You are on page 1of 100

‫شخصيات من‬

‫القران الكريم‬
‫د‪ .‬عائض بن عبد الله‬
‫القرني‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫المحد ل الواحد الحد ‪ ،‬الصمحد ؛ الذي ل يلد ول يولد ‪ ،‬ول يكن له كفوا أحد ‪،‬‬
‫والصلةا والسلما على معلم الناس اليخ ؛ البشيخ النذير ‪ ،‬والسراج النيخ ‪ ،‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وأصحابه وأتباعه أجعي ؛ أما بعد‪.‬‬
‫فانه ف خضم أزمات الياةا الادية ‪ ،‬يبج على السلم أن يلو بربه تعال ‪ ،‬ويتمحتع بلذةا‬
‫مناجاته ‪ ،‬والتشرف باللوةا به ‪ ،‬والتنعم بتدبر رسالته الالدةا ؛ الت أنزلا لتكون نباسا للعالي ‪،‬‬
‫القران الكري ‪ ،‬وكان من جلة اهتمحامات بذه الرسالة الالدةا ‪ ،‬أن يسر ال تعال ف كتابه بعض‬
‫الكلمحات عن بعض الشخصيات الت ورد ذكرها ف القران الكري ‪ ،‬فكانت هذه الرسالة‬
‫)) شخصيات من القران الكري (( سائل ال تعال أن يتقبلها من ‪ ،‬وان ينفع با السلمحي ‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن المحد ل رب العالي ‪.‬‬

‫‪،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،‬‬

‫كتب‬
‫د‪ .‬عائض بن عبد ال القرني‬
‫هذه قصة أبينا آدما ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬قصة اللق وسجود اللئكة له ‪ ،‬وقصة الطخيئة ‪،‬‬
‫ونن مثله أو أكثر ‪ ،‬ومن شابه أباه فمحا ظلم ‪،‬وتلك شنشنة نعرفها من أحزما‪.‬‬
‫أعوذ بال من الشيطخان الرجيم }ووإذذ ققذلونا لإذلومحلئإوكإة اذسقجقدوا إلودوما فووسوجقدوا إلل إبليس أووب‬
‫كافإإرين{)البقرةا‪(34:‬‬ ‫إ‬
‫وواذستوذكبوقور وووكاون مون الذ و و‬
‫هنا قضايا هائلة وأحداث عالية ؛ عاشها آدما ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وسعها النبياء والرسل‬
‫واللم العلى ‪.‬‬
‫أولها ‪ :‬يقول سبحانه وتعال ‪)) :‬ووإذذ ققذلونا لإذلومحلئإوكإة(( أي ‪ :‬كلفنا وأمرنا وتعبدنا اللئكة‬
‫أن يسجدوا لدما ‪.‬‬
‫}ووإذذ ققذلونا لإذلومحلئإوكإة اذسقجقدوا إلودوما{ وف هذه الكلمحة قضايا ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬ما هو هذا السجود الذي يريده ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬من اللئكة ؟ وهل يصرف‬
‫السجود لغيخ ال ؟‬
‫معاذا أتى من الشاما قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬رأيت العجم يسجدون‬‫ف الديث ‪ :‬أن ا‬
‫للوكهم وأنت أول أن نسجد لك ‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم )) لو أمرت أحدا أن يسجد لحد لمرت الرأةا أن تسجد‬
‫لزوجها لعظم حقه عليه ولكن ل يكون إل ل (( )‪.(1‬‬
‫فل يسجد إل ل ‪ ،‬وهذه السجدةا هي سجدةا التشريف ‪ ،‬ويوما تضع جبينك ف الرض‬
‫على التاب يرفعك ال درجات ‪ ،‬ففي حديث ثوبان قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫))إنك لن تسجد ل سجدةا إل رفعك با درجة(()‪ ، (2‬وعن ربيعة السلمحي قال‪ :‬قلت يا رسول‬
‫ال‪ ،‬أريد مرافقتك ف النة ‪ ،‬فقال ‪)) :‬فأعن على نفسك بكثرةا السجود(()‪. (3‬‬
‫كلمحا سجدت كلمحا رفعك ال ‪ ،‬وكلمحا تررت من العبادةا لغيخ ال ‪ ،‬من عبادةا الوظائف‬
‫والطخواغيت ‪ ،‬والناصبج ‪ ،‬والدراهم والدنانيخ ‪ ،‬ارتعت ف مقامات العبودية ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫أخرجه احمد )‪ ، (18913‬وابن ماجه )‪ (1853‬عن عبد ا بن أبي أوف رضي ا عنه ‪ ،‬وانظر ‪ )) :‬المشكاة(()‪.(3255‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم )‪.(488‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه مسلم )‪.(489‬‬
‫فهل هذا السجود الذي أمر ال به اللئكة لدما السجود على الرض مثل ما نسجد‬
‫للصلةا ؟‬
‫لهأل العلم رأيان أو قولن ‪:‬‬
‫يقول الول ‪ :‬معناه ‪ :‬النناء والضوع ‪ ،‬وهو ‪ :‬أن يهدهد رأسه وان يضع ‪.‬‬
‫والقول الثاني ‪ :‬معناه ‪ :‬أن يسجد للمرض فالسجود ل ‪ ،‬ولكن تكريا لدما ‪ ،‬وإجابة‬
‫لمر ال سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫والرأي الثان هو الصحيح ‪ ،‬وكان ف شرع من قبلنا السجود للكراما ‪ ،‬قال ‪ ،‬سبحانه‬
‫وتعال ‪ ،‬ف قصة يوسف ‪} :‬ووورفووع وأبوقوويذإه وعولى الذوعذرإش وووخروا لوهق قسلجدا { )يوسف‪ :‬من الية ‪ (100‬أما‬
‫عندنا ف شريعتنا فل يسجد إل ل ‪ ،‬ول يسجد لعظيم مهمحا كان ‪،‬ول ينحن له ‪ ،‬فان النناء‬
‫مرما‪.‬‬
‫وف هذا ‪ :‬قضايا أثارها ابن تيمحية وابن القيم ‪،‬وغيخهرا ‪ ،‬هل اللئكة أفضل أو بن ادما‬
‫أفضل ؟‬
‫قال بعضهم ‪ :‬اللئكة أفضل ؛ لنأم اقرب إل ال ‪ ،‬ولن ال رفع أمكنتهم ‪ ،‬ولن ال ما جعل‬
‫عندهم شهوات ‪ ،‬فأنأم عقول بل شهوات ‪ ،‬وابن آدما شهوةا وعقل ‪ ،‬واليوان شهوةا بل عقل ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنأم يسبحون الليل والنهار ل يفتون ‪ ،‬وكل ما ف السمحاء من ملك ‪ ،‬كلهم‬
