Professional Documents
Culture Documents
مع السم الواحد والسبعين من دروس أسماء ال الححسنى ،والسم هو اسم المبرر ..
المبرر اسمم من أسماء ال الححسنى ورد في الحاديث الشريفة التي حأدرجت فيها أسماء ال تعالى .
والبرر ..هذه الكلمة باؤها مثَّلنثَّة ..ومعنى ذلك أي أنن هناك ببمر ،وحبمر ،وببر ،فالحبرر
هو القمح ..وال برر هو الحسان ..والببرر هو اليابسة في الصأل ،أما المبرر إذا كان إسما من
أسماء ال الححسنى هو بالفتح ،أي فاعل ال برر ،وال برر هو الحسان ،أي المحسن فقد قال
تعالى :
)سورة الطور(
)سورة الممتحنة(
2
هذه الية أريها الخوة القراء دقيقة المعنى جدا ،قد تلتقي في عملك وفي محيطك ،وقد
تلتقي مع أقربائك بنماذج ل حيناصأبونك البعداء ،ول ينكرون عليك تدرينك ،بل إننهم أضعف من
أن يتمنسكوا بما أنت عليه ،هؤلء حيقردرونك لكنهم ليسوا ملتزمين ،لم يصأطلحوا مع ال بعد ،لم
يقبلوا عليه ليسوا ملتزمين لكننهم ل حيناصأبونك العداء ،بل يقردرون فيك هذا التجاه الطريبِّ ،هذا
التدرين الصأادق ،مثَّل هذه النماذج من الناس فمن الجريمة أن حتسيء إليهم ،هؤلء يقردرون ،
منصأفون ،يتمنوون ،وهم غير ملتزمين ،فل تعرنفهم ،ل تناصأبهم البعداء بل أبمل قلوبهم نحوك ،
إستمل قلوبهم إليك ،لقوله تعالى " :ل ميِسنمهاككسم اللركه معسن الرمذيِمن لمسم كيِمقامتكلوككسم مفيِ الدديِمن مولمسم
ب اسلكمسقمسمطيِمن " . كيِسخمركجوككسم ممسن مدميِامرككسم أمسن تممبرروكهسم موتكسقمسطكوا إملمسيِمهسم إمرن اللرمه كيِمح ر
أن تببررهم أي أن حتحسنوا إليهم ،فإذا لم يكن يصأرلي ولكنه ل حيعاديك ،أنت إن أحسنت
إليه حملته على الصألة ،أنت إن أحسنت إليه حملته على حضور مجلس علم ،أنت إن
أحسنت إليه حملته على الطاعة .
لذلك من الححمق الشديد أن تجد إنسانا غير ملتزم لكننه ل يعاديك ويقردر فيك تردينك ،
يكبر فيك إستقامتك لكننه لم يصأطلح بعد مع ال ،هذا النموزج ينبغي أن حتحسن إليه ،وينبغي أن
ب
ترعاه ،ينبغي أن تحمند إليه يد المساعدة ،ينبغي أن يرى فيك توا ح
ضع ا ،إوانفتاح ا إواحسان ا لننه قد
ورد في الحديث القدسي :أن يا داوود ذركر عبادي بإحساني إليهم فإنن النفوس حجببلت على ح ر
بِّ
من أحسن إليها ،وبغض من أساء إليها .
وليثَّق القارىء الكريم أرن كثَّي ار من المؤمنين مرمن هم أرقى مستويات اليمان سببِّ
ف أخلقي من مؤمنن ،فإننه يوم كان متفرلتا وغير ملتزم
إيمانه إوالتفاته إلى ال إواقباله عليه موق م
طف معه وأكرمه فانشرح قلبه لليمان . التقى بمؤمن فأحسن إليه وتل ن
صأة عن عندة فتيات في بلد عربي اشحتهر بالفن ،فهؤلء الفتيات حتبن إلى ال
فقد قرأت ق ن
عنز وجنل وتحنجبن إواصأطلحن معه ،وشنكلن مجتمع ا صأغي ار إواعتزلن الفن ،إحدى اللواتي لم
تستقمن ولم تصأطلح مع ال ولم تحتبِّ بعد تاقت إلى أن تعرف حياة هؤلء النسوة اللواتي
صأة أننهرن رحبن بها إواستقبلنها
إصأطلحن مع ال ،فذهبت لزيارتهن ..والنقطة الدقيقة في هذه الق ن
ورأت بأحرم عينها مجتمع الصأدق والوفاء والحبِّ والستقامة والطهر والعفاف واللتزام ،ولنهحنن
إستقبلنها ورنحبن بها وأرينها ما هنن عليه من تواصأل ،ومن حبِّ ،ومن وئام ،ومن موندة ،ومن
عفاف ،ومن طهر ،انضنمت إليهن ،حينما طرقت بابحهن لم تكن ملتزمة ،لو رفضنها وطردنها
لبقيت شاردةا ،بقيت بعيدةا في سكة التيه والضلل .
