯿّﻤﻲ وﺳُﻮﯾﺪ ﺑﻦ ﻏُﻔﻠﺔ ﯾﺆﻣﻮن ﻗﻮﻣﮭﻢ ﺑﯿﻦ اﻷﺳﺎﻃﯿﻦ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻤﺆﺗﻤﻮن ﻓﺘﻜﺮه ﺻﻼﺗﮭﻢ ﺑﯿﻨﮭ ﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻄﻊ اﻟﺼﻔﻮف‪ ،‬وﻻ ﺗُﻜﺮه ﻋﻨﺪ اﻟﻀﯿﻖ‪ ،‬ﻓﻌﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧُﻨْﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺼ ﻼة ﺑ ﯿﻦ اﻟﺴ ﻮاري وﻧُﻄ ﺮد ﻋﻨﮭ ﺎ" رواه‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬

‫ﺗﺤﺬﯾﺮ اﻟﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ‬

‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪" :‬ﻟﻌ ﻦ اﷲ اﻟﯿﮭ ﻮد واﻟﻨﺼ ﺎرى اﺗﺨ ﺬوا ﻗﺒ ﻮر أﻧﺒﯿ ﺎﺋﮭﻢ ﻣﺴ ﺎﺟﺪ" ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟُﻨﺪب ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل‪ " :‬أﻻ وإنﱠ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻗ ﺒﻠﻜﻢ ﻛ ﺎﻧﻮا ﯾﺘﺨ ﺬون ﻗﺒ ﻮر أﻧﺒﯿ ﺎﺋﮭﻢ وﺻ ﺎﻟﺤﯿﮭﻢ‬
‫ﻣﺴﺎﺟﺪ‪ ،‬أﻻ ﻓﻼ ﺗﺘﺨﺬوا اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ‪ ،‬إﻧﻲ أﻧﮭﺎﻛﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺮض اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﺬاﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﮫ ﻛﻨﯿﺴﺔً ﺑﺄرض اﻟﺤﺒﺸﺔ‬
‫ﯾُﻘﺎل ﻟﮭﺎ ‪ :‬ﻣﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ وأم ﺣﺒﯿﺒﺔ ﻗﺪ أﺗﺘﺎ أرض اﻟﺤﺒﺸﺔ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮن ﻣﻦ ﺣﺴﻨﮭﺎ وﺗﺼﺎوﯾﺮھﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻓﺮﻓﻊ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأﺳﮫ ﻓﻘﺎل‪" :‬أوﻟﺌﻚ إذا ﻛﺎن ﻓﯿﮭﻢ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑَﻨَﻮا ﻋﻠ ﻰ ﻗﺒ ﺮه ﻣﺴ ﺠﺪاً‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺻ ﻮروا ﺗﻠ ﻚ اﻟﺼ ﻮر‪ ،‬أوﻟﺌ ﻚ ﺷ ﺮار‬
‫اﻟﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪ اﷲ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬اﻟﻠﮭ ﻢ ﻻ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻗﺒ ﺮي وﺛﻨ ﺎً‪ ،‬ﻟﻌ ﻦ اﷲ ﻗﻮﻣ ﺎً اﺗﺨ ﺬوا ﻗﺒ ﻮر‬
‫أﻧﺒﯿﺎﺋﮭﻢ ﻣﺴﺎﺟﺪ" رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺳﻌﺪ وأﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺤﻤﯿﺪي وأﺑﻮ ﻧﻌﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﯿﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل‪" :‬إن ﻣﻦ ﺷﺮار اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺗﺪرﻛ ﮫ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ‬
‫وﻣﻦ ﯾﺘﺨﺬ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ" رواه اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪ ،‬واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ وأﺣﻤﺪ‪ ،‬واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وأﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وأﺑﻮ ﻧﻌﯿﻢ ﻓ ﻲ‬
‫"أﺧﺒﺎر أﺻﺒﮭﺎن" ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫‪ ...‬ﻣﻌﻨﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ‪ :‬اﻟﺬي ﯾُﻔﮭﻢ ﻣﻦ ھﺬا اﻻﺗﺨﺎذ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎن ﺣﺘﻰ ﻧﺤﺬره‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﺠﻮد ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺴﺠﻮد إﻟﯿﮭﺎ واﺳﺘﻘﺒﺎﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻗﺼﺪ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫وﯾﺸﮭﺪ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﻷول‪ :‬أﺣﺎدﯾﺚ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﻋﻦ ﺳﯿﺪ اﻷﻧﺒﯿﺎء ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أن أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ‪ " :‬أنﱠ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ أن ﯾُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر أو ﯾُﻘﻌﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ أو ﯾُﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ" رواه أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ ﻓﻲ "ﻣﺴﻨﺪه" وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻻ ﺗُﺼﻠّﻮا إﻟﻰ ﻗﺒﺮ وﻻ ﺗﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ" رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ "اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﯿﺮ"‪ ،‬واﻟﻀﯿﺎء اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ‬
‫ﻓﻲ "اﻟﻤﺨﺘﺎرة" واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﯾﺸﮭﺪ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺣﺎدﯾﺚ ﺻﺤﯿﺤﮫ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻣﻨﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻﺗﺠﻠﺴﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر‪ ،‬وﻻ ﺗﺼﻠﻮا إﻟﯿﮭﺎ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﯾﺸﮭﺪ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺘﻘﺪم ﺑﻠﻔﻆ "أوﻟﺌﻚ ﻗﻮم إذا ﻛﺎن ﻓﯿﮭﻢ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻤﺎت ﺑﻨﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮه ﻣﺴ ﺠﺪاً ‪ ..‬أوﻟﺌ ﻚ ﺷ ﺮار‬
‫اﻟﺨﻠﻖ ‪" ...‬‬
‫ﻓﮭﻮ ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮر اﻷﻧﺒﯿﺎء واﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﺮﱠح أﻧﮫ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﻛﻮﻧﮭﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺷﺮار اﻟﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪ اﷲ‪.‬‬
‫وﯾﺆﯾﺪه ﺣﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪" :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾُﺠﺼﱠﺺ اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬وأن ﯾﻘﻌﺪ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬وأن ﯾُﺒﻨ ﻰ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫‪١٠٩‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف ﺿﻤﻨﺎً أن اﻟﺸﺎرع إذا أﻣﺮ ﺑﺒﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﮭﻮ ﯾﺄﻣﺮﻧﺎ ﺿﻤﻨﺎً ﺑﺎﻟﺼ ﻼة ﻓﯿﮭ ﺎ ﻷﻧﮭ ﺎ ھ ﻲ اﻟﻤﻘﺼ ﻮدة ﺑﺎﻟﺒﻨ ﺎء‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ إذا‬
‫ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﻨﮭﻰ ﺿﻤﻨﺎً ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ھﻲ اﻟﻤﻘﺼﻮدة ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء أﯾﻀﺎً وھﺬا ﺑﯿﱢﻦ ﻻ ﯾﺨﻔ ﻰ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻌﺎﻗﻞ إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬
‫‪ ...‬ھﺬا وﻗﺪ اﺗﻔﻘﺖ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﺗﺨﺎذ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر‪ ،‬وﻣ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ ﺻ ﺮح ﺑﺄﻧﮭ ﺎ ﻛﺒﯿ ﺮة‪ ...‬ﻓﻘ ﺪ ذھ ﺐ‬
‫اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﻛﺒﯿﺮة‪ ،‬واﻟﻜﺮاھﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ھﻲ اﻟﻜﺮاھﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﻤﯿﺔ‪ ،‬وذھﺐ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺮاھﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﻤﯿﺔ‪ ،‬وﻣﺬھﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ‬
‫اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ وأﯾﻀﺎً ﻣﺬھﺐ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪ ،‬ﺑﻞ ﻧﺺ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼن اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﺒ ﻮر‪ ،‬ووﺟ ﻮب ھ ﺪﻣﮭﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ "زاد اﻟﻤﻌ ﺎد )‪ (٢٢/٣‬ﻓ ﻲ ﺻ ﺪد ﺑﯿ ﺎن ﻣ ﺎ ﺗﻀ ﻤﻨﺘﮫ ﻏ ﺰوة ﺗﺒ ﻮك ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘ ﺔ واﻟﻔﻮاﺋ ﺪ‪ ،‬وﺑﻌ ﺪ أن ذﻛ ﺮ ﻗﺼ ﺔ ﻣﺴ ﺠﺪ‬
‫اﻟﻀﱢﺮار اﻟﺬي ﻧﮭﻰ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺒﯿﮫ أن ﯾُﺼﻠﻲ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻛﯿﻒ أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ھﺪﻣﮫ وﺣﺮﱠﻗ ﮫ ﻗ ﺎل‪ " :‬وﻣﻨﮭ ﺎ ﺗﺤﺮﯾ ﻖ‬
‫أﻣﻜﻨﺔ اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾُﻌﺼﻰ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وھﺪﻣﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺮق رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار وأﻣ ﺮ ﺑﮭﺪﻣ ﮫ‬
‫وھﻮ ﻣﺴﺠﺪ ﯾُﺼﻠﻰ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﯾُﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﻨﺎؤه ﺿﺮاراً وﺗﻔﺮﯾﻘﺎً ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ‪ ،‬وﻣﺄوى ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﻜﺎن ھﺬا ﺷﺄﻧﮫ‬
‫ﻓﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم ﺗﻌﻄﯿﻠﮫ إﻣﺎ ﺑﮭﺪم وﺗﺤﺮﯾ ﻖ وإﻣ ﺎ ﺗﻐﯿﯿ ﺮ ﺻ ﻮرﺗﮫ وإﺧﺮاﺟ ﮫ ﻋﻤ ﺎ وﺿ ﻊ ﻟ ﮫ‪ ،‬وإذا ﻛ ﺎن ھ ﺬا ﺷ ﺄن ﻣﺴ ﺠﺪ اﻟﻀ ﺮار‪،‬‬
‫ﻓﻤﺸﺎھﺪ اﻟﺸﺮك اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺳﺪﻧﺘﮭﺎ إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ ﻣﻦ ﻓﯿﮭ ﺎ أﻧ ﺪاداً ﻣ ﻦ دون اﷲ أﺣ ﻖ ﺑ ﺬﻟﻚ وأوﺟ ﺐ ‪،‬وﻛ ﺬﻟﻚ ﻣَﺤ ﺎلﱡ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﻲ واﻟﻔﺴ ﻮق‬
‫ﻛﺎﻟﺤﺎﻧﺎت وﺑﯿﻮت اﻟﺨﻤﺎرﯾﻦ‪ ،‬وأرﺑﺎب اﻟﻤﻨﻜﺮات‪ ،‬وﻗﺪ ﺣﺮق ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻗﺮﯾﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﮭﺎ ﯾُﺒﺎع ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وﺣﺮق ﺣﺎﻧﻮت روﯾﺸ ﺪ‬
‫اﻟﺜﻘﻔﻲ )ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ﯾﺒﯿﻊ اﻟﺨﻤﺮ( وﺳﻤﺎه ﻓﻮﯾﺴﻘﺎً‪ ،‬وﺣﺮق ﺑﺎب ﻗﺼﺮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ﻟﻤﺎ اﺣﺘﺠﺐ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﺮﻋﯿﺔ‪ ،‬وھﻢ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺘﺤﺮﯾﻖ ﺑﯿﻮت ﺗﺎرﻛﻲ ﺣﻀﻮر اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬وإﻧﻤ ﺎ ﻣﻨﻌ ﮫ ﻣَ ﻦْ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻟﺬُرﯾﱠ ﺔ ‪ ،‬وﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا‬
‫ﻓﯿﮭﺪم اﻟﻤﺴﺠﺪ إذا ﺑُﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺒﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ إذا دﻓﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬ﻧﺺﱠ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ دﯾ ﻦ‬
‫اﻹﺳﻼم ﻣﺴﺠﺪ وﻗﺒﺮ ﺑﻞ أﯾﮭﻤﺎ ﻃﺮأ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﻣﻨﻊ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬وﻻ ﺗَﺼِﺢّ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻨﮭﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ وﻟﻌﻨﮫ ﻣﻦ اﺗﺨﺬ اﻟﻘﺒﺮ ﻣﺴﺠﺪاً‪ ،‬ﻓﮭﺬا دﯾﻦ اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﺑﻌﺚ اﷲ ﺑﮫ رﺳﻮﻟﮫ وﻧﺒﯿﮫ وﻏﺮﺑﺘﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﺮى"‪.‬‬
‫‪ ...‬ﻓﺘﺒﯿﻦ ﻣﻤﺎ ﻧﻘﻠﻨﺎه أن اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤ ﺮﯾﻢ ﺑﻨ ﺎء اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﺒ ﻮر وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺳُ ﺌﻞ ﺷ ﯿﺦ اﻹﺳ ﻼم اﺑ ﻦ‬
‫ﺗﯿﻤﯿﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺑﻤﺎ ﻧﺼﮫ‪" :‬ھﻞ ﺗﺼﺢ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ إذا ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﻗﺒﺮ‪ ،‬واﻟﻨﺎس ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﯿﮫ ﻟﺼﻼﺗﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ أم ﻻ ؟‬
‫وھﻞ ﯾُﻤﮭﱠﺪُ اﻟﻘﺒﺮ أو ﯾُﻌﻤﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺎﺟﺰ ؟‬
‫ﻓﺄﺟﺎب‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﺗﻔﻖ اﻷﺋﻤﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾُﺒﻨﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬إن ﻣ ﻦ ﻛ ﺎن ﻗ ﺒﻠﻜﻢ ﻛ ﺎﻧﻮا‬
‫ﯾﺘﺨﺬون اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ ‪ ،‬أﻻ ﻓﻼ ﺗﺘﺨﺬوا اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻲ أﻧﮭﺎﻛﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ" وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز دﻓﻦ ﻣﯿﺖ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫ﻗﺒﻞ اﻟﺪﻓﻦ ﻏُﯿّﺮ إﻣﺎ ﺑﺘﺴﻮﯾﺔ اﻟﻘﺒﺮ وإﻣﺎ ﺑﻨﺒﺸﮫ إن ﻛﺎن ﺟﺪﯾﺪاً ‪ ،‬وإن ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑُﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻘﺒ ﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻣ ﺎ أن ﯾُ ﺰال اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪ ،‬وإﻣ ﺎ ﺗُ ﺰال‬
‫ﺻﻮرة اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺬي ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻻ ﯾُﺼﻠﻰ ﻓﯿﮫ ﻓﺮض وﻻ ﻧﻔﻞ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻨﮭﻲ ﻋﻨﮫ" ﻛﺬا ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺎوي ﻟﮫ )‪.(١٩٢/ ٢ ، ١٠٧/١‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ "اﻻﺧﺘﯿﺎرات اﻟﻌﻠﻤﯿ ﺔ‪ ":‬ص ‪ " : ٥٢‬وﯾُﺤ ﺮّم اﻹﺳ ﺮاج ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﺒ ﻮر واﺗﺨ ﺎذ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ وﯾﺘﻌ ﯿﻦ‬
‫إزاﻟﺘﮭﺎ‪ ،‬وﻻ أﻋﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﺧﻼﻓﺎً ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﻌﺮوﻓﯿﻦ"‪.‬‬

‫‪ ...‬وھﻨﺎك ﺷﺒﮭﺔ ﯾُﺮددھﺎ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪ :‬وھﻲ أن ﻗﺒﺮ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪه ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﺸﺎھﺪ اﻟﯿﻮم‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﺮاﻣﺎً ﻟﻢ ﯾُﺪﻓﻦ ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫واﻟﺠﻮاب ‪ :‬أن ھﺬا وإن ﻛﺎن ھﻮ اﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﯿﻮم‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻣﺎت دُﻓﻦ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺠﺮة اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﻛﺎن ﯾﻔﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺟﺪار ﻓﯿﮫ ﺑﺎب‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﺨ ﺮج ﻣﻨ ﮫ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪،‬‬
‫وﻟﻜﻦ وﻗﻊ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﺟﻤﯿﻊ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻣ ﺎﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺴ ﺒﺎن‪ ،‬ذﻟ ﻚ أن اﻟﻮﻟﯿ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ ﺳ ﻨﺔ ﺛﻤ ﺎن وﺛﻤ ﺎﻧﯿﻦ ھﺠﺮﯾ ﺔ أﻣ ﺮ ﺑﮭ ﺪم‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي‪ ،‬وإﺿﺎﻓﺔ ﺣﺠﺮ أزواج اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﻟﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓﺼ ﺎر اﻟﻘﺒ ﺮ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ‬
‫ﺣﯿﻨﺬاك أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤﺎ ﺗﻮھﻢ ﺑﻌﻀﮭﻢ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻮﺗﺎً ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺗﻮﻓﻰ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ‬
‫ﺳﻨﺔ ﺛﻤﺎن وﺳﺒﻌﯿﻦ‪ ،‬واﻟﻮﻟﯿﺪ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ وﺛﻤﺎﻧﯿﻦ وﺗﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ وﺗﺴﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻜ ﺎن ﺑﻨ ﺎء اﻟﻤﺴ ﺠﺪ وإدﺧ ﺎل اﻟﺤﺠ ﺮة ﻓﯿ ﮫ‬
‫ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻦ ذﻟﻚ ‪ ...‬ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻣﻤﺎ أوردﻧﺎه أن اﻟﻘﺒﺮ اﻟﺸﺮﯾﻒ إﻧﻤﺎ أُدﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي ﺣﯿﻦ ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ‪،‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪ أن ﻋﺮف ھﺬه اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ﯾﺤﺘﺞ ﺑﻤﺎ وﻗﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫وإن ﻣﻤﺎ ﯾﺄﺳﻒُ ﻟﮫ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻃﺎھﺮ اﻟﻘﻠﺐ أن ﯾﺠﺪ ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻗﺪ وﻗﻌﻮا ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺷﺮﯾﻌﺔ ﺳﯿﺪ اﻟﻤﺮﺳﻠﯿﻦ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ اﻟﺘﻲ أﻣﺮت ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺨﺪش اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ‪ ،‬ﻓﻨﺮاھﻢ ﯾﺘﻤﺴﺤﻮن ﺑﺎﻟﻘﺒﻮر وﯾﺴﺘﻐﯿﺜﻮن ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﮭﺎ وﯾﻨ ﺬرون ﻟﮭ ﺎ‪ ،‬وﯾﺤﻠﻔ ﻮن‬
‫ﺑﮭﺎ وﯾﺴﺠﺪون ﻟﮭﺎ‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻀﻼل ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻣﺸﺎھﺪ ﻣﻌﺮوف‪ ،‬ﻓﺎﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺘﮫ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻛﻞ ھﺬه اﻷﻣﻮر ﺣﺘﻰ ﯾُﻌﺒﺪ‬
‫اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﺪه‪ ،‬وﻻ ﯾُﺸﺮك ﺑﮫ ﺷﻲء‪ ،‬ﻓﯿﺘﺤﻘﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ "وأنّ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﷲ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﻊ اﷲ أﺣ ﺪاً" ﺳ ﻮرة‬
‫اﻟﺠﻦ آﯾﺔ ‪.١٨‬‬
‫ﺛﻢ ﯾﺰداد اﻹﻧﺴﺎن أﺳﻔﺎً ﺣﯿﻦ ﯾﺮى ﻗﻠﯿﻼً أو ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﯾﺦ ﯾُﻘِﺮّوھﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺑﺪﻋﻮى أن ﻧﯿ ﺎﺗﮭﻢ ﻃﯿﺒ ﺔ وﯾﺸ ﮭﺪ‬
‫اﷲ أن ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻨﮭﻢ ﻗﺪ ﻓﺴﺪت ﻧِﯿّﺎﺗُﮭﻢ‪ ،‬وران ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺸﺮك ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻜﻮت أﻣﺜﺎل ھﺆﻻء اﻟﻤﺸﺎﯾﺦ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺴﻮﯾﻔﮭﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺮوﻧﮫ ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ‬
‫اﻟﺸﺮك ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ أﯾﻦ اﻟﻨﯿﺔ اﻟﻄﯿﺒﺔ ﯾﺎﻗﻮم ﻣﻦ أﻧﺎس ﻛﻠﻤﺎ وﻗﻌﻮا ﻓﻲ ﺿﯿﻖ ﺟ ﺎءوا إﻟ ﻰ ﻣﯿ ﺖ ﯾﺮوﻧ ﮫ ﺻ ﺎﻟﺤﺎً ﻓﯿﺪﻋﻮﻧ ﮫ ﻣ ﻦ‬
‫دون اﷲ‪ ،‬وﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﯿﮫ إﻻ اﷲ؟ ﺑﻞ إذا زَﻟﱠﺖ ﻗﺪم داﺑﺘﮭﻢ ﻧﺎدوا‪ :‬ﯾﺎ اﷲ ﯾﺎ ﺑﺎز ﺑﯿﻨﻤﺎھﺆﻻء اﻟﻤﺸﺎﯾﺦ ﻗ ﺪ ﯾﻌﻠﻤ ﻮن أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﻤﻊ ﯾﻮﻣﺎً ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﯾﻘﻮل ﻟﮫ ‪ :‬ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ وﺷﺌﺖ ﻗﺎل ‪ :‬أﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﷲ ﻧﺪاً‪.‬‬
‫أﻟ ﻢ ﯾﺴ ﻤﻌﻮا ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗَ ﺪْعُ ﻣ ﻦ دون اﷲ ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﻨﻔﻌ ﻚ وﻻ ﯾﻀ ﺮك‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻓﻌﻠ ﺖ ﻓﺈﻧ ﻚ إذاً ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﯿﻦ * وإن‬
‫ﯾﻤﺴﺴﻚ اﷲ ﺑﻀﺮ ﻓﻼ ﻛﺎﺷﻒ ﻟﮫ إﻻ ھﻮ‪ ،‬وإن ﯾُﺮدك ﺑﺨﯿﺮ ﻓ ﻼ رادّ ﻟﻔﻀ ﻠﮫ‪ ،‬ﯾﺼ ﯿﺐ ﺑ ﮫ ﻣ ﻦ ﯾﺸ ﺎء ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎده‪ ،‬وھ ﻮ اﻟﻐﻔ ﻮر اﻟ ﺮﺣﯿﻢ"‬
‫ﯾﻮﻧﺲ "‪."١٠٧ ، ١٠٦‬‬

‫‪١١٠‬‬
‫ﯾﺎ ﺣﺴﺮة ﻋﻠﻰ ھﺆﻻء اﻟﻤﺸﺎﯾﺦ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻤﻔﺮوض أنْ ﯾﻜﻮﻧﻮا دﻋﺎة ﻟﺠﻤﯿ ﻊ اﻟﻨ ﺎس إﻟ ﻰ دﯾ ﻦ اﻟﺘﻮﺣﯿ ﺪ‪ ،‬وﺳ ﺒﺒﺎً ﻹﻧﻘ ﺎذھﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺛﻨﯿ ﺔ‬
‫وأدراﻧﮭﺎ‪ ،‬واﻟ ﺬي ﻧﺼ ﻞ إﻟﯿ ﮫ‪ ،‬إﻣ ﺎ أن ﯾﻜ ﻮن ھ ﺆﻻء اﻟﻤﺸ ﺎﯾﺦ ﻣ ﺜﻠﮭﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﻼل‪ ،‬وﻓﺎﻗ ﺪ اﻟﺸ ﻲء ﻻ ﯾُﻌﻄﯿ ﮫ‪ ،‬وإﻣ ﺎ أﻧﮭ ﻢ ﯾ ﺪارون ﺑ ﻞ‬
‫ﯾﺪاھﻨﻮﻧﮭﻢ ﻛﻲ ﻻ ﯾﻮﺻﻤﻮا ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻮﺻْﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ وﻇﺎﺋﻔﮭﻢ‪ ،‬وﻣﻌﺎﺷﺎﺗﮭﻢ ﻏﯿﺮ ﻣُﺒ ﺎﻟﯿﻦ ﺑﻘ ﻮل اﻟﺤ ﻖ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ‪" :‬إن‬
‫اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻜﺘﻤﻮن ﻣﺎ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﻨﺎت واﻟﮭُﺪى ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﯿﻨﺎه ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب أوﻟﺌﻚ ﯾﻠﻌﻨﮭﻢ اﷲ‪ ،‬وﯾﻠﻌﻨﮭﻢ اﻟﻼﻋﻨﻮن" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‬
‫‪.١٥٩‬‬
‫وﻟﻘﺪ ذﻛﺮﻧﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒ ﻮر ﯾﺴ ﺘﻠﺰم اﻟﻨﮭ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب أن اﻟﻨﮭ ﻲ ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﯾﺴﺘﻠﺰم اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯿﻨﺘﺞ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﻨﮭﻲ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻨﮭﻲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬا‬
‫اﻟﻤﻮﺿ ﻊ ﯾﻘﺘﻀ ﻲ اﻟ ﺒﻄﻼن وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ﺑ ﺒﻄﻼن اﻟﺼ ﻼة ﻓﯿﮭ ﺎ اﻹﻣ ﺎم أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه‪ ،‬وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﻧ ﺮى أن اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﺗﻔﺼ ﯿﻞ‬
‫ﻓﺄﻗﻮل‪ :‬واﻟﻜﻼم ھﻨﺎ ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬

‫إن ﻟﻠﻤﺼﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﺣﺎﻟﺘﯿﻦ‪:‬‬

‫اﻷوﻟﻰ ‪ :‬أن ﯾﻘﺼﺪ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﺒﻮر واﻟﺘﺒﺮك ﺑﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻏﯿﺮ ﻗﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬أن ﯾﺼﻠﻲ ﻓﯿﮭﺎ اﺗﻔﺎﻗﺎً ﻻ ﻗﺼﺪاً ﻟﻠﻘﺒﺮ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻼﻧﮭﺎ‪ ،‬وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬ﻓﻼ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ‪،‬‬
‫وإﻧﻤﺎ اﻟﻜﺮاھﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﻮل ﺑﺒﻄﻼن اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻﺑﺪ ﻟﮫ ﻣﻦ دﻟﯿﻞ ﺧﺎص وﻟﻌﻞ ھﺬا ھﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذھ ﺎب اﻟﺠﻤﮭ ﻮر إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻜﺮاھﺔ دون اﻟﺒﻄﻼن أﻗﻮل ھﺬا ﻣﻌﺘﺮﻓﺎً ﺑﺄن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وأن اﻟﻘ ﻮل ﺑ ﺎﻟﺒﻄﻼن ﻣﺤﺘﻤ ﻞ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﻛ ﺎن ﻋﻨ ﺪه‬
‫ﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻠﯿﺘﻔﻀﻞ ﺑﺒﯿﺎﻧﮫ ﻣﻊ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻣﺸﻜﻮراً وأﻣﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﻜﺮاھﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر ﻓﮭﺬا أﻗﻞ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾُﻤﻜﻦ أن ﯾﻘﻮﻟﮫ اﻟﺒﺎﺣﺚ وذﻟﻚ ﻷﻣﺮﯾﻦ‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬أن ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺸﺒﯿﮭﺎً ﺑﺎﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼﺎرى اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا وﻻ ﯾﺰاﻟﻮن ﯾﻘﺼﺪون اﻟﺘﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ ذرﯾﻌﺔ ﻟﺘﻌﻈﯿﻢ اﻟﻤﻘﺒﻮر ﻓﯿﮭﺎ ﺗﻌﻈﯿﻤﺎً ﺧﺎرﺟﺎً ﻋﻦ ﺣ ﺪ اﻟﺸ ﺮع‪ ،‬ﻓﯿﻨﮭ ﻰ ﻋﻨﮭ ﺎ اﺣﺘﯿﺎﻃ ﺎً وﺳ ﺪاً ﻟﻠﺬرﯾﻌ ﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ‬
‫وﻣﻔﺎﺳﺪ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻌﯿﺎن ‪ ،‬واﻋﻠﻢ أن ﻛﺮاھﯿﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ھﻮ أﻣﺮ ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‪،‬‬
‫وإﻧﻤﺎ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺑﻄﻼﻧﮭﺎ‪ ،‬وﻇﺎھﺮ ﻣﺬھﺐ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺼ ﺢ‪ ،‬وﺑ ﮫ ﺟ ﺰم اﻟﻤﺤﻘ ﻖ اﺑ ﻦ اﻟﻘ ﯿﻢ وﻗ ﺎل ﺷ ﯿﺦ اﻹﺳ ﻼم اﺑ ﻦ ﺗﯿﻤﯿ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫"اﻗﺘﻀﺎء اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻢ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﺠﺤﯿﻢ ص ‪ " ١٥٩‬ﻓﮭﺬه اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺒ ﻮر اﻷﻧﺒﯿ ﺎء واﻟﺼ ﺎﻟﺤﯿﻦ واﻟﻤﻠ ﻮك‬
‫وﻏﯿﺮھﻢ ﯾﺘﻌﯿﻦ إزاﻟﺘﮭﺎ ﺑﮭﺪم أو ﺑﻐﯿﺮه‪ ،‬ھ ﺬا ﻣﻤ ﺎ ﻻ أﻋﻠ ﻢ ﻓﯿ ﮫ ﺧﻼﻓ ﺎً ﺑ ﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﻌ ﺮوﻓﯿﻦ‪ ،‬وﺗُﻜ ﺮه اﻟﺼ ﻼة ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺧ ﻼف‬
‫أﻋﻠﻤﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺼﺢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻇﺎھﺮ اﻟﻤﺬھﺐ ﻷﺟﻞ اﻟﻨﮭﻲ واﻟﻠﻌﻦ اﻟﻮارد ﻓﻲ ذﻟﻚ وﻷﺟﻞ أﺣﺎدﯾﺚ أُﺧﺮ"‪.‬‬
‫واﻋﻠﻢ أن اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﻜﺮوھﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﻘﺒﺮ أﻣﺎﻣ ﮫ أو ﺧﻠﻔ ﮫ‪ ،‬ﯾﻤﯿﻨ ﮫ أو ﯾﺴ ﺎره‪ ،‬ﻓﺎﻟﺼ ﻼة‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻜﺮوھﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﻜﺮاھﺔ ﺗﺸﺘﺪ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼة إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ارﺗﻜﺐ اﻟﻤﺼ ﻠﻲ ﻣﺨ ﺎﻟﻔﺘﯿﻦ اﻷوﻟ ﻰ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ‪ ،‬واﻷﺧ ﺮى اﻟﺼ ﻼة إﻟ ﻰ اﻟﻘﺒ ﺮ‪ ،‬وھ ﻲ ﻣﻨﮭ ﻲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﺳ ﻮاء ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ أو ﻏﯿ ﺮ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﺑ ﺎﻟﻨﺺ‬
‫اﻟﺼﺮﯾﺢ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻻ ﺗﺠﻠﺴﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر وﻻ ﺗﺼﻠّﻮا إﻟﯿﮭﺎ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻛﺐ اﻟﺪري ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻟﻠﺸﯿﺦ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻜﺎﻧﺪھﻠﻮي اﻟﺤﻨﻔ ﻲ ﻣ ﺎ ﻧﺼ ﮫ )ص ‪: (١٥٣‬‬
‫" وأﻣﺎ اﺗﺨﺎذ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺒﮫ ﺑ ﺎﻟﯿﮭﻮد واﺗﺨ ﺎذھﻢ ﻣﺴ ﺎﺟﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺒ ﻮر أﻧﺒﯿ ﺎﺋﮭﻢ وﻛﺒ ﺮاﺋﮭﻢ‪ ،‬وﻟﻤ ﺎ ﻓﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﺗﻌﻈ ﯿﻢ‬
‫اﻟﻤﯿﺖ وﺷَﺒَﮫٍ ﺑﻌَﺒَﺪةِ اﻷﺻﻨﺎم‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬وﻛﺮاھﺔ ﻛﻮﻧﮫ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﺒﻠﺔ أﻛﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻛﺮاھ ﺔ ﻛﻮﻧ ﮫ ﯾﻤﯿﻨ ﺎً وﯾﺴ ﺎراً‪،‬‬
‫وإن ﻛﺎن ﺧﻠﻒ اﻟﻤﺼﻠﻰ ﻓﮭﻮ أﺧﻒ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﻛﺮاھﺔ"‪.‬‬
‫ﺛﻢ اﻋﻠﻢ أن اﻟﺤُﻜﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﯾﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻛﺒﯿﺮھﺎ وﺻﻐﯿﺮھﺎ ﻗﺪﯾﻤﮭﺎ وﺣﺪﯾﺜﮭﺎ ﻟﻌﻤﻮم اﻷدﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺴﺠﺪ‬
‫ﻓﯿﮫ ﻗﺒﺮ إﻻ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي ﻷن ﻟﮫ ﻓﻀﯿﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر وذﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ "ﺻﻼة ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي ھﺬا ﺧﯿﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ ﺻﻼة ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻮاه إﻻ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﻓﺈﻧﮫ أﻓﻀﻞ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﯾﻀ ﺎً ‪ " :‬ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ ﺑﯿﺘ ﻲ وﻣﻨﺒ ﺮي روﺿ ﺔ ﻣ ﻦ رﯾ ﺎض اﻟﺠﻨ ﺔ" رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ .‬وﻟﻐﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻗﯿﻞ ﺑﻜﺮاھﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮫ ﻛﺎن ﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ ﺗﺴﻮﯾﺘﮫ ﻣﻊ ﻏﯿﺮه ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ وھ ﺬا ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻛﻤ ﺎ‬
‫ھ ﻮ ﻇ ﺎھﺮ‪ ..‬ھ ﺬا وﻗ ﺪ ﺻ ﺮح ﺷ ﯿﺦ اﻹﺳ ﻼم اﺑ ﻦ ﺗﯿﻤﯿ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛﺘﺎﺑ ﮫ "اﻟﺠ ﻮاب اﻟﺒ ﺎھﺮ ﻓ ﻲ زور اﻟﻤﻘ ﺎﺑﺮ" )ص ‪ (٢ - ١ /٢٢‬ﻓﻘ ﺎل‪:‬‬
‫"واﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﻨﮭﻲ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺑﺨﻼف ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﺼ ﻼة ﻓﯿ ﮫ‬
‫ﺑﺄﻟﻒ ﺻﻼة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ أُﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻮى وﻛﺎن اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ دﺧ ﻮل اﻟﺤﺠ ﺮة ﻓﯿ ﮫ ﻓﺎﺿ ﻼً وﻛﺎﻧ ﺖ ﻓﻀ ﯿﻠﺔ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﺑ ﺄن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻨﺎه ﻟﻨﻔﺴﮫ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﯿﻦ وﻗﺎل "ﺻﻼة ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪي ھﺬا ﺧﯿﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ ﺻﻼة ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻮاه إﻻ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪،‬‬
‫وﻗﺎل أﯾﻀﺎً ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗُﺸﺪ اﻟﺮﺣﺎل إﻻ إﻟﻰ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣﺴ ﺎﺟﺪ‪ :‬اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام واﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻷﻗﺼ ﻰ وﻣﺴ ﺠﺪي ھ ﺬا"‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وھﺬه اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﮫ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺪﺧﻞ ﻓﯿﮫ اﻟﺤﺠﺮة‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز أن ﯾُﻈﻦ أﻧﮫ ﺻﺎر ﺑﺪﺧﻮل اﻟﺤﺠﺮة ﻓﯿﮫ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن‪ ،‬وھﻢ‬
‫ﻟ ﻢ ﯾﻘﺼ ﺪوا دﺧ ﻮل اﻟﺤﺠ ﺮة ﻓﯿ ﮫ وإﻧﻤ ﺎ ﻗﺼ ﺪوا ﺗﻮﺳ ﯿﻌﮫ ﺑﺈدﺧ ﺎل ﺣﺠ ﺮ أزواج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻓ ﺪﺧﻠﺖ اﻟﺤﺠ ﺮة ﻓﯿ ﮫ‬
‫ﺿﺮورة ﻣﻊ ﻛﺮاھﺔ ﻣﻦ ﻛﺮه ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ"‪.‬‬
‫وأﺧﯿﺮاً ﻻ ﯾﺴﻌﻨﺎ إﻻ أن ﻧﻘﻮل ﻛﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ... " :‬ﻓﻤ ﻦ اﺗﻘ ﻰ اﻟﺸ ﺒﮭﺎت ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﺒﺮأ ﻟﺪﯾﻨ ﮫ‬
‫وﻋﺮﺿﮫ‪ ،‬وﻣﻦ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺸﺒﮭﺎت وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻛﺎﻟﺮاﻋﻲ ﯾﺮﻋﻲ ﺣﻮل اﻟﺤﻤﻰ ﯾﻮﺷﻚ أن ﯾﻘﻊ ﻓﯿﮫ ‪ " ...‬اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫اﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﮫ ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻤﺤ ﺪث اﻟﺸ ﯿﺦ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻧﺎﺻ ﺮ اﻟ ﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻛﺘﺎﺑ ﮫ )ﺗﺤ ﺬﯾﺮ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘﺒ ﻮر‬
‫ﻣﺴﺎﺟﺪ( )ﺑﺘﺼﺮف(‪.‬‬

‫‪١١١‬‬
 ‫اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ‬
‫أدب اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮض‬
‫اﻟﻤﺮض‪-:‬ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻣﺼﺮﺣﺔ ﺑﺄن اﻟﻤﺮض ﯾُﻜﻔﱢﺮ اﻟﺴﯿﺌﺎت وﯾﻤﺤﻮ اﻟﺬﻧﻮب ‪.‬‬
‫ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪-:‬‬
‫*روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪:‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪":‬ﻣﻦ ﯾُﺮِد اﷲ ﺑﮫ ﺧﯿﺮاً ﯾُﺼِﺐ ﻣﻨﮫ" ]ﯾﺼﺐ ﻣﻨ ﮫ‪:‬أي‬
‫ﯾﺒﺘﻠﯿﮫ ﺑﻤﺼﯿﺒﺔ إﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﮫ أو ﻣﺎﻟﮫ أو وﻟﺪه أو زوﺟﺘﮫ أو أذى ﺟﺎره أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ [‪.‬‬
‫*وروﯾﺎ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬ﻗﺎل‪":‬ﻣﺎ ﯾﺼﯿﺐ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻧَﺼَﺐٍ وﻻ وَﺻَﺐٍ وﻻ ھﻢﱟ وﻻ ﺣﺰن وﻻ أذى ‪،‬ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﯾﺸﺎﻛُﮭﺎ‬
‫إﻻ ﻛَﻔﱠﺮ اﷲ ﺑﮭﺎ ﺧﻄﺎﯾﺎه"‪.‬‬
‫*روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪،‬ﻗﺎل‪:‬دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬وھﻮ ﯾﻮﻋﻚ‪،‬ﻓﻘﻠﺖ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻧ ﻚ ﺗﻮﻋ ﻚ‬
‫وﻋﻜﺎً ﺷﺪﯾﺪاً‪،‬ﻗﺎل أﺟﻞ ‪:‬إﻧﻰ أُوﻋﻚ ﻛﻤﺎ ﯾﻮﻋﻚ رﺟﻼن ﻣﻨﻜﻢ‪،‬ﻗﻠﺖ ‪:‬ذﻟﻚ أن ﻟ ﻚ أﺟ ﺮﯾﻦ‪.‬ﻗ ﺎل‪ :‬أﺟ ﻞ ﻟ ﻚ ﻛ ﺬﻟﻚ ‪،‬ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻢ ﯾﺼ ﯿﺒﮫ أذى‬
‫ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﮭﺎ إﻻ ﻛﻔّﺮ اﷲ ﺑﮭﺎ ﺳﯿﺌﺎﺗﮫ وﺣُﻄﺖ ﻋﻨﮫ ذﻧﻮﺑﮫ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻂ اﻟﺸﺠﺮة ورﻗﮭﺎ"‪.‬‬
‫]اﻟﻮﻋﻚ ‪:‬ﺣﺮارة اﻟﺤﻤﻰ وأﻟﻤﮭﺎ[‪.‬‬

‫اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺮض‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻨﺰل ﺑﮫ ﻣﻦ ﺿﺮﱟ ﻓﻤﺎ أﻋﻄﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻄﺎءً ﺧﯿﺮاً وأوﺳ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺒﺮ ‪،‬ﻏﯿ ﺮ أﻧ ﮫ ﻻ ﺑ ﺄس أن‬
‫ﯾﻘﻮل إذا ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﮫ‪:‬إﻧﻲ ﻣﺮﯾﺾ واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل‪.‬‬
‫*وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﮭﯿﺒﺐ ﺑﻦ ﺳﻨﺎن أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ ":‬ﻋﺠﺒﺎً ﻷﻣﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ إنّ أﻣ ﺮه ﻛﻠﱠ ﮫ ﺧﯿ ﺮ‪ -‬وﻟ ﯿﺲ ذﻟ ﻚ‬
‫ﻷﺣﺪ إﻻ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ‪-‬إن أﺻﺎﺑﺘﮫ ﺳَﺮّاء ﺷﻜﺮ ﻓﻜﺎن ﺧﯿﺮاً ﻟﮫ‪،‬وإن أﺻﺎﺑﺘﮫ ﺿَﺮّاء ﺻﺒﺮ ﻓﻜﺎن ﺧﯿﺮاً ﻟﮫ"‪.‬‬
‫*وروى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل‪:‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪":‬إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎل‪:‬إذا اﺑﺘﻠﯿﺖ ﻋﺒﺪى ﺑﺤﺒﯿﺒﺘﯿﮫ ﻓﺼﺒﺮ‬
‫ﻋﻮّﺿﺘﮫ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺠﻨﺔ"ﯾﺮﯾﺪ ﻋﯿﻨﯿﮫ‪.‬‬
‫*وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ رﺑﺎح ﻋﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﻗ ﺎل‪:‬أﻻ أرﯾ ﻚ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﺠﻨ ﺔ ؟ﻓﻘﻠ ﺖ ﺑﻠ ﻰ ‪،‬ﻓﻘ ﺎل ‪:‬ھ ﺬه اﻟﻤ ﺮأة‬
‫اﻟﺴﻮداء‪،‬أﺗﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪:‬إﻧﻲ أﺻﺮع‪،‬وإﻧﻲ أﺗﻜﺸﻒ‪،‬ﻓﺎدع اﷲ ﻟﻲ‪.‬ﻓﻘﺎل إن ﺷﺌﺖ ﺻ ﺒﺮت وﻟ ﻚ اﻟﺠﻨ ﺔ‪،‬وإن‬
‫ﺷﺌﺖ دﻋﻮت اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻌﺎﻓﯿﻚ؟ﻓﻘﺎﻟﺖ أﺻﺒﺮ ‪.‬ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ‪:‬إﻧﻲ أﺗﻜﺸﻒ ﻓﺎدع اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻲ أن ﻻ أﺗﻜﺸﻒ ﻓﺪﻋﺎ ﻟﮭﺎ‪.‬‬
‫*ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺸﻜﻮ ﻟﻠﻄﺒﯿﺐ واﻟﺼﺪﯾﻖ ﻣﺎ ﯾﺠﺪه ﻣﻦ اﻷﻟﻢ واﻟﻤﺮض ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ اﻟﺘﺴ ﺨﻂ وإﻇﮭ ﺎر اﻟﺠﺰع‪،‬وﻗ ﺪ‬
‫ﺗﻘﺪم ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬إﻧﻲ أوﻋﻚ ﻛﻤﺎ ﯾﻮﻋﻚ رﺟﻼن ﻣﻨﻜﻢ"وﺷﻜﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪:‬وارأﺳﺎه ‪،‬ﻓﻘﺎل‪:‬ﺑﻞ أﻧﺎ وارأﺳﺎه"‪.‬‬
‫*اﻟﻤﺮﯾﺾ ﯾُﻜﺘﺐ ﻟﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﻤﻞ وھﻮ ﺻﺤﯿﺢ‪:‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي ‪:‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪":‬إذا ﻣ ﺮض اﻟﻌﺒ ﺪ أو ﺳ ﺎﻓﺮ ﻛﺘ ﺐ ﻟ ﮫ ﻣﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن‬
‫ﯾﻌﻤﻞ ﻣﻘﯿﻤﺎً ﺻﺤﯿﺤﺎً"‪.‬‬

‫ﻋﯿﺎدة اﻟﻤﺮﯾﺾ‪-:‬‬
‫ﻣﻦ أدب اﻹﺳﻼم أن ﯾﻌﻮد اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺮﯾﺾ وﯾﺘﻔﻘﺪ ﺣﺎﻟﮫ ﺗﻄﯿﯿﺒﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ ووﻓﺎء ﺑﺤﻘﮫ‪.‬‬
‫*روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻰ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل‪":‬أﻃﻌﻤ ﻮا اﻟﺠ ﺎﺋﻊ ‪،‬وﻋ ﻮدوا اﻟﻤ ﺮﯾﺾ وﻓُﻜّ ﻮا اﻟﻌ ﺎﻧﻲ"أى‬
‫اﻷﺳﯿﺮ‪.‬‬
‫*وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ "ﺣﻖ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺳﺖ‪:‬ﻗﯿﻞ ﻣﺎ ھﻦ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ؟ﻗﺎل‪:‬إذا ﻟﻘﯿﺘﮫ ﻓﺴﻠﱢﻢ ﻋﻠﯿﮫ‪،‬وإذا دﻋﺎك ﻓﺄﺟﺒﮫ ‪،‬وإذا‬
‫اﺳﺘﻨﺼﺤﻚ ﻓﺎﻧﺼﺢ ﻟﮫ‪،‬وإذا ﻋﻄﺲ ﻓﺤﻤﺪ اﷲ ﻓﺸﻤﱢﺘﮫ‪،‬وإذا ﻣﺮض ﻓﻌﺪه ‪،‬وإذا ﻣﺎت ﻓﺎﺗﺒﻌﮫ"‪.‬‬
‫*ﻓﻀﻠﮭﺎ‪-:‬‬
‫‪-١‬ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪:‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻣﻦ ﻋﺎد ﻣﺮﯾﻀﺎً أو زار أﺧﺎً ﻟﮫ ﻓﻲ اﷲ ‪،‬ﻧﺎدى ﻣﻨﺎدٍ أن ﻃﺒﺖ وﻃﺎب‬
‫ﻣﻤﺸﺎك وﺗﺒﻮأت ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻧﺰﻻً"اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫‪-٢‬وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬ﻗﺎل"إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﯾﻘﻮل ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ‪:‬ﯾﺎ اﺑﻦ آدم ﻣﺮﺿﺖ‬
‫ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪﻧﻲ ‪.‬ﻗﺎل ﯾﺎ رب ﻛﯿﻒ ﻋﻮدك وأﻧﺖ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن ﻋﺒﺪي ﻓﻼﻧ ﺎً ﻣ ﺮض ﻓﻠ ﻢ ﺗﻌ ﺪه‪،‬أﻣﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﻚ ﻟ ﻮ ﻋﺪﺗ ﮫ‬
‫ﻟﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﻋﻨﺪه ؟ ﯾﺎ اﺑﻦ آدم اﺳﺘﻄﻌﻤﺘﻚ ﻓﻠﻢ ﺗﻄﻌﻤﻨﻲ ‪.‬ﻗﺎل ‪:‬ﯾﺎ رب ﻛﯿﻒ أﻃﻌﻤ ﻚ وأﻧ ﺖ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﯿﻦ ؟ ﻗ ﺎل أﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ أﻧ ﮫ اﺳ ﺘﻄﻌﻤﻚ‬
‫ﻋﺒﺪي ﻓﻼن ﻓﻠﻢ ﺗﻄﻌﻤﮫ‪،‬أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻟﻮ أﻃﻌﻤﺘﮫ ﻟﻮﺟﺪت ذﻟ ﻚ ﻋﻨ ﺪي ؟ ﯾ ﺎ اﺑ ﻦ آدم اﺳﺘﺴ ﻘﯿﺘﻚ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺴ ﻘﻨﻲ؟ﻗﺎل ﯾ ﺎ رب ﻛﯿ ﻒ أﺳ ﻘﯿﻚ‬
‫وأﻧﺖ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ؟ ﻗﺎل‪:‬اﺳﺘﺴﻘﺎك ﻋﺒﺪي ﻓﻼن ﻓﻠﻢ ﺗﺴﻘﮫ ‪،‬أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻟﻮ ﺳﻘﯿﺘﮫ ﻟﻮﺟﺪت ذﻟﻚ ﻋﻨﺪي"‪.‬‬

‫آداب اﻟﻌﯿﺎدة‬
‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺎدة أن ﯾﺪﻋﻮ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ وأن ﯾﻮﺻﯿﮫ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻻﺣﺘﻤﺎل ‪،‬وأن ﯾﻘﻮل ﻟﮫ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﻄﯿﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬
‫ﺗُﻄَﯿﱢﺐُ ﻧﻔﺴﮫ وﺗﻘﻮي روﺣﮫ‪.‬‬
‫*ﻛﺎن ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ إذا دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﻌﻮد ﻗﺎل‪":‬ﻻ ﺑﺄس ﻃﮭﻮر إن ﺷﺎء اﷲ "أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﯾﺴﺘﺤﺐ ﺗﺨﻔﯿﻒ اﻟﻌﯿﺎدة وﺗﻘﻠﯿﻠﮭﺎ ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺜﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ‪،‬إﻻ إذا رﻏﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫‪١١٢‬‬
 ‫ﻋﯿﺎدة اﻟﻤﺴﻠﻢِ اﻟﻜﺎﻓ َﺮ‬
‫ﻻ ﺑﺄس ﺑﻌﯿﺎدة اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮ‪.‬ﻗﺎل اﻟﺒﺨﺎري"ﺑ ﺎب ﻋﯿ ﺎدة اﻟﻤﺸ ﺮك"وروى ﻋ ﻦ أﻧ ﺲ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن ﻏﻼﻣ ﺎً ﻟﯿﮭﻮد‪،‬ﻛ ﺎن‬
‫ﯾﺨﺪم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬ﻓﻤﺮض ﻓﺄﺗﺎه اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل أَﺳْﻠِﻢ‪،‬ﻓﺄﺳﻠﻢ ‪.‬وﻗﺎل ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ‬
‫‪،‬ﻟﻤﺎ ﺣُﻀِﺮَ أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺟﺎءه اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺪاوي‪-:‬‬
‫أﻣﺮ اﻟﺸﺎرع ﺑﺎﻟﺘﺪاوي ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ‪.‬‬
‫*ﺟ ﺎء اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ"إن اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻟ ﻢ ﯾﻨ ﺰل داءً إﻻ أﻧ ﺰل ﻟ ﮫ دواء‪،‬ﻋَﻠِﻤ ﮫ ﻣ ﻦ ﻋﻠﻤ ﮫ وﺟَﮭِﻠ ﮫ ﻣ ﻦ ﺟﮭﻠ ﮫ إﻻ اﻟﺴّ ﺎم وھ ﻮ‬
‫اﻟﻤﻮت"أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ]‪.[١٨٠٥‬‬
‫*وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ‪:‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪":‬ﻟﻜﻞ داء دواء‪،‬ﻓﺈذا أﺻﯿﺐ دواء اﻟﺪاء ﺑﺮئ ﺑﺈذن اﷲ "‪.‬‬
‫*اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﻤﺤﺮم‪:‬ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت"ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪.‬‬
‫*ﻓﻘﺪ روى ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ واﺋﻞ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ‪:‬أن ﻃﺎرق ﺑﻦ ﺳﻮﯾﺪ ﺳﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬ﻋﻦ‬
‫اﻟﺨﻤﺮ ﯾﺼﻨﻌﮭﺎ ﻟﻠﺪواء؟ﻓﻘﺎل‪":‬إﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﺪواء وﻟﻜﻨﮭﺎ داء‪،‬ﻓﺄﻓﺎد اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺘﺪاوي ﺑﮭﺎ‪،‬وأﺧﺒﺮ ﺑﺄﻧﮭﺎ داء‪.‬‬

‫اﻟﻄﺒﯿﯿﺐ اﻟﻜﺎﻓﺮ ‪:‬‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﻣﺪاواة اﻟﻜﺎﻓﺮ]إذا ﻛﺎن أﻣﯿﻨﺎً[ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ‪،‬ﻓﻔﻲ ﻛﺘﺎب اﻵداب اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻻﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ‪،‬ﻗﺎل اﻟﺸ ﯿﺦ ﺗﻔ ﻲ‬
‫اﻟﺪﯾﻦ‪:‬إذا ﻛﺎن اﻟﯿﮭﻮدي أو اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ ﺧﺒﯿﺮاً ﺑﺎﻟﻄﺐ وﺛﻘﺔ ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾَﺴﺘﻄِﺐّ ﻋﻨﺪه )أي أن ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻃﺒﯿﺒﺎً ﻟﮫ( ﻛﻤ ﺎ ﯾﺠ ﻮز‬
‫ﻟﮫ أن ﯾﻮدﻋﮫ اﻟﻤﺎل وأن ﯾﻌﺎﻣﻠﮫ‪،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪":‬وﻣﻦ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ إن ﺗﺄﻣﻨﮫ ﺑﻘﻨﻄﺎر ﯾﺆده إﻟﯿﻚ ‪،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ إن ﺗﺄﻣﻨﮫ ﺑﺪﯾﻨﺎر ﻻ‬
‫ﯾﺆده إﻟﯿﻚ إﻻ ﻣﺎ دﻣﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺎﺋﻤﺎً"‪.‬‬
‫*وﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪:‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ھﺎﺟﺮ اﺳﺘﺄﺟﺮ رﺟﻼً ﻣﺸﺮﻛﺎً ھﺎدﯾﺎً ﺧﺮﯾﺘﺎً)ﻣﺎھﺮاً(واﺋﺘﻤﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز اﺳﺘﻄﺒﺎب اﻟﻤﺮأة‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾﺪاوى اﻟﻤﺮأة ‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺪاوى اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺒﺨﺎرى ‪ :‬ھﻞ ﯾﺪاوى اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺮأةَ واﻟﻤﺮأةُ اﻟﺮﺟﻞ ؟ ﺛﻢ روى ﻋﻦ رُﺑﱢﯿﻊ ﺑﻨﺖ ﻣﻌﻮﱢذ ﺑﻦ ﻋﻔﺮاء ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ﻛﻨﺎ ﻧﻐﺰو ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻧﺴﻘﻰ اﻟﻘﻮم ‪ ،‬وﻧﺨﺪﻣﮭﻢ وﻧﺮد اﻟﻘﺘﻠﻰ واﻟﺠﺮﺣﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻰ اﻟﻔﺘﺢ ﯾﺠﻮز ﻣﺪاواة اﻷﺟﺎﻧﺐ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ‪ ،‬وﺗﻘﺪر ﺑﻘﺪرھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ‪ ،‬واﻟﺠﺲ ﺑﺎﻟﯿﺪ وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺮﻗﻰ واﻷدﻋﯿﺔ‬

‫ﯾﺸﺮع اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺮﻗﻰ واﻷدﻋﯿﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ اﷲ ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ اﻟﻌﺮﺑﻰ اﻟﻤﻔﮭﻮم ﻷن ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﻔﮭ ﻢ ‪ ،‬ﻻﯾ ﺆﻣﻦ‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮫ ﺷﺊ ﻣﻦ اﻟﺸﺮك ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻗﻰ ﻓﻰ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﻨﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻛﯿﻒ ﺗﺮى ﻓﻰ ذﻟﻚ ؟ ﻓﻘﺎل‬
‫‪ ":‬اﻋْﺮِﺿﻮا ﻋﻠﻲّ رﻗﺎﻛﻢ ‪ ،‬ﻻﺑﺄس ﺑﺎﻟﺮﻗﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﯿﮫ ﺷﺮك " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود وﻗ ﺎل اﻟﺮﺑﯿ ﻊ ‪ :‬ﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻰ ﻋ ﻦ اﻟﺮﻗﯿ ﺔ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ﺑﺄس أن ﺗﺮﻗﻰ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ وﺑﻤﺎ ﺗﻌﺮف ﻣﻦ ذﻛﺮ اﷲ ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺾ اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻰ ذﻟﻚ ‪-:‬‬
‫* روى اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﻌ ﻮد ﺑﻌ ﺾ أھﻠ ﮫ ‪ ،‬ﯾﻤﺴ ﺢ ﺑﯿ ﺪه اﻟﯿﻤﻨ ﻰ وﯾﻘ ﻮل ‪":‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ رب اﻟﻨﺎس أذھﺐ اﻟﺒﺄس ‪ ،‬اﺷﻒ وأﻧﺖ اﻟﺸﺎﻓﻰ ‪ ،‬ﻻ ﺷﻔﺎء إﻻ ﺷﻔﺎؤك ‪ ،‬ﺷﻔﺎء ﻻ ﯾﻐﺎدر ﺳﻘﻤﺎً "‪.‬‬
‫* وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ أﺑﻰ اﻟﻌﺎص أﻧﮫ ﺷﻜﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪،‬وﺟﻌﺎً ﯾﺠﺪه ﻓﻰ ﺟﺴﺪه ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﺿﻊ ﯾﺪك ﻋﻠﻰ اﻟﺬى ﯾﺄﻟﻢ ﻣﻦ ﺟﺴﺪك وﻗﻞ ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ ‪ ،‬وﻗﻞ ﺳﺒﻊ ﻣ ﺮات أﻋ ﻮذ ﺑﻌ ﺰة اﷲ وﻗﺪرﺗ ﮫ ﻣ ﻦ‬
‫ﺷﺮ ﻣﺎ أﺟﺪ وأﺣﺎذر " ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻔﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻣﺮاراً ﻓﺄذھﺐ اﷲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻰ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ أزل آﻣﺮ ﺑﮫ أھﻠﻰ وﻏﯿﺮھﻢ ‪.‬‬
‫* وروى اﻟﺒﺨﺎرى ﺑﺴﻨﺪه ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﯾﻌﻮّذ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﯿﻦ ‪ :‬أﻋﯿ ﺬﻛﻤﺎ ﺑﻜﻠﻤ ﺎت اﷲ‬
‫اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﯿﻄﺎن وھﺎﻣّﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﯿﻦ ﻻﻣﺔ "‬
‫اﻟﮭﺎﻣﺔ ‪ :‬ﻛﻞ ذات ﺳﻢ ﻗﺎﺗﻞ ‪.‬‬
‫اﻟﻼﻣﺔ ‪ :‬اﻟﺘﻰ ﺗﺼﯿﺐ ﺑﺴﻮء ‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺎﺋﻢ‬
‫ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺎﺋﻢ ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﻣﻦ ﻋﻠﻖ ﺗﻤﯿﻤﺔ ﻓﻘﺪ أﺷﺮك " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‬
‫‪.‬‬
‫* واﻟﺘﻤﯿﻤﺔ ھﻰ اﻟﺨﺮزة اﻟﺘﻰ ﻛﺎن اﻟﻌﺮب ﯾﻌﻠﻘﻮﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ أوﻻدھﻢ ﯾﻤﻨﻌﻮن ﺑﮭﺎ اﻟﻌﯿﻦ ﻓﻰ زﻋﻤﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﺑﻄﻠﮫ اﻹﺳﻼم وﻧﮭﻰ ﻋﻨﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻨﻊ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻦ ﺑﯿﻦ اﻷﺻﺤﺎء‬

‫وﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﺒﺘﻠﻰ ﺑﺄﻣﺮاض ﻣﻌﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺠﺐ ﻣﻨﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻦ ﺑﯿﻦ اﻷﺻﺤﺎء وﻻ ﯾﺠﺎور اﻷﺻﺤﺎء ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻻ ﯾﻮردن ﻣُﻤﺮِض ﻋﻠﻰ ﻣُﺼِﺢ " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻓﻨﮭﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻹﺑﻞ اﻟﻤﺮاض أن ﯾﻮردھﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻹﺑﻞ اﻟﺼﺤﺎح ﻣﻊ ﻗﻮﻟﮫ ‪ ":‬ﻻ ﻋﺪوى وﻻ ﻃﯿﺮة "‬

‫‪١١٣‬‬
‫وﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﻋﺪوى ‪ :‬أى ﻻ ﻋﺪوى ﻣﺆﺛﺮة ﺑﻨﻔﺴﮭﺎ ﺑ ﺪون إرادة اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓﮭ ﺬه اﻟﻤﯿﻜﺮوﺑ ﺎت اﻟﺘ ﻰ ﺗﺴ ﺒﺐ اﻷﻣ ﺮاض ﻣ ﺎ ھ ﻰ إﻻ ﻛﺎﺋﻨ ﺎت‬
‫ﺗﺴﺒﺢ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﯾﺾ إﻟﻰ ﺳﻠﯿﻢ إﻻ ﺑﺈذن اﷲ وﻣﺸﯿﺌﺘﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﻮن أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻰ أرض ھﻮ ﺑﮭﺎ‬

‫ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻋﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻷرض اﻟﺘﻰ وﻗﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﻄﺎﻋﻮن أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻰ ذﻟﻚ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺒﻼء ‪ ،‬وﺣﺘﻰ ﯾﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮ اﻟﻤﺮض ﻓ ﻰ داﺋ ﺮة ﻣﺤ ﺪدة ‪ ،‬و ﻣﻨﻌ ﺎً ﻻﻧﺘﺸ ﺎر اﻟﻮﺑ ﺎء ‪ ،‬وھ ﻮ ﻣ ﺎ ﯾﻌﺒ ﺮ ﻋﻨ ﮫ اﻟﯿ ﻮم ﺑ ﺎﻟﺤﺠﺮ‬
‫اﻟﺼﺤﻰ روى اﻟﺘﺮﻣﺬى وﻗﺎل‪:‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﻋﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﯾﺪ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ذﻛﺮ اﻟﻄﺎﻋﻮن ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﺑﻘﯿﱠﺔُ‬
‫رِﺟْﺰٍ أو ﻋﺬاب أُرﺳِﻞَ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗﻊ ﺑﺄرض وأﻧﺘﻢ ﺑﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻮا ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬وإذا وﻗﻊ ﺑﺄرض وﻟﺴﺘﻢ ﺑﮭﺎ ﻓ ﻼ‬
‫ﺗﮭﺒﻄﻮا ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب ذﻛﺮ اﻟﻤﻮت واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬

‫رﻏﺐ اﻟﺸﺎرع ﻓﻰ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﻮت واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ‪،‬وﻋﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ اﻟﺨﯿﺮ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل ‪ ":‬ﯾﺎ ﻧﺒﻰ اﷲ ﻣﻦ أﻛﯿﺲ اﻟﻨﺎس وأﺣﺰم اﻟﻨﺎس ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬أﻛﺜ ﺮھﻢ ذﻛ ﺮاً ﻟﻠﻤ ﻮت ‪ ،‬وأﻛﺜ ﺮھﻢ اﺳ ﺘﻌﺪاداً ﻟﻠﻤ ﻮت ‪ ،‬أوﻟﺌ ﻚ اﻷﻛﯿ ﺎس ‪،‬‬
‫ذھﺒﻮا ﺑﺸﺮف اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻛﺮاﻣﺔ اﻵﺧﺮة " ‪ ،‬وﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬أﻛﺜﺮوا ﻣﻦ ذﻛﺮ ھﺎدم اﻟﻠﺬات " ‪،‬‬
‫رواھﻤﺎ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻰ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ ‪.‬‬
‫]ھﺎدم ‪:‬ﻗﺎﻃﻊ ‪ ،‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮫ اﻟﻤﻮت ‪[.‬‬
‫ﻛﺮاھﺔ ﺗﻤﻨﻰ اﻟﻤﻮت‬
‫ﯾﻜﺮه ﻟﻠﻤﺮء أن ﯾﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﻮت أو ﯾﺪﻋﻮ ﺑﮫ ‪ ،‬ﻟﻔﻘﺮ أو ﻣﺮض أو ﻣﺤﻨﺔ أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ أﻧﺲ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻻﯾﺘﻤﻨﯿﻦّ أﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮت ﻟﻀﺮﱟ ﻧﺰل ﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻﺑ ﺪ ﻣﺘﻤﻨﯿ ﺎً ﻟﻠﻤ ﻮت ﻓﻠﯿﻘ ﻞ ‪ :‬اﻟﻠﮭ ﻢ أﺣﯿﻨ ﻰ ﻣ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻰ ‪ ،‬وﺗﻮﻓﻨﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻰ " ‪.‬‬
‫وﺣﻜﻤﺔ اﻟﻨﮭﻰ ﻋﻦ ﺗﻤﻨﻰ اﻟﻤﻮت ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أم اﻟﻔﻀﻞ أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬دﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎس ‪،‬وھ ﻮ‬
‫ﯾﺸﺘﻜﻰ ﻓﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﻮت ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﯾﺎ ﻋﻢﱠ رﺳﻮل اﷲ ﻻ ﺗﺘﻤﻦّ اﻟﻤﻮت إن ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺴﻨﺎً ﺗﺰداد إﺣﺴﺎﻧﺎً إﻟﻰ إﺣﺴﺎﻧﻚ ﺧﯿﺮ ﻟﻚ ‪ ،‬وإن ﻛﻨﺖ ﻣﺴﯿﺌﺎً‬
‫ﻓﺈن ﺗُﺆَﺧﺮ ﺗَﺴْﺘﻌﺘﺐ ﺧﯿﺮ ﻟﻚ ﻓﻼ ﺗﻤﻦّ اﻟﻤﻮت " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫] ﺗﺴﺘﻌﺘﺐ ‪ :‬ﺗﺴﺘﺮﺿﻰ اﷲ ﺑﺎﻹﻗﻼع ﻋﻦ اﻹﺳﺎءة واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻣﻨﮭﺎ [‬

‫ﻓﻀﻞ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻊ ﺣﺴﻦ اﻟﻌﻤﻞ‬

‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻰ ﺑﻜﺮة ﻋﻦ أﺑﯿﮫ أن رﺟﻼً ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أى اﻟﻨﺎس ﺧﯿﺮ ؟ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻣﻦ ﻃﺎل ﻋﻤﺮه وﺣﺴﻦ ﻋﻤﻠﮫ ‪ .‬ﻗﺎل‬
‫‪ :‬ﻓﺄى اﻟﻨﺎس ﺷﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻃﺎل ﻋﻤﺮه وﺳﺎء ﻋﻤﻠﮫ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬى وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫* وﻋﻦ أﺑﻰ ھﺮﯾﺮة ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ ":‬أﻻ أﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺨﯿﺮﻛﻢ " ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻧﻌﻢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﺧﯿ ﺎرﻛﻢ‬
‫أﻃﻮﻟﻜﻢ أﻋﻤﺎراً ‪ ،‬وأﺣﺴﻨﻜﻢ أﻋﻤﺎﻻً " رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﷲ‬

‫ﯾﻨﺒﻐﻰ أن ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺳﻌﺔ رﺣﻤﺔ اﷲ وﯾﺤﺴﻦ ﻇﻨﮫ ﺑﺮﺑﱢﮫ ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﮫ ﺑﺜﻼث ‪ ":‬ﻻ ﯾﻤﻮﺗﻦﱠ أﺣﺪﻛﻢ إﻻ وھﻮ ﯾﺤﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﷲ " وﻓﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﺳ ﺘﺤﺒﺎب ﺗﻐﻠﯿ ﺐ اﻟﺮﺟ ﺎء وﺗﺄﻣﯿ ﻞ‬
‫اﻟﻌﻔﻮ ﻟﯿﻠﻘﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ھﻰ أﺣﺐ اﻷﺣﻮال إﻟﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ إذ ھﻮ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟ ﺮﺣﯿﻢ ‪ ،‬واﻟﺠ ﻮاد اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ‪ ،‬ﯾﺤ ﺐ اﻟﻌﻔ ﻮ‬
‫واﻟﺮﺟﺎء ‪.‬‬

‫*اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺬﻛﺮ ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﯿﺖ‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺤﻀﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن ﻣَﻦْ أﺷﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت ﻓﯿﺬﻛﺮوا اﷲ ‪-:‬‬
‫* روى أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ ﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬إذا ﺣﻀﺮ أﺣﺪُﻛﻢ اﻟﻤ ﺮﯾﺾَ ‪،‬‬
‫أو اﻟﻤﯿﺖ ﻓﻘﻮﻟﻮا ﺧﯿﺮاً ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﯾُﺆﻣﱢﻨﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮن "‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت أﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ‪ ،‬أﺗﯿﺖ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪،‬‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬إن أﺑﺎ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﻣﺎت ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﻮﻟﻰ اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻰ وﻟﮫ ‪ ،‬واﻋﻘﺒﻨﻰ ﻣﻨﮫ ﻋﻘﺒﻰ ﺣﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ ،‬ﻓﺄﻋﻘﺒﻨﻰ اﷲ‬
‫ﻣﻦ ھﻮ ﺧﯿﺮ ﻣﻨﮫ " ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "‪.‬‬
‫* وﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬دﺧﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻰ ﺳﻠﻤﺔ وﻗﺪ ﺷُﻖﱠ ﺑﺼﺮُه ﻓﺄﻏﻤﻀﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬إن‬
‫اﻟﺮوح إذا ﻗُﺒِﺾَ ﺗﺒﻌﮫ اﻟﺒﺼﺮ ‪ ،‬ﻓﻀﺞ ﻧﺎسٌ ﻣﻦ أھﻠﮫ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﺪﻋﻮا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻜﻢ إﻻ ﺑﺨﯿﺮ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﯾﺆﻣﱢﻨﻮن ﻋﻠﻰ ﻣ ﺎ ﺗﻘﻮﻟ ﻮن‬
‫" ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻷﺑﻰ ﺳﻠﻤﺔ وارﻓﻊ درﺟﺘﮫ ﻓﻰ اﻟﻤﮭﺪﯾﯿﻦ ‪ ،‬واﺧﻠﻔﮫ ﻓﻰ ﻋﻘﺒــــــﮫ اﻟﻐﺎﺑﺮﯾﻦ ‪ ،‬واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﻟﮫ ﯾﺎ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‬
‫‪ ،‬واﻓﺴﺢ ﻟﮫ ﻓﻰ ﻗﺒﺮه ‪ ،‬وﻧﻮﱢر ﻟﮫ ﻓﯿﮫ"‪.‬‬
‫] ﻋﻘﺒﮫ اﻟﻐﺎﺑﺮﯾﻦ ‪ :‬أى اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ [ ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺴﻦ ﻋﻨﺪ اﻹﺣﺘﻀﺎر‬

‫ﯾﺴﻦ ﻋﻨﺪ اﻹﺣﺘﻀﺎر ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺴﻨﻦ اﻵﺗﯿﺔ ‪-:‬‬

‫‪١١٤‬‬
‫‪ -١‬ﺗﻠﻘﯿﻦ اﻟﻤﺤﺘﻀﺮ " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ " ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬى ﻋﻦ أﺑﻰ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪرى رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟَﻘﱠﻨﻮا ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ " ‪.‬وروى أﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﻣﻌ ﺎذ ﺑ ﻦ ﺟﺒ ﻞ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﻛﺎن آﺧﺮ ﻛﻼﻣﮫ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ " ‪.‬‬
‫واﻟﺘﻠﻘﯿﻦ إﻧﻤﺎ ﯾﻜﻮن ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﻨﻄﻖ ﺑﻠﻔﻆ اﻟﺸﮭﺎدة ‪ .‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﯾﻨﻄﻖ ﺑﮭﺎ ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺘﻠﻘﯿﻨﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗﻐﻤﯿﺾ ﻋﯿﻨﯿﮫ إذا ﻣﺎت ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ أﺑﻰ ﺳﻠﻤﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﻖ ﺑﺼﺮه ﻓﺄﻏﻤﻀﮫ ﺛﻢ‬
‫ﻗﺎل ‪ ":‬إن اﻟﺮوح إذا ﻗُﺒِﺾَ ﺗﺒﻌﮫ اﻟﺒﺼﺮ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗﺴﺠﯿﺘﮫ ﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﮫ ﻋﻦ اﻻﻧﻜﺸﺎف وﺳﺘﺮاً ﻟﺼﻮرﺗﮫ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮة ﻋﻦ اﻷﻋﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻰ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﯿﻦ ﺗﻮﻓﻰ ﺳُﺠﱢﻲَ ﺑِﺒُﺮْدٍ ﺣَﺒِﺮَة " رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ‪ ] .‬ﺳُﺠﻰ ‪ :‬ﻏُﻄﻰ ‪ ..‬ﺣﺒﺮة ‪ :‬ﺛﻮب ﻓﯿﮫ أﻋﻼم ‪.‬‬
‫وﯾﺠﻮز ﺗﻘﺒﯿﻞ اﻟﻤﯿﺖ إﺟﻤﺎﻋﺎً ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗَﺒﱠﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺜﻤــــــﺎن ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮن وھﻮ ﻣﯿ ﺖ ‪ ،‬وأﻛ ﺐﱠ أﺑ ﻮ‬
‫ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﮫ ﻓﻘﺒﻠﮫ ﺑﯿﻦ ﻋﯿﻨﯿﮫ وﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ ﻧﺒﯿﺎه ‪ ،‬ﯾﺎ ﺻَﻔﯿّﺎه‪.‬‬
‫‪-٤‬ﻗﻀﺎء دَﯾْﻨﮫِ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬى ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﻰ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﻧﻔ ﺲ‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑِﺪَﯾْﻨِﮫِ ﺣﺘﻰ ﯾُﻘْﻀَﻰ ﻋﻨﮫ " ‪ ،‬أى أﻣﺮھﺎ ﻣﻮﻗﻮف ﻻ ﯾﺤﻜﻢ ﻟﮭﺎ ﺑﻨﺠ ﺎة وﻻ ﺑﮭ ﻼك أو ﻣﺤﺒﻮﺳ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺠﻨ ﺔ ‪ ،‬وھ ﺬا ﻓ ﯿﻤﻦ‬
‫ﻣﺎت وﺗﺮك ﻣﺎﻻً ﯾُﻘﻀﻰ ﻣﻨﮫ دﯾﻨﮫ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻣﺎل ﻟﮫ وﻣﺎت ﻋﺎزﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻀﻰ ﻋﻨﮫ دﯾﻨﮫ ‪ ،‬وﻣﺜﻠﮫ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺎت وﻟﮫ ﻣﺎل وﻛﺎن ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﻘﻀﺎء وﻟﻢ ﯾَﻘْﺾِ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫِ ورﺛﺘُ ﮫ ‪ .‬ﻓﻌﻨ ﺪ اﻟﺒﺨ ﺎرى ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻰ ھﺮﯾ ﺮة ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻣﻦ أﺧﺬ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﯾﺮﯾﺪ أداءھﺎ أدّى اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ أﺧﺬھﺎ ﯾﺮﯾﺪ إﺗﻼﻓﮭﺎ أﺗﻠﻔﮫ اﷲ" ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﯾﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻮن ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﻼد وﻛﺜﺮت اﻷﻣﻮال ﺻﻠﻰ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺎت ﻣﺪﯾﻮﻧﺎً وﻗﻀﻰ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬وﻗﺎل ﻓﻰ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺒﺨﺎرى ‪ ":‬أﻧﺎ أوﻟﻰ ﺑ ﺎﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻣ ﻦ أﻧﻔﺴ ﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﻣ ﺎت وﻋﻠﯿ ﮫ دﯾ ﻦ ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﺘ ﺮك‬
‫وﻓﺎء ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﻨﺎ ﻗﻀﺎؤه ‪ ،‬وﻣﻦ ﺗﺮك ﻣﺎﻻً ﻓﻠﻮرﺛﺘﮫ "‪.‬‬
‫وﻓﻰ ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﻦ ﻣﺎت ﻣَﺪﯾﻨﺎً اﺳﺘﺤﻖ أن ﯾﻘﻀﻰ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ ﻣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺳﮭﻢ اﻟﻐﺎرﻣﯿﻦ ‪ ،‬أﺣﺪ‬
‫ﻣﺼﺎرف اﻟﺰﻛﺎة ‪ ،‬وأن ﺣﻘﮫ ﻻ ﯾﺴﻘﻂ ﺑﺎﻟﻤﻮت ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺪﻋﺎء واﻻﺳﺘﺮﺟﺎع ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت‬

‫ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺴﺘﺮﺟﻊ اﻟﻤﺆﻣﻦ]أي أن ﯾﻘﻮل ‪:‬إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﯿﮫ راﺟﻌﻮن[ وﯾﺪﻋﻮ اﷲ ﻋﻨﺪ ﻣﻮت أﺣﺪ أﻗﺎرﺑﮫ ﺑﺎﻵﺗﻰ ‪:‬‬
‫* روى أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ":‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒ ﺪٍ ﺗﺼ ﯿﺒﮫ‬
‫ﻣﺼﯿﺒﺔ ﻓﯿﻘﻮل ‪ :‬إﻧﺎ ﷲ وإﻧ ﺎ إﻟﯿ ﮫ راﺟﻌ ﻮن ‪ ،‬اﻟﻠﮭ ﻢ أﺟُﺮﻧ ﻰ ﻓ ﻰ ﻣﺼ ﯿﺒﺘﻰ واﺧﻠ ﻒ ﻟ ﻲ ﺧﯿ ﺮاً ﻣﻨﮭ ﺎ إﻻ آﺟ ﺮه اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻰ ﻣﺼ ﯿﺒﺘﮫ ‪،‬‬
‫وأﺧﻠﻒ ﻟﮫ ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮭﺎ "‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻰ أﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﻠﺖ ﻛﻤﺎ أﻣﺮﻧﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﻠﻒ اﷲ ﻟﻰ ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮫ " رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ‪.‬‬
‫* وﻓﻰ اﻟﺒﺨﺎرى ﻋﻦ أﺑﻰ ھﺮﯾﺮة ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻣﺎ ﻟﻌﺒﺪى اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪى ﺟﺰاء إذا‬
‫ﻗﺒﻀﺖ ﺻَﻔِﯿﱠﮫُ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺛﻢ اﺣْﺘَﺴَﺒﮫ إﻻ اﻟﺠﻨﺔ " ‪.‬‬
‫* اﺳﺘﺤﺐ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻋﻼم أھﻞ اﻟﻤﯿﺖ وﻗﺮاﺑﺘ ﮫ وأﺻ ﺪﻗﺎﺋﮫ وأھ ﻞ اﻟﺼ ﻼح ﺑﻤﻮﺗ ﮫ ﻟﯿﻜ ﻮن ﻟﮭ ﻢ أﺟ ﺮ اﻟﻤﺸ ﺎرﻛﺔ ﻓ ﻰ ﺗﺠﮭﯿ ﺰه ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ أﺑﻰ ھﺮﯾﺮة رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﻌﻰ ﻟﻠﻨﺎس اﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻓﻰ اﻟﯿ ﻮم اﻟ ﺬى ﻣ ﺎت ﻓﯿ ﮫ ‪ ،‬وﺧ ﺮج‬
‫ﺑﮭﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ ‪ ،‬ﻓﺼﻒﱠ أﺻﺤﺎﺑﮫ ‪ ،‬وﻛﺒﺮ ﻋﻠﯿﮫ أرﺑﻌﺎً ‪ ،‬وروى أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎرى ﻋﻦ أﻧﺲ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻧﻌ ﻰ‬
‫زﯾﺪاً ‪ ،‬وﺟﻌﻔﺮاً واﺑﻦ رواﺣﺔ ‪ ،‬ﻗﺒﻞ أن ﯾﺄﺗﯿﮭﻢ ﺧﺒﺮھﻢ ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬى ‪ :‬ﻻ ﺑﺄس ﺑﺄن ﯾُﻌﻠِﻢَ اﻟﺮﺟﻞُ ﻗﺮاﺑﺘَﮫ وإﺧﻮاﻧﮫ ﺑﻤﻮت اﻟﺸﺨﺺ ‪.‬‬

‫اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ ‪ ،‬إذا ﺧﻼ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاخ واﻟﻨﻮح ‪ .‬ﻓﻔﻰ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ‪ :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﷲ ﻻ ﯾُﻌﺬﱢب ﺑﺪﻣﻊ اﻟﻌﯿﻦ وﻻ ﺑﺤﺰن اﻟﻘﻠﺐ وﻟﻜﻦ ﯾﻌﺬب ﺑﮭ ﺬا أو ﯾ ﺮﺣﻢ وأﺷ ﺎر إﻟ ﻰ ﻟﺴ ﺎﻧﮫ"‪.‬وﺑﻜ ﻰ ﻟﻤ ﻮت‬
‫اﺑﻨﮫ إﺑﺮاھﯿﻢ وﻗﺎل ‪ ":‬إن اﻟﻌﯿﻦَ ﺗﺪﻣﻊ ‪ ،‬واﻟﻘﻠﺐَ ﯾﺤﺰن ‪ ،‬وﻻ ﻧﻘﻮل إﻻ ﻣﺎ ﯾﺮﺿﻰ رﺑﻨﺎ ‪ ،‬وإﻧﺎ ﺑﻔﺮاﻗﻚ ﯾﺎ إﺑﺮاھﯿﻢ ‪ ،‬ﻟﻤﺤﺰوﻧﻮن " وﺑﻜﻰ‬
‫ﻟﻤﻮت أﻣﯿﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﺑﻨﺘﮫ زﯾﻨﺐ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺗﺒﻜﻰ ؟ أو ﻟﻢ ﺗﻨﮫ زﯾﻨﺐ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﻤﺎ ھﻰ رﺣﻤﺔ ﺟﻌﻠﮭﺎ اﷲ ﻓﻰ‬
‫ﻗﻠﻮب ﻋﺒﺎده وإﻧﻤﺎ ﯾﺮﺣﻢ اﷲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎده اﻟﺮﺣﻤﺎء " ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﺒﻜﺎء ﺑﺼﻮت وﻧﯿﺎﺣﺔ ‪،‬ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب أﻟﻢ اﻟﻤﯿﺖ وﺗﻌﺬﯾﺒﮫ‪.‬‬
‫* ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤّﺎ ﻃﻌﻦ ﻋﻤﺮ أُﻏﻤﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺼﯿﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻠﻤﺎ أﻓﺎق ﻗﺎل ‪ :‬أﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺘﻢ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﻟﻤﯿﺖ ﻟﯿﻌﺬب ﺑﺒﻜﺎء اﻟﺤﻰ "‪ .‬وﻋﻦ أﺑﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤّﺎ أﺻ ﯿﺐ ﻋﻤ ﺮ ﺟﻌ ﻞ ﺻ ﮭﯿﺐ ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬واأﺧ ﺎه ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﮫ ﻋﻤ ﺮ ﯾ ﺎ‬
‫ﺻﮭﯿﺐ أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ ":‬إن اﻟﻤﯿ ﺖ ﻟﯿﻌ ﺬب ﺑﺒﻜ ﺎء اﻟﺤ ﻰ " ‪ .‬وﻋ ﻦ اﻟﻤﻐﯿ ﺮة ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺔ ﻗ ﺎل‬
‫ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﻧﯿﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺬب ﺑﻤﺎ ﻧﯿﺢ ﻋﻠﯿﮫ " روى ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﻗﯿﻞ ﻓﻰ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬أن اﻟﻤﯿﺖ ﯾﺘﺄﻟﻢ وﯾﺴﻮءه ﻧ ﻮح أھﻠ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﺴ ﻤﻊ ﺑﻜ ﺎءھﻢ ‪ ،‬وﺗﻌ ﺮض أﻋﻤ ﺎﻟﮭﻢ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ أﻧﮫ ﯾﻌﺬب وﯾﻌﺎﻗﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻜﺎء أھﻠﮫ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺗﺰر وازرةٌ وزر أﺧﺮى ‪.‬‬
‫* ﻓﻘﺪ روى اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ ﻋﻦ أﺑﻰ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬إن أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻰ أﻗﺮﺑﺎﺋﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ﻓﺈن رأوا ﺧﯿﺮاً ﻓﺮﺣﻮا ﺑﮫ ‪ ،‬وإذا رأوا ﺷﺮاً‬
‫ﻛﺮھﻮا واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮاب وإﻟﯿﮫ اﻟﻤﺮﺟﻊ واﻟﻤﺂب‪.‬‬

‫اﻟﻨﯿﺎﺣﺔ‬

‫‪١١٥‬‬
‫اﻟﻨﯿﺎﺣ ﺔ ﻣ ﺄﺧﻮذة ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮح ‪ ،‬وھ ﻮ رﻓ ﻊ اﻟﺼ ﻮت ﺑﺎﻟﺒﻜ ﺎء ‪ .‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎءت اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﻣﺼ ﺮﺣﺔ ﺑﺘﺤﺮﯾﻤﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ أﺑ ﻰ ﻣﺎﻟ ﻚ‬
‫اﻷﺷﻌﺮى ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أرﺑﻊ ﻓﻰ أﻣﺘﻰ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻻ ﯾﺘﺮﻛﻮﻧﮭﻦ ‪ :‬اﻟﻔﺨﺮ ﻓﻰ اﻷﺣﺴﺎب ‪ ،‬واﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﻓﻰ اﻷﻧﺴﺎب ‪ ،‬واﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم ‪ ،‬واﻟﻨﯿﺎﺣﺔ ‪ ،‬وﻗﺎل ‪ ":‬اﻟﻨﺎﺋﺤﺔ إذا ﻟﻢ ﺗﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﮭﺎ ﺗﻘﺎم ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ وﻋﻠﯿﮭﺎ ﺳﺮﺑﺎل ﻣﻦ ﻗﻄﺮان‬
‫‪ ،‬ودرع ﻣﻦ ﺟﺮب "‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬وﻋﻦ أم ﻋﻄﯿﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ ":‬أﺧﺬ ﻋﻠﯿﻨﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أن ﻻ ﻧﻨ ﻮح " ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬وﻓﻰ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ﻋﻦ أﺑﻰ ﻣﻮﺳﻰ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ ":‬أﻧﺎ ﺑﺮئ ﻣﻤﻦ ﺑﺮئ ﻣﻨﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إن‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺮئ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﻘﺔ ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻟﻘﺔ واﻟﺸﺎﻗﺔ "‪.‬‬
‫* اﻟﻤﻌﺎﻧﻰ ‪-:‬‬
‫* اﻟﻔﺨﺮ ﻓﻰ اﻷﺣﺴﺎب ‪ :‬اﻟﺘﻌﺎﻇﻢ ﺑﻤﻨﺎﻗﺐ اﻵﺑﺎء ‪ .‬اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻰ اﻷﻧﺴ ﺎب ‪ :‬أي ﻧﺴ ﺒﺔ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﻤ ﺮء ﻟﻐﯿ ﺮ أﺑﯿ ﮫ ‪ .‬اﻻﺳﺘﺴ ﻘﺎء ﺑ ﺎﻟﻨﺠﻮم ‪: :‬‬
‫إﻋﺘﻘﺎد أﻧﮭﺎ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻰ ﻧﺰول اﻟﻤﻄﺮ ‪.‬‬
‫* اﻟﺴﺮﺑﺎل ‪ :‬اﻟﻘﻤﯿﺺ ‪.‬‬
‫* اﻟﺼﺎﻟﻘﺔ ‪ :‬اﻟﺘﻰ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﺪب واﻟﻨﯿﺎﺣﺔ ‪ .‬اﻟﺤﺎﻟﻘﺔ ‪ :‬اﻟﺘﻰ ﺗﺤﻠﻖ رأﺳﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺼﯿﺒﺔ ‪ .‬اﻟﺸﺎﻗﱠﺔ ‪ :‬أى اﻟﺘﻰ ﺗﺸﻖ ﺟﯿﺒﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻹﺣﺪاد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺤﺪﱠ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﯾﺒﮭﺎ اﻟﻤﯿﺖ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ‪ ،‬وﯾﺤﺮم ﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺤﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻓ ﻮق ذﻟ ﻚ ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛ ﺎن اﻟﻤﯿ ﺖ زوﺟﮭ ﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺤﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺪة اﻟﻌﺪة ‪ ،‬وھﻰ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﻋﺸﺮ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬى ﻋﻦ أم ﻋﻄﯿﺔ ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻻ ﺗﺤﺪ اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺖ ﻓﻮق ﺛﻼث إﻻ ﻋﻠﻰ زوج ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺤﺪ ﻋﻠﯿﮫ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﻋﺸﺮاً "‪.‬‬
‫واﻹﺣﺪاد ﺗﺮك ﻣﺎ ﺗﺘﺰﯾﻦ ﺑﮫ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻰ واﻟﻜﺤﻞ واﻟﺤﺮﯾ ﺮ واﻟﻄﯿ ﺐ واﻟﺨﻀ ﺎب ‪ ،‬وإﻧﻤ ﺎ وﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺰوﺟ ﺔ ذﻟ ﻚ ﻣ ﺪة‬
‫اﻟﻌﺪة ‪ ،،‬ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﻓﺎء ﻟﻠﺰوج ‪ ،‬وﻣﺮاﻋﺎة ﻟﺤﻘﮫ ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺻﻨﻊ اﻟﻄﻌﺎم ﻷھﻞ اﻟﻤﯿﺖ‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﺻﻨﻊ اﻟﻄﻌﺎم ﻷھﻞ اﻟﻤﯿﺖ وﯾﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ اﻷﻗﺎرب أو اﻟﺠﯿﺮان ‪ -‬ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫* ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﺻﻨﻌﻮا ﻵل ﺟﻌﻔﺮ ﻃﻌﺎﻣﺎً ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻗﺪ أﺗﺎھﻢ أﻣﺮ ﯾﺸﻐﻠﮭﻢ "‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬى وﻗﺎل‪:‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫واﺗﻔﻖ اﻷﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮاھﺔ ﺻﻨﻊ أھﻞ اﻟﻤﯿﺖ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻟﻠﻨﺎس ﯾﺠﺘﻤﻌﻮن ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻰ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ زﯾ ﺎدة اﻟﻤﺼ ﯿﺒﺔ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ وﺷ ﻐﻼً ﻟﮭ ﻢ إﻟ ﻰ‬
‫ﺷﻐﻠﮭﻢ وﺗﺸﺒﮭﺎً ﺑﺼﻨﻊ أھﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ب] ﻋﺸﺎء اﻟﻤﯿﺖ [ وﻗﺪ ذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺮﯾ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ‬
‫اﷲ اﻟﺒﺠﻠﻰّ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧَﻌُﺪﱡ اﻻﺟﺘﻤﺎع إﻟﻰ أھﻞ اﻟﻤﯿﺖ وﺻﻨﯿﻌﺔ اﻟﻄﻌﺎم ﺑﻌﺪ دﻓﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﯿﺎﺣﺔ "‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫ﺛﻮاب ﻣﻦ ﻣﺎت ﻟﮫ وﻟﺪ‬

‫* روى اﻟﺒﺨﺎرى ﻋﻦ أﻧﺲ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﯾﺘﻮﻓﻰ ﻟﮫ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻐ ﻮا اﻟﺤِﻨْ ﺚَ إﻻ‬
‫أدﺧﻠﮫ اﷲ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﻔﻀﻞ رﺣﻤﺘﮫ إﯾﺎھﻢ "‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﻨﺚ ‪ :‬اﻹﺛﻢ ‪ ،‬أى ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻐﻮا ﺳﻦ اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ﻓﯿﻜﺘﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻹﺛﻢ ‪.‬‬
‫* وروى اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻰ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪرى رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺴﺎء" ﻗﻠﻦ ﻟﻠﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﯾﻮﻣﺎً ‪.‬‬
‫ﻮﻋﻈﮭﻦ‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬أﯾﻤﺎ اﻣﺮأة ﻣﺎت ﻟﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻟﮭﺎ ﺣﺠﺎﺑﺎً ﻣﻦ اﻟﻨﺎر " ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ اﻣﺮأة ‪ :‬واﺛﻨﺎن ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ ":‬واﺛﻨﺎن " ‪.‬‬

‫"اﻟﻐﺴﻞ"] ﻏﺴﻞ اﻟﻤﯿﺖ [‬

‫ﺻﻔﺘﮫ ‪ -:‬ﯾُﻮﺿﻊ اﻟﻤﯿﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺛﻢ ﯾﺠﺮد ﻣﻦ ﺛﯿﺎﺑﮫ ﺛﻢ ﯾﺒﺪأ اﻟﻤﻐﺴﻞ ﺑِﺘَﺨْﻠِﯿﺔ اﻟﻤﯿﺖ ﺣﯿﺚ ﯾﻌﺼﺮ ﺑﻄﻨﮫ ‪ ،‬وﯾﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﯾﺪه ﺧﺮﻗﺔ‬
‫ﺛﻢ ﯾﻨﻈﻒ اﻟﻘﺒﻞ واﻟﺪﺑﺮ ‪ ،‬وﯾﻐﺴﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺟﯿﺪاً ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻮﺿﺆه وﺿﻮء اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻐﺴﻞ اﻟﺮأس ‪ ،‬اﻟﺸﻖ اﻷﯾﻤﻦ ﺛﻢ اﻷﯾﺴﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﺎﺋﺮ‬
‫اﻟﺠﺴﺪ اﻷﯾﻤﻦ ﺛﻢ اﻷﯾﺴﺮ ﺑﻤﺎء ﻃﺎھﺮ ﻣُﻄَﮭﱢﺮ ‪ ،‬ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ ‪_:‬‬
‫* اﺑﺪأْنَ ﺑﻤﯿﺎﻣﻨﮭﺎ وﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻨﮭﺎ " رواه اﻟﺒﺨﺎري " اﻏﺴﻠﻨﮭﺎ وﺗﺮاً " رواه اﻟﺒﺨﺎرى‬
‫* ﯾﺠﻮز اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻟﻠﻤﯿﺖ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ﻛﺎﻟﺤﻰ ﺗﻤﺎﻣﺎً ‪.‬‬
‫* ﯾﺠﻮز أن ﯾﻐﺴﻞ اﻟﺰوج زوﺟﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻮ اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﺎ اﺳﺘﺪﺑﺮت ﻣﺎ ﻏﺴﻞ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻻ ﻧﺴﺎؤه " ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪،.‬وﻷن ﻋﻠﯿﺎً رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻏﺴﻞ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ‬
‫رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ .‬رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻰ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻰ واﻟﺸﺎﻓﻌﻰ واﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ‪.‬‬
‫* ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﻐﺴﻞ اﻟﺼﺒﻰ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﺷﮭﯿﺪ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﯾﻐﺴﻞ وﻟﻮ ﻛﺎن ﺟﻨﺒﺎً ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬أﻣﺮ ﺑﺪﻓﻨﮭﻢ ﻓﻰ دﻣ ﺎﺋﮭﻢ وﻟ ﻢ ﯾﻐﺴ ﻠﻮا وﻟ ﻢ ﯾُﺼ ﻞﱢ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ "‪.‬رواه اﻟﺒﺨ ﺎرى وھ ﺬا‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﻰ ﺷﮭﺪاء أﺣﺪ ‪.‬‬

‫اﻟﻜﻔﻦ‬

‫‪١١٦‬‬
‫ﺣﻜﻤﮫ ‪ -:‬ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ وﻟﻮ ﺑﺜﻮب واﺣﺪ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ اﻟﻮارد ﻓﻰ ﺗﻜﻔﯿﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤﯿﺮ ‪ " ،‬أﻣﺮﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫أن ﻧﻐﻄ ﻰ ﺑﮭ ﺎ ) أى ﺑ ﺮدة ﻗﺼ ﯿﺮة ( رأﺳ ﮫ وﻧﺠﻌ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺪﻣﯿ ﮫ ﺷ ﯿﺌﺎً ﻣ ﻦ اﻹذﺧ ﺮ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ‪.‬‬
‫واﻹذﺧﺮ ‪ :‬ﻋﺸﺐ ﻃﯿﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ‪.‬‬
‫* ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻓﯿﮫ ‪-:‬‬
‫* أن ﯾﻜﻮن اﻟﻜﻔﻦ ﻧﻈﯿﻔﺎً أﺑﯿﺾ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﺒﺴﻮا ﻣﻦ ﺛﯿﺎﺑﻜﻢ اﻟﺒﯿﺎض ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﯿﺮ ﺛﯿﺎﺑﻜﻢ وﻛﻔﱢﻨﻮا ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ " ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ‬
‫إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬى ‪.‬‬
‫* ﺗﻄﯿﯿﺐ ﻛﻔﻦ اﻟﻤﯿﺖ وﺑﺪﻧﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬إذا أﺟﻤﺮﺗﻢ اﻟﻤﯿﺖ ﻓﺄﺟﻤﺮوه ﺛﻼﺛﺎ " رواه أﺣﻤﺪ ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫* أن ﯾﻜﻮن اﻟﻜﻔﻦ ﺛﻼث ﻟﻔﺎﺋﻒ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛُﻔﱢﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻰ ﺛﻼﺛ ﺔ أﺛ ﻮاب‬
‫ﺑﯿﺾ ﺳﺤﻮﻟﯿﺔ " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﯾﻜﻔﻦ اﻟﻤﺤﺮم ﻓﻰ ﺛﻮﺑﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﻔﻨﻮه ﻓﻰ ﺛﻮﺑﯿﮫ وﻻ ﺗﺤﻨﻄﻮه وﻻ ﺗﺨﻤﺮوا رأﺳﮫ ﻓﺈن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﺒﻌﺜﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻣﻠﺒﯿﺎً"رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﺗﺤﻨﻄﻮه ‪ :‬أى ﻻ ﺗﻀﻌﻮا ﻋﻠﯿﮫ ﻃﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﺨﻤﺮوا رأﺳﮫ ‪ :‬ﻻ ﺗﻐﻄﻮا رأﺳﮫ ‪.‬‬
‫ﯾﺪﻓﻦ ﺷﮭﺪاء اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻰ ﺛﯿﺎﺑﮭﻢ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻗﺎل ‪ :‬زﻣﻠﻮھﻢ ﻓﻰ ﺛﯿﺎﺑﮭﻢ " رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ‬

‫ﺣﻜﻤﮭﺎ ‪ -:‬ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻣﻦ أﻋﯿﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وھﺬا ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﯿﻦ اﻷﺋﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻀﻠﮭﺎ ‪ -:‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﺷﮭﺪ اﻟﺠﻨﺎزة ﺣﺘﻰ ﯾُﺼﻠﱠﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻠﮫ ﻗﯿﺮاط " ‪.‬رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪ .‬واﻟﻘﯿﺮاط ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺒﻞ‬
‫اﻟﻌﻈﯿﻢ ‪.‬‬
‫أرﻛﺎﻧﮭﺎ ‪-:‬‬
‫* اﻟﻨﯿﺔ ‪ _:‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫* اﻟﻘﯿﺎم ﻟﻠﻘﺎدر ‪ _:‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻗﻮﻣﻮا ﷲ ﻗﺎﻧﺘﯿﻦ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫* اﻟﺘﻜﺒﯿﺮات اﻷرﺑﻊ ‪ _:‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷﻰ وﻛﺒﺮ أرﺑﻌﺎً " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫* ﻛﯿﻔﯿﺘﮭﺎ ‪-:‬‬
‫* ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﯾﻘﺮأ ﺳﻮرة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﮫ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎزة ﻓﻘﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب وﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺘﻌﻠﻤﻮا أﻧﮫ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺴﱡﻨّﺔ " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ ":‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠ ﻰ‬
‫إﺑﺮاھﯿﻢ وﻋﻠﻰ آل إﺑﺮاھﯿﻢ ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاھﯿﻢ وﻋﻠﻰ آل إﺑ ﺮاھﯿﻢ إﻧ ﻚ‬
‫ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫* ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻤﯿﺖ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬إذا ﺻﻠﯿﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﻓﺄﺧﻠﺼﻮا ﻟﮫ اﻟﺪﻋﺎء " ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪ .‬وﻣﻦ اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻤﺄﺛﻮرة ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ":‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﮫ وارﺣﻤﮫ وﻋﺎﻓﮫ واﻋ ﻒ ﻋﻨ ﮫ وأﻛ ﺮم ﻧﺰﻟ ﮫ ووﺳ ﻊ ﻣﺪﺧﻠ ﮫ‬
‫واﻏﺴﻠﮫ ﺑﻤﺎء وﺛﻠﺞ وﺑﺮد وﻧﻘﮫ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻘﻰ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ ‪ ،‬وأﺑﺪﻟﮫ داراً ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ داره ‪ ،‬وأھﻼً ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ أھﻠﮫ‬
‫‪،‬وزوﺟﺎً ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ زوﺟﮫ ‪ ،‬وﻗﮫ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻘﺒﺮ وﻋﺬاب اﻟﻨﺎر‪.‬‬
‫* وﻣﻦ اﻷدﻋﯿﺔ أﯾﻀﺎً ‪ ":‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﺤﯿﻨﺎ وﻣﯿﺘﻨﺎ وﻛﺒﯿﺮﻧﺎ وﺻﻐﯿﺮﻧﺎ ‪ ،‬وذﻛﺮﻧﺎ وأﻧﺜﺎﻧ ﺎ ‪ ،‬وﺷ ﺎھﺪﻧﺎ وﻏﺎﺋﺒﻨ ﺎ ‪ ،‬اﻟﻠﮭ ﻢ ﻣ ﻦ أﺣﯿﯿﺘ ﮫ ﻣﻨ ﺎ‬
‫ﻓﺄﺣﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم وﻣﻦ ﺗﻮﻓﯿﺘﮫ ﻣﻨﺎ ﻓﺘﻮﻓﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻤﺎن ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ أﺟ ﺮه وﻻ ﺗﻀ ﻠﻨﺎ ﺑﻌ ﺪه "‪ .‬أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ وأھ ﻞ اﻟﺴ ﻨﻦ‬
‫واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻰ واﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ‪.‬‬
‫* ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻛﺬﻟﻚ وﻣﻦ ھﺬه اﻷدﻋﯿﺔ ‪ ":‬اﻟﻠﮭﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ أﺟﺮه وﻻ ﺗﻔﺘﻨﺎ ﺑﻌﺪه "‪ .‬رواه اﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ‪.‬‬
‫* اﻟﺴﻼم ﻋﻦ اﻟﯿﻤﯿﻦ وھﻰ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺘﻰ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ‪ :‬واﻟﺘﺴ ﻠﯿﻤﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ذﻛ ﺮ وﻓﻌ ﻞ‬
‫ﺧﯿﺮ ‪.‬‬
‫* ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ رﻓﻊ اﻷﯾﺪى ﻣﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ إﻻ ﻓﻰ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﻣﻮﻗﻒ اﻹﻣﺎم ﻋﻨﺪ وﺳﻂ اﻟﻤﺮأة ورأس اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻰ ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻛ ﺎن ﯾﻘ ﻮم ﻋﻨ ﺪ رأس اﻟﺮﺟ ﻞ وﻋﺠﯿ ﺰة اﻟﻤ ﺮأة " ‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬى ‪.‬‬
‫* إذا اﺟﺘﻤﻌﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺎزة ﻓﯿُﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﺣﻀﺮت ﺟﻨﺎزة ﺻﺒﻰ واﻣﺮأة ﻓﻘﺪم اﻟﺼﺒﻰ ﻣﻤﺎ ﯾﻠﻰ اﻟﻘﻮم ‪ ،‬ووﺿﻌﺖ‬
‫اﻟﻤﺮأة وراءه ‪ ،‬ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ‪ ..‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻮ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪرى واﺑﻦ ﻋﺒﺎس وأﺑﻮ ﻗﺘ ﺎدة وأﺑ ﻮ ھﺮﯾ ﺮة ھ ﺬه اﻟﺴﱡ ﻨّﺔ " رواه اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻰ وأﺑ ﻮ‬
‫داود ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫* ﺗﺠﻮز اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎزة ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﺻﻠﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﺑﻨ ﻲّ ﺑﯿﻀ ﺎء ﻓ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬
‫ﺳﮭﻞ وأﺧﯿﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﺻﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻰ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺪون إﻧﻜﺎر ﻣﻦ أﺣﺪ ﻷﻧﮭﺎ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﺼﻠﻮات ‪.‬‬
‫* اﺳﺘﺤﺒﺎب ﻛﺜﺮة اﻟﺼﻔﻮف ﻓﻰ ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻣﺎ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﯾﻤﻮت ﻓﯿﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎزﺗ ﮫ أرﺑﻌ ﻮن رﺟ ﻼً ﻻ ﯾﺸ ﺮﻛﻮن‬
‫ﺑﺎﷲ ﺷﯿﺌﺎً إﻻ ﺷﻔﻌﮭﻢ اﷲ ﻓﯿﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﺷﮭﯿﺪ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ ﺑﺪﻓﻦ ﺷﮭﺪاء أﺣﺪ ﻓﻰ دﻣﺎﺋﮭﻢ وﻟﻢ ﯾﻐﺴ ﻠﮭﻢ وﻟ ﻢ‬
‫ﯾُﺼﻞﱢ ﻋﻠﯿﮭﻢ " ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬

‫‪١١٧‬‬
‫* اﻟﺴﱠﻘَﻂُ ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ إذا أﻛﻤﻞ أرﺑﻌﺔ ﺷﮭﻮر ﻓﻤﺎ ﻓﻮق ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬اﻟﺴﻘﻂ ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ وﯾ ﺪﻋﻰ ﻟﻮاﻟﺪﯾ ﮫ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﯿ ﺔ واﻟﺮﺣﻤ ﺔ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﻗﺎﺗﻞ ﻧﻔﺴﮫ وﺗﺎرك اﻟﺼﻼة ﻻ ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ اﻹﻣﺎم اﻷﻛﺒﺮ أو اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌ ﺮوف ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨ ﺎس زﺟ ﺮاً ﻟﻐﯿ ﺮه ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬أن رﺟ ﻼً ﻗﺘ ﻞ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻤَﺸﺎﻗِﺺ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺼﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫وﻣَﺸﺎﻗِﺺ أى ‪ :‬ﺳﮭﺎم ﻟﮭﺎ ﻧﺼﻞ ﻋﺮﯾﺾ ‪.‬‬
‫* ﺗﺠﻮز اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺋﺐ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻓﻜﺒﺮ ﻋﻠﯿﮫ أرﺑﻌﺎً " رواه اﻟﺒﺨﺎرى‬
‫‪.‬‬
‫* ﻣﻦ دﻓﻦ ﺑﺪون ﺻﻼة ﯾﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ وھﻮ ﻓﻰ ﻗﺒﺮه ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬أن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻧﺘﮭﻰ إﻟﻰ ﻗﺒﺮ رﻃﺐ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺻﻔﻮا ﺧﻠﻔﮫ وﻛﺒﺮ أرﺑﻌﺎً " ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬

‫ﺣﻤﻞ اﻟﺠﻨﺎزة واﻟﺴﯿﺮ ﺑﮭﺎ‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ ﺣﻤﻞ اﻟﺠﻨﺎزة ‪-:‬‬
‫ﯾﺸﺮع ﺣﻤﻞ اﻟﺠﻨﺎزة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬إذا وﺿﻌﺖ اﻟﺠﻨﺎزة وﺣﻤﻠﮭﺎ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻠﻰ أﻋﻨﺎﻗﮭﻢ " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* آداب ‪-:‬‬
‫* ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻹﺳﺮاع ﺑﺎﻟﺠﻨﺎزة ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " أﺳ ﺮﻋﻮا ﺑﺎﻟﺠﻨ ﺎزة ﻓ ﺈن ﻛﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ﻗَﺮّﺑﺘﻤﻮھ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺨﯿ ﺮ ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧ ﺖ ﻏﺒ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻓَﺸَ ﺮﱞ‬
‫ﺗﻀﻌﻮﻧﮫ ﻋﻦ رﻗﺎﺑﻜﻢ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫* ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﺸﻰ أﻣﺎم اﻟﺠﻨﺎزة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ رأى اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وأﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ﯾﻤﺸ ﻮن أﻣ ﺎم‬
‫اﻟﺠﻨﺎزة " رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ ‪ ،‬واﺣﺘﺞ ﺑﮫ أﺣﻤﺪ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪ ،‬وﯾﺠﻮز اﻟﻤﺸﻰ ﺧﻠﻔﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻣﻦ ﺗﺒﻊ ﺟﻨﺎزة وﺻﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﻓﻠﮫ ﻗﯿﺮاط " ‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫* ﻣﻦ اﺗﺒﻊ اﻟﺠﻨﺎزة ﻓﻼ ﯾﺠﻠﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺿﻊ ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﺮھﺎ ﯾَﻘُﻢ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬إذا رأﯾﺘﻢ اﻟﺠﻨﺎزة ﻓﻘﻮﻣﻮا ﻟﮭﺎ ﻓﻤﻦ اﺗﺒﻌﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﺠﻠﺲ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﺗﻮﺿﻊ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ إﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻰ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺪ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ " رأﯾﻨﺎ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎم ﻓﻘﻤﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﻌﺪ ﻓﻘﻌﺪﻧﺎ " ) ﯾﻌﻨﻰ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺎزة (‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ‪ :‬وھﺬا أﺻﺢ ﺷﻲء ﻓﻰ ھﺬا اﻟﺒﺎب ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻓﻦ‬
‫ﺣﻜﻤﮫ ‪ -:‬أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ أن دﻓﻦ اﻟﻤﯿﺖ ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ":‬ﺛﻢ أﻣﺎﺗﮫ ﻓﺄﻗﺒﺮه " ﺳﻮرة ﻋﺒﺲ ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " أﻟﻢ‬
‫ﻧﺠﻌﻞ اﻷرض ﻛﻔﺎﺗﺎً أﺣﯿﺎءً وأﻣﻮاﺗﺎً "‬
‫آداب ‪-:‬‬
‫* ﯾﺠﻮز اﻟﺪﻓﻦ ﻟﯿﻼً ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻣ ﺎت إﻧﺴ ﺎن ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻌ ﻮده ‪،‬ﻓﻤ ﺎت ﺑﺎﻟﻠﯿ ﻞ ‪ ،‬ﻓ ﺪﻓﻨﻮه ﻟ ﯿﻼً " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎرى ‪ .‬ودﻓﻦ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻟﯿﻼً ‪.‬‬
‫* ﯾﺴﺘﺤﺐ ﺗﻌﻤﯿﻖ اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬اﺣﻔﺮوا وأﻋﻤﻘﻮا وأﺣﺴﻨﻮا " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬى وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫* ﯾﺠﻮز ﺗﻌﻠﯿﻢ اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺳﻔﯿﺎن اﻟﺘﻤﺎر أﻧﮫ رأى ﻗﺒﺮ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺴﻨﻤﺎً " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﯾﺤﺮم اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮر وﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻧﮭﻰ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺠﺼﺺ اﻟﻘﺒ ﺮ وأن ﯾﻘﻌ ﺪ ﻋﻠﯿ ﮫ وأن ﯾﺒﻨ ﻰ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﯾﺤﺮم اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬ﻷن ﯾﺠﻠ ﺲ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤ ﺮة ﻓﺘﺤ ﺮق ﺛﯿﺎﺑ ﮫ‬
‫ﻓَﺘَﺨْﻠُﺺُ إﻟﻰ ﺟﻠﺪه ‪ ،‬ﺧﯿﺮ ﻟﮫ ﻣﻦ أن ﯾﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* اﻟﺪﻋﺎء واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻟﻠﻤﯿﺖ ﺑﻌﺪ دﻓﻨﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذا ﻓ ﺮغ ﻣ ﻦ دﻓ ﻦ اﻟﻤﯿ ﺖ وﻗ ﻒ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‬
‫اﺳﺘﻐﻔﺮوا ﻷﺧﯿﻜﻢ وﺳﻠﻮا ﻟﮫ اﻟﺘﺜﺒﯿﺖ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ اﻵن ﯾﺴﺄل " ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪.‬‬
‫* ﯾﺤﺮم إﺗﺨﺎذ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﺴﱡﺮُج ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻟﻌﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ زاﺋﺮات اﻟﻘﺒﻮر واﻟﻤﺘﺨﺬﯾﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﺴﺮج " رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬى ‪.‬‬
‫* ﯾﺤﺮم اﻟﺬﺑﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻻ ﻋﻘﺮ ﻓﻰ اﻹﺳﻼم " رواه أﺑﻮ داود‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪. ٧٤١١‬‬
‫* ﻻ ﯾﺠﻮز دﻓﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ إﻻ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ دﻓﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ﻓﻰ‬
‫اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ أﺣﺪ ‪.‬‬
‫* ﻻ ﯾﺠﻮز ﺳﺐﱡ أﻣﻮات اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻻ ﺗﺴﺒﻮا اﻷﻣﻮات ﻓﺈﻧﮭﻢ ﻗﺪ أﻓﻀﻮا إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮا " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﯾﺠﻮز ﻧﺒﺶ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻐﺮض ﺿﺮورى ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬أﺗﻰ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أُﺑَﻰّ ﺑﻌﺪﻣﺎ دﻓﻦ ﻓﺄﺧﺮﺟﮫ ‪ ،‬ﻓﻨﻔﺚ ﻓﯿﮫ‬
‫ﻣﻦ رﯾﻘﮫ ‪ ،‬وأﻟﺒﺴﮫ ﻗﻤﯿﺼﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬
‫* ﺗﺠﻮز زﯾﺎرة اﻟﻤﻘﺒﺮة ﻟﻠﺮﺟﺎل وﺗﻜﺮه ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬ﻟﻌﻦ اﷲ زَوﱠارات اﻟﻘﺒﻮر " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬى وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫* اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻸﻣﻮات ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ أھﻞ اﻟﺪﯾﺎر ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وإﻧﺎ إن ﺷﺎء اﷲ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮن ‪ ،‬ﻧﺴﺄل اﷲ ﻟﻨﺎ وﻟﻜﻢ‬
‫اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫* ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻰ اﻟﺘﻌﺰﯾﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬إنّ ﷲ ﻣﺎ أﺧﺬ وﻟﮫ ﻣﺎ أﻋﻄﻰ وﻛﻞ ﺷﻰء ﻋﻨﺪه ﺑﺄﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﻓﻠﺘﺼﺒﺮ وﻟﺘﺤﺘﺴﺐ " رواه اﻟﺒﺨﺎرى ‪.‬‬

‫‪١١٨‬‬
‫* اﻟﺼﺪﻗﺎت ﺗﻨﻔﻊ اﻟﻤﯿﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ ":‬أن رﺟ ﻼً ﻗ ﺎل ﻟﻠﻨﺒ ﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إن أﺑ ﻰ ﻗ ﺪ ﻣ ﺎت وﻟ ﻢ ﯾُ ﻮصِ أﻓﯿﻨﻔ ﻊ أن‬
‫أﺗﺼﺪق ﻋﻨﮫ ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ -:‬ﯾﻜﺮه اﻟﺪﻓﻦ وﻗﺖ اﻟﻄﻠﻮع واﻻﺳﺘﻮاء وﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ إﻻ إذا ﺧﯿﻒ ﺗﻐﯿﺮ اﻟﻤﯿﺖ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺪﻓﻦ ﻓﻰ ھﺬه اﻷوﻗ ﺎت ﺑ ﺪون ﻛﺮاھ ﺔ ‪،‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﻗﺎل ‪ ":‬ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻨﮭﺎﻧ ﺎ أن ﻧﺼ ﻠﻰ ﻓﯿﮭ ﺎ وأن ﻧﻘﺒ ﺮ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣﻮﺗﺎﻧ ﺎ ‪ -:‬ﺣ ﯿﻦ ﺗﻄﻠ ﻊ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎزﻏﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﻔﻊ وﺣﯿﻦ ﯾﻘﻮم ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻈﮭﯿﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﻤﯿﻞ اﻟﺸﻤﺲ وﺣﯿﻦ ﺗَﻀَﯿﱠﻒُ ] أى ﺗﻤﯿﻞ وﺗﺠﻨﺢ [ اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻠﻐ ﺮوب ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﺗﻐﺮب " رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ ‪.‬‬
‫* ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ -:‬ﻟﻢ ﯾﺨﺘﻠﻒ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﻛﺜﺮة ﺗﺮدد اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻟﺰﯾﺎرﺗﮭﺎ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﻟﻌ ﻦ‬
‫اﷲ زوارات اﻟﻘﺒﻮر " اﻟﺘﺮﻣﺬى واﻟﺤﺎﻛﻢ وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ أﺟﺎز ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء زﯾﺎرة اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻠﻘﺒﻮر ﺑﺸﺮوط ﻣﻨﮭﺎ ‪-:‬‬
‫‪ -١‬أﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﻦ زوارات اﻟﻘﺒﻮر وھﻰ ﺻﯿﻐﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﺗﻌﻨﻰ اﻟﻤﻜﺜﺮات ﻣﻦ اﻟﺰﯾﺎرة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أﻻ ﺗﺄﺗﻰ ﺑﻤﻨﻜﺮ ﻛﺎن ﻛﺄن ﺗﻨﻮح ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ أو ﺗﺼﺮخ ‪ ،‬أو أن ﺗﺨ ﺮج ﻣﺘﺒﺮﺟ ﺔ أو أن ﺗﻨ ﺎدى اﻟﻤﯿ ﺖ وﺗﺴ ﺄﻟﮫ ﺣﺎﺟﺘﮭ ﺎ ‪ ،‬أو أن ﺗﺸ ﻖ‬
‫اﻟﺠﯿﺐ ‪ ،‬أو ﺗﻠﻄﻢ اﻟﺨﺪ ‪ ،‬أو أن ﺗﺪﻋﻮ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ‪.‬‬
‫* وﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ زارت ﻗﺒﺮ أﺧﯿﮭﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﺴُﺌﻠﺖ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ ":‬ﻧﻌﻢ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ زﯾﺎرة اﻟﻘﺒﻮر ‪،‬‬
‫ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﺰﯾﺎرﺗﮭﺎ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺒﯿﮭﻘﻰ وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬

‫" ﻋﻼﻣﺎت ﺣﺴﻦ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ "‬

‫اﻋﻠﻢ أﯾﮭﺎ اﻷخ اﻟﺤﺒﯿﺐ ـ رﺣﻤﻚ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ أن ھﻨﺎك ﺳﺖ ﻋﻼﻣﺎت ﺑﯿﻨﺎت ﯾُﺴﺘﺪل ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﯾﻤﺎ إﻣﺮئ ﻣﺎت‬
‫ﺑﺈﺣﺪاھﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﺑﺸﺎرة وﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﺸﺎرة ‪ ،‬وإﻟﯿﻜﻢ ھﺬه اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣﺸﻔﻮﻋﺔ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪-:‬‬
‫* اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ -:‬اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﮭﺎدﺗﯿﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﻛﺎن آﺧﺮ ﻛﻼﻣﮫ ﻻ إﻟ ﮫ إﻻ اﷲ دﺧ ﻞ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ‪.‬‬
‫* اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ -:‬اﻟﻤﻮت ﺑﺮﺷﺢ اﻟﺠﺒﯿﻦ ‪ :‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﺮﯾﺪة ﺑﻦ اﻟﺨﺼﯿﺐ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ":‬أﻧﮫ ﻛﺎن ﺑﺨﺮاﺳﺎن ﻓﻌﺎد أﺧﺎً ﻟﮫ وھﻮ ﻣﺮﯾﺾ‬
‫ﻓﻮﺟﺪه ﺑﺎﻟﻤﻮت ‪ ،‬وإذا ھﻮ ﺑﻌﺮق ﺟﺒﯿﻨﮫ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﷲ أﻛﺒ ﺮ ﺳ ﻤﻌﺖُ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل " ﻣ ﻮت اﻟﻤ ﺆﻣﻦ ﺑﻌ ﺮق‬
‫اﻟﺠﺒﯿﻦ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ‪.‬‬
‫* اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ -:‬اﻟﻤﻮت ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أو ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﯾﻤﻮت ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أو ﻟﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﺠﻤﻌﺔ إﻻ وﻗﺎه اﷲ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻘﺒﺮ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬى وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫* اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪ -:‬اﻟﻤﻮت ﻣﺮاﺑﻄﺎً ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﻮر اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬رﺑ ﺎط ﯾ ﻮم وﻟﯿﻠ ﺔ ﺧﯿ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫ﺻﯿﺎم ﺷﮭﺮ وﻗﯿﺎﻣﮫ وإن ﻣﺎت ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻤﻠﮫ اﻟﺬى ﻛﺎن ﯾﻌﻤﻠﮫ وأﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ رزﻗﮫ وأﻣﻦ اﻟﻔﺘﺎن " رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫* اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ -:‬اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﯾﺨﺘﻢ ﻟﮫ ﺑﮫ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﻗﺎل ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ اﺑﺘﻐﺎء وﺟﮫ اﷲ‬
‫ﺧﺘﻢ ﻟﮫ ﺑﮭﺎ دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺻﺎم ﯾﻮﻣﺎً اﺑﺘﻐﺎء وﺟﮫ اﷲ ﺧﺘﻢ ﻟﮫ ﺑﮫ دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ وﻣﻦ ﺗﺼﺪق ﺑﺼﺪﻗﺔ اﺑﺘﻐﺎء وﺟﮫ اﷲ ﺧﺘﻢ ﻟﮫ ﺑﮭﺎ دﺧﻞ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ‪.‬‬
‫* اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ‪ -:‬اﻟﺸﮭﺎدة ﺑﺄﻧﻮاﻋﮭﺎ وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻰ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺮب ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺸﮭﺎدة ﻣﻨﮭﺎ ‪_:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﻦ ﻗﺘﻠﮫ اﻹﻣﺎم اﻟﺠﺎﺋﺮ ﻷﻧﮫ ﻗﺎم إﻟﯿﮫ ﻓﻨﺼﺤﮫ وأﻣﺮه وﻧﮭﺎه ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻻﺳﺘﺸﮭﺎد ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻤﻮت ﻏﺎزﯾﺎً ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻐﺮﯾﻖ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﺤﺮﯾﻖ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﺻﺎﺣﺐ اﻟﮭﺪم ﺷﮭﯿﺪ ) أى ﻣﻦ ﯾﻤﻮت ﺗﺤﺖ اﻟﮭﺪم ( ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ﻣﻦ ﻣﺎت ﺑﺪاء اﻟﻄﺎﻋﻮن ) اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ( ‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﻣﻦ ﻣﺎت ﺑﺪاء اﻟﺴﻞ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -٩‬ﻣﻦ ﻣﺎت ﺑﺪاء اﻟﺒﻄﻦ ) اﻟﻤﺒﻄﻮن ( ) داء اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ( ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬ﺻﺎﺣﺐ ذات اﻟﺠﻨﺐ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ) وھﻮ ﻣﺮض ﯾﺤﺪث ﻓﯿﮫ اﻟﺘﮭﺎب ﻟﻠﻐﺸﺎء اﻟﺒﻠﻮرى اﻟﻤﻐﻠﻒ ﻟﻠﺮﺋﺔ وﯾﺘﺠﻤﻊ ﻓﯿﮫ ﺳﻮاﺋﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﺔ‬
‫(‪.‬‬
‫‪-١١‬اﻟﻨﻔﺴﺎء ﺷﮭﯿﺪة ‪.‬‬
‫‪ -١٢‬اﻟﻤﺮأة ﯾﻘﺘﻠﮭﺎ وﻟﺪھﺎ ﺟﻤﻌﺎء أو ﺑُﺠﻤﻊٍ ﺷﮭﯿﺪة ) أى ﺗﻤﻮت اﻟﻤﺮأة واﻟﺠﻨﯿﻦ ﻓﻰ داﺧﻞ رﺣﻤﮭﺎ (‬
‫‪ -١٣‬ﻣﻦ ﻗُﺘِﻞَ ﻣﺪاﻓﻌﺎً ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ ودﻣﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -١٤‬ﻣﻦ ﻗُﺘِﻞَ ﻣﺪاﻓﻌﺎً ﻋﻦ ﻣﺎﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -١٥‬ﻣﻦ ﻗُﺘِﻞَ ﻣﺪاﻓﻌﺎً ﻋﻦ ﻋﺮﺿﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ -١٦‬ﻣﻦ ﻗُﺘِﻞَ ﻣﺪاﻓﻌﺎً ﻋﻦ دﯾﻨﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪.‬‬
‫واﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻰ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻵﺗﯿﺔ ‪-:‬‬
‫‪ " -‬ﺳﯿﺪ اﻟﺸﮭﺪاء ﺣﻤﺰة ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ورﺟﻞ ﻗﺎم إﻟﻰ إﻣﺎم ﺟﺎﺋﺮ ﻓﺄﻣﺮه وﻧﮭﺎه ﻓﻘﺘﻠﮫ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ وﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻰ‬
‫ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫‪١١٩‬‬
 ‫‪ " -‬ﻣﺎ ﺗﻌﺪون اﻟﺸﮭﯿﺪ ﻓﯿﻜﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﮭ ﻮ ﺷ ﮭﯿﺪ ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪ " :‬إن ﺷ ﮭﺪاء أﻣﺘ ﻰ إذاً ﻟﻘﻠﯿ ﻞ " ﻗ ﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫ﻓﻤﻦ ھﻢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل‪":‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻣﺎت ]أى ﻏﺎزﯾﺎً[ ﻓﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﮭ ﻮ ﺷ ﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻣ ﺎت ﻓ ﻰ‬
‫اﻟﻄﺎﻋﻮن ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻣﺎت ﻓﻰ اﻟﺒﻄﻦ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﻐﺮﯾﻖ ﺷﮭﯿﺪ " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫‪ "-‬اﻟﺸﮭﺪاء ﺳﺒﻌﺔ ﺳﻮى اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬اﻟﻤﻄﻌ ﻮن ﺷ ﮭﯿﺪ واﻟﻐﺮﯾ ﻖ ﺷ ﮭﯿﺪ وﺻ ﺎﺣﺐ ذات اﻟﺠﻨ ﺐ ﺷ ﮭﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﻤﺒﻄ ﻮن ﺷ ﮭﯿﺪ ‪،‬‬
‫وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﺮﯾﻖ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﺬى ﯾﻤﻮت ﺗﺤﺖ اﻟﮭﺪم ﺷﮭﯿﺪ واﻟﻤﺮأة ﺗﻤﻮت ﺑِﺠُﻤﻊٍ ﺷﮭﯿﺪة " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫‪ ....." -‬واﻟﻤﺮأة ﯾﻘﺘﻠﮭﺎ وﻟ ﺪھﺎ ﺟﻤﻌ ﺎء ﺷ ﮭﺎدة ) ﯾﺠﺮھ ﺎ وﻟ ﺪھﺎ ﺑﺴَ ﺮَرِهِ إﻟ ﻰ اﻟﺠﻨ ﺔ ( أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ واﻟ ﺪارﻣﻰ واﻟﻄﯿﺎﻟﺴ ﻰ وإﺳ ﻨﺎده‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ أﺣﻜﺎم اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ ‪.‬‬
‫ﺳَﺮَرِه ‪ -:‬أى اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺴﺮى ‪.‬‬
‫‪ " -‬اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺷﮭﺎدة واﻟﻨﻔﺴﺎء ﺷﮭﺎدة واﻟﺤﺮق ﺷﮭﺎدة واﻟﻐﺮق ﺷﮭﺎدة واﻟﺴﻞ ﺷﮭﺎدة واﻟﺒﻄﻦ ﺷ ﮭﺎدة "‪ .‬ﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻰ‬
‫ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ "-‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ دون ﻣﺎﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺘﻞ دون أھﻠﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺘﻞ دون دﯾﻨﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ وﻣﻦ ﻗﺘﻞ دون دﻣﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ "‬
‫‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻰ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫][ واﻋﻠﻢ أﯾﮭﺎ اﻷخ اﻟﺤﺒﯿﺐ أن اﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﺠﺎھﺪاً ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻋﺰﱠ وﺟﻞﱠ إﻻ إذا ﻗﺼﺪ ﺑﺠﮭﺎده إﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻓﻰ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ أن أﻋﺮاﺑﯿﺎً أﺗﻰ اﻟﻨﺒﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﻤﻐﻨﻢ ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻞ ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻟﯿُﺬْﻛَﺮ ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻟﯿﺮى ﻣﻜﺎﻧﮫ ‪،‬وﻓﻰ رواﯾﺔ ﯾﻘﺎﺗﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ وﯾﻘﺎﺗﻞ ﺣﻤﯿﱠﺔ ‪،‬وﻓﻰ رواﯾﺔ ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻏﻀﺒﺎً ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ؟ ﻓﻘ ﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ ":‬ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻟﺘﻜﻮن ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ھﻰ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﮭﻮ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫* وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﻤ ﻦ ﻗﺎﺗ ﻞ ﻣﻨﻀ ﻮﯾﺎً ﺗﺤ ﺖ أى راﯾ ﺔ ﻋُﻤّﯿ ﺔ )أى ﺟﺎھﻠﯿ ﺔ( ﻏﯿ ﺮ راﯾ ﺔ اﻹﺳ ﻼم ﻓﻘﺘ ﻞ ﻓﻘﺘﻠﺘ ﮫ ﺟﺎھﻠﯿ ﺔ وذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻨﺎداً إﻟ ﻰ ﻗ ﻮل‬
‫اﻟﻤﺼﻀﻔﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓ ﻰ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ " ﻣ ﻦ ﻗﺘ ﻞ ﺗﺤ ﺖ راﯾ ﺔ ﻋُﻤّﯿﱠ ﺔ ﯾﻨﺼ ﺮ اﻟﻌﺼ ﺒﯿﺔ وﯾﻐﻀ ﺐ ﻟﻠﻌﺼ ﺒﯿﺔ ﻓَﻘِﺘْﻠﺘُ ﮫُ‬
‫ﺟﺎھﻠﯿﺔ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫][ وﻓ ﻰ اﻟﻨﮭﺎﯾ ﺔ ﻻ ﯾﺴ ﻌﻨﺎ إﻻ أن ﻧ ﺬﻛﺮ اﻟﻨ ﺎس ﺑﺨﺼ ﺎل اﻟﺸ ﮭﯿﺪ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪ ..‬ﯾﻘ ﻮل اﻟﻤﺼ ﻄﻔﻰ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻰ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ ":‬ﻟﻠﺸﮭﯿﺪ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺳﺒﻊ ﺧﺼﺎل ‪ :‬ﯾﻐﻔﺮ ﻟﮫ ﻓﻰ أول دﻓﻌﺔ ﻣﻦ دﻣﮫ ‪ ،‬وﯾﺮى ﻣﻘﻌﺪه ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﯾُﺤﻠﻰ ﺣﻠﺔ اﻹﯾﻤﺎن ‪،‬‬
‫وﯾﺰوج اﺛﻨﺘﯿﻦ وﺳﺒﻌﯿﻦ زوﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌﯿﻦ وﯾﺠﺎر ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬وﯾﺄﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﺰع اﻷﻛﺒﺮ وﯾُﻮﺿ ﻊ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﮫ ﺗ ﺎج اﻟﻮﻗ ﺎر‬
‫اﻟﯿﺎﻗﻮﺗﺔ ﻣﻨﮫ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﯾُﺸﻔﱠﻊ ﻓﻰ ﺳﺒﻌﯿﻦ إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﻦ أھﻞ ﺑﯿﺘﮫ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬

‫‪١٢٠‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺼﯿﺎم‬
‫اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﻓﻲ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺼﻮم ‪ ،‬وﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺮﺿﮫ‪:‬‬

‫‪ -١‬ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺼﻮم‪:‬‬
‫اﻟﺼﻮم ﻟﻐﺔ‪ :‬اﻹﻣﺴﺎك‪ ،‬وﺷﺮﻋﺎً‪ :‬اﻹﻣﺴﺎك ﺑﻨﯿﱠﺔ اﻟﺘﻌﺒﱡﺪ ﻋﻦ اﻷﻛﻞ واﻟﺸ ﺮب وﻏﺸ ﯿﺎن اﻟﻨﺴ ﺎء‪ ،‬وﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻤﻔﻄ ﺮات ﻣ ﻦ ﻃﻠ ﻮع‬
‫اﻟﻔﺠﺮ إﻟﻰ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺮﺿﯿﺔ اﻟﺼﻮم‪:‬‬

‫ﻓﺮض اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻰ أﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺼﯿﺎم ﻛﻤﺎ ﻓﺮﺿﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﯾﺎ‬
‫أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻛُﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺼﯿﺎم ﻛﻤﺎ ﻛُﺘﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﻣ ﻦ ﻗ ﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﺗﺘﻘ ﻮن" اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ ..‬وﻛ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﯾ ﻮم اﻻﺛﻨ ﯿﻦ ﻣ ﻦ ﺷ ﮭﺮ‬
‫ﺷﻌﺒﺎن ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﮭﺠﺮة اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬ﻓﻲ ﻓﻀﻞ اﻟﺼﻮم‪ ،‬وﻓﻮاﺋﺪه‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ﻓﻀﻠﮫ‪:‬‬
‫ﯾﺸﮭﺪ ﻟﻔﻀﻞ اﻟﺼﻮم وﯾﻘﺮره اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻣﻦ ﺻﺎم ﯾﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ زﺣﺰح اﷲ وَﺟْﮭَﮫُ ﻋﻦ اﻟﻨﺎر ﺑﺬﻟﻚ اﻟﯿﻮم ﺳﺒﻌﯿﻦ ﺧﺮﯾﻔﺎً " ﻣﺘﻔﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "إن ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻋﻨﺪ ﻓﻄﺮه دﻋﻮة ﻻ ﺗﺮد" اﺑﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟ ﮫ‪" :‬إن ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ‬
‫ﺑﺎﺑﺎً ﯾُﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺮﯾﺎن‪ ،‬ﯾﺪﺧﻞ ﻣﻨﮫ اﻟﺼﺎﺋﻤﻮن‪ ،‬ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﺪﺧﻞ ﻣﻨﮫ أﺣﺪ ﻏﯿﺮھﻢ‪ ،‬ﻓ ﺈذا دﺧﻠ ﻮا أُﻏﻠ ﻖ ‪ ،‬ﻓﻠ ﻢ ﯾ ﺪﺧﻞ ﻣﻨ ﮫ أﺣ ﺪ " ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﻓﻮاﺋﺪه ‪ :‬ﻟﻠﺼﯿﺎم ﻓﻮاﺋﺪ روﺣﯿﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺻﺤﯿﺔ وھﻲ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺮوﺣﯿﺔ ﻟﻠﺼﻮم أﻧﮫ ﯾﻌﻮّد اﻟﺼﺒﺮ وﯾُﻘﻮي ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﯾُﻌﻠّﻢ ﺿﺒﻂ اﻟ ﻨﻔﺲ وﯾُﺴ ﺎﻋﺪ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬وﯾُﻮﺟِ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻣﻠﻜ ﺔ‬
‫اﻟﺘﻘﻮى وﯾﺮﺑﯿّﮭﺎ‪ ،‬وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻘﻮى اﻟﺘﻲ ھﻲ اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻣﻦ اﻟﺼﻮم‪ ،‬ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻛﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺼﯿﺎم ﻛﻤﺎ ﻛﺘ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮن" اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻠﺼﻮم أﻧﮫ ﯾﻌﻮد اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم واﻹﺗﺤﺎد‪ ،‬وﺣﺐ اﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة‪ ،‬وﯾُﻜﻮﱢن ﻓﻲ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ‬
‫وﺧُﻠﻖ اﻹﺣﺴﺎن‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺼﻮن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﺮور واﻟﻤﻔﺎﺳﺪ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺼﺤﯿﺔ ﻟﻠﺼﯿﺎم‪ ،‬أﻧﮫ ﯾُﻄﮭﱢﺮ اﻷﻣﻌﺎء وﯾُﺼﻠﺢ اﻟﻤﻌﺪة‪ ،‬وﯾﻨﻈ ﻒ اﻟﺒ ﺪن ﻣ ﻦ اﻟﻔﻀ ﻼت واﻟﺮواﺳ ﺐ‪ ،‬وﯾﺨﻔ ﻒ ﻣ ﻦ‬
‫وﻃﺄة اﻟﺴِﻤَﻦِ وﺛﻘﻞ اﻟﺒﻄﻦ ﺑﺎﻟﺸﺤﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺻﯿﺎم اﻟﺘﻄﻮع‬

‫ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﺻﯿﺎم اﻷﯾﺎم اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻟﻐﯿﺮ اﻟﺤﺎج وھﻮ ﺗﺎﺳﻊ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ "ﺻ ﻮم ﯾ ﻮم ﻋﺮﻓ ﺔ ﯾﻜﻔّ ﺮ ذﻧ ﻮب ﺳ ﻨﺘﯿﻦ ﻣﺎﺿ ﯿﺔ‬
‫وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬وﺻﻮم ﻋﺎﺷﻮراء ﯾﻜﻔﺮ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺿﯿﺔ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﯾﻮم ﻋﺎﺷﻮراء وﯾﻮم ﺗﺎﺳﻮﻋﺎء‪ ،‬وھﻤﺎ اﻟﻌﺎﺷﺮ واﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺷﮭﺮ اﻟﻤﺤﺮم‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "وﺻﻮم ﯾﻮم ﻋﺎﺷﻮراء‬
‫ﯾﻜﻔﺮ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺿﯿﺔ" وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ "ﻟﺌﻦ ﺑﻘﯿﺖ إﻟﻰ ﻗﺎﺑﻞ ﻷﺻﻮﻣﻦﱠ اﻟﺘﺎﺳﻊ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺳﺘﺔ أﯾﺎم ﻣﻦ ﺷﻮال‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻣ ﻦ ﺻ ﺎم رﻣﻀ ﺎن وأﺗﺒﻌ ﮫ ﺳ ﺘﺎً ﻣ ﻦ ﺷ ﻮال ﻛ ﺎن ﻛﺼ ﯿﺎم اﻟ ﺪھﺮ" أﺧﺮﺟ ﮫ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ ﺷﮭﺮ ﺷﻌﺒﺎن‪ ،‬ﻟﻘﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪" :‬ﻣﺎ رأﯾﺖ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺳﺘﻜﻤﻞ ﺻﯿﺎم ﺷﮭﺮ‬
‫ﻗﻂ إﻻ رﻣﻀﺎن‪ ،‬وﻣﺎ رأﯾﺘﮫ ﻓﻲ ﺷﮭﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﺻﯿﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺷﮭﺮ ﺷﻌﺒﺎن" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﻌﺸﺮ اﻷُوَلُ ﻣﻦ ﺷﮭﺮ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﺎ ﻣﻦ أﯾﺎم اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﯿﮭﺎ أﺣﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ﻣ ﻦ‬
‫ھﺬه اﻷﯾﺎم ‪ -‬ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻌﺸﺮ اﻷول ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ‪ -‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻻ اﻟﺠﮭﺎد ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ؟ ﻗ ﺎل‪ :‬وﻻ اﻟﺠﮭ ﺎد ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ إﻻ‬
‫رﺟﻞ ﺧﺮج ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﺮﺟﻊ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺸﻲء" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﺷﮭﺮ اﻟﻤﺤﺮم‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺳ ﺌﻞ ‪ :‬أي اﻟﺼ ﯿﺎم أﻓﻀ ﻞ ﺑﻌ ﺪ رﻣﻀ ﺎن ؟ ﻗ ﺎل‪" :‬ﺷ ﮭﺮ اﷲ اﻟ ﺬي ﺗﺪﻋﻮﻧ ﮫ‬
‫اﻟﻤﺤﺮم" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﻷﯾﺎم اﻟﺒﯿﺾ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﮭﺮ‪ ،‬وھﻲ ‪ :‬اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ واﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ واﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻟﻘﻮل أﺑﻲ ذر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‪ " :‬أﻣﺮﻧ ﺎ رﺳ ﻮل‬
‫اﷲ أن ﻧﺼﻮم ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺮ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم اﻟﺒﯿﺾ‪ :‬ﺛﻼث ﻋﺸﺮة وأرﺑﻊ ﻋﺸﺮة وﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ھﻲ ﻛﺼﻮم اﻟﺪھﺮ" ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﯾﻮم اﻻﺛﻨﯿﻦ وﯾﻮم اﻟﺨﻤﯿﺲ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ورد أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﯾﺼﻮم ﯾﻮم اﻻﺛﻨﯿﻦ وﯾﻮم اﻟﺨﻤﯿﺲ‪ ،‬ﻓَﺴُﺌِﻞَ ﻋﻦ ذﻟﻚ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إن اﻷﻋﻤﺎل ﺗُﻌْﺮَض ﻛﻞ اﺛﻨﯿﻦ وﺧﻤﯿﺲ ﻓﯿﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ أو ﻟﻜﻞ ﻣﺆﻣﻦ إﻻ اﻟﻤﺘﮭ ﺎﺟﺮﯾﻦ ﻓﯿﻘ ﻮل أَﺧﱢﺮْھُﻤ ﺎ" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ‬
‫وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪١٢١‬‬
‫‪ -٩‬ﺻﯿﺎم ﯾﻮم وإﻓﻄﺎر ﯾﻮم‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﺣﺐ اﻟﺼﯿﺎم إﻟﻰ اﷲ ﺻﯿﺎم داود‪ ،‬وأﺣﺐ اﻟﺼﻼة إﻟﻰ اﷲ ﺻﻼة داود‪،‬‬
‫ﻛﺎن ﯾﻨﺎم ﻧﺼﻔﮫ وﯾﻘﻮم ﺛﻠﺜﮫ وﯾﻨﺎم ﺳﺪﺳﮫ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺼﻮم ﯾﻮﻣﺎً وﯾُﻔﻄﺮ ﯾﻮﻣﺎً" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬اﻟﺼﯿﺎم ﻟﻸﻋﺰب اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ اﺳ ﺘﻄﺎع ﻣ ﻨﻜﻢ اﻟﺒ ﺎءة ﻓﻠﯿﺘ ﺰوج ﻓﺈﻧ ﮫ أَﻏَ ﺾّ‬
‫ﻟﻠﺒﺼﺮ وأﺣﺼﻦ ﻟﻠﻔﺮج‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻓﻌﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﺼﻮم ﻓﺈﻧﮫ ﻟﮫ وِﺟﺎء" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﺟﺎء ‪ :‬ﯾﻌﻨﻲ أﻧﮫ ﯾﻜﺴﺮ ﺣﺪة اﻟﺸﮭﻮة‪.‬‬

‫اﻷﯾﺎم اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺻﯿﺎﻣﮭﺎ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺻﯿﺎم ﯾﻮم )ﻋﺮﻓﺔ( ﻟﻤﻦ وﻗﻒ ﺑﮭﺎ ﻟﻨﮭﯿﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻮم ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ ﻟﻤﻦ ﺑﻌﺮﻓﺔ " أﺧﺮﺟﮫ أﺑ ﻮ داود وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺻﯿﺎم ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻨﻔﺮداً ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "إن ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﯿﺪﻛﻢ ﻓ ﻼ ﺗﺼ ﻮﻣﻮه إﻻ أن ﺗﺼ ﻮﻣﻮا ﻗﺒﻠ ﮫ أو ﺑﻌ ﺪه"‬
‫اﻟﺒﺰار وﺳﻨﺪه ﺟﯿﺪ وأﺻﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺻﯿﺎم ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ ﻣﻨﻔﺮداً‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻻ ﺗﺼﻮﻣﻮا ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ إﻻ ﻓﯿﻤﺎ اﻓﺘﺮض ﻋﻠﯿﻜﻢ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﺠﺪ أﺣﺪﻛﻢ إﻻ‬
‫ﻟﺤﺎء ﻋﻨﺐ أو ﻋﻮد ﺷﺠﺮة ﻓﻠﯿﻤﻀﻐﮫ" أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺻﻮم آﺧﺮ ﺷﻌﺒﺎن ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا اﻧﺘﺼﻒ ﺷﻌﺒﺎن ﻓﻼ ﺗﺼﻮﻣﻮا" رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬
‫) اﻟﻜﺮاھﺔ ھﻨﺎ ﻛﺮاھﺔ ﺗﻨﺰﯾﮭﯿﺔ ( ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﻮﺻﺎل‪ ،‬وھﻮ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺼﻮم ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺑﻼ إﻓﻄﺎر ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗﻮاﺻ ﻠﻮا" اﻟﺒﺨ ﺎري‪ .‬وﻗﻮﻟ ﮫ ‪" :‬‬
‫إﯾﺎﻛﻢ واﻟﻮﺻﺎل" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺻﻮم ﯾﻮم اﻟﺸﻚ‪ ،‬وھﻮ ﯾﻮم اﻟﺜﻼﺛﯿﻦ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎن‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻﺎم اﻟﯿﻮم اﻟﺬي ﯾُﺸﱠﻚُ ﻓﯿﮫ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ أﺑﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺳﻢ" رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﺻﻮم اﻟﺪھﺮ‪ ،‬وھﻮ ﺻﻮم اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﻼ ﻓﻄﺮ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺻﺎم ﻣﻦ ﺻﺎم اﻷﺑﺪ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﺻﻮم اﻟﻤﺮأة ﺑﻼ إذن زوﺟﮭﺎ وھﻮ ﺣﺎﺿﺮ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻻ ﺗﺼﻢ اﻟﻤﺮأة ﯾﻮﻣﺎً واﺣﺪاً وزوﺟﮭﺎ ﺷﺎھﺪ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ‪،‬‬
‫إﻻ رﻣﻀﺎن" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﺻﻮم ﯾﻮم اﻟﻌﯿﺪ ﻓﻄﺮاً ﻛﺎن أو أﺿﺤﻰ‪ ،‬ﻟﻘﻮل ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪" :‬ھﺬان ﯾﻮﻣﺎن ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ‬
‫ﺻﻮﻣﮭﻤﺎ‪ :‬ﯾﻮم ﻓﻄﺮﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻜﻢ‪ ،‬واﻟﯿﻮم اﻟﺬي ﺗﺄﻛﻠﻮن ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﻧﺴﻜﻜﻢ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪.١٠‬أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ اﻟﺜﻼﺛﺔ وھﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "أﯾﺎم ﻣِﻨﻰ أﻛﻞ وﺷﺮب" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪.١١‬أﯾﺎم اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس‪ ،‬إذ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎد ﺻﻮم اﻟﺤﺎﺋﺾ واﻟﻨﻔﺴﺎء‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "أﻟﯿﺴﺖ إذا ﺣﺎﺿ ﺖ ﻟ ﻢ‬
‫ﺗﺼﻞﱠ وﻟﻢ ﺗَﺼُﻢْ ؟‪ .‬ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﺼﺎن دﯾﻨﮭﺎ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪.١٢‬ﺻﻮم اﻟﻤﺮﯾﺾ اﻟﺬي ﯾﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﮭﻼك ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ إن اﷲ ﻛﺎن ﺑﻜﻢ رﺣﯿﻤﺎً" اﻟﻨﺴﺎء‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ :‬ﻓﻲ وﺟﻮب ﺻﻮم رﻣﻀﺎن‪ ،‬وﺑﯿﺎن ﻓﻀﻠﮫ‪:‬‬

‫أ‪ -‬وﺟﻮب ﺻﻮم رﻣﻀﺎن‪:‬‬
‫ﺻﯿﺎم ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن واﺟﺐ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ وإﺟﻤﺎع اﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﺬي أُﻧ ﺰل ﻓﯿ ﮫ اﻟﻘ ﺮآن ھُ ﺪىً‬
‫ﻟﻠﻨ ﺎس وﺑﯿﻨ ﺎت ﻣ ﻦ اﻟﮭُ ﺪى واﻟﻔﺮﻗ ﺎن‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﺷ ﮭﺪ ﻣ ﻨﻜﻢ اﻟﺸ ﮭﺮ ﻓﻠﯿﺼ ﻤﮫ" اﻟﺒﻘ ﺮة‪ .‬وﻗ ﻮل رﺳ ﻮﻟﮫ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺑُﻨﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ‪ :‬ﺷﮭﺎدة أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬وإﻗﺎم اﻟﺼ ﻼة وإﯾﺘ ﺎء اﻟﺰﻛ ﺎة‬
‫وﺣﺞ اﻟﺒﯿﺖ وﺻﻮم رﻣﻀﺎن" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﻓﻀﻞ رﻣﻀﺎن‪:‬‬

‫ﻟِﺮﻣﻀﺎنَ ﻓﻀﺎﺋﻞُ ﻋﻈﯿﻤﺔٌ‪ ،‬وﻣﺰاﯾﺎ ﻋﺪﯾﺪة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﺸﮭﻮر‪ .‬واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﺗﺜﺒﺖ ذﻟﻚ وﺗﺆﻛﺪه‪:‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ واﻟﺠﻤﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪ ،‬ورﻣﻀﺎن إﻟﻰ رﻣﻀﺎن‬
‫ﻣُﻜﻔﱢﺮات ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻦ‪ ،‬إن اﺟﺘﻨﺒﺖ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻﺎم رﻣﻀﺎن إﯾﻤﺎﻧﺎً واﺣﺘﺴﺎﺑﺎً ﻏﻔﺮ ﻟﮫ‬
‫ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ" ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إذا ﻛﺎن أول ﻟﯿﻠﺔ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﺻُﻔﱢﺪَت اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ وﻣﺮدة اﻟﺠﺎن‪،‬‬
‫وﻏُﻠّﻘﺖ أﺑﻮاب اﻟﻨﺎر ﻓﻠﻢ ﯾﻔﺘﺢ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎب‪ ،‬وﻓُﺘﺤﺖ أﺑﻮاب اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﯾﻐﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎب‪ ،‬وﻧﺎدى ﻣﻨﺎد ‪ " :‬ﯾﺎ ﺑﺎﻏﻲ اﻟﺨﯿﺮ أﻗﺒﻞ‪ ،‬وﯾ ﺎ ﺑ ﺎﻏﻲ‬
‫اﻟﺸﺮ أﻗﺼﺮ‪ ،‬وﷲ ﻋﺘﻘﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ ،‬وذﻟﻚ ﻛﻞ ﻟﯿﻠﺔ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺴﺎدﺳﺔ‪ :‬ﻓﻲ ﻓﻀﻞ اﻟﺒﺮ واﻹﺣﺴﺎن ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‪:‬‬

‫ﻟﻔﻀﻞ رﻣﻀﺎن‪ ،‬ﻗﺪ ﻓُﻀّﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﺨﯿﺮ وأﺿﺮب اﻟﺒﺮ واﻹﺣﺴﺎن‪ ،‬وﻣﻦ ذﻟﻚ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺼﺪﻗﺔ‪ :‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻓَﻄّ ﺮ ﺻ ﺎﺋﻤﺎً ﻓﻠ ﮫ أﺟ ﺮه ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ أن ﯾ ﻨﻘﺺ ﻣ ﻦ أﺟ ﺮ اﻟﺼ ﺎﺋﻢ ﺷ ﻲء" رواه أﺣﻤ ﺪ‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وھﻮ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬وﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺟﻮد اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺨﯿﺮ‪ ،‬وﻛﺎن أﺟﻮد ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﺣﯿﻦ ﯾﻠﻘﺎه ﺟﺒﺮﯾﻞ‬
‫‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ‪ :‬إذ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻣﻦ ﻗﺎم رﻣﻀﺎن إﯾﻤﺎﻧﺎً واﺣﺘﺴﺎﺑﺎً ﻏُﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻛ ﺎن ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﺤﯿﻲ ﻟﯿﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻟﻌﺸﺮ اﻷواﺧﺮ أﯾﻘﻆ أھﻠﮫ‪ ،‬وﻛﻞ ﺻﻐﯿﺮ وﻛﺒﯿﺮ ﯾُﻄﯿﻖ اﻟﺼﻼة" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ‪ :‬إذ ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾُﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺗ ﻼوة اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ﻓ ﻲ رﻣﻀ ﺎن‪ ،‬وﻛ ﺎن ﺟﺒﺮﯾ ﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺴ ﻼم‬
‫ﯾُﺪارﺳﮫ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ رﻣﻀﺎن" ﻛﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪١٢٢‬‬
‫‪ .٤‬اﻻﻋﺘﻜﺎف‪ :‬وھﻮ ﻣﻼزﻣﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ﺗﻘﺮﺑﺎً إﻟﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻜﻒ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﻟ ﻢ ﯾ ﺰل ﯾﻌﺘﻜ ﻒ اﻟﻌﺸ ﺮ‬
‫اﻷواﺧﺮ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺎه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻻﻋﺘﻤﺎر‪ :‬وھﻮ زﯾﺎرة ﺑﯿﺖ اﷲ اﻟﺤﺮام ﻟﻠﻄﻮاف واﻟﺴﻌﻲ‪ ،‬ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‪ ،‬إذ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻋﻤ ﺮة ﻓ ﻲ رﻣﻀ ﺎن‬
‫ﺗﻌﺪل ﺣﺠﺔ ﻣﻌﻲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﻟﻌﻤﺮة إﻟﻰ اﻟﻌﻤﺮة ﻛﻔﺎرة ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ‪ :‬ﻓﻲ ﺛﺒﻮت ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن‪:‬‬

‫ﯾﺜﺒﺖ دﺧﻮل رﻣﻀﺎن ﺑﺄﺣﺪ أﻣﺮﯾﻦ‪ :‬أوﻟﮭﻤﺎ ﻛﻤﺎل اﻟﺸﮭﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻨﮫ وھﻮ ﺷﻌﺒﺎن ﻓﺈذا ﺗﻢ ﻟﺸﻌﺒﺎن ﺛﻼﺛﻮن ﯾﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﯿﻮم اﻟﻮاﺣﺪ‬
‫واﻟﺜﻼﺛﯿﻦ ھﻮ أول ﯾﻮم ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﻗﻄﻌﺎً‪ .‬وﺛﺎﻧﯿﮭﻤﺎ رؤﯾﺔ ھﻼﻟﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا رؤي ھﻼل رﻣﻀﺎن ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺜﻼﺛ ﯿﻦ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺎن ﻓﻘ ﺪ دﺧ ﻞ ﺷ ﮭﺮ‬
‫رﻣﻀﺎن ووﺟﺐ ﺻﻮﻣﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻓﻤﻦ ﺷﮭﺪ ﻣﻨﻜﻢ اﻟﺸﮭﺮ ﻓﻠﯿﺼﻤﮫ" اﻟﺒﻘﺮة ‪ .‬وﻗ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬إذا‬
‫رأﯾﺘﻢ اﻟﮭﻼل ﻓﺼﻮﻣﻮا وإذا رأﯾﺘﻤﻮه ﻓﺎﻓﻄﺮوا ﻓﺈن ﻏﻢ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻓﺄﻛﻤﻠﻮا اﻟﻌﺪة ﺛﻼﺛﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎً" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﯾﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺛﺒﻮت رؤﯾﺘﮫ ﺷﮭﺎدة ﻋﺪل أو ﻋﺪﻟﯿﻦ إذ أﺟﺎز رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﮭﺎدة رﺟﻞ واﺣﺪ ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ‬
‫ھﻼل رﻣﻀﺎن ‪ .‬أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وھﻮ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻣﺘﻰ رأى اﻟﮭﻼل أھﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﺴﻠﻢ وﺟﺐ اﻟﺼﻮم ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮك ﻣﻊ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ وھ ﻮ‬
‫ﻗﻮل ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‪ :‬ﻓﻲ ﺷﺮوط اﻟﺼﻮم‪ ،‬وﺣُﻜﻢ ﺻﻮم اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‪ ،‬واﻟﻤﺮﯾﺾ‪ ،‬واﻟﺸﯿﺦ اﻟﻜﺒﯿﺮ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻣﻞ واﻟﻤﺮﺿﻊ‪-:‬‬
‫ﺷﺮوط اﻟﺼﻮم‪:‬‬
‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ وﺟﻮب اﻟﺼﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﻜﻮن ﻋﺎﻗﻼً ﺑﺎﻟﻐﺎً‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬رﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬ﻋﻦ‬
‫اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﺘﻰ ﯾُﻔﯿﻖ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺼﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺘﻠﻢ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وھﻮ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣُﺴﻠﻤﺔ‬
‫ﯾﺸﺘﺮط ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺻﻮﻣﮭﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻃﺎھﺮة ﻣﻦ دم اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﯿﺎن ﻧﻘﺼﺎن دﯾﻦ اﻟﻤﺮأة‬
‫‪" :‬أﻟﯿﺴﺖ إذا ﺣﺎﺿﺖ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ وﻟﻢ ﺗﺼﻢ ؟ " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‪ :‬إذا ﺳﺎﻓﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ رﺧﺺ ﻟﮫ اﻟﺸﺎرع اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘﻀﻲ ﻣﺎ أﻓﻄﺮ ﻓﯿﮫ ﻋﻨ ﺪ ﺣﻀ ﻮره‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻤ ﻦ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺮﯾﻀﺎً أو ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ﻓﻌﺪة ﻣﻦ أﯾﺎم أُﺧﺮ" اﻟﺒﻘﺮة ‪ .‬وإن ﻛﺎن اﻟﺼﻮم ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﯾﺸﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺼﺎم ﻛﺎن ﺣﺴﻨﺎً‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﯾﺸﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺄﻓﻄﺮ ﻛﺎن ﺣﺴﻨﺎً ﻟﻘﻮل أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻐﺰو ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‬
‫ﻓﻤﻨﺎ اﻟﺼﺎﺋﻢ وﻣﻨﺎ اﻟﻤُﻔﻄﺮ ﻓﻼ ﯾَﺠﺪُ اﻟﺼﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻔﻄﺮ‪ ،‬وﻻ اﻟﻤﻔﻄﺮُ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺎﺋﻢ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺮون أن ﻣﻦ وﺟﺪ ﻗﻮة ﻓﺼﺎم ﻓﺈن ذﻟ ﻚ ﺣﺴ ﻦ‪،‬‬
‫وﯾﺮون أن ﻣﻦ وﺟﺪ ﺿﻌﻔﺎً ﻓﺄﻓﻄﺮ ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺣﺴﻦ"‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﻓﻼ ﯾﺠﺪ اﻟﺼﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻔﻄﺮ‪ :‬أي ﻻ ﯾﻌﯿﺐ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺮﯾﺾ‪:‬‬
‫إذا ﻣﺮض اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‪ ،‬ﻧﻈﺮ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮم ﺑﻼ ﻣﺸ ﻘﺔ ﺷ ﺪﯾﺪة ﺻ ﺎم‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ ﯾﻘ ﺪر أﻓﻄ ﺮ‪ ،‬ﺛ ﻢ إن ﻛ ﺎن‬
‫ﯾﺮﺟﻮ اﻟﺒﺮء ﻣﻦ ﻣﺮﺿﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺮء ﺛﻢ ﯾﻘﻀﻲ ﻣﺎ أﻓﻄﺮ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾُﺮﺟﻰ ﺑﺮؤه أﻓﻄﺮ وﺗﺼ ﺪق ﻋ ﻦ ﻛ ﻞ ﯾ ﻮم ﯾﻔﻄ ﺮه‬
‫ﺑﻤﺪ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم‪ ،‬أي ﺣﻔﻨﺔ ﻗﻤﺢ أو ﻣﺎ ﯾﻜﻔﻲ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ﻟﻔﻄﻮره وﺳﺤﻮره‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻄﯿﻘﻮﻧﮫ ﻓﺪﯾﺔ ﻃﻌﺎم ﻣﺴﻜﯿﻦ" اﻟﺒﻘﺮة‬
‫‪.‬‬

‫اﻟﺸﯿﺦ اﻟﻜﺒﯿﺮ‪:‬‬
‫إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻤﺴﻠﻢ أو اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺳﻨﺎً ﻣﻦ اﻟﺸﯿﺨﻮﺧﺔ ﻻ ﯾﻘﻮى ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮم أﻓﻄﺮ وﺗﺼﺪق ﻋﻦ ﻛﻞ ﯾﻮم ﯾﻔﻄﺮه ﺑُﻤﺪﱟ ﻣﻦ ﻃﻌ ﺎم‬
‫أو ﻣﺎ ﯾﻜﻔﻲ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ﻟﻔﻄﻮره وﺳﺤﻮره‪ .‬ﻟﻘﻮل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ " :‬رُﺧﱢﺺَ ﻟﻠﺸﯿﺦ اﻟﻜﺒﯿﺮ أن ﯾُﻄﻌﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً وﻻ‬
‫ﻗﻀﺎء ﻋﻠﯿﮫ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎﻣﻞ واﻟﻤﺮﺿﻌﺔ‪ :‬إذا ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﮭﻤﺎ أو ﻋﻠﻰ أوﻻدھﻤﺎ أﻓﻄﺮﺗﺎ وﻋﻠﯿﮭﻤﺎ اﻟﻔﺪﯾﺔ وﻻ ﻗﻀﺎء ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﻄﯿﻘﻮﻧﮫ ﻓﺪﯾﺔ ﻃﻌﺎم ﻣﺴﻜﯿﻦ" ا ﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﯾﻄﯿﻘﻮﻧﮫ‪ :‬أي ﯾﻄﯿﻘﻮﻧﮫ ﺑﺠﮭﺪ وﻣﺸﻘﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎﺋﺾ واﻟﻨﻔﺴﺎء‪ :‬اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾﺠ ﺐ اﻟﻔﻄ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﺋﺾ واﻟﻨﻔﺴ ﺎء‪ ،‬وﯾُﺤ ﺮم ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ اﻟﺼ ﯿﺎم‪ ،‬وإذا ﺻ ﺎﻣﺘﺎ ﻻ ﯾﺼ ﺢ‬
‫ﺻﻮﻣﮭﻤﺎ وﯾﻘﻊ ﺑﺎﻃﻼً ‪ .‬وﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻗﻀﺎء ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮭﻤﺎ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﻛﻨ ﺎ ﻧﺤ ﯿﺾ ﻋﻠ ﻰ ﻋﮭ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻓﻨﺆﻣﺮ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﺼﻮم وﻻ ﻧﺆﻣﺮ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﺼﻼة" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت‪:‬‬

‫‪١٢٣‬‬
‫ﻣﻦ ﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻋﻠﯿﮫ ﺻﯿﺎم ﻧﺬر ‪ :‬ﻗﻀﺎه ﻋﻨﮫ وﻟﯿﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻣ ﺎت وﻋﻠﯿ ﮫ ﺻ ﯿﺎم ﺻ ﺎم ﻋﻨ ﮫ‬
‫وﻟﯿﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ﻟﻤﻦ ﺳﺄﻟﮫ ﻗ ﺎﺋﻼً ‪" :‬إن أﻣ ﻲ ﻣﺎﺗ ﺖ وﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﺻ ﻮم ﺷ ﮭﺮ أﻓﺄﻗﻀ ﯿﮫ ﻋﻨﮭ ﺎ ؟ ) وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﯿﺤﯿﻦ‬
‫‪:‬ﻣﺎﺗﺖ وﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﻮم ﻧﺬر( ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻓَﺪَﯾْﻦُ اﷲ أﺣﻖ أن ﯾُﻘﻀﻰ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﺣﻤﻞ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻋﻠﻰ ﺻﻮم اﻟﻨﺬر ﻓﮭﻮ اﻟﺬي ﯾﺼﻮﻣﮫ اﻟﻮﻟﻲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬وأﻣﺎ ﺻﻮم اﻟﻔﺮض ﻓﻼ ﯾﺼ ﻮﻣﮫ أﺣ ﺪ ﻋ ﻦ آﺧ ﺮ‪،‬‬
‫وھﻮ ﻣﺬھﺐ ﻋﺎﺋﺸﺔ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس وھﻮ اﻟﺬي ﺗﻘﺘﻀﯿﮫ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ وﺣﻜﻤﺘﮭﺎ وھﻮ اﻟﺮاﺟﻊ ﻋﻨﺪي‪.‬‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬إذا ﺳ ﻤﻊ اﻟﻨ ﺪاء أﺣ ﺪﻛﻢ‬
‫واﻹﻧﺎء ﻓﻲ ﯾﺪه‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾﻀ ﻌﮫ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻘﻀ ﻲ ﺣﺎﺟﺘ ﮫ ﻣﻨ ﮫ" رواه أﺑ ﻮ داود وإﺳ ﻨﺎده ﺻ ﺤﯿﺢ وﻟ ﮫ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﻮاھﺪ ﻛﻤ ﺎ ﻗ ﺎل اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(١٩٨٨‬‬
‫أي إذا ﺳﻤﻊ أذان اﻟﺼﺒﺢ أﺣﺪﻧﺎ واﻹﻧ ﺎء ﻓ ﻲ ﯾ ﺪه‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾﻀ ﻌﮫ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺸ ﺮب ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬وھ ﺬا ﻣ ﺎ دل ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻨﻘ ﻞ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ‪ ،‬وﻻﻋﺒ ﺮة ﺑﻘ ﻮل‬
‫اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ‪ :‬أرﻛﺎن اﻟﺼﻮم وﺳُﻨﻨﮫ وﻣﺒﺎﺣﺎﺗﮫ‪:‬‬

‫أرﻛﺎن اﻟﺼﻮم‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻹﻣﺴﺎك ﻋﻦ اﻟﻤﻔﻄﺮات ‪ ،‬ﻣﻦ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ إﻟﻰ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ‪ .‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻓﺎﻵن ﺑﺎﺷﺮوھﻦ واﺑﺘﻐﻮا ﻣﺎﻛﺘﺐ اﷲ ﻟﻜﻢ وﻛﻠ ﻮا‬
‫واﺷﺮﺑﻮا ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻜﻢ اﻟﺨﯿﻂ اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﻂ اﻷﺳﻮد ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ أﺗﻤﻮا اﻟﺼﯿﺎم إﻟﻰ اﻟﻠﯿﻞ " اﻟﺒﻘﺮة )‪.(١٨٧‬‬
‫واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺨﯿﻂ اﻷﺑﯿﺾ ‪ ،‬واﻟﺨﯿﻂ اﻷﺳﻮد ﺑﯿﺎض اﻟﻨﮭﺎر وﺳﻮاد اﻟﻠﯿﻞ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ :‬أن ﻋَﺪِيﱠ ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ‬
‫"ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻜﻢ اﻟﺨﯿﻂ اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﻂ اﻷﺳﻮد" ﻋﻤﺪت إﻟﻰ ﻋﻘﺎل أﺳﻮد‪ ،‬وإﻟﻰ ﻋﻘﺎل أﺑ ﯿﺾ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﺘﮭﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺖ وﺳ ﺎدﺗﻲ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ‬
‫أﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺴﺘﺒﯿﻦ ﻟ ﻲ‪ ،‬ﻓﻐ ﺪوت ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﺬﻛﺮت ﻟ ﮫ ذﻟ ﻚ ﻓﻘ ﺎل ‪" :‬إﻧﻤ ﺎ ذﻟ ﻚ ﺳ ﻮاد اﻟﻠﯿ ﻞ‬
‫وﺑﯿﺎض اﻟﻨﮭﺎر"‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﻨﯿﺔ‪ :‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﺎ أُﻣﺮوا إﻻ ﻟﯿﻌﺒﺪوا اﷲ ﻣﺨﻠﺼﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﺪﯾﻦ" اﻟﺒﯿﻨﺔ آﯾﺔ )‪ .(٥‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إﻧﻤﺎ‬
‫اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ اﻣﺮيء ﻣﺎ ﻧﻮى "‪.‬‬
‫وﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﯿﺎﻟﻲ ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن‪ .‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﻔﺼﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻣﻦ‬
‫ﻟﻢ ﯾُﺠﻤﻊ اﻟﺼﯿﺎم ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ )أي إﺣﻜﺎم اﻟﻨﯿﺔ واﻟﻌﺰﯾﻤﺔ( ﻓﻼ ﺻ ﯿﺎم ﻟ ﮫ" رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺻ ﺤﺎب اﻟﺴُ ﻨﻦ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﺑ ﻦ ﺧﺰﯾﻤ ﺔ‪ ،‬واﺑ ﻦ‬
‫ﺣﺒﺎن‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ) ‪. ( ١٩٨٧‬‬
‫وﺗﺼﺢ ﻓﻲ أي ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺰاء اﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸﺘﺮط اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﮭﺎ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻋﻤﻞ ﻗﻠﺒ ﻲ‪ ،‬ﻻ دﺧ ﻞ ﻟﻠﺴ ﺎن ﻓﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺣﻘﯿﻘﺘﮭ ﺎ اﻟﻘﺼ ﺪ إﻟ ﻰ اﻟﻔﻌ ﻞ‬
‫اﻣﺘﺜﺎﻻً ﻷﻣﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻃﻠﺒﺎً ﻟﻮﺟﮭﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺗﺴﺤﱠﺮ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬ﻗﺎﺻﺪاً اﻟﺼﯿﺎم ﺗﻘﺮﺑ ﺎً إﻟ ﻰ اﷲ ﺑﮭ ﺬا ‪ ،‬ﻓﮭ ﻮ ﻧ ﺎوٍ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻋ ﺰم ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻜﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻔﻄﺮات‪ ،‬أﺛﻨﺎء اﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬ﻣﺨﻠﺼﺎً ﷲ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻧﺎوٍ ﻛﺬﻟﻚ وإن ﻟﻢ ﯾﺘﺴﺤﺮ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء‪ :‬إن ﻧﯿﺔ ﺻﯿﺎم اﻟﺘﻄﻮع ﺗﺠﺰيء ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺎر إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗﺪ ﻃﻌﻢ ‪ ،‬ﻗﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲّ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذات ﯾﻮم ﻓﻘﺎل ‪" :‬ھﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺷﻲء" ؟ ﻗﻠﻨﺎ‪ :‬ﻻ ﻗﺎل ‪" :‬ﻓﺈﻧﻲ ﺻﺎﺋﻢ" رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫واﺷﺘﺮط اﻷﺣﻨﺎف أن ﺗﻘﻊ اﻟﻨﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰوال وھﺬا ھﻮ اﻟﻤﺸﮭﻮر ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻲ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ .‬وﻇﺎھﺮ ﻗﻮﻟﻲ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد‪ ،‬وأﺣﻤﺪ‪ :‬أﻧﮭﺎ‬
‫ﺗﺠﺰيء ﻗﺒﻞ اﻟﺰوال‪ ،‬وﺑﻌﺪه‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء‪.‬‬

‫ﺳُﻨﻦ اﻟﺼﻮم‪ :‬وھﻲ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻘﺐ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻐﺮوب‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻻ ﯾﺰال اﻟﻨﺎس ﺑﺨﯿﺮ ﻣﺎ ﻋﺠﻠﻮا اﻟﻔﻄﺮ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻛﻮن اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ رﻃﺐ أو ﺗﻤﺮ أو ﻣﺎء‪ ،‬وأﻓﻀﻞ ھﺬا اﻟﺜﻼﺛﺔ أوﻟﮭﺎ وآﺧﺮھﺎ أدﻧﺎھﺎ‪ ،‬وھ ﻮ اﻟﻤ ﺎء‪ ،‬وﯾﺴ ﺘﺤﺐ أن ﯾُﻔﻄ ﺮ ﻋﻠ ﻰ وﺗ ﺮ‪:‬‬
‫ﺛﻼث أو ﺧﻤﺲ أو ﺳﺒﻊ ﻟﻘﻮل أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ‪" :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ رﻃﺒﺎت ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺼﻠﻲ ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﺗﻤﺮات‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺴﺎ ﺣﺴﻮات ﻣﻦ ﻣﺎء" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻹﻓﻄﺎر‪ :‬إذ ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ ﻓﻄﺮه " اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ ﺻﻤﺖ وﻋﻠﻰ رزﻗﻚ أﻓﻄﺮت ذھﺐ اﻟﻀﻤﺄ واﺑﺘﻠﺖ‬
‫اﻟﻌﺮوق وﺛﺒﺖ اﻷﺟﺮ إن ﺷﺎء اﷲ" رواه أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل واﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(١٩٩٤‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺴﺤﻮر‪ :‬وھﻮ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺮ آﺧﺮ اﻟﻠﯿ ﻞ ﺑﻨﯿ ﺔ ا ﻟﺼ ﻮم‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ "إن ﻓﺼ ﻞ ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ ﺻ ﯿﺎﻣﻨﺎ‬
‫وﺻﯿﺎم أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب أﻛﻠﺔ اﻟﺴَﺤَﺮِ" وﻗﻮﻟﮫ ‪" :‬ﺗﺴﺤﺮوا ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟﺴﺤﻮر ﺑﺮﻛﺔ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﺴﺤﻮر إﻟﻰ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗ ﺰال أُﻣﺘ ﻲ ﺑﺨﯿ ﺮ ﻣ ﺎ ﻋﺠﻠ ﻮا اﻟﻔﻄ ﺮ وأﺧ ﺮوا‬
‫اﻟﺴﺤﻮر" أﺣﻤﺪ وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺣﻔﻆ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺒﺔ واﻟﻨﻤﯿﻤﺔ واﻟﺮﻓﺚ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻟﯿﺲ اﻟﺼﯿﺎم ﻣﻦ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب إﻧﻤﺎ اﻟﺼﯿﺎم ﻣﻦ اﻟﻠﻐﻮ واﻟﺮﻓﺚ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺳ ﺎﺑﱠﻚ‬
‫أﺣﺪ أو ﺟﮭﻞ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻘﻞ إﻧﻲ ﺻﺎﺋﻢ إﻧﻲ ﺻﺎﺋﻢ" رواه اﻟﺤﺎﻛﻢ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ﻟﮫ أن ﯾﺄﻛﻞ أو ﯾﺸﺮب ﺣﺘﻰ ﯾﺘﯿﻘﻦ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ ﯾُﻤﺴﻚ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻛﻠﻮا واﺷﺮﺑﻮا ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺒﯿﻦ‬
‫ﻟﻜﻢ اﻟﺨﯿﻂ اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﻂ اﻷﺳﻮد ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ" اﻟﺒﻘﺮة‪ .‬وﻗﺪ ﻗﯿﻞ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪" :‬إﻧﻲ أﺗﺴﺤﺮ ﻓ ﺈذا ﺷ ﻜﻜﺖ أﻣﺴ ﻜﺖ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﺎ ﺷﻜﻜﺖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺸﻚ" رواه اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ وأورده اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪ ،‬واﻷﻛﻞ واﻟﺸ ﺮب ﺣﺘ ﻰ ﯾﺘﺒ ﯿﻦ ﻃﻠ ﻮع اﻟﻔﺠ ﺮ‬
‫ھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ‪.‬‬

‫ﻣﺒﺎﺣﺎت اﻟﺼﯿﺎم‪:‬‬

‫‪١٢٤‬‬
 ‫‪ .١‬اﻻﻏﺘﺴﺎل ﺑﺎﻟﻤﺎء‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻟﻘﺪ رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺼﺐ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ اﻟﻤﺎء وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺶ أو ﻣﻦ‬
‫اﻟﺤﺮ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻻﻛﺘﺤﺎل واﻟﻘﻄﺮة‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻜﺘﺤﻞ وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ" رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻘُﺒﻠﺔ ﻟﻤﻦ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﮫ‪ :‬وﻟﻜﻦ اﻷﻓﻀﻞ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﮭﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﺿﻌﻔﺎء‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﻘﺒﱢﻞُ‬
‫وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ وﯾُﺒﺎﺷﺮ وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ وﻟﻜﻨﮫ ﻛﺎن أﻣﻠﻜﻜﻢ ﻹرﺑﮫ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "اﺣﺘﺠﻢ وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﻤﻀﻤﻀ ﺔ واﻻﺳﺘﻨﺸ ﺎق ﺑ ﺪون ﻣﺒﺎﻟﻐ ﺔ‪ ":‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ "ﻓ ﺈذا اﺳﺘﻨﺸ ﻘﺖ ﻓ ﺄﺑﻠﻎ إﻻ أن ﺗﻜ ﻮن ﺻ ﺎﺋﻤﺎً" رواه أﺻ ﺤﺎب اﻟﺴُ ﻨﻦ وﻗ ﺎل‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ :‬وﺷﻢ اﻟﺮواﺋﺢ اﻟﻄﯿﺒﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ واﻟﺤﻘﻨﺔ واﻟﻘﻄﺮة واﻟﻜﺤﻞ واﻟﺒﺨﻮر‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ھﺬه اﻷﻣﻮر ﻣﻤﺎ ﺣﺮﻣﮭﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ورﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺼ ﯿﺎم‪ ،‬وﯾﻔﺴ ﺪ اﻟﺼ ﻮم ﺑﮭ ﺎ ﻟﻜ ﺎن ھ ﺬا ﻣﻤ ﺎ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﯿﺎﻧﮫ‪ ،‬وﻟﻮ ذﻛﺮ ذﻟﻚ ﻟﻌﻠﻤﮫ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﺑَﻠﱠﻐُ ﻮه اﻷﻣ ﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﺑﻠﻐ ﻮا ﺳ ﺎﺋﺮ ﺷ ﺮﻋﮫ‪ ،‬ﻓﻠ ﻢ ﯾﻨﻘﻠ ﻮا ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﺣﺪﯾﺜﺎً ﺻﺤﯿﺤﺎً وﻻ ﺿﻌﯿﻔﺎً وﻻ ﻣﺴﻨﺪاً‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾُﺒﺎح ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ أن ﯾُﺠﺎﻣﻊ زوﺟﺘﮫ ﻟﯿﻼً ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "أﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺼﯿﺎم اﻟﺮﻓﺚ إﻟﻰ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾُﺒﺎح ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ أن ﯾُﺼﺒﺢ ﺟﻨﺒﺎً ﻓﯿﻐﺘﺴﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن ﯾُﺼﺒﺢ ﺟﻨﺒﺎً وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ ﺛﻢ ﯾﻐﺘﺴﻞ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺒﻄﻼت اﻟﺼﯿﺎم‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب ﻋﻤﺪاً‪ :‬أﻣﺎ ﻣﻦ أﻛﻞ وﺷﺮب ﻧﺎﺳﯿﺎً ﻓﯿﺘﻢ ﺻﻮﻣﮫ وﺻﯿﺎﻣﮫ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻣﻦ ﻧﺴﻲ وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ ﻓﺄﻛﻞ أو ﺷﺮب ﻓﻠﯿﺘﻢ ﺻﻮﻣﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ اﷲ أﻃﻌﻤﮫ وأﺳﻘﺎه" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻘﻲء ﻋﻤﺪاً‪ :‬وأﻣﺎ ﻣﻦ ذرﻋﮫ اﻟﻘﻲء رﻏﻤﺎً ﻋﻨﮫ ﻓﺼﯿﺎﻣﮫ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻣﻦ ذرﻋﮫ اﻟﻘﻲء ﻓﻠﯿﺲ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﻀ ﺎء وﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻘﺎء ﻋﻤ ﺪاً‬
‫ﻓﻠﯿﻘﺾ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ .‬وﻣﻌﻨﻰ ذرﻋﮫ‪ :‬ﻏﻠﺒﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس وﻟﻮ ﻓﻲ آﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﯿﻮم‪ :‬ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء‪ ،‬وھﻮ ﺧﺮوج اﻟﻤﻨﻲ ﻋﻤﺪاً ﺳﻮاء ﺑﯿﺪ أو ﺑﺘﻘﺒﯿﻞ‪ ،‬ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻣﻦ ﻧﻮى اﻟﻔﻄﺮ وھﻮ ﺻﺎﺋﻢ ﺑﻄﻞ ﺻﻮﻣﮫ ‪:‬ﻷﻧﮫ ﺗﺮك رﻛﻨﺎً ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺼﻮم‪.‬‬
‫ھﺬه اﻟﻤﺒﻄﻼت ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ أن ﯾﺘﻢ ﯾﻮﻣﮫ وﻋﻠﯿﮫ ﻗﻀﺎء ﯾﻮم ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻤﺎ أﻓﻄﺮ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﻮﺟﺐ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻜﻔﺎرة‪ :‬اﻟﺠﻤ ﺎع ﻓﻘ ﻂ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﺟ ﺎﻣﻊ أھﻠ ﮫ ﻓ ﻲ ﻧﮭ ﺎر رﻣﻀ ﺎن ﻣﺘﻌﻤ ﺪاً ﻓﻌﻠﯿ ﮫ اﻟﻘﻀ ﺎء واﻟﻜﻔ ﺎرة‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫"ﺟﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل‪ :‬ھﻠﻜﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬وﻣﺎ أھﻠﻜﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأﺗﻲ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‪،‬‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ھﻞ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻖ رﻗﺒﺔ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻗﺎل‪ :‬ﻓﮭﻞ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﺼﻮم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﻗﺎل ﻓﮭﻞ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﺗُﻄﻌﻢ ﺳﺘﯿﻦ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً‬
‫؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﻗﺎل‪ :‬ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻓﺄﺗﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌَﺮَقٍ ﻓﯿﮫ ﺗﻤﺮ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﺼﺪق ﺑﮭﺬا‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﮭ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أﻓﻘ ﺮ ﻣﻨ ﺎ ؟ ﻓﻤ ﺎ ﺑ ﯿﻦ‬
‫ﻻﺑﺘﯿﮭﺎ أﺣﻮج إﻟﯿﮫ ﻣﻨﺎ‪ .‬ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬه‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬إذھﺐ ﻓﺄﻃﻌﻤﮫ أھﻠﻚ"‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ .‬واﻟﻌَﺮَقُ‪ :‬ﻣﻜﺘﻞ ﯾﺴﻊ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺻﺎﻋﺎً وﻻﺑﺘﯿﮭﺎ‪ :‬ﻣﻔﺮده ﻻﺑﺔ وھﻲ اﻟﺠﮭﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻘﻀﺎء ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎرة ﺛﺎﺑﺖ ﺻﺤﯿﺢ ﺑﻤﺠﻤﻮع ﻃُﺮق اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت‪:‬‬
‫• اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺘﺤﺎﻣﯿﻞ اﻟﺸﺮﺟﯿﺔ ﺗﺮاوح اﻟﺤُﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗُﻔﺴﺪ اﻟﺼﯿﺎم وﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗُﻔﺴﺪه واﻷوﻟﻰ ﺗﺮك‬
‫ﻚ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫• اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺤُﻘﻦ اﻟﻤﻐﺬﯾﺔ ﻛﺎﻟﻔﯿﺘﺎﻣﯿﻨﺎت واﻟﻤﺤﺎﻟﯿﻞ اﻟﻮرﯾﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺘﻐﺬﯾﺔ ﺗُﻔﺴﺪ اﻟﺼﯿﺎم‪.‬‬
‫• اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺤُﻘﻦ اﻟﻌﻼﺟﯿﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻐﺬﯾﺔ ﺑﺎﻟﻮرﯾﺪ أو اﻟﻌﻀﻞ أو ﺗﺤﺖ اﻟﺠﻠﺪ ﻻ ﺗﻔﺴﺪ اﻟﺼﯿﺎم‪.‬‬
‫• ﻣﻦ ﯾﺘﺒﺮع ﺑﺎﻟﺪم ﻻ ﯾﻔﺴﺪ ﺻﻮﻣﮫ وﻣﻦ ﯾﻨﻘﻞ إﻟﯿﮫ اﻟﺪم ﯾﻔﺴﺪ ﺻﻮﻣﮫ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﺣﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﻧﻘ ﻞ دم أﺻ ﻼً ﻓﺎﻹﻓﻄ ﺎر ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﮫ أوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺼﯿﺎم‪.‬‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺑﺨﺎﺧﺔ اﻟﻔﻨﺘﻮﻟﯿﻦ واﻟﺒﺮﯾﻜﺎﻟﯿﻦ‪ ،‬واﻟﺒﯿﻜﻮﺗﯿﺪ ﻟﻤﺮﺿﻰ اﻷزﻣﺔ اﻟﺮﺑﻮﯾﺔ ﺗﺮاوح اﻟﺤُﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑ ﯿﻦ ﻗﺎﺋ ﻞ ﺑﺄﻧﮭ ﺎ ﺗُﻔﺴ ﺪ‬
‫اﻟﺼﯿﺎم وﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻔﺴﺪه واﻟﺬي ﯾﺘﺮﺟﺢ ﻟﺪي أﻧﮭﺎ ﺗُﻔﺴﺪ اﻟﺼﯿﺎم‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺼ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﺠ ﻮف ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة ﺑﺨ ﺎر ﯾﺘﺤ ﻮل إﻟ ﻰ‬
‫ﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮف‪.‬‬
‫• ﯾﺠﻮز اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻮاك ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‪" :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻣ ﺎﻻ أُﺣﺼ ﻲ ﯾﺘﺴ ﻮك وھ ﻮ ﺻ ﺎﺋﻢ" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ .‬وﻗﺎل ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ‪ .‬وﻟﻜﻦ ﯾُﻜﺮه اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻌﺠﻮن اﻷﺳﻨﺎن‪.‬‬
‫• ﯾُﻜﺮه ﺗﺬوق اﻟﻄﻌﺎم أو اﻟﻤﻀﻤﻀﺔ ﻟﻐﯿﺮ وﺿﻮء أو ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫• ﻣﻦ أﻛﻞ أو ﺷﺮب أو ﺟﺎﻣﻊ ﻇﺎﻧﺎً ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬أو ﻋﺪم ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠ ﺮ ﻓﻈﮭ ﺮ ﺧ ﻼف ذﻟ ﻚ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿ ﮫ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻨ ﺪ ﺟﻤﮭ ﻮر اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬
‫وﻣﻨﮭﻢ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ‪ ،‬وذھﺐ اﺳﺤﺎق وداود واﺑﻦ ﺣﺰم وﻋﻄﺎء وﻋﺮوة واﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي وﻣُﺠﺎھﺪ‪ :‬إﻟﻰ أن ﺻﻮﻣﮫ ﺻ ﺤﯿﺢ وﻻ‬
‫ﻗﻀﺎء ﻋﻠﯿﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺟﻨﺎح ﻓﯿﻤﺎ أﺧﻄﺄﺗﻢ ﺑﮫ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎ ﺗﻌﻤ ﺪت ﻗﻠ ﻮﺑﻜﻢ"‪ .‬وﻟﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪" :‬إن اﷲ وﺿﻊ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﯿﺎن وﻣﺎ اﺳﺘﻜﺮھﻮا ﻋﻠﯿﮫ"‪ .‬وروى ﻋﺒﺪ اﻟ ﺮزاق ﺑﺴ ﻨﺪه ﻋ ﻦ زﯾ ﺪ ﺑ ﻦ وھ ﺐ ﻗ ﺎل‪:‬‬
‫"أﻓﻄﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ زﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﺮأﯾﺖ ﻋِﺴﺎﺳﺎً )أﻗﺪاﺣﺎً ﺿﺨﻤﺔ( أﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﯿ ﺖ ﺣﻔﺼ ﺔ ﻓﺸ ﺮﺑﻮا‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻃﻠﻌ ﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ‬
‫ﻣﻦ ﺳﺤﺎب ﻓﻜﺄن ذﻟﻚ ﺷَﻖﱠ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺎس‪ ،‬ﻓﻘ ﺎﻟﻮا‪ :‬ﻧﻘﻀ ﻲ ھ ﺬا اﻟﯿ ﻮم‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮ‪ :‬ﻟ ﻢ ؟ واﷲ ﻣ ﺎ ﺗﺠﺎﻧﻔﻨ ﺎ اﻹﺛ ﻢ" )أي ﻟ ﻢ ﻧﻤ ﻞ إﻟ ﻰ‬

‫‪١٢٥‬‬
‫ارﺗﻜﺎب اﻹﺛﻢ( وروى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬أﻓﻄﺮﻧ ﺎ ﯾﻮﻣ ﺎً ﻣ ﻦ رﻣﻀ ﺎن ﻓ ﻲ ﻏ ﯿﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻋﮭ ﺪ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ" ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ھﺬا ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﺐ اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻮ أﻣﺮھﻢ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻟﺸﺎع ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻧُﻘﻞ ﻓﻄﺮھﻢ ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ دل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺄﻣﺮھﻢ ﺑﮫ" وھﺬا ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪ ،‬وﻣﺎ أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﻗﻀﺎء رﻣﻀﺎن‬
‫ﻗﻀﺎء رﻣﻀﺎن ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر‪ ،‬ﯾﻞ ﯾﺠﺐ وﺟﻮﺑﺎً ﻣﻮﺳﻌﺎً ﻓﻲ أي وﻗﺖ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻜﻔﺎرة‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺗﻘﻀﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎن‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻘﻀﯿﮫ ﻓﻮراً ﻋﻨﺪ ﻗﺪرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء‪ .‬واﻟﻘﻀﺎء ﻣﺜﻞ اﻷداء‪،‬‬
‫ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻣﻦ ﺗﺮك أﯾﺎﻣﺎً ﯾﻘﻀﯿﮭﺎ دون أن ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﯾُﻔﺎرق اﻟﻘﻀﺎء اﻷداء ‪ ،‬ﻓﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻠﺰم ﻓﯿﮫ اﻟﺘﺘﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬وﻣﻦ‬
‫ﻛﺎن ﻣﺮﯾﻀﺎً أو ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ﻓﻌﺪة ﻣﻦ أﯾﺎم أُﺧﺮ"‪ .‬أي وﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﺮﯾﻀﺎً ‪ ،‬أو ﻣﺴﺎﻓﺮاً ﻓﺄﻓﻄﺮ‪ ،‬ﻓَﻠْﯿَﺼُﻢ ﻋ ﺪة اﻷﯾ ﺎم‪ ،‬اﻟﺘ ﻲ أﻓﻄ ﺮ ﻓﯿﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﻲ‬
‫أﯾﺎم أُﺧﺮ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎت أو ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎت‪ ،‬ﻓﺈن اﷲ أﻃﻠﻖ اﻟﺼﯿﺎم وﻟﻢ ﯾﻘﯿﺪه‪.‬‬
‫وإن أَﺧﱠﺮ اﻟﻘﻀﺎء ﺣﺘﻰ دﺧﻞ رﻣﻀﺎن آﺧﺮ‪ ،‬ﺻﺎم رﻣﻀﺎن اﻟﺤﺎﺿﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﻌﺪه ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﻓﺪﯾﺔ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻟﻌﺬر‬
‫أو ﻟﻐﯿﺮ ﻋﺬر‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻷﺣﻨﺎف‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي وھﺬا ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺷﺮع إﻻ ﺑﻨﺺ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻻﻋﺘﻜﺎف‬
‫ﻣﻌﻨﺎه‪ :‬ﻟﺰوم اﻟﺸﻲء وﺣﺒﺲ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ھﻨﺎ‪ :‬ﻟﺰوم اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﯿﮫ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪.‬‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ‪ :‬ﻣﺸﺮوع ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ " ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻌﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻣﻀﺎن ﻋﺸ ﺮة أﯾ ﺎم‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻛ ﺎن اﻟﻌ ﺎم‬
‫اﻟﺬي ﻗُﺒﺾ ﻓﯿﮫ اﻋﺘﻜﻒ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﯾﻮﻣﺎً" رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺘﮫ‪ :‬ﯾﺒﺪأ وﻗﺖ دﺧﻮل اﻟﻤﻌﺘﻜﻒ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ أو ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻗﺒﻞ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬وﻗﺪ ذھﺐ اﻷوزاﻋﻲ واﻟﻠﯿﺚ‬
‫واﻟﺜﻮري إﻟﻰ أن أول اﻻﻋﺘﻜﺎف ﻣﻦ أول اﻟﻨﮭﺎر اﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪" :‬ﻛﺎن إذا أراد )أي اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ( أن ﯾﻌﺘﻜﻒ ﺻﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ دﺧﻞ ﻣُﻌْﺘَﻜَﻔَﮫُ" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‬
‫)‪ (٤٥٣٤‬ورد اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﮫ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﻋﺪه ﻟﻼﻋﺘﻜﺎف ﺑﻌﺪ ﺻ ﻼة اﻟﻔﺠ ﺮ أﻣ ﺎ‬
‫وﻗﺖ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻼﻋﺘﻜﺎف ﻓﻘﺪ ﻛﺎن أول اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻋﺘﻜﻒ اﻟﻌﺸﺮ اﻷواﺧﺮ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺨﺮج ﺑﻌﺪ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ آﺧﺮ ﯾﻮم ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺮ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ‬
‫وأﺣﻤﺪ ‪ :‬إن ﺧﺮج ﺑﻌﺪ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ أﺟﺰأه واﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﻋﻨﺪھﻤﺎ أن ﯾﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺨﺮج إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﻌﺘﻜﻒ وﻣﺎ ﯾُﻜﺮه ﻟﮫ‪:‬‬

‫ﯾُﺴ ﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﻌﺘﻜ ﻒ أن ﯾﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻧﻮاﻓ ﻞ اﻟﻌﺒ ﺎدات‪ ،‬وﯾُﺸ ﻐﻞ ﻧﻔﺴ ﮫ ﺑﺎﻟﺼ ﻼة وﺗ ﻼوة اﻟﻘ ﺮآن واﻟﺘﺴ ﺒﯿﺢ واﻟﺘﺤﻤﯿ ﺪ واﻟﺘﮭﻠﯿ ﻞ‬
‫واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ واﻟﺪﻋﺎء وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗُﻘَ ﱢﺮبُ إﻟ ﻰ اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺗﺼﻞ اﻟﻤﺮء ﺑﺨﺎﻟﻘﮫ ﺟَﻞّ ذِﻛْﺮُه‪.‬‬
‫وﻣﻤﺎ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب دراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻢ واﺳﺘﺬﻛﺎر ﻛﺘﺐ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ واﻟﺤﺪﯾﺚ‪ ،‬وﻗﺮاءة ﺳﯿﺮ اﻷﻧﺒﯿﺎء واﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ ﻛﺘ ﺐ اﻟﻔﻘ ﮫ‬
‫واﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﮫ أن ﯾﺘﺨﺬ ﺧﺒﺎء ﻓﻲ ﺻﺤﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﯾُﻜﺮه ﻟﮫ أن ﯾﺸﻐﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻤﺎ ﻻ ﯾﻌﻨﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻋﻤﻞ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻋﻦ أﺑ ﻲ ﺑﺼ ﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻣﻦ ﺣﺴﻦ إﺳﻼم اﻟﻤﺮء ﺗﺮﻛﮫ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﻨﯿﮫ"‪ .‬وﯾُﻜﺮه ﻟﮫ اﻹﻣﺴﺎك ﻋﻦ اﻟﻜﻼم ﻇﻨﺎً ﻣﻨﮫ أن ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﯾُﻘﺮب إﻟﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل‪ :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﻄﺐ‪ ،‬إذا ھﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﺴﺄل‬
‫ﻋﻨﮫ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬أﺑﻮ إﺳﺮاﺋﯿﻞ‪ ،‬ﻧﺬر أن ﯾﻘﻮم وﻻ ﯾﻘﻌﺪ وﻻ ﯾﺴﺘﻈﻞ وﻻ ﯾﺘﻜﻠﻢ وﯾﺼﻮم‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣُﺮْهُ ﻓﻠﯿﺘﻜﻠﻢ‬
‫وﻟﯿﺴﺘﻈﻞ وﻟﯿﻘﻌﺪ وﻟﯿُﺘﻢ ﺻﻮﻣﮫ" ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺒﺎح ﻟﻠﻤﻌﺘﻜﻒ‪:‬‬

‫ﯾُﺒﺎح ﻟﻠﻤﻌﺘﻜﻒ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺧﺮوﺟﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻜﻔﮫ ﻟﺘﻮدﯾﻊ أھﻠﮫ‪ :‬ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻔﯿﺔ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻣﻌﺘﻜﻔ ﺎً ﻓﺄﺗﯿﺘ ﮫ أزوره ﻟ ﯿﻼً‪ ،‬ﻓﺤﺪﺛﺘ ﮫ ﺛ ﻢ‬
‫ﻗﻤﺖ ﻓﺎﻧﻘﻠﺒﺖ‪ ،‬ﻓﻘﺎم ﻣﻌﻲ ﻟﯿﻘﻠﺒﻨﻲ )ﯾﺮدھﺎ إﻟﻰ ﺑﯿﺘﮭﺎ( وﻛﺎن ﻣﺴﻜﻨﮭﺎ ﻓﻲ دار أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﯾﺪ‪ ،‬ﻓﻤ ﺮ رﺟ ﻼن ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأﯾ ﺎ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺳﺮﻋﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻋﻠﻰ رِﺳْﻠِﻜﻤﺎ إﻧﮭﺎ ﺻﻔﯿﺔ ﺑﻨﺖ ﺣُﯿﻲّ‪ ،‬ﻗﺎﻻ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن‬
‫اﷲ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬إن اﻟﺸﯿﻄﺎن ﯾﺠﺮي ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺠﺮى اﻟﺪم‪ ،‬ﻓﺨﺸﯿﺖ أن ﯾﻘﺬف ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤﺎ ﺷﯿﺌﺎً ‪ -‬أو ﻗﺎل ‪ -‬ﺷﺮاً " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬

‫‪١٢٦‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﺮﺟﯿﻞ ﺷﻌﺮه وﺣﻠ ﻖ رأﺳ ﮫ وﺗﻘﻠ ﯿﻢ أﻇﻔ ﺎره وﺗﻨﻈﯿ ﻒ اﻟﺒ ﺪن ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺚ واﻟ ﺪرن وﻟ ﺒﺲ أﺣﺴ ﻦ اﻟﺜﯿ ﺎب واﻟﺘﱠﻄَﯿﱡ ﺐ ﺑﺎﻟﻄﯿ ﺐ‪ ،‬ﻗﺎﻟ ﺖ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﯾﻜﻮن ﻣﻌﺘﻜﻔﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﯿﻨﺎوﻟﻨﻲ رأﺳ ﮫ ﻣ ﻦ ﺧﻠ ﻞ اﻟﺤﺠ ﺮة‪ ،‬ﻓﺄﻏﺴ ﻞ رأﺳ ﮫ‬
‫ﻓﺄرﺟّﻠﮫ وأﻧﺎ ﺣﺎﺋﺾ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪ .‬ﻓﺄرﺟّﻠﮫ ‪ :‬أي ﺗﺼﻠﯿﺤﮫ ﺑﺎﻟﻤﺸﻂ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذا اﻋﺘﻜ ﻒ ﯾُ ﺪﻧﻰ إﻟ ﻰّ رأﺳ ﮫ ﻓﺄرﺟّﻠ ﮫ‪،‬‬
‫وﻛﺎن ﻻ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﺒﯿﺖ إﻻ ﻟﺤﺎﺟﺔ اﻹﻧﺴﺎن‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ :‬أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﻤﻌﺘﻜﻒ أن‬
‫ﯾﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﻣﻌﺘﻜﻔ ﮫ ﻟﻠﻐ ﺎﺋﻂ واﻟﺒ ﻮل‪ ،‬ﻷن ھ ﺬا ﻣﻤ ﺎ ﻻﺑ ﺪ ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾُﻤﻜ ﻦ ﻓﻌﻠ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‪ ،‬وﻓ ﻲ ﻣﻌﻨ ﺎه اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺄﻛﻮل‬
‫واﻟﻤﺸﺮوب إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻣﻦ ﯾﺄﺗﯿﮫ ﺑﮫ ﻓﻠﮫ اﻟﺨﺮوج إﻟﯿﮫ‪ ،‬وإن ﺑَﻐَﺘَﮫُ اﻟﻘﻲء ﻓﻠﮫ أن ﯾﺨﺮج ﻟﯿﻘﻲء ﺧﺎرج اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﮫ‬
‫وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﮫ ﺧﺮوﺟﮫ إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻔﺴﺪ اﻋﺘﻜﺎﻓﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾُﻄِﻞْ‪ ،‬اﻧﺘﮭﻰ‪.‬‬
‫وﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺨﺮوج ﻟﻠﻐﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ وﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﺒﺪن واﻟﺜﻮب ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪ .‬روى ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ‪ :‬إذا‬
‫اﻋْﺘَﻜَﻒَ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻠﯿﺸﮭﺪ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪ ،‬وﻟﯿﺤﻀﺮ اﻟﺠﻨﺎزة‪ ،‬وﻟﯿﻌﺪ اﻟﻤﺮﯾﺾ وﻟﯿﺄت أھﻠﮫ ﯾﺄﻣﺮھﻢ ﺑﺤﺎﺟﺘﮫ وھﻮ ﻗﺎﺋﻢ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﻟﮫ أن ﯾﺄﻛﻞ وﯾﺸﺮب ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﯾﻨﺎم ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺘﮫ وﺻﯿﺎﻧﺘﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺒﻄﻞ اﻻﻋﺘﻜﺎف‪:‬‬

‫ﯾﺒﻄﻞ اﻻﻋﺘﻜﺎف ﺑﻔﻌﻞ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻐﯿﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻤﺪاً وإن ﻗﻞّ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻔﻮﱢت اﻟُﻤﻜْﺚَ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وھﻮ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎﻧﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻮطء ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وﻻ ﺗﺒﺎﺷﺮوھﻦﱠ وأﻧﺘﻢ ﻋﺎﻛﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‪ ،‬ﺗﻠﻚ ﺣﺪود اﷲ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻮھﺎ" اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬

‫اﻻﻋﺘﻜﺎف اﻟﻮاﺟﺐ‪:‬‬
‫إذا ﻧﺬر اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻋﺘﻜﺎﻓﺎً ﻛﺎن ھﺬا اﻻﻋﺘﻜﺎف واﺟﺒﺎً ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪" :‬أن ﻋﻤﺮ ﺳﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﻨﺖ ﻧﺬرت‬
‫ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ أن أﻋﺘﻜﻒ ﻟﯿﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄَوفِ ﺑﻨﺬرك" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر‬
‫ﻓﻀﻠﮭﺎ‪ :‬ھﻲ ﻣ ﻦ أﻓﻀ ﻞ ﻟﯿ ﺎﻟﻲ اﻟﺴﱠ ﻨﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "ﻟﯿﻠ ﺔ اﻟﻘ ﺪر ﺧﯿ ﺮ ﻣ ﻦ أﻟ ﻒ ﺷ ﮭﺮ" ﺳ ﻮرة اﻟﻘ ﺪر‪ .‬أي اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻼة‬
‫واﻟﺘﻼوة واﻟﺬﻛﺮ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ أﻟﻒ ﺷﮭﺮ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر‪.‬‬

‫ﻣﺴﺘﺤﺒﺎﺗﮭﺎ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﺳﺘﺤﺒﺎب ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻣﻦ ﻗﺎم ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر إﯾﻤﺎﻧﺎً واﺣﺘﺴﺎﺑﺎً ﻏُﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺪﻋﺎء ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬أرأﯾﺖ إن ﻋﻠﻤﺖ أي ﻟﯿﻠﺔ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر‪ ،‬ﻣﺎ أﻗﻮل ﻓﯿﮭﺎ ؟ ﻗﺎل‪:‬‬
‫ﻗﻮﻟﻲ اﻟﻠﮭﻢ إﻧ ﻚ ﻋﻔ ﻮ ﺗﺤ ﺐ اﻟﻌﻔ ﻮ‪ ،‬ﻓ ﺎﻋﻒ ﻋﻨ ﻲ" رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺻ ﺤﺤﮫ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة )‪ . (٢٠٩١‬وأﻛﺜ ﺮ‬
‫اﻷﻗﻮال ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ وإﻣﺎرﺗﮭﺎ أن ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺻﺒﯿﺤﺔ ﯾﻮﻣﮭﺎ ﺑﯿﻀﺎء ﻻ ﺷﻌﺎع ﻟﮭﺎ‪ .‬ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻠﯿﺎﻟﻲ اﻟﻌﺸﺮ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻛﺎن إذا دﺧﻞ اﻟﻌﺸﺮ اﻷواﺧﺮ أﺣﯿ ﺎ اﻟﻠﯿ ﻞ وأﯾﻘ ﻆ أھﻠ ﮫ‪ ،‬وﺷ ﺪ اﻟﻤﺌ ﺰر" رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وھﺬا اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻟﺘﺤﺮﱢي ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﺗَﺤﺮﱠوا ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮ اﻷواﺧﺮ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪ :‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬ﺗﺤ ﺮوا ﻟﯿﻠ ﺔ اﻟﻘ ﺪر ﻓ ﻲ اﻟ ﻮﺗﺮ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻌﺸﺮ اﻷواﺧﺮ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬إن رﺟﺎﻻً ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أُروا ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻷواﺧﺮ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أرى رؤﯾﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﺗﻮاﻃﺄت ﻓﻲ اﻟﺴ ﺒﻊ اﻷواﺧ ﺮ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﻛ ﺎن ﻣﺘﺤﺮﯾﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺘﺤﱠﺮھ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺒﻊ اﻷواﺧ ﺮ" ‪.‬‬
‫"ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻗﺎل‪ :‬ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﯿﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻠﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻓﺘﻼﺣ ﻰ رﺟ ﻼن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻓﻘ ﺎل‪ :‬ﺧﺮﺟ ﺖ‬
‫ﻷﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﻠﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻓﺘﻼﺣﻰ ﻓﻼن وﻓﻼن ﻓﺮﻓﻌﺖ‪ ،‬وﻋﺴﻰ أن ﯾﻜﻮن ﺧﯿﺮاً ﻟﻜ ﻢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻤﺴ ﻮھﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ واﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ واﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ" رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﺗﻼﺣﻰ رﺟﻼن ‪ :‬أي ﺗﺸﺎﺟﺮا وأﻃﻠﻖ ﻛﻞﱡ واﺣﺪٍ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻟﺴﺎﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ‪.‬‬

‫‪١٢٧‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة‬
‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺰﻛﺎة ‪ ،‬وﺣﻜﻤﺘﮭﺎ‪ ،‬وﺣُﻜﻢ ﻣﺎﻧﻌﮭﺎ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﺣُﻜﻤﮭﺎ‪:‬‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﻓﺮﯾﻀﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣُﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻣَﻠَﻚَ ﻧﺼﺎﺑﺎً ﻣﻦ ﻣﺎل ﺑﺸﺮوﻃﮫ‪ .‬ﻓﺮﺿﮭﺎ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﺑﻘﻮﻟﮫ‪" :‬ﺧُﺬ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺻَﺪَﻗَ ًﺔ‬
‫ﺗُﻄﮭﱢﺮھﻢ وﺗﺰﻛﯿﮭﻢ ﺑﮭﺎ" اﻟﺒﻘﺮة وﻗﻮﻟﮫ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ وﻣﻤﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷرض" اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﮫ‪ " :‬وأﻗﯿﻤﻮا اﻟﺼﻼة وآﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎة" اﻟﻤﺰﻣﻞ‪.‬‬
‫وﺑﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﺑُﻨﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ‪ :‬ﺷﮭﺎدة أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ‪،‬‬
‫وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة‪ ،‬وإﯾﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎة ‪ ،‬وﺣﺞ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وﺻﻮم رﻣﻀﺎن" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﮫ ‪" :‬أُﻣﺮت أن أﻗﺎﺗﻞ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﯾﺸﮭﺪوا أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬وﯾﻘﯿﻤﻮا اﻟﺼﻼة وﯾﺆﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﻌﻠﻮا‬
‫ذﻟﻚ ﻋَﺼﻤﻮا ﻣﻨﻲ دﻣﺎﺋﮭﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ‪ ،‬إﻻ ﺑﺤﻖ اﻹﺳﻼم وﺣﺴﺎﺑﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﷲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ﻓﻲ وﺻﯿﺔ ﻣﻌﺎذ ﺣﯿﻦ ﺑﻌﺜﮫ إﻟﻰ اﻟﯿﻤﻦ‬
‫‪" :‬إﻧﻚ ﺗﺄﺗﻲ ﻗﻮﻣﺎً أھﻞ ﻛﺘﺎب‪ ،‬ﻓﺎدﻋﮭﻢ إﻟﻰ ﺷﮭﺎدة أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬ﻓﺈن ھﻢ أﻃﺎﻋﻮك ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﻋﻠﻤﮭﻢ أن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‬
‫ﻗﺪ اﻓﺘﺮض ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮات‪ ،‬ﻓﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ھﻢ أﻃﺎﻋﻮك ﻓﺄﻋﻠﻤﮭﻢ أﻧﮫ ﻗﺪ اﻓﺘﺮض ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﻓﻲ أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ‬
‫أﻏﻨﯿﺎﺋﮭﻢ وﺗﺮد إﻟﻰ ﻓﻘﺮاﺋﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈن ھﻢ أﻃﺎﻋﻮك ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﯾﺎك وﻛﺮاﺋﻢ أﻣﻮاﻟﮭﻢ‪ ،‬واﺗﻖ دﻋﻮة اﻟﻤﻈﻠﻮم ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺑﯿﻦ اﷲ ﺣﺠﺎب"‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ب‪ :‬ﺣﻜﻤﺘﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﻄﮭﯿﺮ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻣﻦ رذﯾﻠﺔ اﻟﺒﺨﻞ واﻟﺸُﺢﱢ‪ ،‬واﻟﺸﱠﺮَهِ واﻟﻄﻤﻊ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻣﻮاﺳﺎة اﻟﻔﻘﺮاء ‪ ،‬وﺳﺪ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻤﻌﻮزﯾﻦ واﻟﺒﺆﺳﺎء واﻟﻤﺤﺮوﻣﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﯿﺎة اﻷﻣﺔ وﺳﻌﺎدﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﺗﻀﺨﻢ اﻷﻣﻮال ﻋﻨﺪ اﻷﻏﻨﯿﺎء‪ ،‬وﺑﺄﯾﺪي اﻟﺘﺠﺎر واﻟﻤﺤﺘﺮﻓﯿﻦ‪ ،‬ﻛﯿﻼ ﺗﺤﺼﺮ اﻷﻣﻮال ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﺤﺪودة‪ ،‬أو ﺗﻜﻮن دوﻟﺔ‬
‫ﺑﯿﻦ اﻷﻏﻨﯿﺎء‪.‬‬

‫ﺟـ ‪ -‬ﺣُﻜﻢ ﻣﺎﻧﻌﮭﺎ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﻨﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﺟﺎﺣﺪاً ﻟﻔﺮﺿﯿﺘﮭﺎ ﻛﻔﺮ‪ ،‬وﻣﻦ ﻣﻨﻌﮭﺎ ﺑﺨﻼً ﻣﻊ إﻗﺮاره ﺑﻮﺟﻮﺑﮭﺎ أﺛﻢ‪ ،‬وأُﺧﺬت ﻣﻨﮫ ﻛﺮھﺎً ﻣﻊ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ‪ ،‬وإن ﻗﺎﺗﻞ‬
‫دوﻧﮭﺎ ﻗﻮﺗﻞ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺨﻀﻊ ﻷﻣﺮ اﷲ وﯾﺆدي اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻓﺈن ﺗﺎﺑﻮا وأﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼة وآﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎة ﻓﺈﺧﻮاﻧﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ" اﻟﺘﻮﺑﺔ‬
‫‪ .‬وﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﻣﺮت أن أﻗﺎﺗﻞ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﯾﺸﮭﺪوا أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وأن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل ا ﷲ ‪ ،‬وﯾﻘﯿﻤﻮا‬
‫اﻟﺼﻼة وﯾﺆﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻋَﺼﻤﻮا ﻣﻨﻲ دﻣﺎءھﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ إﻻ ﺑﺤﻖ اﻹﺳﻼم وﺣﺴﺎﺑﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﷲ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬ﻛﻤﺎ أن أﺑﺎ‬
‫ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ﻣﺎﻧﻌﻲ اﻟﺰﻛﺎة ﻗﺎل‪" :‬واﷲ ﻟﻮ ﻣﻨﻌﻮﻧﻲ ﻋﻨﺎﻗﺎً ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺆدوھﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻟﻘﺎﺗﻠﺘﮭﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ" اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻜﺎن إﺟﻤﺎﻋﺎً ﻣﻨﮭﻢ‪.‬‬

‫اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة‪:‬‬

‫ﺗﺠﺐ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﯿﺎء‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮب واﻟﺜﻤﺎر‪ :‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ وﻣﻤﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ‬
‫ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷرض وﻻ ﺗﯿﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﯿﺚ ﻣﻨﮫ ﺗﻨﻔﻘﻮن وﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﯾﮫ إﻻ أن ﺗُﻐﻤﻀﻮا ﻓﯿﮫ" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة آﯾﺔ ‪ .٢٦٧‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫وآﺗﻮا ﺣﻘﮫ ﯾﻮم ﺣﺼﺎده" آﯾﺔ ‪ ١٤١‬ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم‪.‬‬
‫وأﻋﻈﻢ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺎل اﻟﺰﻛﺎة‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء أو ﻛﺎن ﻋُﺜﺮﯾﺎ اﻟﻌﺸﺮ وﻓﯿﻤﺎ ﺳُﻘﻰ ﺑﺎﻟﻨﻀﺢ ﻧﺼﻒ‬
‫اﻟﻌﺸﺮ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫اﻟﻌﺜﺮي‪ :‬ھﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻞ اﻟﺬي ﯾﺸﺮب ﺑﻌﺮوﻗﮫ ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﻤﻄﺮ ﯾﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻔﺮة‪ .‬ذﻛﺮھﺎ اﺑﻦ اﻷﺛﯿﺮ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷﺛﻤﺎن ﻛﺎﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ‪ :‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﻜﻨﺰون اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ وﻻ ﯾﻨﻔﻘﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ‬
‫ﻓﺒﺸﺮھﻢ ﺑﻌﺬاب أﻟﯿﻢ" "آﯾﺔ ‪ - ٣٤‬ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ" ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل " ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ذھﺐ وﻻ ﻓﻀﺔ ﻻ ﯾﺆدي‬
‫ﻣﻨﮭﺎ ﺣﻘﮭﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺻُﻔﱢﺤَﺖ ﻟﮫ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﻣﻦ ﻧﺎر ﻓﺄﺣﻤﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ ﻓﯿُﻜﻮى ﺑﮭﺎ ﺟﻨﺒﮫ وﺟﺒﯿﻨﮫ وﻇﮭﺮه ﻛﻠﻤﺎ‬
‫ﺑﺮدت أﻋﯿﺪت ﻟﮫ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻛﺎن ﻣﻘﺪاره ﺧﻤﺴﯿﻦ أﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﯾُﻘﻀﻰ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺒﺎد"‪ .‬واﻟﻤﺮاد ﺑﺤﻘﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة ﻷﻧﮫ ورد ﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧﺮى "‬
‫ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻨﺰ ﻻ ﯾﺆدي زﻛﺎﺗﮫ" "رواه ﻣُﺴﻠﻢ"‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻋُﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة‪ :‬وھﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ أُﻋﺪ ﻟﻠﺘﻜﺴﺐ واﻟﺘﺠﺎرة ﻣﻦ ﻋﻘﺎر وﺣﯿﻮان وﻃﻌﺎم وﺷﺮاب وﺳﯿﺎرات )أي ﺗﺠﺎرة اﻟﺴﯿﺎرات(‬
‫وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮﻣﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺎوي ﻋﻨﺪ رأس اﻟﺤﻮل‪ ،‬وﯾُﺨﺮج رﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﺑﻘﺪر‬
‫ﺛﻤﻨﮭﺎ اﻟﺬي اﺷﺘﺮاھﺎ ﺑﮫ أم أﻗﻞ أم أﻛﺜﺮ‪ ،‬وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻛﺄھﻞ اﻟﺒﻘﺎﻻت وﻗﻄﻊ اﻟﻐﯿﺎر أن ﯾُﺤﺼﻮا ﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺤﻼﺗﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ إﺣﺼﺎءً دﻗﯿﻘﺎً ﺷﺎﻣﻼً ﻟﻠﺼﻐﯿﺮ واﻟﻜﺒﯿﺮ‪ ،‬وﯾُﺨﺮﺟﻮا زﻛﺎﺗﮭﺎ ﻓﺈن ﺷَﻖﱠ ﻋﻠﯿﮭﻢ ذﻟﻚ اﺣﺘﺎﻃﻮا وأﺧﺮﺟﻮا ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺑﮫ‬
‫ﺑﺮاءة ذﻣﻤﮭﻢ‪.‬‬

‫‪١٢٨‬‬
 ‫اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﺑﮭﯿﻤﺔ اﻷﻧﻌﺎم‪ :‬وھﻲ اﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ ﻣﻦ ﺿﺄن أو ﻣﺎﻋﺰ ﺑﺸﺮط أن ﺗﻜﻮن ﺳﺎﺋﻤﺔ وأُﻋﺪت ﻟﻠﺪر واﻟﻨﺴﻞ‪ ،‬وﺑﻠﻐﺖ ﻧﺼﺎﺑﺎً ‪،‬‬
‫واﻟﺴﺎﺋﻤﺔ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﻰ اﻟﻌﺸﺐ ﻛﻞ اﻟﺴﱠﻨﺔ أو أﻛﺜﺮھﺎ ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﺎﺋﻤﺔ ﻓﻼ زﻛﺎة ﻓﯿﮭﺎ إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻠﺘﺠﺎرة‪ ،‬وإن أُﻋِﺪﱠتْ ﻟﻠﺘﻜﺴﺐ‬
‫ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء ﻓﯿﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﻋﺮوض ﺗﺠﺎرة ﺗُﺰﻛﻰ زﻛﺎة اﻟﻌﺮوض ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﻤﺔ أو ﻣﻌﻠﻮﻓﺔ إذا ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺼﺎب اﻟﺘﺠﺎرة‪.‬‬
‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬زﻛﺎة اﻟﺮﻛﺎز‪ ) :‬ﻣﻦ ﻣﻌﺎدن وﺑﺘﺮول وﻛﻨﻮز(‬

‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ اﻷﻧﺼﺒﺔ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺤﺒﻮب واﻟﺜﻤﺎر‪:‬‬
‫اﻟﻨﺼﺎب‪ :‬ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ وﺗﺴﺎوي ‪ ٦١٢‬ﻛﯿﻠﻮ ﻏﺮاﻣﺎً ﻣﻘﺪار اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﯿﮫ‪ :‬اﻟﻌﺸﺮ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء أو اﻟﻌﯿﻮن ‪ ،‬وﻧﺼﻒ اﻟﻌﺸﺮ ﻓﯿﻤﺎ‬
‫ﺳُﻘِﻰَ ﺑﻜﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺬھﺐ‪ :‬ﻋﺸﺮون دﯾﻨﺎراً وﺗﺴﺎوى ‪ ٨٥‬ﻏﺮاﻣﺎً وﻓﯿﮫ رﺑﻊ اﻟﻌﺸﺮ )أي ‪ ٢.٥‬ﻟﻜﻞ ﻣﺌﺔ(‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻔﻀﺔ ‪ :‬ﺧﻤﺲ أواق وﺗﺴﺎوي ‪ ٥٩٥‬ﻏﺮاﻣﺎً ‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ رﺑﻊ اﻟﻌﺸﺮ )أي ‪ ٢.٥‬ﻟﻜﻞ ﻣﺌﺔ(‪.‬‬
‫ﺟـ‪ -‬اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻗﯿﻤﺔ أﺣﺪ اﻟﻨﺼﺎﺑﯿﻦ اﻟﺬھﺐ أو اﻟﻔﻀﺔ‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ رﺑﻊ اﻟﻌﺸﺮ )‪ ٢.٥‬ﻟﻜﻞ ﻣﺌﺔ (‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻋﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة‪ :‬ﺗﻘﺪر ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﺑﻨﺼﺎب اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ وﯾﺨﺮج رﺑﻊ ﻋﺸﺮھﺎ )‪ ٢.٥‬ﻟﻜﻞ ﻣﺌﺔ(‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺑﮭﯿﻤﺔ اﻷﻧﻌﺎم‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻹﺑﻞ‪ :‬أﻗﻞ اﻟﻨﺼﺎب ﻓﯿﮭﺎ ﺧﻤﺲ‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ ﺷﺎة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺒﻘﺮ‪ :‬أﻗﻞ اﻟﻨﺼﺎب ﺛﻼﺛﻮن‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ ﺗﺒﯿﻊ‪ ) .‬واﻟﺘﺒﯿﻊ ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ أﻛﻤﻞ ﺳﻨﺔ ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ( ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻐﻨﻢ‪ :‬أﻗﻞ اﻟﻨﺼﺎب أرﺑﻌﻮن‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ ﺷﺎة‪.‬‬

‫اﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ‪:‬‬

‫ﻧﺼﺎب اﻟﺬھﺐ وﻣﻘﺪار اﻟﻮاﺟﺐ‪:‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﻚ ﺷﻲء ‪ -‬ﯾﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺬھﺐ ‪ -‬ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ‬
‫ﻋﺸﺮون دﯾﻨﺎراً ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﻋﺸﺮون دﯾﻨﺎراً وﺣﺎل ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﻮل ‪ ،‬ﻓﻔﯿﮭﺎ ﻧﺼﻒ دﯾﻨﺎر‪ ،‬ﻓﻤﺎ زاد ﻓﺒﺤﺴﺎب ذﻟﻚ وﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻣﺎلٍ زﻛﺎة‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﺤﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﻮل" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬

‫ﻧﺼﺎب اﻟﻔﻀﺔ وﻣﻘﺪار اﻟﻮاﺟﺐ‪:‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل " ﻗﺪ ﻋﻔﻮت ﻟﻜﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﯿﻞ واﻟﺮﻗﯿﻖ‪ ،‬ﻓﮭﺎﺗﻮا ﺻﺪﻗﺔ اﻟﺮﱢﻗﺔ‬
‫"اﻟﻔﻀﺔ" ﻣﻦ ﻛﻞ أرﺑﻌﯿﻦ درھﻤﺎً‪ :‬درھﻢ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﯿﻦ وﻣﺎﺋﺔ ﺷﻲء‪ ،‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺎﺋﺘﯿﻦ ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺧﻤﺴﺔ دراھﻢ" رواه أﺻﺤﺎب‬
‫اﻟﺴُﻨﻦ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺻﺤﯿﺢ ﻗﺎل‪ :‬واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﻤﺎ دون ﺧﻤﺴﺔ أواق‬
‫ﺻﺪﻗﺔ‪ ،‬واﻷوﻗﯿﺔ أرﺑﻌﻮن درھﻤﺎً ﺧﻤﺲ أواق= ﻣﺎﺋﺘﺎ درھﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر‪:‬‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي وﻣﻌﺎذ ﺣﯿﻦ أرﺳﻠﮭﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﯿﻤﻦ "ﻻ ﺗﺄﺧﺬا ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ إﻻ ﻣﻦ ھﺬه‬
‫اﻷﺻﻨﺎف اﻷرﺑﻌﺔ‪ :‬اﻟﺸﻌﯿﺮ واﻟﺤﻨﻄﺔ واﻟﺰﺑﯿﺐ واﻟﺘﻤﺮ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ وھﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪.(٨٠١‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻟﯿﺲ ﻓﯿﻤﺎ دون ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﺎق ﻣﻦ ﺗﻤﺮ وﻻ ﺣَﺐﱟ ﺻﺪﻗﺔ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬واﻟﻮﺳﻖ= ﺳﺘﻮن ﺻﺎﻋﺎ ً‪.‬‬

‫زﻛﺎة اﻟﺤﻠﻲ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ﻗﺎل‪" :‬أﺗﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻣﺮأﺗﺎن ﻓﻲ أﯾﺪﯾﮭﻤﺎ أﺳﺎور ﻣﻦ ذھﺐ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﮭﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﺗﺤﺒﺎن أن ﯾﺴﻮرﻛﻤﺎ اﷲ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ أﺳﺎور ﻣﻦ ﻧﺎر ؟ ﻗﺎﻟﺘﺎ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄدﯾﺎ ﺣﻖ ھﺬا‬
‫اﻟﺬي ﻓﻲ أﯾﺪﯾﻜﻤﺎ" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪ وﻏﯿﺮھﻢ وإﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ص‬
‫‪. (٢٩٦‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬دﺧﻞ ﻋﻠﻲﱠ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺮأى ﻓﻲ ﯾﺪيﱠ ﻓﺘﺨﺎت )أي ﺧﻮاﺗﯿﻢ( ﻣﻦ وَرِقٍ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ھﺬا ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟ ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﺻﻨﻌﺘﮭﻦ أﺗﺰﯾﻦ ﻟﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﻘﺎل أﺗﺆدﯾﻦ زﻛﺎﺗﮭﻦ ؟ ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻻ ‪ ،‬أو ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ھﻮ ﺣﺴﺒﻚ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎر " رواه أﺑﻮ داود واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ :‬ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ وھﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻦ ذﻟﻚ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻹرواء‪ .‬ص ) ‪.( ٢٩٧ - ٢٩٦‬‬

‫زﻛﺎة اﻟﺤﯿﻮان‪-:‬‬
‫اﻹﺑﻞ‪ :‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪" :‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﺎً ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺷﺎة‪ ،‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺸﺮاً ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺷﺎﺗﺎن‪ ،‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺛﻼث ﺷﯿﺎة‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﻔﯿﮭﺎ أرﺑﻊ ﺷﯿﺎه‪ ،‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﺎً وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺑﻨﺖ ﻣﺨﺎض ) وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ ﺳﻨﺔ ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ( أو اﺑﻦ‬
‫ﻟﺒﻮن ) وھﻮ اﻟﺬي ﻟﮫ ﺳﻨﺘﺎن ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ( ﻓﺈذا ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺘﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ ﻓﻔﯿﮭﺎ اﺑﻨﺔ ﻟﺒﻮن‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﺖ وأرﺑﻌﯿﻦ ﺣﻘﺔ ) وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ‬

‫‪١٢٩‬‬
 ‫ﺛﻼث ﺳﻨﯿﻦ ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ(‪ .‬وﻓﻲ إﺣﺪى وﺳﺘﯿﻦ ﺟﺪﻋﺔ ) وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ أرﺑﻊ ﺳﻨﯿﻦ ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ( وﻓﻲ ﺳﺖ وﺳﺒﻌﯿﻦ‬
‫ﺑﻨﺘﺎ ﻟﺒﻮن‪ ،‬وﻓﻲ إﺣﺪى وﺗﺴﻌﯿﻦ ﺣﻘﺘﺎن إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺈذا زادت ﻓﻔﻲ ﻛﻞ أرﺑﻌﯿﻦ اﺑﻨﺔ ﻟﺒﻮن‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﺣﻘﺔ" وھﺬا ﺑَﯿّﻦٌ‬
‫ﻓﻲ ﻛﺘﺎب أﺑﻲ ﺑﻜﺮ‪ ،‬وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ رواه اﻟﺪار ﻗﻄﻨﻲ وﻟﻢ ﯾﺨﺎﻟﻒ ﻓﻲ ھﺬا أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺒﻘﺮ ‪ :‬اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺮ ﺗﺒﯿﻌﺎً أو ﺗﺒﯿﻌﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﻞ أرﺑﻌﯿﻦ ﻣﺴﻨﺔ " رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬
‫واﻟﺘﺒﯿﻊ‪ :‬ﻣﺎ أﻛﻤﻞ ﺳﻨﺔ ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺴﻨﺔ‪ :‬ﻣﺎ أﻛﻤﻠﺖ ﺳﻨﺘﯿﻦ ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﻐﻨﻢ‪ :‬اﻟﺤﺪﯾﺚ " وﻓﻲ ﺻﺪﻗﺔ اﻟﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﻤﺘﮭﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ أرﺑﻌﯿﻦ ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺷﺎة إﻟﻰ ﻋﺸﺮﯾﻦ وﻣﺎﺋﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا زادت ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺷﺎﺗﺎن إﻟﻰ‬
‫ﻣﺎﺋﺘﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈذا زادت واﺣﺪة ﻓﻔﯿﮭﺎ ﺛﻼث ﺷﯿﺎة إﻟﻰ ﺛﻠﺜﻤﺎﺋﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا زادت ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺎة‪ .‬رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻋﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤِﻠﱠﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮب زﻛﺎة ﻋﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة وﻟﯿﺲ ھﻨﺎك ﻧﺺ ﻗﻄﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب أو اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫وردت آﺛﺎر ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜﻞ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ " ﻟﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض زﻛﺎة إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺘﺠﺎرة" أﺧﺮﺟﮫ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ " اﻷم "‬
‫ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ .‬واﻟﻘﯿﺎس اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺪه اﻟﺠﻤﮭﻮر ھﻮ أن اﻟﻌﺮوض اﻟﻤﺘﺨﺬة ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﻣﺎل ﻣﻘﺼﻮد اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺷﺒﮫ اﻷﺟﻨﺎس اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة ﺑﺎﺗﻔﺎق )أي اﻟﺤﺮث واﻟﻤﺎﺷﯿﺔ واﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ(‪ .‬وذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن ﻋﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮫ زﻛﺎة‪ ،‬وﺣﻤﻠﻮا‬
‫أﺛﺮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻛﺎة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ )أي اﻟﺼﺪﻗﺔ( ﻓﺈن ھﺬا اﻷﺛﺮ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮫ ﺑﯿﺎن ﻧﺼﺎب زﻛﺎﺗﮭﺎ وﻻ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ إﺧﺮاﺟﮫ ﻣﻨﮭﺎ‪،‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﺣﻤﻠﻮه ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻛﺎة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﻐﯿﺮ ﻣﻘﯿﺪة ﺑﺰﻣﻦ أو ﻛﻤﯿﺔ وإﻧﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﯿﺐ ﺑﮫ ﻧﻔﺲ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﺪﺧﻞ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻓﻲ ﻋﻤﻮم اﻟﻨﺼﻮص‬
‫اﻵﻣﺮة ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻛﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ رزﻗﻨﺎﻛﻢ ‪ " ..‬وﻗﻮﻟﮫ ﺟﻞ وﻋﻼ‪ " :‬وآﺗﻮا ﺣﻘﮫ ﯾﻮم ﺣﺼﺎده" وﻛﻘﻮل‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﺎ ﻣﻦ ﯾﻮم ﯾُﺼﺒﺢ اﻟﻌﺒﺎد ﻓﯿﮫ إﻻ ﻣﻠﻜﺎن ﯾﻨﺰﻻن‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل أﺣﺪھﻤﺎ ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢﱠ أﻋﻂِ ﻣﻨﻔﻘﺎً ﺧﻠﻔﺎً‪ ،‬وﯾﻘﻮل‬
‫اﻵﺧﺮ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ أﻋﻂ ﻣﻤﺴﻜﺎً ﺗﻠﻔﺎً" رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ذھﺐ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ )‪ (٢٤٠ - ٢٣٣/٦‬واﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ )اﻟﺪرر اﻟﺒﮭﯿﺔ( وﺻﺪﯾﻖ ﺣﺴﻦ ﺧﺎن ﻓﻲ ﺷﺮﺣﮫ )اﻟﺮوﺿﺔ‬
‫اﻟﻨﺪﯾﺔ( )‪ .(١٩٣ - ١٩٢/١‬واﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ )‪ (٣٦٣‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ زﻛﺎة ﻓﻲ ﻋﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ )أي‬
‫اﻟﺼﺪﻗﺔ(وﻗﻮﻟﮭﻢ ھﺬا ﻗﻮل وﺟﯿﮫ ﻻ ﯾُﺴﺘﮭﺎن ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط وﺟﻮب اﻟﺰﻛﺎة‪:‬‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﺠﺘﮭﺪون ﻋﻠﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺒﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺤﺮ اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻟﻨﺼﺎﺑﮭﺎ ﺑﺸﺮاﺋﻂ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ‪،‬‬
‫وﻟﻜﻨﮭﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﺼﺒﻲ واﻟﻤﺠﻨﻮن ھﻞ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ أﻣﻮاﻟﮭﻢ اﻟﺰﻛﺎة أم ﻻ ؟ ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ذھﺐ أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪ‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ‪ ،‬وﻣﺠﺎھﺪ‪ ،‬وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وأﺻﺤﺎﺑﮫ إﻟﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﺼﺒﻲ واﻟﻤﺠﻨﻮن‪ ،‬ﻟﻤﺎ روى أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ..‬ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل‪" :‬رُﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﺼﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ‬
‫وﻋﻦ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﺘﻰ ﯾُﻔﯿﻖ"‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وذھﺐ إﻟﻰ وﺟﻮب اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ أﻣﻮال اﻟﺼﺒﻲ واﻟﻤﺠﻨﻮن ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﻢ‪ :‬ﻋﻄﺎء‪ ،‬وﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ زﯾﺪ‪،‬‬
‫وﻃﺎووس‪ ..‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ‪ ،‬وﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬وإﺳﺤﺎق‪ ..‬ھﺬا وﻗﺪ رأى ﻏﯿﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻨﮭﻢ ﻋﻤﺮ وﻋﻠﻲ وﻋﺎﺋﺸﺔ واﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫أن ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﯿﺘﯿﻢ زﻛﺎة‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﺗﺨﺮج زﻛﺎة أﯾﺘﺎم ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﺣﺠﺮھﺎ‪.‬‬
‫وأرى إن ﻛﺎن ﻣﺎل اﻟﺼﻐﯿﺮ أو اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺟﺎﻣﺪاً ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﺑﯿﺪ اﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﯿﺆﺧﺬ ﺑﻤﺬھﺐ أﺑﻲ‬
‫ﺣﻨﯿﻔﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﻨﺎﻗﺺ اﻟﻤﺎل ﺑﺈﺧﺮاج اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم‪ .‬وإن ﻛﺎن ﻣﺎﻟﮭﻤﺎ ﯾُﻨﻤّﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﺳﺘﺜﻤﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت‬
‫ﺗﺠﺎرﯾﺔ ‪ ..‬ﻓﯿﺆﺧﺬ ﺑﻤﺬاھﺐ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ‪ :‬ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ ‪ ..‬رﺣﻤﮭﻢ اﷲ ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ‬
‫اﻟﯿﺘﯿﻢ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ‪ ،‬وﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻔﻘﯿﺮ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى‪ ،‬واﷲ ﻣﻦ وراء اﻟﻘﺼﺪ ‪ .‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﺎل ﺑﮫ‬
‫اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻧﺎﺻﺢ ﻋﻠﻮان ﻓﻲ ) أﺣﻜﺎم اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ ( ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺷﺮاﺋﻂ اﻟﻤﺎل اﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻠﺰﻛﺎة ﻓﮭﻮ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪ .‬اﻟﻤِﻠﻚ اﻟﺘﺎم‪ :‬وﻣﻌﻨﺎه أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ وﺑﯿﺪه‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮫ ﺣﻖ ﻏﯿﺮه‪ ،‬وأن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻟﮫ ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﯿﮫ‬
‫ﺑﺎﺧﺘﯿﺎره‪ ،‬وأن ﺗﻜﻮن ﻓﻮاﺋﺪه ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻟﮫ‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﻧﺎﻣﯿﺎً ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أو ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﻨﻤﺎء‪:‬‬
‫وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﻤﺎء ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﺼﺮ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾَﺪر ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﮫ رﺑﺤﺎً وﻓﺎﺋﺪة‪ ،‬أو ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﻧﻔﺴﮫ ﻧﻤﺎءً ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻤﺎء‬
‫اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻟﻤﺎل اﻟﻨﺎﻣﻲ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻧﻤﺎء ﺣﻘﯿﻘﻲ‪ :‬ﻛﺰﯾﺎدة اﻟﻤﺎل وﻧﻤﺎﺋﮫ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة أو اﻟﺘﻮاﻟﺪ‪ ،‬ﻛﺘﻮاﻟﺪ اﻟﻐﻨﻢ واﻹﺑﻞ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻧﻤﺎء ﺗﻘﺪﯾﺮي‪ :‬ﻛﻘﺎﺑﻠﯿﺔ اﻟﻤﺎل ﻟﻠﺰﯾﺎدة ﻓﯿﻤﺎ ﻟﻮوﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ ﺗﺠﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫ج‪ .‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻟﻠﻨﺼﺎب‪ :‬اﺷﺘﺮﻃﺖ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ أن ﯾﺒﻠﻎ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻘﺪاراً ﻣﻌﯿﻨﺎً ﯾﺴﻤﻰ )اﻟﻨﺼﺎب( ﻓﻲ‬
‫ﻟﻐﺔ اﻟﻔﻘﮫ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺈﻋﻔﺎء ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ دون اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻣﺎ دون اﻷرﺑﻌﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻣﺎ دون اﻟﺜﻼﺛﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺮ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻣﺎ دون ﻣﺎﺋﺘﻲ درھﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺎوي ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎ اﻟﯿﻮم ب‪ / ٥٩٥ /‬غ‪.‬‬

‫‪١٣٠‬‬
 ‫‪ -‬وﻣﺎ دون ﻋﺸﺮﯾــﻦ ﻣﺜﻘﺎﻻً ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ ‪ ،‬وھﺬه اﻟﻤﺜﺎﻗﯿــﻞ ﺗﺴــــﺎوي ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎ اﻟﯿﻮم ﺑـ‪ / ٨٥/‬غ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ دون ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮب واﻟﺜﻤﺎر واﻟﺤﺎﺻﻼت اﻟﺰراﻋﯿﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﻣﻘﺪرة اﻟﯿﻮم ﺑﺎﻟﻜﯿﻠﻮ ﻏﺮاﻣﺎت ﻛﻤﺎ دﻟﺖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻻﺣﺼﺎﺋﯿﺎت‬
‫ب‪ /٦١٢/‬ك غ‪.‬‬

‫د‪ .‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﻓﺎﺿﻼً ﻋﻦ اﻟﺤﻮاﺋﺞ اﻷﺻﻠﯿﺔ‪:‬‬

‫أي أن ﯾﻜﻮن ﻓﺎﺿﻼً ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﻨﻲ ﻟﻠﻤﺮء ﻋﻨﮭـﺎ ﻛﺎﻟﻤﻄﻌﻢ واﻟﻤﻠﺒﺲ واﻟﻤﺴﻜﻦ واﻟﻤﺮﻛﺐ وآﻻت اﻟﺤﺮﻓﺔ‪.‬‬

‫ھـ‪ .‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ‪ :‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻟﻠﻤﺎل ﻣﺪﯾﻨﺎً ﺑﺪﯾﻦ ﯾﺴﺘﻐﺮق ﻧﺼﺎب اﻟﺰﻛﺎة أو ﯾُﻨﻘﺼﮫ ﻓﺈن اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻟﻤﺎ روى اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ أﻧﮫ ﺳﻤﻊ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺧﻄﯿﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﯾﻘﻮل‪ " :‬ھﺬا ﺷﮭﺮ زﻛﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ دﯾﻦ ﻓﻠﯿﻘﺾ دﯾﻨﮫ وﻟﯿُﺰَكِ ﺑﻘﯿﺔ ﻣﺎﻟﮫ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪ .(٧٨٩‬وﻗﺎل‬
‫ھﺬا ﺑﻤﺤﻀﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻟﻢ ﯾﻨﻜﺮوه‪ ،‬ﻓَﺪَلﱠ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﮭﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪ .‬وﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻣﻤﻦ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ أﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة‬
‫ﻷﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮاء وﻣﻦ اﻟﻐﺎرﻣﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻜﯿﻒ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺰﻛﺎة وھﻮ ﻣﻤﻦ ﯾﺴﺘﺤﻘﮭﺎ ؟‬

‫و‪ .‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﻗﺪ ﺣﺎل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﻮل‪.‬‬

‫وﻣﻌﻨﺎه‪ :‬أن ﯾﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﻓﻲ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﺎﻟﻚ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺷﮭﺮاً ﻋﺮﺑﯿﺎً وھﺬا اﻟﺸﺮط إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻧﻌﺎم‪ ،‬واﻟﻨﻘﻮد‪،‬‬
‫واﻟﺴﻠﻊ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‪ ،..‬ﻟﻤﺎ روى اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪" :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "‬
‫ﻻ زﻛﺎة ﻓﻲ ﻣﺎل ﺣﺘﻰ ﯾﺤﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﻮل" وھﺬا ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﮭﺎء اﻷﻣﺼﺎر‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٧٣٧٣‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر واﻟﻤﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن‪ ،‬واﻟﻜﻨﻮز وﻧﺤﻮھﺎ ‪ ..‬ﻓﻼ ﯾﺸﺘﺮط ﻟﮭﺎ ﺣﻮﻻن اﻟﺤﻮل ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر ﻓﻠﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وآﺗﻮا ﺣﻘﮫ ﯾﻮم ﺣﺼﺎده"‪ .‬وأﻣﺎ‬
‫اﻟﻤﻌﺎدن واﻟﻜﻨﻮز ﻓﻠﻤﺎ روى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﻲ اﻟﺮﻛﺎز اﻟﺨُﻤﺲ"‬
‫واﻟﺮﻛﺎز ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺪﻓﻮﻧﺎً ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪ ،‬وﺳﻤﻰ رﻛﺎزاً ﻷن اﻟﻤﺪﻓﻮن ﻓﻲ اﻷرض ﻣﺮﻛﻮز ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫واﻟﺬي ﻧﺨﻠﺺ إﻟﯿﮫ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم‪:‬‬

‫أن اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺰﻛﺎة ﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮫ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ﻣﻠﻜﺎً ﺗﺎﻣﺎً‪ ،‬ﻧﺎﻣﯿﺎً‪ ،‬ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻟﻠﻨﺼﺎب‪ ،‬ﻓﺎﺿﻼً ﻋﻦ اﻟﺤﻮاﺋﺞ اﻷﺻﻠﯿﺔ‪،‬‬
‫ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ" ﺣﺎﺋﻼً ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﻮل‪ .‬ﻓﺈذا اﺧﺘﻞ ﺷﺮط ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻓﺎﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺠﺐ‪.‬‬

‫• ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج اﻟﻤﺰﻛّﻮن زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ ؟‬

‫أ‪ .‬ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻘﺪ زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ ؟ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن اﻟﻨﻘﺪ ﯾﺸﻤﻞ اﻟﺬھﺐ ‪ ،‬واﻟﻔﻀﺔ ‪ ،‬واﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ‪ .‬وﺳﺒﻖ أن ذﻛﺮﻧﺎ أن ﻧﺼﺎب اﻟﺬھﺐ ﻣﻘﺪر ﺷﺮﻋﺎً ﺑـ ‪/ ٢٠‬‬
‫ﻣﺜﻘﺎﻻً‪ ،‬وھﻲ ﺗﺴﺎوي ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎ اﻟﯿﻮم ﺑـ ‪ / ٨٥ /‬ﻏﺮاﻣﺎً‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ ﻧﺼﺎﺑﺎً أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﺎب‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻤﻠﻚ ﻣﺜﻼً ﻣﺎﺋﺔ ﻏﺮام‪ ..‬ﻓﯿﺴﺄل ﻋﻦ ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺮام ﻟﻠﺬھﺐ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺴﻮق اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﯿﻞ ﻟﮫ أن اﻟﺴﻌﺮ )‪ (٧‬دﻧﺎﻧﯿﺮ ﻓﯿﻀﺮب )‪ (٧ × ١٠٠‬ﻓﺎﻟﺬي ﯾﻨﺘﺞ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮫ زﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ )‪ (٢.٥‬ﻓﻲ اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﺳﺒﻖ أن ذﻛﺮﻧﺎ أﯾﻀﺎً أن ﻧﺼﺎب اﻟﻔﻀﺔ ﻣﻘﺪر ﺷﺮﻋﺎً ﺑـ ‪ ٢٠٠‬درھﻢ‪ ،‬وھﻲ ﺗﺴﺎوي ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎ اﻟﯿﻮم )‪(٥٩٥‬‬
‫ﻏﺮاﻣﺎً‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ﻧﺼﺎﺑﺎً أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﺎب‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻤﻠﻚ ﻣﺜﻼً أﻟﻒ ﻏﺮام ﻓﯿﺴﺄل ﻋﻦ ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺮام ﻟﻠﻔﻀﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺴﻮق اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﯿﻞ ﻟﮫ أن اﻟﺴﻌﺮ ﺑـ ﻧﺼﻒ دﯾﻨﺎر ﻣﺜﻼً ﻓﯿﻀﺮب أل )‪ (١٠٠٠‬ﻏﺮام × ‪ ٠.٥‬ﻓﻤﺎ ﯾﻨﺘﺞ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮫ زﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ‬
‫)‪. (٢.٥‬‬
‫أﻣﺎ زﻛﺎة اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺪاوﻟﮭﺎ اﻟﻨﺎس اﻟﯿﻮم ﻓﺘﻘﺪر ﺑﻨﺼﺎب اﻟﺬھﺐ أو ﺑﻨﺼﺎب اﻟﻔﻀﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﺑﻨﺼﺎب اﻟﻔﻀﺔ أﺻﻠﺢ ﻟﻠﻔﻘﯿﺮ‪.‬‬

‫ب‪ :‬ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج أﺻﺤﺎب اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﺴﯿﺎرات‪ ،‬وأھﻞ اﻟﻤﮭﻦ اﻟﺤﺮة ﻣﻦ أﻃﺒﺎء وﻣﮭﻨﺪﺳﯿﻦ وﻋﻤﺎل‪ ..‬زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ‪:‬‬
‫اﻟﻄﺒﯿﺐ أو اﻟﻤﮭﻨﺪس أو اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ أو اﻟﻌﺎﻣﻞ أو ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﯿﺎرة‪ ..‬أو ﻣﻦ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺸﺎﻛﻠﺔ ﯾﺤﺴﺐ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺄﺗﯿﮫ ﻣﻦ وارد ﺧﻼل اﻟﺴﱠﻨﺔ ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻄﺮح ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻮارد اﻟﺪﯾﻮن اﻟﺘﻲ ﺛﺒﺘﺖ ﻓﻲ ذﻣﺘﮫ‪ ،‬وﯾُﺴﻘﻂ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﺼﺮﻓﮫ ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺎت ﻣﻌﯿﺸﺘﮫ‬
‫وﻣﻌﯿﺸﺔ ﻋﯿﺎﻟﮫ‪ ..‬ﻷن ذﻟﻚ اﻟﻤﺼﺮوف أﻣﺮ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻋﻨﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﮫ اﻷﺻﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻄﺮح اﻟﻨﻔﻘﺎت واﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﺬوي اﻟﻤﮭﻦ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ھﺬا ﻛﻠﮫ ﻣﻦ وارد اﻟﺴﱠﻨﺔ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮫ اﻟﺰﻛﺎة ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ % ٢.٥‬إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻨﺼﺎب ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺮواﺗﺐ واﻷﺟﻮر ﻻ ﯾﺒﻠﻎ ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﺴﱠﻨﺔ ﻧﺼــﺎﺑﺎً ﻧﻘﺪﯾﺎً‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﻃﺮح ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻓﻼ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻛﺮواﺗﺐ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺻﻐﺎر اﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ واﻟﻌﻤﺎل‪.‬‬

‫ج‪ .‬ﻛﯿﻒ ﯾُﺨﺮج أھﻞ اﻷﺳﮭﻢ واﻟﺴﻨﺪات زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ ؟‬

‫‪١٣١‬‬
 ‫ﯾُﺨﺮﺟﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ ﻛﻞ ﺣﻮل ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %٢.٥‬ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺔ اﻷﺳﮭﻢ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ‪ -‬ﻣﻀﺎﻓﺎً إﻟﯿﮭﺎ اﻟﺮﺑﺢ ‪ -‬اﻟﺬي‬
‫ﺣﻘﻘﺘﮫ ﺑﺸﺮط أن ﺗﺒﻠﻎ ﻗﯿﻤﺔ اﻷﺳﮭﻢ واﻟﺮﺑﺢ ﻧﺼﺎﺑﺎً‪ ،‬أو ﯾﻜﻤﻼ ‪ -‬ﻣﻊ ﻣﺎل آﺧﺮ ﻋﻨﺪه ‪ -‬ﻧﺼﺎﺑﺎً‪.‬‬

‫د‪ .‬ﻛﯿﻒ ﯾُﺨﺮج أھﻞ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ واﻟﻌﻤﺎرات زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ ؟‬

‫إن اﻟﻌﻤﺎﺋﺮ اﻟﻤُﻌﺪة ﻟﻺﯾﺠﺎر‪ ،‬وأدوات اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﻌﺪة ﻟﻺﻧﺘﺎج ﺗﺆﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ ﻏﻼّﺗﮭﺎ ﻛﻞ ﻋﺎم‪ ،‬وﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ رأس اﻟﻤﺎل‪،‬‬
‫وﺗﺆﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ اﻟﻐﻠﺔ ﺑﻤﻘﺪار رﺑﻊ اﻟﻌﺸﺮ ﺑﻌﺪ رﻓﻊ اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ واﻟﻨﻔﻘﺎت واﻟﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬وذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أﻧﮫ ﺗﺆﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ‬
‫اﻟﻐﻠﺔ ﺑﻤﻘﺪار ﻧﺼﻒ اﻟﻌﺸﺮ )‪ (%٥‬ﻗﯿﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺰراﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻘﻰ ﺑﺂﻟﺔ‪ ،‬واﻷول أرﺟﺢ‪.‬‬
‫أﻣﺎ دار اﻟﺴﻜﻦ ﻓﺎﻹﺟﻤﺎع ﻣﻨﻌﻘﺪ أن ﻻ زﻛﺎة ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪.‬‬

‫ھـ‪ .‬ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج اﻟﺘﺠﺎر زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ ؟ ‪:‬‬

‫اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮه ﯾُﻘَﻮﱢمُ ‪ -‬ﻋﻠﻰ رأس ﻛﻞ ﻋﺎم ھﺠﺮي ‪ -‬ﻣﺜﻼً ﻣﺎ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ ﺑﻀﺎﺋﻊ‪ ،‬وﯾﺤﺴﺐ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﺑﺴﻌﺮ اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ‬
‫وﯾُﻀﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﺟﻨﺎه ﻣﻦ رﺑﺢ ﻃﯿﻠﺔ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺨﺮج زﻛﺎة رأس اﻟﻤﺎل اﻟﻤُﻘﻮﱠم ﻣﻊ اﻟﺮﺑﺢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪. % ٢.٥‬‬
‫ﻓﻠﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ أن ﺗﺎﺟﺮاً ﻛﺎن رأس ﻣﺎﻟﮫ ﻓﻲ أول ﺳﻨﺔ )‪ (١٣٩٨‬ھـ ﻋﺸﺮﯾﻦ أﻟﻔﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺎﻧﯿﺮ ﻓﺸﻐﻠﮭﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻮل ﺣﺘﻰ ﻧﮭﺎﯾﺘﮫ‪،‬‬
‫وﻓﻲ أول ﻋﺎم )‪ (١٣٩٩‬ھـ ﻗَﻮﱠمَ اﻟﻤﺘﺠﺮ ﻓﻮﺟﺪ أﻧﮫ رﺑﺢ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم ﻛﻠﮫ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف دﯾﻨﺎراً ‪ -‬ﻧﻘﺪاً أو ﻓﺮق أﺳﻌﺎر ‪ -‬ﻓﯿﺨﺮج زﻛﺎة ﻣﺎﻟﮫ‬
‫ﻋﻦ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ھﻮ ﻋﺸﺮون أﻟﻔﺎً ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺮﺑﺢ اﻟﺬي ھﻮ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف‪.‬‬
‫ﻓﻤﺠﻤﻮع اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺰﻛﺎة ھﻮ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﺸﺮون أﻟﻒ دﯾﻨﺎر وﯾﺨﺮج ﻋﻨﮫ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ . %٢.٥‬وھﻜﺬا ﻛﻞ‬
‫ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻣُﻌﺪﱠةٍ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﯾﻘﻮﻣﮭﺎ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﺑﺴﻌﺮ ﺑﯿﻌﮭﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ آﺧﺮ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪه‪ ،‬وﯾﺨﺮج ﻋﻨﮭﺎ زﻛﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬

‫و‪ .‬ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج أﺻﺤﺎب اﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ ؟‬

‫ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ ‪ -‬أﺧﻲ اﻟﻤُﺴﻠﻢ ‪ -‬أن اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﻧﻌﺎم إﻻ ﺿﻤﻦ ﺷﺮوط ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺠﻤﻠﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻨﺼﺎب‪ :‬ﻓﻔﻲ اﻹﺑﻞ ﺧﻤﺲ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻐﻨﻢ أرﺑﻌﻮن‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺒﻘﺮ ﺛﻼﺛﻮن‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﺤﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﻮل‪ :‬وھﺬا ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺧﻠﻔﺎﺋﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه إذ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺒﻌﺜﻮن اﻟﺴﻌﺎة ﻣﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ‬
‫ﻋﺎم ﻟﯿﺄﺧﺬوا ﺻﺪﻗﺎت اﻟﻤﺎﺷﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﺗﻜﻮن ﺳﺎﺋﻤﺔ‪ :‬وھﻲ اﻟﻤﻜﺘﻔﯿﺔ ﺑﺎﻟﺮﻋﻲ اﻟﻤﺒﺎح ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻟﻘﺼﺪ اﻟﺪر )أي اﻟﻠﺒﻦ( ‪ ،‬واﻟﻨﺴﻞ‪ ،‬واﻟﺰﯾﺎدة‪ ،‬واﻟﺴﻤﻦ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أﻻ ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻣﻠﺔ‪ :‬واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﺨﺪﻣﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺮث اﻷرض‪ ،‬وﺳﻘﻲ اﻟﺰرع‪ ،‬وﺣﻤﻞ اﻷﺛﻘﺎل ‪ ..‬وھﺬا اﻟﺸﺮط ﺧﺎص‬
‫ﺑﺎﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ‪.‬‬

‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ ﻧﺼﺎب اﻹﺑﻞ‪:‬‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻔﻘﮭﺎء أن ﻧﺼﺎب اﻹﺑﻞ ‪ ،‬وﻣﻘﺎدﯾﺮھﺎ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﺣﺴﺐ اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻘﺪار اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﯿﮫ‬ ‫اﻟﻨﺼﺎب ﻣﻦ اﻹﺑﻞ‬
‫ﻣﻦ إﻟﻰ‬
‫ﺷﺎة واﺣﺪة‬ ‫‪٩-٥‬‬
‫ﺷﺎﺗﺎن‪.‬‬ ‫‪١٤ - ١٠‬‬
‫‪ ٣‬ﺷﯿﺎه‬ ‫‪١٩ - ١٥‬‬
‫‪ ٤‬ﺷﯿﺎه‬ ‫‪٢٤ - ٢٠‬‬
‫ﺑﻨﺖ ﻣﺨﺎض )وھﻲ أﻧﺜﻰ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ أﺗﻤﺖ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪٣٥ - ٢٥‬‬
‫وﻗﺪ دﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ( ‪.‬‬
‫ﺑﻨﺖ ﻟﺒﻮن ) وھﻲ أﻧﺜﻰ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ أﺗﻤﺖ ﺳﻨﺘﯿﻦ‬ ‫‪٤٥ - ٣٦‬‬
‫ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ(‪.‬‬
‫‪٦٠ - ٤٦‬‬
‫ﺣِﻘّﺔ ) وھﻲ أﻧﺜﻰ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ أﺗﻤﺖ ﺛﻼث ﺳﻨﯿﻦ‬
‫ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ(‪.‬‬
‫‪٧٥ - ٦١‬‬
‫ﺟَﺬَﻋﺔ )وھﻲ أﻧﺜﻰ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ أﺗﻤﺖ أرﺑﻊ ﺳﻨﯿﻦ‬
‫ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ(‪.‬‬ ‫‪٩٠ - ٧٦‬‬
‫ﺑﻨﺘﺎ ﻟﺒﻮن‬ ‫‪١٢٠ - ٩١‬‬

‫ﺣِﻘّﺘﺎن‬
‫وأﻣﺎ ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﯿﺮﺟﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻟﻰ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﻘﮫ أو ﯾﺴﺄل أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﯿﻌﺮف ﻣﻘﺪار اﻟﻨﺼﺎب‪.‬‬
‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ ﻧﺼﺎب اﻟﺒﻘﺮ‪:‬‬
‫إن ﻧﺼﺎب اﻟﺒﻘﺮ ﺛﻼﺛﻮن وﻟﯿﺲ ﻓﯿﻤﺎ دون ﺛﻼﺛﯿﻦ زﻛﺎة ‪ ،‬واﻟﻨﺼﺎب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻘﺪار اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﯿﮫ‬ ‫اﻟﻨﺼﺎب ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺮ‬
‫ﻣﻦ إﻟﻰ‬

‫‪١٣٢‬‬
 ‫ﺗﺒﯿﻊ أو ﺗﺒﯿﻌﺔ ) وھﻮ اﻟﻌﺠﻞ اﻟﺬي ﯾﺒﻠﻎ ﻣﻦ‬ ‫‪٣٩ - ٣٠‬‬
‫اﻟﻌﻤﺮ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ(‪.‬‬
‫ﻣﺴﻦّ أو ﻣﺴﻨّﺔ )وھﻮ اﻟﻌﺠﻞ اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻣﻦ‬ ‫‪٥٩ - ٤٠‬‬
‫اﻟﻌﻤﺮ ﺳﻨﺘﯿﻦ ﻛﺎﻣﻠﺘﯿﻦ(‪.‬‬
‫ﺗﺒﯿﻌﺎن أو ﺗﺒﯿﻌﺘﺎن‪.‬‬ ‫‪٦٩ - ٦٠‬‬
‫ﻣﺴﻨﺔ وﺗﺒﯿﻊ‪.‬‬ ‫‪٧٩ - ٧٠‬‬
‫ﻣﺴﻨﺘﺎن‪.‬‬ ‫‪٨٩ - ٨٠‬‬
‫وﯾﺘﻐﯿﺮ ﻓﺮض اﻟﻨﺼﺎب ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﺗﺒﯿﻊ إﻟﻰ ﻣُﺴﻨﺔ‪ ،‬واﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺮﺿﯿﻦ ﻋﻔﻮ‪ .‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺪد )‪ (٩٠‬ﻣﺜﻼً ﻓﺎﻟﺰﻛﺎة‬
‫ﺛﻼث ﺗﺒﯿﻌﺎت‪ ،‬واﻟﺘﺴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺴﻌﯿﻦ ﻋَﻔْﻮﱞ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺪد )‪ (١٠٠‬ﻓﯿﺨﺮج ﺗﺒﯿﻌﺘﯿﻦ وﻣﺴﻨﺔ‪ ..‬وھﻜﺬا ‪..‬‬

‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ ﻧﺼﺎب اﻟﻐﻨﻢ‪:‬‬

‫أﻗﻞ ﻧﺼﺎب اﻟﻐﻨﻢ أرﺑﻌﻮن ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻔﻘﮭﺎء‪ ،‬وﯾﻜﻮن اﻟﻮاﺟﺐ ﺣﺴﺐ اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻘﺪار اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﯿﮫ‬ ‫اﻟﻨﺼﺎب ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ‬
‫ﻻ ﺷﻲء‪.‬‬ ‫‪٣٩ - ١‬‬
‫ﺷﺎة واﺣﺪة‪.‬‬ ‫‪١٢٠ - ٤٠‬‬
‫ﺷﺎﺗﺎن‪.‬‬ ‫‪٢٠٠ - ١٢١‬‬
‫ﺛﻼث ﺷﯿﺎه‪.‬‬ ‫‪٣٩٩ - ٢٠١‬‬
‫أرﺑﻊ ﺷﯿﺎه‪.‬‬ ‫‪٤٩٩ - ٤٠٠‬‬
‫ﺛﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺌﺔ ﻓﻮق )‪ (٥٠٠‬ﺷﺎة ﺷﺎة‪ ،‬ﻓﻔﻲ )‪ (٦٠٠‬ﺷﺎة ﻣﺜﻼً )‪ (٦‬ﺷﯿﺎه ‪ ..‬وھﻜﺬا‪ .‬وﯾﺆﺧﺬ ﻓﻲ زﻛﺎﺗﮭﺎ اﻟﺜﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻀﺄن‬
‫واﻟﻤﺎﻋﺰ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺖ ﻟﮫ ﺳﻨﺔ ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺘﻔﺮع ﻋﻦ ھﺬا زﻛﺎة اﻟﺨﯿﻞ واﻟﺒﻐﺎل واﻟﺤﻤﯿﺮ‪:‬‬
‫أﺟﻤﻊ اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﺠﺘﮭﺪون ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ أن ﻻ زﻛﺎة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ‬
‫اﻟﻌﺮوض اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻘﻮﻣﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم اﻟﺘﺎﺟﺮ ﺑﻀﺎﻋﺘﮫ‪ ،‬وﯾُﺨﺮج ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ )‪. (٢.٥‬‬

‫ز‪ .‬ﻛﯿﻒ ﺗﺨﺮج زﻛﺎة اﻟﺮﻛﺎز ﻣﻦ ﻣﻌﺎدن وﺑﺘﺮول وﻛﻨﻮز ‪:‬‬

‫ﻛﻞ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ اﻷرض ﻋﻠﯿﮭﺎ زﻛﺎة ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﻣﺪة ﻛﺎﻟﺤﺪﯾﺪ واﻟﺮﺻﺎص واﻟﻨﺤﺎس‪ ،‬وﻏﯿﺮھﺎ ‪ ..‬أم ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻟﺒﺘﺮول ‪ ..‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻜﻨﻮز ) وھﻲ ﻣﺎ دﻓﻨﮫ اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻓﻲ اﻷرض ﻛﺎﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﻟﻨﺤﺎس واﻵﻧﯿﺔ(‪ .‬ﻟﻌﻤﻮم ﻗﻮﻟﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ وﻣﻤﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷرض " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪. ٢٧٦‬‬
‫وﻟﻤﺎ روى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﻓﻲ اﻟﺮﻛﺎز اﻟﺨﻤﺲ"‪.‬‬
‫واﻟﻤﺪﻓﻮن ﻓﻲ اﻷرض رﻛﺎز ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻣﺮﻛﻮز ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج اﻟﻤﺰارﻋﻮن زﻛﺎة زروﻋﮭﻢ ؟‬

‫ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺮر ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ أن اﻷرض اﻟﺰراﻋﯿﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺴﻘﻰ ﺑﻤﺎء اﻟﺴﻤﺎء ﻓﯿﺨﺮج ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻌُﺸﺮ‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺴﻘﻰ ﺑﺂﻟﺔ‬
‫ﻓﯿﺨﺮج ﻋﻨﮭﺎ ﻧﺼﻒ اﻟﻌﺸﺮ‪ .‬ﻟﻤﺎ روى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪:‬‬
‫"ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﻌُﺸﺮ‪ ،‬وﻓﯿﻤﺎ ﺳُﻘﻰ ﺑﺎﻟﻨﱠﻀْﺢِ ﻧﺼﻒ اﻟﻌﺸﺮ"‪.‬وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ھﻮ اﻟﻨﺼﺎب ﻓﻲ اﻷرض اﻟﺰراﻋﯿﺔ ؟‬
‫ﺟﻤﮭﻮر ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ وﺳﺎﺋﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪھﻢ أﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺰروع‬
‫واﻟﺜﻤﺎر ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ‪ ،‬وﺳﺒﻖ أن ذﻛﺮﻧﺎ أن ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ ﺗﺴﺎوي ﺑﺎﻟﻜﯿﻠﻮ ﻏﺮاﻣﺎت )‪ (٦١٢‬ﻛﻎ‪ .‬ﻓﻼ زﻛﺎة إذا ﻛﺎن‬
‫اﻟﻤﺤﺼﻮل ﻟﻠﺰرع أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻤﺎ روى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻟﯿﺲ ﻓﯿﻤﺎ دون ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ ﺻﺪﻗﺔ"‪.‬‬

‫ھﻞ ﻟﻠﻤﺰارع أن ﯾﺮﻓﻊ اﻟﻨﻔﻘﺎت وﯾﺰﻛﻲ اﻟﺒﺎﻗﻲ ؟‬

‫ھﻨﺎك رأﯾﺎن ﻟﻠﻔﻘﮭﺎء‪:‬‬
‫‪ -١‬رأى ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪ -‬وﻣﻨﮭﻢ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ ‪ -‬أن اﻹﺧﺮاج ﻟﻠﺰﻛﺎة ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺼﻮل اﻟﻌﺎم دون أن ﯾﻨﻈﺮ رﻓﻊ اﻟﻨﻔﻘﺎت واﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ورأى اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬وﻋﻄﺎء‪ ،‬وﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ ‪ ..‬أن اﻹﺧﺮاج ﻟﻠﺰﻛﺎة ﻋﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺪ رﻓﻊ اﻟﻨﻔﻘﺎت‬
‫واﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ أرض أﺧﺮﺟﺖ ﻋﺸﺮة ﻗﻨﺎﻃﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻦ ﻣﺜﻼً‪ ،‬وﻗﺪ أﻧﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻨﺎﻃﯿﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﺨﺮج ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﻨﺎﻃﯿﺮ‬
‫ﻓﻘﻂ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻻﺷﻚ أن اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ -‬وھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ وﻣﻦ واﻓﻘﮭﻢ ‪ -‬ھﻮ أﻗﺮب ﻹﻧﺼﺎف اﻟﺰارع‪ ،‬وأﻇﮭﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﮫ‪ ..‬ﻓﯿﺨﺮج‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﺣﯿﻦ ﯾﺨﺮﺟﮭﺎ وھﻲ ﻃﯿﺒﺔ ﺑﮭﺎ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت‪:‬‬

‫‪١٣٣‬‬
 ‫• اﻟﻌﺒﯿﺪ واﻟﺨﯿﻞ واﻟﺒﻐﺎل واﻟﺤﻤﯿﺮ ﻻ زﻛﺎة ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻓﺮﺳﮫ وﻏﻼﻣﮫ ﺻﺪﻗﺔ"‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫• اﻟﻔﻮاﻛﮫ واﻟﺨﻀﺮوات ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ زﻛﺎﺗﮭﺎ ﺷﻲء ﺑَﯿْﺪَ أﻧﮫ ﯾُﺴﺘﺤﺐ إﻋﻄﺎء ﺷﻲء ﻣﻨﮭﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮاء‬
‫واﻟﺠﯿﺮان ﻟﻌﻤﻮم ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ وﻣﻤﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷرض" اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫• اﻟﺨﻠﯿﻄﺎن )أي اﻟﺸﺮﯾﻜﺎن( إذا ﻛﺎن ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﯾﻤﻠﻚ ﻧﺼﺎﺑﺎً واﺗﺤﺪ راﻋﯿﮭﻤﺎ وﻣﺮﻋﺎھﻤﺎ وﻣﺮاﺣﮭﻤﺎ وﻣﺒﯿﺘﮭﻤﺎ ﺗﺆﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻨﮭﻤﺎ‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻌﯿﻦ‪ ،‬ﺛﻢ ھﻤﺎ ﯾﺘﺮادان ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻷﺣﺪھﻤﺎ ‪ -‬ﻣﺜﻼً ‪ -‬أرﺑﻌﻮن ﺷﺎة وﻟﻶﺧﺮ ﺛﻤﺎﻧﻮن‪ ،‬وأﺧﺬ اﻟﺴﺎﻋﻲ ﺷﺎة ﻣﻦ ﺷﯿﺎه‬
‫ﺻﺎﺣﺐ اﻷرﺑﻌﯿﻦ رد ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﻦ ﺛﻠﺜﻲ ﺷﺎة ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻷرﺑﻌﯿﻦ‪ .‬ھﺬا وﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻐﻨﻤﯿﻦ اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﯿﻦ ھﺮوﺑﺎً ﻣﻦ‬
‫اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬وﻻ ﺗﻔﺮﻗﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎب أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " وﻻ ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﻣﺘﻔﺮق‪ ،‬وﻻ ﯾﻔﺮق ﺑﯿﻦ‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺧﺸﯿﺔ اﻟﺼﺪﻗﺔ وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺧﻠﯿﻄﯿﻦ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﯾﺘﺮاﺟﻌﺎن ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺎﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻣﺼﺎرف اﻟﺰﻛﺎة‬
‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺎرف اﻟﺰﻛﺎة ﻗﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إﻧﻤﺎ اﻟﺼﺪﻗﺎت ﻟﻠﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ واﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ واﻟﻤﺆﻟﻔﺔ‬
‫ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ وﻓﻲ اﻟﺮﻗﺎب واﻟﻐﺎرﻣﯿﻦ وﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ ﻓﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ اﷲ واﷲ ﻋﻠﯿﻢ ﺣﻜﯿﻢ"‪ .‬ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ آﯾﺔ ‪. ٦٠‬‬
‫) واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺎت ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﺰﻛﺎة اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ( وﻗﺪ ﺑﯿﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ أﺻﻨﺎف ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﺰﻛﺎة وھﻢ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻔﻘﯿﺮ‪ :‬ھﻮ اﻟﻤﺤﺘﺎج اﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻠﻚ إﻻ ﻧﺼﻒ ﺣﺎﺟﺘﮫ أو أﻗﻞ وھﻮ أﺷﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ‪ :‬وھﻮ اﻟﻤﺤﺘﺎج وﻟﻜﻨﮫ أﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻً ﻣﻦ اﻟﻔﻘﯿﺮ‪ ،‬ﻛﻤﻦ ﺣﺎﺟﺘﮫ ﻋﺸﺮة وﻋﻨﺪه ﺳﺒﻌﺔ أو ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬وﻛﻮن اﻟﻔﻘﯿﺮ أﺷﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ دل ﻋﻠﯿﮫ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " أﻣﺎ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ" ﻓﻮﺻﻔﮭﻢ ﺑﺄﻧﮭﻢ ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ رﻏﻢ اﻣﺘﻼﻛﮭﻢ ﻟﻠﺴﻔﯿﻨﺔ‪.‬‬
‫وﯾُﻌﻄﻰ اﻟﻔﻘﯿﺮ واﻟﻤﺴﻜﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﻛﻔﺎﯾﺔ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻷن وﺟﻮب اﻟﺰﻛﺎة ﯾﺘﻜﺮر ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﮫ ﻟﻤﺜﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫واﻟﻜﻔﺎﯾﺔ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة‪ :‬ھﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻄﻌﻢ واﻟﻤﻠﺒﺲ واﻟﻤﺴﻜﻦ وﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﯿﻖ ﺑﺤﺎﻟﮫ ﺑﻐﯿﺮ إﺳﺮاف وﻻ إﻗﺘﺎر ﻟﻨﻔﺲ‬
‫اﻟﺸﺨﺺ‪ ،‬وﻟﻤﻦ ﺗﻠﺰﻣﮫ ﻣﺆﻧﺘﮫ‪ ،‬وھﻮ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷزﻣﺎن واﻷﻣﻜﻨﺔ واﻷﺷﺨﺎص‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ھﻨﺎ‬
‫ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﮫ ھﻨﺎك‪ ،‬وﻛﺬا ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻻ ﯾﻜﻮن ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﯿﻮم‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﮭﺬا ﻗﺪ ﻻ‬
‫ﯾﻜﻮن ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﺬاك ﻟﻜﺜﺮة ﻋﯿﺎل وﻧﻔﻘﺔ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وأﻓﺘﻰ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻦ ﺗﻤﺎم اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ أﯾﻀﺎً ﻋﻼج اﻟﻤﺮﺿﻰ وﺗﺰوﯾﺞ اﻷﻋﺰب‪ ،‬وﻛﺘﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﺘﺎج إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﻤﻦ أﺧﺬھﺎ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﻠﻤﺎً وأن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ھﺎﺷﻢ وﻣﻮاﻟﯿﮭﻢ وأﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻤﻦ ﺗﻠﺰم اﻟﻤُﺰَﻛﱢﻲ ﻧﻔﻘﺘﮫ ﻛﺎﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ واﻷوﻻد‬
‫واﻟﺰوﺟﺎت‪ ،‬وأن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﻘﻮيّ ﻣُﻜْﺘَﺴِﺐ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻻﺣﻆ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻐﻨﻲ وﻻ ﻟﻘﻮي ﻣﻜﺘﺴﺐ"‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ‬
‫داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ :‬وﯾُﻘﺼﺪ ﺑﮭﻢ ﻛﻞ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎز اﻹداري ﻟﺸﺆون اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ ﺟُﺒﺎة‪ ،‬وﻣﻦ ﺧﺰﻧﺔ‪ ،‬وﺣﺮاس‪ ،‬وﻛﺘﺒﺔ‪،‬‬
‫وﻣﺤﺎﺳﺒﯿﻦ‪ ،‬وﻣﻮزﻋﯿﻦ‪ ...‬ﻛﻞ ھﺆﻻء ﺟﻌﻞ اﷲ أﺟﻮرھﻢ ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬
‫وھﺬا اﻟَﻤﺼْﺮِف دﻟﯿﻞ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻟﯿﺴﺖ وﻇﯿﻔﺔ ﻣﻮﻛﻮﻟﺔ إﻟﻰ وﺟﺪان اﻟﻔﺮد وإرادﺗﮫ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ھﻲ وﻇﯿﻔﺔ ﻣﻦ‬
‫وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺗﺸﺮف ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺗُﺪَﺑﱢﺮ أﻣﺮھﺎ‪ ،‬وﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﯾﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ أداﺋﮭﺎ‪ ،‬وﺗﺼﺮﻓﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﮭﺎ‪ ..‬وﻣﻦ‬
‫ھﻨﺎ ﻧﺺ اﻟﻔﻘﮭﺎء " أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم )اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ( أن ﯾﺒﻌﺚ اﻟﺴﻌﺎة ﻷﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﺨﻠﻔﺎء ﻣﻦ‬
‫ﺑﻌﺪه ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺒﻌﺜﻮن اﻟﺴﻌﺎة ﻟﺠﺒﺎﯾﺔ أﻣﻮال اﻟﺰﻛﺎة ﻛﻠﮭﺎ"‪ ،‬وھﺬا أﻣﺮ ﻣﺸﮭﻮر ﻣﺴﺘﻔﯿﺾ‪.‬‬

‫وﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻛﺎة أﻣﻮر‪:‬‬

‫‪ - ١‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﻠﻤﺎً‪ :‬ﻷن ﺟﺒﺎﯾﺔ اﻟﺰﻛﺎة وﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﯿﺸﺘﺮط ﻓﯿﮭﺎ اﻹﺳﻼم ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﻮﻻﯾﺎت‪ ،‬وﻷن اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻟﯿﺲ ﺑﺄﻣﯿﻦ‪،‬‬
‫وﻟﮭﺬا ﻗﺎل ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ "ﻻ ﺗﺄﻣﻨﻮھﻢ وﻗﺪ ﺧَﻮﱠﻧﮭﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ" ‪ .‬وﻗﺪ أﻧﻜﺮ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي‬
‫ﺗﻮﻟﯿﺘﮫ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻧﺼﺮاﻧﯿﺎً‪ ،‬ﻓﺎﻟﺰﻛﺎة اﻟﺘﻲ ھﻲ رﻛﻦ أوﻟﻰ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻜﻠﻔﺎً‪ :‬أي ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن ﯾﻜﻮن أﻣﯿﻨﺎً‪ :‬ﻷﻧﮫ ﻣﺆﺗﻤﻦ ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن ﯾﻜﻮن ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﺰﻛﺎة‪ :‬ﻷﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﺟﺎھﻼً ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﮫ ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﻌﻤﻠﮫ وﻛﺎن ﺧﻄﺆه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻮاﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ -٥‬أن ﯾﻜﻮن ﻛﻔﺆاً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﮫ‪ :‬ﻷﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻏﯿﺮ ﻛﻒء‪ ،‬وﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻓﺴﯿﻜﻮن ﻣﻔﺮﻃﺎً ﻓﻲ اﻟﺤﻖ ﻣﻀﯿﻌﺎً ﻟﮫ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﺑﻨﺘﻲ ﺷﻌﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﺄن ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم " ﯾﺎ أﺑﺖ اﺳﺘﺄﺟﺮه‪ ،‬إن ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﺄﺟﺮت اﻟﻘﻮي اﻷﻣﯿﻦ" ‪.‬‬

‫‪ .٤‬اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ‪ :‬وھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮاد ﺗﺄﻟﯿﻒ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬أو اﻟﺘﺜﺒﯿﺖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬أو ﺑﻜﻒ ﺷﺮھﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬أو‬
‫رﺟﺎء ﻧﻔﻌﮭﻢ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬أو ﻧﺼﺮھﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪو ﻟﮭﻢ‪ ،‬أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪ .‬ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﻮا ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ أم ﻏﯿﺮ ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ ‪.‬‬
‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز أن ﯾُﻌﻄﻰ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻛﻔﺎراً‪ ،‬ﻟﻤﺎ روى أﺣﻤﺪ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾُﺴﺄل ﺷﯿﺌﺎً ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم إﻻ أﻋﻄﺎه‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺄﺗﺎه رﺟﻞ ﻓﺴﺄﻟﮫ‪ :‬ﻓﺄﻣﺮ ﻟﮫ ﺑﺸﺎء‬
‫ﻛﺜﯿﺮة )ﺑﻐﻨﻢ ( ﺑﯿﻦ ﺟﺒﻠﯿﻦ ﻣِﻦ ﺷﺎء اﻟﺼﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﻮﻣﮫ ﻓﻘﺎل " ﯾﺎﻗﻮم أﺳﻠﻤﻮا ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪاً ﯾُﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ ﯾﺨﺸﻰ‬
‫اﻟﻔﺎﻗﺔ"‪.‬‬

‫‪١٣٤‬‬
 ‫وﯾُﻌﻄﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﺪ أﻋﻄﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺑﺎ ﺳﻔﯿﺎن ﺑﻦ ﺣﺮب‪ ،‬وأﻋﻄﻰ ﻛﺬﻟﻚ اﻷﻗﺮع ﺑﻦ ﺣﺎﺑﺲ‬
‫وﻋﯿﯿﻨﺔ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻻ ﻋﺠﺐ أن ﯾُﻌﻄﻰ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﺎت اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺗﺄﻟﯿﻔﺎً ﻟﻘﻠﺒﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬أو ﺗﻤﻜﯿﻨﺎً ﻓﻲ ﺻﺪره‪ ،‬ﻓﺈن ھﺬا ‪ -‬ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ‬
‫اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ -‬ﺿﺮب ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺎد‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺸﺮﻛﻮن ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف‪ :‬ﺻﻨﻒ ﯾﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻛﻔﺮه ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﺒﺮھﺎن‪ ،‬وﺻﻨﻒ ﺑﺎﻟﻘﮭﺮ واﻟﺴﻨﺎن‪ ،‬وﺻﻨﻒ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء واﻹﺣﺴﺎن‪،‬‬
‫واﻹﻣﺎم اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺻﻨﻒ ﻣﺎ ﯾﺮاه ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻨﺠﺎﺗﮫ وﺗﺨﻠﯿﺼﮫ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ‪.‬‬
‫وﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺳﮭﻢ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﺑﺎقٍ ﻟﻢ ﯾﻠﺤﻘﮫ ﻧﺴﺦ وﻻ ﺗﺒﺪﯾﻞ‪ ،‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎﺑﮫ‬
‫واﻟﺰھﺮي‪ ،‬وأﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺒﺎﻗﺮ‪ ،‬وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺪﯾﺪ‪.‬‬
‫" وﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﯿﻮم ﯾُﻨﻔﻖ ﺳﮭﻢ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺎﻟﺔ اﻟﻘﻠﻮب إﻟﻰ اﻹﺳﻼم أو ﺗﺜﺒﯿﺘﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬أو ﺗﻘﻮﯾﺔ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻓﯿﮫ‪ ،‬أو‬
‫ﻛﺴﺐ أﻧﺼﺎر ﻟﮫ‪ ،‬أو ﻛﻒﱢ ﺷﺮٍ ﻋﻦ دﻋﻮﺗﮫ ودوﻟﺘﮫ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻟﺘﻘﻒ ﻓﻲ ﺻﻒ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬أو ﻣﻌﻮﻧﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﮭﯿﺌﺎت‪ ،‬واﻟﺠﻤﻌﯿﺎت‪ ،‬واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ‪ ..‬ﺗﺮﻏﯿﺒﺎً ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم أو ﻣﺴﺎﻧﺪة أھﻠﮫ‪ ،‬أو ﺷﺮاء ﺑﻌﺾ اﻷﻗﻼم‬
‫واﻷﻟﺴﻨﺔِ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ‪ ،‬وﻗﻀﺎﯾﺎ أﻣﺘﮫ ﺿﺪ اﻟﻤﻔﺘﺮﯾﻦ ‪ " ..‬اﻧﻈﺮ ﻓﻘﮫ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻸﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ) ج‪ ٢‬ص ‪.( ٦٠٩‬‬

‫‪ .٥‬وﻓﻲ اﻟﺮﻗﺎب‪ :‬وھﻢ اﻟﻌﺒﯿﺪ واﻹﻣﺎء ﺗﺼﺮف ﻟﮭﻢ أﻣﻮال اﻟﺰﻛﺎة ﻟﯿﺘﺤﺮروا ﻣﻦ ﻧﯿﺮ اﻟﺮق واﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ‪ .‬وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻄﺮﯾﻘﺘﯿﻦ‪:‬‬
‫‪ -١‬إﻋﺎﻧﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺬي ﻛﺎﺗَﺒَﮫُ ﺳﯿﱢﺪُه واﺗﻔﻖ ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾُﻘﺪﱢم ﻟﮫ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﺈذا أداه ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﻘﮫ وﺣﺮﯾﺘﮫ‪ ،‬وﻗﺪ أﻣﺮ اﷲ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﯾﻜﺎﺗﺒﻮا ﻛﻞ ﻣﻦ أراد أن ﯾﺤﺮر ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﺮق‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﺘﻐﻮن اﻟﻜﺘﺎب )أي اﻟﻤﻜﺎﺗﺒﺔ( ﻣﻤﺎ ﻣﻠﻜﺖ إﯾﻤﺎﻧﻜﻢ‬
‫)اﻟﻌﺒﯿﺪ( ﻓﻜﺎﺗﺒﻮھﻢ إن ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻓﯿﮭﻢ ﺧﯿﺮاً‪ ،‬وآﺗﻮھﻢ ﻣﻦ ﻣﺎل اﷲ اﻟﺬي آﺗﺎﻛﻢ"‪ .‬اﻟﻨﻮر ‪ . ٣٣‬ﻛﻤﺎ ﻓﺮض ﻟﮭﻢ ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﺰﻛﺎة ﺳﮭﻤﺎً‬
‫ﯾﻌﻄﻮن ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﻨﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺮق‪.‬‬

‫‪ -٢‬أن ﯾﺸﺘﺮي اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ زﻛﺎة ﻣﺎﻟﮫ ﻋﺒﺪاً أو أﻣﺔ ﻓﯿﻌﺘﻘﮭﺎ‪ ،‬أو ﯾﺸﺘﺮك ھﻮ وآﺧﺮون ﻓﻲ ﺷﺮاﺋﮭﺎ وﻋﺘﻘﮭﺎ‪ ،‬أو ﯾﺸﺘﺮي وﻟﻲ اﻻﻣﺮ ﻣﻤﺎ‬
‫ﯾﺠﺒﯿﮫ ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﺰﻛﺎة ﻋﺒﯿﺪاً وإﻣﺎء ﻓﯿﻌﺘﻘﮭﻢ ‪ ..‬ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺣﯿﻦ أرﺳﻞ ﻋﺎﻣﻠﮫ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﯿﺪ إﻟﻰ‬
‫ﺷﻤﺎل أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﻓﺎﺷﺘﺮى آﻻﻓﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﻗﯿﻖ وأﻋﺘﻘﮭﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ھﻨﺎ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻜﻞ ذي ﻋﯿﻨﯿﻦ أن اﻹﺳﻼم ھﻮ أول ﻧﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻋﻤﻞ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﺮﻗﯿﻖ‪ ،‬واﻟﻐﺎﺋﮫ ﻣﻦ دﻧﯿﺎ اﻟﻨﺎس ‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾُﻔﻚ اﻷﺳﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﮭﻢ اﻟﺮﻗﺎب ؟‬

‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ "اﻟﺮﱢﻗﺎب" ﻋﻨﺪ إﻃﻼﻗﮭﺎ ﺗﻨﺼﺮف إﻟﻰ اﻟﻌﺒﯿﺪ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﯾﺼﺢ أن ﺗﺸﻤﻞ ﺑﻌﻤﻮﻣﮭﺎ رﻗﺒﺔ اﻷﺳﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي‬
‫ﯾﺘﺤﻜﻢ ﻓﯿﮫ اﻷﻋﺪاء اﻟﻜﻔﺮة ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻘﻮي ﺑﺎﻟﻀﻌﯿﻒ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺮوي ﻓﻲ ﻣﺬھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ أن ذﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻓﯿﺼﺢ أن ﯾُﻔﻚ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة اﻷﺳﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ .‬ﻷن ﻓﯿﮫ ﻓﻚ رﻗﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ‪) .‬اﻧﻈﺮ اﻟﺮوض‬
‫اﻟﻤﺮﺑﻊ ج‪ ١‬ص ‪. (٤٠٢‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺎﻟﻜﻲ‪" :‬اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻓﻚ اﻷﺳﺮى ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل أﺻﺒﻎ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ذﻟﻚ‪ ،‬وﻗﺎل اﺑﻦ‬
‫ﺣﺒﯿﺐ‪ :‬ﯾﺠﻮز ذﻟﻚ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن ﻓﻚ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻦ رق اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﺒﺎدة وﺟﺎﺋﺰاً ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺄوﻟﻰ وأﺣﺮى أن ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻓَﻜﱢﮫِ ﻋﻦ رق‬
‫اﻟﻜﺎﻓﺮ وذُﻟـﱢﮫِ" أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن ) ج‪ ٢‬ص ‪. ( ٩٥٦‬‬

‫‪ .٦‬اﻟﻐﺎرﻣﻮن‪ :‬اﻟﻐﺎرﻣﻮن‪ :‬ﺟﻤﻊ ﻏﺎرم‪ ،‬واﻟﻐﺎرم‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ دﯾﻦ‪ ،‬وأﺻﻞ اﻟﻐُﺮْم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬اﻟﻠﺰوم‪ ،‬وﺳُﻤﻰ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺪﯾﻦ ﻏﺎرم‪،‬‬
‫ﻷن اﻟﺪﯾﻦ ﻗﺪ ﻟﺰﻣﮫ‪ .‬وھﻮ ﻧﻮﻋﺎن‪ :‬ﻏﺎرم ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وﻏﺎرم ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫اﻟﻨﻮع اﻷول‪ :‬ﻏﺎرم اﺳﺘﺪان ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺴﺘﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬أو ﻛﺴﻮة أو زواج‪ ،‬أو ﻋﻼج ﻣﺮض‪ ،‬أو ﺑﻨﺎء ﻣﺴﻜﻦ‪ ،‬أو‬
‫ﺷﺮاء أﺛﺎث‪ ،‬أو ﺗﺰوﯾﺞ وﻟﺪ‪ ،‬أو أﺗﻠﻒ ﺷﯿﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ﺧﻄﺄ أو ﺳﮭﻮاً أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط إﻋﻄﺎء اﻟﻐﺎرم ﻟﻨﻔﺴﮫ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﮫ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻏﻨﯿﺎً ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ ﺳﺪاده ﺑﻨﻘﻮد أو ﻋﺮوض ﻋﻨﺪه ﻟﻢ ﯾﻌﻂ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة وﯾُﺴﺘﺜﻨﻰ‬
‫ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﺮوض اﻟﻤﺴﻜﻦ‪ ،‬واﻟﻤﻠﺒﺲ‪ ،‬واﻟﻔﺮاش‪ ،‬واﻵﻧﯿﺔ‪ ،‬وﻛﺬا اﻟﺨﺎدم‪ ،‬واﻟﻤﺮﻛﻮب ‪ ..‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﮭﺎ ﺣﺎﺟﺎت أﺻﻠﯿﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﯾُﻘﻀﻰ دَﯾْﻨُﮫ وﻟﻮ ﻣﻠﻜﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻗﺪ اﺳﺘﺪان ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ أو أﻣﺮ ﻣﺒﺎح‪ ،‬أﻣﺎ ﻟﻮ اﺳﺘﺪان ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻛﺨﻤﺮ‪ ،‬وزﻧﻰ‪ ،‬وﻗﻤﺎر‪ ،‬وﻣﺠﻮن‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻓﻼ ﯾُﻌﻄﻰ ﻷن ﻓﻲ إﻋﻄﺎﺋﮫ إﻋﺎﻧﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﷲ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾُﻌﻄﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ إذا اﺳﺘﺪان ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺎت إﻟﻰ ﺣﺪ‬
‫اﻹﺳﺮاف‪ ،‬ﻷن اﻻﺳﺘﺪاﻧﺔ ﻷﺟﻞ اﻹﺳﺮاف ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎح ﺣﺮام ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻛﻠﻮا واﺷﺮﺑﻮا وﻻ ﺗُﺴﺮﻓﻮا إﻧﮫ ﻻ‬
‫ﯾﺤﺐ اﻟﻤﺴﺮﻓﯿﻦ"‪ .‬اﻷﻋﺮاف )‪.(٣١‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺪﱠﯾﻦ ﺣﺎﻻً ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪ ،‬أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻣﺆﺟﻼً ﻓﻌﻨﺪ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻻ ﯾُﻌﻄﻰ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﻷﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ اﻵن‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺪﱠﯾﻦ ﺣﻘﺎً ﻵدﻣﻲ أو ﻟﮫ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻟﻌﺒﺎد وأﻣﺎ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺬي ھﻮ ﻣﻦ ﺣﻖ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺪﯾﻦ اﻟﻜﻔﺎرات ﻓﻼ ﯾُﻮَﻓّﻲ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻨﺪ اﻷﻛﺜﺮ‪.‬‬
‫اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻏﺎرم اﺳﺘﺪان ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻟﺬي ﯾﺴﺘﺪﯾﻦ ﻹﺻﻼح ذات اﻟﺒﯿﻦ‪ ،‬أو ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻔﻘﺮاء‪ ،‬أو إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺴﺠﺪ ﻟﺼﻼة‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬أو ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ‪ ..‬أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮ واﻟﺨﯿﺮ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻗﺒﯿﺼﺔ اﻟﮭﻼﻟﻲ ﻗﺎل " ﺗﺤﻤﻠﺖ‬

‫‪١٣٥‬‬
 ‫ﺣِﻤﺎﻟﺔً ﻓﺄﺗﯿﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺳﺄﻟﮫ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻘﺎل " أﻗﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﯿﻨﺎ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻨﺄﻣﺮ ﻟﻚ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ ﻗﺒﯿﺼﺔ إن‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﺤﻞ إﻻ ﻷﺣﺪ ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬رﺟﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﺣِﻤﺎﻟﺔ ﻓﺤﻠﺖ ﻟﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﯿﺒﮭﺎ ﺛﻢ ﯾﻤﺴﻚ‪ ،‬ورﺟﻞ أﺻﺎﺑﺘﮫ ﺟﺎﺋﺤﺔ اﺟﺘﺎﺣﺖ ﻣﺎﻟﮫ‬
‫ﻓﺤﻠﺖ ﻟﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻗِﻮاﻣﺎً ﻣﻦ ﻋﯿﺶ أو ﻗﺎل ﺳﺪاداً ﻣﻦ ﻋﯿﺶ ‪ ،‬ورﺟﻞ أﺻﺎﺑﺘﮫ ﻓﺎﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻮل ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ذوي اﻟﺤﺠﺎ )أي اﻟﻌﻘﻞ(‬
‫ﻣﻦ ﻗﻮﻣﮫ‪ :‬ﻟﻘﺪ أﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧﺎً ﻓﺎﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺤﻠﺖ ﻟﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﯾُﺼﯿﺐ ﻗِﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﻋﯿﺶ أو ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺪاداً ﻣﻦ ﻋﯿﺶ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺳﻮاھﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‬
‫ﯾﺎ ﻗﺒﯿﺼﺔ ﺳُﺤﺘﺎً ﯾﺄﻛﻠﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﺳُﺤﺘﺎ"‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وإﻧﮭﺎ ﻟﺮوﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم أن ﯾﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎل ﻛﻞ ﻏﺎرم اﺳﺘﺪان ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬أو ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻏﯿﺮه ‪ ..‬وﻣﺎ ذاك إﻻ ﻷن اﻹﺳﻼم دﯾﻦ واﻗﻌﻲ‪ ،‬ﯾﺴﻌﻰ داﺋﻤﺎً ﻹﻧﺼﺎف اﻟﻔﻘﯿﺮ‪ ،‬وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ‪ ،‬وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ رﺑﻮع اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﻀﻲ دﯾﻦ اﻟﻤﯿﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ؟‬

‫ﻧﻌﻢ ﯾﺠﻮز ﻗﻀﺎء دﯾﻦ اﻟﻤﯿﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﻷﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻐﺎرﻣﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﻓﺮق ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﯿﻦ ﻛﻮﻧﮫ ﺣﯿﺎً وﻣﯿﺘﺎً‪.‬‬

‫‪ .٧‬وﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ‪ :‬أي اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺘﻘﺎﺿﻮن راﺗﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ‪ ،‬وﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻔﻘﯿﺮ واﻟﻐﻨﻲ‪ ،‬واﻟﺮﺑﺎط ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻐﻮر‬
‫واﻟﻐﺰو‪ ،‬وﻻ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺨﯿﺮﯾﺔ‪ ،‬وإﻻ ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﺬﻛﺮ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺻﻨﺎف ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ﻓﺎﺋﺪة‪ ،‬إذ اﻟﻜﻞ داﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺨﯿﺮﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺠﮭﺎد اﻟﻮاﺳﻊ‪ :‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮫ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﯿﮫ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ‪ ،‬وﺻﺪ ھﺠﻤﺎت اﻟﻤﻐﺮﺿﯿﻦ‪،‬‬
‫ودرء ﺷﺒﮭﺎت اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ‪ ،‬واﻟﻤﺬاھﺐ اﻟﮭﺪاﻣﺔ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ﻧﺸﺮ اﻟﻜﺘﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻔﯿﺪ‪ ،‬وﺗﻔﺮﯾﻎ أﻣﻨﺎء ﻣﺨﻠﺼﯿﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ‬
‫اﻟﺘﺒﺸﯿﺮ واﻹﻟﺤﺎد وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻟﺤﺪﯾﺚ "ﺟﺎھﺪوا اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ وأﻧﻔﺴﻜﻢ وأﻟﺴﻨﺘﻜﻢ" رواه أﺑﻮ داود ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪ .٨‬واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ‪ :‬وھﻮ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ اﻟﺬي ﯾﺠﺘﺎز ﻣﻦ ﺑﻠﺪ إﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻓﯿُﻌﻄﻰ ﻣﺎ ﯾﺮﺟﻊ ﺑﮫ إﻟﻰ ﺑﻠﺪه ﺑﺸﺮط أن ﯾﻜﻮن ﻣﺤﺘﺎﺟﺎً إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻮﺻﻠﮫ إﻟﻰ‬
‫ﺑﻠﺪه‪ ،‬وأن ﯾﻜﻮن ﺳﻔﺮه ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺼﯿﺔ ﺑﺄن ﯾﻜﻮن واﺟﺒﺎً أو ﻣﺴﺘﺤﺒﺎً وﻟﻮ ﻣﺒﺎﺣﺎً‪،‬وﯾﺸﺘﺮط أن ﻻ ﯾﺠﺪ ﻣﻦ ﯾُﻘﺮﺿﮫ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬وﯾُﻌﻄﻰ اﺑﻦ‬
‫اﻟﺴﺒﯿﻞ وإن ﻃﺎل ﻣﻘﺎﻣﮫ إذا ﻛﺎن ﻣﻘﯿﻤﺎً ﻟﺤﺎﺟﺔ ﯾﺘﻮﻗﻊ إﻧﺠﺎزھﺎ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺠﺐ اﺳﺘﯿﻌﺎب اﻷﺻﻨﺎف اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺮف إﻟﯿﮭﺎ ‪ .‬وﻟﻜﻨﮫ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺤﺎﺟﺔ واﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﯾﺮاه اﻹﻣﺎم أو ﻧﺎﺋﺒﮫ‬
‫أو اﻟﻤﺰﻛﻲ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﻢ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ إﻟﻰ‪:‬‬

‫ﻋﺪم ﺟﻮاز ﺻﺮف اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺟﮭﺎت اﻟﺨﯿﺮ واﻹﺻﻼح اﻟﻌﺎم ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪود‪ ،‬واﻟﻘﻨﺎﻃﺮ‪ ،‬وإﻧﺸﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‪ ،‬واﻟﻤﺪارس‬
‫واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﯿﺎت‪ ..‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﺠﺰ اﻟﺼﺮف ﻓﻲ ھﺬه اﻷﻣﻮر ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻤﻠﯿﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ‪ ،‬أو ﻟﺨﺮوﺟﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎرف اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﻠﺰﻛﺎة ﻛﻤﺎ‬
‫ﯾﻘﻮل ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء‪.‬‬

‫ﻣﻦ ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﺗُﺼﺮف ﻟﮭﻢ اﻟﺰﻛﺎة ؟‬

‫ھﻨﺎك أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗُﺤﺮّم اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻷﺳﺒﺎب ﺳﻨﺬﻛﺮھﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﻨﮭﺎ‪ ،‬وھﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺻﻨﻒ اﻷﻏﻨﯿﺎء‪:‬‬
‫اﺗﻔﻖ ﻓﻘﮭﺎء اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾُﻌﻄﻰ ﻣﻦ ﺳﮭﻢ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﻏﻨﻲ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ -‬ﻛﻤﺎ رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ‬
‫‪ " -‬ﻻﺗﺤﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻐﻨﻲ" وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﻛﻤﺎ روي اﻟﺴﺘﺔ إﻻ ﻣﺎﻟﻜﺎً ‪ -‬ﻟﻤﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺣﯿﻦ وﺟﮭﮫ إﻟﻰ اﻟﯿﻤﻦ "أﻋﻠﱢﻤْﮭُﻢ أن‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ أﻏﻨﯿﺎﺋﮭﻢ وﺗﺮد إﻟﻰ ﻓﻘﺮاﺋﮭﻢ" وﻗﺎﻟﻮا‪ :‬إن إﻋﻄﺎء اﻷﻏﻨﯿﺎء ﻣﻦ ﺳﮭﻢ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﯾﻤﻨﻊ وﺻﻮل اﻟﺰﻛﺎة‬
‫إﻟﻰ أھﻠﮭﺎ‪ ،‬وﯾُﺨﻞ ﺑﺤﻜﻤﺔ وﺟﻮﺑﮭﺎ‪ ،‬وھﻮ إﻏﻨﺎء اﻟﻔﻘﺮاء‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾَﺠُﺰْ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺻﻨﻒ اﻷﻗﻮﯾﺎء اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﯿﻦ‪:‬‬
‫اﺗﻔﻖ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮي اﻟﺴﻠﯿﻢ اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﺠﺪ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬أو ﯾﺠﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻜﻦ اﻷﺟﺮ‬
‫اﻟﺬي ﯾﺄﺧﺬه ﻻ ﯾﻜﻔﯿﮫ وﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻋﯿﺎﻟﮫ ﻓﻌﻨﺪﺋﺬ ﯾُﻌﺎن ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﺑﻘﺪر ﺣﺎﺟﺘﮫ‪ ،‬أو ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﯿﺴﺮ ﻟﮫ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﺣﺮﻣﺖ اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮي ﻟﻘﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ -‬ﻛﻤﺎ روى اﻟﺨﻤﺴﺔ ‪" :-‬ﻻ ﺗﺤﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻐﻨﻲ‪ ،‬وﻻ ﻟﺬي ﻣِﺮة‬
‫ﺳﻮيّ "‪ ،‬وﻗﻮﻟﮫ أﯾﻀﺎً " ﻻﺣﻆ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻐﻨﻲ‪ ،‬أو ﻟﻘﻮي ﻣﻜﺘﺴﺐ"‪ .‬واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻷن اﻟﻘﻮي اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﺮﻋﺎً أن‬
‫ﯾﻌﻤﻞ وﯾﻜﻔﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻻ أن ﯾﻘﻌﺪ‪ ،‬وﯾﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه‪ ،‬وﯾﺴﺘﺠﺪي ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺻﺪﻗﺎﺗﮭﻢ وزﻛﻮاﺗﮭﻢ‪.‬‬

‫ﺟـ‪ .‬ﺻﻨﻒ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪:‬‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ أن اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﻤﺤﺎرب ﻷھﻞ اﻹﺳﻼم ﻻ ﯾُﻌﻄﻰ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﺷﯿﺌﺎً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫" إﻧﻤﺎ ﯾﻨﮭﺎﻛﻢ اﷲ ﻋﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ وأﺧﺮﺟﻮﻛﻢ ﻣﻦ دﯾﺎرﻛﻢ وﻇﺎھﺮوا ﻋﻠﻰ إﺧﺮاﺟﻜﻢ أن ﺗَﻮﻟﱠﻮھﻢ وﻣﻦ ﯾﺘﻮﻟّﮭﻢ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ‬
‫اﻟﻈﺎﻟﻤﻮن" )اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ ‪.(٩ :‬‬
‫وﻣﺜﻠﮫ اﻟﻤﻠﺤﺪ اﻟﺬي ﯾُﻨﻜﺮ وﺟﻮد اﷲ‪ ،‬وﯾﺠﺤﺪ اﻟﻨﺒﻮة واﻵﺧﺮة‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮫ ﺣﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾُﻌﻄﻰ ﻣﻦ أﻣﻮال أھﻞ اﻟﺪﯾﻦ ﺷﯿﺌﺎً‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺮﺗﺪ اﻟﻤﺎرق ﻣﻦ اﻹﺳﻼم أو ﻣﻤﻦ ﯾﻌﺮف ﻋﻨﮫ أﻧﮫ اﻋﺘﻨﻖ ﻓﻜﺮة ﺑﺎﻃﻨﯿﺔ ﻣُﻜﻔﱢﺮة‪ ،‬أو أﻧﻜﺮ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ‪،‬‬
‫أو اﺗﮭﻢ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﺘﺄﺧﺮ واﻟﺮﺟﻌﯿﺔ‪ ..‬ﻷن ھﺆﻻء ‪ -‬ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻹﺳﻼم ‪ -‬ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺤﯿﺎة وﻗﺪ اﻗﺘﺮﻓﻮا ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ اﻟﻌُﻈﻤﻰ‬
‫ﺑﺎرﺗﺪادھﻢ ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻣﻔﺎرﻗﺘﮭﻢ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﺎل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ -‬ﻓﯿﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ‪" -‬ﻣﻦ‬
‫ﺑَﺪﱠل دﯾﻨﮫ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮه"‪.‬‬

‫‪١٣٦‬‬
 ‫أﻣﺎ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ وھﻢ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻤﻦ دﺧﻠﻮا ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﺧﻀﻌﻮا ﻟﺴﻠﻄﺎن دوﻟﺘﮭﻢ ‪ ،‬واﻛﺘﺴﺒﻮا ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ ﻟﺪار اﻹﺳﻼم ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﻤﮭﻮر اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز دﻓﻊ ﺷﻲء ﻣﻨﮭﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ‪ .‬واﺳﺘﺪل اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﺠﻮاز ﺑﺤﺪﯾﺚ ﻣﻌﺎذ‬
‫"أﻋﻠﻤﮭﻢ أن ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ أﻏﻨﯿﺎﺋﮭﻢ وﺗﺮد ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮاﺋﮭﻢ"‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﻣﺮ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺮد اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮاء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‬
‫دون ﻏﯿﺮھﻢ‪ ،‬وﯾﺸﻤﻞ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﻮا أھﻞ ذﻣﺔ أم ﻏﯿﺮ أھﻞ ذﻣﺔ ؟ وﯾﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ﻓﻲ ﺑﺤﺚ اﻟﻤﺼﺎرف‪.‬‬
‫أﻣﺎ إﻋﻄﺎء أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ ﻣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﻌﺎم وھﻮ ﻏﯿﺮ ﺑﯿﺖ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﺈﻧﮫ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎً أن اﻟﺨﻠﻔﺎء ﻛﺎﻧﻮا‬
‫ﯾﻌﻄﻮن أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ اﻟﻌﺎﺟﺰﯾﻦ ﻣﻦ ﻣﻮارد ﻏﯿﺮ اﻟﺰﻛﺎة ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﯾﻜﻔﯿﮭﻢ وﯾﺤﻘﻖ ﺗﻜﺎﻓﻠﮭﻢ ‪..‬‬
‫ذﻛﺮ أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "اﻷﻣﻮال" ﻛﺘﺎب ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻟﻌﺎﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺼﺮة وﻓﯿﮫ ‪ " :‬واﻧﻈﺮ ﻣَﻦْ ﻗِﺒَﻠَﻚَ ﻣﻦ أھﻞ‬
‫اﻟﺬﻣﺔ ﻗﺪ ﻛﺒﺮت ﺳِﻨﱡﮫُ‪ ،‬وﺿﻌﻔﺖ ﻗﻮﺗﮫ‪ ،‬ووﻟّﺖ ﻋﻨﮫ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻓَﺄَﺟْﺮِ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ ﻣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﺎ ﯾُﺼﻠﺤﮫ ‪ " ..‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮع‬
‫ﻟﻠﻨﻮوي ) ج‪ ٦‬ص ‪ .( ٢٨٨‬وھﺬا ھﻮ ﻋﺪل اﻹﺳﻼم وﺳﻤﺎﺣﺘﮫ ‪.‬‬

‫د‪ .‬ﺻﻨﻒ اﻟﺰوﺟﺎت واﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ واﻷوﻻد‪:‬‬

‫ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﺮة اﻟﻜﺒﺮى ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﯾﺠﻮز دﻓﻌﮭـﺎ إﻟﻰ اﻟﺰوﺟﺎت‪ ،‬وﻻ إﻟﻰ اﻷﺻﻮل ﻣﻦ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت واﻷﺟﺪاد‬
‫واﻟﺠﺪات ‪ ..‬وﻻ إﻟﻰ اﻟﻔﺮوع ﻣﻦ اﻷوﻻد وأوﻻد اﻷوﻻد‪ .‬واﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ " :‬أن دﻓﻊ زﻛﺎﺗﮫ إﻟﯿﮭﻢ ﯾﻐﻨﯿﮭﻢ ﻋﻦ‬
‫ﻧﻔﻘﺘﮫ‪ ،‬وﯾﺴﻘﻄﮭﺎ ﻋﻨﮫ‪ ،‬وﯾﻌﻮد ﻧﻔﻌﮭﺎ إﻟﯿﮫ ﻓﻜﺄﻧﮫ دﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﮫ" ‪.‬‬
‫أﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺰوﺟﺔ زﻛﺎﺗﮭﺎ إﻟﻰ زوﺟﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﺟﺎﺋﺰ‪ ،‬وﺑﮫ ﻗﺎل اﻟﺜﻮري واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﺻﺎﺣﺒﺎ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ ،‬وإﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺘﯿﻦ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ وﻋﻦ‬
‫أﺣﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ‪ .‬واﻟﻤﻌﻘﻮﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاز ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة ‪" : -‬إنﱠ اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﺠْﺒَﺮُ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻣﺮأﺗﮫ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺳﺮة‪،‬‬
‫وﻟﯿﺴﺖ ﺗﺠﺒﺮ ھﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﮫ وإن ﻛﺎن ﻣﻌﺴﺮاً‪ ،‬ﻓﺄي اﺧﺘﻼف أﺷﺪ ﺗﻔﺎوﺗﺎً ﻣﻦ ھﺬﯾﻦ؟ "‪ .‬وﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ أن زوﺟﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺪ‬
‫أﻋﻄﺖ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﺰوﺟﮭﺎ‪.‬‬
‫أﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻗﺎرب ﻣﻦ أخ وأﺧﺖ وﻋﻢ وﻋﻤﺔ وﺧﺎل وﺧﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻓﮭﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ وأﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‬
‫‪ ..‬واﻟﻤﻌﻄﻲ ﻟﮫ أﺟﺮان ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ أﺑﺎ داود "اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ ﺻﺪﻗﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذي ا ﻟﺮﺣﻢ اﺛﻨﺘﺎن‪ :‬ﺻﺪﻗﺔ‬
‫وﺻﻠﺔ"‪.‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣٧٥٢‬‬

‫ھـ‪ .‬ﺻﻨﻒ آل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ :‬ھﻢ ﺑﻨﻮ ھﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ‪ ،‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ‪ :‬ھﻢ ﺑﻨﻮ ھﺎﺷﻢ‪ .‬ﻻ ﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎؤھﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة إذا ﻛﺎﻧﻮا‬
‫ﯾﺄﺧﺬون ﺣﻘﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ واﻟﻔﻲء‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ -‬ﻛﻤﺎ روى اﻟﺒﺨﺎري ‪" -‬إن اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﻵل ﻣﺤﻤﺪ" ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﮭﻢ ﻻ ﯾﺄﺧﺬون ﺣﻘﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ واﻟﻔﻲء اﻟﯿﻮم ﻓﻘﺪ أﻓﺘﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ ﺑﺠﻮاز أﺧـﺬھﻢ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة‬
‫ﻟﻜﻮﻧﮭـﻢ ﻣﺤﻞ ﺣﺎﺟﺔ وﺿﺮورة اﻧﻈﺮ ﺷﺮح ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﻨﺘﮭﻲ ) ج‪ ٢‬ص ‪.( ١٥٧‬‬
‫وﻗﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ‪" :‬إن إﻋﻄﺎءھﻢ وھﻢ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء ﻏﯿﺮھﻢ وھﺬا ھﻮ اﻟﺼﺤﯿﺢ" ﻓﻘﺔ اﻟﺰﻛﺎة ج‪ ٢‬ص ‪. ٧٣٩‬‬
‫إﺳﻘﺎط اﻟﺪﯾﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺴﺮ ھﻞ ﯾﺤﺴﺐ زﻛﺎة ؟‪:‬‬
‫وذﻟﻚ أن ﯾﻘﻮل اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﻠﻤﻌﺴﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺎ أﻗﺮﺿﺘﻚ إﯾﺎه ﻋﻦ زﻛﺎﺗﻲ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻮاب اﻟﺬي ﺗﻄﻤﺌﻦ إﻟﯿﮫ اﻟﻨﻔﺲ أن ذﻟﻚ ﻻ ﯾﺠﺰيء ﻷن ﻧﯿﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﻨﺪ اﻹﻗﺮاض ﻣﻦ ﺟﮭﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻘﺒﯿﺾ ﺑﻨﯿﺔ‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻢ ﯾﺘﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻋﺴﺎر ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى‪.‬‬

‫ھﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ زﻛﺎة ؟ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺪﯾﻦ إذا ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﺪﯾﻦ وﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻦ إﺧﺮاج زﻛﺎﺗﮫ‪ .‬واﺗﻔﻖ ﺟﻤﮭﻮرھﻢ إﻟﻰ أن‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻦ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﺾ اﻟﺪﯾﻦ وﻟﻜﻦ اﺧﺘﻠﻔﻮا ھﻞ اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺠﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻦ اﻷﻋﻮام اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ أم ﻋﻦ ﻋﺎم واﺣﺪ‪.‬‬
‫ذھﺐ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺠﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻦ اﻷﻋﻮام اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ‪ ،‬وذھﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ‪ ،‬وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﯿﺐ‪ ،‬وﻋﻄﺎء ﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﺎح‪ ،‬واﺑﻲ اﻟﺰﻧﺎد ‪ ..‬إﻟﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺠﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ ﻟﻌﺎم واﺣﺪ ﻓﻘﻂ‪ ،‬واﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ھﻮ ﻣﺎ ذھﺐ‬
‫إﻟﯿﮫ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺣﻮل اﻟﺰﻛﺎة‬

‫اﻟﺰﻛﺎة واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر‪ :‬ﻷن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎة ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﻔﻮرﯾﺔ ﻟﺪﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻔﻘﯿﺮ‪ .‬وھﺬا اﻟﻘﻮل ﺑﺎﻟﻔﻮرﯾﺔ ھﻮ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬
‫وأﺣﻤﺪ‪ ،‬واﻟﻜﺮﺧﻲ ﻣﻦ أﺋﻤﺔ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ‪ ،‬وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء‪ ،‬وذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ‪" :‬إن اﻷﻣﺮ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﻔﻮرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ -‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ اﻷﺻﻮل ‪ -‬وﻟﺬﻟﻚ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﻤﺆﺧﺮ ﻻﻣﺘﺜﺎل اﻷﻣﺮ اﻟﻌﻘﺎب‪ ".‬واﻟﻤﺒﺎدرة إﻟﻰ اﻟﻄﺎﻋﺎت‪ ،‬واﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻰ أداﺋﮭﺎ ﻣﻤﺎ دﻋﺎ إﻟﯿﮫ‬
‫اﻹﺳﻼم‪ ،‬ورﻏﺐ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻓﺎﺳﺘﺒﻘﻮا اﻟﺨﯿﺮات" وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ ":‬وﺳﺎرﻋﻮا إﻟﻰ ﻣﻐﻔﺮة ﻣﻦ رﺑﻜﻢ وﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﮭﺎ اﻟﺴﻤﻮات‬
‫واﻷرض" وﻟﮭﺬا ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر ‪ ":‬إن اﻟﺨﯿﺮ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺒﺎدر ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺈنﱠ اﻵﻓﺎت ﺗﻌﺮض‪ ،‬واﻟﻤﻮاﻧﻊ ﺗﻤﻨﻊ‪ ،‬واﻟﻤﻮت ﻻ‬
‫ﯾﺆﺗﻤﻦ‪ ،‬واﻟﺘﺴﻮﯾﻒ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﻤﻮد‪ ،‬واﻟﻤﺒﺎدرة أﺧﻠﺺ ﻟﻠﺬﻣﺔ‪ ،‬وأﻧﻔﻰ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ‪ ،‬وأﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻤَﻄْﻞِ اﻟﻤﺬﻣﻮم‪ ،‬وأرﺿﻰ ﻟﻠﺮب ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وأﻣﺤﻰ‬
‫ﻟﻠﺬﻧﺐ"‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮة ﺗﻘﺘﻀﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ أن ﯾﺆﺧﺮھﺎ ﻟﯿﺪﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ ﻓﻘﯿﺮ ﻏﺎﺋﺐ ھﻮ أﺷﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه أو ﻟﯿﺪﻓﻌﮭﺎ‬
‫إﻟﻰ ﻗﺮﯾﺐ ذي ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻷﺣﻮال ﯾﺠﻮز اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ‪.‬‬

‫‪١٣٧‬‬
 ‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪:‬ذھﺐ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أﻧﮫ ﻣﺘﻰ وﺟﺪ ﺳﺒﺐ وﺟﻮب اﻟﺰﻛﺎة ‪ -‬وھﻮ اﻟﻨﺼﺎب ا ﻟﻜﺎﻣﻞ ‪ -‬ﺟﺎز ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺰﻛﺎة ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮل‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺠﻮز‬
‫ﺗﻌﺠﯿﻠﮭﺎ ﻟﺤﻮﻟﯿﻦ أو أﻛﺜﺮ‪ ،‬وﻻ ﺳﯿﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﺻﺮف اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬
‫ھﻞ ﺗﺴﻘﻂ اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻦ اﻟﻤُﻜﻠﻒ إذا أﺧﺮ أداﺋﮭﺎ أﻋﻮاﻣﺎً ﻟﻌﺬر أو ﻟﻐﯿﺮ ﻋﺬر؟‬
‫اﻟﺠﻮاب‪ :‬أن اﻟﺰﻛﺎة رﻛﻦ اﻹﺳﻼم اﻟﺜﺎﻟﺚ أوﺟﺒﮭﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﯿﺎء ﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺘﺤﻘﯿﻦ‪ ..‬ﻓﺘﻈﻞ دﯾﻨﺎً ﻓﻲ ﻋُﻨﻖ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬ﻻ ﺗﺒﺮأ ذﻣﺘﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﮫ إﻻ ﺑﺄداﺋﮭﺎ وإن ﺗﻜﺎﺛﺮت اﻷﻋﻮام‪ ،‬ﻷن ﻣُﻀﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﻻ ﯾُﺴﻘﻂ اﻟﺤﻖ اﻟﺜﺎﺑﺖ‪ ،‬وﺣﻖ اﷲ أﺣﻖ أن‬
‫ﯾُﺆدّى‪.‬‬

‫ھﻞ ﺗﺴﻘﻂ اﻟﺰﻛﺎة ﺑﺎﻟﻤﻮت ؟ ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﺑﻤﻮت رب اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺘﮫ وإن ﻟﻢ ﯾُﻮصِ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ھﺬا ﻗﻮل‬
‫ﻋﻄﺎء‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ‪ ،‬واﻟﺰھﺮي‪ ،‬وﻗﺘﺎدة‪ ،‬وﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ ‪ ،‬وإﺳﺤﻖ‪ ،‬وأﺑﻮ ﺛﻮر‪ ،‬واﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪.‬‬
‫وﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ھﻮ اﻷوﻓﻖ ﻟﺮوح اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﺰﻛﺎة ﺣﻖ اﻟﻔﻘﺮاء ﻟﻢ ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻛﺪﯾﻦ اﻵدﻣﻲ‪ ،‬وﺗﺒﻘﻰ‬
‫دﯾﻨﺎً ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﻜﻠﻒ إﻟﻰ أن ﯾﺨﺮﺟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺎت وﻟﻢ ﯾﺆدھﺎ ﺗﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ ﺣﺮّ ﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬ﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻣﺼﺎرﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء‬
‫واﻟﻤﺴﺘﺤﻘﯿﻦ‪ ،‬ودﯾﻦ اﷲ أﺣﻖ أن ﯾُﻘﻀﻰ‪.‬‬

‫ھﻞ ﺗﺠﻮز اﻟﺤﯿﻞ ﻹﺳﻘﺎط ﺣﻖ اﻟﺰﻛﺎة ؟ ‪:‬‬

‫ﯾﻌﻤﺪ ﺑﻌﺾ ﺿﻌﻔﺎء اﻹﯾﻤﺎن إﻟﻰ ﺣﯿﻞ ﯾﻌﺪوﻧﮭﺎ ﺷﺮﻋﯿﺔ‪ ،‬وھﻲ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﯿﺔ ‪ ،‬ﻟﯿﺘﺨﻠﺼﻮا ‪ -‬ﺑﺰﻋﻤﮭﻢ ‪ -‬ﻣﻦ ﻓﺮﯾﻀﺔ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻀﻊ‬
‫اﻟﻤﻜﻠﻒ اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺰﻛﻰ ﻓﻲ ﻛﯿﺲ ﻃﺤﯿﻦ ﻣﺜﻼً ﺛﻢ ﯾﮭﺒﮫ ﻟﻠﻔﻘﯿﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺸﺘﺮﯾﮫ ﻣﻨﮫ‪ ،‬أو أن ﯾﮭﺐ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﻋﻨﺪه إﻟﻰ زوﺟﺘﮫ أو إﻟﻰ وﻟﺪه أو‬
‫إﻟﻰ أﺧﯿﮫ ‪ ..‬ﻗﺒﻞ ﺣَﻮَﻻن اﻟﺤَﻮْل‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺴﺘﺮده ﻣﻨﮫ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﻻن اﻟﺤﻮل ‪ ..‬وﯾﻜﺮر ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺳﻨﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺜﻤﺎر أﻣﻮال اﻟﺰﻛﺎة ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻔﻘﺮاء ؟ ‪:‬‬

‫ﺳﺒﻖ أن ذﻛﺮﻧﺎ أن اﻟﺰﻛﺎة واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ‪ ،‬وأن وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺎرﻓﮭﺎ اﻟﻤﻘﺮرة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﻔﻮرﯾﺔ أﯾﻀﺎً‬
‫ﻣﺎ دام ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﻮن‪ ،‬وذﻛﺮﻧﺎ أن ھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ‪ ،‬واﻟﻜﺮﺧﻲ ﻣﻦ أﺋﻤﺔ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء‪.‬‬
‫وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ رأي اﻟﺠﻤﮭﻮر وﻣﺎ ذﻛﺮه اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎت أن اﺳﺘﺜﻤﺎر أﻣﻮال اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﺳﺘﺜﻤﺎرﯾﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﺠﻮز إذا‬
‫وﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺤﺎوﯾﺞ وﻣﺴﺘﺤﻘﻮن ‪ ..‬ﻷن ھﺬا اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﯾﺆﺧﺮ إﯾﺼﺎل اﻟﺰﻛﺎة إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮض اﻷﻣﻮال‬
‫اﻟﺰﻛﻮﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﮭﻼك ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﺴﺎرة ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫ﻧﻌﻢ ﻓﻲ ﺣﺎل أن أﻣﻮال اﻟﺰﻛﻮات ﻛﺜﺮت وﻓﺎﺿﺖ‪ ،‬وأﺻﺒﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻜﻔﯿﺎً‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻷﻣﺔ ﻓﻘﺮاء ﻣﺴﺘﺤﻘﻮن‪،‬‬
‫وﻟﻢ ﯾُﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ أي ﻣﺼﺮف ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎرف اﻟﺰﻛﻮﯾﺔ ﻟﻮﺿﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﯿﮫ‪ .‬ﻋﻨﺪﺋﺬ ﯾﺠﻮز وﺿﻊ ھﺬه اﻷﻣﻮال ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﺳﺘﺜﻤﺎرﯾﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﻔﻘﺮاء ﺑﺸﺮط أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺿﺎﻣﻨﺔ ﻟﻠﺨﺴﺎرة إذا وﻗﻌﺖ ﺧﺴﺎرة‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻀﯿﻊ ﺣﻖ اﻟﻔﻘﺮاء ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬واﷲ أﻋﻠﻢ‪.‬‬

‫ھﻞ ﺗﻐﻨﻲ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺰﻛﺎة ؟ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﺪى اﻟﻔﻘﮭﺎء أن اﻟﺰﻛﺎة اﻟﺘﻲ ﯾُﺨﺮﺟﮭﺎ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ ﻟﯿﺴﺖ ﺿﺮﯾﺒﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻛﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ‬
‫ﯾﺪﻓﻌﮭﺎ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻋﺒﺎدة ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء‪ ،‬وھﻲ أﻣﺮ ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻲ إﺧﺮاﺟﮭﺎ‪ ،‬وھﻲ ﻓﺮض ﻻزم‬
‫ﯾﺴﺘﺤﻖ ﻣﺎﻧﻌﮭﺎ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة‪ ،‬وھﻲ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وھﻲ ذات ﻧِﺴَﺐٍ ﻣﺤﺪدة اﻟﻤﻘﺪار‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺎل‪ ،‬وھﻲ ذات ﻣﺼﺎرف ﻣﺒﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ‪ ،‬وھﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺤﻘﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ] ،‬ﻣﺎ ﻋﺪا ﺳﮭﻢ‬
‫اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﻓﯿﺠﻮز إﻋﻄﺎؤه ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ [‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻤﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﮭﺎ‪ :‬أﻧﮭﺎ ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬وأن اﻟﻤﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﺸﺘﺮك ﻓﻲ أداﺋﮭﺎ‪ ،‬وأن اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‬
‫ﻟﻤﻦ ﯾﻤﻨﻌﮭﺎ دﻧﯿﻮﯾﺔ‪ ،‬وأن ﺣﺼﯿﻠﺘﮭﺎ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ ﺗﺼﺮف ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء واﻹﻟﻐﺎء‪،‬‬
‫واﻟﺰﯾﺎدة واﻟﻨﻘﺼﺎن‪ ..‬إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﻮازﻧﺔ ﯾﺘﺒﯿﻦ أن ﻓﺮﯾﻀﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼف ﻋﻦ ﺿﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﺎل‪ :‬ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺼﺪر اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ‪ ،‬ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ واﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪار واﻟﻨﺴﺒﺔ‪ ،‬ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق واﻻﺧﺘﺼﺎص‪ ،‬ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻟﺰﺟﺮ واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "ﻓﻘﮫ اﻟﺰﻛﺎة" ‪ " :‬أﻣﺎ إﻧﻨﺎ ﻟﻮ أﺟﺰﻧﺎ ﻟﻸﻓﺮاد اﺣﺘﺴﺎب ﻣﺎ ﯾﺆﺧﺬ ﻣﻨﮭﻢ ‪ -‬أي ﺿﺮاﺋﺐ ‪ -‬ﻣﻦ‬
‫اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻟﻜﺎن ذﻟﻚ ﺣﻜﻤﺎً ﺑﺎﻹﻋﺪام ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺬھﺐ اﻟﺒﻘﯿﺔ اﻟﺒﺎﻗﯿﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺎة اﻷﻓﺮاد‪ ،‬ﻛﻤﺎ ذھﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﻮاﻧﯿﻦ‬
‫اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﻻ ﯾﻮاﻓﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻹﺳﻼم ﻓﻲ أي زﻣﺎن أو ﻣﻜﺎن"‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﯿﻮم إذا اﺣﺘﺴﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻤﻌﻨﻰ ھﺬا أن اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﯿﺘﺎﻣﻰ واﻷراﻣﻞ واﻟﻌﺠﺰة ‪ ..‬ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﺪ‬
‫واﻟﻀﯿﺎع‪ ،‬واﻟﺠﻮع واﻟﺤﺮﻣﺎن ‪ ..‬ﻷن اﻷﻏﻨﯿﺎء اﺳﺘﻨﻔﺬوا أﻣﻮاﻟﮭﻢ اﻟﺰﻛﻮﯾﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺳﺌﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﻟﻤﺤﺘﺎج‪ ،‬ﻗﺎل‬
‫أدﯾﺖ زﻛﺎﺗﻲ وﺑﺮﺋﺖ أﻣﺎم اﷲ ذﻣﺘﻲ‪ ..‬وھﺬا ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﻘﺮه ﻣﺴﻠﻢ ذاق ﻃﻌﻢ اﻹﯾﻤﺎن‪.‬‬
‫وﺻﻔﻮة اﻟﻘﻮل ‪ :‬إن ﺣﺴﺒﺎن اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﻻ ﯾﺼﺢ دﯾﻨﺎً وﻻ ﯾﺠﻮز ﺷﺮﻋﺎً‪ ،‬واﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ زﻛﺎﺗﮫ أﻣﺎم اﷲ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻻ ﯾﻨﻔﻊ‬
‫ﻓﯿﮫ ﻣﺎل وﻻ ﺑﻨﻮن‪.‬‬
‫ﻓﻠﯿﺤﺬر اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺘﺎوي اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ ﻣﻤﻦ ﯾﺮﯾﺪون أن ﯾﺤﺮﻓﻮا اﻟﻜَﻠِﻢَ ﻋﻦ ﻣﻮاﺿﻌﮫ‪ ،‬ﻓﮭﺬا اﻟﻌﻠﻢ دﯾﻦ ﻓﺎﻧﻈﺮ ‪-‬أﺧﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ -‬ﻣﻤﻦ ﺗﺄﺧﺬ‬
‫ﻋﻨﮭﻢ دﯾﻨﻚ‪.‬‬

‫‪١٣٨‬‬
 ‫ھﻞ ﯾﺠﻮز دﻓﻊ اﻟﻘﯿﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎة ؟‪:‬‬
‫إذا وﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎل ﺷﺎة ﻓﻲ ﻏﻨﻤﮫ‪ ،‬أو ﻧﺎﻗﺔ ﻓﻲ إﺑﻠﮫ‪ ،‬أو ﻛﯿﺲ ﻣﻦ ﻗﻤﺤﮫ‪ ،‬أو ﻗﻨﻄﺎر ﻓﻲ ﺛﻤﺮه وﻓﺎﻛﮭﺘﮫ ‪ ..‬ﻓﮭﻞ‬
‫ﯾﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺨﺮج زﻛﺎة ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ﻋﯿﻨﯿﺔ أم ﯾﺨﯿﺮ ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺑﯿﻦ أداء ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮد ﻣﺜﻼً ؟ " ‪.‬‬

‫رأﯾﺎن ﻟﻠﻔﻘﮭﺎء‪:‬‬
‫اﻟﺮأي اﻷول‪ :‬أن دﻓﻊ اﻟﻘﯿﻤﺔ ﻻ ﯾﺠﺰيء ﺑﺤﺎل‪ ،‬وإﻟﻰ ھﺬا اﻟﺮأي ذھﺐ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻌﺾ رواﯾﺎت ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن دﻓﻊ اﻟﻘﯿﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮد وﺑﻐﯿﺮ اﻟﻨﻘﻮد ﯾﺠﺰيء ‪ ،‬وﺗﺼﺢ ﺑﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ‪ ،‬وﺑﻌﺾ رواﯾﺎت ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‪ ..‬وﻗﺪ رُوِيَ ھﺬا اﻟﺮأي ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي‪ ،‬وﺳﻔﯿﺎن اﻟﺜﻮري‪ ،‬وروي ﻋﻦ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‬
‫ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﮭﻢ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ )اﻧﻈﺮ اﻟﻤﻐﻨﻰ ج‪ ٣‬ص ‪.(٦٥‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ رﺷﺪ‪" :‬واﻓﻖ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ ﻣﻊ ﻛﺜﺮة ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ ﻟﮭﻢ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻗﺎده إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺪﻟﯿﻞ"‪ .‬وذﻟﻚ أن‬
‫اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻘﺪ ﺑﺎﺑﺎً ﻷﺧﺬ اﻟﻌﺮوض ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎة )وھﻮ أﺧﺬٌ ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ( ﻣﺴﺘﺪﻻً ﺑﺄﺛﺮ ﻣﻌﺎذ اﻟﺬي رواه ﻋﻦ ﻃﺎووس‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻃﻠﺐ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻨﮭﻢ‬
‫اﻟﺜﯿﺎب ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﻜﺎن اﻟﺬرة واﻟﺸﻌﯿﺮ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ أھﻮن ﻋﻠﯿﮭﻢ وﺧﯿﺮ ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ج‪ ٣‬ص‬
‫‪.(٢٠٠‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻻﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺮﺿﺎوي " أن رأي ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ وﻣﻦ ذھﺐ ﻣﺬھﺒﮭﻢ ‪ ..‬أﻟﯿﻖ ﺑﻌﺼﺮﻧﺎ‪ ،‬وأھﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس وأﯾﺴﺮ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺤﺴﺎب وﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك إدارة أو ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺟﻤﻊ اﻟﺰﻛﺎة وﺗﻔﺮﯾﻘﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن أﺧﺬ اﻟﻌﯿﻦ ﯾﺆدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﮫ ﻧﻘﻞ اﻷﺷﯿﺎء اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻨﮭﺎ إﻟﻰ إدارة اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ وﺣﺮاﺳﺘﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻒ‪ ،‬وﺗﮭﯿﺌﺔ ﻃﻌﺎﻣﮭﺎ وﺷﺮاﺑﮭﺎ‬
‫وﺣﻈﺎﺋﺮھﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻷﻧﻌﺎم ﻣﻦ ﻣﺆﻧﺔ وﻛُﻠَﻒٍ ﻛﺜﯿﺮة" )اﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎب ﻓﻘﺔ اﻟﺰﻛﺎة ج‪ ٢‬ص‪.( ٥‬‬
‫واﻟﺮأي اﻷول ھﻮ اﻷرﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻷن اﻷﺛﺮ اﻟﺬي أورده اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻣﻌﺎذ )ﻗﺎل ﻃﺎووس ‪ :‬ﻗﺎل ﻣﻌﺎذ( ھﻮ أﺛﺮ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ )‪ (٣٧٩‬وﻛﻤﺎ ﺻﺮح اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﮫ ﻓﺎﻟﺮأي اﻷول ھﻮ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ وإﻟﯿﮫ ﻧﻤﯿﻞ ﻟﻘﯿﺎم اﻟﺪﻟﯿﻞ‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة ؟‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﻟﻠﻮﻛﯿﻞ أن ﯾﻮﻛﻞ ﻏﯿﺮه ﺑﻼ إذن اﻷﺻﯿﻞ‪ ،‬وﯾﺸﺘﺮط وﺟﻮد اﻟﻨﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﯿﻞ اﻟﻤﻮﻛﱢﻞ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺪﻓﻊ ﻣﺎل اﻟﺰﻛﺎة إﻟﻰ اﻟﻮﻛﯿﻞ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻧﻮى اﻟﻤﺰﻛﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺪﻓﻊ ﻟﻮﻛﯿﻠﮫ‪ ،‬ﺛﻢ دﻓﻌﮭﺎ اﻟﻮﻛﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﯿﺮ ﺑﻼ ﻧﯿﺔ ﺟﺎز‪.‬‬
‫إذا أﻣﺮ اﻟﻤﻮﻛﱢﻞ اﻟﻮﻛﯿﻞ أن ﯾﺪﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺪﻓﻌﮭﺎ اﻟﻮﻛﯿﻞ ﻟﻐﯿﺮه ﺿﻤﻦ‪ ،‬وﻛﺎن ا ﻟﻮﻛﯿﻞ ﻣﺘﺒﺮﻋﺎً‪ .‬وﻟﻠﻮﻛﯿﻞ أن‬
‫ﯾﺪﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻮﻟﺪه اﻟﻔﻘﯿﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ‪ ،‬أو زوﺟﺘﮫ اﻟﻔﻘﯿﺮة ‪ ،‬إذا ﻟﻢ ﯾﺄﻣﺮه ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎل ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻌﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻮﻛﯿﻞ اﻟﻔﻘﯿﺮ أن‬
‫ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻟﻨﻔﺴﮫ إﻻ إذا ﻗﺎل ﻟﮫ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﺿﻌﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﺷﺌﺖ‪ ،‬أو ﺗﺼﺮف ﺑﮭﺎ ﺣﯿﺚ أردت‪ ] .‬اﻧﻈﺮ ﺑﺤﺚ اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ‬
‫ﻛﺘﺎب "ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ" ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر‬
‫اﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﻠﻘﯿﻨﻲ [‪.‬‬

‫ﻣﺎھﻲ أھﻢ آداب اﻟﺰﻛﺎة ؟ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻹﺳﺮار ﺑﺈﺧﺮاﺟﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧﮫ أﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺮﯾﺎء إﻻ إذا ﻧﻮى اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ واﻻﻗﺘﺪاء ﺑﮫ ﻓﯿﺠﻮز اﻹﺟﮭﺎر ﺑﮭﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " إن ﺗﺒﺪوا اﻟﺼﺪﻗﺎت‬
‫ﻓﻨﻌﻤّﺎ ھﻲ‪ ،‬وإن ﺗُﺨﻔﻮھﺎ وﺗﺆﺗﻮھﺎ اﻟﻔﻘﺮاء ﻓﮭﻮ ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻢ" ) اﻟﺒﻘﺮة ( ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أﻻ ﯾﻔﺴﺪ ﺻﺪﻗﺘﮫ ﺑﺎﻟﻤﻦ واﻷذى‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗُﺒﻄﻠﻮا ﺻﺪﻗﺎﺗﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻦﱢ واﻷذى"‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻨﺘﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ أﺣﻠﮫ‪ ،‬وأﺟﻮده‪ ،‬وأﺣﺒﮫ‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ" ‪" -‬ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗُﺤﺒﻮن"‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﺨﺘﺎر ﻟﺰﻛﺎﺗﮫ ﻣﻦ اﺗﺼﻒ ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫• أن ﯾﻜﻮن ﺗﻘﯿﺎً ﻟﯿﻜﻮن اﻟﻤﺎل أﻋﻮن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬
‫• أن ﯾﻜﻮن ﻃﺎﻟﺐَ ﻋﻠﻢٍ وﯾُﻔﻀﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎرض‪ ،‬ﻟﯿﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﺗﻘﻮﯾﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﯿﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬وﻧﺸﺮ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وإﻋﺰاز‬
‫اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ‪.‬‬
‫• أن ﯾﻜﻮن ذا ﻗﺮاﺑﺔ أو رﺣﻢ‪ ،‬ﻷن اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺮﺑﯿﻦ ﺻﺪﻗﺔ وﺻﻠﺔ‪.‬‬
‫• أن ﯾﻌﺠﻞ ﻓﻲ إﺧﺮاج اﻟﺰﻛﺎة ﻣﺎ أﻣﻜﻦ‪ ،‬ﻷن اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﯾﻌﺮف ﻣﺎذا ﯾﻌﺮض ﻟﮫ‪ ،‬وﻣﺎذا ﯾﻄﺮأ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫• أن ﯾﺴﺘﺼﻐﺮ اﻟﻌﻄﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺨﺎﻓﺔ أن ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻌُﺠﺐ ﻷن اﻟﻌُﺠﺐ ﻣﺤﺒﻂ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ أداء اﻟﺰﻛﺎة ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻣﺘﺜﺎل أﻣﺮ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﺎ ﯾﺤﺒﮫ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﺒﮫ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺛﻮاب اﻟﻌﻤﻞ "ﻣﺜﻞ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻨﻔﻘﻮن أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻛﻤﺜﻞ ﺣﺒﺔ أﻧﺒﺘﺖ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺒﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺣﺒﺔ واﷲ‬
‫ﯾُﻀﺎﻋﻒ ﻟﻤﻦ ﯾﺸﺎء" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة )‪.( ٢٦١‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺮھﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻤﺎن وﻋﻼﻣﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ "واﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺮھﺎن" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻄﮭﺎرة ﻣﻦ دَﻧَﺲِ اﻟﺬﻧﻮب واﻷﺧﻼق اﻟﺮذﯾﻠﺔ ‪" :‬ﺧﺬ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺻﺪﻗﺔً ﺗُﻄﮭﱢﺮھﻢ وﺗﺰﻛﯿﮭﻢ ﺑﮭﺎ" ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ١٠٣ /‬‬

‫‪١٣٩‬‬
 ‫‪ .٥‬ﻧﻤﺎء اﻟﻤﺎل وﺑﺮﻛﺘﮫ وﺣﻔﻈﮫ واﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺮه ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻣﺎ أﻧﻔﻘﺘﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻓﮭﻮ ﯾُﺨﻠﻔﮫ وھﻮ ﺧﯿﺮ اﻟﺮازﻗﯿﻦ"‪.‬‬
‫"ﺳﻮرة ﺳﺒﺄ" ‪،‬وﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ "ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﺎلٌ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﺔ "رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻟﻤﺘﺼﺪق ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﺪﻗﺘﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺴﺒﻌﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻈﻠﮭﻢ اﷲ ﻓﻲ ﻇﻠﮫ ﯾﻮم ﻻ ﻇﻞ إﻻ ﻇﻠﮫ " ‪ ...‬ورﺟﻞ ﺗﺼﺪق‬
‫ﺑﺼﺪﻗﺔ ﻓﺄﺧﻔﺎھﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻤﺎﻟﮫ ﻣﺎ ﺗُﻨﻔﻖ ﯾﻤﯿﻨﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﺳﺒﺐ ﻟﺮﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ورﺣﻤﺘﻰ وﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﺴﺄﻛﺘﺒﮭﺎ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﺘﻘﻮن وﯾﺆﺗﻮن اﻟﺰﻛﺎة" اﻷﻋﺮاف‪. ١٥٦ /‬‬

‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ وﻋﯿﺪ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺰﻛﺎة ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " واﻟﺬﯾﻦ ﯾﻜﻨﺰون اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ وﻻ ﯾُﻨﻔﻘﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﺒﺸﺮھﻢ ﺑﻌﺬاب أﻟﯿﻢ ‪ ،‬ﯾﻮم ﯾُﺤﻤﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ‬
‫ﻓﺘﻜﻮى ﺑﮭﺎ ﺟﺒﺎھﮭﻢ وﺟﻨﻮﺑﮭﻢ وﻇﮭﻮرھﻢ ھﺬا ﻣﺎ ﻛﻨﺰﺗﻢ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﺬوﻗﻮا ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﻨﺰون" ) ‪ ٣٥ ، ٣٤‬اﻟﺘﻮﺑﺔ(‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروى أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻛَﻨْﺰٍ ﻻ ﯾﺆدي زﻛﺎﺗﮫ‬
‫إﻻ أُﺣﻤﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ ﻓﯿﺠﻌﻞ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﻓﯿﻜﻮى ﺑﮭﺎ ﺟﻨﺒﺎه وﺟﺒﯿﻨﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﻜﻢ اﷲ ﺑﯿﻦ ﻋﺒﺎده ﻓﻲ ﯾﻮم ﻛﺎن ﻣﻘﺪاره ﺧﻤﺴﯿﻦ‬
‫أﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺛﻢ ﯾُﺮى ﺳﺒﯿﻠﮫ إﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ وإﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺎر"‪.‬‬
‫‪ .٣‬وروى اﻟﺒﺨﺎري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ آﺗﺎه اﷲ ﻣﺎﻻً ﻓﻠﻢ ﯾﺆد زﻛﺎﺗﮫ ﻣُﺜﱢﻞَ ﻟﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺷﺠﺎﻋﺎً أﻗﺮعَ ﻟﮫ‬
‫زﺑﯿﺒﺘﺎن ﯾُﻄﻮﻗﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺄﺧﺬ ﺑﻠﮭﺰﻣﺘﯿﮫ )ﯾﻌﻨﻲ ﺷﺪﻗﯿﮫ( ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل أﻧﺎ ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬أﻧﺎ ﻛﻨﺰك‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻼ ‪" :‬وﻻ ﯾﺤﺴﺒﻦ اﻟﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﺒﺨﻠﻮن ﺑﻤﺎ آﺗﺎھﻢ اﷲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ ھﻮ ﺧﯿﺮاً ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻮ ﺷﺮ ﻟﮭﻢ ﺳﯿﻄﻮﻗﻮن ﻣﺎ ﺑﺨﻠﻮا ﺑﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ" ‪ / ١٨٠‬آل ﻋﻤﺮان‪.‬‬
‫‪ .٤‬وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ إﺑﻞ وﻻ ﺑﻘﺮ وﻻ ﻏﻨﻢ ﻻ ﯾﺆدي زﻛﺎﺗﮭﺎ إﻻ ﺟﺎءت ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ أﻋﻈﻢ‬
‫ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ وأﺳﻤﻨﮫ ﺗﻨﻄﺤﮫ ﺑﻘﺮوﻧﮭﺎ وﺗﻄﺄه ﺑﺄﻇﻼﻓﮭﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻔِﺪت ﻋﻠﯿﮫ أُﺧﺮاھﺎ ﻋﺎدت ﻋﻠﯿﮫ أوﻻھﺎ ﺣﺘﻰ ﯾُﻘﻀﻰ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس"‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ھﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬ﯾﺼﺢ دﻓﻊ اﻟﺰﻛﺎة ﻷﺣﺪ اﻷﺻﻨﺎف اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ وﻻ ﯾﺠﺐ ﺗﻮزﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻛﻠﮭﻢ ﺣﺎل وﺟﻮدھﻢ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎء اﻟﻐﺎرم ﻣﺎ ﯾُﺴﺪﱢد ﻛﻞ دﯾﻨﮫ أو ﺑﻌﻀﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻻ ﺗُﻌﻄﻰ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻜﺎﻓﺮ أﺻﻠﻲ أو ﻣﺮﺗﺪ‪ ،‬وﻻ ﺗﺎرك اﻟﺼﻼة ﻟﻠﻘﻮل ﺑﻜﻔﺮه وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ‪ ،‬إﻻ إذا اﺷﺘﺮﻃﻨﺎ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﻌﻄﻰ‬
‫ﺗﺸﺠﯿﻌﺎً ﻟﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎء اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻐﻨﻲ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﺣﻆ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻐﻨﻲ وﻻ ﻟﻘﻮي ﻣﻜﺘﺴﺐ" )رواه أﺑﻮ داود‬
‫وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ(‪.‬‬
‫وﻻ ﺗُﻌﻄﻰ ﻵل ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻢ ﺑﻨﻮ ھﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪":‬إن اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﻵل ﻣﺤﻤﺪ إﻧﻤﺎ ھﻲ‬
‫أوﺳﺎخ اﻟﻨﺎس" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻻ ﯾﺼﺢ إﻋﻄﺎء اﻟﺰﻛﺎة ﻟﻤﻦ ﺗﺠﺐ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻛﺎﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ واﻟﻮﻟﺪ واﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺴﺎدس‪ :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﻌﻄﻲ زﻛﺎﺗﮭﺎ ﻟﺰوﺟﮭﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻘﯿﺮاً ﻟﻘﺼﺔ إﻋﻄﺎء اﻣﺮأة ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﺰوﺟﮭﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ‪،‬‬
‫وإﻗﺮار اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻊ‪ :‬ﻻ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ ﺑﻠﺪ إﻟﻰ آﺧﺮ إﻻ ﻟﻀﺮورة ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ذﻟﻚ ﻛﻤﺠﺎﻋﺔ‪ ،‬أو ﻋﺪم وﺟﻮد ﻓﻘﯿﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ اﻟﻤﺎل‪ ،‬أو إﻣﺪاد اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ‪،‬‬
‫أو ﯾﻨﻘﻠﮭﺎ اﻹﻣﺎم ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻣﻦ‪ :‬ﻣﻦ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﺎﻻً ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺑﻠﺪه ووﺟﺒﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺰﻛﺎة أﺧﺮج اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺑﻠﺪ اﻟﻤﺎل وﻻ ﯾﻨﻘﻠﮭﺎ ﻟﺒﻠﺪه إﻻ ﻟﻀﺮورة ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺳﺒﻖ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‪ " :‬ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ أﻏﻨﯿﺎﺋﮭﻢ وﺗﺮد إﻟﻰ ﻓﻘﺮاﺋﮭﻢ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫اﻟﺘﺎﺳﻊ‪ :‬ﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎء اﻟﻔﻘﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﮫ ﻟﻌﺪة أﺷﮭﺮ أو ﻟﺴﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻌﺎﺷﺮ‪ :‬ﺗﺠﺐ ا ﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻮداً أو ﺳﺒﺎﺋﻚ أو ﺣﻠﯿﺎً ﯾُﻠﺒﺲ أو ﯾُﻌﺎر أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻟﻌﻤﻮم اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺪون ﺗﻔﺼﯿﻞ‪ .‬وﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺎل إن اﻟﺤﻠﻲ اﻟﺬي أُﻋﺪ ﻟﻠﺒﺲ واﻹﻋﺎرة ﻻ زﻛﺎة ﻓﯿﮫ واﻷول أرﺟﺢ أدﻟﺔً واﻷﺧﺬ ﺑﮫ‬
‫أﺣﻮط‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ‪ :‬ﻻ زﻛﺎة ﻓﯿﻤﺎ أﻋﺪه اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺤﺎﺟﺘﮫ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم وﺷﺮاب وﻓﺮش وﻣﺴﻜﻦ وﺣﯿﻮاﻧﺎت وﺳﯿﺎرة وﻟﺒﺎس ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ‬
‫ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﺒﺪه وﻻ ﻓﺮﺳﮫ ﺻﺪﻗﺔ"‪" .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪ .‬وﯾُﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺣﻠﻲ اﻟﺬھﺐ‬
‫واﻟﻔﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‪ :‬ﻣﺎ أُﻋﺪ ﻟﻸﺟﺮة ﻣﻦ ﻋﻘﺎرات وﺳﯿﺎرات وﻧﺤﻮھﺎ ﻓﺰﻛﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ أﺟﺮﺗﮭﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻮداً وﺣﺎل ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﻮل‪ ،‬وﺑﻠﻐﺖ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ‬
‫ﻧﺼﺎﺑﺎً‪.‬‬