‫سجود إل قياما الساعة ‪ ،‬وهناك ملئكة لم اختصاصات عجيبة ومال التوسع ف بسط الكلما‬
‫عنها يكون ف موضوع الديث عن اللئكة‪.‬‬
‫واستدلوا بأدلة ‪ :‬منها‪ :‬أنأم يستغفرون لن ف الرض ‪ ،‬والفضل يستغفر للمحفضول ‪ ،‬ليس‬
‫الفضول يستغفر للفاضل ‪.‬‬
‫وقال قوما ‪ :‬بل بنو آدما أفضل ؛ لنأم ركبت فيهم الشهوةا ‪ ،‬وصارعوا الشهوات ‪ ،‬يعن ‪:‬‬
‫الصالي ‪ ،‬أما الكفرةا فل يوازنون بالمحيخ ول بالنازير ول بالكلب } إذن قهذم إلل وكاذلونذقوعاإما بوذل‬
‫ضرل وسإبيلا{ )الفرقان‪ :‬من الية ‪. (44‬‬
‫قهذم أو و‬
‫والصالون كمحا يقول بن تيمحية ‪ :‬العبةا بكمحال النهايات ل بنقص البدايات ‪.‬‬
‫فأما ف الدنيا فاللئكة أفضل ؛ لنأا اقرب إل ال ‪ ،‬ولنأم ل يذنبون ول يطخئون ول‬
‫يعصون ال ‪،‬وأما ف الرض فإذا قرب ال بن آدما ودخلوا النة – نسأل ال من فضله ‪،‬‬
‫أصبحوا أفضل من اللئكة‪.‬‬
‫بال لفظك هذا سال من عسل *** أما قد صببت على أفواهنا العسل‬
‫}ووإذذ ققذلونا لإذلومحلئإوكإة اسجدوا{‬
‫أول ‪ :‬خلق ال آدما من طي لزب ‪ ،‬ما حأ مسنون ‪،‬قالوا ‪ :‬من فخار ‪ ،‬والطخي اللزب‬
‫‪ ،‬هو ‪ :‬الطخينة اللزجة كالغراء ‪ ،‬فلمحا خلقه ال تركه أربعي يوما طينا ‪ ،‬تدخل الرياح من فمحه‬
‫وترج من دبره ‪ ،‬انظر إل اللق الضعيف ‪ ،‬وانظر إل أصل النشأةا ‪ ،‬وانظر إل الناس جيعا ؛‬
‫ملوكا وملوكي ‪ ،‬ورؤساء ومرؤوسي ‪ ،‬وأغنياء وفقراء ‪ ،‬كلهم من هذا الطخي ‪ ،‬ث انظر إل‬
‫التكبين التجبين ف الرض ‪.‬‬
‫الذي ما ينظر بعي البصيخةا ‪ ،‬إنا ينظر بعي البصر يتيه تيهانا ‪ ،‬ويهيج هيجانا ‪ ،‬ويشي‬
‫وكأنه ليس من ذاك الصل ‪.‬‬
‫أحد وزراء بن أمية وزير متكب متجب ‪ ،‬عنده بغال ‪ ،‬وعنده خيول وسيوف ‪ ،‬وعنده‬
‫حشم ‪ ،‬مر والسن البصري جالس ‪ ،‬فقاما له الناس إل السن البصري ‪.‬‬
‫فالتفت الوزير قال ‪ :‬ما عرفتن ؟‬
‫قال السن البصري لا عرفتك ما قمحت ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬من أنا ؟‬
‫قال ‪ :‬أنت الذي خرج من مرج البول مرتي ‪،‬أن تتحمحل العذرةا ‪ ،‬و أصلك تعاد إل‬
‫جيفة قذرةا ‪ ،‬وأتيت من نطخفة مذرةا ‪ ،‬فسكت ‪ ،‬فكأنا أغشي على وجهه النار ‪.‬‬
‫دخل الهدي العباس مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم فقاما الناس له جيعا ‪ ،‬إل ابن‬
‫أب ذئبج الدث الكبيخ ما قاما ‪ ،‬جلس فسلم على الضور ‪ ،‬ث التفت إل ابن ذئبج قال ‪ :‬ما‬
‫لك ل تقوما لنا وقد قاما لنا الناس ؟ قال ‪ :‬أردت إن أقوما لك فتذكرت قوله تعال ‪} :‬يوقذووما يوقققوقما‬
‫ي{ )الطخففي ‪ ( 6 :‬فتكت القياما لذلك اليوما ‪ ،‬قال ‪ :‬اجلس ‪ ،‬وال ‪ ،‬لقد‬ ‫اللناس لإر ب إ‬
‫ب الذوعالومح و‬‫ق و‬
‫أقمحت كل شعرةا من رأسي ‪.‬‬
‫عن طاووس بن كيسان العال الثقة الزاهد العابد الدث تلمحي ابن عباس قال ‪ :‬دخلت‬
‫الرما فطخفت ‪ ،‬ث صليت ركعتي عند القاما ‪ ،‬ث جلست انظر ف الناس أتفكر ف هذه الليقة ‪،‬‬
‫وهي ‪ ،‬وال ‪،‬عبةا من العب ‪ ،‬انظر إل الطخارات إذا كنت ف انتظار أو مغادرةا ‪ ،‬وانظر إل‬
‫الصالت والستشفيات ‪ ،‬اختلف الصور ‪ ،‬اختلف البدان ‪ ،‬اللمححات ‪ ،‬النظرات ‪ ،‬السمحات‬
‫‪ ،‬كل واحد من الناس عال مستقل ف نفسه ‪ ،‬هروما وغمحوما وأحزان وأقطخار ‪ ،‬شقي وسعيد ‪،‬‬
‫فقيخ وغن ‪ ،‬سال من المحوما ‪ ،‬ومتورط ف الدلمحات ‪ ،‬فسبحان الباري ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فال يراقبج كل حركة من الناس ‪ ،‬كل يوما هو ف شأن ‪ ،‬ما تفعل من حركة‬
‫‪ ،‬ول سكنة ول كلمحة ول خطخوةا إل وال معك ‪ ،‬يوت هذا بعلم من ال ‪ ،‬ويولد هذا بعلم من‬
‫ال ‪ ،‬ويرض هذا وال بعلمحه ‪ ،‬ويشفى هذا وال يعلمحه ‪.‬‬
‫فجلس طاووس ينظر فإذا بلبة السلح والراس والرماح ‪ ،‬فالتفت قال ‪ :‬فإذا هو الجاج‬
‫ابن يوسف ‪ ،‬قال ‪ :‬فالتفت فإذا جلبة السلح فسكنت مكان وإذا بأعراب ‪ ،‬إعراب لكنه مسلم‬
‫متصل بال يطخوف بالكعبة ‪ ،‬فلمحا انتهى من الطخواف أتى ليصلي ركعتي ‪،‬فنشبت حربة ف ثيابه‬
‫فارتفعت فوقعت على الجاج ‪ ،‬فمحسكه الجاج بيده ‪.‬‬
‫فقال له الجاج ‪ :‬من أين أنت ؟‬
‫قال ‪ :‬من أهل اليمحن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كيف تركتم أخي ؟ وكان أخوه ممحد بن يوسف عامل على اليمحن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬من أخوك ؟‬
‫قال ‪ :‬أنا الجاج أخي ممحد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬تركته سينا بطخينا – انظر إل الجابة ما أحسنها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما سألتك عن حالته وسنه وبطخنته سألتك عن عقله ؟‬
‫قال ‪ :‬تركته غشوما ظلوما ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أما تدري انه أخي ؟‬
‫قال ‪ :‬أتظن انه يعتز بك أكثر من اعتزازي بال ؟‬
‫قال طاووس ‪ :‬وال ‪ ،‬ما بقيت ف رأسي شعرةا إل قامت ‪.‬‬