فأقول وبهذه الدنقة ..عليك إذا إنسان ليس ملتزما إطلقا أراد أن يزورك أراد أن يلتقي
ي شينء أنت ،فينبغي أن تفتح له صأدرك وأن حتررحبِّ به ،وينبغي أنبك ،أراد أن يرى على أ ر
3
ضعك ،ومن كريم خصأالك ومن حربك له ،هذا الموقف الخلقي هو يرى من كمالك ومن توا ح
الذي سوف يحجرره إليك ،هذا الموقف المتواضع هو الذي يحمله على التوبة ،ورحم ال القائل :
فطالما استعبد النسان إحسان. أحسن إلى الناس تستعد قلوبهم
أنت لم تكن ملتزم ا وقد منن ال عليك واصأطلحت معه وأقبلت عليه ،أل حتح ر
بِّ أن
يكون الخير عام ا ؟ كيف كنت بعيدا عن اللتزام وجاء حأنامس تتقنربِّ منك وحملوك على طاعة ال
،كما فحبعل بك إفعل مع غيررك ،كما ذنكرك ال ذركر غيرك ،كما أحسن ال إليك أحسن إلى
عباده ،كما أنعم ال عليك بنعمة الهدى أنعم على عباده بنعمة الهدى ،ل تكن مغلقا ،ل تكن
صأبا ،ل تكن متشرنجا من هؤلء غير الملتزمين ،فماذا يحدث لو أروا منك
محدودا ،ل تكن متع ر
الكمال .
أبو حنيفة النعمان له جار يغني طيلة الليل ،بحيث يعركر على المام ليله ،ول
يستطيع أن ينام ،ويقول :
حألقي القبض عليه فذهبِّ أبو حنيفة إلى السجن يشفع له ،فلرما رأى السنجان أبا حنيفة
النعمان بمهابته يأتي ليشفع لجاره فأطلق سراح كنل من في السجن إكرام ا له ،وفي طريق العودة
ي فتاى أضاعوا فهل أضعناك .. إلى البيت قال :يا فتى هل أضعناك ؟ تقول دائما أضاعوني وأ ن
فكان هذا الموقف الخلقي سببِّ توبته .
يروى أنن رسول ال صأنلى ال عليه وسنلم كان له جامر يؤذيه أبلغ الذى ،وفي أحد
اليام انقطع عنه أذاه ..فمعنى ذلك أننه مريض ..فذهبِّ إلى عيادته ،فكانت هذه العيادة سببِّ
إيمانه ،إواسلمه إواصأطلحه مع ال.
فالبطولة ل أن تكون مكافئا ..ليس الواصأل بالمكافيء ،لكنن الواصأل من إذا قطعه
الناس وصألهم ،بطولتك ل أن تحرند على زيارنة بزيارة ،أو هدنينة بهدنية ،أو لقانء بلقاء ،أو وليمنة
بوليمة ،فليس لك فضل بذلك ،أما البطولة أن تبادر ،ألم يقل النبري عليه الصألة والسلم :
" أمرني رربي بتسع ..خشية ال في السرر والعلنية ،كلمة العدل في الغضبِّ والرضا ،القصأد
في الفقر والغنى ،وأن أصأل من قطعني ،وأن أعفو عمن ظلمني ،وأن حأعطي من حرمني " .
هذا الذي يقربِّ الناس إليك ،وهذه الية دقيقة دللتها جدا قال تعالى :
" ل ميِسنمهاككسم اللركه معسن الرمذيِمن لمسم كيِمقامتكلوككسم مفيِ الدديِمن مولمسم كيِسخمركجوككسم ممسن مدميِامرككسم أمسن تممبرروكهسم موتكسقمسطكوا
ب اسلكمسقمسمطيِمن " إملمسيِمهسم إمرن اللرمه كيِمح ر
4
أمسن تممبرروكهسم أي أن تحسنوا إليهم ،وما دمنا في هذا الموضوع أذكر لكم آيةا أخرى يقول
ال عنز وجنل :
)سورة المائدة(
شمنآَكن قمسومم معملىَ مأل تمسعمدلكوا " ل تحملبننكم عداوة قونم ..وأعداؤكم هم
" مول ميِسجمرممرنككسم م
ب مللترسقموىَ " ،إن عدلتم معهم قنربتموهم إلى ال ، م
الكنفار ..على أل تعدلوا معهم " اسعدلكوا كهمو أمسقمر ك
وتقنربوا منكم ،أما إن ظلمتموهم أبعدتموهم عن ال .
