You are on page 1of 15

‫‪1‬‬

‫‪" :‬البر"‬ ‫المحاضرة رقم "‪ : " 71‬اسم ال‬

‫سمم ال الرحمممن الررمحيِمم‬


‫مب س‬

‫مع السم الواحد والسبعين من دروس أسماء ال الححسنى ‪ ،‬والسم هو اسم المبرر ‪..‬‬
‫المبرر اسمم من أسماء ال الححسنى ورد في الحاديث الشريفة التي حأدرجت فيها أسماء ال تعالى ‪.‬‬

‫والبرر ‪ ..‬هذه الكلمة باؤها مثَّلنثَّة ‪ ..‬ومعنى ذلك أي أنن هناك ببمر ‪ ،‬وحبمر ‪ ،‬وببر ‪ ،‬فالحبرر‬
‫هو القمح ‪ ..‬وال برر هو الحسان ‪ ..‬والببرر هو اليابسة في الصأل‪ ،‬أما المبرر إذا كان إسما من‬
‫أسماء ال الححسنى هو بالفتح ‪ ،‬أي فاعل ال برر ‪ ،‬وال برر هو الحسان ‪ ،‬أي المحسن فقد قال‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫)سورة الطور(‬

‫أي هو المحسن ‪.‬‬


‫صألة ‪ ،‬والمعروف هو الخير ‪ ،‬المبالغة في الحسان ‪ ،‬المبرر هو الحمحسن ‪،‬‬ ‫ال برر هو ال ب‬
‫فلنم بامر بأبويه إذا كان محسن ا لهما ‪ ،‬المبرر من الخلق من تتوالى منه أعمال ال برر ‪ ،‬فهناك‬
‫مبالعة فمن تتوالى منه أعمال الببر من الخلق يسنمى ب ار ‪ ،‬أما إذا كان هذا السم منسوبا إلى ال‬
‫عنز وجنل فالبرر هو مطلق الحسان ‪.‬‬
‫ال برر بالكسر ‪ ..‬الصألة والحسان ‪ ،‬فلن يببرر والديه أي يصألهما بإحسانه ‪ ،‬وفلن يببرر‬
‫رحمه أي يصألهم ‪ ،‬والصألة العطاء مع إتصأال ‪ ،‬عطاء مع زيارة‪ ،‬وال جنل جلله يقول ‪:‬‬

‫)سورة الممتحنة(‬
‫‪2‬‬

‫هذه الية أريها الخوة القراء دقيقة المعنى جدا ‪ ،‬قد تلتقي في عملك وفي محيطك‪ ،‬وقد‬
‫تلتقي مع أقربائك بنماذج ل حيناصأبونك البعداء ‪ ،‬ول ينكرون عليك تدرينك ‪ ،‬بل إننهم أضعف من‬
‫أن يتمنسكوا بما أنت عليه ‪ ،‬هؤلء حيقردرونك لكنهم ليسوا ملتزمين ‪ ،‬لم يصأطلحوا مع ال بعد ‪ ،‬لم‬
‫يقبلوا عليه ليسوا ملتزمين لكننهم ل حيناصأبونك العداء ‪ ،‬بل يقردرون فيك هذا التجاه الطريبِّ ‪ ،‬هذا‬
‫التدرين الصأادق ‪ ،‬مثَّل هذه النماذج من الناس فمن الجريمة أن حتسيء إليهم‪ ،‬هؤلء يقردرون ‪،‬‬
‫منصأفون ‪ ،‬يتمنوون ‪ ،‬وهم غير ملتزمين ‪ ،‬فل تعرنفهم‪ ،‬ل تناصأبهم البعداء بل أبمل قلوبهم نحوك ‪،‬‬
‫إستمل قلوبهم إليك ‪ ،‬لقوله تعالى‪ " :‬ل ميِسنمهاككسم اللركه معسن الرمذيِمن لمسم كيِمقامتكلوككسم مفيِ الدديِمن مولمسم‬
‫ب اسلكمسقمسمطيِمن " ‪.‬‬ ‫كيِسخمركجوككسم ممسن مدميِامرككسم أمسن تممبرروكهسم موتكسقمسطكوا إملمسيِمهسم إمرن اللرمه كيِمح ر‬
‫أن تببررهم أي أن حتحسنوا إليهم ‪ ،‬فإذا لم يكن يصأرلي ولكنه ل حيعاديك ‪ ،‬أنت إن أحسنت‬
‫إليه حملته على الصألة ‪ ،‬أنت إن أحسنت إليه حملته على حضور مجلس علم ‪ ،‬أنت إن‬
‫أحسنت إليه حملته على الطاعة ‪.‬‬
‫لذلك من الححمق الشديد أن تجد إنسانا غير ملتزم لكننه ل يعاديك ويقردر فيك تردينك ‪،‬‬
‫يكبر فيك إستقامتك لكننه لم يصأطلح بعد مع ال ‪ ،‬هذا النموزج ينبغي أن حتحسن إليه ‪ ،‬وينبغي أن‬
‫ب‬
‫ترعاه ‪ ،‬ينبغي أن تحمند إليه يد المساعدة ‪ ،‬ينبغي أن يرى فيك توا ح‬
‫ضع ا ‪ ،‬إوانفتاح ا إواحسان ا لننه قد‬
‫ورد في الحديث القدسي ‪ :‬أن يا داوود ذركر عبادي بإحساني إليهم فإنن النفوس حجببلت على ح ر‬
‫بِّ‬
‫من أحسن إليها ‪ ،‬وبغض من أساء إليها ‪.‬‬
‫وليثَّق القارىء الكريم أرن كثَّي ار من المؤمنين مرمن هم أرقى مستويات اليمان سببِّ‬
‫ف أخلقي من مؤمنن ‪ ،‬فإننه يوم كان متفرلتا وغير ملتزم‬
‫إيمانه إوالتفاته إلى ال إواقباله عليه موق م‬
‫طف معه وأكرمه فانشرح قلبه لليمان ‪.‬‬ ‫التقى بمؤمن فأحسن إليه وتل ن‬
‫صأة عن عندة فتيات في بلد عربي اشحتهر بالفن ‪ ،‬فهؤلء الفتيات حتبن إلى ال‬
‫فقد قرأت ق ن‬
‫عنز وجنل وتحنجبن إواصأطلحن معه ‪ ،‬وشنكلن مجتمع ا صأغي ار إواعتزلن الفن ‪ ،‬إحدى اللواتي لم‬
‫تستقمن ولم تصأطلح مع ال ولم تحتبِّ بعد تاقت إلى أن تعرف حياة هؤلء النسوة اللواتي‬
‫صأة أننهرن رحبن بها إواستقبلنها‬
‫إصأطلحن مع ال‪ ،‬فذهبت لزيارتهن ‪ ..‬والنقطة الدقيقة في هذه الق ن‬
‫ورأت بأحرم عينها مجتمع الصأدق والوفاء والحبِّ والستقامة والطهر والعفاف واللتزام ‪ ،‬ولنهحنن‬
‫إستقبلنها ورنحبن بها وأرينها ما هنن عليه من تواصأل ‪ ،‬ومن حبِّ ‪ ،‬ومن وئام ‪ ،‬ومن موندة ‪ ،‬ومن‬
‫عفاف ‪ ،‬ومن طهر ‪ ،‬انضنمت إليهن ‪ ،‬حينما طرقت بابحهن لم تكن ملتزمة ‪ ،‬لو رفضنها وطردنها‬
‫لبقيت شاردةا ‪ ،‬بقيت بعيدةا في سكة التيه والضلل ‪.‬‬
‫فأقول وبهذه الدنقة ‪ ..‬عليك إذا إنسان ليس ملتزما إطلقا أراد أن يزورك أراد أن يلتقي‬
‫ي شينء أنت ‪ ،‬فينبغي أن تفتح له صأدرك وأن حتررحبِّ به ‪ ،‬وينبغي أن‬‫بك ‪ ،‬أراد أن يرى على أ ر‬
‫‪3‬‬