‫زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪" :‬ﻓﺮض رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ‬
‫ﺷﻌﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ واﻟﺤُﺮ‪ ،‬واﻟﺬﻛــــــﺮ واﻷﻧﺜـــﻰ واﻟﺼﻐﯿﺮ واﻟﻜﺒﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ﻗﺎل ‪" :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺮج زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﻃﻌﺎم أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺷﻌﯿﺮ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ‬
‫أَﻗِﻂٍ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ زﺑﯿﺐ"‪" .‬أﺧﺮﺟﺎه"‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺮج ﻓﻲ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮم اﻟﻔﻄﺮ ﺻﺎﻋﺎً‬
‫ﻣﻦ ﻃﻌﺎم‪ ،‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﯿﺪ‪:‬وﻛﺎن ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ اﻟﺸﻌﯿﺮ واﻟﺰﺑﯿﺐ واﻷﻗﻂ واﻟﺘﻤﺮ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪١٤٠‬‬
 ‫وﻗﺪ ﺣﻜﻰ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ أن اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ھﻨﺎ اﻟﺤﻨﻄﺔ وﻟﻜﻦ رد ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ﺑﺄن أﺑﺎ ﺳﻌﯿﺪ أﺟﻤﻞ اﻟﻄﻌﺎم ﺛﻢ ﻓﺴﺮه ﺛﻢ أورد ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ‬
‫ﺳﻌﯿﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري )ﺳﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ(‪.‬‬
‫وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ﻃﺮﻗﺎً وأﻟﻔﺎﻇﺎً أﺧﺮى ﺛﻢ ﻗﺎل‪ " :‬وھﺬه اﻟﻄﺮق ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮاد ﻓﻲ‬
‫ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻨﻄﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺬرة ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ اﻟﻤﻌﺮوف ﻋﻨﺪ أھﻞ اﻟﺤﺠﺎز اﻵن وھﻮ ﻗﻮت ﻏﺎﻟﺒﮭﻢ"‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ذﻛﺮ اﻟﺪﻗﯿﻖ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺳُﻨﻦ أﺑﻲ داود ‪ :‬ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻗﺎل " وﻣﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻻ‬
‫ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ دﻗﯿﻖ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺳُﻠﺖ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ زﺑﯿﺐ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺷﻌﯿﺮ‪ ،‬أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ أﻗﻂ" واﺣﺘﺞ ﺑﮫ أﺣﻤﺪ‬
‫ﻓﻲ إﺟﺰاء اﻟﺪﻗﯿﻖ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻄﯿﮭﺎ ﻓﻲ زﻣﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﻃﻌﺎم أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ‬
‫ﺗﻤﺮ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺷﻌﯿﺮ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ زﺑﯿﺐ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻌﺎوﯾﺔ وﺟﺎءت اﻟﺴﻤﺮاء ﻗﺎل أرى ﻣﺪاً ﻣﻦ ھﺬا ﯾﻌﺪل ﻣﺪﯾﻦ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻏﯿﺮه واﻟﻠﻔﻆ ﻟﮫ‪.‬‬
‫ﺣﺪﯾﺚ ﻋﺮوة ﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ‪ " :‬إن أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺮج ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ أھﻠﮭﺎ ‪ -‬اﻟﺤﺮ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ واﻟﻤﻤﻠﻮك ‪ -‬ﻣﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﺣﻨﻄﺔ أو ﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺼﺎع اﻟﺬي ﯾﻘﺘﺎﺗﻮن ﺑﮫ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻄﺤﺎوي واﻟﻠﻔﻆ ﻟﮫ‪ ،‬واﺑﻦ أﺑﻲ‬
‫ﺷﯿﺒﺔ وأﺣﻤﺪ وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ‪ .‬اﻧﻈﺮ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨﺔ ص ‪.٣٨٧‬‬
‫واﻟﻤﻌﺮوف أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺟﻌﻞ ﻧﺼﻒ ﺻﺎع ﻣﻦ ﺑُـﺮٍّ ﻣﻜﺎن اﻟﺼﺎع ﻣﻦ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء‪ ،‬ذﻛﺮه أﺑﻮ داود وﺳﻨﺪه ﺣﺴﻦ )‬
‫زاد اﻟﻤﻌﺎد م ‪ = ٢‬ص ‪. (١٩‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ أن ﻣﻌﺎوﯾﺔ ھﻮ اﻟﺬي ﻗﻮّم ذﻟﻚ‪ ،‬وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﺰاد ‪ " :‬وﻓﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ آﺛﺎر‬
‫ﻣﺮﺳﻠﺔ ﻣﺴﻨﺪة ﯾﻘﻮي ﺑﻌﻀﮭﺎ ﺑﻌﻀﺎً وﻗﺪ ﺳﺎق ﺗﻠﻚ اﻵﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﺰاد ﻓﻠﯿﺮاﺟﻌﮭﺎ ﻣﻦ ﺷﺎء"‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺢ ﺧﺒﺮاً ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺒﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ إﻻ‬
‫اﻟﺸﻲء اﻟﯿﺴﯿﺮ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رأوا أن ﻧﺼﻒ ﺻﺎع ﻣﻨﮫ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎم ﺻﺎع ﻣﻦ اﻟﺸﻌﯿﺮ وھﻢ اﻷﺋﻤﺔ‬
‫ﻓﻐﯿﺮ ﺟﺎﺋﺰ أن ﯾﻌﺪل ﻋﻦ ﻗﻮﻟﮭﻢ إﻟﻰ ﻗﻮل ﻏﯿﺮھﻢ ﺛﻢ أﺳﻨﺪ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن وﻋﻠﻲ وأﺑﻲ ھﺮﯾﺮة وﺟﺎﺑﺮ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬واﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ وأﻣﮫ‬
‫أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﺄﺳﺎﻧﯿﺪ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺻﺤﯿﺤﺔ أﻧﮭﻢ رأوا أن ﻓﻲ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻧﺼﻒ ﺻﺎعٍ ﻣﻦ ﻗﻤﺢ أ ‪ .‬ھـ‪.‬‬
‫ﻓﺜﺒﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﻲ ﺻﺪﻗﺔ اﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ ﻧﺼﻒ ﺻﺎع وھﻮ اﺧﺘﯿﺎر أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﺑﮫ ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر واﺧﺘﯿﺎر‬
‫ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﯿﺎرات )ص‪ (٦٠‬وإﻟﯿﮫ ﻣﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ وﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ‪ ..‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﻗﺎل أن‬
‫اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﻲ ﺻﺪﻗﺔ اﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ ﻧﺼﻒ ﺻﺎع أﻗﻮى دﻟﯿﻼً ﻣﻤﻦ ﻗﺎل ﺻﺎع‪ ،‬واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮاب وإﻟﯿﮫ اﻟﻤﺮﺟﻊ واﻟﻤﺂب‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺗﻔﻖ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ أن زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﺗُﺨﺮج ﻋﯿﻨﯿﺔ وﯾُﺮوى ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ واﻟﺤﺴﻦ وأﺑﻲ ﯾﻮﺳﻒ‬
‫)ﺻﺎﺣﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ( أﻧﮭﻢ أﺟﺎزوا إﺧﺮاج اﻟﻘﯿﻤﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺣﺐ إﻟﯿﻨﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﺰﻛﺎة ﻋﺒﺎدة‪،‬‬
‫واﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة أﻧﮭﺎ ﺗﻮﻗﯿﻔﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز إﺧﺮاج اﻟﻘﯿﻤﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻮاﺟﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﻗﻮت اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎف ﻓﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ واﻟﺸﻌﯿﺮ واﻟﺘﻤﺮ واﻟﺰﺑﯿﺐ واﻷﻗﻂ )ﻟﺒﻦ‬
‫ﻣﺠﻔﻒ( واﻟﺪﻗﯿﻖ ‪ ،‬واﻷرز‪ ،‬واﻟﻔﻮل واﻟﻌﺪس‪ ،‬واﻟﺬرة‪ ،‬واﻟﺴُﻠﺖ )اﻟﺸﻌﯿﺮ اﻟﺒﻨﻮي( واﻟﺤﻤﺺ‪ ،‬أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وﻣﻘﺪار اﻟﺼﺎع ﻣﺎ ﯾﻘﺮب ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﯿﻠﻮ ﺟﺮاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺘﻘﺮﯾﺐ‪ .‬وﺑﺎﻟﻮزن ﻓﮭﻮ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻘﻤﺢ = ‪ ٢٢٠٠‬ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪ .‬دﻗﯿﻖ = ‪ ٢٠٧٥‬ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪ .‬ﺗﻤﺮ = ‪ ١٨٠٠‬ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪ .‬ﺷﻌﯿﺮ = ‪ ٢١٠٠‬ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪ .‬أرز =‬
‫‪ ٢٦٧٥‬ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪ .‬زﺑﯿﺐ = ‪ ٢٤٢٥‬ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪.‬‬
‫اﻧﻈﺮ ﺑﺤﺚ )اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﻲ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ( ﻟﻠﺸﯿﺦ ﯾﺎﺳﯿﻦ اﻷﺳﻄﻞ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬
‫وﻗﺪ روى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ ﺑﺰﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ‬
‫أن ﺗُﺆدّى ﻗﺒﻞ ﺧﺮوج اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺼﻼة" واﻷﻣﺮ ھﻨﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﻮﺟﻮب‪.‬‬
‫وﻗﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪" :‬ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﻄﻮن ﻗﺒﻞ اﻟﻔﻄﺮ ﺑﯿﻮم أو ﯾﻮﻣﯿﻦ"‪.‬‬
‫وروى أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﺮض رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻃُﮭﺮة ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﻮ واﻟﺮﻓﺚ وﻃُﻌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﻓﻤﻦ أداھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻓﮭﻲ زﻛﺎة ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ‪ ،‬وﻣﻦ أداھﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﻓﮭﻲ‬
‫ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺎت "‪ .‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء رﻗﻢ )‪.(٨٤٣‬‬

‫اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﻄﮭﯿﺮ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﺸﻮب ﺻﯿﺎﻣﮫ ﻣﻦ ﻟﻐﻮ اﻟﻘﻮل ورﻓﺚ اﻟﻜﻼم وﺑﺬاءة اﻟﻠﺴﺎن )اﻟﺮﻓﺚ ‪ :‬اﻟﻜﻼم اﻟﻘﺒﯿﺢ(‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻃُﻌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ‪.‬‬
‫وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﺒﯿﻦ أن ﻣﻦ ھﺪﯾﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﺨﺼﯿﺺ اﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﺑﮭﺬه اﻟﺼﺪﻗﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻘﺴﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻨﺎف‬
‫اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬وﻻ أﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻻ ﻓﻌﻠﮫ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ‪ ،‬وﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ‪ ،‬وھﺬا اﻟﻘﻮل أرﺟﺢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﻘﺴﻤﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻨﺎف اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ‪،‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﺻﺪﻗﺔ اﻷﻣﻮال ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻨﺎف اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬وھﺬا ھﻮ اﺧﺘﯿﺎر ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ وﺗﻠﻤﯿﺬه اﺑﻦ اﻟﻘﯿّﻢ وﻛﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻞ اﻟﺠﺮار‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت وأﺣﻜﺎم‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪ :‬ﺗﺠﺐ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﮫ‪ ،‬وﻗﻮت ﻋﯿﺎﻟﮫ ﻓﻲ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻌﯿﺪ وﯾﻮﻣﮫ‪ ،‬وﻛﺎن ﻓﺎﺿﻼً‬
‫ﻋﻦ ﻣﺴﻜﻨﮫ وﻣﺘﺎﻋﮫ وﺣﻮاﺋﺠﮫ اﻷﺻﻠﯿﺔ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ وإﻟﯿﮫ ﻧﻤﯿﻞ‪.‬‬

‫‪١٤١‬‬
 ‫‪ .٢‬ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﻠﻒ أن ﯾﺨﺮج زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﺰﻣﮫ ﻧﻔﻘﺘﮫ ﻣﻦ زوﺟﺔ ووﻟﺪ‪ ،‬وأﺑﻮﯾﻦ وﺧﺎدم‪ ،‬وھﺬا ھﻮ ﻗﻮل ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎن ھﺆﻻء ﻣﻮﺳﺮﯾﻦ وأﺧﺮﺟﻮا ﻋﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻓﻼ ﺑﺄس ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻐﻨﯿﺔ‪ :‬ﻻ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﺼﺪﻗﺔ اﻟﻔﻄﺮ ﻋﻦ أوﻻدھﺎ وزوﺟﮭﺎ إذا ﻛﺎن زوﺟﮭﺎ ﻓﻘﯿﺮاً ‪ ،‬وإذا أرادت اﻟﺘﺒﺮع ﻓﯿﻜﻮن ذﻟﻚ أﻓﻀﻞ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻣﻦ ﺳﻘﻂ ﻋﻨﮫ اﻟﺼﻮم ﻛﺎﻟﻤﺮﯾﺾ واﻟﻨﻔﺴﺎء ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻨﮫ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺼﻐﯿﺮ واﻟﻤﺠﻨﻮن اﻟﻐَﻨِﯿّﺎن ﯾﺨﺮج ﻋﻨﮭﻤﺎ اﻟﻮﺻﻲ أو اﻟﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮭﻤﺎ ‪ ،‬وإذا ﻟﻢ ﯾﺨﺮج ﻋﻨﮭﻤﺎ ﯾﺨﺮﺟﺎن ﻋﻦ أﻧﻔﺴﮭﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻠﻮغ‬
‫واﻹﻓﺎﻗﺔ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗُﻌﻄﻰ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻟﻸرﺣﺎم أو اﻷﻗﺎرب ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻌﻄﻰ ﻟﻠﺰوﺟﺔ واﻷﺻﻮل ﻛﺎ ﻷب واﻟﺠﺪ‪ ،‬وﻻ اﻟﻔﺮوع ﻛﺎﻟﻮﻟﺪ ووﻟﺪ اﻟﻮﻟﺪ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ھﺬا وﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎؤھﺎ ﻟﻸخ واﻷﺧﺖ وأوﻻدھﻤﺎ وﻟﻠﻌﻢ واﻟﻌﻤﺔ وأوﻻدھﻤﺎ ‪ ،‬واﻟﺨﺎل واﻟﺨﺎﻟﺔ وأوﻻدھﻤﺎ وﺑﻘﯿﺔ اﻷرﺣﺎم إن ﻛﺎﻧﻮا‬
‫ﻣﺘﺼﻔﯿﻦ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬واﻟﺪﻓﻊ إﻟﻰ ھﺆﻻء أﻓﻀﻞ )إذ أﻧﮫ ﺻﺪﻗﺔ وﺻﻠﺔ(‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﯾُﻌﻄﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ زﻛﺎة ﻓﻄﺮه ﻟﻔﻘﺮاء ﺑﻠﺪه اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺎﯾﺸﮭﻢ وﯾﺴﻜﻦ ﻣﻌﮭﻢ‪ ،‬وﯾﻜﺮه إﺧﺮاﺟﮭﺎ ﻟﻐﯿﺮ ﺑﻠﺪه إﻻ إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﻣﺼﻠﺤﺔ راﺟﺤﺔ‬
‫ﻛﺮﺣﻢ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ آﺧﺮ أو ﻓﻘﯿﺮ أﺣﻮج‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺴﻌﻰ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﯿﺮ ﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻔﻮت ﺣﻜﻤﺘﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﻣﻘﺪار زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻧﺼﻒ ﺻﺎع ﻣﻦ ﺣﻨﻄﺔ أو ﺻﺎع ﻣﻦ ﺗﻤﺮ أو ﺻﺎع ﻣﻦ زﺑﯿﺐ أو ﺻﺎع ﻣﻦ أﻗﻂ أو ﺻﺎع ﻣﻦ ﺷﻌﯿﺮ أو ﺻﺎع ﻣﻦ‬
‫دﻗﯿﻖ أو ﻏﯿﺮه وﻣﻘﺪار اﻟﺼﺎع ﺧﻤﺴﺔ أرﻃﺎل وﺛﻠﺚ ﺑﺎﻟﻌﺮاﻗﻲ‪ ،‬ھﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻗَﺪﱠره ‪ ٢‬ورﺑﻊ ﻛﯿﻠﻮ ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً ‪ ،‬وھﻨﺎك ﻣﻦ‬
‫ﻗَﺪﱠره ‪ ٢‬وﻧﺼﻒ ﻛﯿﻠﻮ ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً وھﻨﺎك ﻣﻦ ﻗﺪره ‪ ٣‬ﻛﯿﻠﻮ ﺟﺮام ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً‪.‬‬
‫‪.١٠‬اﻟﺠﻨﯿﻦ‪ :‬ﻋﻨﺪ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ) ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ( ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ إﻻ إذا وﻟﺪ ﻗﺒﻞ ﻏﺮوب ﺷﻤﺲ آﺧﺮ ﯾﻮم ﻣﻦ أﯾﺎم‬
‫رﻣﻀﺎن‪.‬‬
‫‪.١١‬ﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎء ﻋﺪة ﺻﺪﻗﺎت ﻓﻄﺮ ﻟﻔﻘﯿﺮ واﺣﺪ ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﺗﻔﺮﯾﻖ ﺻﺪﻗﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻓﻘﺮاء‪.‬‬

‫‪١٤٢‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺤﺞ‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إنﱠ أولَ ﺑﯿﺖٍ وُﺿﻊ ﻟﻠﻨﺎس ﻟﻠﺬي ﺑﺒﻜﺔ ﻣﺒﺎرﻛﺎً وھُﺪى ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﯿﮫ آﯾﺎت ﺑﯿﻨﺎت ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬وﻣﻦ دﺧﻠﮫ‬
‫ﻛﺎن آﻣﻨﺎً وﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺣِﺞُ اﻟﺒﯿﺖ ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎع إﻟﯿﮫ ﺳﺒﯿﻼً وﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﻓﺈن اﷲ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ .‬آل ﻋﻤﺮان‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ‪:‬‬
‫ھﻮ ﻗﺼﺪ ﻣﻜﺔ‪ ،‬ﻷداء ﻋﺒﺎدة اﻟﻄﻮاف واﻟﺴﻌﻲ واﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ‪ ،‬اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷﻣﺮ اﷲ واﺑﺘﻐﺎء ﻣﺮﺿﺎﺗﮫ‪.‬‬
‫وھﻮ أﺣﺪ أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم اﻟﺨﻤﺴﺔ‪ ،‬وﻓﺮض ﻣﻦ اﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﺘﻲ ﻋُﻠﻤﺖ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة‪ .‬ﻓﻠﻮ أﻧﻜﺮ وﺟﻮﺑﮫ ﻣﻨﻜﺮ ﻛﻔﺮ‬
‫وارﺗﺪ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم‪.‬‬

‫ﻓﻀﻠﮫ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪:‬‬ ‫رﻏﱠﺐ اﻟﺸﺎرع ﻓﻲ أداء ﻓﺮﯾﻀﺔ اﻟﺤﺞ‪ ،‬وإﻟﯿﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ :‬ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﻧﮫ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل‪:‬‬
‫ﺳﺌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أي اﻷﻋﻤﺎل أﻓﻀﻞ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬إﯾﻤﺎن ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﮫ" ‪ ،‬ﻗﯿﻞ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﺎذا ‪ ،‬ﻗﺎل ‪" :‬ﺛﻢ ﺟﮭﺎد ﻓﻲ‬
‫ﺳﺒﯿﻞ اﷲ" ‪ .‬ﻗﯿﻞ ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﺎذا ؟ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﺣﺞ ﻣﺒﺮور" ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( واﻟﺤﺞ اﻟﻤﺒﺮور ھﻮ اﻟﺤﺞ اﻟﺬي ﻻ ﯾُﺨﺎﻟﻄﮫ إﺛﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﻧﮫ ﺟﮭﺎد ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﺗﺮى اﻟﺠﮭﺎد أﻓﻀﻞ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬أﻓﻼ ﻧُﺠﺎھﺪ ؟ ﻗﺎل‪ " :‬ﻟﻜﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﺠﮭﺎد‪:‬‬
‫ﺣﺞ ﻣﺒﺮور" ) اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ( ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﻧﮫ ﯾﻤﺤﻖ اﻟﺬﻧﻮب‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﺞ ﻓﻠﻢ ﯾﺮﻓﺚ وﻟﻢ ﯾﻔﺴﻖ رﺟﻊ ﻛﯿﻮم وﻟﺪﺗﮫ أﻣﮫ"‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻗﺎل‪ :‬ﻟﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﷲ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ أﺗﯿﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬اﺑﺴﻂ ﯾﺪك ﻓﻸﺑﺎﯾﻌﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺒﺴﻂ ﻓﻘﺒﻀﺖ ﯾﺪي‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻚ ﯾﺎ ﻋﻤﺮو ؟ ﻗﻠﺖ‪ :‬أﺷﺘﺮط‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﺗﺸﺘﺮط ﻣﺎذا ؟ ﻗﻠﺖ‪ :‬أن ﯾُﻐْﻔَﺮ ﻟﻲ‪ .‬ﻗﺎل‪" :‬أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن اﻹﺳﻼم‬
‫ﯾﮭﺪم ﻣﺎ ﻗﺒﻠﮫ‪ ،‬وأن اﻟﮭﺠﺮة ﺗﮭﺪم ﻣﺎ ﻗﺒﻠﮭﺎ‪ ،‬وأن اﻟﺤﺞ ﯾﮭﺪم ﻣﺎ ﻗﺒﻠﮫ" ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﺗﺎﺑﻌﻮا ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﻤﺎ‬
‫ﯾﻨﻔﯿﺎن اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻔﻲ اﻟﻜِﯿﺮُ ﺧﺒﺚ اﻟﺤﺪﯾﺪ‪ ،‬واﻟﺬھﺐ‪ ،‬واﻟﻔﻀﺔ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﻠﺤﺠﺔ اﻟﻤﺒﺮورة ﺛﻮاب إﻻ اﻟﺠﻨﺔ" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(٢٥٢٤‬‬

‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أن اﻟﺤﺠﺎج وﻓﺪ اﷲ ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬اﻟﺤﺠﺎج ‪ ،‬واﻟﻌُﻤﺎر‪ ،‬وﻓﺪ اﷲ‪ ،‬إن دﻋﻮه أﺟﺎﺑﮭﻢ‪ ،‬وإن‬
‫اﺳﺘﻐﻔﺮوه ﻏﻔﺮ ﻟﮭﻢ" ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺰار وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣١٦٨‬‬

‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أن اﻟﺤﺞ ﺛﻮاﺑﮫ اﻟﺠﻨﺔ ‪:‬‬

‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﻟﻌﻤﺮة إﻟﻰ اﻟﻌﻤﺮة ﻛﻔﺎرة ﻟﻤﺎ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬واﻟﺤﺞ اﻟﻤﺒﺮور ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﺟﺰاء إﻻ اﻟﺠﻨﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺞ ﯾﺠﺐ ﻣﺮة واﺣﺪة‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﺞ ﻻ ﯾﺘﻜﺮر‪ ،‬وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ إﻻ ﻣﺮة واﺣﺪة‪ ،‬إﻻ أن ﯾﻨﺬره ﻓﯿﺠﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻨﺬر وﻣﺎ زاد‬
‫ﻓﮭﻮ ﺗﻄﻮع‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﺧَﻄَﺒَﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ ":‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس إن اﷲ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺤﺞ ﻓﺤﺠﻮا" ﻓﻘﺎل رﺟﻞ‪:‬‬
‫أَﻛُﻞﱠ ﻋﺎم ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎً ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻟﻮﺟﺒﺖ‪ ،‬وﻟﻤﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ" ﺛﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫"ذروﻧﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ أھﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻛﺜﺮة ﺳﺆاﻟﮭﻢ‪ ،‬واﺧﺘﻼﻓﮭﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﺒﯿﺎﺋﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈذا أﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﺸﻲء ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﮫ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ‪،‬‬
‫وإذا ﻧﮭﯿﺘﻜﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻓﺪﻋﻮه" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫وﺟﻮﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر أو اﻟﺘﺮاﺧﻲ‪:‬‬

‫ذھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬واﻟﺜﻮري ‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ‪ ،‬وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ إﻟﻰ أن اﻟﺤﺞ واﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاﺧﻲ‪ ،‬ﻓَﯿُﺆَدﱠى ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬وﻻ ﯾﺄﺛﻢ ﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﺘﺄﺧﯿﺮه ﻣﺘﻰ أداه ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻓﺎة‪ ،‬ﻷن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أَﺧّﺮَ اﻟﺤﺞ إﻟﻰ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮة‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻌﮫ‬
‫أزواﺟﮫ وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ‪ ،‬ﻣﻊ أن إﯾﺠﺎﺑﮫ ﻛﺎن ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻓﻠﻮ ﻛﺎن واﺟﺒﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻟﻤﺎ أﺧﺮه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ :‬ﻓﺎﺳﺘﺪﻟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﺞ ﻓﺮﺿﮫ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬أوﻟﮫ اﻟﺒﻠﻮغ‪ ،‬وآﺧﺮه أن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﮫ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﮫ‪.‬‬
‫وذھﺐ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ ،‬وﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ‪ ،‬وﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎب اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وأﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ إﻟﻰ أن اﻟﺤﺞ واﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر‪ .‬ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ أراد اﻟﺤﺞ ﻓﻠﯿُﻌَﺠﱢﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﻤﺮض اﻟﻤﺮﯾﺾ‪ ،‬وﺗﻀﻞﱡ اﻟﺮاﺣﻠﺔ ‪،‬‬
‫وﺗﻜﻮن اﻟﺤﺎﺟﺔ" رواه أﺣﻤﺪ‪ ،‬واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪ ،‬واﻟﻄﺤﺎوي‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٥٨٨٠‬‬

‫‪١٤٣‬‬
 ‫وﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺗﻌﺠﻠﻮا اﻟﺤﺞ ‪ -‬ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ‪ -‬ﻓﺈن أﺣﺪﻛﻢ ﻻ ﯾﺪري ﻣﺎ ﯾﻌﺮض ﻟﮫ" رواه أﺣﻤﺪ‪ ،‬واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪،‬‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﻌﺮض ﻟﮫ ﻣﻦ ﻣﺮض أو ﺣﺎﺟﺔ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٢٩٥٤‬‬
‫وﺣﻤﻞ اﻷوﻟﻮن ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺪب‪ ،‬وأﻧﮫ ﯾﺴﺘﺤﺐ ﺗﻌﺠﯿﻠﮫ واﻟﻤﺒﺎدرة ﺑﮫ ﻣﺘﻰ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﻜﻠﻒ أداءه‪ ،‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ‬
‫ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫ﺷﺮوط وﺟﻮب اﻟﺤﺞ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺸﺘﺮط ﻟﻮﺟﻮب اﻟﺤﺞ‪ ،‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﺤﺮﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬اﻟﻌﻘﻞ ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬اﻟﺒﻠﻮغ‬ ‫‪ -١‬اﻹﺳﻼم‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ‬
‫ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﯿﮫ ھﺬه اﻟﺸﺮوط‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺞ‪ ،‬وذﻟﻚ أن اﻹﺳﻼم‪ ،‬واﻟﺒﻠﻮغ‪ ،‬واﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬ﺷﺮط اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻋﺒﺎدة‬
‫ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎدات‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬رُﻓِﻊَ اﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼث‪ :‬ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺼﺒﻲ‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾَﺸِﺐّ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻮه ﺣﺘﻰ ﯾﻌﻘﻞ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٣٥٠٨‬‬
‫واﻟﺤﺮﯾﺔ ﺷﺮط ﻟﻮﺟﻮب اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻋﺒﺎدة ﺗﻘﺘﻀﻲ وﻗﺘﺎً‪ ،‬وﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮭﺎ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺤﻘﻮق ﺳﯿﺪه وﻏﯿﺮ‬
‫ﻣﺴﺘﻄﯿﻊ ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺣﺞ اﻟﺒﯿﺖ ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎع إﻟﯿﮫ ﺳﺒﯿﻼً " ) آل ﻋﻤﺮان (‪.‬‬

‫ﺑﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ؟‬

‫ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﺷﺮط ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻮﺟﻮب ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟُﻤﻜﻠﱠﻒ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺪن‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﺞ ﻟﺸﯿﺨﻮﺧﺔ‪ ،‬أو زﻣﺎﻧﺔ أو ﻣﺮض ﻻ ﯾُﺮﺟﻰ ﺷﻔﺎؤه‪ ،‬ﻟﺰﻣﮫ إﺣﺠﺎج ﻏﯿﺮه ﻋﻨﮫ‬
‫إن ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺎل‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﺗﻜﻮن ا ﻟﻄﺮﯾﻖ آﻣﻨﺔ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺄﻣﻦ اﻟﺤﺎج ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺧﺎف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬أو وﺑﺎء‪ ،‬أو ﺧﺎف ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎﻟﮫ ﻣﻦ أن ﯾُﺴﻠﺐ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ إﻟﯿﮫ ﺳﺒﯿﻼً‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻠﺰاد واﻟﺮاﺣﻠﺔ‪ :‬واﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺰاد وھﻮ أن ﯾﻤﻠﻚ ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﮫ ذھﺎﺑﺎً وإﯾﺎﺑﺎً وﯾﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﯾﻌﻮﻟﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺆدي اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ‬
‫وﯾﻌﻮد ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺮاﺣﻠﺔ أن ﺗﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﺬھﺎب واﻹﯾﺎب ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺒﺮ أو اﻟﺒﺤﺮ‪ ،‬أو اﻟﺠﻮ ‪ ،‬وھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮫ اﻟﻤﺸﻲ ﻟﺒﻌﺪه ﻋﻦ ﻣﻜﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻘﺮﯾﺐ اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﮫ اﻟﻤﺸﻲ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌﺘﺒﺮ وﺟﻮد اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﯾﺒﺔ‬
‫ﯾُﻤﻜﻨﮫ اﻟﻤﺸﻲ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﯾﻤﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺤﺒﺲ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﺟﺎﺋﺮ ﯾﻤﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﮫ‪.‬‬

‫ﺣﺞ اﻟﺼﺒﻲ واﻟﻌﺒﺪ‬

‫ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻟﻜﻨﮭﻤﺎ إذا ﺣﺠﺎ ﺻﺢﱠ ﻣﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺰﺋﮭﻤﺎ ﻋﻦ ﺣﺠﺔ اﻹﺳﻼم‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬ﻗﺎل‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﯾﻤﺎ ﺻﺒﻲ ﺣﺞ ﺛﻢ ﺑﻠﻎ اﻟِﺤﻨْﺚَ )اﻟﺒﻠﻮغ( ﻓﻌﻠﯿﮫ أن ﯾﺤﺞ ﺣﺠﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬أﯾﻤﺎ ﻋﺒﺪ ﺣﺞ ﺛﻢ أﻋﺘﻖ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ‬
‫أن ﯾﺤﺞ ﺣﺠﺔ أﺧﺮى" رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٢٧٢٦‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺴﺎﺋﺐ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ‪ :‬ﺣﺞ أﺑﻲ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع‪ ،‬وأﻧﺎ اﺑﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﯿﻦ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل‪:‬‬
‫ﻗﺪ أﺟﻤﻊ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪ :‬ﻋﻠﻰ أن اﻟﺼﺒﻲ إذا ﺣﺞ ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺪرك ﻓﻌﻠﯿﮫ اﻟﺤﺞ إذا أدرك‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻤﻠﻮك إذا ﺣﺞ ﻓﻲ رﻗﮫ ﺛﻢ أﻋﺘﻖ ﻓﻌﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﺤﺞ إذا وﺟﺪ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺳﺒﯿﻼً‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ :‬ان اﻣﺮأة رﻓﻌﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﺒﯿﺎً‪ .‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬أﻟﮭﺬا ﺣﺞ؟ ﻗﺎل‬
‫‪" :‬ﻧﻌﻢ وﻟﻚ أﺟﺮ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺣﺠﺠﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻌﻨﺎ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺼﺒﯿﺎن‪ ،‬ﻓﻠﺒﯿﻨﺎ ﻋﻦ‬
‫اﻟﺼﺒﯿﺎن‪ ،‬ورﻣﯿﻨﺎ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ .‬ﺛﻢ إن ﻛﺎن اﻟﺼﺒﻲ ﻣﻤﯿﺰاً أﺣﺮم ﺑﻨﻔﺴﮫ وأدى ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﺤﺞ‪ ،‬وإﻻ أﺣﺮم ﻋﻨﮫ وﻟﯿﮫ‬
‫وﻟﺒﻰ ﻋﻨﮫ وﻃﺎف ﺑﮫ وﺳﻌﻰ‪ ،‬ووﻗﻒ ﺑﻌﺮﻓﺔ ‪ ،‬ورﻣﻰ ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫ﺣﺞ اﻟﻤﺮأة‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬ﺳﻮاء ﺑﺴﻮاء‪ ،‬إذا اﺳﺘﻮﻓﺖ ﺷﺮوط اﻟﻮﺟﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮھﺎ ‪ ،‬وﯾﺰاد‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮأة أن ﯾﺼﺤﺒﮭﺎ زوج أو ﻣﺤﺮم )أي ﻣﻦ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ ﻧﻜﺎﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺑﯿﺪ( ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪:‬‬
‫ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻻ ﯾَﺨْﻠُﻮَنﱠ رﺟﻞ ﺑﺎﻣﺮأة إﻻ وﻣﻌﮭﺎ ذو ﻣﺤﺮم‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺎﻓﺮ اﻟﻤﺮأة إﻻ ﻣﻊ ذي‬
‫ﻣﺤﺮم‪ ،‬ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ‪،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إن اﻣﺮأﺗﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺎﺟﺔ‪ ،‬وإﻧﻲ اﻛﺘﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﻛﺬا وﻛﺬا ‪ .‬ﻓﻘﺎل‪" :‬اﻧﻄﻠﻖ ﻓﺤُﺞّ ﻣﻊ‬
‫اﻣﺮأﺗﻚ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻤﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻓﻲ "ﺳُﺒﻞ اﻟﺴﻼم" ‪ " :‬وﻗﺎل ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ‪ :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻌﺠﻮز اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺮم" ‪ .‬وﻗﺪ اﺳﺘﺪل اﻟﻤﺠﯿﺰون ﻟﺴﻔﺮ‬
‫اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺮم وﻻ زوج ‪ -‬إذا وﺟﺪت رﻓﻘﺔ ﻣﺄﻣﻮﻧﺔ‪ ،‬أو ﻛﺎن اﻟﻄﺮﯾﻖ آﻣﻨﺎً ‪ -‬ﺑﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﺪيّ ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ﻗﺎل‪" :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ‬
‫أﻧﺎ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذ أﺗﺎه رﺟﻞ ﻓﺸﻜﺎ إﻟﯿﮫ ﻓﺎﻗﺔ‪ ،‬ﺛﻢ أﺗﺎه رﺟﻞ آﺧﺮ ﻓﺸﻜﺎ إﻟﯿﮫ ﻗﻄﻊ اﻟﺴﺒﯿﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ ﻋﺪي ھﻞ‬
‫رأﯾﺖَ اﻟِﺤﯿﺮة ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻟﻢ أرھﺎ‪ ،‬وﻗﺪ أﻧﺒﺌﺖ ﻋﻨﮭﺎ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺈن ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻚ ﺣﯿﺎة ﻟﺘﺮﯾﻦ اﻟﻈﻌﯿﻨﺔ ﺗﺮﺗﺤﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻮف‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺨﺎف إﻻ اﷲ"‪.‬‬

‫‪١٤٤‬‬
‫واﺳﺘﺪﻟﻮا أﯾﻀﺎً ﺑﺄن ﻧﺴﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺠﺠﻦ ﺑﻌﺪ أن أذن ﻟﮭﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺣﺠﺔ ﺣﺠﮭﺎ ‪ ،‬وﺑﻌﺚ ﻣﻌﮭﻦ‬
‫ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔّﺎن ‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف‪ .‬وﻛﺎن ﻋﺜﻤﺎن ﯾﻨﺎدي‪ :‬أﻻّ ﯾﺪﻧﻮ أﺣﺪ ﻣﻨﮭﻦ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﯿﮭﻦ‪ ،‬وھﻦ ﻓﻲ اﻟﮭﻮادج ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﺑﻞ‪.‬‬
‫وإذا ﺧﺎﻟﻔﺖ اﻟﻤﺮأة وﺣﺠﺖ‪ ،‬دون أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮭﺎ زوج أو ﻣﺤﺮم ﺻﺢ ﺣﺠﮭﺎ‪ .‬وﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺴﻼم‪ :‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ " :‬إﻧﮫ‬
‫ﯾﺼﺢ اﻟﺤﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة ﺑﻐﯿﺮ ﻣﺤﺮم‪ ،‬وﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع"‪.‬‬
‫وﺣﺎﺻﻠﮫ‪ :‬أن ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺞ ﻟﻌﺪم اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺮﯾﺾ‪ ،‬واﻟﻔﻘﯿﺮ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻀﻮب)اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻣﺮﺿﺎً ﻣﺰﻣﻨﺎً ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ‬
‫أداء اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ(‪ ،‬واﻟﻤﻘﻄﻮع ﻃﺮﯾﻘﮫ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﺑﻐﯿﺮ ﻣﺤﺮم‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬إذا ﺗﻜﻠﻔﻮا ﺷﮭﻮد اﻟﻤﺸﺎھﺪ أﺟﺰأھﻢ اﻟﺤﺞ‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ھﻮ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻛﺎ ﻟﺬي ﯾﺤﺞ ﻣﺎﺷﯿﺎً‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ھﻮ ﻣﺴﻲء ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺬي ﯾﺤﺞ ﺑﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﺗﺤﺞ ﺑﻐﯿﺮ‬
‫ﻣﺤﺮم‪ ،‬وإﻧﻤﺎ أﺟﺰأھﻢ‪ ،‬ﻷن اﻷھﻠﯿﺔ ﺗﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺼﯿﺔ إﻧﻤﺎ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬ﻻ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻘﺼﻮد‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ‪ :‬ﻟﻮ ﺗﺠﺸﻢ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻤﺸﻘﺔ‪ ،‬وﺳﺎر ﺑﻐﯿﺮ زاد وراﺣﻠﺔ ﻓﺤﺞ ﻛﺎن ﺣﺠﮫ ﺻﺤﯿﺤﺎً ﻣﺠﺰﺋﺎً‪.‬‬

‫اﺳﺘﺌﺬان اﻟﻤﺮأة زوﺟﮭﺎ‬

‫ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺴﺘﺄذن زوﺟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺤﺞ اﻟﻔﺮض‪ ،‬ﻓﺈن أذن ﻟﮭﺎ ﺧﺮﺟﺖ وإن ﻟﻢ ﯾﺄذن ﻟﮭﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮫ‪،‬‬
‫ﻷﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻣﻨﻊ اﻣﺮأﺗﮫ ﻣﻦ ﺣﺞ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻋﺒﺎدة وﺟﺒﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮق ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ‪،‬وﻟﮭﺎ أن ﺗﻌﺠﻞ ﺑﮫ‬
‫ﻟﺘﺒﺮيء ذﻣﺘﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﻨﻌﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻠﺤﻖ ﺑﮫ اﻟﺤﺞ اﻟﻤﻨﺬور‪ ،‬ﻷﻧﮫ واﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﺤﺠﺔ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وأﻣﺎ ﺣﺞ اﻟﺘﻄﻮع ﻓﻠﮫ ﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻨﮫ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻠﯿﮫ ﺣﺞ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻠﯿﮫ ﺣﺠﺔ اﻹﺳﻼم‪ ،‬أو ﺣﺠﺔ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻧﺬرھﺎ وﺟﺐ ﻋﻠﻰ وﻟﯿﮫ أن ﯾﺠﮭﺰ ﻣﻦ ﯾﺤﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻗﻀﺎء دﯾﻮﻧﮫ‪ .‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻣﺮأة ﻣﻦ ﺟُﮭﯿﻨﺔ ﺟﺎءت إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬إن أﻣﻲ‬
‫ﻧﺬرت أن ﺗﺤﺞ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﺤﺞ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ؟ أﻓﺄﺣﺞ ﻋﻨﮭﺎ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﺣﺠﻲ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬أرأﯾﺖ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ أﻣﻚ دﯾﻦ أﻛﻨﺖ ﻗﺎﺿﯿﺘﮫ ؟ اﻗﻀﻮا اﷲ‪ ،‬ﻓﺎﷲ أﺣﻖ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻟﺤﺞ ﻋﻦ اﻟﻤﯿﺖ‪ ،‬ﺳﻮاء أوﺻﻰ أم ﻟﻢ ﯾﻮص‪ ،‬ﻷن اﻟﺪﯾﻦ ﯾﺠﺐ ﻗﻀﺎؤه ﻣﻄﻠﻘﺎً‪ ،‬وﻛﺬا ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻘﻮق‬
‫اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﻛﻔﺎرة‪ ،‬أو زﻛﺎة‪ ،‬أو ﻧﺬر‪ ،‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ ،‬وزﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ‪ ،‬وأﺑﻮ ھﺮﯾﺮة‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬وﯾﺠﺐ إﺧﺮاج اﻷﺟﺮة ﻣﻦ‬
‫رأس اﻟﻤﺎل ﻋﻨﺪھﻢ‪ ،‬وﻇﺎھﺮ أﻧﮫ ﯾﻘﺪم ﻋﻠﻰ دﯾﻦ اﻵدﻣﻲ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻠﺤﺞ واﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻓﺎﷲ‬
‫أﺣﻖ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء"‪.‬‬

‫اﻟﺤﺞ ﻋﻦ اﻟﻐﯿﺮ‬
‫ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺴﺒﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﺞ ﺛﻢ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﺑﻤﺮض أو ﺷﯿﺨﻮﺧﺔ‪ ،‬ﻟﺰﻣﮫ إﺣﺠﺎج ﻏﯿﺮه ﻋﻨﮫ ﻷﻧﮫ أﯾﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﺞ ﺑﻨﻔﺴﮫ‬
‫ﻟﻌﺠﺰه ‪ ،‬ﻓﺼﺎر ﻛﺎﻟﻤﯿﺖ ﻓﯿﻨﻮب ﻋﻨﮫ ﻏﯿﺮه‪ .‬وﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ :‬أن اﻣﺮأة ﻣﻦ ﺧﺜﻌﻢ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬إن ﻓﺮﯾﻀﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺒﺎده ﻓﻲ اﻟﺤﺞ‪ ،‬أدرﻛﺖ أﺑﻲ ﺷﯿﺨﺎً ﻛﺒﯿﺮاً ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺣﻠﺔ‪ ،‬أﻓﺄﺣﺞ ﻋﻨﮫ ؟ ﻗﺎل ‪" :‬ﻧﻌﻢ"‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع ‪.‬‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮأة ﯾﺠﻮز ﻟﮭﺎ أن ﺗﺤﺞ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة‪ ،‬واﻟﺮﺟﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ أن ﯾﺤﺞ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄت‬
‫ﻧﺺ ﯾﺨﺎﻟﻒ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫إذا ﻋﻮﻓﻲ اﻟﻤﻌﻀﻮب )اﻟﺰﱠﻣِﻦُ اﻟﺬي ﻻ ﺣﺮاك ﻟﮫ(‬

‫إذا ﻋﻮﻓﻲ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺞ ﻋﻨﮫ ﻧﺎﺋﺒﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﻘﻂ اﻟﻔﺮض ﻋﻨﮫ وﻻ ﺗﻠﺰﻣﮫ اﻹﻋﺎدة‪ ،‬ﻟﺌﻼ ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻰ إﯾﺠﺎب ﺣﺠﺘﯿﻦ‪،‬‬
‫وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺣﻤﺪ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺠﻤﮭﻮر ‪ :‬ﻻ ﺗﺠﺰﺋﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﯿﺌﻮﺳﺎً ﻣﻨﮫ وأن اﻟﻌﺒﺮة ﺑﺎﻻﻧﺘﮭﺎء‪.‬‬
‫ورﺟﺢ اﺑﻦ ﺣﺰم اﻟﺮأي اﻷول‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻤﻦ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺤﺞ‪ ،‬راﻛﺒﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻣﺎﺷﯿﺎً ‪ ،‬وأﺧﺒﺮ أن‬
‫دﯾﻦ اﷲ ﯾُﻘﻀﻰ ﻋﻨﮫ ﻓﻘﺪ ﺗﺄدى اﻟﺪﯾﻦ ﺑﻼ ﺷﻚ وأﺟﺰأ ﻋﻨﮫ)ﺑﻔﻌﻞ ﻧﺎﺋﺒﮫ(‪.‬‬
‫ﻗﻠﺖ‪ :‬وﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﯿﮫ أن ﻣﺎ ﺳﻘﻂ وﺗﺄدى ﺑﻔﻌﻞ ﻧﺎﺋﺒﮫ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻌﻮد ﻓﺮﺿﮫ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﯿﺔ إﻻ ﺑﻨﺺ‪ ،‬وﻻ ﻧﺺ ھﮭﻨﺎ أﺻﻼً ﺑﻌﻮدﺗﮫ‪،‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺮأي اﻷول ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺼﻮاب ﻋﻨﺪي واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺷﺮط اﻟﺤﺞ ﻋﻦ اﻟﻐﯿﺮ‬

‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﯿﻤﻦ ﯾﺤﺞ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه أن ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﮫ اﻟﺤﺞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﻤﻊ رﺟﻼً ﯾﻘﻮل‪" :‬ﻟﺒﯿﻚ ﻋﻦ ﺷُﺒﺮﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬أﺣﺠﺠﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺤﺞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺣﺞ‬
‫ﻋﻦ ﺷﺒﺮﻣﺔ" رواه أﺑﻮ داود ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء )‪. (٩٩٤‬‬
‫وھﺬا ﻗﻮل أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪ :‬أﻧﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ أن ﯾﺤﺞ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﺞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻄﻠﻘﺎً‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻧﺬر اﻟﺤﺞ وﻋﻠﯿﮫ ﺣﺠﺔ اﻹﺳﻼم‪:‬‬

‫أﻓﺘﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ وﻋﻄﺎء ‪ :‬ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺒﺪأ ﺑﻔﺮﯾﻀﺔ اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻔﻲ ﺑﻨﺬره‪.‬‬

‫‪١٤٥‬‬
 ‫اﻟﺤﺞ ﻣﻦ ﻣﺎل ﺣﺮام ‪:‬‬
‫ﯾﺠﺰيء اﻟﺤﺞ إن ﻛﺎن اﻟﻤﺎل ﺣﺮاﻣﺎً وﯾﺄﺛﻢ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﺰيء‪ ،‬وھﻮ اﻷﺻﺢ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪ " :‬إن اﷲ ﻃﯿﺐ ﻻ ﯾﻘﺒﻞ إﻻ ﻃﯿﺒﺎً "‪.‬‬
‫أﯾﮭﻤﺎ أﻓﻀﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ‪ :‬اﻟﺮﻛﻮب أم اﻟﻤﺸﻲ ؟‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪ :‬ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ :‬اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮب واﻟﻤﺸﻲ ﻟﻠﺤﺠﺎج أﯾﮭﻤﺎ أﻓﻀﻞ ؟ ﻗﺎل اﻟﺠﻤﮭﻮر اﻟﺮﻛﻮب أﻓﻀﻞ‪ ،‬ﻟﻔﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻟﻜﻮﻧﮫ أﻋﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎء واﻻﺑﺘﮭﺎل ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رأى ﺷﯿﺨﺎً ﯾﮭﺎدى ) أي ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻰ ( ﺑﯿﻦ‬
‫اﺑﻨﯿﮫ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎل ھﺬا ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻧﺬر أن ﯾﻤﺸﻲ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻦ ﺗﻌﺬﯾﺐ ھﺬا ﻧﻔﺴﮫ ﻟﻐﻨﻲ‪ ،‬وأﻣﺮه أن ﯾﺮﻛﺐ"‪.‬‬

‫اﻟﺘﻜﺴﺐ واﻟﻤﻜﺎري ﻓﻲ اﻟﺤﺞ‬

‫ﻻ ﺑﺄس ﻟﻠﺤﺎج أن ﯾﺘﺎﺟﺮ‪ ،‬وﯾﺆاﺟﺮ وﯾﺘﻜﺴﺐ ‪ ،‬وھﻮ ﯾﺆدي أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪:" :‬إن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أول‬
‫اﻟﺤﺞ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﺒﺎﯾﻌﻮن ﺑﻤﻨﻰ وﻋﺮﻓﺔ‪ ،‬وﺳﻮق ذي اﻟﻤﺠﺎز )ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺠﻮار ﻋﺮﻓﺔ( وﻣﻮاﺳﻢ اﻟﺤﺞ ﻓﺨﺎﻓﻮا اﻟﺒﯿﻊ وھﻢ ﺣُﺮم‪.‬‬
‫ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺟُﻨﺎح أن ﺗﺒﺘﻐﻮا ﻓﻀﻼً ﻣﻦ رﺑﻜﻢ " ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﺤﺞ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺻﻔﺔُ ﺣَﺠَﺔِ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬

‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ :‬إن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻜﺚ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﯿﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﺞ‪ ،‬ﺛﻢ أذﱠنَ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس )‬
‫أي أﻋﻠﻤﮭﻢ ( ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮة‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺎج )ھﺬا اﻟﻌﺎم( ﻓﻘﺪم اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑَﺸَﺮٌ ﻛﺜﯿﺮ‪ ،‬ﻛﻠﮭﻢ ﯾﻠﺘﻤﺲ أن ﯾَﺄْﺗﻢﱠ‬
‫ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﯾﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻌﮫ ﺣﺘﻰ أﺗﯿﻨﺎ ذا اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ ) ﻣﻜﺎن ﻗﺮﯾﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ( ﻓﻮﻟﺪت أﺳﻤﺎء‬
‫ﺑﻨﺖ ﻋﻤﯿﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻠﺖْ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻛﯿﻒ أﺻﻨﻊ ؟ ﻗﺎل‪" :‬اﻏﺘﺴﻠﻲ‬
‫واﺳﺘﺜﻔﺮي ﺑﺜﻮب ) أي ﺿﻌﻲ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﺪم ( وأﺣﺮﻣﻲ" ﻓﺼﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ) وھﻮ ﺻﺎﻣﺖ (‬
‫أي ﻟﻢ ﯾُﻠﺐﱢ ‪.‬‬

‫اﻹﺣﺮام‪:‬‬
‫ﺛﻢ رﻛﺐ اﻟﻘﺼﻮاء ﺣﺘﻰ إذا اﺳـــﺘﻮت ﺑﮫ ﻧﺎﻗﺘـﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿــﺪاء )أھﻞ ﺑﺎﻟﺤﺞ( ] أي رﻓﻊ ﺻﻮﺗﮫ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ [‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ‪ :‬ﻓﻨﻈﺮت إﻟﻰ ﻣﺪ ﺑﺼﺮي ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻣﻦ راﻛﺐ وﻣﺎشٍ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﺴﺎره ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻣﻦ ﺧﻠﻔﮫ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ‪،‬‬
‫ورﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﯿﻦ أﻇﮭﺮﻧﺎ وﻋﻠﯿﮫ ﯾﻨﺰل اﻟﻘﺮآن‪ ،‬وھﻮ ﯾﻌﺮف ﺗﺄوﯾﻠﮫ‪ ،‬وﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺑﮫ ﻓﺄھﻞﱠ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ‪" :‬ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ‪ ،‬ﻟﺒﯿﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﯿﻚ‪ ،‬إن اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻚ واﻟﻤﻠﻚ‪ ،‬ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ" وأھﻞﱠ اﻟﻨﺎس ﺑﮭﺬا اﻟﺬي ﯾُﮭﻠﱠﻮن‬
‫ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾَﺮُدﱠ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻟﺰم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﻠﺒﯿﺘﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ‪ :‬ﻟﺴﻨﺎ ﻧﻨﻮي إﻻ اﻟﺤﺞ‪.‬‬

‫دﺧﻮل ﻣﻜﺔ واﻟﻄﻮاف‪) :‬ﻟﻠﻌﻤﺮة(‬

‫ﺣﺘﻰ إذا أﺗﯿﻨﺎ اﻟﺒﯿﺖ ﻣﻌﮫ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺮﻛﻦ ) وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ( ﻓَﺮَﻣَﻞَ ﺛﻼﺛﺎً وﻣﺸﻰ أرﺑﻌﺎً ﺛﻢ ﻧﻔﺬ إﻟﻰ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻓﻘﺮأ "واﺗﺨﺬوا ﻣﻦ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣُﺼﻠﻰ" ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻤﻘﺎم ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺒﯿﺖ ﻓﺼﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺘﯿﻦ‪" :‬ﻗﻞ‬
‫ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون" و "ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ" ‪ .‬ﺛﻢ ذھﺐ إﻟﻰ زﻣﺰم ﻓﺸﺮب ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬وﺻﺐ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻦ ﻓﺎﺳﺘﻠﻤﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ‪:‬‬

‫ﺛﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﺎب إﻟﻰ اﻟﺼﻔﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ دﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎ ﻗﺮأ‪" :‬إن اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﷲ" أﺑﺪأ ﺑﻤﺎ ﺑﺪأ اﷲ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺒﺪأ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﻔﺎ ﻓﺮﻗﻰ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﺣﺘﻰ رأى اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻮﺣﱠﺪ اﷲ وﻛﺒﱠﺮه وﻗﺎل "ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‬
‫وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه أﻧﺠﺰ وﻋﺪه وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪه‪ ،‬وھﺰم اﻷﺣﺰاب وﺣﺪه" ‪ .‬ﺛﻢ دﻋﺎ ﺑﯿﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻗﺎل ﻣﺜﻞ ھﺬا‬
‫ﺛﻼث ﻣﺮات‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﻧﺰل إﻟﻰ اﻟﻤﺮوة ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺼﺒﺖ ) أي اﻧﺤﺪرت ( ﻗﺪﻣﺎه ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻟﻮادي ﺳﻌﻰ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا ﺻﻌﺪﺗﺎ ﻣﺸﻰ ﺣﺘﻰ أﺗﻰ اﻟﻤﺮوة ‪ ،‬ﻓﻔﻌﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮوة ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ‪.‬‬

‫اﻷﻣﺮ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﺤﺞ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﺮة ‪:‬‬

‫ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن آﺧﺮ ﻃﻮاﻓﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮوة ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻮ أﻧﻲ اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻦ أﻣﺮي ﻣﺎ اﺳﺘﺪﺑﺮت ﻟﻢ أَﺳُﻖْ اﻟﮭﺪى وﺟﻌﻠﺘﮭﺎ ﻋﻤﺮة‪،‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻣﻨﻜﻢ ﻟﯿﺲ ﻣﻌﮫ ھﺪي ﻓَﻠـﯿَﺤﻞﱠ وﻟﯿﺠﻌﻠﮭﺎ ﻋﻤﺮة"‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬ﻓﻘﺎل ‪" :‬أﺣﻠﻮا ﻣﻦ إﺣﺮاﻣﻜﻢ‪ ،‬ﻓﻄﻮﻓﻮا ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة‪ ،‬وﻗﺼﱢﺮوا وأﻗﯿﻤﻮا ﺣﻼﻻً ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن ﯾﻮم‬
‫اﻟﺘﺮوﯾﺔ ﻓﺄھﻠﻮا ﺑﺎﻟﺤﺞ واﺟﻌﻠﻮا اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻢ ﺑﮭﺎ ﻣﺘﻌﺔ" ‪.‬‬

‫‪١٤٦‬‬
 ‫ﻓﻘﺎم ﺳﺮاﻗﺔ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺟﻌﺸُﻢ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ] )أرأﯾﺖ ﻋﻤﺮﺗﻨـــــﺎ ) وﻓﻲ ﻟﻔﻆ‪ :‬ﻣُـﻌﺘﻨﺎ( [ أَﻟِﻌﺎﻣِﻨﺎ ھﺬا أم ﻷﺑﺪٍ ؟ ﻓﺸﺒﻚ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺻﺎﺑﻌﮫ واﺣﺪة ﻓﻲ اﻷﺧﺮى وﻗﺎل‪" :‬دﺧﻠﺖْ اﻟﻌﻤﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﺞ "ﻣﺮﺗﯿﻦ" )إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ( ‪ ،‬ﻻ ﺑﻞ‬
‫ﻷﺑﺪ أﺑﺪ"‪.‬‬

‫ﺧﻄﺒﺘﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺘﺄﻛﯿﺪ اﻟﻔﺴﺦ‪:‬‬

‫ﻓﻘﺎم ﻓﺨﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﻓﺤﻤﺪ اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻘﺎل‪ " :‬أﺑِﺎﷲِ ﺗﻌﻠﻤﻮﻧﻲ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس ؟ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ أﻧﻲ أﺗﻘﺎﻛﻢ ﷲ وأﺻﺪﻗﻜﻢ وأﺑﺮﻛﻢ‬
‫اﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎ آﻣﺮﻛﻢ ﺑﮫ ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻮﻻ ھﺪﯾﻲ ﻟﺤﻠﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﺗَﺤِﻠﱡﻮن‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻣﻨﻲ ﺣﺮام ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﮭﺪي ﻣﺤﻠﮫ‪ ،‬وﻟﻮ اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻦ أﻣﺮي ﻣﺎ‬
‫اﺳﺘﺪﺑﺮت ﻟﻢ أﺳُﻖ اﻟﮭﺪي"‪.‬‬
‫ﻓﺤﻞﱠ اﻟﻨﺎس ﻛﻠﮭﻢ وﻗﺼﺮوا إﻻ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﮫ ھﺪي‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ھﺪي إﻻ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻃﻠﺤﺔ‪.‬‬

‫ﻗﺪوم ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ اﻟﯿﻤﻦ ‪:‬‬

‫وﻗﺪم ﻋﻠﻲّ ﺑِﺒُﺪْنٍ ) ﺟﻤﻊ ﺑَﺪَﻧَﺔ وھﻲ اﻹﺑﻞ ( إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪ ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﻤﻦ ﺣﻞﱠ ‪،‬‬
‫وﻟﺒﺴﺖ ﺛﯿﺎﺑﺎً ﺻﺒﯿﻐﺎً واﻛﺘﺤﻠﺖ ﻓﺄﻧﻜﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬إن أﺑﻲ أﻣﺮﻧﻲ ﺑﮭﺬا‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮاق ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻓﺬھﺒﺖ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣُﺤﺮﱢﺷﺎً ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻟﻠﺬي ﺻﻨﻌﺖ ﻣﺴﺘﻔﺘﯿﺎً ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻤﺎ ذﻛﺮتْ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮﺗُﮫ‬
‫أﻧﻲ أﻧﻜﺮتُ ذﻟﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪" :‬ﺻﺪﻗﺖْ‪ ،‬ﺻﺪﻗﺖْ" ‪ ،‬ﻣﺎذا ﻗﻠﺖ ﺣﯿﻦ ﻓﺮﺿّﺖَ اﻟﺤﺞ ؟ أي ﻧﻮﯾﺖ‪ .‬ﻗﺎل ﻋﻠﻲّ ‪ :‬ﻗﻠﺖ اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أھﻞ ﺑﻤﺎ أھﻞ‬
‫ﺑﮫ رﺳﻮﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻓﺈن ﻣﻌﻲ اﻟﮭﺪي ﻓﻼ ﺗﺤﻞ"‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻓﻜﺎن ﺟﻤﺎﻋﺔُ اﻟﮭﺪي اﻟﺬي ﻗﺪم ﺑﮫ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ اﻟﯿﻤﻦ‪ ،‬واﻟﺬي أﺗﻰ ﺑﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺎﺋﺔ )ﺑﺪﻧﺔ(‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ‪ :‬ﻓﺤﻞّ اﻟﻨﺎس ﻛﻠﮭﻢ وﻗﺼﺮوا إﻻ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﮫ ھﺪي‪.‬‬

‫اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻣﻨﻰ ﻣﺤﺮﻣﯿﻦ ‪:‬‬

‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻮم اﻟﺘﺮوﯾﺔ ﺗﻮﺟﮭﻮا إﻟﻰ ﻣِﻨﻰ ﻓﺄھﻠﻮا ﺑﺎﻟﺤﺞ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ دﺧﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻮﺟﺪھﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻘﺎل‪ " :‬ﻣﺎﺷﺄﻧﻚ ؟" ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺷﺄﻧﻲ أﻧﻲ‬
‫ﻗﺪ ﺣِﻀﺖُ‪ ،‬وﻗﺪ ﺣﻞّ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وﻟﻢ أﺣﻠﻞ ‪ ،‬وﻟﻢ أﻃﻒ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬واﻟﻨﺎس ﯾﺬھﺒﻮن إﻟﻰ اﻟﺤﺞ اﻵن‪ ،‬ﻓﻘﺎل " إن ھﺬا أﻣﺮ ﻛﺘﺒﮫ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎت‬
‫آدم‪ ،‬ﻓﺎﻏﺘﺴﻠﻲ ﺛﻢ أھِﻠﱢﻲ ﺑﺎﻟﺤﺞ‪ ،‬ﺛﻢ ﺣﺠﻲ واﺻﻨﻌﻲ ﻣﺎ ﯾﺼﻨﻊ اﻟﺤﺎج ﻏﯿﺮ أن ﻻ ﺗﻄﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ وﻻ ﺗﺼﻠﻲ" )ﻓﻔﻌﻠﺖ(‪" .‬ﻋﺰا اﻟﺸﯿﺦ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ] ﺣَﺠﺔُ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ [‪.‬‬
‫ورﻛﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺻﻠﻰ ﺑﮭﺎ )ﯾﻌﻨﻲ ﻣِﻨﻰ( اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ واﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء واﻟﻔﺠﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﻜﺚ‬
‫ﻗﻠﯿﻼً ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬وأﻣﺮ ﺑﻘﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺗُﻀﺮب ﻟﮫ ﺑﻨَﻤِﺮَة‪.‬‬

‫اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻋﺮﻓﺎت ‪:‬‬

‫ﻓﺴﺎر رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺸﻚ ﻗﺮﯾﺶ إﻻ أﻧﮫ واﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﯾﺶ ﺗﺼﻨﻊ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺟﺎز رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ أﺗﻰ ﻋﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪ اﻟﻘﺒﺔ ﻗﺪ ﺿﺮﺑﺖ ﻟﮫ ﺑﻨﻤﺮة ‪ ،‬ﻓﻨﺰل ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا زاﻏﺖ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮاء ﻓَﺮُﺣِﻠﺖْ ﻟﮫ‪ ) .‬أي ﺟُﻌﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺮﺣﻞ ( ‪.‬‬

‫اﻟﺮﺳﻮل ﯾﺨﻄﺐ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع‬

‫ﺧﻄﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺎت وﻗﺎل‪:‬‬
‫" إن دﻣﺎءﻛﻢ وأﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺣﺮام ﻋﻠﯿﻜﻢ‪ ،‬ﻛﺤﺮﻣﺔ ﯾﻮﻣﻜﻢ ھﺬا ‪ ،‬ﻓﻲ ﺷﮭﺮﻛﻢ ھﺬا‪ ،‬ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ھﺬا ‪ ،‬أﻻ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﺗﺤﺖ‬
‫ﻗﺪﻣﻲ ھﺎﺗﯿﻦ ﻣﻮﺿﻮع‪ ،‬ودﻣﺎء اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ‪ ،‬وإن أول دم أﺿﻊ ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻨﺎ دم اﺑﻦ رﺑﯿﻌﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ‪ -‬ﻛﺎن ﻣﺴﺘﺮﺿﻌﺎً ﻓﻲ ﺑﻨﻲ‬
‫ﺳﻌﺪ ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ ھُﺬﯾﻞ ‪ -‬ورﺑﺎ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻣﻮﺿﻮع‪ ،‬وأول رﺑﺎ أﺿﻊ رﺑﺎﻧﺎ‪ :‬رﺑﺎ ﻋﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻮﺿﻮع ﻛﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺎﺗﻘﻮا اﷲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻜﻢ أﺧﺬﺗﻤﻮھﻦ ﺑﺄﻣﺎن اﷲ‪ ،‬واﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﻓﺮوﺟﮭﻦ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﷲ‪ ،‬وإن ﻟﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﻦﱠ أن ﻻ ﯾﻮﻃﺌﻦ ﻓُﺮﺷﻜﻢ أﺣﺪاً ﺗﻜﺮھﻮﻧﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﻌﻠﻦ‬
‫ذﻟﻚ ﻓﺎﺿﺮﺑﻮھﻦ ﺿﺮﺑﺎً ﻏﯿﺮ ﻣﺒُﺮﱢح‪ ،‬وﻟﮭﻦ ﻋﻠﯿﻜﻢ رزﻗﮭﻦ‪ ،‬وﻛﺴﻮﺗﮭﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬وإﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻓﯿﻜﻢ ﻣﺎ ‪ -‬ﻟﻦ ﺗﻀﻠﻮا ﺑﻌﺪ ‪ -‬إن‬
‫اﻋﺘﺼﻤﺘﻢ ﺑﮫ ﻛﺘﺎب اﷲ‪ ،‬وأﻧﺘﻢ ﺗُﺴﺄﻟﻮن ﻋﻨﻲ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ أﻧﺘﻢ ﻗﺎﺋﻠﻮن ؟ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﺸﮭﺪ أﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﻠﱠﻐﺖَ وأدّﯾﺖ وﻧﺼﺤﺖ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺑﺄﺻﺒﻌﮫ اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ﯾﺮﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء‪ ،‬وﯾﻨُﻜِﺘُﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ اﺷﮭﺪ ‪ ..‬اﻟﻠﮭﻢ اﺷﮭﺪ )ﺛﻼث ﻣﺮات( )ﯾُﻨﻜِﺘُﮭﺎ‪ :‬ﯾﻤﯿﻠﮭﺎ(‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻣﻲ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ‪:‬‬
‫ﻟﺘﺄﺧﺬوا ﻋﻨﻲ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أدري ﻟﻌﻠﻲ ﻻ أﺣﺞ ﺑﻌﺪ ﺣﺠﺘﻲ ھﺬه‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﯾﻀﺎً‪ :‬وﯾﺤﻜﻢ أو ﻗﺎل وﯾﻠﻜﻢ ‪ -‬ﻻ ﺗﺮﺟﻌﻮا ﺑﻌﺪي ﻛﻔﺎراً ﯾﻀﺮب ﺑﻌﻀﻜﻢ رﻗﺎب ﺑﻌﺾ‪" .‬أﺧﺮج اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ‪.‬‬

‫ﯾُﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬

‫‪ .١‬ﺗﺤﺮﯾﻢ ﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﺒﺮﯾﺌﺔ ‪ ،‬وأﺧﺬ اﻷﻣﻮال ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ‪ ،‬وھﺬا ﺗﺄﻛﯿﺪ ﻟﺼﯿﺎﻧﺔ اﻟﻨﻔﻮس‪ ،‬واﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﺮدﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ‬
‫اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ‪ ،‬وھﻲ ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﻠﺤﺪة‪ ،‬وﻗﺪ ﻋﺮف اﻟﻨﺎس ﺑﻄﻼﻧﮭﺎ ﻓﺜﺎروا ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﯿﺘﺨﻠﺼﻮا ﻣﻨﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﺤﺮﯾﻢ أﺧﺬ اﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻤﺎل ﻗﻞﱠ أو ﻛَﺜُﺮ ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "وإن ﺗﺒﺘﻢ ﻓﻠﻜﻢ رؤوس أﻣﻮاﻟﻜﻢ" ‪.‬‬

‫‪١٤٧‬‬
 ‫‪ .٣‬ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻋﺎة ﺣﻖ اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬واﻟﻮﺻﯿﺔ ﺑﮭﻦ وﻣﻌﺎﺷﺮﺗﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎءت أﺣﺎدﯾﺚ ﻛﺜﯿﺮة ﺻﺤﯿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﯿﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬وﺑﯿﺎن ﺣﻘﻮﻗﮭﻦ‪ ،‬واﻟﺘﺤﺬﯾﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﺳﺘﺤﻼل ﻓﺮوج اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺎﻟﺰواج اﻟﺸﺮﻋﻲ ‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻓﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎب ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء"‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺰوﺟﺔ إدﺧﺎل أﺣﺪ ﯾﻜﺮھﮫ اﻟﺰوج ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن رﺟﻼً أﺟﻨﺒﯿﺎً ‪ ،‬أو اﻣﺮأة أو أﺣﺪاً ﻣﻦ ﻣﺤﺎرم اﻟﺰوﺟﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﮭﻲ‬
‫ﯾﺘﻨﺎول ﺟﻤﯿﻊ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮه اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾﻀﺮب زوﺟﺘﮫ ‪ -‬إذا ﺧﺎﻟﻔﺘﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻘﺪم ‪ -‬ﺿﺮﺑﺎً ﻟﯿﺲ ﺑﺸﺪﯾﺪ وﻻ ﺷﺎق‪ ،‬وﻻ ﺳﯿﻤﺎ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﺿﺮب اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬أو‬
‫ﺗﻘﺒﯿﺤﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت‪ ،‬وﻗﺪ ورد اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬وھﺬا ﻣﻦ ﻗﻮاﻣﺔ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ "اﻟﺮﺟﺎل ﻗﻮاﻣﻮن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﻀﱠﻞ اﷲ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ" )ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ‪.(٣٤‬‬
‫‪ .٧‬ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ اﻟﺬي ﻓﯿﮫ ﻋِﺰﱡ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻧﺼﺮھﻢ‪ ،‬واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑُﺴﻨﺔ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺒﯿﻨﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺮآن‪ ،‬وأن ﺳﺒﺐ ﺿﻌﻒ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﯿﻮم ھﻮ ﺗﺮﻛﮭﻢ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ وﺳُﻨﺔ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻧﺼﺮ ﻟﮭﻢ إﻻ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﯿﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﻮاﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﻋُﻠﻮ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﮫ‪ ،‬ﺣﯿﺚ رﻓﻊ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺻﺒﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﯿُﺸﮭﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﮫ ﺑﻠﱠﻎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﻓﯿﮭﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﺄﺧﺬ ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﺤﺞ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﺎ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ أﻗﻮاﻟﮫ وأﻓﻌﺎﻟﮫ ‪ ،‬وﺗﻘﺮﯾﺮه‪ ،‬وﻓﯿﮭﺎ إﺷﺎرة إﻟﻰ وداﻋﮫ‬
‫ﻷﺻﺤﺎﺑﮫ‪.‬‬
‫‪.١٠‬اﻟﺘﺤﺬﯾﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وھﻮ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﻌﻤﻠﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺨﺮج ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم وھﻮ ﻛﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫"ﺳِﺒﺎبُ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺴﻮق‪ ،‬وﻗﺘﺎﻟﮫ ﻛﻔﺮ" "ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬

‫اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻼﺗﯿﻦ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺔ‪:‬‬

‫ﺛﻢ أَذّن ﺑﻼل ‪ ،‬ﺛﻢ أﻗﺎم ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ ﺛﻢ أﻗﺎم ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬ﺛﻢ رﻛﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ أﺗﻰ اﻟﻤﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻞ ﺑﻄﻦ ﻧﺎﻗﺘﮫ اﻟﻘﺼﻮاء إﻟﻰ اﻟﺼﺨﺮات ] ﻓﻲ أﺳﻔﻞ ﺟﺒﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ [ ‪،‬وﺟﻌﻞ ﺣﺒﻞ اﻟﻤﺸﺎة ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ) أي‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻌﮭﻢ ( واﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻠﻢ ﯾﺰل واﻗﻔﺎً ﺣﺘﻰ ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ وذھﺒﺖ اﻟﺼﻔﺮة ﻗﻠﯿﻼً ﺣﺘﻰ ﻏﺎب اﻟﻘﺮص‪ ،‬وأردف أﺳﺎﻣﺔَ ﺧﻠﻔﮫ‪.‬‬

‫اﻹﻓﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺎت‪:‬‬
‫ودﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )وﻓﻲ رواﯾﺔ أﻓﺎض وﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ( ‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﻨﻖ ﻟﻠﻘﺼﻮاء اﻟﺰﻣﺎم ﺣﺘﻰ إن رأﺳﮭﺎ‬
‫ﻟﯿﺼﯿﺐ ﻣﻮرك رﺣﻠﮫ ) أي اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﯾﺜﻨﻲ اﻟﺮاﻛﺐ رﺟﻠﮫ ﻋﻠﯿﮫ ( وﯾﻘﻮل ﺑﯿﺪه اﻟﯿﻤﻨﻰ "أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ" ﻛﻠﻤﺎ أﺗﻰ‬
‫ﺣﺒﻼً ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺎل أرﺧﻰ ﻟﮭﺎ ﻗﻠﯿﻼً ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻌﺪ‪ ) .‬اﻟﺤﺒﻞ ‪ :‬أي اﻟﻤﺴﺘﻄﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ (‬

‫اﻟﻤﺒﯿﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ‪:‬‬
‫ﺣﺘﻰ إذا أﺗﻰ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﺑﺄذان واﺣﺪ وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ وﻟﻢ ﯾُﺴﺒﺢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﺛﻢ اﺿﻄﺠﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ‪ ،‬وﺻﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﺣﯿﻦ ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﺄذان وإﻗﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤَﺸْﻌَﺮِ اﻟﺤﺮام ‪:‬‬

‫ﺛﻢ رﻛﺐ اﻟﻘﺼﻮاء ﺣﺘﻰ أﺗﻰ اﻟﻤﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﺪﻋﺎه وﻛﺒﺮه وھﻠﻠﮫ ووﺣﺪه‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺰل واﻗﻔﺎً ﺣﺘﻰ أﺳﻔﺮ ﺟﺪاً‬
‫وﻗﺎل "وﻗﻔﺖ ھﮭﻨﺎ‪ ،‬واﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻮﻗﻒ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫اﻟﺪﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻟﺮﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮة ‪:‬‬

‫ﻓﺪﻓﻊ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬وأردف اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ ،‬وﻛﺎن رﺟﻼً ﺣﺴﻦ اﻟﺸَﻌْﺮ أﺑﯿﺾ وﺳﯿﻤﺎً‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ دﻓﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺮت ﺑﮫ ﻇُﻌﻦ ﯾﺠﺮﯾﻦ ) أي ﻧﺴﺎء ﯾﺠﺮﯾﻦ ( ﻓﻄﻔﻖ اﻟﻔﻀﻞ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﯿﮭﻦ‪ ،‬ﻓﻮﺿﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻔﻀﻞ‪ ،‬ﻓَﺤَﻮﱠلَ اﻟﻔﻀﻞ وﺟﮭﮫ إﻟﻰ اﻟﺸﻖ اﻵﺧﺮ ﯾﻨﻈﺮ ﻓَﺤَﻮﱠلَ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪه ﻣﻦ اﻟﺸﻖ‬
‫اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻔﻀﻞ‪ ،‬ﯾﺼﺮف وﺟﮭﮫ ﻣﻦ اﻟﺸﻖ اﻵﺧﺮ‪ ،‬ﺣﺘﻰ أﺗﻰ ﺑﻄﻦ ﻣُﺤَﺴﱢﺮٍ‪ ،‬ﻓﺤﺮك ﻗﻠﯿﻼً‪.‬‬

‫رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﻜﺒﺮى ‪:‬‬

‫ﺛﻢ ﺳﻠﻚ اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﻜﺒﺮى‪ ،‬ﺣﺘﻰ أﺗﻰ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺠﺮة ﻓﺮﻣﺎھﺎ )ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت(‬
‫ﯾُﻜﺒﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺣﺼﻰ اﻟﺨﺬف‪ ) .‬أي ﺑﻘﺪر اﻟﺤُﻤﺼﺔ اﻟﻜﺒﯿﺮة ( رﻣﻰ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ اﻟﻮادي ﯾﻘﻮل "ﻟﺘﺄﺧﺬوا ﻋﻨﻲ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ‬
‫ﻓﺈﻧﻰ ﻻ أدري ﻟﻌﻠﻲ ﻻ أﺣﺞ ﺑﻌﺪ ﺣﺠﺘﻲ ھﺬه"‪.‬‬

‫اﻟﻨﺤﺮ واﻟﺤﻠﻖ ‪:‬‬

‫ﺛﻢ اﻧﺼﺮف إﻟﻰ اﻟﻤَﻨْﺤﺮ ‪ ،‬ﻓﻨﺤﺮ ﺛﻼﺛﺎً وﺳﺘﯿﻦ )ﺑﺪﻧﺔ( ﺑﯿﺪه‪ ،‬ﺛﻢ أﻋﻄﻰ ﻋﻠﯿﺎً ﻓﻨﺤﺮ ﻣﺎ ﻏﺒﺮ )ﻣﺎ ﺑﻘﻲ( وأﺷﺮﻛﮫ ﻓﻲ ھﺪﯾﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ‬
‫أﻣﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺪﻧﺔ ﺑﺒﻀﻌﺔٍ‪ ،‬ﻓﺠُﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﺪر ﻓﻄﺒﺨﺖ‪ ،‬ﻓﺄﻛﻼ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﮭﺎ ‪ ،‬وﺷﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻗﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ‪ :‬ﻧﺤﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )ﻓﺤﻠﻖ( وﺟﻠﺲ ) ﺑﻤﻨﻰ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ( ﻟﻠﻨﺎس‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺷﻲء )ﻗُﺪم ﻗﺒﻞ‬
‫ﺷﻲء( إﻻ ﻗﺎل "ﻻ ﺣﺮج ﻻ ﺣﺮج" ) أي ﻻ ﺣﺮج ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪﯾﻢ واﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ( ‪.‬‬

‫‪١٤٨‬‬
 ‫اﻹﻓﺎﺿﺔ ﻟﻄﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ‪:‬‬
‫ﺛﻢ رﻛﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺄﻓﺎض إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ )ﻓﻄﺎﻓﻮا( ﻓﺼﻠــﻰ ﺑﻤﻜﺔ اﻟﻈﮭـﺮ‪ ،‬ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻨﻲ ﻋﺒـــﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ‬
‫ﯾﺴـﻘﻮن ﻋﻠﻰ زﻣــﺰم ﻓﻘﺎل‪ " :‬اﻧﺰﻋﻮا ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ‪ ،‬ﻓﻠﻮﻻ أن ﯾﻐﻠﺒﻜﻢ اﻟﻨﺎس ﻟﻨﺰﻋﺖ ﻣﻌﻜﻢ" ﻓﻨﺎوﻟﻮه دﻟﻮاً ﻓﺸﺮب ﻣﻨﮫ )رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮه ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ( ‪ ] .‬اﻧﻈﺮ ﺣﺠﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻠﻤﺤﺪث اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ [‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻤﺮة ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻹﺣﺮام ﻓﻲ إزار ورداء وﻟﺒﺴﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرة‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻹﺣﺮام ﻣﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت ﺑﺤﺞ أو ﻋﻤﺮة‪ ،‬أو ﺑﮭﻤﺎ‪ ،‬ورﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﺴﺦ اﻟﺤﺞ ﻣﻤﻦ ﻧﻮاه ﻣُﻔﺮداً ‪ ،‬أو ﻗَﺮَنَ إﻟﯿﮫ ﻋﻤﺮة وﻟﻢ ﯾَﺴُﻖ اﻟﮭﺪي )اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ(‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻃﻮاف اﻟﻘﺪوم ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻮاط ‪ ،‬واﻻﺿﻄﺒﺎع ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺮﱠﻣﻞُ ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷول ﻣﻨﮫ )اﻟﺮﻣﻞ‪ :‬اﻹﺳﺮاع‪ ،‬اﻻﺿْﻄِﺒﺎع‪ :‬ﻛﺸﻒ اﻟﻜﺘﻒ‬
‫اﻷﯾﻤﻦ(‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ‪ ،‬وﺗﻘﺒﯿﻠﮫ‪ ،‬أو اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ ‪ ،‬وﻣﺴﺢ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺻﻼة رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻮاف ﺧﻠﻒ اﻟﻤﻘﺎم إن ﺗﯿﺴﺮ ﻟﮫ أو ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﺑـ ‪ " " :‬ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون " و‬
‫"ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ"‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﺸﺮب ﻣﻦ ﻣﺎء زﻣﺰم‪ ،‬واﻟﺼﺐ ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأس ‪ ،‬واﻟﻌﻮد إﻟﻰ اﺳﺘﻼم اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد أو اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﯾﻘﻮل " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ"‪ .‬ﻻ‬
‫إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه‪ ،‬أﻧﺠﺰ وﻋﺪه‪ ،‬وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪه‪ ،‬وھﺰم اﻷﺣﺰاب وﺣﺪه‪ .‬وﯾﻘﻮل ﻣﺜﻞ ھﺬا ﺛﻼث ﻣﺮات ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﯿﻦ ذﻟﻚ راﻓﻌﺎً ﻛﻔﯿﮫ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻟﻤﺸﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ﺳﺒﻌﺎً‪ ،‬واﻟﮭﺮوﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﯿﻠﯿﻦ اﻷﺧﻀﺮﯾﻦ ﻟﻠﺮﺟﺎل اﻟﻘﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺮوﻟﺔ دون اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﯾﺤﺴﺐ‬
‫اﻟﺬھﺎب ﻣﺮة ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻮع ﻣﺮة‪ ،‬وﯾﻨﺘﮭﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺮوة‪.‬‬
‫‪.١٠‬اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮوة ‪ ،‬واﻟﺬﻛﺮ واﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ‪.‬‬
‫‪.١١‬ﺧﺘﻢ اﻟﺴﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮوة‪ ،‬وﺗﺤﻠﻞ اﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺺ اﻟﺸﻌﺮ ﻻ اﻟﺤﻠﻖ إذا ﻛﺎن وﻗﺖ اﻟﺤﺞ ﻗﺮﯾﺒﺎً وإﻻ ﻓﻠﯿﺤﻠﻖ رأﺳﮫ وﻟﯿﺤﺬر ﺣﻠﻖ‬
‫اﻟﻠﺤﯿﺔ ﻓﮭﻮ ﺣﺮام‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ‬

‫‪ .١‬اﻹﺣﺮام ﺑﺎﻟﺤﺞ ﯾﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﮫ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن دون اﻟﻤﯿﻘﺎت‪ ،‬واﻟﺨﺎرج ﻋﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت ﯾُﺤﺮم ﻣﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ ﻣﻨﻰ ﯾﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻤﺒﯿﺖ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وأداء اﻟﺼﻠﻮات ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ ﻗﺼﺮ اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺘﻮﺟﮫ ﯾﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ إﻟﻰ ﻋﺮﻓﺎت‪ ،‬واﻟﻮﻗﻮف ﺑﮭﺎ ﻧﮭﺎراً أو ﻟﯿﻼً واﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺟﻤﻊ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﻊ اﻟﻘﺼﺮ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﻄﺮاً واﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻘﺒﻠﺔ راﻓﻌﺎً ﯾﺪﯾﮫ ﯾﺪﻋﻮ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻹﻓﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺮوب إﻟﻰ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ ﻣُﻠﺒﯿﺎً‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﺟﻤﻊ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﻗﺼﺮ اﻟﻌﺸﺎء‪ ،‬ﺑﺄذان واﺣﺪ‪ ،‬وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ ﺑﺪون ﺻﻼة اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﺰدﻟﻔﺔ ﺑﺪون إﺣﯿﺎء اﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮام ‪ -‬واﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻣَﺸْﻌﺮ ‪ -‬ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ داﻋﯿﺎً ﺣﺎﻣﺪاً ﻣﻜﺒﺮاً ﻣﮭﻠﻼً ﺣﺘﻰ ﻇﮭﻮر ﻧﻮر اﻟﺼﺒﺎح‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻟﺘﻮﺟﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﻣِﻨﻰ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ‪.‬‬
‫‪.١٠‬اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﻜﺒﺮى ﺿُﺤَﻰً‪ ،‬ورﻣﯿﮭﺎ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت )ﻗﺪر اﻟﺤﻤﺼﺔ( واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة وﯾﻤﺘﺪ وﻗﺖ اﻟﺮﻣﻲ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫‪.١١‬ﺑﻌﺪ رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﻜﺒﺮى‪ ،‬واﻟﺤﻠﻖ أو اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﯾﻜﻮن اﻟﺘﺤﻠﻞ اﻷﺻﻐﺮ‪.‬‬
‫‪.١٢‬اﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﻘﺎرن واﻟﻤﺘﻤﺘﻊ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻤﺘﻌﯿﻦ ﻓﺼﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺳﺒﻌﺔ إذا رﺟﻊ ﻷھﻠﮫ‪.‬‬
‫‪.١٣‬ذﺑﺢ ﺷﺎة ﻋﻦ واﺣﺪ‪ ،‬أو ﺟﻤﻞ أو ﺑﻘﺮة ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ أو ﻣِﻨﻰ‪ ،‬واﻷﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬وﻣﺪة اﻟﺬﺑﺢ إﻟﻰ راﺑﻊ أﯾﺎم اﻟﻌﯿﺪ‪.‬‬
‫‪.١٤‬ﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺑﺪون رَﻣﻞ )إﺳﺮاع( وﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﺎس اﻹﺣﺮام ﻓﻼ ﯾﻜﺸﻒ ﻛﺘﻔﮫ واﻹﺣﻼل ﺑﻌﺪه اﻟﺤِﻞﱡ ﻛﻠﮫ‪.‬‬
‫‪.١٥‬اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻤﺘﻤﺘﻊ‪ ،‬وﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﻊَ ﻣﻦ اﻟﻘﺎرﻧﯿﻦ‪.‬‬
‫‪.١٦‬اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣِﻨﻰ‪ ،‬واﻟﻤﻜﺚ ﻓﯿﮭﺎ أﯾﺎم اﻟﻌﯿﺪ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺧﯿﺮة‪.‬‬
‫‪.١٧‬رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮات اﻟﺜﻼث ﻓﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﻦ أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ ﺑﻌﺪ اﻟﻈُﮭﺮ وﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﺑﺎﻟﺮﻣﻲ ﻋﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء ] ﻣﻦ ﺗَﻌﺠﱠﻞ ﻓﻲ ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻓﻼ‬
‫إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ وﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﻤﻦ اﺗﻘﻰ [ ‪.‬‬
‫‪.١٨‬اﻟﻄﻮاف ﻟﻠﻮداع واﺟﺐ‪ ،‬وﻓﻲ ﺗﺮﻛﮫ ذﺑﺢ ﺷﺎة‪.‬‬

‫اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ‬

‫‪١٤٩‬‬
 ‫اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ ﺟﻤﻊ ﻣﯿﻘﺎت ‪ .‬ﻛﻤﻮاﻋﯿﺪ وﻣﯿﻌﺎد‪ ،‬وھﻲ ﻣﻮاﻗﯿﺖ زﻣﺎﻧﯿﺔ وﻣﻮاﻗﯿﺖ ﻣﻜﺎﻧﯿﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ اﻟﺰﻣﺎﻧﯿﺔ‪ :‬ھﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺼﺢ ﺷﻲء ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ إﻻ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ "ﯾﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻷھﻠﺔ‬
‫ﻗﻞ ھﻲ ﻣﻮاﻗﯿﺖ ﻟﻠﻨﺎس واﻟﺤﺞ" ‪ .‬وﻗﺎل ‪" :‬اﻟﺤﺞ أﺷﮭﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت" أي وﻗﺖ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ أﺷﮭﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت‪.‬‬
‫واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺠﻤﻌﻮن ‪ :‬ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮاد ﺑﺄﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ ﺷﻮال‪ ،‬وذو اﻟﻘﻌﺪة‪ .‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ :‬ھﻞ ھﻮ ﺑﻜﺎﻣﻠﮫ ﻣﻦ أﺷﮭﺮ‬
‫اﻟﺤﺞ‪ ،‬أو ﻋﺸﺮةٌ ﻣﻨﮫ ؟ ﻓﺬھﺐ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس واﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد واﻷﺣﻨﺎف واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬وذھﺐ ﻣﺎﻟﻚ إﻟﻰ اﻷول‬
‫ورﺟﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ":‬اﻟﺤﺞ أﺷﮭﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت"‪.‬‬
‫وﻻﯾُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺮﯾﻦ‪ ،‬وﺑﻌﺾ آﺧﺮ أﺷﮭﺮ‪.‬‬
‫وأﯾﻀﺎً ﻓﺈن رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ‪ -‬وھﻮ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ ‪ -‬ﯾﻌﻤﻞ ﯾﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬وﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ‪ -‬وھﻮ ﻣﻦ ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺤﺞ‬
‫‪ -‬ﯾﻌﻤﻞ ﻓﻲ ذي اﻟﺤﺠﺔ ﻛﻠﮫ ﺑﻼ ﺧﻼف ﻣﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻓَﺼﺢﱠ أﻧﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ‪ .‬وﺛﻤﺮة اﻟﺨﻼف ﺗﻈﮭﺮ‪ ،‬ﻓﯿﻤﺎ وﻗﻊ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺤﺮ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻗﺎل ‪ :‬إن ذا اﻟﺤﺠﺔ ﻛﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ‪ .‬ﻗﺎل ﻟﻢ ﯾﻠﺰﻣﮫ دم اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ‪ .‬وﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﯿﺲ إﻻ اﻟﻌﺸﺮ ﻣﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﯾﻠﺰﻣﮫ دم اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ‪.‬‬

‫اﻹﺣﺮام ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻗﺒﻞ أﺷﮭﺮه ‪:‬‬

‫ذھﺐ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ ،‬وﺟﺎﺑﺮ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ اﻹﺣﺮام ﺑﺎﻟﺤﺞ إﻻ ﻓﻲ أﺷﮭﺮه‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺒﺨﺎري‪ :‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ ﺷﻮال‪ ،‬وذو اﻟﻘﻌﺪة‪ ،‬وﻋﺸﺮةٌ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ أن ﻻ ﯾﺤﺮم ﺑﺎﻟﺤﺞ إﻻ ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ‪.‬‬
‫وروى اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﯾﺼﺢ أن ﯾُﺤﺮم أﺣﺪ ﺑﺎﻟﺤﺞ إﻻ ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ اﻟﻤﻜﺎﻧﯿﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ اﻟﻤﻜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬ھﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﯾُﺤﺮِم ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺤﺞ أو اﻟﻌﻤﺮة‪ .‬وﻻ ﯾﺠﻮز ﻟِﺤﺎجٍ أو ﻣﻌﺘﻤﺮ أن ﯾﺘﺠﺎوزھﺎ‪ ،‬دون‬
‫أن ﯾُﺤﺮم ‪ ،‬وﻗﺪ ﺑﯿﻨﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻓﺠﻌﻞ ﻣﯿﻘﺎت أھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ "ذا اﻟﺤُﻠﯿﻔﺔ" )ﻣﻮﺿﻊ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﻣﻜﺔ ‪٤٥٠‬‬
‫ﻛﯿﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻟﮭﺎ( وَوَﻗﱠﺖَ )أي ﺣﺪد( ﻷھﻞ اﻟﺸﺎم "اﻟﺠُﺤْﻔَﺔ" )ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻨﮭﺎ ‪ ١٨٧‬ﻛﯿﻠﻮ‬
‫ﻣﺘﺮ(‪ .‬وھﻲ ﻗﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ "راﺑﻎ" و "راﺑﻎ" ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺑﯿﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ٢٠٤‬ﻛﯿﻠﻮ ﻣﺘﺮ‪ ،‬وﻗﺪ ﺻﺎرت راﺑﻎ ﻣﯿﻘﺎت أھﻞ ﻣﺼﺮ ‪ ،‬واﻟﺸﺎم‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻤﺮ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ذھﺎب ﻣﻌﺎﻟﻢ "ﺟﺤﻔﺔ"‪.‬‬
‫وﻣﯿﻘﺎت أھﻞ ﻧﺠﺪ "ﻗﺮن اﻟﻤﻨﺎزل" )ﺟﺒﻞ ﺷﺮﻗﻲ ﻣﻜﺔ ﯾُﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻓﺎت‪ ،‬ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﻣﻜﺔ ‪ ٩٤‬ﻛﯿﻠﻮ ﻣﺘﺮ( وﻣﯿﻘﺎت أھﻞ اﻟﯿﻤﻦ‬
‫"ﯾَﻠَﻤْﻠَﻢ" )ﺟﺒﻞ ﯾﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﻣﻜﺔ‪ ،‬ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻨﮭﺎ ‪ ٥٤‬ﻛﯿﻠﻮ ﻣﺘﺮ(‪.‬‬
‫وﻣﯿﻘﺎت أھﻞ اﻟﻌﺮاق "ذات ﻋِﺮق" )ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻤﻜﺔ‪ ،‬ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻨﮭﺎ ‪ ٩٤‬ﻛﯿﻠﻮ ﻣﺘﺮ(‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ "وﻗﱠﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ذا اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ وﻷھﻞ اﻟﺸﺎم اﻟﺠُﺤﻔﺔ‪ ،‬وﻷھﻞ ﻧﺠﺪ ﻗﺮن‬
‫اﻟﻤﻨﺎزل وﻷھﻞ اﻟﯿﻤﻦ ﯾﻠﻤﻠﻢ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓَﮭُﻦﱠ ﻟﮭﻦﱠ وﻟﻤﻦ أﺗﻰ ﻋﻠﯿﮭﻦﱠ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أَھﻠِﮭِﻦﱠ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن دوﻧﮭﻦ ﻓﻤﮭﻠﮫ‬
‫ﻣﻦ أھﻠﮫ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ أھﻞ ﻣﻜﺔ ﯾﮭﻠﻮن ﻣﻨﮭﺎ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ھﺬه ھﻲ اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ اﻟﺘﻲ ﻋَﯿﱠﻨﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻲ ﻣﻮاﻗﯿﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻦ أھﻞ ﺗﻠﻚ‬
‫اﻟﺠﮭﺎت أم ﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﻼﻣﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﻮﻟﮫ‪" :‬ھﻦ ﻟﮭﻦ وﻟﻤﻦ أﺗﻰ ﻋﻠﯿﮭﻦ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أھﻠﮭﻦ ﻟﻤﻦ أراد اﻟﺤﺞ أو‬
‫اﻟﻌﻤﺮة"‪ .‬أي أن ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ ﻷھﻞ اﻟﺒﻼد اﻟﻤﺬﻛﻮرة وﻟﻤﻦ ﻣﺮ ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﻛﺎن ﺑﻤﻜﺔ وأراد اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻓﻤﯿﻘﺎﺗﮫ ﻣﻨﺎزل ﻣﻜﺔ‪ .‬وإن أراد اﻟﻌﻤﺮة‪ ،‬ﻓﻤﯿﻘﺎﺗﮫ اﻟﺤﻞ‪ ،‬ﻓﯿﺨﺮج إﻟﯿﮫ وﯾﺤﺮم ﻣﻨﮫ وأدﻧﻰ ذﻟﻚ‬
‫"اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ" وﻣﻦ ﻛﺎن ﺑﯿﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت وﺑﯿﻦ ﻣﻜﺔ‪ ،‬ﻓﻤﯿﻘﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم‪ :‬وﻣﻦ ﻛﺎن ﻃﺮﯾﻘﮫ ﻻ ﺗﻤﺮ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ ﻓﻠﯿﺤﺮم ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺷﺎء‪ ،‬ﺑﺮاً أو ﺑﺤﺮاً‪.‬‬

‫اﻹﺣﺮام ﻗﺒﻞ اﻟﻤﯿﻘﺎت‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬أﺟﻤﻊ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ أﺣﺮم ﻗﺒﻞ اﻟﻤﯿﻘﺎت أﻧﮫ ﻣﺤﺮم‪ ،‬وھﻞ ﯾﻜﺮه ؟ ﻗﯿﻞ ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻷن ﻗﻮل اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪:‬‬
‫"وَﻗّﺖَ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ذا اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ" ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺎﻹھﻼل ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ‪.‬‬

‫اﻹﺣﺮام‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ‪ :‬ھﻮ ﻧﯿﺔ أﺣﺪ اﻟﻨﱡﺴُﻜَﯿْﻦ ‪ :‬اﻟﺤﺞ ‪ ،‬أو اﻟﻌﻤﺮة‪ ،‬أو ﻧﯿﺘﮭﻤﺎ ﻣﻌﺎً‪ :‬وھﻮ رﻛﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﺎ أﻣﺮوا إﻻ ﻟﯿﻌﺒﺪوا اﷲ‬
‫ﻣﺨﻠﺼﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﺪﯾﻦ "‪ .‬وﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ اﻣﺮيء م ﻧﻮى" واﻟﻨﯿﺔ ﻣﺤﻠﮭﺎ‬
‫اﻟﻘﻠﺐ وﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺘﻠﻔﻆ ﺑﮭﺎ‪.‬‬

‫آداﺑﮫ‪ :‬ﻟﻺﺣﺮام آداب ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻣﺮاﻋﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ‪ :‬وﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺘﻘﻠﯿﻢ اﻷﻇﺎﻓﺮ‪ ،‬وﻗﺺ اﻟﺸﺎرب‪ ،‬وﻧﺘﻒ اﻹﺑﻂ‪ ،‬وﺣﻠﻖ اﻟﻌﺎﻧﺔ‪ ،‬واﻟﻮﺿﻮء أو اﻻﻏﺘﺴﺎل‪ ،‬وھﻮ أﻓﻀﻞ‪ .‬وﺗﺴﺮﯾﺢ‬
‫اﻟﻠﺤﯿﺔ‪ ،‬وﺷﻌﺮ اﻟﺮأس‪.‬‬

‫‪١٥٠‬‬
 ‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﱡﻨﱠﺔ أن ﯾﻐﺘﺴﻞ إذا أراد اﻹﺣﺮام‪ ،‬وإذا أراد دﺧﻮل ﻣﻜﺔ‪ .‬رواه اﻟﺒﺰار واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬اﻟﻨﻔﺴﺎء واﻟﺤﺎﺋﺾ ﺗﻐﺘﺴﻞ وﺗُﺤﺮم‪ ،‬وﺗﻘﻀﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ‬
‫ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﮭﺮ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺘﺠﺮد‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺜﯿﺎب اﻟﻤﺨﯿﻄﺔ وﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﻲ اﻹﺣﺮام‪ ،‬وھﻤﺎ رداء ﯾﻠﻒ اﻟﻨﺼﻒ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺒﺪن‪ ،‬دون اﻟﺮأس ‪ ،‬وإزار ﯾﻠﻒ ﺑﮫ‬
‫اﻟﻨﺼﻒ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻨﮫ‪ .‬وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮﻧﺎ أﺑﯿﻀﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن اﻷﺑﯿﺾ أﺣﺐ اﻟﺜﯿﺎب إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬اﻧﻄﻠﻖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗَﺮﺟﱠﻞ‪ ،‬وادﱠھَﻦَ‪ ،‬وﻟﺒﺲ إزاره ورداءه‪ ،‬ھﻮ‬
‫وأﺻﺤﺎﺑﮫ‪ .‬اﻟﺤﺪﯾﺚ رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻟﺒﺎﺳﮭﺎ وﺟﻠﺒﺎﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺘﻄﯿّﺐ ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺒﺪن واﻟﺜﯿﺎب‪ ،‬وإن ﺑﻘﻲ أﺛﺮه ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺪ اﻹﺣﺮام‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪" :‬ﻛﺄﻧﻲ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ وﺑﯿﺾ )أي ﺑﺮﯾﻖ( اﻟﻄﯿﺐ ﻓﻲ ﻣﻔﺮق رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ‬
‫ﻣﺤﺮم" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وروﯾﺎ ﻋﻨﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪":‬ﻛﻨﺖ أُﻃَﯿﱢﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻹﺣﺮاﻣﮫ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺤﺮم‪،‬‬
‫وﻟﺤِﻠﮫِ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ"‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺻﻼة رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﺬي اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ‪:‬ﻟﺒﺮﻛﺔ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن إن ﻛﺎن ﻣﯿﻘﺎﺗﮫ ذا اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺮﻛﻊ ﺑﺬي اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ رﻛﻌﺘﯿﻦ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وذو اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ ھﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﺣﺮم ﻣﻨﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪.‬‬

‫أﻧﻮاع اﻹﺣﺮام‬
‫اﻹﺣﺮام ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻗﺮان ‪ -٢‬وﺗﻤﺘﻊ‪ -٣ .‬وإﻓﺮاد‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻘﺮان‪:‬‬
‫أن ﯾُﺤﺮم ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﯿﻘﺎت ﺑﺎﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ﻣﻌﺎً‪ .‬وﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ‪" :‬ﻟﺒﯿﻚ ﺑﺤﺞ وﻋﻤﺮة"‪ .‬وھﺬا ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺑﻘﺎء اﻟﻤﺤﺮم ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻔﺔ اﻹﺣﺮام إﻟﻰ أن ﯾﻔﺮغ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻤﺮة واﻟﺤﺞ ﺟﻤﯿﻌﺎً‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻤﺘﻊ‪:‬‬
‫واﻟﺘﻤﺘﻊ‪ :‬ھﻮ اﻻﻋﺘﻤﺎر ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺤﺞ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﮫ اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺮ ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫وﺻﻔﺔ اﻟﺘﻤﺘﻊ‪ :‬أن ﯾُﺤﺮم ﻣﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة وﺣﺪھﺎ‪ ،‬وﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ‪" :‬ﻟﺒﯿﻚ ﺑﻌﻤﺮة"‪ .‬وھﺬا ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻹﺣﺮام‪،‬‬
‫وﯾﺤﻠﻖ ﺷﻌﺮه أو ﯾﻘﺼﺮه‪ ،‬وﯾﺘﺤﻠﻞ ﻓﯿﺨﻠﻊ ﺛﯿﺎب اﻹﺣﺮام وﯾﻠﺒﺲ ﺛﯿﺎﺑﮫ اﻟﻤﻌﺘﺎدة وﯾﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻹﺣﺮام‪ ،‬إﻟﻰ أن‬
‫ﯾﺠﻲء ﯾﻮم اﻟﺘﺮوﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺮم ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻟﺤﺞ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪ :‬واﻟﺬي ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻟﺠﻤﮭﻮر‪ :‬أن اﻟﺘﻤﺘﻊ أن ﯾﺠﻤﻊ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﯿﻦ ا ﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ﻓﻲ ﺳﻔﺮ واﺣﺪ ﻓﻲ أﺷﮭﺮ‬
‫اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻓﻲ ﻋﺎم واﺣﺪ‪ ،‬وأن ﯾﻘﺪم اﻟﻌﻤﺮة وأن ﯾﻜﻮن ﻣﻜﯿﺎً‪.‬‬
‫ﻓﻤﺘﻰ أﺧﻞ ﺷﺮط ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺘﻤﺘﻌﺎً‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻹﻓﺮاد‪:‬‬
‫واﻹﻓﺮاد أن ﯾُﺤﺮم ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺤﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت ﺑﺎﻟﺤﺞ وﺣﺪه‪ ،‬وﯾﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ‪" :‬ﻟﺒﯿﻚ ﺑﺤﺞ" وﯾﺒﻘﻰ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﮭﻲ أﻋﻤﺎل‬
‫اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻌﺘﻤﺮ ﺑﻌﺪ إن ﺷﺎء‪.‬‬

‫أي أﻧﻮاع اﻟﻨﺴﻚ أﻓﻀﻞ ؟‬

‫اﻋﻠﻢ أن ﺣﺞ اﻟﺘﻤﺘﻊ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺮان وﻣﻦ اﻹﻓﺮاد‪ .‬وھﺬا ھﻮ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﯿﺴﺮ ‪ ،‬واﻷﺳﮭﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس‪ .‬وھﻮ اﻟﺬي ﺗﻤﻨﺎه‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻨﻔﺴﮫ وأﻣﺮ ﺑﮫ أﺻﺤﺎﺑﮫ )ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﻖ اﻟﮭﺪي( وأﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﺎق اﻟﮭﺪي ﻛﺎن اﻟﻘﺮان ﻓﻲ ﺣﻘﮫ واﺟﺒﺎً‬
‫ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﻗﺎل‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬أھﻠﻠﻨﺎ ‪ -‬أﺻﺤﺎب ﻣﺤﻤﺪ ‪ - -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﺞ ﺧﺎﻟﺼﺎً وﺣﺪه‪ ،‬ﻓﻘﺪم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻُﺒْﺢَ راﺑﻌﺔ ﻣﻀﺖ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ أن ﻧﺤﻞّ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﺣﻠﻮا وأﺻﯿﺒﻮا‬
‫اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻌﺰم ﻋﻠﯿﮭﻢ )أي ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ ذﻟﻚ( وﻟﻜﻦ أﺣﻠﮭﻦ ﻟﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻘﻠﻨﺎ‪ :‬ﻟﻤّﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ ﻋﺮﻓﺔ إﻻ ﺧﻤﺲ أﻣﺮﻧﺎ ﻧُﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﻧﺴﺎﺋﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻨﺄﺗﻲ ﻋﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺗﻘﻄﺮ ﻣﺬاﻛﯿﺮﻧﺎ اﻟﻤﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ أﻧﻲ أﺗﻘﺎﻛﻢ ﷲ‪ ،‬وأﺻﺪﻗﻜﻢ‪ ،‬وأﺑﺮﻛﻢ‪ ،‬وﻟﻮﻻ ھﺪﯾﻲ ﻟﺤﻠﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻠﻮن‪ ،‬وﻟﻮ‬
‫اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻦ أﻣﺮي ﻣﺎ اﺳﺘﺪﺑﺮت ﻟﻢ أﺳﻖ اﻟﮭﺪي‪ ،‬ﻓﺤﻠﻮا‪ ،‬ﻓﺤﻠﻠﻨﺎ‪ ،‬وﺳﻤﻌﻨﺎ ‪ ،‬وأﻃﻌﻨﺎ"‪.‬‬

‫ﺟﻮاز إﻃﻼق اﻹﺣﺮام‬

‫ﻣﻦ أﺣﺮم إﺣﺮاﻣﺎً ﻣﻄﻠﻘﺎً‪ ،‬ﻗﺎﺻﺪاً أداء ﻣﺎ ﻓﺮض اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أن ﯾُﻌﯿﻦ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ھﺬه اﻷﻧﻮاع اﻟﺜﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻟﻌﺪم ﻣﻌﺮﻓﺘﮫ ﺑﮭﺬا‬
‫اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ‪ ،‬ﺟﺎز وﺻﺢ إﺣﺮاﻣﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ :‬وﻟﻮ أھﻞ وﻟﺒﻰ ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﻨﺎس ‪ -‬ﻗﺼﺪاً ﻟﻠﻨﺴﻚ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﺴَﻢﱢ ﺷﯿﺌﺎً ﺑﻠﻔﻈﮫ‪ ،‬وﻻ ﻗﺼﺪ ﺑﻘﻠﺒﮫ‪ ،‬ﻻ ﺗﻤﺘﻌﺎً ‪ ،‬وﻻ إﻓﺮاداً ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﻗﺮاﻧﺎً‪ ،‬ﺻﺢ ﺣﺠﮫ أﯾﻀﺎً‪ .‬وﻓﻌﻞ واﺣﺪاً ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ‪.‬‬

‫‪١٥١‬‬
 ‫ﻃﻮاف اﻟﻘﺎرن واﻟﻤﺘﻤﺘﻊ وﺳﻌﯿﮭﻤﺎ وأﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻷھﻞ اﻟﺤﺮم إﻻ اﻹﻓﺮاد‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﮫ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺤﺞ ؟ ﻓﻘﺎل‪ :‬أھﻞ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮون‪ ،‬واﻷﻧﺼﺎر ‪ ،‬وأزواج اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع‪ ،‬وأھﻠﻠﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻣﻜﺔ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﺟﻌﻠﻮا إھﻼﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻤﺮة إﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺪ اﻟﮭﺪي‬
‫وﻃﻔﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ وﺑﺎﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة‪ ،‬وأﺗﯿﻨﺎ اﻟﻨﺴﺎء وﻟﺒﺴﻨﺎ اﻟﺜﯿﺎب‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﻣﻦ ﻗﻠﺪ اﻟﮭﺪي ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﮭﺪي ﻣﺤﻠﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ‬
‫أﻣﺮﻧﺎ ﻋﺸﯿﺔ اﻟﺘﺮوﯾﺔ أن ﻧﮭﻞ ﺑﺎﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﺟﺌﻨﺎ ﻓﻄﻔﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺣﺠﻨﺎ وﻋﻠﯿﻨﺎ اﻟﮭﺪي ﻛﻤﺎ‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻤﻦ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة إﻟﻰ اﻟﺤﺞ ﻓﻤﺎ اﺳﺘﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﮭﺪي ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺳﺒﻌﺔ إذا رﺟﻌﺘﻢ‬
‫" إﻟﻰ أﻣﺼﺎرﻛﻢ )أي أوﻃﺎﻧﻜﻢ( اﻟﺸﺎة ﺗﺠﺰيء‪ ،‬ﻓﺠﻤﻌﻮا ﻧُﺴُﻜﯿﻦ ﻓﻲ ﻋﺎم‪ ،‬ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة‪ .‬ﻓﺈن اﷲ أﻧﺰﻟﮫ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ وﺳﻨﮫ ﻧﺒﯿﮫ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وأﺑﺎﺣﮫ ﻟﻠﻨﺎس ﻏﯿﺮ أھﻞ ﻣﻜﺔ‪ .‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ذﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أھﻠﮫ ﺣﺎﺿﺮي اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام"‪ .‬وأﺷﮭﺮ‬
‫اﻟﺤﺞ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﺷﻮال‪ ،‬وذو اﻟﻘﻌﺪة وذو اﻟﺤﺠﺔ" ﻓﻤﻦ ﺗﻤﺘﻊ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺷﮭﺮ ﻓﻌﻠﯿﮫ دم أو ﺻﻮم‪ ،‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن أھﻞ اﻟﺤﺮم ﻻ ﻣﺘﻌﺔ ﻟﮭﻢ وﻻ ﻗﺮان‪ ،‬وأﻧﮭﻢ ﯾﺤﺠﻮن ﺣﺠﺎً ﻣﻔﺮداً وﯾﻌﺘﻤﺮون ﻋﻤﺮة ﻣﻔﺮدة‪،‬‬
‫وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس وأﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪":‬ذﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أھﻠﮫ ﺣﺎﺿﺮي اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام"‪ .‬وﯾﺮى ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬
‫وأﺣﻤﺪ أن ﻟﻠﻤﻜﻲ أن ﯾﺘﻤﺘﻊ وﯾﻘﺮن ﺑﺪون ﻛﺮاھﺔ وﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻣﻦ ھﻢ ﺣﺎﺿﺮو اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام‪:‬‬

‫ﻓﻘﺎل ﻣﺎﻟﻚ‪ :‬ھﻢ أھﻞ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﯿﻨﮭﺎ‪ ،‬وھﻮ ﻗﻮل اﻷﻋﺮج واﺧﺘﺎره اﻟﻄﺤﺎوي ورﺟﺤﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس وﻃﺎووس وﻃﺎﺋﻔﺔ‪ :‬ھﻢ أھﻞ اﻟﺤﺮم‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ‪ :‬وھﻮ اﻟﻈﺎھﺮ‪.‬‬
‫وﻓﯿﮫ‪ :‬أن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻤﺘﻊ أن ﯾﻄﻮف وﯾﺴﻌﻰ ﻟﻠﻌﻤﺮة أوﻻ‪ ،‬وﯾﻐﻨﻲ ھﺬا ﻋﻦ ﻃﻮاف اﻟﻘﺪوم اﻟﺬي ھﻮ ﻃﻮاف اﻟﺘﺤﯿﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻄﻮف ﻃﻮاف‬
‫اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬وﯾﺴﻌﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪه‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻘﺎرن ﻓﻠﮫ أن ﯾﻄﻮف وﯾﺴﻌﻰ ﻟﻠﻌﻤﺮة أوﻻً ﺛﻢ ﯾﻄﻮف ﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﻌﻰ‪ ،‬وﯾﻜﻔﯿﮫ اﻟﺴﻌﻲ اﻷول‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ أن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻤﺘﻊ واﻟﻘﺎرن ھﺪﯾﺎً‪ ،‬وأﻗﻠﮫ ﺷﺎة‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ھﺪﯾﺎً ﻓﻠﯿﺼﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺞ‪ ،‬وﺳﺒﻌﺔ إذا رﺟﻊ إﻟﻰ أھﻠﮫ‪.‬‬
‫واﻷَوﻟﻰ أن ﯾﺼﻮم اﻷﯾﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ﻗﺒﻞ ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺟﻮﱠز ﺻﯿﺎﻣﮭﺎ ﻣﻦ أول ﺷﻮال‪ ،‬ﻣﻨﮭﻢ‪ :‬ﻃﺎووس وﻣﺠﺎھﺪ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﯾﺼﻤْﮭﺎ‪ ،‬أو ﯾﺼﻢ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﯿﺪ‪ ،‬ﻓﻠﮫ أن ﯾﺼﻮﻣﮭﺎ ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ‪ .‬ﻟﻘﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ واﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ":‬ﻟﻢ‬
‫ﯾﺮﺧﱢﺺ ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ أن ﯾُﺼَﻤْﻦَ ‪ ،‬إﻻ ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﺠﺪ اﻟﮭﺪي " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫وإذا ﻓﺎﺗﮫ ﺻﯿﺎم اﻷﯾﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻟﺰﻣﮫ ﻗﻀﺎؤھﺎ ‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﺴﺒﻌﺔ أﯾﺎم ‪ ،‬ﻓﻘﯿﻞ ‪ :‬ﯾﺼﻮﻣﮭﺎ إذا رﺟﻊ إﻟﻰ وﻃﻨﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﺘﺎﺑﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺻﯿﺎم ھﺬه اﻷﯾﺎم اﻟﻌﺸﺮ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ‬

‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﻌﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﯾﺎ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﺞﱠ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻠﯿُﮭﻞﱠ ﺑﻌﻤﺮة‬
‫ﻓﻲ ﺣﺠﺔ " رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪ ] .‬ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻓﻠﯿﮭﻞ ‪ :‬أي ﯾﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﮫ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ [ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﻧﻮى اﻟﻨﺴﻚ وﻟﻢ ﯾُﻠﺐﱢ ‪ ،‬ﺻﺢ ﻧﺴﻜﮫ ‪ ،‬دون أن ﯾﻠﺰﻣﮫ ﺷﻲء ‪ ،‬ﻷن اﻹﺣﺮام ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻨﯿﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻔﻈﮭﺎ ‪ :‬روى ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ :‬أن ﺗﻠﺒﯿﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ ‪،‬‬
‫ﻟﺒﯿﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﯿﻚ‪ ،‬إن اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻚ واﻟﻤُﻠﻚ ‪ ،‬ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ " ] ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺒﯿﻚ‪ :‬أي دوﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻚ وإﻗﺎﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ‬
‫ﻣﺮة [‪.‬‬

‫ﻓﻀﻠﮭﺎ ‪ :‬ﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﯾﻠﺒﻲ إﻻ ﻟﺒﻰ ﻣﻦ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ وﺷﻤﺎﻟﮫ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﺠﺮ‬
‫‪ ،‬أو ﺷﺠﺮ ‪ ،‬أو ﻣَﺪَرٍ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻄﻊ اﻷرض ﻣﻦ ھﺎ ھﻨﺎ وھﺎ ھﻨﺎ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ‪] .‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻣَﺪَر ‪ :‬أي اﻟﺤﺼﻰ [ ‪.‬‬
‫اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺠﮭﺮ ﺑﮭﺎ ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳُﺌﻞ ‪ :‬أي اﻟﺤﺞ أﻓﻀﻞ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬اﻟﻌَﺞﱡ واﻟﺜَﺞﱡ "‬
‫رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫] ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬اﻟﻌﺞ‪ :‬رﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ‪ ...‬اﻟﺜﺞ ‪ :‬ﻧﺤﺮ اﻟﮭﺪي [ ‪.‬‬
‫وھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل ‪ :‬أﻣﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﺘﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻣﻦ ﯾﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﯾﻜﺮه ﻟﮭﺎ أن ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ .‬وﻗﺎل ﻋﻄﺎء ‪ :‬ﯾﺮﻓﻊ اﻟﺮﺟﺎل‬
‫أﺻﻮاﺗﮭﻢ‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﺘُﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﮭﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﺗُﺴﺘﺤﺐ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﻃﻦ ‪ :‬ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻛﻮب ‪ ،‬أو اﻟﻨﺰول ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺎ ﻋﻼ ﺷﺮﻓﺎً ] اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ [ أو ھﺒﻂ وادﯾﺎً أو ﻟﻘﻲ رﻛﺒﺎً ‪،‬‬
‫وﻓﻲ دﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼة ‪ ،‬وﺑﺎﻷﺳﺤﺎر ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬وﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﺤﺒﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ‪.‬‬

‫‪١٥٢‬‬
 ‫وﻗﺘﮭﺎ ‪ :‬ﯾﺒﺪأ اﻟﻤُﺤﺮم ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻣﻦ وﻗﺖ اﻹﺣﺮام ‪ ،‬إﻟﻰ رَﻣْﻲِ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ‪ ،‬ﺑﺄول ﺣﺼﺎة ﺛﻢ ﯾﻘﻄﻌﮭﺎ‪ .‬ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﺰل ﯾُﻠﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ اﻟﺠﻤﺮة‪ .‬رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻟﺜﻮري ‪ ،‬واﻷﺣﻨﺎف ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮ ﻓﯿﻠﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ‪ .‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻛﺎن ﯾﻤﺴﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮة إذا اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ" ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﻣﺒﺎﺣﺎﺗﮫ ‪ :‬أي ﻣﺒﺎﺣﺎت اﻹﺣﺮام ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻻﻏﺘﺴﺎل ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻐﺘﺴﻞ وھﻮ ﻣﺤﺮم " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻗَﺘْﻞُ اﻟﻔﻮاﺳﻖ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﺧﻤﺲ ﻓﻮاﺳﻖ ﻓﻲ اﻟﺤِﻞ واﻟﺤﺮم ‪ :‬اﻟﻐﺮاب واﻟﺤﺪأة‬
‫واﻟﻌﻘﺮب واﻟﻔﺄرة واﻟﻜﻠﺐ اﻟﻌﻘﻮر " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺣﺘﺠﻢ وھﻮ ﻣﺤﺮم " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗﻈﻠﻞ اﻟﻤﺤﺮم ﺑﻤﻈﻠﺔ أو ﺧﯿﻤﺔ أو ﺳﻘﻒ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺣﺠﺠﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع ‪ ،‬ﻓﺮأﯾﺖ أﺳﺎﻣﺔ‬
‫وﺑﻼﻻً وأﺣﺪھﻤﺎ آﺧﺬ ﺑﺨﻄﺎم ﻧﺎﻗﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻵﺧﺮ راﻓﻊ ﺛﻮﺑﮫ ﯾﺴﺘﺮه ﻣﻦ اﻟﺤﺮ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ رﻣﻰ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ "‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻻﻛﺘﺤﺎل ‪ :‬أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﻜﺤﻞ ﻟﻠﻤﺤﺮم ‪.‬‬
‫ﺣﻚﱡ اﻟﺮأس أو اﻟﺠﺴﺪ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﻧﮭﺎ ﺳُﺌﻠﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺮم ﯾﺤﻚ ﺟﺴﺪه ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻓَﻠْﯿَﺤْﻜُﻜﮫ وﻟﯿﺸﺪد " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬ ‫‪َ .٦‬‬

‫ﻣﺤﻈﻮراﺗﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺮﻓﺚ واﻟﻔﺴﻮق واﻟﺠﺪال ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة " ﻓﻼ رﻓﺚ وﻻ ﻓﺴﻮق وﻻ ﺟﺪال ﻓﻲ اﻟﺤﺞ " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻟﺒﺲ اﻟﻤﺨﯿﻂ ﻟﻠﺮﺟﺎل‪:‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﻠﺒﺲ اﻟﻤﺤﺮم اﻟﻘﻤﯿﺺ وﻻ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ وﻻ اﻟﺒﺮﻧﺲ وﻻ اﻟﺴﺮاوﯾﻞ وﻻ ﺛﻮﺑﺎً ﻣﺴﮫ وَرْس وﻻ‬
‫زﻋﻔﺮان وﻻ اﻟﺨﻔﯿﻦ إﻻ أن ﻻ ﯾﺠﺪ ﻧﻌﻠﯿﻦ ﻓﻠﯿﻘﻄﻌﮭﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮﻧﺎ أﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻌﺒﯿﻦ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ .‬وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻮرس ﺑﻔﺘﺢ اﻟﻮاو‬
‫وﺳﻜﻮن اﻟﺮاء ﻧﺒﺖ أﺻﻔﺮ ﻃﯿﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﯾُﺼﺒﻎ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻤﺮأة ﻻ ﺗﺘﻨﻘﺐ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﺗﺘﻨﻘﺐ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺤﺮﻣﺔ وﻻ ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻘﻔﺎزﯾﻦ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻀﺮة اﻟﺮﺟﺎل‬
‫ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗُﺴﺪل اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ وھﻲ ﻣُﺤﺮﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻨﻜﺎح واﻟﺨﻄﺒﺔ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﻨﻜﺢ اﻟﻤﺤﺮم وﻻ ﯾُﻨﻜﺢ وﻻ ﯾﺨﻄﺐ " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻗﺘﻞ اﻟﺼﯿﺪ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا اﻟﺼﯿﺪ وأﻧﺘﻢ ﺣُﺮم " ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪ .‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺬا اﻟﺼﯿﺪ ﺻﯿﺪ اﻟﺒﺮﱢ‪،‬‬
‫وﯾﻤﻨﻊ اﻟﻤﺤﺮم ﻣﻦ أﻛﻞ ﻟﺤﻢ اﻟﺼﯿﺪ إﻻ إذا ﻟﻢ ﯾُﺼَﺪ ﻷﺟﻠﮫ ‪ ،‬وﻻ أﻋﺎن ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺻﯿﺪ اﻟﺒﺮ ﻟﻜﻢ ﺣﻼل وأﻧﺘﻢ ﺣﺮم ﻣﺎ ﻟﻢ‬
‫ﺗﺼﯿﺪوه أو ﯾُﺼﺪ ﻟﻜﻢ " رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ھﺬا أﺣﺴﻦ ﺣﺪﯾﺚ روي ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺻﯿﺪ اﻟﺤﺮم وﺷﺠﺮه ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إن ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺣﺮام ﻻ ﯾﻌﻀﺪ ﺷﻮﻛﺔ وﻻ ﯾﺨﺘﻠﻲ ﺧﻼه وﻻ ﯾﻨﻔﺮ ﺻﯿﺪه " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻗﺺ اﻷﻇﺎﻓﺮ أو ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺘﻌﻤﺪاً‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻻ ﺗﺤﻠﻘﻮا رؤوﺳﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﮭﺪي ﻣﺤﻠﮫ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﻗﻠﻢ اﻟﻈﻔﺮ ﻟﻠﻤﺤﺮم ﺑﻼ ﻋﺬر‪ ،‬وإذا اﻧﻜﺴﺮ ﻓﻠﮫ إزاﻟﺘﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻓﺪﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ ﻣﻦ ارﺗﻜﺐ ﻣﺤﻈﻮراً ﻣﻦ ﻣﺤﻈﻮرات اﻹﺣﺮام ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻋﺬر واﺣﺘﺎج إﻟﻰ ارﺗﻜﺎب ﻣﺤﻈﻮر ﻣﻦ ﻣﺤﻈﻮرات اﻹﺣﺮام ﻏﯿﺮ اﻟﻮطء ﻛﺤﻠﻖ اﻟﺸﻌﺮ وﻟﺒﺲ اﻟﻤﺨﯿﻂ ﻟﺰﻣﮫ أن ﯾﺬﺑﺢ ﺷﺎة‬
‫أو ﯾُﻄﻌﻢ ﺳﺘﺔ ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﻜﯿﻦ ﻧﺼﻒ ﺻﺎع أو ﯾﺼﻮم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وھﻮ ﻣﺨﯿﺮ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻷﻣﻮر ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻣﻨﻜﻢ‬
‫ﻣﺮﯾﻀﺎً أو ﺑﮫ أذىً ﻣﻦ رأﺳﮫ ﻓﻔﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﺻﯿﺎم أو ﺻﺪﻗﺔ أو ﻧُﺴﻚ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬وأﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ أﯾﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻈﻮرات اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﻏﯿﺮ اﻟﻮطء ﻧﺎﺳﯿﺎً أو ﺟﺎھﻼً ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وھﺬا ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻤﺤﺮم ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﻠﻞ اﻷول ﻓَﺴَﺪَ ﺣﺠﮫ وﻋﻠﯿﮫ ﺣﺞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم وﻋﻠﯿﮫ ھﺪي‪ ،‬واﻟﮭﺪي ﺑﺪﻧﺔ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫وﻋﻠﻲّ وأﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻟﻤﺎ ﺳُﺌﻠﻮا ﻋﻦ رﺟﻞ أﺻﺎب أھﻠﮫ وھﻮ ﻣُﺤﺮم ﺑﺎﻟﺤﺞ‪ ،‬ﺟﺎء ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﺄ ﻣﺎﻟﻚ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺼﯿﺪ وھﻮ ﻣﺤﺮم ﻓﻌﻠﯿﮫ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻣﻦ ﻗﺘﻠﮫ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺘﻌﻤﺪاً ﻓﺠﺰاءٌ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﱠﻌَﻢِ ﯾﺤﻜﻢ‬
‫ﺑﮫ ذوا ﻋﺪل ﻣﻨﻜﻢ ‪ " ....‬ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻓﺎﻟﻨﻌﺎﻣﺔ ﻣﺜﻼً ﯾُﺤﻜﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺒﺪﻧﺔ ‪ ،‬وﺣﻤﺎر اﻟﻮﺣﺶ وﺑﻘﺮ اﻟﻮﺣﺶ واﻟﻀﺒﻊ واﻷﯾﻞ ﯾُﺤﻜﻢ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫ﺑﺒﻘﺮة ‪ ،‬واﻟﻐﺰال ﯾُﺤﻜﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺸﺎة ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ ﯾﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻻﻏﺘﺴﺎل ‪ ،‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻟﺪﺧﻮل ﻣﻜﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﺬي ﻃﻮى ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺑﺎت رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﮭﺎ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺪﺧﻮل ﻣﻦ اﻟﺜﻨﯿﱠﺔ اﻟﻌُﻠﯿﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا دﺧﻞ ﻣﻜﺔ دﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻨﯿﺔ ا ﻟﻌُﻠﯿﺎ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﺒﻄﺤﺎء "‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬

‫اﻟﻄﻮاف‬

‫‪١٥٣‬‬
 ‫ﺷﺮوﻃﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻄﮭﺎرة ﻣﻦ اﻟﺤﺪث اﻷﺻﻐﺮ واﻷﻛﺒﺮ واﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﻄﻮاف ﺣﻮل اﻟﺒﯿﺖ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻼة " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٣٨٥٠‬‬
‫‪ .٢‬ﺳﺘﺮ اﻟﻌﻮرة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﻋﺮﯾﺎن " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻄﻮاف ﯾﻜﻮن ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻮاط ﻛﺎﻣﻠﺔ وﯾﺒﺪأ اﻟﻄﻮاف ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد وﯾﻨﺘﮭﻲ إﻟﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺒﯿﺖ ﻋﻦ ﯾﺴﺎر اﻟﻄﺎﺋﻒ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻃﺎف وﻛﺎن اﻟﺒﯿﺖ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﻃﻮاﻓﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﻤﺎ ﻗﺪم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻜﺔ أﺗﻰ اﻟﺤَﺠَﺮ اﻷﺳﻮد ﻓﺎﺳﺘﻠﻤﮫ ﺛﻢ ﻣﺸﻰ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﻜﻮن اﻟﻄﻮاف ﺧﺎرج اﻟﺤِﺠﺮ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻃﺎف ﻓﻲ اﻟﺤِﺠﺮ ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﻃﻮاﻓﮫ ‪ ،‬ﻷن اﷲ أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "‬
‫وﻟﯿﻄﻮﻓﻮا ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ اﻟﻌﺘﯿﻖ" ﺳﻮرة اﻟﺤﺞ ‪.‬وﺣﺠﺮ اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ھﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻓﻨﺎء اﻟﺒﯿﺖ اﻟﺤﺮام‪.‬‬

‫ﺳﻨﻨﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﻋﻨﺪ ﺑﺪء اﻟﻄﻮاف ﻣﻊ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪ ،‬ورﻓﻊ اﻟﯿﺪ اﻟﯿﻤﻨﻰ‪ ،‬وﺗﻘﺒﯿﻠﮫ ﺑﺪون ﺻﻮت إن أﻣﻜﻦ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن ﯾﺄﺗﻲ‬
‫اﻟﺒﯿﺖ ﻓﻠﯿﺴﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺪر وﯾﻘﻮل ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ " رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ "‬
‫رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺘﻠﻤﮫ وﯾﻘﺒﻠﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬وﯾُﻜﺮه ﻟﻠﻄﺎﺋﻒ أن ﯾﺆذي ا ﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻨﺪ أداء ھﺬه‬
‫اﻟﺴﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻻﺿﻄﺒﺎع وھﻮ أن ﯾﺪﺧﻞ رداءه ﺗﺤﺖ إﺑﻄﮫ اﻷﯾﻤﻦ وﯾَﺮُدﱡ ﻃﺮﻓﮫ ﻋﻠﻰ ﻣِﻨْﻜَﺒُﮫ اﻷﯾﺴﺮ وﯾﻜﻮن ﻣﻨﻜﺒﮫ اﻷﯾﻤﻦ ﻣﻜﺸﻮﻓﺎً ‪ ،‬وھﺬا ﻻ ﯾُﺴﻦ‬
‫إﻻ ﻓﻲ ﻃﻮاف اﻟﻘﺪوم ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﻤﺎ ﻗﺪم ﻣﻜﺔ ﻃﺎف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ وھﻮ ﻣﻀﻄﺒﻊ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺮﱠﻣﻞ ‪ :‬وھﻮ ا ﻟﻤﺸﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﺷﻮاط اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬وھﺬا أﯾﻀﺎً ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﻓﻲ ﻃﻮاف اﻟﻘﺪوم ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن إذا ﻃﺎف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ اﻟﻄﻮاف اﻷول ﺧﺐّ ﺛﻼﺛﺎً وﻣﺸﻰ أرﺑﻌﺎً " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬واﻟﺮﱠﻣﻞ ‪:‬‬
‫اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻲ ﻣﻊ ھﺰ اﻟﻜﺘﻔﯿﻦ وﺗﻘﺎرب اﻟﺨُﻄﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﺮع إﻇﮭﺎراً ﻟﻠﻘﻮة واﻟﻨﺸﺎط ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﺳﺘﻼم اﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﺪع أن ﯾﺴﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ واﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﻮاﻓﮫ "‬
‫رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاف ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﺑﯿﻦ ا ﻟﺮﻛﻦ‬
‫اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ واﻟﺤَﺠَﺮ " رﺑﻨﺎ آﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣﺴﻨﺔ وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر " رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺻﻼة رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻮاف ﺧﻠﻒ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " واﺗﺨﺬوا ﻣﻦ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣُﺼﻠﱠﻰ ‪ ".‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ .‬وﯾُﺴﺘﺤﺐ أن‬
‫ﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب وﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون وﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻟﻤﺎ اﻧﺘﮭﻰ إﻟﻰ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ﻗﺮأ " واﺗﺨﺬوا ﻣﻦ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺼﻠﻰ " ﻓﺼﻠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻘﺮأ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب وﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون‬
‫وﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺸﺮب ﻣﻦ زﻣﺰم ‪:‬‬

‫ورد ﻓﻲ ا ﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ " أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﺮب ﻣﻦ ﻣﺎء زﻣﺰم وأﻧﮫ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﮭﺎ ﻣﺒﺎرﻛﺔ إﻧﮭﺎ ﻃﻌﺎم ﻃُﻌْﻢٍ‬
‫وﺷﻔﺎء ﺳُﻘْﻢٍ " وﯾُﺴﻦ اﻟﺸﺮب ﺑﻌﺪ ﺻﻼة رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻄﻮاف ‪.‬‬

‫اﻟﺴﻌﻲ ﺑﯿﻦ ا ﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ‪:‬‬

‫وﺟﻮﺑﮫ ‪ :‬ھﻮ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﺳﻌﻮا ﻓﺈن اﷲ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺴﻌﻲ " رواه أﺣﻤﺪ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﯿﻔﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺼﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﺒﺪء ﺑﮫ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إن اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﷲ ‪ " ....‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺸﺘﺮط ﻟﺼﺤﺔ اﻟﺴﻌﻲ أن ﯾﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻮاف وھﻮ ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻮاط ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎ وﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮوة ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﮭﺮوﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﯿﻠﯿﻦ اﻷﺧﻀﺮﯾﻦ ﻟﻠﺮﺟﺎل دون اﻟﻨﺴﺎء‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﻤﺎ ﻓﺮغ ﻣﻦ ﻃﻮاﻓﮫ أﺗﻰ اﻟﺼﻔﺎ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ ورﻓﻊ‬
‫ﯾﺪﯾﮫ ﻓﺠﻌﻞ ﯾﺤﻤﺪ اﷲ وﯾﺪﻋﻮ ﻣﺎ ﺷﺎء أن ﯾﺪﻋﻮ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻠﻖ واﻟﺘﻘﺼﯿﺮ‬

‫ﯾُﺴﻦ ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺮ أن ﯾﺤﻠﻖ رأﺳﮫ أو ﯾﻘﺼﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻌﻲ واﻟﺤﻠﻖ أﻓﻀﻞ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻠﻤﺤﻠّﻘﯿﻦ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ ‪،‬‬
‫وﻟﻠﻤﻘﺼﺮّﯾﻦ ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻠﻤﺤﻠّﻘﯿﻦ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻟﻠﻤﻘﺼﺮّﯾﻦ ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻠﻤﺤﻠّﻘﯿﻦ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‬
‫وﻟﻠﻤﻘﺼﺮّﯾﻦ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻟﻠﻤﻘﺼﺮّﯾﻦ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﯾﻜﺮه ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺮ أن ﯾﺄﺧﺬ ﺷﻌﯿﺮات ﻣﻦ رأﺳﮫ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ‪.‬‬
‫ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺣﻠﻖ ﺑﻞ أﺧﺬ ﺷﻌﯿﺮات ﻣﻦ رؤوﺳﮭﻦ ﻗﯿﺪ أُﻧﻤﻠﺔ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺤﻠﻖ ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ "‬
‫رواه أﺑﻮ داود واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﻗﻮى إﺳﻨﺎده اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫‪١٥٤‬‬
 ‫وھﻜﺬا ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻌﺘﻤﺮ ﻗﺪ أﺗﻢ ﻋﻤﺮﺗﮫ ‪ ،‬وﻟﮫ أن ﯾﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ إﺣﺮاﻣﮫ إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﺘﺮْوِﯾَﺔِ ‪ ،‬وھﺬا ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺤﺎج ﯾﻮم اﻟﺘﺮوﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻣﻨﻰ ﯾﻮم اﻟﺘﺮوﯾﺔ ) وھﻮ ﯾﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ( ﻓﯿﺤﺮم اﻟﺤﺎج ﻓﻲ ھﺬا اﻟﯿﻮم ﻟﻠﺤﺞ‪ ،‬وﯾﺼﻠﻲ‬
‫اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ واﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء واﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ‪ ،‬وﯾﻤﻜﺚ ﺣﺘﻰ ﺻﺒﺎح اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ] ﺗﻘﺼﺮ ﻓﯿﮫ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ [ ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ‬

‫اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻋﺮﻓﺎت ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺘﻮﺟﮫ ﻣﻦ ﻣﻨﻰ إﻟﻰ ﻋﺮﻓﺎت وﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻨﺰول ﺑﻤﺴﺠﺪ ﻧﻤﺮة‪،‬‬
‫واﻻﻏﺘﺴﺎل ھﻨﺎك‪.‬‬
‫اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ ‪ :‬وھﻮ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺤﺞ وﻻ ﯾﺼﺢ اﻟﺤﺞ إﻻ ﺑﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﺤﺞ ﻋﺮﻓﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﺎء ﻟﯿﻠﺔ ﺟَﻤْﻊ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ﻓﻘﺪ‬
‫أدرك" رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻨﻦ‪.‬‬
‫وأﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ ھﻮ رﻛﻦ اﻟﺤﺞ اﻷﻋﻈﻢ ‪ ،‬وﯾﺒﺪأ اﻟﻮﻗﻮف ﻣﻦ زوال اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ إﻟﻰ ﻓﺠﺮ اﻟﯿﻮم اﻟﻌﺎﺷﺮ‬
‫وﺣﻘﯿﻘﺘﮫ اﻟﺤﻀﻮر ﺑﺎﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﺴﻤﻰ ﻋﺮﻓﺎت ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﻮﻗﻮف ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻇﮭﺮ ﯾﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ إﻟﻰ ﻓﺠﺮ اﻟﯿﻮم‬
‫اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺪﻋﺎء ‪ :‬ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﯿﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻄﮭﺎرة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬وﯾﻜﺜﺮ ﻣﻦ ا ﻟﺬﻛﺮ واﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺧﯿﺮ اﻟﺪﻋﺎء دﻋﺎء‬
‫ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ ‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ أﻧﺎ واﻟﻨﺒﯿﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء‬
‫ﻗﺪﯾﺮ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺑﻌﺮﻓﺔ ‪ :‬أﺟﻤﻊ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن ا ﻹﻣﺎم ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﺑﻌﺮﻓﺔ ‪ ،‬وﻟﺜﺒﻮت ذﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻹﻓﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ‪ :‬ﯾُﺴﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎﻟﺴﻜﯿﻨﺔ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﺈذا أﻓﻀﺘﻢ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺎت ‪" ....‬‬
‫ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﯿﻨﺔ ‪ " ....‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻰ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ واﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أﺗﻰ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻓﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎر ﺑﺄذان واﺣﺪ‬
‫وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ ‪ " ....‬رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﺎﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ واﻟﻮﻗﻮف ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺛﻢ اﺿﻄﺠﻊ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ رﻛﺐ اﻟﻘﺼﻮاء ﺣﺘﻰ أﺗﻰ اﻟﻤﺸﻌﺮ‬
‫اﻟﺤﺮام وﻟﻢ ﯾﺰل واﻗﻔﺎً ﺣﺘﻰ أﺳﻔﺮ ﺟﺪاً ﺛﻢ دﻓﻊ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻟﺬﻛﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﺈذا أﻓﻀﺘﻢ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺎت ﻓﺎذﻛﺮوا اﷲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮام" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪ .‬واﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ‬
‫ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺸﻌﺮ واﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﺬﻛﺮ رﺑﮫ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن‪.‬‬

‫أﻋﻤﺎل ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ا ﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﺑﻌﺪ اﻹﺳﻔﺎر وﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ إﻟﻰ ﻣﻨﻰ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى ورﻣﯿﮭﺎ ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت ) ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﻃﻠﻮع‬
‫اﻟﻔﺠﺮ واﻟﺰوال ( وھﺬا اﻟﺜﺎﺑﺖ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﯾﺴﻤﺢ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎء ﺑﺎﻹﻧﺼﺮاف ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫رﺧﺼﺔ ‪ :‬ﯾﺮﺧﺺ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎء وذوي اﻷﻋﺬار ﺑﺎﻟﺮﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻨﺤﺮ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أرﺳﻞ أم‬
‫ﺳﻠﻤﺔ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻨﺤﺮ ﻓﺮﻣﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ أﻓﺎﺿﺖ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ذﺑﺢ اﻟﮭﺪي ‪ :‬واﻟﮭﺪي ھﻮ ﻣﺎ ﯾُﮭﺪى ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺮم ‪ ،‬وﯾﺬﺑﺢ ﻓﻲ أﯾﺎم ] اﻟﻌﯿﺪ [وﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺬﺑﺢ ﺑﻨﻔﺴﻚ أو أن‬
‫ﺗﺸﮭﺪه ﺣﺎل ذﺑﺤﮫ أو ﻧﺤﺮه وﺗﻘﻮل ‪ ] :‬اﻟﻠﮭﻢ ھﺬا ﻣﻨﻚ وإﻟﯿﻚ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺒﻠﺖ ﻣﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺧﻠﯿﻠﻚ [ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻘﻮل ] ﺑﺴﻢ‬
‫اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ [ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺤﻠﻖ ‪ :‬وﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ أو اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ واﻟﺤﻠﻖ أﻓﻀﻞ وﯾﺘﺤﻠﻞ اﻟﻤﺤﺮم ﻣﻦ إﺣﺮاﻣﮫ ﺑﻌﺪ رﻣﻲ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى‬
‫واﻟﺬﺑﺢ أو اﻟﺤﻠﻖ‪ ،‬وﯾﺤﻞ ﻟﮫ ﻛﻞ ﺷﻲء إﻻ اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾُﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻞ اﻷول ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ‪ :‬وھﻮ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺤﺞ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻟْﯿﻄّﻮّﻓﻮا ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ اﻟﻌﺘﯿﻖ " ﺳﻮرة اﻟﺤﺞ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻃﺎف ﻃﻮاف‬
‫اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺣﻞ ﻟﮫ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺴﺎء وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻷﺧﯿﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺴﻌﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ‪ :‬وھﻮ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺤﺞ‪ ،‬وﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺤﺎج إن ﻛﺎن ﻣﺘﻤﺘﻌﺎً وإن ﻛﺎن ﻣﻔﺮداً أو ﻗﺎرﻧﺎً وﻗﺪ ﺳﻌﻰ ﻣﻊ‬
‫ﻃﻮاف اﻟﻘﺪوم ﻓﺈن ﺳﻌﯿﮫ اﻷول ﯾﻜﻔﯿﮫ ‪.‬‬
‫ھﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﯾﻘﻮم ﺑﮭﺎ اﻟﺤﺎج ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ وﻟﻮ ﻗﺪﱠم واﺣﺪة أو أﺧﱠﺮ ﻓﻼ ﺣﺮج ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اذﺑﺢ وﻻ ﺣﺮج‪ ،‬ارم وﻻ ﺣﺮج ‪ ،‬اﻓﻌﻞ وﻻ‬
‫ﺣﺮج‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺳﺌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻗُﺪﱢم وﻻ أُﺧﱢﺮ إﻻ ﻗﺎل ‪ :‬اﻓﻌﻞ وﻻ ﺣﺮج " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ﻓﻲ أﯾﺎم ﻣﻨﻰ‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر واﺟﺐ وأن ﺗﺮﻛﮫ ﯾﺠﺒﺮه دم " ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬رأﯾﺖ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺮﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮة ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﮫ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ وﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻟﺘﺄﺧﺬوا ﻋﻨﻲ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪١٥٥‬‬
 ‫وﻗﺘﮫ ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ وﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻟﻤﻦ أراد ‪ ،‬واﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻟﻠﺮﻣﻲ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم‬
‫اﻟﺜﻼﺛﺔ ﯾﺒﺘﺪيء ﻣﻦ اﻟﺰوال إﻟﻰ اﻟﻐﺮوب ﻓﺈن أَﺧﱠﺮ اﻟﺮﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﯿﻞ ﻛُﺮِه ﻟﮫ ذﻟﻚ إﻻ ﻟﻌﺬر ‪.‬‬
‫ﻛﯿﻔﯿﺘﮫ ‪ :‬ﯾﻜﻮن رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر اﻟﺜﻼث ‪ :‬اﻟﺼﻐﺮى ﺑﺴﺒﻊ ﺣَﺼَﯿﺎت ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺛﻢ اﻟﻜﺒﺮى ﻛﻞ واﺣﺪة ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن‬
‫إذا رﻣﻰ اﻟﺠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ رﻣﺎھﺎ ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت ﯾُﻜَﺒﱢﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻨﺼﺮف ذات ا ﻟﯿﺴﺎر إﻟﻰ ﺑﻄﻦ اﻟﻮادي ﻓﯿﻘﻒ‬
‫وﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ راﻓﻌﺎً ﯾﺪﯾﮫ ﯾﺪﻋﻮ وﻛﺎن ﯾﻄﯿﻞ اﻟﻮﻗﻮف ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺮﻣﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت ﯾُﻜَﺒﱢﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة ﺛﻢ ﯾﻨﺼﺮف ذات اﻟﯿﺴﺎر‬
‫إﻟﻰ ﺑﻄﻦ اﻟﻮادي ﻓﯿﻘﻒ وﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ راﻓﻌﺎً ﯾﺪﯾﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﺒﺔ ﻓﯿﺮﻣﯿﮭﺎ ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت ﯾُﻜَﺒﱢﺮﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة ﺛﻢ‬
‫ﯾﻨﺼﺮف وﻻ ﯾﻘﻒ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ " .‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل‪ :‬اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺗﺮﺟﻤﻮن وﻣِﻠﱠﺔَ أﺑﯿﻜﻢ اﺑﺮاھﯿﻢ ﺗﺘﱠﺒﻌﻮن " رو اه اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬

‫وﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ ﻟﺮﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮات ﻟﯿﻠﺘﻲ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ‪ ،‬وﯾﺴﻘﻂ ﻋﻦ ذوي اﻷﻋﺬار ﻛﺎﻟﺴﻘﺎة ورﻋﺎة اﻹﺑﻞ ﻓﻼ ﯾﻠﺰﻣﮭﻢ‬
‫ﺑﺘﺮﻛﮫ ﺷﻲء ‪ ،‬وﻗﺪ اﺳﺘﺄذن اﻟﻌﺒﺎس اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﺖ ﺑﻤﻜﺔ ﻟﯿﺎﻟﻲ ﻣﻨﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻘﺎﯾﺘﮫ ﻓﺄذن ﻟﮫ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪ .‬وﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺪى " أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺧﺺ ﻟﻠﺮﻋﺎة أن ﯾﺘﺮﻛﻮا اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﻨﻰ " رواه أﺻﺤﺎب‬
‫اﻟﺴﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫رﺧﺼﺔ ‪:‬اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﻲ ﻷھﻞ اﻷﻋﺬار ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺣﺠﺠﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻌﻨﺎ اﻟﻨﺴﺎء‬
‫واﻟﺼﺒﯿﺎن ﻓﻠﺒﯿﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﺒﯿﺎن ورﻣﯿﻨﺎ ﻋﻨﮭﻢ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة ﻓﻲ اﻟﺮﻣﻲ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن ﯾﻜﺒﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة" رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺴﻨﻦ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺆﺧﺬ اﻟﺤﺼﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ أو ﻣﻦ ﻣﻨﻰ وﻣﻦ أي ﻣﻜﺎن ﯾﺠﺰيء‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺠﻮز أن ﯾﻤﻜﺚ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ إذا أراد‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واذﻛﺮوا اﷲ ﻓﻲ أﯾﺎم ﻣﻌﺪوات‬
‫ﻓﻤﻦ ﺗَﻌَﺠﱠﻞ ﻓﻲ ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ وﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﯾﺮﺟﻊ اﻟﺤﺎج ﻣﻦ ﻣﻨﻰ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻗﺒﻞ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻣﻲ ﻟﻤﻦ ﺗﻌﺠﻞ‪ ،‬وإﻻ وﺟﺐ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺒﯿﺖ ﻓﻲ "ﻣﻨﻰ" ﻟﺮﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮات ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪.‬‬

‫اﻟﮭﺪي‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾﮭﺪى ﻣﻦ اﻟﻨﱠﻌَﻢِ إﻟﻰ اﻟﺤﺮم ﺗﻘﺮﺑﺎً إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ أو اﻟﺒﻘﺮ أو اﻟﻐﻨﻢ ‪.‬‬
‫أﻗﺴﺎﻣﮫ ‪ :‬ﯾﻨﻘﺴﻢ اﻟﮭﺪي إﻟﻰ واﺟﺐ وﻣﺴﺘﺤﺐ ‪.‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻮاﺟﺐ ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرن واﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺮك واﺟﺒﺎً ﻣﻦ واﺟﺒﺎت اﻟﺤﺞ ﻛﺮﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ‪ ،‬واﻹﺣﺮام ﻣﻦ اﻟﻤﯿﻘﺎت ‪ ،‬واﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر ﻓﻲ اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬وﺗﺮك اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﺎﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ وﻣﻨﻰ ‪ ،‬أو ﺗﺮك ﻃﻮاف ا ﻟﻮداع‪ ،‬وﯾﻜﻮن واﺟﺒﺎً ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ارﺗﻜﺐ‬
‫ﻣﺤﻈﻮراً ﻣﻦ ﻣﺤﻈﻮرات اﻹﺣﺮام ﻏﯿﺮ اﻟﻮطء ‪ ،‬وواﺟﺐ أﯾﻀﺎً ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮَم ﻛﺎﻟﺘﻌﺮض ﻟﺼﯿﺪه أو ﻗﻄﻊ ﺷﺠﺮه‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺎج اﻟﻤﻔﺮد ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘﻤﺮ اﻟﻤﻔﺮد ‪.‬‬
‫ﺷﺮوﻃﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﺛﻨﯿﺎً وھﻮ ﻣﺎ أﻛﻤﻞ ﺳﻨﺘﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺮ وﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻹﺑﻞ وأﻣﺎ اﻟﻀﺄن ﻓﯿﺠﺰيء ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ واﻟﻤﻌﺰ‬
‫ﻣﺎ أﻛﻤﻞ ﺳﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﺳﻠﯿﻤﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب ‪.‬‬
‫رﺧﺼﺔ ‪ :‬إذا ﻟﻢ ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺘﻤﺘﻊ اﻟﮭﺪي ﯾﺼﻮم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺳﺒﻌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺮﺟﻊ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﻤﻦ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮة إﻟﻰ اﻟﺤﺞ‬
‫ﻓﻤﺎ اﺳﺘﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﮭﺪي ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺳﺒﻌﺔ إذا رﺟﻌﺘﻢ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﺐ ا ﻟﺒﺪﻧﺔ ؟ ﺗﺠﺐ اﻟﺒﺪﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻃﺎف ﻟﻠﺰﯾﺎرة ﺟﻨﺒﺎً أو ﺣﺎﺋﻀﺎً أو ﻧﻔﺴﺎء أو ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ وﻗﺒﻞ اﻟﺤﻠﻖ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﺑﺪﻧﺔ ﻓﻌﻠﯿﮫ أن ﯾﺸﺘﺮي ﺳﺒﻊ ﺷﯿﺎه ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺗﺎه رﺟﻞ ﻓﻘﺎل إن ﻋﻠﻲﱠ ﺑﺪﻧﺔ وأﻧﺎ‬
‫ﻣﻮﺳﺮ ﺑﮭﺎ وﻻ أﺟﺪھﺎ ﻓﺄﺷﺘﺮﯾﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺒﺘﺎع ﺳﺒﻊ ﺷﯿﺎه ﻓﯿﺬﺑﺤﮭﻦ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫اﻟﻌُﻤﺮة‬

‫اﻟﻌُﻤﺮة‪ :‬ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎر‪ ،‬وھﻮ اﻟﺰﯾﺎرة ‪ .‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺎ ھﻨﺎ زﯾﺎرة اﻟﻜﻌﺒﺔ واﻟﻄﻮاف ﺣﻮﻟﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺴﻌﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة‬
‫‪،‬واﻟﺤﻠﻖ أو اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ‪ .‬وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ :‬ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ .‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻋُﻤﺮة ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﺗﻌﺪل ﺣَﺠﱠﺔ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻌﻤﺮة إﻟﻰ اﻟﻌﻤﺮة ﻛﻔﺎرة ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬واﻟﺤﺞ اﻟﻤﺒﺮور ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﺟﺰاء إﻻ اﻟﺠﻨﺔ‬
‫" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬واﻋﻠﻢ أن ﺛﻮاب أداﺋﮭﺎ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﯾﻌﺪل ﺣﺠﺔ وأداؤھﺎ ﻻ ﯾُﺴﻘﻂ اﻟﺤﺞ اﻟﻤﻔﺮوض‪.‬‬
‫ﺗﻜﺮارھﺎ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻗﺎل ﻧﺎﻓﻊ ‪ :‬اﻋﺘﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أﻋﻮاﻣﺎً ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ ‪ ،‬ﻋﻤﺮﺗﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم ‪.‬‬

‫‪١٥٦‬‬
 ‫‪ .٢‬وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺳﻢ ‪ :‬إن ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ ا ﷲ ﻋﻨﮭﺎ اﻋﺘﻤﺮت ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺛﻼث ﻣﺮات ‪ .‬ﻓﺴﺌﻞ‪ :‬ھﻞ ﻋﺎب ذﻟﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺣﺪ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﺳُﺒﺤﺎن اﷲ ‪،‬‬
‫أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ؟ ! ‪ .‬وإﻟﻰ ھﺬا ‪ :‬ذھﺐ أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺟﻮازھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺞ وﻓﻲ أﺷﮭﺮه ‪:‬‬
‫وﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺮ أن ﯾﻌﺘﻤﺮ ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ ‪ ،‬ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أن ﯾﺤﺞﱠ ‪ .‬ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺮ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﻮّال ‪ ،‬ورﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ‪ ،‬دون أن ﯾﺤﺞﱠ ‪،‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻻﻋﺘﻤﺎر ﻗﺒﻞ أن ﯾﺤﺞ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ اﻟﻨﺎس أن ﯾﻌﺘﻤﺮوا ﻓﻲ‬
‫أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ ‪ ،‬ﻓﺪﺧﻠﺖ اﻟﻌُﻤﺮة ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻋﺪد ﻋُﻤَﺮه ) ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ( ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻋﺘﻤﺮ أرﺑﻊ ﻋُﻤَﺮٍ ‪ :‬ﻋﻤﺮة اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬وﻋﻤﺮة اﻟﻘﻀﺎء ‪،‬‬
‫واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺠَﻌْﺮاﻧﺔ ‪ ،‬واﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻊ ﺣﺠﺘﮫ ‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺴﻨﺪ رﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬ذھﺐ اﻷﺣﻨﺎف ‪ ،‬وﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬إﻟﻰ أن اﻟﻌُﻤﺮة ﺳُﻨﺔ ‪ ) .‬وھﺬا ھﻮ اﻷرﺟﺢ واﻷﺻﺢ ( ‪ .‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮة أواﺟﺒﺔٌ ھﻲ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ،‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻗﺘﮭﺎ ‪ :‬ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ :‬إﻟﻰ أن وﻗﺖ اﻟﻌُﻤﺮة ﺟﻤﯿﻊ أﯾﺎم اﻟﺴﻨﺔ ‪ .‬ﻓﯿﺠﻮز أداؤھﺎ ﻓﻲ أي ﯾﻮم ﻣﻦ أﯾﺎﻣﮭﺎ ‪ .‬وذھﺐ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻛﺮاھﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﺔ أﯾﺎم ‪ :‬ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ ‪ ،‬وﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ‪ ،‬وأﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ اﻟﺜﻼﺛﺔ ‪.‬‬
‫واﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺟﻮازھﺎ ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮة ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺞ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻻ ﺑﺄس ﻋﻠﻰ أﺣﺪ‬
‫أن ﯾﻌﺘﻤﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺤﺞ ‪.‬‬
‫وأﻓﻀﻞ أوﻗﺎﺗﮭﺎ رﻣﻀﺎن ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم ‪.‬‬
‫ﻣﯿﻘﺎﺗﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺬي ﯾُﺮﯾﺪ اﻟﻌﻤﺮة إﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن ﺧﺎرج ﻣﻮاﻗﯿﺖ اﻟﺤﺞ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ‪ ،‬أو ﯾﻜﻮن داﺧﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺧﺎرﺟﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺤﻞﱡ ﻟﮫ ﻣﺠﺎوزﺗﮭﺎ ﺑﻼ‬
‫إﺣﺮام‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ :‬أن زﯾﺪ ﺑﻦ ﺟُﺒﯿﺮ أﺗﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬ﻓﺴﺄﻟﮫ ‪ :‬ﻣﻦ أﯾﻦ ﯾﺠﻮز أن أﻋﺘﻤﺮ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺮﺿﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷھﻞ ﻧﺠﺪ "ﻗﺮﻧﺎً" وﻷھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ " ذا اﻟﺤُﻠﯿﻔَﺔ " وﻷھﻞ اﻟﺸﺎم " اﻟﺠُﺤﻔﺔ " ‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎن داﺧﻞ اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ‪ ،‬ﻓﻤﯿﻘﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮة اﻟﺤِﻞﱡ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﺤﺮم ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ أن ‪ :‬ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺧﺮﺟﺖ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ وأﺣﺮﻣﺖ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وأن‬
‫ذﻟﻚ ﻛﺎن أﻣﺮاً ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻹﻣﺎم اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻃﻮاف اﻟﻮداع‬
‫ﻃﻮاف اﻟﻮداع‪ ،‬ﺳُﻤﱢﻲ ﺑﮭﺬا اﻻﺳﻢ ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﺘﻮدﯾﻊ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وﯾُﻄﻠﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻃﻮاف اﻟﺼﱠﺪْر ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻋﻨﺪ ﺻﺪور اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻣﻜﺔ‪ ،‬وھﻮ ﻃﻮاف ﻻ‬
‫رَﻣَﻞ ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫وھﻮ آﺧﺮ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺤﺎج اﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﻜﻲ ﻋﻨﺪ إرادة اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻤﻜﻲّ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻘﯿﻢ ﺑﻤﻜﺔ وﻣﻼزم ﻟﮭﺎ ﻓﻼ وَداعَ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮫ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺤﺎﺋﺾ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺸﺮع ﻓﻲ ﺣﻘﮭﺎ وﻻ ﯾﻠﺰم ﺑﺘﺮﻛﮭﺎ ﻟﮫ ﺷﻲء‪ .‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬رﺧّﺺ ﻟﻠﺤﺎﺋﺾ أن‬
‫ﺗَﻨْﻔِﺮَ إذا ﺣﺎﺿﺖ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻗﺎل ‪ " :‬أُﻣﺮ اﻟﻨﺎس أن ﯾﻜﻮن آﺧﺮ ﻋﮭﺪھﻢ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﺧﻔﱢﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﺮأة‬
‫اﻟﺤﺎﺋﺾ " ‪.‬‬
‫وروﯾﺎ ﻋﻦ ﺻﻔﯿﺔ زوج اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﻧﮭﺎ ﺣﺎﺿﺖ ﻓﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬أﺣَﺎﺑِﺴِﺘُﻨﺎ ھﻲ‬
‫" ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬إﻧﮭﺎ ﻗﺪ أﻓﺎﺿﺖ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﻼ إذاً " ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺸﺮوع ‪.‬‬

‫ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪ ،‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﯾﻨﺼﺮﻓﻮن ﻓﻲ ﻛﻞﱢ وﺟﮫ ‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ " ﻻ ﯾﻨﻔِﺮْ أﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن آﺧﺮ ﻋﮭﺪه ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ " ‪.‬‬
‫واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣُﻜﻤﮫ ‪:‬‬
‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أﻧﮫ واﺟﺐ وﯾﻠﺰمُ ﺑﺘﺮﻛﮫ دم‪ ) .‬وھﻮ اﻷرﺟﺢ(‪.‬‬
‫وﻗﺘﮫ ‪ :‬وﻗﺖ ﻃﻮاف اﻟﻮداع ‪ ،‬ﺑﻌﺪ أن ﯾﻔﺮغ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ أﻋﻤﺎﻟﮫ ‪ ،‬وﯾﺮﯾﺪ اﻟﺴﻔﺮ‪ ،‬ﻟﯿﻜﻮن آﺧﺮ ﻋﮭﺪه ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻃﺎف اﻟﺤﺎجﱡ ﺳﺎﻓﺮ ﺗﻮّاً )ﻓﻮراً( دون أن ﯾﺸﺘﻐﻞ ﺑﺒَﯿْﻊ أو ﺑﺸﺮاء وﻻ ﯾﻘﯿﻢ زﻣﻨﺎً ‪ .‬ﻓﺈن ﻓﻌﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪ ،‬أﻋﺎده ‪.‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ إﻻ إذا ﻗﻀﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﮫ‪ ،‬أو اﺷﺘﺮى ﺷﯿﺌﺎً ﻻ ﻏِﻨﻰ ﻟﮫ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم أو ﻏﯿﺮه ﻓﻼ ﯾﻌﯿﺪ ﻟﺬﻟﻚ ‪ .‬ﻷن ھﺬا ﻻ ﯾُﺨﺮﺟﮫ ﻋﻦ أن‬
‫ﯾﻜﻮن آﺧﺮ ﻋﮭﺪه ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺤﺞ واﻟﻌُﻤﺮة‬

‫أوﻻً ‪ :‬أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻤﺮة ‪:‬‬

‫‪ -٣‬اﻟﺴﻌﻲ‬ ‫‪ -٢‬اﻟﻄﻮاف‬ ‫‪ -١‬اﻹﺣﺮام‬
‫‪ -٤‬ﺣﻠﻖ اﻟﺸﻌﺮ أو ﺗﻘﺼﯿﺮه ‪.‬‬

‫‪١٥٧‬‬
 ‫أوﻻً ‪ :‬اﻹﺣﺮام ‪:‬‬
‫‪ .١‬اِﻏﺘﺴﻞ وﺗﻄﯿﺐ إن ﺗﯿﺴﺮ ﻟﻚ ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﺒﺲ ﺛﯿﺎب اﻹﺣﺮام وھﻮ إزار ورداء‪ ،‬ﻣﻊ ﻛﺸﻒ اﻟﺮأس ﻟﻠﺮﺟﻞ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻠﺒﺎﺳﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﺸﺮوع‪ ،‬وﺗُﻐﻄﻲ وﺟﮭﮭﺎ ﺑﺸﻲء ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺪود ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻨﺪ رؤﯾﺔ اﻟﺮﺟﺎل‪ ،‬وﻻ ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻘﻔﺎزﯾﻦ ﺑﯿﺪﯾﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺎﺋﻤﺎً وﻗﻞ ‪ ) :‬ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﺑُﻌﻤﺮة ( ﻋﻨﺪ اﻟﻤﯿﻘﺎت وﻟﻤﻦ ﺧﺎف ﺷﯿﺌﺎً ﯾﻌﻮﻗﮫ أن ﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﻘﻮل‪ ) :‬اﻟﻠﮭﻢ ﻣُﺤﻠﻲ ﺣﯿﺚ‬
‫ﺣَﺒﺴﺘﻨﻲ ( ‪ .‬ﻓﺈن اﻋﺘﺮﺿﮫ ﺣﺎدث ﯾﺤﻞ ﻣﻦ إﺣﺮاﻣﮫ دون أن ﯾُﺘِﻢﱠ وﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬واﻋﻠﻢ أن ‪ :‬ﻣﯿﻘﺎت أھﻞ اﻟﺸﺎم اﻟﺠُﺤﻔﺔ " راﺑﻎ‬
‫" ‪ ،‬وأھﻞ ﻧﺠﺪ " ﻗﺮن اﻟﻤﻨﺎزل " وأھﻞ اﻟﯿﻤﻦ " ﯾَﻠﻤْﻠﻢْ " وأھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ " ذو اﻟﺤُﻠﯿﻔَﺔ " وﺗُﺴﻤﻰ "أﺑﯿﺎر ﻋﻠﻲّ" وأھﻞ اﻟﻌﺮاق "‬
‫ذات ﻋِﺮق " وﻣﻦ ﻣَﺮﱠ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ارﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻗﺎﺋﻼً " ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ ‪ ،‬ﻟَﺒﯿﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚَ ﻟﻚ ﻟﺒﯿﻚ‪ ،‬إن اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻚ واﻟﻤُﻠﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ " ‪.‬‬
‫ﻣﺤﻈﻮرات اﻹﺣﺮام ‪:‬‬
‫اﻟﺠﻤﺎع ودواﻋﯿﮫ ‪ ،‬وارﺗﻜﺎب اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ‪ ،‬واﻟﺠﺪال ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ‪ ،‬وﻟﺒﺲُ اﻟﻤﺨﯿﻂ ‪ ،‬وﺗﻐﻄﯿﺔ اﻟﺮأس ﻟﻠﺮﺟﻞ ‪ ،‬واﻟﺘﱠﻄَﯿﱡﺐ‪ ،‬وإزاﻟﺔ‬
‫اﻟﺸﻌﺮ وﺗﻘﻠﯿﻢ اﻷﻇﻔﺎر ‪ ،‬وﺻَﯿﺪ اﻟﺒَﺮﱢ ‪ ،‬واﻟﺨِﻄﺒﺔ وﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ‪.‬‬

‫ﻣﺒﺎﺣﺎت اﻹﺣﺮام ‪:‬‬

‫اﻻﻏﺘﺴﺎل وﻟﻮ ﺑﺪّﻟﻚ اﻟﺮأس ‪ ،‬وﺣﻚّ اﻟﺒﺪن واﻟﺮأس وﺗﻤﺸﯿﻄﮫ ‪ ،‬وﻟﻮ ﺳﻘﻂ ﻣﻨﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮ ‪ ،‬واﻻﺣﺘﺠﺎم‪ ،‬وﺷﻢّ اﻟﺮﯾﺤﺎن ‪،‬‬
‫وﻗﺺ اﻟﻈﻔﺮ اﻟﻤﻜﺴﻮر ‪ ،‬وﺧﻠﻊ اﻟﻀﺮس‪ ،‬واﻻﺳﺘﻈﻼل ﺑﻤﺎ ﺷﺎء ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾَﻤﺲﱠ رأﺳﮫ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺨﯿﻤﺔ أو اﻟﺸﺠﺮة أو اﻟﻤﻈﻠﺔ ) اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ (‬
‫وﺷﺪّ اﻟﺤﺰام ﻋﻠﻰ اﻹزار وﻋﻘﺪه ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ وﻟﺒﺲ اﻟﻨﻌﻠﯿﻦ وﻟﺒﺲ اﻟﺨﺎﺗﻢ وﺳﺎﻋﺔ اﻟﯿﺪ واﻟﻨﻈﺎرة ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗَﻌﺎﻟﻰ " ﯾُﺮﯾﺪ اﷲ ﺑﻜﻢُ‬
‫اﻟﯿُﺴﺮَ وﻻ ﯾﺮﯾﺪُ ﺑﻜﻢ اﻟﻌُﺴﺮَ " " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة "‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬اﻟﻄﻮاف ‪:‬‬

‫‪ .١‬أﻣﺴﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ إذا وﺻﻠﺖ ﻣَﻜﺔ‪ ،‬وﺗﻮﺿﺄ ‪ ،‬ﻓﺈذا دﺧﻠﺖ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﻓﻘﺪﱢم رﺟﻠﻚ اﻟﯿُﻤﻨﻰ ﻗﺎﺋﻼً " اﻟﻠﮭﻢ ﺻَﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣُﺤﻤﺪ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ‬
‫اﻓﺘﺢ ﻟﻲ أﺑﻮاب رﺣﻤﺘﻚ " ‪ .‬ﻓﺈذا رأﯾﺖ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺎرﻓﻊ ﯾﺪﯾﻚ وادعُ ﺑﻤﺎ ﺗﯿﺴّﺮ أو ﻗﻞ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ اﻟﺴﻼم وﻣﻨﻚ اﻟﺴﻼم ﻓﺤﱢﯿﻨﺎ رﺑﱠﻨﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻼم " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻃُﻒ ﺣَﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻮاط ‪ ،‬ﻛﺎﺷﻔﺎً ﻛﺘﻔﻚ اﻷﯾﻤﻦ ﻣُﺴﺮﻋﺎً ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷُوَل ﻣﻨﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻄﻮاف ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻣﺒﺘﺪﺋﺎً ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد‬
‫ﻗﺎﺋﻼً ‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ " وﻗﺒﻠﮫ إن اﺳﺘﻄﻌﺖ ‪ ،‬أو أﺷﺮ إﻟﯿﮫ ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ وﻻ ﺗَﻘِﻒ ﺑﻼ ﺗﻘﺒﯿﻞ ﻋﻨﺪه‪ ،‬واﻣﺴَﺢ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ﺑﯿﻤﯿﻨﻚ ﻛﻞ ﻣﺮة‬
‫إن اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺑﻼ ﺗﻘﺒﯿﻞ وﻻ إﺷﺎرة وﻻ ﺗﺮﻓﻊ ﺻَﻮﺗﻚ ﺑﺎﻟﺬﱢﻛﺮ واﻟﺪﻋﺎء أﺛﻨﺎء اﻟﻄﻮاف وﻗﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﻛﻨﯿﻦ‪ " :‬رﺑﻨﺎ آﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺣﺴَﻨﺔ‬
‫وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣﺴﻨﺔ ‪ ،‬وَﻗِﻨﺎ ﻋﺬابَ اﻟﻨﺎر " ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اِذھﺐ إﻟﻰ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ وﻏَﻂﱢ ﻛﺘﻔﻚ اﻷﯾﻤﻦ واﻗﺮأ ‪ " :‬واﺗﺨﺬوا ﻣﻦ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣُﺼَﻠّﻰ " ﺛﻢ ﺻَﻞﱢ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﻘﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ إن‬
‫أﻣﻜﻦ ‪ ،‬وإﻻ ﻓﻔﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ‪ .‬واﻗﺮأ ‪ " :‬ﻗﻞ ﯾﺎ أَﯾﱡﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون " ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷوﻟﻰ واﻗﺮأ " ﻗﻞ ھُﻮَ اﷲ أﺣﺪ " ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اِذھﺐ إﻟﻰ زﻣﺰم واﺷﺮب وﺻُﺐﱠ ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬وﻋُﺪْ إﻟﻰ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ‪ ،‬ﻓﻘﺒﱢﻠﮫ إن اﺳﺘﻄﻌﺖ أو أﺷﺮ إﻟﯿﮫ ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ ﻣُﻜﺒﱢﺮاً ‪،‬‬
‫وﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﻐﻄﻲ ﻛﺘﻔﻚ اﻷﯾﻤﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻮاف وﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻼة ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬اﻟﺴﻌﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺗﻮﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺼﻔﺎ ‪ ،‬ﻓﺈذا دﻧﻮتَ ﻣﻨﮫ ﻓﺎﻗﺮأ ‪ " :‬إن اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ﻣِﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﷲ " ) أﺑﺪأ ﺑﻤﺎ ﺑﺪأ اﷲ ﺑﮫ ( ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺻﻌﺪت ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺼﻔﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ،‬واﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ووﺣﱢﺪ اﷲ وﻛﺒﺮه ﺛﻼﺛﺎً وﻗﻞ ‪ " :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﮫ ا ﻟﺤﻤﺪ‬
‫وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ‪ ،‬أَﻧْﺠﺰَ وﻋﺪه وﻧَﺼَﺮَ ﻋﺒﺪه ‪ ،‬وھﺰمَ اﻷﺣﺰابَ وﺣﺪه "‪.‬‬
‫‪ .٢‬اِﻣﺶ إﻟﻰ اﻟﻤﺮوة ‪ ،‬وأﺳﺮع ﺑﯿﻦ اﻟﻤﯿﻠﯿﻦ اﻷﺧﻀﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮوة ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ‪ ،‬واﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﺪﻋﺎء وإن دﻋﻮت ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ ‪ " :‬رب‬
‫اﻏﻔﺮ وارﺣﻢ ‪ ،‬إﻧﻚ أﻧﺖَ اﻷﻋﺰﱡ اﻷﻛﺮم " ﻓﮭﻮ ﺣَﺴﻦ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻛﺮر اﻟﺴﻌﻲَ ﺳﺒﻊ ﻣﺮات ﯾُﺤﺴَﺐ اﻟﺬھﺎب ﻣﺮة ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻮع ﻣﺮة وﯾﻨﺘﮭﻲ اﻟﺴﻌﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺮوة ‪ .‬ﻓﺈذا ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺮم ﻓﻘﺪّم رﺟﻠﻚ‬
‫اﻟﯿُﺴﺮى وﻗﻞ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻَﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣُﺤﻤﺪ اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ" ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻟﺤﻠﻖ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﺣﻠﻖ ﺷﻌﺮك ﻛﻠﮫ وھﻮ اﻷﻓﻀﻞ أو ﻗﺼﱢﺮه ﻛﻠﮫ ‪ ،‬إن ﻛﺎن وﻗﺖ اﻟﺤﺞ ﻗﺮﯾﺒﺎً ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﺗﻘﺺ ﻣﻦ ﺷﻌﺮھﺎ ﻗﻠﯿﻼً ﻗﺪر أُﻧﻤﻠﺔ‪ - .‬اﻧﺘﮭﺖ‬
‫أﻋﻤﺎل اﻟﻌُﻤﺮة اﻟﺒﺲ ﺛﯿﺎﺑﻚ وﯾﺤﻞ ﻟﻚ ﻛﻞ ﺷﻲء ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﺮم ﺑﺤﺞ ﻣُﻔﺮداً ‪ ،‬أو ﻗﺎرﻧﺎً‪ ،‬ﻓﻠﯿﺘﺤﻠﻞ ﻟﯿﻜﺴﺐ أﺟﺮ ﻋﻤﺮة اﻣﺘﺜﺎﻻً ﻷﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻘﺎﺋﻞ ‪ " :‬ﻓﻤﻦ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻨﻜﻢ ﻟﯿﺲ ﻣﻌﮫ ھﺪي ﻓﻠْﯿُﺤﻞﱠ وﻟﯿﺠﻌﻠﮭﺎ ﻋُﻤﺮة " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺞ‬
‫‪ -٢‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﻨﻰ ‪ -٣‬اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ‬ ‫‪ -١‬اﻹﺣﺮام‬
‫‪ -٦‬اﻟﺬﺑﺢ‬ ‫‪ -٥‬اﻟﺮﻣﻲ‬ ‫‪ -٤‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﺎﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ‬
‫‪ -١٠‬ﻃﻮاف اﻟﻮداع‬ ‫‪ -٩‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﻨﻰ أﯾﺎم اﻟﻌﯿﺪ ﻟﻠﺮﻣﻲ‬ ‫‪ -٨‬اﻟﻄﻮاف واﻟﺴﻌﻲ‬ ‫‪ -٧‬اﻟﺤﻠﻖ‬

‫‪١٥٨‬‬
 ‫أوﻻً ‪ :‬اﻹﺣﺮام ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺒﺲ ﺛﯿﺎب اﻹﺣﺮام ﯾﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ ﺑﻤﻜﺔ وﻗﻒ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺎﺋﻼً ‪ ) :‬ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﺣَﺠﺔ ( وﻗﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ) اﻟﻠﮭﻢ ﺣَﺠﺔ ﻻ رﯾﺎء ﻓﯿﮭﺎ وﻻ ﺳُﻤﻌﺔ ( ‪ ) .‬ﺻﺤﯿﺢ رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ(‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﺣﺞ اﻟﺘﻤﺘﻊ ‪ :‬ھﻮ اﻹﺣﺮام ﻓﻲ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺞ‪ ،‬واﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﺛﻢ اﻹﺣﺮام ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬وھﻮ اﻷﺳﮭﻞ‬
‫واﻷﻓﻀﻞ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺬي أﻣﺮ ﺑﮫ اﻟﺮﺳﻮل أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﯾﺎ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ :‬ﻣَﻦ ﺣﺞ ﻣﻨﻜﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﯿُﮭِﻞﱠ ﺑﻌُﻤﺮة ﻓﻲ‬
‫ﺣﺠﺔ " ‪ " .‬رواه اﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪.٢‬وارﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ‪ ) :‬ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ ( ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﻨﻰ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اذھﺐ إﻟﻰ ﻣﻨﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺮوق وﺻَﻞﱢ ﺧﻤﺲَ ﺻﻠﻮات ﻗﺼﺮاً ‪ ،‬ﻓﺘﺼﻠﻲ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ واﻟﻌﺸﺎء رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ‪ ،‬وﺑﺖْ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﺘُﺼﻠﻲ‬
‫اﻟﺼﺒﺢ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اِذھﺐ إﻟﻰ " ﻋﺮﻓﺔ " ﯾﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺮوق ‪ ،‬ﻣُﻠﺒﯿﺎً وﻣُﻜﺒﺮاً ‪ ،‬وﺻَﻞﱢ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻌﺼﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺼﺮاً ‪ ،‬ﺟﻤﻊ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺑﺄذان واﺣﺪ‬
‫وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ ﺑﺪون ﺳﻨﺔ‪ ،‬وﺗﺄﻛﺪ أﻧﻚ ﻓﻲ "ﻋﺮﻓﺔ " داﺧﻞ ﺣﺪودھﺎ ﻷن ا ﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ "ﻋﺮﻓﺔ " رﻛﻦ‬
‫أﺳﺎﺳﻲ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻗﻒ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً اﻟﻘﺒﻠﺔ راﻓﻌﺎً ﯾﺪﯾﻚ‪ ،‬داﻋﯿﺎً اﷲ وﺣﺪه‪ ،‬واﺣﺬر دﻋﺎء ﻏﯿﺮه ﻣُﻠﺒﯿﺎً ﻗﺎﺋﻼً ‪ " :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ " ‪ .‬ﻗﺎل‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺧﯿﺮُ اﻟﺪﻋﺎء ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ وﺧﯿﺮُ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ أﻧﺎ واﻟﻨﺒﯿﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪،‬‬
‫ﻟﮫ اﻟﻤُﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ " ‪ .‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﺣﺐُ اﻟﻜﻼم إﻟﻰ اﷲ أرﺑﻊ ‪ :‬ﺳُﺒﺤﺎن اﷲ ‪،‬‬
‫واﻟﺤﻤﺪُ ﷲ ‪ ،‬وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒﺮ " ) رواه ﻣﺴﻠﻢ ( ‪ .‬واﺑﻖ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺣﺘﻰ ﺗﻐﺮب اﻟﺸﻤﺲ ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﺰدﻟﻔﺔ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻧﺰل ﻣﻦ "ﻋﺮﻓﺔ " ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺮوب ﺑﮭﺪوء إﻟﻰ " ﻣﺰدﻟﻔﺔ " وﺻَﻞﱢ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء ﻗﺼﺮاً ﺟﻤﻊ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﺑﺄذان واﺣﺪ وإﻗﺎﻣﺘﯿﻦ ﺑﺪون‬
‫ﺳﻨﺔ‪ ،‬وﺑﺖ ﻓﯿﮭﺎ وﺟﻮﺑﺎً ﻟﺘﺼﻠﻲ اﻟﻔﺠﺮ‪ ،‬وﺗﺬﻛﺮ اﷲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻣُﺴﺘﻘﺒﻼً اﻟﻘﺒﻠﺔ راﻓﻌﺎً ﯾﺪﯾﻚ‪ ،‬داﻋﯿﺎً ﺣﺎﻣﺪاً ﻣُﻜﺒﺮاً ﻣُﮭﻠﻼً ﻣُﻮﺣﺪاً‬
‫و ) اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻣَﺸﻌﺮ ( ‪ .‬وﯾُﺴﻤﺢ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎء ﺑﺎﻻﻧﺼﺮاف ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً ‪ :‬اﻟﺮﻣﻲ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﺧﺮج ﻣﻦ ) ﻣﺰدﻟﻔﺔ ( ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوق إﻟﻰ ) ﻣﻨﻰ ( ﯾﻮم اﻟﻌﯿﺪ ﻣُﻠﺒﯿﺎً وﻋﻠﯿﻚ اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ وارم اﻟﺠﻤﺮة اﻟﻜﺒﺮى ‪ -‬ﺟﺎﻋﻼً ﻣﻜﺔ ﻋﻦ ﯾﺴﺎرك‬
‫و "ﻣﻨﻰ" ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻚ ‪ -‬ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت ﺻﻐﯿﺮة ﺗﺄﺧﺬھﺎ ﻣﻦ "ﻣﻨﻰ" ﻣُﻜﺒﺮاً ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺮوق ‪ ،‬وﻟﻮ إﻟﻰ اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﻮﻗﻌﮭﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻣﻰ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﻓﯿﮫ ﻓﺄﻋﺪھﺎ ‪ ،‬واﻗﻄﻊ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻣﻲ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺒﺲ ﺛﯿﺎﺑﻚ وﺗﻄﯿﺐ ‪ ،‬وﯾﺤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﻚ إﻻ اﻟﻨﺴﺎء ‪.‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬ﻗﺎ ﻟﺖ‪ " :‬ﻃﯿﺒﺖُ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﯿﺪي ﻟﺤﺠﺔ اﻟﻮداع‪ ،‬ﻟﻠﺤِﻞ واﻹﺣﺮام ﺣﯿﻦ أﺣﺮم‪ ،‬وﺣﯿﻦ رﻣﻰ‬
‫ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻄﻮف ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ " ) رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ( وﻗﯿﻞ ‪ :‬ﯾﺘﺤﻠﻞ اﻟﻤﺤﺮم ﺑﻌﺪ أن ﯾﺮﻣﻲ وﯾﺤﻠﻖ أو ﯾﺬﺑﺢ ‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪ :‬اﻟﺬﺑﺢ ‪:‬‬

‫اذﺑﺢ ذﺑﯿﺤﺔ واﺳﻠﺨﮭﺎ ﻓﻲ )ﻣﻨﻰ أو ﻣﻜﺔ ( أﯾﺎم اﻟﻌﯿﺪ‪ ،‬وﻛُﻞ ﻣﻨﮭﺎ واﻃﻌﻢ اﻟﻔﻘﺮاء ‪ ،‬وﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺘﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﮭﺎ إﻟﻰ ﻣَﻦ ﺗﺜﻖ‬
‫ﺑﮫ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻤﻠﻚ ﺛﻤﻨﮭﺎ ﻓﺼُﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺳﺒﻌﺔ إذا رﺟﻌﺖ ﻷھﻠﻚ ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﺎﻟﺮﺟﻞ ‪،‬‬
‫وھﺬا واﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻤﺘﻊ واﻟﻘﺎرن‪.‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻟﺤﻠﻖ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﺣﻠﻖ ﺷﻌﺮك ﻛﻠﮫ ‪ ،‬أو ﻗﺼﺮه ﻛﻠﮫ ‪ ،‬واﻟﺤﻠﻖ أﻓﻀﻞ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﺗﻘﺺ ﻣﻦ ﺷﻌﺮھﺎ ﻗﻠﯿﻼً ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺠﺰيء ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ‬
‫ھﺬا اﻟﺰﻣﺎن ﻣﻦ أﺧﺬ ﻗﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻟﻠﺮﺟﺎل وﻟﻜﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﯾَﻌُﻢﱠ اﻟﺸﻌﺮَ ﻛﻠﮫ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﺣﺘﻰ ﯾُﻌﺮفَ ا ﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻧﮫ ﻗﺼﺮ ﺷﻌﺮه ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻣﻨﺎً ‪ :‬اﻟﻄﻮاف واﻟﺴﻌﻲ ‪:‬‬

‫‪ -١‬ﺗﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻓﻄﻒ ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺳﺒﻌﺎً ‪ ،‬واﺳﻊَ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ﺳﺒﻌﺎً ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻤﺮة وﺑﻌﺪ اﻟﻄﻮاف واﻟﺴﻌﻲ ﺗﺤﻞ‬
‫ﻟﻚ زوﺟﺘﻚ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮاﻣﺎً ‪ ،‬وإذا ﻟﻢ ﯾﺘﯿﺴﺮ ﻟﻚ اﻟﻄﻮاف واﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﯿﻮم‪ ،‬ﻓﻔﻲ أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ أﯾﺎم‬
‫ذي اﻟﺤﺠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺴﱡﻨﱠﺔ ﺗﺮﺗﯿﺐ أﻋﻤﺎل ﯾﻮم اﻟﻌﯿﺪ ‪ :‬رﻣﻲ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺬﺑﺢ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻠﻖ ‪ ،‬ﻓﻄﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻤﺘﻤﺘﻊ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻓﺈن ﻗﺪﻣﺖ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻨﮭﺎ أو أﺧَﺮتَ ﺟﺎز ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﺣَﺮج ‪ ،‬ﻻ ﺣَﺮج " ) رواه ﻣﺴﻠﻢ ( ‪.‬‬

‫‪١٥٩‬‬
 ‫ﺗﺎﺳﻌﺎً ‪ :‬اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﻨﻰ ﻟﻠﺮﻣﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ارﺟﻊ إﻟﻰ "ﻣﻨﻰ " أﯾﺎم اﻟﻌﯿﺪ وﺑِﺖْ ﻓﯿﮭﺎ وﺟﻮﺑﺎً ﻟﻠﺮﻣﻲ ‪ ،‬ووﻗﺘﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﮭﺮ وﯾﻤﺘﺪ إﻟﻰ اﻟﻠﯿﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ارم اﻟﺠﻤﺮات اﻟﺜﻼث ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﯿﺐ ﻣﺒﺘﺪﺋﺎً ﺑﺎﻟﺼُﻐﺮى ‪ ،‬ﺑﺴﺒﻊ ﺣﺼﯿﺎت ﻟﻜﻞ ﺟﻤﺮة ‪ ،‬ﺗﻠﺘﻘﻄﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻰ ﻣُﻜﺒﺮاً ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺼﺎة‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻗﻒ ﺑﻌﺪھﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً اﻟﻘﺒﻠﺔ راﻓﻌﺎً ﯾﺪﯾﻚ داﻋﯿﺎً اﷲ وﺣﺪه ﻛﺜﯿﺮاً ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺛﻢ ارمِ اﻟﺠﻤﺮة اﻟﻜﺒﺮى ﺟﺎﻋﻼً "ﻣﻨﻰ" ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻚ و " ﻣﻜﺔ " ﻋﻦ ﯾﺴﺎرك وﻻ ﺗﻘﻒ ﺑﻌﺪھﺎ ﻟﻠﺪﻋﺎء ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ارم اﻟﺠﻤﺮات ا ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ا ﻟﻌﯿﺪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ واﺧﺮج ﻣﻦ "ﻣﻨﻰ" ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺮوب ‪ -‬إذا ﺗﻌﺠﻠﺖ ‪-‬‬
‫وإﻻ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻤﺒﯿﺖ ﻓﻲ "ﻣﻨﻰ" ورﻣﻲ اﻟﺠﻤﺮات اﻟﺜﻼث ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺮاﺑﻊ وھﻮ اﻷﻓﻀﻞ وﺗﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﯾﻦ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﻌﺬور أن ﯾﺆﺧﺮ رﻣﻲ ا ﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﺪ إﻟﻰ اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺜﺎﻟﺚ إﻟﻰ اﻟﺮاﺑﻊ‪ .‬وﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﺑﺎﻟﺮﻣﻲ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء‬
‫اﻟﻀﻌﯿﻔﺎت واﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﺼﻐﺎر ‪.‬‬

‫ﻋﺎﺷﺮاً ‪ :‬ﻃﻮاف اﻟﻮداع ‪:‬‬

‫وھﻮ واﺟﺐ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﺤﺎﺋﺾ واﻟﻨﻔﺴﺎء ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ا ﻟﺴﻔﺮ ﺑﻌﺪه ‪ ،‬وﺗﺠﺐ اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﮫ ‪ ،‬أو ﺗﺮك اﻟﺮﻣﻲ ‪ ،‬أو ﺗﺮك اﻟﻤﺒﯿﺖ‬
‫ﺑﻤﻨﻰ‪.‬‬
‫إذا ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺮم ﻓﻘﺪم رﺟﻠﻚ اﻟﯿُﺴﺮى ﻗﺎﺋﻼً ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ " ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﻌﻮدة‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺴﱠﻔﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ‪ ،‬ﯾﻤﻨﻊ أﺣﺪﻛﻢ ﻃﻌﺎﻣﮫ وﺷﺮاﺑﮫ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﻗﻀﻰ أﺣﺪﻛﻢ ﻧﮭﻤﺘﮫ ) أي ﻗﻀﻰ ﺷﮭﻮﺗﮫ ﻓﻲ أداء ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ( ﻓﻠﯿﻌﺠﻞ إﻟﻰ أھﻠﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ ،‬وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻹﺣﺼﺎر‬
‫اﻹﺣﺼﺎر ‪ :‬ھﻮ اﻟﻤﻨﻊ واﻟﺤﺒﺲ ‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن أُﺣﺼﺮﺗﻢ ﻓﻤﺎ اﺳﺘﯿﺴﺮ ﻣﻦ ا ﻟﮭﺪي " ‪ .‬وﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺼﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻣﻨﻌﮫ ھﻮ وأﺻﺤﺎﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ‪ .‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮫ ‪ :‬اﻟﻤﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﻄﻮاف ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌُﻤﺮة ‪ .‬وﻋﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ ‪ ،‬أو ﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﺑﮫ اﻹﺣﺼﺎر ‪ .‬ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬اﻹﺣﺼﺎر ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﻌﺪوﱢ ‪ .‬ﻷن اﻵﯾﺔ‬
‫ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ إﺣﺼﺎر اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﮫ ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬ﻻ ﺣﺼﺮَ إﻻ ﺣﺼﺮُ اﻟﻌﺪوﱢ‪.‬‬
‫وذھﺐ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ -‬ﻣﻨﮭﻢ اﻷﺣﻨﺎف ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ ‪ -‬إﻟﻰ أن اﻹﺣﺼﺎر ﯾﻜﻮن ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﺑﺲ ﯾﺤﺒﺲ اﻟﺤﺎج ﻋﻦ ا ﻟﺒﯿﺖ ﻣﻦ ﻋﺪو‬
‫أو ﻣﺮض ﯾﺰﯾﺪ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل واﻟﺤﺮﻛﺔ أو ﺧﻮف ‪ ،‬أو ﺿﯿﺎع اﻟﻨﻔﻘﺔ ‪ ،‬أو ﻣﻮت ﻣﺤﺮم اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﺬار اﻟﻘﺎھﺮة‬
‫اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﺣﺘﻰ أﻓﺘﻰ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺟﻼً ﻟُﺪغ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺤﺼﺮ ‪.‬‬
‫واﺳﺘﺪﻟﻮا ﺑﻌﻤﻮم ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن أُﺣﺼﺮﺗﻢ " وأن ﺳﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﯾﺔ إﺣﺼﺎر اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪو ﻓﺈن‬
‫اﻟﻌﺎمﱠ ﻻ ﯾُﻘﺼَﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺒﮫ‪،‬وھﺬا أﻗﻮى ﻣﻦ ﻏﯿﺮه ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻤﺬاھﺐ ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﺮ ﺷﺎة ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﮭﺎ ‪:‬‬

‫اﻵﯾﺔ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﻲ أن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﺮ أن ﯾﺬﺑﺢ ﻣﺎ اﺳﺘﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﮭﺪي ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬أن ا ﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ أﺣﺼﺮ ﻓﺤﻠﻖ وﺟﺎﻣﻊ ﻧﺴﺎءه وﻧﺤﺮ ھﺪﯾﮫ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ اﻋﺘﻤﺮ‬
‫ﻋﺎﻣﺎً ﻗﺎﺑﻼً " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬وﻗﺪ اﺳﺘﺪلﱠ ﺑﮭﺬا اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤُﺤﺼَﺮ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ذﺑﺢ ﺷﺎة أو ﺑﻘﺮة أو ﻧﺤﺮ ﺑﺪﻧﺔٍ ‪.‬‬

‫ﻣﻮﺿﻊ ذﺑﺢ ھﺪي اﻹﺣﺼﺎر ‪ :‬ﯾُﺬﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ إﺣﺼﺎره أو ﯾﺒﻌﺚ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺤﺮم إن أﻣﻜﻨﮫ ذﻟﻚ‪ ،‬وﯾﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ إﺣﺮاﻣﮫ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺤﻞﱢ ﻧﺤﺮ‬
‫اﻟﮭﺪي ﻟﻠﻤﺤﺼﺮ أﻗﻮال ‪ :‬اﻷول ﻟﻠﺠﻤﮭﻮر‪ :‬أﻧﮫ ﯾﺬﺑﺢ ھﺪﯾﮫ ﺣﯿﺚ ﯾﺤﻞ ﻓﻲ ﺣﺮم أو ﺣِﻞّ ) ﯾﻌﻨﻲ ﺣﯿﺚ أﺣﺼﺮ ذﺑﺢ ( ‪ .‬اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺤﻨﻔﯿﺔ‬
‫‪ :‬أﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﺤﺮه إﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ‪ .‬اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎس وﺟﻤﺎﻋﺔ‪ :‬أﻧﮫ إن ﻛﺎن ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺒﻌﺚ ﺑﮫ إﻟﻰ ا ﻟﺤﺮم ‪ ،‬وﺟَﺐَ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞﱡ ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﻨﺤَﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﮫ ‪ .‬وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺒﻌﺚ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺤﺮم ﻧﺤﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ إﺣﺼﺎره ‪.‬‬

‫ﻻ ﻗﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﺮ إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺮض اﻟﺤﺞ ‪:‬‬

‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن أُﺣﺼﺮﺗﻢ ﻓﻤﺎ اﺳﺘﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﮭﺪي " ‪ .‬ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻦ أﺣﺮم ﺑﺤﺞ‬
‫أو ﺑﻌﻤﺮة ﺛﻢ ﺣُﺒﺲ ﻋﻦ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ ذﺑﺢ ﻣﺎ اﺳﺘﯿﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﮭﺪي ‪ :‬ﺷﺎة ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﮭﺎ ‪ ،‬ﯾﺬﺑﺢ ﻋﻨﮫ‪ .‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺣَﺠﱠﺔ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ‬
‫ﻗﻀﺎؤھﺎ ‪ .‬وإن ﻛﺎن ﺣَﺠﱠﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺞ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ﻓﻼ ﻗﻀﺎء ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز اﺷﺘﺮاط اﻟﻤﺤﺮم اﻟﺘﺤﻠﻞ ﺑﻌﺬر اﻟﻤﺮض وﻧﺤﻮه ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﻮاز أن ﯾﺸﺘﺮط اﻟﻤﺤﺮم ﻋﻨﺪ إﺣﺮاﻣﮫ أﻧﮫ إن ﻣﺮض ﺗﺤﻠﻞ ‪ .‬ﻓﻘﺪ روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﻀﺒﺎﻋﺔ‪ " :‬ﺣِﺠﻲ ‪ ،‬واﺷﺘﺮﻃﻲ أنﱠ ﻣﺤﻠﻲ ﺣﯿﺚ ﺗﺤﺒﺴﻨﻲ " ‪ .‬ﻓﺈذا أُﺣﺼﺮ‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﺮض أو ﻏﯿﺮه ‪ ،‬إذا اﺷﺘﺮﻃﮫ ﻓﻲ إﺣﺮاﻣﮫ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺘﺤﻠﻞ وﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﮫ دم ‪ ،‬أو ﺻﻮم ‪.‬‬

‫اﻷﺿﺤﯿﺔ‬

‫‪١٦٠‬‬
 ‫ﺣﻜﻤﮭﺎ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺗﺮاوح اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺿﺤﯿﺔ ﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب‪ ،‬وﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪة‪ ،‬وﻣﻤﻦ ﻗﺎل ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﺮ‬
‫رﺑﯿﻌﺔ اﻟﺮأي‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ‪ ،‬وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ ،‬واﻟﻠﯿﺚ‪ ،‬وﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ وإﻟﯿﻚ ﺑﻌﺾ أدﻟﺘﮭﻢ‪-:‬‬
‫* ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً " ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺳﻌﺔ وﻟﻢ ﯾﻀﺢﱢ ﻓﻼ ﯾﻘﺮﺑﻦ ﻣﺼﻼﻧﺎ " رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬واﻟﺪار ﻗﻄﻨﻲ وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷرﻧﺎؤوط ﻓﻲ اﻟﺰاد ‪.‬‬
‫* ﺣﺪﯾﺚ ﺟﻨﺪب ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺒﺠﻠﻲّ ﻗﺎل ‪ :‬ﺷﮭﺪت اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ ذﺑﺢ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺼﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻠﯿُﻌﺪ‬
‫ﻣﻜﺎﻧﮭﺎ أﺧﺮى‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺬﺑﺢ ﻓﻠﯿﺬﺑﺢ " رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻷﻣﺮ ﻇﺎھﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮب‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄت ﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﻌﺪم اﻟﻮﺟﻮب ﺑﻤﺎ ﯾﺼﻠﺢ‬
‫ﻟﻠﺼﺮف‪.‬‬
‫وھﻨﺎك ﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪة ﯾﻜﺮه ﺗﺮﻛﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ودﻟﯿﻠﮭﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺴﻨﺪه ﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا رأﯾﺘﻢ ھﻼل ذي اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬وأراد أﺣﺪﻛﻢ أن ﯾﻀﺤﻲ ﻓﻠﯿﻤﺴﻚ ﻋﻦ ﺷﻌﺮه وأﻇﻔﺎره "‪.‬ﻓﻘﻮﻟﮫ أراد أن‬
‫ﯾﻀﺤﻲ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻮب‪.‬‬
‫أﺧﺮج اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻦ أﺑﻰ ﺳﺮﯾﺤﺔ اﻟﻐﻔﺎري ﻗﺎل ‪ :‬رأﯾﺖ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ‪ ،‬وﻋﻤﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻻ ﯾﻀﺤﯿﺎن ﻛﺮاھﯿﺔ أن ﯾُﻘﺘﺪى ﺑﮭﻤﺎ "‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ) ‪.(١١٣٩‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم ﻟﻢ ﯾﺼﺢ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ أﻧﮭﺎ واﺟﺒﺔ‪ ،‬وﻗﺪ رﺟﺢ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻗﻮل اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﺮ وھﻮ‬
‫اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬
‫ﻣﻢ ﺗﻜﻮن ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻀﺄن واﻟﻐﻨﻢ واﻟﺒﻘﺮ واﻹﺑﻞ ‪ .‬ﻋﻦ ﻣﺠﺎﺷﻊ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً " أن اﻟﺠﺬع ﯾﻮﻓﻲ ﻣﻤﺎ ﯾُﻮﻓﻲ ﻣﻨﮫ اﻟﺜﻨﯿﱠﺔ" رواه أﺑﻮ داود واﺑﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪. ١١٤٦‬‬
‫واﻟﺜﻨﯿﺔ أو اﻟﻤﺴﻨﺔ ھﻲ‪-:‬‬
‫⇒ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﯿﻦ‪،‬‬
‫⇒ وﻣﻦ اﻟﺒﻘﺮ ﻣﺎ ﻟﮫ ﺳﻨﺘﺎن‪،‬‬
‫⇒ وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺰ ﻣﺎ ﻟﮫ ﺳﻨﺔ‪،‬‬
‫⇒ وﻣﻦ اﻟﻀﺄن ﻣﺎﻟﮫ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼف اﻟﻤﺬﻛﻮر ﺑﯿﻦ اﻷﺋﻤﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺠﺬﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺄن ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ھﻮ ﻣﺎ أﺗﻢ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ أﺻﺎﺑﻨﻲ ﺟﺬع ﻗﺎل‪ :‬ﺿﺢ ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز أن ﯾُﻀﺤﻰ ﺑﮫ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻷﺿﺤﯿﺔ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻀﺤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﯿﺒﺔ وﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﯿﻮب‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻌﻮراء اﻟﺒﯿﱢﻦ ﻋﻮرھﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻤﺮﯾﻀﺔ اﻟﺒﯿﻦ ﻣﺮﺿﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻌﺮﺟﺎء اﻟﺒﯿﻦ ﻇﻠﻌﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻌﺠﻔﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻨﻘﻰ = وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺦ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﮭﺎ ﻣﻦ ﺿﻌﻔﮭﺎ وھﺰاﻟﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أرﺑﻌﺔ ﻻ ﺗﺠﺰيء ﻓﻲ اﻷﺿﺎﺣﻲ‪ :‬اﻟﻌﻮراء اﻟﺒﯿﻦ ﻋﻮرھﺎ‪ ،‬اﻟﻤﺮﯾﻀﺔ اﻟﺒﯿﻦ ﻣﺮﺿﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻌﺮﺟﺎء‬
‫اﻟﺒﯿﻦ ﻇﻠﻌﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻌﺠﻔﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻨﻘﻰ"‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )‪. (١١٤٨‬‬
‫‪ .٥‬ﻋﻀﺒﺎء اﻷذن واﻟﻘﺮن‪ :‬أي ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ اﻷذن‪ ،‬وﻣﻜﺴﻮرة اﻟﻘﺮن‪ ،‬اﻟﻨﺼﻒ ﻓﻤﺎ زاد‪ ،‬وﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺎل‪ :‬اﻟﺜﻠﺚ ﻓﻤﺎ زاد‪ .‬ﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻧﮭﻰ أن ﯾﻀﺤﻰ ﺑﻌﻀﺒﺎء اﻷذن واﻟﻘﺮن" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ‬
‫داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﻓﻲ اﻟﺰاد‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺴﻨﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‬
‫م‪ ٤‬ص ‪. ٣٦٢‬‬
‫‪ .٦‬اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻗُﻄﻊ ﻣﻘﺪم أذُﻧﮭﺎ‪،‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﻤُﺪاﺑﺮة‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻊ ﻣﺆﺧﺮ أذﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻟﺸﺮﻗﺎء‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺷُﻘﺖ أُذﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻟﺨﺮﻗﺎء‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺧُﺮﻗﺖ أذﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ " أﻣﺮﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﻧﺴﺘﺸﺮف اﻟﻌﯿﻦ واﻷذن‪ ،‬وأﻻ ﻧﻀﺤﻰ‬
‫ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺔ وﻻ ﻣﺪاﺑﺮة ‪ ،‬وﻻ ﺷﺮﻗﺎء وﻻ ﺧﺮﻗﺎء "‪.‬‬
‫أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺪراﻣﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ﺑﻤﺠﻤﻮع‬
‫ﻃﺮﻗﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻧﺴﺘﺸﺮف اﻟﻌﯿﻦ واﻷذن‪ :‬أي ﯾُﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺳﻼﻣﺘﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻷﺿﺤﯿﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻲ‪ :‬ﻻ ﺑﺄس ﺑﺎﻷﺿﺤﯿﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻲ ﻟﻤﺎ رواه أﺣﻤﺪ ﻋﻦ أﺑﻲ راﻓﻊ‪ ،‬ﻗﺎل ‪":‬ﺿﺤﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﺑﻜﺒﺸﯿﻦ أﻣﻠﺤﯿﻦ ﻣﻮﺟﻮءﯾﻦ ﺧَﺼِﯿﱢﯿﻦ" ﺻﺤﯿﺢ )ﺻﺤﺤﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ﺑﺮﻗﻢ )‪(١١٤٧‬‬
‫أﻣﻠﺤﯿﻦ‪ :‬ﻧﺎﺻﻊ اﻟﺒﯿﺎض وﻗﯿﻞ ﻓﯿﮫ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﻮاد‪.‬‬
‫اﻟﻤﻮﺟﻮء ‪ :‬أي ﻣﻘﻄﻮع اﻟﻮﻋﺎء اﻟﻨﺎﻗﻞ ﻟﻠﺤﯿﻮاﻧﺎت اﻟﻤﻨﻮﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺖ اﻟﺬﺑﺢ‪:‬‬

‫‪١٦١‬‬
 ‫‪ .١‬ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻷﺿﺤﯿﺔ أﻻ ﺗُﺬﺑﺢ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪ‪ ،‬ﻓﻌﻦ اﻟﺒﺮاء رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬إن‬
‫أول ﻣﺎ ﻧﺒﺪأ ﺑﮫ ﻓﻲ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا أن ﻧﺼﻠﻲ ﺛﻢ ﻧﺮﺟﻊ ﻓﻨﻨﺤﺮ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﺻﺎب ﺳﻨﺘﻨﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ذﺑﺢ ﻗﺒﻞ ﻓﺈﻧﻤﺎ ھﻮ ﻟﺤﻢ ﻗﺪﻣﮫ ﻷھﻠﮫ‬
‫ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟُﻨﺴُﻚِ ﻓﻲ ﺷﻲء"‪ .‬ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺼﻐﯿﺮ وزﯾﺎدﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺪ‬
‫اﻷول ص ‪ ١٨٤‬ﺑﺮﻗﻢ ) ‪. ( ٢٠١٥‬‬
‫‪ .٢‬أن وﻗﺖ اﻟﺬﺑﺢ ھﻮ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ‪ ،‬وﯾﻮﻣﺎن ﺑﻌﺪه‪ ،‬وھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء )ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ( وذﻛﺮه اﻷﺛﺮم ﻋﻦ اﺑﻦ‬
‫ﻋﻤﺮ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪.‬‬

‫ﻛﻔﺎﯾﺔ أﺿﺤﯿﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﻮاﺣﺪ‪:‬‬

‫إذا ﺿﺤﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺸﺎة ﻣﻦ اﻟﻀﺄن أو اﻟﻤﻌﺰ ﻓﻘﺪ أﺟﺰأت ﻋﻨﮫ وﻋﻦ أھﻞ ﺑﯿﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﯾﺴﺎر ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ أﺑﺎ أﯾﻮب‬
‫اﻷﻧﺼﺎري‪ ،‬ﻛﯿﻒ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻀﺤﺎﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﻀﺤﻲ ﺑﺎﻟﺸﺎة ﻋﻨﮫ وﻋﻦ أھﻞ‬
‫ﺑﯿﺘﮫ ﻓﯿﺄﻛﻠﻮن وﯾﻄﻌﻤﻮن ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺎھﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﺼﺎر ﻛﻤﺎ ﺗﺮى "‪.‬‬
‫رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ وﻣﺎﻟﻚ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ )م‪ = ٤‬ص ‪ (٣٥٥‬رﻗﻢ )‪(١١٤٢‬‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﻓﻲ اﻟﺰاد )م‪ = ٢‬ص ‪.(٣٢٣‬‬

‫ﺟﻮاز اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺿﺤﯿﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺠﺰيء اﻟﺒﻘﺮة أو اﻟﺠﻤﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ أﺷﺨﺎص‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل‪" :‬ﻧﺤﺮﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺒﺪﻧﺔ ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ أو‬
‫اﻟﺒﻘﺮة ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫ﺗﻮزﯾﻊ ﻟﺤﻢ اﻷﺿﺤﯿﺔ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﺤﺞ "ﻓﻜﻠﻮا ﻣﻨﮭﺎ وأﻃﻌﻤﻮا اﻟﻘﺎﻧﻊ واﻟﻤُﻌْﺘﺮّ" وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻘﺎﻧﻊ ‪ :‬اﻟﺴﺎﺋﻞ واﻟﻤﻌﺘﺮ‪ :‬اﻟﻔﻘﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﺘﻌﺮض‬
‫ﻟﻠﺮﺟﻞ وﻻ ﯾﺴﺄﻟﮫ ﺣﯿﺎء وﻋﻔﺔ‪.‬‬
‫* اﻷﻛﻞ ﻣﻦ اﻷﺿﺤﯿﺔ واﻟﺘﺼﺪق واﻹدﺧﺎر ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‪" :‬ﻛﻠﻮا وأﻃﻌﻤﻮا وادﺧﺮوا" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻀﺤﻲ ﯾﺬﺑﺢ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪:‬‬

‫• ﯾُﺴﻦ ﻟﻤﻦ ﯾُﺤﺴﻦ اﻟﺬﺑﺢ أن ﯾﺬﺑﺢ أﺿﺤﯿﺘﮫ ﺑﯿﺪه‪ ،‬وﯾﻘﻮل ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ھﺬا ﻋﻦ ﻓﻼن ‪ -‬وﯾُﺴﻤﻲ ﻧﻔﺴﮫ ‪ -‬ﻓﺈن رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ذﺑﺢ ﻛﺒﺸﺎً وﻗﺎل " ﺑﺴﻢ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ھﺬا ﻋﻨﻲ‪ ،‬وﻋﻦ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻀﺢ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ" رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫وأﺑﻮ داود‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ م‪ = ٤‬ص ‪.٣٥٠ - ٣٤٩‬‬
‫• ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾُﺤﺴﻦ اﻟﺬﺑﺢ ﻓﻠﯿﺸﮭﺪه‪.‬‬
‫• وأﻣﺮھﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ذﺑﺤﻮا أن ﯾُﺤﺴﻨﻮا اﻟﺬﺑﺢ ﻟﺤﺪﯾﺚ ﺷﺪاد ﺑﻦ أوس ﻗﺎل‪ ":‬اﺛﻨﺘﺎن ﺣﻔﻈﺘﮭﻤﺎ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻗﺎل‪ :‬إن اﷲ ﻛﺘﺐ اﻹﺣﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﻘﺘﻠﺔ‪ ،‬وإذا ذﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﺬﺑﺤﺔ‪ ،‬وﻟﯿُﺤﺪ أﺣﺪﻛﻢ ﺷﻔﺮﺗﮫ‪ ،‬وﻟﯿﺮح‬
‫ذﺑﯿﺤﺘﮫ"‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ ﻣُﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫ﻋﯿﻮب ﻻ ﺗﻀﺮ وﺗﻘﺒﻞ ﻣﻌﮭﺎ اﻷﺿﺤﯿﺔ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺤﺎﻣﻞ ‪ -٢ .‬اﻟﺠﺮﺑﺎء اﻟﺴﻤﯿﻨﺔ ‪ -٣ .‬اﻟﺤﻠﺠﺎء وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻗﺮن ﻟﮭﺎ ﻣﻦ أﺻﻞ اﻟﺨﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﺒﺘﺮاء ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ذﻧﺐ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ أﺻﻞ اﻟﺨﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ -٥‬وﻛﺬا ﻣﻘﻄﻮع ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻘﺮن أو اﻟﺬﻧﺐ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺒﻘﻰ أﻛﺜﺮه‪.‬‬

‫آداب اﻟﻤُﻀﺤﻲ وأﺣﻜﺎﻣﮫ إذا أھﻞ ذو اﻟﺤﺠﺔ‬

‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا دﺧﻞ اﻟﻌﺸﺮ‪ ،‬وأراد أﺣﺪﻛﻢ أن ﯾُﻀﺤﻲ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺷﻌﺮه‪ ،‬وﻻ ﻣﻦ أﻇﻔﺎره ﺣﺘﻰ ﯾُﻀﺤﻲ"‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻓﻲ رواﯾﺔ "وﻻ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﺗﮫ" ﯾﻌﻨﻲ ﺑﺤﻠﻖ ﻋﺎﻧﺘﮫ أو إﺑﻄﮫ‪ ،‬واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﻤﻐﻔﺮة واﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﺟﻤﯿﻊ‬
‫أﺟﺰاﺋﮫ‪ .‬وھﺬا ﺧﻄﺎب ﻟﻠﺤﺠﺎج وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت‪-:‬‬
‫‪ .١‬ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﯾﺘﺮك اﻷﺿﺤﯿﺔ ھﻮ وﻋﺸﯿﺮﺗﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﯿﺖ ھﻠﻚ ﻟﮭﻢ‪ ،‬وھﺆﻻء ﯾﺼﺪق ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻗﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮرة‬
‫اﻟﺤﺞ " وﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﯾﻌﺒﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮف ﻓﺈن أﺻﺎﺑﮫ ﺧﯿﺮ اﻃﻤﺄنّ ﺑﮫ‪ ،‬وإن أﺻﺎﺑﺘﮫ ﻓﺘﻨﺔ اﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ﺧﺴﺮ اﻟﺪُﻧﯿﺎ‬
‫واﻵﺧﺮة ذﻟﻚ ھﻮ اﻟﺨﺴﺮان اﻟﻤﺒﯿﻦ"‪ .‬ﻓﮭﺆﻻء ﻋﺼﻮا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﺮﻣﻮا أﻧﻔﺴﮭﻢ أﺟﺮ اﻷﺿﺤﯿﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺟﻠﺪ اﻷﺿﺤﯿﺔ ﻻ ﯾُﺒﺎع‪ ،‬وﯾﺠﻮز أن ﯾﺘﺼﺪق ﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻻ ﯾُﻌﻄﻰ اﻟﺠﺰار ﻣﻦ ﻟﺤﻤﮭﺎ ﻛﺄﺟﺮ‪ ،‬وﯾﺠﻮز أن ﯾﻌﻄﻰ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﮭﺎ ھﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻠﻤﻀﺤﻲ أن ﯾﻜﺎﻓﺌﮫ ﻧﻈﯿﺮ ﻋﻤﻠﮫ ﺑﺄﺟﺮة ﻣﻌﯿﻨﺔ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‬
‫"أﻣﺮﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن أﻗﻮم ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻧﺔ وأن أﺗﺼﺪق ﺑﻠﺤﻮﻣﮭﺎ وﺟﻠﻮدھﺎ وأﺟﻠﺘﮭﺎ وﻻ أﻋﻄﻰ اﻟﺠﺎزر ﻣﻨﮭﺎ‬
‫ﺷﯿﺌﺎً "رواه اﻟﺒﺨﺎري" ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻷﺿﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﮭﺎ ﻋﯿﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺮاء ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ ﺷﺮاء ﻏﯿﺮھﺎ ﻓﻠﯿﺒﺪﻟﮭﺎ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻻ‬
‫ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻓﺘﺠﺰىء واﷲ أﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﺼﺪق ﺑﺜﻤﻦ اﻷﺿﺤﯿﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻷﺿﺤﯿﺔ ﻷﻧﮫ ﺑﺪﻋﺔ ﺳﯿﺌﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮع‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻓﺼﻞ ﻟﺮﺑﻚ واﻧﺤﺮ" ‪.‬‬

‫‪١٦٢‬‬
 ‫اﻟﻌﻘﯿﻘﺔ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ‪ :‬اﻟﻌﻘﯿﻘﺔ ھﻲ اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺬﺑﺢ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﻟﻮد ﯾﻮم ﺳﺎﺑﻌﮫ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ‪ :‬ﺗﺮاوح اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب وﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳُﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪة‪ ،‬واﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب ھﻢ أﻗﻮى دﻟﯿﻼً ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻠﯿﻦ ﺑﺄﻧﮭﺎ‬
‫ﺳُﻨﺔ‪ ،‬ﻷن اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺪل ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳُﻨﺔ ھﻲ أﺣﺎدﯾﺚ ﺿﻌﯿﻔﺔ ﻻ ﺗﺼﺮف اﻟﻮﺟﻮب إﻟﻰ اﻟﻨﺪب‪.‬‬
‫ﻓﻀﻠﮭﺎ‪ :‬روى أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ﻋﻦ ﺳﻤﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮد رھﯿﻨﺔ ﺑﻌﻘﯿﻘﺘﮫ ﺗُﺬﺑﺢ ﻋﻨﮫ ﯾﻮم ﺳﺎﺑﻌﮫ‬
‫وﯾُﺤﻠﻖ رأﺳﮫ وﯾُﺴﻤﻰ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٤١٥٣‬‬
‫رھﯿﻨﺔ‪ :‬أي ﺗﻨﺸﺌﺘﮫ ﺗﻨﺸﺌﺔً ﺻﺎﻟﺤﺔً وﺣﻔﻈﮫ ﺣﻔﻈﺎً ﻛﺎﻣﻼً ﻣﺮھﻮن ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺬﺑﺢ ﻋﻦ اﻟﻐﻼم واﻟﺒﻨﺖ‪ :‬أن ﯾُﺬﺑﺢ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﺪ ﺷﺎﺗﺎن ﻣﺘﻘﺎرﺑﺘﺎن ﺷﺒﮭﺎً وﺳﻨﺎً وﻋﻦ اﻟﺒﻨﺖ ﺷﺎة‪ .‬ﻓﻌﻦ أم ﻛﺮز اﻟﻜﻌﺒﯿﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺳﻤﻌﻨﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل‪ " :‬ﻋﻦ اﻟﻐﻼم ﺷﺎﺗﺎن ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺘﺎن‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺠﺎرﯾﺔ ﺷﺎة‪ ،‬وﻻ ﯾﻀﺮﻛﻢ ذﻛﺮاﻧﺎً ﻛُﻦ أم إﻧﺎﺛﺎً" رواه‬
‫أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ‪. ٤١٥٢‬‬
‫ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺘﺎن‪ :‬أي ﻣﺘﻘﺎرﺑﺘﺎن ﺳﻨﺎً وﺷَﺒَﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺖ اﻟﺬﺑﺢ‪:‬‬
‫واﻟﺬﺑﺢ ﯾﻜﻮن ﯾﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻻدة إن ﺗﯿﺴﺮ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺘﯿﺴﺮ ﻓﻔﻲ أي ﯾﻮم ﻣﻦ اﻷﯾﺎم‪.‬‬

‫اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ واﻟﺤﻠﻖ‪:‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺴﱡﻨﱠﺔ أن ﯾُﺨﺘﺎر ﻟﻠﻤﻮﻟﻮد اﺳﻢ ﺣﺴﻦ وﯾﺤﻠﻖ ﺷﻌﺮه وﯾﺘﺼﺪق ﺑﻮزﻧﮫ ﻓﻀﺔ إن ﺗﯿﺴﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ‬
‫اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻖ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﺸﺎة‪ ،‬وﻗﺎل ﯾﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﺣﻠﻘﻲ رأﺳﮫ وﺗﺼﺪﻗﻲ ﺑﻮزﻧﮫ ﻓﻀﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻮزﻧﺎه ﻓﻜﺎن وزﻧﮫ درھﻤﺎً أو ﺑﻌﺾ درھﻢ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫أﺣﺐ اﻷﺳﻤﺎء‪:‬‬
‫وأﺣﺐ اﻷﺳﻤﺎء ﻋﺒﺪ اﷲ وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وأﺻﺪﻗﮭﻤﺎ ھﻤﺎم وﺣﺎرث ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪ .‬وﯾَﺼﺢﱡ‬
‫اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻷﻧﺒﯿﺎء وﻃﮫ وﯾﺲ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم‪ :‬اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻛﻞ اﺳﻢ ﻣُﻌَﺒﱠﺪ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﻛﻌﺒﺪ اﻟﻌﺰي‪ ،‬وﻋﺒﺪ ھﺒﻞ‪،‬‬
‫وﻋﺒﺪ ﻋﻤﺮ‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ‪ ،‬ﺣﺎﺷﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ‪.‬‬
‫ﻛﺮاھﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎء‪:‬‬
‫ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﻤﻲ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎء اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫ﯾﺴﺎر‪ ،‬ورﺑﺎح‪ ،‬وﻧﺠﯿﺢ‪ ،‬وأﻓﻠﺢ‪ ،‬ﻷن ذﻟﻚ رﺑﻤﺎ ﯾﻜﻮن وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺸﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﺳﻤﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻗﺎل‪ " :‬ﻻ ﺗُﺴَﻢﱢ ﻏﻼﻣﻚ ﯾﺴﺎراً وﻻ رﺑﺎﺣﺎً وﻻ ﻧﺠﯿﺤﺎً وﻻ أﻓﻠﺢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﻮل ‪ :‬أَﺛَﻢﱠ ھﻮ ‪ -‬ﻓﻼ ﯾﻜﻮن ‪ -‬ﻓﯿﻘﻮل‪ :‬ﻻ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫اﻷذان ﻓﻲ أذن اﻟﻤﻮﻟﻮد‪:‬‬

‫‪١٦٣‬‬
 ‫وﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ أن ﯾﺆذن ﻓﻲ أُذن اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﯿُﻤﻨﻰ‪ ،‬ﻟﯿﻜﻮن أول ﻣﺎ ﯾﻄﺮق ﺳﻤﻌﮫ اﺳﻢ اﷲ‪.‬‬
‫روى أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ﻋﻦ أﺑﻲ راﻓﻊ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪":‬رأﯾﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أذن ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﻲ‬
‫أذن اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺣﯿﻦ وﻟﺪﺗﮫ ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ"‪.‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬

‫ﻛﺘﺎب اﻷذﻛﺎر‬
‫ﻓﻀﻞ اﻟﺬﻛﺮ‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا اذﻛﺮوا اﷲ ذﻛﺮاً ﻛﺜﯿﺮاً وﺳﺒﺤﻮه ﺑﻜﺮة وأﺻﯿﻼً " )اﻷﺣﺰاب ‪ (٤٢ : ٤١‬ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ‬
‫ﻃﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﻠﻰ "اذﻛﺮوا اﷲ ذﻛﺮاً ﻛﺜﯿﺮاً" ‪ :‬إن اﷲ ﻟﻢ ﯾﻔﺮض ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ﻓﺮﯾﻀﺔ إﻻ ﺟﻌﻞ ﻟﮭﺎ ﺣَﺪّاً ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً‪ ،‬ﺛﻢ‬
‫ﻋَﺬَرَ أھﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋُﺬْرٍ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻓﺈن اﷲ ﻟﻢ ﯾﺠﻌﻞ ﻟﮫ ﺣﺪاً ﯾﻨﺘﮭﻲ إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻌﺬر أﺣﺪاً ﻓﻲ ﺗﺮﻛﮫ‪ ،‬إﻻ ﻣﻐﻠﻮﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل )‬
‫ﻓﺎذﻛﺮوا اﷲ ﻗﯿﺎﻣﺎً وﻗﻌﻮداً وﻋﻠﻰ ﺟﻨﻮﺑﻜﻢ( ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺒﺮ واﻟﺒﺤﺮ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ واﻟﺤﻀﺮ‪ ،‬واﻟﻐﻨﻰ واﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬واﻟﺼﺤﺔ‬
‫واﻟﺴُﻘﻢ ‪ ،‬واﻟﺴﺮ واﻟﻌﻼﻧﯿﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل‪ ،‬وﻗﺎل ) ﺳﺒﺤﻮه ﺑﻜﺮة وأﺻﯿﻼً ( ﻓﺈذا ﻓﻌﻠﺘﻢ ذﻟﻚ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﯿﻜﻢ وﻣﻼﺋﻜﺘﮫ‪ .‬اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﯿﺮ‬
‫اﻟﻄﺒﺮي )‪.(١٣/٢٢‬‬
‫وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ "واذﻛﺮوا اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗُﻔﻠﺤﻮن" )اﻷﻧﻔﺎل ‪ (٤٥‬وﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ "إن اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﻟﻤﺴﻠﻤﺎت" إﻟﻰ ﻗﻮﻟﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ " واﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً واﻟﺬاﻛﺮات ‪ ،‬أﻋﺪ ﻟﮭﻢ ﻣﻐﻔﺮة وأﺟﺮاً ﻋﻈﯿﻤﺎً "‪).‬اﻷﺣﺰاب ‪.(٣٥‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺳﺒﻖ اﻟﻤﻔﺮﱢدون " ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬وﻣﺎ اﻟﻤﻔﺮﱢدون ﯾﺎ رﺳﻮل‬
‫اﷲ ؟ ﻗﺎل ‪" :‬اﻟﺬاﻛﺮون اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً واﻟﺬاﻛﺮات" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻷﻋﺮاﺑﻲ‪ :‬ﻓﺮﱠد اﻟﺮﺟﻞ‪ :‬إذا ﺗﻔﻘﮫ واﻋﺘﺰل اﻟﻨﺎس أو ﺧﻼ ﺑﻤﺮاﻋﺎة اﻷﻣﺮ واﻟﻨﮭﻲ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا أﯾﻘﻆ اﻟﺮﺟﻞ أھﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﺼﻠﯿﺎ ‪ -‬أو‬
‫ﺻﻠﻰ ‪ -‬رﻛﻌﺘﯿﻦ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻛُﺘِﺒَﺎ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً واﻟﺬاﻛﺮات" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﻓﯿﻤﻦ ﯾﺴﺘﺤﻘﻮن ھﺬا اﻟﻮﺻﻒ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻹﻣﺎم أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﻮاﺣﺪي ‪ :‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺮاد ‪ :‬ﯾﺬﻛﺮون اﷲ ﻓﻲ أدﺑﺎر اﻟﺼﻠﻮات‪ ،‬وﻏﺪواً ﻋﺸﯿﺎً‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻤﻀﺎﺟﻊ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺎ اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﮫ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺎ ﻏﺪا أو راح ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﮫ ذﻛﺮ‬
‫اﷲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺠﺎھﺪ‪ :‬ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً واﻟﺬاﻛﺮات‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﻗﺎﺋﻤﺎً وﻗﺎﻋﺪاً وﻣﻀﻄﺠﻌﺎً‪ ،‬وﻗﺎل ﻋﻄﺎء‪ :‬ﻣﻦ ﺻﻠﻰ‬
‫اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﺑﺤﻘﻮﻗﮭﺎ ﻓﮭﻮ داﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً واﻟﺬاﻛﺮات" اﻷذﻛﺎر اﻟﻨﻮوﯾﺔ ص ‪. ٧‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﯾﺴﺎر ﻗﺎل‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ أﺑﺎ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﯾُﺮد‬
‫دﻋﺎؤھﻢ‪ :‬اﻟﺬاﻛﺮُ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً ‪ ،‬ودﻋﻮة اﻟﻤﻈﻠﻮم ‪ ،‬واﻹﻣﺎم اﻟﻤُﻘْﺴِﻂ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ "اﻟﺸﻌﺐ" وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺪرداء رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً " أﻻ أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺨﯿﺮ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ‪ ،‬وأرﻓﻌﮭﺎ ﻓﻲ درﺟﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬وأزﻛﺎھﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﯿﻜﻜﻢ‪ ،‬وﺧﯿﺮ‬
‫ﻟﻜﻢ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء اﻟﻮَرِقِ واﻟﺬھﺐ‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻠﻘﻮا أﻋﺪاءﻛﻢ ﻓﺘﻀﺮﺑﻮا أﻋﻨﺎﻗﮭﻢ‪ ،‬وﯾﻀﺮﺑﻮا أﻋﻨﺎﻗﻜﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﻠﻰ ‪ :‬ﻗﺎل ‪ :‬ذﻛﺮ اﷲ‬
‫" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﺬي ﯾُﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﯿﮫ ‪،‬‬
‫واﻟﺒﯿﺖ اﻟﺬي ﻻ ﯾُﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﯿﮫ ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻲ واﻟﻤﯿﺖ "‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﻷﺷﻌﺮي رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن اﷲ أﻣﺮ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ زﻛﺮﯾﺎ أن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﻨﻲ‬
‫إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺑﺨﻤﺲ ﻛﻠﻤﺎت ﻣﻨﮭﺎ ‪ :‬ذﻛﺮ اﷲ‪ ،‬وﻧﺼﮫ ‪ " :‬وأَﻣﺮَﻛﻢ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً‪ ،‬وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻛﻤﺜﻞ رﺟﻞ ﻃﻠﺒﮫ اﻟﻌﺪو ﺳﺮاﻋﺎً ﻓﻲ أﺛﺮه‪ ،‬ﻓﺄﺗﻰ‬
‫إﻟﻰ ﺣِﺼﻦ ﺣﺼﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺄﺣﺮز ﻧﻔﺴﮫ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وإن اﻟﻌﺒﺪ أﺣﺼﻦ ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ذﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " اﻟﺤﺪﯾﺚ أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺑُﺴﺮ اﻟﻤﺎزﻧﻲ ﻗﺎل‪ :‬ﺟﺎء أﻋﺮاﺑﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل‪ :‬أي اﻟﻨﺎس ﺧﯿﺮ ؟ ﻓﻘﺎل ‪" :‬‬
‫ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﻃﺎل ﻋﻤﺮه‪ ،‬وﺣﺴﻦ ﻋﻤﻠﮫ" ﻗﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬أي اﻷﻋﻤﺎل أﻓﻀﻞ ؟ ﻗﺎل‪ " :‬أن ﺗﻔﺎرق اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻟﺴﺎﻧﻚ رﻃﺐ ﻣﻦ ذﻛﺮ اﷲ‬
‫" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺒﻐﻮي وﺣﺴﻨﮫ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻨﮫ أﯾﻀﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺟﻼً ﻗﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬إن أﺑﻮاب اﻟﺨﯿﺮ ﻛﺜﯿﺮة‪ ،‬وﻻ أﺳﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻜﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺸﻲء أﺗَﺸﺒﱠﺚُ‬
‫ﺑﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻜﺜﺮ ﻋﻠﻲﱠ ﻓﺄﻧﺴﻰ ‪ -‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬إن ﺷﺮاﺋﻊ اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻛﺜﺮت وأﻧﺎ ﻗﺪ ﻛﺒﺮت ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺸﻲء أﺗﺸﺒﺚ ﺑﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﻋﻠﻲ‬
‫ﻓﺄﻧﺴﻰ ‪ -‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺰال ﻟﺴﺎﻧﻚ رﻃﺒﺎً ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ "اﻟﻤﺴﺘﺪرك" وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﻌﺪ ﻣﻘﻌﺪاً ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻣﻦ اﷲ ﺗِﺮَةٌ‪ ،‬وﻣﺎ ﻣﺸﻰ أﺣﺪ ﻣﻤﺸﻰ ﻻ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﯿﮫ إﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﷲ ﺗِﺮة" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫أﺻﻞ اﻟﺘﺮة ‪ :‬اﻟﻨﻘﺺ واﻟﻤﻘﺼﻮد ھﻨﺎ ‪ :‬اﻟﺘﺒﻌﺔ‬

‫‪١٦٤‬‬
 ‫وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ " :‬ﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﻗﻮم ﻣﺠﻠﺴﺎً ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮوا اﷲ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻧﺒﯿﮭﻢ إﻻ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗِﺮة‪ ،‬ﻓﺈن ﺷﺎء ﻋﺬﺑﮭﻢ ‪ ،‬وإن ﺷﺎء‬
‫ﻏﻔﺮ ﻟﮭﻢ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ واﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫وﻋﻨﮫ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﻮم ﯾﻘﻮﻣﻮن ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻻ ﯾﺬﻛﺮون اﷲ ﻓﯿﮫ‬
‫إﻻ ﻗﺎﻣﻮا ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﺟﯿﻔﺔ ﺣﻤﺎر‪ ،‬وﻛﺎن ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺣﺴﺮة " ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ ﺣِﻠﻖ اﻟﺬِﻛﺮ‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪" :‬ﺧﺮج ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ أﺟﻠﺴﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ‬
‫اﷲ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬آﷲ ﻣﺎ أﺟﻠﺴﻜﻢ إﻻ ذﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬آﷲ ﻣﺎ أﺟﻠﺴﻨﺎ ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﺎ إﻧﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺗﮭﻤﺔ ﻟﻜﻢ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن أﺣﺪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺘﻲ ﻣﻦ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻗﻞﱠ ﻋﻨﮫ ﺣﺪﯾﺜﺎً ﻣﻨﻲ‪ ،‬وإن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ أﺟﻠﺴﻜﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ اﷲ‪ ،‬وﻧﺤﻤﺪه ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﺪاﻧﺎ ﻟﻺﺳﻼم‪ ،‬وﻣﻦّ ﺑﮫ ﻋﻠﯿﻨﺎ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬آﷲ ﻣﺎ أﺟﻠﺴﻜﻢ إﻻ ذﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬آﷲ‬
‫ﻣﺎ أﺟﻠﺴﻨﺎ إﻻ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬أﻣﺎ إﻧﱢﻲ ﻟﻢ اﺳﺘﺤﻠﻔْﻜﻢ ﺗُﮭﻤﺔً ﻟﻜﻢ ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ أﺗﺎﻧﻲ ﺟﺒﺮﯾﻞ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ أن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﯾﺒﺎھﻲ ﺑﻜﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ"‬
‫أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ اﻟﺤﻨﻈﻠﯿﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ اﺟﺘﻤﻊ ﻗﻮم ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ ﻓﺘﻔﺮﻗﻮا‬
‫ﻋﻨﮫ إﻻ ﻗﯿﻞ ﻟﮭﻢ ‪ :‬ﻗﻮﻣﻮا ﻣﻐﻔﻮراً ﻟﻜﻢ" رواه أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ "اﻟﻜﺒﯿﺮ" و "اﻷوﺳﻂ" وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬أﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﻇﻦ ﻋﺒﺪي ﺑﻲ‪ ،‬وأﻧﺎ‬
‫ﻣﻌﮫ إذا ذﻛﺮﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻛﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ذﻛﺮﺗﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ‪ ،‬وإن ذﻛﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻸٍ ذﻛﺮﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻸ ﺧﯿﺮ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وإن ﺗﻘﺮب إﻟﻲّ ﺷﺒﺮاً ﺗﻘﺮﺑﺖ‬
‫إﻟﯿﮫ ذراﻋﺎً‪ ،‬وإن ﺗﻘﺮب إﻟﻲّ ذراﻋﺎً ﺗﻘﺮﺑﺖ إﻟﯿﮫ ﺑﺎﻋﺎً‪ ،‬وإن أﺗﺎﻧﻲ ﻣﺸﯿﺎً أﺗﯿﺘﮫ ھﺮوﻟﺔ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ﻷن أﻗﻌﺪ ﻣﻊ ﻗﻮم ﯾﺬﻛﺮون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻐﺪاة‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻖ أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ وﻟﺪ اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ‪ ،‬وﻷن أﻗﻌﺪ ﻣﻊ ﻗﻮم ﯾﺬﻛﺮون اﷲ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ أن ﺗﻐﺮب‬
‫اﻟﺸﻤﺲ أﺣﺐ إﻟﻰ ﻣﻦ أن أﻋﺘﻖ أرﺑﻌﺔً" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻟﻌﺮاﻗﻲ واﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻛﻤﺎ ﺣﺚ اﻟﺸﺎرع ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮر ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻧَﻔﱠﺮَ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ اﻟﻜﺬاﺑﯿﻦ‪ ،‬وﺣﺬر ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺨﺎﻃﺌﯿﻦ ﺑﻘﻮﻟﮫ‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ‬
‫ﻻ ﯾﺸﮭﺪون اﻟﺰور وإذا ﻣَﺮّوا ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ ﻣَﺮّوا ﻛﺮاﻣﺎً " )اﻟﻔﺮﻗﺎن ‪ (٧٢ :‬ﻓﻼ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﺣﻀﻮرھﺎ وﻻ ﻗﺮﺑﮭﺎ ﺗﻨﺰھﺎً ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ اﻟﺸﺮ وأھﻠﮫ‪،‬‬
‫وﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﺪﯾﻨﮫ ﻋﻤﺎ ﯾُﺸﯿﻨَﮫُ ﻷن ﻣﺸﺎھﺪة اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﯿﮫ ﺷﺮﻛﺔ‪ ،‬وﻟﮭﺬا ﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻻ ﺗُﻄﻊ ﻣﻦ أﻏﻔﻠﻨﺎ ﻗﻠﺒﮫ ﻋﻦ ذﻛﺮﻧﺎ واﺗﺒﱠﻊ ھﻮاه‬
‫وﻛﺎن أﻣﺮه ﻓُﺮﻃﺎً" )اﻟﻜﮭﻒ ‪ (٢٨‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻛﺎﻟﺬﯾﻦ ﻧﺴﻮا اﷲ ﻓﺄﻧﺴﺎھﻢ أﻧﻔﺴﮭﻢ أوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮن" )اﻟﺤﺸﺮ ‪(١٩‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ "وﻣﻦ أﻋﺮض ﻋﻦ ذﻛﺮي ﻓﺈن ﻟﮫ ﻣﻌﯿﺸﺔ ﺿﻨﻜﺎً وﻧﺤﺸﺮه ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ أﻋﻤﻰ‪ ،‬ﻗﺎل رب ﻟﻢ ﺣﺸﺮﺗﻨﻲ أﻋﻤﻰ وﻗﺪ ﻛﻨﺖ‬
‫ﺑﺼﯿﺮاً‪ ،‬ﻗﺎل ﻛﺬﻟﻚ أﺗﺘﻚ آﯾﺎﺗﻨﺎ ﻓﻨﺴﯿﺘﮭﺎ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﯿﻮم ﺗُﻨﺴﻰ" )ﻃﮫ ‪ (١٢٦ :‬وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ "وﻻ ﯾﺬﻛﺮون اﷲ إﻻ ﻗﻠﯿﻼً"‬
‫)اﻟﻨﺴﺎء ‪ (١٤٢‬وﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗُﻠْﮭﻜﻢ أﻣﻮاﻟﻜﻢ وﻻ أوﻻدﻛﻢ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ‬
‫اﻟﺨﺎﺳﺮون" )اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن ‪.(٩ :‬‬

‫ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺬِﻛﺮ‬
‫ﻣﻨﮭﺎ‪ :‬أﻧﮫ ﯾﻄﺮد اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ ،‬وﯾُﺮﺿﻲ اﻟﺮﺣﻤﻦ‪ ،‬وﯾﺰﯾﻞ اﻟﮭﻢﱠ واﻟﻐﻢﱠ‪ ،‬وﯾﺠﻠﺐ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﺮور‪ ،‬وﯾﺸﺮح اﻟﺼﺪور وﯾُﺬﯾﺐ ﻗﺴﻮة‬
‫اﻟﻘﻠﻮب‪ ،‬وﯾﺤﻂﱡ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ‪ ،‬وﯾﺰﯾﻞ اﻟﻮﺣﺸﺔ‪ ،‬وﯾُﻨﺠﻲ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ‪ ،‬وھﻮ أﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺎق‪ ،‬أﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺮة ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪ ،‬وھﻮ ﻏﺮاس‬
‫اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وﺳﺒﺐ ﻟﻨﺰول اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ‪ ،‬وﻏﺸﯿﺎن اﻟﺮﺣﻤﺔ‪ ،‬وﺣﻔﻮف اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ‪ ،‬وھﻮ ﻧﻮر ﻟﻠﺬاﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ وﻧﻮر ﻟﮫ ﻓﻲ ﻗﺒﺮه‪،‬‬
‫وﻣَﻌﺎدِهِ‪ ،‬ﯾﺴﻌﻰ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاط‪ ،‬ﯾﻜﺴﻮ اﻟﻮﺟﮫ ﻧﻀﺮة ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ‪ ،‬وﻧﻮراً ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ أﻣﺮﻧﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻧُﻜﺜﺮ ذﻛﺮه ﻓﻘﺎل‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا اذﻛﺮوا اﷲ ذﻛﺮاً ﻛﺜﯿﺮاً وﺳﺒﺤﻮه ﺑﻜﺮة وأﺻﯿﻼً" وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ‬
‫"اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا وﺗﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ‪ ،‬أﻻ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻄﻤﺌﻦ اﻟﻘﻠﻮب" )اﻟﺮﻋﺪ( وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﺎذﻛﺮوﻧﻲ أذﻛﺮﻛﻢ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪(١٥٢‬‬
‫وﻗﺎل ﺟﻞ وﻋﻼ "ﻓﺈذا ﻗﻀﯿﺘﻢ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ ﻓﺎذﻛﺮوا اﷲ ﻛﺬﻛﺮﻛﻢ آﺑﺎءﻛﻢ أو أﺷﺪ ذﻛﺮاً" )اﻟﺒﻘﺮة ‪. (٢٠٠‬‬
‫ھﺬا وﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﺤﻘﻖ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﻈﯿﻤﺔ ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "اﻟﻮاﺑﻞ اﻟﺼﯿﺐ" ﻓﺮاﺟﻌﮭﺎ ص ‪. ١٥٥ - ٦٩‬‬

‫آداب اﻟﺬِﻛﺮ‬
‫أوﻻً‪ :‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﻓﯿﮫ ﻧﻈﯿﻔﺎً ﺧﺎﻟﯿﺎً ‪:‬‬
‫وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺘﻨﺰه ﻋﻦ ﻣﻼﺑﺴﺔ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﻨﺪوب إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺬﻛﺮ واﻟﺪﻋﺎء ﺗﺤﺖ ذﻟﻚ دﺧﻮﻻً أَوّﻟﯿﺎً‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﺮد ﻣﺎ ﯾﺪل‬
‫ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺬﻛﺮ ﻋﺒﺎدة ﻟﻠﺮب ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‪ ،‬واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ﻗﺪ ورد اﻟﺸﺮع ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﯿﺐ ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫"وﺛﯿﺎﺑﻚ ﻓﻄﮭﱢﺮ واﻟﺮﺟﺰ ﻓﺎھﺠﺮ" )اﻟﻤﺪﺛﺮ( وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻣﺪح اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ‪ ،‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﯿﺴﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‬
‫ﻗﺎل‪ " :‬ﻻ ﯾُﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﻻ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻃﯿﱢﺐ" ‪.‬‬
‫وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻜﺎن ﺧﺎﻟﯿﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺸﻐﻞ اﻟﺒﺎل وﯾﺤﺼﻞ ﻣﻦ وﺟﻮده اﻟﻮﺳﻮاس واﻻﺷﺘﻐﺎل‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ أﻗﺮب إﻟﻰ‬
‫ﺣﻀﻮر اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬وأﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺮﯾﺎء واﻟﻤﺒﺎھﺎة‪ ،‬وأﻋﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﺮ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﯾُﺬﻛَﺮ ﺑﮫ‪ ،‬وﻻ ﺷﻚ أن ھﺬه اﻟﺤﺎل أﻛﻤﻞ ﻣﻤﺎ ﯾﺨﺎﻟﻔﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺬاﻛﺮ ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ اﻟﺼﻔﺎت‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻓﻤﮫ ﻧﻈﯿﻔﺎً‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﺗﻐﯿﺮ أزاﻟﮫ ﺑﺎﻟﺴﻮاك‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺬﻛﺮ ﻋﺒﺎدة‬
‫ﻟﺴﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺘﻨﻈﯿﻒ اﻟﻔﻢ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ أدب ﺣﺴﻦ‪ ،‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﺟﺎءت اﻟﺴﱡﻨﱠﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة ﺑﻤﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺴﻮاك ﻟﻠﺼﻼة‪ ،‬ﻷﺟﻞ ﺗﻨﻈﯿﻒ اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺬي‬
‫ﯾﻜﻮن اﻟﺬﻛﺮ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‪.‬‬

‫‪١٦٥‬‬
 ‫وﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺠﮭﯿﻢ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬أﻗﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﺑﺌﺮ ﺟﻤﻞ‪ ،‬ﻓﻠﻘﯿﮫ رﺟﻞ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺮد ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺪار ﻓﻤﺴﺢ ﺑﻮﺟﮭﮫ وﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬ﺛﻢ رد ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ﻣﺴﻨﺪاً وﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮع ﻟﻠﻨﻮوي )‪.(٢١٤/٢‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن ھﺬا ﻓﻲ ﻣﺠﺮد رد اﻟﺴﻼم ‪ ،‬ﻓﻜﯿﻒ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ؟ ﻓﺈﻧﮫ أوﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل‪:‬‬
‫"ﻛﺮھﺖ أن أذﻛﺮ اﷲ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻃُﮭﺮٍ" رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ :‬أن ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﻌﺎﺑﺪون ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‪ ،‬واﻟﺪاﻋﻮن ﻟﮫ‪ ،‬واﻟﻤﺘﻘﺮﺑﻮن إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﻗﺪ ورد اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ‬
‫أن ﯾﺒﺼﻖ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﺟﮭﺔ ﻗﺒﻠﺘﮫ ﻣُﻌﻠﻼً ﺑﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻌﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي رﺣﻤﮫ اﷲ ﻓﻲ اﻷذﻛﺎر )ص ‪ ( ٩ - ٨‬ﻟﻮ ذﻛﺮ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ھﺬه اﻷﺣﻮال ﺟﺎز‪ ،‬وﻻ ﻛﺮاھﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ‪ ،‬ﻟﻜﻦ إن ﻛﺎن‬
‫ﺑﻐﯿﺮ ﻋﺬر ﻛﺎن ﺗﺎرﻛﺎً ﻟﻸﻓﻀﻞ‪ ،‬واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﻜﺮاھﺔ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض واﺧﺘﻼف اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر‬
‫ﻵﯾﺎت ﻷوﻟﻰ اﻷﻟﺒﺎب‪ ،‬اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺬﻛﺮون اﷲ ﻗﯿﺎﻣﺎً وﻗﻌﻮداً وﻋﻠﻰ ﺟﻨﻮﺑﮭﻢ" )آل ﻋﻤﺮان ‪. (١٩٠‬‬
‫)أ( وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺘﻜﻲء ﻓﻲ ﺣﺠﺮي وأﻧﺎ ﺣﺎﺋﺾ ﻓﯿﻘﺮأ اﻟﻘﺮآن" ‪،‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ " :‬ورأﺳﮫ ﻓﻲ ﺣﺠﺮي ‪ ،‬وأﻧﺎ ﺣﺎﺋﺾ( أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫)ب( وﻋﻨﮭﺎ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ " ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﺣﯿﺎﻧﮫ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬أن ﯾﺘﺪﺑﺮ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ‪ ،‬وﯾَﺘَﻌَﻘﱠﻞ ﻣﻌﻨﺎه‪ ،‬وإن ﺟﮭﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﺗﺒﯿﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﻀﻮر اﻟﻘﻠﺐ ھﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ وﻻ ﺳﺒﯿﻞ إﻟﯿﮫ إﻻ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫وھﻮ اﻷﻛﻤﻞ ﻷﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣُﻜﻢ اﻟﻤﺨﺎﻃِﺐ واﻟﻤﻨﺎﺟِﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ‪ -‬وإن ﻛﺎن أَﺟْﺮ ھﺬا أﺗﻢﱠ وأوﻓﻰ ‪ -‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾُﻨﺎﻓﻲ ﺛﺒﻮت ﻣﺎ ورد اﻟﻮﻋﺪ‬
‫ﺑﮫ ﻣﻦ ﺛﻮاب اﻷذﻛﺎر ﻟﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ أﻋﻢ ﻣﻦ أن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ ﻣﺘﺪﺑﺮاً ﻟﻤﻌﺎﻧﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻣﺘﻌﻘﻼً ﻟﻤﺎ ﯾﺮاد ﻣﻨﮭﺎ أو ﻻ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮد ﺗﻘﯿﯿﺪ ﻣﺎ وﻋﺪ ﺑﮫ‬
‫ﻣﻦ ﺛﻮاﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ واﻟﺘﻔﮭﻢ" ‪ .‬ﺟﺎء ﻓﻲ "ﻧﺰل اﻷﺑﺮار" ص‪)٤٢‬وھﺬا ﺗﻘﺮﯾﺮ ﺣﺴﻦ ﻓﯿﮫ ﺗﻮﺳﯿﻊ داﺋﺮة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺘﻲ وﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻲء"‬
‫أ ھـ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت وﻓﻮاﺋﺪ‪:‬‬

‫اﻷول‪ :‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﺎ أﻣﺮوا إﻻ ﻟﯿﻌﺒﺪوا اﷲ ﻣﺨﻠﺼﯿﻦ ﻟﮫ اﻟﺪﯾﻦ ﺣُﻨﻔﺎء" ‪ ،‬وﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻦ ﯾﻨﺎلَ اﷲَ ﻟﺤﻮﻣُﮭﺎ وﻻ دﻣﺎؤُھﺎ وﻟﻜﻦ‬
‫ﯾﻨﺎﻟﮫ اﻟﺘﻘﻮى ﻣﻨﻜﻢ " أي ‪ :‬اﻟﻨﯿﺎت‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ اﻣﺮيء ﻣﺎ ﻧﻮى"‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻔﻀﯿﻞ ﺑﻦ ﻋﯿﺎض رﺣﻤﮫ اﷲ ‪ " :‬ﺗﺮك اﻟﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ اﻟﻨﺎس رﯾﺎء ‪ ،‬واﻟﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ اﻟﻨﺎس ﺷﺮك‪ ،‬واﻹﺧﻼص أن ﯾُﻌﺎﻓﯿﻚ اﷲ ﻣﻨﮭﻤﺎ"‬
‫‪ ،‬وﻟﻮ ﻓﺘﺢ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎب ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﻨﺎس‪ ،‬واﻻﺣﺘﺮاز ﻣﻦ ﺗﻄﺮق ﻇﻨﻮﻧﮭﻢ ﻻﻧﺴﺪ ﻋﻠﯿﮫ أﻛﺜﺮ أﺑﻮاب اﻟﺨﯿﺮ‪ ،‬وﺿﯿﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﺷﯿﺌﺎً‬
‫ﻋﻈﯿﻤﺎً ﻣﻦ ﻣﮭﻤﺎت اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻃﺮﯾﻘﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈذا أراد اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن ﻣﻊ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﮫ أن ﯾﻤﺘﻨﻊ‬
‫ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﯾﺎء ﺑﻞ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﺑﮭﻤﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬وﯾﻘﺼﺪ ﺑﮫ وﺟﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وردت أﺣﺎدﯾﺚ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺠﮭﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬وأﺣﺎدﯾﺚ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻹﺳﺮار ﺑﮫ‪ ،‬واﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ :‬أن ذﻟﻚ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷﺣﻮال‬
‫واﻷﺷﺨﺎص‪ ،‬وھﺬا ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾَﺮِدْ ﻓﯿﮭﺎ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﺮ أو اﻹﺳﺮار‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﯿﻤﺎ أُﻃْﻠِﻖَ وﻟﻢ ﯾُﻘﯿﱠﺪ ‪ :‬ﻓﻘﺪ ﯾﻜﻮن اﻹﺳﺮار أﺑﻌﺪ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺮﯾﺎء واﻟﺘﺼﻨﻊ‪ ،‬ﻓﮭﻮ أﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﯾﺨﺎف ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺨﻒ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺮ ﻣﺎ ﯾﺸﻮش ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻞﱟ آﺧﺮ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﮭﺮ أﻓﻀﻞ ﻷن اﻟﻌﻤﻞ ﻓﯿﮫ أﻛﺜﺮ‪ ،‬وﻷن ﻓﺎﺋﺪﺗﮫ أﯾﻀﺎً ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻐﯿﺮه‪ ،‬واﻟﺨﯿﺮ اﻟﻤﺘﻌﺪي أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻼزم‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﯾﻮﻗﻆ ﻗﻠﺐ اﻟﻘﺎريء‪،‬‬
‫وﯾﺠﻤﻊ ھَﻤﱠﮫ إﻟﻰ اﻟﻔﻜﺮ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﯾﺼﺮف إﻟﯿﮫ ﺳﻤﻌﮫ‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﯾﻄﺮد اﻟﻨﻮم ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﺼﻮت‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﮫ ﻟﻠﻘﺮاءة‪ ،‬وﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ‬
‫ﻛﺴﻠﮫ‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﯾﺮﺟﻮ ﺑﺠﮭﺮه ﺗَﯿَﻘُﻆَ ﻧﺎﺋﻢ ﻓﯿﻜﻮن ھﻮ ﺳﺒﺐ إﺣﯿﺎﺋﮫ‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺮاه ﺑﻄﱠﺎل ﻏﺎﻓﻞ ﻓﯿﻨﺸﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺸﺎﻃﮫ‪ ،‬وﯾﺸﺘﺎق إﻟﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻤﺘﻰ ﺣﻀﺮه ﺷﻲء ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻨﯿﺎت ﻓﺎﻟﺠﮭﺮ أﻓﻀﻞ‪ ،‬وإن اﺟﺘﻤﻌﺖ ھﺬه اﻟﻨﯿﺎت ﺗﻀﺎﻋﻒ اﻷﺟﺮ‪ ،‬وﺑﻜﺜﺮة اﻟﻨﯿﺎت ﺗﺰﻛﻮ أﻋﻤﺎل اﻷﺑﺮار‬
‫وﺗﺘﻀﺎﻋﻒ أﺟﻮرھﻢ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻧﻘﻞ اﻟﻨﻮوي ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﺎوي ﻗﻮﻟﮫ "ﺣﺪﱡ اﻟﺠﮭﺮ أن ﯾُﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﯾﻠﯿﮫ وﺣﺪ اﻹﺳﺮار أن ﯾُﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﮫ ‪ .‬اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮع أ‪ .‬ھـ‬
‫)‪. (٣٢٦ / ٣‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ وﻇﯿﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻦ ﻟﯿﻞ أو ﻧﮭﺎر‪ ،‬أو ﻋﻘﯿﺐ ﺻﻼة أو ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ‪ -‬ﻓﻔﺎﺗﺘﮫ ‪ -‬أن ﯾﺘﺪارﻛﮭﺎ‪،‬‬
‫وﯾﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ إذا ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﮭﺎ وﻻ ﯾُﮭﻤﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ إذا اﻋﺘﺎد اﻟﻤﻼزﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﻢ ﯾُﻌﺮﱢﺿْﮭﺎ ﻟﻠﺘﻔﻮﯾﺖ‪ ،‬وإذا ﺗﺴﺎھﻞ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺋﮭﺎ ﺳﮭﻞ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﺗﻀﯿﯿﻌﮭﺎ ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺘﺪارﻛﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾَﺼْﺪُقَ ﻋﻠﯿﮫ أﻧﮫ ﻣُﺪﯾﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﻮاﻇﺐ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ‬
‫ﯾﻘﻀﻮن ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮭﻢ ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻔﻌﻠﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻧﺎم ﻋﻦ ﺣﺰﺑﮫ أو ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻨﮫ‬
‫ﻓﻘﺮأه ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﺻﻼة اﻟﻈﮭﺮ ﻛُﺘﺐ ﻟﮫ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻗﺮأه ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫) واﻟﺤﺰب ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ ﻗﺮاءة أو ﺻﻼة(‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﯿﺪ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ اﻟﻤﺴﻨﺪة ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬وھﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻠﯿﻞ‬
‫واﻟﻨﮭﺎر ﺧِﻠْﻔﺔ ﻟﻤﻦ أراد أن ﯾﺬﻛﱠﺮ أو أراد ﺷُﻜﻮراً ﻗﺎل‪ :‬ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﻦ أول اﻟﻨﮭﺎر ﻣﺴﺘﻌﺘﺐ‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﺑﺎﻟﻨﮭﺎر ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻠﯿﻞ ﻣُﺴْﺘَﻌْﺘﺐ‪ ،‬وﻋﻦ ﻗﺘﺎدة ﻗﺎل ‪ :‬إن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﺪ ﯾﻨﺴﻰ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ وﯾﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬وﯾﻨﺴﻰ ﺑﺎﻟﻨﮭﺎر وﯾﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ( أ‪ .‬ھـ‪.‬‬
‫اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إن أﺣﺐ اﻷﻋﻤﺎل إﻟﻰ‬
‫اﷲ أدوﻣﮭﺎ وإن ﻗﻞ" ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ إذا ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻤﻼً داوﻣﺖ ﻋﻠﯿﮫ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪١٦٦‬‬
 ‫ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪ ،‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻛﯿﻒ ﻛﺎن ﻋﻤﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ھﻞ ﻛﺎن ﯾﺨ ﱡ‬
‫ﺺ‬
‫ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻷﯾﺎم ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻻ ﻛﺎن ﻋﻤﻠﮫ دﯾﻤﺔ ‪ ،‬وأﯾﻜﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﺎﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ؟ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ )دﯾﻤﺔ‪ :‬أي ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام(‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻓﻼن ﻛﺎن ﯾﻘﻮم اﻟﻠﯿﻞ‬
‫ﻓﺘﺮك ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﺳُﺌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أي اﻷﻋﻤﺎل أﺣﺐ إﻟﻰ اﷲ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أدوﻣﮭﺎ‬
‫وإن ﻗﻞ‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬اﻛﻠَﻔﻮا ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻣﺎ ﺗُﻄﯿﻘﻮن" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري )اﻛﻠَﻔﻮا‪ :‬أي أﻟﺰﻣﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ(‪.‬‬
‫ﻓﺒﯿّﻦَ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن اﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮ ‪ -‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻔﻀﻮﻻً ‪ -‬أﺣﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﯾﻜﻮن‬
‫أﻋﻈﻢ أﺟﺮاً ﻟﻜﻦ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮫ ﻣﺪاوﻣﺔ ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ رﺣﻤﮫ اﷲ ‪ " :‬واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻤﺪﯾﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﯾُﻼزم اﻟﺨﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﯿﻜﺜﺮ‬
‫اﻟﺘﺮدد إﻟﻰ ﺑﺎب اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻛﻞ وﻗﺖ ﻟﯿﺠﺎزى ﺑﺎﻟﺒﺮﱢ ﻟﻜﺜﺮة ﺗﺮدﱡدِه‪ ،‬ﻓﻠﯿﺲ ھﻮ ﻛﻤﻦ ﻻزم اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺜﻼً ﺛﻢ اﻧﻘﻄﻊ‪ ،‬وأﯾﻀﺎً ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻞ إذا ﺗﺮك‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﺻﺎر ﻛﺎﻟﻤُﻌﺮِض ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺻﻞ ﻓﯿﺘﻌﺮض ﻟﻠﺬم واﻟﺠﻔﺎء‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ورد‬
‫اﻟﻮﻋﯿﺪ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ﺛﻢ ﻧﺴﯿﮫ" أ ھـ‪ .‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري)‪.(٢٩٤/١١‬‬
‫واﻋﻠﻢ أن اﻟﺬﻛﺮ اﻟﻨﺎﻓﻊ واﻟﻤﺆﺛﺮ ھﻮ اﻟﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻣﻊ ﺣﻀﻮر اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن أوﻟﮫ ﻣﺘﻜﻠﻔﺎً‪ ،‬ﻟﻜﻨﮫ ﻣﻊ اﻟﻤﺜﺎﺑﺮة‬
‫واﻟﻤﻜﺎﺑﺪة ﻟﻤﺪة ﻃﻮﯾﻠﺔ ﯾﻮرث اﻷﻧﺲ واﻟﻤﺤﺒﺔ‪ ،‬وﯾﺼﺒﺢ ﻃﺒﻌﺎً‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺮد أذﻛﺎرٌ ﻛﺜﯿﺮةٌ ﻓﻲ وﻇﯿﻔﺔ واﺣﺪة‪ ،‬ﻓﻤﻦ وُﻓﱢﻖ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﻧﻌﻤﺔ وﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﻓﻠﯿﻘﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼﺮاﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﯾﺪاوم ﻋﻠﯿﮫ وﻟﻮ ﻛﺎن ذﻛﺮاً واﺣﺪاً‪ ،‬وﻓﻀﻞ اﻷﻛﺜﺮ أﻛﺜﺮ‪ ،‬واﻷوﺳﻂ أﻗﺼﺪ‪ ،‬وھﻮ‬
‫أﺟﺪر ﺑﺄن ﯾﺪاوم ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻛﻞ وﻇﯿﻔﺔ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮھﺎ‪ ،‬ﻓﻘﻠﯿﻠﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺪاوﻣﺔ أﻓﻀﻞ وأﺷﺪ ﺗﺄﺛﯿﺮاً ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﯿﺮھﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺮة‪،‬‬
‫وﻣﺜﺎل اﻟﻘﻠﯿﻞ اﻟﺪاﺋﻢ ﻛﻘﻄﺮات ﻣﺎء ﺗﺘﻘﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻓﺘﺤﺪث ﻓﯿﮭﺎ ﺣﻔﯿﺮة‪ ،‬وﻟﻮ وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺮ‪ ،‬وﻣﺜﺎل اﻟﻜﺜﯿﺮ‬
‫اﻟﻤﺘﻔﺮق ﻣﺎء ﯾُﺼﺐ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة أو دﻓﻌﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة اﻷوﻗﺎت ﻓﻼ ﯾﺒﯿﻦ ﻟﮭﺎ أﺛﺮ ﻇﺎھﺮ‪.‬‬
‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﺑﻠﻐﮫ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻷﻋﻤﺎل وﺻِﺤﺎح اﻷذﻛﺎر وﺣِﺴﺎن اﻟﺪﻋﻮات أن ﯾﻌﻤﻞ ﺑﮫ وﻟﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻟﯿﻜﻮن ﻣﻦ‬
‫أھﻠﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺘﺮﻛﮫ ﻣﻄﻠﻘﺎً‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﺎ ﺗﯿﺴﺮ ﻣﻨﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﮫ ‪ " :‬إذا‬
‫أﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﺸﻲء ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﮫ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ" وأﻗﻞ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ‪ -‬إذا ﻟﻢ ﯾﻤﻨﻊ ﻣﺎﻧﻊ ‪ -‬أن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﮫ ﻣﺮة واﺣﺪة‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﯾﺰ "ﻓﺎﺗﻘﻮا‬
‫اﷲ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ" وھﺬا ﯾﺪﻟﻚ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﺘﺮﻛﮫ ﺣﺘﻰ اﻹﻣﻜﺎن ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻗﻠﯿﻞ اﻟﻤﺮات‪ ،‬وﻣﻦ زاد زاد اﷲ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎت‪.‬‬
‫اﻟﺴﺎدس‪ :‬ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ واﻟﺘﮭﻠﯿﻞ واﻟﺘﺤﻤﯿﺪ واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ وﻧﺤﻮھﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﻞُ ﻋﺎﻣﻞٍ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﷲ ﻓﮭﻮ ذاﻛﺮ ﷲ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‪ ،‬ﻗﺎﻟﮫ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ رﺣﻤﮫ اﷲ‪ ،‬وﻗﺎل ﻋﻄﺎء‪ " :‬ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ ھﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﺸﺘﺮي وﺗﺒﯿﻊ وﺗﺼﻠﻲ‬
‫وﺗﺼﻮم وﺗﻨﻜﺢ وﺗﺤﺞ وأﺷﺒﺎه ھﺬا" وﯾﺪل ﻟﮫ ﻗﻮﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬رﺟﺎل ﻻ ﺗﻠﮭﯿﮭﻢ ﺗﺠﺎرة وﻻ ﺑﯿﻊ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ وإﻗﺎم اﻟﺼﻼة وإﯾﺘﺎء‬
‫اﻟﺰﻛﺎة ‪ ..‬اﻵﯾﺔ" )اﻟﻨﻮر ‪. (٣٨ :‬‬
‫وأﻣﺎ ھﺬا اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮﻓﯿﺔ ‪ ،‬وﻟﺰﻣﻮه ﻣﻊ ھﺠﺮان اﻟﻌﺒﺎدات اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﺳﻼم وﺣﻘﻮق‬
‫اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺣﻘﻮق اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾَﺮوْن أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺪراﺳﺔ رؤﯾﺔ ﺣﻘﺎرة‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﻟﯿﺲ ﺑﺬﻛﺮ ﺑﻞ ھﻮ ﻧﺴﯿﺎن اﷲ وﻧﺴﯿﺎن أﻣﺮه‬
‫وﻧَﮭْﯿِﮫِ‪ ،‬وﻣﺎ أﻗﺒﺢ ھﺬا اﻟﺬﻛﺮ وأﺣﺮاه ﺑﺘﺴﻤﺘﯿﮫ اﻟﻨﺴﯿﺎن واﻟﻐﻔﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻊ‪ :‬اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺤﺒﻮب ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻦ ﻛﻞ أﺣﺪ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﯿﮫ ﻣﻨﺪوب إﻟﯿﮫ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣﻮال إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل ورد اﻟﺸﺮع اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺋﮫ‬
‫ﻛﺤﺎﻟﺔ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﻤﺎع ‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ ﺳﻤﺎع اﻟﺨﻄﺒﺔ‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻌﺎس‪ ،‬وﻻ ﯾُﻜﺮه ﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﺣﯿﺎﻧﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻣﻦ‪ :‬أﻓﻀﻞ اﻷذﻛﺎر ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬إﻻ ﻓﯿﻤﺎ ﺷﺮع ﺑﻐﯿﺮه‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﺘﻲ ورد اﻟﻨﮭﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن‬
‫ﻛﺤﺎﻟﺘﻲ اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ‪ ،‬وھﻜﺬا ﻣﺎ وردت ﺑﮫ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻄﮭﺮة ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﻮﻇﻔﺔ ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت وﻋﻘﯿﺐ اﻟﺼﻠﻮات ﻷن إرﺷﺎده ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻷوﻗﺎت ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻠﯿﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬ﺛﻢ أﻓﻀﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ دراﺳﺔ ﻋﻠﻢ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﺸﺮﯾﻒ‪ ،‬وﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص ﻓﻲ ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻠﻤﺎء‪،‬واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺘﻌﻠﱡﻢ‪ ،‬ﺛﻢ أﻓﻀﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ‬
‫اﻟﺘﺼﻠﯿﺔ واﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﺎﺋﺮ اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﺄﺛﻮرة واﻟﺪﻋﻮات اﻟﻤﺸﮭﻮرة ﻓﻲ دواوﯾﻦ اﻟﺴُﻨﺔ‪،‬‬
‫ﯾﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﺬاﻛﺮ ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ھﻮ ﻏﯿﺮ ﻣُﻮﻗﱠﺖ ﻓﯿﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءت‪ ،‬وﻻ ﯾﺒﺘﺪع ﺑﻞ ﯾﺘﺒﱢﻊ‪ ،‬واﷲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎن‪.‬‬
‫اﻟﺘﺎﺳﻊ‪ :‬ﻓﺎﺋﺪة ﻣُﮭﻤﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻌﺒﺎدة وﺧﺼﻮﺻﺎً اﻟﺬﻛﺮ ﺗُﻨﺸﱢﻂ اﻟﺒﺪن وﺗﻠﯿﻨﮫ‪ ،‬واﻟﻨﻮم واﻟﻔﺘﻮر ﯾُﻜﺴﻞ اﻟﺒﺪن وﯾُﻘﺴﱢﻲ اﻟﻘﻠﺐ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ھﻮد ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻓﯿﻤﺎ أﺧﺒﺮ اﷲ ﺑﮫ ‪ " :‬وﯾﺎ ﻗﻮم اﺳﺘﻐﻔﺮوا رﺑﻜﻢ ﺛﻢ ﺗﻮﺑﻮا إﻟﯿﮫ ﯾُﺮﺳﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻣﺪراراً وﯾﺰدﻛﻢ ﻗﻮة إﻟﻰ‬
‫ﻗﻮﺗﻜﻢ" وھﺬه اﻟﻘﻮة ﺗﺸﻤﻞ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻘﻮى‪ ،‬ﻓﯿﺰﯾﺪ اﷲ ﻋﺎﺑﺪﯾﮫ ﻗﻮة ﻓﻲ إﯾﻤﺎﻧﮭﻢ وﯾﻘﯿﻨﮭﻢ ودﯾﻨﮭﻢ وﺗﻮﻛﻠﮭﻢ‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ‬
‫ذﻟﻚ‪ ،‬وﯾﺰدھﻢ ﻗﻮة ﻓﻲ أﺳﻤﺎﻋﮭﻢ وأﺑﺼﺎرھﻢ وأﺟﺴﺎدھﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ وأوﻻدھﻢ‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻋَﻠﱠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺑﻨﺘﮫ ﻓﺎﻃﻤﺔ وﻋﻠﯿﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن ﯾُﺴﺒﺤﺎ ﻛﻞ ﻟﯿﻠﺔ إذا أﺧﺬا ﻣﻀﺎﺟﻌﮭﻤﺎ ﺛﻼﺛﺎً‬
‫وﺛﻼﺛﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﺤﻤﺪا اﷲ ﺛﻼﺛﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ‪ ،‬وﯾُﻜﺒﺮا اﷲ ﺛﻼﺛﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘْﮫُ اﻟﺨﺎدِمَ‪ ،‬وﺷﻜﺖ إﻟﯿﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺳﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﺤﻦ واﻟﺴﻌﻲ‬
‫واﻟﺨﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻤﮭﺎ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻗﺎل "إﻧﮫ ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎدم" )ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ(‪.‬‬
‫ﻓﻘﯿﻞ ‪ :‬إن ﻣﻦ داوم ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﺟﺪ ﻗﻮة ﻓﻲ ﯾﻮﻣﮫ ﻣُﻐْﻨﯿﺔً ﻋﻦ ﺧﺎدم‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﺣﺒﯿﺐ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﯾﺴﺘﺤﺐ إذا ﻟﻘﻲ ﻋﺪواً ‪ ،‬أو ﻧﺎھﺾ ﺣﺼﻨﺎً ﻗﻮل‪ ":‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ" ‪ ،‬وإﻧﮫ ﻧﺎھﺾ ﯾﻮﻣﺎً ﺣﺼﻨﺎً ﻟﻠﺮوم‪،‬‬
‫ﻓﺎﻧﮭﺰم ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﮭﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وﻛﺒﺮوا‪ ،‬ﻓﺎﻧﮭﺪم اﻟﺤﺼﻦ‪ ،‬وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﮫ ﺻﻠىﺎﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﻗﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ ﺗُﻔﺘﺢ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﯿﺮ‪.‬‬

‫‪١٦٧‬‬
 ‫وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﻟﺬﻛﺮ ﯾُﻌﻄﻲ اﻟﺬاﻛﺮَ ﻗﻮةً‪ ،‬ﺣﺘﻰ إﻧﮫ ﻟﯿﻔﻌﻞ ﻣﻊ اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻈﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﺪوﻧﮫ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﺷﺎھﺪت ﻣﻦ ﻗﻮة ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﮫ وﻛﻼﻣﮫ‪ ،‬وإﻗﺪاﻣﮫ‪ ،‬أﻣﺮاً ﻋﺠﯿﺒﺎً ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﯾﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻨﯿﻒ ﻣﺎ ﯾﻜﺘﺒﮫ‬
‫اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻓﻲ ﺟُﻤُﻌﺔٍ وأﻛﺜﺮ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﺎھﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب أﻣﺮاً ﻋﻈﯿﻤﺎً " أ ھـ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إذا ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ ﺟﻠﺲ ﻣﻜﺎﻧﮫ ﯾﺬﻛﺮ اﷲ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻌﺎﻟﻰ اﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬وﯾﻘﻮل " ھﺬه‬
‫ﻏَﺪوﺗﻲ‪ ،‬ﻟﻮ ﻟﻢ أﻓﻌﻠﮭﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻗﻮﺗﻲ "‪ .‬ﻗﺎل وھﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﮫ ‪ " :‬ﻣﻦ ﯾﺘﻌﺒﱠﺪ ﯾﺰدد ﻗﻮة ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾَﺘﻜﺴﱠﻞ ﯾﺰدد ﻓَﺘْﺮةً"‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﻄﺎء اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ‪ " :‬ﻗﯿﺎمُ اﻟﻠﯿﻞ ﻣﺤﯿﺎةٌ ﻟﻠﺒﺪن‪ ،‬وﻧﻮرٌ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬وﺿﯿﺎءٌ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬وﻗﻮةٌ ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮ واﻷﻋﻀﺎءِ ﻛﻠﱢﮭﺎ‪ ،‬إن‬
‫اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ أﺻﺒﺢ ﻓﺮﺣﺎً ﻣﺴﺮوراً‪ ،‬وإذا ﻧﺎم ﻋﻦ ﺣﺰﺑﮫ أﺻﺒﺢ ﺣﺰﯾﻨﺎً ﻣﻜﺴﻮر اﻟﻘﻠﺐ ﻛﺄﻧﮫ ﻓﻘﺪ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وﻗﺪ ﻓﻘﺪ أﻋﻈﻢ اﻷﻣﻮر ﻟﮫ‬
‫ﻧﻔﻌﺎً "‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬إنﱠ ﻟﻠﺤﺴﻨﺔِ ﺿﯿﺎءً ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬وﻧﻮراً ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬وﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺮزق ‪ ،‬وﻗﻮة ﻓﻲ اﻟﺒﺪن‬
‫‪ ،‬وﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ‪ ،‬وإن ﻟﻠﺴﯿﺌﺔ ﺳﻮاداً ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬وﻇﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ واﻟﻘﻠﺐ‪ ،‬ووھْﻨﺎً ﻓﻲ اﻟﺒﺪن‪ ،‬وﻧﻘﺼﺎً ﻓﻲ اﻟﺮزق ‪ ،‬وﺑُﻐْﻀﺔً‬
‫ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺨﻠﻖ "‪.‬‬
‫وﯾﻜﻔﻲ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب ﻣﺎ رواه أھﻞ اﻟﺼﺤﯿﺢ واﻟﻤﺴﺎﻧﯿﺪ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﯾﻌﻘﺪ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﯿﺔ أﺣﺪﻛﻢ إذا ھﻮ ﻧﺎم ﺛﻼثَ ﻋُﻘﺪ‪ ،‬ﯾﻀﺮب ﻣﻜﺎن ﻛﻞ ﻋﻘﺪة‪" :‬ﻋﻠﯿﻚ ﻟﯿﻞ ﻃﻮﯾﻞ ﻓﺎرﻗﺪ" ﻓﺈذا‬
‫اﺳﺘﯿﻘﻆ وذﻛﺮ اﷲ اﻧﺤﻠﺖ ﻋُﻘْﺪَةٌ‪ ،‬وإذا ﺗﻮﺿﺄ اﻧﺤﻠﺖ ﻋُﻘْﺪَةٌ‪ ،‬ﻓﺈن ﺻﻠﻰ اﻧﺤﻠﺖ ﻋُﻘْﺪَةٌ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻧﺸﯿﻄﺎً ﻃﯿﺐ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬وإﻻ أﺻﺒﺢ ﺧﺒﯿﺚ‬
‫اﻟﻨﱠﻔْﺲِ ﻛﺴﻼن"‪.‬‬

‫اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﻮﻇﻔﺔ‬
‫ﻣﺎذا ﯾﻘﻮل إذا اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﮫ‬
‫• " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ أﻣﺎﺗﻨﺎ ‪ ،‬وإﻟﯿﮫ اﻟﻨﺸﻮر " ﺛﺒﺖ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ردّ ﻋﻠﻲّ روﺣﻲ ‪ ،‬وﻋﺎﻓﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﺪي ‪ ،‬وأذن ﻟﻲ ﺑﺬﻛﺮه " اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ واﻟﺴﯿﻮﻃﻲ‪.‬‬
‫• وﯾﻘﺮأ " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﺎذا ﯾﻘﻮل إذا أراد دﺧﻮل اﻟﺨﻼء‬
‫• " ﺑﺴﻢ اﷲ " اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺴﯿﻮﻃﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ )‪ (٢٤٤/١‬وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﻄﺮﻗﮫ ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺨُﺒﺚ واﻟﺨﺒﺎﺋﺚ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• " ﻏﻔﺮاﻧﻚ " اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﺠﺎرود واﻟﻨﻮوي واﻟﺬھﺒﻲ‪ .‬وھﺬا ﯾﻜﻮن ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺨﻼء ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻋﻠﻰ وُﺿﻮﺋﮫ‬
‫• " أﺷﮭﺪ أﻻّ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ " ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻮّاﺑﯿﻦ واﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻄﮭﺮﯾﻦ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ وﺑﺤﻤﺪك ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أﻧﮫ ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬أﺳﺘﻐﻔﺮك ‪ ،‬وأﺗﻮب إﻟﯿﻚ" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ )ﻋﻤﻞ اﻟﯿﻮم واﻟﻠﯿﻠﺔ ( وﻏﯿﺮه‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﺎذا ﯾﻘﻮل إذا ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﮫ‬
‫• اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻛﺴﺎﻧﻲ ھﺬا‪ ،‬ورَزَﻗَﻨِﯿﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺣﻮل ﻣﻨﻲ وﻻ ﻗﻮة " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻢ وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ‪.‬‬
‫ﻣﺎذا ﯾﻘﻮل إذا ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎً ﺟﺪﯾﺪاً أو ﻧﻌﻼً أو ﺷﺒﮭﮫ‬
‫• ﯾﺴﻤﯿﮫ ﺑﺎﺳﻤﮫ أي أن ﯾﻘﻮل " اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ ﻛﺴﻮﺗﻨﻲ ھﺬه اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ أو ھﺬا اﻟﻘﻤﯿﺺ أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ " ﺛﻢ ﯾﻘﻮل " اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬أﻧﺖ‬
‫ﻛَﺴَﻮْﺗَﻨِﯿﮫ‪ ،‬أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮه‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﺻُﻨﻊ ﻟﮫ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮه ‪،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﺻُﻨﻊ ﻟﮫ" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻛﺴﺎﻧﻲ ھﺬا ‪ ،‬ورزﻗﻨﯿﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺣﻮل ﻣﻨﻲ وﻻ ﻗﻮة " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ إذا رأى ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻮﺑﺎً ﺟﺪﯾﺪاً‬
‫• " أَﺑْﻞِ وأﺧْﻠِﻖْ ‪ ،‬ﺛﻢ أَﺑْﻞِ وأﺧﻠﻖ ‪ ،‬ﺛﻢ أَﺑْﻞِ وأﺧﻠﻖ " اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫• " اِﻟﺒﺲ ﺟﺪﯾﺪاً ‪ ،‬وﻋﺶ ﺣﻤﯿﺪاً ‪ ،‬وﻣﺖ ﺷﮭﯿﺪاً " اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " ﺗُﺒﻠﻲ ‪ ،‬وﯾُﺨﻠﻒ اﷲ " أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﻣﺎذا ﯾﻘﻮل إذا ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ‬

‫• " ﺑﺴﻢ اﷲ ‪ ،‬ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﷲ ‪ ،‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ أن أَﺿِﻞﱠ أو أُﺿَﻞﱠ ‪ ،‬أو أَزلّ أو أُزلﱠ ‪ ،‬أو أﻇﻠﻢ أو أُﻇﻠﻢ‪ ،‬أو أﺟﮭﻞ أو ﯾُﺠﮭﻞ ﻋﻠﻲّ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا دﺧﻞ ﺑﯿﺘﮫ‬

‫‪١٦٨‬‬
 ‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮ اﻟﻤـَﻮْﻟَﺞِ ‪ ،‬وﺧﯿﺮ اﻟﻤـَﺨْﺮَجِ ‪ ،‬ﺑﺴﻢ اﷲ وﻟﺠﻨﺎ ‪ ،‬وﺑﺴﻢ اﷲ ﺧﺮﺟﻨﺎ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﷲ رﺑﻨﺎ ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ " أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪ .‬ﺛﻢ " ﻟﯿُﺴﻠﱢﻢ ﻋﻠﻰ أھﻠﮫ" أﺑﻮ داود واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا دﺧﻞ ﺑﯿﺘﮫ ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﺴﻮاك " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺎذا ﯾﻘﻮل إذا ﺗﻮﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫• ﯾﻘﻮل ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ ‪ ،‬وﯾﺰﯾﺪ " اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﺼﺮي ﻧﻮراً ‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﻤﻌﻲ ﻧﻮراً‪،‬‬
‫وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻰ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﻋﺼﺒﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﺤﻤﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ دﻣﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﺷﻌﺮي ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﺸﺮي‬
‫ﻧﻮراً‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻮراً‪ ،‬وأَﻋْﻈِﻢ ﻟﻲ ﻧﻮراً " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫• " أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ ‪ ،‬وﺑﻮﺟﮭﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ‪ ،‬وﺳﻠﻄﺎﻧﮫ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞﱢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﺳﻠﻢ " أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي واﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﻓﺘﺢ ﻟﻲ أﺑﻮاب رﺣﻤﺘﻚ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ " ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻹﻛﺜﺎر ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ذﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬واﻟﺘﺴﺒﯿﺢ واﻟﺘﮭﻠﯿﻞ واﻟﺘﺤﻤﯿﺪ واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر‪.‬‬
‫وﯾﺴﺘﺤﺐ اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن‪ ،‬وﻗﺮاءة ﺣﺪﯾﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﯾﻨﺸﺪ ﺿﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫• " ﻻ ردھﺎ اﷲ ﻋﻠﯿﻚ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " أو ‪ :‬ﻻ وَﺟَﺪْتَ " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وإذا رأي ﻣﻦ ﯾﺒﯿﻊ أو ﯾﺒﺘﺎع ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫• " ﻻ أرﺑﺢ اﷲ ﺗﺠﺎرﺗﻚ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺳﻤﻊ اﻟﻤﺆذن‬
‫• ﯾﻘﻮل ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺆذن إﻻ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﮫ " ﺣﻲﱠ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة" ‪ " ،‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح" ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﻮل ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ‬
‫ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ " ﻣﺴﻠﻢ واﻧﻈﺮ "اﻟﻤﺠﻤﻮع ﺷﺮح اﻟﻤﮭﺬب" )‪.(١١٧/٣‬‬
‫• ﺛﻢ ﯾُﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﺻﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل " اﻟﻠﮭﻢ رب ھﺬه اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺘﺎﻣﺔ واﻟﺼﻼة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‪ ،‬آت‬
‫ﻣﺤﻤﺪاً اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ واﻟﻔﻀﯿﻠﺔ ‪ ،‬واﺑﻌﺜﮫ ﻣﻘﺎﻣﺎً ﻣﺤﻤﻮداً اﻟﺬي وﻋﺪﺗﮫ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫• وﯾُﻜﺜﺮ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " اﻟﺪﻋﺎء ﺑﯿﻦ اﻷذان واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣُﺴﺘﺠﺎب ‪ ،‬ﻓﺎدﻋﻮا "‬
‫أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬أذﻛﺎر اﻟﺼﻼة ﻣﻦ ﺗﻜﺒﯿﺮة اﻹﺣﺮام إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ وﻣﺎ ﯾﻌﻘﺐ اﻟﺼﻼة ﻣﻦ أذﻛﺎر اﻗﺮأھﺎ ﻓﻲ أﺑﻮاب ﺻﻔﺔ ﺻﻼةِ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﻌﺎً ﻟﻠﺘﻜﺮار‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﺼﺒﺎح ] ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ [‬

‫• " أﺻﺒﺤﻨﺎ ‪ ،‬وأﺻﺒﺢ اﻟﻤُﻠﻚ ﷲ ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‬
‫‪ ،‬رَبﱢ أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮَ ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﯿﻮم‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪه‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﱢ ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﯿﻮم ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪه‪ ،‬رب أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺴﻞ‬
‫وﺳﻮء اﻟﻜِﺒْﺮِ‪ ،‬رب أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬاب ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬وﻋﺬاب ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ " ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ رﺑﻲ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ وأﻧﺎ ﻋﺒﺪك ‪ ،‬وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪك ووﻋﺪك ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ‪،‬‬
‫أﺑﻮء ﻟﻚ ﺑﻨﻌﻤﺘﻚ ﻋﻠﻲّ ‪ ،‬وأﺑﻮء ﺑﺬﻧﺒﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ" اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺎﻃِﺮَ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة ‪ ،‬رَبﱠ ﻛﻞ ﺷﻲء وﻣﻠﯿﻜﮫ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ ،‬وﺷﺮ اﻟﺸﯿﻄﺎن وﺷﺮﻛﮫ‪ ،‬وأن أﻗﺘﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺳﻮءاً ‪ ،‬أو أَﺟُﺮﱠهُ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ " أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ ‪.‬‬
‫• " ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻀﺮ ﻣﻊ اﺳﻤﮫ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ ) ﺛﻼث ﻣﺮات( " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " رﺿﯿﺖ ﺑﺎﷲ رﺑﺎً ‪ ،‬وﺑﺎﻹﺳﻼم دﯾﻨﺎً ‪ ،‬وﺑﻤﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﺒﯿﺎً " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺎ أﺻﺒﺢ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ أو ﺑِﺄَﺣﺪٍ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﻓﻤﻨﻚ وﺣﺪك ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وﻟﻚ اﻟﺸُﻜﺮ" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أَﺳﺄﻟُﻚَ اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﻌﻔﻮ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻲ دﯾﻨﻲ ودﻧﯿﺎي ‪ ،‬وأھﻠﻲ وﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﺳﺘﺮ‬
‫ﻋﻮراﺗﻲ ‪ ،‬وآﻣﻦ روﻋﺎﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﺣﻔﻈﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﯾﺪيﱠ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻲ ‪ ،‬وﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﻮﻗﻲ ‪ ،‬وأﻋﻮذ‬
‫ﺑﻌﻈﻤﺘﻚ أن أُﻏﺘﺎل ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻲ" أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪) .‬أﻏﺘﺎل ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻲ‪ :‬ﻗﺎل وﻛﯿﻊ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺨﺴﻒ(‪.‬‬
‫• " ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس " ﺛﻼث ﻣﺮات ‪ ،‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل "ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫ﻏﺮﯾﺐ" وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺻﺒﺤﺖ أُﺷْﮭِﺪُكَ‪ ،‬وأُﺷﮭﺪ ﺣَﻤَﻠَﺔَ ﻋﺮﺷﻚ ‪ ،‬وﻣﻼﺋﻜﺘﻚ‪ ،‬وﺟﻤﯿﻊ ﺧﻠﻘﻚ‪ ،‬أﻧﻚ أﻧﺖ اﷲ ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬وأن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪك‬
‫ورﺳﻮﻟﻚ" " أرﺑﻊ ﻣﺮات" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﺑﺸﻮاھﺪه‪.‬‬

‫‪١٦٩‬‬
‫" ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ " ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﯿﻮم ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻨﺪ‬ ‫•‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﮭﻢ واﻟﺤﺰن ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﻜﺴﻞ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺠُﺒﻦ واﻟﺒﺨﻞ‪،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﺪﯾﻦ‬ ‫•‬
‫وﻗﮭﺮ اﻟﺮﺟﺎل" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫" ﯾﺎ ﺣﻲ ﯾﺎ ﻗﯿﻮم ﺑﻚ أﺳﺘﻐﯿﺚ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﺷﺄﻧﻲ ﻛُﻠﱠﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗَﻜِﻠْﻨﻲ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﯿﻦ" اﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬ ‫•‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎً ﻧﺎﻓﻌﺎً‪ ،‬ورزﻗﺎً ﻃﯿﺒﺎً‪ ،‬وﻋﻤﻼً ﻣُﺘَﻘَﺒﱠﻼً" اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬ ‫•‬
‫" أﺻﺒﺤﻨﺎ‪ ،‬وأﺻﺒﺢ اﻟﻤﻠﻚ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮ ھﺬا اﻟﯿﻮم‪ ،‬ﻓﺘﺤَﮫ‪ ،‬وﻧﺼﺮَه‪ ،‬وﻧﻮرَه‪ ،‬وﺑَﺮﻛﺘَﮫ‪ ،‬وھُﺪاه‪ ،‬وأﻋﻮذ‬ ‫•‬
‫ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷَﺮﱢ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﮫ ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪه" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻤﻌﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺼﺮي‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ‬ ‫•‬
‫أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ" "ﺛﻼث ﻣﺮات" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫ﺳُﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه " ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬ ‫•‬
‫" أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮة اﻹﺳﻼم ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺔ اﻹﺧﻼص ‪ ،‬ودﯾﻦ ﻧﺒﯿﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻠﺔ أﺑﯿﻨﺎ إﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬ﺣﻨﯿﻔﺎً ﻣﺴﻠﻤﺎً‪،‬‬ ‫•‬
‫وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺪراﻣﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﻤﺴﺎء ] ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻤﻐﺮب [‬

‫• " أﻣﺴﯿﻨﺎ ‪ ،‬وأﻣﺴﻰ اﻟﻤُﻠْﻚُ ﷲ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‪،‬‬
‫رب أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻠﯿﻠﺔ وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻠﯿﻠﺔ ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ‪ ،‬رب أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺴﻞ‬
‫وﺳﻮء اﻟﻜﺒﺮ‪ ،‬رب أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬاب ﻓﻲ اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻋﺬاب ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ" ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﺑﻚ أﻣﺴﯿﻨﺎ‪ ،‬وﺑﻚ أﺻﺒﺤﻨﺎ‪ ،‬وﺑﻚ ﻧﺤﯿﺎ ‪ ،‬وﺑﻚ ﻧﻤﻮت ‪ ،‬وإﻟﯿﻚ اﻟﻤﺼﯿﺮ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ رﺑﻲ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ وأﻧﺎ ﻋﺒﺪك‪ ،‬وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪك ووﻋﺪك ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ‪ ،‬أﺑﻮء‬
‫ﻟﻚ ﺑﻨﻌﻤﺘﻚ ﻋﻠﻲّ‪ ،‬وأﺑﻮء ﺑﺬﻧﺒﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ" اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺎﻃﺮ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة‪ ،‬رب ﻛﻞ ﺷﻲء وﻣﻠﯿﻜﮫ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ‪ ،‬وﺷﺮ اﻟﺸﯿﻄﺎن وﺷﺮﻛﮫ‪ ،‬وأن أَﻗْﺘَﺮِفَ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺳﻮءاً أو أَﺟُﺮﱠهُ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ" أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻀﺮ ﻣﻊ اﺳﻤﮫ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وھﻮ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ " ﺛﻼث ﻣﺮات ‪ ،‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " رﺿﯿﺖ ﺑﺎﷲ رﺑﺎً‪ ،‬وﺑﺎﻹﺳﻼم دﯾﻨﺎً‪ ،‬وﺑﻤﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﺒﯿﺎً " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺎ أﻣﺴﻰ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ‪ ،‬أو ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ‪ ،‬ﻓﻤﻨﻚ وﺣﺪك ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬وﻟﻚ اﻟﺸﻜﺮ" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﻌﻔﻮ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ دﯾﻨﻲ ودﻧﯿﺎي‪ ،‬وأھﻠﻲ وﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﺳﺘﺮ‬
‫ﻋﻮراﺗﻲ‪ ،‬وآﻣﻦ روﻋﺎﺗﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﺣﻔﻈﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي ‪ ،‬وﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻲ ‪ ،‬وﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﻮﻗﻲ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻌﻈﻤﺘﻚ‬
‫أن أُﻏﺘﺎل ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻲ" أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ‪.‬‬
‫• " ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس " ﺛﻼث ﻣﺮات ‪ ،‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل "ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫ﻏﺮﯾﺐ" وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫• " ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه " ) ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة( أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻣﺴﯿﺖ أﺷﮭﺪك‪ ،‬وأﺷﮭﺪ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺮﺷﻚ ‪ ،‬وﻣﻼﺋﻜﺘﻚ‪ ،‬وﺟﻤﯿﻊ ﺧﻠﻘﻚ‪ ،‬أﻧﻚ أﻧﺖ اﷲ ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬وأن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪك‬
‫ورﺳﻮﻟﻚ" " أرﺑﻊ ﻣﺮات" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﺑﺸﻮاھﺪه‪.‬‬
‫• " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ " ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﯿﻮم ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢﱠ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﮭﻢﱢ واﻟﺤَﺰَن ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﻜﺴﻞ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺠُﺒﻦ واﻟﺒﺨﻞ‪،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻏَﻠَﺒﺔِ اﻟﺪّﯾﻦ‬
‫وﻗﮭﺮ اﻟﺮﺟﺎل" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " ﯾﺎ ﺣﻲ ﯾﺎ ﻗﯿﻮم ﺑﻚ أﺳﺘﻐﯿﺚ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﺷﺄﻧﻲ ﻛﻠﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗَﻜِﻠْﻨﻲ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﯿﻦ" اﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎً ﻧﺎﻓﻌﺎً‪ ،‬ورزﻗﺎً ﻃﯿﺒﺎً‪ ،‬وﻋﻤﻼً ﻣﺘﻘﺒﻼً" اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " أﻣﺴﯿﻨﺎ وأﻣﺴﻰ‪ ،‬اﻟﻤﻠﻚ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮ ھﺬا اﻟﯿﻮم‪ ،‬ﻓﺘﺤﮫ‪ ،‬وﻧﺼﺮه‪ ،‬وﻧﻮره‪ ،‬وﺑﺮﻛﺘﮫ‪ ،‬وھﺪاه‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﮫ ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪه" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻤﻌﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺼﺮي‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ‬
‫أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ" "ﺛﻼث ﻣﺮات" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• أﻋﻮذ ﺑﻜﻠﻤﺎت اﷲ اﻟﺘﺎﻣﺎت ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ " )ﺛﻼث ﻣﺮات( ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﻣﻦ وُﻓﻖ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺄذﻛﺎر اﻟﺼﺒﺎح واﻟﻤﺴﺎء ﻛُﻠﱢﮭﺎ ﻓﮭﺬه ﻧﻌﻤﺔٌ ﻣﻦ اﷲ وﻓﻀﻞٌ‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﻓﻠﯿﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷﺎء‬
‫ﻣﻨﮭﺎ وﻟﻮ ﻛﺎن ذﻛﺮاً واﺣﺪاً‪.‬‬

‫‪١٧٠‬‬
 ‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ‬
‫• " ﻣﻦ ﻗﺮأ اﻵﯾﺘﯿﻦ ﻣﻦ آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ﻓﻲ ﻟﯿﻠﺔ ﻛﻔﺘﺎه" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• وﯾﻘﺮأ ﻛﻞ ﻟﯿﻠﺔ "ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ" ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮآن‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• " وﻣﻦ ﻗﺮأ ﺑﻤﺎﺋﺔ آﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﯿﻠﺔ ﻛﺘﺐ ﻟﮫ ﻗﻨﻮت ﻟﯿﻠﺔ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﻨﺎم ﺣﺘﻰ ﯾﻘﺮأ " ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ " و " اﻟﺰﻣﺮ " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ "ﺳﻮرة ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ " = " اﻹﺳﺮاء " ‪.‬‬
‫• وﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﻨﺎم ﺣﺘﻰ ﯾﻘﺮأ ‪ " :‬أﻟـﻢ ﺗﻨﺰﯾﻞ " ]اﻟﺴﺠﺪة[‪ ،‬و "ﺗﺒﺎرك اﻟﺬي ﺑﯿﺪه اﻟﻤُﻠﻚ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه‬
‫وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وﻛﺎن ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺮأ " اﻟﻤُﺴَﺒﱢﺤﺎت ﻗﺒﻞ أن ﯾﻨﺎم وإذا اﺿﻄﺠﻊ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪) .‬‬
‫اﻟﻤُﺴﺒﺤﺎت ‪ :‬ھﻲ اﻟﺴﻮر اﻟﺘﻲ أوﻟﮭﺎ "ﺳﺒﺢ ﷲ" أو "ﯾﺴﺒﺢ ﷲ" أو "ﺳﺒﺢ اﺳﻢ رﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ"‪ .‬وﻗﯿﻞ ھﻲ اﻟﺤﺪﯾﺪ واﻟﺤﺸﺮ‬
‫واﻟﺼﻒ واﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺘﻐﺎﺑﻦ‪.‬‬
‫• " ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﮭﻢ أﺣﯿﺎ وأﻣﻮت " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﻛﻔﯿﮫ وﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﻤﺎ ‪ " :‬ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " واﻟﻤﻌﻮذﺗﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻨﻔﺚ ﻓﯿﮭﻤﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻤﺴﺢ ﺑﮭﻤﺎ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻦ ﺟﺴﺪه ‪ ،‬ﯾﺒﺪأ‬
‫ﺑﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ووﺟﮭﮫ‪ ،‬وﻣﺎ أﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺟﺴﺪه ( ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﺛﻼث ﻣﺮات‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• ﯾﻀﻊ ﯾﺪه اﻟﯿُﻤﻨﻰ ﺗﺤﺖ ﺧﺪه ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﻗﻨﻲ ﻋﺬاﺑﻚ ﯾﻮم ﺗﺒﻌﺚ ﻋﺒﺎدك " ) ﺛﻼث ﻣﺮات( أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل " ﺣﺴﻦ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ " وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " ﺑﺎﺳﻤﻚ رﺑﻲ وﺿﻌﺖ ﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬وﺑﻚ أرﻓﻌﮫ‪ ،‬إن أﻣﺴﻜﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎرﺣﻤﮭﺎ‪ ،‬وإن أرﺳﻠﺘﮭﺎ ﻓﺎﺣﻔﻈﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻔﻆ ﺑﮫ ﻋﺒﺎدك اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ"‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻃﻌﻤﻨﺎ ‪ ،‬وﺳﻘﺎﻧﺎ‪ ،‬وﻛﻔﺎﻧﺎ ‪ ،‬وآواﻧﺎ ‪ ،‬ﻓﻜﻢ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻛﺎﻓﻲ ﻟﮫ وﻻ ﻣُﺆوى" ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• ﯾﻘﺮأ آﯾﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ " اﷲ ﻻ إﻟﮫ إﻻ ھﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﯿﻮم" اﻵﯾﺔ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ وﺟﮫ آﺧﺮ‪ ،‬وﻗﺎل اﻷرﻧﺎؤوط "‬
‫وﺳﻨﺪه ﻗﻮي "‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ ﺧﻠﻘﺖ ﻧﻔﺴﻲ‪ ،‬وأﻧﺖ ﺗﺘﻮﻓﺎھﺎ‪ ،‬ﻟﻚ ﻣﻤﺎﺗﮭﺎ وﻣﺤﯿﺎھﺎ‪ ،‬إن أﺣﯿﯿﺘﮭﺎ ﻓﺎﺣﻔﻈﮭﺎ‪ ،‬وإن أﻣﺘﮭﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﮭﺎ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ‬
‫اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " أﻋﻮذ ﺑﻜﻠﻤﺎت اﷲ اﻟﺘﺎﻣﺎت ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ " أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺎﻃﺮ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة‪ ،‬رَبﱠ ﻛﻞ ﺷﻲء وﻣﻠﯿﻜﮫ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ‪ ،‬وﺷﺮ اﻟﺸﯿﻄﺎن وﺷﺮﻛﮫ‪ ،‬وأن أﻗﺘﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺳﻮءاً أو أَﺟُﺮﱠهُ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ" أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ رب اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ورب اﻟﻌﺮش اﻟﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻛﻞ ذي ﺷﺮ أﻧﺖ آﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﯿﺘﮫ‪ ،‬أﻧﺖ اﻷول ﻓﻠﯿﺲ ﻗﺒﻠﻚ‬
‫ﺷﻲء ‪ ،‬وأﻧﺖ اﻵﺧﺮ ﻓﻠﯿﺲ ﺑﻌﺪك ﺷﻲء ‪ ،‬وأﻧﺖ اﻟﻈﺎھﺮ ﻓﻠﯿﺲ ﻓﻮﻗﻚ ﺷﻲء ‪ ،‬وأﻧﺖ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻠﯿﺲ دوﻧﻚ ﺷﻲء‪ ،‬اﻗِﺾ ﻋﻨﺎ اﻟﺪﯾﻦ ‪،‬‬
‫وأﻏﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ " ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻮﺟﮭﻚ اﻟﻜﺮﯾﻢ وﻛﻠﻤﺎﺗﻚ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ أﻧﺖ آﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﯿﺘﮫ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﻤَﻐْﺮم واﻟﻤﺄﺛﻢ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻻ ﯾُﮭﺰم‬
‫ﺟُﻨﺪك ‪ ،‬ﻻ ﯾُﺨﻠﻒ وﻋﺪك‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻔﻊ ذا اﻟﺠَﺪﱢ ﻣﻨﻚ اﻟﺠﺪّ‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ وﺑﺤﻤﺪك"‪ .‬أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " ﺑﺴﻢ اﷲ وﺿﻌﺖ ﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﺒﻲ‪ ،‬وأﺧﺴﻲء ﺷﯿﻄﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻓﻚ رھﺎﻧﻲ‪ ،‬واﺟﻌﻠﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﱠﺪيﱢ اﻷﻋﻠﻰ" أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻛﻔﺎﻧﻲ وآواﻧﻲ‪ ،‬وأﻃﻌﻤﻨﻲ وأﺳﻘﺎﻧﻲ‪ ،‬واﻟﺬي ﻣّﻦ ﻋﻠﻲّ ﻓﺄﻓﻀﻞ‪ ،‬واﻟﺬي أﻋﻄﺎﻧﻲ ﻓﺄﺟﺰل‪ ،‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل‪،‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ رب ﻛﻞ ﺷﻲء وﻣﻠﯿﻜﮫ‪ ،‬وإﻟﮫ ﻛﻞ ﺷﻲء ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر" أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ) ‪ ٣٤‬ﻣﺮة( و "ﺳﺒﺤﺎن اﷲ " )‪ ، (٣٣‬و " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ " )‪ (٣٣‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• أو " اﷲ أﻛﺒﺮ " )‪ " ، (٣٣‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ " )‪ " ، (٣٣‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ" )‪ (٣٣‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• أو " اﷲ أﻛﺒﺮ " )‪ " ، (٣٣‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ " )‪" ، (٣٤‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ" )‪ (٣٣‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ رؤﯾﺎ ﺻﺎﻟﺤﺔ ‪ ،‬ﺻﺎدﻗﺔ ﻏﯿﺮ ﻛﺎذﺑﺔ‪ ،‬ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻏﯿﺮ ﺿﺎرة‪" ،‬ﻣﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ" رواه اﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ‬
‫‪ ،‬وﻗﺎل اﻻرﻧﺎؤوط ﺻﺤﯿﺢ اﻹﺳﻨﺎد إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫• ﯾﻘﺮأ ﺳﻮرة " ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• وﻟﯿﻜﻦ آﺧﺮ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ أﺳﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ إﻟﯿﻚ‪ ،‬ووﺟﮭﺖ وﺟﮭﻲ إﻟﯿﻚ‪ ،‬وﻓﻮﺿﺖ أﻣﺮي إﻟﯿﻚ‪ ،‬وأﻟﺠﺄت ﻇﮭﺮي إﻟﯿﻚ‪ ،‬رﻏﺒﺔ‬
‫ورھﺒﺔ إﻟﯿﻚ‪ ،‬ﻻ ﻣﻠﺠﺄ وﻻ ﻣﻨﺠﻰ ﻣﻨﻚ إﻻ إﻟﯿﻚ‪ ،‬آﻣﻨﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﻚ اﻟﺬي أﻧﺰﻟﺖ‪ ،‬وﻧﺒﯿﻚ اﻟﺬي أرﺳﻠﺖ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﻦ آداب اﻟﺮؤﯾﺎ‬

‫• إذا رأي ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﮫ ﻣﺎ ﯾُﺤﺐ ‪ :‬ﯾﺤﻤﺪ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺤﱢﺪث ﺑﮫ إﻻ ﻣﻦ ﯾُﺤﺐ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا رأى ﻣﺎ ﯾﻜﺮه ‪ " :‬ﻓﻠﯿﺴﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮه" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﯾﻨﻔﺚ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره )ﺛﻼﺛﺎً( وﯾﺘﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ‬
‫)ﺛﻼﺛﺎً( ‪.‬‬
‫" و ﯾﺘﺤﻮل ﻋﻦ ﺟﻨﺒﮫ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ " ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫) اﻟﻨﻔﺚ ‪ :‬ﻧﻔﺦ ﻟﻄﯿﻒ ﻻ رﯾﻖ ﻣﻌﮫ(‬

‫‪١٧١‬‬
 ‫" وﻻ ﯾُﺤﺪﱢث ﺑﮭﺎ أﺣﺪاً " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪،‬‬
‫) أ ( وﻟﯿﻘﻢ ﻓﻠﯿﺼﻞ إن أﻣﻜﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ أﺗﻢ وأﻛﻤﻞ "اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫)ب( وإن ﻛﺎن ﯾﻔﺰع ﻣﻦ ﻧﻮﻣﮫ‪ ،‬ﻗﺎل إذا أوى إﻟﻰ ﻓﺮاﺷﮫ ‪:‬‬
‫" أﻋﻮذ ﺑﻜﻠﻤﺎت اﷲ اﻟﺘﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻏﻀﺒﮫ وﻋﻘﺎﺑﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ ﻋﺒﺎده ‪ ،‬وﻣﻦ ھﻤﺰات اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ‪ ،‬وأن ﺣﻀﺮون" اﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ‬
‫وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﻮاھﺪه‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ‬

‫• ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ ﺗﻌﺎرﱠ )اﺳﺘﯿﻘﻆ( ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﺣﯿﻦ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ "ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪،‬‬
‫ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬ﯾﺤﯿﻲ وﯾُﻤﯿﺖ‪ ،‬ﺑﯿﺪه اﻟﺨﯿﺮ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒﺮ‪،‬‬
‫وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ" ﺛﻢ ﻗﺎل "اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ" أو دﻋﺎ‪ ،‬اﺳْﺘُﺠِﯿﺐ ﻟﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﺎم ﻓﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ‪ ،‬ﻗﺒﻠﺖ ﺻﻼﺗﮫ" ‪ .‬أﺣﻤﺪ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• وإذا ﻗﺎم ﻣﻦ ﻓﺮاﺷﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻨﻔﻀْﮫ ﺑِﺼَﻨَﻔَﺔِ إزاره ﺛﻼث ﻣﺮات‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺪري ﻣﺎ ﺧﻠﻔﮫ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا اﺿﻄﺠﻊ ﻓﻠﯿﻘﻞ ‪" :‬‬
‫ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﮭﻢ وﺿﻌﺖ ﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬وﺑﻚ أرﻓﻌﮫ‪ ،‬إن أَﻣﺴﻜﺖَ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎرﺣﻤﮭﺎ‪ ،‬وإن رددﺗَﮭﺎ ﻓﺎﺣﻔﻈﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻔﻆ ﺑﮫ ﻋﺒﺎدك اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ"‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﻗﺎل اﻟﻨﻮوي "إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ"‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺎل إذا اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬وﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ‬

‫• ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﯾﻘﺮأ اﻵﯾﺎت اﻟﺨﻮاﺗﻢ ﻣﻦ ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان ‪ " :‬إن ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض واﺧﺘﻼف اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر"‬
‫اﻵﯾﺎت‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻠﻔﻆ ﻟﮫ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻷذﻛﺎر واﻟﺪﻋﻮات ﻟﻸﻣﻮر اﻟﻌﺎرﺿﺔ‬

‫دﻋﺎء اﻻﺳﺘﺨﺎرة‬
‫• إذا ھَﻢﱠ ﺑﺎﻷﻣﺮ ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺮﻛﻊ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ‪ ،‬وﯾﻨﻮي ﺑﮭﻤﺎ اﻻﺳﺘﺨﺎرة‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻘﻮل ) أي ﺑﻌﺪ أن ﯾُﺴﻠّﻢ( " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ اﺳﺘﺨﯿﺮك‬
‫ﺑﻌﻠﻤﻚ‪ ،‬وأﺳﺘﻘﺪرك ﺑﻘﺪرﺗﻚ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ اﻟﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﺪر ‪ ،‬وﻻ أﻗﺪر‪ ،‬وﺗﻌﻠﻢ وﻻ أﻋﻠﻢ‪ ،‬وأﻧﺖ ﻋﻼﱠم اﻟﻐﯿﻮب ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إن‬
‫ﻛﻨﺖَ ﺗﻌﻠﻢ أن ھﺬا اﻷﻣﺮ )وﯾُﺴﻤﻲ ﺣﺎﺟﺘﮫ( ﺧﯿﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ دﯾﻨﻲ وﻣﻌﺎﺷﻲ وﻋﺎﻗﺒﺔ أﻣﺮي ﻓﺎﻗﺪره ﻟﻲ وﯾﺴﱢﺮه ﻟﻲ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﯿﮫ‪،‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ إن ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺷﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ دﯾﻨﻲ وﻣﻌﺎﺷﻲ‪ ،‬وﻋﺎﻗﺒﺔ أﻣﺮي‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﺎﺟﻞ أﻣﺮي وآﺟﻠﮫ ‪ ،‬ﻓﺎﺻﺮﻓﮫ ﻋﻨﻲ‪،‬‬
‫ﺿﱢﻨﻲ ﺑﮫ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬ ‫واﺻﺮﻓﻨﻲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬واﻗﺪر ﻟﻲ اﻟﺨﯿﺮ ﺣﯿﺚ ﻛﺎن‪ ،‬ﺛﻢ رَ‬

‫دﻋﺎء اﻟﻜﺮب واﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﮭﻤﺔ‬

‫• " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ اﻟﺤﻠﯿﻢ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ربﱡ اﻟﻌﺮش اﻟﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‪ ،‬ربﱡ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ربﱡ اﻟﻌﺮش‬
‫اﻟﻜﺮﯾﻢ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• " ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﺳُﺒﺤﺎﻧﻚ إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﯾﺎ ﺣﻲ ﯾﺎ ﻗﯿﻮم ‪ ،‬ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ أﺳﺘﻐﯿﺚ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﺎھﺪ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك‪.‬‬
‫• وﻟﯿﻜﻦ أﻛﺜﺮ دﻋﺎﺋﮫ أن ﯾﻘﻮل ‪ " :‬رﺑﻨﺎ آﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫• " اﷲ اﷲ رﺑﻲ‪ ،‬ﻻ أُﺷﺮك ﺑﮫ ﺷﯿﺌﺎً "‪ .‬أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﺎھﺪ ﻟﮫ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ رﺣﻤﺘﻚ أرﺟﻮ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻨﻲ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﯿﻦ‪ ،‬وأﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﺷﺄﻧﻲ ﻛﻠﮫ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ" أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺟَﮭْﺪ اﻟﺒﻼء ودَرْكِ اﻟﺸﻘﺎء وﺳﻮء اﻟﻘﻀﺎء وﺷﻤﺎﺗﺔ اﻷﻋﺪاء " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ ﻋﺒﺪك ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﺒﺪك‪ ،‬واﺑﻦ أﻣﺘﻚ ‪ ،‬ﻧﺎﺻﯿﺘﻲ ﺑﯿﺪك‪ ،‬ﻣﺎضٍ ﻓﻲﱠ ﺣُﻜﻤﻚ‪ ،‬ﻋﺪل ﻓﻲﱠ ﻗﻀﺎؤك‪ ،‬أﺳﺄﻟﻚ ﺑﻜﻞ اﺳﻢ ھﻮ ﻟﻚ ‪،‬‬
‫ﺳﻤﯿﺖ ﺑﮫ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ،‬أو أﻧﺰﻟﺘﮫ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ‪ ،‬أو ﻋﻠﻤﺘﮫ أﺣﺪاً ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ‪ ،‬أو اﺳﺘﺄﺛﺮت ﺑﮫ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﯿﺐ ﻋﻨﺪك‪ ،‬أن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻘﺮآن رﺑﯿﻊ‬
‫ﻗﻠﺒﻲ‪ ،‬وﻧﻮر ﺻﺪري‪ ،‬وﺟﻼء ﺣﺰﻧﻲ‪ ،‬وذھﺎب ھﻤﱢﻲ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وإذا ﺧﺎف ﻗﻮﻣﺎً أو ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً أو ﻻﻗﻰ ﻋﺪواً ﻗﺎل‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ ﻋﻀﺪي ‪ ،‬وأﻧﺖ ﻧﺼﯿﺮي‪ ،‬ﺑﻚ أَﺣُﻮل‪ ،‬وﺑﻚ أَﺻُﻮل‪ ،‬وﺑﻚ أﻗﺎﺗﻞ" أﺑﻮ‬
‫داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﺎ ﻧﺠﻌﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﺤﻮرھﻢ‪ ،‬وﻧﻌﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮورھﻢ" أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﻛﻔﻨﯿﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ" ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻷﺧﺪود‪.‬‬
‫• " ﺣﺴﺒﻨﺎ اﷲ‪ ،‬وﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﯿﻞ " اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻣُﻨْﺰِلَ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬وﻣُﺠﺮيَ اﻟﺴﺤﺎب‪ ،‬ﺳﺮﯾﻊَ اﻟﺤﺴﺎب‪ ،‬اھﺰم اﻷﺣﺰاب‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اھﺰﻣﮭﻢ وزﻟﺰﻟﮭﻢ واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ " اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫*وإذا ﺗﻌﺮض ﻟﮫ ﺷﯿﻄﺎن أو ﺧﺎﻓﮫ ﻗﺎل‪:‬‬

‫‪١٧٢‬‬
 ‫" رب أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ھﻤﺰات اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ رب أن ﯾﺤﻀﺮون" )ﺳﻮرة اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ‪.( ٩٩ - ٩٨‬‬ ‫•‬
‫" أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻚ "‪) ،‬ﺛﻼث ﻣﺮات( ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫" أﻟﻌﻨﻚ ﺑﻠﻌﻨﺔ اﷲ اﻟﺘﺎﻣﺔ " )ﺛﻼث ﻣﺮات( ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫وﯾﺆذن أذان اﻟﺼﻼة ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫•‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻏﻠﺒﮫ أﻣﺮ‬

‫• "ﻗﺪﱠر اﷲ ‪ ،‬وﻣﺎ ﺷﺎء ﻓﻌﻞ" ‪ .‬أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا اﺳﺘﺼﻌﺐ ﻋﻠﯿﮫ أﻣﺮ‬

‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻻ ﺳﮭﻞ إﻻ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﺘﮫ ﺳﮭﻼً‪ ،‬وأﻧﺖ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺤَﺰْنَ إذا ﺷﺌﺖ ﺳﮭﻼً" اﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﺻﺤﺤﮫ واﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا أﺻﺎﺑﺘﮫ ﻧﻜﺒﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ أو ﻛﺜﯿﺮة‬
‫• إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﯿﮫ راﺟﻌﻮن ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أْﺟُﺮْﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﯿﺒﺘﻲ ‪ ،‬واﺧﻠﻒ ﻟﻲ ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮭﺎ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ دﯾﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﮫ‬

‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﮭﻢّ واﻟﺤﺰن‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﻜﺴﻞ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺠُﺒﻦ واﻟﺒﺨﻞ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ‬
‫اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻗﮭﺮ اﻟﺮﺟﺎل" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أَﻏﻨﻨﻲ ﺑﺤﻼﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﺮاﻣﻚ ‪ ،‬وأﻏﻨﻨﻲ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻋﻤﻦ ﺳﻮاك" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﻮه واﻟﻤﻠﺪوغ‬

‫• ﯾﺘﻔﻞ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﯾُﻘﺮأ ﺑﺄم اﻟﻘﺮآن " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻌﻮذ ﺑﮫ اﻟﺼﺒﯿﺎن وﻏﯿﺮھﻢ‬

‫• أﻋﯿﺬﻛﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎت اﷲ اﻟﺘﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﯿﻄﺎن وھﺎﻣّﺔ )ﻛﻞ ذات ﺳﻢ ﻛﺎﻟﺤﯿﺔ( ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﯿﻦ ﻻﻣﺔ ) أي اﻟﻌﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﺗُﺼﯿﺐ ﻣﺎ ﻧﻈﺮت‬
‫إﻟﯿﮫ ﺑﺴﻮء ( اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﺑُﻠﻲ ﺑﺎﻟﻮﺳﻮﺳﺔ‬

‫• أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ )اﻧﻈﺮ ﺳﻮرة ﻓﺼﻠﺖ )‪.( (٣٦‬‬
‫• " آﻣﻨﺖ ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﮫ " ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺣﺎل اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﺻﻼﺗﮫ وﻗﺮاءﺗﮫ ﯾﻠﺒﺴﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫• ﯾﺘﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﯾﺘﻔﻞ ﻋﻦ ﯾﺴﺎره ﺛﻼﺛﺎً ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ اﻟﻤﺮﯾﺾ ‪ ،‬وﯾُﻘﺎل ﻋﻨﺪه ‪ ،‬و ﯾُﻘﺮأ ﻋﻠﯿﮫ‬

‫• ﯾﺠﻤﻊ ﻛﻔﯿﮫ‪ ،‬وﯾﻨﻔﺚ ﻓﯿﮭﻤﺎ‪ ،‬وﯾﻘﺮأ ﻓﯿﮭﻤﺎ " ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس " اﻟﺴﻮر‬
‫اﻟﺜﻼث ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻤﺴﺢ ﺑﮭﻤﺎ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻦ ﺟﺴﺪه‪ ،‬ﯾﺒﺪأ ﺑﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ووﺟﮭﮫ‪ ،‬وﻣﺎ أﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺟﺴﺪه‪ ،‬ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﺛﻼث ﻣﺮات‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﮫ ﻏﯿﺮُه‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا دﺧﻞ اﻟﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﻌﻮده ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺑﺄس ﻃﮭﻮر إن ﺷﺎء اﷲ " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري‬
‫• وﯾُﻌَﻮﱢذُ اﻟﻤﺮﯾﺾ‪ " :‬ﯾﻤﺴﺢ ﺑﯿﺪه اﻟﯿﻤﻨﻰ وﯾﻘﻮل ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ رب اﻟﻨﺎس ‪ ،‬أَذھﺐ اﻟﺒﺄس‪ ،‬اﺷﻒ أﻧﺖ اﻟﺸﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻻ ﺷﻔﺎء إﻻ ﺷﻔﺎؤك‪ ،‬ﺷﻔﺎءً‬
‫ﻻ ﯾُﻐﺎدر ﺳﻘﻤﺎً " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• "اﻛﺸﻒ اﻟﺒﺄس رب اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﺑﯿﺪك اﻟﺸﻔﺎء ‪ ،‬ﻻ ﻛﺎﺷﻒ ﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وﯾﺪﻋﻮ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ اﺷﻒ ﻓﻼﻧﺎً " ﺑﺎﺳﻤﮫ ﺛﻼث ﻣﺮات ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل ‪ " :‬أﺳﺄل اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬رب اﻟﻌﺮش اﻟﻌﻈﯿﻢ أن ﯾَﺸﻔﯿﻚ" )ﺳﺒﻊ ﻣﺮات( أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﺷﻒ ﻋﺒﺪك‪ ،‬ﯾﻨﻜﺄْ ﻟﻚ ﻋﺪواً ‪ ،‬أو ﯾَﻤْﺶِ ﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• وإذا رﻗﺎه ﻗﺎل " ﺑﺴﻢ اﷲ أرﻗﯿﻚ‪ ،‬ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﯾﺆذﯾﻚ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺮ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ أو ﻋﯿﻦ ﺣﺎﺳﺪ‪ ،‬اﷲ ﯾَﺸﻔﻚ‪ ،‬ﺑﺴﻢ اﷲ أرﻗﯿﻚ" ﻣﺴﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• وﯾﻀﻊ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ اﻟﺬي ﺗَﺄَﻟﱠﻢ ﻣﻦ ﺟﺴﺪه وﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﺑﺴﻢ اﷲ " )ﺛﻼﺛﺎً( ‪ " .‬أﻋﻮذ ﺑﻌﺰة اﷲ وﻗﺪرﺗﮫ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ أﺟﺪ‬
‫وأﺣﺎذر" ) ﺳﺒﻊ ﻣﺮات (‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل اﻟﻤﺮﯾﺾ ‪ " :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒﺮ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ‬
‫وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬

‫‪١٧٣‬‬
 ‫وﻻ ﯾﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﻮت ﻟِﻀُﺮﱟ وﻧﺤﻮه ‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﺎف ﻋﻠﻰ دﯾﻨﮫ ﻟﻔﺴﺎد اﻟﺰﻣﺎن وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ اﺣﯿﻨﻲ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﯿﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻲ ‪،‬‬ ‫•‬
‫وﺗَﻮﻓﱠﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻲ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﺄن ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺸﺮﯾﻒ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ دﻋﺎء ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ارزﻗﻨﻲ ﺷﮭﺎدةً ﻓﻲ‬ ‫•‬
‫ﺳﺒﯿﻠﻚ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻣﻮﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ رﺳﻮﻟﻚ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وإذا ﺣﻀﺮهُ اﻟﻨﱠﺰْعُ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬إن ﻟﻠﻤﻮت ﺳﻜﺮات‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ‪ ،‬وارﺣﻤﻨﻲ ‪ ،‬وأﻟﺤﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺮﻓﯿﻖ اﻷﻋﻠﻰ" أﺣﻤﺪ‬ ‫•‬
‫واﻟﺒﺨﺎري وﻟﻤﺴﻠﻢ ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ...‬إﻟﻰ آﺧﺮه "‪.‬‬
‫وﯾُﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮل " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ " ﻟﯿﻜﻮن آﺧﺮ ﻛﻼﻣﮫ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻣﻌﺎذ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ‬ ‫•‬
‫ﻛﺎن آﺧﺮ ﻛﻼﻣﮫ " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ " ‪ ،‬دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﻤﻮت‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻤﯿﺾ اﻟﻤﯿﺖ‬
‫• ﻻ ﯾﺪﻋﻮنﱠ ﻣﻦ ﺣﻀﺮه ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ إﻻ ﺑﺨﯿﺮ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﯾُﺆﻣﱢﻨﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل " ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• ﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻔﻼن ‪ -‬وﯾُﺴﻤﻲ اﻟﻤﯿﺖ ‪ -‬وارﻓﻊ درﺟﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﮭﺪﯾﯿﻦ‪ ،‬واﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ ﻋَﻘِﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺮﯾﻦ )اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ( واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ‬
‫وﻟﮫ ﯾﺎ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬واﻓﺴﺢ ﻟﮫ ﻓﻲ ﻗﺒﺮه‪ ،‬وﻧَﻮﱢرْ ﻟﮫ ﻓﯿﮫ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل أھﻠﮫ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﮫ ‪ ،‬واﻋﻘﺒﻨﻲ ﻣﻨﮫ ﻋُﻘﺒﻰ ﺣﺴﻨﺔ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﻣﺎت ﻟﮫ ﻣﯿﺖ‬
‫• ﯾﺤﻤﺪ اﷲ ‪ ،‬وﯾﺴﺘﺮﺟﻊ ‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " إﻧﺎ ﷲ ‪ ،‬وإﻧﺎ إﻟﯿﮫ راﺟﻌﻮن ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أْﺟُﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﯿﺒﺘﻲ‪ ،‬واﺧﻠﻒ ﻟﻲ ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮭﺎ " ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺰﯾﺔ‬
‫• ﯾُﺴﻠﱢﻢ وﯾﻘﻮل " إن ﷲ ﻣﺎ أﺧﺬ ‪ ،‬وﷲ ﻣﺎ أﻋﻄﻰ ‪ ،‬وﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻨﺪه إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣُﺴﻤﻰ‪ ،‬ﻓﻠﺘﺼﺒﺮ‪ ،‬وﻟﺘﺤﺘﺴﺐ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﻣﺮت ﺑﮫ ﺟﻨﺎزة‬
‫• ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺪﻋﻮ ﻟﮭﺎ ‪ ،‬وﯾُﺜﻨﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺧﯿﺮاً‪ ،‬إن ﻛﺎﻧﺖ أھﻼً ﻟﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺠﺎزف ﻓﻲ ﺛﻨﺎﺋﮫ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ‬

‫• ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا ﺻﻠﯿﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ‪ ،‬ﻓﺄﺧﻠﺼﻮا ﻟﮫ اﻟﺪﻋﺎء " أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪ .‬وﯾﻘﻮل ‪" :‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﮫ وارﺣﻤﮫ‪ ،‬وﻋﺎﻓﮫ واﻋْﻒُ ﻋﻨﮫ‪ ،‬وأﻛﺮم ﻧُﺰﻟَﮫ‪ ،‬ووﺳﱢﻊْ ﻣُﺪﺧﻠَﮫُ‪ ،‬واﻏﺴﻠﮫ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺜﻠﺞ واﻟﺒﺮد‪ ،‬وﻧﻘﮫ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻛﻤﺎ‬
‫ﯾُﻨﻘّﻰ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﱠﻧَﺲ‪ ،‬وأﺑﺪﻟﮫ داراً ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ داره‪ ،‬وأھﻼً ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ أھﻠﮫ‪ ،‬وزوﺟﺎً ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ زوﺟﮫ‪ ،‬وأدﺧﻠﮫ اﻟﺠﻨﺔ‪،‬‬
‫وأﻋﺬه ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر " ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• "اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﺤﯿﱢﻨﺎ وﻣﯿﱢﺘﻨﺎ ‪ ،‬وﺷﺎھﺪﻧﺎ وﻏﺎﺋﺒﻨﺎ‪ ،‬وﺻﻐﯿﺮﻧﺎ وﻛﺒﯿﺮﻧﺎ‪ ،‬وذﻛﺮﻧﺎ وأُﻧﺜﺎﻧﺎ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻣﻦ أﺣﯿﯿﺘﮫ ﻣﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺣﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﺗﻮﻓﯿﺘﮫ ﻣﻨﺎ ‪ ،‬ﻓَﺘَﻮﻓﱠﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ أﺟﺮه‪ ،‬وﻻ ﺗُﻀﻠﱠﻨﺎ ﺑﻌﺪه"‪ .‬أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ‪،‬‬
‫وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ واﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إن ﻓﻼﻧﺎً ﺑﻦ ﻓﻼن ﻓﻲ ذﻣﺘﻚ وﺣﺒﻞ ﺟﻮارك‪ ،‬ﻓﻘﮫ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻘﺒﺮ وﻋﺬاب اﻟﻨﺎر‪ ،‬وأﻧﺖ أھﻞ اﻟﻮﻓﺎء واﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﮫ‪ ،‬وارﺣﻤﮫ‪،‬‬
‫إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮر اﻟﺮﺣﯿﻢ" أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﻏﯿﺮھﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إنﱠ ﻋﺒﺪَك واﺑﻦَ أَﻣَﺘِﻚ ‪ ،‬اﺣﺘﺎج إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻚ‪ ،‬وأﻧﺖ ﻏﻨﻲﱞ ﻋﻦ ﻋﺬاﺑﮫ‪ ،‬إن ﻛﺎن ﻣﺤﺴﻨﺎً ﻓﺰد ﻓﻲ ﺣﺴﻨﺎﺗﮫ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻣﺴﯿﺌﺎً‬
‫ﻓﺘﺠﺎوز ﻋﻨﮫ" اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ﺛﻢ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻤﯿﺖ ﻗﺒﺮه‬
‫• "ﺑﺴﻢ اﷲ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳُﻨﺔ ‪ -‬أو ﻣﻠﺔ ‪ -‬رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "‪ .‬أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ﺛﻢ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ زاﺋﺮ اﻟﻘﺒﻮر‬

‫• اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ دار ﻗﻮم ﻣﺆﻣﻨﯿﻦ‪ ،‬وأﺗﺎﻛﻢ ﻣﺎ ﺗﻮﻋﺪون‪ ،‬وإﻧﺎ إن ﺷﺎء اﷲ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮن‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻷھﻞ ) ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ( وﯾُﺴﻤﻲ‬
‫اﻟﻤﻘﺒﺮة ﻛﺄن ﯾﻘﻮل‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻷھﻞ ﺑﻘﯿــﻊ اﻟﻐَﺮْﻗَﺪ ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬أو ‪ ] :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺪﯾﺎر ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ‬
‫واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﯾﺮﺣﻢ اﷲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺪﻣﯿﻦ ﻣﻨﻜﻢ وﻣﻨﺎ واﻟﻤﺴﺘﺄﺧﺮﯾﻦ‪ ،‬وإﻧﺎ إن ﺷﺎء اﷲ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮن[ ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬أو ‪ ] :‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ أھﻞ‬
‫اﻟﺪﯾﺎر ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وإﻧﺎ إن ﺷﺎء اﷲ ﺑﻜﻢ ﻟﻼﺣﻘﻮن‪ ،‬أﻧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﻓَﺮَط‪ ،‬وﻧﺤﻦ ﻟﻜﻢ ﺗَﺒَﻊ‪ ،‬اﺳﺄل اﷲ ﻟﻨﺎ وﻟﻜﻢ اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ [‪.‬‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬ﯾﺠﻮز أن ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻻ ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻮر ﺣﯿﻦ اﻟﺪﻋﺎء‬
‫ﻷھﻠﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺮر ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺤﻘﻘﯿﻦ أﻧﮫ " ﻻ ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء إﻻ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼة" اﻧﻈﺮ " أﺣﻜﺎم اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ وﺑﺪﻋﮭﺎ‬
‫" ص )‪ ( ١٩٨ - ١٩٣‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ھﺎﺟﺖ اﻟﺮﯾﺢ‬

‫‪١٧٤‬‬
 ‫• اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ أُرْﺳِﻠﺖ ﺑﮫ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮھﺎ ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ أُرﺳﻠﺖ ﺑﮫ"‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮھﺎ‪.‬‬
‫• ﻓﺈذا رأى اﻟﻤﻄﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺻﯿﱢﺒﺎً ھﻨﯿﺌﺎً " أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• وإذا اﺷﺘﺪت اﻟﺮﯾﺢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﻟَﻘﺤﺎً ﻻ ﻋﻘﯿﻤﺎً " اﺑﻦ اﻟﺴﻨﻰ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي واﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫) ﻟَﻘﺤﺎً ‪ :‬أي ﺣﺎﻣﻼً اﻟﻤﺎء ﻛﺎﻟﻠﻘﺤﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ( ‪.‬‬
‫ﻋﻘﯿﻤﺎً‪ :‬أي اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺎء ﻓﯿﮭﺎ ﻛﺎﻟﻌﻘﯿﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮان ﻻ وﻟﺪ ﻣﻨﮭﺎ (‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻧﺰل اﻟﻤﻄﺮ‬

‫• ﻣُﻄِﺮْﻧَﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ ورﺣﻤﺘﮫ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻛﺜﺮ اﻟﻤﻄﺮ وﺧﯿﻒ ﻣﻨﮫ اﻟﻀﺮر‬

‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﺣﻮاﻟﯿﻨﺎ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﯿﻨﺎ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻵﻛﺎم واﻟﻈﺮاب‪ ،‬وﺑﻄﻮن اﻷودﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻨﺎﺑﺖ اﻷﺷﺠﺎر" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا رأى اﻟﮭﻼل‬

‫• ﯾﻘﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً اﻟﻘﺒﻠﺔ ‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ -‬اﻟﻠﮭﻢ أھِﻠﱠﮫُ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬واﻟﺴﻼﻣﺔ واﻹﺳﻼم‪ ،‬واﻟﺘﻮﻓﯿﻖ ﻟﻤﺎ ﺗُﺤﺐ وﺗﺮﺿﻰ‪ ،‬رَﺑﱡﻨﺎ‬
‫ورﺑﻚ اﷲ " اﻟﺪراﻣﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﻮاھﺪه‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻹﻓﻄﺎر‬

‫• " ذھﺐ اﻟﻀﻤﺄ ‪ ،‬واﺑﺘﻠﺖ اﻟﻌﺮوق‪ ،‬وﺛﺒﺖ اﻷﺟﺮ إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺻﺎدف ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻚ ﻋﻔﻮ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻔﻮ ‪ ،‬ﻓﺎﻋﻒ ﻋﻨﻲ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل )ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ( وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬أذﻛﺎر اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ذﻛﺮﻧﺎھﺎ ﻓﻲ أﺑﻮاب اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة وﻻ داﻋﻲ ﻟﺘﻜﺮارھﺎ ھﻨﺎ‪.‬‬

‫أذﻛﺎر اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‬
‫اﻋﻠﻢ أن اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر واﺧﺘﻼف اﻷﺣﻮال وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﺗﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ أﯾﻀﺎً‪ ،‬وﯾﺰﯾﺪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ أذﻛﺎراً‬
‫ﻧﻮردھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ إن ﺷﺎء اﷲ‪.‬‬
‫• ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻟﻤﻦ ﯾُﺨَـﻠﱢﻒ‪ " :‬أﺳﺘﻮدﻋﻜﻢ اﷲ اﻟﺬي ﻻ ﺗﻀﯿﻊ وداﺋﻌﮫ" اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ )ﻋﻤﻞ اﻟﯿﻮم واﻟﻠﯿﻠﺔ( وﻏﯿﺮھﻤﺎ‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل اﻟﻤﻘﯿﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ‪ " :‬أﺳﺘﻮدع اﷲ دﯾﻨﻚ‪ ،‬وأﻣﺎﻧﺘﻚ‪ ،‬وﺧﻮاﺗﯿﻢ ﻋﻤﻠﻚ" أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " زوﱠدك اﷲ اﻟﺘﻘﻮى ‪ ،‬وﻏﻔﺮ ذﻧﺒﻚ‪ ،‬وَﯾَﺴﱠﺮَ ﻟﻚ اﻟﺨﯿﺮ ﺣﯿﺜﻤﺎ ﻛﻨﺖ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• "ﻋﻠﯿﻚ ﺑﺘﻘﻮى اﷲ واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺮف ) أي اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻲ (‬
‫ﻓﺈذا وﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ دﻋﺎ ﻟﮫ اﻟﻤﻘﯿﻢ ﻗﺎﺋﻼً‪:‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﻃﻮِ ﻟﮫ اﻟﺒﻌﺪ ‪ ،‬وھﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻔﺮ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴّﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• ﻓﺈذا أراد رﻛﻮب داﺑﺘﮫ‪ ،‬ووﺿﻊ رﺟﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﺎب ﻗﺎل ‪ " :‬ﺑﺴﻢ اﷲ "‪ .‬أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻔﯿﻨﺔ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺑﺴﻢ اﷲ ﻣﺠﺮﯾﮭﺎ وﻣُﺮﺳﺎھﺎ" ‪) .‬اﻧﻈﺮ ﺳﻮرة ھﻮد ‪ . ( ٤١ :‬ﻓﺈذا اﺳﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮھﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ‬
‫ﷲ‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎن اﻟﺬي ﺳَــﺨﱠﺮ ﻟﻨﺎ ھــﺬا وﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﮫ ﻣﻘﺮﻧﯿــــﻦ‪ ،‬وإﻧﺎ إﻟﻰ رﺑﻨﺎ ﻟﻤﻨﻘﻠﺒـــﻮن" ) ﻣﻘﺮﻧﯿﻦ‪ :‬أي ﻣﻄﯿﻘﯿﻦ ﻣﻘﺘﺪرﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﮭﺮه‬
‫وﺗﺴﺨﯿﺮه(‬
‫• اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ،‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ‪ ،‬اﻟﺤﻤﺪ ﻟﮫ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ إﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب‬
‫إﻻ أﻧﺖ " أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻧﺎ ھﺬا اﻟﺒِﺮﱠ واﻟﺘﻘﻮى‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ھَﻮﱢنْ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺳﻔﺮﻧﺎ ھﺬا واﻃﻮِ ﻋﻨﺎ ﺑﻌﺪه‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ‬
‫اﻟﺼﺎﺣﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ واﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ﻓﻲ اﻷھﻞ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ وَﻋْﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ ‪ ،‬وﻛﺂﺑﺔ اﻟﻤﻨﻈﺮ‪ ،‬وﺳﻮء اﻟﻤﻨﻘﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺎل‬
‫واﻷھﻞ واﻟﻮﻟﺪ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ‪:‬‬
‫وﻋﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ ‪ :‬ﺷﺪﺗﮫ وﻣﺸﻘﺘﮫ وﺗﻌﺒﮫ‪.‬‬
‫اﻟﻜﺂﺑﺔ‪ :‬اﻟﺤﺰن واﻟﺘﻐﯿﺮ واﻻﻧﻜﺴﺎر ﻣﻦ ﻣﺸﻘﺔ اﻟﺴﻔﺮ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻣﻦ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺄﻣﻮره‪.‬‬
‫ﺳﻮء اﻟﻤﻨﻘﻠﺐ‪ :‬ﺳﻮء اﻻﻧﻘﻼب إﻟﻰ أھﻠﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻔﺮ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺄن ﯾﺮﺟﻊ ﻣﻨﻘﻮﺻﺎً ﻣﮭﻤﻮﻣﺎً ﺑﻤﺎ ﯾﺴﻮؤه‪.‬‬
‫• وإذا ﻋﻼ اﻟﺜﻨﺎﯾﺎ ﻛﺒﱠﺮ ‪ ،‬وإذا ھﺒﻂ ﺳﺒﱠﺢ ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫• وإذا أﺷﺮف ﻋﻠﻰ واد ‪ ،‬ھﻠﱠﻞ ‪ ،‬وﻛﺒﺮ ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• وإذا ﻋﺜﺮت داﺑﺘﮫ ﻓﻠﯿﻘﻞ ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ ‪ .‬أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪١٧٥‬‬
 ‫وﯾُﻜﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬ﻷن دﻋﻮة اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺛﻼث دﻋﻮات ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺎت ﻻ ﺷﻚ ﻓﯿﮭﻦ‪ ،‬دﻋﻮة اﻟﻮاﻟﺪ ﻋﻠﻰ وﻟﺪه‪،‬‬ ‫•‬
‫ودﻋﻮة اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‪ ،‬ودﻋﻮة اﻟﻤﻈﻠﻮم" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وإذا رﺟﻊ ﻣﻦ ﺳﻔﺮه واﺳﺘﻮى ﻋﻠﻰ راﺣﻠﺘﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ " ‪ .‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻧﺎ ھﺬا اﻟﺒﺮ‬ ‫•‬
‫واﻟﺘﻘﻮى‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ھﻮن ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺳﻔﺮﻧﺎ ھﺬا واﻃﻮِ ﻟﻨﺎ ﺑُﻌﺪَه‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ اﻟﺼﺎﺣﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ واﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ﻓﻲ اﻷھﻞ‬
‫‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ وﻋﺜﺎء اﻟﺴﻔﺮ ‪ ،‬وﻛﺂﺑﺔ اﻟﻤﻨﻈﺮ‪ ،‬وﺳﻮء اﻟﻤﻨﻘﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺎل واﻷھﻞ واﻟﻮﻟﺪ آﯾﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﻟﺮﺑﻨﺎ‬
‫ﺣﺎﻣﺪون " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﻓﻲ رﺟﻮﻋﮫ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺮف ﻣﻦ اﻷرض ‪ " :‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ‬ ‫•‬
‫وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‪ ،‬آﯾﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﺳﺎﺟﺪون‪ ،‬ﻟﺮﺑﻨﺎ ﺣﺎﻣﺪون‪ ،‬ﺻﺪق اﷲ وﻋﺪه‪ ،‬وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪه‪ ،‬وھﺰم‬
‫اﻷﺣﺰاب وﺣﺪه " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻃﺄ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا رأى ﺑﻠﺪﺗﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬آﯾﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون‪ ،‬ﻟﺮﺑﻨﺎ ﺣﺎﻣﺪون " وﻻ ﯾﺰال ﯾﻘﻮﻟﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺪﺧﻠﮭﺎ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻓﺈذا ﻗَﺪِمَ ﺑَﻠَﺪَهُ ‪ ،‬دﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻠﱠﻰ رﻛﻌﺘﯿﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺠﻠﺲ ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬

‫أذﻛﺎر اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب‬

‫• ﯾﻘﻮل ﻓﻲ أول ﻃﻌﺎﻣﮫ ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• وإذا ﻧﺴﻲ اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻓﻲ أول اﻷﻛﻞ‪ ،‬ﺛﻢ ذﻛﺮ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻘﻞ‪ " :‬ﺑﺴﻢ اﷲ أَوﱠﻟَﮫ وآﺧﺮه" ‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وإذا أﻛﻞ اﻷﻛﻠﺔ‪ ،‬أو ﺷﺮب اﻟﺸﺮﺑﺔ ﺣﻤﺪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫• وإذا ﺷﺮب ﻟﺒﻨﺎً ﻗﺎل ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وزدﻧﺎ ﻣﻨﮫ "‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• وإذا ﻓﺮغ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻃﻌﻤﻨﻲ ھﺬا‪ ،‬ورزﻗﻨﯿﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺣﻮل ﻣﻨﻲ وﻻ ﻗﻮة" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺣﻤﺪاً ﻛﺜﯿﺮاً ﻃﯿﺒﺎً ﻣﺒﺎرﻛﺎً ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻣَﻜْﻔِﻲﱟ ‪ ،‬وﻻ ﻣُﻮَدﱠع‪ ،‬وﻻ ﻣُﺴﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﮫ رﺑُﻨﺎ" اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ‪ " :‬ﻏﯿﺮ ﻣﻜﻔﻲ ‪ ،‬وﻻ ﻣﻮدع‪ ،‬وﻻ ﻣﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﮫ" ﻣﻌﻨﺎه‪ :‬أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ھﻮ اﻟﻤﻄﻌﻢ واﻟﻜﺎﻓﻲ‪ ،‬وھﻮ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣُﻄْﻌَﻢ وﻻ ﻣُﻜْﻔَﻲ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وھﻮ ﯾُﻄﻌِﻢُ وﻻ ﯾُﻄﻌَﻢُ " )اﻷﻧﻌﺎم‪ (١٤ :‬وﻗﻮﻟﮫ " وﻻ ﻣﻮدّع " أي ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺮوك اﻟﻄﻠﺐ إﻟﯿﮫ‬
‫واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﻋﻨﺪه‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻣﺎ ودﱠﻋﻚ رﺑﻚ " أي ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻚ‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﺘﺮوك‪ :‬اﻟﻤﺴﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﮫ ‪" .‬‬
‫• "اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻃﻌﻢ وﺳﻘﻰ ‪ ،‬وَﺳﻮﱠﻏَﮫ وﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻣﺨﺮﺟﺎً" ‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أﻃﻌﻤﺖ وﺳﻘﯿﺖ‪ ،‬وأﻏﻨﯿﺖ وأﻗﻨﯿﺖ‪ ،‬وھﺪﯾﺖ وأﺣﯿﯿﺖ‪ ،‬ﻓﻠﻚ اﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻋﻄﯿﺖ" ‪ .‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وإذا رﻓﻊ ﻣﺎﺋﺪﺗﮫ ﻗﺎل‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻛﻔﺎﻧﺎ وآواﻧﺎ وأرواﻧﺎ‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻣﻜﻔﻲ وﻻ ﻣﻜﻔﻮر" اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود‪ ] .‬وﻻ‬
‫ﻣﻜﻔﻮر ‪ :‬أي ﻻ ﻧﻜﻔﺮ ﻧﻌﻤﺘﻚ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺑﮭﺬا اﻟﻄﻌﺎم [ ‪.‬‬
‫• وإذا أﻛﻞ ﻋﻨﺪ ﻗﻮم وﻓﺮغ ﻓﻠﯿﺪع ﻟﮭﻢ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻟﮭﻢ ﻓﯿﻤﺎ رزﻗﺘﮭﻢ‪ ،‬واﻏﻔﺮ ﻟﮭﻢ وارﺣﻤﮭﻢ" ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫• " أﻓﻄﺮ ﻋﻨﺪﻛﻢ اﻟﺼﺎﺋﻤﻮن‪ ،‬وأﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻜﻢ اﻷﺑﺮار‪ ،‬وﺻﻠﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ واﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• وإذا ﺳﻘﺎه إﻧﺴﺎن ﻣﺎء أو ﻟﺒﻨﺎً أو ﻧﺤﻮھﻤﺎ ‪ ،‬رﻓﻊ رأﺳﮫ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء‪ ،‬وﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ أَﻃْﻌِﻢ ﻣﻦ أﻃﻌﻤﻨﻲ واﺳْﻖِ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻧﻲ" ‪.‬‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا ﻋﻄﺲ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺣﻤﺪاً ﻛﺜﯿﺮاً ﻃﯿﺒﺎً ﻣﺒﺎرﻛﺎً ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺿﻰ رﺑﻨﺎ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﯾﺮﺿﻰ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة" أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• أو " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ " اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ‪ ،‬وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• أو ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ " اﻟﺒﺨﺎري ) ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ :‬واﻟﺬي ﯾﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ أن ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﺠﺰي‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﺛﻨﺎء أﻓﻀﻞ‬
‫ﺑﺸﺮط أن ﯾﻜﻮن ﻣﺄﺛﻮراً ) ‪.( ٦٠١ / ١٠‬‬
‫• وإذا ﻋﻄﺲ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ " اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫• وﻟﯿﻘﻞ ﻟﮫ ﺟﻠﯿﺴﮫ ‪ " :‬ﯾﺮﺣﻤﻚ اﷲ "‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• ﺛﻢ ﻟﯿﺮد اﻟﻌﺎﻃﺲ ﻗﺎﺋﻼَ ‪ " :‬ﯾﮭﺪﯾﻜﻢ اﷲ‪ ،‬وﯾُﺼﻠﺢ ﺑﺎﻟﻜﻢ" اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• وإذا ﺗﺜﺎﺋﺐ وﺿﻊ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﻞ "ھﺎ " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺎل ﻟﻠﺰوج ﻋﻘﺐ ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح‬

‫• " ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﯿﻚ‪ ،‬وﺟﻤﻊ ﺑﯿﻨﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﯿﺮ " ‪ .‬ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻓﻲ ﺳﻨﻨﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪،‬‬
‫واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﻗﺎل‪ :‬ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ ﺛﻢ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻷﺣﻤﺪ " وﺟﻤﻊ ﺑﯿﻨﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﯿﺮ‬
‫"‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﺰوج إذا زُﻓﺖ إﻟﯿﮫ اﻣﺮأﺗﮫ‬

‫• ﯾﻀﻊ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﯿﺘﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺴﻤﻲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ ،‬وﯾﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ‪ ،‬وﯾﻘﻮل‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪،‬‬
‫وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮھﺎ ‪ ،‬وﺷﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ" أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪ .‬وﻋﻦ اﺑﻦ‬
‫ﻣﺴﻌﻮد ﻣﻮﻗﻮﻓﺎً " إذا أﺗﺘﻚ اﻣﺮأﺗﻚ ﻓﺄﻣﺮھﺎ أن ﺗﺼﻠﻲ وراءك رﻛﻌﺘﯿﻦ‪ .‬وﻗﻞ ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﻲ أھﻠﻲ وﺑﺎرك ﻟﮭﻢ ﻓﻲﱠ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻤﻊ‬
‫ﺑﯿﻨﻨﺎ ﻣﺎ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﺨﯿﺮ ‪ ،‬وﻓﺮق ﺑﯿﻨﻨﺎ إذا ﻓﺮﻗﺖ إﻟﻰ ﺧﯿﺮ" رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ) آداب اﻟﺰﻓﺎف( ص‪. ٢٣‬‬

‫‪١٧٦‬‬
 ‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺎل ﻋﻨﺪ إرادة اﻟﺠﻤﺎع‬
‫• " ﺑﺴﻢ اﷲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﺟَﻨﱢﺒﻨﺎ اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ ،‬وﺟَﻨﱢﺐ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻣﺎ رزﻗﺘﻨﺎ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ‬
‫• وإذا ﺳﻤﻊ ﻧﮭﯿﻖ اﻟﺤﻤﺎر ﻗﺎل ‪ " :‬أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ" ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻓﯿﮫ )ﻓﺈﻧﮭﺎ رأت ﺷﯿﻄﺎﻧﺎً (‪.‬‬
‫• وإذا ﺳﻤﻊ ﺻﯿﺎح اﻟﺪﯾﻜﺔ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ ] .‬وﻓﯿﮫ ) ﻓﺈﻧﮭﺎ رأت ﻣﻠﻜﺎً ( [‬
‫• وإذا ﻏﻀﺐ ﻗﺎل ‪ " :‬أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻟﺮﺟﯿﻢ " وﻟﯿﺴﻜﺖ‪ ،‬وﻟﯿﺠﻠﺲ إن ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬ﻓﺈن ذھﺐ ﻋﻨﮫ اﻟﻐﻀﺐ ‪ ،‬وإﻻ‬
‫ﻓﻠﯿﻀﻄﺠﻊ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا أﺧﺒﺮه رﺟﻞ أﻧﮫ ﯾُﺤﺒﮫ ﻓﻲ اﷲ ﻗﺎل‪ " :‬أﺣﺒﻚ اﻟﺬي أﺣﺒﺒﺘﻨﻲ ﻟﮫ " ‪ .‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• وإذا رأى ﻣﺒﺘﻠﻰ ﺑﻤﺮض أو ﻏﯿﺮه ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﻲ ﻣﻤﺎ اﺑﺘﻼك ﺑﮫ‪ ،‬وﻓﻀﱠﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﮫ ﺗﻔﻀﯿﻼً "‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺬﻛﺮ ﺳﺮاً ﺑﺤﯿﺚ ﯾُﺴﻤﻊ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﻤﻌﮫ اﻟﻤﺒﺘﻠَﻰ ﻟﺌﻼ ﯾﺘﺄﻟﻢ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫ﻗﻠﺒﮫ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﺑﻠﯿﺘﮫ ﻣﻌﺼﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﺑﺄس أن ﯾُﺴﻤﻌﮫ ذﻟﻚ إن ﻟﻢ ﯾﺨﻒ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻔﺴﺪة واﷲ أﻋﻠﻢ ‪.‬‬
‫• وإذا ﻧﺎداه ﺷﺨﺺ أﺟﺎﺑﮫ ﺑﻘﻮﻟﮫ " ﻟﺒﯿﻚ " أو " ﻟﺒﯿﻚ وﺳﻌﺪﯾﻚ" ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ‪.‬‬
‫• وإذا دﺧﻞ اﻟﺴﻮق ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬ﯾﺤﯿﻲ وﯾﻤﯿﺖ‪ ،‬وھﻮ ﺣﻲ ﻻ ﯾﻤﻮت‪ ،‬ﺑﯿﺪه‬
‫اﻟﺨﯿﺮ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل إذا أدﱠى ﻣﺎﻻً ﻛﺎن اﻗﺘﺮﺿﮫ " ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ ﻓﻲ أھﻠﻚ وﻣﺎﻟﻚ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• وﯾﻘﻮل " ﺟﺰاك اﷲ ﺧﯿﺮاً " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وإذا اﺳﺘﻮﻓﻰ دﯾﻨﮫ ﻗﺎل ﻟﻠﻤﺆدﱢي‪ ":‬أوﻓﯿﺘﻨﻲ ‪ ،‬أوﻓﻰ اﷲ ﺑﻚ"‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا رأى أﺧﺎه اﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﻀﺤﻚ ﻗﺎل ‪ ":‬أﺿﺤﻚ اﷲ ﺳﻨﻚ"‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا ﻗﯿﻞ ﻟﮫ‪ :‬ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻚ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻟﻚ ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫• ) وإذا رأى ﻣﺎ ﯾُﺤﺐ ﻗﺎل‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﺑﻨﻌﻤﺘﮫ ﺗَﺘﻢﱡ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ‪ .‬وإذا رأى ﻣﺎ ﯾﻜﺮه ﻗﺎل‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل(‪ .‬اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‬
‫واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وإذا ﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻗﺎل ‪ " :‬رﺑﱠﻨﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ھﺬا ﺑﺎﻃﻼً ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻓَﻘِﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر" إﻟﻰ آﺧﺮ اﻵﯾﺎت‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا ﺗﻌﺠﺐ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وإذا رأى ﻗﻮﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻋﻤﻠﻮا ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫• وإذا أُﺗِﻰَ ﺑﺒﺎﻛﻮرة اﻟﺜﻤﺮ‪ ،‬وﺿﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﯿﻨﯿﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﯿﮫ وﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺛﻤﺮﻧﺎ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺘﻨﺎ‪ ،‬وﺑﺎرك‬
‫ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻋﻨﺎ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣُﺪﱢﻧﺎ" ﺛﻢ ﯾﺪﻋﻮ أﺻﻐﺮ وﻟﯿﺪٍ ﯾﻜﻮن ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻌﻄﯿﮫ ذﻟﻚ اﻟﺜﻤﺮ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ اﻟﺴﻨﻰ‪.‬‬
‫• وإذا رأى ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ أو وﻟﺪه أو ﻣﺎﻟﮫ أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺄﻋﺠﺒﮫ وﺧﺎف أن ﯾﺼﯿﺒﮫ ﺑﻌﯿﻨﮫ‪ ،‬أو ﯾﺘﻀﺮر ﺑﺬﻟﻚ ‪ :‬ﻓﻠﯿﻘﺮأ اﻟﻤﻌﻮذﺗﯿﻦ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وﻟﯿﻘﻞ ‪ :‬أُﻋﯿﺬك ﺑﻜﻠﻤﺎت اﷲ اﻟﺘﺎﻣّﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﯿﻄﺎن وھﺎﻣّﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﯿﻦ ﻻﻣﺔ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫• وﻟْﯿَﺪْعُ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ‪ .‬أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه‪ ،‬واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وإذا دُﻋﻲ إﻟﻰ ﺣﻜﻢ اﷲ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺳﻤﻌﻨﺎ وأﻃﻌﻨﺎ " ‪) .‬ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر ‪.(٥١ :‬‬