فلو أن إنسانا يصأرلي وأساء لننفر الناس من دينه ،أو إنسانا يصأوم وأساء ننفر الناس
من دينه ،إنسان يؤردي زكاة ماله لو أساء ننفر الناس من دينه ،فأنت إما أن تكون مقررابا ،إواما
أن تكون منفراار ،إما أن تكون جاماعا ،إواما أن تكون مفرراقا .
وفي سورة آل عمران قال تعالى :
)سورة آل عمران(
" اول بنر " ..مطلق عطاء ال ،إحسانه لكم في الدنيا ،إحسانه لكم في الخرة ،سعادةم
صأرحةم تحفظ النسان ،هيبةم تعين النسان على معيشته ،كرل أنواع الخير ينطوي تملح القلبِّ ،ب
تحت بكلمة البر" لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن " ..أي إذا تونهمت أنن الجننة ركعتان
تؤرديهما ودرهمان تنفقهما وأنتهى المر عند ذلك الحد وأفعل بعدها ما تريد فأنت مخطىء كل
الخطأ ..ل ..إنن سلعة ال غالية ،إنن سلعة ال غالية ،إنن سلعة ال غالية فاسمع قول ال تعالى
:
5
" لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن " الشيء النفيس ،الوقت الثَّمين ،المال الذي
جمعته من كردك الحلل ،الشيحء الذي بذلت جهدا فيه للوصأول إليه ،هذا ينبغي أن حتنفقه " ..
شسيِمء فممإرن اللرمه مبمه معمليِمم ". مومما تكسنمفقكوا ممسن م
شاهد آخر :الحرج المبرور ،ونحن ل زلنا في كلمة المبر ،والببر ،والحبر ..اسم ال
تعالى المبرر ..أي المححسن لننه يعطي الببر ويعين عليه وهو الحسان ،الحرج المبرور هو الذي
ل يخالطه شيمء من المآثَّم ،والنبري عليه الصألة والسلم يقول :
صأنلى النله بعلبويبه بوبسلنبم بقابل اولحعومبرةح إببلى اولحعومبربة بكنفابرةم نب ن ب
بعون أبببي حهبرويبرةب برضي الله بعونهم أبنن برحسوبل الله ب
بلبما ببويبنهحبما بواولبحرج اولبموبحروحر لبويبس لبهح بج بازمء بإل اولبجنةح *
أي حمج لم يخالطه إثَّم ،ل رفث ،ول فسوق ،ول جدال في الحج ..والحرج المبرور
بِّ إل الجننة فقد قال تعالى :
ليس له ثَّوا م
)سورة االبقرة(
)سورة المائدة(
وقيل البر ..التقوى ..التورسع في فعل الخير ،وقيل إسمم جامعم لكرل الطاعات ،ولكرل
أعمال الخير المقرربة إلى ال ،أو إسمم جامعم لمرضري الخصأال ..وهذا شيء دقيق جدا
6
فالتقوى ..إسمم جامعم لكرل الطاعات ،إسمم جامعم لكرل القربات ،إسمم جامعم لكرل الخصأال الفاضلة
،إسمم جامعم لكرل الفعال المرضية ..والبر هو التقوى ،وفي قاموس تاج العروس ..البر خيحر
الدنيا والخرة .
طمأنينة والبرزق
صأحة وراحة البال وال ح
خيحر الدنيا ما حيبيرسره ال تعالى للعبد من الهدى وال ر
النفسي ،وفيها من السرور والسعادة والهيبة ،وفيها الزوجة الصأالحة والولد البرار والدخل
الحلل .
وخير الخرة ..الفوز بجننة ال وما فيها من النعيم المقيم ،النعيم الدائم ،ومن حونر
عين ،ومن بولدانن مبخنلدين ،من جننانت تجري من تحتها النهار ،من فواكهم وهم مكرمون ،
وفيها النظر إلى وجه ال الكريم ،والفوز برضوان ال عنز وجنل الذي هو أكبر من كرل شينء في
الجننة ،فقد قال تعالى :
)سورة التوبة(
إنن الصأدق يهدي إلى البر ...أي إلى الصألح ،إلى خير الدنيا ،إلى خيري الدنيا
والخرة ،إلى الخير المطلق .