‫قال ابن عبد الادي ك دخل ابن تيمحية السكندرية ‪ ،‬دخل يريدون سجنه ‪ ،‬فأخرجوه من‬
‫سجنه إل سجن آخر ‪ ،‬لاذا يسجن ؟ يسجن لتثبت ل اله إل ال ف الرض ‪ ،‬يرد على‬
‫البتدعة واللحدةا والزنادقة والعتزلة والهمحية والشاعرةا ‪ ،‬فقال له أحد البتدعة ‪ :‬يا ابن تيمحية ‪،‬‬
‫واله ‪ ،‬كل هؤلء يطخالبون بدمك ‪ ،‬ويريدون قتلك الن ‪.‬‬
‫فقال ابن تيمحية أتوفن بالناس ‪ ،‬ث نفخ ف كفه قال ‪ :‬واله ‪ ،‬كأنأم ذبان ‪ ،‬لكن من‬
‫مثل ابن تيمحية ؟‬
‫قال بعض الفسرين ‪ :‬لا خلق اله ‪ ،‬سبحانه وتعال‪ ،‬آدما تركه أربعي يوما هكذا ‪ ،‬فكان‬
‫ير به الشيطخان فينظر إليه من طي فينخ فيه فيجلجل نفخه فيه فعرف انه ضعيف ل يتمحاسك‪.‬‬
‫ضإعيفا { )النساء‪ :‬من الية ‪(28‬وخلق ظلوما جهول ‪،‬‬ ‫إ‬
‫وقال ال عز وجل ‪}:‬ووقخلوق اذلنسان و‬
‫وخلق عجول ‪ ،‬وهي ف النسان طبعة إل إذا رتبها ونقاها وسيخها بالكتاب والسنة فإنأا تصلح ‪،‬‬
‫بإذن ال ‪.‬‬
‫فلمحا نفخ ال فيه من روحه ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬وهذا شرف ‪ ،‬أحياه ال للمحلئكة ‪:‬‬
‫اسجدوا لدما ‪.‬‬
‫ولنا إن نتساءل ‪ ،‬لاذا أمر ال اللئكة بالسجود لدما ؟‬
‫أول ‪ :‬يتحنهم لطخاعة هل يطخيعونه أما ل ؟‬
‫ثانيا ‪ :‬يرى من يعصي منهم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬يرى الناس فضل آدما ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬فقاموا فسجدوا جيعا إل إبليس تكب ‪،‬‬
‫ولاذا تكب ؟‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬كان إبليس اعلم اللئكة لكن ما نفعه علمحه ‪ ،‬بل زهى وتكب وافتخر‪.‬‬
‫وقال ف بعض الروايات – أوردها ابن كثيخ وغيخه ‪ : -‬كان إبليس ملك السمحاء الدنيا ‪ ،‬هو‬
‫مسؤول عن السمحاء الدنيا ‪ ،‬فأب إن يسجد لا قال ال للمحلئكة اسجدوا ‪ ،‬فأتى يعتض ‪،‬‬
‫ويقول لرب العزةا الذي خلق السمحاوات والرض ‪ ،‬ويعلم ما تت الثرى ‪ .‬يقول ‪ :‬خلقتن من‬
‫نار وخلقته من طي ‪ ،‬أأسجد وأنا اشرف العناصر ‪ ،‬عنصري من نار وعنصره من طي ؟ والنار‬
‫اشرف من الطخي فكيف تسجد النار للطخي ؟ هذه الكلمحة هي بداية الذلن وبداية اللعنة‬
‫س أووب{‬ ‫وبداية الرمان ‪ ،‬اعتاضه هو الكب }وإذذ ققذلنا لإذلمحلئإوكإة اسجدوا إلدما فوسجدوا إلل إبإ‬
‫لي‬
‫ذ و‬ ‫ذ ق ق وو و و ق‬ ‫و و و‬
‫)البقرةا‪ :‬من الية ‪ (34‬هذه اشد الفتيات ‪ ،‬رفض إن يسجد وأب وامتنع ‪ ،‬وما كفى ف اللفظ إن‬
‫يقول ‪ :‬أب ‪ ،‬بل قال ‪ :‬واستكب ‪ ،‬ولذلك كانت أركان الكفر ثلثة ‪:‬‬
‫السد ‪،‬والكب ‪ ،‬والكذب ‪.‬‬
‫فمحن كان فيه كب ‪ ،‬فقد اخذ ثلث الكفر ‪ ،‬وما عليه إل الباقي ‪.‬‬
‫الكب هذا هو شعار إبليس ‪ ،‬نعوذ بال ‪.‬‬
‫ومن علمات التكب ‪ :‬انه ل يستفيد من غيخه ‪ ،‬ول يرى الفضل لغيخه ‪ ،‬ول ينقاد للحق‬
‫إذا عرفه ‪ ،‬ويعرف بلفظه ويعرف بشيته ‪،‬ويعرف بنحنحته ‪ ،‬ويعرف بسعلته ‪.‬‬
‫قالت العرب ‪ :‬أحق الناس التكب ‪ ،‬ولذلك أحق الطخيور الطخاووس ؛ لنأم متكب ‪.‬‬
‫ذكروا لبعض المحقى من السلطي التكبين ‪ ،‬ما ال به عليهم ‪ ،‬سلطخان من السلطي‬
‫عزل عن منصبه ‪ ،‬فذهبج إل قرية من قراه ‪ ،‬ففرشوا له ملحفهم وعمحائمحهم ف الطخريق ؛ لنأم‬
‫جاد عليهم بال وهو ف عمحله ‪ ،‬فالتفت إل الناس وقال ‪ :‬لثل هذا فليعمحل العاملون ‪.‬‬
‫ومر وزير من الوزراء العباسيي على السر – جسر بغداد – وقف قبل السر ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫وال ‪ ،‬إن أخشى إن ل يمحل السر شرف ‪ ،‬وان ينكسر ب ف النهر ‪.‬‬
‫وذكروا عن الجاج بن أرطأ ‪ :‬أحد الدثي ‪ ،‬رحه ال ‪ ،‬انه دخل اللس فجلس ف‬
‫طرف الناس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬اجلس ف الصدر ‪ ،‬قال ‪ :‬حيثمحا جلست فأنا صدر ‪ ،‬ف أي مكان‬
‫اجلس فأنا صدر ‪ ،‬وهذه من عبارات الكب الت اكتسبت ف أصل ذاك العنصر أو أخذت‬
‫بالقتباس ‪.‬‬
‫وف هذه الية ‪ } :‬أووب وواذستوذكبوقور وووكاون إمون الذوكافإإريون{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (34‬‬
‫قال الفسرون ‪ :‬كيف يقول ‪ :‬وكان من الكافرين ول يكن هناك كافر ‪ ،‬بل أول الناس‬
‫آدما ؟‬
‫قالوا ‪ :‬سوف يكون ف علم ال انه من الكارين ‪ ،‬وهو الرأي الصحيح ‪.‬‬
‫ث إشذئتقومحا وول توقذقوروبا‬‫ك اذلونلةو ووقكل إمذنقوها وروغدا وحذي ق‬‫قال ‪} :‬ووققذلونا ويا آودقما اذسقكذن أنت وووزذوقج و‬
‫إإ‬ ‫إ‬ ‫إإ‬
‫ي{ )البقرةا‪ (35:‬سجد اللئكة ‪ ،‬و أراد ال إكراما آدما فأسكنه جنة‬ ‫وهذه اللشوجورةاو فوقتوقكوونا مون اللظالمح و‬
‫اللد ‪ ،‬وقد أورد ابن القيم وغيخه ف النة الت أسكنها وزجه أقوال ‪ ،‬هل هي جنة ف الرض‬
‫وبستان ف الرض ‪ ،‬أما هي جنة اللد؟‬
‫والصحيح ‪ :‬إنأا جنة اللد ‪ ،‬أدخله ال ف جنة اللد ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬فاستوحش ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وما كان معه أحد ‪ ،‬فجلس فارغا والتفت يريد إن‬