‫دﻋﺎء اﻟﺠﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻟﻨﻔﺴﮫ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ‬

‫• ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﻻ ﯾﻘﻮم ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﺘﻰ ﯾﺪﻋﻮ ﻟﻨﻔﺴﮫ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ ﻓﯿﻘﻮل ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻗﺴﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﺸﯿﺘﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﻮل ﺑﮫ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ‬
‫ﻣﻌﺎﺻﯿﻚ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻣﺎ ﺗﺒﻠﻐﻨﺎ ﺑﮫ ﺟﻨﺘﻚ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﯿﻘﯿﻦ ﻣﺎ ﺗُﮭﻮﱢن ﺑﮫ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﺼﺎﺋﺐ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺘﻌﻨﺎ ﺑﺄﺳﻤﺎﻋﻨﺎ وأﺑﺼﺎرﻧﺎ وﻗﻮﺗﻨﺎ‬
‫ﻣﺎ أﺣﯿﯿﺘﻨﺎ‪ ،‬واﺟﻌﻠﮫ اﻟﻮارث ﻣﻨﺎ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﺛﺄرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻨﺎ‪ ،‬واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺎداﻧﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﺼﯿﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ دﯾﻨﻨﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻞ‬
‫اﻟﺪﻧﯿﺎ أﻛﺒﺮ ھﻤﻨﺎ‪ ،‬وﻻ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗُﺴﻠﱢﻂ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﻦ ﻻ ﯾﺮﺣﻤﻨﺎ"‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• وﻛﺎن ﯾُﻌَﺪﱡ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮاﺣﺪ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻘﻮم ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ‪ :‬رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬وﺗﺐ ﻋﻠﻲّ إﻧﻚ أﻧﺖ‬
‫اﻟﺘﻮاب اﻟﻐﻔﻮر" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• ﻓﺈذا ﺗﻔﺮﻗﻮا ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وإذا أراد أن ﯾﻘﻮم ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻠﯿﻘﻞ‪ ":‬ﺳُﺒﺤﺎﻧﻚ اﻟﻠﮭﻢ وﺑﺤﻤﺪك ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬أﺳﺘﻐﻔﺮك وأﺗﻮب إﻟﯿﻚ" اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫"اﻟﻜﺒﯿﺮ" واﻟﺤﺎﻛﻢ وﻗﺎل )ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ( وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ) وھﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ (‪.‬‬

‫اﻷذﻛﺎر اﻟﻤُﻄْﻠَﻘَﺔ‬
‫وھﻲ أذﻛﺎر ورد ﻓﻀﻠﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﺨﺺ وﻗﺘﺎً ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت‪.‬‬
‫أوﻻً‪ :‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ‬

‫‪١٧٧‬‬
 ‫اﻋﻠﻢ أن ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن آﻛﺪ اﻷذﻛﺎر‪ ،‬وأﻓﻀﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ اﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل‪ ،‬ﻣﻦ ﻟﯿﻞ أو ﻧﮭﺎر‪ ،‬ﺳﻔﺮ أو ﺣﻀﺮ‪ ،‬وﯾﺤﺼﻞ ﻟﮫ‬
‫أﺻﻞ اﻟﻘﺮاءة ﺑﻘﺮاءة آﯾﺎت ﻗﻠﯿﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻠﻮن ﻛﺘﺎب اﷲ وأﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼة وأﻧﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ رزﻗﻨﺎھﻢ ﺳﺮاً وﻋﻼﻧﯿﺔ ﯾﺮﺟﻮن ﺗﺠﺎرة ﻟﻦ ﺗﺒﻮر ﻟِﯿُﻮﻓﱢﯿَﮭﻢ‬
‫أﺟﻮرھﻢ وﯾﺰﯾﺪھﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ إﻧﮫ ﻏﻔﻮر ﺷﻜﻮر" )ﻓﺎﻃﺮ ‪.(٣٠ - ٢٩‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ اﻟﺒﺎھﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل‪ ":‬اﻗﺮءوا اﻟﻘﺮآن ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺗﻲ ﯾﻮم‬
‫اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺷﻔﯿﻌﺎً ﻷﺻﺤﺎﺑﮫ‪ ،‬اﻗﺮءوا اﻟﺰھﺮاوﯾﻦ‪ :‬اﻟﺒﻘﺮة و آل ﻋﻤﺮان ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﻤﺎ ﯾﺄﺗﯿﺎن ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻛﺄﻧﮭﻤﺎ ﻏﻤﺎﻣﺘﺎن أو ﻛﺄﻧﮭﻤﺎ ﻏﯿﺎﯾﺘﺎن أو‬
‫ﻛﺄﻧﮭﻤﺎ ﻓﺮﻗﺎن ﻣﻦ ﻃﯿﺮ ﺻﻮاف ﺗﺤﺎﺟّﺎن ﻋﻦ أﺻﺤﺎﺑﮭﻤﺎ‪ ،‬اﻗﺮءوا ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ ،‬ﻓﺈن أﺧﺬھﺎ ﺑﺮﻛﺔ‪ ،‬وﺗﺮﻛﮭﺎ ﺣﺴﺮة‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﮭﺎ‬
‫اﻟﺒَﻄَﻠَﺔُ" )أي اﻟﺴﺤﺮة(‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺮأ ﺣﺮﻓﺎً ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻓﻠﮫ ﺑﮫ ﺣﺴﻨﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ أﻣﺜﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻻ أﻗﻮل أﻟـﻢ ﺣﺮف ‪ ،‬وﻟﻜﻦ أﻟﻒ ﺣﺮف‪ ،‬وﻻم ﺣﺮف ‪ ،‬وﻣﯿﻢ ﺣﺮف( اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ ﻏﺮﯾﺐ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﻟﻤﺎھﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻣﻊ اﻟﺴَﻔَﺮَةِ اﻟﻜﺮام اﻟﺒﺮرة‪ ،‬واﻟﺬي‬
‫ﯾﻘﺮؤه وﯾﺘﻌﺘﻊ ﺑﮫ وھﻮ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﺎق ﻓﻠﮫ أﺟﺮان" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﯾُﻘﺎل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮآن ‪ :‬اﻗﺮأ وارْقَ ورﺗﱢﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ‬
‫ﺗُﺮﺗﱢﻞُ ﻓﻲ دار اﻟﺪُﻧﯿﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻨﺰﻟﺘﻚ ﻋﻨﺪ آﺧﺮ آﯾﺔ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺮأھﺎ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ‪ " :‬ﯾُﻘﺎل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮآن إذا دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ‪ :‬اﻗﺮأ‪ ،‬واﺻﻌﺪ ﻓﯿﻘﺮأ ‪ ،‬وﯾﺼﻌﺪ ﻟﻜﻞ آﯾﺔ‬
‫درﺟﺔ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﻘﺮأ آﺧﺮ ﺷﻲء ﻣﻌﮫ " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬إن اﷲ ﯾﺮﻓﻊ ﺑﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب أﻗﻮاﻣﺎً وﯾﻀﻊ ﺑﮫ آﺧﺮﯾﻦ"‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﻟﻘﺮآن ﺷﺎﻓﻊ ﻣُﺸَﻔﱠﻊ‪ ،‬وﻣﺎﺣِﻞٌ ﻣُﺼَﺪﱠق‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻌﻠﮫ‬
‫أﻣﺎﻣﮫ ﻗﺎده إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﻌﻠﮫ ﺧﻠﻔﮫ ﺳﺎﻗﮫ إﻟﻰ اﻟﻨﺎر" اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ )اﻟﻜﺒﯿﺮ( واﺑﻦ ﻋﺪي ﻓﻲ )اﻟﻜﺎﻣﻞ( وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﻣﺎﺣﻞ ‪ :‬ﺷﺎھﺪُ ﻋﻠﯿﻚ‪.‬‬
‫• اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ‪ " :‬أﻋﻈﻢ ﺳﻮرة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﻤﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬واﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﯿﻢ" ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫" ﻟﻢ ﯾﻨﺰل ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة ‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ اﻹﻧﺠﯿﻞ وﻻ ﻓﻲ اﻟﺰﺑﻮر وﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﻗﺎن ﻣﺜﻠﮭﺎ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ واﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺤﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫" ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻛﺎن ﻗﺎﻋﺪاً ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﻤﻊ ﻧﻘﯿﻀﺎً ﻣﻦ ﻓﻮﻗﮫ‪ ،‬ﻓﺮﻓﻊ رأﺳﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ھﺬا ﻣﻠﻚ ﻧﺰل اﻷرض ﻟﻢ‬
‫ﯾﻨﺰل ﻗﻂ‪ ،‬ﻓَﺴَﻠﱠﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬أَﺑْﺸِﺮ ﺑﻨﻮرﯾﻦ أوﺗﯿﺘﮭﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﺆﺗﮭﻤﺎ ﻧﺒﻲ ﻗﺒﻠﻚ‪ :‬ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬وﺧﻮاﺗﯿﻢ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ ،‬ﻟﻦ ﺗﻘﺮأ ﺑﺤﺮف ﻣﻨﮭﻤﺎ إﻻ‬
‫أُﻋْﻄﯿﺘَﮫ" ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫• ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ " :‬إن اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻟَﯿﻔِﺮﱡ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ ﺣﯿﻦ ﺗُﻘﺮأ ﻓﯿﮫ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• آﯾﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ‪ " :‬ھﻲ أﻋﻈﻢ آﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ " ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫" ﻣﻦ ﻗﺮأ اﻵﯾﺘﯿﻦ ﻣﻦ آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ﻓﻲ ﻟﯿﻠﺔ ﻛَﻔَﺘﺎه " أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• ﺳﻮرة اﻟﻜﮭﻒ‪ ":‬ﻣﻦ ﻗﺮأ ﺳﻮرة اﻟﻜﮭﻒ ﻓﻲ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ‪ ،‬أﺿﺎء ﻟﮫ اﻟﻨﻮر ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﻌﺘﯿﻦ" اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤُﺴﺘﺪرك وﻏﯿﺮه‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫" ﻣﻦ ﻗﺮأ ﺳﻮرة "اﻟﻜﮭﻒ" ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ أﺿﺎء ﻟﮫ اﻟﻨﻮر ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﻌﺘﯿﻖ " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ "اﻟﺸﻌﺐ" وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫" ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻋﺸﺮ آﯾﺎت ﻣﻦ أوﻟﮭﺎ ﻋُﺼﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺪﺟﺎل" ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫" ﻣﻦ أدرك اﻟﺪﺟﺎل‪ ،‬ﻓﻠﯿﻘﺮأ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻮاﺗﺤﮭﺎ" ﻣﺴﻠﻢ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ اﻷرﺑﻌﺔ‪.‬‬
‫• " ﺷَﯿﱠﺒﺘﻨﻲ ھﻮد‪ ،‬واﻟﻮاﻗﻌﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺮﺳﻼت‪ ،‬وﻋﻢ ﯾﺘﺴﺎءﻟﻮن وإذا اﻟﺸﻤﺲ ﻛﻮرت" اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• ﺳﻮرة اﻟﻔﺘﺢ ‪ " :‬أﺣﺐ إﻟﻲّ ﻣﻤﺎ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺸﻤﺲ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫• " ﺳﻮرة ﺗﺒﺎرك " ھﻲ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ " اﺑﻦ ﻣﺮدوﯾﮫ واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫" ﺳﻮرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺛﻼﺛﻮن آﯾﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻَﻤَﺖْ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﺣﺘﻰ أدﺧﻠﺘﮫ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وھﻲ "ﺗﺒﺎرك" اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ‬
‫واﻟﻀﯿﺎء‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﻣﻦ ﺳﺮﱠه أن ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛَﺄَﻧﱠﮫ رأْى ﻋﯿﻦٍ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻘﺮأ " إذا اﻟﺸﻤﺲ ﻛﻮرت" ‪ ،‬و " إذا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﻔﻄﺮت" و "إذا‬
‫اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﻣﻦ ﻗﺮأ " ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون" ﻋﺪﻟﺖ ﻟﮫ ﺑﺮﺑﻊ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺮأ " ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " ﻋﺪﻟﺖ ﻟﮫ ﺑﺜﻠﺚ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬اﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﻣﻦ ﻗﺮأ " ﻗﻞ ھﻮ اﷲ أﺣﺪ " ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ﺑﻨﻰ اﷲ ﻟﮫ ﺑﯿﺘﺎً ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ" ‪ .‬أﺣﻤﺪ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﯾﺎ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺲٍ أﻻ أﺧﺒﺮك ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻮذ ﺑﮫ اﻟﻤﺘﻌﻮذون ؟ " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ "‪ ،‬و " ﻗﻞ‬
‫أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس" ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺴﻮرﺗﯿﻦ " ‪ .‬أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﯾﺎ ﻋُﻘﺒﺔ أﻻ أﻋﻠﻤﻚ ﺧﯿﺮ ﺳﻮرﺗﯿﻦ ﻗُﺮِﺋﺘﺎ ؟ " " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ " و " ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس " ﯾﺎ ﻋُﻘﺒﺔ اﻗﺮأ ﺑﮭﻤﺎ ﻛﻠﻤﺎ‬
‫ﻧِﻤﺖ‪ ،‬وﻗﻤﺖ‪ ،‬ﻣﺎ ﺳﺄل ﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬وﻻ اﺳﺘﻌﺎذ ﻣﺴﺘﻌﯿﺬ ﺑﻤﺜﻠﮭﻤﺎ" أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬

‫‪١٧٨‬‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﷲ وﻣﻼﺋﻜﺘﮫ ﯾُﺼﻠﱠﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ‪ ،‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﺻﻠﻮا ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻤﻮا ﺗﺴﻠﯿﻤﺎً" اﻷﺣﺰاب‪ .‬ﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫" ﺻﻼة اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﯿﮫ ﺛﻨﺎؤه ﻋﻠﯿﮫ وﺗﻌﻈﯿﻤﮫ‪ ،‬وﺻﻼة اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ﻋﻠﯿﮫ‪ :‬ﻃﻠﺐ ذﻟﻚ ﻟﮫ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬واﻟﻤﺮاد ﻃﻠﺐ اﻟﺰﯾﺎدة‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻃﻠﺐ أﺻﻞ اﻟﺼﻼة " ‪ .‬ذﻛﺮه اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪ ،‬ورد اﻟﻘﻮل اﻟﻤﺸﮭﻮر أن ﺻﻼةَ اﻟﺮﱠب اﻟﺮﺣﻤﺔ‪ ،‬وﻓﺼﱠﻞ ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ "ﺟﻼء‬
‫اﻷﻓﮭﺎم" ﺑﻤﺎ ﻻ ﻣﺰﯾﺪ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺮاﺟﻌﮫ‪.‬‬
‫واﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﮭﺎ واﻟﺤﺚ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﺗُﺤﺼﺮ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻧُﺸﯿﺮ إﻟﻰ أﺣﺮف ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﻨﺒﯿﮭﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮاھﺎ‪ ،‬وﺗﺒﺮﻛﺎً ﺑﺬﻛﺮھﺎ‪:‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ " :‬إن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج ﻋﻠﯿﮭﻢ ﯾﻮﻣﺎً ﯾﻌﺮﻓﻮن اﻟﺒِﺸْﺮ ﻓﻲ وﺟﮭﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪:‬‬
‫إﻧّﺎ ﻧﻌﺮف اﻵن ﻓﻲ وﺟﮭﻚ اﻟﺒﺸﺮ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺟﻞ أﺗﺎﻧﻲ اﻵن آتٍ ﻣﻦ رﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ أﻧﮫ ﻟﻦ ﯾُﺼﻠﻲ ﻋﻠﻲّ أﺣﺪ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ إﻻ‬
‫ردﱠھﺎ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺸﺮ أﻣﺜﺎﻟﮭﺎ" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﻤﺠﻤﻮع ﻃُﺮﻗﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﻄﻔﯿﻞ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﺮج ﻓﻲ ﺛﻠﺜﻲ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﯿﻘﻮل‪ :‬ﺟﺎءت‬
‫اﻟﺮاﺟﻔﺔ‪ ،‬ﺗﺘﺒﻌﮭﺎ اﻟﺮادﻓﺔ‪ ،‬ﺟﺎء اﻟﻤﻮت ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻗﺎل أُﺑﻲّ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ :‬إﻧﻲ أُﺻﻠﱢﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ‪ :‬أﻓﺄﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺛﻠﺚ ﺻﻼﺗﻲ ؟ ﻗﺎل رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )اﻟﺸﻄﺮ(‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﻓﺄﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺷﻄﺮ ﺻﻼﺗﻲ ؟ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )اﻟﺜﻠﺜﺎن أﻛﺜﺮ(‪ ،‬ﻗﺎل‬
‫أﻓﺄﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺻﻼﺗﻲ ﻛُﻠﱠﮭﺎ؟ ﻗﺎل ‪) :‬إذن ﯾﻐﻔﺮ اﷲ ذﻧﺒﻚ ﻛﻠﮫ( أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﺟﯿﺪ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪" :‬ارﺗﻘﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ درﺟﺔ ﻓﻘﺎل ‪ :‬آﻣﯿﻦ‪ ،‬ﺛﻢ ارﺗﻘﻰ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬آﻣﯿﻦ‪ .‬ﺛﻢ ارﺗﻘﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺎل ‪ :‬آﻣﯿﻦ‪ ،‬ﺛﻢ اﺳﺘﻮى ﻓﺠﻠﺲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺻﺤﺎﺑﮫ ‪ :‬ﻋﻼمَ أﻣّﻨﺖ ؟ ﻗﺎل‪ " :‬أﺗﺎﻧﻲ ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻓﻘﺎل ‪ :‬رَﻏِﻢَ أﻧﻒُ‬
‫اﻣﺮيء ذُﻛﺮت ﻋﻨﺪه ﻓﻠﻢ ﯾُﺼﻞﱢ ﻋﻠﯿﻚ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ آﻣﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬رَﻏِﻢَ أﻧﻒُ اﻣﺮيء أدرك أﺑﻮﯾﮫ ﻓﻠﻢ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬آﻣﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬رﻏﻢ‬
‫أﻧﻒ اﻣﺮيء أدرك رﻣﻀﺎن ﻓﻠﻢ ﯾُﻐﻔﺮ ﻟﮫ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬آﻣﯿﻦ" ‪ .‬اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﺑﻦ إﺳﺤﺎق وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﻮاھﺪه‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻲّ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮا ﻗﺒﺮي ﻋﯿﺪاً‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮا ﺑﯿﻮﺗﻜﻢ ﻗﺒﻮراً‪ ،‬وﺻَﻠّﻮا ﻋﻠﻲّ‬
‫وﺳﻠﱢﻤﻮا ﺣﯿﺜﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ‪ ،‬ﻓﺴﯿﺒﻠﻐﻨﻲ ﺳﻼﻣُﻜﻢ وﺻﻼﺗُﻜﻢ" اﻟﻘﺎﺿﻲ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﺑﻦ إﺳﺤﻖ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﻄﺮﻗﮫ وﺷﻮاھﺪه‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬إن ﷲ ﻓﻲ اﻷرض ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺳﯿّﺎﺣﯿﻦ ﯾﺒﻠﻐﻮﻧﻲ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ‬
‫اﻟﺴﻼم" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻛﺜﺮوا اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻲّ ‪ ،‬ﻓﺈن اﷲ وَﻛﱠﻞَ ﺑﻲ ﻣﻠﻜﺎً ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮي‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻲّ رﺟﻞ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻗﺎل ﻟﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻠﻚ‪ :‬ﯾﺎ ﻣﺤﻤﺪ إنﱠ ﻓﻼن اﺑﻦ ﻓﻼن ﺻﻠﻰ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ" اﻟﺪﯾﻠﻤﻲ ﻓﻲ "ﻣﺴﻨﺪ اﻟﻔﺮدوس"‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻛﺜﺮوا اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻲّ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻟﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺻﻠﻰ‬
‫ﻋﻠﻲّ ﺻﻼةً ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺸﺮاً " اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺴُﻨﻦ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺴﯿﻦ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إن اﻟﺒﺨﯿﻞ ﻟَﻤَﻦْ ذُﻛﺮتُ ﻋﻨﺪه ﻓﻠﻢ ﯾﺼﻞﱢ‬
‫ﻋﻠﻲﱠ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮه وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﺤﺴﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ ذُﻛﺮتُ ﻋﻨﺪه ﻓﺨﻄِﻲءَ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻲّ‪ ،‬ﺧﻄﻲء اﻟﻄﺮﯾﻖ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ " اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﻗﻮم ﻣﺠﻠﺴﺎً ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮوا اﷲ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧﺒﯿﮭﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬إﻻ ﻛﺎن ﻣﺠﻠﺴﮭﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﺗِﺮة ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪ ،‬إن ﺷﺎء ﻋﻔﺎ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬وإن ﺷﺎء أﺧﺬھﻢ" اﻟﻘﺎﺿﻲ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ‬
‫ﺑﻦ اﺳﺤﻖ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﺻﯿﻎ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞّ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ أھﻞ ﺑﯿﺘﮫ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أزواﺟﮫ وذرﯾﺘﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫وﻋﻠﻰ آل ﺑﯿﺘﮫ وﻋﻠﻰ أزواﺟﮫ وذرﯾﺘﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ " ‪ .‬أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞّ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاھﯿﻢ وﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آل إﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞّ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻣﻲ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻣﻲ وﻋﻠﻰ آل‬
‫ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ ﻋﻠﻰ آل اﺑﺮاھﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬إﻧﻚ ﺣﻤﯿﺪ ﻣﺠﯿﺪ " ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻞّ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪك ورﺳﻮﻟﻚ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻠﯿﺖ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاھﯿﻢ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪك ورﺳﻮﻟﻚ‪ ،‬وﻋﻠﻰ آل ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺑﺎرﻛﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ إﺑﺮاھﯿﻢ وﻋﻠﻰ آل إﺑﺮاھﯿﻢ " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬اﻟﺘﮭﻠﯿﻞ‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن أﻓﻀﻞ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬وأﻓﻀﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻛﺜﺮوا ﻣﻦ ﺷﮭﺎدة أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺤﺎل ﺑﯿﻨﻜﻢ وﺑﯿﻨﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻘﻨﻮھﺎ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ" أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ‬
‫وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎل ‪" :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أُﺷﮭﺪك‪ ،‬وأُﺷﮭﺪ ﻣﻼﺋﻜﺘﻚ‪ ،‬وﺣﻤﻠﺔ ﻋﺮﺷﻚ‪ ،‬وأُﺷﮭﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮات وﻣﻦ‬
‫ﻓﻲ اﻷرض أﻧﻚ أﻧﺖ اﷲ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ وﺣﺪك ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪك ورﺳﻮﻟﻚ "‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﻣﺮة أﻋﺘﻖ اﷲ ﺛﻠﺜﮫ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﻣﺮﺗﯿﻦ أﻋﺘﻖ اﷲ ﺛﻠﺜﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎً أﻋﺘﻖ اﷲ ﻛﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر " اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤُﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ‬
‫اﻟﺬھﺒﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪١٧٩‬‬
 ‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪":‬ﻣﻦ ﻗﺎل ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤُﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء‬
‫ﻗﺪﯾﺮ " ﻋﺸﺮاً‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﻋﺪل أرﺑﻊ رﻗﺎب ﻣﻦ وﻟﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ " ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري وﻣُﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫" ﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﮫ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ( ﻓﻲ ﯾﻮم ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﻋﺪل‬
‫ﻋﺸﺮ رﻗﺎب‪ ،‬وﻛُﺘﺒﺖ ﻟﮫ ﻣﺎﺋﺔ ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻣُﺤﯿﺖ ﻋﻨﮫ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﯿﺌﺔ ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﺣﺮزاً ﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﯾﻮﻣﮫ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﯾُﻤﺴﻲ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄت أﺣﺪ‬
‫ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ‪ ،‬إﻻ أﺣﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣُﺴﻨﺪه واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺟﺎء أﻋﺮاﺑﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻋَﻠﱢﻤﻨﻲ ﻛﻼﻣﺎً أﻗﻮﻟﮫ‪،‬‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﻞ ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬اﷲ أﻛﺒﺮ ﻛﺒﯿﺮاً‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻛﺜﯿﺮاً‪ ،‬وﺳﺒﺤﺎن رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ‬
‫اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﯿﻢ" ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﮭﺆﻻء ﻟﺮﺑﻲ ﻓﻤﺎ ﻟﻲ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻞ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬وارﺣﻤﻨﻲ‪ ،‬واھﺪﻧﻲ ‪ ،‬وارزﻗﻨﻲ " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ‪ ،‬وأن‬
‫ﻋﯿﺴﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ واﺑﻦ أﻣﺘﮫ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺘﮫ أﻟﻘﺎھﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﯾﻢ ‪ ،‬وروح ﻣﻨﮫ‪ ،‬وأن اﻟﺠﻨﺔ ﺣﻖ‪ ،‬واﻟﻨﺎر ﺣﻖ‪ ،‬أدﺧﻠﮫ اﷲ ﻣﻦ أي أﺑﻮاب اﻟﺠﻨﺔ‬
‫اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﺷﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻛﺎن ﻣﻨﮫ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬رﺿﯿﺖ ﺑﺎﷲ رﺑﺎً‪ ،‬وﺑﺎﻹﺳﻼم دﯾﻨﺎً‪ ،‬وﺑﻤﺤﻤﺪ ﻧﺒﯿﺎً‪ ،‬وﺟﺒﺖ ﻟﮫ اﻟﺠﻨﺔ " ‪ .‬أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر‬
‫وﻋﻦ أﻏﺮﱢ ﻣﺰﯾﻨﺔ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ‪ " :‬إﻧﮫ ﻟﯿﻐﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ‪ ،‬وإﻧﻲ ﻷﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إﻧﻲ ﻷﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم ﺳﺒﻌﯿﻦ ﻣﺮة" اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻤﺎ‬
‫واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ وﻟﻔﻈﮫ )أﻛﺜﺮ ﻣﻦ( ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪ :‬إن ﻛﻨﺎ ﻟَﻨَﻌُﺪﱡ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﯾﻘﻮل ‪ :‬رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ‪ ،‬وﺗُﺐ‬
‫ﻋﻠﻲّ‪ ،‬إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﯿﻢ" ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺷﺪاد ﺑﻦ أوس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﺳَﯿﱢﺪ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر أن ﯾﻘﻮل اﻟﻌﺒﺪ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ‬
‫رﺑﻲ ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ ‪ ،‬وأﻧﺎ ﻋﺒﺪك‪ ،‬وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪك ووﻋﺪك ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ‪ ،‬أﺑﻮء ﻟﻚ ﺑﻨﻌﻤﺘﻚ‬
‫ﻋﻠﻲّ ‪ ،‬وأﺑﻮء ﺑﺬﻧﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﻮﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ " ﻣﻦ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺎر ﻣﻮﻗﻨﺎً ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎت ﻣﻦ ﯾﻮﻣﮫ ﻗﺒﻞ أن‬
‫ﯾُﻤﺴﻲ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ وھﻮ ﻣﻮﻗﻦ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎت ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺼﺒﺢ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺠﻨﺔ " اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ واﻟﺘﺤﻤﯿﺪ واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ واﻟﺘﮭﻠﯿﻞ‬

‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أَﯾﻌﺠﺰُ أﺣﺪﻛﻢ أن ﯾﻜﺴﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم أﻟﻒ ﺣﺴﻨﺔ ؟ ﻓﺴﺄﻟﮫ ﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎﺋﮫ‪ :‬ﻛﯿﻒ ﯾﻜﺴﺐ أﻟﻒ ﺣﺴﻨﺔ‬
‫؟ ﻗﺎل‪ :‬ﯾُﺴﺒﱢﺢُ ﻣﺎﺋﺔ ﺗﺴﺒﯿﺤﺔ ﻓﺘُﻜﺘﺐ ﻟﮫ أﻟﻒ ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬أو ﺗُﺤﻂﱡ ﻋﻨﮫ أﻟﻒ ﺧﻄﯿﺌﺔ" ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺧﺬوا ﺟُﻨﺘﱠﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ ،‬ﻗﻮﻟﻮا ‪ " :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒﺮ" ﻓﺈﻧﮭﻦ‬
‫ﯾﺄﺗﯿﻦ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻣُﻘﺪﱢﻣﺎت‪ ،‬وﻣُﻌﻘﱢﺒﺎت‪ ،‬وﻣُﺠﻨﱢﺒﺎت‪ ،‬وھُﻦ اﻟﺒﺎﻗﯿﺎت اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﻄَﮭﻮر ﺷﻄﺮُ اﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺗﻤﻸ اﻟﻤﯿﺰان‪ ،‬وﺳﺒﺤﺎن اﷲ واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺗﻤﻶن ‪ -‬أو ﺗﻤﻸ ‪ -‬ﻣﺎ‬
‫ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض" ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ‪ " :‬أﻓﻀﻞ ﻋﺒﺎد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ اﻟﺤﻤﱠﺎدون " أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻜﺒﯿﺮ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻷن أﻗﻮل ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬وﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬واﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬أﺣﺐ إﻟﻲّ ﻣﻤﺎ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ" ‪ .‬ﻣُﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟﻮﯾﺮﯾﺔ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ " :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪھﺎ ﺑﻜﺮة ﺣﯿﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺼُﺒﺢ‪ ،‬وھﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪھﺎ‪ ،‬ﺛﻢ رﺟﻊ ﺑﻌﺪ أن أﺿﺤﻰ‪ ،‬وھﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ زِﻟْﺖِ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺎرﻗﺘﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ ؟ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪك أرﺑﻊ ﻛﻠﻤﺎت ﺛﻼث ﻣﺮات‪ ،‬ﻟﻮ وُزِﻧَﺖْ ﺑﻤﺎ ﻗﻠﺖِ ﻣﻨﺬ اﻟﯿﻮم ﻟَﻮَزﻧﺘﮭﻦﱠ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه ﻋﺪد‬
‫ﺧﻠﻘﮫ‪ ،‬ورﺿﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وَ زِﻧﺔَ ﻋﺮﺷﮫ ‪ ،‬و ﻣِﺪادَ ﻛﻠﻤﺎﺗﮫ" ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻛﻠﻤﺘﺎن ﺧﻔﯿﻔﺘﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺴﺎن‪ ،‬ﺛﻘﯿﻠﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰان‪ ،‬ﺣﺒﯿﺒﺘﺎن إﻟﻰ اﻟﺮﺣﻤﻦ‪" :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ‬
‫وﺑﺤﻤﺪه‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ذر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻻ أﺧﺒﺮك ﺑﺄﺣﺐﱢ اﻟﻜﻼم إﻟﻰ اﷲ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه‬
‫" ﻣﺴﻠﻢ‪ ، .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ " ﺳﺌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أي اﻟﻜﻼم أﻓﻀﻞ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ اﺻﻄﻔﻰ اﷲ ﻟﻤﻼﺋﻜﺘﮫ أو ﻟﻌﺒﺎده ‪:‬‬
‫ﺳﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه " ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎل أن ﯾُﻨﻔﻘﮫ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻠﯿﻞ أن ﯾُﻜﺎﺑﺪه‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ ﺑﺴﺒﺤﺎن اﷲ وﺑﺤﻤﺪه" اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب‬
‫اﻟﻤﻔﺮد وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ وﺑﺤﻤﺪه‪ ،‬ﻓﻲ ﯾﻮم ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة‪ ،‬ﺣُﻄﺖ ﺧﻄﺎﯾﺎه‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻞ زﺑﺪ‬
‫اﻟﺒﺤﺮ" ‪ .‬أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻻ أَدُﻟﱡﻚَ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺰ ﻣﻦ ﻛﻨﻮز اﻟﺠﻨﺔ ؟‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻞ ) ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ( اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫‪١٨٠‬‬
 ‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻛﺜﺮوا ﻣﻦ ﻗﻮل " ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ " ‪ .‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﻮز اﻟﺠﻨﺔ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه واﺑﻦ‬
‫ﻋﺪي ﻓﻲ اﻟﻜﺎﻣﻞ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻛﺜﺮوا ﻣﻦ ﻏﺮس اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻋﺬب ﻣﺎؤھﺎ‪ ،‬ﻃﯿﺐ ﺗﺮاﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻛﺜﺮوا ﻣﻦ ﻏﺮاﺳﮭﺎ ‪ :‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة‬
‫إﻻ ﺑﺎﷲ " ‪ .‬اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻄﺤﺎوي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮ ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ‪ :‬ﻧﻘﻮل ‪ :‬ﻻ ﺣﯿﻠﺔ ﻷﺣﺪ‪ ،‬وﻻ ﺣﻮل ﻷﺣﺪ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺣﺮﻛﺔ ﻷﺣﺪ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﷲ‪ ،‬إﻻ ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ اﷲ‪ ،‬وﻻ ﻗﻮة ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ واﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬إﻻ ﺑﺘﻮﻓﯿﻖ اﷲ‪ ،‬وﻛﻞ ﺷﻲء ﯾﺠﺮي‬
‫ﺑﻤﺸﯿﺌﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻋﻠﻤﮫ‪ ،‬وﻗﻀﺎﺋﮫ وﻗﺪره‪ ،‬ﻏﻠﺒﺖ ﻣﺸﯿﺌﺘﮫ اﻟﻤﺸﯿﺌﺎت ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬وﻋﻜﺴﺖ إرادﺗﮫ اﻹرادات ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬وﻏﻠﺐ ﻗﻀﺎؤه اﻟﺤﯿﻞ‬
‫ﻛﻠﮭﺎ" أ ھـ ﻣﻦ "اﻟﻌﻘﯿﺪة اﻟﻄﺤﺎوﯾﺔ" ‪.‬‬

‫اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻤُﻄﻠﻘﺔ‬

‫ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﺪﻋﺎء‬

‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻗﺎل رﺑﻜﻢ ادﻋﻮﻧﻲ أﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ " ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬وإذا ﺳﺄﻟﻚ ﻋﺒﺎدي ﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﱢﻲ ﻗﺮﯾﺐ أﺟﯿﺐ دﻋﻮة اﻟﺪاع إذا دﻋﺎن" اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﺪﻋﺎء ھﻮ اﻟﻌﺒﺎدة " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﺷﻲء أﻛﺮم ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إن رﺑﻜﻢ ﺣﻲﱞ ﻛﺮﯾﻢ ﯾﺴﺘﺤﯿﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺪه إذا رﻓﻊ ﯾﺪﯾﮫ إﻟﯿﮫ أن ﯾﺮدﱠھﻤﺎ ﺻِﻔْﺮاً ﺧﺎﺋﺒﺘﯿﻦ" أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه‬
‫وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ " ﺳﻨﺪه ﺟﯿﺪ " ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾَﺮُدﱡ اﻟﻘﻀﺎء إﻻ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬وﻻ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﻌُﻤﺮ إﻻ اﻟﺒِﺮّ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إﻧﮫ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻐﻀﺐ ﻋﻠﯿﮫ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫وذﻟﻚ إﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﻗﺎﻧﻂ وإﻣﺎ ﻣﺘﻜﺒﺮ‪ ،‬وﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮﯾﻦ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﻐﻀﺐ ‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺴﺘﻜﺒﺮون ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻲ ﺳﯿﺪﺧﻠﻮن‬
‫ﺟﮭﻨﻢ داﺧﺮﯾﻦ" أي‪ :‬ﻋﻦ دﻋﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﯾُﺤﺐ أن ﯾُﺴﺄل وأن ﯾُﻠﺢ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺄﻟﮫ ﯾﺒﻐﻀﮫ‪ ،‬واﻟﻤﺒﻐﻮض ﻣﻐﻀﻮب ﻋﻠﯿﮫ‬
‫)ﻓﯿﺾ اﻟﻘﺪﯾﺮ ‪.(١٢/٣‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أَﻋْﺠَﺰُ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬وأﺑﺨﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﺨﻞ ﺑﺎﻟﺴﻼم" اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ ‪،‬‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻓﻲ "ﺷُﻌﺐ اﻹﯾﻤﺎن" وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬وﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻌﺎن‪ :‬أﺣﺪھﺎ‪ :‬اﻟﻮﺟﻮد‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻦ ﻟﯿﺲ ﺑﻤﻮﺟﻮد ﻻ ﯾُﺪﻋﻰ‪ ،‬اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻐﻨﻰ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻔﻘﯿﺮ ﻻ ﯾُﺪﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﺴﻤﻊ‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻷﺻﻢ ﻻ ﯾُﺪﻋﻰ‪ ،‬اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬اﻟﻜﺮم‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺒﺨﯿﻞ ﻻ ﯾُﺪﻋﻰ‪ ،‬اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ ،‬اﻟﺮﺣﻤﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺳﻲ ﻻ ﯾُﺪﻋﻰ‪ ،‬اﻟﺴﺎدس‪ :‬اﻟﻘﺪرة ﻓﺈن اﻟﻌﺎﺟﺰ ﻻ‬
‫ﯾُﺪﻋﻰ‪.‬‬

‫ﻓﺼﻞ‬
‫ﯾﺤﺴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺷﺮوﻋﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء أن ﯾﺘﻌﻠﻢ آداﺑﮫ‪ .‬وﯾﺘﻔﻘﮫ ﻓﻲ أﺣﻜﺎﻣﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﮭﻠﮫ ﺑﮭﺎ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﻤﻮدة‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻋﺎد رﺟﻼً ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻗﺪ ﺧﻔﺖ ] أي ﺳﻜﻦ [ ﻓﺼﺎر ﻣﺜﻞ‬
‫اﻟﻔَﺮْخِ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ھﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﺸﻲء أو ﺗﺴﺄﻟﮫ إﯾﺎه ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﻛﻨﺖ أﻗﻮل ‪ :‬اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ‬
‫ﻣﻌﺎﻗﺒﻲ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ ،‬ﻓﻌﺠﻠﮫ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ‪ .‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻻ ﺗُﻄﯿﻘﮫ أو ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻌﮫ‪ ،‬أﻓﻼ ﻗﻠﺖ‪:‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ آﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺪﻋﺎ اﷲ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﺸﻔﺎه " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﺧﻔﺖ ‪ :‬أي ﺳﻜﻦ وﺳﻜﺖ‪.‬‬

‫ﻓﺼﻞ‬
‫ﺛﺒﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻓﻲ دﻋﺎﺋﮫ " أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ دﻋﻮة ﻻ ﯾُﺴﺘﺠﺎب ﻟﮭﺎ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﻋﻲ أن ﯾﺘﺤﺮى ﺷﺮوط اﻟﺪﻋﺎء ﻓﯿﻠﺰﻣﮭﺎ وآداﺑﮫ ﻓﯿﺘﺄدب ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻮاﻧﻊ إﺟﺎﺑﺘﮫ ﻓﯿﺘﺠﻨﺒﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮاﻧﻊ‪.‬‬
‫ﺗﺮك اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﺘﺄﻣﺮنﱠ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‬
‫وﻟﺘﻨﮭﻮنﱠ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ‪ ،‬أو ﻟﯿﻮﺷﻜﻦﱠ اﷲ أن ﯾﺒﻌﺚ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﻣﻦ ﻋﻨﺪه‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﺘﺪﻋﻨﮫ ﻓﻼ ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﻜﻢ" أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﻻ ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻻ ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻻ ﯾُﺴﺘﺠﺎب دﻋﺎؤه ﻓﻜﯿﻒ ﺑﻤﻦ ھﻮ ﻏﺎرق ﻓﯿﮫ ؟ وﻣﻨﮭﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬أو‬
‫اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺈﺛﻢ أو ﻗﻄﯿﻌﺔ رﺣﻢ أو ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﺤﺮام ﻣﺄﻛﻼً وﻣﺸﺮﺑﺎً وﻣﻠﺒﺴﺎً‪.‬‬
‫وﻣﻨﮭﺎ‪ :‬اﺳﺘﯿﻼء اﻟﻐﻔﻠﺔ واﻟﺸﮭﻮة وھﻮى اﻟﻨﻔﻮس‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﷲ ﻻ ﯾُﻐﯿـّﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﻮم ﺣﺘﻰ ﯾُﻐﯿـّﺮوا ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻢ " اﻟﺮﻋﺪ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ادﻋﻮا اﷲ وأﻧﺘﻢ ﻣﻮﻗﻨﻮن ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬واﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ ﻻ ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ دﻋﺎء ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻏﺎﻓﻞ ﻻهٍ "‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫وﻣﻨﮭﺎ اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﺎس ﻣﺨﺼﻮﺻﯿﻦ‪ :‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﺛﻼﺛﺔ ﯾﺪﻋﻮن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻼ ﯾُﺴﺘﺠﺎب ﻟﮭﻢ‪ :‬رﺟﻞ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺗﺤﺘﮫ اﻣﺮأة ﺳﯿﺌﺔ اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻠﻢ ﯾُﻄﻠﻘﮭﺎ‪ ،‬ورﺟﻞ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﺎل ﻓﻠﻢ ﯾﺸﮭﺪ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ورﺟﻞ آﺗﻰ ﺳﻔﯿﮭﺎً ﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻻ‬
‫ﺗﺆﺗﻮا اﻟﺴﻔﮭﺎء أﻣﻮاﻟﻜﻢ" اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤُﺴﺘﺪرك وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫‪١٨١‬‬
 ‫ﻣﺎ ھﻮ اﻟﺴﺒﺐ أن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻟﻢ ﯾﻘﺒﻞ دﻋﺎء ھﺆﻻء اﻟﺜﻼﺛﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬إذا دﻋﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻻ ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ اﻟﻤُﻌَﺬﱢبُ ﻧﻔﺴَﮫ ﺑﻤﻌﺎﺷﺮﺗﮭﺎ وھﻮ ﻓﻲ ﺳَﻌَﺔٍ ﻣﻦ ﻓﺮاﻗﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻷﻧﮫ اﻟﻤﻔﺮﱢط اﻟﻤﻘﺼﱢﺮ ﺑﻌﺪم اﻣﺘﺜﺎل ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " واﺳﺘﺸﮭﺪوا ﺷﮭﯿﺪﯾﻦ ﻣﻦ رﺟﺎﻟﻜﻢ" وﻗﺪ ﯾﻀﻄﺮ اﻟﺪاﺋﻦ أن ﯾﺪﻋﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻷﻧﮫ أﻧﻜﺮ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺈذا دﻋﺎ اﻟﺪاﺋﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻻ ﯾُﺴﺘﺠﺎب ﻟﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾُﺸﮭﺪ ﻋﻠﻰ دﯾﻨﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻻ ﯾُﺴﺘﺠﺎب ﻟﮫ ﻷﻧﮫ أﻋﻄﻰ اﻟﺴﻔﯿﮫ اﻟﻤﺤﺠﻮر ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻜﺎن ﻣﻀﯿﻌﺎً ﻟﻤﺎﻟﮫ ﻓﻼ ﻋﺬر ﻟﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬وﻣﻦ أراد أن ﺗﻜﻮن دﻋﻮﺗﮫ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ ﻓﻠﯿﺘﺪﺑﺮ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺮوﯾﮫ ﻋﻦ رﺑﮫ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻋﺎدى ﻟﻲ وﻟﯿﺎً‬
‫ﻓﻘﺪ آذﻧﺘﮫ ﺑﺎﻟﺤﺮب‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﻘﺮب إﻟﻰّ ﻋﺒﺪي ﺑﺸﻲء أﺣﺐ إﻟﻲﱠ ﻣﻤﺎ اﻓﺘﺮﺿﺘُﮫ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺰال ﻋﺒﺪي ﯾﺘﻘﺮب إﻟﻲّ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻓﻞ ﺣﺘﻰ أُﺣﺒﱠﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫أﺣﺒﺒﺘﮫ ﻛﻨﺖُ ﺳﻤﻌَﮫ اﻟﺬي ﯾﺴﻤﻊ ﺑﮫ‪ ،‬وﺑﺼﺮَه اﻟﺬي ﯾُﺒﺼﺮ ﺑﮫ ‪ ،‬وﯾﺪَه اﻟﺘﻲ ﯾﺒﻄﺶ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ورﺟﻠﮫ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺸﻲ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وإن ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻷُﻋﻄﯿﻨﱠﮫ‪،‬‬
‫وﻟﺌﻦ اﺳﺘﻌﺎذﻧﻲ ﻷُﻋﯿﺬﻧﱠﮫ" اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﺪﻋﺎء‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺘﮫ إﻻ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‪ ،‬وأن ﻣﻦ ﻋﺪاه ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﮫ وﻣُﺴَﺨﱠﺮ ﺑﺘﺴﺨﯿﺮه ﻋﺰ وﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺴﺄل إﻻ‬
‫اﷲ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﺘﻌﯿﻦ إﻻ ﺑﺎﷲ‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إذا ﺳﺄﻟﺖ ﻓﺎﺳﺄل اﷲ‪ ،‬وإذا اﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺴﺌﻮل ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻣﻤﺘﻨﻌﺎً ﻋﻘﻼً وﻻ ﻋﺎدة‪ :‬ﻛﺈﺣﯿﺎء اﻟﻤﻮﺗﻰ‪ ،‬ورؤﯾﺔ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬وإﻧﺰال ﻣﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء‪ ،‬وﻧﺤﻮه‬
‫ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﻷﻧﺒﯿﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺠﺰات‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﯾﺴﺄل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺆاﻻً ﻣﻄﻠﻘﺎً أن ﯾﻜﺸﻒ ﻋﻨﮫ ﺿﺮورة وﻗﻌﺖ ﻟﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺠﻮز أن‬
‫ﯾﻨﻘﺾ اﷲ ﻟﮫ ﻋﺎدة‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻔﻌﻞ اﷲ ﺑﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺳﺆال ﺟﺰاء ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻛﻠﮫ وﻗﻮة إﯾﻤﺎﻧﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﺄﻣﺮ ﻗﺪ ﻓُﺮِغَ ﻣﻨﮫ‬
‫ﻛﺎﻵﺟﺎل‪ ،‬أو اﻟﻤﺮور ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻢ‪ ،‬أو اﻟﻮرود ﻋﻠﻰ ﺟﮭﻨﻢ ‪ -‬أﻋﺎذﻧﺎ اﷲ ﻣﻨﮭﺎ ‪ -‬وﻻ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﻤﺎ ھﻮ ﻣﺴﺘﺤﯿﻞ ﻛﺎﻟﺨﻠﻮد ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻗﺪ ﻋﻠﻢ أن اﷲ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده اﻟﻔﻨﺎء ‪ ،‬واﺳﺘﺄﺛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﻛﻠﮫ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺪاء اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﻻ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﺈﺛﻢ ﻛﺄن ﯾﺴﺄل ﺧﻤﺮاً ﯾﺸﺮﺑﮭﺎ أو اﻣﺮأة ﯾﻔﺤﺶ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﺎﺣﺔ اﻟﺤﺮام‪ .‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺴﻠﻢ ﯾﺪﻋﻮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺪﻋﻮة إﻻ آﺗﺎه اﷲ إﯾﺎھﺎ‪ ،‬أو ﺻﺮف ﻋﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﺴﻮء ﻣﺜﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺪعُ ﺑﺈﺛﻢ‪ ،‬أو ﻗﻄﯿﻌﺔ رﺣﻢ"‬
‫رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪ .‬ﻓﯿﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺛﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺄﺛﻢ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب‪ ،‬وﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺮَﺣِﻢِ ﺟﻤﯿﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻣﻈﺎﻟﻤﮭﻢ‪.‬‬
‫وﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬا أن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻘﮫ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ ﺑﮭﯿﻤﺔ ﻣﺜﻼً‪ ،‬أو ﯾﻄﻠﺐ وﻗﻮع اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ‪" :‬‬
‫اﻟﻠﮭﻢ أﻣﺘﮫ ﻛﺎﻓﺮاً‪ ،‬أو اﺳﻘﮫ ﺧﻤﺮاً " ‪ ..‬اﻟﺦ ﻷن ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻤﻌﺼﯿﺔ اﷲ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺄل ﻏﺮض ﻓﺎﺳﺪ‪ ،‬ﻛﺴﺆال اﻟﻤﺎل واﻟﺠﺎه واﻟﻮﻟﺪ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﺧﺮ واﻟﺘﻜﺎﺛﺮ‪ ،‬واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎء‬
‫ﺷﮭﻮاﺗﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻟﺮﺑﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ أو اﻟﺘﺠﺮﯾﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻜﻮن ﺳﺆاﻻً ﻣﺤﻀﺎً‪ ،‬إذ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ أن ﯾﺨﺘﺒﺮ رﺑﮫ ﻋﺰ‬
‫وﺟﻞ‪.‬‬
‫‪ .٦‬أن ﻻ ﯾﺴﺘﻌﺠﻞ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻀﺠﺮ ﻣﻦ ﺗﺄﺧﱡﺮ اﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻤﻦ ﻟﮫ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه‪ ،‬إذ ﻟﯿﺲ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺣﻖ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫" ﯾُﺴﺘﺠﺎب ﻷﺣﺪﻛﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾَﻌﺠَﻞ ‪ :‬ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻗﺪ دﻋﻮت رﺑﻲ ﻓﻠﻢ ﯾُﺴﺘَﺠﺐ ﻟﻲ" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ " :‬ﻗﯿﻞ ‪ :‬ﯾﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻗﺪ دﻋﻮت‪ ،‬ﻓﻠﻢ أر ﯾﺴﺘﺠﺐ ﻟﻲ‪ ،‬ﻓﯿﺴﺘﺤﺴﺮ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ‪ ،‬وَﯾﺪَعُ اﻟﺪﻋﺎء"‪ .‬وأﯾﻀﺎً ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ‪ ،‬واﻟﺪﻋﺎء ﻋﺒﺎدة واﺳﺘﻜﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻀﺠﺮ واﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﻨﺎﻓﯿﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ .٧‬أن ﯾُﺼﻠﺢ ﻟﺴﺎﻧﮫ إذا دﻋﺎ ‪ ،‬وﯾﺤﺘﺮز ﻋﻤﺎ ﯾُﻌﺪ إﺳﺎءة ﻓﻲ اﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺎت‪ ،‬ﻟﻮﺟﻮب ﺗﻌﻈﯿﻢ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪه ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل‪ ،‬وھﻮ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎل اﻟﺴﺆال أوﺟﺐ‪ ،‬وﻛﺬا ﻻ ﯾﺪﻋﻮ ﺑﻤﺎ ﻻ ﯾﻠﯿﻖ وﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ وإن ﻛﺎن ﺣﻘﺎً ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﯾﺎ ﺧﺎﻟﻖ اﻟﺤﯿﺎت واﻟﻌﻘﺎرب" أو " ﯾﺎ‬
‫ﺿﺎر" ‪.‬‬
‫‪ .٨‬أن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﻠﺴﺎن اﻟﺬﻟﺔ واﻻﻓﺘﻘﺎر ‪ ،‬ﻻ ﺑﻠﺴﺎن اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ واﻻﻧﻄﻼق‪ ،‬وﯾُﻜﺮه ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺴﺠﻊ وﺗﻜﻠّﻒُ ﺻﻨﻌﺔ اﻟﻜﻼم ﻟﮫ‪.‬‬
‫‪ .٩‬أن ﯾﺪﻋﻮ اﷲ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﮫ اﻟﺤُﺴﻨﻰ ‪ ،‬وﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ إذ ﯾﻘﻮل " وﷲ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺎدﻋﻮه ﺑﮭﺎ" اﻷﻋﺮاف ‪. ١٨٠‬‬

‫آداب اﻟﺪﻋﺎء‬
‫‪ .١‬ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪ ،‬ورد اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻹﺧﻼص ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬واﻟﺘﺄدب واﻟﺨﺸﻮع‪ ،‬واﻟﻤﺴﻜﻨﺔ ‪ ،‬واﻟﺨﻀﻮع واﻟﺒﻜﺎء‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺤﺮام ﻣﺄﻛﻼً وﻣﻠﺒﺴﺎً وﻣﺸﺮﺑﺎً‪ ،‬واﻟﺘﻌﻔﻒ ﻋﻦ اﻟﺸﮭﻮات‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﺪﻋﻮ وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرة ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﯾﺴﺘﺎك‪ ،‬وﯾﺘﻄﯿﺐ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ .٦‬أن ﯾﻘﺪم ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻗﺒﻞ دﻋﺎﺋﮫ ﻛﺼﺪﻗﺔ أو ﺻﯿﺎم أو ﺻﻼة أو إﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﯿﺘﯿﻢ أو ﺗﻔﺮﯾﺞ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻌﺴﺮ أو ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺔ ﻷﺧﯿﮫ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ ،‬أو ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن‪.‬‬
‫‪ .٧‬أن ﯾﺮﻓﻊ ﻛﻔﯿﮫ ﺣﺬو ﻣﻨﻜﺒﯿﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﺪﻋﺎء ‪.‬‬
‫‪ .٨‬أن ﯾُﺮاﻋﻲ ﺧﻔﺾ اﻟﺼﻮت وﻻ ﯾﺠﮭﺮ ﺟﮭﺮاً ﺷﺪﯾﺪاً‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح ﺑﺤﻤﺪ اﷲ واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﷲ ﺑﻤﺎ ھﻮ أھﻠﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾُﺜﻨﻰ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ إﺣﺴﺎن‬
‫ذﻟﻚ واﻹﻛﺜﺎر ﻣﻨﮫ ﻓﻲ أول اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬وأوﺳﻄﮫ وآﺧﺮه‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ اﻟﺠﻨﺎح اﻟﺬي ﯾﺼﻌﺪ ﺑﮫ ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺪﻋﺎء إﻟﻰ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء‪.‬‬

‫‪١٨٢‬‬
 ‫‪.١٠‬أن ﯾُﻈﮭﺮ اﻻﻓﺘﻘﺎر واﻟﺬﻟﺔ واﻻﻧﻜﺴﺎر ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬وﯾﺸﻜﻮ إﻟﯿﮫ ﺿﻌﻔﮫ ‪ ،‬وﺿﯿﻘﮫ وﺑﻼءه‪.‬‬
‫‪.١١‬أن ﯾﺨﺘﻢ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤُﺴﻨﻰ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺎﺳﺐ اﻟﻤﻄﻠﻮب وﯾﻘﺘﻀﯿﮫ‪.‬‬
‫‪.١٢‬أن ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻘﺎم اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻤﺄﺛﻮر ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓﮭﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه ﻟﺘﻨﺼﯿﺺ اﻟﺸﺎرع ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬واﻷوﻟﻰ أن ﯾﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺄﺛﻮر‪،‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻛﻞ أﺣﺪ ﯾُﺤﺴﻦ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬ﻓﯿﺨﺎف ﻋﻠﯿﮫ اﻻﻋﺘﺪاء‪.‬‬
‫‪.١٣‬أن ﻻ ﯾﺘﺤﺠﺮ رﺣﻤﺔ اﷲ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻓﻲ دﻋﺎﺋﮫ ﻛﺄن ﯾﻘﻮل " اﻟﻠﮭﻢ ارﺣﻤﻨﻲ وﻓﻼﻧﺎً وﻻ ﺗﺮﺣﻢ ﻣﻌﻨﺎ أﺣﺪاً"‬
‫‪.١٤‬أن ﯾﺘﺤﺮى ﺟﻮاﻣﻊ اﻷدﻋﯿﺔ ‪ ،‬وﯾﺪع ﻣﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪.١٥‬ﺗﺸﺮﯾﻚ اﻹﺧﻮان ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬ﻻ ﺳﯿﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺪاﻋﻲ إﻣﺎﻣﺎً أو ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫‪.١٦‬وإذا ﻋﻈﻤﺖ ﺣﺎﺟﺘﮫ‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﺴﺄﻟﮭﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺆال ﻣﺴﺘﻌﻈﻢ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ذات اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺴﺄﻟﮫ اﻟﺼﻐﯿﺮة واﻟﻜﺒﯿﺮة ﺳﺆاﻻً واﺣﺪاً‪،‬‬
‫وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺮى ﻣﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺘﮫ إﻟﻰ ﺻﻐﯿﺮ اﻟﺤﻮاﺋﺞ وﻛﺒﯿﺮھﺎ‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬واﺳﺄﻟﻮا اﷲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ " ‪.‬‬
‫اﻟﻨﺴﺎء‪ .‬وﻋﻦ أﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً " ﻟﯿﺴﺄل أﺣﺪﻛﻢ رﺑﮫ ﺣﺎﺟﺎﺗﮫ ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺄﻟﮫ ﺷِﺴْﻊَ ﻧﻌﻠﮫ إذا اﻧﻘﻄﻊ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﻏﯿﺮه‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل‬
‫)‪ . (٢١٣٥‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إذا ﺳﺄﻟﺘﻢ اﷲ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮه اﻟﻔﺮدوس‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ‬
‫أوﺳﻂ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وأﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وﻓﻮﻗﮫ ﻋﺮش اﻟﺮﺣﻤﻦ‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﺗُﻔﺠﱠﺮُ أﻧﮭﺎر اﻟﺠﻨﺔ " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪.١٧‬أن ﯾﺪﻋﻮ ﺑﻌﺰم وﺟﺪ ورﻏﺒﺔ واﺟﺘﮭﺎد‪ ،‬وﻟﯿُﻌﻈﱢﻢ ا ﻟﺮﻏﺒﺔ ) أي ﺑﺎﻹﻟﺤﺎح وﺗﻜﺮار اﻟﺪﻋﺎء ( وﯾُﺠﺰم ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ دون ﺗﻌﻠﯿﻘﮫ ﺑﺎﻟﻤﺸﯿﺌﺔ‪،‬‬
‫وﯾﺼﺪق رﺟﺎءه ‪ ،‬وﯾﻮﻗﻦ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﷲ ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺔ دﻋﺎﺋﮫ ﻣﺎ ﯾﻌﻠﻤﮫ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺪﻋﻮ‬
‫ﻛﺮﯾﻤﺎً " ‪ .‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬ادﻋﻮا اﷲ وأﻧﺘﻢ ﻣﻮﻗﻨﻮن ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬واﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ ﻻ ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ دﻋﺎء ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻏﺎﻓﻞ‬
‫ﻻه" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪.١٨‬وإذا دﻋﺎ ﻟﻐﯿﺮه ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﯾﺒﺪأ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻣﻮاﺿﻊ اﻹﯾﺜﺎر‪ ،‬ﻛﺎﻟﺼﻒ اﻷول‪ ،‬واﻷذان واﻟﻘﺮاءة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﯿﺦ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻓﯿﮫ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻹﻋﺮاض‪ ،‬واﻷوﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ واﻻﺳﺘﺒﺎق ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻓﺎﺳﺘﺒﻘﻮا اﻟﺨﯿﺮات" وﻗﻮﻟﮫ ﻋﺰ‬
‫وﺟﻞ ‪ " :‬وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻠﯿﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻮن "‬
‫‪.١٩‬ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻋﻘﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﺪاﻋﻲ واﻟﻤﺴﺘﻤﻊ‪ ،‬واﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ دﻋﺎء ﺑﻤﻌﻨﻰ "اﻟﻠﮭﻢ اﺳﺘﺠﺐ" وإﻧﻤﺎ ذُﻛﺮ ﻋﻘﺐ اﻟﺪﻋﺎء‬
‫ﻷﻧﮫ ﻣﻘﺎم اﻟﺘﻠﺨﯿﺺ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ‪.‬‬
‫‪.٢٠‬أﻻ ﯾﮭﺠﺮ اﻟﺪﻋﺎء ﯾﻮﻣﺎً وﻻ ﻟﯿﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻋﺒﺎدة وﻻ ﯾﻠﯿﻖ ﺑﺤﺎل اﻟﻤﺆﻣﻦ ھﺠﺮھﺎ‪.‬‬
‫‪.٢١‬أن ﯾﻠﺰم اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل‪ :‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺳَﺮﱠه أن ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ اﷲ ﻟﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺪاﺋﺪ واﻟﻜﺮب‪ ،‬ﻓﻠﯿﻜﺜﺮ اﻟﺪﻋﺎء‬
‫ﻓﻲ اﻟﺮﺧﺎء" اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪.٢٢‬اﻟﺪﻋﺎء اﺳﺘﻨﺠﺎح‪ ،‬ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺘﺤﺮى أوﻗﺎت اﻟﻨﺠﺎح‪ ،‬وﯾﺘﺤﺮى اﻷوﻗﺎت واﻷﺣﻮال واﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﻤﺮﺟﻮ ﻓﯿﮭﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫أوﻗﺎت اﻹﺟﺎﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﺜﻞ ‪:‬‬
‫• ﯾﻮم ﻋﺮﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﱠﻨﺔ‪ ،‬ورﻣﻀﺎن ﻣﻦ اﻟﺸﮭﻮر ‪ ،‬وﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﻮع‪ ،‬ﺟﻮف اﻟﻠﯿﻞ اﻵﺧﺮ‪ ،‬ووﻗﺖ اﻟﺴﺤﺮ‪ ،‬وﺑﯿﻦ اﻷذان‬
‫واﻹﻗﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫• ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ‪.‬‬
‫• دﺑﺮ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺎت‪.‬‬
‫• ﻋﻨﺪ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫• ﻋﻨﺪ ﺷﺮب ﻣﺎء زﻣﺰم‪.‬‬
‫• ﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻤﻄﺮ‪.‬‬
‫• ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺤﺎم اﻟﺤﺮب ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎر‪.‬‬
‫• ﻋﻨﺪ ﺻﯿﺎح اﻟﺪﯾﻜﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬وھﺬه اﻷوﻗﺎت ﻛﻠﮭﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻋﻦ ﺧﯿﺮ اﻷﻧﺎم‪.‬‬

‫ﺣﺰب اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ‬

‫ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ذاﻛﺮ أﻻّ ﯾُﮭﻤﻞ اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾُﻘﺪﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺰب ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻤﺄﺛﻮرة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻻ ﺷﻚ أن ﺣﻖ ﻛﻼم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾُﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﻼم‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻛﻼم ﻧﺒﻲ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﯿﺎء ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺴﻼم‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﻛﻼم ﺧﺎﺗﻤﮭﻢ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﺗﺘﻠﻮ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬وﻣﻦ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮات )وھﻲ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﻮص اﻵﯾﺎت اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ(‪.‬‬
‫• ﯾﺘﻌﻮذ ‪ ،‬وﯾُﺒﺴﻤﻞ‪ ،‬وﯾﻘﺮأ "ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب" ﻓﺄوﱠﻟُﮭﺎ ﺛﻨﺎء وآﺧﺮھﺎ دﻋﺎء‪ ،‬وھﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ داء ﺷﻔﺎء‪ ،‬وﻟﻜﻞ ﺳُﻘْﻢٍ دواء ‪.‬‬
‫• أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ أن أﻛﻮن ﻣﻦ اﻟﺠﺎھﻠﯿﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ ‪ ،‬رﺑﻨﺎ واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣُﺴْﻠِﻤَﯿْﻦ ﻟﻚ وﻣﻦ ذرﯾﺘﻨﺎ أﻣﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻟﻚ ‪ ،‬وأرﻧﺎ ﻣﻨﺎﺳﻜﻨﺎ ‪ ،‬وﺗﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ ‪ ،‬إﻧﻚ‬
‫أﻧﺖ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﯿﻢ ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ آﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ أﻓﺮغ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺻﺒﺮاً ‪ ،‬وﺛﺒﺖ أﻗﺪاﻣﻨﺎ ‪ ،‬واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮم اﻟﻜﺎﻓﺮﯾﻦ ‪.‬‬
‫• ﺳﻤﻌﻨﺎ وأﻃﻌﻨﺎ ‪ ،‬ﻏﻔﺮاﻧﻚ رﺑﻨﺎ ‪ ،‬وإﻟﯿﻚ اﻟﻤﺼﯿﺮ ‪.‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺆاﺧﺬﻧﺎ إن ﻧﺴﯿﻨﺎ أو أﺧﻄﺄﻧﺎ‪ ،‬رﺑﻨﺎ وﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﯿﻨﺎ إﺻﺮاً ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻠﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ‪ ،‬رﺑﻨﺎ وﻻ ﺗُﺤﻤّﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ‬
‫ﺑﮫ‪ ،‬واﻋْﻒُ ﻋﻨﺎ ‪ ،‬واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وارﺣﻤﻨﺎ ‪ ،‬أﻧﺖ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻓﺎﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮم اﻟﻜﺎﻓﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗُﺰغ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ إذ ھﺪﯾﺘﻨﺎ ‪ ،‬وھﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ رﺣﻤﺔ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻮھﺎب ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ إﻧﻚ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﯿﻮم ﻻ رﯾﺐ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬إن اﷲ ﻻ ﯾُﺨﻠﻒ اﻟﻤﯿﻌﺎد ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ إﻧﻨﺎ آﻣﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ذﻧﻮﺑﻨﺎ ‪ ،‬وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر ‪.‬‬
‫• ﻗﻞ اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤُﻠﻚ ‪ ،‬ﺗﺆﺗﻲ اﻟﻤُﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﺸﺎء ‪ ،‬وﺗﻨﺰع اﻟﻤُﻠﻚ ﻣﻤﻦ ﺗﺸﺎء ‪ ،‬وﺗﻌﺰﱡ ﻣﻦ ﺗﺸﺎء ‪ ،‬وﺗُﺬلﱡ ﻣﻦ ﺗﺸﺎء ‪ ،‬ﺑﯿﺪك اﻟﺨﯿﺮ ‪ ،‬إﻧﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ ‪ ،‬ﺗﻮﻟﺞ اﻟﻠﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎر ‪ ،‬وﺗﻮﻟﺞ اﻟﻨﮭﺎر ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ ‪ ،‬وﺗُﺨﺮج اﻟﺤﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﱢﺖ ‪ ،‬وﺗُﺨﺮج اﻟﻤﯿﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﻲ ‪،‬‬
‫وﺗﺮزق ﻣﻦ ﺗﺸﺎء ﺑﻐﯿﺮ ﺣﺴﺎب ‪.‬‬
‫• رب ھﺐ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ذرﯾﺔ ﻃﯿﺒﺔ إﻧﻚ ﺳﻤﯿﻊ اﻟﺪُﻋﺎء ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ آﻣﻨﺎ ﺑﻤﺎ أﻧﺰﻟﺖ واﺗﺒﻌﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮل ‪ ،‬ﻓﺎﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺸﺎھﺪﯾﻦ ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ذﻧﻮﺑﻨﺎ ‪ ،‬وإﺳﺮاﻓﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻧﺎ ‪ ،‬وﺛﺒﺖ أﻗﺪاﻣﻨﺎ‪ ،‬واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮم اﻟﻜﺎﻓﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ھﺬا ﺑﺎﻃﻼً ﺳُﺒﺤﺎﻧﻚ ﻓﻘﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر ‪ ،‬رﺑﻨﺎ إﻧﻚ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎر ﻓﻘﺪ أﺧﺰﯾﺘﮫ وﻣﺎ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﯿﻦ ﻣﻦ أﻧﺼﺎر ‪ ،‬رﺑﻨﺎ إﻧﻨﺎ‬
‫ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻣﻨﺎدﯾﺎً ﯾُﻨﺎدي ﻟﻺﯾﻤﺎن أن آﻣﻨﻮا ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻓﺂﻣﻨﺎ رﺑﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ذﻧﻮﺑﻨﺎ وﻛﻔﺮ ﻋﻨﺎ ﺳﯿﺌﺎﺗﻨﺎ وﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺑﺮار ‪ ،‬رﺑﻨﺎ وآﺗﻨﺎ ﻣﺎ‬
‫وﻋﺪﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻚ‪ ،‬وﻻ ﺗُﺨﺰﻧﺎ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ‪ ،‬إﻧﻚ ﻻ ﺗُﺨﻠﻒ اﻟﻤﯿﻌﺎد ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻘﺮﯾﺔ اﻟﻈﺎﻟﻢ أھﻠﮭﺎ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ وﻟﯿﺎً ‪،‬‬
‫واﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﻧﺼﯿﺮاً ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ آﻣﻨﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺸﺎھﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ وﻣﺎ ﺟﺎءﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ وﻧﻄﻤﻊ أن ﯾُﺪﺧﻠﻨﺎ رﺑﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﻮم اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻇﻠﻤﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﺗﺮﺣﻤﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮﻧَﻦﱠ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﻮم اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ اﻓﺘﺢ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ وأﻧﺖ ﺧﯿﺮ اﻟﻔﺎﺗﺤﯿﻦ ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ أﻓﺮغ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺻﺒﺮاً ‪ ،‬وﺗﻮﻓﱠﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ "وﻷﺧﻲ" وأدﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻚ‪ ،‬وأﻧﺖ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• أﻧﺖ وﻟﯿﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وارﺣﻤﻨﺎ‪ ،‬وأﻧﺖ ﺧﯿﺮ اﻟﻐﺎﻓﺮﯾﻦ‪ ،‬واﻛﺘﺐ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪُﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻵﺧﺮة إﻧﺎ ھُﺪﻧﺎ إﻟﯿﻚ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﻘﻮم اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻧﺠﻨﺎ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻜﺎﻓﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫• رب إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ أن أﺳﺄﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻟﻲ ﺑﮫ ﻋﻠﻢ‪ ،‬وإن ﻻ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ وﺗﺮﺣﻤﻨﻲ أﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫• رب ﻗﺪ آﺗﯿﺘﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ ‪ ،‬وﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺄوﯾﻞ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ‪ ،‬ﻓﺎﻃﺮ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬أﻧﺖ وﻟﯿﱢﻲ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة‪ ،‬ﺗﻮﻓﱠﻨﻲ‬
‫ﻣُﺴﻠﻤﺎً‪ ،‬وأﻟﺤﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ إﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻧُﺨﻔﻲ وﻣﺎ ﻧُﻌﻠﻦ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺨﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪. ،‬‬
‫• رب اﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣُﻘﯿﻢ اﻟﺼﻼة وﻣﻦ ذرﯾﺘﻲ ‪ ،‬رﺑﻨﺎ وﺗﻘﺒﻞ دُﻋﺎء ‪ ،‬رﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ وﻟﻮاﻟﺪي وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﯾﻮم ﯾﻘﻮم اﻟﺤﺴﺎب‪.‬‬
‫• رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ وﻟﻮاﻟﺪي ‪ ،‬و )ارﺣﻤﮭﻤﺎ ﻛﻤﺎ رﺑﯿﺎﻧﻲ ﺻﻐﯿﺮاً (‪.‬‬
‫• رب أدﺧﻠﻨﻲ ﻣُﺪﺧﻞ ﺻﺪق‪ ،‬وأﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣُﺨﺮج ﺻﺪق‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺳُﻠﻄﺎﻧﺎً ﻧﺼﯿﺮاً ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ آﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ رﺣﻤﺔ‪ ،‬وھﯿﻰء ﻟﻨﺎ ﻣﻦ أﻣﺮﻧﺎ رﺷﺪاً ‪.‬‬
‫• رب اﺷﺮح ﻟﻲ ﺻﺪري ‪ ،‬وﯾﺴﺮ ﻟﻲ أﻣﺮي ‪ ،‬واﺣْﻠُﻞ ﻋﻘﺪة ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﯾﻔﻘﮭﻮا ﻗﻮﻟﻲ‪.‬‬
‫• رب زدﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎً‪.‬‬
‫• رب إﻧﻲ ﻣﺴﻨﻰَ اﻟﻀﱡﺮّ‪ ،‬وأﻧﺖ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ﺳُﺒﺤﺎﻧﻚ‪ ،‬إﻧﻲ ﻛُﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب اﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ‪ ،‬ورﺑﻨﺎ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺼﻔﻮن‪.‬‬
‫• اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻧﺠﺎﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب أﻧﺰﻟﻨﻲ ﻣُﻨﺰﻻً ﻣﺒﺎرﻛﺎً وأﻧﺖ ﺧﯿﺮ اﻟﻤُﻨﺰﻟﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ھَﻤَﺰات اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ رب أن ﯾﺤﻀﺮون‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ آﻣﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وارﺣﻤﻨﺎ‪ ،‬وأﻧﺖ ﺧﯿﺮ اﻟﺮاﺣﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب اﻏﻔﺮ وارﺣﻢ‪ ،‬وأﻧﺖ ﺧﯿﺮ اﻟﺮاﺣﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ اﺻﺮف ﻋﻨﺎ ﻋﺬاب ﺟﮭﻨﻢ‪ ،‬إن ﻋﺬاﺑﮭﺎ ﻛﺎن ﻏﺮاﻣﺎً ‪ ،‬إﻧﮭﺎ ﺳﺎءت‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺮاً وﻣﻘﺎﻣﺎً‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ھﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ أزواﺟﻨﺎ وذرﯾﺎﺗﻨﺎ ﻗﺮة أﻋﯿﻦ‪ ،‬واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻠﻤﺘﻘﯿﻦ إﻣﺎﻣﺎً ‪.‬‬
‫• رب ھﺐ ﻟﻲ ﺣُﻜﻤﺎً وأﻟﺤﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﻟﻲ ﻟﺴﺎن ﺻﺪق ﻓﻲ اﻵﺧﺮﯾﻦ‪ ،‬واﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ ورﺛﺔ ﺟﻨﺔ اﻟﻨﻌﯿﻢ‪ ،... ،‬وﻻ ﺗُﺨﺰﻧﻲ‬
‫ﯾﻮم ﯾُﺒﻌﺜﻮن ‪ ،‬ﯾﻮم ﻻ ﯾﻨﻔﻊ ﻣﺎل وﻻ ﺑﻨﻮن‪ ،‬إﻻ ﻣﻦ أﺗﻰ اﷲ ﺑﻘﻠﺐ ﺳﻠﯿﻢ‪.‬‬
‫• رب إن ﻗﻮﻣﻲ ﻛَﺬﱠﺑﻮن‪ ،‬ﻓﺎﻓﺘﺢ ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻨﮭﻢ ﻓﺘﺤﺎً ‪ ،‬وﻧَﺠﱢﻨﻲ وﻣﻦ ﻣﻌﻲَ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب ﻧﺠﻨﻲ وأھﻠﻲ ﻣﻤﺎ ﯾﻌﻤﻠﻮن‪.‬‬

‫‪١٨٤‬‬
‫• رب أوزﻋﻨﻲ أن أﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻲّ وﻋﻠﻰ واﻟﺪي‪ ،‬وأن أﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﺗﺮﺿﺎه‪ ،‬وأدﺧﻠﻨﻲ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدك اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‬
‫‪.‬‬
‫• رب إﻧﻲّ ﻇﻠﻤﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ‪.‬‬
‫• رب ﻧﺠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رب إﻧّﻲ ﻟِﻤﺎ أﻧﺰﻟﺖ إﻟﻲﱠ ﻣﻦ ﺧﯿﺮ ﻓﻘﯿﺮ ‪.‬‬
‫• رب اﻧﺼﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮم اﻟﻤُﻔﺴﺪﯾﻦ‪.‬‬
‫• رب ھﺐ ﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪.‬‬
‫• اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺎﻃﺮَ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻢَ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة ‪ ،‬أﻧﺖ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﯿﻦ ﻋﺒﺎدك ﻓﯿﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﯿﮫ ﯾﺨﺘﻠﻔﻮن‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ وَﺳِﻌْﺖَ ﻛﻞ ﺷﻲء رﺣﻤﺔ وﻋﻠﻤﺎً ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﺗﺎﺑﻮا واﺗﺒﻌﻮا ﺳﺒﯿﻠﻚ‬
‫‪ ،‬وﻗﮭﻢ ﻋﺬاب اﻟﺠﺤﯿﻢ‪ ،‬رﺑﻨﺎ وأَدْﺧِﻠْﮭُﻢ ﺟﻨﺎت ﻋﺪن اﻟﺘﻲ وﻋﺪﺗﮭﻢ وﻣَﻦْ ﺻﻠَﺢ ﻣﻦ آﺑﺎﺋﮭﻢ وأزواﺟﮭﻢ وذرﯾﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﯿﻢ‪،‬‬
‫وﻗﮭﻢ اﻟﺴﯿﺌﺎت ‪ ،‬وﻣﻦ ﺗَﻖِ اﻟﺴﯿﺌﺎت ﻓﻘﺪ رﺣﻤﺘﮫ‪ ،‬وذﻟﻚ ھﻮ اﻟﻔﻮز اﻟﻌﻈﯿﻢ‪.‬‬
‫• رب أوزﻋﻨﻲ أن أﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻲّ وﻋﻠﻰ واﻟﺪيﱠ‪ ،‬وأن أﻋﻤﻞَ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﺗﺮﺿﺎه‪ ،‬وأﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﻓﻲ ذرﯾﺘﻲ إﻧﻲ ﺗُﺒْﺖُ إﻟﯿﻚ‪،‬‬
‫وإﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤُﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﻹﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼً ﻟﻠﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا‪ ،‬رﺑﻨﺎ إﻧﻚ رؤوف رﺣﯿﻢ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ ﻋﻠﯿﻚ ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ وإﻟﯿﻚ أَﻧَﺒْﻨَﺎ وإﻟﯿﻚ اﻟﻤﺼﯿﺮ‪ ،‬رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا‪ ،‬واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ‪ ،‬رﺑﻨﺎ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﯿﻢ‪.‬‬
‫• رﺑﻨﺎ أﺗﻤﻢ ﻟﻨﺎ ﻧﻮرﻧﺎ واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ‪ ،‬إﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ ‪.‬‬
‫• رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ وﻟﻮاﻟﺪي وﻟﻤﻦ دﺧﻞ ﺑﯿﺘﻲَ ﻣﺆﻣﻨﺎً وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺆﻣﻨﺎت‪ ،‬وﻻ ﺗَﺰِد اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ إﻻ ﺗﺒﺎراً‪.‬‬
‫• ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ وﻣﻦ ﺷﺮ ﻏﺎﺳﻖ إذا وﻗﺐ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ ﺣﺎﺳﺪ إذا ﺣﺴﺪ ‪.‬‬
‫• ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻨﺎس ﻣﻠﻚ اﻟﻨﺎس إﻟﮫ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬ﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻮﺳﻮاس اﻟﺨﻨﺎس‪ ،‬اﻟﺬي ﯾﻮﺳﻮس ﻓﻲ ﺻﺪور اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎس‪.‬‬

‫ﺣﺰب اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ‬

‫وھﺬا اﻟﺒﺎب ﯾﺘﻀﻤﻦ دﻋﻮات وﺗﻌﻮذات ﻣُﮭﻤﺔ ﺻﺤﺖ ﻋﻦ ﺧﯿﺮ اﻟﺒﺮﯾﺔ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻲ ﻣُﺴﺘﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ‬
‫اﻷوﻗﺎت‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﻮﻗﺖ أو ﺣﺎل‪ ،‬وھﻮ ﺑﺎب واﺳﻊ ﺟﺪاً ﻻ ﯾُﻤﻜﻦ اﺳﺘﻘﺼﺎؤه‪ ،‬وﻻ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑِﻤِﻌْﺸﺎرِه‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻧﻜﺘﻔﻲ ھﻨﺎ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻻ‬
‫أھﻢ اﻟﻤﮭﻢ ﻣﻦ ﻋﯿﻮﻧﮫ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺄﻧﻲ أﺷﮭﺪ أﻧﻚ أﻧﺖ اﷲ اﻟﺬي ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬اﻷﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ‪ ،‬اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻠﺪ وﻟﻢ ﯾﻮﻟﺪ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻛﻔﻮاً أﺣﺪ ‪ ،‬أن‬
‫ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﻮﺑﻲ‪ ،‬إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮر اﻟﺮﺣﯿﻢ" أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣُﺴﻨﺪه واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﻤﻌﺎﻓﺎة ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة " اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺄن ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬وﺣﺪك ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ‪ ،‬اﻟﻤﻨّﺎن ‪ ،‬ﯾﺎ ﺑﺪﯾﻊ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬ﯾﺎ ذا اﻟﺠﻼل‬
‫واﻹﻛﺮام ‪ ،‬ﯾﺎ ﺣﻲ ﯾﺎ ﻗﯿﻮم ‪ ،‬إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر " ‪ .‬أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ آﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟُﺪﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " ﯾﺎ ﻣُﻘﻠﱢﺐ اﻟﻘﻠﻮب ‪ ،‬ﺛَﺒﱢﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ دﯾﻨﻚ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﻣُﺼَﺮﱢفَ اﻟﻘﻠﻮب ‪ ،‬ﺻَﺮﱢفْ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻚ " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﮭُﺪى‪ ،‬واﻟﺘﱡﻘﻰ ‪ ،‬واﻟﻌَﻔﺎف ‪ ،‬واﻟﻐﻨﻰ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬وارﺣﻤﻨﻲ ‪ ،‬واھﺪﻧﻲ ‪ ،‬وﻋﺎﻓﻨﻲ ‪ ،‬وارزﻗﻨﻲ " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اھﺪﻧﻲ ‪ ،‬وﺳﺪﱢدﻧﻲ " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة " اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻤﻔﺮد وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻇﻠﻤﺎً ﻛﺜﯿﺮاً ‪ ،‬وﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﻐﻔﺮة ﻣﻦ ﻋﻨﺪك‪ ،‬وارﺣﻤﻨﻲ‪ ،‬إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮر‬
‫اﻟﺮﺣﯿﻢ " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﺣﺎﺳﺒﻨﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎُ ﯾﺴﯿﺮاً " أﺣﻤﺪ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أﻧﺖ رﺑﻲ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ‪ ،‬وأﻧﺎ ﻋﺒﺪك‪ ،‬وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪك ووﻋﺪك ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ ‪ ،‬أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ‪،‬‬
‫أﺑﻮء ﻟﻚ ﺑﻨﻌﻤﺘﻚ ﻋﻠﻲّ‪ ،‬وأﺑﻮء ﺑﺬﻧﺒﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب إﻻ أﻧﺖ " ‪ .‬اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎً ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺧﻄﯿﺌﺘﻲ وﺟﮭﻠﻲ‪ ،‬وإﺳﺮاﻓﻲ ﻓﻲ أﻣﺮي‪ ،‬وﻣﺎ أﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﮫ ﻣﻨﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺟَﺪﱢي وھﺰﻟﻲ‪ ،‬وﺧﻄﺌﻲ‬
‫وﻋﻤﺪي‪ ،‬وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪي‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺪّﻣﺖ ‪ ،‬وﻣﺎ أﺧﱠﺮت ‪ ،‬وﻣﺎ أﺳﺮرت ‪ ،‬وﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ‪ ،‬وﻣﺎ أﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﮫ ﻣﻨﻲ‪ ،‬أﻧﺖ اﻟﻤُﻘﺪﱢم‬
‫‪ ،‬وأﻧﺖ اﻟﻤﺆﺧﱢﺮ ‪ ،‬وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﯿﻢ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ‪ ،‬وارﺣﻤﻨﻲ‪ ،‬واھﺪﻧﻲ ‪ ،‬وارزﻗﻨﻲ‬
‫وﻋﺎﻓﻨﻲ " ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ ‪ ،‬ﺳُﺒﺤﺎﻧﻚ‪ ،‬إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ" ‪ .‬اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ذﻧﺒﻲ‪ ،‬وﺧﻄﺌﻲ وﻋﻤﺪي‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺘﮭﺪﯾﻚ ﻷرﺷﺪ أﻣﺮي‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻲ‪ " .‬اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ‬
‫وﻏﯿﺮه وﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ )رﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ(‪.‬‬

‫‪١٨٥‬‬
 ‫" اﻟﻠﮭﻢ أﺻﻠﺢ ﻟﻲ دﯾﻨﻲ اﻟﺬي ھﻮ ﻋِﺼْﻤَﺔُ أﻣﺮي‪ ،‬وأﺻﻠﺢ ﻟﻲ دﻧﯿﺎي اﻟﺘﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻌﺎﺷﻲ ‪ ،‬وأﺻﺢ ﻟﻲ آﺧﺮﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻌﺎدي ‪،‬‬ ‫•‬
‫واﺟﻌﻞ اﻟﺤﯿﺎة زﯾﺎدة ﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﯿﺮ ‪ ،‬واﺟﻌﻞ اﻟﻤﻮت راﺣﺔ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ" ‪ .‬ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ أﺳﻠﻤﺖ ‪ ،‬وﺑﻚ آﻣﻨﺖ ‪ ،‬وﻋﻠﯿﻚ ﺗﻮﻛﻠﺖ ‪ ،‬وإﻟﯿﻚ أَﻧَﺒْﺖُ ‪ ،‬وﺑﻚ ﺧﺎﺻﻤﺖ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻌﺰّﺗﻚ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ أن‬ ‫•‬
‫ﺗُﻀﻠﱠﻨﻲ‪ ،‬أﻧﺖ اﻟﺤﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻮت‪ ،‬واﻟﺠﻦ واﻹﻧﺲ ﯾﻤﻮﺗﻮن" اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ أﺣﯿﻨﻲ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً وأَﻣِﺘْﻨﻲ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ‪ ،‬واﺣﺸﺮﻧﻲ ﻓﻲ زﻣﺮة اﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ " ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﯿﺪ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ‬ ‫•‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ اﺣﻔﻈﻨﻲ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬واﺣﻔﻈﻨﻲ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻗﺎﻋﺪاً‪ ،‬واﺣﻔﻈﻨﻲ ﺑﺎﻹﺳﻼم راﻗﺪاً‪ ،‬وﻻ ﺗُﺸﻤﺖ ﺑﻲ ﻋﺪواً ﺣﺎﺳﺪاً‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ‬ ‫•‬
‫أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﯿﺮ ﺧﺰاﺋِﻨُﮫ ﺑﯿﺪك‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ ﺧﺰاﺋﻨﮫ ﺑﯿﺪك " اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك وﺻﺤﺤﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﺑﻄﺮﯾﻘﯿﮫ )اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪.(١٥٤٠‬‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ اﻛﻔِﻨﻲ ﺑﺤﻼﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﺮاﻣﻚ‪ ،‬وأَﻏﻨِﻨﻲ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻋﻤﻦ ﺳﻮاك " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬ ‫•‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ أﻟﮭﻤﻨﻲ رُﺷْﺪي‪ ،‬وأﻋﺬﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻲ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬ ‫•‬
‫" اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﺪي‪ ،‬وﻋﺎﻓﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺼﺮي‪ ،‬واﺟﻌﻠﮫ اﻟﻮارث ﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ أﻧﺖ‪ ،‬اﻟﺤﻠﯿﻢ اﻟﻜﺮﯾﻢ‪ ،‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ رب اﻟﻌﺮش‬ ‫•‬
‫اﻟﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ" ‪.‬‬
‫رب أَﻋﻨّﻲ ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻌﻦ ﻋﻠﻲّ‪ ،‬واﻧﺼﺮﻧﻲ وﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻠﻲّ‪ ،‬واﻣﻜﺮ ﻟﻲ‪ ،‬وﻻ ﺗﻤﻜﺮ ﻋﻠﻲّ ‪ ،‬واھﺪﻧﻲ وﯾﺴﺮ اﻟﮭﺪى إﻟﻲ‪ ،‬واﻧﺼﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫•‬
‫ﻣﻦ ﺑﻐﻰ ﻋﻠﻲّ ‪ ،‬رب اﺟﻌﻠﻨﻲ ﻟﻚ ذﻛّﺎراً‪ ،‬ﻟﻚ ﺷﻜّﺎراً‪ ،‬ﻟﻚ رھﱠﺎﺑﺎً‪ ،‬ﻟﻚ ﻣِﻄﻮاﻋﺎً‪ ،‬ﻟﻚ ﻣﺨﺒﺘﺎً‪ ،‬إﻟﯿﻚ أواھﺎً ﻣﻨﯿﺒﺎً‪ ،‬رب ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻲ‪ ،‬واﻏﺴﻞ‬
‫ﺣَﻮْﺑَﺘﻲ ‪ ،‬وأﺟﺐ دﻋﻮﺗﻲ‪ ،‬وﺛﺒﱢﺖ ﺣﺠﺘﻲ ‪ ،‬واھﺪ ﻗﻠﺒﻲ‪ ،‬وﺳﺪد ﻟﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬واﺳﻠﻞ ﺳﺨﯿﻤﺔ ﺻﺪري " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل )ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ(‬
‫وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫ﻣﻔﺮدات‪ :‬اﻟﺪﻋﺎﺋﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ‪:‬‬

‫واﺟﻌﻠﮫ اﻟﻮارث ﻣﻨﻲ‪ :‬أي أن ﯾﻤﻮت وھﻮ ‪ -‬أي ﺟﺴﺪه أو ﺑﺼﺮه ‪ -‬ﺻﺤﯿﺢ ﺳَﻮيّ‪ ،‬ﻓﻜﺄﻧﮫ ورﺛﮫ ‪ ،‬وﺑﻘﻲ ﺑَﻌْﺪَهُ‪.‬‬
‫اﻣﻜﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻤﻜﺮ ﻋﻠﻲّ‪ :‬أي أﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻲ ﺑﺈﯾﻘﺎع اﻟﻤﻜﺮ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻻ ﻋﻠﻲّ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﻜﺮوا وﻣﻜﺮ اﷲ واﷲ‬
‫ﺧﯿﺮ اﻟﻤﺎﻛﺮﯾﻦ" ‪.‬‬
‫ﻣﺨﺒﺘﺎً‪ :‬أي ﺧﺎﺷﻌﺎً ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ‪.‬‬
‫اﻷواه‪ :‬ﻛﺜﯿﺮ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻀﺮع واﻟﺒﻜﺎء‪ ،‬واﻟﻤﻨﯿﺐ ‪ :‬اﻟﺮاﺟﻊ إﻟﻰ اﷲ ﻓﻲ أﻣﻮره‪.‬‬
‫اﻟﺤﻮﺑﺔ‪ :‬اﻹﺛﻢ‪.‬‬
‫وﺛﺒﺖ ﺣﺠﺘﻲ‪ :‬أي ﻗَـﻮﱢ إﯾﻤﺎﻧﻲ ﺑﻚ‪ ،‬وﺛﺒﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮاب ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺆال‪.‬‬
‫اﻟﺴﺨﯿﻤﺔ ھﻨﺎ‪ :‬ھﻲ اﻟﺤﻘﺪ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻨﻰ‪ :‬أﺧﺮج اﻟﺤﻘﺪ ﻣﻦ ﺻﺪري‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺮ ﻛﻠﮫ‪ ،‬ﻋﺎﺟﻠﮫ وآﺟﻠﮫ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﻠﻢ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺮ ﻛﻠﮫ ﻋﺎﺟﻠﮫ وآﺟﻠﮫ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ‬
‫ﻣﻨﮫ وﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﻠﻢ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﺒﺪك وﻧﺒﯿﻚ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻋﺎذ ﺑﮫ ﻋﺒﺪك وﻧﺒﯿﻚ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ وﻣﺎ ﻗﺮب إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻋﻤﻞ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻣﺎ ﻗﺮب إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻋﻤﻞ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻛﻞ ﻗﻀﺎء‬
‫ﻗﻀﯿﺘﮫ ﻟﻲ ﺧﯿﺮاً" ‪ .‬أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﻏﯿﺮھﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ )اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪.(١٥٤٢‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ اﻗﺴﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﺸﯿﺘﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﻮل ﺑﮫ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ ﻣﻌﺎﺻﯿﻚ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻣﺎ ﺗُﺒﻠﻐﻨﺎ ﺑﮫ ﺟﻨﺘﻚ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﯿﻘﯿﻦ ﻣﺎ ﺗﮭﻮن ﺑﮫ ﻋﻠﯿﻨﺎ‬
‫ﻣﺼﺎﺋﺐ اﻟﺪُﻧﯿﺎ‪ ،‬وﻣﺘﻌﻨﺎ ﺑﺄﺳﻤﺎﻋﻨﺎ وأﺑﺼﺎرﻧﺎ وﻗﻮﺗﻨﺎ ﻣﺎ أﺣﯿﯿﺘﻨﺎ‪ ،‬واﺟﻌﻠﮫ اﻟﻮارث ﻣﻨﺎ‪ ،‬واﺟﻌﻞ ﺛﺄرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻨﺎ‪ ،‬واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻦ ﻋﺎداﻧﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﺼﯿﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ دﯾﻨﻨﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪُﻧﯿﺎ أﻛﺒﺮ ھﻤﻨﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺗُﺴﻠﻂ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﻦ ﻻ ﯾﺮﺣﻤﻨﺎ "‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ارزﻗﻨﻲ ﺣُﺒﻚ‪ ،‬وﺣُﺐ ﻣﻦ ﯾﻨﻔﻌﻨﻲ ﺣُـﺒﱡﮫ ﻋﻨﺪك ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺎ رزﻗﺘﻨﻲ ﻣﻤﺎ أﺣﺐ‪ ،‬ﻓﺎﺟﻌﻠﮫ ﻟﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﺗُﺤﺐ‪ ،‬وﻣﺎ زوﯾﺖ ﻋﻨﻲ ﻣﻤﺎ‬
‫أﺣﺐ ‪ ،‬ﻓﺎﺟﻌﻠﮫ ﻓﺮاﻏﺎً ﻟﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺤﺐ " اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ وواﻓﻘﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ) ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ‪. ( ٢٣٦٣‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ ﺑﻌﻠﻤﻚ اﻟﻐﯿﺐ‪ ،‬وﻗﺪرﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻖ‪ ،‬أَﺣﯿﻨﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺤﯿﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻲ‪ ،‬وﺗﻮﻓﻨﻲ إذا ﻋﻠﻤﺖ اﻟﻮﻓﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ وأﺳﺄﻟﻚ‬
‫ﺧﺸﯿﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻐﯿﺐ واﻟﺸﮭﺎدة‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﻰ واﻟﻐﻀﺐ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﻘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻐﻨﻰ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻧﻌﯿﻤﺎً ﻻ ﯾﻨﻔﺪ‬
‫‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻗﺮة ﻋﯿﻦ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﺮﺿﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬وأﺳﺎﻟﻚ ﺑﺮد اﻟﻌﯿﺶ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﻟﺬة اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﮭﻚ‪،‬‬
‫واﻟﺸﻮق إﻟﻰ ﻟﻘﺎﺋﻚ‪ ،‬ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺿﺮاء ﻣﻀﺮة‪ ،‬وﻻ ﻓﺘﻨﺔ ﻣُﻀﻠﺔ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ زﯾﻨﺎ ﺑﺰﯾﻨﺔ اﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬واﺟﻌﻠﻨﺎ ھﺪاة ﻣﮭﺘﺪﯾﻦ" ‪ .‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻗﺎل‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ )إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ(‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ أﺣﺴﻨﺖ ﺧَﻠﻘﻲ‪ ،‬ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺧُﻠﻘﻲ" ‪ .‬أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻓﻌﻞ اﻟﺨﯿﺮات ‪ ،‬وﺗﺮك اﻟﻤﻨﻜﺮات‪ ،‬وﺣﺐ اﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ‪ ،‬وأن ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ‪ ،‬وﺗﺮﺣﻤﻨﻲ‪ ،‬وإذا أردت ﻓﺘﻨﺔ ﻗﻮم ﻓﺘﻮﻓﻨﻲ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﻔﺘﻮن‪ ،‬وأﺳﺄﻟﻚ ﺣُﺒﻚ ‪ ،‬وﺣُﺐ ﻣﻦ أﺣﺒﻚ‪ ،‬وﺣُﺐ ﻋﻤﻞ ﯾﻘﺮب إﻟﻰ ﺣُﺒﻚ " أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل )ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ(‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﯿﺸﺔ ﻧﻘﯿﺔ ‪ ،‬وﻣﯿﺘﺔ ﺳﻮﯾﺔ ‪ ،‬وَﻣَﺮدﱠاً ﻏﯿﺮ ﻣُﺨْﺰٍ ‪ ،‬وﻻ ﻓﺎﺿﺢ " اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ وﻏﯿﺮه وﺟﺎء ﻓﻲ "ﻣﺠﻤﻊ‬
‫اﻟﺰواﺋﺪ " إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎً ﻧﺎﻓﻌﺎً‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻻ ﯾﻨﻔﻊ " اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬واﻟﻘِﻠﱠﺔ‪ ،‬واﻟﺬﱢﻟﺔ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ أن أَﻇﻠِﻢَ أو أُﻇﻠَﻢَ" اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺟﮭﺪ اﻟﺒﻼء ‪ ،‬ودرك اﻟﺸﻘﺎء ‪ ،‬وﺳﻮء اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬وﺷﻤﺎﺗﺔ اﻷﻋﺪاء " اﻟﺒﺨﺎري وﻣُﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪١٨٦‬‬
 ‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﻜﺴﻞ‪ ،‬واﻟﺠﺒﻦ واﻟﮭَﺮَم واﻟﺒﺨﻞ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻤﺤﯿﺎ‬
‫واﻟﻤﻤﺎت‪ ،‬وﺿَﻠْﻊِ اﻟﺪﱠﯾﻦ‪ ،‬وﻏﻠﺒﺔ اﻟﺮﺟﺎل " اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ )وﻣﻌﻨﻰ اﻟﮭﺮم‪ :‬أي أﻗﺼﻰ اﻟﻜﺒﺮ‬
‫وﻣﺎ ﯾﻨﺘﺎﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺨَﺮَف( ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﻤﻞ" ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ زوال ﻧﻌﻤﺘﻚ‪ ،‬وﺗَﺤﻮﱡل ﻋﺎﻓﯿﺘﻚ‪ ،‬وﻓﺠﺎءة ﻧﻘﻤﺘﻚ‪ ،‬وﺟﻤﯿﻊ ﺳﺨﻄﻚ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﻜﺴﻞ‪ ،‬واﻟﺠﺒﻦ واﻟﺒﺨﻞ‪ ،‬واﻟﮭﺮم‪ ،‬وﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ آت ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻘﻮاھﺎ‪ ،‬وزﻛﮭﺎ أﻧﺖ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ‬
‫زﻛﺎھﺎ‪ ،‬أﻧﺖ وﻟﯿﮭﺎ وﻣﻮﻻھﺎ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻻ ﯾﻨﻔﻊ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻻ ﯾﺨﺸﻊ‪ ،‬وﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻻ ﺗﺸﺒﻊ‪ ،‬وﻣﻦ دﻋﻮة ﻻ‬
‫ﯾُﺴﺘﺠﺎب ﻟﮭﺎ" ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﺮ " أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻟﻨﻮوي‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺒَﺮَص واﻟﺠﻨﻮن واﻟﺠُﺬام‪ ،‬وﻣﻦ ﺳﻲء اﻷﺳﻘﺎم " أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﮭﺪم‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﺮدﱢي‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺮق‪ ،‬واﻟﺤﺮق‪ ،‬واﻟﮭﺮم‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ أن ﯾﺘﺨﺒﻄﻨﻲ‬
‫اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ أن أﻣﻮت ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻠﻚ ﻣُﺪْﺑﺮاً‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ أن أﻣﻮت ﻟﺪﯾﻐﺎً" أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺠﻮع‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺌﺲ اﻟﻀﺠﯿﻊ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺑﺌﺲ اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ" أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫• " ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ ،‬ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻦ‪ ،‬ﻣﺎ ﻇﮭﺮ ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﻄﻦ‪ ،‬ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺪﺟﺎل" أﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ وﺳﻨﺪه ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻋﺬاب اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻓﺘﻨﺔ اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬وﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺮ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻓﺘﻨﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﯿﺢ اﻟﺪﺟﺎل‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ اﻏﺴﻞ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﺑﻤﺎء اﻟﺜﻠﺞ واﻟﺒﺮد‪ ،‬وﻧﻖِ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﻘﯿﺖَ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺪﱠﻧﺲ‪ ،‬وﺑﺎﻋﺪ‬
‫ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎي ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪت ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺴﻞ واﻟﮭﺮم‪ ،‬واﻟﻤﺄﺛﻢ واﻟﻤﻐﺮم" اﻟﺒﺨﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• " اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﻋﻮذ ﺑﻚ أن أﺷﺮك ﺑﻚ وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ‪ ،‬وأﺳﺘﻐﻔﺮك ﻟﻤﺎ ﻻ أﻋﻠﻢ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٦٢٥‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬راﺟﻊ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﮫ ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر )زﻣﯿﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ( ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ " اﻟﻨﺼﯿﺤﺔ ﻓﻲ اﻷذﻛﺎر‬
‫واﻟﺪﻋﻮات اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ" ﺑﺘﺼﺮف‪.‬‬

‫‪١٨٧‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻷَﯾْﻤَﺎن‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻷﯾﻤﺎن ‪ :‬ﺟﻤﻊ ﯾﻤﯿﻦ‪ ،‬وھﻲ اﻟﯿﺪ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﯿﺪ اﻟﯿﺴﺮى ‪ ،‬وﺳُﻤﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﺤﻠﻒ ﻷﻧﮭﻢ ﻛﺎﻧﻮا إذا ﺗﺤﺎﻟﻔﻮا أﺧﺬ ﻛﻞ ﺑﯿﻤﯿﻦ ﺻﺎﺣﺒﮫ‪،‬‬
‫وﻗﯿﻞ ‪ :‬ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺤﻔﻆ اﻟﺸﻲء ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻔﻈﮫ اﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻨﻰ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع‪ :‬ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﻣﺮ أو ﺗﻮﻛﯿﺪه ﺑﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أو ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﮫ‪.‬‬
‫أو ھﻮ ﻋﻘﺪ ﯾُﻘﻮﱢي ﺑﮫ اﻟﺤﺎﻟﻒ ﻋﺰﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ أو اﻟﺘﺮك‪.‬‬
‫واﻟﯿﻤﯿﻦ واﻟﺤﻠﻒ واﻹﯾﻼء واﻟﻘﺴﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ واﺣﺪ‪.‬‬

‫اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ أو ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﮫ ‪:‬‬

‫وﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﺤﻠﻒ إﻻ ﺑﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ أو ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﮫ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎت ذات‪ ،‬أم ﺻﻔﺎت أﻓﻌﺎل‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ ‪ :‬واﷲ‪ ،‬وﻋﺰّة‬
‫اﷲ‪ ،‬وﻋﻈﻤﺘﮫ‪ ،‬وﻛﺒﺮﯾﺎﺋﮫ‪ ،‬وﻗﺪرﺗﮫ‪ ،‬وإرادﺗﮫ‪ ،‬وﻋﻠﻤﮫ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء رزﻗﻜﻢ وﻣﺎ ﺗﻮﻋﺪون‪ .‬ﻓﻮربﱢ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض إﻧﮫ ﻟﺤﻖ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ أﻧﻜﻢ ﺗﻨﻄﻘﻮن‬
‫" اﻟﺬارﯾﺎت ‪. ٢٣ ، ٢٢‬‬
‫وﯾﻘﻮل‪ " :‬ﻓﻼ أﻗﺴﻢ ﺑﺮب اﻟﻤﺸﺎرق واﻟﻤﻐﺎرب إﻧﺎ ﻟﻘﺎدرون‪ .‬ﻋﻠﻰ أن ﻧﺒﺪّل ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮭﻢ وﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻤﺴﺒﻮﻗﯿﻦ" اﻟﻤﻌﺎرج ‪. ٤١ ، ٤٠‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎﻧﺖ ﯾﻤﯿﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ‪ ،‬وﻣُﻘﻠﱢﺐِ اﻟﻘﻠﻮب" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫أﯾﻢُ وﻋَﻤْﺮُ اﷲ وأﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﯿﻚ ﻗﺴﻢ ‪:‬‬

‫وأﯾﻢ اﷲ ﯾﻤﯿﻦ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ واﷲ‪ ،‬أو وﺣﻖ اﷲ ‪ .‬وﯾﻤﯿﻦ اﷲ ﯾﻤﯿﻦ ﻋﻨﺪ اﻷﺣﻨﺎف واﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ ﻷن ﻣﻌﻨﺎھﺎ ‪:‬أﺣﻠﻒ ﺑﺎﷲ‪ ،‬وﻋَﻤْﺮُ‬
‫اﷲ ﯾﻤﯿﻦ ﻋﻨﺪ اﻷﺣﻨﺎف واﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ وﺣﯿﺎة اﷲ وﺑﻘﺎﺋﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ إن ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻟﻒ ‪ :‬أﻗﺴﻤﺖ ﺑﺎﷲ ﻛﺎن ﯾﻤﯿﻨﺎً ‪ ،‬وإن ﻗﺎل‪ :‬أﻗﺴﻤﺖ أو أﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺼﻮرة ﻻ‬
‫ﯾﻜﻮن ﯾﻤﯿﻨﺎً إﻻ ﺑﺎﻟﻨﯿﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻠﻒ ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬أو اﻟﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ‪:‬‬

‫" ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﺑﺮيء ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ﻓﺈن ﻛﺎن ﻛﺎذﺑﺎً ﻓﮭﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﺻﺎدﻗﺎً ﻓﻠﻦ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﺳﺎﻟﻤﺎً " ﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ا ﻟﻀﺤﺎك أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﯿﺮ ﻣﻠﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﮭﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻹرواء‪،‬وﻗﺪ ذھﺐ اﻷﺣﻨﺎف وأﺣﻤﺪ وإﺳﺤﺎق وﺳﻔﯿﺎن واﻷوزاﻋﻲ‪ :‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻤﯿﻦ‪ .‬وﻋﻠﯿﮫ اﻟﻜﻔﺎرة إن ﺣﻨﺚ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻠﻒ ﺑﻐﯿﺮ اﷲ ﻣﺤﻈﻮر ‪:‬‬

‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﺑﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ أو ذﻛﺮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﮫ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺮم اﻟﺤﻠﻒ ﺑﻐﯿﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤﻠﻒ ﯾﻘﺘﻀﻲ‬
‫ﺗﻌﻈﯿﻢ اﻟﻤﺤﻠﻮف ﺑﮫ ‪ ،‬واﷲ وﺣﺪه ھﻮ اﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﯿﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﯿﺮ اﷲ ﻓﺄﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ‪ ،‬أو اﻟﻮﻟﻲ‪ ،‬أو اﻷب‪ ،‬أو اﻟﻜﻌﺒﺔ‪ ،‬أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻻ ﺗﻨﻌﻘﺪ وﻻ ﻛﻔﺎرة ﻋﻠﯿﮫ إذا ﺣﻨﺚ‪ ،‬وأﺛﻢ‬
‫ﺑﺘﻌﻈﯿﻤﮫ ﻏﯿﺮ اﷲ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أدرك ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ رﻛﺐ وھﻮ ﯾﺤﻠﻒ ﺑﺄﺑﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻨﺎداھﻢ‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬أﻻ إنﱠ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﯾﻨﮭﺎﻛﻢ أن ﺗﺤﻠﻔﻮا ﺑﺂﺑﺎﺋﻜﻢ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﺣﺎﻟﻔﺎً ﻓﻠﯿﺤﻠﻒ ﺑﺎﷲ أو ﻟﯿﺼﻤﺖ‪ .‬ﻗﺎل‬
‫ﻋﻤﺮ‪ :‬ﻓﻮاﷲ ﻣﺎ ﺣﻠﻔﺖ ﺑﮭﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻨﮭﺎ ذاﻛﺮاً وﻻ آﺛﺮاً " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء‬
‫اﻟﻐﻠﯿﻞ ذاﻛﺮاً وﻻ آﺛﺮاً ‪ :‬أي ﻟﻢ ﯾﺤﻠﻒ ﺑﺄﺑﯿﮫ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﻧﻔﺴﮫ وﻻ ﺣﺎﻛﯿﺎً ﻋﻦ ﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﺳﻤﻊ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ رﺟﻼً ﯾﺤﻠﻒ ‪ " :‬ﻻ ‪ ،‬واﻟﻜﻌﺒﺔ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻦ‬
‫ﺣﻠﻒ ﺑﻐﯿﺮ اﷲ ﻓﻘﺪ أﺷﺮك" ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺣﻠﻔﮫ ﺑﺎﻟﻼت واﻟﻌُﺰّي‪،‬‬
‫ﻓﻠﯿﻘﻞ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎل ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ ﺗﻌﺎل أﻗﺎﻣﺮك ﻓﻠﯿﺘﺼﺪق" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﻋﻨﺪ أﺑﻲ داود ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻨﺎ " إﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(٣٤٢٠‬‬
‫‪ .٥‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗﺤﻠﻔﻮا ﺑﺂﺑﺎﺋﻜﻢ وﻻ ﺑﺄﻣﮭﺎﺗﻜﻢ وﻻ ﺑﺎﻷﻧﺪاد ‪ -‬أي اﻷﺻﻨﺎم ‪ -‬وﻻ ﺗﺤﻠﻔﻮا إﻻ ﺑﺎﷲ وﻻ ﺗﺤﻠﻔﻮا إﻻ‬
‫وأﻧﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻮن" رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬

‫ﻗﺴﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ‪:‬‬

‫ﻛﺎن اﻟﻌﺮب ﯾﮭﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﻤﺒﺪوء ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ‪ ،‬ﻓﯿﻠﻘﻮن إﻟﯿﮫ اﻟﺴﻤﻊ ﻣُﺼْﻐﯿﻦ ‪،‬ﻷﻧﮭﻢ ﯾﺮون أن ﻗﺴﻢ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ‬
‫اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﻤﺎ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ‪ ،‬وأﻧﮫ أﻗﺴﻢ ﻟﯿﺆﻛﺪ ﻛﻼﻣﮫ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا ﺟﺎء اﻟﻘﺮآن ﯾﻘﺴﻢ ﺑﺄﺷﯿﺎء ﻛﺜﯿﺮة‪ .‬ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻘﺮآن ﻛﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫واﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ " ‪.‬‬
‫وﻣﻨﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﺜﻞ ‪ " :‬واﻟﺸﻤﺲ وﺿﺤﺎھﺎ" ‪ " ،‬واﻟﻠﯿﻞ إذا ﯾﻐﺸﻰ واﻟﻨﮭﺎر إذا ﺗﺠﻠﱠﻰ " وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻟِﺤِﻜَﻢٍ ﻛﺜﯿﺮة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤُﻘْﺴَﻢِ ﺑﮫ واﻟﻤُﻘْﺴَﻢِ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺤﻜﻢ‪ :‬ﻟﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻌﺒﺮة ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﺑﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻠﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻠﻮا إﻟﻰ وﺟﮫ اﻟﺼﻮاب ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫‪١٨٨‬‬
 ‫ﻓﻘﺪ أﻗﺴﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻟﺒﯿﺎن أﻧﮫ ﻛﻼم اﷲ ﺣﻘﺎً وﺑﮫ ﻛﻞ أﺳﺒﺎب اﻟﺴﻌﺎدة ‪ ،‬وأﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﺒﯿﺎن أﻧﮭﻢ ﻋﺒﺎد اﷲ ﺧﺎﺿﻌﻮن‬
‫ﻟﮫ وﻟﯿﺴﻮا ﺑﺂﻟﮭﺔ ﯾُﻌﺒﺪون‪ ،‬وأﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ واﻟﻨﺠﻮم ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ واﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ‪ ،‬وأن ﺗﻐﯿﺮھﺎ ﻣﻦ ﺣﺎل إﻟﻰ ﺣﺎل ﯾﺪل ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺪوﺛﮭﺎ ‪ ،‬وأن ﻟﮭﺎ ﺧﺎﻟﻘﺎً وﺻﺎﻧﻌﺎً وﺣﻜﯿﻤﺎً ﻓﻼ ﯾﺼﺢ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺷﻜﺮه واﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫وأﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺮﯾﺢ‪ ،‬واﻟﻄﻮر‪ ،‬واﻟﻘﻠﻢ‪ ،‬واﻟﺴﻤﺎء ذات اﻟﺒﺮوج‪ ،‬إذ أن ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﻣﻦ آﯾﺎت اﷲ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ واﻟﻨﻈﺮ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻤﻘﺴﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺄھﻤﮫ وﺣﺪاﻧﯿﺔ اﷲ ‪ ،‬ورﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﺑﻌﺚ اﻷﺟﺴﺎد ﻣﺮة أﺧﺮى وﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻷن ھﺬه ھﻲ‬
‫أﺳﺲ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻌﻤﻖ ﺟﺬورھﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﻤﺎ اﺧﺘﺺ اﷲ ﺑﮫ أﻣﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻘﺴﻢ‬
‫إﻻ ﺑﺎﷲ أو ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﻤﺘﻘﺪم ذﻛﺮه‪.‬‬

‫ﺷﺮط اﻟﯿﻤﯿﻦ ورﻛﻨﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪ :‬اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬واﻟﺒﻠﻮغ‪ ،‬واﻹﺳﻼم‪ .‬وإﻣﻜﺎن اﻟﺒﺮ واﻻﺧﺘﯿﺎر ﻓﺈن ﺣﻠﻒ ﻣﻜﺮھﺎً ﻟﻢ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﯾﻤﯿﻨﮫ‪ ،‬ورﻛﻨﮭﺎ‪ :‬اﻟﻠﻔﻆ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﯿﻤﯿﻦ‪ :‬وﺣُﻜﻢ اﻟﯿﻤﯿﻦ أن ﯾﻔﻌﻞ اﻟﺤﺎﻟﻒُ اﻟﻤﺤﻠﻮفَ ﺑﮫ ﻓﯿﻜﻮن ﺑﺎرّاً ‪ ،‬أو ﻻ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻓﯿﺤﻨﺚ وﺗﺠﺐ اﻟﻜﻔﺎرة ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎم اﻟﯿﻤﯿﻦ‬
‫ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻷﯾﻤﺎن أﻗﺴﺎﻣﺎً ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻠﻐﻮ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻐﻤﻮس‪.‬‬

‫اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻠﻐﻮ وﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﯾﻤﯿﻦ اﻟﻠﻐﻮ‪ :‬ھﻲ اﻟﺤﻠﻒ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻗﺼﺪ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻛﺄن ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺮء ‪ :‬واﷲ ﻟﺘﺄﻛﻠﻦ‪ ،‬أو ﻟﺘﺸﺮﺑﻦ‪ ،‬أو ﻟﺘﺤﻀﺮن‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻻ‬
‫ﯾﺮﯾﺪ ﺑﮫ ﯾﻤﯿﻨﺎً‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮫ ﻗﺴﻤﺎً‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ﺳﻘﻂ اﻟﻘﻮل‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أُﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ " ﻻ ﯾﺆاﺧﺬﻛﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ ﻓﻲ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ" ﻓﻲ ﻗﻮل اﻟﺮﺟﻞ ‪:‬‬
‫" ﻻ واﷲ‪ ،‬وﺑﻠﻰ واﷲ‪ ،‬وﻛَﻼﱠ واﷲ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ واﻷﺣﻨﺎف‪ ،‬واﻟﻠﯿﺚ‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ ‪ " :‬ﻟﻐﻮ اﻟﯿﻤﯿﻦ أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﯾﻈﻦ ﺻﺪﻗﮫ ‪ ،‬ﻓﯿﻈﮭﺮ ﺧﻼﻓﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ‬
‫ﺑﺎب اﻟﺨﻄﺄ " ‪.‬‬

‫وﺣُﻜﻢ ھﺬا اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪:‬‬

‫أﻧﮫ ﻻ ﻛﻔﺎر ﻓﯿﮫ وﻻ ﻣﺆاﺧﺬة ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة وﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪:‬‬

‫اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ھﻲ اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺼﺪھﺎ اﻟﺤﺎﻟﻒ وﯾُﺼﻤﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﯾﻤﯿﻦ ﻣﺘﻌﻤﺪة ﻣﻘﺼﻮدة وﻟﯿﺴﺖ ﻟﻐﻮاً ﯾﺠﺮي ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻠﺴﺎن ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﺮف واﻟﻌﺎدة‪.‬‬
‫وﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬وﺟﻮب اﻟﻜﻔﺎرة ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﺚ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺆاﺧﺬﻛﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ ﻓﻲ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ وﻟﻜﻦ ﯾﺆاﺧﺬﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ واﷲ ﻏﻔﻮر ﺣﻠﯿﻢ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪. (٢٢٥‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺆاﺧﺬﻛﻢ اﷲ ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ ﻓﻲ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ وﻟﻜﻦ ﯾﺆاﺧﺬﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻘّﺪﺗﻢ اﻷﯾﻤﺎن ﻓﻜﻔﺎرﺗﮫ إﻃﻌﺎم ﻋَﺸَﺮَةِ ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ ﻣﻦ أوﺳﻂ ﻣﺎ‬
‫ﺗﻄﻌﻤﻮن أھﻠﯿﻜﻢ أو ﻛﺴﻮﺗﮭﻢ أو ﺗﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ذﻟﻚ ﻛﻔﺎرة أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ إذا ﺣﻠﻔﺘﻢ واﺣﻔﻈﻮا أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺒﯿﻦ‬
‫اﷲ ﻟﻜﻢ آﯾﺎﺗﮫ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮون" )اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪. (٨٩‬‬

‫اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻐﻤﻮس وﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪:‬‬

‫اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻐﻤﻮس وﺗﺴﻤﻰ أﯾﻀﺎً اﻟﺼﺎﺑﺮة‪ ،‬وھﻲ اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻜﺎذﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﮭﻀﻢ ﺑﮭﺎ اﻟﺤﻘﻮق‪ ،‬أو اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮭﺎ اﻟﻔﺴﻖ‬
‫واﻟﺨﯿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺠﺪ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﯾﺤﻠﻒ اﻟﯿﻤﯿﻦ وﯾُﺼﻤﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ وھﻮ ﯾﻌﻠﻢ أﻧﮫ ﻛﺎذب‪ ،‬وھﻲ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻹﺛﻢ ‪ -‬وﻻ ﻛﻔﺎرة ﻓﯿﮭﺎ ‪ -‬ﻷﻧﮭﺎ‬
‫أﻋﻈﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻔﺮ وﺳﻤﯿﺖ ﻏﻤﻮﺳﺎً ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻐﻤﺲ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ‪ ،‬وﺗﺠﺐ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ورد اﻟﺤﻘﻮق إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﮭﺎ إذا ﺗﺮﺗﺐ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺿﯿﺎع ھﺬه اﻟﺤﻘﻮق‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻻ ﺗﺘﺨﺬوا أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ دﺧﻼً ﺑﯿﻨﻜﻢ ﻓﺘﺰل ﻗﺪم ﺑﻌﺪ ﺛﺒﻮﺗﮭﺎ وﺗﺬوﻗﻮا اﻟﺴﻮء ﺑﻤﺎ ﺻﺪدﺗﻢ ﻋﻦ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ وﻟﻜﻢ ﻋﺬاب‬
‫ﻋﻈﯿﻢ " )اﻟﻨﺤﻞ ‪.( ٩٤‬‬
‫روى أﺣﻤﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وأﺑﻮ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺧﻤﺲ ﻟﯿﺲ ﻟﮭﻦ‬
‫ﻛﻔﺎرة‪ :‬اﻟﺸﺮك ﺑﺎﷲ‪ ،‬وﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ‪ ،‬وﺑﮭﺖ ﻣﺆﻣﻦ‪ ،‬وﯾﻤﯿﻦ ﺻﺎﺑﺮة ﯾﻘﻄﻊ ﺑﮭﺎ ﻣﺎﻻً ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ" ‪ .‬ﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫" اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ‪ :‬اﻹﺷﺮاك ﺑﺎﷲ‪ ،‬وﻋﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬واﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻐﻤﻮس" ‪.‬‬

‫‪١٨٩‬‬
 ‫وأﺧﺮج أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪه ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻦ ﻣﺼﺒﻮرة ﻛﺎذﺑﺎً ‪،‬‬
‫ﻓﻠﯿﺘﺒﻮأ ﺑﻮﺟﮭﮫ ﻣﻘﻌﺪه ﻣﻦ اﻟﻨﺎر" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ﻣﺒﻨﻰ اﻷﯾﻤﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮف واﻟﻨﯿﺔ ‪:‬‬

‫أﻣﺮ اﻷﯾﻤﺎن ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮف اﻟﺬي درج ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻋﻠﻰ دﻻﻻت اﻟﻠﻐﺔ وﻻ ﻋﻠﻰ اﺻﻄﻼﺣﺎت اﻟﺸﺮع‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺣﻠﻒ أﻻّ‬
‫ﯾﺄﻛﻞ ﻟﺤﻤﺎً‪ ،‬ﻓﺄﻛﻞ ﺳﻤﻜﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻨﺚ ‪ ،‬وإن ﻛﺎن اﷲ ﺳﻤﺎه ﻟﺤﻤﺎً‪ ،‬إﻻ إذا ﻧﻮاه‪ ،‬أو ﻛﺎن ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮم اﻟﻠﺤﻢ ﻓﻲ ﻋﺮف ﻗﻮﻣﮫ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء وورّى ﺑﻐﯿﺮه ﻓﺎﻟﻌﺒﺮة ﺑﻨﯿﺘﮫ ﻻ ﺑﻠﻔﻈﮫ‪ ،‬إﻻ إذا ﺣﻠّﻔﮫ ﻏﯿﺮه ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺒﺮة ﺑﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤﻠﱢﻒ ﻻ اﻟﺤﺎﻟﻒ‪ ،‬وإﻻ ﻟﻢ‬
‫ﯾﻜﻦ ﻟﻸﯾﻤﺎن ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي‪ " :‬إن اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﯿﺔ اﻟﺤﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال إﻻ إذا اﺳﺘﺤﻠﻔﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﻧﺎﺋﺒﮫ ﻓﻲ دﻋﻮى ﺗﻮﺟﮭﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﮭﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﯿﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﻧﺎﺋﺒﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺼﺢ اﻟﺘﻮرﯾﺔ ھﻨﺎ" ‪.‬‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺒﺮة ﺑﻨﯿﺔ اﻟﻤُﺴﺘﺤﻠِﻒ إذا اﺳﺘَﺤﻠَﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ‪ ،‬ﻣﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﻠﻒ "‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ " :‬ﯾﻤﯿﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾُﺼﱢﺪﻗُﻚَ ﻋﻠﯿﮫ ﺻﺎﺣﺒﻚ"‬
‫واﻟﺼﺎﺣﺐ ‪:‬ھﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻠﻒ وھﻮ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫ﻻ ﺣﻨﺚ ﻣﻊ اﻟﻨﺴﯿﺎن أو اﻟﺨﻄﺄ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺣﻠﻒ أن ﻻ ﯾﻔﻌﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﻔﻌﻠﮫ ﻧﺎﺳﯿﺎً أو ﺧﻄﺄ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻨﺚ ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﮫ " إن اﷲ‬
‫ﺗﺠﺎوز ﻟﻲ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ ‪ :‬اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﯿﺎن وﻣﺎ اﺳﺘُﻜﺮِھﻮا ﻋﻠﯿﮫ " ‪ .‬واﷲ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬وﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺟﻨﺎح ﻓﯿﻤﺎ أﺧﻄﺄﺗﻢ ﺑﮫ " اﻷﺣﺰاب ‪. ٥‬‬

‫ﯾﻤﯿﻦ اﻟﻤُﻜﺮَه ﻏﯿﺮ ﻻزم ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﻠﺰم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾُﻜﺮه اﻟﻤﺮء ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺄﺛﻢ إذا ﺣﻨﺚ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺘﻘﺪم‪ ،‬وﻷن اﻟﻤﻜﺮه ﻣﺴﻠﻮب اﻹرادة ‪،‬‬
‫وﺳﻠﺐ اﻹرادة ﯾُﺴﻘﻂ اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ‪ ،‬وﻟﮭﺬا ذھﺐ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ إﻟﻰ أن ﯾﻤﯿﻦ اﻟﻤﻜﺮه ﻻ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺧﻼﻓﺎً ﻷﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ ،‬وﻗﻮل اﻟﺠﻤﮭﻮر ھﻮ اﻟﻘﻮل‬
‫اﻟﺮاﺟﺢ ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن ﺷﺎء اﷲ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺜﻨﻰ وﻻ ﺣﻨﺚ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻦ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن ﺷﺎء اﷲ ﻓﻼ ﺣﻨﺚ ﻋﻠﯿﮫ" رواه أﺣﻤﺪ‬
‫وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫ﺗﻜﺮار اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪:‬‬

‫إذا ﻛﺮر اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء واﺣﺪ أو ﻋﻠﻰ أﺷﯿﺎء وﺣﻨﺚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ وإﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺘﯿﻦ ﻋﻦ أﺣﻤﺪ‪ :‬ﯾﻠﺰم ﺑﻜﻞ‬
‫ﯾﻤﯿﻦ ﻛﻔﺎرة‪.‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬وإذا ﻛﺎن ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺘﻜﺮار اﻟﯿﻤﯿﻦ ھﻮ ﺗﺄﻛﯿﺪ اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻷول ﻓﺎﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ ھﻮ أﻧﮫ ﯾُﻜﻔﱢﺮ ﻛﻔﱠﺎرة واﺣﺪة وﻻ ﯾﻠﺰم ﺑﻜﻞ ﯾﻤﯿﻦ‬
‫ﻛﻔﺎرة‪.‬‬

‫ﻛﻔﺎرة اﻟﯿﻤﯿﻦ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻜﻔﺎرة ‪ :‬اﻟﻜﻔﺎرة ﺻﯿﻐﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺴﺘﺮ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺎ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻧﻮب وﺗﺴﺘﺮھﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ‬
‫ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ أﺛﺮ ﯾﺆاﺧﺬ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻻ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﻜﻔﺮ اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة إذا ﺣﻨﺚ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺎﻟﻒ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻹﻃﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﻜﺴﻮة‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻌﺘﻖ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﯿﯿﺮ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺼﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪.‬‬

‫وھﺬه اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺗﺮﺗﯿﺒﺎً ﺗﺼﺎﻋﺪﯾﺎً ‪ ،‬أي ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ ﻟﻸﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻹﻃﻌﺎم أدﻧﺎھﺎ‪ ،‬واﻟﻜﺴﻮة أوﺳﻄﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻌﺘﻖ أﻋﻼھﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻜﻔﺎرﺗﮫ إﻃﻌﺎم ﻋَﺸَﺮَة ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ ﻣﻦ أوﺳﻂ ﻣﺎ ﺗﻄﻌﻤﻮن أھﻠﯿﻜﻢ أو ﻛﺴﻮﺗﮭﻢ أو ﺗﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم‬
‫ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ذﻟﻚ ﻛﻔﺎرة أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ إذا ﺣﻠﻔﺘﻢ واﺣﻔﻈﻮا أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺒﯿﻦ اﷲ ﻟﻜﻢ آﯾﺎﺗﮫ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮون " اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪. ٨٩‬‬

‫ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻜﻔﺎرة ‪:‬‬

‫اﻟﺤﻨﺚ ﺧُﻠْﻒُ وﻋﺪم وﻓﺎء ﻓﺘﺠﺐ اﻟﻜﻔﺎرة ﺟﺒﺮاً ﻟﮭﺬا ‪.‬‬
‫اﻹﻃﻌﺎم ‪ :‬ﻟﻢ ﯾﺮد ﻧﺺ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪار اﻟﻄﻌﺎم وﻧﻮﻋﮫ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﺎﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻄﻌﺎم ﻣﻘﺪراً ﺑﻘﺪْر ﻣﺎ ﯾﻄﻌﻢ‬
‫ﻣﻨﮫ اﻹﻧﺴﺎن أھﻞ ﺑﯿﺘﮫ ﻏﺎﻟﺒﺎً‪ ،‬ﻻ ﻣﻦ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺬي ﯾﺘﻮﺳﻊ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺳﻢ واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ‪ ،‬وﻻ ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ اﻟﺬي ﯾﻄﻌﻤﮫ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ‬
‫اﻷﺣﯿﺎن‪.‬‬

‫‪١٩٠‬‬
‫وﻟﻮ أﻃﻌﻢ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ﻋﺸﺮة أﯾﺎم‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺰيء ﻋﻦ ﻋﺸﺮة ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ ،‬وﻗﺎل ﻏﯿﺮه ﯾﺠﺰيء ﻋﻦ ﻣﺴﻜﯿﻦ واﺣﺪ‪ .‬وإﻧﻤﺎ ﺗﺠﺐ‬
‫ﻛﻔﺎرة اﻹﻃﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻄﯿﻊ وھﻮ ﻣﻦ ﯾﺠﺪ ذﻟﻚ ﻓﺎﺿﻼً ﻋﻦ ﻧﻔﻘﺘﮫ وﻧﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﯾﻌﻮل‪.‬‬

‫اﻟﻜﺴﻮة ‪ :‬وھﻲ اﻟﻠﺒﺎس‪ ،‬وﯾﺠﺰيء ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﻛﺴﻮة‪ ،‬وأﻗﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻠﺒﺴﮫ اﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﻋﺎدة‪ ،‬ﻷن اﻵﯾﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﯿﺪھﺎ ﺑﺎﻷوﺳﻂ‪ ،‬أو ﺑﻤﺎ‬
‫ﯾﻠﺒﺴﮫ اﻷھﻞ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻔﻲ اﻟﻘﻤﯿﺺ اﻟﺴﺎﺑﻎ )ﺟﻼﺑﯿﺔ( ﻣﻊ اﻟﺴﺮاوﯾﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻔﻲ اﻟﻌﺒﺎءة أو اﻹزار واﻟﺮداء ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺰي ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻘﻠﻨﺴﻮة أو‬
‫اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ أو اﻟﺤﺬاء أو اﻟﻤﻨﺪﯾﻞ أو اﻟﻤﻨﺸﻔﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ واﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ‪ :‬أن اﻟﻮاﺟﺐ ﺛﻮﺑﺎن‪ ،‬ﺛﻮﺑﺎن‪ .‬وﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ‪ :‬ﻋﻤﺎﻣﺔ ﯾﻠﻒ ﺑﮭﺎ رأﺳﮫ وﻋﺒﺎءة ﯾﻠﺘﺤﻒ‬
‫ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬ﻋﺒﺎءة ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻜﯿﻦ أو ﺷﻤﻠﺔ‪ .‬وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ :‬ﯾﺪﻓﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻜﯿﻦ ﻣﺎﯾﺼﺢﱡ أن‬
‫ﯾﺼﻠﻲ ﻓﯿﮫ إن ﻛﺎن رﺟﻼً أو اﻣﺮأة ﻛﻞ ﺑﺤﺴﺒﮫ‪.‬‬

‫ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﺮﻗﺒﺔ ‪ :‬أي إﻋﺘﺎق اﻟﺮﻗﯿﻖ وﺗﺤﺮﯾﺮه ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﺎﻓﺮاً ﻋﻤﻼً ﺑﺈﻃﻼق اﻵﯾﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وأﺑﻲ ﺛﻮر واﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪،‬‬
‫واﺷﺘﺮط اﻟﺠﻤﮭﻮر اﻹﯾﻤﺎن ﺣﻤﻼً ﻟﻠﻤﻄﻠﻖ ھﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﯿﺪ ﻓﻲ ﻛﻔﺎرة اﻟﻘﺘﻞ واﻟﻈﱢﮭﺎر‪ ،‬إذ ﺗﻘﻮل اﻵﯾﺔ ‪ " :‬ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ "‬
‫)اﻟﻨﺴﺎء ‪ (٩٢‬وھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫اﻟﺼﯿﺎم ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ واﺣﺪة ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺜﻼث ‪ ،‬وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺼﻮم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وﻻ ﯾُﺸﺘﺮط اﻟﺘﺘﺎﺑﻊ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﻮم‪ ،‬ﻓﯿﺠﻮز ﺻﯿﺎﻣﮭﺎ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﺻﯿﺎﻣﮭﺎ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ‪ .‬وﻣﺎ ذﻛﺮه اﻟﺤﻨﻔﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻣﻦ اﺷﺘﺮاط اﻟﺘﺘﺎﺑﻊ ﻏﯿﺮ ﺻﺤﯿﺢ ﻓﻘﺪ‬
‫اﺳﺘﺪﻟﻮا ﺑﻘﺮاءة ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻠﻤﺔ "ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎت" وھﻲ ﻗﺮاءة ﺷﺎذة وﻻ ﯾﺴﺘﺪل ﺑﺎﻟﻘﺮاءة اﻟﺸﺎذة‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻗﺮآﻧﺎً‪.‬‬

‫اﻟﻜﻔﺎرة ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻨﺚ وﺑﻌﺪه ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻜﻔﺎرة ﻻ ﺗﺠﺐ إﻻ ﺑﺎﻟﺤﻨﺚ‪ .‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺟﻮاز ﺗﻘﺪﯾﻤﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬ﻓﺠﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾﺮى أﻧﮫ ﯾﺠﻮز‬
‫ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻜﻔﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻨﺚ‪ ،‬وﺗﺄﺧﯿﺮھﺎ ﻋﻨﮫ )وھﻮ اﻟﺼﻮاب( ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻲ داود اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻦ‬
‫ﻓﺮأى ﻏﯿﺮھﺎ ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮭﺎ ﻓَﻠْﯿُﻜَﻔﱢﺮ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ وﻟﯿﻔﻌﻞ" ‪ .‬ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﻮاز ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻜﻔﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻨﺚ‪.‬‬
‫وﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ أﯾﻀﺎً ﻣﺎ ﯾﻔﯿﺪ ﺟﻮاز ﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﻜﻔﺎرة ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻦ ﻓﺮأى ﻏﯿﺮھﺎ ﺧﯿﺮاً‬
‫ﻣﻨﮭﺎ ﻓَﻠْﯿﺄﺗِﮭﺎ‪ ،‬وﻟْﯿُﻜﻔﱢﺮ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ " ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز اﻟﺤﻨﺚ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ‪:‬‬

‫اﻷﺻﻞ أن ﯾﻔﻲ اﻟﺤﺎﻟﻒ ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻟﻌﺪول ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء إذا رأى ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺼﻠﺤﺔ راﺟﺤﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮا اﷲ ﻋﺮﺿﺔ ﻷﯾﻤﺎﻧﻜﻢ أن ﺗَﺒﺮﱡوا وﺗﺘﻘﻮا وﺗُﺼﻠﺤﻮا ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس" )اﻟﺒﻘﺮة ‪ .(٢٢٤‬أي ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮا اﻟﺤﻠﻒ‬
‫ﺑﺎﷲ ﻣﺎﻧﻌﺎً ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺮ واﻟﺘﻘﻮى واﻹﺻﻼح‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬ﻗﺪ ﻓﺮض اﷲ ﻟﻜﻢ ﺗَﺤﻠﱠﺔَ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ" )اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ‪ .( ٢‬أي ﺷﺮع اﷲ ﻟﻜﻢ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻷﯾﻤﺎن ﺑﻌﻤﻞ اﻟﻜﻔﺎرة‪.‬‬
‫روى أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا ﺣﻠﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﯾﻤﯿﻦ ﻓﺮأﯾﺖ ﻏﯿﺮھﺎ ﺧﯿﺮاً ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄت اﻟﺬي‬
‫ھﻮ ﺧﯿﺮ وﻛﻔﺮ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻚ " ‪.‬‬

‫إﺧﺮاج اﻟﻘﯿﻤﺔ ‪ :‬اﺗﻔﻖ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻛﻔﺎرة اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻻ ﯾﺠﺰيء ﻓﯿﮭﺎ إﺧﺮاج اﻟﻘﯿﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﻜﺴﻮة ﺧﻼﻓﺎً ﻷﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‬
‫اﻟﺬي ﯾُﺠﯿﺰ ذﻟﻚ‪ ،‬ورأي اﻟﺠﻤﮭﻮر ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻠﺪﻟﯿﻞ وإﻟﯿﮫ ﻧﻤﯿﻞ ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎم اﻟﯿﻤﯿﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺤﻠﻮف ﻋﻠﯿﮫ ‪:‬‬

‫وﻋﻠﻰ ھﺬا ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺤﻠﻮف ﻋﻠﯿﮫ إﻟﻰ اﻷﻗﺴﺎم اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ واﺟﺐ أو ﺗﺮك ﻣﺤﺮم‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﺤﺮم اﻟﺤﻨﺚ ﻓﯿﮫ ﻷﻧﮫ ﺗﺄﻛﯿﺪ ﻟﻤﺎ ﻛﻠﻔﮫ اﷲ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺮك واﺟﺐ أو ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺮم ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﺠﺐ اﻟﺤﻨﺚ ﻓﯿﮫ ﻷﻧﮫ ﺣﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺐ اﻟﻜﻔﺎرة‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺒﺎح‪ ،‬أو ﺗﺮﻛﮫ ‪ .‬ﻓﮭﺬا ﯾُﻜﺮه ﻓﯿﮫ اﻟﺤﻨﺚ وﯾﻨﺪب اﻟﺒﺮ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺮك ﻣﻨﺪوب أو ﻓﻌﻞ ﻣﻜﺮوه ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻨﺚ ﻣﻨﺪوب‪ ،‬وﯾﻜﺮه اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﯿﮫ وﺗﺠﺐ اﻟﻜﻔﺎرة‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﻨﺪوب‪ ،‬أو ﺗﺮك ﻣﻜﺮوه‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﻃﺎﻋﮫ ﷲ ‪ ،‬ﻓﯿﻨﺪب ﻟﮫ اﻟﻮﻓﺎء وﯾﻜﺮه اﻟﺤﻨﺚ‪.‬‬

‫‪١٩١‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻨﺬر‬
‫ﻣﻌﻨﺎه ‪ :‬اﻟﻨﺬر ھﻮ اﻟﺘﺰام ﻗﺮﺑﺔ ﻏﯿﺮ ﻻزﻣﺔ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﺸﺮع ﺑﻠﻔﻆ ﯾُﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺮء‪ :‬ﷲ ﻋﻠﻲ أن أﺗﺼﺪق ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺬا‪ ،‬أو‬
‫إن ﺷﻔﻰ اﷲ ﻣﺮﯾﻀﻲ ﻓﻌﻠﻲّ ﺻﯿﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺼﺢ إﻻ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻎ ﻋﺎﻗﻞ ﻣﺨﺘﺎر وﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﺎﻓﺮاً‪.‬‬

‫اﻟﻨﺬر ﻋﺒﺎدة ﻗﺪﯾﻤﺔ ‪:‬‬

‫ذﻛﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﻦ أم ﻣﺮﯾﻢ أﻧﮭﺎ ﻧﺬرت ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮭﺎ ﷲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪" :‬إذ ﻗﺎﻟﺖ اﻣﺮأة ﻋﻤﺮان رب إﻧﻲ ﻧﺬرت ﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ‬
‫ﻣﺤﺮراً ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻲ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠﯿﻢ " )آل ﻋﻤﺮان ‪.( ٣٥‬‬
‫وأﻣﺮ اﷲ ﻣﺮﯾﻢ ﺑﮫ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻓﺈﻣﺎ ﺗﺮﯾِﻦﱠ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ أﺣﺪاً ﻓﻘﻮﻟﻲ إﻧﻲ ﻧﺬرت ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﺻﻮﻣﺎً ﻓﻠﻦ أﻛﻠﻢ اﻟﯿﻮم إﻧﺴﯿﺎً " )ﻣﺮﯾﻢ ‪.( ٢٦‬‬

‫اﻟﻨﺬر ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ‪:‬‬

‫وذﻛﺮ اﷲ ﻋﻦ أھﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﻘﺮﺑﻮن ﺑﮫ إﻟﻰ آﻟﮭﺘﮭﻢ ﻣﻦ ﻧﺬور ﻃﻠﺒﺎً ﻟﺸﻔﺎﻋﺘﮭﻢ ﻋﻨﺪ ﷲ وﻟﯿﻘﺮﺑﻮھﻢ إﻟﯿﮫ زﻟﻔﻰ ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬وﺟﻌﻠﻮا ﷲ ﻣﻤﺎ ذرأ ﻣﻦ اﻟﺤﺮث واﻷﻧﻌﺎم ﻧﺼﯿﺒﺎً ﻓﻘﺎﻟﻮا ھﺬا ﷲ ﺑﺰﻋﻤﮭﻢ وھﺬا ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﮭﻢ ﻓﻼ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ اﷲ‬
‫وﻣﺎ ﻛﺎن ﷲ ﻓﮭﻮ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﺷﺮﻛﺎﺋﮭﻢ ﺳﺎء ﻣﺎ ﯾﺤﻜﻤﻮن " )اﻷﻧﻌﺎم ‪.( ١٣٦‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪:‬‬

‫وھﻮ ﻣﺸﺮوع ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻣﺎ أﻧﻔﻘﺘﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺔ أو ﻧﺬرﺗﻢ ﻣﻦ ﻧﺬر ﻓﺈن اﷲ ﯾﻌﻠﻤﮫ "‬
‫)اﻟﺒﻘﺮة ‪ . ( ٢٧٠‬وﯾﻘﻮل " ﺛﻢ ﻟﯿﻘﻀﻮا ﺗﻔﺜﮭﻢ وﻟﯿﻮﻓﻮا ﻧﺬورھﻢ وﻟﯿّﻄّﻮﻓﻮا ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ اﻟﻌﺘﯿﻖ " )اﻟﺤﺞ ‪. ( ٢٩‬‬
‫" ﯾﻮﻓﻮن ﺑﺎﻟﻨﺬر وﯾﺨﺎﻓﻮن ﯾﻮﻣﺎً ﻛﺎن ﺷﺮه ﻣﺴﺘﻄﯿﺮاً " )اﻹﻧﺴﺎن ‪.( ٧‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺴُﻦ ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻧﺬر أن ﯾﻄﯿﻊ اﷲ ﻓﻠﯿﻄﻌﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﻧﺬر أن ﯾﻌﺼﯿﮫ ﻓﻼ ﯾﻌﺼﮫ" ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪.‬‬

‫ﻧﺬر اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﻧﺬر ﻧﺬر ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻛﻤﻦ ﻧﺬر أن ﯾﻄﻮف ﺣﻮل ﻗﺒﺮ ﻓﻼن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أو ﻛﺄن ﯾﻨﺬر أن ﯾﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ أو أن ﯾﻘﺘﻞ أو أن ﯾﺘﺮك‬
‫اﻟﺼﻼة أو أن ﯾﺆذي واﻟﺪﯾﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺮم ھﺬا اﻟﻨﺬر وﯾﺠﺐ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ وﻋﻠﯿﮫ ﻛﻔﺎرة ﯾﻤﯿﻦ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ :‬ﻋﻦ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﻧﺬر ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ‪ ،‬وﻛﻔﺎرﺗﮫ ﻛﻔﺎرة اﻟﯿﻤﯿﻦ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ) ‪ ( ٣٤٣٥‬ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫اﻟﻨﺬر اﻟﻤُﺒﺎح ‪:‬‬

‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ :‬أن اﻣﺮأة ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ إﻧّﻲ ﻧﺬرت إذا اﻧﺼﺮﻓﺖَ ﻣﻦ ﻏﺰوﺗﻚ ﺳﺎﻟﻤﺎً أن أﺿﺮب ﻋﻠﻰ‬
‫رأﺳﻚ ﺑﺎﻟﺪﱡف‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ‪ :‬أوﻓﻲ ﺑﻨﺬرك" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫وﺿﺮب اﻟﺪف إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺒﺎﺣﺎً ﻓﮭﻮ إﻣﺎ ﻣﻜﺮوه أو أﺷﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺮوه ‪ ،‬وﻻ ﯾﻜﻮن ﻗﺮﺑﺔ أﺑﺪاً ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﺒﺎﺣﺎً ﻓﮭﻮ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫وﺟﻮب اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻤﺒﺎح‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻣﻜﺮوھﺎً ﻓﺎﻹذن ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻤﺒﺎح ﺑﺎﻷَوْﻟﻰ‪.‬‬

‫اﻟﻨﺬر اﻟﻤﺸﺮوط وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوط ‪:‬‬

‫واﻟﻨﺬر ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﺸﺮوﻃﺎً وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوط‪.‬‬
‫ﻓﺎﻷول‪ :‬ھﻮ اﻟﺘﺰام ﻗﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺣﺪوث ﻧﻌﻤﺔ أو دﻓﻊ ﻧﻘﻤﺔﻣﺜﻞ ‪ :‬إن ﺷﻔﻰ اﷲ ﻣﺮﯾﻀﻲ ﻓﻌﻠﻲّ إﻃﻌﺎم ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ‪ ،‬أو إن ﺣﻘﻖ اﷲ أﻣﻠﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻛﺬا ﻓﻌﻠﻲّ ﻛﺬا ‪ .‬ﻓﮭﺬا ﯾﻠﺰم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل اﻟﻤﻄﻠﻮب‪.‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻨﺬر اﻟﻤﻄﻠﻖ‪ :‬وھﻮ أن ﯾﻠﺘﺰم اﺑﺘﺪاء ﺑﺪون ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺜﻞ‪:‬ﷲ ﻋﻠﻰ أن أﺻﻠﻲ رﻛﻌﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﻠﺰم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﻟﺪﺧﻮﻟﮫ‬
‫ﺗﺤﺖ ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻧﺬر أن ﯾُﻄﯿﻊ اﷲ ﻓﻠﯿﻄﻌﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻨﺬر ﻟﻸﻣﻮات ‪:‬‬

‫إن اﻟﻨﺬر اﻟﺬي ﯾﻘﻊ ﻟﻸﻣﻮات ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻮام ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺆﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺪراھﻢ واﻟﺸﻤﻊ واﻟﺰﯾﺖ وﻧﺤﻮھﺎ إﻟﻰ ﺿﺮاﺋﺢ اﻷوﻟﯿﺎء اﻟﻜﺮام‬
‫ﺗﻘﺮﺑﺎً إﻟﯿﮭﻢ ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﯾﺎ ﺳﯿﺪي ﻓﻼن إن رُد ﻏﺎﺋﺒﻲ أو ﻋُﻮﻓﻲ ﻣﺮﯾﻀﻲ أو ﻗﻀﯿﺖ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻓﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ أو اﻟﻄﻌﺎم أو اﻟﺸﻤﻊ أو‬
‫اﻟﺰﯾﺖ ﻛﺬا ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ﺑﺎﻃﻞ وﺣﺮام ﻟﻮﺟﻮه ﻣﻨﮭﺎ‪:‬‬
‫‪ - ١‬أﻧﮫ ﻧﺬر ﻟﻤﺨﻠﻮق واﻟﻨﺬر ﻟﻠﻤﺨﻠﻮق ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷﻧﮫ ﻋﺒﺎدة وھﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﷲ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﺷﺮك ﻓﻲ ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮھﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أﻧﮫ إن ﻇﻦ أن اﻟﻤﯿﺖ ﯾﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻷﻣﻮر )أي أﻧﮫ ﯾﺮد اﻟﻐﺎﺋﺐ أو ﯾُﺸﻔﻲ اﻟﻤﺮﯾﺾ( ﻣﻦ دون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻋﺘﻘﺎده ذﻟﻚ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ‬
‫إﻃﺎر ﺷﺮك اﻟﺪﻋﺎء ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ) ﯾﺎ ﺳﯿﺪي ﻓﻼن اﺷﻒ ﻣﺮﯾﻀﻲ ﻓﺈن ﺷﻔﯿﺘﮫ ﻓﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ واﻟﻄﻌﺎم ﻛﺬا ‪ ...‬وﻛﺬا ‪. ( ...‬‬

‫ﻧﺬر اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام واﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي واﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ ‪:‬‬

‫إذا ﻧﺬر اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﻟﻢ ﺗﺠﺰﺋﮫ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﻏﯿﺮه ‪ ،‬ﻷﻧﮫ أﻓﻀﻞ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﺧﯿﺮھﺎ‪ ،‬وأﻛﺜﺮھﺎ ﺛﻮاﺑﺎً ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وإن ﻧﺬر اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ أﺟﺰأﺗﮫ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻟﻤﺎ روى ﺟﺎﺑﺮ أن رﺟﻼً ﯾﻮم اﻟﻔﺘﺢ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل‬

‫‪١٩٢‬‬
 ‫اﷲ إﻧﻲ ﻧﺬرت إن ﻓﺘﺢ اﷲ ﻋﻠﯿﻚ أن أُﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﻘﺪس رﻛﻌﺘﯿﻦ‪ .‬ﻗﺎل ‪" :‬ﺻﻞ ھﮭﻨﺎ " ‪ ،‬ﺛﻢ أﻋﺎد ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﺻﻞ ھﮭﻨﺎ" ﺛﻢ‬
‫أﻋﺎد ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺻﻞ ھﮭﻨﺎ" ﺛﻢ أﻋﺎد ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﺷﺄﻧﻚ" رواه أﺑﻮ داود وﻗﺪ ﺻﺤﺤﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ﺑﺮﻗﻢ )‬
‫‪.( ٩١٣٣‬‬
‫ورواه اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وﻟﻔﻈﮫ "واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﻮ ﺻﻠﯿﺖ ھﮭﻨﺎ ﻷﺟﺰأ ﻋﻨﻚ ﻛﻞ ﺻﻼة ﻓﻲ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﻘﺪس" وإن ﻧﺬر اﺗﯿﺎن اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫اﻷﻗﺼﻰ واﻟﺼﻼة ﻓﯿﮫ أﺟﺰأﺗﮫ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮫ وﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻷﻧﮫ أﻓﻀﻞ وإن ﻧﺬر ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻟﻢ ﯾﺠﺰﺋﮫ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ‬
‫اﻷﻗﺼﻰ ﻷﻧﮫ ﻣﻔﻀﻮل ‪ .‬راﺟﻊ اﻟﻤﻐﻨﻰ ﻻﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ‪/١١‬ص ‪ ٣٥٢‬ﻓﺼﻞ ‪. ٨١٨٨‬‬

‫اﻟﻨﺬر ﻟﺸﯿﺦ ﻣﻌﯿﻦ ‪:‬‬

‫وﻣﻦ ﻧﺬر ﻟﺸﯿﺦ ﻣﻌﯿﻦ ﻓﺈن ﻛﺎن ﺣﯿﺎً وﻗﺼﺪ اﻟﻨﺎذر اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﻔﻘﺮه وﺣﺎﺟﺘﮫ أﺛﻨﺎء ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﻨﺬر ﺻﺤﯿﺤﺎً وھﺬا ﻣﻦ‬
‫ﺑﺎب اﻹﺣﺴﺎن اﻟﺬي ﺣﺒﺐ ﻓﯿﮫ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﯿﺘﺎً وﻗﺼﺪ اﻟﻨﺎذر اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﮫ وﻃﻠﺐ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻣﻨﮫ ﻓﺈن ھﺬا ﻧﺬر ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻻ‬
‫ﯾﺠﻮز اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻧﺬر ﺻﻮﻣﺎً وﻋﺠﺰ ﻋﻨﮫ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﻧﺬر ﺻﻮﻣﺎً ﻣﺸﺮوﻋﺎً وﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻦ أو ﻟﻮﺟﻮد ﻣﺮض ﻻ ﯾﺮﺟﻰ ﺑﺮؤه ‪ ...‬ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﻔﻄﺮ وﯾﻜﻔﺮ ﻛﻔﺎرة‬
‫ﯾﻤﯿﻦ أو ﯾﻄﻌﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ‪ ،‬وأي اﻷﻣﺮﯾﻦ ﻓﻌﻞ ﻓﻘﺪ أﺟﺰأه ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎل ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﺄن ﯾﺘﺼﺪق ﺑﻤﺎﻟﮫ ﻛﻠﮫ أو ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ﻧﺬر اﻟﻠﺠﺎح وﻓﯿﮫ ﻛﻔﺎرة ﯾﻤﯿﻦ وﻋﻠﯿﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪،‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ‪ :‬ﯾﺨﺮج ﺛﻠﺚ ﻣﺎﻟﮫ‪.‬‬

‫ﻛﻔﺎرة اﻟﻨﺬر ‪:‬‬

‫إذا ﺣﻨﺚ اﻟﻨﺎذر أو رﺟﻊ ﻋﻦ ﻧﺬره ﻟﺰﻣﺘﮫ ﻛﻔﺎرة ﯾﻤﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﺧﺮج اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻛﻔﺎر اﻟﻨﺬر‬
‫ﻛﻔﺎرة ﯾﻤﯿﻦ" ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻠﯿﮫ ﻧﺬر ﺻﯿﺎم ‪:‬‬

‫ﻓﻤﻦ ﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻋﻠﯿﮫ ﺻﯿﺎم ﻧﺬر ﻗﻀﺎه ﻋﻨﮫ وﻟﯿﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻠﯿﮫ ﺻﯿﺎم ﺻﺎم‬
‫ﻋﻨﮫ وﻟﯿﮫ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﮫ ﻟﻤﻦ ﺳﺄﻟﮫ ﻗﺎﺋﻼً ‪ " :‬إن أﻣﻲ ﻣﺎﺗﺖ وﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﻮم ﺷﮭﺮ أﻓﺄﻗﻀﯿﮫ ﻋﻨﮭﺎ ؟ )وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ " ﻣﺎﺗﺖ وﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﻮم‬
‫ﻧﺬر " ( ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻓﺪﯾﻦ اﷲ أﺣﻖ أن ﯾُﻘﻀﻰ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫‪١٩٣‬‬
 ‫ﻓﮭﺮس اﻟﺠﺰء اﻷول‬

‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿـــــــــــــﻮع‬
‫‪٣‬‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٥‬‬ ‫ﻣﺒﺎدئ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٩‬‬ ‫ﺗﻌﺮﯾﻔﺎت‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪١٠‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻄﮭﺎرة‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪١٠‬‬ ‫اﻟﻤﯿﺎه وأﻗﺴﺎﻣﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢‬‬ ‫اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦‬‬ ‫ﻓﻮاﺋﺪ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦‬‬ ‫ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧‬‬ ‫ﺳﻨﻦ اﻟﻔﻄﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩‬‬ ‫اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩‬‬ ‫ﻓﺮاﺋﻀﮫ وﺳﻨﻨﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣‬‬ ‫ﻣﻜﺮوھﺎﺗﮫ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣‬‬ ‫ﻧﻮاﻗﺾ اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٤‬‬ ‫ﻣﺎ ﻻ ﯾﻨﻘﺾ اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻟﮫ اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﮫ اﻟﻮﺿﻮء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦‬‬ ‫ﻓﻮاﺋﺪ ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻤﺘﻮﺿﺊ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨‬‬ ‫اﻟﻐُﺴﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩‬‬ ‫ﺑﺎب ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن وﻣﺲ اﻟﻤﺼﺤﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺠُﻨﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩‬‬ ‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﺠُﻨﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩‬‬ ‫اﻷﻏﺴﺎل اﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١‬‬ ‫أرﻛﺎن اﻟﻐُﺴﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١‬‬ ‫ﺳﻨﻨﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢‬‬ ‫ﻏُﺴﻞ اﻟﻤﺮأة ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢‬‬ ‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐُﺴﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣‬‬ ‫اﻟﺘﯿﻤﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﯿﺮة وﻧﺤﻮھﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦‬‬ ‫ﺻﻼة ﻓﺎﻗﺪ اﻟﻄﮭﻮرﯾﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦‬‬ ‫اﻟﺤﯿــﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧‬‬ ‫اﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧‬‬ ‫اﻟﻨﻔﺎس‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻤُﻨﻊ ﺑﺎﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺒُﺎح ﻣﻊ اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻨﻔﺎس‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩‬‬ ‫أﺣﻜﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠‬‬ ‫ﻛـــــﺘﺎب اﻷذان‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٦‬‬ ‫ﻛــــﺘﺎب اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٧‬‬ ‫ذﻛﺮ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨‬‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺗﺎرك اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﺐ اﻟﺼﻼة؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﺼﺒﻲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٩‬‬ ‫ﻋﺪد اﻟﻔﺮاﺋﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٩‬‬ ‫ﻣﻮاﻗﯿﺖ اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪١٩٤‬‬
 ‫‪٥٠‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ ھﻲ اﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٢‬‬ ‫إدراك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٢‬‬ ‫اﻟﻨﻮم ﻋﻦ اﻟﺼﻼة أو ﻧﺴﯿﺎﻧﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٢‬‬ ‫اﻷوﻗﺎت اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٣‬‬ ‫اﻟﺘﻄﻮع أﺛﻨﺎء اﻹﻗﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٣‬‬ ‫اﻟﺘﻄﻮع ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ وﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٣‬‬ ‫ﺑﺎب ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٤‬‬ ‫ﺷﺮوط اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٥٥‬‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ"ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٨٥‬‬ ‫ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٨٧‬‬ ‫ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٨٨‬‬ ‫ﻣﺒﻄﻼت اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٨٨‬‬ ‫ﻣﻜﺮوھﺎت اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٨٩‬‬ ‫ﻣﺒﺎﺣﺎت اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٨٩‬‬ ‫وﺟﻮب ﺻﻼة اﻟﻤﺮﯾﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٩٠‬‬ ‫ﻛﯿﻒ ﯾﺘﻄﮭﺮ اﻟﻤﺮﯾﺾ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٩٠‬‬ ‫ﻛﯿﻒ ﯾﺼﻠﻲ اﻟﻤﺮﯾﺾ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٩١‬‬ ‫ﺳﺠﻮد اﻟﺴﮭﻮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٩٢‬‬ ‫ﺑﺎب اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٩٤‬‬ ‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة وﻣﺎ ﯾﺒﺎح ﻣﻨﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٩٩‬‬ ‫ﺑﺎب ﺳﺠﻮد اﻟﻘﺮآن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٠٠‬‬ ‫ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺴﺠﻮد ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٠١‬‬ ‫ﺑﺎب ﻓﻲ ﺳﺠﻮد اﻟﺸﻜﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٠١‬‬ ‫أﺑﻮاب ﺻﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻓﻀﻠﮭﺎ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٠٦‬‬ ‫أﺑﻮاب اﻹﻣﺎﻣﺔ وﺻﻔﺔ اﻷﺋﻤﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١١‬‬ ‫أﺑﻮاب ﺻﻼة اﻟﺘﻄﻮع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻮﺗﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٤‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﺘﺮاوﯾﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﯿﺎم اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٧‬‬ ‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٧‬‬ ‫ﺑﺎب ﺻﻼة اﻟﻀُﺤﻰ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٨‬‬ ‫ﺑﺎب ﺗﺤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٨‬‬ ‫ﺑﺎب اﻟﺼﻼة ﻋُﻘﯿﺐ اﻟﻄﮭﻮر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٨‬‬ ‫ﺑﺎب ﻣﻦ ﯾﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﯾﺘﻄﮭّﺮ وﯾﺼﻠﻲ ﺗﻄﻮﻋﺎً‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٨‬‬ ‫ﺑﺎب ﺻﻼة اﻻﺳﺘﺨﺎرة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٩‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١١٩‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﺨﺴﻮف‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٠‬‬ ‫ﺻﻼة اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٢‬‬ ‫أﺑﻮاب ﺻﻼة اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٣‬‬ ‫اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻼﺗﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٤‬‬ ‫أدﻋﯿﺔ اﻟﺴﻔﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٥‬‬ ‫أﺑﻮاب اﻟﺠﻤﻌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٧‬‬ ‫أرﻛﺎن اﻟﺨﻄﺒﺔ"أي ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﻘﺮأ ﺑﮫ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻓﻲ ﺻﺒﺢ ﯾﻮﻣﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫ﺑﺎب اﻧﻔﻀﺎض اﻟﻌﺪد أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة أو اﻟﺨﻄﺒﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫ﺑﺎب اﻟﺼﻼة ﺑﻌﺪ اﻟﺠﻤﻌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻌﯿﺪ واﻟﺠﻤﻌﺔ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪١٩٥‬‬
‫‪١٣٠‬‬ ‫ﺑﺎب إدراك رﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ أو دوﻧﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٣٠‬‬ ‫ﺑﺎب اﺳﺘﺤﺒﺎب ﻗﺮاءة ﺳﻮرة اﻟﻜﮭﻒ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻟﯿﻠﺘﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٣٠‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﻌﯿﺪﯾﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٣٣‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﺨﻮف‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٣٤‬‬ ‫ﺻﻼة اﻟﻄﺎﻟﺐ واﻟﻤﻄﻠﻮب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٣٦‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٣٩‬‬ ‫ﺗﺤﺬﯾﺮ اﻟﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٤٣‬‬ ‫اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٥٢‬‬ ‫ﻋﻼﻣﺎت ﺣﺴﻦ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٥٤‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺼﯿﺎم‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪١٥٤‬‬ ‫ﺻﯿﺎم اﻟﺘﻄﻮع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٥٥‬‬ ‫اﻷﯾﺎم اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺻﯿﺎﻣﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٥٧‬‬ ‫ﺷﺮوط اﻟﺼﻮم وﺣُﻜﻢ ﺻﻮم اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ واﻟﻤﺮﯾﺾ واﻟﺸﯿﺦ اﻟﻜﺒﯿﺮ واﻟﺤﺎﻣﻞ‬ ‫•‬
‫واﻟﻤُﺮﺿﻊ‪.‬‬
‫‪١٥٨‬‬ ‫أرﻛﺎن اﻟﺼﻮم وﺳﻨﻨﮫ وﻣﺒﺎﺣﺎﺗﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٥٩‬‬ ‫ﻣﺒﻄﻼت اﻟﺼﻮم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٠‬‬ ‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت"ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮم"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٠‬‬ ‫ﻗﻀﺎء رﻣﻀﺎن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦١‬‬ ‫اﻻﻋﺘﻜﺎف‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٢‬‬ ‫ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٤‬‬ ‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ اﻷﻧﺼﺒﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٦‬‬ ‫ﺷﺮوط وﺟﻮب اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٧‬‬ ‫ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج اﻟﻤﺰﻛّﻮن زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٨‬‬ ‫ﻛﯿﻒ ﯾﺨﺮج أﺻﺤﺎب اﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ زﻛﺎة أﻣﻮاﻟﮭﻢ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ ﻧﺼﺎب اﻹﺑﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ ﻧﺼﺎب اﻟﺒﻘﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٠‬‬ ‫ﻣﻘﺎدﯾﺮ ﻧﺼﺎب اﻟﻐﻨﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧١‬‬ ‫ﻣﺼﺎرف اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٤‬‬ ‫ﻣﻦ ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﺗُﺼﺮف ﻟﮭﻢ اﻟﺰﻛﺎة؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٦‬‬ ‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺣﻮل اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٨‬‬ ‫ﻣﺎ ھﻲ أھﻢ آداب اﻟﺰﻛﺎة؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٨‬‬ ‫ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ أداء اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٩‬‬ ‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ وﻋﯿﺪ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٧٩‬‬ ‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ھﺎﻣﺔ"ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎة"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٨٠‬‬ ‫زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٨٣‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺤﺞ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪١٨٤‬‬ ‫ﺷﺮوط وﺟﻮب اﻟﺤﺞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٨٧‬‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺣَﺠﱠﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٢‬‬ ‫اﻟﻤﻮاﻗﯿﺖ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٣‬‬ ‫اﻹﺣﺮام‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٧‬‬ ‫اﻟﻄﻮاف‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٨‬‬ ‫اﻟﺴﻌﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٨‬‬ ‫اﻟﺤﻠﻖ واﻟﺘﻘﺼﯿﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٨‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺤﺎج ﯾﻮم اﻟﺘﺮوﯾﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٨‬‬ ‫اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪١٩٦‬‬
‫‪١٩٩‬‬ ‫أﻋﻤﺎل ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪١٩٩‬‬ ‫رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر أﯾﺎم ﻣﻨﻰ‬ ‫•‬
‫‪٢٠٠‬‬ ‫اﻟﮭﺪيّ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٠١‬‬ ‫اﻟﻌُﻤﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٠٢‬‬ ‫ﻃﻮاف اﻟﻮداع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٠٢‬‬ ‫ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺤﺞ واﻟﻌُﻤﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٠٥‬‬ ‫اﻹﺣﺼﺎر ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٠٦‬‬ ‫اﻷُﺿﺤﯿﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٠‬‬ ‫اﻟﻌﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١١‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻷذﻛﺎر‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٢١١‬‬ ‫ﻓﻀﻞ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٢‬‬ ‫ﻓﻀﻞ ﺣِﻠﻖ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٢‬‬ ‫ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٣‬‬ ‫آداب اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٣‬‬ ‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت وﻓﻮاﺋﺪ "ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٦‬‬ ‫اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﻮﻇﻔﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٨‬‬ ‫أذﻛﺎر اﻟﺼﺒﺎح‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢١٩‬‬ ‫أذﻛﺎر اﻟﻤﺴﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٠‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﺮأ ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫ﻣﻦ آداب اﻟﺮؤﯾﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫دﻋﺎء اﻻﺳﺘﺨﺎرة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٢‬‬ ‫دﻋﺎء اﻟﻜﺮب واﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﮭﻤﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٢‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻏﻠﺒﮫ أﻣﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٢‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا اﺳﺘﺼﻌﺐ ﻋﻠﯿﮫ أﻣﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا أﺻﺎﺑﺘﮫ ﻧﻜﺒﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ أو ﻛﺜﯿﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ دﯾﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﻮه واﻟﻤﻠﺪوغ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾُﻌﻮّذ ﺑﮫ اﻟﺼﺒﯿﺎن وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﺑُﻠﻰ ﺑﺎﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺣﺎل اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﺻﻼﺗﮫ وﻗﺮاءﺗﮫ ﯾُﻠﺒﱢﺴﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ اﻟﻤﺮﯾﺾ وﯾُﻘﺎل ﻋﻨﺪه وﯾُﻘﺮأ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٤‬‬ ‫أذﻛﺎر اﻟﻤﻮت‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ھﺎﺟﺖ اﻟﺮﯾﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻧﺰل اﻟﻤﻄﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﻛﺜﺮ اﻟﻤﻄﺮ وﺧﯿﻒ ﻣﻨﮫ اﻟﻀﺮر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا رأى اﻟﮭﻼل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻹﻓﻄﺎر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٦‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل إذا ﺻﺎدف ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٦‬‬ ‫أذﻛﺎر اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٧‬‬ ‫أذﻛﺎر اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٧‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺎل ﻟﻠﺰوج ﻋﻘﺐ ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٨‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﺰوج إذا زُﻓﺖ إﻟﯿﮫ اﻣﺮأﺗﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٨‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾُﻘﺎل ﻋﻨﺪ إرادة اﻟﺠﻤﺎع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٨‬‬ ‫اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫دﻋﺎء اﻟﺠﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﺟﻤﻊٍ ﻟﻨﻔﺴﮫ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫اﻷذﻛﺎر اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪١٩٧‬‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫أوﻻً‪:‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ"ﻓﻀﻞ ﺳﻮر اﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺠﯿﺪ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٠‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪:‬اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٢‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪:‬اﻟﺘﮭﻠﯿﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٢‬‬ ‫راﺑﻌﺎً‪:‬اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٢‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪:‬اﻟﺘﺴﺒﯿﺢ واﻟﺘﺤﻤﯿﺪ واﻟﺘﻜﺒﯿﺮ واﻟﺘﮭﻠﯿﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٣‬‬ ‫اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٣‬‬ ‫ﻓﺼﻮل ﻓﻲ ﻓﻀﯿﻠﺔ اﻟﺪﻋﺎء وآداﺑﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٥‬‬ ‫ﺷﺮوط اﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٥‬‬ ‫آداب اﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٦‬‬ ‫أوﻗﺎت اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٧‬‬ ‫ﺣﺰب اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٣٩‬‬ ‫ﺣﺰب اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٤٣‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻷَﯾْﻤَﺎن‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٢٤٤‬‬ ‫أﻗﺴﺎم اﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٤٦‬‬ ‫ﻛﻔﺎرة اﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٤٩‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻨﱠﺬْر‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٢٥٠‬‬ ‫ﻛﻔﺎرة اﻟﻨﺬر ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٥١‬‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻠﯿﮫ ﻧﺬر ﺻﻮم ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٥٢‬‬ ‫ﻓﮭﺮس اﻟﺠﺰء اﻷول ‪.‬‬ ‫•‬

‫ﺗﻢﱠ ﺑﺤﻤﺪ اﷲ وﻣﻨﱠﺘﮫ ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ ﻛﺘﺎب‬

‫اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ‬

‫اﻟﻨﺒﻲّ‪r‬‬

‫"اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ"‬

‫ﻓﻠﻠّﮫ اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻤﻨّﺔ واﻟﻔﻀﻞ واﻟﺜﻨﺎء اﻟﺤﺴﻦ‪.‬‬

‫‪١٩٨‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻨﻜﺎح‬
‫اﻟﺰواج ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﺳُﻨﺔ ﻣﻦ ﺳُﻨﻦ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ واﻟﺘﻜﻮﯾﻦ‪ ،‬وھﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻣُﻄّﺮدة ‪ ،‬ﻻ ﯾﺸﺬﱡ ﻋﻨﮭﺎ ﻋ ﺎﻟﻢ اﻹﻧﺴ ﺎن‪ ،‬أو ﻋ ﺎﻟﻢ اﻟﺤﯿ ﻮان‪ ،‬أو‬
‫ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﺒﺎت ‪ ).‬وﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺧﻠﻘﻨﺎ زوﺟﯿﻦ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮون (‪.‬اﻟﺬارﯾﺎت ‪.٤٩‬‬
‫" ﺳﺒﺤﺎن اﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻷزواج ﻛﻠﮭﺎ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺗُﻨﺒﺖ اﻷرض وﻣﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ وﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﻌﻠﻤﻮن " ‪.‬ﯾﺲ ‪.٣٦‬‬
‫وھﻲ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﷲ ﻟﻠﺘﻮاﻟﺪ واﻟﺘﻜﺎﺛﺮ‪ ،‬واﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬ﺑﻌﺪ أن أﻋﺪ ﻛ ﻼ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ وھﯿﺄھﻤ ﺎ‪ ،‬ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﻘ ﻮم ﻛ ﻞ‬
‫ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺑﺪور إﯾﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺬه اﻟﻐﺎﯾﺔ ‪:‬‬
‫" ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس إﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ذﻛﺮ وأﻧﺜﻰ "اﻟﺤﺠﺮات ‪.١٣‬‬
‫" ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس اﺗﻘﻮا رﺑﻜﻢ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ واﺣﺪة‪ ،‬وﺧﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬وﺑﺚ ﻣﻨﮭﻤﺎ رﺟﺎﻻً ﻛﺜﯿﺮاً وﻧﺴﺎءً " اﻟﻨﺴﺎء ‪.١‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﺸﺄ اﷲ أن ﯾﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻟﻢ‪ ،‬ﻓﯿﺪع ﻏﺮاﺋﺰه ﺗﻨﻄﻠﻖ دون وﻋﻲ‪ ،‬وﯾﺘﺮك اﺗﺼ ﺎل اﻟ ﺬﻛﺮ ﺑ ﺎﻷﻧﺜﻰ ﻓﻮﺿ ﻰ ﻻ ﺿ ﺎﺑﻂ‬
‫ﻟﮫ‪ ،‬ﺑﻞ ﺷﺮع ﻟﮫ ﻧﻈﺎم اﻟﺰواج اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺤﻔﻆ ﺷﺮﻓﮫ وﯾﺼﻮن ﻛﺮاﻣﺘﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺮﻏﯿﺐ ﻓﻲ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫وﻗﺪ رﻏﱠﺐ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺰواج ﺑﺼﻮر ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ،‬ﻓﺘﺎرة ﯾ ﺬﻛﺮ أﻧ ﮫ ﻣ ﻦ ﺳُ ﻨﻦ اﻷﻧﺒﯿ ﺎء وھُ ﺪى اﻟﻤﺮﺳ ﻠﯿﻦ‪ ،‬وأﻧﮭ ﻢ اﻟﻘ ﺎدة اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﮭﺪاھﻢ " وﻟﻘﺪ أرﺳﻠﻨﺎ رﺳﻼً ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﮭﻢ أزواﺟﺎً وذرﯾﺔ " وﺗﺎرة ﯾﺬﻛﺮه ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺮض اﻻﻣﺘﻨ ﺎن ‪" :‬‬
‫واﷲ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻜﻢ أزواﺟﺎً‪ ،‬وﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ أزواﺟﻜﻢ ﺑﻨﯿﻦ وﺣﻔﺪة ‪ ،‬ورزﻗﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺒﺎت " ‪.‬‬
‫وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﻮﻧﮫ آﯾﺔ ﻣﻦ آﯾﺎت اﷲ ‪ " :‬وﻣﻦ آﯾﺎﺗﮫ أن ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣ ﻦ أﻧﻔﺴ ﻜﻢ أزواﺟ ﺎً ﻟﺘﺴ ﻜﻨﻮا إﻟﯿﮭ ﺎ‪ ،‬وﺟﻌ ﻞ ﺑﯿ ﻨﻜﻢ‬
‫ﻣﻮدة ورﺣﻤﺔ‪ ،‬إن ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻵﯾﺎت ﻟﻘﻮم ﯾﺘﻔﻜﺮون " ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﯾﺘﺮدد اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﻗﺒﻮل اﻟﺰواج ‪ ،‬ﻓﯿُﺤﺠﻢ ﻋﻨﮫ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻻﺿﻄﻼع ﺑﺘﻜﺎﻟﯿﻔﮫ‪ ،‬وھﺮوﺑﺎً ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل أﻋﺒﺎﺋﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻠﻔﺖ اﻹﺳﻼم‬
‫ﻧﻈﺮه إﻟﻰ أن اﷲ ﺳﯿﺠﻌﻞ اﻟﺰواج ﺳﺒﯿﻼً إﻟﻰ اﻟﻐﻨﻰ‪ ،‬وأﻧﮫ ﺳﯿﺤﻤﻞ ﻋﻨﮫ ھﺬه اﻷﻋﺒﺎء وﯾﻤﺪه ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﮫ ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫أﺳﺒﺎب اﻟﻔﻘﺮ‪.‬‬
‫" وأﻧﻜﺤﻮا اﻷﯾﺎﻣﻰ ﻣﻨﻜﻢ واﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدﻛﻢ وإﻣﺎﺋﻜﻢ‪ ،‬إن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻓﻘﺮاء ﯾُﻐﻨﮭﻢ اﷲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ‪ ،‬واﷲ واﺳﻊ ﻋﻠﯿﻢ " )اﻟﻨﻮر( ﻣﻌﻨﻰ‬
‫‪ :‬اﻷﯾﺎﻣﻲ ‪ :‬وھﻮ اﻟﺬي ﻻ زوﺟﺔ ﻟﮫ أو اﻟﺘﻲ ﻻ زوج ﻟﮭﺎ "‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻋﻮﻧﮭﻢ ‪ :‬اﻟﻤﺠﺎھﺪ‬
‫ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬واﻟﻤﻜﺎﺗﺐ اﻟﺬي ﯾﺮﯾﺪ اﻷداء‪ ،‬واﻟﻨﺎﻛﺢ اﻟﺬي ﯾُﺮﯾﺪ اﻟﻌﻔﺎف" ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ )‪. (٣٠٨٩‬‬
‫وروى ﻣُﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻣﺘﺎع‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﺘﺎﻋﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﺮأة اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ" ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﯾُﺨﯿﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎت ﯾﻘﻈﺘﮫ اﻟﺮوﺣﯿﺔ أن ﯾﺘﺒﺘﱠﻞ وﯾﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻛ ﻞ ﺷ ﺄن ﻣ ﻦ ﺷ ﺌﻮن اﻟ ﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﻓﯿﻘ ﻮم اﻟﻠﯿ ﻞ ‪ ،‬وﯾﺼ ﻮم‬
‫اﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬وﯾﻌﺘﺰل اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﯾﺴﯿﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺮھﺒﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﯿﻌﻠﻤﮫ اﻹﺳﻼم أن ذﻟﻚ ﻣُﻨﺎفٍ ﻟﻔﻄﺮﺗﮫ‪ ،‬وﻣﻐﺎﯾﺮ ﻟﺪﯾﻨﮫ‪،‬‬
‫وأن ﺳﯿﺪ اﻷﻧﺒﯿﺎء ‪ -‬وھﻮ أﺧﺸﻰ اﻟﻨﺎس ﷲ وأﺗﻘﺎھﻢ ﻟﮫ ‪ -‬ﻛﺎن ﯾﺼﻮم وﯾُﻔﻄﺮ ‪ ،‬وﯾﻘﻮم وﯾﻨﺎم‪ ،‬وﯾﺘﺰوج اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬وأنﱠ ﻣﻦ ﺣﺎول اﻟﺨﺮوج‬
‫ﻋﻦ ھﺪﯾﮫ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﮫ ﺷﺮف اﻻﻧﺘﺴﺎب إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺟﺎء ﺛﻼﺛﺔ رھﻂ إﻟﻰ ﺑﯿﻮت أزواج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﯾﺴﺄﻟﻮن ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ أُﺧﺒﺮوا ‪ -‬ﻛﺄﻧﮭﻢ ﺗَﻘﺎﻟّﻮھﺎ ‪ ] -‬أي ﻋﺪوھﺎ ﻗﻠﯿﻠﺔ [ ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬وأﯾﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻏُﻔﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ وﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ‪.‬‬
‫ﻗﺎل أﺣﺪھﻢ‪ :‬أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺈﻧﻲ أﺻﻠﻲ اﻟﻠﯿﻞ أﺑﺪاً‪ ،‬وﻗﺎل آﺧﺮ‪ :‬أﻧﺎ أﺻﻮم اﻟﺪھﺮ وﻻ أﻓﻄﺮ‪ ،‬وﻗﺎل آﺧﺮ‪ :‬أﻧﺎ أﻋﺘﺰل اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻼ أﺗﺰوج أﺑﺪاً ‪.‬‬
‫ﻓﺠﺎء رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪" :‬أﻧﺘﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻗﻠﺘﻢ ﻛﺬا وﻛ ﺬا ؟ أﻣ ﺎ واﷲ إﻧ ﻲ ﻷﺧﺸ ﺎﻛﻢ ﷲ‪ ،‬وأﺗﻘ ﺎﻛﻢ ﻟ ﮫ‪ ،‬ﻟﻜﻨ ﻲ أﺻ ﻮم‬
‫وأﻓﻄﺮ‪ ،‬وأﺻﻠﻲ وأرﻗﺪ ‪ ،‬وأﺗﺰوج اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﻓﻤﻦ رﻏﺐ ﻋﻦ ﺳُﻨﺘﻲ ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻨﻲ" ‪.‬‬
‫واﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة ﯾﻐﻤﺮ اﻟﺒﯿﺖ وﯾﻤﻠﺆه ﺳﺮوراً وﺑﮭﺠﺔ وإﺷﺮاﻗﺎً‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﺳ ﻌﺎدة اﺑ ﻦ آدم ﺛﻼﺛ ﺔ‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﺷﻘﺎوة اﺑﻦ آدم ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺳﻌﺎدة اﺑﻦ آدم‪ :‬اﻟﻤﺮأة اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺴﻜﻦ اﻟﺼﺎﻟﺢ‪ ،‬واﻟﻤﺮﻛﺐ اﻟﺼﺎﻟﺢ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﻘﺎوة اﺑﻦ آدم‪:‬اﻟﻤﺮأة‬
‫اﻟﺴﻮء‪ ،‬واﻟﻤﺴﻜﻦ اﻟﺴﻮء‪ ،‬واﻟﻤﺮﻛﺐ اﻟﺴ ﻮء"‪ .‬رواه أﺣﻤ ﺪ ﺑﺴ ﻨﺪ ﺻ ﺤﯿﺢ ورواه اﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ‪ ،‬واﻟﺒ ﺰاز‪ ،‬واﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء‬
‫ﺗﻔﺴ ﯿﺮ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻓ ﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ آﺧ ﺮ رواه اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ‪ :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻌﺎدة‪ :‬اﻟﻤ ﺮأة‬
‫اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ‪ ،‬ﺗﺮاھﺎ ﺗُﻌﺠﺒﻚ‪ ،‬وﺗﻐﯿﺐ ﻓﺘﺄﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬واﻟﺪاﺑ ﺔ ﺗﻜ ﻮن وﻃﯿﺌ ﺔ ﺗُﻠﺤﻘ ﻚ ﺑﺄﺻ ﺤﺎﺑﻚ‪ ،‬واﻟ ﺪار ﺗﻜ ﻮن واﺳ ﻌﺔ ﻛﺜﯿ ﺮة‬
‫اﻟﻤﺮاﻓﻖ‪ ،‬وﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻘﺎء ‪ :‬اﻟﻤﺮأة ﺗﺮاھﺎ ﻓﺘﺴﻮءك‪ ،‬وﺗﺤﻤﻞ ﻟﺴﺎﻧﮭﺎ ﻋﻠﯿﻚ‪ ،‬وإن ﻏﺒﺖ ﻋﻨﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬واﻟﺪاﺑﺔ‬

‫‪١٩٩‬‬
‫ﺗﻜﻮن ﻗَﻄﻮﻓﺎً ﻓﺈن ﺿﺮﺑﺘﮭﺎ أﺗﻌﺒﺘﻚ‪ ،‬وإن ﺗﺮﻛﺘﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺤﻘﻚ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻚ‪ ،‬واﻟﺪار ﺗﻜﻮن ﺿﯿﻘﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ اﻟﻤﺮاﻓ ﻖ " واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻃﯿﺌﺔ‪ :‬ذﻟﻮل ﺳﺮﯾﻌﺔ اﻟﺴﯿﺮ‪.‬‬ ‫ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻄﻮﻓﺎً ‪ :‬أي ﺑﻄﯿﺌﺔ ‪.‬‬

‫واﻟﺰواج ﻋﺒﺎدة ﯾﺴﺘﻜﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﮭﺎ ﻧﺼﻒ دﯾﻨﮫ‪ ،‬وﯾﻠﻘﻰ ﺑﮭﺎ رﺑﮫ ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻟﻄُﮭﺮ واﻟﻨﻘ ﺎء‪ ..‬ﻓﻌ ﻦ أﻧ ﺲ رﺿ ﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ رزﻗ ﮫ اﷲ اﻣ ﺮأة ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ﻓﻘ ﺪ أﻋﺎﻧ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻄﺮ دﯾﻨ ﮫ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺘ ﻖ اﷲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺒﺎﻗﻲ" رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﻗﺎل ﺻﺤﯿﺢ اﻹﺳﻨﺎد‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد "ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻣﻦ أﺟﻠ ﻰ إﻻ ﻋﺸ ﺮة أﯾ ﺎم‪ ،‬وأﻋﻠ ﻢ أﻧ ﻲ أﻣ ﻮت ﻓ ﻲ آﺧﺮھ ﺎ وﻟ ﻲ ﻃ ﻮل اﻟﻨﻜ ﺎح ﻓ ﯿﮭﻦ‪ ،‬ﻟﺘﺰوﺟ ﺖ‬
‫ﻣﺨﺎﻓﺔ اﻟﻔﺘﻨﺔ" ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫وإﻧﻤﺎ رﻏﱠﺐ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ‪ ،‬وﺣﺒﺐ ﻓﯿﮫ ﻟﻤﺎ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ آﺛﺎر ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻣﺔ ﺟﻤﯿﻌﺎً ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮع اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻓﺈن اﻟﻐﺮﯾﺰة اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ ﻣﻦ أﻗﻮى اﻟﻐﺮاﺋﺰ وأﻋﻨﻔﮭﺎ‪ ،‬وھﻲ ﺗُﻠﺢﱡ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ داﺋﻤﺎً ﻓﻲ إﯾﺠﺎد ﻣﺠﺎل ﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﯾُﺸﺒﻌﮭﺎ‬
‫اﻧﺘﺎب اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻀﯿﻖ واﻻﺿﻄﺮاب‪ ،‬وﻧﺰﻋﺖ ﺑﮫ إﻟﻰ ﺷﺮ ﻣﻨﺰع‪ ،‬واﻟﺰواج ھﻮ أﺣﺴﻦ وﺿﻊ ﻃﺒﯿﻌﻲ‪ ،‬وأﻧﺴﺐ ﻣﺠﺎل ﺣﯿﻮي‬
‫ﻹرواء اﻟﻐﺮﯾ ﺰة وإﺷ ﺒﺎﻋﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﮭ ﺪأ اﻟﺒ ﺪن ﻣ ﻦ اﻻﺿ ﻄﺮاب ‪ ،‬وﺗﺴ ﻜﻦ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺮاع‪ ،‬وﯾﻜ ﻒﱡ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ اﻟﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺮام‪،‬‬
‫وﺗﻄﻤﺌﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ ‪ ،‬وھﺬا ھﻮ ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯿﮫ اﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ " وﻣﻦ آﯾﺎﺗ ﮫ أن ﺧﻠ ﻖ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ أﻧﻔﺴ ﻜﻢ أزواﺟ ﺎً ﻟﺘﺴ ﻜﻨﻮا‬
‫إﻟﯿﮭﺎ وﺟﻌﻞ ﺑﯿﻨﻜﻢ ﻣﻮدة ورﺣﻤﺔ‪ ،‬إن ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻵﯾﺎت ﻟﻘﻮم ﯾﺘﻔﻜﺮون"‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إن اﻟﻤ ﺮأة ﺗُﻘﺒِ ﻞُ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة ﺷ ﯿﻄﺎن‪ ،‬وﺗُ ﺪﺑﺮ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة‬
‫ﺷﯿﻄﺎن‪ ،‬ﻓﺈذا رأى أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻣﺎ ﯾُﻌﺠﺒﮫ ﻓﻠْﯿﺄتِ أھﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﯾﺮد ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ"‪ .‬رواه ﻣﺴــــــــــﻠﻢ وأﺑــــﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ .٢‬واﻟﺰواج ھﻮ أﺣﺴﻦ وﺳﯿﻠﺔ ﻹﻧﺠﺎب اﻷوﻻد‪ ،‬وﺗﻜﺜﯿﺮ اﻟﻨﺴﻞ‪ ،‬واﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﯿﺎة ﻣ ﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻧﺴ ﺎب اﻟﺘ ﻲ ﯾﻮﻟﯿﮭ ﺎ اﻹﺳ ﻼم‬
‫ﻋﻨﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺗﺰوﱠﺟﻮا اﻟ ﻮدود اﻟﻮﻟ ﻮد‪ ،‬ﻓ ﺈﻧﻲ ﻣُﻜ ﺎﺛﺮ ﺑﻜ ﻢ اﻷﻧﺒﯿ ﺎء ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ"‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫دﺧﻞ اﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ‪ -‬وﯾﺰﯾﺪ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬وھﻮ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ إﻋﺠﺎﺑﺎً ﺑﮫ ‪ -‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ أﺑﺎ ﺑﺤﺮ ﻣﺎ ﺗﻘ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﻮﻟ ﺪ ؟ ﻓﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺎ‬
‫أراد‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ‪ ،‬ھﻢ ﻋﻤﺎد ﻇﮭﻮرﻧﺎ‪ ،‬وﺛﻤﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ‪ ،‬وﻗُﺮﱠةُ أﻋﯿﻨﻨﺎ‪ ،‬ﺑﮭﻢ ﻧﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻨﺎ‪ ،‬وھﻢ اﻟﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻧﺎ‪ ،‬ﻓﻜﻦ‬
‫ﻟﮭﻢ أرﺿﺎً ذﻟﯿﻠﺔ وﺳ ﻤﺎء ﻇﻠﯿﻠ ﺔ‪ ،‬إن ﺳ ﺄﻟﻮك ﻓ ﺄَﻋﻄﮭﻢ‪ ،‬وإن اﺳ ﺘﻌﺘﺒﻮك ﻓ ﺄﻋﺘﺒﮭﻢ‪ ،‬ﻻ ﺗﻤ ﻨﻌﮭﻢ رِﻓْ ﺪك ﻓَﯿَﻤﻠّ ﻮا ﻗﺮﺑ ﻚ‪ ،‬وﯾﻜﺮھ ﻮا ﺣﯿﺎﺗ ﻚ ‪،‬‬
‫وﯾﺴﺘﺒﻄﺌﻮا وﻓﺎﺗﻚ"‪ .‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﷲ درك ﯾﺎ أﺑﺎ ﺑﺤﺮ ‪ ،‬ھﻢ ﻛﻤﺎ وﺻﻔﺖ‪.‬‬
‫اﺳﺘﻌﺘﺒﻮك‪ :‬ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻨﻚ اﻟﺮﺿﻰ‪ .‬رﻓﺪك ‪ :‬أي ﻋﻄﺎءك ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺛﻢ أن ﻏﺮﯾﺰة اﻷُﺑﻮﱠة واﻷﻣﻮﻣﺔ ﺗﻨﻤﻮ وﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻇﻼل اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ‪ ،‬وﺗﻨﻤﻮ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻄﻒ واﻟ ﻮد واﻟﺤﻨ ﺎن‪ ،‬وھ ﻲ ﻓﻀ ﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﻜﻤ ﻞ‬
‫إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ إﻧﺴﺎن ﺑﺪوﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺸﻌﻮر ﺑِﺘَﺒﻌﺔِ اﻟﺰواج‪ ،‬ورﻋﺎﯾﺔ اﻷوﻻد ﯾﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط وﺑﺬل اﻟﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﯾﺔ ﻣﻠﻜﺎت اﻟﻔﺮد وﻣﻮاھﺒﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ‬
‫أﺟﻞ اﻟﻨﮭﻮض ﺑﺄﻋﺒﺎﺋﮫ‪ ،‬واﻟﻘﯿﺎم ﺑﻮاﺟﺒﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻜﺜﺮ اﻻﺳﺘﻐﻼل وأﺳﺒﺎب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﻤﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﺜﺮوة وﻛﺜﺮة اﻹﻧﺘﺎج‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺗﻮزﯾﻊ اﻷﻋﻤﺎل ﺗﻮزﯾﻌﺎً ﯾﻨﺘﻈﻢ ﺑﮫ ﺷﺄن اﻟﺒﯿﺖ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺘﻈﻢ ﺑﮫ اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎرﺟﮫ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى‪ .‬ﻣﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﻓﯿﻤﺎ ﯾُﻨﺎط ﺑﮫ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺮأة ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ رﻋﺎﯾ ﺔ اﻟﺒﯿ ﺖ وﺗ ﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﻨ ﺰل‪ ،‬وﺗﺮﺑﯿ ﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬وﺗﮭﯿﺌ ﺔ اﻟﺠ ﻮ اﻟﺼ ﺎﻟﺢ‬
‫ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻟﯿﺴﺘﺮﯾﺢ ﻓﯿﮫ ‪،‬وﯾﺠﺪ ﻣﺎ ﯾﺬھﺐ ﺑﻌﻨﺎﺋﮫ‪ ،‬وﯾﺠﺪد ﻧﺸﺎﻃﮫ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺴﻌﻰ اﻟﺮﺟﻞ وﯾﻨﮭﺾ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ اﻟﺒﯿﺖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل‬
‫وﻧﻔﻘ ﺎت‪ ،‬وﺑﮭ ﺬا اﻟﺘﻮزﯾ ﻊ اﻟﻌ ﺎدل ﯾُ ﺆدﱢي ﻛ ﻞ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ وﻇﺎﺋﻔ ﮫ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺟ ﮫ اﻟ ﺬي ﯾﺮﺿ ﺎه اﷲ وﯾﺤﻤ ﺪه اﻟﻨ ﺎس‪ ،‬وﯾﺜﻤ ﺮ اﻟﺜﻤ ﺎر‬
‫اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﯾُﺜﻤﺮه اﻟﺰواج ﻣﻦ ﺗﺮاﺑﻂ اﻷﺳﺮ‪ ،‬وﺗﻘﻮﯾﺔ أواﺻﺮ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺎﺋﻼت وﺗﻮﻛﯿﺪ اﻟﺼﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺒﺎرﻛﮫ اﻹﺳﻼم‬
‫وﯾﻌﻀﱢﺪه وﯾُﺴﺎﻧﺪه‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻂ اﻟﻤُﺘﺤﺎبﱠ ھﻮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻘﻮي اﻟﺴﻌﯿﺪ‪ ] .‬اﻧﻈﺮ ﻓﻘﮫ اﻟﺴﻨﺔ م‪ ٢‬ص ‪ - ١٢ - ٥‬ﺑﺘﺼﺮف [ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺰواج اﻟﻮاﺟﺐ ‪:‬‬
‫ﯾﺠﺐ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺪر ﻋﻠﯿﮫ وﺗﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﮫ إﻟﯿﮫ وﺧﺸﻲ اﻟﻌﻨﺖ‪ ) .‬أي اﻟﺰﻧﺎ (‪.‬‬
‫ﻷن ﺻﯿﺎﻧﺔ اﻟﻨﻔﺲ وإﻋﻔﺎﻓﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺮام واﺟـــــﺐ وﻻ ﯾﺘﻢ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﺎﻟﺰواج ) وﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻢ اﻟﻮاﺟﺐ إﻻ ﺑ ﮫ ﻓﮭ ﻮ واﺟ ﺐ(‪ .‬ﻓ ﺈن‬
‫ﺗﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﮫ إﻟﯿﮫ وﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﻌﮫ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﯿﺴﺘﻌﻔﻒ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺠﺪون ﻧﻜﺎﺣﺎً ﺣﺘﻰ ﯾُﻐﻨﯿﮭﻢ اﷲ‬
‫ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ " وﻟﯿُﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﯿﺎم‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬‬
‫ﯾﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﺸﺒﺎب‪ ،‬ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻨﻜﻢ اﻟﺒﺎءة ﻓﻠﯿﺘﺰوج‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ أﻏﺾ ﻟﻠﺒﺼﺮ‪ ،‬وأَﺣﺼﻦُ ﻟﻠﻔﺮج‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﯿ ﮫ ﺑﺎﻟﺼ ﻮم‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﻟ ﮫ‬
‫وﺟﺎء "‪.‬‬

‫‪ .٢‬اﻟﺰواج اﻟﻤُﺴﺘﺤﺐ ‪:‬‬

‫‪٢٠٠‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ﺗﺎﺋﻘﺎً ﻟﮫ وﻗﺎدراً ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ ﯾﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻗﺘﺮاف ﻣﺎ ﺣﺮم اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺰواج ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﮫ‪ ،‬وﯾﻜ ﻮن‬
‫أوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎدة‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺮھﺒﺎﻧﯿﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺷﻲء‪،‬روى اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺗﺰوﺟﻮا ﻓﺈﻧﻲ ﻣُﻜﺎﺛﺮ ﺑﻜﻢ اﻷﻣﻢ‪ ،‬وﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻛﺮھﺒﺎﻧﯿﺔ اﻟﻨﺼﺎرى" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﻷﺑﻲ اﻟﺰواﺋﺪ ‪ ":‬إﻧﻤﺎ ﯾﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﺰوﱡج ﻋَﺠْﺰٌ أو ﻓُﺠﻮرٌ " ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ " :‬ﻻ ﯾَﺘِﻢﱡ ﻧﺴﻚ اﻟﻨﺎﺳﻚ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺰوج " ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﺰواج اﻟﺤﺮام ‪:‬‬

‫وﯾُﺤﺮﱠمُ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﯾُﺨﻞ ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻮطء واﻹﻧﻔﺎق‪ ،‬ﻣﻊ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﯿﮫ وﺗﻮﻗﺎﻧﮫ إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬ﻓﻤﺘﻰ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﺰوج أﻧ ﮫ ﯾﻌﺠ ﺰ ﻋ ﻦ ﻧﻔﻘ ﺔ زوﺟﺘ ﮫ‪ ،‬أو ﺻ ﺪاﻗﮭﺎ أو ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺣﻘﻮﻗﮭ ﺎ اﻟﻮاﺟﺒ ﺔ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾَﺤِ ﻞﱡ ﻟ ﮫ أن‬
‫ﯾﺘﺰوﺟﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾُﺒﯿﻦ ﻟﮭﺎ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﮫ ﻋﻠﺔ ﺗﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع‪ ،‬ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾُﺒﯿﻦ ﻛﯿﻼ ﯾُﻐِﺮﱠ ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻐﺮھﺎ ﺑﻨﺴﺐ ﯾﺪﻋﯿﮫ وﻻ ﻣﺎل وﻻ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﯾﺬﻛﺮھﺎ‪،‬وھﻮ ﻛﺎذب ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة إذا ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮭﺎ‬
‫اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ ﺑﺤﻘﻮق اﻟﺰوج‪ ،‬أو ﻛﺎن ﺑﮭﺎ ﻋﻠﺔ ﺗﻤﻨﻊ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻨﻮن‪ ،‬أو ﺟُﺬام أو ﺑﺮص ‪ ،‬أو داء ﻓﻲ اﻟﻔﺮج‪ ،‬ﻟ ﻢ ﯾﺠ ﺰ ﻟﮭ ﺎ‬
‫أن ﺗَﻐﺮّه‪ ،‬وﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻊ اﻟﺴﻠﻌﺔ أن ﯾُﺒﯿﻦ ﻣﺎ ﺑﺴﻠﻌﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﱠﺘُﻞِ ﻟﻠﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫) واﻟﺘﺒﺘﻞ ‪ :‬أي ﺗﺮك اﻟﺰواج واﻻﻧﻘﻄﺎع إﻟﻰ اﻟﻌﺒﺎدة (‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ‪ :‬رد رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺜﻤ ﺎن ﺑ ﻦ ﻣﻈﻌ ﻮن اﻟﺘﺒﺘ ﻞ‪ ،‬وﻟ ﻮ أذن ﻟ ﮫ ﻻﺧﺘﺼ ﯿﻨﺎ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬أي ﻟﻮ أذن ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺘﺒﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﯾُﻔﻀﻲ ﺑﻨﺎ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﻻﺧﺘﺼﺎء‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﺒﺘﻞ اﻟﺬي أراده ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮن‪ :‬ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﻄﯿﺐ وﻛﻞ ﻣﺎ ﯾُﺘﻠﺬذ ﺑﮫ ﻓﻠﮭﺬا أﻧﺰل ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ‬
‫آﻣﻨﻮا‪ ،‬ﻻ ﺗُﺤﺮﱢﻣﻮا ﻃﯿﺒـﺎت ﻣﺎ أﺣــﻞ اﷲ ﻟﻜــﻢ وﻻ ﺗﻌﺘــﺪوا‪ ،‬إن اﷲ ﻻ ﯾُﺤﺐ اﻟﻤﻌﺘﺪﯾــﻦ" ‪ ] .‬اﻟﻤﺎﺋﺪة [‪.‬‬

‫ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺞ ‪:‬‬

‫وإن اﺣﺘﺎج اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺰواج وﺧﺸﻲ اﻟﻌَﻨَﺖَ ﺑﺘﺮﻛﮫ ﻗﺪﱠﻣﮫ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺞ اﻟﻮاﺟ ﺐ‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ ﯾﺨ ﻒ ﻗ ﺪﱠم اﻟﺤ ﺞ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ .‬وﻛ ﺬﻟﻚ‬
‫ﻓﺮوض اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ ‪ -‬ﻛﺎ ﻟﻌﻠﻢ واﻟﺠﮭﺎد ‪ -‬ﺗُﻘﺪﱠمُ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج إن ﻟﻢ ﯾﺨﺶَ اﻟﻌﻨﺖ‪.‬‬

‫اﻹﻋﺮاض ﻋﻦ اﻟﺰواج وﺳﺒﺒﮫ ‪:‬‬

‫ﺗﺒﯿﻦ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪم أن اﻟﺰواج ﺿﺮورة ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭ ﺎ‪ ،‬وأﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻤﻨ ﻊ ﻣﻨ ﮫ إﻻ اﻟﻌﺠ ﺰ أو اﻟﻔﺠ ﻮر ﻛﻤ ﺎ ﻗ ﺎل أﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﻤ ﺮ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬وأن اﻟﺮھﺒﺎﻧﯿﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻣ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء‪ ،‬وأن اﻹﻋ ﺮاض ﻋ ﻦ اﻟ ﺰواج ﯾُﻔ ﻮﱢت ﻋﻠ ﻰ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻛﺜﯿ ﺮاً ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻊ‬
‫واﻟﻤﺰاﯾﺎ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ھﺬا ﻛﺎﻓﯿﺎً ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤُﺴﻠﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﮭﯿﺌﺔ أﺳ ﺒﺎﺑﮫ وﺗ ﻮﻓﯿﺮ وﺳ ﺎﺋﻠﮫ ﺣﺘ ﻰ ﯾ ﻨﻌﻢ ﺑ ﮫ اﻟﺮﺟ ﺎل واﻟﻨﺴ ﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺧ ﺮج ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷُﺳَ ﺮِ ﻋ ﻦ ﺳ ﻤﺎﺣﺔ اﻹﺳ ﻼم وﺳ ﻤﻮ ﺗﻌﺎﻟﯿﻤ ﮫ‪ ،‬ﻓﻌﻘّ ﺪوا اﻟ ﺰواج ووﺿ ﻌﻮا‬
‫اﻟﻌﻘﺒﺎت ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﮫ‪ ،‬وﺧﻠّﻔﻮا ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻌﻘﯿﺪ أزﻣﺔ ﺗَﻌﺮّضَ ﺑﺴﺒﺒﮭﺎ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻵﻻم اﻟﻌﺰوﺑﺔ وﺗَﺒﺎرﯾﺤﮭﺎ ‪ ،‬واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ واﻟﺼﻼت اﻟﺨﻠﯿﻌﺔ‪.‬‬

‫اﺧﺘﯿﺎر اﻟﺰوﺟﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﺰوﺟﺔ ﺳﻜﻦ ﻟﻠﺰوج‪ ،‬وﺣَﺮْثٌ ﻟﮫ‪ ،‬وھﻲ ﺷﺮﯾﻜﺔ ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ ،‬ورﺑﱠﺔُ ﺑﯿﺘﮫ‪ ،‬وأم أوﻻده‪ ،‬وﻣَﮭْﻮى ﻓ ﺆاده‪ ،‬وﻣﻮﺿ ﻊ ﺳِ ﺮﱢه وﻧﺠ ﻮاه ‪،‬‬
‫وھ ﻲ أھ ﻢ رُﻛ ﻦ ﻣ ﻦ أرﻛ ﺎن اﻷﺳ ﺮة‪ ،‬إذ ھ ﻲ اﻟﻤُﻨﺠﺒ ﺔ ﻟ ﻸوﻻد‪ ،‬وﻋﻨﮭ ﺎ ﯾﺮﺛ ﻮن ﻛﺜﯿ ﺮاً ﻣ ﻦ اﻟﻤﺰاﯾ ﺎ واﻟﺼ ﻔﺎت‪ ،‬وﻓ ﻲ أﺣﻀ ﺎﻧﮭﺎ ﺗﺘﻜ ﻮن‬
‫ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﻄﻔﻞ‪ ،‬وﺗﺘﺮﺑﻰ ﻣﻠﻜﺎﺗﮫ وﯾﺘﻠﻘﻰ ﻟﻐﺘﮫ‪ ،‬وﯾﻜﺘﺴﺐ ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﯿﺪه وﻋﺎداﺗﮫ‪ ،‬وﯾﺘﻌﺮف دﯾﻨﮫ‪ ،‬وﯾﺘﻌﻮﱠد اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ ھﺬا ﻋُﻨﻲ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﺧﺘﯿﺎر اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ‪ ،‬وﺟﻌﻠﮭﺎ ﺧﯿﺮ ﻣﺘﺎع ﯾﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻄﻠﻊ إﻟﯿﮫ واﻟﺤﺮص ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺗُﻨﻜﺢ اﻟﻤﺮأة ﻷرﺑﻊ‪ :‬ﻟﻤﺎﻟﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﺤﺴﺒﮭﺎ‪ ،‬وﻟﺠﻤﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬وﻟﺪﯾﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻇﻔﺮ ﺑﺬات اﻟﺪﯾﻦ‬
‫ﺗَﺮِﺑَﺖْ ﯾﺪاك" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺔ‪:‬‬ ‫ﺎرﱠة اﻷﻣﯿﻨ‬ ‫ﺔ اﻟﺒ‬ ‫ﺎ اﻟﺠﻤﯿﻠ‬ ‫ﺎﻟﺤﺔ‪ ،‬وأﻧﮭ‬ ‫ﺮأة اﻟﺼ‬ ‫ﺪاً ﻟﻠﻤ‬ ‫ﻊ ﺗﺤﺪﯾ‬ ‫وﯾﻀ‬
‫ﻓﯿﻘﻮل " ﺧﯿﺮ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ إذا ﻧَﻈَ ﺮْتَ إﻟﯿﮭ ﺎ ﺳ ﺮﺗﻚ‪ ،‬وإذا أﻣﺮﺗﮭ ﺎ أﻃﺎﻋﺘ ﻚ‪ ،‬وإذا أﻗﺴ ﻤﺖ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ أَﺑَﺮَﺗْ ﻚ‪ ،‬وإذا ﻏﺒ ﺖ ﻋﻨﮭ ﺎ ﺣﻔﻈﺘ ﻚ ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻣﺎﻟﻚ" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮه ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻤﺰاﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﺗﻮﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ‪ :‬أن ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﯿﺌﺔ ﻛﺮﯾﻤﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻋﺘﺪال اﻟﻤﺰاج‪ ،‬وھﺪوء اﻷﻋﺼﺎب‪ ،‬واﻟﺒﻌﺪ‬
‫ﻋﻦ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ أﺟﺪر أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ وﻟﺪھﺎ‪ ،‬راﻋﯿﺔ ﻟﺤﻖ زوﺟﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺧﻄﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ )أم ھﺎﻧﻲء( ﻓﺎﻋﺘﺬرت إﻟﯿﮫ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ أوﻻد‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ " :‬ﺧﯿﺮ ﻧﺴﺎء رﻛ ﺒﻦ اﻹﺑ ﻞ‬
‫ﺻﺎﻟﺢُ ﻧﺴﺎء ﻗﺮﯾﺶ ‪ ،‬أَﺣْﻨﺎه ﻋﻠﻰ وﻟﺪ ﻓﻲ ﺻِﻐَﺮِه‪ ،‬وأرﻋﺎه ﻋﻠﻰ زوج ﻓﻲ ذات ﯾﺪه " ) أي ﻣﺎﻟﮫ ( واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وﻃﺒﯿﻌﺔ اﻷﺻﻞ اﻟﻜﺮﯾﻢ أن ﯾﺘﻔﺮع ﻋﻨﮫ ﻣِﺜْﻠُﮫ‪.‬‬

‫‪٢٠١‬‬
 ‫ﯾﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ‪ " :‬اﻟﻨ ﺎس ﻣﻌ ﺎدن ﻛﻤﻌ ﺎدن اﻟ ﺬھﺐ واﻟﻔﻀ ﺔ‪ ،‬ﺧﯿ ﺎرھﻢ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﺧﯿﺎرھﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم إذا ﻓَﻘِﮭُﻮا"‪.‬‬
‫ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺰوﺟﺔ ﻣُﻨﺠﺒﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺮف ذﻟﻚ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺑﺪﻧﮭﺎ وﺑﻘﯿﺎﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﯿﻼﺗﮭﺎ ﻣﻦ أﺧﻮاﺗﮭﺎ وﻋﻤﺎﺗﮭﺎ وﺧﺎﻻﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺧﻄﺐ رﺟﻞ اﻣﺮأة ﻋﻘﯿﻤﺎً ﻻ ﺗﻠﺪ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻲ ﺧﻄﺒﺖ اﻣﺮأة ذات ﺣَﺴَﺐٍ‪ ،‬وﺟﻤﺎل وأﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻠﺪ‪ .‬ﻓﻨﮭﺎه رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﺎل‪ " :‬ﺗﺰوﺟﻮا اﻟﻮدود اﻟﻮﻟﻮد‪ ،‬ﻓﺈﻧﻲ ﻣُﻜﺎﺛﺮ ﺑﻜﻢ اﻷﻣﻢ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ" واﻟ ﻮدود ھ ﻲ اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘ ﻮدد إﻟ ﻰ‬
‫زوﺟﮭﺎ وﺗﺘﺤﺒﺐ إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﺗﺒﺬل ﻃﺎﻗﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﮫ‪ ،‬واﻹﻧﺴﺎن ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮫ ﯾﻌﺸﻖ اﻟﺠﻤﺎل وﯾﮭﻮاه‪ ،‬وﯾﺸﻌﺮ داﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﻗﺮارة ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻓﺎﻗﺪ‬
‫ﻟﺸﻲء ﻣﻦ ذاﺗﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﺸﻲء اﻟﺠﻤﯿﻞ ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا أﺣﺮزه واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﻌﺮ ﺑﺴﻜﻦ ﻧﻔﺴﻲ‪ ،‬وارﺗﻮاء ﻋﺎﻃﻔﻲ وﺳﻌﺎدة ‪ ،‬وﻟﮭﺬا‬
‫ﻟﻢ ﯾُﺴْﻘِﻂ اﻹﺳﻼم اﻟﺠﻤﺎل ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﮫ ﻋﻨﺪ اﺧﺘﯿﺎر اﻟﺰوﺟﺔ‪ .‬ﺧﻄﺐ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ اﻣﺮأة ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ‪ " :‬اذھﺐ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ أﺣﺮى أن ﯾُﺆْدَمَ ﺑﯿﻨﻜﻤﺎ ] أي ﺗ ﺪوم ﺑﯿﻨﻜﻤ ﺎ اﻟﻤ ﻮدة واﻟﻌﺸ ﺮة [‪ .‬ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة‬
‫)‪. (٣١٠٧‬‬
‫وﻧﺼﺢ اﻟﺮﺳﻮل رﺟﻼً ﺧﻄﺐ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر وﻗﺎل ﻟﮫ ‪ " :‬اﻧﻈ ﺮ إﻟﯿﮭ ﺎ ﻓ ﺈنﱠ ﻓ ﻲ أﻋ ﯿﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﺷ ﯿﺌﺎً" ‪ .‬وﻛ ﺎن ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ‬
‫ﯾﺨﺘﺒﻲء ﻟﻤﻦ ﯾُﺮﯾﺪ اﻟﺘﺰوج ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻟﯿﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ رؤﯾﺘﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺪﻋﻮه إﻟﻰ اﻻﻗﺘﺮان ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫وﯾُﺴﺘﺤﺴﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺰوﺟﺔ ﺑِﻜﺮاً‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺒﻜﺮ ﺳﺎذﺟﺔ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ﻟﮭﺎ ﻋﮭﺪ ﺑﺎﻟﺮﺟ ﺎل‪ ،‬ﻓﯿﻜ ﻮن اﻟﺘ ﺰوﯾﺞ ﺑﮭ ﺎ أدﻋ ﻰ إﻟ ﻰ ﺗﻘﻮﯾ ﺔ‬
‫ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﺣﺒﮭﺎ ﻟﺰوﺟﮭﺎ أﻟﺼﻖ ﺑﻘﻠﺒﮭﺎ " ﻓﻤﺎ اﻟﺤﺐ إﻻ ﻟﻠﺤﺒﯿﺐ اﻷول" ‪.‬‬
‫وﻟﻤّﺎ ﺗﺰوج ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺛﯿّﺒﺎً ﻗﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ھَﻼﱠ ﺑﻜﺮاً ﺗﻼﻋﺒﮭﺎ وﺗﻼﻋﺒﻚ ؟ " ﻓ ﺄﺧﺒﺮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺄن أﺑﺎه ﻗﺪ ﺗﺮك ﺑﻨﺎت ﺻﻐﺎراً ‪ ،‬وھﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ رﻋﺎﯾﺔ اﻣﺮأة ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺷ ﺌﻮﻧﮭﻦ‪ ،‬وأن اﻟﺜﱠﯿﱢ ﺐَ أﻗ ﺪر ﻋﻠ ﻰ‬
‫ھﺬه اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺮ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺪرﱠب ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﻨﺰل‪.‬‬
‫وﻣﻤﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻣﻼﺣﻈﺘﮫ أن ﯾﻜﻮن ﺛﻤﱠﺔ ﺗﻘﺎرب ﺑﯿﻦ اﻟﺰوج واﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺴﻦ واﻟﻤﺮﻛﺰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬
‫واﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺘﻘﺎرب ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻨﻮاﺣﻲ ﻣﻤﺎ ﯾُﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ دوام اﻟﻌِﺸْﺮَةِ‪ ،‬وﺑﻘﺎء اﻷُﻟْﻔَﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺧﻄﺐ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﮭﺎ ﺻﻐﯿﺮة‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺧﻄﺒﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰّ‬
‫زوﺟﮭﺎ إﯾﺎه ‪.‬‬
‫ھﺬه ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ أرﺷﺪ اﻹﺳﻼم إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻟﯿﺘﺨﺬھﺎ ﻣﺮﯾﺪو اﻟﺰواج ﻧﺒﺮاﺳﺎً ﯾﺴﺘﻀﯿﺌﻮن ﺑﮫ‪ ،‬وﯾﺴﯿﺮون ﻋﻠﻰ ھﺪاه‪.‬‬

‫اﺧﺘﯿﺎر اﻟﺰوج ‪:‬‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﻲﱢ أن ﯾﺨﺘﺎر ﻟﻜﺮﯾﻤﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺰوﺟﮭﺎ إﻻ ﻟﻤﻦ ﻟﮫ دﯾﻦ وﺧﻠﻖ وﺷﺮف وﺣﺴ ﻦ ﺳَ ﻤْﺖ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻋﺎﺷ ﺮھﺎ ﺑﻤﻌ ﺮوف‪ ،‬وإن‬
‫ﺳﺮّﺣﮭﺎ ﺳّﺮﺣﮭﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎن‪.‬‬
‫ﻗﺎل رﺟﻞ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‪ :‬إن ﻟﻲ ﺑﻨﺘﺎً‪ ،‬ﻓَﻤَﻦَ ﺗﺮى أن أزوﺟﮭﺎ ﻟﮫ ؟ ﻗﺎل‪ :‬زوﱢﺟﮭﺎ ﻣﻤ ﻦ ﯾﺘﻘ ﻲ اﷲ‪ ،‬ﻓ ﺈن أﺣﺒﮭ ﺎ أﻛﺮﻣﮭ ﺎ‪ ،‬وإن‬
‫أﺑﻐﻀﮭﺎ ﻟﻢ ﯾﻈﻠﻤﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪ :‬اﻟﻨﻜﺎح رِقﱞ ﻓﻠﯿﻨﻈﺮ أﺣﺪﻛﻢ أﯾﻦ ﯾﻀﻊ ﻛﺮﯾﻤﺘﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺨِﻄﺒﺔ‬
‫واﻟﺨِﻄﺒﺔ ﻣ ﻦ ﻣﻘ ﺪﻣﺎت اﻟ ﺰواج ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺷ ﺮﻋﮭﺎ اﷲ ﻗﺒ ﻞ اﻻرﺗﺒ ﺎط ﺑﻌﻘ ﺪ اﻟﺰوﺟﯿ ﺔ ﻟﯿﺘﻌ ﺮف ﻛ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ‪،‬‬
‫وﯾﻜﻮن اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ ھُﺪَىً وﺑﺼﯿﺮة‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺗُﺒﺎح ﺧِﻄﺒﺘﮭﺎ‪:‬‬

‫ﺮﻃﺎن‪:‬‬ ‫ﺎﺷ‬ ‫ﻮاﻓﺮ ﻓﯿﮭ‬ ‫ﺮأة إﻻ إذا ﺗ‬ ‫ﺔ اﻣ‬ ‫ﺎح ﺧﻄﺒ‬ ‫أوﻻً‪ :‬ﻻ ﺗُﺒ‬
‫اﻷول‪ :‬أن ﺗﻜﻮن ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ زواﺟﮫ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل‪ .‬اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أﻻ ﯾﺴﺒﻘﮫ ﻏﯿﺮه إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺨﻄﺒﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻣﻮاﻧﻊ ﺷﺮﻋﯿﺔ‪ ،‬ﻛﺄن ﺗﻜﻮن ﻣُﺤﺮﱠﻣﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻤﺆﺑﺪة‪ ،‬أو اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ‪ ،‬أو ﻛﺎن ﻏﯿﺮه ﺳﺒﻘﮫ ﺑﺨﻄﺒﺘﮭﺎ‬
‫‪ -‬ﻓﻼ ﯾُﺒﺎح ﻟﮫ ﺧﻄﺒﺘﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺧِﻄﺒﺔ ﻣُﻌﺘﺪﱠة اﻟﻐﯿﺮ ‪:‬‬

‫ﺗَﺤﺮُم ﺧِﻄﺒﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪﱠة ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻋِﺪﺗُﮭﺎ ﻋِﺪﱠة وﻓﺎة أم ﻋِﺪﱠة ﻃﻼق‪ ،‬أﻛﺎن اﻟﻄﻼق ﻃﻼﻗﺎً رﺟﻌﯿﺎً أم ﺑﺎﺋﻨﺎً‪ .‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘ ﺪة ﻣ ﻦ‬
‫ﻃﻼق رﺟﻌﻲ ﺣﺮﻣﺖ ﺧﻄﺒﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﻋﺼﻤﺔ زوﺟﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﮫ ﻣﺮاﺟﻌﺘﮭﺎ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﺷ ﺎء ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧ ﺖ ﻣﻌﺘ ﺪة ﻣ ﻦ ﻃ ﻼق‬
‫ﺑﺎﺋﻦ ﺣﺮﻣﺖ ﺧﻄﺒﺘﮭﺎ ﺑﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ إذ ﺣﻖ اﻟﺰوج ﻻ ﯾﺰال ﻣﺘﻌﻠﻘﺎً ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﻟﮫ ﺣﻖ إﻋﺎدﺗﮭﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﺟﺪﯾﺪ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺗَﻘَﺪُمِ رﺟﻞ آﺧﺮ ﻟﺨﻄﺒﺘﮭﺎ‬
‫اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫واﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﺑﺨﻄﺒﺘﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺼﺤﯿﺢ ﺟﻮازه‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﺪة ﻣﻦ وﻓﺎة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﻟﺨﻄﺒﺘﮭﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺪة دون اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ‪ ،‬ﻷن ﺻﻠﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﻗﺪ اﻧﻘﻄﻌﺖ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎة‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺒﻖ‬
‫ﻟﻠﺰوج ﺣﻖ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺰوﺟﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﻣﺎت ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺣُﺮﱢﻣﺖ ﺧﻄﺒﺘﮭﺎ ﺑﻄﺮﯾ ﻖ اﻟﺘﺼ ﺮﯾﺢ‪ ،‬رﻋﺎﯾ ﺔ ﻟﺤ ﺰن اﻟﺰوﺟ ﺔ وإﺣ ﺪادھﺎ ﻣ ﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ‪،‬‬
‫وﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮر أھﻞ اﻟﻤﯿﱢﺖ وورﺛﺘﮫ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺟﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﻋﺮﱠﺿﺘﻢ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺧِﻄﺒﺔ اﻟﻨﺴﺎء أو أﻛﻨﻨﺘﻢ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻜﻢ‪ ،‬ﻋﻠ ﻢ اﷲ أﻧﻜ ﻢ ﺳ ﺘﺬﻛﺮوﻧﮭﻦ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ ﻻ‬
‫ﺗﻮاﻋﺪوھﻦ ﺳﺮاً‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻗﻮﻻً ﻣﻌﺮوﻓﺎً ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﺰﻣﻮا ﻋُﻘﺪة اﻟﻨﻜﺎح ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﻜﺘﺎب أﺟﻠﮫ ‪ ،‬واﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻜﻢ‬
‫ﻓﺎﺣﺬروه " ‪.‬‬

‫‪٢٠٢‬‬
‫واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬اﻟﻤﻌﺘﺪات ﻟﻮﻓﺎة أزواﺟﮭﻦ‪ ،‬ﻷن اﻟﻜﻼم ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ أن ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﯾﺪل ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‬
‫ﻟﻢ ﯾﺬﻛﺮه‪ .‬ﻣﺜﻞ أن " ﯾﻘﻮل ‪ :‬إﻧﻲ أرﯾﺪ اﻟﺰواج " و " ﻟَﻮَدَدْتُ أن ﯾﯿﺴﺮ اﷲ ﻟﻲ اﻣﺮأة ﺻﺎﻟﺤﺔ" أو ﯾﻘﻮل ‪ :‬إن اﷲ ﻟﺴﺎﺋﻖ ﻟ ﻚ ﺧﯿ ﺮاً ‪،‬‬
‫واﻟﮭﺪﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺘﺪة ﺟﺎﺋﺰة ‪ ،‬وھﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ‪ ،‬وﺟﺎﺋﺰ أن ﯾﻤﺪح ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وﯾﺬﻛﺮ ﻣﺂﺛﺮه ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﺑﺎﻟﺰواج ‪ ،‬وﻗﺪ ﻓﻌﻠﮫ أﺑﻮ‬
‫ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﺳﻜﯿﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻨﻈﻠﺔ ‪ :‬اﺳﺘﺄذن ﻋﻠﻲﱠ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲّ وﻟﻢ ﺗﻨﻘﺾ ﻋﺪﺗﻲ ﻣﻦ ﻣَﮭْﻠِﻚ زوﺟﻲ ‪ .‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻗﺮاﺑﺘﻲ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﺮاﺑﺘﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻲّ ‪ ،‬وﻣﻮﺿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮب‪ .‬ﻗُﻠْـﺖُ‪ :‬ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻚ ﯾﺎ أﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ‪ ،‬إﻧﻚ رﺟﻞ ﯾﺆﺧﺬ ﻋﻨﻚ ‪ ..‬ﺗﺨﻄﺒﻨﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻋﺪﺗﻲ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻤﺎ أﺧﺒﺮك ﺑﻘﺮاﺑﺘﻲ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﻦ ﻋﻠﻲّ ‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ اﻵراء أن اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﺎﻟﺨﻄﺒﺔ ﺣﺮام ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﻌﺘﺪات‪ ،‬واﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﻣﺒﺎح ﻟﻠﺒﺎﺋﻦ وﻟﻠﻤﻌﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺎة‪ ،‬وﺣﺮام ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﺪة ﻣﻦ‬
‫ﻃﻼق رﺟﻌﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﺨِﻄﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺒﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾﺨﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﺧِﻄﺒﺔ أﺧﯿﮫ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟﺨﺎﻃﺐ اﻷول وإﺳ ﺎءة إﻟﯿ ﮫ ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﯾ ﻨﺠﻢ‬
‫ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺸﻘﺎق ﺑﯿﻦ اﻷُﺳﺮ ‪ ،‬واﻻﻋﺘﺪاء اﻟﺬي ﯾُﺮوﱢعُ اﻵﻣﻨﯿﻦ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻤﺆﻣﻦ أﺧﻮ اﻟﻤﺆﻣﻦ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ أن ﯾﺒﺘﺎع ﻋﻠﻰ ﺑﯿﻊ أﺧﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺨﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﺧِﻄﺒﺔ أﺧﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﯾَﺬَرَ ‪ ) .‬أي ﯾﺘﺮك( رواه أﺣﻤﺪ‬
‫وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﻤﺎ ﯾﺮﻃﺐ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ وﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﻣﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻣﺤﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﮭﻨﺎء‪ ،‬أن ﯾﻨﻈﺮ اﻟﺮﺟ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة ﻗﺒ ﻞ اﻟﺨِﻄﺒ ﺔ ﻟﯿﻌ ﺮف‬
‫ﺟﻤﺎﻟﮭﺎ اﻟﺬي ﯾﺪﻋﻮه إﻟﻰ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺮان ﺑﮭﺎ‪ ،‬أو ﻗُﺒﺤﮭﺎ اﻟﺬي ﯾﺼﺮﻓﮭﺎ ﻋﻨﮭﺎ إﻟﻰ ﻏﯿﺮھﺎ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺎزم ﻻ ﯾﺪﺧﻞ ﻣﺪﺧﻼً ﺣﺘﻰ ﯾﻌﺮف ﺧﯿﺮه ﻣﻦ ﺷﺮه ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻗﺎل اﻷﻋﻤﺶ‪ :‬ﻛﻞ ﺗﺰوﯾﺞ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻧﻈ ﺮ ﻓ ﺂﺧﺮه ھ ﻢﱞ وﻏ ﻢّ‬
‫وھﺬا اﻟﻨﻈﺮ ﻧَﺪَبَ إﻟﯿﮫ اﻟﺸﺮع ورﻏﺐ ﻓﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا ﺧﻄﺐ أﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﺮأة‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﻨﻈﺮ ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﻧﻜﺎﺣﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ " واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة )‪ . (٢١٠٦‬ﻗ ﺎل ﺟ ﺎﺑﺮ‪ :‬ﻓﺨﻄﺒ ﺖُ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺳ ﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﻨ ﺖ‬
‫أﺧﺘﺒﻲء ﻟﮭﺎ ﺣﺘﻰ رأﯾﺖ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ دﻋﺎﻧﻲ إﻟﯿﮭﺎ ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻋﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ‪ :‬أﻧﮫ ﺧﻄﺐ اﻣﺮأة ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل اﷲ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻧﻈﺮت إﻟﯿﮭﺎ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬اﻧﻈﺮ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ أﺣﺮى أن ﯾﺆدم ﺑﯿﻨﻜﻤﺎ " ‪ ).‬أي أﺟﺪر أن ﯾﺪوم اﻟﻮﻓﺎق ﺑﯿﻨﻜﻤﺎ(‪ .‬رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(٣١٠٧‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺟﻼً ﺧﻄﺐ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أَﻧَﻈَﺮْتَ إﻟﯿﮭﺎ ؟ ‪ ...‬ﻗﺎل ﻻ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻓﺎذھﺐ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﻲ أﻋﯿﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﺷﯿﺌﺎً ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(٣٠٩٨‬‬

‫اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﯿﮭﺎ ‪:‬‬

‫ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺮﺟﻞ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﺟﮫ واﻟﻜﻔﯿﻦ ﻻ ﻏﯿﺮ‪ .‬ﻷﻧﮫ ﯾُﺴﺘﺪل ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﺟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎل أو‬
‫اﻟﺪﱠﻣﺎﻣﺔ‪ ،‬وإﻟﻰ اﻟﻜﻔﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺑﺔ اﻟﺒﺪن أو ﻋﺪﻣﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺎل داود ‪ :‬ﯾَﻨﻈﺮُ إﻟﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺒﺪن‪ .‬وﻗﺎل اﻷوزاﻋﻲ‪ :‬ﯾَﻨﻈﺮُ إﻟﻰ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻠﺤﻢ‪.‬‬
‫واﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻟﻢ ﺗُﻌﯿﻦ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻨﻈﺮ‪ ،‬ﺑﻞ أﻃﻠﻘﺖ ﻟﯿﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺤﺼﻞ ﻟﮫ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ )اﻧﻈﺮ ﻓﺘﺢ اﻟﻌﻼم ج ‪ ٢‬ص ‪.( ٨٩‬‬
‫واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر‪ :‬أن ﻋﻤﺮ ﺧﻄﺐ إﻟﻰ ﻋﻠﻲّ اﺑﻨﺘﮫ أم ﻛﻠﺜﻮم‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮ ﻟ ﮫ ﺻ ﻐﺮھﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬أﺑﻌَ ﺚُ‬
‫ﺑﮭﺎ إﻟﯿﻚ‪ ،‬ﻓﺈن رﺿﯿﺖ ﻓﮭﻲ اﻣﺮأﺗﻚ‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻞ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬ﻟﻮﻻ أﻧﻚ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻟَﺼَﻜَﻜْﺖُ ﻋﯿﻨﯿﻚ‪.‬‬
‫وإذا ﻧﻈﺮ إﻟﯿﮭﺎ وﻟﻢ ﺗُﻌﺠﺒﮫ ﻓﻠﯿﺴﻜﺖ وﻻ ﯾﻘﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺄذى ﺑﻤﺎ ﯾﺬﻛﺮ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻌﻞ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻌﺠﺒﮫ ﻣﻨﮭﺎ ﻗﺪ ﯾُﻌﺠﺐ ﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫ﻧَﻈَﺮُ اﻟﻤﺮأة إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ‪:‬‬

‫وﻟﯿﺲ ھﺬا اﻟﺤُﻜﻢ ﻣﻘﺼﻮراً ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻟﻠﻤﺮأة أﯾﻀﺎً ‪ ،‬ﻓﻠﮭﺎ أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ﻰ ﺧﺎﻃﺒﮭ ﺎ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾُﻌﺠﺒﮭ ﺎ ﻣﻨ ﮫ ﻣﺜ ﻞ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾُﻌﺠﺒﮫ ﻣﻨﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ‪ :‬ﻻ ﺗﺰوﺟﻮا ﺑﻨﺎﺗﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺪﻣﯿﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻌْﺠِﺒُﮭُﻦﱠ ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﻌﺠﺒﮭﻢ ﻣِﻨﮭﻦّ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﱡف ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎت ‪:‬‬

‫ھ ﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈ ﺮ اﻟ ﺬي ﯾُﻌ ﺮف ﺑ ﮫ اﻟﺠﻤ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟﻘُ ﺒﺢ‪ ،‬وأﻣ ﺎ ﺑﻘﯿ ﺔ اﻟﺼ ﻔﺎت اﻟﺨُﻠُﻘِﯿﱠ ﺔِ ﻓﺘﻌ ﺮف ﺑﺎﻟﻮﺻ ﻒ واﻻﺳﺘﯿﺼ ﺎف‪،‬‬
‫واﻟﺘﺤﺮي ﻣﻤﻦ ﺧﺎﻟﻄﻮھﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺷﺮة أو اﻟﺠﻮار‪ ،‬أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد ﻣﻤﻦ ھﻢ ﻣﻮﺿﻊ ﺛﻘﺘﮫ ﻣﻦ اﻷﻗﺮﺑﺎء ﻛﺎﻷم واﻷﺧﺖ‪.‬‬

‫ﺣﻈﺮ اﻟﺨﻠﻮة ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﯾَﺤْﺮُمُ اﻟﺨﻠﻮة ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺎﻃﺐ ﺣﺘﻰ ﯾﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮد اﻟﺸﺮع ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻨﻈﺮ‪ ،‬ﻓﺒﻘﯿﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪،‬‬
‫وﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺆﻣﻦ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻮة ﻣﻮاﻗﻌﺔ ﻣﺎ ﻧﮭﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا وُﺟﺪ ﻣَﺤْﺮَمٌ ﺟﺎزت اﻟﺨﻠﻮة‪ ،‬ﻻﻣﺘﻨﺎع وﻗﻮع اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ ﻣﻊ ﺣﻀﻮره‪ :‬ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ‬

‫‪٢٠٣‬‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ واﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ ﻓﻼ ﯾَﺨﻠُﻮنﱠ ﺑﺎﻣﺮأة ﻟ ﯿﺲ ﻣﻌﮭ ﺎ ذو ﻣﺤ ﺮم‬
‫ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﺛﺎﻟﺜﮭﻤﺎ اﻟﺸﯿﻄﺎن " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫ﺧﻄﺮ اﻟﺘﮭﺎون ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻮة وﺿﺮره ‪:‬‬

‫درج ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﮭﺎون ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﺸ ﺄن‪ ،‬ﻓﺄﺑ ﺎح ﻻﺑﻨﺘ ﮫ أو ﻗﺮﯾﺒﺘ ﮫ أن ﺗُﺨ ﺎﻟﻂ ﺧﻄﯿﺒﮭ ﺎ وﺗﺨﻠ ﻮ ﻣﻌ ﮫ دون رﻗﺎﺑ ﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺬھﺐ ﻣﻌﮫ ﺣﯿﺚ ﯾُﺮﯾﺪ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ إﺷﺮاف‪.‬‬
‫ﻗﺪ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ أن ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﻤﺮأة ﻟﻀﯿﺎع ﺷﺮﻓﮭﺎ ‪،‬وﻓﺴﺎد ﻋﻔﺎﻓﮭﺎ‪ ،‬وإھﺪار ﻛﺮاﻣﺘﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻻ ﯾﺘﻢ اﻟﺰواج ﻓﺘﻜﻮن ﻗﺪ أﺿﺎﻓﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ‬
‫ﻓﻮات اﻟﺰواج ﻣﻨﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﯿﺾ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺟﺎﻣﺪة ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺨﺎﻃﺐ أن ﯾﺮى ﺑَﻨَﺎﺗِﮭﻦﱠ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻄﺒﺔ‪ ،‬وﺗﺄﺑﻰ إﻻ أن ﯾﺮﺿﻰ ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ دون أن‬
‫ﯾﺮاھﺎ أو ﺗﺮاه إﻻ ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺰﻓﺎف ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺮؤﯾﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻟﮭﻤﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺪث ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣُﻘﺪﱠراً ﻣﻦ اﻟﺸﻘﺎق واﻟﻔﺮاق ‪.‬‬
‫وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﻌﺮض اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﻤﺴﯿﺔ وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺷ ﻲء ﯾﻤﻜ ﻦ أن ﯾُﻄﻤ ﺌﻦ‪ ،‬وﻻ ﺗُﺼ ﻮﱢر اﻟﺤﻘﯿﻘ ﺔ ﺗﺼ ﻮﯾﺮاً‬
‫دﻗﯿﻘﺎً‪.‬‬
‫وﺧﯿﺮ اﻷﻣﻮر ھﻮ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻹﺳﻼم ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﯿﮫ اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ ﻟﺤﻖ ﻛﻼ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ ﻓ ﻲ رؤﯾ ﺔ ﻛ ﻞ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬ﻣ ﻊ ﺗﺠﻨ ﺐ اﻟﺨﻠ ﻮة‪ ،‬ﺣﻤﺎﯾ ﺔ‬
‫ﻟﻠﺸﺮف وﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﻠﻌﺮض ‪.‬‬

‫اﻟﻮِﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‬

‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻮِﻻﯾﺔ ‪ :‬اﻟﻮِﻻﯾﺔ ﺣﻖ ﺷﺮﻋﻲ ‪ ،‬ﯾُﻨﻔﱠﺬُ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه اﻷﻣ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻐﯿ ﺮ ﺟﺒ ﺮاً ﻋﻨ ﮫ ‪ ..‬وھ ﻲ وﻻﯾ ﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ ‪ ،‬ووﻻﯾ ﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ‪ ،‬واﻟﻮﻻﯾ ﺔ‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ووﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل‪ ،‬واﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ھﻲ اﻟﻤﻘﺼﻮدة ھﻨﺎ‪ :‬أي وﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﺰواج‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻮﻟﻲّ‪:‬‬
‫وﯾُﺸ ﺘﺮط ﻓ ﻲ اﻟ ﻮﻟﻲ ‪ :‬اﻟﺤﺮﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻘ ﻞ‪ ،‬واﻟﺒﻠ ﻮغ‪ ،‬ﺳ ﻮاء ﻛ ﺎن اﻟﻤُ ﻮﻟﻰﱠ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻣﺴ ﻠﻤﺎً أو ﻏﯿ ﺮ ﻣﺴ ﻠﻢ‪ .‬ﻓ ﻼ وﻻﯾ ﺔ ﻟﻌﺒ ﺪ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﻣﺠﻨﻮن‪ ،‬وﻻ ﺻﺒﻲ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ھﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻓﺄوﻟﻰ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﮫ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﯾُﺰاد ﻋﻠﻰ ھﺬه ﺷﺮط راﺑﻊ‪ ،‬وھﻮ اﻹﺳﻼم‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻟﻤﻮﻟﻰﱠ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻣﺴ ﻠﻤﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺠ ﻮز أن ﯾﻜ ﻮن ﻟﻐﯿ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ وﻻﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻟﻘﻮل اﷲ ‪ -‬ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " : -‬وﻟﻦ ﯾﺠﻌﻞَ اﷲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺳﺒﯿﻼً " )ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ١٤١‬‬
‫ﻋﺪم اﺷﺘﺮاط اﻟﻌﺪاﻟﺔ ‪ :‬وﻻ ﺗُﺸﺘﺮط اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻟﻲ‪ ،‬إذ اﻟﻔِﺴْﻖُ ﻻ ﯾﺴﻠﺐ أھْﻠِﯿﱠﺔَ اﻟﺘﺰوﯾﺞ إﻻ إذا ﺧﺮج ﺑﮫ اﻟﻔﺴﻖ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﺘﮭﺘﻚ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺮأة ﻻ ﺗُﺰَوﱢج ﻧَﻔْﺴَﮭﺎ وﻻ ﻏﯿﺮَھﺎ ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﻤﺮأة ﻻ ﺗﺰوج ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻻ ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وإﻟﻰ أن اﻟﺰواج ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﻌﺒﺎرﺗﮭ ﺎ‪ .‬إذ أن اﻟﻮﻻﯾ ﺔ ﺷ ﺮط‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وأن اﻟﻌﺎﻗﺪ ھﻮ اﻟﻮﻟﻲ واﺣﺘﺠﻮا ﻟﮭﺬا ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﺑﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأﻧﻜﺤﻮا اﻷﯾﺎﻣﻲ ﻣﻨﻜﻢ واﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدﻛﻢ وإﻣﺎﺋﻜﻢ " ) اﻟﻨﻮر ‪.( ٣٢‬‬
‫‪ .٢‬وﺑﻘﻮﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻻ ﺗُﻨﻜﺤﻮا اﻟﻤُﺸﺮﻛﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﯾُﺆﻣﻨﻮا ‪ ) " ..‬اﻟﺒﻘﺮة ‪ . ( ٢٢٢‬ووﺟﮫ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑ ﺎﻵﯾﺘﯿﻦ ‪ :‬أن اﷲ ‪ -‬ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪-‬‬
‫ﺧﺎﻃﺐ ﺑﺎﻟﻨﻜﺎح اﻟﺮﺟﺎل ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﺨﺎﻃﺐ ﺑﮫ اﻟﻨﺴﺎء ‪ .‬ﻓﻜﺄﻧﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗُﻨﻜﺤﻮا أﯾﮭﺎ اﻷوﻟﯿﺎء ﻣﻮﻟﯿﱢﺎﺗﻜﻢ ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ - -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ -‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﻧﻜﺎح إﻻ ﺑﻮﻟﻲﱟ " ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ ‪ ،‬وأﺑﻮ داود ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺒﺎن‬
‫‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﺎه ‪،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وروى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎل ‪ ... " :‬ﻓﻼ ﺗﻌﻀﻠﻮھُﻦﱠ ‪ ( " ...‬ﻗﺎل‪ " :‬ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﯾﺴﺎر أﻧﮭﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﯿﮫ ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬زوﱠﺟﺖُ أﺧﺘﺎً‬
‫ﻟﻲ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻓﻄﻠﻘﮭﺎ ﺣﺘﻰ إذا اﻧﻘﻀﺖ ﻋﺪﺗﮭﺎ ﺟﺎء ﯾﺨﻄﺒﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ﻟﮫ ‪ :‬زَوﱠﺟﺘُﻚَ‪ ،‬وﻓَﺮﱠﺷْﺘُﻚَ‪ ،‬وأﻛﺮﻣﺘُﻚ‪ ،‬ﻓﻄﻠﱠﻘﺘَﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺌﺖَ ﺗﺨﻄِﺒﮭﺎ !!‬
‫ﻻ واﷲ ﻻ ﺗﻌﻮد إﻟﯿﮭﺎ أﺑﺪاً ‪ ،‬وﻛﺎن رﺟﻼً ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺮﺟﻊ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ھﺬه اﻵﯾﺔ ‪ " :‬ﻓﻼ ﺗﻌﻀﻠﻮھﻦ"‬
‫ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬اﻵن أﻓﻌﻞ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺰوّﺟﺘﮭﺎ إﯾﺎه "‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪ :‬وﻣﻦ أﻗﻮى اﻟﺤﺠﺞ ھﺬا اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻓﻲ ﻧ ﺰول‬
‫ھﺬه اﻵﯾﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة‪ ،‬وھﻲ أﺻﺮح دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻮﻟﻲ‪ ،‬وإﻻ ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻌﻀﻠﮫ ﻣﻌﻨﻰ‪ ،‬وﻷﻧﮭﺎ ﻟﻮ ﻛ ﺎن ﻟﮭ ﺎ أن ﺗ ﺰوج ﻧﻔﺴ ﮭﺎ ﻟ ﻢ‬
‫ﺗﺤﺘﺞ إﻟﻰ أﺧﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﺎن أﻣﺮه إﻟﯿﮫ ﻻ ﯾُﻘﺎل إن ﻏﯿﺮه ﻣﻨﻌﮫ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أﯾﻤﺎ اﻣﺮأة ﻧُﻜﺤﺖ ﺑﻐﯿﺮ إذن وﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻨﻜﺎﺣﮭﺎ ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬ﻓﻨﻜﺎﺣﮭﺎ ﺑﺎﻃﻞ ‪،‬‬
‫ﻓﻨﻜﺎﺣﮭﺎ ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬ﻓﺈن دﺧﻞ ﺑﮭﺎ ﻓﻠﮭﺎ اﻟﻤﮭﺮ ﺑﻤﺎ اﺳﺘﺤﻞﱠ ﻣﻦ ﻓﺮﺟﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﺷْ ﺘَﺠَﺮوا ﻓﺎﻟﺴ ﻠﻄﺎن وﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﻻ وﻟ ﻲ ﻟ ﮫ " رواه أﺣﻤ ﺪ‪،‬‬
‫وأﺑﻮ داود‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬وﻗ ﺎل‪ :‬ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ‪ .‬ﻗ ﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒ ﻲ ‪ :‬وھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﯿﺢ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ إرواء‬
‫اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪ ) .‬اﺷﺘﺠﺮوا‪ :‬اﻣﺘﻨﻌﻮا ﻋﻦ اﻟﺘﺰوﯾﺞ ( ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﺳﺘﺌﺬان اﻟﻤﺮأة ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫وﻣﮭﻤﺎ ﯾﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼف ﻓﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﻤﺮأة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﻲ أن ﯾﺒﺪأ ﺑﺄﺧﺬ رأي اﻟﻤﺮأة ‪ ،‬وﯾﻌﺮف رﺿﺎھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬إذ أن‬
‫اﻟﺰواج ﻣﻌﺎﺷﺮة داﺋﻤﺔ‪ ،‬وﺷﺮﻛﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ‪ ...‬وﻻ ﯾﺪوم اﻟﻮﺋﺎم وﯾﺒﻘﻰ اﻟﻮدﱡ واﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾُﻌﻠ ﻢ رﺿ ﺎھﺎ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ‬
‫ﻣﻨﻊ اﻟﺸﺮع إﻛﺮاه اﻟﻤﺮأة ﺑﻜﺮاً ﻛﺎﻧﺖ أو ﺛﯿّﺒﺎً ‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ‪ -‬وإﺟﺒﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦْ ﻻ رﻏﺒﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﺟﻌﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﺌﺬاﻧﮭﺎ‬
‫ﻏﯿﺮ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﻟﮭﺎ ﺣﻖ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ إﺑﻄﺎﻻً ﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻮﻟﻲ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪ إذا ﻋﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪-:‬‬

‫‪٢٠٤‬‬
‫‪ .١‬ﻓـﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬واﻟﺜﯿّ ﺐ أﺣ ﻖ ﺑﻨﻔﺴ ﮭﺎ ﻣ ﻦ وﻟﯿﱢﮭ ﺎ‪ ،‬واﻟﺒﻜ ﺮ ﺗُﺴ ﺘﺄذن ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﮭﺎ‬
‫وإذْﻧُﮭﺎ ﺻُﻤﺎﺗﮭﺎ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري ‪) .‬ﺻﻤﺎﺗﮭﺎ ‪ :‬أي ﺳﻜﻮﺗﮭﺎ إذن(‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻷﺣﻤﺪ‪ ،‬وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وأﺑﻲ داود‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‬
‫) واﻟﺒﻜﺮ ﯾﺴﺘﺄﻣﺮھﺎ أﺑﻮھﺎ(‪ .‬أي ﯾﻄﻠﺐ أﻣﺮھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺗُ ﻨﻜﺢُ اﻷﯾـ ـﱢﻢُ ﺣﺘ ﻰ ﺗُﺴ ﺘﺄﻣﺮ ‪ ..‬؟ ﻗ ﺎل‪ :‬أن‬
‫ﺗﺴﻜﺖ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ )اﻷﯾــﱢﻢُ‪ :‬ﻣﻦ ﻻ زوج ﻟﮭﺎ ( ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ ﺣﺴﻨﺎء ﺑﻨﺖ ﺧﺪام " أن أﺑﺎھﺎ زوﺟﮭﺎ وھﻲ ﺛﯿّﺐ‪ ،‬ﻓﺄﺗﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺮد ﻧﻜﺎﺣﮭﺎ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬
‫إﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎً ‪ .‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻷﯾــﱢﻢُ اﻟﺘﻲ ﻻ زوج ﻟﮭﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﯾﺤﮭﺎ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻧﻄﻖ أو ﻏﯿﺮه‪ .‬رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ورﺟﺎﻟﮫ‬
‫رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫زواج اﻟﺼﻐﯿﺮة ‪:‬‬

‫ھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺼﻐﯿﺮة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﻸب واﻟﺠﺪ ﺗﺰوﯾﺠﮭﺎ دون إذﻧﮭﺎ‪ ،‬إذ ﻻ رأي ﻟﮭﺎ‪ ،‬واﻷب واﻟﺠﺪ ﯾﺮﻋﯿﺎن ﺣﻘﮭﺎ‬
‫وﯾﺤﺎﻓﻈﺎن ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ زوﱠج أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬اﺑﻨﺘﮫ ﻋﺎﺋﺸﺔ أم اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﻣ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وھ ﻲ‬
‫ﺻﻐﯿﺮة دون إذﻧﮭﺎ‪ ،‬إذ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺳﻦ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻓﯿﮭﺎ إذﻧﮭﺎ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﮭﺎ اﻟﺨﯿﺎر إذا ﺑﻠﻐﺖ‪.‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺒﺎر ‪:‬‬

‫ﺗﺜﺒﺖ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻔﺎﻗﺪ اﻷھﻠﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺠﻨﻮن‪ ،‬واﻟﺼﺒﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤُﻤﯿﱢﺰ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺜﺒﺖ ھﺬه اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ‬
‫اﻟﻨﺎﻗﺺ اﻷھﻠﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺒﻲ واﻟﻤﻌﺘﻮه اﻟﻤﻤﯿّﺰﯾﻦ‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ ﺛﺒﻮت وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺒﺎر ‪ -‬أن ﻟﻠﻮﻟﻲ ﺣﻖ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻟﻤﻦ ﻟﮫ اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ‬
‫ھﺆﻻء دون اﻟﺮﺟﻮع إﻟﯿﮭﻢ ﻷﺧﺬ رأﯾﮭﻢ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻋﻘﺪه ﻧﺎﻓﺬاً ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﻮﻟﻰﱠ ﻋﻠﯿﮫ دون ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ رﺿﺎه‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺸﺎرع ھﺬه اﻟﻮﻻﯾﺔ اﻹﺟﺒﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﻮﻟﻰﱠ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬إذ أن ﻓﺎﻗﺪ اﻷھﻠﯿﺔ أو ﻧﺎﻗﺼﮭﺎ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺑﮭﺎ أن ﯾُﺪرك ﻣﺼﻠﺤﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻘﺪھﺎ‪ ،‬واﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻨﮫ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫اﻟﺼﻐﺮ أو اﻟﺠﻨﻮن أو اﻟﻌﺘﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻓﺎﻗﺪ اﻷھﻠﯿﺔ أو ﻧﺎﻗﺼﮭﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ وﻟﯿﮫ ‪ ،‬إﻻ أن ﻓﺎﻗﺪ اﻷھﻠﯿﺔ إذا ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﺈن‬
‫ﻋﻘﺪه ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻃﻼً‪ ،‬إذا ﻻ ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻋﺒﺎراﺗﮫ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ اﻟﺬي ھﻮ أﺻﻞ اﻷھﻠﯿﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻧﺎﻗﺺ اﻷھﻠﯿﺔ إذا ﻋﻘﺪ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﺈن ﻋﻘﺪه ﯾﻘﻊ ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪ ،‬ﻣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺮت اﻟﺸﺮوط اﻟﻼزﻣ ﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧ ﮫ ﯾﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ إﺟ ﺎزة اﻟ ﻮﻟﻲ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﺷﺎء أﺟﺎزه‪ ،‬وإن ﺷﺎء رده‪.‬‬

‫ﻣﻦ ھﻢ اﻷوﻟﯿﺎء ؟‬
‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺜﻮري‪ ،‬واﻟﻠﯿﺚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬إﻟﻰ أن اﻷوﻟﯿﺎء ﻓﻲ اﻟ ﺰواج ھ ﻢ اﻟﻌﺼ ﺒﺔ‪ ..‬وﻟ ﯿﺲ ﻟﻠﺨ ﺎل‬
‫وﻻ ﻟﻺﺧﻮة ﻷم‪ ،‬وﻻ ﻟﻮﻟﺪ اﻷم‪ ،‬وﻻ ﻷي ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم وﻻﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ :‬ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﻧﻜﺎح اﻣﺮأة إﻻﺑﻌﺒﺎرة اﻟﻮﻟﻲ اﻟﻘﺮﯾﺐ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﺒﻌﺒﺎرة اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺒﻌﯿﺪ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﺒﻌﺒﺎرة اﻟﺴُﻠﻄﺎن‪.‬‬
‫أي أن اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ھﻜﺬا ‪ :‬اﻷب‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﺠﺪ ] أﺑﻮ اﻷب [ ‪ ،‬ﺛﻢ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪ ،‬ﺛﻢ اﻷخ ﻟﻸب‪ ،‬ﺛ ﻢ اﺑ ﻦ اﻷخ اﻟﺸ ﻘﯿﻖ ‪ ،‬ﺛ ﻢ اﺑ ﻦ‬
‫اﻷخ ﻷب ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﻌﻢ‪ ،‬ﺛﻢ اﺑﻨﮫ‪ .‬ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺘﺮﺗﯿ ﺐ ‪ ،‬ﺛ ﻢ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ‪ ،‬أي أﻧ ﮫ ﻻ ﯾ ﺰوج أﺣ ﺪ وھﻨ ﺎك ﻣ ﻦ ھ ﻮ أﻗ ﺮب ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﺣ ﻖ ﻣﺴ ﺘﺤﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﺐ‪ ،‬ﻓﺄﺷﺒﮫ اﻹرث‪ ،‬ﻓﻠﻮ زوج أﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ھﺬا اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻟﻢ ﯾﺼﺢ اﻟﺰواج "وھﺬا ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪي ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ وإﻟﯿﮫ أﻣﯿﻞ " ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز ﺗﺰوﯾﺞ اﻟﺮﺟﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ ﻣُﻮﻟﱢﯿﺘﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾُﺰوج ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﯾﻠﻲ أﻣﺮھﺎ دون اﻻﺣﺘﯿﺎج إﻟﻰ وﻟﻲ آﺧﺮ‪ ،‬إذا رﺿﯿﺖ ﺑﮫ زوﺟﺎً ﻟﮭﺎ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﺳﻌﯿﺪ‬
‫ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ أم ﺣﻜﯿﻢ ﺑﻨﺖ ﻗﺎرظ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف‪ :‬إﻧﮫ ﺧﻄﺒﻨﻲ ﻏﯿﺮ واﺣﺪ‪ ،‬ﻓﺰوﺟﻨﻲ أﯾﮭﻢ رأﯾ ﺖ ‪ ..‬ﻗ ﺎل ‪ :‬وﺗﺠﻌﻠ ﯿﻦ ذﻟ ﻚ‬
‫إﻟﻲّ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺪ ﺗﺰوﺟﺘﻚ ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬ﻟﻮ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺜﯿﺐ ﻟﻮﻟﯿﮭﺎ‪ :‬زوﺟﻨﻲ ﺑﻤﻦ رأﯾﺖ‪ ،‬ﻓﺰوﺟﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻧﻔﺴ ﮫ‪ ،‬أو ﻣﻤ ﻦ اﺧﺘ ﺎر ﻟﮭ ﺎ ‪ -‬ﻟﺰﻣﮭ ﺎ ذﻟ ﻚ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻋ ﯿﻦ‬
‫اﻟﺰوج ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻷﺣﻨﺎف‪ ،‬واﻟﻠﯿﺚ‪ ،‬واﻟﺜﻮري‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻹﻣ ﺎم اﻟﺒﺨ ﺎري ﻋ ﻦ أﻧ ﺲ " أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﻋﺘ ﻖ ﺻ ﻔﯿﺔ‪ ،‬وﺗﺰوﺟﮭ ﺎ وﺟﻌ ﻞ ﻋﺘﻘﮭ ﺎ‬
‫ﺻﺪاﻗﮭﺎ‪ ،‬وأَوْﻟَﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑِﺤَﯿﺲٍ" ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬا رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ زوج ﻣﻮﻻﺗﮫ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ وھﻮ اﻟﺠﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻮاه‪ ،‬وﻗﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأﻧﻜﺤ ﻮا اﻷﯾ ﺎﻣﻲ‬
‫ﻣﻨﻜﻢ واﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدﻛﻢ وإﻣﺎﺋﻜﻢ إن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻓﻘﺮاء ﯾُﻐﻨﮭﻢ اﷲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ‪ ،‬واﷲ واﺳﻊ ﻋﻠﯿﻢ" ﻓﻤﻦ أﻧﻜﺢ أﯾﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺮﺿ ﺎھﺎ‬
‫ﻓﻘﺪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ أﻣﺮه اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻤﻨﻊ اﷲ ‪ -‬ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ -‬ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻨﻜﺢ ﻷﯾﻤﺔ ھ ﻮ اﻟﻨ ﺎﻛﺢ ﻟﮭ ﺎ ‪ ،‬وھ ﺬا ﻣ ﺎ رﺟﺤ ﮫ اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم‬
‫اﻟﻈﺎھﺮي وﻏﯿﺮه ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫ﻏﯿﺒﺔ اﻟﻮﻟﻲ‪:‬‬
‫إذا ﻛﺎن اﻟﻮﻟﻲ اﻷﻗﺮب اﻟﻤﺴﺘﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺷﺮوط اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻣﻮﺟﻮداً ﻓﻼ وﻻﯾﺔ ﻟﻠﺒﻌﯿﺪ ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﻛ ﺎن اﻷب ‪ -‬ﻣ ﺜﻼً ‪ -‬ﺣﺎﺿ ﺮاً ﻻ ﯾﻜ ﻮن ﻟ ﻸخ‬
‫وﻻﯾﺔ اﻟﺘﺰوﯾﺞ ‪ ،‬وﻻ ﻟﻠﻌﻢ‪ ،‬وﻻ ﻟﻐﯿﺮھﻤ ﺎ ‪ ...‬ﻓ ﺈن ﺑﺎﺷ ﺮ واﺣ ﺪ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ زواج اﻟﺼ ﻐﯿﺮة وﻣ ﻦ ﻓ ﻲ ﺣﻜﻤﮭ ﺎ ﺑﻐﯿ ﺮ إذن اﻷب وﺗﻮﻛﯿﻠ ﮫ ﻛ ﺎن‬
‫ﻓﻀﻮﻟﯿﺎً‪ ،‬وﻋﻘﺪه ﻣﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة ﻣﻦ ﻟﮫ اﻟﻮﻻﯾﺔ ‪ ،‬وھﻮ اﻷب ‪.‬‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫أﻣ ﺎ إذا ﻏ ﺎب اﻷﻗ ﺮب ﺑﺤﯿ ﺚ ﻻ ﯾﻨﺘﻈ ﺮ اﻟﺨﺎﻃ ﺐ اﻟﻜ ﻒء اﺳ ﺘﻄﻼع رأﯾ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﻮﻻﯾ ﺔ ﺗﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺗﻔ ﻮت‬
‫اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﻠﻐﺎﺋﺐ ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﮫ أن ﯾﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺎﺷﺮه ﻣﻦ ﯾﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﻐﯿﺒﺘﮫ اﻋﺘﺒﺮ ﻛﺎﻟﻤﻌﺪوم ‪ ،‬وﺻ ﺎرت ﺣ ﻖ ﻣ ﻦ ﯾﻠﯿ ﮫ ‪...‬‬
‫وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻷﺣﻨﺎف‪ ،‬واﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬
‫اﻟﺨُﻄﺒﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج‬

‫ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﻘﺪم اﻟﻌﺎﻗﺪ أو ﻏﯿﺮه ﺑﯿﻦ ﯾﺪي اﻟﻌﻘﺪ ﺧُﻄﺒﺔ‪ ،‬وأﻗﻠﮭﺎ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ ":‬ﻛﻞ ﺧُﻄﺒﺔ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺸﮭﺪ ﻓﮭﻲ ﻛﺎ ﻟﯿﺪ اﻟﺠﺬﻣﺎء " ) أي اﻟﯿ ﺪ اﻟﺘ ﻲ أﺻ ﺎﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﺠُﺬام( ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﻏﺮﯾﺐ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫واﻷﻓﻀ ﻞ أن ﯾﺨﻄ ﺐ ﺧﻄﺒ ﺔ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ‪ :‬ﻓﻌ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ﻗ ﺎل‪" :‬أُوﺗ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺟﻮاﻣ ﻊ اﻟﺨﯿ ﺮ‬
‫وﺧﻮاﺗﯿﻤﮫ‪ ،‬أو ﻗﺎل ﻓﻮاﺗﺢ اﻟﺨﯿﺮ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺼﻼة وﺧﻄﺒ ﺔ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ‪ ،‬ﺧﻄﺒ ﺔ اﻟﺼ ﻼة‪ :‬اﻟﺘﺤﯿ ﺎت ﷲ واﻟﺼ ﻠﻮات واﻟﻄﯿﺒ ﺎت‪ ،‬اﻟﺴ ﻼم‬
‫ﻋﻠﯿﻚ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﮫ‪ ،‬اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎد اﷲ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪ ،‬أﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً رﺳﻮل اﷲ ‪.‬‬
‫وﺧﻄﺒﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ‪ :‬إن اﻟﺤﻤﺪ ﷲ‪ ،‬ﻧﺤﻤﺪه وﻧﺴﺘﻌﯿﻨﮫ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه‪ ،‬وﻧﻌﻮذ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺷ ﺮور أﻧﻔﺴ ﻨﺎ وﻣ ﻦ ﺳ ﯿﺌﺎت أﻋﻤﺎﻟﻨ ﺎ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﯾﮭ ﺪ اﷲ ﻓ ﻼ‬
‫ﻣُﻀﻞ ﻟﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾُﻀﻠﻞ اﷲ ﻓﻼ ھﺎدي ﻟﮫ ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ وأﺷﮭﺪ أن ﻣُﺤﻤﺪاً ﻋﺒ ﺪه ورﺳ ﻮﻟﮫ ‪ ...‬ﺛ ﻢ ﺗﺼ ﻞ‬
‫ﺧﻄﺒﺘﻚ ﺑﺜﻼث آﯾﺎت ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ‪:‬‬
‫‪" .١‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا اﺗﻘﻮا اﷲ ﺣﻖ ﺗﻘﺎﺗﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﻤﻮﺗﻦ إﻻ وأﻧﺘﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮن " )آل ﻋﻤﺮان ‪. ( ١٠٢‬‬
‫‪ " .٢‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس اﺗﻘﻮا رﺑﻜﻢ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ واﺣﺪة وﺧﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ وﺑﺚﱠ ﻣﻨﮭﻤﺎ رﺟﺎﻻً ﻛﺜﯿﺮاً وﻧﺴﺎءً ‪ ،‬واﺗﻘﻮا اﷲ اﻟﺬي‬
‫ﺗﺴﺎءﻟﻮن ﺑﮫ واﻷرﺣﺎم إن اﷲ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﻜﻢ رﻗﯿﺒﺎً " )اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ١‬‬
‫‪ " .٣‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا اﺗﻘﻮا اﷲ وﻗﻮﻟﻮا ﻗﻮﻻً ﺳﺪﯾﺪاً ﯾُﺼﻠﺢ ﻟﻜﻢ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ وﯾﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ذﻧﻮﺑﻜﻢ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾُﻄﻊ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻓﻘﺪ ﻓﺎز ﻓﻮزاً‬
‫ﻋﻈﯿﻤﺎً" )اﻷﺣﺰاب ‪( ٧١‬‬
‫رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وھﺬا ﻟﻔﻆ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٣١٤٩‬‬
‫وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺄت ﺑﺎﻟﺨﻄﺒﺔ ﺻﺢ اﻟﻨﻜﺎح ‪ :‬ﻓﻌﻦ رﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﯿﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﻄﺒﺖُ إﻟﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻋﺮﺿ ﺖ‬
‫ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﯿﺘﺰوﺟﮭﺎ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ‪ " :‬زوﺟﺘﻜﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن" وﻟﻢ ﯾﺨﻄﺐ ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء‬
‫اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ‬

‫ﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺄﺛﻮر‪ .‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛ ﺎن إذا رﻓ ﺄ اﻹﻧﺴ ﺎن‬
‫أي ﺗﺰوج ‪ :‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ‪ ،‬وﺑﺎرك ﻋﻠﯿﻚ وﺟﻤ ﻊ ﺑﯿﻨﻜﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺧﯿ ﺮ " رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ وإﺳ ﻨﺎده‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٢٤٤٥‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ " :‬ﺗﺰوﺟﻨﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺄﺗﺘﻨﻲ أﻣﻲ ﻓﺄدﺧﻠﺘﻨﻲ اﻟﺪار‪ ،‬ﻓﺈذا ﻧﺴﻮة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬ﻓﻘﻠﻦ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺮ‪ ،‬واﻟﺒﺮﻛﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺧﯿﺮ ﻃﺎﺋﺮ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎل‪" :‬ﺗﺰوج ﻋﻘﯿﻞ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬اﻣﺮأة ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﺸﻢ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬ﺑﺎﻟﺮﻓﺎء واﻟﺒﻨﯿﻦ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻗﻮﻟ ﻮا ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺑ ﺎرك اﷲ ﻓ ﯿﻜﻢ‪ ،‬وﺑ ﺎرك ﻋﻠ ﯿﻜﻢ" ‪ .‬رواه اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ وﻗ ﻮاه اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﺑﻤﺠﻤ ﻮع ﻃﺮﻗ ﮫ ﻓ ﻲ آداب‬
‫اﻟﺰﻓﺎف ‪.‬‬

‫إﻋﻼن اﻟﺰواج‬
‫ﯾُﺴﺘﺤﺴﻦ ﺷﺮﻋﺎً إﻋﻼن اﻟﺰواج‪ ،‬ﻟﯿﺨﺮج ﺑﺬﻟﻚ ﻋ ﻦ ﻧﻜ ﺎح اﻟﺴ ﺮ اﻟﻤﻨﮭ ﻲ ﻋﻨ ﮫ‪ ،‬وإﻇﮭ ﺎراً ﻟﻠﻔ ﺮح ﺑﻤ ﺎ أﺣ ﻞ اﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻄﯿﺒ ﺎت‪،‬‬
‫وﻟﯿﻜﻮن دﻋﺎﯾﺔ ﺗﺸﺠﻊ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﺆﺛﺮون اﻟﻌﺰوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‪ ،‬ﻓﺘﺮوجُ ﺳﻮق اﻟﺰواج‪ ،‬واﻹﻋ ﻼن ﯾﻜ ﻮن ﺑﻤ ﺎ ﺟ ﺮت ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻌ ﺎدة‪ ،‬ودرج‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ﻋُﺮْفُ ﻛﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺑﺸﺮط أﻻ ﯾﺼﺤﺒﮫ ﻣﺤﻈﻮر ﻧﮭﻰ اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﮫ ﻛﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬أو اﺧﺘﻼط اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻓﺼﻞ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﺪﱡف " رواه اﻷرﺑﻌﺔ إﻻ أﺑﺎ داود وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫ا ﻟﻤﺸﻜﺎه إﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ )‪. (٣١٥٣‬‬

‫اﻟﻐﻨﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺰواج‬

‫وﻣﻤﺎ أﺑﺎﺣﮫ اﻹﺳﻼم وﺣﺒﺐ ﻓﯿﮫ‪ ،‬اﻟﻐﻨﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺰواج‪ ،‬ﺗﺮوﯾﺤﺎً ﻟﻠﻨﻔﻮس‪ ،‬وﺗﻨﺸﯿﻄﺎً ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻠﮭﻮ اﻟﺒﺮيء‪ ،‬وﯾﺠ ﺐ أن ﯾﺨﻠ ﻮ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺠﻮن‪ ،‬واﻟﺨﻼﻋﺔ‪ ،‬واﻟﻤﯿﻮﻋﺔ‪ ،‬وﻓﺤﺶ اﻟﻘﻮل وھﺠﺮه‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل " دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻇﺔ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ‪ ،‬وأﺑﻲ ﻣﺴﻌﻮد اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻲ ﻋُﺮس‪ ،‬وإذا ﺟﻮار ﯾُﻐﻨﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪:‬‬
‫أﻧﺘﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬وﻣﻦ أھﻞ ﺑﺪر ‪ ،‬ﯾﻔﻌﻞ ھﺬا ﻋﻨﺪﻛﻢ !! ﻓﻘﺎﻻ‪ " :‬إن ﺷﺌﺖ ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﻌﻨﺎ‪ ،‬وإن ﺷﺌﺖ ﻓﺎذھﺐ ‪ ...‬وﻗﺪ رُﺧﱢﺺَ ﻟﻨ ﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻠﮭﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮس" ‪ .‬رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٣١٥٩‬‬
‫وزﻓﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬اﻟﻔﺎرﻋﺔ ﺑﻨﺖ أﺳﻌﺪ وﺳﺎرت ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ زﻓﺎﻓﮭﺎ إﻟﻰ ﺑﯿﺖ زوﺟﮭﺎ ‪ -‬ﻧﺒﯿﻂ ﺑﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ اﻷﻧﺼ ﺎري ‪-‬‬
‫ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﯾﺎﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣﻌﻜ ﻢ ﻟﮭ ﻮ ؟ ﻓ ﺈن اﻷﻧﺼ ﺎر ﯾُﻌﺠ ﺒﮭﻢ اﻟﻠﮭ ﻮ " ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وأﺣﻤ ﺪ‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪ .‬وﻓﻲ ﺑﻌﺾ رواﯾﺎت ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ أﻧﮫ ﻗﺎل " ﻓﮭﻞ ﺑﻌﺜﺘﻢ ﻣﻌﮭﺎ ﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻀﺮب ﺑﺎﻟﺪف ‪ ،‬وﺗُﻐﻨﻲ ؟ " ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ ،‬ﺗﻘﻮل ﻣﺎذا‬
‫ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻘﻮل ‪:‬‬
‫أﺗﯿﻨﺎﻛﻢ أﺗﯿﻨﺎﻛﻢ ** ﻓﺤﯿﻮﻧﺎ ﻧُﺤﯿﯿﻜﻢ‬

‫‪٢٠٦‬‬
 ‫وﻟﻮﻻ اﻟﺬھﺐ اﻷﺣﻤﺮ** ﻣﺎ ﺣﻠﺖ ﺑﻮادﯾﻜﻢ‬
‫وﻟﻮﻻ اﻟﺤﻨﻄﺔ اﻟﺴﻤﺮاء ** ﻣﺎ ﺳﻤﻨﺖ ﻋﺬارﯾﻜﻢ‬

‫وﻋﻦ اﻟﺮُﺑﯿﱢﻊ ﺑﻨﺖ ﻣُﻌﻮﱠذ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺟﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﯿﻦ ﺑُﻨﻰ )أي ﺗﺰوﺟﺖ( ﺑِﻲﱠ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﻲ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺟﻮﯾﺮﯾﺎت‬
‫ﻟﻨﺎ ﯾﻀﺮﺑﻦ ﺑﺎﻟﺪف‪ ،‬وﯾﻨﺪﺑﻦ ﻣَﻦْ ﻗُﺘِﻞ ﻣﻦ آﺑﺎﺋﻲ ﯾﻮم ﺑﺪر إذ ﻗﺎﻟﺖ إﺣﺪاھﻦ‪ :‬وﻓﯿﻨﺎ ﻧﺒﻲ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻏ ﺪ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬دﻋ ﻲ ھ ﺬا وﻗ ﻮﻟﻲ ﺑﺎﻟ ﺬي‬
‫ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻮﻟﯿﻦ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪) .‬أي ﻧﮭﺎﻧﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﻧﻘﻮل ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﻘﻮل ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻏﺪ وﻻ ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻐﯿﺐ إﻻ اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ (‪.‬‬

‫وﺻﺎﯾﺎ اﻟﺰوﺟﺔ‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب وﺻﯿﺔ اﻟﺰوﺟﺔ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﻧﺲ ‪ :‬ﻛﺎن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا زﻓﻮا اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬ﯾﺄﻣﺮوﻧﮭﺎ ﺑﺨﺪﻣ ﺔ اﻟ ﺰوج ورﻋﺎﯾ ﺔ‬
‫ﺣﻘﮫ ‪.‬‬

‫وﺻﯿﺔ اﻷب اﺑﻨﺘﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫وأوﺻﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ اﺑﻨﺘﮫ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إﯾﺎك واﻟﻐﯿ ﺮة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﻣﻔﺘ ﺎح اﻟﻄ ﻼق‪ ،‬وإﯾ ﺎك وﻛﺜ ﺮة اﻟﻌﺘ ﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ‬
‫ﯾﻮرث اﻟﺒﻐﻀﺎء ‪ ،‬وﻋﻠﯿﻚ ﺑﺎﻟﻜﺤﻞ ﻓﺈﻧﮫ أزﯾﻦ اﻟﺰﯾﻨﺔ‪ ،‬وأﻃﯿﺐ اﻟﻄﯿﺐ ‪ ،‬ااﻟﻤﺎء" ‪.‬‬
‫وﺻﯿﺔ اﻟﺰوج زوﺟﺘﮫ ‪:‬‬
‫وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺪرداء ﻻﻣﺮأﺗﮫ ‪ " :‬إذا رأﯾﺘﻨﻲ ﻏﻀﺒﺖ ﻓﺮﺿﱢﻨﻲ‪ ،‬وإذا رأﯾﺘﻚ ﻏَﻀْﺒﻰ رﺿّﯿﺘﻚ وإﻻ ﻟﻢ ﻧﺼﻄﺤﺐ"‪.‬‬

‫وﺻﯿﺔ اﻷم اﺑﻨﺘﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻣﻠﻚ ﻛﻨﺪة‪ ،‬أم إﯾﺎس ﺑﻨﺖ ﻋﻮف ﺑ ﻦ ﻣﺤﻠ ﻢ اﻟﺸ ﯿﺒﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻟﻤ ﺎ ﺣ ﺎن زﻓﺎﻓﮭ ﺎ ﺧﻠ ﺖ ﺑﮭ ﺎ أﻣﮭ ﺎ أﻣﺎﻣ ﺔ ﺑﻨ ﺖ‬
‫اﻟﺤﺎرث‪ ،‬ﻓﺄوﺻﺘﮭﺎ وﺻﯿﺔ‪ ،‬ﺗﺒﯿﻦ ﻓﯿﮭﺎ أﺳﺲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﻌﯿﺪة‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﺰوﺟﮭﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬أي ﺑﻨﯿﺔ ‪ :‬إن اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻔﻀﻞ‬
‫أدب ﻟﺘﺮﻛﺖ ذﻟﻚ ﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﺬﻛﺮة ﻟﻠﻐﺎﻓﻞ‪ ،‬وﻣﻌﻮﻧﺔ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ‪ ،‬وﻟﻮ أن اﻣﺮأة اﺳﺘﻐﻨﺖ ﻋﻦ اﻟﺰوج ﻟﻐﻨﻲ أﺑﻮﯾﮭﺎ‪ ،‬وﺷﺪة ﺣﺎﺟﺘﮭﻤﺎ إﻟﯿﮭ ﺎ ‪-‬‬
‫ﻛﻨﺖ أﻏﻨﻰ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻠﺮﺟﺎل ﺧُﻠﻘﻦ‪ ،‬وﻟﮭُﻦ ﺧُﻠﻖ اﻟﺮﺟﺎل‪.‬‬

‫أي ﺑﻨﯿﺔ ‪ :‬إﻧﻚ ﻓﺎرﻗﺖ ا ﻟﺠﻮ اﻟﺬي ﻣﻨﮫ ﺧﺮﺟﺖ‪ ،‬وﺧﻠﻔﺖ اﻟﻌُﺶ اﻟﺬي ﻓﯿﮫ درﺟﺖ إﻟﻰ وﻛﺮ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻗﺮﯾﻦ ﻟﻢ ﺗﺄﻟﻔﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺑﻤﻠﻜ ﮫ‬
‫ﻋﻠﯿﻚ رﻗﯿﺒﺎً وﻣﻠﯿﻜﺎً‪ ،‬ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻟﮫ أﻣﺔ ﯾﻜﻦ ﻟﻚ ﻋﺒﺪاً وﺷﯿﻜﺎً‪ .‬واﺣﻔﻈﻲ ﻟﮫ ﺧﺼﺎﻻً ﻋﺸﺮاً ‪ ،‬ﯾﻜﻦ ﻟﻚ ذﺧﺮاً‪:‬‬
‫أﻣﺎ اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬ﻓﺎﻟﺨﺸﻮع ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬وﺣﺴﻦ اﻟﺴﻤﻊ ﻟﮫ واﻟﻄﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ‪ :‬ﻓﺎﻟﺘﻔﻘﺪ ﻟﻤﻮاﺿﻊ ﻋﯿﻨﮫ وأﻧﻔﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻘﻊ ﻋﯿﻨﮫ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﯿﺢ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸﻢ ﻣﻨﻚ إﻻ أﻃﯿﺐ رﯾﺢ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺴﺎدﺳﺔ‪ :‬ﻓﺎﻟﺘﻔﻘﺪ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﻣﮫ وﻃﻌﺎﻣﮫ‪ .‬ﻓﺈنﱠ ﺗﻮاﺗﺮ اﻟﺠﻮع ﻣﻠﮭﺒﺔ‪ ،‬وﺗﻨﻐﯿﺺ اﻟﻨﻮم ﻣﻐﻀﺒﺔ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‪ :‬ﻓﺎﻻﺣﺘﺮاس ﺑﻤﺎﻟﮫ واﻹرﻋﺎء )اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ( ﻋﻠﻰ ﺣﺸﻤﮫ )ﺧﺪﻣﮫ( وﻋﯿﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻣﻼك )ﻋﻤﺎد( اﻷﻣﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎل ﺣُﺴ ﻦ‬
‫اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻌﯿﺎل ﺣُﺴﻦ اﻟﺘﺪﺑﯿﺮ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﺎﺷﺮة‪ :‬ﻓﻼ ﺗﻌﺼﯿﻦ ﻟﮫ أﻣﺮاً‪ ،‬وﻻ ﺗُﻔﺸﯿﻦ ﻟﮫ ﺳﺮاً‪ ،‬ﻓﺈﻧﻚ إن ﺧﺎﻟﻔﺖ أﻣﺮه أوﻏﺮت ﺻﺪره‪ ،‬وإن أﻓﺸﯿﺖ ﺳﺮه ﻟﻢ ﺗ ﺄﻣﻨﻰ‬
‫ﻏﺪره ‪ ،‬ﺛﻢ إﯾﺎك واﻟﻔﺮح ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ إن ﻛﺎن ﻣُﮭَﻤﱠﺎً‪ ،‬واﻟﻜﺂﺑﺔ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ إن ﻛﺎن ﻓﺮﺣﺎً‪.‬‬

‫اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ‬

‫‪ -١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻮﻟﻢ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺠﻤﻊ‪ ،‬ﻷن اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﯾﺠﺘﻤﻌ ﺎن‪ ،‬وھ ﻲ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺮس ﺧﺎﺻ ﺔ‪ .‬وﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺎﻣﻮس‪:‬‬
‫اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ ﻃﻌﺎم اﻟﻌﺮس‪ ،‬أو ﻛﻞ ﻃﻌﺎم ﺻُﻨﻊ ﻟﺪﻋﻮة وﻏﯿﺮھﺎ‪ .‬وأوﻟﻢ وﻟﯿﻤﺔ‪:‬أى ﺻﻨﻌﮭﺎ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﺳُﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪة‪.‬‬

‫• ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ‪ " :‬أوﻟﻢ وﻟﻮ ﺑﺸﺎة" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫• وﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل " ﻣﺎ أوﻟﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮫ‪ ،‬ﻣﺎ أوﻟﻢ ﻋﻠ ﻰ زﯾﻨ ﺐ‪ :‬أوﻟ ﻢ ﺑﺸ ﺎة " ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫• وﻋﻦ ﺑﺮﯾﺪة ﻗﺎل‪ :‬ﻟﻤﺎ ﺧﻄﺐ ﻋﻠﻲّ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إﻧﮫ ﻻﺑﺪ ﻟﻠﻌﺮس ﻣﻦ وﻟﯿﻤﺔ" رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ‬
‫ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫• ﻗﺎل أﻧﺲ ‪ " :‬ﻣﺎ أوﻟﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮫ‪ ،‬ﻣﺎ أوﻟﻢ ﻋﻠﻰ زﯾﻨ ﺐ‪ ،‬وﺟﻌ ﻞ ﯾﺒﻌﺜﻨ ﻲ ﻓ ﺄدﻋﻮ ﻟ ﮫ‬
‫اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﺄﻃﻌﻤﮭﻢ ﺧﺒﺰاً ‪ ،‬وﻟﺤﻤﺎً‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻌﻮا " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أوﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﮫ ﺑﻤﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﺷﻌﯿﺮ" ‪.‬‬
‫وھﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻟﯿﺲ ﻣﺮﺟﻌﮫ ﺗﻔﻀﯿﻞ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺳﺒﺒﮫ اﺧﺘﻼف ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﻌُﺴﺮ واﻟﯿُﺴﺮ‪.‬‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫‪ -٣‬وﻗﺘﮭﺎ ‪ :‬وﻗﺖ اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﺪ أو ﻋﻘﺒﮫ‪ ،‬أو ﻋﻨﺪ اﻟﺪﺧﻮل أو ﻋﻘﺒﮫ‪ .‬وھﺬا أﻣﺮ ﯾﺘﻮﺳﻊ ﻓﯿﮫ ﺣﺴﺐ اﻟﻌﺮف واﻟﻌﺎدة‪ .‬وﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ دﻋﺎ اﻟﻘﻮم ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺧﻮل ﺑﺰﯾﻨﺐ‪.‬‬

‫‪ -٤‬إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪاﻋﻲ ‪ :‬إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪاﻋﻲ إﻟﻰ وﻟﯿﻤﺔ اﻟﻌﺮس واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ دُﻋﻲ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ إﻇﮭﺎر اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫ‪ ،‬وإدﺧﺎل اﻟﺴﺮور‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﺗﻄﯿﯿﺐ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫• ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا دُﻋﻲ أﺣﺪﻛﻢ إﻟﻰ وﻟﯿﻤﺔ ﻓﻠﯿﺄﺗﮭﺎ "‪.‬‬
‫• وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬وﻣﻦ ﺗﺮك اﻟﺪﻋﻮة ﻓﻘﺪ ﻋﺼ ﻰ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ‬
‫"‪.‬‬
‫• وﻋﻨﮫ أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻟﻮ دُﻋﯿﺖ إﻟﻰ ﻛُﺮاع ﻷﺟﺒﺖ‪ ،‬وﻟﻮ أُھﺪي إﻟﻰ ذراع ﻟﻘﺒﻠﺖ"‪.‬‬
‫روى ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮة ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻟﺸﺨﺺ أو ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻟﻢ ﺗﺠﺐ اﻹﺟﺎﺑﺔ ) أي ﻟﯿﺴﺖ واﺟﺒﺔ ( ‪.‬‬

‫‪ .٥‬ﺷﺮوط وﺟﻮب إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﻮة ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ :‬إن ﺷﺮوط وﺟﻮﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫• أن ﯾﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻲ ﻣﻜﻠﻔﺎً ﺣﺮاً رﺷﯿﺪاً ‪.‬‬
‫• وأﻻّ ﯾﺨﺺ اﻷﻏﻨﯿﺎء دون اﻟﻔﻘﺮاء ‪.‬‬
‫• وأﻻّ ﯾﻈﮭﺮ ﻗﺼﺪ اﻟﺘﻮدد ﻟﺸﺨﺺ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﯿﮫ أو ﻟﺮھﺒﺔ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫• وأن ﯾﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻲ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ‪.‬‬
‫• وأن ﯾﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﯿﻮم اﻷول ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﮭﻮر ‪.‬‬
‫• وأﻻّ ﯾﺴﺒﻖ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺗﻌﯿﻨﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻟﮫ دون اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫• وأﻻّ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﻣﺎ ﯾﺘﺄذى ﺑﺤﻀﻮره ﻣﻦ ﻣﻨﻜﺮ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫• وأﻻّ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻋﺬر‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺒﻐﻮي‪ :‬وﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻋﺬر أو ﻛﺎن اﻟﻄﺮﯾﻖ ﺑﻌﯿﺪاً ﺗﻠﺤﻘﮫ اﻟﻤﺸﻘﺔ ﻓﻼ ﺑﺄس أن ﯾﺘﺨﻠﻒ ‪.‬‬

‫‪ .٦‬ﻛﺮاھﺔ دﻋﻮة اﻷﻏﻨﯿﺎء دون اﻟﻔﻘﺮاء ‪:‬‬

‫ﯾُﻜﺮه أن ﯾُﺪﻋﻰ إﻟﻰ اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ اﻷﻏﻨﯿﺎء دون اﻟﻔﻘﺮاء ‪ .‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺷ ﱡﺮ‬
‫ﻃﻌﺎمٍ‪ ،‬اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ ﯾُﻤْﻨَﻌُﮭﺎ ﻣﻦ ﯾﺄﺗﯿﮭﺎ‪ ،‬وﯾُﺪﻋﻰ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﯾﺄﺑﺎھﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾُﺠﺐ اﻟﺪﻋﻮة ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري أن أﺑﺎ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﺷﺮﱡ اﻟﻄﻌﺎم ﻃﻌﺎم اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ‪ :‬ﯾُﺪﻋﻰ ﻟﮭﺎ اﻷﻏﻨﯿﺎء وﺗُﺘﺮك اﻟﻔﻘﺮاء ‪.‬‬

‫ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج‬
‫اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻠﺰواج ھﻮ رﺿﺎ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪ ،‬وﺗﻮاﻓﻖ إرادﺗﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻻرﺗﺒ ﺎط‪ ،‬وﻟﻤ ﺎ ﻛ ﺎن اﻟﺮﺿ ﺎ وﺗﻮاﻓ ﻖ اﻹرادة ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر‬
‫اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾُﻄﻠّﻊ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ اﻟﺪّال ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻻرﺗﺒﺎط وإﯾﺠﺎده‪ .‬وﯾﺘﻤﺜ ﻞ اﻟﺘﻌﺒﯿ ﺮ ﺑﻤ ﺎ ﯾﺠ ﺮي ﻣ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎرات ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺻﺪر أوﻻً ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ إرادﺗﮫ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻟﺼﻠﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﯾُﺴﻤﻰ إﯾﺠﺎﺑﺎً‪ ،‬وﯾُﻘﺎل‪ :‬أﻧﮫ‬
‫أوﺟﺐ‪ ،‬وﻣﺎ ﺻﺪر ﺛﺎﻧﯿﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺪاﻟﱠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺿﺎ واﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﯾُﺴﻤﻰ ﻗَﺒْﻮﻻً ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺛﻢ ﯾﻘﻮل اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪ :‬إن أرﻛﺎن اﻟﺰواج " اﻹﯾﺠﺎب ‪ ،‬واﻟﻘﺒﻮل " ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ‪ ) :‬أي ﺷﺮوط اﻹﻧﻌﻘﺎد ( ‪:‬‬

‫وﻻ ﯾﺘﺤﻘﻖ اﻟﻌﻘﺪ وﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻵﺛﺎر اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ،‬إﻻ إذا ﺗﻮاﻓﺮت ﻓﯿﮫ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬

‫‪ -١‬ﺗﻤﯿﯿﺰ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ‪ :‬ﻓﺈن ﻛﺎن أﺣﺪھﻤﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً أو ﺻﻐﯿﺮاً ﻻ ﯾﻤﯿﺰ ﻓﺈن اﻟﺰواج ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﺗﺤﺎد ﻣﺠﻠﺲ اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ‪ :‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻻ ﯾُﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﺑﻜﻼم أﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬أو ﺑﻤﺎ ﯾُﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮف إﻋﺮاﺿ ﺎً وﺗﺸ ﺎﻏﻼً‬
‫ﻋﻨﮫ ﺑﻐﯿﺮه ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺸﺘﺮط أن ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻌﺪ اﻹﯾﺠﺎب ﻣﺒﺎﺷﺮة‪ .‬ﻓﻠﻮ ﻃﺎل اﻟﻤﺠﻠﺲ وﺗﺮاﺧﻰ اﻟﻘﺒﻮل ﻋﻦ اﻹﯾﺠﺎب‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺼﺪر ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺮاض‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺘﺤﺪ‪ ،‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻷﺣﻨﺎف واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻤُﻐﻨﻲ ‪ :‬إذا ﺗﺮاﺧﻰ اﻟﻘﺒﻮل ﻋ ﻦ اﻹﯾﺠ ﺎب ﺻ ﺢ‪ ،‬ﻣ ﺎ‬
‫داﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺘﺸﺎﻏﻼ ﻋﻨﮫ ﺑﻐﯿﺮه‪.‬‬

‫‪ -٣‬أﻻ ﯾﺨﺎﻟﻒ اﻟﻘﺒﻮل اﻹﯾﺠﺎب إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻮ أﺣﺴﻦ ﻟﻠﻤﻮﺟﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻜﻮن أﺑﻠﻎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﻗ ﺎل اﻟﻤﻮﺟِ ﺐ‪:‬‬
‫زوﺟﺘﻚ اﺑﻨﺘﻲ ﻓﻼﻧﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﮭﺮ ﻗﺪره ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻨﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺎﺑﻞ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ زواﺟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺘﯿﻦ اﻧﻌﻘﺪ اﻟﺰواج‪ ،‬ﻻ ﺷﺘﻤﺎل اﻟﻘﺒﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻮ‬
‫أﺻﻠﺢ‪.‬‬

‫‪ -٤‬ﺳﻤﺎع ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﺑﻌﻀﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻢ أن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ھﻮ إﻧﺸﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج‪.‬‬

‫أﻟﻔﺎظ اﻻﻧﻌﻘﺎد ‪:‬‬

‫‪٢٠٨‬‬
‫ﯾﻨﻌﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺎﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﯿﮫ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﮭﻤﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻣﺘﻰ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﺒﯿ ﺮ اﻟﺼ ﺎدر ﻋﻨﮭﻤ ﺎ داﻻً ﻋﻠ ﻰ‬
‫إرادة اﻟﺰواج‪ ،‬دون ﻟﺒﺲ أو إﺑﮭﺎم‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺒﻮل ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺸ ﺘﺮﻃﻮا اﺷ ﺘﻘﺎﻗﮫ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎدة ﺧﺎﺻ ﺔ‪ ،‬ﺑ ﻞ ﯾﺘﺤﻘ ﻖ ﺑ ﺄي ﻟﻔ ﻆ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ أو‬
‫اﻟﺮﺿﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪ ،‬واﻓﻘﺖ‪ ،‬أﻣﻀﯿﺖ‪ ،‬ﻧﻔﺬت ‪ ..‬أﻣﺎ اﻹﯾﺠﺎب ﻓﺈن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺘﻔﻘﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺼﺢ ﺑﻠﻔﻆ اﻟﻨﻜﺎح واﻟﺘﺰوﯾﺞ‪ ،‬وﻣﺎ اﺷﺘﻖ‬
‫ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺜﻞ ‪ :‬زوﺟﺘﻚ‪ ،‬أو أﻧﻜﺤﺘﻚ‪ ،‬ﻟﺪﻻﻟﺔ ھﺬﯾﻦ اﻟﻠﻔﻈﯿﻦ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺼﻮد‪.‬‬
‫وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ وﺳﻌﯿﺪ اﺑ ﻦ اﻟﻤﺴ ﯿﺐ وﻋﻄ ﺎء إﻟ ﻰ أﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺼ ﺢ إﻻ ﺑﻠﻔ ﻆ اﻟﺘ ﺰوﯾﺞ أو اﻹﻧﻜ ﺎح وﻣﺎاﺷ ﺘﻖ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ‪ ،‬ﻷن‬
‫ﺳﻮاھﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺎظ ﻛﺎﻟﺘﻤﻠﯿﻚ واﻟﮭﺒﺔ ﻻ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺰواج‪.‬‬

‫اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻗﺪان أو أﺣﺪھﻤﺎ ﻻ ﯾﻔﮭﻢ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪.‬‬

‫زواج اﻷﺧﺮس ‪ :‬وﯾﺼﺢ زواج اﻷﺧﺮس ﺑﺈﺷ ﺎراﺗﮫ إن ﻓُﮭﻤ ﺖ ﻛﻤ ﺎ ﯾﺼ ﺢ ﺑﯿﻌ ﮫ‪ ،‬ﻷن اﻹﺷ ﺎرة ﻣﻌﻨ ﻰ ﻣُﻔْﮭِ ﻢ‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ ﺗُﻔﮭ ﻢ إﺷ ﺎرﺗﮫ ﻻ‬
‫ﯾﺼﺢ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻘﺪ ﺑﯿﻦ ﺷﺨﺼﯿﻦ‪ ،‬وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﮭﻢ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎ ﯾﺼﺪر ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻟﻠﻐﺎﺋﺐ ‪ :‬إذا ﻛﺎن أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻏﺎﺋﺒﺎً وأراد أن ﯾﻌﻘﺪ اﻟ ﺰواج‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿ ﮫ أن ﯾُﺮﺳ ﻞ رﺳ ﻮﻻً‪ ،‬أو ﯾﻜﺘ ﺐ ﻛﺘﺎﺑ ﺎً إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺮف‬
‫اﻵﺧﺮ ﯾﻄﻠﺐ اﻟﺰواج‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ‪ -‬إذا ﻛﺎن ﻟﮫ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮل ‪ -‬أن ﯾُﺤﻀ ﺮ اﻟﺸ ﮭﻮد وﯾُﺴ ﻤﻌﮭﻢ ﻋﺒ ﺎرة اﻟﻜﺎﺗ ﺐ أو رﺳ ﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ ،‬وﯾُﺸﮭﺪھﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ أﻧﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج‪ ،‬وﯾُﻌﺘﺒﺮ اﻟﻘﺒﻮل ﻣﻘﯿﺪاً ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪ‬

‫اﺷﺘﺮط اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻟﺼﯿﻐﺔ اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ‪ :‬أن ﯾﻜﻮن ﺑﻠﻔﻈﯿﻦ وﺿﻌﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ‪ ،‬أو وﺿﻊ أﺣﺪھﻤﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ واﻵﺧﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺜﺎل اﻷول‪ :‬أن ﯾﻘﻮل اﻟﻌﺎﻗﺪ اﻷول‪ :‬زوﺟﺘﻚ اﺑﻨﺘﻲ وﯾﻘﻮل اﻟﻘﺎﺑﻞ ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ ‪.‬‬
‫وﻣﺜﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬أن ﯾﻘﻮل اﻟﺨﺎﻃﺐ أزوﺟﻚ اﺑﻨﺘﻲ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل ﻟﮫ ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪.‬‬
‫واﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﮭﺎ اﻟﺸﺎرع ﻹﻧﺸﺎء اﻟﻌﻘ ﻮد ھ ﻲ ﺻ ﯿﻐﺔ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ‪ ،‬ﻷن دﻻﻟﺘﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺼ ﻮل اﻟﺮﺿ ﺎ ﻣ ﻦ ا ﻟﻄ ﺮﻓﯿﻦ ﻗﻄﻌﯿ ﺔ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺗﺤﺘﻤﻞ أي ﻣﻌﻨﻰ آﺧﺮ‪ ،‬ﺑﺨﻼف اﻟﺼﯿﻎ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎل أو اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻﺗﺪل ﻗﻄﻌﺎً ﻋﻠ ﻰ ﺣﺼ ﻮل اﻟﺮﺿ ﺎ وﻗ ﺖ اﻟ ﺘﻜﻠﻢ‪ ،‬ﻓﻠ ﻮ ﻗ ﺎل‬
‫أﺣﺪھﻤﺎ‪ :‬أزوﺟﻚ اﺑﻨﺘﻲ ؟ وﻗﺎل اﻵﺧﺮ ‪ :‬أﻗﺒﻞ ‪ -‬ﻓﺈن اﻟﺼﯿﻐﺔ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﮭ ﺎ اﻟ ﺰواج‪ ،‬ﻻﺣﺘﻤ ﺎل أن ﯾﻜ ﻮن اﻟﻤ ﺮاد ﻣ ﻦ ھ ﺬه اﻷﻟﻔ ﺎظ‬
‫ﻣﺠﺮد اﻟﻮﻋﺪ‪ ،‬واﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺰواج ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻟﯿﺲ ﻋﻘﺪاً ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل‪.‬‬
‫وﻟﻮ ﻗﺎل اﻟﺨﺎﻃﺐ ‪ :‬زوﺟﻨﻲ اﺑﻨﺘﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻵﺧﺮ ‪ :‬زوﺟﺘﮭﺎ ﻟﻚ اﻧﻌﻘﺪ اﻟﺰواج‪ .‬ﻷن ﺻﯿﻐﺔ "زوﺟﻨﻲ" داﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻨ ﻰ اﻟﺘﻮﻛﯿ ﻞ واﻟﻌﻘ ﺪ‬
‫ﯾﺼﺢ أن ﯾﺘﻮﻻه واﺣﺪ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪ .‬ﻓﺈذا ﻗﺎل اﻟﺨﺎﻃﺐ ‪ :‬زوﺟﻨﻲ وﻗﺎل اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣ ﺆدى ذﻟ ﻚ أن اﻷول وﻛ ﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻲ أﻧﺸﺄ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﺑﻌﺒﺎرﺗﮫ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻟﺘﻨﺠﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ‪:‬‬

‫ﻛﻤﺎ اﺷﺘﺮﻃﻮا أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺠﺰة‪ :‬أي أن اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﯾُﻌﻘﺪ ﺑﮭﺎ اﻟﺰواج ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﯿﺪة ﺑﺄي ﻗﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﻮد‪،‬‬
‫ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻠﺨﺎﻃﺐ‪ :‬زوﺟﺘﻚ اﺑﻨﺘﻲ ﻓﯿﻘﻮل اﻟﺨﺎﻃﺐ ﻗﺒﻠﺖ‪ .‬ﻓﮭﺬا اﻟﻌﻘ ﺪ ﻣُﻨْﺠَ ﺰ‪ ،‬وﻣﺘ ﻰ اﺳ ﺘﻮﻓﻰ ﺷ ﺮوﻃﮫ ﺻ ﺢ وﺗﺮﺗﺒ ﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫آﺛﺎره‪.‬‬
‫ﺛﻢ إن ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط‪ ،‬أو ﻣﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬أو ﻣﻘﺮوﻧ ﺔ ﺑﻮﻗ ﺖ ﻣﻌ ﯿﻦ‪ ،‬أوﻣﻘﺘﺮﻧ ﺔ ﺑﺸ ﺮط‪ ،‬ﻓﮭ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ھﺬه اﻷﺣﻮال ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وإﻟﯿﻚ ﺑﯿﺎن ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة‪.‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ‪:‬‬

‫وھﻲ أن ﯾﺠﻌﻞ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﺷﻲء آﺧﺮ ﺑﺄداة ﻣﻦ أدوات اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻮل اﻟﺨﺎﻃﺐ‪ :‬إن اﻟﺘﺤﻘﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻇﯿﻔﺔ ﺗﺰوﺟﺖ اﺑﻨﺘﻚ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل اﻷب‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺰواج ﺑﮭﺬه اﻟﺼﯿﻐﺔ ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻷن إﻧﺸﺎء اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻗﺪ ﯾﻜ ﻮن وﻗ ﺪ ﻻ‬
‫ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻣﺤﻘﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻓ ﺈن اﻟ ﺰواج ﯾﻨﻌﻘ ﺪ‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ أن ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬إن ﻛﺎﻧ ﺖ اﺑﻨﺘ ﻚ ﺳ ﻨﮭﺎ ﻋﺸ ﺮون ﺳ ﻨﺔ ﺗﺰوﺟﺘﮭ ﺎ‪.‬‬
‫ﻓﯿﻘﻮل اﻷب ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪ .‬وﺳﻨﮭﺎ ﻓﻌﻼً ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ‪ .‬وﻛ ﺬﻟﻚ إن ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬إن رﺿ ﻲ أﺑ ﻲ ﺗﺰوﺟﺘ ﻚ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﺨﺎﻃ ﺐ ‪ :‬ﻗﺒﻠ ﺖ‪ .‬وﻗ ﺎل أﺑﻮھ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺲ ‪ :‬رﺿﯿﺖ‪ .‬إذ أن اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﺻﻮري‪ ،‬واﻟﺼﯿﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻨﺠﺰة‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﻤُﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ‪:‬‬

‫ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻮل اﻟﺨﺎﻃﺐ ‪ :‬ﺗﺰوﺟﺖ اﺑﻨﺘﻚ ﻏﺪاً أو ﺑﻌﺪ ﺷﮭﺮ‪ :‬ﻓﯿﻘﻮل اﻷب ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪ ،‬ﻓﮭ ﺬه اﻟﺼ ﯿﻐﺔ ﻻ ﯾﻨﻌﻘ ﺪ ﺑﮭ ﺎ اﻟ ﺰواج‪ ،‬ﻻ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﺎل ‪ ،‬وﻻ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮل اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﻀﺎف إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻷن اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج اﻟﺬي ﯾﻮﺟﺐ ﺗﻤﻠﯿﻚ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺘﻮﻗﯿﺖ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻮﻗﺖ ﻣﻌﯿﻦ )زواج اﻟﻤﺘﻌﺔ ‪ -‬زواج اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ(‪.‬‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫ﻛ ﺄن ﯾﺘ ﺰوج ﻣ ﺪة ﺷ ﮭﺮ‪ ،‬أو أﻛﺜ ﺮ‪ ،‬أو أﻗ ﻞ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟ ﺰواج ﻻ ﯾﺤ ﻞ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﻣ ﻦ اﻟ ﺰواج دوام اﻟﻤﻌﺎﺷ ﺮة ﻟﻠﺘﻮاﻟ ﺪ‪،‬‬
‫واﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺴ ﻞ‪ ،‬وﺗﺮﺑﯿ ﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬وﻟﮭ ﺬا ﺣﻜ ﻢ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻋﻠ ﻰ زواج اﻟﻤﺘﻌ ﺔ واﻟﺘﺤﻠﯿ ﻞ ﺑ ﺎﻟﺒﻄﻼن‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﯾﻘﺼ ﺪ ﺑ ﺎﻷول ﻣﺠ ﺮد‬
‫اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع اﻟﻮﻗﺘﻲ وﯾُﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺰوﺟﺔ ﻟﺰوﺟﮭﺎ اﻷول‪.‬‬
‫وإﻟﯿﻚ ﺗﻔﺼﯿﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ‪:‬‬

‫زواج اﻟﻤﺘﻌﺔ‬
‫وﯾُﺴﻤﻰ اﻟﺰواج اﻟﻤﺆﻗﺖ‪ ،‬واﻟﺰواج اﻟﻤﻨﻘﻄﻊ وھﻮ أن ﯾﻌﻘﺪ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﯾﻮﻣﺎً أو أﺳ ﺒﻮﻋﺎً أو ﺷ ﮭﺮاً‪ ،‬وﺳُ ﻤﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﻌ ﺔ‬
‫ﻷن اﻟﺮﺟﻞ ﯾﻨﺘﻔﻊ وﯾﺘﺒﻠﱠﻎ ﺑﺎﻟﺰواج وﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻷﺟﻞ اﻟﺬي وﻗﱠﺘﮫ‪ ،‬وھﻮ زواج ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﺑﯿﻦ أﺋﻤﺔ اﻟﻤﺬاھﺐ‪ ،‬وﻗ ﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧ ﮫ‬
‫إذا اﻧﻌﻘﺪ ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻃﻼً واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ ھﺬا‪:‬‬
‫أوﻻً‪ :‬أن ھﺬا اﻟﺰواج ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﮫ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﺑﺼﺪد اﻟﺰواج‪ ،‬واﻟﻄﻼق‪ ،‬واﻟﻌﺪة‪ ،‬واﻟﻤﯿﺮاث‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن ﺑﺎﻃﻼً ﻛﻐﯿ ﺮه ﻣ ﻦ‬
‫اﻷﻧﻜﺤﺔ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬أن اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﺟﺎءت ﻣﺼﺮﺣﺔ ﺑﺘﺤﺮﯾﻤﮫ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﺳَﺒُﺮَة اﻟﺠُﮭﻨﻲ‪ :‬أﻧﮫ ﻏﺰا ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ ﻓ ﺘﺢ ﻣﻜ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﺄذن‬
‫ﻟﮭﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﻨﺴﺎء‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻠﻢ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮭﺎ ﺣﺘ ﻰ ﺣَﺮﱠﻣَﮭ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻟﻔﻆ رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‪ :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺣ ﺮّم اﻟﻤﺘﻌ ﺔ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟﻨ ﺎس إﻧ ﻲ ﻛﻨ ﺖ أذِﻧْ ﺖُ ﻟﻜ ﻢ ﻓ ﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع‪ ،‬أﻻ وإن اﷲ ﻗﺪ ﺣﺮﱠﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ :‬أن ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺣَﺮّﻣﮭﺎ وھﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ أﯾﺎم ﺧﻼﻓﺘﮫ‪ ،‬وأﻗﺮه اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋ ﻨﮭﻢ ‪ -‬وﻣ ﺎ ﻛ ﺎﻧﻮا ﻟﯿﻘ ﺮوه ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺧﻄﺄ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﺨﻄﺌﺎً ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ :‬وﻷﻧﮫ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮫ ﻗﻀﺎء ا ﻟﺸﮭﻮة‪ ،‬وﻻ ﯾُﻘﺼﺪ ﺑﮫ اﻟﺘﻨﺎﺳﻞ‪ ،‬وﻻ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد ‪ ،‬وھ ﻲ اﻟﻤﻘﺎﺻ ﺪ اﻷﺻ ﻠﯿﺔ ﻟﻠ ﺰواج‪ ،‬ﻓﮭ ﻮ‬
‫ﯾُﺸﺒﮫ اﻟﺰﻧﻰ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻗﺼﺪ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع دون ﻏﯿﺮه‪ .‬ﺛﻢ ھﻮ ﯾﻀ ﺮ ﺑ ﺎﻟﻤﺮأة‪ ،‬إذ ﺗُﺼ ﺒﺢ ﻛﺎﻟﺴ ﻠﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺘﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﯾ ﺪ إﻟ ﻰ ﯾ ﺪ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﯾﻀ ﺮ‬
‫اﻷوﻻد‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻻ ﯾﺠﺪون اﻟﺒﯿﺖ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻘﺮون ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﯾﺘﻌﮭﺪھﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺘﺄدﯾﺐ‪.‬‬
‫وﻗﺪ روى ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ أن زواج اﻟﻤﺘﻌ ﺔ ﺣـــــ ـﻼل‪ ،‬واﺷ ﺘﮭﺮ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪ .‬وﻓ ﻲ‬
‫ﺗﮭﺬﯾﺐ اﻟﺴُﻨﻦ‪ :‬وأﻣﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﺈﻧﮫ ﺳﻠﻚ ھﺬا اﻟﻤﺴﻠﻚ ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺘﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ واﻟﻀﺮورة‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﺒﺤﮭﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﮫ إﻛﺜﺎر اﻟﻨﺎس‬
‫ﻣﻨﮭﺎ رﺟﻊ‪ .‬وﻛﺎن ﯾﺤﻤﻞ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﺘﺞ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ‪ :‬إن ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎس ھﻞ ﺗﺪري ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ‪ ،‬وﺑ ﻢ أﻓﺘﯿ ﺖ ؟ ﻗ ﺪ ﺻ ﺎرت ﺑِﻔُﺘْﯿ ﺎك اﻟﺮﻛﺒ ﺎن‪ ،‬وﻗﺎﻟ ﺖ ﻓﯿ ﮫ‬
‫اﻟﺸﻌﺮاء ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ؟ ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻗﺎﻟﻮا‪:‬‬
‫ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻟﻤﺎ ﻃﺎل ﻣﺤﺒﺴﮫ *** ﯾﺎ ﺻﺎح ھﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﺘﯿﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ؟‬
‫ھﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ رُﺧﺼﺔ اﻷﻃﺮاف آﻧﺴﺔ *** ﺗﻜﻮن ﻣﺜﻮاك ﺣﺘﻰ رﺟﻌﺔ اﻟﻨﺎس ؟‬
‫ﻓﻘﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ " :‬إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﯿﮫ راﺟﻌﻮن ! " واﷲ ﻣﺎ ﺑﮭﺬا أﻓﺘﯿﺖ‪ ،‬وﻻ ھﺬا أردت‪ ،‬وﻻ أﺣﻠﻠﺖ إﻻ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ أﺣ ﻞ اﷲ اﻟﻤﯿﺘ ﺔ واﻟ ﺪم‬
‫وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺤﻞ إﻻ ﻟﻠﻤﻀﻄﺮ‪ ،‬وﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﻛﺎ ﻟﻤﯿﺘﺔ واﻟﺪم وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ ‪.‬‬

‫ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺘﻌﺒﺪون ﺑﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺎرع ‪ ،‬وﻗﺪ ﺻﺢ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﮫ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻤﺆﺑﺪ‪ ،‬وﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﮫ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻗﺎدﺣﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﯿﺘﱠﮫ‪ ،‬وﻻ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺬرة ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﮫ‪ ،‬ﻛﯿﻒ واﻟﺠﻤﮭﻮر ﻗﺪ ﺣﻔﻈﻮا اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ وﻋﻤﻠﻮا ﺑﮫ‪ ،‬ورووه ﻟﻨﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻗﺎل‬
‫اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ -‬ﻓﯿﻤﺎ أﺧﺮﺟﮫ ﻋﻨﮫ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ‪ -‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أذن ﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻌ ﺔ ﺛﻼﺛــــ ـﺎً ﺛ ﻢ‬
‫ﺣﺮﻣﮭﺎ‪ ،‬واﷲ ﻻ أﻋﻠﻢ أﺣﺪاً ﺗﻤﺘﻊ وھﻮ ﻣُﺤﺼﻦ إﻻ رﺟﻤﺘﮫ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة " ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة وﻓﻲ ﻧﯿﺔ اﻟﺰوج ﻃﻼﻗﮭﺎ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ ﺗﺰوج اﻣﺮأة دون أن ﯾﺸﺘﺮط اﻟﺘﻮﻗﯿﺖ وﻓﻲ ﻧﯿﺘﮫ أن ﯾُﻄﻠﻘﮭﺎ ﺑﻌﺪ زﻣﻦ‪ ،‬أو ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ھﻮ ﻣﻘﯿﻢ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺰواج ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻛﺘﻤﺎﻧﮫ إﯾﺎه ﯾُﻌﺪ ﺧﺪاﻋﺎً وﻏُﺸﺎً‪ .‬وﺧﺎﻟﻒ اﻷوزاﻋﻲ ﻓﺎﻋﺘﺒﺮه زواج ﻣﺘﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ رﺷﯿﺪ رﺿﺎ ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎر‪ :‬ھﺬا وإن ﺗﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻠﻒ واﻟﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﯾﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﻊ اﻟﻨﻜﺎح‬
‫ﺑﻨﯿﺔ اﻟﻄﻼق‪ ،‬وإن ﻛﺎن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾﻘﻮﻟﻮن إن ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﯾﻜﻮن ﺻﺤﯿﺤﺎً إذا ﻧﻮى اﻟﺰوج اﻟﺘﻮﻗﯿﺖ وﻟﻢ ﯾﺸﺘﺮﻃﮫ ﻓﻲ ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﻛﺘﻤﺎﻧﮫ إﯾﺎه ﯾُﻌﺪ ﺧﺪاﻋﺎً وﻏِﺸﺎً‪ ،‬وھﻮ أﺟﺪر ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ﻣ ﻦ اﻟﻌﻘ ﺪ اﻟ ﺬي ﯾﺸ ﺘﺮط ﻓﯿ ﮫ اﻟﺘﻮﻗﯿ ﺖ اﻟ ﺬي ﯾﻜ ﻮن ﺑﺎﻟﺘﺮاﺿ ﻲ ﺑ ﯿﻦ اﻟ ﺰوج‬
‫واﻟﻤﺮأة ووﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺴﺪة إﻻ اﻟﻌﺒﺚ ﺑﮭﺬه اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﻈﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ھ ﻲ أﻋﻈ ﻢ اﻟ ﺮواﺑﻂ اﻟﺒﺸ ﺮﯾﺔ‪ ،‬وإﯾﺜ ﺎر اﻟﺘﻨﻘ ﻞ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺮاﺗﻊ اﻟﺸﮭﻮات ﺑﯿﻦ اﻟﺬوﱠاﻗﯿﻦ واﻟﺬوﱠاﻗﺎت‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮات‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﺸﺮط ﻓﯿﮫ ذﻟﻚ ﯾﻜﻮن اﺷﺘﻤﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻏﺸﺎً وﺧﺪاﻋﺎً ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻔﺎﺳﺪ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀ ﺎء وذھ ﺎب اﻟﺜﻘ ﺔ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﯾﺪون ﺑﺎﻟﺰواج ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ ‪ -‬وھﻮ إﺣﺼﺎن ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻟﻶﺧﺮ‪،‬‬
‫وإﺧﻼﺻﮫ ﻟﮫ ‪ ،‬وﺗﻌﺎوﻧﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯿﺲ ﺑﯿﺖ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺑﯿﻮت اﻷﻣﺔ‪.‬‬

‫‪٢١٠‬‬
 ‫زواج اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ‬
‫وھﻮ أن ﯾﺘﺰوج اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎً ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻋﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬أو ﯾﺪﺧﻞ ﺑﮭﺎ ﺛﻢ ﯾﻄﻠﻘﮭﺎ ﻟﯿﺤﻠﮭﺎ ﻟﻠﺰوج اﻵﺧﺮ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ‪ :‬وھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻹﺛﻢ واﻟﻔﻮاﺣﺶ‪ ،‬ﺣﺮﻣﮫ اﷲ وﻟﻌﻦ ﻓﺎﻋﻠﮫ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻟﻌﻦ اﷲ اﻟﻤﺤُﻠﱢﻞ واﻟﻤﺤُﻠﱠﻞ ﻟﮫ " رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل " ﻟﻌﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ -‬اﻟﻤﺤُﻠﱢ ﻞ واﻟﻤﺤُﻠﱠ ﻞ ﻟ ﮫ" رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪ ،‬وﻗ ﺎل‪ :‬ھ ﺬا‬
‫ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪ .‬واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﻋﻨﺪ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ ‪ :‬ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‪ ،‬وﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻢ‪ .‬وھﻮ ﻗﻮل اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ -‬ﻗﺎل ‪ " :‬أﻻ أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﯿﺲ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻌﺎر ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﺑﻠﻰ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ " :‬ھﻮ اﻟُﻤﺤﻠﱢﻞ‪ ،‬ﻟﻌﻦ اﷲ اﻟﻤﺤُﻠﱢﻞ واﻟﻤﺤُﻠﱠﻞ ﻟﮫ" ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ(‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﺳﺄل رﺟﻞ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﻓﻲ اﻣﺮأة ﺗﺰوﺟﺘﮭﺎ ﻷُﺣﻠﱠﮭﺎ ﻟﺰوﺟﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄﻣﺮﻧﻲ وﻟﻢ ﯾﻌﻠﻢ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟ ﮫ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ‪ " :‬ﻻ ‪ ،‬إﻻ‬
‫ﻧﻜﺎح رﻏﺒﺔ‪ ،‬إن أﻋﺠﺒﺘﻚ أﻣﺴﻜﺘﮭﺎ ‪ ،‬وإن ﻛﺮھﺘﮭﺎ ﻓﺎرﻗﺘﮭﺎ‪ ،‬وإﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧَﻌُﺪﱡ ھﺬا ﺳﻔﺎﺣﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫" ‪ .‬وﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﯾﺰاﻻن زاﻧﯿﯿﻦ وإن ﻣﻜﺜﺎ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﺳﻨﺔ إذا ﻋﻠﻢ أﻧﮫ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺤﻠﮭﺎ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ھﺬه اﻟﻨﺼﻮص ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻼن ھﺬا اﻟﺰواج وﻋﺪم ﺻﺤﺘﮫ ﻷن اﻟﻠﻌﻦ ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻏﯿﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ‪ ،‬وھﻮ‬
‫ﻻ ﯾﺤﻞ اﻟﻤﺮأة ﻟﻠﺰوج اﻷول‪ .‬وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺸﺘﺮط اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺎ دام ﻗﺼﺪ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎً‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻌﺒﺮة ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺻﺪ واﻟﻨﻮاﯾﺎ‪.‬‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪:‬‬

‫دﯾ ﻦ اﷲ أزﻛ ﻰ وأﻃﮭ ﺮ ﻣ ﻦ أن ﯾُﺤ ﺮﱢم ﻓﺮﺟ ﺎً ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺮوج ﺣﺘ ﻰ ﯾﺴ ﺘﻌﺎر ﻟ ﮫ ﺗ ﯿﺲ ﻣ ﻦ اﻟﺘﯿ ﻮس " ﻻ ﯾﺮﻏ ﺐ ﻓ ﻲ ﻧﻜﺎﺣ ﮫ وﻻ‬
‫ﻣﺼﺎھﺮﺗﮫ " وﻻ ﯾﺮاد إﺑﻘﺎؤه ﻣﻊ اﻟﻤﺮأة أﺻﻼً‪ ،‬ﻓﯿﻨﺰو ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺗﺤ ﻞ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ھ ﺬا ﺳ ﻔﺎح وزﻧ ﻰ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﺳ ﻤﺎه أﺻ ﺤﺎب رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻜﻮن اﻟﺤﺮام ﻣﺤﻠﻼً ؟ أم ﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن اﻟﺨﺒﯿﺚ ﻣﻄﯿﺒﺎً ؟ أم ﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن اﻟﻨﺠﺲ ﻣُﻄﮭﱠﺮاً ؟‬
‫وﻏﯿﺮ ﺧﺎفٍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺷﺮح اﷲ ﺻﺪره ﻟﻺﺳﻼم وﻧﻮّر ﻗﻠﺒﮫ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن أن ھﺬا ﻣﻦ أﻗﺒﺢ اﻟﻘﺒﺎﺋﺢ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗ ﺄﺗﻲ ﺑﮭ ﺎ ﺳﯿﺎﺳ ﺔ ﻋﺎﻗ ﻞ‪ ،‬ﻓﻀ ﻼً‬
‫ﻋﻦ ﺷﺮاﺋﻊ اﻷﻧﺒﯿﺎء ﻻ ﺳﯿﻤﺎ أﻓﻀﻞ اﻟﺸﺮاﺋﻊ وأﺷﺮف اﻟﻤﻨﺎھﺞ‪ .‬اﻧﺘﮭﻰ‪.‬‬
‫ھﺬا ھﻮ اﻟﺤﻖ‪ ،‬وإﻟﯿﮫ ذھﺐ ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ ‪ ،‬واﻟﺜﻮري‪ ،‬وأھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء‪ ،‬ﻣﻨﮭﻢ اﻟﺤﺴﻦ‪ ،‬واﻟﻨﺨﻌﻲ‪ ،‬وﻗﺘﺎدة ‪ ،‬واﻟﻠﯿﺚ‬
‫‪ ،‬واﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك " وھﻮ اﻟﺤﻖ واﻟﺼﻮاب اﻟﺬي ﻧﺘﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺰواج اﻟﺬي ﺗﺤﻞ ﺑﮫ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﺰوج اﻷول ‪:‬‬

‫إذا ﻃﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﺛﻼث ﺗﻄﻠﯿﻘﺎت ﻓﻼ ﺗﺤﻞ ﻟﮫ ﻣﺮاﺟﻌﺘﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺰوج ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻋﺪﺗﮭﺎ زوﺟﺎً آﺧﺮ زواﺟ ﺎً ﺻ ﺤﯿﺤﺎً ﻻ‬
‫ﺑﻘﺼﺪ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺰوﺟﮭﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ زواج رﻏﺒﺔ‪ ،‬ودﺧﻞ ﺑﮭﺎ دﺧﻮﻻً ﺣﻘﯿﻘﯿﺎً ﺣﺘﻰ ذاق ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻋﺴ ﯿﻠﺔ اﻵﺧ ﺮ ﺛ ﻢ ﻓﺎرﻗﮭ ﺎ ﺑﻄ ﻼق أو‬
‫ﻣﻮت‪ ،‬ﺣﻞ ﻟﻸول أن ﯾﺘﺰوﺟﮭﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻋﺪﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫روى اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬ﺟﺎءت اﻣﺮأة رﻓﺎﻋﺔ اﻟﻘُﺮﻇﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ‪:‬‬
‫إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ رﻓﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻄﻠﻘﻨﻲ‪ ،‬ﻓﺒﺖﱠ ﻃﻼﻗﻲ ﻓﺘﺰوﺟﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ‪ ،‬وﻣﺎ ﻣﻌﮫ إﻻ ﻣﺜﻞ ھُﺪْﺑَﺔِ اﻟﺜﻮب‪ ،‬ﺗﺒﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﺎل‪ :‬أﺗﺮﯾﺪﯾﻦ أن ﺗﺮﺟﻌﻲ إﻟﻰ رﻓﺎﻋﺔ؟ ﻻ ﺣﺘﻰ ﺗﺬوﻗﻲ ﻋﺴﯿﻠﺘﮫ وﯾﺬوق ﻋُﺴﯿﻠﺘﻚ" ‪ ].‬وذوق اﻟﻌﺴﯿﻠﺔ ﻛﻨﺎﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎع‪[.‬‬
‫وﯾﻜﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﻘﺎء اﻟﺨﺘﺎﻧﯿﻦ اﻟﺬي ﯾﻮﺟﺐ اﻟﺤﺪ واﻟﻐُﺴﻞ وﻧﺰل ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن ﻃﻠﻘﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﺤﻞ ﻟﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻜﺢ‬
‫زوﺟﺎً ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﺈن ﻃﻠﻘﮭﺎ ﻓﻼ ﺟﻨ ﺎح ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ أن ﯾﺘﺮاﺟﻌ ﺎ إن ﻇﻨ ﺎ أن ﯾُﻘﯿﻤ ﺎ ﺣ ﺪود اﷲ( وﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا ﻓ ﺈن اﻟﻤ ﺮأة ﻻ ﺗﺤ ﻞ ﻟ ﻸول إﻻ ﺑﮭ ﺬه‬
‫اﻟﺸﺮوط‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن زواﺟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺰوج اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﺤﯿﺤﺎً‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن زواج رﻏﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﺪﺧﻞ ﺑﮭﺎ دﺧﻮﻻً ﺣﻘﯿﻘﯿﺎً ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﯾﺬوق ﻋﺴﯿﻠﺘﮭﺎ وﺗﺬوق ﻋﺴﯿﻠﺘﮫ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺔ ذﻟﻚ‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻤﻔﺴﺮون واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺔ ذﻟﻚ ‪ :‬أﻧﮫ إذا ﻋﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ أن اﻟﻤﺮأة ﻻ ﺗﺤﻞ ﻟﮫ ﺑﻌﺪ أن ﯾﻄﻠﻘﮭﺎ ﺛﻼث ﻣﺮات إﻻ إذا ﻧﻜﺤ ﺖ‬
‫زوﺟﺎً ﻏﯿﺮه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﺗﺪع‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻣﻤﺎ ﺗﺄﺑﺎه ﻏﯿﺮة اﻟﺮﺟﺎل وﺷﮭﺎﻣﺘﮭﻢ‪ ،‬وﻻ ﺳﯿﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺰوج اﻵﺧﺮ ﻋﺪواً أو ﻣﻨﺎﻇﺮاً ﻟﻸول‪.‬‬

‫ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮط ‪:‬‬

‫إذا ﻗُﺮِنَ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﺸﺮط‪ :‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻌﻘﺪ أو ﯾﻜﻮن ﻣﻨﺎﻓﯿﺎ ً ﻟﮫ‪ ،‬أو ﯾﻜﻮن ﻣ ﺎ ﯾﻌ ﻮد ﻧﻔﻌ ﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة‪ ،‬أو ﯾﻜﻮن ﺷﺮﻃﺎً ﻧﮭﻰ اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﮫ‪ .‬وﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﺣُﻜﻢ ﺧﺎص ﺑﮭﺎ ﻧُﺠﻤﻠﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻣﺎ ﯾﺠﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ‪ ،‬وھ ﻲ ﻣ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻘﺘﻀ ﯿﺎت اﻟﻌﻘ ﺪ وﻣﻘﺎﺻ ﺪه وﻟ ﻢ ﺗﺘﻀ ﻤﻦ ﺗﻐﯿﯿ ﺮاً ﻟﺤﻜ ﻢ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ‪،‬‬
‫ﻛﺎﺷﺘﺮاط اﻟﻌﺸ ﺮة ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻹﻧﻔ ﺎق ﻋﻠﯿﮭ ﺎ وﻛﺴ ﻮﺗﮭﺎ وﺳ ﻜﻨﺎھﺎ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬وأﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻘﺼ ﺮ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺣﻘﻮﻗﮭ ﺎ وﯾﻘﺴ ﻢ ﻟﮭ ﺎ‬

‫‪٢١١‬‬
‫ﻛﻐﯿﺮھﺎ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ إﻻ ﺑﺈذن وﻻ ﺗﻨﺸﺰ ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﺗﺼﻮم ﺗﻄﻮﻋﺎً ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺄذن ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺘﺼﺮف ﻓﻲ‬
‫ﻣﺘﺎﻋﮫ إﻻ ﺑﺮﺿﺎه وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺠﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ ‪:‬‬

‫وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺠﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﻣﻊ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﺎﻓﯿﺎً ﻟﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﻛﺎﺷﺘﺮاط ﺗﺮك اﻹﻧﻔﺎق واﻟﻮطء أو ﻛﺎﺷﺘﺮاط‬
‫أن ﻻ ﻣﮭﺮ ﻟﮭﺎ‪ ،‬أو اﺷﺘﺮاط أن ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬أو ﻻ ﯾﻜﻮن ﻋﻨﺪھﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع إﻻ ﻟﯿﻠﺔ‪ ،‬أو ﺷﺮط ﻟﮭ ﺎ اﻟﻨﮭ ﺎر دون اﻟﻠﯿ ﻞ‪ ،‬ﻓﮭ ﺬه اﻟﺸ ﺮوط‬
‫ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺗُﻨﺎﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﻷﻧﮭﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ إﺳﻘﺎط ﺣﻘﻮق ﺗﺠﺐ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﻗﺒﻞ اﻧﻌﻘﺎده‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﮭﻮ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﻔﻊ ﻟﻠﻤﺮأة ‪:‬‬

‫وﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻣﺎ ﯾﻌﻮد ﻧﻔﻌﮫ وﻓﺎﺋﺪﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺮأة‪ ،‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﺸﺘﺮط ﻟﮭﺎ أﻻ ﯾﺨﺮﺟﮭﺎ ﻣﻦ دارھﺎ أو ﺑﻠﺪھﺎ‪ ،‬أو ﻻ ﯾُﺴﺎﻓﺮ ﺑﮭﺎ أو ﻻ‬
‫ﯾﺘﺰوج ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪ .‬ﻓﻤﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ رأى أن اﻟﺰواج ﺻﺤﯿﺢ وأن ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻣﻠﻐﺎة وﻻ ﯾﻠﺰم اﻟﺰوج اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ‪ .‬وﻣ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ‬
‫ذھﺐ إﻟﻰ وﺟﻮب اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻤﺎ اﺷﺘﺮط ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻒ ﻟﮭﺎ ﻓﺴﺦ اﻟﺰواج‪ .‬واﻷول ﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ‪،‬‬
‫واﺳﺘﺪﻟﻮا ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮوﻃﮭﻢ‪ ،‬إﻻ ﺷﺮﻃﺎً أﺣ ﻞ ﺣﺮاﻣ ﺎً أو ﺣ ﺮم ﺣ ﻼﻻً" ‪ .‬ﻗ ﺎﻟﻮا وھ ﺬا‬
‫اﻟﺸﺮط اﻟﺬي اﺷﺘﺮط ﯾﺤﺮم اﻟﺤﻼل‪ ،‬وھﻮ اﻟﺘﺰوﯾﺞ واﻟﺘﺴﺮي واﻟﺴﻔﺮ وھﺬه ﻛﻠﮭﺎ ﺣﻼل‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻛﻞ ﺷﺮط ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻃﻞ وإن ﻛﺎن ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺮط "‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬إن ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ وﻻ ﻣﻘﺘﻀﺎه ‪.‬‬
‫واﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺬھﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب وﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص وﻣﻌﺎوﯾﺔ وﻋﻤﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص وﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﯾ ﺰ وﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ زﯾ ﺪ‬
‫وﻃﺎووس واﻷوزاﻋﻲ وإﺳﺤﺎق واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪ ،‬واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أوﻓﻮا ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد "‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻗﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮوﻃﮭﻢ " ‪.‬‬
‫‪ -٣‬روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أﺣﻖ اﻟﺸﺮوط أن ﯾﻮﻓﻰ ﺑ ﮫ‬
‫ﻣﺎ اﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﺑﮫ اﻟﻔﺮوج " ‪.‬‬
‫‪ -٤‬روى اﻷﺛﺮم ﺑﺈﺳ ﻨﺎده ‪ :‬أن رﺟ ﻼً ﺗ ﺰوج اﻣ ﺮأة وﺷ ﺮط ﻟﮭ ﺎ دارھ ﺎ‪ ،‬ﺛ ﻢ أراد ﻧﻘﻠﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﺨﺎﺻ ﻤﻮه إﻟ ﻰ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﺷﺮﻃﮭﺎ )ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮوط( ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫‪ -٥‬وﻷﻧﮫ ﺷﺮط ﻟﮭﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻨﻔﻌﺔ وﻣﻘﺼﻮد‪ ،‬ﻻ ﯾﻤﻨﻊ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻓﻜﺎن ﻻزﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺷ ﺮﻃﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ زﯾ ﺎدة اﻟﻤﮭ ﺮ ‪ .‬ﻗ ﺎل ﻗﺘ ﺎدة‬
‫ﻣﺮﺟﺤﺎً ھﺬا اﻟﺮأي وﻣﻔﻨﺪاً اﻟﺮأي اﻷول‪ :‬إن ﻗﻮل ﻣﻦ ﺳَﻤﱠﯿﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻟﮫ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻓﻲ ﻋﺼﺮھﻢ‪ ،‬ﻓﻜﺎن إﺟﻤﺎﻋﺎً‪.‬‬
‫وﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ " :‬ﻛﻞ ﺷﺮط ‪ ...‬اﻟﺦ" ‪ .‬أي ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﷲ وﺷﺮﻋﮫ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺸﺮوع‪ ،‬وﻗﺪ ذﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ دل ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﻧﻔﻰ ذﻟﻚ ﻓﻌﻠﯿﮫ اﻟﺪﻟﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﮭﻢ‪ :‬إن ھﺬا ﯾﺤﺮم اﻟﺤﻼل‪ ،‬ﻗﻠﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ﯾﺤﺮم ﺣﻼﻻً ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﺜﺒﺖ ﻟﻠﻤﺮأة ﺧﯿﺎر اﻟﻔﺴﺦ إن ﻟﻢ ﯾﻒ ﻟﮭﺎ ﺑﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟﮭﻢ‪ :‬ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﮫ‪،‬‬
‫ﻗﻠﻨﺎ‪ :‬ﻻ ﻧُﺴﻠﱢﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺮأة‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﻘﺪه‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ رﺷﺪ‪ :‬وﺳﺒﺐ اﺧﺘﻼﻓﮭﻢ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻌﻤﻮم ﻟﻠﺨﺼ ﻮص‪ ،‬ﻓﺄﻣ ﺎ اﻟﻌﻤ ﻮم ﻓﺤ ﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﮫ‪ " :‬ﻛﻞ ﺷﺮط ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛ ﺎن ﻣﺎﺋ ﺔ ﺷ ﺮط" ‪ .‬وأﻣ ﺎ اﻟﺨﺼ ﻮص ‪،‬‬
‫ﻓﺤﺪﯾﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أﺣﻖ اﻟﺸﺮوط أن ﯾﻮﻓﻰ ﺑﮫ ﻣﺎ اﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﺑﮫ اﻟﻔﺮوج " ‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺜﺎن‬
‫ﺻﺤﯿﺤﺎن‪ ،‬أﺧﺮﺟﮭﻤﺎ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬إﻻ أن اﻟﻤﺸﮭﻮر ﻋﻨﺪ اﻷﺻﻮﻟﯿﯿﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم‪ ،‬وھﻮ "ﻟﺰوم اﻟﺸﺮوط" ‪.‬‬

‫‪ -٤‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻧﮭﻰ اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﮭﺎ ‪:‬‬

‫وﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻣﺎ ﻧﮭﻰ اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﮭﺎ وﯾﺤﺮم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ ‪ .‬وھﻲ اﺷﺘﺮاط اﻟﻤﺮأة ﻋﻨﺪ اﻟﺰواج ﻃﻼق ﺿﺮﱠﺗﮭﺎ‪ .‬ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‬
‫أن اﻟﻨﺒﻲ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﻧﮭ ﻰ أن ﯾﺨﻄ ﺐ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺧِﻄﺒ ﺔ أﺧﯿ ﮫ أو ﯾﺒﯿ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺑﯿﻌ ﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺴ ﺄل اﻟﻤ ﺮأة ﻃ ﻼق أﺧﺘﮭ ﺎ‬
‫ﻟﺘﻜﻔﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻔﺘﮭﺎ أو إﻧﺎﺋﮭﺎ ﻓﺈﻧﻤﺎ رزﻗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ]-:‬ﻧﮭﻲ أن ﺗﺸﺘﺮط اﻟﻤﺮأة ﻃﻼق‬
‫أﺧﺘﮭﺎ‪[.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺗﻜﻔﻲء‪ :‬أي ﺗﻤﯿﻞ ‪ .‬وﻣﻌﻨ ﻰ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻧﮭ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة اﻷﺟﻨﺒﯿ ﺔ أن ﺗﺴ ﺄل رﺟ ﻼً ﻃ ﻼق زوﺟﺘ ﮫ وﯾﺘﺰوﺟﮭ ﺎ ﻓﯿﺼ ﯿﺮ ﻟﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻧﻔﻘﺘ ﮫ‬
‫وﻣﻌﻮﻧﺘﮫ وﻣﻌﺎﺷﺮﺗﮫ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻤُﻄﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻗﯿﻞ‪ :‬ﻓﻤﺎ اﻟﻔﺎرق ﺑﯿﻦ ھﺬا وﺑﯿﻦ اﺷﺘﺮاﻃﮭﺎ أن ﻻ ﯾﺘﺰوج ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺻﺤﺤﺘﻢ ھﺬا‪ ،‬وأﺑﻄﻠﺘﻢ ﺷﺮط ﻃﻼق اﻟﻀُﺮة‪.‬‬

‫أﺟﺎب اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻋﻦ ھﺬا ﻓﻘﺎل ‪:‬‬

‫ﻗﯿﻞ ‪ :‬اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ أن ﻓﻲ اﺷ ﺘﺮاط ﻃ ﻼق اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺿ ﺮار ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬وﻛﺴ ﺮ ﻗﻠﺒﮭ ﺎ وﺧ ﺮاب ﺑﯿﺘﮭ ﺎ وﺷ ﻤﺎﺗﺔ أﻋ ﺪاﺋﮭﺎ ﻣ ﺎ ﻟ ﯿﺲ ﻓ ﻲ‬
‫اﺷﺘﺮاط ﻋﺪم ﻧﻜﺎﺣﮭﺎ وﻧﻜﺎح ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﻓَﺮﱠقَ اﻟﻨﺺ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻓﻘﯿﺎس أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﻓﺎﺳﺪ‪.‬‬

‫‪ -٥‬وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺘﺮن ﺑﺸﺮط ﻏﯿﺮ ﺻﺤﯿﺢ زواج اﻟﺸﱢﻐﺎر ‪:‬‬
‫وھﻮ أن ﯾﺰوج اﻟﺮﺟﻞ وﻟﯿﺘﮫ رﺟﻼً‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﺰوﺟﮫ اﻵﺧﺮ وﻟﯿﺘﮫ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺻﺪاق‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺰواج ﻓﻘﺎل ‪:‬‬

‫‪٢١٢‬‬
 ‫‪" -١‬ﻻ ﺷﻐﺎر ﻓﻲ اﻹﺳﻼم "‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ ،‬ورواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺰواﺋﺪ‪ :‬إﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ورﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت‪ ،‬وﻟﮫ ﺷﻮاھﺪ ﺻﺤﯿﺤﺔ‪ ،‬ورواه اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ اﻟﺤﺼﯿﻦ وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ‬
‫ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل " ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺸﻐﺎر " ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿ ﻞ‪ .‬واﻟﺸ ﻐﺎر‪ :‬أن‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻠﺮﺟﻞ ‪ :‬زوﺟﻨﻲ اﺑﻨﺘﻚ أو أﺧﺘﻚ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن أزوﺟﻚ اﺑﻨﺘﻲ أو أﺧﺘﻲ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎﺻﺪاق ‪.‬‬

‫رأي اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﯿﮫ ‪:‬‬

‫اﺳﺘﺪل ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﮭﺬﯾﻦ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘﺪ اﻟﺸﻐﺎر ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ أﺻﻼً وأﻧﮫ ﺑﺎﻃﻞ‪.‬‬

‫ﻋﻠﺔ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻧﻜﺎح اﻟﺸﻐﺎر ‪:‬‬

‫وﻗﯿﻞ‪ :‬إن اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﻀﻊ‪ ،‬وﺟﻌﻞ ﺑﻀﻊ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﮭﺮاً ﻟﻸﺧﺮى‪ ،‬وھﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﻤﮭ ﺮ‪ ،‬ﺑ ﻞ‬
‫ﻋﺎد اﻟﻤﮭﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﻟﻲ‪ ،‬وھﻮ ﻣﻠﻜﮫ ﻟﺒﻀﻊ زوﺟﺘﮫ ﺑﺘﻤﻠﯿﻜﮫ ﻟﺒﻀﻊ ﻣُﻮﻟﱢﯿﺘﮫ‪ ،‬وھﺬا ﻇﻠﻢ ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺮأﺗﯿﻦ وإﺧﻼء ﻟﻨﻜﺎﺣﮭﺎ ﻋﻦ ﻣﮭﺮ‬
‫ﺗﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪ :‬وھﺬا ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮب‪.‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺔ اﻟﺰواج ‪:‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺔ اﻟﺰواج ھﻲ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﺤﺘﮫ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ إذا وُﺟﺪت ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻣﻮﺟﻮداً ﺷﺮﻋﺎً ‪ ،‬وﺗﺜﺒﺖ‬
‫ﻟﮫ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣــــﻜﺎم واﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫وھﺬه اﻟﺸﺮوط اﺛﻨﺎن ‪:‬‬

‫اﻟﺸﺮط اﻷول‪ :‬ﺣﻞ اﻟﻤﺮأة ﻟﻠﺘﺰوج ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﯾُﺮﯾﺪ اﻻﻗﺘﺮان ﺑﮭﺎ‪ .‬ﻓﯿﺸﺘﺮط أﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺄي ﺳ ﺒﺐ ﻣ ﻦ أﺳ ﺒﺎب اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ‬
‫اﻟﻤﺆﻗﺖ أو اﻟﻤﺆﺑﺪ ‪ .‬وﺳﯿﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻣﻔﺼﻼً ﻓﻲ ﺑﺤﺚ "اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء"‬
‫اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ‪ .‬وھﻮ ﯾﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺣُﻜﻢ اﻹﺷﮭﺎد ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺷﺮوط اﻟﺸﮭﻮد‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺷﮭﺎدة اﻟﻨﺴــﺎء‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺰواج ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ إﻻ ﺑﺒﯿﻨﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﺸﮭﻮد ﺣﻀ ﻮراً ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻌﻘ ﺪ‪ ،‬وﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﻧﻜﺎح إﻻ ﺑﻮﻟﻲ وﺷﺎھﺪي ﻋﺪل" رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪ .‬وھﺬا اﻟﻨﻔﻲ ﯾﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﯾﺴﺘﻠﺰم أن ﯾﻜﻮن اﻹﺷﮭﺎد ﺷﺮﻃﺎً‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻗﺪ اﺳﺘﻠﺰم ﻋﺪﻣﮫ ﻋ ﺪم اﻟﺼ ﺤﺔ‪ ،‬وﻣ ﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻓﮭﻮ ﺷﺮط‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﺸﮭﻮد ‪:‬‬

‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﺸﮭﻮد‪ :‬اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬واﻟﺒﻠﻮغ ‪ ،‬وﺳﻤﺎع ﻛﻼم اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻣﻊ ﻓﮭﻢ أن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮫ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺷﮭﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺻﺒﻲ‪ ،‬أو ﻣﺠﻨﻮن أو أﺻﻢ أو ﺳﻜﺮان‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺰواج ﻻ ﯾﺼﺢ ‪ ،‬إذ أن وﺟﻮد ھﺆﻻء ﻛﻌﺪﻣﮫ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﮭﻮد‪:‬‬

‫وأﻣﺎ اﺷﺘﺮاط اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﮭﻮد‪ ،‬ﻓﺬھﺐ اﻷﺣﻨﺎف إﻟﻰ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻻ ﺗُﺸﺘﺮط‪ ،‬وأن اﻟﺰواج ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﺸﮭﺎدة اﻟﻔﺎﺳﻘﯿﻦ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﻦ‬
‫ﯾﺼﻠﺢ أن ﯾﻜﻮن وﻟﯿﺎً ﻓﻲ زواج ﯾﺼﻠﺢ أن ﯾﻜﻮن ﺷﺎھﺪاً ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﺛﻢ أن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺎدة اﻹﻋﻼن‪.‬‬
‫واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺸﮭﻮد ﻋﺪوﻻً ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺘﻘﺪم ‪ " :‬ﻻ ﻧﻜﺎح إﻻ ﺑﻮﻟﻲ وﺷ ﺎھﺪي ﻋ ﺪل" وھ ﻮ اﻷرﺟ ﺢ واﻟﻤﻮاﻓ ﻖ‬
‫ﻟﻠﻨﻘﻞ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻋﻨﺪھﻢ أﻧﮫ إذا ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺸﮭﺎدة ﻣﺠﮭﻮﻟﻲ اﻟﺤﺎل ﻓﻔﯿﮫ وﺟﮭﺎن‪ ،‬واﻟﻤﺬھﺐ أﻧﮫ ﯾﺼﺢ ‪ .‬ﻷن اﻟﺰواج ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﺮى واﻟﺒﺎدﯾﺔ وﺑﯿﻦ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻣﻤﻦ ﻻ ﯾﻌﺮف ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻋﺘﺒﺎر ذﻟﻚ ﯾﺸﻖ ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﺑﻈﺎھﺮ اﻟﺤﺎل‪ ،‬وﻛﻮن اﻟﺸ ﺎھﺪ ﻣﺴ ﺘﻮراً ﻟ ﻢ ﯾﻈﮭ ﺮ ﻓﺴ ﻘﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﺗﺒﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻓﺎﺳﻘﺎً ﻟﻢ ﯾﺆﺛﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻷن اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ اﻟﻈ ﺎھﺮ أﻻ ﯾﻜ ﻮن ﻇ ﺎھﺮ اﻟﻔﺴ ﻖ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺗﺤﻘ ﻖ‬
‫ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﺷﮭﺎدة اﻟﻨﺴﺎء ‪:‬‬

‫واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﯾﺸﺘﺮﻃﻮن ﻓﻲ اﻟﺸﮭﻮد اﻟﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺸﮭﺎدة رﺟﻞ واﻣﺮأﺗﯿﻦ ﻻﯾﺼﺢ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺰھﺮي أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻀﺖ اﻟﺴُﻨﺔ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬أﻻّ ﯾﺠ ﻮز ﺷ ﮭﺎدة اﻟﻨﺴــــ ـﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪود‪ ،‬وﻻ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻨﻜﺎح‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ اﻟﻄﻼق " وﻷن ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻋﻘﺪ ﻟﯿﺲ ﺑﻤﺎل‪ ،‬وﻻ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺎل‪ ،‬وﯾﺤﻀﺮه اﻟﺮﺟﺎل ﻏﺎﻟﺒﺎً‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺜﺒﺖ ﺑﺸ ﮭﺎدﺗﯿﻦ‬
‫ﻛﺎﻟﺤﺪود ‪.‬‬

‫‪٢١٣‬‬
‫واﻷﺣﻨﺎف ﻻ ﯾﺸﺘﺮﻃﻮن ھﺬا اﻟﺸﺮط‪ ،‬وﯾﺮون أن ﺷﮭﺎدة رﺟﻠﯿﻦ أو رﺟﻞ واﻣﺮأﺗﯿﻦ ﻛﺎﻓﯿﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﺳﺘﺸ ﮭﺪوا ﺷ ﮭﯿﺪﯾﻦ‬
‫ﻣﻦ رﺟﺎﻟﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧ ﺎ رﺟﻠ ﯿﻦ ﻓﺮﺟ ﻞ واﻣﺮأﺗ ﺎن ﻣﻤ ﻦ ﺗﺮﺿ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﮭﺪاء" وﻣ ﺎ ذھ ﺐ إﻟﯿ ﮫ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠ ﺔ ھ ﻮ اﻷرﺟ ﺢ‬
‫ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻟﺤﺮﯾﺔ ‪:‬‬

‫وﯾﺸﺘﺮط أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺸﮭﻮد أﺣ ﺮاراً ‪ ،‬وأﺣﻤ ﺪ ﻻ ﯾﺸ ﺘﺮط اﻟﺤﺮﯾ ﺔ‪ ،‬وﯾ ﺮى أن ﺷ ﮭﺎدة اﻟﻌﺒﯿ ﺪ ﯾﻨﻌﻘ ﺪ ﺑﮭ ﺎ‬
‫اﻟﺰواج‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻘﻮق‪ ،‬وأﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮫ ﻧﺺ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب وﻻ ﺳُﻨﺔ ﯾﺮد ﺷﮭﺎدة اﻟﻌﺒﺪ‪ ،‬وﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ﻣﺎ دام أﻣﯿﻨﺎً ﺻﺎدﻗﺎً‬
‫ﺗﻘﯿﺎً ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻹﺳﻼم ‪:‬‬

‫واﻟﻔﻘﮭﺎء ﻟﻢ ﯾﺨﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ اﺷﺘﺮاط اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺸﮭﻮد إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺪ ﺑﯿﻦ ﻣﺴﻠﻢ وﻣﺴﻠﻤﺔ‪ ،‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺷﮭﺎدة ﻏﯿ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻓﯿﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺰوج وﺣﺪه ﻣﺴﻠﻤﺎً‪ ،‬ﻓﻌﻨﺪ أﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ أن اﻟﺰواج ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﻷﻧﮫ زواج ﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻓﯿﮫ ﺷﮭﺎدة‬
‫ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ .‬وأﺟﺎز أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وأﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ ﺷﮭﺎدة ﻛﺘﺎﺑﯿﯿﻦ إذا ﺗﺰوج ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑﯿﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﻏﯿﺮ ﻻزم ؟‬

‫ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﻻزﻣﺎً ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر ‪:‬‬

‫إذا ﺗﺒﯿﻦ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻏﺮر ﺑﺎﻟﻤﺮأة أو أن اﻟﻤﺮأة ﻏﺮﱠرت ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ‪ .‬ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ أن ﯾﺘﺰوج اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺮأة وھﻮ ﻋﻘﯿﻢ‪ ،‬ﻻ ﯾﻮﻟﺪ ﻟﮫ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ‬
‫ﺑﻌﻘﻤﮫ‪ ،‬ﻓﻠﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﺣﻖ ﻧﻘﺾ اﻟﻌﻘﺪ وﻓﺴﺨﮫ ﻣﺘﻰ ﻋﻠﻤﺖ‪ ،‬إﻻ إذا اﺧﺘﺎرﺗﮫ زوﺟﺎً ﻟﮭﺎ‪ ،‬ورﺿﯿﺖ ﻣﻌﺎﺷﺮﺗﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻟﻤﻦ ﺗﺰوج اﻣﺮأة ‪ -‬وھﻮ ﻋﻘﯿﻢ ‪ -‬أﺧﺒﺮھﺎ أﻧﻚ ﻋﻘﯿﻢ وﺧﯿﺮھﺎ ) أي ﺧﯿﺮھﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ وﺑﯿﻦ ﻓﺴﺨﮫ‬
‫(‪ .‬وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﻐﺮﯾﺮ أن ﯾﺘﺰوﺟﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺴﺘﻘﯿﻢ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺘﺒﯿﻦ أﻧﮫ ﻓﺎﺳﻖ‪ ،‬ﻓﻠﮭﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻖ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪:‬‬

‫إذا ﺗﺰوج اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺒﺎﻧﺖ ﺛﯿّﺒﺎً ﻓﻠ ﮫ اﻟﻔﺴ ﺦ‪ ،‬وﻟ ﮫ أن ﯾﻄﺎﻟ ﺐ ﺑ ﺄرش اﻟﺼ ﺪاق ‪ -‬وھ ﻮ ﺗﻔ ﺎوت ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ ﻣﮭ ﺮ اﻟﺒﻜ ﺮ‬
‫واﻟﺜﯿﺐ ‪ -‬وإذا ﻓﺴﺦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﺳﻘﻂ اﻟﻤﮭﺮ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻠﺰﻣﺎً إذا وﺟﺪ اﻟﺮﺟﻞ ﺑ ﺎﻟﻤﺮأة ﻋﯿﺒ ﺎً ﯾﻨﻔ ﺮ ﻣ ﻦ ﻛﻤ ﺎل اﻻﺳ ﺘﻤﺘﺎع‪،‬‬
‫ﻛﺄن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﺤﺎﺿﺔ داﺋﻤﺎً ‪ ،‬ﻓﺈن اﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ﻋﯿﺐ ﯾﺜﺒﺖ ﺑﮫ ﻓﺴﺦ اﻟﻨﻜﺎح )اﻧﻈﺮ اﻻﺧﺘﯿﺎرات اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ( وﻛ ﺬﻟﻚ إذا وﺟ ﺪ ﺑﮭ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﻤﻨ ﻊ‬
‫اﻟﻮطء ﻛﺎﻧﺴﺪاد اﻟﻔﺮج‪.‬‬

‫وﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب اﻟﺘﻲ ﺗُﺠﯿﺰ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪ :‬اﻷﻣﺮاض اﻟﻤﻨﻔﺮة‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺮص واﻟﺠﻨﻮن واﻟﺠﺬام‪ .‬وﻛﻤﺎ ﯾﺜﺒﺖ ﺣﻖ اﻟﻔﺴﺦ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻓﻜﺬﻟﻚ‬
‫ﯾﺜﺒﺖ ﻟﻠﻤﺮأة إذا ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ أﺑﺮص‪ ،‬أو ﻛﺎن ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً أو ﻣﺠ ﺬوﻣﺎً أو ﻣﺠﺒﻮﺑ ﺎً أو ﻋِﻨﯿﻨ ﺎً ) أي ﻻ ﯾﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻰ إﺗﯿ ﺎن اﻟﻨﺴ ﺎء ﻟﻌ ﺪم ﺣ ﺪوث‬
‫اﻧﺘﺼﺎب ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺒﮫ (‪.‬‬