قال العلماء :زمزم هذا النبع الذي تف ن
ضل ال به على السريدة هاجر وعلى المسلمين
من بعد ذلك ،يسنمى هذا النبع بنرةا ..لكثَّرة منافعها وكثَّرة مائها وسعة خيراتها .
لمةم وعالم ،الع ن
لمة أبلغ ،البر أبلغ من البار إوان البر أبلغ من البار ..نقول مثَّلا ع ن
ب
كانا بمعنى واحد وهو المحسن ،فلو قلنا :فلن بامر بوالديه .وأما إذا قلنا :فلن ببرر أي تتالى
برره ،وتوالى إحسانه ،وكثَّر عطاؤه ،وكثَّر خيره وطابِّ ،البر أبلغ من البار .
أما البرر في حرقه تعالى فهو فاعحل ال برر والحسان ،يحسن إلى عباده بالخير ،فال
عنز وجنل لماذا خلق الخلق ؟ خلقهم ليسعدهم ،خلقهم ليحسن إليهم ،خلقهم ليكرمهم ،أصأل
الخلق إحسان ،ففي الحديث القدسي يقول ال تعالى :إني والنس والجنن في نبنإ عظيم ..أخلق
وحيعبد غيري ،أرزق ويشكر سواي .
مشروع الكون كرله هدفه الحسان فقد قال تعالى :
)سورة هود(
فالمبرر ..في حرقه تعالى أي فاعل ال برر والحسان ،يحسن إلى عباده بالخير .
والمام الغزالي يقول " :الببرر ..المحسن بال برر المطلق " ،فأحيانا المصأيبة إحسان ،
فتجد إنسانا شاردا غافلا تائها ومنحرفا ،وال عنز وجنل ببرر أي إحسانه مطلق يسوق له بعض
الشدائد ليحمله على التوبة ،إواذا حمله على التوبة وتابِّ إليه قبله وأكرمه ،فأحيان ا كرل مصأائبِّ
الدنيا تنطوي تحت إسم الببر .
طفل يتيم حتورفي والده وله جار محسن ،لمحة منرةا يسرق فاكهةا من دكان ،فأمسك بيده
وعننفه وونبخه وذنكره بالقيم الخلقنية وصأار يتابعه ،إلى أن إنضبط هذا الطفل وتابع دراسته
وكبرت سرنه ونجح في حياته ،فبقي سنوانت عديدة يقول :لول هذا النسان الحمحسن الذي أندبني
وننبهني وراقبني وعننفني ما كنت فيما أنا عليه .
وكذلك ال سبحانه وتعالى يكشف لعبده المؤمن يوم القيامة عن كرل شينء ساقه له في
ك أنن هذا النسان يذوبِّ من شندة المتنابن إلى ال عنز وجنل " ،مإرنكه كهمو
الدنيا من متاعبِّ ،ل ش ن
اسلمبرر الررمحيِكم " .
8
ل أريد أن أطيل في هذا الموضوع لكن كل مسلم يعلم لول أنن ال تداركه باللطف ،
ض يبدو أننه حعضال ،أحيانا فقمر مدقع ،أحيانا
وبالتأديبِّ أحيانا ،وبالتخويف أحيانا ،أحيانا مر م
ت تنطوي على الرحمة ويؤركد هذا قول ال عنز وجنل : ضريق عليه هذه كرلها تضييقا م
إنسامن قاهر حي ب
)سورة النعام(
قيل :الببر ..هو الذي ل يصأدر عنه القبيح .وهذا التعريف سلبي ،فالبر ل يمكن أن
يصأدر عنه شيمء قبيح .
وقد ذكر المام الرازي أقوالا " :البر ..هو الذي منن على المريدين بكشف طريقه ،
وعلى العابدين بفضله وتوفيقه ".
أي أرن عابدا منن ال عليه بقبول العبادة ،سالك إلى ال ينسر له الطريق إلى ال ،وأرن
إنساانا أراد الحسان منكنه من الحسان ،البر المحسن يعطي حك ا
ل سؤله فقد قال تعالى :
)سورة السراء(
قيل " :الببر ..هو الذي منن على السائلين بحسن عطائه ،وعلى العابدين بجميل
جزائه .