‫يلس مع أحد ‪ ،‬لكن من يلس معه ؟ اللئكة لم جنس خاص ‪ ،‬الن جنس خاص ‪ ،‬وهو‬
‫يريد من جنسه ‪.‬‬
‫ولا استوحش آدما ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬نومه ال ‪ ،‬كمحا يقول أهل التفسيخ ‪ - ،‬منهم ابن‬
‫كثيخ ‪ : -‬نومه ‪ ،‬وأخذ من ضلعه اليسر حواء ‪ ،‬ما أضعفنا ‪ ،‬وما أذلنا ‪،‬وما أقلنا ‪ ،‬وما أحوجنا‬
‫إل رحة ال ‪ ،‬إنسان هذا خلقه ‪ ،‬وهذه أمه ‪ ،‬ث يأت النسان ‪ ،‬ويظن انه واحد العال ‪ ،‬فريد‬
‫العصر ‪ ،‬وان الناس ليسوا بشيء ‪ ،‬يركبج الكبائر ‪ ،‬ويأت بكل جرما ‪،‬وكل ما خطخر له ‪ ،‬ويسن‬
‫تلك النشأةا‪.‬‬
‫خلق ال حواء ‪ ،‬فالتفت آدما إليها بعد إن استيقظ ‪ ،‬فرآها بانبه فعرف انأا زوجته‬
‫فسكن إليها }ووإمذن آياتإه أوذن وخلووق لوقكذم إمذن أنفسقكذم أوذزوواجا لإتوذسقكنقوا إوذليقوها وووجوعول بوذقيقنوقكذم وموولداةا‬
‫ووورذحوةا { )الروما‪ :‬من الية ‪ (21‬لاذا سيت حواء ؟ قالوا ‪ :‬لنأا من الياةا ‪ ،‬وال اعلم ‪.‬‬
‫قال ال لم ‪ :‬كلوا من النة واسكنوا ف النة ‪،‬وتتعوا ف النة ‪ ،‬هذه قصورها ‪ ،‬وهذه‬
‫أنأارها‪ ،‬وهذه ثارها ‪ ،‬وهذا كل ما لذ وطاب ‪ ،‬لكن هذه الشجرةا ل تأكلن منها ‪ ،‬لاذا ؟‬
‫امتحان وابتلء من ال ليخى عودتم ‪ ،‬وليخى صدقهم ‪ ،‬وليخى إيانأم ‪.‬‬
‫ما هي هذه الشجرةا ؟ اختلف أهل العلم فيها على أقوال ‪.‬‬
‫قيل‪ :‬السنبلة ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬العنبج ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬التي ‪.‬‬
‫وذلك كله ل يهم ‪ ،‬يقول ابن جرير ‪ :‬إن ال ل يددها أسا بعينها ‪ ،‬ول يسمحها لنا ‪ ،‬ول‬
‫يأت با قران ول سنة فلمحاذا نتكلم ؟‬
‫فأحبج شيء للنسان ما منع عنه الن ‪ ،‬لو تدخله غرفة مكيفة مفروشة ‪ ،‬عنده ما لذ‬
‫وطاب من الطخعاما والشراب ومرتاح ‪ ،‬فتقول ‪ :‬أحذر ل ترج من هذه الغرفة ‪ ،‬وإن خرجت‬
‫عاقبناك عقابا أليمحا ‪ ،‬فيأت ويقول ‪ :‬منعن من الروج ‪ ،‬حبسن ف هذا الكان ‪ ،‬حسنا ال عليه‬
‫‪.‬‬
‫قال علي بن أب طالبج ‪ :‬لو منع الناس من فت البعر لفتوه ‪.‬‬
‫ولذلك انظر إل المحر الن ‪ ،‬تذهبج العقل واللبج وتفسد السر ‪ ،‬وتسببج الذابح بي‬
‫الهل والقارب ‪ ،‬وترتكبج با الطخامات‪ ،‬ومع ذلك يسافر لا بعض الذين ل يرجون ل وقارا ‪،‬‬
‫ول يافون ل هيبة ‪ ،‬ول رقابة ‪ ،‬يسافرون إل بلدها ‪ ،‬بل بعض الناس بلغ الثمحاني من عمحره ‪،‬‬
‫وهو يعاقر المحر ويشربا ‪ ،‬وقد ذهبج لبه وعقله وأرادته ‪ ،‬وهو منوع منها ‪ ،‬وكذا الزنا وكذا النظر‬
‫إل الرمات والربا وغيخها ؛ لنه منع ‪.‬‬
‫وهذه هي التكاليف ‪ ،‬ولو كانت السالة بل منع ول حظر ‪ ،‬لا كان هناك ابتلء ‪ ،‬وكان‬
‫الناس ف النة ‪ ،‬وما عرف الطخيبج من اليخ والؤمن من الكافر ‪.‬‬
‫فلمحا منعه ال ‪ ،‬أتى إبليس يوسوس له ‪ ،‬هذه العداوةا ‪،‬والسؤال كيف دخل معه إبليس‬
‫النة ؟‬
‫سبق ‪ ،‬وان ذكرنا ‪ ،‬أنأم كانوا ف السمحاء ‪ ،‬وخلق ال آدما ف السمحاء ‪،‬ث اسجد له‬
‫اللئكة ‪ ،‬ورفض إبليس ‪ ،‬وجعل ال عز وجل آدما وحواء ف النة وإبليس بنأى ‪ ،‬فلمحا حذرهم‬
‫ال من الشجرةا أتى إبليس يوسوس لدما وحواء ‪ ،‬فأين وسوس لمحا ؟‬
‫لهأل العلم ثلثة آراء وأقوال ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬قالوا ‪ :‬هو مطخرود مروما ‪ ،‬لكنه دخل يوسوس ول يتنعم ‪ ،‬فهو مطخرود من‬
‫رحة ال ‪ ،‬لكن جعله ال يذهبج ؛ لنأم سال ال إن يهله ليغوي آدما وذريته إل قليل ‪ ،‬فأنظره‬
‫ال ‪ ،‬فهو يدخل بل حجاب ‪ ،‬ويدخل بل حرس ‪ ،‬ويدخل عليك وأنت ف فراشك ‪ ،‬وأنت ف‬
‫السيارةا والطخائرةا ‪ ،‬وهو معك يري منك مرى الدما ‪.‬‬
‫والقول الثاني ‪ :‬قالوا ‪ :‬أخذته الية ‪ ،‬حية شارقة مارقة ابتلعت إبليس ‪،‬ث دخلت النة ‪،‬‬
‫أوردها أهل التفسيخ ‪.‬‬
‫والقول الثالث ‪ :‬قالوا ‪ :‬وسوس من بعيد ‪ ،‬ما دخل النة ‪ ،‬لكن اخذ يوسوس فوصلت‬
‫الوسوسة ‪.‬‬
‫والراجح‪ ،‬هو ‪ :‬الرأي الول ‪ ،‬انه دخل مطخرودا مروما لكن أتى يوسوس فانظر إل‬
‫لالإإديون{‬ ‫إ‬ ‫وسوسته }ووقاول وما نوقوهاقكمحا ربرقكمحا وعذن وهإذإه اللشوجرإةا إلل أوذن توقكوونا وملووك ذ إ‬
‫ي أوذو توقكوونا مون ا ذو‬ ‫و‬ ‫و و و‬ ‫و‬
‫)لعراف‪ :‬من الية ‪ (20‬فصدقه آدما ‪.‬‬
‫النسان يصدق إبليس ‪ ،‬حت الن ‪ ،‬ولو كان مؤمنا ‪ ،‬يأتيك فيقول مثل ‪ :‬جارك ما‬
‫تكلم عليك بتلك الكلمحة إل لقصد ف نفسه ‪ ،‬ما هو مقصده ؟ قال ‪ :‬امتهانك واحتقارك‬
‫والزدراء بك ‪ ،‬فيقول ‪ :‬صدقت ‪،‬ويذهبج بسيفه وخنجره يقاتل جاره ‪.‬‬
‫يغض طرفه ف السوق ‪،‬قال ‪ :‬أنت ما نظرت إل السحر اللل ‪ ،‬لو نظرت إل المحال‬
‫نظرةا واحدةا فقط ‪ ،‬حت ترد نفسك بنظرةا واحدةا ‪ ،‬ينظر النظرةا فيكون هلكه فيها ‪.‬‬
‫وتسمحع الغنية الاجنة يقول ‪ :‬ما عليك من الغناء ن هذا حلل ‪،‬والعلمحاء الذين قالوا‬