‫ضعك ‪ ،‬ومن كريم خصأالك ومن حربك له ‪ ،‬هذا الموقف الخلقي هو‬ ‫يرى من كمالك ومن توا ح‬
‫الذي سوف يحجرره إليك ‪ ،‬هذا الموقف المتواضع هو الذي يحمله على التوبة ‪ ،‬ورحم ال القائل ‪:‬‬
‫فطالما استعبد النسان إحسان‪.‬‬ ‫أحسن إلى الناس تستعد قلوبهم‬
‫أنت لم تكن ملتزم ا وقد منن ال عليك واصأطلحت معه وأقبلت عليه ‪ ،‬أل حتح ر‬
‫بِّ أن‬
‫يكون الخير عام ا ؟ كيف كنت بعيدا عن اللتزام وجاء حأنامس تتقنربِّ منك وحملوك على طاعة ال‬
‫‪ ،‬كما فحبعل بك إفعل مع غيررك ‪ ،‬كما ذنكرك ال ذركر غيرك ‪ ،‬كما أحسن ال إليك أحسن إلى‬
‫عباده ‪ ،‬كما أنعم ال عليك بنعمة الهدى أنعم على عباده بنعمة الهدى ‪ ،‬ل تكن مغلقا ‪ ،‬ل تكن‬
‫صأبا ‪ ،‬ل تكن متشرنجا من هؤلء غير الملتزمين ‪ ،‬فماذا يحدث لو أروا منك‬
‫محدودا ‪ ،‬ل تكن متع ر‬
‫الكمال ‪.‬‬
‫أبو حنيفة النعمان له جار يغني طيلة الليل ‪ ،‬بحيث يعركر على المام ليله ‪ ،‬ول‬
‫يستطيع أن ينام ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬

‫ي فتى أضاعوا ‪ ..‬ليوم كريهنة وبطعابن خل ب‬


‫س‪.‬‬ ‫أضاعوني وأ ر ا‬

‫حألقي القبض عليه فذهبِّ أبو حنيفة إلى السجن يشفع له ‪ ،‬فلرما رأى السنجان أبا حنيفة‬
‫النعمان بمهابته يأتي ليشفع لجاره فأطلق سراح كنل من في السجن إكرام ا له ‪ ،‬وفي طريق العودة‬
‫ي فتاى أضاعوا فهل أضعناك ‪..‬‬ ‫إلى البيت قال ‪ :‬يا فتى هل أضعناك ؟ تقول دائما أضاعوني وأ ن‬
‫فكان هذا الموقف الخلقي سببِّ توبته ‪.‬‬
‫يروى أنن رسول ال صأنلى ال عليه وسنلم كان له جامر يؤذيه أبلغ الذى ‪ ،‬وفي أحد‬
‫اليام انقطع عنه أذاه ‪ ..‬فمعنى ذلك أننه مريض ‪ ..‬فذهبِّ إلى عيادته ‪ ،‬فكانت هذه العيادة سببِّ‬
‫إيمانه ‪ ،‬إواسلمه إواصأطلحه مع ال‪.‬‬
‫فالبطولة ل أن تكون مكافئا ‪ ..‬ليس الواصأل بالمكافيء ‪ ،‬لكنن الواصأل من إذا قطعه‬
‫الناس وصألهم ‪ ،‬بطولتك ل أن تحرند على زيارنة بزيارة‪ ،‬أو هدنينة بهدنية ‪ ،‬أو لقانء بلقاء ‪ ،‬أو وليمنة‬
‫بوليمة ‪ ،‬فليس لك فضل بذلك ‪ ،‬أما البطولة أن تبادر ‪ ،‬ألم يقل النبري عليه الصألة والسلم ‪:‬‬
‫" أمرني رربي بتسع ‪ ..‬خشية ال في السرر والعلنية ‪ ،‬كلمة العدل في الغضبِّ والرضا ‪ ،‬القصأد‬
‫في الفقر والغنى ‪ ،‬وأن أصأل من قطعني‪ ،‬وأن أعفو عمن ظلمني ‪ ،‬وأن حأعطي من حرمني " ‪.‬‬
‫هذا الذي يقربِّ الناس إليك ‪ ،‬وهذه الية دقيقة دللتها جدا قال تعالى ‪:‬‬
‫" ل ميِسنمهاككسم اللركه معسن الرمذيِمن لمسم كيِمقامتكلوككسم مفيِ الدديِمن مولمسم كيِسخمركجوككسم ممسن مدميِامرككسم أمسن تممبرروكهسم موتكسقمسطكوا‬
‫ب اسلكمسقمسمطيِمن "‬ ‫إملمسيِمهسم إمرن اللرمه كيِمح ر‬
‫‪4‬‬

‫أمسن تممبرروكهسم أي أن تحسنوا إليهم ‪ ،‬وما دمنا في هذا الموضوع أذكر لكم آيةا أخرى يقول‬
‫ال عنز وجنل ‪:‬‬