وقيل " :الببر ..الذي ل يقطع الحسان بسببِّ العصأيان " .
بِّ وهو راكع .قال له ال :لبيك يا عبدي فإذا قال :يا ر ر
بِّ وهو إذا قال العبد :يار ر
بِّ وهو عا ن
ص .قال ال له :لنبيك ثَّم لنبيك ثَّم ساجد .قال له :لنبيك يا عبدي .فإذا قال :يار ر
لنبيك .
وأنت حينما ترى أاما لها إبمن شارد عنها بعيد ،ولها أولد ببررة معها دائما ،كرل قلبها
مع الشارد ،كرل تعرلقها مع الشارد ،فإذا عاد هذا الشارد إليها فيوم عودته عيد عندها ،لذلك ال
9
عنز وجنل كما في الحديث الشريف :ل أشرد فرح ا بتوبة عبده من الضارل الواجد ،والعقيم الوالد ،
والظمآن الوارد .
ضل على العابدينوقيل " :الببر ..هو الذي يحسن إلى السائلين بحسن عطائه ،ويتف ن
بجزيل جزائه ،ل يقطع الحسان بسببِّ العصأيان وهو الذي ل يصأدر عنه القبيح ،وكرل فعله
مليح ".
منرةا ثَّانية ..المبر هو ال عنز وجنل ،أما الببر هو خير الدنيا والخرة ،لذلك من
الدعية اللطيفة :اللهنم اجعل نعم الخرة منتصألة بنعم الدنيا ،فهناك حالت رائعة جدا ..كإنسان
منتعه ال بالصأنحة ،ومنتعه بالعمر المديد ،ومنتعه بالعمل الصأالح ،ومنتعه باليقظة الفكرنية ،
ومنتعه بالحبِّ ،فلما توفي إنتقل إلى الجننة ،هذه النعم العظيمة في الخرة إتصألت بنعم الدنيا ،
شامك رار معمليِرما
شمكسرتكسم موآممسنتكسم مومكامن اللركه م
لنن ال سبحانه وتعالى يقول " مما ميِسفمعكل اللركه مبمعمذامبككسم إمسن م
".
إسم الببر ورد في القرآن منرةا واحدة فجاء في سورة الطور :
" إمرنا ككرنا ممسن قمسبكل منسدكعوهك إمرنكه كهمو اسلمبرر الررمحيِكم " " ،إمرنا ككرنا ممسن قمسبكل " هم في الجننة الن ويتحندثَّون
عن رربهم " منسدكعوهك " في الدنيا " إمرنكه كهمو اسلمبرر الررمحيِكم " .أي ببمر رحيمم بنا في الدنيا والخرة .
ورد مشتق هذا السم في سورة مريم ،في قوله تعالى :
)سورة مريِم(
)سورة مريِم(
معنى ذلك أنن النسان إذا أراد ال تأديبه في حياة أرمه رنبما كان بع ر
ض هذا التأديبِّ
لرمه .لذلك ورد في الثَّر القدسي أننه إذا ماتت الم قال ال سبحانه وتعالى " :عبدي ماتت
التي كنا نكرمك لجلها ،فاعمل صأالح ا نكرمك لجله .
أي أنن جزاءا من إكرام ال لك في حياة أحرمك من أجل أحرمك ،لنن ال إذا أندبِّ عبده في
حياة أحرمه نصأف التأديبِّ لرمه .
10
فأحيان ا أب ا يتأنلم من ابنه فيدعو عليه ،فإذا إستجابِّ ال دعاءه تأنلم ألم ا أشند ..فل
شمقريِا " .
تتمرن ذلك " ..مومب رار مبمواملمدمتيِ مولمسم ميِسجمعسلمنيِ مجربا رار م
أريها القارىء الكريم ...شعور البِّ حينما يكون ابنه شاردا منحرفا ،شقيا ،بعيدا عن
الدين شعور أاسى ل يوصأف ،فقد يتأنلم ألما يوجعه ويقعده ،لو أنن الدنيا كنلها بيديه وانفقها من
أجل أن يصأحلح ابنه لفعل ،فمن رزقه ال ابن ا صأالح ا ،وطاه ار ،منيب ا ،مصألي ا ،عفيافا ،سلوكه
حسن ،هذا البِّ عليه أن حيقربل الرض شك ار ل عنز وجنل .