‫بتحريه ليس عندهم دليل ثابت ‪ ،‬اسع وتتع قليل ‪ ،‬وأنت ما ارتكبت جرية ‪ ،‬ل شربت خرا‬
‫ول زنيت ‪ ،‬أنت تستمحتع إل أغنية ‪ ،‬فيسمحع الذي يقول ‪ :‬هل رأى البج سكارى مثلنا فيسكر‬
‫‪ ،‬ث يزن ‪ ،‬ث يرتكبج الفواحش يدهده على وجهه ف النار ‪.‬‬
‫فوسوس لدما ‪ ،‬فاستمحع له آدما ‪ ،‬فأكل من الشجرةا ‪،‬وأكلت حواء ‪ ،‬فلمحا أكل سقط‬
‫اللباس الذي يواري عوراتمحا ‪ ،‬وعليهمحا لباس النة وحسن النة وحلي النة ‪ ،‬وباء النة تناثر‬
‫ف الرض ‪.‬‬
‫ل اله إل ال ‪ ،‬ما أشده من موقف ‪ ،‬هذا موقف السكنة ‪ ،‬موقف الذنبج والطخيئة ‪.‬‬
‫يقولون ‪ :‬إن يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬لا هم بالرأةا وهرت به سع هاتفا يقول ‪ :‬يا يوسف‬
‫‪ ،‬ل تزن فان من زن كالطخائر الذي عليه ريش نتف ريشه ‪.‬‬
‫وهذه مغبة العصية ‪ ،‬انظر كيف سلبج الياء والمحال واللي وكل نعمحة ‪ ،‬فأصبح ف‬
‫موقف هو وحواء عراةا ‪ ،‬فأخذا أوراق الشجر ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وعليها السلما ‪ ،‬يغطخيان عوراتمحا‬
‫من الناظرين إن كان ملئكة أو غيخهم ‪ ،‬فأتاهم الطخاب مباشرةا }اهبطخا{ )طه ‪ (123:‬فالعصارةا‬
‫ل ياورون الواحد الحد ‪ ،‬وهذه ‪ ،‬وال ‪ ،‬أعظم مصيبة منينا با ‪.‬‬
‫يقول ابن القيم ‪:‬‬
‫ولكننا سب العدو فهل ترى *** نعود إل أوطاننا ونسلم‬

‫يقول ‪ :‬نن سبينا من النة ‪ ،‬سبانا إبليس وأنزلنا ف الرض ‪ ،‬فيا ليت !! مت نعود‬
‫لوطاننا ‪ ،‬نن أهل الوطان أهل النأار أهل القصور ‪.‬‬
‫يا راقدا يرنو بعين راق ققد *** ومشاهد لمر غيخ مشاهققد‬
‫تصل الذنوب إل الذنوب وترتي *** نزل النعيم وفوز خلد واحقد‬
‫ونست إن ال أهبد آدم ققا *** من جنة الأوى بذنبج واحقد‬

‫فكيف بنا نن وقد أتينا بعشرات من الذنوب ؟‬


‫فحي على جنات عدما فإنأا *** منازلك الول وفيها الخيم‬
‫ولكننا سب العدو فهل ترى *** نعود إل أوطاننا ونسلققم‬

‫هبط ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وانظر إل البوط من علو من جنة اللد ن هبط ووقع ف الرض ‪،‬‬
‫ارض يابسة ارض قاحلة ‪.‬‬
‫نقل أهل العلم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬أما آدما فهبط ف الند ‪ ،‬وبيده غصن شجرةا ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬
‫وأما حواء فهبطخت بدةا ‪ ،‬ونقل غيخهم ‪ :‬هبط آدما على الصفا وهبطخت حواء على الروةا ‪،‬ول‬
‫يهمحنا هبط هنا أو هنا ‪ ،‬فان القصود ‪ :‬إن ال أهبطخهم إل الرض ‪ ،‬أما آدما ‪ ،‬عليه السلما ‪،‬‬
‫فهبط بغصن شجرةا ‪ ،‬فنزل هذا الغصن فنبت ف الند ‪،‬فقالوا ‪ :‬كل بور ‪ ،‬وكل طيبج يأت من‬
‫الند من آثار ذاك العود‪.‬‬
‫ك اذلولنة{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (35‬‬ ‫}ووققذلونا ويا آودقما اذسقكذن أونذ و‬
‫ت وووزذوقج و‬
‫اسكن لفظ فيه حياةا ‪ ،‬ما قال ‪ :‬اقعد ‪ ،‬ول قال ‪ :‬اجلس ‪ ،‬بل قال ‪ :‬اسكن ‪ ،‬وهذه‬
‫ك اذلونلةو ووقكل‬ ‫الكلمحة فيها من اليقي والطخمحأنينة والفرح والبشر ما ال به عليم} اذسقكذن أونذ و‬
‫ت وووزذوقج و‬
‫إمذنقوها وروغدا { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (35‬هنا ليس الرغد إل ف النة‪ ،‬قد يطخلق مازا على الدنيا ‪ :‬عيش‬
‫رغيد ‪ ،‬لكن إذا سعت النسان يقول ‪ :‬أنا ف عيش رغيد مستمحر ‪ ،‬فل تصدقه ‪.‬‬
‫هشاما بن عبد اللك قال لوزرائه ‪ :‬تعالوا نصي الياما الت أتان السرور فيها منذ توليت‬
‫اللفة ‪ ،‬تول سنوات اللفة ‪ ،‬فحسبها فوجدها ثلثة عشر يوما ‪ ،‬سنوات كلها تصفي ‪13‬‬
‫يوما سلم فيها من النكود والزلزل والفت والن ‪ ،‬يعن ‪ 13‬يوما استقر حاله فقط ‪.‬‬
‫فقال لوزرائه ‪ :‬ل جرما – يعن ‪ :‬ل جرما ‪ :‬ل ريبج ‪ ،‬ل شك – أخلون غدا ف بستان ‪،‬‬
‫وعلي الراسة لسعد من الصباح إل الساء ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬فخرج ف بستان له ف روضة دمشق وقال للحرس ‪ :‬ل تستقبلوا رسول ‪ ،‬يعن ‪:‬‬
‫رسول موفدا ‪ ،‬ول تأذنوا لحد ‪ ،‬ول تسمحعون مشكلة واتركون ف هذا البستان يوما كامل ‪.‬‬
‫فجلس ف هذا الكان من الصباح ‪ ،‬فلمحا قرب الظهر وإذا هو بسهم فيه دما وقع بانبه ‪،‬‬
‫فرفع السهم فوجده طار من اثني تقاتل خارج البستان وأتى إليه السهم ‪ ،‬قال ‪ :‬ول يوما واحد‬
‫– حت يوما واحد – ما نسلم من الشاكل ‪.‬‬
‫ل دار للمحرء بعد الوت يسكنه ققا *** إل الت كان قبل الوت بانيها‬
‫إن بناها بيخ طاب مسكن ق ققه *** وان بناها بشر خاب بانيهققا‬

‫يقول أبو الفتح البست أحد العلمحاء ‪:‬‬


‫يا عامرا لراب الدار متهدا *** بال هل لراب الدار عمحران‬
‫ومن العجيبج ‪ ،‬انك تد الشيخ الكبيخ ‪ ،‬عمحره يناهز الثمحاني ‪ ،‬ومع ذلك تده حريصا‬
‫على طلبج الدنيا ولذلك قال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬يهرما ابن آدما وتشبج منه اثنتان ‪:‬‬
‫الرص على الال ‪ .‬والرص على العمحر (()‪.(4‬‬
