You are on page 1of 11

‫الفراسة و قراءة الوجه خرافة ام حقيقة ؟‬

‫‪‬‬ ‫ديسمبر ‪5 2015‬‬


‫‪ 4,749‬‬

‫علم الفراسة وقراءة الوجه‬

‫من السهل ان يعتقد الشخص بالفراسة‪.‬‬

‫ففي احيان كثيرة نرى شخصا ونعطي مالحظة عن شخصيته من الوهلة االولى‪.‬‬

‫هذه الفتاة غزلية ‪.‬‬

‫هذا يبدو شابا جيدا؛ اراهنك ان هذا محامي والى غير ذلك من االنطباعات‪.‬‬

‫ولهذا السبب يمتلك الوسطاء الروحيون وقراء الطالع وفتاحي الفال اعماال حتى االن‪.‬‬

‫غير ان هذا ليس من الفراسة‪.‬‬

‫ليست اي من الصفات التي التقطتها تعتمد على تركيبة الوجه‪.‬‬


‫كل ما التقطته يعتمد على التعابير الوجهية‪ ،‬التي توضح السلوك‪ ،‬درجة الثقة‪ ،‬اللباقة‪.‬‬

‫انت ترى ايضا تسريحة الشعر والمالبس‪ ،‬التي تأخذ المالحظات منها حول الخلفية االجتماعية للشخص‪،‬‬
‫مهنته‪ ،‬طبيعة الناس الذين يلتقي معهم‪ ،‬قد يكون لديهم وشوم او يرتدون حليا‪.‬‬

‫مبروك لقد عرفت الكثير االن عن االشخاص واستخرجت معلومات كثيرة من النظرة االولى‪ ،‬صار من‬
‫السهل االن ان تعرف كيف يعمل الكثير من مدعي الفراسة‪.‬‬

‫عندما صعد الى سفينة البيكل )‪ (Charles Darwin‬ومن الطرائف العلمية ان تشارلز داروين‬
‫الذي كان يؤمن بالفراسة قائال (ان )‪ (Robert Fitzroy‬سخر منه القبطان روبرت فيتزروي )‪(Beagle‬‬
‫رجال مع انف كهذا ال يمكن ان تكون له طاقة) ثم عقب الحقا بعدما رأى داروين قائال (لكن جبينه انقذه)‬
‫حيث كان يؤمن القبطان بما يعرف باالنف الكسول‪.‬‬

‫يبقى لالنطباع االولي دور كبير رغم ما يقال عن عدم الحكم على الكتاب من غالفه‪ ،‬في غضون ‪ 10/1‬من‬
‫الثانية من رؤية وجه غير مألوف نكون قد كوننا حكما عن صاحب الشخصية هل هو مهتم‪ ،‬موثوق‪ ،‬عدائي‪،‬‬
‫منفتح‪ ،‬تنافسي وهكذا‪.‬‬

‫وحالما يتكون الحكم الحاد‪ ،‬فإن يصبح من الصعب زحزحته‪.‬‬

‫تجارب متعددة وحقائق قليلة ونتائج غير مؤكدة‬

‫ان االشخاص المختلفين من الممكن ان يكونوأ حكما )‪ (New Scientist‬وكما وضحت تجربة مجلة‬
‫متشابهين حول وجه معين فإن االشخاص يتصرفون وفقا لحكمهم هذا‪.‬‬

‫السياسيون مع المظهر التنافسي لديهم فرص اكبر بان يتم انتخابهم‪ ،‬ومدير الشركة الذي يبدو اكثر هيمنة هو‬
‫اكثر احتمالية الن يدير شركة رابحة‪.‬‬

‫الجنود ذوو االشكال الطفولية او االشكال العطوفة يميلون الن يتم اسنادهم الى وظائف تتطلب العناية‪.‬‬

‫والجنود الذين يمتلكون وجوها مهيمنة يميلون للحصول على الرتب العسكرية بشكل اسرع وهكذا‪.‬‬