سبحان ال فالنسان كنلما تذلل إلى ال إرتقى عند ال ،فمنذ يومين أخ كريم له مشكلة
كبيرة جدا ،فلجأ إلى قيام الليل ،يصأرلي قيام الليل وفي السجود دعا رنبه لحرل هذه المشكلة ،
صأة من أغربِّ القصأص ححنلت بشكنل هرين ول عنت فيه ،وقد ذكر لي التفاصأيل ومن غير والق ن
المعقول أن حتحرل بهذه الطريقة ،ومن شندة تأثَّرره وبينما هو يجلس في المسجد قام وسجد ل عنز
وجنل شك ار .
فالمؤمن إذا أصأابه خير ،أو له مشكلة ححنلت ،له قضنية حفرجت ،أو شبح مصأيبة
أزيح عنه ،أو شيء ناله ،وقام وصأنلى ل صألة الشكر وسجد فهذا من مكارم الخلق ،فقد
شمقريِا " .
تأنثَّرت ..قام وسجد وشكر ال على حرل هذه المشكلة " مومب رار مبموالممدمتيِ مولمسم ميِسجمعسلمنيِ مجربا رار م
ورد هذا السم مشتق ا في آينة ثَّالثَّة في سورة عبس قال ال تعالى:
)سورة عبس(
فالببر أي المحسن ،مطلق الحسان ..يجوز أن تقول فلن ببمر سعيد ..فالنبي قال :
بِّ الننابس بيووبم فبتوبح بمنكةب فببقابل بيا أبريبها النناحس طب صأنلى النله بعلبويبه بوبسلنبم بخ ب نب
بعبن اوببن حعبمبر أبنن برحسوبل الله ب
بِّ بعونحكوم حعربنيةب اولبجابهبلنيبة بوتببعاظحبمبها ببآببائببها بفالنناحس برحجبلبن ببدر تببقدي بكبريمم بعبلى اللنبه ن
بإنن اللهب قبود أبوذبه ب
ق اللنهح آبدبم بمون تحبارنبِّ بقابل اللنهح ) بيا أبريبها النناحس بإننا بوبفابجمر بشبقدي بهريمن بعبلى اللنبه بوالنناحس ببحنو آبدبم بوبخلب ب
بخلبوقبناحكوم بمون بذبكنر بوأحونبثَّى بوبجبعولبناحكوم حشحعوابا بوقبببائببل لبتببعابرفحوا بإنن أبوكبربمحكوم بعونبد اللنبه أبتوبقاحكوم بإنن اللنهب بعبليمم
بخببيمر ( *
قال العلماء :يجوز أن تقول فلن ببر ..فالعبد يكون ب ار بقدر ما يفعل من البر ،
وأفضل إنسان عليك أن تبرره أبوك وأرمك ومن عنلمك ومن زنوجك ،فقد أتأنلم أشند اللم من صأهر
يناصأبِّ عنمه البعداء ،فقد زنوجك ابنته ورنباها عشرين سنة ،أطعمها وأسقاها وأكرمها وعالجها
وأردبها وقدمها لك هدنية ،فليس لك هما بعد ذلك إل إغاظته ،فهذا منتهى اللؤم .
11
إذا لم يكن في النسان خير لرمه وأبيه ولمن عنلمه ولمن زنوجه فليس فيه خير لحد ،
لنن هؤلء لهم فضمل كبير .
وقد ذكرت ذات منرة مثَّلا إفتراضايا والفقرة الولى فيه واقعنية ..شخص يمشي في
الطريق رأى حركة داخل كيس أسود في حاوية للقمامة ،فأمسك به فإذا بطفل ولد لتروه ..وهذه
صأة وقعت ،وهذا الطفل ابن زنى حألقي في الحاوية ..فأخذه إلى المشفى وعالجه إواعتنى به الق ن
وأحضره إلى بيته ،وجعله أحد أفراد أسرته وأدخله المدرسة ،فإجتاز المراحل الدراسنية من
إبتدائي إواعدادي وثَّانوي فنبغ فأدخله كرلية الطبِّ ،ثَّم أرسله إلى أمريكا ،وجاء بشهادة بورد ،
وزنوجه ابنته واشترى له عيادة وأعطاه رأس مال ،واشترى له جهازها ،واشترى له سنيارة وبيتا ،
وفي ذات يوم كان عرمه يمشي في الطريق فرأى صأهره يركبِّ مركبته ،فقال له :يا فلن
أوصألني إلى البيت .إرن هذا الطبيبِّ اللمع الذي كان داخل كيس أسود في الحاوية لو أننه تردد
في تلبية طلبِّ عرمه ثَّانية واحدة لكان في حرقه مجرم ا .