‫)سورة المائدة(‬

‫شمنآَكن قمسومم معملىَ مأل تمسعمدلكوا " ل تحملبننكم عداوة قونم ‪ ..‬وأعداؤكم هم‬
‫" مول ميِسجمرممرنككسم م‬
‫ب مللترسقموىَ " ‪ ،‬إن عدلتم معهم قنربتموهم إلى ال ‪،‬‬ ‫م‬
‫الكنفار ‪ ..‬على أل تعدلوا معهم " اسعدلكوا كهمو أمسقمر ك‬
‫وتقنربوا منكم ‪ ،‬أما إن ظلمتموهم أبعدتموهم عن ال ‪.‬‬
‫فلو أن إنسانا يصأرلي وأساء لننفر الناس من دينه ‪ ،‬أو إنسانا يصأوم وأساء ننفر الناس‬
‫من دينه ‪ ،‬إنسان يؤردي زكاة ماله لو أساء ننفر الناس من دينه ‪ ،‬فأنت إما أن تكون مقررابا ‪ ،‬إواما‬
‫أن تكون منفراار ‪ ،‬إما أن تكون جاماعا‪ ،‬إواما أن تكون مفرراقا ‪.‬‬
‫وفي سورة آل عمران قال تعالى ‪:‬‬

‫)سورة آل عمران(‬

‫" اول بنر "‪ ..‬مطلق عطاء ال ‪ ،‬إحسانه لكم في الدنيا ‪ ،‬إحسانه لكم في الخرة ‪ ،‬سعادةم‬
‫صأرحةم تحفظ النسان ‪ ،‬هيبةم تعين النسان على معيشته ‪ ،‬كرل أنواع الخير ينطوي‬ ‫تملح القلبِّ ‪ ،‬ب‬
‫تحت بكلمة البر" لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن " ‪ ..‬أي إذا تونهمت أنن الجننة ركعتان‬
‫تؤرديهما ودرهمان تنفقهما وأنتهى المر عند ذلك الحد وأفعل بعدها ما تريد فأنت مخطىء كل‬
‫الخطأ‪ ..‬ل ‪ ..‬إنن سلعة ال غالية‪ ،‬إنن سلعة ال غالية ‪،‬إنن سلعة ال غالية فاسمع قول ال تعالى‬
‫‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫" لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن " الشيء النفيس ‪ ،‬الوقت الثَّمين ‪ ،‬المال الذي‬
‫جمعته من كردك الحلل ‪ ،‬الشيحء الذي بذلت جهدا فيه للوصأول إليه ‪ ،‬هذا ينبغي أن حتنفقه ‪" ..‬‬
‫شسيِمء فممإرن اللرمه مبمه معمليِمم "‪.‬‬ ‫مومما تكسنمفقكوا ممسن م‬
‫شاهد آخر ‪ :‬الحرج المبرور ‪ ،‬ونحن ل زلنا في كلمة المبر ‪ ،‬والببر‪ ،‬والحبر ‪ ..‬اسم ال‬
‫تعالى المبرر ‪ ..‬أي المححسن لننه يعطي الببر ويعين عليه وهو الحسان ‪ ،‬الحرج المبرور هو الذي‬
‫ل يخالطه شيمء من المآثَّم ‪ ،‬والنبري عليه الصألة والسلم يقول ‪:‬‬
‫صأنلى النله بعلبويبه بوبسلنبم بقابل اولحعومبرةح إببلى اولحعومبربة بكنفابرةم‬ ‫نب‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫بعون أبببي حهبرويبرةب برضي الله بعونهم أبنن برحسوبل الله ب‬
‫بلبما ببويبنهحبما بواولبحرج اولبموبحروحر لبويبس لبهح بج بازمء بإل اولبجنةح *‬
‫أي حمج لم يخالطه إثَّم ‪ ،‬ل رفث ‪ ،‬ول فسوق ‪ ،‬ول جدال في الحج ‪ ..‬والحرج المبرور‬
‫بِّ إل الجننة فقد قال تعالى ‪:‬‬
‫ليس له ثَّوا م‬

‫)سورة االبقرة(‬

‫الببر ‪ ..‬التقوى ‪ ،‬وهذا من معاني البر فقد قال تعالى ‪:‬‬

‫)سورة المائدة(‬

‫وقيل البر ‪ ..‬التقوى ‪ ..‬التورسع في فعل الخير ‪ ،‬وقيل إسمم جامعم لكرل الطاعات ‪ ،‬ولكرل‬
‫أعمال الخير المقرربة إلى ال ‪ ،‬أو إسمم جامعم لمرضري الخصأال ‪ ..‬وهذا شيء دقيق جدا‬
‫‪6‬‬

‫فالتقوى ‪ ..‬إسمم جامعم لكرل الطاعات ‪ ،‬إسمم جامعم لكرل القربات ‪ ،‬إسمم جامعم لكرل الخصأال الفاضلة‬
‫‪ ،‬إسمم جامعم لكرل الفعال المرضية ‪ ..‬والبر هو التقوى ‪ ،‬وفي قاموس تاج العروس ‪ ..‬البر خيحر‬
‫الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫طمأنينة والبرزق‬
‫صأحة وراحة البال وال ح‬
‫خيحر الدنيا ما حيبيرسره ال تعالى للعبد من الهدى وال ر‬
‫النفسي ‪ ،‬وفيها من السرور والسعادة والهيبة ‪ ،‬وفيها الزوجة الصأالحة والولد البرار والدخل‬
‫الحلل ‪.‬‬
‫وخير الخرة ‪ ..‬الفوز بجننة ال وما فيها من النعيم المقيم ‪ ،‬النعيم الدائم ‪ ،‬ومن حونر‬
‫عين ‪ ،‬ومن بولدانن مبخنلدين ‪ ،‬من جننانت تجري من تحتها النهار ‪ ،‬من فواكهم وهم مكرمون ‪،‬‬
‫وفيها النظر إلى وجه ال الكريم ‪ ،‬والفوز برضوان ال عنز وجنل الذي هو أكبر من كرل شينء في‬
‫الجننة ‪ ،‬فقد قال تعالى ‪:‬‬