‫كما ان هناك الهالة حول الوسامة‪.‬‬


‫االشخاص الوسيمون ينالون المزيد من المعجبين او المعجبات غير انهم يتم تصويرهم في نفس الوقت بعدم‬
‫االلتزام‪ ,‬التنافسية االجتماعية‪ ,‬االستجابة الجنسية‪ ،‬القوة‪ ،‬الصحة‪ ،‬الذكاء‪.‬‬

‫انهم ينالون االفضل من جميع النواحي‪.‬‬

‫بدءا من كيف يحييهم الناس وانتهاءا بتعامل النظام القضائي معهم‪.‬‬

‫لكن مهال هل هذه االحكام صحيحة؟ هل االشخاص الذين يبدو عليهم الهيمنة مهيمنون فعليا؟‬

‫هل ذوو الوجوه الطفولية سذج؟ هل ننتخب الزعماء االكثر تنافسية؟‬

‫‪ (Alexander Todorov of Princeton‬يقول عالم النفس الكساندر تودوروف في جامعة برينستاون‬


‫ان نقول ان الناس يلتقون حول احكام معينة بخصوص الوجوه امر يختلف كثيرا عن ان )‪University‬‬
‫نقول ان هناك صلة بين الوجه وشئ حقيقي في شخصية الفرد‪.‬‬

‫حول خمسة خصائص في الشخصية تم )‪ (University of Michigan‬تجربة في جامهة ميشيغان‬


‫تشخصيصها لـ ‪ 84‬شخص وتم اجالسهم سوية في صمت لـ ‪ 15‬دقيقة وجدت تطابقا جزئيا لتشخيص هؤالء‬
‫الناس لشخصيات بعضهم لـ ‪ 3‬صفات‪.‬‬

‫غير ان ما تمت مؤاخذته على هذه التجربة هو ان االشخاص كانوا يرون ملبس وتصرفات الشخص المقابل‬
‫التي قد تساعد في الحكم‪.‬‬

‫في بريطانيا وجامعة )‪ (University of St Andrews‬فقامت تجربة اخرى في جامعة سانت اندروز‬
‫و )‪ (Anthony Little‬ايضا في بريطانيا لكل من انثوني ليتل )‪ (University of Stirling‬ستيرلينك‬
‫فقاموا بعد ان وجدوا نقطة الضعف في الدراسة السابقة بعرض صور )‪ (David Perrett‬ديفيد بيريت‬
‫لوجوه اشخاص فقط غير انهم ايضا وجدوا ترابطا بين المظهر الوجهي والشخصية حسب احكام المشاركين‬
‫واالجتهاد )‪ (extroversion‬والصفات الحقيقية ولكن لصفتين من بين الصفات الخمسة‪ ،‬وهما االنفتاح‬
‫)‪.(conscientiousness‬‬

‫في تجربة اخرى استطاع الناس صياغة نموذج لوجه شخص من بحسب حزبه في مجلس العموم البريطاني [‬
‫من خالل عرض مجوعة من الوجوه ذات سمات وجهية معينة ثم فحص وجوه االعضاء الفعليين ومقارنتها‬
‫بالصفات االفتراضية واتت النتيجة بااليجاب لصالح اختيار المشاركين حيث نجحوا في فرز صفات حزب‬
‫العمال مقابل حزب المحافظين وهي تعطي انطباعا قريبا ايضا من صفة االنفتاح المذكورة في التجربتين‬
‫السابقتين‪.‬‬
‫اي اننا قد نكون قادرين على تمييز صفات معينة محدودة وعامة في وجوه الناس حسبما رأينا في هذه‬
‫التجارب الثالث‪.‬‬
‫هذه التجارب اقترحت ان حكمنا على الشخصيات قد يتضمن خيط من الصحة حول شخصية وجه معين‪،‬‬
‫وهناك تجارب اخرى لم تجد اي روابط مع الشخصية حينما حاولت ان تربط صفات اخرى للشخصية‪.‬‬