سريدنا عبد ال بن رواحة عندما رأى صأاحبيه قد اسحتشبهدا قال :
لو حسبنا الوقت الذي قال فيهما البيتين لكان ثَّلثَّين ثَّانية ..تردد ،فلما قال النبي :
أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى حقتل ،إوارني لرى مقامه في الجننة ،ثَّم أخذها أخوكم جعفر
فقاتل بها حتى حقتل إواني لرى مقامه في الجننة ،ثَّم سكت ..فقال أصأحابِّ النبي :ما فعل عبد
ال ؟ فقال :ثَّم أخذها عبد ال فقاتل بها حتى حقتل إواني لرى في مقامه إزو ار ار عن صأاحبيه .
12
درجته نزلت لترددهلعدة ثَّوانن ..ثَّم مات شهيدا ،إحسان ال كبير جدا ،فإذا ترددت
في خدمة إنسان بإنفاق ،أو بصأدقة ،أو تردودت بأداء صألة ،أو بحضور مجلس علم فهذه
مشكلة كبيرة .
قالوا :من أدبِّ المؤمن مع هذا السم العظيم ..أن تكون أعماله كرلها خريرةا ،أي
يتخنلق بأخلق هذا السم ،إن فعل هذا حغبرست محنبته في قلوبِّ العباد .
ألوان برر ال لعباده كثَّيرة ..قال بعض العارفين " :سبحان رربي الحنان المننان ،الذي
ل من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزركيهم ويعرلمهم الكتابِّ
منن على المؤمنين إذ بعث فيهم رسو ا
والحكمة ،والذي منن على المؤمنين بأن جعلهم من أصأحابِّ اليمين ،وهو الذي ألهمهم القيام
بالعمال الصأالحة ،وهو الذي رزقهم القبول ،وقبول أحسن ما عملوا ،وهو الذي يتجاوز عن
سريئاتهم ".
فال عنز وجنل عطاؤه كبير لذلك قيل :
قال العلماء :حظر العبد من هذا السم الببر أن يكون مشتغلا بأعمال الببر ،كما قال
العلماء " تخرلقوا بأخلقا ال " .
ال عنز وجنل ببر ..أي محسن ،أنت ينبغي أن تشتغل بأعمال الببر ،وقد جمع ال
أعمال الببر في آينة واحدة في سورة البقرة قال ال تعالى :
13
)سورة البقرة(
قا مواسلممسغمرمب مولممكرن اسلمبرر ممسن آمممن مباللرمه " ل بند شمر م س سالمبرر أمسن تكمولروا كوكجومهككسم مقمبمل اسلمم س " لمسيِ م
من أن تقتطع من وقتك وقتا كي تؤمن بال .
قا مواسلممسغمرمب مولممكرن اسلمبرر س اسلمبرر أمسن تكمولروا كوكجومهككسم مقمبمل اسلمم س
شمر م فالجانبِّ العتقادي " ..لمسيِ م
ممسن آمممن مباللرمه مواسلميِسومم المخمر مواسلممل مئمكمة مواسلمكمتامب موالرنمبديِيِمن" .
أما الجانبِّ العملي أنوله البذل " ..موآمتىَ اسلممامل معملىَ كحدبمه مذمويِ اسلقكسرمبىَ مواسلميِمتاممىَ
سامئمليِمن مومفيِ الدرمقامب " . سامكيِمن مواسبمن ال ر
سمبيِمل موال ر مواسلمم م
صلةم موآمتىَ الرزمكاةم " . أما العبادات الشعائرنية " ..موأممقامم ال ر
سامء م
صامبمريِمن فيِ اسلمبأس م وأما العبادات الخلقنية "..مواسلكموكفومن مبمعسهمدمهسم إممذا معامهكدوا موال ر
صمدقكوا موأكسولممئمك كهسم اسلكمتركقومن " . ض رارمء ومحيِمن اسلبأس م م م
س أكسولمئمك الرذيِمن م م موال ر م
ولعنل النبني صأرلى ال عليه وسنلم مستلهما هذه الية قال :
ق ق فببإنن ال ر
صأود ب صأنلى النله بعلبويبه بوبسلنبم بعلبويحكوم ببال ر
صأود ب نب ب نب
بعون بعوبد الله وببن بموسحعوند بقابل بقابل برحسوحل الله ب
بِّ بعونبد
ق بحنتى حيوكتب ب صأود ب
ق بوبيتببحنرى ال ر ب ب
بيوهدي بإبلى اول برر ب إوبانن اول بنر بيوهدي بإبلى اولبجنة بوبما بي بازحل النرحجحل بي و
صأحد ح ب
بِّ بيوهبدي بإبلى اولفححجوبر ب إوبانن اولفححجوبر بيوهبدي بإبلى الننابر بوبما بي بازحل ب
بِّ فببإنن اولبكذ ب
ب نب ب
الله صأردياقا ب إوبانياحكوم بواولبكذ ب
بِّ بعونبد اللنبه بكنذاابا بوبفي اولببابِّ *
بِّ بحنتى حيوكتب ب
ب
بِّ بوبيتببحنرى اولبكذ ب
ب
اولبعوبحد بيوكذ ح
قال العلماء :من شرط البر أن تبذل الحسن ..كما قال ال تعالى :
شسيِمء فممإرن اللرمه مبمه معمليِمم " .