‫)سورة التوبة(‬

‫ي الدنيا والخرة ‪.‬‬ ‫فالببر إسم جامع لخير ر‬


‫النبري عليه الصألة والسلم حينما قال ‪:‬‬
‫صألححح بمونهح بجد بول بهوزمل بوبقابل بعنفاحن بمنرةا‬ ‫بِّ ل بي و‬
‫ب‬ ‫نب‬
‫ص بقابل بكابن بعوبحد الله بيحقوحل بإنن اولبكذ ب‬ ‫بعون أبببي البوحو ب‬
‫ب‬
‫ب‬
‫ق بحنتى حيوكتب ب‬
‫بِّ‬ ‫صأ بييا ثَّحنم ل حيونبجحز لبهح بقابل ب إوبانن حمبحنمادا بقابل لببنا ل بي بازحل النرحجحل بي و‬
‫صأحد ح‬ ‫بج د بول بيعحد النرحجحل ب‬
‫بِّ بعونبد اللنبه بكنذاابا *‬
‫بِّ بحنتى حيوكتب ب‬
‫ب‬ ‫ب نب ب‬
‫عونبد الله صأردياقا بول بي بازحل النرحجحل بيوكذ ح‬
‫خير الدنيا والخرة منطو بكلمة البر ‪ ..‬فقد قال تعالى ‪ " :‬لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا‬
‫شسيِمء فممإرن اللرمه مبمه معمليِمم " ‪.‬‬‫ممرما تكمحربومن مومما تكسنمفقكوا ممسن م‬
‫عليكم بالصأدق ‪ ،‬فإنن الصأدق يهدي إلى البر ‪ ،‬وأرقى أنواع الصأدق أن تكون صأادق ا‬
‫مع ال ‪ ،‬ثَّم يلي ذلك أن تكون صأادق ا مع نفسك ‪ ،‬ثَّم يلي ذلك أن تكون صأادق ا مع الناس ‪.‬‬
‫أن تكون صأادق ا مع ال ‪ ..‬فأننك إذا عاهندته على التوبة أل تنتكس بعد التوبة ‪ ،‬إواذا‬
‫عاهندته على الطاعة أل تعصأيه بعد العهد ‪ ،‬إواذا قنبلت الحجر السود وفاو ن‬
‫ضته وزرفت عنده‬
‫الدموع ‪ ،‬وعاهدته وقتها أل تعصأيه في بلدك ‪ ،‬الصأدق أن تنرفذ هذا العهد ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫إنن الصأدق يهدي إلى البر ‪ ...‬أي إلى الصألح ‪ ،‬إلى خير الدنيا ‪ ،‬إلى خيري الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬إلى الخير المطلق ‪.‬‬
‫قال العلماء ‪ :‬زمزم هذا النبع الذي تف ن‬
‫ضل ال به على السريدة هاجر وعلى المسلمين‬
‫من بعد ذلك ‪ ،‬يسنمى هذا النبع بنرةا ‪ ..‬لكثَّرة منافعها وكثَّرة مائها وسعة خيراتها ‪.‬‬
‫لمةم وعالم ‪ ،‬الع ن‬
‫لمة أبلغ ‪ ،‬البر أبلغ من البار إوان‬ ‫البر أبلغ من البار ‪ ..‬نقول مثَّلا ع ن‬
‫ب‬
‫كانا بمعنى واحد وهو المحسن ‪ ،‬فلو قلنا ‪ :‬فلن بامر بوالديه ‪ .‬وأما إذا قلنا ‪ :‬فلن ببرر أي تتالى‬
‫برره ‪ ،‬وتوالى إحسانه ‪ ،‬وكثَّر عطاؤه ‪ ،‬وكثَّر خيره وطابِّ ‪ ،‬البر أبلغ من البار ‪.‬‬
‫أما البرر في حرقه تعالى فهو فاعحل ال برر والحسان ‪ ،‬يحسن إلى عباده بالخير ‪ ،‬فال‬
‫عنز وجنل لماذا خلق الخلق ؟ خلقهم ليسعدهم ‪ ،‬خلقهم ليحسن إليهم ‪ ،‬خلقهم ليكرمهم ‪ ،‬أصأل‬
‫الخلق إحسان ‪ ،‬ففي الحديث القدسي يقول ال تعالى ‪ :‬إني والنس والجنن في نبنإ عظيم ‪ ..‬أخلق‬
‫وحيعبد غيري ‪ ،‬أرزق ويشكر سواي ‪.‬‬
‫مشروع الكون كرله هدفه الحسان فقد قال تعالى ‪:‬‬

‫)سورة هود(‬

‫فالمبرر ‪ ..‬في حرقه تعالى أي فاعل ال برر والحسان ‪ ،‬يحسن إلى عباده بالخير ‪.‬‬
‫والمام الغزالي يقول ‪ " :‬الببرر ‪ ..‬المحسن بال برر المطلق " ‪ ،‬فأحيانا المصأيبة إحسان ‪،‬‬
‫فتجد إنسانا شاردا غافلا تائها ومنحرفا ‪ ،‬وال عنز وجنل ببرر أي إحسانه مطلق يسوق له بعض‬
‫الشدائد ليحمله على التوبة ‪ ،‬إواذا حمله على التوبة وتابِّ إليه قبله وأكرمه ‪ ،‬فأحيان ا كرل مصأائبِّ‬
‫الدنيا تنطوي تحت إسم الببر ‪.‬‬
‫طفل يتيم حتورفي والده وله جار محسن ‪ ،‬لمحة منرةا يسرق فاكهةا من دكان ‪ ،‬فأمسك بيده‬
‫وعننفه وونبخه وذنكره بالقيم الخلقنية وصأار يتابعه ‪ ،‬إلى أن إنضبط هذا الطفل وتابع دراسته‬
‫وكبرت سرنه ونجح في حياته ‪ ،‬فبقي سنوانت عديدة يقول ‪ :‬لول هذا النسان الحمحسن الذي أندبني‬
‫وننبهني وراقبني وعننفني ما كنت فيما أنا عليه ‪.‬‬
‫وكذلك ال سبحانه وتعالى يكشف لعبده المؤمن يوم القيامة عن كرل شينء ساقه له في‬
‫ك أنن هذا النسان يذوبِّ من شندة المتنابن إلى ال عنز وجنل ‪ " ،‬مإرنكه كهمو‬
‫الدنيا من متاعبِّ ‪ ،‬ل ش ن‬
‫اسلمبرر الررمحيِكم " ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ل أريد أن أطيل في هذا الموضوع لكن كل مسلم يعلم لول أنن ال تداركه باللطف ‪،‬‬
‫ض يبدو أننه حعضال ‪ ،‬أحيانا فقمر مدقع ‪ ،‬أحيانا‬
‫وبالتأديبِّ أحيانا ‪ ،‬وبالتخويف أحيانا ‪ ،‬أحيانا مر م‬
‫ت تنطوي على الرحمة ويؤركد هذا قول ال عنز وجنل ‪:‬‬ ‫ضريق عليه هذه كرلها تضييقا م‬
‫إنسامن قاهر حي ب‬