‫اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺰواج‬

‫اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻓﻲ اﻟﺠُﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮭﻢ‪ .‬وﻗﺪ اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أ ن ﻛﻞ ﻋﻘﺪ‬
‫ﺟ ﺎز أن ﯾﻌﻘ ﺪه اﻹﻧﺴ ﺎن ﺑﻨﻔﺴ ﮫ ‪ ،‬ﺟ ﺎز ﻟ ﮫ أن ﯾﻮﻛ ﻞ ﺑ ﮫ ﻏﯿ ﺮه ؛ ﻛ ﺎﻟﺒﯿﻊ ‪ ،‬واﻟﺸ ﺮاء ‪ ،‬واﻹﺟ ﺎرة واﻗﺘﻀ ﺎء اﻟﺤﻘ ﻮق‪ ،‬واﻟﺨﺼ ﻮﻣﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬واﻟﺘﺰوﯾﺞ ‪ ،‬واﻟﻄﻼق ‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﯾﻘﻮم ﺑﺪور ا ﻟﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﮫ‪.‬‬
‫روى أﺑﻮ داود ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋُﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ‪ ،‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﺮﺟ ﻞ ‪ :‬أﺗﺮﺿ ﻰ أن أزوﺟ ﻚ ﻓﻼﻧ ﺔ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ .‬وﻗﺎل ﻟﻠﻤﺮأة أﺗﺮﺿﯿﻦ أن أزوﺟﻚ ﻓﻼﻧﺎً ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﻓ ﺰوج أﺣ ﺪھﻤﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ‪ ،‬ﻓ ﺪﺧﻞ ﺑﮭ ﺎ ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻔ ﺮض ﻟﮭ ﺎ ﺻ ﺪاﻗﺎً وﻟ ﻢ‬
‫ﯾُﻌﻄﮭﺎ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ..‬وﻛﺎن ﻣﻤﻦ ﺷﮭﺪ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻦ ﺷ ﮭﺪ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿ ﺔ ﻟﮭ ﻢ ﺳ ﮭﻢ ﺑﺨﯿﺒ ﺮ‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣﻀ ﺮﺗﮫ اﻟﻮﻓ ﺎة ﻗ ﺎل ‪ :‬إن رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ زوﺟﻨﻲ ﻓﻼﻧﺔ‪ ،‬وﻟﻢ أﻓﺮض ﻟﮭﺎ ﺻ ﺪاﻗﺎً وﻟ ﻢ أﻋﻄﮭ ﺎ ﺷ ﯿﺌﺎً ‪ ،‬وإﻧ ﻲ أﺷ ﮭﺪﻛﻢ أﻧ ﻲ أﻋﻄﯿﺘﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﺻ ﺪاﻗﮭﺎ ﺳ ﮭﻤﻲ‬
‫ﺑﺨﯿﺒﺮ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺬت ﺳﮭﻤﮫ ﻓﺒﺎﻋﺘﮫ ﺑﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪ .‬وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺼﺢ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻮﻛﯿﻞ‬
‫وﻛﯿﻼً ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أم ﺣﺒﯿﺒﺔ‪ " :‬أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﯿﻤﻦ ھﺎﺟﺮ إﻟﻰ أرض اﻟﺤﺒﺸﺔ ‪ ،‬ﻓﺰوﺟﮭﺎ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وھ ﻲ ﻋﻨ ﺪه‪،‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود‪ ،‬وﻗﺪ أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﻄﺮﯾﻖ آﺧﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﻣﺮﺳﻞ ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ‬
‫أﻣﯿﺔ اﻟﻀﱠﻤﺮي وﻛﯿﻼً ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻛﱠﻠﮫ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ أﻋﻄﻰ ﻟﮭﺎ اﻟﻤﮭﺮ ﻓﺄُﺳْﻨِﺪَ‬
‫اﻟﺘﺰوﯾﺞ إﻟﯿﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﯾﺼﺢ ﺗﻮﻛﯿﻠﮫ وﻣﻦ ﻻ ﯾﺼﺢ ‪:‬‬

‫ﯾﺼﺢ اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ اﻟﺤﺮ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻛﺎﻣﻞ اﻷھﻠﯿﺔ‪.‬‬
‫وﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻛﺎﻣﻞ اﻷھﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﻠﻚ ﺗﺰوﯾﺞ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻨﻔﺴﮫ ‪ ...‬وﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺼﺢ أن ﯾﻮﻛﻞ ﻋﻨﮫ ﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫‪٢١٤‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ ﻓﺎﻗﺪ اﻷھﻠﯿﺔ ‪ ،‬أو ﻧﺎﻗﺼﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻮﻛﯿﻞ ﻏﯿﺮه ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮن ‪ ،‬واﻟﺼ ﺒﻲ ‪ ،‬واﻟﻌﺒ ﺪ ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘ ﻮه ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓﻲ ﺗﺰوﯾﺞ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻨﻔﺴﮫ ‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﺠﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬إن ﻟﻮﻟﯿﮭﺎ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن ﯾﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﻮﻛﯿﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻟﮫ ‪ ...‬وإن ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺎر رﺿﺎھﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ اﻟﻤﻄﻠﻖ واﻟﻤﻘﯿﺪ ‪:‬‬

‫واﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﯾﺠﻮز ﻣﻄﻠﻘﺎً وﻣﻘﯿﺪاً ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻖ ‪ :‬أن ﯾﻮﻛﻞ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﺰوﯾﺠﮫ دون أن ﯾﻘﯿﺪه ﺑﺎﻣﺮأة ﻣﻌﯿﻨﺔ‪ ،‬أو ﺑﻤﮭﺮ‪ ،‬أو ﺑﻤﻘﺪار ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺮ ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻘﯿﺪ ‪ :‬أن ﯾﻮﻛﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺰوﯾﺞ ‪ ،‬وﯾﻘﯿﺪه ﺑﺎﻣﺮأة ﻣﻌﯿﻨﺔ ‪ ،‬أو اﻣﺮأة ﻣﻦ أﺳﺮة ﻣﻌﯿﻨﺔ‪ ،‬أو ﺑﻘﺪر ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺮ ‪.‬‬

‫وﺣُﻜﻢ اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ اﻟﻤﻄﻠﻖ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ‪ :‬ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ واﻟﻜﻔﺎءة وﻣﮭﺮ اﻟﻤﺜﻞ ‪ ...‬وﯾﺘﺠﺎوز ﻋﻦ اﻟﺰﯾﺎدة اﻟﯿﺴﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻐﺎﺑﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﯿﮭ ﺎ‬
‫ﻋﺎدة‪.‬‬
‫وﺣﺠﺘﮭﻤﺎ ‪ :‬أن اﻟﺬي ﯾﻮﻛﻞ ﻏﯿﺮه إﻧﻤﺎ ﯾﻮﻛﻠﮫ ﻟﯿﻜﻮن ﻋﻮﻧﺎً ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﯿﺎر اﻷﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﯿﮫ ‪ ...‬وﺗﺮك اﻟﺘﻘﯿﺪ ﻻ ﯾﻘﺘﻀﻲ أن ﯾﺄﺗﻲ ﻟﮫ‬
‫ﺑﺄي اﻣﺮأة ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﻔﮭﻮم أن ﯾﺨﺘﺎر ﻟﮫ اﻣﺮأة ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﻤﮭﺮ ﻣﻤﺎﺛﻞ ‪ ،‬وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ھﺬا اﻟﻤﻔﮭﻮم واﻋﺘﺒﺎره ‪ ،‬ﻷن ا ﻟﻤﻌﺮوف ﻋﺮﻓﺎً‬
‫ﻛﺎﻟﻤﺸﺮوط ﺷﺮﻃﺎً ‪ ،‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺬي ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ إﻻ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وﺣُﻜﻢ اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ اﻟﻤﻘﯿﺪ ‪ :‬أﻧﮫ ﻻ ﺗﺠﻮز ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻮ أﺣﺴﻦ ‪ .‬ﺑﺄن ﺗﻜﻮن اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرھﺎ اﻟﻮﻛﯿ ﻞ‬
‫أﺟﻤﻞ وأﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﯿﻨﮭﺎ ﻟﮫ ‪ ،‬أو ﯾﻜﻮن اﻟﻤﮭﺮ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺮ اﻟﺬي ﻋﯿﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺪ ﺻﺤﯿﺤﺎً ﻏﯿﺮ ﻻزم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻛﱢﻞ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷﺎء أﺟﺎزه ‪ ،‬وإن ﺷﺎء ردﱠه ‪.‬‬

‫اﻟﻜﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﺰواج‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﻜﻔﺎءة ‪ :‬ھﻲ اﻟﻤﺴﺎواة ‪ ،‬واﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ ‪ .‬واﻟﻜﻒء واﻟﻜﻔﺎء ‪ ،‬واﻟﻜﻒء‪ :‬اﻟﻤﺜﯿﻞ واﻟﻨﻈﯿﺮ ‪ .‬واﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب اﻟ ﺰواج أن‬
‫ﯾﻜﻮن اﻟﺰوج ﻛﻔﺆاً ﻟﺰوﺟﺘﮫ‪ ،‬أي ﻣﺴﺎوﯾﺎً ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ‪ ،‬وﻧﻈﯿﺮاً ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺨﻠﻘﻲ واﻟﻤﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ أﻧﮫ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﺎوﯾﺔ ﻟﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﺮأة ‪ ،‬ﻛﺎن ذﻟﻚ أدﻋﻰ ﻟﻨﺠﺎح اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ ‪ ،‬وأﺣﻔﻆ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ‬
‫واﻹﺧﻔﺎق‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣُﻜﻢ ھﺬه اﻟﻜﻔﺎءة ؟ ‪ ...‬وﻣﺎ ﻣﺪى اﻋﺘﺒﺎرھﺎ ؟ ‪ .‬أﻣﺎ اﺑﻦ ﺣﺰم ‪ ،‬ﻓﺬھﺐ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻋﺘﺒ ﺎر ھ ﺬه اﻟﻜﻔ ﺎءة ‪ .‬ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬أي‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ‪ -‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ زاﻧﯿﺎً ‪ -‬ﻓﻠﮫ ا ﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن ﯾﺘﺰوج أﯾﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ زاﻧﯿﺔ " ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬وأھﻞ اﻹﺳﻼم ﻛﻠﮭﻢ أﺧﻮة ﻻ ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﺑ ﻦ ﻣ ﻦ زﻧﺠﯿ ﺔ ﻟﻐﯿﱠ ﺔ أى ﻏﯿ ﺮ ﻣﻌﺮوﻓ ﺔ اﻟﻨﺴ ﺐ ﻧﻜ ﺎح ﻻﺑﻨ ﺔ اﻟﺨﻠﯿﻔ ﺔ اﻟﮭﺎﺷ ﻤﻲ ‪...‬‬
‫واﻟﻔﺎﺳﻖ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﺑﻠﻎ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﻖ ‪ -‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ زاﻧﯿﺎً ‪ -‬ﻛﻒء ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻔﺎﺳﻘﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ زاﻧﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬واﻟﺤﺠﺔ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إﻧﻤﺎ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن إﺧﻮة " وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ -‬ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ " ﻓﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎبَ ﻟﻜﻢ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء " وذﻛﺮ ‪ -‬ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ -‬ﻣﺎ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وأُﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ وراءَ ذﻟﻜﻢ " ‪ .‬وﻗﺪ أﻧﻜﺢ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ زﯾﻨﺐ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ زﯾﺪاً ﻣﻮﻻه‪ ،‬وأﻧﻜﺢ اﻟﻤﻘﺪادَ ﺿﺒﺎﻋﺔ ﺑﻨﺖ ا ﻟﺰﺑﯿﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء‬

‫ﻟﯿﺴﺖ ﻛﻞ اﻣﺮأة ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﯾُﺮاد اﻟﻌﻘ ﺪ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ﻏﯿ ﺮ ﻣُﺤﺮﱠﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾُﺮﯾ ﺪ‬
‫اﻟﺘﺰوج ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ھﺬا اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻣﺆﺑﺪاً أم ﻣﺆﻗﺘﺎً ‪ .‬واﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻤﺆﺑﺪ ﯾﻤﻨ ﻊ اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗﻜ ﻮن زوﺟ ﺔ ﻟﻠﺮﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻤﯿ ﻊ ا ﻷوﻗ ﺎت‪،‬‬
‫واﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ا ﻟﻤﺆﻗﺖ ﯾﻤﻨﻊ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ اﻟﺘﺰوج ﺑﮭﺎ ﻣﺎ داﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻐﯿﺮ اﻟﺤﺎل زال اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻮﻗﺘﻲ وﺻﺎرت‬
‫ﺣﻼﻻً ‪.‬‬

‫وأﺳﺒﺎب اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻤﺆﺑﺪة ھﻲ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻨﺴﺐ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﻤﺼﺎھﺮة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺮﺿﺎع ‪.‬‬

‫وھﻲ اﻟﻤُﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬

‫" ﺣُﺮﱢﻣ ﺖ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ أﻣﮭ ﺎﺗُﻜﻢ ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎﺗﻜﻢ ‪ ،‬وأﺧ ﻮاﺗﻜﻢ‪ ،‬وﻋﻤ ﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬وﺧ ﺎﻻﺗﻜﻢ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎت ا ﻷخ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎت اﻷﺧ ﺖ‪ ،‬وأﻣﮭ ﺎﺗﻜﻢ اﻟﻼﺗ ﻲ‬
‫أرﺿﻌﻨﻜﻢ ‪ ،‬وأﺧﻮاﺗﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﱠﺿﺎﻋﺔ وأﻣﮭﺎت ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ورﺑﺎﺋﺒﻜﻢ اﻟﻼﺗﻲ ﻓﻲ ﺣُﺠﻮرﻛﻢ ﻣﻦ ﻧﺴ ﺎﺋﻜﻢ اﻟﻼﺗ ﻲ دﺧﻠ ﺘﻢ ﺑﮭ ﻦ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧ ﻮا‬

‫‪٢١٥‬‬
‫دﺧﻠﺘﻢ ﺑﮭﻦ ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ‪ ،‬وﺣﻼﺋﻞ أﺑﻨﺎﺋﻜﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ أﺻﻼﺑﻜﻢ‪ ،‬وأن ﺗﺠﻤﻌﻮا ﺑﯿﻦ اﻷﺧﺘﯿﻦ ‪ ،‬إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺳﻠﻒ " واﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ‬
‫أ ﻧﻮاع‪ ،‬وھﺬا ﺑﯿﺎن ﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬

‫اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺐ ھﻦ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻷﻣﮭﺎت ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺒﻨﺎت ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻷﺧﻮات ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻌﻤﺎت ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﺨﺎﻻت ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﺑﻨﺎت اﻷخ ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ﺑﻨﺎت اﻷﺧﺖ ‪.‬‬
‫واﻷم‪ :‬اﺳﻢ ﻟﻜﻞ أﻧﺜﻰ ﻟﮭﺎ ﻋﻠﯿﻚ وﻻدة ‪ .‬ﻓﯿﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻷم ‪ ،‬وأﻣﮭﺎﺗﮭﺎ ‪ ،‬وﺟﺪاﺗﮭﺎ ‪ ،‬وأم اﻷب ‪ ،‬وﺟﺪاﺗﮫ ‪ ،‬وإن ﻋﻠﻮن ‪.‬‬
‫اﻟﺒﻨﺖ ‪:‬اﺳﻢ ﻟﻜﻞ أﻧﺜﻰ ﻟﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻻدة‪ ،‬أو ﻛﻞ أﻧﺜﻰ ﯾﺮﺟﻊ ﻧﺴﺒﮭﺎ إﻟﯿﻚ ﺑﺎﻟﻮﻻدة ﺑﺪرﺟﺔ أو درﺟﺎت ‪ .‬ﻓﯿﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻨﺖ اﻟﺼُﻠﺐ وﺑﻨﺎﺗﮭﺎ‬
‫‪ .‬اﻷﺧﺖ ‪ :‬اﺳﻢ ﻟﻜﻞ أﻧﺜﻰ ﺟﺎورﺗﻚ ﻓﻲ أﺻﻠﯿﻚ أو ﻓﻲ أﺣﺪھﻤﺎ ‪.‬‬
‫واﻟﻌﻤﱠﺔ ‪ :‬اﺳﻢ ﻟﻜﻞ أﻧﺜﻰ ﺷﺎرﻛﺖ أﺑﺎك أو ﺟﺪك ﻓﻲ أﺻﻠﯿﮫ ‪ ،‬أو ﻓﻲ أﺣﺪھﻤﺎ ‪ .‬وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻷم ‪ ،‬وھﻲ أﺧﺖ أﺑﻲ أﻣﻚ ‪.‬‬
‫واﻟﺨﺎﻟﺔ ‪:‬اﺳﻢ ﻟﻜﻞ أﻧﺜﻰ ﺷﺎرﻛﺖ أﻣﻚ ﻓﻲ أﺻﻠﯿﮭﺎ أو ﻓﻲ أﺣﺪھﻤﺎ‪ .‬وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻷب‪ ،‬وھﻲ أﺧﺖ أم أﺑﯿﻚ‪.‬‬
‫وﺑﻨﺖ اﻷخ ‪ :‬اﺳﻢ ﻟﻜﻞ أﻧﺜﻰ ﻷﺧﯿﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻻدة‪ ،‬ﺑﻮاﺳﻄﺔ أو ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻨﺖ اﻷﺧﺖ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺼﺎھﺮة ‪ ) :‬اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰواج ( ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺼﺎھﺮة ھﻦ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أمﱡ زوﺟﺘﮫ‪ ،‬وأمﱡ أﻣﮭﺎ‪ ،‬وأمﱡ أﺑﯿﮭﺎ‪ :‬وإن ﻋﻠﺖ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ":‬وأﻣﮭ ﺎت ﻧﺴ ﺎﺋﻜﻢ " وﻻ ﯾُﺸ ﺘﺮط ﻓ ﻲ ﺗﺤﺮﯾﻤﮭ ﺎ اﻟ ﺪﺧﻮل ﺑﮭ ﺎ ‪ ،‬ﺑ ﻞ‬
‫ﻣﺠﺮد اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﯾُﺤﺮﱢﻣﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬واﺑﻨﺔ زوﺟﺘﮫ اﻟﺘ ﻲ دﺧ ﻞ ﺑﮭ ﺎ‪ :‬وﯾ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﻨ ﺎت ﺑﻨﺎﺗﮭ ﺎ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎت أﺑﻨﺎﺋﮭ ﺎ‪ ،‬وإن ﻧ ﺰﻟﻦ‪ ،‬ﻷﻧﮭ ﻦ ﻣ ﻦ ﺑﻨﺎﺗﮭ ﺎ ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "‬
‫ورﺑﺎﺋﺒﻜﻢ اﻟﻼﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﻮرﻛﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ا ﻟﻼﺗﻲ دﺧﻠﺘﻢ ﺑﮭﻦﱠ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﺗﻜﻮﻧ ﻮا دﺧﻠ ﺘﻢ ﺑﮭ ﻦ ﻓ ﻼ ﺟُﻨ ﺎح ﻋﻠ ﯿﻜﻢ" واﻟﺮﺑﺎﺋ ﺐ ‪ :‬ﺟﻤ ﻊ‬
‫رﺑﯿﺒﺔ ‪ ،‬ورﺑﯿﺐ اﻟﺮﺟﻞ وﻟﺪ اﻣﺮأﺗﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه ‪ .‬ﺳُﻤﻰ رﺑﯿﺒﺎً ﻟﮫ ﻷﻧ ﮫ ﯾُﺮﺑﯿ ﮫ ﻛﻤ ﺎ ﯾُﺮﺑ ﻲ وﻟ ﺪه ) أي ﯾﺴﻮﺳ ﮫ( ‪ .‬وﻗﻮﻟ ﮫ ‪ :‬اﻟﻼﺗ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﺠﻮرﻛﻢ " وﺻﻒ ﻟﺒﯿﺎن اﻟﺸﺄن اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﯿﺒﺔ‪ ،‬وھﻮ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺠﺮ زوج أﻣﮭﺎ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻗﯿﺪاً ‪ .‬وﻋﻨﺪ اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ أﻧﮫ ﻗﯿ ﺪ ‪،‬‬
‫وأن اﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﺗﺤﺮم ﻋﻠﯿﮫ رﺑﯿﺒﺘﮫ ‪ -‬أي اﺑﻨﺔ اﻣﺮأﺗﮫ ‪ -‬إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺠﺮه ‪ .‬وروي ھﺬا ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪ :‬واﻟﺮأي اﻷول ھﻮ‬
‫اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬
‫‪ .٣‬زوﺟﺔ اﻹﺑﻦ ‪ ،‬واﺑﻦ اﺑﻨﮫ ‪ ،‬واﺑﻦ ﺑﻨﺘﮫ‪ :‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﺣﻼﺋﻞ أﺑﻨﺎﺋﻜﻢ ا ﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ أﺻﻼﺑﻜﻢ " واﻟﺤﻼﺋﻞ ‪ :‬ﺟﻤﻊ ﺣﻠﯿﻠﺔ ‪ ،‬وھﻲ‬
‫اﻟﺰوﺟﺔ‪ " ،‬واﻟﺰوج ﺣﻠﯿﻞ " ‪.‬‬
‫زوﺟﺔ اﻷب ‪ :‬ﯾُﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻦ ا ﻟﺘﺰوج ﺑﺤﻠﯿﻠﺔ أﺑﯿﮫ ‪ ،‬ﺑﻤﺠﺮد ﻋﻘﺪ اﻷب ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺪﺧﻞ ﺑﮭﺎ‪ .‬وﻛﺎن ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻓﺎﺷﯿﺎً‬
‫ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ وﻛﺎﻧﻮا ﯾُﺴﻤﻮﻧﮫ زواج اﻟﻤﻘﺖ‪ ،‬وﺳُﻤﻲ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻨﮭﺎ ﻣُﻘﯿﺘﺎً ‪ ،‬وﻗﺪ ﻧﮭﻰ اﷲ ﻋﻨﮫ وذﻣﮫ وﻧﻔﺮ ﻣﻨﮫ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﻨﻜﺤﻮا‬
‫ﻣﺎ ﻧﻜﺢ آﺑﺎؤﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺳﻠﻒ إﻧﮫ ﻛﺎن ﻓﺎﺣﺸﺔ وﻣﻘﺘﺎً وﺳﺎء ﺳﺒﯿﻼً " اﻟﻨﺴﺎء ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﱠﺿﺎع ‪:‬‬

‫ﯾُﺤﺮﱠم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع ﻣﺎ ﯾﺤﺮﱠم ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺐ ‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﺤﺮم ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺐ ‪ :‬اﻷم ‪ ،‬واﻟﺒﻨ ﺖ ‪ ،‬واﻷﺧ ﺖ ‪ ،‬واﻟﻌﻤ ﺔ‪ ،‬واﻟﺨﺎﻟ ﺔ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎت‬
‫اﻷخ‪ ،‬وﺑﻨﺎت اﻷﺧﺖ‪ .‬وھﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺑﯿﻨﮭ ﺎ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﮫ ‪ " :‬ﺣُﺮﱢﻣ ﺖ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ أﻣﮭ ﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬وأﺧ ﻮاﺗﻜﻢ‪ ،‬وﻋﻤﱠ ﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬وﺧ ﺎﻻﺗﻜﻢ‪،‬‬
‫وﺑﻨﺎت اﻷخ وﺑﻨﺎت اﻷﺧﺖ‪ ،‬وأﻣﮭﺎﺗﻜﻢ اﻟﻼﺗﻲ أرﺿﻌﻨﻜﻢ‪ ،‬وأﺧﻮاﺗﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺿ ﺎﻋﺔ" وﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا ﻓﺘﻨ ﺰل اﻟﻤﺮﺿ ﻌﺔ ﻣﻨﺰﻟ ﺔ اﻷم‪ ،‬وﺗَﺤْ ﺮُم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺮﺿَﻊ ‪ ،‬ھﻲ وﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻻﺑﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أم اﻟﻨﺴﺐ ﻓﺘﺤﺮم ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺑﺈرﺿﺎﻋﮭﺎ ﺗُﻌﺪ أﻣﺎً ﻟﻠﺮﺿﯿﻊ ‪.‬‬

‫‪ .٢‬أم اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺟﺪة ﻟﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أم زوج اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ ‪ -‬ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻠﺒﻦ ‪ -‬ﻷﻧﮭﺎ ﺟﺪة ﻛﺬﻟﻚ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أﺧﺖ اﻷم ﻷﻧﮭﺎ ﺧﺎﻟﺔ اﻟﺮﺿﯿﻊ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أﺧﺖ زوﺟﮭﺎ ‪ -‬ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻠﺒﻦ ‪ -‬ﻷﻧﮭﺎ ﻋﻤﺘﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺑﻨﺎت ﺑﻨﯿﮭﺎ وﺑﻨﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﻦ ﺑﻨﺎت إﺧﻮﺗﮫ وأﺧﻮاﺗﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻷﺧﺖ ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ أﺧﺘﺎً ﻷب وأم ‪ ،‬أو أﺧﺘﺎً ﻷم ‪ ،‬أو أﺧﺘﺎً ﻷب ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻷﺧﺖ ﻷب وأم ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻰ أرﺿﻌﺘﮭﺎ اﻷم ﺑﻠﺒﺎن اﻷب‪ ،‬ﺳﻮاء أرﺿﻌﺖ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺮﺿﯿﻊ أو رﺿﻌﺖ ﻗﺒﻠﮫ أو ﺑﻌﺪه ‪.‬‬
‫واﻷﺧﺖ ﻣﻦ اﻷب ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ أرﺿﻌﺘﮭﺎ زوﺟﺔ اﻷب‪.‬‬
‫واﻷﺧﺖ ﻣﻦ اﻷم‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ أرﺿﻌﺘﮭﺎ اﻷم ﺑﻠﺒﺎن رﺟﻞ آﺧﺮ ‪.‬‬

‫‪٢١٦‬‬
 ‫اﻟﺮﺿﺎع اﻟﺬي ﯾﺜﺒﺖ ﺑﮫ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ‪:‬‬
‫اﻟﻈﺎھﺮ أن اﻹرﺿﺎع اﻟﺬي ﯾﺜﺒﺖ ﺑﮫ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ‪ ،‬ھﻮ ﻣﻄﻠﻖ اﻹرﺿ ﺎع‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﺤﻘ ﻖ إﻻ ﺑﺮﺿ ﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠ ﺔ‪ ،‬وھ ﻲ أن ﯾﺄﺧ ﺬ اﻟﺼ ﺒﻲ‬
‫اﻟﺜﺪي وﯾﻤﺘﺺ اﻟﻠﺒﻦ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﺮﻛﮫ إﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻋﺎرض ﯾﻌﺮض ﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻣﺺ ﻣﺼﺔ أو ﻣﺼﺘﯿﻦ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﯾُﺤَﺮﱢم ﻷﻧ ﮫ دون‬
‫اﻟﺮﺿﻌﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺬاء ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻻ ﺗُﺤَ ﺮﱢم اﻟﻤﺼ ﺔ وﻻ اﻟﻤﺼ ﺘﺎن " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬واﻟﻤﺼﺔ ھﻲ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺺ ‪ :‬وھﻮ أﺧﺬ اﻟﯿﺴﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻲء ‪ .‬وﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ آراء ﻧُﺠﻤﻠﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﻗﻠﯿ ﻞ اﻟﺮﺿ ﺎع وﻛﺜﯿ ﺮه ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ أﺧ ﺬاً ﺑ ﺈﻃﻼق اﻹرﺿ ﺎع ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺔ وﻟﻤ ﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري‪ ،‬وﻣﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻋ ﻦ ﻋﻘﺒ ﺔ ﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺤﺎرث ‪،‬ﻗﺎل‪ ":‬ﺗﺰوﺟﺖ أ م ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ إھﺎب ﻓﺠﺎءت أﻣﺔ ﺳﻮداء ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ ":‬ﻗﺪ أرﺿ ﻌﺘﻜﻤﺎ " ﻓﺄﺗﯿ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﺬﻛﺮت ﻟ ﮫ ذﻟ ﻚ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ " :‬وﻛﯿ ﻒ وﻗ ﺪ ﻗﯿ ﻞ ‪ ..‬دﻋ ﻚ ﻣﻨﮭ ﺎ " ﻓﺘ ﺮك اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ اﻟﺴ ﺆال ﻋ ﻦ ﻋ ﺪد‬
‫اﻟﺮﺿﻌﺎت‪ ،‬وأﻣﺮه ﺑﺘﺮﻛﮭﺎ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ اﻋﺘﺒﺎر إﻻ ﺑﺎﻹرﺿﺎع ‪ ،‬ﻓﺤﯿﺚ وﺟﺪ اﺳﻤﮫ وﺟﺪ ﺣُﻜﻤﮫ ‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﻓﻌﻞ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﮫ اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺴﺘﻮي ﻗﻠﯿﻠﮫ وﻛﺜﯿﺮه ﻛﺎﻟﻮطء اﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﮫ ‪ ،‬وﻷن إﻧﺸﺎز اﻟﻌﻈﻢ‪ ،‬وإﻧﺒﺎت اﻟﻠﺤﻢ‪ ،‬ﯾﺤﺼﻞ ﺑﻘﻠﯿﻠﮫ وﻛﺜﯿﺮه ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ ﻋﻠ ﻲ واﺑ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي ‪ ،‬واﻟﺰھﺮي وﻗﺘﺎدة وﺣﻤﺎد واﻷوزاﻋﻲ واﻟﺜﻮري وأﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ ورواﯾﺔ ﻋﻦ‬
‫أﺣﻤﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻻ ﯾﺜﺒﺖ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ رﺿﻌﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺎت‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وأﺑﻮ داود ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛ ﺎن ﻓﯿﻤ ﺎ‬
‫ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن" ﻋﺸﺮ رﺿ ﻌﺎت ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﯾُﺤَ ﺮﱢﻣﻦ ﺛ ﻢ ﻧﺴ ﺨﻦ ﺑﺨﻤ ﺲ ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت ‪ ،‬ﻓﺘ ﻮﻓﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫وھﻦ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻘﺮأ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮآن " وھ ﺬا ﺗﻘﯿﯿ ﺪ ﻹﻃ ﻼق اﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴُ ﻨﺔ ‪ ،‬وﺗﻘﯿﯿ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ﺑﯿ ﺎن ‪ ،‬ﻻ ﻧﺴ ﺦ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺨﺼ ﯿﺺ ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺮأي ‪ ،‬ﺑﺄن اﻟﻘﺮآن ﻻ ﯾﺜﺒﺖ إﻻ ﻣﺘﻮاﺗﺮاً ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻟﻤﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨ ﺎﻟﻔﯿﻦ ‪ ،‬وﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ‬
‫اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲّ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ .‬ﻧﻘﻮل ‪ :‬ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾُﻮَﺟﱠﮫ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺮأي ھﺬه اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت ﻟﻜﺎن أﻗﻮى اﻵراء ‪ ،‬وﻟﮭﺬا ﻋﺪل اﻹﻣ ﺎم اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫ﻋﻦ ھﺬه اﻟﺮواﯾﺔ ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬وإﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺎت ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ وﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ ‪ ،‬وﻋﻄﺎء ‪ ،‬وﻃﺎووس ‪،‬‬
‫واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻇﺎھﺮ ﻣﺬھﺒﮫ ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺰم ‪ ،‬وأﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أنﱠ اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ ﯾﺜﺒ ﺖ ﺑ ﺜﻼث رﺿ ﻌﺎت ﻓ ﺄﻛﺜﺮ ‪ .‬ﻷن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺗﺤ ﺮم اﻟﻤﺼ ﺔ وﻻ اﻟﻤﺼ ﺘﺎن " وھ ﺬا‬
‫ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﺑﻤﺎ دون ا ﻟﺜﻼث ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻣﻨﺤﺼﺮاً ﻓﯿﻤﺎ زاد ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ‪ .‬وإﻟ ﻰ ھ ﺬا ذھ ﺐ أﺑ ﻮ ﻋﺒﯿ ﺪ‪ ،‬وأﺑ ﻮ ﺛ ﻮر ‪،‬‬
‫وداود اﻟﻈﺎھﺮي‪ ،‬واﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ ،‬ورواﯾﺔ ﻋﻦ أﺣﻤﺪ ‪.‬‬

‫ﺳﻦ اﻟﺮﺿﺎع ‪:‬‬

‫اﻟﺮﺿﺎع اﻟﻤُﺤَﺮﱢم ﻟﻠﺰواج ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﻮﻟﯿﻦ ‪ ،‬وھﻲ ا ﻟﻤُﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﺪدھﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟ ﮫ " واﻟﻮاﻟ ﺪات ﯾُﺮﺿ ﻌﻦ‬
‫أوﻻدھﻦ ﺣﻮﻟﯿﻦ ﻛﺎﻣﻠﯿﻦ ﻟﻤﻦ أراد أن ﯾُﺘﻢ ا ﻟﺮﺿﺎﻋﺔ " ﻷن اﻟﺮﺿﯿﻊ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪة ﯾﻜﻮن ﺻ ﻐﯿﺮاً ﯾﻜﻔﯿ ﮫ اﻟﻠ ﺒﻦ‪ ،‬وﯾﻨﺒ ﺖ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻟﺤﻤ ﮫ ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺼﯿﺮ ﺟﺰءاً ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﺸﺘﺮك ﻓﻲ اﻟﺤُﺮﻣﺔ ﻣﻊ أوﻻدھﺎ ‪ .‬وﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻻ ﯾُﺤﺮﱢم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع إﻻ ﻣﺎ ﻓﺘﻖ اﻷﻣﻌﺎء ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﻔﻄﺎم " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪ .‬وﻟﻮ ﻓُﻄﻢ اﻟﺮﺿﯿﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮﻟﯿﻦ واﺳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﻐﺬاء ﻋﻦ اﻟﻠﺒﻦ‪ .‬ﺛﻢ أرﺿﻌﺘﮫ اﻣﺮأة ﻓﺈن ذﻟﻚ اﻟﺮﺿﺎع ﺗﺜﺒﺖ ﺑﮫ اﻟﺤﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ‬
‫ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " إﻧﻤ ﺎ اﻟﺮﺿ ﺎﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠﺎﻋ ﺔ " ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬وھ ﻮ اﻟﻘ ﻮل اﻟ ﺮاﺟﺢ ‪.‬‬
‫] ﻓﺘﻖ اﻷﻣﻌﺎء ‪ :‬وﺻﻠﮭﺎ وﻏﺬاھﺎ واﻛﺘﻔﺖ ﺑﮫ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه [ ‪.‬‬

‫اﻟﺸﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺿﺎع ‪:‬‬

‫ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺮأة اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﺎع ﻟﻤ ﺎ رواه ﻋﻘﺒ ﺔ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺎرث أﻧ ﮫ ﺗ ﺰوج أم ﯾﺤﯿ ﻰ ﺑﻨ ﺖ أﺑ ﻲ إھ ﺎب ﻓﺠ ﺎءت أﻣ ﺔ‬
‫ﺳﻮداء ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﻗﺪ أرﺿﻌﺘﻜﻤﺎ" ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺬﻛﺮت ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺘﻨﺤﯿﺖ ﻓ ﺬﻛﺮت ذﻟ ﻚ ﻟ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬وﻛﯿ ﻒ‬
‫وﻗﺪ زﻋﻤﺖ أﻧﮭﺎ أرﺿﻌﺘﻜﻤﺎ ؟ ﻓﻨﮭﺎه ﻋﻨﮭﺎ ‪ .‬اﺣﺘﺞ ﺑﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻃﺎووس ‪ ،‬واﻟﺰھﺮي‪ ،‬واﺑﻦ أﺑﻲ ذﺋﺐ ‪ ،‬واﻷوزاﻋ ﻲ ‪ ،‬ورواﯾ ﺔ ﻋ ﻦ‬
‫أﺣﻤﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺮأة اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﺎع ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻠﺪﻟﯿﻞ ‪.‬‬
‫وذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺴﮭﺎ ‪ .‬وﻗﺪ أﺧﺮج أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة ﻋﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫‪ ،‬واﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﺒﺎس أﻧﮭﻢ اﻣﺘﻨﻌﻮا ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﺑﺬﻟﻚ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪:‬‬
‫" ﻓَﻔَﺮﱢق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ إن ﺟﺎءت ﺑِﺒَﯿﱢﻨﺔ‪ ،‬وإﻻ ﻓَﺨَﻞﱢ ﺑﯿﻦ ا ﻟﺮﺟﻞ واﻣﺮأﺗﮫ إﻻ أن ﯾﺘﻨﺰھﺎ " ) أي ﯾﺘﻮرﻋﺎ ( ‪ .‬وﻟﻮ ﻓﺘﺢ ھﺬا اﻟﺒﺎب ﻟﻢ ﺗﺸﺄ اﻣ ﺮأة‬
‫أن ﺗﻔﺮق ﺑﯿﻦ زوﺟﯿﻦ إﻻ ﻓﻌﻠﺖ ‪.‬‬

‫أﺑﻮة زوج اﻟﻤﺮﺿﻊ ﻟﻠﺮﺿﯿﻊ ‪:‬‬

‫إذا أرﺿﻌﺖ اﻣﺮأة رﺿﯿﻌﺎً ﺻﺎر زوﺟﮭﺎ أﺑﺎ ﻟﻠﺮﺿﯿﻊ ‪ ،‬وأﺧﻮه ﻋﻤﺎً ﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ‪ ،‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﺋﺬﻧﻲ ﻷﻓﻠﺢ أﺧﻲ أﺑﻲ اﻟﻘُﻌَﯿﺲ ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻤﱡﻚ " وﻛﺎﻧﺖ اﻣﺮأﺗﮫ أرﺿﻌﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ ) ‪. ( ٣١٦٢‬‬

‫اﻟﺘﺴﺎھﻞ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ‪:‬‬

‫‪٢١٧‬‬
‫وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﯾﺘﺴﺎھﻠﻮن ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺮﺿﺎع‪ ،‬ﻓﯿﺮﺿﻌﻮن اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ اﻣﺮأة ‪ ،‬أو ﻣﻦ ﻋﺪة ﻧﺴ ﻮة‪ ،‬دون ﻋﻨﺎﯾ ﺔ ﺑﻤﻌﺮﻓ ﺔ أوﻻد‬
‫اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ وأﺧﻮاﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻻ أوﻻد زوﺟﮭﺎ ‪ -‬ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ‪ -‬وإﺧﻮﺗﮫ ‪ ،‬ﻟﯿﻌﺮﻓ ﻮا ﻣﺎﯾﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻷﺣﻜ ﺎم ‪ ،‬ﻛﺤﺮﻣ ﺔ اﻟﻨﻜ ﺎح ‪،‬‬
‫وﺣﻘﻮق ھﺬه اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﮭﺎ اﻟﺸﺎرع ﻛﺎﻟﻨﺴﺐ ‪ .‬ﻓﻜﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾﺘﺰوج اﻟﺮﺟﻞ أﺧﺘﮫ‪ ،‬أو ﻋﻤﺘﮫ ‪ ،‬أو ﺧﺎﻟﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ‪ ،‬وھﻮ‬
‫ﻻ ﯾﺪري واﻟﻮاﺟﺐ اﻻﺣﺘﯿﺎط ﻓﻲ ھﺬا اﻷﻣﺮ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻘﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻈﻮر ‪.‬‬

‫اﻟﻤُﺤﺮﻣﺎت ﻣﺆﻗﺘﺎً‬

‫‪ -١‬اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﯿﻦ ‪:‬‬

‫ﯾُﺤﺮم اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻷﺧﺘﯿﻦ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮأة وﻋﻤﺘﮭﺎ‪ ،‬وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮأة وﺧﺎﻟﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺮم اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ اﻣﺮأﺗﯿﻦ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻗﺮاﺑﺔ‪ ،‬ﻟﻮ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪاھﻤﺎ رﺟﻼً ﻟﻢ ﯾﺠﺰ ﻟﮫ اﻟﺘﺰوج ﺑﺎﻷﺧﺮى‪ .‬ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وأن ﺗﺠﻤﻌﻮا ﺑﯿﻦ اﻷﺧﺘﯿﻦ إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺳﻠﻒ " ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻣﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ أن ﯾُﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮأة وﻋﻤﺘﮭﺎ‪ ،‬وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮأة‬
‫وﺧﺎﻟﺘﮭﺎ ‪ .‬ﻓﺜﺒﺖ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻛﻠﮫ أﻧﮫ ﺿﺎر ﺑﺪﻧﺎً وﻧﻔﺴﺎً‪ ،‬ﻣﻨﺎف ﻟﻠﻔﻄﺮة ‪ ،‬ﻣُﺨﻞ ﺑﺎﻟﺮواﺑﻂ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋ ﺎﺋﻖ ﻻرﺗﻘ ﺎء اﻟﺒﺸ ﺮ ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﺠﻤ ﻊ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﯾﻮﻟﺪ اﻟﺘﺤﺎﺳﺪ وﯾﺠﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﻐﻀ ﺎء ﻷن اﻟﻀ ﺮﺗﯿﻦ ﻗﻠﻤ ﺎ ﺗﺴ ﻜﻦ ﻋﻮاﺻ ﻒ اﻟﻐﯿ ﺮة ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ‪ ،‬وھ ﺬا اﻟﺠﻤ ﻊ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺤ ﺎرم ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ‬
‫ﻣﻤﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻓﮭﻮ ﻣﻤﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﻌﺪة‪ .‬ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻃﻠﻖ زوﺟﺘﮫ ﻃﻼﻗ ﺎً رﺟﻌﯿ ﺎً ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﮫ أن ﯾﺘ ﺰوج‬
‫أﺧﺘﮭﺎ‪ ،‬أو أرﺑﻌﺎً ﺳﻮاھﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﺰواج ﻗﺎﺋﻢ وﻟﮫ ﺣﻖ اﻟﺮﺟﻌﺔ ﻓﻲ أي وﻗﺖ‪.‬‬

‫‪ -٣‬زوﺟﺔ اﻟﻐﯿﺮ وﻣُﻌﺘﺪﺗﮫ ‪:‬‬

‫ﯾُﺤَﺮﱠم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﺰوج زوﺟﺔ اﻟﻐﯿﺮ‪ ،‬أو ﻣﻌﺘﺪﺗﮫ رﻋﺎﯾﺔ ﻟﺤﻖ اﻟﺰوج‪ .‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻤُﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء إﻻ‬
‫ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ" ‪ .‬أي ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬أي اﻟﻤﺘﺰوﺟﺎت ﻣﻨﮭﻦ إﻻ اﻟﻤﺴﺒﯿﺎت‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺴﺒﯿﺔ ﺗﺤﻞ ﻟﺴ ﺎﺑﯿﮭﺎ ﺑﻌ ﺪ‬
‫اﻻﺳﺘﺒﺮاء ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺰوﺟﺔ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪ :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺚ ﺟﯿﺸﺎً إﻟﻰ أوﻃﺎس‪ ،‬ﻓﻠﻘﻰ ﻋﺪواً ﻓﻘﺎﺗﻠﻮھﻢ‪ ،‬ﻓﻈﮭﺮوا ﻋﻠﯿﮭﻢ وأﺻﺎﺑﻮا ﺳﺒﺎﯾﺎ‪ ،‬ﻛﺎن ﻧﺎس ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﺤﺮﺟﻮا ﻣﻦ ﻏﺸﯿﺎﻧﮭﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ أزواﺟﮭﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ " واﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء إﻻ ﻣﺎ‬
‫ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ " أي ﻓﮭﻦ ﻟﻜﻢ ﺣﻼل إذا اﻧﻘﻀﺖ ﻋﺪﺗﮭﻦ‪.‬‬
‫واﻻﺳﺘﺒﺮاء ﯾﻜﻮن ﺑﺤﯿﻀﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺘﺒﺮﺋﻮن اﻟﻤﺴﺒﯿﺔ ﺑﺤﯿﻀﺔ واﺣﺪة‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ‪ :‬ﻛﺎن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﺘﺒﺮﺋﻮن اﻟﻤﺴﺒﯿﺔ ﺑﺤﯿﻀﺔ‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﻤﻌﺘﺪة ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺎب "اﻟﺨِﻄﺒﺔ" ‪.‬‬

‫‪ -٤‬اﻟﻤُﻄﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎً ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎً ﻻ ﺗﺤﻞ ﻟﺰوﺟﮭﺎ اﻷول ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻜﺢ زوﺟﺎً ﻏﯿﺮه ﻧﻜﺎﺣﺎً ﺻ ﺤﯿﺤﺎً " ﻓ ﺈن ﻃﻠﻘﮭ ﺎ ﻓ ﻼ ﺗﺤ ﻞ ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﻨﻜﺢ‬
‫زوﺟﺎً ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﺈن ﻃﻠﻘﮭﺎ ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ أن ﯾﺘﺮاﺟﻌﺎ إن ﻇﻨﺎ أن ﯾُﻘﯿﻤﺎ ﺣﺪود اﷲ"‪].‬اﻟﺒﻘﺮة [‪.‬‬

‫‪ -٥‬ﻋﻘﺪ اﻟﻤﺤُﺮِم ‪:‬‬

‫ﯾَﺤْﺮُمُ ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺤْﺮِم ‪ ،‬أن ﯾﻌﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﻟﻨﻔﺴﮫ أو ﻟﻐﯿﺮه ﺑﻮﻻﯾﺔ‪ ،‬أو وﻛﺎﻟﺔ‪ ،‬وﯾﻘﻊ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻃﻼً ‪ ،‬ﻻ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ آﺛﺎره اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬ﻻ ﯾَﻨْﻜِﺢُ اﻟﻤﺤُﺮم وﻻ ﯾُﻨْﻜِﺢ وﻻ ﯾﺨﻄﺐ "‬
‫رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻟﯿﺲ ﻓﯿﮫ وﻻ ﯾﺨﻄﺐ‪ .‬وﻗﺎل ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪ -٦‬زواج اﻷَﻣَﺔِ ﻣﻊ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﺤﺮة ‪:‬‬

‫اﺗﻔ ﻖ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻌﺒ ﺪ أن ﯾﺘ ﺰوج اﻷﻣ ﺔ‪ ،‬وﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﺤ ﺮة أن ﺗﺘ ﺰوج اﻟﻌﺒ ﺪ إذا رﺿ ﯿﺖ ﺑ ﺬﻟﻚ ھ ﻲ‬
‫وأوﻟﯿﺎؤھﺎ ‪ ،‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ زواح اﻟﺤﺮ ﺑﺎﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺮأي اﻟﺠﻤﮭﻮر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز زواج اﻟﺤﺮ ﺑﺎﻷﻣﺔ إﻻ ﺑﺸﺮﻃﯿﻦ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻧﻜﺎح اﻟﺤﺮة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺧﻮف اﻟﻌَﻨَﺖ ‪.‬‬
‫واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺑﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﻃَﻮْﻻً أن ﯾﻨﻜﺢ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﯿﺎﺗﻜﻢ‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت " اﻟﻨﺴﺎء )ﻃَﻮْﻻً ‪ :‬ﺳﻌﺔ وﻗﺪرة( ‪ ،‬إﻟﻰ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ذﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﺧﺸﻲ اﻟﻌﻨﺖ ﻣﻨﻜﻢ ‪ ،‬وأن ﺗﺼﺒﺮوا ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻢ " ‪.‬‬
‫اﻟﻌﻨﺖ ‪ :‬اﻟﺰﻧﺎ‬

‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌُﺰوﺑﺔ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ ﻧﻜﺎح اﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻔﻀﻲ إﻟﻰ إرﻗﺎق اﻟﻮﻟﺪ‪ ،‬واﻟﻐﺾ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎرم‬
‫اﻷﺧﻼق أوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺒﺬاﻟﺔ ‪.‬‬
‫روي ﻋﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ :‬أَﯾﱠﻤﺎ ﺣﺮ ﺗﺰوج أﻣﺔ ﻓﻘﺪ أرقﱠ ﻧﺼﻔﮫ ‪).‬ﯾﻌﻨﻲ ﯾﺼﯿﺮ وﻟﺪه رﻗﯿﻘﺎً ( ‪.‬‬

‫‪ -٧‬زواج اﻟﺰاﻧﯿﺔ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾﺘﺰوج ﺑﺰاﻧﯿﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺘﺰوج ﺑﺰانٍ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺤﺪث ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺗﻮﺑﺔً ‪ ،‬ودﻟﯿﻞ ھﺬا ‪:‬‬

‫‪٢١٨‬‬
‫• أن اﷲ ﺟﻌﻞ اﻟﻌﻔﺎف ﺷﺮﻃﺎً ﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮه ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬اﻟﯿﻮم أُﺣِﻞﱠ ﻟﻜﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت ‪ ،‬وﻃﻌ ﺎم اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫أوﺗﻮا اﻟﻜﺘ ﺎب ﺣ ﻞ ﻟﻜ ﻢ‪ ،‬وﻃﻌ ﺎﻣﻜﻢ ﺣ ﻞ ﻟﮭ ﻢ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺼ ﻨﺎت ﻣ ﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﺎت‪ ،‬واﻟﻤﺤﺼ ﻨﺎت ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ أوﺗ ﻮا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻦ ﻗ ﺒﻠﻜﻢ‪ ،‬إذا‬
‫آﺗﯿﺘﻤﻮھﻦ أﺟﻮرھﻦ ﻣﺤﺼﻨﯿﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺎﻓﺤﯿﻦ وﻻ ﻣُﺘﺨﺬي أﺧﺪان" ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة آﯾﺔ ‪٥ :‬‬
‫] اﻟﻤُﺤﺼﻨﺎت ‪ :‬أي اﻟﻌﻔﯿﻔﺎت [ ‪.‬‬
‫• ﯾﺆﯾﺪ ھﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺻﺮﯾﺤﺎً ﻓﻲ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " اﻟﺰاﻧﻲ ﻻ ﯾﻨﻜﺢ إﻻ زاﻧﯿﺔ أو ﻣﺸﺮﻛﺔ‪ ،‬واﻟﺰاﻧﯿﺔ ﻻ ﯾﻨﻜﺤﮭﺎ إﻻ زان أو ﻣﺸﺮك‪ ،‬وﺣُﺮﱢمَ‬
‫ذﻟﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ" ‪ .‬وﻣﻌﻨ ﻰ ﯾ ﻨﻜﺢ ‪ :‬ﯾﻌﻘ ﺪ‪ ،‬وﺣُ ﺮّم ذﻟ ﻚ‪ ،‬أي وﺣُ ﺮﱢمَ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ أن ﯾﺘﺰوﺟ ﻮا ﻣ ﻦ ھ ﻮ ﻣﺘﺼ ﻒ ﺑﺎﻟﺰﻧ ﺎ أو‬
‫ﺑﺎﻟﺸﺮك‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ إﻻ زانٍ أو ﻣﺸﺮك‪ ،‬وﻟﻜﻦ إن ﺗﺎﺑﺎ وأﺻﻠﺤﺎ وﻋﺎﺷﺎ ﺣﯿﺎة ﻧﻈﯿﻔﺔ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻷن اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗَﺠُﺐﱡ ﻣﺎ‬
‫ﻗﺒﻠﮭﺎ‪.‬‬

‫‪ -٨‬زواج اﻟﻤﻼﻋﻨﺔ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾﺘﺰوج اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻻﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﺤﺮﻣ ﺔ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺣﺮﻣ ﺔ داﺋﻤ ﺔ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻠّﻌ ﺎن‪ .‬ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﺮﻣﻮن أزواﺟﮭﻢ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻢ ﺷﮭﺪاء إﻻ أﻧﻔﺴﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺸﮭﺎدة أﺣﺪھﻢ أرﺑﻊُ ﺷﮭﺎدات ﺑﺎﷲ إﻧ ﮫ ﻟﻤ ﻦ اﻟﺼ ﺎدﻗﯿﻦ‪ ،‬واﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ أن ﻟﻌﻨ ﺔ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ إن ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻜﺎذﺑﯿﻦ‪ ،‬وﯾﺪرأ ﻋﻨﮭﺎ اﻟﻌﺬاب أن ﺗﺸﮭﺪ أرﺑﻊ ﺷﮭﺎدات ﺑﺎﷲ إﻧﮫ ﻟﻤﻦ اﻟﻜﺎذﺑﯿﻦ‪ ،‬واﻟﺨﺎﻣﺴﺔ أن ﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ إن‬
‫ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ" )اﻟﻨﻮر ‪.(٩ - ٦‬‬

‫‪ -٩‬زواج اﻟﻤُﺸﺮﻛﺔ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﺰوج ﻣﻦ اﻟﻮﺛﻨﯿﺔ‪ ،‬وﻻ اﻟﺰﻧﺪﯾﻘﺔ‪ ،‬وﻻ اﻟﻤﺮﺗﺪة ﻋﻦ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻻ ﻋﺎﺑﺪة اﻟﺒﻘﺮ‪ ،‬وﻻ‬
‫اﻟﻤﻌﺘﻘﺪة ﻟﻤﺬھﺐ اﻹﺑﺎﺣﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻮﺟﻮدﯾﺔ وﻧﺤﻮھﺎ ﻣﻦ ﻣﺬاھﺐ اﻟﻤﻼﺣﺪة ‪ -‬ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﻨﻜﺤ ﻮا اﻟﻤﺸ ﺮﻛﺎت ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﯾﺆﻣﻦ‪ ،‬وﻷﻣﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻛﺔ وﻟﻮ أﻋﺠﺒﺘﻜﻢ وﻻ ﺗُﻨﻜﺤﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﺆﻣﻨﻮا‪ ،‬وﻟﻌﺒﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ ﻣُﺸﺮك وﻟﻮ أﻋﺠﺒﻜﻢ‬
‫أوﻟﺌﻚ ﯾﺪﻋﻮن إﻟﻰ اﻟﻨﺎر واﷲ ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة ﺑﺈذﻧﮫ "‪".‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة"‬
‫ﺳﺒﺐ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ﻣﻘﺎﺗﻞ ‪ :‬ﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻓﻲ أﺑﻲ ﻣﺮﺛﺪ اﻟﻐﻨﻮي‪ ،‬وﻗﯿﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﺛﺪ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻣﺮﺛﺪ‪ ،‬واﺳﻤﮫ ﻛﻨﱠﺎز ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ اﻟﻐﻨﻮي ‪ ،‬ﺑﻌﺜ ﮫ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺳﺮاً ﻟﯿﺨﺮج رﺟﻼً ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﺑﻤﻜﺔ اﻣﺮأة ﯾُﺤﺒﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ‪ ،‬ﯾﻘ ﺎل ﻟﮭ ﺎ‬
‫"ﻋَﻨَﺎق" ﻓﺠﺎءﺗﮫ ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ‪ :‬إن اﻹﺳﻼم ﺣﺮم ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺗﺰوﺟﻨﻲ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺄذن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ .‬ﻓﺄﺗﻰ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺎﺳﺘﺄذﻧﮫ ‪ ،‬ﻓﻨﮭﺎه ﻋﻦ اﻟﺘﺰوج ﺑﮭﺎ ﻷﻧﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وھﻲ ﻣﺸﺮﻛﺔ )اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن ج‪ ٣‬ص‪. (٦٧‬‬

‫وروى اﻟﺴﱡﺪي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ رواﺣﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ أﻣﺔ ﺳﻮداء ‪ ،‬وأﻧﮫ‬
‫ﻏﻀﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻠﻄﻤﮭﺎ ‪ ،‬ﺛﻢ أﻧﮫ ﻓﺰع ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮه ﺧﺒﺮھﺎ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻣ ﺎ‬
‫ھﻲ ﯾﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ؟ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ھﻲ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺼﻮم وﺗﺼﻠﻲ وﺗُﺤﺴﻦ اﻟﻮﺿﻮء‪ ،‬وﺗﺸﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ وأﻧﻚ رﺳﻮل اﷲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﯾ ﺎ‬
‫ﻋﺒﺪ اﷲ ھﻲ ﻣﺆﻣﻨﺔ" ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ " :‬ﻓﻮاﻟﺬي ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻷﻋﺘﻘﻨﮭﺎ وﻷﺗﺰوﺟﻨﮭﺎ ﻓﻔﻌﻞ"‪ ،‬ﻓﻄﻌﻦ ﻋﻠﯿﮫ ﻧ ﺎس ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎﻟﻮا‬
‫ﻧﻜﺢ اﻷﻣﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧﻮا ﯾﺮﯾﺪون أن ﯾﻨﻜﺤﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وﯾُﻨﻜﺤﻮھﻢ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ أﻧﺴﺎﺑﮭﻢ ﻓﺄﻧﺰل اﷲ " وﻻ ﺗﻨﻜﺤﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﺎت ﺣﺘﻰ ﯾ ﺆﻣﻦﱠ‬
‫‪ " ...‬اﻵﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ‪:‬‬
‫وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻜﻔﺎر ﻏﯿﺮ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ‪ -‬ﻛﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﺎ اﺳﺘﺤﺴﻦ ﻣ ﻦ اﻷﺻ ﻨﺎم واﻷﺣﺠ ﺎر واﻟﺸ ﺠﺮ واﻟﺤﯿ ﻮان‪ -‬ﻓ ﻼ ﺧ ﻼف ﺑ ﯿﻦ أھ ﻞ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ وذﺑﺎﺋﺤﮭﻢ‪ .‬وﻗﺎل ‪ :‬واﻟﻤﺮﺗﺪة ﯾﺤﺮم ﻧﻜﺎﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ أي دﯾﻦ ﻛﺎﻧﺖ ‪.‬‬

‫زواج ﻧﺴﺎء أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب‬

‫ﯾﺤﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﺰوج اﻟﺤﺮة ﻣﻦ ﻧﺴﺎء أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬اﻟﯿﻮم أُﺣﻞﱠ ﻟﻜﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت وﻃﻌﺎم اﻟﺬﯾﻦ أوﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب‬
‫ﺣﻞ ﻟﻜﻢ‪ ،‬وﻃﻌﺎﻣﻜﻢ ﺣِﻞﱞ ﻟﮭﻢ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت‪ ،‬واﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ أوﺗ ﻮا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻦ ﻗ ﺒﻠﻜﻢ‪ ،‬إذا آﺗﯿﺘﻤ ﻮھﻦ أﺟ ﻮرھﻦ‬
‫ﻣُﺤﺼﻨﯿﻦ ﻏﯿﺮ ﻣُﺴﺎﻓﺤﯿﻦ وﻻ ﻣُﺘﺨﺬي أﺧﺪان" ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬وﻻ ﯾﺼﺢ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻷواﺋﻞ أﻧﮫ ﺣﺮم ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﻛﺎن إذا ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ زواج اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔ أو اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻗﺎل ‪ :‬وﺣ ﺮم اﷲ اﻟﻤﺸ ﺮﻛﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ‪ ،‬وﻻ أﻋ ﺮف‬
‫ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻹﺷﺮاك أﻋﻈﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻘﻮل اﻟﻤﺮأة ‪ :‬رَﺑﱡﮭﺎ ﻋﯿﺴﻰ‪ ،‬أو ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎد اﷲ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻨﺤﺎس ‪:‬‬
‫وھﺬا ﻗﻮل ﺧﺎرج ﻋﻦ ﻗﻮل اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻘﻮم ﺑﮭ ﻢ اﻟﺤﺠ ﺔ‪ .‬ﻷﻧ ﮫ ﻗ ﺪ ﻗ ﺎل ﺑﺘﺤﻠﯿ ﻞ ﻧﻜ ﺎح ﻧﺴ ﺎء أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘ ﺎﺑﻌﯿﻦ‬
‫ﺟﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻣﻨﮭﻢ ‪ :‬ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬وﻃﻠﺤﺔ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬وﺟﺎﺑﺮ ‪ ،‬وﺣﺬﯾﻔﺔ‪ .‬وﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ‪ :‬ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ‪ ،‬وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ‪،‬‬
‫وﻣﺠﺎھﺪ‪ ،‬وﻃﺎووس‪ ،‬وﻋﻜﺮﻣﺔ‪،‬واﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬واﻟﻀﺤﺎك‪ ،‬وﻓﻘﮭﺎء اﻷﻣﺼﺎر‪.‬‬

‫‪٢١٩‬‬
‫وﻻ ﺗﻌﺎرض ﺑﯿﻦ اﻵﯾﺘﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻇﺎھﺮ ﻟﻔﻆ "اﻟﺸﺮك" ﻻ ﯾﺘﻨﺎول أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻛﻔ ﺮوا ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻣﻨﻔﻜﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﯿﮭﻢ اﻟﺒﯿﻨّﺔ " ﻓﻔﺮق ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻔﻆ‪ .‬وﻇﺎھﺮ اﻟﻌﻄﻒ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﻤﻐ ﺎﯾﺮة‪ .‬وﺗ ﺰوج ﻋﺜﻤ ﺎن رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‬
‫ﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﻔﺮاﻓﺼﺔ اﻟﻜﻠﺒﯿﺔ اﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔ‪ ،‬وأﺳﻠﻤﺖ ﻋﻨﺪه‪ .‬وﺗﺰوج ﺣﺬﯾﻔﺔ ﯾﮭﻮدﯾﺔ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻤ ﺪاﺋﻦ‪ .‬وﺳ ﺌﻞ ﺟ ﺎﺑﺮ ﻋ ﻦ ﻧﻜ ﺎح اﻟﯿﮭﻮدﯾ ﺔ‬
‫واﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺗﺰوﺟﻨﺎ ﺑﮭﻦ زﻣﻦ اﻟﻔﺘﺢ ﻣﻊ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ‪.‬‬

‫ﻛﺮاھﺔ اﻟﺰواج ﻣﻨﮭﻦ ‪:‬‬

‫واﻟﺰواج ﺑﮭﻦ ‪ -‬وإن ﻛﺎن ﺟﺎﺋﺰاً ‪ -‬إﻻ أﻧﮫ ﻣﻜﺮوه ‪ .‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺆﻣﻦ أن ﯾﻤﯿﻞ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﺘﻔﺘﻨ ﮫ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﯾﻦ‪ ،‬أو ﯾﺘ ﻮﻟﻰ أھ ﻞ دﯾﻨﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫ﺣﺮﺑﯿﺔ ) أي ﻣﻘﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ دﯾﺎر اﻹﺳﻼم ( ﻓﺎﻟﻜﺮاھﺔ أﺷﺪ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻜﺜﺮ ﺳﻮاد أھﻞ اﻟﺤﺮب‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺔ إﺑﺎﺣﺔ اﻟﺘﺰوج ﻣﻨﮭﻦ ‪:‬‬

‫وإﻧﻤﺎ أﺑﺎح اﻹﺳﻼم اﻟﺰواج ﻣﻨﮭﻦ ﻟﯿﺰﯾﻞ اﻟﺤﻮاﺟﺰ ﺑﯿﻦ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب وﺑ ﯿﻦ اﻹﺳ ﻼم ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻓ ﻲ اﻟ ﺰواج اﻟﻤﻌﺎﺷ ﺮة واﻟﻤﺨﺎﻟﻄ ﺔ‬
‫وﺗﻘﺎرب اﻷﺳﺮ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﺑﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻓﺘﺘﺎح اﻟﻔﺮص ﻟﺪراﺳﺔ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﺎﺋﻘﮫ وﻣﺒﺎدﺋﮫ وﻣُﺜﻠﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ أﺳﻠﻮب ﻣ ﻦ أﺳ ﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﻘﺮﯾ ﺐ‬
‫اﻟﻌﻤﻠﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ودﻋﺎﯾﺔ ﻟﻠﮭﺪى ودﯾﻦ اﻟﺤﻖ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﺒﺘﻐﻲ اﻟﺰواج ﻣﻨﮭﻦ أن ﯾﺠﻌﻞ ذﻟﻚ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﻏﺎﯾﺎﺗﮫ ‪ ،‬وھﺪﻓﺎً ﻣﻦ أھﺪاﻓﮫ‪.‬‬

‫زواج اﻟﺼﺎﺑﺌﺔ‬

‫اﻟﺼﺎﺋﺒﻮن ھﻢ ﻗﻮم ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺠﻮس ‪ ،‬واﻟﯿﮭﻮد‪ ،‬واﻟﻨﺼﺎرى‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ ﻟﮭ ﻢ دﯾ ﻦ‪ .‬ﻗ ﺎل ﻣﺠﺎھ ﺪ‪ :‬وﻗﯿ ﻞ ھ ﻢ ﻓﺮﻗ ﺔ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫ﯾﻘﺮءون اﻟﺰﺑﻮر‪ .‬وﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ أﻧﮭﻢ ﻗﻮم ﯾﻌﺒﺪون اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ زﯾﺪ ‪:‬‬
‫ھﻢ أھﻞ دﯾﻦ ﻣﻦ اﻷدﯾﺎن‪ ،‬ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺠﺰﯾﺮة اﻟﻤﻮﺻﻞ ﯾﻘﻮﻟﻮن ‪ :‬ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﮭﻢ ﻋﻤﻞ‪ ،‬وﻻ ﻛﺘﺎب‪ ،‬وﻻ ﻧﺒﻲ‪ ،‬إﻻ ﻗﻮل ﻻ‬
‫إﻟﮫ إﻻ اﷲ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬وﻟﻢ ﯾﺆﻣﻨﻮا ﺑﺮﺳﻮل‪ .‬ﻓﻤﻦ أﺟ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻛ ﺎن اﻟﻤﺸ ﺮﻛﻮن ﯾﻘﻮﻟ ﻮن ﻷﺻ ﺤﺎب اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬ھ ﺆﻻء‬
‫اﻟﺼﺎﺑﺌﻮن‪ ،‬ﯾﺸﺒﮭﻮﻧﮭﻢ ﺑﮭﻢ ﻓﻲ ﻗﻮل ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ" ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ‪ :‬واﻟﺬي ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﺬھﺒﮭﻢ ﻓﯿﻤﺎ ذﻛﺮه ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أﻧﮭﻢ ﻣُﻮَﺣﱢﺪون‪ ،‬وﯾﻌﺘﻘﺪون ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﻨﺠﻮم وأﻧﮭﺎ ﻓﺎﻋﻠﺔ‪.‬‬
‫واﺧﺘﺎر اﻟﺮازي‪ :‬أﻧﮭﻢ ﻗﻮم ﯾﻌﺒﺪون اﻟﻜﻮاﻛﺐ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﷲ ﺟﻌﻠﮭﺎ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎدة واﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬أو ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﷲ ﻓﺮض ﺗﺪﺑﯿﺮ أﻣﺮ ھﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ھﺬا اﺧﺘﻠﻔﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﺣُﻜﻢ اﻟﺘﺰوج ﻣﻨﮭﻢ‪،‬ﻓﻤﻨﮭﻢ ﻣﻦ رأى أﻧﮭ ﻢ أﺻ ﺤﺎب ﻛﺘ ﺎب دﺧﻠ ﮫ اﻟﺘﺤﺮﯾ ﻒ واﻟﺘﺒ ﺪﯾﻞ‪،‬‬
‫ﻓﺴﻮى ﺑﯿﻨﮭﻢ وﺑﯿﻦ اﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼﺎرى‪ ،‬وأﻧﮭﻢ ﺑﻤﻘﺘﻀ ﻰ ھ ﺬا ﯾﺼ ﺢ اﻟ ﺰواج ﻣ ﻨﮭﻢ ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪" :‬اﻟﯿ ﻮم أﺣ ﻞ ﻟﻜ ﻢ اﻟﻄﯿﺒ ﺎت‪،‬‬
‫وﻃﻌ ﺎم اﻟ ﺬﯾﻦ أوﺗ ﻮا اﻟﻜﺘ ﺎب ﺣ ﻞ ﻟﻜ ﻢ‪ ،‬وﻃﻌ ﺎﻣﻜﻢ ﺣ ﻞ ﻟﮭ ﻢ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺼ ﻨﺎت ﻣ ﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨ ﺎت واﻟﻤﺤﺼ ﻨﺎت ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ أوﺗ ﻮا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻦ‬
‫ﻗﺒﻠﻜﻢ‪ "...‬اﻵﯾﺔ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﺻﺎﺣﺒﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﺮدد‪ ،‬ﻟﻌﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﯿﻘﺔ أﻣﺮھﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ " :‬إن واﻓﻘﻮا اﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼﺎرى ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺪﯾﻦ ‪ -‬ﻣﻦ ﺗﺼﺪﯾﻖ اﻟﺮﺳﻞ واﻹﯾﻤﺎن‬
‫ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ‪ -‬ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﮭﻢ ‪ .‬وإن ﺧﺎﻟﻔﻮھﻢ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺪﯾﻦ ﻟ ﻢ ﯾﻜﻮﻧ ﻮا ﻣ ﻨﮭﻢ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﺣﻜﻤﮭ ﻢ ﺣﻜ ﻢ ﻋﺒ ﺎد اﻷوﺛ ﺎن‪ .‬وھ ﺬا ھ ﻮ اﻟﻤ ﺮوي ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬

‫زواج اﻟﻤﺠﻮﺳﯿﺔ ‪ ) :‬ﻋﺒﺪة اﻟﻨﺎر (‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬ﻟﯿﺲ ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻧﻜﺎح اﻟﻤﺠﻮس وأﻛ ﻞ ذﺑ ﺎﺋﺤﮭﻢ ﻣﺘﻔﻘ ﺎً ﻋﻠﯿ ﮫ‪ .‬وﻟﻜ ﻦ أﻛﺜ ﺮ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﻟ ﯿﺲ ﻟﮭ ﻢ ﻛﺘ ﺎب ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﻨﺒﻮة ‪ ،‬وﯾﻌﺒﺪون اﻟﻨﺎر‪.‬‬
‫وﺳُﺌِﻞ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‪ :‬أﯾﺼﺢ أن ﻟﻠﻤﺠﻮس ﻛﺘﺎﺑﺎً ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ھﺬا ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬واﺳﺘﻌﻈﻤﮫ ﺟﺪاً‪.‬‬
‫وذھﺐ أﺑﻮ ﺛﻮر إﻟﻰ ﺣﻞ اﻟﺘﺰوج ﺑﺎﻟﻤﺠﻮﺳﯿﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﻢ ﯾُﻘَﺮﱡون ﻋﻠﻰ دﯾﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﺠﺰﯾﺔ ﻛﺎﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼﺎرى‪.‬‬

‫زواج اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﺔ أن ﺗﺘﺰوج ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻣﺸﺮﻛﺎً أو ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب‪ .‬ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ أن اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎل ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ أﻣﻨﻮا إذا ﺟﺎءﻛﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﻣﮭﺎﺟﺮات ﻓﺎﻣﺘﺤﻨﻮھﻦ‪ ،‬اﷲ أﻋــــــﻠﻢ ﺑﺈﯾﻤﺎﻧﮭﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻠﻤﺘﻤﻮھﻦ ﻣﺆﻣﻨﺎت ﻓﻼ‬
‫ﺗُﺮﺟﻌﻮھﻦ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎر‪ ،‬ﻻ ھُﻦﱠ ﺣِﻞﱞ ﻟﮭﻢ وﻻ ھُﻢ ﯾﺤﻠﻮن ﻟَﮭُﻦﱠ " ‪ .‬وﺣﻜﻤﺔ ذﻟﻚ أن ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺣﻖ اﻟﻘﻮاﻣﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﺘ ﮫ‪ ،‬وأن ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻃﺎﻋﺘ ﮫ‬
‫ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﻣﺮھﺎ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺮوف‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬا ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻮﻻﯾﺔ واﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻜﺎﻓﺮ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﺳُﻠﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ أو ﻣﺴﻠﻤﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻦ ﯾﺠﻌ ﻞَ اﷲ ﻟﻠﻜ ﺎﻓﺮﯾﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﺳ ﺒﯿﻼً " ‪ .‬ﺛ ﻢ إن اﻟ ﺰوج اﻟﻜ ﺎﻓﺮ ﻻ ﯾﻌﺘ ﺮف ﺑ ﺪﯾﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﺔ‪ ،‬ﺑ ﻞ ﯾﻜ ﺬب‬
‫ﺑﻜﺘﺎﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺠﺤﺪ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺒﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﺒﯿﺖ أن ﯾﺴﺘﻘﺮ وﻻ ﻟﺤﯿﺎة أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﺨﻼف واﻟﺒﻮن اﻟﺸﺎﺳﻊ‪.‬‬

‫‪ -١٠‬اﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﻊ ‪:‬‬

‫ﯾُﺤَﺮﱠم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﮫ أﻛﺜﺮ ﻣ ﻦ أرﺑ ﻊ زوﺟ ﺎت ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ واﺣ ﺪ‪ ،‬إذ أن ﻓ ﻲ اﻷرﺑ ﻊ اﻟﻜﻔﺎﯾ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﻲ اﻟﺰﯾ ﺎدة‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺗﻔﻮﯾﺖ اﻹﺣﺴﺎن اﻟﺬي ﺷﺮﻋﮫ اﷲ ﻟﺼﻼح اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن ﺧﻔ ﺘﻢ‪ ،‬أﻻ ﺗُﻘﺴ ﻄﻮا ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﯿﺘ ﺎﻣﻰ ﻓ ﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣ ﺎ ﻃ ﺎب ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣﺜﻨ ﻰ وﺛ ﻼث ورﺑ ﺎع‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺧﻔ ﺘﻢ أﻻ ﺗﻌ ﺪﻟﻮا ﻓﻮاﺣ ﺪة أو ﻣ ﺎ ﻣﻠﻜ ﺖ أﯾﻤ ﺎﻧﻜﻢ‪ ،‬ذﻟ ﻚ أدﻧ ﻰ أﻻّ‬
‫ﺗﻌﻮﻟﻮا" اﻟﻨﺴﺎء‬

‫‪٢٢٠‬‬
 ‫ﻣﻌﻨﻰ ] أﻻ ﺗﻘﺴﻄﻮا ‪ :‬أﻻ ﺗﻌﺪﻟﻮا ‪ ،‬أﻻ ﺗﻌﻮﻟﻮا‪ :‬أﻻ ﺗﺠﻮروا [‬

‫ﺳﺒﺐ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ ‪:‬‬

‫روى اﻟﺒﺨﺎري ‪ ،‬وأﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﺮوة ﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ‪ :‬أﻧﮫ ﺳﺄل ﻋﺎﺋﺸﺔ زوج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫ﻮل‬ ‫ﻦﻗ‬ ‫ﻠﻢ ﻋ‬ ‫وﺳ‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن ﺧﻔﺘﻢ أﻻ ﺗُﻘﺴﻄﻮا ﻓﻲ اﻟﯿﺘﺎﻣﻰ ﻓﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎب ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء " ﻓﻘﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﯾ ﺎ اﺑ ﻦ أﺧﺘ ﻲ‪ ،‬ھ ﻲ اﻟﯿﺘﯿﻤ ﺔ ﺗﻜ ﻮن ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﺠﺮ وﻟﯿﮭﺎ ﻓﺘﺸﺎرﻛﮫ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻌﺠﺒﮫ ﻣﺎﻟﮭﺎ وﺟﻤﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﺮﯾﺪ وﻟﯿﮭﺎ أن ﯾﺘﺰوﺟﮭﺎ ﺑﻐﯿﺮ أن ﯾﻘﺴﻂ ﻓﻲ ﺻﺪاﻗﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﻌﻄﯿﮭﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﻌﻄﯿﮭﺎ‬
‫ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﻨﮭﻮا أن ﯾﻨﻜﺤﻮھﻦ إﻻ أن ﯾُﻘﺴﻄﻮا ﻟﮭﻦ‪ ،‬وﯾﺒﻠﻐﻮا ﺑﮭﻦ أﻋﻠﻰ ﺳُﻨﺘﮭﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺪاق‪ ،‬وأﻣﺮوا أن ﯾﻨﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎب ﻟﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء‬
‫ﺳ ﻮاھﻦ‪ .‬ﻗ ﺎل ﻋ ﺮوة‪ :‬ﻗﺎﻟ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ‪ :‬ﺛ ﻢ إن اﻟﻨ ﺎس اﺳ ﺘﻔﺘﻮا رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﯿﮭﻦ‪ ،‬ﻓ ﺄﻧﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ‪" :‬‬
‫ﻲ‬ ‫ﺘﻔﺘﻮﻧﻚ ﻓ‬
‫اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ ،‬ﻗ ﻞ اﷲ ﯾُﻔﺘ ﯿﻜﻢ ﻓ ﯿﮭﻦﱠ‪ ،‬وﻣ ﺎ ﯾُﺘﻠ ﻰ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻓ ﻲ ﯾﺘ ﺎﻣﻰ اﻟﻨﺴ ﺎء اﻟﻼﺗ ﻲ ﻻ ﺗﺆﺗ ﻮﻧﮭﻦ ﻣ ﺎ ﻛُﺘ ﺐ ﻟﮭ ﻦ‪ ،‬وﺗﺮﻏﺒ ﻮن أن‬
‫ﺗﻨﻜﺤﻮھﻦ" ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬واﻟﺬي ذﻛﺮ اﷲ أﻧﮫ ﯾُﺘﻠﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻵﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﯿﮭﺎ ‪":‬وإن ﺧﻔﺘﻢ أن ﻻ ﺗُﻘﺴﻄﻮا ﻓﻲ اﻟﯿﺘﺎﻣﻰ‬
‫ﻓﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎب ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء "‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻵﯾﺔ ‪:‬‬
‫وﯾﻜﻮن ﻣﻌﻨﻰ اﻵﯾﺔ ﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا أن اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﯾُﺨﺎﻃ ﺐ أوﻟﯿ ﺎء اﻟﯿﺘ ﺎﻣﻰ ﻓﯿﻘ ﻮل‪ :‬إذا ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﯿﺘﯿﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺮ أﺣ ﺪﻛﻢ‬
‫وﺗﺤﺖ وﻻﯾﺘﮫ‪ ،‬وﺧﺎف أﻻ ﯾﻌﻄﯿﮭﺎ ﻣﮭﺮ ﻣﺜﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻌﺪل ﻋﻨﮭﺎ إﻟﻰ ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء‪ .‬ﻓﺈﻧﮭﻦ ﻛﺜﯿﺮات‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﻀﯿﻖ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺄﺣﻞ ﻟﮫ ﻣﻦ‬
‫واﺣﺪة إﻟﻰ أرﺑﻊ‪ .‬ﻓﺈن ﺧﺎف أن ﯾﺠﻮر إذا ﺗﺰوج أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪة‪ ،‬ﻓﻮاﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ واﺣﺪة‪ ،‬أو ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻣﻦ اﻹﻣﺎء ‪.‬‬

‫إﻓﺎدﺗﮭﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ :‬وﻗﺪ دﻟﺖ ﺳُﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺒﯿﻨﺔ ﻋﻦ اﷲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷﺣﺪ ﻏﯿﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﻧﺴﻮة‪ .‬وھﺬا اﻟﺬي ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬إﻻ ﻣﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺸﯿﻌﺔ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﻧﺴﻮة‪ ،‬وﻗﺎل ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻼ ﺣﺼﺮ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﯾﺘﻤﺴﻚ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻔﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﮫ ﺑﯿﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ إﻟﻰ ﺗﺴﻊ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ‪ .‬وﻗ ﺪ رد‬
‫اﻹﻣﺎم اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻋﻠﻰ ھﺆﻻء ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻋﻠﻢ أن ھﺬا اﻟﻌﺪد "ﻣﺜﻨﻰ" و "ﺛ ﻼث" و "رﺑ ﺎع" ﻻ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ إﺑﺎﺣ ﺔ ﺗﺴ ﻊ ﻛﻤ ﺎ ﻗﺎﻟ ﮫ ﻣ ﻦ ﺑَﻌُ ﺪَ‬
‫ﻓﮭﻤﮫ ﻟﻠﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬وأﻋﺮض ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﺳﻠﻒ ھﺬه اﻷﻣﺔ‪ ،‬وزﻋﻢ أن اﻟﻮاو ﺟﻤﺎﻋﺔ‪ .‬وﻋﻀّﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄن اﻟﻨﺒﻲ ﻧﻜﺢ ﺗﺴﻌﺎً‪ ،‬وﺟﻤﻊ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﮫ‪ ،‬واﻟﺬي ﺻﺎر إﻟﻰ ھﺬه اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻗﺎل ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ‪ :‬اﻟﺮاﻓﻀﺔ وﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﻮا "ﻣﺜﻨ ﻰ" ﻣﺜ ﻞ اﺛﻨ ﯿﻦ‬
‫اﺛﻨﯿﻦ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺛُﻼث‪ ،‬ورُﺑﺎع‪.‬‬
‫وذھﺐ ﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ أﯾﻀﺎً إﻟﻰ أﻗﺒﺢ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮة ﺗﻤﺴﻜﺎً ﻣﻨﮭﻢ ﺑﺄن اﻟﻌﺪد ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺼ ﯿﻎ ﯾﻔﯿ ﺪ‬
‫اﻟﺘﻜﺮار‪ ،‬واﻟﻮاو ﻟﻠﺠﻤﻊ‪ .‬ﻓﺠﻌﻞ ﻣﺜﻨﻰ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﺛﻨﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺛُ ﻼث ورﺑ ﺎع‪ .‬وھ ﺬا ﻛﻠ ﮫ ﺟﮭ ﻞ ﺑﺎﻟﻠﺴ ﺎن )اﻟﻠﻐ ﺔ( واﻟﺴﱡ ﻨّﺔ‪ ،‬وﻣﺨﺎﻟﻔ ﺔ‬
‫ﻹﺟﻤﺎع اﻷﻣﺔ‪ ،‬إذ ﻟﻢ ﯾُﺴﻤﻊ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻻ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ أﻧﮫ ﺟﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ‪.‬‬
‫وأﺧﺮج ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻃﺄ ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺳﻨﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﻐﯿﻼن ﺑﻦ أﻣﯿ ﺔ اﻟﺜﻘﻔ ﻲ وﻗ ﺪ‬
‫أﺳﻠﻢ وﺗﺤﺘﮫ ﻋﺸﺮ ﻧﺴﻮة ‪ " :‬اﺧﺘﺮ ﻣﻨﮭﻦ أرﺑﻌﺎً‪ ،‬وﻓﺎرق ﺳﺎﺋﺮھﻦ" ﻗﺎل‪ :‬أﺳﻠﻤﺖ وﻋﻨﺪي ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻧﺴﻮة‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮت ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬اﺧﺘﺮ ﻣﻨﮭﻦ أرﺑﻌﺎً" ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﻌﺪل ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﺎت ‪:‬‬

‫أﺑﺎح اﷲ ﺗﻌﺪد اﻟﺰوﺟﺎت وﻗﺼﺮه ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ‪ ،‬وأوﺟﺐ اﻟﻌﺪل ﺑﯿﻨﮭﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﻌ ﺎم واﻟﺴ ﻜﻦ واﻟﻜﺴ ﻮة واﻟﻤﺒﯿ ﺖ‪ ،‬وﺳ ﺎﺋﺮ ﻣ ﺎ ھ ﻮ‬
‫ﻣﺎدي ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ ﻏﻨﯿﺔ وﻓﻘﯿﺮة‪ ،‬وﻋﻈﯿﻤﺔ وﺣﻘﯿﺮة‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﺎف اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺠﻮر وﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺤﻘﻮﻗﮭﻦ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺠﻤﻊ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺤﻖ ﺛﻼث ﻣﻨﮭﻦ دون اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ .‬ﻓﺈن ﻗ ﺪر ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﻓ ﺎء ﺑﺤ ﻖ اﺛﻨﺘ ﯿﻦ دون اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ‬
‫ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ .‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺎف اﻟﺠﻮر ﺑﺰواج اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓ ﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣ ﺎ ﻃ ﺎب ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء‬
‫ﻣﺜﻨﻰ وﺛُﻼث ورُﺑﺎع‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﻔﺘﻢ أﻻ ﺗﻌﺪﻟﻮا ﻓﻮاﺣﺪة‪ ،‬أو ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ ‪ ،‬ذﻟﻚ أدﻧﻰ أﻻ ﺗﻌﻮﻟﻮا" أي أﻗﺮب أﻻ ﺗﺠﻮروا‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ اﻣﺮأﺗ ﺎن ﻓﻤ ﺎل إﻟ ﻰ إﺣ ﺪاھﻤﺎ ﺟ ﺎء ﯾــ ـﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ وﺷ ﻘﮫ ﻣﺎﺋ ﻞ" رواه أﺑ ﻮ‬
‫داود‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪.(٣٢٣٦‬‬
‫وﻻ ﺗﻌ ﺎرض ﺑ ﯿﻦ ﻣ ﺎ أوﺟﺒ ﮫ اﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪل ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻵﯾ ﺔ وﺑ ﯿﻦ ﻣ ﺎ ﻧﻔ ﺎه اﷲ ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺔ اﻷﺧ ﺮى ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻟﻨﺴ ﺎء وھ ﻲ ‪ " :‬وﻟ ﻦ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﯿﻌﻮا أن ﺗﻌﺪﻟﻮا ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺴﺎء وﻟﻮ ﺣﺮﺻﺘﻢ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻤﯿﻠﻮا ﻛﻞ اﻟﻤﯿﻞ ﻓﺘﺬروھﺎ ﻛﺎﻟﻤُﻌﻠﻘﺔ " ‪.‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻌﺪل اﻟﻤﻄﻠﻮب ھﻮ اﻟﻌﺪل اﻟﻈﺎھﺮ اﻟﻤﻘﺪور ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ھﻮ اﻟﻌ ﺪل ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﻮدة واﻟﻤﺤﺒ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈن ذﻟ ﻚ ﻻ ﯾﺴ ﺘﻄﯿﻌﮫ أﺣ ﺪ‪ ،‬ﺑ ﻞ اﻟﻌ ﺪل‬
‫اﻟﻤﻨﻔﻲ ھﻮ اﻟﻌﺪل ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﻤﻮدة واﻟﺠﻤﺎع‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺒﯿﺪة ﻋﻦ ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻓﻘﺎل‪ :‬ھﻮ اﻟﺤﺐ واﻟﺠﻤﺎع‪.‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ :‬وﺻ ﺪق‪ ،‬ﻓ ﺈن ذﻟ ﻚ ﻻ ﯾﻤﻠﻜ ﮫ أﺣ ﺪ إذ ﻗﻠﺒ ﮫ ﺑ ﯿﻦ أﺻ ﺒﻌﯿﻦ ﻣ ﻦ أﺻ ﺎﺑﻊ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ‪ ،‬ﯾﺼ ﺮﻓﮫ ﻛﯿ ﻒ ﯾﺸ ﺎء‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﺠﻤﺎع ﻓﻘﺪ ﯾﻨﺸﻂ ﻟﻠﻮاﺣﺪة ﻣﺎ ﻻ ﯾﻨﺸﻂ ﻟﻸﺧﺮى‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ذﻟﻚ ﺑﻘﺼﺪ ﻣﻨﮫ ﻓﻼ ﺣﺮج ﻋﻠﯿﮫ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮫ‬
‫ﺗﻜﻠﯿﻒ‪.‬‬
‫وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺴﻢ ﻓﯿﻌﺪل‪ ،‬وﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ھﺬا ﻗِﺴﻤﻲ ﻓﯿﻤﺎ أﻣﻠﻚ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ‬
‫وﻻ أﻣﻠ ﻚ" ﻗ ﺎل أﺑ ﻮ داود ‪ :‬ﯾﻌﻨ ﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ وﻗ ﺎل اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻜﺎة اﻟﻤﺼ ﺎﺑﯿﺢ إﺳ ﻨﺎده ﺟﯿ ﺪ )‪ .(٣٢٣٥‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ رواه أﺑ ﻮ داود‪،‬‬

‫‪٢٢١‬‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ﻓﻲ ھﺬا دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻛﯿﺪ وﺟﻮب اﻟﻘﺴﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻀﺮاﺋﺮ اﻟﺤﺮاﺋﺮ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻤﻜﺮوه ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﯿﻞ‪ ،‬ھﻮ ﻣﯿﻞ اﻟﻌﺸﺮة اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮫ ﺑﺨﺲ اﻟﺤ ﻖ‪ ،‬دون ﻣﯿ ﻞ اﻟﻘﻠ ﻮب‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﻘﻠ ﻮب ﻻ ﺗﻤﻠ ﻚ‪ .‬ﻓﻜ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﺴّﻮي ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ ﺑﯿﻦ ﻧﺴﺎﺋﮫ وﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ ھﺬا ﻗﺴﻤﻲ " اﻟﺤﺪﯾﺚ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬا ﻧﺰل ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﯿﻌﻮا أن ﺗﻌﺪﻟﻮا ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺴﺎء وﻟﻮ ﺣﺮﺻﺘﻢ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻤﯿﻠﻮا ﻛﻞ اﻟﻤﯿﻞ ﻓﺘﺬروھﺎ ﻛﺎﻟﻤﻌﻠﻘﺔ "‪.‬‬
‫وإذا ﺳﺎﻓﺮ اﻟﺰوج ﻓﻠﮫ أن ﯾﺼﻄﺤﺐ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻨﮭﻦ وإن أﻗﺮع ﺑﯿﻨﮭﻦ ﻛﺎن ﺣﺴﻨﺎً‪.‬‬
‫وﻟﺼﺎﺣﺒﺔ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ أن ﺗﻨﺰل ﻋﻦ ﺣﻘﮭﺎ‪ ،‬إذ أن ذﻟﻚ ﺧﺎﻟﺺ ﺣﻘﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻠﮭﺎ أن ﺗﮭﺒﮫ ﻟﻐﯿﺮھﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا أراد ﺳﻔﺮاً أﻗ ﺮع ﺑ ﯿﻦ ﻧﺴ ﺎﺋﮫ‪ ،‬ﻓ ﺄﯾﺘﮭﻦ ﺧ ﺮج ﺳ ﮭﻤﮭﺎ‬
‫ﺧﺮج ﺑﮭﺎ ﻣﻌﮫ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﻘﺴﻢ ﻟﻜﻞ اﻣﺮأة ﻣﻨﮭﻦ ﯾﻮﻣﮭﺎ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ﺳﻮدة ﺑﻨﺖ زﻣﻌﺔ وھﺒﺖ ﯾﻮﻣﮭﺎ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ‪.‬‬

‫ﺣﻖ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﺷﺘﺮاط ﻋﺪم اﻟﺘﺰوج ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻛﻤﺎ أن اﻹﺳﻼم ﻗﯿﺪ اﻟﺘﻌﺪد ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪل ‪ ،‬وﻗﺼﺮه ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺮأة أو وﻟﯿﮭﺎ أن ﯾﺸﺘﺮط أﻻ ﯾﺘﺰوج‬
‫اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ .‬ﻓﻠﻮ ﺷﺮﻃﺖ اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ أﻻ ﯾﺘﺰوج ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﺢ اﻟﺸﺮط وﻟﺰم‪ ،‬وﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﺣﻖ ﻓﺴﺦ اﻟﺰواج إذا‬
‫ﻟﻢ ﯾَﻒِ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮط‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﻘﻂ ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺦ إﻻ إذا أﺳﻘﻄﺘﮫ‪ ،‬ورﺿﯿﺖ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﮫ‪.‬‬
‫وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‪ ،‬ورﺟﺤﮫ اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ‪ ،‬واﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ وھﻮ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﮫ‪.‬‬
‫إذ اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ اﻟﺰواج أﻛﺒﺮ ﺧﻄﺮاً ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ واﻹﺟﺎرة ‪ ،‬وﻧﺤﻮھﻤﺎ‪ ،‬ﻓﻠﮭﺬا ﯾﻜﻮن اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻤﺎ اﻟﺘ ﺰم ﻣﻨﮭ ﺎ أوﺟ ﺐ وآﻛ ﺪ‪ .‬واﺳ ﺘﺪﻟﻮا‬
‫ﻟﻤﺬھﺒﮭﻢ ھﺬا ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺑﻤ ﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري‪ ،‬وﻣﺴ ﻠﻢ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬إن أﺣ ﻖ اﻟﺸ ﺮوط أن ﺗُﻮﻓ ﻮا ﺑ ﮫ ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﺑ ﮫ‬
‫اﻟﻔﺮوج " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروﯾﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻣُﻠﯿﻜﺔ أن اﻟﻤﺴﻮر ﺑﻦ ﻣﺨﺮﻣﺔ ﺣﺪﺛﮫ أﻧﮫ ﺳﻤﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ا ﻟﻤﻨﺒﺮ ﯾﻘﻮل‬
‫‪ " :‬إن ﺑﻨﻲ ھﺸﺎم ﺑﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة اﺳﺘﺄذﻧﻮﻧﻲ أن ﯾُﻨﻜﺤﻮا اﺑﻨﺘﮭﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ‪ ،‬ﻓﻼ آذن ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﺛﻢ ﻻ آذن ‪ ،‬ﺛﻢ ﻻ آذن إﻻ أن ﯾﺮﯾ ﺪ‬
‫اﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ أن ﯾُﻄﻠﻖ اﺑﻨﺘﻲ ‪ ،‬وﯾﻨﻜﺢ اﺑﻨﺘﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻨﻲ‪ ،‬ﯾﺮﯾﺒﻨﻲ ﻣﺎ أراﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺆذﯾﻨﻲ ﻣﺎ آذاھ ﺎ " وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ " إن‬
‫ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﻨﻲ وأﻧﺎ أﺗﺨﻮف أن ﺗُﻔﺘﻦ ﻓﻲ دﯾﻨﮭﺎ " ﺛﻢ ذﻛﺮ ﺻﮭﺮاً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﺷﻤﺲ ﻓﺄﺛﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻣﺼﺎھﺮﺗﮫ إﯾﺎه‪ ،‬ﻓﺄﺣﺴﻦ‪ ،‬وﻗﺎل ‪" :‬‬
‫ﺣﺪﺛﻨﻰ ﻓﺼﺪﻗﻨﻲ‪ ،‬ووﻋﺪﻧﻰ ﻓﻮﻓﻰ ﻟﻲ‪ ،‬وإﻧﻲ ﻟﺴﺖ أﺣﺮم ﺣﻼﻻً‪ ،‬وﻻ أﺣﻞ ﺣﺮاﻣﺎً وﻟﻜﻦ واﷲ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺑﻨ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ وﺑﻨ ﺖ ﻋ ﺪو اﷲ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ أﺑﺪاً" ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ا ﻟﻘﯿﻢ " ﻓﺘﻀﻤﻦ ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ أﻣﻮراً ‪ :‬أن اﻟﺮﺟﻞ إذا اﺷﺘﺮط ﻟﺰوﺟﺘﮫ أن ﻻ ﯾﺘﺰوج ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﺰﻣﮫ اﻟﻮﻓ ﺎء ﺑﺎﻟﺸ ﺮط‪ ،‬وﻣﺘ ﻰ ﺗ ﺰوج‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻠﮭﺎ اﻟﻔﺴﺦ‪.‬‬
‫ووﺟﮫ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻟﺬﻟﻚ أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺧﺒﺮ أن ذﻟﻚ ﯾﺆذي ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬وﯾُﺮﯾﺒﮭﺎ‪ ،‬وأﻧ ﮫ ﯾﺆذﯾ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﯾُﺮﯾﺒﮫ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻠﻮم ﻗﻄﻌﺎً أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻧﻤﺎ زوﺟﮫ ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺆذﯾﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺮﯾﺒﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾ ﺆذي أﺑﺎھ ﺎ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻻ ﯾُﺮﯾﺒﮫ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺬا ﻣﺸﺮوﻃﺎً ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم ﺑﺎﻟﻀﺮورة أﻧﮫ إﻧﻤﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ذﻛﺮه ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺻﮭﺮه اﻵﺧﺮ وﺛﻨﺎﺋﮫ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﺣﺪﺛﮫ ﻓﺼﺪﻗﮫ ووﻋﺪه ﻓﻮﻓﻰ ﻟ ﮫ‪ ،‬ﺗﻌ ﺮﯾﺾ ﺑﻌﻠ ﻲّ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‪،‬‬
‫وﺗﮭﯿﯿﺞ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﮫ‪ ،‬وھﺬا ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﮫ ﻗﺪ ﺟﺮى ﻣﻨﮫ وﻋﺪ ﻟﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﯾُﺮﯾﺒﮭﺎ وﻻ ﯾﺆذﯾﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﯿﺠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﻟﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ وﻓ ﻰ ﻟ ﮫ‬
‫ﺻﮭﺮه اﻵﺧﺮ‪.‬‬
‫ﻓﯿﺆﺧﺬ ﻣﻦ ھﺬا أن اﻟﻤﺸﺮوط ﻋُﺮْﻓﺎً ﻛﺎﻟﻤﺸﺮوط ﻟﻔﻈﺎً (‬

‫زواج ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪:‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ زواج ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪" :‬إﻗﺮار ﻣﺎ ﯾﻮاﻓﻖ اﻟﺸﺮع ﻣﻨﮭﺎ إذا أﺳﻠﻤﻮا" ‪.‬‬
‫إن أﻧﻜﺤﺔ اﻟﻜﻔﺎر ﻟﻢ ﯾﺘﻌﺮض ﻟﮭ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ،‬ﻛﯿ ﻒ وﻗﻌ ﺖ‪ ،‬وھ ﻞ ﺻ ﺎدﻓﺖ اﻟﺸ ﺮوط اﻟﻤﻌﺘﺒ ﺮة ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم‬
‫ﻓﺘﺼﺢ‪ ،‬أم ﻟﻢ ﺗﺼﺎدﻓﮭﺎ ﻓﺘﺒﻄﻞ ؟‬
‫وإﻧﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮ ﺣﺎﻟﮭﺎ وﻗﺖ إﺳﻼم اﻟﺰوج‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻤﻦ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻟﻤﻘﺎم ﻣﻊ اﻣﺮأﺗﮫ أﻗﺮھﻤﺎ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ وﻗﺪ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﺷﺮﻃﮫ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﻲ واﻟﺸﮭﻮد وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻤﻦ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻟﻢ ﯾﻘﺮ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﺳﻠﻢ وﺗﺤﺘﮫ ذات رﺣﻢ ﻣﺤﺮم‪ ،‬أو أﺧﺘﺎن‪ ،‬أو أﻛﺜﺮ ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ھﻮ اﻷﺻﻞ اﻟﺬي‬
‫أﺻﻠﺘﮫ ﺳُﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔﮫ ﻓﻼ ﯾﻠﺘﻔﺖ إﻟﯿﮫ" ) ھﺬا ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ( ‪.‬‬

‫اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﺴﻠﻢ وﺗﺤﺘﮫ أﺧﺘﺎن ‪ ،‬ﯾﺨﯿﺮ ﻓﻲ إﻣﺴﺎك إﺣﺪاھﻤﺎ وﺗﺮك اﻷﺧﺮى ‪:‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎك ﺑﻦ ﻓﯿﺮوز ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻗﺎل ‪" :‬أﺳﻠﻤﺖ‪ ،‬وﻋﻨﺪي اﻣﺮأﺗﺎن أﺧﺘﺎن‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن أُﻃﻠﻖ‬
‫إﺣﺪاھﻤﺎ "‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪.‬‬

‫اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﺴﻠﻢ وﻋﻨﺪه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﯾﺨﺘﺎر أرﺑﻌﺎً ﻣﻨﮭﻦ ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬أﺳﻠﻢ ﻏﯿﻼن اﻟﺜﻘﻔﻲ‪ ،‬وﺗﺤﺘﮫ ﻋﺸﺮ ﻧﺴﻮة ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺳﻠﻤﻦ ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮه اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ أن ﯾﺨﺘﺎر ﻣﻨﮭﻦ أرﺑﻌﺎً"‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺒ ﺎن واﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﺎه ‪ ،‬وﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬

‫‪٢٢٢‬‬
 ‫إﺳﻼم أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ دون اﻵﺧﺮ ‪:‬‬
‫إذا ﺗﻢ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﺛﻢ أﺳﻠﻢ اﻟﺰوﺟﺎن ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺪ ﻗﺪ اﻧﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﺼﺢ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪،‬‬
‫ﻓﺤُﻜﻤﮫ واﺿﺢ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ‪.‬‬
‫ﻓﺈن أﺳﻠﻢ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ دون اﻵﺧﺮ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة اﻧﻔﺴﺦ اﻟﻨﻜﺎح ‪ .‬وﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻌِﺪة‪ ،‬ﻓﺈن أﺳﻠﻢ ھﻮ وھﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ ﻛﺎن أﺣﻖ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ أن ﻋﺎﺗﻜﺔ اﺑﻨﺔ‬
‫اﻟﻮﻟﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮة أﺳﻠﻤﺖ ﻗﺒﻞ زوﺟﮭﺎ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﯿﺔ‪ ،‬ﺑﻨﺤﻮ ﺷﮭﺮ‪ ،‬ﺛﻢ أﺳﻠﻢ ھﻮ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺮه رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻧﻜﺎﺣﮫ‪.‬‬
‫ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﺷ ﮭﺎب وﻟ ﻢ ﯾﺒﻠﻐﻨ ﺎ أن اﻣ ﺮأة ھ ﺎﺟﺮت ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وزوﺟﮭ ﺎ ﻛ ﺎﻓﺮ‪ ،‬ﻣﻘ ﯿﻢ ﺑ ﺪار اﻟﻜﻔ ﺮ إﻻ ﻓﺮﻗ ﺖ‬
‫ھﺠﺮﺗﮭﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺑﯿﻦ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﻘﺪم زوﺟﮭﺎ ﻣﮭﺎﺟﺮاً ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﻀﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬وإﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻐﻨﺎ أن اﻣﺮأة ﻓﺮق ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺑﯿﻦ زوﺟﮭﺎ إذا‬
‫ﻗﺪم وھﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤُﻜﻢ إذا أﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪة وﻟﻮ ﻃﺎﻟﺖ اﻟﻤﺪة ﻓﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻜﺎﺣﮭﻤﺎ اﻷول إذا اﺧﺘﺎرا ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺰوج‪.‬‬
‫وﻗﺪ رد اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺑﻨﺘﮫ زﯾﻨﺐ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑﻨﻜﺎﺣﮭﺎ اﻷول ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﯿﻦ وﻟ ﻢ ﯾُﺤ ﺪث ﺷ ﯿﺌﺎً وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ‬
‫اﻟﺮواﯾﺎت )ﻟﻢ ﯾُﺤﺪث ﺻﺪاﻗﺎً( وﻓﻲ ﺑﻌﻀﮭﺎ )ﻟﻢ ﯾﺤﺪث ﻧﻜﺎﺣﺎً( أي ﻋﻘﺪاً ﺟﺪﯾﺪاً‪.‬‬
‫رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗ ﺎل‪ :‬ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ﻟ ﯿﺲ ﺑﺈﺳ ﻨﺎده ﺑ ﺄس وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ وھ ﻮ ﻣ ﻦ رواﯾ ﺔ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺰوﺟﯿﺔ‬
‫إذا وﻗﻊ اﻟﻌﻘﺪ ﺻﺤﯿﺤﺎً ﻧﺎﻓﺬاً ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﯿﮫ آﺛﺎره‪ ،‬ووﺟﺒﺖ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ...‬وھﺬه اﻟﺤﻘﻮق ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﻨﮭﺎ ﺣﻘﻮق واﺟﺒﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻣﻨﮭﺎ ﺣﻘﻮق واﺟﺒﺔ ﻟﻠﺰوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ‪.‬‬
‫‪ -٣‬وﻣﻨﮭﺎ ﺣﻘﻮق ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪.‬‬
‫وﻗﯿﺎم ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﺑﻮاﺟﺒﮫ ‪ ،‬واﻻﺿﻄﻼع ﺑﻤﺴﺆوﻟﯿﺎﺗﮫ ھﻮ اﻟﺬي ﯾُﻮﻓﱢﺮ أﺳﺒﺎب اﻻﻃﻤﺌﻨ ﺎن واﻟﮭ ﺪوء اﻟﻨﻔﺴ ﻲ‪ ،‬وﺑ ﺬﻟﻚ ﺗ ﺘﻢ اﻟﺴ ﻌﺎدة‬
‫اﻟﺰوﺟﯿﺔ ‪ ،‬وﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ﺗﻔﺼﯿﻞ وﺑﯿﺎن ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﺤﻘﻮق‪.‬‬

‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ‪:‬‬

‫واﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺣِﻞﱡ اﻟﻌﺸﺮة اﻟﺰوﺟﯿﺔ واﺳﺘﻤﺘﺎع ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮ ‪:‬‬
‫وھﺬا اﻟﺤﻞ ﻣﺸﺘﺮك ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻓﯿﺤﻞ ﻟﻠﺰوج ﻣﻦ زوﺟﺘﮫ ﻣﺎ ﯾﺤﻞ ﻟﮭﺎ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وھﺬا اﻻﺳ ﺘﻤﺘﺎع ﺣ ﻖ ﻟﻠ ﺰوﺟﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﺼ ﻞ إﻻ ﺑﻤﺸ ﺎرﻛﺘﮭﻤﺎ‬
‫ﻣﻌﺎً‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾُﻤﻜﻦ أن ﯾﻨﻔﺮد ﺑﮫ أﺣﺪھﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺣﺮﻣﺔ اﻟﻤﺼﺎھﺮة‪ :‬أي أن اﻟﺰوﺟﺔ ﺗﺤﺮم ﻋﻠﻰ آﺑﺎء اﻟﺰوج‪ ،‬وأﺟﺪاده ‪ ،‬وأﺑﻨﺎﺋﮫ‪ ،‬وﻓﺮوع أﺑﻨﺎﺋﮫ وﺑﻨﺎﺗﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺮم ھﻮ ﻋﻠﻰ أﻣﮭﺎﺗﮭﺎ‪،‬‬
‫وﺑﻨﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻓﺮوع أﺑﻨﺎﺋﮭﺎ وﺑﻨﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺛﺒﻮت اﻟﺘﻮارث ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﻤﺠﺮد إﺗﻤﺎم اﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﻓﺈذا ﻣﺎت أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﺗﻤﺎم اﻟﻌﻘﺪ ورﺛﮫ اﻵﺧﺮ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﺪﺧﻮل‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺛﺒﻮت ﻧﺴﺐ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ اﻟﺰوج ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻔﺮاش‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‪ :‬ﻓﯿﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ أن ﯾُﻌﺎﺷﺮ اﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ﺣﺘﻰ ﯾﺴﻮدھﻤﺎ اﻟﻮﺋﺎم‪ ،‬وﯾُﻈﻠﮭﻤﺎ اﻟﺴﻼم‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻋﺎﺷﺮوھﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف " ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ‪:‬‬

‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺣﻘﻮق ﻣﺎﻟﯿﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﻤﮭﺮ ‪ ،‬واﻟﻨﻔﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﺣﻘﻮق ﻏﯿﺮ ﻣﺎﻟﯿﺔ ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺪل ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﺎت إذا ﻛﺎن اﻟﺰوج ﻣﺘﺰوﺟﺎً ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪة‪ ،‬وﻣﺜﻞ ﻋﺪم اﻹﺿﺮار ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬

‫وﺳﻨﺬﻛﺮ ﺗﻔﺼﯿﻞ ذﻟﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻤﮭﺮ‪:‬‬
‫ﻣ ﻦ ﺣُﺴ ﻦ رﻋﺎﯾ ﺔ اﻹﺳ ﻼم ﻟﻠﻤ ﺮأة واﺣﺘﺮاﻣ ﮫ ﻟﮭ ﺎ‪ ،‬أن أﻋﻄﺎھ ﺎ ﺣﻘﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻤﻠ ﻚ‪ ،‬إذ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ﻣﮭﻀ ﻮﻣﺔ اﻟﺤ ﻖ‬
‫ﻣﮭﯿﻀﺔ اﻟﺠﻨﺎح‪ ،‬ﺣﺘﻰ أنﱠ وﻟﯿﮭﺎ ﻛﺎن ﯾﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﺧﺎﻟﺺ ﻣﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻻ ﯾﺪع ﻟﮭﺎ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﻤﻠﻚ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮف‪.‬‬
‫ﻓﻜﺎن أن رﻓﻊ اﻹﺳﻼم ﻋﻨﮭﺎ ھﺬا اﻹﺻﺮ‪ ،‬وﻓﺮض ﻟﮭﺎ اﻟﻤﮭﺮ‪ ،‬وﺟﻌﻠﮫ ﺣﻘﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻟﮭ ﺎ وﻟ ﯿﺲ ﻷﺑﯿﮭ ﺎ‪ ،‬وﻻ ﻷﻗ ﺮب اﻟﻨ ﺎس إﻟﯿﮭ ﺎ أن‬
‫ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻨﮭﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺮﺿﺎ واﻻﺧﺘﯿﺎر ‪ .‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وآﺗﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﺻَﺪُﻗﺎﺗﮭﻦﱠ ﻧِﺤْﻠَﺔً‪ ،‬ﻓﺈن ﻃﺒﻦ ﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻨﮫ ﻧﻔﺴﺎً ﻓﻜﻠ ﻮه‬
‫ھﻨﯿﺌﺎً ﻣﺮﯾﺌﺎً " )اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ٤ :‬‬
‫أي‪ :‬وآﺗﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﻣﮭﻮرھﻦ ﻋﻄﺎء ﻣﻔﺮوﺿﺎً ﻻ ﯾُﻘﺎﺑﻠﮫ ﻋﻮض ‪ ،‬ﻓﺈن أﻋﻄﯿﻦ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻠﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ إﻛﺮاه وﻻ ﺣﯿﺎء وﻻ‬
‫ﺧﺪﯾﻌﺔ ‪ -‬ﻓﺨﺬوه ﺳﺎﺋﻐﺎً ‪ ،‬ﻻ ﻏُﺼّﺔ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﻻ إﺛﻢ ﻣﻌﮫ‪.‬‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫ﻓﺈذا أﻋﻄﺖ اﻟﺰوﺟﺔ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮭﺎ ﺣﯿﺎء‪ ،‬أو ﺧﻮﻓﺎً ‪ ،‬أو ﺧﺪﯾﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺤﻞ أﺧﺬه ‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬وإن أردﺗﻢ اﺳﺘﺒﺪال زوج ﻣﻜ ﺎن زوج‬
‫وآﺗﯿﺘﻢ إﺣﺪاھﻦ ﻗﻨﻄﺎراً ﻓﻼ ﺗﺄﺧﺬوا ﻣﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬أﺗﺄﺧﺬوﻧﮫ ﺑﮭﺘﺎﻧﺎً وإﺛﻤﺎً ﻣﺒﯿﻨﺎً‪ .‬وﻛﯿﻒ ﺗﺄﺧﺬوﻧﮫ وﻗﺪ أﻓﻀﻰ ﺑﻌﻀﻜﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ وأﺧﺬن ﻣﻨﻜﻢ‬
‫ﻣﯿﺜﺎﻗﺎً ﻏﻠﯿﻈﺎً " )اﻟﻨﺴﺎء ‪ . ( ٢١ ، ٢٠‬وھﺬ ااﻟﻤﮭﺮ اﻟﻤﻔﺮوض ﻟﻠﻤﺮأة‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺤﻘﻖ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾُﻄﯿﺐ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮأة وﯾﺮﺿﯿﮭﺎ‬
‫ﺑﻘﻮاﻣﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬اﻟﺮﺟﺎل ﻗﻮاﻣﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻤ ﺎ ﻓﻀ ﻞ اﷲ ﺑﻌﻀ ﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ‪ ،‬وﺑﻤ ﺎ أﻧﻔﻘ ﻮا ﻣ ﻦ أﻣ ﻮاﻟﮭﻢ" )اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ (٢٤‬ﻣ ﻊ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾُﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﺼﻼت‪ ،‬وإﯾﺠﺎد أﺳﺒﺎب اﻟﻤﻮدة واﻟﺮﺣﻤﺔ‪.‬‬

‫ﻗﺪر اﻟﻤﮭﺮ ‪:‬‬

‫ﻟﻢ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﺣﺪاً ﻟﻘﻠﺘﮫ‪ ،‬وﻻ ﻟﻜﺜﺮﺗﮫ‪ ،‬إذ اﻟﻨﺎس ﯾﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﻐﻨﻰ واﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬وﯾﺘﻔﺎوﺗﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﻌﺔ واﻟﻀﯿﻖ‪ ،‬وﻟﻜﻞ ﺟﮭﺔ‬
‫ﻋﺎداﺗﮭﺎ وﺗﻘﺎﻟﯿﺪھﺎ‪ ،‬ﻓﺘﺮﻛﺖ اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻟﯿُﻌﻄﻲ ﻛﻞ واﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪر ﻃﺎﻗﺎﺗ ﮫ‪ ،‬وﺣﺴ ﺐ ﺣﺎﻟﺘ ﮫ‪ ،‬وﻋ ﺎدات ﻋﺸ ﯿﺮﺗﮫ‪ ،‬وﻛ ﻞ اﻟﻨﺼ ﻮص ﺟ ﺎءت‬
‫ﺗُﺸﯿﺮ إﻟﻰ أن اﻟﻤﮭﺮ ﻻ ﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮫ إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﺷﯿﺌﺎً ﻟﮫ ﻗﯿﻤﺔ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﻠﺔ واﻟﻜﺜﺮة‪ ..‬ﻓﯿﺠﻮز أن ﯾﻜﻮن ﺧﺎﺗﻤ ﺎً ﻣ ﻦ ﺣﺪﯾ ﺪ‪ ،‬أو‬
‫ﻗﺪﺣﺎً ﻣﻦ ﺗﻤﺮ أو ﺗﻌﻠﯿﻤﺎً ﻟﻜﺘﺎب اﷲ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ‪ ،‬إذا ﺗﺮاﺿﻰ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺟﺎءﺗﮫ اﻣﺮأة ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻲ وھﺒﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻗﯿﺎﻣﺎً ﻃﻮﯾﻼً‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎم رﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬زوﺟﻨﯿﮭﺎ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻚ ﺑﮭﺎ ﺣﺎﺟﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ھﻞ ﻋﻨﺪك ﻣﻦ ﺷﻲء‬
‫ﺗُﺼ ﺪِﻗُﮭﺎ إﯾ ﺎه ؟ ‪ ..‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪي إﻻ إزاري ھ ﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬إن أﻋﻄﯿﺘﮭ ﺎ إزارك ﺟﻠﺴ ﺖ ﻻ إزار ﻟ ﻚ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ أﺟﺪ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬اﻟﺘﻤﺲ وﻟﻮ ﺧﺎﺗﻤﺎً ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﻓﻠﻢ ﯾﺠﺪ ﺷﯿﺌﺎً‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫‪ :‬ھﻞ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﺷﻲء ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﺳﻮرة ﻛﺬا‪ ،‬وﺳﻮرة ﻛﺬا‪ ،‬ﻟﺴﻮرة ﯾﺴﻤﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ زوﺟﺘﻜﻤﺎ‬
‫ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﯾﺎت اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪" :‬ﻋﻠﱢﻤﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن" ‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪ :‬أﻧﮫ ﻗُﺪﱢر ذﻟﻚ ﺑﻌﺸﺮﯾﻦ آﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ‪ :‬أن أﺑﺎ ﻃﻠﺤﺔ ﺧﻄﺐ أم ﺳﻠﯿﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ " :‬واﷲ ﻣﺎ ﻣﺜﻠﻚ ﯾُﺮد وﻟﻜﻨﻚ ﻛﺎﻓﺮ وأﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻲ أن أﺗﺰوﺟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗُﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻓﺬﻟﻚ ﻣﮭﺮي‪ ،‬وﻻ أﺳﺄﻟﻚ ﻏﯿﺮه ‪ ...‬ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ ﻣﮭﺮھﺎ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧــــــﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة‪. (٣٢٠٩).‬‬
‫ﻓﺪﻟﺖ ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﺟﻌﻞ اﻟﻤﮭﺮ ﺷﯿﺌﺎً ﻗﻠﯿﻼً ‪ .‬وﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﺟﻌﻞ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻣﮭﺮاً‪ ،‬وأن ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ‪.‬‬

‫ﻛﺮاھﺔ اﻟﻤﻐﺎﻻة ﻓﻲ اﻟﻤﮭﻮر ‪:‬‬

‫وﻣﮭﻤﺎ ﯾﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﯾﺤﺮص ﻋﻠﻰ إﺑﺎﺣﺔ ﻓﺮص اﻟﺰواج ﻷﻛﺜﺮ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﻟﯿﺴ ﺘﻤﺘﻊ ﻛ ﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﻼل اﻟﻄﯿﺐ ‪ ..‬وﻻ ﯾﺘﻢ ذﻟﻚ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ وﺳﯿﻠﺘﮫ ﻣﺬﻟﻠ ﺔ‪ ،‬وﻃﺮﯾﻘﺘ ﮫ ﻣﯿﺴ ﺮة‪ ،‬ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﻘ ﺪر ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻔﻘ ﺮاء اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾُﺠﮭ ﺪھﻢ ﺑ ﺬل اﻟﻤ ﺎل‬
‫اﻟﻜﺜﯿﺮ‪ ،‬وﻻ ﺳﯿﻤﺎ أﻧﮭﻢ اﻷﻛﺜﺮﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺮه اﻹﺳﻼم اﻟﺘﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﮭﻮر‪ ،‬وأﺧﺒﺮ أن اﻟﻤﮭ ﺮ ﻛﻠﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﻗﻠ ﯿﻼً ﻛ ﺎن اﻟ ﺰواج ﻣﺒﺎرﻛ ﺎً‪ ،‬وأن ﻗﻠ ﺔ‬
‫اﻟﻤﮭﺮ ﻣﻦ ﯾُﻤﻦ اﻟﻤﺮأة‪.‬‬
‫" إنﱠ ﻣِﻦْ ﯾُﻤﻦ اﻟﻤﺮأة ﺗﯿﺴﯿﺮ ﺧِﻄﺒﺘﮭﺎ ‪ ،‬وﺗﯿﺴﯿﺮ ﺻﺪاﻗﮭﺎ‪ ،‬وﺗﯿﺴﯿﺮ رﺣﻤﮭﺎ" رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه‪ ،‬وأﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﺑﺴ ﻨﺪ ﺻ ﺤﯿﺢ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪ ،‬وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ وھﻮ ﻋﻨﺪي ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋُﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺧﯿﺮ اﻟﺼﺪاق أﯾﺴﺮه" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﻤﮭﺮ وﺗﺄﺟﯿﻠﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﻤﮭﺮ وﺗﺄﺟﯿﻠﮫ‪ ،‬أو ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﺒﻌﺾ وﺗﺄﺟﯿـــــــﻞ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬ﺣﺴ ﺐ ﻋ ﺎدات اﻟﻨ ﺎس‪ ،‬وﻋُ ﺮْﻓﮭﻢ‪ ...‬وﯾُﺴ ﺘﺤﺐ‬
‫ﺗﻌﺠﯿﻞ ﺟﺰء ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻟﻤﺎ روى اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻨﻊ ﻋﻠﯿﺎً أن ﯾﺪﺧﻞ ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﯾُﻌﻄﯿﮭﺎﺷﯿﺌﺎً‪ .‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ‬
‫ﻋﻨﺪي ﺷﻲء ‪ .‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻓﺄﯾﻦ درﻋﻚ اﻟﺤُﻄَﻤِـﯿّﺔ؟ ﻓﺄﻋﻄﺎه إﯾﺎھﺎ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﺠﺐ اﻟﻤﮭﺮ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﻛﻠﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺐ اﻟﻤﮭﺮ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﻛﻠﮫ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺤﺎﻻت اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬إذا ﺣﺼﻞ اﻟﺪﺧﻮل اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن أردﺗﻢ اﺳﺘﺒﺪال زوج ﻣﻜﺎن زوج وآﺗﯿﺘﻢ إﺣﺪاھﻦ ﻗﻨﻄﺎراً ﻓﻼ ﺗﺄﺧﺬوا ﻣﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً‬
‫‪ ،‬أﺗﺄﺧﺬوﻧﮫ ﺑُﮭﺘﺎﻧﺎً وإﺛﻤﺎً ﻣﺒﯿﻨﺎً * وﻛﯿﻒ ﺗﺄﺧﺬوﻧﮫ وﻗﺪ أﻓﻀﻰ ﺑﻌﻀﻜﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ وأﺧﺬن ﻣﻨﻜﻢ ﻣﯿﺜﺎﻗﺎً ﻏﻠﯿﻈﺎً " ) اﻟﻨﺴﺎء ‪٢١ - ٢٠‬‬
‫(‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﻣﺎت أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ‪ .‬وھﻮ ﻣُﺠﻤﻊ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﯾﺮى أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ :‬أﻧﮫ إذا اﺧﺘﻠﻰ ﺑﮭﺎ ﺧﻠﻮة ﺻﺤﯿﺤﺔ اﺳﺘﺤﻘﺖ اﻟﺼﺪاق اﻟﻤﺴﻤﻰ ‪ ...‬وذﻟﻚ ﺑﺄن ﯾﻨﻔﺮد اﻟﺰوﺟﺎن ﻓﻲ ﻣﻜ ﺎن ﯾﺄﻣﻨ ﺎن‬
‫ﻓﯿﮫ اﻃّﻼع أﺣﺪ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎﻧﻊ ﺷﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﻜﻮن أﺣﺪھﻤﺎ ﺻﺎﺋﻤﺎً ﺻﯿﺎم ﻓﺮض ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬أو ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺋﻀﺎً ‪،‬‬
‫أو ﻣﺎﻧﻊ ﺣﺴﻲ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﻣﺮض أﺣﺪھﻤﺎ ﻣﺮﺿﺎً ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻌﮫ اﻟﺪﺧﻮل اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ‪ ،‬أو ﻣﺎﻧﻊ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﺑﺄن ﯾﻜ ﻮن ﻣﻌﮭﻤ ﺎ ﺛﺎﻟ ﺚ ‪ ،‬واﺳ ﺘﺪل‬
‫أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ﺑﻤﺎ رواه أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة ﻋﻦ زاﺋﺪة ﺑﻦ أﺑﻲ أوﻓﻰ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻀﻰ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪون اﻟﻤﮭ ﺪﯾﻮن أﻧ ﮫ إذا أﻏﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب‪ ،‬وأرﺧ ﻰ‬
‫اﻟﺴ ﺘﺮ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ وﺟ ﺐ اﻟﺼ ﺪاق" وﻗ ﺪ ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿ ﻞ‪ .‬وﺧ ﺎﻟﻒ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وﻏﯿ ﺮه ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬
‫ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ ":‬ﻻ ﯾﺴﺘﻘﺮ اﻟﻤﮭﺮ ﻛﻠﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﻮطء ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺐ ﺑﺎﻟﺨﻠﻮة اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ إﻻ ﻧﺼﻒ اﻟﻤﮭﺮ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬وإن ﻃﻠﻘﺘﻤﻮھﻦﱠ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻞ أن ﺗﻤﺴﻮھﻦ وﻗﺪ ﻓﺮﺿﺘﻢ ﻟﮭﻦ ﻓﺮﯾﻀﺔ‪ .‬ﻓﻨﺼﻒ ﻣﺎ ﻓﺮﺿ ﺘﻢ" أي أن ﻧﺼ ﻒ ﻣ ﺎ ﻓ ﺮض ﻣ ﻦ اﻟﻤﮭ ﺮ ﯾﺠ ﺐ إذا وﻗ ﻊ اﻟﻄ ﻼق ﻗﺒ ﻞ‬

‫‪٢٢٤‬‬
‫اﻟﻤﺴﯿﺲ اﻟﺬي ھﻮ اﻟﺪﺧﻮل اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ‪ ...‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻠﻮة ﻟﻢ ﯾﻘﻊ ﻣﺴﯿﺲ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﺐ اﻟﻤﮭﺮ ﻛﻠﮫ" وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي اﻟ ﺬي أﺗﻌﺒ ﺪ‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﻤﮭﺮ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺰواج اﻟﻔﺎﺳﺪ ‪:‬‬

‫إذا ﻋﻘﺪ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة‪ ،‬ودﺧﻞ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺒﯿﻦ ﻓﺴﺎد اﻟﺰواج ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳ ﺒﺎب ‪ ،‬وﺟ ﺐ اﻟﻤﮭ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻤﻰ ﻛﻠ ﮫ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ رواه‬
‫أﺑﻮ داود ‪ :‬أن ﺑَﺼْﺮة ﺑﻦ أﻛﺜﻢ ﺗﺰوج اﻣﺮأة ﺑﻜﺮاً ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا ھﻲ ﺣُﺒﻠﻰ ﻓﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻟﮭﺎ‬
‫اﻟﺼﺪاق ﺑﻤﺎ اﺳﺘﺤﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﻓﺮﺟﮭﺎ ‪ ..‬وﻓﺮﱠﻗﺒﯿﻨﮭﻤﺎ " ‪ .‬ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وﺟﻮب اﻟﻤﮭﺮ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﻜﺎح اﻟﻔﺎﺳﺪ ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﺗﻀﻤﻦ ﻓﺴﺎد‬
‫اﻟﻨﻜﺎح وﺑﻄﻼﻧﮫ إذا ﺗﺰوﺟﮭﺎ ﻓﻮﺟﺪھﺎ ﺣﺒﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺰواج ﺑﻐﯿﺮ ذﻛﺮ اﻟﻤﮭﺮ ‪:‬‬

‫اﻟﺰواج ﺑﻐﯿﺮ ذﻛﺮ اﻟﻤﮭﺮ‪ ،‬وﯾُﺴﻤﻰ زواج اﻟﺘﻔﻮﯾﺾ ‪ ،‬ﯾﺼﺢ ﻓﻲ ﻗﻮل ﻋﺎﻣﺔ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ! ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻻ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ إن‬
‫ﻃﻠﻘﺘﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﺴﻮھﻦ أو ﺗﻔﺮﺿﻮا ﻟﮭُﻦ ﻓﺮﯾﻀﺔ "‪ .‬وﻣﻌﻨﻰ اﻵﯾﺔ ‪ :‬أﻧﮫ ﻻ إﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻃﻠ ﻖ زوﺟﺘ ﮫ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤﺴ ﯿﺲ‪ ،‬وﻗﺒ ﻞ أن‬
‫ﯾﻔﺮض ﻟﮭﺎ ﻣﮭﺮاً واﻟﻄﻼق ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج‪.‬‬

‫وﺟﻮب ﻣﮭﺮ اﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل أو ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻗﺒﻠﮫ ‪:‬‬

‫وإذا دﺧﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﺰوج أو ﻣﺎت ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻠﻠﺰوﺟﺔ ﻣﮭﺮ اﻟﻤﺜﻞ واﻟﻤﯿﺮاث‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه أﺑﻮ داود ﻋ ﻦ ﻋﺒ ﺪ‬
‫اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد أﻧﮫ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪ " :‬أﻗﻮل ﻓﯿﮭ ﺎ ﺑﺮأﯾ ﻲ ‪ -‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن ﺻ ﻮاﺑﺎً ﻓﻤ ﻦ اﷲ ‪ ،‬وإن ﻛ ﺎن ﺧﻄ ﺄ ﻓﻤﻨ ﻰ ‪ -‬أرى ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﺻﺪاق اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮭﺎ‪ :‬ﻻ وَﻛْﺲَ وﻻ ﺷﻄﻂ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻌِﺪة ‪ ،‬وﻟﮭﺎ اﻟﻤﯿﺮاث ﻓﻘﺎم ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﯾﺴﺎر‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬أﺷﮭﺪ ﻟﻘﻀﯿﺖ ﻓﯿﮭ ﺎ ﺑﻘﻀ ﺎء‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑَﺮْوع ﺑﻨﺖ واﺷﻖ ) ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻹرواء (‪ .‬وإﻟ ﻰ ھ ﺬا ذھ ﺐ أﺑ ﻮ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ ‪ ،‬وأﺣﻤ ﺪ ‪،‬‬
‫وداود‪ ،‬وأﺻﺢ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪.‬‬
‫]ﻻ وﻛﺲ‪:‬ﻻ ﻧﻘﺺ ﻋﻦ ﻣﮭﺮ ﻣﺜﯿﻼﺗﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ‪.‬وﻻ ﺷﻄﻂ‪ :‬وﻻ زﯾﺎدة [‪.‬‬

‫ﻣﮭﺮ اﻟﻤﺜﻞ ‪:‬‬

‫ﻣﮭﺮ اﻟﻤﺜﻞ ھﻮ اﻟﻤﮭ ﺮ اﻟ ﺬي ﺗﺴ ﺘﺤﻘﮫ اﻟﻤ ﺮأة‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ ﻣﮭ ﺮ ﻣ ﻦ ﯾﻤﺎﺛﻠﮭ ﺎ وﻗ ﺖ اﻟﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻦ‪ ،‬واﻟﺠﻤ ﺎل‪ ،‬واﻟﻤ ﺎل‪ ،‬واﻟﻌﻘ ﻞ‪،‬‬
‫واﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬واﻟﺒﻜﺎرة‪ ،‬واﻟﺜﯿﻮﺑﺔ‪ ،‬واﻟﺒﻠﺪ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻷﺟﻠﮫ اﻟﺼﺪاق‪ ،‬إذ أن ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻤﮭﺮ ﻟﻠﻤﺮأة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﺎدة ﺑﺎﺧﺘﻼف ھﺬه اﻟﺼﻔﺎت‪.‬‬

‫ﺗﺸﻄﯿﺮ اﻟﻤﮭﺮ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوج ﻧﺼﻒ اﻟﻤﮭﺮ إذا ﻃﻠﻖ زوﺟﺘﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗﺪ ﻓﺮض ﻟﮭﺎ ﻗ ﺪر اﻟﺼ ﺪاق‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬وإن‬
‫ﻃﻠﻘﺘﻤﻮھﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻤﺴّﻮھﻦ وﻗﺪ ﻓﺮﺿﺘﻢ ﻟﮭﻦ ﻓﺮﯾﻀﺔ ﻓﻨﺼﻒ ﻣﺎ ﻓﺮﺿﺘﻢ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﻌﻔ ﻮن أو ﯾﻌﻔ ﻮَ اﻟ ﺬي ﺑﯿ ﺪه ﻋﻘ ﺪة اﻟﻨﻜ ﺎح‪ ،‬وأن‬
‫ﺗﻌﻔﻮا أﻗﺮب ﻟﻠﺘﻘﻮى‪ ،‬وﻻ ﺗﻨﺴﻮا اﻟﻔﻀﻞ ﺑﯿﻨﻜﻢ إن اﷲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﺑﺼﯿﺮ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪.(٢٣٧‬‬
‫أن ﯾﻌﻔﻮن‪ :‬أي اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻜﻠﻔﺎت ﺑﯿﺪه ﻋﻘﺪة اﻟﻨﻜﺎح‪ :‬ھﻮ اﻟﺰوج وﻗﯿﻞ ھﻮ اﻟﻮﻟﻲ‪.‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﻤﺘﻌﺔ ‪:‬‬

‫إذا ﻃﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻔﺮض ﻟﮭﺎ ﺻﺪاﻗﺎً وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﺗﻌﻮﯾﻀﺎً ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫وھﺬا ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺮﯾﺢ اﻟﺠﻤﯿﻞ‪ ،‬واﻟﺘﺴﺮﯾﺢ ﺑﺈﺣﺴﺎن‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﻠﮭﺘﻌﺎﻟﻰ‪ ":‬ﻓﺈﻣﺴ ﺎك ﺑﻤﻌ ﺮوف أو ﺗﺴ ﺮﯾﺢ ﺑﺈﺣﺴ ﺎن" وﻗ ﺪ أﺟﻤ ﻊ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﻔﺮض ﻟﮭﺎ وﻟﻢ ﯾﺪﺧﻞ ﺑﮭﺎ ‪ -‬ﻻﺷﻲء ﻟﮭﺎ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺘﻌﺔ ‪ .‬واﻟﻤﺘﻌﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﺛﺮوة اﻟﺮﺟﻞ‪ .‬وﻟﯿﺲ ﻟﮭﺎ ﺣﺪ ﻣُﻌﯿﻦ ‪،‬‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻻ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ إن ﻃﻠﻘﺘﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﺴﻮھﻦ أو ﺗﻔﺮﺿﻮا ﻟﮭُﻦ ﻓﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬وﻣﺘﻌﻮھﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﻮْﺳِﻊِ ﻗَ ﺪَرُهُ وﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻤُﻘْﺘِﺮِ ﻗَﺪَرُهُ‪ ،‬ﻣﺘﺎﻋﺎً ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ﺣﻘﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤُﺴﻨﯿﻦ "‪ ] .‬اﻟﺒﻘﺮة [ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻘﺘﺮ ‪ :‬اﻟﻔﻘﯿﺮ ﻗﻠﯿﻞ اﻟﻤﺎل [ ‪.‬‬ ‫] اﻟﻤﻮﺳﻊ ‪ :‬ذو اﻟﺴﻌﺔ واﻟﻐﻨﻰ ‪.‬‬

‫ﺳﻘﻮط اﻟﻤﮭﺮ ‪:‬‬

‫وﯾﺴﻘﻂ اﻟﻤﮭﺮ ﻛﻠﮫ ﻋﻦ اﻟﺰوج‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﻲء ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓُﺮْﻗﺔٍ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤ ﺮأة‪ ،‬ﻛ ﺄن ارﺗ ﺪت‬
‫ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ‪ ،‬أو ﻓﺴﺨﺖ اﻟﻌﻘﺪ ﻹﻋﺴﺎره ‪ ،‬أو ﻋﯿﺒﮫ ‪ ،‬أو ﻓﺴﺨﮫ ھﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﯿﺒﮭﺎ أو ﺑﺴﺒﺐ ﺧﯿﺎر اﻟﺒﻠﻮغ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺠﺐ ﻟﮭﺎ ﻣُﺘﻌﺔ ﻷﻧﮭﺎ أﺗﻠﻔﺖ اﻟﻌِﻮَضَ ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﯿﻤﮫ‪ ،‬ﻓﺴ ﻘﻂ اﻟﺒ ﺪل ﻛﻠ ﮫ ﻛﺎﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﯾﺘﻠ ﻒ اﻟﻤﺒﯿ ﻊ ﻗﺒ ﻞ ﺗﺴ ﻠﯿﻤﮫ‪ ،‬وﯾﺴ ﻘﻂ اﻟﻤﮭ ﺮ ﻛ ﺬﻟﻚ إذا‬
‫اﺑﺮأﺗﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ‪ ،‬أو وھﺒﺘﮫ ﻟﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﺴﻘﻂ ﺑﺈﺳﻘﺎﻃﮭﺎ ﻟﮫ‪ ،‬وھﻮ ﺣﻖ ﺧﺎﻟﺺ ﻟﮭﺎ‪.‬‬

‫ﻣﮭﺮ اﻟﺴﺮ وﻣﮭﺮ اﻟﻌﻼﻧﯿﺔ ‪:‬‬

‫إذا اﺗﻔﻖ اﻟﻌﺎﻗﺪان ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﮭﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻌﺎﻗﺪا ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻧﯿﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﺛﻢ اﺧﺘﻠﻔﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﺒﻢ ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ؟ ﻗﺎل أﺑﻮ‬
‫ﯾﻮﺳﻒ ‪ :‬ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﺳﺮاً‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻤﺜﻞ اﻹرادة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ وھﻮ ﻣﻘﺼﺪ اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪.‬‬

‫‪٢٢٥‬‬
‫وﻗﯿﻞ‪ :‬ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻤﮭﺮ اﻟﻌﻼﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ھﻮ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺮاً ﻓﻌﻠﻤﮫ إﻟﻰ اﷲ‪ ،‬واﻟﺤﻜﻢ ﯾﺘﺒﻊ اﻟﻈﺎھﺮ‪ .‬وھﻮ ﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪،‬‬
‫وﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬وﻇﺎھﺮ ﻗﻮل أﺣﻤﺪ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻷﺛﺮم وﻗﻮل اﻟﺸﻌﺒﻲ واﺑﻦ أﺑﻲ ﻟﯿﻠﻰ‪ ،‬وأﺑﻲ ﻋﺒﯿﺪ( وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫اﻟﺠﮭﺎز‬
‫اﻟﺠﮭﺎز ھﻮ اﻷﺛﺎث اﻟﺬي ﺗُﻌﺪه اﻟﺰوﺟﺔ ھﻲ وأھﻠﮭﺎ ﻟﯿﻜﻮن ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬إذا دﺧﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﺰوج‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺮى اﻟﻌﺮف‪ ،‬ﻋﻠ ﻰ أن‬
‫ﺗﻘﻮم اﻟﺰوﺟﺔ‪ ،‬وأھﻠﮭﺎ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﺠﮭﺎز وﺗﺄﺛﯿﺚ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وھﻮ أﺳﻠﻮب ﻣﻦ أﺳﺎﻟﯿﺐ إدﺧﺎل اﻟﺴﺮور ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ زﻓﺎﻓﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺪ روى اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﺟَﮭﱠ ﺰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﺧﻤﯿ ﻞ وﻗﺮﺑ ﺔ‪ ،‬ووﺳ ﺎدة‬
‫ﺣﺸﻮھﺎ إذْﺧﺮ" ‪ .‬وھﺬا ﻣﺠﺮد ﻋُﺮْفٌ ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫] اﻟﺨﻤﯿﻞ ‪ :‬اﻟﻘﻄﯿﻔﺔ أي ﺛﻮب ﻟﮫ وﺑﺮ [ ‪.‬‬
‫] اﻹذﺧﺮ‪ :‬ﻧﺒﺎت ﻃﯿﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﺗُﺤﺸﻰ ﺑﮫ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ [ ‪.‬‬

‫وأﻣﺎ اﻟﻤﺴﺌﻮل ﻋﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﯿﺖ إﻋﺪاداً ﺷﺮﻋﯿﺎً‪ ،‬وﺗﺠﮭﯿﺰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج ﻟﮫ ﻣﻦ اﻷﺛﺎث واﻟﻔﺮش‪ ،‬واﻷدوات‪ ،‬ﻓﮭ ﻮ اﻟ ﺰوج‪ ،‬واﻟﺰوﺟ ﺔ ﻻ‬
‫ﺗﺴﺄل ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﮭﺮھﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ زﯾﺎدة اﻟﻤﮭﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻷﺛﺎث‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﮭﺮ إﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻘﮫ اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ‬
‫اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺪاد اﻟﺠﮭﺎز ﻟﺒﯿﺖ اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﮭﺮ ﺣﻖ ﺧﺎﻟﺺ ﻟﮭﺎ ﻟﯿﺲ ﻷﺑﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﻟﺰوﺟﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﻷﺣﺪ ﺣﻖ ﻓﯿﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ھﻨﺎ ‪ :‬ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم‪ ،‬وﻣﺴﻜﻦ‪ ،‬وﺧﺪﻣﺔ‪ ،‬ودواء وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻨﯿ ﺔ ‪ ،‬وھ ﻲ واﺟﺒ ﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬واﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬واﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬

‫أﻣﺎ وﺟﻮﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻓﻠﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻟ ﻮد ﻟ ﮫ رزﻗﮭ ﻦ وﻛﺴ ﻮﺗﮭﻦ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬ﻻ ﺗُﻜﻠﱠ ﻒ ﻧﻔ ﺲُ إﻻ وُﺳ ﻌﮭﺎ" )اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ .(٢٣٣‬واﻟﻤ ﺮاد‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﻮد ﻟﮫ ‪ :‬اﻷب‪ .‬واﻟﺮزق ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤُﻜﻢ‪ :‬اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻜﺎﻓﻲ‪ .‬واﻟﻜﺴﻮة‪ :‬اﻟﻠﺒﺎس‪ .‬واﻟﻤﻌﺮوف ‪ :‬اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻋﺮف اﻟﺸﺮع‬
‫ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﻔﺮﯾﻂ‪ ،‬وﻻ إﻓﺮاط‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻗﻮﻟﮫ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬أﺳﻜﻨﻮھﻦ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺳﻜﻨﺘﻢ ﻣﻦ وُﺟْﺪِﻛﻢ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻀﺎروھﻦّ ﻟﺘُﻀﯿﱢﻘﻮا ﻋﻠﯿﮭﻦّ‪ ،‬وإن ﻛﻦّ أوﻻت ﺣﻤﻞ ﻓﺄﻧﻔﻘﻮا ﻋﻠﯿﮭﻦّ‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﻀﻌﻦ ﺣﻤﻠﮭﻦّ " )اﻟﻄﻼق ‪.( ٦‬‬
‫‪ .٣‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻟﯿﻨﻔﻖ ذو ﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻌﺘﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗُﺪِرَ ﻋﻠﯿﮫ رزﻗﮫ ﻓﻠﯿﻨُﻔﻖ ﻣﻤﺎ آﺗﺎه اﷲ‪ ،‬ﻻ ﯾُﻜﻠﱢﻒُ اﷲ ﻧﻔﺴﺎً إﻻ ﻣﺎ آﺗﺎھﺎ" )اﻟﻄﻼق‬
‫‪.(٧‬‬

‫وأﻣﺎ وﺟﻮﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻓﻘﺪ روى ﻣﺴﻠﻢ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺣَﺠﱠﺔ اﻟﻮداع ‪ " :‬ﻓﺎﺗﻘﻮا اﷲ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻜﻢ أﺧ ﺬﺗﻤﻮھﻦﱠ ﺑﻜﻠﻤ ﺔ‬
‫اﷲ‪ ،‬واﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﻓﺮوﺟﮭﻦ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﷲ ‪ ،‬وﻟﻜﻢ ﻋﻠ ﯿﮭﻦ أﻻ ﯾ ﻮﻃﺌﻦ ﻓﺮﺷ ﻜﻢ أﺣ ﺪاً ﺗﻜﺮھﻮﻧ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻓﻌﻠ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻮھﻦ ﺿ ﺮﺑﺎً ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﻣُﺒﺮح ‪ ،‬وﻟﮭﻦ ﻋﻠﯿﻜﻢ رزﻗﮭﻦ‪ ،‬وﻛﺴﻮﺗﮭﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف" ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ " :‬أن ھﻨﺪاً ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﯾﺎرﺳ ﻮل اﷲ إن أﺑ ﺎ ﺳ ﻔﯿﺎن رﺟ ﻞ ﺷ ﺤﯿﺢ ‪،‬‬
‫وﻟﯿﺲ ﯾُﻌﻄﯿﻨﻲ ووﻟﺪي إﻻ ﻣﺎ أﺧﺬت ﻣﻨﮫ ‪ -‬وھﻮ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ ‪ -‬ﻗﺎل‪" :‬ﺧُﺬي ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﻚ ووﻟﺪك ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف "‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ اﻟﻘُﺸﯿﺮي ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻣ ﺎ ﺣ ﻖ زوﺟ ﺔ أﺣ ﺪﻧﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ ؟ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﺗُﻄﻌﻤﮭ ﺎ إذا ﻃَﻌِﻤْ ﺖَ‬
‫وﺗﻜﺴﻮھﺎ إذا اﻛﺘﺴﯿﺖ‪ ،‬وﻻ ﺗﻀﺮب اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻘﺒﺢ وﻻ ﺗﮭﺠﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ " ‪ .‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٣٢٥٩‬‬

‫وأﻣﺎ اﻹﺟﻤﺎع ‪:‬‬

‫ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‪ :‬اﺗﻔﻖ أھﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮب ﻧﻔﻘ ﺎت اﻟﺰوﺟ ﺎت ﻋﻠ ﻰ أزواﺟﮭ ﻦ إذا ﻛ ﺎﻧﻮا ﺑ ﺎﻟﻐﯿﻦ‪ ،‬إﻻ اﻟﻨﺎﺷ ﺰ ﻣ ﻨﮭﻦ‪ .‬ذﻛ ﺮه اﺑ ﻦ‬
‫اﻟﻤﻨﺬر وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻗﺎل‪ :‬وﻓﯿﮫ ﺿﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺮة‪ ،‬وھﻮ أن اﻟﻤﺮأة ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوج ﯾﻤﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮف واﻻﻛﺘﺴﺎب‪ ،‬ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ أن ﯾُﻨﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺳﺒﺐ وﺟﻮب اﻟﻨﻔﻘﺔ ‪:‬‬

‫وإﻧﻤ ﺎ أوﺟ ﺐ اﻟﺸ ﺎرع اﻟﻨﻔﻘ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺰوج ﻟﺰوﺟﺘ ﮫ‪ ،‬ﻷن اﻟﺰوﺟ ﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀ ﻰ ﻋﻘ ﺪ اﻟ ﺰواج اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ﺗُﺼ ﺒﺢ ﻣﻘﺼ ﻮرة ﻋﻠ ﻰ‬
‫زوﺟﮭﺎ‪ ،‬وﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻟﺤﻘ ﮫ‪ ،‬ﻻﺳ ﺘﺪاﻣﺔ اﻻﺳ ﺘﻤﺘﺎع ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬وﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻃﺎﻋﺘ ﮫ‪ ،‬واﻟﻘ ﺮار ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﮫ‪ ،‬وﺗ ﺪﺑﯿﺮ ﻣﻨﺰﻟ ﮫ‪ ،‬وﺣﻀ ﺎﻧﺔ اﻷﻃﻔ ﺎل‬
‫وﺗﺮﺑﯿﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﻧﻈﯿﺮ ذﻟﻚ أن ﯾﻘﻮم ﺑﻜﻔﺎﯾﺘﮭﺎ واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻣﺎ داﻣ ﺖ اﻟﺰوﺟﯿ ﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ﻗﺎﺋﻤ ﺔ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻮﺟ ﺪ ﻧﺸ ﻮز‪ ،‬أو ﺳ ﺒﺐ‬
‫ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻤﻼً ﺑﺎﻷﺻﻞ اﻟﻌﺎم‪ " :‬ﻛﻞﱡ ﻣَﻦْ اﺣﺘُﺒﺲ ﻟﺤﻖ ﻏﯿﺮه وﻣﻨﻔﻌﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻨﻔﻘﺘﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﺣﺘﺒﺲ ﻷﺟﻠﮫ"‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻨﻔﻘﺔ ‪:‬‬

‫وﯾﺸﺘﺮط ﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻨﻔﻘﺔ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﺗُﺴَﻠﱢﻢ ﻧﻔﺴﮭﺎ إﻟﻰ زوﺟﮭﺎ‪.‬‬

‫‪٢٢٦‬‬
 ‫‪ .٣‬أن ﺗُﻤﻜّﻨﮫ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أﻻ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺣﯿﺚ ﯾُﺮﯾﺪ اﻟﺰوج‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ أھﻞ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﺘﻮﻓﺮ ﺷﺮط ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻻ ﺗﺠﺐ ‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﻌﻘﺪ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺻﺤﯿﺤﺎً ﺑﻞ ﻛﺎن ﻓﺎﺳﺪاً ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺰوﺟﯿﻦ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ دﻓﻌﺎً ﻟﻠﻔﺴﺎد ‪.‬‬

‫ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪة ‪:‬‬

‫وﻟﻠﻤﻌﺘﺪة اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘﺪة اﻟﺤﺎﻣﻞ اﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ -‬ﻓﻲ اﻟﺮﺟﻌﯿﺎت ‪ " :‬أﺳﻜﻨﻮھﻦ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺳﻜﻨﺘﻢ‪ ،‬ﻣﻦ وُﺟْﺪِﻛﻢ‬
‫" )اﻟﻄﻼق ‪ ( ٦‬وﻟﻘﻮﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﻮاﻣﻞ ‪ ":‬وإن ﻛُﻦﱠ أوﻻت ﺣَﻤْﻞٍ ﻓﺄﻧﻔﻘﻮا ﻋﻠﯿﮭﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﻀﻌﻦ ﺣﻤﻠﮭﻦ")اﻟﻄﻼق ‪. (٦‬‬
‫وھﺬه اﻵﯾﺔ ﺗﺪل ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮب اﻟﻨﻔﻘ ﺔ ﻟﻠﺤﺎﻣ ﻞ ‪ -‬ﺳ ﻮاء أﻛﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪة اﻟﻄ ﻼق اﻟﺮﺟﻌ ﻲ‪ ،‬أم اﻟﺒ ﺎﺋﻦ‪ ،‬أوﻛﺎﻧ ﺖ ﻋ ﺪﺗﮭﺎ ﻋ ﺪة وﻓ ﺎة ‪ .‬أﻣ ﺎ‬
‫اﻟﺒﺎﺋﻨﺔ‪ :‬ﻓﺈن اﻟﻔﻘﮭﺎء اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ وﺟﻮب اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﮭﺎ‪ ،‬إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﻣﻼً ‪ .‬واﻟﺮاﺟﺢ أﻧﮭﺎ ﻻ ﻧﻔﻘﺔ ﻟﮭﺎ وﻻ ﺳُﻜﻨﻰ ‪ ،‬وھﻮ ﻗﻮل أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه‬
‫واﺳﺘﺪﻟﻮا ﺑﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إﻧﻤﺎ اﻟﺴُﻜﻨﻰ واﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻤﻦ ﻟﺰوﺟﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺮﺟﻌﺔ‬
‫"‪.‬‬

‫اﻟﺤﻘﻮق ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ‬

‫ﺗﻘﺪم أنﱠ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺎدي ‪ :‬وھﻮ اﻟﻤﮭﺮ واﻟﻨﻔﻘﺔ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ھﻮ ﻏﯿﺮ ﻣﺎدي وھﻮ ﻣﺎ ﻧﺬﻛﺮه‬
‫ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫ﺣُﺴﻦ ﻣﻌﺎﺷﺮﺗﮭﺎ ‪:‬‬

‫‪ -١‬أول ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوج ﻟﺰوﺟﺘﮫ إﻛﺮاﻣﮭﺎ‪ ،‬وﺣُﺴﻦ ﻣﻌﺎﺷﺮﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‪ ،‬وﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﺎ ﯾُﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﯾﻤﮫ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺆﻟﻒ‬
‫ﻗﻠﺒﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﯾﺼﺪر ﻣﻨﮭﺎ أو اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻋﺎﺷﺮوھﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺮھﺘﻤﻮھﻦ ﻓﻌﺴﻰ أن ﺗﻜﺮھﻮا ﺷ ﯿﺌﺎً وﯾﺠﻌ ﻞ اﷲ ﻓﯿ ﮫ ﺧﯿ ﺮاً ﻛﺜﯿ ﺮاً " ‪) .‬اﻟﻨﺴ ﺎء‬
‫‪ .( ١٩‬وﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻛﺘﻤﺎل اﻟﺨﻠﻖ ‪ ،‬وﻧﻤﻮ اﻹﯾﻤﺎن أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺮء رﻓﯿﻘﺎً رﻗﯿﻘﺎً ﻣﻊ أھﻠﮫ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫‪ " : -‬أﻛﻤﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ إﯾﻤﺎﻧﺎً أﺣﺴﻨﮭﻢ ﺧُﻠﻘﺎً‪ ،‬وﺧﯿﺎرﻛﻢ ﺧﯿﺎرﻛﻢ ﻟﻨﺴﺎﺋﮭﻢ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺘﻠﻄﻒ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ -‬ﻓﯿﺴﺎﺑﻘﮭﺎ ﺗﻘﻮل ‪ " :‬ﺳﺎﺑَﻘﻨﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺴﺒﻘﺘُﮫ‪ ،‬ﻓﻠﺒﺜﻨﺎ ﺣﺘﻰ إذا أرھﻘﻨﻲ اﻟﻠﺤﻢ ﺳﺎﺑﻘﻨﻲ ﻓﺴﺒﻘﻨﻲ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ھﺬه ﺑﺘﻠﻚ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٣٢٥٢‬‬
‫وﻣﻦ إﻛﺮاﻣﮭﺎ أن ﯾﺮﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮاه‪ ،‬وأن ﯾﺘﺠﻨﺐ أذاھﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻨﺎﺑﯿﺔ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ ﺣَﯿﺪة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬ﻣﺎ ﺣﻖ زوﺟﺔ أﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠﯿﮫ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬أن ﺗﻄﻌﻤﮭﺎ إذا ﻃﻌﻤﺖ‪ ،‬وﺗﻜﺴﻮھﺎ إذا اﻛﺘﺴﯿﺖ‪ ،‬وﻻ ﺗﻀ ﺮب اﻟﻮﺟ ﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘ ﺒﺢ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺗﮭﺠﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ" ‪ .‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﺑﺮﻗﻢ )‪ . (٣٢٥٩‬واﻟﻤﺮأة ﻻ ﯾﺘﺼﻮر ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻜﻤﺎل ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺘﻘﺒﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﯿﺮاً‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺮأة ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺿﻠﻊ أﻋﻮج‪ ،‬وإن أﻋﻮج ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﻠﻊ‬
‫أﻋﻼه‪ ،‬ﻓﺈن ذھﺒﺖ ﺗﻘﯿﻤﮫ ﻛﺴﺮﺗﮫ‪ ،‬وإن ﺗﺮﻛﺘﮫ ﻟﻢ ﯾﺰل أﻋﻮج "‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﻓﻲ ھﺬا إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﻤﺮأة ﻋﻮﺟﺎً‬
‫ﻃﺒﯿﻌﯿﺎً ‪ ،‬وأن ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﺻﻼﺣﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻛﺎﻟﻀﻠﻊ اﻟﻤﻌﻮج اﻟﻤﺘﻘﻮس اﻟﺬي ﻻ ﯾﻘﺒﻞ اﻟﺘﻘﻮﯾﻢ‪.‬‬
‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺣﺒﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮭﺎ ﻛﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻻ ﯾﻤﻨﻊ ﻣ ﻦ ﺗﺄدﯾﺒﮭ ﺎ وإرﺷ ﺎدھﺎ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺼﻮاب إذا اﻋﻮﺟﱠﺖ ﻓﻲ أي أﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾُﻐﻀﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﺰاﯾﺎ اﻟﺰوﺟﺔ وﻓﻀﺎﺋﻠﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﯾﻜﺮه ﻣﻦ‬
‫ﺧﺼﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﻨﺼﺢ اﻹﺳﻼم ﺑﻮﺟﻮب اﻟﻤﻮازﻧﺔ ﺑﯿﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﮭﺎ وﺳﯿﺌﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬وأﻧﮫ إذا رأى ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻜﺮه ‪ -‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮى ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾُﺤﺐ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﻔﺮك ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﺔ‪ ،‬إن ﻛﺮه ﻣﻨﮭﺎ ﺧُﻠُﻘﺎً‪ ،‬رﺿﻰ ﻣﻨﮭﺎ ﺧﻠﻘﺎً آﺧﺮ" ‪ .‬ﻣﻌﻨﻰ ] ﻻ ﯾﻔﺮك ‪:‬‬
‫ﻻ ﯾﺒﻐﺾ [ ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺻﯿﺎﻧﺘﮭﺎ ‪:‬‬
‫وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوج أن ﯾﺼﻮن زوﺟﺘﮫ‪ ،‬وﯾﺤﻔﻈﮭﺎ ﻣﻦ ﻛ ﻞ ﻣﺎﯾﺨ ﺪش ﺷ ﺮﻓﮭﺎ‪ ،‬وﯾ ﺜﻠﻢ ﻋﺮﺿ ﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻤ ﺘﮭﻦ ﻛﺮاﻣﺘﮭ ﺎ‪ ،‬وﯾُﻌ ﺮﱢض‬
‫ﺳﻤﻌﺘﮭﺎ ﻟﻘﺎﻟﺔ اﻟﺴﻮء‪ ،‬وھﺬا ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﯾُﺤﺒﮭﺎ اﷲ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﷲ ﯾﻐﺎر‪ ،‬وإن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﯾﻐﺎر‪ ،‬وﻏﯿﺮة اﷲ أن ﯾﺄﺗﻲ‬
‫اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﺣَﺮﱠم ﻋﻠﯿﮫ"‪.‬‬
‫وﺛﺒﺖ أن ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎدة ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻮ رأﯾﺖ رﺟﻼً ﻣﻊ اﻣﺮأﺗﻲ ﻟﻀﺮﺑﺘﮫ ﺑﺎﻟﺴﯿﻒ ﻏﯿﺮ ﻣﺼﻔﺢ‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺳﻮل‪ :‬أﺗﻌﺠﺒﻮن ﻣﻦ ﻏﯿﺮة ﺳﻌﺪ‪،‬‬
‫ﻷﻧﺎ أﻏﯿﺮ ﻣﻨﮫ‪ ،‬واﷲ أﻏﯿﺮ ﻣﻨﻲ ‪ ،‬وﻣﻦ أﺟﻞ ﻏﯿﺮة اﷲ ‪ ،‬ﺣَﺮﱠم اﻟﻔﻮاﺣﺶ ﻣﺎ ﻇﮭﺮ ﻣﻨﮭﺎ وﻣﺎ ﺑﻄﻦ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻟﺠﻨﺔ ‪ :‬اﻟﻌﺎقﱡ ﻟﻮاﻟﺪﯾﮫ‪ ،‬واﻟﺪﱠﯾﻮث‪ ،‬ورَﺟْﻠﺔ اﻟﻨﺴﺎء‬
‫" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﺻﺤﯿﺢ اﻹﺳﻨﺎد ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫] اﻟﺪﯾﻮث ‪ :‬اﻟﺬي ﯾُﻘﺮ اﻟﺨﺒﺚ ﻓﻲ أھﻠﮫ [ ‪.‬‬

‫إﺗﯿﺎن اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ‪:‬‬

‫‪٢٢٧‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم‪ :‬وﻓﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾُﺠﺎﻣﻊ اﻣﺮأﺗﮫ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ھﻲ زوﺟﺘﮫ‪ ،‬وأدﻧﻰ ذﻟﻚ ﻣﺮ ة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃُﮭﺮ‪ ،‬إن ﻗﺪر ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ‪،‬‬
‫وإﻻ ﻓﮭﻮ ﻋﺎصٍ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ...‬ﺑﺮھﺎن ذﻟﻚ ﻗﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬ﻓﺈذا ﺗﻄﮭﺮن ﻓﺄﺗﻮھﻦ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ أﻣﺮﻛﻢ اﷲ " ) اﻟﺒﻘﺮة ( ‪.‬‬
‫وذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻋﺬر‪ ،‬وﻧﺺ أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﻧ ﮫ ﻣﻘ ﺪر ﺑﺄرﺑﻌ ﺔ‬
‫أﺷﮭﺮ‪ ،‬ﻷن اﷲ ﻗﺪره ﻓﻲ ﺣ ﻖ اﻟﻤ ﻮﻟﻰ ﺑﮭ ﺬه اﻟﻤ ﺪة‪ ،‬ﻓﻜ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ ﻏﯿ ﺮه‪ .‬وإذا ﺳ ﺎﻓﺮ ﻋ ﻦ اﻣﺮأﺗ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻟ ﮫ ﻋ ﺬر ﻣ ﺎﻧﻊ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺮﺟﻮع‪ ،‬ﻓﺈن أﺣﻤﺪ ذھﺐ إﻟﻰ ﺗﻮﻗﯿﺘﮫ ﺑﺴﺘﺔ أﺷﮭﺮ ‪ ...‬وﺳُﺌﻞ‪ :‬ﻛﻢ ﯾﻐﯿﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ زوﺟﺘﮫ ؟ ‪ ...‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ ﯾُﻜﺘَﺐ إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻰ‬
‫أن ﯾﺮﺟﻊ ﻓَﺮﱠق اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪....‬‬
‫وﺣﺠﺘﮫ ﻣﺎ رواه أﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﺈﺳﻨﺎده ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﯾﺤﺮس اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺮ ﺑﺎﻣﺮأة ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮭﺎ وھﻲ ﺗﻘﻮل‪:‬‬

‫ﺗﻄﺎول ھﺬا اﻟﻠﯿﻞ واﺳﻮدﱠ ﺟﺎﻧﺒﮫ *** وﻃﺎل ﻋﻠﻰﱠ أن ﻻ ﺧﻠﯿﻞ أﻻﻋﺒـﮫ‬
‫واﷲ ﻟﻮﻻ ﺧﺸﯿﺔ اﷲ وﺣـــﺪه *** ﻟﺤُﺮﱢك ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺴﺮﯾﺮ ﺟﻮاﻧﺒــﮫ‬
‫وﻟﻜﻦ رﺑﻲ واﻟﺤﯿﺎء ﯾَﻜﻔﱡﻨــــــﻲ *** وأﻛﺮم ﺑﻌﻠﻲ أن ﺗﻮﻃﺎ ﻣﺮاﻛﺒـــﮫ‬

‫ﻓﺴﺄل ﻋﻨﮭﺎ ﻋُﻤﺮ‪ ،‬ﻓﻘﯿﻞ ﻟﮫ ‪ :‬ھﺬه ﻓﻼﻧﺔ‪ ،‬زوﺟﮭﺎ ﻏﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻞ إﻟﯿﮭﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﮫ‪ ،‬وﺑﻌﺚ إﻟﻰ زوﺟﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻗﻔﻠ ﮫ‬
‫)أرﺟﻌ ﮫ( ﺛ ﻢ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻔﺼ ﺔ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﯾ ﺎ ﺑﻨﯿ ﺔ ‪ ..‬ﻛ ﻢ ﺗﺼ ﺒﺮ اﻟﻤ ﺮأة ﻋ ﻦ زوﺟﮭ ﺎ ؟‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ‪ .‬ﻣﺜﻠﻚ ﯾﺴﺄل ﻣﺜﻠﻲ ﻋﻦ ھﺬا ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻟﻮﻻ إﻧﻲ أرﯾﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻣ ﺎ ﺳ ﺄﻟﺘﻚ‪ .‬ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﺧﻤﺴ ﺔ أﺷ ﮭﺮ ‪ ،‬ﺳ ﺘﺔ‬
‫أﺷﮭﺮ ‪ .‬ﻓﻮﻗﱠﺖ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﻐﺎزﯾﮭﻢ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ‪ ،‬ﯾﺴﯿﺮون ﺷﮭﺮاً ‪ ،‬وﯾﻘﯿﻤﻮن أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﯾﺴﯿﺮون راﺟﻌﯿﻦ ﺷﮭﺮاً‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ‪ :‬وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺄﺗﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ أرﺑﻊ ﻟﯿﺎل ﻣﺮة‪ ،‬ﻓﮭﻮ أﻋﺪل‪ ،‬ﻷن ﻋ ﺪد اﻟﻨﺴ ﺎء أرﺑﻌ ﺔ‪ ،‬ﻓﺠ ﺎز اﻟﺘ ﺄﺧﯿﺮ إﻟ ﻰ ھ ﺬا‬
‫اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻧﻌﻢ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺰﯾﺪ‪ ،‬أو ﯾﻨﻘﺺ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺼﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﺤﺼﯿﻨﮭﺎ واﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻦ اﻟﻐﻔﺎري ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﺖ اﻣﺮأة إﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ‪ :‬إن زوﺟﻲ ﯾﺼﻮم‬
‫اﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬وﯾﻘﻮم اﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬وأﻧﺎ أﻛﺮه أن أﺷﻜﻮه‪ ،‬وھﻮ ﯾﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ‪ :‬ﻧﻌﻢ اﻟﺰوج زوﺟﻚ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ﺗُﻜ ﺮر ھ ﺬا اﻟﻘ ﻮل‬
‫وﯾﻜﺮر ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺠﻮاب ‪ ...‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻛﻌﺐ اﻷﺳﺪي ‪ :‬ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ھﺬه اﻟﻤﺮأة ﺗﺸﻜﻮ زوﺟﮭﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺒﺎﻋﺪﺗ ﮫ إﯾﺎھ ﺎ ﻋ ﻦ ﻓﺮاﺷ ﮫ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‬
‫ﻋﻤﺮ‪ :‬ﻛﻤﺎ ﻓﮭﻤﺖ ﻛﻼﻣﮭﺎ ﻓﺎﻗﺾ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎل ﻛﻌﺐ‪ :‬ﻋﻠﻲّ ﺑﺰوﺟﮭﺎ ﻓﺄُﺗِﻲَ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ‪ :‬إن اﻣﺮأﺗﻚ ھﺬه ﺗﺸﻜﻮك‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬أﻓﻲ ﻃﻌﺎم‪ ،‬أو ﺷﺮاب ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﻤﺮأة‪:‬‬
‫ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺤﻜﯿﻢ رﺷﺪه *** أﻟﮭﻰ ﺧﻠﯿﻠﻲ ﻋﻦ ﻓﺮاﺷﻲ ﻣﺴﺠﺪه‬
‫زھﱠﺪه ﻓﻲ ﻣﻀﺠﻌﻲ ﺗَﻌَﺒـﱡـــﺪُه *** ﻓﺎﻗﺾ اﻟﻘﻀﺎ‪ ،‬ﻛﻌﺐ‪ ،‬وﻻ ﺗﺮدده‬
‫ﻧﮭﺎره وﻟﯿﻠﮫ ﻣﺎ ﯾﺮﻗــــــــﺪه *** ﻓﻠﺴﺖ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﻨﺴـــﺎء أﺣﻤـــﺪه‬
‫ﻓﻘﺎل زوﺟﮭﺎ ‪:‬‬
‫زھﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء وﻓﻲ اﻟﺤَﺠَـــــﻞ *** أﻧﻲ اﻣﺮؤ أذھﻠﻨﻲ ﻣﺎ ﻧـــــــــﺰل‬
‫ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ وﻓﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﻄﻮال*** وﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﺨﻮﯾﻒ ﺟـــﻠﻞ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻛﻌﺐ ‪:‬‬
‫إن ﻟﮭﺎ ﻋﻠﯿﻚ ﺣﻘﺎً ﯾﺎ رﺟـــﻞ *** ﻧﺼﯿﺒﮭﺎ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﻟﻤﻦ ﻋﻘـــــــﻞ‬
‫ﻓﺎﻋﻄﮭﺎ ذاك ودع ﻋﻨﻚ اﻟﻌﻠﻞ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل‪ :‬إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻗﺪ أﺣﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺜﻨﻰ وﺛﻼث ورﺑﺎع‪ ،‬ﻓﻠﻚ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وﻟﯿﺎﻟﯿﮭﻦ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﯿﮭﻦ رﺑﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤ ﺮ ‪ :‬واﷲ ﻣ ﺎ‬
‫أدري ﻣﻦ أي أﻣﺮﯾﻚ أﻋﺠﺐ ؟ أﻣﻦ ﻓﮭﻤﻚ أﻣﺮھﻤ ﺎ أم ﻣ ﻦ ﺣﻜﻤ ﻚ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ؟ اذھ ﺐ ﻓﻘ ﺪ وﻟﯿﺘ ﻚ ﻗﻀ ﺎء اﻟﺒﺼ ﺮة ‪ .‬ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻹرواء‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ أن ﺟﻤﺎع اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﯾُﺜﯿﺐ اﷲ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫روى ﻣﺴﻠﻢ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ .... " :‬وﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﺎع زوﺟﺘ ﻚ أﺟ ﺮ‪ .‬ﻗ ﺎﻟﻮا ﯾﺎرﺳ ﻮل اﷲ ‪ :‬أﯾ ﺄﺗﻲ أﺣ ﺪﻧﺎ‬
‫ﺷﮭﻮﺗﮫ وﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻓﯿﮭﺎ أﺟﺮ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أرأﯾﺘﻢ ﻟﻮ وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺮام أﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﻓﯿﮭﺎ وزر ؟ ‪ ...‬ﻓﻜﺬﻟﻚ إذا وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻼل ﻛﺎن ﻟﮫ أﺟ ﺮ‬
‫"‪.‬‬

‫اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎع ‪:‬‬

‫أﻣﺮ اﻹﺳﻼم ﺑﺴﺘﺮ اﻟﻌﻮرة ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل إﻻ إذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ ﻛﺸﻔﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﺑَﮭْﺰ ﺑﻦ ﺣﻜﯿﻢ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ‪ " :‬ﯾﺎ‬
‫ﻧﺒﻲ اﷲ ﻋﻮراﺗﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺄﺗﻲ ﻣﻨﮭﺎ وﻣﺎ ﻧﺬر ؟ ﻗﺎل ‪ :‬اﺣﻔﻆ ﻋﻮرﺗﻚ إﻻ ﻣﻦ زوﺟﺘ ﻚ‪ ،‬أو ﻣ ﺎ ﻣﻠﻜ ﺖ ﯾﻤﯿﻨ ﻚ‪ .‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ‪ :‬إذا ﻛ ﺎن‬
‫ﺎ‪.‬‬ ‫ﻼ ﯾﺮاھ‬ ‫ﺪﻓ‬ ‫ﺎ أﺣ‬ ‫ﺘﻄﻌﺖ أﻻ ﯾﺮاھ‬ ‫ﺎل ‪ :‬إن اﺳ‬ ‫ﺾ ؟ ‪ ...‬ﻗ‬ ‫ﻲ ﺑﻌ‬ ‫ﮭﻢ ﻓ‬ ‫ﻮم ﺑﻌﻀ‬ ‫اﻟﻘ‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ‪ :‬إذا ﻛﺎن أﺣﺪﻧﺎ ﺧﺎﻟﯿﺎً ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺎﷲ أﺣﻖ أن ﯾُﺴﺘﺤﯿﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس " ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ‪ ،‬وإﺳ ﻨﺎده ﺣﺴ ﻦ ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة‪ .‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﻮاز ﻛﺸﻒ اﻟﻌﻮرة ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎع ‪ ،‬ﻣﻊ ﻏﻄﺎء ﯾﺴﺘﺮ اﻟﺰوﺟﯿﻦ اﺳﺘﺤﯿﺎءً ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎع ‪:‬‬

‫ﯾُﺴﻦ أن ﯾﺴﻤﻲ اﻹﻧﺴﺎن وﯾﺴﺘﻌﯿﺬ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎع‪ .‬أﺧﺮج اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﻟﻮ أن أﺣﺪﻛﻢ أﺗﻰ أھﻠﮫ ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﺟَﻨﱢﺒﻨﺎ اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ ،‬وﺟَﻨﱢﺐ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻣﺎ رزﻗﺘﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗُﺪﱢر ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‬
‫ﻓﻲ ذﻟﻚ وﻟﺪ‪ ،‬ﻟﻦ ﯾَﻀُﺮﱠ ذﻟﻚ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺸﯿﻄﺎنُ أﺑﺪاً ‪.‬‬

‫‪٢٢٨‬‬
 ‫ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﺠﺮي ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ‪:‬‬
‫ذﻛﺮ اﻟﺠﻤﺎع‪ ،‬واﻟﺘﺤﺪث ﺑﮫ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻤﺮوءة ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻠﻐﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﯾﺘﻨﺰه ﻋﻨﮫ‬
‫ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك ﻣ ﺎ ﯾﺴ ﺘﺪﻋﻲ اﻟ ﺘﻜﻠﻢ ﺑ ﮫ‪ .‬ﻓﻔ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﺣُﺴ ﻦ إﺳ ﻼم اﻟﻤ ﺮء ﺗﺮﻛ ﮫ ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﻌﻨﯿ ﮫ " ‪ .‬وﻗ ﺪ ﻣ ﺪح اﷲ‬
‫اﻟﻤﻌﺮﺿﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻠﻐﻮ ﻓﻘﺎل ‪" :‬واﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﻋﻦ اﻟﻠﻐﻮ ﻣﻌﺮﺿﻮن" ﻓﺈذا اﺳﺘﺪﻋﻰ اﻷﻣﺮ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﺑﮫ ودﻋﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮫ ﻓ ﻼ ﺑ ﺄس ﺑﻘﺼ ﺪ‬
‫اﻟﺸﻜﻮى ﻣﺜﻼً ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﺗﻮﺳﻊ اﻟﺰوج أو اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ ذﻛﺮ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وأﻓﺸﻰ ﻣﺎ ﯾﺠﺮي ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ‪ ،‬ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣُﺤﺮّﻣﺎً‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إن ﺷﺮ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻨﺰﻟ ﺔ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ‪ :‬اﻟﺮﺟ ﻞ ﯾُﻔﻀ ﻲ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻤﺮأة‪ ،‬وﺗﻔﻀﻲ إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻨﺸﺮ ﺳِﺮﱠھﺎ" رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫إﺗﯿﺎن اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺄﺗﻰ ‪:‬‬

‫إﺗﯿﺎن اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ دﺑﺮھ ﺎ ﺗﻨﻔ ﺮ ﻣﻨ ﮫ اﻟﻔﻄ ﺮة‪ ،‬وﯾﺄﺑ ﺎه اﻟﻄﺒ ﻊ‪ ،‬وﯾُﺤﺮّﻣ ﮫ اﻟﺸ ﺮع‪ .‬ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻧﺴ ﺎؤﻛﻢ ﺣ ﺮث ﻟﻜ ﻢ ﻓ ﺄﺗﻮا‬
‫ﺣﺮﺛﻜﻢ أﻧّﻰ ﺷﺌﺘﻢ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪ (٢٢٣‬واﻟﺤﺮث‪ :‬ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻐﺮس واﻟﺰرع‪ ،‬وھﻮ ھﻨﺎ ﻣﺤﻞ اﻟﻮﻟﺪ إذ ھﻮ اﻟﻤ ﺰروع ‪ .‬ﻓ ﺎﻷﻣﺮ ﺑﺈﺗﯿ ﺎن اﻟﺤ ﺮث‬
‫أﻣﺮ ﺑﺎﻹﺗﯿﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺮج ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫] أﻧﻰ ﺷﺌﺘﻢ ‪ :‬أي ﻛﯿﻒ ﺷﺌﺘﻢ [ ‪.‬‬
‫وﺳﺒﺐ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻣﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬أن اﻟﯿﮭﻮد ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺗ ﺰﻋﻢ أن اﻟﺮﺟ ﻞ‬
‫إذا أﺗﻰ اﻣﺮأﺗﮫ ﻣﻦ دﺑﺮھﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﮭﺎ ﺟﺎء اﻟﻮﻟﺪ أﺣﻮل‪ ،‬وﻛﺎن اﻷﻧﺼﺎر ﯾﺘﺒﻌﻮن اﻟﯿﮭﻮد ﻓﻲ ھﺬا‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬ﻧﺴﺎؤﻛﻢ ﺣ ﺮث‬
‫ﻟﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺄﺗﻮا ﺣﺮﺛﻜﻢ أﻧﻰ ﺷﺌﺘﻢ"‪ .‬أي أﻧﮫ ﻻ ﺣﺮج ﻓﻲ إﺗﯿﺎن اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺄي ﻛﯿﻔﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺎدام ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺮج‪ ،‬وﻣﺎ دﻣﺘﻢ ﺗﻘﺼﺪون اﻟﺤﺮث‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ إﺗﯿ ﺎن اﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ دﺑﺮھ ﺎ‪ .‬روى أﺣﻤ ﺪ ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‪ ،‬واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‪ .‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺗﺄﺗﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ أﻋﺠﺎزھﻦ‪ .‬أو ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻲ أدﺑﺎرھﻦ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪ .‬وﻓﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ‪:‬‬
‫" ﻣﻦ أﺗﻰ ﻛﺎھﻨﺎً ﻓﺼﺪﻗﮫ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﻮل أو أﺗﻰ اﻣﺮأة ﺣﺎﺋﻀﺎً أو أﺗﻰ اﻣﺮأة ﻓﻲ دﺑﺮھﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﺮيء ﻣﻤﺎ أُﻧﺰل ﻋﻠ ﻰ ﻣﺤﻤ ﺪ" ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ :‬وﻣﺘﻰ وﻃﺌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﺑﺮ‪ ،‬وﻃﺎوﻋﺘﮫ ﻋُﺰﱢرا ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬وإﻻ ﻓُﺮّق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﯾُﻔﺮﱠق ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺎﺟﺮ وﻣﻦ ﯾﻔﺠﺮ ﺑﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺰل وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻨﺴﻞ ‪:‬‬

‫اﻟﻌﺰل ‪ :‬أن ﯾﻨﺰع اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ اﻹﯾﻼج ﻟﯿﻨﺰل اﻟﻤﺎء ﺧﺎرج اﻟﻔﺮج ﻣﻨﻌﺎً ﻟﻠﺤﻤﻞ‪.‬‬
‫ﺗﻘﺪم أن اﻹﺳﻼم ﯾﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻛﺜ ﺮة اﻟﻨﺴ ﻞ‪ ،‬إذ أن ذﻟ ﻚ ﻣﻈﮭ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻈ ﺎھﺮ اﻟﻘ ﻮة واﻟﻤﻨﻌ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻸﻣ ﻢ واﻟﺸ ﻌﻮب‪ ،‬وﯾﺠﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ‬
‫أﺳﺒﺎب ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺰواج‪" :‬ﺗﺰوﺟﻮا اﻟﻮﻟﻮد اﻟﻮدود ﻓﺈﻧﻲ ﻣُﻜﺎﺛﺮ ﺑﻜﻢ اﻷﻣﻢ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ "‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻹﺳﻼم ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻤﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻨﺴﻞ ‪ ،‬ﺑﺎﺗﺨ ﺎذ دواء ﯾﻤﻨ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤ ﻞ ‪ ،‬أو ﺑ ﺄي وﺳ ﯿﻠﺔ أﺧ ﺮى ﻣ ﻦ‬
‫وﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻤﻨ ﻊ ‪ ،‬ﻓﯿُﺒ ﺎح اﻟﺘﺤﺪﯾ ﺪ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﺎ إذا ﻛ ﺎن اﻟﺮﺟ ﻞ ﻣُﻌ ﯿﻼً أي ﻛﺜﯿ ﺮ اﻟﻌﯿ ﺎل ﻻ ﯾﺴ ﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﯿ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﺗﺮﺑﯿ ﺔ أوﻻده اﻟﺘﺮﺑﯿ ﺔ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﺿﻌﯿﻔﺔ أو ﻣﺮﯾﻀﺔ أو ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ اﻟﺤﻤﻞ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤ ﺎﻻت ﯾُﺒ ﺎح ﺗﺤﺪﯾ ﺪ اﻟﻨﺴ ﻞ ﺑ ﻞ إن‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء رأى أن اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﺒﺎﺣﺎً ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻜﻮن ﻣﻨﺪوﺑﺎً إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫وأﻟﺤﻖ اﻹﻣﺎم اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﺑﮭﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺧﺎﻓﺖ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺣﻖ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﯾﻤﻨﻌﺎ اﻟﻨﺴﻞ ‪ .‬ﺑ ﻞ‬
‫ذھﺐ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ إﻟﻰ إﺑﺎﺣﺘﮫ ﻣﻄﻠﻘﺎً ‪ ،‬واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻟﻤﺬھﺒﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺰل ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﻘﺮآن ﯾﻨﺰل ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺰل ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺒﻠ ﻎ ذﻟ ﻚ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻓﻠﻢ ﯾﻨﮭﻨﺎ ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ ‪ :‬وﻧﺤﻦ ﻧﺮوى ﻋﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮭﻢ رﺧﺼﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ‬
‫وﻟﻢ ﯾﺮوا ﺑﮫ ﺑﺄﺳﺎً ‪.‬‬
‫وﯾﺮى أھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ أن ﻣﻨﻊ اﻟﺤﻤﻞ ﺣﺮام‪ ،‬ﻣﺴﺘﺪﻟﯿﻦ ﺑﻤﺎ روﺗﮫ ﺟﺬاﻣﺔ ﺑﻨﺖ وھﺐ ‪ :‬أن أﻧﺎﺳﺎً ﺳﺄﻟﻮا رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻌﺰل ؟ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ذﻟﻚ ھﻮ اﻟﻮأد اﻟﺨﻔﻲ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻗﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ "ذﻟ ﻚ ھ ﻮ اﻟ ﻮأد اﻟﺨﻔ ﻲ" ﯾﻮﺟ ﺐ‬
‫ﻛﺮاھﯿﺘﮫ ﻻ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﻷﻧﮫ ورد ھﻨﺎك أﺧﺒﺎر ﺻﺤﯿﺤﺔ ﻓﻲ اﻹﺑﺎﺣﺔ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ إﺳﻘﺎط اﻟﺤﻤﻞ ‪:‬‬

‫ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻄﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﱠﺣﻢ ‪،‬ﻻ ﯾﺤﻞ إﺳﻘﺎط اﻟﺠﻨﯿﻦ ﺑﻌﺪ ﻣُﻀﻲ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﯾﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﻜﻮن اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ‬
‫ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة ‪ .‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬إن أﺣﺪﻛﻢ ﯾُﺠﻤﻊ ﺧَﻠﻘُﮫ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ أﻣﮫ أرﺑﻌﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎً ﻧﻄﻔﺔ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻜ ﻮن ﻋﻠﻘ ﺔ‬
‫ﻣﺜﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻜ ﻮن ﻣﻀ ﻐﺔ ﻣﺜ ﻞ ذﻟ ﻚ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾُ ﻨﻔﺦ ﻓﯿ ﮫ اﻟ ﺮوح وﯾ ﺆﻣﺮ ﺑ ﺄرﺑﻊ ﻛﻠﻤ ﺎت‪ :‬ﺑِﻜﺘ ﺐِ رزﻗ ﮫ وأﺟﻠ ﮫ وﻋﻤﻠ ﮫ وﺷ ﻘﻲ أو ﺳ ﻌﯿﺪ"‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫أﻣﺎ إﺳﻘﺎط اﻟﺠﻨﯿﻦ ‪ ،‬أو إﻓﺴﺎد اﻟﻠﻘﺎح ﻗﺒﻞ ﻣُﻀﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﺒﺎح إذا وﺟﺪ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺪﻋﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺳ ﺒﺐ ﺣﻘﯿﻘ ﻲ ﻓﺈﻧ ﮫ‬
‫ﯾَﺤﺮم ‪.‬‬

‫‪٢٢٩‬‬
‫وﯾﺮى اﻹﻣﺎم اﻟﻐﺰاﻟﻲ ‪ :‬أن اﻹﺟﮭﺎض ﺟﻨﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﻮد ﺣﺎﺻﻞ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬وﻟﮭﺎ ﻣﺮاﺗﺐ‪ ،‬أن ﺗﻘﻊ اﻟﻨﻄﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻢ وﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﻤﺎء اﻟﻤﺮأة‪،‬‬
‫وﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬وإﻓﺴﺎد ذﻟﻚ ﺟﻨﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﺻﺎرت ﻣﻀﻐﺔ وﻋﻠﻘ ﺔ ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺠﻨﺎﯾ ﺔ أﻓﺤ ﺶ وإن ﻧُﻔ ﺦ ﻓﯿ ﮫ اﻟ ﺮوح واﺳ ﺘﻮت اﻟﺨﻠﻘ ﺔ‬
‫ازدادت اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﺗﻔﺎﺣﺸﺎً ‪.‬‬

‫اﻹﯾﻼء‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪:‬‬
‫اﻹﯾﻼء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬اﻻﻣﺘﻨﺎع ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬وﻓﻲ اﻟﺸﺮع‪ :‬اﻻﻣﺘﻨﺎع ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ ﻋﻦ وطء اﻟﺰوﺟﺔ ‪ .‬وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﯾﺤﻠﻒ‬
‫أﻻ ﯾﻤﺲ اﻣﺮأﺗﮫ اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬واﻟﺴﻨﺘﯿﻦ‪ ،‬واﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻘﺼﺪ اﻹﺿﺮار ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﯿﺘﺮﻛﮭﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻻ ھﻲ زوﺟﺔ‪ ،‬وﻻ ھ ﻲ ﻣُﻄﻠﻘ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺄراد اﷲ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ أن ﯾﻀﻊ ﺣﺪاً ﻟﮭﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻀﺎر ﻓﻮﻗﺘﮫ ﺑﻤﺪة أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ‪ ،‬ﯾﺘﺮوّى ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺮﺟ ﻞ‪ ،‬ﻟﻌﻠ ﮫ ﯾﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ رﺷ ﺪه‪ ،‬ﻓ ﺈن رﺟ ﻊ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ‬
‫اﻟﻤﺪة‪ ،‬أو ﻓﻲ آﺧﺮھﺎ ﺑﺄن ﺣﻨﺚ ﻓﻲ اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﻻﻣﺲ زوﺟﺘﮫ‪ ،‬وﻛﻔﱠﺮ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻓﺒﮭﺎ‪ ،‬وإﻻ ﻃﻠﱠﻖ ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﺆﻟﻮن ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ ﺗﺮﺑﱡﺺ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﺎءوا ﻓﺈنﱠ اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ‪ .‬وإن ﻋﺰﻣﻮا اﻟﻄﻼق ﻓﺈنﱠ اﷲ ﺳﻤﯿﻊ ﻋﻠﯿﻢ "‬
‫)اﻟﺒﻘﺮة (‬
‫ﻓﺎءوا ‪ :‬رﺟﻌﻮا [ ‪.‬‬ ‫] ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺮﺑﺺ ‪ :‬أي اﻧﺘﻈﺎر‬

‫ﻣﺪة اﻹﯾﻼء ‪:‬‬

‫إذا ﺣﻠ ﻒ أﻻ ﯾﻘ ﺮب زوﺟﺘ ﮫ ﻓ ﺈن ﻣﺴ ﮭﺎ ﻓ ﻲ اﻷرﺑﻌ ﺔ أﺷ ﮭﺮ اﻧﺘﮭ ﻰ اﻹﯾ ﻼء وﻟﺰﻣﺘ ﮫ ﻛﻔ ﺎرة اﻟﯿﻤ ﯿﻦ‪ ،‬وإذا ﻣﻀ ﺖ اﻟﻤ ﺪة وﻟ ﻢ‬
‫ﯾُﺠﺎﻣﻌﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﯿﺮى ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء أن ﻟﻠﺰوﺟﺔ أن ﺗُﻄﺎﻟﺒﮫ ‪ :‬إﻣﺎ ﺑ ﺎﻟﻮطء وإﻣ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻄﻼق‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻣﺘﻨ ﻊ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ﻓﯿ ﺮى ﻣﺎﻟ ﻚ أن ﻟﻠﺤ ﺎﻛﻢ أن‬
‫ﯾﻄﻠﻖ ﻋﻠﯿﮫ دﻓﻌﺎً ﻟﻠﻀﺮر ﻋﻦ اﻟﺰوﺟﺔ‪ .‬وﯾﺮى أﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾُﻄﻠﱢﻖ وإﻧﻤﺎ ﯾُﻀﯿﱢﻖ ﻋﻠﻰ اﻟ ﺰوج وﯾﺤﺒﺴ ﮫ‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾُﻄﻠﻘﮭﺎ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫وﯾﺮى اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ أن اﻟﺰوج ﯾﻠﺰﻣﮫ ﺣُﻜﻢ اﻹﯾﻼء إذا ﻗﺼ ﺪ اﻹﺿ ﺮار ﺑﺘ ﺮك اﻟ ﻮطء وإن ﻟ ﻢ ﯾﺤﻠ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻟﻮﻗ ﻮع اﻟﻀ ﺮر ﻓ ﻲ ھ ﺬه‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ واﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ إذا رﺟﻊ ﻻ ﯾﻠﺰﻣﮫ ﻛﻔﺎرة اﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫اﻟﻄﻼق اﻟﺬي ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻹﯾﻼء ‪:‬‬

‫واﻟﻄﻼق اﻟﺬي ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻹﯾﻼء ﻃﻼق ﺑﺎﺋﻦ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﻮ ﻛﺎن رﺟﻌﯿﺎً ﻷﻣﻜﻦ ﻟﻠﺰوج أن ﯾﺠﺒﺮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻌﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺣﻖ ﻟﮫ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ ﻻ‬
‫ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺰوﺟﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺰول ﻋﻨﮭﺎ اﻟﻀﺮر ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ .‬وﻣﺬھﺐ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﺳﻌﯿﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻤﺴ ﯿﺐ وأﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ‬
‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻃﻼق رﺟﻌﻲ‪ .‬ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾَﻘُﻢ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﺋﻦ‪ ،‬وﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي واﻟﺬي إﻟﯿﮫ ﻧﻤﯿﻞ‪.‬‬

‫ﻋﻘﺪ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬

‫ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر إﻟﻰ أن اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻣﻨﮭﺎ ﺗﻌﺘﺪ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﻄﻠﻘﺎت ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬وﻗ ﺎل ﺟ ﺎﺑﺮ اﺑ ﻦ زﯾ ﺪ‪ :‬ﻻ ﺗﻠﺰﻣﮭ ﺎ ﻋ ﺪة إذا‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺎﺿﺖ ﻓﻲ ﻣﺪة اﻷرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ ﺛﻼث ﺣﯿﻀﺎت وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ رﺷﺪ‪ :‬وﻗﺎل ﺑﻘﻮﻟﮫ ﻃﺎﺋﻔﺔ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺮوي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬وﺣﺠﺘﮫ‪ :‬أن اﻟﻌﺪة إﻧﻤﺎ وﺿﻌﺖ ﻟﺒﺮاءة اﻟﺮﺣﻢ ‪ ،‬وھﺬه ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﮭﺎ‬
‫اﻟﺒﺮاءة‪.‬‬

‫ﺣﻖ اﻟﺰوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺰوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ أن ﺗُﻄﯿﻌﮫ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺼﯿﺔ‪ ،‬وأن ﺗﺤﻔﻈﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬وأن ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻣﻘﺎرﻓ ﺔ أي ﺷ ﻲء‬
‫ﯾﻀﯿﻖ ﺑﮫ اﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻌﺒﺲ ﻓﻲ وﺟﮭﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺒﺪو ﻓﻲ ﺻﻮرة ﯾﻜﺮھﺎ‪ ...‬وھﺬا ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﺤﻘﻮق ‪ ،‬وﯾﺆﻛﺪ رﺳﻮل اﷲ ھﺬا اﻟﺤﻖ ﻓﯿﻘﻮل ‪:‬‬
‫" ﻟﻮ أﻣﺮت أﺣﺪاً أن ﯾﺴﺠﺪ ﻷﺣ ﺪ‪ ،‬ﻷﻣ ﺮت اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗﺴ ﺠﺪ ﻟﺰوﺟﮭ ﺎ‪ ،‬ﻣ ﻦ ﻋﻈ ﻢ ﺣﻘ ﮫ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ " ‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‪ ،‬واﺑ ﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻗﺪ وﺻﻒ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ اﻟﺰوﺟﺎت اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻓﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﻗﺎﻧﺘﺎت ﺣﺎﻓﻈﺎت ﻟﻠﻐﯿﺐ ﺑﻤﺎ ﺣﻔﻆ اﷲ " )اﻟﻨﺴﺎء ‪ . (٣٤‬واﻟﻘﺎﻧﺘﺎت‬
‫ھﻦ اﻟﻄﺎﺋﻌﺎت‪ .‬واﻟﺤﺎﻓﻈﺎت ﻟﻠﻐﯿﺐ‪ :‬أي اﻟﻼﺋﻲ ﯾﺤﻔﻈﻦ ﻏﯿﺒﺔ أزواﺟﮭﻦ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾَﺨُﻨﱠﮫُ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ أو ﻣﺎل ‪ .‬وھﺬا أﺳﻤﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺮأة‬
‫‪ ،‬وﺑﮫ ﺗﺪوم اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ،‬وﺗﺴﻌﺪ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺸﺮﯾﻒ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﺧﯿﺮ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ إذا ﻧﻈ ﺮت إﻟﯿﮭ ﺎ ﺳ ﺮﺗﻚ‪ ،‬وإذا أﻣﺮﺗﮭ ﺎ‬
‫أﻃﺎﻋﺘﻚ‪ ،‬وإذا ﻏﺒﺖ ﻋﻨﮭﺎ ﺣﻔﻈﺘﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﻣﺎﻟﻚ " ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﻋﻈﻢ ھﺬا اﻟﺤﻖ أن ﻗﺮن اﻹﺳﻼم ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺰوج ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ وﻃﺎﻋﺔ اﷲ‪ ،‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ‪ ،‬أن رﺳﻮل اﷲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا ﺻﻠﺖ اﻟﻤﺮأة ﺧﻤﺴﮭﺎ‪ ،‬وﺻﺎﻣﺖ ﺷﮭﺮھﺎ‪ ،‬وﺣﻔﻈﺖ ﻓﺮﺟﮭﺎ‪ ،‬وأﻃﺎﻋﺖ زوﺟﮭﺎ ﻗﯿﻞ ﻟﮭﺎ ادﺧﻠ ﻲ ﻣ ﻦ‬
‫أي أﺑﻮاب اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺌﺖ ‪ ،‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻤﺮأة اﻟﻨﺎر‪ ،‬ﻋﺼﯿﺎﻧﮭﺎ ﻟﺰوﺟﮭ ﺎ‪ ،‬وﻛﻔﺮاﻧﮭ ﺎ إﺣﺴ ﺎﻧﮫ إﻟﯿﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ‪ -‬رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ‪ -‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻃﱠﻠﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻓﺈذا أﻛﺜﺮ أھﻠﮭﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﯾﻜﻔﺮن اﻟﻌﺸﯿﺮ‪ ،‬ﻟﻮ أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻰ إﺣﺪاھﻦ اﻟ ﺪھﺮ ﺛ ﻢ رأت ﻣﻨ ﻚ‬
‫ﺷﯿﺌﺎً ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻣﻨﻚ ﺧﯿﺮاً ﻗﻂ " ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا دﻋﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﮫ إﻟﻰ ﻓﺮاﺷﮫ ﻓﺄﺑ ﺖ أن ﺗﺠ ﻲء ﻓﺒ ﺎت ﻏﻀ ﺒﺎن‪،‬‬
‫ﻟﻌﻨﺘﮭﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﺗُﺼﺒﺢ" ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪٢٣٠‬‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬واﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﯿﺪه ﻻ ﺗﺆدﱢي اﻟﻤﺮأة ﺣﻖ رﺑﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗ ﺆدي ﺣ ﻖ زوﺟﮭ ﺎ وﻟ ﻮ ﺳ ﺄﻟﮭﺎ‬
‫ﻧﻔﺴﮭﺎ وھﻲ ﻋﻠﻰ ﻗَﺘَﺐٍ ‪،‬ﻟﻢ ﺗﻤﻨﻌﮫ ﻧﻔﺴﮭﺎ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ وأﺣﻤ ﺪ وﻏﯿﺮھﻤ ﺎ ‪ ،‬واﻟ ـﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿـ ـﺢ ‪).‬أدب اﻟﺰﻓ ﺎف ‪ :‬ص ‪( ١١٧‬‬
‫ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺘﺐ‪ :‬رﺣﻞ ﺻﻐﯿﺮ ﯾﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻞ‪.‬‬

‫وﺣﻖ اﻟﻄﺎﻋﺔ ھﺬا ﻣﻘﯿﺪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮق ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻠﻮ أﻣﺮھﺎ ﺑﻤﻌﺼ ﯿﺔ وﺟ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ أن ﺗﺨﺎﻟﻔ ﮫ ‪ ،‬وﻣ ﻦ‬
‫ﻃﺎﻋﺘﮭﺎ ﻟﺰوﺟﮭﺎ أﻻ ﺗﺼﻮم ﻧﺎﻓﻠﺔ أﺑﺪاً إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ‪ ،‬وأﻻ ﺗﺤﺞ ﺗﻄﻮﻋﺎً إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ ‪ ،‬وأﻻ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ "‪،‬ﻻ ﯾﺤﻞ ﻻﻣﺮأة أن ﺗﺼﻮم‬
‫)وﻓﻲ رواﯾﺔ أﻻ ﺗﺼﻢ اﻟﻤﺮأة( وزوﺟﮭﺎ ﺷﺎھﺪ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ ) ﻏﯿﺮ رﻣﻀﺎن ( وﻻ ﺗﺄذن ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ "‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻋﺪم إدﺧﺎل ﻣﻦ ﯾﻜﺮه اﻟﺰوج ‪:‬‬

‫وﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺰوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ أن ﻻ ﺗﺪﺧﻞ أﺣﺪاً ﺑﯿﺘﮫ ﯾﻜﺮھﮫ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻷﺣﻮص اﻟﺠﺸﻤﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أﻧﮫ ﺳﻤﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع ﯾﻘﻮل‪ :‬ﺑﻌﺪ أن ﺣﻤﺪ‬
‫اﷲ وأﺛﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ وذﻛﺮ ووﻋﻆ ‪ .‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أﻻ ‪ ،‬واﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﯿﺮاً ﻓﺈﻧﻤﺎ ھُﻦﱠ ﻋَﻮَانٌ )أي أﺳﯿﺮات( ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻟﯿﺲ ﺗﻤﻠﻜﻮن ﻣﻨﮭﻦ‬
‫ﺷﯿﺌﺎً ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺄﺗﯿﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﯿﱢﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﻌﻠﻦ ﻓﺎھﺠﺮوھﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻀﺎﺟﻊ‪ ،‬واﺿﺮﺑﻮھﻢ ﺿﺮﺑﺎً ﻏﯿﺮ ﻣُﺒﺮح ﻓﺈن أﻃﻌﻨﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﺒﻐﻮا‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻦ ﺳﺒﯿﻼً‪ ...‬أﻻ إن ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﺣﻘﺎً‪ ،‬وﻟﻨﺴﺎﺋﻜﻢ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ ﺣﻘ ﺎً ﻓﺤﻘﻜ ﻢ ﻋﻠ ﯿﮭﻦ أﻻ ﯾُ ﻮﻃﺌﻦ ﻓُﺮﺷ ﻜﻢ ﻣ ﻦ ﺗﻜﺮھﻮﻧ ﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾ ﺄذنّ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﯿﻮﺗﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﻜﺮھﻮﻧﮫ ‪ ،‬أﻻ وﺣﻘﮭﻦ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ أن ﺗُﺤﺴ ﻨﻮا إﻟ ﯿﮭﻦ ﻓ ﻲ ﻛﺴ ﻮﺗﮭﻦ وﻃﻌ ﺎﻣﮭﻦ" رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‪ ،‬وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺣ ﺪﯾﺚ‬
‫ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬

‫ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻤﺮأة زوﺟﮭﺎ ‪:‬‬

‫أﺳﺎس اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوج وزوﺟﺘﮫ ھﻲ اﻟﻤﺴﺎواة ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت وأﺻﻞ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫" وﻟَﮭُﻦﱠ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮭﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‪ ،‬وﻟﻠﺮﺟﺎل ﻋﻠ ﯿﮭﻢ درﺟ ﺔ " )اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ (٢٢٩‬ﻓﺎﻵﯾ ﺔ ﺗُﻌﻄ ﻲ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ اﻟﺤﻘ ﻮق ﻣﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻟﻠﺮﺟ ﻞ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻃﻮﻟﺒﺖ اﻟﻤﺮأة ﺑﺸﻲء ﻃﻮﻟﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻤﺜﻠﮫ‪.‬‬
‫واﻷﺳﺎس اﻟﺬي وﺿﻌﮫ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ وﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ھ ﻮ أﺳ ﺎس ﻓﻄ ﺮي وﻃﺒﯿﻌ ﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺮﺟ ﻞ أﻗ ﺪر ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻞ‬
‫واﻟﻜﺪح واﻟﻜﺴﺐ ﺧﺎرج اﻟﻤﻨﺰل‪ ،‬واﻟﻤﺮأة أﻗﺪر ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﻨ ﺰل‪ ،‬وﺗﺮﺑﯿــــ ـﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬وﺗﯿﺴ ﯿﺮ أﺳ ﺒﺎب اﻟﺮاﺣ ﺔ اﻟﺒﯿﺘﯿ ﺔ‪ ،‬واﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨ ﺔ‬
‫اﻟﻤﻨﺰﻟﯿﺔ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻠﻒ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﮫ‪ ،‬وﺗﻜﻠﻒ اﻟﻤﺮأة ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻦ ﻃﺒﯿﻌﺘﮭﺎ‪ ،‬وﺑﮭﺬا ﯾﻨﺘﻈﻢ اﻟﺒﯿﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿ ﺔ اﻟ ﺪاﺧﻞ واﻟﺨ ﺎرج دون‬
‫أن ﯾﺠﺪ أي واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﺳﺒﺒﺎً ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻧﻘﺴﺎم اﻟﺒﯿﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺣﻜﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﯿﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وﻛﺮم اﷲ وﺟﮭﮫ وﺑﯿﻦ زوﺟﺘﮫ ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮭﺎ ﻓﺠﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺒﯿﺖ وﺟﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲّ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻜﺴﺐ ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ أن ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ أﺗ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺗﺸ ﻜﻮ إﻟﯿ ﮫ ﻣ ﺎ ﺗﻠﻘ ﻰ ﻓ ﻲ ﯾ ﺪﯾﮭﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺣ ﺎ‬
‫وﺗﺴﺄﻟﮫ ﺧﺎدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬أﻻ أدﻟﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻮ ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘﻤﺎ‪ :‬إذا أﺧﺬﺗﻤﺎ ﻣﻀﺎﺟﻌﻜﻤﺎ ﻓﺴﺒﱢﺤﺎ اﷲ ﺛﻼﺛﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ‪ ،‬واﺣﻤﺪا ﺛﻼﺛﺎً‬
‫وﺛﻼﺛﯿﻦ‪ ،‬وﻛﺒﱢﺮا أرﺑﻌﺎً وﺛﻼﺛﯿﻦ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎدم "‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﻨﺖ أﺧﺪم اﻟﺰﺑﯿﺮ ﺧﺪﻣ ﺔ اﻟﺒﯿ ﺖ ﻛﻠ ﮫ وﻛ ﺎن ﻟ ﮫ ﻓ ﺮس ﻓﻜﻨ ﺖ أﺳﻮﺳُ ﮫ وﻛﻨ ﺖ‬
‫أﺣِﺶﱡ ﻟﮫ‪ ،‬وأﻗﻮم ﻋﻠﯿﮫ وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻔﮫ‪ ،‬وﺗﺴﻘﻲ اﻟﻤﺎء‪ ،‬وﺗﺨﺮز اﻟﺪﻟﻮ‪ ،‬وﺗﻌﺠﻦ‪ ،‬وﺗﻨﻘﻞ اﻟﻨﻮى ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﻣ ﻦ أرض ﻟ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺛﻠﺜ ﻲ‬
‫ﻓﺮﺳﺦ ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ھﺬﯾﻦ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻔﯿﺪ ﺑﺄن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة أن ﺗﻘﻮم ﺑﺨﺪﻣﺔ ﺑﯿﺘﮭﺎ ﻛﻤﺎ أن ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺷﻜﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﺎه ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﻘﻞ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﻠﻲّ ‪ :‬ﻻ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‬
‫وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﻚ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ رأى ﺧﺪﻣﺔ أﺳﻤﺎء ﻟﺰوﺟﮭﺎ ﻟﻢ ﯾﻘﻞ ﻻﺧﺪﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻞ أﻗﺮه ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ وأﻗﺮ ﺳﺎﺋﺮ أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺧﺪﻣ ﺔ أزواﺟﮭ ﻦ ‪،‬‬
‫ﻣﻊ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﺄن ﻣﻨﮭﻦ اﻟﻜﺎرھﺔ واﻟﺮاﺿﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪ :‬ھﺬا أﻣﺮ ﻻ رﯾﺐ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺼﺢ اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ ﺷﺮﯾﻔﺔ ودﻧﯿﺌﺔ‪ ،‬وﻓﻘﯿﺮة وﻏﻨﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﺬه أﺷﺮف ﻧﺴﺎء اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺪم‬
‫زوﺟﮭﺎ‪ ،‬وﺟﺎءت اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺗﺸﻜﻮ إﻟﯿﮫ اﻟﺨﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺸﻜﮭﺎ ؟ ) أي ﻟﻢ ﯾﺴﻤﻊ ﺷﻜﺎﯾﺘﮭﺎ (‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺮى ﻋﺮف اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪاﻧﮭﻢ ﻓﻲ ﻗﺪﯾﻢ اﻷﻣﺮ وﺣﺪﯾﺜﮫ ﺑﻤ ﺎ ذﻛﺮﻧ ﺎ ‪ ،‬أﻻ إن أزواج اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وأﺻ ﺤﺎﺑﮫ‬
‫ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﻜﻠﻔﻮن اﻟﻄﺤﯿﻦ واﻟﺨﺒﯿﺰ واﻟﻄﺒﯿﺦ وﻓﺮش اﻟﻔﺮاش وﺗﻘﺮﯾﺐ اﻟﻄﻌﺎم وأﺷﺒﺎه ذﻟﻚ‪ ،‬وﻻ ﻧﻌﻠﻢ اﻣﺮأة اﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴ ﻮغ‬
‫ﻟﮭﺎ اﻻﻣﺘﻨﺎع‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻀﺮﺑﻮن ﻧﺴﺎءھﻢ إذ ﻗﺼﺮن ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ‪ ،‬وﯾﺄﺧ ﺬوﻧﮭﻦ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣ ﺔ‪ ...‬ﻓﻠ ﻮﻻ أﻧﮭ ﺎ ﻣُﺴ ﺘﺤﻘﺔ ﻟﻤ ﺎ ﻃ ﺎﻟﺒﻮھﻦ‪ .‬ھ ﺬا ھ ﻮ‬
‫اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ ﻣﺎﻟﻚ وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮب ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻤﺮأة ﻟﺰوﺟﮭ ﺎ‪ ،‬وﻗ ﺎﻟﻮا‪ :‬إن ﻋﻘ ﺪ اﻟ ﺰواج‬
‫إﻧﻤﺎ اﻗﺘﻀﻰ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻻ اﻻﺳﺘﺨﺪام وﺑﺬل اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ‪ ...‬واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮع وﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق‪.‬‬

‫ﺗﺠﺎوز اﻟﺼﺪق ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ‪:‬‬

‫اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وﺗﻘﻮﯾﺔ رواﺑﻂ اﻷﺳﺮة ﻏﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﯾُﺴﺘﺒﺎح ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺗﺠﺎوز‬
‫اﻟﺼﺪق‪ .‬وﻗﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أم ﻛﻠﺜﻮم رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل‪ " :‬ﻟ ﯿﺲ‬
‫اﻟﻜﺬﱠاب اﻟﺬي ﯾُﺼﻠﺢ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﯿﻨﻤﻲ ﺧﯿﺮاً‪ ،‬أو ﯾﻘﻮل ﺧﯿﺮاً " ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬وﻟﻢ أﺳ ﻤﻌﮫ ﯾ ﺮﺧﱢﺺ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﯾﻘ ﻮل اﻟﻨ ﺎس إﻻ ﻓ ﻲ ﺛ ﻼث‬
‫ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺤﺮب و اﻹﺻﻼح ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وﺣﺪﯾﺚ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﮫ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة زوﺟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺬب ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ‪.‬‬

‫‪٢٣١‬‬
 ‫اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺰوج أن ﯾﻨﺘﻘﻞ ﺑﺰوﺟﺘﮫ ﺣﯿﺚ ﯾﺸﺎء ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ":‬أﺳﻜﻨﻮھﻦ ﻣﻦ ﺣﯿ ﺚ ﺳ ﻜﻨﺘﻢ‪ ،‬ﻣ ﻦ وُﺟْ ﺪِﻛﻢ‪ ،‬وﻻ ﺗﻀ ﺎروھ ّ‬
‫ﻦ‬
‫ﻟﺘﻀﯿﱢﻘﻮا ﻋﻠﯿﮭﻦّ" واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻀﺎرة ﯾﻘﺘﻀﻲ أﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻤﻀﺎرة ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺼ ﺪ ھ ﻮ‬
‫اﻟﻤﻌﺎﯾﺸﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺰواج‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﯾﻘﺼﺪ اﻟﻤﻀﺎرة واﻟﺘﻀﯿﯿﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﮫ ﻧﻘﻠﮭﺎ ﻛﺄن ﺗﮭﺒﮫ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺮ أو ﺗﺘﺮك ﻟﮫ ﺷﯿﺌﺎً‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻘﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﮭﺎ‪ ،‬أو ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﺄﻣﻮﻧﺎً ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻠﮭﺎ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻻﻣﺘﻨﺎع ‪ ،‬وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺤﻜﻢ ﻟﮭﺎ ﺑﻌﺪم اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﮭﺎ ﻟﮫ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط ﻋﺪم ﺧﺮوج اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ دارھﺎ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺗﺰوج اﻣﺮأة ‪ ،‬وﺷﺮط ﻟﮭﺎ أﻻ ﯾﺨﺮﺟﮭﺎ ﻣﻦ دارھﺎ أو ﻻ ﯾﺨﺮج ﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻏﯿﺮ ﺑﻠﺪھﺎ ﻓﻌﻠﯿ ﮫ اﻟﻮﻓ ﺎء ﺑﮭ ﺬا اﻟﺸ ﺮط‪ ،‬ﻟﻘ ﻮل‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن أﺣﻖ اﻟﺸﺮوط أن ﺗﻮﻓﻮا ﺑﮫ‪ ،‬ﻣﺎ اﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﺑﮫ اﻟﻔﺮوج" ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪،‬وﻣﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻤ ﺎ‬
‫ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺣﻤﺪ ‪ ،‬واﺳﺤﺎق ﺑﻦ راھﻮﯾﮫ‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ‪.‬‬

‫ﻣﻨﻊ اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ‪:‬‬

‫ﻓﺮﱠق اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﯿﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺬي ﯾُﺆدﱢي إﻟﻰ ﺗﻨﻘﯿﺺ ﺣﻖﱠ اﻟﺰوج‪ ،‬أو ﺿﺮره‪ ،‬أو ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ‪ ،‬وﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻻ‬
‫ﺿﺮر ﻓﯿﮫ ‪ -‬ﻓﻤﻨﻌﻮا اﻷول ‪ ،‬وأﺟﺎزوا اﻟﺜﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ‪ ،‬ﻣﻦ ﻓﻘﮭﺎء اﻷﺣﻨﺎف ‪ " :‬واﻟﺬي ﯾﻨﺒﻐﻲ ﺗﺤﺮﯾﺮه أن ﯾﻜﻮن ﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺗﻨﻘﯿﺺ ﺣﻘ ﮫ‪ ،‬أو ﺿ ﺮره ‪،‬‬
‫أو إﻟﻰ ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻻ ﺿﺮر ﻓﯿﮫ ﻻ وﺟﮫ ﻟﻤﻨﻌﮭﺎ ﻣﻨﮫ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﺮف ﻋﻤﻼً‬
‫ھﻮ ﻣﻦ ﻓﺮوض اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻞ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬

‫ﺧﺮوج اﻟﻤﺮأة ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ‪:‬‬

‫إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﺗﻄﻠﺒﮫ اﻟﻤﺮأة ﻣﻔﺮوﺿ ﺎً ﻋﻠﯿﮭ ﺎ )ﻛ ﺘﻌﻠﱡﻢ أﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺪﯾﻦ اﻟﺨ ﺎص ﺑ ﺎﻟﻤﺮأة ﻣ ﻦ ﺻ ﻮم وﺻ ﻼة وأﺣﻜ ﺎم ﺣ ﯿﺾ‬
‫وﻧﻔﺎس ( وﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوج أن ﯾﻌﻠﻤﮭﺎ إﯾﺎه ‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻞ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺨﺮج ﺣﯿﺚ اﻟﻌُﻠﻤﺎء وﻣﺠﺎﻟﺲ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ ﻟﺘﺘﻌﻠﻢ أﺣﻜﺎم دﯾﻨﮭﺎ ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﯿﻖ ﻣﻊ زوﺟﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﺗﺄدﯾﺐ اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺸﻮز ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻼﺗﻲ ﺗﺨﺎﻓﻮن ﻧﺸﻮزھﻦ ﻓﻌﻈﻮھﻦ واھﺠﺮوھﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻀﺎﺟﻊ ‪ ،‬ﻓﺈن أﻃﻌﻨﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﺒﻐﻮا ﻋﻠﯿﮭﻦ ﺳﺒﯿﻼً "‬
‫) اﻟﻨﺴﺎء ‪. ( ٣٤‬‬
‫ﻧﺸﻮز اﻟﺰوﺟﺔ ‪ :‬ھﻮ ﻋﺼﯿﺎن اﻟﺰوج وﻋﺪم ﻃﺎﻋﺘﮫ أو اﻣﺘﻨﺎﻋﮭﺎ ﻋﻦ ﻓﺮاﺷﮫ‪ ،‬أو ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮫ ‪ .‬وَﻋِﻈـﺘُﮭﺎ ﺗﺬﻛﯿﺮھﺎ ﺑﺎﷲ‬
‫‪ ،‬وﺗﺨﻮﯾﻔﮭﺎ ﺑﮫ ‪ ،‬وﺗﻨﺒﯿﮭﮭﺎً ﻟﻠﻮاﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ وﻣﺎ ﻟﺰوﺟﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﻖ ‪ ،‬وﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮھﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﺤﻘﮭﺎ ﻣ ﻦ إﺛ ﻢ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔ ﺔ‬
‫واﻟﻌﺼﯿﺎن‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻔﻮت ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻘﺔ ‪ ،‬واﻟﻜﺴﻮة ‪.‬‬
‫واﻟﮭﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻀﺠﻊ‪ :‬أي ﻓﻲ اﻟﻔﺮاش ‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﮭﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ﻓﻼ ﯾﺠﻮز أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤِﻞﱡ ﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﮭﺠﺮ أﺧﺎه ﻓﻮق ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪ (٥٠٣٥‬وﻻ ﺗﻀﺮب اﻟﺰوﺟﺔ‬
‫ﻷول ﻧﺸﻮزھﺎ ‪ ،‬واﻵﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ إﺿﻤﺎر وﺗﻘﺪﯾﺮ‪ .‬أي واﻟﻼﺗﻲ ﺗﺨﺎﻓﻮن ﻧﺸﻮزھﻦ ﻓﻌﻈﻮھﻦ" ‪ .‬ﻓﺈن ﻧَﺸَﺰْنَ ‪ " ،‬ﻓﺎھﺠﺮوھﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻀﺎﺟﻊ "‬
‫ﻓﺈن أﺻْﺮَرنَ " ﻓﺎﺿﺮﺑﻮھﻦ" أي إذا ﻟﻢ ﺗﺮﺗﺪع ﺑﺎﻟﻮﻋﻆ واﻟﮭﺠﺮ ﻓﻠﮫ ﺿﺮﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إن ﻟﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﻦ أﻻ ﯾﻮﻃﺌﻦ ﻓﺮﺷﻜﻢ أﺣ ﺪاً ﺗﻜﺮھﻮﻧ ﮫ ‪ ...‬ﻓ ﺈن ﻓﻌﻠ ﻦ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻮھﻦ ﺿ ﺮﺑﺎً ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﻣﺒﺮح ‪ ،‬أي ﻏﯿﺮ ﺷﺪﯾﺪ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺠﺘﻨﺐ اﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬واﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﻤﺨﻮﻓﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﻘﺼﻮد اﻟﺘﺄدﯾﺐ ﻻ اﻹﺗﻼف ‪.‬‬
‫أﺧﺮج أﺑﻮ داود ﻋﻦ ﺣﻜﯿﻢ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ اﻟﻘﺸﯿﺮي ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺣﻖ زوﺟﺔ أﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠﯿﮫ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬أن ﺗُﻄﻌﻤﮭ ﺎ‬
‫إذا ﻃﻌﻤﺖ ‪ ،‬وﺗﻜﺴﻮھﺎ إذا اﻛﺘﺴﯿﺖ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻀﺮب اﻟﻮﺟﮫ وﻻ ﺗُﻘﺒﺢ وﻻ ﺗﮭﺠﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ " ‪ .‬ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ) ‪( ٣٢٥٩‬‬
‫‪.‬‬

‫ﺗﺰﯾﻦ اﻟﻤﺮأة ﻟﺰوﺟﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﻤـُﺴﺘﺤﺴﻦ أن ﺗﺘﺰﯾﻦ اﻟﻤﺮأة ﻟﺰوﺟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻜﺤﻞ واﻟﺨﻀﺎب ‪ ،‬واﻟﻄﯿﺐ ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﻧ ﻮاع اﻟﺰﯾﻨ ﺔ ‪ .‬روى أﺣﻤ ﺪ ﻋ ﻦ‬
‫ﻛﺮﯾﻤﺔ ﺑﻨﺖ ھﻤﺎم ‪ " :‬ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﯿﻦ ‪ -‬أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ‪ -‬ﻓﻲ اﻟﺤﻨﺎء ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬ﻛﺎن ﺣﺒﯿﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾُﻌﺠﺒﮫ ﻟﻮﻧﮫ ‪ ،‬وﯾﻜﺮه رﯾﺤﮫ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﯾﺤﺮم ﻋﻠﯿﻜﻦّ ﺑﯿﻦ ﺣﯿﻀﺘﯿﻦ ‪ ،‬أو ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺣﯿﻀﺔ " ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫ﺗﺰﯾﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰوﺟﺘﮫ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻤـُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺘﺰﯾﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰوﺟﺘﮫ ‪ ،‬ﻗﺎل اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ‪ " :‬إﻧ ﻲ ﻷﺗ ﺰﯾﻦ ﻻﻣﺮأﺗ ﻲ ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﺗﺘﺰﯾﻦ ﻟﻲ " ‪.‬‬

‫ﺗﻮﺻﯿﺎت ﻟﻸُﺧﺖ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ‪:‬‬

‫اﺣﺬري ﻣﻦ ھﺬه اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﺰوﺟﻚ ‪:‬‬
‫‪ .١‬إﺳﺨﺎط اﻟﺰوج ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﺗﺠﺎوز ﺻﻼﺗﮭﻢ آذاﻧﮭﻢ ‪ :‬اﻟﻌﺒﺪ اﻵﺑﻖ ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺟﻊ ‪ ،‬واﻣﺮأة ﺑﺎﺗﺖ وزوﺟﮭ ﺎ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‬
‫ﺳﺎﺧﻂ‪ ،‬وإﻣﺎم ﻗﻮم وھﻢ ﻟﮫ ﻛﺎرھﻮن " ) ﺻﺤﯿﺢ ﺳُﻨﻦ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪. ( ٢٩٥‬‬

‫‪٢٣٢‬‬
 ‫‪ .٢‬إﯾﺬاء اﻟﺰوج ‪:‬‬
‫روى اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ رﺣﻤﮫ اﷲ وﻏﯿﺮه ﻋﻦ ﻣﻌﺎذ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗﺆدي اﻣﺮأة زوﺟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬إﻻ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ زوﺟﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌﯿﻦ‪ :‬ﻻ ﺗﺆذﯾﮫ ﻗﺎﺗﻠﻚ اﷲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ ھﻮ ﻋﻨﺪك دﺧﯿﻞ ‪ ،‬ﯾﻮﺷﻚ أن ﯾُﻔﺎرﻗﻚ إﻟﯿﻨﺎ " ) رواه اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪. ( ٧١٩٢‬‬

‫‪ .٣‬ﻛﻔﺮان ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺰوج ‪:‬‬

‫وروى اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ورأﯾ ﺖ اﻟﻨ ﺎر ﻓﻠ ﻢ أر ﻛ ﺎﻟﯿﻮم ﻣﻨﻈ ﺮاً ﻗ ﻂ‬
‫ورأﯾﺖ أﻛﺜﺮ أھﻠﮭﺎ اﻟﻨﺴﺎء " ‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻜﻔﺮھﻦ ‪ .‬ﻗﯿﻞ ‪ :‬أﯾﻜﻔﺮن ﺑﺎﷲ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﻜﻔﺮن اﻟﻌﺸﯿﺮ وﯾﻜﻔﺮن اﻹﺣﺴﺎن‬
‫‪ ،‬ﻟﻮ أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻰ إﺣﺪاھﻦ اﻟﺪھﺮ ‪ ،‬ﺛﻢ رأت ﻣﻨﻚ ﺷﯿﺌﺎً ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎ رأﯾﺖ ﻣﻨﻚ ﺧﯿﺮاً ﻗﻂ ‪ ) .‬ﺷﺮح ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻺﻣﺎم اﻟﻨﻮوي) ‪٤٦٥ / ٦‬‬
‫(‪.‬‬

‫‪ .٤‬ﻃﻠﺐ اﻟﻄﻼق ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﺎ ﺑﺄس ‪:‬‬

‫روى اﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎن ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ":‬أﯾّﻤﺎ اﻣ ﺮأة ﺳ ﺄﻟﺖ زوﺟﮭ ﺎ اﻟﻄ ﻼق ‪،‬‬
‫ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺑﺄس ‪ ،‬ﻓﺤﺮام ﻋﻠﯿﮭﺎ راﺋﺤﺔ اﻟﺠﻨﺔ " ) ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪. ( ٢٧٠٦‬‬

‫‪ .٥‬اﺣﺬري ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺰوج ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﷲ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮق ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ " ) رواه اﻹﻣ ﺎم أﺣﻤ ﺪ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ رﻗﻢ ‪ . ( ٧٥٢٠‬وھﻨﺎ ﻧﺤﺬر ﻣﻦ ﻣﺪاﺧﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء ھﺪاھﻦ اﷲ ﻓﺈذا أرادت أن ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻤﺎ ﯾﺄﻣﺮھﺎ‬
‫ﺑﮫ زوﺟﮭﺎ واﻷﻣﺮ ﻣُﺒﺎح ﺷﺮﻋﺎً ﻗﺎﻟﺖ ﻟﮫ ھﺬا ﻻ ﯾﺠﻮز أو ھﺬا ﺣﺮام أو ھﺬا أﻣﺮ ﻏﯿﺮ واﺟﺐ ﻟﺘﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬وأذﻛﱢﺮ ھ ﺆﻻء‬
‫اﻟﻨﺴﻮة ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺗﺮى اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺬﺑﻮا ﻋﻠﻰ اﷲ وﺟﻮھﮭﻢ ﻣﺴﻮدة ‪ ) ( ...‬ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ آﯾﺔ ‪. ( ٦٠ :‬‬
‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي ‪ " :‬وﻻرﯾﺐ أن اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﷲ وﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻠﯿ ﻞ ﺣ ﺮام وﺗﺤ ﺮﯾﻢ ﺣ ﻼل‬
‫ﻛﻔﺮ ﻣﺤﺾ " ‪.‬‬

‫‪ .٦‬اﻟﺼﯿﺎم ﺗﻄﻮﻋﺎً وزوﺟﮭﺎ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﺪون إذﻧﮫ ‪:‬‬

‫وﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺗَﺼُﻢْ اﻟﻤﺮأة وﺑﻌﻠﮭﺎ ﺷﺎھﺪ إﻻ ﺑﺈذﻧ ﮫ‬
‫" ‪ ) .‬ﺷﺮح ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي ‪. ( ١٢٠ / ٧‬‬
‫إن ﺻﯿﺎم اﻟﻤﺮأة وزوﺟﮭﺎ ﺣﺎﺿﺮ ﯾﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﮭﺎ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺗﻌﺮﺿﮫ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ واﻟﻤﻘﺼﻮد ھﻨﺎ ﺻﯿﺎم اﻟﺘﻄﻮع ‪-‬‬
‫ﻃﺒﻌﺎً ‪ -‬ﻷن ﺻﯿﺎم اﻟﻔﺮض ھﻮ ﺣﻖ اﷲ وﺣﻖ اﷲ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟﺰوج ‪.‬‬

‫‪ .٧‬اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻣﻦ ﺗﻤﻜﯿﻦ زوﺟﮭﺎ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا دﻋﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗ ﮫ إﻟ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﮫ ﻓﻠ ﻢ ﺗﺄﺗ ﮫ ﻓﺒ ﺎت ﻏﻀ ﺒﺎن ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻟﻌﻨﺘﮭ ﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﺗُﺼﺒﺢ " ) رواه ﻣﺴﻠﻢ ﺷﺮح ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮري ‪. ( ٢٥٩ / ١٠‬‬

‫‪ .٨‬إﻓﺸﺎء أﺳﺮار اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﯾﺰﯾﺪ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻌﻞ رﺟﻼً ﯾﻘﻮل ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻞ ﺑﺄھﻠﮫ ‪ ،‬وﻟﻌﻞ اﻣﺮأة ﺗُﺨﺒﺮ ﺑﻤﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ زوﺟﮭﺎ ؟ " ﻓﺄَرِم اﻟﻘﻮمُ‪ ) ،‬أي ﺳﻜﺘﻮا وﻟﻢ ﯾُﺠﯿﺒﻮا ( ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬أي واﷲ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﮭﻦ ﻟﯿﻔﻌﻠﻦ ‪ ،‬وإﻧﮭﻢ ﻟﯿﻔﻌﻠﻮن‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﻼ ﺗﻔﻌﻠﻮا ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻟﻘﻲ ﺷﯿﻄﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﯾ ﻖ ‪ ،‬ﻓﻐﺸ ﯿﮭﺎ واﻟﻨ ﺎس ﯾﻨﻈ ﺮون " ) رواه اﻹﻣ ﺎم أﺣﻤ ﺪ وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﻮاھﺪه ﻓﻲ آداب اﻟﺰﻓﺎف ص ‪. ( ١٤٤‬‬

‫‪ .٩‬ﺧﻠﻊ اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺑﯿﺖ اﻟﺰوج ‪:‬‬

‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﯾّﻤﺎ اﻣﺮأة ﻧﺰﻋﺖ ﺛﯿﺎﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺑﯿﺘﮭﺎ‪ ،‬ﺧﺮق اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻨﮭ ﺎ ﺳِ ﺘْﺮه ") رواه اﻹﻣ ﺎم‬
‫أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه ‪ ،‬ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.( ٨‬‬

‫‪ .١٠‬ﻻ ﺗُﺪﺧﻞ أﺣﺪاً ﺑﯿﺘﮫ ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮫ ‪:‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤ ﻞ ﻟﻠﻤ ﺮأة أن‬
‫ﺗﺼﻮم وزوﺟﮭﺎ ﺷﺎھﺪ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗﺄذن ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ " ) ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ‪. ( ٢٩٥ / ٩‬‬

‫‪ .١١‬ﻻ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮭﺎ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻗَﺮْنَ ﻓﻲ ﺑﯿﻮﺗﻜﻦ " ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑ ﻦ ﻛﺜﯿ ﺮ رﺣﻤ ﮫ اﷲ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﯿﺮ ھ ﺬه اﻵﯾ ﺔ ) ‪ ( ٧٦٨ / ٣‬أي‬
‫اﻟﺰﻣﻦ ﺑﯿﻮﺗﻜﻦ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺟﻦ ﻟﻐﯿﺮ ﺣﺎﺟﺔ " ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة إﻃﺎﻋﺔ زوﺟﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﺎ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮭﺎ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ " ‪.‬‬

‫‪٢٣٣‬‬
 ‫اﻟﻄﻼق‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﺣﻞ راﺑﻄﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﺑﻠﻔﻆ ﺻﺮﯾﺢ‪ ،‬ﻛـ أﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ‪ ،‬أو ﺑﻜﻨﺎﯾﺔ ﻣﻊ ﻧﯿﺔ ا ﻟﻄﻼق ﻛﻘﻮﻟﮫ اذھﺒﻲ إﻟﻰ أھﻠﻚ ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪ :‬وﻗﺪ ﺷﺮﻋﮫ اﷲ ﻋﺰ وﺟ ﻞ ﻟﺮﻓ ﻊ اﻟﻀ ﺮر ﻋ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ ﺑﻘﻮﻟ ﮫ " اﻟﻄ ﻼق ﻣﺮﺗ ﺎن ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺴ ﺎك ﺑﻤﻌ ﺮوف أو ﺗﺴ ﺮﯾﺢٌ‬
‫ﺑﺈﺣﺴﺎن " اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬واﺟﺐ‪ :‬إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﺿﺮر ﺑﯿﻦ ا ﻟﺰوﺟﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﯾﺮﻓﻊ إﻻ ﺑﮫ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻟﻘﯿﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إن ﻟ ﻲ اﻣ ﺮأة‬
‫ﻓﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﺬاﺋﮭﺎ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻃﻠﻘﮭﺎ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺣﺮام‪ :‬إذا ﻛﺎن ﯾُﺴﺒﺐ ﺿﺮراً ﻷﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬أﯾﻤﺎ اﻣﺮأة ﺳﺄﻟﺖ زوﺟﮭ ﺎ اﻟﻄ ﻼق ﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮ ﻣ ﺎ ﺑ ﺄس ﻓﺤ ﺮام ﻋﻠﯿﮭ ﺎ راﺋﺤ ﺔ‬
‫اﻟﺠﻨﺔ" رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫أرﻛﺎﻧﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺰوج اﻟﻤﻜﻠﱠﻒ اﻟﻌﺎﻗ ﻞ اﻟﺒ ﺎﻟﻎ اﻟﻤﺨﺘ ﺎر‪ :‬ﻓ ﺈذا ﻛ ﺎن ﻣﺠﻨﻮﻧ ﺎً ‪ ،‬أو ﺻ ﺒﯿﺎً أو ﻣﻜﺮھ ﺎً ﻓﻄﻼﻗ ﮫ ﻻ ﯾﻘ ﻊ‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ اﻟﺴ ﻜﺮان‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ورد ﻋ ﻦ‬
‫ﻋﺜﻤﺎن أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﯿﺲ ﻟﻤﺠﻨﻮن‪ ،‬وﻻ ﻟﺴ ﻜﺮان ﻃ ﻼق‪ ،‬وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ‪ :‬ﻃ ﻼق اﻟﺴ ﻜﺮان واﻟﻤﺴ ﺘﻜﺮه ﻟ ﯿﺲ ﺑﺠ ﺎﺋﺰ ‪ ،‬وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس‪:‬ﻓﯿﻤﻦ ﯾﻜﺮھﮫ اﻟﻠﺼﻮص ﻓﯿﻄﻠﱢﻖ ﻟﯿﺲ ﺑﺸﻲء‪ .‬وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻃﻼق اﻟﻐﻀﺒﺎن اﻟﺬي ﻻ ﯾﺪري ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ‪ ،‬وأﻣﺎ إن ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل‬
‫ﻓﯿﻘﻊ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﻃﻼق وﻻ ﻋﺘﺎق ﻓﻲ إﻏﻼق " رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫واﻹﻏﻼق ‪ :‬اﻟﺠﻨﻮن ‪ ،‬أو اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﺪﯾﺪ‪ ،‬اﻟﺬي ﻻ ﯾﺪري ﻣﺎ ﯾﺼﺪر ﻋﻨﮫ‪ .‬وأﻣﺎ ﻃﻼق اﻟﮭﺎزل ﻓﯿﻘﻊ ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﺛ ﻼث ﺟ ﺪھﻦ ﺟ ﺪ‪،‬‬
‫وھ ﺰﻟﮭﻦ ﺟ ﺪ ‪ :‬اﻟﻨﻜ ﺎح ‪ ،‬واﻟﻄ ﻼق ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻌ ﺔ " رواه اﻷرﺑﻌ ﺔ إﻻ اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﺣﺴ ﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﺣﺴ ﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺰوﺟﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺔ زوﺟﮭﺎ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﻧﺬر ﻻﺑﻦ آدم ﻓﯿﻤﺎ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ وﻻ ﻋﺘﻖ ﻟﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﻻ ﯾﻤﻠ ﻚ‪ ،‬وﻻ ﻃ ﻼق ﻟ ﮫ ﻓﯿﻤ ﺎ ﻻ‬
‫ﯾﻤﻠﻚ" رواه أﺣﻤﺪ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺼﺮﯾﺢ ا ﻟﺪال ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻼق‪ :‬ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ) أﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ‪ ،‬أو أﻧﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ( ﻓﮭﺬا ا ﻟﻠﻔﻆ ﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﻤﺠﺮد ﻟﻔﻈ ﮫ ﯾﻘ ﻊ‬
‫اﻟﻄﻼق ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻠﻔﻆ ﻏﯿﺮ اﻟﺼﺮﯾﺢ ﻓﯿﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧﯿﺔ ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ‪ ) :‬اﻟﺤﻘﻲ ﺑﺄھﻠﻚ ‪ ،‬أو اﺧﺮﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ( ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻧﯿﺘﮫ اﻟﻄﻼق‬
‫وﻗﻊ ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﯿﺘﮫ اﻟﻄﻼق ﻓﻼ ﯾﻘﻊ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن اﺑﻨﺔ ا ﻟﺠﻮن ﻟﻤﺎ أُدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫ﺎ‪،‬‬ ‫ﺎ ﻣﻨﮭ‬ ‫ﻠﻢ ودﻧ‬ ‫وﺳ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻚ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻋُﺬت ﺑﻌﻈﯿﻢ‪ ،‬اﻟﺤﻘﻲ ﺑﺄھﻠﻚ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻛﺬﻟﻚ ﯾﻘﻊ اﻟﻄﻼق ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎﻣﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻄﻼق اﻟﺴُﻨﻲ ‪ :‬وھﻮ أن ﯾُﻄﻠﱢﻖ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ اﻟﻤﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ ﻃﻠﻘﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ ﻃُﮭﺮ ﻟﻢ ﯾﻤﺴﮭﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وھ ﻮ ﻃ ﻼق ﺻ ﺤﯿﺢ ﺻ ﺮﯾﺢ‬
‫واﻗﻊ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " اﻟﻄﻼق ﻣﺮﺗﺎن ﻓﺈﻣﺴﺎك ﺑﻤﻌﺮوف أو ﺗﺴﺮﯾﺢ ﺑﺈﺣﺴﺎن " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ‬
‫ﺑﻦ ﻋﻤﺮ أ ﻧﮫ ﻃﻠﻖ اﻣﺮأﺗﮫ وھﻲ ﺣﺎﺋﺾ ﻋﻞ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺴﺄل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ ؟ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﺮه ﻓﻠﯿﺮاﺟﻌﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﯿﻤﺴﻜْﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗَﻄﮭُﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺤﯿﺾ ﺛﻢ‬
‫ﺗﻄﮭﺮ‪ ،‬ﺛﻢ إن ﺷﺎء أ ﻣﺴﻚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ‪ ،‬وإن ﺷﺎء ﻃﻠﻖ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻤﺲ‪ ،‬ﻓﺘﻠﻚ اﻟﻌﺪة اﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ أن ﺗﻄﻠﻖ ﻟﮭﺎ اﻟﻨﺴﺎء " ﻣﺘﻔﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻄﻼق اﻟﺒِﺪْﻋﻲ ‪ :‬وھﻮ أن ﯾُﻄﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ اﻟﻤﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ وھﻲ ﺣﺎﺋﺾ ‪ ،‬أو ﻧﻔﺴﺎء ‪ ،‬أو ﻓ ﻲ ﻃﮭ ﺮ ﺟﺎﻣﻌﮭ ﺎ ﻓﯿ ﮫ ‪ .‬وﻗ ﺪ ذھ ﺐ‬
‫ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﻄﻼق اﻟﺒﺪﻋﻲ ﯾﻘﻊ وﯾﺤﻞ راﺑﻄﺔ اﻟﺰواج‪ ،‬وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺣُﺮﻣﺘﮫ ‪ ،‬وإﺛﻢ ﻓﺎﻋﻠﮫ ‪ ،‬واﻟﺼﺤﯿﺢ أن ھ ﺬا‬
‫اﻟﻄﻼق ﻻ ﯾﻘﻊ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﮫ أﻣﺮﻧﺎ ﻓﮭﻮ رد " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ] رد ‪ :‬ﻣﺮدود [ ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﻄﻼق اﻟﺤﺮام ‪ :‬وھﻮ اﻟﻄﻼق ﻓﻲ ﻃُﮭﺮ ﻟﻢ ﯾﻤﺴﮭﺎ ﻓﯿﮫ ﺑﺜﻼث ﻃﻠﻘﺎت‪ ،‬ﺑﻜﻠﻤﺔ واﺣﺪة ‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺛﻼث ﻛﻠﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ ﻛ ﺄن ﯾﻘ ﻮل‬
‫ﻋﺒﺎرة ) أﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ﺛﻼﺛﺎً ( أو ) أﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ﻃﺎﻟﻖ ﻃﺎﻟﻖ ( وﯾﻘﻊ ھﺬا اﻟﻄﻼق وﺗُﺤﺴﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻃﻠﻘﺔ واﺣﺪة‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ‬
‫ﻟﺒﯿﺪ ﻗﺎل ‪ :‬أُﺧﺒِﺮَ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ رﺟﻞ ﻃﻠﻖ اﻣﺮأﺗﮫ ﺛ ﻼث ﺗﻄﻠﯿﻘ ﺎت ﺟﻤﯿﻌ ﺎً ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎم ﻏﻀ ﺒﺎن‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬أَﯾُﻠْﻌَ ﺐُ‬
‫ﺑﻜﺘﺎب اﷲ وأﻧﺎ ﺑﯿﻦ أﻇﮭﺮﻛﻢ ؟ ﺣﺘﻰ ﻗﺎم رﺟﻞ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻓﻼ أﻗﺘﻠﮫ " رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻗﺎل اﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ‪ .‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎن اﻟﻄﻼق ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وأﺑﻲ ﺑﻜﺮ ‪ ،‬وﺳﻨﺘﯿﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﻃﻼق‬
‫اﻟﺜﻼث واﺣﺪة ‪ ( ...‬رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﯾُﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻃﻼق اﻟﺒﺘﺔ ﻃﻠﻘﺔ واﺣ ﺪة‪ ،‬وﯾﻘ ﻊ ﻛ ﺬﻟﻚ ﻃ ﻼق اﻟﺤﺎﻣ ﻞ ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬أن اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﻤﺮ ﻃﻠﻖ اﻣﺮأة ﻟﮫ وھﻲ ﺣﺎﺋﺾ ﺗﻄﻠﯿﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣُﺮه ﻓﻠﯿﺮاﺟﻌﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﯿﻄﻠﻘﮭﺎ إذا ﻃﮭﺮت‬
‫‪ ،‬أو ھﻲ ﺣﺎﻣﻞ " رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬‬

‫‪ .٤‬اﻟﻄﻼق اﻟﺮﺟﻌﻲ ‪ :‬وھﻮ ﻃﻼق ﯾﻤﻠ ﻚ ﻓﯿ ﮫ اﻟ ﺰوج ﻣﺮاﺟﻌ ﺔ زوﺟﺘ ﮫ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻄﻠﻘ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ واﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ‪ .‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " اﻟﻄ ﻼق ﻣﺮﺗ ﺎن‬
‫ﻓﺈﻣﺴﺎك ﺑﻤﻌ ﺮوف أو ﺗﺴ ﺮﯾﺢ ﺑﺈﺣﺴ ﺎن " ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ ،‬وﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻄ ﻼق ﺣ ﻖ ﻟﻠﺰوﺟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻔﻘ ﺔ واﻟﻤﯿ ﺮاث وﯾﻤﻠ ﻚ اﻟ ﺰوج‬
‫اﻟﺮﺟﻌﺔ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﺑﻌﻮﻟﺘﮭﻦ أﺣﻖ ﺑﺮدھﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ إن أرادوا إﺻﻼﺣﺎً " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ ،‬وﯾﺴﺘﺤﺐ ﻓﯿﮫ اﻹﺷﮭﺎد ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ‬

‫‪٢٣٤‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ " وأﺷﮭﺪوا ذوي ﻋﺪل ﻣﻨﻜﻢ " ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق‪ ،‬وﺗﺼﺢ اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻓﯿﮫ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎع‪ ،‬أو ﺑﻘﻮﻟﮫ ) راﺟﻌﺘﻚ ( ‪ ،‬وﻻ ﺗﺨﺮج اﻟﺰوﺟﺔ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﻌِ ﺪة ﻣ ﻦ اﻟﺒﯿ ﺖ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﺨﺮﺟ ﻮھﻦ ﻣ ﻦ ﺑﯿ ﻮﺗﮭﻦ وﻻ ﯾﺨ ﺮﺟﻦ " ﺳ ﻮرة اﻟﻄ ﻼق ‪ ،‬وﯾُﺴ ﺘﺤﺐ أن ﺗﺘ ﺰﯾﻦ ﻟ ﮫ‬
‫وﺗﺘﻄﯿﺐ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ أدﻋﻰ ﻟﻠﻤﺮاﺟﻌﺔ واﻟﻄﻼق ا ﻟﺮﺟﻌﻲ ﯾﻨﻘﺺ ﻋﺪد اﻟﻄﻠﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ ‪.‬‬

‫‪ .٥‬اﻟﻄﻼق اﻟﺒﺎﺋﻦ ‪ :‬وھﻮ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﺰوج ﻓﯿﮫ ﺣﻖ اﻟﺮﺟﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎ أن ﯾﻘﻊ ھﺬا اﻟﻄﻼق ﯾُﺼ ﺒﺢ اﻟ ﺰوج رﺟ ﻼً آﺧ ﺮ ﻛﺴ ﺎﺋﺮ اﻟﺨﻄ ﺎب‪،‬‬
‫واﻟﺒﯿﻨﻮﻧﺔ ﻧﻮﻋﺎن ‪ :‬ﺻﻐﺮى ‪ ،‬وﻛﺒﺮى‪ .‬اﻟﺒﯿﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼُﻐﺮى ‪ :‬ﻛﺄن ﯾﺘﺮﻛﮭﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻼق اﻟﺮﺟﻌﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﻌﻮد ﻟﮫ إﻻ‬
‫ﺑﻤﮭﺮ وﻋﻘﺪ ﺟﺪﯾﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻛﺄن ﯾﻄﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ أو أن ﯾﻄﻠﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﺗﺪﻓﻌﮫ ﻟﮫ ﻣﺨﺎﻟﻌﺔ أو أن ﯾُﻄﻠﻘﮭﺎ اﻟﺤﻜﻤﺎن‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺮﯾﺎن أ ن اﻟﻄﻼق أﺻﻠﺢ ﻣﻦ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ‪ .‬اﻟﺒﯿﻨﻮﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮى‪ :‬وھﻲ اﻟﻄﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯿﮭﺎ إﻻ أن ﺗُﻨﻜﺢ‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن ﻃﻠﻘﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﺤﻞ ﻟﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻜﺢ زوﺟﺎً ﻏﯿﺮه " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻃﻼق ا ﻟﺘﺨﯿﯿﺮ ‪ :‬ﻛﺄن ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰوﺟﺘﮫ ‪ :‬ﺧﯿﺮﺗﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷﺌﺖ ﻣﻜﺜﺖ ﻣﻌﻲ‪ ،‬وإن ﺷﺌﺖ ﻓﺎرﻗﺘﻨﻲ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا اﺧﺘ ﺎرت اﻟﻄ ﻼق ﻃُﻠﻘ ﺖ‪،‬‬
‫وﺗﺤﺴ ﺐ ﻃﻠﻘ ﺔ واﺣ ﺪة ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻗُ ﻞ ﻷزواﺟ ﻚ إن ﻛﻨ ﺘﻦ ﺗ ﺮدن اﻟﺤﯿ ﺎة ا ﻟ ﺪُﻧﯿﺎ وزﯾﻨﺘﮭ ﺎ ﻓﺘﻌ ﺎﻟﯿﻦ أﻣ ﺘﻌﻜﻦﱠ‬
‫وأﺳﺮﺣﻜﻦﱠ ﺳﺮاﺣﺎً ﺟﻤ ﯿﻼً وإن ﻛﻨ ﺘﻦﱠ ﺗ ﺮدن اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ واﻟ ﺪار اﻵﺧ ﺮة ﻓ ﺈن ا ﷲ أﻋ ﺪ ﻟﻠﻤﺤﺴ ﻨﺎت ﻣ ﻨﻜﻦّ أﺟ ﺮاً ﻋﻈﯿﻤ ﺎً " ﺳ ﻮرة‬
‫اﻷﺣﺰاب ‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﺧﯿﺮﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺎﺧﺘﺮﻧﺎه ﻓﻠﻢ ﯾَﻌﺪّھﺎ ﺷﯿﺌﺎً " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪ .٧‬ﻃﻼق اﻟﺘﻤﻠﯿﻚ ‪ :‬ﻛﺄن ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰوﺟﺘﮫ ‪ ) :‬أﻣﺮك ﺑﯿﺪك ( ﻓﺈذا ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻲ ﻃﺎﻟﻖ ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻊ ‪ ،‬وﺗﺤﺴﺐ ﻃﻠﻘﺔ رﺟﻌﯿﺔ ‪.‬‬

‫‪ .٨‬اﻟﻄﻼق ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ‪ :‬إذا وَﻛﱠﻞ اﻟﺮﺟﻞ رﺟﻼً آﺧﺮ ﻓﻲ ﻃﻼق زوﺟﺘﮫ ﯾﻘﻊ ذﻟﻚ ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻃﻼق اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ :‬ﯾﺤﻖ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾُﻄﻠﱢﻖ اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ زوﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬
‫إذا ﻟﻢ ﯾﻘﺪر اﻟﺰوج ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ ‪ ،‬وذھﺒﺖ اﻟﺰوﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻃﺎﻟﺒﺔً اﻟﻄ ﻼق ‪ ،‬ﻓﯿﻄﻠﻘﮭ ﺎ ﻃﻠﻘ ﺔ رﺟﻌﯿ ﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ‪":‬‬
‫وﻻﺗﻤﺴﻜﻮھﻦ ﺿﺮاراً ﻟﺘﻌﺘﺪوا" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫• إذا ادﻋﺖ اﻟﺰوﺟﺔ أن اﻟﺰوج ﺳﻲء اﻟﻌﺸﺮة ﻣﻌﮭﺎ‪ ،‬ﯾﻀﺮﺑﮭﺎ وﯾﺴﺒﱡﮭﺎ وﻛﺎن ﻟﺪﯾﮭﺎ اﻟﺒﯿﻨﺔ ﯾﺒﻌﺚ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﻜﻤﯿﻦ ﯾﻨﻈﺮان ﻓﻲ أﻣﺮھﻤﺎ‬
‫‪ ،‬وﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎض ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺤﻜﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا ﺣﻜﻤﺎً ﻣﻦ أھﻠﮫ وﺣﻜﻤﺎً ﻣﻦ أھﻠﮭﺎ إن ﯾﺮﯾ ﺪا إﺻ ﻼﺣﺎً ﯾﻮﻓ ﻖ اﷲ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ "‬
‫ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ‪.‬‬
‫• إذا ﻏﺎب ﻋﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ ﻣﺪة ﻃﻮﯾﻠﺔ ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻦ أرﺑﻌﺔ ﺷﮭﻮر ‪ ،‬وأﻟﺤﻖ اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ ‪ ،‬وﻃﻠﺒﺖ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻄﻼق ‪.‬‬

‫‪ .٩‬اﻟﻄﻼق اﻟﻤُﻌﻠﱠﻖ ‪ :‬واﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻗﺴﻤﺎن‪:‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول " ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮫ ﻣﺎ ﯾﻘﺼﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ ﻟﻠﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ أو اﻟﺘﺮك أو ﺗﺄﻛﯿ ﺪ اﻟﺨﺒ ﺮ‪ ،‬وﯾُﺴ ﻤﻰ اﻟﺘﻌﻠﯿ ﻖ اﻟﻘﺴ ﻤﻲ‪ :‬ﻣﺜ ﻞ أن ﯾﻘ ﻮل‬
‫ﻟﺰوﺟﺘﮫ ‪ :‬إن ﺧﺮﺟﺖ ﻓﺄﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ‪ ،‬ﻣﺮﯾﺪاً ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج إذا ﺧﺮﺟﺖ ‪ ،‬ﻻ إﯾﻘﺎع اﻟﻄﻼق‪.‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وﯾﻜﻮن اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻨ ﮫ إﯾﻘ ﺎع اﻟﻄ ﻼق ﻋﻨ ﺪ ﺣﺼ ﻮل اﻟﺸ ﺮط‪ ،‬وﯾُﺴ ﻤﻰ اﻟﺘﻌﻠﯿ ﻖ اﻟﺸ ﺮﻃﻲ‪ :‬ﻣﺜ ﻞ أن ﯾﻘ ﻮل ﻟﺰوﺟﺘ ﮫ ‪ " :‬إن‬
‫أﺑﺮأﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﺆﺧﺮ ﺻﺪاﻗﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ" وھﺬا اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﺑﻨﻮﻋﯿﮫ واﻗﻊ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ .‬وﯾﺮى اﺑﻦ ﺣﺰم أﻧﮫ ﻏﯿﺮ واﻗﻊ وﻓﺼﻞ اﺑﻦ‬
‫ﺗﯿﻤﯿﺔ واﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻻ‪ :‬إن اﻟﻄﻼق اﻟﻤﻌﻠﻖ اﻟﺬي ﻓﯿﮫ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻏﯿﺮ واﻗﻊ‪ ،‬وﺗﺠﺐ ﻓﯿﮫ ﻛﻔﺎرة ا ﻟﯿﻤﯿﻦ إذا ﺣﺼﻞ اﻟﻤﺤﻠﻮف ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫] وھﻲ إﻃﻌﺎم ﻋﺸﺮة ﻣﺴﺎﻛﯿﻦ أو ﻛﺴﻮﺗﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺛﻼﺛ ﺔ أﯾ ﺎم [ وھ ﻮ اﻟ ﺮأي اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي اﻟ ﺬي ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾ ﻞ وإﻟﯿ ﮫ‬
‫أﻣﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻗﺎﻻ ﻓﻲ اﻟﻄﻼق اﻟﺸﺮﻃﻲ ‪ :‬إﻧﮫ واﻗﻊ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل اﻟﻤﻌﻠﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ :‬واﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﮭﺎ اﻟﻨﺎس ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﻼق ﺛﻼﺛ ﺔ‬
‫أﻧﻮاع‪:‬‬

‫اﻷول ‪ :‬ﺻﯿﻐﺔ اﻟﺘﻨﺠﯿﺰ واﻹرﺳﺎل‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ ‪ :‬أﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ﻓﮭﺬا ﯾﻘﻊ ﺑﮫ اﻟﻄﻼق‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﺑﺤﻠﻒ وﻻ ﻛﻔﺎرة ﻓﯿﮫ اﺗﻔﺎﻗﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺻﯿﻐﺔ ﺗﻌﻠﯿﻖٌ‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ ‪ :‬اﻟﻄﻼق ﯾﻠﺰﻣﻨﻲ ﻷﻓﻌﻠﻦ ﻛﺬا‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﻤﯿﻦ ﺑﺎﺗﻔﺎق أھﻞ اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬واﺗﻔﺎق ﻃﻮاﺋﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ ،‬واﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺻﯿﻐﺔ ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻛﻘﻮﻟﮫ ‪ :‬إن ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬا ﻓﺎﻣﺮأﺗﻲ ﻃﺎﻟﻖ‪ ،‬ﻓﮭﺬا إن ﻗﺼﺪ ﺑﮫ اﻟﯿﻤﯿﻦ وھﻮ ﯾﻜﺮه وﻗﻮع اﻟﻄﻼق ﻛﻤﺎ ﯾﻜﺮه ا ﻻﻧﺘﻘﺎل ﻋﻦ‬
‫دﯾﻨﮫ ﻓﮭﻮ ﯾﻤﯿﻦ‪ ،‬ﺣﻜﻤﮫ ﺣﻜﻢ اﻷول‪ ،‬اﻟﺬي ھﻮ ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎن ﯾﺮﯾﺪ وﻗﻮع اﻟﺠﺰاء ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮط ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺣﺎﻟﻔﺎً ‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ ‪ :‬إن أﻋﻄﯿﺘﻨﻲ أﻟﻔﺎً ﻓﺄﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ‪ ،‬وإذا زﻧﯿﺖ ﻓﺄﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ‪ ،‬وﻗﺼﺪ إﯾﻘﺎع‬
‫اﻟﻄﻼق ﻋﻨﺪ وﻗﻮع اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻣﺠﺮد اﻟﺤﻠﻒ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﻟﯿﺲ ﺑﯿﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﻻ ﻛﻔﺎرة ﻓﻲ ھﺬا ﻋﻨﺪ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻓﯿﻤ ﺎ ﻋﻠﻤﻨ ﺎه‪ ،‬ﺑ ﻞ‬
‫ﯾﻘﻊ ﺑﮫ اﻟﻄﻼق‪ ،‬إذا وﺟﺪ اﻟﺸﺮط‪ ،‬وأﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮫ اﻟﺤﺾ ‪ ،‬أو اﻟﻤﻨﻊ ‪ ،‬أو اﻟﺘﺼﺪﯾﻖ ‪ ،‬أو اﻟﺘﻜﺬﯾﺐ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺎ ﯾﻜﺮه‬
‫وﻗﻮﻋﮫ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﯾﺼﯿﻐﺔ اﻟﻘﺴﻢ أو اﻟﺠﺰاء‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﻤﯿﻦ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎن ﯾﻤﯿﻨﺎً ﻓﻠﯿﺲ ﻟﻠﯿﻤﯿﻦ إﻻ ﺣُﻜﻤﺎن ‪ :‬إﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻌﻘﺪة ﻓﺘﻜﻔﺮ‪ ،‬وإﻣﺎ أن ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻌﻘﺪة ﻛﺎﻟﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻼ ﺗﻜﻔ ﺮ‪ ،‬وإﻣ ﺎ‬
‫أن ﺗﻜﻮن ﯾﻤﯿﻨﺎً ﻣﻨﻌﻘﺪة ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﻔﺮة ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﺣُﻜﻢ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ‪ ،‬وﻻ ﺳُﻨﺔ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻻ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯿﮫ‬
‫دﻟﯿﻞ ‪.‬‬

‫‪٢٣٥‬‬
 ‫اﻟﺨُﻠْﻊ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ھﻮ اﻓﺘﺪاء اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ زوﺟﮭﺎ اﻟﻜﺎرھﺔ ﻟﮫ ﺑﻤﺎل ﺗﺪﻓﻌﮫ إﻟﯿﮫ ﻟﯿﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﮭﺎ‪.‬‬
‫واﻟﺨﻠﻊ اﻟﺬي أﺑﺎﺣﮫ اﻹﺳﻼم ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﺧﻠﻊ اﻟﺜﻮب إذا أزاﻟﮫ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﺮأة ﻟﺒﺎس اﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬واﻟﺮﺟ ﻞ ﻟﺒ ﺎس ﻟﮭ ﺎ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ھ ﻦ‬
‫ﻟﺒﺎس ﻟﻜﻢ‪ ،‬وأﻧﺘﻢ ﻟﺒﺎس ﻟﮭﻦ " )اﻟﺒﻘﺮة( وﯾُﺴﻤﻰ اﻟﻔﺪاء‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﺮأة ﺗﻔﺘﺪي ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺒﺬﻟﮫ ﻟﺰوﺟﮭﺎ‪ .‬وﻗﺪ ﻋﺮﻓﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺄﻧﮫ "ﻓﺮاق‬
‫اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﺑﺒﺪل ﯾﺤﺼﻞ ﻟﮫ" ‪.‬‬
‫واﻷﺻﻞ ﻓﯿﮫ ﻣﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﺟﺎءت اﻣﺮأة ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ ﺑﻦ ﺷﻤﺎس إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ " :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎ أﻋﺘﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ وﻻ دﯾﻦ وﻟﻜﻨﻲ أﻛﺮه اﻟﻜﻔﺮ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪ .‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﺗﺮدﱢﯾﻦ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺪﯾﻘﺘﮫ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮﻻﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻗﺒﻞ اﻟﺤﺪﯾﻘﺔ وﻃﻠﱢﻘﮭﺎ ﺗﻄﻠﯿﻘﺔ "‪.‬أي‬
‫أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺮﯾﺪ ﻣﻔﺎرﻗﺘﮫ ﻟﺴﻮء ﺧﻠﻘﮫ أو ﻟﻨﻘﺼﺎن دﯾﻨﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮھﮫ ﻟﺪﻣﺎﻣﺘﮫ‪ ،‬وھﻲ ﺗﻜﺮه أن ﺗﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﻜﺮاھﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﻓﯿﻤ ﺎ‬
‫ﯾﺠﺐ ﻟﮫ ﻣﻦ ﺣﻖ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻛﻔﺮان اﻟﻌﺸﯿﺮ‪.‬‬

‫أﻟﻔﺎظ اﻟﺨﻠﻊ ‪:‬‬

‫واﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾﺮون أﻧﮫ ﻻﺑﺪ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻊ أن ﯾﻜﻮن ﺑﻠﻔﻆ اﻟﺨﻠﻊ أو ﺑﻠﻔﻆ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻨﮫ‪ ،‬أو ﻟﻔﻆ ﯾﺆدي ﻣﻌﻨﺎه‪ .‬ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺒﺎرأة واﻟﻔﺪﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺰﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺧﺬت اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺰوج ‪:‬‬
‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز أن ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺰوج ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﺔ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺧﺬت ﻣﻨﮫ‪ .‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ اﻓﺘﺪت ﺑﮫ ")اﻟﺒﻘﺮة ‪. ( ٢٢٩‬وھﺬا ﻋﺎم ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻘﻠﯿﻞ واﻟﻜﺜﯿﺮ‪.‬‬
‫وﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ :‬أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺰوج أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻨﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ أﺧﺬت ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻ ﺤﯿﺢ ‪ :‬أنﱠ أﺑ ﺎ اﻟﺰﺑﯿ ﺮ‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬إﻧﮫ ﻛﺎن أﺻﺪﻗﮭﺎ ﺣﺪﯾﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﺗﺮدﯾﻦ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺪﯾﻘﺘﮫ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺎك ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ وزﯾﺎدة‪ .‬ﻓﻘﺎل‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﻣﺎ اﻟﺰﯾﺎدة ﻓﻼ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺣﺪﯾﻘﺘﮫ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ" وھﺬا اﻟﺮأي ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾ ﻞ وإﻟﯿ ﮫ أﻣﯿ ﻞ ﻟﻘﯿ ﺎم‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻓﺎﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪاق ھﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب أﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ ‪.‬‬

‫اﻟﺨﻠﻊ دون ﻣﻘﺘﺾ ‪:‬‬

‫واﻟﺨﻠﻊ إﻧﻤﺎ ﯾﺠﻮز إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﯾﻘﺘﻀﯿﮫ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻜﻮن اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﯿﺒﺎً ﻓﻲ ﺧﻠﻘﮫ‪ ،‬أو ﺳﯿﺌﺎً ﻓﻲ ﺧﻠﻘﮫ‪ ،‬أو ﻻ ﯾﺆدي ﻟﻠﺰوﺟ ﺔ‬
‫ﺣﻘﮭﺎ‪ ،‬أو أن ﺗﺨﺎف اﻟﻤﺮأة أﻻ ﺗﻘﯿﻢ ﺣﺪود اﷲ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺣُﺴﻦ اﻟﺼﺤﺒﺔ‪ ،‬وﺟﻤﯿﻞ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة ‪ .‬ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻇﺎھﺮ اﻵﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺳ ﺒﺐ ﯾﻘﺘﻀ ﯿﮫ ﻓﮭ ﻮ ﻣﺤﻈ ﻮر‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ‪ " :‬اﻟﻤﺨﺘﻠﻌ ﺎت ھُ ﻦﱠ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘ ﺎت" ﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫اﻟﺨﻠﻊ ﺑﺘﺮاﺿﻲ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ‪:‬‬

‫واﻟﺨﻠﻊ ﯾﻜﻮن ﺑﺘﺮاﺿﻲ اﻟﺰوج واﻟﺰوﺟﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﺮاﺿﻲ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ إﻟﺰام اﻟﺰوج ﺑﺎﻟﺨﻠﻊ ﻷن ﺛﺎﺑﺘﺎً وزوﺟﺘﮫ رﻓﻌﺎ‬
‫أﻣﺮھﻤﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﻟﺰﻣﮫ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄن ﯾﻘﺒﻞ اﻟﺤﺪﯾﻘﺔ‪ ،‬وﯾﻄﻠﻖ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‪.‬‬

‫ﺣﺮﻣﺔ اﻹﺳﺎءة إﻟﻰ اﻟﺰوﺟﺔ ﻟﺘﺨﺘﻠﻊ ‪:‬‬

‫ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﯾﺆذي زوﺟﺘﮫ ﺑﻤﻨﻊ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﻮﻗﮭﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺗﻀﺠﺮ وﺗﺨﺘﻠﻊ ﻧﻔﺴﮭﺎ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺣﺮم ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﺮأة ﻓﺮاق اﻟﺰوج واﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻜ ﻢ أن ﺗﺮﺛ ﻮا اﻟﻨﺴ ﺎء ﻛﺮھ ﺎً‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﻀ ﻠﻮھﻦ‬
‫ﻟﺘﺬھﺒﻮا ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ آﺗﯿﺘﻤﻮھﻦ إﻻ أن ﯾﺄﺗﯿﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﯿﻨﺔ" )اﻟﻨﺴﺎء ‪ ، ١٩‬اﻟﻌﻀﻞ ‪ :‬اﻟﺘﻀﯿﯿﻖ واﻟﻤﻨﻊ (‪.‬‬
‫وﻟﻘﻮﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن أردﺗ ﻢ اﺳ ﺘﺒﺪال زوج ﻣﻜ ﺎن زوج‪ ،‬وآﺗﯿ ﺘﻢ إﺣ ﺪاھﻦ ﻗﻨﻄ ﺎراً ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺗﺄﺧ ﺬوا ﻣﻨ ﮫ ﺷ ﯿﺌﺎً *أﺗﺄﺧﺬوﻧ ﮫ‬
‫ﺑﮭﺘﺎﻧﺎً وإﺛﻤﺎً ﻣﺒﯿﻨﺎً " ) اﻟﻨﺴﺎء ‪. ( ٢٠‬‬
‫وﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﻔﺎذ اﻟﺨﻠﻊ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﺣُﺮﻣﺔ اﻟﻌَﻀْﻞ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز اﻟﺨﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﻄﱡﮭﺮ واﻟﺤﯿﺾ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز اﻟﺨﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﻄﱡﮭﺮ واﻟﺤﯿﺾ‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﻘﯿﺪ وﻗﻮﻋﮫ ﺑﻮﻗﺖ‪ ،‬ﻷن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ أﻃﻠﻘ ﮫ وﻟ ﻢ ﯾﻘﯿ ﺪه ﺑ ﺰﻣﻦ دون زﻣ ﻦ‪ ،‬ﻗ ﺎل اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ اﻓﺘﺪت ﺑﮫ" ‪ .‬وﻷن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ‪ -‬أﻃﻠﻖ اﻟﺤُﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻣ ﺮأة ﺛﺎﺑ ﺖ‬
‫ﺑﻦ ﻗﯿﺲ‪ ،‬ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺑﺤﺚ‪ ،‬وﻻ اﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻦ ﺣﺎل اﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺨﻠﻊ ﯾﺠﻌﻞ أﻣﺮ اﻟﻤﺮأة ﺑﯿﺪھﺎ ‪:‬‬

‫ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ‪ ،‬إﻟﻰ أن اﻟﺮﺟﻞ إذا ﺧ ﺎﻟﻊ اﻣﺮأﺗ ﮫ ﻣﻠﻜ ﺖ ﻧﻔﺴ ﮭﺎ وﻛ ﺎن أﻣﺮھ ﺎ إﻟﯿﮭ ﺎ‪ ،‬وﻻ رﺟﻌ ﺔ ﻟ ﮫ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺑﺬﻟﺖ اﻟﻤﺎل ﻟﺘﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﯾﻤﻠﻚ رﺟﻌﺘﮭﺎ ﻟﻢ ﯾﺤﺼﻞ ﻟﻠﻤﺮأة اﻻﻓﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﺰوج ﺑﻤﺎ ﺑﺬﻟﺘﮫ ﻟﮫ‪ ،‬وﺣﺘﻰ ﻟﻮ‬
‫رد ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺎ أﺧﺬ ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬وﻗﺒﻠﺖ ‪ -‬ﻟﯿﺲ ﻟﮫ أن ﯾﺮﺗﺠﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪة‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻗﺪ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﻨﮫ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺨﻠﻊ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز ﺗﺰوﯾﺠﮭﺎ ﺑﺮﺿﺎھﺎ ‪:‬‬

‫وﯾﺠﻮز ﻟﻠﺰوج أن ﯾﺘﺰوﺟﮭﺎ ﺑﺮﺿﺎھﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﻘﺪاً ﺟﺪﯾﺪاً ‪.‬‬

‫‪٢٣٦‬‬
 ‫ھﻞ اﻟﺨﻠﻊ ﻃﻼق أم ﻓﺴﺦ ‪:‬‬
‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺨﻠﻊ ﻃﻼق ﺑﺎﺋﻦ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻦ ﻗﻮل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﺧ ﺬ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﻘ ﺔ وﻃﻠﻘﮭ ﺎ ﺗﻄﻠﯿﻘ ﺔ " ‪ .‬وذھ ﺐ ﺑﻌ ﺾ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ‪ ،‬ﻣ ﻨﮭﻢ أﺣﻤ ﺪ‪ ،‬وداود ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء واﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ‪ ،‬وﻋﺜﻤ ﺎن‪ ،‬واﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﺴﺦ‪ ،‬ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻄﻼق‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ " :‬اﻟﻄﻼق ﻣﺮﺗﺎن" ﺛﻢ ذﻛﺮ اﻻﻓﺘﺪاء‪ .‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﺈن ﻃﻠﻘﮭﺎ ﻓﻼ‬
‫ﺗَﺤ ﻞﱡ ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺣﺘ ﻰ ﺗَ ﻨْﻜِﺢَ زوﺟ ﺎً ﻏﯿ ﺮه " )اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ . ( ٢٣٠‬ﻓﻠ ﻮ ﻛ ﺎن اﻻﻓﺘ ﺪاء ﻃﻼﻗ ﺎً ﻟﻜ ﺎن اﻟﻄ ﻼق اﻟ ﺬي ﻻ ﺗﺤ ﻞ ﻟ ﮫ ﻓﯿ ﮫ إﻻ ﺑﻌ ﺪ‬
‫زواج‪،‬ھﻮ اﻟﻄﻼق اﻟﺮاﺑﻊ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪ :‬واﻟﺬي ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﻄﻼق أﻧﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ رﺗﺐ اﻟﻄﻼق ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺧﻮل اﻟﺬي ﻟ ﻢ ﯾﺴ ﺘﻮف ﻋ ﺪده ﺛﻼﺛ ﺔ أﺣﻜ ﺎم‪،‬‬
‫ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻨﺘﻔﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻊ‪:‬‬
‫أﺣﺪھﻤﺎ ‪ :‬أن اﻟﺰوج أﺣﻖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻌﺔ ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أﻧﮫ ﻣﺤﺴﻮب ﻣﻦ اﻟﺜﻼث‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺤﻞﱡ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻌﺪد‪ ،‬إﻻ ﺑﻌﺪ دﺧﻮل زوج وإﺻﺎﺑﺘﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬أن اﻟﻌﺪة ﻓﯿﮫ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮوء ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﻨﺺ واﻹﺟﻤﺎع أﻧﮫ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠ ﻊ ‪ ،‬وﺛﺒ ﺖ ﺑﺎﻟﺴﱡ ﻨّﺔ وأﻗ ﻮال اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ أن اﻟﻌ ﺪة ﻓﯿ ﮫ ﺣﯿﻀ ﺔ واﺣ ﺪة‪ ،‬وﺛﺒ ﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺟﻮازه ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻘﺘﯿﻦ‪ ،‬ووﻗﻮع ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪھﺎ‪ ،‬وھﺬا ﻇﺎھﺮ ﺟﺪاً ﻓﻲ ﻛﻮﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﻄﻼق‪.‬‬
‫وﺛﻤﺮة ھﺬا اﻟﺨﻼف ﺗﻈﮭﺮ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺪاد ﺑﺎﻟﻄﻼق‪ .‬ﻓﻤﻦ رأى أﻧﮫ ﻃﻼق‪ ،‬اﺣﺘﺴﺒﮫ ﻃﻠﻘﺔ ﺑﺎﺋﻨﺔ‪ ،‬وﻣﻦ رأى أﻧﮫ ﻓﺴﺦ ﻟﻢ ﯾﺤﺘﺴﺒﮫ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻃﻠﻖ‬
‫اﻣﺮأﺗﮫ ﺗﻄﻠﯿﻘﺘﯿﻦ ﺛﻢ ﺧﺎﻟﻌﮭﺎ‪ ،‬ﺛﻢ أراد أن ﯾﺘﺰوﺟﮭﺎ ﻓﻠﮫ ذﻟﻚ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﺗﻨﻜﺢ زوﺟﺎً ﻏﯿ ﺮه‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﻟ ﯿﺲ ﻟ ﮫ ﻏﯿ ﺮ ﺗﻄﻠﯿﻘﺘ ﯿﻦ واﻟﺨﻠ ﻊ ﻓﺴ ﺦ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﺨﻠﻊ ﻃﻼﻗﺎً ﻗﺎل‪ :‬ﻟﻢ ﯾﺠﺰ ﻟﮫ أن ﯾﺮﺗﺠﻌﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻜﺢ زوﺟﺎً ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺑﺎﻟﺨﻠﻊ ﻛﻤﻠﺖ اﻟﺜﻼث‪.‬‬

‫ﻋﺪة اﻟﻤﺨﺘﻠﻌﺔ ‪:‬‬

‫ﺛﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﱡﻨّﺔ أن اﻟﻤﺨﺘﻠﻌﺔ ﺗﻌﺘﺪ ﺑﺤﯿﻀﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﻗﺼﺔ ﺛﺎﺑﺖ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﮫ "ﺧﺬ اﻟ ﺬي ﻟﮭ ﺎ ﻋﻠﯿ ﻚ‬
‫وﺧﻞ ﺳﺒﯿﻠﮭﺎ ‪ .‬ﻗﺎل ﻧﻌﻢ‪ " .‬ﻓﺄﻣﺮھ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أن ﺗﻌﺘ ﺪ ﺑﺤﯿﻀ ﺔ واﺣ ﺪة وﺗﻠﺤ ﻖ ﺑﺄھﻠﮭ ﺎ " ‪ .‬رواه اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‬
‫ﺑﺈﺳﻨﺎد رﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت‪ .‬وﻻ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﻤﺨﺎﻟﻊ ﻣﺮاﺟﻌﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪة إذ اﻟﺨﻠﻊ ﯾُﺒﯿﻨُﮭﺎ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ‪ :‬إذا ﻛﺮه اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ وأرادت اﻟﺰوﺟﺔ أن ﺗﺒﻘﻰ ﺗﺤﺘﮫ ﻓﻌﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﻮﻗﮭﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن اﻣﺮأة ﺧﺎﻓﺖ‬
‫ﻣﻦ ﺑﻌﻠﮭﺎ ﻧﺸﻮزاً أو إﻋﺮاﺿﺎً ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ أن ﯾُﺼﻠﺤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺻُﻠﺤﺎ‪ ،‬واﻟﺼُﻠﺢ ﺧﯿﺮ وأُﺣﻀﺮت اﻷﻧﻔﺲ اﻟﺸﱡﺢّ " )ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء(‬
‫وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن ﺳﻮدة ﺑﻨﺖ زﻣﻌﺔ وھﺒﺖ ﯾﻮﻣﮭﺎ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺴﻢ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﯾﻮﻣﮭﺎ وﯾﻮم‬
‫ﺳﻮدة " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫اﻟﻈﱢﮭﺎر‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﻗﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰوﺟﺘﮫ أﻧﺖ ﻋﻠﻲّ ﻛﻈﮭﺮ أﻣﻲ ‪ ،‬وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠ ﻮز اﻹﻗ ﺪام ﻋﻠﯿ ﮫ ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫اﻟﺬﯾﻦ ﯾُﻈﺎھﺮون ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ‪ ،‬ﻣﺎ ھُﻦﱠ أﻣﮭﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬إنْ أﻣﮭﺎﺗﮭﻢ إﻻ اﻟﻼﺋﻲ وَﻟَﺪْﻧَﮭُﻢ‪ ،‬وإﻧﮭﻢ ﻟﯿﻘﻮﻟﻮن ﻣﻨﻜﺮاً ﻣﻦ اﻟﻘﻮل وزوراً‪ ،‬وإنﱠ اﷲ‬
‫ﻟﻌﻔﻮ ﻏﻔﻮر " ‪" .‬اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ‪."٢‬‬
‫وأﺻﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺴُﻨﻦ أن أوس ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻇﺎھﺮ ﻣﻦ زوﺟﺘﮫ ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺛﻌﻠﺒﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﺎدﻟﺖ ﻓﯿﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﺷﺘﻜﺖ إﻟﻰ اﷲ‪ ،‬وﺳﻤﻊ اﷲ ﺷﻜﻮاھﺎ ﻣﻦ ﻓﻮق ﺳﺒﻊ ﺳﻤﻮات ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬إن أوس ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ‬
‫ﺗﺰوﺟﻨﻲ‪ ،‬وأﻧﺎ ﺷﺎﺑﺔ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻲّ ﻓﻠﻤﺎ ﺧﻼ ﺳﻨﻲ وﻧﺜﺮت ﺑﻄﻨﻲ‪ ،‬ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻛﺄﻣﮫ ﻋﻨﺪه‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬‬
‫ﻣﺎﻋﻨﺪي ﻓﻲ أﻣﺮك ﺷﻲء " ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ " :‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺷﻜﻮ إﻟﯿﻚ" وروى أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ‪ " :‬إن ﻟ ﻲ ﺻ ﺒﯿﺔ ﺻ ﻐﺎراً إن ﺿ ﻤﮭﻢ إﻟﯿ ﮫ ﺿ ﺎﻋﻮا‪،‬‬
‫وإن ﺿﻤﻤﺘﮭﻢ إﻟﻰّ ﺟﺎﻋﻮا " ‪.‬‬
‫ﻓﻨﺰل اﻟﻘﺮآن ‪ ،‬وﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي وﺳﻊ ﺳﻤﻌﮫ اﻷﺻﻮات‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﺟﺎءت ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﺗﺸﻜﻮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﺴﺮ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬ﯾﺨﻔ ﻰ ﻋﻠ ﻲّ ﺑﻌ ﺾ ﻛﻼﻣﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺄﻧﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪ " :‬ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻊ اﷲ ﻗ ﻮل اﻟﺘ ﻲ ﺗُﺠﺎدﻟ ﻚ ﻓ ﻲ زوﺟﮭ ﺎ‬
‫وﺗﺸﺘﻜﻲ إﻟﻰ اﷲ ‪ ،‬واﷲ ﯾﺴﻤﻊ ﺗﺤﺎورﻛﻤﺎ‪ ،‬إن اﷲ ﺳﻤﯿﻊ ﺑﺼﯿﺮ " ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﯿﻌﺘﻖ رﻗﺒ ﺔ " ﻗﺎﻟ ﺖ ‪ :‬ﻻ‬
‫ﯾﺠﺪ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﯿﺼﻮم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﮫ ﺷﯿﺦ ﻛﺒﯿﺮ‪ ،‬ﻣﺎ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺻﯿﺎم ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻠﯿُﻄﻌﻢ ﺳﺘﯿﻦ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻣﺎ‬
‫ﻋﻨﺪه ﻣﻦ ﺷﻲء ﯾﺘﺼﺪق ﺑﮫ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﺳﺄﻋﯿﻨﮫ ﺑِﻌَﺮَقٍ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬وأﻧﺎ أُﻋﯿﻨﮫ ﺑِﻌَﺮَقٍ آﺧﺮ؟ ﻗﺎل‪ :‬أﺣﺴﻨﺖ‪ ،‬ﻓﺄﻃﻌﻤﻲ ﻋﻨﮫ ﺳﺘﯿﻦ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً ‪،‬‬
‫وارﺟﻌﻲ إﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﻚ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﺸﻮاھﺪه وأﺻﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ‪.‬‬

‫ھﻞ اﻟﻈﮭﺎر ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﻷم ؟‬

‫ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر إﻟﻰ أن اﻟﻈﮭﺎر ﯾﺨﺘﺺ ﺑﺎﻷم ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘ ﺮآن ‪ ،‬وﻛﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺴﱡ ﻨّﺔ ‪ .‬ﻓﻠ ﻮ ﻗ ﺎل ﻟﺰوﺟﺘ ﮫ‪ :‬أﻧ ﺖ ﻋﻠ ّ‬
‫ﻲ‬
‫ﻛﻈﮭﺮ أﻣﻲ ﻛﺎن ﻣُﻈﺎھﺮاً ‪ ،‬وﻟﻮ ﻗﺎل ﻟﮭﺎ ‪ :‬أﻧﺖ ﻋﻠﻲّ ﻛﻈﮭﺮ أﺧﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻇﮭ ﺎراً ‪ .‬وذھ ﺐ اﻟ ﺒﻌﺾ ‪ ،‬ﻣ ﻨﮭﻢ اﻷﺣﻨ ﺎف واﻷوزاﻋ ﻲ‬
‫واﻟﺜﻮري واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻗﻮﻟﯿﮫ‪ ،‬وزﯾﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‪ ،‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾُﻘﺎس ﻋﻠﻰ اﻷم ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺤﺎرم ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻈﮭﺎر ﻋﻨﺪھﻢ ھﻮ ﺗﺸﺒﯿﮫ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺘﺄﺑﯿﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ أو اﻟﻤﺼﺎھﺮة أو اﻟﺮﺿ ﺎع‪،‬‬
‫إذ اﻟﻌﻠﺔ ھﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻤﺆﺑﺪ ‪ ،‬واﻟﺮأي اﻷول ھﻮ اﻷرﺟﺢ ﻋﻨﺪي إذ ھﻮ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻠﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﻣﻨﮫ اﻟﻈﮭﺎر ؟‬

‫‪٢٣٧‬‬
 ‫واﻟﻈﮭﺎر ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬ﻟﺰوﺟﺔ ﻗﺪ اﻧﻌﻘﺪ زواﺟﮭﺎ اﻧﻌﻘﺎداً ﺻﺤﯿﺤﺎ ﻧﺎﻓﺬاً ‪.‬‬

‫أﺛﺮ اﻟﻈﮭﺎر ‪:‬‬

‫إذا ﻇﺎھﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻣ ﻦ اﻣﺮأﺗ ﮫ ‪ ،‬وﺻ ﺢ اﻟﻈﮭ ﺎر ﺗﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ أﺛ ﺮان ‪ :‬اﻷﺛ ﺮ اﻷول ‪ :‬ﺣﺮﻣ ﺔ إﺗﯿ ﺎن اﻟﺰوﺟ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﯾُﻜﻔﱢ ﺮ ﻛﻔ ﺎرة‬
‫اﻟﻈﮭﺎر‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻤﺎﺳﺎ" ‪ .‬وﻛﻤﺎ ﯾُﺤﺮﱠم اﻟﻤﺴﯿﺲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺮﱠم ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﮫ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺒﯿﻞ واﻟﻤﻌﺎﻧﻘﺔ وﻧﺤﻮ‬
‫ذﻟﻚ‪ ،‬وھﺬا ﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬
‫اﻷﺛﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وﺟﻮب اﻟﻜﻔﺎرة ﺑﺎﻟﻌﻮد‪) .‬واﻟﻌﻮد ھﻮ اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﻮطء ﻓﻘﻂ وإن ﻟﻢ ﯾﻄﺄ ( وھﻮ ﻗﻮل ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﯿﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ‪:‬‬

‫إذا ﻣﺲﱠ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﯾَﺤْﺮُم‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﺗﻘ ﺪم ﺑﯿﺎﻧ ﮫ‪ ،‬واﻟﻜﻔ ﺎرة ﻻ ﺗﺴ ﻘﻂ وﻻ ﺗﺘﻀ ﺎﻋﻒ‪ ،‬ﺑ ﻞ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻛﻤ ﺎ ھ ﻲ‬
‫ﻛﻔﺎرة واﺣﺪة‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺼّﻠﺖ ﺑﻦ دﯾﻨﺎر‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻦ اﻟﻤﻈﺎھﺮ ﯾُﺠﺎﻣﻊ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻜﻔﺮ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬ﻛﻔﺎرة واﺣﺪة ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻜﻔﺎرة ‪:‬‬
‫واﻟﻜﻔﺎرة ھﻲ ‪ :‬ﻋﺘﻖ رﻗﺒﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻃﻌﺎم ﺳﺘﯿﻦ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً‪ .‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‬
‫‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾُﻈﺎھﺮون ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ ﺛﻢ ﯾﻌﻮدون ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻤﺎﺳﺎ ذﻟﻜﻢ ﺗﻮﻋﻈﻮن ﺑﮫ ‪ ،‬واﷲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﺧﺒﯿﺮ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻤﺎﺳﺎ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻓﺈﻃﻌﺎم ﺳﺘﯿﻦ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً" ) ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ‪ ...‬آﯾﺔ ‪ ٤ - ٣‬اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ(‪.‬‬
‫وﻗﺪ روﻋﻲ ﻓﻲ ﻛﻔﺎرة اﻟﻈﮭﺎر اﻟﺘﺸﺪﯾﺪ‪ ،‬ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ،‬وﻣﻨﻌﺎً ﻣﻦ ﻇُﻠﻢ اﻟﻤﺮأة ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺮﺟﻞ إذا رأى أن اﻟﻜﻔﺎرة ﯾﺜﻘ ﻞ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ‪ ،‬اﺣﺘﺮم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪ ،‬واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻇُﻠﻢ زوﺟﺘﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺴــﺦ‬

‫ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ‪ :‬ﻧﻘﻀﮫ ‪ ،‬وﺣﻞ اﻟﺮاﺑﻄ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮﺑﻂ ﺑ ﯿﻦ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن اﻟﻔﺴ ﺦ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺧﻠ ﻞ وﻗ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﺪ‪ ،‬أو ﺑﺴ ﺒﺐ‬
‫ﻃﺎريء ﻋﻠﯿﮫ ﯾﻤﻨﻊ ﺑﻘﺎءه‪.‬‬

‫ﻣﺜﺎل اﻟﻔﺴﺦ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻠﻞ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا ﺗﻢ اﻟﻌﻘﺪ وﺗﺒﯿﻦ أن اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺧﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع‪ ،‬ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﻋﻘﺪ ﻏﯿﺮ اﻷب ﻟﻠﺼﻐﯿﺮة ﺛﻢ ﺑﻠﻐﺖ ﻓﮭﻲ ﺑﺎﻟﺨﯿﺎر إﻣﺎ أن ﺗُﺒﻘﻲ اﻟﻌﻘﺪ أو ﺗﻔﺴﺨﮫ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾُﺴﻤﻰ ) ﺧﯿﺎر اﻟﺒﻠﻮغ (‬
‫‪ .٣‬إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﻋﯿﺐ ﻓﻲ اﻟﺰوﺟﺔ ﻟﻢ ﯾﺒﯿﻦ ﻟﻠﺰوج إﻻ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺰوج ﻛﻞ ﺷﻲء دﻓﻌﮫ ‪،‬‬
‫وإن ﻛﺎن ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺧﻮل ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺼﺪاق ﻟﻠﻤﺮأة‪ ،‬وﯾﺮﺟﻊ اﻟﺰوج ﻟﻤﻦ ﻏﺮه ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ :‬أﯾﻤﺎ اﻣﺮأة ﻏﺮ رﺟﻞ ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬ﺑﮭ ﺎ‬
‫ﺟﻨﻮن أو ﺟﺬام أو ﺑﺮص ﻓﻠﮭﺎ ﻣﮭﺮھﺎ ﺑﻤﺎ أﺻﺎب ﻣﻨﮭﺎ وﺻﺪاق اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻏﺮه‪ .‬رواه ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺜﺎل اﻟﻔﺴﺦ اﻟﻄﺎرىء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا ارﺗﺪ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم وﻟﻢ ﯾﻌﺪ إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮدة اﻟﻄﺎرﺋﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا أﺳﻠﻢ اﻟﺰوج وأﺑﺖ زوﺟﺘﮫ أن ﺗُﺴﻠﻢ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸ ﺮﻛﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﻌﻘ ﺪ ﺣﯿﻨﺌ ﺬ ﯾﻔﺴ ﺦ‪ ،‬ﺑﺨ ﻼف ﻣ ﺎ إذا ﻛﺎﻧ ﺖ ﻛﺘﺎﺑﯿ ﺔ ﻓ ﺈن اﻟﻌﻘ ﺪ ﯾﺒﻘ ﻰ‬
‫ﺻﺤﯿﺤﺎً ﻛﻤﺎ ھﻮ‪ ،‬إذ أﻧﮫ ﯾﺼﺢ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﺔ اﺑﺘﺪاء‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﻄﻼق ‪:‬‬

‫واﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﻏﯿﺮ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻄﻼق إذ أن اﻟﻄﻼق ﯾﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻃﻼق رﺟﻌﻲ وﻃﻼق ﺑﺎﺋﻦ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻌ ﻲ ﻻ‬
‫ﯾُﻨﮭﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل‪ ،‬واﻟﺒﺎﺋﻦ ﯾﻨﮭﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺎريء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬أم ﺑﺴﺐ ﺧﻠﻞ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻨﮭﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﻼق ﺗﻨﻘﺺ ﻋﺪد اﻟﻄﻠﻘﺎت‪ ،‬ﻓﺈذا ﻃﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻃﻠﻘﺔ رﺟﻌﯿﺔ‪ ،‬ﺛﻢ راﺟﻌﮭﺎ وھﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬أو ﻋﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء‬
‫اﻟﻌﺪة ﻋﻘﺪاً ﺟﺪﯾﺪاً ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺗﺤﺴﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻠﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻻ ﻃﻠﻘﺘﯿﻦ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻔﺴﺦ ﻓﻼ ﯾﻨﻘﺺ ﺑﮭﺎ ﻋﺪد اﻟﻄﻠﻘﺎت‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘ ﺪ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺧﯿ ﺎر اﻟﺒﻠ ﻮغ ﺛ ﻢ ﻋ ﺎد اﻟﺰوﺟ ﺎن وﺗﺰوﺟ ﺎ ﻣﻠ ﻚ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‬
‫ﺛﻼث ﻃﻠﻘﺎت‪.‬‬

‫اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪:‬‬

‫ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎﻻت ﻣ ﺎ ﯾﻜ ﻮن ﺳ ﺒﺐ اﻟﻔﺴ ﺦ ﻓﯿﮭ ﺎ ﺟﻠﯿ ﺎً ﻻ ﯾﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﻗﻀ ﺎء اﻟﻘﺎﺿ ﻲ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ إذا ﺗﺒ ﯿﻦ ﻟﻠ ﺰوﺟﯿﻦ أﻧﮭﻤ ﺎ أﺧ ﻮان ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺮﺿﺎع‪ ،‬وﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﯿﻦ أن ﯾﻔﺴﺨﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺴﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺳﺒﺐ اﻟﻔﺴﺦ ﺧﻔﯿﺎً ﻏﯿﺮ ﺟﻠﻲّ ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﻀﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬وﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻔﺴ ﺦ ﺑﺈﺑ ﺎء اﻟﺰوﺟ ﺔ اﻟﻤُﺸ ﺮﻛﺔ‬
‫اﻹﺳﻼم إذا أﺳﻠﻢ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻓﻼ ﯾﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫اﻟﻠﱢﻌــــﺎن‬

‫‪٢٣٨‬‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﻠﻌﺎن ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﻠﻌﻦ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﻼﻋﻦ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ " :‬أن ﻟﻌﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ إن ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻜﺎذﺑﯿﻦ" وﻗﯿﻞ ھﻮ اﻹﺑﻌﺎد ‪.‬‬
‫وﺳﻤﻰ اﻟﻤﺘﻼﻋﻨﺎن ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﯾﻌﻘﺐ اﻟﻠﻌﺎن ﻣﻦ اﻹﺛﻢ واﻹﺑﻌﺎد‪ ،‬وﻷن أﺣﺪھﻤﺎ ﻛﺎذب‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن ﻣﻠﻌﻮﻧﺎً ‪ ،‬وﻗﯿﻞ‪ :‬ﻷن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﯾﺒﻌ ﺪ‬
‫ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﺑﺘﺄﺑﯿﺪ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪.‬‬
‫وﺣﻘﯿﻘﺘ ﮫ‪ :‬أن ﯾﺤﻠ ﻒ اﻟﺮﺟ ﻞ إذا رﻣ ﻰ اﻣﺮأﺗ ﮫ ﺑ ﺎﻟﺰﻧﻰ أرﺑ ﻊ ﻣ ﺮات إﻧ ﮫ ﻟﻤ ﻦ اﻟﺼ ﺎدﻗﯿﻦ‪ ،‬واﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ أن ﻟﻌﻨ ﺔ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ إن ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻜﺎذﺑﯿﻦ‪ ،‬وأن ﺗﺤﻠﻒ اﻟﻤﺮأة ﻋﻨﺪ ﺗﻜﺬﯾﺒﮫ أرﺑﻊ ﻣﺮات‪ ،‬إﻧﮫ ﻟﻤﻦ اﻟﻜﺎذﺑﯿﻦ ‪ ،‬واﻟﺨﺎﻣﺴﺔ أن ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﻏﻀﺐ اﷲ إن ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫إذا رﻣﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﮫ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗُﻘﺮ ھﻲ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮﺟﻊ ﻋﻦ رﻣﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺷﺮع اﷲ ﻟﮭﻤﺎ اﻟﻠﻌﺎن‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ :‬أن ھﻼل ﺑﻦ أﻣﯿﺔ ﻗﺬف اﻣﺮأﺗﮫ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺸﺮﯾﻚ اﺑﻦ‬
‫ﺳﺤﻤﺎء ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﺒﯿﻨﺔ‪ ،‬أو ﺣﺪ ﻓﻲ ﻇﮭﺮك " ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إذا رأى أﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻣﺮأﺗ ﮫ رﺟ ﻼً‬
‫ﯾﻨﻄﻠﻖ ﯾﻠﺘﻤﺲ اﻟﺒﯿﻨﺔ ؟ ﻓﺠﻌﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﺒﯿﻨﺔ‪ ،‬وإﻻ ﺣﺪ ﻓﻲ ﻇﮭﺮك" ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬واﻟﺬي ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ‬
‫إﻧﻲ ﻟﺼﺎدق‪ ،‬وﻟﯿﻨﺰﻟﻦﱠ اﷲ ﻣﺎ ﯾﺒﺮّيء ﻇﮭﺮي ﻣﻦ اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻓﻨﺰل ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم وأﻧﺰل ﻋﻠﯿﮫ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ":‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن أزواﺟﮭﻢ‬
‫وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻢ ﺷﮭﺪاء إﻻ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻓﺸﮭﺎدة أﺣﺪھﻢ أرﺑﻊ ﺷ ﮭﺎدات ﺑ ﺎﷲ إﻧ ﮫ ﻟﻤ ﻦ اﻟﺼ ﺎدﻗﯿﻦ‪ .‬واﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ أن ﻟﻌﻨ ﺔ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ إن ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻜ ﺎذﺑﯿﻦ‪ ،‬وﯾ ﺪرأ ﻋﻨﮭ ﺎ اﻟﻌ ﺬاب أن ﺗﺸ ﮭﺪ أرﺑ ﻊ ﺷ ﮭﺎدات ﺑ ﺎﷲ إﻧ ﮫ ﻟﻤ ﻦ اﻟﻜ ﺎذﺑﯿﻦ‪ .‬واﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ أن ﻏﻀ ﺐ اﷲ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ إن ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ" )اﻟﻨﻮر ‪.( ٩ - ٦‬‬
‫ﻓﺎﻧﺼﺮف اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺠﺎء ھ ﻼل ﻓﺸ ﮭﺪ واﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ‪" :‬إن اﷲ ﯾﻌﻠ ﻢ أن أﺣ ﺪﻛﻤﺎ‬
‫ﻛﺎذب‪ .‬ﻓﮭﻞ ﻣﻨﻜﻤﺎ ﺗﺎﺋﺐ" ؟ ﻓﺸ ﮭﺪت‪ .‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ وﻗﱠﻔﻮھ ﺎ وﻗ ﺎﻟﻮا إﻧﮭ ﺎ اﻟﻤﻮﺟﺒ ﺔ‪ .‬ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ‪:‬‬
‫ﻓﺘﻠﻜﺄت وﻧﻜﺼﺖ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺮﺟﻊ‪ .‬ﺛ ﻢ ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﻻ أﻓﻀ ﺢ ﻗ ﻮﻣﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﯿ ﻮم‪ ،‬ﻓﻤﻀ ﺖ‪ .‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪" :‬‬
‫أﺑﺼﺮوھﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﺟﺎءت ﺑﮫ أﻛﺤﻞ اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ‪ ،‬ﺳﺎﺑﻎ اﻷﻟﯿﺘﯿﻦ‪ ،‬ﺧَﺪَﻟﺞﱠ اﻟﺴﺎﻗﯿﻦ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻟﺸﺮﯾﻚ ﺑﻦ ﺳﺤﻤﺎء" ‪ .‬ﻓﺠﺎءت ﺑﮫ ﻛﺬﻟﻚ‪ .‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﻮﻻ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻛﺎن ﻟﻲ وﻟﮭﺎ ﺷﺄن"‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺮﺷﺪ إﻟﯿﮫ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬

‫• ﻓﯿﮫ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺰوج إذا ﻗﺬف اﻣﺮأﺗﮫ ‪ ،‬وﻋﺠﺰ ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺒﯿﻨﺔ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺪ اﻟﻘﺬف‪ ،‬وإذا وﻗﻊ اﻟﻠﻌﻦ ﺳﻘﻂ اﻟﺤﺪ ﻋﻨﮫ‪.‬‬
‫• ﻓﯿﮫ اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻮﻋﻆ ﻟﻠﺰوﺟﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﻌﺎن‪.‬‬
‫• أﺷﺎروا ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف ﻋﻦ إﺗﻤﺎم اﻟﻠﻌﺎن وﻛ ﺎدت ﺗﻌﺘ ﺮف وﻟﻜﻨﮭ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺮض ﺑﻔﻀ ﯿﺤﺔ ﻗﻮﻣﮭ ﺎ ‪ ،‬وﻓ ﻲ ھ ﺬا دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أن ﻣﺠ ﺮد‬
‫اﻟﺘﻠﻜﺆ ﻻ ﯾﻌﻤﻞ ﺑﮫ‪.‬‬
‫• ﻓﻲ ھﺬا دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮأة ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼً وﻗﺖ اﻟﻠﻌﺎن ) واﻷﻛﺤﻞ ‪ :‬اﻟﺬي أﺟﻔﺎﻧﮫ ﺳﻮداء ﻛ ﺄن ﻓﯿﮭ ﺎ ﻛﺤ ﻼً‪ .‬وﺳ ﺎﺑﻎ اﻵﻟﯿﺘ ﯿﻦ ‪ :‬أي‬
‫ﻋﻈﯿﻤﮭﻤﺎ‪ ،‬وﺧﺪﻟﺞ‪ :‬ﻣﻤﺘﻠﻲء( ‪.‬‬
‫• ﻟﻮﻻ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ‪ ،‬أي أن اﻟﻠﻌﺎن ﯾﺮﻓﻊ اﻟﺤﺪ ﻋﻦ اﻟﻤﺮأة وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻷﻗﺎم اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﻠﻌﺎن ؟‬

‫وﯾﻜﻮن اﻟﻠﻌﺎن ﻓﻲ ﺻﻮرﺗﯿﻦ‪:‬‬
‫اﻟﺼﻮرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬أن ﯾﺮﻣﻲ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﮫ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ أرﺑﻌﺔ ﺷﮭﻮد ﯾﺸﮭﺪون ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻤﺎ رﻣﺎھﺎ ﺑﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ :‬أن ﯾﻨﻔﻲ ﺣﻤﻠﮭﺎ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫وﯾﻜﻮن ﻧﻔﻲ اﻟﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ادﻋﻰ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻄﺄھﺎ أﺻﻼً ﻣﻦ ﺣﯿﻦ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬أو ادﻋﻰ أﻧﮭﺎ أﺗ ﺖ ﺑ ﮫ ﻷﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ﺳ ﺘﺔ أﺷ ﮭﺮ ﺑﻌ ﺪ‬
‫اﻟﻮطء ‪ ،‬أو ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ وﻗﺖ اﻟﻮطء ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸﺮع اﻟﻠﻌﺎن ﻟﻤﺠﺮد اﻟﺘﮭﻤﺔ أو اﻟﻈﻦ‪ ،‬وﺧﯿﺮ ﻣﻦ ﻟﻌﺎﻧﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل اﺗﮭﺎﻣﮭ ﺎ ﻓﻘ ﻂ أن‬
‫ﯾﻄﻠﻘﮭﺎ وﯾﺴﺘﺮﯾﺢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎء اﻟﮭﻮاﺟﺲ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ وآﻻم ﺗﺄﻧﯿﺐ اﻟﻀﻤﯿﺮ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎﻛﻢ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻠﻌﺎن ‪:‬‬

‫وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻌﺎن ‪ ،‬وﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﮫ أن ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺮأة وﯾﻌﻈﮭﺎ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺒﻠﻮغ ‪:‬‬

‫وﻛﻤﺎ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺎن‪ ،‬اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬ﯾُﺸﺘﺮط اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺒﻠﻮغ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻼﻋﻨﯿﻦ‪ ،‬وھﺬا أﻣﺮ ﻣُﺠﻤﻊ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﯾﺒﺪأ اﻟﻤﻼﻋﻨﺔ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺎن ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﯿﺸﮭﺪ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺮأة‪.‬‬

‫اﻟﻨﻜﻮل )اﻻﻣﺘﻨﺎع ( ﻋﻦ اﻟﻠﻌﺎن ‪:‬‬

‫اﻟﻨﻜﻮل ﻋﻦ اﻟﻠﻌﺎن ‪ ،‬إﻣ ﺎ أن ﯾﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوج أو ﻣ ﻦ اﻟﺰوﺟ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻧﻜ ﻞ اﻟ ﺰوج ﻓﻌﻠﯿ ﮫ ﺣ ﺪ اﻟﻘ ﺬف‪ .‬ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن أزواﺟﮭﻢ وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻢ ﺷﮭﺪاء إﻻ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻓﺸﮭﺎدة أﺣﺪھﻢ أرﺑﻊ ﺷﮭﺎدات ﺑﺎﷲ إﻧﮫ ﻟﻤﻦ اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ " )اﻟﻨﻮر ‪.( ٦‬‬

‫‪٢٣٩‬‬
‫ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﺸﮭﺪ ﻓﮭﻮ ﻣﺜﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺬف‪ .‬وﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬اﻟﺒﯿﱢﻨﺔ أو ﺣﺪﱞ ﻓﻲ ﻇﮭﺮك " وھ ﺬا‬
‫ﻣﺬھﺐ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻧﻜﻠﺖ اﻟﺰوﺟﺔ ‪ :‬أﻗﯿﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺪ اﻟﺰﻧﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ :‬ﻻ ﺗﺤﺪ‪ ،‬وﺣﺒﺴﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻼﻋﻦ أو ﺗُﻘﺮ ﺑﺎﻟﺰﻧﻰ‪ ،‬وإن‬
‫ﺻﺪﻗﺘﮫ أﻗﯿﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﺪ‪ ،‬وﻗﻮل أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮاب ﻷن ﺳﻔﻚ اﻟﺪم ﺑﺎﻟﻨﻜﻮل ﺣﻜﻢ ﺗﺮده اﻷﺻﻮل ﻓﻼ ﺗﺮاق إﻻ ﺑﺎﻟﺒﯿﻨﺔ اﻟﻌﺎدﻟ ﺔ أو‬
‫ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف‪.‬‬

‫اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﻤُﺘﻼﻋِﻨَﯿﻦ ‪:‬‬

‫إذا ﺗﻼﻋﻦ اﻟﺰوﺟﺎن وﻗﻌﺖ اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺘﺄﺑﯿﺪ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺮﺗﻔﻊ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺤ ﺎل‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس أن اﻟﻨﺒ ﻲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻤﺘﻼﻋﻨﺎن إذا ﺗَﻔﺮﱠﻗﺎ ﻻ ﯾﺠﺘﻤﻌﺎن أﺑﺪاً " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬

‫ھﻞ اﻟﻔﺮﻗﺔ ﻃﻼق أم ﻓﺴﺦ ؟‬

‫ﯾﺮى ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻌﺎن ﻓﺴﺦ‪.‬‬

‫إﻟﺤﺎق اﻟﻮﻟﺪ ﺑﺄﻣﮫ ‪:‬‬

‫إذا ﻧﻔﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﺑﻨﮫ‪ ،‬وﺗﻢ اﻟﻠﻌﺎن ﺑﻨﻔﯿﮫ ﻟﮫ ‪ ،‬اﻧﺘﻔﻰ ﻧﺴﺒﮫ ﻣﻦ أﺑﯿﮫ وﺳﻘﻄﺖ ﻧﻔﻘﺘﮫ ﻋﻨﮫ‪ ،‬واﻧﺘﻔﻰ اﻟﺘﻮارث ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وﻟﺤﻖ ﺑﺄﻣﮫ‪،‬‬
‫ﻓﮭﻲ ﺗﺮﺛﮫ وھﻮ ﯾﺮﺛﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ رواه ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﯿﺐ ﻋ ﻦ أﺑﯿ ﮫ ﻋ ﻦ ﺟ ﺪه‪ ،‬ﻗ ﺎل‪ :‬وﻗﻀ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ وﻟ ﺪ‬
‫اﻟﻤﺘﻼﻋﻨﯿﻦ أﻧﮫ ﯾﺮث أﻣﮫ وﺗﺮﺛﮫ أﻣﮫ‪ ،‬وﻣﻦ رﻣﺎھﺎ ﺑﮫ ﺟُﻠﺪ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﺛﻘﺎت‪ .‬وأﻣﺎ ﻣﻦ رﻣﺎھﺎ ﺑﮫ اﻋﺘﺒﺮ ﻗﺎذﻓﺎً‬
‫‪ ،‬وﺟﻠﺪ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠﺪة ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﻼﻋﻨﺔ داﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺨﺎﻟﻒ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﯿﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ رﻣﺎھﺎ ﺑﺎﺑﻨﮭﺎ ﺣﺪ اﻟﻘﺬف‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﻗﺬف وﻟﺪھﺎ ﯾﺠﺐ ﺣﺪه‪ ،‬ﻛﻤﻦ ﻗﺬف أﻣﮫ ﺳﻮاء ﺑﺴﻮاء‪ ،‬وھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺰﻣﮫ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ ﺷﺮﻋﮭﺎ اﷲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻌﺎﻣﻞ ﻛﺄﻧﮫ اﺑﻨ ﮫ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻻﺣﺘﯿ ﺎط ﻓ ﻼ ﯾُﻌﻄﯿ ﮫ زﻛ ﺎة ﻣﺎﻟ ﮫ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﻗﺘﻠ ﮫ ﻻﻗﺼ ﺎص‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﺗﺜﺒﺖ اﻟﻤﺤﺮﻣﯿﺔ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ أوﻻده‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﻮز ﺷﮭﺎدة ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ‪ ،‬وﻻ ﯾُﻌﺪ ﻣﺠﮭﻮل اﻟﻨﺴﺐ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺼﺢ أن ﯾﺪﻋﯿ ﮫ ﻏﯿ ﺮه‪،‬‬
‫وإذا ﻛﺬب ﻧﻔﺴﮫ ﺛﺒﺖ ﻧﺴﺐ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﯾﺰول ﻛﻞ أﺛﺮ ﻟﻠﻌﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻟﺪ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬إذا ﺣﺮﱠم اﻟﺮﺟﻞ أھﻠﮫ ﺗﺤﺮﯾﻤﺎً ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ‪ :‬أﻧﺖ ﻋﻠﻲّ ﺣﺮام أو ﺣَﺮﱠﻣﺘ ﻚِ ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔﺴ ﻲ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛﺎﻧ ﺖ ﻧﯿﺘ ﮫ اﻟﻄ ﻼق ﻓﮭ ﻮ ﻃ ﻼق وإن‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻧﯿﺘﮫ ﻇﮭﺎراً ﻓﮭﻮ ﻇﮭﺎر وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻧﯿﺘﮫ ﯾﻤﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﻤﯿﻦ وﻓﯿﮫ اﻟﻜﻔﺎرة ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ " :‬إذا ﺣَﺮﱠمَ ا‬
‫ﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﮫ ﻓﮭﻲ ﯾﻤﯿﻦ ﯾُﻜﻔﱢﺮھﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل‪ ":‬ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻜﻢ ﻓﻲ رﺳﻮل اﷲ أﺳﻮة ﺣﺴﻨﺔ "‬
‫وأﺧﺮج اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أﻧﮫ أﺗﺎه رﺟﻞ ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻣﺮأﺗﻲ ﻋﻠﻲّ ﺣﺮاﻣﺎً ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻛَﺬَﺑْﺖْ‪ ،‬ﻟﯿﺴﺖ ﻋﻠﯿﻚ ﺑﺤﺮام ﺛﻢ ﺗﻼ ھﺬه اﻵﯾﺔ ‪ " :‬ﯾﺎ‬
‫أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﺗُﺤﺮم ﻣﺎ أﺣﻞﱠ اﷲ ﻟﻚ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﺮﺿﺎة أزواﺟﻚ واﷲ ﻋﻔﻮر رﺣﯿﻢ‪ ،‬ﻗﺪ ﻓﺮض اﷲ ﻟﻜﻢ ﺗَﺤِﻠﺔَ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ "‪ .‬ﻋﻠﯿﻚ أﻏﻠﻆُ اﻟﻜﻔﺎرة‪:‬‬
‫ﻋﺘﻖ رﻗﺒﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬه اﻵﯾﺔ ﻣﺼﺮﺣﺔ ﺑﺄن اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﯾﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫اﻟﻌِــﺪﱠة‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬أﯾﺎم ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺮأة ﺑﻌﺪ ﻃﻼق أو ﻣﻮت زوج‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺘﺰوج ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ‪ :‬أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ وﺟﻮﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻤُﻄﻠﱠﻘ ﺎت ﯾﺘﺮﺑﺼ ﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴ ﮭﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻗ ﺮوء" ‪ ،‬وﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﯾُﺘَﻮَﻓَﻮْنَ ﻣﻨﻜﻢ وﯾﺬرون أزواﺟﺎً ﯾﺘﺮﺑﺼﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻦ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﻋﺸﺮاً " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎﻣﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻤﺮأة ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ ﻻ ﻋﺪة ﻟﮭﺎ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إذا ﻧﻜﺤﺘﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﺛﻢ ﻃﻠﻘﺘﻤﻮھﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻤﺴﻮھﻦ‬
‫ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﻦ ﻣﻦ ﻋﺪة ﺗﻌﺘﺪوﻧﮭﺎ " ) ﺳﻮرة اﻷﺣﺰاب (‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻋﺪة اﻟﻤُﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﯿﺾ اﻟﻤﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ ﺛﻼث ﺣﯿﻀﺎت‪ ،‬أي ﺗﺤﯿﺾ ﺛﻢ ﺗﻄﮭﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺤﯿﺾ ﺛﻢ ﺗﻄﮭﺮ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺤﯿﺾ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫واﻟﻤﻄﻠﻘﺎت ﯾﺘﺮﺑﺼﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮوء " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻋﺪة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﯿﺾ واﻟﻤﺪﺧﻮل ﺑﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ‪ ،‬ﺳﻮاء اﻧﻘﻄﻊ اﻟﺤﯿﺾ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﮭﺎ أو ﻟﺼﻐﺮه‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻼﺋﻲ‬
‫ﯾﺌﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﯿﺾ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﻓﻌﺪﺗﮭﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ " ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق‪ ،‬وأﻣﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ذوات اﻟﺤﯿﺾ وﻟﻢ ﺗﺮه ﻛﻌﺎدﺗﮭ ﺎ ‪ ،‬وﻟ ﻢ‬
‫ﺗﺪر ﻣﺎ ﺳﺒﺐ اﻧﻘﻄﺎﻋﮫ ﻓﺈن ﻋﺪﺗﮭﺎ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺗﺴﻌﺔ أﺷﮭﺮ ﻟﺒﺮاء اﻟ ﺮﺣﻢ‪ ،‬وﺛﻼﺛ ﺔ أﺷ ﮭﺮ ﻛ ﺎ ﻵﯾﺴ ﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب‬
‫ﺑﺬﻟﻚ وﻟﻢ ﯾُﻨﻜﺮه أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻋﺪة اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻋﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﻋﺸﺮاً ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺧﻮﻻً ﺑﮭﺎ أو ﻏﯿﺮ ﻣﺪﺧﻮﻻً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻮﻓﻮن ﻣﻨﻜﻢ‬
‫وﯾﺬرون أزواﺟﺎً ﯾﺘﺮﺑﺼﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻦ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﻋﺸﺮاً " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ھﺬه اﻵﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪد اﻟﺤﻮاﺋﻞ ) أي ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻮاﻣﻞ(‬
‫‪.‬‬
‫ﻋﺪة اﻟﺤﺎﻣﻞ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺤﻤﻞ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ أو ﻣﺘﻮﻓﯿﺎً ﻋﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأوﻻت اﻷﺣﻤﺎل أَﺟَﻠﮭﻦﱠ أن ﯾﻀ ﻌﻦ‬
‫ﺣَﻤْﻠﮭﻦﱠ " ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق‪ .‬وﻟﺤﺪﯾﺚ أم ﺳﻠﻤﺔ أن اﻣﺮأة ﻣﻦ أﺳﻠﻢ ﯾُﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﺳﺒﯿﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ زوﺟﮭﺎ ﻓﺘﻮﻓﻰ ﻋﻨﮭﺎ وھﻲ ﺣﺒﻠﻰ‪ ،‬ﻓﺨﻄﺒﮭﺎ‬

‫‪٢٤٠‬‬
‫أﺑﻮ اﻟﺴﻨﺎﺑﻞ ﺑﻦ ﺑﻌﻜﻚ ﻓﺄﺑﺖ أن ﺗﻨﻜﺤﮫ ﻓﻘﺎل‪ :‬واﷲ ﻣ ﺎ ﯾﺼ ﻠﺢ أن ﺗﻨﻜﺤ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻌﺘ ﺪي آﺧ ﺮ اﻷﺟﻠ ﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻤﻜ ﺖ ﻗﺮﯾﺒ ﺎً ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮ ﻟﯿ ﺎل ﺛ ﻢ‬
‫ﻧﻔﺴﺖ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎءت اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬اﻧﻜﺤﻲ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ أﺑﺎ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫ﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ‪ :‬ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ ﻋﺎدﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺾ واﻟﻄﮭﺮ إن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﯿﺰ ﻋﺎدﺗﮭﺎ ﻓﺈن ﻣﻀﺖ ﺛﻼث ﺣﯿﻀ ﺎت اﻧﺘﮭ ﺖ اﻟﻤ ﺪة ‪،‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧﺖ آﯾﺴﺔ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﻋﺪﺗﮭﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻋﺪة ﻃﻼق رﺟﻌﻲ ﺛﻢ ﻣﺎت ﻋﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻋﺪة اﻟﻄﻼق اﻟﺮﺟﻌﻲ إﻟﻰ ﻋﺪة اﻟﻮﻓﺎة‪ ،‬وأﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ‬ ‫‪.١‬‬
‫ﻃﻼق ﺑﺎﺋﻦ وﻣﺎت زوﺟﮭﺎ ﻓﺘﻜﻤﻞ ﻋﺪة اﻟﻄﻼق اﻟﺒﺎﺋﻦ‪.‬‬
‫إذا اﻋْﺘﺪﱠت اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﺤﯿﺾ ‪ ،‬ﻓﺤﺎﺿﺖ ﻣﺮة أو ﻣﺮﺗﯿﻦ ﺛﻢ أﯾﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﯿﺾ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻋﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ ‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﺻﻐﯿﺮة أو ﻛﺒﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﺤﺾ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺷﮭﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﺗﮭﺎ رأت اﻟﺪم ‪ ،‬ﻓﺘﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻋ ﺪة اﻷﺷ ﮭﺮ إﻟ ﻰ‬ ‫‪.٣‬‬
‫ﻋﺪة اﻟﺤﯿﺾ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ إذا ﺗﻤﺖ اﻟﻌﺪة ﺛﻢ ﺟﺎء اﻟﺤﯿﺾ ﻓﻼ ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫إذا اﻋﺘﺪت اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻷﺷﮭﺮ أو اﻟﺤﯿﺾ ﺛﻢ ﻇﮭﺮ ﻟﮭﺎ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﺘﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻋﺪة اﻟﺤﺎﻣﻞ ‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺪة أن ﺗﻠﺰم ﺑﯿﺖ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﮭﺎ أن ﺗﺨﺮج ﻣﻨﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﺰوﺟﮭﺎ أن ﯾﺨﺮﺟﮭﺎ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " ﯾ ﺎ‬ ‫‪.٥‬‬
‫أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ إذا ﻃﻠﻘﺘﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻄﻠﻘﻮھﻦ ﻟﻌﺪﺗﮭﻢ وأﺣﺼﻮا اﻟﻌﺪة وﻻ ﺗﺨﺮﺟﻮھﻦ ﻣﻦ ﺑﯿﻮﺗﮭﻦ وﻻ ﯾﺨﺮﺟﻦ " ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق ‪.‬‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻋﻨﮭﺎ زوﺟﮭﺎ أﻻ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ إﻻ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ اﻟﻀﺮورﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﺪاد ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻋﻦ أم‬ ‫‪.٦‬‬
‫ﻋﻄﯿﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧُﻨﮭﻰ أن ﻧﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺖ ﻓﻮق ﺛﻼث إﻻ ﻋﻠﻰ زوج أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ وﻋﺸﺮاً ‪ ،‬وﻻ ﻧﻜﺘﺤﻞ وﻻ ﻧﺘﻄﯿﺐ ‪ ،‬وﻻ ﻧﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎً‬
‫ﻣﺼﺒﻮﻏﺎً " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ أﻣﺔ أﻻ ﯾﻄﺄھﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﺒﺮﺋﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﯿﺾ ﻓﺤﯿﻀﺔ ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼً ﻓﺒﻮﺿﻊ ﺣﻤﻠﮭﺎ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤُ ﺮة‬ ‫‪.٧‬‬
‫إذا وﻃﺌﺖ ﺑﺸﺒﮭﺔ أو ﻏﺼ ﺐ ﻓﻼﺑ ﺪ ﻟﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪة ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻲ‬
‫أوﻃ ﺎس ‪ :‬ﻻ ﺗﻮﻃ ﺄ ﺣﺎﻣ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻀ ﻊ ‪،‬وﻻ ﻏﯿ ﺮ ذات ﺣﻤ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺤ ﯿﺾ ﺣﯿﻀ ﺔ " رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٧٣٥٦‬‬

‫اﻟﻨﱠﻔﻘﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ﻣﺎ ﯾُﻘﺪﱠم ﻣﻦ ﻃﻌﺎم وﺷﺮاب وﻣﺴﻜﻦ وﻛﺴﻮة ﻟﻤﻦ وﺟﺒﺖ ﻟﮫ ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﺗﺠﺐ ﻟﮭﻢ اﻟﻨﻔﻘﺔ ؟‬
‫‪ .١‬اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪه أو ﻓﻲ اﻟﻌﺪة ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أﻻ وﺣﻘﮭﻦ ﻋﻠﯿﻜﻢ أن ﺗﺤﺴﻨﻮا إﻟﯿﮭﻦ ﻓﻲ ﻛﺴﻮﺗﮭﻦ وﻃﻌﺎﻣﮭﻦ "‬
‫رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻃﻼﻗﺎً ﺑﺎﺋﻨﺎً إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وإن ﻛﻦ أوﻻت ﺣﻤﻞ ﻓﺄﻧﻔﻘﻮا ﻋﻠﯿﮭﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﻀﻌﻦ ﺣﻤﻠﮭﻦ " ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻷﺑﻮان اﻟﻤﻌﺴﺮان ﻋﻠ ﻰ وﻟ ﺪھﻤﺎ ‪ .‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺟ ﻞ ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ أي اﻟﻨ ﺎس أﺣ ﻖ ﻣﻨ ﻲ ﺑﺤﺴ ﻦ‬
‫اﻟﺼﺤﺒﺔ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﻦ؟ ﻗﺎل ‪ :‬أﻣﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﻦ؟ ﻗﺎل أﻣﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺛﻢ ﻣﻦ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺑﻮك " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻷوﻻد اﻟﺼﻐﺎر ﻋﻠﻰ أﺑﯿﮭﻢ ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن ھﻨﺪاً ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إن أﺑﺎ ﺳﻔﯿﺎن رﺟﻞ ﺷ ﺤﯿﺢ‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ ﯾﻌﻄﯿﻨ ﻲ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾﻜﻔﯿﻨﻲ ووﻟﺪي إﻻ ﻣﺎ أﺧﺬت ﻣﻨﮫ وھﻮ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺧﺬي ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﻚ ووﻟﺪك ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻷﻗﺎرب اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﺮﯾﺒﮭﻢ اﻟﻤﻮﺳﺮ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬اﺑﺪأ ﺑﻤﻦ ﺗﻌﻮل‪ ،‬أﻣﻚ‪ ،‬وأﺑﺎك‪ ،‬وأﺧﺘ ﻚ‪ ،‬وأﺧ ﺎك‪ ،‬ﺛ ﻢ أدﻧ ﺎك أدﻧ ﺎك" رواه‬
‫اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻟﺨﺎدم ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺪه ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﻠﻤﻤﻠﻮك ﻃﻌﺎﻣﮫ وﻛﺴﻮﺗﮫ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻜﮭﺎ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " دﺧﻠﺖ اﻣﺮأة اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ھِﺮة ﺣﺒﺴﺘﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ ﺟﻮﻋﺎً ﻓﻼ ھﻲ أﻃﻌﻤﺘﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ھﻲ أرﺳﻠﺘﮭﺎ ﺗﺄﻛ ﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺧﺸﺎش اﻷرض" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺗﺴﻘﻂ ﻧﻔﻘﺘﮭﻢ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺰوﺟﺔ إذا ﻧﺸﺰت أو ﻟﻢ ﺗﻤﻜﻦ زوﺟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎع‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻃﻼﻗﺎً رﺟﻌﯿﺎً إذا اﻧﻘﻀﺖ ﻋﺪﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ اﻟﺤﺎﻣ ﻞ إذا وﺿ ﻌﺖ ﺣﻤﻠﮭ ﺎ‪ ،‬وأﻣ ﺎ إذا أرﺿ ﻌﺖ ﻓﺘﺠ ﺐ ﻟﮭ ﺎ أﺟ ﺮة اﻟﺮﺿ ﺎع ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓ ﺈن أرﺿ ﻌﻦ ﻟﻜ ﻢ ﻓ ﺂﺗﻮھﻦ‬
‫أﺟﻮرھﻦ" ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻷﺑﻮان إذا اﺳﺘﻐﻨﯿﺎ واﻓﺘﻘﺮ وﻟﺪھﻤﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻷوﻻد إذا ﺑﻠﻐﻮا‪.‬‬

‫اﻟﺤﻀﺎﻧـــﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬رﻋﺎﯾﺔ وﺣﻔﺎﻇﺔ وﺗﺮﺑﯿﺔ اﻟﺼﻐﺎر ﺗﺮﺑﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻐﻮا‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻮﯾﻦ ﻷوﻻدھﻢ اﻟﺼﻐﺎر‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻷﺑﻮان‪ ،‬ﻓﺎﻷﻗﺮب ﻓﺎﻷﻗﺮب‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻓﻌﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫‪٢٤١‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﻓُﺮﱢقَ ﺑﯿﻦ اﻷﺑﻮﯾﻦ ﻓﺎﻷم أﺣﻖ ﺑﺤﻀﺎﻧﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﺘﺰوج ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص أن اﻣﺮأة ﻗﺎﻟﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ :‬إن اﺑﻨﻲ ھﺬا ﻛﺎن ﺑﻄﻨﻲ ﻟﮫ وﻋﺎء ‪ ،‬وﺣﺠﺮي ﻟﮫ ﺣﻮاء‪ ،‬وﺛﺪﯾﻲ ﻟﮫ ﺳﻘﺎء‪ ،‬وزﻋﻢ أﺑﻮه أﻧﮫ ﯾﻨﺰﻋﮫ ﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧ ﺖ أﺣ ﻖ ﺑ ﮫ‬
‫ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗُﻨﻜَﺤِﻲ ( رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪ .‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﺄم اﻷم ) اﻟﺠﺪة ( ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ‬
‫ﻓﺎﻟﺨﺎﻟﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﺨﺎﻟﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷم " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﺎﺿﻦ أو اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﺣﺮاً ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬ذا أﺧﻼق‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾُﺨَﯿّﺮ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻤﯿﺰ ﺑﯿﻦ أﺑﯿﮫ وأﻣﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺧﺘﻼف ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﺨﺘﺎره ﻓﮭﻮ أﺣﻖ ﺑﮫ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾ ﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧَﯿﱠﺮَ ﻏﻼﻣﺎً ﺑﯿﻦ أﺑﯿﮫ وأﻣﮫ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ وﻓﻲ رواﯾﺔ " ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ھﺬا أﺑﻮك‬
‫وھﺬه أﻣﻚ ‪ ،‬ﻓﺨﺬ ﺑﯿﺪ أﯾﮭﻤﺎ ﺷﺌﺖ ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺬ ﺑﯿﺪ أﻣﮫ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﮫ " رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷب ‪ -‬إذا ﻛﺎن اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺣﻀﺎﻧﺘﮫ ‪ -‬أن ﻻ ﯾﻤﻨﻊ أﻣﮫ ﻣﻦ زﯾﺎرﺗﮫ ‪ ،‬ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ اﻟﺮﺣﻢ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺴﻔﺮ ﻷﺣﺪ اﻷﺑﻮﯾﻦ ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﻦ ﯾﻜﻮن؟ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎة أن ﯾﺮاﻋﻮا ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻜﻢ وﯾﻨﻈﺮوا ﻷﺧﻼق اﻟﺤﺎﺿﻨﯿﻦ‪ ،‬ﻓﯿﻌﻄﻲ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ذا ﺧﻠﻖ ودﯾﻦ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻷب اﻟﻤﺤﻀﻮن ﻟﮫ ﻧﻔﻘﺔ وﻟﺪه وأﺟﺮة اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﺑﺤﺴ ﺐ ﺣﺎﻟ ﮫ ﻷن اﻟﺤﺎﺿ ﻨﺔ ﻛﺎﻟﻤﺮﺿ ﻌﺔ واﻟﻤﺮﺿ ﻌﺔ ﻟﮭ ﺎ أﺟ ﺮ اﻟﺮﺿ ﺎع‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن أرﺿﻌﻦ ﻟﻜﻢ ﻓﺂﺗﻮھﻦ أﺟﻮرھﻦ" إﻻ أن ﺗﺘﻄﻮع اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﺑﺨﺪﻣﺘﮭﺎ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ ﯾﺴﻘﻂ ﺣﻖ اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ؟ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ أو ﻣﻌﺘﻮھﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﯾﻀﺔ ﻣﺮﺿﺎً ﻣﻌﺪﯾﺎً ﻛﺠﺬام وﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫‪ .٣‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﯿﺮة ﻏﯿﺮ ﺑﺎﻟﻐﺔ وﻻ رﺷﯿﺪة ‪.‬‬
‫‪ .٤‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺻﯿﺎﻧﺔ اﻟﻄﻔﻞ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻧﮫ وﻋﻘﻠﮫ ودﯾﻨﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﺮة ﺧﺸ ﯿﺔ ﻋﻠ ﻰ دﯾ ﻦ اﻟﻄﻔ ﻞ وﻋﻘﺎﺋ ﺪه ‪ .‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟ ﻦ ﯾﺠﻌ ﻞ اﷲ ﻟﻠﻜ ﺎﻓﺮﯾﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﺳ ﺒﯿﻼً " ) ﺳ ﻮرة‬
‫اﻟﻨﺴﺎء ( ‪.‬‬

‫ﻛﺘﺎب اﻟﺤـــــﺪود‬

‫‪٢٤٢‬‬
 ‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺤﺪود ﺟﻤﻊ ﺣﺪ ‪ ،‬واﻟﺤﺪ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ‪ :‬اﻟﺸﻲء اﻟﺤﺎﺟﺰ ﺑﯿﻦ ﺷﯿﺌﯿﻦ‪.‬‬
‫ﯾُﻘﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﯿﺰ اﻟﺸﻲء ﻋﻦ ﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻣﻨﮫ‪ :‬ﺣﺪود اﻟﺪار ‪ ،‬وﺣﺪود اﻷرض ‪.‬‬
‫وھﻮ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻨﻊ‪ .‬وﺳﻤﯿﺖ ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺣﺪوداً ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺣُﺪ‬
‫ﻷﺟﻠﮭﺎ ‪ ،‬وﯾُﻄﻠﻖ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ ‪ .‬وﻣﻨﮫ ‪ " :‬ﺗﻠﻚ ﺣﺪود اﷲ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻮھﺎ" )اﻟﺒﻘﺮة آﯾﺔ ‪. (١٨٧‬‬
‫واﻟﺤﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻘﺮرة ﻷﺟﻞ ﺣﻖ اﷲ ‪ ،‬ﻓﯿﺨﺮج اﻟﺘﻌﺰﯾﺰ ﻟﻌﺪم ﺗﻘﺪﯾﺮه ] ﻣﻔﻮض ﻟﺮأي اﻟﺤ ﺎﻛﻢ [ وﯾﺨ ﺮج اﻟﻘﺼ ﺎص ﻷﻧ ﮫ ﺣ ﻖ‬
‫اﻵدﻣﻲ‪.‬‬

‫ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺪود ‪:‬‬

‫وﻗﺪ ﻗﺮر اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻣﺤﺪدة ﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﺗﺴﻤﻰ " ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺪود " وھﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ھﻲ ‪" :‬اﻟﺰﻧ ﺎ‪ ،‬واﻟﻘ ﺬف ‪،‬‬
‫واﻟﺴﺮﻗﺔ ‪ ،‬واﻟﺴُﻜْﺮ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ‪ ،‬واﻟﺮدة واﻟﺒﻐﻲ"‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﻣﻦ ارﺗﻜﺐ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺤﺪدة ﻗﺮرھﺎ اﻟﺸﺎرع‪.‬‬

‫وﺟﻮب إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ‪:‬‬

‫إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﯿﮭﺎ ﻧﻔﻊ ﻟﻠﻨﺎس‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﺠﺮاﺋﻢ‪ ،‬وﺗﺮدع اﻟﻌﺼﺎة‪ ،‬وﺗﻜﻒ ﻣ ﻦ ﺗﺤﺪﺛ ﮫ ﻧﻔﺴ ﮫ ﺑﺎﻧﺘﮭ ﺎك اﻟﺤﺮﻣ ﺎت‪ ،‬وﺗﺤﻘ ﻖ‬
‫اﻷﻣﻦ ﻟﻜﻞ ﻓﺮد‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وﻋﺮﺿﮫ‪ ،‬وﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬وﺳﻤﻌﺘﮫ‪ ،‬وﺣﺮﯾﺘﮫ‪ ،‬وﻛﺮاﻣﺘﮫ‪ ،‬وﻗﺪ روى اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺣﺪﱞ ﯾُﻌﻤﻞ ﺑﮫ ﻓ ﻲ اﻷرض ﺧﯿ ﺮ ﻷھ ﻞ اﻷرض ﻣ ﻦ أن ﯾُﻤﻄ ﺮوا أرﺑﻌ ﯿﻦ ﺻ ﺒﺎﺣﺎً " ﺣﺴ ﻨﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾُﻌﻄﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﮭﻮ ﺗﻌﻄﯿﻞ ﻷﺣﻜﺎم اﷲ‪ ،‬وﻣﺤﺎرﺑﺔ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ إﻗﺮار اﻟﻤﻨﻜﺮ‬
‫وإﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‪.‬‬
‫روى أﺣﻤﺪ‪ ،‬وأﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺖ ﺷ ﻔﺎﻋﺘﮫ دون ﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪود اﷲ‬
‫ﻓﮭﻮ ﻣﻀﺎد اﷲ ﻓﻲ أﻣﺮه" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻗﺪ ﯾﺤﺪث أن ﯾﻐﻔﻞ اﻟﻤﺮء ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺎﯾ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﯾﺮﺗﻜﺒﮭ ﺎ اﻟﺠ ﺎﻧﻲ وﯾﻨﻈ ﺮ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺮق ﻗﻠﺒﮫ ﻟﮫ وﯾﻌﻄﻒ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻘﺮر اﻟﻘﺮآن أن ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ اﻹﯾﻤ ﺎن‪ ،‬ﻷن اﻹﯾﻤ ﺎن ﯾﻘﺘﻀ ﻲ اﻟﻄﮭ ﺮ‬
‫واﻟﺘﻨﺰه ﻋﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻟﺴﻤﻮ ﺑﺎﻟﻔﺮد واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻟﻰ اﻷدب اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺨﻠﻖ اﻟﻤﺘﯿﻦ‪ .‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬اﻟﺰاﻧﯿﺔ واﻟﺰاﻧﻲ ﻓﺎﺟﻠﺪوا ﻛﻞ‬
‫واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠﺪة وﻻ ﺗﺄﺧﺬﻛﻢ ﺑﮭﻤﺎ رأﻓﺔ ﻓﻲ دﯾﻦ اﷲ إن ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺆﻣﻨــــﻮن ﺑﺎﷲ واﻟﯿـﻮم اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬وﻟﯿﺸـ ـﮭﺪ ﻋﺬاﺑـﮭﻤـ ـﺎ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻨﯿــﻦ" ] اﻟﻨـــﻮر ‪ . [ ٢‬إن اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أھﻢ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮد ‪.‬‬

‫اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪود ‪:‬‬

‫ﯾَﺤْﺮُم أن ﯾﺸﻔﻊ أﺣﺪ أو ﯾﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ أن ﯾُﻌﻄ ﻞ ﺣ ﺪاً ﻣ ﻦ ﺣ ﺪود اﷲ‪ ،‬ﻷن ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺗﻔﻮﯾﺘ ﺎً ﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ ﻣﺤﻘﻘ ﺔ‪ ،‬وإﻏ ﺮاء ﺑﺎرﺗﻜ ﺎب‬
‫اﻟﺠﻨﺎﯾﺎت‪ ،‬ورﺿﺎً ﺑﺈﻓﻼت اﻟﻤﺠﺮم ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎت ﺟﺮﻣﮫ ‪ ،‬وھﺬا ﺑﻌﺪ أن ﯾﺼﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ‪ ،‬ﻷن اﻟﺸ ﻔﺎﻋﺔ ﺣﯿﻨﺌ ﺬ ﺗﺼ ﺮف اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻋ ﻦ‬
‫وﻇﯿﻔﺘﮫ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﺘﻌﻄﯿﻞ اﻟﺤﺪود‪ .‬أﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬ﻓﻼ ﺑﺄس ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫أﺧﺮج أﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‬
‫‪ " :‬ﺗﻌﺎﻓﻮا اﻟﺤﺪود ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﻜﻢ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﺪ ﻓﻘﺪ وﺟﺐ" ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٢٩٥١‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪" :‬ﻛﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﻣﺨﺰوﻣﯿﺔ ﺗﺴﺘﻌﯿﺮ اﻟﻤﺘﺎع وﺗﺠﺤﺪه ﻓﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺑﻘﻄ ﻊ ﯾ ﺪھﺎ‪ ،‬ﻓ ﺄﺗﻰ أھﻠﮭ ﺎ‬
‫أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﯾﺪ ﻓﻜﻠﻤﻮه‪ .‬ﻓﻜﻠﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﯾﺎ أﺳﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻻ أراك ﺗﺸﻔﻊ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪود اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ " ‪ .‬ﺛﻢ ﻗﺎم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﻄﯿﺒﺎً‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫" إﻧﻤﺎ أھﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺑﺄﻧﮫ إذا ﺳﺮق ﻓﯿﮭﻢ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺗﺮﻛﻮه‪ ،‬وإذا ﺳﺮق ﻓﯿﮭﻢ اﻟﻀﻌﯿﻒ ﻗﻄﻌﻮه ‪ ...‬واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑﯿ ﺪه‪ ،‬ﻟ ﻮ ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻘﻄﻌﺖ ﯾﺪھﺎ " ‪ .‬ﻓﻘﻄﻊ ﯾﺪ اﻟﻤﺨﺰوﻣﯿﺔ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ ‪ ،‬وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺳﻘﻮط اﻟﺤﺪود ﺑﺎﻟﺸﺒﮭﺎت ‪:‬‬

‫اﻟﺤﺪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻊ ﺿﺮراً ﻓﻲ ﺟﺴﺪ اﻟﺠﺎﻧﻲ وﺳُﻤﻌﺘﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ اﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺣﺮﻣﺔ أﺣﺪ‪ ،‬أو إﯾﻼﻣﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ‪،‬‬
‫وﻻ ﯾﺜﺒﺖ ھﺬا اﻟﺤﻖ إﻻ ﺑﺎﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﯿﮫ اﻟﺸﻚ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﻄﺮق إﻟﯿﮫ اﻟﺸﻚ ﻛﺎن ﻣﺎﻧﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﯿﻘﯿﻦ اﻟﺬي ﺗُﺒﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻷﺣﻜﺎم‪.‬‬
‫وﻣﻦ أﺟﻞ ھﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﮭﻢ واﻟﺸﻜﻮك ﻻ ﻋﺒﺮة ﻟﮭﺎ وﻻ اﻋﺘﺪاد ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻈﻨﺔ اﻟﺨﻄﺄ‪ .‬وﻗﺪ ﺻ ﺢ ﻣﻮﻗﻮﻓ ﺎً ﻋﻠ ﻰ اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد "ادرؤوا‬
‫اﻟﺠﻠﺪ واﻟﻘﺘﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ" أﺧﺮﺟﮫ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وھﻮ ﺣﺴﻦ اﻹﺳﻨﺎد ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﯾُﻘﯿﻢ اﻟﺤﺪود ؟‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﺎﻛﻢ أو ﻣﻦ ﯾﻨﯿﺒﮫ ﻋﻨﮫ ھﻮ اﻟﺬي ﯾُﻘﯿﻢ اﻟﺤﺪود‪ ،‬وأﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﻸﻓﺮاد أن ﯾﺘﻮﻟ ﻮا ھ ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘ ﺎء‬
‫أﻧﻔﺴﮭﻢ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ أن ﯾُﻘﯿﻢ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﺤﺪود دون اﻟﺴُﻠﻄﺎن‪ ،‬إﻻ أن ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾُﻘﯿﻢ ﺣﺪ اﻟﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪه أو أﻣﺘﮫ‪ .‬ﻓﻘ ﺪ ذھ ﺐ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ‪ ،‬ﻣﻨﮭﻢ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ أن اﻟﺴﯿﺪ ﯾُﻘﯿﻢ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻠﻮﻛﮫ‪ ،‬واﺳﺘﺪﻟﻮا ﺑﻤﺎ ورد ﻋﻦ أﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﻠ ﻲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن‬
‫ﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺣﺪﺛﺖ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن أﻗﯿﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻓﺄﺗﯿﺘﮭ ﺎ ﻓﻮﺟ ﺪﺗﮭﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺠ ﻒ‬
‫ﻣﻦ دﻣﮭﺎ ﻓﺄﺗﯿﺘﮫ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ " :‬إذا ﺟﻔﺖ ﻣﻦ دﻣﮭﺎ ﻓﺄﻗﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤ ﺪ‪ ،‬أﻗﯿﻤ ﻮا اﻟﺤ ﺪود ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻣﻠﻜ ﺖ أﯾﻤ ﺎﻧﻜﻢ"‪ .‬رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ‬
‫داود‪ ،‬وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻛﻢ‪.‬‬

‫‪٢٤٣‬‬
 ‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺪود ‪:‬‬
‫ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺳﺘﺮ اﻟﻌﺼﺎة ﻋﻼﺟﺎً ﻧﺎﺟﻌﺎً ﻟﻠﺬﯾﻦ ﺗﻮرﻃﻮا ﻓﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻗﺘﺮﻓﻮا اﻟﻤﺂﺛﻢ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻨﮭﻀﻮن ﺑﻌﺪ ارﺗﻜﺎﺑﮭﺎ ﻓﯿﺘﻮﺑﻮن ﺗﻮﺑﺔ‬
‫ﻧﺼﻮﺣﺎً‪ ،‬وﯾﺴﺘﺄﻧﻔﻮن ﺣﯿﺎة ﻧﻈﯿﻔﺔ ‪ ،‬ﻟﮭﺬا ﺷﺮع اﻹﺳﻼم اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻮرﻃﯿﻦ ﻓﻲ اﻵﺛﺎم‪ ،‬وﻋﺪم اﻟﺘﻌﺠﯿﻞ ﺑﻜﺸﻒ أﻣﺮھﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ﻗﺎل‪ :‬ﺑﻠﻐﻨﻲ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ أﺳﻠﻢ ﯾُﻘ ﺎل ﻟ ﮫ ھَ ﺰﱠال‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﯾﺸ ﻜﻮ رﺟ ﻼً‬
‫ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻨﺰل ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن اﻟﻤُﺤﺼﻨﺎت ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﺄﺗﻮا ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷُﮭﺪاء ‪ ،‬ﻓﺎﺟﻠﺪوھﻢ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠﺪة" ‪ " .‬ﯾﺎ‬
‫ھﺰﱠال " ﻟﻮ ﺳﺘﺮﺗﮫ ﺑﺮداﺋﻚ ﻛﺎن ﺧﯿﺮاً ﻟﻚ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﯿﺪ ‪ :‬ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺑﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﯿﮫ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﯿﻢ ﺑﻦ ھﺰﱠال اﻷﺳﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﯾﺰﯾﺪ ‪ " :‬ھﺰال ﺟﺪي‪ ،‬ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫ﺣﻖ "‪.‬‬
‫ھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻌﺘﺪ اﻟﺰﻧﺎ وﻟﻢ ﯾﺘﮭﺘﻚ ﺑﮫ‪ ،‬أﻣﺎ إذا وﺻﻞ اﻟﺤﺎل إﻟﻰ إﺷ ﺎﻋﺘﮫ واﻟﺘﮭﺘ ﻚ ﺑ ﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺠ ﺐ ﻛ ﻮن اﻟﺸ ﮭﺎدة ﺑ ﮫ أوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ‬
‫ﺗﺮﻛﮭﺎ‪ ،‬ﻷن ﻣﻄﻠﻮب اﻟﺸﺎرع إﺧ ﻼء اﻷرض ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﻲ واﻟﻔ ﻮاﺣﺶ‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﯾﺘﺤﻘ ﻖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺎﻋﻠﯿﻦ‪ ،‬وﺑ ﺎﻟﺰﺟﺮ ﻟﮭ ﻢ وإﻗﺎﻣ ﺔ‬
‫اﻟﺤﺪود ﻋﻠﯿﮭﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺪود ﻛﻔﺎرة ﻟﻶﺛﺎم ‪:‬‬

‫ﯾﺮى أﻛﺜﺮ اﻟﻌُﻠﻤﺎء أن اﻟﺤﺪود إذا اﻗﯿﻤﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﻔﺮة ﻟﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮف ﻣ ﻦ آﺛ ﺎم‪ ،‬وأﻧ ﮫ ﻻ ﯾُﻌ ﺬب ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة‪ .‬ﻟﻤ ﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬ﺗﺒ ﺎﯾﻌﻮﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ أن ﻻ ﺗُﺸ ﺮﻛﻮا‬
‫ﺑﺎﷲ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وﻻ ﺗﺰﻧﻮا‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺮﻗﻮا‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺣﺮم اﷲ إﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻓﻤﻦ وﻓﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺄﺟﺮه ﻋﻠﻰ اﷲ ‪ ،‬وﻣﻦ أﺻﺎب ﺷ ﯿﺌﺎً‬
‫ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻌﻮﻗﺐ ﺑﮫ ﻓﮭﻮ ﻛﻔﺎرة ﻟﮫ‪ ،‬وﻣﻦ أﺻﺎب ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺴﺘﺮه اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺄﻣﺮه إﻟ ﻰ اﷲ إن ﺷ ﺎء ﻋﻔ ﺎ ﻋﻨ ﮫ وإن ﺷ ﺎء ﻋﺬﺑ ﮫ"‬
‫‪.‬وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﻔﺮة ﻟﻶﺛﺎم‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻊ ذﻟﻚ زاﺟﺮة ﻋﻦ اﻗﺘﺮاﻓﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺟﻮاﺑﺮ وزواﺟﺮ ﻣﻌﺎً‪.‬‬

‫إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﻲ دار اﻟﺤﺮب ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﻓﺮﯾﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺤﺪود ﺗُﻘﺎم ﻓﻲ دار اﻟﺤﺮب ﻛﻤﺎ ﺗُﻘﺎم ﻓﻲ دار اﻹﺳﻼم دون ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻷن اﻷﻣﺮ ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﮭﺎ‬
‫ﻋﺎم ﻟﻢ ﯾﺨﺺ داراً دون دار ‪.‬‬
‫ھﺬا وﻗﺪ ذھﺐ أﺣﻤﺪ وإﺳ ﺤﻖ ﺑ ﻦ راھﻮﯾ ﮫ واﻷوزاﻋ ﻲ‪ ،‬وﻏﯿ ﺮھﻢ ﻣ ﻦ ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﺤ ﺪود ﻻ ﺗُﻘ ﺎم ﻓ ﻲ أرض اﻟﻌ ﺪو‪،‬‬
‫وﻋﻠﯿﮫ إﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إذ أن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﻲ دار اﻟﺤﺮب ﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺤﺪود ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ وھﺬا ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ‪.‬‬
‫ﻛﺎن أﺑﻮ ﻣﺤﺠﻦ اﻟﺜﻘﻔﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺻﺒﺮاً ﻋﻦ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬ﻓﺸﺮﺑﮭﺎ ﻓﻲ واﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎدﺳﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺤﺒﺴ ﮫ أﻣﯿ ﺮ اﻟﺠ ﯿﺶ ﺳ ﻌﺪ‬
‫ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص‪ ،‬وأﻣﺮ ﺑﺘﻘﯿﯿﺪه‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ اﻟﺘﻘﻰ اﻟﺠﻤﻌﺎن ﻗﺎل أﺑﻮ ﻣﺤﺠﻦ ‪:‬‬

‫ﻛﻔﻰ ﺣﺰﻧﺎً أن ﺗﻄﺮد اﻟﺨﯿﻞ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎ *** وأُﺗﺮك ﻣﺸﺪوداً ﻋﻠﻲّ وﺛﺎﻗﯿﺎ‬

‫ﺛﻢ ﻗﺎل ﻻﻣﺮأة ﺳﻌﺪ أﻃﻠﻘﯿﻨﻲ ‪ ،‬وﻟﻚ ﻋﻠﻲّ إن ﺳﻠﻤﻨﻲ اﷲ أن أرﺟﻊ ﺣﺘﻰ أﺿﻊ رﺟﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺪ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗُﺘﻠﺖ ﻓﻘﺪ اﺳ ﺘﺮﺣﺘﻢ ﻣﻨ ﻲ‪ ،‬ﻓﺤﻠﺘ ﮫ‪،‬‬
‫ﻓﻮﺛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮس ﻟﺴﻌﺪ ﯾﻘﺎل ﻟﮭﺎ "اﻟﺒﻠﻘﺎء" ﺛﻢ أﺧﺬ رﻣﺤﺎً وﺧﺮج ﻟﻠﻘﺘﺎل‪ ،‬ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻤﺎ ﺑﮭﺮ ﺳﻌﺪاً وﺟﯿﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﻇﻨ ﻮه ﻣﻠﻜ ﺎً ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺟﺎء ﻟﻨﺼﺮﺗﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ھﺰم اﻟﻌﺪو رﺟﻊ ووﺿﻊ رﺟﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺪ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺒﺮت ﺳﻌﺪاً اﻣﺮأﺗﮫ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻣﺮه‪ ،‬ﻓﺨﻠ ﻰ ﺳ ﻌﺪ ﺳ ﺒﯿﻠﮫ‪،‬‬
‫وأﻗﺴﻢ أﻻ ﯾﻘﯿﻢ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻼﺋﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﺣﯿﺚ ﻗ ﻮي ﺟ ﯿﺶ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﺑ ﮫ‪ ،‬ﻓﺘ ﺎب أﺑ ﻮ ﻣﺤﺠ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ﺷ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ‪،‬‬
‫ﻓﺘﺄﺧﺮ اﻟﺤﺪ أو إﺳﻘﺎﻃﮫ ﻛﺎن ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ راﺟﺤﺔ‪ ،‬وھﻲ ﺧﯿﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻟﮫ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻠﻮث ‪:‬‬

‫روى أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪه ﻋﻦ ﺣﻜﯿﻢ ﺑﻦ ﺣﺰام رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أﻧﮫ ﻗﺎل‪ ":‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺴﺘﻘﺎد ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ‪ ،‬وأن ﺗﻨﺸﺪ ﻓﯿﮫ اﻷﺷﻌﺎر‪ ،‬وأن ﺗﻘﺎم ﻓﯿﮫ اﻟﺤﺪود " اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﻮي ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٧٣٤‬‬

‫ھﻞ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻌﻠﻤﮫ ؟‬

‫ﯾﺮى اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ أﻧﮫ ﻓﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘﻀﻲ ﺑﻌﻠﻤﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻣﺎء واﻟﻘﺼﺎص واﻷﻣﻮال واﻟﻔ ﺮوج واﻟﺤ ﺪود‪ ،‬ﺳ ﻮاء ﻋﻠ ﻢ‬
‫ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ وﻻﯾﺘﮫ‪ ،‬أو ﺑﻌﺪ وﻻﯾﺘﮫ ‪ ،‬وأﻗﻮى ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻌﻠﻤﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻘﯿﻦ اﻟﺤﻖ‪ .‬ﺛﻢ ﺑﺎﻹﻗﺮار‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺑﺎﻟﺒﯿﻨ ﺔ‪ ،‬ﻷن اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﯾﻘ ﻮل ‪ " :‬ﯾ ﺎ آﯾﮭ ﺎ‬
‫اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻛﻮﻧﻮا ﻗّﻮاﻣﯿﻦ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﺷُﮭﺪاء ﷲ " )اﻟﻨﺴﺎء ‪ . (٣٥‬وﻗﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ رأى ﻣ ﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜ ﺮاً‬
‫ﻓﻠﯿﻐﯿﺮه ﺑﯿﺪه‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﮫ ‪ " ...‬ﻓﺼﺢ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻂ أن ﯾﺘﺮك اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻇُﻠﻤﮫ ﻻ‬
‫ﯾﻐﯿﺮه‪ .‬وﺻﺢ أن ﻓﺮﺿﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻐﯿﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻜﺮ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﯿﺪه‪ ،‬وأن ﯾُﻌﻄﻲ ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ‪ ،‬وإﻻ ﻓﮭﻮ ﻇﺎﻟﻢ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﻢ ﯾﺮون أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘﻀﻲ ﺑﻌﻠﻤﮫ‪ .‬ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ ا ﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪" :‬ﻟ ﻮ رأﯾ ﺖ رﺟ ﻼً ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪ ﻟ ﻢ‬
‫أﺣﺪه ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮم اﻟﺒﯿﻨﺔ ﻋﻨﺪي" ‪ .‬وﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد‪ ،‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ أن ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﮭﺪه ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻟﺪﯾ ﮫ اﻟﺒﯿﻨ ﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ‪،‬‬
‫وﻟﻮ رﻣﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ زاﻧﯿﺎً ﺑﻤﺎ ﺷﮭﺪه ﻣﻨﮫ وھﻮ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل اﻟﺒﯿﻨﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻜﺎن ﻗﺎذﻓﺎً ﯾﻠﺰﻣﮫ ﺣﺪ اﻟﻘﺬف‪ ،‬وإذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺮم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﻤﺎ ﯾﻌﻠﻢ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ أن ﯾﺤﺮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﮫ‪ ،‬وأﺻﻞ ھﺬا اﻟﺮأي ﻗﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " ﻓﺈذ ﻟﻢ ﯾﺄﺗﻮا ﺑﺎﻟﺸﮭﺪاء‪ ،‬ﻓﺄوﻟﺌﻚ ﻋﻨﺪ‬
‫اﷲ ھﻢ اﻟﻜﺎذﺑﻮن" )اﻟﻨﻮر ‪ . (١٣‬ورأي اﻟﺠﻤﮭﻮر ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪ ،‬واﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ وإﻟﯿﮫ ﻧﻤﯿﻞ‪.‬‬