‫مثال صاحب الوجه نزيه او مخلص‪ ،‬هذه الصفة فشلت التجارب بربط صلة لها‪.‬‬

‫ولكن لماذا نقرأ الوجوه بهذه السرعة؟ هل هناك ميزة تطورية للحكم على الكتب من غالفها؟‬

‫ان الحكم يكون سريعا جدا وثابتا – النه بالتأكيد يكشف عن امور )‪ (Stresis Little‬يقترح ستريس ليتل‬
‫معينة بالشخصية – وان التطور شحذنا باتجاه ذلك‪.‬‬

‫وجيرل )‪ (Justin Carré‬ويدعم ذلك الدراسة حول العبي هوكي الجليد المنشور بواسطة جستن كاريي‬
‫حيث وجدوا )‪ (Brock University‬من جامعة بروك في اونتاريو )‪ (Cheryl McCormick‬مكورمك‬
‫ان الالعبين الذين لديهم مساحة اكبر لعظام الوجنات بالنسبة للمساحة بين الجبين والشفة العليا هم اكثر‬
‫تعرضا للعقوبات نتيجة قيامهم باالفعال العنيفة اثناء اللعب وبالنتيجة حصولهم على عقوبات جزاء اليقاف‬
‫عن اللعب بالدقائق‪.‬‬

‫كما وجد في الدراسة نفسها رابط بين نسبة الهورمون الذكري المقاس في اللعاب ونسبة االرتفاع الى‬
‫العرض في الوجهواذا كان كذلك فإن الرجال المهيمنين االكبر حجما واالضخم يكونون اكثر ميال الن تكون‬
‫وجوههم دائرية اكثر واننا متكيفون تطوريا لنحكم على هؤالء بأنهم اكثر عدائية النهم اكثر احتمالية ان‬
‫يهاجموننا‪.‬‬

‫يقول كاريي ان الوجه هو احدى االشياء التي نستخدمها لقراءة نوايا االخرين تجاهنا‪.‬‬

‫ليس هذا فحسب فعالمة النفس في جامعة برانديس في ماساشوسدس تقول ايضا ان العديد من حاالت الحكم‬
‫على الوجوه ليست دقيقة وان قراءتنا للكتاب من غالفه تتضمن الكثير من التعميم‪.‬‬

‫وقد ‪ FaceGen‬من التجارب الرائدة في تكوين الوجوه بصفات مختلفة هي البرنامج التجاري فيس جين‬
‫استخدم في تكوين وجوه من اصدارات واشكال مختلفة ولوحظ في تجربة الكساندر تودوروف‬
‫ان الناس يختارون الوجوه االكثر انثوية واالكثر خضوعا على انها اشكال )‪(Alexander Todorov‬‬
‫اكثر موثوقية وقد استنتج تودوروف من ذلك ان الناس يثقون باالشكال وفقا لتعميم بأن االقل نية في ايذائهم‬
‫او االقل قدرة على ذلك هم االكثر موثوقية‪.‬‬

‫تجربة مثيرة لالهتمام وتتضمن بأن توقعاتنا قد تقود االخرين للتصرف على النحو )‪ (Perrett‬ولبيريت‬
‫الذي نتوقعه مثل معاملة شخص على انه غير موثوق فإنه سيتصرف بذلك الشكل‪.‬‬
‫الحاصل على جائزة نوبل و زيبرويتز الذي )‪ (Konrad Lorenz‬ودعم فكرته كل من كونراد لورينز‬
‫يقول ان االطفال والرجال ذوي الوجوه الطفولية يحفزون مركزا شعوريا في الدماغ‪ ،‬في اللوزة‬
‫بشكل متشابه )‪.(amygdala‬‬

‫وبالمقابل فإن ذوي الوجوه الطفولية كمعدل غالبا ما يكونون اكثر توكيدا‪ ،‬عدائية‪ ،‬واكثر ميال للحصول على‬
‫الدرجات االكاديمية والمداليات العسكرية‪.‬‬