‫)سورة النعام(‬

‫قيل ‪ :‬الببر ‪ ..‬هو الذي ل يصأدر عنه القبيح ‪ .‬وهذا التعريف سلبي‪ ،‬فالبر ل يمكن أن‬
‫يصأدر عنه شيمء قبيح ‪.‬‬
‫وقد ذكر المام الرازي أقوالا ‪ " :‬البر ‪ ..‬هو الذي منن على المريدين بكشف طريقه ‪،‬‬
‫وعلى العابدين بفضله وتوفيقه "‪.‬‬
‫أي أرن عابدا منن ال عليه بقبول العبادة ‪ ،‬سالك إلى ال ينسر له الطريق إلى ال ‪ ،‬وأرن‬
‫إنساانا أراد الحسان منكنه من الحسان ‪ ،‬البر المحسن يعطي حك ا‬
‫ل سؤله فقد قال تعالى ‪:‬‬

‫)سورة السراء(‬

‫قيل ‪ " :‬الببر ‪ ..‬هو الذي منن على السائلين بحسن عطائه ‪ ،‬وعلى العابدين بجميل‬
‫جزائه ‪.‬‬
‫وقيل ‪ " :‬الببر ‪ ..‬الذي ل يقطع الحسان بسببِّ العصأيان " ‪.‬‬
‫بِّ وهو راكع ‪ .‬قال له ال ‪ :‬لبيك يا عبدي فإذا قال ‪ :‬يا ر ر‬
‫بِّ وهو‬ ‫إذا قال العبد ‪ :‬يار ر‬
‫بِّ وهو عا ن‬
‫ص ‪ .‬قال ال له ‪ :‬لنبيك ثَّم لنبيك ثَّم‬ ‫ساجد ‪ .‬قال له ‪ :‬لنبيك يا عبدي ‪ .‬فإذا قال ‪ :‬يار ر‬
‫لنبيك ‪.‬‬
‫وأنت حينما ترى أاما لها إبمن شارد عنها بعيد ‪ ،‬ولها أولد ببررة معها دائما ‪ ،‬كرل قلبها‬
‫مع الشارد ‪ ،‬كرل تعرلقها مع الشارد ‪ ،‬فإذا عاد هذا الشارد إليها فيوم عودته عيد عندها ‪ ،‬لذلك ال‬
‫‪9‬‬

‫عنز وجنل كما في الحديث الشريف ‪ :‬ل أشرد فرح ا بتوبة عبده من الضارل الواجد ‪ ،‬والعقيم الوالد ‪،‬‬
‫والظمآن الوارد ‪.‬‬
‫ضل على العابدين‬‫وقيل ‪ " :‬الببر ‪ ..‬هو الذي يحسن إلى السائلين بحسن عطائه ‪ ،‬ويتف ن‬
‫بجزيل جزائه ‪ ،‬ل يقطع الحسان بسببِّ العصأيان وهو الذي ل يصأدر عنه القبيح ‪ ،‬وكرل فعله‬
‫مليح "‪.‬‬
‫منرةا ثَّانية ‪ ..‬المبر هو ال عنز وجنل ‪ ،‬أما الببر هو خير الدنيا والخرة ‪ ،‬لذلك من‬
‫الدعية اللطيفة ‪ :‬اللهنم اجعل نعم الخرة منتصألة بنعم الدنيا ‪ ،‬فهناك حالت رائعة جدا ‪ ..‬كإنسان‬
‫منتعه ال بالصأنحة ‪ ،‬ومنتعه بالعمر المديد ‪ ،‬ومنتعه بالعمل الصأالح ‪ ،‬ومنتعه باليقظة الفكرنية ‪،‬‬
‫ومنتعه بالحبِّ ‪ ،‬فلما توفي إنتقل إلى الجننة ‪ ،‬هذه النعم العظيمة في الخرة إتصألت بنعم الدنيا ‪،‬‬
‫شامك رار معمليِرما‬
‫شمكسرتكسم موآممسنتكسم مومكامن اللركه م‬
‫لنن ال سبحانه وتعالى يقول " مما ميِسفمعكل اللركه مبمعمذامبككسم إمسن م‬
‫"‪.‬‬
‫إسم الببر ورد في القرآن منرةا واحدة فجاء في سورة الطور ‪:‬‬
‫" إمرنا ككرنا ممسن قمسبكل منسدكعوهك إمرنكه كهمو اسلمبرر الررمحيِكم " ‪ " ،‬إمرنا ككرنا ممسن قمسبكل " هم في الجننة الن ويتحندثَّون‬
‫عن رربهم " منسدكعوهك " في الدنيا " إمرنكه كهمو اسلمبرر الررمحيِكم "‪ .‬أي ببمر رحيمم بنا في الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫ورد مشتق هذا السم في سورة مريم ‪ ،‬في قوله تعالى ‪:‬‬

‫)سورة مريِم(‬

‫وفي السورة نفسها ورد على لسان سيدنا عيسى ‪:‬‬

‫)سورة مريِم(‬

‫معنى ذلك أنن النسان إذا أراد ال تأديبه في حياة أرمه رنبما كان بع ر‬
‫ض هذا التأديبِّ‬
‫لرمه ‪ .‬لذلك ورد في الثَّر القدسي أننه إذا ماتت الم قال ال سبحانه وتعالى ‪ " :‬عبدي ماتت‬
‫التي كنا نكرمك لجلها ‪ ،‬فاعمل صأالح ا نكرمك لجله ‪.‬‬
‫أي أنن جزاءا من إكرام ال لك في حياة أحرمك من أجل أحرمك ‪ ،‬لنن ال إذا أندبِّ عبده في‬
‫حياة أحرمه نصأف التأديبِّ لرمه ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫فأحيان ا أب ا يتأنلم من ابنه فيدعو عليه ‪ ،‬فإذا إستجابِّ ال دعاءه تأنلم ألم ا أشند ‪ ..‬فل‬
‫شمقريِا " ‪.‬‬
‫تتمرن ذلك ‪ " ..‬مومب رار مبمواملمدمتيِ مولمسم ميِسجمعسلمنيِ مجربا رار م‬
‫أريها القارىء الكريم ‪ ...‬شعور البِّ حينما يكون ابنه شاردا منحرفا ‪ ،‬شقيا ‪ ،‬بعيدا عن‬
‫الدين شعور أاسى ل يوصأف ‪ ،‬فقد يتأنلم ألما يوجعه ويقعده ‪ ،‬لو أنن الدنيا كنلها بيديه وانفقها من‬
‫أجل أن يصأحلح ابنه لفعل ‪ ،‬فمن رزقه ال ابن ا صأالح ا ‪ ،‬وطاه ار ‪ ،‬منيب ا ‪ ،‬مصألي ا ‪ ،‬عفيافا ‪ ،‬سلوكه‬
‫حسن ‪ ،‬هذا البِّ عليه أن حيقربل الرض شك ار ل عنز وجنل ‪.‬‬
‫سبحان ال فالنسان كنلما تذلل إلى ال إرتقى عند ال ‪ ،‬فمنذ يومين أخ كريم له مشكلة‬
‫كبيرة جدا ‪ ،‬فلجأ إلى قيام الليل ‪ ،‬يصأرلي قيام الليل وفي السجود دعا رنبه لحرل هذه المشكلة ‪،‬‬
‫صأة من أغربِّ القصأص ححنلت بشكنل هرين ول عنت فيه ‪ ،‬وقد ذكر لي التفاصأيل ومن غير‬ ‫والق ن‬
‫المعقول أن حتحرل بهذه الطريقة ‪ ،‬ومن شندة تأثَّرره وبينما هو يجلس في المسجد قام وسجد ل عنز‬
‫وجنل شك ار ‪.‬‬
‫فالمؤمن إذا أصأابه خير ‪ ،‬أو له مشكلة ححنلت ‪ ،‬له قضنية حفرجت ‪ ،‬أو شبح مصأيبة‬
‫أزيح عنه ‪ ،‬أو شيء ناله ‪ ،‬وقام وصأنلى ل صألة الشكر وسجد فهذا من مكارم الخلق ‪ ،‬فقد‬
‫شمقريِا " ‪.‬‬
‫تأنثَّرت ‪ ..‬قام وسجد وشكر ال على حرل هذه المشكلة " مومب رار مبموالممدمتيِ مولمسم ميِسجمعسلمنيِ مجربا رار م‬
‫ورد هذا السم مشتق ا في آينة ثَّالثَّة في سورة عبس قال ال تعالى‪:‬‬