‫هذا هو النسان وهذه طبيعته ‪ ،‬ول يعرف حقيقة الدنيا إل من عرف ال ورسول ال‬
‫والدار الخرةا ‪.‬‬
‫عندما أتت هارون الرشيد سكرات الوت قال ‪ :‬أخرجون أرى اليش ‪ ،‬فخرج جيشه فإذا‬
‫هم تسعون ألفا ‪ ،‬فنظر إليهم ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا من ل يزول ملكه ارحم من زال ملكه ‪.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫أخرجه مسلم ) ‪ (1047‬عن انس بن مالك ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫الوليد بن عبد اللك بن قصورا ف دمشق ما يعلمحها إل ال ‪ ،‬وهو الذي وسع السجد‬
‫النبوي ووسع السجد القصى ‪ ،‬وأتى بالشاريع الائلة ‪ ،‬بن قصورا وحدائق ل يعلمحها إل ال ‪،‬‬
‫فلمحا أتته سكرات الوت لبط وجهه ف الرض وضرب وجهه ‪ ،‬وقال ‪} :‬وما أوذغون وعبن ومالإيوذه)‪(28‬‬
‫ك وعبن قسذلوطخانإيوذه{ )الاقة‪ (29 - 28:‬وهذا عبد اللك بن مروان عندما حضرته سكرات الوت‬ ‫وهلو و‬
‫سع غسال ‪ ،‬بانبج القصر ‪ ،‬قال ‪ :‬يا ليتن كنت غسال يا ليت أمي ل تلدن ‪ ،‬قال سعيد بن‬
‫السيبج لا سع الكلمحة ‪ :‬المحد ل الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الوت ول نفر إليهم ‪.‬‬
‫أما ميمحون بن مهران وهو أحد الصالي الكبار ‪ ،‬فقد حفر قبا له ف قعر بيته ‪ ،‬ف‬
‫حوشه ف داره ‪ ،‬فإذا أراد أن يناما توضأ ونزل ف القب وبكى كثيخا ‪ ،‬ث خرج من القب قال ‪ :‬يا‬
‫ميمحون ‪ ،‬عدت إل الدنيا فاعمحل صالا ‪.‬‬
‫غدا { )البقرةا‪ :‬من الية ‪(35‬‬ ‫ك اذلونلةو ووقكل إمذنقوها ور و‬
‫ت وووزذوقج و‬ ‫}ووققذلونا ويا آودقما اذسقكذن أونذ و‬
‫هذا الرغد ل يكون إل ف النة ؛ رغد ل هم ول غم ول حزن ‪ ،‬فأهلها ل يبولون ول‬
‫يتغوطون ول يرضون ‪ ،‬ورشحهم السك ‪ ،‬قلوبم على قلبج امرئ واحد ‪ ،‬خل من كل حقد‬
‫وحسد وغيظ وبغضاء ‪ ،‬ل يافون موتا ول جوعا ول هرما ‪ ،‬ول يصيبهم سوء أبدا }إلن الإذيون‬
‫إ‬ ‫ت ولقذم إملنا اذلقذسون قأولوئإ و‬
‫ت‬‫ك وعذنقوها ق ذمبقوعقدوون )‪ (101‬ل يوذسومحقعوون وحسيوسوها ووقهذم إف وما اذشتوقوه ذ‬ ‫وسبوقوق ذ‬
‫أنفسقهذم وخالإقدوون )‪ (102‬ل وذيقزنقققهقم الذوفوزعق اذلكب ووتوقتوقلولقاقهقم الذومحلئإوكةق وهوذا يوقذوقمقكقم الإذي قكذنتقذم‬
‫قتووعقدوون )‪ { (103‬النبياء )‪.(103-101‬‬
‫) وقلنا يا آدما اسكن ‪ ...‬فتكونا من الظالي ‪ .‬قربا من الشجرةا فظلمحا أنفسهمحا ‪ ،‬فنزل‬
‫إل الرض ‪.‬‬
‫أولهما ‪ :‬الوضوء دائمحا إن تكون على طهارةا الوضوء هذا حصن حصي ‪.‬‬
‫المأر الثاني ‪ :‬الذكار ‪ ،‬الذكار دائمحا وأبدا ‪ ،‬خاصة آية الكرسي ‪ ،‬فهي ترق‬
‫الشياطي ‪ ،‬والعوذات وقل هو ال أحد ‪ ،‬ول اله إل ال ممحد رسول ال ‪ ،‬ول اله إل ال وحده‬
‫ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المحد ‪ ،‬وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬مائة مرةا ‪ ،‬وف الديث قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬من قالا ف يوما مائة مرةا كتبت له مائة حسنة وميت عنه‬
‫مائة سيئة ‪ ،‬وكانت له عدل عشر رقاب ‪ ،‬وكانت له حرزا من الشيطخان يومه ذلك حت يسي‬
‫‪،‬ول يأت أحد بأفضل ما جاء به ‪ ،‬إل رجل عمحل بعمحله أو زاد عليه (()‪.(5‬‬
‫ومن الروز من الشيطخان ‪ :‬إن تتبع أمر الرحن من غض البصر ‪ ،‬وحفظ الذن ‪ ،‬وحفظ‬
‫اليد ‪ ،‬وحفظ البطخن ‪ ،‬وحفظ الفرج ‪ ،‬فهذه من الروز‪.‬‬
‫ومن الروز أيضا ‪ :‬إن إذا غضبت فل تتكلم ‪ ،‬وان تسكت ليزيل ال عنك سبحانه‬
‫وتعال وسوسة الشيطخان ‪.‬‬
‫}فوأووزلقومحا اللشذيوطخاقن وعذنقوها{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (36‬الشيطخان من الن على كل حال ‪ ،‬بعضهم‬
‫يكون من اللئكة ‪ ،‬وبعضهم يكون من الن ‪ ،‬لكن قال سبحانه وتعال ‪} :‬وكاون إمون اذلإبن‬
‫فوقوفوسوق وعذن أوذمإر وربإه{ )الكهف ‪ (50‬هذا الشيطخان ‪.‬‬
‫والشيطخان ‪ ،‬فيه حجم كبيخ ‪ ،‬وحجم صغيخ على كل الستويات ‪ ،‬إذا كان النسان‬
‫ضعيفا يرسل له شيطخانا من الدرجة الثالثة ‪ ،‬وإذا كان النسان من الغليظي يرسل له شيطخانا‬
‫أقوى ‪ ،‬والؤمن شيطخانه ضعيف ‪ ،‬ضعيف جدا يقول ‪ :‬أنأكه وأضناه كالمحل الضعيف ؛ لنأم‬
‫كلمحا حاول الشيطخان أن هذا العبد قال ‪ :‬استغفر ال ‪ ،‬وعاد إل ال وتاب إل ال ‪ ،‬و أنأدما‬
‫البن يره معه ‪ ،‬فإذا أراد أن يدخله بيته ‪ ،‬قطخع البال وفر ‪ ،‬فهو دائمحا ف صراع‪.‬‬
‫ومن الؤمني من ل يستطخع لم إبليس أبدا ‪،‬حاول وحاول ث ترك ‪ ،‬أما بعض الناس‬
‫فيأخذهم يينا وشال ‪.‬‬
‫رسولنا صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ) :‬كل منكم له قرين وكل به ( يعن‪ :‬من الشياطي ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬حت أنت ‪ ،‬يا رسول ال ‪.‬‬
‫قال ‪ ) :‬حت أنا ‪ ،‬لكن ال أعانن عليه فأسلم (()‪ ، (6‬أعانه ال على شيطخانه فأسلم ‪،‬‬