‫الرجل ذو الوجه )‪) (self-defeating prophecy effect‬زيبرووتز تدعوه (تأثير نبوءة هزيمة الذات‬
‫الطفولي يكافح الرباك التوقعات بالفشل‪.‬‬

‫وهناك نظرية اخرى تقول بأننا وبسبب تأثيرا الوالدين نتقولب وفق اشكالنا ويدعم هذه النظرية الدراسة‬
‫القائمة قبل عقدين التي وجدت ان االشخاص الغاضبين الكبار في السن يميلون الن ينظروا بشكل غاضب‬
‫حتى عندما تسألهم ان يظهروا تعبيرا محايدا‪.‬‬

‫فحياة من التقطيب والتجهم البد ان تترك اثرها‪.‬‬

‫أما جامعة نيويورك فكان لها دراسة بهذا الشأن خلصت الى بنية الوجوه العظمية ال تؤثر وال بأي شكل على‬
‫االطالق على شخصية االنسان‪ ،‬و انما فقط على كيفية رؤية الناس له‪.‬‬

‫فعلى ثبيل المثال الوجه قد يعطيك انطباع ان الشخص امامك بسيط‪ ،‬بريء و محم بينما هو قاتل متسلسل‪.‬‬

‫النتيجة هي فقط سيكولوجية على المتلقي و ليس على صاحب الوجه‪.‬‬

‫ماذا عن لغة الجسد؟‬

‫لغة الجسد ام مختلف عن الفراسة وقراءة الوجه إذ ان ما يعرف بلغة الجسد يختص بقراءة التعابير ال‬
‫االجزاء الفسلجية ومع ذلك فما تتعلق بلغة الجسد منها ما للعلم رأي واثبات به ومنها ما ال يعدو عن اعتباره‬
‫معرفة مرتبطة بثقافة معينة ال يمكن اعتبارها علم قائم مرتبط بجميع البشر‪.‬‬

‫كيف ستعرض العلوم الزائفة والمحتالين قراءة الوجه؟‬

‫ستعرض العلوم الزائفة والمحتالين الفراسة وقراءة الوجه بطرق متعددة منها ايديولوجية و منها ما يأتي‬
‫طا مع التجارب العلمية التي تستخدم وتحور بالشكل الذي يناسبهم‪.‬‬‫مخلو ً‬
‫مثال قد يستفيد شخص من مروجي العلوم الزائفة من التجارب المذكورة حول الرابط بين العدائية وهيئة‬
‫الوجه من خالل ذكرها مع ما يروج له بأن العين الفالنية تحمل معاني الذكاء واالنف الفالني يحمل معاني‬
‫الكسل‪.‬‬

‫خالصة‬

‫الفراسة وقراءة الوجه خرافة كقراءة الكفين او القدمين او اي عملية ربط بين الهيئة الفسلجية للجسد مع‬
‫سلوكه او تركيبته النفسية‪.‬‬

‫باستثناء تلك الصفات التي يثبت العلماء وجود ارتباط جيني لها مع هورمونات معينة او خصائص فسلجية‬
‫معينة بحيث يمكن ان يكون هناك ارتباطا بين صفة الوجه الفالنية او صفة الجسد الفالنية مع السلوك الفالني‬
‫او الصفة النفسية الفالنية‪.‬‬

‫كما ان نسبة ما اثبته العلم من هذه الصفات ال يؤهل الجراء قراءة لوجه اي شخص فهي حقائق متباعدة قليلة‬
‫صعبة االثبات اال بعد تجارب مكلفة مقابل نتائج قليلة االهمية‪.‬‬

‫بخالف ما يدعيه مروجي العلوم الزائفة والعرافين من قدرات حول قراءة الوجوه والفراسة حيث يكادون ان‬
‫يمتلكوا معجما من الصفات مع ربطها بالوجوه واالجساد دون اي دليل علمي‪.‬‬
‫علم الفارسة‪ ...‬حقيقة أم خرافة؟‬