‫)سورة عبس(‬
‫فالببر أي المحسن ‪ ،‬مطلق الحسان ‪ ..‬يجوز أن تقول فلن ببمر سعيد ‪ ..‬فالنبي قال ‪:‬‬
‫بِّ الننابس بيووبم فبتوبح بمنكةب فببقابل بيا أبريبها النناحس‬ ‫طب‬ ‫صأنلى النله بعلبويبه بوبسلنبم بخ ب‬ ‫نب‬
‫بعبن اوببن حعبمبر أبنن برحسوبل الله ب‬
‫بِّ بعونحكوم حعربنيةب اولبجابهبلنيبة بوتببعاظحبمبها ببآببائببها بفالنناحس برحجبلبن ببدر تببقدي بكبريمم بعبلى اللنبه‬ ‫ن‬
‫بإنن اللهب قبود أبوذبه ب‬
‫ق اللنهح آبدبم بمون تحبارنبِّ بقابل اللنهح ) بيا أبريبها النناحس بإننا‬ ‫بوبفابجمر بشبقدي بهريمن بعبلى اللنبه بوالنناحس ببحنو آبدبم بوبخلب ب‬
‫بخلبوقبناحكوم بمون بذبكنر بوأحونبثَّى بوبجبعولبناحكوم حشحعوابا بوقبببائببل لبتببعابرفحوا بإنن أبوكبربمحكوم بعونبد اللنبه أبتوبقاحكوم بإنن اللنهب بعبليمم‬
‫بخببيمر ( *‬
‫قال العلماء ‪ :‬يجوز أن تقول فلن ببر ‪ ..‬فالعبد يكون ب ار بقدر ما يفعل من البر ‪،‬‬
‫وأفضل إنسان عليك أن تبرره أبوك وأرمك ومن عنلمك ومن زنوجك‪ ،‬فقد أتأنلم أشند اللم من صأهر‬
‫يناصأبِّ عنمه البعداء ‪ ،‬فقد زنوجك ابنته ورنباها عشرين سنة ‪ ،‬أطعمها وأسقاها وأكرمها وعالجها‬
‫وأردبها وقدمها لك هدنية ‪ ،‬فليس لك هما بعد ذلك إل إغاظته ‪ ،‬فهذا منتهى اللؤم ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫بِّ دنلك على ال ‪.‬‬


‫بِّ زنوجك ‪ ،‬وأ م‬
‫بِّ أنجبك ‪ ،‬وأ م‬
‫لذلك قالوا ‪ :‬أ م‬
‫بِّ دنلك على‬
‫بِّ زنوجك ‪ ..‬وهو عنمك والد زوجتك ‪ ،‬وأ م‬
‫بِّ أنجبك ‪ ..‬البِّ النسبي ‪ ،‬وأ م‬‫أم‬
‫ال وهو من أخذ بيدك إلى الهداية ‪ ،‬فهذه الزوجة التي عندك في البيت ‪ ،‬وهذا أبوها فإن أسأت‬
‫بِّ أنمه وأباه‪ ،‬فإذا أسأت إلى أحرمها إوالى أبيها‬
‫إليه أسأت إليها ‪ ،‬فليس هناك إنسان إل وهو يح ر‬
‫أسأت إليها ‪ ،‬فإذا أردنتها أن تموت في حربك وأنت تسيء إلى أحرمها وأبيها فهذا فعل إنسان غبي ‪،‬‬
‫واعلم أرنها لن تحربك ‪ ،‬فإذا أرردت أن حتكافئها على إخلصأها بإخل ن‬
‫ص أكرم أبويها ‪.‬‬

‫فلما اشتند ساعده رماني‬ ‫حأعرلمه الرماية كنل يونم‬


‫‪ ..‬فلما قال قافيةا هجاني‬ ‫وكم عنلمته نظم القوافي‬

‫إذا لم يكن في النسان خير لرمه وأبيه ولمن عنلمه ولمن زنوجه فليس فيه خير لحد ‪،‬‬
‫لنن هؤلء لهم فضمل كبير ‪.‬‬
‫وقد ذكرت ذات منرة مثَّلا إفتراضايا والفقرة الولى فيه واقعنية ‪ ..‬شخص يمشي في‬
‫الطريق رأى حركة داخل كيس أسود في حاوية للقمامة ‪ ،‬فأمسك به فإذا بطفل ولد لتروه ‪ ..‬وهذه‬
‫صأة وقعت ‪ ،‬وهذا الطفل ابن زنى حألقي في الحاوية ‪ ..‬فأخذه إلى المشفى وعالجه إواعتنى به‬ ‫الق ن‬
‫وأحضره إلى بيته ‪ ،‬وجعله أحد أفراد أسرته وأدخله المدرسة ‪ ،‬فإجتاز المراحل الدراسنية من‬
‫إبتدائي إواعدادي وثَّانوي فنبغ فأدخله كرلية الطبِّ ‪ ،‬ثَّم أرسله إلى أمريكا ‪ ،‬وجاء بشهادة بورد ‪،‬‬
‫وزنوجه ابنته واشترى له عيادة وأعطاه رأس مال ‪ ،‬واشترى له جهازها ‪ ،‬واشترى له سنيارة وبيتا ‪،‬‬
‫وفي ذات يوم كان عرمه يمشي في الطريق فرأى صأهره يركبِّ مركبته ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا فلن‬
‫أوصألني إلى البيت‪ .‬إرن هذا الطبيبِّ اللمع الذي كان داخل كيس أسود في الحاوية لو أننه تردد‬
‫في تلبية طلبِّ عرمه ثَّانية واحدة لكان في حرقه مجرم ا ‪.‬‬
‫سريدنا عبد ال بن رواحة عندما رأى صأاحبيه قد اسحتشبهدا قال ‪:‬‬