" لمسن تممنالكوا اسلمبرر محرتىَ تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن مومما تكسنمفقكوا ممسن م
14
وفهمكم أيها القراء الكرام كفاية " ..تكسنمفقكوا ممرما تكمحربومن " ،أحيان ا أغلى شينء عليك
ظفها فيالوقت ينبغي أن تنفقه في سبيل ال ،أحيانا أغلى شينء عليك مكانتك يجبِّ أن تو ر
ق. خدمة الح ر
أريها القارىء الكريم ...قال العلماء :من تخرلق العبد يهذا السم أن يكون مشتغلا
بأعمال الببر واستباق الخيرات ..وهناك معنى سلبي ..وأل يضمر الشنر لحد وأل يؤذي أحادا ،
فإنن الببر هو الذي ل يؤذي .
" عن ابن عمر رضي ال عنهما قال :سمعت النبني صأرلى ال عليه وسنلم يقول :ال برر ل يبلى ،
والذنبِّ ل حينسى ،والدنيان ل يموت ،إعمل ما شئت كما بتدين حتدان ".
أي أنن المؤمن معطاء ،وغير المؤمن أنخاذ ،المؤمن بالتعبير الحديث إتخذ ق اراار
إستراتيجايا أن حيعطي ..حيعطي من وقته ومن ماله ومن خبرته ،والكافر حبنيته مبننية على الخذ .
ل زلنا في الحديث عن أدبِّ المؤمن مع اسم المبر ..قالوا :المؤمن متى عرف أنن ال
هو الببرر الرحيم ينبغي أن يكون با ار بكرل أحد كما يقول المام القشيري ،ل سنيما بوالديه لحديث :
بِّ في رضا الوالدين ،وسوخطه في سخطهما . رضا الر ر
ححكي عن موسى عليه السلم لما كنلمه رربه رأى رجلا في أعلى مكانةا عند ال فتعنجبِّ
من علرو مكانته ،فقال :يا ربِّ ..ببم بلغ هذا العبد ذاك المكان !؟ فقال :إننه كان ل يححسد
عبدا من عبادي على ما آتيته ،وكان ب ار بوالديه .
لنن ال عنز وجنل قال :
)سورة السراء(
قالوا :من كان ال با ار به عصأم عن المخالفات نفسه ،وأدام بفنون اللطائف حأنسه ،
وونفر في طريقه إجتهاده ،وجعل التوفيق زاده ،وجعل قصأده سداده ،ومنبع سلوكه إرشاده ،
وأغناه عن أشكاله بأفضاله ،وحماه عن مخالفته بيمن إقباله .
هذا السم متعرلق بالحسان ،بالحركة ،فأحيانا تجد المؤمن له خصأائص عقائدنية ،
أو خصأائص أخلقنية ،وكذلك خصأائص سلوكنية ،أي أننك حجمك عند ال بحجم عملك الصأالح
،ماذا فعلت ؟
15
أنواع الببر ل حتعرد ول حتحصأى ،فهناك المساكين والفقراء ،وهناك العناية باليتام
والرامل ،وهناك معاونة العجزة ،وأيضا هناك الدعوة إلى ال ،والمرر بالمعروف ،وتعليم العلم
،وتعرلم العلم ،فأنواع البرر ل تعد ول تحصأى ،فالسم حركي ،أي أرن هذا السم متعرلق
بأعمالك الصأالحة ،ول تنس أن حجمك عند ال بحجم أعمالك الصأالحة ،وأن ال سبحانه وتعالى
يقول :
)سورة الحقاف(
والحمد ل ر ن
بِّ العالمين
****