‫حسب ويكيبيديا يعرف علم الفارسة بـ (علم من العلوم الطبيعية تعرف به أخالق وطبائع الناس الباطنة من‬
‫النظر إلى أحوالهم الظاهرة كاأللوان واألشكال واألعضاء أو هي االستدالل بالخلق الظاهر على الخلق‬
‫الباطن)‪ .‬وتسمى الفراسة بالـ"‪ "Physiognomy‬باللغة اإلنجليزية‪.‬‬

‫الربط بين المعالم الشكلية وشخصية اإلنسان فكرة قديمة وموجودة عند الكثير من الشعوب المختلفة‪ ،‬فما‬
‫حقيقتها؟‬

‫ِمن الناحية العلمية ال توجد أدلة تدعم صحة ادعاءات من يؤمنون بهذا العلم‪ ،‬وفي األوساط العلمية تعتبر‬
‫علم زائف مبني على الخرافات والتعميمات الغير مستندة على أي دليل‪ ،‬وال يختلف عن علم‬ ‫الفراسة مجرد ٍ‬
‫التنجيم في ذلك‪.‬‬

‫وقد أجريت بعض الدراسات والتي تم الطلب فيها من مشاركين أن يقوموا بتقييم شخصية مجموعة من‬
‫األشخاص باالعتماد على مالمح وجههم‪ ،‬ثم مقارنة تقيماتهم بشخصية أولئك األشخاص الحقيقية والبحث‬
‫عن أي تطابق‪ ،‬في بعض األحيان وجد بأن االنطباع األولي الذي نكونه عن الناس يحتوي على ذرة حقيقة‬
‫عن شخصيات أولئك األشخاص‪ ،‬لكن ما زال األمر غير واضح بعد‪ ،‬وهو مجرد ترابط إحصائي‪ ،‬والكثير‬
‫من الدراسات التي أجريت بحثًا عن ترابط بين شكل الوجه والشخصية لم تجد أي ترابط‪ .‬الشخص الذي‬
‫يملك وج ًها صدو ًقا ليس بالضرورة أكثر صدقا من غيره‪.‬‬

‫لكن من األمور التي وجد ترابط بينها هو نسبة طول وعرض وجه الرجل واعتماده على هرمون‬
‫التستوستيرون‪ ،‬حسب الدراسات التي أجريت الرجال أصحاب الوجوه األعرض يمتلكون نسبا أعلى من‬
‫التستوستيرون‪ ،‬ومن المعروف تأثير هذا الهرمون على الشخصية‪ ،‬ولذلك من األسئلة التي ما زالت بحاجة‬
‫إلجابة هي هل الرجال أصحاب الوجوه العريضة هم أكثر عنفًا من غيرهم ألنهم يملكون نسبا أعلى من‬
‫هرمون التستوستيرون؟ ربما‪.‬‬

‫ً‬
‫مستقبال‪ ،‬لكن علينا أن نتذكر بأنه حتى بفرض‬ ‫توجد دراسات أخرى على هذه الشاكلة‪ ،‬وقد يظهر لنا المزيد‬
‫مصداقية األمر فإن وجه الشخص ال يكفي للحكم على طباعه‪ ،‬ومن الخطر التعميم حيث أن األمر ليس‬
‫صحيحا وليس ينطبق على الكل بالضرورة‪.‬‬
‫ً‬ ‫دومًا‬

‫ثانيا علينا أن نحذر من أن نقع في ظاهرة "النبوءة التي تحقق نفسها" وهي تعني أن اعتقادنا وإيماننا بشيء‬
‫يجعلنا نتوقع ونعمل بوعي أو غير وعي على حدوثه‪ ،‬فحين أتوقع أن فالنا إنسان خسيس ألنه يمتلك مالمح‬
‫شخص نذل فإنني سأتصرف معه بناء على توقعاتي مما قد يؤثر عليه فأجعله يتصرف معي بطريقة تؤيد‬
‫توقعاتي فتصدق توقعاتي نفسها بنفسها!‬