‫يا نفس إل حتقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صأليتي‬


‫إن تفعلي فعلهما رضيتي ‪ ..‬إوان تونليتي فقد شقيتي ‪.‬‬

‫لو حسبنا الوقت الذي قال فيهما البيتين لكان ثَّلثَّين ثَّانية ‪ ..‬تردد‪ ،‬فلما قال النبي ‪:‬‬
‫أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى حقتل ‪ ،‬إوارني لرى مقامه في الجننة ‪ ،‬ثَّم أخذها أخوكم جعفر‬
‫فقاتل بها حتى حقتل إواني لرى مقامه في الجننة ‪ ،‬ثَّم سكت ‪ ..‬فقال أصأحابِّ النبي ‪ :‬ما فعل عبد‬
‫ال ؟ فقال‪ :‬ثَّم أخذها عبد ال فقاتل بها حتى حقتل إواني لرى في مقامه إزو ار ار عن صأاحبيه ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫درجته نزلت لترددهلعدة ثَّوانن ‪ ..‬ثَّم مات شهيدا ‪ ،‬إحسان ال كبير جدا ‪ ،‬فإذا ترددت‬
‫في خدمة إنسان بإنفاق ‪ ،‬أو بصأدقة ‪ ،‬أو تردودت بأداء صألة ‪ ،‬أو بحضور مجلس علم فهذه‬
‫مشكلة كبيرة ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬من أدبِّ المؤمن مع هذا السم العظيم ‪ ..‬أن تكون أعماله كرلها خريرةا ‪ ،‬أي‬
‫يتخنلق بأخلق هذا السم ‪ ،‬إن فعل هذا حغبرست محنبته في قلوبِّ العباد ‪.‬‬
‫ألوان برر ال لعباده كثَّيرة ‪ ..‬قال بعض العارفين ‪ " :‬سبحان رربي الحنان المننان ‪ ،‬الذي‬
‫ل من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزركيهم ويعرلمهم الكتابِّ‬
‫منن على المؤمنين إذ بعث فيهم رسو ا‬
‫والحكمة ‪ ،‬والذي منن على المؤمنين بأن جعلهم من أصأحابِّ اليمين ‪ ،‬وهو الذي ألهمهم القيام‬
‫بالعمال الصأالحة ‪ ،‬وهو الذي رزقهم القبول‪ ،‬وقبول أحسن ما عملوا ‪ ،‬وهو الذي يتجاوز عن‬
‫سريئاتهم "‪.‬‬
‫فال عنز وجنل عطاؤه كبير لذلك قيل ‪:‬‬

‫وجدناك مضطر ار فقلنا لك ‪ :‬أدحعنا حنجبك ‪..‬فهل أنت حقا دعوتنا ؟‬


‫ضت نائيا فهل تلقى من يحسن لمثَّلك مثَّلنا ؟‬
‫دعوناك للخيرات أعر ر‬
‫فيا خجلي منه إذا هو قال لي ‪ :‬أيا عبدنا ما قرأت كتابنا ؟‬
‫أما تختشي من حعتبنا يوم جمعنا أما آن أن تقلع عن‬ ‫أما تستحي مرنا ويكفيك ما جرى‬
‫وتنظر ما به جاء وعدنا‬ ‫الذنبِّ راجعا‬
‫وأنت عن كرل ما قندمت مسؤوحل‬ ‫إلى متى أنت باللذات مشغوحل‬

‫قال العلماء ‪ :‬حظر العبد من هذا السم الببر أن يكون مشتغلا بأعمال الببر‪ ،‬كما قال‬
‫العلماء " تخرلقوا بأخلقا ال " ‪.‬‬
‫ال عنز وجنل ببر ‪ ..‬أي محسن ‪ ،‬أنت ينبغي أن تشتغل بأعمال الببر ‪ ،‬وقد جمع ال‬
‫أعمال الببر في آينة واحدة في سورة البقرة قال ال تعالى ‪:‬‬
‫‪13‬‬

‫)سورة البقرة(‬

‫قا مواسلممسغمرمب مولممكرن اسلمبرر ممسن آمممن مباللرمه " ل بند‬ ‫شمر م‬ ‫س سالمبرر أمسن تكمولروا كوكجومهككسم مقمبمل اسلمم س‬ ‫" لمسيِ م‬
‫من أن تقتطع من وقتك وقتا كي تؤمن بال ‪.‬‬
‫قا مواسلممسغمرمب مولممكرن اسلمبرر‬ ‫س اسلمبرر أمسن تكمولروا كوكجومهككسم مقمبمل اسلمم س‬
‫شمر م‬ ‫فالجانبِّ العتقادي ‪ " ..‬لمسيِ م‬
‫ممسن آمممن مباللرمه مواسلميِسومم المخمر مواسلممل مئمكمة مواسلمكمتامب موالرنمبديِيِمن" ‪.‬‬
‫أما الجانبِّ العملي أنوله البذل ‪ " ..‬موآمتىَ اسلممامل معملىَ كحدبمه مذمويِ اسلقكسرمبىَ مواسلميِمتاممىَ‬
‫سامئمليِمن مومفيِ الدرمقامب " ‪.‬‬ ‫سامكيِمن مواسبمن ال ر‬
‫سمبيِمل موال ر‬ ‫مواسلمم م‬
‫صلةم موآمتىَ الرزمكاةم " ‪.‬‬ ‫أما العبادات الشعائرنية ‪ " ..‬موأممقامم ال ر‬
‫سامء‬ ‫م‬
‫صامبمريِمن فيِ اسلمبأس م‬ ‫وأما العبادات الخلقنية ‪ "..‬مواسلكموكفومن مبمعسهمدمهسم إممذا معامهكدوا موال ر‬
‫صمدقكوا موأكسولممئمك كهسم اسلكمتركقومن " ‪.‬‬ ‫ض رارمء ومحيِمن اسلبأس م م م‬
‫س أكسولمئمك الرذيِمن م‬ ‫م‬ ‫موال ر م‬
‫ولعنل النبني صأرلى ال عليه وسنلم مستلهما هذه الية قال ‪:‬‬
‫ق‬ ‫ق فببإنن ال ر‬
‫صأود ب‬ ‫صأنلى النله بعلبويبه بوبسلنبم بعلبويحكوم ببال ر‬
‫صأود ب‬ ‫نب‬ ‫ب نب‬
‫بعون بعوبد الله وببن بموسحعوند بقابل بقابل برحسوحل الله ب‬
‫بِّ بعونبد‬
‫ق بحنتى حيوكتب ب‬ ‫صأود ب‬
‫ق بوبيتببحنرى ال ر‬ ‫ب‬ ‫ب‬
‫بيوهدي بإبلى اول برر ب إوبانن اول بنر بيوهدي بإبلى اولبجنة بوبما بي بازحل النرحجحل بي و‬
‫صأحد ح‬ ‫ب‬
‫بِّ بيوهبدي بإبلى اولفححجوبر ب إوبانن اولفححجوبر بيوهبدي بإبلى الننابر بوبما بي بازحل‬ ‫ب‬
‫بِّ فببإنن اولبكذ ب‬
‫ب‬ ‫نب ب‬
‫الله صأردياقا ب إوبانياحكوم بواولبكذ ب‬
‫بِّ بعونبد اللنبه بكنذاابا بوبفي اولببابِّ *‬
‫بِّ بحنتى حيوكتب ب‬
‫ب‬
‫بِّ بوبيتببحنرى اولبكذ ب‬
‫ب‬
‫اولبعوبحد بيوكذ ح‬