‫‪٢٤٤‬‬
 ‫اﻟﺨﻤﺮ‬

‫اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻤﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﯾﺸﺮﺑﻮن اﻟﺨﻤﺮ ﺣﺘﻰ ھﺎﺟﺮ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺜﺮ ﺳﺆال اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻨﮭﺎ‬
‫وﻋﻦ ﻟﻌﺐ اﻟﻤﯿﺴﺮ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺮوﻧﮫ ﻣﻦ ﺷﺮورھﻤﺎ وﻣﻔﺎﺳﺪھﻤﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ‪ " :‬ﯾﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ واﻟﻤﯿﺴ ﺮ‪ ،‬ﻗ ﻞ‪ :‬ﻓﯿﮭﻤ ﺎ‬
‫إﺛﻢ ﻛﺒﯿﺮ‪ ،‬وﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨﺎس‪ ،‬وإﺛﻤﮭﻤﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻌﮭﻤﺎ" اﻟﺒﻘﺮة ‪. ٢١٩‬‬
‫أي أن ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﯿﮭﻤﺎ ذﻧﺒﺎً ﻛﺒﯿﺮاً‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار واﻟﻤﻔﺎﺳﺪ اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ‪ ،‬وأن ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨﺎس ‪ ،‬وھﺬه‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻣﺎدﯾﺔ‪ .‬وھﻲ اﻟﺮﺑﺢ ﺑﺎﻻﺗﱢﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وﻛﺴﺐ اﻟﻤﺎل دون ﻋﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺴﺮ ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﺛﻢ أرﺟﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻓﯿﮭﻤ ﺎ‪،‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬا ﺗﺮﺟﯿﺢ ﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﺗﺤﺮﯾﻤﺎً ﻗﺎﻃﻌﺎً ﺛﻢ ﻧﺰل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة ﺗﺪرﺟﺎً ﻣﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﯾﻦ أﻟﻔﻮھﺎ وﻋﺪوھﺎ‬
‫ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ‪ .‬ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮا اﻟﺼﻼة وأﻧﺘﻢ ﺳُﻜﺎرى ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮن " اﻟﻨﺴﺎء ‪. ٤٣‬‬
‫وﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ أن رﺟﻼً ﺻﻠﻰ وھﻮ ﺳﻜﺮان ﻓﻘﺮأ ‪ " :‬ﻗﻞ ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮون‪ .‬أﻋﺒﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﺒﺪون " إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﺴﻮرة ‪ -‬ﺑﺪون‬
‫ذﻛﺮ اﻟﻨﻔﻲ‪ ،‬وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺗﻤﮭﯿﺪاً ﻟﺘﺤﺮﯾﻤﮭﺎ ﻧﮭﺎﺋﯿﺎً ‪ .‬ﺛﻢ ﻧﺰل ﺣﻜﻢ اﷲ ﺑﺘﺤﺮﯾﻤﮭﺎ ﻧﮭﺎﺋﯿﺎً‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إﻧﻤﺎ اﻟﺨﻤﺮ واﻟﻤﯿﺴﺮ واﻷﻧﺼﺎب واﻷزﻻم رﺟﺲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻓ ﺎﺟﺘﻨﺒﻮه ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﺗﻔﻠﺤ ﻮن‪،‬‬
‫إﻧﻤﺎ ﯾُﺮﯾﺪ اﻟﺸﯿﻄﺎن أن ﯾُﻮﻗﻊ ﺑﯿﻨﻜﻢ اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺮ واﻟﻤﯿﺴﺮ ‪ ،‬وﯾﺼﺪﻛﻢ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ وﻋﻦ اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﻓﮭﻞ أﻧﺘﻢ ﻣﻨﺘﮭﻮن"‬
‫)اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪. ( ٩١‬‬
‫وﻇﺎھﺮُ ﻣﻦ ھﺬا أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬اﻟﻤﯿﺴﺮ ‪ ،‬واﻷﻧﺼﺎب‪ ،‬واﻷزﻻم‪ .‬وﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ .١‬رﺟﺲ ‪ :‬أي ﺧﺒﯿﺚ ﻣﺴﺘﻘﺬر ﻋﻨﺪ أوﻟﻲ اﻷﻟﺒﺎب‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن وﺗﺰﯾﯿﻨﮫ ووﺳﻮﺳﺘﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وإذا ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﺟﺘﻨﺎﺑﮭﺎ واﻟﺒُﻌﺪ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻟﯿﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻌﺪاً وﻣﮭﯿﺌﺎً ﻟﻠﻔﻮز واﻟﻔﻼح‪.‬‬
‫‪ .٤‬وأن إرادة اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﺘﺰﯾﯿﻨﮫ ﺗﻨﺎول اﻟﺨﻤﺮ وﻟﻌﺐ اﻟﻤﯿﺴﺮ إﯾﻘﺎع اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء ﺑﺴﺒﺐ ھﺬا اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ‪ ،‬وھﺬه ﻣﻔﺴﺪة دﻧﯿﻮﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .٥‬وأن إرادﺗﮫ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺼﺪ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ ‪ ،‬واﻹﻟﮭﺎء ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وھﺬه ﻣﻔﺴﺪة أﺧﺮى دﯾﻨﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٦‬وأن ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﯾﻮﺟﺐ اﻻﻧﺘﮭﺎء ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫وھﺬه اﻵﯾﺔ آﺧﺮ ﻣﺎ ﻧﺰل ﻓﻲ ﺣُﻜﻢ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وھﻲ ﻗﺎﺿﯿﺔ ﺑﺘﺤﺮﯾﻤﮭﺎ ﺗﺤﺮﯾﻤﺎً ﻗﺎﻃﻌﺎً‪.‬‬

‫ﺗﺸﺪﯾﺪ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺨﻤﺮ ‪:‬‬

‫ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺨﻤﺮ أم اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺷﺮﺑﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﻼﺗﮫ أرﺑﻌﻮن ﯾﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫ﻣﺎت وھﻲ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮫ ﻣﺎت ﻣﯿﺘﺔ ﺟﺎھﻠﯿﺔ " واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟُﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺮ ﻋﺸﺮة‪ :‬ﻋﺎﺻﺮھﺎ‪ ،‬وﻣﻌﺘﺼﺮھﺎ‪ ،‬وﺷﺎرﺑﮭﺎ‪ ،‬وﺣﺎﻣﻠﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ‬
‫إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﺳﺎﻗﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺑﺎﺋﻌﮭﺎ‪ ،‬وآﻛﻞ ﺛﻤﻨﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻤﺸ ﺘﺮي ﻟﮭ ﺎ‪ ،‬واﻟﻤُﺸ ﺘﺮى ﻟ ﮫ" ‪ .‬رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻏﺎﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻤﺮام ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺰﻧﻲ اﻟﺰاﻧﻲ ﺣﯿﻦ ﯾﺰﻧﻲ وھﻮ ﻣﺆﻣﻦ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﺮق اﻟﺴﺎرق‬
‫ﺣ ﯿﻦ ﯾﺴ ﺮق وھ ﻮ ﻣ ﺆﻣﻦ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ ﺣ ﯿﻦ ﯾﺸ ﺮﺑﮭﺎ وھ ﻮ ﻣ ﺆﻣﻦ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﺟﻌﻞ ﺟﺰاء ﻣﻦ ﯾﺘﻨﺎوﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ أن ﯾﺤﺮم ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻷﻧﮫ اﺳﺘﻌﺠﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺠﻮزى ﺑﺎﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻨﮫ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ وﻟﻢ ﯾﺘﺐ ﻟﻢ ﯾﺸﺮﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ ،‬وإن دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺨﻤﺮ ‪:‬‬

‫ھﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﺎﻣﺮ اﻟﻌﻘﻮل أي ﺳﺘﺮھﺎ‪ ،‬وأﻓﺴﺪھﺎ ‪.‬‬
‫وﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾُﺴﻜﺮ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺧﻤﺮاً‪ ،‬وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﺎﻟﻤ ﺎدة اﻟﺘ ﻲ أﺧ ﺬت ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣﺴ ﻜﺮاً ﻣ ﻦ أي ﻧ ﻮع ﻣ ﻦ اﻷﻧ ﻮاع ﻓﮭ ﻮ ﺧﻤ ﺮ‬
‫ﺷﺮﻋﺎً‪ ،‬وﯾﺄﺧﺬ ﺣﻜﻤﮫ‪ ،‬ﯾﺴﺘﻮي ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺐ أو اﻟﺘﻤﺮ أو اﻟﻌﺴﻞ أو اﻟﺤﻨﻄﺔ أو اﻟﺸﻌﯿﺮ أو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء إذ‬
‫أن ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﺧﻤﺮ ﻣﺤﺮم‪ ،‬ﻟﻀﺮره اﻟﺨﺎص واﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻟﺼﺪه ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ وﻋﻦ اﻟﺼﻼة‪ ،‬وﻹﯾﻘﺎﻋﮫ اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫واﻟﺸﺎرع ﻻ ﯾُﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻤﺎﺛﻼت‪ ،‬ﻓﻼ ﯾُﻔﺮق ﺑ ﯿﻦ ﺷ ﺮاب ﻣُﺴ ﻜﺮ‪ ،‬وﺷ ﺮاب آﺧ ﺮ ﻣﺴ ﻜﺮ ﻓﯿﺒ ﯿﺢ اﻟﻘﻠﯿ ﻞ ﻣ ﻦ ﺻ ﻨﻒ وﯾﺤ ﺮم اﻟﻘﻠﯿ ﻞ ﻣ ﻦ‬
‫ﺻﻨﻒ آﺧﺮ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾُﺴﻮي ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺮم اﻟﻘﻠﯿ ﻞ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪھﻤﺎ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻛ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺪ ﺣ ﺮم اﻟﻘﻠﯿ ﻞ ﻣ ﻦ اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎءت اﻟﻨﺼ ﻮص‬
‫ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻟﺘﺄوﯾﻞ وﻻ اﻟﺘﺸﻜﯿﻚ‪:‬‬
‫‪ .١‬روى أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻛ ﻞ ﻣﺴ ﻜﺮ ﺧﻤ ﺮ‪ ،‬وﻛ ﻞ ﺧﻤ ﺮ ﺣ ﺮام" واﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺧﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬أﻣ ﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ‪ ،‬أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس‪ :‬إﻧﮫ ﻧﺰل ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وھﻲ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﯿﺎء ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺐ‪ ،‬واﻟﺘﻤﺮ‪ ،‬واﻟﻌﺴﻞ‪ ،‬واﻟﺤﻨﻄﺔ‪ ،‬واﻟﺸﻌﯿﺮ‪ ،‬واﻟﺨﻤﺮ ﻣﺎ‬
‫ﺧﺎﻣﺮ اﻟﻌﻘﻞ " ‪ .‬ھﺬا اﻟﺬي ﻗﺎﻟ ﮫ أﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ھ ﻮ اﻟﻘ ﻮل اﻟﻔﺼ ﻞ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ أﻋ ﺮف ﺑﺎﻟﻠﻐ ﺔ وأﻋﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﺸ ﺮع‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻨﻘ ﻞ أن أﺣ ﺪاً ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺧﺎﻟﻔﮫ ﻓﯿﻤﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ‪.‬‬

‫‪٢٤٥‬‬
‫‪ .٣‬وﻓﻲ اﻟﺴُﻨﻦ ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺸﯿﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن ﻣ ﻦ اﻟﻌﻨ ﺐ ﺧﻤ ﺮاً‪ ،‬وإن ﻣ ﻦ اﻟﺘﻤ ﺮ ﺧﻤ ﺮاً‪،‬‬
‫وإن ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﺧﻤﺮاً‪ ،‬وإن ﻣﻦ اﻟﺒُﺮﱢ ﺧﻤﺮاً‪ ،‬وإن ﻣﻦ اﻟﺸﻌﯿﺮ ﺧﻤﺮاً " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وروى أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠ ﺖ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ أﻓﺘﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮاﺑﯿﻦ ﻛﻨ ﺎ ﻧﺼ ﻨﻌﮭﻤﺎ ﺑ ﺎﻟﯿﻤﻦ "‬
‫اﻟﺒِﺘﻊ " وھﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﺣﯿﻦ ﯾﺸﺘﺪ )ﯾﺘﺨﻤﺮ( "واﻟِﻤﺰر" وھ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬرة واﻟﺸ ﻌﯿﺮ ﯾﻨﺒ ﺬ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺸ ﺘﺪ ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ أوﺗﻲ ﺟﻮاﻣﻊ اﻟﻜﻠﻢ ﺑﺨﻮاﺗﯿﻤﮫ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮ ﺣﺮام " ‪.‬‬
‫‪ .٥‬وأﺧﺮج أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ أﺳﻜﺮ ﻛﺜﯿﺮه‬
‫ﻓﻘﻠﯿﻠﮫ ﺣﺮام " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ﺑﺮﻗﻢ )‪.(٢٣٧٥‬‬

‫اﻟﻤﺨﺪﱢرات ‪:‬‬
‫ھﺬا ھﻮ ﺣُﻜﻢ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺰﯾﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ اﻷﺷ ﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ اﻟﮭﯿ ﺮوﯾﻦ واﻟﻜﻮﻛ ﺎﻛﯿﻦ واﻟﺤﺸ ﯿﺶ وﻏﯿﺮھﻤ ﺎ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺨﺪرات ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺣﺮام‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻣُﺴﻜﺮ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ذﻛﺮه أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣُﺴﻜﺮ ﺣﺮام‪ ،‬وﻛﻞ ﺧﻤﺮ ﺣﺮام" وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺠﻮز‬
‫زراﻋﺔ اﻟﺤﺸﯿﺶ واﻟﺨﺸﺨﺎش وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺪرات‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﺠﺎرة ﻓﯿﮭ ﺎ واﻟ ﺜﻤﻦ اﻟ ﺬي ﯾﺄﺧ ﺬه ﺑﺎﺋﻌﮭ ﺎ ھ ﻮ ﻣ ﺎل ﺣ ﺮام‪ ،‬ﯾﺤ ﺮم‬
‫أﻛﻠﮫ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ " إنﱠ اﷲ إذا ﺣﺮﱠم ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬ﺣﺮّمَ ﺛﻤﻨﮫ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ " إن اﻟﺤﺸﯿﺸﺔ ﺣﺮام‪ ،‬ﯾُﺤَﺪﱡ ﻣﺘﻨﺎوﻟﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺪ ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ ‪ ،‬وھ ﻲ أﺧﺒ ﺚ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﻧﮭﺎ ﺗُﻔﺴﺪ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻤﺰاج‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺼﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﺨﻨﺚ ودﯾﺎﺛﺔ وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ ﺗﺼﺪ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﷲ وﻋﻦ‬
‫اﻟﺼﻼة‪ ،‬وھﻲ داﺧﻠﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺣﺮﱠﻣﮫ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ واﻟﻤُﺴﻜﺮ ﻟﻔﻈﺎً أو ﻣﻌﻨﻰ "‬
‫وﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ ﺳُﺒﻞ اﻟﺴﻼم ﺷﺮع ﺑﻠﻮغ اﻟﻤﺮام ‪ :‬إﻧﮫ ﯾُﺤﺮّم ﻣﺎ أﺳﻜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺸﺮوﺑﺎً ﻛﺎﻟﺤﺸﯿﺸﺔ" ‪.‬‬
‫وﻧﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ‪ :‬إن ﻣﻦ ﻗﺎل ‪ :‬إن اﻟﺤﺸﯿﺸﺔ ﻻ ﺗُﺴﻜﺮ وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﺨﺪر‪ ،‬ﻣﻜﺎﺑﺮ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗُﺤﺪث ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﮫ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﺮب‬
‫واﻟﻨﺸﻮة"‪.‬‬

‫ﺣﺪ ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ‪:‬‬

‫اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﺘﻔﻘﻮن ﻋﻠﻰ وﺟ ﻮب ﺣ ﺪ ﺷ ﺎرب اﻟﺨﻤ ﺮ‪ ،‬وﻋﻠ ﻰ أن ﺣ ﺪه اﻟﺠﻠ ﺪ ‪ ،‬وﻟﻜ ﻨﮭﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪاره‪ ،‬ﻓ ﺬھﺐ اﻷﺣﻨ ﺎف‬
‫وﻣﺎﻟﻚ إﻟﻰ أﻧﮫ ﺛﻤ ﺎﻧﻮن ﺟﻠ ﺪة وذھ ﺐ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ‪ :‬إﻟ ﻰ أﻧ ﮫ أرﺑﻌ ﻮن ‪ ،‬وﻋ ﻦ اﻹﻣ ﺎم أﺣﻤ ﺪ رواﯾﺘ ﺎن‪ :‬ﻗ ﺎل ﻓ ﻲ اﻟﻤﻐﻨ ﻲ‪ :‬وﻓﯿ ﮫ رواﯾﺘ ﺎن‪:‬‬
‫إﺣﺪاھﻤﺎ ‪ :‬أﻧﮫ ﺛﻤﺎﻧﻮن‪ .‬وﺑﮭﺬا ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﺜﻮري‪ ،‬وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺗﺒﻌﮭﻢ‪ ،‬ﻹﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ورد أن ﻋﻤﺮ اﺳﺘﺸﺎر اﻟﻨﺎس‬
‫ﻓﻲ ﺣﺪ اﻟﺨﻤﺮ ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ‪" :‬اﺟﻌﻠﮫ ‪ -‬ﻛﺄﺧﻒ اﻟﺤﺪود ‪ -‬ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ" ﻓﻀﺮب ﻋﻤﺮ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ‪ ،‬وﻛﺘﺐ ﺑﮫ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ وأﺑﻲ‬
‫ﻋﺒﯿﺪة ﺑﺎﻟﺸﺎم‪.‬‬
‫وﺛﺒﺖ أن ﻋﻠﯿﺎً ﺟﻠﺪ اﻟﻮﻟﯿﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ أرﺑﻌﯿﻦ‪ .‬ﺛﻢ ﻗﺎل " ﺟﻠ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أرﺑﻌ ﯿﻦ‪ ،‬وأﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ أرﺑﻌ ﯿﻦ‪ .‬وﻋﻤ ﺮ‬
‫ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ‪ .‬وﻛﻞ ﺳُﻨﺔ وھﺬا أﺣﺐ إﻟﻲّ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﺟﻲء إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬ﻓﻀﺮﺑﮫ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎل ﻧﺤﻮاً ﻣﻦ أرﺑﻌﯿﻦ‪ .‬ﺛ ﻢ أُﺗ ﻰ ﺑ ﮫ‬
‫أﺑﻮ ﺑﻜﺮ‪ ،‬ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺛﻢ أُﺗﻰ ﺑﮫ ﻋﻤﺮ ﻓﺎﺳﺘﺸﺎر اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺤﺪود‪ .‬ﻓﻘﺎل اﺑﻦ ﻋﻮف ‪ " :‬أَﻗَﻞﱡ اﻟﺤﺪود ﺛﻤﺎﻧﻮن" رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ .‬ﻓﻀﺮﺑﮫ ﻋﻤﺮ‪.‬‬
‫وﻓﻌﻞ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣُﺠﱠﺔٌ ﻻ ﯾﺠﻮز ﺗﺮﻛﮫ ﺑﻔﻌﻞ ﻏﯿﺮه‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ وأﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻠﻲ‪،‬‬
‫ﻓﺘﺤﻤﻞ اﻟﺰﯾﺎدة ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺰﯾﺮ ﯾﺠﻮز ﻓﻌﻠﮫ إذا رآه اﻹﻣﺎم وھﺬا ھﻮ اﻟﺼﻮاب‪ ،‬وﯾﺮﺟﺢ ھﺬا أن ﻋﻤﺮ ﻛﺎن ﯾﺠﻠﺪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﻮي‬
‫اﻟﻤﻨﮭﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﺸﺮاب ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ‪ ،‬وﯾﺠﻠﺪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻀﻌﯿﻒ اﻟﺬي وﻗﻌﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﺰﻟﺔ أرﺑﻌﯿﻦ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ اﻟﺸﺎرب إذا ﺗﻜﺮر ذﻟﻚ ﻣﻨﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻨﺴﻮخ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﮭﻮر أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺑﻢ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﺪ ؟‬

‫وﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﺪ ﺑﺄﺣﺪ أﻣﺮﯾﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻹﻗﺮار ‪ :‬أي اﻋﺘﺮاف اﻟﺸﺎرب ﺑﺄﻧﮫ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺷﮭﺎدة ﺷﺎھﺪﯾﻦ ﻋﺪﻟﯿﻦ‪.‬‬
‫واﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺛﺒﻮﺗﮫ ﺑﺎﻟﺮاﺋﺤﺔ‪ .‬ﻓﺬھﺒﺖ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﺐ اﻟﺤﺪ إذا ﺷﮭﺪ ﺑﺎﻟﺮاﺋﺤﺔ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﺷ ﺎھﺪان ﻋ ﺪﻻن‪ ،‬ﻷﻧﮭ ﺎ ﺗ ﺪل‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮب‪ ،‬ﻛﺪﻻﻟﺔ اﻟﺼﻮت واﻟﺨﻂ‪.‬‬
‫وذھﺐ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﺪ ﺑﺎﻟﺮاﺋﺤﺔ‪ ،‬ﻟﻮﺟﻮد اﻟﺸُﺒﮭﺔ‪ ،‬واﻟﺮواﺋﺢ ﺗﺘﺸﺎﺑﮫ‪ ،‬واﻟﺤﺪود ﺗُﺪرأ ﺑﺎﻟﺸﺒﮭﺎت‪ ،‬وھﺬا ھ ﻮ‬
‫اﻷوﻟﻰ واﻟﺼﻮاب ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫ﺷﺮوط إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ‪:‬‬

‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﺣﺪ اﻟﺨﻤﺮ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻌﻘﻞ‪ :‬ﻷﻧﮫ ﻣﻨﺎط اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺤﺪ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺑﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وﯾﻠﺤﻖ ﺑﮫ اﻟﻤﻌﺘﻮه‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺒﻠﻮغ‪ :‬ﻓﺈذا ﺷﺮب اﻟﺼﺒﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ﻷﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﻠﻒ‪.‬‬

‫‪٢٤٦‬‬
‫‪ .٣‬اﻻﺧﺘﯿﺎر‪ :‬ﻓﺈن ﺷﺮﺑﮭﺎ ﻣﻜﺮھﺎً ﻓﻼ ﺣﺪ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ھﺬا اﻹﻛﺮاه ﺑﺎﻟﺘﮭﺪﯾﺪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﻀﺮب اﻟﻤﺒﺮح‪ ،‬أو ﺑﺈﺗﻼف اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻹﻛﺮاه ﯾﺮﻓﻊ ﻋﻨﮫ اﻹﺛﻢ ‪ ...‬ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬رُﻓﻊ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﯿﺎن ‪ ،‬وﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻜﺮھﻮا ﻋﻠﯿ ﮫ"‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وإذا ﻛﺎن اﻹﺛﻢ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ﻓﻼ ﺣﺪ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺛﻢ واﻟﻤﻌﺼﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن ﻣﺎ ﯾﺘﻨﺎوﻟﮫ ﻣﺴﻜﺮ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺗﻨﺎول ﺧﻤﺮاً ﻣﻊ ﺟﮭﻠﮫ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺧﻤﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻌﺬر ﻟﺠﮭﻠﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮه أﺣ ﺪ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﺘﻤﺎدى ﻓﻲ ﺷﺮﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻌﺬوراً ﺣﯿﻨﺌﺬ‪ ،‬ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﻋﻨﮫ وإﺻﺮاره ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘ ﮫ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻌﻘﺎب وﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ‪ ،‬وإذا ﺗﻨﺎول ﻣﻦ اﻟﺸﺮاب ﻣﺎ ھﻮ ﻣُﺨﺘﻠَﻒٌ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﮫ ﺧﻤﺮاً ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ‪،‬‬
‫ﻷن اﻻﺧﺘﻼف ﺷﺒﮭﺔ‪ ،‬واﻟﺤﺪود ﺗﺪرأ ﺑﺎﻟﺸﺒﮭﺎت‪.‬‬

‫ﻋﺪم اﺷﺘﺮاط اﻟﺤﺮﯾﺔ واﻹﺳﻼم ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ‪:‬‬

‫واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻹﺳﻼم ﻟﯿﺴﺎ ﺷﺮﻃﺎً ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺒﺪ إذا ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺎﻗ ﺐ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﻣﺨﺎﻃ ﺐ ﺑﺎﻟﺘﻜ ﺎﻟﯿﻒ اﻟﺘ ﻲ أﻣ ﺮ اﷲ‬
‫ﺑﮭﺎ وﻧﮭﻰ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﺘﻲ ﯾﺸﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺎ ﻻﻧﺸﻐﺎﻟﮫ ﺑﺄﻣﺮ ﺳﯿﺪه‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ أﻣﺮ ﺑﺎﺟﺘﻨﺎب اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وھﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻮﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺤﺮ واﻟﻌﺒﺪ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﺟﺘﻨﺎﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻠﺤﻘﮫ ﻣﻦ ﺿﺮرھﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺤﻖ اﻟﺤﺮ‪،‬‬
‫وﻟﯿﺲ ﺛﻤﺔ ﻓﺮق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼ ﻒ ﻣ ﻦ ﻋﻘﻮﺑ ﺔ ا ﻟﺤ ﺮ‪ ،‬ﻓﯿﻜ ﻮن ﺣ ﺪه ﻋﺸ ﺮﯾﻦ ﺟﻠ ﺪة أو أرﺑﻌ ﯿﻦ‪:‬‬
‫"ﺣﺴﺐ اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ" ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻓﻌﻠﯿﮭﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب " ﻓَﻘِﯿﺲَ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻛﻤﺎ ﻻ ﺗُﺸﺘﺮط اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺸﺘﺮط اﻹﺳﻼم ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺘ ﺎﺑﯿﻮن ﻣ ﻦ اﻟﯿﮭ ﻮد واﻟﻨﺼ ﺎرى اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﺘﺠﻨﺴ ﻮن ﺑﺠﻨﺴ ﯿﺔ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‪ ،‬وﯾﻌﯿﺸﻮن ﻣﻌﮭﻢ ﻣﻮاﻃﻨﯿﻦ )ﯾﺴﻤﻰ ھﺆﻻء ﺑﺎﻟﺬﻣﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﯿﺮ اﻟﻔﻘﮭﻲ( ﻣﺜﻞ اﻷﻗﺒﺎط ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﻮن اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﻘﯿﻤﻮن ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﻌﻘﺪ أﻣﺎن إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ )ﯾُﺴﻤﻰ ھﺆﻻء ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻣﻨﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﯿﺮ اﻟﻔﻘﮭﻲ( ﻣﺜﻞ اﻷﺟﺎﻧﺐ‪ ،‬ھ ﺆﻻء ﯾﻘ ﺎم ﻋﻠ ﯿﮭﻢ اﻟﺤ ﺪ‬
‫إذا ﺷﺮﺑﻮا اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ دار اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻷن ﻟﮭﻢ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ وﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﻨﺎ‪.‬‬
‫وﻷن اﻟﺨﻤﺮ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ دﯾﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺛﺒ ﺖ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺐ أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ‪ ،‬وﻵﺛﺎرھ ﺎ اﻟﺴ ﯿﺌﺔ وﺿ ﺮرھﺎ اﻟﺒ ﺎﻟﻎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﯿ ﺎة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ واﻟﺨﺎﺻ ﺔ ‪،‬‬
‫واﻹﺳﻼم ﯾُﺮﯾﺪ ﺻﯿﺎﻧﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﺗﻈﻠﮫ راﯾﺔ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﯾﺤﺘﻔﻆ ﺑﮫ ﻧﻈﯿﻔﺎً ﻗﻮﯾﺎً ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺎ ً‪ ،‬ﻻ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﯿﮫ اﻟﻀﻌﻒ ﻣﻦ أي ﺟﺎﻧﺐ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء وھﻮ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ اﻟﻌﺪول ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ ‪:‬‬

‫ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم ﯾﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﺨﻤﺮ ﻟﻠﻌﻼج‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻧﮭﺎھﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاوي ﺑﮭﺎ وﺣﺮﱠﻣﮫ‪ .‬ﻓﻘﺪ روى‬
‫اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‪ ،‬وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وأﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﻃﺎرق ﺑﻦ ﺳﻮﯾﺪ اﻟﺠﻌﻔﻲ أﻧ ﮫ ﺳ ﺄل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺨﻤ ﺮ‬
‫ﺪواء "‬ ‫ﻨﻌﮭﺎ ﻟﻠ‬ ‫ﺎ أﺻ‬ ‫ﺎل ‪ " :‬إﻧﻤ‬ ‫ﺎ‪ ،‬ﻓﻘ‬ ‫ﺎه ﻋﻨﮭ‬ ‫ﻓﻨﮭ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﺪواء ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ داء " ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤـﺪ ‪:‬‬

‫ﯾُﻀﺮب ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮه ﺑﺴﻮط ﻣﻌﺘﺪل ﺑﯿﻦ اﻟﻐﻠﻈﺔ واﻟﺨِﻔﱠﺔ )أرﺑﻌﯿﻦ ‪ -‬أو ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ( ﺟﻠﺪة‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﻛﺎﻟﺮﺟﻞ ﻏﯿ ﺮ أﻧﮭ ﺎ ﺗﻜ ﻮن‬
‫ﻣﺴﺘﻮرة ﺑﺜﻮب رﻗﯿﻖ ﻻ ﯾَﺸﱢﻒُ ‪،‬ﯾﺴﺘﺮھﺎ وﻻ ﯾﻘﯿﮭﺎ اﻟﻀﺮب‪ ،‬وﻻ ﯾُﻘﺎم اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺷﺪة اﻟﺒﺮد أو اﻟﺤﺮ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ ﻓ ﻲ‬
‫ﺳﺎﻋﺎت ﺗﻠﻄﱡﻒ اﻟﺠﻮ وﻻ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ وھﻮ ﺳﻜﺮان وﻻ وھﻮ ﻣﺮﯾﺾ ﺑﻞ ﯾُﻨﺘﻈﺮ إﻓﺎﻗﺘﮫ وﺑﺮؤه‪.‬‬

‫ﺣﺪ اﻟﺰﻧــــﺎ‬

‫اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺰﻧﺎ ‪:‬‬

‫ﯾﺮى ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء أن ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰﻧﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣُﺘﺪرﺟﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺗﺸ ﺮﯾﻊ اﻟﺼ ﯿﺎم‪،‬‬
‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰﻧﺎ ﻓﻲ أول اﻷﻣﺮ اﻹﯾﺬاء ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﯿﺦ واﻟﺘﻌﻨﯿﻒ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬واﻟﻠﺬان ﯾﺄﺗﯿﺎﻧﮭﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺂذوھﻤﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﺎﺑﺎ وأﺻﻠﺤﺎ ﻓﺄﻋﺮﺿﻮا ﻋﻨﮭﻤﺎ " )اﻟﻨﺴﺎء ‪ . ( ١٦‬ﺛ ﻢ ﺗ ﺪرج اﻟﺤُﻜ ﻢ ﺑﻌ ﺪ‬
‫ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺤﺒﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮت‪ .‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻼﺗﻲ ﯾﺄﺗﯿﻦ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﺸﮭﺪوا ﻋﻠﯿﮭﻦ أرﺑﻌﺔ ﻣﻨﻜﻢ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺷ ﮭﺪوا‬
‫ﻓﺄﻣﺴﻜﻮھﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮت ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻮﻓﺎھُﻦﱠ اﻟﻤﻮت أو ﯾﺠﻌﻞ اﷲ ﻟﮭﻦ ﺳﺒﯿﻼً " )اﻟﻨﺴﺎء ‪ . (١٥‬ﺛﻢ اﺳﺘﻘﺮ اﻷﻣﺮ‪ ،‬وﺟﻌﻞ اﷲ اﻟﺴﺒﯿﻞ ‪ ،‬ﻓﺠﻌ ﻞ‬
‫ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰاﻧﻲ اﻟﺒﻜﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠﺪة‪ ،‬ورﺟﻢ اﻟﺜﯿّﺐ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻮت‪.‬‬
‫وﻛﺎن ھﺬا اﻟﺘﺪرﯾﺞ ﻟﯿﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﯾﺄﺧﺬ ﺑﮫ ﻓﻲ رﻓ ﻖ وھ ﻮادة إﻟ ﻰ اﻟﻌﻔ ﺎف واﻟﻄﮭ ﺮ‪ ،‬وﺣﺘ ﻰ ﻻ ﯾﺸ ﻖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ھ ﺬا‬
‫اﻻﻧﺘﻘﺎل‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ ﺣﺮج‪ ،‬واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻟﮭﺬا ﺑﺤﺪﯾﺚ ﻋﺒﺎدة ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬‬
‫ﺧﺬوا ﻋﻨﻲ‪ ،‬ﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻟﮭﻦ ﺳﺒﯿﻼً" ‪ :‬اﻟﺒﻜﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺮ ﺟﻠﺪ ﻣﺎﺋﺔ وﻧﻔﻲ ﺳﻨﺔ‪ ،‬واﻟﺜﯿﺐ ﺑﺎﻟﺜﯿﺐ ﺟﻠﺪ ﻣﺎﺋﺔ واﻟﺮﺟﻢ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود ‪،‬‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن آﯾﺘﻲ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺘﯿﻦ ﺗﺘﺤﺪﺛﺎن ﻋ ﻦ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺴ ﺤﺎق واﻟﻠ ﻮاط‪ ،‬وﺣﻜﻤﮭﻤ ﺎ ﯾﺨﺘﻠ ﻒ ﻋ ﻦ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺰﻧ ﺎ‬
‫اﻟﻤﻘﺮر ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر‪.‬‬
‫ﻓﺎﻵﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺎق ‪ " :‬واﻟﻼﺗﻲ ﯾ ﺄﺗﯿﻦ اﻟﻔﺎﺣﺸ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧﺴ ﺎﺋﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﺸ ﮭﺪوا ﻋﻠ ﯿﮭﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻣ ﻨﻜﻢ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺷ ﮭﺪوا ﻓﺄﻣﺴ ﻜﻮھﻦ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺒﯿﻮت ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻮﻓﺎھﻦ اﻟﻤﻮت أو ﯾﺠﻌﻞ اﷲ ﻟﮭﻦ ﺳﺒﯿﻼ" )اﻟﻨﺴﺎء ‪ .(١٥‬واﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻮاط ‪ " :‬واﻟﻠﺬان ﯾﺄﺗﯿﺎﻧﮭﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺂذوھﻤﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫ﺗﺎﺑﺎ وأﺻﻠﺤﺎ ﻓﺄﻋﺮﺿﻮا ﻋﻨﮭﻤﺎ" )اﻟﻨﺴﺎء ‪. (١٦‬‬

‫‪٢٤٧‬‬
‫‪ .١‬أي واﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﯾﺄﺗﯿﻦ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‪ :‬وھﻲ ‪ :‬اﻟﺴﺤﺎق اﻟﺬي ﺗﻔﻌﻠﮫ اﻟﻤﺮأة ﻣﻊ اﻟﻤﺮأة ﻓﺎﺳﺘﺸﮭﺪوا ﻋﻠﯿﮭﻦ أرﺑﻌﺔ ﻣ ﻦ رﺟ ﺎﻟﻜﻢ‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫ﺷﮭﺪوا ﻓﺎﺣﺒﺴﻮھﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮت‪ ،‬ﺑﺄن ﺗﻮﺿﻊ اﻟﻤﺮأة وﺣﺪھﺎ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺴﺎﺣﻘﮭﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻮت أو ﯾﺠﻌﻞ اﷲ ﻟﮭُﻦ ﺳ ﺒﯿﻼً إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺨﺮوج ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ أو اﻟﺰواج اﻟﻤﻐﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺎﺣﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬واﻟﺮﺟﻼن اﻟﻠّﺬان ﯾﺄﺗﯿﺎن اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ‪ -‬وھﻲ اﻟﻠﻮاط ‪ -‬ﻓﺂذوھﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﺒﻮت ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﮭﺎدة أﯾﻀﺎً ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﺎﺑﺎ ﻗﺒ ﻞ إﯾ ﺬاﺋﮭﻤﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺤ ﺪ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻧﺪﻣﺎ وأﺻﻠﺤﺎ ﻛﻞ أﻋﻤﺎﻟﮭﻤﺎ وﻃﮭﺮا ﻧﻔﺴﯿﮭﻤﺎ ﻓﺄﻋﺮﺿﻮا ﻋﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺰﻧﺎ ‪:‬‬

‫اﻟﻮطء اﻟﻤﺤﺮم ﻓﻲ اﻟﻘُﺒﻞ أو اﻟﺪﺑﺮ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺰﻧﺎ ‪:‬‬

‫ﻣﺤﺮم ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎم ﺣﺪ اﻟﺰﻧﺎ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﯾﺠﺐ اﻟﺤﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﯿﺐ اﻟﺤﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﺮج اﻟﻤﺮأة وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻌ ﮫ إﻧ ﺰال‪ ،‬وأﻣ ﺎ اﻻﺳ ﺘﻤﺘﺎع ﻓﯿﻤ ﺎ دون اﻟﻔ ﺮج‪ ،‬ﻓﻔﯿ ﮫ اﻟﺘﻌﺰﯾ ﺮ ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﺳﯿﺄﺗﻲ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل ‪ :‬ﺟﺎء رﺟﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ ﻋﺎﻟﺠ ﺖ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ أﻗﺼ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺖ ﻣﻨﮭﺎ دون أن أﻣﺴﮭﺎ ﻓﺄﻧﺎ ھﺬا‪ ،‬ﻓﺄﻗﻢ ﻋﻠﻲّ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ‪ :‬ﺳﺘﺮك اﷲ ﻟﻮ ﺳﺘﺮت ﻧﻔﺴﻚ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺮد اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬ﻓﺄﺗﺒﻌﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺟﻼً ﻓﺘﻼ ﻋﻠﯿﮫ "وأﻗﻢ اﻟﺼﻼة ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬وزُﻟَﻔﺎً‬
‫ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ إن اﻟﺤﺴﻨﺎت ﯾُﺬھﺒﻦ اﻟﺴﯿﺌﺎت ذﻟﻚ ذﻛﺮى ﻟﻠﺬاﻛﺮﯾﻦ" ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻟﮫ ﺧﺎﺻﺔ أم ﻟﻠﻨﺎس ﻋﺎﻣﺔ ؟‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻟﻠﻨﺎس ﻛﺎﻓﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺣﺪ اﻟﺒﻜﺮ اﻟﺤﺮ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠﺪة‪ ،‬وﺗﻐﺮﯾﺐ ﻋﺎم‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " اﻟﺰاﻧﯿﺔ واﻟﺰاﻧﻲ ﻓﺎﺟﻠ ﺪوا ﻛ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ﻣﺎﺋ ﺔ ﺟﻠ ﺪة "‬
‫ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﻀﻰ ﻓﻲ ﻣﻦ زﻧﻰ وﻟﻢ ﯾُﺤﺼﻦ ﺑﻨﻔﻲ ﻋﺎم وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺣﺪ اﻟﻤﺤﺼﻦ اﻟﺤﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺮﺟﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻮت‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎل‪ :‬إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺚ ﻣﺤﻤﺪاً‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ‪ ...‬ﻓﺎﻟﺮﺟﻢ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ زﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء إذا ﻛﺎن ﻣﺤﺼﻨﺎً‪ ،‬إذا ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺒﯿﻨﺔ أو ﻛﺎن ﺣﻤﻞ‪،‬‬
‫أو اﻋﺘﺮاف" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾُﻘﺎم اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺎل‪ :‬رﺟﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫رﺟﻼً ﻣﻦ أﺳﻠﻢ ‪ ،‬ورﺟﻼً ﻣﻦ اﻟﯿﮭﻮد واﻣﺮأة " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺰاﻧﻲ ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﻣﺨﺘﺎراً ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾ ﺮة ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺟ ﺎء اﻷﺳ ﻠﻤﻲ إﻟ ﻰ‬
‫ﻧﺒﻲ اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺸﮭﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ أﻧﮫ أﺻﺎب اﻣﺮأة ﺣﺮاﻣﺎً أرﺑﻊ ﻣﺮات‪ ،‬ﻛﻞ ذﻟﻚ ﯾُﻌﺮض ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻧﻜﺤﺘﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻤﺎ ﯾﻐﯿﺐ اﻟﻤﺮود ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺤﻠﺔ واﻟﺮﺷﺎء ) اﻟﺤﺒﻞ ( ﻓﻲ اﻟﺒﺌﺮ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﮭﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﺪري‬
‫ﻣﺎ اﻟﺰﻧﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬أﺗﯿﺖ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﺮاﻣﺎً ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻣﺮأﺗﮫ ﺣﻼﻻً‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻤﺎذا ﺗﺮﯾﺪ ﺑﮭﺬا اﻟﻘﻮل؟ ﻗ ﺎل‪ :‬أرﯾ ﺪ أن ﺗﻄﮭﺮﻧ ﻲ‪،‬‬
‫ﻓﺄﻣﺮ ﺑﮫ ﻓﺮُﺟﻢ" رواه أﺑﻮ داود واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪.‬‬
‫ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﺪ ﺑﺎﻹﻗﺮار ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "اﻏﺪُ ﯾﺎ أﻧﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ھﺬا ﻓﺈن اﻋﺘﺮﻓ ﺖ ﻓﺎرﺟﻤﮭ ﺎ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈذا رﺟ ﻊ اﻟﺰاﻧ ﻲ ﻋ ﻦ‬
‫اﻋﺘﺮاﻓﮫ ﺑﻌﺪ اﻹﻗﺮار ﻓﻼ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﺎﻋﺰ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺖ ﻓﯿﻤﻦ رﺟﻢ اﻟﺮﺟ ﻞ‪ ،‬إﻧ ﺎ ﻟﻤ ﺎ ﺧﺮﺟﻨ ﺎ ﺑ ﮫ‬
‫ﻓﺮﺟﻤﻨﺎه ﻓﻮﺟﺪ ﻣﺲ اﻟﺤﺠﺎرة ﺻﺮخ ﺑﻨﺎ ﯾﺎ ﻗﻮم ردوﻧﻲ إﻟﻰ رﺳ ﻮل اﷲ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻗ ﻮﻣﻲ ﻗﺘﻠ ﻮﻧﻲ وﻏﺮوﻧ ﻲ ﻣ ﻦ ﻧﻔﺴ ﻲ وأﺧﺒﺮوﻧ ﻲ أن‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺗﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻧﻨﺰع ﻋﻨﮫ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻨﺎه‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ رﺟﻌﻨ ﺎ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫وأﺧﺒﺮﻧﺎه ﻗﺎل‪ :‬ﻓﮭﻼ ﺗﺮﻛﺘﻤﻮه ‪ ،‬رواه أﺑﻮ داود‪ ،‬وأﺧﺮج اﻟﺒﺨﺎري ﻧﺤﻮه ‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻨﺪ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬أن ﻣﺎﻋﺰاً‬
‫ﻟﻤﺎ وﺟﺪ ﻣﺲ اﻟﺤﺠﺎرة ﯾﺸﺘﺪ ‪ ،‬ﻓﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺮ ﺑﺮﺟ ﻞ ﻣﻌ ﮫ ﻟﺤ ﻲ ﺟﻤ ﻞ )أي ﻋﻈ ﻢ اﻟﺤﻨ ﻚ( ﻓﻀ ﺮﺑﮫ ﺑ ﮫ‪ ،‬وﺿ ﺮﺑﮫ اﻟﻨ ﺎس ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎت‪،‬‬
‫ﻓﺬﻛﺮوا ذﻟﻚ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ھﻼ ﺗﺮﻛﺘﻤﻮه " ‪ .‬ﻓﻜﺄن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺪ اﻋﺘﺒﺮ ﻓﺮار‬
‫ﻣﺎﻋﺰ رﺟﻮﻋﺎً ﻋﻦ اﻋﺘﺮاﻓﮫ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﺪ ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﮭﻮد‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز أﻗﻞ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ‪ ،‬ﻓﻠ ﻮ ﺟ ﺎء ﺛﻼﺛ ﺔ وﺷ ﮭﺪوا ﻓ ﻼ ﺗﻘﺒ ﻞ ﺷ ﮭﺎدﺗﮭﻢ‪ ،‬وﯾﺠﻠ ﺪون ﺣ ﺪ اﻟﻘ ﺬف‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ‬
‫ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " واﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣ ﻮن اﻟﻤﺤﺼ ﻨﺎت ﺛ ﻢ ﻟ ﻢ ﯾ ﺄﺗﻮا ﺑﺄرﺑﻌ ﺔ ﺷ ﮭﺪاء ﻓﺎﺟﻠ ﺪوھﻢ ﺛﻤ ﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠ ﺪة " ﺳ ﻮرة اﻟﻨ ﻮر‪ ،‬وﯾﺸ ﺘﺮط أن ﯾﻜ ﻮن‬
‫اﻟﺸﮭﺪاء اﻷرﺑﻌﺔ ذﻛﻮراً ﻋ ﺎﻗﻠﯿﻦ ﻋ ﺎدﻟﯿﻦ‪ ،‬ورأوا ﺟﻤﯿﻌ ﺎً ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ واﺣ ﺪ اﻟﺤﺸ ﻔﺔ ﻗ ﺪ ﻏﺎﺑ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺮج‪ ،‬وﯾﺸ ﮭﺪون ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﻮر‪،‬‬
‫ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺤﺪ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ :‬ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻟﺮﺟﻢ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ زﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺮﺟ ﺎل واﻟﻨﺴ ﺎء إذا‬
‫ﻛﺎن ﻣﺤﺼﻨﺎً‪ ،‬إذا ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺒﯿﻨﺔ‪ ،‬أو ﻛﺎن ﺣﻤﻞ‪ ،‬أو اﻋﺘﺮاف‪ ،‬وأﯾﻢ اﷲ ﻟﻮﻻ أن ﯾﻘﻮل اﻟﻨﺎس زاد ﻋﻤﺮ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ ﻟﻜﺘﺒﺘﮭ ﺎ" ﻣﺘﻔ ﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٨‬إذا ﺟﺎء اﻟﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻣﺘﺰوﺟﺔ ﻓﻼ ﯾﻘﺎم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﺪ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﺣﻤﻠﮫ وﻓﺼﺎﻟﮫ ﺛﻼﺛﻮن ﺷﮭﺮاً" ﺳﻮرة‬
‫اﻷﺣﻘﺎف‪ ،‬وﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻮاﻟﺪت ﯾُﺮﺿﻌﻦ أوﻻدھﻦ ﺣﻮﻟﯿﻦ ﻛﺎﻣﻠﯿﻦ" ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﺗﺆﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤُﺒﻠﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻀﻊ‪ ،‬وﺗﺮﺿﻊ وﻟﺪھﺎ إن ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﯾُﺮﺿﻌﮫ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‪ " :‬ﻋﻦ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺮﯾﺪة ﻋﻦ أﺑﯿﮫ‬
‫أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺟﺎءﺗ ﮫ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﻏﺎﻣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷزد‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ :‬ﻃﮭﺮﻧ ﻲ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل وﯾﺤ ﻚ ارﺟﻌ ﻲ‬
‫ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮي اﷲ وﺗﻮﺑﻲ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬أراك ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺮددﻧﻲ ﻛﻤﺎ رددت ﻣﺎﻋﺰ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬وﻣﺎ ذاك ؟ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬إﻧﮭﺎ ﺣُﺒﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎ‬

‫‪٢٤٨‬‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﻧﺖ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻀﻌﻲ ﻣﺎﻓﻲ ﺑﻄﻨﻚ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻜﻔﻠﮭﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ﺣﺘ ﻰ وﺿ ﻌﺖ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﺄﺗﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻗﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﻐﺎﻣﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬إذن ﻻ ﻧﺮﺟﻤﮭﺎ وﻧﺪع وﻟﺪھﺎ ﺻﻐﯿﺮاً ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﻦ ﯾُﺮﺿﻌﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺎم رﺟﻞ ﻣﻦ‬
‫اﻷﻧﺼﺎر ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻟﻲّ رﺿﺎﻋﮫ ﺑﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺮﺟﻤﮭﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﻛﯿﻔﯿﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ‪ :‬أن ﯾﺤﻔﺮ ﻟﻠﺰاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷرض ﺣﻔﺮة ﺗﺒﻠﻎ إﻟﻰ ﺻﺪره ﻓﯿﻮﺿﻊ ﻓﯿﮭﺎ وﯾﺮﻣ ﻰ ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺎرة ﺣﺘ ﻰ ﯾﻤ ﻮت ﺑﻤﺤﻀ ﺮ‬
‫اﻹﻣﺎم أو ﻧﺎﺋﺒﮫ‪ ،‬وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻻ ﯾﻘﻞ ﻋﺪدھﻢ ﻋﻦ أرﺑﻌﺔ أﻧﻔﺎر ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﯿﺸﮭﺪ ﻋﺬاﺑﮭﻤﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ"‬
‫)اﻟﻨﻮر ( واﻟﻤﺮأة ﻛﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻏﯿﺮ أﻧﮭﺎ ﺗُﺸﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺛﯿﺎﺑﮭﺎ ﻟﺌﻼ ﺗﺘﻜﺸﻒ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻀﺮب ﻓﻲ ﺣﺪ اﻟﺠﻠﺪ ‪ :‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻀﺮب ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻋﻀﺎء ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻮﺟﮫ واﻟ ﺮأس واﻟﻔ ﺮج ﺑﺴ ﻮط ﻣﻌﺘ ﺪل ﺑ ﯿﻦ‬
‫اﻟﻐﻠﻈﺔ واﻟﺨﻔﺔ‪ ،‬وﯾﻔﻀﻞ أن ﯾﻘﺎم اﻟﺤﺪ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﺗﻠﻄﻒ اﻟﺠﻮ ﻓﻼ ﯾﻘﺎم ﻓﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺒ ﺮد اﻟﺸ ﺪﯾﺪ أو اﻟﺤ ﺮ اﻟﺸ ﺪﯾﺪ‪ ،‬وﯾُﺠ ﺮد اﻟﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ‬
‫ﺛﯿﺎﺑﮫ ﻣﺎ ﻋﺪا ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺮ ﻋﻮرﺗﮫ أﺛﻨﺎء اﻟﻀﺮب‪ ،‬أﻣﺎ اﻷُﻧﺜﻰ اﻟﺒﻜﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻮرة ﺑﺜﻮب رﻗﯿﻖ ﻻ ﯾﺸﻒ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﮫ وﻻ ﯾﻘﯿﮭﺎ‬
‫اﻟﻀﺮب ‪ ،‬وﺗُﻤﮭﻞ اﻟﺒﻜﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺰول ﺷ ﺪة اﻟﺤ ﺮ واﻟﺒ ﺮد وﻛ ﺬﻟﻚ اﻟﻤﺮﺟ ﻮ اﻟﺸ ﻔﺎء‪ ،‬وإن ﻛ ﺎن ﻣﯿﺌﻮﺳ ﺎً ﻣ ﻦ ﺷ ﻔﺎﺋﮫ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻀ ﺮب ﺑﻌﺜﻜ ﺎل‬
‫)اﻟﻌﺬق ﻣﻦ أﻋﺬاق اﻟﻨﺨﻞ ( ﻓﯿﮫ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﻤﺮاخ ﺛﻢ ﯾُﻀﺮب ﺑﮫ ﺿﺮﺑﺔ واﺣﺪة ‪.‬‬

‫ھﻞ ﻟﻠﻤﺠﻠﻮد دﯾﺔ إذا ﻣﺎت ‪:‬‬

‫إذا ﻣﺎت اﻟﻤﺠﻠﻮد ﻓﻼ دﯾﺔ ﻟﮫ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ " أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ وﺟ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺤ ﺪ ﻓﺠﻠ ﺪه اﻹﻣ ﺎم أو‬
‫ﺟﻼده اﻟﺤﺪ اﻟﺸﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻤﺎت ﻓﻼ دﯾﺔ ﻓﯿﮫ وﻻ ﻛﻔﺎرة‪ ،‬ﻻ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم "اﻟﺤﺎﻛﻢ" وﻻ ﻋﻠﻰ ﺟﻼده ‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل ‪.‬‬

‫‪ .١‬ﻋﻤﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط ‪:‬‬

‫إن ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﻠﻮاط ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ‪ ،‬وھﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺣﺶ اﻟﻤﻔﺴﺪة ﻟﻠﺨﻠﻖ وﻟﻠﺪﯾﻦ وﻟﻠﻔﻄﺮة وﻟﻠﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﺑﻞ وﻟﻠﺤﯿﺎة ﻧﻔﺴﮭﺎ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﻋﺎﻗﺐ اﷲ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺄﻗﺴﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ‪ ،‬ﻓﺨﺴﻒ اﻷرض ﺑﻘﻮم ﻟﻮط‪ ،‬وأﻣﻄﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺣﺠﺎرة ﻣﻦ ﺳﺠﯿﻞ ﺟﺰاء ﻓﻌﻠ ﺘﮭﻢ اﻟﻘ ﺬرة ‪ ،‬وﺟﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ‬
‫ﻗﺮآﻧﺎً ﯾُﺘﻠﻰ ﻟﯿﻜﻮن درﺳﺎً‪ .‬ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪" :‬وﻟﻮﻃﺎً إذا ﻗﺎل ﻟﻘﻮﻣﮫ ‪ :‬أﺗﺄﺗﻮن اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻘﻜﻢ ﺑﮭ ﺎ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﯿﻦ‪ .‬إﻧﻜ ﻢ‬
‫ﻟﺘﺄﺗﻮن اﻟﺮﺟﺎل ﺷﮭﻮة ﻣﻦ دون اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬ﺑﻞ أﻧﺘﻢ ﻗﻮم ﻣﺴﺮﻓﻮن‪ .‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﺟﻮابَ ﻗﻮﻣﮫ إﻻ أن ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬أﺧﺮﺟﻮھﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﯾﺘﻜﻢ إﻧﮭﻢ أﻧﺎس‬
‫ﯾﺘﻄﮭ ﺮون ‪ .‬ﻓﺄﻧﺠﯿﻨ ﺎه وأھﻠ ﮫ إﻻ اﻣﺮأﺗ ﮫ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺎﺑﺮﯾﻦ‪ .‬وأﻣﻄﺮﻧ ﺎ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﻣﻄ ﺮاً‪ ،‬ﻓ ﺎﻧﻈﺮ ﻛﯿ ﻒ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻋﺎﻗﺒ ﺔ اﻟﻤﺠ ﺮﻣﯿﻦ"‬
‫)اﻷﻋﺮاف‪.( ٨٤ - ٨٠:‬‬
‫وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ":‬وﻟﻤﺎ ﺟﺎءت رﺳﻠﻨﺎ ﻟﻮﻃﺎً ﺳﻲء ﺑﮭﻢ وﺿﺎق ﺑﮭﻢ ذرﻋﺎً‪ ،‬وﻗﺎل ھﺬا ﯾﻮم ﻋﺼﯿﺐ ‪ .‬وﺟﺎءه ﻗﻮﻣﮫ ﯾﮭﺮﻋﻮن إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬
‫ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﻤﻠﻮن اﻟﺴﯿﺌﺎت‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﯾﺎ ﻗﻮم ھﺆﻻء ﺑﻨﺎﺗﻲ ھُﻦّ أﻃﮭﺮ ﻟﻜﻢ‪ ،‬ﻓﺎﺗﻘﻮا اﷲ وﻻ ﺗﺨﺰون ﻓﻲ ﺿﯿﻔﻲ‪ ،‬أﻟﯿﺲ ﻣﻨﻜﻢ رﺟﻞ رﺷ ﯿﺪ‪ .‬ﻗ ﺎﻟﻮا‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺣﻖ‪ ،‬وإﻧﻚ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻧﺮﯾﺪ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻟﻮ أن ﻟﻲ ﺑﻜﻢ ﻗﻮة أو آوي إﻟﻰ رﻛ ﻦ ﺷ ﺪﯾﺪ‪ .‬ﻗ ﺎﻟﻮا ‪ :‬ﯾ ﺎ ﻟ ﻮط إﻧ ﺎ رﺳ ﻞ‬
‫رﺑﻚ ‪ ،‬ﻟﻦ ﯾﺼﻠﻮا إﻟﯿﻚ‪ ،‬ﻓﺄﺳﺮ ﺑﺄھﻠﻚ ﺑﻘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﻠﯿﻞ‪ ،‬وﻻ ﯾﻠﺘﻔﺖ ﻣﻨﻜﻢ أﺣﺪ‪ ،‬إﻻ اﻣﺮأﺗﻚ إﻧﮫ ﻣُﺼﯿﺒﮭﺎ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﮭﻢ‪ ،‬إن ﻣﻮﻋﺪھﻢ اﻟﺼﺒﺢ‪،‬‬
‫أﻟﯿﺲ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﻘﺮﯾﺐ ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء أﻣﺮﻧﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻋﺎﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﻓﻠﮭﺎ‪ ،‬وأﻣﻄﺮﻧﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺠﺎرة ﻣﻦ ﺳﺠﯿﻞ ﻣﻨﻀﻮد ‪ .‬ﻣﺴﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪ رﺑﻚ‪ ،‬وﻣﺎ ھﻲ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﯿﻦ ﺑﺒﻌﯿﺪ " )ھﻮد ‪. ( ٨٢ - ٧٧‬‬
‫وﻗﺪ أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﻓﺎﻋﻠﮫ وﻟﻌﻨﮫ‪.‬‬
‫روى أﺑﻮ داود ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ‪ ،‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬‬
‫ﻣﻦ وﺟﺪﺗﻤﻮه ﯾﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط ‪ ،‬ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻔﺎﻋﻞ واﻟﻤﻔﻌﻮل ﺑﮫ" وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وﻟﻔﻆ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ " :‬ﻟﻌﻦ اﷲ‬
‫ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط ‪ ،‬ﻟﻌﻦ اﷲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ‪ ،‬ﻗﻮم ﻟﻮط ‪ ،‬ﻟﻌﻦ اﷲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط" ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫" وﻣﺎ أﺣﻖ ﻣﺮﺗﻜﺐ ھﺬه اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ‪ ،‬وﻣﻘﺎرف ھﺬه اﻟﺮذﯾﻠﺔ اﻟﺬﻣﯿﻤﺔ ﺑﺄن ﯾُﻌﺎﻗﺐ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﯾﺼﯿﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﺒﺮة ﻟﻠﻤﻌﺘﺒﺮﯾﻦ‪ ،‬وﯾﻌﺬب ﺗﻌﺬﯾﺒﺎً ﯾﻜﺴﺮ‬
‫ﺷﮭﻮة اﻟﻔﺴﻘﺔ اﻟﻤﺘﻤﺮدﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺤﻘﯿﻖ ﺑﻤﻦ أﺗﻰ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻗﻮم ﻣﺎ ﺳﺒﻘﮭﻢ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪ ،‬أن ﯾﺼﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﯾﻜ ﻮن ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺸﺪة واﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﻣﺸﺎﺑﮭﺎً ﻟﻌﻘﻮﺑﺘﮭﻢ‪ ،‬وﻗﺪ ﺧﺴﻒ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮭﻢ ‪ ،‬واﺳﺘﺄﺻﻞ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﺬاب ﺑﻜﺮھﻢ وﺛﯿﺒﮭﻢ"‪ .‬أ ‪ .‬ھـ‬

‫‪ .٢‬اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء ‪:‬‬
‫اﺳﺘﻤﻨﺎء اﻟﺮﺟﻞ ﺑﯿﺪه ﻣﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷدب وﺣُﺴ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ‪ ،‬وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻓ ﻲ‬
‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ﻓﻤﻨﮭﻢ ﻣﻦ رأى أﻧﮫ ﺣﺮام ﻣﻄﻠﻘﺎً‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ رأى أﻧﮫ ﺣﺮام ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت‪ ،‬وواﺟﺐ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﮭﺎ اﻵﺧﺮ‪ .‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ذھ ﺐ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﻜﺮاھﺘﮫ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺬﯾﻦ ذھﺒﻮا إﻟﻰ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﻓﮭﻢ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ‪ ،‬واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ‪ ،‬واﻟﺰﯾﺪﯾﺔ‪ .‬وﺣُﺠﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ أﻣﺮ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻔﺮوج‬
‫ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﻻت‪ ،‬إﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ‪ ،‬وﻣﻠﻚ اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺠﺎوز اﻟﻤﺮء ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ واﺳﺘﻤﻨﻰ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺎدﯾﻦ اﻟﻤﺘﺠﺎوزﯾﻦ ﻣﺎ‬
‫أﺣﻞ اﷲ ﻟﮭﻢ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺮﻣﮫ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ .‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪" :‬واﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﻟﻔﺮوﺟﮭﻢ ﺣﺎﻓﻈﻮن‪ ،‬إﻻ ﻋﻠﻰ أزواﺟﮭﻢ أو ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﮭﻢ ﻓﺈﻧﮭﻢ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﻠﻮﻣﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﺑﺘﻐﻰ وراء ذﻟﻚ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻌﺎدون" ‪.‬‬
‫وأﻣ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ ذھﺒ ﻮا إﻟ ﻰ اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤ ﺎﻻت واﻟﻮﺟ ﻮب ﻓ ﻲ ﺑﻌﻀ ﮭﺎ اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬ﻓﮭ ﻢ اﻷﺣﻨ ﺎف‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧ ﮫ ﯾﺠ ﺐ‬
‫اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء إذا ﺧﯿﻒ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺰﻧ ﻰ ﺑﺪوﻧ ﮫ‪ ،‬ﺟﺮﯾ ﺎً ﻋﻠ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺪة‪ :‬ارﺗﻜ ﺎب أﺧ ﻒ اﻟﻀ ﺮرﯾﻦ‪ .‬وﻗ ﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧ ﮫ ﯾﺤ ﺮم إذا ﻛ ﺎن ﻻﺳ ﺘﺠﻼب‬
‫اﻟﺸﮭﻮة وإﺛﺎرﺗﮭﺎ‪ .‬وﻗﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧﮫ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ إذا ﻏﻠﺒﺖ اﻟﺸﮭﻮة‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻋﻨﺪه زوﺟﺔ أو أﻣﺔ واﺳﺘﻤﻨﻰ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺴﻜﯿﻨﮭﺎ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬إﻧﮫ ﺣﺮام ‪ ،‬إﻻ إذا اﺳﺘﻤﻨﻰ ﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﻰ‪ ،‬أو ﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﮫ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﮫ زوﺟﺔ أو‬
‫أﻣﺔ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺣﺮج ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪٢٤٩‬‬
‫وأﻣﺎ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﯿﺮى أن اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء ﻣﻜﺮوه وﻻ إﺛﻢ ﻓﯿﮫ ﻷن ﻣﺲ اﻟﺮﺟﻞ ذﻛﺮه ﺑﺸ ﻤﺎﻟﮫ ﻣﺒ ﺎح ﺑﺈﺟﻤ ﺎع اﻷﻣ ﺔ وإذا ﻛ ﺎن ﻣﺒﺎﺣ ًﺎ‬
‫ﻓﻠﯿﺲ ھﻨﺎك زﯾ ﺎدة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺒ ﺎح إﻻ اﻟﺘﻌﻤ ﺪ ﻟﻨ ﺰول اﻟﻤﻨ ﻲ‪ :‬ﻓﻠ ﯿﺲ ذﻟ ﻚ ﺣ ﺮام أﺻ ﻼً ﻟﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻗ ﺪ ﻓﺼّ ﻞ اﷲ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﺎ ﺣ ﺮم‬
‫ﻋﻠﯿﻜﻢ" ‪ .‬وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻣﺎ ﻓﺼﻞ ﻟﻨﺎ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺣﻼل ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎﻓﻲ اﻷرض ﺟﻤﯿﻌﺎً" ‪ .‬ﻗ ﺎل‪ :‬وإﻧﻤ ﺎ ﻛ ﺮه اﻻﺳ ﺘﻤﻨﺎء‬
‫ﻷﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق وﻻ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ‪.‬‬
‫ﻗﻠﺖ‪ :‬وﻗﻮل اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪ ،‬واﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ وإﻟﯿﮫ أﻣﯿﻞ ﻟﻘﯿ ﺎم‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻓﺈن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻣﺮ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻔﺮوج إﻻ ﻋﻦ اﻟﺰوﺟﺔ وﻣﻠﻚ اﻟﯿﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻧﺎﻛﺢ اﻟﯿﺪ ھﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدﯾﻦ اﻟﻤﺘﺠﺎوزﯾﻦ ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ ﻟﮭﻢ إﻟﻰ ﻣﺎ‬
‫ﺣﺮﻣﮫ ﻋﻠﯿﮭﻢ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﺴﺤﺎق ‪ ) :‬ھﻮ إﺗﯿﺎن اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺮأة (‬

‫اﻟﺴﺤﺎق ﻣﺤﺮم ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻤﺎ رواه أﺣﻤﺪ‪ ،‬وﻣﺴﻠﻢ‪ ،‬وأﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣﺬي أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﻨﻈﺮ‬
‫اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﻋﻮرة اﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬وﻻ اﻟﻤﺮأة إﻟﻰ ﻋﻮرة اﻟﻤﺮأة‪ ،‬وﻻ ﯾُﻔﻀﻲ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺛﻮب واﺣﺪ ‪ ،‬وﻻ ﺗُﻔﻀﻲ اﻟﻤﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة‬
‫ﻓﻲ اﻟﺜﻮب اﻟﻮاﺣﺪ " ‪ .‬واﻟﺴﺤﺎق ﻣﺒﺎﺷﺮة دون إﯾﻼج ﻓﻔﯿﮫ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ دون اﻟﺤﺪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﺎﺷﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺮأة دون إﯾﻼج ﻓﻲ اﻟﻔﺮج ‪.‬‬

‫إﺗﯿﺎن اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ ‪:‬‬

‫أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ إﺗﯿﺎن اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ‪ ،‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺬھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أﻧ ﮫ ﯾُﻌ ﺰر ﺗﻌﺰﯾ ﺮاً‬
‫ﺷﺪﯾﺪاً ﺑﺎﻟﻀﺮب واﻟﺴﺠﻦ‪ ،‬وذھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﻗﻮل آﺧﺮ ‪ :‬إﻟ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾُﻘﺘ ﻞ ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ رواه ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻋﻤ ﺮو‪ ،‬ﻋ ﻦ ﻋﻜﺮﻣ ﺔ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﮭﯿﻤﺔ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮه واﻗﺘﻠﻮا اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ" رواه أﺣﻤﺪ‪ ،‬وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪،‬‬
‫واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ )‪.(٣٥٧٥‬‬
‫وھﺬه ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ) أي أﻧﮫ ﯾُﻘﺘﻞ وﺗُﻘﺘﻞ اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ (‪.‬‬

‫اﻟﻮطء ﺑﺎﻹﻛﺮاه ‪:‬‬

‫ﺎ‪ ،‬ﻷن اﷲ‬ ‫ﺪ ﻋﻠﯿﮭ‬ ‫ﮫﻻﺣ‬ ‫ﺎ ﻓﺈﻧ‬ ‫ﻰ اﻟﺰﻧ‬ ‫ﺮأة ﻋﻠ‬ ‫ﺖ اﻟﻤ‬ ‫إذا أُﻛﺮھ‬
‫ﻢ‬ ‫ﻼ إﺛ‬ ‫ﺎدٍ ﻓ‬ ‫ﺎغٍ وﻻ ﻋ‬ ‫ﺮﺑ‬ ‫ﻄﺮ ﻏﯿ‬ ‫ﻦ اﺿ‬ ‫ﻮل ‪ " :‬ﻓﻤ‬ ‫ﺎﻟﻰ ﯾﻘ‬ ‫ﺗﻌ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪ . (١٧٣‬واﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ‪ " :‬رُﻓ ﻊ ﻋ ﻦ أﻣﺘ ﻲ اﻟﺨﻄ ﺄ واﻟﻨﺴ ﯿﺎن‪ ،‬وﻣ ﺎ‬
‫اﺳﺘﻜﺮھﻮا ﻋﻠﯿﮫ " ‪.‬‬

‫اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻟﻮطء ‪:‬‬

‫إذا زُﻓﱠﺖ إﻟﻰ رﺟﻞ ﻏﯿﺮ زوﺟﺘﮫ ‪ -‬وﻗﯿﻞ ﻟﮫ ھﺬه زوﺟﺘﻚ‪ ،‬ﻓﻮﻃﺌﮭﺎ ﯾﻌﺘﻘﺪھﺎ زوﺟﺘﮫ ﻓﻼ ﺣﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﺗﻔﺎق‪ .‬وﻛ ﺬﻟﻚ اﻟﺤﻜ ﻢ إذا ﻟ ﻢ‬
‫ﯾُﻘَﻞْ ﻟﮫ ھﺬه زوﺟﺘﻚ‪ ،‬أو وﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﮫ اﻣﺮأة ﻇﻨﮭﺎ اﻣﺮأﺗﮫ ﻓﻮﻃﺌﮭﺎ ‪ -‬أو دﻋﺎ زوﺟﺘﮫ ﻓﺠﺎء ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬ﻓﻈﻨﮭﺎ اﻟﻤﺪﻋﻮة ﻓﻮﻃﺌﮭﺎ‪ ،‬ﻻ ﺣﺪ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وھﻜﺬا اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ وطء ﻣﺒﺎح ‪ -‬أﻣﺎ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻟ ﻮطء اﻟﻤﺤ ﺮم‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻮﺟ ﺐ اﻟﺤ ﺪ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ دﻋ ﺎ اﻣ ﺮأة ﻣﺤﺮﻣﺔﻋﻠﯿ ﮫ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘ ﮫ‬
‫ﻏﯿﺮھﺎ ﻓﻮﻃﺌﮭﺎ ﯾﻈﻨﮭﺎ اﻟﻤﺪﻋﻮة ﻓﻌﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻓﺈن دﻋﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﮫ زوﺟﺘﮫ ﻓﻮﻃﺌﮭﺎ ﯾﻈﻨﮭﺎ اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ دﻋﺎھﺎ ﻓﻼ ﺣﺪ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫‪ ،‬وإن أﺛﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻇﻨﮫ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﺑﻘﺎء اﻟﺒﻜﺎرة ‪:‬‬

‫وﻋﺪم زوال اﻟﺒﻜﺎرة ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﺷﺒﮭﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺸﮭﻮد ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﻰ‪ ،‬ﻋﻨ ﺪ أﺑ ﻲ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ واﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤ ﺪ‪ ،‬واﻟﺸ ﯿﻌﺔ اﻟﺰﯾﺪﯾ ﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﺷﮭﺪ أرﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ وﺷﮭﺪ ﺛﻘﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء )أو ﺛﻘﺎت ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء( ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻋﺬراء ﻓ ﻼ ﺣ ﺪ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻟﻠﺸ ﺒﮭﺔ وﻻ ﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺸﮭﻮد‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﻮطء ﻓﻲ ﻧﻜﺎح ﺑﺎﻃﻞ ‪:‬‬
‫وﻛﻞ زواج ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻧﮫ ‪ ،‬ﻛﻨﻜﺎح ﺧﺎﻣﺴﺔ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﻊ‪ ،‬أو ﻣﺘﺰوﺟﺔ أو ﻣﻌﺘﺪة ﻟﻠﻐﯿﺮ ‪ ،‬أو ﻧﻜﺎح اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎً ﻗﺒﻞ‬
‫أن ﺗﺘﺰوج زوﺟﺎً آﺧﺮ‪ ،‬إذا وﻃﻲء ﻓﯿﮫ ﻓﮭﻮ زﻧﻰ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﺤﺪ‪ ،‬وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻌﻘﺪ وﻻ أﺛﺮ ﻟﮫ‪.‬‬

‫ﺣﺪ اﻟﻘﺬف‬

‫‪ .١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪:‬‬
‫أﺻﻞ اﻟﻘﺬف اﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة وﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷم ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ‪" :‬أن اﻗﺬﻓﯿﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺎﺑﻮت ‪ ،‬ﻓﺎﻗﺬﻓﯿ ﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻟﯿﻢّ" )ﺳﻮرة ﻃﮫ ‪ .( ٣٩‬واﻟﻘﺬف ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮫ ھﻨﺎ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺸﺮﻋﻲ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺣﺮﻣﺘﮫ ‪:‬‬
‫ﯾﺴﺘﮭﺪف اﻹﺳﻼم ﺣﻤﺎﯾﺔ أﻋﺮاض اﻟﻨﺎس‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻤﻌﺘﮭﻢ‪ ،‬وﺻ ﯿﺎﻧﺔ ﻛ ﺮاﻣﺘﮭﻢ‪ ،‬وھ ﻮ ﻟﮭ ﺬا ﯾﻘﻄ ﻊ أﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﺴ ﻮء‬
‫وﯾﺴﺪ اﻟﺒﺎب ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﻠﺘﻤﺴ ﻮن ﻟﻠﺒ ﺮآء اﻟﻌﯿ ﺐ‪ :‬ﻓﯿﻤﻨ ﻊ ﺿ ﻌﺎف اﻟﻨﻔ ﻮس ﻣ ﻦ أن ﯾﺠﺮﺣ ﻮا ﻣﺸ ﺎﻋﺮ اﻟﻨ ﺎس وﯾﻠﻐ ﻮا ﻓ ﻲ أﻋﺮاﺿ ﮭﻢ‪،‬‬
‫وﯾﺤﻈﺮ أﺷﺪ اﻟﺤﻈﺮ إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻄﮭﺮ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻦ ﺳﺮﯾﺎن ھﺬا اﻟﺸﺮ ﻓﯿﮭﺎ ‪.‬‬

‫‪٢٥٠‬‬
‫ﻓﮭﻮ ﯾﺤﺮم اﻟﻘﺬف ﺗﺤﺮﯾﻤﺎً ﻗﺎﻃﻌﺎً‪ ،‬وﯾﺠﻌﻠﮫ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻹﺛﻢ واﻟﻔﻮاﺣﺶ‪ ،‬وﯾﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎذف ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠﺪة ‪ -‬رﺟﻼً ﻛﺎن أم اﻣﺮأة‬
‫‪ -‬وﯾﻤﻨﻊ ﻗﺒﻮل ﺷﮭﺎدﺗﮫ‪ ،‬وﯾﺤﻜﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ واﻟﻠﻌﻦ واﻟﻄﺮد ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ واﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻌﺬاب اﻷﻟﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻻ إذا‬
‫ﺛﺒﺖ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﮫ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺘﻄﺮق إﻟﯿﮭﺎ اﻟﺸﻚ‪ ،‬وھﻲ ﺷﮭﺎدة أرﺑﻌﺔ ﺷﮭﺪاء ﺑﺄن اﻟﻤﻘﺬوف ﺗﻮرط ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‬
‫‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﺄﺗﻮا ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﮭﺪاء ﻓﺎﺟﻠﺪوھﻢ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠﺪة‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮا ﻟﮭﻢ ﺷﮭﺎدة أﺑﺪاً‪ ،‬وأوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮن‬
‫‪ ،‬إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺎﺑﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وأﺻﻠﺤﻮا ﻓﺈن اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ " )اﻟﻨﻮر ‪.(٥‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت اﻟﻐﺎﻓﻼت اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﻟُﻌﻨﻮا ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة‪ ،‬وﻟﮭﻢ ﻋﺬاب ﻋﻈ ﯿﻢ‪ .‬ﯾ ﻮم ﺗﺸ ﮭﺪ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ‬
‫أﻟﺴﻨﺘﮭﻢ وأﯾﺪﯾﮭﻢ وأرﺟﻠﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﻤﻠﻮن‪ .‬ﯾﻮﻣﺌﺬٍ ﯾﻮﻓﱢﯿﮭﻢ اﷲ دﯾﻨﮭﻢ اﻟﺤ ﻖ وﯾﻌﻠﻤ ﻮن أن اﷲ ھ ﻮ اﻟﺤ ﻖ اﻟﻤﺒ ﯿﻦ " ) اﻟﻨ ﻮر ‪- ٢٣‬‬
‫‪.( ٢٥‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ " :‬إن اﻟﺬي ﯾﺤﺒﻮن أن ﺗﺸﯿﻊ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻟﮭﻢ ﻋﺬاب أﻟﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة" اﻟﻨﻮر‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬اﺟﺘﻨﺒ ﻮا اﻟﺴ ﺒﻊ اﻟﻤﻮﺑﻘ ﺎت‪ ...‬ﻗ ﺎﻟﻮا ‪ :‬وﻣ ﺎ ھ ﻦ ﯾ ﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺸﺮك ﺑﺎﷲ‪ ،‬واﻟﺴﺤﺮ‪ ،‬وﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺣﺮم اﷲ‪ ،‬وأﻛﻞ اﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬وأﻛﻞ ﻣﺎل اﻟﯿﺘﯿﻢ‪ ،‬واﻟﺘﻮﻟﻲ ﯾﻮم اﻟﺰﺣﻒ‪ ،‬وﻗﺬف‬
‫اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت اﻟﻐﺎﻓﻼت"‬
‫اﻟﻤﻮﺑﻘﺎت ‪ :‬أي اﻟﻤُﮭﻠﻜﺎت ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ھﺬا اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﺑﮫ اﻵﯾﺎت ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎدث اﻹﻓﻚ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻷم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ‪:‬‬
‫ﻟﻤﺎ ﻧﺰل ﻋﺬري‪ ،‬ﻗﺎم اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﺬﻛﺮ ذﻟﻚ وﺗﻼ اﻟﻘ ﺮآن‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧ ﺰل ﻋ ﻦ اﻟﻤﻨﺒ ﺮ أﻣ ﺮ ﺑ ﺎﻟﺮﺟﻠﯿﻦ واﻟﻤ ﺮأة ﻓﻀ ﺮﺑﻮا ﺣ ﺪھﻢ‪ ،‬وھ ﻢ‬
‫ﺣﺴﺎن وﻣﺴﻄﺢ‪ ،‬وﺣﻤﻨﺔ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻘﺬف ‪:‬‬

‫ﻟﻠﻘﺬف ﺷﺮوط ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﺣﺘﻰ ﯾُﺼﺒﺢ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺠﻠﺪ‪ ،‬وھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﺗﻮاﻓﺮه ﻓﻲ اﻟﻘﺎذف‬
‫‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﺗﻮاﻓﺮه ﻓﻲ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﺬف ﺑﮫ ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻘﺎذف ‪:‬‬

‫واﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎذف ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﻌﻘﻞ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺒﻠﻮغ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻻﺧﺘﯿﺎر ‪.‬‬
‫ﻷن ذﻟﻚ أﺻﻞ اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻜﻠﯿﻒ ﺑﺪون ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﺬف اﻟﻤﺠﻨﻮن أو اﻟﺼﺒﻲ أو اﻟﻤُﻜﺮه ﻓﻼ ﺣﺪ ﻋﻠﻰ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ‪،‬‬
‫ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬رُﻓ ﻊ اﻟﻘﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺛ ﻼث ‪ :‬ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﺎﺋﻢ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺴ ﺘﯿﻘﻆ ‪ ،‬وﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺤ ﺘﻠﻢ ‪ ،‬وﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﺘﻰ ﯾُﻔﯿﻖ " ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ " :‬رُﻓﻊ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﯿﺎن ‪ ،‬وﻣﺎ اﺳﺘﻜﺮھﻮا ﻋﻠﯿﮫ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺼﺒﻲ ﻣﺮاھﻘﺎً ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺆذي ﻗﺬﻓﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺰر ﺗﻌﺰﯾﺮاً ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻤﻘﺬوف ‪:‬‬

‫أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻘﺬوف ﻋﺎﻗﻼً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻋﻔﯿﻔﺎً ) ﻏﯿﺮ ﻣﻌ ﺮوف ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨ ﺎس ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸ ﺔ( وأن ﯾﻜ ﻮن اﻟﻤﻘ ﺬوف ﺣ ﺮاً‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن‬
‫ﻋﺒﺪاً وﻗﺪ ﻗﺬﻓﮫ ﺳﯿﺪه ﻓﻼ ﯾﻘﺎم اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺪه ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺬف ﻣﻤﻠﻮﻛﮫ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ أﻗﯿﻢ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‬
‫إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﻗﺎل " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺬوف ﺑﮫ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺬوف ﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ أو اﻟﺘﻌﺮض اﻟﻈﺎھﺮ‪ ،‬وﯾﺴﺘﻮي ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻣﺜ ﺎل‬
‫اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ أن ﯾﻘﻮل ﻣﻮﺟﮫ اﻟﺨﻄﺎب إﻟﻰ ﻏﯿﺮه ‪ " :‬ﯾﺎ زاﻧﻲ " أو ﯾﻘﻮل ﻋﺒﺎرة ﺗﺠﺮي ﻣﺠﺮى ھﺬا اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ‪ ،‬ﻛﻨﻔﻲ ﻧﺴ ﺒﮫ ﻋﻨ ﮫ ‪،‬وﻣﺜ ﺎل‬
‫اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﻘﺎم اﻟﺘﻨﺎزع " ﻟﺴﺖ ﺑﺰان وﻻ أﻣﻲ ﺑﺰاﻧﯿﺔ" ‪ .‬وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻣﺎﻟﻚ‪ :‬إن اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ‬
‫اﻟﻈﺎھﺮ ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﯾﺢ‪ ،‬ﻷن اﻟﻜﻨﺎﯾﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﻮم ‪ -‬ﺑﻌﺮف اﻟﻌﺎدة واﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ‪ -‬ﻣﻘﺎم اﻟﻨﺺ اﻟﺼﺮﯾﺢ‪ ،‬وإن اﻟﻠﻔﻆ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺴﺘﻌﻤﻼً ﻓﻲ ﻏﯿﺮ‬
‫ﻣﻮﺿﻌﮫ‪ ،‬وﻗﺪ أﺧﺬ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺑﮭ ﺬا اﻟ ﺮأي ‪ ،‬وھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي‪.‬روى ﻣﺎﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮة ﺑﻨ ﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬أن رﺟﻠ ﯿﻦ‬
‫اﺳﺘﺒﺎ ﻓﻲ زﻣﺎن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺣﺪھﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ‪ " :‬واﷲ ﻣﺎ أﺑﻲ ﺑﺰان وﻻ أﻣﻲ ﺑﺰاﻧﯿﺔ "‪.‬‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺸﺎر ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻗﺎﺋﻞ ‪ :‬ﻣﺪح أﺑﺎه وأﻣﮫ‪ ،‬وﻗﺎل آﺧﺮون‪ :‬ﻗﺪ ﻛﺎن ﻷﺑﯿﮫ وأﻣ ﮫ ﻣ ﺪح ﻏﯿ ﺮ ھ ﺬا‪ .‬ﻧ ﺮى أن ﺗﺠﻠ ﺪه اﻟﺤ ﺪ ﻓﺠﻠ ﺪه‬
‫ﻋﻤﺮ اﻟﺤﺪ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ "‬
‫وذھﺐ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬واﻟﺜﻮري‪ ،‬واﺑﻦ أﺑﻲ ﻟﯿﻠﻰ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺰم‪ ،‬واﻟﺸﯿﻌﺔ‪ ،‬ورواﯾﺔ ﻋﻦ أﺣﻤﺪ ‪ :‬إﻟﻰ أﻧﮫ‬
‫ﻻ ﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ‪ ،‬ﻷن اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻻﺣﺘﻤﺎل‪ ،‬واﻻﺣﺘﻤﺎل ﺷﺒﮭﺔ‪ ،‬واﻟﺤﺪود ﺗُﺪرأ ﺑﺎﻟﺸﺒﮭﺎت‪ ،‬إﻻ أن أﺑﺎ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﯾﺮﯾﺎن‬
‫ﺗﻌﺰﯾﺮ ﻣﻦ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﯾﺔ " اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أن اﻟﻤﺮاد ﻣﻦ رﻣﻲ اﻟﻤُﺤﺼﻨﺎت اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ھﻮ أن ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻘﺎذف ﺑﻠﻔﻆ ﯾﺪل‬
‫ﻟﻐﺔ أو ﺷﺮﻋﺎً أو ﻋﺮﻓﺎً ‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ‪ ،‬وﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﻗﺮاﺋﻦ اﻷﺣﻮال أنﱠ اﻟﻤﺘﻜﻠﱢﻢ ﻟﻢ ﯾﺮد إﻻ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄت ﺑﺘﺄوﯾﻞ ﻣﻘﺒﻮل ﯾﺼﺢ ﺣﻤﻞ‬
‫اﻟﻜﻼم ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾُﻮﺟﺐ ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ﺑﻼ ﺷﻚ وﻻ ﺷُﺒﮭﺔ‪ .‬وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺟﺎء ﺑﻠﻔﻆ ﻻ ﯾﺤﺘﻤﻞ اﻟﺰﻧﺎ أو ﯾﺤﺘﻤﻠ ﮫ اﺣﺘﻤ ﺎﻻً ﻣﺮﺟﻮﺣ ﺎً‪ ،‬وأﻗ ﺮ أﻧ ﮫ‬

‫‪٢٥١‬‬
‫أراد اﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ‪ ،‬وأﻣﺎ إذا ﻋﺮض ﺑﻠﻔﻆ ﻣﺤﺘﻤﻞ وﻟﻢ ﺗﺪل ﻗﺮﯾﻨﺔ ﺣﺎل وﻻ ﻣﻘﺎل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗﺼﺪ اﻟﺮﻣ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺰﻧﻰ‪،‬‬
‫ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﻮغ إﯾﻼﻣﮫ ﺑﻤﺠﺮد اﻻﺣﺘﻤﺎل‪.‬‬

‫ﺑﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ؟‬

‫اﻟﺤﺪ ﯾﺜﺒﺖ ﺑﺄﺣﺪ أﻣﺮﯾﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬إﻗﺮار اﻟﻘﺎذف ﻧﻔﺴﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أو ﺑﺸﮭﺎدة رﺟﻠﯿﻦ ﻋﺪﻟﯿﻦ ‪.‬‬

‫ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻘﺎذف اﻟﺪﻧﯿﻮﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎذف ‪ -‬إذا ﻟﻢ ﯾُﻘﻢ اﻟﺒﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻗﺎل ‪ -‬ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬وھﻲ ﺛﻤﺎﻧﻮن ﺟﻠﺪة‪ ،‬وﻋﻘﻮﺑﺔ ‪ -‬أدﺑﯿ ﺔ ‪ ،‬وھ ﻲ رد‬
‫ﺷﮭﺎدﺗﮫ وﻋﺪم ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ أﺑﺪاً واﻟﺤُﻜﻢ ﺑﻔﺴﻘﮫ ﻷﻧﮫ ﯾُﺼﺒﺢ ﻏﯿﺮ ﻋﺪل ﻋﻨﺪ اﷲ وﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس‪ ،‬وھﺎﺗﺎن اﻟﻌﻘﻮﺑﺘﺎن ھﻤﺎ اﻟﻤﻘﺮرﺗﺎن ﻓﻲ ﻗﻮل اﷲ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن اﻟﻤُﺤﺼ ﻨﺎت ﺛ ﻢ ﻟ ﻢ ﯾ ﺄﺗﻮا ﺑﺄرﺑﻌ ﺔ ﺷ ﮭﺪاء ﻓﺎﺟﻠ ﺪوھﻢ ﺛﻤ ﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠ ﺪة‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺒﻠ ﻮا ﻟﮭ ﻢ ﺷ ﮭﺎدة أﺑ ﺪاً‪،‬‬
‫وأوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮن‪ .‬إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺎﺑﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وأﺻﻠﺤﻮا ﻓﺈن اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ" ‪".‬اﻟﻨﻮر"‪.‬‬
‫وھﺬا ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إذا ﻟﻢ ﯾﺘﺐ اﻟﻘﺎذف ‪.‬‬

‫ﺑﻘﻲ ﻣﺴﺄﻟﺘﺎن اﺧﺘﻠﻒ ﻓﯿﮭﻤﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪:‬‬

‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬

‫ھﻞ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺜﻞ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺤﺮ أم ﻻ ؟‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬
‫إذا ﺗﺎب اﻟﻘﺎذف‪ ،‬ھﻞ ﯾُﺮﱠدُ ﻟﮫ اﻋﺘﺒﺎره وﺗُﻘْﺒَﻞُ ﺷﮭﺎدﺗﮫ أو ﻻ ؟‬
‫أﻣﺎ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﮭﻲ أﻧﮫ إذا ﻗﺬف اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺤﺮ اﻟﻤﺤﺼﻦ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ھﻞ ﺣﺪه ﻣﺜﻞ ﺣﺪ اﻟﺤﺮ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻨﮫ ؟ ! ‪.‬‬
‫ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﺣُﻜﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬وﻟﮭﺬا اﺧﺘﻠﻔﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪ ،‬ﻓ ﺬھﺐ أﻛﺜ ﺮ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ إﻟ ﻰ أن اﻟﻌﺒ ﺪ إذا ﺛﺒﺘ ﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺟﺮﯾﻤ ﺔ‬
‫اﻟﻘﺬف ‪ ،‬ﻓﻌﻘﻮﺑﺘﮫ أرﺑﻌﻮن ﺟﻠﺪة‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺣﺪ ﯾﻨﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺮق ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺣﺪ اﻟﺰﻧﺎ ‪ .‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " ﻓﺈن أﺗﯿﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻌﻠ ﯿﮭﻦ ﻧﺼ ﻒ ﻣ ﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب" )اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ٢٥‬‬
‫ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ " :‬ﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺰﻧﺎد ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ رﺑﯿﻌ ﺔ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ‪ .‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أدرﻛ ﺖ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ‪ ،‬وﻋﺜﻤ ﺎن ﺑ ﻦ ﻋﻔ ﺎن‪،‬‬
‫واﻟﺨﻠﻔﺎء وھَﻠُﻢﱠ ﺟﺮّا ‪ ،‬ﻓﻤﺎ رأﯾﺖ أﺣﺪاً ﻣﻨﮭﻢ ﺟﻠﺪ ﻋﺒﺪاً ﻓﻲ ﻓﺮﯾﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﯿﻦ" ‪.‬‬
‫وروي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد‪ ،‬واﻟﺰھﺮي‪ ،‬وﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ‪ ،‬وﻗﺒﯿﺼﺔ ﺑﻦ ذؤﯾﺐ‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ‪ ،‬واﺑﻦ ﺣﺰم‪ ،‬أﻧﮫ ﯾُﺠﻠﺪ ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ ﺟﻠﺪة‪ .‬ﻷﻧﮫ‬
‫ﺣﺪ أوﺟﺐ ﺣﻘﺎً ﻟﻶدﻣﯿﯿﻦ‪ ،‬إذ أن اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺮض اﻟﻤﻘﺬوف‪ ،‬واﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﺮق واﻟﺤﺮﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ " :‬واﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻷﻣﺼﺎر اﻟﻘﻮل اﻷول ‪ ،‬وﺑﮫ أﻗﻮل " ﻗﻠﺖ‪ :‬واﻟﺮأي اﻷول ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ‬
‫ﺑﮫ ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ إذا ﺗﺎب وﺣﺴﻨﺖ ﺗﻮﺑﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﯾﺮد ﻟﮫ اﻋﺘﺒﺎره وﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدﺗﮫ أم ﻻ ؟‬
‫اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ رأﯾﯿﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺮأي اﻷول‪:‬‬
‫ﯾﺮى ﻗﺒﻮل ﺷ ﮭﺎدة اﻟﻤﺤ ﺪود ﻓ ﻲ ﻗ ﺬف إذا ﺗ ﺎب ﺗﻮﺑ ﺔ ﻧﺼ ﻮﺣﺎً وھ ﺬا ھ ﻮ رأي ﻣﺎﻟ ﻚ‪ ،‬واﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬وأﺣﻤ ﺪ‪ ،‬واﻟﻠﯿ ﺚ‪ ،‬وﻋﻄ ﺎء‬
‫وﺳﻔﯿﺎن ﺑﻦ ﻋﯿﯿﻨﺔ‪ ،‬واﻟﺸﻌﺒﻲ‪ ،‬واﻟﻘﺎﺳﻢ‪ ،‬وﺳﺎﻟﻢ‪ ،‬واﻟﺰھﺮي‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻋﻤﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺣﺪھﻢ ﻓﻲ ﻗﺬف ‪ :‬إن ﺗﺒﺖ ﻗﺒﻠﺖ ﺷﮭﺎدﺗﻚ ! ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮى ﻋﺪم ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻤﻦ ذھﺐ إﻟﻰ ھﺬا ‪ :‬اﻷﺣﻨﺎف ‪ ،‬واﻷوزاﻋﻲ‪ ،‬واﻟﺜﻮري‪ ،‬واﻟﺤﺴﻦ‪ ،‬وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ‪ ،‬وﺷ ﺮﯾﺢ‪،‬‬
‫واﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ‪ ،‬وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ‪.‬‬
‫وأﺻﻞ ھﺬا اﻻﺧﺘﻼف ھﻮ اﻻﺧﺘﻼف ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﯿﺮ ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ‪ ":‬وﻻ ﺗﻘﺒﻠ ﻮا ﻟﮭ ﻢ ﺷ ﮭﺎدة أﺑ ﺪاً‪ ،‬وأوﻟﺌ ﻚ ھ ﻢ اﻟﻔﺎﺳ ﻘﻮن‪ ،‬إﻻ‬
‫اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺎﺑﻮا "‪ ،‬ﻓﮭﻞ اﻻﺳ ﺘﺜﻨﺎء ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺔ راﺟ ﻊ إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺮﯾﻦ ﻣﻌ ﺎً‪ :‬أي ﻋ ﺪم ﻗﺒ ﻮل اﻟﺸ ﮭﺎدة‪ ،‬واﻟﺤُﻜ ﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴ ﻖ‪ ،‬أو راﺟ ﻊ إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺮ‬
‫اﻷﺧﯿﺮ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ ؟ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻗﺎل أن اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء راﺟﻊ إﻟﻰ اﻷﻣﺮﯾﻦ ﻣﻌﺎً ﻗﺎل ﺑﺠﻮاز ﻗﺒﻮل اﻟﺸﮭﺎدة ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎل أن اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺤُﻜﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺑﺘﮫ‪.‬‬
‫واﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ھﻮ أﻧﮫ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺤﺪود ﻓﻲ ﻗﺬف إذا ﺗﺎب ﺗﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺣﺎً وأﺻﻠﺢ ﺗﻤﺸﯿﺎً ﻣﻊ روح اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺬف ﻟﺸﺨﺺ واﺣﺪ ‪:‬‬

‫إذا ﻗﺬف اﻟﻘﺎذف ﺷﺨﺼﺎً واﺣﺪاً أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ ﺣﺪ واﺣﺪ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗﺪ ﺣﺪ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣ ﺪ ﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣﻨﮭ ﺎ‬
‫ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ اﻟﻘﺬف‪ ،‬ﺣﺪ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﺎد ﺣُﺪ ﻣﺮة ﺛﺎﻟﺜﺔ وھﻜﺬا ﯾﺤﺪ ﻟﻜﻞ ﻗﺬف‪.‬‬

‫ﻗﺬف اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪:‬‬

‫‪٢٥٢‬‬
 ‫إذا ﻗﺬف اﻟﻘﺎذف ﺟﻤﺎﻋﺔ ورﻣﺎھﻢ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻤﮫ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺬاھﺐ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻤﺬھﺐ اﻷول‪ :‬ﻣﺬھﺐ اﻟﻘﺎﺋﻠﯿﻦ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺤﺪ ﺣﺪاً واﺣﺪاً وھﻢ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ ،‬وﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ‪ ،‬واﻟﺜﻮري‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺬھﺐ اﻟﻘﺎﺋﻠﯿﻦ ﺑﺄن ﻋﻠﯿﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﺣﺪاً‪ ،‬وھﻢ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﻠﯿﺚ وﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﺬھﺐ اﻟﺬﯾﻦ ﻓﺮﻗﻮا ﺑﯿﻦ أن ﯾﺠﻤﻌﮭﻢ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة‪ .‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻮل ﻟﮭﻢ ‪ :‬ﯾﺎ زﻧﺎة أو ﯾﻘﻮل‪ :‬ﻟﻜﻞ واﺣﺪ‪ :‬ﯾﺎ زاﻧﻲ‪،‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﺼﻮرة اﻷوﻟﻰ ﯾﺤﺪ ﺣﺪاً واﺣﺪاً‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺪ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ‪ .‬وھﻮ اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫ھﻞ اﻟﺤﺪ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﷲ أو ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻵدﻣﯿﯿﻦ ‪:‬‬

‫ذھﺐ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺤﺪ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﷲ ‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﮫ ﺣﻘﺎً ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﷲ ‪ :‬أﻧﮫ إذا ﺑﻠﻎ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫إﻗﺎﻣﺘﮫ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﻄﻠﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﻘﺬوف‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﻘﻂ ﺑﻌﻔﻮه‪ ،‬وﻧﻔﻌﺖ اﻟﻘﺎذف اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﯾﺘﻨﺼﻒ ﻓﯿﮫ اﻟﺤ ﺪ ﺑ ﺎﻟﺮق‬
‫ﻣﺜﻞ اﻟﺰﻧﺎ‪.‬‬

‫ﺳﻘﻮط اﻟﺤﺪ ‪:‬‬

‫وﯾﺴﻘﻂ ﺣﺪ اﻟﻘﺬف ﺑﻤﺠﻲء اﻟﻘﺎذف ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﮭﺪاء‪ ،‬ﻷن اﻟﺸﮭﺪاء ﯾﻨﻔﻮن ﻋﻨﮫ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺬف اﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﺤ ﺪ‪ ،‬وﯾﺜﺒﺘ ﻮن ﺻ ﺪور‬
‫اﻟﺰﻧﺎ ﺑﺸﮭﺎدﺗﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﯿُﻘﺎم ﺣﺪ اﻟﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺬوف ‪ ،‬ﻷﻧﮫ زان‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا أﻗﺮ اﻟﻤﻘﺬوف ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ واﻋﺘﺮف ﺑﻤﺎ رﻣﺎه ﺑﮫ اﻟﻘﺎذف ‪.‬‬
‫وإذا ﻗﺬﻓﺖ اﻟﻤﺮأة زوﺟﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﺪ‪ ،‬إذا ﺗﻮﻓﺮت ﺷﺮوﻃﮫ ﺑﺨﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺬﻓﮭﺎ ھﻮ وﻟﻢ ﯾﻘﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺒﯿﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ‬
‫ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﺘﻼﻋﻨﺎن‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻠﻌﺎن‪.‬‬

‫ﺣﺪ اﻟﺴــﺮﻗﺔ‬

‫أﺣﺒﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﷲ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺻ ﺎن اﻹﺳ ﻼم ﺑﺘﺸ ﺮﯾﻌﮫ اﻟﺨﺎﻟ ﺪ ﻛﺮاﻣ ﺔ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻓﺠﻌ ﻞ اﻻﻋﺘ ﺪاء ﻋﻠ ﻰ اﻷﻧﻔ ﺲ واﻷﻋ ﺮاض واﻷﻣ ﻮال‬
‫ﺟﺮاﺋﻢ ﺷﻨﻌﺎء ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ أﺷﺪ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻌﯿﺚ اﻟﻤﺠﺮﻣﻮن ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺴﺎداً ‪ ،‬وﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺘﻼﻋﺒ ﯿﻦ ﺑ ﺄﻣﻦ اﻷﻓ ﺮاد‬
‫واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﺑﺎﺑﺎً‪.‬‬
‫واﻟﻌﺠﯿﺐ أن ھﺆﻻء اﻟﻐﺮﺑﯿﯿﻦ ﯾﺴﺘﻌﻈﻤﻮن ﻗﺘﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪ ،‬وﻗﻄﻊ ﯾﺪ اﻟﺴﺎرق‪ ،‬وﯾﺰﻋﻤﻮن أن ھﺆﻻء اﻟﻤﺠﺮﻣﯿﻦ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺤﻈَﻮا‬
‫ﺑﻌﻄﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وأن ھﺬه اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺼﺎرﻣﺔ ﻻ ﺗﻠﯿﻖ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﺤﻀﺮ‪ ،‬وﯾﺪﻋﻮن إﻟﻰ إﻟﻐ ﺎء ھ ﺬه اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت وھ ﻢ اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﻔﻌﻠ ﻮن ﻣ ﺎ‬
‫ﺗﺸﯿﺐ ﻟﮫ اﻟﺮؤوس‪ ،‬وﺗﻨﺨﻠﻊ ﻟﮫ اﻷﻓﺌﺪة‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﺮوب اﻟﮭﻤﺠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺜﯿﺮوﻧﮭﺎ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﻮﺣﺸ ﯿﺔ اﻟﺘ ﻲ ﯾﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗﺘ ﻞ اﻷﺑﺮﯾ ﺎء‬
‫واﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء وﺗﮭﺪﯾﻢ اﻟﻤﻨﺎزل ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﯿﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮھﻢ وﺣﺸﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻘﺪ أﺣﺴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﯿﻦ ﺻﻮر ھﺆﻻء‬
‫اﻟﻐﺮﺑﯿﯿﻦ ﺑﻘﻮﻟﮫ ‪:‬‬
‫ﻗﺘﻞ اﻣﺮيء ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔ *** ﺟﺮﯾﻤﺔ ﻻ ﺗُﻐﺘﻔـﺮ‬
‫وﻗَﺘْﻞُ ﺷﻌﺐ آﻣـــﻦ *** ﻣﺴﺄﻟﺔٌ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﻈﺮ‬

‫ﻧﻌﻢ إن اﻹﺳﻼم ﺷﺮع ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻗﻄﻊ ﯾﺪ اﻟﺴﺎرق‪ ،‬وھﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ أَﻣﱠﻦَ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﮭﻢ وأرواﺣﮭﻢ‪ ،‬ﻓﮭﺬه اﻟﯿﺪ‬
‫اﻟﺨﺎﺋﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺖ إﻧﻤﺎ ھﻲ ﻋﻀﻮ أﺷﻞ ﺗﺄﺻﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺪاء واﻟﻤﺮض ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ أن ﻧﺘﺮﻛﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺮي اﻟﻤﺮض إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ‬
‫اﻟﺠﺴﻢ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ أن ﻧﺒﺘﺮھﺎ ﻟﯿﺴﻠﻢ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺠﺴﺪ‪ ،‬وﯾﺪ واﺣﺪة ﺗﻘﻄﻊ ﻛﻔﯿﻠﺔ ﺑﺮدع اﻟﻤﻔﺴﺪﯾﻦ وﻛﻒ اﻟﻌﺪوان ﻋﻦ اﻵﻣﻨﯿﻦ‪ ،‬ﻻ أن‬
‫ﻧﻀﻌﮭﻢ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺣﻜﻮﻣﻲ آﻛﻠﯿﻦ ﺷﺎرﺑﯿﻦ ﻧﺎﺋﻤﯿﻦ ﻓﺄﯾﻦ ﺗﺸﺮﯾﻊ ھﺆﻻء اﻟﻤﻔﺴﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﯾﻊ اﻟﺤﻜﯿﻢ اﻟﻌﻠﯿﻢ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣُﺤﻜﻢ اﻟﺘﻨﺰﯾﻞ‬
‫"واﻟﺴﺎرق واﻟﺴﺎرﻗﺔ ﻓﺎﻗﻄﻌﻮا أﯾﺪﯾﮭﻤﺎ ﺟﺰاء ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺎ ﻧﻜﺎﻻ ﻣﻦ اﷲ واﷲ ﻋﺰﯾﺰ ﺣﻜﯿﻢ" )اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪. (٣٨‬‬
‫ﻓﻘﺪم ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ھﻨﺎ اﻟﺴﺎرق ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎرﻗﺔ وأﻣﺎ ﻓﻲ آﯾﺔ اﻟﺰﻧﺎ ﻓﻘﺪم اﻟﺰاﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺰاﻧﻲ " واﻟﺰاﻧﯿﺔ واﻟﺰاﻧ ﻲ ﻓﺎﺟﻠ ﺪوا"‬
‫واﻟﺴﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ واﷲ أﻋﻠﻢ وأﺣﻜﻢ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻗﺔ أﺟﺮأ وأن اﻟﺰﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة أﻗﺒﺢ وأﺷﻨﻊ ﻓﻨﺎﺳﺐ ﻛﻼً ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﻤﻘﺎم‪.‬‬
‫واﻟﺴﺮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ھﻲ أﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻓﻲ ﺧﻔﺎء وﺣﯿﻠﺔ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺮف اﻟﺸﺮع ‪ :‬ﻓﮭﻲ أﺧﺬ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒ ﺎﻟﻎ ﻣﻘ ﺪاراً ﻣﺨﺼﻮﺻ ﺎً ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل اﻟﻐﯿ ﺮ ﺧُﻔﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣ ﺮز ﻣﻌﻠ ﻮم ﺑ ﺪون ﺣ ﻖ وﻻ‬
‫ﺷُﺒﮭﺔ‪.‬‬

‫وﻟﺬﻟﻚ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ وﺟﻮب ﻗﻄﻊ ﯾﺪ اﻟﺴﺎرق اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺴﺎرق ﻣﻜﻠﻔﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ " :‬رُﻓﻊ اﻟﻘﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ‪ :‬ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺘﻠﻢ‪ ،‬واﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ‪ ،‬واﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﺘﻰ ﯾُﻔﯿﻖ" ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﺴﺎرق واﻟﺪاً ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق وﻻ وﻟﺪاً وﻻ زوﺟﺎً وﻻ زوﺟﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ " أﻧﺖ وﻣﺎﻟﻚ ﻷﺑﯿﻚ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺼﻐﯿﺮ وزﯾﺎدﺗﮫ‪ ،‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻟﮭﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ‪ " :‬ﺧﺬي ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﻚ ووﻟﺪك ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف " ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺴﺎرق ﺷﺒﮭﺔ ﻣِﻠْﻚٍ ﻓﻲ اﻟﻤ ﺎل اﻟﻤﺴ ﺮوق ﺑ ﺄي أوﺟ ﮫ اﻟﺸ ﺒﮫ‪ ،‬ﻛﻤ ﻦ ﺳ ﺮق رھﻨ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮﺗﮭﻦ ﻋﻨ ﺪه أو ﻛﻤ ﻦ ﺳ ﺮق‬
‫أﺟﺮﺗﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨﺪه‪.‬‬

‫‪٢٥٣‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق ﻣﺒﺎﺣﺎً ﻻ ﺧﻤﺮاً أو ﻣﺰﻣﺎراً ﻣﺜﻼً وأن ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻟﻐﺎً رﺑﻊ دﯾﻨﺎر ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪" :‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫ﻻ ﺗُﻘﻄَﻊ اﻟﯿﺪ إﻻ ﻓﻲ رﺑﻊ دﯾﻨﺎر ﻓﺼﺎﻋﺪاً " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق ﻓﻲ ﺣﺮز ﻛﺪار أو دﻛﺎن أو ﺣﻈﯿﺮة أو ﺻﻨﺪوق وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﺣﺮزاً‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫أن ﻻ ﯾﻜ ﻮن اﻟﻤ ﺎل اﻟﻤﺴ ﺮوق ﻗ ﺪ أُﺧ ﺬ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ اﻟﺨﯿﺎﻧ ﺔ أو اﻟﺨﻠﺴ ﺔ أو اﻟﻐﺼ ﺐ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬ ‫‪.٦‬‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺎﺋﻦ وﻻ ﻣﻨﺘﮭ ﺐ وﻻ ﻣﺨ ﺘﻠﺲ ﻗﻄ ﻊ" ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ‪ ،‬وھ ﺆﻻء اﻟﺜﻼﺛ ﺔ )اﻟﺨ ﺎﺋﻦ‬
‫واﻟﻤﻨﺘﮭﺐ واﻟﻤﺨﺘﻠﺲ ( ﺗﺮﻓﻊ أﻣﻮرھﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ وﯾﺴﻮغ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ أن ﯾﻜﻒ ﻋﺪواﻧﮭﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮب واﻟﻨﻜﺎل واﻟﺴﺠﻦ اﻟﻄﻮﯾﻞ واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‬
‫ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻤﺎل‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﻄﻊ أﯾﺪﯾﮭﻢ‪.‬‬
‫اﻟﺨﺎﺋﻦ ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻜﮫ وﯾﻈﮭﺮ ﻟﮫ اﻟﻨﺼﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﻤﺨﺘﻠﺲ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺨﻄﻒ اﻟﻤﺎل ﻣﻦ ﯾﺪي ﺻﺎﺣﺒﮫ وﯾﻔﺮ ھﺎرﺑﺎً‪.‬‬ ‫•‬
‫اﻟﻤﻨﺘﮭﺐ ‪) :‬اﻟﻤﻐﺘﺼﺐ( وھﻮ ﻣﻦ أﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻏﺼﺒﺎً ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻐﻠﺒﺔ واﻟﻘﻮة وﯾﻌﺘﺒﺮه ﻏﻨﯿﻤﺔ‪.‬‬ ‫•‬

‫ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎرق ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎرق ﺑﻌﺪ إداﻧﺘﮫ ﺣﻘﺎن ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺿﻤﺎن اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق إن ﻛﺎن ﺑﯿﺪه‪ ،‬أو ﻛﺎن ﻣﻮﺳﺮاً‪ ،‬وإن ﺗﻠﻒ اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق ﻓﮭﻮ ﻓﻲ ذﻣﺘﮫ ﻟﻤﻦ ﺳﺮﻗﮫ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻘﻄﻊ‪ ،‬ﻛﺤﻖ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬إذ اﻟﺤﺪود ﻣﺤﺎرم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬وإذا ﻟ ﻢ ﯾﺠ ﺐ اﻟﻘﻄ ﻊ ﻟﻌ ﺪم ﺗ ﻮﻓﺮ ﺷ ﺮوﻃﮫ‪ ،‬ﻓﻀ ﻤﺎن اﻟﻤ ﺎل ﻻزم‬
‫ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ ﻗﻠﯿﻼً ﻛﺎن أو ﻛﺜﯿﺮاً وﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﺴﺎرق ﻣﻮﺳﺮاً أو ﻣﻌﺴﺮاً‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﻘﻄﻊ ‪:‬‬

‫أن ﺗُﻘﻄﻊ ﻛﻒ اﻟﺴﺎرق اﻟﯿُﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﻣﻔﺼﻞ اﻟﻜﻒ‪ ،‬ﻟﻘﺮاءة اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد "ﻓﺎﻗﻄﻌﻮا أﯾﻤﺎﻧَﮭﻤﺎ" ﺛﻢ ﺗﺤﺴﻢ ﺑﻐﻤﺴﮭﺎ ﻓﻲ زﯾﺖ ﻣﻐﻠﻲ‬
‫ﻟﺘﺴﺪ أﻓﻮاه اﻟﻌﺮوق ﻓﯿﻨﻘﻄ ﻊ اﻟ ﺪم ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺳ ﺮق ﺛﺎﻧﯿ ﺔ ﻓﻤ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻛﺎﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﺗﻘﻄ ﻊ ﯾ ﺪه اﻟﯿُﺴ ﺮى‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻋ ﺎد ﺗُﻘﻄ ﻊ رﺟﻠ ﮫ‬
‫اﻟﯿﻤﻨﻰ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﺎد ﯾﻌﺰر وﯾُﺤﺒﺲ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﻗﻄﻊ ﻓﯿﮫ ‪:‬‬
‫ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺳﺮﻗﺔ ﻣﺎل ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺮوز‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﻣﺎل ﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﯿﻤﺘﮫ رﺑﻊ دﯾﻨﺎر‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﺛﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﺠﺮ‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺗﻤ ﺮ ﻣ ﻦ‬
‫ﻧﺨﻞ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾُﻀﺎﻋﻒ ﻋﻠﯿﮫ ﺛﻤﻦ اﻟﺜﻤﺮ إذا اﺗﺨﺬ ﻣﻨﮫ ﺧُﺒْﻨَﺔً‪ ،‬وﯾﺆدب ﺑﺎﻟﻀﺮب‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﻛﻠﮫ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮫ ﻓﻠﯿﺲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﯿﮫ ﺷ ﻲء‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﻗ ﺪ ﺳُ ﺌﻞ ﻋ ﻦ اﻟﺤﺮﯾﺴ ﺔ‪ ،‬اﻟﺘ ﻲ ﺗﺆﺧ ﺬ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺮاﺗﻌﮭﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻓﯿﮭﺎ ﺛﻤﻨﮭﺎ ﻣﺮﺗﯿﻦ‪ ،‬وﺿﺮب ﻧﻜﺎل‪ ،‬وﻣﺎ أُﺧِﺬَ ﻣﻦ ﻋِﻄْﻨِﮫ‪ ،‬ﻓﻔﯿﮫ اﻟﻘﻄﻊ إذا ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﯾﺆﺧﺬ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺛﻤﻦ اﻟﻤِﺠَﻦّ " وﻗﯿﻞ ﯾﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﻓﺎﻟﺜﻤﺎر وﻣﺎ أﺧﺬ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ أﻛﻤﺎﻣﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ أﺧﺬ ﺑﻔﻤﮫ وﻟﻢ ﯾﺘﺨ ﺬ ﺧﺒﻨ ﺔ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺷ ﻲء‪ ،‬وﻣ ﺎ اﺣﺘﻤ ﻞ ﻓﻌﻠﯿ ﮫ ﺛﻤﻨ ﮫ‬
‫ﻣﺮﺗﯿﻦ وﺿﺮب ﻧﻜﺎل‪ ،‬وﻣﻦ أﺧﺬ ﻣﻦ أﺟﺮاﻧﮫ‪ ،‬ﻓﻔﯿﮫ اﻟﻘﻄﻊ إذا ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﯾﺆﺧﺬ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺛﻤﻦ اﻟﻤِﺠَﻦّ" رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وإﺳﻨﺎده ﺻﺤﯿﺢ‪،‬‬
‫وﻟﮫ ﻃُﺮق أﺧﺮى ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﺤﺮﯾﺴﺔ ‪ :‬اﻟﺸﺎه ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺮﻋﻲ ‪ -‬وﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺮس ‪ -‬ﻛﺎﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺠﺒﺎل وﻣﺎ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ رﻋﻲ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت‪.‬‬
‫اﻟﻌﻄﻦ ‪ :‬ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺮوك اﻹﺑﻞ ‪ ،‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮫ ‪ :‬ﻣﻜﺎن إﯾﻮاء اﻹﺑﻞ واﻟﻤﺎﻋﺰ واﻟﺒﻘﺮ )اﻟﺤﻈﯿﺮة(‬
‫اﻟﻤﺠﻦ‪ :‬اﻟﺘﺮس أو ﻣﺎ وﻗﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺮن واﻟﺠﻤﻊ أﺟﺮان ‪ :‬وھﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺠﻔﯿﻒ اﻟﺜﻤﺮ‪.‬‬
‫ﺧُﺒْﻨَﺔً‪ :‬أي أﺧﺬ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺮوق ﻓﻲ ﻃﺮف ﺛﻮﺑﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫إذا ﻋﻔﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق ﻋﻦ اﻟﺴﺎرق وﻟﻢ ﯾﺮﻓﻊ أﻣﺮه إﻟﻰ اﻟﺴُﻠﻄﺎن ﻓﻼ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وإن رﻓﻌﮫ إﻟﯿﮫ وﺟﺐ اﻟﻘﻄﻊ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﻨﻔﻌﮫ‬ ‫•‬
‫ﺷ ﻔﺎﻋﺔ أﺣ ﺪ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﺗﻌ ﺎﻓﻮا اﻟﺤ ﺪود ﻓﯿﻤ ﺎ ﺑﯿ ﻨﻜﻢ ﻓﻤ ﺎ ﺑﻠﻐﻨ ﻲ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪ ﻓﻘ ﺪ وﺟ ﺐ " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٢٩٥١‬‬
‫ﺗﺤﺮم اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪود إذ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﺳ ﺎﻣﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ " أﺗﺸ ﻔﻊ ﻓ ﻲ ﺣ ﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫•‬
‫ﺣﺪود اﷲ ؟ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫إذا ﺳﺮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺷﯿﺌﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً اﻟﻨﺼﺎب ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺤﺪ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﯾُﻘﺎم اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪ اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻛﺎﻧﺖ اﻣﺮأة ﻣﺨﺰوﻣﯿﺔ ﺗﺴﺘﻌﯿﺮ اﻟﻤﺘﺎع وﺗﺠﺤﺪه ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬ ‫•‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﻄﻊ ﯾﺪھﺎ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﺣﻜﻢ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﯾﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎزل وﯾﻘﺘﻞ أھﻠﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺄﺧﺬ أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺣﻜﻢ ﺣﺪ اﻟﺤﺮاﺑﺔ )أي ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ( ‪.‬‬ ‫•‬

‫اﻟﺮﱢدﱠة‬

‫‪٢٥٤‬‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬رﺟﻮع اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ ‪ ،‬ﻋﻦ اﻹﺳﻼم إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﺧﺘﯿﺎره دون إﻛﺮاه ﻣﻦ أﺣﺪ ‪ -‬ﺳﻮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث ‪ -‬ﻓﻼ‬
‫ﻋﺒﺮة ﺑﺎرﺗﺪاد اﻟﻤﺠﻨﻮن وﻻ اﻟﺼﺒﻲ ﻷﻧﮭﻢ ﻏﯿﺮ ﻣُﻜﻠﻔﯿﻦ ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬رُﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼث‪ :‬ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴ ﺘﯿﻘﻆ ‪ ،‬وﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺤ ﺘﻠﻢ‪ ،‬وﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﺘﻰ ﯾَﻌْﻘِﻞ " رواه أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ‪ ،‬وﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ‪ :‬ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﯿﺨﯿﻦ‪.‬‬
‫واﻹﻛﺮاه ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻔﺮ ﻻ ﯾُﺨﺮج اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻦ دﯾﻨﮫ ﻣﺎدام اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﺑﺎﻹﯾﻤ ﺎن‪ .‬وﻗ ﺪ أﻛ ﺮه ﻋﻤ ﺎر ﺑ ﻦ ﯾﺎﺳ ﺮ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻔﺮ ﻓﻨﻄﻖ ﺑﮭﺎ‪ ،‬وأﻧﺰل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ إﯾﻤﺎﻧﮫ ‪ ،‬إﻻ ﻣ ﻦ أُﻛ ﺮه وﻗﻠﺒ ﮫ ﻣﻄ ﺌﻤﻦ ﺑﺎﻹﯾﻤ ﺎن‪،‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺮح ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺻﺪراً‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮭﻢ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ اﷲ وﻟﮭﻢ ﻋﺬاب ﻋﻈﯿﻢ"‪ ] .‬اﻟﻨﺤﻞ ‪. [ ١٠٦‬‬
‫* اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺮدھﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﺗﻜﻔﯿﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻘﻮل أو ﻓﻌﻞ دون أن ﯾﺪل دﻟﯿﻞ ﺷ ﺮﻋﻲ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ذﻟﻚ‪ ،‬وﻻ ﯾﻠﺰم ﻣ ﻦ إﻃ ﻼق ﺣﻜ ﻢ اﻟﻜﻔ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮل أو ﻓﻌ ﻞ ﺛﺒ ﻮت ﻣﻮﺟﺒ ﮫ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ اﻟﻤﻌ ﯿﻦ إﻻ إذا ﺗﺤﻘﻘ ﺖ اﻟﺸ ﺮوط‪ ،‬واﻧﺘﻔ ﺖ اﻟﻤﻮاﻧ ﻊ‬
‫واﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻷﺣﻜﺎم وﻟﺬﻟﻚ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﺜﺒﺖ واﻟﺤﺬر ﻣﻦ ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺣﺬر رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ أن ﯾﻘﺬف ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ‪ ،‬ﻟﻌﻈﻢ ﺧﻄﺮ ھﺬه اﻟﺠﻨﺎﯾ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‬
‫ﻓﯿﻤﺎ أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ " :‬إذا ﻛﻔّﺮ اﻟﺮﺟﻞ أﺧﺎه‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺑﺎء ﺑﮭﺎ أﺣﺪاھﻤﺎ" وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ‬
‫‪ " :‬ﻣﻦ ﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ واﺳﺘﻘﺒﻞ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ وأﻛﻞ ذﺑﯿﺤﺘﻨﺎ ﻓﮭﻮ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﮫ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ وﻋﻠﯿﮫ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺮﺗﺪاً ؟‬

‫إن اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﺧﺎرﺟﺎً ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم وﻻ ﯾﺤﻜﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﺮدة إﻻ إذا اﻧﺸﺮح ﺻﺪره ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ‪ ،‬واﻃﻤﺄن ﻗﻠﺒ ﮫ ﺑ ﮫ ودﺧ ﻞ ﻓﯿ ﮫ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺮح ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺻﺪراً " وﯾﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬إﻧﻤ ﺎ اﻷﻋﻤ ﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿ ﺎت ‪،‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ اﻣﺮيء ﻣﺎ ﻧﻮى" وﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻏﯿﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﻐﯿﻮب اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﻌﻠﻤﮭﺎ إﻻ اﷲ‪ ،‬ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺻﺪور ﻣ ﺎ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ﻛﻔ ﺮه‬
‫ﮫ‬ ‫ﻚ‪ ،‬أﻧ‬ ‫ﺎم ﻣﺎﻟ‬ ‫ﻰ اﻹﻣ‬ ‫ﺐ إﻟ‬ ‫ﻰ ﻧﺴ‬ ‫ﻞ‪ ،‬ﺣﺘ‬ ‫ﻞ اﻟﺘﺄوﯾ‬ ‫ﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﻤ‬ ‫ﺔ ﻗﻄﻌﯿ‬ ‫دﻻﻟ‬
‫ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻﺪر ﻋﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﻤﻞ اﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ وﺗﺴﻌﯿﻦ وﺟﮭﺎً وﯾﺤﺘﻤﻞ اﻹﯾﻤﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ‪ ،‬ﺣُﻤِﻞَ أﻣﺮه ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻤﺎن " ‪.‬‬

‫وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إﻧﻜﺎر ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة‪ .‬ﻣﺜﻞ إﻧﻜﺎر وﺣﺪاﻧﯿﺔ اﷲ وﺧﻠﻘﮫ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ وإﻧﻜﺎر وﺟﻮد اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ‪ ،‬وإﻧﻜﺎر ﻧﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأن اﻟﻘﺮآن وﺣﻲ ﻣﻦ اﷲ وإﻧﻜﺎر اﻟﺒﻌﺚ واﻟﺠﺰاء ‪ ،‬وإﻧﻜﺎر ﻓﺮﺿﯿﺔ اﻟﺼﻼة واﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬واﻟﺼﯿﺎم واﻟﺤﺞ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﻣﺤﺮم أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ‪ ،‬ﻛﺎﺳﺘﺒﺎﺣﺔ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬واﻟﺰﻧﺎ‪ ،‬واﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬وأﻛﻞ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ‪ ،‬واﺳﺘﺤﻼل دﻣﺎء اﻟﻤﻌﺼﻮﻣﯿﻦ‬
‫وأﻣﻮاﻟﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻣﺎ أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﻠﮫ " ﻛﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت " ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺳﺐﱡ اﻟﻨﺒﻲ أو اﻻﺳﺘﮭﺰاء ﺑﮫ‪ ،‬وﻛﺬا ﺳﺐ أي ﻧﺒﻲ ﻣﻦ أﻧﺒﯿﺎء اﷲ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺳﺐﱡ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬واﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬واﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬وﺗﺮك اﻟﺤُﻜﻢ ﺑﮭﻤﺎ ﻣﻊ ﺗﻔﻀﯿﻞ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ادﻋﺎء ﻓﺮد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد أن اﻟﻮﺣﻲ ﯾﻨﺰل ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٧‬إﻟﻘﺎء اﻟﻤﺼﺤﻒ ﻓﻲ اﻟﻘﺎذورات‪ ،‬وﻛﺬا ﻛﺘﺐ اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ ،‬اﺳﺘﮭﺎﻧﺔ ﺑﮭﺎ واﺳﺘﺨﻔﺎﻓﺎً ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻦ أﺳ ﻤﺎء اﷲ ‪ ،‬أو أﻣ ﺮ ﻣ ﻦ أواﻣ ﺮه‪ ،‬أو ﻧﮭ ﻲ ﻣ ﻦ ﻧﻮاھﯿ ﮫ‪ ،‬أو وﻋ ﺪ ﻣ ﻦ وﻋ ﻮده‪ ،‬إﻻ أن ﯾﻜ ﻮن ﺣ ﺪﯾﺚ ﻋﮭ ﺪ‬
‫ﺑﺎﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﺮف أﺣﻜﺎﻣﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﻠﻢ ﺣﺪوده‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ إن أﻧﻜﺮ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻨﮭﺎ ﺟﮭﻼً ﺑﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻔﺮ‪.‬‬
‫وﻓﯿﮫ ﻣﺴﺎﺋﻞ أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﻌﻠﻤﮭﺎ إﻻ اﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻨﻜﺮھﺎ ﻻ ﯾُﻜﻔﱠﺮ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻜﻮن ﻣﻌﺬوراً ﺑﺠﮭﻠﮫ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻌﺪم‬
‫اﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﻠﻤﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﺘﺤﺮﯾﻢ ﻧﻜﺎح اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺘﮭﺎ وﺧﺎﻟﺘﮭﺎ‪ ،‬وأن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻋﻤﺪاً ﻻ ﯾﺮث‪ ،‬وأن ﻟﻠﺠﺪة اﻟﺴ ﺪس‪ ،‬وﻧﺤ ﻮ ذﻟ ﻚ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻮﺳﺎوس اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎور اﻟﻨﻔﺲ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﺆاﺧﺬ اﷲ ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺗﺠﺎوز ﻷﻣﺘ ﻲ ﻋﻤ ﺎ ﺣ ﺪﺛﺖ‬
‫ﺑﮫ أﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ أو ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ" وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺟ ﺎء أﻧ ﺎس ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻓﺴﺄﻟﻮه ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﺎﻇﻢ أﺣُﺪﻧﺎ أن ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺑﮫ ! ﻗﺎل ‪ :‬وﻗﺪ وﺟﺪﺗﻤﻮه ؟ ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ذﻟﻚ ﺻﺮﯾﺢ اﻹﯾﻤﺎن " أي‬
‫أﻧﮫ ﺻﺮﯾﺢ اﻹﯾﻤﺎن ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪث واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﯾﻤﻠﯿﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻠﯿﻚ ‪.‬‬
‫وأﺧﺮج ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾ ﺰال اﻟﻨ ﺎس ﯾﺘﺴ ﺎﺋﻠﻮن ﺣﺘ ﻰ ﯾُﻘ ﺎل ‪ :‬ھ ﺬا‬
‫ﺧﻠﻖ اﷲ اﻟﺨﻠﻖ ؟ ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ اﷲ ؟ ﻓﻤﻦ وﺟﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﻓﻠﯿﻘﻞ آﻣﻨﺖ ﺑﺎﷲ "‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮدة ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت وأﺣﻜﺎم ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺗُﺤﺒﻂ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﮭﺎ اﻟﻤﺮﺗﺪ ﻗﺒﻞ اﻟﺮدة‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻋﻠﯿﮫ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ اﷲ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻌﺬاب اﻟﺸــﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ‪ ،‬اﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﻦ ﯾﺮﺗﺪد ﻣ ﻨﻜﻢ ﻋ ﻦ دﯾﻨ ﮫ ﻓﯿﻤ ﺖ وھ ﻮ ﻛ ﺎﻓﺮ ‪ ،‬ﻓﺄوﻟﺌ ﻚ‬
‫ﺣﺒﻄﺖ أﻋﻤﺎﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة‪ ،‬وأوﻟﺌﻚ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺎر ھﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﺧﺎﻟ ﺪون " ) ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ .( ٢١٧‬وﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻣ ﻦ‬
‫ﻛﻔﺮ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ إﯾﻤﺎﻧﮫ إﻻ ﻣﻦ أُﻛﺮه وﻗﻠﺒﮫ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺮح ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺻ ﺪراً ﻓﻌﻠ ﯿﮭﻢ ﻏﻀ ﺐ ﻣ ﻦ اﷲ وﻟﮭ ﻢ ﻋ ﺬاب‬
‫ﻋﻈﯿﻢ" )ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ‪.(١٠٦‬‬

‫‪٢٥٥‬‬
 ‫ﯾُﺴﺘﺘﺎب اﻟﻤﺮﺗﺪ وﯾُﻌﻄﻰ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﯿﺔ ﻗﺪرھﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺜﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﯾُﺮاﺟﻊُ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وﺗُﻔﻨﱠﺪُ ﻓﯿﮭﺎ وﺳﺎوﺳﮫ‪ ،‬وﺗُﻨﺎﻗﺶ ﻓﯿﮭﺎ أﻓﻜﺎره‪،‬‬
‫وأن ﺗُﻘَﺪﱠمَ ﻟﮫ اﻷدﻟﺔ واﻟﺒﺮاھﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﯿﺪ اﻹﯾﻤﺎن إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﯿﻘﯿﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬وﺗﺮﯾﺢ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺟﺪان ﻣﻦ رﯾﺐ وﺷﻜﻮك ﻓﺈن‬
‫ﻋﺪل ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﮫ ﺑﻌﺪ ﻛﺸﻒ ﺷﺒﮭﺎﺗﮫ ورﺟﻊ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻗُﺒﻠﺖ ﺗﻮﺑﺘﮫ وإﻻ أُﻗﯿﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺪ اﻟﺮدة أﻻ وھﻮ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﯿﻒ ﺣﺪاً اﺳﺘﻨﺎداً‬
‫إﻟﻰ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺑﺪل دﯾﻨﮫ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮه " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ‪ " .‬ﻻ ﯾﺤ ﻞ‬
‫دم اﻣﺮيءٍ ﻣﺴﻠﻢ إﻻ ﺑﺈﺣﺪى ﺛﻼث ‪ :‬رﺟﻞ زﻧﻰ ﺑﻌﺪ إﺣﺼﺎن‪ ،‬أو ارﺗﺪ ﺑﻌﺪ إﺳﻼم‪ ،‬أو ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ ﻓﯿﻘﺘﻞ ﺑﮫ " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬واﻟﺬﯾﻦ رأوا ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻤﺪة ﺑﺜﻼﺛﺔ أﯾﺎم اﻋﺘﻤ ﺪوا ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ روي أن رﺟ ﻼً ﻗ ﺪم إﻟ ﻰ‬
‫ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﺸﺎم‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ھﻞ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﺔ ﺧﺒﺮ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ .‬رﺟﻞ ﻛﻔﺮ ﺑﻌﺪ إﺳﻼﻣﮫ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺑﮫ ؟ ﻗﺎل‪:‬‬
‫ﮫ‪.‬‬ ‫ﺮﺑﻨﺎ ﻋﻨﻘ‬ ‫ﺎه ﻓﻀ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ھﻼ ﺣﺒﺴﺘﻤﻮه ﻓﻲ ﺑﯿﺖ ﺛﻼﺛﺎً وأﻃﻌﻤﺘﻤﻮه ﻛﻞ ﯾﻮم رﻏﯿﻔﺎً ‪ ،‬واﺳﺘﺘﺒﺘﻤﻮه ﻟﻌﻠﮫ ﯾﺘﻮب وﯾﺮاﺟﻊ أﻣﺮ اﷲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ ﻟﻢ أﺣﻀﺮ‪،‬‬
‫وﻟﻢ آﻣﺮ‪ ،‬وﻟﻢ أرْضَ إذ ﺑﻠﻐﻨﻲ ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺑﺮأ إﻟﯿﻚ ﻣﻦ دﻣﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗُﻔﺴﺦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﺑﺮدة أﺣﺪھﻤﺎ ﻓﺈن ﺗﺎب اﻟﻤﺮﺗﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ وﻋﺎد إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ‪ ،‬ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﮭﺮ وﻋﻘﺪ‬
‫ﺟﺪﯾﺪﯾﻦ إذا أرادا اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻻ ﯾﺮث اﻟﻤﺮﺗﺪ ﻗﺮﯾﺒﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬وﻻ ﯾﻮرث ﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺮك ﻣﻦ ﻣﺎل ﯾﻜﻮن ﻓﯿﺌﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺮث اﻟﻜﺎﻓﺮُ اﻟﻤُﺴﻠﻢَ وﻻ اﻟﻤﺴﻠﻢُ اﻟﻜﺎﻓﺮَ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﻔﻘﺪ أھﻠﯿﺔ اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ أن ﯾﺘﻮﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺗﺰوﯾﺞ ﺑﻨﺎﺗﮫ وﻻ أﺑﻨﺎﺋﮫ اﻟﺼﻐﺎر‪ ،‬وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﻮده ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻃﻠﺔ‬
‫ﻟﺴﻠﺐ وﻻﯾﺘﮫ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﺮدة‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻻ ﯾُﻐﺴﻞ وﻻ ﯾُﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﯾُﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﺼﻞﱢ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎت أﺑﺪاً وﻻ ﺗُﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮه‪،‬‬
‫إﻧﮭﻢ ﻛﻔﺮوا ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﻣﺎﺗﻮا وھﻢ ﻓﺎﺳﻘﻮن " )ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.(٨٤‬‬

‫اﻟﺤِﺮَاﺑﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺤﺮاﺑﺔ ‪ -‬وﺗﺴﻤﻰ أﯾﻀﺎً ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ ‪ -‬وھﻲ ﺧﺮوج ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﺴ ﻠﺤﺔ ﻓ ﻲ دار اﻹﺳ ﻼم‪ ،‬ﻹﺣ ﺪاث اﻟﻔﻮﺿ ﻰ‪ ،‬وﺳ ﻔﻚ اﻟ ﺪﻣﺎء‪،‬‬
‫وﺳﻠﺐ اﻷﻣﻮال‪ ،‬وھﺘﻚ اﻷﻋﺮاض‪ ،‬وإھﻼك اﻟﺤﺮث واﻟﻨﺴﻞ ‪ ،‬ﻣﺘﺤﺪﯾﺔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺪﯾﻦ واﻷﺧﻼق واﻟﻨﻈﺎم واﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫وﻻ ﻓﺮق ﺑﯿﻦ أن ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬أو اﻟﺬﻣﯿﯿﻦ‪ ،‬أو اﻟﻤﻌﺎھﺪﯾﻦ‪ ،‬أو اﻟﺤﺮﺑﯿﯿﻦ‪ ،‬ﻣﺎ دام ذﻟﻚ ﻓﻲ دار اﻹﺳﻼم‪،‬‬
‫وﻣﺎ دام ﻋﺪواﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺤﻘﻮن اﻟﺪم ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﺑﺨﺮوج ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﺗﺘﺤﻘ ﻖ ﻛ ﺬﻟﻚ ﺑﺨ ﺮوج ﻓ ﺮد ﻣ ﻦ‬
‫اﻷﻓﺮاد ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻓﻀﻞ ﺟﺒﺮوت وﺑﻄﺶ‪ ،‬وﻣﺰﯾﺪ ﻗﻮة وﻗﺪرة ﯾﻐﻠﺐ ﺑﮭﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﻤﺎل‪ ،‬واﻟﻌﺮض‪ ،‬ﻓﮭﻮ‬
‫ﻣﺤﺎرب وﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﯾﻖ‪.‬‬
‫وﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺤﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻛﻌﺼﺎﺑﺔ اﻟﻘﺘﻞ وﻋﺼﺎﺑﺔ ﺧﻄﻒ اﻷﻃﻔﺎل‪ ،‬وﻋﺼﺎﺑﺔ اﻟﻠﺼﻮص ﻟﻠﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺒﯿﻮت‪ ،‬واﻟﺒﻨﻮك‪ ،‬وﻋﺼﺎﺑﺔ ﺧﻄﻒ اﻟﺒﻨﺎت واﻟﻌﺬارى ﻟﻠﻔﺠﻮر ﺑﮭﻦ‪ ،‬وﻋﺼﺎﺑﺔ اﻏﺘﯿﺎل اﻟﺤﻜﺎم اﺑﺘﻐﺎء اﻟﻔﺘﻨﺔ واﺿﻄﺮاب اﻷﻣﻦ‪ ،‬وﻋﺼﺎﺑﺔ‬
‫إﺗﻼف اﻟﺰروع وﻗﺘﻞ اﻟﻤﻮاﺷﻲ واﻟﺪواب‪.‬‬

‫اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﻛُﺒﺮى ‪:‬‬

‫واﻟﺤﺮاﺑﺔ أو ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻛُﺒﺮﯾﺎت اﻟﺠﺮاﺋﻢ وﻣﻦ ﺛﻢ أﻃﻠﻖ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺘ ﻮرﻃﯿﻦ ﻓ ﻲ ارﺗﻜﺎﺑﮭ ﺎ أﻗﺼ ﻰ‬
‫ﻋﺒﺎرة ﻓﺠﻌﻠﮭﻢ ﻣﺤﺎرﺑﯿﻦ ﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ‪ ،‬وﺳﺎﻋﯿﻦ ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد وﻏﻠﻆ ﻋﻘﻮﺑﺘﮭﻢ ﺗﻐﻠﯿﻈﺎً ﻟﻢ ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﻟﺠﺮﯾﻤﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬إﻧﻤﺎ ﺟﺰاء اﻟﺬﯾﻦ ﯾُﺤﺎرﺑﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﯾﺴﻌﻮن ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺴﺎداً أن ﯾُﻘَﺘﱠﻠُﻮا أو ﯾُﺼَ ﻠﱠﺒُﻮا أو ﺗﻘﻄّ ﻊ‬
‫أﯾﺪﯾﮭﻢ وأرﺟﻠﮭﻢ ﻣﻦ ﺧﻼف أو ﯾُﻨﻔﻮا ﻣﻦ اﻷرض‪ ،‬ذﻟﻚ ﻟﮭﻢ ﺧﺰي ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬وﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻋﺬاب ﻋﻈﯿﻢ " اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪.‬‬
‫ورﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﻌﻠﻦ أن ﻣﻦ ﯾﺮﺗﻜﺐ ھﺬه اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﺷﺮف اﻻﻧﺘﺴﺎب إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل‪ " :‬ﻣﻦ‬
‫ﺣﻤﻞ ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻟﺴﻼح ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻨﺎ " ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪.‬‬
‫وروى أﺑ ﻮ ھﺮﯾ ﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﺧ ﺮج ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺎﻋ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﺎرق اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ وﻣ ﺎت ﻓﻤﯿﺘﺘ ﮫ ﺟﺎھﻠﯿ ﺔ"‬
‫أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﺤﺮاﺑﺔ ‪:‬‬

‫وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ ﺷﺮوط ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﺤﻘﻮا اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻤﻘﺮرة ﻟﮭﺬه اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ‪ :‬وﺟُﻤﻠﺔ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ‪ :‬ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺒﻠﻮغ ﻓﺎﻟﺼﺒﻲ واﻟﻤﺠﻨﻮن ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺤﺎرﺑﺎً‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﺟﻮد اﻟﺴﻼح‪ :‬ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮭﻢ ﺳﻼح ﻷن ﻗﻮﱠﺗﮭﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﯿﮭﺎ ھﻲ ﻗﻮة اﻟﺴﻼح ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮان‪ :‬اﺷﺘﺮاط ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء أن ﯾﻜ ﻮن ذﻟ ﻚ ﺑﻌﯿ ﺪاً ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮان واﻟ ﺬي ﻧﺨﺘ ﺎره ھ ﻮ أن اﻟﺤﺮاﺑ ﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻔ ﺮ‬
‫واﻟﻤﺼﺮ ﻷن اﻵﯾﺔ ﺑﻌﻤﻮﻣﮭﺎ ﺗﺘﻨﺎول ﻛﻞ ﻣﺤﺎرب‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻤﺠﺎھﺮة ‪ :‬أي ﺑﺄن ﯾﺄﺧﺬوا اﻟﻤﺎل ﺟﮭﺮة ‪ ،‬ﻓﺈن أﺧﺬوه ﻣﺨﺘﻔﯿﻦ ﻓﮭﻢ ﺳّﺮاق ‪ ،‬وإن اﺧﺘﻄﻔﻮه وھﺮﺑﻮا ﻓﮭﻢ ﻣﻨﺘﮭﺒﻮن‪ ،‬وإن ﺧﺮﺟ ﻮا‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﺎس ﺟﮭﺮة ﻓﻘﮭﺮوھﻢ وأﺷﮭﺮوا ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺴﻼح ﻓﮭﻢ ﻗﻄﺎع ﻃﺮق‪.‬‬

‫ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ‪:‬‬

‫‪٢٥٦‬‬
‫أﻧﺰل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﻗﻮﻟﮫ ‪ " :‬إﻧﻤ ﺎ ﺟ ﺰاء اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﺤ ﺎرﺑﻮن اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ وﯾﺴ ﻌﻮن ﻓ ﻲ اﻷرض ﻓﺴ ﺎداً أن‬
‫ﯾُﻘّﺘﻠﻮا أو ﯾُﺼﻠّﺒﻮا أو ﺗﻘﻄّﻊ أﯾﺪﯾﮭﻢ وأرﺟﻠﮭﻢ ﻣﻦ ﺧ ﻼف أو ﯾُﻨﻔَ ﻮا ﻣ ﻦ اﻷرض‪ ،‬ذﻟ ﻚ ﻟﮭ ﻢ ﺧ ﺰي ﻓ ﻲ اﻟ ﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬وﻟﮭ ﻢ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة ﻋ ﺬاب‬
‫ﻋﻈﯿﻢ‪ ،‬إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺎﺑﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﺪرواﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ "‪ ] .‬اﻟﻤﺎﺋﺪة [ ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬه اﻵﯾﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﯿﻤﻦ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﻘﻄﻊ اﻟﺴﺒﯿﻞ وﯾﺴﻌﻰ ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد ‪ .‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺎﺑﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن‬
‫ﺗﻘﺪروا ﻋﻠﯿﮭﻢ " وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن أھﻞ اﻟﺸﺮك إذا وﻗﻌﻮا ﻓﻲ أﯾﺪي اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﺄﺳﻠﻤﻮا ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﯾﻌﺼﻢ دﻣﺎءھﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ‬
‫وإن ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ارﺗﻜﺒﻮا ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم ﻣ ﺎ ﯾﺴ ﺘﻮﺟﺐ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ‪ " .‬ﻗ ﻞ ﻟﻠ ﺬﯾﻦ ﻛﻔ ﺮوا إن ﯾﻨﺘﮭ ﻮا ﯾُﻐﻔ ﺮ ﻟﮭ ﻢ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﺳ ﻠﻒ "‬
‫)اﻷﻧﻔﺎل ‪ (٣٨‬ﻓﺪل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أن اﻵﯾﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ أھﻞ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ ﯾُﺤﺎرﺑﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ أي ﯾﺤﺎرﺑﻮن اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﻤﺎ ﯾﺤﺪﺛﻮﻧﮫ ﻣﻦ‬
‫اﺿﻄﺮاب‪ ،‬وﻓﻮﺿﻰ ‪ ،‬وﺧﻮف ‪ ،‬وﻗﻠﻖ‪ ،‬وﯾﺤﺎرﺑﻮن اﻹﺳﻼم ﺑﺨﺮوﺟﮭﻢ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﯿﻤﮫ وﻋﺼﯿﺎﻧﮭﻢ ﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟﺤﺮب إﻟﻰ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ‬
‫إﯾﺬان ﺑﺄن ﺣﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺣﺮب ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﺮﺳﻮﻟﮫ ‪ ،‬ﻛﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺨﺎدﻋﻮن اﷲ واﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا " )اﻟﺒﻘﺮة ‪. ( ٩‬‬

‫ﻓﺎﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ ھﻨﺎ ﻣﺠﺎزﯾﺔ ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬ﯾﺤﺎرﺑﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ‪:‬‬

‫اﺳﺘﻌﺎرة وﻣﺠﺎز إذ اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻻ ﯾﺤ ﺎرب وﻻ ﯾُﻐﺎﻟ ﺐ ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ھ ﻮ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺎت اﻟﻜﻤ ﺎل‪ ،‬وﻟﻤ ﺎ وﺟ ﺐ ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻨﺰﯾ ﮫ ﻋ ﻦ‬
‫اﻷﺿﺪاد واﻷﻧﺪاد‪.‬‬
‫واﻟﻤﻌﻨﻰ ﯾﺤﺎرﺑﻮن أوﻟﯿﺎء اﷲ ‪ ،‬ﻓﻌﺒﱠﺮ ﺑﻨﻔﺴﮫ اﻟﻌﺰﯾﺰة ﻋﻦ أوﻟﯿﺎﺋﮫ إﻛﺒﺎراً ﻷذﯾ ﺘﮭﻢ ﻛﻤ ﺎ ﻋﺒ ﺮ ﺑﻨﻔﺴ ﮫ ﻋ ﻦ اﻟﻔﻘ ﺮاء واﻟﻀ ﻌﻔﺎء ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻣﻦ ذا اﻟﺬي ﯾُﻘﺮض اﷲ ﻗﺮﺿ ﺎً ﺣﺴ ﻨﺎً " ) اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ . (٢٤٥‬ﺣﺜ ﺎً ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻌﻄﺎف ﻋﻠ ﯿﮭﻢ‪ ،‬وﻣﺜﻠ ﮫ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺴُ ﻨﺔ ‪" :‬‬
‫اﺳﺘﻄﻌﻤﺘُﻚ ﻓﻠﻢ ﺗﻄﻌﻤﻨﻲ" اﻧﺘﮭﻰ ‪.‬‬
‫ﺳﺒﺐ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ ‪ " :‬إن اﻟﻌُﺮﻧﯿﯿﻦ )ﻗﺒﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب( ﻗﺪﻣﻮا اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﺄﺳ ﻠﻤﻮا‪ ،‬واﺳ ﺘﻮﺧﻤﻮھﺎ‬
‫)أي أﺻﺎﺑﮭﻢ اﻟﻤﺮض واﻟﻮﺧﻢ ﻟﻌﺪم ﻣﻮاﻓﻘﺔ ھﻮاﺋﮭﺎ ﻟﮭﻢ( وﺳﻘﻤﺖ أﺟﺴﺎﻣﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮھﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮوج إﻟﻰ إﺑﻞ‬
‫اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺨﺮﺟﻮا‪ ،‬وأﻣﺮ ﻟﮭﻢ ﺑﻠِﻘﺎح )ﺟﻤﻊ ﻟِﻘﺤﺔ وھﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﻠﻮب( ﻟﯿﺸﺮﺑﻮا ﻣ ﻦ أﻟﺒﺎﻧﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ﻓﻠﻤ ﺎ ﺻ ﺤّﻮا ﻗﺘﻠ ﻮا اﻟﺮاﻋ ﻲ ‪،‬‬
‫وارﺗﺪوا ﻋﻦ اﻹﺳﻼم وﺳﺎﻗﻮا اﻹﺑﻞ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻲ آﺛﺎرھﻢ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ارﺗﻔ ﻊ اﻟﻨﮭ ﺎر ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﻲء ﺑﮭ ﻢ ﻓ ﺄﻣﺮ ﺑﮭ ﻢ‬
‫ﻓﻘُﻄﻌﺖ أﯾﺪﯾﮭﻢ وأرﺟﻠﮭﻢ وﺳُﻤﱢﻠَﺖْ ) ﻓُﻘِﺌﺖ( أﻋﯿﻨﮭﻢ ‪ ،‬وﺗﺮﻛﮭﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺮﱠة )أرض ﺧ ﺎرج اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ذات ﺣﺠ ﺎرة ﺳ ﻮداء( ﯾﺴﺘﺴ ﻘﻮن ﻓ ﻼ‬
‫ﯾُﺴﻘﻮن ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﻮا‪.‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﻗﻼﺑﺔ ‪ :‬ﻓﮭﺆﻻء ﻗﻮم ﺳﺮﻗﻮا وﻗﺘﻠﻮا وﻛﻔﺮوا ﺑﻌﺪ إﯾﻤﺎﻧﮭﻢ وﺣ ﺎرﺑﻮا اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ ﻓ ﺄﻧﺰل اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ‪ " :‬إﻧﻤ ﺎ ﺟ ﺰاء اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫ﯾُﺤﺎرﺑﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ " اﻵﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪرﺗﮭﺎ اﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ ‪:‬‬

‫واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺮرﺗﮭﺎ ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾُﺤﺎرﺑﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﯾﺴﻌﻮن ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺴﺎداً ھﻲ إﺣﺪى ﻋﻘﻮﺑﺎت أرﺑﻊ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﻘﺘﻞ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أو اﻟﺼﻠﺐ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬أو ﺗﻘﻄﯿﻊ اﻷﯾﺪي واﻷرﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻼف ‪.‬‬
‫‪ -٤‬أو اﻟﻨﻔﻲ ﻣﻦ اﻷرض ‪.‬‬
‫وھﺬه اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ﻣﻌﻄﻮﻓﺔ ﺑﺤﺮف "أو" ﻓﻘﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء " إن اﻟﻌﻄﻒ ﺑﮭﺎ ﯾﻔﯿﺪ اﻟﺘﺨﯿﯿﺮ‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ ھﺬا أن‬
‫ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ أن ﯾﺘﺨﯿﺮ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﻣﺎﯾﺮاه ﻣﻦ اﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﺑﺼ ﺮف اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ارﺗﻜﺒﮭ ﺎ اﻟﻤﺤ ﺎرﺑﻮن‪،‬‬
‫وﻗﺎل أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ :‬إنﱠ " أو " ھﻨﺎ ﻟﻠﺘﻨﻮﯾﻊ ﻻ ﻟﻠﺘﺨﯿﯿﺮ وﻣﻘﺘﻀﺎه أن ﺗﺘﻨﻮع اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ وأن ھﺬه اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺗﯿﺐ‬
‫اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﯿﯿﺮ‪.‬‬
‫ذﻛﺮ اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻮﻟﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﺎل اﻟﻠﯿﺚ‪ :‬وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻮﺳىﺎﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ -‬وھﻮ اﻷﻣﯿﺮ‬
‫ﻋﻨﺪﻧﺎ ‪ -‬أن ﻋﻠﯿﺎً اﻷﺳﺪي ﺣﺎرب‪ ،‬وأﺧﺎف اﻟﺴﺒﯿﻞ‪ ،‬وأﺻﺎب اﻟﺪم واﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﻄﻠﺒﮫ اﻷﺋﻤﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓ ﺎﻣﺘﻨﻊ وﻟ ﻢ ﯾﻘ ﺪروا ﻋﻠﯿ ﮫ ﺣﺘ ﻰ ﺟ ﺎء‬
‫ﺗﺎﺋﺒﺎً‪ ،‬وذﻟﻚ أﻧﮫ ﺳﻤﻊ رﺟ ﻼً ﯾﻘ ﺮأ ھ ﺬه اﻵﯾ ﺔ ‪" :‬ﻗ ﻞ ﯾ ﺎ ﻋﺒ ﺎدي اﻟ ﺬﯾﻦ أﺳ ﺮﻓﻮا ﻋﻠ ﻰ أﻧﻔﺴ ﮭﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄ ﻮا ﻣ ﻦ رﺣﻤ ﺔ اﷲ‪ ،‬إن اﷲ ﯾﻐﻔ ﺮ‬
‫اﻟﺬﻧﻮب ﺟﻤﯿﻌﺎً ‪ ،‬إﻧﮫ ھﻮ اﻟﻐﻔﻮر اﻟﺮﺣﯿﻢ" اﻟﺰﻣﺮ ‪.‬‬
‫ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻘﺎل ﯾﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬أﻋﺪ ﻗﺮاءﺗﮭﺎ ﻓﺄﻋﺎدھﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻐﻤﺪ ﺳﯿﻔﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎء ﺗﺎﺋﺒﺎً ﺣﺘﻰ ﻗﺪم اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺴَﺤَﺮ‪ ،‬ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ‬
‫ﺛﻢ أﺗﻰ ﻣﺴﺠﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺼ ﻠﻰ اﻟﺼ ﺒﺢ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻗﻌ ﺪ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة ﻓ ﻲ أﻏﻤ ﺎر أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ﻓﻠﻤ ﺎ أﺳ ﻔﺮوا ﻋﺮﻓ ﮫ‬
‫اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﻘﺎﻣﻮا إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻻ ﺳﺒﯿﻞ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻲﱠ‪ ،‬ﺟﺌﺖ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﺪروا ﻋﻠﻲﱠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة ‪ :‬ﺻﺪق ‪ ،‬وأﺧﺬ ﺑﯿﺪه ﺣﺘ ﻰ أﺗ ﻰ‬
‫ﺔ‪.‬‬ ‫ﻦ ﻣﻌﺎوﯾ‬ ‫ﻲ زﻣ‬ ‫ﺔ‪-‬ﻓ‬ ‫ﻚ اﻟﻤﺪﯾﻨ‬ ‫ﻰ ﺗﻠ‬ ‫ﺮ ﻋﻠ‬ ‫ﻮ أﻣﯿ‬ ‫ﻢ ‪ -‬وھ‬ ‫ﻦ اﻟﺤﻜ‬ ‫ﺮوان ﺑ‬ ‫ﻣ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ھﺬا ﻋﻠﻲّ ﺟﺎء ﺗﺎﺋﺒﺎً وﻻ ﺳﺒﯿﻞ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﻗﺘﻞ‪ ،‬ﻓﺘﺮك ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬وﺧﺮج ﻋﻠﻲ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﺠﺎھﺪاً ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ‪،‬‬
‫ﻓﻠﻘﻮا اﻟﺮوم ﻓﻘﺮﻧﻮا ﺳﻔﯿﻨﺔ إﻟﻰ ﺳﻔﯿﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻔﻨﮭﻢ ﻓﺎﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺮوم ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﯿﻨﺘﮭﻢ ﻓﮭﺮﺑ ﻮا ﻣﻨ ﮫ إﻟ ﻰ ﺷ ﻘﮭﺎ اﻵﺧ ﺮ ﻓﻤﺎﻟ ﺖ ﺑ ﮫ وﺑﮭ ﻢ‪،‬‬
‫ﻓﻐﺮﻗﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎً‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﻣﻘﺼﻮرة ﻋﻠﻰ إﺧﺎﻓﺔ اﻟﻤﺎرة وﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺮﺗﻜﺒﻮا ﺷ ﯿﺌﺎً وراء ذﻟ ﻚ ﻓﮭ ﺆﻻء ﯾﻨﻔ ﻮن ﻣ ﻦ اﻷرض‪،‬‬
‫واﻟﻨﻔﻲ ﻣﻦ اﻷرض ﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ﻣﻌﻨ ﺎه اﻟﯿ ﻮم ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮﻧﺎ )أي اﻟﺴ ﺠﻦ( ﻓﯿﺒﻘ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺠﻦ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻈﮭ ﺮ ﺻ ﻼﺣﮭﻢ‪ ) .‬ﻷن اﻟﺴ ﺠﻦ ھ ﻮ‬
‫ﺧﺮوج ﻣﻦ ﺳﻌﺔ اﻟﺪُﻧﯿﺎ إﻟﻰ ﺿﯿﻘﮭﺎ( ‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﻗﺘ ﻞ ﻓﻌﻘﻮﺑ ﺔ ذﻟ ﻚ ﻗﻄ ﻊ اﻟﯿ ﺪ اﻟﯿُﻤﻨ ﻰ واﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﯿُﺴ ﺮى ﻷن ھ ﺬه اﻟﺠﻨﺎﯾ ﺔ زادت ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﺮﻗﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﺮاﺑﺔ‪.‬‬

‫‪٢٥٧‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ دون أﺧﺬ اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﺈن ھﺬا ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﺘﻞ ﻣﺘﻰ ﻗﺪر اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﻌﻔﻮ وﻟ ﻲ‬
‫اﻟﺪم أو رﺿﺎه ﺑﺎﻟﺪﯾﺔ ﻷن ﻋﻔﻮ وﻟﻲ اﻟﺪم أو رﺿﺎه ﺑﺎﻟﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎص ﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﺮاﺑﺔ‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ وأﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﻘﺘﻞ واﻟﺼﻠﺐ‪ ،‬أي ﯾﺼﻠﺒﻮا أﺣﯿﺎء ﻟﯿﻤﻮﺗﻮا‪ ،‬ﻓﯿﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ أو ﻋﻤﻮد أو‬
‫ﻧﺤﻮھﻤﺎ ﻣﻨﺘﺼﺐ اﻟﻘﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺪود اﻟﯿﺪﯾﻦ ﺛﻢ ﯾﻄﻌﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻮت‪ ،‬أو ﯾُﺸﻨﻖ أو ﯾﻄﻠﻖ اﻟﺮﺻﺎص ﻋﻠﻰ ﺻﺪره وﻗﻠﺒﮫ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﻦ ﻗﺎل‬
‫‪ :‬إﻧﮫ ﯾﻘﺘﻞ أوﻻً ﺛﻢ ﯾﺼﻠﺐ ﻟﻠﻌﺒﺮة واﻟﻌﻈﺔ‪.‬‬
‫واﻷﻣﺮ ﻣﺘﺮوك ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﺨﺘﺎر ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﺗﺪرأ ﺑﮫ اﻟﻤﻔﺴﺪة وﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﮫ اﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ‪ ،‬وﻣ ﺎ ذﻛﺮﻧ ﺎه ﻓﮭ ﻮ اﺟﺘﮭ ﺎدات ﻟﻸﺋﻤ ﺔ‬
‫اﻷﻋﻼم وھﻮ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ‪.‬‬
‫ﯾُﻘﺎم ﺣﺪ اﻟﺤﺮاﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ إذا ﻗُﺒﺾ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫وإذا ﺗﺎب اﻟﻤﺤﺎرﺑﻮن اﻟﻤﻔﺴﺪون ﻓﻲ اﻷرض ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬ﻗﺒﻠﺖ ﺗﻮﺑﺘﮭﻢ وﻻ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺣﺪ اﻟﺤﺮاﺑﺔ‪) ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ‬
‫ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻷﻣﻮال واﻟﺪﻣﺎء إﻻ أن ﯾﻌﻔﻮَ أوﻟﯿﺎء اﻟﻤﻘﺘ ﻮل( أي أن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ﺣﯿﻨﺌ ﺬ ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﻘﺼ ﺎص وﻟﯿﺴ ﺖ ﻣ ﻦ ﻗﺒﯿ ﻞ‬
‫اﻟﺤﺮاﺑﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﻜﻮن ﺑﺄن ﯾُﺴﻠﻢ اﻟﻤﺤﺎرب ﻧﻔﺴﮫ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ وأن ﯾُﻠﻘﻲ اﻟﺴﻼح وأن ﯾﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ وأن ﯾﺘﻮب ﺗﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺣﺎً ‪.‬‬

‫أھﻞ اﻟﺒَﻐﻲ ) اﻟﻈُﻠﻢ واﻻﻋﺘﺪاء (‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﻢ ‪ :‬أھﻞ اﻟﺒَﻐﻲ ھﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ذات اﻟﺸﻮﻛﺔ واﻟﻘﻮة ﺗﺨﺮج ﻋﻠ ﻰ اﻹﻣ ﺎم ﺑﺘﺄوﯾ ﻞ ﺳ ﺎﺋﻎ ﻣﻌﻘ ﻮل ﻛ ﺄن ﯾﻈﻨ ﻮا ﻛﻔ ﺮ اﻹﻣ ﺎم‪ ،‬أو ﺣﯿﻔ ﮫ‬
‫وﻇُﻠﻤﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺘﻌﺼﺒﻮن وﯾﺮﻓﻀﻮن ﻃﺎﻋﺘﮫ وﯾﺨﺮﺟﻮن ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮭﻢ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾُﺮاﺳﻠﮭﻢ اﻹﻣﺎم وﯾﺘﺼﻞ ﺑﮭﻢ ﻓﯿُﺴﺄﻟﻮن ﻋﻤﺎ ﯾﻨﻘﻤﻮن ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﺧ ﺮوﺟﮭﻢ ﻋﻨ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ذﻛ ﺮوا ﻣﻈﻠﻤ ﺔ ﻟﮭ ﻢ‪ ،‬أو ﻟﻐﯿ ﺮھﻢ‬
‫أزاﻟﮭﺎ اﻹﻣﺎم‪ ،‬وإن ادﻋﻮا ﺷﺒﮭﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﱡﺒﮫ ﻛﺸﻔﮭﺎ اﻹﻣﺎم وﺑﯿّﻦ وﺟﮫ اﻟﺤﻖ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬وذﻛ ﺮ ﻟﮭ ﻢ دﻟﯿﻠ ﮫ ﻓﯿﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻓ ﺎؤوا إﻟ ﻰ ا ﻟﺤ ﻖ‬
‫ﻗﺒﻠﺖ ﻓﯿﺌﺘﮭﻢ وإن أﺑﻮا ﻗﻮﺗﻠﻮا وﺟﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن ﻃﺎﺋﻔﺘﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻗﺘﺘﻠﻮا ﻓﺄﺻﻠﺤﻮا ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﺑﻐﺖ إﺣﺪاھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮى ﻓﻘﺎﺗﻠﻮا اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻐﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻲء إﻟﻰ أﻣﺮ اﷲ " اﻟﺤﺠﺮات‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻗﺘﺎﻟﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺒﯿﺪھﻢ ﻛﺎ ﻟﻘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮات أو اﻟﻤﺪاﻓﻊ اﻟﻤﺪﻣﺮة ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﻘﺎﺗﻠﻮن ﺑﻤﺎ ﯾﻜﺴﺮ ﺷﻮﻛﺘﮭﻢ وﯾﺮﻏﻤﮭﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻗﺘﻞ ذرارﯾﮭﻢ وﻻ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ وﻻ ﻣﺼﺎدرة أﻣﻮاﻟﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻻ ﯾﺠﻮز اﻹﺟﮭﺎز ﻋﻠﻰ ﺟﺮﯾﺤﮭﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻗﺘﻞ أﺳﯿﺮھﻢ وﻻ ﻗﺘﻞ ﻣُﺪﺑﺮ ھﺎرب ﻣﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻟﻘﻮل ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻞ ‪" :‬‬
‫ﻻ ﯾُﻘﺘﻠﻦﱠ ﻣُﺪﺑﺮ ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺠﮭﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﯾﺢ‪ ،‬وﻣﻦ أﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﮫ ﻓﮭﻮ آﻣﻦ" رواه ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر وروى ﺑﻤﻌﻨﺎه اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ واﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ‪.‬‬
‫‪ .٥‬إذا اﻧﺘﮭﺖ اﻟﺤﺮب واﻧﮭﺰﻣﻮا ﻓﻼ ﯾﻘﺎد ﻣﻨﮭﻢ وﻻ ﯾُﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﺸﻲء ﺳﻮى اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓ ﺈن ﻓ ﺎءت‬
‫ﻓﺄﺻﻠﺤﻮا ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪل وأﻗﺴﻄﻮا إن اﷲ ﯾُﺤﺐ اﻟﻤﻘﺴﻄﯿﻦ" اﻟﺤﺠﺮات‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬إذا اﻗﺘﺘﻠﺖ ﻃﺎﺋﻔﺘﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﻌﺼﺒﯿﺔ أو ﻣﺎل أو ﻣﻨﺼﺐ ﺑﺪون ﺗﺄوﯾﻞ‪ ،‬ﻓﮭﻤﺎ ﻇﺎﻟﻤﺘﺎن ﻣﻌﺎً‪ ،‬وﺗﻀﻤﻦ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎ‬
‫أﺗﻠﻔﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ وﻣﺎل ﻟﻸﺧﺮى‪.‬‬

‫دﻓﺎع اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻋﻦ ﻏﯿﺮه ‪:‬‬

‫إذا اﻋﺘﺪى ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻌﺘﺪ ﯾﺮﯾﺪ ﻗﺘﻠﮫ‪ ،‬أو أﺧﺬ ﻣﺎﻟﮫ أو ھﺘﻚ ﻋِﺮض ﺣﺮﯾﻤﮫ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺣﻘﮫ أن ﯾﻘﺎﺗﻞ ھﺬا اﻟﻤﻌﺘﺪي دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ وﻋِﺮﺿﮫ وﯾﺪﻓﻊ ﺑﺎﻷﺳﮭﻞ ﻓﺎﻷﺳ ﮭﻞ‪ ،‬ﻓﯿﺒ ﺪأ ﺑ ﺎﻟﻜﻼم أو اﻟﺼ ﯿﺎح أو اﻻﺳ ﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨ ﺎس إن أﻣﻜ ﻦ دﻓ ﻊ اﻟﻈ ﺎﻟﻢ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻨﺪﻓﻊ إﻻ ﺑﺎﻟﻀﺮب ﻓﻠﯿﻀﺮﺑﮫ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻨﺪﻓﻊ إﻻ ﺑﻘﺘﻠﮫ ﻓﻠﯿﻘﺘﻠﮫ وﻻ ﻗﺼﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺗﻞ وﻻ ﻛﻔﺎرة ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻻ دﯾﺔ ﻟﻠﻤﻘﺘﻮل ﻷﻧﮫ ﻇﺎﻟﻢ ﻣﻌﺘﺪ‪،‬‬
‫واﻟﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺘﺪي ﺣﻼل اﻟﺪم ﻻ ﯾﺠﺐ ﺿﻤﺎﻧﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗُﺘِﻞَ اﻟﻤﻌﺘﺪَى ﻋﻠﯿﮫ وھﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ دﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ وﻋﺮﺿﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻤﻦ اﻧﺘﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻇﻠﻤﮫ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻦ ﺳﺒﯿﻞ " اﻟﺸﻮرى آﯾﺔ ‪. ٤١‬‬
‫‪ .٢‬وروى اﻟﺒﺨﺎري ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣَﻦْ ﻗُﺘﻞ دون ﻣﺎﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺘُ ـِﻞَ دون ﻋِﺮﺿ ﮫ ﻓﮭ ﻮ‬
‫ﺷﮭﯿﺪ "‪.‬‬
‫وﻛﻤﺎ ﯾﺠﺐ أن ﯾُﺪاﻓﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ وﻋﺮﺿﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻏﯿﺮه إذا ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻘﺘﻞ أو أﺧﺬ اﻟﻤﺎل‪،‬‬
‫أو ھﺘﻚ اﻟﻌﺮض‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮط أن ﯾﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﮭﻼك‪.‬‬
‫ﻷن اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻐﯿﺮ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤُﻨﻜﺮ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘ ﻮق‪ .‬ﯾﻘ ﻮل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ‬
‫رأى ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮاً ﻓﻠﯿﻐﯿﺮه ﺑﯿﺪه‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﮫ وذﻟﻚ أﺿﻌﻒ اﻹﯾﻤﺎن" وھﺬا ﻣﻦ ﺑﺎب ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﻨﻜﺮ‪.‬‬

‫اﻟﺴـﱢــﺤﺮ‬

‫اﻟﺴﱢﺤﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﻗﺎل اﻷزھﺮي‪ :‬اﻟﺴﺤﺮ ﻋﻤﻞ ﺗُﻘﺮب ﻓﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﺸﯿﻄﺎن وﺑﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل أﯾﻀﺎً‪ :‬أﺻﻞ اﻟﺴﺤﺮ ﺻﺮف اﻟﺸﻲء ﻋﻦ ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ إﻟﻰ ﻏﯿﺮه ﻓﻜﺄن اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻟﻤﺎ رأى اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﺤﻖ وﺧﯿّﻞ اﻟﺸﻲء‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ‪ ،‬ﻗﺪ ﺳﺤﺮ اﻟﺸﻲء ﻋﻦ وﺟﮭﮫ أي ﺻﺮﻓﮫ‪ .‬أ ھـ )ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ‪ ٣٤٨/٤‬ط ‪ .‬ﺑﯿﺮوت (‪.‬‬

‫‪٢٥٨‬‬
‫اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ اﺻﻄﻼح اﻟﺸﺮع ‪ :‬ﻗﺎل اﺑ ﻦ ﻗﺪاﻣ ﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳ ﻲ ‪ :‬ھ ﻮ ﻋﻘ ﺪ ورﻗ ﻰ وﻛ ﻼم ﯾ ﺘﻜﻠﻢ ﺑ ﮫ أو ﯾﻜﺘﺒ ﮫ‪ ،‬أو ﯾﻌﻤ ﻞ ﺷ ﯿﺌﺎً ﯾ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ ﺑ ﺪن‬
‫اﻟﻤﺴﺤﻮر أو ﻗﻠﺒﮫ أو ﻋﻘﻠﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﮫ‪ ،‬وﻟﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻓﻤﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻞ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻋ ﻦ اﻣﺮأﺗ ﮫ ﻓﯿﻤﻨﻌ ﮫ وﻃﺄھ ﺎ‪ ،‬وﻣﻨ ﮫ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾُﻔﺮﱢق ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮء وزوﺟﺘﮫ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾُﺒﻐﺾ أﺣﺪھﻤﺎ إﻟﻰ اﻵﺧﺮ أو ﯾُﺤﺒﺐ ﺑﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ ) اﻟﻤﻐﻨﻲ ‪. (١٠٤/١٠‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺴﺤﺮ ‪ :‬ھﻮ اﺗﻔ ﺎق ﺑ ﯿﻦ ﺳ ﺎﺣﺮ وﺷ ﯿﻄﺎن ﻋﻠ ﻰ أن ﯾﻘ ﻮم اﻟﺴ ﺎﺣﺮ ﺑﻔﻌ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺤﺮﻣ ﺎت أو اﻟﺸ ﺮﻛﯿﺎت ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ ﻣﺴ ﺎﻋﺪة‬
‫اﻟﺸﯿﻄﺎن وﻃﺎﻋﺘﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ ‪ .‬أ ھـ ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺴﺤﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ اﻟﺸﯿﻄﺎن ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮة ﻣﻦ ﯾﺮﺗﺪي اﻟﻤﺼﺤﻒ ﻓﻲ ﻗﺪﻣﯿﮫ ﯾﺪﺧﻞ ﺑﮫ اﻟﺨﻼء‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻜﺘﺐ آﯾﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﺑﺎﻟﻘﺬارة ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻜﺘﺒﮭﺎ ﺑﺪم اﻟﺤﯿﺾ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻜﺘﺐ آﯾﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ أﺳﻔﻞ ﻗﺪﻣﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻜﺘﺐ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ‪.‬‬
‫‪ .٦‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾُﺼﻠﻲ ﺑﻐﯿﺮ وﺿﻮء ‪.‬‬
‫‪ .٧‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻈﻞ ﺟﻨﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٨‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺬﺑﺢ ﻟﻠﺸﯿﻄﺎن ﻓﻼ ﯾﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻨﺪ اﻟﺬﺑﺢ‪ ،‬وﯾﺮﻣﻲ اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﯾُﺤﺪده ﻟﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن ‪.‬‬
‫‪ .٩‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾُﺨﺎﻃﺐ اﻟﻜﻮاﻛﺐ ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﻜﺘﺐ )ﻃﻠﺴﻤﺎً( ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻏﯿﺮ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﺎن ﻛُﻔﺮﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ھﻨﺎ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻨﺎ أن اﻟﺠﻨﻲ ﻻ ﯾُﺴﺎﻋﺪ اﻟﺴﺎﺣﺮ وﻻ ﯾﺨﺪﻣﮫ إﻻ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﺎﺣﺮ أﺷ ﺪ ﻛﻔ ﺮاً ﻛ ﺎن اﻟﺸ ﯿﻄﺎن أﻛﺜ ﺮ ﻃﺎﻋ ﺔ ﻟ ﮫ‪،‬‬
‫وأﺳﺮع ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ أﻣﺮه‪ ،‬وإذا ﻗﺼﺮ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ أﻣﺮه ﺑ ﮫ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن ﻣ ﻦ أﻣ ﻮر ﻛﻔﺮﯾ ﺔ‪ ،‬اﻣﺘﻨ ﻊ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن ﻣ ﻦ ﺧﺪﻣﺘ ﮫ‪ ،‬وﻋﺼ ﻰ‬
‫أﻣﺮه‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﺎﺣﺮ واﻟﺸﯿﻄﺎن ﻗﺮﯾﻨﺎن اﻟﺘﻘﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﷲ‪.‬‬
‫إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ وﺟﮫ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺗﺠﺪ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻜﻔﺮ ﻣﺴﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ﻛﺄﻧﮭ ﺎ ﻏﻤﺎﻣ ﺔ ﺳ ﻮداء‪ ،‬وإذا ﻋﺮﻓ ﺖ اﻟﺴ ﺎﺣﺮ ﻋ ﻦ ﻗ ﺮب‪،‬‬
‫ﺗﺠﺪه ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﺷﻘﺎء ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻊ زوﺟﺘﮫ وأوﻻده‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﮭﻮ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﻨﺎم ھﺎديء اﻟﺒﺎل ‪ ،‬ﻣﺮﺗﺎح اﻟﻀﻤﯿﺮ‪ ،‬ﺑﻞ إﻧﮫ ﯾﻔﺰع‬
‫ﻓﻲ اﻟﻨﻮم ﻣﺮات‪ ،‬أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾﺆذي أوﻻده وزوﺟﺘﮫ‪ ،‬وﯾﻮﻗﻊ ﺑﯿﻨﮭﻢ اﻟﺸﻘﺎق واﻟﺨﻼف‪ ،‬وﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ "‬
‫وﻣﻦ أﻋﺮض ﻋﻦ ذﻛﺮي ﻓﺈنّ ﻟﮫ ﻣﻌﯿﺸﺔ ﺿﻨﻜﺎً" )ﻃﮫ ‪. (١٢٤‬‬

‫اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﻟﺴﺤﺮ ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﺗﱠﺒﻌﻮا ﻣﺎ ﺗﺘﻠﻮا اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﺳﻠﯿﻤﺎن وﻣﺎ ﻛﻔﺮ ﺳﻠﯿﻤﺎن وﻟﻜﻦ اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ﻛﻔﺮوا ﯾُﻌﻠّﻤﻮن اﻟﻨﺎس اﻟﺴﺤﺮ وﻣﺎ‬
‫أُﻧﺰل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻜﯿﻦ ﺑﺒﺎﺑﻞ ھﺎروت وﻣﺎروت وﻣﺎ ﯾُﻌﻠّﻤﺎن ﻣﻦ أﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻮﻻ إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﺮ ‪ ،‬ﻓﯿﺘﻌﻠﻤﻮن ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎ ﯾُﻔﺮﱢﻗﻮن‬
‫ﺑﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮء وزوﺟﮫ وﻣﺎ ھﻢ ﺑﻀﺎرﯾﻦ ﺑﮫ ﻣﻦ أﺣﺪ إﻻ ﺑﺈذن اﷲ وﯾﺘﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﯾﻀﺮھﻢ وﻻ ﯾﻨﻔﻌﮭﻢ وﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﻮا ﻟﻤﻦ اﺷﺘﺮاه ﻣﺎﻟ ﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻣﻦ ﺧﻼق وﻟﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﺷﺮوا ﺑﮫ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﻠﻤﻮن " ) اﻟﺒﻘﺮة ‪. (١٠٢‬‬
‫‪ .٢‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗﺎل ﻣﻮﺳﻰ أﺗﻘﻮﻟﻮن ﻟﻠﺤﻖ ﻟﻤﺎ ﺟﺎءﻛﻢ أﺳﺤﺮ ھﺬا وﻻ ﯾُﻔﻠﺢ اﻟﺴﺎﺣﺮون" )ﯾﻮﻧﺲ ‪. (٧٧‬‬
‫‪ .٣‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻠﻤﺎ أﻟﻘﻮا ﻗﺎل ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﺑﮫ اﻟﺴﺤﺮ إنﱠ اﷲ ﺳﯿُﺒﻄﻠﮫ ‪ ،‬إن اﷲ ﻻ ﯾُﺼﻠﺢ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻔﺴ ﺪﯾﻦ‪ ،‬وﯾﺤ ﻖ اﷲ اﻟﺤ ﻖ‬
‫ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﮫ وﻟﻮ ﻛﺮه اﻟﻤﺠﺮﻣﻮن " )ﯾﻮﻧﺲ ‪. ( ٨٢ - ٨١‬‬
‫‪ .٤‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺄوﺟﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﺧﯿﻔﺔ ﻣﻮﺳ ﻰ‪ ،‬ﻗﻠﻨ ﺎ ﻻ ﺗﺨ ﻒ إﻧ ﻚ أﻧ ﺖ اﻷﻋﻠ ﻰ‪ ،‬وأﻟ ﻖ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﯾﻤﯿﻨ ﻚ ﺗﻠﻘ ﻒ ﻣ ﺎ ﺻ ﻨﻌﻮا‪ ،‬إﻧﻤ ﺎ‬
‫ﺻﻨﻌﻮا ﻛﯿﺪ ﺳﺎﺣﺮ وﻻ ﯾُﻔﻠﺢ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺣﯿﺚ أﺗﻰ" )ﻃﮫ ‪.(٦٩ - ٦٧‬‬
‫‪ .٥‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأوﺣﯿﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ أن أﻟﻖ ﻋﺼﺎك ﻓﺈذا ھﻲ ﺗﻠﻘﻒ ﻣﺎ ﯾﺄﻓﻜﻮن ‪ .‬ﻓﻮﻗﻊ اﻟﺤ ﻖ وﺑﻄ ﻞ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎﻧﻮا ﯾﻌﻤﻠ ﻮن ‪ .‬ﻓﻐُﻠﺒ ﻮا‬
‫ھﻨﺎﻟﻚ واﻧﻘﻠﺒﻮا ﺻﺎﻏﺮﯾﻦ ‪ .‬وأُﻟﻘﻲ اﻟﺴﺤﺮة ﺳﺎﺟﺪﯾﻦ ‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا آﻣﻨﺎ ﺑﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ‪ .‬رب ﻣﻮﺳﻰ وھﺎرون" )اﻻﻋﺮاف ‪١٢٢ - ١١٧‬‬
‫(‪.‬‬
‫‪ .٦‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ وﻣﻦ ﺷﺮ ﻏﺎﺳﻖ إذا وﻗﺐ وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ وﻣﻦ ﺷﺮ ﺣﺎﺳﺪ إذا‬
‫ﺣﺴﺪ " )اﻟﻔﻠﻖ(‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ‪ " :‬وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘ ﺪ " ﯾﻌﻨ ﻲ اﻟﺴ ﺎﺣﺮات اﻟﻼﺗ ﻲ ﯾﻨﻔ ﺜﻦ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﺪ اﻟﺨ ﯿﻂ ﺣ ﯿﻦ ﯾ ﺮﻗﯿﻦ ﺑﮭ ﺎ‪ .‬أ ھ ـ‬
‫ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ )‪.(٢٥٧/٢٠‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ‪ " :‬وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ" ﻗﺎل ﻣﺠﺎھﺪ وﻋﻜﺮﻣﺔ واﻟﺤﺴﻦ وﻗﺘﺎدة واﻟﻀﺤﺎك‪ :‬ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺴﻮاﺣﺮ‪ .‬أ‬
‫ھـ ) ﺗﻔﺴﯿﺮ اﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ‪.(٥٧٣/٤‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ اﻟﻄﺒﺮي‪ :‬أي وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﺴﻮاﺣﺮ اﻟﻼﺋﻲ ﯾﻨﻔﺜﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺨﯿﻂ ﺣﯿﻦ ﯾﺮﻗﯿﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ وﺑﮫ ﻗﺎل أھﻞ اﻟﺘﺄوﯾﻞ‪ .‬أ‬
‫ھـ ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ )‪.(٣٠٢/١٠‬‬
‫واﻵﯾﺎت ﻓﻲ ذﻛﺮ اﻟﺴﺤﺮ واﻟﺴﺤﺮة ﻛﺜﯿﺮة ﻣﺸﮭﻮرة ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻟﮫ أدﻧﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺪﯾﻦ اﻹﺳﻼم‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴُﻨّﺔ‪:‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﺳﺤﺮ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ زرﯾﻖ ﯾﻘﺎل ﻟﮫ ﻟﺒﯿﺪ ﺑﻦ اﻷﻋﺼﻢ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ‬
‫ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺨﯿﻞ إﻟﯿﮫ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻔﻌﻞ اﻟﺸﻲء وﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ‪ ،‬ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن ذات ﯾﻮم ‪ -‬أو ذات ﻟﯿﻠﺔ ‪ -‬وھﻮ ﻋﻨﺪي‬

‫‪٢٥٩‬‬
 ‫ﻟﻜﻨﮫ دﻋﺎ ودﻋﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪" :‬ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﺷﻌﺮت أن اﷲ أﻓﺘﺎﻧﻲ ﻓﯿﻤﺎ اﺳﺘﻔﺘﯿﺘﮫ ﻓﯿﮫ ؟ أﺗﺎﻧﻲ رﺟﻼن ﻓﻘﻌﺪ أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻨﺪ رأﺳﻲ واﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻮب‪.‬‬ ‫ﺎل ‪ :‬ﻣﻄﺒ‬ ‫ﻞ؟ ﻓﻘ‬ ‫ﻊ اﻟﺮﺟ‬ ‫ﺎ وﺟ‬ ‫ﺎﺣﺒﮫ ‪ :‬ﻣ‬ ‫ﺪھﻤﺎ ﻟﺼ‬ ‫ﺎل أﺣ‬ ‫ﻲ ‪ ،‬ﻓﻘ‬ ‫رﺟﻠ‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻃﺒﮫ ؟ ﻗﺎل ﻟﺒﯿﺪ ﺑﻦ اﻷﻋﺼﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻲ أي ﺷﯿﺊ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻲ ﻣﺸﻂ وﻣُﺸﺎﻃﺔ وﺟُﻒ ﻃﻠﻊ ﻧﺨﻠﺔ ذﻛﺮ‪ .‬ﻗﺎل وأﯾﻦ ھﻮ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻲ‬
‫ﺑﺌﺮ ذروان‪ ،‬ﻓﺄﺗﺎھﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﺎس ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻓﺠﺎء ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﯾﺎﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﺄن ﻣﺎءھﺎ ﻧﻘﺎﻋﺔ اﻟﺤﻨﺎء‪ ،‬وﻛﺄن‬
‫رؤوس ﻧﺨﻠﮭﺎ رؤوس اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ " ‪ ،‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻓﻼ اﺳﺘﺨﺮﺟﺘَﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺪ ﻋﺎﻓﺎﻧﻲ اﷲ ﻓﻜﺮھﺖ أن أُﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﮫ ﺷﺮاً‬
‫‪ .‬ﻓﺄﻣﺮ ﺑﮭﺎ ﻓﺪﻓﻨﺖ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‪:‬‬
‫ﻣﻄﺒﻮب ‪ :‬ﻣﺴﺤﻮر ‪ ،‬ﻣﻦ ﻃﺒﮫ ‪ :‬ﻣﻦ ﺳﺤﺮه ؟‬
‫اﻟﻤُﺸﺎﻃﺔ ‪ :‬اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ اﻟﺮأس واﻟﻠﺤﯿﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﺟﯿﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺟُﻒ ﻃﻠﻊ ﻧﺨﻠﺔ‪ :‬اﻟﺠُﻒ ھﻮ اﻟﻐﺸﺎء اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﻊ ‪.‬‬
‫اﻟﻄﻠﻊ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾﻄﻠﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﯿﺮ ﺛﻤﺮاً إذا ﻛﺎﻧﺖ أﻧﺜﻰ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ذﻛﺮاً ﻟﻢ ﯾﺼﺮ ﺛﻤﺮاً ‪ ،‬ﺑ ﻞ ﯾﺆﻛ ﻞ ﻃﺮﯾ ﺎً وﯾُﺘ ﺮك ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺨﻠ ﺔ‬
‫أﯾﺎﻣﺎً ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﯿﺮ ﻓﯿﮫ ﺷﻲء أﺑﯿﺾ ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻗﯿﻖ وﻟﮫ راﺋﺤﺔ زﻛﯿﺔ ﻓﯿﻠﻘﺢ ﺑﮫ اﻷﻧﺜﻰ‪.‬‬
‫ﻧﻘﺎﻋﺔ اﻟﺤﻨﺎء‪ :‬ﺣﻤﺮاء ﻣﺜﻞ ﻋﺼﺎرة اﻟﺤﻨﺎء إذا وﺿﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء‪.‬‬
‫ﻛﺄن ﻧﺨﻠﮭﺎ رؤوس اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ‪ :‬أي أﻧﮭﺎ ﻣﺴﺘﺪﻗﺔ ﻛﺮؤوس اﻟﺤﯿﺎت‪ ،‬واﻟﺤﯿﺔ ﯾُﻘﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ ،‬وﻗﯿﻞ أراد أﻧﮭﺎ وﺣﺸ ﺔ اﻟﻤﻨﻈ ﺮ ﻗﺒﯿﺤ ﺔ‬
‫اﻷﺷﻜﺎل ﻛﺮؤوس اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﯿﮭﻮد ‪ -‬ﻟﻌﻨﮭﻢ اﷲ ‪ -‬اﺗﻔﻘﻮا ﻣﻊ ﻟﺒﯿﺪ ﺑﻦ اﻷﻋﺼﻢ وھﻮ ﻣﻦ أﺳﺤﺮ اﻟﯿﮭﻮد أن ﯾﻌﻤﻞ ﺳﺤﺮاً ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫وﯾﻌﻄﻮه ﺛﻼﺛﺔ دﻧﺎﻧﯿﺮ‪ ،‬وﻓﻌﻼً ﻗﺎم ھﺬا اﻟﺸﻘﻲ ﺑﻌﻤﻞ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ ﺷﻌﺮات ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻗﯿﻞ أﻧﮫ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺟﺎرﯾﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬھﺐ إﻟﻰ ﺑﯿﻮت اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻋﻘﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺳﺤﺮاً ووﺿﻊ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ذروان‪.‬‬
‫واﻟﻈﺎھﺮ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻃﺮق اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ ،‬أن ھﺬا اﻟﺴﺤﺮ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﻮع ﻋﻘﺪ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ زوﺟﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻜﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﯾﺨﯿﻞ إﻟﯿﮫ أﻧﮫ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾُﺠﺎﻣﻊ إﺣﺪى زوﺟﺎﺗﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا اﻗﺘﺮب ﻣﻨﮭﺎ ﻟﻢ ﯾﺴ ﺘﻄﻊ ذﻟ ﻚ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻤ ﺲ ھ ﺬا اﻟﺴ ﺤﺮ ﻋﻘﻠ ﮫ وﻻ ﺳ ﻠﻮﻛﯿﺎﺗﮫ وﻻ‬
‫ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﺎﺻﺮاً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذُﻛﺮ‪.‬‬
‫واﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺪة ھﺬا اﻟﺴﺤﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﯿﻞ أرﺑﻌﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎً ‪ ،‬وﻗﯿﻞ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺎﷲ أﻋﻠﻢ ﺛ ﻢ دﻋ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ رﺑ ﮫ‬
‫وأﻟﺢ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﺠﺎب اﷲ دﻋﺎءه‪ ،‬وأﻧﺰل ﻣﻠﻜﯿﻦ ﺟﻠﺲ أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻨﺪ رأس اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ واﻵﺧ ﺮ ﻋﻨ ﺪ رﺟﻠﯿ ﮫ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل أﺣﺪھﻤﺎ ﻣﺎ ﺑﮫ؟ ﻓﺮد ﻋﻠﯿﮫ اﻵﺧﺮ ‪ :‬ﻣﻄﺒﻮب ‪ -‬ﻣﺴﺤﻮر ‪ -‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﺳﺤﺮه ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﺒﯿﺪ ﺑﻦ اﻷﻋﺼﻢ اﻟﯿﮭﻮدي‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﯿﻦ أﻧ ﮫ ﺳ ﺤﺮه‬
‫ﻓﻲ ﻣﺸﻂ وﻣُﺸﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ووﺿﻌﮫ ﻓﻲ ﺟﻒ ﻃﻠﻊ ﻧﺨﻠﺔ ذﻛﺮ ‪ -‬ﻟﯿﻜﻮن أﻗﻮى وأﺷﺪ ﺗﺄﺛﯿﺮاً ﺛ ﻢ دﻓﻨ ﮫ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺨﺮة ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ذروان‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﮭﻰ اﻟﻤﻠﻜﺎن ﻣﻦ ﺗﺸﺨﯿﺺ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺴ ﺤﺮ‬
‫ودﻓﻨﮫ‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﯾﺎت ﺣﺮﻗﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻃﺮق اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ ،‬ﯾﻈﮭﺮ أن اﻟﯿﮭﻮد ﺻﻨﻌﻮا ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﺤﺮاً ﻣﻦ أﺷﺪ‬
‫أﻧﻮاع اﻟﺴﺤﺮ وﻛﺎن ﻏﺮﺿﮭﻢ ﻗﺘﻠﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻞ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠﻮم‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﷲ ﻋﺼﻤﮫ ﻣ ﻦ ﻛﯿ ﺪھﻢ‪ ،‬ﻓﺨﻔ ﻒ‬
‫إﻟﻰ أﺧﻒ أﻧﻮاع اﻟﺴﺤﺮ وھﻮ )اﻟﺮﺑﻂ( ‪.‬‬

‫ﺷُﺒﮭﺔ وﺟﻮﺑﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﻤﺰري رﺣﻤﮫ اﷲ‪ :‬ﻗﺪ أﻧﻜﺮ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ أﻧﮫ ﯾﺤﻂ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﻨﺒﻮة‪ ،‬وﯾﺸﻜﻚ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وأن ﺗﺠﻮﯾﺰه ﯾﻤﻨﻊ‬
‫اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮع وﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻓﻠﻌﻠﮫ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﺨﯿﻞ إﻟﯿﮫ أن ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﯾﺄﺗﯿﮫ وﻟﯿﺲ ﺛﻢ ﺟﺒﺮﯾﻞ‪ ،‬وأﻧﮫ أوﺣﻰ إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل‪ :‬وھﺬا اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻮه ﺑﺎﻃﻞ ﻗﻄﻌﺎً ﻷن دﻟﯿﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وھﻮ اﻟﻤﻌﺠﺰة‪ ،‬دل ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺒﻠﻐﮫ ﻋﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻋﺼﻤﺘﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﺗﺠﻮﯾﺰ ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﺪﻟﯿﻞ ﺑﺨﻼﻓﮫ ﺑﺎﻃﻞ ‪ .‬زاد اﻟﻤﺴﻠﻢ )‪(٢٢١/٤‬‬

‫ﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺠﻜﻨﻲ اﻟﯿﻮﺳﻔﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ وﻗﻮع اﻟﻤﺮض ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺤﺮ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﺮ ﺧﻠﻼً ﻟﻤﻨﺼﺐ اﻟﻨﺒﻮة‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﺮض اﻟ ﺬي ﻻ ﻧﻘ ﺺ‬
‫ﻓﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﯾﻘﻊ ﻟﻸﻧﺒﯿﺎء وﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ درﺟﺎﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‪ ،‬وﺣﯿﻨﺌﺬ ﻓ ﺈذا ﺧُﯿّ ﻞ ﻟ ﮫ ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣ ﺮض اﻟﺴ ﺤﺮ أﻧ ﮫ‬
‫ﯾﻔﻌﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬وھﻮ ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻠﮫ‪ ،‬ﺛﻢ زال ذﻟﻚ ﻋﻨﮫ ﺑﺎﻟﻜﻠﯿﺔ ﺑﺴﺐ إﻃﻼع اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن اﻟﺴﺤﺮ‪ ،‬وإﺧﺮاﺟﮫ إﯾﺎه ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺤﻠﮫ ودﻓﻨﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻠﺤﻖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ھﺬا ﻛﻠﮫ ﺷﻲء ﻷﻧﮫ ﻣﺮض ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻷﻣﺮاض‪ ،‬ﻻ ﺗﺴﻠﻂ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﮫ ﺑﻞ ھﻮ ﺧﺎص ﺑﻈﺎھﺮ ﺟﺴﺪه‬
‫ﻛﺒﺼﺮه‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺻﺎر ﯾﺨﯿﻞ إﻟﯿﮫ ﺗﺎرة ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﺑﻌﺾ أزواﺟﮫ وھﻮ ﻟ ﻢ ﯾﻔﻌﻠ ﮫ‪ ،‬وھ ﺬا ﻓ ﻲ زﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮض ﻻ ﯾﻀ ﺮ‪ ،‬ﻗ ﺎل‪:‬‬
‫واﻟﻌﺠﺐ ﻣﻤﻦ ﯾﻈﻦ ھﺬا اﻟﺬي وﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺮض ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺤﺮ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎدﺣﺎً ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﮫ ﻣﻊ ﻣﺎ ھﻮ ﺻﺮﯾﺢ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ ﺳﺤﺮة ﻓﺮﻋﻮن‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺻﺎر ﯾُﺨﯿّﻞ إﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﺳﺤﺮھﻢ أن ﻋﺼﯿﮭﻢ ﺗﺴﻌﻰ‪ ،‬ﻓﺜﺒﺘﮫ اﷲ ﻛﻤﺎ دل ﻋﻠﯿ ﮫ ﻗﻮﻟ ﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻗﻠﻨﺎ ﻻ ﺗﺨﻒ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻷﻋﻠﻰ‪ .‬وأﻟﻖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾﻤﯿﻨﻚ ﺗﻠﻘﻒ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻮا إﻧﻤﺎ ﺻﻨﻌﻮا ﻛﯿﺪ ﺳﺎﺣﺮ وﻻ ﯾُﻔﻠﺢ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺣﯿﺚ أﺗﻰ ‪ .‬ﻓﺄُﻟﻘﻲ‬
‫اﻟﺴﺤﺮة ﺳُﺠﱠﺪاً‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا آﻣﻨﺎ ﺑ ﺮب ھ ﺎرون وﻣﻮﺳ ﻰ" )ﻃ ﮫ ‪ (٧٠ - ٦٨‬وﻟ ﻢ ﯾﻘ ﻞ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ وﻻ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟ ﺬﻛﺎء أن ﻣ ﺎ ﺧُﯿّ ﻞ‬
‫ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أوﻻً ﻣﻦ ﺳﻌﻲ ﻋﺼﻰ اﻟﺴﺤﺮة ﻗﺎدح ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﮫ ‪ ،‬ﺑﻞ وﻗﻮع ﻣﺜﻞ ھﺬا ﻟﻸﻧﺒﯿﺎء ﻋﻠ ﯿﮭﻢ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم‬
‫ﯾﺰﯾﺪ ﻗﻮة اﻹﯾﻤﺎن ﺑﮭﻢ ﻟﻜﻮن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻨﺼﺮھﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻋ ﺪاﺋﮭﻢ‪ ،‬وﯾﺨ ﺮق ﻟﮭ ﻢ اﻟﻌ ﺎدة ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺠﺰات اﻟﺒ ﺎھﺮة‪ ،‬وﯾﺨ ﺬل اﻟﺴ ﺤﺮة واﻟﻜﻔ ﺮة‬
‫وﯾﺠﻌﻞ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﯿﻦ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﺒﯿﻦ ﻓﻲ آﯾﺎت اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺒﯿﻦ ‪ .‬أ ھـ زاد اﻟﻤﺴﻠﻢ )‪.(٢٢١/٤‬‬

‫‪٢٦٠‬‬
‫‪ .٢‬وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﺟﺘﻨﺒﻮا اﻟﺴﺒﻊ اﻟﻤﻮﺑﻘﺎت‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻣﺎ‬
‫ھﻦ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺸﺮك ﺑﺎﷲ ‪ ،‬واﻟﺴﺤﺮ‪ ،‬وﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺣﺮم اﷲ إﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ‪ ،‬وأﻛﻞ اﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬وأﻛﻞ ﻣﺎل اﻟﯿﺘﯿﻢ‪ ،‬واﻟﺘﻮﻟﻲ ﯾﻮم اﻟﺰﺣﻒ وﻗﺬف‬
‫اﻟﻤُﺤﺼﻨﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﺎت اﻟﻐﺎﻓﻼت" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻮﺑﻘﺎت‪ :‬اﻟﻤﮭﻠﻜﺎت‪.‬‬
‫اﻟﺘﻮﻟﻲ ‪ :‬اﻟﻔﺮار واﻟﻨﻜﻮص‪.‬‬
‫ﯾﻮم اﻟﺰﺣﻒ‪ :‬ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪.‬‬
‫ﻗﺬف اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت‪ :‬رﻣﻲ اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﺸﺎھﺪ ‪ :‬واﻟﺸﺎھﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﺟﺘﻨﺎب اﻟﺴﺤﺮ وﺑﯿﻦ أﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ اﻟﻤُﮭﻠﻜﺎت ‪ ،‬وھ ﺬا ﯾ ﺪل‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﺤﺮ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻻ ﺧﺮاﻓﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻟ ﯿﺲ ﻣﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗﻄﯿ ﺮ أو ﺗُﻄﯿ ﺮ ﻟ ﮫ‪ ،‬أو‬
‫ﺗﻜﮭﻦ أو ﺗُﻜﮭﻦ ﻟﮫ‪ ،‬أو ﺳﺤﺮ أو ﺳُﺤﺮ ﻟﮫ‪ ،‬وﻣﻦ أﺗﻰ ﻛﺎھﻨﺎً ﻓﺼﺪﻗﮫ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ أﻧﺰل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ "‬
‫ﻗﺎل اﻟﮭﯿﺜﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻊ )‪ : (٢٠/٥‬رواه اﻟﺒﺰار ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ ﺧﻼ اﺳﺤﺎق ﺑﻦ اﻟﺮﺑﯿﻊ وھﻮ ﺛﻘﺔ‪ .‬أ ھـ ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﻤﻨﺬري ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺘﺮﻏﯿﺐ )‪ (٣٢/٤‬إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ أ ھـ ‪ ،‬وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ اﻟﺤ ﻼل واﻟﺤ ﺮام ﺑ ﺮﻗﻢ )‪ : (٢٨٩‬اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﯾﺮﺗﻘ ﻲ إﻟ ﻰ درﺟ ﺔ اﻟﺤﺴ ﻦ‬
‫ﻟﻐﯿﺮه أ ھـ ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ‪:‬‬
‫ﺗﻄﯿﺮ ‪ :‬ﺗﺸﺎءم ‪ .‬وﻛﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ إذا أراد أن ﯾُﺴﺎﻓﺮ أﻃﻠﻖ ﻃﯿﺮاً ﻓﺈذا‬
‫ﻃﺎر إﻟﻰ ﺟﮭﺔ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﺳﻔﺮه‪ ،‬وإذا ﻃﺎر ﻓﻲ ﺟﮭﺔ اﻟﺸﻤﺎل ﺗﺸﺎءم ورﺟﻊ‪.‬‬
‫ﺗﻜﮭّﻦ ‪ :‬ادﻋﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﯿﺐ ‪.‬‬
‫ﺗُﻜﮭﻦ ﻟﮫ ‪ :‬ذھﺐ إﻟﻰ ﻛﺎھﻦ ﯾﺴﺄﻟﮫ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬
‫اﻟﺸﺎھﺪ ‪ :‬واﻟﺸﺎھﺪ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﺴﺤﺮ واﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺮ‪ ،‬واﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻻ ﯾﻨﮭﻲ‬
‫إﻻ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻮﺟﻮد وﻟﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﻋﻦ أﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي )رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ( أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﺪﻣﻦ ﺧﻤﺮ‪ ،‬وﻻ ﻣﺆﻣﻦ‬
‫ﺑﺴﺤﺮ‪ ،‬وﻻ ﻗﺎﻃﻊ رﺣﻢ" رواه اﺑﻦ ﺣﺒﺎن وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ﺑﺮﻗﻢ )‪ (٢٩١‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﺷﺎھﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ‬
‫ﯾﺮﺗﻘﻲ ﺑﮫ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺤﺴﻦ أ ھـ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻟﺠﻨﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﯾُﻌﺬﺑﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻓﺘﺮة ﻟﺬﻧﻮﺑﮭﻢ وﻣﻌﺎﺻﯿﮭﻢ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﺪﻣﻦ ﺧﻤﺮ ‪ :‬ﯾﻌﻨﻲ ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ اﻟﺬي أدﻣﻨﮭﺎ ﯾﻌﻨﻲ ﯾﺪاوم ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺴﺤﺮ‪ :‬ﯾﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺴﺤﺮ ﯾﺆﺛﺮ ﺑﺬاﺗﮫ ﻻ ﺑﺘﻘﺪﯾﺮ اﷲ وإرادﺗﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻗﺎﻃﻊ رﺣﻢ ‪ :‬ھﺎﺟﺮ ﻷﻗﺎرﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﺼﻠﮭﻢ وﻻ ﯾﺰورھﻢ ‪.‬‬

‫اﻟﺸﺎھﺪ ‪:‬‬
‫أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎد أن اﻟﺴﺤﺮ ﯾﺆﺛﺮ ﺑﺬاﺗﮫ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ أن ﯾﻌﺘﻘ ﺪ أن اﻟﺴ ﺤﺮ‬
‫وﻏﯿﺮه ﻻ ﯾﺆﺛﺮ إﻻ ﺑﺈرادة اﷲ " وﻣﺎ ھﻢ ﺑﻀﺎرﯾﻦ ﺑﮫ ﻣﻦ أﺣﺪ إﻻ ﺑﺈذن اﷲ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪ (١٠٢‬د‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬ﺑﻌﺾ أﻗﻮال اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬ذھﺐ أھﻞ اﻟﺴﱡﻨّﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺴﺤﺮ ﺛﺎﺑﺖ وﻟﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬واﻟﺼﺤﯿﺢ أن اﻟﺴﺤﺮ ﻟﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ‪ ،‬وﺑﮫ ﻗﻄ ﻊ اﻟﺠﻤﮭ ﻮر وﻋﻠﯿ ﮫ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء وﯾ ﺪل ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫واﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻟﻤﺸﮭﻮرة‪ .‬أ ھـ ن ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري )‪.(٢٢٢/١٠‬‬
‫‪ .٣‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ‪ -‬رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺴﺤﺮ ﻟﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻓﻤﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻞ وﻣﺎ ﯾُﻤﺮض وﻣﺎ ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ اﻣﺮأﺗﮫ ﻓﯿﻤﻨﻌﮫ وﻃﺄھﺎ‬
‫وﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﯾُﻔﺮﱢق ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮء وزوﺟﮫ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬وﻗﺪ اﺷﺘﮭﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس وﺟ ﻮد ﻋﻘ ﺪ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻋ ﻦ اﻣﺮأﺗ ﮫ ﺣ ﯿﻦ ﯾﺘﺰوﺟﮭ ﺎ ﻓ ﻼ ﯾﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻰ‬
‫إﺗﯿﺎﻧﮭﺎ‪ ،‬وإذا ﺣﻞ ﻋﻘﺪه ﯾﻘﺪر ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺠﺰه ﻋﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻣﺘﻮاﺗﺮاً ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺟﺤﺪه‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬وﻗﺪ روي ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻟﺴ ﺤﺮة ﻣ ﺎ ﻻ‬
‫ﯾﻜﺎد ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮاﻃﺆ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺬب ﻓﯿﮫ أ ھـ ‪ ،‬اﻟﻤﻐﻨﻲ )‪.(١٠٦/١٠‬‬
‫‪ .٤‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ )اﻟﻜﺎﻓﻲ( ‪ :‬اﻟﺴﺤﺮ ﻋﺰاﺋﻢ ورُﻗﻰ وﻋﻘﺪ ﯾﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ واﻷﺑ ﺪان ﻓﯿﻤ ﺮض وﯾﻘﺘ ﻞ‬
‫وﯾﻔﺮق ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤ ﺮء وزوﺟ ﮫ‪ ،‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﯿﺘﻌﻠﻤ ﻮن ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﻔﺮﻗ ﻮن ﺑ ﮫ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤ ﺮء وزوﺟ ﮫ" ﻗ ﺎل ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ " وﻣ ﻦ ﺷ ﺮ‬
‫اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ" ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺴﻮاﺣﺮ اﻟﻼﺗﻲ ﯾﻌﻘﺪن ﻓﻲ ﺳﺤﺮھﻦ وﯾﻨﻔﺜﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﺪھﻦ وﻟﻮﻻ أن اﻟﺴﺤﺮ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻟﻢ ﯾﺄﻣﺮ اﷲ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎذه‬
‫ﻣﻨﮫ‪ .‬أ ھـ )ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺠﯿﺪ ‪.(٣١٤‬‬
‫‪ .٥‬وﻗﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ )ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ( ‪ :‬وﻗ ﺪ دل ﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " وﻣ ﻦ ﺷ ﺮ اﻟﻨﻔﺎﺛ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﺪ " وﺣ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﺴﺤﺮ وأن ﻟﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ‪ .‬ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ھﺎﻣﺶ ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺠﯿﺪ )‪ (٣١٥‬ﺗﻌﻠﯿﻖ اﻷرﻧﺎؤوط ‪.‬‬

‫اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺎﺣﺮ واﻟﺸﯿﻄﺎن ‪:‬‬

‫‪٢٦١‬‬
‫ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ھﻨﺎك اﺗﻔﺎق ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺎﺣﺮ واﻟﺸﯿﻄﺎن‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘﻮم اﻷول ﺑﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر اﻟﺸﺮﻛﯿﺔ أو ﺑﻌﺾ أﻋﻤﺎل اﻟﻜﻔﺮ‬
‫اﻟﺼﺮﯾﺢ ‪ -‬ﺧﻔﯿﺔ أو ﺟﮭﺮة ‪ -‬وأن ﯾﻘﻮم اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻟﺴﺎﺣﺮ أو ﺗﺴﺨﯿﺮ ﻣﻦ ﯾﺨﺪم اﻟﺴﺎﺣﺮ‪.‬‬
‫ﻷن اﻻﺗﻔﺎق ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺎﺣﺮ وﺷﯿﻄﺎن ﻣﻦ زﻋﻤﺎء ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺠﻦ واﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮم ھﺬا اﻟﺰﻋﯿﻢ ﺑﺈﺻﺪار أﻣﺮه إﻟﻰ‬
‫ﺳﻔﯿﮫ ﻣﻦ ﺳﻔﮭﺎء اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺑﺄن ﯾﺨﺪم ھﺬا اﻟﺴﺎﺣﺮ‪ ،‬وﯾﻄﯿﻌﮫ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ أواﻣﺮه‪ ،‬ﻣﻦ اﻹﺧﺒﺎر ﺑﺄﻣﻮر ﺣﺪﺛﺖ‪ ،‬أو اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ اﺛﻨ ﯿﻦ‬
‫أو إﻟﻘﺎء اﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬أو ﻋﻘﺪ رﺟﻞ ﻋﻦ زوﺟﺘﮫ‪ ...‬إﻟﻰ آﺧﺮ ھﺬه اﻷﻣﻮر ‪.‬‬
‫ﻓﯿﻘﻮم اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺑﺘﺴﺨﯿﺮ ھﺬا اﻟﺠﻨﻲ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﺮﯾﺪھﺎ ﻓﺈن ﻋﺼﺎه اﻟﺠﻨﻲ ﺗﻘﺮب اﻟﺴﺎﺣﺮ إﻟﻰ زﻋﯿﻢ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ‬
‫اﻟﻌﺰاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﯿﺎﺗﮭﺎ ﺗﻌﻈﯿﻢ ھﺬا اﻟﺰﻋﯿﻢ واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﮫ ﻣﻦ دون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ -‬ﻓﯿﻘﻮم ھﺬا اﻟﺰﻋﯿﻢ ﺑﻤﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺠﻨﻲ وأﻣﺮه ﺑﻄﺎﻋﺔ‬
‫اﻟﺴﺎﺣﺮ أو ﺗﺴﺨﯿﺮ ﻏﯿﺮه ﻟﺨﺪﻣﺔ ھﺬا اﻟﺴﺎﺣﺮ اﻟﻤﺸﺮك‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺎﺣﺮ واﻟﺠﻨﻲ اﻟﻤُﺴﺨﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﺮه وﺑﻐﺾ‪ ،‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻧﺠﺪ أنﱠ ھﺬا اﻟﺠﻨﻲ ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾ ﺆذي اﻟﺴ ﺎﺣﺮ‬
‫ﻓﻲ أھﻠﮫ وأوﻻده أو ﻣﺎﻟﮫ أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﺑﻞ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻣﺎ ﯾﺆذي اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻧﻔﺴ ﮫ وھ ﻮ ﻻ ﯾ ﺪري ﻛ ﺎ ﻟﺼ ﺪاع اﻟ ﺪاﺋﻢ أو اﻷرق اﻟﻤ ﻼزم ﻟ ﮫ ﻋﻨ ﺪ‬
‫اﻟﻨﻮم‪ ،‬أو اﻟﻔﺰع ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر‪ ،‬ﺑﻞ إن اﻟﺴﺤﺮة اﻟﺴﻔﻠﯿﯿﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻻ ﯾﻨﺠﺒﻮن ﻷن اﻟﺠﻨﻲ ﯾﻘﺘﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻢ ﻗﺒ ﻞ‬
‫أن ﯾﻜﺘﻤﻞ ﺧﻠﻘﮫ وھﺬا ﻣﺸﮭﻮر ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺤﺮة ﺣﺘﻰ أن ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺗﺮك اﻟﺴﺤﺮ ﻛﻲ ﯾُﺮزق ﺑﺄﺑﻨﺎء ‪.‬‬

‫ﻋﻼﻣﺎت ﯾُﻌﺮف ﺑﮭﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮ ‪:‬‬

‫إذا وُﺟﺪت ﻋﻼﻣﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﯿﻦ ﻓﮭﻮ ﺳﺎﺣﺮ ﺑﻼ أدﻧﻰ رﯾﺐ وھﺬه اﻟﻌﻼﻣﺎت‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺴﺄل اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻋﻦ اﺳﻤﮫ واﺳﻢ أﻣﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺄﺧﺬ أﺛﺮاً ﻣﻦ آﺛﺎر اﻟﻤﺮﯾﺾ )ﺛﻮب ‪ -‬ﻣﻨﺪﯾﻞ ‪ -‬ﻓﺎﻧﯿﻠﺔ ‪.(..‬‬
‫‪ .٣‬أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻄﻠﺐ ﺣﯿﻮاﻧﺎً ﺑﺼﻔﺎت ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻟﯿﺬﺑﺤﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ورﺑﻤﺎ ﻟﻄﱠﺦ ﺑﺪﻣﮫ أﻣﺎﻛﻦ اﻷﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﯾﺾ ‪ ،‬أو ﯾﺮﻣ ﻲ ﺑ ﮫ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺧﺮب‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻄﻼﺳﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺗﻼوة اﻟﻌﺰاﺋﻢ واﻟﻄﻼﺳﻢ اﻟﻐﯿﺮ ﻣﻔﮭﻮﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬إﻋﻄﺎء اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺣﺠﺎﺑﺎً ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺑﻌﺎت ﺑﺪاﺧﻠﮭﺎ ﺣﺮوف أو أرﻗﺎم‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺄﻣﺮ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﺄن ﯾﻌﺘﺰل اﻟﻨﺎس ﻓﺘﺮة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻠﮭﺎ اﻟﺸﻤﺲ وﺗﺴﻤﯿﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﺤﺠﺒﺔ(‪.‬‬
‫‪ .٨‬أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﯾﺾ أﻻ ﯾﻤﺲ ﻣﺎء ﻟﻤﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺗﻜﻮن أرﺑﻌﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎً‪ ،‬وھﺬه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﻨﻲ اﻟﺬي ﯾﺨﺪم ھﺬا‬
‫اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻧﺼﺮاﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﯾُﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ أﺷﯿﺎء ﯾﺪﻓﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻷرض‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﯾﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ أوراﻗﺎً ﯾﺤﺮﻗﮭﺎ وﯾﺘﺒﺨﺮ ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .١١‬ﯾﺘﻤﺘﻢ ﺑﻜﻼم ﻏﯿﺮ ﻣﻔﮭﻮم ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾُﺨﺒﺮ اﻟﺴﺎﺣﺮ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﺎﺳﻤﮫ واﺳﻢ ﺑﻠﺪه وﻣﺸﻜﻠﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .١٣‬ﯾﻜﺘﺐ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ ﺣﺮوﻓﺎً ﻣﻘﻄﻌﺔ ﻓﻲ ورﻗﺔ )ﺣﺠﺎب( أو ﻓﻲ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﺨﺰف اﻷﺑﯿﺾ وﯾﺄﻣﺮ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﺈذاﺑﺘﮫ وﺷﺮﺑﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻋﻠﻤﺖ أن اﻟﺮﺟﻞ ﺳﺎﺣﺮ ﻓﺈﯾﺎك واﻟﺬھﺎب إﻟﯿﮫ وإﻻ ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﻚ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬ﻣ ﻦ أﺗ ﻰ ﻛﺎھﻨ ﺎً ﻓﺼ ﺪﻗﮫ ﺑﻤ ﺎ‬
‫ﯾﻘﻮل ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ أﻧﺰل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪:‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬وﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ أن ﺣﻜﻢ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺣﻜﻢ اﻟﺰﻧﺪﯾﻖ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﮫ‪ ،‬وﯾﻘﺘﻞ ﺣﺪاً إذا ﺛﺒﺖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ذﻟﻚ وﺑﮫ ﻗﺎل أﺣﻤﺪ‪ ،‬وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻗﺘﻠﻮا ﻛﻞ ﺳﺎﺣﺮ وﺳﺎﺣﺮة" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﻻ ﯾﻘﺘﻞ إﻻ إن‬
‫اﻋﺘﺮف أﻧﮫ ﻗﺘﻞ ﺑﺴﺤﺮه ﻓﯿﻘﺘﻞ ﺑﮫ أ ھـ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري )‪.(٢٣٦/١٠‬‬

‫اﻟﺨﻼﺻﺔ ‪:‬‬
‫وﯾﺘﻀﺢ ﻣﻤﺎ ﻣﺮ أن ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﯾﻘﻮﻟﻮن ﺑﻘﺘﻞ اﻟﺴﺎﺣﺮ إﻻ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤ ﮫ اﷲ ﯾﻘ ﻮل ﻻ ﯾُﻘﺘ ﻞ إﻻ إذا ﻗﺘ ﻞ ﺑﺴ ﺤﺮه ﻓﯿﻘﺘ ﻞ‬
‫ﻗﺼﺎﺻﺎً‪ ،‬وذھﺐ ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﮫ‪ ،‬وﺣﻜﻤﮫ ﺣﻜﻢ اﻟﺰﻧﺪﯾﻖ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ ﺳﺎﺣﺮ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن ﺳﺎﺣﺮ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﯾﻘﺘﻞ إﻻ أن ﯾﻘﺘﻞ ﺑﺴﺤﺮه ﻓﯿُﻘﺘﻞ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ أن ﻟﺒﯿﺪ ﺑﻦ اﻷﻋﺼﻢ ﺳﺤﺮ اﻟﻨﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﯾﻘﺘﻠﮫ ‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾﺠﻮز ﺣﻞّ اﻟﺴﺤﺮ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ؟‬

‫‪٢٦٢‬‬
‫‪ .١‬ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ھﻞ ﯾﺴﺄل اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺣﻞﱠ اﻟﺴﺤﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺤﻮر ؟ أﺟﺎزه ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛﺮه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬وإﻟﯿﮫ ﻣﺎل اﻟﻤﺰﯾﻨﻲ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ ‪ :‬ﻻ ﺑﺄس ﺑﺎﻟﻨُﺸﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬وﻛﺮھﮫ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي‪ .‬أ ھـ ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ )‪.(٤٩/٢‬‬
‫‪ .٢‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬ﻣﻦ ﯾﺤﻞ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﺈن ﻛﺎن ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن أو ﺑﺸﻲء ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻛﺮ واﻷﻗﺴ ﺎم أو اﻟﻜ ﻼم اﻟ ﺬي ﻻ‬
‫ﺑﺄس ﺑﮫ ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﮫ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻗﻒ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻨﮫ ‪ .‬أ ھـ )اﻟﻤﻐﻨﻰ ‪. (١١٤/١٠‬‬
‫‪ -‬وﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﻨﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن " رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﺣﺴﻦ اﻟﺤﺎﻓﻆ إﺳ ﻨﺎده ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺘﺢ )‪.(٢٣٣/١٠‬‬

‫وﻗﺪ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﻨﺸﺮة ﻧﻮﻋﺎن ‪:‬‬

‫اﻷول‪ :‬اﻟﻨﺸﺮة اﻟﺠﺎﺋﺰة وھﻲ ﺣﻞ اﻟﺴﺤﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮآن واﻷدﻋﯿﺔ واﻷذﻛﺎر اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻨﺸﺮة اﻟﻤﺤﺮﻣﺔ‪ :‬وھﻲ ﺣﻞ اﻟﺴﺤﺮ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ وﺗﻘﺮب إﻟﯿﮭﻢ واﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﮭﻢ وإرﺿﺎﺋﮭﻢ وﻟﻌﻞ ھﺬا اﻟﻨﻮع‬
‫ھﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﺎﺣﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﺴﺤﺮة واﻟﻜُﮭﺎن وﺑﯿﻦ أن ﻣﻦ ﺻﺪﻗﮭﻢ ﻓﻘ ﺪ ﻛﻔ ﺮ‬
‫ﺑﻤﺎ أﻧﺰل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ا ﻟﻘﯿﻢ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬اﻟﻨﺸﺮة ﺣﻞ اﻟﺴﺤﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺤﻮر وھﻲ ﻧﻮﻋﺎن‪:‬‬
‫• أﺣﺪھﻤﺎ‪ :‬ﺣﻞ ﺑﺴﺤﺮ ﻣﺜﻠ ﮫ وھ ﻮ اﻟ ﺬي ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻞ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن وﻋﻠﯿ ﮫ ﯾﺤﻤ ﻞ ﻗ ﻮل اﻟﺤﺴ ﻦ اﻟﺒﺼ ﺮي‪ ،‬ﻓﯿﺘﻘ ﺮب اﻟﻨﺎﺷ ﺮ واﻟﻤﻨﺘﺸ ﺮ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﻤﺎ ﯾُﺤﺐ ﻓﯿﺒﻄﻞ ﻋﻤﻠﮫ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺤﻮر‪.‬‬
‫• واﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻨﺸﺮة ﺑﺎﻟﺮﻗﯿﺔ واﻟﺘﻌﻮذات واﻟﺪﻋﻮات اﻟﻤﺒﺎﺣﺔ ﻓﮭﺬا ﺟﺎﺋﺰ‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾﺠﻮز ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺴﺤﺮ ؟‬

‫‪ .١‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﺮ" ﻓﯿﮫ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺴﺤﺮ ﻛﻔﺮ‪ .‬أ ھ ـ ﻓ ﺘﺢ‬
‫اﻟﺒﺎري )‪.(٢٢٥/١‬‬
‫‪ .٢‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺴﺤﺮ وﺗﻌﻠﯿﻤﮫ ﺣﺮام ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﺧﻼﻓﺎً ﺑﯿﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ‪ ،‬ﻗ ﺎل أﺻ ﺤﺎﺑﻨﺎ )ﯾﻌﻨ ﻲ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠ ﺔ( ‪:‬‬
‫وﯾﻜﻔﺮ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺑﺘﻌﻠﻤﮫ وﻓﻌﻠﮫ ﺳﻮاء اﻋﺘﻘﺪ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ أو إﺑﺎﺣﺘﮫ ‪ .‬أ ھـ ‪ .‬ﻻﻣﻐﻨﻰ )‪.(١٠٦/١٠‬‬

‫اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺤﺮ واﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﻤﻌﺠﺰة ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ‪ :‬وﻧﻘﻞ إﻣﺎم اﻟﺤﺮﻣﯿﻦ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴ ﺤﺮ ﻻ ﯾﻈﮭ ﺮ إﻻ ﻣ ﻦ ﻓﺎﺳ ﻖ‪ ،‬وأن اﻟﻜﺮاﻣ ﺔ ﻻ ﺗﻈﮭ ﺮ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻓﺎﺳﻖ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ أﯾﻀﺎً‪ :‬وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﺎل ﻣﻦ ﯾﻘﻊ اﻟﺨﺎرق ﻣﻨﮫ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﺘﻤﺴﻜﺎً ﺑﺎﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﺘﻨﺒﺎً ﻟﻠﻤﻮﺑﻘﺎت‪ ،‬ﻓﺎﻟﺬي ﯾﻈﮭﺮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﯾﺪه ﻣﻦ اﻟﺨﻮارق ﻛﺮاﻣﺔ‪ ،‬وإﻻ ﻓﮭﻮ ﺳﺤﺮ‪ .‬أ ھـ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري )‪ (٣٢٢/١٠‬وأﻣﺎ اﻟﻤﻌﺠﺰة ﻓﺘﻤﺘﺎز ﻋﻦ اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪي‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿ ﮫ ‪ :‬ﻗ ﺪ ﻻ ﯾﻜ ﻮن اﻟﺮﺟ ﻞ ﺳ ﺎﺣﺮاً وﻻ ﯾﻌ ﺮف ﻋ ﻦ اﻟﺴ ﺤﺮ ﺷ ﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﺛ ﻢ أﻧ ﮫ ﻏﯿ ﺮ ﻣﺘﻤﺴ ﻚ ﺑﺎﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ ﺑ ﻞ رﺑﻤ ﺎ ﯾﻜ ﻮن ﻣﺮﺗﻜﺒ ﺎً ﻟ ﺒﻌﺾ‬
‫اﻟﻤﻮﺑﻘﺎت‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﻈﮭﺮ ﻋﻠﻰ ﯾﺪه ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻮارق‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺒﺪع أو ﻣﻦ ﻋﺒﺎد اﻟﻘﺒﻮر ‪ ...‬ﻓﺎﻟﻘﻮل ﻓﻲ ھﺬا أﻧﮫ إﻋﺎﻧﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺰﯾﻦ ﻟﻠﻨﺎس ﻃﺮﯾﻘﺘﮫ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻓﯿﺘﺒﻌﮭﺎ اﻟﻨﺎس وﯾﺘﺮﻛﻮن اﻟﺴُﻨّﺔ‪ ،‬وھﺬا ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻌﺮوف ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن رﺋﯿﺴﺎً ﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻄﺮق اﻟﺼﻮﻓﯿﺔ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺰﻧﺪﯾﻖ‬

‫ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﯾُﻈﮭ ﺮ اﻹﺳ ﻼم وﯾُﺨﻔ ﻲ اﻟﻜﻔ ﺮ‪ ،‬وﯾﻔﺴ ﺮ اﻹﺳ ﻼم ﻋﻠ ﻰ ھ ﻮاه ﺑﻐﯿ ﺮ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪،‬‬
‫واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام واﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﻟﮭﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن واﻷﺋﻤﺔ اﻷﻋﻼم ‪ ،‬ﻛﻤﻦ ﯾُﻨﻜﺮ وﺟﻮد ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ‪ ،‬أو ﯾُﻨﻜﺮ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر وﺗﺠﺪه ﯾُﻔﺴﺮ اﻟﺠﻨ ﺔ‬
‫ﺑﺎﻻﺑﺘﮭﺎج اﻟﺬي ﯾﺤﺪث ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻠﻜﺎت اﻟﻤﺤﻤﻮدة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﻮاﻟﻲ ا ﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﻌﺒﺎدة‪ ،‬واﻟﻨﺎر ھ ﻮ اﻟﻌ ﺬاب اﻟﻨﻔﺴ ﻲ‬
‫اﻟﺬي ﯾﺤﺪث ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻠﻜﺎت اﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﻮاﻟﻲ اﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪:‬‬
‫ﯾﺴﺘﺘﺎب‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﺎب وإﻻ ﻗُﺘﻞ ﺣﺪاً ﻛﺎﻟﻤﺮﺗﺪ ‪ ،‬وأﺣﻜﺎﻣﮫ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺮﺗﺪ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﯾﺮى اﻹﻣﺎم أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ أن اﻟﻜﺎھﻦ واﻟﻌﺮاف ﯾﺴﺘﺤﻘﺎن اﻟﻘﺘﻞ وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﻨﮫ ) أﻧﮭﻤﺎ إن ﺗﺎﺑ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﻘ ﺘﻼ( واﻟﻘ ﻮل ﺑﻘﺘ ﻞ اﻟﻜ ﺎھﻦ‬
‫واﻟﻌﺮاف ھﻮ ﻗﻮل أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﮭﻤﺎ ﻛﺎ ﻟﺴﺎﺣﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎً ‪) .‬واﻟﻜﺎھﻦ ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﯾﺄﺗﯿﮫ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎر( ‪ .‬واﻟﻌ ﺮاف ‪ :‬ھ ﻮ‬
‫اﻟﺬي ﯾﺪﻋﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﯿﺐ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﱠﻌﺰﯾﺮ‬

‫أ ‪ -‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ﺑﻤﻌﻨﻰ "اﻟﺘﻌﻈﯿﻢ واﻟﻨﺼﺮة" وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻟﺘﺆﻣﻨﻮا ﺑ ﺎﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ وﺗﻌ ﺰروه "‬
‫ﺳﻮرة اﻟﻔﺘﺢ آﯾﺔ ‪. ٩‬‬
‫أي ﺗُﻌﻈﻤﻮه وﺗﻨﺼﺮوه‪ .‬وﯾﺄﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻹھﺎﻧﺔ‪ :‬ﯾﻘﺎل ﻋﺰّر ﻓﻼن ﻓﻼﻧﺎً ‪ ،‬إذا أھﺎﻧﮫ زﺟﺮاً وﺗﺄدﯾﺒﺎً ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ذﻧﺐ وﻗﻊ ﻣﻨﮫ‪.‬‬

‫‪٢٦٣‬‬
 ‫واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ‪ :‬اﻟﺘﺄدﯾﺐ ﻋﻠﻰ ذﻧﺐ ﻻ ﺣﺪ ﻓﯿﮫ وﻻ ﻛﻔﺎرة‪ .‬أي أﻧﮫ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺒﯿﺔ ﯾﻔﺮﺿﮭﺎ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻨﺎﯾ ﺔ أو‬
‫ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﻌﯿﻦ اﻟﺸﺮع ﻟﮭﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ أو ﺣﺪد ﻟﮭﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺷﺮوط اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻔﺮج ‪ ،‬وﺳﺮﻗﺔ ﻣﺎ‬
‫ﻻ ﻗﻄﻊ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﺟﻨﺎﯾﺔ ﻻ ﻗﺼﺎص ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وإﺗﯿﺎن اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺮأة‪ ،‬واﻟﻘﺬف ﺑﻐﯿﺮ اﻟﺰﻧﻰ‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻧﻮع ﻓﯿﮫ ﺣﺪ‪ ،‬وﻻ ﻛﻔﺎرة ﻓﯿﮫ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺤﺪود اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮھﺎ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻧﻮع ﻓﯿﮫ ﻛﻔﺎرة ‪ ،‬وﻻ ﺣﺪ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﻟﺠﻤﺎع ﻓﻲ ﻧﮭﺎر رﻣﻀﺎن‪ ،‬واﻟﺠﻤﺎع ﻓﻲ اﻹﺣﺮام‪.‬‬
‫‪ -٣‬وﻧﻮع ﻻ ﻛﻔﺎرة ﻓﯿﮫ وﻻ ﺣﺪ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮھﺎ‪ ،‬ﻓﯿﺠﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫واﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ﻣﺎ رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻦ ﺑَﮭْﺰ ﺑﻦ ﺣﻜﯿﻢ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﯿﮫ‪ ،‬ﻋ ﻦ ﺟ ﺪه‪ " .‬أن‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺒﺲ ﻓﻲ اﻟﺘﱡﮭﻤﺔ" ﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ .‬وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ھﺬا اﻟﺤﺒﺲ ﺣﺒﺴﺎً اﺣﺘﯿﺎﻃﯿﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﻈﮭﺮ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫وأﺧﺮج اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود ﻋﻦ ھﺎﻧﻲء ﺑﻦ ﻧﯿﺎر أﻧﮫ ﺳﻤﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ‪ " :‬ﻻ ﺗﺠﻠ ﺪوا‬
‫ﻓﻮق ﻋﺸﺮة أﺳﻮاط ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪود اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ‪ .‬وﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﻛﺎن ﯾﻌﺰﱢر وﯾﺆدب‪ ،‬ﺑﺤﻠﻖ‬
‫اﻟﺮأس‪ ،‬واﻟﻨﻔﻲ واﻟﻀﺮب‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺤﺮق ﺣﻮاﻧﯿﺖ اﻟﺨﻤﺎرﯾﻦ‪ ،‬واﻟﻘﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾُﺒﺎع ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﺨﻤ ﺮ‪ ،‬وﺣ ﺮق ﻗﺼ ﺮ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ وﻗ ﺎص‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ‪ ،‬ﻟﻤﺎ اﺣﺘﺠﺐ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﺮﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺗﺨﺬ دِرﱠة ﯾﻀﺮب ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﻀﺮب ‪ ،‬واﺗﺨﺬ داراً ﻟﻠﺴﺠﻦ‪ ،‬وﺿﺮب اﻟﻨﺎﺋﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﺑ ﺪا ﺷ ﻌﺮھﺎ )راﺟ ﻊ إﻏﺎﺛ ﺔ اﻟﻠﮭﻔ ﺎن ﻻﺑ ﻦ‬
‫اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ (‬
‫ﺟـ ‪ :‬ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬وذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ﻓﯿﻤﺎ ﺷﺮع ﻓﯿﮫ واﺟﺐ‪.‬‬
‫د‪ :‬ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ واﻟﻔﺮق ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺤﺪود ‪:‬‬
‫وﻗﺪ ﺷﺮﻋﮫ اﻹﺳﻼم ﻟﺘﺄدﯾﺐ اﻟﻌﺼ ﺎة واﻟﺨ ﺎرﺟﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻓﯿ ﮫ ھ ﻲ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮﻋﯿﺔ اﻟﺤ ﺪود اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺒﻖ‬
‫ذﻛﺮھﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻌﮭﺎ إﻻ أﻧﮫ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﺪود ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أوﺟﮫ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن اﻟﺤﺪود ﯾﺘﺴﺎوى اﻟﻨﺎس ﻓﯿﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻓﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈذا زل رﺟﻞ ﻛﺮﯾﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ زﻟﺘ ﮫ وإذا‬
‫ﻋﻮﻗﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻮﺑﺘﮫ أﺧﻒ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ارﺗﻜﺐ ﻣﺜﻞ زﻟﺘﮫ‪ ،‬ﻣﻤﻦ ھ ﻮ دوﻧ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮف واﻟﻤﻨﺰﻟ ﺔ‪ .‬روى‬
‫أﺣﻤ ﺪ ‪ ،‬وأﺑ ﻮ داود ‪ ،‬واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ‪ ،‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠىﺎﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬أﻗﯿﻠ ﻮا ذوي اﻟﮭﯿﺌ ﺎت ﻋﺜ ﺮاﺗﮭﻢ‪ ،‬إﻻ‬
‫اﻟﺤﺪود" واﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ‪ ،‬أي إذا زل رﺟ ﻞ ﻣﻤ ﻦ ﻻ ﯾﻌ ﺮف ﺑﺎﻟﺸ ﺮ زﻟ ﺔ‪ ،‬أو ارﺗﻜ ﺐ ﺻ ﻐﯿﺮة ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ‪ ،‬أو ﻛﺎن ﻃﺎﺋﻌﺎً وﻛﺎﻧﺖ ھﺬه ھﻲ أول ﺧﻄﺎﯾﺎه ‪ -‬ﻓﻼ ﺗﺆاﺧﺬوه وإذا ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆاﺧﺬة ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻣﺆاﺧﺬة ﺧﻔﯿﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن اﻟﺤﺪود ﻻ ﺗﺠﻮز ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺘﻌﺎزﯾﺮ ﯾﺠﻮز ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﻣﻦ ﻣﺎت ﺑﺎﻟﺘﻌﺰﯾﺮ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﯿﮫ اﻟﻀﻤﺎن‪ ،‬ﻓﻘﺪ أرھﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ اﻣﺮأة‪ ،‬ﻓﺎﺧﻤﺼﺖ ﺑﻄﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻟﻘﺖ ﺟﻨﯿﻨﺎً ﻣﯿﺘﺎً‬
‫‪ ،‬ﻓﺤﻤﻞ دﯾﺔ ﺟﻨﯿﻨﮭﺎ ‪.‬‬
‫ھـ ‪ :‬ﺻﻔﺔ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ‪:‬‬
‫واﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻟﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻮﺑﯿﺦ‪ ،‬واﻟﺰﺟﺮ‪ ،‬واﻟﻮﻋﻆ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﯿﮫ اﻟﺤﺎل‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﯾﻜ ﻮن ﺑﺎﻟﻀ ﺮب‪،‬‬
‫واﻟﺤﺒﺲ ‪ ،‬واﻟﻘﯿﺪ‪ ،‬واﻟﻨﻔﻲ ‪ ،‬واﻟﻌﺰل ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺘﮭﺪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ ﺣﺴﺐ اﻷﺣﻮال ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬أدﱠب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺑﺎ ذر ﺑﻘﻮﻟﮫ ‪ :‬إﻧﻚ اﻣﺮؤ ﻓﯿﻚ ﺟﺎھﻠﯿﮫ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻤﻦ ﻧﺸﺪ اﻟﻀﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ " ﻻ رَدﱠھﺎ اﷲ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﺈن اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻢ ﺗُﺒْﻦَ ﻟﮭﺬا"‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻗﻮﻟﮫ‬
‫ﻟﻤﻦ ﺑﺎﯾﻊ واﺷﺘﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ " ﻻ أرﺑﺢ اﷲ ﺗﺠﺎرﺗﻚ" ‪ .‬اﻟﺒﺨﺎري‬
‫‪ .٣‬ﺿَـﻌﱠـﻒَ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﺗﺨﺬ ﺧُﺒﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺰل ﻓ ﻲ اﻟﻨﺨ ﻞ‪ .‬رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺣﺴ ﻨﮫ‪،‬‬
‫ﺧُﺒﻨﺔ = أي أﺧﺬ ﻓﻲ ﻃﺮف ﺛﻮﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺴﺮوق‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻛﻤﺎ أﻣﺮ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺨﻠﻔﻮا ﻋﻦ اﻟﺠﮭﺎد ﺑﻼ ﻋﺬر‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻧﻔﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺨﻨﱠﺚ اﻟﺬي ﺧﻀﱠﺐ ﯾﺪﯾﮫ ورﺟﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء ﺗﺸﺒﮭﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء إﻟﻰ اﻟﺒﻘﯿﻊ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺠﻮز ﻟﻸب أن ﯾُﻌﺰﱢر اﺑﻨﮫ ﻟﯿﻌﻠﻤﮫ وﯾﺰﺟﺮه ﻋﻦ ﺳﻲء اﻷﺧﻼق‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺰوج أن ﯾُﻌﺰﱢر زوﺟﺘﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻼﺗﻲ ﺗﺨﺎﻓﻮن ﻧﺸﻮزھﻦ ﻓﻌﻈﻮھﻦ واھﺠﺮوھﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻀ ﺎﺟﻊ واﺿ ﺮﺑﻮھﻦ "‬
‫)اﻟﻨﺴﺎء (‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺴﯿﺪ أن ﯾﻌﺰر ﺧﺎدﻣﮫ ‪.‬‬

‫‪٢٦٤‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺠﻨﺎﯾــﺎت‬
‫اﻟﺠﻨﺎﯾﺎت ﺟﻤﻊ ﺟﻨﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺄﺧﻮذه ﻣﻦ ﺟﻨﻰ ﯾﺠﻨﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﺧﺬ‪ ،‬ﯾﻘﺎل‪ :‬ﺟﻨﻰ اﻟﺜﻤﺮ إذا أﺧﺬه ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ‪ .‬وﯾُﻘﺎل أﯾﻀﺎً ‪ :‬ﺟﻨﻰ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﻮﻣﮫ ﺟﻨﺎﯾﺔ‪ ،‬أي أذﻧﺐ ذﻧﺒﺎً ﯾﺆاﺧﺬ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺮف اﻟﺸﺮع‪ :‬ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺮم‪ .‬واﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺤﺮم ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺣﻈﺮه اﻟﺸﺎرع وﻣﻨﻊ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ﻓﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﺿ ﺮر‬
‫واﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬أو اﻟﻨﻔﺲ ‪ ،‬أو اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬أو اﻟﻌﺮض أو اﻟﻤﺎل ‪.‬‬

‫وﻗﺪ اﺻﻄﻠﺢ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺴﯿﻢ ھﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ‪:‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ‪ :‬وﯾُﺴﻤﻰ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺪود ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وﯾُﺴﻤﻰ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺼﺎص ‪.‬‬

‫وھﻲ اﻟﺠﻨﺎﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ أو ﻋﻠﻰ دوﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺟﺮح أو ﻗﻄﻊ ﻋﻀﻮ‪ ،‬وھﺬه ھﻲ أﺻﻮل اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻟﺘ ﻲ‬
‫ﯾﺠﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﺎس وﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﯿ ﺎﺗﮭﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿ ﺔ‪ .‬وﻗ ﺪ ﺗﻘ ﺪم اﻟﻜ ﻼم ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﺮاﺋﻢ اﻟﺤ ﺪود وﻋﻘﻮﺑﺎﺗﮭ ﺎ وﺑﻘ ﻲ أن‬
‫ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺼﺎص‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ‪:‬‬

‫ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ‪ :‬إن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻛﺮم اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ﺧﻠﻘﮫ ﺑﯿﺪه‪ ،‬وﻧﻔﺦ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ روﺣﮫ‪ ،‬وأﺳﺠﺪ ﻟﮫ ﻣﻼﺋﻜﺘﮫ‪ ،‬وﺳﺨﺮ ﻟﮫ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮات وﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻷرض ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻣﻨﮫ‪ ،‬وزوده ﺑﺎﻟﻘﻮى واﻟﻤﻮاھﺐ ﻟﯿﺴﻮد اﻷرض‪ ،‬وﻟﯿﺼﻞ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻗُﺪر ﻟﮫ ﻣﻦ ﻛﻤﺎل ﻣﺎدي وارﺗﻘﺎء روﺣﻲ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾُﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﻘﻖ اﻹﻧﺴﺎن أھﺪاﻓﮫ‪ ،‬وﯾﺒﻠﻎ ﻏﺎﯾﺘﮫ إﻻ إذا ﺗﻮﻓﺮت ﻟﮫ ﺟﻤﯿﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻨﻤﻮ‪ ،‬وأﺧﺬ ﺣﻘﻮﻗﮫ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻃﻠﯿﻌ ﺔ‬
‫ھﺬه اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺘﻲ ﺿﻤﻨﮭﺎ اﻹﺳﻼم‪ :‬ﺣﻖ اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬وﺣﻖ اﻟﺘﻤﻠﻚ‪ ،‬وﺣﻖ ﺻﯿﺎﻧﺔ اﻟﻌﺮض‪ ،‬وﺣﻖ اﻟﺤﺮﯾﺔ‪ ،‬وﺣﻖ اﻟﻤﺴﺎواة‪ ،‬وﺣﻖ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ‪.‬‬
‫وھ ﺬه اﻟﺤﻘ ﻮق واﺟﺒ ﺔ ﻟﻺﻧﺴ ﺎن ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ ھ ﻮ إﻧﺴ ﺎن ﺑﻘﻄ ﻊ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻟﻮﻧ ﮫ‪ ،‬أو دﯾﻨ ﮫ‪ ،‬أو ﺟﻨﺴ ﮫ‪ ،‬أو وﻃﻨ ﮫ‪ ،‬أو ﻣﺮﻛ ﺰه‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬وﻟﻘﺪ ﻛﺮﱠﻣﻨﺎ ﺑﻨﻲ آدم وﺣﻤﻠﻨﺎھﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺮّ واﻟﺒﺤﺮ ورزﻗﻨﺎھﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺒﺎت وﻓﻀﱠﻠْﻨﺎھﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻤﻦ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺗﻔﻀ ﯿﻼً"‬
‫)اﻹﺳﺮاء آﯾﺔ ‪.(٧٠‬‬
‫وﻗﺪ ﺧﻄﺐ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺔ اﻟ ﻮداع ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬أﯾﮭ ﺎ اﻟﻨ ﺎس‪ ،‬إن دﻣ ﺎءﻛﻢ وأﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ ﺣ ﺮام‪ ،‬ﻛﺤﺮﻣ ﺔ‬
‫ﯾﻮﻣﻜﻢ ھﺬا ‪ ،‬ﻓﻲ ﺷﮭﺮﻛﻢ ھﺬا‪ ،‬ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ھﺬا‪ ..‬أﻻ ھﻞ ﺑﻠﻐﺖ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺎﺷﮭﺪ‪ ،‬ﻛﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮام‪ ،‬دﻣﮫ ‪ ،‬وﻣﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻋﺮﺿﮫ ‪.‬‬

‫ﺣﻖ اﻟﺤﯿﺎة ‪:‬‬

‫وﺣﻖ اﻟﺤﯿﺎة ھﻮ ﺣﻖ ﻣﻘﺪس ﻻ ﯾﺤﻞ اﻧﺘﮭﺎك ﺣﺮﻣﺘﮫ وﻻاﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺣﻤﺎه‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺣﺮم اﷲ إﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ " )اﻹﺳﺮاء ‪ .(٣٣‬واﻟﺤﻖ اﻟ ﺬي ﺗﺰھ ﻖ ﺑ ﮫ اﻟﻨﻔ ﻮس ھ ﻮ ﻣ ﺎ ﻓﺴ ﺮه‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ‪ ":‬ﻻ ﯾﺤﻞ دم اﻣﺮيء ﻣﺴﻠﻢ ﯾﺸﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ‪ ،‬وأﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ إﻻ ﺑﺈﺣﺪى ﺛﻼث‪ :‬اﻟﺜﱠﯿﱢﺐ‬
‫اﻟﺰاﻧﻲ‪ ،‬واﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬واﻟﺘﺎرك ﻟﺪﯾﻨﮫ اﻟﻤﻔﺎرق ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺘﺰوج ‪.‬‬ ‫اﻟﺜﯿﺐ اﻟﺰاﻧﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ‪ :‬أي ﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻠﺖ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﺪاً ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺎرك ﻟﺪﯾﻨﮫ اﻟﻤﻔﺎرق ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ‪ :‬أي اﻟﻤﺮﺗﺪ ﻋﻦ دﯾﻦ اﻹﺳﻼم‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا أوﻻدﻛﻢ ﺧﺸﯿﺔ إﻣﻼق‪ ،‬ﻧﺤﻦ ﻧﺮزﻗﮭﻢ وإﯾﺎﻛﻢ‪ ،‬إن ﻗﺘﻠﮭﻢ ﻛﺎن ﺧﻄﺄ ﻛﺒﯿﺮًا " )اﻹﺳﺮاء ‪.( ٣١‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وإذا اﻟﻤﻮءودة ﺳُﺌﻠﺖ‪ ،‬ﺑﺄي ذﻧﺐ ﻗﺘﻠﺖ" )اﻟﺘﻜﻮﯾﺮ ‪ .( ٩ - ٨‬واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﺟﻌ ﻞ ﻋ ﺬاب ﻣ ﻦ ﺳ ﻦ اﻟﻘﺘ ﻞ ﻋ ﺬاﺑﺎً ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﮫ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺗﻘﺘﻞ ﻇﻠﻤﺎً إﻻ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﺑﻦ آدم ﻛِﻔْﻞٌ ﻣﻦ دﻣﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ أول ﻣﻦ ﺳﻦ‬
‫اﻟﻘﺘﻞ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ) واﻟﻤﻘﺼﻮد ﻗﺎﺑﯿﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ أﺧﺎه ھﺎﺑﯿﻞ(‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺣﺮص اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾ ﺔ اﻟﻨﻔ ﻮس أﻧ ﮫ ھ ﺪد ﻣ ﻦ ﯾﺴ ﺘﺤﻠﮭﺎ ﺑﺄﺷ ﺪ ﻋﻘﻮﺑ ﺔ‪ ،‬ﻓﯿﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣ ﻦ ﯾﻘﺘ ﻞ ﻣﺆﻣﻨ ﺎً ﻣﺘﻌﻤ ﺪاً ‪،‬‬
‫ﻓﺠﺰاؤه ﺟﮭﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪاً ﻓﯿﮭﺎ وﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻌﻨﮫ وأﻋﺪ ﻟﮫ ﻋﺬاﺑﺎً ﻋﻈﯿﻤﺎً" )اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ٩٣‬‬
‫ﻓﺒﮭﺬه اﻵﯾﺔ ﺗﻘﺮر أن ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة اﻟﻌﺬاب اﻷﻟﯿﻢ‪ ،‬واﻟﺨﻠﻮد اﻟﻤﻘﯿﻢ ﻓﻲ ﺟﮭﻨﻢ‪ ،‬واﻟﻐﻀﺐ واﻟﻠﻌﻨﺔ واﻟﻌﺬاب اﻟﻌﻈﯿﻢ‪.‬‬
‫ورﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻟﺰوال اﻟﺪﻧﯿﺎ أھﻮن ﻋﻠﻰ اﷲ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻐﯿﺮ ﺣ ﻖ" رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ﺑﺴ ﻨﺪ ﺣﺴ ﻦ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺒﺮاء وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وروى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻮ أن أھﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء وأھ ﻞ اﻷرض اﺷ ﺘﺮﻛﻮا ﻓ ﻲ دم ﻣ ﺆﻣﻦ‪ ،‬ﻷﻛ ﺒﮭﻢ ا ﷲ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎر " ‪ .‬ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﯾﺴﺘﻮي ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﺬﻣﻲ وﻗﺎﺗﻞ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﺬﻣﻲ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻣﺼﺮﺣﺔ ﺑﻮﺟﻮب اﻟﻨﺎر ﻟﻤﻦ ﻗﺘﻠﮫ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣُﻌﺎھﺪاً ﻟﻢ‬
‫ﯾﺮح راﺋﺤﺔ اﻟﺠﻨﺔ‪ ،‬وإن رﯾﺤﮭﺎ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﯿﺮة أرﺑﻌﯿﻦ ﻋﺎﻣﺎً"‬

‫‪٢٦٥‬‬
 ‫ﻣﻌﺎھﺪ ‪ :‬ھﻮ ﻣﻦ ﻟﮫ ﻋﮭﺪ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ إﻣﺎ ﺑﺄﻣﺎن ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ أو ھﺪﻧﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ أو ﻋﻘﺪ ﺟﺰﯾﺔ‪.‬‬

‫وأﻣﺎ ﻗﺎﺗﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﺤﺬر ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﯿﻘﻮل ‪ " :‬وﻻ ﺗﻠﻘﻮا ﺑﺄﯾﺪﯾﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﮭﻠﻜﺔ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪.(١٩٥‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ " :‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ إن اﷲ ﻛﺎن ﺑﻜﻢ رﺣﯿﻤﺎً" )اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ٢٩‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺗﺮدّى ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻓﻘﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﮫ‬
‫ﻓﮭﻮ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ ﯾﺘﺮدى ﻓﯿﮭﺎ ﺧﺎﻟﺪاً ﻣﺨﻠﺪاً ﻓﯿﮭﺎ أﺑﺪاً ‪،‬وﻣﻦ ﺗﺤﺴﻰ ﺳُﻤﺎ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﺴﻤﮫ ﻓﻲ ﯾﺪه ﯾﺘﺤﺴﺎه ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪاً ﻣﺨﻠﺪاً‬
‫ﻓﯿﮭﺎ أﺑﺪاً‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺤﺪﯾﺪة ﻓﺤﺪﯾﺪﺗﮫ ﻓﻲ ﯾﺪه ﯾﺘﻮﺟﺄ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﮭﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪاً ﻣﺨﻠﺪاً ﻓﯿﮭﺎ أﺑﺪاً " ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺮدى ‪ :‬أي أﺳﻘﻂ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﺘﻌﻤﺪاً ‪،‬ﯾﺘﻮﺟﺄ‪ :‬أي ﯾﻀﺮب ﺑﮭﺎ ﻧﻔﺴﮭﻮروى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أﯾﻀﺎً أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺬي ﯾﺨﻨﻖ ﻧﻔﺴﮫ ﯾﺨﻨﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﻄﻌﻦ ﻧﻔﺴﮫ ﯾﻄﻌﻦ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﻘﺘﺤﻢ ﯾﻘﺘﺤﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر "‬
‫ﯾﻘﺘﺤﻢ‪ :‬ﯾﺮﻣﻲ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬

‫وﻋﻦ ﺟﻨﺪب ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻛﺎن ﻓ ﯿﻤﻦ ﻗ ﺒﻠﻜﻢ رﺟ ﻞ ﺑ ﮫ ﺟ ﺮح‪ ،‬ﻓﺠ ﺰع‪ :‬ﻓﺄﺧ ﺬ‬
‫ﺳﻜﯿﻨﺎً ﻓﺤﺰ ﺑﮭﺎ ﯾﺪه ﻓﻤﺎ رﻗﺄ اﻟﺪم ﺣﺘﻰ ﻣﺎت‪ .‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ :‬ﺑﺎدرﻧﻲ ﻋﺒﺪي ﺑﻨﻔﺴﮫ‪،‬ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺠﻨﺔ‪) .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري(‪ ،‬ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻓﻤﺎ‬
‫رﻗﺄ اﻟﺪم ‪ :‬أي ﻣﺎ اﻧﻘﻄﻊ‪.‬‬
‫وﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺸﻲء ﻋُﺬب ﺑﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻣﻦ أﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻮر ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻨﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﻠ ﺔ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻖ أن اﻹﺳ ﻼم اﻋﺘﺒ ﺮ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﻔ ﺮد ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد ﻛﺎﻟﻘﺎﺗ ﻞ‬
‫ﻟﻸﻓﺮاد ﺟﻤﯿﻌﺎً ‪ ،‬وھﺬا أﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻮر ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻨﯿﻊ ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب ھﺬه اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ اﻟﻨﻜﺮاء‪ .‬ﯾﻘﻮﻟﺴﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬أﻧﮫ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺑﻐﯿﺮ ﻧﻔﺲ‬
‫أو ﻓﺴﺎد ﻓﻲ اﻷرض ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﯿﻌﺎً‪ ،‬وﻣﻦ أﺣﯿﺎھﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ أﺣﯿﺎ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﯿﻌﺎً " ) اﻟﻤﺎﺋﺪة آﯾﺔ ‪. (٣٢‬‬
‫وﻟﻌﻈﻢ أﻣﺮ اﻟﺪﻣﺎء وﺷﺪة ﺧﻄﻮرﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ھﻲ أول ﻣﺎ ﯾُﻘﻀﻰ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻛﻤ ﺎ رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺷ ﺮع اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ‬
‫اﻟﻘﺼﺎص وإﻋﺪام اﻟﻘﺎﺗﻞ اﻧﺘﻘﺎﻣﺎً ﻣﻨﮫ‪ ،‬وزﺟﺮاً ﻟﻐﯿﺮه‪ ،‬وﺗﻄﮭﯿﺮاً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﻀﻄﺮب ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﻌ ﺎم‪ ،‬وﯾﺨﺘ ﻞ ﻣﻌﮭ ﺎ‬
‫اﻷﻣﻦ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬وﻟﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎص ﺣﯿﺎة ﯾﺎ اوﻟﻲ اﻷﻟﺒﺎب ‪ ،‬ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮن " )اﻟﺒﻘﺮة ‪. ( ١٧٩‬‬

‫اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ‪:‬‬

‫ﻟﯿﺲ ﻛﻞ اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﯾﻮﺟﺐ اﻟﻘﺼﺎص ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﯾﻜﻮن اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻤﺪاً وﻗﺪ ﯾﻜ ﻮن ﺷ ﺒﮫ ﻋﻤ ﺪ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ﺧﻄ ﺄ ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ﻏﯿ ﺮ‬
‫ذﻟﻚ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛَﻢﱠ وﺟﺐ أن ﻧﺒﯿﻦ أﻧﻮاع اﻟﻘﺘﻞ‪ ،‬وﻧﺒﯿﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﯾﺠﺐ اﻟﻘﺼﺎص ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه‪.‬‬

‫أﻧﻮاع اﻟﻘﺘﻞ ‪:‬‬

‫اﻟﻘﺘﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻋﻤﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺷﺒﮫ ﻋﻤﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺧﻄﺄ ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ‪ :‬ﻓﺎﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ھﻮ أن ﯾﻘﺼﺪ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﻗﺘﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﻌﺼﻮم اﻟﺪم ) أي اﻟﺬي ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﻘﺘﻞ ﺷﺮﻋﺎً ( ﺑﻤ ﺎ ﯾﻐﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻈ ﻦ‬
‫أﻧﮫ ﯾُﻘﺘﻞ ﺑﮫ‪ ،‬وﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ أن ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ إذا ﺗﻮاﻓﺮت ﻓﯿﮭﺎ اﻷرﻛﺎن اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻋﺎﻗﻼً ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻐﺎً ‪ ،‬ﻗﺎﺻﺪاً اﻟﻘﺘﻞ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺒﻠﻮغ‪ ،‬ﻓﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲّ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وﻛﺮم اﷲ وﺟﮭﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬رُﻓ ﻊ اﻟﻘﻠ ﻢ ﻋ ﻦ‬
‫ﺛ ﻼث‪ :‬ﻋ ﻦ اﻟﻤﺠﻨ ﻮن ﺣﺘ ﻰ ﯾُﻔﯿ ﻖ‪ ،‬وﻋ ﻦ اﻟﻨ ﺎﺋﻢ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺴ ﺘﯿﻘﻆ‪ ،‬وﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺤ ﺘﻠﻢ" رواه أﺣﻤ ﺪ ‪ ،‬وأﺑ ﻮ داود ‪ ،‬واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫روى أﺑﻮ داود أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬اﻟﻌﻤ ﺪ ﻗَ ﻮْدٌ ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﻌﻔ ﻮ وﻟ ﻲ اﻟﻤﻘﺘ ﻮل" ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫ﺄ‬ ‫ﻮد‪ ،‬واﻟﺨﻄ‬ ‫ﻮد ﻗ‬ ‫ﻆ )اﻟﻌﻤ‬ ‫ﺎﻣﻊ ﺑﻠﻔ‬ ‫اﻟﺠ‬
‫دﯾﺔ ( ‪.‬‬
‫وروى اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻋﺎﻣﺪاً ﻓﮭﻮ ﻗﻮد‪ ،‬وﻣﻦ ﺣﺎل ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻨﮫ ﻓﻌﻠﯿﮫ ﻟﻌﻨ ﺔ اﷲ‬
‫واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻻﯾﻘﺒﻞ اﷲ ﻣﻨﮫ ﺻﺮﻓﺎً وﻻ ﻋﺪﻻً " ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻣ ﻦ ﻗُﺘ ﻞ ﻟ ﮫ‬
‫ﻗﺘﯿﻞ ﻓﮭﻮ ﺑﺨﯿﺮ اﻟﻨﻈﺮﯾﻦ‪ :‬إﻣﺎ أن ﯾُﻮدي وإﻣﺎ أن ﯾُﻘﺎد " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻘﺘﻮل آدﻣﯿﺎً ‪ ،‬وﻣﻌﺼﻮم اﻟﺪم‪ :‬أي أن دﻣﮫ ﻏﯿﺮ ﻣُﺒﺎح ‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن ﺗﻜﻮن اﻷداة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ ﻣﻤﺎ ﯾُﻘﺘﻞ ﺑﮭﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎً‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ھﺬه اﻷرﻛﺎن ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘﺘﻞ ﻻ ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﻗﺘﻼً ﻋﻤﺪاً‪.‬‬

‫أداة اﻟﻘﺘﻞ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻷداة اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺘﻞ ﺑﮭﺎ ﺳﻮى أﻧﮭﺎ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺘﻞ ﻏﺎﻟﺒﺎً‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺪدة أم ﻣﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻤﺎﺛﻠﮭﻤﺎ ﻓﻲ إزھﺎق اﻟﺮوح‪.‬‬
‫وﻗﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رض )أي ﻛﺴﺮ( رأس ﯾﮭﻮدي ﺑﯿﻦ ﺣﺠ ﺮﯾﻦ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﻓﻌ ﻞ‬
‫ذﻟﻚ ﺑﺠﺎرﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاري‪.‬‬

‫‪٢٦٦‬‬
‫وﻣ ﻦ ھ ﺬااﻟﻘﺒﯿﻞ اﻟﻘﺘ ﻞ ﺑ ﺎﻹﺣﺮاق ﺑﺎﻟﻨ ﺎر‪ ،‬واﻹﻏ ﺮاق ﺑﺎﻟﻤ ﺎء‪ ،‬واﻹﻟﻘ ﺎء ﻣ ﻦ ﺷ ﺎھﻖ‪ ،‬وإﻟﻘ ﺎء ﺣ ﺎﺋﻂ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬وﺧﻨ ﻖ اﻷﻧﻔ ﺎس ‪،‬‬
‫وﺣﺒﺲ اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬وﻣﻨﻊ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب ﻋﻨﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻮت ﺟﻮﻋﺎً ‪ ،‬وﺗﻘﺪﯾﻤﮫ ﻟﺤﯿﻮان ﻣﻔﺘﺮس ‪ ،‬أو ﺑﺴﻜﯿﻦ أو ﻃﻠﻖ ﻧﺎري أو ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫وﻣﻨﮫ ﻣﺎ إذا ﺷﮭﺪ اﻟﺸﮭﻮد ﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎن ﻣﻌﺼﻮم اﻟﺪم ﺑﻤﺎ ﯾﻮﺟﺐ ﻗﺘﻠﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﮫ ﯾﺮﺟﻌﻮن ﻋﻦ اﻟﺸﮭﺎدة وﯾﻘﻮﻟﻮن ﺗﻌﻤﺪﻧﺎ ﻗﺘﻠﮫ‪ ،‬ﻓﮭ ﺬه‬
‫ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﻷدوات اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻞ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﻗﺪﱠم ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﺴﻤﻮﻣﺎً ﻟﻐﯿﺮه‪ ،‬وھﻮ ﯾﻌﻠﻢ أﻧﮫ ﻣﺴﻤﻮم ﻓﻤﺎت ﺑﮫ ‪ ،‬اﻗْﺘُﺺﱠ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ " :‬أن ﯾﮭﻮدﯾﺔ ﺳﻤﱠﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺎة‪ ،‬ﻓﺄﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻟﻘﻤﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﻔﻈﮭﺎ‪ ،‬وأﻛﻞ ﻣﻌﮫ ﺑﺸﺮ ﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺒﺮاء‪ ،‬ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﮭﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻟﻢ ﯾﻌﺎﻗﺒﮭﺎ" ‪ .‬أي أﻧﮫ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺤﺪث اﻟﻮﻓﺎة ﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣﻤ ﻦ أﻛ ﻞ‪ .‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻣ ﺎت‬
‫ﺑﺸﺮ ﺑﻦ اﻟﺒﺮاء ﻗﺘﻠﮭﺎ ﺑﮫ" ﻟﻤﺎ رواه أﺑﻮ داود ‪ " :‬أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﮭﺎ " ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺘﻞ ﺷﺒﮫ اﻟﻌﻤﺪ ‪:‬‬

‫وھ ﻮ أن ﯾﻘﺼ ﺪ اﻟﻤﻜﻠ ﻒ اﻟﺠﻨﺎﯾ ﺔ دون اﻟﻘﺘ ﻞ ‪ ،‬ﻛ ﺄن ﯾﻀ ﺮﺑﮫ ﺑﻌﺼ ﺎً ﺧﻔﯿﻔ ﺔ أو ﺣﺠ ﺮ ﺻ ﻐﯿﺮ أو ﺳ ﻮط أو ﻟﻜ ﺰه ﺑﯿ ﺪه ﻓﯿﻤ ﻮت‬
‫اﻟﻤﻀﺮوب ‪ .‬وﻗﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﻮﻓﺎة إﻣﺎ ﻷن اﻟﻤﻀﺮوب ﻛﺎن ﺻﻐﯿﺮاً أو ﻣﺮﯾﻀﺎً أو ﻷن اﻟﻀﺮب ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ‪.‬‬
‫وﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺧﻄﺄ ﻣﺤﻀ ﺎً ‪ ،‬ﻷن اﻟﻀ ﺮب ﻣﻘﺼ ﻮد ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ دون اﻟﻘﺘ ﻞ وﺟﺒ ﺖ ﻓﯿ ﮫ دﯾ ﺔ ﻣﻐﻠﻈ ﺔ‪ .‬أﺧ ﺮج اﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻌﻤﺪ ﻗ ﻮد اﻟﯿ ﺪ‪ ،‬واﻟﺨﻄ ﺄ ﻋﻘ ﻞ ﻻ ﻗَ ﻮد ﻓﯿ ﮫ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻗﺘ ﻞ ﻓ ﻲ ﻋِﻤﱢﯿ ﺔ‬
‫ﺑﺤﺠﺮ أو ﻋﺼﺎ أو ﺳﻮط‪ ،‬ﻓﮭﻮ دﯾﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ ﻓﻲ أﺳﻨﺎن اﻷﺑﻞ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬أﻻ وإن ﻗﺘﯿﻞ ﺧﻄﺄ اﻟﻌﻤﺪ ﺑﺎﻟﺴﻮط واﻟﻌﺼﺎ واﻟﺤﺠﺮ ﻓﯿﮫ دﯾﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﻞ‪ ،‬ﻣﻨﮭﺎ أرﺑﻌﻮن ﻣﻦ ﺛﻨﯿّﺔ إﻟﻰ ﺑﺎزل‬
‫ﻋﺎﻣﮭﺎ ﻛﻠﮭﻦ ﺧَﻠِﻔَﺔ " أﺧﺮﺟﮫ أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وأﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ وھﻮ ﺣﺴﻦ اﻹﺳﻨﺎد ‪ .‬وﻟﮭﺎ ﺷﺎھﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ داود وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﺛﻨﯿﺔ ‪ :‬أﻛﻤﻠﺖ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ودﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﺑﺎزل‪ :‬اﻟﺒﺎزل ﻣﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ وﯾُﻘﺎل ﻟﮫ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎزل ﻋﺎم أو ﻋﺎﻣﯿﻦ‪.‬‬
‫ﺧﻠﻔﺔ ‪ :‬أي ﺣﻮاﻣﻞ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ ‪:‬‬

‫واﻟﻘﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ ھﻮ أن ﯾﻔﻌﻞ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﻣ ﺎ ﯾﺒ ﺎح ﻟ ﮫ ﻓﻌﻠ ﮫ‪ ،‬ﻛ ﺄن ﯾﺮﻣ ﻲ ﺻ ﯿﺪاً‪ ،‬أو ﯾﻘﺼ ﺪ ﻏﺮﺿ ﺎً‪ ،‬ﻓﯿﺼ ﯿﺐ إﻧﺴ ﺎﻧﺎً ﻣﻌﺼ ﻮم اﻟ ﺪم‬
‫ﻓﯿﻘﺘﻠﮫ‪ ،‬وﻛﺄن ﯾﺼﺪم إﻧﺴﺎﻧﺎً ﺑﺴﯿﺎرﺗﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻓﯿﻘﺘﻠﮫ ‪ ،‬وﯾﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﻛﺎﻟﺼﺒﻲ واﻟﻤﺠﻨﻮن‪.‬‬
‫اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﻞ‬
‫ﻗﻠﻨﺎ إن اﻟﻘﺘﻞ ‪ :‬ﻋﻤﺪ‪ ،‬وﺷﺒﮫ ﻋﻤﺪ‪ ،‬وﺧﻄﺄ ‪ ،‬وﻟﻜﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ ھﺬه اﻷﻧﻮاع اﻟﺜﻼﺛﺔ آﺛﺎر ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ﻧ ﺬﻛﺮ أﺛ ﺮ ﻛ ﻞ‬
‫ﻧﻮع ‪:‬‬

‫ﻣﻮﺟﺐ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ ‪:‬‬

‫إن اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ ﯾﻮﺟﺐ أﻣﺮﯾﻦ‪ :‬أﺣﺪھﻤﺎ‪ :‬اﻟﺪﯾﺔ اﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺳﻨﯿﻦ‪ ،‬وﺳﯿﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﺣﯿﻦ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺪﯾﺔ ‪ ،‬وﺛﺎﻧﯿﮭﻤﺎ‪ :‬اﻟﻜﻔﺎرة‪ ،‬وھﻲ ﻋﺘﻖ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﺻﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪.‬‬
‫وأﺻﻞ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻤﺆﻣﻦ أن ﯾﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎً إﻻ ﺧﻄﺄ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺧﻄﺄً ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ودﯾﺔ‬
‫ﻣﺴﻠﻤﺔ إﻟﻰ أھﻠﮫ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺼﺪﻗﻮا ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﻮم ﻋﺪوٍ ﻟﻜﻢ وھﻮ ﻣﺆﻣﻦ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒ ﺔ ﻣﺆﻣﻨ ﺔ‪ ،‬وإن ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ ﻗ ﻮم ﺑﯿ ﻨﻜﻢ وﺑﯿ ﻨﮭﻢ‬
‫ﻣﯿﺜﺎق ﻓﺪﯾﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ إﻟﻰ أھﻠﮫ وﺗﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪ ،‬ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﷲ‪ ،‬وﻛﺎن اﷲ ﻋﻠﯿﻤ ﺎً ﺣﻜﯿﻤ ﺎً "‬
‫)اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ٩٢‬‬
‫وإذا ﻗﺘﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ رﺟﻼً ﺧﻄﺄ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ " :‬ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻜﻔﺎرة"‪ .‬وﻗﺎل ﺟﻤﺎﻋﺔ‪" :‬ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻛﻠﮭﻢ ﻛﻔﺎرة واﺣﺪة " ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺎرة ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ‪ " :‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎھﺎ ﻓﻘﯿﻞ‪ :‬أوﺟﺒﺖ ﺗﻤﺤﯿﺼﺎً وﻃﮭﺮاً ﻟﺬﻧﺐ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ‪ ،‬وذﻧﺒ ﮫ ﺗ ﺮك اﻻﺣﺘﯿ ﺎط واﻟ ﺘﺤﻔﻆ ﺣﺘ ﻰ ھﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﯾﺪﯾﮫ اﻣﺮؤ ﻣﺤﻘﻮن اﻟﺪم‪.‬‬
‫وﻗﯿﻞ ‪ :‬أوﺟﺒﺖ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﻌﻄﯿﻞ ﺣﻖ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺘﯿﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﺣﻖ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬واﻟﺘﺼﺮف ﻓﯿﻤﺎ أﺣﻞ‬
‫ﻟﮫ ﺗﺼﺮف اﻷﺣﯿﺎء وﻛﺎن ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﯿﮫ ﺣﻖ‪ ،‬وھﻮ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﺒﺪاً ﻣﻦ ﻋﺒﺎده ﯾﺠﺐ ﻟﮫ ﻣﻦ اﺳﻢ اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ ‪ -‬ﺻﻐﯿﺮاً ﻛﺎن أم ﻛﺒﯿﺮاً‪ ،‬ﺣﺮاً‬
‫ﻛﺎن أو ﻋﺒﺪاً ‪ ،‬ﻣﺴ ﻠﻤﺎً ﻛ ﺎن أو ذِﻣﯿّ ﺎً ‪ -‬ﻣ ﺎ ﯾﺘﻤﯿ ﺰ ﺑ ﮫ ﻋ ﻦ اﻟﺒﮭ ﺎﺋﻢ واﻟ ﺪواب‪ ،‬وﯾﺮﺗﺠ ﻰ ‪ -‬ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ‪ -‬أن ﯾﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻧﺴ ﻠﮫ ﻣ ﻦ ﯾﻌﺒ ﺪ اﷲ‬
‫وﯾﻄﯿﻌﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺨﻞُ ﻗﺎﺗﻠﮫ ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻓﻮّت ﻣﻨﮫ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ذﻛﺮﻧﺎ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي وﺻﻔﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺿﻤﻦ اﻟﻜﻔﺎرة‪ .‬وأي واﺣﺪ ﻣﻦ ھﺬﯾﻦ‬
‫اﻟﻤﻌﻨﯿﯿﻦ ﻛﺎن ‪ ،‬ﻓﻔﯿﮫ ﺑﯿﺎن أن اﻟﻨﺺ وإن وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺧﻄﺄ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺗﻞ ﻋﻤﺪاً ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬ﺑﻞ أوﻟﻰ ﺑﻮﺟﻮب اﻟﻜﻔﺎرة ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻨﮫ " أ ھـ ‪.‬‬
‫ﺳﯿﺄﺗﻲ ﺑﯿﺎن ھﺬا ‪:‬‬
‫ﻣﻮﺟﺐ اﻟﻘﺘﻞ ﺷﺒﮫ اﻟﻌﻤﺪ ‪:‬‬
‫واﻟﻘﺘﻞ ﺷﺒﮫ اﻟﻌﻤﺪ ﯾﻮﺟﺐ أﻣﺮﯾﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻹﺛﻢ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺣﺮﱠم اﷲ ﻗﺘﻠﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺪﯾﺔ اﻟﻤﻐﻠﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ‪ :‬ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻮن أرﺑﻌﯿﻦ ﻣﻨﮭﺎ أوﻻدھﺎ ‪.‬‬

‫‪٢٦٧‬‬
 ‫ﻣﻮﺟﺐ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ ‪:‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻮﺟﺐ أﻣﻮراً أرﺑﻌﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻹﺛﻢ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺮاث واﻟﻮﺻﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻜﻔﺎرة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻘﻮد أو اﻟﻌﻔﻮ ‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﺮث اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﻣﯿﺮاث اﻟﻤﻘﺘﻮل ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬ﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ وﻻ ﻣﻦ دﯾﺘﮫ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ورﺛﺘﮫ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻤﺪاً أم ﻛﺎن ﺧﻄﺄ‬
‫‪ ،‬وﻗﺎﻋﺪة اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ " ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺠﻞ اﻟﺸﻲء ﻗﺒﻞ أواﻧﮫ ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﮫ "‬
‫وروى ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻟﻠﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺮاث ﺷﻲء" ﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﻟﻜﻔﺎرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻋﻔﺎ وﻟﻲ اﻟﺪم أو رﺿﻲ ﺑﺎﻟﺪﯾﺔ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ إذا اﻗﺘُﺺﱠ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓﻼ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻔﺎرة ‪.‬‬

‫‪ -٤‬اﻟﻘﻮد أو اﻟﻌﻔﻮ ‪ :‬ﺳُﻤﻲ اﻟﻘﻮد ﻗﻮداً ﻷن اﻟﺠﺎﻧﻲ ﯾُﻘﺎد إﻟﻰ أوﻟﯿﺎء اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻓﯿﻘﺘﻠﻮﻧﮫ ﺑﮫ إن ﺷﺎؤوا ‪.‬‬
‫اﻟﻘﻮد أو اﻟﻌﻔﻮ إﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﺼﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻟﻮﻟﻲ اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ اﻟﻌﻔﻮ ﻣﺠﺎﻧﺎً ‪ ،‬وھﻮ أﻓﻀﻞ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻣﺎ ﻋﻔﺎ رﺟﻞ ﻋﻦ ﻣﻈﻠﻤﺔ إﻻ زاده اﷲ ﺑﮭﺎ ﻋﺰّاً" رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪ .‬وأﺻﻞ وﺟﻮب اﻟﻘﻮد أو اﻟﻌﻔﻮ ﻗﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪:‬‬
‫" ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻛُﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻠﻰ‪ ،‬اﻟﺤﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮ‪ ،‬واﻟﻌﺒﺪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ‪ ،‬واﻷﻧﺜﻰ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻋُﻔ ﻲ ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ أﺧﯿ ﮫ ﺷ ﻲء‬
‫ﻓﺎﺗﺒﺎع ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وأداء إﻟﯿﮫ ﺑﺈﺣﺴﺎن‪ ،‬ذﻟﻚ ﺗﺨﻔﯿﻒ ﻣﻦ رﺑﻜﻢ ورﺣﻤﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻋﺘﺪى ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻠﮫ ﻋﺬاب أﻟﯿﻢ "‬
‫)اﻟﺒﻘﺮة ‪. (١٨٧‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻗُﺘ ﻞ ﻟ ﮫ ﻗﺘﯿ ﻞ ﻓﮭ ﻮ ﺑﺨﯿ ﺮ‬
‫اﻟﻨﻈﺮﯾﻦ‪ :‬إﻣﺎ أن ﯾﻔﺘﺪي وإﻣﺎ أن ﯾﻘﺘﻞ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻔﻮ أو اﻟﻘﺼﺎص إﻟﻰ أوﻟﯿﺎء اﻟﺪم ‪ ،‬وھﻢ اﻟﻮرﺛﺔ ﻓﺈن ﺷ ﺎؤوا ﻃﻠﺒ ﻮا‬
‫اﻟﻘﻮد‪ ،‬وإن ﺷﺎؤوا ﻋﻔﻮا وأﺧﺬوا اﻟﺪﯾﺔ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮭﺎ إن ﻃﻠﺒﻮا ‪ ،‬وﻟﻮ ﻋﻔﺎ أﺣﺪ اﻟﻮرﺛﺔ ﺳﻘﻂ اﻟﻘﺼﺎص‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﺠﺰأ ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط وﺟﻮب اﻟﻘﺼﺎص ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﺠﺐ اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ أو ﻓﻲ اﻷﻃﺮاف أو اﻟﺠﺮاح إﻻ ﺑﺘﻮﻓﺮ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻣﻌﺼﻮم اﻟﺪم‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن زاﻧﯿﺎً ﻣﺤﺼﻨﺎً‪ ،‬أو ﻣﺮﺗﺪاً ‪ ،‬أو ﻛﺎﻓﺮاً ‪ ،‬ﻓﻼ ﻗﺼﺎص إذ ھﺆﻻء دﻣﮭﻢ ھﺪر ﻟﺠﺮﯾﻤﺘﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻜﻠﻔﺎً ‪ ،‬أي ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺻﺒﯿﺎً أو ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً ﻓﻼ ﻗﺼﺎص ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻜﻠﯿ ﻒ ﻟﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫ﻦ‬ ‫ﻢﻋ‬ ‫ﻊ اﻟﻘﻠ‬ ‫ﻠﻢ " رﻓ‬ ‫وﺳ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬اﻟﺼﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ‪ ،‬واﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﺘﻰ ﯾُﻔﯿﻖ‪ ،‬واﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﺎﻓﻲء اﻟﻤﻘﺘﻮل اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻟﺮق إذ ﻻ ﯾُﻘﺘﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻜﺎﻓﺮ‪ ،‬وﻻ ﺣﺮ ﺑﻌﺒﺪ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ‬
‫ﯾﻘﺘﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻜﺎﻓﺮ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪ ،‬وﻷن اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺘﻘﻮﱠم ﻓُﯿﻘﻮﱠم ﺑﻘﯿﻤﺘﮫ‪ ،‬وﻟﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻲّ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬ﻣﻦ اﻟﺴُﻨﺔ ﻻ ﯾﻘﺘﻞ ﺣﺮ ﺑﻌﺒﺪ " وﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪" :‬ﻻ ﯾﻘﺘﻞ ﺣﺮ ﺑﻌﺒﺪ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ‬
‫ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أﻻّ ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺎﺗﻞ واﻟﺪاً ﻟﻠﻤﻘﺘﻮل أﺑﺎً أو أﻣﺎً ‪ ،‬أو ﺟﺪاً أو ﺟﺪة ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﯾﻘﺘﻞ واﻟﺪ ﺑﻮﻟ ﺪه " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪.٥‬‬
‫ﺷﺮوط اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻘﺼﺎص ‪:‬‬
‫ﻻ ﯾﺴﺘﻮﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎص ﺣﻘﮫ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ ﻣﻜﻠﻔﺎً‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺻﺒﯿﺎً أو ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً ﺣﺒﺲ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﺼﺒﻲ أو ﯾﻔﯿﻖ اﻟﻤﺠﻨﻮن‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﮭﻤﺎ أن ﯾﻘﺘﺼﺎ‬
‫أو ﯾﺄﺧﺬا اﻟﺪﯾﺔ أو ﯾﻌﻔﻮا ﻓﻘﺪ ﺣﺒﺲ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ھﺪﺑﺔ ﺑﻦ ﺧﺸﺮم ﻓﻲ ﻗﺼﺎص ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ اﺑﻦ اﻟﻘﺘﯿﻞ وﻟﻢ ﯾﻨﻜﺮ ﻋﻠﯿﮫ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﺘﻔﻖ أوﻟﯿﺎء اﻟﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺼﺎص ﻓﺈن ﻋﻔﺎ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻓﻼ ﻗﺼﺎص‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻌﻒ ﻓﻠﮫ ﻗﺴﻄﮫُ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﺘﻌﺪي ﺑﺄن ﻻ ﯾﺘﻌﺪى اﻟﺠﺮح ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬وأن ﻻ ﯾﻘﺘﻞ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ‪ ،‬وأن ﻻ ﺗﻘﺘ ﻞ اﻣ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺑﻄﻨﮭ ﺎ ﺟﻨ ﯿﻦ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﻀﻊ وﺗﻔﻄﻢ وﻟﺪھﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﻌﺪى اﻻﺳﺘﯿﻔﺎء إﻟﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن اﻻﺳﺘﯿﻔﺎء ﺑﺤﻀﺮة اﻟﺴﻠﻄﺎن أو ﻣﻦ ﯾﻨﯿﺒﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺆﻣﻦ اﻟﺤﯿﻒ واﻟﺘﻌﺪي‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎص أن ﯾﻘﺘﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻞ ﺑﮭ ﺎ ﻷن ذﻟ ﻚ ﻣﻘﺘﻀ ﻰ اﻟﻤﻤﺎﺛﻠ ﺔ واﻟﻤﺴ ﺎواة إﻻ أن ﯾﻄ ﻮل ﺗﻌﺬﯾﺒ ﮫ ﺑ ﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫ﻓﯿﻜﻮن اﻟﺴﯿﻒ أروح ﻷن اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻦ اﻋﺘﺪى ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻓﺎﻋﺘﺪوا ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ اﻋﺘﺪى ﻋﻠﯿﻜﻢ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪(١٩٤‬‬
‫‪ .‬وﯾﻘﻮل أﯾﻀﺎً ‪ " :‬وإن ﻋﺎﻗﺒﺘﻢ ﻓﻌﺎﻗﺒﻮا ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﻮﻗﺒﺘﻢ ﺑﮫ" اﻟﻨﺤﻞ آﯾﺔ ‪. ١٢٦‬‬
‫وﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺪ رﺿ ﺦ رأس اﻟﯿﮭ ﻮدي ﺑﺤﺠ ﺮ ﻣﻤﺎﺛﻠ ﺔ ﻛﻤ ﺎ رﺿ ﺦ اﻟﯿﮭ ﻮدي رأس اﻟﻤ ﺮأة‬
‫ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﯿﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ھﺬا ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﺑﮫ ﯾﺠﻮز ﻓﻌﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺠﻮز ﻓﻌﻠﮫ ﻛﻤﻦ ﻗﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺘ ﻞ ﺑ ﮫ‬
‫ﻷﻧﮫ ﻣﺤ ﺮم‪ ،‬وﻛﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻔﻨﺎ أﻧ ﮫ إذا ﻛ ﺎن ﺳ ﯿﻄﻮل ﺗﻌﺬﯾﺒ ﮫ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﺛﻠ ﺔ ﻓﺎﻟﺴ ﯿﻒ ﻟ ﮫ أَرْوَحُ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬وإذا ﻗﺘﻠ ﺘﻢ‬
‫ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﻘﺘﻠﺔ‪ ،‬وإذا ذﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﺬﱢﺑﺤﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪.‬‬

‫‪٢٦٨‬‬
 ‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪ ‪:‬‬
‫إذا اﺟﺘﻤﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ واﺣﺪ ﻓﺈﻧﮭﻢ ﯾﻘﺘﻠﻮن ﺑﮫ ﺟﻤﯿﻌ ﺎً‪ ،‬ﺳ ﻮاء أﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ﻛﺜﯿ ﺮة أم ﻗﻠﯿﻠ ﺔ ‪ ،‬إذا اﺷ ﺘﺮﻛﻮا اﺷ ﺘﺮاﻛ ًﺎ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮاً ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻃﺄ ‪ :‬أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺮاً ﺑﺮﺟﻞ واﺣﺪ ﻗﺘﻠﻮه ﻗﺘﻞ ﻏﯿﻠﺔ‪ .‬وﻗﺎل " ﻟﻮ ﺗﻤﺎﻷ ﻋﻠﯿﮫ أھﻞ‬
‫ﺻﻨﻌﺎء ﻟﻘﺘﻠﺘﮭﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎً " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫ﻧﻔﺮاً ‪ :‬ﻗﯿﻞ ﻋﺪدھﻢ ﺧﻤﺴﺔ‪ ،‬وﻗﯿﻞ ﺳﺒﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺘﻞ اﻟﻐﯿﻠﺔ‪ :‬ھﻮ أن ﯾﺨﺪﻋﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺨﺮﺟﮫ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﯾُﺨﻔﻰ ﻓﯿﮫ ﺛﻢ ﯾﻘﺘﻠﮫ ‪.‬‬
‫ﺗﻤﺎﻟﺆوا ‪ :‬اﺟﺘﻤﻌﻮا وﺗﻌﺎوﻧﻮا‪ ،‬وﺗﻄﻠﻖ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪.‬‬

‫إذا أﻣﺴﻚ رﺟﻞ رﺟﻼً وﻗﺘﻠﮫ آﺧﺮ ‪:‬‬

‫وإذا أﻣﺴﻚ رﺟﻞ رﺟﻼً ﻓﻘﺘﻠﮫ رﺟﻞ آﺧﺮ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻗﺘﻠﮫ إﻻ ﺑﺎﻹﻣﺴﺎك‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻤﻘﺘ ﻮل ﻻ ﯾﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻰ اﻟﮭ ﺮب ﺑﻌ ﺪ‬
‫اﻹﻣﺴﺎك ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﻤﺎ ﯾﻘﺘﻼن ﺑﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮭﻤﺎ ﺷﺮﯾﻜﺎن‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻟﻠﯿﺚ‪ ،‬وﻣﺎﻟ ﻚ واﻟﻨﺨﻌ ﻲ‪ .‬وﺧ ﺎﻟﻒ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﯿﺔ واﻷﺣﻨ ﺎف‪ ،‬ﻓﻘ ﺎﻟﻮا‪:‬‬
‫ﯾﻘﺘﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪ ،‬وﯾﺤﺒﺲ اﻟﻤﻤﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻮت ﺟﺰاء إﻣﺴ ﺎﻛﮫ ﻟﻠﻤﻘﺘ ﻮل‪ .‬ﻟﻤ ﺎ رواه اﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إذا أﻣﺴﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺮﺟﻞ وﻗﺘﻠﮫ اﻵﺧﺮ‪ ،‬ﯾﻘﺘﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ‪ ،‬وﯾﺤﺒﺲ اﻟﺬي أﻣﺴﻚ" ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﻄﺎن‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ‬
‫ﺣﺠﺮ‪ :‬ورﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫وأﺧﺮج اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻋﻦ ﻋﻠﻲّ أﻧﮫ ﻗﻀﻰ ﻓﻲ رﺟﻞ ﻗﺘﻞ رﺟﻼً ﻣﺘﻌﻤﺪاً وأﻣﺴﻜﮫ آﺧﺮ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﯾﻘﺘـﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪ ،‬وﯾﺤﺒﺲ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺴـﺠﻦ ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﻤﻮت "‪ .‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺮاﺟـﺢ ﻋﻨﺪي ) أي ﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻷﺣﻨﺎف ( ﻟﻤﻮاﻓﻘﺘﮫ ﻟﻠﺪﻟﯿﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ‪.‬‬

‫ﺛﺒﻮت اﻟﻘﺼﺎص ‪:‬‬

‫ﯾﺜﺒﺖ اﻟﻘﺼﺎص ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫أوﻻً‪ :‬ﺑﺎﻹﻗﺮار ‪ :‬ﻷن اﻹﻗﺮار ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮﻟﻮن "ﺳﯿﺪ اﻷدﻟﺔ" ‪.‬‬
‫وﻋﻦ واﺋﻞ ﺑﻦ ﺣُﺠﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬إﻧﻲ ﻟﻘﺎﻋﺪ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذ ﺟﺎء رﺟﻞ ﯾﻘﻮد آﺧﺮ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬ھﺬا ﻗﺘﻞ أﺧﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﮫ ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻌﺘﺮف أﻗﻤﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﯿﻨﺔ ؟ ‪ " ..‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬أﻗﺘﻠﺘَ ﮫ ؟ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ﻗﺘﻠﺘُ ﮫ " إﻟ ﻰ آﺧ ﺮ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ :‬ﯾﺜﺒﺖ ﺑﺸﮭﺎدة رﺟﻠﯿﻦ ﻋﺪﻟﯿﻦ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ ﻗﺎل ‪ " :‬أﺻﺒﺢ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﺑﺨﯿﺒﺮ ﻣﻘﺘﻮﻻً‪ ،‬ﻓ ﺎﻧﻄﻠﻖ أوﻟﯿ ﺎؤه إﻟ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻓﺬﻛﺮوا ذﻟﻚ ﻟﮫ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻟﻜﻢ ﺷﺎھﺪان ﯾﺸﮭﺪان ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ؟ ‪ " ...‬إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ..‬رواه أﺑﻮ داود ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ ‪ " :‬وﻻ ﯾﻘﺒﻞ ﻓﯿﮫ ﺷﮭﺎدة رﺟﻞ واﻣ ﺮأﺗﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﺷ ﺎھﺪ وﯾﻤ ﯿﻦ اﻟﻄﺎﻟ ﺐ‪ ،‬ﻻ ﻧﻌﻠ ﻢ ﻓ ﻲ ھ ﺬا ‪ -‬ﺑ ﯿﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ‪-‬‬
‫ﺧﻼﻓﺎً ‪ .‬وذﻟﻚ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﺼﺎص إراﻗﺔ دم ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺘﺎط ﻟﮫ ﺑﺎﺷﺘﺮاط اﻟﺸﺎھﺪﯾﻦ اﻟﻌﺪﻟﯿﻦ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺤﺪود‪ .‬وﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﻘﺼﺎص‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬أو ﻛﺎﻓﺮ‪ ،‬أو ﺣﺮ‪ ،‬أو ﻋﺒﺪ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﯾﺤُﺘﺎط ﻟﺪرﺋﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً اﻟﻘَﺴﺎﻣﺔ ‪:‬‬

‫وھﻲ أن ﯾﻮﺟﺪ ﻗﺘﯿﻞ ﻓﯿﺪﻋﻲ أوﻟﯿﺎؤه ﻋﻠﻰ رﺟﻞ أو ﺟﻤﺎﻋﺔ أﻧﮭﻢ ﻗﺘﻠﻮه ﻟﻌﺪاوة ﻇﺎھﺮة ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻓﯿﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻈﻦ أن اﻟﻘﺘﯿﻞ ذھﺐ ﺿﺤﯿﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺪاوة‪ ،‬أو ﻻ ﯾﻜﻮن ﻋﺪاوة ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺘﯿ ﻞ واﻟﻤ ﺘﮭﻢ وإﻧﻤ ﺎ ﺷ ﮭﺪ ﺷ ﺎھﺪ واﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﺘ ﻞ‪ ،‬وﻟﻤ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫دﻋﻮى اﻟﺪم ﻻ ﺗﺜﺒﺖ إﻻ ﺑﺸﮭﺎدة ﻋﺪﻟﯿﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﮭﺎدة اﻟﻮاﺣﺪ ﻛﺎﻟﻠﻮْث )ﻛﺎﻟﻌﻼﻣﺔ( ﻓﺘﺘﻌﯿﻦ اﻟﻘَﺴﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺤﻠﻒ أوﻟﯿﺎء اﻟﺪم وھﻢ ورﺛﺔ اﻟﻘﺘﯿﻞ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل دون اﻟﻨﺴﺎء ﺧﻤﺴﯿﻦ ﯾﻤﯿﻨﺎً ﻣﻮزﻋﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﺤﺴ ﺐ إرﺛﮭ ﻢ ﻋﻠ ﻰ أن ھ ﺬا ﻗﺘﻠ ﮫ ﻓ ﺈذا ﺣﻠﻔ ﻮا ﯾﻘ ﺎد ﻟﮭ ﻢ ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬وإن ﻧﻜ ﻞ ﺑﻌ ﺾ‬
‫اﻟﻮرﺛﺔ وﻟﻢ ﯾﺤﻠﻒ ﺳﻘﻂ اﻟﺤﻖ‪ ،‬وﺣﻠﻒ ﻟﮭﻢ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺧﻤﺴ ﯿﻦ ﯾﻤﯿﻨ ﺎً وﺑ ﺮيء ‪ ،‬واﻋﻠ ﻢ أن ﻣ ﻦ ادُﻋِ ﻰَ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑﻘﺘ ﻞ وﻻ ﻟ ﻮث ﯾُﺒ ـَﺮﱠأ‬
‫ﺑﺤﻠﻔﮫ ﯾﻤﯿﻨﺎً واﺣﺪة‪.‬‬
‫وإن وُﺟﺪت ﺟﺜﺔ اﻟﻘﺘﯿﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﺪة ﻓﯿﺨﺘﺎر وﻟﻲ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﺧﻤﺴﯿﻦ رﺟﻼً ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺒﻠﺪة ﻟﯿﺤﻠﻔﻮا ﺑﺎﷲ أﻧﮭﻢ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮه ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻤﻮا ﻟ ﮫ ﻗ ﺎﺗﻼً‬
‫ﻓﺈن ﺣﻠﻔﻮا ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻨﮭﻢ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وإن أﺑﻮا وﺟﺒﺖ دﯾﺘﮫ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺒﻠﺪة ﺟﻤﯿﻌﺎً وإن اﻟﺘﺒﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﺎﻧﺖ دﯾﺘﮫ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﻓﻌﺖ إﻟﯿﮫ ﻗﻀ ﯿﺔ ﻗﺘ ﻞ ﻓﺸ ﺮع ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﻘَﺴ ﺎﻣﺔ ﻓﻘ ﺎل ﻷوﻟﯿ ﺎء اﻟ ﺪم‬
‫أﺗﺤﻠﻔﻮن وﺗﺴﺘﺤﻘﻮن ﻗﺎﺗﻠﻜﻢ أو ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻛﯿﻒ ﻧﺤﻠﻒ وﻟﻢ ﻧﺸﮭﺪ‪ ،‬وﻟﻢ ﻧﺮَ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺘﺒﺮﺋﻜﻢ اﻟﯿﮭ ﻮد )أي اﻟﻤﺘﮭﻤ ﻮن( ﺧﻤﺴ ﯿﻦ‬
‫ﯾﻤﯿﻨﺎً ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا‪ :‬ﻛﯿﻒ ﻧﺄﺧﺬ أَﯾﻤﺎن ﻗﻮم ﻛﻔﺎر ؟ ﻓﻌﻘﻠﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﯾﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ أﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﺮض اﻟﻮرﺛﺔ ﺑﺄﯾﻤﺎن اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ودت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗﺘﯿﻠﮭﻢ وﺑﺮيء اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﻣﺬھﺐ ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ أﻧﮫ ﯾﻘﺎد ﺑﺎﻟﻘﺴﺎﻣﺔ وأﻣﺎ ﻣﺬھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻏﯿﺮھﻢ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺎد ﺑﺎﻟﻘﺴﺎﻣﺔ وإﻧﻤﺎ ﯾ ﻮدى ﺑﮭ ﺎ ‪.‬‬
‫رﺣﻢ اﷲ ﺟﻤﯿﻊ أﺋﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫‪٢٦٩‬‬
 ‫اﻟﺪﱢﯾَــﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺪﯾﺔ ھﻲ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﺠﺐ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺆدى إﻟﻰ اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬أو وﻟﯿﮫ ‪.‬‬
‫ﯾُﻘﺎل‪ :‬ودﯾﺖ اﻟﻘﺘﯿﻞ‪ :‬أي أﻋﻄﯿﺖ دﯾﺘﮫ ‪.‬‬
‫وھﻲ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ اﻟﻘﺼﺎص‪ ،‬وﻣﺎ ﻻ ﻗﺼﺎص ﻓﯿﮫ‪ .‬وﺗُﺴﻤﻰ اﻟﺪﯾﺔ ﺑـ "اﻟﻌﻘﻞ" وأﺻ ﻞ ذﻟ ﻚ‪ :‬أن اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﻛ ﺎن إذا ﻗﺘ ﻞ ﻗﺘ ﯿﻼً ‪،‬‬
‫ﺟﻤ ﻊ اﻟﺪﯾ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ‪ ،‬ﻓﻌﻘﻠﮭ ﺎ ﺑﻔﻨ ﺎء أوﻟﯿ ﺎء اﻟﻤﻘﺘ ﻮل‪ ،‬أي ﺷ ﺪھﺎ ﺑﻌﻘﺎﻟﮭ ﺎ ﻟﯿﺴ ﻠﻤﮭﺎ إﻟ ﯿﮭﻢ‪.‬‬
‫ﯾُﻘﺎل ‪ :‬ﻋﻘﻠﺖ ﻋﻦ ﻓﻼن إذا ﻏﺮﻣﺖ ﻋﻨﮫ دﯾﺔ ﺟﻨﺎﯾﺘﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن ﻧﻈﺎم اﻟﺪﯾﺔ ﻣﻌﻤﻮﻻً ﺑﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﻓﺄﺑﻘﺎه اﻹﺳﻼم ‪ ،‬وأﺻ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻗ ﻮل اﷲ ﺳُ ﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻟﻤ ﺆﻣﻦ أن ﯾﻘﺘ ﻞ‬
‫ﻣﺆﻣﻨﺎً‪ ،‬إﻻ ﺧﻄﺄ وﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺧﻄﺄ ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ودﯾﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ إﻟﻰ أھﻠﮫ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺼﺪﻗﻮا ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﻮم ﻋﺪو ﻟﻜﻢ وھﻮ‬
‫ﻣﺆﻣﻦ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﻮم ﺑﯿﻨﻜﻢ وﺑﯿﻨﮭﻢ ﻣﯿﺜﺎق‪ ،‬ﻓﺪﯾﺔ ﻣُﺴﻠﱠﻤﺔٌ إﻟﻰ أھﻠﮫ‪ ،‬وﺗﺤﺮﯾ ﺮ رﻗﺒ ﺔ ﻣﺆﻣﻨ ﺔ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﻟ ﻢ ﯾﺠ ـﺪ‬
‫ﻓﺼـﯿﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪ ،‬ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﷲ‪ ،‬وﻛﺎن اﷲ ﻋﻠﯿﻤﺎً ﺣﻜﯿﻤﺎً"‪ ] .‬اﻟﻨﺴﺎء ‪[ ٩٢‬‬

‫ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ‪ :‬أﺧﺮج أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪه ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ‪ ،‬ﻗﺎل‪ " :‬ﻛﺎﻧﺖ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ دﯾﻨﺎر‪ ،‬أو ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ آﻻف درھﻢ ‪ ،‬ودﯾﺔ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻮﻣﺌﺬٍ ‪ :‬اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ دﯾﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺣﺘﻰ‬
‫اﺳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻤﺮ رﺣﻤﮫ اﷲ ﻓﻘﺎم ﺧﻄﯿﺒﺎً ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻻ إن اﻹﺑﻞ ﻗﺪ ﻏﻠﺖ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻔﺮﺿﮭﺎ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬھﺐ أﻟﻒ دﯾﻨﺎر‪ ،‬وﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﻮَرِق‬
‫اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ أﻟﻔﺎً ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺒﻘﺮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺑﻘﺮة‪ ،‬وﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺸﺎء أﻟﻔﻲ ﺷﺎة ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺤﻠﻞ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺣﻠﺔ" وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة‬
‫اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ إﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ )‪(٣٤٩٨‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻓﺄﯾﮭﺎ أﺣﻀﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﺰﻣﮫ اﻟﺪﯾﺔ ﻟﺰم ﻋﻠﻰ وﻟﻲ اﻟﺪم ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎن وﻟﻲ اﻟﺠﻨﺎﯾ ﺔ ﻣ ﻦ أھ ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟﻨ ﻮع أو ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻷﻧ ﮫ أﺗ ﻰ‬
‫ﺑﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬وﻟﻌﻞ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺪ زاد ﻓﻲ أﺟﻨﺎﺳﮭﺎ ﻟﻌﻠﺔ ﺟﺪت واﺳﺘﻮﺟﺒﺖ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺘﮭﺎ‪ :‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺰﺟﺮ ‪ ،‬واﻟﺮدع‪ ،‬وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻷﻧﻔﺲ‪.‬‬

‫وﻟﮭﺬا وﺟﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻘﺎﺳﻲ ﻣﻦ أداﺋﮭﺎ اﻟﻤﻜﻠﻔﻮن ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺠﺪون ﻣﻨﮭﺎ ﺣﺮﺟﺎً وأﻟﻤﺎً وﻣﺸﻘﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺪون ھﺬا اﻷﻟﻢ وﯾﺸﻌﺮون ﺑﮫ‬
‫‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺎﻻً ﻛﺜﯿﺮاً ﯾﻨﻘﺺ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ ‪ ،‬وﯾﻀﯿﻘﻮن ﺑﺄداﺋﮫ ودﻓﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ أو ورﺛﺘﮫ‪ ،‬ﻓﮭ ﻲ ﺟ ﺰاء ﯾﺠﻤ ﻊ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ‬
‫واﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ) ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻘﮫ ص ‪.( ٨٢‬‬

‫اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺬي ﺗﺠﺐ ﻓﯿﮫ ‪:‬‬

‫وﻣﻦ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء أﻧﮭﺎ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﺘ ﻞ اﻟﺨﻄ ﺄ وﻓ ﻲ ﺷ ﺒﮫ اﻟﻌﻤ ﺪ‪ ،‬وﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺪ اﻟ ﺬي وﻗ ﻊ ﻣﻤ ﻦ ﻓﻘ ﺪ ﺷ ﺮﻃﺎً ﻣ ﻦ‬
‫ﺷﺮوط اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻐﯿﺮ واﻟﻤﺠﻨﻮن‪ .‬وﻓﻲ اﻟﻌﻤﺪ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻓﯿﮫ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻋ ﻦ ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ اﻟﺤ ﺮ إذا ﻗﺘ ﻞ‬
‫اﻟﻌﺒﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺋﻢ اﻟﺬي اﻧﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﮫ ﻋﻠﻰ آﺧﺮ ﻓﻘﺘﻠﮫ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ﻓﻘﺘﻠﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﺪﯾﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ وﻣﺨﻔﻔﺔ ‪:‬‬

‫واﻟﺪﯾﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﻐﻠﻈﺔ وﻣﺨﻔﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ ‪ ،‬واﻟﻤﻐﻠﻈﺔ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﺷﺒﮫ اﻟﻌﻤﺪ‪ .‬وأﻣﺎ دﯾﺔ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ إذا ﻋﻔ ﺎ‬
‫وﻟﻲ اﻟﺪم وﺗﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﻘﺼﺎص ﻓﺈن اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﯾﺮون أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ دﯾﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ‪ ،‬ﻗﻠﺖ‪ :‬وﯾﺠﻮز أن ﯾﻄﺎﻟﺐ وﻟﻲ اﻟﺪم‬
‫ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﻘﺼﺎص ‪ .‬واﻟﺪﯾﺔ اﻟﻤﻐﻠﻈﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻮن أرﺑﻌﯿﻦ ﻣﻨﮭﺎ أوﻻدھ ﺎ ‪ .‬ﻟﻤ ﺎ رواه أﺣﻤ ﺪ‪ ،‬وأﺑ ﻮ داود‪،‬‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ﻋ ﻦ ﻋﻘﺒ ﺔ ﺑ ﻦ أوس ﻋ ﻦ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ أﻧ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬أﻻ إنﱠ ﻗﺘ ﻞ ﺧﻄ ﺄ اﻟﻌﻤ ﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻮط‪ ،‬واﻟﻌﺼﺎ‪ ،‬واﻟﺤﺠﺮ ﻓﯿﮫ دﯾﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ‪ :‬ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ‪ ،‬ﻣﻨﮭ ﺎ أرﺑﻌ ﻮن ﻣ ﻦ ﺛﻨﯿّ ﺔ إﻟ ﻰ ﺑ ﺎزل ﻋﺎﻣﮭ ﺎ‪ ،‬ﻛﻠﮭ ﻦ ﺧَﻠِﻔَ ﺔ" )أي ﺣﻮاﻣ ﻞ(‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫واﻟﺘﻐﻠﯿﻆ ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻹﺑﻞ ﺧﺎﺻﺔ دون ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﺸﺮع ورد ﺑﺬﻟﻚ ‪ ،‬وھﺬا ﺳﺒﯿﻠﮫ اﻟﺘﻮﻗﯿﻒ واﻟﺴ ﻤﺎع اﻟ ﺬي ﻻ ﻣ ﺪﺧﻞ‬
‫ﻟﻠﺮأي ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤُﻘﺪﱠرات اﻟﻤﺒﺘﻮﺗﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﻔﺮدات‪:‬‬
‫اﻟﺜﻨﯿﺔ ‪ :‬ﻣﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه‪.‬‬
‫واﻟﺒﺎزل‪ :‬اﻟﺬي دﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ وﯾُﻘﺎل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎزل ﻋﺎم‪ ،‬وﺑﺎزل ﻋﺎﻣﯿﻦ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﺐ ‪:‬‬

‫اﻟﺪﯾﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻧﻮﻋﺎن ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻧﻮع ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ وھﻮ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ‪ ،‬إذا ﺳﻘﻂ اﻟﻘﺼﺎص‪ .‬وﻛﺎن اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﯾﻘ ﻮل ‪" :‬ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ اﻟﻌﺎﻗﻠ ﺔ ﻋﻤ ﺪاً " وﻻ‬
‫ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ .‬وروى ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﮭﺎب ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻀﺖ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺪ ﺣ ﯿﻦ ﯾﻌﻔ ﻮا أوﻟﯿ ﺎء اﻟﻤﻘﺘ ﻮل أن اﻟﺪﯾ ﺔ ﺗﻜ ﻮن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻌﯿﻨﮫ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﯿﺐ ﻧﻔﺲ ﻣﻨﮭﺎ " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻧﻮع ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺗﻞ وﺗﺘﺤﻤﻠﮫ ﻋﻨﮫ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺑﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﻌﺎون‪ ،‬وھﻮ ﻗﺘ ﻞ ﺷ ﺒﮫ اﻟﻌﻤ ﺪ وﻗﺘ ﻞ اﻟﺨﻄ ﺄ‪ ،‬واﻟﻘﺎﺗ ﻞ‬
‫ﻛﺄﺣﺪ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ھﻮ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪ ،‬ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻹﺧﺮاﺟﮫ‪.‬‬

‫‪٢٧٠‬‬
‫واﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ‪ :‬ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬ﻷﻧﮭ ﺎ ﺗﻌﻘ ﻞ اﻟ ﺪﻣﺎء‪ :‬أي ﺗﻤﺴ ﻜﮭﺎ ﻣ ﻦ أن ﺗﺴ ﻔﻚ‪ ،‬ﯾُﻘ ﺎل ‪ :‬ﻋﻘ ﻞ اﻟﺒﻌﯿ ﺮ ﻋﻘ ﻼً ‪ :‬أي ﺷ ﺪه ﺑﺎﻟﻌﻘ ﺎل‪ .‬وﻣﻨ ﮫ‬
‫اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬ﻻﻧﮫ ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻮرط ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺎﺋﺢ‪.‬‬
‫واﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ھﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﻘﻠﻮن اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺪﯾﺔ ﯾﻘﺎل ﻋﻘﻠﺖ اﻟﻘﺘﯿﻞ‪ :‬أي أﻋﻄﯿﺖ دﯾﺘﮫ‪ ،‬وﻋﻘﻠﺖ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪ :‬أدﯾ ﺖ ﻣ ﺎ‬
‫ﻟﺰﻣﮫ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﺔ ‪.‬‬
‫واﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ھﻢ ﻋﺼﺒﺔ اﻟﺮﺟﻞ‪ :‬أي ﻗﺮاﺑﺘﮫ اﻟﺬﻛﻮر اﻟﺒﺎﻟﻐﻮن )ﻣﻦ آﺑﺎﺋﮫ وإﺧﻮاﻧﮫ وأﺑﻨﺎء إﺧﻮاﻧﮫ وأﻋﻤﺎﻣﮫ وأﺑﻨ ﺎء أﻋﻤﺎﻣ ﮫ( ‪ ،‬اﻟﻤﻮﺳ ﺮون‬
‫اﻟﻌﻘ ﻼء ‪ ،‬وﯾ ﺪﺧﻞ ﻓ ﯿﮭﻢ ‪ :‬اﻷﻋﻤ ﻰ‪ ،‬واﻟ ﺰﱠﻣِﻦ ‪ ،‬واﻟﮭ ﺮم‪ ،‬إن ﻛ ﺎﻧﻮا أﻏﻨﯿ ﺎء وﻻ ﯾ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺎﻗﻠ ﺔ‪ :‬أﻧﺜ ﻰ ‪ ،‬وﻻ ﻓﻘﯿ ﺮ‪ ،‬وﻻ ﺻ ﻐﯿﺮ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﻣﺠﻨﻮن ‪ ،‬وﻻ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺪﯾﻦ اﻟﺠﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻷن ﻣﺒﻨﻰ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﺮة‪ ،‬وھﺆﻻء ﻟﯿﺴﻮا ﻣﻦ أھﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫وأﺻﻞ وﺟﻮب اﻟﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ أن اﻣﺮأﺗﯿﻦ ﻣﻦ ھُﺬﯾﻞ اﻗﺘﺘﻠﺘﺎ‪ ،‬ﻓﺮﻣﺖ إﺣﺪاھﻦ اﻷﺧﺮى ﺑﺤﺠﺮ ﻓﻘﺘﻠﺘﮭﺎ وﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻄﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺪﯾﺔ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺘﮭﺎ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻟﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻣﺆﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ ،‬وإن اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا دﻓﻌﮭﺎ ﺣﺎﻻً ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻣﻦ اﺧﺘﺎر اﻟﺪﯾﺔ ﺳﻘﻂ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻘَﻮْد‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻃﻠﺒﮫ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻻ ﯾُﻤﻜّﻦ ﻣﻨﮫ وﻟﻮ اﻧﺘﻘﻢ ﻓﻘﺘ ﻞ ﻗُﺘ ﻞ‪ ،‬أﻣ ﺎ إذا اﺧﺘ ﺎر اﻟﻘﺼ ﺎص ﻓ ﺈنّ ﻟ ﮫ أن‬
‫ﯾﻌﺪل ﻋﻨﮫ إﻟﻰ اﻟﺪﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﻣﺎت اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻟﻮﻟﻲ اﻟﺪم إﻻ اﻟﺪﯾﺔ ﻟﺘﻌﺬر اﻟﻘﺼﺎص ﺑﻤﻮت اﻟﻘﺎﺗﻞ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻗﺘﻞ ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺤﺎل‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫وﻣﻦ ﻗُﺘﻞ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎً ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻮﻟﯿﮫ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾُﺴﺮف ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ إﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﻨﺼﻮراً " )اﻹﺳﺮاء( وﻓﺴﺮ اﻹﺳﺮاف ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﻘﺘﻞ‬
‫ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎﺗﻞ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻛﻔﺎرة اﻟﻘﺘﻞ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛ ﻞ ﻗﺎﺗ ﻞ ﺧﻄ ﺄ أو ﺷ ﺒﮫ ﻋﻤ ﺪ‪ ،‬وﺳ ﻮاء ﻛ ﺎن اﻟﻤﻘﺘ ﻮل ﺟﻨﯿﻨ ﺎً أو ﻣﺴ ﻨﺎً‪ ،‬ﺣ ﺮاً أو ﻋﺒ ﺪاً‪ ،‬وھ ﻲ ﻋﺘ ﻖ رﻗﺒ ﺔ‬
‫ﻣﺆﻣﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻓﺼﯿﺎم ﺷﮭﺮﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﺗﻮﺑﺔ‬
‫ﻣﻦ اﷲ وﻛﺎن اﷲ ﻋﻠﯿﻤﺎً ﺣﻜﯿﻤﺎً" )اﻟﻨﺴﺎء(‪.‬‬

‫اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﺮاف‬

‫‪ .١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ‪ :‬اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻃﺮاف أن ﯾﺘﻌﺪّى اﻣﺮؤ ﻋﻠﻰ آﺧﺮ ﻓﯿﻔﻘﺄ ﻋﯿﻨﮫ أو ﯾﻜﺴﺮ رﺟﻠﮫ أو ﯾﻘﻄﻊ ﯾﺪه ﻣﺜﻼً‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺣُﻜﻤﮭﺎ‪ :‬إن ﻛﺎن اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺪاً ‪ ،‬وﻟﯿﺲ واﻟﺪاً ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻜﺎﻓﺌﺎً ﻟﻠﺠﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺳ ﻼم واﻟﺤﺮﯾ ﺔ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻘ ﺎد‬
‫ﻣﻨﮫ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺄن ﯾُﻘﻄﻊ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﻗﻄﻊ‪ ،‬وﯾﺠﺮح ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ﺟ ﺮح‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺠ ﺮوح ﻗﺼ ﺎص" إﻻ أن ﯾﻘﺒ ﻞ اﻟﻤﺠﻨ ﻲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺪﯾﺔ أو ﯾﻌﻔﻮ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺷﺮوط اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻷﻃﺮاف‪ :‬ﯾﺸﺘﺮط ﻻﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻷﻃﺮاف ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫• أن ﯾﺆﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻒ )اﻟﺠﻮر واﻻﻋﺘﺪاء( ﻓﺈن ﺣﯿﻒ ﻓﻼ ﻗﺼﺎص‪.‬‬
‫• أن ﯾﻜﻮن اﻟﻘﺼﺎص ﻣﻤﻜﻨﺎً‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺗُﺮك إﻟﻰ اﻟﺪﯾﺔ ‪.‬‬
‫• أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻀﻮ اﻟﻤﺮاد ﻗﻄﻌﮫ ﻣﻤﺎﺛﻼً ﻓﻲ اﻻﺳﻢ واﻟﻤﻮﺿﻊ ﻟﻠﻌﻀﻮ اﻟﻤﺘُﻠﻒ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻘﻄﻊ ﯾﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﯾﺴﺎر‪ ،‬وﻻ ﯾﺪ ﻓﻲ رﺟﻞ ‪،‬‬
‫وﻻ أﺻﺒﻊ أﺻﻠﻲ ﻓﻲ زاﺋﺪ ﻣﺜﻼً‪.‬‬
‫• اﺳﺘﻮاء اﻟﻌﻀﻮﯾﻦ اﻟﻤﺘﻠﻒ واﻟﻤﺮاد أﺧﺬه ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻜﻤﺎل‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ﺗﺆﺧﺬ اﻟﯿﺪ اﻟﺸﻼء ﺑﺎﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪ ،‬وﻻاﻟﻌﯿﻦ اﻟﻌﻮراء ﺑﺎﻟﺴﻠﯿﻤﺔ‪.‬‬
‫• إن ﻛﺎن اﻟﺠﺮح ﻓﻲ اﻟﺮأس أو اﻟﻮﺟﮫ وھﻲ اﻟﺸﺠﺔ ﻓﻼ ﻗﺼﺎص ﻓﯿﮭﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﻨﺘﮭﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻈﻢ‪ ،‬وﻛﻞ ﺟﺮح ﻻ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫ﻓﯿﮫ اﻻﺳﺘﯿﻔﺎء ﻟﺨﻄﻮرﺗﮫ ﻓﻼ ﯾﻘﺘﺺ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﻗﺼﺎص ﻓﻲ ﻛﺴﺮ ﻋﻈﻢ وﻻ ﻓﻲ ﺟﺎﺋﻔﺔ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﯿﮫ اﻟﺪﯾﺔ‪.‬‬

‫دﯾﺔ اﻷﻋﻀﺎء ‪ :‬ﺗﺠﺐ اﻟﺪﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪-:‬‬

‫‪ .١‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﻌﻘﻞ وذھﺎﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻊ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻷذﻧﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﺒﺼﺮ ﺑﺈزال اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﺼﻮت ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻠﺴﺎن‪ ،‬أو اﻟﺸﻔﺘﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﺸﻢ ﺑﻘﻄﻊ اﻷﻧﻒ ﻛﻠﮫ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎع ﺑﻘﻄﻊ اﻟﺬﻛﺮ أو رض اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم أو اﻟﺠﻠﻮس ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻈﮭﺮ‪.‬‬
‫وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺰم اﻟﺬي ﻛﺘﺒﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣ ﻦ أن ﻓ ﻲ اﻷﻧ ﻒ إذا أوﻋ ﺐ ﺟﺪﻋ ﮫ‬
‫اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺸﻔﺘﯿﻦ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺒﯿﻀﺘﯿﻦ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟ ﺬﻛﺮ اﻟﺪﯾ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻠﺐ اﻟﺪﯾ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﻲ اﻟﻌﯿﻨ ﯿﻦ اﻟﺪﯾ ﺔ"‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ أﺋﻤ ﺔ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ‪ .‬وﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻓ ﻲ رﺟ ﻞ ﺿ ﺮب رﺟ ﻼً ﻓ ﺬھﺐ ﺳ ﻤﻌﮫ وﺑﺼ ﺮه‬
‫وﻧﻜﺎﺣﮫ‬
‫وﻋﻘﻠﮫ ﺑﺄرﺑﻊ دﯾﺎت‪ ،‬واﻟﺮﺟﻞ ﺣﻲ ﻟﻢ ﯾﻤﺖ‪.‬‬

‫‪٢٧١‬‬
 ‫ﯾﺠﺐ ﻧﺼﻒ اﻟﺪﯾﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﻲ إﺣﺪى اﻷذﻧﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﯿﺪﯾﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺮﺟﻠﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺸﻔﺘﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻓﻲ إﺣﺪى اﻷﻟﯿﺘﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺤﺎﺟﺒﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﻓﻲ أﺣﺪ ﺛﺪﯾﻲ اﻟﻤﺮأة‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬وﻓﻲ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر اﻷرﺑﻌﺔ ﻛﻤﺎل اﻟﺪﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺷﻌﺮ اﻟﺮأس‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺷﻌﺮ اﻟﻠﺤﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺷﻌﺮ اﻟﺤﺎﺟﺒﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أھﺪاب اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺐ ﻧﺼﻒ اﻟﺪﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﮭُﺪْبِ رُﺑﻌﮭﺎ وﻓﻲ اﻟﺸﺎرب ﯾﺘﺮك اﻷﻣﺮ ﻟﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﯾﺠﺐ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ اﻷﺻﺒﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " دﯾﺔ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﯿ ﺪﯾﻦ أو اﻟ ﺮﺟﻠﯿﻦ ﺳ ﻮاء‪ ،‬ﻋﺸ ﺮ‬
‫ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻟﻜﻞ اﺻﺒﻊ" اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ وﯾﺠﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﺧﻤﺲ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺰم ‪:‬‬
‫" وﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﺧﻤﺲ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ " اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﺋﻤﺔ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ،‬وﻻ ﻓﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺑﺎﻋﯿﺔ أو اﻟﺜﻨﯿﺔ أو اﻟﻀﺮس أو اﻟﻨﺎب‬
‫‪.‬‬

‫دﯾﺔ اﻟﺸﺠﺎج واﻟﺠﺮاح ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﺸﺠﺎج ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ‪ :‬اﻟﺸﺠﺎج ھﻲ اﻟﺠﺮاح ﻓﻲ اﻟﺮأس أو ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻠﻒ ﻋﺸﺮ ‪ :‬ﺧﻤﺲ ورد ﻟﻠﺸﺎرع ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﺎن دﯾﺘﮭﺎ‪،‬‬
‫وﺧﻤﺲ ﻟﻢ ﯾﺮد ﻟﻠﺸﺎرع ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺪ ﻣﺤﺪود ﻓﻲ دﯾﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺣﻜﻤﮭﺎ‪ :‬ﺣﻜﻢ اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ ورد ﻟﻠﺸﺎرع ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﺎن دﯾﺎﺗﮭﺎ ھﻮ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﱢﺤﺔ ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﻌﻈﻢ وﺗﺒﺮزه ودﯾﺘﮭﺎ ﺧﻤﺲ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺿﺢ ﺧﻤ ﺲ‬
‫ﻣﻦ اﻹﺑﻞ" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﻲ اﻟﮭﺎﺷﻤﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﮭﺸﻢ اﻟﻌﻈﻢ ‪ ،‬أي ﺗﻜﺴﺮه ﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ‪ ،‬ﻟﻘﻮل زﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ " :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أوﺟﺐ ﻓﻲ اﻟﮭﺎﺷﻤﺔ ﻋﺸﺮاً ﻣﻦ اﻹﺑﻞ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﻲ اﻟﻤُﻨَﻘّﻠﺔ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻌﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﮫ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ‪ ..":‬وﻓ ﻲ اﻟﻤﻨَﻘّﻠ ﺔ‬
‫ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ اﻹﺑﻞ"‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻓﻲ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أﻏﺸﯿﺔ اﻟﺪﻣﺎغ ﺛﻠﺚ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺰم ‪ .." :‬وﻓﻲ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﺔ ﺛﻠﺚ اﻟﺪﯾﺔ" ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺪاﻣﻐﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮق أﻏﺸﯿﺔ اﻟﺪﻣﺎغ‪ ،‬وھﻲ أﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﺔ وﺣُﻜﻤﮭﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺄﻣﻮﻣﺔ ﺛﻠﺚ اﻟﺪﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﺮد ﻟﻠﺸﺎرع ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﺎن دﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﮭﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺨﺎرﺻﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮص اﻟﺠﻠﺪ‪ ،‬أي ﺗﺸﻘﮫ ﻗﻠﯿﻼً وﻻ ﺗﺪﻣﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺪاﻣﯿﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗُﺪﻣﻲ اﻟﺠﻠﺪ ﻓﺘﺴﯿﻞ دﻣﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺒﺎﺿﻌﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻀﻊ اﻟﻠﺤﻢ‪ ،‬أي ﺗﺸﻘﮫ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻤﺘﻼﺣﻤﺔ‪ ،‬وھﻲ أﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺿﻌﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻐﻮص ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺴﻤﺤﺎق‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻋﻦ وﺻﻮﻟﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻈﻢ إﻻ ﻗﺸﺮة رﻗﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫وﺣُﻜﻢ ھﺬه اﻟﺨﻤﺲ ﻋﻨﺪ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻓﯿﮭﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺪل وﻗﯿﻞ أﺟﺮة ﻃﺒﯿﺐ‪ ،‬واﻷﯾﺴﺮ ﻣﻦ ھﺬا‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ‪ ،‬أن ﺗﻜﻮن‬
‫اﻟﻤﻮﺿﺤﺔ ھﻲ اﻟﻤﻘﯿ ﺎس‪ ،‬إذ ھ ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺿ ﺢ اﻟﻌﻈ ﻢ وﻻ ﺗﻜﺴ ﺮه‪ ،‬وﻓﯿﮭ ﺎ ﺧﻤ ﺲ ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ﻓﺎﻟﺸ ﺠﺎج اﻟﺨﻤ ﺲ ﺗﻘ ﺎس ﺑﮭ ﺎ ﻓﻤ ﺎ ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫ﻛﺨﻤﺴﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ دﯾﺘﮭﺎ ﺑﻌﯿﺮاً ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺜﻼث أﺧﻤﺎﺳﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ دﯾﺘﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺮة ‪ ..‬اﻟﺦ‪ ،‬وﯾُﻌﺮف ذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬اﻟﺠﺮاح ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ‪ :‬اﻟﺠﺮاح ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﺮأس واﻟﻮﺟﮫ ﻣﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺠﺴﺪ‪.‬‬

‫‪ .٣‬ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬إن ﻓﻲ اﻟﺠﺎﺋﻔﺔ ‪ -‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺑﺎﻃﻦ اﻟﺠﻮف ‪ -‬ﺛﻠﺚ اﻟﺪﯾﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘ ﺎب ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ‪ " :‬وﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﺋﻔ ﺔ‬
‫ﺛﻠﺚ اﻟﺪﯾﺔ " ‪ .‬وﻓﻲ اﻟﻀﻠﻊ إذا اﻧﻜﺴﺮ واﻧﺠﺒﺮ ﺑﻌﯿﺮ‪ .‬وﻓﻲ ﻛﺴﺮ اﻟﺬراع أو ﻋﻈﻢ اﻟﺴﺎق أو اﻟﺰﻧﺪ إذا ﺟﺒﺮ ﺑﻌﯿﺮان‪ ،‬إذ ﻗﻀﻰ ﺑﺬﻟﻚ‬

‫‪٢٧٢‬‬
 ‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﺠﺮوح اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺴﺮ ﻋﻈﻤ ﺎً وﻻ ﺗﻘﻄ ﻊ ﻋﺼ ﺒﺎً وﻻ ﺗُﻌﻄ ﻞ ﻋﻀ ﻮ ﻓﻔﯿ ﮫ ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﻋ ﺪل وﻗﯿ ﻞ‬
‫أﺟﺮة ﻃﺒﯿﺐ‪ ،‬أو ﺗﻘﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﺤﺔ وھﻮ أﯾﺴﺮ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻛﺨﻤﺴﮭﺎ ﻓﻔﯿﮫ ﺑﻌﯿﺮ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻛﺨﻤﺴﯿﮭﺎ ﻓﻔﯿﮫ ﺑﻌﯿﺮان‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫ﺗﻘﺘﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪ‪ ،‬وﯾﺆﺧﺬ أﻃﺮاف ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻃﺮف واﺣﺪ إذا اﺷﺘﺮﻛﻮا ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ اﺷﺘﺮاﻛﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮاً‪ ،‬ﻟﻘﻮل ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ‬ ‫‪.١‬‬
‫ﻋﻨﮫ ‪ " :‬ﻟﻮ ﺗﻤﺎﻷ ﻋﻠﯿﮫ أھﻞ ﺻﻨﻌﺎء ﻟﻘﺘﻠﺘﮭﻢ ﺑﮫ ﺟﻤﯿﻌﺎً " ﻗﺎل ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﻗﺘﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻮا رﺟﻼً ﻣﻦ أھﻞ ﺻﻨﻌﺎء‪.‬‬
‫ﺳﺮاﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺟﻨﻰ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ آﺧﺮ ﺑﻘﻄﻊ أﺻﺒﻌﮫ ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﻨﺪﻣﻞ )ﯾﺒﺮأ( اﻟﺠﺮح ﺣﺘﻰ ﺷﻠﺖ ﯾﺪه ﺑﻜﺎﻣﻠﮭﺎ أو ﻣ ﺎت ﻓ ﺈن‬ ‫‪.٢‬‬
‫اﻟﻘﺼﺎص ﯾﻜﻮن أو اﻟﺪﯾﺔ ﺑﺤﺴﺐ ذﻟﻚ‪ .‬وأﻣﺎ ﺳﺮاﯾﺔ اﻟﻘﻮد ﻓﮭﺪر‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻗﻄﻊ أﺣﺪ ﯾﺪ أﺣﺪ ﻓﺎﻗﺘﺺ ﻣﻨﮫ ﺑﻘﻄﻊ ﯾﺪه ﺛ ﻢ ﻟ ﻢ ﯾﻠﺒ ﺚ أن ﻣ ﺎت‬
‫ﻣﺘﺄﺛﺮاً ﺑﺎﻟﺠﺮاح ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﮫ إﻻ إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﺣﯿﻒ ﺣﺎل اﻟﻘﺼﺎص ﺑﺄن ﻛﺎن اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺂﻟﺔ ﻛﺎﻟﺔ أو ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ ﻣ ﺜﻼً ﻓﺘﻀ ﻤﻦ اﻟﺴ ﺮاﯾﺔ‬
‫ﺣﯿﻨﺌﺬ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﻘﺘﺺ ﻓﻲ ﺟﺮج أو ﻋﻀﻮ ﻗﺒﻞ ﺑﺮﺋﮫ‪ ،‬ﻟﻨﮭﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﺠﺮح ﻗﺒ ﻞ اﻟﺒ ﺮء‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﻻ ﯾ ﺆﻣﻦ أن‬ ‫‪.٣‬‬
‫ﯾﺴﺮي اﻟﺠﺮح إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﯿﺘﻠﻔﮫ‪ ،‬ﻓﻠﺬا ﻟﻮ ﺧﺎﻟﻒ أﺣﺪ واﻗﺘﺺ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺮء ﺛﻢ ﺳﺮى ﺟﺮﺣﮫ ﻓﺄﺗﻠﻒ ﻟﮫ ﻋﻀﻮاً آﺧﺮ‪ ،‬ﻓﻼ ﺣ ﻖ ﻟ ﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاﯾﺔ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺘﮫ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮد ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺮء‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه‪ ،‬أن رﺟﻼً ﻃُﻌِﻦَ ﺑﻘﺮن ﻓﻲ‬
‫رﻛﺒﺘﮫ ﻓﺠﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل أﻗﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺮأ ﺛﻢ ﺟﺎء إﻟﯿﮫ ﻓﻘﺎل‪ :‬اﻗﺪﻧﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺎده ﺛﻢ ﺟ ﺎء إﻟﯿ ﮫ ﻓﻘ ﺎل‪ :‬ﯾ ﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﻋﺮﺟﺖ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻗﺪ ﻧﮭﯿﺘﻚ ﻓﻌﺼﯿﺘﻨﻲ ﻓﺄﺑﻌﺪك اﷲ وﺑﻄﻞ ﻋﺮﺟﻚ ﺛﻢ ﻧﮭﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﻘﺘﺺ ﻣﻦ ﺟﺮح ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﺒﺮأ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٢٢٣٧‬‬
‫ﯾﺠﻮز ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﯾﻘﺘﺺ ﻣﻦ ﻟﻄﻤﺔ أو ﻟﻜﺰة أو ﺿﺮﺑﺔ أو ﺳﺒﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ... " :‬ﻓﻤﻦ اﻋﺘﺪى ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻓﺎﻋﺘ ﺪوا ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣ ﺎ‬ ‫‪.٤‬‬
‫اﻋﺘﺪى ﻋﻠﯿﻜﻢ" وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﺟﺰاء ﺳ ﯿﺌﺔ ﺳ ﯿﺌﺔ ﻣﺜﻠﮭ ﺎ" وﯾﺸ ﺘﺮط اﻟﻤﺴ ﺎواة ﻓ ﻲ اﻟﻠﻄ ﻢ واﻟﻀ ﺮب واﻟﻠﻜ ﺰ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ ﻻ ﯾﺠ ﻮز‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻛﻔﺮه‪ ،‬أو أن ﯾﻠﻌﻦ أب أو أم ﻣﻦ ﻟﻌﻦ أﺑﺎه وأﻣﮫ ﻷن أﺑﺎه أو أﻣﮫ ﻟﻢ ﯾﻠﻌﻨﺎه ‪.‬‬
‫ﻻ دﯾﺔ ﻟﻤﻦ ﯾﻌﺾ إﻧﺴﺎﻧﺎً وﺗﺴﻘﻂ أﺳ ﻨﺎﻧﮫ ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮان ﺑ ﻦ اﻟﺤﺼ ﯿﻦ أن رﺟ ﻼً ﻋ ﺾ ﯾ ﺪ رﺟ ﻞ ﻓﻨ ﺰع ﯾ ﺪه ﻣ ﻦ ﻓﻤ ﮫ‪،‬‬ ‫‪.٥‬‬
‫ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺛﻨﯿﺘﺎه ‪ ،‬ﻓﺎﺧﺘﺼﻤﻮا إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬ﯾﻌ ﺾ أﺣ ﺪﻛﻢ ﯾ ﺪ أﺧﯿ ﮫ ﻛﻤ ﺎ ﯾﻌ ﺾ اﻟﻔﺤ ﻞ‪ ،‬ﻻ دﯾ ﺔ ﻟ ﻚ"‬
‫ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻔﺤﻞ ‪ :‬اﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﯾﻘﺘﻞ إﻧﺴﺎﻧﺎً دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ وﻋﺮﺿﮫ ‪ ،‬ﻓﻼ دﯾﺔ ﻟﻠﻤﻘﺘﻮل‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‪ :‬ﺟﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬ ‫‪.٦‬‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أرأﯾﺖ إن ﺟﺎء رﺟﻞ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﺎﻟﻲ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻼ ﺗﻌﻄﮫ ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬ﻗ ﺎل‪ :‬أرأﯾ ﺖ إن ﻗ ﺎﺗﻠﻨﻲ ؟ ﻗ ﺎل‪ :‬ﻗﺎﺗﻠ ﮫ‪ .‬ﻗ ﺎل‪:‬‬
‫أرأﯾﺖ إن ﻗﺘﻠﻨﻲ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺄﻧﺖ ﺷﮭﯿﺪ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬أراﯾﺖ إن ﻗﺘﻠﺘﮫ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ھﻮ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻦ اﻃﻠﻊ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ ﻗﻮم ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮭﻢ ﻓﻔﻘﺆوا ﻋﯿﻨﮫ ﻓﻠﯿﺲ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻗﺼﺎص وﻻ دﯾﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻣﻦ اﻃﻠﻊ ﻓ ﻲ ﺑﯿ ﺖ ﻗ ﻮم ﺑﻐﯿ ﺮ إذﻧﮭ ﻢ‬ ‫‪.٧‬‬
‫ﻓﻔﻘﺆوا ﻋﯿﻨﮫ ﻓﻼ دﯾﺔ وﻻ ﻗﺼﺎص" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٥٩٢٢‬‬

‫ﻗﻀﯿﺔ ‪ :‬وﺟﻮد ﻗﺘﯿﻞ ﺑﯿﻦ ﻗﻮم ﻣﺘﺸﺎﺟﺮﯾﻦ‬

‫إذا ﺗﺸﺎﺟﺮ ﻗﻮم ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻗﺘﯿﻞ ﻻ ﯾﺪري ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻠﮫ‪ .‬وﯾﻌﻤّ ﻰ أﻣ ﺮه ﻓ ﻼ ﯾﺒ ﯿﻦ ‪ -‬ﻓﻔﯿ ﮫ اﻟﺪﯾ ﺔ ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻮ‬ ‫ﺎ رواه أﺑ‬ ‫ﻠﻢ ﻓﯿﻤ‬ ‫ﮫ وﺳ‬ ‫ﻋﻠﯿ‬
‫داود ‪ " :‬وﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻋﻤّﯿـّﺎ ﻓﻲ رﻣﯿّﺎ‪ ،‬ﯾﻜﻮن ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺑﺤﺠﺎرة أو ﺑﺎﻟﺴﯿﺎط‪ ،‬أو ﺿﺮب ﺑﻌﺼﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺧﻄﺄ‪ .‬وﻋﻘﻠﮫ ﻋﻘﻞ اﻟﺨﻄﺄ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺘ ﻞ‬
‫ﻋﻤﺪاً ﻓﮭﻮ ﻗﻮد‪ ،‬وﻣﻦ ﺣﺎل دوﻧﮫ ﻓﻌﻠﯿﮫ ﻟﻌﻨﺔ اﷲ وﻋﻀﺒﮫ ‪ ،‬ﻻ ﯾُﻘْﺒَﻞ ﻣﻨﮫ ﺻﺮف وﻻ ﻋﺪل" ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﯿﻤﻦ ﺗﻠﺰﻣﮫ اﻟﺪﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ :‬ھﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺔ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪ ﻓﯿﮭﺎ إذا ﻟﻢ ﯾﺪﱠعٍ أوﻟﯿﺎء اﻟﻘﺘﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮھﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ‪ :‬دﯾﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﻧﺎزﻋﻮھﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ھﻲ ﻗَﺴﺎﻣﺔ‪ ،‬إن ادﻋﻮه ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﺑﻌﯿﻨﮫ‪ ،‬أو ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺑﻌﯿﻨﮭﺎ‪ ،‬وإﻻ ﻓﻼ ﻋﻘﻞ وﻻ ﻗﻮد‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﺣﻤﺪ‪ :‬ھﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻗﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺪّﻋﻮا ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﺑﻌﯿﻨﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن ﻗَﺴﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻗﻮل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي واﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫رِﻣﯿـّﺎً ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﻋﻤّﯿـّﺎً ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻰ ‪.‬‬
‫اﻟﺼﺮف ‪ :‬اﻟﺘﻄﻮع ‪.‬واﻟﻌﺪل‪ :‬اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ‪.‬‬

‫اﺻﻄﺪام اﻟﻔﺎرﺳﯿﻦ ‪:‬‬

‫ذھﺐ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ‪ :‬إﻟﻰ أﻧﮫ إذا اﺻﻄﺪم ﻓﺎرﺳﺎن ﻓﻤﺎت ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ دﯾﺔ اﻵﺧﺮ‪ ،‬وﺗﺘﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ‪،‬‬
‫وھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ :‬ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻧﺼﻒ دﯾﺔ ﺻﺎﺣﺒﮫ‪ ،‬ﻷن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻣﺎت ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺴﮫ وﻓﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻀﱠﻤﺎن‬
‫‪ .١‬ﺿﻤﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪاﺑﺔ ‪:‬‬
‫ﻟﻮ اﻧﻔﻠﺘﺖ داﺑﺔ ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﻣﺎﻻً‪ ،‬أو آدﻣﯿﺎً‪ ،‬ﻟﯿﻼً أو ﻧﮭﺎراً ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻌﻤ ﺪ ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪" :‬اﻟﻌﺠﻤ ﺎء‬
‫ﺟُﺮﺣﮭﺎ ﺟِﺒﺎر" ﺟِﺒﺎر أي ھﺪر‪ ] .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ [ ‪.‬‬

‫‪٢٧٣‬‬
‫وﻣﻦ رﻛﺐ داﺑﺔ ﻓﻀﺮﺑﮭﺎ رﺟﻞ أو ﻧﺨﺴﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻨﻔﺤﺖ إﻧﺴﺎﻧﺎً‪ ،‬أو ﺿﺮﺑﺘﮫ ﺑﯿﺪھﺎ‪ ،‬أو ﻧﻔﺮت ﻓﺼﺪﻣﺘﮫ ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﺎﺧﺲ دون‬
‫اﻟﺮاﻛﺐ‪ ،‬وإن ﻧﻔﺤﺖ اﻟﻨﺎﺧﺲ ﻛﺎن دﻣﮫ ھﺪراً‪ ،‬ﻷﻧﮫ ھﻮ اﻟﻤﺘﺴﺒﺐ‪ ،‬ﻓﺈن أﻟﻘﺖ اﻟﺮاﻛﺐ ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ ﻛﺎﻧﺖ دﯾﺘﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺔ اﻟﻨﺎﺧﺲ‪.‬‬
‫وإذا أﺻﺎﺑﺖ اﻟﺪاﺑﺔ اﻟﻤﻮﻗﻮﻓﺔ ﺷﯿﺌﺎً ﻟ ﻢ ﯾﻀ ﻤﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﮭﺎ إذا أوﻗﻔﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﮫ أن ﯾﻮﻗﻔﮭ ﺎ ﻓﯿ ﮫ ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ )اﻟﻌﺠﻤ ﺎء‬
‫ﺟﺮﺣﮭﺎ ﺟِﺒﺎر ( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎن ﻟﻠﺪاﺑﺔ ﻗﺎﺋﺪ‪ ،‬أو راﻛﺐ‪ ،‬أو ﺳﺎﺋﻖ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وأوﻗﻌﺖ ﺑﮫ ﺿﺮراً‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻀ ﻤﻦ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎﺑﺘﮫ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﻗﻀ ﻰ ﻋﻤ ﺮ‪،‬‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬي أﺟﺮى ﻓﺮﺳﮫ ﻓﻮﻃﻲء آﺧﺮ‪.‬‬
‫وﯾﺮى أھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ أﻧﮫ ﻻ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﻰ واﺣﺪ ﻣﻦ ھﺆﻻء ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﻌﺠﻤﺎء ﺟﺮﺣﮭ ﺎ ﺟِﺒ ﺎر‪،‬‬
‫واﻟﺒﺌﺮ ﺟﺒﺎر‪ ،‬واﻟﻤﻌْﺪِن ﺟﺒﺎر" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻣﺎ اﺳﺘﺪل ﺑﮫ اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻠﺪاﺑﺔ راﻛ ﺐ‪ ،‬وﻻ ﺳ ﺎﺋﻖ‪ ،‬وﻻ ﻗﺎﺋ ﺪ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺗﻠﻔﺘﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬
‫اﻟﻤﻌْﺪِن ‪ :‬ﺣﻔﺮة ﻓﻲ أرﺿﮫ ‪.‬‬

‫‪ .٢‬ﺿﻤﺎن ﻣﺎ أﺗﻠﻔﺘﮫ اﻟﻤﻮاﺷﻲ ﻣﻦ اﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر وﻏﯿﺮھﺎ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ -‬ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وأﻛﺜﺮ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺤﺠﺎز إﻟﻰ أن ﻣ ﺎ أﻓﺴ ﺪت اﻟﻤﺎﺷ ﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﮭ ﺎر ﻣ ﻦ ‪ :‬ﻧﻔ ﺲ‪ ،‬أو‬
‫ﻣﺎل‪ ،‬ﻟﻠﻐﯿﺮ‪ ،‬ﻓﻼ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‪ ،‬ﻷن ﻓﻲ ﻋﺮف اﻟﻨﺎس أن أﺻﺤﺎب اﻟﺤ ﻮاﺋﻂ اﻟﺒﺴ ﺎﺗﯿﻦ ﯾﺤﻔﻈﻮﻧﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﮭ ﺎر وأﺻ ﺤﺎب اﻟﻤﻮاﺷ ﻲ‬
‫ﯾﺴﺮﺣﻮﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﮭﺎر‪ ،‬وﯾﺮدوﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺮاح‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ھﺬه اﻟﻌﺎدة‪ ،‬ﻛﺎن ﺧﺎرﺟﺎً ﻋﻦ رﺳﻮم اﻟﺤﻔﻆ إﻟﻰ اﻟﺘﻀﯿﯿﻊ‪.‬‬
‫ھﺬا إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻌﮭﺎ ﻣﺎﻟﻜﮭﺎ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻌﻠﯿﮫ ﺿ ﻤﺎن ﻣ ﺎ أﺗﻠﻔﺘ ﮫ‪ ،‬ﺳ ﻮاء ﻛ ﺎن راﻛﺒﮭ ﺎ أو ﺳ ﺎﺋﻘﮭﺎ‪ ،‬أو ﻗﺎﺋ ﺪھﺎ‪ ،‬أو ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫واﻗﻔﺔ ﻋﻨﺪه‪ ،‬وﺳﻮاء أﺗﻠﻔﺖ ﺑﯿﺪھﺎ أو رﺟﻠﮭﺎ أو ﻓﻤﮭﺎ‪.‬‬
‫واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻟﻤﺬھﺒﮭﻢ ھﺬا‪ ،‬ﺑﻤﺎ رواه ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﮭﺎب ﻋﻦ ﺣﺮام ﺑﻦ ﺳ ﻌﯿﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻤُﺤﯿّﺼ ﺔ‪ :‬أن ﻧﺎﻗ ﺔ اﻟﺒ ﺮاء ﺑ ﻦ ﻋ ﺎزب دﺧﻠ ﺖ ﺣ ﺎﺋﻂ‬
‫)ﺑﺴﺘﺎن( رﺟ ﻞ ﻓﺄﻓﺴ ﺪت ﻓﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓﻘﻀ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬أن ﻋﻠ ﻰ أھ ﻞ اﻟﺤ ﻮاﺋﻂ ﺣﻔﻈﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﮭ ﺎر وأنﱠ ﻣ ﺎ أﻓﺴ ﺪت‬
‫اﻟﻤﻮاﺷﻲ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ﺿﺎﻣﻦ ﻋﻠﻰ أھﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ‪ :‬وھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وإن ﻛﺎن ﻣﺮﺳﻼً ﻓﮭﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﻣﺸﮭﻮر‪ ،‬أرﺳﻠﮫ اﻷﺋﻤﺔ‪ ،‬وﺣﺪّث ﺑ ﮫ اﻟﺜﻘ ﺎت‪ ،‬واﺳ ﺘﻌﻤﻠﮫ ﻓﻘﮭ ﺎء‬
‫اﻟﺤﺠﺎز‪ ،‬وﺗﻠﻘﻮه ﺑﺎﻟﻘَﺒﻮل‪ ،‬وﺟﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﮫ ‪ ،‬وﺣﺴﺒﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل أھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ وﺳﺎﺋﺮ أھﻞ اﻟﺤﺠﺎز ﻟﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪.‬‬
‫ھﺬا ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر‪ ،‬أﻣﺎ ﻏﯿﺮھﺎ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ‪ " :‬وإن أﺗﻠﻔﺖ اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﺰرع‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻀﻤﻦ‬
‫ﻣﺎﻟﻜﮭﺎ ﻣﺎ أﺗﻠﻔﺘﮫ‪ ،‬ﻟﯿﻼً ﻛﺎن أو ﻧﮭﺎراً ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﯾﺪه ﻋﻠﯿﮭﺎ" ‪.‬‬

‫‪ .٣‬ﺿﻤﺎن ﻣﺎ أﺗﻠﻔﺘﮫ اﻟﻄﯿﻮر‪:‬‬

‫ﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﻨﺤﻞ‪ ،‬واﻟﺤﻤﺎم‪ ،‬واﻷوز‪ ،‬واﻟﺪﺟﺎج ‪ ،‬واﻟﻄﯿﻮر ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻤﺎﺷﯿﺔ‪ ،‬وأﻧﮫ إذ اﻗﺘﻨﺎھﺎ وأرﺳﻠﮭﺎ ﻧﮭ ﺎراً ﻓﻠﻘﻄ ﺖ‬
‫ﺣﺒﺎً‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻀﻤﻦ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺎدة إرﺳﺎﻟﮭﺎ‪ .‬وﯾﺮى اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ‪ :‬أن ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻀﻤﺎن‪ ،‬ﻓﻤﻦ أﻃﻠﻘﮭﺎ ﻓﺄﺗﻠﻔﺖ ﺷﯿﺌﺎً ﺿﻤﻨﮫ‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ إن ﻛ ﺎن ﻟ ﮫ‬
‫ﻃﯿﺮ ﺟﺎرج‪ ،‬ﻛﺎﻟﺼﻘﺮ واﻟﺒﺎزي‪ ،‬ﻓﺄﻓﺴﺪ ﻃﯿﻮر اﻟﻨﺎس وﺣﯿﻮاﻧﺎﺗﮭﻢ ﺿﻤﻦ‪.‬وھﺬا اﻟﺮأي ھﻮ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪.‬‬

‫‪ .٤‬ﺿﻤﺎن ﻣﺎ أﺻﺎﺑﮫ اﻟﻜﻠﺐ أو اﻟﮭﺮ‪:‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ‪ " :‬وﻣﻦ اﻗﺘﻨﻰ ﻛﻠﺒ ﺎً ﻋﻘ ﻮراً ‪ ،‬ﻓﺄﻃﻠﻘ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻌﻘ ﺮ إﻧﺴ ﺎﻧﺎً ‪ ،‬أو داﺑ ﺔ‪ ،‬ﻟ ﯿﻼً أو ﻧﮭ ﺎراً ‪ -‬أو ﺧ ﺮق ﺛ ﻮب إﻧﺴ ﺎن‪ ،‬ﻓﻌﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ‬
‫ﺿﻤﺎن ﻣﺎ أﺗﻠﻔﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻣُﻔﺮﱢط ﺑﺎﻗﺘﻨﺎﺋﮫ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺪﺧﻞ إﻧﺴﺎن داره ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮫ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺿﻤﺎن ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻣﺘﻌﺪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻣﺘﺴﺒﺐ ﺑﻌﺪواﻧﮫ‪ ،‬إﻟﻰ‬
‫ﻋﻘﺮ اﻟﻜﻠﺐ ﻟﮫ‪ ،‬وإن دﺧﻞ ﺑﺈذن اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻓﻌﻠﯿﮫ ﺿﻤﺎﻧﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﺗﻼﻓﮫ" ‪.‬‬

‫‪ .٥‬ﺿﻤﺎن ﻣﺎ أﺗﻠﻔﺘﮫ اﻟﻨﺎر‪:‬‬

‫ﻣﻦ أوﻗﺪ ﻧﺎراً ﻓﻲ داره ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎد‪ ،‬ﻓﮭﺒﺖ اﻟﺮﯾﺢ ﻓﺄﻃﺎرت ﺷﺮارة أﺣﺮﻗﺖ ﻧﻔﺴﺎً أو ﻣﺎﻻً‪ ،‬ﻓﻼ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬ذﻛﺮ وﻛﯿﻊ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ‪ ،‬ﻋﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻐﺴﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أوﻗﺪ رﺟﻞ ﻧﺎراً ﻟﻨﻔﺴﮫ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺷﺮارة ﻣﻦ ﻧ ﺎر‪ ،‬ﺣﺘىﺄﺣﺮﻗ ﺖ ﺷ ﯿﺌﺎً ﻟﺠ ﺎره‪،‬‬
‫ﻗﺎل ﻓﻜﺘﺐ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﯾﻦ ﺣﺼﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻜﺘﺐ إﻟﯿ ﮫ‪ :‬أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬اﻟﻌﺠﻤ ﺎء ﺟﺒ ﺎر" وأرى أنﱠ‬
‫اﻟﻨﺎر ﺟِﺒﺎر‪.‬‬

‫‪ .٦‬ﻏﺮق اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺳﻔﯿﻨﺔ ﯾﻌﺒﺮ ﺑﮭﺎ اﻟﻨﺎس ودواﺑﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﻐﺮﻗﺖ ﺑﺪون ﺳﺒﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺿ ﻤﺎن ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓﯿﻤ ﺎ ﺗﻠ ﻒ ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن‬
‫ﻏﺮﻗﮭﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﮫ ﺿﻤﻦ‪.‬‬

‫‪ .٧‬ﺿﻤﺎن اﻟﻄﺒﯿﺐ‪:‬‬
‫ﻟﻢ ﯾﺨﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ أن اﻹﻧﺴﺎن إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﮫ دراﯾﺔ ﺑﺎﻟﻄﺐ‪ ،‬ﻓﻌﺎﻟﺞ ﻣﺮﯾﻀﺎً ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﮫ ﻣﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﻼج ﻋﺎھ ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻜ ﻮن‬
‫ﻣﺴﺆوﻻً ﻋﻦ ﺟﻨﺎﯾﺘﮫ‪ ،‬وﺿﺎﻣﻨﺎً ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﺣﺪث ﻣﻦ ﺿﺮر‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺑﻌﻤﻠﮫ ھﺬا ﻣﺘﻌﺪﯾﺎً ‪ ،‬وﯾﻜﻮن اﻟﻀﻤﺎن ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه ﻋﻤﺮو ﺑﻦ‬
‫ﺷﻌﯿﺐ‪ ،‬ﻋﻦ أﺑﯿﮫ‪ ،‬ﻋﻦ ﺟﺪه‪ ،‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺗَﻄﺒﱠﺐ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﻌﻠﻢ ﻣﻨﮫ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﻄﺐ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺿ ﺎﻣﻦ"‬
‫رواه أﺑﻮ داود‪ ،‬واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٦٠٢٩‬‬

‫‪٢٧٤‬‬
‫أﻣﺎ إذا أﺧﻄﺄ اﻟﻄﺒﯿﺐ‪ ،‬وھﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻄﺐ ‪،‬ﻓﺮأى اﻟﻔﻘﮭﺎء أﻧﮫ ﺗﻠﺰﻣﮫ اﻟﺪﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺘﮫ ﻋﻨﺪ أﻛﺜﺮھﻢ‪ .‬وﻗﯿ ﻞ‪ :‬ھ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺎﻟﮫ‪ .‬وﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻀﻤﺎن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷرواح‪ ،‬وﺗﻨﺒﯿﮫ اﻷﻃﺒﺎء إﻟﻰ واﺟﺒﮭﻢ‪ ،‬واﺗﺨﺎذ اﻟﺤﯿﻄﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎﻟﮭﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺤﯿ ﺎة‬
‫اﻟﻨﺎس‪.‬‬

‫‪ .٨‬اﻟﺤﺎﺋﻂ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻓﯿﻘﺘﻠﮫ‪:‬‬

‫إذا ﻣﺎل ﺣﺎﺋﻂ إﻟﻰ اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬أو إﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﺛﻢ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻓﻘﺘﻠﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن ﻗ ﺪ ﺳ ﺒﻖ أن ﻃﻮﻟ ﺐ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ ﺑﻨﻘﻀ ﮫ‪،‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﻨﻘﻀﮫ ﻣﻊ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺗﻠﻒ ﺑﺴﺒﺒﮫ‪ ،‬وإﻻ ﻓﻼ ﯾﻀﻤﻦ‪ .‬ھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻷﺣﻨﺎف وھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ‪.‬‬