‫أما من الناحية المنطقية البديهية فإن علينا أن نطرح األسئلة التالية‪:‬‬


‫"ما ذنب الشخص في الوجه الذي خُ لق به؟ وهل كل شخص يمتلك وجه "نذل" هو ً‬
‫فعال نذل وخسيس؟!"‬
‫"أين فرصة تغيير اإلنسان لنفسه وتطويرها لألحسن‪ ،‬إن كانت مالمحه الخارجية قد فرضت عليه قدره؟"‬
‫"أين عمليات التجميل؟ أين من مروا بحادث غيّر أو شوه مالمحهم؟"‬
‫"أليس الحكم على شخص ما من شكله الذي ليس له أي يد فيه ظلمًا؟"‬

‫لكن ماذا عن األقدمين والكتب التي ألفوها في علم الفراسة؟ األقدمون على العين والرأس ولكن مع تقدم‬
‫العلم أصبحنا نعرف ما ال يعرفونه‪ ،‬ولسنا ملزمين بأفهامهم إن كانت مناقضة لمستجدات العلم الحديث‪...‬‬
‫الخالصة‪ :‬ما يُسمى بعلم الفراسة ليس بعلم وهو مجرد خرافة وادعاءاته ال تستند على دراسات أو بحوث‬
‫بل مجرد تعميمات واختزاليات قاصرة‪ ...‬طبعًا العلم يتطور وبدأت تظهر لنا دراسات تربط بين معالم وجه‬
‫معينة وبين صفات شخصية معينة‪ ،‬لكن تذكروا‪ :‬وجود رابط ال يعني وجود سببية‪ ،‬وبأنه علينا توخي الحذر‬
‫من التعميم واالختزال‬

‫مصادر‪:‬‬

‫‪https://www.newscientist.com/article/mg20126957.300-how-your-looks-betray-‬‬
‫‪your-personality?full=true‬‬