‫قال العلماء ‪ :‬من شرط البر أن تبذل الحسن ‪ ..‬كما قال ال تعالى ‪:‬‬
‫شسيِمء فممإرن اللرمه مبمه معمليِمم " ‪.‬‬
‫" لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن مومما تكسنمفقكوا ممسن م‬
‫‪14‬‬

‫وفهمكم أيها القراء الكرام كفاية ‪ " ..‬تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن "‪ ،‬أحيان ا أغلى شينء عليك‬
‫ظفها في‬‫الوقت ينبغي أن تنفقه في سبيل ال ‪ ،‬أحيانا أغلى شينء عليك مكانتك يجبِّ أن تو ر‬
‫ق‪.‬‬ ‫خدمة الح ر‬
‫أريها القارىء الكريم ‪ ...‬قال العلماء‪ :‬من تخرلق العبد يهذا السم أن يكون مشتغلا‬
‫بأعمال الببر واستباق الخيرات ‪ ..‬وهناك معنى سلبي ‪ ..‬وأل يضمر الشنر لحد وأل يؤذي أحادا ‪،‬‬
‫فإنن الببر هو الذي ل يؤذي ‪.‬‬
‫" عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬سمعت النبني صأرلى ال عليه وسنلم يقول ‪ :‬ال برر ل يبلى ‪،‬‬
‫والذنبِّ ل حينسى ‪ ،‬والدنيان ل يموت ‪ ،‬إعمل ما شئت كما بتدين حتدان "‪.‬‬
‫أي أنن المؤمن معطاء ‪ ،‬وغير المؤمن أنخاذ ‪ ،‬المؤمن بالتعبير الحديث إتخذ ق اراار‬
‫إستراتيجايا أن حيعطي ‪ ..‬حيعطي من وقته ومن ماله ومن خبرته ‪ ،‬والكافر حبنيته مبننية على الخذ ‪.‬‬
‫ل زلنا في الحديث عن أدبِّ المؤمن مع اسم المبر ‪ ..‬قالوا ‪ :‬المؤمن متى عرف أنن ال‬
‫هو الببرر الرحيم ينبغي أن يكون با ار بكرل أحد كما يقول المام القشيري ‪ ،‬ل سنيما بوالديه لحديث ‪:‬‬
‫بِّ في رضا الوالدين ‪ ،‬وسوخطه في سخطهما ‪.‬‬ ‫رضا الر ر‬
‫ححكي عن موسى عليه السلم لما كنلمه رربه رأى رجلا في أعلى مكانةا عند ال فتعنجبِّ‬
‫من علرو مكانته ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ربِّ ‪ ..‬ببم بلغ هذا العبد ذاك المكان !؟ فقال ‪ :‬إننه كان ل يححسد‬
‫عبدا من عبادي على ما آتيته ‪ ،‬وكان ب ار بوالديه ‪.‬‬
‫لنن ال عنز وجنل قال ‪:‬‬

‫)سورة السراء(‬

‫قالوا ‪ :‬من كان ال با ار به عصأم عن المخالفات نفسه ‪ ،‬وأدام بفنون اللطائف حأنسه ‪،‬‬
‫وونفر في طريقه إجتهاده ‪ ،‬وجعل التوفيق زاده ‪ ،‬وجعل قصأده سداده ‪ ،‬ومنبع سلوكه إرشاده ‪،‬‬
‫وأغناه عن أشكاله بأفضاله‪ ،‬وحماه عن مخالفته بيمن إقباله ‪.‬‬
‫هذا السم متعرلق بالحسان ‪ ،‬بالحركة ‪ ،‬فأحيانا تجد المؤمن له خصأائص عقائدنية ‪،‬‬
‫أو خصأائص أخلقنية ‪ ،‬وكذلك خصأائص سلوكنية ‪ ،‬أي أننك حجمك عند ال بحجم عملك الصأالح‬
‫‪ ،‬ماذا فعلت ؟‬
‫‪15‬‬

‫أنواع الببر ل حتعرد ول حتحصأى ‪ ،‬فهناك المساكين والفقراء ‪ ،‬وهناك العناية باليتام‬
‫والرامل ‪ ،‬وهناك معاونة العجزة ‪ ،‬وأيضا هناك الدعوة إلى ال ‪ ،‬والمرر بالمعروف ‪ ،‬وتعليم العلم‬
‫‪ ،‬وتعرلم العلم ‪ ،‬فأنواع البرر ل تعد ول تحصأى ‪ ،‬فالسم حركي ‪ ،‬أي أرن هذا السم متعرلق‬
‫بأعمالك الصأالحة‪ ،‬ول تنس أن حجمك عند ال بحجم أعمالك الصأالحة ‪ ،‬وأن ال سبحانه وتعالى‬
‫يقول ‪:‬‬

‫)سورة الحقاف(‬

‫والحمد ل ر ن‬
‫بِّ العالمين‬
‫****‬

You might also like