‫‪ .٩‬ﺿﻤﺎن ﺣﺎﻓﺮ اﻟﺒﺌﺮ‪:‬‬

‫إذا ﺣﻔﺮ إﻧﺴﺎن ﺑﺌﺮاً ‪ ،‬ﻓﻮﻗﻊ ﻓﯿﮫ إﻧﺴﺎن‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺣﻔ ﺮ ﻓ ﻲ أرض ﯾﻤﻠﻜﮭ ﺎ‪ ،‬أو ﻓ ﻲ أرض ﻻ ﯾﻤﻠﻜﮭ ﺎ‪ ،‬واﺳ ﺘﺄذن اﻟﻤﺎﻟ ﻚ ﻻ ﺿ ﻤﺎن‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﺒﺌﺮ ﺟﺒﺎر" أي أن ﻣﻦ ﺗﺮدى ﻓﯿﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﮭﻠﻚ ﻓﮭﺪر ﻻ دﯾﺔ ﻟﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬إن ﺣﻔﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻀﻤﻦ‪ ،‬وإن ﺗﻌﺪى ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ ﺿﻤﻦ‪ .‬وﻣ ﻦ أﻣ ﺮ ﺷﺨﺼ ﺎً ﻣﻜﻠﻔ ﺎً أن‬
‫ﯾﻨﺰل ﺑﺌﺮاً ‪ ،‬أو أن ﯾﺼﻌﺪ ﺷﺠﺮة‪ ،‬ﻓﻔﻌﻞ ﻓﮭﻠﻚ ﺑﻨﺰوﻟﮫ اﻟﺒﺌﺮ‪ ،‬وﺻﻌﻮده اﻟﺸﺠﺮة‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻀﻤﻨﮫ اﻵﻣﺮ ﻟﻌﺪم إﻛﺮاھﮫ ﻟﮫ‪.‬‬
‫وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ اﻟﺤﺎﻛﻢ إذا اﺳﺘﺄﺟﺮ ﺷﺨﺼﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﻓﮭﻠﻚ‪ ،‬ﻓﻼ ﺿﻤﺎن‪ ،‬ﻟﻌﺪم اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ واﻟﺘﻌﺪي ﻣﻨﮫ‪ .‬وﻟﻮ ﺳﻠﱠﻢ إﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬أو وﻟﺪه‪،‬‬
‫إﻟﻰ ﺳﺎﺑﺢ ﯾُﺤﺴﻦ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻐﺮق ‪ ،‬ﻓﻼ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪ .١٠‬اﻹذن ﻓﻲ أﺧﺬ اﻟﻄﻌﺎم وﻏﯿﺮه‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ :‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷﺣ ﺪ أن ﯾﺤﻠ ﺐ ﻣﺎﺷ ﯿﺔ ﻏﯿ ﺮه إﻻ ﺑﺈذﻧ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﺿ ﻄﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺨﻤﺼ ﺔ‪ ،‬وﻣﺎﻟﻜﮭ ﺎ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﺣﺎﺿﺮ‪ ،‬ﻓﻠﮫ أن ﯾﺤﻠﺒﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺸﺮب ﻟﺒﻨﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻀﻤﻦ ﻟﻤﺎﻟﻜﮭﺎ‪ .‬وﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻃﻌﻤﺔ واﻟﺜﻤﺎر اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺮ‪ ،‬ﻷن اﻻﺿﻄﺮار ﻻ ﯾﺒﻄ ﻞ‬
‫ﺣﻖ اﻟﻐﯿﺮ‪.‬‬
‫روى ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ‪ ،‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ ،‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤﺘﻠ ﺒﻦﱠ أﺣ ﺪ ﻣﺎﺷ ﯿﺔ أﺣ ﺪ ﺑﻐﯿ ﺮ إذﻧ ﮫ‪ ،‬أﯾﺤ ﺐ‬
‫أﺣﺪﻛﻢ أن ﯾﺆﺗﻰ ﻣﺸﺮﺑﺘﮫ ﻓﺘﻜﺴﺮ ﺧﺰاﻧﺘﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻨﺘﻘﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻃﻌﺎﻣﮫ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺗﺨﺰن ﻟﮭﻢ ﺿﺮوع ﻣﻮاﺷﯿﮭﻢ أﻃﻌﻤﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺤﺘﻠﺒﻦﱠ أﺣﺪ ﻣﺎﺷ ﯿﺔ‬
‫أﺣﺪ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ" وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٧٥١٢‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬اﻟﻤﺸﺮﺑﺔ ‪ :‬ﻛﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﯾﻮﺿﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺘﺎع‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﺒﮫ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺿﺮوع اﻟﻤﻮاﺷﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻠ ﺒﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮﻓ ﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻔﻆ ﻓﯿﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺘﺎﻋﮫ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ إﺛﺒﺎت اﻟﻘﯿﺎس ورد اﻟﺸﻲء إﻟﻰ ﻧﻈﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ ﻻ ﯾﻀ ﻤﻦ ﻷن اﻟﻤﺴ ﺆوﻟﯿﺔ ﺗﺴ ﻘﻂ ﺑﺎﻹﺿ ﻄﺮار ﻟﻮﺟ ﻮد اﻹذن ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺎرع وﻻ ﯾﺠﺘﻤ ﻊ إذن وﺿ ﻤﺎن وﻣ ﺎ ذھ ﺐ إﻟﯿ ﮫ‬
‫اﻟﺠﻤﮭﻮر ھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫‪٢٧٥‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺒﯿﻮع‬
‫اﻟﺘﺒﻜﯿﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق ‪:‬‬
‫روى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﺻ ﺨﺮ اﻟﻐﺎﻣ ﺪي أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬اﻟﻠﮭ ﻢ ﺑ ﺎرك ﻷﻣﺘ ﻲ ﻓ ﻲ ﺑﻜﻮرھ ﺎ" ﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺤﻼل ‪ :‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ "أﻓﻀﻞ اﻟﻜﺴﺐ ﺑﯿﻊ ﻣﺒﺮور وﻋﻤﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﯿﺪه" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (١١٣٧‬‬

‫وﺟﻮب اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺼﺪى ﻟﻠﻜﺴﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﻤﺎ ﯾﺼﺤﺤﮫ وﯾُﻔﺴﺪه ﻟﺘﻘﻊ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﻔﺴﺎد‬
‫‪ .‬ﻓﻘﺪ ورد أن ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻛﺎن ﯾﻄﻮف ﺑﺎﻟﺴﻮق وﯾﻀﺮب ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎر ﺑﺎﻟﺪﱢرﱠة وﯾﻘﻮل " ﻻ ﯾﺒﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﻗﻨﺎ إﻻ ﻣ ﻦ ﯾﻔﻘ ﮫ‪ ،‬وإﻻ‬
‫أﻛﻞ اﻟﺮﺑﺎ ﺷﺎء أم أﺑﻰ" ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺒﯿﻊ‪ :‬ﻟﻐﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺒﺎدﻟﺔ وﺷﺮﻋﺎً ھﻮ ﻣﺒﺎدﻟﺔ ﻣﺎل ﺑﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺘﺮاﺿﻲ أو ﻧﻘﻞ ﻣِﻠﻚٍ ﺑِﻌَﻮَضٍ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺄذون ﻓﯿﮫ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺒﯿﻊ ‪ :‬اﻟﺒﯿﻊ ﻣﺸﺮوع ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﯾﺰ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأﺣﻞ اﷲ اﻟﺒﯿﻊ وﺣﺮم اﻟﺮﺑﺎ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪ . (٢٧٥‬وﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﻘﻮﻟﯿﺔ واﻟﻔﻌﻠﯿﺔ‬
‫ﻣﻌﺎً ﻓﻘﺪ ﺑﺎع اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﺷﺘﺮى وﻗﺎل " أﻓﻀﻞ اﻟﻜﺴﺐ ﻋﻤﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﯿﺪه وﻛﻞ ﺑﯿﻊ ﻣﺒﺮور" ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺮور ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻏﺶ ﻓﯿﮫ وﻻ ﺧﺪاع ‪.‬‬
‫واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺒﯿﻊ ‪ :‬ھﻲ ﺑﻠﻮغ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺎﺟﺘﮫ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ﯾﺪ أﺧﯿﮫ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﺮج وﻻ ﻣﻀﺮة‪.‬‬

‫أرﻛﺎﻧﮫ ‪ :‬أرﻛﺎن اﻟﺒﯿﻊ ﺧﻤﺴﺔ ‪ ،‬وھﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺒﺎﺋﻊ ‪ ،‬وﻻﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻤﺎ ﯾﺒﯿﻊ ‪ ،‬أو ﻣﺄذوﻧﺎً ﻟﮫ ﻓﻲ ﺑﯿﻌﮫ‪ ،‬رﺷﯿﺪاً ﻏﯿﺮ ﺳﻔﯿﮫ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮي‪ ،‬وﻻﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن ﺟﺎﺋﺰ اﻟﺘﺼﺮف ﺑﺄن ﻻ ﯾﻜﻮن ﺳﻔﯿﮭﺎً ‪ ،‬وﻻ ﺻﺒﯿﺎً ﻟﻢ ﯾﺆذن ﻟﮫ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﯿﻊ ‪ -‬اﻟﻤﺜﻤﻦ ‪ -‬وﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺒﺎﺣﺎً ﻃﺎھﺮاً ﻣﻘﺪوراً ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﯿﻤﮫ‪ ،‬ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﻟﺪى اﻟﻤﺸﺘﺮي وﻟﻮ ﺑﻮﺻﻔﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وھﻲ اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﺑ ﺎﻟﻘﻮل ﻧﺤ ﻮ ‪ :‬ﺑﻌﻨ ﻲ ﻛ ﺬا‪ ،‬ﻓﯿﻘ ﻮل اﻟﺒ ﺎﺋﻊ‪ :‬ﺑﻌﺘ ﻚ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﻛ ﺄن ﯾﻘ ﻮل‪ :‬ﺑﻌﻨ ﻲ ﺛﻮﺑ ﺎً ﻣ ﺜﻼً ‪،‬‬
‫ﻓﯿﻨﺎوﻟﮫ إﯾﺎه‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺘﺮاﺿ ﻲ ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾﺼ ﺢ ﺑﯿ ﻊ ﺑ ﺪون رﺿ ﺎ اﻟﻄ ﺮﻓﯿﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " إﻧﻤ ﺎ اﻟﺒﯿ ﻊ ﻋ ﻦ ﺗ ﺮاض" رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻜﺮه‪.‬‬

‫اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ‬
‫اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ ﻗﺴﻤﺎن‪:‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول‪ :‬ﺻﺤﯿﺢ ﻻزم‪.‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺒﻄﻞ ﻟﻠﻌﻘﺪ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻷول‪ :‬ﻣﺎ واﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺜﻞ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﺷﺘﺮاط ﻣﻌﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﯿﻊ‪ ،‬ﻛﺸﺮط وﺻﻒ ﻣﻌﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻓﺈن وﺟﺪ اﻟﻮﺻﻒ ﺻﺢ اﻟﺒﯿﻊ وإﻻ ﺑﻄﻞ ﻛﺄن ﯾﺸﺘﺮط ﻣﺸﺘﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب أن‬
‫ﯾﻜﻮن ورﻗﮫ أﺻﻔﺮ أو ﻓﻲ ﻣﻨﺰل أن ﯾﻜﻮن ﺑﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺪ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺷﺮط ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺜﻞ ﺷﺮوط ﺗﺄﺟﯿﻞ اﻟﺜﻤﻦ أو ﺗﺄﺟﯿﻞ ﺑﻌﻀﮫ‪ .‬ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺢ "اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮوﻃﮭﻢ "‪.‬‬
‫ﺷﺮط ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻧﻔﻊ ﻣﻌﻠﻮم ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ أو اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﺎع داراً واﺷﺘﺮط ﻣﻨﻔﻌﺘﮭﺎ ﻣﺪة ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺴﻜﻨﮭﺎ ﺷ ﮭﺮاً أو ﺷ ﮭﺮﯾﻦ‪ .‬وﻛ ﺬﻟﻚ‬
‫ﻟﻮ ﺑﺎع داﺑﺔ واﺷﺘﺮط أن ﺗﺤﻤﻠﮫ إﻟﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻣﻌ ﯿﻦ‪ .‬ﻟﻤ ﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ‪ :‬أن ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﺎع اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺟﻤ ﻼً‬
‫واﺷﺘﺮط ﻇﮭﺮه إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﯾﺼﺢ أن ﯾﺸﺘﺮط اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻧﻔﻌﺎً ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﻛﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﺎﻋ ﮫ إﻟ ﻰ ﻣﻮﺿ ﻊ ﻣﻌﻠ ﻮم‪ ،‬أو ﺗﻜﺴ ﯿﺮه أو ﺧﯿﺎﻃﺘ ﮫ أو‬
‫ﺗﻔﺼﯿﻠﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ‪ ،‬اﻟﺸﺮط اﻟﻔﺎﺳﺪ وھﻮ أﻧﻮاع ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻣﺎ ﯾﺒﻄﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ أﺻﻠﮫ ﻛﺄن ﯾﺸﺘﺮط ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ ﻋﻘ ﺪاً آﺧ ﺮ ﻣﺜ ﻞ ﻗ ﻮل اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﻟﻠﻤﺸ ﺘﺮي‪ :‬أﺑﯿﻌ ﻚ ھ ﺬا ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺒﯿﻌﻨ ﻲ ﻛ ﺬا أو‬
‫ﺗﻘﺮﺿﻨﻲ‪ .‬ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤﻞ ﺳﻠﻒ وﺑﯿﻊ وﻻ ﺷﺮﻃﺎن ﻓﻲ ﺑﯿﻊ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء‪ .‬ﻗﺎل أﺣﻤﺪ‪ :‬وﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ذﻟ ﻚ ﻣﺜ ﻞ أن ﯾﻘ ﻮل‪ :‬ﺑﻌﺘ ﻚ ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺰوﺟﻨ ﻲ اﺑﻨﺘ ﻚ أو ﻋﻠ ﻰ أن أزوﺟ ﻚ‬
‫اﺑﻨﺘﻲ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﻛﻠﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ وھﻮ ﻗﻮل أﺑﻰ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪.‬‬

‫‪٢٧٦‬‬
‫‪ .٢‬ﻣﺎ ﯾﺼﺢ ﻣﻌﮫ اﻟﺒﯿﻊ وﯾﺒﻄﻞ اﻟﺸﺮط وھﻮ اﻟﺸﺮط اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻟﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ اﺷﺘﺮط اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي أﻻ ﯾﺒﯿﻊ اﻟﻤﺒﯿﻊ‬
‫أو ﻻ ﯾﮭﺒ ﮫ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻛ ﻞ ﺷ ﺮط ﻟ ﯿﺲ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ ﻓﮭ ﻮ ﺑﺎﻃ ﻞ وإن ﻛ ﺎن ﻣﺎﺋ ﺔ‬
‫ﺷ ﺮط" ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ .‬وإﻟ ﻰ ھ ﺬا ذھ ﺐ أﺣﻤ ﺪ واﻟﺤﺴ ﻦ واﻟﺸ ﻌﺒﻲ واﻟﻨﺨﻌ ﻲ واﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻟﯿﻠ ﻰ وأﺑ ﻲ ﺛ ﻮر‪ ،‬وﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﺣﯿﻨﻔ ﺔ‬
‫واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬اﻟﺒﯿﻊ ﻓﺎﺳﺪ‪ ،‬وﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي واﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻣﺎ ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﻣﻌﮫ ﺑﯿﻊ ﻣﺜﻞ ﺑﻌﺘﻚ إن رﺿﻲ ﻓﻼن أو إن ﺟﺌﺘﻨﻲ ﺑﻜﺬا ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺑﯿﻊ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬

‫اﻟﺨﯿــــﺎر‬

‫ھﻮ ﻃﻠﺐ ﺧﯿﺮ اﻷﻣﺮﯾﻦ ﻣﻦ اﻹﻣﻀﺎء أو اﻹﻟﻐﺎء وھﻮ أﻗﺴﺎم ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫أوﻻً‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﻤﺠﻠﺲ‬

‫إذا ﺣﺼ ﻞ اﻹﯾﺠ ﺎب واﻟﻘﺒ ﻮل ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸ ﺘﺮي وﺗ ﻢ اﻟﻌﻘ ﺪ ﻓﻠﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ﺣ ﻖ إﺑﻘ ﺎء اﻟﻌﻘ ﺪ أو إﻟﻐﺎﺋ ﮫ ﻣ ﺎ داﻣ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺲ ) أي ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺪ ( ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﺘﻔﺮﻗ ﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﯾﺤ ﺪث أن ﯾﺘﺴ ﺮع أﺣ ﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗ ﺪﯾﻦ ﻓ ﻲ اﻹﯾﺠ ﺎب أو اﻟﻘﺒ ﻮل ﺛ ﻢ ﯾﺒ ﺪو ﻟ ﮫ أن ﻣﺼ ﻠﺤﺘﮫ‬
‫ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻋﺪم إﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﺠﻌﻞ ﻟﮫ اﻟﺸﺎرع ھﺬا اﻟﺤﻖ ﻟﺘﺪارك ﻣﺎ ﻋﺴﻰ أن ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟﺘﺴﺮع‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﻜﯿﻢ ﺑﻦ ﺣﺰام أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺒﯿّﻌﺎن ﺑﺎﻟﺨﯿﺎر ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺘﻔﺮﻗﺎ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫ﺻﺪﻗﺎ وﺑﯿﱠﻨﺎ ﺑﻮرك ﻟﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﯿﻌﮭﻤﺎ‪ ،‬وإن ﻛﺘﻤﺎ وﻛﺬﺑﺎ ﻣﺤﻘﺖ ﺑﺮﻛﺔ ﺑﯿﻌﮭﻤﺎ"‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﺸﺮط ﻟﻤﺪة ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ‬

‫ﺧﯿﺎر اﻟﺸﺮط ھﻮ أن ﯾﺸﺘﺮي أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﯿﻦ ﺷﯿﺌﺎً ﻋﻠﻰ أن ﻟﮫ اﻟﺨﯿﺎر ﻣ ﺪة ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺔ إن ﺷ ﺎء أﻧﻔ ﺬ اﻟﺒﯿ ﻊ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺪة وإن‬
‫ﺷﺎء أﻟﻐﺎه‪ ،‬وﯾﺠﻮز ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻣﻌﺎً وﻷﺣﺪھﻤﺎ إذا اﺷﺘﺮﻃﮫ‪ ،‬واﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺘﮫ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻞ ﺑﯿﱢﻌﯿﻦ ﻻ ﺑﯿﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻔﺮﱠﻗﺎ إﻻ ﺑﯿﻊ اﻟﺨﯿﺎر" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬أي ﻻ ﯾﻠﺰم اﻟﺒﯿﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻔﺮﱠﻗﺎ‬
‫إﻻ إذا‬
‫اﺷﺘﺮط أﺣﺪھﻤﺎ أوﻛﻼھﻤﺎ ﺷﺮط اﻟﺨﯿﺎر ﻣﺪة ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﻌﯿﺐ‬

‫ﺣﺮﻣﺔ ﻛﺘﻤﺎن اﻟﻌﯿﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﯿﻊ ‪:‬‬
‫ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺒﯿﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﮭﺎ ﻋﯿﺐ دون ﺑﯿﺎﻧﮫ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻟﻤﺴﻠﻢ أﺧﻮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎع ﻣﻦ أﺧﯿﮫ ﺑﯿﻌﺎً‬
‫وﻓﯿﮫ ﻋﯿﺐ إﻻ ﺑﯿﻨﮫ " رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ ﻏﺸﻨﺎ ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻨﺎ" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺒﯿﻊ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻟﻌﯿﺐ ‪:‬‬

‫وﻣﺘﻰ ﺗﻢ اﻟﻌﻘﺪ وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻟﻌﯿﺐ ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻜﻮن ﻻزﻣﺎً وﻻ ﺧﯿﺎر ﻟﮫ ﻷﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﮫ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮي‬
‫ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﮫ ﺛﻢ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻘﻊ ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻻزﻣﺎً‪ ،‬وﻟﮫ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ أن ﯾﺮد اﻟﻤﺒﯿ ﻊ وﯾﺄﺧ ﺬ اﻟ ﺜﻤﻦ اﻟ ﺬي دﻓﻌ ﮫ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ وﺑﯿﻦ أن ﯾﻤﺴﻜﮫ وﯾﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻞ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﯿﺐ إﻻ إذا رﺿﻲ ﺑﮫ أو وﺟﺪ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺪل ﻋﻠﻰ رﺿﺎه ﻛﺄن ﯾﻌﺮض ﻣﺎاﺷﺘﺮاه ﻟﻠﺒﯿﻊ أو ﯾﺴﺘﻐﻠﮫ أو ﯾﺘﺼﺮف ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬إن اﻟﺤﺴﻦ وﺷﺮﯾﺤﺎً وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ واﺑﻦ أﺑ ﻲ ﻟﯿﻠ ﻰ واﻟﺜ ﻮري وأﺻ ﺤﺎب اﻟ ﺮأي ﯾﻘﻮﻟ ﻮن ‪ :‬إذا اﺷ ﺘﺮى ﺳ ﻠﻌﺔ‬
‫ﻓﻌﺮﺿﮭﺎ ﻟﻠﺒﯿﻊ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﺎﻟﻌﯿﺐ ﺑﻄﻞ ﺧﯿﺎره‪ .‬وھﺬا ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪.‬‬

‫اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﯿﻦ ‪:‬‬

‫إذا اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﺎن ﻓﯿﻤﻦ ﺣﺪث ﻋﻨﺪه اﻟﻌﯿﺐ ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻤﺎل وﻻ ﺑﯿﻨﺔ ﻷﺣﺪھﻤﺎ ﻓﺎﻟﻘﻮل ﻗ ﻮل اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﻣ ﻊ ﯾﻤﯿﻨ ﮫ وﻗ ﺪ ﻗﻀ ﻰ ﺑ ﮫ‬
‫ﻋﺜﻤﺎن‪.‬‬
‫وﻗﯿﻞ‪ :‬اﻟﻘﻮل ﻗﻮل اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻣﻊ ﯾﻤﯿﻨﮫ وﯾﺮده ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ ‪.‬‬

‫ﺷﺮاء اﻟﺒﯿﺾ اﻟﻔﺎﺳﺪ ‪ :‬ﻣﻦ اﺷﺘﺮى ﺑﯿﺾ اﻟﺪﺟﺎج ﻓﻜﺴ ﺮه ﻓﻮﺟ ﺪه ﻓﺎﺳ ﺪاً رﺟ ﻊ ﺑﻜ ﻞ اﻟ ﺜﻤﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ إذا ﺷ ﺎء ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ھ ﺬه‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻜﻮن ﻓﺎﺳﺪاً ﻟﻌﺪم ﻣﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺒﯿﻊ وﻟﯿﺲ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺮده إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻓﯿﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺨﺮاج ﺑﺎﻟﻀﻤﺎن‪ :‬وإذا اﻧﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﻤﺒﯿﻊ ﻓﺎﺋﺪة ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻔﺎﺋﺪة ﯾﺴﺘﺤﻘﮭﺎ )‬
‫أي ﯾﺴﺘﺤﻘﮭﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮي ( ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪" :‬اﻟﺨ ﺮاج ﺑﺎﻟﻀ ﻤﺎن" رواه أﺣﻤ ﺪ‬
‫وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫أي أن اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻤﺎﻧﮫ ﻟﮫ ﻟﻮ ﺗﻠﻒ ﻋﻨﺪه‪ ،‬ﻓﻠﻮ اﺷﺘﺮى ﺑﮭﯿﻤﺔ واﺳﺘﻐﻠﮭﺎ أﯾﺎﻣﺎً ﺛﻢ‬
‫ﻇﮭﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﯿﺐ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ ﺑﻘﻮل أھﻞ اﻟﺨﺒﺮة ﻓﻠﮫ ﺣﻖ اﻟﻔﺴﺦ وﻟﮫ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻻﺳﺘﻐﻼل دون أن ﯾﺮﺟﻊ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺸﻲء‪.‬‬

‫‪٢٧٧‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﯾﺎت ‪ :‬أن رﺟﻼً اﺑﺘﺎع ﻏﻼﻣﺎً ﻓﺎﺳﺘﻐﻠﮫ ﺛﻢ وﺟﺪ ﺑﮫ ﻋﯿﺒﺎً ﻓﺮده ﺑﺎﻟﻌﯿﺐ‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﺒﺎﺋﻊ‪ :‬ﻋﺒﺪي ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "اﻟﻐَﻠﱠﺔُ ﺑﺎﻟﻀﱠﻤﺎن" رواه أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﺘﺪﻟﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ ‪:‬‬

‫إذا دﻟﺲ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﮫ اﻟﺜﻤﻦ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ ذﻟﻚ )ﻛﺄن ﯾﻈﮭﺮ اﻟﺤﺴﻦ وﯾُﺨﻔﻲ اﻟﻘﺒﯿﺢ( وﻟﻠﻤﺸﺘﺮي ﺧﯿﺎر اﻟﺮد‬
‫ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪ ،‬وﻗﯿﻞ أن اﻟﺨﯿﺎر ﯾﺜﺒﺖ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺤﺮﻣﺔ ﻓﻠﻠﻐﺶ واﻟﺘﻐﺮﯾﺮ واﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻏﺸﻨﺎ‬
‫ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻨﺎ " ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺛﺒﻮت ﺧﯿﺎر اﻟﺮد ﻓﻠﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻤﺎ رواه ﻋﻨﮫ أﺑﻮ ھﺮﯾ ﺮة " ﻻ ﺗﺼ ﺮوا اﻹﺑ ﻞ واﻟﻐ ﻨﻢ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ اﺑﺘﺎﻋﮭ ﺎ‬
‫ﻓﮭﻮ ﺑﺨﯿﺮ اﻟﻨﻈﺮﯾﻦ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺤﻠﺒﮭﺎ إن ﺷﺎء أﻣﺴﻚ وإن ﺷﺎء ردھﺎ وﺻﺎﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﺗﺼﺮوا‪ :‬أي ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮا ﻟﺒﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﺿﺮﻋﮭﺎ أﯾﺎﻣﺎً ﺣﺘﻰ ﯾﻌﻈﻢ ﻓﺘﺸﺘﺪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ‪" :‬ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ أﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻐ ﺶ وأﺻ ﻞ ﻓ ﻲ أﻧ ﮫ أي اﻟﺘ ﺪﻟﯿﺲ ﻻ ﯾﻔﺴ ﺪ أﺻ ﻞ اﻟﺒﯿ ﻊ‪ ،‬وأﺻ ﻞ ﻓ ﻲ أن ﻣ ﺪة‬
‫اﻟﺨﯿﺎر ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪ ،‬وأﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺘﺼﺮﯾﺔ وﺛﺒﻮت اﻟﺨﯿﺎر ﺑﮭﺎ"‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺘﺪﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺪون ﻗﺼﺪ اﻧﺘﻔﺖ اﻟﺤﺮﻣﺔ ﻣﻊ ﺛﺒﻮت‬
‫اﻟﺨﯿﺎر ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي دﻓﻌﺎً ﻟﻠﻀﺮر ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً ‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﻐُﺒْﻦِ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء ‪:‬‬

‫اﻟﻐﺒﻦ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ﻛﺄن ﯾﺒﯿﻊ ﻣﺎ ﯾﺴﺎوي ﺧﻤﺴﺔ ﺑﺜﻼﺛﺔ‪ .‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي ﻛﺄن ﯾﺸﺘﺮي ﻣﺎ ﻗﯿﻤﺘﮫ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺑﺨﻤﺴﺔ‪ .‬ﻓﺈذا ﺑﺎع اﻹﻧﺴﺎن أو اﺷﺘﺮى وﻏﺒﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ اﻟﺨﯿﺎر ﻓﻲ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ وﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺸﺮط أن ﯾﻜ ﻮن ﺟ ﺎھﻼً ﺛﻤ ﻦ اﻟﺴ ﻠﻌﺔ‪،‬‬
‫وﻻ ﯾﺤﺴﻦ اﻟﻤﻤﺎﻛﺴﺔ ﻷﻧﮫ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻣﺸﺘﻤﻼً ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪاع اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻨﺰه ﻋﻨﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﺣﺪث ھﺬا ﻛﺎن ﻟﮫ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ إﻣﻀﺎء اﻟﻌﻘﺪ أو إﻟﻐﺎﺋﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ھﻞ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻐﺒﻦ ؟ ﻗﯿﺪه ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﻐﺒﻦ‬
‫اﻟﻔﺎﺣﺶ‪ ،‬وﻗﯿﺪه ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﺄن ﯾﺒﻠﻎ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﯿﻤﺔ‪ ،‬وﻗﯿﺪه اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻐﺒﻦ‪،‬وإﻧﻤﺎ ذھﺒﻮا إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺘﻘﯿﯿ ﺪ ﻷن اﻟﺒﯿ ﻊ ﻻ ﯾﻜ ﺎد ﯾﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﻄﻠﻖ اﻟﻐﺒﻦ‪،‬وﻷن اﻟﻘﻠﯿﻞ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة‪.‬‬
‫وأوﻟﻰ ھﺬه اﻵراء أن اﻟﻐﺒﻦ ﯾﻘﯿﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮف واﻟﻌﺎدة‪،‬ﻓﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮه اﻟﻌﺮف واﻟﻌﺎدة ﻏﺒﻨﺎً ﺛﺒﺖ ﻓﯿﮫ اﻟﺨﯿﺎر‪،‬وﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻌﺘﺒﺮاه ﻻ ﯾﺜﺒﺖ‬
‫ﻓﯿﮫ‪،‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺣﻤﺪ وﻣﺎﻟﻚ وﻗﺪ اﺳﺘﺪﻻ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ‪ :‬ذﻛ ﺮ رﺟ ﻞ ‪ -‬اﺳ ﻤﮫ‬
‫ﺣﺒﺎن ﺑﻦ ﻣﻨﻘﺬ ‪ -‬ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﯾُﺨﺪع ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮع ﻓﻘﺎل ‪ :‬إذا ﺑﺎﯾﻌﺖ ﻓﻘﻞ ‪ :‬ﻻ ﺧِﻼﺑﺔ" ) أي ﻻ ﺧﺪﯾﻌﺔ(‪.‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﺒﯿﻮع اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺔ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺑﯿﻊ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﻗﺒﻀﮭﺎ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺸﺘﺮي ﺳﻠﻌﺔ ﺛﻢ ﯾﺒﯿﻌﮭﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺒﻀﮭﺎ ﻣﻤ ﻦ اﺷ ﺘﺮاھﺎ ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳ ﻠﻢ " إذ اﺑﺘﻌ ﺖ ﻃﻌﺎﻣ ﺎً ﻓ ﻼ ﺗﺒﻌ ﮫ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﺘﻮﻓﯿﮫ" رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‪ .‬وﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻻ ﺗﺒ ﻊ ﻣ ﺎ ﻟ ﯿﺲ ﻋﻨ ﺪك "‬
‫أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺸﺘﺮي أﺧﻮه اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻣ ﺜﻼً‪ ،‬ﻓﯿﻘ ﻮل ﻟ ﮫ ردھ ﺎ إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮭﺎ وأﻧ ﺎ‬
‫أﺑﯿﻌﮭﺎ ﻟﻚ ﺑﺄرﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﻮل ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻌﺔ اﻓﺴ ﺦ اﻟﺒﯿ ﻊ وأﻧ ﺎ أﺷ ﺘﺮﯾﮭﺎ ﻣﻨ ﻚ ﺑﺴ ﺘﺔ وذﻟ ﻚ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺒﻊ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﯿﻊ ﺑﻌﺾ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺑﯿﻊ اﻟﻨﺠﺶ ‪ :‬ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻢ أن ﯾﻌﻄ ﻲ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻌﺔ ﺷ ﯿﺌﺎً ھ ﻮ ﻻ ﯾﺮﯾ ﺪ ﺷ ﺮاءھﺎ ‪ ،‬وإﻧﻤ ﺎ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ أن ﯾﻘﺘ ﺪي ﺑ ﮫ اﻟﺴﱡ ﻮام ﻓﯿﻐ ﺮر‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺸﺘﺮي‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﻮل ﻟﻤﻦ ﯾﺮﯾﺪ ﺷﺮاءھﺎ‪ :‬إﻧﮭﺎ ﻣﺸﺘﺮاة ﺑﻜﺬا وﻛﺬا ﻛﺎذﺑﺎً ﻟﯿﻐﺮر ﺑﺎﻟﻤﺸﺘﺮي وﺳﻮاء ﺗﻮاﻃﺄ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‬
‫أم ﻻ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ " :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺠﺶ" وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫" وﻻ ﺗﻨﺎﺟﺸﻮا" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺤﺮم و اﻟﻨﺠﺲ ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ ﻣﺤﺮﻣﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻧﺠﺴﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻣﻔﻀﯿﺎً إﻟﻰ ﺣﺮام‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠ ﻮز ﺑﯿ ﻊ ﺧﻤ ﺮ وﻻ ﺧﻨﺰﯾ ﺮ‪،‬‬
‫وﻻ ﻣﯿﺘ ﺔ‪ ،‬وﻻ ﺻ ﻨﻢ‪ ،‬وﻻ ﻋﻨ ﺐ ﻟﻤ ﻦ ﯾﺘﺨ ﺬه ﺧﻤ ﺮاً ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إن اﷲ ﺣ ﺮم ﺑﯿ ﻊ اﻟﺨﻤ ﺮ واﻟﻤﯿﺘ ﺔ واﻟﺨﻨﺰﯾ ﺮ‬
‫واﻷﺻﻨﺎم " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﺒﺲ اﻟﻌﻨﺐ أﯾﺎم اﻟﻘﻄ ﺎف ﺣﺘ ﻰ ﯾﺒﯿﻌﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﯾﮭ ﻮدي أو ﻧﺼ ﺮاﻧﻲ ‪ ،‬أو ﻣﻤ ﻦ ﯾﺘﺨ ﺬھﺎ‬
‫ﺧﻤﺮاً ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺤﻢ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﺼﯿﺮة" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﺑﻠﻮغ اﻟﻤﺮام‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺑﯿﻊ اﻟﻐﺮر‪ :‬وھﻮ ﻛﻞ ﺑﯿﻊ اﺣﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎﻟﺔ أو ﺗﻀﻤﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮة وﻗﺪ ﻧﮭﻰ ﻋﻨﮫ اﻟﺸﺎرع وﻣﻦ أﻧﻮاع ﺑﯿﻮع اﻟﻐﺮر‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺑﯿﻊ اﻟﺤﺼﺎة‪:‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻛﺎن أھﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﯾﻌﻘﺪون ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﯿﻦ ﻣﺴﺎﺣﺘﮭﺎ ﺛﻢ ﯾﻘﺬﻓﻮن اﻟﺤﺼﺎة ﺣﺘﻰ إذا اﺳ ﺘﻘﺮت ﻛ ﺎن ﻣ ﺎ وﺻ ﻠﺖ إﻟﯿ ﮫ ھ ﻮ‬
‫ﻣﻨﺘﮭﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬
‫أو ﯾﺒﺘﺎﻋﻮن اﻟﺸﯿﺊ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ ﻋﯿﻨﮫ ﺛﻢ ﯾﻘﺬﻓﻮن ﺑﺎﻟﺤﺼ ﺎة ﻓﻤ ﺎ وﻗﻌ ﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻛ ﺎن ھ ﻮ اﻟﻤﺒﯿ ﻊ ‪ ،‬وﯾﺴ ﻤﻰ ھ ﺬا ﺑﯿ ﻊ اﻟﺤﺼ ﺎة ‪،‬وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﺑﯿﻊ اﻟﺤﺼﺎة وﻋﻦ ﺑﯿﻊ اﻟﻐﺮر"رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺿﺮﺑﺔ اﻟﻐﻮاص‪:‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺒﺘﺎﻋﻮن ﻣﻦ اﻟﻐﻮاص ﻣﺎ ﻗﺪ ﯾﻌﺜﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻟﻘﻄﺎت اﻟﺒﺤﺮ ﺣﯿﻦ ﻏﻮﺻﮫ وﯾﻠﺰﻣﻮن اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﯿﻦ ﻓﯿﺪﻓﻊ اﻟﻤﺸﺘﺮي اﻟﺜﻤﻦ وﻟﻮ ﻟﻢ‬
‫ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﯿﺊ ‪ ،‬وﯾﺪﻓﻊ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﯿﮫ وﻟﻮ ﺑﻠﻎ أﺿﻌﺎف ﻣﺎ أﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ‪،‬وﯾﺴﻤﻰ ھﺬا ﺿﺮﺑﺔ اﻟﻐﻮاص‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺑﯿﻊ اﻟﻨﺘﺎج‪:‬‬
‫وھﻮ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎج اﻟﻤﺎﺷﯿﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﺘﺞ وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺿﺮوﻋﮭﺎ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ‪.‬‬

‫‪٢٧٨‬‬
 ‫د‪ -‬ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻼﻣﺴﺔ‪:‬‬
‫وھﻮ أن ﯾﻠﻤﺲ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺛﻮب ﺻﺎﺣﺒﮫ أو ﺳﻠﻌﺘﮫ ﻓﯿﺠﺐ اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺬﻟﻚ دون ﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﮭﺎ او ﺗﺮاضٍ ﻋﻨﮭﺎ‪.‬‬
‫ھـ‪ -‬ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻨﺎﺑﺬة‪:‬‬
‫وھﻮ أن ﯾﻨﺒﺬ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻣﺎ ﻣﻌﮫ وﯾﺠﻌﻼن ذﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎً ﻟﻠﺒﯿﻊ دون ﺗﺮاض ﻣﻨﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫و‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ‪:‬‬
‫واﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ ﺑﯿﻊ اﻟﺰرع ﺑﻜﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﻣﻌﻠﻮم‪.‬‬
‫ز‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺰاﺑﻨﺔ‪:‬‬
‫واﻟﻤﺰاﺑﻨﺔ ﺑﯿﻊ ﺛﻤﺮ اﻟﻨﺨﻞ ﺑﺄوﺳﺎق ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮ‪.‬‬
‫ح‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺨﺎﺿﺮة‪:‬‬
‫واﻟﻤﺨﺎﺿﺮة ﺑﯿﻊ اﻟﺜﻤﺮة اﻟﺨﻀﺮاء ﻗﺒﻞ ﺑﺪو ﺻﻼﺣﮭﺎ‪.‬‬
‫ط‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﺼﻮف ﻓﻲ اﻟﻈﮭﺮ‪:‬‬
‫ك‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﺴﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﺒﻦ‪:‬‬
‫ل‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ ﺣﺒَﻞ اﻟﺤَﺒﻠﺔ ‪.‬‬
‫م‪ -‬وﻣﻨﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﺴﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء‪.‬‬
‫* ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ واﻟﻤﺨﺎﺿﺮة واﻟﻤﻼﻣﺴﺔ واﻟﻤﻨﺎﺑﺬة" أﺧﺮﺟﮫ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وﻋﻦ راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل ‪ ":‬ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺤﺎﻗﻠ ﺔ واﻟﻤﺰاﺑﻨ ﺔ "‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷرﻧﺎؤوط ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل رﻗﻢ )‪. (٢٠٣‬وﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ‪ :‬ﻛﺎن أھ ﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ﯾﺘﺒ ﺎﯾﻌﻮن ﻟﺤ ﻮم‬
‫اﻟﺠﺰور إﻟﻰ ﺣﺒﻞ اﻟﺤﺒﻠﺔ‪ .‬وﺣﺒﻞ اﻟﺤﺒﻠﺔ‪ :‬أن ﺗﻨﺘﺞ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮭﺎ ﺛﻢ ﺗﺤﻤ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﻧﺘﺠ ﺖ ﻓﻨﮭ ﺎھﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﺗﺒﯿﻌﻮا اﻟﺜﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﺪو ﺻﻼﺣﮫ وﻻ ﺗﺒﯿﻌﻮا اﻟﺜﻤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤ ﺎ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬه اﻟﺒﯿﻮع وأﻣﺜﺎﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻧﮭﻰ ﻋﻨﮭﺎ اﻟﺸﺎرع ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻏﺮر وﺟﮭﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺣﺮﻣﺔ ﺷﺮاء اﻟﻤﻐﺼﻮب واﻟﻤﺴﺮوق‪ :‬ﯾﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺸﺘﺮي ﺷﯿﺌﺎً وھﻮ ﯾﻌﻠﻢ أﻧﮫ أُﺧ ﺬ ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ ﺑﻐﯿ ﺮ ﺣ ﻖ‪ ،‬ﻷن أﺧ ﺬه‬
‫ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ ﯾﻨﻘﻞ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻣﻦ ﯾﺪ ﻣﺎﻟﻜﮫ ﻓﯿﻜﻮن ﺷﺮاؤه ﻟﮫ ﺷﺮاء ﻣﻤﻦ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﺎﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﻹﺛﻢ واﻟﻌﺪوان‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﺑﯿﻊ ﺿﺮاب اﻟﻔﺤﻞ‪) :‬ﻋﺴﺐ اﻟﻔﺤﻞ ( ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﮭﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻤﻦ ﻋﺴﺐ اﻟﻔﺤﻞ" رواه أﺣﻤﺪ‬
‫واﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ .‬وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﺑﯿﻊ ﺿﺮاب اﻟﻔﺤﻞ " ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه ‪ .‬واﻷﺣﺎدﯾﺚ ﺗﺪﻟﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﺑﯿﻊ ﻣﺎء اﻟﻔﺤﻞ وإﺟﺎرﺗﮫ ﺣﺮام‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﺑﯿﻊ ﺑﯿﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﯿﻌﺔ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﻌﻘﺪ ﺑﯿﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﯿﻌﺔ واﺣﺪة‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻌﻘﺪ ﻛﻞ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣ ﺪة‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻹﺑﮭ ﺎم‬
‫اﻟﻤﺆدي إﻟﻰ أذﯾﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ ،‬أو أﻛﻞ ﻣﺎﻟﮫ ﺑﺪون ﺣﻖ‪ ،‬وﻟﻌﻘﺪ ﺑﯿﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﯿﻌﺔ ﺻﻮر‪ ،‬ﻣﻨﮭﺎ أن ﯾﻘﻮل ﻟﮫ ‪ :‬ﺑﻌﺘﻚ اﻟﺸﻲء ﺑﻌﺸﺮة ﺣﺎﻻً أو‬
‫ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ إﻟﻰ أﺟﻞ وﯾﻤﻀﻲ اﻟﺒﯿﻊ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺒﯿﻦ ﻟﮫ أي اﻟﺒﯿﻌﺘﯿﻦ أﻣﻀﺎھﺎ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ أن ﯾﻘﻮل ﻟﮫ ‪ :‬ﺑﻌﺘﻚ ھﺬا اﻟﻤﻨﺰل ﺑﻜﺬا ‪ ،‬ﻋﻠ ﻰ أن‬
‫ﺗﺒﯿﻌﻨﻲ ﻛﺬا ﺑﻜﺬا وﻣﻨﮭﺎ أن ﯾﺒﯿﻌﮫ أﺣﺪ ﺷﯿﺌﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ ﺑﺪﯾﻨﺎر ﻣﺜﻼً وﯾﻤﻀﻲ اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻌﺮف اﻟﻤﺸﺘﺮي أي اﻟﺸﯿﺌﯿﻦ ﻗﺪ اﺷﺘﺮى‪،‬‬
‫ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﻧﮫ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﺑﯿﻌﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﯿﻌﺔ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﺑﯿﻊ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪه ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻋﻨﺪه‪ ،‬أو ﺷﯿﺌﺎً ﻗﺒﻞ أن ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﯾﺆدي إﻟﯿﮫ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أذﯾ ﺔ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ‬
‫واﻟﻤﺸﺘﺮي ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋﺪم اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻌﺔ اﻟﻤﺒﯿﻌﺔ‪ ،‬وﻟ ﺬا ﻗ ﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﻻ ﺗﺒ ﻊ ﻣ ﺎ ﻟ ﯿﺲ ﻋﻨ ﺪك " أﺧﺮﺟ ﮫ‬
‫أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﺑﯿﻊ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ دﯾﻨﺎً ﺑﺪﯾﻦ‪ ،‬إذ ھﻮ ﻓﻲ ﺣُﻜﻢ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻌﺪوم ﺑﺎﻟﻤﻌﺪم واﻹﺳﻼم ﻻ ﯾُﺠﯿﺰ ھﺬا‪،‬وﻣﺜﺎل ﺑﯿﻊ‬
‫اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ‪ :‬أن ﯾﻜﻮن ﻟﻚ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻗﻨﻄﺎرﯾﻦ إﻟﻰ أﺟﻞ ﻓﺘﺒﯿﻌﮫ إﻟﻰ آﺧﺮ ﺑﻤﺎﺋﺔ رﯾﺎل إﻟ ﻰ أﺟ ﻞ‪ ،‬وﻣﺜ ﺎل آﺧ ﺮ‪ :‬أن ﯾﻜ ﻮن ﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ‬
‫رﺟﻞ ﺷﺎة إﻟﻰ أﺟﻞ ﻓﻠﻤﺎ ﯾﺤﻞ اﻷﺟﻞ ﯾﻌﺠﺰ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ أداﺋﮭﺎ ﻟﻚ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل ﻟﻚ‪ :‬ﺑﻌﻨﯿﮭﺎ ﺑﺨﻤﺴﯿﻦ رﯾﺎﻻً إﻟﻰ أﺟﻞ آﺧﺮ‪ ،‬ﻓﺘﻜﻮن ﻗﺪ ﺑﻌﺘ ﮫ‬
‫دﯾﻨ ﺎً ﺑ ﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻗ ﺪ" ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺑﯿ ﻊ اﻟﻜ ﺎﻟﻲء ﺑﺎﻟﻜ ﺎﻟﻲء" أي اﻟ ﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟ ﺪﯾﻦ‪ .‬واﻟﺤ ﺪﯾﺚ رواه‬
‫اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫‪ .١١‬ﺑﯿﻊ اﻟﻌِﯿﻨﺔ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ ﺷﯿﺌﺎً إﻟﻰ أﺟﻞ ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺸﺘﺮﯾﮫ ﻣﻤ ﻦ ﺑﺎﻋ ﮫ ﻟ ﮫ ﺑ ﺜﻤﻦ أﻗ ﻞ ﻣﻤ ﺎ ﺑﺎﻋ ﮫ ﺑ ﮫ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ إذا ﺑﺎﻋ ﮫ إﯾ ﺎه‬
‫ﺑﻌﺸﺮة ﺛﻢ اﺷﺘﺮاه ﻣﻨ ﮫ ﺑﺨﻤﺴ ﺔ ﯾﻜ ﻮن ﻛﻤ ﻦ أﻋﻄ ﻰ ﺧﻤﺴ ﺔ إﻟ ﻰ أﺟ ﻞ ﺑﻌﺸ ﺮة‪ ،‬وھ ﺬا ﻋ ﯿﻦ رﺑ ﺎ اﻟﻨﺴ ﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤ ﺮم ﺑﺎﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴﱡ ﻨّﺔ‬
‫واﻹﺟﻤﺎع‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬إذا ﺿ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﺑﺎﻟ ﺪﯾﻨﺎر واﻟ ﺪرھﻢ وﺗﺒ ﺎﯾﻌﻮا ﺑﺎﻟﻌﯿﻨ ﺔ واﺗﺒﻌ ﻮا أذﻧ ﺎب اﻟﺒﻘ ﺮ‬
‫وﺗﺮﻛﻮا اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ أﻧﺰل اﷲ ﺑﮭﻢ ﺑﻼءً ﻓﻼ ﯾﺮﻓﻌﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺮاﺟﻌﻮا دﯾﻨﮭﻢ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﻄﺎن‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﺑﯿﻊ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻟﻠﺒﺎدي‪ :‬إذا أﺗﻰ اﻟﺒﺎدي أو اﻟﻐﺮﯾﺐ ﻋﻦ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﺴﻠﻌﺔ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺒﯿﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﺑﺴﻌﺮ ﯾﻮﻣﮭﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺤﻀﺮي أن‬
‫ﯾﻘﻮل ﻟﮫ‪ :‬اﺗﺮك اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻋﻨﺪي وأﻧﺎ أﺑﯿﻌﮭﺎ ﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﯾﻮم أو أﯾﺎم ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻌﺮ اﻟﯿﻮم ‪ ،‬واﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﻌﺔ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺒﻊ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﺒﺎد ‪ ،‬دﻋﻮا اﻟﻨﺎس ﯾﺮزق اﷲ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .١٣‬اﻟﺸﺮاء ﻣﻦ اﻟﺮﻛﺒﺎن‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺴﻤﻊ ﺑﺎﻟﺴﻠﻌﺔ ﻗﺎدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻠ ﺪ ﻓﯿﺨ ﺮج ﻟﯿﺘﻠﻘﺎھ ﺎﻣﻦ اﻟﺮﻛﺒ ﺎن ﺧ ﺎرج اﻟﺒﻠ ﺪ ﻓﯿﺸ ﺘﺮﯾﮭﺎ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ ھﻨﺎك‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺪﺧﻠﮭﺎ ﻓﯿﺒﯿﻌﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺷﺎء‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﺮﯾﺮ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﺴﻠﻌﺔ‪ ،‬واﻹﺿ ﺮار ﺑﺄھ ﻞ اﻟﺒﻠ ﺪ ﻣ ﻦ ﺗﺠ ﺎر وﻏﯿ ﺮھﻢ‪،‬‬
‫وﻟﺬا ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺮﻛﺒﺎن‪ ،‬وﻻ ﯾﺒﻊ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﺒﺎد " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .١٤‬ﺑﯿﻊ اﻟﻤُﺼَﺮﱠاة ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺼﺮي اﻟﺸﺎة‪ ،‬أو اﻟﺒﻘﺮة‪ ،‬أو اﻟﻨﺎﻗﺔ ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﯾﺠﻤﻊ ﻟﺒﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﺿﺮﻋﮭﺎ أﯾﺎﻣ ﺎً ﻟﺘ ﺮى وﻛﺄﻧﮭ ﺎ‬
‫ﺣﻠﻮب‪ ،‬ﻓﯿﺮﻏﺐ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺷﺮاﺋﮭﺎ ﻓﯿﺒﯿﻌﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺶ واﻟﺨﺪﯾﻌﺔ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺗُﺼ ﺮّوا اﻹﺑ ﻞ‬
‫واﻟﻐﻨﻢ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﺑﺘﺎﻋﮭﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﮭﻮ ﺑﺨﯿﺮ اﻟﻨﱠﻈ ﺮﯾﻦ‪ ،‬ﺑﻌ ﺪ أن ﯾﺤﻠﺒﮭ ﺎ إن رﺿ ﯿﮭﺎ أﻣﺴ ﻜﮭﺎ‪ ،‬وإن ﺳ ﺨﻄﮭﺎ ردھ ﺎ وﺻ ﺎﻋﺎً ﻣ ﻦ ﺗﻤ ﺮ"‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫‪٢٧٩‬‬
‫‪ .١٥‬اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺪاء اﻷﺧﯿﺮ ﻟﺼﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬أو ﯾﺸﺘﺮي وﻗﺪ ﻧﻮدي ﻟﺼ ﻼة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ اﻟﻨ ﺪاء اﻷﺧﯿ ﺮ‬
‫اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮫ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إذا ﻧُﻮدي ﻟﻠﺼﻼة ﻣﻦ ﯾﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺎﺳﻌﻮا إﻟﻰ ذﻛﺮ اﷲ‬
‫وذروا اﻟﺒﯿﻊ " اﻟﺠﻤﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ -١٦‬ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺰاﺑﻨﺔ أو اﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ ﻋﻨﺒﺎً ﻓﻲ اﻟﻜﺮم ﺧﺮﺻ ﺎً ﺑﺰﺑﯿ ﺐ ﻛ ﯿﻼً‪ ،‬وﻻ زرﻋ ﺎً ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺒﻠﮫ ﺑﺤ ﺐ ﻛ ﯿﻼً‪ ،‬وﻻ‬
‫رﻃﺒﺎً ﻓﻲ اﻟﻨﺨﻞ ﺑﺘﻤﺮ ﻛﯿﻼً إﻻ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮاﯾﺎ ﻓﻘﺪ رﺧﺺ ﻓﯿﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ أن ﯾﮭﺐ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻷﺧﯿﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻧﺨﻠ ﺔ‬
‫أو ﻧﺨﻼت ﻻ ﯾﺘﺠﺎوز ﺛﻤﺮھﻦ ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺘﻀﺮر ﺑﺪﺧﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻠﻤﺎ أراد أن ﯾﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺛﻤﺮه‪ ،‬ﻓﯿﺸﺘﺮﯾﮭﺎ ﻣﻨﮫ ﺑﺨﺮﺻﮭﺎ ﺗﻤﺮاً‪.‬‬
‫ودﻟﯿﻞ اﻷول ﻗﻮل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ‪ " :‬ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺰاﺑﻨ ﺔ أن ﯾﺒﯿ ﻊ ﺛﻤ ﺮ ﺣﺎﺋﻄ ﮫ‬
‫)ﺑﺴﺘﺎﻧﮫ( إن ﻛﺎن ﻧﺨﻼً ﺑﺘﻤﺮ ﻛﯿﻼً وإن ﻛﺎن ﻛﺮﻣﺎً أن ﯾﺒﯿﻌﮫ ﺑﺰﺑﯿﺐ ﻛﯿﻼً وإن ﻛﺎن زرﻋﺎً أن ﯾﺒﯿﻌﮫ ﺑﻄﻌﺎم ﻛ ﯿﻼً ﻧﮭ ﻰ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻛﻠ ﮫ"‬
‫أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬ودﻟﯿﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﻮل زﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬رﺧﺺ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻌﺮﯾّﺔ‬
‫أن ﯾﺒﯿﻌﮭﺎ ﺑﺨﺮﺻﮭﺎ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬واﻟﺨﺮص ‪ :‬ﺣﺰر اﻟﺜﻤﺮة وﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ‪.‬‬
‫‪ -١٧‬ﺑﯿﻊ اﻟﺜﱡﻨﯿﺎ ‪ :‬ﻻﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ ﺷﯿﺌﺎً وﯾﺴﺘﺜﻨﻰ ﺑﻌﻀﮫ إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﻣ ﺎ ﯾﺴ ﺘﺜﻨﯿﮫ ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎً ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎع ﺑﺴ ﺘﺎﻧﺎً ﻣ ﺜﻼً ﻻ ﯾﺼ ﺢ أن‬
‫ﯾﺴﺘﺜﻨىﻤﻨﮫ ﻧﺨﻠﺔ أو ﺷﺠﺮة ﻏﯿﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺮر اﻟﻤﺤﺮم‪ ،‬ﻟﻘﻮل ﺟﺎﺑﺮ " ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ واﻟﻤﺰاﺑﻨﺔ‪ ،‬واﻟﺜﻨﯿﺎ إﻻ أن ﺗﻌﻠﻢ " رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻓﻲ ﺑﯿﻊ أﺻﻮل اﻟﺜﻤﺎر‬

‫إذا ﺑﺎع اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻧﺨﻼً أو ﺷﺠﺮاً ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻨﺨﻞ ﻗﺪ أُﺑﺮ‪ ،‬واﻟﺸﺠﺮ ﻗﺪ ﻇﮭﺮ ﺛﻤﺮه ﻓ ﺈن اﻟﺜﻤ ﺮة ﻟﻠﺒ ﺎﺋﻊ إﻻ أن ﯾﺸ ﺘﺮﻃﮭﺎ اﻟﻤﺸ ﺘﺮي ‪ ،‬وإﻻ‬
‫ﻓﮭﻲ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺑﺎع ﻧﺨﻼً ﻗﺪ أﺑﺮت ﻓﺜﻤﺮﺗﮭﺎ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ إﻻ أن ﯾﺸﺘﺮط اﻟﻤﺒﺘﺎع" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ‬

‫أﻣ ﺮ اﷲ ﺑﺎﻹﺷ ﮭﺎد ﻋﻠ ﻰ ﻋﻘ ﺪ اﻟﺒﯿ ﻊ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬وأﺷ ﮭﺪوا إذا ﺗﺒ ﺎﯾﻌﺘﻢ وﻻ ﯾُﻀ ﺎرّ ﻛﺎﺗ ﺐ وﻻ ﺷ ﮭﯿﺪ" )اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ (٢٨٢‬واﻷﻣ ﺮ‬
‫ﺑﺎﻹﺷ ﮭﺎد ﻟﻠﻨ ﺪب واﻹرﺷ ﺎد إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻓﯿ ﮫ اﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ واﻟﺨﯿ ﺮ وﻟ ﯿﺲ ﻟﻠﻮﺟ ﻮب ﻛﻤ ﺎ ذھ ﺐ إﻟﯿ ﮫ اﻟ ﺒﻌﺾ )ﻛﻌﻄ ﺎء واﻟﻨﺨﻌ ﻲ وأﺑ ﻲ ﺟﻌﻔ ﺮ‬
‫اﻟﻄﺒﺮي(‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺠﺼﺎص ﻓﻲ ﻛﺘﺎب )أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن( ‪:‬‬
‫وﻻ ﺧﻼف ﺑﯿﻦ ﻓﻘﮭﺎء اﻷﻣﺼﺎر أن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻹﺷﮭﺎد واﻟﺮھﻦ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﺟﻤﯿﻌﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻵﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺪب وإرﺷﺎد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ‬
‫ﻓﯿﮫ اﻟﺤﻆ واﻟﺼﻼح واﻻﺣﺘﯿﺎط ﻟﻠﺪﯾﻦ واﻟﺪﻧﯿﺎ وأن ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻨﮫ ﻏﯿﺮ واﺟﺐ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻧﻘﻠﺖ اﻷﻣﺔ ﺧﻠﻔﺎً ﻋﻦ ﺳﻠﻒ ﻋﻘﻮد اﻟﻤﺪاﯾﻨﺎت واﻷﺷﺮﯾﺔ واﻟﻤﺒﺎﯾﻌ ﺎت ﻓ ﻲ أﻣﺼ ﺎرھﻢ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ إﺷ ﮭﺎد‪ ،‬ﻣ ﻊ ﻋﻠ ﻢ ﻓﻘﮭ ﺎﺋﮭﻢ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻨﻜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن اﻹﺷﮭﺎد واﺟﺒﺎً ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻛﻮا اﻟﻨﻜﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻛﮫ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﮭﻢ ﺑﮫ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ذﻟﻚ دﻟﯿ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أﻧﮭ ﻢ رأوه ﻧ ﺪﺑﺎً وذﻟ ﻚ ﻣﻨﻘ ﻮل ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﻟ ﻰ ﯾﻮﻣﻨ ﺎ ھ ﺬا‪ ،‬وﻟ ﻮ ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﻮن ﺗُﺸﮭﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﯿﺎﻋﺎﺗﮭﺎ وأﺷﺮﯾﺘﮭﺎ ﻟﻮرد اﻟﻨﻘﻞ ﺑﮫ ﻣﺘﻮاﺗﺮاً ﻣﺴﺘﻔﯿﻀﺎً وﻷﻧﻜﺮت ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﮫ ﺗﺮك‬
‫اﻹﺷﮭﺎد‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ ﻋﻨﮭﻢ اﻹﺷﮭﺎد ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺾ وﻻ إﻇﮭﺎر اﻟﻨﻜﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻛﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺛﺒﺖ ﺑﺬﻟﻚ أن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻹﺷﮭﺎد ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺪﯾﻮن واﻟﺒﯿﺎﻋﺎت ﻏﯿﺮ واﺟﺒﯿﻦ أ ھـ ‪.‬‬

‫اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﻤﺰاﯾﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ‪:‬‬

‫ﺣُﺮﱢم اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ ﻟﻤﺎ رواه اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل‪ " :‬ﻻ ﯾﺒ ﻊ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺑﯿ ﻊ أﺧﯿ ﮫ" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ﻣﻊ اﺧﺘﻼف اﻟﻠﻔﻆ وﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺒﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﯿﻊ أﺧﯿﮫ" ‪ .‬وﺻﻮرﺗﮫ " أن ﯾﺒﯿﻊ أﺣﺪ اﻟﻨﺎس ﺳﻠﻌﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻠﻊ ﺑﻌﺸ ﺮة دراھ ﻢ ﻣ ﺜﻼً ﻓﯿﺠ ﻲء آﺧ ﺮ‬
‫ﯾﻌﺮض ﻋﻠﻰ ھﺬا أن ﯾﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻟﯿﺒﻌﮫ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ اﺷﺘﺮاه ﺑﺜﻤﻦ أﻗﻞ )ﺑﺜﻤﺎﻧﯿﺔ دراھﻢ ﻣﺜﻼً( ‪.‬‬
‫ﺻﻮرة اﻟﺸﺮاء ﻋﻠﻰ ﺷﺮاء آﺧﺮ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺨﯿﺎر ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ‪ ،‬ﻓﯿﻌﺮض ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻓﺴ ﺦ اﻟﻌﻘ ﺪ ﻋﻠ ﻰ أن ﯾﺸ ﺘﺮي ﻣﻨ ﮫ ﻣ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻋﮫ ﺑﺜﻤﻦ أﻋﻠﻰ )أي أن ﯾﺒﯿﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺨﻤﺴﺔ دراھﻢ ﻓﯿﺠﻲء رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ وﯾﻘﻮل ﻟﮫ اﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ وأﻧﺎ أﺷﺘﺮﯾﮭﺎ ﻣﻨﻚ ﺑﺴﺘﺔ دراھﻢ ( ‪.‬‬
‫وھﺬا ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺰاﯾﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺟﺎﺋﺰة ﻷن اﻟﻌﻘﺪ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻘﺮ ﺑﻌ ﺪ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺛﺒ ﺖ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﺮض ﺑﻌ ﺾ‬
‫اﻟﺴﻠﻊ وﻛﺎن ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻣﻦ ﯾﺰﯾﺪ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺑﺎع ﻣﻦ رﺟﻠﯿﻦ ﻓﮭﻮ ﻟﻸول ﻣﻨﮭﻤﺎ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺑﺎع ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ رﺟﻞ ﺛﻢ ﺑﺎﻋﮫ ﻣﻦ آﺧﺮ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻠﺒﯿﻊ اﻵﺧﺮ ﺣﻜﻢ ﺑﻞ ھﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﮫ ﺑﺎع ﻏﯿﺮ ﻣﺎ ﯾﻤﻠﻚ إذ ﻗ ﺪ ﺻ ﺎر ﻓ ﻲ ﻣﻠ ﻚ‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮي اﻷول وﻻ ﻓﺮق ﺑﯿﻦ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺒﯿﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﺨﯿﺎر أو ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎﺋﮭﺎ ﻷن اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻣﻠﻜﮫ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬

‫زﯾﺎدة اﻟﺜﻤﻦ ﻧﻈﯿﺮ زﯾﺎدة اﻷﺟﻞ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺜﻤﻦ ﺣﺎل ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺜﻤﻦ ﻣﺆﺟﻞ‪ ،‬وﻛﻤ ﺎ ﯾﺠ ﻮز أن ﯾﻜ ﻮن ﺑﻌﻀ ﮫ ﻣﻌﺠ ﻼً وﺑﻌﻀ ﮫ ﻣ ﺆﺧﺮاً ﻣﺘ ﻰ ﻛ ﺎن ﺛﻤ ﺔ‬
‫ﺗﺮاض ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﯿﻦ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻟﺜﻤﻦ ﻣﺆﺟﻼً وزاد اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺄﺟﯿﻞ ﺟﺎز ﻷن ﻟﻸﺟﻞ ﺣﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻷﺣﻨﺎف واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ وزﯾﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ واﻟﻤﺆﯾﺪ ﺑﺎﷲ وﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻟﻌﻤ ﻮم اﻷدﻟ ﺔ اﻟﻘﺎﺿ ﯿﺔ ﺑﺠ ﻮازه‪ .‬ورﺟﺤ ﮫ‬
‫اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪٢٨٠‬‬
 ‫ﺟﻮاز اﻟﺴﻤﺴﺮة ‪:‬‬
‫اﻟﺴﻤﺴﺎر‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺘﻮﺳﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي ﻟﺘﺴﮭﯿﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺒﺨﺎري ‪ :‬ﻟﻢ ﯾﺮ اﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ وﻋﻄﺎء واﺑﺮاھﯿﻢ واﻟﺤﺴﻦ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺴﻤﺴﺎر ﺑﺄﺳﺎً‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس‪ :‬ﻻ ﺑﺄس ﺑﺄن ﯾﻘﻮل‪ :‬ﺑﻊ ھﺬا‬
‫اﻟﺜﻮب ﻓﻤﺎ زاد ﻋﻠﻰ ﻛﺬا وﻛﺬا ﻓﮭﻮ ﻟﻚ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ‪ :‬إذا ﻗﺎل ﺑﻌﮫ ﺑﻜﺬا ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ رﺑﺢ ﻓﮭﻮ ﻟﻚ أو ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻨﻚ ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ "اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮوﻃﮭﻢ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻮ داود واﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ‬
‫ھﺮﯾﺮة‪ ،‬وذﻛﺮه اﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫ﺑﯿﻊ اﻟﻤـُﻜَﺮه ‪:‬‬

‫اﺷﺘﺮط ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﺎﻗﺪ ﻣﺨﺘﺎراً ﻓﻲ ﺑﯿﻊ ﻣﺘﺎﻋﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا أُﻛﺮه ﻋﻠﻰ ﺑﯿﻊ ﻣﺎ ﻟﮫ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ ﻓﺈن اﻟﺒﯿﻊ ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ﻟﻘﻮل‬
‫اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﺗﺠﺎرة ﻋﻦ ﺗ ﺮاض ﻣ ﻨﻜﻢ " )اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ .( ٢٩‬وﻟﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " إﻧﻤ ﺎ اﻟﺒﯿ ﻊ ﻋ ﻦ‬
‫ﺗﺮاض" ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻀﻄﺮ ‪:‬‬

‫ﻗﺪ ﯾﻀﻄﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺒﯿﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾﺪه ﻟﺪﯾﻦ ﻋﻠﯿﮫ أو ﻟﻀﺮورة ﻣﻦ اﻟﻀﺮورات اﻟﻤﻌﺎﺷﯿﺔ ﻓﯿﺒﯿ ﻊ ﻣ ﺎ ﯾﻤﻠﻜ ﮫ ﺑﺄﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗﯿﻤﺘ ﮫ ﻣ ﻦ‬
‫أﺟﻞ اﻟﻀﺮورة ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﺟﺎﺋﺰاً ﻣﻊ اﻟﻜﺮاھﺔ وﻻ ﯾﻔﺴﺦ‪.‬‬
‫واﻟﺬي ﯾﺸﺮع ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤﺎل أن ﯾُﻌﺎن اﻟﻤﻀﻄﺮ وﯾﻘﺮض ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻀﯿﻖ اﻟﺬي أﻟﻢ ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﺑﯿﻊ اﻟﺘﻠﺠﺌﺔ ‪:‬‬

‫إذا ﺧﺎف إﻧﺴﺎن اﻋﺘﺪاء ﻇﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﮫ ﻓﺘﻈﺎھﺮ ﺑﺒﯿﻌﮫ ﻓﺮاراً ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻈﺎﻟﻢ وﻋﻘﺪ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ﻣﺴﺘﻮﻓﯿﺎً ﺷﺮوﻃﮫ وأرﻛﺎﻧﮫ ﻓﺈن‬
‫ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﯾﺼﺢ ﻷن اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺪا اﻟﺒﯿﻊ ﻓﮭﻤﺎ ﻛﺎﻟﮭﺎزﻟﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻗﯿﻞ‪ :‬ھﻮ ﻋﻘﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻷﻧﮫ اﺳﺘﻮﻓﻰ أرﻛﺎﻧﮫ وﺷﺮوﻃﮫ‪ ،‬وﻣﻤﻦ ذھ ﺐ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ أﺑ ﻮ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ واﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻗﺪاﻣ ﺔ‪ :‬ﺑﯿ ﻊ اﻟﺘﻠﺠﺌ ﺔ‬
‫ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬ﻗﻠﺖ وھﻮ اﻟﺼﻮاب ﻋﻨﺪي‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺪا اﻟﺒﯿﻊ ﻓﮭﻤﺎ ﻛﺎﻟﮭﺎزﻟﯿﻦ‪.‬‬

‫إﯾﻔﺎء اﻟﻜﯿﻞ واﻟﻤﯿﺰان ‪:‬‬

‫ﯾﺄﻣﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﺑﺈﯾﻔﺎء اﻟﻜﯿﻞ واﻟﻤﯿﺰان ﻓﯿﻘﻮل " وأوﻓ ﻮا اﻟﻜﯿ ﻞ واﻟﻤﯿ ﺰان ﺑﺎﻟﻘﺴ ﻂ " )اﻷﻧﻌ ﺎم ‪ (١٥٢‬وﯾﻘ ﻮل‪ " :‬وأوﻓ ﻮا‬
‫اﻟﻜﯿ ﻞ إذا ﻛﻠ ﺘﻢ وزﻧ ﻮا ﺑﺎﻟﻘﺴ ﻄﺎس اﻟﻤﺴ ﺘﻘﯿﻢ ذﻟ ﻚ ﺧﯿ ﺮ وأﺣﺴ ﻦ ﺗ ﺄوﯾﻼً " )اﻹﺳ ﺮاء ‪ . (٣٥‬وﯾﻨﮭ ﻰ ﻋ ﻦ اﻟﺘﻼﻋ ﺐ ﺑﺎﻟﻜﯿ ﻞ واﻟ ﻮزن‬
‫وﺗﻄﻔﯿﻔﮭﻤﺎ ﻓﯿﻘﻮل ‪ " :‬وﯾﻞ ﻟﻠﻤﻄﻔﻔﯿﻦ ‪ ،‬اﻟﺬﯾﻦ إذا اﻛﺘﺎﻟﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﯾﺴﺘﻮﻓﻮن‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻟﻮھﻢ أو وزﻧﻮھﻢ ﯾُﺨﺴﺮون‪ ،‬أﻻ ﯾﻈﻦ أوﻟﺌ ﻚ‬
‫أﻧﮭﻢ ﻣﺒﻌﻮﺛﻮن‪ ،‬ﻟﯿﻮم ﻋﻈﯿﻢ‪ ،‬ﯾﻮم ﯾﻘﻮم اﻟﻨﺎس ﻟﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ " )اﻟﻤﻄﻔﻔﯿﻦ ‪.( ٦ - ١‬‬
‫وﯾﻨﺪب ﺗﺮﺟﯿﺢ اﻟﻤﯿﺰان ‪:‬‬
‫ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬زِنْ وأرﺟﺢ " أﺧﺮﺟ ﮫ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ‪ ،‬وﻗ ﺎل‬
‫اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫اﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء ‪:‬‬

‫روى اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬رﺣ ﻢ اﷲ رﺟ ﻼً ﺳ ﻤﺤﺎً ‪ ،‬إذا ﺑ ﺎع وإذا‬
‫اﺷﺘﺮى وإذا اﻗﺘﻀﻰ " ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺳﻤﺤﺎً ‪ :‬أي ﺳﮭﻼً ‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺤﻠﻒ ‪ :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺤﻠﻒ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬اﻟﺤﻠﻒ ﻣﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻌﺔ ﻣﻤﺤﻘﺔ ﻟﻠﺒﺮﻛﺔ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪.‬‬

‫وﺿﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺢ ‪:‬‬

‫اﻟﺠﻮاﺋﺢ ﺟﻤﻊ ﺟﺎﺋﺤ ﺔ وھ ﻲ اﻵﻓ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺼ ﯿﺐ اﻟ ﺰروع أو اﻟﺜﻤ ﺎر ﻓﺘﮭﻠﻜﮭ ﺎ دون أن ﯾﻜ ﻮن ﻵدﻣ ﻲ ﺻ ﻨﻊ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻘﺤ ﻂ‬
‫واﻟﺒﺮد واﻟﻌﻄﺶ‪ .‬وﻟﻠﺠﻮاﺋﺢ ﺣﻜﻢ ﯾﺨﺘﺺ ﺑﮭﺎ‪:‬‬
‫ﻓﺈذا ﺑﯿﻌﺖ اﻟﺜﻤﺮة ﺑﻌﺪ ﻇﮭﻮر ﺻﻼﺣﮭﺎ وﺳ ﻠﻤﮭﺎ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﻟﻠﻤﺸ ﺘﺮي ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﯿ ﺔ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺗﻠﻔ ﺖ ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺤ ﺔ ﻗﺒ ﻞ أوان اﻟﺠ ﺬاذ ﻓﮭ ﻲ ﻣ ﻦ‬
‫ﺿﻤﺎن اﻟﺒﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي أن ﯾﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﮭﺎ ﻷن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﻣﺮ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺢ" رواه ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ‬
‫ﺟﺎﺑﺮ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﻗﺎل ‪ " :‬إن ﺑﻌﺖ ﻣﻦ أﺧﯿﻚ ﺛﻤﺮاً ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﮫ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻓﻼ ﯾﺤﻞ ﻟﻚ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺛﻤﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﺑﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺎل أﺧﯿﻚ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪٢٨١‬‬
‫وھﺬا اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﯾﺒﻌﮭﺎ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻊ أﺻﻠﮭﺎ أو ﯾُﺆﺧﺮ اﻟﻤﺸ ﺘﺮي أﺧ ﺬھﺎ ﻋ ﻦ ﻋﺎدﺗ ﮫ‪ ،‬ﻓﻔ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤ ﺎﻻت ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﺿ ﻤﺎن‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮي ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺘﻠﻒ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻵدﻣﻲ ﻓﺎﻟﻠﻤﺸﺘﺮي اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺮﺟﻮع ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ‬
‫وﺑﯿﻦ اﻹﻣﺴﺎك وﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻤﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ذھﺐ إﻟﻰ ھﺬا أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ وأﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪ وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ ،‬ورﺟﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪ ،‬وﻗﺪ ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬
‫إﻟﻰ أن اﻷﻣﺮ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺢ أﻣﺮ ﻧﺪب ‪ ،‬واﺳﺘﺤﺒﺎب ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻤﻌﺮوف واﻹﺣﺴﺎن ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻮﺟﻮب واﻹﻟﺰام وﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿ ﮫ‬
‫اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻟﻤﻮاﻓﻘﺘﮫ ﻟﻨﺺ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪.‬‬

‫ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻮن ‪:‬‬

‫ﺻﻔﺔ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻮن ‪ :‬أن ﯾﺸﺘﺮي اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺷﯿﺌﺎً وﯾﺪﻓﻊ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﺛﻤﻨﮫ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﺈن ﻧﻔﺬ اﻟﺒﯿﻊ اﺣﺘﺴﺐ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬وإن ﻟﻢ‬
‫ﯾﻨﻔﺬ أﺧﺬه اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ھﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮي‪ ،‬وﻗﺪ ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ ﻋ ﺪم ﺻ ﺤﺔ ھ ﺬا اﻟﺒﯿ ﻊ ﻟﻤ ﺎ رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻮن ‪ ،‬وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺿﻌﯿﻒ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺿﻌﻒ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وأﺟﺎز ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻮن ﻟﻤﺎ رواه ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎرث أﻧﮫ اﺷﺘﺮى ﻟﻌﻤ ﺮ دار اﻟﺴ ﺠﻦ‬
‫ﻣﻦ ﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﯿﺔ ﺑﺄرﺑﻌﺔ آﻻف درھﻢ ﻓﺈن رﺿﻲ ﻋﻤﺮ ﻛﺎن اﻟﺒﯿﻊ ﻧﺎﻓﺬاً ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﺮض ﻓﻠﺼﻔﻮان أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ درھﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ واﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ ﻻ ﺑﺄس إذا ﻛﺮه اﻟﺴﻠﻌﺔ أن ﯾﺮدھﺎ وﯾﺮد ﻣﻌﮭﺎ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وأﺟﺎزه أﯾﻀﺎً اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻔﺎﺳﺪ ‪:‬‬

‫اﻟﺒﯿﻊ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻣﺎ واﻓﻖ أﻣﺮ اﻟﺸﺎرع ﺑﺎﺳﺘﯿﻔﺎء أرﻛﺎﻧﮫ وﺷﺮوﻃﮫ ﻓﺤﻞ ﺑﮫ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﺒﯿ ﻊ واﻟ ﺜﻤﻦ واﻻﻧﺘﻔ ﺎع ﺑﮭﻤ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺧ ﺎﻟﻒ‬
‫أﻣﺮ اﻟﺸﺎرع ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺻﺤﯿﺤﺎً ﺑﻞ ﯾﻘﻊ ﻓﺎﺳﺪاً وﺑﺎﻃﻼً ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺒﯿﻊ اﻟﻔﺎﺳﺪ ھﻮ اﻟﺒﯿﻊ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺸﺮﻋﮫ اﻹﺳﻼم وھﻮ ﻟﮭﺬا ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ وﻻ ﯾﻔﯿﺪ ﺣﻜﻤﺎً ﺷﺮﻋﯿﺎً وﻻ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﻮ ﻗﺒﺾ اﻟﻤﺸﺘﺮي‬
‫اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻷن اﻟﻤﺤﻈﻮر ﻻ ﯾﻜﻮن ﻃﺮﯾﻘﺎً إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ " ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﺮام ﺑﯿّﻦ ﻓﻔﺴﺦ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻤﺒﺘﺎع رد اﻟﺴﻠﻌﺔ ﺑﻌﯿﻨﮭﺎ ﻓﺈن‬
‫ﺗﻠﻔﺖ ﺑﯿﺪه‪ ،‬رد اﻟﻘﯿﻤﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﻟﮫ ﻗﯿﻤﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻛﺎﻟﻌﻘﺎر واﻟﻌﺮوض واﻟﺤﯿ ﻮان‪ ،‬واﻟﻤﺜ ﻞ ﻓﯿﻤ ﺎ ﻟ ﮫ ﻣﺜ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣ ﻮزون أو ﻣﻜﯿ ﻞ ﻣ ﻦ ﻃﻌ ﺎم أو‬
‫ﻋﺮض"‪.‬‬

‫ھﻼك اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺒﺾ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا ھﻠﻚ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻛﻠﮫ أو ﺑﻌﻀﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺒﺾ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻓﺈن اﻟﺒﯿﻊ ﻻ ﯾﻨﻔﺴﺦ وﯾﺒﻘﻰ اﻟﻌﻘﺪ ﻛﻤﺎ ھﻮ‪ ،‬وﻋﻠﯿ ﮫ أن ﯾ ﺪﻓﻊ اﻟ ﺜﻤﻦ ﻛﻠ ﮫ‬
‫ﻷﻧﮫ ھﻮ اﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﮭﻼك‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﯾُﻔﺴﺦ اﻟﺒﯿﻊ إذا ھﻠﻚ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻛﻠﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺒﺾ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺒﺎﺋﻊ أو ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻧﻔﺴﮫ أو ﺑﺂﻓﺔ ﺳﻤﺎوﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﺈذا ھﻠﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ ﺑﻘ ﺪر اﻟﺠ ﺰء اﻟﮭﺎﻟ ﻚ ‪ ،‬وﯾﺨﯿ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﺑﺄﺧ ﺬه ﺑﺤﺼ ﺘﮫ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺜﻤﻦ‪.‬‬

‫ھﻼك اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ ‪:‬‬

‫إذا ھﻠﻚ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﺎن اﻟﻤﺸ ﺘﺮي ‪ ،‬وﯾﻠ ﺰم ﺑﺜﻤﻨ ﮫ إن ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻓﯿ ﮫ ﺧﯿ ﺎر ﻟﻠﺒ ﺎﺋﻊ‪ ،‬وإﻻ ﻓﯿﻠ ﺰم ﺑﺎﻟﻘﯿﻤ ﺔ أو‬
‫اﻟﻤﺜﻞ ‪.‬‬

‫اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي ‪:‬‬

‫إذا اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﺎن ﻓﻲ ﻗﺪر اﻟﺜﻤﻦ أو ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﺴﻠﻌﺔ وﻟﯿﺲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﯿﻨّﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺎﻟﻘﻮل ﻗ ﻮل اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﻣ ﻊ ﯾﻤﯿﻨ ﮫ واﻟﻤﺸ ﺘﺮي‬
‫ﻣﺨﯿﺮ ﺑﯿﻦ أن ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﻗﺎل ﺑﮫ اﻟﺒﺎﺋﻊ وﺑﯿﻦ أن ﯾﺤﻠﻒ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺎ اﺷﺘﺮاھﺎ ﺑﮭﺬا اﻟﺜﻤﻦ وإﻧﻤﺎ اﺷﺘﺮاھﺎ ﺑﺜﻤﻦ أﻗﻞ ﻓﺈن ﺣﻠﻒ‬
‫ﺎﺋﻊ‬ ‫ﻰ اﻟﺒ‬ ‫ﻠﻌﺔ إﻟ‬ ‫ﺎ وردت اﻟﺴ‬ ‫ﺮيء ﻣﻨﮭ‬ ‫ﺑ‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذا اﺧﺘﻠﻒ اﻟﺒﯿّﻌﺎن ﻟﯿﺲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﯿﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل رب اﻟﺴﻠﻌﺔ أو ﯾﺘﺘﺎرﻛﺎن" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺴﻌﯿﺮ‬

‫ﻣﻌﻨﺎه ‪ :‬اﻟﺘﺴﻌﯿﺮ ﻣﻌﻨﺎه وﺿﻊ ﺛﻤﻦ ﻣﺤﺪد ﻟﻠﺴﻠﻊ اﻟﺘﻲ ﯾُﺮاد ﺑﯿﻌﮭﺎ ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾُﻈﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻚ وﻻ ﯾُﺮھﻖ اﻟﻤﺸﺘﺮي‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬روى أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل اﻟﻨ ﺎس ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻏ ﻼ اﻟﺴ ﻌﺮ ﻓﺴَ ﻌّﺮْ ﻟﻨ ﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن اﷲ ھﻮ اﻟﻤـُﺴَﻌّﺮ‪ ،‬اﻟﻘﺎﺑﺾ اﻟﺒﺎﺳﻂ اﻟﺮزاق ‪ ،‬وإﻧﻲ ﻷرﺟﻮ أن أﻟﻘﻰ اﷲ وﻟﯿﺲ أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ‬
‫ﯾﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﺑﻤﻈﻠﻤﺔ ﻓﻲ دم وﻻ ﻣﺎل" وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ﻓﻲ )‪ . (٢٨٩٤‬وﻗﺪ اﺳﺘﻨﺒﻂ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺣﺮﻣ ﺔ ﺗ ﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻌﺮ اﻟﺴﻠﻊ ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻈﻨﺔ اﻟﻈﻠﻢ‪ ،‬واﻟﻨﺎس أﺣﺮار ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻨﺎف ﻟﮭﺬه اﻟﺤﺮﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻟﯿﺴﺖ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺼ ﻠﺤﺔ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺗﻘﺎﺑ ﻞ اﻷﻣ ﺮان وﺟ ﺐ ﺗﻤﻜ ﯿﻦ اﻟﻄ ﺮﻓﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻻﺟﺘﮭ ﺎد ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺘﮭﻤﺎ‪.‬‬

‫‪٢٨٢‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪ :‬إن اﻟﻨﺎس ﻣﺴﻠﻄﻮن ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﮭﻢ واﻟﺘﺴﻌﯿﺮ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ‪ ،‬واﻹﻣﺎم ﻣﺄﻣﻮر ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ ﻣﺼ ﻠﺤﺔ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ وﻟ ﯿﺲ ﻧﻈ ﺮه‬
‫ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﺮﺧﺺ اﻟﺜﻤﻦ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﻈﺮه ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺘﻮﻓﯿﺮ اﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬وإذا ﺗﻘﺎﺑﻞ اﻷﻣﺮان وﺟﺐ ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﻔﺮﯾﻘﯿﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ وإﻟﺰام ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻌﺔ أن ﯾﺒﯿﻊ ﺑﻤﺎ ﻻ ﯾﺮﺿﻰ ﺑﮫ ﻣﻨﺎف ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﺗﺠﺎرة ﻋﻦ ﺗﺮاض ﻣﻨﻜﻢ "‬
‫)اﻟﻨﺴﺎء ‪ (٢٩‬ﺛ ﻢ إن اﻟﺘﺴ ﻌﯿﺮ ﯾ ﺆدي إﻟ ﻰ اﺧﺘﻔ ﺎء اﻟﺴ ﻠﻊ ‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﯾ ﺆدي إﻟ ﻰ ارﺗﻔ ﺎع اﻷﺳ ﻌﺎر‪ ،‬وارﺗﻔ ﺎع اﻷﺳ ﻌﺎر ﯾﻀ ﺮ ﺑ ﺎﻟﻔﻘﺮاء ﻓ ﻼ‬
‫ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن ﺷﺮاءھﺎ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﻘﻮى اﻷﻏﻨﯿﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﺮاﺋﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮق اﻟﺨﻔﯿﺔ ﺑﻐﺒﻦ ﻓ ﺎﺣﺶ ﻓﯿﻘ ﻊ ﻛ ﻞ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﯿﻖ واﻟﺤ ﺮج وﻻ‬
‫ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﮭﻤﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺮﺧﯿﺺ ﻓﯿﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮫ ‪ :‬ﻛﺎﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﮭﺎ اﻷُﻣﺔ ﻣﺜﻞ أﯾﺎم اﻟﺤﺮوب واﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺸﻌﻮب ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﺠﺎر إذا ﻇَﻠﻤﻮا وﺗﻌ ﺪوا‬
‫ﺗﻌﺪّﯾﺎً ﻓﺎﺣﺸﺎً ﯾﻀﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮق )ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﻮال( وﺟﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ أن ﯾﺘ ﺪﺧﻞ وﯾُﺤ ﺪد اﻟﺴ ﻌﺮ ﺻ ﯿﺎﻧﺔ ﻟﺤﻘ ﻮق اﻟﻨ ﺎس وﻣﻨﻌ ﺎً ﻟﻼﺣﺘﻜ ﺎر‬
‫ودﻓﻌﺎً ﻟﻠﻈُﻠﻢ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻦ ﺟﺸﻊ اﻟﺘﺠﺎر‪.‬‬

‫اﻻﺣﺘﻜﺎر‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻻﺣﺘﻜﺎر ھﻮ ﺷﺮاء اﻟﺸﻲء وﺣﺒﺴﮫ ﻟﯿﻘﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﯿﻐﻠﻮ ﺳﻌﺮه وﯾﺼﯿﺒﮭﻢ ﺑﺴﺒﺐ ذﻟﻚ اﻟﻀﺮر‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬واﻻﺣﺘﻜﺎر ﺣﺮﻣﮫ اﻟﺸﺎرع وﻧﮭﻰ ﻋﻨﮫ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺠﺸﻊ واﻟﻄﻤﻊ وﺳﻮء اﻟﺨﻠﻖ واﻟﺘﻀﯿﯿﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ اﺣﺘﻜﺮ ﻓﮭﻮ ﺧﺎﻃﻲء" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫اﻹﻗﺎﻟﺔ‬

‫ﻣﻦ اﺷﺘﺮى ﺷﯿﺌﺎً ﺛﻢ ﻇﮭﺮ ﻟﮫ ﻋﺪم ﺣﺎﺟﺘﮫ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬أو ﺑﺎع ﺷﯿﺌﺎً ﺛﻢ ﺑﺪا ﻟﮫ أﻧﮫ ﻣﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ أن ﯾﻄﻠﺐ اﻹﻗﺎﻟﺔ وﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫وﻗﺪ رﻏﺐ اﻹﺳﻼم ﻓﯿﮭﺎ ودﻋﺎ إﻟﯿﮭﺎ ‪ ،‬روى أﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ أﻗ ﺎل‬
‫ﻣﺴﻠﻤﺎً أﻗﺎل اﷲ ﻋﺜﺮﺗﮫ" ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٥٩٤٧‬وھﻲ ﻓﺴﺦ ﻻ ﺑﯿﻊ‪ ،‬وﺣُﻜﻤﮭﺎ أﻧﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ اﻻﺳ ﺘﺤﺒﺎب‬
‫وﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻹﯾﺠﺎب‪.‬‬

‫اﻟﺴﱠﻠَﻢ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﺴﻠﻢ وﯾُﺴﻤﻰ اﻟﺴﱠﻠَﻒ وھﻮ ﺑﯿﻊ ﺷﻲء ﻣﻮﺻﻮف ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ ﺑﺜﻤﻦ ﻣﻌﺠﻞ )أي اﻟﺜﻤﻦ ھﻨﺎ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﯿﻊ( واﻟﻔﻘﮭﺎء ﺗﺴﻤﯿﮫ ‪:‬‬
‫ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺤﺎوﯾﺞ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺑﯿﻊ ﻏﺎﺋﺐ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﯿﮫ ﺿﺮورة ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺒﺎﯾﻌﯿﻦ ﻓﺈن ﺻﺎﺣﺐ رأس اﻟﻤﺎل ﻣﺤﺘﺎج إﻟﻰ أن ﯾﺸﺘﺮي اﻟﺴ ﻠﻌﺔ‪،‬‬
‫وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻣﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺛﻤﻨﮭﺎ ﻗﺒﻞ ﺣﺼﻮﻟﮭﺎ ﻋﻨﺪه ﻟﯿﻨﻔﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ وﻋﻠﻰ زرﻋﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻀﺞ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﺎﺟﯿﺔ‪.‬‬
‫وﯾُﺴﻤﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي اﻟﻤﺴﻠﻢ أو رب اﻟﺴّﻠﻢ‪ .‬وﯾُﺴﻤﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤـُﺴﱠﻠﱠﻢ إﻟﯿﮫ‪ .‬واﻟﻤﺒﯿﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﯿﮫ واﻟﺜﻤﻦ رأس ﻣﺎل اﻟﺴّﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪ :‬وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬

‫‪ -١‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬أﺷﮭﺪ أن ا ﻟﺴﻠﻒ اﻟﻤﻀﻤﻮن إﻟﻰ أﺟ ﻞ ﻗ ﺪ أﺣﻠ ﮫ اﷲ ﻓ ﻲ ﻛﺘﺎﺑ ﮫ وأذن ﻓﯿ ﮫ " ‪ .‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺮأ ﻗﻮﻟ ﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إذا ﺗﺪاﯾﻨﺘﻢ ﺑﺪﯾﻦ إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮه" )اﻟﺒﻘﺮة ‪. ( ٢٨٢‬‬
‫‪ -٢‬روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺪم اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ وھ ﻢ ﯾُﺴ ﻠﱢﻔﻮن ﻓ ﻲ اﻟﺜﻤ ﺎر اﻟﺴ ﻨﺔ واﻟﺴ ﻨﺘﯿﻦ ﻓﻘ ﺎل ‪":‬ﻣ ﻦ‬
‫أﺳﻠﻒ ﻓﻠﯿﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻛﯿﻞ ﻣﻌﻠﻮم ووزن ﻣﻌﻠﻮم إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم" ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬أﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺤﻔﻆ ﻋﻨﮫ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻰ أن‬
‫اﻟﺴﻠﻢ ﺟﺎﺋﺰ‪.‬‬

‫ﻣُﻄﺎﺑﻘﺘﮫ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ‪:‬‬

‫وﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺴﻠّﻢ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ وﻣﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﻗﻮاﻋﺪھﺎ وﻟﯿﺴﺖ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﯿﺎس ﻷﻧﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﺗﺄﺟﻞ اﻟﺜﻤﻦ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ ﯾﺠﻮز ﺗﺄﺟﯿﻞ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻮل " إذا ﺗﺪاﯾﻨﺘﻢ ﺑﺪﯾﻦ إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮه‬
‫" واﻟﺪﯾﻦ اﻟﻤﺆﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال اﻟﻤﻀﻤﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ‪ ،‬وﻣﺘﻰ ﻛﺎن اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻣﻮﺻﻮﻓﺎً وﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺗﻮﻓﯿﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮل اﻷﺟﻞ ﻛﺎن اﻟﻤﺒﯿﻊ دﯾﻨﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻮن اﻟﺘﻲ ﯾﺠﻮز ﺗﺄﺟﯿﻠﮭﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻠﮭﺎ اﻵﯾﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺪﺧﻞ ھﺬا ﻓﻲ ﻧﮭﻲ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﺒﯿﻊ اﻟﻤﺮء ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪه‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﮫ ﻟﺤﻜ ﯿﻢ ﺑ ﻦ‬
‫ﺣﺰام ‪ " :‬ﻻ ﺗﺒﻊ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪك " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪.‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﮭﻲ أن ﯾﺒﯿﻊ اﻟﻤﺮء ﻣﺎ ﻻ ﻗﺪرة ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﯿﻤﮫ ‪ ،‬ﻷن ﻣﺎ ﻻ ﻗﺪرة ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﯿﻤﮫ ﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪه ﺣﻘﯿﻘﺔ‬
‫ﻓﯿﻜﻮن ﺑﯿﻌﮫ ﻏﺮراً وﻣﻐﺎﻣﺮة‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻮﺻ ﻮف اﻟﻤﻀ ﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟﺬﻣ ﺔ ﻣ ﻊ ﻏﻠﺒ ﺔ اﻟﻈ ﻦ ﺑﺈﻣﻜ ﺎن ﺗﻮﻓﯿﺘ ﮫ ﻓ ﻲ وﻗﺘ ﮫ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻣ ﻦ ھ ﺬا اﻟﺒ ﺎب ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء )راﺟ ﻊ أﻋ ﻼم‬
‫اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ( ‪.‬‬

‫ﺷﺮوﻃﮫ ‪ :‬ﻟﻠﺴﱠﻠَﻢ ﺷﺮوط ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪ ،‬وھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻓﻲ رأس اﻟﻤﺎل ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻜﻮن‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺴَﻠﱠﻢ ﻓﯿﮫ‪.‬‬

‫‪٢٨٣‬‬
 ‫ﺷﺮوط رأس اﻟﻤﺎل ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﻠﻮم اﻟﺠﻨﺲ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﻠﻮم اﻟﻘﺪر‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾُﺴﻠّﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻤﺴﻠّﻢ ﻓﯿﮫ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺬﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وأن ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺻﻮﻓﺎً ﺑﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻘﺪاره وأوﺻﺎﻓﮫ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰه ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﻛﻲ ﯾﻨﺘﻔﻲ اﻟﻐﺮر وﯾﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﺰاع ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻷﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ‪.‬‬
‫وھﻞ ﯾﺠﻮز إﻟﻰ اﻟﺤﺼﺎد واﻟﺠﺬاذ ؟ ﻓﻘﺎل ﻣﺎﻟﻚ‪ :‬ﯾﺠﻮز ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻛﺎﻟﺸﮭﻮر واﻟﺴﻨﯿﻦ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻷﺟﻞ ‪:‬‬

‫ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر إﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻷﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ‪ ،‬وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺴﻠﻢ ﺣﺎﻻً ‪.‬‬
‫وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ‪ :‬ﯾﺠﻮز ﻷﻧﮫ إذا ﺟﺎز ﻣﺆﺟﻼً ﻣﻊ اﻟﻐﺮر ﻓﺠﻮازه ﺣﺎﻻً أوﻟﻰ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ذﻛﺮ اﻷﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻷﺟﻞ اﻻﺷﺘﺮاط ﺑﻞ ﻣﻌﻨﺎه إن‬
‫ﻛﺎن ﻷﺟﻞ ﻓﻠﯿﻜﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪ :‬واﻟﺤﻖ ﻣﺎ ذھﺒﺖ إﻟﯿﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻋﺘﺒﺎر اﻷﺟﻞ ﻟﻌﺪم‬
‫ورود دﻟﯿﻞ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻼ ﯾﻠﺰم اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﺤﻜﻢ ﺑﺪون دﻟﯿﻞ ‪ ،‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫ﻻ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤُﺴَﻠﱠﻢ ﻓﯿﮫ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻨﺪ اﻟﻤُﺴَﻠﱠﻢ إﻟﯿﮫ ‪ ) :‬أي اﻟﺒﺎﺋﻊ (‬

‫ﻻ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻟﯿﮫ ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﺑﻞ ﯾﺮاﻋﻰ وﺟﻮده ﻋﻨﺪ اﻷﺟﻞ‪ ،‬وﻣﺘﻰ اﻧﻘﻄﻊ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻋﻨ ﺪ ﺣﻠ ﻮل‬
‫اﻷﺟﻞ اﻧﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻀﺮ اﻧﻘﻄﺎﻋﮫ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻟﮫ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺠﺎﻟﺪ ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻌﺜﻨﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺷﺪاد وأﺑﻮ ﺑﺮدة إﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ أوﻓﻰ ﻓﻘﺎﻻ ‪ :‬ﺳ ﻠﮫ ھ ﻞ‬
‫ﻛﺎن أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻠﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﻨﻄﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ :‬ﻛﻨ ﺎ ﻧُﺴ ﻠﻒ ﻧﺒ ﯿﻂ أھ ﻞ اﻟﺸ ﺎم )أھ ﻞ اﻟﺰراﻋ ﺔ وﻗﯿ ﻞ‬
‫ﻧﺼﺎرى اﻟﺸﺎم ( ﻓﻲ اﻟﺤﻨﻄﺔ واﻟﺸﻌﯿﺮ واﻟﺰﯾﺖ ﻓﻲ ﻛﯿﻞ ﻣﻌﻠﻮم إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم‪ .‬ﻗﻠﺖ‪ :‬إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎن أﺻﻠﮫ ﻋﻨﺪه ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻣ ﺎ ﻛﻨ ﺎ ﻧﺴ ﺄﻟﮭﻢ‬
‫ﻋﻦ ذﻟﻚ‪ .‬ﺛﻢ ﺑﻌﺜﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﺰى ﻓﺴﺄﻟﺘﮫ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻛﺎن أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻠّﻔﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻟﻢ ﻧﺴﺄﻟﮭﻢ أﻟﮭﻢ ﺣﺮث أم ﻻ ‪.‬‬

‫ﻻ ﯾﻔﺴﺪ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮت ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﺒﺾ ‪:‬‬

‫ﻟﻮ ﺳﻜﺖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻦ ﺗﻌﯿﯿﻦ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﺒﺾ ﻓﺎﻟﺴﻠﻢ ﺻﺤﯿﺢ ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺒ ﯿّﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ‪ .‬وﻟ ﻮ ﻛ ﺎ ﺷ ﺮﻃﺎً ﻟ ﺬﻛﺮه اﻟﺮﺳ ﻮل ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ اﻟﻜﯿﻞ واﻟﻮزن واﻷﺟﻞ‪.‬‬
‫ﺟﻮاز أﺧﺬ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻨﮫ ‪ :‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‬
‫وﻣﺎﻟﻚ ورﺟﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺮﺑـــﺎ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻤﺎل ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ﻣﺤﺮم ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺸﺮاﺋﻊ اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮا اﻟﺮﺑﺎ أﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ واﺗﻘﻮا اﷲ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ‬
‫ﺗُﺮﺣﻤﻮن " ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻟﻌﻦ اﷲ آﻛﻞ اﻟﺮﺑﺎ وﻣﻮﻛﻠﮫ وﺷﺎھﺪﯾﮫ وﻛﺎﺗﺒﮫ وﻗﺎل ‪ :‬ھﻢ ﺳﻮاء " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ " درھﻢ رﺑﺎ ﯾﺄﻛﻠﮫ اﻟﺮﺟﻞ وھﻮ ﯾﻌﻠ ﻢ أﺷ ﺪ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﻣ ﻦ ﺳ ﺘﺔ وﺛﻼﺛ ﯿﻦ زﻧﯿ ﺔ" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٣٧٠‬‬
‫* ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﮭﺪ اﻟﻘﺪﯾﻢ ‪ " :‬إذا اﻓﺘﻘﺮ أﺧﻮك ﻓﺎﺣﻤﻠﮫ ‪ ....‬ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ رﺑﺤﺎً وﻻ ﻣﻨﻔﻌﺔ " آﯾﺔ ‪ ٢٥‬ﻓﺼﻞ ‪ . ٢٥‬ﻣﻦ ﺳﻔﺮ اﻟﻼوﯾﯿﻦ‪.‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﮭﺪ اﻟﺠﺪﯾﺪ ‪ " :‬إذا أﻗﺮﺿﺘﻢ ﻟﻤﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮون ﻣﻨﮫ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة ﻓﺄي ﻓﻀﻞ ﯾُﻌ ﺮف ﻟﻜ ﻢ ؟ وﻟﻜ ﻦ اﻓﻌﻠ ﻮا اﻟﺨﯿ ﺮات واﻗﺮﺿ ﻮا‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺘﻈﺮﯾﻦ ﻋﺎﺋﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬وإذاً ﯾﻜﻮن ﺛﻮاﺑﻜﻢ ﺟﺰﯾﻼً " آﯾﺔ ‪ ، ٣٤‬آﯾﺔ ‪ ٣٥‬ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ إﻧﺠﯿﻞ ﻟﻮﻗﺎ ‪.‬‬
‫أﻗﺴﺎﻣﮫ ‪ :‬اﻟﺮﺑﺎ ﻗﺴﻤﺎن ‪ :‬رﺑﺎ اﻟﻨﺴﯿﺌﺔ ‪ ،‬ورﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ‪.‬‬
‫أ‪ .‬رﺑﺎ اﻟﻨﺴﯿﺌﺔ‪ :‬ھﻮ اﻟﺰﯾﺎدة اﻟﻤﺸﺮوﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺄﺧﺬھﺎ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻈﯿﺮ اﻟﺘﺄﺟﯿﻞ‪ ،‬وھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺮﺑ ﺎ ﻣﺤ ﺮم ﺑﺎﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴﱡ ﻨّﺔ‬
‫واﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬
‫ب‪ .‬رﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ ‪ :‬وھﻮ ﺑﯿﻊ اﻟﻨﻘﻮد ﺑﺎﻟﻨﻘﻮد أو اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ﻣﻊ اﻟﺰﯾﺎدة ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺤﺮم ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬

‫أﺻﻮل اﻟﺮﺑﻮات ‪ :‬ﻧﺺ اﻟﺸﺎرع ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺮﺑﺎ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ أﻋﯿﺎن ھﻲ ‪ :‬اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﻟﺒ ﺮ واﻟﻤﻠ ﺢ واﻟﺸ ﻌﯿﺮ واﻟﺘﻤ ﺮ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ "‬
‫اﻟﺬھﺐ ﺑﺎﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ ﺑﺎﻟﻔﻀﺔ واﻟﺒﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮ واﻟﺸﻌﯿﺮ ﺑﺎﻟﺸﻌﯿﺮ واﻟﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ واﻟﻤﻠﺢ ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﻣﺜﻼً ﺑﻤﺜﻞ ﯾﺪاً ﺑﯿﺪ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ زاد أو اﺳﺘﺰاد‬
‫ﻓﻘﺪ أرﺑﻰ‪ ،‬اﻵﺧﺬ واﻟﻤﻌﻄﻲ ﻓﯿﮫ ﺳﻮاء" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪٢٨٤‬‬
‫ﻋﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ ﻛﻮﻧﮭﻤﺎ ﺛﻤﻨﺎً‪ ،‬وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﯿﺔ اﻷﺟﻨﺎس ﻛﻮﻧﮭﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎً‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎم ھﺬه اﻷﺟﻨﺎس اﻟﺴﺘﺔ‬
‫ﯾُﻘﺎس ﻋﻠﯿﮭﺎ وﯾﺄﺧﺬ ﺣﻜﻤﮭﺎ ‪.‬‬
‫• ﻓﺈذا اﺗﻔﻖ اﻟﺒﺪﻻن ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ واﻟﻌﻠﺔ ﺣﺮم اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ وﺣﺮم اﻟﻨﱠﺴﺎء‪ :‬ﻓﺈذا ﺑﯿﻊ ذھ ﺐ ﺑ ﺬھﺐ أو ﻗﻤ ﺢ ﺑﻘﻤ ﺢ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﺸ ﺘﺮط ﻟﺼ ﺤﺔ ھ ﺬا‬
‫اﻟﺒﯿﻊ ﺷﺮﻃﺎن ‪- :‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺘﺴﺎوي ﻓﻲ اﻟﻜﻤﯿﺔ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺠﻮدة واﻟﺮداءة‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أن رﺟﻼً ﺟﺎء إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺸﻲء‬
‫ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻣﺎ ھﺬا ﻣﻦ ﺗﻤﺮﻧﺎ ! ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺑﻌﻨ ﺎ ﺗﻤﺮﻧ ﺎ ﺻ ﺎﻋﯿﻦ ﺑﺼ ﺎع ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ذﻟﻚ اﻟﺮﺑﺎ ردوه ﺛﻢ ﺑﯿﻌﻮا ﺗﻤﺮﻧﺎ ﺛﻢ اﺷﺘﺮوا ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ھﺬا " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻋﺪم ﺗﺄﺟﯿﻞ أﺣﺪ اﻟﺒﺪﻟﯿﻦ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﺘﻘﺎﺑﺾ اﻟﻔﻮري‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " وﻻ ﺗﺒﯿﻌﻮا ﻏﺎﺋﺒﺎً ﻣﻨﮭﺎ ﺑﻨﺎﺟﺰ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫"إذا ﻛﺎن ﯾﺪاً ﺑﯿﺪ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫* إذا اﺧﺘﻠﻒ اﻟﺒﺪﻻن ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ واﺗﺤﺪا ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ ﺣﻞ اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ وﺣﺮم اﻟﻨﱠﺴﺎء‪ :‬ﻣﺜﻼً ‪ :‬ﻓﺈذا ﺑﯿﻊ ذھﺐ ﺑﻔﻀﺔ أو ﻗﻤﺢ ﺑﺸﻌﯿﺮ ﯾﺸﺘﺮط ھﻨﺎ‬
‫ﺷﺮط واﺣﺪ ھﻮ اﻟﻔﻮرﯾﺔ وﻻ ﯾﺸﺘﺮط اﻟﺘﺴﺎوي ﻓﻲ اﻟﻜﻤﯿﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻓﺈذا اﺧﺘﻠﻔﺖ ھﺬه اﻻﺻﻨﺎف ﻓﺒﯿﻌﻮا ﻛﯿﻒ ﺷﺌﺘﻢ إذا ﻛﺎن ﯾﺪاً ﺑﯿﺪ "‬
‫‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وإذا اﺧﺘﻠﻒ اﻟﺒﺪﻻن ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ واﻟﻌﻠﺔ ﺣﻞ اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﻨﺴﺎء )اﻟﺘﺄﺟﯿﻞ(‪.‬‬

‫ﺑﻌﺾ اﻟﺒﯿﻮع اﻟﺮﺑﻮﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -١‬ﺑﯿﻊ اﻟﺮﻃﺐ ﺑﺎﻟﯿﺎﺑﺲ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﺠﻮز ﺑﯿﻊ اﻟﺮﻃﺐ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺎﺑﺴﺎً إﻻ ﻷھﻞ اﻟﻌﺮاﯾﺎ وھﻢ اﻟﻔﻘﺮاء اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﻧﺨﻞ ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺑﯿﻊ اﻟﺮﻃﺐ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﯾﻨﻘﺺ اﻟﺮﻃﺐ إذا ﯾﺒﺲ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻓﻨﮭﻰ ﻋﻦ ذﻟﻚ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " رﺧﺺ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮاﯾﺎ أن ﺗﺒﺎع ﺑﺨﺮﺻﮭﺎ ﻛﯿﻼً " وﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮاﯾﺎ ‪ :‬ھﻮ أن ﯾﮭﺐ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻷﺧﯿﮫ ﻧﺨﻠﺔ أو ﻧﺨﻼت ﻻ ﯾﺘﺠﺎوز ﺛﻤﺮھﻦ‬
‫ﺧﻤﺴﺔ أوﺳﻖ ﺛﻢ ﯾﺘﻀﺮر ﺑﺪﺧﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻠﻤﺎ أراد أن ﯾﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺛﻤﺮه ﻓﯿﺸﺘﺮﯾﮭﺎ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫اﻟﺨﺮص ‪ :‬ﺣﺰر اﻟﺜﻤﺮة وﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺑﯿﻊ اﻟﻌِﯿﻨﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬أن ﯾﺸﺘﺮي إﻧﺴﺎن ﻣﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﻨﻘﻮد ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺜﻤﻦ ﻣﻌﯿﻦ إﻟﻰ أﺟﻞ ﺛﻢ ﯾﺒﯿﻌﮭﺎ ﻣﻤﻦ اﺷﺘﺮاھﺎ ﻣﻨﮫ ﺑﺜﻤﻦ ﺣﺎل أﻗﻞ ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻔﺮق‬
‫ھﻮ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي أﺧﺬه ﻋﺎﺟﻼً‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ﺣﺮام وﯾﻘﻊ ﺑﺎﻃﻼً ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬إذا ﺿَﻦﱠ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺪﯾﻨﺎر واﻟﺪرھﻢ وﺗﺒﺎﯾﻌﻮا ﺑﺎﻟﻌﯿﻨﺔ واﺗﺒﻌﻮا أذﻧﺎب اﻟﺒﻘﺮ ‪ ،‬وﺗﺮﻛﻮا اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ‬
‫ﺳﺒﯿﻞ اﷲ أﻧﺰل اﷲ ﺑﮭﻢ ﺑﻼء ﻓﻼ ﯾﺮﻓﻌﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺮاﺟﻌﻮا دﯾﻨﮭﻢ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ‪ :‬رﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮى اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ أو ﻣﺎ ﻗﺎم ﻣﻘﺎﻣﮭﻤﺎ ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮى اﻟﻤﺄﻛﻮل واﻟﻤﺸﺮوب ﻻ ﯾﺤﺮم‬
‫ﻣﻨﮫ اﻟﺮﺑﺎ ﻓﯿﺠﻮز ﺑﯿﻊ ﺑﻌﻀﮫ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺘﻔﺎﺿﻼً وﻧﺴﯿﺌﺔ وﯾﺠﻮز اﻟﺘﻔﺮق ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻘﺎﯾﺾ ﻓﯿﺠﻮز ﺑﯿﻊ ﺛﻮﺑﯿﻦ ﺑﺜﻮب أو إﻧﺎء ﺑﺈﻧ ﺎﺋﯿﻦ أو ﺷ ﺎة‬
‫ﺑﺸﺎﺗﯿﻦ ﻧﺴﯿﺌﺔ وﻧﻘﺪاً‪.‬‬

‫ﻣﻦ آﻓﺎت اﻟﺮﺑﺎ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أﻧﮫ ﯾُﺴﺒﺐ اﻟﻌﺪاوة ﺑﯿﻦ اﻷﻓﺮاد وﯾﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ روح اﻟﺘﻌﺎون ﺑﯿﻨﮭﻢ ‪ ،‬واﻷدﯾﺎن ﻛﻠﮭﺎ وﻻ ﺳﯿﻤﺎ اﻹﺳﻼم ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎون واﻹﯾﺜ ﺎر‬
‫وﺗﺒﻐﺾ اﻷﺛﺮة واﻷﻧﺎﻧﯿﺔ واﺳﺘﻐﻼل ﺟُﮭﺪ اﻵﺧﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أﻧﮫ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﺘﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺗﻀﺨﯿﻢ اﻷﻣﻮال ﻓﻲ أﯾ ﺪﯾﮭﺎ دون ﺟﮭ ﺪ ﻣﺒ ﺬول ﻓﺘﻜ ﻮن ﻛﺎﻟﻨﺒﺎﺗ ﺎت‬
‫اﻟﻄﻔﯿﻠﯿﺔ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬واﻹﺳﻼم ﯾﻤﺠﺪ اﻟﻌﻤﻞ وﯾﻜﺮم اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ وﯾﺠﻌﻠﮫ أﻓﻀﻞ وﺳﯿﻠﺔ ﻣ ﻦ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻜﺴ ﺐ ﻷﻧ ﮫ ﯾ ﺆدي‬
‫إﻟﻰ اﻟﻤﮭﺎرة وﯾﺮﻓﻊ اﻟﺮوح اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺮد‪.‬‬
‫‪ .٣‬ھ ﻮ وﺳ ﯿﻠﺔ ﻣ ﻦ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎر وﻟ ﺬﻟﻚ ﻗﯿ ﻞ‪ :‬اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎر ﯾﺴ ﯿﺮ وراء ﺗ ﺎﺟﺮ أو ﻗﺴ ﯿﺲ ‪ ،‬وﻧﺤ ﻦ ﻗ ﺪ ﻋﺮﻓﻨ ﺎ اﻟﺮﺑ ﺎ وآﺛ ﺎره ﻓ ﻲ‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎر ﺑﻼدﻧﺎ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻹﺳﻼم ﺑﻌﺪ ھﺬا ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ أن ﯾﻘﺮض اﻹﻧﺴﺎن أﺧﺎه ﻗﺮﺿﺎً ﺣﺴﻨﺎً إذا اﺣﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﻤﺎل وﯾﺜﯿﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ أﻋﻈ ﻢ ﻣﺜﻮﺑ ﺔ‪ " .‬وﻣ ﺎ آﺗﯿ ﺘﻢ‬
‫ﻣﻦ رﺑﺎً ﻟﯿﺮﺑﻮا ﻓﻲ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺮﺑﻮا ﻋﻨﺪ اﷲ ‪ ،‬وﻣﺎ آﺗﯿﺘﻢ ﻣﻦ زﻛﺎة ﺗﺮﯾﺪون وﺟﮫ اﷲ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻤﻀﻌﻔﻮن " اﻟﺮوم ‪. ٣٩‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎن ‪:‬‬
‫اﻷول ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮك ‪:‬‬
‫اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼد اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ أﻏﻠﺒﮭﺎ ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﺎ وﺿﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﺑﻮي ﺧﺎﻟﺺ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﺎ إﻻ ﻓﯿﻤﺎ أﻟﺠﺄت إﻟﯿﮫ اﻟﻀﺮورة ﻛﺎ ﻟﺘﺤﻮﯾﻞ ﻣ ﻦ ﺑﻠ ﺪ إﻟ ﻰ آﺧ ﺮ ‪ ،‬وﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا ﻓﻘ ﺪ وﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺧ ﻮة اﻟﺼ ﺎﻟﺤﯿﻦ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﯾُﻨﺸﺌﻮا ﻟﮭﻢ ﺑﻨﻮﻛﺎً إﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﺮﺑﺎ ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮫ‪.‬‬

‫وھﺎ ھﻲ ﺻﻮرة ﺗﻘﺮﯾﺒﯿﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻘﺘﺮح إﻧﺸﺎؤه‪ :‬ﯾﺠﺘﻤﻊ اﻷﺧﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺒﻠﺪ‪ ،‬وﯾﺘﻔﻘ ﻮن ﻋﻠ ﻰ إﻧﺸ ﺎء‬
‫دار ﯾﺴﻤﻮﻧﮭﺎ )ﺧﺰاﻧﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أو اﻟﻤﺼﺮف اﻹﺳﻼﻣﻲ( ﯾﺨﺘﺎرون ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻣﻦ ھﻮ ﺣﻔﯿﻆ ﻋﻠﯿﻢ‪ ،‬ﯾﺘﻮﻟﻰ إدارﺗﮭﺎ ‪ ،‬وﺗﺴﯿﯿﺮ ﻋﻤﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫وﺗﻜﻮن ﻣﮭﻤﺔ ھﺬه اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻣﻘﺼﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪٢٨٥‬‬
 ‫‪ .١‬ﻗﺒﻮل اﻹﯾﺪاﻋﺎت )ﺣﻔﻆ أﻣﺎﻧﺎت اﻹﺧﻮان( ﺑﺪون ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻹﻗﺮاض‪ ،‬ﻓﺘﻘﺮض اﻹﺧﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻗﺮوﺿﺎً ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ وإﯾﺮاداﺗﮭﻢ أو ﻣﻜﺎﺳﺒﮭﻢ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪة‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﯿﺎدﯾﻦ اﻟﻔﻼﺣﺔ‪ ،‬واﻟﺘﺠﺎرة‪ ،‬واﻟﺒﻨﺎء‪ ،‬واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺴﺎھﻢ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﯿﺪان ﯾﺮى أﻧﮫ ﯾﺤﻘﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ وأرﺑﺎﺣ ﺎً‬
‫ﻟﻠﺨﺰاﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﯾﻞ ﻋﻤﻠﺔ اﻹﺧﻮان ﻣﻦ ﺑﻠﺪ إﻟﻰ آﺧﺮ ﺑﻼ أﺟﺮ إذا ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻓﺮع ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﺮاد اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ إﻟﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻋﻠﻰ رأس ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺗُﺼﻔﻰ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﺨﺰاﻧﺔ‪ ،‬وﺗﻮزع اﻷرﺑﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎھﻤﯿﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺳﮭﻮﻣﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﺰاﻧﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻨﺒﯿﮫ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﻻ ﺑﺄس أن ﯾُﻜَﻮّن أھﻞ اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ اﻹﺧﻮة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ﺻﻨﺪوﻗﺎً ﯾﺴﺎھﻤﻮن ﻓﯿﮫ ﺑﻨﺼﯿﺐ ﻣﻌﯿﻦ ﺣﺴ ﺒﻤﺎ ﯾﺘﻔﻘ ﻮن ﻋﻠﯿ ﮫ ‪،‬‬
‫ﯾﻜﻮﻧﻮن ﻓﯿﮫ ﺳﻮاء‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺼﻨﺪوق وﻗﻔﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﺑﺎﻹﺧﻮة اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻧﺰل ﺑﮫ ﺣﺎدث دھﺮ‪ ،‬ﻛﺤﺮﯾﻖ‪ ،‬أو ﺿﯿﺎع ﻣﺎل‪،‬‬
‫او إﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺪن أُﻋﻄﻲ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﺨﻔﻒ ﺑﮫ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺎﺑﮫ‪.‬‬
‫ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻨﻮي اﻟﻤﺴﺎھﻢ ﺑﻤﺴﺎھﻤﺘﮫ وﺟﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬ﻟﯿﺜﺎب ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﺗﺤﺪد ﻓﯿﮫ اﻟﻤﻘﺎدﯾﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤﺼﺎﺑﯿﻦ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺣﺪدت أﻧﺼﺒﺔ اﻟﻤﺴﺎھﻤﯿﻦ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎواة اﻟﺘﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺗﻨﻤﯿﺔ أﻣﻮال اﻟﺼﻨﺪوق ﺑﺎﻟﻤﻀﺎرﺑﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﻤﻘﺎوﻻت اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ‪ ،‬واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﺣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻘﺮض‬

‫ﻣﻌﻨﺎه ‪ :‬اﻟﻘﺮض ھﻮ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﻌﻄﯿﮫ اﻟﻤﻘﺮض ﻟﻠﻤﻘﺘﺮض ﻟﯿﺮد ﻣﺜﻠﮫ إﻟﯿﮫ ﻋﻨ ﺪ ﻗﺪرﺗ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬وھ ﻮ ﻓ ﻲ أﺻ ﻞ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﻘﻄ ﻊ‪ .‬وﺳ ﻤﻰ‬
‫اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﺄﺧﺬه اﻟﻤﻘﺘﺮض ﺑﺎﻟﻘﺮض ﻷن اﻟﻤﻘﺮض ﯾﻘﻄﻌﮫ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪ :‬وھﻮ ﻗﺮﺑﺔ ﯾﺘﻘﺮب ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎس واﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﮭﻢ وﺗﯿﺴﯿﺮ أﻣﻮرھﻢ وﺗﻔﺮﯾﺞ ﻛﺮﺑﮭﻢ‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻧﺪب إﻟﯿﮫ وﺣﺒﺐ ﻓﯿﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻘﺮض ﻓﺈﻧﮫ أﺑﺎﺣﮫ ﻟﻠﻤﻘﺘﺮض وﻟﻢ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﻜﺮوھﺔ ﻷﻧﮫ‬
‫ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻟﯿﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺠﮫ ﺛﻢ ﯾﺮد ﻣﺜﻠﮫ‪.‬‬
‫روى أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮب اﻟﺪُﻧﯿﺎ ﻧﻔﺲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻛﺮﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ﻛُ ﺮَبِ‬
‫ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾَﺴّﺮَ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺴﺮ ﯾﺴﺮ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟ ﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧ ﺮة ‪ ،‬واﷲ ﻓ ﻲ ﻋ ﻮن اﻟﻌﺒ ﺪ ﻣ ﺎ دام اﻟﻌﺒ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋ ﻮن أﺧﯿ ﮫ " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬

‫ﻋﻘﺪ اﻟﻘﺮض ‪ :‬وﻋﻘﺪ اﻟﻘﺮض ﻋﻘﺪ ﺗﻤﻠﯿﻚ ﻓﻼ ﯾﺘﻢ إﻻ ﻣﻤﻦ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻟﺘﺼﺮف‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﻛﻌﻘ ﺪ اﻟﺒﯿ ﻊ واﻟﮭﺒ ﺔ ‪،‬‬
‫وﯾﻨﻌﻘﺪ ﺑﻠﻔﻆ اﻟﻘﺮض واﻟﺴﻠﻒ وﺑﻜﻞ ﻟﻔﻆ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻣﻌﻨﺎه‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﻘﺘﺮض أن ﯾﺮد ﻣﺜﻠﮫ أو ﻋﯿﻨﮫ ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻣﺜﻠﯿﺎً أو ﻏﯿﺮ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺎ‬
‫ﻟﻢ ﯾﺘﻐﯿﺮ ﺑﺰﯾﺎدة أو ﻧﻘﺺ ﻓﺈن ﺗﻐﯿﺮ وﺟﺐ رد اﻟﻤﺜﻞ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط اﻷﺟﻞ ﻓﯿﮫ ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز اﺷﺘﺮاط اﻷﺟ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮض‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﺗﺒ ﺮع ﻣﺤ ﺾ ‪ ،‬وﻟﻠﻤﻘ ﺮض أن ﯾﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﺒﺪﻟ ﮫ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﺎل ‪ ،‬ﻓﺈذا أﺟﱠﻞ اﻟﻘﺮض إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم ﻟﻢ ﯾﺘﺄﺟﻞ وﻛﺎن ﺣﺎﻻً‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ‪ :‬ﯾﺠﻮز اﺷﺘﺮاط اﻷﺟﻞ وﯾﻠﺰم اﻟﺸﺮط‪ ،‬ﻓﺈذا أﺟﻞ اﻟﻘﺮض إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم ﺗﺄﺟﻞ وﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻟ ﮫ ﺣ ﻖ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒ ﺔ ﻗﺒ ﻞ ﺣﻠ ﻮل اﻷﺟ ﻞ‬
‫ﻟﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ":‬إذا ﺗﺪاﯾﻨﺘﻢ ﺑﺪﯾﻦ إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣُﺴﻤﻰ " ) اﻟﺒﻘﺮة ( ‪.‬‬
‫وﻟﻤﺎ رواه ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﻮف اﻟﻤﺰﻧﻲ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﻨ ﺪ ﺷ ﺮوﻃﮭﻢ " رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﺪارﻗﻄﻲ‪ ،‬وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ وﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻷﻧﮫ ﯾﺘﻔﻖ ﻣ ﻊ روح‬
‫اﻵﯾﺔ اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺼﺢ ﻓﯿﮫ اﻟﻘﺮض ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻗﺮض اﻟﺜﯿﺎب واﻟﺤﯿﻮان‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺳﺘﻠﻒ ﺑﻜﺮاً ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﻗﺮض ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻜﯿﻼً أو ﻣﻮزوﻧﺎً‬
‫أو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة‪] .‬ﺑﻜﺮاً ‪:‬أى اﻟﺜﻨﻲ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ أﻛﻤﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ وھﻮ اﻟﻔﺘﻲ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ [‬
‫‪.‬‬

‫ﻛﻞ ﻗﺮض ﺟﺮ ﻧﻔﻌﺎً ﻓﮭﻮ رﺑﺎ ‪:‬‬

‫إن ﻋﻘﺪ اﻟﻘﺮض ﯾُﻘﺼﺪ ﺑﮫ اﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎس وﻣﻌﺎوﻧﺘﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺌﻮن اﻟﻌ ﯿﺶ وﺗﯿﺴ ﯿﺮ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﺤﯿ ﺎة‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ ھ ﻮ وﺳ ﯿﻠﺔ ﻣ ﻦ‬
‫وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻜﺴﺐ وﻻ أﺳﻠﻮﺑﺎً ﻣﻦ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻻﺳﺘﻐﻼل‪.‬‬
‫وﻟﮭﺬا ﻻ ﯾﺠﻮز أن ﯾﺮد اﻟﻤﻘﺘﺮض إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺮض إﻻ ﻣﺎ اﻗﺘﺮﺿﮫ ﻣﻨﮫ أو ﻣﺜﻠﮫ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ‪ :‬ﻛﻞ ﻗﺮض ﺟﺮ ﻧﻔﻌﺎً ﻓﮭﻮ رﺑﺎ‬
‫)ھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺻﺤﯿﺤﺔ ﺷﺮﻋﺎً وإن ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ( ‪.‬‬
‫واﻟﺤﺮﻣﺔ ﻣﻘﯿﺪة ھﻨﺎ ﺑﻤﺎ إذا ﻛ ﺎن ﻧﻔ ﻊ اﻟﻘ ﺮض ﻣﺸ ﺮوﻃﺎً أو ﻣﺘﻌﺎرﻓ ﺎً ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻣﺸ ﺮوﻃﺎً وﻻ ﻣﺘﻌﺎرﻓ ﺎً ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓﻠﻠﻤﻘﺘ ﺮض أن‬
‫ﯾﻘﻀﻲ ﺧﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﻘﺮض ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺔ أو ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪار ‪ ،‬وﻟﻠﻤﻘﺮض ﺣﻖ اﻷﺧﺬ دون ﻛﺮاھﺔ ﻟﻤﺎ رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺻﺤﺎب‬

‫‪٢٨٦‬‬
‫اﻟﺴُﻨﻦ ﻋﻦ أﺑﻲ راﻓﻊ ﻗﺎل ‪ :‬اﺳﺘﻠﻒ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ رﺟﻞ ﺑﻜﺮاً‪ ،‬ﻓﺠﺎءﺗﮫ إﺑﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ أن أﻗﻀﻲ اﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﺑﻜﺮاً ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬ﻟﻢ أﺟﺪ ﻓﻲ اﻹﺑﻞ إﻻ ﺟﻤﻼً ﺧﯿﺎراً رﺑﺎﻋﯿﺎً ‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﻋﻄﮫ إﯾــﺎه ﻓﺈن ﺧــﯿﺮﻛﻢ أﺣﺴﻨﻜﻢ ﻗﻀﺎء‬
‫" ) اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي اﺳﺘﻜﻤﻞ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ .‬اﻟﺒﻜﺮ‪ :‬أي اﻟﺜﻨﻰ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ اﻟﺬي أﻛﻤﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ودﺧﻞ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ (‬
‫وﻗﺎل ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ " :‬ﻛﺎن ﻟﻲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﻖ ﻓﻘﻀﺎﻧﻲ وزادﻧﻲ" رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻌﺠﯿﻞ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﺪﯾﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮت ‪:‬‬

‫ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه‪ ،‬ﻟﻮ أن رﺟﻼً ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺛﻢ ﻋﺎش‪،‬‬
‫ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺛﻢ ﻋﺎش‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻣﺎ دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻀﻲ دﯾﻨﮫ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل‬
‫)‪. (٢٥٥٠‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﻻ ﯾُﺼﻠّﻲ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﺎت وﻋﻠﯿﮫ دﯾ ﻦ‪ ،‬ﻓ ﺄُﺗﻲ ﺑﻤﯿ ﺖ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻋﻠﯿﮫ دﯾﻦ ؟ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬دﯾﻨﺎران‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ" ‪ .‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﻗﺘﺎدة اﻷﻧﺼﺎري ‪ :‬ھﻤﺎ ﻋﻠﻲّ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ‪ .‬ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺢ اﷲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أﻧﺎ أوﻟﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺗﺮك دﯾﻨﺎً ﻓﻌﻠﻲّ ﻗﻀﺎؤه وﻣﻦ ﺗﺮك ﻣﺎﻻً ﻓﻠﻮرﺛﺘﮫ"‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ‬
‫أﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻦ‬
‫أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة‪.‬‬
‫وﺣﺪﯾﺚ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ أﺧﺬ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﯾُﺮﯾﺪ أداءھﺎ أدى اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫أﺧﺬھﺎ ﯾﺮﯾﺪ إﺗﻼﻓﮭﺎ أﺗﻠﻔﮫ اﷲ " ‪.‬‬

‫ﻣَﻄْﻞُ اﻟﻐﻨﻲ ﻇﻠﻢ ‪ :‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻟَﻲﱡ اﻟﻮاﺟﺪ ﯾُﺤﻞﱡ ﻋﺮﺿﮫ وﻋﻘﻮﺑﺘﮫ" رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻨﺪ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‬
‫وإﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ‪ .‬اﻧﻈﺮ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل م‪ ٤‬ص‪ ٤٥٥‬رﻗﻢ = ‪.( ٢٥٣٧‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻟَﻲﱡ اﻟﻮاﺟﺪ ‪ :‬ﻣﻄﻞ اﻟﻐﻨﻲ‪.‬‬
‫ﯾُﺤﻞ ﻋﺮﺿﮫ‪ :‬أي ﯾﺠﻮز ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺪﯾﻦ أن ﯾﻌﯿﺒﮫ وﯾﺼﻔﮫ ﺑﺴﻮء اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫ﻋﻘﻮﺑﺘﮫ ‪ :‬ﺣﺒﺴﮫ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﺒﺎب إﻧﻈﺎر اﻟﻤُﻌﺴﺮ ‪:‬‬

‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وإن ﻛﺎن ذو ﻋﺴﺮة ﻓﻨﻈﺮة إﻟﻰ ﻣﯿﺴﺮة وأن ﺗﺼﺪﻗﻮا ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻢ إن ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮن" )اﻟﺒﻘﺮة ‪. ( ٢٨٠‬‬
‫روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة أﻧﮫ ﻃﻠﺐ ﻏﺮﯾﻤ ﺎً ﻟ ﮫ ﻓﺘ ﻮارى ﺛ ﻢ وﺟ ﺪه ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬إﻧ ﻲ ﻣﻌﺴ ﺮ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‪ :‬آﷲ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬آﷲ ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓ ﺈﻧﻲ ﺳ ﻤﻌﺖ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺳﺮه أن ﯾﻨﺠﯿﮫ اﷲ ﻣﻦ ﻛﺮب ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻓﻠﯿﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﻣﻌﺴﺮ أو ﯾﻀﻊ ﻋﻨﮫ " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺮھﻦ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﯾُﻄﻠﻖ اﻟﺮھﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒﻮت واﻟﺪوام‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺒﺲ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ اﻷول ﻗﻮﻟﮭﻢ ‪ :‬ﻧﻌﻤﺔ راھﻨﺔ‪ ،‬أي ﺛﺎﺑﺘﺔ وداﺋﻤﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ رھﯿﻨﺔ " اﻟﻤﺪﺛﺮ ‪. ٣٨‬‬
‫أي ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﺑﻜﺴﺒﮭﺎ وﻋﻤﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎه ﻓﻲ اﻟﺸﺮع‪ :‬ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﮫ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺄﻧﮫ ﺟﻌﻞ ﻋﯿﻦ ﻟﮭﺎ ﻗﯿﻤﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺮع وﺛﯿﻘﺔ ﺑﺪﯾﻦ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻤﻜﻦ أﺧﺬ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺪﯾﻦ‪،‬‬
‫أو أﺧﺬ ﺑﻌﻀﮫ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا اﺳﺘﺪان ﺷﺨﺺ دﯾﻨﺎً ﻣﻦ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ وﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ ﻧﻈﯿﺮ ذﻟﻚ اﻟﺪﯾﻦ ﻋﻘﺎراً أو ﺣﯿﻮاﻧﺎً ﻣﺤﺒﻮﺳ ﺎً ﺗﺤ ﺖ ﯾ ﺪه ﺣﺘ ﻰ ﯾﻘﻀ ﻲ‬
‫دﯾﻨﮫ‪ ،‬ﻛﺎن ذﻟﻚ ھﻮ اﻟﺮھﻦ ﺷﺮﻋﺎً‪.‬‬
‫ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ‪ :‬اﻟﺮھﻦ ھﻮ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﺘﻨﻮب ﻣﻨﺎب ﻣﺎ أُﺧﺬ ﻣﻨ ﮫ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻘﻀ ﻲ اﻟﻤ ﺪﯾﻦ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺪﯾﻦ ‪ ،‬وﻟﺼ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪﯾﻦ‬
‫اﻟﺬي ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻌﯿﻦ وﯾﺤﺒﺴﮭﺎ ﺗﺤﺖ ﯾﺪه ﻧﻈﯿﺮ دﯾﻨﮫ "ﻣُﺮﺗﮭِﻦ" ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﯾُﻘﺎل ﻟﻠﻌﯿﻦ اﻟﻤﺮھﻮﻧﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ " رھﻦ " ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫اﻟﺮھﻦ ﺟﺎﺋﺰ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬ﻓﻠﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ " وإن ﻛﻨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ وﻟﻢ ﺗﺠﺪوا ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻓﺮھﺎن ﻣﻘﺒﻮﺿﺔ ﻓﺈن أﻣﻦ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻓﻠﯿﺆدﱢ اﻟﺬي أؤﺗﻤ ﻦ‬
‫أﻣﺎﻧﺘﮫ وﻟﯿﺘﻖ اﷲ رﺑﮫ " ) اﻟﺒﻘﺮة (‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ﻋﻦ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬اﺷ ﺘﺮى رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﯾﮭﻮدي ﻃﻌﺎﻣﺎً ورھﻨﮫ درﻋﮫ"‪.‬‬
‫وﻗ ﺪ أﺟﻤ ﻊ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ وﻟ ﻢ ﯾﺨﺘﻠ ﻒ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮازه وﻻ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺘﮫ أﺣ ﺪ ‪ ،‬وإن ﻛ ﺎﻧﻮا ﻗ ﺪ اﺧﺘﻠﻔ ﻮا ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺘﮫ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﻀﺮ‪.‬‬

‫‪٢٨٧‬‬
‫ﻓﻘﺎل اﻟﺠﻤﮭﻮر‪ :‬ﯾﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ‪ ،‬ﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟ ﮫ وھ ﻮ ﻣﻘ ﯿﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ‪ ،‬وأﻣ ﺎ‬
‫ﺗﻘﯿﯿﺪه ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﺧﺮج ﻣﺨﺮج اﻟﻐﺎﻟﺐ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺮھﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺠﺎھﺪ واﻟﻀﺤﺎك واﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ‪ :‬ﻻ ﯾﺸﺮع اﻟﺮھﻦ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ اﺳﺘﺪﻻﻻً ﺑﺎﻵﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺣُﺠﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺘﮫ ‪:‬‬

‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻟﺼﺤﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺮھﻦ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﻌﻘﻞ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬اﻟﺒﻠﻮغ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺮھﻮﻧﺔ ﻣﻮﺟﻮدة وﻗﺖ اﻟﻌﻘﺪ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً‪ :‬أن ﯾﻘﺒﻀﮭﺎ اﻟﻤﺮﺗﮭﻦ أو وﻛﯿﻠﮫ‪.‬‬

‫اﻧﺘﻔﺎع اﻟﻤﺮﺗﮭﻦ ﺑﺎﻟﺮھﻦ ‪ :‬ﻋﻘﺪ اﻟﺮھﻦ ﻋﻘﺪ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮫ اﻻﺳﺘﯿﺜﺎق وﺿﻤﺎن اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻟﯿﺲ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻨﮫ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﺮﺑﺢ وﻣﺎ دام ذﻟﻚ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻠﻤﺮﺗﮭﻦ أن ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺮھﻮﻧﺔ وﻟﻮ أذن ﻟﮫ اﻟﺮاھﻦ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻗﺮض ﺟﺮ ﻧﻔﻌﺎً وﻛﻞ ﻗﺮض ﺟﺮ ﻧﻔﻌﺎً ﻓﮭﻮ رﺑﺎ ‪.‬‬
‫وھﺬا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺮھﻦ داﺑﺔ ﺗُﺮﻛَﺐ أو ﺑﮭﯿﻤﺔ ﺗُﺤﻠﺐ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن داﺑﺔ أو ﺑﮭﯿﻤﺔ ﻓﻠﮫ أن ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﮭﺎ ﻧﻈﯿﺮ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻛ ﺎن ﻟ ﮫ ﺣ ﻖ اﻻﻧﺘﻔ ﺎع ﻓﯿﺮﻛ ﺐ ﻣ ﺎ أﻋ ﺪ ﻟﻠﺮﻛ ﻮب‬
‫ﻛﺎﻹﺑﻞ واﻟﺨﯿﻞ واﻟﺒﻐﺎل وﻧﺤﻮھﺎ‪ ،‬وﯾﺤﻤﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﯾﺄﺧﺬ ﻟﺒﻦ اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ ﻛﺎﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ وﻧﺤﻮھﺎ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﺒﻦ اﻟﺪﱠر ﯾُﺤﻠﺐ ﺑﻨﻔﻘﺘﮫ إذا ﻛﺎن ﻣﺮھﻮﻧﺎً واﻟﻈﮭﺮ ﯾُﺮﻛﺐ ﺑﻨﻔﻘﺘﮫ‬
‫إذا ﻛﺎن ﻣﺮھﻮﻧﺎً ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺬي ﯾﺮﻛﺐ وﯾﺤﻠﺐ اﻟﻨﻔﻘﺔ " ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٤٩٣٦‬‬
‫ﺑﻘﺎء اﻟﺮھﻦ ﺣﺘﻰ ﯾﺆدي اﻟﺪﯾﻦ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ :‬أﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ أﺣﻔﻆ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻣﻦ رھﻦ ﺷﯿﺌﺎً ﺑﻤﺎل ﻓﺄدى ﺑﻌﻀﮫ وأراد إﺧ ﺮاج ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﺮھﻦ‪،‬‬
‫أن ذﻟﻚ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻮﻓﯿﮫ آﺧﺮ ﺣﻘﮫ أو ﯾﺒﺮﺋﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻣﺘﻰ ﺣﻞ اﻷﺟﻞ ﻟﺰم اﻟﺮاھﻦ اﻹﯾﻔﺎء وﺳﺪاد ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ دﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺈن اﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ وﻓﺎﺋﮫ وﻟﻢ ﯾﻜﻦ أذن ﻟﻠﻤﺮﺗﮭﻦ ﺑﺒﯿﻊ اﻟﺮھﻦ أﺟﺒﺮه‬
‫اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ وﻓﺎﺋﮫ أو ﺑﯿﻊ اﻟﺮھﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﺑﺎﻋﮫ وﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﻨﮫ ﺷﻲء ﻓﻠﻤﺎﻟﻜﮫ‪ ،‬وإن ﺑﻘﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮاھﻦ‪.‬‬
‫اﺷﺘﺮاط ﺑﯿﻊ اﻟﺮھﻦ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮل اﻷﺟﻞ ‪:‬‬
‫ﻓﺈذا اﺷﺘﺮط ﺑﯿﻊ اﻟﺮھﻦ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮل اﻷﺟﻞ‪ ،‬ﺟﺎز ھﺬا اﻟﺸﺮط وﻛﺎن ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ اﻟﻤ ﺮﺗﮭﻦ أن ﯾﺒﯿﻌ ﮫ ﺧﻼﻓ ﺎً ﻟﻺﻣ ﺎم اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ اﻟ ﺬي‬
‫ﯾﺮى ﺑﻄﻼن اﻟﺸﺮط ‪.‬‬
‫ﺑﻄﻼن اﻟﺮھﻦ ‪ :‬وﻣﺘﻰ رﺟﻊ اﻟﺮھﻦ إﻟﻰ اﻟﺮاھﻦ ﺑﺎﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﺮﺗﮭﻦ ﺑﻄﻞ اﻟﺮھﻦ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺰارﻋﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﺰارﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮭﺎ ‪ .‬وﻣﻌﻨﺎھﺎ ھﻨﺎ إﻋﻄﺎء اﻷرض ﻟﻤﻦ ﯾﺰرﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻧﺼﯿﺐ ﻣﻤﺎ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮭﺎ ﻛﺎﻟﻨﺼﻒ أو اﻟﺜﻠﺚ أو اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ أو اﻷدﻧﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﯾﺘﻔﻘﺎن ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ‪ :‬اﻟﺰراﻋﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ وﺻﺎﺣﺐ اﻷرض‪ ،‬ﻓﺮﺑﻤﺎ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺎھﺮاً ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ وھﻮ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ أرﺿﺎً ‪،‬‬
‫ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻚ اﻷرض ﻋﺎﺟﺰاً ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ‪ ،‬ﻓﺸﺮﻋﮭﺎ اﻹﺳﻼم رﻓﻘﺎً ﺑﺎﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺰارﻋﺔ ﻋﻤﻞ ﺑﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻋﻤﻞ ﺑﮭ ﺎ أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪه‪ .‬روى اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس أن‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺎﻣﻞ أھﻞ ﺧﯿﺒﺮ ﺑﺸﺮط ﻣﺎ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻦ زرع أو ﺛﻤﺮ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻰ‪ " :‬ھﺬا أﻣﺮ ﻣﺸﮭﻮر ﻋﻤﻞ ﺑﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎت‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺧﻠﻔ ﺎؤه اﻟﺮاﺷ ﺪون ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎﺗﻮا‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫أھﻠﻮھﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ" ‪.‬‬

‫رد ﻣﺎ ورد ﻣﻦ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻨﮭﺎ ‪:‬‬

‫وأﻣﺎ ﻣﺎ ذﻛﺮه راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻘﺪ رده زﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ وأﺧﺒ ﺮ‬
‫أن اﻟﻨﮭﻲ ﻛﺎن ﻟﻔﺾ اﻟﻨﺰاع‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﺮاﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ‪ ،‬وأﻧﺎ واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻨﮫ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫رﺟﻼن ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﻗﺪ اﻗﺘﺘﻼ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن ﻛﺎن ھﺬا ﺷﺄﻧﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﻜﺮوا اﻟﻤﺰارع‪ ،‬ﻓﺴﻤﻊ راﻓ ﻊ ﻗﻮﻟ ﮫ‪ :‬ﻓ ﻼ ﺗﻜ ﺮوا اﻟﻤ ﺰارع‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ رده اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وﺑﯿﻦ أن اﻟﻨﮭﻲ إﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ إرﺷﺎدھﻢ إﻟﻰ ﻣﺎھﻮ ﺧﯿﺮ ﻟﮭﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إن رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﺤﺮم اﻟﻤﺰارﻋﺔ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ أﻣﺮ أن ﯾﺮﻓﻖ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑ ﺒﻌﺾ ﺑﻘﻮﻟ ﮫ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻟ ﮫ أرض ﻓﻠﯿﺰرﻋﮭ ﺎ أو‬
‫ﻟﯿﻤﻨﺤﮭﺎ أﺧﺎه ‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻰ ﻓﻠﯿﻤﺴﻚ أرﺿﮫ" واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٦٣٩٠‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ دﯾﻨﺎر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺮى ﺑﺎﻟﻤﺰارﻋﺔ ﺑﺄﺳﺎً ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ ﯾﻘﻮل‬
‫‪ :‬إن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮﺗﮫ ﻟﻄﺎوس ﻓﻘﺎل‪:‬ﻗﺎل ﻟﻲ أﻋﻠﻤﮭﻢ )ﯾﻘﺼﺪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ( إن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬

‫‪٢٨٨‬‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﻨﮫ ﻋﻨﮭﺎ وﻟﻜﻦ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﺌﻦ ﯾﻤﻨﺢ أﺣﺪﻛﻢ أرﺿﮫ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺧﺮاﺟﺎً ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٤٩٢٦‬‬

‫ﻛﺮاء اﻷرض ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ‪:‬‬

‫ﺗﺠﻮز اﻟﻤﺰارﻋﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﻣﻤﺎ ﯾُﻌﺪ ﻣﺎﻻً ﻛﺎﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﺄﻟﺖ راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ ﻋﻦ ﻛﺮاء اﻷرض ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬ﺑﺎﻟﺬھﺐ واﻟﻮرق ؟ ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﺬھﺐ واﻟﻮرق ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﮫ‪ .‬رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺣﻤﺪ وﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪ :‬وھﺬا ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻗﻮال‪.‬‬

‫اﻟﻤﺰارﻋﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ‪:‬‬

‫ﺳﺒﻖ أن ﻗﻠﻨﺎ أن اﻟﻤﺰارﻋﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ھﻲ إﻋﻄﺎء اﻷرض ﻟﻤﻦ ﯾﺰرﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻧﺼ ﯿﺐ ﻣﻤ ﺎ ﯾﺨ ﺮج ﻣﻨﮭ ﺎ ﻛﺎﻟﺜﻠ ﺚ‬
‫واﻟﺮﺑﻊ ﻣﻦ ذﻟﻚ أي أن ﯾﻜﻮن ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻏﯿﺮ ﻣُﻌﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻣﻌﯿﻨﺎً ﺑﺄن ﯾُﺤﺪﱢد ﻣﻘﺪاراً ﻣﻌﯿﻨ ﺎً ﻣﻤ ﺎ ﺗﺨ ﺮج اﻷرض ‪ ،‬أو ﯾﺤ ﺪد ﻗ ﺪراً‬
‫ﻣﻌﯿﻨﺎً ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض ﺗﻜﻮن ﻏﻠﺘﮭﺎ ﻟﮫ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ أو أن ﯾﺸﺘﺮﻛﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺰارﻋﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮن ﻓﺎﺳﺪة ﻟﻤ ﺎ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺮر وﻷﻧﮭﺎ ﺗُﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﺰاع‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫" ﻛﻨﺎ أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻷرض )أي اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ( ﻣﺰروﻋ ﺎً ‪ ،‬ﻛﻨ ﺎ ﻧﻜ ﺮي اﻷرض ﺑﺎﻟﻨﺎﺣﯿ ﺔ ﻣﻨ ﺎ ﺗﺴ ﻤﻰ ﻟﺴ ﯿﺪ اﻷرض‪ ،‬ﻓﺮﺑﻤ ﺎ ﯾﺼ ﺎب ذﻟ ﻚ وﺗﺴ ﻠﻢ‬
‫اﻷرض‪ ،‬ورﺑﻤﺎ ﺗﺼﺎب اﻷرض وﯾﺴﻠﻢ ذﻟﻚ ﻓﻨُﮭﯿﻨﺎ "‪.‬‬

‫إﺣﯿﺎء اﻟﻤﻮات‬

‫ﻣﻌﻨﺎه ‪ :‬إﺣﯿﺎء اﻟﻤﻮات ﻣﻌﻨﺎه إﻋﺪاد اﻷرض اﻟﻤﯿﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ﺗﻌﻤﯿﺮھﺎ وﺗﮭﯿﺌﺘﮭﺎ وﺟﻌﻠﮭﺎ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﻧﺘﻔﺎع ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻜﻨﻰ واﻟﺰرع‬
‫وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫اﻟﺪﻋﻮة إﻟﯿﮫ‪ :‬واﻹﺳﻼم ﯾﺤﺐ أن ﯾﺘﻮﺳﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮان وﯾﻨﺘﺸﺮوا ﻓﻲ اﻷرض وﯾﺤﯿﻮا ﻣﻮاﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻜﺜﺮ ﺛﺮواﺗﮭﻢ وﯾﺘﻮﻓﺮ ﻟﮭﻢ اﻟﺜﺮاء‬
‫واﻟﺮﺧﺎء‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﮭﻢ اﻟﺜﺮوة واﻟﻘﻮة ‪ ،‬وھﻮ ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺤﺒﺐ إﻟﻰ أھﻠﮫ أن ﯾﻌﻤﺪوا إﻟﻰ اﻷرض اﻟﻤﯿﺘ ﺔ ﻟﯿﺤﯿﯿ ﻮا ﻣﻮاﺗﮭ ﺎ وﯾﺴ ﺘﺜﻤﺮوا‬
‫ﺧﯿﺮاﺗﮭﺎ وﯾﻨﺘﻔﻌﻮا ﺑﺒﺮﻛﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻓﯿﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ أﺣﯿﺎ أرﺿﺎً ﻣﯿﺘﺔ ﻓﮭﻲ ﻟﮫ " ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬إﻧﮫ ﺣﺴﻦ ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٥٨٥١‬‬
‫وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ أﺣﯿﺎ أرﺿﺎً ﻣﯿﺘﺔ ﻓﻠﮫ ﻓﯿﮭﺎ أﺟﺮ‪ ،‬وﻣﺎ أﻛﻠﮫ اﻟﻌﻮاﻓﻲ ﻓﮭﻮ ﻟﮫ ﺻﺪﻗﺔ" رواه اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ‬
‫ﺣﺒﺎن‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٥٨٥٠‬‬
‫وﻋﻦ ﺳﻤﺮة ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ أﺣ ﺎط ﺣﺎﺋﻄ ﺎً ﻋﻠ ﻰ أرض ﻓﮭ ﻲ ﻟ ﮫ" رواه أﺑ ﻮ داود وﻏﯿ ﺮه وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٥٨٢٨‬‬

‫ﺷﺮوط إﺣﯿﺎء اﻟﻤﻮات ‪:‬‬

‫ﯾُﺸﺘﺮط ﻻﻋﺘﺒﺎر اﻷرض ﻣﻮاﺗﺎً أن ﺗﻜ ﻮن ﺑﻌﯿ ﺪة ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮان‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺗﻜ ﻮن ﻣﺮﻓﻘ ﺎً ﻣ ﻦ ﻣﺮاﻓﻘ ﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﻮﻗ ﻊ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺮاﻓﻘﮫ‪ ،‬وﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌُﺮف ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪى اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮان ‪.‬‬

‫إذن اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ :‬اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻹﺣﯿﺎء ﺳ ﺒﺐ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿ ﺔ‪ ،‬واﺧﺘﻠﻔ ﻮا ﻓ ﻲ اﺷ ﺘﺮاط إذن اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻓ ﻲ اﻹﺣﯿ ﺎء ﻓﻘ ﺎل أﻛﺜ ﺮ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ‪ :‬إن‬
‫اﻹﺣﯿﺎء ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﺷﺘﺮاط إذن اﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬ﻓﻤﺘ ﻰ أﺣﯿﺎھ ﺎ أﺻ ﺒﺢ ﻣﺎﻟﻜﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ إذن ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ‪ ،‬وﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ أن ﯾُﺴ ﻠﱢﻢ‬
‫ﺑﺤﻘﮫ إذا رُﻓﻊ إﻟﯿﮫ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺰاع‪ ،‬ﻟﻤﺎ رواه أﺑﻮ داود ﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ زﯾﺪ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ أﺣﯿﺎ أرﺿﺎً‬
‫ﻓﮭﻲ ﻟﮫ" وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ :‬اﻹﺣﯿﺎء ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺷﺮﻃﮭﺎ إذن اﻹﻣﺎم وإﻗﺮاره‪.‬وﻓﺮق ﻣﺎﻟﻚ ﺑﯿﻦ اﻷراﺿ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻠﻌﻤ ﺮان واﻷرض‬
‫اﻟﺒﻌﯿﺪة ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺎورة ﻓﻼﺑﺪ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ إذن ا ﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﯿﺪة ﻓﻼ ﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮭﺎ إذﻧﮫ وﺗﺼﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻤﻦ أﺣﯿﺎھﺎ ‪ ،‬وھﺬا‬
‫ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﺴﻘﻂ اﻟﺤﻖ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ أﻣﺴﻚ أرﺿﺎً وﻋﻠّﻤﮭﺎ ﺑﻌﻠﻢ أو أﺣﺎﻃﮫ ﺑﺤﺎﺋﻂ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﻌﻤّﺮھﺎ ﺑﻌﻤﻞ‪ ،‬ﺳﻘﻂ ﺣﻘﮫ ﺑﻌﺪ ﺛﻼث ﺳﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ‪:‬‬
‫ﻣﻦ أﺣﯿﺎ أرﺿﺎً ﻣﯿﺘﺔ ﻓﮭﻲ ﻟﮫ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﻤﺤﺘﺠﺮٍ ﺣﻖ ﺑﻌﺪ ﺛﻼث ﺳﻨﯿﻦ‪ ،‬وذﻟﻚ أن رﺟﺎﻻً ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺤﺘﺠﺮون ﻣﻦ اﻷرض ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﻌﻤﻠﻮن" )أي‬
‫ﻣﺎﻻ ﯾﺴﺘﺜﻤﺮوﻧﮫ(‪.‬‬

‫ﻣﻦ أﺣﯿﺎ أرض ﻏﯿﺮه دون ﻋﻠﻤﮫ ‪:‬‬

‫‪٢٨٩‬‬
‫إن ﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب وﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ‪ :‬أﻧ ﮫ إذا ﻋﻤ ﺮ اﻟﻤ ﺮء أرﺿ ﺎً ﻣ ﻦ اﻷراﺿ ﻲ ﻇﺎﻧ ﺎً إﯾﺎھ ﺎ ﻣ ﻦ‬
‫اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ‪ ،‬أي ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻤﻠﻮﻛﺔ ﻷﺣﺪ‪ ،‬ﺛﻢ ﺟﺎء رﺟﻞ آﺧﺮ وأﺛﺒﺖ أﻧﮭﺎ ﻟﮫ ﺧﯿﺮﱠه ﻓﻲ أﻣﺮه ‪ :‬إﻣﺎ أن ﯾﺴﺘﺮد ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺮ أرﺿﮫ‪ ،‬ﺑﻌﺪ‬
‫أن ﯾﺆدي إﻟﯿﮫ أُﺟﺮة ﻋﻤﻠﮫ‪ ،‬أو ﯾﺤﯿﻞ إﻟﯿﮫ ﺣﻖ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺬ اﻟﺜﻤﻦ‪ .‬وﻓﻲ ھﺬا ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ أﺣﯿ ﺎ‬
‫أرﺿﺎً ﻣﯿﺘ ﺔ ﻓﮭ ﻲ ﻟ ﮫ‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ ﻟِﻌ ﺮْقِ ﻇ ﺎﻟﻢٍ ﺣ ﻖ " أﺧﺮﺟ ﮫ اﻹﻣ ﺎم أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣُﺴ ﻨﺪه وﻏﯿ ﺮه ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ‬
‫)‪. (٥٨٥٢‬‬

‫إﻗﻄﺎع اﻷرض واﻟﻤﻌﺎدن واﻟﻤﯿﺎه ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺎدل أن ﯾُﻘﻄﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ﻣﻦ اﻷرض اﻟﻤﯿﺘﺔ ﻣﺎ داﻣﺖ ھﻨﺎك ﻣﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻓﻌﻠﮫ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﮫ اﻟﺨﻠﻔﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪه‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪) .‬ﻓﻌﻦ واﺋ ﻞ ﺑ ﻦ ﺣﺠ ﺮ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﻗﻄﻌ ﮫ‬
‫أرﺿﺎً ﺑﺤﻀﺮﻣﻮت ( رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬

‫ﻧﺰع اﻷرض ﻣﻤﻦ ﻻ ﯾُﻌﻤّﺮھﺎ ‪:‬‬

‫وإﻧﻤﺎ ﯾُﻘﻄﻊ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺄن ﻟﻢ ﯾﻌﻤﺮھﺎ ﻣﻦ أﻗﻄﻊ ﻟﮫ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﺜﻤﺮھﺎ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗُﻨﺰع ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻗﻄﻊ ﻷﻧﺎس ﻣﻦ ﻣُﺰﯾﻨﺔ أو ﺟُﮭﯿﻨ ﺔ أرﺿ ﺎً ﻓﻠ ﻢ ﯾﻌﻤﺮوھ ﺎ‪ ،‬ﻓﺠ ﺎء‬
‫ﻗﻮم ﻓﻌَﻤّﺮوھﺎ ﻓﺨﺎﺻﻤﮭﻢ اﻟﺠُﮭﻨﯿّﻮن أو اﻟﻤﺰﻧﯿﻮن إﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻲ أو ﻣﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻟﺮددﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻗﻄﯿﻌﺔ‬
‫ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ أرض ﺛﻢ ﺗﺮﻛﮭﺎ ﺛﻼث ﺳﻨﯿﻦ ﻓﻠﻢ ﯾﻌﻤّﺮھﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻤﺮھﺎ ﻗﻮم آﺧﺮون ﻓﮭﻢ أﺣﻖ‬
‫ﺑﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻹﺟﺎرة‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻹﺟﺎرة ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ وھﻮ اﻟﻌﻮض‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﺳُﻤﻰ اﻟﺜﻮاب أﺟﺮاً ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺸﺮع ‪ :‬ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺑﻌﻮض ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺼﺢ اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺸﺠﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺎﻟﺜﻤﺮ‪ ،‬ﻷن اﻟﺸﺠﺮ ﻟﯿﺲ ﻣﻨﻔﻌﺔ‪ ،‬وﻻ اﺳﺘﺌﺠﺎر‬
‫اﻟﻨﻘﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻻ اﻟﻄﻌﺎم ﻟﻸﻛﻞ‪ ،‬وﻻ اﻟﻤﻜﯿﻞ واﻟﻤﻮزون ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﺳﺘﮭﻼك أﻋﯿﺎﻧﮭﺎ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺼﺢ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﺑﻘﺮة أو ﺷ ﺎة أو‬
‫ﻧﺎﻗﺔ ﻟﺤﻠﺐ ﻟﺒﻨﮭﺎ ﻷن اﻹﺟﺎرة ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻠﺒﻦ وھﻮ ﻋﯿﻦ‪ ،‬واﻟﻌﻘﺪ ﯾﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻻ ﻟﻠﻌ ﯿﻦ‪ ،‬واﻟﻤﻨﻔﻌ ﺔ ﻗ ﺪ‬
‫ﺗﻜ ﻮن ﻣﻨﻔﻌ ﺔ ﻋ ﯿﻦ‪ ،‬ﻛﺴ ﻜﻨﻰ اﻟ ﺪار‪ ،‬أو رﻛ ﻮب اﻟﺴ ﯿﺎرة‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ﻣﻨﻔﻌ ﺔ ﻋﻤ ﻞ‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ ﻋﻤ ﻞ اﻟﻤﮭﻨ ﺪس واﻟﺒﻨﱠ ﺎء واﻟﻨﺴﱠ ﺎج واﻟﺼ ﺒﱠﺎغ‬
‫واﻟﺨﯿّﺎط واﻟﻜﻮﱠاء ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﯾﺒﺬل ﺟُﮭﺪه‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﺨﺪم واﻟﻌﻤﺎل‪ ،‬واﻟﻤﺎﻟﻚ اﻟﺬي ﯾﺆﺟﺮ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﯾُﺴﻤﻰ ‪ :‬ﻣﺆﺟِﺮاً‪.‬‬
‫واﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﯾﺒﺬل اﻷﺟﺮ ﯾُﺴﻤﻰ ‪ :‬ﻣﺴﺘﺄﺟﺮاً ‪.‬‬
‫واﻟﺸﻲء اﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﯾُﺴﻤﻰ ‪ :‬ﻣﺄﺟﻮراً ‪.‬‬
‫واﻟﺒﺬل اﻟﻤﺒﺬول ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﯾُﺴﻤﻰ ‪ :‬أﺟﺮاً وأﺟﺮة‪.‬‬
‫وﻣﺘﻰ ﺻﺢ ﻋﻘﺪ اﻹﺟﺎرة ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ‪ ،‬وﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺆﺟﺮ ﻣﻠﻚ اﻷﺟﺮة‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻹﺟﺎرة ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬أھﻢ ﯾﻘﺴﻤﻮن رﺣﻤﺔ رﺑﻚ ‪ ،‬ﻧﺤﻦ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻣﻌﯿﺸﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪُﻧﯿﺎ ورﻓﻌﻨ ﺎ ﺑﻌﻀ ﮭﻢ ﻓ ﻮق ﺑﻌ ﺾ‬
‫درﺟﺎت ﻟﯿﺘﺨﺬ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺳُﺨﺮﯾّﺎً ‪ ،‬ورﺣﻤﺔ رﺑﻚ ﺧﯿﺮ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻤﻌﻮن " اﻟﺰﺧﺮف آﯾﺔ ‪. ٣٢‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﺟﻞ ﺷﺄﻧﮫ ‪ " :‬وإن أردﺗﻢ أن ﺗﺴﺘﺮﺿﻌﻮا أوﻻدﻛﻢ ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ إذا ﺳﻠﻤﺘﻢ ﻣﺎ آﺗﯿﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‪ ،‬واﺗﻘﻮا اﷲ واﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ‬
‫ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﺑﺼﯿﺮ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪.( ٢٣٣‬‬
‫وﯾﻘﻮل ﻋﺰ وﺟﻞ ‪:‬‬
‫" ﻗﺎﻟﺖ إﺣﺪاھﻤﺎ ‪ :‬ﯾﺎ أﺑﺖ اﺳﺘﺄﺟﺮه ‪ ،‬إن ﺧﯿﺮَ ﻣﻦ اﺳﺘﺄﺟﺮتَ اﻟﻘﻮيﱡ اﻷﻣﯿﻦ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬إﻧ ﻲ أُرﯾ ﺪ أن أُﻧﻜﺤ ﻚ إﺣ ﺪى اﺑﻨﺘ ﻲ ھ ﺎﺗﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ أن‬
‫ﺗﺄﺟﺮﻧﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺣﺠﺞ‪ ،‬ﻓﺈن أﺗﻤﻤﺖ ﻋﺸﺮاً ﻓﻤﻦ ﻋﻨﺪك‪ ،‬وﻣﺎ أرﯾﺪ أن أﺷﻖ ﻋﻠﯿﻚ ﺳﺘﺠﺪﻧﻲ إن ﺷﺎء اﷲ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ" اﻟﻘﺼﺺ ‪، ٢٦‬‬
‫‪. ٢٧‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺳﺘﺄﺟﺮ رﺟﻼً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺪﱢﯾﻞ )ﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﺒ ﺪ ﻗ ﯿﺲ( ﯾُﻘ ﺎل ﻟ ﮫ ‪ :‬ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻷرﯾﻘ ﻂ‪،‬‬
‫وﻛﺎن ھﺎدﯾﺎً ﺧِﺮﱢﯾﺘﺎً أي ﻣﺎھﺮاً ‪.‬‬
‫وروى اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬أﻋﻄ ﻮا اﻷﺟﯿ ﺮ أﺟ ﺮه ﻗﺒ ﻞ أن ﯾﺠ ﻒ ﻋﺮﻗ ﮫ" ﻗ ﺎل اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻜﺎة‬
‫)‪ (٢٩٨٧‬ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ﻟﻄُﺮﻗﮫ‪.‬‬
‫‪ -٤‬وروى اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬اﺣ ﺘﺠﻢ وأﻋ ﻂِ اﻟﺤﺠّ ﺎم أﺟ ﺮه " ‪ .‬وﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻹﺟﺎرة أﺟﻤﻌﺖ اﻷﻣﺔ‪ ،‬وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ھﺬا اﻹﺟﻤﺎع ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ ﺷُﺮِﻋﺖ اﻹﺟﺎرة ﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻢ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ اﻟﺪور ﻟﻠﺴﻜﻨﻰ وﯾﺤﺘﺎج ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﻌﺾ‪ ،‬وﯾﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ‬
‫اﻟﺪواب ﻟﻠﺮﻛﻮب واﻟﺤﻤﻞ‪ ،‬وﯾﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ اﻷرض ﻟﻠﺰراﻋﺔ‪ ،‬وإﻟﻰ اﻵﻻت ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻮاﺋﺠﮭﻢ اﻟﻤﻌﺎﺷﯿﺔ‪.‬‬

‫‪٢٩٠‬‬
 ‫رﻛﻨﮭﺎ ‪ :‬واﻹﺟﺎرة ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﺑﻠﻔﻆ اﻹﺟﺎرة واﻟﻜﺮاء وﻣﺎ اﺷﺘﻖ ﻣﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وﺑﻜﻞ ﻟﻔﻆ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪ :‬وﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ اﻷھﻠﯿﺔ ﺑﺄن ﯾﻜﻮن ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ﻋ ﺎﻗﻼً ﻣﻤﯿ ﺰاً‪ ،‬ﻓﻠ ﻮ ﻛ ﺎن أﺣ ﺪھﻤﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧ ﺎً أو ﺻ ﺒﯿﺎً ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﻣﻤﯿﺰ ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﯾﺼﺢ‪.‬‬
‫وﯾُﻀﯿﻒ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺷﺮﻃﺎً آﺧﺮ وھﻮ اﻟﺒﻠﻮغ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﻋﻨﺪھﻢ ﻋﻘﺪ اﻟﺼﺒﻲ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻤﯿﺰاً‪.‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺔ اﻹﺟﺎرة ‪:‬‬

‫وﯾُﺸﺘﺮط ﻟﺼﺤﺔ اﻹﺟﺎرة اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬رﺿﺎ اﻟﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ‪ :‬ﻓﻠﻮ أُﻛﺮه أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﺎرة ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮا أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺑﯿ ﻨﻜﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﺗﺠﺎرة ﻋﻦ ﺗﺮاض ﻣﻨﻜﻢ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ إن اﷲ ﻛﺎن ﺑﻜﻢ رﺣﯿﻤﺎً " )اﻟﻨﺴﺎء ‪.( ٢٩‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨ ﻊ اﻟﻤﻨﺎزﻋ ﺔ ﺗ ﺘﻢ ﺑﻤﺸ ﺎھﺪة اﻟﻌ ﯿﻦ اﻟﺘ ﻲ ﯾُ ﺮاد‬
‫اﺳﺘﺌﺠﺎرھﺎ أو ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ إن اﻧﻀﺒﻄﺖ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ وﺑﯿﺎن ﻣﺪة اﻹﺟﺎرة ﻛﺸﮭﺮ أو ﺳﻨﺔ أو أﻛﺜﺮ أو أﻗﻞ وﺑﯿﺎن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮب‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻘﺪور اﻻﺳﺘﯿﻔﺎء ﺣﻘﯿﻘﺔ وﺷﺮﻋﺎً ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﺷﺘﺮط ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﺮأى أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز إﺟﺎرة اﻟﻤﺸﺎع‬
‫ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﺸﺮﯾﻚ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﻤﺸﺎع ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺪورة اﻻﺳﺘﯿﻔﺎء‪،‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وزﻓﺮ ‪.‬‬
‫وﻗ ﺎل ﺟﻤﮭ ﻮر اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ‪ ،‬وھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي ‪ :‬ﯾﺠ ﻮز إﺟ ﺎرة اﻟﻤﺸ ﺎع ﻣُﻄﻠﻘ ﺎً ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺮﯾﻚ وﻏﯿ ﺮه‪ ،‬ﻷن ﻟﻠﻤﺸ ﺎع ﻣﻨﻔﻌ ﺔ‬
‫واﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ‪ ،‬واﻹﺟﺎرة أﺣﺪ ﻧﻮﻋﻲ اﻟﺒﯿﻊ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎرة ﻓﺎﺳﺪة‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﺴ ﻠﯿﻢ اﻟﻌ ﯿﻦ اﻟﻤﺴ ـﺘﺄﺟﺮة ﻣ ﻊ اﺷ ﺘﻤﺎﻟﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﻔﻌ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾﺼ ﺢ ﺗ ﺄﺟﯿﺮ داﺑ ﺔ ﺷ ﺎردة وﻻ ﻣﻐﺼ ﻮب ﻻ ﯾﻘ ﺪر ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻧﺘﺰاﻋﮫ ﻟﻌﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ‪ ،‬وﻻ أرض ﻟﻠﺰرع ﻻ ﺗُﻨﺒﺖ أو داﺑﺔ ﻟﻠﺤﻤﻞ‪ ،‬وھﻲ زَﻣِﻨَﺔٌ ﻟﻌﺪم اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫‪ -٥‬أن ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻻ ﻣﺤﺮﻣﺔ وﻻ واﺟﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺼﺢ اﻹﺟ ﺎرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﻲ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﻌﺼ ﯿﺔ ﯾﺠ ﺐ ﺗﺠﻨﺒﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ اﺳ ﺘﺄﺟﺮ‬
‫رﺟﻼً ﻟﯿﻘﺘﻞ رﺟﻼً ﻇُﻠﻤﺎً أو رﺟﻼً ﻟﯿﺤﻤﻞ ﻟﮫ اﻟﺨﻤﺮ أو أﺟﺮ داره ﻟﻤﻦ ﯾﺒﯿﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﺨﻤﺮ أو ﻟﯿﻠﻌﺐ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﻘﻤ ﺎر أو ﻟﯿﺠﻌﻠﮭ ﺎ ﻛﻨﯿﺴ ﺔ ﻓﺈﻧﮭ ﺎ‬
‫ﺗﻜﻮن أﺟﺮة ﻓﺎﺳﺪة‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺤﻞ ﺣﻠﻮان اﻟﻜﺎھﻦ واﻟﻌﺮاف وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﻄﺎه ﻋﻠﻰ ﻛﮭﺎﻧﺘﮫ وﻋﺮاﻓﺘﮫ‪ ،‬إذ أﻧﮫ ﻋﻮض ﻋﻦ ﻣﺤﺮم وأﻛﻞ ﻷﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ‪.‬‬
‫اﻟﻜﺎھﻦ ‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺪﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺳﺮار اﻟﻐﯿﺐ‪ .‬واﻟﻌﺮﱠاف‪ :‬ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺪﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺷﯿﺎء اﻟﻤﺴﺮوﻗﺔ وﻣﻜﺎن اﻟﻀﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﺼﺢ اﻹﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم‪ ،‬ﻷن ھﺬه ﻓﺮاﺋﺾ ﻋﯿﻨﯿﺔ ﯾﺠﺐ أداؤھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ذھﺒﺖ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﺑﻦ ﺣﺰم‪ ،‬وھﻮ اﻟﺼﻮاب اﻟﺬي ﯾﻮاﻓﻖ اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ إﻟﻰ ﺟﻮاز أﺧﺬ اﻷﺟﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯿﻢ اﻟﻘﺮآن‬
‫واﻟﻌﻠﻢ ﻷﻧﮫ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻠﻮم ﺑﺒﺬل ﻣﻌﻠﻮم‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم " واﻹﺟﺎرة ﺟﺎﺋﺰة ﻋﻠ ﻰ ﺗﻌﻠ ﯿﻢ اﻟﻘ ﺮآن وﻋﻠ ﻰ ﺗﻌﻠ ﯿﻢ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻣﺸ ﺎھﺮة وﺟﻤﻠ ﺔ‪ ،‬ﻛ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺟ ﺎﺋﺰ وﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﱡﻗ ﻰ وﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺦ‬
‫اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ وﻧﺴﺦ ﻛﺘﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺄت ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻧﺺ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺟﺎءت اﻹﺑﺎﺣﺔ" ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮي ھﺬا اﻟﻤﺬھﺐ ﻣﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ " :‬أن ﻧﻔﺮاً ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺮوا‬
‫ﺑﻤﺎء ﻓﯿﮫ ﻟﺪﯾﻎ أو ﺳﻠﯿﻢ ﻓﻌﺮض ﻟﮭﻢ رﺟﻞ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻤﺎء‪ ،‬ﻓﻘﺎل ھﻞ ﻓﯿﻜﻢ ﻣﻦ راق؟ ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟﻤﺎء رﺟ ﻼً ﻟ ﺪﯾﻐﺎً أو ﺳ ﻠﯿﻤﺎً ﻓ ﺎﻧﻄﻠﻖ رﺟ ﻞ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ ﻓﻘﺮأ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﺷﺎء )ﺷﯿﺎه( ﻓﺠﺎء ﺑﺎﻟﺸﺎء إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻓﻜﺮھﻮا ذﻟﻚ وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أﺧﺬت ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎب اﷲ أﺟﺮاً ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﻮا‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎب اﷲ أﺟﺮاً ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إنّ أﺣﻖ ﻣﺎ أﺧﺬﺗﻢ ﻋﻠﯿﮫ أﺟﺮاً ﻛﺘﺎب‬
‫اﷲ" ‪.‬‬
‫ﻛﺴﺐ اﻟﺤﺠّﺎم ‪ :‬ﻛﺴﺐ اﻟﺤﺠّﺎم ﻏﯿﺮ ﺣﺮام‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺣﺘﺠﻢ وأﻋﻄﻰ اﻟﺤﺠّﺎم أﺟﺮه ﻛﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﺮاﻣﺎً ﻟﻢ ﯾﻌﻄﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪" :‬وﺣﻤﻠﻮا اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻨﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺰﯾﮫ واﻻرﺗﻔﺎع ﻋﻦ دﻧﻲء اﻟﻜﺴﺐ واﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق‬
‫وﻣﻌﺎﻟﻲ اﻷﻣﻮر" ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬أن ﺗﻜﻮن اﻷﺟﺮة ﻣﺎﻻً ﻣﺘﻘﻮﻣﺎً ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﻤﺸﺎھﺪة أو اﻟﻮﺻﻒ ﻷﻧﮭﺎ ﺛﻤﻦ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ وﺷ ﺮط اﻟ ﺜﻤﻦ أن ﯾﻜ ﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎً ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ﺛﺒ ﺖ‬
‫ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري ﻣﻮﻗﻮﻓﺎً " ﻣﻦ اﺳﺘﺄﺟﺮ أﺟﯿﺮاً ﻓﻠﯿﻌﻠﻤﮫ أﺟﺮه" رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق وﺻﺤﺢ أﺑﻮ زرﻋﺔ وﻗﻔ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ "‬
‫وﯾﺼﺢ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻷﺟﺮة ﺑﺎﻟﻌُﺮْفِ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ " :‬إذا رﻛ ﺐ داﺑ ﺔ اﻟﻤﻜ ﺎري أو دﺧ ﻞ ﺣﻤﱠ ﺎم اﻟﺤﻤﱠ ﺎﻣﻲ أو دﻓ ﻊ ﺛﯿﺎﺑ ﮫ أو ﻃﻌﺎﻣ ﮫ إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﻐﺴ ﻞ وﯾﻄ ﺒﺦ ﻓ ﺈن ﻟ ﮫ اﻷﺟ ﺮ‬
‫اﻟﻤﻌﺮوف " ‪.‬‬
‫وﻗﺪ دل ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮت ﻋﻮض اﻹﺟﺎرة ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن أرﺿﻌﻦ ﻟﻜﻢ ﻓ ﺂﺗﻮھﻦ أﺟ ﻮرھﻦ" )اﻟﻄ ﻼق آﯾ ﺔ ‪ (٦‬ﻓ ﺄﻣﺮ ﺑﺈﯾﻔ ﺎﺋﮭﻦ أﺟ ﻮرھﻦ‬
‫ﺑﻤﺠﺮد اﻹرﺿﺎع‪ ،‬واﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ اﻷﺟﻮر إﻟﻰ اﻟﻌُﺮْفِ ‪.‬‬

‫اﺷﺘﺮاط ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻷﺟﺮة وﺗﺄﺟﯿﻠﮭﺎ ‪:‬‬

‫وﯾﺼﺢ اﺷﺘﺮاط ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻷﺟﺮة وﺗﺄﺟﯿﻠﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﺼﺢ ﺗﻌﺠﯿﻞ اﻟﺒﻌﺾ وﺗﺄﺟﯿﻞ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺣﺴ ﺐ ﻣ ﺎ ﯾﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗ ﺪان‬
‫ﻟﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ " اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻨﺪ ﺷﺮوﻃﮭﻢ" ‪.‬‬

‫‪٢٩١‬‬
‫ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺠﯿﻞ أو اﻟﺘﺄﺟﯿﻞ ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺟﺮة ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺑﻮﻗﺖ ﻣﻌﯿﻦ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠﺰم إﯾﻔﺎؤھﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ‪،‬‬
‫ﻓﻤﻦ أﺟﱠﺮ داراً ﻣﺜﻼً ﺛﻢ ﻣﻀﻰ اﻟﺸﮭﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﺗﺠﺐ اﻷﺟﺮة ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺋﮫ‪ .‬وإن ﻛﺎن ﻋﻘﺪ اﻹﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻋﻤ ﻞ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻠ ﺰم إﯾﻔﺎؤھ ﺎ ﻋﻨ ﺪ اﻻﻧﺘﮭ ﺎء‬
‫ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻷﺟﺮة ‪:‬‬

‫وﺗﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻤﺎ رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ " :‬أﻋﻄﻮا اﻷﺟﯿﺮ أﺟﺮه ﻗﺒﻞ أن ﯾﺠ ﻒﱠ ﻋﺮﻗ ﮫ " وﻗ ﺪ‬
‫ﮫ‬ ‫ﺎﻧﻲ ﻟﻄُﺮﻗ‬ ‫ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة )‪. (٢٩٨٧‬‬
‫‪ .٢‬اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻋﯿﻦ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة ﻓﺈذا ﺗﻠﻔﺖ اﻟﻌﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎع وﻟﻢ ﯾﻤﺾ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺪة ﺑﻄﻠﺖ اﻹﺟﺎرة‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ إذا ﻣﻀﺖ ﻣﺪة ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻓﯿﮭﺎ وﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮف ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗﻌﺠﯿﻠﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أو اﺗﻔﺎق اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﺷﺘﺮاط اﻟﺘﻌﺠﯿﻞ‪.‬‬

‫ھﻞ ﺗﺴﻘﻂ اﻷﺟﺮة ﺑﮭﻼك اﻟﻌﯿﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ إﺟﺎرة اﻷﻋﻤﺎل ؟‬

‫إن ﻛﺎن اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻷﺟﯿﺮ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة ﺑﮭﻼك اﻟﺸﻲء ﻓﻲ ﯾﺪه ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﻠﻢ اﻟﻌﻤﻞ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪،‬‬
‫وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﻈﱢﺌْﺮ ‪) :‬اﻟﻤُﺮﺿﻊ (‬

‫اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻋﻠﻰ رﺿﺎع وﻟﺪه ﻣﻨﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷن ذﻟﻚ أﻣﺮ واﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺑﯿﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬أﻣﺎ اﺳﺘﺌﺠﺎر‬
‫اﻟﻤﺮﺿﻊ ﻏﯿﺮ اﻷم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﺑﺄﺟﺮ ﻣﻌﻠﻮم‪ ،‬وﯾﺠﻮز أﯾﻀﺎً ﺑﻄﻌﺎﻣﮭﺎ وﻛﺴﻮﺗﮭﺎ‪ ،‬وﺟﮭﺎﻟﺔ اﻷﺟﺮة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﻻ ﯾُﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ ‪،‬‬
‫واﻟﻌﺎدة ﺟﺮت ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺮاﺿﻊ واﻟﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﯿﮭﻦ رﻓﻘﺎً ﺑﺎﻷوﻻد ‪.‬‬
‫وﯾﺸﺘﺮط اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﺪة اﻟﺮﺿﺎع وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎھﺪة وﻣﻮﺿﻊ اﻟﺮﺿﺎع‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " وإن أردﺗﻢ أن ﺗﺴﺘﺮﺿﻌﻮا أوﻻدﻛﻢ ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﻜﻢ إذا ﺳﻠﻤﺘﻢ ﻣﺎ آﺗﯿﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﺗﻘﻮا اﷲ واﻋﻠﻤﻮا أن اﷲ ﺑﻤﺎ‬
‫ﺗﻌﻤﻠﻮن ﺑﺼﯿﺮ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪.( ٢٣٣‬‬
‫وھﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷﺟﯿﺮ اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﺎ أن ﺗُﺮﺿﻊ ﺻﺒﯿﺎً آﺧﺮ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻈﺌﺮ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻹرﺿﺎع وﺑﻤﺎ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ اﻟﺼﺒﻲ ﻣﻦ ﻏﺴﻠﮫ وﻏﺴﻞ ﺛﯿﺎﺑﮫ‪ ،‬وﻃﺒﺦ ﻃﻌﺎﻣﮫ وﻋﻠﻰ اﻷب ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻄﻌﺎم وﻣﺎ ﯾﺤﺘ ﺎج‬
‫إﻟﯿﮫ اﻟﺼﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﯾﺤﺎن‪ ،‬واﻟﺪھﻦ‪ ،‬وإذا ﻣﺎت اﻟﺼﺒﻲ أو اﻟﻤﺮﺿﻊ اﻧﻔﺴﺨﺖ اﻹﺟﺎرة‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﺌﺠﺎر ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم واﻟﻜﺴﻮة ‪:‬‬

‫اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻻﺳﺘﺌﺠﺎر ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم واﻟﻜﺴﻮة ﻓﺄﺟﺎزه ﻗ ﻮم وﻣﻨﻌ ﮫ آﺧ ﺮون‪ ،‬وﺣﺠ ﺔ اﻟﻤﺠﯿ ﺰﯾﻦ ﻣ ﺎ رواه أﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ ﻋﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ اﻟﻨﺬر ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺮأ "ﻃﺴ ﻢ" ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠ ﻎ ﻗﺼ ﺔ ﻣﻮﺳ ﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻘ ﺎل ‪" :‬إن‬
‫ﻣﻮﺳﻰ أﺟﺮ ﻧﻔﺴﮫ ﺛﻤﺎن ﺳﻨﯿﻦ و ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻔ ﺔ ﻓﺮﺟ ﮫ وﻃﻌ ﺎم ﺑﻄﻨ ﮫ " وھ ﻮ ﺣ ﺪﯾﺚ ﺿ ﻌﯿﻒ ‪ ،‬ﺿ ﻌﻔﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺿ ﻌﯿﻒ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٢٠١٤‬وﻟﻜﻨﮫ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ روح اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻘﺼﺺ )آﯾﺔ ‪. (٢٧‬‬
‫وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻷﻧﮫ ﯾﺘﻤﺸﻰ ﻣﻊ روح اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﻘﺼﺺ ) أﯾﺔ‬
‫‪. ( ٢٧‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ وﻣﺤﻤﺪ واﻟﮭﺎدوﯾﺔ واﻟﻤﻨﺼﻮر ﺑﺎﷲ ﻻ ﯾﺼﺢ ﻟﻠﺠﮭﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫إﺟﺎرة اﻷرض ‪:‬‬

‫وﯾﺼﺢ اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻷرض‪ ،‬وﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮫ ﺑﯿﺎن ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟﮫ ﻣﻦ زرع أو ﻏﺮس أو ﺑﻨﺎء ‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﯿﺎن‬
‫ﻣﺎ ﯾُﺰرع ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﺄذن ﻟﮫ اﻟﻤﺆﺟﺮ ﺑﺄن ﯾﺰرع ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺸﺎء ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻓ ﺈن اﻹﺟ ﺎرة ﺗﻘ ﻊ ﻓﺎﺳ ﺪة‪ ،‬ﻷن ﻣﻨ ﺎﻓﻊ‬
‫اﻷرض ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺰرع ﻛﻤﺎ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺗﺄﺧﯿﺮ اﻟﻤﺰروﻋﺎت ﻓﻲ اﻷرض‪.‬‬

‫اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺪواب ‪ :‬وﯾﺼﺢ اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺪواب‪.‬‬

‫وﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮫ ﺑﯿﺎن اﻟﻤﺪة أو اﻟﻤﻜﺎن ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺘﺮط ﺑﯿﺎن ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟﮫ اﻟﺪاﺑﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤ ﻞ أو اﻟﺮﻛ ﻮب وﺑﯿ ﺎن ﻣﺎﯾﺤﻤ ﻞ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‬
‫وﻣﻦ ﯾﺮﻛﺒﮭﺎ ‪ ،‬وإذا ھﻠﻜﺖ اﻟﺪواب اﻟﻤﺆﺟﺮة ﻟﻠﺤﻤﻞ واﻟﺮﻛﻮب ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﺟﺮة ﻣﻌﯿﺒﺔ ﻓﮭﻠﻜﺖ اﻧﻘﻀﺖ اﻹﺟﺎرة‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﯿﺒﺔ‬
‫ﻓﮭﻠﻜﺖ ﻻ ﺗﺒﻄﻞ اﻹﺟﺎرة ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﺟﱢﺮ أن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻐﯿﺮھﺎ وﻟ ﯿﺲ ﻟ ﮫ أن ﯾﻔﺴ ﺦ اﻟﻌﻘ ﺪ ﻷن اﻹﺟ ﺎرة وﻗﻌ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﺎﻓﻊ ﻓ ﻲ اﻟﺬﻣ ﺔ وﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻌﺠﺰ اﻟﻤﺆﺟﺮ ﻋﻦ وﻓﺎء ﻣﺎ اﻟﺘﺰﻣﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﯿﻦ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ‪.‬‬

‫اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺪور ﻟﻠﺴﻜﻨﻰ ‪:‬‬

‫واﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺪور ﻟﻠﺴﻜﻦ ﯾﺒﯿﺢ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺴﻜﻨﺎھﺎ ﺳﻮاء ﺳﻜﻦ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ أو أﺳﻜﻨﮭﺎ ﻏﯿﺮه ﺑﺎﻹﻋﺎرة أو اﻹﺟ ﺎرة ﻋﻠ ﻰ أﻻّ‬
‫ﯾُﻤﻜﱢﻦ ﻣﻦ ﺳﻜﻨﺎھﺎ ﻣﻦ ﯾﻀﺮ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء أو ﯾﻮھﻨﮫ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺪاد وأﻣﺜﺎﻟﮫ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﺟﺮ إﺗﻤﺎم ﻣﺎ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﺑﮫ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻔ ﺎع ﺣﺴ ﺐ‬
‫ﻣﺎ ﺟﺮت ﺑﮫ اﻟﻌﺎدة‪.‬‬

‫‪٢٩٢‬‬
 ‫ﺗﺄﺟﯿﺮ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة ‪:‬‬
‫وﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﺟﺮ أن ﯾﺆﺟﺮ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ اﺳﺘﺄﺟﺮھﺎ ﺑﮫ أو أزﯾﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ داﺑﺔ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻜﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺴﺎوﯾﺎً أو ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺬي اﺳﺘﺆﺟﺮت ﻣﻦ أﺟﻠﮫ أوﻻً ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗُﻀﺎرّ اﻟﺪاﺑﺔ‪.‬‬

‫ھﻼك اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة ‪:‬‬

‫اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻷﻧﮫ ﻗﺒﻀﮭﺎ ﻟﯿﺴﺘﻮﻓﻲ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﯾﺴﺘﺤﻘﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا ھﻠﻜﺖ ﻻ ﯾﻀﻤﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌ ﺪي أو‬
‫اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻆ‪.‬‬

‫اﻷﺟﯿﺮ‬

‫اﻷﺟﯿﺮ ‪ ] .‬ﺧﺎص وﻋﺎم [ ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻷﺟﯿﺮ اﻟﺨﺎص ‪ :‬ھﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﺪة ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﯿﻌﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ اﻟﻤ ﺪة ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺔ ﻛﺎﻧ ﺖ اﻹﺟ ﺎرة ﻓﺎﺳ ﺪة‪.‬‬
‫وﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﺟﯿﺮ واﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻓﺴﺨﮭﺎ ﻣﺘﻰ أراد‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻹﺟﺎرة إذا ﻛﺎن اﻷﺟﯿﺮ ﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﮫ ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﺟﺮ زﻣﻨﺎً ﻣﺎ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل إﻻ أﺟﺮ اﻟﻤﺜﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫واﻷﺟﯿﺮ اﻟﺨﺎص ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺪة اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﯾﻌﻤﻞ ﻟﻐﯿﺮ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮه ﻓ ﺈن ﻋﻤ ﻞ ﻟﻐﯿ ﺮه ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪة ﻧﻘ ﺺ ﻣ ﻦ أﺟ ﺮه ﺑﻘ ﺪر‬
‫ﻋﻤﻠﮫ‪ ،‬وھﻮ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة ﻣﺘﻰ ﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﮫ وﻟﻢ ﯾﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي اﺳﺘﺆﺟﺮ ﻣﻦ أﺟﻠﮫ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻮ ﻓﺴﺦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ اﻹﺟﺎرة ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺪة اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ھﻨ ﺎك ﻋ ﺬر ﯾﻘﺘﻀ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻌﺠﺰ اﻷﺟﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ أو ﯾﻤﺮض ﻣﺮﺿﺎً ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺈن وﺟﺪ ﻋﺬر ﻣﻦ ﻋﯿﺐ أو ﻋﺠﺰ ﻓﻔﺴﺦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ اﻹﺟﺎرة ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻸﺟﯿﺮ إﻻ أﺟﺮة اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ـﺘﺄﺟﺮ‬
‫اﻷﺟﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫واﻷﺟﯿﺮ اﻟﺨﺎص ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ أﻧﮫ أﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯿﺪه ﻣﻦ ﻋﻤﻞ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻀﻤﻦ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ﺗﻠﻒ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪي أو اﻟﺘﻔﺮﯾﻂ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﺮط أو ﺗﻌﺪى‬
‫ﺿﻤﻦ ﻛﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻷﻣﻨﺎء‪.‬‬

‫اﻷﺟﯿﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮك ‪:‬‬

‫واﻷﺟﯿﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮك ھﻮ اﻟ ﺬي ﯾﻌﻤ ﻞ ﻷﻛﺜ ﺮ ﻣ ﻦ واﺣ ﺪ ﻓﯿﺸ ﺘﺮﻛﻮن ﺟﻤﯿﻌ ﺎً ﻓ ﻲ ﻧﻔﻌ ﮫ ﻛﺎﻟﺼ ﺒﺎغ‪ ،‬واﻟﺨﯿ ﺎط‪ ،‬واﻟﺤ ﺪاد‪ ،‬واﻟﻨﺠ ﺎر‪،‬‬
‫واﻟﻜﻮاء ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﻤﻦ‬
‫اﺳﺘﺄﺟﺮه أن ﯾﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻐﯿﺮه‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻷﺟﺮة إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫وھﻞ ﯾﺪه ﯾﺪ ﺿﻤﺎن أو ﯾﺪ أﻣﺎﻧﺔ ؟‬
‫ذھﺐ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ وﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ وﺷﺮﯾﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ وأﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ وﻣﺤﻤﺪ واﻟﻤﺎﻟﻜﯿ ﺔ إﻟ ﻰ أن ﯾ ﺪ اﻷﺟﯿ ﺮ اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﯾ ﺪ ﺿ ﻤﺎن‪،‬‬
‫وأﻧﮫ ﯾﻀﻤﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﺘﺎﻟﻒ وﻟﻮ ﺑﻐﯿﺮ ﺗﻌﺪ أو ﺗﻘﺼﯿﺮ ﻣﻨﮫ ﺻﯿﺎﻧﺔ ﻷﻣﻮال اﻟﻨﺎس وﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺼ ﺎﻟﺤﮭﻢ‪ .‬روى اﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ ﻋ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ‪-‬‬
‫ﻛﺮم اﷲ وﺟﮭﮫ ‪ -‬أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾُﻀﻤﱢﻦ اﻟﺼﺒﺎغ واﻟﺼﺎﻧﻊ وﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾُﺼﻠﺢ اﻟﻨﺎس إﻻ ذاك " ﻗﻠﺖ ‪ :‬وھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬
‫وروى أﯾﻀﺎً ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ذﻛﺮ أن ﺷﺮﯾﺤﺎً ذھﺐ إﻟﻰ ﺗﻀﻤﯿﻦ اﻟﻘﺼﺎر )اﻟﺼﺒﺎغ( ﻓَﻀَﻤﱠﻦ ﻗﺼﱠﺎراً اﺣﺘﺮق ﺑﯿﺘﮫ‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺗﻀﻤﻨﻨﻲ وﻗﺪ اﺣﺘﺮق ﺑﯿﺘﻲ ؟ ﻓﻘﺎل ﺷﺮﯾﺢ ‪ :‬أرأﯾﺖ ﻟﻮ اﺣﺘﺮق ﺑﯿﺘﮫ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺮك ﻟﮫ أﺟﺮك ؟‬
‫وذھﺐ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﺑﻦ ﺣﺰم إﻟﻰ أن ﯾﺪه ﯾﺪ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻼ ﯾﻀﻤﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪي أو اﻟﺘﻘﺼﯿﺮ‪.‬‬

‫ﻓﺴﺦ اﻹﺟﺎرة واﻧﺘﮭﺎؤھﺎ ‪:‬‬

‫واﻹﺟﺎرة ﻋﻘﺪ ﻻزم ﻻ ﯾﻤﻠﻚ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﺴ ﺨﮫ ﻷﻧ ﮫ ﻋﻘ ﺪ ﻣﻌﺎوﺿ ﺔ إﻻ إذا وﺟ ﺪ ﻣ ﺎ ﯾﻮﺟ ﺐ اﻟﻔﺴ ﺦ ﻛﻮﺟ ﻮد ﻋﯿ ﺐ ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﺳﯿﺄﺗﻲ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻔﺴﺦ اﻹﺟ ﺎرة ﺑﻤ ﻮت أﺣ ﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗ ﺪﯾﻦ ﻣ ﻊ ﺳ ﻼﻣﺔ اﻟﻤﻌﻘ ﻮد ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬وﯾﻘ ﻮم اﻟ ﻮارث ﻣﻘ ﺎم ﻣُﻮرﱢﺛ ﮫ ﺳ ﻮاء أﻛ ﺎن ﻣ ﺆﺟﺮاً أو‬
‫ﻣﺴﺘﺄﺟﺮاً )ھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ واﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي(‪ .‬ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻠﺤﻨﻔﯿﺔ واﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ واﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺜﻮري واﻟﻠﯿﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﻔﺴﺦ ﺑﺒﯿﻊ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﺟﺮ أو ﻟﻐﯿﺮه وﯾﺘﺴﻠﻤﮭﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮي إذا ﻛﺎن ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻣﺪة اﻹﺟﺎرة‪.‬‬

‫وﺗﻔﺴﺦ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻃﺮوء اﻟﻌﯿﺐ اﻟﺤﺎدث ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺄﺟﻮر وھﻮ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ أو ﻇﮭﻮر اﻟﻌﯿﺐ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻓﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ھﻼك اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺆﺟﺮة اﻟﻤﻌﯿﻨﺔ ﻛﺎﻟﺪار اﻟﻤﻌﯿﻨﺔ واﻟﺪاﺑﺔ اﻟﻤﻌﯿﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ھﻼك اﻟﻤﺆﺟﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﺎﻟﺜﻮب اﻟﻤﺆﺟﺮ ﻟﻠﺨﯿﺎﻃﺔ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺪ ھﻼﻛﮫ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻤﻌﻘﻮد ﻋﻠﯿﮭﺎ أو إﺗﻤﺎم اﻟﻌﻤﻞ أو اﻧﺘﮭﺎء اﻟﻤﺪة إﻻ إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﻋ ﺬر ﯾﻤﻨ ﻊ اﻟﻔﺴ ﺦ ﻛﻤ ﺎ ﻟ ﻮ اﻧﺘﮭ ﺖ ﻣ ﺪة إﺟ ﺎرة‬
‫اﻷرض اﻟﺰراﻋﯿﺔ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺤﺼﺪ اﻟﺰرع ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﻤﺴ ﺘﺄﺟﺮ ﺑ ﺄﺟﺮ اﻟﻤﺜ ﻞ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺤﺼ ﺪ وﻟ ﻮ ﺟﺒ ﺮاً ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺆﺟﺮ ﻣﻨﻌ ﺎً ﻟﻀ ﺮر‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﻘﻠﻊ اﻟﺰرع ﻗﺒﻞ أواﻧﮫ‪.‬‬

‫رد اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة ‪:‬‬

‫‪٢٩٣‬‬
‫وﻣﺘﻰ اﻧﺘﮭﺖ اﻹﺟﺎرة وﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ رد اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮة ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﻘ ﻮﻻت ﺳ ﻠﻤﮭﺎ ﻟﺼ ﺎﺣﺒﮭﺎ‪ ...‬وإن ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻤﺒﯿﻨﺔ ﺳﻠﻤﮭﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﮭﺎ ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﮫ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﯿﺔ ﺳﻠﻤﮭﺎ ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺰرع إﻻ إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك‬
‫ﻋﺬر ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﯿﺪ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺼﺪ اﻟﺰرع ﺑﺄﺟﺮ اﻟﻤﺜﻞ‪.‬‬
‫وﺗﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء اﻟﻤﺪة ﺑﯿﺪ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ أﻣﺎﻧﺔ إن ﺗﻠﻔﺖ ﺑﻐﯿﺮ ﺗﻔﺮﯾﻂ ﻓﻼ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ) اﻟﻘِﺮاض ‪ -‬اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ (‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻀﺮب ﻓ ﻲ اﻷرض وھ ﻮ اﻟﺴ ﻔﺮ ﻟﻠﺘﺠ ﺎرة‪ ،‬ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ " وآﺧ ﺮون ﯾﻀ ﺮﺑﻮن ﻓ ﻲ اﻷرض‬
‫ﯾﺒﺘﻐﻮن ﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﷲ " )ﺳﻮرة اﻟﻤﺰﻣﻞ آﯾﺔ ‪.( ٢٠‬‬
‫واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺎ ھﻨﺎ ‪ :‬ﻋﻘﺪ ﺑﯿﻦ ﻃﺮﻓﯿﻦ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺪﻓﻊ أﺣﺪھﻤﺎ ﻧﻘﺪاً إﻟﻰ اﻵﺧﺮ ﻟﯿﺘﺠﺮ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺮﺑﺢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﯾﺘﻔﻘﺎن‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﺗُﺴﻤﻰ اﻟﻘِﺮاض وﺗُﺴﻤﻰ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺳﻤﯿﺖ ﻗﺮاﺿﺎً ﻷن اﻟﻤﺎﻟﻚ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ ﻟﯿﺘﺠﺮ ﻓﯿﮭﺎ وﻗﻄﻌﮫ ﻣﻦ رﺑﺤﮫ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬وھﻲ ﺟﺎﺋﺰة ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺿﺎرب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﺨﺪﯾﺠﺔ ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ -‬ﺑﻤﺎﻟﮭﺎ وﺳﺎﻓﺮ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺸﺎم ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺒﻌﺚ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻌﻤﻮﻻً ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم أﻗﺮھﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ‪ :‬واﻟﺬي ﻧﻘﻄﻊ ﺑﮫ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻌﻠ ﻢ ﺑﮭ ﺎ وأﻗﺮھ ﺎ وﻟ ﻮﻻ ذﻟ ﻚ ﻟﻤ ﺎ‬
‫ﺟﺎزت اﻟﺒﺘﺔ ‪...‬‬
‫وروى أن ﻋﺒﺪ اﷲ وﻋﺒﯿﺪ اﷲ اﺑﻨﻲ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ ﺧﺮﺟﺎ ﻓﻲ ﺟﯿﺶ اﻟﻌﺮاق ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻔﻼ ﻣﺮا ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬وھ ﻮ‬
‫أﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي وھﻮ أﻣﯿﺮ اﻟﺒﺼﺮة ﻓﺮﺣﺐ ﺑﮭﻤﺎ وﺳﮭﻞ‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﻟﻮ أﻗﺪر ﻟﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ أﻧﻔﻌﻜﻤﺎ ﺑ ﮫ ﻟﻔﻌﻠ ﺖ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل‪ :‬ﺑﻠ ﻰ ‪ ،‬ھﮭﻨ ﺎ‬
‫ﻣﺎل ﻣﻦ ﻣﺎل اﷲ أرﯾﺪ أن أﺑﻌﺚ ﺑﮫ إﻟﻰ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻓﺄﺳﻠﻔﻜﻤﺎ ﻓﺘﺒﺘﺎﻋﺎن ﺑﮫ ﻣﺘﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﻌﺮاق ﺛﻢ ﺗﺒﯿﻌﺎﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ وﺗﻮﻓﺮان‬
‫رأس اﻟﻤﺎل إﻟﻰ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ وﯾﻜﻮن ﻟﻜﻤﺎ رﺑﺤﮫ‪ .‬ﻓﻘ ﺎﻻ ‪ :‬وددﻧ ﺎ‪ ،‬ﻓﻔﻌ ﻞ‪ ،‬ﻓﻜﺘ ﺐ إﻟ ﻰ ﻋﻤ ﺮ أن ﯾﺄﺧ ﺬ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ اﻟﻤ ﺎل‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗ ﺪﻣﺎ وﺑﺎﻋ ﺎ‬
‫ﻠﻔﻜﻤﺎ ؟‬ ‫ﺎ أﺳ‬ ‫ﻠﻒ ﻛﻤ‬ ‫ﺪ أﺳ‬ ‫ﯿﺶ ﻗ‬ ‫ﻞ اﻟﺠ‬ ‫ﺮ‪ :‬أﻛ‬ ‫ﺎل ﻋﻤ‬ ‫ﺎ‪ ،‬ﻗ‬ ‫ورﺑﺤ‬
‫ﻓﻘﺎﻻ ‪ :‬ﻻ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ‪ :‬اﺑﻨﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻓﺄﺳﻠﻔﻜﻤﺎ ‪ ،‬أدﯾﺎ اﻟﻤﺎل ورﺑﺤﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻣﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻓﺴﻜﺖ‪ ،‬وأﻣﺎ ﻋﺒﯿﺪ اﷲ ﻓﻘﺎل‪ :‬ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻟﻮ ھﻠﻚ اﻟﻤﺎل ﺿﻤﻨﺎه‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أدﯾﺎه ‪ ،‬ﻓﺴﻜﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ وراﺟﻌﮫ ﻋﺒﯿﺪ اﷲ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎء ﻋﻤﺮ‪ :‬ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻟﻮ ﺟﻌﻠﺘ ﮫ ﻗﺮاﺿ ﺎً ‪ ،‬ﻓﺮﺿ ﻲ ﻋﻤ ﺮ وأﺧ ﺬ رأس اﻟﻤ ﺎل وﻧﺼ ﻒ رﺑﺤ ﮫ‪ ،‬وأﺧ ﺬ ﻋﺒ ﺪ اﷲ‬
‫وﻋﺒﯿﺪ اﷲ ﻧﺼﻒ رﺑﺢ اﻟﻤﺎل‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﺘﮭﺎ ‪ :‬وﻗﺪ ﺷﺮﻋﮭﺎ اﻹﺳﻼم وأﺑﺎﺣﮭﺎ ﺗﯿﺴﯿﺮاً ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ‪.‬‬

‫ﻓﻘﺪ ﯾﻜﻮن ﺑﻌﺾ ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻠﻤﺎل ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎره‪ ،‬وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ھﻨ ﺎك ﻣ ﻦ ﻻ ﯾﻤﻠ ﻚ اﻟﻤ ﺎل‪ ،‬ﻟﻜﻨ ﮫ ﯾﻤﻠ ﻚ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﺳﺘﺜﻤﺎره‪ ،‬ﻓﺄﺟﺎز اﻟﺸﺎرع ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﯿﻨﺘﻔ ﻊ ﻛ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺮب اﻟﻤ ﺎل ﯾﻨﺘﻔ ﻊ ﺑﺨﺒ ﺮة اﻟﻤﻀ ﺎرب‪ ،‬واﻟﻤﻀ ﺎرب ﯾﻨﺘﻔ ﻊ ﺑﺎﻟﻤ ﺎل ‪،‬‬
‫وﯾﺘﺤﻘﻖ ﺑﮭﺬا ﺗﻌﺎون اﻟﻤﺎل واﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫واﷲ ﻣﺎ ﺷﺮع اﻟﻌﻘﻮد إﻻ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ودﻓﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺢ‪.‬‬
‫رﻛﻨﮭﺎ ‪ :‬ورﻛﻨﮭﺎ اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل اﻟﺼﺎدران ﻣﻤﻦ ﻟﮭﻤﺎ أھﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺸ ﺘﺮط ﻟﻔ ﻆ ﻣﻌ ﯿﻦ‪ ،‬ﺑ ﻞ ﯾ ﺘﻢ اﻟﻌﻘ ﺪ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﯾ ﺆدي إﻟ ﻰ ﻣﻌﻨ ﻰ اﻟﻤﻀ ﺎرﺑﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺒ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﻮد ﻟﻠﻤﻘﺎﺻ ﺪ واﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﻻ ﻟﻸﻟﻔ ﺎظ‬
‫واﻟﻤﺒﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺷﺮوﻃﮭﺎ ‪ :‬وﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن رأس اﻟﻤﺎل ﻧﻘﺪاً ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺗِﺒْﺮاً أو ﺣﻠﯿﺎً أو ﻋﺮوﺿﺎً ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر‪ " :‬أﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺤﻔﻆ ﻋﻨﮫ أﻧﮫ ﻻ‬
‫ﯾﺠﻮز أن ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺮﺟﻞ دﯾﻨﺎً ﻟﮫ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﻀﺎرﺑﺔ " اﻧﺘﮭﻰ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻛﻲ ﯾﺘﻤﯿﺰ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﺘﺠﺮ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺢ اﻟﺬي ﯾﻮزع ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺣﺴﺐ اﻻﺗﻔﺎق‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺮﺑﺢ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ وﺻﺎﺣﺐ رأس اﻟﻤﺎل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻛﺎﻟﻨﺼﻒ‪ ،‬واﻟﺜﻠﺚ واﻟﺮﺑﻊ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻋﺎﻣﻞ أھﻞ ﺧﯿﺒﺮ ﺑﺸﻄﺮ ﻣﺎ ﯾﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪ .‬وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪ " :‬أﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺤﻔ ﻆ ﻋﻨ ﮫ ﻋﻠ ﻰ إﺑﻄ ﺎل‬
‫اﻟﻘﺮاض إذا ﺟﻌﻞ أﺣﺪھﻤﺎ أو ﻛﻼھﻤﺎ ﻟﻨﻔﺴﮫ دراھﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ " اﻧﺘﮭﻰ ‪ .‬وﻋﻠﺔ ذﻟﻚ أﻧﮫ ﻟﻮ اﺷﺘﺮط ﻗﺪر ﻣﻌﯿﻦ ﻷﺣ ﺪھﻤﺎ ﻓﻘ ﺪ ﻻ ﯾﻜ ﻮن‬
‫اﻟﺮﺑﺢ إﻻ ھﺬا اﻟﻘﺪر‪ ،‬ﻓﯿﺄﺧﺬه ﻣﻦ اﺷﺘﺮط ﻟﮫ وﻻ ﯾﺄﺧﺬ اﻵﺧﺮ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺨﺎﻟﻒ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ اﻟﺬي ﯾُﺮاد ﺑ ﮫ ﻧﻔ ﻊ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﻗﺪ ذھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﻣﺎﻟﻚ أن اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻘﯿﺪ رب اﻟﻤﺎل اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎر ﻓ ﻲ ﺑﻠ ﺪ ﻣﻌ ﯿﻦ أو ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻌﺔ‬
‫ﻣﻌﯿﻨﺔ ‪ ،‬أو ﯾﺘﺠﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ دون وﻗﺖ ‪ ،‬أو ﻻ ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ إﻻ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﯿﻨﮫ ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ‪ ،‬ﻷن ا ﺷﺘﺮاط اﻟﺘﻘﯿﯿ ﺪ ﻛﺜﯿ ﺮاً‬
‫ﻣﺎ ﯾﻔﻮت اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮﺑﺢ ‪ ،‬ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم اﺷﺘﺮاﻃﮫ ‪ ،‬وإﻻ ﻓﺴﺪت اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وأﺣﻤﺪ ﻓﻠﻢ ﯾﺸﺘﺮﻃﺎ ھﺬا اﻟﺸﺮط وﻗﺎﻻ ‪ " :‬إن اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﺢ ﻣﻄﻠﻘ ﺔ ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﺗﺠ ﻮز ﻛ ﺬﻟﻚ ﻣﻘﯿ ﺪة " )اﻹﻓﺼ ﺎح ص‬
‫‪ ( ٢٥٨‬وﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺘﻘﯿﯿ ﺪ ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻌﺎﻣ ﻞ أن ﯾﺘﺠ ﺎوز اﻟﺸ ﺮوط اﻟﺘ ﻲ ﺷ ﺮﻃﮭﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺗﻌ ﺪى ﺿ ﻤﻦ‪ ،‬وھ ﺬا ھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮوﻃﮭﻢ ‪.‬‬

‫‪٢٩٤‬‬
‫روي ﻋﻦ ﺣﻜﯿﻢ ﺑﻦ ﺣﺰام ‪ :‬أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺸﺘﺮط ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ إذا أﻋﻄﺎه ﻣﺎﻻً ﻣﻘﺎرﺿﺔ ﯾﻀﺮب ﻟﮫ ﺑﮫ‪ " :‬أن ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﺎﻟﻲ ﻓ ﻲ ﻛﺒ ﺪ رﻃﺒ ﺔ‪،‬‬
‫وﻻ ﺗﺤﻤﻠﮫ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ‪ ،‬وﻻ ﺗﻨﺰل ﺑﮫ ﺑﻄﻦ ﻣﺴﯿﻞ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﻌﻠﺖ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻨﺖ ﻣﺎﻟﻲ"‪.‬‬
‫وﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﺑﯿﺎن ﻣﺪﺗﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻋﻘﺪ ﺟﺎﺋﺰ ﯾﻤﻜﻦ ﻓﺴﺨﮫ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮوﻃﮭﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ﺑ ﯿﻦ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺼﺢ أن ﺗﻜﻮن ﺑﯿﻦ ﻣﺴﻠﻢ وذﻣﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺎﻣﻞ أﻣﯿﻦ ‪:‬‬

‫وﻣﺘﻰ ﺗﻢ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ وﻗﺒﺾ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺎل ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﯾﺪ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎل ﯾ ﺪ أﻣﺎﻧ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﯾﻀ ﻤﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌ ﺪي ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺗﻠ ﻒ‬
‫اﻟﻤﺎل ﺑﺪون ﺗﻌﺪ ﻣﻨﮫ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬واﻟﻘﻮل ﻗﻮﻟﮫ ﻣﻊ ﯾﻤﯿﻨﮫ إذا ادﻋﻰ ﺿﯿﺎع اﻟﻤﺎل أو ھﻼﻛــﮫ ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻷﺻﻞ ﻋﺪم اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺎﻣﻞ ﯾﻀﺎرب ﺑﻤﺎل اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ‪:‬‬

‫وﻟﯿﺲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ أن ﯾﻀﺎرب ﺑﻤﺎل اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ وﯾﻌﺘﺒ ﺮ ذﻟ ﻚ ﺗﻌ ﺪﯾﺎً ﻣﻨ ﮫ ‪ ،‬وھ ﻮ ﺿ ﺎﻣﻦ ﻟ ﺮأس اﻟﻤ ﺎل ﺳ ﻮاء ﻛ ﺎن ھﻨ ﺎك رﺑ ﺢ أو‬
‫ﺧﺴﺮان ‪ ،‬وﻗﺪ ذھﺐ اﻟﻤﺸﺎھﯿﺮ ﻣ ﻦ ﻓﻘﮭ ﺎء اﻷﻧﺼ ﺎر أﻧ ﮫ إن دﻓ ﻊ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ رأس ﻣ ﺎل اﻟﻘ ﺮاض إﻟ ﻰ ﻣﻘ ﺎرض آﺧ ﺮ ﻓﺈﻧ ﮫ ﺿ ﺎﻣﻦ إن ﻛ ﺎن‬
‫ﺧﺴﺮان ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ھﻨﺎك رﺑﺢ ﻓﯿﺮى اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وإﺳﺤﺎق وأﺑﻮ ﻗﻼﺑﺔ أن اﻟﺮﺑﺢ ﻟﺮب اﻟﻤ ﺎل‪ ،‬وھ ﺬا ھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي ﺑﺴ ﺒﺐ ﺗﻌ ﺪي‬
‫ھﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ وﯾﻀﻤﻦ رأس اﻟﻤﺎل‪.‬‬

‫ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ‪ :‬ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ ﻣﺎ دام ﻣﻘﯿﻤﺎً ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا ﺳﺎﻓﺮ ﻟﻠﻤﻀﺎرﺑﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ﻗ ﺪر اﻟ ﺮﺑﺢ‬
‫ﻓﯿﺄﺧﺬه ﻛﻠﮫ دون رب اﻟﻤﺎل وﻷن ﻟﮫ ﻧﺼﯿﺒﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺢ ﻣﺸﺮوﻃﺎً ﻟﮫ ﻓﻼ ﯾﺴﺘﺤﻖ ﻣﻌﮫ ﺷﯿﺌﺎً آﺧﺮ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ إذا أذن رب اﻟﻤﺎل ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄن ﯾﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ أﺛﻨﺎء ﺳﻔﺮه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ ﺣﯿﻨﺌﺬ أن ﯾُﻨﻔﻖ ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﺴﺦ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ‪ :‬وﺗﻨﻔﺴﺦ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﺗﻔﻘﺪ ﺷﺮﻃﺎً ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﺼﺤﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﻘﺪت ﺷﺮﻃﺎً ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﺼﺤﺔ وﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻗﺪ ﻗﺒﺾ اﻟﻤﺎل واﺗﺠﺮ ﻓﯿﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ‬
‫ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل أﺟﺮة ﻣﺜﻠﮫ ﻷن ﺗﺼﺮﻓﮫ ﻛﺎن ﺑﺈذن ﻣﻦ رب اﻟﻤﺎل وﻗــــــــــﺎم ﺑﻌﻤﻞ‬
‫ﯾﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﻷﺟﺮة ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ رﺑ ﺢ ﻓﮭ ﻮ ﻟﻠﻤﺎﻟ ﻚ وﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ ﺧﺴ ﺎرة ﻓﮭ ﻲ ﻋﻠﯿ ﮫ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﻻ ﯾﻜ ﻮن إﻻ أﺟﯿ ﺮاً واﻷﺟﯿ ﺮ ﻻ‬
‫ﯾﻀﻤﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪي ‪.‬‬
‫أن ﯾﺘﻌﺪى اﻟﻌﺎﻣﻞ أو ﯾﻘﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺎل أو ﯾﻔﻌﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﯾﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﻘﺼﻮد اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﺗﺒﻄﻞ وﯾﻀﻤﻦ اﻟﻤﺎل‬
‫إذا ﺗﻠـﻒ ﻷﻧﮫ ھﻮ اﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻒ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻤﻮت اﻟﻌﺎﻣﻞ أو رب اﻟﻤﺎل ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺎت أﺣﺪھﻤﺎ اﻧﻔﺴﺨﺖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ‪.‬‬

‫ﺗَﺼﺮﱡف اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﻮت رب اﻟﻤﺎل ‪:‬‬

‫إذا ﻣﺎت رب اﻟﻤﺎل اﻧﻔﺴﺨﺖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﺑﻤﻮﺗﮫ‪ ،‬وﻣﺘﻰ اﻧﻔﺴﺨﺖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻻ ﺣﻖ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫ﺗﺼﺮﱠف ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﺎﻟﻤﻮت وﺑﻐﯿﺮ إذن اﻟﻮرﺛﺔ ﻓﮭﻮ ﻏﺎﺻﺐ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﺿﻤﺎن‪ ،‬ﺛﻢ إذا رﺑﺢ اﻟﻤﺎل ﻓﺎﻟﺮﺑﺢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ " :‬وﺑﮫ‬
‫ﺣﻜﻢ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‪ ،‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻓﯿﻤﺎ أﺧﺬ اﺑﻨﺎه ﻣﻦ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﺎﺗﺠﺮا ﻓﯿﮫ ﺑﻐﯿﺮ اﺳ ﺘﺤﻘﺎق ﻓﺠﻌﻠ ﮫ ﻣﻀ ﺎرﺑﺔ "‬
‫اﻧﺘﮭﻰ ‪.‬‬
‫وإذا اﻧﻔﺴﺨﺖ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ورأس اﻟﻤﺎل ﻋﺮوض ‪ ،‬ﻓﻠﺮب اﻟﻤﺎل وﻟﻠﻌﺎﻣﻞ أن ﯾﺒﯿﻌﺎه وإن رﺿﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ وأﺑﻰ رب اﻟﻤﺎل‬
‫أﺟﺒﺮ رب اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ ﻷن ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺣﻘﺎً ﻓﻲ اﻟﺮﺑﺢ وﻻ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ‪.‬‬

‫إﺷﺘﺮاط ﺣﻀﻮر رب اﻟﻤﺎل ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺴﻤﺔ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ رُﺷﺪ ‪:‬‬
‫" أﺟﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﺼﺎر ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺢ إﻻ ﺑﺤﻀﺮة رب اﻟﻤﺎل‪ ،‬وأن ﺣﻀﻮر رب اﻟﻤﺎل ﺷﺮط ﻓﻲ‬
‫ﻗﺴﻤﺔ اﻟﻤﺎل وأﺧﺬ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺣﺼﺘﮫ ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﯾﻜﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن ﯾﻘﺴﻤﮫ ﻓﻲ ﺣﻀﻮر ﺑﯿﻨﺔ أو ﻏﯿﺮھﺎ " اﻧﺘﮭﻰ ‪.‬‬
‫اﻟﺤﻮاﻟﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ‪ :‬اﻟﺤﻮاﻟﺔ ﻣﺄﺧﻮذه ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻻﻧﺘﻘﺎل‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺎ ھﻨﺎ ﻧﻘﻞ اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻦ ذﻣﺔ اﻟﻤﺤﯿﻞ إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻟﻤﺤﺎل ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وھﻲ‬
‫ﺗﻘﺘﻀﻲ وﺟﻮد ﻣﺤﯿﻞ وﻣُﺤﺎل وﻣُﺤﺎل ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤُﺤﯿﻞ ھﻮ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎل ھﻮ اﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎل ﻋﻠﯿﮫ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﺑﻘﻀﺎء اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬واﻟﺤﻮاﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ‬
‫إﯾﺠﺎب وﻗﺒﻮل‪ ،‬وﺗﺼﺢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﺄﺣﻠﺘﻚ وأﺗﺒﻌﺘﻚ ﺑﺪﯾﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻼن وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬وﻗﺪ ﺷﺮﻋﮭﺎ اﻹﺳﻼم وأﺟﺎزھﺎ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫روى اﻹﻣﺎم اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣَﻄْﻞُ اﻟﻐﻨﻲ ﻇﻠﻢ ‪ ،‬وإذا أُﺗﺒﻊ أﺣﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻠﻲء ‪ ،‬ﻓﻠْﯿَﺘْﺒَﻊ" ‪.‬‬
‫اﻟﻤَﻄْﻞُ ‪ :‬ﺗﺄﺧﯿﺮ ﻣﺎ اﺳﺘﺤﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻐﯿﺮ ﻋﺬر ‪ .‬ﻣﻠﻲء ‪ :‬ھﻮ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﻤﻘﺘﺪر ‪.‬‬

‫‪٢٩٥‬‬
‫ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﺪاﺋﻦ إذا أﺣﺎﻟﮫ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﻲ ﻣﻠﻲء ﻗﺎدر أن ﯾﻘﺒﻞ اﻹﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬وأن ﯾﺘﺒﻊ اﻟﺬي‬
‫أﺣﯿﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻮﻓﻲ ﺣﻘﮫ‪.‬‬
‫ھﻞ اﻷﻣﺮ ﻟﻠﻮﺟﻮب أو اﻟﻨﺪب ؟‬
‫ذھﺐ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ واﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ وأﺑﻮ ﺛﻮر واﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ ‪ :‬إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ا ﻟﺪاﺋﻦ ﻗﺒ ﻮل اﻹﺣﺎﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻠ ﻲء ﻋﻤ ﻼً‬
‫ﺑﮭﺬا اﻷﻣﺮ‪ .‬وﻗﺎل اﻟﺠﻤﮭﻮر‪ :‬إن اﻷﻣﺮ ﻟﻼﺳﺘﺤﺒﺎب‪.‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺘﮭﺎ ‪:‬‬

‫وﯾﺸﺘﺮط اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻟﺼﺤﺔ اﻟﺤﻮاﻟﺔ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬رﺿﺎ اﻟﻤﺤﯿﻞ ﺑﻼ ﺧﻼف ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎل ﻋﻨﺪ اﻷﻛﺜﺮ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎل ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﻤﺎﺛﻞ اﻟﺤﻘﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ واﻟﻘﺪر واﻟﺤﻠﻮل واﻟﺘﺄﺟﯿﻞ واﻟﺠﻮدة واﻟﺮداءة ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺼﺢ اﻟﺤﻮاﻟ ﺔ إذا ﻛ ﺎن اﻟ ﺪﯾﻦ ذھﺒ ﺎً وأﺣﺎﻟ ﮫ ﻟﯿﺄﺧ ﺬ‬
‫ﺑﺪﻟﮫ ﻓﻀﱠﺔ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا ﻛﺎن اﻟﺪﯾﻦ ﺣﺎﻻً وأﺣﺎﻟﮫ ﻟﯿﻘﺒﻀﮫ ﻣﺆﺟﻼً أو اﻟﻌﻜﺲ‪ .‬وﻛ ﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺼ ﺢ اﻟﺤﻮاﻟ ﺔ إذا اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﺤﻘ ﺎن ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ‬
‫اﻟﺠﻮدة واﻟﺮداءة أو ﻛﺎن أﺣﺪھﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﯿﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً‪.‬‬
‫ھﻞ ﺗﺒﺮأ ذﻣﺔ اﻟﻤﺤﯿﻞ ﺑﺎﻟﺤﻮاﻟﺔ ؟‬
‫إذا ﺻﺤﺖ اﻟﺤﻮاﻟﺔ ﺑﺮﺋﺖ ذﻣﺔ اﻟﻤﺤﯿﻞ‪ ،‬ﻓﺈذا أﻓﻠﺲ اﻟﻤﺤﺎل ﻋﻠﯿـــــﮫ أو ﺟﺤﺪ اﻟﺤﻮاﻟﺔ أو ﻣﺎت ﻟﻢ ﯾﺮﺟﻊ اﻟﻤﺤﺎل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺤﯿ ﻞ‬
‫ﺑﺸﻲء‪ .‬وھﺬا ھﻮ ﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ ﺟﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﺷﺮﯾﺢ وﻋﺜﻤﺎن اﻟﺒﺘﻲ وﻏﯿﺮھﻢ ‪ :‬ﯾﺮﺟﻊ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪﯾﻦ إذا ﻣﺎت اﻟﻤﺤﺎل ﻋﻠﯿﮫ أو أﻓﻠﺲ أو ﺟﺤﺪ اﻟﺤﻮاﻟﺔ ‪ ،‬وھ ﺬا ھ ﻮ‬
‫اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫اﻟﺸﱡﻔﻌﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺸُﻔﻌﺔ ﻣﺄﺧﻮذه ﻣﻦ اﻟﺸﻔﻊ وھﻮ اﻟﻀﻢ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﻓﻜﺎن اﻟﺮﺟ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ إذا أراد ﺑﯿ ﻊ ﻣﻨ ﺰل أو‬
‫ﺣﺎﺋﻂ أﺗﺎه اﻟﺠﺎر واﻟﺸﺮﯾﻚ واﻟﺼﺎﺣﺐ ﯾﺸﻔﻊ إﻟﯿﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﺎع ﻓﯿﺸﻔﻌﮫ وﯾﺠﻌﻠﮫ أوﻟﻰ ﺑﮫ ﻣﻤﻦ ﺑﻌﺪه ﻓﺴﻤﯿﺖ ﺷﻔﻌﺔ‪ ،‬وﺳﻤﻲ ﻃﺎﻟﺒﮭﺎ ﺷﻔﯿﻌﺎً‪.‬‬
‫واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع‪ :‬ﺗﻤﻠﱡﻚ اﻟﻤﺸﻔﻮع ﻓﯿﮫ ﺟﺒﺮاً ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﻤﺎ ﻗﺎم ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ واﻟﻨﻔﻘﺎت‪.‬‬
‫ﺑﻤﻌﻨﻰ " أن اﻟﺠﺎر واﻟﺸﺮﯾﻚ أوﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮاء ﻣﺎ أراد ﺷﺮﯾﻜﮭﻤﺎ أو ﺟﺎرھﻤﺎ ﺑﯿﻌﮫ " ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬واﻟﺸﻔﻌﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ‪ ،‬واﺗﻔﻖ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ‪":‬روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﻀﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﱡﻔﻌﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﻟﻢ ﯾُﻘْﺴَﻢ‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗﻌﺖ اﻟﺤﺪود وﺻُﺮﻓﺖ ا ﻟﻄﺮﯾﻖ ﻓﻼ ﺷﻔﻌﺔ " ‪.‬‬
‫ﺣﻜﻤﺘﮭﺎ ‪ :‬وﻗﺪ ﺷﺮع اﻹﺳﻼم اﻟﺸُﻔﻌﺔ ﻟﯿﻤﻨﻊ اﻟﻀﺮر وﯾﺪﻓﻊ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻷن ﺣﻖ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺸﻔﯿﻊ ﻟﻠﻤﺒﯿﻊ اﻟﺬي اﺷﺘﺮاه أﺟﻨﺒﻲ ﯾﺪﻓﻊ ﻋﻨﮫ ﻣﺎ‬
‫ﻗﺪ ﯾﺤﺪث ﻟﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر ﯾﻨﺰل ﺑﮫ ﻣﻦ ھﺬا اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻄﺎريء‪ ،‬واﺧﺘﺎر اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ أن اﻟﻀﺮر ھﻮ ﺿﺮر ﻣﺆﻧﺔ اﻟﻘﺴﻤﺔ واﺳﺘﺤﺪاث اﻟﻤﺮاﻓﻖ‬
‫وﻏﯿﺮھﺎ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸُﻔﻌﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﯾﻚ أو اﻟﺠﺎر أن ﯾﺴﺘﺄذن ﺷﺮﯾﻜﮫ أو ﺟﺎره ﻗﺒﻞ اﻟﺒﯿﻊ ﻓﺈن ﺑﺎع وﻟﻢ ﯾﻌﻠﻤﮫ ﻓﮭﻮ أﺣﻖ ﺑﮫ‪ ،‬وإن أذن ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ وﻗﺎل ‪:‬ﻻ‬
‫ﻏﺮض ﻟﻲ ﻓﯿﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ اﻟﻄﻠﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﯿﻊ‪ ،‬ھﺬا ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺣُﻜﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﻻ ﻣﻌ ﺎرض ﻟ ﮫ ﺑﻮﺟ ﮫ‪ .‬روى‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺴﻨﺪه ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﻀ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﺷ ﺮﻛﺔ ﻟ ﻢ ﺗُﻘﺴ ﻢ ‪ :‬رِﺑﻌ ﺔ )ﻣﻨ ﺰل( أو ﺣ ﺎﺋﻂ )‬
‫ﺑﺴﺘﺎن ( ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ أن ﯾﺒﯿﻊ ﺣﺘﻰ ﯾُﺆْذِنَ ﺷﺮﯾﻜﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷﺎء أﺧﺬ وإن ﺷﺎء ﺗﺮك‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺑ ﺎع وﻟ ﻢ ﯾﺆذﻧ ﮫ ﻓﮭ ﻮ أﺣ ﻖ ﺑ ﮫ" ‪ .‬وﺟ ﺎء ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ " ﺟﺎر اﻟﺪار أﺣﻖ ﺑﺪار اﻟﺠﺎر " رواه أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٠٨٤‬‬
‫‪ .٢‬ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺸﻔﻌﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻠﺬﻣﱢﻲّ ﻛﻤﺎ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻻ ﯾﺠﻮز اﻻﺣﺘﯿﺎل ﻹﺳﻘﺎط اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻷن ﻓﻲ ذﻟﻚ إﺑﻄﺎل ﺣﻖ اﻟﻤﺴﻠﻢ وھ ﺬا ھ ﻮ ﻣ ﺬھﺐ ﻣﺎﻟ ﻚ وأﺣﻤ ﺪ واﻟ ﺮاﺟﺢ ﻓ ﻲ أﻗ ﻮال اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ‪،‬‬
‫وﯾﻜﻮن اﻻﺣﺘﯿﺎل ﻣﺜﻼً ﺑﺄن ﯾُﻘﺮ ﻟﮫ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﯿﺼﺒﺢ ﺑﮭﺬا اﻹﻗﺮار ﺷﺮﯾﻜﺎً ﻟﮫ ﺛﻢ ﯾﺒﯿﻌﮫ اﻟﺒﺎﻗﻲ أو ﯾﮭﺒﮫ ﻟﮫ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬا ﺗﺸﺒﯿﮫ ﺑﺒﻨﻲ‬
‫إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺴﺘﺤﻠﻮن ﻣﺤﺎرم اﷲ ﺑﺄدﻧﻰ اﻟﺤﯿﻞ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺮم اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺼﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺖ ‪ ،‬ﺣﻔﺮوا اﻟﺨﻨﺎدق‬
‫ﯾﻮم اﻟﺠُﻤﻌﺔ ﻓﺠﺎءت اﻟﺤﯿﺘﺎن ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﯿﮭﺎ ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ وأﺧﺬوھﺎ ﯾﻮم اﻷﺣﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﻔﻮع ﻓﯿﮫ ﻋﻘﺎراً ﻛﺎﻷرض واﻟﺪور وﻣﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﮭﺎ اﺗﺼﺎل ﻗﺮار ﻛﺎﻟﻐﺮس واﻟﺒﻨﺎء ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‬
‫‪ :‬ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺮﻛﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﺴﻢ ‪ :‬رِﺑﻌﺔ أو ﺣﺎﺋﻂ ‪ .‬وھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺗﺜﺒﺖ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣُﺸﺘَﺮك ﻣﺸﺎع ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻘﺴﻤﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﺴﻢ وﻇﮭﺮت اﻟﺤﺪود ورﺳﻤﺖ اﻟﻄﺮق ﺑﯿﻨﮭﺎ ﻓﻼ ﺷﻔﻌﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﯿﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﻮﻟﮫ "ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻨﻘﺴﻢ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا وﻗﻌﺖ اﻟﺤﺪود وﺻﺮﻓﺖ اﻟﻄﺮق ﻓﻼ ﺷﻔﻌﺔ " ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻻ ﺗﺜﺒﺖ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﯿﻤﺎ ھﻮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻘﺴﻤﺔ )إذ ﻟﻮ ﻗﺴﻢ ﻟﺒﻄﻠﺖ ﻣﻨﻔﻌﺘﮫ( ﻛﺎﻟﺤﻤﱠﺎم واﻟﺮﱠﺣﻰ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻔﯿﻊ إذا ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ أن ﯾﻄﻠﺐ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻓﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﺗﻜ ﻮن ﻟ ﻢ واﺛﺒﮭ ﺎ وﺑﺎدرھ ﺎ ﻓ ﺈن ﻋﻠ ﻢ ﺛ ﻢ ﺗ ﺄﺧﺮ ﻓ ﻲ ﻃﻠ ﺐ‬
‫اﻟﺸﻔﻌﺔ ﺳﻘﻂ ﺣﻘﮫ ﻓﯿﮭﺎ إﻻ أن ﯾﻜﻮن ﻏﺎﺋﺒﺎً ﻓﺈن ﻟﮫ اﻟﺤﻖ ﺑﮭﺎ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﯿﻦ ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻟﻤﺎ رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُ ﻨﻦ ﺑﺈﺳ ﻨﺎد ﺻ ﺤﯿﺢ ﻋ ﻦ‬

‫‪٢٩٦‬‬
‫ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺠﺎر أﺣﻖ ﺑﺸﻔﻌﺔ ﺟﺎره ﯾﻨﺘﻈﺮ ﺑﮭﺎ وإن ﻛﺎن ﻏﺎﺋﺒ ﺎً إذا ﻛ ﺎن ﻃﺮﯾﻘﮭﻤ ﺎ واﺣ ﺪاً "‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٠٩٨‬‬
‫‪ .٨‬أن ﯾﺪﻓﻊ اﻟﺸﻔﯿﻊ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي ﻗﺪر اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﯿﺄﺧﺬ اﻟﺸﻔﯿﻊ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﺑﻤﺜﻞ اﻟ ﺜﻤﻦ إن ﻛ ﺎن ﻣﺜﻠﯿ ﺎً أو ﺑﻘﯿﻤﺘ ﮫ إن ﻛ ﺎن‬
‫ﻣﺘﻘﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﺠﺰ ﻋﻦ دﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ ﻛﻠﮫ ﺳﻘﻄﺖ اﻟﺸُﻔﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ .٩‬أن ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺸﻔﯿﻊ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺼ ﻔﻘﺔ ﻓ ﺈن ﻃﻠ ﺐ اﻟﺸ ﻔﯿﻊ أﺧ ﺬ اﻟ ﺒﻌﺾ ﺳ ﻘﻂ ﺣﻘ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻜ ﻞ ‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺸُ ﻔﻌﺔ ﺑ ﯿﻦ أﻛﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺷ ﻔﯿﻊ‬
‫ﻓﺘﺮﻛﮭﺎ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﻠﺒﺎﻗﻲ إﻻ أﺧﺬ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻔﺮق اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي‪.‬‬
‫‪ .١٠‬إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸُﻔﻌﺔ ﺑﯿﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻔﯿﻊ وھﻢ أﺻﺤﺎب ﺳﮭﺎم ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻓﺈن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﻘﺪر ﺳﮭﻤﮫ ﻋﻨ ﺪ ﻣﺎﻟ ﻚ‬
‫واﻷﺻﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻲ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ ﻷﻧﮭﺎ ﺣﻖ ﯾﺴﺘﻔﺎد ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻷﻣﻼك ‪،‬وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪،‬ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻸﺣﻨﺎف‬
‫واﺑﻦ ﺣﺰم اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻟﻮن أﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺮؤوس ﻻﺳﺘﻮاﺋﮭﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻓﻲ ﺳﺒﺐ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .١١‬إذا ﺑﻨﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي أو ﻏﺮس ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﻤﺸﻔﻮع ﻓﯿﮫ أﻋﻄﻰ اﻟﺸﻔﯿﻊ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺒﻨﺎء أو اﻟﻐﺮس ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﺗﺴﻘﻂ اﻟﺸُﻔﻌﺔ ﻓﯿﻤﺎ إذا أوﻗﻒ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻣﺎ اﺷﺘﺮاه أو ﺗﺼﺪق ﺑ ﮫ إذ ﺛﺒ ﻮت اﻟﺸ ﻔﻌﺔ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻣﻌﻨ ﺎه إﺑﻄ ﺎل ھ ﺬه اﻟﻘ ﺮب‪،‬‬
‫وﺗﺼﺤﯿﺢ اﻟﻘﺮب أوﻟﻰ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت اﻟﺸﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾُﻘﺼﺪ ﺑﮭﺎ إﻻ رﻓﻊ ﺿﺮر ﻣﻈﻨﻮن‪.‬‬
‫‪ .١٣‬ﺣﻖ اﻟﺸُﻔﻌﺔ ﻻ ﯾُﺒﺎع وﻻ ﯾﻮھﺐ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﻤﻦ وﺟﺒﺖ ﻟ ﮫ اﻟﺸُ ﻔﻌﺔ أن ﯾﺒﯿ ﻊ ﺣﻘ ﮫ ﻓﯿﮭ ﺎ أو ﯾﮭﺒ ﮫ ﻵﺧ ﺮ‪ ،‬إذ ﺑﯿﻌﮭ ﺎ أو ھﺒﺘﮭ ﺎ ﻣﻨﺎﻗﻀ ﺔ‬
‫ﻟﻠﻐﺮض اﻟﺬي ﺷﺮﻋﺖ ﻟﮫ اﻟﺸُﻔﻌﺔ وھﻮ دﻓﻊ اﻟﻀﺮر ﻋﻦ اﻟﺸﺮﯾﻚ أو اﻟﺠﺎر‪.‬‬

‫اﻟﻤﺼ ﺎﻟﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ إﺳ ﻘﺎط اﻟﺸ ﻔﻌﺔ ‪ :‬إذا ﺗﻨ ﺎزل اﻟﺸ ﻔﯿﻊ ﻋ ﻦ ﺣﻘ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺸُ ﻔﻌﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺸ ﺘﺮي ﻣﻘﺎﺑ ﻞ ﻣﺒﻠ ﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎل ﻛ ﺎن ﻋﻤﻠ ﮫ ﺑ ﺎﻃ ً‬
‫ﻼ‬
‫وﻣﺴﻘﻄﺎً ﻟﺤﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺸﻔﻌﺔ وﻋﻠﯿﮫ رد ﻣﺎ أﺧﺬه ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮي وھﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪ .‬وﻋﻨﺪ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ ذﻟ ﻚ‪،‬‬
‫وﻟﮫ أن ﯾﺘﻤﻠﻚ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﮫ ﻟﮫ اﻟﻤﺸﺘﺮي‪ ،‬ورأي اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ھﻮ اﻷرﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪،‬ﻷﻧﮫ ﺗﻨﺎزل ﻋﻦ ﺣﻖ اﻟﺸُﻔﻌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل‪،‬‬
‫وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﺳﯿﺘﺤﻤﻞ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻈﻨﻮن اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﻠﺤﻖ ﺑﮫ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﻨﺎزﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺸُﻔﻌﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬

‫‪ -١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﺳﺘﻨﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﯾﻨﻮب ﻋﻨﮫ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠ ﻮز ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﻨﯿﺎﺑ ﺔ ﻛ ﺎﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸ ﺮاء واﻟﻤﺨﺎﺻ ﻤﺔ‬
‫وﻧﺤﻮھﺎ ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﺗﻮﻛﯿﻞ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻓ ﻲ أﻣ ﻮر اﻟﺒﯿ ﻊ واﻟﺸ ﺮاء ﺧﺸ ﯿﺔ أن ﯾﺘﻌ ﺎﻃﻰ ﻣﺤﺮﻣ ﺎً ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﻻ ﯾﻨﺒﻐ ﻲ وﻛﺎﻟﺘ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺒﺾ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻛﺮاھﯿﺔ أن ﯾﺴﺘﻌﻠﻲ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺷﺮوﻃﮭﺎ ‪ :‬ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻛﯿﻞ واﻟﻤﻮﻛﻞ ﺟﻮاز اﻟﺘﺼﺮف أي اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺟﺎﺋﺰة ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ " أي اﻟﺼ ﺪﻗﺔ وھ ﻢ وﻛ ﻼء اﻹﻣ ﺎم ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ اﻟﺰﻛ ﺎة‪،‬‬
‫وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا أﺣﺪﻛﻢ ﺑِﻮَرِﻗِﻜُﻢ ھﺬه إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻠﯿﻨﻈﺮ أﯾﮭﺎ أزﻛﻰ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻓﻠﯿﺄﺗﻜﻢ ﺑﺮزق ﻣﻨﮫ " اﻟﻜﮭﻒ ‪ .‬ﻓﻘﺪ وﻛﻠﻮا أﺣﺪھﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺷﺮاء اﻟﻄﻌﺎم ﻟﮭﻢ ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﻧﯿﺲ ‪ " :‬اﻏﺪُ ﯾﺎ أُﻧﯿﺲ إﻟﻰ اﻣﺮأة ھﺬا ﻓﺈن اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻓﺎرﺟﻤﮭﺎ " اﻟﺒﺨﺎري‬
‫‪ ،‬ﻓﻮﻛﻞ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﯿﺴﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ﺛﻢ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ ‪ .‬وﻗﺎل أﺑﻮ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " وﻛﱠﻠﻨﻲ اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ زﻛﺎة رﻣﻀـــــــــﺎن " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ -٤‬أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﺜﺒﺖ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻗﻮل ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻹذن ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺸﺘﺮط ﻟﮭﺎ ﺻﯿﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﺼﺢ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺷﺨﺼﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد ﻛﺎﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء واﻟﻨﻜﺎح واﻟﺮﺟﻌﺔ واﻟﻔﺴﺦ واﻟﻄﻼق واﻟﺨُﻠْﻊ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺼﺢ ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﻮق‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻮز ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ﻛﺘﻔﺮﯾﻖ اﻟﺰﻛﺎة وﻛﺎﻟﺤﺞ واﻟﻌُﻤﺮة ﻋﻦ ﻣﯿﺖ أو ﻋﺎﺟﺰ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﺼﺢ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺪود وﻓﻲ اﺳﺘﯿﻔﺎﺋﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﻧ ﯿﺲ ‪ " :‬اﻏ ﺪُ ﯾ ﺎ أُﻧ ﯿﺲ إﻟ ﻰ اﻣ ﺮأة ھ ﺬا ﻓ ﺈن‬
‫اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻓﺎرﺟﻤﮭﺎ "‪.‬أﺧﺮﺟﮫ اﻹﻣﺎم اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻻ ﺗﺼﺢ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺠﻮز اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ﻓﯿﮭﺎ ﻛﺎﻟﺼﻼة واﻟﺼ ﯿﺎم‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﻻ ﺗﺼ ﺢ ﻓ ﻲ اﻟﻠﻌ ﺎن واﻟﻈﮭ ﺎر واﻷﯾﻤ ﺎن واﻟﻨ ﺬور‬
‫واﻟﺸﮭﺎدات‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﺮم إذ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻓﻌﻠﮫ ﻻ ﺗﺠﻮز اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺗﺒﻄﻞ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﻔﺴﺦ أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻟﮭﺎ أو ﺑﻤﻮت أﺣﺪھﻤﺎ أو ﺟﻨﻮﻧﮫ أو ﺑﻌﺰل اﻟﻤﻮﻛﻞ ﻟﻠﻮﻛﯿﻞ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻮﻛﯿﻞ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﯿﻤﺎ وﻛﻞ ﻓﯿﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ ﻋﺮوة ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺠﻌﺪ اﻟﺒﺎرﻗﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﻋﻄ ﺎه‬
‫دﯾﻨﺎراً ﻟﯿﺸﺘﺮي ﺑﮫ ﺷﺎة ﻓﺎﺷﺘﺮى ﺑﮫ ﺷﺎﺗﯿﻦ ﻓﺒﺎع أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺪﯾﻨﺎر وﺟﺎء ﺑﺪﯾﻨﺎر وﺷﺎة ﻓﺪﻋﺎ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﯿﻌ ﮫ وﻛ ﺎن ﻟ ﻮ اﺷ ﺘﺮى‬
‫اﻟﺘﺮاب ﻟﺮﺑﺢ ﻣﻨﮫ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻻ ﯾﻀﻤﻦ اﻟﻮﻛﯿﻞ ﻣﺎ ﺿﺎع أو ﺗﻠﻒ إذا ﻟﻢ ﯾُﻔَﺮﱢط أو ﯾﺘﻌﺪ ﻓﯿﻤﺎ وﻛﻞ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وإن ﻓﺮط أو ﺗﻌﺪى ﻓﻌﻠﯿﮫ ﺿﻤﺎن ﻣﺎ أﺿﺎع أو أﺗﻠﻒ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﺗﺼﺢ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﺠﻮز اﻟﺘﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺘﺼﺮف اﻟﻮﻛﯿﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮﻛﻞ إﻻ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﻼق‪ ،‬إذ ﻻﺑﺪ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ إرادة اﻟﻤﻄﻠﻖ وﻋﺰﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﻣﻦ ﻋﯿﻦ ﻟﮫ ﻣﻮﻛﻠﮫ ﺷﺮاء ﺷﻲء ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ ﺷﺮاء ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻓﻤﺘﻰ اﺷﺘﺮى ﻏﯿﺮ ﻣﺎ ﻋ ﯿﻦ ﻟ ﮫ ﻓﺎﻟﻤﻮﻛﱢ ﻞ ﺑﺎﻟﺨﯿ ﺎر ﻓ ﻲ ﻗﺒﻮﻟ ﮫ أو رده ‪،‬‬
‫وﻛﺬا إن اﺷﺘﺮى ﻟﮫ ﻣﻌﯿﺒﺎً أو اﺷﺘﺮى ﺑﻐﺒﻦ ﻇﺎھﺮ ﻓﺈن اﻟﻤﻮﻛﻞ ﯾُﺨﯿﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﺎﻷﺧﺬ أو اﻟﺘﺮك ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﺗﺼﺢ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﺄﺟﺮة‪ ،‬وﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺟﺮة وﺑﯿﺎن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻮﻛﻞ ﻓﯿﮫ ‪.‬‬

‫‪٢٩٧‬‬
 ‫ﺻﻮرة ﻛﺘﺎﺑﺘﮭﺎ ‪:‬‬
‫ﺑﻌﺪ ﺣﻤﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ وﻛﱠﻞ ﻓﻼن ‪ ...‬ﻓﻼﻧﺎً وھﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﮭﻤﺎ وﻛﻤــــﺎل ﻋﻘﻠﮭﻤﺎ وﺟــــﻮاز أﻣﺮھﻤﺎ ‪ :‬أن ﯾﻘﻮم ﻟﮫ ﺑﻜﺬا ‪ ...‬وﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮﻛﻞ اﻟﻤ ﺬﻛﻮر اﻟﻮﻛﺎﻟ ﺔ‬
‫وأﻗﺮھﺎ ﺑﻌﺪ أن أﺷﮭﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻼﻧﺎً وﻓﻼﻧﺎً وذﻟﻚ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ﻛﺬا ‪...‬‬

‫اﻟﻌﺎرﯾﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮﱢ اﻟﺘﻲ ﻧﺪب إﻟﯿﮭﺎ اﻹﺳﻼم ورﻏﱠﺐ ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " وﺗﻌﺎوﻧﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺒ ﺮ واﻟﺘﻘ ﻮى وﻻ‬
‫ﺗﻌﺎوﻧﻮا ﻋﻠﻰ اﻹﺛﻢ واﻟﻌﺪوان " اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪ .‬وﻗﺎل أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬ﻛﺎن ﻓﺰع ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﺎﺳﺘﻌﺎر اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺮﺳﺎً‬
‫ﻣﻦ أﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﯾﻘﺎل ﻟﮫ ‪ :‬اﻟﻤﻨﺪوب‪ ،‬ﻓﺮﻛﺒﮫ ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻊ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ رأﯾﻨﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء وإن وﺟ ﺪﻧﺎه ﻟﺒﺤ ﺮاً " ] أي واﺳ ﻊ اﻟﺠ ﺮي ﻛ ﺎﻟﺒﺤﺮ‬
‫وﻗﯿﻞ اﻟﺒﺤﺮ ‪ :‬اﻟﻔﺮس اﻟﺴﺮﯾﻊ اﻟﺠﺮي [ ‪.‬‬
‫ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ اﻟﻌﺎرﯾﺔ ھﻲ اﻟﺸﻲء ﯾُﻌﻄﻰ ﻟﻤﻦ ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ زﻣﻨﺎً ﺛﻢ ﯾﺮده ﻛﺄن ﯾﺴﺘﻌﯿﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ آﺧﺮ ﻗﻠﻤﺎً ﯾﻜﺘﺐ ﺑﮫ أو ﺛﻮﺑﺎً ﯾﻠﺒﺴﮫ ﺛﻢ ﯾﺮده أو‬
‫ﻛﺘﺎﺑﺎً ﯾﻘﺮؤه ﺛﻢ ﯾﺮده ‪.‬‬

‫ﺑﻢ ﺗﻨﻌﻘﺪ ؟‬
‫ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻷﻗﻮال واﻷﻓﻌﺎل ‪.‬‬
‫ﻣﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎرﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻨﻔﻊ ﺑﺎﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻣﺒﺎﺣﺎً ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻌﺎر ﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻮطء ﻣﺜﻼً ﻷن ھﺬا ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﻹﺛﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻣﺘﻰ ﺗﻤﺖ اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﺟﺎز ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﯿﺮ أن ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﮭﺎ ﺑﻨﻔﺴﮫ أو ﺑﻤﻦ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣﮫ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺆﺟﺮھﺎ وﻻﯾﻌﯿﺮھﺎ إﻻ ﺑ ﺈذن اﻟﻤﺎﻟ ﻚ ‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫أﻋﺎرھﺎ ﺑﺪون إذﻧﮫ ﻓﺘﻠﻔﺖ ﻋﻨﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻓﻠﻠﻤﺎﻟﻚ أن ﯾُﻀّﻤﻦ أﯾﮭﻤﺎ ﺷﺎء ‪ ،‬وﯾﺴﺘﻘﺮ اﻟﻀﻤﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻷﻧﮫ ﻗﺒﻀﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺿﺎﻣﻦ‬
‫ﻟﮭﺎ وﺗﻠﻔﺖ ﻓﻲ ﯾﺪه‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻘﺮ اﻟﻀﻤﺎن ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪ .٣‬ﻣﺘ ﻰ ﯾﺮﺟ ﻊ اﻟﻤُﻌﯿ ﺮ ‪ :‬وﻟﻠﻤﻌﯿ ﺮ أن ﯾﺴ ﺘﺮد اﻟﻌﺎرﯾ ﺔ ﻣﺘ ﻰ ﺷ ﺎء ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﺴ ﺒﺐ ﺿ ﺮراً ﻟﻠﻤﺴ ﺘﻌﯿﺮ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﺮدادھﺎ ﺿ ﺮر‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻌﯿﺮ أﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻘﻰ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﺮض ﻟﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر‪.‬‬

‫‪ .٤‬وﺟﻮب ردھﺎ ‪ :‬وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻌﯿﺮ أن ﯾﺮد اﻟﻌﺎرﯾﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﺎرھﺎ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﯿﻔﺎء ﻧﻔﻌﮭﺎ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " إن اﷲ ﯾ ﺄﻣﺮﻛﻢ أن‬
‫ﺗﺆدوا اﻷﻣﺎﻧﺎت إﻟﻰ أھﻠﮭﺎ " وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أدﱢ اﻷﻣﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ اﺋﺘﻤﻨﻚ وﻻ ﺗﺨ ﻦ ﻣ ﻦ‬
‫ﺧﺎﻧﻚ " أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺣﺴﻨﮫ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ .(٢٣٨‬وروى أﺑﻮ داود‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ أﻣﺎﻣ ﺔ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬اﻟﻌﺎرﯾ ﺔ ﻣ ﺆداة" ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ (٣٩٩٥‬ﻣﺆداة ‪ :‬أي ﺗُﻌﺎد إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺿﻤﺎن اﻟﻤﺴﺘﻌﯿﺮ ‪ :‬وﻣﺘﻰ ﻗﺒﺾ اﻟﻤﺴﺘﻌﯿﺮ ﻓﺘﻠﻔﺖ ‪ ،‬ﺿﻤﻨﮭﺎ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻓﺮط أم ﻟﻢ ﯾﻔﺮط وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وذھﺐ اﻷﺣﻨﺎف‬
‫واﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻤﺴﺘﻌﯿﺮ ﻻ ﯾﻀﻤﻦ إﻻ ﺑﺘﻔﺮﯾﻂ ﻣﻨﮫ‪ .‬واﻟﺮأي اﻷول ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﻓﻘﺪ ﻗ ﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻹﺣ ﺪى‬
‫ﻧﺴﺎﺋﮫ وﻗﺪ ﻛﺴﺮت آﻧﯿﺔ ﻃﻌﺎم " ﻃﻌﺎم ﺑﻄﻌﺎم وآﻧﯿﺔ ﺑﺂﻧﯿﺔ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫اﻟﻮدﯾﻌﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻮدﯾﻌﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ودع اﻟﺸﻲء ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﺮﻛﮫ‪ .‬وﺳُﻤﻲ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﯾﺪﻋﮫ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪ ﻏﯿﺮه ﻟﯿﺤﻔﻈﮫ ﻟ ﮫ ﺑﺎﻟﻮدﯾﻌ ﺔ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ‬
‫ﯾﺘﺮﻛﮫ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮدَع‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬واﻹﯾﺪاع واﻻﺳﺘﯿﺪاع ﺟﺎﺋﺰان‪ ،‬وﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ﻟﻤﻦ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﮭ ﺎ‪ ،‬وﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻮدَع أن ﯾﺤﻔﻈﮭ ﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺮز ﻣﺜﻠﮭﺎ‪ .‬واﻟﻮدﯾﻌﺔ أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮدع ﯾﺠﺐ ردھﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻄﻠﺒﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻓﺈن أﻣﻦ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻓﻠﯿﺆ ﱢد‬
‫ﻖ‬ ‫ﮫ وﻟﯿﺘ‬ ‫ﻦ أﻣﺎﻧﺘ‬ ‫ﺬي أؤﺗﻤ‬
‫اﷲ رﺑﮫ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪ . (٢٨٣‬وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﺣﺪﯾﺚ ‪ " :‬أد اﻷﻣﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ اﺋﺘﻤﻨﻚ ‪ ...‬اﻟﺦ" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪.(٢٣٨‬‬

‫ﺿﻤﺎﻧﮭﺎ ‪ :‬وﻻ ﯾﻀﻤﻦ اﻟﻤُﻮدَع إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﯿﺮ أو اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮدﯾﻌﺔ ‪.‬‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺚ رواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ‪ " :‬ﻻ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﻣُﺆْﺗَﻤﻦ " ﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٧٣٩٤‬‬
‫ﻗﺒﻮل ﻗﻮل اﻟﻤُﻮدَع ﻣﻊ ﯾﻤﯿﻨﮫ ‪:‬‬
‫وإذا ادﻋﻰ اﻟﻤُﻮدَع ﺗﻠﻒ اﻟﻮدﯾﻌﺔ دون ﺗﻌﺪ ﻣﻨﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﺒﻞ ﻗﻮﻟﮫ ﻣﻊ ﯾﻤﯿﻨﮫ ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻤﻨ ﺬر ‪ :‬أﺟﻤ ﻊ ﻛ ﻞ ﻣ ﻦ ﻧﺤﻔ ﻆ ﻋﻨ ﮫ أن‬
‫اﻟﻤُﻮدَع إذا أﺣﺮزھﺎ ﺛﻢ ذﻛﺮ أﻧﮭﺎ ﺿﺎﻋﺖ أن اﻟﻘﻮل ﻗﻮﻟﮫ ‪.‬‬

‫إدﻋﺎء ﺳﺮﻗﺔ اﻟﻮدﯾﻌﺔ ‪:‬‬

‫‪٢٩٨‬‬
‫" ﻣﻦ ادﻋﻰ أﻧﮫ ﺣﻔﻆ اﻟﻮدﯾﻌﺔ ﻣﻊ ﻣﺎﻟﮫ ﻓﺴﺮﻗﺖ دون ﻣﺎﻟﮫ ‪ ،‬ﻛﺎن ﺿﺎﻣﻨﺎً ﻟﮭﺎ " وﻗﺪ ﺿَﻤﱠﻦَ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رﺿ ﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮫ ودﯾﻌﺔ ادﻋﻰ أﻧﮭﺎ ذھﺒﺖ دون ﻣﺎﻟﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺎت وﻋﻨﺪه ودﯾﻌﺔ ﻟﻐﯿﺮه ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺎت وﺛﺒﺖ أن ﻋﻨﺪه ودﯾﻌﺔ ﻟﻐﯿﺮه وﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﮭﻲ دﯾﻦ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﻘﻀﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺘﮫ ‪ ،‬وإذا وﺟﺪت ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﺨﻄ ﮫ وﻓﯿﮭ ﺎ إﻗ ﺮار‬
‫ﺑﻮدﯾﻌﺔ ﻣﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺆﺧﺬ ﺑﮭﺎ وﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻹﻗﺮار ﺳﻮاء ﺑﺴﻮاء ﻣﺘﻰ‬
‫ﻋُﺮِفَ ﺧﻄﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻐﺼﺐ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ " أﻣﺎ اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﺄردت أن أﻋﯿﺒﮭﺎ وﻛﺎن وراءھﻢ ﻣﻠ ﻚ ﯾﺄﺧ ﺬ ﻛ ﻞ‬
‫ﺳﻔﯿﻨﺔ ﻏﺼﺒﺎً " ) اﻟﺒﻘﺮة آﯾﺔ ‪ . ( ٧٩‬واﻟﻐﺼﺐ ھﻮ أﺧﺬ ﺷﺨﺺ ﺣﻖ ﻏﯿﺮه واﻻﺳﺘﯿﻼء ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺪواﻧﺎً وﻗﮭﺮاً ﻋﻨﮫ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬وھﻮ ﺣﺮام ﯾﺄﺛﻢ ﻓﺎﻋﻠﮫ ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " وﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮا أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺑﯿﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ " )اﻟﺒﻘﺮة ‪. ١٨٨‬‬
‫‪ .١‬وﻓﻲ ﺧُﻄﺒﺔ اﻟﻮداع اﻟﺘﻲ رواھﺎ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن دﻣﺎءﻛﻢ وأﻣﻮاﻟﻜﻢ وأﻋﺮاﺿﻜﻢ ﺣ ﺮام‬
‫ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﯾﻮﻣﻜﻢ ھﺬا ﻓﻲ ﺷﮭﺮﻛﻢ ھﺬا ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ھﺬا "‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺰﻧﻲ اﻟﺰاﻧﻲ ﺣﯿﻦ ﯾﺰﻧﻲ وھﻮ ﻣﺆﻣﻦ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺴﺮق اﻟﺴﺎرق ﺣﯿﻦ ﯾﺴﺮق وھﻮ ﻣﺆﻣﻦ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﺘﮭﺐ ﻧُﮭﺒﺔ ﯾﺮﻓﻊ اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮫ ﻓﯿﮭﺎ أﺑﺼﺎرھﻢ ﺣﯿﻦ ﯾﻨﺘﮭﺒﮭﺎ وھﻮ ﻣﺆﻣﻦ " ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل " ﻣ ﻦ ﻇﻠ ﻢ ﺷ ﺒﺮاً ﻣ ﻦ اﻷرض ﻃﻮﻗ ﮫ اﷲ ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻊ‬
‫أرﺿﯿﻦ " ‪.‬‬

‫ﻣﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﻐﺼﺐ ‪:‬‬

‫‪ .١‬زرع اﻷرض أو ﻏﺮﺳﮭﺎ أو اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻏﺼﺒﺎً ‪ :‬وﻣﻦ زرع ﻓﻲ أرض ﻣﻐﺼﻮﺑﺔ ﻓﺎﻟﺰرع ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻷرض وﻟﻠﻐﺎﺻﺐ اﻟﻨﻔﻘﺔ ھﺬا‬
‫إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺰرع ﻗﺪ ﺣُﺼﺪ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣُﺼﺪ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻷرض ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﺪ إﻻ اﻷﺟﺮة‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛ ﺎن ﻏ ﺮس ﻓﯿﮭ ﺎ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﺠ ﺐ‬
‫ﻗﻠﻊ ﻣﺎ ﻏﺮﺳﮫ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا ﺑﻨﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ھﺪم ﻣﺎ ﺑﻨﺎه ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺠﺐ ﺗﺄدﯾﺐ اﻟﻐﺎﺻﺐ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﻨﺎس ﺑﺴﺠﻨﮫ أو ﺿﺮﺑﮫ زﺟﺮاً ﻟﮫ وﻷﻣﺜﺎﻟﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺻﺐ ردﱡ ﻣﺎ اﻏﺘﺼﺒﮫ ‪ ،‬وإن ﺗﻠﻒ ﻓﻲ ﯾﺪه ﺿﻤﻨﮫ ﺑﻤﺜﻠﮫ إن ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺜﻞ أو ﺑﻘﯿﻤﺘﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻣﻦ اﻏﺘﺼﺐ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺄﺻﺎﺑﮫ ﺑﻌﯿ ﺐ ﻓَ ﻮﱠت ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮫ اﻟﻐ ﺮض ﻣﻨ ﮫ ردّ ﻣﺜﻠ ﮫ‪ ،‬وأﺧ ﺬ ﻣ ﺎ اﻏﺘﺼ ﺒﮫ وأﻋﺎﺑ ﮫ وإن ﺗﻌ ﺬر ردّه وﻗﯿﻤ ﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺺ ﻣﻌﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻏﻠﺔ اﻟﻤﻐﺼﻮب ﺗﺮد ﻣﻌﮫ ﻛﺎﻣﻠﺔ وذﻟﻚ ﻛﻨﺘﺎج اﻟﺤﯿﻮان أو ﻏﻠﺔ اﻷﺷﺠﺎر أو أﺟﺮة اﻟﺪاﺑﺔ أو ﻏﻠﺔ اﻟﺴﯿﺎرة‪.‬‬
‫‪ .٦‬إذا اﺗﺠﺮ اﻟﻐﺎﺻﺐ ﺑﻤﺎ ﻏﺼﺒﮫ رده ﻣﻊ اﻟﺮﺑﺢ‪.‬‬
‫‪ .٧‬إذا اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻐﺎﺻ ﺐ وﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺸ ﻲء ﻓ ﻲ ﻗﯿﻤ ﺔ اﻟﻤﻐﺼ ﻮب أو ﺻ ﻔﺘﮫ ﻓ ﺎﻟﻘﻮل ﻗ ﻮل اﻟﻐﺎﺻ ﺐ ﻣ ﻊ ﯾﻤﯿﻨ ﮫ إن ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ھﻨ ﺎك ﺑﯿﻨ ﺔ‬
‫ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻐﺼﻮب‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب ﻗﻔﺺ ﻓﯿﮫ ﻃﯿﺮ وﻧﻔﺮه ﺿﻤﻦ‪ ،‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﯿﻤﺎ إذا ﻓﺘﺢ اﻟﻘﻘﺺ ﻋﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮ ﻓﻄ ﺎر أو ﺣ ﻞ ﻋﻘ ﺎل اﻟﺒﻌﯿ ﺮ ﻓﺸ ﺮد‪ ،‬ﻓ ﺬھﺐ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ أن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻀﻤﺎن ﺳﻮاء ﺧﺮج ﻋﻘﯿﺒﮫ أو ﻣﺘﺮاﺧﯿﺎً وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪ ،‬وذھﺐ أﺑﻮ ﺟﻨﯿﻔﺔ وﻏﯿﺮه أﻧﮫ ﻻ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﻣﺘﻰ وﺟﺪ اﻟﻤﻐﺼﻮب ﻣﻨﮫ ﻣﺎﻟﮫ ﻋﻨﺪ ﻏﯿﺮه ﻛﺎن أﺣﻖ ﺑﮫ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻐﺎﺻﺐ ﺑﺎﻋﮫ ﻟﮭﺬا اﻟﻐﯿﺮ ﻷن اﻟﻐﺎﺻﺐ ﺣﯿﻦ ﺑﺎﻋﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺎﻟﻜﺎً‬
‫ﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﻌﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ﻟﻢ ﯾﻘﻊ ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ﯾﺮﺟﻊ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺻﺐ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي أﺧﺬه ﻣﻨﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻣﻌﻨﺎھﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬اﻟﻀﻢ‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﻗﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬وﻛﻔﱠﻠﮭﺎ زﻛﺮﯾﺎ " آل ﻋﻤﺮان ‪ . ٣٧‬وﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮع ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ‬
‫ﺿﻢ ذﻣﺔ اﻟﻜﻔﯿﻞ إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻷﺻﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻨﻔﺲ أو دﯾﻦ أو ﻋﯿﻦ أو ﻋﻤﻞ‪ ،‬وھﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﻟﻔﻘﮭﺎء اﻷﺣﻨﺎف‪.‬‬
‫وﻋﻨﺪ ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ ﯾﻌﺮﻓﻮﻧﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺿﻢ اﻟﺬﻣﺘﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ واﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧ ﺮ أن ﯾﻠﺘ ﺰم إﻧﺴ ﺎن ﺟ ﺎﺋﺰ اﻟﺘﺼ ﺮف ﺑ ﺄداء ﺣ ﻖ‬
‫وﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ أو ﺑﺈﺣﻀﺎره إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ ‪ :‬ﺣﻤﺎﻟﺔ وﺿﻤﺎﻧﺔ وزﻋﺎﻣﺔ‪ .‬وھﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻛﻔﯿﻼً وأﺻﯿﻼً وﻣﻜﻔﻮﻻً ﺑﮫ ‪.‬‬
‫وﯾُﺴﻤﻰ اﻟﻜﻔﯿﻞ ﺑﺎﻟﻀﺎﻣﻦ واﻟﺰﻋﯿﻢ واﻟﺤﻤﯿﻞ ‪.‬‬
‫واﻷﺻ ﯿﻞ ھ ﻮ اﻟﻤ ﺪﯾﻦ وھ ﻮ اﻟﻤﻜﻔ ﻮل ﻋﻨ ﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺸ ﺘﺮط ﺑﻠﻮﻏ ﮫ وﻻ ﻋﻘﻠ ﮫ ‪ ،‬وﻻ ﺣﻀ ﻮره ﺑ ﻞ ﺗﺠ ﻮز اﻟﻜﻔﺎﻟ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ واﻟﻤﺠﻨ ﻮن‬
‫واﻟﻐﺎﺋﺐ‪ .‬واﻟﻤﻜﻔﻮل ﻟﮫ ھﻮ اﻟﺪاﺋﻦ‪ .‬واﻟﻤﻜﻔﻮل ﺑﮫ ھﻮ اﻟﻨﻔﺲ أو اﻟﺪﯾﻦ أو اﻟﻌﯿﻦ أو اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي وﺟﺐ أداؤه ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﻔﻮل ﻋﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬واﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗﺎل ﻟﻦ أرﺳﻠﮫ ﻣﻌﻜﻢ ﺣﺘ ﻰ ﺗُﺆﺗ ﻮنِ‬
‫ﻣﻮﺛﻘﺎً ﻣﻦ اﷲ ﻟﺘَﺄْﺗُﻨﱠﻨﻲ ﺑﮫ " ) ﯾُﻮﺳﻒ ‪ ( ٦٦‬وﻗﻮﻟﮫ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﮫ ‪ " :‬وﻟﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﮫ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﯿﺮ وأﻧﺎ ﺑﮫ زﻋﯿﻢ" ) ﯾُﻮﺳﻒ ‪. ( ٧٢‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ ﻋﻦ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﺰﻋﯿﻢ ﻏ ﺎرم " ‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺣﺴ ﻨﮫ ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٩٩٥‬‬

‫‪٢٩٩‬‬
 ‫وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺰﻋﯿﻢ ‪ :‬اﻟﻜﻔﯿﻞ ‪ .‬واﻟﻐﺎرم ‪ :‬اﻟﻀﺎﻣﻦ ‪.‬‬
‫وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻮازھﺎ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺰال اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﯾﻜﻔﻞ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﺒﻮة إﻟﻰ وﻗﺘﻨﺎ ھﺬا ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻨﺠﯿﺰ واﻟﺘﻌﻠﯿﻖ واﻟﺘﻮﻗﯿﺖ ‪:‬‬

‫وﺗﺼﺢ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻣﻨﺠﺰة ‪ ،‬وﻣﻌﻠﻘﺔ ‪ ،‬وﻣﺆﻗﺘﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﻨﺠﺰة ﻣﺜﻞ ﻗﻮل اﻟﻜﻔﯿﻞ ‪ :‬أﻧﺎ أﺿﻤﻦ ﻓﻼﻧﺎً اﻵن وأﻛﻔﻠﮫ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ :‬إذا ﻗﺎل‬
‫اﻟﺮﺟﻞ ﺗﺤﻤﻠﺖ أو ﺗﻜﻔﻠﺖ أو ﺿﻤﻨﺖ أو أﻧﺎ ﺣﻤﯿﻞ ﻟﻚ أو زﻋﯿﻢ أو ﻛﻔﯿﻞ أو ﺿﺎﻣﻦ أو ھﻮ ﻟﻚ ﻋﻨﺪي أو ﻋﻠﻲّ ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﻛﻔﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫وﻣﺘﻰ اﻧﻌﻘﺪت اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻠ ﻮل واﻟﺘﺄﺟﯿ ﻞ واﻟﺘﻘﺴ ﯿﻂ ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛ ﺎن اﻟ ﺪﯾﻦ ﺣ ﺎﻻً واﺷ ﺘﺮط اﻟﻜﻔﯿ ﻞ ﺗﺄﺟﯿ ﻞ‬
‫اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ إﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم‪.‬‬
‫واﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻣﺜﻞ ‪ :‬إن أﻗﺮﺿﺖ ﻓﻼﻧﺎً ﻓﺄﻧﺎ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻚ ‪ ،‬وﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﮫ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﯿﺮ وأﻧﺎ ﺑ ﮫ‬
‫زﻋﯿﻢ " ) ﯾُﻮﺳﻒ ‪. ( ٧٢‬‬
‫واﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻣﺜﻞ ‪ :‬إذا ﺟﺎء ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن ﻓﺄﻧﺎ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻚ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ﺑﺎﻟﺠﻮاز ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﻻ ﯾﺼﺢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻜﻔﯿﻞ واﻷﺻﯿﻞ ﻣﻌﺎً ‪ :‬وﻣﺘﻰ اﻧﻌﻘﺪت اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺟﺎز ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ اﻟﻀﺎﻣﻦ واﻟﻤﻀﻤﻮن ﻣﻌﺎً ) أي اﻟﻜﻔﯿﻞ واﻟﻤﻜﻔﻮل‬
‫ﻣﻌﺎً ( ﻛﻤﺎ ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ أﯾﮭﻤﺎ ﺷﺎء ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪد ﻣﺤﻞ اﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺮى ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪.‬‬

‫أﻧﻮاع اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ‪:‬‬

‫واﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻧﻮﻋﺎن ‪:‬‬
‫اﻷول ‪ :‬ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎل‪.‬‬

‫اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ‪ :‬ذھﺐ أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ إﻟﻰ ﺟﻮاز اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﺗﻌ ﺮف ﺑﻀ ﻤﺎن اﻟﻮﺟ ﮫ ) وھ ﻲ اﻟﺘ ﺰام اﻟﻜﻔﯿ ﻞ ﺑﺈﺣﻀ ﺎر اﻟﺸ ﺨﺺ‬
‫اﻟﻤﻜﻔﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﻜﻔﻮل ﻟﮫ ( ‪ .‬وھﻲ ﺟﺎﺋﺰة ﻋﻨﺪھﻢ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﻜﻔﻮل ﺑﮫ ﺣﻖ ﻵدﻣﻲ وﻻ ﯾﺸﺘﺮط اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻜﻔ ﻮل ﻷﻧ ﮫ ﺗﻜﻔ ﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﺒﺪن ﻻ ﺑﺎﻟﻤﺎل ‪ ،‬أﻣــــﺎ إذا‬
‫ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺪود اﷲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺳﻮاء أﻛﺎن اﻟﺤﺪ ﺣﻘـﺎً ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺤﺪ اﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬أو ﻛﺎن ﺣﻘﺎً ﻵدﻣﻲ ﻛﺤﺪ اﻟﻘﺬف‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫اﺳﺘﯿﻔﺎؤه ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﺠﺎﻧﻲ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬
‫وﻣﻨﻌﮭﺎ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺗﺠﻮز اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﮫ أﺻﻼً ﻻ ﻓﻲ ﻣﺎل وﻻ ﺣﺪ‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﺷﯿﺎء ﻷن ﻛﻞ ﺷﺮط ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب‬
‫اﷲ ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻃﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻨﻈﺮ أن ﻧﺴﺄل ﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﺼﺤﺘﮫ ﻋﻤﻦ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻮﺟ ﮫ ﻓﻘ ﻂ ﻓﻐ ﺎب اﻟﻤﻜﻔ ﻮل ﻋﻨ ﮫ ﻣ ﺎذا ﺗﺼ ﻨﻌﻮن ﺑﺎﻟﻀ ﺎﻣﻦ‬
‫ﺑﻮﺟﮭﮫ ؟ أﺗﻠﺰﻣﻮﻧﮫ ﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻀﻤﻮن ؟ ﻓﮭﺬا ﺟﻮر وأﻛﻞ ﻣﺎل ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻠﺘﺰﻣﮫ ﻗﻂ‪ ،‬أم ﺗﺘﺮﻛﻮﻧﮫ ؟ ﻓﻘﺪ أﺑﻄﻠﺘﻢ اﻟﻀﻤﺎن‬
‫ﺑﺎﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬أم ﺗﻜﻔﻠﻮﻧﮫ ﻃﻠﺒﮫ ؟ ﻓﮭﺬا ﺗﻜﻠﯿﻒ اﻟﺤﺮج وﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﮫ وﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻠﻔﮫ اﷲ إﯾﺎه ﻗﻂ ‪.‬‬
‫وأﺟﺎز اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﮫ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ .‬واﺳﺘﺪﻟﻮا "ﺑﺄﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﻔﻞ ﻓﻲ ﺗﮭﻤﺔ ﻗﺎل‪ " :‬وھﻮ ﺧﺒﺮ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﮫ ﻣ ﻦ‬
‫رواﯾﺔ اﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﺧﯿﺜﻢ ﺑﻦ ﻋﺮاك وھﻮ وأﺑﻮه ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻀﻌﻒ ﻻ ﺗﺠ ﻮز اﻟﺮواﯾ ﺔ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ‪ .‬ﺛ ﻢ ذﻛ ﺮ آﺛ ﺎراً ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﯾ ﺰ‬
‫وردھﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬إذ اﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﻛﻼم اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻻ ﻏﯿﺮ " ‪.‬‬
‫وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺈﺣﻀﺎره ﻟﺰﻣﮫ إﺣﻀﺎره ﻓﺈن ﺗﻌﺬر ﻋﻠﯿﮫ إﺣﻀﺎره ﯾُﺤﺒﺲ اﻟﻜﻔﯿﻞ إﻟﻰ أن ﯾُﺄﺗﻰ ﺑﺎﻟﻤﻜﻔﻮل أو ﯾُﻌﻠﻢ ﻣﻮﺗﮫ ‪،‬وﻻ ﯾﻐﺮم‬
‫اﻟﻤﺎل إﻻ إذا ﺷﺮﻃﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ وھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ اﻷﺣﻨﺎف‪ .‬وذھﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ وأھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ أﻧﮫ إن ﺗﻌﺬر ﻋﻠﯿﮫ اﺣﻀﺎره ﻏﺮم ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮫ إﻻ‬
‫إذا اﺷﺘﺮط إﺣﻀﺎره دون اﻟﻤﺎل‪.‬‬
‫وﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬إذا ﻣﺎت اﻷﺻﯿﻞ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻠﺰم اﻟﻜﻔﯿﻞ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻷﻧﮫ إﻧﻤﺎ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﻟﻢ ﯾﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎل ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻠﺰﻣﮫ ﻣﺎﻟﻢ ﯾﺘﻜﻔﻞ ﺑﮫ‪.‬‬
‫وھﺬا ھﻮ اﻟﻤﺸﮭﻮر ﻣﻦ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﯾﺒﺮأ اﻟﻜﻔﯿﻞ إذا ﺳﻠﻢ اﻟﻤﻜﻔﻮل ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺒﺮأ اﻟﻜﻔﯿﻞ ﺑﻤﻮت اﻟﻤﻜﻔﻮل ﻟﮫ ﺑﻞ ﺗﻘﻮم ورﺛﺘﮫ ﻣﻘﺎﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺣﻀﺎر اﻟﻤﻜﻔﻮل‬
‫‪.‬‬
‫ﻗﻠﺖ‪ :‬وﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﺑﻦ ﺣﺰم اﻟﻈﺎھﺮي ھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﮫ ﻻ ﻓﻲ ﻣ ﺎل وﻻ ﻓ ﻲ ﺣ ﺪ وﻻ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء‬
‫ﻣﻦ اﻷﺷﯿﺎء ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺮد ﺑﮭﺎ دﻟﯿﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﯾﻨﮭﺾ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج ﺑﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎل‪ :‬ھﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﻠﺘﺰم ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻜﻔﯿﻞ اﻟﺘﺰاﻣﺎً ﻣﺎدﯾﺎً وھﻲ أﻧﻮاع ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﺰام أداء دﯾﻦ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐﯿﺮ ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﺣﺪﯾﺚ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ اﻷﻛﻮع أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﻗﺘﺎدة ‪ :‬ﺻﻞﱢ ﻋﻠﯿﮫ ﯾﺎ‬
‫رﺳﻮل اﷲ وﻋﻠﻲّ دﯾﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر إﻟﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﯿﺖ وﻻ رﺟﻮع ﻟﮫ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎل اﻟﻤﯿﺖ ‪.‬‬
‫وﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ ‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن ﯾﻜﻮن ﺛﺎﺑﺘﺎً وﻗﺖ اﻟﻀﻤﺎن ﻛﺪﯾﻦ اﻟﻘﺮض واﻟﺜﻤﻦ واﻷﺟﺮة واﻟﻤﮭﺮ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ‪ ،‬ﻓﻀﻤﺎن ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺠ ﺐ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ إذا ﻗﺎل ‪ :‬ﺑﻊ ﻟﻔﻼن وﻋﻠﻲّ أن أﺿﻤﻦ اﻟ ﺜﻤﻦ أو أﻗﺮﺿ ﮫ وﻋﻠ ﻲّ أن أﺿ ﻤﻦ ﺑﺪﻟ ﮫ‪ .‬وھ ﺬا ﻣ ﺬھﺐ اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺤﺴﻦ واﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪ .‬وأﺟﺎز ذﻟﻚ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ وأﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ وﻗﺎﻟﻮا ﺑﺼﺤﺔ ﺿﻤﺎن ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺠﺐ‪.‬‬

‫‪٣٠٠‬‬
‫ب‪ .‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﺿﻤﺎن اﻟﻤﺠﮭﻮل‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻏﺮر ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻗﺎل ﺿﻤﻨﺖ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ ﻓ ﻼن وھﻤ ﺎ ﻻ ﯾﻌﻠﻤ ﺎن ﻣﻘ ﺪاره ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ‬
‫ﯾﺼﺢ ‪ .‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﺑﻦ ﺣﺰم وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ ‪ :‬ﯾﺼﺢ ﺿﻤﺎن اﻟﻤﺠﮭﻮل ‪ ،‬وﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﺑﻦ‬
‫ﺣﺰم ھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫‪ .٢‬ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﯿﻦ أو ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﺰام ﺗﺴﻠﯿﻢ ﻋﯿﻦ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﯿﺪ اﻟﻐﯿﺮ ﻣﺜﻞ ‪ :‬رد اﻟﻤﻐﺼﻮب إﻟ ﻰ اﻟﻐﺎﺻ ﺐ وﺗﺴ ﻠﯿﻢ‬
‫اﻟﻤﺒﯿﻊ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي ‪.‬‬

‫‪ .٤‬ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﻖ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮى ﺗﺠﺎه اﻟﺒﺎﺋﻊ ‪ :‬ﺑﺄن ﯾﺤﻀﺮ اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﻛﻔ ﯿﻼً ﯾﻜﻔ ﻞ أن اﻟﻤﺒﯿ ﻊ ﺧ ﺎﻟﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺠ ﻮزات واﻟﺮھﻮﻧ ﺎت وأﻧ ﮫ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﻣﻤﻠﻮك ﻟﻠﻐﯿﺮ ﻓﺈن ﺗﺒﯿﻦ ﺧﻼف ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﺰﻋﯿﻢ ﻏﺎرم ‪.‬‬

‫رﺟﻮع اﻟﻜﻔﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﻔﻮل ‪:‬‬

‫وإذا أدى اﻟﻜﻔﯿﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﻜﻔﻮل ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ دﯾﻦ رﺟﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺘ ﻰ ﻛ ﺎن اﻟﻀ ﻤﺎن واﻷداء ﺑﺈذﻧ ﮫ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ أﻧﻔ ﻖ ﻣﺎﻟ ﮫ ﻓﯿﻤ ﺎ ﯾﻨﻔﻌ ﮫ‬
‫ﺑﺈذﻧﮫ‪ .‬وھﺬا ﻣﻤﺎ اﺗﻔﻖ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﯿﻤﺎ إذا ﺿﻤﻦ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﺣﻘﺎً ﺑﻐﯿﺮ أﻣﺮه وأداه‪.‬ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ :‬ھﻮ‬
‫ﮫ‪.‬‬ ‫ﻮع ﻋﻠﯿ‬ ‫ﮫ اﻟﺮﺟ‬ ‫ﯿﺲ ﻟ‬ ‫ﻮع‪ ،‬وﻟ‬
‫) وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ( ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺸﮭﻮر ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬أن ﻟﮫ اﻟﺮﺟﻮع ﺑﮫ‪ .‬وﻋﻦ أﺣﻤﺪ ‪ :‬رواﯾﺘﺎن‪.‬‬

‫ﻣﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا ﻛﻔﻞ اﻟﺸﺨﺺ ﺷﺨﺼﺎً آﺧﺮ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻓﻤﺎت اﻟﻤﻜﻔﻮل ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺎل ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﻜﻔﻮل ﻟﮫ ) أي ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪﯾﻦ ( ﻓﺴﺦ ﻋﻘﺪ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺘﮫ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺮض اﻟﻤﺪﯾﻦ ) اﻟﻤﻜﻔﻮل( أو اﻟﻜﻔﯿﻞ ‪ .‬وﻟﯿﺲ‬
‫ھﺬا اﻟﻔﺴﺦ ﻟﻠﻤﻜﻔﻮل وﻻ ﻟﻠﻜﻔﯿﻞ ‪.‬‬

‫اﻟﻤُﺴﺎﻗﺎة‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻣﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻲ ‪ ،‬وھﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع دﻓﻊ اﻟﺸﺠﺮ ﻟﻤﻦ ﯾﻘﻮم ﺑﺴﻘﯿﮫ وﯾﺘﻌﮭﺪه ﺣﺘﻰ ﯾﺒﻠﻎ ﺗﻤﺎم ﻧﻀﺠﮫ ﻧﻈﯿ ﺮ ﺟ ﺰء‬
‫ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ ﺛﻤﺮه ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺷﺮﻛﺔ زراﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺸﺠﺮ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﺠﺮ ﻣ ﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ واﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺠﺮ ﻣ ﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ‪ ،‬واﻟﺜﻤ ﺮة‬
‫اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﯾﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻛﺎﻟﻨﺼﻒ واﻟﺜﻠﺚ وﻧﺤﻮ ذﻟ ﻚ ‪ :‬وﯾُﺴ ﻤﻰ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺎﻗﻲ‪ ،‬واﻟﻄ ﺮف اﻵﺧ ﺮ‬
‫ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺮب اﻟﺸﺠﺮ‪.‬‬
‫واﻟﺸﺠﺮ ﯾُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻏﺮس ﻟﯿﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻷرض ﺳﻨﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻟﻘﻄﻌ ﮫ ﻣ ﺪة وﻧﮭﺎﯾ ﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺔ‪ ،‬ﺳ ﻮاء أﻛ ﺎن ﻣﺜﻤ ﺮاً أم‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﺜﻤﺮ ‪.‬‬
‫وﺗﻜﻮن اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺜﻤﺮ ﻧﻈﯿﺮ ﻣﺎ ﯾﺄﺧﺬه اﻟﻤﺴﺎﻗﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻒ واﻟﺤﻄﺐ وﻧﺤﻮھﺎ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪:‬‬
‫واﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴُﻨﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻮازھﺎ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﺪا أﺑﺎ ﺣﻨﯿﻔﺔ اﻟﺬي رأى أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺠﻮز‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺳﺘﺪل اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻮازھﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺎﻣﻞ أھﻞ ﺧﯿﺒﺮ ﺑﺸﻄﺮ ﻣﺎ ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻦ ﺛﻤﺮ أو زرع‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروى اﻟﺒﺨﺎري أن اﻷﻧﺼﺎر ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﻗﺴ ﻢ ﺑﯿﻨﻨ ﺎ وﺑ ﯿﻦ إﺧﻮاﻧﻨ ﺎ اﻟﻨﺨﯿ ﻞ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻓﻘ ﺎﻟﻮا‪ :‬ﺗﻜﻔﻮﻧ ﺎ‬
‫اﻟﻤﺆوﻧﺔ وﻧﺸﺮﻛﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺮة ؟ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺳﻤﻌﻨﺎ وأﻃﻌﻨﺎ‪.‬‬
‫أي أن اﻷﻧﺼﺎر أرادوا أن ﯾُﺸﺮﻛﻮا اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮﯾﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺨﯿ ﻞ ﻓﻌﺮﺿ ﻮا ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﺄﺑﻰ ﻓﻌﺮﺿ ﻮا أن‬
‫ﯾﺘﻮﻟﻮا أﻣﺮه وﻟﮭﻢ اﻟﺸﻄﺮ ﻓﺄﺟﺎﺑﮭﻢ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎزﻣﻲ ‪ :‬روي ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد وﻋﻤﺎر ﺑ ﻦ ﯾﺎﺳ ﺮ ‪،‬‬
‫وﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﯿﺮﯾﻦ ‪ ،‬وﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ واﺑﻦ أﺑﻲ ﻟﯿﻠﻰ واﺑﻦ ﺷﮭﺎب اﻟﺰھﺮي ‪ ،‬وﻣﻦ أھﻞ اﻟ ﺮأي أﺑ ﻮ ﯾﻮﺳ ﻒ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺗﺠﻮز اﻟﻤﺰارﻋﺔ واﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﺑﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮ أو اﻟﺰرع‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬وﯾﺠﻮز اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰارﻋ ﺔ‬
‫واﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻣﺠﺘﻤﻌﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺘﺴﺎﻗﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺨﻞ وﺗﺰارﻋﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻛﻤﺎ ﺟﺮى ﻓﻲ ﺧﯿﺒﺮ‪ ،‬وﯾﺠﻮز اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻨﻔﺮدة‪.‬‬

‫أرﻛﺎﻧﮭﺎ ‪ :‬واﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻟﮭﺎ رﻛﻨﺎن ‪:‬‬

‫‪ - ٢‬اﻟﻘﺒﻮل ‪.‬‬ ‫‪ -١‬اﻹﯾﺠﺎب‪.‬‬
‫وﺗﻨﻌﻘﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل أو اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرة ﻣﺎ دام ذﻟﻚ ﺻﺎدراً ﻣﻤﻦ ﯾﺠﻮز ﺗﺼﺮﻓﮭﻢ‪.‬‬

‫ﺷﺮوﻃﮭﺎ ‪:‬‬
‫وﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺸﺠﺮ اﻟﻤﺴﺎﻗﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﺮؤﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﮭﻮل ‪.‬‬

‫‪٣٠١‬‬
‫‪ .٢‬أن ﺗﻜﻮن ﻣﺪﺗﮭﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻋﻘﺪ ﻻزم ﯾُﺸﺒﮫ ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر ‪ ،‬وﺣﺘﻰ ﯾﻨﺘﻔﻲ اﻟﻐﺮر‪ .‬وﻗﺎل أﺑﻮ ﯾﻮﺳﻒ وﻣﺤﻤﺪ إن ﺑﯿﺎن اﻟﻤﺪة ﻟﯿﺲ‬
‫ﺑﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺴ ﺎﻗﺎة ‪ ،‬ﻷن وﻗ ﺖ إدراك اﻟﺜﻤ ﺮ ﻣﻌﻠ ﻮم ﻏﺎﻟﺒ ﺎً وﻻ ﯾﺘﻔ ﺎوت ﺗﻔﺎوﺗ ﺎً ﯾﻌﺘ ﺪ ﺑ ﮫ‪ ،‬وھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي‪ .‬وﻣﻤ ﻦ ﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺪم‬
‫اﺷﺘﺮاط ھﺬا اﻟﺸﺮط اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ‪ ،‬واﺳﺘﺪﻟﻮا ﺑﻤﺎ رواه ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺮﺳﻼً أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ﻟﻠﯿﮭ ﻮد ‪ " :‬أﻗ ﺮﱡﻛﻢ ﻣ ﺎ‬
‫أﻗﺮﱠﻛﻢ اﷲ " ‪.‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺟﺰء ﻣﺸﺎع ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮة أي ﯾﻜﻮن ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﺠﺰﺋﯿﺔ ﻛﺎﻟﻨﺼﻒ واﻟﺜﻠﺚ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺷﺮط ﻟﮫ أو ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺸﺠﺮ‬
‫ﻧﺨﻼت ﻣﻌﯿﻨﺔ أو ﻗﺪراً ﻣﻌﯿﻨﺎً ﺑﻄﻠﺖ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﺗﺠﻮز ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ‪:‬‬

‫ﺗﺠﻮز اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻓﻲ ﻛﻞ ﺛﻤﺮ ﻣﺄﻛﻮل ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ ‪ :‬وﺗﺼﺢ اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻮز ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ‬
‫ﺳﻘﻲ‪ ،‬وﺑﮭﺬا ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬وﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻓﯿﮫ ﺧﻼﻓﺎً ‪.‬‬

‫وﻇﯿﻔﺔ اﻟﻤﺴﺎﻗﻲ ‪:‬‬

‫ووﻇﯿﻔﺔ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ‪ :‬أن ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ ﻓﻲ إﺻﻼح اﻟﺜﻤــــﺮ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺴﻘﻲ وإﺻﻼح ﻣﻨﺎﺑﺖ اﻟﺸ ﺠﺮ وﺗﻠﻘﯿﺤ ﮫ وﺗﻨﺤﯿ ﺔ‬
‫اﻟﺤﺸﯿﺶ ﻋﻨﮫ وﺣﻔﻆ اﻟﺜﻤﺮة وﺟُﺬاذھﺎ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻋﺠﺰ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ‪:‬‬
‫إذا ﻋﺠﺰ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺎھﺔ أو ﯾُﺴﺎﻓﺮ ﺳﻔﺮاً اﺿﻄﺮارﯾﺎً ﻓﺈن اﻟﻤﺴ ﺎﻗﺎة ﺗﻔﺴ ﺦ ‪ ،‬وإذا ﻛ ﺎن ﻗ ﺪ ﻋﻤ ﻞ أﯾﺎﻣ ﺎً ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺔ ﻓﯿُﻌﻄ ﻰ‬
‫أﺟﺮة اﻟﻤﺜﻞ ﻋﻦ اﻷﯾﺎم اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﻣﻮت أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ‪:‬‬

‫إذا ﻣﺎت أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺮ ﺛﻤﺮ ﻟﻢ ﯾﺒﺪُ ﺻﻼﺣﮫ ﻓﻠﺮﻋﺎﯾﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﯾﺴ ﺘﻤﺮ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ أو ورﺛﺘ ﮫ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻀﺞ اﻟﺜﻤﺮ وﻟﻮ ﺟﺒﺮاً ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺠﺮ أو ورﺛﺘﮫ ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﺿﺮر ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫اﻟﺠُﻌﺎﻟﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺠﻌﺎﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﯾُﻈﻦ ﺣﺼﻮﻟﮭﺎ ﻛﻤﻦ ﯾﻠﺘﺰم ﺑﺠُﻌﻞ ﻣﻌﯿﻦ ﻟﻤ ﻦ ﯾ ﺮد ﻋﻠﯿ ﮫ ﻣﺘﺎﻋ ﮫ اﻟﻀ ﺎﺋﻊ ‪ ،‬أو داﺑﺘ ﮫ اﻟﺸ ﺎردة ‪ ،‬أو‬
‫ﯾﺒﻨﻲ ﻟﮫ ھﺬا اﻟﺤﺎﺋﻂ ‪ ،‬أو ﯾﺤﻔﺮ ﻟﮫ ھﺬا اﻟﺒﺌﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺎء ‪ ،‬أو ﯾُﺤﻔﱢﻆ اﺑﻨﮫ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬أو ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﺮأ ‪ ،‬أو ﯾﻔﻮز ﻓﻲ‬
‫ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﺬا ‪ ...‬اﻟﺦ ‪ ) .‬أي ھﻲ ﻣﺎ ﯾﻌﻄﻲ ﻣﻜﺎﻓﺄةً ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﻤﻞ ( ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬واﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ﻗﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وﻟﻤﻦ ﺟﺎء ﺑﮫ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﯿﺮ وأﻧﺎ ﺑ ﮫ زﻋ ﯿﻢ " ﯾُﻮﺳ ﻒ ) ‪ . ( ٧٢‬وﻷن‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺟﺎز أﺧﺬ اﻟﺠُﻌْﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﯿﺔ ﺑﺄم اﻟﻘﺮآن " ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ذﻟﻚ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫واﻟﺠﻌﺎﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﺘﻲ ﯾﺠﻮز ﻷﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﺴﺨﮫ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺠﻌﻮل ﻟﮫ أن ﯾﻔﺴﺨﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ أن ﻟﮫ أن ﯾﻔﺴﺨﮫ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺮوع إذا رﺿﻲ ﺑﺈﺳﻘﺎط ﺣﻘﮫ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺠﺎﻋﻞ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﮫ أن ﯾﻔﺴﺨﮫ إذا ﺷﺮع اﻟﻤﺠﻌﻮل ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪.‬‬

‫اﻟﺸﱠﺮِﻛَﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺸﱠﺮِﻛَﺔ ھﻲ اﻻﺧﺘﻼط ‪ ،‬وھﻲ ﻋﻘﺪ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﺸﺎرﻛﯿﻦ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﺒﺎح رﺑﺤﺎً وﺧﺴﺎرة‪.‬‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬وھﻲ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴُﻨﺔ واﻹﺟﻤﺎع‪.‬‬
‫ﻓﻔ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺳُ ﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻓﮭ ﻢ ﺷ ﺮﻛﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺜﻠ ﺚ ")اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ .( ١٢‬وﻗﻮﻟ ﮫ ﺳُ ﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬وإنﱠ ﻛﺜﯿ ﺮاً ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠﻄ ﺎء ﻟﯿﺒﻐ ﻲ‬
‫ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ إﻻ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت وﻗﻠﯿﻞُ ﻣﺎ ھﻢ"ﺳﻮرة ص آﯾﺔ ‪ ٢٤‬واﻟﺨﻠﻄﺎء ھﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎء‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺴُﻨﺔ ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ ‪ :‬إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬أﻧﺎ ﺛﺎﻟﺚ اﻟﺸﺮﯾﻜﯿﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺨﻦ أﺣﺪھﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫ﺧﺎن أﺣﺪھﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ " رواه أﺑﻮ داود ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل )‪ . (٣٢١٣‬ﻗﺎل زﯾﺪ ‪ :‬ﻛﻨ ﺖ‬
‫أﻧﺎ واﻟﺒﺮاء ﺷﺮﯾﻜﯿﻦ ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وأﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ھﺬا‪ ،‬ذﻛﺮ ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎﻣﮭﺎ ‪:‬‬
‫واﻟﺸﺮﻛﺔ ﻗﺴﻤﺎن ‪:‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ‪ :‬ﺷﺮﻛﺔ أﻣﻼك‪.‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷﺮﻛﺔ ﻋﻘﻮد ‪.‬‬
‫ﺷﺮﻛﺔ اﻷﻣﻼك ‪ :‬وھﻲ أن ﯾﺘﻤﻠﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻋﯿﻨﺎً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻋﻘﺪ ‪،‬وھﻲ إﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن اﺧﺘﯿﺎرﯾﺔ أو ﺟﺒﺮﯾﺔ‪.‬‬
‫أ ( ﻓﺎﻻﺧﺘﯿﺎرﯾﺔ‪ :‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﻮھﺐ ﻟﺸﺨﺼﯿﻦ ھﺒﺔ أو ﯾُﻮﺻﻰ ﻟﮭﻤﺎ ﺑﺸﻲء ﻓﯿﻘﺒﻼ ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻤﻮھﻮب واﻟﻤﻮﺻﻰ ﺑ ﮫ ﻣﻠﻜ ﺎً ﻟﮭﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ‬
‫اﻟﻤُﺸﺎرﻛﺔ‪،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا اﺷﺘﺮﯾﺎ ﺷﯿﺌﺎً ﻟﺤﺴﺎﺑﮭﻤﺎ )ﻛﻘﻄﻌﺔ أرض( ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻤﺸُﺘَﺮى ﺷﺮﻛﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻠﻚ‪.‬‬

‫‪٣٠٢‬‬
 ‫ب( اﻟﺠﺒﺮﯾﺔ ‪ :‬ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺟﺒﺮاً دون أن ﯾﻜ ﻮن ﻓﻌ ﻞ ﻓ ﻲ إﺣ ﺪاث اﻟﻤﻠﻜﯿ ﺔ ﻛﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﯿ ﺮاث‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﺸ ﺮﻛﺔ ﺗﺜﺒ ﺖ‬
‫ﻟﻠﻮرﺛﺔ دون اﺧﺘﯿﺎر ﻣﻨﮭﻢ‪ ،‬وﺗﻜﻮن ﺷﺮﻛﺔ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻠﻚ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻢ ھﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ ‪:‬‬
‫وﺣُﻜﻢ ھﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷي ﺷﺮﯾﻚ أن ﯾﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻧﺼﯿﺐ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﺑﻐﯿﺮ إذﻧﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻷﺣﺪھﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﺼﯿﺐ اﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻓﻜﺄﻧﮫ‬
‫أﺟﻨﺒﻲ‪.‬‬
‫ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻌﻘﻮد ‪:‬‬
‫ھﻲ أن ﯾﻌﻘﺪ اﺛﻨﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﻘﺪاً ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺘﺮاك ﻓﻲ اﻟﻤﺎل وﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ رﺑﺢ‪.‬‬
‫أﻧﻮاﻋﮭﺎ ‪ :‬وأﻧﻮاﻋﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻌِﻨﺎن ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺷﺮﻛﺔ اﻷﺑﺪان ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻮﺟﻮه ‪.‬‬
‫رﻛﻨﮭﺎ ‪ :‬ورﻛﻨﮭﺎ اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮل أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ‪ :‬ﺷﺎرﻛﺘﻚ ﻓﻲ ﻛﺬا وﻛﺬا وﯾﻘﻮل اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬أﺟﺎز اﻷﺣﻨﺎف ﻛﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧ ﻮاع اﻟﺸ ﺮﻛﺎت اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ﻣﺘ ﻰ ﺗ ﻮﻓﺮت ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﺸ ﺮوط اﻟﺘ ﻲ ذﻛﺮوھ ﺎ‪ ) .‬وھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي (‪.‬‬
‫واﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ أﺟﺎزوا ﻛﻞ اﻟﺸﺮﻛﺎت‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﺪا ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻮﺟﻮه ‪ .‬واﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ أﺑﻄﻠﻮھﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﺪا ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻌﻨﺎن‪ .‬واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ أﺟﺎزوھﺎ ﻛﻠﮭ ﺎ ﻣ ﺎ‬
‫ﻋﺪا ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻨﻮع اﻷول ‪ :‬ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻌِﻨﺎن ‪:‬‬
‫وھﻲ أن ﯾﺸﺘﺮك ﺷﺨﺼﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﻦ ﯾﺠﻮز ﺗﺼﺮﻓﮭﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﻮزﻋﺎً ﻋﻠﯿﮭﻢ أﺳﮭﻤﺎً ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﺤﺪدة‪ ،‬ﯾﻌﻤﻠ ﻮن ﻓﯿ ﮫ ﻣﻌ ﺎً‬
‫ﻟﺘﻨﻤﯿﺘﮫ وﯾﻜﻮن اﻟﺮﺑﺢ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺑﺤﺴﺐ أﺳﮭﻤﮭﻢ ﻓﻲ رأس اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺿﯿﻌﺔ )اﻟﺨﺴ ﺎرة( ﺑﺤﺴ ﺐ اﻷﺳ ﮭﻢ ‪ ،‬ﻛ ﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪ‬
‫ﻣﻨﮭﻢ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺎﺋﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺒﯿﻊ وﯾﺸ ﺘﺮي وﯾﻘ ﺒﺾ وﯾ ﺪﻓﻊ‪ ،‬وﯾﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﺎﻟ ﺪﯾﻦ‬
‫وﯾﺨﺎﺻﻢ وﯾﺮد ﺑﺎﻟﻌﯿﺐ‪ ،‬وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر‪ :‬ﯾﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺼﺤﺔ ھﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺷﺮوط ‪ ،‬وھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﺗﻜﻮن ﺑﯿﻦ ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬إذا ﻻ ﯾُﺆْﻣَﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬أو ﯾﺪﺧﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎﻻً ﺣﺮاﻣﺎً ‪ ،‬إﻻ أن ﯾﻜ ﻮن اﻟﺘﺼ ﺮف ﻣ ﻦ ﺑﯿ ﻊ‬
‫وﺷﺮاء ﺑﯿﺪ اﻟﻤُﺴﻠﻢ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ إذاً ﻟﻌﺪم اﻟﺨﻮف ﻣﻦ إدﺧﺎل ﻣﺎل ﺣﺮام ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن رأس اﻟﻤﺎل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎً وأﺳﮭﻢ ﻛ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺮﻛﺎء ﻣﻌﺮوﻓ ﺎً ﻷن اﻟ ﺮﺑﺢ واﻟﻮﺿ ﯿﻌﺔ ﻣﺘﺮﺗﺒ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ رأس اﻟﻤ ﺎل‬
‫واﻷﺳﮭﻢ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ واﻟﺠﮭﻞ ﺑﺮأس اﻟﻤﺎل أو أﺳﮭﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎء ﯾﺆدي إﻟﻰ أﻛﻞ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ وھﻮ ﺣﺮام ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬وﻻ‬
‫ﺗﺄﻛﻠﻮا أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺑﯿﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪(١٨٨‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺮﺑﺢ ﻣﺸﺎﻋﺎً ﯾﻮزع ﺑﺤﺴﺐ اﻷﺳﮭﻢ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﻮل أن ﻣﺎ رﺑﺤﻨﺎه ﻣﻦ اﻟﻀﺄن ﻓﮭ ﻮ ﻟﻔ ﻼن‪ ،‬وﻣ ﺎ رﺑﺤﻨ ﺎه ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺎن‬
‫ﻣﺜﻼً ﻓﮭﻮ ﻟﻔﻼن ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺮر وھﻮ ﻣﺤﺮم‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن رأس ا ﻟﻤ ﺎل ﻧﻘ ﻮداً وﻣ ﻦ ﻛ ﺎن ﻟﺪﯾ ﮫ ﻋ ﺮض وأراد اﻻﺷ ﺘﺮاك ﻗ ﻮّم ﻋﺮﺿ ﮫ ﺑﻨﻘ ﺪ ﺑﺴ ﻌﺮ ﯾﻮﻣ ﮫ ودﺧ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻛﺔ ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻟﻌﺮوض ﻣﺠﮭﻮﻟﺔ اﻟﻘﯿﻤﺔ واﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﮭﻮل ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ ﺷﺮﻋﺎً ﻟﻤﺎ ﺗﺆدي إﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﺗﻀﯿﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق وأﻛﻞ ﻣﺎل اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺤﺴﺐ اﻷﺳﮭﻢ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺮﺑﺢ واﻟﻮﺿﯿﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﻓﺈن ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻤﻞ ﯾﻮم ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﯾﺎم ﻣﺜﻼً‬
‫وھﻜﺬا ‪ ..‬وإن اﺳﺘﺄﺟﺮوا ﻋﺎﻣﻼً ﻓﺄﺟﺮﺗﮫ ﻣﻦ رأس اﻟﻤﺎل ﺑﺤﺴﺐ أﺳﮭﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎء‪.‬‬
‫‪ .٦‬وإن ﻣﺎت أﺣﺪ اﻟﺸﺮﯾﻜﯿﻦ ﺑﻄﻠﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ‪ ،‬وﻛﺬا إن ﺟُﻦّ ﻣﺜﻼً‪ ،‬وﻟﻮرﺛﺔ اﻟﻤﯿﺖ وأوﻟﯿﺎء اﻟﻤﺠﻨ ﻮن ﺣ ﻞ اﻟﺸ ﺮﻛﺔ أو إﻣﻀ ﺎؤھﺎ ﺑﻌﻘ ﺪھﺎ‬
‫اﻷول‪.‬‬

‫اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷﺮﻛﺔ اﻷﺑﺪان ‪:‬‬

‫وھﻲ أن ﯾﺸﺘﺮك اﺛﻨﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻜﺘﺴﺒﺎﻧﮫ ﺑﺄﺑﺪاﻧﮭﻤﺎ ﻛﺄن ﯾﺸﺘﺮك اﺛﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻟﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ وﯾﻮزﻋﺎن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬وﻣﺎ‬
‫ﯾﺤﺼﻼن ﻋﻠﯿﮫ ﻓﮭﻮ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ أﻧﺼﺎﻓﺎً أو ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻛﺜﯿﺮاً ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺠﺎرﯾﻦ واﻟﺤﺪادﯾﻦ واﻟﺨﯿﺎﻃﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻢ ‪.‬‬
‫وأﺣﻜﺎم ھﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ ‪ :‬ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﻟﻜﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻃﻠﺐ اﻷﺟﺮة وأﺧﺬھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟﮭﻤﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إن ﻣﺮض أﺣﺪھﻤﺎ أو ﻏﺎب ﻟﻌﺬر ﻓﺈن ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﯿﮫ أﺣﺪھﻤﺎ ھﻮ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ .٣‬إن ﻃﺎﻟﺖ ﻏﯿﺒﺔ أﺣﺪھﻤﺎ أو ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪة ﻣﺮﺿﮫ ﻓﺈن ﻟﻠﺼﺤﯿﺢ أن ﯾﻘﯿﻢ ﻣﻘﺎﻣﮫ أﺣﺪاً‪ ،‬وأﺟﺮﺗﮫ ﻣﻦ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﻤﺮﯾﺾ‪ ،‬أو اﻟﻐﺎﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ .٤‬إن ﺗﻌﺬر ﺣﻀﻮر أﺣﺪھﻤﺎ ﻓﺈن ﻟﻶﺧﺮ ﻓﺴﺦ اﻟﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻮﺟﻮه ‪:‬‬
‫ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻮﺟﻮه ھﻲ أن ﯾﺸﺘﺮك اﺛﻨﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ )دون أن ﯾﻜﻮن ﻟﮭﻤﺎ رأس ﻣﺎل اﻋﺘﻤﺎداً ﻋﻠﻰ ﺟﺎھﮭﻢ وﺛﻘﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺑﮭﻢ ( ﻓ ﻲ ﺷ ﺮاء ﺳ ﻠﻌﺔ‬
‫ﺑﺠﺎھﻤﺎ وﯾﺒﯿﻌﺎﻧﮭﺎ وﻣﺎ ﯾﺤﺼﻼن ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ رﺑﺢ ﻓﮭﻮ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬واﻟﺨﺴﺎرة إن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻠﯿﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ ﻛﺎﻟﺮﺑﺢ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻮع اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺔ ‪:‬‬

‫وھﻲ أوﺳﻊ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻌﻨﺎن واﻟﻮﺟﻮه واﻷﺑﺪان‪ ،‬إذ ھﻲ ﺗﺸﻤﻠﮭﺎ وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ أﯾﻀﺎً ‪ ،‬وھﻲ أن ﯾﻔﻮض ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﯾﻜﯿﻦ ﻟﻶﺧﺮ‬
‫ﻛﻞ ﺗﺼﺮف ﻣﺎﻟﻲ وﺑﺪﻧﻲ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺸﺮﻛﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺒﯿ ﻊ وﯾﺸ ﺘﺮي وﯾُﻀ ﺎرب وﯾﻮﻛ ﻞ وﯾﺨﺎﺻ ﻢ وﯾ ﺮﺗﮭﻦ‪ ،‬وﯾﺴ ﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﻤ ﺎل‪ ،‬وﯾﻜ ﻮن اﻟ ﺮﺑﺢ‬

‫‪٣٠٣‬‬
‫ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬واﻟﺨﺴﺎرة ﺑﺤﺴﺐ ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﻤﺎﻟﻲ ‪ ) .‬وﺳُﻤﯿﺖ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎوﺿﺔ ﻷن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺸ ﺮﯾﻜﯿﻦ ﯾﻔ ﻮض‬
‫ﺷﺮﯾﻜﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ( ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺠﺎﺋﺰة ‪-:‬‬
‫‪ .١‬ﻣﻦ دﻓﻊ داﺑﺘﮫ إﻟﻰ آﺧﺮ ﻟﯿﻌﻤﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺮزق اﷲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻧﺼﻔﯿﻦ أو أﺛﻼﺛﺎً أو ﻛﯿﻔﻤﺎ ﺷﺮط ﺻﺢ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻣﻦ دﻓﻊ ﺳﯿﺎرﺗﮫ )ﺳﯿﺎرة اﻷﺟﺮة أو ﻏﯿﺮھﺎ ( إﻟﻰ آﺧﺮ ﻟﯿﻌﻤﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺮزق اﷲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻧﺼﻔﯿﻦ أو أﺛﻼﺛﺎً أو ﻛﯿﻔﻤﺎ ﺷﺮﻃﺎ ﺻﺢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻣﻦ ﯾُﻌﻄﻲ ﻣﺤﻼً ) أي ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻌﻤﻞ ( ﻟﻤﯿﻜﺎﻧﯿﻜﻲ أو ﺳﻤﻜﺮي أو ﺣﺪاد أو دھّﺎن ﻟﻠﺴ ﯿﺎرات ﻣ ﺜﻼً وﻣ ﺎ ﯾ ﺮزق اﷲ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ﻧﺼ ﻔﯿﻦ أو‬
‫أﺛﻼﺛﺎً أو ﻛﯿﻔﻤﺎ ﺷﺮﻃﺎ ﺻﺢ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻣﻦ أﻋﻄﻰ ﺧﻼﻃﺘﮫ )ﺧﻼﻃﺔ اﻟﺒﺎﻃﻮن( إﻟﻰ رﺟﻞ آﺧﺮ ﻟﯿﻌﻤﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻣﺎ ﯾﺮزق اﷲ ﻓﮭﻮ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ﻧﺼ ﻔﯿﻦ أو أﺛﻼﺛ ﺎً أو ﻛﯿﻔﻤ ﺎ ﺷ ﺮﻃﺎ‬
‫ﺻﺢ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺑﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻣﺜﻞ ﺗﺄﻣﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎرات واﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرواح وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ‬
‫ﻷﻧﮫ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع أﻛﻞ أﻣ ﻮال اﻟﻨ ﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ وﻧ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘ ﺎﻣﺮة‪ .‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗ ﺄﻛﻠﻮا أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ﺑﯿ ﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ " )ﺳ ﻮرة‬
‫اﻟﺒﻘﺮة( ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺠْﺮ واﻟﺘﱠﻔﻠﯿﺲ‬

‫اﻟﺤﺠْﺮ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﺤﺠﺮ ھﻮ ﻣﻨﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ ﻟﺼﻐﺮ أو ﺟﻨﻮن أو ﺳَﻔَﮫ أو ﻓﻠﺲ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أﻗﺴﺎﻣﮫ ‪ :‬أ(اﻟﺤﺠﺮ ﻟﺤﻖ اﻟﻐﯿﺮ ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻔﻠﺲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﻟﻐﺮﻣﺎء ‪.‬‬
‫ب( اﻟﺤﺠﺮ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻨﻔﺲ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻐﯿﺮ واﻟﺴﻔﯿﮫ واﻟﻤﺠﻨﻮن ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬اﻟﺤﺠﺮ ﻣﺸﺮوع ﺑﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻻ ﺗﺆﺗ ﻮا اﻟﺴُ ﻔﮭﺎء أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺟﻌ ﻞ اﷲ ﻟﻜ ﻢ ﻗﯿﺎﻣ ﺎً وارزﻗ ﻮھﻢ ﻓﯿﮭ ﺎ واﻛﺴ ﻮھﻢ "‬
‫)اﻟﻨﺴﺎء( وﺑﻌﻤﻞ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إذ ﺣﺠﺮ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎذ ﻣﺎﻟﮫ ﻟﻤّﺎ اﺳﺘﻐﺮﻗﮫ اﻟ ﺪﯾﻦ ﻓﺒﺎﻋ ﮫ وﺳ ﺪد‬
‫ﻋﻨﮫ دﯾﻮﻧﮫ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻟﻤﻌﺎذ ﺷﻲء " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -٤‬أﺣﻜﺎم ﻣﻦ ﯾُﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺼﻐﯿﺮ ‪ :‬وھﻮ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻎ اﻟﺤُﻠُﻢ وﺣُﻜﻤﮫ أن ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﺟﺎﺋﺰة إﻻ ﺑﺮﺿ ﺎ واﻟﺪﯾ ﮫ‪ ،‬أو وﺻ ﯿﮫ إن ﻛ ﺎن ﯾﺘﯿﻤ ﺎً ‪،‬‬
‫وﯾﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﺒﻠﻮغ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻨﮫ ﺳﻔﮫ ﻓﯿﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﺠﺮ إﻟﻰ ﺻﻼﺣﮫ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﯾﺘﯿﻤﺎً ﻣﻮﺻﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺤﺠ ﺮه ﯾﺒﻘ ﻰ إﻟ ﻰ‬
‫ﺗﺮﺷﯿﺪه ﺑﻌﺪ ﺑﻠﻮﻏﮫ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﺑﺘﻠﻮا اﻟﯿﺘﺎﻣﻰ ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻐﻮا اﻟﻨﻜﺎح ﻓﺈن آﻧﺴﺘﻢ ﻣﻨﮭﻢ رُﺷﺪاً ﻓﺎدﻓﻌﻮا إﻟﯿﮭﻢ أﻣﻮاﻟﮭﻢ " ) اﻟﻨﺴﺎء‬
‫(‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺴﻔﯿﮫ ‪ :‬اﻟﺴﻔﯿﮫ‪ ،‬وھﻮ اﻟﻤﺒﺬر ﻟﻤﺎﻟﮫ ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﮫ ﻓﻲ ﺷﮭﻮاﺗﮫ أو ﺑﺴﻮء ﺗﺼﺮﻓﮫ ﻟﻘﻠﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﮫ ﺑﻤﺼﺎﻟﺤﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ورﺛﺘﮫ‬
‫ﻓﯿﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ ﺑﮭﺒﺔ أو ﺑﯿﻊ أو ﺷﺮاء ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺷﺪ ﻓﺈن ﺗﺼﺮف ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺘﺼ ﺮﻓﺎﺗﮫ ﺑﺎﻃﻠ ﺔ ﻻ ﯾﻨﻔ ﺬ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺷ ﻲء‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻨﺎﻓﺬ ﻻ ﯾﺮد ﻣﻨﮫ ﺷﻲء‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﻤﺠﻨﻮن ‪ :‬اﻟﻤﺠﻨﻮن‪ ،‬وھﻮ ﻣﻦ اﺧﺘﻞ ﻋﻘﻠﮫ ﻓﻀﻌﻒ إدراﻛﮫ ﻓﯿُﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻼ ﺗﻨﻔﺬ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ إﻟﻰ أن ﯾﺒﺮأ وﯾﻌﻮد إﻟﯿ ﮫ ﻛﻤ ﺎل‬
‫ﻋﻘﻠﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬رُﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻨﻮن اﻟﻤﻐﻠﻮب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺒﺮأ ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﯿﻘﻆ‬
‫‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺼﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺘﻠﻢ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٣٥٠٦‬‬

‫اﻟﺘﱠﻔﻠﯿﺲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﺘﻔﻠﯿﺲ ‪ ،‬ھﻮ أن ﺗﺴﺘﻐﺮق دﯾﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺎ ﯾﻤﻠﻚ ﻓﻠﻢ ﯾﺼﺒﺢ ﻟﮫ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ وﻓﺎء ﻟﺪﯾﻮﻧﮫ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أﺣﻜﺎﻣﮫ ‪ :‬ﻟﻠﺘﻔﻠﯿﺲ أﺣﻜﺎم ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬إذا ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻐﺮﻣﺎء‪ ،‬أي أﺻﺤﺎب اﻟﺪﯾﻮن ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺑﯿﻊ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺎ ﯾﻤﻠﻚ ﻣﺎ ﻋﺪا ﻟﺒﺎﺳﮫ وﻣﺎ ﻻﺑﺪ ﻟﮫ ﻣﻨﮫ ﻛﻄﻌﺎﻣﮫ وﺷﺮاﺑﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺴﻤﺔ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮﻣﺎء ﻣﺤﺎﺻﺼﺔ ﺑﺤﺴﺐ دﯾﻮﻧﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻣﻦ وﺟﺪ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻣﺎء ﻣﺘﺎﻋﮫ ﺑﻌﯿﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﻐﯿﺮ أﺧﺬه دون ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻐﺮﻣﺎء‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ أدرك ﻣﺘﺎﻋﮫ ﺑﻌﯿﻨﮫ ﻋﻨﺪ‬
‫إﻧﺴﺎن ﻗﺪ أﻓﻠﺲ ﻓﮭﻮ أﺣﻖ ﺑﮫ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وھﺬا ﻣﺸﺮوط أﯾﻀﺎً ﺑﺄﻻّ ﯾﻜﻮن ﻗﺪ أﺧﺬ ﻣﻦ ﺛﻤﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎً وإﻻ ﻓﮭﻮ أﺳﻮة ﺑﺎﻟﻐﺮﻣﺎء‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻣﻦ ﺛﺒﺖ إﻋﺴﺎره ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺪﯾﮫ ﻣﺎل أو ﻣﺘﺎع ﯾُﺒﺎع ﻓﯿﺴﺪد ﺑﮫ دﯾﻨ ﮫ ﻓ ﻼ ﺗﺠ ﻮز ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ﮫ وﻻ ﻣﻼزﻣﺘ ﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن ﻛﺎن ذو ﻋﺴﺮة ﻓﻨﻈﺮة إﻟﻰ ﻣﯿﺴﺮة" ) اﻟﺒﻘﺮة ( ‪ .‬وﻟﻘﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻐﺮﻣﺎء أﺣﺪ اﻟﻤﺪﯾﻨﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫‪ " :‬ﺧﺬوا ﻣﺎ وﺟﺪﺗﻢ وﻟﯿﺲ ﻟﻜﻢ إﻻ ذﻟﻚ" أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬إذا ﻗُﺴﱢﻢ اﻟﻤﺎل وﻇﮭﺮ ﻏﺮﯾﻢ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ وﺑﯿﻊ ﻣﺎل اﻟﻤﺤﺠﻮر ﻋﻠﯿﮫ رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮﻣﺎء ﺑﺤﻘﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﺤﺎﺻﺼﺔ ﻟﮭﻢ ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻦ ﺛﻢ ﻋﺎﻣﻠﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ أن ﯾﺤﺎﺻﺺ اﻟﻐﺮﻣﺎء اﻟﺬﯾﻦ وﻗ ﻊ اﻟﺤﺠ ﺮ ﻟﮭ ﻢ وﯾﺒﻘ ﻰ دﯾﻨ ﮫ ﻓ ﻲ ذﻣ ﺔ اﻟﻤﻔﻠ ﺲ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﯿﺴﺮة ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻒ‬

‫‪.١‬ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬اﻟﺤﺒﺲ‪ .‬ﯾُﻘﺎل ‪ :‬وﻗﻒ ﯾﻘﻒ وﻗﻔﺎً أي ﺣﺒﺲ ﯾﺤﺒﺲ ﺣﺒﺴﺎً ‪.‬‬

‫‪٣٠٤‬‬
 ‫وﻓﻲ اﻟﺸﺮع ‪ :‬ﺣﺒﺲ اﻷﺻﻞ وﺗﺴﺒﯿﻞ اﻟﺜﻤﺮة ‪ .‬أي ﺣﺒﺲ اﻟﻤﺎل وﺻﺮف ﻣﻨﺎﻓﻌﮫ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ‪.‬‬
‫ﺑﻤﻌﻨﻰ ‪ :‬ﺗﺤﺒﯿﺲ اﻷﺻﻞ ﻓﻼ ﯾﻮرث وﻻ ﯾُﺒﺎع وﻻ ﯾُﻮھﺐ ‪ ،‬وﺗﺴﺒﯿﻞ اﻟﺜﻤﺮة ﻟﻤﻦ وﻗﻔﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ‪.‬‬

‫‪ .٢‬أﻧﻮاﻋﮫ ‪ :‬واﻟﻮﻗﻒ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻜﻮن اﻟﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻔﺎد أو اﻷﻗﺎرب وﯾُﺴﻤﻰ ھﺬا ﺑﺎﻟﻮﻗﻒ اﻷھﻠﻲ أو اﻟﺬﱡري‪ ،‬وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻜﻮن اﻟﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ‬
‫أﺑﻮاب اﻟﺨﯿﺮ اﺑﺘﺪاء وﯾُﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻮﻗﻒ اﻟﺨﯿﺮي‪.‬‬

‫‪ .٣‬ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪:‬‬
‫وﻗﺪ ﺷﺮع اﷲ اﻟﻮﻗﻒ وﻧﺪب إﻟﯿﮫ وﺟﻌﻠﮫ ﻗﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻘ ﺮب اﻟﺘ ﻲ ﯾُﺘﻘ ﺮب ﺑﮭ ﺎ إﻟﯿ ﮫ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ أھ ﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ﯾﻌﺮﻓ ﻮن اﻟﻮﻗ ﻒ‬
‫وإﻧﻤﺎ اﺳﺘﻨﺒﻄﮫ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ودﻋﺎ إﻟﯿﮫ وﺣﺒّﺐ ﻓﯿﮫ ﺑﺮاً ﺑﺎﻟﻔﻘﺮاء وﻋﻄﻔﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذ ﻣ ﺎت اﻹﻧﺴ ﺎن اﻧﻘﻄ ﻊ ﻋﻤﻠ ﮫ إﻻ ﻣ ﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ أﺷ ﯿﺎء ‪ :‬ﺻ ﺪﻗﺔ‬
‫ﺟﺎرﯾﺔ أو ﻋﻠﻢ ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ أو وﻟﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﯾﺪﻋﻮ ﻟﮫ" رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻢ‪ .‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ اﻟﺠﺎرﯾﺔ " اﻟﻮﻗﻒ‬
‫" وﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺔ اﻟﺠﺎرﯾﺔ وﻗﻒ اﻟﺒﯿﻮت واﻷراﺿﻲ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻟﻤﺼﺎﺣﻒ وﻏﯿﺮھﺎ ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬أن ﻋﻤﻞ اﻟﻤﯿﺖ ﯾﻨﻘﻄﻊ ﺗﺠﺪد اﻟﺜﻮاب ﻟﮫ إﻻ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﻛﺴ ﺒﮫ‪ :‬ﻓﻮﻟ ﺪه‪ ،‬وﻣ ﺎ ﯾﺘﺮﻛ ﮫ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻢ ‪،‬‬
‫وﻛﺬا اﻟﺼﺪﻗﺔ اﻟﺠﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﺳﻌﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺪ وﻗﻒ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ وأﺻ ﺤﺎﺑﮫ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ واﻷرض واﻵﺑ ﺎر واﻟﺤ ﺪاﺋﻖ واﻟﺨﯿ ﻞ‪ ،‬وﻻ ﯾ ﺰال اﻟﻨ ﺎس‬
‫ﯾﻘﻔﻮن ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ إﻟﻰ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا ‪ ،‬وھﺬه ﺑﻌﺾ أﻣﺜﻠﺔ ﻟﻸوﻗﺎف ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫• ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﺣﻔﺮ ﺑﺌﺮ روﻣﺔ ﻓﻠﮫ اﻟﺠﻨﺔ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺤﻔﺮﺗﮭﺎ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎن أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ أﻛﺜﺮ أﻧﺼﺎر اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺎﻻً‪ ،‬وﻛﺎن أﺣﺐ أﻣﻮاﻟﮫ إﻟﯿﮫ ﺑﯿﺮﺣﺎء )ﺑﺴﺘﺎن ﻣﻦ ﻧﺨﻞ( وﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬وﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﺧﻠﮭﺎ وﯾﺸﺮب ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﯿﮭﺎ ﻃﯿﺐ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ ‪" :‬‬
‫ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗُﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗُﺤﺒﻮن" ) آل ﻋﻤﺮان ‪ .( ٩٢‬ﻗﺎم أﺑ ﻮ ﻃﻠﺤ ﺔ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ‪ " :‬ﻟﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗُﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗُﺤﺒ ﻮن" وإن أﺣ ﺐ أﻣ ﻮاﻟﻲ إﻟ ﻲّ ﺑﯿﺮﺣ ﺎء‪ ،‬وإﻧﮭ ﺎ ﺻ ﺪﻗﺔ ﷲ أرﺟ ﻮ ﺑﺮھ ﺎ‬
‫وذﺧﺮھﺎ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻓﻀﻌﮭﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺣﯿﺚ ﺷﺌﺖ ‪ .‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺑَﺦٍ ذﻟﻚ ﻣﺎل راﺑﺢ ‪ ،‬ذﻟﻚ ﻣ ﺎل راﺑ ﺢ ‪،‬‬
‫ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وإﻧﻲ أرى أن ﺗﺠﻌﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﻗﺮﺑﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺴﻤﮭﺎ أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﯿﻦ أﻗﺎرﺑﮫ )أي وﻗﻔﺎً ﻋﻠ ﯿﮭﻢ( وﺑﻨ ﻲ ﻋﻤ ﮫ " أﺧﺮﺟ ﮫ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬أﺻﺎب ﻋﻤﺮ أرﺿﺎً ﺑﺨﯿﺒ ﺮ ﻓ ﺄﺗﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺴ ﺘﺄﻣﺮه ) أي ﯾﺴﺘﺸ ﯿﺮه‬
‫وﯾﻄﻠﺐ أﻣﺮه ( ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻲ أﺻﺒﺖ أرﺿﺎً ﺑﺨﯿﺒﺮ ﻟﻢ أﺻﺐ ﻣﺎﻻً ﻗﻂ ھﻮ أﻧﻔﺲ ﻋﻨﺪي ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﮫ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟ ﮫ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن ﺷﺌﺖ ﺣﺒﺴﺖ أﺻﻠﮭﺎ )وﻗﻔﺖ اﻷﺻﻞ ( وﺗﺼﺪﻗﺖ ﺑﮭﺎ " ) أي ﺗﺼﺪﻗﺖ ﺑﺮﯾﻌﮭﺎ ( ‪.‬‬
‫ﻓﺘﺼﺪق ﺑﮭﺎ ﻋﻤﺮ ‪ :‬أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺒﺎع وﻻ ﺗﻮھﺐ وﻻ ﺗ ﻮرث ‪ ،‬وﺗﺼ ﺪق ﺑﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ ﺮاء وﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺑ ﻰ وﻓ ﻲ اﻟﺮﻗ ﺎب وﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ واﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻟﻀﯿﻒ‪ ،‬ﻻ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﻦ وﻟﯿﮭﺎ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﯾُﻄﻌﻢ ﻏﯿﺮ ﻣُﺘَﻤﻮﱢل " ) أي ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺨﺬ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ ( ‪ .‬رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫• وروى أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻣ ﻦ اﺣﺘ ﺒﺲ ﻓﺮﺳ ﺎً ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ إﯾﻤﺎﻧ ﺎً‬
‫واﺣﺘﺴﺎﺑﺎً ﻓﺈن ﺷﺒﻌﮫ وروﺛﮫ وﺑﻮﻟﮫ ﻓﻲ ﻣﯿﺰاﻧﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺣﺴﻨﺎت " ‪.‬‬
‫•‬
‫‪ -٤‬ﺷﺮوﻃﮫ ‪ :‬ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ ﺻﺤﺔ اﻟﻮﻗﻒ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻮاﻗﻒ أھﻼً ﻟﻠﺘﺒﺮع ﺑﺄن ﯾﻜﻮن رﺷﯿﺪاً ﻣﺎﻟﻜﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻮﻗﻮف ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬إن ﻛﺎن ﻣﻌﯿﻨﺎً ‪ ،‬ﻣﻤﻦ ﯾﺼﺢ ﺗﻤﻠﻜﮫ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﻣﻤﻠﻮك ‪ ،‬وإن ﻛﺎن‬
‫اﻟﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﯿﻦ اﺷﺘﺮط أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﻮﻗﻮف ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻤﺎ ﺗﺼﺢ اﻟﻘﺮﺑﺔ ﻣﻌﮫ )أي ﺟﮭﺔ ﺑﺮ ( ﻓﻼ ﯾﺼﺢ اﻟﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻟﮭﻮ‬
‫أو ﻛﻨﯿﺴﺔ أو ﻣُﺤﺮﱠم ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﺘﻮﻗﯿﻒ ﺑﻨﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﻛﻮﻗﻒ أو ﺣﺒﺲ أو ﺗﺼﺪق ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜ ﻮن اﻟﻤﻮﻗ ﻮف ﻣﻤ ﺎ ﯾﺒﻘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ أﺧ ﺬ ﻏﻠﺘ ﮫ ﻛﺎﻟ ﺪور واﻷراﺿ ﻲ وﻣ ﺎ إﻟﯿﮭ ﺎ ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﻔﻨ ﻰ ﺑﻤﺠ ﺮد اﻻﻧﺘﻔ ﺎع ﺑ ﮫ ﻛﺎﻟﻤﻄﻌﻮﻣ ﺎت‬
‫واﻟﺮواﺋﺢ وﻧﺤﻮھﺎ ﻓﻼ ﯾﺼﺢ ﺗﻮﻗﯿﻔﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺴﻤﻰ وﻗﻔﺎً ﺑﻞ ھﻮ ﺻﺪﻗﺔ ‪.‬‬

‫‪ -٥‬أﺣﻜﺎﻣﮫ‪ ،‬أﺣﻜﺎم اﻟﻮﻗﻒ ھﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﯾﺼﺢ اﻟﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد ‪ ،‬وإذا ﻗﺎل ‪ :‬أوﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ أوﻻدي ﺷﻤﻞ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث ﻣﻌ ﺎً‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﺷ ﻤﻞ أوﻻد اﻟ ﺬﻛﻮر دون أوﻻد‬
‫اﻹﻧﺎث‪ ،‬وإن ﻗﺎل ‪ :‬وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ أوﻻدي وأﻋﻘ ﺎﺑﮭﻢ ﺷ ﻤﻞ أوﻻد اﻟ ﺬﻛﻮر وأوﻻد اﻹﻧ ﺎث ﻣﻌ ﺎً‪ .‬وإن ﻗ ﺎل ‪ :‬وﻗﻔ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺑَﻨ ﻰّ ﻛ ﺎن ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺬﻛﻮر دون اﻹﻧﺎث‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎل ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻺﻧﺎث ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻛﻞ ھﺬا إذا ﻛﺎن ﯾُﻔﮭ ﻢ اﻟﺘﻔﺮﻗ ﺔ ﺑ ﯿﻦ ﻣ ﺪﻟﻮﻻت ھ ﺬه اﻷﻟﻔ ﺎظ‪ ،‬وإﻻ ﻓ ﻼ‬
‫ﻋﺒﺮة ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﻠﺰم اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﯾﺸﺘﺮﻃﮫ اﻟﻮاﻗﻒ ﻣﻦ وﺻ ﻒ أو ﺗﻘ ﺪﯾﻢ أو ﺗ ﺄﺧﯿﺮ ﻓﻠ ﻮ ﻗ ﺎل وﻗﻔ ﺖ ﻛ ﺬا ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺎﻟﻢ ﻣُﺤ ﺪﱢث أو ﻓﻘﯿ ﮫ ﻟ ﻢ ﯾﻨﺎﻟ ﮫ ﺳ ﻮى‬
‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻔﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎل وﻗﻔﺖ ﻛﺬا ﻋﻠﻰ أوﻻدي ﺛﻢ أوﻻدھﻢ‪ ،‬ﺛﻢ أوﻻدھﻢ‪ .‬أو ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﺗﺤﺠﺐ اﻟﺴ ﻔﻠﻰ ﻛ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ‬
‫ﻗﺎل ‪ ،‬ﻟﯿﺲ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﺮض اﻟﻌﻠﯿﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻮ أوﻗﻒ ﺷﯿﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ إﺧﻮة ﻓﻤﺎت أﺣﺪھﻢ وﺗﺮك أوﻻداً ﻟﻢ ﯾﻜﻦ‬
‫ﻷوﻻده ﻧﺼﯿﺐ أﺑﯿﮭﻢ ﺑﻞ ﯾﻌﻮد ﻋﻠﻰ أﺧﻮﯾﮫ ﻣﺎ دام اﻟﻮاﻗﻒ ﻗﺪ اﺷﺘﺮط ﺣﺠﺐ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴُﻔﻠﻰ‪.‬‬

‫‪٣٠٥‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﻠﺰم اﻟﻮﻗﻒ ﺑﻤﺠﺮد إﻋﻼﻧﮫ‪ ،‬أو ﺣﯿﺎزﺗﮫ ‪ ،‬أو ﺗﺴﻠﯿﻤﮫ ﻟﻤﻦ وﻗﻒ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠ ﻮز ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓﺴ ﺨﮫ وﻻ ﺑﯿﻌ ﮫ وﻻ ھﺒﺘ ﮫ‪ ،‬وإذا ﻣ ﺎت‬
‫اﻟﻮاﻗﻒ ﻻ ﯾﻮرث ﻋﻨﮫ ﻷن ھﺬا ھﻮ ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﻮﻗﻒ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ‪:‬‬

‫إذا وﻗﻒ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺚ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﺻﯿﺔ وﻻ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ رﺿﺎ اﻟﻮرﺛﺔ إﻻ إذا زاد ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺜﻠﺚ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ وﻗﻒ ھﺬا اﻟﺰاﺋﺪ إﻻ ﺑﺈﺟﺎزﺗﮭﻢ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺮض ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮرﺛﺔ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻮﻗﻒ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮرﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ‪ :‬ﻓﻘﺪ ذھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺘﯿﻦ ﻋﻨﮫ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﻮﻗ ﻒ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮرﺛﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺮض‪ .‬وذھﺐ ﻏﯿﺮ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻷﺧﺮى إﻟﻰ ﺟﻮاز وﻗﻒ اﻟﺜﻠﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرﺛ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮض‬
‫ﻣﺜﻞ اﻷﺟﺎﻧﺐ ) وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ( ﻷن اﻟﻮﻗﻒ ﻏﯿﺮ اﻟﻮﺻﯿﺔ‪ .‬وﻟﻤﺎ ﻗﯿﻞ ﻟﻺﻣﺎم أﺣﻤﺪ ‪ :‬أﻟﯿﺲ ﺗﺬھﺐ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ وﺻﯿﺔ ﻟﻮارث ؟ ﻓﻘﺎل‬
‫‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ .‬واﻟﻮﻗﻒ ﻏﯿﺮ اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾُﺒﺎع وﻻ ﯾُﻮھﺐ وﻻ ﯾُﻮرث وﻻ ﯾﺼﯿﺮ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻠﻮرﺛﺔ ﯾﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﻐﻠﺘﮫ ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز أﻛﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﻮﻗﻒ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺘﻮﻟﻲ أﻣﺮ اﻟﻮﻗﻒ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻨﮫ ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ " اﻟﺴ ﺎﺑﻖ " وﻓﯿ ﮫ ‪ " :‬ﻻ ﺟُﻨ ﺎح ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ وﻟﯿﮭ ﺎ أن ﯾﺄﻛ ﻞ ﻣﻨﮭ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف " ‪ .‬واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﺟﺮت ﺑﮫ اﻟﻌﺎدة ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ " :‬ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺮة اﻟﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﺷﺘﺮط اﻟﻮاﻗﻒ أن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻻ ﯾﺄﻛﻞ ﻻ ﺳﺘﻘﺒﺎح ذﻟﻚ ﻣﻨﮫ " ‪.‬‬

‫ﻓﺎﺿﻞ رﯾﻊ اﻟﻮﻗﻒ ﯾﺼﺮف ﻓﻲ ﻣﺜﻠﮫ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ :‬وﻣﺎ ﻓﻀﻞ ﻣﻦ رﯾﻊ اﻟﻮﻗﻒ واﺳﺘُﻐﻨﻲ ﻋﻨﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺼﺮف ﻓﻲ ﻧﻈﯿﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﮭﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻤﺴﺠﺪ إذا ﻓﻀﻠﺖ ﻏﻠﺔ وﻗﻔﮫ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﮫ ﺻُﺮف ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ آﺧﺮ‪ ،‬ﻷن اﻟﻮاﻗﻒ ﻏﺮﺿﮫ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ‪ ،‬واﻟﺠﻨﺲ واﺣﺪ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻗُﺪﱢرَ أن اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷول ﺧﺮب‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻨﺘﻔ ﻊ‬
‫ﺑﮫ أﺣﺪ ‪ ،‬ﺻﺮف رﯾﻌﮫ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ آﺧ ﺮ‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ إذا ﻓﻀ ﻞ ﻋ ﻦ ﻣﺼ ﻠﺤﺘﮫ ﺷ ﻲء‪ ،‬ﻓ ﺈن ھ ﺬا اﻟﻔﻀ ﻞ ﻻ ﺳ ﺒﯿﻞ إﻟ ﻰ ﺻ ﺮﻓﮫ إﻟﯿ ﮫ‪ ،‬وﻻ إﻟ ﻰ‬
‫ﺗﻌﻄﯿﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺼﺮﻓﮫ ﻓﻲ ﺟﻨﺲ اﻟﻤﻘﺼﻮد أوﻟﻰ‪ .‬وھﻮ أﻗﺮب اﻟﻄﺮق إﻟﻰ ﻣﻘﺼﻮد اﻟﻮاﻗﻒ " ‪.‬‬

‫إﺑﺪال اﻟﻤﻨﺬور واﻟﻤﻮﻗﻮف ﺑﺨﯿﺮ ﻣﻨﮫ ‪:‬‬

‫إن ﺗﻌﻄﻠﺖ ﻣﻨﺎﻓﻊ اﻟﻮﻗﻒ ﻟﺨﺮاﺑﮫ ﺟﺎز ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ) وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ( ﺑﯿﻌﮫ وﺻﺮف ﺛﻤﻨﮫ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬وإن ﻓﻀﻞ‬
‫ﺷﻲء ﺻُﺮف ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ أو ﺗﺼﺪق ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ أﯾﻀﺎً ‪ :‬وأﻣﺎ إﺑﺪال اﻟﻤﻨﺬور واﻟﻤﻮﻗﻮف ﺑﺨﯿﺮ ﻣﻨﮫ ﻓﮭﺬا ﻧﻮﻋﺎن ‪:‬‬
‫أﺣﺪھﻤﺎ ‪ :‬أن ﯾﻜﻮن اﻹﺑﺪال ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﺘﻌﻄﻞ ﻓﯿُﺒﺎع وﯾُﺸ ﺘﺮى ﺑﺜﻤﻨ ﮫ ﻣ ﺎ ﯾﻘ ﻮم ﻣﻘﺎﻣ ﮫ‪ ،‬ﻛ ﺎﻟﻔﺮس اﻟﺤﺒ ﯿﺲ ﻟﻠﻐ ﺰو‪ ،‬إذا ﻟ ﻢ ﯾﻤﻜ ﻦ‬
‫اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺰو ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﺒﺎع وﯾُﺸ ﺘﺮى ﺑﺜﻤﻨ ﮫ ﻣ ﺎ ﯾﻘ ﻮم ﻣﻘﺎﻣ ﮫ ‪ ،‬واﻟﻤﺴ ﺠﺪ إذا ﺗﺨ ﺮﱠب ﻣ ﺎ ﺣﻮﻟ ﮫ‪ ،‬ﻓﯿُﻨﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن آﺧ ﺮ‪ ،‬أو ﯾُﺒ ﺎع‬
‫وﯾﺸﺘﺮى ﺑﺜﻤﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣﮫ ‪ ،‬وإذا ﻟﻢ ﯾُﻤﻜﻦ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻮف ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻣﻘﺼﻮد اﻟﻮاﻗﻒ‪ ،‬ﻓﯿُﺒﺎع وﯾُﺸﺘﺮى ﺑﺜﻤﻨﮫ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣﮫ‪،‬‬
‫وإذا ﺧﺮب وﻟ ﻢ ﯾﻤﻜ ﻦ ﻋﻤﺎرﺗ ﮫ ﻓﺘﺒ ﺎع اﻟﻌَﺮﺻَ ﺔ‪ ،‬وﯾُﺸ ﺘﺮى ﺑﺜﻤﻨﮭ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﻘ ﻮم ﻣﻘﺎﻣﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﮭ ﺬا ﻛﻠ ﮫ ﺟ ﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻷﺻ ﻞ إذا ﻟ ﻢ ﯾﺤﺼ ﻞ ﺑ ﮫ‬
‫اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻗﺎم ﺑﺪﻟﮫ ﻣﻘﺎﻣﮫ‪.‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﺑﺪال ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ راﺟﺤﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﺒﺪل اﻟﮭﺪي ﺑﺨﯿﺮ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﻣﺜـﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ إذا ﺑُﻨﻲ ﺑﺪﻟﮫ ﻣﺴﺠﺪ آﺧﺮ أﺻﻠﺢ ﻷھ ﻞ اﻟﺒﻠ ﺪ ﻣﻨ ﮫ‪،‬‬
‫وﺑﯿﻊ اﻷول ‪ ،‬ﻓﮭﺬا وﻧﺤﻮه ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻨﺪ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪.‬‬
‫واﺣﺘﺞ أﺣﻤﺪ ﺑﺄن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻧﻘﻞ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻜﻮﻓﺔ اﻟﻘﺪﯾﻢ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن آﺧ ﺮ‪ ،‬وﺻ ﺎر اﻷول ﺳ ﻮﻗﺎً ﻟﻠﺘﻤّ ﺎرﯾﻦ‪ ،‬ﻓﮭ ﺬا‬
‫إﺑﺪال ﻟﻌﺮﺻﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ‪ ،‬وأﻣﺎ إﺑﺪال ﺑﻨﺎﺋﮫ ﺑﺒﻨﺎء آﺧﺮ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻤﺮ وﻋﺜﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﺑﻨﯿﺎ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﺑﻨﺎﺋﮫ اﻷول وزادا ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ " اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ‬
‫‪ " :‬ﻟﻮﻻ أن ﻗﻮﻣﻚ ﺣﺪﯾﺜﻮ ﻋﮭﺪ ﺑﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻟﻨﻘﻀﺖ اﻟﻜﻌﺒﺔ‪ ،‬وﻷﻟﺼﻘﺘﮭﺎ ﺑﺎﻷرض وﻟﺠﻌﻠﺖ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﺑﯿﻦ‪ ،‬ﺑﺎﺑﺎً ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﺑﺎﺑﺎً ﯾﺨﺮج‬
‫ﻣﻨﮫ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬ﻓﻠﻮﻻ اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﺮاﺟﺢ ﻟﻜﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻏﯿﺮ ﺑﻨﺎء اﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﺠﻮز ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺑﻨﺎء اﻟﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺻﻮرة إﻟﻰ‬
‫ﺻﻮرة ‪ ،‬ﻷﺟﻞ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺮاﺟﺤﺔ‪ ،‬أﻣﺎ إﺑﺪال اﻟﻌﺮﺻﺔ ﺑﻌﺮﺻ ﺔ أﺧ ﺮى‪ ،‬ﻓﮭ ﺬا ﻗ ﺪ ﻧ ﺺ أﺣﻤ ﺪ وﻏﯿ ﺮه ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮازه‪ ،‬اﺗﺒﺎﻋ ﺎً ﻷﺻ ﺤﺎب‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﯿﺚ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬واﺷﺘﮭﺮت اﻟﻘﻀﯿﺔ وﻟﻢ ﺗُﻨﻜﺮ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣﺎ وﻗﻒ ﻟﻠﻐﻠﺔ‪ ،‬إذا أُﺑﺪل ﺑﺨﯿﺮ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻒ داراً أو ﺣﺎﻧﻮﺗﺎً أو ﺑﺴﺘﺎﻧﺎً أو ﻗﺮﯾﺔ ﻣَﻐﻠﱡﮭﺎ ﻗﻠﯿﻞ‪ ،‬ﻓﯿﺒﺪل ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ھﻮ أﻧﻔﻊ ﻟﻠﻮﻗﻒ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ أﺟﺎز ذﻟﻚ أﺑﻮ ﺛﻮر وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬ﻣﺜﻞ أﺑﻲ ﻋﺒﯿﺪ ﺑﻦ ﺣﺮﺑﻮﯾـﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺼﺮ وﺣﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وھﻮ ﻗﯿ ﺎس ﻗ ﻮل أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﺗﺒ ﺪﯾﻞ‬
‫اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﻋﺮﺻﺔ إﻟﻰ ﻋﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬ﺑﻞ إذا ﺟﺎز أن ﯾﺒﺪل اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻤﺎ ﻟﯿﺲ ﺑﻤﺴ ﺠﺪ ﻟﻠﻤﺼ ﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﺼ ﯿﺮ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ﺳ ﻮﻗﺎً‬
‫ﻓﻸن ﯾﺠﻮز إﺑﺪال اﻟﻤﺴﺘﻐﻞ ﺑﻤﺴﺘﻐﻞ آﺧﺮ‪ ،‬أوﻟﻰ وأﺣﺮى‪ ،‬وھﻮ ﻗﯿﺎس ﻗﻮﻟﮫ ﻓ ﻲ إﺑ ﺪال اﻟﮭ ﺪي ﺑﺨﯿ ﺮ ﻣﻨ ﮫ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻧ ﺺ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻤﺴ ﺠﺪ‬
‫اﻟﻼﺻﻖ ﺑﺎﻷرض إذا رﻓﻌﻮه وﺑﻨﻮا ﺗﺤﺘﮫ ﺳﻘﺎﯾﺔ‪ ،‬واﺧﺘﺎر ذﻟﻚ اﻟﺠﯿﺮان ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻣ ﻦ ﻣﻨ ﻊ إﺑ ﺪال اﻟﻤﺴ ﺠﺪ ‪ ،‬واﻟﮭ ﺪي ‪ ،‬واﻷرض اﻟﻤﻮﻗﻮﻓ ﺔ‪ ،‬وھ ﻮ ﻗ ﻮل اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ وﻏﯿ ﺮه‪ ،‬ﻟﻜ ﻦ اﻟﻨﺼ ﻮص واﻵﺛ ﺎر ‪،‬‬
‫واﻟﻘﯿﺎس ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺟﻮاز اﻹﺑﺪال ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ‪ .‬واﷲ أﻋﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﺣُﺮﻣﺔ اﻹﺿﺮار ﺑﺎﻟﻮرﺛﺔ ‪:‬‬

‫‪٣٠٦‬‬
‫ﯾﺤﺮم أن ﯾﻘﻒ اﻟﺸﺨﺺ وﻗﻔﺎً ﯾُﻀﺎر ﺑﮫ اﻟﻮرﺛﺔ ﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﺿ ﺮر وﻻ ﺿ ﺮار ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم " ﻓ ﺈن‬
‫وﻗﻒ ﺑﻄﻞ وﻗﻔﮫ‪.‬‬
‫إن اﻷوﻗﺎف اﻟﺘﻲ ﯾُﺮاد ﺑﮭﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﮫ أن ﯾﻮﺻﻞ ﺑﺎﻃﻠﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺑﺤﺎل ‪.‬‬