‫‪http://www.bbc.com/future/story/20150312-what-the-face-betrays-about-‬‬
‫‪#‬خرافة •‬
‫‪.‬يكشف خط يد كل واحد منا‪ ،‬عن سماته الشخصية‬
‫تحليل خط اليد – المعروف باسم "علم الخطوط" – يعتقد البعض أنه يمكن خالله الكشف عن بنيتنا النفسية‪.‬‬
‫‪ Pseudo-‬ولكن الحقيقة أن "علم الخطوط" ليس إال فرعا ً من مجموعة من ممارسات (العلوم الزائفة‬
‫‪".‬يسمى "قراءة األحرف )‪Science‬‬
‫افترض قارئو األحرف في أوقات مختلفة أن بإمكانهم النفاذ إلى التكوين النفسي البشري "المعقد" عن طريق‬
‫تفسير مالمح الوجه (علم الفراسة)‪ ،‬وتعرجات اليد (قراءة الكف)‪ ،‬ونتوءات الرأس (علم فراسة الدماغ)‪،‬‬
‫س ّرة)‪،‬وأنماط تجاعيد الجبهة (تنجيم الجبهة)‪ ،‬وعروق أوراق الشاي وبقايا البن‬ ‫س ّرة (تنجيم ال ُ‬
‫وسمات ال ُ‬
‫(قراءة الفنجان)‪ ،‬واتجاهات أشعة الضوء المنعكسة من األظافر (تنجيم األظفار)‪ ،‬أو مظهر كعك الشعير‬
‫‪().‬كارول‪2003 ،‬‬
‫نحج خبراء الخطوط في جذب حشود من األتباع وأقنعوا كثيرا ً من العوام أن حرفتهم قائمة على العلم‪.‬‬
‫وكانت "الجمعية الدولية لتحليل الشخصية عبر خط اليد" الموجودة في شيكاغو تتباهى بأعضائها الذين بلغ‬
‫عددهم ما يقرب من ‪ 10000‬عضو‪ ،‬قبل أن تتعرض لإلفالس – مؤخراً‪ .‬وقد وجد مئات من خبراء‬
‫‪.‬الخطوط عمالً مربحا ً في جنوب كاليفورنيا‪ ،‬ووجد علم الخطوط مستقرا ً في المدارس الحكومية‬
‫يعرض لخبراء الخطوط لمجموعة متنوعة من األسباب المنطقية لعملهم‪ ،‬وسنفحص فيما يلي ‪ 5‬من أكثرها •‬
‫‪):‬شيوعا ً (بايرستاين وبايرستاين‪1992 ،‬‬
‫الكتابة هي شكل من أشكال الحركة التعبيرية؛ لذلك من المؤكد أنها تعكس شخصياتنا"‪ :‬قد ترتبط نزعة " )‪1‬‬
‫عامة لدى الفرد‪ ،‬بحيث يكون "حاد الطباع" أو "محبا ً للسيطرة" ارتباطا ً ضعيفا ً بلغه جسده‪ ،‬وهذه‬
‫االرتباطات هي ضعيفة جداً‪ ،‬بما بالك (بالكتابة) التي هي اقل وضوحا ً – من الناحية التعبيرية مقارنةُ‬
‫‪.‬بالجسد ‪ -‬حيث أن ال تتيح لنا الحكم على شخصية ذلك الفرد‬
‫خط اليد هو خط المخ"‪ :‬عبارة صحيحة بالفعل‪ .‬فقد أظهرت الدراسات أن خط القدم عند بعض األفراد " )‪2‬‬
‫يشبه خط اليد (إن كنت تشك في هذا فجرب أن ترسم توقيعك على قطعة من الورق باستخدام قلم رصاص‬
‫مثبت بين اكبر إصبعين من أصابع قدمك)‪ ،‬مما يوحي بأن نمط الكتابة هو شيء من اختصاص أمخاخنا أكثر‬
‫من كونه عمالً ألطرافنا‪ .‬باإلضافة إلى أن الكتابة أو العطس أو التقيؤ كذلك هي أنشطة يتحكم بها المخ‪ ،‬إذا‬
‫‪.‬ال يعطي داللة بأن أي نشاط يتحكم به المخ‪ ،‬يرتبط بشكل أو بآخر بسمات الشخصية‬
‫‪":‬الكتابة صفة فردية والشخصية متفردة‪ ،‬لذا يحب أن تعكس كل منهما األخرى" )‪3‬‬
‫ال يعد التفرد سمة نستطيع من خاللها القول بأن "أي شيء متفرد‪ ،‬هو يشابه الشيء اآلخر المتفرد" وال‬
‫يعطي دالله على عالقة خاصة بينهما‪ .‬فالوجوه يختلف بعضها عن بعض بقدر كافٍ يسمح باستخدامها كأداة‬
‫‪.‬لتحديد الهوية الشخصية في رخص القيادة‪ ،‬لكنها ال تقول أي شيء عن قدرة الشخص على القيادة‬
‫‪":‬تستخدم الشرطة والمحاكم علم الخطوط‪ ،‬لذلك ال بد أنها ذات فائدة" )‪4‬‬