‫أعلن السلما فل يأمره إل بيخ ‪ ،‬وأما نن فالقرين مضاد دائمحا ‪ ،‬لكن نتحفظ منه باليات‬
‫والحاديث ‪.‬‬

‫)‪(5‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (3293‬ومسلم )‪ (2691‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫أخرجه مسلم)‪ ، (2814‬عن عبد ا بن مسعود ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫يقول ابن عباس ‪ :‬الشيطخان جاث على قلبج ابن آدما يأت كالية ‪ ،‬هكذا جاث على‬
‫القلبج ‪ ،‬فإذا سكت وغل النسان وسوس ‪ ،‬وإذا ذكر ال خنس ‪ ،‬وهو يري من النسان مرى‬
‫الدما ‪.‬‬
‫}فوأووزلقومحا اللشذيوطخاقن وعذنقوها فوأوذخوروجقهومحا إ لما وكاونا إفيإه { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (36‬من النعيم القيم وقرةا‬
‫العي ‪ ،‬أخرجهمحا إل الدنيا ‪.‬‬
‫ي{ ‪ ،‬إذن ‪:‬‬ ‫ض قمستوقوقور ووموتاعع إول إح ض‬
‫ض وعقدو وولوقكذم إف الوذر إ ذ و‬ ‫ضقكذم إلبوقذع ض‬ ‫} وقاول اذهبإطخقواذ بوقذع ق‬
‫العداوةا بي الناس قضاء كون قدري من الواحد الحد ‪ ،‬ولكن تزول العداوةا باليان ‪ ،‬وال عز‬
‫إإ‬
‫ك { ] هود ‪.[118:119 :‬‬ ‫ي )‪ (118‬إلل ومذن ورإحوم وربر و‬ ‫وجل يقول ‪} :‬وول يوقوزاقلوون قمذتولف و‬
‫ولكل شيء آفة من ضده *** حت الديد سطخا عليه البد‬

‫الديد ‪ ،‬وهو الديد ‪ ،‬سلط عليه ال البد ‪ ،‬وهذا يقسمحه نصفي‪ ،‬كل شيء له عدو ‪،‬‬
‫تد الشاةا ما تاف من المحار‪ ،‬ول تاف من المحل ‪،‬لكن إذا رأت الذئبج خافت وثبتت‬
‫مكانأا ‪ ،‬ول تأخذ خطخوةا لنأم عدوها ‪ ،‬والمحار له عدو وهو الضبع ‪ ،‬والثعبان للنسان ‪،‬‬
‫وهذه الواشي للمسود ولغيخها ‪ ،‬لكن هي فصائل ‪.‬‬
‫يقول أهل العلم ‪ :‬من العداء الذي جعله ال ف الرض العداء الذي جعله بي الجناس‬
‫‪ ،‬ولذلك ند بعض اليوانات تتوافق وبعضها تتعادى ‪.‬‬
‫قال ‪ ) :‬بعضكم لبعض عدو ( فال هو الذي جعل هذا العدوان لذا المر ‪ ،‬والناس‬
‫كذلك بينهم عداء ‪ ،‬والعداء على قسمحي بي الناس ‪:‬‬
‫ب وعقدووا إمون‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ك وجوعذلونا لقكبل نوإ ب‬‫قسم بق ‪ ،‬وهو عداء أهل الق لهل الباطل }وووكوذل و‬
‫ض‬‫ضقهذم إببوقذع ض‬
‫س بوقذع و‬
‫لإ‬ ‫الذمحجإرإمي ووكوفى بإرب و إ إ‬
‫ك وهاديا وونوصيخا {] الفرقان‪} [ 31 :‬وولوذول ودفذقع ال ه اللنا و‬ ‫و‬ ‫قذ وو‬
‫إ‬ ‫ض وولوإكلن اللهو قذو فو ذ‬ ‫إ‬
‫ضضل وعولى الذوعالومح و‬
‫ي { ] البقرةا ‪[251‬‬ ‫لووفوسودت اذلوذر ق‬
‫وأما العداء الباطل ‪ ،‬فعداء الؤمني بعضهم لبعض وهذا يصل ‪ ،‬ولكن على الؤمن أن‬
‫ي وعإن‬ ‫يصلح ‪ ،‬وان يكظم الغيظ ‪،‬وان يسن ‪ ،‬وان يلم ‪،‬وان يصب ‪} ،‬والذوكاإظإمحي الذغي و إ‬
‫ظ ووالذوعاف و‬ ‫و وذ‬ ‫و‬
‫ي { ]آل عمحران‪[ 134 :‬‬ ‫إإ‬ ‫اللناإس وواللهق قإي ر‬
‫بج الذقمحذحسن و‬
‫ف وأوعإرض عإن ا ذ إ إ‬ ‫إ إ‬ ‫إ‬
‫] العراف ‪[199‬‬ ‫ي{‬‫لاهل و‬ ‫ويقول سبحانه وتعال‪} :‬قخذ الذوعذفوو ووأذقمذر بالذعقذر و ذ ذ و و‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ك ووبوذقيقنوهق وعوداووةاع وكأونلهق ووإلو‬‫ويقول سبحانه وتعال ‪) :‬اذدفوذع إبالإت هوي أوذحوسقن فوإوذا الذي بوذقيقنو و‬
‫حيم { ]فصلت ‪[ 34 :‬‬ ‫إ‬
‫و ع‬
‫يقول علي ‪ ،‬رضي ال تعال عنه و أرضاه ‪ ،‬ف معركة المحل لا رأى طلحة مقتول ‪،‬‬
‫مسح التاب عن وجهه ‪،‬وقبله وقال ‪ :‬يعز علي ‪ ،‬يا أبا ممحد ‪ ،‬أن أراك مندل على التاب ‪،‬‬
‫صقدوإرإهذم إمذن‬ ‫ولكن أسال ال أن أكون أنا وإياك من قال فيهم ال عز وجل ‪} :‬وونوقوزذعونا وما إف ق‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ي { ] الجر ‪[47 :‬‬ ‫غبل إذخووان ا وعولى قسقرضر قمتوقوقابإل و‬
‫يعن ‪ :‬لبد من شيء بي الؤمني ‪ ،‬حت ند من الدعاةا والعلمحاء من يكون فيه غل‬
‫‪،‬لكنه ينزعه ‪ ،‬سبحانه وتعال‪ ،‬يوما القيامة ‪ ،‬فيصبحون أصفياء إخوانا أصدقاء أحباء ‪ ،‬وهذا ل‬
‫يكون إل ف النة ‪ ،‬ولكن ف الدنيا ل بد أن يسود الخاء ‪ ،‬يقول أبو تاما ف مسالة الدين‬
‫والسلما ‪:‬‬
‫إن كيد مطخرف الخاء فإننقا *** نغدو ونسري ف إخاء تالد‬
‫أو يتلف ما الغمحاما فمحاؤنقا *** عذب تدر من غمحاما واحد‬
‫أو يفتق نسبج يؤلف بينقنا *** دين اقمحناه مقاما الوالد‬

‫هذا هو نسبنا ‪ ،‬نسبج الدين ‪.‬‬


‫ض قمستوقوقور ووموتاعع إول إح ض‬
‫ي{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪(36‬‬ ‫ضقكذم إلبوقذع ض‬
‫ض وعقدو وولوقكذم إف اذلوذر إ ذ و‬ ‫}بوقذع ق‬
‫تستقرون ف الرض ‪ ،‬ومتاع إل زمن قريبج ‪ ،‬ووال ‪ ،‬انه زمن قصيخ ‪ ،‬وانه عيش بسيط سهل ‪،‬‬
‫أنأا كلمححة البصر ‪.‬‬
‫عاش نوح ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬ألف سنة ‪ ،‬فلمحا أتته سكرات الوت قالوا له ‪ :‬كيف وجدت‬
‫الياةا ؟‬
‫قال ‪ :‬وجدت الياةا كأنأا بيت له بابان ‪ ،‬دخلت من هذا وخرجت من هذا ‪.‬‬