‫اﻟﮭﺒﺔ واﻟﮭﺪﯾﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻗﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ " :‬ﻗﺎل ‪ :‬ربﱢ ھـــﺐ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ذُرﯾﺔ ﻃﯿﺒﺔ إﻧﻚ ﺳﻤﯿﻊ اﻟﺪُﻋﺎء " ) آل ﻋﻤﺮان‬
‫‪ ( ٣٨‬وھﻲ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ھﺒﻮب اﻟﺮﯾﺢ أي ﻣﺮورھﺎ ‪.‬‬
‫وﺗُﻄﻠﻖ اﻟﮭﺒﺔ وﯾُﺮاد ﺑﮭﺎ اﻟﺘﺒﺮع واﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯿﺮ ﺳﻮاء أﻛﺎن ﺑﻤﺎل أم ﺑﻐﯿﺮه‪.‬‬
‫واﻟﮭﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﻋﻘﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﮫ ﺗﻤﻠﯿﻚ اﻹﻧﺴﺎن )أي ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً" ﻟﻐﯿﺮه ﻓ ﻲ اﻟﺤﯿ ﺎة ﺑ ﻼ ﻋ ﻮض‪ ،‬ﻓ ﺈذا أﺑ ﺎح اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﺎﻟ ﮫ ﻟﻐﯿ ﺮه‬
‫ﻟﯿﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ وﻟﻢ ﯾُﻤﻠﻜﮫ إﯾﺎه ﻛﺎن إﻋﺎرة‪،‬وإذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺘﻤﻠﯿﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻀﺎﻓﺎً إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻓ ﺎة ﻛ ﺎن ذﻟ ﻚ وﺻ ﯿﺔ ‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧ ﺖ‬
‫ﺑﻌﻮض ﻣﻌﻠﻮم ﻛﺎﻧﺖ ﺑﯿﻌﺎً وﯾﺠﺮي ﻓﯿﮭﺎ ﺣُﻜﻢ اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬
‫واﻟﮭﺒﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻋﻮﺿﺎً ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻟﻤﺜﻠﮫ أو دوﻧﮫ أو أﻋﻠﻰ ﻣﻨﮫ‪ ،‬ھﺬا ھﻮ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﮭﺒﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺧ ﺺ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻣﻌﻨﺎھ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﻋﻢ ﻓﯿﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻹﺑﺮاء ‪ :‬وھﻮ ھﺒﺔ اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺼﺪﻗﺔ ‪ :‬وھﻲ ھﺒﺔ ﻣﺎ ﯾﺮاد ﺑﮫ ﺛﻮاب اﻵﺧﺮة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﮭﺪﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﺰم اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ أن ﯾﻌﻮﺿﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪ :‬وﻗﺪ ﺷﺮع اﷲ اﻟﮭﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ اﻟﻘﻠﻮب وﺗﻮﺛﯿﻖ ﻋُﺮى اﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪،‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﺗﮭﺎدوا ﺗﺤﺎﺑﻮا " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب وﻏﯿﺮه وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ‪ :‬إﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺒﻞ اﻟﮭﺪﯾﺔ وﯾُﺜﯿﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬وﻗﺪ ﺣﺾ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮل اﻟﮭﺪﯾﺔ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﯿﺌﺎً ﺣﻘﯿﺮاً ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ رأى اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻛﺮاھﯿﺔ ردّھﺎ ﺣﯿﺚ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎﻧﻊ ﺷﺮﻋﻲ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﻧ ﺲ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻟ ﻮ أھ ﺪي إﻟ ﻲّ ﻛ ﺮاع ﻟﻘﺒﻠ ﺖ‪ ،‬وﻟ ﻮ دﻋﯿ ﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻷﺟﺒ ﺖ " رواه أﺣﻤ ﺪ‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ‪ :‬ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬اﻟﻜﺮاع ‪ :‬ﻣﺎ دون اﻟﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﺪاﺑﺔ وھﺬا ﯾُﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﺣُﺴﻦ ﺧﻠﻘﮫ وﺗﻮاﺿﻌﮫ وﺟﺒﺮه ﻟﻘﻠﻮب اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻗﺒﻞ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ھﺪﯾﺔ اﻟﻜﻔﺎر‪ ،‬ﻓﻘﺒﻞ ھﺪﯾﺔ ﻛﺴﺮى ‪،‬وھﺪﯾﺔ ﻗﯿﺼﺮ‪ ،‬وھﺪﯾﺔ اﻟﻤﻘﻮﻗﺲ‪ .‬ﻛﻤﺎ أھﺪى ھ ﻮ اﻟﻜﻔ ﺎر‬
‫اﻟﮭﺪاﯾﺎ واﻟﮭﺒﺎت ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎرواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي أن ﻋﯿﺎﺿﺎً أھﺪى إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ھﺪﯾ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﮫ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﺳﻠﻤﺖ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ " :‬إﻧﻲ ﻧُﮭﯿﺖ ﻋﻦ زَﺑْﺪِ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ " وﺻﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل )‪. (٩٢٢٥‬‬
‫زَﺑْﺪ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ‪ :‬أي ﻋﻄﺎﯾﺎھﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻓﯿﮫ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ‪ :‬ﯾُﺸﺒﮫ أن ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻨﺴﻮﺧﺎً ﻷﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻗﺒﻞ ھﺪﯾﺔ ﻏﯿﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸ ﻮﻛﺎﻧﻲ ‪ :‬وﻗ ﺪ أورد اﻟﺒﺨ ﺎري ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺤﮫ ﺣ ﺪﯾﺜﺎً اﺳ ﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨ ﮫ ﺟ ﻮاز ﻗﺒ ﻮل ھﺪﯾ ﺔ اﻟ ﻮﺛﻨﻲ‪ ،‬ذﻛ ﺮه ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب ﻗﺒ ﻮل اﻟﮭﺪﯾ ﺔ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﻟﮭﺒﺔ واﻟﮭﺪﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻗ ﺎل اﻟﺤ ﺎﻓﻆ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺘﺢ ‪ :‬وﻓﯿ ﮫ ﻓﺴ ﺎد ﻣ ﻦ ﺣﻤ ﻞ رد اﻟﮭﺪﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻮﺛﻨﻲ دون اﻟﻜﺘ ﺎﺑﻲ وذﻟ ﻚ ﻷن اﻟﻮاھ ﺐ اﻟﻤ ﺬﻛﻮر ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻲ"‬ ‫"‬
‫ﻗﻠﺖ‪ :‬واﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷرﻧ ﺎؤوط ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﯿ ﻖ ﺟ ﺎﻣﻊ اﻷﺻ ﻮل م ‪ ١١‬ص ‪ ( ٦١١‬ﺑ ﺄن اﻻﻣﺘﻨ ﺎع ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ ﻣ ﻦ ﯾﺮﯾ ﺪ اﻟﺘ ﻮدد‬
‫واﻟﻤﻮاﻻة واﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﯾﺮﺟﻰ ﺗﺄﻧﯿﺴﮫ وﺗﺄﻟﯿﻔﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ‪.‬‬
‫وﺗﺼﺢ اﻟﮭﺒﺔ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﺑﺄي ﺻﯿﻐﺔ ﺗﻔﯿﺪ ﺗﻤﻠﯿﻚ اﻟﻤﺎل ﺑﻼ ﻋﻮض ﺑ ﺄن ﯾﻘ ﻮل اﻟﻮاھ ﺐ ‪ :‬وھﺒﺘ ﻚ أو أھ ﺪﯾﺘﻚ أو أﻋﻄﯿﺘ ﻚ وﻧﺤ ﻮ‬
‫ذﻟﻚ‪ .‬وﯾﻘﻮل اﻵﺧﺮ ‪ :‬ﻗﺒﻠﺖ ‪ ،‬أو أن ﯾﺘﻨﺎوﻟﮭﺎ اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ﺑﯿﺪه ﻟﯿﺄﺧ ﺬھﺎ ﺛ ﻢ ﻻ ﯾﺮدھ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮاھ ﺐ ) ﺑﺮﻓﻀ ﮫ ﻟﮭ ﺎ ( أو أن ﯾﻘ ﻮل ) ﻻ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﺑﮭﺎ ( ‪.‬‬

‫ﺷﺮوﻃﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﮭﺒﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ واھﺒﺎً وﻣﻮھﻮﺑﺎً ‪ ،‬وﻟﻜﻞ ﺷﺮوط ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺷﺮوط اﻟﻮاھﺐ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻠﻤﻮھﻮب ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﺤﺠﻮراً ﻋﻠﯿﮫ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺤﺠﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻟﻐﺎً ‪ ،‬ﻷن ا ﻟﺼﻐﯿﺮ ﻧﺎﻗﺺ اﻷھﻠﯿﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﺨﺘﺎراً ‪ ،‬ﻷن اﻟﮭﺒﺔ ﻋﻘﺪ ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ ﺻﺤﺘﮫ اﻟﺮﺿﺎ ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ‪:‬‬

‫أن ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮداً ﺣﻘﯿﻘﺔ وﻗﺖ اﻟﮭﺒﺔ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮداً أﺻﻼً أو ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮداً ﺗﻘﺪﯾﺮاً ﺑﺄن ﻛﺎن ﺟﻨﯿﻨ ﺎً ﻓ ﺈن اﻟﮭﺒ ﺔ ﻻ ﺗﺼ ﺢ ‪ ،‬وﻣﺘ ﻰ‬
‫ﻛﺎن اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ﻣﻮﺟﻮداً أﺛﻨﺎء اﻟﮭﺒﺔ وﻛﺎن ﺻﻐﯿﺮاً أو ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً ﻓﺈن وﻟﯿﮫ أو وﺻﯿﮫ أو ﻣﻦ ﯾﻘﻮم ﺑﺘﺮﺑﯿﺘﮫ وﻟﻮ ﻛﺎن أﺟﻨﺒﯿﺎً ﯾﻘﺒﻀﮭﺎ ﻟﮫ ‪.‬‬

‫‪٣٠٧‬‬
 ‫ﺷﺮوط اﻟﻤﻮھﻮب ‪ ) :‬أي اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻮھﻮب ( ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮداً ﺣﻘﯿﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﺎﻻً ﻣﺘﻘﻮﻣﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ أي ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻮھﻮب ﻣﻤﺎ ﺗﺮد ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ‬
‫وﯾﻘﺒﻞ اﻟﺘﺪاول واﻧﺘﻘﺎل ﻣﻠﻜﯿﺘﮫ ﻣﻦ ﯾﺪ إﻟﻰ ﯾﺪ ﻓﻼ ﺗﺼﺢ ھﺒﺔ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺮ وﻻ اﻟﺴﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ وﻻ اﻟﻄﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﮭ ﻮاء وﻻ اﻟﻤﺴ ﺎﺟﺪ‬
‫واﻟﺰواﯾﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﻻ ﯾﻜ ﻮن ﻣﺘﺼ ﻼً ﺑﻤﻠ ﻚ اﻟﻮاھ ﺐ اﺗﺼ ﺎل ﻗ ﺮار ﻛ ﺎﻟﺰرع واﻟﺸ ﺠﺮ واﻟﺒﻨ ﺎء دون اﻷرض ﺑ ﻞ ﯾﺠ ﺐ ﻓﺼ ﻠﮫ وﺗﺴ ﻠﯿﻤﮫ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻤﻠ ﻚ‬
‫ﻟﻠﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ‪.‬‬
‫ھﺒﺔ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ‪ ) :‬وھﻮ اﻟﻤﺮض اﻟﺬي ﯾﻌﺠﺰ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﯾﻨﺘﮭﻲ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﻮت( ‪.‬‬
‫إذا ﻛﺎن ﺷﺨﺺ ﻣﺮﯾﻀﺎً ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ووھﺐ ﻏﯿﺮه ھﺒﺔ ﻓﺤُﻜﻢ ھﺒﺘﮫ ﻛﺤﻜﻢ اﻟﻮﺻﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا وھﺐ ھﺒﺔ ﻷﺣﺪ ورﺛﺘﮫ ﺛﻢ ﻣﺎت‪ ،‬وادﻋﻰ ﺑﺎﻗﻲ‬
‫اﻟﻮرﺛﺔ أﻧﮫ وھﺒﮫ ﻓﻲ ﻣﺮض ﻣﻮﺗﮫ وادﻋﻰ اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ أﻧﮫ وھﺒﮫ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺻﺤﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮھﻮب ﻟ ﮫ أن ﯾﺜﺒ ﺖ ﻗﻮﻟ ﮫ ‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻔﻌﻞ اﻋﺘﺒﺮت اﻟﮭﺒﺔ أﻧﮭﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت وﺟﺮى ﺣُﻜﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀ ﻰ ذﻟ ﻚ أي أﻧﮭ ﺎ ﻻ ﺗﺼ ﺢ إﻻ إذا أﺟﺎزھ ﺎ اﻟﻮرﺛ ﺔ‪ ،‬وإذا‬
‫وھﺐ وھﻮ ﻣﺮﯾﺾ ﻣﺮض اﻟﻤﻮت ﺛﻢ ﺻﺢ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﮫ ﻓﺎﻟﮭﺒﺔ ﺻﺤﯿﺤﺔ‪.‬‬

‫ﻗﺒﺾ اﻟﮭﺒﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﯾﺮى أن اﻟﮭﺒﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻤﻮھ ﻮب ﻟ ﮫ ﺑﻤﺠ ﺮد اﻟﻌﻘ ﺪ وﻻ ﯾﺸ ﺘﺮط ﻗﺒﻀ ﮭﺎ أﺻ ﻼً ﻷن اﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﻮد أﻧﮭ ﺎ‬
‫ﺗﺼﺢ ﺑﺪون اﺷﺘﺮاط اﻟﻘﺒﺾ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﯿﻊ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ‪ ،‬وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ أﺣﻤﺪ وﻣﺎﻟﻚ وأﺑﻮ ﺛﻮر وأھﻞ اﻟﻈﺎھﺮ ) وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ‬
‫ﻋﻨﺪي ( وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ھﺬا إذا ﻣﺎت اﻟﻮاھﺐ أو اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﻓﺈن اﻟﮭﺒﺔ ﻻ ﺗﺒﻄﻞ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻌﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻠﻤﻮھﻮب‬
‫ﻟﮫ‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺜﻮري إنﱠ اﻟﻘﺒﺾ ﺷﺮط ﻣﻦ ﺷﺮوط ﺻﺤﺘﮭﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻟﻢ ﯾﻠﺰم اﻟﻮاھﺐ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﻣ ﺎت اﻟﻤﻮھ ﻮب‬
‫ﻟﮫ أو اﻟﻮاھﺐ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑﻄﻠﺖ اﻟﮭﺒﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺒﺮع ﺑﻜﻞ اﻟﻤﺎل ‪:‬‬

‫ﻣﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﯾﮭﺐ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺎ ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻟﻐﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ وﺑﻌﺾ ﻣﺤﻘﻘ ﻲ اﻟﻤ ﺬھﺐ اﻟﺤﻨﻔ ﻲ ‪ :‬ﻻ ﯾﺼ ﺢ اﻟﺘﺒ ﺮع ﺑﻜ ﻞ اﻟﻤ ﺎل وﻟ ﻮ ﻓ ﻲ وﺟ ﻮه اﻟﺨﯿ ﺮ‪ ،‬وﺣﻘ ﻖ ھ ﺬه اﻟﻘﻀ ﯿﺔ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﯾﺔ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻗﺔ وﻗﻠﺔ ذات اﻟﯿﺪ ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﺎﻟﺘﺼﺪق ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﺎﻟﮫ أو ﺑﻜﻠﮫ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﺘﻜﻔﱠﻒ‬
‫اﻟﻨﺎس إذا اﺣﺘﺎج ﻟﻢ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ أن ﯾﺘﺼﺪق ﺑﺠﻤﯿﻊ ﻣﺎﻟﮫ وﻻ ﺑﺄﻛﺜﺮه‪.‬‬
‫وھﺬا ھﻮ وﺟﮫ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺠﺎوزة اﻟﺜﻠﺚ ﻏﯿﺮ ﻣﺸ ﺮوﻋﺔ وﺑ ﯿﻦ اﻷدﻟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ دﻟ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﺼ ﺪق‬
‫ﺑﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻠﺚ " أ ‪ .‬ھـ ‪.‬‬

‫اﻟﺜﻮاب ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺪﯾﺔ ‪:‬‬

‫وﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺪﯾﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﻷدﻧ ﻰ ‪ .‬ﻟﻤ ﺎ رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺒﺨ ﺎري وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺒﻞ اﻟﮭﺪﯾﺔ وﯾُﺜﯿﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وﻟﻔﻆ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ ‪ " :‬وﯾﺜﯿﺐ ﻣﺎ‬
‫ھﻮ ﺧﯿﺮ ﻣﻨﮭﺎ " ‪ .‬أي أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾُﻜﺎﻓﻲء اﻟﻤﮭﺪي ﺑﻤﺎ ﯾﺴﺎوي ھﺪﯾﺘﮫ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﯿﻘﺎﺑﻞ اﻟﺠﻤﯿﻞ ﺑﻤﺜﻠﮫ وﺣﺘﻰ ﻻ‬
‫ﯾﻜﻮن ﻷﺣﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺟﻌﻞ أﻣﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﮭﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻃﺒﻘﺎت ‪:‬‬
‫‪ .١‬ھﺒﺔ اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﻣﻦ دوﻧﮫ‪ :‬ﻛﺎﻟﺨﺎدم وﻧﺤﻮه إﻛﺮاﻣﺎً ﻟﮫ وإﻟﻄﺎﻓﺎً ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺘﺾ ﺛﻮاﺑﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ھﺒﺔ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﻟﻠﻜﺒﯿﺮ ‪ :‬ﻃﻠﺐُ رِﻓْﺪٍ وﻣﻨﻔﻌﺔ ‪ ،‬واﻟﺜﻮاب ﻓﯿﮭﺎ واﺟﺐ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ھﺒﺔ اﻟﻨﻈﯿﺮ ﻟﻨﻈﯿﺮه ‪ :‬اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻮدد واﻟﺘﻘﺮب ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻗﯿﻞ إن ﻓﯿﮭﺎ ﺛﻮاﺑﺎً ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎ إذا وُھﺐ ھﺒﺔ واﺷﺘﺮط ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺜﻮاب ﻓﮭﻮ ﻻزم " أ ‪ .‬ھـ ‪.‬‬

‫ﺣُﺮﻣﺔ ﺗﻔﻀﯿﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺒﺮ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﺤﻞ ﻷي ﺷﺨﺺ أن ﯾﻔﻀﻞ ﺑﻌﺾ أﺑﻨﺎﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ زرع اﻟﻌ ﺪاوة وﻗﻄ ﻊ اﻟﺼ ﻼت اﻟﺘ ﻲ أﻣ ﺮ‬
‫اﷲ ﺑﮭﺎ أن ﺗﻮﺻﻞ ‪ .‬وﻗﺪ ذھﺐ إﻟﻰ ھﺬا اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ واﺳﺤﺎق واﻟﺜﻮري وﻃﺎوس وﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ وﻗﺎﻟﻮا‪ " :‬إن اﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﺑ ﯿﻦ اﻷوﻻد‬
‫ﺑﺎﻃﻞ وﺟﻮر وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﮫ إﺑﻄﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻗﺪ ﺻﺮح اﻟﺒﺨﺎري ﺑﮭﺬا‪ ،‬واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺑﻤﺎ ورد ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أن‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺳﻮّوا ﺑﯿﻦ أوﻻدﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻄﯿ ﺔ‪ ،‬وﻟ ﻮ ﻛﻨ ﺖ ﻣﻔﻀ ﻼً أﺣ ﺪاً ﻟﻔﻀﱠ ﻠﺖ اﻟﻨﺴ ﺎء " أﺧﺮﺟ ﮫ اﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ‬
‫واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺣﺴﻦ اﻟﺤﺎﻓﻆ إﺳﻨﺎده ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺸﯿﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﺤﻠﻨﻲ أﺑﻲ ﻧﺨﻼً ‪ -‬ﻗﺎل اﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮم ‪ :‬ﻧﺤﻠﮫ ﻏﻼﻣﺎً ﻟﮫ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻟ ﮫ أﻣ ﻲ ﻋﻤ ﺮة‬
‫ﺑﻨﺖ رواﺣﺔ ‪ -‬إﯾﺖِ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺄﺷﮭﺪه ‪ ،‬ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﮫ ذﻟﻚ ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﻲ ﻧﺤﻠﺖ‬
‫اﺑﻨﻲ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﻧﺨﻼً ‪ ،‬وإن ﻋﻤﺮة ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ أن أُﺷﮭﺪك ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻟﻚ وﻟﺪ ﺳﻮاه ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻗﻠ ﺖ ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻜﻠﮭ ﻢ أﻋﻄﯿ ﺖَ‬

‫‪٣٠٨‬‬
‫ﻣﺜﻞ ﻣﺎ أﻋﻄﯿﺖ اﻟﻨﻌﻤﺎن ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪" :‬ﻓﺎﺗﻘﻮا اﷲ واﻋﺪﻟﻮا ﺑﯿﻦ أوﻻدﻛﻢ " وﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﮫ ﻗﺎل‪ " :‬ﻻ أﺷﮭﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮر " واﻟﻘﺼﺔ‬
‫ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪ ،‬وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ أﻧﮫ رﺟﻊ ﻓﺮدﱠ ﻋﻄﯿﺘﮫ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ذھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﺑﯿﻦ اﻷوﻻد ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك داع ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﻛ ﺎن ھﻨ ﺎك داع أو ﻣﻘ ﺘﺾ ﻟﻠﺘﻔﻀ ﯿﻞ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﻣ ﺎﻧﻊ‬
‫ﻣﻨﮫ‪ .‬ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ ‪ " :‬ﻓﺈن ﺧﺺ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﺨﺼﯿﺼﮫ ﻣﺜﻞ اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﺑﺤﺎﺟﺔ أو زﻣﺎﻧ ﺔ أو ﻋﻤ ﻰ أو ﻛﺜ ﺮة ﻋﺎﺋﻠ ﺔ أو‬
‫اﺷﺘﻐﺎﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ أو ﻧﺤﻮه ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ أو ﺻﺮف ﻋﻄﯿﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ وﻟﺪه ﻟﻔﺴﻮﻗﮫ أو ﺑﺪﻋﺘﮫ أو ﻟﻜﻮﻧﮫ ﯾﺴﺘﻌﯿﻦ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺧﺬه ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﺼ ﯿﺔ‬
‫اﷲ أو ﯾﻨﻔﻘﮫ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻘﺪ روي ﻋﻦ أﺣﻤﺪ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ذﻟ ﻚ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﻓ ﻲ ﺗﺨﺼ ﯿﺺ ﺑﻌﻀ ﮭﻢ ﺑ ﺎﻟﻮﻗﻮف ‪ :‬ﻻ ﺑ ﺄس ﺑ ﮫ إذا ﻛ ﺎن ﻟﺤﺎﺟ ﺔ‬
‫وأﻛﺮھﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻷﺛﺮة واﻟﻌﻄﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎه " أ ‪ .‬ھـ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ رﺣﻤﮫ اﷲ رﺣﻤﺔ واﺳﻌﺔ ‪ :‬ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ھﻮ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﻌﺪل اﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﷲ ﺑﮫ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ اﻟﺴﻤﻮات‬
‫واﻷرض وأﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﻓﮭﻮ أﺷﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﻘﺮآن ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﯿﺎس ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﮫ اﻷرض‪ ،‬وھ ﻮ ﻣﺤﻜ ﻢ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻏﺎﯾ ﺔ اﻹﺣﻜ ﺎم‪ ،‬ﻓ ﺮد‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﮫ ‪ " :‬ﻛﻞ أﺣﺪ أﺣﻖ ﺑﻤﺎﻟﮫ ﻣﻦ وﻟﺪه واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌﯿﻦ " ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻮﻧ ﮫ أﺣ ﻖ ﺑ ﮫ ﯾﻘﺘﻀ ﻲ ﺟ ﻮاز ﺗﺼ ﺮﻓﮫ ﻓﯿ ﮫ ﻛﻤ ﺎ ﯾﺸ ﺎء وﯾُﻘ ﺎس ﻣﺘﺸ ﺎﺑﮭﮫ ﻋﻠ ﻰ إﻋﻄ ﺎء اﻷﺟﺎﻧ ﺐ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﻠ ﻮم ﺑﺎﻟﻀ ﺮورة أن ھ ﺬا‬
‫اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻮم واﻟﻘﯿﺎس ﻻ ﯾﻘﺎوم ھﺬا اﻟﺤُﻜﻢ اﻟﻤﺒﯿﻦ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺎن " أ ‪ .‬ھـ‪.‬‬
‫وذھﺐ اﻷﺣﻨﺎف واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﻣﺎﻟﻚ واﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺘﺴﻮﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻷﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ واﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﻣﻜﺮوه وأن ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻧﻔﺬ ‪،‬‬
‫وأﺟﺎﺑﻮا ﻋﻦ ﺣﺪﯾﺚ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﺄﺟﻮﺑﺔ ﻋﺸﺮة‪ ،‬ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ اﻟﺤ ﺎﻓﻆ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺘﺢ ‪ ،‬ﻛﻠﮭ ﺎ ﻣ ﺮدودة‪ ،‬وﻗ ﺪ أوردھ ﺎ اﻟﺸ ﻮﻛﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻧﯿ ﻞ اﻷوﻃ ﺎر‪،‬‬
‫واﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫ ھﻮ ﻣﺎ ﻗﺎل ﺑﮫ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﮭﻮ اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ وإﻟﯿﮫ أﻣﯿﻞ ﻟﻘﯿﺎم اﻟ ﺪﻟﯿﻞ‪ ،‬وﻇ ﺎھﺮ اﻷﻣ ﺮ ﻋﻨ ﺪي‬
‫اﻟﺘﺴﻮﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث وإن أﻋﻄﻲ اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ ﻛﺎﻟﻤﯿﺮاث ﻻ ﺿﯿﺮ ‪.‬‬

‫اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﮭﺒﺔ ‪:‬‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﮭﺒﺔ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﯿﻦ اﻷﺧﻮة أو اﻟﺰوﺟﯿﻦ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ھﺒﺔ اﻟﻮاﻟﺪ ﻟﻮﻟﺪه ﻓ ﺈن‬
‫ﻟﮫ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻤﺎ رواه أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس واﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤ ﻞ ﻟﺮﺟ ﻞ أن‬
‫ﯾﻌﻄﻲ ﻋﻄﯿﺔ أو ﯾﮭﺐ ھﺒﺔ ﻓﯿﺮﺟﻊ ﻓﯿﮭﺎ إﻻ اﻟﻮاﻟﺪ ﻓﯿﻤﺎ ﯾُﻌﻄﻲ وﻟﺪه‪ .‬وﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﯾُﻌﻄﻲ اﻟﻌﻄﯿﺔ ﺛﻢ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻜﻠﺐ ﯾﺄﻛﻞ ﻓﺈذا ﺷﺒﻊ‬
‫ﻗﺎء ﺛﻢ ﻋ ﺎد ﻓ ﻲ ﻗﯿﺌ ﮫ " رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﻨﺴ ﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺣﺴ ﻦ ﺻ ﺤﯿﺢ ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘ ﻖ ﺟ ﺎﻣﻊ اﻷﺻ ﻮل‬
‫)‪ (٩٢٣٣‬وھﺬا أﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ) واﻷم ﻣﺜﻞ اﻷب ﻋﻨﺪ أﻛﺜﺮ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ( ‪.‬‬
‫وﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺎت ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس ‪ " :‬ﻟ ﯿﺲ ﻟﻨ ﺎ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺴ ﻮء اﻟ ﺬي ﯾﻌ ﻮد ﻓ ﻲ ھﺒﺘ ﮫ ﻛﺎﻟﻜﻠ ﺐ ﯾﺮﺟ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﯿﺌ ﮫ " أﺧﺮﺟ ﮫ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﯾﺠﻮز اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﮭﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا وھﺐ ﻟﯿﺘﻌﻮض ﻣﻦ ھﺒﺘﮫ وﯾﺜﺎب ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻠﻢ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ‪ :‬ﻟﻤ ﺎ رواه ﺳ ﺎﻟﻢ ﻋ ﻦ‬
‫أﺑﯿﮫ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ وھﺐ ھﺒﺔ ﻓﮭﻮ أﺣﻖ ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾُﺜَﺐْ ﻣﻨﮭ ﺎ" أي ﯾﻌ ﻮض ﻋﻨﮭ ﺎ وھ ﺬا ھ ﻮ ﻣ ﺎ‬
‫رﺟﺤﮫ اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓ ﻲ "أﻋ ﻼم اﻟﻤ ﻮﻗﻌﯿﻦ" ﻗ ﺎل‪ " :‬وﯾﻜ ﻮن اﻟﻮاھ ﺐ اﻟ ﺬي ﻻ ﯾﺤ ﻞ ﻟ ﮫ اﻟﺮﺟ ﻮع ھ ﻮ ﻣ ﻦ وھ ﺐ ﺗﺒﺮاﻋ ﺎً ﻣﺤﻀ ﺎً ﻻ ﻷﺟ ﻞ‬
‫اﻟﻌﻮض‪ ،‬واﻟﻮاھﺐ اﻟﺬي ﻟﮫ اﻟﺮﺟﻮع ھﻮ ﻣﻦ وھﺐ ﻟﯿﺘﻌﻮض ﻣﻦ ھﺒﺘﮫ وﯾﺜﺎب ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻠﻢ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﻤﻮھﻮب ﻟﮫ ‪ ،‬وﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺳُﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ‬
‫ﻛﻠﮭﺎ وﻻ ﯾُﻀﺮب‬
‫ﺑﻌﻀﮭﺎ ﺑﺒﻌﺾ " ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻻ ﯾﺮد ﻣﻦ اﻟﮭﺪاﯾﺎ واﻟﮭﺒﺎت ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﺛ ﻼث ﻻ ﺗُ ﺮد ‪ :‬اﻟﻮﺳ ﺎﺋﺪ واﻟ ﺪﱡھﻦ واﻟﻠ ﺒﻦ" رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪ (٣٠٤٢‬واﻟﺪھﻦ‪ :‬أي اﻟﻄﯿﺐ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻋُﺮِضَ ﻋﻠﯿﮫ رﯾﺤﺎن ﻓﻼ ﯾ ﺮده ﻷﻧ ﮫ ﺧﻔﯿ ﻒ اﻟﻤﺤﻤ ﻞ ﻃﯿ ﺐ اﻟ ﺮﯾﺢ "‬
‫أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﻧﺲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺮد اﻟﻄﯿﺐ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﮭﺪي واﻟﺪﻋﺎء ﻟﮫ ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﯾﺸ ﻜﺮ اﻟﻨ ﺎس ﻟ ﻢ ﯾﺸ ﻜﺮ اﷲ" رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ )‪. (٣٠٢٥‬‬
‫‪ .٢‬وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ أُﻋﻄﻰ ﻋﻄﺎءً ﻓﻮﺟﺪ ) أي وﺟﺪ ﺳﻌﺔ ( ﻓَﻠْﯿَﺠْﺰِ ﺑﮫ وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺠ ﺪ ﻓﻠﯿُ ﺜﻦِ ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﻣﻦ أﺛﻨﻰ ﻓﻘﺪ ﺷ ﻜﺮ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻛ ﺘﻢ ﻓﻘ ﺪ ﻛﻔ ﺮ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺗﺤﻠ ﻰ ﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﯾﻌ ﻂ ﻛ ﺎن ﻛﻼﺑ ﺲ ﺛ ﻮﺑﻲ زور " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي‬
‫وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٥٩٣٢‬‬
‫‪ .٣‬وﻋﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﯾﺪ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ ﺻُﻨﻊ إﻟﯿﮫ ﻣﻌﺮوف ﻓﻘﺎل ﻟﻔﺎﻋﻠ ﮫ ‪ :‬ﺟ ﺰاك اﷲ ﺧﯿ ﺮاً ﻓﻘ ﺪ‬
‫أﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻟﺜﻨﺎء " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻌُﻤﺮى‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻌُﻤﺮى ھﻲ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﮭﺒﺔ وھﻲ أن ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﻷﺧﯿﮫ ‪:‬‬
‫أﻋﻤﺮﺗﻚ داري أو ﺑﺴﺘﺎﻧﻲ أو وھﺒﺘﻚ ﺳﻜﻨﻰ داري ‪ ،‬أو ﻏﻠﺔ ﺑﺴﺘﺎﻧﻲ ﻣﺪة ﻋﻤﺮك ‪ ،‬أو ﻃﻮل ﺣﯿﺎﺗﻚ‪.‬‬

‫‪٣٠٩‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻌُﻤﺮى ﺟﺎﺋﺰة ﻟﻘﻮل ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " إﻧﻤﺎ اﻟﻌُﻤﺮى اﻟﺘﻲ أﺟﺎزھﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬ھ ﻲ‬
‫ﻟﻚ وﻟﻌَﻘﺒﻚ ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎ إذا ﻗﺎل ‪ :‬ھﻲ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻋﺸﺖ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﻟﻌُﻤﺮى ھﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬إن أُﻃﻠﻖ ﻟﻔﻈﮭﺎ ﺑﺄن ﻗﯿﻞ ‪ :‬أﻋﻤﺮﺗﻚ ھﺬه اﻟﺪار ﻓﮭﻲ ﻟﻤﻦ أﻋﻤﺮھﺎ وﻟﻌَﻘﺒﮫ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪه‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬اﻟﻌﻤ ﺮى‬
‫ﻟﻤﻦ وھﺒﺖ ﻟﮫ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬وﻛﺬا إن ﻗﯿﺪت ﺑﻠﻔﻆ ‪ :‬ھﻲ ﻟﻚ وﻟﺬرﯾﺘﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪك‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻟﮫ وﻟﻌﻘﺒﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻤﻌﻤّﺮ‬
‫ﺑﺤﺎل‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أﯾﻤﺎ رﺟﻞ أُﻋْﻤِﺮَ ﻋُﻤﺮى ﻟﮫ وﻟﻌﻘﺒﮫ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻟﻠﺬي أُﻋﻄﯿﮭﺎ ﻻ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺬي أﻋﻄﺎھﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ‬
‫أﻋﻄﻰ ﻋﻄﺎء وﻗﻌﺖ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﻮراﯾﺚ " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إن ﻗﯿﺪت اﻟﻌُﻤﺮى ﺑﻠﻔﻆ‪ :‬ھﻲ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﯿﯿﺖ ‪ ،‬وإن ﻣﺖ رﺟﻌﺖ إﻟﻲّ أو إﻟﻰ ذرﯾﺘﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪي ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺮﺟ ﻊ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻮت اﻟﻤﻌﻤﱠ ﺮ ﻟ ﮫ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﻌﻤﱢﺮ ﻟﻘﻮل ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " إﻧﻤﺎ اﻟﻌُﻤﺮى اﻟﺘﻲ أﺟﺎزھﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ أن ﯾﻘ ﻮل ‪ :‬ھ ﻲ ﻟ ﻚ وﻟِﻌَﻘﺒ ﻚ‪،‬‬
‫ﻓﺄﻣﺎ إذا ﻗﺎل ‪ :‬ھﻲ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻋﺸﺖ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒـــــﮭﺎ "‬
‫أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺮُﻗﺒﻰ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ﻗﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻷﺧﯿﮫ ‪ :‬ﻟﻚ داري إن ﻣِﺖﱡ ﻗﺒﻠﻚ‪ ،‬وﻟﻲ دارك إن ﻣﺖ ﻗﺒﻠﻲ ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﯾﺮﻗﺐ ﻣﻮت اﻵﺧﺮ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮭ ﺎ ‪ :‬ﻣﻜﺮوھ ﺔ ‪ ،‬ﻷن ﻛ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﮭﻢ ﯾﻨﺘﻈ ﺮ ﻣ ﻮت اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " اﻟﻌُﻤ ﺮى ﺟ ﺎﺋﺰة ﻷھﻠﮭ ﺎ ‪ ،‬واﻟﺮُﻗﺒ ﻰ ﺟ ﺎﺋﺰة ﻷھﻠﮭ ﺎ " رواه‬
‫اﻷرﺑﻌﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ‪ :‬ﯾﺠﺮي ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺣﻜﺎم اﻟﻌُﻤﺮى ﻓﻤﺎ أُﻃﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﮭﻮ ﻟﻤﻦ أرﻗﺒﮭﺎ وﻟﻌﻘﺒﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه‪ ،‬وﻣﺎ ﻗُﯿ ﺪ ﻓﮭ ﻮ ﺑﺤﺴ ﺐ اﻟﻘﯿ ﺪ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﺷ ﺘﺮط‬
‫رُﺟﻮﻋﮭﺎ رﺟﻌﺖ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﺸﺘﺮط ﻟﻢ ﺗﺮﺟﻊ ‪.‬‬

‫اﻟﻠﻘﯿﻂ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﻠﻘﯿﻂ ھﻮ اﻟﻄﻔﻞ ﻏﯿﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ اﻟﺬي ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع أو ﺿﺎل اﻟﻄﺮﯾﻖ وﻻ ﯾُﻌﺮف ﻧﺴﺒﮫ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺘﻘﺎﻃﮫ ‪ :‬واﻟﺘﻘﺎﻃﮫ ﻓﺮض ﻣﻦ ﻓﺮوض اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ ‪ ،‬ﻷن ﻓﻲ ﺗﺮﻛﮫ ﺿﯿﺎﻋﮫ‪ ،‬وﯾُﺤﻜﻢ ﺑﺈﺳﻼﻣﮫ ﻣﺘﻰ وﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن‬
‫ﺑﮭﺎ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫ﻣَﻦْ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻠﻘﯿﻂ ‪ :‬واﻟﺬي ﯾﺠﺪه ھﻮ اﻷوﻟﻰ ﺑﺤﻀ ﺎﻧﺘﮫ إذا ﻛ ﺎن ﺣ ﺮاً ﻋ ﺪﻻً أﻣﯿﻨ ﺎً رﺷ ﯿﺪاً ‪ ،‬وﻋﻠﯿ ﮫ أن ﯾﻘ ﻮم ﺑﺘﺮﺑﯿﺘ ﮫ وﺗﻌﻠﯿﻤ ﮫ‪ .‬روى‬
‫ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻓﻲ ﺳُﻨﻨﮫ أن ﺳﻨﯿﻦ ﺑﻦ ﺟﻤﯿﻠﺔ ﻗﺎل ‪ :‬وﺟﺪت ﻣﻠﻘﻮﻃﺎً ﻓﺄﺗﯿﺖ ﺑﮫ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺮﯾﻔﻲ ﯾﺎ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ‪،‬‬
‫إﻧﮫ رﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ ‪ :‬أﻛﺬﻟﻚ ھﻮ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬اذھﺐ ﺑﮫ ‪ ،‬وھﻮ ﺣﺮ وﻟﻚ وﻻؤه )وﻻﯾﺘﮫ وﺣﻀﺎﻧﺘﮫ( وﻋﻠﯿﻨﺎ ﻧﻔﻘﺘﮫ‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫ﻟﻔﻆ ‪ :‬وﻋﻠﯿﻨﺎ رﺿﺎﻋﮫ‪ .‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾﺪ ﻓﺎﺳﻖ أو ﻣﺒﺬر أﺧﺬ ﻣﻨﮫ وﺗﻮﻟﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ أﻣﺮ ﺗﺮﺑﯿﺘﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﯿﮫ ‪ :‬وﯾُﻨﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ إن وﺟﺪ ﻣﻌﮫ ﻣﺎل ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻌﮫ ﻣﺎل ‪ ،‬ﻓﻨﻔﻘﺘﮫ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل ﻷن ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل ﻣُﻌﺪ ﻟﺤﻮاﺋﺞ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻣﯿﺮاث اﻟﻠﻘﯿﻂ ‪ :‬وإذا ﻣﺎت اﻟﻠﻘﯿﻂ وﺗﺮك ﻣﯿﺮاﺛﺎً ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺨﻠﻒ وارﺛﺎً ﻛﺎن ﻣﯿﺮاﺛﮫ ﻟﺒﯿ ﺖ اﻟﻤ ﺎل ‪ .‬وﻛ ﺬﻟﻚ دﯾﺘ ﮫ ﺗﻜ ﻮن ﻟﺒﯿ ﺖ اﻟﻤ ﺎل إذا ﻗﺘ ﻞ‬
‫وﻟﯿﺲ ﻟﻤﻠﺘﻘﻄﮫ ﺣﻖ ﻣﯿﺮاﺛﮫ ‪.‬‬

‫ادﻋﺎء ﻧﺴﺒﮫ ‪ :‬وﻣﻦ ادﻋﻰ ﻧﺴﺒﮫ ﻣﻦ ذﻛﺮ أو أُﻧﺜﻰ أﻟﺤﻖ ﺑﮫ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن وﺟ ﻮده ﻣﻨ ﮫ ﻣﻤﻜﻨ ﺎً ‪ ،‬ﻟﻤ ﺎ ﻓﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﻠﺤﺔ اﻟﻠﻘ ﯿﻂ دون ﺿ ﺮر‬
‫ﯾﻠﺤﻖ ﺑﻐﯿﺮه ‪ ،‬وﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﺜﺒﺖ ﻧﺴﺒﮫ وإرﺛﮫ ﻟﻤﺪﻋﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ادﻋﺎه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ﺛﺒﺖ ﻧﺴﺒﮫ ﻟﻤﻦ أﻗﺎم اﻟﺒﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ دﻋﻮاه ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻢ‬
‫ﺑﯿﻨﺔ أو أﻗﺎﻣﮭﺎ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻋﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻓﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺮﻓﻮن اﻷﻧﺴﺎب ﺑﺎﻟﺸﺒﮫ‪ ،‬وﻣﺘﻰ ﺣَﻜﻢ ﺑﻨﺴﺒﮫ ﻗﺎﺋﻒ واﺣﺪ أﺧﺬ ﺑﺤُﻜﻤﮫ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن‬
‫ﻣﻜﻠﻔﺎً ذﻛﺮاً ﻋﺪﻻً ﻣﺠﺮﺑﺎً ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬دﺧﻞ ﻋﻠﻲّ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺴﺮوراً ﺗﺒﺮق أﺳﺎرﯾﺮ وﺟﮭﮫ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬أﻟﻢ ﺗﺮى أن‬
‫ﻣﺠﺰزاً اﻟﻤُﺪﻟﺠﻲ ﻧﻈﺮ آﻧﻔﺎً إﻟﻰ زﯾﺪ وأﺳﺎﻣﺔ وﻗﺪ ﻏﻄﯿﺎ رءوﺳﮭﻤﺎ وﺑﺪت أﻗ ﺪاﻣﮭﻤﺎ ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬إن ھ ﺬه اﻷﻗ ﺪام ﺑﻌﻀ ﮭﺎ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺘﯿﺴﺮ ذﻟﻚ اﻗﺘﺮﻋﻮا ﺑﯿﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺧﺮﺟﺖ ﻗﺮﻋﺘﮫ ﻛﺎن ﻟﮫ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻠﱡﻘﻄﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻠﱡﻘﻄﺔ ھﻲ ﻛﻞ ﻣﺎل ﻣﻌﺼﻮم ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻀﯿﺎع ﻻ ﯾُﻌﺮف ﻣﺎﻟﻜﮫ‪ ،‬ﯾﻠﺘﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻠ ﻮك ﻷﺣ ﺪ ﻛ ﺎﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬وﻛﺜﯿ ﺮاً ﻣ ﺎ‬
‫ﺗُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﺑﺤﯿﻮان ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺤﯿﻮان ﻓﯿﻘﺎل ﻟﮫ ‪ :‬ﺿﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫‪٣١٠‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬إن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﯾﺄﻣﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﻠﺘﻘﻂ إذا ﺗﺮﻛﮭﺎ اﺳﺘﺤﺐ ﻟﮫ اﻟﺘﺮك ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻻ ﯾﺄﻣﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﯿﮫ إذا ﺗﺮﻛﮭ ﺎ‬
‫وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﻘﺎﻃﮭﺎ‪ ،‬وإذا ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻄﻤﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺮم ﻋﻠﯿﮫ أﺧﺬھﺎ‪.‬‬
‫واﻷﺻﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺟﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺴ ﺄﻟﮫ ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﻠﻘﻄ ﺔ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬اﻋ ﺮف ﻋِﻔﺎﺻَ ﮭﺎ ووﻛﺎءھ ﺎ ﺛ ﻢ أﻋﺮﻓﮭ ﺎ ﺳ ﻨﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺟ ﺎء ﺻ ﺎﺣﺒﮭﺎ ‪ ،‬وإﻻ ﺷ ﺄﻧﻚ ﺑﮭ ﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻀﺎﻟﺔ اﻟﻐﻨﻢ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ھﻲ ﻟﻚ أو ﻷﺧﯿﻚ ‪ ،‬أو ﻟﻠﺬﺋﺐ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻀ ﺎﻟﺔ اﻹﺑ ﻞ ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣﺎﻟ ﻚ وﻟﮭ ﺎ ﻣﻌﮭ ﺎ ﺳ ﻘﺎؤھﺎ وﺣ ﺬاؤھﺎ وﺗ ﺮد اﻟﻤ ﺎء‬
‫وﺗﺄﻛﻞ اﻟﺸﺠﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﻠﻘﺎھﺎ رﺑﱡﮭﺎ" رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻌﻔﺎص ‪ :‬اﻟﻮﻋﺎء اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮫ اﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﺟﻠﺪ أو ﻧﺴﯿﺞ أو ﺧﺸﺐ أو ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫اﻟﻮﻛﺎء ‪ :‬اﻟﺨﯿﻂ اﻟﺬي ﯾﺸﺪ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻜﯿﺲ واﻟﺼﱡﺮﱠة ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻔﺎص واﻟﻮﻛﺎء ﺗﻤﯿﯿﺰھﻤﺎ ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻂ اﻟﻠﻘﻄﺔ ﺑﻤﺎل اﻟﻤﻠﺘﻘﻂ وﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ إذا ﺟﺎءه ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‬
‫ﯾﺴﺘﻮﺻﻔﮫ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰھﺎ ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ﻟﯿﺘﺒﯿﻦ ﺻﺪﻗﮫ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﮫ‪.‬‬
‫وإﻻ ﺷﺄﻧﻚ ﺑﮭﺎ ‪ :‬ﺗﺼﺮف ﻓﯿﮭﺎ ‪ .‬ﻷﺧﯿﻚ ‪ :‬أي ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ أو ﻣﻠﺘﻘﻂ آﺧﺮ‪.‬‬
‫اﻟﺴﻘﺎء ‪ :‬وﻋﺎء اﻟﻤﺎء ‪ .‬واﻟﻤﺮاد ھﻨﺎ ﻛﺮﺷﮭﺎ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺰن ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺎء ‪ .‬ﺣﺬاؤھﺎ ‪ :‬أﺧﻔﺎﻓﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﻄﺔ اﻟﺤﺮم ‪ :‬ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻘﺎﻃﮭﺎ إﻻ إذا ﺧﯿﻒ ﺿﯿﺎﻋﮭﺎ وﻣﻦ اﻟﺘﻘﻄﮭﺎ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ وﯾﺠﻮز إﻋﻄﺎؤھﺎ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﺘﻘ ﻮم ﺑﺘﻌﺮﯾﻔﮭ ﺎ‬
‫وﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﺗﻤﻠﻜﮭﺎ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إن ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺣﺮام ‪ ،‬ﻻ ﯾُﻌﻀﺪ ﺷﻮﻛــــﮫ وﻻ ﯾﺨﺘﻠﻰ ﺧﻼه ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﻔﺮ ﺻﯿﺪه‪ ،‬وﻻ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﻟﻘﻄﺘﮫ إﻻ ﻟﻤﻌﺮﱢف‬
‫" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﮭﺎ ‪ :‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺘﻘﻄﮭﺎ أن ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻋﻼﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰھﺎ ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ وﻋﺎء ورﺑﺎط ‪ ،‬وﻛﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ اﺧﺘﺼﺖ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻧﻮع‬
‫وﺟﻨﺲ وﻣﻘﺪار ‪ ،‬وﯾﺤﻔﻈﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﺤﻔﻆ ﻣﺎﻟﮫ وﯾﺴﺘﻮي ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻘﯿﺮ واﻟﺨﻄﯿﺮ‪ ،‬وﺗﺒﻘﻰ ودﯾﻌﺔ ﻋﻨﺪه ﻻ ﯾﻀﻤﻨﮭﺎ إذا ھﻠﻜﺖ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪي‬
‫ﺛﻢ ﯾﻨﺸﺮ ﻧﺒﺄھﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻜﻞ وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق وﻓﻲ ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺣﯿﺚ ﯾﻈﻦ أن رﺑﮭﺎ ھﻨﺎك ) أي ﻣﺎﻟﻜﮭﺎ( ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﺟﺎء ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ وﻋّﺮف ﻋﻼﻣﺎﺗﮭﺎ واﻷﻣﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰھﺎ ﻋﻤﺎ ﻋﺪاھﺎ ﺣﻞ ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻂ أن ﯾﺪﻓﻌﮭﺎ إﻟﯿﮫ وإن ﻟﻢ ﯾﻘﻢ اﻟﺒﯿﻨﺔ‪.‬‬
‫وإن ﻟﻢ ﯾﺠﻲء ﻋﺮﱠﻓﮭﺎ اﻟﻤﻠﺘﻘﻂ ﻣﺪة ﺳﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻈﮭﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﺣﻞﱠ ﻟﮫ أن ﯾﺘﺼﺪق ﺑﮭﺎ ) ﺑﺎﻟﻨﯿﺔ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ( أو اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﮭﺎ ﺳﻮاء‬
‫أﻛﺎن ﻏﻨﯿﺎً أو ﻓﻘﯿﺮاً وﻻ ﯾﻀﻤﻦ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﺳﻮﯾﺪ ﺑﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻟﻘﯿ ﺖ أوس ﺑ ﻦ ﻛﻌ ﺐ ﻓﻘ ﺎل‪ :‬وﺟ ﺪت ﺻُ ﺮة‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎﺋﺔ دﯾﻨﺎر ﻓﺄﺗﯿﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺮﻓﮭﺎ ﺣﻮﻻً ‪ ،‬ﻓﻌﺮﻓﺘﮭﺎ ﻓﻠﻢ أﺟﺪ ‪ ،‬ﺛﻢ أﺗﯿﺘ ﮫ ﺛﻼﺛ ﺎً ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬اﺣﻔ ﻆ وﻋﺎءھ ﺎ‬
‫ووﻛﺎءھﺎ ﻓﺈن ﺟﺎء ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ وإﻻ ﻓﺎﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﻋ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ " اﺷ ﺘﺮى ﺟﺎرﯾ ﺔ ﻓﻔﻘ ﺪ ﺻ ﺎﺣﺒﮭﺎ ﻓ ﺎﻟﺘُﻤِﺲَ ﺳ ﻨﺔ ﻓﻠ ﻢ ﯾﻮﺟ ﺪ وﻓُﻘ ﺪ ‪ ،‬ﻓﺄﺧ ﺬ ﯾﻌﻄ ﻲ اﻟ ﺪرھﻢ‬
‫واﻟﺪرھﻤﯿﻦ وﯾﻘﻮل‪:‬اﻟﻠﮭﻢ ﻋﻦ ﻓﻼن‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻰ ﻓﻠﻲّ ‪ ،‬وﻋﻠﻲّ وﻗﺎل ‪ :‬ھﻜﺬا اﻓﻌﻠﻮا ﺑﺎﻟﻠﻘﻄﺔ إن ﻟﻢ ﺗﺠﺪوا ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ‪ .‬أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري ﻣﻌﻠﻘﺎً‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻗﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ وﻗﺪ وﺻﻠﮫ ﺳﻔﯿﺎن ﺑﻦ ﻋﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ )ﺟﺎﻣﻌﮫ( وأﺧﺮﺟﮫ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻋﻨﮫ ﺑﺴ ﻨﺪ ﺟﯿ ﺪ )اﻧﻈ ﺮ ﺟ ﺎﻣﻊ اﻷﺻ ﻮل‬
‫‪. (٨٣٨٠‬‬

‫اﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻤﺄﻛﻮل واﻟﺤﻘﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﯿﺎء ‪:‬‬

‫وھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﺄﻛﻮل وﻏﯿﺮ اﻟﺤﻘﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﯿﺎء ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺄﻛﻮل ﻻ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﮫ وﯾﺠﻮز أﻛﻠ ﮫ‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ أﻧ ﺲ رﺿ ﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺮ ﺑﺜﻤ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬ﻟ ﻮﻻ أﻧ ﻲ أﺧ ﺎف أن ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺪﻗﺔ ﻷﻛﻠﺘﮭ ﺎ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﻲء اﻟﺤﻘﯿﺮ ﻻ ﯾﻌﺮف ﺳﻨﺔ ﺑﻞ ﯾﻌﺮف زﻣﻨﺎً ﯾﻈﻦ أن ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻻ ﯾﻄﻠﺒﮫ ﺑﻌﺪه‪ ،‬وﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻂ أن ﯾﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﻌﺮف ﺻﺎﺣﺒﮫ‪ .‬ﻓﻌﻦ‬
‫ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬رﺧﺺ ﻟﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺎ واﻟﺴﻮط واﻟﺤﺒﻞ وأﺷﺒﺎھﮫ ﯾﻠﺘﻘﻄﮫ اﻟﺮﺟﻞ ﯾﻨﺘﻔﻊ‬
‫ﺑﮫ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﺣﺴﻦ إﺳﻨﺎده ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. (٨٣٧٦‬‬

‫ﺿﺎﻟﺔ اﻟﻐﻨﻢ ‪:‬‬

‫ﺿﺎﻟﺔ اﻟﻐﻨﻢ وﻧﺤﻮھﺎ ﯾﺠﻮز أﺧﺬھﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺿﻌﯿﻔﺔ وﻣﻌﺮﺿ ﺔ ﻟﻠﮭ ﻼك واﻓﺘ ﺮاس اﻟﻮﺣ ﻮش‪ ،‬وﯾﺠ ﺐ ﺗﻌﺮﯾﻔﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﻄﻠﺒﮭ ﺎ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻂ أن ﯾﺄﺧﺬھﺎ وﻏﺮم ﻟﺼﺎﺣﺒﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ ‪ :‬إﻧﮫ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ ﺑﻤﺠﺮد اﻷﺧﺬ وﻻ ﺿﻤﺎن ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﻟﻮ ﺟﺎء ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺳﻮى ﺑﯿﻦ اﻟﺬﺋﺐ واﻟﻤﻠﺘﻘﻂ ‪ ،‬واﻟﺬﺋﺐ ﻻ‬
‫ﻏﺮاﻣﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻟﻤﻠﺘﻘﻂ ‪.‬‬
‫وھﺬا اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺟﺎء ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﺑﻌﺪ أﻛﻠﮭﺎ ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺟﺎء ﻗﺒﻞ أن ﯾﺄﻛﻠﮭﺎ اﻟﻤﻠﺘﻘﻂ ردت إﻟﯿﮫ ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪.‬‬

‫ﺿﺎﻟﺔ اﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ واﻟﺨﯿﻞ واﻟﺒﻐﺎل واﻟﺤﻤﯿﺮ ‪:‬‬

‫اﺗﻔﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﺿﺎﻟﺔ اﻹﺑﻞ ﻻ ﺗﻠﺘﻘﻂ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺳ ﺌﻞ‬
‫ﻋﻦ ﺿﺎﻟﺔ اﻹﺑﻞ ﻓﻘﺎل‪ " :‬ﻣﺎﻟﻚ وﻟﮭﺎ‪ ،‬دﻋﮭﺎ ﻓﺈن ﻣﻌﮭﺎ ﺣﺬاءھﺎ وﺳﻘﺎءھﺎ ‪ ،‬ﺗَﺮِدُ اﻟﻤﺎء وﺗﺄﻛﻞ اﻟﺸﺠﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﺠﺪھﺎ رﺑﮭﺎ " ‪.‬‬
‫أي أن ﺿﺎﻟﺔ اﻹﺑﻞ ﻣﺴﺘﻐﻨﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻠ ﺘﻘﻂ وﺣﻔﻈ ﮫ‪ ،‬ﻓﻔ ﻲ ﻃﺒﯿﻌﺘﮭ ﺎ اﻟﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻄ ﺶ واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﻨ ﺎول اﻟﻤ ﺄﻛﻮل ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺸﺠﺮ ﺑﻐﯿﺮ ﻣﺸﻘــﺔ ﻟﻄﻮل ﻋﻨﻘﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻠﺘﻘﻂ ‪ ،‬ﺛ ﻢ إن ﺑﻘﺎءھ ﺎ ﺣﯿ ﺚ ﺿ ﻠﺖ ﯾﺴﮭ ـﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﮭﺎ اﻟﻌﺜ ﻮر ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﺑ ﺪل أن‬
‫ﯾﺘﻔﻘﺪھﺎ ﻓﻲ إﺑﻞ اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺒﻘﺮ واﻟﺨﯿﻞ واﻟﺒﻐﺎل واﻟﺤﻤﯿﺮ ﻓﮭﻲ ﻣﺜﻞ اﻹﺑﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وأﺣﻤﺪ وھﻮ اﻟﺮاﺟﻊ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫‪٣١١‬‬
‫روى اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ أن اﻟﻤﻨﺬر ﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺖ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺑﺎﻟﺒﻮزاﯾﺞ ) ﺑﻠﺪة ﻗﺪﯾﻤﺔ ﻋﻠﻰ دﺟﻠ ﺔ ﻓ ﻮق ﺑﻐ ﺪاد ( ﻓﺮاﺣ ﺖ اﻟﺒﻘ ﺮ ‪ ،‬ﻓ ﺮأى ﺑﻘ ﺮة‬
‫أﻧﻜﺮھﺎ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ھﺬه اﻟﺒﻘﺮة ؟ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻘﺮة ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﮭﺎ ﻓﻄُﺮدت ﺣﺘﻰ ﺗﻮارت ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل " ﻻ ﯾﺄوي اﻟﻀﺎﻟﺔ إﻻ ﺿﺎل " أﺧﺮﺟﮫ أﯾﻀﺎً أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل )‪. (٨٣٦٩‬‬
‫أي ﻻ ﯾﺄوي اﻟﻀﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ واﻟﺒﻘﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﺗﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻜﻸ واﻟﻤﺎء إﻻ ﺿﺎل ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﻄﺔ ‪:‬‬

‫وﻣﺎ أﻧﻔﻘﮫ اﻟﻤﻠﺘﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﻄﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﺘﺮده ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﻘﺔ ﻧﻈﯿﺮ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺎﻟﺪرّ ) اﻟﻠﺒﻦ ( ‪.‬‬

‫‪٣١٢‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻷﻃﻌﻤﺔ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻷﻃﻌﻤﺔ ﺟﻤﻊ ﻃﻌﺎم ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺄﻛﻠﮫ اﻹﻧﺴﺎن وﯾﺘﻐﺬﱠى ﺑﮫ ﻣﻦ اﻷﻗﻮات وﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺒﺎت ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫ﯾﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻣﺎذا أُﺣﻞّ ﻟﮭﻢ ﻗﻞ أُﺣِﻞﱠ ﻟﻜﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت " ) اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪ . ( ٤‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻄﯿﺐ ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﯿﺒﮫ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺸﺘﮭﯿﮫ وأﻣ ﺎ اﻟﺨﺒﯿ ﺚ‬
‫ﻓﮭﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻘﺬره اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺴﺘﺨﺒﺜﮫ اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﯾﺤﻞ ﻟﮭﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت وﯾُﺤﺮم ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ " ) اﻷﻋﺮاف ‪. ( ١٥٧‬‬
‫واﻟﻄﻌﺎم ‪ :‬ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺟﻤﺎد ‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺣﯿﻮان ‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﻃﯿﺐ ‪ ،‬وﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺧﺒﯿﺚ ‪.‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺠﻤﺎد ‪ :‬ھﻮ ﺣﻼل ﻛﻠﮫ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻨﺠﺲ واﻟﻤﺘﻨﺠﺲ واﻟﻀﺎر واﻟﻤﺴُﻜﺮ واﻟﺴﺎم‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺤﯿﻮان ‪ :‬ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺑﺤﺮي وﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺑﺮي ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺒﺤﺮي ‪ :‬ﻓﺤﻼل ﻛﻠﮫ ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﺒﺮي ‪ :‬ﻓﻤﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺣﻼل وﻣﻨﮫ ﻣﺎ ھﻮ ﺣﺮام‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬أﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﺻﯿﺪ اﻟﺒﺤﺮ وﻃﻌﺎﻣﮫ ﻣﺘﺎﻋﺎً ﻟﻜﻢ وﻟﻠﺴﯿﺎرة " اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻄﯿﺐ ‪ :‬ﻛﻠﮫ ﺣﻼل ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﯾﺤﻞ ﻟﮭﻢ اﻟﻄﯿﺒﺎت " ‪ ] .‬اﻷﻋﺮاف [‬
‫‪ .٤‬اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺨﺒﯿﺚ ‪ :‬ﻛﻠﮫ ﺣﺮام ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﯾُﺤﺮﱢم ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ " ) اﻷﻋﺮاف ( ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻣﺎ ﻧﺺ اﻟﺸﺎرع ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﺣُﺮﱢﻣﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﻤﯿﺘﺔ واﻟﺪم وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ وﻣﺎ أُھﻞّ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﺑﮫ واﻟﻤﻨﺨﻨﻘﺔ واﻟﻤﻮﻗﻮذة واﻟﻤﺘﺮدﱢﯾﺔ واﻟﻨﱠﻄﯿﺤﺔ‬
‫وﻣﺎ أﻛﻞ اﻟﺴﱠﺒُﻊُ إﻻ ﻣﺎ ذﻛﯿﺘﻢ ‪ ،‬وﻣﺎ ذُﺑﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨُﺼُﺐ " ) اﻟﻤﺎﺋﺪة ( ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﯿﺘﺔ ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺎت ﺣﺘﻒ أﻧﻔﮫ ‪ ،‬وﯾﻠﺤﻖ ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ وھﻲ ﺣﯿﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﺎ ﻗُﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ وھﻲ‬
‫ﺣﯿﺔ ﻓﮭﻮ ﻣﯿﺘﺔ " رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ ، (٥٥٢٨‬وﯾُﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﯿﺘ ﺔ اﻟﺴ ﻤﻚ واﻟﺠ ﺮاد‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬أُﺣﻠﺖ ﻟﻨ ﺎ ﻣﯿﺘﺘ ﺎن ودﻣ ﺎن ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻟﻤﯿﺘﺘ ﺎن ﻓ ﺎﻟﺤﻮت ) أي اﻟﺴ ﻤﻚ ( واﻟﺠ ﺮاد ‪ ،‬وأﻣ ﺎ اﻟ ﺪﻣﺎن ﻓﺎﻟﻜﺒ ﺪ‬
‫واﻟﻄﺤﺎل " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤُﺴﺘﺪرك وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪. (٢٠٨‬‬
‫واﻟﺪم ‪ :‬اﻟﺪم اﻟﻤﺴﻔﻮح اﻟﺬي ﯾﮭﺮاق ﻟﻀﺮره وأﻣﺎ اﻟﺪم اﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﺮوق اﻟﻠﺤﻢ ﻓﺤﻼل ‪.‬‬
‫وﻣﺎ أھﻞ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﺑﮫ ‪ :‬ﻣﺎ ﻻ ﯾُﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وذُﺑﺢ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻨﺨﻨﻘﺔ ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺎت ﺧﻨﻘﺎً ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻮﻗﻮذة ‪ :‬ﻣﺎ ﺿُﺮب ﺑﻌﺼﺎ أو ﺣﺠﺮ أو ﺑﺼﻌﻖ ﻛﮭﺮﺑﻲ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺘﺮدﱢﯾﺔ ‪ :‬ﻣﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻋﺎل ﻓﻤﺎﺗﺖ‪.‬‬
‫واﻟﻨﻄﯿﺤﺔ ‪ :‬ﻣﺎ ﻧﻄﺤﺘﮭﺎ أﺧﺮى ﻓﻤﺎﺗﺖ ‪.‬‬
‫وﻣﺎ أﻛﻞ اﻟﺴﺒﻊ ‪ :‬أي أﻛﯿﻠﺔ اﻟﺤﯿﻮان اﻟﻤﻔﺘﺮس أو ﻣﺎ ﺟﺮﺣﮫ اﻟﺤﯿﻮان اﻟﻤﻔﺘﺮس ﻓﻤﺎت ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺬﻛّﻰ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ذﺑﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱡﺼﺐ ‪ :‬وھﻮ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ذُﺑﺢ ﻋﻠﻰ اﻷﺿﺮﺣﺔ واﻟﻘﺒﺎب ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺼﺐ أﻣﺎرة ورﻣﺰاً ﻟﻤﺎ ﯾُﻌﺒﺪ ﻣﻦ دون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺤُﻤﺮ اﻷھﻠﯿﺔ واﻟﺒﻐﺎل‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺣﺮم رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﺤ ﻮم اﻟﺤُﻤ ﺮ اﻷھﻠﯿ ﺔ " رواه اﻟﺒﺨ ﺎري ‪ .‬أﻣ ﺎ اﻟﺨﯿ ﻞ‬
‫ﻓﺤﻼل ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " وﻟﻢ ﯾﻨﮭﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺨﯿﻞ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﺒﺎع‪:‬‬ ‫ﻦ اﻟﺴ‬ ‫ﺎب ﻣ‬ ‫ﻞ ذي ﻧ‬ ‫ﺮ ‪ ،‬وﻛ‬ ‫ﻦ اﻟﻄﯿ‬ ‫ﺐﻣ‬ ‫ﻞ ذي ﻣﺨﻠ‬ ‫‪ .٣‬ﻛ‬
‫ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﻞ ذي ﻧﺎب ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎع أﻛﻠﮫ ﺣﺮام" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري‪ .‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ذي ﻣﺨﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻄﯿ ﺮ " رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ .‬ﻛﻞ ذي ﻧﺎب ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎع ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻟﺬﺋﺐ واﻷﺳﺪ واﻟﻜﻠﺐ واﻟﻔﮭﺪ واﻟﻨﻤﺮ واﻟﮭﺮ ‪ ،‬وﻛ ﻞ ذي ﻣﺨﻠ ﺐ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻄﯿﺮ ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﻟﺼﻘﺮ واﻟﺸﺎھﯿﻦ واﻟﻌﻘﺎب واﻟﻨﺴﺮ واﻟﺒﺎﺷﻖ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺠَﻼّﻟﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﻐﺎﺋﻂ واﻷوﺳﺎخ ﻣﻦ اﻹﺑ ﻞ واﻟﺒﻘ ﺮ واﻟﻐ ﻨﻢ واﻟ ﺪﺟﺎج وﻏﯿﺮھ ﺎ‪ .‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ "ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﺮب ﻟﺒﻦ اﻟﺠﻼﻟﺔ" رواه اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻻ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪٦٨٥٥‬‬
‫( وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﮭﺎ وﻻ ﯾُﺸﺮب ﻟﺒﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺒﺲ ﻋﻦ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ أﯾﺎﻣﺎً ﯾﻄﯿﺐ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﺤﻤﮭﺎ وﻟﺒﻨﮭﺎ ‪.‬‬

‫آداب اﻟﻄﻌﺎم ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻻ ﯾﺄﻛﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻻ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻄﯿﺐ اﻟﺤﻼل ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻛﻠﻮا ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎت ﻣﺎ رزﻗﻨﺎﻛﻢ " ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻨﻮي اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺘَﻘَﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻋ ﻦ أﻧ ﺲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻣ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﻛ ﻞ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺳُﻜْﺮُﺟَﺔٍ ﻗﻂ ‪ ،‬وﻻ ﺧﺒﺰ ﻟﮫ ﻣﺮﻗﻖ ﻗﻂ‪ ،‬وﻻ أﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺧِﻮان ﻗﻂ ‪ ،‬ﻗﯿﻞ ﻟﻘﺘ ﺎدة ﻓﻌﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎﻧﻮا ﯾ ﺄﻛﻠﻮن ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴُ ﻔَﺮ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﺠﻠﺲ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ﻓﯿﺠﺜﻮ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﯿﮫ وﻻ ﯾﺘﻜﻲء ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إﻧﻲ ﻻ آﻛﻞ ﻣﺘﻜﺌﺎً " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﻘﻨﻊ ﺑﻤﺎ رزﻗﮫ اﷲ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﯿﺐ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﺎ ﻋﺎب رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ ‪ :‬إن اﺷﺘﮭﺎه أﻛﻠﮫ‬
‫وإن ﻛﺮھﮫ ﺗﺮﻛﮫ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾُﺴ ﺘﺤﺐ اﻻﺟﺘﻤ ﺎع ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " اﺟﺘﻤﻌ ﻮا ﻋﻠ ﻰ ﻃﻌ ﺎﻣﻜﻢ واذﻛ ﺮوا اﺳ ﻢ اﷲ ﯾﺒ ﺎرك ﻟﻜ ﻢ ﻓﯿ ﮫ " ‪ .‬رواه أﺑ ﻮ داود ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ١٤١‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺠﺐ أن ﯾﺒﺪأ ﺑﺎﺳﻢ اﷲ ‪ ،‬وﯾﺄﻛﻞ ﺑﯿﻤﯿﻨﮫ ‪ ،‬وﻣﻤﺎ ﯾﻠﯿﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﯾﺎ ﻏﻼم ﺳَﻢﱢ اﷲ وﻛﻞ ﺑﯿﻤﯿﻨﻚ وﻛﻞ ﻣﻤﺎ ﯾﻠﯿﻚ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫‪٣١٣‬‬
‫‪ .٨‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻷﻛﻞ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺻﺎﺑﻊ ‪ ،‬وﻟﻌﻘﮭﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل ‪ :‬رأﯾﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﯾﺄﻛﻞ ﺑﺜﻼث أﺻﺎﺑﻊ ﻓﺈذا ﻓﺮغ ﻟﻌﻘﮭﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻌﻖ اﻟﺼﱠﺤْﻔَﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻣﺮ ﺑﻠﻌﻖ اﻷﺻﺎﺑﻊ واﻟﺼﱠﺤْﻔَﺔ وﻗﺎل ‪ :‬إﻧﻜﻢ ﻻ‬
‫ﺗﺪرون ﻓﻲ أي ﻃﻌﺎﻣﻜﻢ اﻟﺒﺮﻛﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻠﯿﻨﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﻃﻌﺎﻣﮫ " ﺳﻮرة ﻋﺒﺲ‪.‬‬
‫‪ .١١‬ﯾُﺴ ﺘﺤﺐ أﻛ ﻞ ﻣ ﺎ وﻗ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬إذا وﻗﻌ ﺖ ﻟُﻘﻤ ﺔ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺄﺧ ﺬھﺎ ﻓﻠ ﯿﻤﻂ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﺑﮭ ﺎ ﻣ ﻦ أذى‬
‫وﻟﯿﺄﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺪﻋﮭﺎ ﻟﻠﺸﯿﻄﺎن ‪ " ...‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﯾﻜﺮه اﻷﻛﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻣﺎ ﻣﻸ آدﻣﻲ وﻋﺎء ﺷﺮاً ﻣﻦ ﺑﻄﻨﮫ ‪ ،‬ﺑﺤﺴﺐ اﺑﻦ آدم ﻟﻘﯿﻤﺎت ﯾُﻘﻤ ﻦ ﺻ ﻠﺒﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﻔﻌ ﻞ ﻓﺜﻠ ﺚ‬
‫ﻟﻠﻄﻌﺎم‪ ،‬وﺛﻠﺚ ﻟﻠﺸﺮاب‪ ،‬وﺛﻠﺚ ﻟﻠﻨﻔﺲ " رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪.(٥٥٥٠‬‬
‫‪ .١٣‬إذا ﻧﺴﻲ اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻓﻠﯿﻘﻞ " ﺑﺴﻢ اﷲ ﻓﻲ أوﻟﮫ وآﺧﺮه " ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪" :‬‬
‫إذا أﻛ ﻞ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﻘ ﻞ ﺑﺴ ﻢ اﷲ ﻓ ﺈن ﻧﺴ ﻲ ﻓﻠﯿﻘ ﻞ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮ ﺑﺴ ﻢ اﷲ ﻓ ﻲ أوﻟ ﮫ وآﺧ ﺮه" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻗ ﺎل ‪ :‬ﺣﺴ ﻦ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .١٤‬ﻻ ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻦ وﺳﻂ اﻟﻘﺼﻌﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬اﻟﺒﺮﻛﺔ ﺗﻨﺰل ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻄﻌ ﺎم‪ ،‬ﻓﻜﻠ ﻮا ﻣ ﻦ ﺣﺎﻓﺘﯿ ﮫ‪ ،‬وﻻ ﺗ ﺄﻛﻠﻮا ﻣ ﻦ وﺳ ﻄﮫ " رواه‬
‫أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. ( ٥٤٤٧‬‬
‫‪ .١٥‬ﯾﺠﺐ ﻏﺴﻞ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻣﻦ ﺑﺎت وﻓﻲ ﯾﺪه ﻏَﻤْﺮ وﻟﻢ ﯾﻐﺴﻠﮫ ﻓﺄﺻﺎﺑﮫ ﺷﻲء ﻓﻼ ﯾﻠﻮﻣﻦﱠ إﻻ ﻧﻔﺴﮫ" رواه اﻷرﺑﻌﺔ‬
‫إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ )‪ ( ٥٩٩١‬واﻟﻐﻤﺮ ‪ :‬دَﺳَﻢ اﻟﻠﺤﻢ وزُھﻮﻣﺘُﮫ‪.‬‬
‫‪ .١٦‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻣﻦ أﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﻃﻌﻤﻨﻲ ھﺬا ورزﻗﻨﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺣ ﻮل ﻣﻨ ﻲ وﻻ‬
‫ﻗﻮة ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ذﻧﺒﮫ " رواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪.( ٥٩٦٢‬‬

‫اﻷﺷﺮﺑﺔ‬

‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬ﻣﺒﺎﺣﺔ إﻻ ﻣﺎ ﻧﺺ اﻟﺸﺎرع ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ‪.‬‬

‫اﻷﺷﺮﺑﺔ اﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺨﻤﺮ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إﻧﻤﺎ اﻟﺨﻤﺮ واﻟﻤﯿﺴﺮ واﻷﻧﺼﺎب واﻷزﻻم رﺟ ﺲ ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻞ اﻟﺸ ﯿﻄﺎن ﻓ ﺎﺟﺘﻨﺒﻮه ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﺗﻔﻠﺤ ﻮن " ﺳ ﻮرة‬
‫اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮ ﺧﻤﺮ ‪ ،‬وﻛﻞ ﺧﻤﺮ ﺣﺮام " رواه اﻟﺠﻤﺎع إﻻ اﻟﺒﺨﺎري واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أﺑﻮال ﻣﺎ ﺣُﺮم أﻛﻠﮫ ‪ :‬ﻟﻨﺠﺎﺳﺘﮫ ﺑﺎﺗﻔﺎق أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺘﺒﻐﯿﺔ ‪ :‬ﻛﺎﻟﺪﺧﺎن واﻟﺤﺸﯿﺸﺔ واﻟﺸﯿﺸﺔ )اﻷرﺟﯿﻠﺔ( ﻓﻜﻠﮭﺎ ﺧﺒﺎﺋﺚ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " وﯾﺤ ﺮم ﻋﻠ ﯿﮭﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋ ﺚ "‬
‫ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ " ﻻ ﺿﺮر وﻻ ﺿﺮار " ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻋﺼﯿﺮ اﻟﺨﻠﯿﻄﯿﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻤﺮ واﻟﺰﺑﯿﺐ ﻣﻌﺎً أو اﻟﺮﻃﺐ واﻟﺒُﺴْﺮ ﻣﻌﺎً ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻧﮭﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺮ واﻟﺰﺑﯿﺐ‬
‫أن ﯾﺨﻠﻂ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬وﻋﻦ اﻟﺘﻤﺮ واﻟﺒﺴﺮ أن ﯾﺨﻠﻂ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬ﻷن اﻹﺳﻜﺎر ﯾﺴﺮع إﻟﯿﮫ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻠﻂ ﻓﺴﺪاً ﻟﻠﺬرﯾﻌ ﺔ ﻧﮭ ﻰ‬
‫ﻋﻨ ﮫ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل اﻟﻨ ﻮوي ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح ﻣﺴ ﻠﻢ ) م ‪ ١٣‬ص ‪ ( ١٥٤‬وﻣ ﺬھﺒﻨﺎ وﻣ ﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭ ﻮر أن اﻟﻨﮭ ﻲ‬
‫ﻟﻜﺮاھﺔ اﻟﺘﻨﺰﯾﮫِ وﻻ ﯾﺤﺮم ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺼﺮ ﻣﺴﻜﺮاً ‪ ".‬اﻟﺒُﺴْﺮ‪:‬اﻟﺘﻤﺮ ﻗﺒﻞ ﻧﻀﻮﺟﮫ "‬

‫آداب اﻟﺸﺮاب ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺸﺮب ﺛﻼﺛﺎً واﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮب واﻟﺤﻤﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻓﻊ ‪ .‬ﻓﻌﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻛ ﺎن ﯾﺘ ﻨﻔﺲ‬
‫إذا ﺷﺮب ﺛﻼﺛﺎً أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬وزادا وﯾﻘﻮل ‪ :‬إﻧﮫ " أروى وأﺑﺮأ وأﻣﺮأ " ] ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬أروى‬
‫ﺮض ‪.‬‬ ‫ﺐ ﻟﻠﻤ‬ ‫ﺮأ ‪ :‬أذھ‬ ‫ﺶ ‪ .‬أﺑ‬ ‫ﺐ ﻟﻠﻌﻄ‬ ‫‪ :‬أذھ‬
‫أﻣﺮأ ‪ :‬أذھﺐ ﻟﺜﻘﻞ اﻟﻄﻌﺎم [ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾُﻜﺮه اﻟﺘﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻹﻧﺎء واﻟﻨﻔﺦ ﻓﯿﮫ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻧﮭ ﻰ أن ﯾُﺘ ﻨﻔﺲ ﻓ ﻲ اﻹﻧ ﺎء أو‬
‫ﯾُﻨﻔﺦ ﻓﯿﮫ " رواه اﻷرﺑﻌﺔ إﻻ اﻟﻨﺴـــــﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﺠﻮز اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب ﻗﺎﺋﻤﺎً ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﺠﻠﻮس أﻓﻀﻞ وأﻛﻤﻞ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺄﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻧﺤﻦ ﻧﻤﺸﻲ ‪ ،‬وﻧﺸﺮب وﻧﺤﻦ ﻗﯿﺎم " رواه أﺣﻤ ﺪ ‪ ،‬واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪ ،‬واﻟﻨﮭ ﻲ اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺸﺮب ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺰﯾﮫ وﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﻧ ﮫ ﺷ ﺮب ﻗﺎﺋﻤ ﺎً ﻟﺒﯿ ﺎن اﻟﺠ ﻮاز وإن ﻛ ﺎن اﻟﺠﻠ ﻮس‬
‫أﻓﻀﻞ وأﻛﻤﻞ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺳﺎﻗﻲ اﻟﻘﻮم آﺧﺮھﻢ ﺷﺮﺑﺎً ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺳﺎﻗﻲ اﻟﻘﻮم آﺧﺮھﻢ ﺷُﺮﺑﺎً " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﺤﺮم اﻟﺸﺮب ﻓﻲ أواﻧﻲ اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ ﺷﺮب ﻓﻲ إﻧﺎء ﻣﻦ ذھﺐ أو ﻓﻀﺔ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﯾُﺠﺮﺟﺮ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮫ ﻧﺎراً ﻣﻦ ﺟﮭﻨﻢ‬
‫" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﻀﻤﻀﺔ ﺑﻌﺪ ﺷُﺮب اﻟﻠﺒﻦ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺷ ﺮب ﻟﺒﻨ ﺎً ﻓﻤﻀ ﻤﺾ ‪،‬‬
‫وﻗﺎل ‪ :‬إن ﻟﮫ دﺳﻤﺎً " رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ ‪.‬‬

‫‪٣١٤‬‬
‫‪ .٧‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺴﺎﻗﻲ أن ﯾﺒﺪأ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺳﮭﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أُﺗﻰَ ﺑﺸﺮاب ﻓﺸﺮب ﻣﻨﮫ وﻋﻦ‬
‫ﯾﻤﯿﻨﮫ ﻏﻼم‪ ،‬وﻋﻦ ﯾﺴﺎره اﻷﺷﯿﺎخ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻠﻐﻼم ‪ :‬أﺗﺄذن ﻟﻲ أن أﻋﻄﻲ ھﺆﻻء ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﻐﻼم ‪ :‬واﷲ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻻ آﺛﺮت ﺑﻨﺼﯿـﺒﻲ‬
‫ﻣﻨﻚ أﺣﺪاً ‪ ،‬ﻓﺘﻠﮫ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﯾﺪه " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬

‫ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻣﺎ أﻣﺮ اﻟﺸﺎرع ﺑﻘﺘﻠﮫ ‪:‬‬

‫ﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻣﺎ أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﺘﻠ ﮫ وﺗﺤ ﺮﯾﻢ ﻣ ﺎ ﻧﮭ ﻰ ﻋ ﻦ ﻗﺘﻠ ﮫ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ أﻣ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﺘﻠﮫ ﺧﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﺪواب‪ ،‬وھﻦ ‪ :‬اﻟﻐﺮاب واﻟﺤﺪأة واﻟﻌﻘﺮب واﻟﻔﺄر واﻟﻜﻠﺐ اﻟﻌﻘﻮر‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺧﻤ ﺲ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺪواب ﻛﻠﮭﻦ ﻓﻮاﺳﻖ ﯾﻘﺘﻠﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ‪ :‬اﻟﻐﺮاب واﻟﺤﺪأة واﻟﻌﻘﺮب واﻟﻔﺄر واﻟﻜﻠﺐ اﻟﻌﻘﻮر " ‪ .‬وﻣﺎ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﺪواب ‪ :‬اﻟﻨﻤﻠﺔ‬
‫واﻟﻨﺤﻠﺔ واﻟﮭﺪھﺪ واﻟﺼﱡﺮَد ‪.‬‬
‫روى أﺑﻮ داود ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ أرﺑﻊ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪواب ‪ " :‬اﻟﻨﻤﻠ ﺔ واﻟﻨﺤﻠ ﺔ‬
‫واﻟﮭﺪھﺪ واﻟﺼﱡﺮَد " ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻧﺎﻗﺶ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ھﺬا اﻟﺮأي وﻧﻘﺪه ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬وﻗ ﺪ ﻗﯿ ﻞ إن ﻣ ﻦ أﺳ ﺒﺎب اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻘﺘ ﻞ اﻟﺸ ﻲء ﻛ ﺎﻟﺨﻤﺲ اﻟﻔﻮاﺳ ﻖ واﻟ ﻮزغ‬
‫وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪ ،‬واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﮫ ﻛﺎﻟﻨﻤﻠﺔ واﻟﻨﺤﻠﺔ واﻟﮭﺪھﺪ واﻟﺼﺮد واﻟﻀﻔﺪع وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺄت اﻟﺸﺎرع ﺑﻤﺎ ﯾُﻔﯿﺪ ﺗﺤﺮﯾﻢ أﻛﻞ ﻣ ﺎ أﻣ ﺮ‬
‫ﺑﻘﺘﻠﮫ أو ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻷﻣﺮ واﻟﻨﮭﻲ دﻟﯿﻠﯿﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻻ ﻣﻼزﻣ ﺔ ﻋﻘﻠﯿ ﺔ وﻻ ﻋُﺮْﻓﯿ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﻼ وﺟ ﮫ ﻟﺠﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ أﺻ ﻼً ﻣ ﻦ‬
‫أﺻﻮل اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ‪ ،‬ﺑﻞ إن ﻛﺎن اﻟﻤﺄﻣﻮر ﺑﻘﺘﻠﮫ أو اﻟﻤﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﮫ ﻣﻤﺎ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ ﻛﺎن ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﺑﺎﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﺎن‬
‫ﺣﻼﻻً ‪ ،‬ﻋﻤﻼً ﺑﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎ ﻣﻦ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﺤﻞ وﻗﯿﺎم اﻷدﻟﺔ اﻟﻜﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ" ‪ .‬وﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ھﻮ اﻟﻜﻼم اﻟﻮﺟﯿﮫ اﻟﺬي أﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫ﺑﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﻜﻮت ﻋﻨﮫ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﻜﺖ اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﮫ وﻟ ﻢ ﯾ ﺮد ﻧ ﺺ ﺑﺘﺤﺮﯾﻤ ﮫ ﻓﮭ ﻮ ﺣ ﻼل ﺗﺒﻌ ﺎً ﻟﻠﻘﺎﻋ ﺪة اﻟﻤﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‪ ،‬وھ ﻲ أن اﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﯿﺎء‬
‫اﻹﺑﺎﺣﺔ‪ ،‬وھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة أﺻﻞ ﻣﻦ أﺻﻮل اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻜﺜﯿﺮة ﺗﻘﺮرھﺎ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻗﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ھﻮ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺟﻤﯿﻌﺎً " ) اﻟﺒﻘﺮة ( ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ اﻟﺴﻤﻦ واﻟﺠﺒﻦ واﻟﻔﺮاء ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬اﻟﺤ ﻼل ﻣ ﺎ أﺣﻠ ﮫ اﷲ ﻓ ﻲ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﮫ‪ ،‬واﻟﺤﺮام ﻣﺎ ﺣﺮﻣﮫ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ‪ ،‬وﻣﺎ ﺳ ﻜﺖ ﻋﻨ ﮫ ﻓﮭ ﻮ ﻣﻤ ﺎ ﻋﻔ ﺎ ﻟﻜ ﻢ " أﺧﺮﺟ ﮫ اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻏﯿﺮھﻤ ﺎ وﺣﺴ ﻨﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٣١٩٠‬‬
‫‪ .٣‬وروى اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣﺴ ﻠﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ وﻗ ﺎص أن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬إن أﻋﻈ ﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺟُﺮﻣﺎً ‪ ،‬ﻣﻦ ﺳﺄل ﻋﻦ ﺷﻲء ﻟﻢ ﯾُﺤﺮﱠم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻓَﺤُﺮﱢم ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ"‬

‫اﻟﻠﺤﻮم اﻟﻤﺴﺘﻮردة ‪:‬‬

‫اﻟﻠﺤﻮم اﻟﻤﺴﺘﻮردة ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﯾﺤﻞ أﻛﻠﮭﺎ ﺑﺸﺮﻃﯿﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻮم اﻟﺘﻲ أﺣﻠﮭﺎ اﷲ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ذﻛﯿﺖ ذﻛﺎة ﺷﺮﻋﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺘﻮﻓﺮ ھﺬان اﻟﺸﺮﻃﺎن ﺑﺄن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻮم اﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ أو ﻛﺎﻧﺖ ذﻛﺎﺗﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﯿﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤ ﺎل ﺗﻜ ﻮن‬
‫ﻣﺤﻈﻮرة ﻻ ﯾﺤﻞ أﻛﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺴﻮر ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﺬﯾﻦ اﻟﺸﺮﻃﯿﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ وﻓﺮھﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ‪ ،‬وﻛﺜﯿ ﺮاً ﻣ ﺎ ﯾﻜ ﻮن‬
‫اﻟﻌﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻠﺤﻮم ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﯾُﻌﺮف ﺑﮭﺎ وﺑﺄﻧﻮاﻋﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻤﻜﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﮭﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت إذ اﻷﺻ ﻞ ﻓﯿ ﮫ ﻏﺎﻟﺒ ﺎً‬
‫اﻟﺼﺪق ‪.‬‬
‫ﻟﻮ أﺧﺒﺮ ﻓﺎﺳ ﻖ أو ﻛﺘ ﺎﺑﻲ أﻧ ﮫ ذﺑ ﺢ ھ ﺬه اﻟﺸ ﺎة ﻣ ﺜﻼً ﺣ ﻞ أﻛﻠﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﻣ ﻦ أھ ﻞ اﻟ ﺬﺑﺢ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ھ ﺆﻻء اﻟ ﺬﯾﻦ ﻟ ﻢ ﺗﺤ ﻞ ذﺑ ﺎﺋﺤﮭﻢ ذﺑ ﺎﺋﺢ‬
‫اﻟﻤﺠﻮس وذﺑﺎﺋﺢ اﻟﺸﻮﻋﯿﯿﻦ واﻟﺒﻮذﯾﯿﻦ واﻟﮭﻨﺪوس وﻣﻦ ﻟﯿﺴﻮا ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب‪.‬‬

‫إﺑﺎﺣﺔ أﻛﻞ ﻣﺎ ﺣُﺮﱢم ﻋﻨﺪ اﻻﺿﻄﺮار ‪:‬‬

‫وﻟﻠﻤﻀﻄﺮ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺘﺔ وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ وﻣﺎ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺆﻛ ﻞ وﻏﯿﺮھ ﺎ ﻣﻤ ﺎ ﺣﺮﻣ ﮫ اﷲ ‪ ،‬ﻣﺤﺎﻓﻈ ﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺤﯿﺎة وﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑﺎﻹﺑﺎﺣ ﺔ ھﻨ ﺎ وﺟ ﻮب اﻷﻛ ﻞ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "وﻻ ﺗﻘﺘﻠ ﻮا أﻧﻔﺴ ﻜﻢ إن اﷲ ﻛ ﺎن ﺑﻜ ﻢ‬
‫رﺣﯿﻤﺎً " ‪.‬‬

‫ﺣﺪ اﻻﺿﻄﺮار ‪:‬‬

‫وإﻧﻤﺎ ﯾﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻀﻄﺮاً إذا وﺻﻞ ﺑﮫ اﻟﺠﻮع إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﮭﻼك أو إﻟﻰ ﻣﺮض ﯾُﻔﻀﻲ ﺑﮫ إﻟﯿﮫ ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ " ﻓﻤﻦ‬
‫اﺿﻄﺮ ﻏﯿﺮ ﺑﺎغ وﻻ ﻋﺎد ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ إن اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ" )اﻟﺒﻘﺮة ‪( ١٧٣‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻏﯿﺮ ﺑﺎغ وﻻ ﻋﺎد ‪ :‬أي ﻣﺎ ﯾﺴﺪ رﻣﻘﮫ وﻻ ﯾﺘﺠﺎوز وﻻ ﯾﺰﯾﺪ ‪.‬‬

‫‪٣١٥‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم ‪" :‬ﺣﺪ اﻟﻀﺮورة أن ﯾﺒﻘﻰ ﯾﻮﻣﺎً وﻟﯿﻠﺔ ﻻ ﯾﺠﺪ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﻛﻞ أو ﯾﺸﺮب ‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﺸﻲ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻤﺆذي اﻟ ﺬي إن ﺗﻤ ﺎدى‬
‫ﺑﮫ أدى إﻟﻰ اﻟﻤﻮت أو ﻗﻄﻊ ﺑﮫ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻘﮫ وﺷﻐﻠﮫ ﺣﻞ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب ﻣﺎ ﯾﺪﻓﻊ ﺑﮫ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻤﻮت ﺑ ﺎﻟﺠﻮع أو اﻟﻌﻄ ﺶ ‪ ،‬أﻣ ﺎ‬
‫ﺗﺤﺪﯾﺪﻧﺎ ذﻟﻚ ﺑﺒﻘﺎء ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ ﺑﻼ أﻛﻞ ﻓﻠﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻮﺻﺎل ﯾﻮﻣﺎً وﻟﯿﻠﺔ ‪ -‬أي وﺻﻞ اﻟﺼﯿﺎم ‪، -‬وأﻣﺎ ﻗﻮﻟﻨﺎ إن‬
‫ﺧﺎف اﻟﻤﻮت ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻓﻸﻧﮫ ﻣﻀﻄﺮ" ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ ﯾﺮون أﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﺄﻛﻞ ﺷﯿﺌﺎً ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻠﮫ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺮم اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻤﺎ ﯾﺘﯿﺴﺮ ﻟﮫ وﻟﻮ ﻣﻦ ﻣﺎل ﻏﯿﺮه‪.‬‬

‫اﻟﻘَﺪْرُ اﻟﺬي ﯾﺆﺧﺬ ‪:‬‬

‫وﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﻀﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺘﺔ اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﯾﺤﻔﻆ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﯾﻘﯿﻢ أوده‪ ،‬وﻟﮫ أن ﯾﺘﺰود ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺘﮫ وﯾﺪﻓﻊ ﺿﺮورﺗﮫ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻀﻄﺮاً ﻣﻦ وُﺟِﺪَ ﺑﻤﻜﺎن ﺑﮫ ﻃﻌﺎم وﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﻠﻐﯿﺮ ‪:‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﯾﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻀﻄﺮاً إذا ﻟﻢ ﯾﺠﺪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﯾﺄﻛﻠﮫ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ﻟﻠﻐﯿﺮ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻀﻄﺮاً ووﺟﺪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﻤﻠﻮﻛ ﺎً ﻟﻠﻐﯿ ﺮ‬
‫ﻓﻠﮫ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻨﮫ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺄذن ﺻﺎﺣﺒﮫ ﺑﮫ وﻟﻢ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ اﻟﻀﻤﺎن‪.‬‬
‫ﻓ ﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭ ﻮر ﻣ ﻨﮭﻢ إﻟ ﻰ أﻧ ﮫ إن اﺿ ﻄﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺨﻤﺼ ﺔ وﻣﺎﻟ ﻚ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻏﯿ ﺮ ﺣﺎﺿ ﺮ ﻓﻠ ﮫ أن ﯾﺄﺧ ﺬ ﻣﻨ ﮫ وﯾﻀ ﻤﻦ ﻟ ﮫ ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻻﺿﻄﺮار ﻻ ﯾﺒﻄﻞ ﺣﻖ اﻟﻐﯿﺮ ) وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ( ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﻻ ﯾﻀﻤﻦ ﻷن اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮار ﻟﻮﺟﻮد اﻹذن ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع وﻻ ﯾﺠﺘﻤﻊ إذن وﺿﻤﺎن‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻄﻌﺎم ﻣﻮﺟﻮداً وﻣﻨﻌﮫ ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻓﻠﻠﻤﻀﻄﺮ أن ﯾﺄﺧﺬه ﺑﺎﻟﻘـﻮة ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ .‬وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ ‪ :‬ﯾﺠﻮز ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل‬
‫ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺎﻟﺴﻼح ﺑﻌﺪ اﻹﻧﺬار ﺑﺄن ﯾُﻌﻠﻤﮫ اﻟﻤﻀﻄﺮ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻀﻄﺮ وأﻧﮫ إن ﻟﻢ ﯾﻌﻄﮫ ﻗﺎﺗﻠ ﮫ ﻓ ﺈن ﻗﺘﻠ ﮫ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓﺪﻣ ﮫ ھ ﺪر ‪،‬‬
‫ﻟﻮﺟﻮب ﺑﺬل ﻃﻌﺎﻣﮫ ﻟﻠﻤﻀﻄﺮ‪ ،‬وإن ﻗﺘﻠﮫ اﻵﺧﺮ ﻓﻌﻠﯿﮫ اﻟﻘﺼﺎص ‪.‬‬

‫ھﻞ ﯾُﺒﺎح اﻟﺨﻤﺮ ﻟﻠﻌﻼج ؟‬

‫ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم ﯾﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﺨﻤﺮ ﻟﻠﻌﻼج ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻧﮭﺎھﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاوي ﺑﮭﺎ وﺣﺮﻣﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺪ روى‬
‫اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﻃﺎرق ﺑﻦ ﺳﻮﯾﺪ اﻟﺠﻌﻔﻲ أﻧﮫ ﺳﺄل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻨﮭﺎه‬
‫ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﻤﺎ أﺻﻨﻌﮭﺎ ﻟﻠﺪواء‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﺪواء‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ داء " ‪.‬‬

‫اﻟﺬﱠﻛﺎة اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺬﱠﻛﺎة ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻌﻨﺎھﺎ اﻟﺘﻄﯿﺐ ‪ ،‬وﻣﻨﮫ راﺋﺤﺔ ذﻛﯿﺔ ‪ :‬أي ﻃﯿﺒﺔ ‪ ،‬وﺳُﻤﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﺬﺑﺢ ﻷن اﻹﺑﺎﺣﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﺟﻌﻠﺘ ﮫ ﻃﯿﺒ ﺎً ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﺎ ھﻨﺎ ﺷﺮﻋﺎً ‪ :‬أي ذﺑﺢ ﻣﺎ ﯾُﺬﺑﺢ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮان اﻟﻤُﺒﺎح اﻷﻛﻞ وﻧﺤﺮ ﻣﺎ ﯾُﻨﺤﺮ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﺑﯿﺎن ﻣﺎ ﯾُﺬﺑﺢ وﻣﺎ ﯾُﻨﺤﺮ ‪ :‬اﻟﻐﻨﻢ ﻣﻦ ﺿﺄن وﻣﺎﻋﺰ‪ ،‬وﻛﺬا ﺳﺎﺋﺮ أﻧﻮاع اﻟﻄﯿ ﺮ ﻣ ﻦ دﺟ ﺎج وﻏﯿ ﺮه ﺗُ ﺬﺑﺢ وﻻ ﺗُﻨﺤ ﺮ ‪ .‬ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫وﻓﺪﯾﻨﺎه ﺑﺬﺑﺢ ﻋﻈﯿﻢ " ‪ -‬أي ﻛﺒﺶ ‪ ] -‬اﻟﺼﺎﻓﺎت [‪.‬‬
‫واﻟﺒﻘﺮ ﯾُﺬﺑﺢ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﷲ ﯾﺄﻣﺮﻛﻢ أن ﺗﺬﺑﺤﻮا ﺑﻘﺮة " ) اﻟﺒﻘﺮة ( وﯾﺠﻮز ﻧﺤﺮھﺎ‪ ،‬إذ ﺛﺒ ﺖ ﻧﺤﺮھ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻷن ﻟﮭﺎ ﻣﻮﺿﻌﯿﻦ ﻟﺘﺬﻛﯿﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻣﻮﺿﻊ ذﺑﺢ وﻣﻮﺿﻊ ﻧﺤﺮ ‪ .‬وأﻣﺎ اﻹﺑﻞ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗُﻨﺤﺮ وﻻ ﺗُﺬﺑﺢ‪ ،‬وﻗﺪ ﻧﺤ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻹﺑﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ اﻟﯿﺪ اﻟﯿُﺴﺮى‪ ،‬أﺧﺮﺟﺎه ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻨﱠﺤﺮ واﻟﺬﺑﺢ ‪:‬‬

‫اﻟﺬﺑﺢ ھﻮ ﻗﻄﻊ اﻟﺤﻠﻘﻮم واﻟﻤﺮيء واﻟﻮدﺟﯿﻦ ) ﻋﺮﻗﺎن ﻏﻠﯿﻈﺎن ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺛﻐﺮ اﻟﻨﺤﺮ( واﻟﻨﺤﺮ‪ :‬ھ ﻮ ﻃﻌ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﻟَﺒﱠﺘِﮭ ﺎ‪،‬‬
‫واﻟﻠَﺒﱠﺔ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﻼدة ﻣﻦ اﻟﻌُﻨﻖ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺬﱠﺑﺢ واﻟﻨﺤﺮ ‪:‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺬﺑﺢ ﻓﮭﻮ أن ﺗﻄﺮح اﻟﺸﺎة ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﮭ ﺎ اﻷﯾﺴ ﺮ ﺑﻌ ﺪ إﻋ ﺪاد آﻟ ﺔ اﻟ ﺬﺑﺢ اﻟﺤ ﺎدة‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻘ ﻮل اﻟ ﺬاﺑﺢ‪ :‬ﺑﺴ ﻢ اﷲ و اﷲ أﻛﺒ ﺮ ‪.‬‬
‫وﯾُﺠﮭﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ ﻓﯿﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻓﻮار واﺣﺪ ﺣﻠﻘﻮﻣﮭﺎ وﻣﺮﯾﺌﮭﺎ وودﺟﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻨﺤﺮ ﻓﮭﻮ أن ﯾﻌﻘﻞ اﻟﺒﻌﯿﺮ ﻣﻦ ﯾﺪه اﻟﯿُﺴﺮى ﻗﺎﺋﻤﺎً ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﯾﻄﻌﻨ ﮫ ﻧ ﺎﺣﺮه ﻓ ﻲ ﻟَﺒﱠﺘِ ﮫِ ﻗ ﺎﺋﻼً ‪ :‬ﺑﺴ ﻢ اﷲ واﷲ أﻛﺒ ﺮ‪ .‬وﯾﻮاﺻ ﻞ‬
‫ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻄﻌﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺰھﻖ روﺣﮫ‪ .‬ﻟﻘﻮل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ وﻗﺪ ﻣﺮ ﺑﺮﺟﻞ أﻧﺎخ ﻧﺎﻗﺘﮫ ﻟﻠﺬﺑﺢ "اﺑﻌﺜﮭﺎ ﻗﯿﺎﻣﺎً ﻣﻘﯿﺪة ﺳُﻨﺔ ﻣﺤﻤﺪ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪ .‬وأﻣﺎ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺬﺑﺢ ﻓﻠﻢ ﯾﺮد ﻓﻲ اﺳﺘﺤﺒﺎﺑﮫ ﺷﻲء‪.‬‬

‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺔ اﻟﺬﺑﺢ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﺗﻜﻮن آﻟﺔ اﻟﺬﺑﺢ ﺣﺎدة ﺗﻨﮭﺮ اﻟﺪم ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ" ﻣﺎ أﻧﮭﺮ اﻟﺪم وذُﻛﺮ ﻋﻠﯿﮫ اﺳﻢ اﷲ ﻓَﻜُﻞْ ﻟﯿﺲ اﻟﻌﻈﻢ واﻟﻈﻔﺮ" )‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ﻋﻦ ﺷﺪاد ﺑﻦ أوس أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬إن اﷲ ﻛﺘ ﺐ اﻹﺣﺴ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ ﺷ ﻲء‪ ،‬ﻓ ﺈذا‬
‫ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﻘِﺘﻠﺔ‪ ،‬وإذا ذﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮا اﻟﺬِﺑﺤﺔ‪ ،‬وﻟﯿُﺤﺪّ أﺣﺪﻛﻢ ﺷﻔﺮﺗﮫ وﻟﯿﺮح ذﺑﯿﺤﺘﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﺑﺄن ﯾﻘﻮل ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ واﷲ أﻛﺒﺮ ‪ ،‬أو ﺑﺴﻢ اﷲ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮا ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﯾُﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ " ) اﻷﻧﻌﺎم (‬
‫وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﺎ أﻧﮭﺮ اﻟﺪم ‪ ،‬وذُﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻜﻠﻮا " ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻗﻄﻊ اﻟﺤﻠﻘﻮم ﺗﺤﺖ اﻟﺠﻮزة ﻣﻊ ﻗﻄﻊ اﻟﻤﺮيء واﻟﻮدﺟﯿﻦ ﻓﻲ ﻓﻮارٍ واﺣﺪ ‪.‬‬

‫‪٣١٦‬‬
‫‪ .٤‬أھﻠﯿﺔ اﻟﻤﺬﻛﻲ ﺑﺄن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﺑﺎﻟﻐﺎً أو ﺻﺒﯿﺎً ﻣﻤﯿ ﺰاً ‪ ،‬وﻻ ﺑ ﺄس أن ﯾﻜ ﻮن اﻣ ﺮأة أو ﻛﺘﺎﺑﯿ ﺎً ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " وﻃﻌ ﺎم اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫أُوﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﻞُ ﻟﻜﻢ " ) اﻟﻤﺎﺋﺪة ( ‪ .‬وﻓُﺴﺮ ﻃﻌﺎﻣﮭﻢ ﺑﺬﺑﺎﺋﺤﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬إن ﺗﻌﺬر ذﺑﺢ أو ﻧﺤﺮ اﻟﺤﯿﻮان ﻟﺘﺮدﯾﮫ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ أو ﻟﺸﺮوده ﺟﺎز ﺗﺬﻛﯿﺘﮫ ﺑﺈﺻ ﺎﺑﺘﮫ ﻓ ﻲ أي ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ أﺟﺰاﺋ ﮫ ﺑﻤ ﺎ ﯾﻨﮭ ﺮ دﻣ ﮫ ) إﻣ ﺎ‬
‫ﺑﺴﮭﻢ أو ﺑﺮﺻﺎﺻﮫ ( ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﺪ ﻧَﺪﱠ ﺑﻌﯿﺮ ‪ -‬أي ﺷﺮد ‪ -‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻊ اﻟﻘﻮم ﺧﯿﻞ ﻓﺮﻣﺎه رﺟﻞ ﺑﺴﮭﻢ ﻓﺤﺒﺴﮫ ‪:‬‬
‫" إن ﻟﮭﺬه اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ أواﺑﺪ ﻛﺄواﺑﺪ اﻟﻮﺣﺶ ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻨﮭﺎ ھﺬا ﻓﺎﻓﻌﻠﻮا ﺑﮫ ھﻜﺬا " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬ﻓﻘﺎس أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌ ﺬرت‬
‫ذﻛﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﮫ أو ﻟﺒﺘﮫ‪ .‬ﻣﻌﻨﻰ ] أواﺑﺪ ‪ :‬ﺟﻤﻊ آﺑﺪة أي ﺗﻮﺣﺸﺖ [‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫ذﻛﺎة اﻟﺠﻨﯿﻦ ذﻛﺎة أﻣﮫ‪ ،‬وﯾﺤﺴﻦ أﻛﻠﮫ إذا ﺗﻢ ﺧﻠﻘﮫ وﻧﺒﺖ ﺷﻌﺮه‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ذﻟ ﻚ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪" :‬‬ ‫‪.١‬‬
‫ﻛﻠﻮه إن ﺷﺌﺘﻢ ﻓﺈن ذﻛﺎﺗﮫ ذﻛﺎة أﻣﮫ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻗﺪ ﺻﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. ( ٢٥٨٢‬‬
‫ﺗﺮك اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻧﺴﯿﺎﻧﺎً ﻻ ﯾﻀﺮ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺎة ﻟﻌﺪم ﻣﺆاﺧﺬة أﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﯿﺎن ﻟﺤﺪﯾﺚ " رُﻓﻊ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ‬ ‫‪.٢‬‬
‫واﻟﻨﺴﯿﺎن وﻣﺎ اﺳﺘﻜﺮھﻮا ﻋﻠﯿﮫ" اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﺑﺢ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻊ رأس اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ إﺳﺎءة ‪ ،‬وﺗﺆﻛﻞ اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ ﻣﻌﮭﺎ ﺑﻼ ﻛﺮاھﺔ ‪.‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫ﻟﻮ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﻤﺬﻛﻲ ﻓﻨﺤﺮ ﻣﺎ ﯾﺬﺑﺢ ‪ ،‬أو ذﺑﺢ ﻣﺎ ﯾﻨﺤﺮ أﻛﻠﺖ ﻣﻊ ﻛﺮاھﺔ ﻓﻌﻠﮫ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﺴﱡﻨّﺔ‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫اﻟﻤﺮﯾﻀﺔ واﻟﻤﻨﺨﻨﻘﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﻮﻗﻮذة ‪ ،‬واﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻨﻄﯿﺤﺔ ‪ ،‬وأﻛﯿﻠﺔ اﻟﺴﺒﻊ إذا أدرﻛﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﺴﺘﻘﺮة ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺰھﻖ روﺣﮭﺎ‬ ‫‪.٥‬‬
‫ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺬﺑﺢ ﻻ ﺑﺘﺄﺛﯿﺮ اﻟﻤ ﺮض وذﻛﯿ ﺖ ﺟ ﺎز أﻛﻠﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ) إﻻ ﻣ ﺎ ذﻛﯿ ﺘﻢ ( أي أدرﻛ ﺘﻢ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟ ﺮوح وأزھﻘﺘﻤ ﻮه ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ‬
‫اﻟﺘﺬﻛﯿﺔ ‪.‬‬
‫إذا رﻓﻊ اﻟﻤﺬﻛﻲ ﯾﺪه ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎم اﻟﺘﺬﻛﯿﺔ ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﻮراً وأﻛﻤﻞ اﻟﺬﻛﺎة ﻓﺈن ھ ﺬا ﺟ ﺎﺋﺰ ﻷﻧ ﮫ ﺟﺮﺣﮭ ﺎ ﺛ ﻢ ذﻛﺎھ ﺎ ﺑﻌ ﺪ وﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﺤﯿ ﺎة ﻓﮭ ﻲ‬ ‫‪.٦‬‬
‫داﺧﻠﮫ ﻓﯿﻘﻮﻟﮫ " إﻻ ﻣﺎ ذﻛﯿﺘﻢ " ‪.‬‬

‫اﻟﺼﯿﺪ‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ھﻮ اﻗﺘﻨﺎص اﻟﺤﯿﻮان اﻟﺤﻼل اﻟﺬي ﻻ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ﻣﺒﺎح‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وإذا ﺣﻠﻠﺘﻢ ﻓﺎﺻ ﻄﺎدوا " ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ‪ .‬وﯾﻜ ﻮن ﻣﺒﺎﺣ ﺎً إذا ﻗﺼ ﺪ ﺑ ﮫ اﻟﻄﻌ ﺎم‪ ،‬وأﻣ ﺎ إن ﻛ ﺎن ﻟﻺﻓﺴ ﺎد‬
‫وﺗﻌﺬﯾﺐ اﻟﺤﯿﻮان ﻓﻤﺤﺮم‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﺗﺘﺨﺬوا ﺷﯿﺌﺎً ﻓﯿﮫ اﻟﺮوح ﻏﺮﺿﺎً" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﻣﻌﻨﻰ ﻏﺮﺿﺎً ‪ :‬ھﺪﻓﺎً ﯾﺼﻮب إﻟﯿﮫ ‪.‬‬

‫أداﺗﮫ ‪:‬‬
‫اﻟﺴ ﻼح اﻟﺠ ﺎرح ‪ :‬ﯾﻜ ﻮن اﻟﺼ ﯿﺪ ﺑﺎﻟﺴ ﻼح اﻟﺠ ﺎرح ﻛﺎﻟﺮﻣ ﺎح واﻟﺴ ﯿﻮف واﻟﺮﺻ ﺎص ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا‬
‫ﻟﯿﺒﻠﻮﻧﻜﻢ اﷲ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﯿﺪ ﺗﻨﺎﻟﮫ أﯾﺪﯾﻜﻢ ورﻣﺎﺣﻜﻢ " ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة‪.‬‬

‫وﺷﺮوﻃﮫ ‪:‬‬
‫‪ (١‬أ‪ -‬أن ﯾﺨﺮق اﻟﺠﻠﺪ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إذا رﻣﯿﺖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮاض ﻓﺨﺮق ﻓﻜﻞ ‪ ،‬وإن أﺻﺎﺑﮫ ﺑﻌﺮﺿﮫ ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻞ ﻓﺈﻧﮫ وﻗﯿﺬ " رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴ ﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﻟﺬﻟﻚ إذا ﻛﺎﻧﺖ آﻟﺔ اﻟﺼﯿﺪ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪدة ﻛﺎﻟﻌﺼﺎ واﻟﺤﺠﺮ ﻓﻼ ﯾﺼﺢ أﻛﻞ ﻣﺎ ﺻﯿﺪ ﺑﮫ ﻷﻧﮫ ﻛﺎﻟﻤﻮﻗﻮذة ‪ ،‬اﻟﻠﮭﻢ إﻻ إذا أدرك ﻓﯿ ﮫ‬
‫اﻟﺮوح ﻓَﺬُﻛﻰ‪.‬‬
‫ب‪-‬أن ﯾﺬﻛﺮ اﻟﺼﺎﺋﺪ اﺳﻢ اﷲ ﻋﻨﺪ رﻣﻲ اﻟﺼﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪(٢‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن اﻟﺼ ﯿﺪ ﺑ ﺎﻟﺤﯿﻮان اﻟﺠ ﺎرح واﻟﻄﯿ ﺮ اﻟﺠ ﺎرح واﻟﻜﻠ ﺐ اﻟﻤُﻌَﻠﱠ ﻢ ‪ .‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺴ ﺄﻟﻮﻧﻚ ﻣ ﺎذا أﺣ ﻞ ﻟﮭ ﻢ ﻗ ﻞ أﺣ ﻞ ﻟﻜ ﻢ‬
‫اﻟﻄﯿﺒ ﺎت وﻣ ﺎ ﻋﻠّﻤ ﺘﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﻮارح ﻣﻜﻠﺒ ﯿﻦ ﺗﻌﻠﻤ ﻮﻧﮭﻦ ﻣﻤ ﺎ ﻋﻠﱠﻤﻜ ﻢ اﷲ" ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺎﺋ ﺪة‪،‬‬
‫وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﺎ ﺻﺪت ﺑﻘﻮﺳﻚ ﻓﺬﻛﺮت اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻜﻞ وﻣﺎ ﺻﺪت ﺑﻜﻠﺒﻚ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻓﺄدرﻛﺖ ذﻛﺎﺗﮫ ﻓﻜﻞ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫وﺷﺮوﻃﮫ ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﻠﱠﻤﺎً ﺑﺤﯿﺚ أذا أُﻣِﺮَ ﯾﺄﺗﻤﺮ وإذا زُﺟﺮ ﯾﻨﺰﺟﺮ ‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن ﯾﻤﺴﻚ ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ وﻻ ﯾﻤﺴﻚ ﻟﻨﻔﺴﮫ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻜﻠ ﻮا ﻣﻤ ﺎ أﻣﺴ ﻜﻦ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ" ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺎﺋ ﺪة‪ .‬وﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬إذا أرﺳ ﻠﺖ‬
‫ﻛﻼﺑﻚ اﻟﻤﻌﻠﱠﻤﺔ وذﻛﺮت اﺳﻢ اﷲ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻜﻞ ﻣﻤﺎ أﻣﺴﻜﻦ ﻋﻠﯿﻚ‪ ،‬وإن أﻛﻞ اﻟﻜﻠﺐ ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻞ ﻓﺈﻧﻲ أﺧﺎف أن ﯾﻜﻮن ﻣﻤﺎ أﻣﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬إذا أﺻﺒﺖ اﻟﺼﯿﺪ ﻓﻮﺟﺪﺗﮫ ﻣﯿﺘﺎً ﺑﻌﺪ ﻣﺪة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﻞ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺷﺮوط ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﺮدى أو ﻏﺮق ﻓﻲ ﻣ ﺎء ‪ :‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻋ ﻦ ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺳ ﺄﻟﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻋ ﻦ‬
‫اﻟﺼﯿﺪ ﻗﺎل ‪ :‬إذا رﻣﯿﺖ ﺳﮭﻤﻚ ﻓﺎذﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ‪ ،‬ﻓﺈن وﺟﺪﺗﮫ ﻗﺪ ﻗُﺘﻞ ﻓﻜﻞ إﻻ أن ﺗﺠﺪه ﻗ ﺪوﻗﻊ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎء ﻓﺈﻧ ﻚ ﻻ ﺗ ﺪري اﻟﻤ ﺎء ﻗﺘﻠ ﮫ أو‬
‫ﺳﮭﻤﻚ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻌﻠﻢ أن رﻣﯿﺘﮫ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻠﺘﮫ وﻟﯿﺲ ﺑﮫ أﺛﺮ ﻣﻦ رﻣﻲ ﻏﯿﺮه‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ﻗﺎل ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫‪ :‬إﻧﺎ ﻧﺮﻣﻲ اﻟﺼﯿﺪ ﻓﻨﻘﺘﻔﻲ أﺛﺮه اﻟﯿﻮﻣﯿﻦ واﻟﺜﻼﺛﺔ ﺛﻢ ﻧﺠﺪه ﻣﯿﺘﺎً وﻓﯿﮫ ﺳﮭﻤﮫ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺄﻛﻞ إن ﺷﺎء " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﻻ ﯾﻨﺘﻦ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إذا رﻣﯿﺖ ﺳﮭﻤﻚ ﻓﻐﺎب ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وأدرﻛﺘﮫ ﻓﻜﻠﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺘﻦ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪٣١٧‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻠﺒﺎس‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻧﻌﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻟﯿﺴﺘﺮوا ﻋﻮراﺗﮭﻢ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﯾ ﺎ ﺑﻨ ﻲ آدم ﻗ ﺪ أﻧﺰﻟﻨ ﺎ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ ﻟﺒﺎﺳ ﺎً ﯾ ﻮاري‬
‫ﺳﻮآﺗﻜﻢ ورﯾﺸﺎً وﻟﺒﺎس اﻟﺘﻘﻮى ذﻟﻚ ﺧﯿﺮ " ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﺒﺲ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺮ ﻋﻮرﺗﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ ﺑَﮭْﺰ ﺑﻦ ﺣﻜﯿﻢ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ﻗﺎل‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ ﻋﻮراﺗﻨ ﺎ ﻣ ﺎ‬
‫ﻧﺄﺗﻲ ﻣﻨﮭﺎ وﻣﺎ ﻧﺬر ؟ ﻗﺎل‪ :‬اﺣﻔﻆ ﻋﻮرﺗﻚ إﻻّ ﻣﻦ زوﺟﺘﻚ أو ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﯾﻤﯿﻨﻚ‪ ،‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻘﻮم ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻓﻲ ﺑﻌ ﺾ ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪ :‬إن‬
‫اﺳﺘﻄﻌﺖ أﻻ ﯾﺮاھﺎ أﺣﺪ ﻓﻼ ﯾﺮﯾﻨّﮭﺎ‪ ،‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻓﺈذا ﻛﺎن أﺣﺪﻧﺎ ﺧﺎﻟﯿﺎً ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺎﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ أﺣﻖ أن ﯾُﺴﺘﺤﯿﺎ ﻣﻨﮫ" رواه اﻷرﺑﻌﺔ إﻻ‬
‫اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٢٠١‬‬
‫‪ .٢‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﻠﺒﺲ اﻟﻘﻤﯿﺺ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن أﺣﺐ اﻟﺜﯿﺎب ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﻟﻘﻤﯿﺺ " رواه أﺑ ﻮ‬
‫داود ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ ،‬وﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﻤﯿﺺ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻛُﻢ إﻟﻰ اﻟﺮﺳﻎ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "ﻛﺎن ﻛُﻢ ﻗﻤﯿﺺ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺮﺳﻎ " رواه أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻘﻤﯿﺺ ﻣﺎ ﯾُﻌﺮف اﻟﯿﻮم ﺑﺎﻟﺠﻼﺑﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﺒﺲ اﻷﺑﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺜﯿﺎب ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﺒﺴﻮا ﻣﻦ ﺛﯿﺎﺑﻜﻢ اﻟﺒﯿﺎض ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﯿﺮ ﺛﯿﺎﺑﻜﻢ‪ ،‬وﻛﻔﱢﻨ ﻮا ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣﻮﺗ ﺎﻛﻢ " رواه أﺑ ﻮ‬
‫داود ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﺒﺲ اﻟﺴﺮاوﯾﻞ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﺗﺴﺮوﻟﻮا واﺋﺘﺰروا وﺧﺎﻟﻔﻮا أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب " رواه أﺣﻤﺪ ورﺟﺎﻟﮫ رﺟﺎل اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻘﻤﯿﺺ واﻹزار واﻟﺴﺮاوﯾﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺎﻗﯿﻦ ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺮرت ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻓﻲ إزاري اﺳﺘﺮﺧﺎء ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ارﻓ ﻊ إزارك ﻓﺮﻓﻌﺘ ﮫ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬زد ‪ ،‬ﻓ ﺰدت‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ زﻟ ﺖ أﺗﺤﺮاھ ﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮم‪ :‬إﻟﻰ أﯾﻦ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻟﻰ أﻧﺼﺎف اﻟﺴﺎﻗﯿﻦ" رواه ﻣﺴ ﻠﻢ وأﻣ ﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻓﯿ ﺮﺧﯿﻦ ذراﻋ ﺎً ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻣ ﻦ ﺟ ﺮ‬
‫ﺛﻮﺑﮫ ﺧﯿﻼء ﻟﻢ ﯾﻨﻈ ﺮ اﷲ إﻟﯿ ﮫ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ ﻓﻜﯿ ﻒ ﯾﺼ ﻨﻊ اﻟﻨﺴ ﺎء ﺑ ﺬﯾﻮﻟﮭﻦ ؟ ﻗ ﺎل‪ :‬ﯾ ﺮﺧﯿﻦ ﺷ ﺒﺮاً ‪ ،‬ﻗﺎﻟ ﺖ‪ :‬إذن‬
‫ﺗﻨﻜﺸﻒ أﻗﺪاﻣﮭﻦ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﯿﺮﺧﯿﻨﮫ ذراﻋﺎً ﻻ ﯾَ ﺰِدْن " رواه أﺑ ﻮ داود‪ ،‬وﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ‪ :‬ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣﺴ ﻦ ﺻ ﺤﯿﺢ‪ ،‬وﯾﺒ ﺪأ اﻟ ﺬراع ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺎﻗﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺴﺘﺤﺐ ﻟﺒﺲ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ ﻋﻤﺮو ﺑ ﻦ ﺣﺮﯾ ـﺚ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻛ ﺄﻧﻲ أﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫وﻋﻠﯿﮫ ﻋﻤﺎﻣﺔ ﺳﻮداء ﻗﺪ أرﺧﻰ ﻃﺮﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﻛﺘﻔﯿﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾُﺤﺮم اﻹﺳﺒﺎل ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﻨﻈﺮ اﷲ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﺮ إزاره ﺑﻄﺮاً " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬وﻓﻲ رواﯾ ﺔ ﻟ ﮫ " ﻣ ﺎ أﺳ ﻔﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻌﺒ ﯿﻦ ﻣ ﻦ‬
‫اﻹزار ﻓﻲ اﻟﻨﺎر " ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﯾُﺤﺮم ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ واﻟﺬھﺐ ﻟﻠﺬﻛﻮر‪ ،‬وﯾﺤﻞ ﻟﻺﻧﺎث ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أُﺣﻞﱠ اﻟﺬھﺐ واﻟﺤﺮﯾﺮ ﻟﻺﻧ ﺎث ﻣ ﻦ أﻣﺘ ﻲ‪ ،‬وﺣُ ﺮﱢم ﻋﻠ ﻰ ذﻛﻮرھ ﺎ "‬
‫رواه أﺣﻤﺪ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ .‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻻ ﺗﻠﺒﺴﻮا اﻟﺤﺮﯾﺮ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻟﺒﺴﮫ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ ﻟ ﻢ ﯾﻠﺒﺴ ﮫ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة " اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﯾﺤﺮم اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺮ واﻟﺪﯾﺒﺎج ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻋ ﻦ ﺣُﺬﯾﻔ ﺔ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﮭﺎﻧ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أن ﻧﺸ ﺮب ﻓ ﻲ آﻧﯿ ﺔ‬
‫اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀ ﺔ وأن ﻧﺄﻛ ﻞ ﻓﯿﮭ ﺎ‪ ،‬وﻋ ﻦ ﻟ ﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ واﻟ ﺪﯾﺒﺎج‪ ،‬وأن ﻧﺠﻠ ﺲ ﻋﻠﯿ ﮫ" وﻗ ﺎل ‪ " :‬ھ ﻮ ﻟﮭ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ ) أي ﻟﻠﻜﻔ ﺎر‬
‫واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ( وﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة " )أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري( ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﯾُﺸﺮع ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺴﺘﺮ ﺟﻤﯿﻊ ﺑﺪﻧﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﺟﮫ واﻟﻜﻔﯿﻦ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻗ ﻞ ﻷزواﺟ ﻚ وﺑﻨﺎﺗ ﻚ وﻧﺴ ﺎء‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﯾُﺪﻧﯿﻦ ﻋﻠﯿﮭﻦﱠ ﻣﻦ ﺟﻼﺑﯿﺒﮭﻦ‪ ،‬ذﻟﻚ أدﻧﻰ أن ﯾُﻌ ﺮﻓﻦ ﻓ ﻼ ﯾ ﺆذﯾﻦ وﻛ ﺎن اﷲ ﻏﻔ ﻮراً رﺣﯿﻤ ﺎً " ﺳ ﻮرة اﻷﺣ ﺰاب ‪ .‬وﻗﻀ ﯿﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺎب ﻗﻀﯿﺔ ﺗﺮاوح اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻌُﻠﻤﺎء ﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ وﺑﯿﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮب‪ ،‬وﺣﺘﻰ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﻔﻀ ﻞ ﻗ ﺎﻟﻮا‪:‬‬
‫إن اﻟﻤﺮأة إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﯿﻠﺔ ﺗﺨﺸﻰ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﺈن اﻟﻨﻘﺎب ﻓﻲ ﺣﻘﮭﺎ واﺟ ﺐ وﻟ ﯿﺲ ھﻨ ﺎك زﻣ ﺎن‬
‫أﺷﺪ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ زﻣﺎﻧﻨﺎ ‪.‬‬
‫‪ .١١‬ﯾَﺤْﺮُمُ ﺗﺸﺒﮫ اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬واﻟﻨﺴ ﺎء ﺑﺎﻟﺮﺟ ﺎل ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻟﻌ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ اﻟﺮﺟ ﻞ ﯾﻠ ﺒﺲ ﻟﺒﺴ ﺔ‬
‫اﻟﻤﺮأة ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة ﺗﻠﺒﺲ ﻟﺒﺴﺔ اﻟﺮﺟﻞ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺻﺤﯿﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﯾُﺤﺮﱠمُ ﻟﺒﺎس اﻟﺸﮭﺮة واﻟﻤﺒﺎھﺎة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮب ﺷﮭﺮة ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ أﻟﺒﺴﮫ اﷲ ﺛﻮب ﻣﺬﻟﺔ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ‬
‫وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪ ،‬ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫‪ .١٣‬أﻻ ﯾﺸﺒﮫ ﺛﯿﺎب اﻟﻜﻔﺎر اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺜﯿﺎب اﻟﻤﻌﺼﻔﺮة‪ ،‬وﺛﯿﺎب اﻟﺮھﺒﺎن ‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص ﻗ ﺎل ‪ " :‬رأى رﺳ ﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺛﻮﺑﯿﻦ ﻣﻌﺼﻔﺮﯾﻦ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إنﱠ ھﺬه ﻣﻦ ﺛﯿﺎب اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻼ ﯾﻠﺒﺴﮭﻤﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ رﻓﻌﮫ " إﯾ ﺎﻛﻢ وﻟﺒ ﻮس اﻟﺮھﺒ ﺎن ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﻣ ﻦ ﺗﺰﯾ ﺎ ﺑﮭ ﻢ أو ﺗﺸ ﺒﮫ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻣﻨ ﻲ " أﺧﺮﺟ ﮫ اﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻷوﺳﻂ ﺑﺴﻨﺪ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻛﺬا ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ) ‪. ( ٢٢٣ / ١٠‬‬
‫‪ .١٤‬ﯾَﺤْﺮُمُ وﺻﻞ اﻟﺸﻌﺮ ‪ ،‬وﻧﺘﻒ ﺷﻌﺮ اﻟﺤﻮاﺟﺐ ‪ ،‬وﺗﺮﻗﯿﻖ اﻷﺳﻨﺎن ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻟﻌ ﻦ اﷲ اﻟﻮاﺷ ﻤﺎت واﻟﻤﺴﺘﻮﺷ ﻤﺎت‪ ،‬واﻟﻨﺎﻣﺼ ﺎت‬
‫واﻟﻤﺘﻨﻤﺼﺎت‪ ،‬واﻟﻤﺘﻔﻠﺠﺎت ﻟﻠﺤﺴﻦ اﻟﻤﻐﯿﺮات ﺧﻠﻖ اﷲ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬اﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ ‪ :‬اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ أن ﯾﻔﻌﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﻮﺷﻢ ‪ .‬واﻟﻨﺎﻣﺼ ﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻒ ﺷﻌﺮ اﻟﺤﺎﺟﺐ ﻟﺘﺮﻗﻘ ﮫ‪ .‬واﻟﻤﺘﻨﻤﺼ ﺔ‪ :‬اﻟﻄﺎﻟﺒ ﺔ ﻟ ﺬﻟﻚ ‪ .‬واﻟﻤﺘﻔﻠﺠ ﺎت‪ :‬ﯾﻔ ﺮﻗﻦ ﺑ ﯿﻦ اﻟﺜﻨﺎﯾ ﺎ واﻟﺮﺑﺎﻋﯿ ﺎت ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﻨﺎن أو‬
‫اﻟﻼﺋﻲ ﯾﺮﻗﻘﻦ أﺳﻨﺎﻧﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﺒﺮد رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎل ‪.‬‬
‫‪ .١٥‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻠﺒﺎس ﻣﻊ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾ ﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨ ﺔ ﻣ ﻦ ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﮫ ﻣﺜﻘ ﺎل ذرة ﻣ ﻦ ﻛﺒ ﺮ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‬
‫رﺟﻞ ‪ :‬إن اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﺤﺐ أن ﯾﻜﻮن ﺛﻮﺑﮫ ﺣﺴﻨﺎً وﻧﻌﻠﮫ ﺣﺴﻨﺎً ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬إن اﷲ ﺟﻤﯿﻞ ﯾُﺤﺐ اﻟﺠﻤﺎل ‪ ،‬اﻟﻜﺒﺮ ﺑﻄﺮ اﻟﺤﻖ وﻏﻤﻂ اﻟﻨﺎس "‬
‫رواه ﻣﺴﻠﻢ‪ ] .‬ﺑﻄﺮ اﻟﺤﻖ‪ :‬أي ﻋﺪم ﻗﺒﻮﻟﮫ ‪.‬ﻏﻤﻂ اﻟﻨﺎس ‪ :‬ازدراؤھﻢ [ ‪.‬‬

‫‪٣١٨‬‬
‫‪ .١٦‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﺒﺲ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻔﻀﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل ﻓﻲ ﺧﻨﺼﺮ اﻟﯿﺪ اﻟﯿُﺴﺮى ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺎن ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ﻓﻲ ھﺬه‪ ،‬وأﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺨﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﯾﺪه اﻟﯿُﺴﺮى " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٧‬ﻻ ﯾﻤُﺸﻰ ﻓﻲ ﻧﻌﻞ واﺣﺪة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﻤﺶ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﻧﻌﻞ واﺣﺪ ‪ ،‬ﻟﯿﺤْﻔِﮭﻤﺎ أو ﻟﯿﻨﻌﻠﮭﻤﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٨‬ﯾﺒﺪأ اﻟﻠﺒﺎس ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ‪ ،‬وﯾﺨﻠﻊ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎل‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬إذا اﻧﺘﻌﻞ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﯿﺒﺪأ ﺑﺎﻟﯿُﻤﻨﻰ وإذا ﻧﺰع ﻓﻠﯿﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎل " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٩‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﻘﻮل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻠﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎً ﺟﺪﯾﺪاً " اﻟﻠﮭﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ أﻧﺖ ﻛﺴﻮﺗﻨﯿﮫ ‪ ،‬أﺳﺄﻟﻚ ﺧﯿﺮه وﺧﯿﺮ ﻣﺎ ﺻُﻨﻊ ﻟﮫ‪ ،‬وأﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ ﻣ ﻦ‬
‫ﺷﺮه وﺷﺮ ﻣﺎ ﺻُﻨﻊ ﻟﮫ" رواه أﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬
‫‪ .٢٠‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﻘﻮل ﻷﺧﯿﮫ إذا رآه ﻗ ﺪ ﻟ ﺒﺲ اﻟﺠﺪﯾ ﺪ " اﻟ ﺒﺲ ﺟﺪﯾ ﺪاً وﻋ ﺶ ﺣﻤﯿ ﺪاً وﻣُ ﺖ ﺷ ﮭﯿﺪاً " رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ ﺑﺴ ﻨﺪ‬
‫ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٢١‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ أن ﯾﻘﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﮫ " اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻛﺴﺎﻧﻲ ھﺬا اﻟﺜ ﻮب ورزﻗﻨﯿ ﮫ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺣ ﻮل ﻣﻨ ﻲ وﻻ ﻗ ﻮة " رواه‬
‫أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ واﻓﺘﺮاﺷﮫ إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل دون اﻟﻨﺴﺎء وأﺻﺤﺎب اﻷﻋﺬار ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎل ‪ " :‬أُھﺪﯾﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺣﻠ ﺔ ﺳ ﯿﺮاء ) أي ﺑﮭ ﺎ ﺳ ﯿﻮر وھ ﻲ ﺑ ﺮود ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ أو اﻟﻐﺎﻟ ﺐ ﻓﯿﮭ ﺎ‬
‫اﻟﺤﺮﯾﺮ ( ﻓﺒﻌﺚ ﺑﮭﺎ إﻟﻲّ ﻓﻠﺒﺴﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻌﺮﻓﺖ اﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ وﺟﮭﮫ ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻲ ﻟﻢ أﺑﻌ ﺚ ﺑﮭ ﺎ إﻟﯿ ﻚ ﻟﺘﻠﺒﺴ ﮭﺎ إﻧﻤ ﺎ ﺑﻌﺜ ﺖ ﺑﮭ ﺎ إﻟﯿ ﻚ ﻟﺘﺸ ﻘﮭﺎ‬
‫ﺧُﻤُﺮاً ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺴﺎء " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻋﻦ أﻧﺲ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺧﺺ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف واﻟﺰﺑﯿ ﺮ ﻓ ﻲ ﻟ ﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ ﻟﺤِﻜﱠ ﺔٍ ﻛﺎﻧ ﺖ ﺑﮭﻤ ﺎ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫‪٣١٩‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ‬
‫ﺣُﺮﻣﺔ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻤﺎﺛﯿﻞ ‪:‬‬
‫ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻤﺎﺛﯿﻞ وﻋﻦ ﺗﺼﻮﯾﺮ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ روح ﺳﻮاء أﻛﺎن إﻧﺴﺎﻧﺎً أم ﺣﯿﻮاﻧ ﺎً أم ﻃﯿ ﺮاً‪،‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ روح ﻓﯿﮫ ﻛﺎﻷﺷﺠﺎر واﻷزھﺎر وﻧﺤﻮھﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﺗﺼﻮﯾﺮه ‪.‬‬
‫‪ -١‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺻَﻮﱠر ﺻ ﻮرة ﻓ ﻲ اﻟ ﺪُﻧﯿﺎ ﻛُﻠﱢ ﻒَ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ أن ﯾ ﻨﻔﺦ ﻓﯿﮭ ﺎ‬
‫اﻟﺮوح وﻟﯿﺲ ﺑﻨﺎﻓﺦ " أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إنﱢ ﻣﻦ أﺷﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﺬاﺑﺎً ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺼﻮرون ھﺬه اﻟﺼﻮر " رواه اﻟﺒﺨﺎري‬
‫‪.‬‬
‫‪ -٣‬وروى ﻣﺴﻠﻢ أن رﺟﻼً ﺟﺎء اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﻘﺎل ‪ :‬إﻧﻲ أﺻﻮر ھﺬه اﻟﺼﻮر ﻓﺄﻓﺘﻦﱡ ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻟ ﮫ ‪ :‬ادن ﻣﻨ ﻲ‪ .‬ﻓ ﺪﻧﺎ ﻣﻨ ﮫ‪ .‬ﺛ ﻢ أﻋﺎدھ ﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﺪﻧﺎ ﻣﻨﮫ‪ .‬ﻓﻮﺿﻊ ﯾﺪه ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻧﺒﺌﻚ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ‪ ،‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﺼﻮر ﻓﻲ اﻟﻨﺎر‬
‫ﯾﺠﻌﻞ ﻟﮫ ﺑﻜﻞ ﺻﻮرة ﺻﻮرھﺎ ﻧﻔﺲ ﻓﺘﻌﺬﺑﮫ ﻓﻲ ﺟﮭﻨﻢ " وﻗﺎل ‪ :‬إن ﻛﻨﺖ ﻻﺑﺪ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﺎﺻﻨﻊ اﻟﺸﺠﺮ وﻣﺎ ﻻ ﻧﻔﺲ ﻟﮫ ‪.‬‬

‫إﺑﺎﺣﺔ ﺻﻮر ﻟﻌﺐ اﻷﻃﻔﺎل ‪:‬‬

‫وﯾُﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ھﺬا ﻟﻌﺐ اﻷﻃﻔﺎل ﻛﺎﻟﻌﺮاﺋﺲ وﻧﺤﻮھﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠـــــﻮز ﺻﻨﻌﮭﺎ وﺑﯿﻌﮭﺎ ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪم ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻏ ﺰوة ﺗﺒ ﻮك أو ﺧﯿﺒ ﺮ وﻓ ﻲ ﺳ ﮭﻮﺗﮭﺎ )ﻃ ﺎق ﯾﻮﺿ ﻊ ﻓﯿﮭ ﺎ( ﺳ ﺘﺮ‬
‫ﻓﮭﺒﺖ اﻟﺮﯾﺢ ﻓﻜﺸﻔﺘﮫ ﻋﻦ ﺑﻨﺎت ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﻟُﻌَﺐٍ‪ .‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎ ھﺬا ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺑﻨﺎﺗﻲ ورأى ﺑﯿﻨﮭﻦ ﻓﺮﺳﺎً ﻟﮫ ﺟﻨﺎﺣﺎن ﻣﻦ رﻗ ﺎع‪ .‬ﻓﻘ ﺎل‪:‬‬
‫ﻣﺎ ھﺬا اﻟﺬي أرى وﺳﻄﮭﻦ ؟ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻓﺮس‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬وﻣﺎ ھﺬا اﻟﺬي ﻋﻠﯿﮫ ؟ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﺟﻨﺎﺣﺎن‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﺮس ﻟﮭﺎ ﺟﻨﺎﺣﺎن ؟ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ أن‬
‫ﻟﺴﻠﯿﻤﺎن ﺧﯿﻼً ﻟﮭﺎ أﺟﻨﺤﺔ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻓﻀﺤﻚ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺪت ﻧﻮاﺟﺬه " رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮام )‪.(١٢٩‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ وﺿﻊ اﻟﺼﻮر ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ‪:‬‬

‫وﻛﻤﺎ ﯾُﺤﺮﱠمُ ﺻُﻨﻊ اﻟﺘﻤﺎﺛﯿﻞ واﻟﺼﻮر ﯾُﺤﺮﱠمُ اﻗﺘﻨﺎؤھﺎ ووﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﻟﻮاﺟ ﺐ ﻛﺴ ﺮھﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮرة‬
‫اﻟﺘﻤﺜﺎل ‪.‬‬
‫‪ .١‬روى اﻟﺒﺨﺎري أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺘﺮك ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﯿﮫ ﺗﺼﺎﻟﯿﺐ ) ﺻﻮر اﻟﺼﻠﯿﺐ ( إﻻ ﻧﻘﻀﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وروي أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﯿﺘﺎً ﻓﯿﮫ ﺗﻤﺎﺛﯿﻞ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل " أﺗﺎﻧﻲ ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻓﻘﺎل ﻟﻲ أﺗﯿﺘﻚ اﻟﺒﺎرﺣﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﻤﻨﻌﻨﻲ أن أدﺧﻞ إﻻ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺒﺎب ﺗﻤﺎﺛﯿﻞ وﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﻗﺮام ﺳﺘﺮ ﻓﯿﮫ ﺗﻤﺎﺛﯿﻞ‪ ،‬وﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﻛﻠﺐ‪ ،‬ﻓَﻤُﺮْ ﺑﺮأس اﻟﺘﻤﺜﺎل اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﯾﻘﻄﻊ ﻓﯿﺼﯿﺮ ﻛﮭﯿﺌﺔ‬
‫اﻟﺸﺠﺮة وﻣُﺮْ ﺑﺎﻟﺴﺘﺮ ﻓﻠﯿﻘﻄﻊ ﻓﯿﺠﻌﻞ ﻣﻨﮫ وﺳﺎدﺗﺎن ﺗﻮﻃﺄن وﻣُﺮْ ﺑﺎﻟﻜﻠﺐ ﻓﻠﯿﺨﺮج ‪ .‬رواه أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه ‪ ،‬وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮام ] ‪. [ ١٤٦‬‬

‫اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻻ ﻇﻞ ﻟﮭﺎ ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲّ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﻗ ﺪ ﺳ ﺘﺮت ﺳ ﮭﻮة )اﻟﻄ ﺎق‬
‫ﯾﻮﺿﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﻲء ( ﻟﻲ ﺑﻘﺮام )اﻟﺴﺘﺮ اﻟﺮﻗﯿﻖ( ﻓﯿﮫ ﺗﻤﺎﺛﯿﻞ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ رآه ھﺘﻜﮫ وﺗﻠﻮﱠن وﺟﮭﮫ وﻗﺎل ‪ " :‬ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﺷﺪُ اﻟﻨﺎس ﻋﺬاﺑﺎً ﯾﻮم‬
‫اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻀﺎھﻮن ﺑﺨﻠﻖ اﷲ " ‪ .‬ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻘﻄﻌﻨﺎه ﻓﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﮫ وﺳﺎدة أو وﺳﺎدﺗﯿﻦ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫روى ﺑﺴﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﯿﺪ ‪ ،‬ﻋﻦ زﯾﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﯿﺘﺎً‬
‫ﻓﯿﮫ اﻟﺼﻮر‪ .‬ﻗﺎل ﺑﺴﺮ ‪ :‬ﺛﻢ اﺷﺘﻜﻰ زﯾﺪ ﻓﻌﺪﻧﺎه ﻓﺈذا ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﮫ ﺳﺘﺮ ﻓﯿﮫ ﺻﻮر‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻌﺒﯿﺪ اﷲ‪ ،‬رﺑﯿﺐ ﻣﯿﻤﻮﻧﺔ زوج اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬أﻟﻢ ﯾﺨﺒﺮﻧﺎ زﯾﺪ ﻋﻦ اﻟﺼﻮر ﯾﻮم اﻷول ؟ ﻓﻘــــــــﺎل ﻋﺒﯿﺪ اﷲ‪ :‬أﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﮫ ﺣﯿﻦ ﻗﺎل ‪ :‬إﻻ رﻗْﻤﺎً ﻓﻲ ﺛﻮب ؟ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‬
‫وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ‪ :‬ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﺳﺘﺮ ﻓﯿﮫ ﺗﻤﺜﺎل ﻃﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺪاﺧﻞ إذا دﺧﻞ اﺳﺘﻘﺒﻠﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫‪ " :‬ﺣﻮﻟﻲ ھﺬا ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻲ ﻛﻠﻤﺎ دﺧﻠﺖ ﻓﺮأﯾﺘﮫ ذﻛﺮت اﻟﺪُﻧﯿﺎ " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷﺧﯿﺮ ) ﺣّﻮﻟﻲ ھﺬا ﻓﺈﻧﻲ ﻛﻠﻤﺎ دﺧﻠﺖ ﻓﺮأﯾﺘﮫ ذﻛﺮت اﻟﺪُﻧﯿﺎ ( ﻗﺎل اﻹﻣ ﺎم اﻟﻨ ﻮوي ‪ " :‬ھ ﺬا ﻣﺤﻤ ﻮل ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ‬
‫ﻛﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ اﺗﺨﺎذ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﺻﻮرة ﻓﻠﮭﺬا ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺪﺧﻞ وﯾﺮاه وﻻ ﯾُﻨﻜﺮه ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺮة اﻷﺧﯿﺮة" ‪.‬‬
‫وذھﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ أن ھﺬا ﻛﺎن ﻓﻲ آﺧﺮ اﻷﻣﺮ وﻟﯿﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ﻛﻤﺎ ذھﺐ اﻟﻨﻮوي وﻟﺬﻟﻚ ﯾﻘﻮل‪ ،‬اﻟﺸﯿﺦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺣﻔﻈﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮام ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ﻓﻲ ص‪ ١٠٧‬ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﺮﻗﻢ ‪١٣٦‬‬
‫‪" :‬وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﺛﺒﺎﺗﮫ اﻟﺒَﺘﱠﺔ‪ ،‬ﻓﻼﺑﺪ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻊ ) أي ﺑﯿﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ( وﻟﯿﺲ ھﻮ إﻻ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺪة ﺗﻘ ﺪﯾﻢ اﻟﺤ ﺎﻇﺮ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺒﯿﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎرض واﻟﺠﮭﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ " ‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ‪ :‬أن ﻛﻞ اﻟﺼﻮر ﺣﺮام‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻇﻞ أم ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﺎ ﻇﻞ وﯾُﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻌﺐ اﻷﻃﻔﺎل وﻣﺎ ﻛﺎن رﻗﻤﺎً ﻓ ﻲ ﺛ ﻮب‬
‫وﻣﺎ ﯾﻤﺘﮭﻦ وﺻﻮر اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ وﺻﻮر اﻟﻤﺠﺮﻣﯿﻦ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﯿﮭﻢ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ اﺿﻄﺮ إﻟﯿﮫ اﻹﻧﺴﺎن ‪.‬‬

‫‪٣٢٠‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ وھﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ اﻟﻤﺤﻤﻮدة وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ أو ﻣﺒﺎﺣﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻨﯿﺔ واﻟﻘﺼﺪ‪ .‬وﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻌ ﺪو ) أي‬
‫اﻟﺠﺮي ( ﺑﯿﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻛﻤﺎ ﺗﻜ ﻮن ﺑﺎﻟﺴ ﮭﺎم واﻷﺳ ﻠﺤﺔ وﺑﺎﻟﺨﯿ ﻞ واﻟﺒﻐ ﺎل واﻟﺤﻤﯿ ﺮ‪ .‬ﻓﻔ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌ ﺪو ﺑ ﯿﻦ اﻷﺷ ﺨﺎص ﺛﺒ ﺖ أن‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ " ﺳﺎﺑﻘﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺴﺒﻘﺘﮫ ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﻠﺤ ﻢ ﺳ ﺎﺑﻘﺘﮫ ﻓﺴ ﺒﻘﻨﻲ‪ .‬ﻗ ﺎل‪ :‬ھ ﺬه ﺑﺘﻠ ﻚ"‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪.‬‬
‫واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﮭﺎم واﻟﺮﻣﺎح وﻛﻞ ﺳﻼح ﯾُﻤﻜﻦ أن ﯾُﺮﻣﻰ ﺑﮫ ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وأﻋﺪوا ﻟﮭﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮة وﻣﻦ رﺑﺎط اﻟﺨﯿﻞ "‬
‫اﻵﯾﺔ ) اﻷﻧﻔﺎل ( ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﯾﻘﺮأ ‪ " :‬وأﻋﺪﱡوا ﻟﮭﻢ ﻣﺎاﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗ ﻮة ‪.‬‬
‫أﻻ إن اﻟﻘﻮة اﻟﺮﻣﻲ‪ .‬أﻻ إن اﻟﻘﻮة اﻟﺮﻣﻲ‪ .‬أﻻ إن اﻟﻘﻮة اﻟﺮﻣﻲ" رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻋﻠﯿﻜﻢ ﺑ ﺎﻟﺮﻣﻲ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻣ ﻦ ﺧﯿ ﺮ ﻟﮭ ﻮﻛﻢ " رواه اﻟﺒ ﺰار واﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٣٩٤٥‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻛﻞ ﻟﮭﻮ ﺑﺎﻃﻞ‪ ،‬ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻠﮭﻮ ﻣﺤﻤﻮد إﻻ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺄدﯾــــﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺮﺳﮫ‪ ،‬وﻣﻼﻋﺒﺘﮫ أھﻠﮫ ‪ ،‬ورﻣﯿﮫ‬
‫ﺑﻘﻮﺳﮫ وﻧﺒﻠﮫ ﻓﺈﻧﮭﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل )‪.( ٣٠٤٠‬‬
‫وﯾَﺤْﺮُمُ أﺛﻨﺎء اﻟﺮﻣﻲ أن ﯾُﺘﺨﺬَ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ اﻟﺮوح ﻏﺮﺿﺎً ﻓﻘﺪ رأى ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﺗﺨﺬوا دﺟﺎﺟﺔ ھﺪﻓﺎً ﻟﮭﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪ " :‬إن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﻦ ﻣﻦ اﺗﺨﺬ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﯿﮫ اﻟﺮوح ﻏﺮﺿﺎً " واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﺛﺒﺘﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪-:‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ ":‬ﻻ ﺳ ﺒﻖ إﻻ ﻓ ﻲ ﺧ ﻒ أو ﻧﺼ ﻞ أو ﺣ ﺎﻓﺮ " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ‬
‫ﺎﻧﻲ‬ ‫ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ‬ ‫ﺮه وﺻ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٧٣٧٤‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬اﻟﺨﻒ ‪ :‬اﻟﻤﺮاد ﺑﮫ اﻹﺑﻞ ‪.‬‬
‫اﻟﻨﺼﻞ ‪ :‬اﻟﺴﮭﻢ ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻓﺮ ‪ :‬اﻟﻤﺮاد ﺑﮫ اﻟﺨﯿﻞ ‪.‬‬

‫ﺟﻮاز اﻟﻤﺮاھﻨﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ دون رھﺎن ﺟﺎﺋﺰة ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻤﺴُﺎﺑﻘﺔ ﺑﺮھﺎن ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺠﻮز ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺠﻮز أﺧﺬ اﻟﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ أو ﻣﻦ ﻏﯿﺮه‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻘﻮل ﻟﻠﻤﺘﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ‪ :‬ﻣﻦ ﺳﺒﻖ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻠﮫ ھﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ‪.‬‬
‫) أي ﻣﻜﺎﻓﺄة ( ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أو ﯾﺨﺮج أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ﻣﺎﻻً ﻓﯿﻘﻮل ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ ‪ :‬إن ﺳﺒﻘﺘﻨﻲ ﻓﮭﻮ ﻟﻚ‪ .‬وإن ﺳﺒﻘﺘﻚ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﻚ ﻋﻠﻲّ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻲ ﻋﻠﯿﻚ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬إن ﻛﺎن اﻟﻤﺎل ﻣﻦ اﻻﺛﻨﯿﻦ اﻟﻤﺘﺴﺎﺑﻘﯿﻦ أو ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎﺑﻘﯿﻦ وﻣﻌﮭﻢ ﻣﺤﻠﱢﻞ ﯾﺄﺧﺬ ھﺬا اﻟﻤﺎل إن ﺳَـﺒﻖ‪ ،‬وﻻ ﯾﻐﺮم إن ﺳُﺒﻖ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﺒّﻖَ ﺑﺎﻟﺨﯿﻞ أو ﺳﺒﻖ وراھﻦ " وﻓﻲ ﻟﻔ ﻆ " ﺳ ﺒّﻖ ﺑ ﯿﻦ اﻟﺨﯿ ﻞ وأﻋﻄ ﻰ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ"‬
‫رواھﻤﺎ أﺣﻤﺪ وﻗﻮى اﻟﺤﺎﻓﻆ إﺳﻨﺎدھﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺮم ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺮھﺎن ‪:‬‬

‫وﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺮھﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إن ﺳﺒﻖ ﻓﻠﮫ اﻟﺮھﺎن وإن ﺳُﺒﻖ ﻓﯿﻐﺮم ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ ﻣﺜﻠﮫ‪ ،‬ﻷن ھﺬا‬
‫ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻘﻤﺎر اﻟﻤﺤﺮم‪.‬‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﻟﺨﯿﻞ ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬ﻓﺮس ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ وﻓﺮس ﻟﻺﻧﺴﺎن وﻓﺮس ﻟﻠﺸﯿﻄﺎن ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎ ﻓﺮس اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﻓﺎﻟ ﺬي‬
‫ﯾﺮﺗﺒﻂ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻔﮫ وروﺛﮫ وﺑﻮﻟﮫ ﻓﻲ ﻣﯿﺰاﻧﮫ ‪ ،‬وأﻣﺎ ﻓﺮس اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ :‬ﻓﺎﻟﺬي ﯾﻘﺎﻣﺮ أو ﯾﺮاھﻦ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ ،‬وأﻣ ﺎ ﻓ ﺮس اﻹﻧﺴ ﺎن‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﺬي ﯾﺮﺗﺒﻄﮫ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻠﺘﻤﺲ ﺑﻄﻨﮭﺎ ) أي اﻟﻨﺘﺎج ( ﻓﮭﻲ ﺳﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘ ﺮ ‪ .‬أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻨﺪه ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد وﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. (٣٣٤٥‬‬

‫ﻻ ﺟَﻠَﺐ وﻻ ﺟَﻨَﺐ ﻓﻲ اﻟﺮّھﺎن ‪:‬‬

‫روى أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺟَﻠَ ﺐ وﻻ ﺟَﻨَ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺮّھ ﺎن "‬
‫أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٧٣٦٠‬‬
‫اﻟﺠﻠﺐ ‪ :‬ھﻮ أن ﯾﺘﺒﻊ ﻓﺮﺳﮫ ﺑﻤﻦ ﯾﺤﺜﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺠﺮي ‪.‬‬
‫واﻟﺠﻨﺐ‪ :‬ھﻮ أن ﯾﺠﻨﺐ ﻓﺮﺳﺎً إﻟﻰ ﻓﺮﺳﮫ إذا ﻓﺘﺮت ﺗﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﺠﻨﻮب ﻓﺴﺒﻖ ﺑﮫ ﻷﻧﮫ أﻗﻞ ﻋﯿﺎءً ﻣﻦ اﻟﺬي ﯾﺮﻛﺐ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﺣُﺮﻣﺔ إﯾﺬاء اﻟﺤﯿﻮان ‪:‬‬

‫وﯾُﺤﺮّم إﯾﺬاء اﻟﺤﯿﻮان وﺗﺤﻤﯿﻠﮫ ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﮫ ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻟﺤﯿﻮان ﺣﻠﻮﺑﺎً وﻟﮫ وﻟﺪ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز اﻷﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﻻ‬
‫ﯾﻀﺮ وﻟﺪه‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﺿﺮر وﻻ ﺿﺮار ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻻ ﻟﺤﯿﻮان وﻻ ﻹﻧﺴﺎن‪.‬‬

‫وَﺳْﻢ اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ وﺧﺼﺎؤھﺎ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز وﺳﻢ اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ ﻓﻲ أي ﺟﺰء ﻣﻦ ﺑﺪﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻮﺟﮫ ‪.‬‬

‫‪٣٢١‬‬
 ‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻀﺮب ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ وﻋﻦ اﻟﻮﺳﻢ ﻓﯿﮫ " ‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺳﺘﻨﺒﻂ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﮭﻲ ﺣﺮﻣﺔ ﺿﺮب اﻟﻮﺟﮫ ووﺳﻤﮫ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ ﺗﻔﺮﻗ ﺔ ﺑ ﯿﻦ إﻧﺴ ﺎن وﺣﯿ ﻮان‪ .‬ﻷن اﻟﻮﺟ ﮫ أﻛﺮﻣ ﮫ اﷲ وھ ﻮ‬
‫ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ وﺳﻢ ﻏﯿﺮ ا ﻟﻮﺟﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﻮان ﻓﮭﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻷﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﯿﺴﻢ ) آﻟﺔ اﻟﻜﻲ ( إﺑﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ ‪ .‬ﻛﻤﺎ رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ ﺑﻜﺮاھﺘﮫ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﺬﯾﺐ وﻣُﺜﻠﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻧﮭﻰ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وﯾُﺮد ﻋﻠﻰ ﻛﻼم أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ :‬أن ھﺬا‬
‫ﻋﺎم ﻣﺨﺼﻮص‪ .‬وأن اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬أي أن اﻟﺘﻌﺬﯾﺐ واﻟﻤـُﺜﻠﺔ ﺣﺮام ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫وﺳﻢ اﻟﺤﯿﻮان ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻮز‪ .‬أﻣﺎ ﺧﺼﺎء اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ‪ :‬ﻓﺮﺧﺺ ﻓﯿﮫ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ إذا ﻗﺼﺪ ﺑﮫ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ إﻣﺎ ﻟﺴﻤﻦ أو ﻟﻐﯿﺮه‪.‬‬
‫وﺧﺼﻰ ﻋﺮوة ﺑﻦ اﻟﺰﺑﯿﺮ ﺑﻐﻼً ﻟﮫ ‪ ،‬ورﺧﺺ ﻓﻲ ﺧﺼﺎء اﻟﺨﯿﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ‪ .‬ورﺧﺺ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺼﺎء ذﻛﻮر اﻟﻐﻨﻢ‪.‬‬

‫ﺧﺼﺎء اﻵدﻣﻲ ‪:‬‬

‫وھﺬا ﺑﺨﻼف اﻵدﻣﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷﻧﮫ ﻣُﺜْﻠَﺔٌ وﺗﻐﯿﯿﺮ ﻟﺨﻠﻖ اﷲ وﻗﻄﻊ اﻟﻨﺴﻞ ورﺑﻤﺎ أﻓﻀﻰ إﻟﻰ اﻟﮭﻼك‪.‬‬

‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ ﻏﺮﺿﺎً ] أي ھﺪﻓﺎً [ ‪:‬‬

‫دﺧﻞ أﻧﯿﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ دار اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ أﯾﻮب ﻓﺈذا ﻗﻮم ﻗﺪ ﻧﺼ ﺒﻮا دﺟﺎﺟ ﺔ ﯾﺮﻣﻮﻧﮭ ﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻟﮭ ﻢ ‪ " :‬ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﺗُﺼْﺒَﺮ ‪ ،‬اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ" رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﺻﺒْﺮ اﻟﺒﮭﺎﺋﻢ ‪ :‬أي ﺣﺒﺴﮭﺎ وھﻲ ﺣﯿﺔ ﺛﻢ ﺗُﺮﻣﻰ ﺣﺘﻰ ﺗُﻘﺘﻞ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﯾُﻘﺘﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟ ﺪواب ﺻ ﺒﺮاً " رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‪ .‬وﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس أن‬
‫اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﺗﺘﺨﺬوا ﺷﯿﺌﺎً ﻓﯿﮫ اﻟﺮوح ﻏﺮﺿﺎً " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﺬﯾﺐ ﻟﻠﺤﯿﻮان وإﺗﻼف ﻟﻨﻔﺴﮫ وﺗﻀﯿﯿﻊ ﻟﻤﺎﻟﯿﺘﮫ وﺗﻔﻮﯾﺖ ﻟﺬﻛﺎﺗﮫ إن ﻛﺎن ﻣُﺬَﻛﱠﻰ وﻟﻤﻨﻔﻌﺘﮫ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣُﺬَﻛﱠﻰ‪.‬‬

‫اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺸﻄﺮﻧﺞ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ‪ " :‬ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻤﮫ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ وﻻ ﺣﺴﻦ " ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﺣُﻜﻤﮫ ‪ ،‬ﻓﻤﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﱠﻣﮫ ﻛﺄﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ ‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ أﺑﺎﺣﮫ ﺑﺸﺮوط وﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﻻ ﯾﺸﻐﻠﻚ ﻋﻦ واﺟﺐ دﯾﻨﻲ وﻓﻲ ﻃﻠﯿﻌﺔ ذﻟﻚ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﻻ ﯾﺨﺎﻟﻄﮫ ﻗﻤﺎر ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﻻ ﯾﺼﺪر أﺛﻨﺎء اﻟﻠﻌﺐ ﻣﺎ ﯾﺨﺎﻟﻒ ﺷﺮع اﷲ ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﺑﻌﺾ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﯾُﻜﺮه وﻻ ﯾُﺤَﺮّمُ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﻟﻌﺒ ﮫ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﻣ ﻦ ﻻ ﯾُﺤﺼ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺎﺑﻌﯿﻦ‪ .‬واﺣ ﺘﺞ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا‬
‫ﺑﺈﺑﺎﺣﺘﮫ ﺑﺸﺮوط ﺑﺄن اﻷﺻﻞ اﻹﺑﺎﺣﺔ وﻟﻢ ﯾﺮد ﺑﺘﺤﺮﯾﻤﮭﺎ ﻧﺺ وﻻ ھﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺑﺎﺣ ﺔ‪ ،‬وﻗ ﻮل اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫أﺑﺎﺣﻮه ﺑﺸﺮوط ھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي‪.‬‬

‫اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﱠﺮد ‪ ) :‬اﻟﻄﺎوﻟﺔ أو اﻟﺪوﻣﻨﺔ (‬

‫ذھﺐ ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﱠﺮد واﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺤُﺮﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬روى ﺑﺮﯾﺪة ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﱠﺮدﺷﯿﺮ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺻﺒﻎ ﯾﺪه ﻓﻲ ﻟﺤﻢ ﺧﻨﺰﯾﺮ ودﻣ ﮫ " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺮد ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ" أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻣﺎﻟﻚ واﺑ ﻦ‬
‫ﻣﺎﺟﮫ وأﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٦٤٠٥‬‬
‫وﻛﺎن ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﯿﺮ إذا ﻣﺮ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺮدﺷﯿﺮ ﻟﻢ ﯾُﺴﻠﱢﻢ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪.‬‬

‫‪٣٢٢‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻄﺐ‬
‫أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺮﯾﺾ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾُﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﺼﺒﺮ وﯾﺤﺘﺴﺐ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺮض ﯾُﻜﻔﱢﺮاﻟﺨﻄﺎﯾﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣ ﺎ ﯾﺼ ﯿﺐ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻧﺼ ﺐ وﻻ وﺻ ﺐ وﻻ ھ ﻢ وﻻ‬
‫ﺣَﺰَن وﻻ أذى وﻻ ﻏﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﯾُﺸﺎﻛﮭﺎ إﻻ ﻛﻔﺮ اﷲ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﯾﺎه " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﺠﺐ ﻋﯿﺎدة اﻟﻤﺮﯾﺾ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أﻃﻌﻤﻮا اﻟﺠﺎﺋﻊ وﻋﻮدوا اﻟﻤﺮﯾﺾ وﻓﻜﻮا اﻟﻌﺎﻧﻲ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﻨﮭﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻋﻦ ﺗﻤﻨﻲ اﻟﻤﻮت ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻠﯿﻘﻞ " اﻟﻠﮭﻢ أﺣﯿﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﯿﺎة ﺧﯿﺮاً ﻟﻲ ‪ ،‬وﺗﻮﻓﻨﻲ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎة‬
‫ﺧﯿﺮاً ﻟﻲ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾُﺒﺎح ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﻘﻮل ‪ :‬إﻧﻲ وﺟﻊ ‪ " .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ﻗ ﺎل ‪ :‬دﺧﻠ ﺖ ﯾﻮﻣ ﺎً ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وھ ﻮ‬
‫ﯾﻮﻋﻚ ﻓﻤﺴﺴﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ إﻧﻚ ﻟﺘﻮﻋﻚ وﻋﻜﺎً ﺷﺪﯾﺪاً‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬أﺟﻞ ﻛﻤﺎ ﯾﻮﻋﻚ رﺟﻼن ﻣﻨﻜﻢ ‪ " ...‬رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎم اﻟﺪواء واﻟﺘﺪاوي ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﯾُﺒﺎح اﻟﺘﺪاوي ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ أُﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺷﺮﯾﻚ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎﻟﺖ اﻷﻋﺮاب ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻧﺘ ﺪاوى ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ﯾ ﺎ ﻋﺒ ﺎد اﷲ ﺗ ﺪاووا‬
‫ﻓﺈن اﷲ ﻟﻢ ﯾﻀﻊ داءً إﻻ وﺿﻊ ﻟﮫ ﺷﻔﺎء ‪ ،‬إﻻ داءً واﺣﺪاً ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ وﻣﺎ ھﻮ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﮭ ﺮم‪ .‬أﺧﺮﺟ ﮫ اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻏﯿ ﺮه‬
‫وﺻﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. ( ٥٦٢٨‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺠﻮز ﺗﺮك اﻟﺪواء ‪ ،‬واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮض ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس أن اﻣ ﺮأة ﺳ ﻮداء أﺗ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ‬
‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻲ أُﺻﺮع‪ ،‬وإﻧﻲ أﺗﻜﺸﻒ ﻓﺎدع اﷲ ﻟﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬إن ﺷﺌﺖ ﺻﺒﺮت وﻟﻚ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وإن ﺷﺌﺖ دﻋﻮت اﷲ أن ﯾﻌﺎﻓﯿﻚ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪:‬‬
‫أﺻﺒﺮ ‪ ،‬وﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬إﻧﻲ أﺗﻜﺸﻒ ﻓﺎدع اﷲ أن ﻻ أﺗﻜﺸﻒ ﻓﺪﻋﺎ ﻟﮭﺎ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﺤﺮﱠم اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﻤﺤﺮﻣﺎت‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إن اﷲ أﻧﺰل اﻟﺪاء واﻟﺪواء ‪ ،‬وﺟﻌﻞ ﻟﻜ ﻞ داء دواء ﻓﺘ ﺪاووا ‪ ،‬وﻻ ﺗﺘ ﺪاووا ﺑﺤ ﺮام " رواه‬
‫أﺑﻮ داود ‪ ،‬ورواﺗﮫ ﺛﻘﺎت‪ ،‬وﻗﺎل ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ‪:‬وھﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻮاھﺪه ﺑﺮﻗﻢ ) ‪. ( ٥٦٢٦‬‬
‫‪ .٤‬ﯾُﺒﺎح اﻟﺘﺪاوي ﺑﺄﺑﻮال اﻹﺑﻞ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻗﺎل أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬ﻗﺪم أﻧﺎس ﻣﻦ ﻋُﻜﻞٍ أو ﻋُﺮﯾﻨﺔ )ﻗﺒﯿﻠﺘ ﺎن( ﻓ ﺎﺟﺘﻮوا اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ) أي‬
‫أﺻﺎﺑـــــﮭﻢ داء اﻟﺒﻄﻦ ( ﻓﺄﻣﺮھﻢ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻠِﻘﺎح )ﺟﻤﻊ ﻟِﻘﺤﺔ وھﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻠﺒﻮن ( وأن ﯾﺸﺮﺑﻮا ﻣﻦ أﺑﻮاﻟﮭ ﺎ‬
‫وأﻟﺒﺎﻧﮭﺎ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺸﯿﺨﺎن‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾُﺒﺎح اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﻜﻲ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻌﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ أُﺑﻲّ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻃﺒﯿﺒﺎً ﻓﻘﻄ ﻊ ﻣﻨ ﮫ ﻋﺮﻗ ﺎً ﺛ ﻢ‬
‫ﻛﻮاه " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،‬واﻷﻓﻀﻞ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﮫ ﻗﺪر اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﺸﻔﺎء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ‪ :‬ﻓﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣِﺤﺠَﻢٍ أو ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ أو‬
‫ﻛﯿﺔ ﺑﻨﺎر ‪ ،‬وأﻧﮭﻰ أﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺸﺮع اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺤﺘﺠﻢ ﻓﻲ اﻷﺧﺪﻋﯿﻦ واﻟﻜﺎھﻞ" رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ‬
‫‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪ ( ٤٨٠٣‬واﻷﺧﺪﻋﺎن ‪ :‬ھﻤﺎ ﻋﺮﻗ ﺎن ﻓ ﻲ ﺟ ﺎﻧﺒﻲ ا ﻟﻌﻨ ﻖ‪ .‬واﻟﻜﺎھ ﻞ ‪ :‬ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ ا ﻟﻜﺘﻔ ﯿﻦ )‬
‫أﻋﻠﻰ اﻟﻈﮭﺮ( ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾُﺸﺮع اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺮﱡﻗﻰ اﻟﺘﻲ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮭﺎ ﺷﺮك ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻠﻨﺎ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪:‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺮى ﻓﻲ ذﻟﻚ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻋﺮﺿﻮا ﻋﻠﻲ رﻗﺎﻛﻢ‪ ،‬ﻻ ﺑﺄس ﺑﺎﻟﺮﱡﻗﻰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻓﯿ ﮫ ﺷ ﺮك " رواه ﻣﺴ ﻠﻢ ‪ ،‬وﯾﺸ ﺮع اﻟﻨﻔ ﺚ ﻓﯿﮭﻤ ﺎ‪،‬‬
‫ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا ﻣﺮض أﺣﺪ ﻣﻦ أھﻠﮫ ﻧﻔﺚ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﻤﻌﻮذات‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮض‬
‫ﻣﺮﺿﮫ اﻟﺬي ﻣﺎت ﻓﯿﮫ ﺟﻌﻠﺖ أﻧﻔﺚ ﻋﻠﯿﮫ وأﻣﺴﺤﮫ ﺑﯿﺪ ﻧﻔﺴﮫ ﻷﻧﮭﺎ أﻋﻈﻢ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﯾﺪى " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﯾﺤ ﺮم اﻟﺘ ﺪاوي ﺑﺎﻟﺘﻤ ﺎﺋﻢ واﻟﺮﻗ ﻰ اﻟﺸ ﺮﻛﯿﺔ واﻟﺘِﻮَﻟَ ﺔِ ‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " إن اﻟﺮﱡﻗَ ﻰ واﻟﺘﻤ ﺎﺋﻢ واﻟﺘِﻮَﻟَ ﺔَ ﺷ ﺮك" رواه أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود ‪،‬‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ‪ ،‬واﻟﺘﻤﺎﺋﻢ ‪ :‬ﺟﻤﻊ ﺗﻤﯿﻤﺔ وھﻲ ﺧﺮزات ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﻌﻠﻘﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أوﻻدھ ﻢ ﯾﻤﻨﻌ ﻮن ﺑﮭ ﺎ اﻟﻌ ﯿﻦ ‪ ،‬واﻟﺘﻮﻟ ﺔ ‪:‬‬
‫ﺷﻲء ﯾﺼﻨﻌﮫ اﻟﻨﺴﺎء ﯾﺘﺤﺒﺒﻦ ﺑﮫ إﻟﻰ أزواﺟﮭﻦ وھﻮ ﺿﺮب ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ واﻋﺘﺒ ﺮ ﺷ ﺮﻛﺎً ﻻﻋﺘﻘ ﺎدھﻢ ﺑﺄﻧ ﮫ ﯾ ﺆﺛﺮ ﺑﺬاﺗ ﮫ ﻻ ﺑ ﺈرادة اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬

‫‪٣٢٣‬‬
‫‪ .٩‬ﺗﺸﺮع اﻟﺮﻗﯿ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﯿﻦ وﯾ ﺆﻣﺮ اﻟﻌ ﺎﺋﻦ ﺑﺎﻻﻏﺘﺴ ﺎل‪ ،‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " اﻟﻌ ﯿﻦ ﺣ ﻖ وﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ﺷ ﻲء ﺳ ﺎﺑﻖ اﻟﻘ ﺪر ﻟﺴ ﺒﻘﺘﮫ اﻟﻌ ﯿﻦ‪ ،‬وإذا‬
‫اﺳﺘُﻐﺴﻠﺘﻢ ﻓﺎﻏﺘﺴﻠﻮا " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﯾُﺸﺮع اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺤﺒﺔ اﻟﺴﻮداء ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إن ھﺬه اﻟﺤﺒﺔ اﻟﺴﻮداء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ داء إﻻ ﻣﻦ اﻟﺴّﺎم " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬واﻟﺴّﺎم‬
‫‪ :‬اﻟﻤﻮت ‪.‬‬
‫‪ .١١‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺮﺟﻞ أن ﯾﺪاوي اﻟﻤﺮأة ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﻟﻠﻨﺴﺎء أن ﺗﺪاوي اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ اﻟﻀﺮورة ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﻟﺮُﺑﯿﱢﻊ ﺑﻨﺖ‬
‫ﻣُﻌَﻮﱠذ ﺑﻦ ﻋﻔﺮاء ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻛﻨﺎ ﻧﻐ ﺰو ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻧﺴ ﻘﻲ اﻟﻘ ﻮم وﻧﺨ ﺪﻣﮭﻢ وﻧ ﺮد اﻟﻘﺘﻠ ﻰ واﻟﺠﺮﺣ ﻰ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬وﻓﯿﻠﻔﻆ ‪ " :‬وﻧﺪاوي اﻟﺠﺮﺣﻰ " ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﯾُﺒﺎح اﺳﺘﻄﺒﺎب اﻟﻄﺒﯿﺐ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻟﻠﻀﺮورة‪.‬‬
‫‪ .١٣‬ﯾُﻤﻨﻊ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﻤﺮض ﻣﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﮫ اﻟﺬي ھﻮ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﯾﺪ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫ذﻛﺮ اﻟﻄﺎﻋﻮن ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺑﻘﯿﺔ رﺟﺰ أو ﻋﺬاب أرﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗ ﻊ ﺑ ﺄرض وأﻧ ﺘﻢ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻓ ﻼ ﺗﺨﺮﺟ ﻮا ﻣﻨﮭ ﺎ‪،‬‬
‫وإذا وﻗﻊ ﺑﺄرض وﻟﺴﺘﻢ ﺑﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﮭﺒﻄﻮا ﻋﻠﯿﮭﺎ" رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ .‬وﻗﺎل ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .١٤‬وﯾُﺒﯿﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب‪ ،‬واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺤﺪﯾﺚ ) ﻻ ﻋﺪوى وﻻ ﻃﯿﺮة ( رواه اﻟﺒﺨ ﺎري ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻧﮭﻲ ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻟﻌﺪوى ‪ .‬ﻓﮭ ﺬه اﻟﻜﺎﺋﻨ ﺎت اﻟﺪﻗﯿﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑﻜﺘﯿﺮﯾ ﺔ وﻓﯿﺮوﺳ ﯿﺔ وﻏﯿﺮھ ﺎ إﻧﻤ ﺎ ھ ﻲ ﻛﺎﺋﻨ ﺎت ﺗﺴ ﺒﺢ ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺑﺬاﺗﮭﺎ وإرادﺗﮭﺎ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺮﯾﺾ إﻟ ﻰ ﺷ ﺨﺺ ﺳ ﻠﯿﻢ‪ ،‬إﻧﻤ ﺎ ﯾﻜ ﻮن ذﻟ ﻚ ﺑﺘﻘ ﺪﯾﺮ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ وإذﻧ ﮫ‬
‫وﻣﺸﯿﺌﺘﮫ ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺒﺘﻌ ﺪ ﻋ ﻦ أﻣ ﺎﻛﻦ اﻟﻌ ﺪوى أﺧ ﺬاً ﺑﺎﻷﺳ ﺒﺎب وأن ﯾﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺮﺑﮭ ﺎ ) أي ﺑ ﺮب اﻷﺳ ﺒﺎب ( ﻛﻤ ﺎ ﺑ ﯿﻦ‬
‫اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬

‫ﻛﺘﺎب اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﺑﯿﺎن اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ أن ﯾُﻨَﺼﱢﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻠ ﺪان ﻗﺎﺿ ﯿﺎً ﯾﺤﻜ ﻢ ﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ " إﻧّ ﺎ أﻧﺰﻟﻨ ﺎ إﻟﯿ ﻚ اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎ أراك اﷲ وﻻ ﺗﻜﻦ ﻟﻠﺨﺎﺋﻨﯿﻦ ﺧﺼﯿﻤﺎً " ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪ .‬واﻟﻘﻀﺎء ﺗﻜﻠﯿﻒ وﻟﯿﺲ ﺗﺸﺮﯾﻔﺎً وﻣﻨﺼ ﺒﮫ ﺧﻄ ﺮ ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ ﺟُﻌِﻞَ ﻗﺎﺿﯿﺎً ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺪ ذُﺑِﺢَ ﺑﻐﯿﺮ ﺳﻜﯿﻦ " رواه اﻷرﺑﻌﺔ إﻻ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘﻖ‬
‫ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪ .( ٧٦٥٤‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ " اﻟﻘُﻀﺎة ﺛﻼﺛﺔ‪ :‬واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ واﺛﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺮﺟﻞٌ ﻋﺮف اﻟﺤﻖ‬
‫وﻗﻀﻰ ﺑﮫ ‪ ،‬ورﺟﻞٌ ﻋﺮف اﻟﺤﻖ ﻓﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﺤُﻜﻢ ﻓﮭﻮ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬ورﺟﻞٌ ﻗﻀﻰ ﻟﻠﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺟﮭﻞ ﻓﮭﻮ ﻓﻲ اﻟﻨ ﺎر " ‪ .‬أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود‬
‫وﻏﯿﺮه وﺻﺤﺤﮫ ﻣُﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ] ‪. [ ٧٦٥٥‬‬

‫‪٣٢٤‬‬
 ‫ﺷﺮوط اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﺣﺮاً ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن ﺳﻤﯿﻌﺎً ﻣﺘﻜﻠﻤﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن ﻋﺪﻻً ﻏﯿﺮ ﻣﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﻜﻮن رﺟﻼً ﻻ اﻣﺮأة ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﻦ ﯾُﻔﻠﺢ ﻗﻮم وَﻟﱠﻮا أﻣﺮھﻢ اﻣﺮأة " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫آداب اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﻟﻲ اﻟﻘﻀﺎء أن ﯾﻠﺘﺰم اﻵداب اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﻜﻮن ﻗﻮﯾﺎً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻋُﻨﻒ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻄﻤﻊ ﻓﯿﮫ ﻇﺎﻟﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن ﻟﯿﻨﺎً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺿﻌﻒ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﮭﺎﺑﮫ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﻖ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن ﺣﻠﯿﻤﺎً ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﮭﺎﻧﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﺠﺮأ ﻋﻠﯿﮫ ﺳﻔﮭﺎء اﻟﺨﺼﻮم ‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن ﯾﻜﻮن ذا أﻧﺎة وروﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﺎﻃﻠﺔ وﻻ إھﻤﺎل ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﻜﻮن ﻓﻄﻨﺎً ذا ﺑﺼﯿﺮة ﻓﻲ ﻏﯿﺮ إﻋﺠﺎب ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻻ اﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﻐﯿﺮه ‪.‬‬
‫‪ .٦‬أن ﯾﺤﻀﺮ ﻣﺠﻠﺴﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء وأھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ وأن ﯾﺸﺎورھﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﯾُﺸﻜﻞ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻟﻤﺠﺘﮭﺪ ﻣﺄﺟﻮر ‪:‬‬

‫وإذا اﺟﺘﮭﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤ ﻖ وإﺻ ﺎﺑﺔ اﻟﺼ ﻮاب ‪ ،‬ﻓﮭ ﻮ ﻣ ﺄﺟﻮر وﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﯾُﺼ ﺐ اﻟﺤ ﻖ‪ ،‬ﻓﻌ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص أن‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬إذا اﺟﺘﮭﺪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﺄﺻﺎب ﻓﻠﮫ أﺟﺮان‪ ،‬وإن اﺟﺘﮭﺪ ﻓﺄﺧﻄﺄ ﻓﻠﮫ أﺟﺮ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪:‬‬

‫‪ .١‬أن ﯾﺴﻮي ﺑﯿﻦ اﻟﺨﺼﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﻮس ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ وﻧﻈﺮه ‪ ،‬وأن ﯾﺴﺘﻤﻊ إﻟﯿﮭﻤﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎل‬
‫‪ " :‬ﺑﻌﺜﻨ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إﻟ ﻰ اﻟ ﯿﻤﻦ ﻗﺎﺿ ﯿﺎً ﻓﻘﻠ ﺖ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺗﺮﺳ ﻠﻨﻲ وأﻧ ﺎ ﺣ ﺪث اﻟﺴ ﻦ وﻻ ﻋﻠ ﻢ ﻟ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻓﻘﺎل‪ :‬إن اﷲ ﺳﯿَﮭﺪي ﻗﻠﺒﻚ وﯾﺜﺒﺖ ﻟﺴﺎﻧﻚ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺟﻠ ﺲ ﺑ ﯿﻦ ﯾ ﺪﯾﻚ اﻟﺨﺼ ﻤﺎن ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺗﻘﻀ ﯿﻦ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺴ ﻤﻊ ﻣ ﻦ اﻵﺧ ﺮ ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣ ﻦ اﻷول ﻓﺈﻧ ﮫ أﺣ ﺮى أن ﯾﺘﺒ ﯿﻦ ﻟ ﻚ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻤ ﺎ زﻟ ﺖ ﻗﺎﺿ ﯿﺎً أو ﻣ ﺎ ﺷ ﻜﻜﺖ ﻓ ﻲ ﻗﻀ ﺎء ﺑﻌ ﺪ " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﻨﮫ ‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. ( ٧٦٦٧‬‬
‫‪ .٢‬أﻻ ﯾﻘﺒﻞ اﻟﺮِﺷﻮة ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة ‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ " أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﻦ اﻟﺮاﺷ ﻲ‬
‫واﻟﻤﺮﺗﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ وﺣﺪه ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. ( ٧٦٦٥‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل وﻻ ﯾﻈﻠﻢ أﺣﺪ اﻟﺨﺼﻤﯿﻦ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬إن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾَﺠُﺮْ " ﻓﺈذا ﺟﺎر ﺗﺒﺮأ ﻣﻨﮫ وأﻟﺰﻣﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن‬
‫" أﺧﺮﺟﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴــﺘﺪرك وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ١٨٢٣‬‬
‫‪ .٤‬أﻻ ﯾﺤﻜﻢ وھﻮ ﻏﻀﺒﺎن ‪ " :‬ﻻ ﯾَﻘﻀﯿﻦﱠ ﺣﺎﻛﻢ ﺑﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ وھﻮ ﻏﻀﺒﺎن " رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫أﻻ ﯾﻘﺒﻞ اﻟﮭﺪﯾﺔ ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎه ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤ ﻞ ﻓﻜﺘﻤﻨ ﺎ ﻣﺨﯿﻄ ﺎً ﻓﻤ ﺎ ﻓ ﻮق ﻛ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻏﻠ ﻮﻻً ﯾ ﺄﺗﻲ ﺑ ﮫ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أن ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻤﯿﻦ أن ﯾﺼﻄﻠﺤﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ " :‬اﻟﺼﻠﺢ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ إﻻ ﺻُ ﻠﺤﺎً أﺣ ﻞ‬
‫ﺣﺮاﻣ ﺎً أو ﺣ ﺮم ﺣ ﻼﻻً " أﺧﺮﺟ ﮫ أﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﺪرك واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ )‬
‫‪. ( ٣٧٥٦‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻈﺎھﺮ ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻃﻦ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " إﻧﻤﺎ أﻧﺎ ﺑﺸﺮ وإﻧﻜﻢ ﺗﺨﺘﺼﻤﻮن إﻟﻲّ وﻟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻜﻢ أن ﯾﻜﻮن أﻟﺤﻦ‬
‫ﺑﺤﺠﺘﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻓﺄﻗﻀ ﻲ ﺑﻨﺤ ﻮ ﻣ ﺎ أﺳ ﻤﻊ ﻓﻤ ﻦ ﻗﻀ ﯿﺖ ﻟ ﮫ ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ أﺧﯿ ﮫ ﺷ ﯿﺌﺎً ﻓ ﻼ ﯾﺄﺧ ﺬه ﻓﺈﻧﻤ ﺎ أﻗﻄ ﻊ ﻟ ﮫ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎر " رواه‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻒ ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ؟‬

‫ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻤﺎ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ وﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻹﻗﺮار ‪ :‬وھﻮ اﻋﺘﺮاف اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " واﻏْﺪُ ﯾﺎ أﻧﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ھﺬا ﻓﺈن اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻓﺎرﺟﻤﮭﺎ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺼﺢ اﻹﻗﺮار إﻻ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ اﻟﺮﺷﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺒﯿﻨﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺸﮭﻮد ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﺒﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺪﱠﻋِﻲ واﻟﯿﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣ ﻦ أﻧﻜ ﺮ " رواه اﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ ﺑﺈﺳ ﻨﺎد ﺻ ﺤﯿﺢ ‪،‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﺗﻌﯿﻦ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺸ ﮭﺎدة وﺟ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ أن ﯾﺸ ﮭﺪ ﺑﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻢ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " وﻻ ﺗﻜﺘﻤ ﻮا اﻟﺸ ﮭﺎدة " ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة ‪ ،‬وﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " أﻻ‬
‫أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺨﯿﺮ اﻟﺸﮭﺪاء اﻟﺬي ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺸﮭﺎدﺗﮫ ﻗﺒﻞ أن ﯾُﺴﺄﻟﮭﺎ " رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﯾُﺸﺘﺮط ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺸﮭﺎدة أن ﯾﻜﻮن اﻟﺸﺎھﺪ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﺿﺎﺑﻄﺎً ) ﺣﺎﻓﻈﺎً ﻟﻤ ﺎ رأى ( ﻋ ﺪﻻً ﻏﯿ ﺮ ﻓﺎﺳ ﻖ وﻻ ﯾﻜ ﻮن ﺣﺎﻗ ﺪاً ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ " وأﺷﮭﺪوا ذوي ﻋﺪل ﻣﻨﻜﻢ " ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق‪ .‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﺗﺠﻮز ﺷﮭﺎدة ﺧﺎﺋﻦ وﻻ ﺧﺎﺋﻨﺔ وﻻ ذي ﻏﻤﺮ ﻋﻠ ﻰ أﺧﯿ ﮫ " رواه‬

‫‪٣٢٥‬‬
‫ذي ﻏَﻤْﺮٍ‪:‬أي‬ ‫أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻗﺎل اﺑﻦ دﻗﯿﻖ اﻟﻌﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﯿﺺ ‪ :‬إﺳﻨﺎده ﻗﻮي‪ ،‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٧١١٣‬‬
‫اﻟﺤﺎﻗﺪ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫ﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت رؤﯾﺔ ھﻼل رﻣﻀﺎن ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " أﺟﺎز رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﮭﺎدة رﺟﻞ واﺣﺪ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫•‬
‫رؤﯾﺔ ھﻼل رﻣﻀﺎن " رواه أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫ﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدة اﻻﺛﻨﯿﻦ أو اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأﺗﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " واﺳﺘﺸﮭﺪوا ﺷﮭﯿﺪﯾﻦ ﻣﻦ رﺟﺎﻟﻜﻢ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧ ﺎ‬ ‫•‬
‫رﺟﻠﯿﻦ ﻓﺮﺟﻞ واﻣﺮأﺗﺎن ﻣﻤﻦ ﺗﺮﺿﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﮭﺪاء ‪ " ...‬ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬
‫ﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﺮﺟﻞ أﺻﺎﺑﺘﮫ ﻓﺎﻗﺔ وأراد ﻣﺴﺎﻋﺪة‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻗﺒﯿﺼﺔ ﺑﻦ ﻣﺨ ﺎرق اﻟﮭﻼﻟ ﻲ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺗﺤﻤﻠ ﺖ ﺣِﻤﺎﻟ ﺔ ﻓﺄﺗﯿ ﺖ‬ ‫•‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺳﺄﻟﮫ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬أﻗﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﯿﻨﺎ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻨﺄﻣﺮ ﻟﻚ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ ﻗﺒﯿﺼﺔ إنّ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻻ‬
‫ﺗﺤﻞ إﻻ ﻷﺣﺪ ﺛﻼﺛﺔ ‪ ،‬رﺟﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﻓﺤﻠﺖ ﻟﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﯾُﺼﯿﺒﮭﺎ ‪ ...‬ورﺟﻞ أﺻﺎﺑﺘﮫ ﻓﺎﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻮل ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ذوي اﻟﺤﺠﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻗﻮﻣﮫ ﻟﻘﺪ أﺻﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧﺎً ﻓﺎﻗﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪ .‬ذوي اﻟﺤﺠﺎ ‪ :‬أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﻮل واﻟﺼﻼح واﻟﺤِﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدة اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ اﻟﺰﻧﺎ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻣﻮن اﻟﻤُﺤﺼﻨﺎت ﺛﻢ ﻟﻢ ﯾﺄﺗﻮا ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﮭﺪاء" ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺗﻘﺒﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺮأة اﻟﻤُﺮﺿﻊ وﺣﺪھﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ ﻋُﻘﺒﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث أﻧﮫ ﺗﺰوج أم ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ إھﺎب‪ ،‬ﻓﺠﺎءت‬ ‫•‬
‫اﻣﺮأة ﻓﻘﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﺪ أرﺿﻌﺘﻜﻤﺎ ‪ .‬ﻓﺴﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻓﻘﺎل ﻛﯿﻒ وﻗﺪ ﻗﯿﻞ ؟ ﻓﻔﺎرﻗﮭﺎ ﻋﻘﺒ ﺔ ﻓﻨﻜﺤ ﺖ زوﺟ ﺎً ﻏﯿ ﺮه "‬
‫رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫إذا ﺗﻌﺎرﺿﺖ اﻟﺒﯿﻨﺘﺎن ﯾُﻘﺴﻢ اﻟﻤُﺪﱠﻋﻲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻧﺼﻔﯿﻦ ‪ .‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ أن رﺟﻠﯿﻦ ادﻋﯿﺎ ﺑﻌﯿﺮاً ﻋﻠ ﻰ ﻋﮭ ﺪ رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬ ‫•‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺒﻌﺚ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ ﺑﺸ ﺎھﺪﯾﻦ ﻓﻘﺴ ﻤﮫ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ﻧﺼ ﻔﯿﻦ " رواه أﺑ ﻮ داود‬
‫ورﺟﺎل إﺳﻨﺎده ﻛﻠﮭﻢ ﺛﻘﺎت‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌﻠﻤﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺒﯿﻨﺔ ‪ :‬ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻮ رأﯾﺖ رﺟﻼً ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣ ﺪود اﷲ ﻣ ﺎ أﺧﺬﺗ ﮫ وﻻ‬ ‫•‬
‫دﻋﻮت ﻟﮫ أﺣﺪاً ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﻣﻌﻲ ﻏﯿﺮي " رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﻟﯿﻤ ﯿﻦ ‪ :‬إذا ﻋﺠ ﺰ اﻟﻤُ ﺪﱠﻋِﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺒﯿﻨ ﺔ وأﻧﻜ ﺮ اﻟﻤُ ﺪﱠﻋَﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ ھ ﺬا اﻟﺤ ﻖ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻟ ﮫ إﻻ اﻟﯿﻤ ﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ وھ ﺬا ﺧ ﺎص‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻓ ﻲ دﻋ ﺎوى اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت واﻟﺤ ﺪود ‪ .‬ﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " اﻟﺒﯿﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤُ ﺪﱠﻋِﻲ واﻟﯿﻤ ﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ أﻧﻜ ﺮ " رواه‬
‫اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬

‫‪ -٤‬اﻟﯿﻤﯿﻦ واﻟﺸﺎھﺪ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﻀﻰ ﺑﯿﻤﯿﻦ وﺷﺎھﺪ " رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪ -٥‬اﻟﻨﻜﻮل ﻋﻦ اﻟﯿﻤﯿﻦ ‪ :‬إذا رﻓﺾ اﻟﻤُﺪﱠﻋَﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﯿﻤﯿﻦ ﯾُﻌﺘﺒﺮ ھﺬا إﻗﺮاراً ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى‪.‬‬

‫اﻟﺴﺠﻦ‬

‫ﻣﻌﻨﺎه ‪ :‬اﻟﺤﺒﺲ وھﻮ ﻣﻜﺎن ﻣُﻌﺪ ﻟﺤﺒﺲ اﻟﻤﺠﺮم ﺣﺘﻰ ﯾُﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﻣﺮه ‪.‬‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪ :‬ﺛﺒﺖ أن ﻋﻤﺮ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ اﺑﺘﺎع ﺑﻤﻜﺔ داراً وﺟﻌﻠﮭﺎ ﺳﺠﻨﺎً ﯾﺤﺒﺲ ﻓﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫أﻧﻮاع اﻟﺤﺒﺲ ‪ :‬ﻗﺎل اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﺤﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﯿﻦ ‪ :‬ﺣﺒﺲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ‪ ،‬وﺣﺒﺲ اﺳﺘﻈﮭﺎر ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﻓﻲ واﺟﺐ ‪ ،‬وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﮭﻤﺔ ‪ :‬ﻓﺈﻧﻤﺎ‬
‫ﯾﺴﺘﻈﮭﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﯿﺴﺘﻜﺸﻒ ﺑﮫ ﻋﻤﺎ وراءه ‪.‬‬

‫ﺿﺮب اﻟﻤﺘﮭﻢ ‪:‬‬

‫وﻻ ﯾﺤﻞ ﺣﺒﺲ أﺣﺪ ﺑﺪون ﺣﻖ ‪.‬‬
‫وﻣﺘﻰ ﺣُﺒﺲ ﺑﺤﻖ ﯾﺠﺐ اﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﻣﺮه ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﺬﻧﺒﺎً أُﺧﺬ ﺑﺬﻧﺒﮫ ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﺑﺮﯾﺌﺎً أُﻃﻠﻖ ﺳﺮاﺣﮫ ‪.‬‬
‫وﯾﺤﺮم ﺿﺮب اﻟﻤﺘﮭﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ إذﻻﻟﮫ وإھﺪار ﻛﺮاﻣﺘﮫ ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻧﮭﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺿﺮب اﻟﻤﺼﻠﯿﻦ ‪ :‬أي اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪.‬‬
‫وھﻞ ﯾُﻀﺮب إذا اﺗﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ؟ ﻓﯿﮫ رأﯾﺎن ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﺮأي اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻋﻨﺪ اﻷﺣﻨﺎف وﻋﻨﺪ اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ أن اﻟﻤ ﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﻻ ﯾﻀ ﺮب ﻻﺣﺘﻤ ﺎل ﻛﻮﻧ ﮫ ﺑﺮﯾﺌ ﺎً ‪ ،‬ﻓﺘ ﺮك اﻟﻀ ﺮب ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺬﻧﺐ أھﻮن ﻣﻦ ﺿﺮب ﺑﺮيء‪.‬‬
‫وأﺟﺎز اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ﺳﺠﻦ اﻟﻤﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ‪ ،‬وأﺟﺎز أﺻﺤﺎﺑﮫ أﯾﻀﺎً ﺿﺮﺑــــﮫ‪ ،‬ﻹﻇﮭﺎر اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮوق ﻣﻦ ﺟﮭﺘﮫ‪ ،‬وﺟﻌﻞ اﻟﺴﺎرق ﻋﺒﺮة‬
‫ﻟﻐﯿﺮه ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﻣﺘﻰ أﻗﺮ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎل ) ﺗﺤﺖ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺘﻌﺬﯾﺐ ( ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻗﯿﻤﺔ ﻹﻗﺮاره ﻷﻧﮫ ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻹﻗﺮار اﻻﺧﺘﯿﺎر ‪ ،‬وﻋﺪم اﻹﻛﺮاه وھﻨﺎ‬
‫إﻧﻤﺎ أﻗﺮ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﺘﻌﺬﯾﺐ ‪.‬‬

‫‪٣٢٦‬‬
 ‫ﻣﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺒﺲ ‪:‬‬
‫وﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﺒﺲ واﺳﻌﺎً ‪ ،‬وأن ﯾﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل وأن ﯾﻌﻄ ﻲ ﻛ ﻞ واﺣ ﺪ ﻛﻔﺎﯾﺘ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم‬
‫واﻟﻠﺒﺎس‪.‬‬
‫وﻣﻨﻊ اﻟﻤﺴﺎﺟﯿﻦ ﻣﻤﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻐﺬاء واﻟﻜﺴﺎء واﻟﻤﺴﻜﻦ اﻟﺼﺤﻲ ﺟﻮر ﯾﻌﺎﻗﺐ اﷲ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻋُﺬﱢت اﻣﺮأة ﻓﻲ ھ ﺮة ﺳ ﺠﻨﺘﮭﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻣﺎﺗ ﺖ ﻓ ﺪﺧﻠﺖ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬ﻻ ھﻲ أﻃﻌﻤﺘﮭﺎ وﺳﻘﺘﮭﺎ‪ ،‬إذ ﺣﺒﺴﺘﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ھﻲ ﺗﺮﻛﺘﮭﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺸﺎش اﻷرض " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﺼﱡﻠﺢ‬

‫ﻣﻌﻨﺎه ‪ :‬ﻗﻄﻊ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﺨﺎﺻﻤﯿﻦ ‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪ :‬ﻣﺸﺮوع ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﱡﻨّﺔ واﻹﺟﻤﺎع ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻼ ﺟُﻨﺎح ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ أن ﯾُﺼﻠﺤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺻﻠﺤﺎً واﻟﺼُ ﻠﺢ ﺧﯿ ﺮ " ﺳ ﻮرة‬
‫اﻟﻨﺴﺎء ‪.‬‬
‫وﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺼ ﺤﯿﺢ ‪ " :‬اﻟﺼُ ﻠﺢ ﺟ ﺎﺋﺰ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ إﻻ ﺻُ ﻠﺤﺎً ﺣ ﺮم ﺣ ﻼﻻً أو أﺣ ﻞ ﺣﺮاﻣ ﺎً " رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٣٧٥٦‬‬

‫أرﻛﺎﻧﮫ ‪ :‬اﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ وﻻﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻦ ﺗﺮاض ﻣﻨﮭﻤﺎ ‪.‬‬

‫اﻹﻛﺮاه‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻹﻛﺮاه ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﺣﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻻ ﯾﺮﯾﺪه ﻃﺒﻌﺎً‪ ،‬وﺷﺮﻋﺎً ‪ ،‬واﻹﺳﻢ ﻣﻨﮫ اﻟﻜُﺮه ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺸﺮع ‪ :‬ﺣﻤﻞ اﻟﻐﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻜﺮه ﺑﺎﻟﻮﻋﯿﺪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ أو اﻟﺘﮭﺪﯾ ﺪ ﺑﺎﻟﻀ ﺮب أو اﻟﺴ ﺠﻦ أو إﺗ ﻼف اﻟﻤ ﺎل أو اﻷذى اﻟﺸ ﺪﯾﺪ أو اﻹﯾ ﻼم‬
‫اﻟﻘﻮي ‪.‬‬
‫وﯾُﺸﺘﺮط ﻓﯿﮫ أن ﯾﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻦ اﻟﻤُﻜْﺮَهِ إﻧﻔﺎذ ﻣﺎ ﺗﻮﻋﱠﺪ ﺑﮫ اﻟﻤُﻜْﺮِه ‪.‬‬
‫وﻻ ﻓﺮق ﺑﯿﻦ إﻛﺮاه اﻟﺤﺎﻛﻢ أو اﻟﻠﺼﻮص أو ﻏﯿﺮھﻢ ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎم اﻹﻛﺮاه ‪:‬‬

‫اﻹﻛﺮاه ﯾﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬إﻛﺮاه ﻋﻠﻰ ﻛﻼم ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إﻛﺮاه ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ‪.‬‬
‫اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ‪:‬‬
‫واﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻻ ﯾﺠﺐ ﺑﮫ ﺷﻲء ﻷن اﻟﻤﻜﺮه ﻏﯿﺮ ﻣُﻜﻠﻒ ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻧﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜُﻔﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺆاﺧﺬ ‪ ،‬وإذا ﻗﺬف ﻏﯿﺮه ﻓﻼ ﯾُﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ وإذا أﻗﺮ ﻓﻼ ﯾﺆﺧﺬ ﺑﺈﻗﺮاره ‪ ،‬وإذا ﻋﻘﺪ ﻋﻘﺪ زواج أو ھﺒﺔ‬
‫أو ﺑﯿﻊ ﻓﺈن ﻋﻘﺪه ﻻ ﯾﻨﻌﻘﺪ ‪ ،‬وإذا ﺣﻠﻒ أو ﻧﺬر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻠﺰﻣﮫ ﺷﻲء‪ ،‬وإذا ﻃﻠﻖ زوﺟﺘﮫ أو راﺟﻌﮭﺎ ﻓﺈن ﻃﻼﻗﮫ ﻻ ﯾﻘﻊ ورﺟﻌﺘﮫ ﻻ ﺗﺼﺢ‬
‫واﻷﺻﻞ ﻓﻲ ھﺬا ﻗﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ إﯾﻤﺎﻧﮫ إﻻ ﻣﻦ أُﻛﺮه وﻗﻠﺒﮫ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺮح ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺻﺪراً‬
‫ﻓﻌﻠﯿﮭﻢ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ اﷲ وﻟﮭﻢ ﻋﺬاب ﻋﻈﯿﻢ " ) اﻟﻨﺤﻞ ‪ :‬آﯾﺔ ‪. ( ١٠٦‬‬

‫ﺳﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﯾﺔ ‪:‬‬

‫واﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﺰول ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻋﺒﯿﺪة ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ﺑﻦ ﯾﺎﺳﺮ ﻗﺎل ‪ :‬أﺧﺬ اﻟﻤﺸﺮﻛﻮن‬
‫ﻋﻤﺎر ﺑﻦ ﯾﺎﺳﺮ ﻓﻌﺬﺑﻮه ﺣﺘﻰ ﻗﺎرﺑﮭﻢ ) واﻓﻘﮭﻢ ( ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ أرادوا ‪ ،‬ﻓﺸﻜﺎ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﺠﺪ ﻗﻠﺒﻚ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن ﻋﺎدوا ﻓﻌُﺪ " ‪.‬‬
‫ورواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻓﯿﮫ أﻧﮫ ﺳﺐ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وذﻛﺮ آﻟﮭﺘﮭﻢ ﺑﺨـــﯿﺮ‪ ،‬ﻓﺸﻜﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬ﻣﺎ ﺗُﺮﻛﺖ ﺣﺘﻰ ﺳﺒﺒﺘﻚ وذﻛﺮت آﻟﮭﺘﮭﻢ ﺑﺨﯿﺮ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﺠﺪ ﻗﻠﺒﻚ ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إن‬
‫ﻋﺎدوا ﻓﻌُﺪ " ‪ .‬وﻓﻲ ذﻟﻚ أﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إﻻ ﻣﻦ أُﻛﺮه وﻗﻠﺒﮫ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن " ‪.‬‬

‫ﺷﻤﻮل اﻵﯾﺔ اﻟﻜﻔﺮ وﻏﯿﺮه ‪:‬‬

‫واﻵﯾﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜﻔﺮ إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻢ ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬ﻟﻤﺎ ﺳﻤﺢ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺑﮫ وھﻮ أﺻﻞ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﻋﻦ اﻹﻛﺮاه وﻟﻢ ﯾﺆاﺧﺬ ﺑﮫ ﺣﻤ ﻞ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﺮوع اﻟﺸ ﺮﯾﻌﺔ‬
‫ﻛﻠﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻹﻛﺮاه ﻟﻢ ﯾﺆاﺧﺬ ﺑﮫ وﻟﻢ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺣُﻜﻢ "‬

‫اﻟﻌﺰﯾﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ أﻓﻀﻞ ‪:‬‬

‫وإذا ﻛﺎن اﻟﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻜُﻔﺮ ﻋﻨﺪ اﻹﻛﺮاه رﺧﺼﺔ ﻓﺈن اﻷﻓﻀﻞ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﻌﺰﯾﻤﺔ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺬﯾﺐ وﻟﻮ أدى ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻘﺘﻞ‬
‫إﻋﺰازاً ﻟﻠﺪﯾﻦ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﯾﺎﺳﺮ وﺳُﻤﯿﱠﺔ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ذﻟﻚ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء اﻟﻨﻔﺲ إﻟﻰ اﻟﺘﮭﻠﻜﺔ ﺑﻞ ھﻮ ﻛﺎﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺰو ﻛﻤﺎ ﺻﺮح ﺑﮫ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪.‬‬

‫‪٣٢٧‬‬
 ‫اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ ‪:‬‬
‫واﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ وھﻮ ﯾﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﺎ ﺗُﺒﯿﺤﮫ اﻟﻀﺮورة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺎ ﻻ ﺗﺒﯿﺤﮫ اﻟﻀﺮورة ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻷول ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ أو أﻛﻞ اﻟﻤﯿﺘﺔ أو أﻛﻞ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﯾﺮ أو أﻛﻞ ﻣﺎل اﻟﻐﯿﺮ أو ﻣﺎ ﺣﺮّم اﷲ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾُﺒﺎح‬
‫ﺗﻨﺎول ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﯾﺮى وﺟﻮب اﻟﺘﻨﺎول ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﺧﻼص إﻻ ﺑﮫ‪ ،‬وﻻ ﺿﺮر ﻓﯿﮫ ﻷﺣﺪ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻔﺮﯾﻂ ﻓﯿﮫ ﻓﻲ‬
‫ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﷲ واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬وﻻ ﺗُﻠﻘﻮا ﺑﺄﯾﺪﯾﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﮭﻠﻜﺔ " ‪.‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أُﻛﺮه ﻋﻠﻰ إﻓﻄﺎر رﻣﻀﺎن أو اﻟﺼﻼة ﻟﻐﯿ ﺮ اﻟﻘﺒﻠ ﺔ أو اﻟﺴ ﺠﻮد ﻟﺼ ﻨﻢ أو ﺻ ﻠﯿﺐ ﻓﯿﺤ ﻞ ﻟ ﮫ أن ﯾُﻔﻄ ﺮ وﯾُﺼ ﻠﻲ إﻟ ﻰ أي ﺟﮭ ﺔ‬
‫وﯾﺴﺠﺪ ﻧﺎوﯾﺎً اﻟﺴﺠﻮد ﷲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺜﻞ اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﻞ واﻟﺠﺮاح واﻟﻀﺮب واﻟﺰﻧﺎ وإﻓﺴﺎد اﻟﻤﺎل‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ " :‬أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ أُﻛﺮه ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﻏﯿﺮه أﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﮫ وﻻ اﻧﺘﮭﺎك ﺣﺮﻣﺘﮫ ﺑِﺠَﻠْﺪٍ أو ﻏﯿﺮه‬
‫وﯾﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼء اﻟﺬي ﻧﺰل ﺑﮫ وﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ أن ﯾﻔﺪي ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻐﯿﺮه ‪ ،‬وﯾﺴﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة " ‪.‬‬

‫ﻻ ﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺮه ‪:‬‬

‫وﻟﻮ ﻗﺪر أن رﺟﻼً اﺳﺘﻜﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻧﺎ ﻓﺰﻧﻰ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺎم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺪ ‪ .‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺮأة إذا أُﻛﺮھﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻧﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺣ ﺪ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ‬
‫ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن اﷲ ﺗﺠﺎوز ﻟﻲ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﯿﺎن وﻣﺎ اﺳﺘﻜﺮھﻮا ﻋﻠﯿﮫ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ وﻏﯿﺮه‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ١٧٢٧‬‬
‫وﯾﺮى ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﺣﻤﺪ وإﺳﺤﺎق وأﺑﻮ ﺛﻮر وﻋﻄﺎء واﻟﺰھﺮي ‪ :‬أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻟﮭﺎ ﺻﺪاق ﻣﺜﻠﮭﺎ‪.‬‬

‫‪٣٢٨‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺠﮭﺎد‬
‫واﻟﺠﮭﺎد ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺪ وھﻮ اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻤﺸﻘﺔ ‪ ،‬ﯾُﻘﺎل ﺟﺎھﺪ ﯾُﺠﺎھﺪ ﺟﮭﺎداً وﻣﺠﺎھ ﺪة‪ ،‬إذا اﺳ ﺘﻔﺮغ وﺳ ﻌﮫ‪ ،‬وﺑ ﺬل ﻃﺎﻗﺘ ﮫ‪،‬‬
‫وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺸﺎق ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ اﻟﻌﺪو وﻣﺪاﻓﻌﺘﮫ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾُﻌﺒﺮ ﻋﻨﮫ ﺑﺎﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﻌُﺮف اﻟﺤﺪﯾﺚ‪ ،‬واﻟﺤﺮب ھﻲ اﻟﻘﺘﺎل اﻟﻤُﺴﻠﺢ ﺑﯿﻦ دوﻟﺘﯿﻦ‬
‫ﻓﺄﻛﺜﺮ‪ ،‬وھﻲ أﻣﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮ ‪ ،‬ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻨﮫ أﻣﺔ وﻻ ﺟﯿﻞ ‪.‬‬

‫ﺗﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪:‬‬

‫أرﺳﻞ اﷲ رﺳﻮﻟﮫ إﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﯿﻌﺎً ‪ ،‬وأﻣﺮه أن ﯾ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻰ اﻟﮭُ ﺪى ودﯾ ﻦ اﻟﺤ ﻖ ‪ ،‬وﻟﺒ ﺚ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﯾ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻰ اﷲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤ ﺔ‬
‫واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﯾﻠﻘﻰ ﻣﻨﺎوأة ﻣﻦ ﻗﻮﻣﮫ اﻟﺬﯾﻦ رأوا أن اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﯿﺎﻧﮭﻢ اﻟﻤﺎدي واﻷدﺑﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻜﺎن ﺗﻮﺟﯿﮫ اﷲ ﻟﮫ أن ﯾﻠﻘﻰ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎوأة ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ‪ ،‬واﻟﻌﻔﻮ ‪ ،‬واﻟﺼﻔﺢ اﻟﺠﻤﯿﻞ ‪ " :‬واﺻﺒﺮ ﻟﺤﻜﻢ رﺑﻚ ﻓﺈﻧ ﻚ ﺑﺄﻋﯿﻨﻨ ﺎ " اﻟﻄ ﻮر ‪. ٤٨‬‬
‫" ﻓﺎﺻﻔﺢ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬وﻗﻞ ﺳﻼمُ ﻓﺴﻮف ﯾﻌﻠﻤﻮن " اﻟﺰﺧﺮف ‪ " . ٨٩‬ﻓﺎﺻﻔﺢ اﻟﺼﻔﺢ اﻟﺠﻤﯿﻞ " اﻟﺤﺠﺮ ‪ " . ٨٥‬ﻗﻞ ﻟﻠﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﯾﻐﻔﺮوا‬
‫ﻟﻠﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺮﺟﻮن أﯾﺎم اﷲ " اﻟﺠﺎﺛﯿﺔ ‪. ١٤‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﺄذن اﷲ ﺑﺄن ﯾﻘﺎﺑﻞ اﻟﺴﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﺴﯿﺌﺔ ‪ ،‬أو ﯾﻮاﺟﮫ اﻷذى ﺑﺎﻷذى ‪ ،‬أو ﯾُﺤﺎرب اﻟﺬﯾﻦ ﺣﺎرﺑﻮا اﻟﺪﻋﻮة‪ ،‬أو ﯾﻘﺎﺗﻞ اﻟﺬﯾﻦ ﻓﺘﻨﻮا‬
‫اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺆﻣﻨﺎت‪.‬‬
‫" ادﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ھﻲ أﺣﺴﻦ اﻟﺴﯿﺌﺔ ‪ ،‬ﻧﺤﻦ أﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﺼﻔﻮن " اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ‪. ٩٦‬‬
‫وﻛﻞ ﻣﺎ أﻣﺮ ﺑﮫ ﺟﮭﺎداً ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة أن ﯾُﺠﺎھﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ‪ ،‬واﻟﺤُﺠﺔ ‪ ،‬واﻟﺒﺮھﺎن‪ " .‬وﺟﺎھﺪھﻢ ﺑﮫ ﺟﮭﺎداً ﻛﺒﯿﺮاً " )اﻟﻔﺮﻗﺎن ‪.( ٥٢‬‬
‫وﻟﻤ ﺎ اﺷ ﺘﺪ اﻷذى‪ ،‬وﺗﺘ ﺎﺑﻊ اﻻﺿ ﻄﮭﺎد ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ ﻗﻤﺘ ﮫ ﺑﺘ ﺪﺑﯿﺮ ﻣ ﺆاﻣﺮة ﻻﻏﺘﯿ ﺎل اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻜ ﺮﯾﻢ‪ ،‬اﺿ ﻄﺮ أن ﯾُﮭ ﺎﺟﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺔ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‪ ،‬وﯾﺄﻣﺮ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﺑﺎﻟﮭﺠﺮة إﻟﯿﮭﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺜﺔ ‪.‬‬
‫"وإذ ﯾﻤﻜﺮ ﺑﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا ﻟﯿﺜﺒﺘﻮك أو ﯾﻘﺘﻠﻮك أو ﯾُﺨﺮﺟﻮك وﯾﻤﻜﺮون وﯾﻤﻜﺮ اﷲ واﷲ ﺧﯿﺮ اﻟﻤﺎﻛﺮﯾﻦ") اﻷﻧﻔﺎل ( ‪.‬‬
‫" إﻻ ﺗﻨﺼﺮوه ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺮه اﷲ " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ( ٤٠‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ‪ -‬ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺠﺪﯾﺪة ‪ -‬ﺗﻘﺮر اﻹذن ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل ﺣﯿﻦ أﻃﺒﻖ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻷﻋﺪاء واﺿﻄﺮوا إﻟﻰ اﻣﺘﺸﺎق اﻟﺤُﺴﺎم ‪ ،‬دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ‬
‫اﻟﻨﻔﺲ ‪ ،‬وﺗﺄﻣﯿﻨﺎً ﻟﻠﺪﻋﻮة‪.‬‬
‫وﻛﺎن أول آﯾﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻗﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬أُذن ﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾُﻘﺎﺗﻠـــﻮن ﺑﺄﻧــــﮭﻢ ﻇُﻠﻤﻮا‪ ،‬وإنﱠ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮھﻢ ﻟﻘ ﺪﯾﺮ ‪ .‬اﻟ ﺬﯾﻦ أُﺧﺮﺟ ﻮا ﻣ ﻦ‬
‫دﯾﺎرھﻢ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ إﻻ أن ﯾﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬رﺑﻨﺎ اﷲ " اﻟﺤﺞ ‪. ٣٩‬‬
‫" وﻟﻮﻻ دﻓﻊ اﷲ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﻟﮭُﺪﱢﻣﺖ ﺻﻮاﻣﻊُ وﺑﯿﻊٌ وﺻﻠﻮاتٌ وﻣﺴﺎﺟﺪ ﯾُﺬﻛﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﺳﻢ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً وﻟﯿﻨﺼﺮن اﷲ ﻣﻦ ﯾﻨﺼﺮه‬
‫إن اﷲ ﻟﻘﻮي ﻋﺰﯾﺰ * اﻟﺬﯾﻦ إن ﻣﻜّﻨﺎھﻢ ﻓﻲ اﻷرض أﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼة وآﺗ ﻮا اﻟﺰﻛ ﺎة وأﻣ ﺮوا ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻧﮭ ﻮا ﻋ ﻦ اﻟﻤُﻨﻜ ﺮ وﷲ ﻋﺎﻗﺒ ﺔ‬
‫اﻷﻣﻮر " ] اﻟﺤﺞ ‪.[ ٤١ - ٤٠‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬه اﻵﯾﺎت ﺗﻌﻠﯿﻞ ﻟﻺذن ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل ﺑﺄﻣﻮر ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أﻧﮭﻢ ﻇُﻠﻤﻮا ﺑﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬وإﺧﺮاﺟﮭﻢ ﻣﻦ دﯾﺎرھﻢ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ إﻻ أن ﯾﺪﯾﻨﻮا دﯾﻦ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وﯾﻘﻮﻟﻮا ‪ :‬رﺑﻨﺎ اﷲ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أﻧﮫ ﻟﻮﻻ إذن اﷲ ﻟﻠﻨﺎس ﺑﻤﺜﻞ ھﺬا اﻟﺪﻓﺎع ‪ ،‬ﻟﮭﺪﻣﺖ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻌﺎﺑﺪ اﻟﺘﻲ ﯾُﺬﻛﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﺳﻢ اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً ‪ ،‬ﺑﺴﺒﺐ ﻇُﻠ ﻢ اﻟﻜ ﺎﻓﺮﯾﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻻ‬
‫ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ وﻻ ﺑﺎﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻨﺼﺮ ‪ ،‬واﻟﺘﻤﻜﯿﻦ ﻓﻲ اﻷرض ‪ ،‬واﻟﺤﻜﻢ ‪ :‬إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وإﯾﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ‪.‬‬

‫إﯾﺠﺎﺑﮫ ‪ :‬وﻓﻲ اﻟﺴﱠﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﮭﺠﺮة ‪ ،‬ﻓﺮض اﷲ اﻟﻘﺘﺎل ‪ ،‬وأوﺟﺒﮫ ﺑﻘﻮﻟـﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬ﻛُﺘﺐ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﻘﺘﺎل وھﻮ ﻛﺮه ﻟﻜ ﻢ وﻋﺴ ﻰ أن‬
‫ﺗﻜﺮھﻮا ﺷﯿﺌﺎً وھﻮ ﺧﯿﺮ ﻟﻜﻢ وﻋﺴﻰ أن ﺗﺤﺒﻮا ﺷﯿﺌﺎً وھﻮ ﺷﺮ ﻟﻜﻢ واﷲ ﯾﻌﻠﻢ وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮن " ) اﻟﺒﻘﺮة ‪.( ٢١٦‬‬

‫اﻟﺠﮭﺎد ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ ‪:‬‬

‫واﻟﺠﮭﺎد ﻟﯿﺲ ﻣﻔﺮوﺿﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ھﻮ ﻓﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ ‪ ،‬إذا ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﺒﻌﺾ واﻧﺪﻓﻊ ﺑ ﮫ اﻟﻌ ﺪو ‪،‬‬
‫وﺣﺼﻞ ﺑﮫ اﻟﻐﻨﺎء ‪ ،‬ﺳﻘﻂ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﻟﯿﻨﻔﺮوا ﻛﺎﻓﺔ ﻓﻠﻮﻻ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣ ﻨﮭﻢ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻟﯿﺘﻔﻘﮭ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﯾﻦ وﻟﯿُﻨ ﺬروا ﻗ ﻮﻣﮭﻢ إذا‬
‫رﺟﻌﻮا إﻟﯿﮭﻢ ﻟﻌﻠﮭﻢ ﯾﺤﺬرون " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ( ١٢٢‬‬
‫وﻗﺎل ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ " ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﺧﺬوا ﺣﺬروا ﻓﺎﻧﻔﺮواﺛُﺒﺎت أو اﻧﻔﺮوا ﺟﻤﯿﻌﺎً " )اﻟﻨﺴﺎء آﯾﺔ ‪. ( ٧١‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري ‪ :‬وﯾﺬﻛﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس "اﻧﻔﺮوا ﺛﺒﺎت" ﺳﺮاﯾﺎ ﻣﺘﻔﺮﻗﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻻ ﯾﺴﺘﻮي اﻟﻘﺎﻋﺪون ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻏﯿﺮ أوﻟﻲ اﻟﻀّﺮر واﻟﻤﺠﺎھﺪون ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺑ ﺄﻣﻮاﻟﮭﻢ وأﻧﻔﺴ ﮭﻢ ‪ ،‬ﻓﻀ ﻞ اﷲ‬
‫اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﺑﺄﻣﻮاﻟﮭﻢ وأﻧﻔﺴﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪﯾﻦ درﺟﺔ وﻛﻼً وﻋﺪ اﷲ اﻟﺤُﺴﻨﻰ وﻓﻀﱠﻞ اﷲ اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪﯾﻦ أﺟﺮاً ﻋﻈﯿﻤ ﺎً " )‬
‫اﻟﻨﺴﺎء آﯾﺔ ‪. ( ٩٥‬‬
‫وﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺚ ﺑﻌﺜﺎً إﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻟﺤﯿﺎن ‪ -‬ﻣﻦ ھُﺬﯾﻞ ‪ -‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻟﯿﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻛﻞ رﺟﻠﯿﻦ‬
‫أﺣﺪھﻤﺎ واﻷﺟﺮ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻟﻮ وﺟﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻞ ﻟﻔﺴﺪت اﻟﺪُﻧﯿﺎ ﻓﻮﺟﺐ أن ﻻ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ إﻻ اﻟﺒﻌﺾ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪:‬‬

‫‪٣٢٩‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮد أن ﯾﻘﻮم ﺑﮫ وﻻ ﯾﺴﻘﻂ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﮫ ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﻹﯾﻤﺎن ‪ ،‬واﻟﻄﮭﺎرة واﻟﺼﻼة ‪ ،‬واﻟﺰﻛﺎة‬
‫‪ ،‬واﻟﺼﯿﺎم ‪ ،‬واﻟﺤﺞ ‪ ،‬ﻓﮭﺬه ﻓﺮاﺋﺾ ﻋﯿﻨﯿﺔ ‪ ،‬ﯾﻠﺰم ﻛﻞ ﻓﺮد أداؤھﺎ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ أن ﯾُﻘﺼّﺮ ﻓﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس دون اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ‪ ،‬وﺗﺴﻤﻰ ھﺬه اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﺑﻔﺮوض اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ وھﻲ أﻧﻮاع ‪:‬‬
‫‪ (١‬اﻟﻨﻮع اﻷول دﯾﻨﻲ‪ :‬ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﻟﻌﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ‪ ،‬وﺣﻜﻢ اﻟﺸُﺒﮭﺎت ‪ ،‬واﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻮك اﻟﺘﻲ ﺗُﺜ ﺎر ﺣ ﻮل اﻹﺳ ﻼم ‪ ،‬وﺻ ﻼة اﻟﺠﻨ ﺎزة ‪،‬‬
‫واﻷذان وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻞ‪:‬‬ ‫ﻲ ‪ :‬ﻣﺜ‬ ‫ﺎم اﻟﻤﻌﯿﺸ‬ ‫ﻼح اﻟﻨﻈ‬ ‫ﻞ ﺑﺈﺻ‬ ‫ﺎ ﯾﺘﺼ‬ ‫ﺎﻧﻲ ﻣ‬ ‫ﻮع اﻟﺜ‬ ‫‪ (٢‬واﻟﻨ‬
‫اﻟﺰراﻋــــــﺔ ‪،‬واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬واﻟﻄﺐ ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﻲ ﯾﻀﺮ ﺗﻌﻄﯿﻠﮭﺎ أﻣﺮ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪.‬‬
‫‪ (٣‬واﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوض اﻟﻜﻔﺎﺋﯿﺔ ﻣﺎ ﯾﺸﺘﺮط ﻓﯿﮫ اﻟﺤﺎﻛﻢ ‪ :‬ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﻟﺠﮭﺎد ‪ ،‬وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ‪ ،‬ﻓﺈن ھﺬه ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺣ ﺪه ‪،‬‬
‫وﻟﯿﺲ ﻷي ﻓﺮد أن ﯾﻘﯿﻢ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫‪ (٤‬واﻟﻨﻮع اﻟﺮاﺑﻊ ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﺸ ﺘﺮط ﻓﯿ ﮫ اﻟﺤ ﺎﻛﻢ‪ :‬ﻣﺜ ﻞ ‪ :‬اﻷﻣ ﺮ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ‪ ،‬واﻟﻨﮭ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻨﻜ ﺮ ‪ ،‬واﻟ ﺪﻋﻮة إﻟ ﻰ اﻟﻔﻀ ﺎﺋﻞ ‪ ،‬وﻣﻄ ﺎردة‬
‫اﻟﺮذاﺋﻞ ‪.‬‬
‫ﻓﮭﺬه اﻟﻔﺮوض اﻟﻜﻔﺎﺋﯿﺔ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮد ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﯾﻨﮭﺾ ﺑﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﺎﻣﻮا ﺑﮭ ﺎ وﺣﺼ ﻠﺖ ﺑﮭ ﻢ اﻟﻜﻔﺎﯾ ﺔ ‪،‬‬
‫ﺳﻘﻂ اﻟﻮﺟﻮب ﻋﻦ اﻷﻓﺮاد ﺟﻤﯿﻌﺎً ‪ ،‬وإذا ﻟﻢ ﯾﻘﻮﻣﻮا ﺑﮭﺎ ‪ ،‬أﺛﻤﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎً ‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﺠﮭﺎد ﻓﺮض ﻋﯿﻦ ؟‬

‫وﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﺠﮭﺎد ﻓﺮض ﻋﯿﻦ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن ﯾﺤﻀ ﺮ اﻟﻤﻜﻠﱠ ﻒ ﺻ ﻒ اﻟﻘﺘ ﺎل ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﺠﮭ ﺎد ﯾﺘﻌ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤ ﺎل‪ .‬ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ " ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا إذا ﻟﻘﯿ ﺘﻢ ﻓﺌ ﺔ‬
‫ﻓﺎﺛﺒﺘﻮا " ) اﻷﻧﻔﺎل آﯾﺔ ‪. ( ٤٥‬‬
‫وﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إذا ﻟﻘﯿﺘﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔـــــﺮوا زﺣﻔﺎً ﻓﻼ ﺗﻮﻟﻮھﻢ اﻷدﺑﺎر " )اﻷﻧﻔﺎل ‪. ( ١٥‬‬
‫‪ -٢‬إذا ﺣﻀﺮ اﻟﻌﺪو اﻟﻤﻜﺎن أو اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﯾُﻘﯿﻢ ﺑﮫ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺒﻠﺪ ﺟﻤﯿﻌﺎً أن ﯾﺨﺮﺟﻮا ﻟﻘﺘﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻞ ﻷﺣ ﺪ أن‬
‫ﯾﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻮاﺟﺒﮫ ﻧﺤﻮ ﻣﻘﺎﺗﻠﺘﮫ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﻤﻜﻦ دﻓﻌﮫ إﻻ ﺑﺘﻜﺘﻠﮭﻢ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻣﻨﺎﺟﺰﺗﮭﻢ إﯾﺎه ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻗﺎﺗﻠﻮا اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻠﻮﻧﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ آﯾﺔ ‪. ( ١٢٣‬‬
‫‪ -٣‬إذا اﺳﺘﻨﻔﺮ اﻟﺤﺎﻛﻢ أﺣﺪا ً ﻣﻦ اﻟﻤﻜﻠﻔﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﻌﮫ أن ﯾﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ إﻟﯿﮫ ‪ .‬ﻟﻤﺎ رواه اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ھﺠﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﺢ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺟﮭﺎد وﻧﯿﺔ ‪ ،‬وإذا اﺳﺘﻨﻔﺮﺗﻢ ﻓﺎﻧﻔﺮوا" رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬أي إذا ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻨﻜﻢ اﻟﺨ ﺮوج‬
‫إﻟﻰ اﻟﺤﺮب ﻓﺎﺧﺮﺟﻮا ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬أي ﻻ ھﺠﺮة ﻣﻦ ﻣﻜﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﮭﺠﺮة ﻓﺮﺿﺎً ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﻨُﺴﺨﺖ ﺑﮭ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ‪ .‬أﻣ ﺎ اﻟﮭﺠ ﺮة‬
‫ﻣﻦ دار اﻟﺤﺮب إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻓﮭﻲ ﻟﻢ ﺗُﻨﺴﺦ ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻲ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﯾﺄﻣﻦ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ دﯾﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻣﺎ ﻟﻜﻢ إذا ﻗﯿﻞ ﻟﻜﻢ اﻧﻔـــﺮوا ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ اﺛﺎﻗﻠﺘﻢ إﻟ ﻰ اﻷرض أرﺿ ﯿﺘﻢ ﺑﺎﻟﺤﯿ ﺎة اﻟ ﺪُﻧﯿﺎ ﻣ ﻦ‬
‫اﻵﺧﺮة ﻓﻤﺎ ﻣﺘﺎع اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪُﻧﯿﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة إﻻ ﻗﻠﯿﻞ " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.( ٣٨‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﺠﺐ ؟‬
‫ﯾﺠﺐ اﻟﺠﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺴﻠﻢ ‪ ،‬اﻟﺬﻛﺮ ‪ ،‬اﻟﻌﺎﻗﻞ ‪ ،‬اﻟﺒﺎﻟﻎ ‪ ،‬اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ ،‬اﻟﺬي ﯾﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﮫ وﯾﻜﻔﻲ أھﻠﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺠﮭﺎد ‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ اﻟﻤُﺴﻠﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻲ ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻨﻮن ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤ ﺮﯾﺾ ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺣ ﺮج ﻋﻠ ﻰ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ‬
‫ھﺆﻻء ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﮭﺎد ‪ ،‬ﻷن ﺿﻌﻔﮭﻢ ﯾﺤﻮل ﺑﯿﻨﮭﻢ وﺑﯿﻦ اﻟﻜﻔﺎح ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﮭﻢ ﻏَﻨﺎء ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺪان ‪ ،‬ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن وﺟﻮدھﻢ‬
‫أﻛﺜﺮ ﺿﺮراً ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﻧﻔﻌﮫ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬا ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻔﺎء ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺿﻰ وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺠﺪون ﻣ ﺎ ﯾﻨﻔﻘ ﻮن ﺣ ﺮج إذا ﻧﺼ ﺤﻮا ﷲ‬
‫ورﺳﻮﻟﮫ " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.( ٩١‬‬
‫وﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﻰ ﺣﺮج وﻻ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺮج ﺣﺮج وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺣﺮج" اﻟﻔﺘﺢ آﯾﺔ ‪. ١٧‬‬
‫وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻋُﺮِﺿْﺖُ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮم أُﺣﺪ ‪ ،‬وأﻧﺎ اﺑﻦ أرﺑﻊ ﻋﺸ ﺮة ﺳ ﻨﺔ ﻓﻠ ﻢ ﯾُﺠِﺰْﻧ ﻲ " رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وﻷﻧﮫ ﻋﺒﺎدة ﻓﻼ ﯾﺠﺐ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻎ ‪.‬‬
‫روى أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ‪ " :‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ھﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺟﮭﺎد ؟ ﻗﺎل ‪ ":‬ﺟﮭﺎد ﻻ ﻗﺘﺎل ﻓﯿﮫ ‪ :‬اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة‬
‫"‪ .‬وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ ":‬ﻟﻜﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﺠﮭﺎد ‪ :‬ﺣﺞ ﻣﺒﺮور" ‪.‬‬
‫وروى اﻟﻮاﺣﺪي واﻟﺴﯿﻮﻃﻲ ﻓﻲ اﻟﺪر اﻟﻤﻨﺜﻮر ﻋﻦ ﻣﺠﺎھﺪ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ :‬ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺗﻐ ﺰو اﻟﺮﺟ ﺎل وﻻ‬
‫ﻧﻐﺰو ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻟﻨﺎ ﻧﺼﻒ اﻟﻤﯿﺮاث ؟ ﻔﺄﻧﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻻ ﺗﺘﻤﻨﱠﻮا ﻣﺎ ﻓﻀﱠﻞ اﷲ ﺑﮫ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻟﻠﺮﺟﺎل ﻧﺼﯿﺐ ﻣﻤ ﺎ اﻛﺘﺴ ﺒﻮا‬
‫وﻟﻠﻨﺴﺎء ﻧﺼﯿﺐ ﻣﻤﺎ اﻛﺘﺴﺒﻦ واﺳﺄﻟﻮا اﷲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﮫ إن اﷲ ﻛﺎن ﺑﻜ ﻞ ﺷ ﻲء ﻋﻠﯿﻤ ﺎً " )اﻟﻨﺴ ﺎء ‪ .( ٣٢‬أي ﻟﻠﺮﺟ ﺎل ﻋﻤ ﻞ ﺧ ﺎص ﺑﮭ ﻢ‬
‫ﻛﻠﻔﻮا ﺑﮫ وﻟﻠﻨﺴﺎء ﻋﻤﻞ ﺧﺎص ﻓﻼ ﯾﺼﺢ أن ﯾﺘﻤﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﯾﻘﯿﻦ ﻋﻤﻞ اﻵﺧﺮ ‪.‬‬
‫ﻋﻦ أﻧﺲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻮم أُﺣﺪ ‪ ،‬اﻧﮭﺰم اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﻟﻘﺪ رأﯾﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨ ﺖ أﺑ ﻲ‬
‫ﺑﻜﺮ وأم ﺳﻠﯿﻢ وإﻧﮭﻤﺎ ﻟﻤﺸﻤﺮﺗﺎن‪ ،‬أرى ﺧَﺪَمَ ﺳﻮﻗﮭﻤﺎ ﺗﻨﻘﻼن اﻟﻘِﺮَبَ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﻧﮭﻤﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻏﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ أﻓﻮاه اﻟﻘﻮم ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻌﺎن ﻓﺘﻤﻶﻧﮭﺎ‬
‫ﺛﻢ ﺗﺠﯿﺌﺎن ﻓﺘﻔﺮﻏﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ أﻓﻮاه اﻟﻘﻮم" رواه اﻟﺸﯿﺨﺎن) ﺧﺪم ﺳﻮﻗﮭﻤﺎ ‪ :‬اﻟﺨﻼﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﻗﮭﻤﺎ ( ‪.‬‬
‫وﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎم اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻐﺰو ﺑﺄم ﺳﻠﯿﻢ وﻧﺴﻮة ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺴﻘﯿﻦ اﻟﻤ ﺎء ‪ ،‬وﯾ ﺪاوﯾﻦ اﻟﺠﺮﺣ ﻰ " رواه‬
‫ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي‪.‬‬

‫‪٣٣٠‬‬
 ‫إذن اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ‪:‬‬
‫اﻟﺠﮭﺎد اﻟﻮاﺟﺐ ﻻ ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﻓﯿﮫ إذن اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ‪ ،‬أﻣﺎ ﺟﮭﺎد اﻟﺘﻄﻮع ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻﺑ ﺪ ﻓﯿ ﮫ ﻣ ﻦ إذن اﻟﻮاﻟ ﺪﯾﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ اﻟﺤ ﺮﯾﻦ أو إذن‬
‫أﺣﺪھﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻣﺴ ﻌﻮد ‪ " :‬ﺳ ﺄﻟﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬أي اﻟﻌﻤ ﻞ أﺣ ﺐ إﻟ ﻰ اﷲ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺼﻼة ﻓﻲ وﻗﺘﮭﺎ‪ .‬ﻗﻠﺖ‪ :‬ﺛﻢ أي ؟ ﻗﺎل‪ :‬ﺑﺮ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ‪ .‬ﻗﻠﺖ ‪ :‬ﺛﻢ أي ؟ ﻗﺎل ‪ :‬اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ " :‬ﺟﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﺄذﻧﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺠﮭ ﺎد ‪ .‬ﻓﻘ ﺎل ‪ :‬أﺣ ﻲﱞ واﻟ ﺪاك ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ ،‬ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫ﻓﻔﯿﮭﻤﺎ ﻓﺠﺎھﺪ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺠﺮة واﻟﻜﻔﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺰو ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ‪ ،‬واﻟﻔﺴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎل اﻟﻜﻔﺮة وﻗﺪ ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أُﺑﻲ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ﯾﺨﺮﺟﻮن ﻟﻠﻘﺘﺎل‬
‫ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫وﻗﺼﺔ أﺑﻲ ﻣﺤﺠﻦ اﻟﺜﻘﻔﻲ ‪ -‬اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾُﺪﻣﻦ ﺷُﺮب اﻟﺨﻤــــﺮ ‪ -‬وﺑﻼؤه ﻓﻲ ﺣﺮب ﻓﺎرس ﻣﺸﮭﻮرة‪ ،‬وأﻣﺎ ﻗﺘﺎل اﻟﻜﻔﺮة ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻼ‬
‫ﯾﺠﻮز أن ﯾُﺴﺘﻌﺎن ﺑﮭﻢ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨّﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺮج إﻟﻰ ﺑﺪر ﻓﺘﺒﻌﮫ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻓﻠﺤﻘﮫ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﺤَﺮّة ﻓﻘﺎل‪ :‬إﻧﻲ أردت أن أﺗﺒﻌﻚ وأﺻﯿﺐ ﻣﻌﻚ ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻗﺎل ‪ :‬ارﺟ ﻊ ﻓﻠ ﻦ أﺳ ﺘﻌﯿﻦ ﺑﻤﺸ ﺮك " رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻨﺼﺎر ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎء ‪:‬‬

‫ﻋﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ﻗﺎل ‪ :‬رأى أﺑ ﻲ ﻟ ﮫ ﻓﻀ ﻼً ﻋﻠ ﻰ دوﻧ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬ھ ﻞ‬
‫ﺗﻨُﺼﺮون وﺗﺮزﻗﻮن إﻻ ﺑﻀﻌﻔﺎﺋﻜﻢ ؟ " رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬رُبﱠ أﺷﻌﺚ ‪ ،‬ﻣﺪﻓﻮع ﺑﺎﻟﺒﺎب‪ ،‬ﻟﻮ أﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻷﺑﺮﱠه " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫أي أن اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﯾﺒﺪو ﻓﻲ ھﯿﺌﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺮﻋﻲ اﻷﻧﻈﺎر وﻟﻜﻨﮫ ﻗﻮي اﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬ﺻﺎدق اﻟﯿﻘﯿﻦ ﻓﻠﻮ دﻋﺎ رﺑﮫ ﻻﺳﺘﺠﺎب ﻟﮫ ﺑﻤﺠﺮد دﻋﺎﺋﮫ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ اﻟﺠﮭﺎد واﻻﺳﺘﺸﮭﺎد‬

‫اﻟﺠﮭﺎد أﻓﻀﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﻄﻮع ‪:‬‬
‫اﻟﺠﮭﺎد ‪ :‬إﻋﻼء ﻟﻜﻠﻤﺔ اﷲ ‪ ،‬وﺗﻤﻜﯿﻦ ﻟﮭﺪاﯾﺘﮫ ﻓﻲ اﻷرض ‪ ،‬وﺗﺮﻛﯿﺰ ﻟﻠﺪﯾﻦ اﻟﺤ ﻖ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﻛ ﺎن أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗﻄ ﻮع اﻟﺤ ﺞ ‪،‬‬
‫واﻟﻌﻤﺮة‪ ،‬وأﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻄﻮع اﻟﺼﻼة ‪ ،‬واﻟﺼﻮم ‪.‬‬
‫وھﻮ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﻨﺘﻈﻢ ﻛﻞ ﻟﻮن ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﻌﺒﺎدات‪ ،‬ﺳﻮاء ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﺒﺎدات اﻟﻈﺎھﺮ أو اﻟﺒﺎﻃﻦ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﻋﺒ ﺎدات‬
‫اﻟﺒﺎﻃﻦ اﻟﺰھﺪ ﻓﻲ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬وﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻮﻃﻦ‪ ،‬وھﺠﺮة اﻟﺮﻏﺒﺎت‪ ،‬وﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ‪ ،‬واﻟﻤﺎل ‪ ،‬وﺑﯿﻌﮭﻤﺎ ﷲ‪ ،‬ﻣﺎ ھ ﻮ ﺛﻤ ﺮة ﻣ ﻦ‬
‫ﺛﻤﺮات اﻟﺤُﺐ واﻹﯾﻤﺎن ‪ ،‬واﻟﯿﻘﯿﻦ واﻟﺘﻮﻛﻞ ‪.‬‬
‫" إنﱠ اﷲ اﺷﺘﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺑﺄنّ ﻟﮭﻢ اﻟﺠﻨﺔ ﯾُﻘﺎﺗﻠﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﯿَﻘْﺘُﻠﻮن وﯾُﻘﺘَﻠﻮن وﻋﺪاً ﻋﻠﯿﮫ ﺣﻘﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة‬
‫واﻹﻧﺠﯿﻞ واﻟﻘﺮآن وﻣﻦ أوﻓﻰ ﺑﻌﮭﺪه ﻣﻦ اﷲ ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮوا ﺑﺒﯿﻌﻜﻢ اﻟﺬي ﺑﺎﯾﻌﺘﻢ ﺑﮫ وذﻟﻚ ھﻮ اﻟﻔﻮز اﻟﻌﻈﯿﻢ " ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻤُﺠﺎھﺪ ﺧﯿﺮ اﻟﻨﺎس ‪:‬‬

‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬أﻻ أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺨﯿﺮ اﻟﻨﺎس ‪ ....‬رﺟﻞ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﻌﻨﺎن ﻓﺮﺳﮫ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ‬
‫اﷲ ‪،‬أﻻ أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺬي ﯾﺘﻠﻮه ‪ :‬رﺟﻞ ﻣﻌﺘﺰل ﻓﻲ ﻏﻨﯿﻤﺔ ﻟﮫ ﯾﺆدﱢي ﺣﻖ اﷲ ﻓﯿﮭﺎ ‪،‬أﻻ أﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺸﺮ اﻟﻨﺎس‪ :‬رﺟﻞ ﯾُﺴﺄل ﺑﺎﷲ وﻻ ﯾُﻌﻄﻲ ﺑﮫ‬
‫" ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﺳُﺌﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬أي اﻟﻨﺎس أﻓﻀﻞ ؟ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺆﻣﻦ ﯾُﺠﺎھﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻣﺎﻟﮫ " ‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺛﻢ‬
‫ﻣﻦ ؟ ﻗﺎل ‪" :‬ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺷِﻌْﺐٍ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎب ﯾﺘﻘﻲ اﷲ وﯾﺪع اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺷﺮه " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿ ﻞ‪ .‬ﻓﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﺛﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎب ﯾﻌﺒﺪ رﺑﮫ وﯾﺪع اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺷﺮه " ﻓﯿﮫ دﻟﯿﻞ ﻟﻤﻦ ﻗﺎل ﺑﺘﻔﻀﯿﻞ اﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺧ ﺘﻼط ‪،‬‬
‫وﻓﻲ ذﻟﻚ ﺧﻼف ﻣﺸﮭﻮر‪.‬‬
‫ﻓﻤﺬھﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ ،‬وأﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ :‬أن اﻻﺧﺘﻼط أﻓﻀﻞ ﺑﺸﺮط رﺟﺎء اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻦ‪ ،‬وﻣﺬھﺐ ﻃﻮاﺋﻒ أن اﻻﻋﺘﺰال أﻓﻀﻞ‪.‬‬
‫وأﺟﺎب اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺰال ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻔﺘﻦ واﻟﺤﺮوب‪ ،‬أو ھﻮ ﻓﯿﻤﻦ ﻻ ﯾﺴﻠﻢ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﮫ وﻻ ﯾﺼﺒﺮ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻢ‪ ،‬أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮص‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻧﺒﯿﺎء ‪ -‬ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ‪ -‬وﺟﻤ ﺎھﯿﺮ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘ ﺎﺑﻌﯿﻦ واﻟﻌﻠﻤ ﺎء واﻟﺰھ ﺎد ﻣﺨﺘﻠﻄ ﯿﻦ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺼ ﻠﻮن ﻣﻨ ﺎﻓﻊ‬
‫اﻻﺧﺘﻼط ‪ ،‬ﻛﺸﮭﻮد اﻟﺠﻤﻌﺔ ‪ ،‬واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬واﻟﺠﻨﺎﺋﺰ ‪ ،‬وﻋﯿﺎدة اﻟﻤﺮﺿﻰ‪ ،‬وﺣﻠﻖ اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺸﱢﻌﺐ ﻓﮭﻮ ‪ :‬ﻣﺎ اﻧﻔﺮج ﺑﯿﻦ ﺟﺒﻠﯿﻦ‪ ،‬وﻟﯿﺲ اﻟﻤُﺮاد ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻌﺐ ﺧﺼﻮﺻﺎً ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﻤﺮاد اﻹﻧﻔﺮاد‪ ،‬واﻻﻋﺘﺰال‪ ،‬وذﻛﺮ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺜﺎﻻً‬
‫‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﺧﺎل ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻏﺎﻟﺒﺎً ‪ .‬وھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬ﺣﯿﻦ ﺳُﺌﻞ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺠﺎة ) أي ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ‬
‫( ﻓﻘﺎل " أﻣﺴﻚ ﻋﻠﯿﻚ ﻟﺴﺎﻧﻚ‪ ،‬وﻟﯿﺴﻌﻚ ﺑﯿﺘﻚ‪ ،‬واﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﯿﺌﺘﻚ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻠﻤُﺠﺎھﺪ ‪:‬‬

‫‪٣٣١‬‬
‫روى اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪ :‬أن رﺟﻼً ﻣﺎﻟﺖ ﻧﻔﺴﮫ إﻟﻰ اﻟﻌُﺰﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺴﺄل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪" :‬ﻻﺗﻔﻌﻞ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻘﺎم‬
‫أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﮫ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﮫ ﺳﺒﻌﯿﻦ ﻋﺎﻣﺎً ‪ ،‬أﻻ ﺗﺤﺒﻮن أن ﯾﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻜﻢ وﯾُﺪﺧﻠﻜﻢ اﻟﺠﻨﺔ ؟ اﻏﺰوا ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " ‪.‬‬
‫" ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﻮاق ﻧﺎﻗﺔ وﺟﺒﺖ ﻟﮫ اﻟﺠﻨﺔ " إﺳﻨﺎده ﺣﺴﻦ ‪.‬‬
‫اﻧﻈﺮ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ ) م‪( ٣٨٣٠ = ٢‬‬

‫اﻟﻤُﺠﺎھﺪ ﯾﺮﺗﻔﻊ ﻣﺎﺋﺔ درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪:‬‬

‫ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬إنﱠ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ ﻣﺎﺋ ﺔ درﺟ ﺔ ‪ ،‬أﻋ ﺪﱠھﺎ اﷲ ﻟﻠﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ‬
‫اﻟﺪرﺟﺘﯿﻦ ﻛﻤﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض‪ ،‬ﻓﺈذا ﺳﺄﻟﺘﻢ اﷲ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮه اﻟﻔﺮدوس‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ أوﺳﻂ اﻟﺠﻨﺔ وأﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﻓﻮﻗـــﮫ ﻋﺮش اﻟﺮﺣﻤﻦ‪،‬‬
‫وﻣﻨﮫ ﺗﻔﺠﺮ أﻧﮭﺎر اﻟﺠﻨﺔ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫اﻟﺠﮭﺎد ﻻ ﯾﻌﺪﻟﮫ ﺷﻲء ‪:‬‬

‫ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﯿﻞ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎ ﯾﻌﺪل اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻌﻮﻧﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻋﺎد ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺮﺗﯿﻦ‪ ،‬أو ﺛﻼﺛﺎً ‪ ،‬ﻛﻞ ذﻟﻚ ﯾﻘ ﻮل ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﯿﻌﻮﻧﮫ‪ ،‬وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ‪ " :‬ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺠﺎھ ﺪ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻛﻤﺜ ﻞ اﻟﺼ ﺎﺋﻢ اﻟﻘ ﺎﺋﻢ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﺖ ﺑﺂﯾﺎت اﷲ ‪ ،‬ﻻ ﯾﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﺻﻼة وﻻ ﺻﯿﺎم ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺟﻊ اﻟﻤﺠﺎھﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ورواه ﻏﯿﺮھﻤﺎ ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ اﻟﺸﮭﺎدة‬
‫ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻻ ﯾُﻜْﻠَﻢ أﺣﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪ -‬واﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﻤ ﻦ ﯾﻜﻠ ﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ‪ -‬إﻻ ﺟ ﺎء ﯾ ﻮم‬
‫اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ وﺟﺮﺣﮫ ﯾﺜﻌﺐ دﻣﺎً ‪ ،‬اﻟﻠﻮن ﻟﻮن اﻟﺪم‪ ،‬واﻟﺮﯾﺢ رﯾﺢ اﻟﻤﺴﻚ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ‪ :‬أﻣﻠﻰ ﻋﻠﻲّ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ﺣﯿﻦ ودﻋﺘﮫ ﻟﻠﺨﺮوج ھﺬه اﻷﺑﯿﺎت ‪ ،‬وأرﺳﻠﮭﺎ ﻣﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﻔُﻀﯿﻞ ﺑﻦ ﻋﯿﺎض ‪:‬‬

‫ﯾﺎ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺤﺮﻣﯿﻦ ﻟﻮ أﺑﺼﺮﺗﻨﺎ *** ﻟﻌﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة ﺗﻠﻌﺐ‬

‫ﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﺨﻀﺐ ﺧﺪه ﺑﺪﻣﻮﻋﮫ *** ﻓﻨﺤﻮرﻧﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻨﺎ ﺗﺘﺨﻀـــــﺐ‬
‫أو ﻛﺎن ﯾﺘﻌﺐ ﺧﯿﻠﮫ ﻓﻲ ﺑﺎﻃـﻞ *** ﻓﺨﯿﻮﻟﻨﺎ ﯾﻮم اﻟﺼﺒﯿﺤﺔ ﺗﺘﻌــﺐ‬
‫رﯾﺢ اﻟﻌﺒﯿﺮ ﻟﻜﻢ ‪ ،‬وﻧﺤﻦ ﻋﺒﯿﺮﻧﺎ *** وھﺞ اﻟﺴﻨﺎﺑﻚ واﻟﻐﺒﺎر اﻷﻃﯿﺐ‬
‫وﻟﻘﺪ أﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎل ﻧﺒﯿﻨـــــــﺎ *** ﻗﻮل ﺻﺤﯿﺢ ﺻﺎدق ﻻ ﯾﻜﺬب‬
‫ﻻ ﯾﺴﺘﻮي ﻏﺒﺎر أھــﻞ اﷲ ﻓﻲ *** أﻧﻒ اﻣﺮيء ودﺧﺎن ﻧﺎر ﻻ ﯾﻜﺬب‬
‫ھﺬا ﻛﺘﺎب اﷲ ﯾﻨﻄــــﻖ ﺑﯿﻨﻨﺎ *** ﻟﯿﺲ اﻟﺸﮭﯿﺪ ﺑﻤﯿﺖ ﻻ ﯾﻜﺬب‬

‫ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻠﻘﯿﺖ اﻟﻔُﻀﯿﻞ ﺑﻦ ﻋﯿﺎض ﺑﻜﺘﺎﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأه ذرﻓﺖ ﻋﯿﻨﺎه وﻗﺎل ‪ :‬ﺻﺪق أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ‪ ،‬وﻧﺼﺤﻨﻲ‪.‬‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ " :‬ﻟﻠﺸﮭﯿﺪ ﻋﻨﺪ رﺑﮫ ﺳﺒﻊ ﺧﺼﺎل ‪ :‬ﯾُﻐﻔﺮ ﻟﮫ ﻓﻲ أول دُﻓﻌﺔ ﻣﻦ دﻣﮫ‪ ،‬وﯾﺮى ﻣﻘﻌﺪه ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﯾُﺤﻠﻰ ﺣُﻠﺔ‬
‫اﻹﯾﻤﺎن‪ ،‬وﯾﺰوج اﺛﻨﺘﯿﻦ وﺳﺒﻌﯿﻦ زوﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﺗﺎج اﻟﻮﻗﺎر ‪ ،‬اﻟﯿﺎﻗﻮﺗﺔ ﻣﻨﮫ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪُﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ‪،‬‬
‫وﯾُﺸﻔﱠﻊ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﯿﻦ إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﻦ أھﻞ ﺑﯿﺘﮫ "‪ .‬واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ ‪ ،‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬‬
‫" أرواح اﻟﺸﮭﺪاء ﻓﻲ ﺣﻮاﺻﻞ ﻃﯿﺮ ﺧﻀﺮ ‪ ،‬ﺗﺴﺮح ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﯿﺚ ﺷﺎءت " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪ .‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " اﻟﺸﮭﯿﺪ ﻻ ﯾﺠﺪ أﻟﻢ اﻟﻘﺘﻞ إﻻ ﻛﻤﺎ ﯾﺠﺪ أﺣﺪﻛﻢ أﻟﻢ اﻟﻘﺮﺻﺔ" )أي اﻟﻠﺴﻌﺔ( ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺘﯿ ﻚ ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬اﻟﺸ ﮭﺎدة ﺳ ﺒﻊ ‪ -‬ﺳ ﻮى اﻟﻘﺘ ﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ‪ -‬اﻟﻤﻄﻌ ﻮن ﺷ ﮭﯿﺪ ‪،‬‬
‫واﻟﻐﺮق ﺷﮭﯿﺪ ‪،‬وﺻﺎﺣﺐ ذات اﻟﺠَﻨْﺐِ ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﻤﺒﻄﻮن ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﺮق ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﻤﻮت ﺗﺤﺖ اﻟﮭﺪم ﺷﮭﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﻤﺮأة‬
‫ﺗﻤﻮت ﺑﺠُﻤﻊٍ ﺷﮭﯿﺪة " رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻄﻌﻮن ‪ :‬ﻣﻦ ﻣﺎت ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮن ‪.‬‬
‫اﻟﻐﺮق ‪ :‬اﻟﻐﺮﯾﻖ ‪.‬‬
‫ذات اﻟﺠﻨﺐ ‪ :‬وھﻮ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﮭﺎب اﻟﺮﺋﺔ وﯾﻨﺸﺄ ﻋﻨﮭﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺳﻮاﺋﻞ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﺔ داﺧﻞ اﻟﻐﺸﺎء اﻟﺒﻠﻮري‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﻄﻮن ‪ :‬ﻣﻦ ﻣﺎت ﺑﻤﺮض اﻟﺒﻄﻦ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺮض اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ‪.‬‬
‫ﺑﺠُﻤﻊ ‪ :‬أي اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮت ﻋﻨﺪ اﻟﻮﻻدة واﻟﺠﻨﯿﻦ داﺧﻞ اﻟﺮﺣﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ زﯾﺪ ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ دون ﻣﺎﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ وﻣﻦ ﻗﺘﻞ دون دﻣﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ﻗﺘﻞ دون أھﻠﮫ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ " :‬اﻟﻤﺮاد ﺑﺸﮭﺎدة ھﺆﻻء ﻛﻠﮭﻢ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻓﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ‪ ،‬أﻧﮭ ﻢ ﯾﻜ ﻮن ﻟﮭ ﻢ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة ﺛ ﻮاب اﻟﺸ ﮭﺪاء ‪ ،‬وأﻣ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬ﻓﯿُﻐﺴﱠﻠﻮن ‪ ،‬وﯾُﺼﻠﱠﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ " ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ :‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﯾﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﻠﺸ ﮭﯿﺪ ﻛ ﻞ ذﻧ ﺐ‪ ،‬إﻻ اﻟ ﺪّﯾﻦ ‪ " ....‬رواه ﻣﺴ ﻠﻢ‪.‬‬
‫وﯾﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪّﯾﻦ ﻣﻈﺎﻟﻢ اﻟﻌﺒﺎد ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ‪ :‬اﻟﻘﺘﻞ ‪ ،‬وأﻛﻞ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫اﻟﺠﮭﺎد ﻹﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ‪:‬‬

‫‪٣٣٢‬‬
‫إن اﻟﺠﮭﺎد ﻻ ﯾُﺴﻤﻰ ﺟﮭﺎداً ﺣﻘﯿﻘﯿﺎً إﻻ إذا ﻗُﺼﺪ ﺑﮫ وﺟﮫ اﷲ‪ ،‬وأرﯾﺪ ﺑﮫ إﻋﻼء ﻛﻠﻤﺘﮫ‪ ،‬ورﻓ ﻊ راﯾ ﺔ اﻟﺤ ﻖ‪ ،‬وﻣﻄ ﺎردة اﻟﺒﺎﻃ ﻞ‪،‬‬
‫وﺑﺬل اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎة اﷲ ‪ ،‬ﻓﺈذا أُرﯾﺪ ﺑﮫ ﺷﻲء دون ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻈﻮظ اﻟﺪُﻧﯿﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾُﺴﻤﻰ ﺟﮭﺎداً ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻟﯿﺤﻈﻰ ﺑﻤﻨﺼﺐ ‪ ،‬أو ﯾﻈﻔﺮ ﺑﻤﻐﻨﻢ ‪ ،‬أو ﯾُﻈﮭﺮ ﺷﺠﺎﻋﺔ‪ ،‬أو ﯾﻨﺎل ﺷﮭﺮة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﻧﺼﯿﺐ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻷﺟﺮ ‪ ،‬وﻻ ﺣﻆ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺜﻮاب‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺟﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﻤﻐ ﻨﻢ ) أي ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟﻐﻨﯿﻤ ﺔ ( واﻟﺮﺟ ﻞ‬
‫ﯾُﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﺬﻛﺮ ) ﻟﯿُﺬﻛﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ( واﻟﺮﺟﻞ ﯾُﻘﺎﺗﻞ ﻟﯿُﺮى ﻣﻜﺎﻧﮫ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎﺗ ﻞ ﻟﺘﻜ ﻮن ﻛﻠﻤ ﺔ اﷲ ھ ﻲ اﻟﻌُﻠﯿ ﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﮭﻮ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫إن اﻟﻨﯿﺔ ‪ :‬ھﻲ روح اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺠﺮد اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﮭﺎ ‪ ،‬ﻛﺎن ﻋﻤﻼً ﻣﯿﺘﺎً ‪ ،‬ﻻ وزن ﻟﮫ ﻋﻨﺪ اﷲ ‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪" :‬إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﯿﺎت وإﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ‬
‫اﻣﺮيء ﻣﺎ ﻧﻮى " ‪.‬‬
‫وإن اﻹﺧﻼص ھﻮ اﻟﺬي ﯾُﻌﻄﻲ اﻷﻋﻤﺎل ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟﻤﺮء ﯾﺒﻠﻎ ﺑﺎﻹﺧﻼص درﺟﺔ اﻟﺸﮭﺪاء ‪ ،‬وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾَﺴﺘﺸﮭﺪ ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺳﺄل اﷲ اﻟﺸﮭﺎدة ﺑﺼﺪق ﺑﻠﻐﮫ اﷲ ﻣﻨﺎزل اﻟﺸُﮭﺪاء وإن ﻣﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﮫ " ﺻ ﺤﺤﮫ‬
‫اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ " :‬إن ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ أﻗﻮاﻣ ﺎً ﻣ ﺎ ﺳ ﺮﺗﻢ ﻣﺴ ﯿﺮاً ‪ ،‬وﻻ ﻗﻄﻌ ﺘﻢ وادﯾ ﺎً ‪ ،‬إﻻ ﻛ ﺎﻧﻮا ﻣﻌﻜ ﻢ‪ ،‬ﺣﺒﺴ ﮭﻢ اﻟﻌُ ﺬر " ‪.‬‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ‪.‬‬
‫وإذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻹﺧﻼص ھﻮ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﺎد ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎن اﻟﺒﺎﻋﺚ ﺷﯿﺌﺎً آﺧﺮ ﻣ ﻦ أﺷ ﯿﺎء اﻟ ﺪﱡﻧﯿﺎ وأﻋﺮاﺿ ﮭﺎ ﻟ ﻢ ﯾﺤ ﺮم اﻟﻤﺠﺎھ ﺪ اﻟﺜ ﻮاب‬
‫واﻷﺟﺮ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﺑــﻞ إﻧﮫ ﺑﺬﻟﻚ ﯾﻌﺮض ﻧﻔﺴﮫ ﻟﻠﻌﺬاب ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬إن أول اﻟﻨﺎس ﯾﻘﻀﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻋﻠﯿﮫ ‪:‬‬
‫رﺟﻞ اﺳﺘﺸﮭﺪ ‪ ،‬ﻓﺄُﺗﻰ ﺑﮫ ﻓﻌﺮﱠﻓﮫ ﻧﻌﻤﮫ ﻓﻌﺮﻓﮭﺎ ‪،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ ؟ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎﺗﻠﺖ ﻓﯿﻚ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺸﮭﺪت ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺬﺑﺖ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ﻚ ﻗﺎﺗﻠ ﺖ‬
‫ﻷن ﯾُﻘﺎل ﺟﺮيء‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﯿﻞ‪ ،‬ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﮫ ﻓﺴُﺤﺐ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر‪ ،‬ورﺟﻞ ﺗﻌﻠﱠﻢ اﻟﻌﻠﻢ وﻋﻠﱠﻤﮫ ‪ ،‬وﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن ﻓﺄُﺗﻰ ﺑﮫ ﻓﻌﺮّﻓﮫ‬
‫ﻧﻌﻤﮫ ‪ ،‬ﻓﻌﺮﻓﮭﺎ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﺗﻌﻠﻤﺖ اﻟﻌﻠﻢ وﻋﻠﻤﺘﮫ‪ ،‬وﻗﺮأت ﻓﯿﻚ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻛ ﺬﺑﺖ ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ﻚ ﺗﻌﻠﻤ ﺖ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻟﯿﻘ ﺎل‬
‫ﻋﺎﻟﻢ‪ ،‬وﻗﺮأت اﻟﻘﺮآن ﻟﯿﻘﺎل ھﻮ ﻗﺎريء‪ .‬ﻓﻘﺪ ﻗﯿﻞ‪ ،‬ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﮫ ﻓﺴُﺤﺐ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ ،‬ورﺟﻞ وﺳّﻊ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وأﻋﻄﺎه‬
‫ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﺄُﺗﻰ ﺑﮫ ﻓﻌﺮﻓﮫ ﻧﻌﻤﮫ‪ ،‬ﻓﻌﺮﻓﮭﺎ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﯿﮭﺎ ؟ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻦ ﺳﺒﯿﻞ ﺗُﺤﺐ أن ﯾﻨﻔﻖ ﻓﯿﮭﺎ إﻻ أﻧﻔﻘ ﺖ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻚ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺬﺑﺖ وﻟﻜﻨﻚ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﯿﻘﺎل ‪ :‬ھﻮ ﺟﻮاد ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﯿﻞ‪ ،‬ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑﮫ ﻓﺴُﺤﺐ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ‪ ،‬ﺛﻢ أﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫أﺟﺮ اﻷﺟﯿﺮ ‪:‬‬

‫وﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﺠﺎھﺪ ﻣﺨﻠﺼﺎً ‪ ،‬وأﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﯾﻨﻘﺺ ﻣﻦ أﺟﺮه‪ .‬ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﺎزﯾﺔ ‪ ،‬أو ﺳﺮﯾﺔ ﺗﻐﺰو‪ ،‬ﻓﺘﻐﻨﻢ وﺗﺴﻠﻢ إﻻ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﻌﺠّﻠُﻮا ﺛﻠﺜﻲ أﺟﻮرھﻢ‪ ،‬وﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﺎزﯾﺔ أو ﺳ ﺮﯾﺔ ﺗﺨﻔ ﻖ‬
‫أو ﺗُﺼﺎب إﻻ ﺗﻢ أﺟﻮرھﻢ " رواه ﻣﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ‪ " :‬وأﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻓﺎﻟﺼﻮاب اﻟﺬي ﻻ ﯾﺠﻮز ﻏﯿﺮه‪ ،‬أن اﻟﻐﺰاة إذا ﺳﻠﻤﻮا أو ﻏﻨﻤﻮا ﯾﻜﻮن أﺟﺮھﻢ أﻗﻞ ﻣﻦ أﺟﺮ ﻣ ﻦ‬
‫ﻟﻢ ﯾَﺴْﻠَﻢْ‪ ،‬أو ﺳﻠﻢ وﻟﻢ ﯾﻐﻨﻢ ‪ ،‬وأن اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ھﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺮ ﻏﺰوھﻢ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺣﺼﻠﺖ ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺠﻠﻮا ﺛﻠﺜﻲ أﺟﺮھﻢ اﻟﻤﺘﺮﺗ ﺐ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺰو‪ ،‬وﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ﻣﻦ ﺟُﻤﻠﺔ اﻷﺟﺮ ‪ ...‬وھﺬا ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻟﻤﺸﮭﻮرة ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ اﻟﺮﺑﺎط ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ‪:‬‬

‫ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻐﻮر ﯾُﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﻓﺬ ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻌﺪو إﻟﻰ دار اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﺗﺤﺼﻦ ھﺬه اﻟﺜﻐﻮر ﺗﺤﺼﯿﻨﺎً ﻣﻨﯿﻌﺎً ‪،‬‬
‫ﻛﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن ﺟﺎﻧﺐ ﺿﻌﻒ ﯾﺴﺘﻐﻠﮫ اﻟﻌﺪو وﯾﺠﻌﻠﮫ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎً ﻟﮫ ‪.‬‬
‫وﻗﺪ رﻏﺐ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺣﻤﺎﯾﺔ ھﺬه اﻟﺜﻐﻮر ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﺠﻨﻮد ﻟﯿﻜﻮﻧــﻮا ﻗﻮة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬وأﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺰوم ھﺬه اﻟﺜﻐﻮر ‪ ،‬ﻷﺟﻞ‬
‫اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻟﻔﻆ اﻟﺮﺑﺎط ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻓﻀﻠﮫ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎن‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬رﺑﺎط ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ ﺧﯿ ﺮ ﻣ ﻦ ﺻ ﯿﺎم ﺷ ﮭﺮ وﻗﯿﺎﻣ ﮫ‪،‬‬
‫وإن ﻣﺎت ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻤﻠﮫ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻌﻤﻠﮫ ‪ ،‬وأُﺟﺮي ﻋﻠﯿﮫ رزﻗﮫ وأﻣﻦ اﻟﻔﺘﱠﺎن"‪.‬‬
‫وﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﯿﺖ ﯾُﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﮫ‪ ،‬إﻻ اﻟﺬي ﻣﺎت ﻣﺮاﺑﻄ ﺎً ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻨﻤّ ﻰ ﻋﻤﻠ ﮫ إﻟ ﻰ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ وﯾ ﺄﻣﻦ ﻓﺘﻨ ﺔ اﻟﻘﺒ ﺮ "‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ﻓﻀﻞ اﻟﺮﻣﻲ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﺠﮭﺎد ‪:‬‬

‫رﻏﺐ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯿﻢ اﻟﺮﻣﻲ واﻟﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﺠﮭ ﺎد ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ‪ ،‬وﺣﺒ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺪرﯾﺐ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ورﯾﺎﺿ ﺔ اﻷﻋﻀ ﺎء‬
‫ﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻣﻲ واﻟﻤﻨﺎﺿﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -١‬ﻋﻦ ﻋُﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻮ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬وأﻋﺪوا ﻟﮭﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮة " ‪ " .‬أﻻ‬
‫إن اﻟﻘﻮة اﻟﺮﻣﻲ ‪ ،‬أﻻ إن اﻟﻘﻮة اﻟﺮﻣﻲ‪ ،‬أﻻ إن اﻟﻘﻮة اﻟﺮﻣﻲ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬ﺳﺘُﻔﺘﺢ ﻋﻠﯿﻜﻢ أرﺿﻮن‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌﺠﺰ أﺣﺪﻛﻢ‬
‫أن ﯾﻠﮭﻮ ﺑﺄﺳﮭﻤﮫ‪ ،‬إن اﷲ ﯾﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﺴﮭﻢ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺠﻨﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻔﺮ ‪ :‬ﺻﺎﻧﻌﮫ واﻟﻤﻤﺪ ﺑ ﮫ ) اﻟﻤﻨ ﺎول ﻟ ﮫ ( واﻟﺮاﻣ ﻲ ﺑ ﮫ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ"‪.‬‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -٣‬وﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻛﻞ ﺷﻲء ﯾﻠﮭﻮ ﺑﮫ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻃﻞ ‪ ،‬إﻻ رﻣﯿﮫ ﺑﻘﻮﺳﮫ ‪ ،‬وﺗﺄدﯾﺒﮫ ﻓﺮﺳﮫ ‪ ،‬وﻣﻼﻋﺒﺘﮫ أھﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺤﻖ " أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود وﻏﯿﺮه وﺣﺴﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ) ‪. ( ٣٠٤٠‬‬

‫‪٣٣٣‬‬
‫وﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ " :‬وﻣﻌﻨﻰ ھﺬا واﷲ أﻋﻠﻢ ‪ :‬أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﻠﮭﻰ ﺑﮫ اﻟﺮﺟﻞ ‪ ،‬ﻣﻤ ﺎ ﻻ ﯾﻔﯿ ﺪه ﻓ ﻲ اﻟﻌﺎﺟ ﻞ وﻻ ﻓ ﻲ اﻵﺟ ﻞ ﻓﺎﺋ ﺪة‪ ،‬ﻓﮭ ﻮ ﺑﺎﻃ ﻞ‬
‫واﻹﻋﺮاض ﻋﻨﮫ أوﻟﻰ‪ ،‬وھﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﺜﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ وإن ﻛﺎن ﯾﻔﻌﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺘﻠﮭﻰ ﺑﮭﺎ وﯾﻨﺸﻂ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺣ ﻖ ﻻﺗﺼ ﺎﻟﮭﺎ ﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺪ ﯾﻔﯿ ﺪ ‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮس‪ ،‬وﺗﺄدﯾﺐ اﻟﻔﺮس ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻣﻦ ﺗﻌﺎون اﻟﻘﺘﺎل‪ ،‬وﻣﻼﻋﺒﺔ اﻷھﻞ ﻗﺪ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﯾﻜ ﻮن ﻋﻨ ﮫ وﻟ ﺪ ﯾﻮﺣ ﺪ اﷲ وﯾﻌﺒ ﺪه‪،‬‬
‫ﻓﻠﮭﺬا ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ " أ ھـ ‪ .‬اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺒﺮ ‪:‬‬

‫ﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ أﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮاً ﻛﺎن أﻛﺜﺮ أﺟﺮاً ‪.‬‬
‫• روى أﺑﻮ داود ﻋﻦ أم ﺣﺮام ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﻟﻤﺎﺋ ﺪ ) اﻟ ﺬي ﯾُﺼ ﯿﺒﮫ اﻟﻘ ﻲء ( ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ ﻟ ﮫ أﺟ ﺮ‬
‫ﺷﮭﯿﺪ‪ ،‬واﻟﻐَﺮِق ﻟﮫ أﺟﺮ ﺷﮭﯿﺪﯾﻦ" رواه أﺑﻮ داود وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ ) ‪. ( ٣٨٣٩‬‬

‫ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋﺪ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ ﻋﺪ اﻟﻔﺨﺮي اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﯿﺶ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻗﺎل ﺑﻌ ﺾ ﺣﻜﻤ ﺎء اﻟﺘ ﺮك‪" :‬ﯾﻨﺒﻐ ﻲ أن ﯾﻜ ﻮن ﻓ ﻲ‬
‫ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﯿﺶ ﻋﺸﺮ ﺧﺼﺎل ﻣﻦ أﺧﻼق اﻟﺤﯿﻮان ‪ :‬ﺟ ﺮأة اﻷﺳ ﺪ ‪ ،‬وﺣﻤﻠ ﺔ اﻟﺨﻨﺰﯾ ﺮ ‪ ،‬وروﻏ ﺎن اﻟﺜﻌﻠ ﺐ ‪ ،‬وﺻ ﺒﺮ اﻟﻜﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺮاح ‪،‬‬
‫وﻏﺎرة اﻟﺬﺋﺐ ‪ ،‬وﺣﺮاﺳﺔ اﻟﻜﺮﻛﻲ‪ ،‬وﺳﺨﺎء اﻟﺪﯾﻚ ‪ ،‬وﺷﻔﻘﺔ اﻟﺪﯾﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮارﯾﺞ ‪ ،‬وﺣﺬر اﻟﻐﺮاب ‪ ،‬وﺳِﻤَﻦ "ﺗﻌْﺮُو" ]وھﻲ داﺑﺔ ﺗﻜﻮن‬
‫ﺑﺨﺮاﺳﺎن ﺗﺴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ واﻟﻜﺪ [‪.‬‬

‫اﻟﺠﮭﺎد ﻣﻊ اﻟﺒﺮ واﻟﻔﺎﺟﺮ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎد أن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﺎدﻻً أو اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎراً ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﺠﮭﺎد واﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟﻔﺎﺟﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻣﯿﺪان اﻟﺠﮭﺎد ﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻟﻐﯿﺮه‪.‬‬

‫اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﯿﺶ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮد ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻣﺸﺎورﺗﮭﻢ وأﺧﺬ رأﯾﮭﻢ‪ ،‬وﻋﺪم اﻻﺳﺘﺒﺪاد ﺑﺎﻷﻣﺮ دوﻧﮭﻢ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ " وﺷﺎورھﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ" ] آل ﻋﻤﺮان [ ‪ .‬وﻋ ﻦ أﺑ ﻲ‬
‫ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﺎ رأﯾﺖ أﺣﺪاً ﻗﻂ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﺸﺎورة ﻷﺻﺤﺎﺑﮫ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " أﺧﺮﺟ ﮫ‬
‫أﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺮﻓﻖ ﺑﮭﻢ‪ ،‬وﻟﯿﻦ ا ﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ‪ :‬ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل " اﻟﻠﮭﻢ‬
‫ﻣﻦ وﻟﻲ ﻣﻦ أﻣﺮ أﻣﺘﻲ ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺮﻓﻖ ﺑﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺎرﻓﻖ ﺑﮫ " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ‪ .‬وروى ﻋﻦ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﯾﺴﺎر أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫" ﻣﺎ ﻣﻦ أﻣﯿﺮ ﯾﻠﻲ أﻣﻮر اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺛﻢ ﻻ ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻟﮭﻢ‪ ،‬وﻻ ﯾﻨﺼﺢ ﻟﮭﻢ إﻻ ﻟﻢ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤُﻨﻜﺮ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﻮرﻃﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺠﯿﺶ ﺣﯿﻨﺎً ﺑﻌﺪ ﺣﯿﻦ‪ ،‬ﻟﯿﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﺠﻨﻮده‪ ،‬ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﺮب ﻣ ﻦ رﺟ ﺎل‪ ،‬وأدوات‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺨ ﺬّل وھ ﻮ اﻟ ﺬي‬
‫ﯾﺰھﺪ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل‪ ،‬واﻟﻤُﺮﺟ ﻒ اﻟ ﺬي ﯾُﻄﻠ ﻖ اﻟﺸ ﺎﺋﻌﺎت‪ ،‬ﻓﯿﻘ ﻮل‪ :‬ﻟ ﯿﺲ ﻟﮭ ﻢ ﻣ ﺪد وﻻ ﻃﺎﻗ ﺔ ‪ ،‬وﻛ ﺬﻟﻚ ﻣ ﻦ ﯾﻨﻘ ﻞ أﺧﺒ ﺎر اﻟﺠ ﯿﺶ‬
‫وﺗﺤﺮﻛﺎﺗﮫ‪ ،‬أو ﯾُﺜﯿﺮ اﻟﻔﺘﻦ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﺮﻓﺎء ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻋﻘﺪ اﻷﻟﻮﯾﺔ واﻟﺮاﯾﺎت ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﺗﺨﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ‪ ،‬وﺣﻔﻆ ﻣﻜﺎﻣﻨﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬أن ﯾﺒﺚ اﻟﻌﯿﻮن ﻟِﯿَﻌﺮف ﺣﺎل اﻟﻌﺪو ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﻣﻦ ھﺪﯾﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إذا أراد ﻏﺰوة ورّى ﺑﻐﯿﺮھﺎ ‪ .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻛﺎن ﯾﺒﺚ‬
‫اﻟﻌﯿﻮن ﻟﯿﺄﺗﻮه ﺑﺨﺒﺮ اﻷﻋﺪاء‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺮﺗﺐ اﻟﺠﯿﻮش ‪ ،‬وﯾﺘﺨﺬ اﻟﺮاﯾﺎت واﻷﻟﻮﯾﺔ‪.‬‬

‫واﺟﺐ اﻟﺠﻨﻮد ‪:‬‬

‫وواﺟﺐ اﻟﺠﻨﻮد ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺎﺋﺪھﻢ‪ :‬اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺼﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾ ﺮة أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻣﻦ أﻃﺎﻋﻨﻲ ﻓﻘﺪ أﻃﺎع اﷲ‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺼﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ اﷲ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾُﻄﻊ اﻷﻣﯿﺮ ﻓﻘﺪ أﻃﺎﻋﻨﻲ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻌﺺ اﻷﻣﯿﺮ‬
‫ﻓﻘﺪ ﻋﺼﺎﻧﻲ " ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻨﮭﻲ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮق ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ ‪ .‬وﻗﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻛ ﺮم‬
‫اﷲ وﺟﮭﮫ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﺑﻌﺚ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺳﺮﯾﺔ‪ ،‬واﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ رﺟ ﻼً ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼ ﺎر ‪ ،‬وأﻣ ﺮھﻢ أن ﯾﺴ ﻤﻌﻮا ﻟ ﮫ‬
‫وﯾﻄﯿﻌﻮا‪ ،‬ﻓﻌﺼﻮه ﻓﻲ ﺷﻲء‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬اﺟﻤﻌﻮا ﻟﻲ ﺣﻄﺒﺎً ‪ ،‬ﻓﺠﻤﻌﻮا ‪ .‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أوﻗﺪوا ﻧﺎراً ‪ ،‬ﻓﺄوﻗﺪوا ‪ .‬ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ :‬أﻟﻢ ﯾﺄﻣﺮﻛﻢ رﺳﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أن ﺗﺴﻤﻌﻮا وﺗُﻄﯿﻌﻮا ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎدﺧﻠﻮھﺎ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﮭﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ،‬وﻗﺎﻟﻮا‪ :‬إﻧﻤﺎ ﻓﺮرﻧﺎ إﻟﻰ رﺳﻮل‬
‫اﷲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺳﻜﻦ ﻏﻀﺒﮫ ‪ ،‬وﻃُﻔِﺌَﺖ اﻟﻨﺎر‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻌﻮا ذﻛﺮوا ذﻟﻚ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل ‪" :‬‬
‫ﻟﻮ دﺧﻠﻮھﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻨﮭﺎ أﺑﺪاً ‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ‪ ،‬إﻧﻤﺎ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮوف " ‪.‬‬

‫اﻋﻠﻢ أﺧﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن اﻟﺠﮭﺎد ﻣﺎضٍ إﻟﻰ ﻗﯿﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺸﺮوﻃﮫ ‪ ،‬وأرﻛﺎﻧﮫ ‪.‬‬
‫إذن ﻓﻤﺎ ھﻲ أرﻛﺎن اﻟﺠﮭﺎد؟ اﻟﺠﮭﺎد اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﻹﺣﺪى اﻟﺤﺴﻨﯿﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎدة أو اﻟﺸﮭﺎدة ﻟﮫ ﺳﺘﺔ أرﻛﺎن ‪:‬‬

‫‪٣٣٤‬‬
 ‫‪ -١‬اﻟﻨﯿﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ‪:‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن اﻟﻐﺮض ﻣﻨﮫ إﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻏﯿﺮ ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ أن أﻋﺮاﺑﯿ ﺎً أﺗ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬اﻟﺮﺟﻞ ﯾُﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﻠﻤﻐ ﻨﻢ واﻟﺮﺟ ﻞ ﯾُﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﯿُ ﺬﻛﺮ ‪ ،‬واﻟﺮﺟ ﻞ ﯾُﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﯿُ ﺮى ﻣﻜﺎﻧ ﮫ ‪ ،‬وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ " ﯾﻘﺎﺗ ﻞ‬
‫ﺷﺠﺎﻋﺔ وﯾﻘﺎﺗﻞ ﺣﻤﯿﺔ وﻓﻲ رواﯾﺔ ‪ :‬ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻏﻀﺒﺎً ﻓﻤﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻟﺘﻜﻮن ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ھﻲ‬
‫اﻟﻌُﻠﯿﺎ ﻓﮭﻮ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﺗﺤﺖ أي راﯾﺔ ﻏﯿﺮ راﯾﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﻘﺘﻞ ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ ﺟﺎھﻠﯿﺔ‪ ،‬اﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ ﻗﻮل اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫" ﻣﻦ ﻗُﺘﻞ ﺗﺤﺖ راﯾﺔ ﻋُﻤﱢـﯿﱠﮫ ﯾﻨﺼﺮ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ‪ ،‬وﯾﻐﻀﺐ ﻟﻠﻌﺼﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ ﺟﺎھﻠﯿﺔ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪-٢‬أن ﯾﻜﻮن ﺗﺤﺖ راﯾ ﺔ أﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ وﺧﻠﯿﻔ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ وﺑﺈذﻧ ﮫ ‪:‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾ ﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا أﻃﯿﻌ ﻮا اﷲ وأﻃﯿﻌ ﻮا‬
‫اﻟﺮﺳﻮل وأوﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻜﻢ " ) اﻟﻨﺴﺎء ( ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﯾﻌﯿﺸﻮا ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﺑﻐﯿﺮ إﻣﺎم ﺗﻘﺎم ﺑﮫ اﻟﺤﺪود وﺗُﺆَﻣﱠﻦُ ﺑﮫ اﻟﺴُﺒُﻞ وإن ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﺠﻤﯿﻊ آﺛﻤﻮن‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﯿﮫ ﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ وﺟ ﺐ ﻃﺎﻋﺘ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺮوف‬
‫وﻣﻨﺎﺻﺤﺘﮫ وﺣﺮم اﻟﺨﺮوج ﻋﻠﯿﮫ ﺣﻘﻨﺎً ﻟﺪﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ إﻻ إذا ﺻﺪر ﻣﻨﮫ ﻛﻔﺮ ﺑُﻮاح ﺻُﺮاح ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﷲ ﺑﺮھﺎن‪.‬‬
‫‪ . ٣‬إﻋﺪاد اﻟﻌُﺪﱠة ‪ :‬ﺑﺈﺣﻀﺎر ﻣﺎ ﯾﻠﺰم ﻟﻠﺠﮭﺎد ﻣﻦ ﺳﻼح ﻋﺴﻜﺮي وﻋﺘﺎد ﺣﺮﺑﻲ ورﺟ ﺎل ﻣ ﺪرﺑﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻓﻨ ﻮن اﻟﺤ ﺮب واﻟﻘﺘ ﺎل ﻣ ﻊ ﺑ ﺬل‬
‫ﻛﺎﻣﻞ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ واﺳﺘﻔﺮاغ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺠﮭﺪ‪ ،‬وأن ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻹﻋﺪاد ﺑﺼﻤﺖ وﺣﻜﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ أﻋﺪاء اﷲ ﻣﺎ ﻧﺮﯾﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأﻋﺪوا ﻟﮭﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮة وﻣﻦ رﺑﺎط اﻟﺨﯿﻞ ﺗُﺮھﺒﻮن ﺑﮫ ﻋﺪو اﷲ وﻋﺪوﻛﻢ وآﺧﺮﯾﻦ ﻣﻦ دوﻧﮭﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻧﮭﻢ اﷲ‬
‫ﯾﻌﻠﻤﮭﻢ وﻣﺎ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﯾﻮفﱠ إﻟﯿﻜﻢ وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺗُﻈﻠﻤﻮن " اﻷﻧﻔﺎل ‪.‬‬
‫‪ -٤‬رﺿﺎ اﻷﺑﻮﯾﻦ وإذﻧﮭﻤﺎ ‪ :‬ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ أﺑﻮان أو أﺣﺪھﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺠﮭﺎد ﺟﮭﺎد ﺗﻄ ﻮع وﻟ ﯿﺲ ﻓ ﺮض ﻋ ﯿﻦ ﻛﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻔﻨﺎ اﻟﺤﻜ ﻢ ﻓﯿﻤ ﺎ‬
‫ﺳ ﺒﻖ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻠﺮﺟ ﻞ اﻟ ﺬي اﺳ ﺘﺄذﻧﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺠﮭ ﺎد ؟ " أﺣ ﻲﱞ واﻟ ﺪاك ؟ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻧﻌ ﻢ ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﻓﻔﯿﮭﻤ ﺎ ﻓﺠﺎھ ﺪ "‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ھﺬا إذا ﻛﺎن اﻟﺠﮭﺎد ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ إذن اﻷﺑﻮﯾﻦ ‪ ،‬أﻣ ﺎ إذا ﻛ ﺎن اﻟﺠﮭ ﺎد ﻓ ﺮض ﻋ ﯿﻦ ﺑ ﺄن داھ ﻢ اﻟﻌ ﺪو دﯾ ﺎر اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ أو ﻋ ﯿﻦ‬
‫اﻹﻣﺎم رﺟﻼً ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﻘﻂ إذن اﻷﺑﻮﯾﻦ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﻃﺎﻋﺔ اﻹﻣﺎم ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﻗﺎﺗﻞ وھﻮ ﻋﺎصٍ ﻟﻺﻣﺎم ﻓﻤﺎت ﻓﻘﺪ ﻣﺎت ﻣﯿﺘﺔ ﺟﺎھﻠﯿﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻣﻦ ﻛﺮه ﻣﻦ أﻣﯿﺮه ﺷﯿﺌﺎً‬
‫ﻓﻠﯿﺼﺒﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ أﺣﺪٍ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺷﺒﺮاً ﻓﻤﺎت ﻋﻠﯿﮫ إﻻ ﻣﺎت ﻣﯿﺘﺔ ﺟﺎھﻠﯿﺔ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٦‬رﺿﺎ اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ ﺟﮭﺎد اﻟﺘﻄﻮع ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ :‬ﯾﻐﻔ ﺮ اﷲ ﻟﻠﺸ ﮭﯿﺪ‬
‫ﻛﻞ ذﻧﺐ إﻻ اﻟﺪﯾﻦ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻗﺎل ﻟﻲ ذﻟﻚ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫أﻧﻮاع اﻟﺠﮭﺎد ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﺟﮭﺎد اﻟﻜﻔﺎر واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ واﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﻨﻔﺲ واﻟﻠﺴﺎن ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ " ﺟﺎھ ﺪوا اﻟﻤﺸ ﺮﻛﯿﻦ ﺑ ﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ‬
‫وأﻧﻔﺴﻜﻢ وأﻟﺴﻨﺘﻜﻢ" أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺟﮭﺎد اﻟﻔُﺴﱠﺎق ‪ :‬ﺑﺎﻟﯿﺪ واﻟﻠﺴﺎن واﻟﻘﻠﺐ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ "‬
‫ﻣﻦ رأى ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮاً ﻓﻠﯿﻐﯿﺮه ﺑﯿﺪه ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﮫ‪ ،‬وذﻟﻚ أﺿﻌﻒ اﻹﯾﻤﺎن" ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺟﮭﺎد اﻟﺸﯿﻄﺎن ‪ :‬ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺸﺒﮭﺎت وﺗﺮك اﻟﺸﮭﻮات‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻟﻜﻢ ﻋﺪو ﻓﺎﺗﺨﺬوه ﻋﺪواً " ﻓﺎﻃﺮ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺟﮭﺎد اﻟﻨﻔﺲ ‪ :‬ﺑﻜﺒﺢ ﺷﮭﻮاﺗﮭﺎ وﻣﻘﺎوﻣﺔ رﻋﻮﻧﺎﺗﮭﺎ ‪.‬‬

‫وھُﻨﺎك ﺳﺘﺔ أﻣﻮر ﺗﻠﺰم ﻟﺨﻮض اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺜﺒﺎت واﻻﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﺣﺎل اﻟﺰﺣﻒ ‪ :‬إذ ﺣﺮم اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻹﻧﮭﺰام أﻣﺎم اﻟﻌﺪو ﺣﺎل اﻟﺰﺣﻒ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا ‪،‬‬
‫إذا ﻟﻘﯿﺘﻢ اﻟﺬي ﻛﻔﺮوا زﺣﻔﺎً ﻓﻼ ﺗﻮﻟﻮھﻢ اﻷدﺑﺎر " )اﻷﻧﻔﺎل( وﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﻟﻲ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺰﺣ ﻒ إﻻ إذا ﻗﺼ ﺪ ﻣﺨﺎدﻋ ﺔ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻟﯿ ﻨﻘﺾ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻢ أو ﻟﯿﻨﺤﺎز إﻟﻰ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻌﻨﺪ ذﻟﻚ ﻻ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﯾُﻌﺪ ﻣﻨﮭﺰﻣﺎً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إﻻ ﻣﺘﺤﺮﻓﺎً ﻟﻘﺘﺎل أو ﻣﺘﺤﯿﺰاً إﻟﻰ ﻓﺌﺔ‬
‫" اﻷﻧﻔﺎل‪.‬‬
‫‪ .٢‬ذﻛﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ واﻟﻠﺴﺎن ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﺑﻔﻌﻞ اﻷواﻣﺮ وﺗﺮك اﻟﻨﻮاھﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗﺮك اﻟﻨﺰاع واﻟﺨﻼف ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺻﻔﺎً واﺣﺪاً ﻛﺎ ﻟﺒﻨﯿﺎن اﻟﻤﺮﺻﻮص ﻻ ﺛﻠﻤﺔ ﻓﯿﮫ وﻻ ﺛﻐﺮة‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺼﺒﺮ واﻟﻤﺼﺎﺑﺮة وﻋﺪم اﻟﺠﺰع ﻋﻨﺪ ﺧﻮض اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻜﺸﻒ اﻟﻌﺪو وﺗﻨﮭﺰم ﺻﻔﻮﻓﮫ‪ :‬وذﻟﻚ ﻛﻠﮫ اﺳﺘﻨﺎداً إﻟ ﻰ ﻗ ﻮل اﷲ ﻋ ﺰ‬
‫وﺟﻞ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا إذا ﻟﻘﯿﺘﻢ ﻓﺌﺔ ﻓﺎﺛﺒﺘﻮا واذﻛﺮوا اﷲ ﻛﺜﯿﺮاً ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗُﻔﻠﺤﻮن ‪ ،‬وأﻃﯿﻌﻮا اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﻻ ﺗﻨﺎزﻋﻮا ﻓﺘﻔﺸﻠﻮا‬
‫وﺗﺬھﺐ رﯾﺤﻜﻢ واﺻﺒﺮوا إن اﷲ ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺑﺮﯾﻦ " ) اﻷﻧﻔﺎل ( ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻋﺪم اﻟﻌُﺠﺐ ﺑﺎﻟﻜﺜﺮة ‪ :‬ﻷن اﻟﻌُﺠﺐ ﺑﺎﻟﻜﺜﺮة ﯾﻌﻨﻲ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌُﺪة وﻋﺪد اﻟﻨﺎس وﻧﺴﯿﺎن رب اﻟﻨﺎس وھ ﺬا ﻣ ﻦ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻮﺳ ﻮاس‬
‫اﻟﺨﻨﺎس ‪ ،‬ھﺬا ﻣﻊ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺆزر إﻧﻤﺎ ھﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﯿﻢ وﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ إذ ﯾﻘﻮل " وﯾﻮم ﺣُﻨ ﯿﻦٍ إذ‬
‫أﻋﺠﺒﺘﻜﻢ ﻛﺜﺮﺗﻜﻢ ﻓﻠﻢ ﺗُﻐﻦ ﻋﻨﻜﻢ ﺷﯿﺌﺎً وﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻷرض ﺑﻤﺎ رﺣﺒﺖ ﺛﻢ وﻟﯿﺘﻢ ﻣُﺪﺑﺮﯾﻦ " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ( ‪.‬‬

‫وھﻨﺎك ﻋﺸﺮة آداب ﻟﻠﻨﻔﯿﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﯾﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎﺗﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻨﺼﺮ ‪:‬‬

‫‪٣٣٥‬‬
‫‪ .١‬ﻋﺪم إﻓﺸﺎء ﺳﺮ اﻟﺠﯿﺶ وﺧﻄﻄﮫ اﻟﺤﺮﺑﯿﺔ ‪ :‬ﻓﻘﺪ ﻛ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ إذا أراد أن ﯾﻐ ﺰو ﻏ ﺰوة ورّى ﺑ ﺄﺧﺮى‬
‫ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ أﻋﺪاؤه ﻣﺎ ﯾُﺮﯾﺪ ‪ ،‬وﯾﺒﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺪاء واﻟﻤﺨﺎدﻋﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " اﻟﺤﺮب ﺧﺪﻋﺔ‬
‫" رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺮﻣﻮز واﻟﺸﻌﺎرات واﻟﺸﺎرات ﺑﯿﻦ أﻓﺮاد اﻟﺠﯿﺶ‪ :‬ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺧﺘﻼﻃﮭﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪو أو ﻗﺮﺑﮭﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻜﺎﻧﮫ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن ﺑﯿﺘﻜﻢ اﻟﻌﺪو ﻓﻘﻮﻟﻮا ﺣﻢ ﯾﻨﺼﺮون‪ ،‬وﻛﺎن ﺷﻌﺎر ﺳﺮﯾﺔ ﻏﺰت ﻣﻊ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ‬
‫أﻣﺖ أﻣﺖ " اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪ .‬وﻛﺬا رواه أﺑﻮ داود " ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻨﮫ " وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ) ‪. ( ٣٩٥٠‬‬
‫‪ .٣‬اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ واﻟﺰﻣﺎن اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺸﻦ اﻟﻤﻌﺎرك‪ :‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ھﺪﯾﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺼﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﺧﻮض اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ‪ :‬إذ ا اﻟﻠﻐﻂ واﻟﺼﺮاخ ﯾﺒﺪدان اﻟﻘﻮى وﯾُﺸﺘﺘﺎن اﻟﻔﻜﺮ وﯾﺴﺒﺒﺎن اﻟﻔﺸﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ أن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل‬
‫اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻜﺮھﻮن اﻟﺼﻮت ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺘﺎل‪.‬‬
‫‪ .٥‬إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺘﺎل ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ أي ﻏﺰو اﻟﻜﻔﺎر واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻓﻲ دﯾ ﺎرھﻢ ﺑﻘﺼ ﺪ دﻋ ﻮﺗﮭﻢ إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم وزﯾ ﺎدة رﻗﻌ ﺔ دﯾ ﺎر اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‬
‫ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ دﻋﻮة اﻟﻜﻔﺎر واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻗﺒﻞ إﻋﻼن اﻟﺤﺮب ﻋﻠﯿﮭﻢ أو ﻣﮭﺎﺟﻤﺘﮭﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ھﺪﯾﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫وھﺪي ﺻﺤﺎﺑﺘﮫ اﻟﻜﺮام أﻧﮭﻢ إذا أرﺳﻠﻮا اﻟﺴﺮاﯾﺎ ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺠُﻨﺪ أن ﯾﺪﻋﻮا اﻟﻜﻔﺎر واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ إﻟﻰ إﺣﺪى ﺛﻼث ﺧﺼﺎل ﻓﺄﯾﺘﮭﺎ‬
‫أﺟﺎﺑﻮا ﻗُﺒﻞ ﻣﻨﮭﻢ وﻛُﻒﱠ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬أول ﻣﺎ ﯾﺪﻋﻮھﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ‪ ،‬ﻓﺈن أﺟﺎﺑﻮا ﻗُﺒِﻞَ ﻣﻨﮭﻢ وﻛُﻒﱠ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻮا ﻓﻌﻨﺪ ذﻟﻚ ﯾﺪﻋﻮﻧﮭﻢ إﻟﻰ‬
‫إﻋﻄﺎء اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻓﺈن أﺟﺎﺑﻮا ﻗُﺒﻞ ﻣِﻨﮭﻢ ‪ ،‬وﻛُﻒﱠ ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈن أﺑﻮا ﻓﺎﻟﻘﺘﺎل واﷲ اﻟﻤُﺴﺘﻌﺎن‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻋﺪم اﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ وﻋﺪم ﻗﺘﻞ اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﯿﻮخ واﻟﺮھﺒﺎن‪ :‬إذا ﻟﻢ ﯾﺸﺎرﻛﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﺈن ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻗُﺘﻠﻮا ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "‬
‫ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬وُﺟﺪت اﻣﺮأة ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻐﺎزي اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻨﮭﻰ ﻋﻦ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻟﺼ ﺒﯿﺎن "‬
‫رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻋﺪم اﻟﻐﺪر ﺑﻤﻦ أﺟﺎره ﻣﺴﻠﻢ وأﻣﻨﱠﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﮫ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﺗﻐﺪروا " أﺧﺮﺟﮫ ﻣﺴﻠﻢ وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن اﻟﻐﺎدر ﯾُﻨﺼﺐ ﻟﮫ ﻟﻮاء ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻓﯿﻘﺎل ‪ :‬ھﺬه ﻏﺪرة ﻓﻼن ﺑﻦ ﻓﻼن " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﻋﺪم إﺣﺮاق ﺟُﺜﺚ اﻟﻘﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎر ﺗﺸﻔﯿﺎً ﻣﻨﮭﻢ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬إن وﺟﺪﺗﻢ ﻓﻼﻧﺎً ﻓﺎﻗﺘﻠﻮه وﻻ ﺗﺤﺮﻗﻮه ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ‬
‫ﯾُﻌﺬب ﺑﺎﻟﻨﺎر إﻻ رب اﻟﻨﺎر " اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﻋﺪم اﻟﻤُﺜْﻠَﺔِ ﺑﺎﻟﻘﺘﻠﻰ ‪ :‬ﯾﻘﻮل ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﯿﻦ ‪ "،‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪﻗﺔ وﯾﻨﮭﺎﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﻤُﺜْﻠَﺔِ‬
‫" أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ ‪ .‬وﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﻋﻒ اﻟﻨﺎس ﻗِﺘﻠﺔ أھﻞ اﻹﯾﻤﺎن" أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺟﯿﺪ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺪاء ‪ :‬إذ ﻛﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﻘ ﻮل ﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﻌﺒﺌ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛ ﺔ " اﻟﻠﮭ ﻢ ﻣُﻨ ﺰل‬
‫اﻟﻜﺘﺎب وﻣُﺠﺮي ا ﻟﺴﺤﺎب وھﺎزم اﻷﺣﺰاب ‪ ،‬اھﺰﻣﮭﻢ واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ " اﺛﻨﺘ ﺎن ﻻ‬
‫ﺗﺮدان أو ﻗﻠﻤﺎ ﺗﺮدان ‪ :‬اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺪاء ‪ ،‬وﻋﻨﺪ اﻟﺒﺄس ﺣﯿﻦ ﯾﻠﺤﻢ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﻀﺎً " أﺧﺮﺟﮫ أﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﺴﻌﻨﺎ إﻻ أن ﻧﻘﻮل ‪ :‬واﷲ ﻣﺎ ﻛﺴﺪت ﺑﻀﺎﻋﺔ اﷲ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﺎﻣﮭﺎ اﻟﻤﮭﺮﱢﺟﻮن واﻟﻤﻔﺴﺪون واﻟﻤﺒﻄﻠﻮن ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ‬
‫اﻟﺼﺎدق ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺮص ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤ ﻞ اﻟﻤﺴ ﻮاك ﻻﺑ ﺪ أن ﯾﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤ ﻞ اﻟﺴ ﻼح ﻓ ﺈن ﻓ ﻲ ﺣﻤﻠ ﮫ اﻟﻌ ﺰة واﻟﻜﺮاﻣ ﺔ وﻓ ﻲ اﻋﺘﺰاﻟ ﮫِ اﻟ ﺬل‬
‫واﻟﺼﻐﺎر ‪.‬‬
‫" إنﱠ اﷲ اﺷﺘﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺑﺄن ﻟﮭﻢ اﻟﺠﻨﺔ ﯾُﻘﺎﺗﻠﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﯿَﻘْﺘُﻠﻮن وﯾُﻘْﺘَﻠُﻮن وﻋﺪاً ﻋﻠﯿﮫ ﺣﻘﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة‬
‫واﻹﻧﺠﯿﻞ واﻟﻘﺮآن وﻣﻦ أوﻓﻰ ﺑﻌﮭﺪه ﻣﻦ اﷲ ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮوا ﺑﺒﯿﻌﻜﻢ اﻟﺬي ﺑﺎﯾﻌﺘﻢ ﺑﮫ وذﻟﻚ ھﻮ اﻟﻔﻮز اﻟﻌﻈﯿﻢ " اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.‬‬

‫اﻧﺘﮭﺎء اﻟﺤﺮب ‪:‬‬

‫ﺗﻨﺘﮭﻲ اﻟﺤﺮب ﺑﺄﺣﺪ اﻷﻣﻮر اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬إﺳﻼم اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ‪ ،‬أو إﺳﻼم ﺑﻌﻀﮭﻢ ودﺧ ﻮﻟﮭﻢ ﻓ ﻲ دﯾ ﻦ اﷲ‪ ،‬وﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤ ﺎل ﯾُﺼ ﺒﺤﻮن ﻣﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﯾﻜ ﻮن ﻟﮭ ﻢ ﻣ ﺎ ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪،‬‬
‫وﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻃﻠﺒﮭﻢ إﯾﻘﺎف اﻟﻘﺘﺎل ﻣﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ‪ ،‬وﺣﯿﻨﺌﺬ ﯾﺠﺐ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻃﻠﺒ ﻮا ‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﻲ ﺻُ ﻠﺢ‬
‫اﻟﺤُﺪﯾﺒﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬رﻏﺒﺘﮭﻢ ﻓﻲ أن ﯾﺒﻘﻮا ﻋﻠﻰ دﯾﻨﮭﻢ ﻣﻊ دﻓﻊ اﻟﺠﺰﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺘﻢ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ھﺬا ﻋﻘﺪ اﻟﺬﻣﺔ ﺑﯿﻨﮭﻢ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ھﺰﯾﻤﺘﮭﻢ‪ ،‬وﻇﻔﺮﻧﺎ ﺑﮭﻢ‪ ،‬واﻧﺘﺼﺎرﻧﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ‪ ،‬وﺑﮭﺬا ﯾﻜﻮﻧﻮن ﻏﻨﯿﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﯾﺤﺪث أن ﯾﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء اﻷﻣﺎن‪ ،‬ﻓﯿﺠﺎب إﻟﻰ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ إذا ﻃﻠﺐ اﻟﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ دار اﻹﺳ ﻼم‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛَ ﻢﱠ‬
‫ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﺑﺈﺟﻤﺎل ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ﻋﻦ ھﺬه اﻷﻣﻮر‪:‬‬
‫• ﻋﻘﺪ اﻟﮭُﺪﻧﺔ واﻟﻤﻮادﻋﺔ ‪.‬‬
‫• ﻋﻘﺪ اﻟﺬﻣﺔ ‪.‬‬
‫• اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪.‬‬
‫• ﻋﻘﺪ اﻷﻣﺎن ‪.‬‬

‫اﻟﮭُﺪﻧﺔ ‪:‬‬
‫ﻣﺘﻰ ﺗﺠﺐ اﻟﻤﻮادﻋﺔ واﻟﮭُﺪﻧﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﻘﺪ اﻟﮭُﺪﻧﺔ واﻟﻤﻮادﻋﺔ ‪ :‬ھﻮ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺮك اﻟﻘﺘﺎل ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﮭﻲ إﻟﻰ ﺻُﻠﺢ‪ ،‬وﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﯿﻦ‪:‬‬

‫‪٣٣٦‬‬
 ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ :‬إذا ﻃﻠﺒﮭﺎ اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾُﺠﺎب إﻟﻰ ﻃﻠﺒﮫ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻌﺪو ﯾُﺮﯾﺪ اﻟﺨﺪﯾﻌﺔ‪ ،‬ﻣﻊ وﺟﻮب اﻟﺤﺬر واﻻﺳﺘﻌﺪاد ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن ﺟﻨﺤﻮا ﻟﻠﺴّﻠﻢ ﻓﺎﺟﻨﺢ ﻟﮭ ﺎ وﺗﻮﻛ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﷲ إﻧ ﮫ ھ ﻮ اﻟﺴ ﻤﯿﻊ اﻟﻌﻠ ﯿﻢ ‪ .‬وإن ﯾﺮﯾ ﺪوا أن ﯾﺨ ﺪﻋﻮك ﻓ ﺈن ﺣﺴ ﺒﻚ‬
‫اﷲ " ) اﻷﻧﻔﺎل ‪. ( ٦١ - ٦٠‬‬
‫وﻓﻲ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ھﺎدن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﻣﻜﺔ‪ ،‬ووادﻋﮭﻢ ﻣُ ﺪة ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﯿﻦ‪ ،‬وﻛ ﺎن ذﻟ ﻚ ﺣﻘﻨ ﺎً‬
‫ﻟﻠﺪﻣﺎء ‪ ،‬ورﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺒﺮاء رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻟﻤﺎ أُﺣﺼﺮ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﯿﺖ ) أي ﻣﻨﻌــﻮه ﻣﻦ أداء اﻟﻌُﻤﺮة ( ﺻﺎﻟﺤﮫ أھﻞ‬
‫ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺪﺧﻠﮭﺎ ﻓﯿﻘﯿﻢ ﺑﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎً ‪ ،‬وﻻ ﯾﺪﺧﻠﮭﺎ إﻻ ﺑﺠُﻠُﺒـﱠﺎن اﻟﺴﻼح ‪ :‬اﻟﺴ ﯿﻒ وﺟِﺮاﺑ ﮫ وﻻ ﯾﺨ ﺮج ﺑﺄﺣ ﺪ ﻣﻌ ﮫ ﻣ ﻦ أھﻠﮭ ﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻨ ﻊ‬
‫أﺣﺪاً ﯾﻤﻜﺚ ﺑﮭﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﮫ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﻠﻲّ ‪ :‬اﻛﺘﺐ اﻟﺸﺮط ﺑﯿﻨﻨﺎ‪.‬‬
‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﻣﺎ ﻧﺪري ﻣﺎ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ وﻟﻜﻦ اﻛﺘﺐ ﻣﺎ ﻧﻌﺮف ‪ :‬ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻠﮭﻢ‪.‬‬
‫" ھﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﺿﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺤﻤﺪ رﺳﻮل اﷲ " ‪ .‬ﻓﻘﺎل اﻟﻤﺸﺮﻛﻮن " ﻟﻮ ﻧﻌﻠﻢ أﻧﻚ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎك‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻛﺘﺐ ‪ :‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻠﯿﺎً أن ﯾﻤﺤﻮھﺎ ﻓﻘﺎل " ﻻ واﷲ ﻻ أﻣﺤﻮھﺎ" ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أرﻧﻲ ﻣﻜﺎﻧﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄراه ﻓﻤﺤﺎھﺎ‪ ،‬وﻛﺘﺐ "‬
‫اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ " ﻓﺄﻗﺎم ﺑﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪ .‬ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﯿﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻌﻠﻲّ ‪ :‬ھﺬا آﺧﺮ ﯾ ﻮم ﻣ ﻦ ﺷ ﺮط ﺻ ﺎﺣﺒﻚ ‪ ،‬ﻓﻤ ﺮه ﻓﻠﯿﺨ ﺮج ﻓ ﺄﺧﺒﺮه‬
‫ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻧﻌﻢ ‪ ،‬ﻓﺨﺮج " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ اﻟﻤﺴْﻮر ﺑﻦ ﻣﺨﺮﻣﺔ رﺿﻲ اﻟﮫ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬أﻧﮭﻢ اﺻﻄﻠﺤﻮا ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﺤﺮب ﻋﺸﺮ ﺳﻨﯿﻦ ﯾﺄﻣﻦ ﻓﯿﮭﻦ اﻟﻨ ﺎس ‪ ،‬وﻋﻠ ﻰ أن‬
‫ﺑﯿﻨﻨﺎ ﻋَﯿْﺒَﺔً ﻣﻜﻔﻮﻓﺔ ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻻ إﺳﻼل وﻻ إﻏﻼل ‪ .‬رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﺣﺎﺻﻞ اﻟﺸﺮوط أن ﯾﺮﺟﻊ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬واﻟﻤﺴﻠﻤــــــﻮن ھﺬا اﻟﻌ ﺎم وأن ﯾﻌ ﻮدوا ﻟﻠﻌﻤ ﺮة اﻟﻌ ﺎم اﻟﻘﺎﺑ ﻞ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺤﻤﻠﻮا إﻻ ﺟُﻠُﺒـﱠﺎن اﻟﺴﻼح‪ ،‬وﻻ ﯾﺄﺧﺬوا ﻣﻦ ﺗﺒﻌﮭﻢ ﻣﻦ أھﻞ ﻣﻜﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺄﺧﺬوا ﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﺜﻮا ﺑﻤﻜﺔ إﻻ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ‪،‬‬
‫واﺻﻄﻠﺤﻮا ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﺤﺮب ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﯿﻦ وأن ﯾﺄﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﻀﺎً ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺮدات اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﻌﯿﺒﺔ‪ :‬وﻋﺎء اﻟﺜﯿﺎب ‪ .‬وﻣﻜﻔﻮﻓﺔ ‪ :‬ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ‪ .‬و ﻻ إﺳﻼل‬
‫وﻻ إﻏﻼل‪ :‬أي ﻻ ﺳﺮﻗﺔ وﻻ ﺧﯿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﺑﻞ وﻻ ﻛﻼم ﻓﯿﻤﺎ ﻣﻀﻰ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻗﻠﻮب ﺻﺎﻓﯿﺔ ‪ ،‬وأﻣﻦ وﺳﻼم ﺗﺎم‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﮭُﺪﻧﺔ ‪:‬‬

‫اﻷﺷﮭﺮ اﻟﺤُﺮم ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺒﺪء ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل‪ ،‬وھﻲ ‪ :‬ذو اﻟﻘﻌﺪة ‪ ،‬وذو اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬وﻣﺤﺮم‪ ،‬ورﺟ ﺐ‪ ،‬إﻻ إذا ﺑ ﺪأ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﻌ ﺪو‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺘﺎل‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﺣﯿﻨﺌﺬ دﻓﺎﻋﺎً ﻟﻼﻋﺘﺪاء ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﯾُﺒﺎح ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻘﺘﺎل إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮب ﻗﺎﺋﻤﺔ ودﺧﻠﺖ ھ ﺬه اﻷﺷ ﮭﺮ وﻟ ﻢ ﯾﺴ ﺘﺠﺐ اﻟﻌ ﺪو‬
‫ﻟﻘﺒﻮل اﻟﻤﻮادﻋﺔ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن ﻋِﺪّة اﻟﺸﮭﻮر ﻋﻨﺪ اﷲ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺷ ﮭﺮاً ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ ﯾ ﻮم ﺧﻠ ﻖ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض ﻣﻨﮭ ﺎ أرﺑﻌ ﺔ ﺣ ﺮم‪ ،‬ذﻟ ﻚ‬
‫اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻼ ﺗﻈﻠﻤﻮا ﻓﯿﮭﻦ أﻧﻔﺴﻜﻢ" اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ٣٦‬‬
‫وﺛﺒﺖ أن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﻮداع ﻗﺎل ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟﻨ ﺎس ‪ :‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﻨﺴ ﻲء زﯾ ﺎدة ﻓ ﻲ اﻟﻜﻔ ﺮ ‪،‬‬
‫ﯾُﻀﻞ ﺑﮫ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا‪ ،‬ﯾﺤﻠﻮﻧﮫ ﻋﺎﻣﺎً وﯾﺤﺮﻣﻮﻧﮫ ﻋﺎﻣﺎً ‪ ،‬ﻟﯿﻮاﻃﺌﻮا ﻋ ﺪة ﻣ ﺎ ﺣ ﺮم اﷲ ‪ ،‬وإن اﻟﺰﻣ ﺎن ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺪار ﻛﮭﯿﺌﺘ ﮫ ﯾ ﻮم ﺧﻠ ﻖ اﷲ‬
‫اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬وإن ﻋ ﺪة اﻟﺸ ﮭﻮر ﻋﻨ ﺪ اﷲ اﺛﻨ ﺎ ﻋﺸ ﺮ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ‪ ،‬ﯾ ﻮم ﺧﻠ ﻖ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض‪ ،‬ﻣﻨﮭ ﺎ أرﺑﻌ ﺔ ﺣُ ﺮم‪ ،‬ﺛ ﻼث‬
‫ﻣﺘﻮاﻟﯿﺎت ‪ ،‬وواﺣﺪ ﻓﺮد ‪ ،‬ذو اﻟﻘﻌﺪة وذو اﻟﺤﺠﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺮم ‪ ،‬ورﺟﺐ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ اﻟﺬي ﺑﯿﻦ ﺟﻤﺎدى وﺷﻌﺒﺎن‪ ،‬أﻻ ھﻞ ﺑﻠﻐﺖ ‪ ،‬اﷲ اﺷﮭﺪ " ‪.‬‬

‫ﻋﻘﺪ اﻟﺬﻣﺔ‬
‫اﻟﺬّﻣﺔ ھﻲ اﻟﻌﮭﺪ واﻷﻣﺎن ‪ :‬وﻋﻘﺪ اﻟﺬﻣﺔ ھﻮ أن ﯾُﻘﺮ اﻟﺤﺎﻛﻢ أو ﻧﺎﺋﺒﮫ ﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ‪ -‬أو ﻏﯿﺮھﻢ ‪ -‬ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮھﻢ‬
‫ﺑﺸﺮﻃﯿﻦ‪:‬‬

‫اﻟﺸﺮط اﻷول ‪:‬‬

‫أن ﯾﻠﺘﺰﻣﻮا أﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫أن ﯾﺒﺬﻟﻮا اﻟﺠﺰﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺴﺮي ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻋﻘﺪه‪ ،‬ﻣﺎ دام ﺣﯿﺎً وﻋﻠﻰ ذرﯾﺘﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ‪ ،‬واﻷﺻﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻗﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪:‬‬
‫" ﻗﺎﺗﻠﻮا اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ وﻻ ﺑﺎﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ وﻻ ﯾُﺤَﺮﱢﻣُﻮن ﻣﺎ ﺣﺮّم اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﻻ ﯾﺪﯾﻨﻮن دﯾﻦ اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ أوﺗ ﻮا اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾُﻌﻄﻮا اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻋﻦ ﯾﺪٍ وھﻢ ﺻﺎﻏﺮون" ‪ ] .‬اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. [ ٢٩‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري ‪ :‬أن اﻟﻤﻐﯿﺮة ﻗﺎل ‪ -‬ﯾﻮم ﻧﮭﺎوﻧﺪ ‪ : -‬أﻣﺮﻧﺎ ﻧﺒﯿﻨﺎ أن ﻧﻘﺎﺗﻠﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﺪوا اﷲ وﺣﺪه أو ﺗﺆدوا اﻟﺠﺰﯾﺔ‪ .‬وھﺬا اﻟﻌﻘﺪ داﺋﻢ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪود ﺑﻮﻗﺖ ﻣﺎ دام ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﯾﻨﻘﻀﮫ ‪.‬‬

‫ﻣﻮﺟﺐ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ‪:‬‬

‫‪٣٣٧‬‬
‫وإذا ﺗﻢ ﻋﻘﺪ اﻟﺬﻣﺔ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺮﻣﺔ ﻗﺘﺎﻟﮭﻢ‪ ،‬واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﻮاﻟﮭﻢ وﺻ ﯿﺎﻧﺔ أﻋﺮاﺿ ﮭﻢ‪ ،‬وﻛﻔﺎﻟ ﺔ ﺣﺮﯾ ﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬واﻟﻜ ﻒ ﻋ ﻦ‬
‫أذاھﻢ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ أﻧﮫ ﻗﺎل ‪ " :‬إﻧﻤﺎ ﺑﺬﻟﻮا اﻟﺠﺰﯾ ﺔ ﻟﺘﻜ ﻮن دﻣ ﺎؤھﻢ ﻛ ﺪﻣﺎﺋﻨﺎ ‪ ،‬وأﻣ ﻮاﻟﮭﻢ ﻛﺄﻣﻮاﻟﻨ ﺎ " واﻟﻘﺎﻋ ﺪة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ رآھﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪ " :‬أن ﻟﮭﻢ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﻨﺎ " ‪.‬‬

‫اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ‪:‬‬

‫وﺗﺠﺮي أﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﻢ أن ﯾﺘﺼﺮﻓﻮا ﺗﺼﺮﻓﺎً ﻻ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻟﯿﻢ اﻹﺳﻼم ‪ ،‬ﻛﻌﻘﺪ اﻟﺮﺑﺎ‪ ،‬وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤُﺤﺮﻣﺔ‬
‫‪.‬‬

‫اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻘﺮرة‪ ،‬ﻓﯿﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﮭﻢ ‪ ،‬وﺗﻘﺎم اﻟﺤﺪود ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﺘﻰ ﻓﻌﻠﻮا ﻣﺎ ﯾﻮﺟﺐ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻗﺪ ﺛﺒ ﺖ أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ رﺟﻢ ﯾﮭﻮدﯾﯿﻦ زﻧﯿﺎ ﺑﻌﺪ إﺣﺼﺎﻧﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ وﻋﺒﺎدات وﻣﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷﺳﺮة ﻣﻦ زواج وﻃﻼق‪ ،‬ﻓﻠﮭﻢ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻠﻘﺎﻋ ﺪة‬
‫اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ اﻟﻤﻘﺮرة‪ " :‬اﺗﺮﻛﻮھﻢ وﻣﺎ ﯾﺪﯾﻨﻮن " ‪.‬‬
‫وإن ﺗﺤﺎﻛﻤﻮا إﻟﯿﻨﺎ ﻓﻠﻨﺎ أن ﻧﺤﻜﻢ ﻟﮭﻢ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬أو ﻧﺮﻓﺾ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن ﺟﺎؤك ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﯿﻨﮭﻢ أو أﻋﺮض ﻋﻨﮭﻢ وإن ﺗُﻌﺮض ﻋﻨﮭﻢ ﻓﻠﻦ ﯾﻀﺮوك ﺷﯿﺌﺎً وإن ﺣﻜﻤﺖ ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ‬
‫إن اﷲ ﯾُﺤﺐ اﻟﻤﻘﺴﻄﯿﻦ" ) اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪. ( ٤٢‬‬
‫اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺣﻜﺎم ﻣﻨﮭﺎ ‪- :‬‬
‫‪ .١‬ﯾُﻤﻨﻊ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ أو ﺗﺠﺪﯾﺪ ﻣﺎ اﻧﮭﺪم ﻣﻨﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾُﻤﻨﻊ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺒﮫ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺴﮭﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﻨﺴﻮة وﻋﻤﺎﻣﺔ واﻟﺘﻜﻨ ﻲ ﺑﻜﻨ ﺎھﻢ ‪ ،‬وﻋﻠ ﯿﮭﻢ أن ﯾﺸ ﺪوا اﻟﺰﻧ ﺎﻧﯿﺮ ﻋﻠ ﻰ‬
‫أوﺳﺎﻃﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﻤﻨﻊ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ أن ﯾُﻈﮭﺮوا ﺻﻠﺒﺎﻧﮭﻢ أو ﻛﺘﺒﮭﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أو أﺳﻮاﻗﮭﻢ ‪ ،‬وأﻻ ﯾﺨﺮﺟﻮا ﺷﻌﺎﻧﯿﻦ وﻻ ﺑﻌﻮﺛﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾﻤﻨﻊ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ أن ﯾﺠﺎوروا ﺑﻤﻮﺗﺎھﻢ ﻣﻮﺗﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﻤﻨﻌﻮا ﻣﻦ ﺑﯿﻊ اﻟﺨﻤﻮر ‪.‬‬
‫‪ .٦‬أﻻ ﯾﺆوا ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴﮭﻢ أو ﻣﻨﺎزﻟﮭﻢ ﺟﺎﺳﻮﺳﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٧‬أﻻ ﯾﺤﻤﻠﻮا اﻟﺴﻼح أو ﯾﺤﺘﻔﻈﻮا ﺑﺸﻲء ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬أﻻ ﯾﺘﻌﺮﺿﻮا ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮب واﻷذى ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﻣﻨﻌﮭﻢ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﺤﺮم اﻟﻤﻜﻲ ‪ .‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ آﻣﻨ ﻮا إﻧﻤ ﺎ اﻟﻤﺸ ﺮﻛﻮن ﻧﺠ ﺲ ﻓ ﻼ ﯾﻘﺮﺑ ﻮا اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام ﺑﻌ ﺪ‬
‫ﻋﺎﻣﮭﻢ ھﺬا " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ( ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬إﺟﻼؤھﻢ ﻋﻦ ﺟﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮب وﺑﻼد اﻟﺤﺠﺎر ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗ ﺎل ‪ :‬اﺷ ﺘﺪ ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﺟﻌ ﮫ‬
‫ﯾﻮم اﻟﺨﻤﯿﺲ وأوﺻﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﮫ ﺑﺜﻼث ‪ :‬أﺧﺮﺟﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻣﻦ ﺟﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮب‪ ،‬وأﺟﯿﺰوا اﻟﻮﻓ ﺪ ﺑﻨﺤ ﻮ ﻣﺎﻛﻨ ﺖ أﺟﯿ ﺰھﻢ وﻧﺴ ﯿﺖ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ‪ .‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ﺳﻤﻊ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل " ﻷُﺧﺮﺟﻦﱠ اﻟﯿﮭﻮد واﻟﻨﺼ ﺎرى‬
‫ﻣﻦ ﺟﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮب ﻓﻼ أدع ﻓﯿﮭﺎ إﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎً " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ھﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺣﻜﺎم أﺧﺮى وإﻟﯿﻚ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻋﻤـﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺣﯿﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﺼﺎرى ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺸﺎم ﻛﻤﺎ ذﻛﺮه اﺑﻦ‬
‫ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه ‪ :‬روى ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ اﻷﺷﻌﺮي ﻗﺎل ‪ :‬ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺣﯿﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﺼﺎرى ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺸﺎم ‪ :‬ﺑﺴﻢ اﷲ‬
‫اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ ھﺬا ﻛﺘﺎب ﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﻋﻤﺮ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺣﯿﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﺼﺎرى ﻣﻦ أھﻞ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻛﺬا وﻛﺬا ‪ ،‬إﻧﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻣﺘﻢ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎﻛﻢ‬
‫اﻷﻣﺎن ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ وذرارﯾﻨﺎ وأﻣﻮاﻟﻨﺎ وأھﻞ ﻣﻠﺘﻨﺎ‪ ،‬وﺷﺮﻃﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ أن ﻻ ﻧُﺤﺪث ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺘﻨﺎ وﻻ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎ ﺣﻮﻟﮭ ﺎ دﯾ ﺮاً وﻻ ﻛﻨﯿﺴ ﺔ‬
‫وﻻ ﻗﻼﯾ ﺔ ) ﻋﻠﯿّ ﺔ أو ﺻ ﻮﻣﻌﺔ ﺗﻜ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻜﻨﯿﺴ ﺔ ( وﻻ ﺻ ﻮﻣﻌﺔ راھ ﺐ‪ ،‬وﻻ ﻧُﺠ ﺪد ﻣ ﺎ ﺧ ﺮب ﻣﻨﮭ ﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻧُﺤﯿ ﻰ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻣﺎﻛ ﺎن ﺧﻄﻄ ﺎً‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬وأن ﻻ ﻧﻤﻨﻊ ﻛﻨﺎﺋﺴﻨﺎ أن ﯾﻨﺰﻟﮭﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﻟﯿﻞ وﻻ ﻧﮭﺎر‪ ،‬وأن ﻧﻮﺳﻊ أﺑﻮاﺑﮭﺎ ﻟﻠﻤﺎرة واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ‪ ،‬وأن ﻧﻨﺰل‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم‪ ،‬ﻧﻄﻌﻤﮭﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻧ ﺆوي ﻓ ﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴ ﻨﺎ وﻻ ﻣﻨﺎزﻟﻨ ﺎ ﺟﺎﺳﻮﺳ ﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻧﻜ ﺘﻢ ﻏﺸ ﺎً ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﻧﻌﻠ ﻢ‬
‫أوﻻدﻧ ﺎ اﻟﻘ ﺮآن وﻻ ﻧﻈﮭ ﺮ ﺷ ﺮﻛﺎً وﻻ ﻧ ﺪﻋﻮ إﻟﯿ ﮫ أﺣ ﺪاً وﻻ ﻧﻤﻨ ﻊ أﺣ ﺪاً ﻣ ﻦ ذوي ﻗﺮاﺑﺘﻨ ﺎ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم إن أرادوا ‪ ،‬وأن ﻧ ﻮﻗﺮ‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وأن ﻧﻘﻮم ﻟﮭﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﻨﺎ إن أرادوا اﻟﺠﻠﻮس ‪ ،‬وﻻ ﻧﺘﺸﺒﮫ ﺑﮭﻢ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣ ﻦ ﻣﻼﺑﺴ ﮭﻢ ﻓ ﻲ ﻗﻠﻨﺴ ﻮة ‪ ،‬وﻻ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﻧﻌﻠﯿﻦ‪ ،‬وﻻ ﻓﺮق ﺷﻌﺮ‪ ،‬وﻻ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻼﻣﮭﻢ‪ ،‬وﻻ ﻧﻜﺘﻨﻰ ﺑﻜﻨﺎھﻢ‪ ،‬وﻻ ﻧﺮﻛﺐ اﻟﺴﺮوج‪ ،‬وﻻ ﻧﺘﻘﻠﺪ اﻟﺴﯿﻮف ‪ ،‬وﻻ ﻧﺘﺨﺬ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﺴ ﻼح ‪،‬‬
‫وﻻ ﻧﺤﻤﻠﮫ ﻣﻌﻨﺎ‪ ،‬وﻻ ﻧﻨﻘﺶ ﺧﻮاﺗﯿﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻧﺒﯿﻊ اﻟﺨﻤﻮر‪ ،‬وأن ﻧﺠﺰ ﻣﻘﺎدﯾﻢ رؤوﺳ ﻨﺎ‪ ،‬وأن ﻧﻠ ﺰم زﯾﻨ ﺎ ﺣﯿﺜﻤ ﺎ ﻛﻨ ﺎ‪ ،‬وأن ﻧﺸ ﺪ‬
‫اﻟﺰﻧﺎﻧﯿﺮ ﻋﻠﻰ أوﺳﺎﻃﻨﺎ ‪ ،‬وأن ﻻ ﻧﻈﮭﺮ اﻟﺼﻠﯿﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺎﺋﺴﻨﺎ ‪ ،‬وأن ﻻ ﻧﻈﮭﺮ ﺻ ﻠﯿﺒﻨﺎ وﻻ ﻛﺘﺒﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ وﻻ‬
‫أﺳﻮاﻗﮭﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻧﻀﺮب ﻧﻮاﻗﯿﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴ ﻨﺎ إﻻ ﺿ ﺮﺑﺎً ﺧﻔﯿﻔ ﺎً ‪ ،‬وأن ﻻ ﻧﺮﻓ ﻊ أﺻ ﻮاﺗﻨﺎ ﺑ ﺎﻟﻘﺮاءة ﻓ ﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺣﻀ ﺮة‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﻻ ﻧﺨﺮج ﺷﻌﺎﻧﯿﻦ وﻻ ﺑﻌﻮﺛﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻧﺮﻓﻊ أﺻﻮاﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻮﺗﺎﻧﺎ‪ ،‬وﻻ ﻧﻈﮭﺮ اﻟﻨﯿﺮان ﻣﻌﮭﻢ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪،‬‬
‫وﻻ أﺳﻮاﻗﮭﻢ‪ ،‬وﻻ ﻧﺠﺎورھﻢ ﺑﻤﻮﺗﺎﻧﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻧﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﯿﻖ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وأن ﻧﺮﺷ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ وﻻ ﻧﻄﻠ ﻊ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻨﺎزﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻠﻤﺎ أﺗﯿﺖ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب زاد ﻓﯿﮫ " وﻻ ﻧﻀﺮب أﺣﺪاً ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ " ﺷﺮﻃﻨﺎ ﻟﻜﻢ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴ ﻨﺎ وأھ ﻞ ﻣﻠﺘﻨ ﺎ ‪،‬‬
‫ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻋﻠﯿﮫ اﻷﻣﺎن ‪ ،‬ﻓﺈن ﻧﺤﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﺷﺮﻃﻨﺎه ﻟﻜﻢ ووﻇﱠﻔﻨﺎ ) أي أﻟﺰﻣﻨﺎه( ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻼ ذﻣﺔ ﻟﻨﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﺣ ﻞ ﻟﻜ ﻢ ﻣﻨ ﺎ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾﺤﻞ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻤﻌﺎﻧﺪة واﻟﺸﻘﺎق ( ذﻛﺮه اﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه ) ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ( ‪.‬‬

‫‪٣٣٨‬‬
 ‫اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺠﺰﯾﺔ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاء‪ ،‬وھﻲ " ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﯾﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ دﺧﻞ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻋﮭﺪھﻢ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب " ‪.‬‬

‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪:‬‬

‫واﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗ ﺎﺗﻠﻮا اﻟ ﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺆﻣﻨ ﻮن ﺑ ﺎﷲ وﻻ ﺑ ﺎﻟﯿﻮم اﻵﺧ ﺮ وﻻ ﯾﺤﺮّﻣ ﻮن ﻣ ﺎ ﺣ ﺮّم اﷲ‬
‫ورﺳﻮﻟﮫ وﻻ ﯾﺪﯾﻨﻮن دﯾﻦ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ اﻟﺬﯾﻦ أوﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﺘﻰ ﯾُﻌﻄﻮا اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻋﻦ ﯾﺪٍ وھﻢ ﺻﺎﻏﺮون" اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ٢٩‬‬
‫روى اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺧﺬ اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﻮس ھَﺠَ ﺮ )‬
‫ﻗﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ ( ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺘﺮﻣﺬي أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺧﺬھﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﻮس اﻟﺒﺤ ﺮﯾﻦ وأﺧ ﺬھﺎ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻣ ﻦ ﻓ ﺎرس ‪ ،‬وأﺧ ﺬھﺎ‬
‫ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻦ اﻟﻔﺮس أو اﻟﺒﺮﺑﺮ ‪.‬‬
‫ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ‪:‬‬
‫وﻗﺪ ﻓﺮض اﻹﺳﻼم اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻣﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﺮض اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺴﺎوى اﻟﻔﺮﯾﻘﺎن‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‬
‫واﻟﺬﻣﯿﯿﻦ ﯾﺴﺘﻈﻠﻮن ﺑﺮاﯾﺔ واﺣﺪة‪ ،‬وﯾﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺠﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق وﯾﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﻤﺮاﻓﻖ ا ﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ واﺣــ ـﺪة‪ ،‬وﻟ ﺬﻟﻚ أوﺟ ﺐ اﷲ اﻟﺠﺰﯾ ﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻧﻈﯿﺮ ﻗﯿﺎﻣﮭﻢ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺬﻣﯿﯿﻦ وﺣﻤﺎﯾﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﯿﻤﻮن ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻟﮭﺬا ﺗﺠﺐ ‪ -‬ﺑﻌﺪ دﻓﻌﮭﺎ ‪ -‬ﺣﻤﺎﯾﺘﮭﻢ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ‪ ،‬ودﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﺼﺪھﻢ ﺑﺄذى ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﮭﻢ ‪:‬‬

‫وﺗﺆﺧﺬ اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻣﻢ ‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﻮا ﻛﺘﺎﺑﯿﯿﻦ أم ﻣﺠﻮﺳﺎً أم ﻏﯿﺮھﻢ ‪ ،‬وﺳﻮاء أﻛ ﺎﻧﻮا ﻋﺮﺑ ﺎً أم ﻋﺠﻤ ﺎً ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺛﺒ ﺖ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ أﻧﮭﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﯿﻦ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺴﱡﻨّﺔ أﻧﮭﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻮس‪ ،‬وﻣﻦ ﻋﺪاھﻢ ﯾﻠﺤﻖ ﺑﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ‪ " :‬ﻷن اﻟﻤﺠﻮس أھﻞ ﺷﺮك ﻻ ﻛﺘﺎب ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺄﺧﺬھﺎ ﻣﻨﮭﻢ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﺧﺬھﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وإﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﺄﺧﺬھﺎ ‪ -‬ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪة اﻷوﺛﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ‪ ،‬ﻷﻧﮭﻢ أﺳﻠﻤﻮا ﻛﻠﮭﻢ ﻗﺒﻞ ﻧﺰول آﯾﺔ اﻟﺠﺰﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ إﻧﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌ ﺪ ﻏ ﺰوة ﺗﺒ ﻮك ‪ ،‬وﻛ ﺎن‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻓﺮغ ﻣﻦ ﻗﺘﺎل اﻟﻌﺮب‪ ،‬واﺳﺘﻮﺛﻘﺖ ﻛﻠﮭﺎ ﻟﮫ ﺑﺎﻹﺳﻼم‪.‬‬
‫وﻟﮭﺬا ﻟﻢ ﯾﺄﺧﺬھﺎ ﻣﻦ اﻟﯿﮭﻮد اﻟﺬﯾﻦ ﺣﺎرﺑﻮه ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ أﺧ ﺬھﺎ ﻣ ﻦ ﻧﺼ ﺎرى اﻟﻌ ﺮب‪ ،‬وﻣ ﻦ اﻟﻤﺠ ﻮس ‪ ،‬وﻟ ﻮ‬
‫ﺑﻘﻲ ﺣﯿﻨﺌﺬ أﺣــﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪة اﻷوﺛﺎن ﺑﺬﻟﮭﺎ ﻟﻘﺒﻠﮭﺎ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺒﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪة اﻟﺼﻠﺒﺎن واﻷوﺛﺎن واﻟﻨﯿﺮان‪.‬‬
‫وﻻ ﻓﺮق وﻻ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻟﺘﻐﻠﯿﻆ ﻛﻔﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ،‬ﺛﻢ إن ﻛﻔﺮ ﻋﺒﺪة اﻷوﺛﺎن ﻟﯿﺲ أﻏﻠﻆ ﻣ ﻦ ﻛﻔ ﺮ اﻟﻤﺠ ﻮس‪ ،‬وأي‬
‫ﻓﺮق ﺑﯿﻦ ﻋﺒﺪة اﻷوﺛﺎن واﻟﻨﯿﺮان‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﻔﺮ اﻟﻤﺠﻮس أﻏﻠﻆ ‪ ،‬وﻋﺒﺎد اﻷوﺛﺎن ﯾﻘﺮون ﺑﺘﻮﺣﯿ ﺪ اﻟﺮﺑﻮﺑﯿ ﺔ‪ ،‬وأﻧ ﮫ ﻻ ﺧ ﺎﻟﻖ إﻻ اﷲ ‪ ،‬وأﻧﮭ ﻢ‬
‫إﻧﻤﺎ ﯾﻌﺒﺪون آﻟﮭﺘﮭﻢ ﻟﺘﻘﺮﺑﮭﻢ إﻟﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﯾُﻘﺮون ﺑﺼﺎﻧﻌﯿﻦ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬أﺣ ﺪھﻤﺎ ﺧ ﺎﻟﻖ ﻟﻠﺨﯿ ﺮ ‪ ،‬واﻵﺧ ﺮ ﻟﻠﺸ ﺮ ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﮫ اﻟﻤﺠﻮس ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﯾﺴﺘﺤﻠﻮن ﻧﻜ ﺎح اﻷﻣﮭ ﺎت واﻟﺒﻨ ﺎت واﻷﺧ ﻮات ‪ ،‬وﻛ ﺎﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘﺎﯾ ﺎ ﻣ ﻦ دﯾ ﻦ إﺑ ﺮاھﯿﻢ ﺻ ﻠﻮات اﷲ‬
‫وﺳﻼﻣﮫ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻤﺠﻮس ﻓﻠﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎب أﺻﻼً وﻻ داﻧﻮا ﺑﺪﯾﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﯿﺎء ‪ ،‬ﻻ ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪھﻢ ‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﺷﺮاﺋﻌﮭﻢ‪.‬‬
‫واﻷﺛﺮ اﻟﺬي ﻓﯿﮫ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻟﮭﻢ ﻛﺘﺎب ﻓﺮﻓﻊ ورﻓﻌﺖ ﺷﺮﯾﻌﺘﮭﻢ ﻟﻤﺎ وﻗﻊ ﻣﻠﻜﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﺘﮫ‪ ،‬ﻻ ﯾﺼﺢ اﻟﺒﺘّﺔ وﻟﻮ ﺻﺢ ﻟ ﻢ ﯾﻜﻮﻧ ﻮا ﺑ ﺬﻟﻚ ﻣ ﻦ‬
‫أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺘﺎﺑﮭﻢ رﻓﻊ وﺷﺮﯾﻌﺘﮭﻢ ﺑﻄﻠﺖ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﯾﺒﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻨﮭﺎ ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻠﻮم أن اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ دﯾ ﻦ إﺑ ﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴــ ـﻼم‪ ،‬وإن ﻟ ﮫ ﺻ ﺤﻒ وﺷ ﺮﯾﻌﺔ‪ ،‬وﻟ ﯿﺲ ﺗﻐﯿﯿ ﺮ ﻋﺒ ﺪة اﻷوﺛ ﺎن ﻟ ﺪﯾﻦ‬
‫إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم وﺷﺮﯾﻌﺘﮫ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﺠﻮس ﻟﺪﯾﻦ ﻧﺒﯿﮭﻢ وﻛﺘﺎﺑﮭﻢ ﻟﻮ ﺻﺢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻋﻨﮭﻢ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺸﻲء‬
‫ﻣﻦ ﺷﺮاﺋﻊ اﻷﻧﺒﯿﺎء ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺨﻼف اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﻓﻜﯿﻒ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﺠﻮس اﻟﺬﯾﻦ دﯾﻨﮭﻢ أﻗﺒﺢ اﻷدﯾﺎن‪ ،‬أﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻً ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻛﻲ‬
‫اﻟﻌﺮب ؟ وھﺬا اﻟﻘﻮل أﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺮى " ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط أﺧﺬھﺎ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ روﻋﻲ ﻓﻲ أﺧﺬھﺎ ‪ :‬اﻟﺤﺮﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻌﺪل ‪ ،‬واﻟﺮﺣﻤﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﮭﺬا اﺷﺘﺮط ﻓﯿﻤﻦ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﮭﻢ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺬﻛﻮرة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺤﺮﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻗﺎﺗﻠﻮا اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ وﻻ ﺑﺎﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ وﻻ ﯾُﺤﺮﻣﻮن ﻣﺎ ﺣﺮّم اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﻻ ﯾﺪﯾﻨﻮن دﯾﻦ اﻟﺤﻖ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫أوﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﺘﻰ ﯾُﻌﻄﻮا اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻋﻦ ﯾﺪ وھﻢ ﺻﺎﻏﺮون " ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ( ٢٩‬‬
‫أي ﻋﻦ ﻗﺪرة وﻏﻨﻰ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ‪ ،‬وﻻ ﺻﺒﻲ ‪ ،‬وﻻ ﻋﺒــﺪ ‪ ،‬وﻻ ﻣﺠﻨﻮن ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﯿﻦ ﯾُﺘﺼﺪق ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻻ ﻣﻦ ﻻ ﻗﺪرة ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﻰ ‪ ،‬أو اﻟﻤﻘﻌﺪ ‪ ،‬وﻏﯿ ﺮھﻢ ﻣ ﻦ‬
‫ذوي اﻟﻌﺎھﺎت‪ ،‬وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺮھﺒﯿﻦ ﻓﻲ اﻷدﯾﺮة ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن ﻏﻨﯿﺎً ﻣﻦ اﻷﻏﻨﯿﺎء‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻣﺎﻟ ﻚ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ‪ " :‬ﻗﻀ ﺖ اﻟﺴﱡ ﻨّﺔ أن ﻻ ﺟﺰﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺴ ﺎء أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب وﻻ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺒﯿﺎﻧﮭﻢ‪ ،‬وأنّ اﻟﺠﺰﯾ ﺔ ﻻ ﺗﺆﺧ ﺬ إﻻ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻮا اﻟﺤﻠﻢ" ‪.‬‬

‫‪٣٣٩‬‬
‫وروى أﺳﻠﻢ ‪ :‬أن ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻛﺘﺐ إﻟﻰ أﻣﺮاء اﻷﺟﻨ ﺎد " ﻻ ﺗﻀ ﺮﺑﻮا اﻟﺠﺰﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻟﺼ ﺒﯿﺎن ‪ ،‬وﻻ ﺗﻀ ﺮﺑﻮھﺎ إﻻ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺮت ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﻮاﺳﻲ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﻣﻦ ﺟﺮت ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻤﻮاﺳ ﻲ ‪ :‬ﻛﻨﺎﯾ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺮﺟ ﺎل وذﻟ ﻚ إذا‬
‫ﻧﺒﺖ ﺷﻌﺮ اﻟﺮﺟﻞ وأﺟﺮي ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻮس اﻟﺤﻼﻗﺔ ‪.‬‬

‫ﻗﺪرھﺎ ‪:‬‬
‫روى أﺻﺤﺎب اﻟﺴُﻨﻦ ﻋﻦ ﻣﻌﺎذ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ وﺟﮭﮫ إﻟ ﻰ اﻟ ﯿﻤﻦ‪ ،‬أﻣ ﺮه أن ﯾﺄﺧ ﺬ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﻢ دﯾﻨﺎراً أو ﻋﺪﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻓﺮة ‪ .‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬اﻟﻤﻌﺎﻓﺮة ‪ :‬ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺜﯿﺎب اﻟﯿﻤﻨﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﻢ زاد ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﮭﺎ أرﺑﻌﺔ دﻧﺎﻧﯿﺮ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬھﺐ ‪ ،‬وأرﺑﻌﯿﻦ درھﻤﺎً ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﻮَرِق ) اﻟﻔﻀﺔ ( ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ‪.‬‬
‫ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪.‬‬
‫ﻓﺮﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺑﻀﻌﻒ أھﻞ اﻟﯿﻤﻦ‪ ،‬وﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺑﻐﻨﻲ أھﻞ اﻟﺸﺎم وﻗﻮﺗﮭﻢ‪.‬‬
‫وروى اﻟﺒﺨﺎري أﻧﮫ ﻗﯿﻞ ﻟﻤﺠﺎھﺪ ‪ " :‬ﻣﺎ ﺷﺄن أھﻞ اﻟﺸﺎم ﻋﻠﯿﮭﻢ أرﺑﻌﺔ دﻧﺎﻧﯿﺮ‪ ،‬وأھﻞ اﻟﯿﻤﻦ ﻋﻠﯿﮭﻢ دﯾﻨ ﺎر ‪ .‬ﻗ ﺎل ‪ :‬ﺟﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ‬
‫اﻟﯿﺴﺎر ‪.‬‬
‫وﺑﮭﺬا أﺧﺬ أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ورواﯾﺔ ﻋﻦ أﺣﻤﺪ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﺮ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ وأرﺑﻌﯿﻦ درھﻤﺎً وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ أرﺑﻌﺔ‬
‫وﻋﺸﺮﯾﻦ درھﻤﺎً ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﯿﺮ اﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ درھﻤﺎً ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﮭﺎ ﻣﻘﺪرة اﻷﻗﻞ واﻷﻛﺜﺮ " ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ وإﺣﺪى اﻟﺮواﯾﺎت ﻋ ﻦ أﺣﻤ ﺪ ‪ ،‬وھ ﺬا ھ ﻮ اﻟ ﺮاﺟﺢ ) ﻋﻨ ﺪي( ‪ ":‬إﻧ ﮫ ﻻ ﺣ ﺪ ﻷﻗﻠﮭ ﺎ وﻻ ﻷﻛﺜﺮھ ﺎ‪ ،‬واﻷﻣ ﺮ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣﻮﻛ ﻮل إﻟ ﻰ‬
‫اﺟﺘﮭﺎد وﻻة اﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻟﯿﻘﺪروا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﯾﻨﺎﺳﺐ ﺣﺎﻟﮫ " ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻠﻒ أﺣﺪ ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰﯾﺔ ‪:‬‬

‫وﯾﺠﻮز اﺷﺘﺮاط اﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰﯾﺔ ﺿﯿﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﯾﻤﺮ ﺑﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ .‬ﻓﻘﺪ روى اﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ ‪ :‬أن ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﮫ ﺷﺮط ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬﻣﺔ ‪ " :‬ﺿﯿﺎﻓﺔ ﯾﻮم وﻟﯿﻠﺔ‪ ،‬وأن ﯾﺼﻠﺤﻮا اﻟﻘﻨﺎﻃﺮ‪ ،‬وإن ﻗﺘﻞ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﺄرﺿﮭﻢ ﻓﻌﻠﯿﮭﻢ دﯾﺘﮫ " رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ) ‪.( ١٢٦٢‬‬

‫ﻋﺪم أﺧﺬ ﻣﺎ ﯾﺸﻖ ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب وﻏﯿﺮھﻢ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﺑﺄھﻞ اﻟﻜﺘﺎب وﻋﺪم ﺗﻜﻠﯿﻔﮭﻢ ﻓﻮق ﻣﺎ ﯾُﻄﯿﻘﻮن ‪.‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻣﻌﺎھﺪاً أو ﻛﻠﻔﮫ ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﮫ ﻓﺄﻧﺎ ﺣﺠﯿﺠﮫ " وﻗﺎل اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة ) ‪ (٤٠٤٧‬إﺳﻨﺎده ﺟﯿﺪ‪.‬‬

‫ﺳﻘﻮﻃﮫ ﻋﻤﻦ أﺳﻠﻢ ‪ :‬ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻤﻦ أﺳﻠﻢ ‪:‬‬

‫وروى أﺑﻮ ﻋﺒﯿﺪة أن ﯾﮭﻮدﯾﺎً أﺳﻠﻢ ﻓﻄُﻮﻟِﺐ ﺑﺎﻟﺠﺰﯾﺔ ‪ ،‬وﻗﯿﻞ‪ :‬إﻧﻤﺎ‬
‫أﺳﻠﻤﺖ ﺗَﻌﻮﱡذاً ‪ .‬ﻗﺎل " إن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻌﺎذاً " ﻓﺮﻓﻊ إﻟﻰ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬إن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻌﺎذاً " وﻛﺘﺐ ‪ :‬أﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﮫ‬
‫اﻟﺠﺰﯾﺔ‪ .‬وﺣﺴﻨﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ) ‪. ( ١٢٥٩‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﯾﻨﻘﺾ ﻋﻘﺪ اﻟﺬﻣﺔ إذا ﻧﻜﺜﻮا ﺑﺎﻟﻌﮭﺪ وﻟﻢ ﯾﻠﺘﺰﻣﻮا ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﺴﺎﺑﻘـﺔ وﻟﻢ ﯾﺪﻓﻌﻮا اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻋﻦ ﯾﺪٍ وھﻢ ﺻﺎﻏﺮون " ‪.‬‬

‫اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ واﻷﻧﻔﺎل‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺟﻤﻊ ﻏﻨﯿﻤﺔ وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﺎ ﯾﻨﺎﻟﮫ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺴﻌﻲ‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﺸﺮع‪ :‬ھﻲ اﻟﻤﺎل اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺤﺮب واﻟﻘﺘﺎل‪ ،‬وﺗﺸﻤﻞ اﻷﻧﻮاع اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻷﻣﻮال اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻷﺳﺮى ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻷرض ‪.‬‬
‫وﺗُﺴﻤﻰ اﻷﻧﻔﺎل ‪ -‬ﺟﻤﻊ ﻧَﻔَﻞَ ‪ -‬ﻷﻧﮭﺎ زﯾﺎدة ﻓﻲ أﻣﻮال اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫إﺣﻼﻟﮭﺎ ﻟﮭﺬه اﻷﻣﺔ دون ﻏﯿﺮھﺎ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ أﺣﻞ اﷲ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻟﮭﺬه اﻷﻣﺔ ‪ :‬ﻓﯿﺮﺷﺪ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ إﻟﻰ ﺣﻞ أﺧﺬ‬
‫ھﺬه اﻷﻣﻮال ﺑﻘﻮﻟﮫ ‪ " :‬ﻓﻜﻠﻮا ﻣﻤﺎ ﻏﻨﻤﺘﻢ ﺣﻼﻻً ﻃﯿﺒﺎً واﺗﻘﻮا اﷲ إن اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﯿﻢ " اﻷﻧﻔﺎل آﯾﺔ ‪. ٦٩‬‬
‫وﯾُﺸﯿﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ إﻟﻰ أن ھﺬا ﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻷﻣﻢ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺤﻞ ﻟﮭﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻮل اﷲ‬ ‫ﺪ اﷲ أن رﺳ‬ ‫ﻦ ﻋﺒ‬ ‫ﺎﺑﺮ ﺑ‬ ‫ﻦﺟ‬ ‫ﻠﻢ ﻋ‬ ‫ﺎري وﻣﺴ‬ ‫روى اﻟﺒﺨ‬
‫‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ ":‬أُﻋﻄﯿﺖ ﺧﻤﺴﺎً ﻟﻢ ﯾُﻌﻄﮭﻦ ﻧﺒﻲ ﻗﺒﻠﻲ‪ ،‬ﻧُﺼ ﺮت ﺑﺎﻟﺮﻋ ﺐ ﻣﺴ ﯿﺮة ﺷ ﮭﺮ ‪ ،‬وﺟُﻌﻠ ﺖ ﻟ ﻲ اﻷرض ﻣﺴ ﺠﺪاً‬
‫وﻃﮭﻮراً ‪ ،‬ﻓﺄﯾﻤﺎ رﺟﻞ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ أدرﻛﺘﮫ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺼﻞﱢ‪ ،‬وأُﺣﻠﺖ ﻟ ﻲ اﻟﻐﻨ ﺎﺋﻢ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﺗﺤ ﻞ ﻷﺣ ﺪ ﻗﺒﻠ ﻲ وأُﻋﻄﯿ ﺖ اﻟﺸ ﻔﺎﻋﺔ وﺑﻌﺜ ﺖ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻋﺎﻣﺔ " ‪.‬‬