‫يشير ذلك االدعاء إلى ما يصطلح علماء المنطق على تسميته "مغالطة العربة"‪ ،‬وتعنى أنه إذا كان معتقد ما‬
‫منتشراً‪ ،‬فال بد أن يكون صحيحاً‪ .‬وال ريب أن العديد من المعتقدات التي تحملها أغلبية ساحقة من األفراد‬
‫في وقت ما من الزمن – مثل االعتقاد بأن الكرة األرضية مسطحة – قد بان أنه كانت على درجة كبيرة من‬
‫الخطأ‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ينبع الجزء األكبر من الشهرة الواسعة غير المستحقة التي ينعم بها علم الخطوط‬
‫من الخلط بين خبراء الخطوط وخبراء فحص الوثائق المشكوك فيها‪ ،‬لكن خبير فحص الوثائق المشكوك فيها‬
‫يكون محققا ً مدربا ً يفترض به أن يبين للمؤرخين أو جامعي المخطوطات أو المحاكم أصول الوثائق المكتوبة‬
‫بخط اليد وأصالتها‪ .‬ويقوم تقييم خبراء فحص الوثائق المشكوك فيها على احتمال أن يكون فرد معين قد كتب‬
‫‪.‬الوثيقة المعينة فقط‪ .‬ال على شخصية ذلك الفرد‬
‫‪":‬يثق مديرو شؤون الموظفين ثقة عمياء في فائدة خبراء الخطوط في اختيار الموظفين" )‪5‬‬
‫بعض هؤالء المديرين يفعل ذلك‪ ،‬ولكن األغلبية ال تفعل‪ .‬باإلضافة إلى أن هنالك أسباب عديدة الحتمال أن‬
‫‪ ...‬يكون اقتناع المديرين بنفع علم الخطوط هو اقتناع خاطئ‬
‫أوالً‪ /‬يهتم خبراء الخطوط غالبا ً بأدلة (التاريخ الوظيفي السابق أو صحيفة الحالة الجنائية)‪ ،‬وهي أدلة يمكن‬
‫‪.‬من خالله التنبؤ باألداء الوظيفي‬
‫ثانياً‪/‬ألسباب تتعلق بالنفقات‪ .‬فنادرا ً ما يعرض على خبراء الخطوط على جميع المتقدمين للوظائف – على‬
‫سبيل المثال – لذا في أغلب األحيان يطلعون على المتقدمين الموجودين في القائمة المحدودة فقط (أي‬
‫المتقدمين الذين وقع االختيار عليهم وفق معايير توظيف المطروحة مسبقاً) ولعل الجزء األكبر من األفراد‬
‫‪.‬في تلك المجموعة من المتقدمين‪ ،‬هم مؤهلون فعالً لشغل الوظيفة‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫وقد أجرى جيفري دين (‪ )1992‬أفضل مراجعة نقدية على اإلطالق لالختبارات العلمية الخاصة بعلم‬
‫الخطوط‪ .‬وبعد إجراء تحليل مقارن ألكثر من ‪ 200‬دراسة‪ ،‬اكتشف فشالً واضحا ً من جانب خبراء الخطوط‬
‫‪.‬في رصد سمات الشخصية أو توقع األداء الوظيفي‬
‫السؤال‪ /‬لماذا إذا ً تلك القناعة من جانب الكثير من الناس بتميز علم الخطوط؟ •‬
‫الجواب‪" /‬ظاهرة بي تي بارنوم" وهي ميل األفراد العتبار الجمل التي تنطبق على الجميع تقريبا ً تنطبق •‬
‫عليهم باألخص (ديسكون‪ ،‬وكيلي‪1985 ،‬؛ فورنهام وشوفيلد‪ .)1987 ،‬وتحقق "ظاهرة بارنوم" نجاحا ً‬
‫‪.‬كبيراً؛ ألننا نجيد إيجاد المعنى حتى في المعلومات التي ليس لها تقريبا ً أي معنى‬
‫فهل ستكون األبحاث المستقبلية التي تجرى بأسلوب منهجي سليم‪ ،‬أكثر رأفة بعلم الخطوط؟ نأمل أن يسامحنا‬
‫مؤيدو علم الخطوط إن قلنا إنه من الواضح بأن علم الخطوط في محنة شديدة جدا‬

‫‪#:‬المرجع‬
‫أشهر ‪ 50‬خرافة في علم النفس ‪ /‬تأليف‪ :‬سكوت ليلينفيلد وآخرون – القاهرة‪ :‬كلمات عربية للترجمة‬
‫‪.‬والنشر‪( ،‬ط‪2013 )2‬م‬

You might also like