‫‪٣٤٠‬‬
 ‫ﻣﺼﺮﻓﮭﺎ ‪:‬‬
‫ﻛﺎن أول ﺻﺪام ﻣﺴﻠﺢ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﺸ ﺮﻛﯿﻦ ﯾ ﻮم اﻟﺴ ﺎﺑﻊ ﻋﺸ ﺮ ﻣ ﻦ رﻣﻀ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺴﱠ ﻨﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﮭﺠﺮة ﻓﻲ ﺑﺪر‪ ،‬وﻗﺪ اﻧﺘﮭﻰ ھﺬا اﻟﺼﺪام ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺆزر واﻟﻔﻮز اﻟﻌﻈﯿﻢ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬وﻷول‬
‫ﻣﺮة ﻣﻨﺬ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﯾﺸﻌﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﺤﻼوة اﻟﻨﺼﺮ‪ ،‬وﯾﻤﻜ ﻨﮭﻢ اﷲ ﻣ ﻦ أﻋ ﺪاﺋﮭﻢ اﻟ ﺬﯾﻦ اﺿ ﻄﮭﺪوھﻢ ﻃﯿﻠ ﺔ ﺧﻤﺴ ﺔ ﻋﺸ ﺮ ﻋﺎﻣ ﺎً ‪ ،‬واﻟ ﺬﯾﻦ‬
‫أﺧﺮﺟﻮھﻢ ﻣﻦ دﯾﺎرھﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ إﻻ أن ﯾﻘﻮﻟﻮا ‪" :‬رﺑﻨﺎ اﷲ ‪. " ...‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺮك اﻟﻤﺸﺮﻛﻮن اﻟﻤﻨﮭﺰﻣﻮن وراءھﻢ أﻣﻮاﻻً ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻓﺠﻤﻌﮭﺎ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮون ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﺛﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﺑﯿ ﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻓ ﯿﻤﻦ ﺗﻜ ﻮن ﻟ ﮫ ھ ﺬه‬
‫اﻷﻣﻮال ؟ أﺗﻜﻮن ﻟﻠﺬﯾﻦ ﺧﺮﺟﻮا ﻓ ﻲ أﺛ ﺮ اﻟﻌ ﺪو ؟ أو ﺗﻜ ﻮن ﻟﻠ ﺬﯾﻦ أﺣ ﺎﻃﻮا ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ وﺣﻤ ﻮه ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪو ؟‬
‫ﻓﺄرﺷــــــﺪ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ إﻟﻰ أن ﺣُﻜﻤﮭﺎ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﷲ وإﻟﻰ رﺳﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻵﯾﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻷﻧﻔﺎل ‪ ،‬ﻗﻞ اﻷﻧﻔﺎل ﷲ واﻟﺮﺳﻮل " ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ ﺑﯿﻦ اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ " :‬واﻋﻠﻤﻮا أﻧﻤﺎ ﻏﻨﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻓﺄنﱠ ﷲ ﺧﻤﺴﮫ وﻟﻠﺮﺳﻮل وﻟﺬي‬
‫اﻟﻘﺮﺑﻰ واﻟﯿﺘﺎﻣﻰ واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ إن ﻛﻨﺘﻢ آﻣﻨﺘﻢ ﺑﺎﷲ وﻣﺎ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﯾﻮم اﻟﻔُﺮﻗﺎن ﯾﻮم اﻟﺘﻘﻰ اﻟﺠﻤﻌ ﺎن واﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ‬
‫ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ " ) اﻷﻧﻔﺎل آﯾﺔ ‪. ( ٤١‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬ﻏﻨﻤﺘﻢ‪ :‬أي أﺧﺬﺗﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﺤ ﺮب وھ ﻮ ﻟ ﯿﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤﻮﻣ ﮫ وإﻧﻤ ﺎ دﺧﻠ ﮫ اﻟﺘﺨﺼ ﯿﺺ ﻷن ﺳ ﻠﺐ اﻟﻤﻘﺘ ﻮل ﻟﻘﺎﺗﻠ ﮫ‪،‬‬
‫واﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﺨﯿﺮ ﻓﻲ اﻷﺳﺎرى واﻷرض‪،‬وﯾﻜﻮن اﻟﻤﻌﻨﻰ أﻧﻤﺎ ﻏﻨﻤﺘﻢ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ واﻟﻔﻀﺔ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺘﻌﺔ واﻟﺴﺒﻲ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻤﺲ ﯾﺼﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎرف اﻟﺘﻲ ذﻛﺮھﺎ اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ‪ ،‬وھ ﻲ ‪ -‬اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ ‪ -‬وذو‬
‫اﻟﻘﺮﺑﻰ واﻟﯿﺘﺎﻣﻰ واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ وذﻛﺮ اﷲ ھﻨﺎ ﺗﺒﺮﱡﻛﺎً‪.‬‬
‫ﻓﺴﮭﻢ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وھﻮ ﺧﻤﺲ ا ﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﯾُﻨﻔﻖ ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘـﺮاء ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺴﻼح واﻟﺠﮭﺎد ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫روى أﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒﺴﺔ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻨﻢ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﺳﻠﻢ‬
‫أﺧﺬ وﺑﺮةً ﻣﻦ ﺟﻨﺐ اﻟﺒﻌﯿﺮ " ﺛﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺤﻞﱡ ﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﻏﻨ ﺎﺋﻤﻜﻢ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬا إﻻ اﻟﺨﻤ ﺲ‪ ،‬واﻟﺨﻤ ﺲ ﻣ ﺮدود ﻓ ﯿﻜﻢ" أﺧﺮﺟ ﮫ أﺑ ﻮ داود‬
‫واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫أي ﯾﻨﻔﻖ ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺴﻼح ‪ ،‬واﻟﺠﮭﺎد ‪.‬‬
‫وﺳﮭﻢ ذي اﻟﻘﺮﺑﻲ‪ :‬أي أﻗﺮﺑﺎء اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وھﻢ ﺑﻨﻮ ھﺎﺷﻢ وﺑﻨﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺬﯾﻦ آرزوا اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ‬
‫وﻧﺎﺻﺮوه دون أﻗﺮﺑﺎﺋﮫ اﻟﺬﯾﻦ ﺧﺬﻟﻮه وﻋﺎﻧﺪوه‪ ،‬ﯾﻌﻄﻮن ﻣ ﻦ اﻟﺨﻤ ﺲ‪ ،‬ﯾﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻨﮭﻢ اﻟﻐﻨ ﻲ واﻟﻔﻘﯿ ﺮ واﻟﻘﺮﯾ ﺐ واﻟﺒﻌﯿ ﺪ واﻟ ﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜ ﻰ‬
‫"ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ" ھﺬا ھﻮ ﻣﺬھﺐ أﺣﻤﺪ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‪.‬‬
‫واﻋﺘﺒﺮ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ أن ﺳﮭﻤﮭﻢ اﺳﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻓﺄﺷﺒﮫ اﻟﻤﯿﺮاث‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾُﻌﻄﻲ ﻋﻤﮫ اﻟﻌﺒ ﺎس‬
‫وھﻮ ﻏﻨﻲ‪ ،‬وﯾﻌﻄﻲ ﻋﻤﺘﮫ ﺻﻔﯿﺔ‪.‬‬
‫ﺮاء ‪.‬‬ ‫ﮫ اﻟﻔﻘ‬ ‫ﺘﺺ ﺑ‬ ‫ﻞ‪ :‬ﯾﺨ‬ ‫ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘﯿ‬ ‫ﺎل اﻟﻤﺴ‬ ‫ﻢ أﻃﻔ‬ ‫ﺎﻣﻰ ‪ ،‬وھ‬ ‫ﮭﻢ اﻟﯿﺘ‬ ‫ﺎﺳ‬ ‫وأﻣ‬
‫وﻗﯿﻞ‪ :‬ﯾﻌﻢﱡ اﻷﻏﻨﯿﺎء واﻟﻔﻘﺮاء‪ ،‬ﻷﻧﮭﻢ ﺿﻌﻔﺎء وإن ﻛﺎﻧﻮا أﻏﻨﯿﺎء‪.‬‬
‫روى اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺷﻘﯿﻖ ﻋﻦ رﺟـــﻞ ﻗﺎل ‪ " :‬أﺗﯿﺖ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ وھ ﻮ ﺑ ﻮادي اﻟﻘ ﺮى‪،‬‬
‫وھﻮ ﻣﻌﺘﺮض ﻓﺮﺳﺎً ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ؟ ‪ ...‬ﻗﺎل‪ :‬ﷲ ﺧﻤﺴﮭﺎ‪ ،‬وأرﺑﻌﺔ أﺧﻤﺎﺳﮭﺎ ﻟﻠﺠﯿﺶ ‪.‬‬
‫ﻗﻠﺖ‪ :‬ﻓﻤﺎ أﺣﺪ أوﻟﻰ ﺑﮫ ﻣﻦ أﺣﺪ ؟‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ‪ ،‬وﻻ اﻟﺴﮭﻢ ﺗﺴﺘﺨﺮﺟﮫ ﻣﻦ ﺟﯿﺒﻚ‪ ،‬ﻟﯿﺲ أﻧﺖ أﺣﻖ ﺑﮫ ﻣﻦ أﺧﯿﻚ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬وأﯾﻤﺎ ﻗﺮﯾﺔ ﻋﺼﺖ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﻤﺴﮭﺎ ﷲ ورﺳﻮﻟﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ھﻲ ﻟﻜﻢ" ‪ .‬رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻷرﺑﻌﺔ أﺧﻤﺎس اﻟﺒﺎﻗﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺘُﻌﻄﻰ ﻟﻠﺠﯿﺶ‪ ،‬وﯾﺨﺘﺺ ﺑﮭﺎ ‪ :‬اﻟﺬﻛﻮر ‪ ،‬اﻷﺣﺮار‪ ،‬اﻟﺒﺎﻟﻐﻮن ‪ ،‬اﻟﻌﻘﻼء‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬واﻟﻌﺒﯿﺪ ‪ ،‬واﻟﺼﻐﺎر ‪ ،‬واﻟﻤﺠﺎﻧﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﮭﻢ ﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻷن اﻟﺬﻛﻮرة ‪ ،‬واﻟﺤﺮﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺒﻠﻮغ ‪ ،‬واﻟﻌﻘﻞ ‪ ،‬ﺷﺮط ﻓﻲ‬
‫اﻹﺳﮭﺎم‪.‬‬
‫وﯾﺴﺘﻮي ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﻘﻮي ‪ ،‬واﻟﻀﻌﯿﻒ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻘﺎﺗﻞ‪.‬‬
‫روى أﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬اﻟﺮﺟﻞ ﯾﻜﻮن ﺣﺎﻣﯿﺔ اﻟﻘﻮم‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﺳﮭﻤﮫ وﺳﮭﻢ ﻏﯿﺮه ﺳﻮاء ؟ ﻗﺎل ‪:‬‬
‫ﺛﻜﻠﺘﻚ أﻣﻚ اﺑﻦ أم ﺳﻌﺪ‪ ،‬وھﻞ ﺗﺮزﻗﻮن وﺗﻨﺼﺮون إﻻ ﺑﻀﻌﻔﺎﺋﻜﻢ" وﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺣﺠﺔ اﷲ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ‪ " :‬وﻣﻦ ﺑﻌﺜﮫ اﻷﻣﯿﺮ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺠﯿﺶ‬
‫‪ :‬ﻛﺎﻟﺒﺮﯾﺪ‪ ،‬واﻟﻄﻠﯿﻌﺔ‪ ،‬واﻟﺠﺎﺳﻮس‪ ،‬ﯾُﺴﮭﻢ ﻟﮫ وإن ﻟﻢ ﯾﺤﻀﺮ اﻟﻮاﻗﻌﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻌﺜﻤﺎن ﯾﻮم ﺑ ﺪر‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﺗﻐﯿ ﺐ ﻋﻨﮭ ﺎ ﺑ ﺄﻣﺮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺮض زوﺟﺘﮫ‪ ،‬رُﻗﯿﱠﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪:‬‬
‫إن ﻟﻚ أﺟﺮ رﺟﻞ ﻣﻤﻦ ﺷﮭﺪ ﺑﺪراً وﺳﮭﻤﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪.‬‬
‫وﺗﻘﺴﻢ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺮاﺟﻞ ﺳﮭﻢ‪ ،‬وﻟﻠﻔﺎرس ﺛﻼﺛﺔ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻟﺼﺮﯾﺤﺔ ﺑﺄن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﯾُﺴﮭﻢ ﻟﻠﻔﺎرس وﻓﺮﺳﮫ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﮭﻢ‪ ،‬وﻟﻠﺮاﺟﻞ ) أي‬
‫ﮭﻤﺎً‪.‬‬ ‫ﮫ( ﺳ‬ ‫ﻰ رﺟﻠﯿ‬ ‫ﺪ ﻋﻠ‬ ‫اﻟﻤُﺠﺎھ‬
‫ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ " :‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﺳﮭﻢ ﻟﻠﺮﺟ ﻞ وﻟﻔﺮﺳ ﮫ ﺛﻼﺛ ﺔ أﺳ ﮭﻢ ﺳ ﮭﻢ ﻟ ﮫ‪ ،‬وﺳ ﮭﻤﺎن ﻟﻔﺮﺳ ﮫ" رواه‬
‫أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وأﻟﻔﺎﻇﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾُﺴﮭﻢ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﺨﯿﻞ ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻨﻘﻞ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ أﺳﮭﻢ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﺨﯿﻞ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻌﮫ ﺳﺒﻌﻮن ﺑﻌﯿﺮاً ﯾﻮم ﺑﺪر‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﺨﻞ‬
‫ﻏﺰوة ﻣﻦ ﻏﺰواﺗﮫ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ وھﻲ ﻏﺎﻟﺐ دواﺑﮭﻢ‪ ،‬وﻟﻮ أﺳﮭﻢ ﻟﮭﺎ ﻟﻨﻘﻞ إﻟﯿﻨﺎ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻟﻢ ﯾﺴﮭﻤﻮا ﻟﻺﺑﻞ‪.‬‬

‫‪٣٤١‬‬
‫وﻻ ﯾﺴﮭﻢ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﺮس واﺣﺪ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﯾُﺮوَ ﻋﻨﮫ وﻻ ﻋــﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ أﻧﮭﻢ أﺳﮭﻤﻮا ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻓﺮس‪ ،‬وﻷن اﻟﻌﺪو ﻻ ﯾُﻘﺎﺗﻞ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﺮس واﺣﺪ‪ ،‬وﯾُﻌﻄﻰ اﻟﻔﺮس اﻟﻤﺴﺘﻌﺎر واﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ وﺳﮭﻤﮫ ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺠﻮز ﻟﻺﻣﺎم أن ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ ﻋﻦ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻟﻤﺎ ﯾﺒﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺑﻼء ﺣﺴ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺘ ﺎل ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﺟُﻤ ﻊ ﻟﺴ ﻠﻤﺔ ﺑ ﻦ اﻷﻛ ﻮع ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﻐﺎزﯾﮫ ﺑﯿﻦ ﺳﮭﻢ اﻟﺮاﺟﻞ واﻟﻔ ﺎرس‪ ،‬ﻓﺄﻋﻄ ﺎه ﺧﻤﺴ ﺔ أﺳ ﮭﻢ ﻟﻌﻈ ﻢ ﻏﻨﺎﺋ ﮫ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻐ ﺰوة‪ .‬وذﻟ ﻚ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻋﻨ ﺪ اﻹﻣ ﺎم ﻣﺴ ﻠﻢ ﻓ ﻲ‬
‫ﺻﺤﯿﺤﮫ‪.‬‬

‫اﻟﺴﻠﺐ ﻟﻠﻘﺎﺗﻞ‪:‬‬
‫اﻟﺴﻠﺐ ھﻮ ﻣﺎ وﺟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻣﻦ اﻟﺴﻼح وﻋُــــــﺪﱠة اﻟﺤﺮب‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﺘﺰﯾﻦ ﺑﮫ ﻟﻠﺤﺮب‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﺎ ﻛ ﺎن ﻣﻌ ﮫ ﻣ ﻦ ﺟ ﻮاھﺮ‬
‫وﻧﻘﻮد وﻧﺤﻮھﺎ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﺐ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ھﻮ ﻏﻨﯿﻤﺔ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ ﯾﺮﻏ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺘ ﺎل ﻓﯿُﻐ ﺮي اﻟﻤﻘ ﺎﺗﻠﯿﻦ‬
‫ﺑﺄﺧﺬ ﺳﻠﺐ اﻟﻤﻘﺘﻮﻟﯿﻦ‪ ،‬وإﯾﺜﺎرھﻢ ﺑﮫ دون ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺠﯿﺶ‪ ،‬وﻗﺪ ﻗﻀﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﺐ ﻟﻠﻘﺎﺗﻞ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾُﺨَﻤﱢﺴْﮫُ‪.‬‬
‫رواه أﺑﻮ داود ﻋﻦ ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﺠﻌﻲ وﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﯿﺪ ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ اﻷﻛﻮع ﻗﺎل ‪ :‬أﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﯿﻦٌ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وھﻮ ﻓﻲ ﺳﻔـ ـﺮ ﻓﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ أﺻ ﺤﺎﺑﮫ ﯾﺘﺤ ﺪث‪ ،‬ﺛ ﻢ‬
‫اﻧﻔﺘﻞ ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﻃﻠﺒﻮه ﻓﺎﻗﺘﻠﻮه ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻨﻔﻠﻨﻲ ﺳﻠﺒﮫ ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ‪ .‬وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ‬
‫اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪ :‬ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻓﺮاً ﻓﻠﮫ ﺳﻠﺒﮫ ( ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٦٣٢٨‬‬

‫ﻣﻦ ﻻ ﺳﮭﻢ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻘﺪم أن ﺷﺮط اﻹﺳﮭﺎم ﻓﻲ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ‪ :‬اﻟﺒﻠﻮغ‪ ،‬واﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬واﻟﺬﻛﻮرة ‪ ،‬واﻟﺤﺮﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺴﺘﻮﻓﯿﺎً ﻟﮭﺬه اﻟﺸﺮوط ﻓ ﻼ ﺳ ﮭﻢ‬
‫ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻨﮭﺎ دون اﻟﺴﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﯿﺐ‪ :‬ﻛﺎن اﻟﺼﺒﯿﺎن واﻟﻌﺒﯿﺪ ﯾُﺤْﺬَون ﻣﻦ اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ ) أي ﯾُﻌﻄﻮن( إذا ﺣﻀﺮوا اﻟﻐﺰو ﻓﻲ ﺻﺪر ھﺬه اﻷﻣﺔ‪.‬‬
‫وروى أﺑﻮ داود ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﻤﯿﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﺷﮭﺪت ﺧﯿﺒﺮ ﻣﻊ ﺳﺎدﺗﻲ ﻓﻜﻠﻤﻮا ﻓﻲّ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﺄُﺧﺒﺮ أﻧﻲ ﻣﻤﻠ ﻮك‪ ،‬ﻓ ﺄﻣﺮ‬
‫ﻟﻲ ﻣﻦ ﺧُﺮﺛﻰ اﻟﻤﺘﺎع‪ :‬أي أردأه ‪ .‬ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرواء ) ‪.(١٢٣٤‬‬
‫ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ " :‬ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻐﺰو ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻓﯿﺪاوﯾﻦ اﻟﺠﺮﺣﻰ وﯾﺤﺬﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﯿﻤ ﺔ ﻓﺄﻣ ﺎ ﺑﺴ ﮭﻢ ﻓﻠ ﻢ‬
‫ﯾُﻀﺮب ﻟﮭﻦ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻐﻠﻮل‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻌﮭﺎ وﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪ :‬ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ وﯾﺄﺛﻢ ﻓﺎﻋﻠﮫ ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻨﺒﻲ أن ﯾَﻐُﻞﱠ وﻣﻦ ﯾﻐﻠﻞ ﯾﺄت ﺑﻤﺎ ﻏﻞﱠ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‬
‫" ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان‪ .‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل‪ :‬ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺛِﻘَﻞِ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ) أي ﻣﺘ ﺎع ( رﺟ ﻞ ﯾﻘ ﺎل ﻟ ﮫ‬
‫ﻛﺮﻛ ﺮة‪ ،‬ﻓﻤ ﺎت‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬ھ ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎر‪ ،‬ﻓ ﺬھﺒﻮا ﯾﻨﻈ ﺮون إﻟﯿ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻮﺟ ﺪواﻋﺒﺎءة ﻗ ﺪ ﻏﻠﮭ ﺎ" رواه‬
‫اﻟﺒﺨﺎري‬
‫ﺛﻘﻞ ‪ :‬أي ﻣﺘﺎع ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾُﺒﺎح ﻟﻠﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ أن ﯾﻨﺘﻔﻌﻮا ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم‪ ،‬وﻋﻠﻒ اﻟﺪواب ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺴﻤﺔ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ذﻟﻚ ﺑﻐﻠﻮل ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻗ ﺎل ‪:‬‬
‫ﻛﻨﺎ ﻧﺼﯿﺐ ﻓﻲ ﻣﻐﺎزﯾﻨﺎ اﻟﻌﺴﻞ واﻟﻌﻨﺐ‪ ،‬ﻓﻨﺄﻛﻠﮫ وﻻ ﻧﺮﻓﻌﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا وﺟﺪ اﻟﻤﻘﺎﺗﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﮫ ﻋﻨﺪ أﺣﺪ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻠﮫ أن ﯾﺄﺧﺬه ‪ ،‬وﻻ ﯾُﺠﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ‪ :‬ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﮫ ذھﺐ ﻓﺮس ﻟﮫ‪،‬‬
‫ﻓﺄﺧﺬه اﻟﻌﺪو‪ ،‬ﻓﻈﮭﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن‪ ،‬ﻓﺮد ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ زﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫ﮫ‪،‬‬ ‫ﻢ ﻣﺎﻟ‬ ‫ﺪ ﻋﺼ‬ ‫ﮫ ﻓﻘ‬ ‫ﺪرة ﻋﻠﯿ‬ ‫ﻞ اﻟﻘ‬ ‫ﺎﻓﺮ ﻗﺒ‬ ‫ﻞ اﻟﻜ‬ ‫ﻠﻢ اﻟﻤﻘﺎﺗ‬ ‫‪ .٣‬إذا أﺳ‬
‫ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﯾﺎ ﺻﺨﺮ إن اﻟﻘﻮم إذا أﺳﻠﻤﻮا أﺣﺮزوا أﻣﻮاﻟﮭﻢ ودﻣﺎءھﻢ" رواه أﺑﻮ داود ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ‪ :‬رﺟﺎﻟﮫ ﻣﻮﺛﻘﻮن‪.‬‬

‫أﺳﺮى اﻟﺤﺮب‬

‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أﺳﺮى اﻟﺤﺮب ‪ ،‬وھﻢ ﻣﻦ ﺟُﻤﻠﺔ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ‪ ،‬وھﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ‪:‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول‪ :‬اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺼﺒﯿﺎن‪.‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺒﺎﻟﻐﻮن اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر إذا ﻇﻔﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﮭ ﻢ أﺣﯿ ﺎء‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺟﻌ ﻞ اﻹﺳ ﻼم اﻟﺤ ﻖ ﻟﻠﺤ ﺎﻛﻢ ﻓ ﻲ أن ﯾﻔﻌ ﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ إذا ﻇﻔﺮ ﺑﮭﻢ ووﻗﻌﻮا أﺳﺮى‪ ،‬ﻣﺎ ھﻮ اﻷﻧﻔﻊ واﻷﺻﻠﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻦّ‪ ،‬أو اﻟﻔﺪاء‪ ،‬أو اﻟﻘﺘﻞ‪.‬‬

‫‪٣٤٢‬‬
‫واﻟﻤﻦﱡ ھﻮ إﻃﻼق ﺳﺮاﺣﮭﻢ ﻣﺠﺎﻧﺎً‪ ،‬واﻟﻔﺪاء ﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ﺑﺎﻟﻤ ﺎل وﻗ ﺪ ﯾﻜ ﻮن ﺑﺄﺳ ﺮى اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻔ ﻲ ﻏ ﺰوة ﺑ ﺪر ﻛ ﺎن اﻟﻔ ﺪاء‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺎل‪ ،‬وﺻﺢ ﻋﻨﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻓﺪى رﺟﻠﯿﻦ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﻘﯿﻞ ‪ .‬رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬
‫وﺻﺤﺤﮫ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈذا ﻟﻘﯿﺘﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا ﻓﻀﺮب اﻟﺮﻗﺎب ﺣﺘﻰ إذا أﺛﺨﻨﺘﻤﻮھﻢ ﻓﺸﺪوا اﻟﻮﺛﺎق ﻓﺈﻣﺎ ﻣَﻨّﺎً ﺑﻌﺪ وإﻣﺎ ﻓﺪاءً ﺣﺘﻰ‬
‫ﺗﻀﻊ اﻟﺤﺮب أوزارھﺎ" ﺳﻮرة ﻣﺤﻤﺪ آﯾﺔ ‪. ٤‬‬
‫وروى ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﻧ ﺲ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ‪ :‬أن اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ أﻃﻠ ﻖ ﺳ ﺮاح اﻟ ﺬﯾﻦ أﺧ ﺬھﻢ أﺳ ﺮى وﻛ ﺎن ﻋ ﺪدھﻢ‬
‫ﺛﻤﺎﻧﯿﻦ‪ ،‬وﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ھﺒﻄﻮا ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﺟﺒﺎل اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ ﻋﻨﺪ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻟﯿﻘﺘﻠﻮھﻢ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬا ﻧﺰل ﻗﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وھﻮ اﻟﺬي ﻛﻒ أﯾﺪﯾﮭﻢ ﻋﻨﻜﻢ وأﯾﺪﯾﻜﻢ ﻋﻨﮭﻢ ﺑﺒﻄﻦ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ أن أﻇﻔﺮﻛﻢ ﻋﻠﯿﮭﻢ" اﻟﻔﺘﺢ‬
‫‪ . ٢٤‬وﻗﺎل ﻷھﻞ ﻣﻜﺔ ﯾﻮم اﻟﻔﺘﺢ ‪ " :‬اذھﺒﻮا ﻓﺄﻧﺘﻢ اﻟﻄﻠﻘﺎء " ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﺘﻞ اﻹﻣﺎم اﻷﺳﯿﺮ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻗﺘﻠﮫ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬا ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ " :‬ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻟﻨﺒ ﻲ أن ﯾﻜ ﻮن ﻟ ﮫ‬
‫أﺳﺮى ﺣﺘﻰ ﯾُﺜﺨﻦ ﻓﻲ اﻷرض " ) اﻷﻧﻔﺎل ‪. ( ٦٧‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ‪ :‬اﻹﺛﺨﺎن ‪ :‬اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﺪو ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺻﺢ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺘﻞ رﺟﺎﻻً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﯾﻈﺔ وﻛﺎﻧﻮا أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ‪ .‬اﻧﻈﺮ إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ م‪ ٥‬ص‪. ٣٨‬‬

‫ﻣُﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺳﺮى ‪:‬‬

‫ﻋﺎﻣﻞ اﻹﺳﻼم اﻷﺳﺮى ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ رﺣﯿﻤﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﺪﻋـــﻮ إﻟﻰ إﻛﺮاﻣﮭﻢ واﻹﺣﺴﺎن إﻟﯿﮭﻢ‪ ،‬وﯾﻤﺪح اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﺮوﻧﮭﻢ‪ ،‬وﯾُﺜﻨﻲ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺜﻨﺎء اﻟﺠﻤﯿﻞ ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﯾُﻄﻌﻤﻮن اﻟﻄﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺣُﺒﮫ ﻣﺴﻜﯿﻨﺎً وﯾﺘﯿﻤﺎً وأﺳ ﯿﺮاً ‪ ،‬إﻧﻤ ﺎ ﻧُﻄﻌﻤﻜ ﻢ ﻟﻮﺟ ﮫ اﷲ ‪ ،‬ﻻ ﻧُﺮﯾ ﺪ‬
‫ﻣﻨﻜﻢ ﺟﺰاءً وﻻ ﺷﻜﻮراً " ‪ .‬اﻟﺪھﺮ آﯾﺔ ‪. ٩‬‬
‫وﯾﺮوي أﺑﻮ ﻣﻮﺳ ﻰ اﻷﺷ ﻌﺮي رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﮫ ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻓُﻜﱡ ﻮا اﻟﻌ ﺎﻧﻲ )اﻷﺳ ﯿﺮ ( وأﺟﯿﺒ ﻮا‬
‫اﻟﺪاﻋﻲ ‪ ،‬وأﻃﻌﻤﻮا اﻟﺠﺎﺋﻊ ‪ ،‬وﻋﻮدوا اﻟﻤﺮﯾﺾ " أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫وﺗﻘﺪم أن اﺑﻦ أﺛﺎل وﻗﻊ أﺳﯿﺮاً ﻓﻲ أﯾﺪي اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﺠﺎؤوا ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬أﺣﺴﻨﻮا إﺳﺎره " وﻗﺎل ‪" :‬‬
‫اﺟﻤﻌﻮا ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا ﺑﮫ إﻟﯿﮫ" ﻓﻜﺎﻧﻮا ﯾُﻘﺪﻣﻮن إﻟﯿﮫ ﻟﺒﻦ ﻟِﻘﺤﺔ )اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﻠﻮب( ﻏﺪواً ورواﺣﺎً ‪.‬‬
‫ودﻋﺎه اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻓﺄﺑﻰ ‪ -‬وﻗﺎل ﻟﮫ ‪ -‬إن أردت اﻟﻔﺪاء‪ ،‬ﻓﺎﺳﺄل ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ‪ ،‬ﻓَﻤَﻦﱠ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وأﻃﻠﻖ ﺳﺮاﺣﮫ ﺑﺪون ﻓﺪاء‪ .‬ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب دﺧﻮﻟ ﮫ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم‪ .‬واﻟﻘﺼ ﺔ ﺛﺎﺑﺘ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺨ ﺎري‬
‫وﻣﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎح ﻓﻲ ﺷ ﺄن أﺳ ﺮى ﻏ ﺰوة ﺑﻨ ﻲ اﻟﻤﺼ ﻄﻠﻖ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﯿ ﻨﮭﻢ ﺟﻮﯾﺮﯾ ﺔ ﺑﻨ ﺖ اﻟﺤ ﺎرث‪ ،‬أن أﺑﺎھ ﺎ اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ‬
‫ﺿﺮار‪ ،‬ﺣﻀﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ وﻣﻌﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻟﯿﻔﺘﺪي ﺑﮭﺎ اﺑﻨﺘﮫ‪ ،‬وﻓﻲ وادي اﻟﻌﻘﯿ ﻖ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ﺑﺄﻣﯿ ﺎل أﺧﻔ ﻰ اﺛﻨ ﯿﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤ ﺎل‬
‫أﻋﺠﺒﺎه ﻓﻲ ﺷِﻌﺐ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻟﮫ ‪ :‬ﯾ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ أﺻ ﺒﺘﻢ اﺑﻨﺘ ﻲ‪ ،‬وھ ﺬا ﻓ ﺪاؤھﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‪ :‬ﻓﺄﯾﻦ اﻟﺒﻌﯿﺮان اﻟﻠﺬان ﻏﯿﱠﺒﺘَﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﯿﻖ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻛ ﺬا ؟ ﻓﻘ ﺎل اﻟﺤ ﺎرث ‪ :‬أﺷ ﮭﺪ أن ﻻ إﻟ ﮫ إﻻ اﷲ وأﻧ ﻚ رﺳ ﻮل اﷲ ‪،‬‬
‫واﷲ ﻣﺎ أﻃﻠﻌﻚ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ إﻻ اﷲ‪ ،‬وأﺳﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﺤﺎرث اﺑﻨﺎن ﻟﮫ‪ ،‬وأﺳﻠﻤﺖ اﺑﻨﺘﮫ أﯾﻀﺎً ‪ ،‬ﻓﺨﻄﺒﮭﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻟﻰ أﺑﯿﮭ ﺎ وﺗﺰوﺟﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل‬
‫اﻟﻨﺎس‪ :‬ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ھﺆﻻء اﻷﺳﺮى اﻟﺬﯾﻦ ﺑﯿﻦ أﯾﺪﯾﻨﺎ أﺻﮭﺎر رﺳﻮل اﷲ ﻓَﻤَﻨﱡﻮا ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﻐﯿﺮ ﻓﺪاء ‪.‬‬
‫وﺗﻘﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪ " :‬ﻓﻤﺎ أﻋﻠﻢ أن اﻣﺮأة ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻈ ﻢ ﺑﺮﻛ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻮﻣﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻮﯾﺮﯾ ﺔ‪ ،‬إذ ﺑﺘ ﺰوج اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ إﯾﺎھﺎ أُﻋﺘﻖ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ أھﻞ ﺑﯿﺖ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ " ‪.‬‬
‫وﻟﻤﺜﻞ ھﺬا ﺗﺰوج اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﯾﺮﯾﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻟﺸﮭﻮة ﯾﻘﻀﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ ﯾﺒﺘﻐﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن ﯾﺒﻐﻲ اﻟﺸﮭﻮة ﻷﺧﺬھﺎ أﺳﯿﺮة ﺣﺮب‬
‫ﺑﻤﻠﻚ اﻟﯿﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﺮﻗﺎق‪:‬‬
‫إن اﻟﻘﺮآن ﻟﻢ ﯾﺮد ﻓﯿﮫ ﻧﺺ ﯾُﺒﯿﺢ اﻟﺮق‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﯿﮫ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﻌﺘﻖ‪.‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺿﺮب اﻟﺮق ﻋﻠﻰ أﺳﯿﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎرى ‪ ،‬ﺑ ﻞ أﻃﻠ ﻖ أرﻗ ﺎء ﻣﻜ ﺔ‪ ،‬وأرﻗ ﺎء ﺑﻨ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ‪ ،‬وأرﻗﺎء ﺣُﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫وﺛﺒﺖ ﻋﻨﮫ أﻧﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻋﺘﻖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻨﺪه ﻣﻦ رﻗﯿﻖ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ‪ ،‬وأﻋﺘﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ أُھﺪي إﻟﯿﮫ ﻣﻨﮭﻢ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﯾﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻢ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﮭﻢ أﻧﮭﻢ اﺳ ﺘﺮﻗﻮا ﺑﻌ ﺾ اﻷﺳ ﺮى ﻋﻠ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺪة اﻟﻤﻌﺎﻣﻠ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜ ﻞ‪ ،‬ﻓﮭ ﻢ ﻟ ﻢ ﯾﺒﯿﺤ ﻮا‬
‫اﻟﺮق ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻮرة ﻣ ﻦ ﺻ ﻮره‪ ،‬ﻛﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮاﺋﻊ اﻹﻟﮭﯿ ﺔ واﻟﻮﺿ ﻌﯿﺔ ‪ -‬وإﻧﻤ ﺎ ﺣﺼ ﺮوه ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺮب اﻟﻤﺸ ﺮوﻋﺔ‬
‫اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺿﺪ ﻋﺪوھﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮ ‪ -‬وأﻟﻐﻮا ﻛﻞ اﻟﺼﻮر اﻷﺧﺮى ‪ ،‬واﻋﺘﺒﺮوھﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﺷﺮﻋﺎً ﻻ ﺗﺤﻞ ﺑﺤﺎل ‪.‬‬
‫وﻣﻊ أن اﻹﺳﻼم ﺿﯿﻖ ﻣﺼﺎدره وﺣﺼﺮھﺎ ھﺬا اﻟﺤﺼﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻋﺎﻣﻞ اﻷرﻗﺎء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﺮﯾﻤﺔ‪ ،‬وﻓﺘﺢ ﻟﮭﻢ أﺑﻮاب‬
‫اﻟﺘﺤﺮر ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎرﯾﻌﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﺘﺠﻠﻲ ذﻟﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫ﻣُﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺮﻗﯿﻖ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻛَﺮّمَ اﻹﺳﻼم اﻟﺮﻗﯿﻖ‪ ،‬وأﺣﺴﻦ إﻟﯿﮭﻢ‪ ،‬وﺑﺴﻂ ﻟﮭﻢ ﯾﺪ اﻟﺤﻨـــﺎن‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺠﻌﻠﮭﻢ ﻣﻮﺿﻊ إھﺎﻧﺔ وﻻ ازدراء وﯾﺒﺪو ذﻟﻚ واﺿـﺤﺎً‬
‫ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬أوﺻﻰ ﺑﮭﻢ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬واﻋﺒﺪوا اﷲ وﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮا ﺑﮫ ﺷﯿﺌﺎً وﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ إﺣﺴﺎﻧﺎً وﺑﺬي اﻟﻘﺮﺑﻰ واﻟﯿﺘﺎﻣﻰ واﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ واﻟﺠﺎر ذي اﻟﻘﺮﺑﻰ‬
‫واﻟﺠﺎر اﻟﺠُﻨﺐ واﻟﺼﺎﺣﺐ ﺑﺎﻟﺠَﻨﺐ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ وﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ " ) اﻟﻨﺴﺎء ( ‪.‬‬

‫‪٣٤٣‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬اﺗﻘﻮا اﷲ ﻓﯿﻤﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤ ﺎﻧﻜﻢ " ﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻧﮭﻰ أن ﯾﻨﺎدى ﺑﻤﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﺮه واﺳﺘﻌﺒﺎده‪ ،‬إذ ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " ﻻ ﯾﻘﻞ أﺣ ﺪﻛﻢ ﻋﺒ ﺪي أو أﻣﺘ ﻲ وﻟﯿﻘ ﻞ‬
‫ﻓﺘﺎي وﻓﺘﺎﺗﻲ‪ ،‬وﻏﻼﻣﻲ " ﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -٣‬أﻣﺮ أن ﯾﺄﻛﻞ وﯾﻠﺒﺲ ﻣﻤﺎ ﯾﺄﻛﻞ اﻟﻤﺎﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﺧَ ﻮﻟﻜﻢ ) ﺧَ ﺪَﻣُﻜﻢ( إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ‬
‫ﺟﻌﻠﮭﻢ اﷲ ﺗﺤﺖ أﯾﺪﯾﻜﻢ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻛﺎن أﺧﻮه ﺗﺤﺖ ﯾﺪه ﻓﻠﯿﻄﻌﻤﮫ ﻣﻤﺎ ﯾﺄﻛﻞ‪ ،‬وﻟﯿﻠﺒﺴﮫ ﻣﻤﺎ ﯾﻠﺒﺲ وﻻ ﺗﻜﻠﻔﻮھﻢ ﻣﺎ ﯾﻐﻠﺒﮭﻢ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻠﻔﺘﻤ ﻮھﻢ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾﻐﻠﺒﮭﻢ ﻓﺄﻋﯿﻨﻮھﻢ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﮭﻢ وأذاھﻢ ‪ ،‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ " :‬ﻣ ﻦ ﻟﻄ ﻢ ﻣﻤﻠﻮﻛ ﮫ أو ﺿ ﺮﺑﮫ ﻓﻜﻔﺎرﺗ ﮫ‬
‫ﻋﺘﻘﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﺴﻌﻮد اﻷﻧﺼﺎري ﻗﺎل ‪ " :‬ﺑﯿﻨﻤﺎ أﻧﺎ أﺿـــــﺮب ﻏﻼﻣﺎً إذ ﺳﻤﻌــﺖ ﺻﻮﺗﺎً ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ‪ ،‬ﻓﺈذا ھﻮ رﺳ ﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ‪ " :‬اﻋﻠﻢ أﺑﺎ ﻣﺴﻌﻮد أن اﷲ أﻗﺪر ﻋﻠﯿﻚ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻐﻼم" ﻓﻘﻠﺖ ‪ " :‬ھﻮ ﺣﺮ ﻟﻮﺟﮫ اﷲ " ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻟﻤﺴﺘﻚ اﻟﻨﺎر " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫وﺟﻌﻞ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺣﻖ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺘﻖ إذا ﺛﺒﺖ أﻧﮫ ﯾﻌﺎﻣﻠﮫ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﺳﯿﺔ ‪.‬‬

‫ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ‪:‬‬

‫وﻗﺪ ﻓﺘﺢ اﻹﺳﻼم أﺑﻮاب اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ‪ ،‬وﺑﯿّﻦ ﺳُﺒﻞ اﻟﺨﻼص ‪ ،‬واﺗﺨﺬ وﺳﺎﺋﻞ ﺷﺘﻰ ﻹﻧﻘﺎذ ھﺆﻻء ﻣﻦ اﻟﺮق ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻓﮭﻮ ﻃﺮﯾﻖ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ اﷲ وﺟﻨﺘﮫ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ‪" :‬ﻓﻼ اﻗﺘﺤﻢ اﻟﻌﻘﺒﺔ‪ .‬وﻣﺎ أدراك ﻣﺎ اﻟﻌﻘﺒﺔ‪ .‬ﻓﻚ رﻗﺒﺔ" اﻟﺒﻠﺪ ) ‪.( ١٣ - ١١‬‬
‫وﺟﺎء أﻋﺮاﺑﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﯾﺎرﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬دﻟﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤ ﻞ ﯾُ ﺪﺧﻠﻨﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ﺎل " ﻋﺘ ﻖ اﻟﻨﺴ ﻤﺔ‬
‫وﻓﻚ اﻟﺮﻗﺒﺔ" ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ ،‬أوﻟﯿﺴﺎ واﺣﺪاً؟ ﻗﺎل ‪" :‬ﻻ ‪ ،‬ﻋﺘﻖ اﻟﻨﺴﻤﺔ أن ﺗﻨﻔ ﺮد ﺑﻌﺘﻘﮭ ﺎ‪ ،‬وﻓ ﻚ اﻟﺮﻗﺒ ﺔ أن ﺗﻌ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ﺛﻤﻨﮭ ﺎ"‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻜﺎة‪.‬‬
‫‪ -٢‬واﻟﻌﺘﻖ ﻛﻔﺎرة ﻟﻠﻘﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺧﻄﺄ ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ " ) اﻟﻨﺴﺎء ‪. ( ٩٢‬‬
‫‪ -٣‬وھﻮ ﻛﻔﺎرة ﻟﻠﺤﻨﺚ ﺑﺎﻟﯿﻤﯿﻦ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﻜﻔﺎرﺗ ﮫ إﻃﻌ ﺎم ﻋﺸـــ ـﺮة ﻣﺴ ﺎﻛﯿﻦ ﻣ ﻦ أوﺳ ﻂ ﻣ ﺎ ﺗﻄﻌﻤ ﻮن أھﻠ ﯿﻜﻢ أو ﻛﺴ ﻮﺗﮭﻢ أو‬
‫ﺗﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ" اﻟﻤﺎﺋﺪة ‪. ٨٩‬‬
‫‪ -٤‬واﻟﻌﺘﻖ ﻛﻔﺎرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻈﮭﺎر ‪ ،‬ﯾﻘﻮل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ " واﻟﺬﯾﻦ ﯾُﻈﺎھﺮون ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﮭﻢ ﺛﻢ ﯾﻌﻮدون ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا ﻓﺘﺤﺮﯾﺮ رﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒ ﻞ‬
‫أن ﯾﺘﻤﺎﺳﺎ " ) اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ‪. ( ٣‬‬
‫‪ -٥‬ﺟﻌﻞ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﻣﺼﺎرﯾﻒ اﻟﺰﻛﺎة ﺷﺮاء اﻷرﻗ ﺎء وﻋ ﺘﻘﮭﻢ‪ ،‬ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬إﻧﻤ ﺎ اﻟﺼ ﺪﻗﺎت ﻟﻠﻔﻘ ﺮاء واﻟﻤﺴ ﺎﻛﯿﻦ واﻟﻌ ﺎﻣﻠﯿﻦ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ واﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ وﻓﻲ اﻟﺮﻗﺎب" ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ( ٦‬‬
‫‪ -٦‬أﻣﺮ ﺑﻤﻜﺎﺗﺒﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﺘﻐﻮن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻤﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﯾﻤﺎﻧﻜﻢ ﻓﻜﺎﺗﺒﻮھﻢ إن ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻓﯿﮭﻢ‬
‫ﺧﯿﺮاً وآﺗﻮھﻢ ﻣﻦ ﻣﺎل اﷲ اﻟﺬي آﺗﺎﻛﻢ " اﻟﻨﻮر ‪. ٣٣‬‬
‫‪ -٧‬ﻣﻦ ﻧﺬر أن ﯾﺤﺮر رﻗﺒﺔ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻨﺬر ﻣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﮫ ﻣﻘﺼﻮده‪.‬‬
‫وﺑﮭﺬا ﯾﺘﺒﯿﻦ أن اﻹﺳﻼم ﺿ ﯿﻖ ﻣﺼ ﺎدر اﻟ ﺮق‪ ،‬وﻋﺎﻣ ﻞ اﻷرﻗ ﺎء ﻣﻌﺎﻣﻠ ﺔ ﻛﺮﯾﻤ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﺘﺢ أﺑ ﻮاب اﻟﺘﺤﺮﯾ ﺮ‪ ،‬ﺗﻤﮭﯿ ﺪاً ﻟﺨﻼﺻ ﮭﻢ‬
‫ﻧﮭﺎﺋﯿﺎً ﻣﻦ ﻧﯿﺮ اﻟﺬل واﻻﺳﺘﻌﺒﺎد‪ ،‬ﻓﺄﺳﺪى ﺑﺬﻟﻚ ﻟﮭﻢ ﯾﺪاً ﻻ ﺗُﻨﺴﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻷﯾﺎم‪.‬‬

‫أرض اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﻨﻮﻣﺔ‬

‫اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﻋﻨﻮة ‪:‬‬

‫إذا ﻏﻨﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أرﺿﺎً ‪ ،‬ﺑﺄن ﻓﺘﺤﻮھﺎ ﻋﻨﻮة ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟــﺤﺮب واﻟﻘﺘﺎل ‪ ،‬وأﺟﻠﻮا أھﻠﮭﺎ ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣُﺨﯿﺮ ﺑﯿﻦ أﻣﺮﯾﻦ‪:‬‬
‫‪ -١‬إﻣﺎ أن ﯾﻘﺴﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻧﻤﯿﻦ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وإﻣﺎ أن ﯾﻘﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬
‫وإذا وﻗﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺿﺮب ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺧﺮاﺟﺎً ﻣﺴﺘﻤﺮاً ‪ ،‬ﯾﺆﺧﺬ ﻣﻤﻦ ھﻲ ﻓﻲ ﯾﺪه‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻣﺴﻠﻤﺎً أم ذﻣﯿﺎً ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ھﺬا‬
‫اﻟﺨﺮاج أﺟﺮة اﻷرض وﯾﺆﺧﺬ ﻛﻞ ﻋﺎم‪ ،‬وﯾُﻨﻔﻖ ﺑﻌﺪ ﺟﺒﺎﯾﺘﮫ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ اﻟﻌ ﺎم وأﺻ ﻞ اﻟﺨ ﺮاج ھ ﻮ ﻓﻌ ﻞ أﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﻤ ﺮ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﻲ اﻷرض ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺤﮭﺎ‪ ،‬ﻛﺄرض اﻟﺸﺎم‪ ،‬وﻣﺼﺮ واﻟﻌﺮاق ) ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ ( ‪.‬‬

‫اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺟﻼ أھﻠﮭﺎ ﻋﻨﮭﺎ ﺧﻮﻓﺎً أو ﺻُﻠﺤﺎً ‪:‬‬

‫وﻛﻤﺎ ﺗﺠﺐ ﻗﺴﻤﺔ اﻷرض اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐ ﺎﻧﻤﯿﻦ‪ ،‬أو وﻗﻔﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﯾﺠ ﺐ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻷرض اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮﻛﮭ ﺎ أھﻠﮭ ﺎ‬
‫ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻨﺎ‪ ،‬أو اﻟﺘﻲ ﺻﺎﻟﺤﻨﺎھﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﻨﺎ ‪ ،‬وﻧﻘﺮھﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻧﻈﯿﺮ اﻟﺨﺮاج ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﻘﻂ ﻋﻨﮭــــﻢ وإن أﺳﻠﻢ أھﻠﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺘﻲ ﺻﺎﻟﺤﻨﺎھﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻧﮭ ﺎ ﻟﮭ ﻢ‪ ،‬وﻟﻨ ﺎ اﻟﺨ ﺮاج ﻋﻨﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﮭ ﻲ ﻛﺎﻟﺠﺰﯾ ﺔ ﺗﺴ ﻘﻂ ﺑﺈﺳ ﻼﻣﮭﻢ‪ ،‬وإذا ﻛ ﺎن اﻟﺨ ﺮاج أﺟ ﺮة ﻓ ﺈن‬
‫ﺗﻘﺪﯾﺮه ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﯿﻀﻌﮫ ﺑﺤﺴﺐ اﺟﺘﮭﺎده‪ ،‬إذ أن ذﻟﻚ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷﻣﻜﻨﺔ واﻷزﻣﻨﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻋﻤﺎرة اﻷرض اﻟﺨﺮاﺟﯿﺔ ‪:‬‬

‫وﻣﻦ ﻛﺎن ﺗﺤﺖ ﯾﺪه أرض ﺧﺮاﺟﯿﺔ ﻓﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻋﻤﺎرﺗﮭﺎ أﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ أﻣﺮﯾﻦ ‪:‬‬
‫‪ -١‬إﻣﺎ أن ﯾﺆﺟﺮھﺎ ‪.‬‬

‫‪٣٤٤‬‬
 ‫‪ -٢‬أو ﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪه ﻋﻨﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﻷن اﻷرض ھﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز ﺗﻌﻄﯿﻠﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﯿﺮاث اﻷرض اﻟﻤﻐﻨﻮﻣﺔ ‪:‬‬

‫وھﺬه اﻷرض ﯾﺠﺮي ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﯿﺮاث‪ ،‬ﻓﯿﻨﺘﻘﻞ ﻣﯿﺮاﺛﮭﺎ إﻟﻰ وارث ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﯿﺪه ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﯾﺪ ﻣﻮرﺛﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻲء‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬اﻟﻔﻲء ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﻓﺎء ﯾﻔ ﻲء إذا رﺟ ﻊ‪ ،‬وھ ﻮ اﻟﻤ ﺎل اﻟ ﺬي أﺧ ـﺬه اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣ ﻦ أﻋ ﺪاﺋﮭﻢ دون ﻗﺘ ﺎل‪ ،‬وھ ﻮ اﻟ ﺬي ذﻛ ﺮه اﷲ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ‪ " :‬وﻣﺎ أﻓﺎء اﷲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﮫ ﻣﻨﮭﻢ ﻓﻤﺎ أوﺟﻔﺘﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺧﯿﻞ وﻻ رﻛ ﺎب وﻟﻜ ﻦﱠ اﷲ ﯾﺴ ﻠﻂ رﺳ ﻠﮫ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﺸ ﺎء‬
‫واﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﯾﺮ‪ .‬ﻣﺎ أﻓﺎء اﷲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﮫ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻘﺮى ﻓﻠﻠﮫ وﻟﻠﺮﺳﻮل وﻟﺬي اﻟﻘﺮﺑﻰ واﻟﯿﺘﺎﻣﻰ واﻟﻤﺴ ﺎﻛﯿﻦ واﺑ ﻦ اﻟﺴ ﺒﯿﻞ‬
‫ﻛﻲ ﻻ ﯾﻜﻮن دوﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻷﻏﻨﯿﺎء ﻣﻨﻜﻢ وﻣﺎ آﺗﺎﻛﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﺨ ﺬوه وﻣ ﺎ ﻧﮭ ﺎﻛﻢ ﻋﻨ ﮫ ﻓ ﺎﻧﺘﮭﻮا واﺗﻘ ﻮا اﷲ إن اﷲ ﺷ ﺪﯾﺪ اﻟﻌﻘ ﺎب‪ .‬ﻟﻠﻔﻘ ﺮاء‬
‫اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ اﻟﺬﯾﻦ أُﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ دﯾ ﺎرھﻢ وأﻣ ﻮاﻟﮭﻢ ﯾﺒﺘﻐ ﻮن ﻓﻀ ﻼً ﻣ ﻦ اﷲ ورﺿ ﻮاﻧﺎً وﯾﻨﺼ ﺮون اﷲ ورﺳ ﻮﻟﮫ أوﻟﺌ ﻚ ھ ﻢ اﻟﺼ ﺎدﻗﻮن‪.‬‬
‫واﻟﺬﯾﻦ ﺗﺒﻮﱠءوا اﻟﺪار واﻹﯾﻤﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻠﮭﻢ ﯾﺤﺒﻮن ﻣﻦ ھﺎﺟﺮ إﻟﯿﮭﻢ وﻻ ﯾﺠﺪون ﻓﻲ ﺻﺪورھﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻤﺎ أوﺗﻮا وﯾﺆﺛﺮون ﻋﻠ ﻰ أﻧﻔﺴ ﮭﻢ‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﮭﻢ ﺧﺼﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻮق ﺷﺢ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻤﻔﻠﺤﻮن‪ .‬واﻟﺬﯾﻦ ﺟﺎءوا ﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ ﯾﻘﻮﻟﻮن رﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﻹﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟﺬﯾﻦ‬
‫ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن وﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼً ﻟﻠﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا رﺑﻨﺎ إﻧﻚ رؤوف رﺣﯿﻢ " اﻟﺤﺸﺮ ) ‪. ( ١٠ - ٦‬‬
‫ﻣﻌﻨﻰ‪ :‬أوﺟﻔﺘﻢ ‪ :‬أﺻﻞ اﻹﯾﺠﺎف ‪ ،‬ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺴﯿﺮ ‪ .‬واﻟﺮﻛﺎب‪ :‬اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﯾُﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻻ واﺣﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻟﻔﻈﮭﺎ‪ .‬أي ﻣﺎ ﺳﻘﺘﻢ وﻻ ﺣﺮﻛﺘﻢ‬
‫ﺧﯿﻼً وﻻ إﺑﻼً ) أي ﻟﻢ ﯾﻌﺪوا ﻓﻲ ﺗﺤﺼﯿﻠﮫ ﺧﯿﻼً وﻻ إﺑﻼً ﺑﻞ ﺣﺼﻞ ﺑﻼ ﻗﺘﺎل (‪.‬‬

‫ﺗﻘﺴﯿﻤﮫ‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪ :‬ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ‪ " :‬ھﻮ ﻣﻮﻛﻮل إﻟﻰ ﻧﻈﺮ اﻹﻣﺎم واﺟﺘﮭﺎده ﻓﯿﺄﺧﺬ ﻣﻨﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺗﻘﺪﯾﺮ وﯾُﻌﻄﻲ ﻣﻨﮫ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﺑﺎﺟﺘﮭﺎد ‪ ،‬وﯾﺼﺮف‬
‫اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ" ‪ .‬وﺑﮫ ﻗﺎل اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻷرﺑﻌﺔ وﺑﮫ ﻋﻤﻠﻮا‪.‬‬
‫روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻮال ﺑﻨﻲ ا ﻟﻨﻀﯿﺮ ﻣﻤﺎ أﻓﺎء اﷲ ﻋـــﻠﻰ رﺳﻮﻟﮫ ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻮﺟﻒ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﺨﯿﻞ وﻻ رﻛﺎب‪،‬‬
‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻠﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﯾﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ أھﻠﮫ ﻧﻔﻘﺔ ﺳﻨﺔ وﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺟﻌﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻜُﺮاع ) أي اﻟﺨﯿﻞ ( واﻟﺴﻼح ﻋﺪﱠة‬
‫ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ " ‪.‬‬

‫ﻋﻘﺪ اﻷﻣﺎن‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ اﻷﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮫ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺟﻮاز اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ إذا ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺸﺮك اﻷﻣﺎن ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وإن أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ اﺳﺘﺠﺎرك ﻓﺄﺟﺮه ﺣﺘﻰ ﯾﺴ ﻤﻊ ﻛ ﻼم اﷲ‬
‫ﺛﻢ أﺑﻠﻐﮫ ﻣﺄﻣﻨﮫ " ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ اﻟﺤﻖ أن ﯾُﻌﻄﻲ اﻷﻣﺎن ﻟﻤﻦ اﺳﺘﺠﺎره أﯾﺎً ﻛﺎن إﻻ اﻟﺼﺒﯿﺔ واﻟﻤﺠﺎﻧﯿﻦ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ذﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﺣﺪة ﯾﺴﻌﻰ ﺑﮭﺎ أدﻧ ﺎھﻢ‬
‫وھﻢ ﯾﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻮاھﻢ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﺻ ﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﯿﺢ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ‪ .‬وﻟﻠﺤ ﺪﯾﺚ " ﻋ ﻦ أم ھ ﺎﻧﻲء ﺑﻨ ﺖ أﺑ ﻲ‬
‫ﻃﺎﻟﺐ ‪ :‬ﻗﺎﻟﺖ ‪ :‬ﻗﻠﺖ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ‪ :‬زﻋﻢ اﺑﻦ أم ﻋﻠﻲ أﻧﮫ ﻗﺎﺗﻞٌ رﺟﻼً ﻗﺪ أﺟﺮﺗﮫ ﻓﻼن ﺑﻦ ھﺒﯿﺮة‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻗﺪ أﺟﺮﻧﺎﻣﻦ أﺟﺮت ﯾﺎ أم ھﺎﻧﻲء " رواه اﻟﺒﺨﺎري ) أي ﻗﺪ أﻣﱠﻨﱠﺎ ﻣﻦ أﻣﱠﻨﺖ ( ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﺤﺮم اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أُﻋﻄﻲ ﻟﮫ اﻷﻣﺎن ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻣﻦ أﻣﱠﻦ رﺟﻼً ﻋﻠﻰ دﻣﮫ ﻓﻘﺘﻠﮫ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺮيء ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ وإن ﻛﺎن اﻟﻤﻘﺘﻮل ﻛﺎﻓﺮاً‬
‫" رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﮫ واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻟﻜﻞ ﻏﺎدر ﻟﻮاء ﯾُﻌﺮف ﺑﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾﺼﺢ ﻋﻘﺪ اﻷﻣﺎن ﻣﻦ آﺣﺎد اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ إذا أﻣﱠﻦ واﺣﺪاً أو اﺛﻨﯿﻦ‪،‬وأﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻓﻼ ﯾﺼﺢ إﻻ ﻣﻦ اﻹﻣﺎم‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮭﺎت ‪:‬‬
‫ﺣﻜﻢ رﺳﻮل اﻟﻘﻮم ﺣﻜﻢ اﻟﻤُﺆَﻣﱠﻦ ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪‬ﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺴﯿﻠﻤﺔ ‪ :‬ﻟﻮﻻ أن اﻟﺮﺳﻞ ﻻ ﺗُﻘﺘﻞ ﻟﻀﺮﺑﺖ‬
‫أﻋﻨﺎﻗﻜﻤﺎ" رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﻤﺎ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٥١٩٦‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺠﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺴﺘﺄﻣﻦ ﻣﺎ دام ﻣﺴﺘﻤﺴﻜﺎً ﺑﻌﻘﺪ اﻷﻣﺎن ﻟﻤﺪة ﻻ ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻦ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈن زاد ﻋُﻮﻣﻞ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺬﻣﻲ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺤﻞ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺴﺘﺄﻣﻦ أو اﻟﺬﻣﻲ إذا ﺗﺠﺴﺲ ﻟﺤﺴﺎب اﻷﻋﺪاء ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻦ ﺳ ﻠﻤﺔ ﺑ ﻦ اﻷﻛ ﻮع ﻗ ﺎل ‪ :‬أﺗ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫وﺳﻠﻢ ﻋﯿﻦٌ وھﻮ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ‪ ،‬ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﮫ ﯾﺘﺤﺪث ﺛﻢ اﻧﺴﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ‪ :‬اﻃﻠﺒ ﻮه ﻓ ﺎﻗﺘﻠﻮه ‪،‬‬
‫ﻓﺴﺒﻘﺘﮭﻢ إﻟﯿﮫ ﻓﻘﺘﻠﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﻨﻔﻠﻨﻲ ﺳﻠﺒﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﺄﻣﻦ ﻣﺎ ﯾﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻣﻲ ﻣﻦ أﺣﻜﺎم‪.‬‬

‫اﻟﻤﻌﺎھﺪة‬

‫‪٣٤٥‬‬
 ‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ﻋﮭﺪ وﻣﯿﺜﺎق ﯾﻘﻄﻌﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻨﮫ وﻣﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﺠﻮز اﻟﻤﻌﺎھﺪة إذا ﻛﺎن ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻋﺎھﺪ اﻟﯿﮭﻮد ﻋﻠﻰ ﺣُﺴﻦ اﻟﺠﻮار أول‬
‫ﻣﺎ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺠﺐ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ إذا ﺗﻤﺖ ‪ ،‬وﯾﺤﺮم اﻟﻐﺪر ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وأوﻓﻮا ﺑﺎﻟﻌﮭﺪ إن اﻟﻌﮭﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻻً" ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء ‪ ،‬وﻟﻠﺤﺪﯾﺚ‬
‫" ﻟﻜﻞ ﻏﺎدر ﻟﻮاء ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﯾُﺮﻓﻊ ﻟﮫ ﺑﻘﺪر ﻏﺪرﺗﮫ‪ ،‬أﻻ وﻻ ﻏﺎدر أﻋﻈﻢ ﻏﺪراً ﻣﻦ أﻣﯿﺮ ﻋﺎﻣﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻌﮭﻮد أﻻ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺷﺮع اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﻨﻘﺾ اﻟﻌﮭﻮد إﻻ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺤﺎﻻت اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺑﻮﻗﺖ أو ﻣﺤﺪدة ﺑﻈﺮف ﻣﻌﯿﻦ واﻧﺘﮭﺖ ﻣﺪﺗﮭﺎ واﻧﺘﮭﻰ ﻇﺮﻓﮭﺎ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﻋﺎھﺪﺗﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﺛﻢ‬
‫ﻟﻢ ﯾﻨﻘﺼﻮﻛﻢ ﺷﯿﺌﺎً وﻟﻢ ﯾﻈﺎھﺮوا ﻋﻠﯿﻜﻢ أﺣﺪاً ﻓﺄﺗﻤﻮا إﻟﯿﮭﻢ ﻋﮭﺪھﻢ إﻟﻰ ﻣﺪﺗﮭﻢ" ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا ﻋﻠﻢ اﻹﻣﺎم ﺧﯿﺎﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺪو وﻇﮭﺮت ﺑﻮادر اﻟﻐﺪر ودﻻﺋﻞ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإﻣﺎ ﺗﺨﺎﻓﻦﱠ ﻣﻦ ﻗﻮم ﺧﯿﺎﻧﺔ ﻓﺎﻧﺒﺬ إﻟﯿﮭﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﻮاء" اﻷﻧﻔﺎل‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا أﺧﻞ اﻟﻌﺪو ﺑﺎﻟﻌﮭﺪ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﻤﺎ اﺳﺘﻘﺎﻣﻮا ﻟﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﻘﯿﻤﻮا ﻟﮭﻢ " اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪. ٧‬‬

‫ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﯿﺔ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻮﺻﯿﺔ ھﻲ اﻟﻌﮭﺪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺷﻲء أو اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﻟﻤﺎل ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻓﺎة ‪ ،‬وھﻲ ﺑﮭﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﻧﻮﻋﺎن‪ :‬اﻟﻨﻮع اﻷول‪ :‬وﺻﯿﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻣ ﻦ ﯾﻘ ﻮم ﺑﺘﺴ ﺪﯾﺪ دﯾ ﻦ‪ ،‬أو إﻋﻄ ﺎء ﺣ ﻖ ‪ ،‬أو اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﺷ ﺄن أوﻻد ﺻ ﻐﺎر إﻟ ﻰ ﺑﻠ ﻮﻏﮭﻢ‪ ،‬واﻟﺜ ﺎﻧﻲ‪ :‬وﺻ ﯿﺔ ﺑﻤ ﺎ ﯾﺼ ﺮف إﻟ ﻰ اﻟﺠﮭ ﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺻﻲ ﻟﮭﺎ ﺑﮫ"‬

‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪ :‬اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﺑﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﺷﮭﺎدة ﺑﯿﻨﻜﻢ إذا ﺣﻀﺮ أﺣ ﺪﻛﻢ اﻟﻤ ﻮت ﺣ ﯿﻦ اﻟﻮﺻ ﯿﺔ اﺛﻨ ﺎن ذوا‬
‫ﻋﺪل ﻣﻨﻜﻢ" ) اﻟﻤﺎﺋﺪة ( وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻣﻦ ﺑﻌﺪ وﺻﯿﺔ ﯾﻮﺻﻲ ﺑﮭﺎ أو دﯾﻦ" ) اﻟﻨﺴﺎء ( وﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ "‬
‫ﻣﺎ ﺣﻖ اﻣﺮيء ﻣﺴﻠﻢ ﻟﮫ ﺷﻲء ﯾﻮﺻﻲ ﻓﯿﮫ ﯾﺒﯿﺖ ﻟﯿﻠﺘﯿﻦ إﻻ ووﺻﯿﺘﮫ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪه " ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪ ،‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺮت ﻋﻠﻲﱠ‬
‫ﻟﯿﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ذﻟﻚ إﻻ وﻋﻨﺪي وﺻﯿﺘﻲ ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﺗﺠﺐ اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﯿﮫ دﯾﻦ‪ ،‬أو ﻋﻨﺪه ودﯾﻌ ﺔ ‪ ،‬أو ﻋﻠﯿ ﮫ ﺣﻘ ﻮق ﺧﺸ ﯿﺔ أن ﯾﻤ ﻮت ﻓﺘﻀ ﯿﻊ أﻣ ﻮال اﻟﻨ ﺎس وﺣﻘ ﻮﻗﮭﻢ ﻓﯿُﺴ ﺄل‬
‫ﻋﻨﮭﺎ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻟﻤﻦ ﻟﮫ ﻣﺎل ﻛﺜﯿﺮ وورﺛﺘﮫ أﻏﻨﯿﺎء أن ﯾﻮﺻﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ ﺛﻠﺜﺎً أو أﻗﻞ ﻷﻗﺮﺑﺎﺋﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟ ﻮارﺛﯿﻦ‪ ،‬أو ﻟﺠﮭ ﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺟﮭﺎت اﻟﺨﯿﺮ‪ .‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﺴﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺳﺄﻟﮫ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﯿﺔ " اﻟﺜﻠﺚ ‪ ..‬واﻟﺜﻠﺚ ﻛﺜﯿﺮ ‪ ،‬إﻧﻚ إن‬
‫ﺗﺬر ورﺛﺘﻚ أﻏﻨﯿﺎء ﺧﯿﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺪﻋﮭﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﯾﺘﻜﻔﻔﻮن اﻟﻨﺎس" ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﺗﺤﺮم اﻟﻮﺻﯿﺔ إذا ﻛﺎن ﺑﮭﺎ إﺿﺮار ﺑﺎﻟﻮرﺛﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬وﯾﻜﺮه إذا ﻛﺎن اﻟﻤﻮﺻﻲ ﻗﻠﯿﻞ اﻟﻤﺎل وﻟﮫ ورﺛﺔ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﺗُﻜ ﺮه اﻟﻮﺻ ﯿﺔ ﻷھ ﻞ اﻟﻔﺴ ﻖ ﻣﺘ ﻰ ﻋُﻠ ﻢ أو ﻏﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻨ ﮫ أﻧﮭ ﻢ‬
‫ﯾﺴﺘﻌﯿﻨﻮن ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔِﺴﻖ واﻟﻔﺠﻮر ‪.‬‬

‫ﺷﺮوﻃﮭﺎ ‪:‬‬
‫ﺷﺮوط اﻟﻮﺻﯿﺔ ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤُﻮﺻَﻰ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺷﻲء أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻋﺎﻗﻼً راﺷﺪاً ‪ ،‬إذ ﻏﯿﺮه ﻻ ﯾﺆﻣﻦ أن ﯾﻀﯿﻊ ﻣﺎ أﺳﻨﺪ إﻟﯿﮫ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﯿﮫ‬
‫ﻣﻦ أداء ﺣﻘﻮق أو رﻋﺎﯾﺔ ﺻﻐﺎر ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺮﯾﺾ أن ﯾﻜﻮن ﻋﺎﻗﻼً ﻣﻤﯿﺰاً ﻣﺎﻟﻜﺎً ﻟﻤﺎ ﯾﻮﺻﻲ ﻓﯿﮫ ‪.‬‬

‫‪٣٤٦‬‬
‫‪ .٣‬ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻤُﻮﺻَﻰ ﺑﮫ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺒﺎﺣﺎً ﻓﻼ ﺗﻨﻔﺬ وﺻﯿﺔ ﻓﻲ ﻣُﺤﺮﱠم ﻛﺄن ﯾﻮﺻﻲ اﻟﻤﺮء ﺑﻨﯿﺎﺣﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﮫ‪ ،‬أو ﯾﻮﺻﻲ ﺑﻤﺎل إﻟﻰ‬
‫ﻛﻨﯿﺴﺔ أو إﻟﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﻜﺮوھﺔ‪ ،‬أو إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻟﮭﻮ أو ﻣﻌﺼﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾُﺸﺘﺮط ﻓﯿﻤﻦ أُوﺻِﻲَ ﻟﮫ ﺑﺸﻲء أن ﯾﻘﺒﻠﮫ ﻓﺈن رﻓﻀﮫ ﺑﻄﻠﺖ اﻟﻮﺻﯿﺔ‪ ،‬وﻻ ﺣﻖ ﻟﮫ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﯿﮫ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ‪:‬‬
‫أﺣﻜﺎم اﻟﻮﺻﯿﺔ ھﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺠﻮز ﻟﻤﻦ أَوﺻﻰ ﺑﺸﻲء ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﮫ أن ﯾﺮﺟﻊ ﻓﯿﮫ أو ﺑﻐﯿﺮه ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺎء ﻟﻘﻮل ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " ﯾﻐﯿﺮ اﻟﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ وﺻ ﯿﺘﮫ ﻣ ﺎ‬
‫ﯾﺸﺎء " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻤﻦ ﻟﮫ ورﺛﺔ أن ﯾﻮﺻﻲ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﻣﺎﻟﮫ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﺴﻌﺪ‪ ،‬وﻗﺪ ﺳ ﺄﻟﮫ ﻗ ﺎﺋﻼً ‪ :‬أﻓﺄﺗﺼ ﺪق ﺑﺜﻠﺜ ﻲ‬
‫ﻣﺎﻟﻲ ؟ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪:‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ﻓﺎﻟﺸﻄﺮ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﺎﻟﺜﻠﺚ ؟ ﻗﺎل ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ :‬اﻟﺜﻠﺚ‬
‫‪ ..‬واﻟﺜﻠﺚ ﻛﺜﯿﺮ‪ ،‬إﻧﻚ إن ﺗﺬر ورﺛﺘﻚ أﻏﻨﯿﺎء ﺧﯿﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺪﻋﮭﻢ ﻋﺎﻟ ﺔ ﯾﺘﻜﻔﻔ ﻮن اﻟﻨ ﺎس " ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ‪ .‬ﻣﻌﻨ ﻰ ) ﻋﺎﻟ ﺔ ‪ :‬ﻓﻘ ﺮاء ‪-‬‬
‫ﯾﺘﻜﻔﻔﻮن ‪:‬ﯾﺴﺄﻟﻮن اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻛﻔﮭﻢ(‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻻ ﺗﺠﻮز اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻟﻠﻮارث‪ ،‬وإن ﻗﻠﱠﺖ ﺣﺘﻰ ﯾﺠﯿﺰھﺎ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻮرﺛﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﻤُﻮﺻِﻲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " إن اﷲ‬
‫ﻗﺪ أﻋﻄﻰ ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ‪ ،‬ﻓﻼ وﺻﯿﺔ ﻟﻮارث" رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﮫ وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ١٧١٦‬‬
‫‪ .٤‬إذا ﻟﻢ ﯾﻒِ اﻟﺜﻠﺚ اﻟﻤﻮﺻﻰ ﺑﮫ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺻﺎﯾﺎ ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻤﻮﺻﻰ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ ﻛﺎ ﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ ﻟﻠﻐﺮﻣﺎء‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻻ ﺗﻨﻔﺬ اﻟﻮﺻﯿﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﺪاد اﻟﺪﯾﻦ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺪﯾﻦ واﺟﺐ واﻟﻮﺻﯿﺔ ﺗﺒﺮع‪ ،‬واﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮع‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺗﺼﺢ اﻟﻮﺻﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﮭﻮل أو اﻟﻤﻌﺪوم‪ ،‬إذ ھﻲ ﺗﺒﺮع وإﺣﺴﺎن‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﺼ ﻠﺖ ﻓﺒﮭ ﺎ وﻧﻌﻤ ﺖ‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ ﺗﺤﺼ ﻞ ﻓ ﻼ ﺣ ﺮج‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﻛ ﺄن‬
‫ﯾﻮﺻﻲ اﻟﻤﺮء ﺑﻤﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻏﻨﻤﮫ أو ﺑﻤﺎ ﺗﻐﻠﮫ أﺷﺠﺎره‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﻣﻦ أُوﺻﻲ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻌﯿﻦ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻏﯿﺮه ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻹذن‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﺼﺢ ﺷﺮﻋﺎً اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس ﺑﻐﯿﺮ‬
‫إذﻧﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .٨‬إذا أوﺻﻰ اﻟﻤﺮء ﺑﺸﻲء ﻣﻌﯿﻦ ﺛﻢ ﺗﻠﻒ اﻟﻤﻮﺻﻰ ﺑﮫ ﺑﻄﻠﺖ اﻟﻮﺻﯿﺔ وﻻ ﺗﻠﺰﻣﮫ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ اﻵﺧﺮ‪.‬‬

‫‪٣٤٧‬‬
 ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺮاﺋﺾ‬
‫ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ وأھﻤﯿﺘﮫ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻣﻦ أﺟَﻞﱢ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ وأرﻓﻌﮭﺎ ﻗﺪراً ‪ ،‬ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ھﻮ اﻟﺬي ﺗ ﻮﻟﻰ ﻗﺴ ﻤﺔ اﻟﻔ ﺮاﺋﺾ ﺑﻨﻔﺴ ﮫ ‪ ،‬وأﻋﻄ ﻰ‬
‫ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺑﯿﺎن ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻲ ﺛﻼث آﯾﺎت ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﻗﺪ ﺑﯿﻨﺖ ھﺬه اﻵﯾﺎت ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻧﺼ ﯿﺐ ﻛ ﻞ‬
‫وارث ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ‪ ،‬واﻟﺮﺑﻊ‪ ،‬واﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬واﻟﺜﻠﺜﯿﻦ واﻟﺜﻠﺚ واﻟﺴُﺪس ‪.‬‬
‫وﺟﺎءت اﻟﺴُﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﻤﻄﮭﺮة ﻣﻮﺿﺤﺔ وﻣﺒﯿﻨﺔ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ‪.‬‬

‫ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻮارﯾﺚ ﻗﺪﯾﻤﺎً وﺣﺪﯾﺜﺎً ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻮارﯾﺚ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻈُﻠﻢ واﻟﺠﻮر‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﯾﻮرﱢﺛﻮن اﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬وﻻ اﻟﺼ ﺒﯿﺎن‪ ،‬وﯾﻘﻮﻟ ﻮن‪ :‬ﻻ‬
‫ﯾﺮث إﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﺗــﻞ وﺣﺎز اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ‪ ،‬وﻇﻞ ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ‪ ،‬وأﺑﻄﻞ اﷲ ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﻞ واﻟﻈُﻠﻢ‪ ،‬وﺟﻌﻞ‬
‫ﻟﻠﻤﺮأة ﺣﻘﺎً ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀ ﯿﮫ ﺣﺎﺟﺘﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﻠ ﻢ ﯾﺤﺮﻣﮭ ﺎ ﻛﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ أھ ﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﺴ ﻮھﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟ ﻞ ﻛﻤ ﺎ ﯾﺮﯾ ﺪ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓ ﻮن ﻋ ﻦ‬
‫ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﻄﺮة واﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬
‫وﻧﺰﻟﺖ آﯾﺎت اﻟﻤﻮارﯾﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻛﺎﻧﺖ رﺣﻤﺔ وﻋﺪﻻً ‪ ،‬وﺣﻜﻤﺔ ورُﺷﺪاً ‪ ،‬ﻓﺄﻋﻄﺖ ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ‪ ،‬اﻟﺼﻐﯿﺮ‬
‫واﻟﻜﺒﯿﺮ‪ ،‬واﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ‪ ،‬دون ﻇﻠﻢ وﻻ ﺿﯿﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺴ ﻤﮭﺎ اﷲ ﺑ ﯿﻦ أھﻠﮭ ﺎ ‪ ،‬ﺗﻘﺴ ﯿﻤﺎً ﻋ ﺎدﻻً ‪ ،‬ﺑﺤﺴ ﺐ ﻣ ﺎ ﺗﻘﺘﻀ ﯿﮫ ﺣﻜﻤﺘ ﮫ اﻟﺒﺎﻟﻐ ﺔ ‪،‬‬
‫ورﺣﻤﺘ ﮫ اﻟﺸ ﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻤ ﮫ اﻟﻮاﺳ ﻊ‪ ،‬وﺟﻌ ﻞ ﻟ ﻺرث ﺷ ﺮوﻃﺎً وأﺳ ﺒﺎﺑﺎً ﻻﺑ ﺪ ﻣ ﻦ ﺗﺤﻘﻘﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻜ ﺎن ﻧﻈﺎﻣ ﺎً ﻗﻮﯾﻤ ﺎً ‪ ،‬وﺗﺸ ﺮﯾﻌﺎً ﺣﻜﯿﻤ ﺎً ﺗﺠ ﺪ‬
‫اﻟﻨﻔﻮس ﻓﯿﮫ ﻣﺜﻼً راﺋﻌﺎً ﻟﻠﺤﻖ واﻟﻌﺪل واﻟﮭُﺪى وﺣِﻜﻤﺔً ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻧﺒﯿﻨﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻤﯿﺮاث ‪:‬‬

‫ﻟﻠﻤﯿﺮاث اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﻜﻢ ﻛﺜﯿﺮة ﻧُﺠﻤﻠﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﺣﺘﺮام ﻣﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﺮد‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺣﻜﻢ اﻹﺳﻼم ﺑﺠﻌﻞ ﺗﺮﻛﺔ اﻟﻤﯿﺖ ﻣﻠﻜﺎً ﻷﻓﺮاد ورﺛﺘﮫ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﺮض اﻟﻤﯿﺮاث ﻷﺷﺪ اﻟﻨﺎس ﻗﺮاﺑﺔ ﻟﻠﻤﯿﺚ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻨﺘﺼﺮ ﺑﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ ،‬وﻛﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻟﮭﻢ دﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﺛﺮوﺗ ﮫ‪ ،‬ﻓﻜ ﺎن اﻟﻐُ ﻨﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻐُﺮم‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺣﺪد ﻟﻜﻞ وارث ﻧﺼﯿﺒﺎً ﻣُﻌﯿﻨﺎً ‪ ،‬ﻓﺤﺴﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎدة اﻟﻨﺰاع اﻟﺘﻲ ﺗﺰرع اﻷﺣﻘﺎد‪ ،‬وﺗﻘﻄﻊ اﻷرﺣﺎم‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺟﻌﻞ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﻤﺮأة ﻧﺼﻒ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺮﺟﻞ ‪ -‬ﻏﺎﻟﺒﺎً ‪ -‬ﻷﻧﮫ اﻟﻜﺎﻓﻞ ﻟﻸﺳﺮة ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ وﺣﺪه ﯾﻘﻊ ﻋﺐء اﻹﻧﻔﺎق واﻟﺼ ﺪاق‪ ،‬ﻓﻠ ﯿﺲ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺮأة ﻧﻔﻘﺔ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﻜﻔﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ أﺑﯿﮭﺎ أو ﻓﻲ ﺑﯿﺖ زوﺟﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٥‬أﻟﺤﻖ اﻟﺰوﺟﯿﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮاﺑﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮاً ﻟﻠﺼﻠﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ‪ ،‬وإﺑﺮازاً ﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻮﻓﺎء‪.‬‬
‫‪ .٦‬أﻟﺤﻖ اﻟﻮﻻء ﺑﺎﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻋﺘﺮاﻓﺎً ﺑﺎﻟﺠﻤﯿﻞ وﺷﻜﺮاً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮوف‪ ،‬وھﻮ أن ﯾﻌﺘﻖ اﻣﺮؤ رﻗﯿﻘﺎً ﻋﺒﺪاً أو ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯿﻜﻮن ﻟﮫ ﺑﺬﻟﻚ وﻻؤه ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘﺎً أﻧﻨﺎ ﻧﺮى ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺑﻌﻀ ﺎً ﻣ ﻦ دول اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻗ ﺪ ﺗﺮﻛ ﺖ ﺷ ﺮاﺋﻊ اﻹﺳ ﻼم اﻟﺘ ﻲ ﺗﻔ ﯿﺾ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤ ﺔ‬
‫واﻟﻌﺪل ‪ ،‬واﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﺮﺷﺪ‪ ،‬وﺑﻠﯿﺖ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﯿﺪ اﻷﻋﻤﻰ ﻟﺪول اﻟﻐ ﺮب‪ ،‬ﻓ ﺄﺣﻠﻮا ﻣﺤ ﻞ ﺷ ﺮاﺋﻊ اﷲ اﻟﻘ ﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻮﺿ ﻌﯿﺔ اﻟﺘ ﻲ ھ ﻲ ﻣ ﻦ ﺻُ ﻨﻊ‬
‫اﻟﺒﺸﺮ اﻟﻘﺎﺻﺮ ﻋﻦ إدراك ﺣُﻜ ﻢ اﷲ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﻖ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﺟ ﺎءت ھ ﺬه اﻟﻘ ﻮﻧﯿﻦ اﻟﻘﺎﺻ ﺮة واﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﺼ ﻠﺢ ﻧﺎﺣﯿ ﺔ وﻟﻜﻨﮭ ﺎ ﺗﻔﺴ ﺪ ﺑﻘﯿ ﺔ‬
‫اﻟﻨﻮاﺣﻲ‪ ،‬واﻟﻮﯾﻞ ﻛﻞ اﻟﻮﯾﻞ ﻟﻤﻦ ﯾﺘﻮﻟﻰ أﻣﺮ ھﺬه اﻟﺸﻌﻮب إن ﻟﻢ ﯾﻄﺒﻖ ﺷﺮع اﷲ ﻓﺎﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﯾﻘﻮل " وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﯾﺤﻜ ﻢ ﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ‬
‫ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮون" ) اﻟﻤﺎﺋﺪة ( ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﻄﺮة واﻟﻌﻘ ﻞ ‪ ،‬ﯾﺤ ﺎوﻟﻮن اﻟﺘﺸ ﻜﯿﻚ ﻓ ﻲ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻤﻮارﯾ ﺚ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ وﯾﻄﻠﻘ ﻮن ﺑ ﯿﻦ اﻟﺤ ﯿﻦ‬
‫واﻟﺤﯿﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻓﯿﮭﺎ أن اﻹﺳﻼم ھﻀﻢ اﻟﻤﺮأة ﺣﻘﮭ ﺎ ‪ ،‬ﺣﯿ ﺚ ﻟ ﻢ ﯾﻌﻄﮭ ﺎ إﻻ ﻧﺼ ـﻒ ﻣﯿ ﺮاث اﻟﺮﺟ ﻞ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﯾﻨ ﺎدون‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث‪.‬‬
‫وھﺬه اﻟﻔﺮﯾﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﺪى ﻟﻠﺮد ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋُﻠﻤﺎء اﻹﺳﻼم ودُﻋﺎﺗﮫ اﻟﻤﺨﻠﺼﻮن وﯾﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﯿﺺ ردھﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﻔﻀﯿﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ھﻮ ﺑﺘﻔﻀﯿﻞ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻖ ﻷﺣﺪ أن ﯾﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻀﯿﻞ اﷲ‪ ،‬ﻓﻠﮫ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ أن ﯾُﻔﻀﱢﻞ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻷﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ‪ ،‬وأن ﯾُﻔﻀّﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻜﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ‪ ،‬وأن ﯾُﻔﻀﱢﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ‪ " .‬ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﻀﱠﻠﻨﺎ ﺑﻌﻀﮭﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ " ) اﻟﺒﻘﺮة ( ‪.‬‬
‫وھﺬا اﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﻟﯿﺲ ﻋﺒﺜﺎً ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ھﻮ ﻟﺤﻜﻢ وﻣﺼﺎﻟﺢ ﻛﺜﯿﺮة ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء وھﻮ أﻋﻠﻢ ﺑﺨﻠﻘﮫ ‪ " :‬أﻻ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ‬
‫وھﻮ اﻟﻠﻄﯿﻒ اﻟﺨﺒﯿﺮ " ) اﻟﻤُﻠﻚ ( ‪.‬‬
‫وھﻮ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ﺧﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ أﻗﻮى وأﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ اﻷﻋﺒﺎء‪ ،‬ﻓﺠﻌﻞ ﻟﮫ اﻟﻘﻮاﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻛﻠﻔﮫ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻗﺎل ‪" :‬‬
‫اﻟﺮﺟﺎل ﻗﻮاﻣﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﻀﻞ اﷲ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ وﺑﻤﺎ أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ" ) اﻟﻨﺴﺎء آﯾﺔ ‪. ( ٣٤‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮت اﻷﻋﺒﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ "اﻟﻐُﻨﻢ ﺑﺎﻟﻐُﺮم" وذﻟﻚ ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴ ﺎواة‪ ،‬واﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﺘﺮك اﻟﻤﺮأة ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ أي ﻓﻀﻞ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ أﺛﺒﺖ ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﻞ ﻛﺄﻧﺜﻰ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ أﺳﺮة وﺑﯿﺖ ﻓﻘﺎل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ‬
‫ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻵﯾﺔ ‪ " :‬ﻓﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﻗﺎﻧﺘﺎت ﺣﺎﻓﻈﺎت ﻟﻠﻐﯿﺐ ﺑﻤﺎ ﺣﻔﻆ اﷲ " ) اﻟﻨﺴﺎء آﯾﺔ ‪. ( ٧٤‬‬

‫‪٣٤٨‬‬
‫أي ﻓﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻗﺎﻧﺘﺎت ﻣﻄﯿﻌﺎت ﷲ ﻗﺎﺋﻤﺎت ﺑﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﷲ وﺣﻘﻮق أزواﺟﮭﻦ‪ ،‬ﺣﺎﻓﻈﺎت ﻟﻤﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﻦ‬
‫ﺣﻔﻈﮫ ﻋﻨﺪ ﻏﯿﺒﺔ أزواﺟﮭﻦ ﻋﻨﮭﻦ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻧﻔﻮﺳﮭﻦ وﺣﻔﻆ أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﺑﻤ ﺎ اﺳ ﺘﺤﻔﻈﮭﻦ اﷲ ﺑ ﮫ ﻣ ﻦ أداء اﻷﻣﺎﻧ ﺔ إﻟ ﻰ أزواﺟﮭ ﻦ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻮﺟﮫ اﻟﺬي أﻣﺮ اﷲ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺘﻮزﯾﻊ اﻹﻟﮭﻲ ﺟﮭﺎﻟﺔ وﺣُﻤﻖ ‪ ،‬وﺳﻮء أدب ﻣﻊ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬إذ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺴﻠﻢ واﻟﻤُﺴﻠﻤﺔ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ واﻻﻧﻘﯿﺎد‬
‫ﻷﺣﻜﺎم اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻇﮭﺮت اﻟﺤﻜﻤﺔ أو ﻟﻢ ﺗﻈﮭﺮ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ واﻻﻧﻘﯿﺎد ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻇﮭﻮر اﻟﺤﻜﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‪ ،‬ﯾﻈﮭﺮ ﻟﻨﺎ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮة وﻣﻦ‬
‫ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﻤﺮأة ‪ -‬ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ أﻣﺎً أو ﺑﻨﺘﺎً أو زوﺟﺔ أو أﺧﺘﺎً " وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻓﺎﻟﻤﻨﻔﻖ ﻣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ﻣﺘﺮﻗﺐ ﻟﻠﻨﻘﺺ داﺋﻤﺎً ‪ ،‬واﻟﻤﻨﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﻤﺎل ﻣﺘﺮﻗﺐ ﻟﻠﺰﯾﺎدة داﺋﻤﺎً ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺘﻔﻀﯿﻞ ﻣﺘﺮﻗﺐ اﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺮﻗﺐ اﻟﺰﯾﺎدة ھﻮ ﻋﯿﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻌﺪل ‪ ،‬وﻣﻨﻄﻖ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺴﻠﯿﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﻔﻀﯿﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﯾﺘﺴﺎوﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﻮة ﻷم ‪ -‬ﻣﯿﺮاﺛﮭﻢ ﻟﻠ ﺬﻛﺮ ﻣﺜ ﻞ‬
‫اﻷﻧﺜﻰ‪ ،‬وﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻵﺗﯿﺔ ‪ :‬ﻣﺎﺗﺖ وﺗﺮﻛﺖ ‪ -‬ﺑﻨﺘﺎً وزوﺟﺎً وأﺑﺎً ‪ -‬ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ وﻟﻠﺰوج اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪،‬‬
‫وﻟﻸب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿـﺒﺎً وھﻮ اﻟﺮﺑﻊ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن اﻟﺒﻨﺖ وھﻲ أﻧﺜﻰ ﻗﺪ أﺧﺬت ﺿﻌﻒ اﻷب وھﻮ ذﻛﺮ وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺎﺋﻞ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻛﻤ ﺎ‬
‫ﺳﻨﺮى ﻗﺮﯾﺒﺎً إن ﺷﺎء اﷲ ‪.‬‬

‫اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ‪:‬‬

‫ذﻛﺮ اﷲ اﻟﻤﻮارﯾﺚ ﻓﻲ ﺛﻼث آﯾﺎت ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬اﻵﯾﺔ رﻗﻢ ‪ ، ١١‬رﻗﻢ ‪ ، ١٢‬رﻗﻢ ‪ . ١٧٦‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﻮﺻﯿﻜﻢ‬
‫اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ ﻓﺈن ﻛﻦّ ﻧﺴﺎءً ﻓﻮق اﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﻠﮭﻦﱠ ﺛﻠﺜﺎ ﻣﺎ ﺗﺮك وإن ﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪة ﻓﻠﮭﺎ اﻟﻨﺼﻒ وﻷﺑﻮﯾﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ‬
‫ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس ﻣﻤﺎ ﺗﺮك إن ﻛﺎن ﻟﮫ وﻟﺪ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ وﻟﺪ وورﺛﮫ أﺑﻮاه ﻓﻸﻣﮫ اﻟﺜﻠﺚ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﮫ إﺧﻮة ﻓﻸﻣﮫ اﻟﺴﺪس ﻣﻦ ﺑﻌﺪ وﺻﯿﺔ‬
‫ﯾُﻮﺻﻰ ﺑﮭﺎ أو دﯾﻦ أﺑﺎؤﻛﻢ وأﺑﻨﺎؤﻛﻢ ﻻ ﺗﺪرون أﯾﮭﻢ أﻗﺮب ﻟﻜﻢ ﻧﻔﻌﺎً ﻓﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ اﷲ إن اﷲ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﻤﺎً ﺣﻜﯿﻤﺎً )‪ (١١‬وﻟﻜ ﻢ ﻧﺼ ﻒ ﻣ ﺎ‬
‫ﺗﺮك أزواﺟﻜﻢ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻦ وﻟﺪ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﮭﻦ وﻟﺪ ﻓﻠﻜﻢ اﻟﺮﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ وﺻﯿﺔ ﯾﻮﺻﯿﻦ ﺑﮭﺎ أو دﯾﻦ وﻟﮭﻦ اﻟﺮﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻢ‬
‫إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻜﻢ وﻟﺪ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﻜﻢ وﻟﺪ ﻓﻠﮭﻦ اﻟﺜﻤﻦ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ وﺻﯿﺔ ﺗﻮﺻﻮن ﺑﮭﺎ أو دﯾﻦ وإن ﻛﺎن رﺟﻞٌ ﯾُﻮْرَثُ ﻛَﻼﻟﺔً أو اﻣﺮأةٌ‬
‫وﻟﮫ أخ أو أﺧﺖ ﻓﻠﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس ﻓﺈن ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﮭﻢ ﺷﺮﻛﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺜﻠ ﺚ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ وﺻ ﯿﺔ ﯾُﻮﺻَ ﻰ ﺑﮭ ﺎ أو دﯾ ﻦ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﻣﻀﺎر وﺻﯿﺔ ﻣﻦ اﷲ واﷲ ﻋﻠﯿﻢ ﺣﻠﯿﻢ )‪ . (١٢‬ﺗﻠﻚ ﺣﺪود اﷲ وﻣﻦ ﯾُﻄﻊ اﷲ وﺳﻮﻟﮫ ﯾﺪﺧﻠﮫ ﺟﻨﺎت ﺗﺠ ﺮي ﻣ ﻦ ﺗﺤﺘﮭ ﺎ اﻷﻧﮭ ﺎر ﺧﺎﻟ ﺪﯾﻦ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ وذﻟﻚ اﻟﻔﻮز اﻟﻌﻈﯿﻢ )‪ (١٣‬وﻣﻦ ﯾﻌﺺ اﷲ ورﺳﻮﻟﮫ وﯾﺘﻌﺪ ﺣﺪوده ﯾﺪﺧﻠﮫ ﻧﺎراً ﺧﺎﻟﺪاً ﻓﯿﮭﺎ وﻟﮫ ﻋﺬاب ﻣُﮭﯿﻦ )‪. (١٤‬‬
‫ﻓﻲ اﻵﯾﺘﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﯿﻦ ﺑﯿﺎن إرث اﻷﺻﻮل واﻟﻔﺮوع ‪ ،‬واﻟﺰوﺟﯿﻦ واﻷﺧﻮة ﻷم ‪ ،‬أﻣﺎ اﻵﯾﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﮭﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺴﺘﻔﺘﻮﻧﻚ ﻗ ﻞ‬
‫اﷲ ﯾُﻔﺘﯿﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻟﺔ إن اﻣﺮؤ ھﻠﻚ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ وﻟﺪ وﻟﮫ أﺧﺖ ﻓﻠﮭﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﺮك وھﻮ ﯾﺮﺛﮭﺎ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﺎ وﻟﺪ ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺘﺎ اﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﻠﮭﻤﺎ‬
‫اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻣﻤﺎ ﺗﺮك وإن ﻛﺎﻧﻮا إﺧﻮة رﺟﺎﻻً وﻧﺴﺎءً ﻓﻠﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ ﯾﺒﯿﻦ اﷲ ﻟﻜﻢ أن ﺗﻀﻠﻮا واﷲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﻢ )‪. (١٧٦‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ‪:‬‬

‫ﻋَﺮّفَ اﻟﻌُﻠﻤﺎء ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﺑﺘﻌﺎرﯾﻒ ﻛﺜﯿﺮة ﻧﺨﺘﺎر ﻣﻨﮭﺎ‪:‬‬
‫أﻧﮫ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﯾﻌﺮف ﺑﮫ ﻣﻦ ﯾﺮث وﻣﻦ ﻻ ﯾﺮث وﻧﺼ ﯿﺐ ﻛ ـﻞ وارث ﻓ ﻲ اﻟﺘﺮﻛ ﺔ ‪ ،‬أو ھ ﻮ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ﺮف ﺑﮭ ﺎ اﻟﺴ ﮭﺎم اﻟﻤﻘ ﺪرة‬
‫ﺷﺮﻋﺎً ﻟﻜﻞ وارث ‪.‬‬
‫واﻟﻔﺮاﺋﺾ‪ :‬ﺟﻤﻊ ﻓﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬واﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ھﻲ اﻟﻨﺼﯿﺐ اﻟﺬي ﻗﺪره اﻟﺸﺎرع ﻟﻠﻮارث ‪.‬‬
‫وﯾُﺴﻤﻰ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ‪ :‬ﻋﻠﻢ اﻟﻤﯿﺮاث أﯾﻀﺎً ‪ ،‬ﻷﻧﮫ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺮف ﺑﮭﺎ ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﮫ ‪:‬‬
‫ﺗﺮﻛﺔ اﻟﻤﯿﺖ ‪:‬وھﻲ ﻣﺎ ﯾﺨﻠﻔﮫ اﻟﻤﯿﺖ ﻣﻦ أﻣﻮال وﺣﻘﻮق واﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ وﺑﯿﺎن ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻢ ﺗﻌﻠﻤﮫ وﻓﺎﺋﺪﺗﮫ ‪:‬‬

‫ﺗﻌﻠﻢ ھﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺮض ﻛﻔﺎﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻷﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ واﺟــﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﺠُﻤﻠﺔ ﻓﺈذا ﻗﺎم ﺑﺘﻌﻠﻤﮫ ﻣﻦ ﯾﻜﻔﻲ ﺳﻘﻂ اﻹﺛﻢ ﻋﻦ‬
‫اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ‪ ،‬وﺻﺎر ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ ﺳُﻨﺔ‪ ،‬وإذا ﺗﺮﻛﻮه ﺟﻤﯿﻌﺎً أﺛﻤﻮا ‪.‬‬

‫ﻓﺎﺋﺪﺗﮫ ‪:‬‬
‫اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ دراﺳﺔ ھﺬا اﻟﻌﻠﻢ ھﻲ إﯾﺼﺎل اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﻮروﺛﺔ إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﻋﮭﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﺤﻘﻮق‬
‫إرﺛﺎً ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪ ،‬أم ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿـﺐ ﻓﻘﻂ‪ ،‬أم ﺑﮭﻤﺎ ﻣﻌﺎً ‪ ،‬أم ﺑﺎﻟﻔﺮض واﻟﺮﱠد ‪ ،‬أم إرﺛﺎً ﺑﺎﻟﺮﺣﻢ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺘﺮﻛﺔ ‪ :‬ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﺮﻛﮫ اﻟﻤﯿﺖ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﺔ أرﺑﻌﺔ ﺣﻘﻮق ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬ﻣ ﺆن اﻟﺘﺠﮭﯿ ﺰ‪ :‬واﻟﻤ ﺮاد ﺑﮭ ﺎ ﻛ ﻞ ﻣ ﺎ ﯾﺤﺘ ﺎج إﻟﯿ ﮫ اﻟﻤﯿ ﺖ ﺣﺘ ﻰ ﯾﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ ﻗﺒ ﺮه‪ ،‬ﻓﯿﺒ ﺪأ ﻣ ﻦ ﺗﺮﻛﺘ ﮫ ﺑﺘﻐﺴ ﯿﻠﮫ وﺗﻜﻔﯿﻨ ﮫ‪ ،‬وﺣﻤﻠ ﮫ‬
‫وﺗﺠﮭﯿﺰه‪ ،‬وﺣﻔﺮ ﻗﺒﺮه ودﻓﻨﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ إﺳﺮاف وﻻ ﺗﻘﺘﯿﺮ‪.‬‬

‫‪٣٤٩‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎً ‪ :‬ﻗﻀﺎء دﯾﻦ اﻟﻤﯿﺖ ‪ :‬ﻓﺘﻘﻀﻰ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﮫ ﺑﻌﺪ ﺗﺠﮭﯿﺰه ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ وﺻ ﯿﺔ ﯾﻮﺻ ﻲ ﺑﮭ ﺎ أو دﯾ ﻦ " )‬
‫اﻟﻨﺴﺎء ( ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬اﻟﻮﺻﯿﺔ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ ﻓﺄﻗﻞ ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻮارث‪ :‬ﻓﺘﻨﻔﺬ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻀـ ـﺎء اﻟ ﺪﯾﻮن‪ ،‬واﻟﻤ ﺮاد ﺑﺎﻟﻮﺻ ﯿﺔ اﻟﺘﺒ ﺮع ﺑﺎﻟﻤ ﺎل ﻣﻌﻠﻘ ﺎً ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻤﻮت‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻹرث‪ :‬وھﻮ اﻟﻤﺮاد ھﻨﺎ‪ ،‬وﯾﺒُﺪأ ﺑﺬوي اﻟﻔﺮوض ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻓﻠﻠﻌَﺼﺒﺔ ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﻟﺤﻘﻮا اﻟﻔﺮاﺋﺺ‬
‫ﺑﺄھﻠﮭﺎ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻓﮭﻮ ﻷوﻟﻰ رﺟﻞ ذﻛﺮ " ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪.‬‬
‫أرﻛﺎن اﻟﻤﯿﺮاث ‪ :‬اﻟﻮارث ‪ ،‬اﻟﻤﻮرﱢث ‪ ،‬اﻟﻤﻮروث ) ﻣﺎ ﯾﺘﺮﻛﮫ اﻟﻤﯿﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﺔ ( ‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب اﻹرث ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻟﻜﻞ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻮاﻟﻲ ﻣﻤﺎ ﺗﺮك اﻟﻮاﻟﺪان واﻷﻗﺮﺑﻮن " ‪.‬اﻟﻨﺴﺎء‬
‫‪ .٢‬اﻟﻮﻻء‪ :‬وھﻮ أن ﯾﻌﺘﻖ اﻣﺮؤ رﻗﯿﻘﺎً ﻋﺒﺪاً ‪ ،‬أو ﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن ﻟﮫ ﺑﺬﻟﻚ وﻻؤه ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣ ﺎت اﻟﻌﺘﯿ ﻖ وﻟ ﻢ ﯾﺘ ﺮك وارﺛ ﺎً ورﺛ ﮫ ﻋﺎﺗﻘ ﮫ‪،‬‬
‫ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " اﻟﻮﻻء ﻟﻤﻦ أﻋﺘﻖ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪.٣‬اﻟﻨﻜﺎح ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻜﻢ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﺮك أزواﺟﻜﻢ " ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪.‬‬
‫ﻣﻮاﻧﻊ اﻹرث ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻜُﻔﺮ ‪ :‬ﻻ ﯾﺮث اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮ‪ ،‬وﻻ ﯾﺮث اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﺮث اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮ‪ ،‬وﻻ اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ" رواه اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ إﻻ‬
‫ﻣﺴﻠﻤﺎً واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻘﺘﻞ‪ :‬إذا ﻗﺘﻞ اﻟﻮارث ﻣُﻮرﱢﺛَﮫُ ﻓﻼ ﯾﺮﺛﮫ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﯾﺮث اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺷﯿﺌﺎً " رواه أﺑﻮ داود ‪ ،‬وﺻﺤﺤﮫ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺮق ‪ :‬ﺑﺎﺗﻔﺎق أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺰﻧﺎ‪ :‬ﻻ ﯾﺮث اﺑﻦ ا ﻟﺰﻧﺎ واﻟﺪه ‪ ،‬وﻻ ﯾﺮﺛﮫ واﻟﺪه‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﺮث أﻣﮫ ‪ ،‬وﺗﺮﺛﮫ أﻣﮫ ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " اﻟﻮﻟﺪ ﻟﻠﻔﺮاش ‪ ،‬وﻟﻠﻌ ﺎھﺮ اﻟﺤﺠ ﺮ "‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﻠﻌﺎن ‪ :‬ﻓﺎﺑﻦ اﻟﻤﺘﻼﻋﻨﯿﻦ ﻻ ﯾﺮث واﻟﺪه اﻟﺬي ﻧﻔﺎه‪ ،‬وﻻ ﯾﺮﺛﮫ واﻟﺪه ﻗﯿﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺰﻧﺎ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻋﺪم اﻻﺳﺘﮭﻼل ‪ :‬ﻓﺎﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺬي ﺗﻀﻌﮫ أﻣﮫ ﻣﯿﺘﺎً ‪ ،‬وﻻ ﯾﺴﺘﮭﻞ ﺻﺎرﺧﺎً ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺿﻊ ﻻ ﯾﺮث وﻻ ﯾﻮرث ﺑﺈﺟﻤﺎع أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻟﻨﺒﻮة ‪ :‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ " ﻻ ﻧُﻮرَث ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎه ﺻﺪﻗﺔ " رواه اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻹرث ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻣﻮت اﻟﻤُﻮرﱢث ﺣﻘﯿﻘﺔ‪ ،‬أو ﺣُﻜﻤﺎً ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻤﻮت اﻟﻤﻔﻘﻮد ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺣﯿﺎةاﻟﻮارث ﺑﻌﺪ ﻣﻮت اﻟﻤُﻮرﱢث‪ ،‬ﺣﻘﯿﻘﺔ أو ﺣُﻜﻤﺎً ﻛﺎﻟﺤﻤﻞ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮث ﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ اﻟﺤُﻜﻢ ﺑﺄﻧﮫ ﺣﻲ‪.‬‬
‫‪.٣‬أن ﻻ ﯾُﻮﺟﺪ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻣﻮاﻧﻊ اﻹرث ‪.‬‬

‫أﻧﻮاع اﻹرث ‪:‬‬

‫اﻹرث ﯾﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﻧﻮاع ‪ :‬إرث ﺑﺎﻟﻔﺮض ‪ ،‬وإرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ‪ ،‬وإرث ﺑﺎﻟﺮد‪ ،‬وإرث ﺑﺎﻟﺮﺣﻢ‪ ،‬وإرث ﺑﺎﻟﻮﻻء ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻓﺎﻹرث ﺑﺎﻟﻔﺮض ‪ :‬ھﻮ أن ﯾﻜﻮن ﻟﻠﻮارث ﻧﺼﯿﺐ ﻣﻘﺪر ﺷﺮﻋﺎً ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻨﺼﻒ أو اﻟﺮﺑﻊ ﻣﺜﻼً ‪.‬‬
‫‪ .٢‬واﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ‪ :‬ھﻮ أن ﯾﻜﻮن ﻟﻠﻮارث ﻧﺼﯿﺐ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺪر ﻓﯿﺒﺪأ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض وﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﮭﻮ ﻷوﻟﻰ رﺟﻞ ذﻛﺮ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ .٣‬واﻹرث ﺑﺎﻟﺮﱠد‪ :‬ھﻮ ﺻﺮف اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض إﻟﻰ ذوي اﻟﻔﺮوض ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻓﺮوﺿﮭﻢ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻌﺎﺻﺐ‪.‬‬
‫‪ .٤‬واﻹرث ﺑﺎﻟﺮﺣﻢ‪ :‬ھﻮ ﻟﻜﻞ ﻗﺮﯾﺐ ﻟﯿﺲ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﻓﺮض وﻻ ﻋﺼﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ .٥‬واﻹرث ﺑﺎﻟﻮﻻء ‪ :‬ﻟﻜﻞ ﻣﻦ أﻋﺘﻖ‪ ،‬وھﻮ ﻣﻦ اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ) ﻋﺼﺒﺔ ﺳﺒﺒﯿﺔ( ‪.‬‬

‫اﻟﻮارﺛﻮن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻮارﺛﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎءوﻧﻮع إرث ﻛﻞ واﺣﺪ ‪:‬‬

‫اﻟﻮارﺛﻮن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ‪:‬‬

‫اﻟﻮارﺛﻮن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻹﺑﻦ ‪ :‬وھﻮ اﺑﻦ اﻟﺼُﻠﺐ ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾُﻮﺻﯿﻜﻢ اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ" وھﻮ ﯾﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﺑﻦ اﻹﺑﻦ وإن ﻧﺰل ‪ :‬وھﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻹﺑﻦ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪه‪ ،‬ﻓﮭﻮ داﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﻮﺻﯿﻜﻢ اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ" اﻵﯾﺔ ‪ :‬وھﻮ ﯾﺮث‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻷب ‪ :‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮫ أﺑﻮ اﻟﻤﯿﺖ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻷﺑﻮﯾﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس ﻣﻤﺎ ﺗﺮك إن ﻛﺎن ﻟﮫ وﻟ ﺪ" وھ ﻮ ﯾ ﺮث ﺑ ﺎﻟﻔﺮض‬
‫واﻟﺘﻌﺼﯿﺐ وﺑﺎﻟﻔﺮض واﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻣﻌﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺠﺪ ‪ :‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮫ أﺑﻮ اﻷب وإنْ ﻋﻼ ‪ :‬وھﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷب ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪه‪ ،‬ﻓﮭﻮ داﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﻗﻮﻟﮫ " وﻷﺑﻮﯾﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس "‬
‫اﻵﯾﺔ‪ ،‬وھﻮ ﻛﺎﻷب ﯾﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض وﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ وﺑ ﺎﻟﻔﺮض واﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ ﻣﻌ ﺎً ‪ ،‬وأﻣ ﺎ اﻟﺠ ﺪ أﺑ ﻮ اﻷم ﻓﮭ ﻮ ﻣ ﻦ ذوي اﻷرﺣ ﺎم وﯾُﺴ ﻤﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺠﺪ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﻷﻧﮫ ﯾﺪﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﺑﺄﻧﺜﻰ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻷخ ﻷب ‪ :‬ودﻟﯿﻞ ﺗﻮرﯾﺜﮭﻤﺎ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إن اﻣﺮؤ ھﻠﻚ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ وﻟﺪ وﻟﮫ أﺧﺖ ﻓﻠﮭﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﺮك وھ ﻮ ﯾﺮﺛﮭ ﺎ إن ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻟﮭ ﺎ‬
‫وﻟﺪ " ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وھﻮ ﯾﺮﺛﮭﺎ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﺎ وﻟﺪ " ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻷخ ﯾﺮث أﺧﺘﮫ‪ ،‬وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫‪٣٥٠‬‬
‫ﻣﯿ ﺮاث اﻷﺧ ﻮة اﻷﺷ ﻘﺎء واﻷﺧ ﻮة ﻷب وﻛ ﺬا اﻷﺧ ﻮات اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺎت واﻷﺧ ﻮات ﻷب‪ ،‬وھﻤ ﺎ أي اﻷخ اﻟﺸ ﻘﯿﻖ واﻷخ ﻷب ‪ -‬ﯾﺮﺛ ﺎن‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻷخ ﻷم ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وإن ﻛﺎن رﺟﻞ ﯾُﻮْرَثُ ﻛَﻼﻟﺔً أو اﻣﺮأة وﻟﮫ أخ أو أﺧﺖ ﻓﻠﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس " ﻓﻘ ﺪ أﺟﻤ ﻊ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ أن ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯿﺮاث أوﻻد اﻷم وھﻮ ﯾﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﺑﻦ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪ :‬ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر وإن ﻧﺰل ‪ ،‬وھﻮ ﯾﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﺐ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎم اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪه‪ ،‬وﻗﻮﻟﻨﺎ ﺑﻤﺤﺾ‬
‫اﻟﺬﻛﻮر ﯾﺨﺮج اﺑﻦ اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﺑﻦ اﻷخ ﻷب ‪ :‬ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر وإن ﻧﺰل ﯾﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ وﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎم اﻷخ ﻷب ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪه‪.‬‬
‫‪ .١٠‬اﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪.‬‬
‫‪ .١١‬اﻟﻌﻢ ﻷب ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬اﺑﻦ اﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪.‬‬
‫‪ .١٣‬اﺑﻦ اﻟﻌﻢ ﻷب ‪ :‬ودﻟﯿﻞ ﺗﻮرﯾﺚ ھﺆﻻء اﻟﺴﺘﺔ ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ " أﻟﺤﻘﻮا اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﺑﺄھﻠﮭﺎ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻓﮭﻮ ﻷوﻟﻰ‬
‫ﻞ‬
‫ذﻛﺮ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ .‬وھﻢ ﯾﺮﺛﻮن ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .١٤‬اﻟﺰوج ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وﻟﻜﻢ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﺮك أزواﺟﻜﻢ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻦ وﻟﺪ " ﯾﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .١٥‬اﻟﻤﻮﻟﻰ اﻟُﻤﻌْﺘِﻖ‪ :‬وھﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺷﺮ اﻟﻌﺘﻖ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪ ،‬وﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣﮫ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪه ﻋﺼﺒﺘﮫ اﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻮن ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻢ ﻟﺤﺪﯾﺚ " إﻧﻤﺎ اﻟﻮﻻء ﻟﻤﻦ‬
‫أﻋﺘﻖ" وھﻮ ﯾﺮث ﺑﺎﻟﻮﻻء ﺑﺎﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ ‪ ،‬ھﺬا وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻮرﯾﺚ ھﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل ‪.‬‬

‫واﻟﻮارﺛﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﺸﺮ ‪:‬‬

‫‪ .١‬اﻟﺒﻨﺖ‪ :‬واﻟﻤﺮاد ﺑﮭﺎ ﺑﻨﺖ اﻟﺼُﻠﺐ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﻮﺻﯿﻜﻢ اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ " اﻵﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻣﻊ أﺧﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺑﻨ ﺖ اﻻﺑ ﻦ‪ :‬ﺑﻤﺤ ﺾ اﻟ ﺬﻛﻮر وإن ﻧ ﺰل أﺑﻮھ ﺎ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " ﯾﻮﺻ ﯿﻜﻢ اﷲ ﻓ ﻲ أوﻻدﻛ ﻢ" اﻵﯾ ﺔ وھ ﻲ ﺗ ﺮث ﺑ ﺎﻟﻔﺮض‪ ،‬وﺗ ﺮث‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻣﻊ أﺧﯿﮭﺎ أو اﺑﻦ ﻋﻤﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻷم‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻷﺑﻮﯾﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس " اﻵﯾﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﺗﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺠﺪة ‪ :‬أم اﻷم وأﻣﮭﺎﺗﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺠﺪة أم اﻷب وأم أﺑﻲ اﻷب‪ :‬وﺗﺮﺛﺎن ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺠﺪة أم أﺑﻲ اﻷم ﻓﮭﻲ ﻣ ﻦ ذوي اﻷرﺣ ﺎم ودﻟﯿ ﻞ ﻣﯿ ﺮاث اﻟﺠ ﺪات ﺣ ﺪﯾﺚ‬
‫ﻗﺒﯿﺼﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ذؤﯾﺐ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺟﺎءت اﻟﺠﺪة إﻟﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻓﺴﺄﻟﺘﮫ ﻣﯿﺮاﺛﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺷﻲء " وﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻟﻚ ﻓ ﻲ‬
‫ﺳُﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬ﻓﺎرﺟﻌﻲ ﺣﺘﻰ اﺳﺄل اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﺴﺄل اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻐﯿﺮة ﺑﻦ ﺛﻌﻠﺒﺔ ‪ ،‬ﺣﻀﺮت رﺳﻮل‬
‫اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ أﻋﻄﺎھﺎ اﻟﺴُﺪس ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ھﻞ ﻣﻌﻚ ﻏﯿﺮك؟ ﻓﻘﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ اﻷﻧﺼﺎري ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻤﻐﯿﺮة ‪،‬‬
‫ﻓﺄﻧﻔﺬه أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﻟﺰوﺟﺔ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻟﮭُﻦ اﻟﺮﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻢ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻜﻢ وﻟﺪ " اﻵﯾﺔ‪ ،‬وھﻲ ﺗﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻷﺧﺖ ﻷب ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " إن اﻣﺮؤ ھﻠﻚ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ وﻟﺪ وﻟﮫ أﺧﺖ ﻓﻠﮭﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗ ﺮك " اﻵﯾ ﺔ‪ .‬وھﻤ ﺎ ﺗﺮﺛ ﺎن ﺑ ﺎﻟﻔﺮض‪ ،‬وﺗﺮﺛ ﺎن‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ ‪ ،‬وﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﺼﺒﺎت‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻷﺧﺖ ﻷم ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬وإن ﻛﺎن رﺟﻞ ﯾُ ﻮْرَثُ ﻛﻼﻟ ﺔ أن اﻣ ﺮأة وﻟ ﮫ أخ أو أﺧ ﺖ ﻓﻠﻜ ﻞ واﺣ ﺪٍ ﻣﻨﮭﻤ ﺎ اﻟﺴُ ﺪس " ﻓﻘ ﺪ أﺟﻤ ﻊ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ھﺬه اﻵﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯿﺮاث أوﻻد اﻷم وھﻲ ﺗﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬اﻟﻤﻮﻻة اﻟﻤﻌﺘﻘ ﺔ‪ :‬وھ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑﺎﺷ ﺮت اﻟﻌﺘ ﻖ ﺑﻨﻔﺴ ﮭﺎ‪ ،‬أو أﻋﺘﻘ ﺖ ﻣ ﻦ ﺑﺎﺷ ﺮه ﻟﺤ ﺪﯾﺚ ‪ " :‬إﻧﻤ ﺎ اﻟ ﻮﻻء ﻟﻤ ﻦ أﻋﺘ ﻖ" وھ ﻲ ﺗ ﺮث‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻻء ) ﺑﺎﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ ( ھﺬا وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻮرﯾﺚ ھﺆﻻء اﻟﻨﺴﻮة‪.‬‬

‫اﻟﻤُﺴﺘﺤﻘﻮن ﻟﻠﺘﺮﻛﺔ ) ﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﻮارﺛﯿﻦ( ‪:‬‬

‫ﺗﻮزع اﻟﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺒﺪأ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺛﻢ ﺑﺎﻟﻌﺼﺒﺎت اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻔ ﺮوع واﻷﺻ ﻮل واﻟﺤﻮاﺷ ﻲ ) واﻟﺤﻮاﺷ ﻲ اﻷﺧ ﻮة اﻷﺷ ﻘﺎء أو ﻷب وﺑﻨ ﻮھﻢ ‪ ،‬واﻷﺧ ﻮة ﻷم وﻓ ﺮوع‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﺔ وھﻢ ‪ :‬اﻷﻋﻤﺎم اﻷﺷﻘﺎء أو ﻷب وﺑﻨﻮھﻢ ( ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺛﻢ ﺑﺎﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ وھﻮ اﻟﻤﻌﺘﻖ ذﻛﺮاً ﻛﺎن أن أُﻧﺜﻰ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺛﻢ ﺑﻌﺼﺒﺔ اﻟﻤﻌﺘﻖ اﻟﺬﻛﻮر اﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻮن ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻢ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﺟﻮده ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﺛﻢ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ذوي اﻟﻔﺮوض اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ﺑﻘﺪر ﺳﮭﺎﻣﮭﻢ ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺛﻢ ﺑﺬوي اﻷرﺣﺎم ﻋﻨﺪ ﻋﺪم ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﺛﻢ اﻟﻤُﻘَﺮُ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﺛﻢ ﺑﻤﻦ أُوﺻِﻲَ ﻟﮫ‪.‬‬
‫‪ .٩‬إذا ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ أﺣﺪ ﻣﻦ ھﺆﻻء ﺗﻮﺿﻊ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ اﻟﻤﺎل ‪.‬‬

‫اﻹرث ﺑﺎﻟﻔﺮض ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮوض اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬

‫‪٣٥١‬‬
 ‫اﻟﻔﺮوض اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺘﺔ ‪ :‬اﻟﻨﺼﻒ واﻟﺮﺑﻊ واﻟﺜﻠﺜﺎن واﻟﺜﻠﺚ واﻟﺴُﺪس واﻟﺜُﻤﻦ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺜﻠﺚ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻻﺟﺘﮭﺎد ﻓﻲ اﻟﻌُﻤﺮﯾﺘﯿﻦ‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺠﺪ ﻣﻊ اﻷﺧﻮة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﯿﺄﺗﻲ ﺑﻤﺸﯿﺌﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫وﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻃﺮﯾﻘﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮوض وﻣﺴﺘﺤﻘﯿﮭﺎ‪:‬‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪ :‬اﻟﻜﻼم ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺮض ﻋﻠﻰ ﺣﺪة وﻣﻦ ﯾﺮث ﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﯿﺬﻛﺮ اﻟﻨﺼﻒ وﻣﻦ ﯾﺮث ﺑﮫ ‪ ،‬واﻟﺮﺑﻊ وﻣﻦ ﯾﺮث ﺑﮫ ‪ ،‬وھﻜﺬا ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض وأﺣﻮاﻟﮭﻢ‪ ،‬ﻛﻞ واﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة‪ ،‬ﻓﯿُﺬﻛﺮ اﻟﺰوج ﺑﺄﻧﮫ ﺗﺎره ﯾﺮث اﻟﻨﺼﻒ‪ ،‬وﺗﺎرة ﯾ ﺮث اﻟﺮﺑ ﻊ ﻣ ﻊ‬
‫ﺑﯿﺎن ﺷﺮوط ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ وھﺬه اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ھﻲ ﻃﺮﯾﻘﺔ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬وھﻲ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻷھﻤﯿﺘﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﺋﺪة ﻣُﮭﻤﺔ ‪:‬‬

‫ﻛﻠﻤﺔ وﻟﺪ ﺗُﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﯿﺮاث ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻛﺮ واﻷُﻧﺜﻰ ‪ ،‬ﻓﯿﻘﺎل إن ﻛﺎن ﻟﻠﻤﯿﺖ وﻟﺪ‪ ،‬أي ذﻛﺮ أو أﻧﺜﻰ ﻓﮭﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻻﺛﻨﺘﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈذا أردﻧﺎ أن‬
‫ﻧﻔﺮق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﮫ اﺑﻦ وﻟﮫ ﺑﻨﺖ ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺔ زوج ﺗُﻄﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻛﺮ وﻋﻠﻰ اﻷﻧﺜﻰ وﻟﻜﻦ ﯾﻔﺮق ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ﺑﻮﺿ ﻊ‬
‫اﻟﺘﺎء ﻟﻸﻧﺜﻰ ﻓﯿﻘﺎل ﻣﺎت وﺗﺮك زوﺟﺔ‪ ،‬وﻣﺎﺗﺖ وﺗﺮﻛﺖ زوﺟﺎً ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻔﺮوض ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮض ﻟﻐﺔ ‪ :‬اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻹﺻﻄﻼح ‪ :‬ﺟﺰء ﻣﻘﺪر ﺷﺮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻟﻮارث ﺧﺎص‪ ،‬ﻻ ﯾﺰﯾﺪ إﻻ ﺑﺎﻟﺮﱠدﱢ وﻻ ﯾﻨﻘﺺ إﻻ ﺑﺎﻟﻌَﻮْل‪.‬‬

‫إﺧﺮاج اﻟﻤﺤﺘﺮزات‪:‬‬
‫ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺟﺰء ﻣﻘﺪر ﺧ ﺮج ﺑﮭ ﺬا اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ إرث ﻏﯿ ﺮ ﻣﻘ ﺪر‪ ،‬وﻗﻮﻟﻨ ﺎ ‪:‬ﺷ ﺮﻋﺎً‪ ،‬ﺧﺮﺟ ﺖ اﻟﻮﺻ ﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﻧﺼ ﯿﺐ ﻣُﻘ ﺪر ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﻮﺻﻲ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻟﺸﺮع‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﻨﺎ‪ :‬ﻟﻮارث ﺧﺎص‪ :‬ﺧﺮج ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻘﺎدﯾﺮ اﻟﺰﻛﺎة‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺪرة ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻟﺸﺮع إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻟﻮارث ﺧﺎص‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ﯾﺰﯾﺪ إﻻ ﺑﺎﻟﺮد‪ ،‬ﺧﺮج ﺑﺬﻟﻚ اﻹرث ﺑﺎﻟﺮد وھﻮ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وزﯾﺎدة ﻓﻲ أﻧﺼﺒﺎء اﻟﻮرﺛﺔ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﻨﺎ ‪ :‬وﻻ ﯾﻨﻘﺺ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻮل ﺧﺮج ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﻮل وھﻮ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺴﮭﺎم وﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻷﻧﺼﺒﺎء‪.‬‬

‫أﺣﻮال أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض‪:‬‬

‫أﺣﻮال اﻟﺰوج ‪:‬‬
‫ﻟﮫ ﺣﺎﻟﺘﺎن ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻨﺼﻒ ﻋﻨﺪم ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ -‬اﻟﻮﻟﺪ أو وﻟﺪ اﻻﺑﻦ وإن ﺳﻔﻞ‪ :‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫" وﻟﻜﻢ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﺮك أزواﺟﻜﻢ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻦ وﻟﺪ " ﻓﺎﻵﯾﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم أوﻻد اﻟﺰوﺟ ﺔ ) وھ ﻢ اﻟﻔ ﺮع‬
‫اﻟﻮارث ﻟﮭﺎ ( ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﮫ أو ﻣﻦ ﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺮﺑﻊ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ -‬ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﮫ أو ﻣﻦ ﻏﯿﺮه ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫" ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﮭﻦﱠ وﻟﺪ ﻓﻠﻜﻢ اﻟﺮﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﻦ " أي أن ﻟﻠﺰوج اﻟﺮﺑﻊ إن ﻛﺎن ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻓﺮع وارث‪ ،‬وﻟﺪ أو وﻟﺪ اﺑﻦ وإن ﺳﻔﻞ ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج وأخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج وأب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج واﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﺮﺑﻊ ﻓﺮﺿﺎ ً ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻻﺑﻦ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج واﺑﻦ وﺑﻨﺖ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﺮﺑﻊ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻼﺑﻦ واﻟﺒﻨﺖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻟﺰوﺟﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ أو اﻟﺰوﺟﺎت ﺣﺎﻟﺘﺎن‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺮﺑﻊ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ -‬اﻟﻮﻟﺪ أو وﻟﺪ اﻻﺑﻦ وإن ﺳﻔﻞ ‪:‬‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻟﮭﻦ اﻟﺮﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻢ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻜﻢ وﻟﺪ " أي ﻟﻠﺰوﺟﺔ أو اﻟﺰوﺟﺎت اﻟﺮﺑﻊ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺰوﺟﮭﺎ وﻟﺪ أو وﻟﺪ اﺑﻦ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﻓﺮق ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﯿﻦ ﻛﻮﻧﮭﺎ زوﺟﺔواﺣﺪة أو أﻛﺜﺮ ‪ ،‬ﻓﺈذاﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪة أﺧﺬت اﻟﺮﺑﻊ ﻛﺎﻣﻼً وإن ﻛﻦ ﻣﺘﻌﺪدات اﺷﺘﺮﻛﻦ ﻓﯿﮫ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺜُﻤﻦ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪:‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪة أﺧﺬﺗﮫ ﻛﺎﻣﻼً وإن ﻛﻦ ﻣﺘﻌﺪدات اﺷﺘﺮﻛﻦ ﻓﯿﮫ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺗُﻮﻓﱢﻲَ ﻋﻦ زوﺟﺘﯿﻦ وأخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺘﯿﻦ اﻟﺮﺑﻊ ﻓﺮﺿﺎً ﯾﻘﺴﻢ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗُﻮﻓﱢﻲَ ﻋﻦ زوﺟﺔ وأب ‪:‬‬

‫‪٣٥٢‬‬
 ‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗُﻮﻓﱢﻲَ ﻋﻦ ﺛﻼث زوﺟﺎت واﺑﻦ وﺑﻨﺖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺜﻤﻦ ﻓﺮﺿﺎً ﯾﻘﺴﻢ ﺑﯿﻨﮭﻦ ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻼﺑﻦ واﻟﺒﻨﺖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺗُﻮﻓﱢﻲَ ﻋﻦ زوﺟﺔ واﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻮﺟﻮد اﺑﻦ اﻻﺑﻦ وﻻﺑﻦ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻷب‪:‬‬
‫ﻟﻸب ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﯾﺮث اﻟﺴُﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻓﻘﻂ ‪ .‬ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ ‪ -‬اﻻﺑﻦ واﺑﻦ اﻻﺑﻦ وإن ﺳﻔﻞ ‪ -‬ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫وﻷﺑﻮﯾﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس ﻣﻤﺎ ﺗﺮك إن ﻛﺎن ﻟﮫ وﻟﺪ " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﯾﺮث اﻟﺴُﺪس ﻓﺮﺿﺎً واﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻔﺮع اﻟـــﻮارث اﻟﻤﺆﻧﺚ ‪ -‬اﻟﺒﻨﺖ وﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ وإن ﻧﺰل ‪ ،‬ﻓﯿﺄﺧ ﺬ اﻟﺴ ﺪس ﻓﺮﺿ ﺎً‬
‫وﯾﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﺑﻌﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﯾﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ ‪ .‬وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً ﻓﯿﺮث ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺮﻛﺔ إذا اﻧﻔﺮد أو اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﺮض ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﺎت ﻋﻦ أب واﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻸب اﻟﺴُﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻻﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٢‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أب وﺑﻨﺖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً وﻟﻸب اﻟﺴُﺪس ﻓﺮﺿﺎً واﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺆﻧﺚ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ زوﺟﺔ وأب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ أب ﻓﻘﻂ ‪:‬‬
‫ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻻﻧﻔﺮاده وھﻮ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪ ‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻷم ‪:‬‬

‫ﻟﻸم ﺛﻼث ﺣﺎﻻت‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺴُﺪس ﻓﺮﺿﺎً ‪ ،‬ﻣﻊ وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث أو اﻻﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻣﻦ اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻣﻄﻠﻘﺎً وارﺛﯿﻦ أو ﻣﺤﺠﻮﺑﯿﻦ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ "‬
‫وﻷﺑﻮﯾﮫ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻟﺴُﺪس ﻣﻤﺎ ﺗﺮك إن ﻛﺎن ﻟﮫ وﻟﺪ " وﻟﻘﻮﻟﮫ أﯾﻀﺎً " ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﮫ أﺧﻮة ﻓﻸﻣﮫ اﻟﺴُﺪس " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺛُﻠﺚ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺎل ‪ .‬ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث أو اﻻﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻣﻦ اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻣﻄﻠﻘﺎً‪ ،‬وأﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ إﺣ ﺪىﺎﻟﻐﺮاوﯾﻦ‬
‫أو اﻟﻌﻤﺮﯾﺘﯿﻦ ‪ -‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ وﻟﺪ وورﺛﮫ أﺑﻮاه ﻓﻸﻣﮫ اﻟﺜﻠﺚ " ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺛﻠﺚ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ‪ ،‬ﺑﻌ ﺪ ﻓ ﺮض أﺣ ﺪ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺘﯿﻦ اﻟﻐ ﺮاوﯾﻦ أو اﻟﻌﻤ ﺮﯾﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﺳ ﻤﯿﺘﺎ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻷن أول ﻣ ﻦ ﻗﻀ ﻰ ﻓﯿﮭﻤ ﺎ ھ ﻮ‬
‫اﻟﻔﺎروق ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أم واﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻼﺑﻦ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٢‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أم وأﺧﻮﯾﻦ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﻮﯾﻦ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﯾُﻘﺴــــﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻣﺎت ﻋﻦ أم وأب ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺜﻠﺚ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻌﺪم اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث أو اﻻﺛﻨ ﯿﻦ ﻓﺼ ﺎﻋﺪاً ﻣ ﻦ اﻻﺧ ﻮة واﻷﺧ ﻮات وﻟﯿﺴ ﺖ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ إﺣ ﺪى اﻟﻌﻤ ﺮﯾﺘﯿﻦ واﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻟ ﻸب‬
‫ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻣﺎت ﻋﻦ أم وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ وﻋﻢ ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺜﻠﺚ ﻟﺘﻤﺎم اﻟﺸﺮوط وﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﻢ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﻣﺎت ﻋﻦ أم وأخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺜﻠﺚ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﺘﻤﺎم ﺷﺮوط إرﺛﮭﺎ اﻟﺜﻠﺚ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ھﻠﻚ ﻋﻦ زوﺟﺔ وأم وأب ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸم ﺛﻠﺚ اﻟﺒﺎﻗﻲ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸب ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪.‬‬
‫‪ .٧‬ھﻠﻜﺖ ﻋﻦ زوج وأﺑﻮﯾﻦ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸم ﺛﻠﺚ اﻟﺒﺎﻗﻲ وﻟﻸب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً وھﺎﺗﺎن اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن ھﻤﺎ اﻟﻌﻤﺮﯾﺘﺎن أو اﻟﻐﺮﱠاوان‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻟﺠﺪ اﻟﺼﺤﯿﺢ ‪:‬‬

‫اﻟﺠﺪ اﻟﺼﺤﯿﺢ ھﻮ أﺑﻮ اﻷب وإن ﻋﻼ ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر‪ ،‬وھﻮ ﻣﺜﻞ اﻷب ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪه ﻓﮭﻮ ﯾﺮث اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻋﻨﺪ ﻋ ﺪم وﺟ ﻮد اﻷب‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫وُﺟﺪ اﻷب ﺣُﺠﺐ اﻟﺠﺪ ‪.‬‬
‫وأﺣﻮاﻟﮫ ﻛﺄﺣﻮال اﻷب ‪ ،‬إذا ﻓﻘﺪ اﻷب‪.‬‬

‫‪٣٥٣‬‬
 ‫‪ .١‬ﻓﮭﻮ ﯾﺮث اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻓﻘﻂ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً واﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺆﻧﺚ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وﯾﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً ﻓﯿﺮث ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺮﻛﺔ إذا اﻧﻔﺮد أو اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﺮض ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫وﯾُﺨﺎﻟﻒ اﻟﺠﺪ اﻷب ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﯿﻦ اﻟﻌﻤﺮﯾﺘﯿﻦ إذا ﺗﺮك اﻟﺸﺨﺺ أﺑﻮﯾﻦ وأﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ ﻓﻠﻸم ﺛﻠﺚ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﺮض أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﯿﻦ‪ ،‬أﻣﺎ إذا وﺟﺪ ﻣﻜﺎن‬
‫اﻷب ﺟﺪ ﻓﻠﻸم ﺛﻠﺚ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات اﻷﺷﻘﺎء أو ﻷب ﯾﺤﺠﺒﻮن ﺑﺎﻷب ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء وﯾﺤﺠﺒﻮن ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻹﻣﺎم أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﻤﻌﺘﻖ إذا ﻣﺎت وﺗﺮك اﺑﻨﺎً وﺟﺪّاً ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﻠﺠﺪ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق وإذا ﺗﺮك اﺑﻨﺎً وأﺑﺎً ﻓﻠﻸب اﻟﺴﺪس ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﯾﻮﺳﻒ ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺟﺪ وﺑﻨﺖ واﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺠﺪ اﻟﺴُﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟ ﻮارث اﻟﻤ ﺬﻛﺮ‪ ،‬وﻟﻌ ﺪم وﺟ ﻮد اﻷب ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨ ﺖ اﻟﻨﺼ ﻒ ﻓﺮﺿ ﺎً ﻻﻧﻔﺮادھ ﺎ واﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻻﺑ ﻦ اﻻﺑ ﻦ‬
‫ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أب وﺟﺪ ﻷب واﺑﻦ وﺑﻨﺖ ‪:‬‬
‫ﻟﻸب اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ‪ ،‬وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﺠﺪ ﻟﻮﺟﻮد اﻷب‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻼﺑﻦ واﻟﺒﻨﺖ ‪ ..‬ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺟﺪ وزوﺟﺔ‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻠﺠﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٤‬زوﺟﺔوأم وﺟﺪ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ ،‬وﻟﻸم اﻟﺜﻠﺚ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث أو اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻣﻦ اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات وﻟﻠﺠﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻟﺠﺪﱠات ‪:‬‬

‫اﻟﺠﺪة اﻟﻮارﺛﺔ ھﻲ اﻟﺠﺪة اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪:‬‬
‫واﻟﺠﺪة اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ‪ :‬ھﻲ ﻣﻦ ﻻ ﯾﺘﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﺟﺪ ﻓﺎﺳﺪ ‪.‬‬
‫واﻟﺠﺪ اﻟﻔﺎﺳﺪ‪:‬ھﻮ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺘﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ أﻧﺜﻰ ﻛﺄﺑﻲ اﻷم ‪ ،‬وھﻮ ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم‪.‬‬
‫واﻟﺠﺪة اﻟﻔﺎﺳﺪة ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم ﻏﯿﺮ وارﺛﺔ ‪.‬‬
‫وھﻲ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﺟﺪ ﻓﺎﺳﺪ ﻛﺄم أﺑﻲ اﻷم ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﺑﻤﺤﺾ اﻹﻧﺎث ﺟﺪة ﺻﺤﯿﺤﺔ وارﺛﺔ ﻛﺄم اﻷم‪ ،‬وأم أم اﻷم واﻟﺠﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﯿ ﺖ ﺑﻤﺤ ﺾ اﻟ ﺬﻛﻮر‬
‫ﺟﺪة ﺻﺤﯿﺤﺔ وارﺛﺔ ﻛﺄم اﻷب‪ ،‬وأم أب اﻷب‪ ،‬واﻟﺠﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﺑﺈﻧﺎث إﻟﻰ اﻟﺬﻛﻮر ﺟﺪة ﺻﺤﯿﺤﺔ وارﺛﺔ ﻛﺄم أم اﻷب‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺠﺪة اﻟﺘﻲ ﺗُﺪﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﺑﺬﻛﻮر إﻟﻰ إﻧﺎث ﻓﮭﻲ ﺟﺪة ﻓﺎﺳﺪة ﻛﺄم أب اﻷم ﻻ ﺗﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم‪.‬‬
‫وﻟﻠﺠﺪات اﻟﺼﺤﯿﺤﺎت ﺛﻼث ﺣﺎﻻت‪:‬‬
‫‪ .١‬ﻟﮭﻦ ا ﻟﺴﺪس ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﮫ اﻟﻮاﺣﺪة وﯾﺸﺘﺮك ﻓﯿﮫ اﻷﻛﺜﺮ ﺑﺸﺮط اﻟﺘﺴﺎوي ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ ﻛﺄم اﻷم‪ ،‬وأم اﻷب‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺪات ﻣﻦ أي ﺟﮭﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺠﺐ اﻟﺒﻌﯿﺪة ﻛﺄم اﻷم ﺗﺤﺠﺐ أم أم اﻷم ‪ ،‬وﺗﺤﺠﺐ أﯾﻀﺎً أم أب اﻷب ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺠﺪات ﻣﻦ أي ﺟﮭﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﯾﺴﻘﻄﻦ ﺑﺎﻷم ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺠﺐ اﻟﺠﺪة أم اﻷب ﺑﺎﻷب واﻟﺠﺪة أم اﻟﺠﺪ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﺧﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﯾُﺮاﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻜُﺘﺐ اﻟﻤﻄﻮﻟﺔ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ ﺟﺪة أم أم ‪ ،‬وﺟﺪة أم أب ‪ ،‬وﺑﻨﺖ ‪ ،‬وﻋﻢ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺠﺪﺗﯿﻦ اﻟﺴﺪس ﻟﻌﺪم اﻷم ﯾﻘﺴﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﻟﺘﺴﺎوﯾﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ‪ ،‬وﻟﻠﻌﻢ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ﺟﺪة أم أم ‪ ،‬وﺟﺪة أم أب اﻷب ‪ ،‬وﺑﻨﺖ ‪ ،‬وأخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺠﺪة أم اﻷم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ‪ ،‬وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﺠﺪة أم أب اﻷب ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪة أم اﻷم ﻷﻧﮭﺎ أﻗﺮب ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ‪،‬‬
‫واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪-٣‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ أم ‪ ،‬وﺟﺪة أم أم ‪ ،‬وﺟﺪة أم أب ‪ ،‬وﺑﻨﺖ اﺑﻦ ‪ ،‬وﻋﻢ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪ ،‬وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﺠﺪﺗﯿﻦ ﻟﺤﺠﺒﮭﻤﺎ ﺑﺎﻷم ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً ﻻﻧﻔﺮادھﺎ ‪ ،‬وﻟﻠﻌﻢ اﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‬
‫‪.‬‬
‫أﺣﻮال ﺑﻨﺎت اﻟﺼﱡﻠﺐ ‪:‬‬
‫ﻟﮭﻦ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻮاﺣﺪة اﻟﻤﻨﻔﺮدة ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬إن ﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪة ﻓﻠﮭﺎ اﻟﻨﺼﻒ " وﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﻮاﺣ ﺪة اﻟﻤﻨﻔ ﺮدة ﯾﻌﻨ ﻲ ﻋ ﻦ ذﻛ ﺮ ﯾﻌﺼ ﺒﮭﺎ‬
‫وھﻮ أﺧﻮھﺎ‪ ،‬ﻓﺈن وﺟ ﺪ اﻧﺘﻘﻠ ﺖ ﻣ ﻦ اﻹرث ﺑ ﺎﻟﻔﺮض إﻟ ﻰ اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﺐ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " ﯾﻮﺻ ﯿﻜﻢ اﷲ ﻓ ﻲ أوﻻدﻛ ﻢ ﻟﻠ ﺬﻛﺮ ﻣﺜ ﻞ ﺣ ﻆ‬
‫اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ" ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻵﯾﺔ ﺗﺒﯿﻦ أن اﻟﺒﻨﺖ ﻣﻊ أﺧﯿﮭﺎ ﺗﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻻ ﺑﺎﻟﻔﺮض ‪ ،‬وﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﻮاﺣﺪة اﻟﻤﻨﻔﺮدة أﯾﻀﺎً ﯾﻌﻨﻲ أن ﺗﻨﻔﺮد ﻋﻦ أﺧ ﺖ ﻣﻌﮭ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫وﺟﺪت ﻣﻌﮭﺎ أﺧﺖ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻨﺼﻒ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻼﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻻﺑﻦ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن ﻛُﻦ ﻧﺴﺎء ﻓﻮق اﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﻠﮭﻦ ﺛﻠﺜﺎ ﻣﺎ ﺗﺮك" وﻣﻌﻨﻰ "ﻓﻮق اﺛﻨﺘﯿﻦ‬
‫‪ ،‬اﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﻤﺎ ﻓﻮق " ﻓﺪل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أن ﻣﯿﺮاث اﻟﺒﻨﺘﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ھﻮ اﻟﺜﻠﺜﺎن‪ ،‬ﺑﺸﺮط ﻋﺪم اﻟﻤﻌﺼﺐ ﻟﮭﻦ وھﻮ أﺧ ﻮھﻦ‪) ،‬اﺑ ﻦ اﻟﻤﯿ ﺖ( ﻓ ﺈن‬
‫وﺟﺪ اﻟﻤﻌﺼﺐ اﻧﺘﻘﻠﻦ إﻟﻰ اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬

‫‪٣٥٤‬‬
‫‪ .٣‬اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻻﺑﻦ‪ ،‬ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﻮﺻﯿﻜﻢ اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷُﻧﺜﯿﯿﻦ" ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ ﻋﻢ ‪ ،‬وﻋﻢ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ ﻋﻦ ذﻛﺮ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ وﻋﻦ أﺧﺖ ﻟﮭﺎ ‪ ،‬وﻟﻠﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺘﯿﻦ ‪ ،‬وأخ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻌﺪم اﻟﻤﻌﺼﺐ ﻟﮭﻦ‪ ،‬وﻟﻸخ ﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺛﻼث ﺑﻨﺎت وﻋﻢ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻌﺪم اﻟﻤﻌﺼﺐ ﻟﮭﻦ ‪ ،‬وﻟﻠﻌﻢ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ﺛﻼث ﺑﻨﺎت واﺑﻨﯿﻦ وأب وﺟﺪة ﻷم ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺠﺪة أم اﻷم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿ ﺎً ﻟﻌ ﺪم وﺟ ﻮد اﻷم وﻟ ﻸب اﻟﺴ ﺪس ﻓﺮﺿ ﺎً ﻓﻘ ﻂ ﻟﻮﺟ ﻮد اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث اﻟﻤ ﺬﻛﺮ‪ ،‬واﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻟﻼﺑﻨ ﯿﻦ واﻟﺒﻨ ﺎت‬
‫اﻟﺜﻼث ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬

‫أﺣﻮال ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ ‪:‬‬

‫ﻟﮭﻦ ﺧﻤﺲ ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻮاﺣﺪة اﻟﻤﻨﻔﺮدة ﻋﻤﻦ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ ﻛﺄﺧﯿﮭﺎ أو اﺑﻦ ﻋﻤﮭﺎ‪ ،‬وﻋﻤﻦ ﯾُﺸﺎرﻛﮭﺎ ﻛﺄﺧﺘﮭﺎ أو ﺑﻨﺖ ﻋﻤﮭﺎ‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻟﺪ اﻟﺼُﻠﺐ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻼﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻟﺪ اﻟﺼﻠﺐ وﻋﺪم اﻟﻤﻌﺼﺐ ﻟﮭﻦ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺴﺪس ﻟﻠﻮاﺣﺪة ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻟﻮاﺣﺪة اﻟﺼﻠﺒﯿﺔ ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن‬
‫ﻣﻌﮭﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ ﻓﻲ درﺟﺘﮭﻦ ﻓﯿﻌﺼﺒﮭﻦ‪ ،‬وﯾﻜﻮن اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺒﻨﺖ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻻ ﯾﺮﺛﻦ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻻﺑﻦ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻻ ﯾﺮﺛﻦ ﻣﻊ اﻟﺼﻠﺒﯿﺘﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﮭﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ ﺑﺤﺬاﺋﮭﻦ أو أﺳﻔﻞ ﻣﻨﮭﻦ ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ ﻓﯿﻌﺼﺒﮭﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻋﺪة ‪ :‬اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﯾﻌﺼﺐ ﻣﻦ ﻓﻲ درﺟﺘﮫ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ أﺧﺘﮫ أو ﺑﻨﺖ ﻋﻤﮫ‪ ،‬وﯾﻌﺼﺐ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﮫ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻓﺮض‪ ،‬وﯾﺴﻘﻂ ﻣﻦ‬
‫ﺗﻜﻮن أﺳﻔﻞ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ اﺑﻦ ‪ ،‬واﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫اﺑﻦ اﻹﺑﻦ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ أﺧﺘﮫ أو ﺑﻨﺖ ﻋﻤﮫ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺘﯿﻦ ﺻﻠﺒﯿﺘﯿﻦ ‪ ،‬وﺑﻨﺖ اﺑﻦ واﺑﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن واﺑﻦ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﯾﻌﺼﺐ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻷﻧﮭﺎ ﻓﻮﻗﮫ وﻟﯿﺴﺖ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻓﺮض ﻻﺳﺘﻐﺮاق اﻟﺒﻨﺘﯿﻦ ﻟﻠﺜﻠﺜﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻠﮭﻤﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‬
‫" ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ" ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺖ ﺻﻠﺒﯿﺔ وﺑﻨﺖ اﺑﻦ واﺑﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺼﻠﺒﯿﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﻤﺎ ‪ ،‬وﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﺴﺪس ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ﻣﻊ اﻟﺼﻠﺒﯿﺔ‪ ،‬واﺑﻦ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﻟﮫ اﻟﺒﺎﻗﻲ وﻻ ﯾﻌﺼﺐ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻷﻧﮭﺎ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻓﺮض‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺘﯿﻦ ﺻﻠﺒﯿﺘﯿﻦ ‪ ،‬واﺑﻦ اﺑﻦ وﺑﻨﺖ اﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن‪ ،‬وﻻﺑﻦ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪ ،‬وﻻ ﺷﻲء ﻟﺒﻨﺖ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﺑﺎﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﻷﻧﮭﺎ أﺳﻔﻞ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻷﺧﻮات اﻟﺸﻘﯿﻘﺎت ‪:‬‬

‫ﻟﮭﻦ ﺧﻤﺲ ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻮاﺣﺪة اﻟﻤﻨﻔﺮدة ) ﻋﻤﻦ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ وﻋﻤﻦ ﯾُﺸﺎرﻛﮭﺎ ( إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك وﻟﺪ وﻻ وﻟﺪ اﺑ ﻦ وﻻ أب وﻻ ﺟ ﺪ ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ "‬
‫وﻟﮫ أﺧﺖُ ﻓﻠﮭﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﺮك " ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻼﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﻋﺪم ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻣﻊ اﻟﻮاﺣﺪة وﻋﺪم أخ ﺷﻘﯿﻖ ﯾﻌﺼ ﺒﮭﻦ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓ ﺈن ﻛﺎﻧﺘ ﺎ اﺛﻨﺘ ﯿﻦ ﻓﻠﮭﻤ ﺎ‬
‫اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻣﻤﺎ ﺗﺮك" ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ إذا وﺟﺪ ﻣﻌﮭﻦ أخ ﺷﻘﯿﻖ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺼﺒﮭﻦ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ ﻣﻊ ﻋﺪم ﻣﻦ ذﻛﺮ أﯾﻀﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﯾﺼﺮن ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺎت أوﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ ‪ ،‬ﻟﻘﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم " اﺟﻌﻠﻮا اﻷﺧﻮات ﻣﻊ اﻟﺒﻨ ﺎت ﻋﺼ ﺒﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺄﺧ ﺬن اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﺑﻌ ﺪ ﻧﺼ ﯿﺐ‬
‫اﻟﺒﻨﺎت أو ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ" وﻻ ﯾﺪﺧﻞ اﻷﺧﻮات ﻷم ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻷﻧﮭﻦ ﻻ ﯾﺮﺛﻦ ﻣﻊ اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ﻣﻄﻠﻘﺎً ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﯾﺴﻘﻄﻦ ﺑﺎﻻﺑﻦ واﺑﻨﮫ وإن ﻧﺰل وﺑﺎﻷب اﺗﻔﺎﻗﺎً وﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﺎت ﻋﻦ أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻋﻢ ﻷب‬
‫ﻟﻸﺧﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً ‪ ،‬ﻻﻧﻔﺮادھﺎ ﻋﻤﻦ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ وﻋﻤﻦ ﯾﺸﺎرﻛﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ وﻻﺑﻦ اﻟﻌﻢ ﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺛﻼث أﺧﻮات ﺷﻘﯿﻘﺎت‪ ،‬وأخ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻸﺧﻮات اﻟﺸﻘﯿﻘﺎت اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻋﺪم اﻟﻤﻌﺼﺐ ﻟﮭﻦ‪ ،‬وﻟﻸخ ﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻣﺎت ﻋﻦ أﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ‪ ،‬وأخ ﺷﻘﯿﻖ وأخ ﻷب ‪:‬‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻟﻸﺧﺘﯿﻦ اﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ واﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸخ ﻷب ﻷﻧﮫ ﻣﺤﺠﻮب ﺑﺎﻟﺸﻘﯿﻖ‪.‬‬

‫‪٣٥٥‬‬
 ‫‪ -٤‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺖ‪ ،‬وﺑﻨﺖ اﺑﻦ ‪ ،‬وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨ ﺖ اﻟﻨﺼ ﻒ ﻻﻧﻔﺮادھ ﺎ ﻋﻤ ﻦ ﯾﻌﺼ ﺒﮭﺎ وﻋﻤ ﻦ ﯾﺸ ﺎرﻛﮭﺎ‪ ،‬وﻟﺒﻨ ﺖ اﻻﺑ ﻦ اﻟﺴ ﺪس ﺗﻜﻤﻠ ﺔ ﻟﻠﺜﻠﺜ ﯿﻦ‪ ،‬وﻟﻸﺧ ﺖ اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼ ﯿﺒﺎً‬
‫ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ "اﺟﻌﻠﻮا اﻷﺧﻮات ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺎت ﻋﺼﺒﺔ" ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﻣﺎت ﻋﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ ‪ ،‬وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻻﺑﻦ اﻻﺑﻦ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻟﺤﺠﺒﮭﺎ ﺑﺎﺑﻦ اﻻﺑﻦ ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﻣﺎت ﻋﻦ أب وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻟﻸب ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻟﺤﺠﺒﮭﺎ ﺑﺎﻷب‪.‬‬

‫أﺣﻮال اﻷﺧﻮات ﻷب ‪:‬‬

‫ﻟﮭﻦ ﺳﺒﻊ ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻮاﺣﺪة اﻟﻤﻨﻔﺮدة ) ﻋﻤﻦ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ وﻋﻤﻦ ﯾﺸﺎرﻛﮭﺎ ( ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ واﻟﺸﻘﯿﻖ وﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻷﺻﻞ اﻟ ﻮارث‬
‫اﻟﻤﺬﻛﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻼﺛﻨﺘﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ وﻋﺪم ﻣﻦ ﺷﺮط ﻓﻘﺪه ﻣﻌﮭﺎ وﻋﺪم اﻷخ ﻷب‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺴُﺪس ﻟﻠﻮاﺣﺪة ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ اﻟﻤﻨﻔﺮدة ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٤‬إذا وﺟﺪ ﻣﻌﮭﻦ أخ ﻷب ﯾﻌﺼﺒﮭﻦ ﻓﯿﻜﻮن ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻻ ﯾﺮﺛﻦ ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻊ اﻷﺧﺘﯿﻦ اﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ﻻﺳﺘﻐﺮاﻗﮭﻤﺎ ﻟﻠﺜﻠﺜﯿﻦ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﮭﻦ أخ ﻷب ﻓﯿﻌﺼﺒﮭﻦ وھﺬا ھﻮ اﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﯾﺼﺮن ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺎت أو ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ ﻓﯿﺄﺧﺬن اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﯾﺴﻘﻄﻦ ﺑﺎﻻﺑﻦ واﺑﻨﮫ وإن ﻧﺰل‪ ،‬وﺑﺎﻷب اﺗﻔﺎﻗﺎً وﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ واﻷﺧﺖ اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ إذا ﺻ ﺎرت ﻋﺼ ﺒﺔ ﻣ ﻊ‬
‫اﻟﺒﻨﺖ أو ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ‪.‬‬

‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أﺧﺖ ﻷب ‪ ،‬وأم ‪ ،‬وﻋﻢ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻸﺧﺖ ﻷب اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﺐ وﻣﺸﺎرك وﻋ ﺪم اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث واﻷﺻ ﻞ اﻟ ﻮارث اﻟ ﺬﻛﺮ وﻋ ﺪم اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ واﻟﺸ ﻘﯿﻖ‪ ،‬وﻟ ﻸم‬
‫اﻟﺜﻠﺚ ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻋﺪم ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات وﻟﻠﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أﺧﺘﯿﻦ ﻷب واﺑﻦ أخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻸﺧﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل ﺷﺮوط إرﺛﮭﻤﺎ وھﻮ ﻋﺪم اﻟﺸﻘﺎﺋﻖ وﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻻﺑﻦ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ‬
‫ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٣‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ وأﺧﺖ ﻷب وﻋﻢ‪:‬‬
‫ﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ ﻋﻤﻦ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ وﻋﻤﻦ ﯾﺸﺎرﻛﮭﺎ‪ ،‬وﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬وﻟﻸﺧﺖ ﻷب اﻟﺴﺪس‬
‫ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﻢ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺛﻼث أﺧﻮات ﻷب وأﺧﻮﯾﻦ ﻷب‪ ،‬وأم‪ ،‬وﻋﻢ ‪:‬‬
‫ﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻮﺟﻮد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻷب ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻠ ﺬﻛﺮ ﻣﺜ ﻞ ﺣ ﻆ اﻻﻧﺜﯿ ﯿﻦ ‪ ،‬وﻻ ﺷ ﻲء‬
‫ﻟﻠﻌﻢ ﻟﺤﺠﺒﮫ ﺑﺎﻷﺧﻮة‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ وأﺧﺖ ﻷب‪ ،‬وﻋﻢ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟ ﻮارث واﻷﺻ ﻞ اﻟ ﻮارث اﻟ ﺬﻛﺮ‪ ،‬وﻻ ﺷ ﻲء ﻟﻸﺧ ﺖ ﻷب ﻻﺳ ﺘﻐﺮاق اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ﻟﻠﺜﻠﺜ ﯿﻦ‪ ،‬واﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌ ﻢ‬
‫اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ وأﺧﺖ ﻷب وأخ ﻷب وﻋﻢ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸﺧﺖ ﻷب ﻣﻊ اﻷخ ﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﻌﻢ ﻟﺤﺠﺒﮫ ﺑﺎﻷخ ﻷب وھﺬا ھﻮ اﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﺬي ﻟ ﻮﻻه ﻟﻤ ﺎ‬
‫ورﺛﺖ أﺧﺘﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺖ وأﺧﺖ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ‪ ،‬وﻟﻸﺧﺖ ﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻷﻧﮭﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺖ‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﻣﺎت ﻋﻦ اﺑﻦ وأب وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ وأﺧﺖ ﻷب‪:‬‬
‫ﻟﻸب اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ ‪ ،‬وﻟﻺﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪ ،‬وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ واﻷﺧﺖ ﻷب ﻟﺤﺠﺒﮭﻤﺎ ﺑﺎﻻﺑﻦ واﻷب‪.‬‬

‫أﺣﻮال أوﻻد اﻷم ) اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻷم ( ‪:‬‬

‫ﻟﮭﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﺣﻮال ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺴُﺪس ﻟﻠﻮاﺣﺪ اﻟﻤﻨﻔﺮد ذﻛﺮاً ﻛﺎن أو أﻧﺜﻰ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وإن ﻛﺎن رﺟﻞ ﯾُﻮرث ﻛﻼﻟﺔ أو اﻣﺮأة وﻟﮫ أخ أو أﺧﺖ ﻓﻠﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ‬
‫اﻟﺴﺪس " ‪ .‬وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺮاد ﺑﺬﻟﻚ اﻷﺧﻮة ﻷم‪ ،‬واﻟﻜﻼﻟﺔ ﻣَﻦْ ﻻ وﻟﺪ ﻟﮫ وﻻ واﻟﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اﻟﺜﻠﺚ ﻟﻼﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ‪ ،‬ﯾﺴﺘﻮي ﻓﯿﮫ اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧﻮاأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﮭﻢ ﺷﺮﻛﺎء ﻓﻲ اﻟﺜُﻠﺚ " اﻵﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻻ ﯾﺮﺛﻮن ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻊ اﻟﻮﻟﺪ أو وﻟﺪ اﻻﺑﻦ أو اﻷب أو اﻟﺠﺪ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق أي ﻻ ﯾﺮﺛ ﻮن ﻣ ﻊ اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث ﻣﻄﻠﻘ ﺎً وﻻ ﻣ ﻊ اﻷﺻ ﻞ اﻟ ﻮارث‬
‫اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬

‫‪٣٥٦‬‬
 ‫‪ -١‬ﻣﺎﺗﺖ ﻋﻦ أخ ﺷﻘﯿﻖ ‪ ،‬وأخ ﻷم وزوج ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ ،‬وﻟﻸخ ﻷم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ﻻﻧﻔﺮاده وﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻷﺻﻞ اﻟ ﻮارث اﻟﻤ ﺬﻛﺮ‪،‬‬
‫واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ ﺟﺪ ‪ ،‬وﺟﺪة أم اﻷب وأخ ﻷم ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺠﺪة أم اﻷب اﻟﺴﺪس ﻷﻧﮭﺎ ﺟﺪة ﺻﺤﯿﺤﺔ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺠﺪ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸخ ﻷم ﻟﺤﺠﺒﮫ ﺑﺎﻟﺠﺪ اﺗﻔﺎﻗﺎً ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج وأم وﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻷﺧﻮة ﻷم ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة وﻟﻸﺧﻮة ﻷم اﻟﺜﻠ ﺚ ﯾﺘﻘﺎﺳ ﻤﻮﻧﮫ ﻓﯿﻤ ﺎ ﺑﯿ ﻨﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴ ﻮﯾﺔ ﻟﻌ ﺪم‬
‫وﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ اﺑﻦ وأﺧﺘﯿﻦ ﻷم وأخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸﺧﺘﯿﻦ ﻷم ﻟﺤﺠﺒﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪.‬‬

‫ﻣﺴﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬
‫ﺳﺘﺔ ﻻ ﯾﺴﻘﻄﻮن ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺮاث ‪ :‬اﻟﺰوﺟﺎن واﻷﺑﻮان ووﻟﺪ اﻟﺼﻠﺐ ﻓﺈذا وﺟﺪ أي واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮرﯾﺜﮫ ‪ ،‬ﻗﺪ ﯾُﺤْﺠَ ﺐ‬
‫ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺣﺠﺐ ﻧﻘﺼﺎن وﻟﻜﻦ ﻻﯾﺤﺠﺒﻮن ﺣﺠﺐ ﺣﺮﻣ ﺎن أﺑ ﺪاً وھ ﻢ ‪ :‬اﻟﺰوﺟ ﺎن ‪ -‬اﻟ ﺰوج واﻟﺰوﺟ ﺔ ‪ ،‬واﻷﺑ ﻮان ‪ :‬اﻷب واﻷم ‪،‬‬
‫ووﻟﺪ اﻟﺼﻠﺐ ‪ :‬اﻻﺑﻦ واﻟﺒﻨﺖ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬

‫اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات اﻷﺷﻘﺎء ﯾﺴﻤﻮن ﺑﻨﻲ اﻷﻋﯿﺎن‪ ،‬ﻷن ﻋﯿﻦ اﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬واﻷﺧﻮة ﻷب ﯾﺴﻤﻮن ﺑﻨﻲ اﻟﻌﻼت‪ ،‬واﻟﻌﻠﺔ ھﻲ اﻟﻀﺮة ﻷن‬
‫اﻷب واﺣﺪ واﻷﻣﮭﺎت ﺿﺮاﺋﺮ ‪ ،‬واﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻷم ﯾﺴﻤﻮن ﺑﻨﻲ اﻷﺧﯿﺎف ﻻﺧﺘﻼف ﻧﺴﺒﮭﻢ‪ ،‬ﯾﻘﺎل اﻟﻨﺎس أﺧﯿﺎف أي ﻣﺨﺘﻠﻔﻮن‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬

‫ﻓﻲ اﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك واﻷخ اﻟﻤﺸﺌﻮم ‪ :‬اﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك ‪ :‬اﻟﺬي ﻟﻮﻻه ﻟﺤﺮﻣﺖ أﺧﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺮاث وﻟﮫ ﻣﺜﺎﻻن‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﺘﯿﻦ ﺻﻠﺒﯿﺘﯿﻦ وﺑﻨﺖ اﺑﻦ واﺑﻦ اﺑﻦ ھﻮ أﺧﻮھﺎ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺼﻠﺒﯿﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ واﺑﻦ ا ﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ ﻓﻠﻮﻻ اﻷخ ﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻟﺤﺮﻣﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺮاث‬
‫ﺣﯿﺚ أﺧــﺬت اﻟﺒﻨﺘﺎن اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ وﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻓﺮض ﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﻜﺎن وﺟﻮد أﺧﯿﮭﺎ ﺑﺮﻛﺔ ﻟﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﺎت ﻋﻦ أﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ وأﺧﺖ ﻷب وأخ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺸ ﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜ ﺎن واﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻷﺧ ﺖ ﻷب وﻟ ﻸخ ﻷب ﺗﻌﺼ ﯿﺒﺎً ﻟﻠ ﺬﻛﺮ ﻣﺜ ﻞ ﺣ ﻆ اﻻﻧﺜﯿ ﯿﻦ ﻓﻠ ﻮﻻ اﻷخ ﻟﻸﺧ ﺖ ﻷب ﻟﺴ ﻘﻄﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻤﯿ ﺮاث‬
‫ﻻﺳﺘﻐﺮاق اﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ﻟﻠﺜﻠﺜﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﻜﺎن وﺟﻮد أﺧﯿﮭﺎ ﺑﺮﻛﺔ ﻟﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻷخ اﻟﻤﺸﺌﻮم ‪:‬‬
‫ھﻮ اﻟﺬي ﻟﻮﻻه ﻟﻮرﺛﺖ أﺧﺘﮫ وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎﺗﺖ ﻋﻦ زوج وأم وأب وﺑﻨﺖ وﺑﻨﺖ اﺑﻦ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪ ،‬وﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟ ﻮارث وﻟ ﻸب اﻟﺴ ﺪس ﻟﻮﺟ ﻮد اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث اﻟﻤﺆﻧ ﺚ وﺣﻘ ﮫ أن‬
‫ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻷﻧﮫ اﻟﻌﺎﺻﺐ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻟﮫ ﺷﻲء وﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻻﻧﻔﺮادھﺎ‪ ،‬وﻟﺒﻨﺖ‬
‫اﻻﺑﻦ اﻟﺴﺪس ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ﻣﻊ اﻟﺼﻠﺒﯿﺔ وأﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ‪ ١٢‬وﺗﻌﻮل إﻟﻰ ‪. ١٥‬‬
‫وﻟﻮ وﺟﺪ ﻣﻊ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ ھﻮ أخ ﻟﮭ ﺎ ﻟﺴ ﻘﻂ وﺳ ﻘﻄﺖ ﻣﻌ ﮫ ﻣ ﻦ اﻟﻤﯿ ﺮاث ﻻﺳ ﺘﻐﺮاق اﻟﻔ ﺮوض اﻟﺘﺮﻛ ﺔ‪ ،‬وﻷﻧﮭ ﺎ ﺣﯿﻨﺌ ﺬ ﺻ ﺎرت‬
‫ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺄﺧﯿﮭﺎ وﻻ إرث ﻟﻠﻌﺼﺒﺎت إذا اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ اﻟﻔﺮوض اﻟﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫وﯾﻜﻮن أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ‪ ١٢‬وﺗﻌﻮل إﻟﻰ ‪ ١٣‬وﺣﯿﻨﺌﺬ ﻛﺎن وﺟﻮد اﻷخ وﺑﺎﻻً ﻋﻠﻰ أﺧﺘﮫ‪.‬‬
‫أﺣﻜﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄوﻻد اﻷم ‪:‬‬
‫‪ .١‬أن اﻟﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜﻰ ﻓﻲ اﻹرث ﺳﻮاء‪ ،‬ﻓﺈذا اﻧﻔﺮد اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﺴُﺪس ذﻛﺮاً ﻛﺎن أو أﻧﺜﻰ وإذا ﻛﺎﻧﻮا اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ اﺷ ﺘﺮﻛﻮا‬
‫ﻓﻲ اﻟﺜﻠﺚ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ اﻷﻧﺜﻰ‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن اﻷخ ﻻﯾﻌﺼﺐ أﺧﺘﮫ ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻻﺑﻦ واﻟﺒﻨﺖ واﺑﻦ اﻻﺑﻦ وﺑﻨﺖ اﻻﺑ ﻦ واﻷخ اﻟﺸ ﻘﯿﻖ ﻣ ﻊ اﻻﺧ ﺖ اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ واﻷخ ﻷب ﻣ ﻊ‬
‫اﻷﺧﺖ ﻷب‪.‬‬
‫ﺪة‬ ‫ﻼف اﻟﻘﺎﻋ‬ ‫ﺮث ﺧ‬ ‫ﻚﯾ‬ ‫ﻊ ذﻟ‬ ‫ﺄﻧﺜﻰ وﻣ‬ ‫ﺪﻟﻲ ﺑ‬ ‫ﻨﮭﻢ ﯾ‬ ‫ﺬﻛﺮ ﻣ‬ ‫‪ .٣‬أن اﻟ‬
‫اﻟﻤﺸﮭﻮرة ‪ :‬ﻛﻞ ذﻛﺮ أدﻟﻰ ﺑﺄﻧﺜﻰ ﻻ ﯾﺮث ﺑﺎﻟﻔﺮض‪.‬‬
‫‪ .٤‬أﻧﮭﻢ ﯾﺮﺛﻮن ﻣﻊ ﻣﻦ أدﻟﻮا ﺑﮫ وذﻟﻚ ﺧﻼف اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﻌﺮوﻓ ﺔ ‪ ،‬ﻛ ﻞ ﻣ ﻦ أدﻟ ﻰ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﺣﺠﺒﺘ ﮫ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻮاﺳ ﻄﺔ ﻓ ﺄوﻻد اﻷم ﯾﺮﺛ ﻮن‬
‫ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻊ أﻧﮭﻢ ﯾﺪﻟﻮن ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘﺎﻋﺪة‪.‬‬
‫‪ .٥‬أﻧﮭﻢ ﯾﺤﺠﺒﻮن ﻣﻦ أدﻟﻮا ﺑﮫ ﺣﺠﺐَ ﻧﻘﺼﺎن ﻷﻧﮭﻢ ﯾﺪﻟﻮن ﺑﺎﻷم وﯾﺤﺠﺒﻮﻧﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺚ إﻟﻰ اﻟﺴُﺪس ﺑﺨﻼف ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻮرﺛﺔ ﺣﯿﺚ‬
‫ﻻ ﯾﺆﺛﺮ اﻟﻮارث ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أدﻟﻰ ﺑﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﺠﺮﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪٣٥٧‬‬
‫ﺳُﻤﯿﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻘﻮل اﻷﺷﻘﺎء ﻟﻌﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ‪ :‬ھﺐ أﺑﺎﻧﺎ ﺣﺠﺮاً ﻓﻲ اﻟﯿﻢﱢ وﺗﺴﻤﻰ أﯾﻀﺎً ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻛﺔ‪ .‬وﺻﻮرﺗﮭﺎ ﻣﺎﺗﺖ وﺗﺮﻛﺖ زوﺟﮭﺎ‬
‫وأﻣﺎً وأﺧﻮة ﻷم وأﺧﻮة أﺷﻘﺎء‪ .‬ﻓﻠﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ وﻟﻸم اﻟﺴﺪس وﻟﻸﺧﻮة ﻷم اﻟﺜﻠﺚ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸﺷﻘﺎء ‪ .‬وھﺬا ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ وأﺣﻤﺪ ‪،‬‬
‫أﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﯿﮭﺪر اﻷب وﯾﺸﺎرﻛﻮن اﻷﺧﻮة ﻷم ﻓﻲ اﻟﺜﻠﺚ ﺑﺸﺮوط ﺛﻼث ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن ﯾﻜﻮن اﻷﺧﻮة ﻷم ﻓﻮق اﻟﻮاﺣﺪ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وأﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﺼﺒﺔ أﺧﻮة ﻷب ‪.‬‬
‫‪ -٣‬وأن ﯾﻜﻮن اﻷﺷﻘﺎء ذﻛﻮراً ﻓﻘﻂ أو ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﻮا إﻧﺎﺛﺎً ﯾﻔﺮض ﻟﮭﻦ وﺗﻌﻮل اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وﻻ ﺗﺸﺮﯾﻚ‪.‬‬

‫ﺟﺪول أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ‪:‬‬

‫)‪(٢‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫أﺣﻮال اﻟﺰوج‬

‫اﻟﻨﺼﻒ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟ ﻮارث )اﻟﻮﻟ ﺪ اﻟﺮﺑ ﻊ ﻋﻨ ﺪ وﺟ ﻮد اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث ) اﻟﻮﻟ ﺪ أو وﻟ ﺪ‬ ‫)‪(٢‬‬
‫اﻻﺑﻦ (‪.‬‬ ‫أو وﻟﺪ اﻻﺑﻦ( وإن ﻧﺰل‪.‬‬

‫)‪(٢‬‬ ‫أﺣ ﻮال اﻟﺰوﺟ ﺔ ) ‪( ١‬‬

‫اﻟﺮﺑﻊ ﻋﻨﺪ ﻋ ﺪم اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث " اﻟﻮﻟ ﺪ اﻟ ﺜﻤﻦ ﻋﻨ ﺪ وﺟ ﻮد اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث )اﻟﻮﻟ ﺪ أو وﻟ ﺪ‬ ‫أو اﻟﺰوﺟﺎت‬
‫اﻻﺑﻦ(‪.‬‬ ‫أو وﻟﺪ اﻻﺑﻦ " وإن ﻧﺰل‪.‬‬ ‫)‪(٢‬‬
‫) ‪(٣‬‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫أﺣﻮال اﻷب‬
‫ﯾﺮث ﺑ ﺎﻟﻔﺮض ﻓﻘ ﻂ اﻟﺴ ﺪس ﻋﻨ ﺪ ﯾ ﺮث ﺑ ﺎﻟﻔﺮض ﻣ ﻊ ﯾ ﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ ﻓﻘ ﻂ ﻋﻨ ﺪ‬ ‫)‪(٣‬‬
‫وﺟ ﻮداﻻﺑﻦ أو اﺑ ﻦ اﻻﺑ ﻦ وإن اﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﺒﻨﺖ ﻋﺪم اﻟﻮﻟﺪ أو وﻟﺪ اﻻﺑﻦ‪.‬‬
‫أو ﺑﻨ ﺖ اﻻﺑ ﻦ وإن ﻧ ﺰل‬ ‫ﺳﻔﻞ‪.‬‬
‫أﺑﻮھﺎ‪.‬‬

‫‪٣٥٨‬‬
 ‫) ‪(٣‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫أﺣﻮال اﻷم‬
‫ﺗﺮث اﻟﺴﺪس ﻣﻊ وﺟ ﻮد اﻟﻮﻟ ﺪ أو ﺗﺮث ﺛﻠﺚ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺎل ﻋﻨ ﺪ ﺗ ﺮث ﺛﻠ ﺚ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻋﻨ ﺪ ﻋ ﺪم‬ ‫)‪(٣‬‬
‫وﻟﺪ اﻻﺑﻦ أو اﻻﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻣﻦ ﻋ ﺪم اﻟﻮﻟ ﺪ ووﻟ ﺪ اﻻﺑ ﻦ ھ ﺆﻻء اﻟﻤ ﺬﻛﻮرﯾﻦ ﺑﻌ ﺪ‬
‫وﻋﺪم اﻻﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻣ ﻦ ﻓ ﺮض أﺣ ﺪ اﻟ ﺰوﺟﯿﻦ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻣﻄﻠﻘﺎً‪.‬‬
‫ﻣﺴ ﺄﻟﺘﯿﻦ ھﻤ ﺎ ‪ :‬أ( زوج‬ ‫اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻣﻄﻠﻘﺎً‬
‫وأب وأم ‪.‬‬
‫ب( زوﺟﺔ وأب وأم‬
‫وھ ﻲ ﻣﺜ ﻞ أﺣ ﻮال اﻷم ﻣ ﻊ اﻷب ﻟﮭ ﺎ اﻷﺧ ﻮة اﻻﺷ ﻘﺎء أو ﻷب اﻟﻤُﻌْﺘَ ﻖُ إذا ﻣ ﺎت وﺗ ﺮك‬ ‫أﺣﻮال اﻟﺠﺪ‬
‫اﻷب ﻋﻨ ﺪ ﻓﻘ ﺪ ﺛﻠ ﺚ ﻣ ﺎ ﯾﺒﻘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ وﻛ ﺬﻟﻚ اﻷﺧ ﻮات اﺑ ﻦ ﻣُﻌْﺘِﻘِ ﮫِ وﺟ ﺪه ﻓ ﻼ‬ ‫) ‪(٣‬‬
‫اﻷب وﯾﺨﺎﻟﻔﮫ ﻓ ﻲ ﻓ ﺮض أﺣ ﺪ ﯾﺤﺠﺒ ﻮن ﺑ ﺎﻷب اﺗﻔﺎﻗ ﺎً ﺷ ﻲء ﻟﻠﺠ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻮﻻء‬
‫اﻟﺰوﺟﯿﻦ وﻟﮭ ﺎ ﻣ ﻊ وﻻ ﯾﺤﺠﺒ ﻮن ﺑﺎﻟﺠ ﺪ إﻻ إﺟﻤﺎﻋﺎً وﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ﻣﻜ ﺎن‬ ‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﻨﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺠ ﺪ أب ﻓ ﻸب اﻟﻤﻌﺘ ﻖ‬ ‫اﻟﺠﺪ ﺛﻠﺚ اﻟﺠﻤﯿﻊ‪ .‬ﻋﻨﺪ اﻹﻣﺎم أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‬
‫ﺳ ﺪس اﻟ ﻮﻻء ﻋﻨ ﺪ أﺑ ﻲ‬
‫ﯾﻮﺳﻒ‬

‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫أﺣ ﻮال اﻟﺠ ﺪة أو ) ‪( ١‬‬

‫اﻟﺴﺪس ﻟﻠﻮاﺣﺪة أو اﻷﻛﺜﺮ إذا اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ ﻣﻨﮭﻦ ﺗﺤﺠﺐ اﻟﺒﻌﯿﺪة‪ .‬ﯾﺴ ﻘﻄﻦ ﺑ ﺎﻷم ﺳ ﻮاء ﻛ ﻦ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﺪات‬
‫ﺟﮭﺔ اﻷب أو ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻷم ‪.‬‬ ‫ﻛ ﻦ ﺻ ﺤﯿﺤﺎت ﺑﺸ ﺮط‬ ‫)‪(٣‬‬
‫اﻟﺘﺴﺎوي ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ‪.‬‬
‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫أﺣ ﻮال ﺑﻨ ﺎت ) ‪( ١‬‬
‫اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ ﻣﻨﮭﻦ ﺗﺤﺠﺐ اﻟﺒﻌﯿﺪة‪ .‬اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد‬ ‫اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻮاﺣﺪة‬ ‫اﻟﺼُﻠﺐ‬
‫اﻻﺑﻦ‪.‬‬ ‫ا ﻟﻤﻨﻔ ﺮدة ﻋﻤ ﻦ ﯾﻌﺼ ﺒﮭﺎ‬
‫وﻋﻤﻦ ﯾﺸﺎرﻛﮭﺎ‪.‬‬

‫) ‪(٦‬‬ ‫) ‪(٥‬‬ ‫)‪(٤‬‬ ‫) ‪(٣‬‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫أﺣ ﻮال ﺑﻨ ﺎت )‪(١‬‬

‫اﻹرث‬ ‫ﻻ ﯾ ﺮﺛﻦ ﻣ ﻊ ﻻ ﯾ ﺮﺛﻦ ﻣ ﻊ‬ ‫ﺮﺛﻦ‬ ‫ﯾ‬ ‫ﺎن‬ ‫اﻟﺜﻠﺜ‬ ‫ﻒ‬ ‫اﻟﻨﺼ‬ ‫اﻻﺑﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ‬ ‫اﻟﺼ ﻠﺒﯿﺘﯿﻦ‬ ‫اﻻﺑﻦ‪.‬‬ ‫اﻟﺴ ﺪس ﻣ ﻊ‬ ‫ﯿﻦ‬ ‫ﻟﻼﻧﺜﯿ‬ ‫ﺪة‬ ‫ﻟﻠﻮاﺣ‬ ‫) ‪(٦‬‬
‫ﻣ ﻊ اﺑ ﻦ‬ ‫ﻓ ﺄﻛﺜﺮ إﻻ إذا‬ ‫ﺖ‬ ‫اﻟﺒﻨ‬ ‫ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻋﻨ ﺪ‬ ‫اﻟﻤﻨﻔﺮدة ﻋﻨﺪ‬
‫اﻻﺑﻦ‪.‬‬ ‫وُﺟِ ﺪَ ﻣﻌﮭ ﻦ‬ ‫ﺪة‬ ‫اﻟﻮاﺣ‬ ‫ﻋ ﺪم وﻟ ﺪ‬ ‫ﻋ ﺪم وﻟ ﺪ‬
‫ﻣﻌﺼﺐ‪.‬‬ ‫اﻟﺼﻠﺒﯿﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺼﻠﺐ‪.‬‬ ‫اﻟﺼﻠﺐ‪.‬‬

‫) ‪(٥‬‬ ‫) ‪(٤‬‬ ‫) ‪(٣‬‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫أﺣ ﻮال اﻷﺧ ﻮات ) ‪(١‬‬

‫ﯾﺴ ﻘﻄﻦ ﺑ ﺎﻻﺑﻦ‬ ‫ﯾﺮﺛﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ﯾﺼ ﺮن ﻋﺼ ﺒﺔ‬ ‫اﻟﺜﻠﺜ ﺎن ﻟﻼﻧﺜﯿ ﯿﻦ‬ ‫اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻮاﺣﺪة‬ ‫اﻟﺸﻘﯿﻘﺎت‬
‫واﺑﻨ ﮫ وإن ﻧ ﺰل‬ ‫ﻣﻊ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﻣ ﻊ اﻟﺒﻨ ﺎت أو‬ ‫ﺎﻋﺪاً‬ ‫ﻓﺼ‬ ‫اﻟﻤﻨﻔ ﺮدة ﻋﻤ ﻦ‬ ‫)‪(٥‬‬
‫وﺑ ﺎﻷب اﺗﻔﺎﻗ ﺎً‬ ‫) ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ( ﺑﻨ ﺎت اﻻﺑ ﻦ‬ ‫ﻋﻨﺪﻋ ﺪم ﻣ ﻦ‬ ‫ﯾﻌﺼ ﺒﮭﺎ وﻋﻤﱠ ﻦ‬
‫وﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑ ﻲ‬ ‫) ﻋﺼ ﺒﺔ ﻣ ﻊ‬ ‫‪.‬‬ ‫ذﻛﺮ ﻣﻊ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ‬ ‫ﯾﺸ ﺎرﻛﮭﺎ وﻋ ﺪم‬
‫ﺣﻨﯿﻔﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻐﯿﺮ ( ‪.‬‬ ‫ﺪم أخ‬ ‫وﻋ‬ ‫اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث‬
‫ﺷﻘﯿﻖ‪.‬‬ ‫واﻷﺻﻞ اﻟﻮارث‬
‫اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬

‫) ‪(٧‬‬ ‫) ‪(٦‬‬ ‫)‪(٥‬‬ ‫) ‪(٤‬‬ ‫) ‪(٣‬‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫أﺣ ﻮال اﻷﺧ ﻮاتِ ) ‪(١‬‬
‫ﯾﺴ ﻘﻄﻦ‬ ‫ﯾﺼ ﺮن‬ ‫اﻟﺜﻠﺜ ﺎن اﻟﺴ ﺪس ﯾﺼ ﺮن ﯾﺴ ﻘﻄﻦ‬ ‫اﻟﻨﺼ ﻒ‬ ‫ﻷب‬
‫ﺑ ﺎﻻﺑﻦ‬ ‫ﻋﺼﺒﺔ ﻣ ﻊ‬ ‫ﻟﻼﺛﻨ ﯿﻦ ﻣ ﻊ اﻷﺧ ﺖ ﻋﺼ ﺒﺔ ﺑ ﺎﻻﺧﺘﯿﻦ‬ ‫ﻟﻠﻮاﺣ ﺪة‬ ‫)‪(٧‬‬
‫واﺑﻨ ﮫ وإن‬ ‫اﻟﺒﻨ ﺎت أو‬ ‫ﻓﺼ ﺎﻋﺪاً اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ ﺑﺎﻷخ ﻷب اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺘﯿﻦ‬ ‫اﻟﻤﻨﻔ ﺮدة‬
‫ﺰل‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ‬ ‫ﻋﻨ ﺪ ﻋ ﺪم اﻟﻤﻔ ﺮدة ) ﻋﺼ ﺒﺔ إﻻ إذا ﻛ ﺎن‬ ‫ﻋﻨ ﺪ ﻋ ﺪم‬
‫وﺑ ﺎﻷب‬ ‫)ﻋﺼ ﺒﺔ‬ ‫ﻦ‬ ‫ﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ (‪ .‬ﻣﻌﮭ‬ ‫اﻟﺸ ﻘﯿﻖ ﺗﻜﻤﻠ‬ ‫ﻦ‬ ‫ﻣ‬
‫ﺎً‬ ‫اﺗﻔﺎﻗ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ(‪.‬‬ ‫ﻣﻌﺼﺐ‪.‬‬ ‫ﺪم اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ‪.‬‬ ‫وﻋ‬ ‫ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ أو‬

‫‪٣٥٩‬‬
‫وﺑﺎﻟﺠ ﺪ‬ ‫ﺮع‬ ‫اﻟﻔ‬ ‫ﯾﺸ ﺎرﻛﮭﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻹﻣ ﺎم‬ ‫اﻟ ﻮارث‬ ‫ﺪم‬ ‫وﻋ‬
‫أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ‬ ‫واﻷﺻ ﻞ‬ ‫ﺮع‬ ‫اﻟﻔ‬
‫وﺑ ﺎﻷخ‬ ‫اﻟ ﻮارث‬ ‫اﻟ ﻮارث‬
‫ﺪ‬ ‫ﻋﻨ‬ ‫اﻟﺬﻛﺮ ‪.‬‬ ‫واﻷﺻ ﻞ‬
‫اﻟﺸ ﻘﯿﻖ‬ ‫اﻟ ﻮارث‬
‫واﻷﺧ ﺖ‬ ‫ﺬﻛﺮ‬ ‫اﻟ‬
‫اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ‬ ‫ﺪم‬ ‫وﻋ‬
‫إذا ﺻ ﺎرت‬ ‫اﻟﺸ ﻘﯿﻖ‬
‫ﻋﺼﺒﺔ ﻣ ﻊ‬ ‫واﻟﺸﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺒﻨ ﺖ أو‬
‫ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ‪.‬‬

‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫أﺣﻮال أوﻻد اﻷم‬

‫اﻟﺴﺪس ﻟﻠﻮاﺣﺪ اﻟﻤﻨﻔﺮد ذﻛ ﺮًا اﻟﺜﻠ ﺚ ﻟﻼﺛﻨ ﯿﻦ ﻓﺼ ﺎﻋﺪًا ﻻ ﯾﺮﺛ ﻮن ﺷ ﯿﺌﺎً ﻣ ﻊ اﻟﻔ ﺮع‬
‫ﻛﺎن أو أﻧﺜﻰ ﻋﻨﺪ ﻋ ﺪم اﻟﻔ ﺮع ﯾﺴﺘﻮي ﻓﯿ ﮫ اﻟ ﺬﻛﻮر واﻹﻧ ﺎث اﻟﻮارث ﻣﻄﻠﻘﺎً وﻻ ﻣﻊ اﻷﺻﻞ‬ ‫)‪(٣‬‬
‫اﻟ ﻮارث واﻷﺻ ﻞ اﻟ ﻮارث ﻋﻨ ﺪ ﻋ ﺪم اﻟﻔ ﺮع اﻟ ﻮارث اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ ‪.‬‬
‫واﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬

‫ﺗﻠﺨﯿﺺ ‪:‬‬
‫ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﻀﺢ أن ﻓﺮض اﻟﻨﺼﻒ ﻟﺨﻤﺴﺔ ھﻢ ‪:‬‬
‫اﻟﺰوج‪ ،‬اﻟﺒﻨﺖ‪ ،‬ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ‪ ،‬اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ‪ ،‬اﻷﺧﺖ ﻷب‪.‬‬
‫واﻟﺮﺑﻊ ﻻﺛﻨﯿﻦ ھﻤﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺰوج ‪ ،‬واﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺜﻤﻦ ﻟﻮاﺣﺪ ‪:‬‬
‫اﻟﺰوﺟﺔ أو اﻟﺰوﺟﺎت‪.‬‬
‫واﻟﺜﻠﺜﺎن ﻷرﺑﻌﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺒﻨﺎت ‪ ،‬وﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ ‪ ،‬واﻷﺧﻮات اﻟﺸﻘﯿﻘﺎت واﻷﺧﻮات ﻷب‪.‬‬
‫واﻟﺜﻠﺚ ﻻﺛﻨﯿﻦ‪:‬‬
‫اﻷم ‪ ،‬وأوﻻد اﻷم ‪.‬‬

‫واﻟﺴُﺪس ﻟﺴﺘﺔ ‪:‬‬

‫اﻷب‪ ،‬اﻟﺠﺪ‪ ،‬اﻷم ‪ ،‬وﻟﺪ اﻷم ‪ ،‬ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ‪ ،‬اﻷﺧﺖ ﻷب‪.‬‬

‫اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ ‪:‬‬

‫اﻟﺘﱠﻌﺼﱡﺐ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬اﻟﻘﻮة واﻟﺸﺪ واﻹﺣﺎﻃﺔ ‪ -‬ﯾﻘﺎل ﻟﻠﻌﻤﺎﻣﺔ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺤﯿﻂ ﺑﺎﻟﺮأس ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻹﺻﻄﻼح ‪ :‬ھﻮ اﻹرث ﺑﻼ ﺗﻘﺪﯾﺮ ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﻨﺎ ﺑﻼ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﯾﺨﺮج اﻹرث ﺑﺘﻘﺪﯾﺮ وھﻮ اﻷرث ﺑﺎﻟﻔﺮوض اﻟﻤﻘﺪرة‪.‬‬
‫واﻟﻌﺼﺒﺔ ﺟﻤﻊ ﻋﺎﺻﺐ‪ ،‬وﻋﺼﺒﺔ اﻟﻤﯿﺖ أھﻠﮫ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺤﯿﻄﻮن ﺑﮫ وﯾﺸﺪون ﻣﻦ أزره‪.‬‬
‫واﻟﻌﺎﺻﺐ ھﻮ ‪ :‬اﻟﻮارث ﺑﺪون ﺗﻘﺪﯾﺮ ‪.‬‬
‫وﻗﻮﻟﻨﺎ ‪ :‬اﻟﻮارث ﺑﺪون ﺗﻘﺪﯾﺮ ﯾﺨﺮج اﻟﻮارث ﺑﺘﻘﺪﯾﺮ وھﻮ اﻟﻮارث ﺑﺎﻟﻔﺮض ‪.‬‬

‫أﻗﺴﺎم اﻟﻌﺼﺒﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﺼﺒﺔ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ ‪:‬‬
‫أ( ﻋﺼﺒﺔ ﻧﺴﺒﯿﺔ ‪.‬‬
‫ب( ﻋﺼﺒﺔ ﺳﺒﺒﯿﺔ ‪.‬‬
‫أﻗﺴﺎم اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث أﻗﺴﺎم ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ ‪.‬‬

‫‪٣٦٠‬‬
 ‫‪ -٣‬ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻋﺼﺒﺔ اﻟﻨﻔﺲ‬

‫اﻟﻌﺎﺻﺐ ﺑﻨﻔﺴﮫ ‪:‬‬

‫ﻛﻞ ذﻛﺮ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺘﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ أﻧﺜﻰ وﺣﺪھﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ھﻢ اﻟﻮارﺛﻮن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل إﻻ ﺛﻼﺛﺔ وھﻢ اﻟﺰوج واﻷخ ﻷم واﻟﻤﻌﺘ ﻖ وھ ﻢ اﻻﺑ ﻦ‪ ،‬واﺑ ﻦ اﻻﺑ ﻦ وإن ﻧ ﺰل‪ ،‬واﻷب‬
‫واﻟﺠﺪ وإن ﻋﻼ‪ ،‬واﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ‪ ،‬واﻷخ ﻷب ‪ ،‬واﺑﻦ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ‪ ،‬واﺑﻦ اﻷخ ﻷب ‪ ،‬واﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪ ،‬واﻟﻌﻢ ﻷب ‪ ،‬واﺑﻦ اﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪،‬‬
‫واﺑﻦ اﻟﻌﻢ ﻷب‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﺻﺐ ﺑﻨﻔﺴﮫ ‪:‬‬

‫وأﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﺻﺐ ﺑﻨﻔﺴﮫ أﻧﮫ إذا اﻧﻔﺮد أﺧﺬ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺮﻛﺔ ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن ﻣﻌﮫ ﺻ ﺎﺣﺐ ﻓ ﺮض أو أﻛﺜ ﺮ أﺧ ﺬ ﻣ ﺎ ﺑﻘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ أﺻ ﺤﺎب‬
‫اﻟﻔﺮوض‪ ،‬وإن اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ اﻟﻔﺮوض اﻟﺘﺮﻛﺔ ﺳﻘﻂ ﻓﻼ ﯾﺮث ﺷﯿﺌﺎً إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﺻ ﺐ اﻻﺑ ﻦ أو اﻷب ﻓ ﻼ ﯾﺤﺮﻣ ﺎن أﺑ ﺪاً ‪ ،‬ﻟﻘ ﻮل اﻟﻨﺒ ﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " أﻟﺤﻘﻮا اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﺑﺄھﻠﮭﺎ ﻓﻤﺎ ﺑﻘـﻰ‬
‫ﻓﮭﻮ ﻷوﻟﻰ رﺟﻞ ذﻛﺮ " ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪.‬‬
‫ﺟﮭﺎت اﻟﻌﺼﻮﺑﺔ وﺗﺮﺗﯿﺐ اﻹرث ﺑﮭﺎ‬
‫ﺟﮭﺎت اﻟﻌﺼﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ أرﺑﻌﺔ وﺗﺮﺗﯿﺒﮭﺎ ﻓﻲ اﻹرث ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫‪ -٢‬ﺛﻢ اﻷﺑﻮة ‪.‬‬ ‫‪ -١‬اﻟﺒﻨﻮة‬

‫‪ -٤‬ﺛﻢ اﻟﻌﻤﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬ﺛﻢ اﻷﺧﻮة‪.‬‬
‫وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ‪:‬‬
‫‪ -٢‬ﺛﻢ أﺻﻠﮫ ‪.‬‬ ‫‪ -١‬ﺟﺰء اﻟﻤﯿﺖ‬
‫‪ -٤‬ﺛﻢ ﺟﺰء ﺟﺪه وإن ﻋﻼ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬ﺛﻢ ﺟﺰء أﺑﯿﮫ‬

‫ﻓﯿﺮﺟﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺼﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺑﺎﻟﺠﮭﺔ أوﻻً ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﻤﺬﻛﻮر وﺛﺎﻧﯿﺎً ﺑﻘﺮب اﻟﺪرﺟﺔ وﺛﺎﻟﺜﺎً ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺮاﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ .١‬ﻓﺄوﻟﻰ اﻟﻌﺼﺒﺎت ﺑﺎﻟﻤﯿﺮاث ﺟﺰء اﻟﻤﯿﺖ أي ﺑﻨﻮه ﺛﻢ ﺑﻨﻮھﻢ وإن ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﺄﺻﻠﮫ اﻷب وإن ﻋﻼ ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﺠﺰء أﺑﯿﮫ أي اﻷﺧﻮة اﻷﺷﻘﺎء ﺛﻢ اﻷﺧﻮة ﻷب ﺛﻢ اﻷﺧﻮة اﻷﺷﻘﺎء وإن ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر ﺛﻢ أﺑﻨﺎء اﻷﺧﻮة ﻷب وإن‬
‫ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﻓﺈن ﻋﺪم ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ﻓﺠﺰء ﺟﺪه وإن ﻋﻼ أي ﻓﺮع اﻟﻌﻤﻮﻣﺔ أي أﻋﻤﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻷﺷﻘﺎء ﺛﻢ اﻷﻋﻤﺎم ﻷب ﺛﻢ أﺑﻨﺎء اﻷﻋﻤﺎم اﻷﺷﻘﺎء وإن‬
‫ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر ﺛﻢ أﺑﻨﺎء اﻷﻋﻤﺎم ﻷب وإن ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺬﻛﻮر ﺛﻢ أﻋﻤﺎم أﺑﻲ اﻟﻤﯿﺖ ﺛﻢ ﺑﻨﻮھﻢ وإن ﻧﺰﻟﻮا ‪ ،‬ﺛﻢ أﻋﻤﺎم ﺟﺪه‪،‬‬
‫ﺛﻢ ﺑﻨﻮھﻢ وإن ﻧﺰﻟﻮا‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺴﺎوي ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ ﯾﺮﺟﻊ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺮاﺑﺔ‪ ،‬ﻓ ﺎﻷخ اﻟﺸ ﻘﯿﻖ ﯾﻘ ﺪم ﻋﻠ ﻰ اﻷخ ﻷب وﻛ ﺬا اﻷﺧ ﺖ اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ إذا‬
‫ﺻﺎرت ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺖ أو ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺤﺠﺐ اﻷخ ﻷب واﻷﺧﺖ ﻷب ‪ -‬وأﯾﻀﺎً اﺑﻦ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﯾﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻷخ اﻷب‪.‬‬
‫وﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل ‪:‬‬
‫اﻻﺑﻦ أوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷب ﻷﻧﮫ أﺳﺒﻖ ﺟﮭﺔ ‪.‬‬
‫واﻷب أوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﺪ ﻷﻧﮫ أﻗﺮب ﻣﻨﺰﻟﺔ‪.‬‬
‫واﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ أوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷخ ﻷب ﻷﻧﮫ أﻗﻮى ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺠﻌﺒﺮي ﻣﺸﯿﺮاً إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ‪:‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﺠﮭﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﺛﻢ ﺑﻘﺮﺑﮫ *** وﺑﻌﺪھﻤﺎ اﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮةاﺟﻌﻼ‬

‫‪ .٢‬اﻟﻌﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ھﻲ ﻛﻞ أﻧﺜﻰ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻓﺮض ﺻﺎرت ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺬﻛﺮ وﺷﺎرﻛﺘﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﻌﺼﯿﺐ وﺗﺜﺒﺖ ﻷرﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻮة وھﻦ اﻟﻼﺗﻲ ﻓﺮﺿﮭﻦ اﻟﻨﺼﻒ واﻟﺜﻠﺜﺎن‪.‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺒﻨﺖ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻻﺑﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛ ﺎن أﺧﺎھ ﺎ أو اﺑ ﻦ ﻋﻤﮭ ﺎ اﻟ ﺬي ﻓ ﻲ ﻣﻨﺰﻟﺘﮭ ﺎ أو اﺑ ﻦ ﻋﻤﮭ ﺎ اﻟ ﺬي أﻧﻘ ﺺ ﻣﻨﮭ ﺎ إذا‬
‫اﺣﺘﺎﺟﺖ إﻟﯿﮫ وﯾُﺴﻤﻰ اﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻷﺧﺖ ﻷب ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻷخ ﻷب ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺤُﻜﻢ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺻﻨﺎف اﻷرﺑﻌﺔ أن ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣ ﻆ اﻷﻧﺜﯿ ﯿﻦ واﻟ ﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﺎت وﺑﻨ ﺎت اﻻﺑ ﻦ ﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫ﯾُﻮﺻﯿﻜﻢ اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ" ‪.‬‬
‫واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻮات اﻟﺸﻘﯿﻘﺎت واﻷﺧﻮات ﻷب ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬

‫‪٣٦١‬‬
 ‫" وإن ﻛﺎﻧﻮا إﺧﻮة رﺟﺎﻻً وﻧﺴﺎءً ﻓﻠﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ" ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ‪ :‬ھﻲ ﻛﻞ أﻧﺜﻰ ﺗﺼﯿﺮ ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ أﻧﺜﻰ أﺧﺮى وﺗﺜﺒﺖ ﻟﺼﻨﻔﯿﻦ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺖ ﻓﺄﻛﺜﺮ أو ﻣﻊ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻷﺧﺖ ﻷب ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺖ ﻓﺄﻛﺜﺮ أو ﻣﻊ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ " اﺟﻌﻠﻮا اﻷﺧﻮات ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺎت ﻋﺼﺒﺔ"‪ .‬وﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد " أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﻀﻰ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ھﻲ ‪ :‬ﺑﻨﺖ وﺑﻨﺖ اﺑﻦ وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‪ .‬أن ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ وﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﺴﺪس واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﺖ‪ ،‬ﻓﺪل ذﻟـﻚ ﻋﻠ ـﻰ أن اﻷﺧ ﻮات‬
‫ﻋﺼﺒﺎت ﺣﯿﺚ أﻋﻄﺎھﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ واﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﻧﺺ ﻓﻲ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ واﻷﺧﺖ ﻷب ﻣﻘﯿﺴﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫ب‪ .‬اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﺻﺐ اﻟﺴﺒﺒـﻲ‪ :‬ھﻮ اﻟﻤ ﻮﻟﻰ اﻟﻤُﻌﺘِ ﻖ ) ﺑﻜﺴ ﺮ اﻟﺘ ﺎء ( ذﻛ ﺮاً ﻛ ﺎن أو أﻧﺜ ﻰ ‪ ،‬واﻹرث ﺑ ﺎﻟﻮﻻء ھ ﻮ إرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ وﻟﻜﻨ ﮫ‬
‫ﻣﺆﺧﺮ ﻋﻦ اﻹرث ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺳﺒﻖ أن ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻹرث اﻟﻮﻻء وھﻮ ﻋﺼﻮﺑﺔ ﺳﺒﺒﮭﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻤُﻌْﺘِﻖِ ﻋﻠﻰ رﻗﯿﻘﮫ ﺑ ﺎﻟﻌﺘﻖ‪ ،‬ﻓ ﺈذا أﻋﺘ ﻖ إﻧﺴ ﺎن ﻋﺒ ﺪه أو‬
‫أﻣﺘﮫ ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﺘﻖ ﺛﺒﺖ ﻟﮫ وﻻؤه وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ إرث اﻟﺴﯿﺪ ﻣﻦ ﻋﺘﯿﻘــــــﮫ‪ ،‬ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ "‬
‫إﻧﻤﺎ اﻟﻮﻻء ﻟﻤﻦ أﻋﺘﻖ " ‪ ) .‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ( ‪.‬‬

‫ﺣُﻜﻤﮫ ‪:‬‬
‫أن اﻟﻤُﻌْﺘِﻖَ‪ ،‬إذا اﻧﻔﺮد أﺧﺬ ا ﻟﺘﺮﻛﺔ وإذا ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﺻﺤﺎب ﻓﺮوض ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﺑﻌﺪ ﻓﺮوﺿﮭﻢ ‪ -‬ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﻮﺟ ﺪ اﻟﻤﻌﺘ ﻖ‬
‫ﻓﺎﻟﻤﯿﺮاث ﻟﻌﺼﺒﺘﮫ اﻟﺬﻛﻮر ﻟﻺرث ﺑﺎﻟﻮﻻء ﺷﺮط واﺣﺪ ھﻮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ ﻟﺬا ﻓﺈن ﻣﯿﺮاﺛﮫ ﯾﺆﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ وﻟﻜﻨﮫ‬
‫ﯾﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﺮد وﻋﻠﻰ ﻣﯿﺮاث ذوي اﻷرﺣﺎم‪.‬‬
‫ﻗﺎﻋﺪة ‪:‬‬
‫إذا اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻮارث ﺳﺒﺒﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺎن ورث ﺑﮭﻤﺎ ‪-:‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎﺗﺖ ﻋﻦ زوﺟﮭﺎ وھﻮ اﺑﻦ ﻋﻤﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﮫ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً واﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎت ﻋﻦ اﺑﻨﻲ ﻋﻢ أﺣﺪھﻤﺎ أخ ﻷم ‪ ،‬ﻟﻸخ ﻷم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً وﯾﻜﻮن اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﮭﻤﺎ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ‪.‬‬

‫أﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ‪ ٣‬ﺑﻨﺎت ‪ ،‬و ‪ ٣‬أﺧﻮات ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺎت اﻟﺜﻠﺜﺎن واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﻮات ﻷب ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻷﻧﮭﻦ ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺑﻨﺖ ‪ ،‬وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺑﻨﺖ اﺑﻦ ‪ ،‬وأﺧﺖ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﻨﺼﻒ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﺖ ﻷب ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺛﻼث ﺑﻨﺎت اﺑﻦ ‪ ،‬وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ وأخ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﺒﻨﺎت اﻻﺑﻦ اﻟﺜﻼث اﻟﺜﻠﺜﺎن واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸخ ﻷب ﻷﻧﮫ ﻣﺤﺠﻮب ﺑﺎﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٥‬زوﺟﺔ وﺑﻨﺘﻲ اﺑﻦ وأﺧﺖ ﻷب ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔاﻟﺜﻤﻦ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪ ،‬وﻟﺒﻨﺘﻲ اﻻﺑﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸﺧﺖ ﻷب اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﺟﺪة ﻷب ‪ ،‬وأم وﺑﻨﺖ‪ ،‬وﺑﻨﺖ اﺑﻦ ‪ ،‬واﺑﻦ اﺑﻦ ‪ ،‬وزوﺟﺔ ﻣﺴﯿﺤﯿﺔ ‪:‬‬
‫ﻻﺷﻲء ﻟﻠﺠﺪة ﻷب ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻷم‪ ،‬وﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً ﻻﻧﻔﺮادھﺎ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻻﺑﻦ اﻻﺑ ﻦ‬
‫وﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ﻷن ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻣﻊ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﻋﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ ﺳﻮاء ﻛﺎن أﺧﺎھﺎ أو اﺑﻦ ﻋﻤﮭﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﺎﻧﻊ ﻣ ﻦ‬
‫إرﺛﮭﺎ وھﻮ اﺧﺘﻼف دﯾﻨﮭﺎ ﻋﻦ دﯾﻦ اﻟﻤُﻮرﱢث‪.‬‬
‫ﻦ‪،‬‬ ‫ﺖ اﺑ‬ ‫ﮫ ‪ ،‬وﺑﻨ‬ ‫ﻞ ﻷﺑﯿ‬ ‫ﻦ ﻗﺎﺗ‬ ‫ﯿﻦ ‪ ،‬واﺑ‬ ‫ﺪة ﻷم ‪ ،‬وأم ‪ ،‬وﺑﻨﺘ‬ ‫‪ -٧‬ﺟ‬
‫واﺑﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﺠﺪة ﻷم ﻟﺤﺠﺒﮭﺎ ﺑﺎﻷم ‪ ،‬وﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺘ ﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜ ﺎن ﻓﺮﺿ ﺎً‪ ،‬وﻻ ﺷ ﻲء ﻟﻼﺑ ﻦ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ‬
‫ﻷن اﻟﻘﺘﻞ ﯾﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺮاث ﻓﮭﻮ ﻛﺎﻟﻤﻌﺪوم ﻻ ﯾﻌﺼﺐ أﺧﻮاﻧﮫ وﻻ ﯾﺤﺠﺐ ﻏﯿﺮه وﻟﺬا ﻓﮭﻮ ﻻ ﯾﺤﺠﺐ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ وﻻ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ‪ -‬وﺑﺎﻗﻲ‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻣﻊ اﺑﻦ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً وإﻧﻤﺎ ﻋﺼﺒﺖ ﺑﮫ ﻣﻊ أﻧﮫ أﺳﻔﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻟﺤﺎﺟﺘﮭﺎ إﻟﯿﮫ ﻻﺳﺘﻐﺮاق اﻟﺒﻨﺘﯿﻦ ﻟﻠﺜﻠﺜﯿﻦ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺠﺐ ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ‪ :‬اﻟﻤﻨﻊ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﻨﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ ﻣﯿﺮاﺛﮫ ﻛﻠﮫ أو ﺑﻌﻀﮫ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﻦ ھﻮ أﺣﻖ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫أﻗﺴﺎﻣﮫ ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬ﺣﺠﺐ ﻧﻘﺼﺎن‪ :‬وھﻮ ﻧﻘﺺ ﻣﯿﺮاث أﺣﺪ اﻟﻮرﺛﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﻏﯿﺮه وھﻮ ﻟﺨﻤﺴﺔ أﺷﺨﺎص ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺰوج ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ إﻟﻰ اﻟﺮﺑﻊ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻮﻟﺪ ‪.‬‬

‫‪٣٦٢‬‬
 ‫‪ .٢‬اﻟﺰوﺟﺔ ‪ :‬ﺗُﺤﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﻊ إﻟﻰ اﻟﺜﻤﻦ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻮﻟﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻷم ‪ :‬ﺗُﺤﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺚ إﻟﻰ اﻟﺴﺪس ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻟﻮﻟﺪ أو اﻻﺛﻨﯿﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻣﻦ اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ‪ :‬ﺗﺤﺠﺒﮭﺎ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﺣﺠﺐ ﻧﻘﺼﺎن ﻓﺘﻨﻘﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ إﻟﻰ اﻟﺴُﺪس‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻷﺧﺖ ﻷب ‪ :‬ﺗﺤﺠﺒﮭﺎ اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ إﻟﻰ اﻟﺴُﺪس ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪-:‬ﺣﺠﺐ اﻟﺤﺮﻣﺎن‪ :‬وھ ﻮ ﻣﻨ ﻊ ﺟﻤﯿ ﻊ اﻟﻤﯿ ﺮاث ﻋ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻟﻮﺟ ﻮد ﻏﯿ ﺮه‪ .‬اﻟﻮرﺛ ﺔ اﻟ ﺬﯾﻦ ﯾﺤﺠﺒ ﻮن ﺣﺮﻣ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺮﺟ ﺎل وﻣ ﻦ‬
‫ﯾﺤﺠﺒﮭﻢ‪-:‬‬
‫‪-١‬اﻟﺠﺪ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪:‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷب ﻣﻄﻠﻘﺎً واﻟﺠﺪ اﻟﻘﺮﯾﺐ ﯾﺤﺠﺐ اﻟﺠﺪ اﻟﺒﻌﯿﺪ‪.‬‬
‫‪-٢‬اﺑﻦ اﻻﺑﻦ‪ -:‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻻﺑﻦ ﻷنﱠ ﻋﺼﺒﺘﮫ أﻗﺮب ﻣﻨﮫ وھﻜﺬا ﻛﻞ اﺑﻦ اﺑﻦ أﻗﺮب ﯾﺤﺠﺐ ﻣﻦ ھﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫‪-٣‬اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ‪-:‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷب اﺗﻔﺎﻗﺎً وﯾﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ"اﻻﺑﻦ وإن ﻧﺰل "‪ ،‬وﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ‪.‬‬
‫‪-٤‬اﻷخ ﻷب‪ -:‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷب اﺗﻔﺎﻗﺎً وﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔﺔ ‪ ،‬وﯾُﺤﺠﺐ أﯾﻀﺎً ﺑ ﺎﻟﻔﺮع اﻟ ﻮارث اﻟﻤ ﺬﻛﺮ ‪ ،‬وﯾُﺤﺠ ﺐ ﺑ ﺎﻷخ اﻟﺸ ﻘﯿﻖ‬
‫وﺑﺎﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ إذا أﺻﺒﺤﺖ ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻷخ ﻷم ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ اﻷب وإن ﻋﻼ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ أو اﻟﻤﺆﻧﺚ وإن ﻧﺰل ‪.‬‬
‫‪ .٦‬اﺑﻦ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪ :‬ﯾﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷب وإن ﻋﻼ ‪ ،‬أي أن اﻟﺠﺪ ﯾﺤﺠﺒﮫ ھﻨﺎ ﺑﻼ ﺧﻼف وﺑﺎﻻﺑﻦ وإن ﻧﺰل وﺑﺎﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ وﺑﺎﻷخ ﻷب‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﺑﻦ اﻷخ ﻷب ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﺑﻦ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺒﮫ‪.‬‬
‫‪ .٨‬اﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﺑﻦ اﻷخ ﻷب وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺒﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬اﻟﻌﻢ ﻷب ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺒﮫ ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬اﺑﻦ اﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﻌﻢ ﻷب وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺒﮫ ‪.‬‬
‫‪ .١١‬اﺑﻦ اﻟﻌﻢ ﻷب ‪ :‬ﯾُﺤﺠﺐ ﺑﺎﺑﻦ اﻟﻌﻢ اﻟﺸﻘﯿﻖ وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺒﮫ ‪.‬‬
‫اﻟﻮرﺛﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾُﺤﺠﺒﻮن ﺣﺠﺐ ﺣﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻹﻧﺎث وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺒﮭﻦ ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻟﺠﺪة ‪ :‬ﺗُﺤﺠﺐ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ أﻣﯿﺔ أو أﺑﻮﯾﺔ ﺑﺎﻷم ﻣﻄﻠﻘﺎً واﻟﺠﺪة اﻷﺑﻮﯾﺔ ﺗُﺤﺠَﺐُ ﺑﺎﻻﺑﻦ واﻟﺠﺪة اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ ﺗَﺤْﺠِﺐُ اﻟﺠﺪة اﻟﺒﻌﯿﺪة‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ‪ :‬ﯾﺤﺠﺒﮭﺎ اﻻﺑﻦ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪة أو أﻛﺜﺮ‪ ،‬وﯾﺤﺠﺒﮭﺎ اﺛﻨﺘﺎن أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻨ ﺎت ﻷﻧﮭ ﻦ ﯾﺴ ﺘﻐﺮﻗﻦ اﻟﻔ ﺮض إﻻ إذا ﻛ ﺎن‬
‫ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻌﺼّﺐ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﯿﻘﺔ‪ :‬ﯾﺤﺠﺒﮭﺎ اﻷب اﺗﻔﺎﻗﺎً وﺗﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔـﺔ‪،‬وﯾﺤﺠﺒﮭﺎ اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻷﺧﺖ ﻷب ‪ :‬ﯾﺤﺠﺒﮭﺎ اﻷب اﺗﻔﺎﻗﺎً ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ‪ ،‬وﺗﺤﺠﺐ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪ أﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ ‪ ،‬وﺗﺤﺠ ﺐ ﺑ ﺎﻟﻔﺮع اﻟ ﻮارث اﻟﻤ ﺬﻛﺮ وإن ﻧ ﺰل ‪، ،‬‬
‫وﺗﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ واﻟﺸﻘﯿﻘﺔ اﻟﻤﻌﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ إﻻ إذا وﺟﺪ ﻣﻌﮭﺎ آﺧﺮ ﯾﻌﺼﺒﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻷﺧﺖ ﻷم ‪ :‬ﺗُﺤﺠﺐ ﺑﺎﻷﺻﻞ اﻟﻤﺬﻛﺮ واﻟﻔﺮع اﻟﻮارث ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻛﺮاً أو أﻧﺜﻰ ‪.‬‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻋﻠﻢ أن ھﻨﺎك ﺳﺘﺔ ﻻ ﯾﺄﺗﻰ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺣﺠﺐ ﺣﺮﻣﺎن وھﻢ اﻟﺰوج واﻟﺰوﺟﺔ واﻷب واﻷم واﻹﺑﻦ واﻟﺒﻨﺖ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻮرﺛﺔ ﻓﻘﺪ ﯾﺪﺧﻞ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺣﺠﺐ اﻟﺤﺮﻣﺎن ‪.‬‬

‫أﺻﻮل اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ‪:‬‬

‫ﻗﺪ رأﯾﻨﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﺜﺎل اﻷخ اﻟﻤﺸﺌﻮم أﻧﻨﺎ ﻗﻠﻨﺎ أن أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻛﺬا وﺗﻌﻮل إﻟﻰ ﻛﺬا ﻓﻤﺎ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ؟ وﻣﺎ اﻟﻌَﻮْل؟‬
‫أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪:‬‬
‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﻣﺎ ﯾُﺒﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻏﯿﺮه ‪.‬‬
‫وأﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﺻﻄﻼح ‪ :‬ھﻮ أﻗﻞ ﻋﺪد ﺗﺨﺮج ﻣﻨﮫ ﺳﮭﺎﻣﮭﺎ ﺑﻼ ﻛﺴﺮ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻒ ﻧُﺨَﺮﱢجُ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪:‬‬

‫إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﯿﺮاث واﻟﻔﺮوض اﻟﻤﻘﺪرة ﻓﯿﮭﺎ ﻧﺠﺪ أﻧﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﻛﺴﻮر ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻞ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻓﯿﮭ ﺎ ھ ﻮ ﻣﺨ ﺎرج اﻟﻜﺴ ﻮر‪،‬‬
‫وﻣﺨﺮج ﻛﻞ ﻛﺴﺮ ﻣﻨﻔﺮد ھﻮ أﻗﻞ ﻋﺪد ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ اﻟﻜﺴﺮ ﻣﻨﮫ واﺣﺪاً ﺻﺤﯿﺤﺎً ‪ ،‬أو ﺑﻌﺒ ﺎرة أﺧ ﺮى ھ ﻮ ﻣﻘ ﺎم اﻟﻜﺴ ﺮ اﻟ ﺪال ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﺮض‬
‫ﻓﻤﺨﺮج اﻟﻨﺼﻒ ) اﺛﻨﺎن ( واﻟﺜﻠﺚ ) ﺛﻼﺛﺔ ( واﻟﺴُﺪس ) ﺳﺘﺔ ( وﻣﺨﺮج اﻟﻜﺴﺮ اﻟﻤُﻜﺮر ھﻮ ﻣﺨﺮج اﻟﻤﻔﺮد ﻓﺎﻟﺜﻠﺜﺎن ﺛﻼﺛﺔ ‪ ،‬واﻟﺴﺪﺳﺎن‬
‫ﺳﺘﺔ وھﻜﺬا ‪.‬‬
‫وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﯿﺮاث ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻮرﺛﺔ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﺠﺪ أﻧﮭﺎ ﻻﺗﺨﺮج ﻋﻦ إﺣﺪى اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺜﻼث اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ‪:‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن اﻟﻮرﺛﺔ ﻛﻠﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮭﻢ ﯾﻜﻮن ﺑﻌﺪد رؤوس اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ إن ﻛﺎﻧﻮا‬
‫ذﻛﻮراً ﻓﻘﻂ ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﺧﻮة أﺷﻘﺎء ‪ ،‬ﻓﺄﺻ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﯾﻜ ﻮن ﺑﻌ ﺪد رؤوﺳ ﮭﻢ ﺧﻤﺴ ﺔ ﻓﺘﻘﺴ ﻢ اﻟﺘﺮﻛ ﺔ إﻟ ﻰ ﺧﻤﺴ ﺔ أﻗﺴ ﺎم ﻟﻜ ﻞ أخ ﻗﺴ ﻢ أي‬
‫ﺧُﻤﺲ اﻟﺘﺮﻛﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬وإن ﻛﺎﻧﻮا ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً ﻓﻠﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻻﻧﺜﯿﯿﻦ ﻓﻨﺠﻌﻞ اﻟﺬﻛﺮ رأﺳﯿﻦ واﻷﻧﺜﻰ رأﺳﺎً واﺣﺪاً ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻨ ﺎء وأرﺑ ﻊ‬
‫ﺑﻨﺎت ‪.‬‬
‫ﻓﻌﺪد رؤوس اﻷﺑﻨﺎء ﺳﺘﺔ وﻋﺪد رؤوس اﻟﺒﻨﺎت أرﺑﻌﺔ ﻓﻤﺠﻤﻮع اﻟﺮؤوس ﻋﺸﺮة وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻜﻞ اﺑﻦ اﺛﻨﺎن ﻣﻦ ﻋﺸﺮة وﻟﻜ ﻞ‬
‫ﺑﻨﺖ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬

‫‪٣٦٣‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻮرﺛﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺮض واﺣﺪ وﻋﺼﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮭﻢ ھﻮ ﻣﺨ ﺮج اﻟﻔ ﺮض اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻓﯿﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓﻨﻌﻄ ﻲ ﺻ ﺎﺣﺐ‬
‫اﻟﻔﺮض ﻓﺮﺿﮫ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﺎﺻﺐ إن وﺟﺪ ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج وﺛﻼﺛﺔ أﺑﻨﺎء ﻟﻠﺰوج اﻟﺮﺑﻊ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫اﻟﺘﺮﻛ ﺔ واﻟﺒ ﺎﻗﻲ وھ ﻮ ﺛﻼﺛ ﺔ‬ ‫ﻓﺄﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺮج ﻓﺮض اﻟﺰوج وھﻮ اﻟﺮﺑﻊ وﻣﺨﺮﺟﮫ أرﺑﻌﺔ ﻟﻠﺰوج واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﺔ‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ ‪.‬‬ ‫ﻟﻸﺑﻨﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ واﺣﺪ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬
‫‪٤‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﺮض ﻓﺄﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ھﻮ أﻗﻞ ﻋﺪد ﯾﺨﺮج ﻣﻨﮫ ﻓﺮوﺿﮭﺎ ﺑﻼ ﻛﺴ ﺮ‪ ،‬وﺑﻌﺒ ﺎرة أﺧ ﺮى ھ ﻮ أﻗ ﻞ‬
‫‪١‬‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﺒﺴﯿﻂ ﻟﮭﺬه اﻟﻜﺴـــــــﻮر‬ ‫ﻋﺪد ﯾﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎرج ﻓﺮوﺿﮭﺎ ﺑﻼ ﻛﺴﺮ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ‬
‫‪٤‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺮوف ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺎت وﻣﺜﺎﻟﮫ ‪:‬‬
‫أخ ﻷب‬ ‫أﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ‬ ‫زوﺟﺔ‬ ‫‪ -‬ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ‬
‫اﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﺒﺴﯿﻂ ﻟﮭﻤﺎ ﻧﺠﺪ أﻧﮫ ‪ ١٢‬ھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ وھﻮ‬ ‫‪٢‬‬ ‫اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ﺛﻼﺛﺔ وﺑﺈﯾﺠﺎد اﻟﻌﺎﻣﻞ‬‫ﻓﻤﺨﺮج اﻟﺮﺑﻊ أرﺑﻌﺔ وﻣﺨﺮج ‪١‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٤‬‬
‫ﻟﻸخ ﻷب ﻓﺈذا ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻣﺎ أﺧﺬه ﻛﻞ وارث ﻧﺠﺪ ‪١٢ = ١ + ٨ + ٣‬‬ ‫واﻟﺒﺎﻗﻲ وھﻮ‬ ‫وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وھﻮ‬
‫وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ھﻠﻚ ﻋﻦ زوﺟﺔ وﺑﻨﺘﯿﻦ وأب‪:‬‬
‫‪١‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪١٢‬‬
‫ھﻠﻚ ﻋﻦ‬
‫‪١٢‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫وأب‬ ‫وﺑﻨﺘﯿﻦ‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫اﻟﺜﻤﻦ ﻣﺨﺮﺟﮫ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺜﻠﺜﺎن ﻣﺨﺮﺟﮭﻤﺎ ﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬واﻟﺴﺪس ﻣﺨﺮﺟﮫ ﺳﺘﺔ واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﺒﺴﯿﻂ ‪ ٢٤‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪.‬‬
‫= ‪٢٤‬‬
‫‪٦١+‬اﻟﺒﺎﻗﻲ ‪+‬اﻟﺒﺎﻗﻲ‬ ‫‪٢‬وﻟﻸب اﻟﺴﺪس‬
‫وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ ١‬وﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن‬
‫وﺑﺠﻤﻊ اﻷﻧﺼﺒﺎء ﻧﺠﺪ‪٣ ٢٤ = ١ + ٤ + ١٦ + ٣٨‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ‬

‫ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‬ ‫‪٢٤‬‬
‫‪١‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪٢٤‬‬
‫ﻣﺜﺎل ﺛﺎﻟﺚ ‪:‬‬
‫‪١٦‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫ھﻠﻚ ﻋﻦ‬
‫‪٢٤‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫أخ ﻷب‬ ‫وﺑﻨﺖ اﺑﻦ أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬ ‫ﺑﻨﺖ‬
‫ﻣﺤﺠﻮب ﺑﺎﻷﺧﺖ‬ ‫اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‬ ‫‪١‬‬
‫‪١‬‬
‫واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﺒﺴﯿﻂ ‪ ٦‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‬ ‫‪٦‬‬
‫ﺳﺘﺔ‬ ‫ُﺪس‬ ‫ﺴ‬ ‫اﻟ‬ ‫وﻣﺨﺮج‬ ‫اﺛﻨﺎن‬
‫‪٢‬‬ ‫ﻣﺨﺮج اﻟﻨﺼﻒ‬
‫واﻷخ ﻷب‬ ‫ﻋﺼ ﺒﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻐﯿ ﺮ‬ ‫وﻟﻸﺧﺖ اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ‪١‬‬ ‫اﻟﺴﺪس‬
‫وﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ ‪٣‬‬ ‫ﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ‬
‫‪٦‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫ﻣﺤﺠﻮب ﺑﺎﻟﺸﻘﯿﻘﺔ‪.‬‬
‫‪٢‬‬ ‫وﺑﺠﻤﻊ اﻷﻧﺼﺒﺎء ﻧﺠﺪ ‪ ٦ = ٢ + ١ + ٣‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫ﻣﺜﺎل راﺑﻊ‪:‬‬
‫ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ‬
‫أخ ﻷب‬ ‫أخ ﺷﻘﯿﻖ‬ ‫أم‬
‫ﻣﺨﺮج اﻟﺴُﺪس ﺳﺘﺔ وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪.‬‬
‫وﻻ ﺷﻲء ﻟﻸخ ﻷب ﻷﻧﮫ ﻣﺤﺠﻮب ﺑﺎﻟﺸ ﻘﯿﻖ‬ ‫واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻸخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‬ ‫ﻟﻮﺟﻮد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة‬ ‫ﻟﻸم اﻟﺴﺪس ﻓﺮﺿﺎً ‪١‬‬
‫‪١‬‬ ‫ﻣﺤﺠﻮب‬ ‫ﺎ‬
‫ً‬ ‫ﺗﻌﺼﺒ‬ ‫اﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫وإﻧﻤﺎ ﺣﺠﺒﮫ ﻣﻊ أﻧﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ واﺣﺪة وﻓﻲ درﺟﺔ واﺣﺪة ﻷن اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ أﻗﻮى ﻗﺮاﺑﺔ ﻣﻦ اﻷخ ﻷب وﻧﻼﺣﻆ أن اﻷخ ﻷب ﻣﻊ ﻛﻮﻧﮫ‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٦‬‬ ‫اﻟﺒﺎﻗﻲ‪ .‬ﺗﻌﺼﺒﺎً‬
‫اﻷم ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺚ إﻟﻰ اﻟﺴُﺪس‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﻘﯿﻖ‪٥‬‬
‫ﻣﺤﺠﻮﺑﺎً ﯾﺆﺛﺮ ﻣﻊ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﻓﻲ ﺣﺠﺐ‬
‫‪٦‬‬
‫وﺑﺠﻤﻊ اﻷﻧﺼﺒﺎء ﻧﺠﺪ ‪ ٦ = ٥ + ١‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻋﺪد أﺻﻮل ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﯿﺮاث ‪:‬‬
‫اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﯾُﻤﻜﻦ ﺗﺄﺻﯿﻞ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﮭﻮر ‪.‬‬
‫اﺛﻨﺎن ‪،‬وﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬وأرﺑﻌﺔ ‪ ،‬وﺳﺘﺔ ‪ ،‬وﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ‪ ،‬واﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ‪ ،‬وأرﺑﻊ وﻋﺸﺮون‪.‬‬
‫‪ -١‬وھﺬه اﻷﺻﻮل ﻗﺪ ﺗﺴﺎوﯾﮭﺎ ﺳﮭﺎم ﻓﺮوض اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وﺣﯿﻨﺌﺬ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ‪ :‬ھﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﺎوت ﺳ ﮭﺎم‬
‫‪١‬‬ ‫ﻓﺮوﺿﮭﺎ أﺻﻠﮭﺎ وﻣﺜﺎﻟﮭﺎ ‪١ :‬‬
‫زوج وأﺧﺖ ﻷب‬
‫‪٢‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸﺧﺖ ﻷب اﻟﻨﺼﻒ ﻹﻧﻔﺮادھﺎ ‪ ،‬ﻣﺨﺮج اﻟﻨﺼﻒ اﺛﻨﺎن وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻠﺰوج واﺣﺪ ﻣﻦ اﺛﻨﯿﻦ‬
‫وﻟﻸﺧﺖ ﻷب واﺣﺪ ﻣﻦ اﺛﻨﯿﻦ‬
‫وﺑﺠﻤﻊ ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮوض ﻧﺠﺪھﺎ ﻣﺴﺎوﯾﺔ ﻟﻸﺻﻞ ‪ ٢ = ١ + ١‬ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺎدﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﻓﺈذا ﻧﻘﺼﺖ ﺳﮭﺎم ﻓﺮوض اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻦ أﺻﻠﮭﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ‪ :‬ھﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﻘﺼ ﺖ ﺳ ﮭﺎم ﻓﺮوﺿ ﮭﺎ‬
‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻋﻦ أﺻﻠﮭﺎ وﻣﺜﺎﻟﮭﺎ‪:‬‬
‫وأخ ﺷﻘﯿﻖ‬ ‫وﺑﻨﺘﯿﻦ‬ ‫أم‬
‫‪٢‬‬ ‫ً‬ ‫ﺗﻌﺼﯿﺒﺎ‬ ‫اﻟﺒﺎﻗﻲ‬ ‫‪١‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٣٦٤‬‬
‫ﻣﺨ ﺮج اﻟﺴُ ﺪس ﺳ ﺘﺔ وﻣﺨ ﺮج اﻟﺜﻠﺜ ﯿﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ واﻟﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻤﺸ ﺘﺮك اﻷﺻ ﻐﺮ ﺳ ﺘﺔ وھ ﻮ أﺻ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻟ ﻸم واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﺳ ﺘﺔ‬
‫ﻓﺈذا ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮﺿﯿﻦ ﻧﺠﺪ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺴﺎوي أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪ ٥ = ٤ + ١‬ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻧﺎﻗﺼ ﺔ‬ ‫وﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ‬
‫ﻷن أﺻﻠﮭﺎ ‪ ٦‬وأﻣﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ وھﻮ واﺣﺪ ﻓﮭﻮ ﻧﺼﯿﺐ اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪ .‬وﻟﻮ وﺿﻌﻨﺎ ﻣﻜﺎن اﻷخ اﻟﺸﻘﯿﻖ أب ﻟﻜﺎن ﻟ ﮫ اﻟﺴ ﺪس واﺣ ﺪ‬
‫‪١‬‬
‫‪٦‬‬ ‫ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺎدﻟﺔ‪.‬‬
‫‪٤‬‬
‫ﻓﺮوض اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﻠﮭﺎ ﺗُﺴﻤﻰ ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻤﺎ‬ ‫‪ .٣‬وإذا زادت ﺳﮭﺎم‬
‫‪٦‬‬
‫اﻟﻌﻮل ؟ وﻣﺎ اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮل ‪.‬‬
‫اﻟﻌَﻮْل ‪:‬‬
‫اﻟﻌﻮل ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬اﻟﻤﯿﻞ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻹﺻﻄﻼح ‪ :‬زﯾﺎدة ﺳﮭﺎم ﻓﺮوض اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﻠﮭﺎ ‪.‬‬
‫وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻧﻘﺺ اﻷﻧﺼﺒﺎء ﻷن ﻛﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺮض ﯾُﻌﻄﻲ ﻓﺮﺿﮫ اﺳﻤﺎً ﻻ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ إذا ﻛﺎن أﺻﻠﮭﺎ ﻣﺜﻼً ﻣﻦ ﺳﺘﺔ وﻋﺎﻟﺖ‬
‫ﻷﻧﮭﺎ ﻋﺎﻟﺖ ﺑﻮاﺣﺪ وﻧﺴﺒﺔ اﻟﻮاﺣﺪ إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻌﺔ ﺳﺒﻊ‬ ‫إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻛﺎن ﻧﻘﺺ ﺳﮭﻢ ﻛﻞ وارث ﺳﺒﻌﺎً‬
‫ﻷﻧﮭ ﺎ ﻋﺎﻟ ﺖ ﺑ ﺎﺛﻨﯿﻦ‪ ،‬وﻧﺴ ﺒﺔ اﻷﺛﻨ ﯿﻦ إﻟ ﻰ‬ ‫وإن ﻛﺎن أﺻﻠﮭﺎ ﺳﺖ وﻋﺎﻟﺖ إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﻛﺎن ﻧﻘﺺ ﺳﮭﻢ ﻛﻞ وارث رﺑﻌﺎً‬
‫وھﻜﺬا‬ ‫‪١‬‬
‫=‬ ‫اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫وﻟﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮل ‪:‬‬
‫‪٧‬‬ ‫‪٤‬‬
‫ﯾُﻌﺮف اﻟﻌﻮل ﺑﺄﻧﮫ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺳﮭﺎم ذوي اﻟﻔﺮوض وﻧﻘﺼﺎن ﻣﻦ ﻣﻘﺎدﯾﺮ أﻧﺼﺒﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻹرث ‪.‬‬
‫‪١١‬‬ ‫اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮل ‪٢ :‬‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪٨‬‬
‫ﻗﻠﻨﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن أﺻﻮل اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻨﮭﺎ أرﺑﻌﺔ ﻻ ﺗﻌﻮل وھﻲ‬
‫اﺛﻨﯿﻦ وﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬وأرﺑﻌﺔ ‪ ،‬وﺛﻤﺎﻧﯿﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺒﺎﻗﯿﺔ ﺗﻌﻮل وھﻲ‪-:‬‬
‫ﺳﺘﺔ‪ ،‬واﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ‪ ،‬وأرﺑﻊ وﻋﺸﺮون‬
‫ﻓﺄﻣﺎ أﺻﻞ اﻟﺴﺘﺔ ‪ :‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ وإﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ وإﻟﻰ ﺗﺴﻌﺔ وإﻟﻰ ﻋﺸﺮة‬
‫ﻣﺜﺎﻟﮫ ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ‪:‬‬

‫وأﺧﺘﺎن ﺷﻘﯿﻘﺘﺎن‬ ‫زوج‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫اﺛﻨﯿﻦ وﻣﺨﺮج اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ﺛﻼﺛﺔ واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺳﺘﺔ وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ‬‫‪٣‬‬ ‫اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻣﺨﺮج اﻟﻨﺼﻒ‬
‫‪٢‬‬ ‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ‬
‫وﺑﺈﻋﻄﺎء اﻟﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﺛﻼﺛﺔ واﻟﺸﻘﯿﻘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ أرﺑﻌﺔ ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻤ ﻮع ﺳ ﮭﺎم اﻟﻔ ﺮوض ﺳ ﺒﻌﺔ ﻓﺄﺻ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺳ ﺘﺔ وﻗ ﺪ ﻋ ﺎل إﻟ ﻰ‬
‫ﺳﺒﻌﺔ ‪.‬‬
‫‪٧/٦‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوج‬
‫‪٢‬‬ ‫ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫وﻣﺜﺎل ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬
‫زوج وأﺧﺘﺎن ﻷب وأخ ﻷم‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ وﻟﻸﺧﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸخ ﻷم اﻟﺴُﺪس واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﺑ ﯿﻦ اﻻﺛﻨ ﯿﻦ واﻟﺜﻼﺛ ﺔ واﻟﺴ ﺘﺔ ھ ﻮ ﺳ ﺘﺔ وھ ﻮ أﺻ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ‬
‫وﺑﺈﻋﻄﺎء اﻟﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﺛﻼﺛﺔ واﻷﺧﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ أرﺑﻌﺔ واﻷخ ﻷم اﻟﺴﺪس واﺣﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮع ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮوض ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ‪.‬‬

‫‪٨/٦‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوج‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷب‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷب‬
‫‪١‬‬ ‫أخ ﻷم‬
‫وﻣﺜﺎﻟﮫ ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺗﺴﻌﺔ ‪:‬‬
‫زوج وأﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ وأﺧﺘﯿﻦ ﻷم ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸﺧﺖ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﯿﻦ اﻻﺛﻨﯿﻦ واﻟﺜﻼﺛﺔ ھﻮ ﺳﺘﺔ وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وﺑﺈﻋﻄﺎء‬
‫اﻟﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﺛﻼﺛﺔ وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ أرﺑﻌﺔ وﻟﻸﺧﺘﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ اﺛﻨﺎن ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮع ﺳﮭـــــﺎم‬
‫اﻟﻔﺮوض ﺗﺴﻌﺔ‪.‬‬
‫‪٩/٦‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوج‬

‫‪٣٦٥‬‬
 ‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬
‫‪١‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬
‫وﻣﺜﺎل ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﻋﺸﺮة‬
‫زوج وﺷﻘﯿﻘﺘﺎن وأﺧﻮان ﻷم وأم ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸﺧﻮﯾﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ وﻟﻸم اﻟﺴﺪس واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺳﺘﺔ وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ وﺑﺈﻋﻄ ﺎء اﻟ ﺰوج‬
‫اﻟﻨﺼﻒ ﺛﻼﺛﺔ واﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ أرﺑﻌﺔ واﻷﺧﻮﯾﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ اﺛﻨﺎن‪ ،‬وﻟﻸم اﻟﺴُﺪس واﺣﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮع ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮوض ﻋﺸﺮة ‪.‬‬
‫‪١٠ / ٦‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوج‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫أخ ﻷم‬
‫‪١‬‬ ‫أخ ﻷم‬
‫‪١‬‬ ‫أم‬
‫أﻣﺎ أﺻﻞ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ‪ ،‬وﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ‪ ،‬وﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ‪:‬‬
‫وﻣﺜﺎل ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ‪:‬‬
‫زوﺟﺔ وأﺧﺘﺎن ﺷﻘﯿﻘﺘﺎن وأﺧﺖ ﻷم ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸﺧﺖ ﻷم اﻟﺴﺪس واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﯿﻦ اﻷرﺑﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛﺔ واﻟﺴﺘﺔ ‪ ١٢‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺈذا‬
‫أﻋﻄﯿﻨﺎ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ﺛﻼﺛﺔ ) ‪ ( ٣‬واﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ) ‪ ( ٨‬وﻟﻸخ ﻷم اﻟﺴﺪس اﺛﻨﺎن ) ‪ ( ٢‬ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮع ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮوض )‬
‫‪( ١٣‬‬

‫‪١٣ / ١٢‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬
‫ﻣﺜﺎﻟﮫ ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ‪:‬‬
‫زوﺟﺔ ‪ ،‬وﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ‪ ،‬وأﺧﺘﯿﻦ ﻷم ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ‪ ،‬وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن‪ ،‬وﻟﻸﺧﺘﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ‪ ،‬واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك‬
‫ﺑﯿﻦ ‪ ٣ ، ٣ ، ٤‬ھﻮ ‪ ١٢‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺈذا أﻋﻄﯿﻨﺎ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ )‪ (٣‬واﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ )‪ (٨‬واﻷﺧﺘﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ )‪ (٤‬ﯾﻜ ﻮن‬
‫ﻣﺠﻤﻮع ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮوض )‪. (١٥‬‬
‫‪١٥ / ١٢‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬

‫وﻣﺜﺎل ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ‪:‬‬

‫زوﺟﺔ وﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ‪ ،‬وأﺧﺘﯿﻦ ﻷم ‪ ،‬وأم ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮُﺑﻊ وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸﺧﺘﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ وﻟﻸم اﻟﺴُﺪس واﻟﻌﺎﻣ ﻞ اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﺑ ﯿﻦ ‪ ، ٦ ، ٣ ، ٣ ، ٤‬ھ ﻮ ‪ ١٢‬وھ ﻮ أﺻ ﻞ‬
‫اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻓ ﺈذا أﻋﻄﯿﻨ ﺎ اﻟﺰوﺟ ﺔ اﻟﺮﺑ ﻊ ‪ ، ٣‬واﻟﺸ ﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜ ﯿﻦ ‪ ، ٨‬واﻷﺧﺘ ﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠ ﺚ ‪ ، ٤‬واﻷم اﻟﺴُ ﺪس ‪ ٢‬ﯾﻜ ﻮن ﻣﺠﻤ ﻮع ﺳ ﮭﺎم‬
‫اﻟﻔﺮوض ‪. ١٧‬‬
‫‪١٧ / ١٢‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬

‫‪٣٦٦‬‬
 ‫‪٢‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷم‬
‫‪٢‬‬ ‫أم‬
‫وأﻣﺎ أﺻﻞ أرﺑﻌﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﻮل إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻓﻘﻂ وﻟﺬا ﯾُﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﺻﻞ اﻟﺒﺨﯿﻞ ‪.‬‬
‫وﻣﺜﺎﻟﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤِﻨﺒﺮﯾﱠﺔ‪:‬‬
‫زوﺟﺔ ‪ ،‬وﺑﻨﺘﺎن ‪ ،‬وأب ‪ ،‬وأم‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن وﻟﻸب اﻟﺴﺪس وﻟﻸم اﻟﺴﺪس واﻟﻌﺎﻣﻞ‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﯿﻦ ‪ ٦ ، ٦ ، ٣ ، ٨‬ھﻮ ) ‪ ( ٢٤‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺈذا أﻋﻄﯿﻨﺎ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ‪ ٣‬واﻟﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜ ﯿﻦ ‪ ١٦‬وﻟ ﻸب اﻟﺴُ ﺪس‬
‫‪ ٤،‬وﻟﻸم اﻟﺴُﺪس ‪ ٤‬ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮع ﺳﮭﺎم اﻟﻔﺮوض ) ‪. ( ٢٧‬‬
‫وﺳُﻤﯿﺖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺒﺮﯾﺔ ﻷن ﻋﻠﯿﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ﺳُﺌﻞ ﻋﻨﮭﺎ وھﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ اﻟﻜﻮﻓﺔ‬
‫ﻓﺄﺟﺎب ﻋﻨﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪٢٧ / ٢٤‬‬
‫‪٣‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫‪٨‬‬ ‫ﺑﻨﺖ‬
‫‪٨‬‬ ‫ﺑﻨﺖ‬
‫‪٤‬‬ ‫أب‬
‫‪٤‬‬ ‫أم‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪:‬‬
‫اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ ﺗﻤﺎﺛﻞ اﻟﻌﺪدﯾﻦ وﺗﺪاﺧﻠﮭﻤﺎ وﺗﺒﺎﯾﻨﮭﻤﺎ‪:‬‬
‫‪ .١‬ﺗﻤﺎﺛﻞ اﻟﻌﺪدﯾﻦ ‪ :‬ﻛﻮن أﺣﺪھﻤﺎ ﻣﺴﺎوﯾﺎً ﻟﻶﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺪد ﻛﺎﻷرﺑﻌﺔ ﻣﻊ اﻷرﺑﻌﺔ ‪ ،‬واﻟﺨﻤﺴﺔ ﻣﻊ اﻟﺨﻤﺴﺔ وھﻜﺬا ‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺗﺪاﺧﻞ اﻟﻌﺪدﯾﻦ‪ :‬ﻣﻌﻨﺎه أن ﯾﻨﻘﺴﻢ اﻷﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻗﺴﻤﺔ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﺑﻞ ﻛﺴﺮ ﻛﺎﻟﺘﺴﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺜﻼﺛﺔ واﻟﻌﺸﺮة ﻣﻊ اﻟﺨﻤﺴﺔ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﺗﻮاﻓﻖ اﻟﻌﺪدﯾﻦ ‪ :‬أﻻّ ﯾﻨﻘﺴﻢ أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ وﻟﻜﻦ ﯾﻘﺴﻤﮭﻤﺎ ﻋﺪد ﺛﺎﻟﺚ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻮاﺣ ﺪ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻗﺴ ﻤﮭﻤﺎ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻓ ﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ ﻛﺎﻟﺴﺘﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺴﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﻤﺎ ﯾﻘﺒﻼن اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ‪ ،‬وإن ﻗﺴ ﻤﮭﻤﺎ اﻷرﺑﻌ ﺔ ﻓ ﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺮﺑﻊ ﻛﺜﻤﺎﻧﯿ ﺔ ﻣ ﻊ اﺛﻨ ﻰ‬
‫ﻋﺸﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﻤﺎ ﯾﻘﺒﻼن اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ وھﻜﺬا إﻟﻰ اﻟﻌﺸﺮة‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗﺒﺎﯾﻦ اﻟﻌﺪدﯾﻦ ‪:‬ﻣﻌﻨﺎه أﻻّ ﯾﻨﻘﺴﻢ أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ وﻻ ﯾﻘﺴﻤﮭﻤﺎ ﻋﺪد ﺛﺎﻟﺚ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻛ ﺎﺛﻨﯿﻦ ﻣ ﻊ ﺛﻼﺛ ﺔ وﺧﻤﺴ ﺔ ﻣ ﻊ ﺳ ﺒﻌﺔ‬
‫وھﻜﺬا ‪.‬‬

‫ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻮرﺛﺔ ‪:‬‬

‫إذا أردﻧﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺼﯿﺐ أﺣﺪ اﻟﻮرﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺼﺤﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ أوﻻً وﻧﺒﯿﻦ ﺳﮭﺎم ﻛﻞ وارث ﺛﻢ ﻧﻀﺮب ﺳﮭﺎم ﻣﻦ ﻧﺮﯾﺪ‬
‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬وﻧﻘﺴﻢ ﺣﺎﺻﻞ اﻟﻀﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﯾﻨﺘﺞ اﻟﻨﺼﯿﺐ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫ھﻠﻜﺖ ﻋﻦ زوج وأم وأﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ واﻟﺘﺮﻛﺔ ﻣﺰرﻋﺔ ‪ ٨٠‬ھﻜﺘﺎراً‬
‫أﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ‬ ‫أم‬ ‫زوج‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬

‫ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم ‪٢‬اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻸم ‪٦‬‬
‫اﻟﺴ ﺪس ﻟﻮﺟ ﻮد ‪٣‬ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻷﺧ ﻮات وﻟﻠﺸ ﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜ ﺎن وﻣﺨ ﺮج اﻟﻨﺼ ﻒ اﺛﻨ ﺎن‬
‫‪٣‬‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺳﺘﺔ وﺑﺄﻋﻄﺎء اﻟﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ‪ ٣‬واﻷم اﻟﺴﺪس ‪ ١‬واﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ‬ ‫وﻣﺨﺮج اﻟﺴﺪس ﺳﺘﺔ وﻣﺨﺮج اﻟﺜﻠﺜﯿﻦ ﺛﻼﺛﺔ واﻟﻌﺎﻣﻞ‬
‫‪٨‬‬
‫‪ ٤‬ﻓﺄﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ) ‪ ( ٦‬وﺗﻌﻮل إﻟﻰ ) ‪ ( ٨‬وﻣﻨﮭﺎ ﺗﺼﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪:‬‬
‫× ‪ ٣٠ = ٨٠‬ھﻜﺘﺎراً‬ ‫=‬ ‫ﻓﯿﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺰوج‬
‫‪١‬‬
‫= ‪ ١٠٨‬ھﻜﺘﺎراً‬ ‫× ‪٨٠‬‬ ‫=‬ ‫وﯾﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻷم‬
‫‪ ٤‬ھﻜﺘﺎراً‬
‫‪٤٠ = ٨٠‬‬ ‫×‬ ‫وﯾﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ =‬
‫‪٨‬‬
‫ﻣﺜﺎل آﺧﺮ ‪:‬‬
‫وأﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ وأﺧﺘﯿﻦ ﻷم واﻟﺘﺮﻛﺔ ‪ ٦٠‬أﻟﻒ رﯾﺎل‪.‬‬ ‫ھﻠﻚ ﻋﻦ زوﺟﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫وﻟﻸﺧﺘﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠ ﺚ وﻣﺨ ﺮج اﻟﺮﺑ ﻊ )‪ (٤‬وﻣﺨ ﺮج اﻟﺜﻠﺜ ﯿﻦ‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٤‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن‬ ‫ﻟﻌﺪم وﺟﻮد‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ‬
‫)‪ (٣‬وﻣﺨﺮج اﻟﺜﻠﺚ )‪ (٣‬واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﯿﻦ ‪ ٣ ، ٣ ، ٤‬ھﻮ ‪ ١٢‬وھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ ‪ ٣‬وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن ‪ ٨‬وﻟﻸﺧﺘﯿﻦ ﻷم اﻟﺜﻠﺚ ‪ ٤‬أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪ ١٢‬وﻋﺎﻟﺖ إﻟﻰ ‪ ١٥‬وﻣﻨﮫ ﺗﺼﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪:‬‬
‫× ‪ ١٢.٠٠٠ = ٦٠.٠٠٠‬رﯾﺎل‪.‬‬ ‫=‬ ‫ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺰوﺟﺔ‬
‫‪٨‬‬
‫‪ ٣٢.٠٠٠‬رﯾﺎل ‪.‬‬ ‫× ‪= ٦٠.٠٠٠‬‬ ‫ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ =‬
‫‪ ١٦.٠٠٠‬رﯾﺎل ‪.‬‬ ‫× ‪٣ ٦٠.٠٠٠‬‬
‫= ‪١٥ ٤‬‬ ‫ﻧﺼﯿﺐ اﻷﺧﺘﯿﻦ ﻷم =‬
‫‪١٥ ١٥‬‬

‫‪٣٦٧‬‬
‫ﻧﻘﺴﻢ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وھﻮ ‪ ١٥‬ﺛﻢ ﻧﻀﺮب ﺧ ﺎرج اﻟﻘﺴ ﻤﺔ ﻓ ﻲ أﺟ ﺰاء ﻧﺼ ﯿﺐ ﻛ ﻞ واﺣ ﺪ ﻓﯿﻜ ﻮن ﻧﺼ ﯿﺒﮫ‬
‫ھﻜﺬا ‪:‬‬
‫= ‪٤٠٠٠‬‬ ‫= ‪١٥ ÷ ٦٠.٠٠٠‬‬ ‫ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺠﺰء‬
‫= ‪ ١٢.٠٠٠‬رﯾﺎل ‪.‬‬ ‫‪٤٠٠٠ × ٣‬‬ ‫=‬ ‫ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺰوﺟﺔ‬
‫=‪ ٣٢.٠٠٠‬رﯾﺎل ‪.‬‬ ‫‪٤٠٠٠ × ٨‬‬ ‫ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ =‬
‫= ‪ ١٦.٠٠٠‬رﯾﺎل ‪.‬‬ ‫ﻧﺼﯿﺐ اﻷﺧﺘﯿﻦ ﻷم = ‪٤٠٠٠ × ٤‬‬

‫ﻣﯿﺮاث ذوي اﻷرﺣﺎم‬

‫ﺗﻌﺮﯾﻒ ذي اﻟﺮﺣﻢ‪ :‬ذو اﻟﺮﺣﻢ ھﻮ ﻛﻞ ﻗﺮﯾﺐ ﻟﯿﺲ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﻓﺮض وﻻ ﻋﺼﺒﺔ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮫ‪ :‬اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺗﻮرﯾﺚ ذوي اﻷرﺣﺎم‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ ﻻ ﯾﺮﺛ ﻮن وﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ وأﺣﻤ ﺪ ﯾﺮﺛ ﻮن ﺑﺸ ﺮط أﻻ ﯾﻮﺟ ﺪ‬
‫ﻋﺎﺻﺐ وﻻ ذو ﻓﺮض ﻋﺪا اﻟﺰوﺟﯿﻦ وھﻮ ﻣﺮوي ﻋﻦ ﻋﻤﺮ وﻋﻠﻲّ وأﺑﻲ ﻋﺒﯿﺪة وﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ وﻋﻄﺎء وﻏﯿﺮھﻢ ‪ ) .‬وھﺬا ھﻮ‬
‫اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي (‪.‬‬
‫واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫" وأوﻟﻮا اﻷرﺣﺎم ﺑﻌﻀﮭﻢ أوﻟﻰ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ") ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ‪. ( ٧٥‬‬
‫أي ﺑﻌﻀﮭﻢ أﺣﻖ ﺑﻤﯿﺮاث ﺑﻌﺾ ﻓﯿﻤﺎ ﻛﺘﺐ اﷲ وﺣﻜﻢ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻟﻘﻮﻟﮫ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳ ﻠﻢ "اﺑ ﻦ أﺧ ﺖ اﻟﻘ ﻮم ﻣ ﻨﮭﻢ " ‪) .‬‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ (‪.‬‬
‫وﻓ ﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﻣﺮﻓﻮﻋ ﺎً ‪ " :‬اﻟﺨ ﺎل وارث ﻣ ﻦ ﻻ وارث ﻟ ﮫ ﯾﻌﻘ ﻞ ﻋﻨ ﮫ وﯾﺮﺛ ﮫ " ) رواه أﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻮ داود واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﮫ (‬
‫وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪ ( ٣٣٣٣‬وﺻﺤﺤﮫ ﻓﻲ اﻹرواء ﺑﺮﻗﻢ ) ‪.( ١٧٠٠‬‬

‫أﺻﻨﺎف ذوي اﻷرﺣﺎم ‪:‬‬

‫ھﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ذوو اﻷرﺣﺎم ﻣﻦ اﻟﻔﺮوع‪ :‬ﻛﻞ ﻣﻦ أدﻟﻰ ﺑﺄﻧﺜﻰ ﻛﺄوﻻد اﻟﺒﻨﺖ ‪ ،‬وإن ﻧﺰﻟﻮا ‪ ،‬وأوﻻد ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ذوو اﻷرﺣﺎم ﻣﻦ اﻷﺻﻮل‪ :‬ﻛﻞ ﺟﺪ ﻓﺎﺳﺪ وإن ﻋﻼ وﻛﻞ ﺟﺪة ﻓﺎﺳﺪة وإن ﻋﻠﺖ ﻛﺄب اﻷم وأم أب اﻷم‪.‬‬
‫‪ -٣‬ذوو اﻷرﺣﺎم ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﺷﻲ وھﻢ ﻓﺮﻋﺎن‪:‬‬
‫أ( ﻓﺮع أﺑﻮﯾﮫ ) ﻓﺮع اﻷﺧﻮة( وھﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ أدﻟﻰ ﺑﺄﻧﺜﻰ ﺳـﻮى اﻷﺧﻮة ﻣﻦ اﻷم ﻛ ﺎﺑﻦ اﻷﺧ ﺖ وﺑﻨ ﺎت اﻷخ وﻓ ﺮع اﻷﺧ ﻮة ﻣ ﻦ‬
‫اﻷم ﻛﺎﺑﻦ اﻷخ ﻷم وﺑﻨﺘﮫ‪.‬‬
‫ب( ﻓﺮع أﺟﺪاده "ﻓﺮع اﻟﻌﻤﻮﻣﺔ واﻟﺨﺆوﻟﺔ" ﻛﺎﻟﻌﻤﺔ واﻟﻌﻢ ﻷم واﻟﺨﺎﻟﺔ واﻟﺨﺎل ‪.‬‬

‫ﻓﺎﺋﺪة ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﻦ أدﻟﻰ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم ﻓﮭﻮ ﻣﻨﮭﻢ " ‪.‬‬
‫وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﺘﻮرﯾﺚ ذوي اﻷرﺣﺎم ﻓﻲ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻮرﯾﺜﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﻮال ﺳﻨﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮل اﻟﻤﺸﮭﻮر ﻣﻨﮭﺎ وھﻮ ‪- :‬‬
‫أن ﯾﻨﺰل ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم ﻣﻨﺰﻟﺔ أﺻﻠﮫ اﻟﻮارث اﻟﺬي ﯾُﺪﻟﻲ ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﻓﯿﺄﺧﺬ ﻣﯿﺮاﺛﮫ‪ ،‬ﻓﻮﻟﺪ اﻟﺒﻨﺖ ﯾﺄﺧﺬ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺒﻨﺖ ووﻟﺪ‬
‫اﻷﺧﺖ ﯾﺄﺧﺬ ﻧﺼﯿﺐ اﻷﺧﺖ وﺑﻨﺖ اﻷخ ﻛﺎﻷخ وھﻜﺬا ‪ ..‬وأﺣﻘﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﯿﺮاث أﺳﺒﻘﮭﻢ إﻟﻰ اﻟﻮارث ﻻ اﻟﻤﯿﺖ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺮك ﺑﻨﺖ ﺑﻨﺖ اﺑﻦ ‪ ،‬واﺑﻦ ﺑﻨﺖ ﺑﻨﺖ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﯿﺮاث ﻟﺒﻨﺖ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻟﺴﺒﻘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻮارث أي ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ‪ ،‬ﻓﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﺗﺮث ﺑ ﺎﻟﻔﺮض وﺑﺎﻟﺘﻌﺼ ﯿﺐ أﻣ ﺎ ﺑﻨ ﺖ اﻟﺒﻨ ﺖ ﻓﻠﯿﺴ ﺖ وارﺛ ﺔ‬
‫وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﻦ ذوي اﻷرﺣﺎم‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ ﺑﻨﺖ وﺑﻨﺖ أخ ﺷﻘﯿﻖ ‪:‬‬
‫ﺗﻨﺰل ﺑﻨﺖ اﻟﺒﻨﺖ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﺒﻨﺖ ﻓﻠﮭﺎ ﻣﯿﺮاﺛﮭﺎ وھﻮ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﺮﺿﺎً وﺗﻨﺰل ﺑﻨﺖ اﻷخ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻷخ وھﻮ ﯾﺮث اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪،‬وﻟﺬا ﺗﺮث ﺑﻨﺖ‬
‫اﻷخ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‪.‬‬
‫أﺣﻮال ذوي اﻷرﺣﺎم ‪:‬‬
‫ﻟﮭﻢ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻷوﻟﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻣﻨﮭﻢ واﺣﺪاً ﻓﻠﮫ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺎل ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ إن أدﻟﻰ ﺑﻌﺎﺻﺐ وﺑﺎﻟﻔﺮض واﻟﺮد إن أدﻟﻰ ﺑﺬي ﻓﺮض‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻣﻨﮭﻢ اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ وﻛﻠﮭﻢ ﯾﺪﻟﻮن ﺑﺸﺨﺺ واﺣﺪ ‪ ،‬ﻓﻠﮭﻢ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺎل ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً إن ﻛﺎن اﻟﻤﺪﻟﻰ ﺑﮫ ﻋﺼﺒﺔ‪ ،‬أو ﻟﮭﻢ‬
‫ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺎل ﻓﺮﺿﺎً ورداً إن ﻛﺎن اﻟﻤﺪﻟﻰ ﺑﮫ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺮض وﯾُﻘﺴ ﻢ اﻟﻤ ﺎل ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﺑﺎﻟﺴ ﻮﯾﺔ ﻟﻠ ﺬﻛﺮ ﻣﺜ ﻞ اﻷﻧﺜ ﻰ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺸ ﮭﻮر ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺬھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻣﻨﮭﻢ اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ واﻟﻤﺪﻟﻰ ﺑﮫ اﺛﻨﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﻨﻘﺴﻢ اﻟﻤﺎل أوﻻً ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺪﻟﻰ ﺑﮭﻢ‪ ،‬ﻛﺄن اﻟﻤﯿﺖ ﻣﺎت ﻋﻨﮭﻢ‪ ،‬ﺛﻢ ﻧﻘﺴﻢ‬
‫ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻟﻰ ﺑﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﺪﻟﻮن ﺑﮫ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ اﻷﻧﺜﻰ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ ﺛﻼث ﺧﺎﻻت وﺛﻼث ﻋﻤﺎت ‪:‬‬
‫اﻟﺨﺎﻻت ﯾﺪﻟﯿﻦ ﺑﺎﻷم واﻷم ﻣﯿﺮاﺛﮭﺎ اﻟﺜﻠﺚ‪ ،‬واﻟﻌﻤﺎت ﯾﺪﻟﯿﻦ ﺑﺎﻷب واﻷب ﻣﯿﺮاﺛﮫ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ اﺑﻨﻲ ﺑﻨﺖ ‪ ،‬وﺑﻨﺖ ﺑﻨﺖ أﺧﺮى وﺑﻨﺖ ﻋﻢ‪:‬‬

‫‪٣٦٨‬‬
‫اﺑﻨﺎ اﻟﺒﻨﺖ ﻣﺪﻟﯿﺎن ﺑﺒﻨﺖ وﺑﻨﺖ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺪﻟﯿﺔ ﺑﺒﻨﺖ أﺧﺮى واﻟﺒﻨﺘﺎن ﻟﮭﻤﺎ اﻟﺜﻠﺜﺎن ﻓﺮﺿﺎً ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﺛﻠ ﺚ وﺑﻨ ﺖ اﻟﻌ ﻢ ﻣﺪﻟﯿ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻌﻢ‬
‫واﻟﻌﻢ ﻟﮫ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬
‫إذن ﻻﺑﻨﻲ اﻟﺒﻨﺖ اﻷوﻟﻰ ﻧﺼﯿﺐ أﻣﮭﺎ اﻟﺜﻠﺚ ﯾﻘﺴﻢ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﯾﺔ وﻟﺒﻨﺖ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻧﺼ ﯿﺐ أﻣﮭ ﺎ اﻟﺜﻠ ﺚ وﻟﺒﻨ ﺖ اﻟﻌ ﻢ ﻧﺼ ﯿﺐ أﺑﯿﮭ ﺎ‬
‫وھﻮ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﻤُﻨﺎﺳَﺨﺎت‬
‫اﻟﻤﻨﺎﺳﺨﺔ ھﻲ ‪ :‬أن ﯾﻨﺘﻘﻞ ﻧﺼﯿﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻮرﺛﺔ ﺑﻤﻮﺗﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﺮث ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﻮرﺛﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻓﻠﮫ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫أﺣﻮال ‪:‬‬
‫‪ .١‬إذا ﻛﺎن ورﺛﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ھﻢ ورﺛﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻷول وﻟﻢ ﯾﻘﻊ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻓﺈن اﻟﻤﺎل ﯾُﻘﺴﻢ ﻗﺴﻤﺔ واﺣﺪة‪ .‬ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎت ﻋﻦ ﺑﻨﯿﻦ وﺑﻨﺎت أﺷﻘﺎء ﺛﻢ ﻣﺎت أﺣﺪ اﻟﺒﻨﯿﻦ وﻻ وارث ﻟﮫ ﺳــﻮى ھﺆﻻء اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات اﻷﺷﻘﺎء ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﺴﻢ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺘﺮﻛ ﺔ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وإذا ﻛﺎﻧﺖ ورﺛﺔ اﻟﻤﯿ ﺖ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻏﯿ ﺮ ورﺛ ﺔ اﻟﻤﯿ ﺖ اﻷول ﻓﯿﻠ ﺰم أن ﺗﺼ ﺤﺢ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿ ﺖ اﻷول ﺑ ﺎﻟﻄﺮق اﻟﺘ ﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎھ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎً ‪،‬‬
‫وﯾُﻌﻄﻰ ﺳﮭﺎم ﻛﻞ وارث ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﺛﻢ ﺗﺼﺤﺢ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈن اﻧﻘﺴﻤﺖ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ورﺛﺘﮫ ﻓﯿﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﺼﺤﯿﺢ اﻷول‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫ھﻠﻚ ﻋﻦ أخ وأﺧﺖ أﺷﻘﺎء‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﺎت اﻷخ ﻋﻦ اﺑﻨﯿﻦ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ‪ ٣‬ﻟﻸخ ﻣﻨﮭﺎ ‪ ٢‬وھﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ورﺛﺘﮫ ﻓﺘﺼﺤﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ أﯾﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺪول ‪- :‬‬

‫‪٣‬‬
‫‪٢‬‬ ‫ت‬ ‫‪٢‬‬ ‫أخ ﺷﻘﯿﻖ‬
‫‪١‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫اﺑﻦ‬
‫‪١‬‬ ‫اﺑﻦ‬

‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬ﺣﺮف اﻟﺘﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﺪول ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت ‪.‬‬

‫‪ .٣‬وإن ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ورﺛﺘﮫ ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎﻣﮫ‬
‫وﺑﯿﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ ورﺛﺘﮫ ) اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ( ﻣﻮاﻓﻘﺔ أو ﺗﺪاﺧﻞ أو ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎﻣﮫ وﺑﯿﻦ ھﺬا اﻟﻌﺪد ﻣﺒﺎﯾﻨﺔ وﻓﯿﮭ ﺎ ﺛ ﻼث‬
‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن ﺑﯿﻦ اﻟﺴﮭﺎم وأﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺔ أو ﺗﺪاﺧﻞ ﻓﻨﻀﺮب وﻓﻖ ھﺬا اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﺗﺼﺢ‬
‫ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أخ وأﺧﺖ أﺷﻘﺎء ﺛﻢ ﻣﺎت اﻷخ ﻋﻦ أم واﺑﻦ ‪:‬‬
‫ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻷول‬
‫أﺧﺖ‬ ‫أخ‬
‫أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪٣‬‬
‫ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫وﺑﻌﺪ ﺗﺼﺤﯿﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﯿﻦ‬ ‫اﺑﻦ‬ ‫أم‬
‫ﻧﺠﺪ أن أﺻﻠﮭﻤﺎ ‪٩‬‬ ‫ﻟﮫ اﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫‪٥‬‬ ‫‪١‬‬
‫أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ‪٦‬‬

‫‪١‬‬
‫‪٦‬‬

‫ﻧﺠﺪ أن ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎم اﻷخ وھﻲ ‪ ٢‬وﺑﯿﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ ورﺛﺘﮫ وھﻮ ‪ ٦‬ﺗﺪاﺧﻞ ﻓﻨﻀﺮب وﻓ ﻖ ‪ ٦‬وھ ﻮ ‪ ٣‬ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺪد اﻟ ﺬي‬
‫ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻷول وھﻮ ‪ ٣‬ﯾﻨﺘﺞ ‪ ٩‬وﻣﻨﮫ ﺗﺼﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن‪.‬‬

‫‪٣٦٩‬‬
 ‫ﻓﺈذا أردﻧﺎ أن ﻧﻌﺮف ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ﺑﻌﺪ ھﺬا اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﺄﺧﺬه ﻣﻀﺮوﺑﺎً ﻓﻲ وﻓﻖ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وھﻮ‬
‫ﺎً‬ ‫ﺎن ﺣﯿ‬ ‫ﺈن ﻛ‬ ‫‪٣‬‬

‫‪٣٧٠‬‬
 ‫أﺧﺬه وإن ﻛﺎن ﻣﯿﺘﺎً ﻓﻨﻘﺴﻤﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ﻓﻤﺎ ﺧﺮج ﻓﮭﻮ ﺟﺰء ﺳﮭﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﯾُﻀﺮب ﻓﯿﮫ ﺳﮭﻢ ﻛﻞ وارث‪.‬‬
‫ﻓﯿﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻷخ = ‪٦ = ٣ × ٢‬‬
‫وﻣﺎ دام ھﻮ ﻣﯿﺘﺎً ﻧﻘﺴﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺻﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ )‪ (٦‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻨﺎﺗﺞ واﺣﺪاً ﻧﻀﺮب ﻓﯿﮫ ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ‪:‬‬
‫اﻻﺑﻦ = ‪٥ = ٥ × ١‬‬ ‫اﻷم = ‪١ = ١ × ١‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺪول‬ ‫وﻧﺼﯿﺐ اﻷﺧﺖ = ‪٣ = ٣ × ١‬‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪٩ ٦‬‬ ‫‪٣‬‬
‫ت‬ ‫‪٢‬‬ ‫أخ ﺷﻘﯿﻖ‬
‫‪٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫أم‬
‫‪٥‬‬ ‫اﺑﻦ ‪٥‬‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬‬
‫وإن ﻛﺎن ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﺑﯿﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨــﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ ورﺛﺘﮫ ﻣﺒﺎﯾﻨﺔ ﻓﻨﻀﺮب ھﺬا اﻟﻌﺪد ﻛﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي‬
‫ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻷول ﻓﯿﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﺗﺼﺢ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ أخ وأﺧﺖ أﺷﻘﺎء ‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﺎت اﻷخ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ واﺑﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻷول‪:‬‬
‫أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ‪٣‬‬ ‫أﺧﺖ‬ ‫أخ‬
‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﺗﺼﺢ ﻋﻨﮫ‬
‫ﺑﻨﺖ اﺑﻨﺎن أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ‪٥‬‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن‬ ‫‪ ٤‬ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ‬ ‫‪١‬‬
‫‪١٥ = ٣ × ٥‬‬
‫وﺑﯿﺎن ذﻟﻚ أن ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎم اﻷخ وھﻲ ) ‪ ( ٢‬وﺑﯿﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ ورﺛﺘﮫ وھﻮ ) ‪ ( ٥‬ﻣﺒﺎﯾﻨﺔ ﻓﻨﻀﺮب ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي‬
‫ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ ورﺛﺘﮫ وھﻮ ) ‪ ( ٥‬ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻷول وھﻮ ) ‪( ٣‬‬
‫‪ -‬ﯾﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﺗﺼﺢ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن ‪١٥ = ٣ × ٥‬‬
‫وإذا أردﻧﺎ أن ﻧﻌﺮف ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ﺑﻌﺪ ھﺬا اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﻓﻤﻦ ﻛ ﺎن ﻟ ﮫ ﻧﺼ ﯿﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﯾﺄﺧ ﺬه ﻣﻀ ﺮوﺑﺎً ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺪد اﻟ ﺬي‬
‫ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وھﻮ ) ‪. ( ٥‬‬
‫ﻓﺈن ﻛﺎن ﺣﯿﺎً أﺧﺬه وإن ﻛﺎن ﻣﯿﺘﺎً ﻧﻘﺴﻤﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ﻓﻤﺎ ﺧﺮج ﻓﮭﻮ ﺟﺰء ﺳﮭﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﯾُﻀﺮب ﻓﯿﮫ ﺳﮭﻢ ﻛﻞ وارث ‪.‬‬
‫ﻓﯿﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻷخ = ‪١٠ = ٥ × ٢‬‬
‫وﻣﺎ دام ھﻮﻣﯿﺘﺎً ﻓﻨﻘﺴﻤﮫ ﻋﻠﻰ أﺻﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ) ‪ ( ٥‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻨﺎﺗﺞ ) ‪ ( ٢‬ﻧﻀﺮب ﻓﯿﮫ ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ﻓﯿﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻻﺑﻨﯿﻦ = ‪٢ × ٤‬‬
‫‪٣‬‬ ‫= ‪ ٨‬ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ أرﺑﻌﺔ وﯾﻜﻮن ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺒﻨﺖ = ‪ ٢ = ٢ × ١‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪١٥ ٥‬‬
‫ت‬ ‫‪٢‬‬ ‫أخ ﺷﻘﯿﻖ‬
‫‪٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫اﺑﻦ ‪٢‬‬
‫‪٤‬‬ ‫اﺑﻦ ‪٢‬‬
‫‪٢‬‬ ‫ﺑﻨﺖ ‪١‬‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن ورﺛﺔ اﻟﺜﺎﻧﻲ ھ ﻢ ﺑﻘﯿ ﺔ ورﺛ ﺔ اﻷول ﻟﻜ ﻦ اﺧﺘﻠ ﻒ إرﺛﮭ ﻢ أو ورث ﻣﻌﮭ ﻢ ﻏﯿ ﺮھﻢ‪ ،‬ﻓﻨﺼ ﺤﺢ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿ ﺖ اﻷول ﺛ ﻢ‬
‫ﻧﺼﺤﺢ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺛﻢ ﻧﻨﻈﺮ ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻣﺼﺢ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻼ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت‪:‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬
‫إﻣﺎ أن ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺳﮭﺎﻣﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬وإﻣﺎ أن ﺗﻮاﻓﻖ وإﻣﺎ أن ﺗُﺒﺎﯾﻦ‪.‬‬
‫ﻓﺈن اﻧﻘﺴﻤﺖ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺻﺤﺖ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻤﺎ ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻼ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ‪....‬‬
‫ﻣﺜﺎﻟﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ زوﺟﺔ وأم واﺑﻦ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺗﻘﺴﻢ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ اﻷم ﻋﻦ زوج وﻣﻦ ﯾﺮﺛﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ھ ﺆﻻء‪ ،‬ﻓﺄﺻ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﺔ‬
‫وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ وﻟﻸم اﻟﺴﺪس أرﺑﻌﺔ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻼﺑﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸ ﺮ‪ ،‬واﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻟﻠ ﺰوج اﻟﺮﺑ ﻊ واﺣ ﺪ‬
‫وﻻﺑﻦ اﻻﺑﻦ ) اﻟﺬي ھﻮ اﺑﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ( اﻟﺒﺎﻗﻲ وﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ) اﻷم ( وﻣﺴﺄﻟﺘﮭﺎ اﻧﻘﺴﺎم ﻓﺘﺼ ﺢ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺘﺎن ﻣﻤ ﺎ‬
‫ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻷوﻟﻰ وھﻮ )‪ (٢٤‬ﺛﻢ ﻧﻘﺴﻢ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺻﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ‪ ١ = ٤ ÷ ٤‬واﻟﻨﺎﺗﺞ وھﻮ ) ‪ ( ١‬ﻧﻀﻌﮫ ﻓﻮق ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ‬
‫ﺛﻢ ﻧﻀﺮب ﻓﯿﮫ ﻣﺎ ﺑﯿﺪ ﻛﻞ وارث ﻣﻨﮭﺎ وﯾﻀﻢ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ إن ﻛ ﺎن ﻟ ﮫ ﺷ ﻲء وﯾﻮﺿ ﻊ اﻟﺤﺎﺻ ﻞ ﻟ ﮫ أﻣﺎﻣ ﮫ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻟ ﮫ‬
‫ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻘﺪ أﺧﺬه ﻛﻤﺎ ھﻮ ‪.‬‬

‫‪٣٧١‬‬
‫ﻓﻨﻨﻘﻞ ﺳﮭﺎم اﻟﺰوﺟﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻧﻀﻌﮭﺎ أﻣﺎﻣﮭﺎ‪ ،‬وﻧﻀﺮب ﻧﺼﯿﺐ اﻻﺑﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﻓﻮﻗﮭﺎ ‪ -‬ﻧﺎﺗﺞ ﻗﺴ ﻤﺔ‬
‫اﻟﺴﮭﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ أي ‪ ٣ = ١ × ٣‬ﻧﻀﻤﮭﺎ ﻣﻊ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪= ٣ + ١٧‬‬
‫‪ ٢٠‬ﻧﻀﻌﮭﺎ أﻣﺎﻣﮫ ﺛﻢ ﻧﻀﺮب ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺰوج ‪ ١ = ١ × ١‬وﻧﻀﻌﮫ أﻣﺎﻣﮫ أﯾﻀﺎً ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪٢٤‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫ت‬ ‫‪٤‬‬ ‫أم‬
‫‪٢٠‬‬ ‫اﺑﻦ اﺑﻦ ‪٣‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫اﺑﻦ‬
‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫زوج‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﺑﯿﻦ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻓﻨﺄﺧﺬ وﻓﻖ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وﻧﻀﺮﺑﮫ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻎ‬
‫ﻓﮭﻮ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺘﯿﻦ ﺛﻢ ﻧﻘﺴﻢ ﻓﻤ ﻦ ﻟ ﮫ ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻷوﻟ ﻰ أﺧ ﺬه ﻣﻀ ﺮوﺑﺎً ﻓ ﻲ وﻓ ﻖ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ وﻣ ﻦ ﻟ ﮫ ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ أﺧﺬه ﻣﻀﺮوﺑﺎً ﻓﻲ وﻓﻖ ﺳﮭﺎم ﻣﻮرﺛﮫ وﻣﻦ ورث ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﮫ ﺣﺼﺘﮫ ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫ﺗﻮﻓﯿﺖ ﻋﻦ زوج وأم وأﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ وﻟﻢ ﺗﻮزع اﻟﺘﺮﻛﺔ ﺛﻢ ﺗﺰوج اﻟﺰوج أﺧﺖ زوﺟﺘ ﮫ اﻟﺸ ﻘﯿﻘﺔ ﺛ ﻢ ﻣ ﺎت ﻋﻨﮭ ﺎ وﻋ ﻦ أب وأم‬
‫وﺑﻨﺘﯿﻦ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أﺻﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ وﺗﻌﻮل إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﯿ ﺔ ‪ :‬ﻟﻠ ﺰوج اﻟﻨﺼ ﻒ ﺛﻼﺛ ﺔ‪ ،‬وﻟﻸﺧ ﺖ اﻟﻨﺼ ﻒ ﺛﻼﺛ ﺔ وﻟ ﻸم اﻟﺜﻠ ﺚ اﺛﻨ ﺎن‪.‬واﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ أﺻﻠﮭﺎ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ وﺗﻌﻮل إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ‪ :‬ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟ ﺜﻤﻦ ﺛﻼﺛ ﺔ وﻟ ﻸب اﻟﺴُ ﺪس أرﺑﻌ ﺔ وﻟ ﻸم اﻟﺴُ ﺪس أرﺑﻌ ﺔ‬
‫وﻟﻠﺒﻨﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ‪.‬وﺳﮭﺎم اﻟﺰوج ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻮاﻓﻖ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ‪ ،‬ﻓﻨﻀﺮب ﺛﻠﺚ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وھﻮ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷوﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﺗﺒﻠﻎ اﺛﻨﺘﯿﻦ وﺳﺒﻌﯿﻦ وھﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ .‬ﻓﺈذا أردﻧﺎ ﻗﺴ ﻤﺘﮭﺎ ﻓﻠ ﻸم ﻣ ﻦ اﻷوﻟ ﻰ اﺛﻨ ﺎن ﻣﻀ ﺮوب‬
‫ﻓﻲ وﻓﻖ اﻟﺜﺎﻧﯿـــﺔ ﺗﺴﻌﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﻋﺸﺮ وﻟﻸﺧﺖ ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﺳﺒﻌﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ وﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑﺎﻟﺰوﺟﯿﺔ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻣﻀﺮوﺑﺔ ﻓﻲ وﻓﻖ ﺳ ﮭﺎم اﻟﻤ ﻮرث واﺣ ﺪ ﺗﺒﻠ ﻎ ﺛﻼﺛ ﺔ إذاً ﯾﺠﺘﻤ ﻊ ﻟﮭ ﺎ ﺛﻼﺛ ﻮن وﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷب واﻷم أرﺑﻌ ﺔ ﻣﻀ ﺮوﺑﺔ ﻓ ﻲ واﺣ ﺪ‬
‫ﺑﺄرﺑﻌﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺘﯿﻦ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﻣﻀﺮوﺑﺔ ﻓﻲ وﻓﻖ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﻮرث واﺣﺪ ﺑﺜﻤﺎﻧﯿﺔ وﺻﻮرﺗﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪول اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪٧٢ ١ / ٢٧‬‬ ‫‪٩/٨‬‬ ‫‪٦‬‬
‫ت‬ ‫‪٣‬‬ ‫زوج‬
‫‪١٨‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫أم‬
‫‪٣٠‬‬ ‫زوﺟﺔ ‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫أﺧﺖ ﺷﻘﯿﻘﺔ‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫أب‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫أم‬
‫‪٨‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫ﺑﻨﺖ‬
‫‪٨‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫ﺑﻨﺖ‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪:‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﺑﯿﻦ ﺳﮭﺎم اﻟﻤﯿﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻣﺴﺄﻟﺘﮫ ﻣﺒﺎﯾﻨﺔ ﻓﻨﻀﺮب اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻓﮭﻮ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا أردﻧﺎ أن ﻧﻘﺴﻢ ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﻟﮫ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أﺧﺬه ﻣﻀﺮوﺑﺎً ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وﻣﻦ ﻟ ﮫ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ‬
‫أﺧﺬه ﻣﻀﺮوﺑﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﮭﻢ ﻣﻮرﺛﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ورث ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻧﺠﻤﻊ ﻟﮫ ﺣﺼﺘﮫ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻚ ﻋﻦ زوﺟﺔ وﺑﻨﺖ ﻣﻨﮭﺎ وأخ ﻷب وﻗﺒﻞ اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻣﺎﺗﺖ اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻦ ﻋﻢ وزوج وﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮرﺛﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻨﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﯿﻦ وﺣﯿﺚ أن ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺰوﺟﺔ ) ‪ ( ١‬وأﺻﻞ ﻣﺴﺄﻟﺘﮭﺎ ) ‪ ( ٤‬ﻓﺈن ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣﺒﺎﯾﻨﺔ ﻓﻨﻀ ﺮب أﺻ ﻞ‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪٣٢ = ٨ × ٤‬‬
‫وﻣﻦ ﻟﮫ ﺷﻲء ‪ :‬ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ أﺧﺬه ﻣﻀ ﺮﺑﺎً ﻓ ﻲ أﺻ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ وﻣ ﻦ ﻟ ﮫ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ أﺧ ﺬه ﻣﻀ ﺮوﺑﺎً ﻓ ﻲ ﺳ ﮭﺎم‬
‫ﻣﻮرﺛﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﻟﮫ ﺷﻲء ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺟﻤﻊ ﻟﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪول اﻵﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪٣٢‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٨‬‬

‫ت‬ ‫‪١‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫‪١٨‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫ﺑﻨﺖ‬ ‫‪٤‬‬ ‫ﺑﻨﺖ‬
‫‪١٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫أﺧﺖ ﻷب‬
‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫زوج‬
‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ﻋﻢ‬
‫ﻣﯿﺮاث اﻟﺤﻤﻞ‬
‫اﻟﺤﻤﻞ‪ :‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺤﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪ ‪.‬‬

‫‪٣٧٢‬‬
 ‫وﻧﺤﻦ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﮫ ھﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﯿﺮاث وﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻣُﺪة اﻟﺤﻤﻞ ‪.‬‬
‫ﺣُﻜﻤﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ‪:‬‬
‫اﻟﺤﻤﻞ إﻣﺎ أن ﯾﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ أﻣﮫ وإﻣﺎ أن ﯾﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﮭﺎ‪ ،‬وھﻮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﺮﯾﻦ ﻟﮫ أﺣﻜﺎم ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫اﻟﺤﻤﻞ إذا اﻧﻔﺼﻞ ﻋﻦ أﻣﮫ ‪:‬‬
‫إذا اﻧﻔﺼﻞ اﻟﺤﻤﻞ ﻋﻦ أﻣﮫ ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻨﻔﺼﻞ ﺣﯿﺎً أو ﯾﻨﻔﺼﻞ ﻣﯿﺘﺎً ‪ ،‬وإن اﻧﻔﺼﻞ ﻣﯿﺘﺎً ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻜ ﻮن اﻧﻔﺼ ﺎﻟﮫ ﺑﻐﯿ ﺮ ﺟﻨﺎﯾ ﺔ‬
‫وﻻ اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ أﻣﮫ أو ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈن اﻧﻔﺼﻞ ﻛﻠﮫ ﺣﯿﺎً ورث ﻣﻦ ﻏﯿﺮه وورﺛﮫ ﻏﯿﺮه ﻟﻤﺎ ورد ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل " إذا اﺳﺘﮭﻞ اﻟﻤﻮﻟﻮد وُرﱢث " رواه أﺑﻮ داود وﺻﺤﺤﮫ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٣٢٥‬‬
‫اﻻﺳﺘﮭﻼل رﻓﻊ اﻟﺼﻮت ‪ ،‬واﻟﻤﺮاد إذا ﻇﮭﺮت ﺣﯿﺎة اﻟﻤﻮﻟ ﻮد وُرﱢث ‪.‬وإن اﻧﻔﺼ ﻞ ﻣﯿﺘ ﺎً ﺑﻐﯿ ﺮ ﺟﻨﺎﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﮫ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﯾ ﺮث وﻻ ﯾ ﻮرث‬
‫اﺗﻔﺎﻗﺎً ‪.‬وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ واﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ وﻣﺎﻟﻚ ‪ :‬ﻻ ﯾﺮث ﺷﯿﺌﺎً وﯾﻤﻠﻚ اﻟﻐﺮة ﻓﻘﻂ ﺿﺮورة وﻻ ﯾ ﻮرث ﻋﻨ ﮫ ﺳ ﻮاھﺎ وﯾﺮﺛﮭ ﺎ ﻛ ﻞ ﻣ ﻦ ﯾﺘﺼ ﻮر‬
‫ﮫ‪.‬‬ ‫ﮫ ﻣﻨ‬
‫) وھﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ( ‪.‬‬
‫اﻟﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ أﻣﮫ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺤﻤﻞ اﻟﺬي ﯾﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ أﻣﮫ ﻻ ﯾﻮﻗﻒ ﻟﮫ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻏﯿﺮ وارث أو ﻛﺎن ﻣﺤﺠﻮﺑﺎً ﺑﻐﯿﺮه ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻻﻋﺘﺒﺎرات‬
‫‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻣﺎت ﺷﺨﺺ وﺗﺮك زوﺟﺔ وأﺑﺎً وأﻣﺎً ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ أﺑﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺤﻤﻞ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺼﻮرة ﻻ ﻣﯿﺮاث ﻟﮫ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺨﺮج ﻋﻦ ﻛﻮﻧﮫ أﺧﺎً‬
‫أو أﺧﺘﺎً ﻷم‪ ،‬واﻷﺧﻮة ﻷم ﻻ ﯾﺮﺛﻮن ﻣﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﻮارث وھﻮ ھﻨﺎ اﻷب‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﺗﻮﻗﻒ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻛﻠﮭﺎ إﻟﻰ أن ﯾُﻮﻟﺪ اﻟﺤﻤﻞ إذا ﻛﺎن وارﺛﺎً وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻌﮫ وارث أﺻﻼً أو ﻛﺎن ﻣﻌﮫ وارث ﻣﺤﺠﻮب ﺑﮫ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪.‬‬
‫وﺗﻮﻗﻒ ﻛﺬﻟﻚ إذا وﺟﺪ ﻣﻌﮫ ورﺛﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺠﻮﺑﯿﻦ ﺑﮫ ورﺿﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺻﺮاﺣﺔ أو ﺿﻤﻨﺎً ﺑﻌﺪم ﻗﺴﻤﺘﮭﺎ ﺑﺄن ﺳﻜﺘﻮا أو ﻟﻢ ﯾﻄﺎﻟﺒﻮا ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻛﻞ وارث ﻻﯾﺘﻐﯿﺮ ﻓﺮﺿﮫ ﺑﺘﻐﯿﺮ اﻟﺤﻤﻞ ﯾُﻌﻄﻰ ﻟﮫ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻛﺎﻣﻼً وﯾﻮﻗﻒ اﻟﺒﺎﻗﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ إذا ﺗﺮك اﻟﻤﯿﺖ ﺟﺪة واﻣﺮأة ﺣﺎﻣﻞ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻌﻄ ﻰ‬
‫ﻟﻠﺠﺪة اﻟﺴُﺪس ﻷن ﻓﺮﺿﮭﺎ ﻻ ﯾﺘﻐﯿﺮ ﺳﻮاء وﻟﺪ اﻟﺤﻤﻞ ذﻛﺮاً أم أﻧﺜﻰ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻮارث اﻟﺬي ﯾﺴﻘﻂ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺤﻤﻞ وﻻ ﯾﺴﻘﻂ ﻓﻲ اﻷﺧﺮى ﻻ ﯾﻌﻄﻰ ﺷﯿﺌﺎً ﻟﻠﺸﻚ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﺤﻘﺎﻗﮫ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ ﻣ ﺎت وﺗ ﺮك زوﺟ ﺔ‬
‫ﺣﺎﻣﻼً وأﺧﺎً ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﻸخ ﻟﺠﻮاز ﻛﻮن اﻟﺤﻤﻞ ذﻛﺮاً ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺬھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﻣﻦ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ﺑﺎﺧﺘﻼف ذﻛﻮرة اﻟﺤﻤﻞ ‪ ،‬وأﻧﻮﺛﺘﮫ ﯾُﻌﻄﻰ أﻗﻞ اﻟﻨﺼﯿﺒﯿﻦ وﯾﻮﻗﻒ ﻟﻠﺤﻤﻞ أوﻓﺮ اﻟﻨﺼﯿﺒﯿﻦ‪،‬‬
‫ﻓﺈن وﻟﺪ اﻟﺤﻤﻞ ﺣﯿﺎً وﻛﺎن ﯾﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﻨﺼ ﯿﺐ اﻷوﻓ ﺮ أﺧ ﺬه ‪ ،‬وإن ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﯾﺴ ﺘﺤﻘﮫ ﺑ ﻞ ﯾﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﻨﺼ ﯿﺐ اﻷﻗ ﻞ أﺧ ﺬه وَرُدﱠ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻮرﺛﺔ‪ ،‬وإن ﻧﺰل ﻣﯿﺘﺎً ﻟﻢ ﯾﺴﺘﺤﻖ ﺷﯿﺌﺎً ووزﻋﺖ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرﺛﺔ دون اﻋﺘﺒﺎر ﻟﻠﺤﻤﻞ‪.‬‬

‫أﻗﻞ ﻣُﺪة اﻟﺤﻤﻞ ‪:‬‬

‫وأﻗﻞ ﻣُﺪة ﯾﺘﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺠﻨﯿﻦ وﯾﻮﻟﺪ ﺣﯿﺎً ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ ﻟﻘﻮل اﷲ ﺳُﺒﺤﺎﻧﮫ ‪:‬‬
‫" وﺣﻤﻠﮫ وﻓﺼﺎﻟﮫ ﺛﻼﺛﻮن ﺷﮭﺮاً " اﻷﺣﻘﺎف آﯾﺔ ‪١٥‬‬
‫ﻣﻊ ﻗﻮﻟﮫ ‪ " :‬وﻓﺼﺎﻟﮫ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﯿﻦ " ﺳﻮرة ﻟﻘﻤﺎن ‪١٤‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻔﺼﺎل ﻋﺎﻣﯿﻦ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ إﻻ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮ ﻟﻠﺤﻤﻞ ‪.‬‬
‫وإﻟﻰ ھﺬا ذھﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭﺎء ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﺤﻤﻞ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ واﻟﺘﻮﻗﯿﺖ ﺑﺎﻟﺮأي ﻷﻧﻨﺎ وﺟﺪﻧﺎ ﻷدﻧﻰ اﻟﺤﻤﻞ أﺻﻼً ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وھﻮ اﻷﺷﮭﺮ اﻟﺴﺘﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ‬
‫ﻧﻘﻮل ﺑﮭﺬا وﻧﺘﺒﻌﮫ وﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻵﺧﺮه وﻗﺘﺎً وھﺬا ﻗﻮل أﺑﻲ ﻋﺒﯿﺪ وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫ﺗﺼﺤﯿﺢ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﻤﻞ ‪:‬‬

‫إذا ﻛﺎن وارث ﯾﺘﻐﯿﺮ ﻓﺮﺿﮫ ﺑﺘﻐﯿﺮ أﺣﻮال اﻟﺤﻤﻞ ﯾُﻌﻄﻰ أﻗﻞ ﻧﺼﯿﺐ وﯾﻮﻗﻒ ﻟﮫ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻜﺸﻒ اﻷﻣﺮ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺤﻤﻞ‪ ،‬وإن‬
‫ﺣﺠﺐ ﺣﺮﻣﺎن ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ ﻻ ﯾﺄﺧﺬ ﺷﯿﺌﺎً ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻜﺸﻒ اﻷﻣﺮ ﺑﻮﺿ ﻊ اﻟﺤﻤ ﻞ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻇﮭ ﺮ أن اﻟﺤﻤ ﻞ ﻣﺴ ﺘﺤﻖ ﻟﺠﻤﯿ ﻊ اﻟﻤﻮﻗ ﻮف أﺧ ﺬه ‪ ،‬وإﻻ‬
‫أﻋﻄﻰ ﻛﻞ وارث ﻣﺎ وﻗﻒ ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﯾﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﻧﻌﻤﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ أﺣﻮال اﻟﺤﻤﻞ وھﻲ ﻧﺰوﻟﮫ ﻣﯿﺘﺎً أو ﻧﺰوﻟﮫ ﺣﯿﺎً ذﻛﺮاً ‪،‬‬
‫أو ﻧﺰوﻟﮫ ﺣﯿﺎً أُﻧﺜﻰ ‪ ،‬أو ذﻛﺮﯾﻦ أو أﻧﺜﯿﯿﻦ أو ذﻛﺮاً وأﻧﺜﻰ وﻧﺤﺼﻞ أﻗﻞ ﻋﺪد ﯾﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ وﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ اﻟﻜﻠﻲ ﯾﻜﻮن‬
‫ھﻮ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ‪ ،‬ﻓﻨﻘﺴﻤﮫ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﯿﺨﺮج ﺟﺰء ﺳﮭﻤﮭﺎ‪ ،‬ﻧﻀﺮب ﺑﮫ ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ﻣﻨﮭﺎ وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎت ﻋﻦ زوﺟﺔ ﺣﺎﻣﻞ وﻋﻢ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﻮت اﻟﺤﻤﻞ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺮﺑﻊ واﺣﺪ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﻢ وﻋﻠ ﻰ ﺗﻘ ﺪﯾﺮ ﺣﯿﺎﺗ ﮫ وذﻛﻮرﯾﺘ ﮫ ﻣ ﻦ ﺛﻤﺎﻧﯿ ﺔ‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ واﺣﺪ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺤﻤﻞ‪ ،‬وﻻﺷﻲء ﻟﻠﻌﻢ ﻟﺤﺠﺒﮫ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺣﯿﺎﺗﮫ وأﻧﻮﺛﺘﮫ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ واﺣﺪ‪ ،‬وﻟﻠﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ أرﺑﻌﺔ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﻢ وﻋﻠ ﻰ ﺣﯿﺎﺗ ﮫ وﻛﻮﻧ ﮫ ذﻛ ﺮﯾﻦ ﻣ ﻦ‬
‫ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ واﺣﺪ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺤﻤﻞ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﻌﻢ ﻟﺤﺠﺒﮫ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ وﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺣﯿﺎﺗــــﮫ وﻛﻮﻧﮫ اﻧﺜﯿﯿﻦ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﺔ وﻋﺸ ﺮﯾﻦ‬
‫ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ وﻟﻠﺤﻤﻞ اﻟﺜﻠﺜﺎن ﺳﺘــﺔ ﻋﺸﺮ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﻌﻢ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﻛﻮﻧﮫ ذﻛﺮاً وأﻧﺜﻰ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻟﻠﺰوﺟﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ وﻟﻠﺤﻤﻞ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ ﻟﻠﺬﻛﺮ أرﺑﻌﺔ‬
‫ﻋﺸﺮ وﻟﻸﻧﺜﻰ ﺳﺒﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ اﻷرﺑﻊ ﻧﺠﺪ أﻧﮭﺎ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻓﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻜﺒﺮى وھﻲ اﻷرﺑﻊ واﻟﻌﺸ ﺮون ﻧﻘﺴ ﻤﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ ﻣﺼ ﺢ وﻧ ﺎﺗﺞ‬
‫اﻟﻘﺴﻤﺔ ﯾﻜﻮن ﻛﺠﺰء ﺳﮭﻢ ﯾﻮﺿﻊ ﻓﻮق اﻟﻤﺼﺢ‪ ،‬ﯾﻀﺮب ﻓﯿﮫ ﻧﺼﯿﺐ ﻛﻞ وارث ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﮫ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﯾﻌﻄﺎه ﻛﺎﻣﻼً ‪ ،‬وﻣﻦ‬

‫‪٣٧٣‬‬
‫ﯾﺨﺘﻠﻒ ﯾﻌﻄﻰ اﻷﻗﻞ ﻷﻧﮫ اﻟﻤﺘﯿﻘﻦ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﺤﺠﺐ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺎدﯾﺮ ﻻ ﯾُﻌﻄﻰ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وﯾﻮﻗﻒ اﻟﺒﺎﻗﻲ إﻟﻰ ﺣﯿﻦ وﻻدة اﻟﺤﻤﻞ‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺘﺤﻘﮫ‬
‫أﺧﺬه وإﻻ رُدﱠ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﯿﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫‪١/٢٤ ١/٢٤ ١/٢٤ ٣/٨ ٣/٨‬‬ ‫‪٣/٨ ٦ /٤‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫زوﺟﺔ‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪٥‬‬ ‫×‬ ‫‪٣‬‬ ‫×‬ ‫‪٣‬‬ ‫ﻋﻢ‬
‫‪٢١‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫×‬ ‫ﺣﻤﻞ‬
‫أﻧﺜﻰ ذﻛﺮﯾﻦ اﻧﺜﯿﯿﻦ ذﻛﺮ وأﻧﺜﻰ‬ ‫ذﻛﺮ‬ ‫ﻣﻮت‬
‫واﻟﺒﺎﻗﻲ ) ‪ ( ٢١‬ﯾﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻀﺢ أﻣﺮ اﻟﺤﻤﻞ‬

‫ﻣﯿﺮاث اﻟﺨُﻨﺜﻰ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ‪ :‬ﻟﻐﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺨﻨﺚ وھﻮ اﻟﻠﯿﻦ واﻟﺘﻜﺴﺮ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻋﺮف اﻟﺸﺮع ‪ :‬اﻟﺨُﻨﺜﻰ ﺷﺨﺺ اﺷﺘﺒﮫ ﻓﻲ أﻣﺮه وﻟﻢ ﯾُﺪرَ أذﻛﺮ ھﻮ أم أﻧﺜﻰ ‪ ،‬إﻣﺎ ﻷن ﻟﮫ ذﻛﺮاً وﻓﺮﺟﺎً ﻣﻌﺎً أو ﻷﻧﮫ ﻟ ﯿﺲ ﻟ ﮫ ﺷ ﻲء‬
‫ﻣﻨﮭﻤﺎ أﺻﻼً ‪.‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﯾﺮث ‪:‬‬
‫إن ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮫ ذﻛﺮ ورث ﻣﯿﺮاث اﻟﺬﻛﺮ وإن ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮫ أﻧﺜﻰ ورث ﻣﯿﺮاﺛﮭﺎ‪.‬‬
‫وﺗﺘﺒﯿﻦ اﻟﺬﻛﻮرة واﻷﻧﻮﺛﺔ ﺑﻈﮭﻮر ﻋﻼﻣﺎت ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬وھﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻠﻮغ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺒﻮل ﻓﺈن ﺑﺎل ﺑﺎﻟﻌﻀﻮ اﻟﻤﺨﺼﺺ ﺑﺎﻟ ﺬﻛﺮ‬
‫ﻓﮭﻮ ذﻛﺮ ‪ ،‬وإن ﺑﺎل ﺑﺎﻟﻌﻀﻮ اﻟﻤﺨﺼﺺ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ ﻓﮭﻮ أﻧﺜﻰ‪ ،‬وإن ﺑﺎل ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺤُﻜﻢ ﻟﻸﺳﺒﻖ‪ .‬وﺑﻌﺪ اﻟﺒﻠﻮغ إن ﻧﺒﺘﺖ ﻟﮫ ﻟﺤﯿﺔ أو أﺗﻰ‬
‫اﻟﻨﺴﺎء أو اﺣﺘﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺘﻠﻢ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﮭﻮ ذﻛﺮ‪ ،‬وإن ﻇﮭﺮ ﻟﮫ ﺛﺪي ﻛﺜﺪي اﻟﻤﺮأة أو در ﻟ ﮫ ﻟ ﺒﻦ أو ﺣ ﺎض أو ﺣﺒ ﻞ ﻓﮭ ﻮ أﻧﺜ ﻰ‪ ،‬وھ ﻮ ﻓ ﻲ‬
‫ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ﯾﻘﺎل ﻟﮫ ﺧﻨﺜﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﺸﻜﻞ‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻌﺮف أذﻛﺮ ھﻮ أم أﻧﺜﻰ‪ ،‬ﺑﺄن ﻟﻢ ﺗﻈﮭﺮ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت أو ﻇﮭﺮت وﺗﻌﺎرﺿﺖ ﻓﮭﻮ اﻟﺨﻨﺜﻰ اﻟﻤُﺸْ ﻜَﻞ‪ .‬وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء‬
‫ﻓﻲ ﺣُﻜﻤﮫ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﯿﺮاث ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ أﻧﮫ ﯾﻔﺮض أﻧﮫ ذﻛﺮ ﺛﻢ ﯾﻔﺮض أﻧﮫ أﻧﺜـﻰ وﯾﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄﺳﻮأ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛ ﺎن‬
‫ﯾﺮث ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر وﻻ ﯾﺮث ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر آﺧﺮ ﻟﻢ ﯾﻌﻂ ﺷﯿﺌﺎً ‪ ،‬وإن ورث ﻋﻠ ﻰ ﻛِ ﻼ اﻟﻔﺮﺿ ﯿﻦ‪ ،‬واﺧﺘﻠ ﻒ ﻧﺼ ﯿﺒﮫ أﻋﻄ ﻰ أﻗ ﻞ اﻟﻨﺼ ﯿﺒﯿﻦ‪.‬‬
‫وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ وأﺑ ﻮ ﯾﻮﺳ ﻒ واﻟﺸ ﯿﻌﺔ اﻹﻣﺎﻣﯿ ﺔ‪ :‬ﯾﺄﺧ ﺬ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻂ ﺑ ﯿﻦ ﻧﺼﯿ ـﺒﻲ اﻟ ﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜ ﻰ‪ .‬وﻗ ﺎل اﻟﺸ ﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﯾﻌﺎﻣ ﻞ ﻛ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻮرﺛ ﺔ‬
‫واﻟﺨﻨﺜﻰ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﻨﺼﯿﺒﯿﻦ ﻷﻧﮫ اﻟﻤﺘﺒﻘﻲ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وﻗﺎل أﺣﻤﺪ ‪ :‬إن ﻛ ﺎن ﯾﺮﺟ ﻰ ﻇﮭ ﻮر ﺣﺎﻟ ﮫ ﯾُﻌﺎﻣ ﻞ ﻛ ﻞ ﻣﻨ ﮫ وﻣ ﻦ اﻟﻮرﺛ ﺔ ﺑﺎﻷﻗ ﻞ‬
‫وﯾﻮﻗﻒ اﻟﺒﺎﻗﻲ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾُﺮج ﻇﮭﻮر اﻷﻣﺮ ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺑﯿﻦ ﻧﺼﯿــﺒﻲ اﻟﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜﻰ وھـــﺬا اﻟﺮأي اﻷﺧﯿﺮ ھﻮ اﻷرﺟﺢ ﻋﻨﺪي ‪.‬‬

‫ﻣﯿﺮاث اﻟﻤﻔﻘﻮد ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻔﻘﻮد ھﻮ ‪ :‬اﻟﻐﺎﺋﺐ اﻟﺬي اﻧﻘﻄﻊ ﺧﺒﺮه‪ ،‬وﻻ ﯾﺪري أﺣﺪٌ أﺣﻲﱞ ھﻮ أم ﻣﯿﺖ ‪ ،‬وﻟﮫ ﺣﺎﻟﺘﺎن‪:‬‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ :‬أن ﯾﻨﻘﻄﻊ ﺧﺒﺮه ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻇﺎھﺮه اﻟﺴﻼﻣﺔ وذﻟﻚ ﻛﻤﻦ ﻓﻘﺪ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺗﺠﺎرة آﻣﻦ وﻧﺤﻮه‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﻨﺘﻈﺮ ﺑﮫ ﺗﻤﺎم ﺗﺴﻌﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻨﺬ‬
‫وﻟﺪ‪ ،‬وﯾﺤﻜﻢ ﺑﻤﻮﺗﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﺒﻖ أﺣﺪ ﻣﻦ أﻗﺮاﻧﮫ ﻷﻧﮫ اﻟﻐﺎﻟﺐ أن ﻻ ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻮق ﺗﺴﻌﯿﻦ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓُﻘِﺪَ ﻣَﻦْ ﻟﮫ ﺗﺴﻌﻮن ﺳﻨﺔ اﺟﺘﮭﺪ اﻟﺤﺎﻛﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﺪة ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻨﮫ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬أن ﯾﻨﻘﻄﻊ ﺧﺒﺮه ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﮭﻼك ﻛﻤﻦ ﻓﻘﺪ ﻓﻲ ﻏﺮق ﺳﻔﯿﻨﺔ وﻧﺤﻮھﺎ ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﻨﺘﻈﺮ ﺑﮫ ﺗﻤﺎم أرﺑﻊ ﺳﻨﯿﻦ ﻣﻨﺬ ﻓﻘﺪ ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﯾﻌ ﺪ‬
‫ﺣُﻜﻢ ﺑﻤﻮﺗﮫ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺮاث ﻓﻠﮫ ﺣﺎﻻن أﯾﻀﺎً ‪ :‬إرﺛﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه ‪ ،‬وإرث ﻏﯿﺮه ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ :‬إرﺛﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻣﺎت ﻣﻦ ﯾﺮث ﻣﻨﮫ اﻟﻤﻔﻘﻮد ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻮﻗﻒ ﻟﮫ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻣﻦ ﻣﺎل ﻣُﻮرﱢﺛﮫ‪ ،‬ﻓﺈن وُﺟﺪ أﺧﺬ ﻧﺼﯿﺒﮫ ‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ وﺣُﻜ ﻢ ﺑﻤﻮﺗ ﮫ‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮد ﻧﺼﯿﺒﮫ اﻟﺬي وﻗﻒ ﻟﮫ إﻟﻰ ورﺛﺔ ﻣﻮرﺛﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻣﺎت ﻣﻦ ﯾﺮث ﻣﻨﮫ اﻟﻤﻔﻘﻮد وأردﻧﺎ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺤُﻜﻢ ﺑﻤﻮﺗﮫ‪ ،‬ﺗﺼﺤﺢ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﻧﺼﺤﺤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ‬
‫ﻣﻮﺗﮫ ﺛﻢ ﻧﻨﻈﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ اﻷرﺑﻊ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﺑ ﯿﻦ اﻟﺘﺼ ﺤﯿﺤﯿﻦ ﻣﺒﺎﯾﻨ ﺔ ﻧﻀ ﺮب أﺣ ﺪھﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮ‪ ،‬واﻟﻨ ﺎﺗﺞ ﺗﺼ ﺢ ﻣﻨ ﮫ‬
‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن‪ ،‬ﻓﺈذا أردﻧﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﮭﺎم أي وارث ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻨﻀﺮﺑﮫ ﻓﻲ ﺗﺼﺤﯿﺢ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬وإذ أردﻧﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﮭﺎم أي وارث ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ﻓﻨﻀ ﺮﺑﮫ ﻓ ﻲ ﺗﺼ ﺤﯿﺢ اﻷوﻟ ﻰ‪ ،‬وﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﯾُﻌﻄ ﻰ اﻟ ﻮارث اﻟﺤﺎﺿ ﺮ أﻗ ﻞ اﻟﺤﺎﺻ ﻠﯿﻦ‪ ،‬وﯾﺠﻌ ﻞ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻣﻮﻗﻮﻓ ﺎً إﻟ ﻰ أن‬
‫ﯾﻈﮭﺮﺣﺎل اﻟﻤﻔﻘﻮد ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻠﻜﺖ ﻋﻦ زوج وأﺧﺘﯿﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﯿﻦ وأخ ﺷﻘﯿﻖ ﻣﻔﻘﻮد ﻓﺎﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻛﻮﻧﮫ ﺣﯿﺎً ‪.‬‬
‫أخ ﺷﻘﯿﻖ ﻣﻔﻘﻮد‬ ‫زوج أﺧﺘﺎن ﺷﻘﯿﻘﺘﺎن‬
‫اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً‬
‫‪١‬‬‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪٢‬‬‫‪٢٢‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪١٤‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫أﺻﻮل اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ‪ ٢‬وﺗﺼﺤﺢ ﻣﻦ ‪ ٨‬ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ‪ ٤‬وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ‪ ٢‬ﻟﻜﻞ واﺣﺪة واﺣﺪ وﻟﻠﺸﻘﯿﻖ ‪. ٢‬‬
‫واﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻛﻮﻧﮫ ﻣﯿﺘﺎً‬

‫‪٣٧٤‬‬
 ‫أﺧﺘﺎن ﺷﻘﯿﻘﺘﺎن‬ ‫زوج‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١ ٣٢‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫ﻣﻦ ﺳﺘﺔ وﺗﻌﻮل‪٢‬إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ‪ ٣‬وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ اﻟﺜﻠﺜﺎن ‪ ٤‬إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧﺠﺪ أﻧﮫ‬ ‫أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‬
‫‪ ٨‬وﻣﺎ ﺻﺤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻧﺠﺪ أﻧﮫ ‪ ٧‬وﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣﺒﺎﯾﻨﺔ‪.‬‬
‫إذن ﻣﺎ ﺗﺼﺢ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﺎن = ‪٥٦ = ٧ × ٨‬‬
‫وﺑﻘﺴﻤﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ‪ ، ٢٨‬واﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﯿﺒﺎً ‪ ٢٨‬ﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ واﻟﺸﻘﯿﻖ ﻟﻠﺸﻘﯿﻘﯿﻦ ‪ ١٤‬وﻟﻠﺸﻘﯿﻖ ‪. ١٤‬‬
‫وﺑﻘﺴﻤﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻟﻠﺰوج اﻟﻨﺼﻒ ‪ ٢٤‬وﻟﻠﺸﻘﯿﻘﺘﯿﻦ ‪. ٣٢‬‬
‫ﻓﻤﻮت اﻟﻤﻔﻘﻮد ﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻷﺧﺘﯿﻦ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ ،‬وﺣﯿﺎﺗ ﮫ ﺧﯿ ﺮ ﻟﻠ ﺰوج ﻣ ﻦ ﻣﻮﺗ ﮫ إذن ﻓﻔ ﻲ ﺣ ﻖ اﻷﺧﺘ ﯿﻦ ﻧﻌﺘﺒ ﺮه ﺣﯿ ﺎً وﻧﻌﻄﯿﮭﻤ ﺎ أﻗ ﻞ‬
‫اﻟﺤﺎﺻﻠﯿﻦ وھﻮ ‪ ١٤‬وﯾﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻧﺼﯿﺒﮭﻤﺎ ‪. ١٨‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺰوج ﻧﻌﺘﺒﺮه ﻣﯿﺘﺎً وﻧﻌﻄﯿﮫ ‪ ٢٤‬وﯾﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻧﺼﯿﺒﮫ ‪ ٤‬ﻓﺈذا ﻇﮭﺮ أن اﻟﻤﻔﻘﻮد ﺣ ﻲ ﻧ ﺪﻓﻊ ﻟﻠ ﺰوج اﻷرﺑﻌ ﺔ اﻟﻤﻮﻗﻮﻓ ﺔ وﻧُﻌﻄ ﻲ‬
‫اﻟﻤﻔﻘﻮد ‪ ١٤‬وإن ﻇﮭﺮ أﻧﮫ ﻣﯿﺖ ﻧﺪﻓﻊ ﻟﻸﺧﺘﯿﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻮﻗﻮﻓﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ :‬إرث ﻏﯿﺮه ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﺮث ﻣﻨﮫ أﺣﺪ ﻣﺎ داﻣﺖ ﻣﺪة اﻟﺘﺮﺑﺺ ﺑﺎﻗﯿﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻷﺻﻞ ﺑﻘﺎء ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻮﻗﻒ ﻣﺎﻟﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻣﻮﺗﮫ أو ﺗﻤﻀﻲ ﻣﺪة ﯾُﺤﻜﻢ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻤﻮﺗﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﻀﺖ اﻟﻤُﺪة وﺣﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻤﻮﺗﮫ ﻓﻤﺎﻟﮫ ﻟﻮرﺛﺘﮫ اﻟﻤﻮﺟﻮدﯾﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮫ ﻣﺎت ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ أو ﺑﻌ ﺪه‬
‫ﻓﻤﺎﻟﮫ ﻟﻮرﺛﺘﮫ ﺣﯿﻦ ﻣﻮﺗﮫ‪ ،‬وإن ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮫ ﺣﻲ ﻓﻤﺎﻟﮫ ﻟﮫ‪.‬‬

‫ﻣﯿﺮاث اﻟﻐﺮﻗﻰ واﻟﮭﺪﻣﻰ واﻟﺤﺮﻗﻰ واﻟﺤﻮادث ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﮭﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮﺿﯿﯿﻦ ‪ :‬ﻛﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺘﻮارﺛﯿﻦ ﻣﺎﺗﻮا ﺑﺤﺎدث ﻋﺎم ﻛﻐﺮق وھﺪم وﺣﺮق وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻛﺄن ﻏﺮﻗﻮا ﻓﻲ ﺳﻔﯿﻨﺔ ﻣﻌﺎً‪ ،‬أو وﻗﻊ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺟﺪار ‪ ،‬أو وﻗﻌﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﺎر دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ﻓﻼ ﯾﺨﻠﻮ أﻣﺮھﻢ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﺣﻮال‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ :‬أن ﻧﻌﻠﻢ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﻣﻨﮭﻢ ﺑﻌﯿﻨﮫ ﻓﯿﺮث ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪم وﻻ ﻋﻜﺲ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿـﺔ ‪ :‬أن ﻧﻌﻠﻢ أن ﻣﻮﺗﮭﻢ وﻗﻊ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ﻓﻼ ﺗﻮارث ﺑﯿﻨﮭﻢ‪ ،‬ﻷن ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻹرث ﺣﯿﺎة اﻟﻮارث ﺑﻌﺪ ﻣﻮت ﻣﻮرﺛﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ‬
‫أو ﺣُﻜﻤﺎً وﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬أن ﻧﻌﻠﻢ أن ﻣﻮﺗﮭﻢ ﻣﺮﺗﺐ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻋﯿﻦ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ‪:‬أن ﻧﺠﮭﻞ ﻛﯿﻒ وﻗﻊ اﻟﻤﻮت‪ ،‬ھﻞ ﻛﺎن ﻣﺮﺗﺒﺎً أو دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪:‬أن ﻧﻌﻠﻢ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﺛﻢ ﻧﻨﺴﺎه ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﻮال اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻻ ﺗﻮارث ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻋﻨﺪ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ وھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺼﺤﯿﺢ اﻟﻤﺨﺘﺎر‪ ،‬ﻷن ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻹرث ﺣﯿﺎة اﻟﻮارث ﺑﻌ ﺪ‬
‫ﻣﻮت ﻣﻮرﺛﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ أو ﺣُﻜﻤﺎً وﻻ ﯾﺤﺼﻞ ذﻟﻚ ﻣ ﻊ اﻟﺠﮭ ﻞ ‪ -‬إﻻ أن اﻟﺸ ﺎﻓﻌﯿﺔ ﻗ ﺎﻟﻮا ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل اﻷﺧﯿ ﺮة ﯾُﻮﻗ ﻒ اﻷﻣ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺘ ﺬﻛﺮوا أو‬
‫ﯾﺼﻄﻠﺤﻮا ﻷن اﻟﺘﺬﻛﯿﺮ ﻏﯿﺮ ﻣﯿﺌﻮس ﻣﻨﮫ ‪.‬‬

‫ﺗﻮارث أھﻞ اﻟﻤﻠﻞ ‪:‬‬

‫ﻗﺪ رأﯾﻨﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻟﻺرث ﻣﻮاﻧﻊ ﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻣﻨﮭﺎ اﺧﺘﻼف اﻟﺪﯾﻦ ‪ ،‬وﻗﻠﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎه أن ﯾﻜ ﻮن اﻟ ﻮارث ﻋﻠ ﻰ ﻣﻠﱠ ﺔ واﻟﻤُ ﻮرﱢث ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﻠﺔ أﺧﺮى‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺮث اﻟﻤُﺴﻠﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮ ‪ ،‬وﻻ اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ ‪ ،‬ﻻﻧﻘﻄﺎع اﻟﺼﻠﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻟﺤﺪﯾﺚ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﯾﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺮث اﻟﻤﺴﻠﻢُ اﻟﻜﺎﻓﺮَ وﻻ اﻟﻜﺎﻓﺮُ اﻟﻤﺴﻠﻢَ " ) رواه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ( ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل ‪ " :‬ﻻ ﯾﺘ ﻮارث أھ ﻞ ﻣﻠﺘ ﯿﻦ ﺷ ﺘﻰ " ‪ .‬رواه أﺣﻤ ﺪ‬
‫وأﺑﻮ داود واﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ وﺣَﺴّﻨَﮫُ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ‪. ( ٧٤٩٠‬‬
‫وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﯾﺮث اﻟﯿﮭﻮدي ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ ‪ ،‬وﻻ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﯿﮭ ﻮدي ‪ ،‬وﻻ اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺎدﯾ ﺎﻧﻲ ﻻﺧ ﺘﻼف اﻟﻤﻠ ﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ‪،‬‬
‫وھﺬا ھﻮ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﺤﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮو‪.‬‬
‫وﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﻜﻔﺎر ﯾﺮث ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻷن اﻟﻜﻔﺮ ﻛﻠﮫ ﻣﻠﺔ واﺣﺪة واﺳﺘﺜﻨﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء رﺣﻤﮭﻢ اﷲ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪم ﻣﯿ ﺮاث اﻟﻤﺴ ﻠﻢ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻓﺮ وﻻ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺴﺄﻟﺘﯿﻦ‪:‬‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪:‬اﻹرث ﺑﺎﻟﻮﻻء ﻓﻼ ﯾﻤﻨﻌﮫ اﺧﺘﻼف اﻟﺪﯾﻦ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺮث اﻟﻤﻮﻟﻰ اﻟﻤُﻌْﺘِﻖ ﻣﻤﻦ ﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ وﻻء وإن ﻛﺎن ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﮫ ﻓﻲ دﯾﻨﮫ ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬إذا أﺳﻠﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻗﺒﻞ ﻗﺴﻤﺔ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻓﯿﺮث ﻣﻦ ﻗﺮﯾﺒﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﺮﻏﯿﺒﺎً ﻟﮫ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺒﯿﮫ ‪ :‬اﻟﺘﺨﺎرج ‪ :‬ھﻮ ﺗﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮرﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎزل ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻦ ﻧﺼﯿﺒﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ﻧﻈﯿﺮ ﺷﻲء ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﺔ وﻏﯿﺮھ ﺎ ‪ .‬وﺣُﻜﻤ ﮫ‬
‫أﻧﮫ ﺟﺎﺋﺰ إذا ﻛﺎن ﻋﻦ ﺗﺮاضٍ ‪.‬‬

‫‪٣٧٥‬‬
 ‫ﻣﺮاﺟﻊ ﻛﺘﺎب ) اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ(‬

‫‪ .١‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ‪.‬‬

‫‪ .٢‬ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻻﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٧٧٤‬ھـ ( ‪.‬‬
‫ﻘﻼﻧﻲ‬ ‫ﺮ اﻟﻌﺴ‬ ‫ﻦ ﺣﺠ‬ ‫ﺎري ‪ -‬ﻻﺑ‬ ‫ﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨ‬ ‫ﺮح ﺻ‬ ‫ﻲﺷ‬ ‫ﺎري ﻓ‬ ‫ﺘﺢ اﻟﺒ‬ ‫‪ .٣‬ﻓ‬
‫) ‪ ٨٥٢‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺷﺮح اﻟﻨﻮوي ﻋﻠﻰ ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ‪ /‬ﻟﻠﻨﻮوي اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٦٧٦‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺘﺮﻏﯿﺐ واﻟﺘﺮھﯿﺐ‪ /‬ﻟﻠﻤﻨﺬرى اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٦٥٦‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل ﻻﺑﻦ اﻷﺛﯿﺮ اﻟﺠﺰري اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٦٠٦‬ھـ ( ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷرﻧﺎؤوط‪.‬‬
‫ﺎرﻛﻔﻮرى‬ ‫ﺬي ‪ -‬ﻟﻠﻤﺒ‬ ‫ﺎﻣﻊ اﻟﺘﺮﻣ‬ ‫ﻰﺟ‬ ‫ﻮذي ﻋﻠ‬ ‫ﺔ اﻷﺣ‬ ‫‪ .٧‬ﺗﺤﻔ‬
‫اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ١٣٧٣‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ﻋﻮن اﻟﻤﻌﺒﻮد ﻓﻲ ﺷﺮح ﺳُﻨﻦ أﺑﻲ داود ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﺳﻨﻦ اﻟﺪراﻣﻲ ‪ -‬ﻟﻌﺒﺪ اﷲ اﻟﺪراﻣﻲ اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٢٥٥‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬اﻟﻔﺘﺢ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﻟﺘﺮﺗﯿﺐ ﻣُﺴﻨﺪ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺸﯿﺒﺎﻧﻲ ‪ -‬ﻟﻠﺴﺎﻋﺎﺗﻲ ‪.‬‬
‫ﻲ‬ ‫ﺪﯾﻦ اﻟﮭﯿﺜﻤ‬ ‫ﻮر اﻟ‬ ‫ﺪ ‪ -‬ﻟﻨ‬ ‫ﻊ اﻟﻔﻮاﺋ‬ ‫ﺪ وﻣﻨﺒ‬ ‫ﻊ اﻟﺰواﺋ‬ ‫‪ .١١‬ﻣﺠﻤ‬
‫اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٨٠٧‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﻣﺴﺘﺪرك اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﯿﺤﯿﻦ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ) ‪ ٤٠٥‬ھـ ( ‪.‬‬
‫‪ .١٣‬اﻟﻤﻮﻃﺄ ﻟﻺﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ‪.‬‬
‫‪ .١٤‬اﻷم ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻲ ‪.‬‬
‫‪ .١٥‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻟﻠﺸﯿﺦ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .١٦‬ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺼﻐﯿﺮ وزﯾﺎدﺗﮫ ﻟﻠﺸﯿﺦ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .١٧‬ﺿﻌﯿﻒ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺼﻐﯿﺮ وزﯾﺎدﺗﮫ ﻟﻠﺸﯿﺦ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .١٨‬إرواء اﻟﻐﻠﯿﻞ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ أﺣﺎدﯾﺚ ﻣﻨﺎر اﻟﺴﺒﯿﻞ ﻟﻠﺸﯿﺦ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .١٩‬ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮام ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ﻟﻠﺸﯿﺦ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٢٠‬ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﺢ ﻟﻠﺘﺒﺮﯾﺰي ‪ /‬ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٢١‬اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن ﻓﯿﻤﺎ اﺗﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺸﯿﺨﺎن ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺆاد ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٢٢‬زاد اﻟﻤﻌﺎد ﻓﻲ ھُﺪى ﺧﯿﺮ اﻟﻌﺒﺎد ‪ /‬ﻻﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢٣‬رﯾﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ‪/‬ﻟﻠﻨﻮوي ‪.‬‬
‫‪ .٢٤‬ﻓﻘﮫ اﻟﺴﱡﻨﺔ ‪ /‬ﺳﯿﺪ ﺳﺎﺑﻖ ‪.‬‬
‫‪ .٢٥‬ﻧﯿﻞ اﻷوﻃﺎر ‪ /‬ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٢٦‬اﻟﻤﻐﻨﻰ ‪ /‬ﻻﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٢٧‬اﻟُﻤﺤﻠّﻰ ‪ /‬ﻻﺑﻦ ﺣﺰم اﻟﻈﺎھﺮي ‪.‬‬
‫‪ .٢٨‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺘﺎوى اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٢٩‬اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﻜُﺒﺮى ﻻﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣٠‬اﻟﻮاﺑﻞ اﻟﺼﱠﯿﱢﺐ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻢ اﻟﻄﯿﺐ ‪ /‬ﻻﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣١‬اﻟﻜﻠﻢ اﻟﻄﯿﺐ ﻟﺸﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ‪ /‬ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٣٢‬ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻤُﺴﻠﻢ ‪ /‬ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪.‬‬
‫‪ .٣٣‬ﺻﻔﺔ ﺻﻼة اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ /‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٣٤‬اﻟﺴﯿﻞ اﻟﺠﺮار ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٣٥‬ﻓﺘﺎوى إﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻓﺎﺿﻞ ) اﺑﻦ ﺑﺎز ‪ -‬اﺑﻦ ﻋﺜﯿﻤﯿﻦ ‪ -‬اﺑﻦ ﺟﺒﺮﯾﻦ (‪.‬‬
‫‪ .٣٦‬أﻋﻼم اﻟﻤﻮﻗﻌﯿﻦ ‪ /‬ﻻﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺠﻮزﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٣٧‬ﻓﻘﺔ اﻟﺰﻛﺎة ‪ /‬ﻟﻠﻘﺮﺿﺎوي ‪.‬‬
‫‪ .٣٨‬أﺣﻜﺎم اﻟﺰﻛﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻧﺎﺻﺢ ﻋﻠﻮان‪.‬‬
‫‪ .٣٩‬اﻷذﻛﺎر ‪ /‬ﻟﻠﻨﻮوي ‪.‬‬
‫‪ .٤٠‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮﺟﯿﮭﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ‪ /‬ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺟﻤﯿﻞ زﯾﻨﻮ ‪.‬‬
‫‪ .٤١‬اﻟﻨﺼﯿﺤﺔ ﻓﻲ اﻷدﻋﯿﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ‪ /‬ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ‪.‬‬
‫‪ .٤٢‬آداب اﻟﺰﻓﺎف ﻓﻲ اﻟﺴُﻨﺔ اﻟﻤُﻄﮭﺮة ‪ /‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤٣‬أﺣﻜﺎم اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ وﺑﺪﻋﮭﺎ ‪ /‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤٤‬أدﻋﯿﺔ اﻟﺤﺞ واﻟﻌُﻤﺮة وﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﻤﺎ ‪ /‬ﻗﻄﺐ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺤﻨﻔﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤٥‬ﺗﺤﻔﺔ اﻟﺬاﻛﺮﯾﻦ ‪ /‬ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤٦‬اﻟﺘﺬﻛﺎر ﻓﻲ أﻓﻀﻞ اﻷذﻛﺎر ‪ /‬اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤٧‬ﺟﻤﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ وأﻋﺬب اﻟﻤﻮارد ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﯿﻤﺎن ‪.‬‬

‫‪٣٧٦‬‬
 ‫‪ .٤٨‬ﺣَﺠﱠﺔُ اﻟﻨﺒﻲ ‪ -‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ‪ /‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤٩‬ﺣﻠﯿﺔ اﻷوﻟﯿﺎء ‪ /‬ﻷﺑﻲ ﻧﻌﯿﻢ اﻷﺻﺒﮭﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٥٠‬ﺳُﻨﻦ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺑﺤﺎﺷﯿﺔ اﻟﺴﻨﺪي ‪ /‬اﺑﻦ ﻣﺎﺟﮫ ‪.‬‬
‫‪ .٥١‬ﺳُﻨﻦ اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ أﺣﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ‪ /‬أﺑﻮ ﻋﯿﺴﻰ اﻟﺘﺮﻣﺬي ‪.‬‬
‫‪ .٥٢‬ﺳُﻨﻦ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺤﺎﺷﯿﺘﻲ اﻟﺴﯿﻮﻃﻲ واﻟﺴﻨﺪي ‪ /‬اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٥٣‬ﺳﮭﺎم اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻤُﺴﺘﺠﺎﺑﺔ ‪ /‬اﻟﺴﯿﻮﻃﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٥٤‬ﺷﺄن اﻟﺪُﻋﺎء ‪ /‬أﺑﻮ ﺳﻠﯿﻤﺎن اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٥٥‬ﺷﺮح اﻟﺴُﻨﺔ ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷرﻧﺎؤوط ‪ /‬اﻟﺒﻐﻮي ‪.‬‬
‫‪ .٥٦‬ﻇﻼل اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﯾﺞ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺴُﻨﺔ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٥٧‬ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم واﻟﻠﯿﻠﺔ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻃﺎرق ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ‪.‬‬
‫‪ .٥٨‬اﻟﻐﻨﯿﻤﺔ اﻟﺒﺎردة ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻮاردة ‪ /‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻧﺎﺟﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٥٩‬ﻓﯿﺾ اﻟﻘﺪﯾﺮ ﻟﻠﻤﻨﺎوي ‪.‬‬
‫‪ .٦٠‬ﻗﯿﺎم رﻣﻀﺎن ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٦١‬ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻋﺎء ‪ /‬ﺣﺴﯿﻦ اﻟﻌﻮاﯾﺸﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٦٢‬اﻟﻤﺠﻤﻮع ﺷﺮح اﻟﻤﮭﺬب ‪ /‬أﺑﻮ زﻛﺮﯾﺎ اﻟﻨﻮوي ‪.‬‬
‫‪ .٦٣‬اﻟﻤﺴﻨﺪ ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ أﺣﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ‪ /‬أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ اﻟﺸﯿﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٦٤‬اﻟﻤﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﺣﻤﻞ اﻷﺳﻔﺎر ﻓﻲ اﻷﺳﻔﺎر ‪ /‬اﻟﻌﺮاﻗﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٦٥‬ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﺤﺞ واﻟﻌُﻤﺮة ‪ /‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٦٦‬ﻣﻦ ﻣﺮﻗﺎة اﻟﻤﻔﺎﺗﯿﺢ ‪ /‬ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎري ‪.‬‬
‫‪ .٦٧‬اﻟﻮرد اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ اﻟﻤﺨﺘﺎر ‪ /‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﺳﻌﻮد ‪.‬‬
‫‪ .٦٨‬ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻨّﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺔ اﻟﺴُﻨﺔ ‪ /‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٦٩‬اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ﻟﻠﻘﺮﺿﺎوي ‪.‬‬
‫‪ .٧٠‬ﺷﺮح اﻟﺮﺣﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺒﻂ اﻟﻤﺎردﯾﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ .٧١‬اﻟﻌﺬب اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻓﻲ ﺷﺮح ﻋﻤﺪة اﻟﻔﺎرض ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ اﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻔﺮﺿﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٧٢‬أﺣﻜﺎم اﻟﺘﺮﻛﺎت واﻟﻤﻮارﯾﺚ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ زھﺮة ‪.‬‬
‫‪ .٧٣‬ﺗﺴﮭﯿﻞ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺜﯿﻤﯿﻦ ‪.‬‬
‫‪ .٧٤‬اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺠﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﺮﺿﯿﺔ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ اﺑﻦ ﺑﺎز ‪.‬‬
‫‪ .٧٥‬اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻣﻨﺸﺎوي ﻋﺜﻤﺎن ﻋﺒﻮد ‪.‬‬
‫‪ .٧٦‬اﻟﺘﺤﻘﯿﻘﺎت اﻟﻤﺮﺿﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﺮﺿﯿﺔ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮزان ‪.‬‬
‫‪ .٧٧‬اﻟﻤﻮارﯾﺚ ‪ /‬ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺷﺤﺎﺗﺔ اﻟﺤﺴﯿﻨﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٧٨‬ﻋﻤﺪة اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺮﺷﯿﺪ ‪.‬‬
‫‪ .٧٩‬ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث ‪ /‬ﻧﻌﯿﻢ ﺳﻤﺎرة اﻟﻤﺼﺮي ‪.‬‬
‫‪ .٨٠‬اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﺎﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﺮاﺟﺢ ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻋﻮض ‪.‬‬
‫‪ .٨١‬اﻟﯿﺎﻗﻮت واﻟﻤﺮﺟﺎن ‪ /‬ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ‪ /‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻮﺳﻰ ‪.‬‬
‫‪.٨٢‬ﺗﺤﺬﯾﺮ اﻟﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﺴﺎﺟﺪ‪/‬ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪.٨٣‬اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ زﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ‪/‬ﻟﻠﺸﯿﺦ ﯾﺎﺳﯿﻦ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻷﺳﻄﻞ‪.‬‬

‫‪٣٧٧‬‬
 ‫ﻓﮭﺮس اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿـــــــــــــﻮع‬
‫‪٢٥٩‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻨﻜﺎح‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٢٥٩‬‬ ‫اﻟﺰواج ﺳُﻨﱠﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٥٩‬‬ ‫اﻟﺘﺮﻏﯿﺐ ﻓﻲ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٠‬‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦١‬‬ ‫ﺣﻜﻢ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦١‬‬ ‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺘﻞ ﻟﻠﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٢‬‬ ‫ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٢‬‬ ‫اﻹﻋﺮاض ﻋﻦ اﻟﺰواج وﺳﺒﺒﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٢‬‬ ‫اﺧﺘﯿﺎر اﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٢‬‬ ‫اﺧﺘﯿﺎر اﻟﺰوج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٣‬‬ ‫اﻟﺨِﻄﺒﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٥‬‬ ‫اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٨‬‬ ‫اﻟﺨُﻄﺒﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٨‬‬ ‫اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٨‬‬ ‫إﻋﻼن اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٨‬‬ ‫اﻟﻐﻨﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٦٩‬‬ ‫وﺻﺎﯾﺎ اﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٠‬‬ ‫اﻟﻮﻟﯿﻤﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧١‬‬ ‫ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٣‬‬ ‫زواج اﻟﻤﺘﻌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٤‬‬ ‫اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة وﻓﻲ ﻧﯿﺔ اﻟﺰوج ﻃﻼﻗﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٤‬‬ ‫زواج اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٥‬‬ ‫اﻟﺰواج اﻟﺬي ﺗﺤﻞﱡ ﺑﮫ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﺰواج اﻷول‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٥‬‬ ‫ﺻﯿﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪاﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮط‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٧‬‬ ‫ﺷﺮوط ﺻﺤﺔ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٧‬‬ ‫ﺣﻜﻢ اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٧٨‬‬ ‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﻏﯿﺮ ﻻزم ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٠‬‬ ‫اﻟﻜﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﺰواج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٠‬‬ ‫اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨١‬‬ ‫اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﱠﺴَﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨١‬‬ ‫اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺼﺎھﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨١‬‬ ‫اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﱠﺿﺎع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٣‬‬ ‫اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺎت ﻣﺆﻗﺘﺎً‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٦‬‬ ‫زواج ﻧﺴﺎء أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٦‬‬ ‫زواج اﻟﺼﺎﺑﺌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٧‬‬ ‫زواج اﻟﻤﺠﻮﺳﯿﺔ "ﻋﺒﺪة اﻟﻨﺎر"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٧‬‬ ‫زواج اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٧‬‬ ‫اﻟﺰﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﻊ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٨‬‬ ‫وﺟﻮب اﻟﻌﺪل ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﺎت‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٩‬‬ ‫ﺣﻖ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﺷﺘﺮاط ﻋﺪم اﻟﺘﺰوج ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٨٩‬‬ ‫زواج ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٠‬‬ ‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺰوﺟﯿﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٠‬‬ ‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩١‬‬ ‫اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩١‬‬ ‫اﻟﻤﮭﺮ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪٣٧٨‬‬
‫‪٢٩٤‬‬ ‫اﻟﺠﮭﺎز‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٤‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٥‬‬ ‫اﻟﺤﻘﻮق ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٦‬‬ ‫إﺗﯿﺎن اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٧‬‬ ‫اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٧‬‬ ‫اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٨‬‬ ‫ﺣُﺮﻣﺔ اﻟﺘﻜﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﯾﺠﺮي ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ أﺛﻨﺎء اﻟﻤُﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٨‬‬ ‫إﺗﯿﺎن اﻟﺮﺟﻞ زوﺟﺘﮫ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺄﺗﻰ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٨‬‬ ‫اﻟﻌﺰل وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻨﺴﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٩‬‬ ‫ﺣُﻜﻢ إﺳﻘﺎط اﻟﺤﻤﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٢٩٩‬‬ ‫اﻹﯾﻼء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٠‬‬ ‫ﺣﻖ اﻟﺰوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺘﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠١‬‬ ‫ﺗﺠﺎوز اﻟﺼﺪق ﺑﯿﻦ اﻟﺰوﺟﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠١‬‬ ‫اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫اﺷﺘﺮاط ﻋﺪم ﺧﺮوج اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ دارھﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫ﻣﻨﻊ اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫ﺧﺮوج اﻟﻤﺮأة ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫ﺗﺄدﯾﺐ اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺸﻮز‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫ﺗﺰﯾﻦ اﻟﻤﺮأة ﻟﺰوﺟﮭﺎ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫ﺗﺰﯾﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰوﺟﺘﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٣‬‬ ‫ﺗﻮﺻﯿﺎت ﻟﻸﺧﺖ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٥‬‬ ‫اﻟﻄﻼق‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٥‬‬ ‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ وأﺣﻜﺎﻣﮫ وأرﻛﺎﻧﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٥‬‬ ‫أﻗﺴﺎﻣﮫ " أﻗﺴﺎم اﻟﻄﻼق"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٦‬‬ ‫ﻃﻼق اﻟﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٧‬‬ ‫اﻟﻄﻼق اﻟﻤُﻌﻠﱠﻖ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٧‬‬ ‫اﻟﺨُﻠﻊ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٠٩‬‬ ‫اﻟﻈﱢﮭﺎر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٠‬‬ ‫اﻟﻔﺴﺦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١١‬‬ ‫اﻟﻠﱢﻌﺎن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٣‬‬ ‫اﻟﻌِﺪﱠة ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٤‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻘﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٥‬‬ ‫اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٧‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺤﺪود‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٣١٧‬‬ ‫ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺪود‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٧‬‬ ‫وﺟﻮب إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٧‬‬ ‫اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪود‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٨‬‬ ‫ﺳﻘﻮط اﻟﺤﺪود ﺑﺎﻟﺸﺒﮭﺎت‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٨‬‬ ‫ﻣﻦ ﯾُﻘﯿﻢ اﻟﺤﺪود‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٨‬‬ ‫ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺪود‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٨‬‬ ‫اﻟﺤﺪود ﻛﻔﺎرة ﻟﻶﺛﺎم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٨‬‬ ‫إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﻲ دار اﻟﺤﺮب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٩‬‬ ‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺻﯿﺎﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻮث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٩‬‬ ‫ھﻞ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻌﻠﻤﮫ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣١٩‬‬ ‫اﻟﺨﻤﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢١‬‬ ‫اﻟﻤﺨﺪﱢرات‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢١‬‬ ‫ﺣﺪ ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪٣٧٩‬‬
‫‪٣٢٢‬‬ ‫اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٣‬‬ ‫ﻛﯿﻔﯿﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٣‬‬ ‫ﺣﺪ اﻟﺰﻧﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٥‬‬ ‫ﻋﻤﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٥‬‬ ‫اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٦‬‬ ‫اﻟﺴﺤﺎق‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٦‬‬ ‫إﺗﯿﺎن اﻟﺒﮭﯿﻤﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٦‬‬ ‫اﻟﻮطء ﺑﺎﻹﻛﺮاه‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٦‬‬ ‫اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻟﻮطء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٧‬‬ ‫ﺑﻘﺎء اﻟﺒﻜﺎرة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٧‬‬ ‫اﻟﻮطء ﻓﻲ ﻧﻜﺎح ﺑﺎﻃﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٢٧‬‬ ‫ﺣﺪ اﻟﻘﺬف‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٠‬‬ ‫ﺣﺪ اﻟﺴﺮﻗﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٢‬‬ ‫اﻟﺮﱢدﱠة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٤‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﱢدﱠة ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت وأﺣﻜﺎم ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٤‬‬ ‫اﻟﺤِﺮاﺑﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٧‬‬ ‫أھﻞ اﻟﺒﻐﻲ "اﻟﻈﻠﻢ واﻻﻋﺘﺪاء "‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٧‬‬ ‫دﻓﺎع اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻋﻦ ﻏﯿﺮه‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٣٨‬‬ ‫اﻟﺴﱢﺤﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٢‬‬ ‫ﻋﻼﻣﺎت ﯾُﻌﺮف ﺑﮭﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٣‬‬ ‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٣‬‬ ‫ھﻞ ﯾﺠﻮز ﺗﻌﻠﱡﻢ اﻟﺴﺤﺮ ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٣‬‬ ‫اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺴﺤﺮ واﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﻤﻌﺠﺰة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٤‬‬ ‫اﻟﺰﻧﺪﯾﻖ‪ -‬ﺣﻜﻤﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٤‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺰﯾﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٦‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺠﻨﺎﯾﺎت‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٣٤٦‬‬ ‫اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٨‬‬ ‫أﻧﻮاع اﻟﻘﺘﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٨‬‬ ‫اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٨‬‬ ‫اﻟﻘﺘﻞ ﺷﺒﮫ اﻟﻌﻤﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٤٩‬‬ ‫اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺨﻄﺄ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٠‬‬ ‫اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٠‬‬ ‫ﺷﺮوط وﺟﻮب اﻟﻘﺼﺎص‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٠‬‬ ‫ﺷﺮوط اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻘﺼﺎص‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥١‬‬ ‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗُﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥١‬‬ ‫إذا أﻣﺴﻚ رﺟﻞٌ رﺟﻼً وﻗﺘﻠﮫ آﺧﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥١‬‬ ‫ﺛﺒﻮت اﻟﻘﺼﺎص‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٢‬‬ ‫اﻟﻘَﺴﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٣‬‬ ‫اﻟﺪﱢﯾﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٥‬‬ ‫اﻟﺠﻨﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﺮاف‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٥‬‬ ‫دﯾﺔ اﻷﻋﻀﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٦‬‬ ‫دﯾﺔ اﻟﺸﺠﺎج واﻟﺠﺮاح‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٦‬‬ ‫اﻟﺠﺮاح‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٧‬‬ ‫ﻗﻀﯿﺔ وﺟﻮد ﻗﺘﯿﻞ ﺑﯿﻦ ﻗﻮمٍ ﻣﺘﺸﺎﺟﺮﯾﻦ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٨‬‬ ‫اﺻﻄﺪام اﻟﻔﺎرﺳﯿﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٥٨‬‬ ‫اﻟﻀﱠﻤﺎن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦١‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺒﯿﻮع‪.‬‬ ‫¯‬

‫‪٣٨٠‬‬
‫‪٣٦١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أرﻛﺎﻧﮫ أرﻛﺎن اﻟﺒﯿﻊ‬ ‫•‬
‫‪٣٦١‬‬ ‫اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٢‬‬ ‫اﻟﺨِﯿﺎر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٤‬‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺒﯿﻮع اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٦‬‬ ‫اﻹﺷﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٧‬‬ ‫اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﻤﺰاﯾﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٧‬‬ ‫ﻣﻦ ﺑﺎع ﻣﻦ رﺟﻠﯿﻦ ﻓﮭﻮ ﻟﻸول ﻣﻨﮭﻤﺎ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٧‬‬ ‫زﯾﺎدة اﻟﺜﻤﻦ ﻧﻈﯿﺮ زﯾﺎدة اﻷﺟﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٧‬‬ ‫ﺟﻮاز اﻟﺴﻤﺴﺮة ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٧‬‬ ‫ﺑﯿﻊ اﻟﻤُﻜﺮَه‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٧‬‬ ‫ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻀﻄﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٨‬‬ ‫ﺑﯿﻊ اﻟﺘﻠﺠﺌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٨‬‬ ‫إﯾﻔﺎء اﻟﻜﯿﻞ واﻟﻤﯿﺰان‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٨‬‬ ‫اﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٨‬‬ ‫اﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺤﻠﻒ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٨‬‬ ‫وﺿﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٨‬‬ ‫ﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻮن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٩‬‬ ‫ﺣُﻜﻢ اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻔﺎﺳﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٩‬‬ ‫ھﻼك اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺒﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٩‬‬ ‫ھﻼك اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺒﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٩‬‬ ‫اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٦٩‬‬ ‫اﻟﺘﺴﻌﯿﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٠‬‬ ‫اﻻﺣﺘﻜﺎر‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٠‬‬ ‫اﻹﻗﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٠‬‬ ‫اﻟﺴﱠﻠَﻢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٢‬‬ ‫اﻟﺮﱢﺑﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٣‬‬ ‫ﺑﯿﻊ اﻟﻌِﯿﻨﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٤‬‬ ‫ﺻﻮرة ﺗﻘﺮﯾﺒﯿﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻻﺳﻼﻣﻲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٤‬‬ ‫اﻟﻘﺮض‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٦‬‬ ‫اﻟﺮھﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٧‬‬ ‫اﻟﻤﺰارﻋﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٨‬‬ ‫إﺣﯿﺎء اﻟﻤﻮات‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٧٩‬‬ ‫اﻹﺟﺎرة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨٣‬‬ ‫اﻷﺟﯿﺮ ﺧﺎص‪-‬ﻋﺎم ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨٤‬‬ ‫اﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨٧‬‬ ‫اﻟﺤﻮاﻟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨٧‬‬ ‫اﻟﺸﱡﻔﻌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٨٩‬‬ ‫اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٠‬‬ ‫اﻟﻌﺎرﯾﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٠‬‬ ‫اﻟﻮدﯾﻌﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩١‬‬ ‫اﻟﻐﺼﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٢‬‬ ‫اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٤‬‬ ‫اﻟﻤُﺴﺎﻗﺎة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٥‬‬ ‫اﻟﺠُﻌﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٦‬‬ ‫اﻟﺸﱠﺮِﻛﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٨‬‬ ‫اﻟﺤَﺠْﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٣٩٨‬‬ ‫اﻟﺘﱠﻔﻠﯿﺲ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪٣٨١‬‬
‫‪٣٩٩‬‬ ‫اﻟﻮﻗﻒ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠٢‬‬ ‫اﻟﮭﺒﺔ واﻟﮭﺪﯾﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠٥‬‬ ‫اﻟﻌُﻤﺮى‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠٦‬‬ ‫اﻟﺮُﻗﺒﻰ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠٦‬‬ ‫اﻟﻠﻘﯿﻂ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠٧‬‬ ‫اﻟﻠﱡﻘﻄﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٠٩‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻷﻃﻌﻤﺔ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤١٠‬‬ ‫اﻷﺷﺮﺑﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤١٢‬‬ ‫اﻟﻠﺤﻮم اﻟﻤﺴﺘﻮردة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤١٢‬‬ ‫إﺑﺎﺣﺔ أﻛﻞ ﻣﺎ ﺣُﺮﱢم ﻋﻨﺪ اﻻﺿﻄﺮار‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤١٣‬‬ ‫ھﻞ ﯾُﺒﺎح اﻟﺨﻤﺮ ﻟﻠﻌﻼج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤١٣‬‬ ‫اﻟﺬﱠﻛﺎة اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤١٤‬‬ ‫اﻟﺼﯿﺪ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤١٦‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻠﱢﺒﺎس‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤١٨‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٢٠‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٢١‬‬ ‫اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺸﻄﺮﻧﺞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢١‬‬ ‫اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﱠﺮد )اﻟﻄﺎوﻟﺔ أو اﻟﺪوﻣﻨﺔ(‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٣‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻄﺐ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٢٣‬‬ ‫أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺮﯾﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٣‬‬ ‫أﺣﻜﺎم اﻟﺪواء واﻟﺘﺪاوي‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٥‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٢٥‬‬ ‫"ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ‪ ،‬ﺣُﻜﻤﮫ‪،‬ﺷﺮوط اﻟﻘﺎﺿﻲ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٥‬‬ ‫آداب اﻟﻘﺎﺿﻲ‪-‬ﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٦‬‬ ‫ﻛﯿﻒ ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٧‬‬ ‫اﻟﺴﺠﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٨‬‬ ‫اﻟﺼﱡﻠﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٢٨‬‬ ‫اﻹﻛﺮاه‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٠‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﺠﮭﺎد‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٣٠‬‬ ‫ﺗﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٠‬‬ ‫إﯾﺠﺎﺑﮫ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣١‬‬ ‫ﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﺠﮭﺎد ﻓﺮض ﻋﯿﻦ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٢‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﺠﺐ؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٢‬‬ ‫إذن اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٢‬‬ ‫اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺠﺮة واﻟﻜﻔﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺰو‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٣‬‬ ‫اﻻﺳﺘﻨﺼﺎر ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٣‬‬ ‫ﻓﻀﻞ اﻟﺠﮭﺎد واﻻﺳﺘﺸﮭﺎد‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٣‬‬ ‫اﻟﻤﺠﺎھﺪ ﺧﯿﺮ اﻟﻨﺎس‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٤‬‬ ‫اﻟﻤﺠﺎھﺪ ﯾﺮﺗﻔﻊ ﻣﺎﺋﺔ درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٤‬‬ ‫اﻟﺠﮭﺎد ﻻ ﯾﻌﺪﻟﮫ ﺷﻲء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٤‬‬ ‫ﻓﻀﻞ اﻟﺸﮭﺎدة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٥‬‬ ‫اﻟﺠﮭﺎد ﻹﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٥‬‬ ‫أﺟﺮ اﻷﺟﯿﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٦‬‬ ‫ﻓﻀﻞ اﻟﺮﺑﺎط ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٦‬‬ ‫ﻓﻀﻞ اﻟﺮﻣﻲ ﺑﻨﯿﺔ اﻟﺠﮭﺎد‪٠‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٦‬‬ ‫اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺒﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٦‬‬ ‫ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋﺪ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪٣٨٢‬‬
‫‪٤٣٧‬‬ ‫اﻟﺠﮭﺎد ﻣﻊ اﻟﺒﺮﱢ واﻟﻔﺎﺟﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٧‬‬ ‫اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﯿﺶ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٧‬‬ ‫واﺟﺐ اﻟﺠﻨﻮد‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٧‬‬ ‫ﻣﺎ ھﻰ أرﻛﺎن اﻟﺠﮭﺎد؟‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٨‬‬ ‫أﻧﻮاع اﻟﺠﮭﺎد‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٨‬‬ ‫ھﻨﺎك ﺳﺘﺔ أﻣﻮر ﺗﻠﺰم ﻟﺨﻮض اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٣٩‬‬ ‫ھﻨﺎك ﻋﺸﺮة آداب ﻟﻠﻨﻔﯿﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٠‬‬ ‫اﻧﺘﮭﺎء اﻟﺤﺮب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٠‬‬ ‫اﻟﮭﺪﻧﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤١‬‬ ‫ﻋﻘﺪ اﻟﺬﱢﻣﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤١‬‬ ‫اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻋﻠﻰ أھﻞ اﻟﺬﱢﻣﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٣‬‬ ‫اﻟﺠﺰﯾﺔ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٥‬‬ ‫اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ واﻷﻧﻔﺎل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٧‬‬ ‫اﻟﻐﻠﻮل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٨‬‬ ‫أﺳﺮى اﻟﺤﺮب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٩‬‬ ‫اﻻﺳﺘﺮﻗﺎق‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٩‬‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺮﻗﯿﻖ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٤٩‬‬ ‫ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ"ﻟﻠﺮﻗﯿﻖ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٠‬‬ ‫أرض اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ اﻟﻤﻐﻨﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥١‬‬ ‫اﻟﻔﻲء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥١‬‬ ‫ﻋﻘﺪ اﻷﻣﺎن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٢‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺎھﺪة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٣‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﯿﺔ ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٥٣‬‬ ‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ وﺣﻜﻤﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٣‬‬ ‫ﺷﺮوﻃﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٣‬‬ ‫أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٥‬‬ ‫ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺮاﺋﺾ‪.‬‬ ‫¯‬
‫‪٤٥٥‬‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻤﯿﺮاث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٦‬‬ ‫اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺮاث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٧‬‬ ‫ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺮاﺋﺾ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٧‬‬ ‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺘﺮﻛﺔ واﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٧‬‬ ‫أرﻛﺎن اﻟﻤﯿﺮاث‪-‬أﺳﺒﺎب اﻹرث ‪-‬ﻣﻮاﻧﻊ اﻹرث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٨‬‬ ‫ﺷﺮوط اﻹرث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٨‬‬ ‫اﻧﻮاع اﻹرث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٨‬‬ ‫اﻟﻮارﺛﻮن ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل"ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ"‪٠.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٩‬‬ ‫اﻟﻮارﺛﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء"ﻋﺸﺮ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٥٩‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻮن ﻟﻠﺘﺮﻛﺔ "ﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﻮارﺛﯿﻦ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٠‬‬ ‫اﻹرث ﺑﺎﻟﻔﺮض‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٠‬‬ ‫أﺣﻮال أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٠‬‬ ‫أﺣﻮال اﻟﺰوج‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦١‬‬ ‫أﺣﻮال اﻟﺰوﺟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦١‬‬ ‫أﺣﻮال اﻷب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٢‬‬ ‫أﺣﻮال اﻷم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٢‬‬ ‫أﺣﻮال اﻟﺠﺪﱢ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٣‬‬ ‫أﺣﻮال اﻟﺠﺪﱠات ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٤‬‬ ‫أﺣﻮال ﺑﻨﺎت اﻟﺼﱡﻠﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٤‬‬ ‫أﺣﻮال ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪٣٨٣‬‬
‫‪٤٦٥‬‬ ‫أﺣﻮال اﻷﺧﻮات اﻟﺸﻘﯿﻘﺎت‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٥‬‬ ‫أﺣﻮال اﻷﺧﻮات ﻷب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٦‬‬ ‫أﺣﻮال أوﻻد اﻷم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٧‬‬ ‫ﻣﺴﺎﺋﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٨‬‬ ‫أﺣﻮال ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄوﻻد اﻷم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٨‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﺠﺮﯾﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٦٨‬‬ ‫ﺟﺪول أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧١‬‬ ‫اﻹرث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﯿﺐ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧١‬‬ ‫‪ -١‬ﻋﺼﺒﺔ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧٢‬‬ ‫‪ -٢‬اﻟﻌﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧٣‬‬ ‫‪ -٣‬اﻟﻌﺼﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧٤‬‬ ‫اﻟﺤَﺠْﺐُ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧٥‬‬ ‫أﺻﻮل اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧٥‬‬ ‫ﻛﯿﻒ ﻧُﺨَﺮﱢجُ أﺻﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٧٧‬‬ ‫اﻟﻌَﻮْل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨١‬‬ ‫ﻣﯿﺮاث ذوي اﻷرﺣﺎم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨٢‬‬ ‫اﻟﻤُﻨﺎﺳﺨﺎت‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨٦‬‬ ‫ﻣﯿﺮاث اﻟﺤﻤﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨٨‬‬ ‫ﻣﯿﺮاث اﻟﺨُﻨﺜﻰ ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٨٩‬‬ ‫ﻣﯿﺮاث اﻟﻐﺮﻗﻰ واﻟﮭﺪﻣﻰ واﻟﺤﺮﻗﻰ واﻟﺤﻮادث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٩٠‬‬ ‫ﺗﻮارث أھﻞ اﻟﻤﻠﻞ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪٤٩١‬‬ ‫ﻣﺮاﺟﻊ ﻛﺘﺎب"اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴﱠﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ‬ ‫¯‬
‫وﺳﻠﻢ"‪.‬‬
‫‪٤٩٤‬‬ ‫ﻓﮭﺮس اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪.‬‬ ‫¯‬

‫ﺗﻢﱠ ﺑﺤﻤﺪ اﷲ وﻣﻨﱠﺘﮫ ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب‬

‫"اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴّﻮيّ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ"‬

‫ﻓﻠﻠّﮫ اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻤﻨّﺔ واﻟﻔﻀﻞ واﻟﺜﻨﺎء اﻟﺤﺴﻦ‪.‬‬

‫‪٣٨٤‬‬