‫وقال علي ‪ ،‬وهو يبكي ف ظلما الليل ‪ :‬يا دنيا يا دنية طلقتك ثلثا ‪ ،‬عمحرك قصيخ ‪،‬‬
‫وسفرك طويل ‪ ،‬وزادك حقيخ ‪ ،‬آه من قلة الزاد ‪ ،‬وبعد السفر ‪،‬ولقاء الوت !!‬
‫ي )‪ (112‬وقالقوا لوبإثذقونا يوقذوم ا‬ ‫إإ‬ ‫كل الدنيا ليست إل لة }وقاول وكذم لوبإثذتقذم إف اذلوذر إ‬
‫ض وعودود سن و‬
‫ض يوقذوضما فاذسأوإل الذوعابديون )‪ (113‬وقاول إذن لوبإثذتقذم إلل قوإليلا لوذو إنكم قكذنتقذم توقذعلوقمحوون )‪(114‬‬ ‫أوذو بوقذع و‬
‫إ‬
‫ك اذلورق ل إلوهو إلل‬ ‫أوفووحإسذبتقذم أولونا وخلوذقوناقكذم وعوبث ا ووأونلقكذم إوذليقونا ل تققذروجقعوون )‪ (115‬فوقتوقوعاول اللهق الذومحل ق‬
‫كإرإي )‪] { (116‬الؤمنون [‬ ‫ب الذوعذرإش الذ و‬
‫قهوو ور ر‬
‫ض قمستوقوقور ووموتاعع إول إح ض‬
‫ي { هي ‪ :‬الدنيا متاع فقط ‪ ،‬يعن خيخ متاع‬ ‫}وولوقكذم إف الوذر إ ذ و‬
‫ت وسذكورةاق‬ ‫تتمحتع فيه إل حي ‪ ،‬إل أن يرث ال الرض ومن عليها ‪ ،‬أو إل حي الوت }وووجاءو ذ‬
‫إإ‬ ‫ت إباذلبق ذولإك ما قكذنت إمذنه وإتيد )‪ (19‬ونقإفخ إف ال ر إ‬ ‫الذمحو إ‬
‫ت‬ ‫ك يوقذوقما الذووعيد )‪ (20‬وووجاءو ذ‬ ‫صوإر ذول و‬ ‫و و‬ ‫و ق ق‬ ‫و و و‬ ‫وذ‬
‫س وموعوها وسائإعق وووشإهيعد )‪ ]{(21‬ق [ ‪ ،‬فحي تفيض روحك فل عليك من العال أن‬ ‫قكرل نوقذف ض‬
‫يتأخر بعدك ‪ ،‬أو يتقدما إذا قامت قيامتك ‪.‬‬
‫ب اللرإحيقم{ )البقرةا‪ (37:‬يا رب ‪ ،‬لك‬ ‫ا‬
‫و‬‫ل‬ ‫ق‬‫ل‬‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ت فوقوتاب علوي إ‬
‫ه‬ ‫}فوقتوقلولقى آدما إمن ربإه وكلإمحا ض‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫وق ذ و و‬
‫المحد ‪ ،‬ولك الشكر ‪ ،‬ولك الثناء السن ‪.‬‬
‫أذنبج آدما وانزل واهبط ‪ ،‬فاخبه ال بكلمحات يقولا ليتوب ال عليه ‪ ،‬قال له ‪ :‬قل ‪:‬‬
‫ت نوقذفإسي وفاذغإفذر إل فوقغووفور لوهق إنلهق قهوو الذغوقفوقر اللرإحيقم )‪] ((16‬القصص [ ‪ ،‬وقال له‬ ‫ب إبن ظولوذمح ق‬ ‫)ور ب‬
‫لاإسإرين { ]العراف ‪:‬‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ولواء قول ‪} :‬وقال ربقلونا ظولومحونا أنفسونا وإذن ول توقذغإفر لوونا وتوقروحذونا لونوقكونولن إ‬
‫م‬
‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و ذ ذ وذ‬ ‫ذ‬ ‫و‬
‫‪ ، [23‬فمحد يديه ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وقال ‪ :‬ربنا أننا ظلمحنا أنفسنا ‪ ،‬فان ل تغفر لنا وترحنا لنكونن‬
‫من الاسرين ‪ ،‬فتاب ال عليهمحا ‪ ،‬فمحن فعل مثل أبيه ف الذنبج فليفعل مثله ف التوبة ‪.‬‬
‫ت { وقالوا ‪ :‬الكلمحات ‪ ،‬هي ‪ :‬ل اله إل ال سبحانك أن‬ ‫}فوقتوقلولقى آدما إمن لربإه وكلإمحا ض‬
‫و‬ ‫وق‬
‫كنت من الظالي ‪.‬‬
‫وقولوا ‪ :‬الكلمحات ‪ :‬ل اله إل ال الكيم العليم ‪ ،‬ل اله إل ال رب العرش العظيم ‪ ،‬ل‬
‫اله إل ال رب السمحاوات والرض رب العرش الكري ‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬الكلمحات قال ‪ :‬استغفر ال الذي ل اله إل هو ‪ ،‬وكلها تدخل ف الستغفار ‪،‬‬
‫إنا علمحه ال كلمحات فأنقذه بالكلمحات ‪ ،‬وهذه هي التوبة ‪ ،‬وف حديثه صلى ال عليه وسلم‬
‫مرفوعا ‪ )) :‬يا ابن آدما انك ما دعوتن ورجوتن على ما كان منك ‪ ،‬غفرت لك ول أبال ‪ ،‬يا‬
‫ابن آدما لو بلغت ذنوبك عنان السمحاء ث استغفرتن غفرت لك ‪ ،‬ول أبال ‪ ،‬يا ابن آدما لو أتيتن‬
‫)‪(7‬‬
‫بقراب الرض خطخايا ‪ ،‬ث جئتن ل تشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرةا ((‬
‫إن كان ل يرجوك إل مسن *** فبمحن يلوذ ويستجيخ الرما‬
‫ما ل إليك وسيلة إل الرجقا *** وجيل عفوك ث إن مسلم‬
‫وقال الول ‪:‬‬
‫سبحان من يعفو ونأفو دائمحا *** ول يزل مهمحا هفا العبد عفا‬
‫يعطخي الذي يطخئ ول ينعه *** جلله عن العطخا لذي الطخأ‬
‫انظر ما أكثر العاصي ‪ :‬زنا ‪ ،‬وربا ‪ ،‬وقطخيعة رحم ‪ ،‬وعقوق والدين ‪ ،‬وضياع أوقات ‪،‬‬
‫وتفلت على أمر ال ‪ ،‬وترك للصلوات ‪ ،‬والرزق يأتينا من كل مكان‪.‬‬
‫يعطخي الذي يطخئ ول ينعه *** جلله عن العطخاء لذي الطخا‬
‫ت { فقالوا آدما وقالتها حواء ‪ ،‬فغفر ال لمحا وتابا عليهمحا ‪،‬‬ ‫}فوقتوقلولقى آدما إمن لربإه وكلإمحا ض‬
‫و‬ ‫وق‬
‫انه هو التواب الرحيم ‪ ،‬ما أحسن الكلمحات ‪.‬‬
‫النصرانية تفتك النسان إذا أذنبج قالت له ‪ :‬خزيت وبعدت ليست لك توبة ‪ ،‬واليهودية‬
‫كانت التوبة عندهم قتل أنفسهم ‪.‬‬
‫إ إ‬ ‫إ‬
‫ب وعلوذيقكذم{‬ ‫خيقعر لوقكذم عذنود وباإرئقكذم فوقوتا و‬
‫قال سبحانه وتعال ‪} :‬وفاقذقتققلقوا أنفسقكذم ذولقكذم و ذ‬
‫]البقرةا ‪ ، [54:‬والسلما يقول لك ‪ :‬إذا أذنبت توضأ وصل ركعتي ‪ ،‬واستغفر ال من الذنبج ‪،‬‬
‫وتبج توبة نصوحا‬
‫ما أسهل السلما وما أيسر السلما ‪،‬وما أوسع باب ال ‪ ،‬عطخاؤه منوح ‪ ،‬فضله يغدو‬
‫ويروح ‪ ،‬وبابه مفتوح ‪ ،‬ولذلك أرهقتنا الذنوب ؛ لننا ما عرفنا طريق التوبة }فتلقى آدما من ربه‬
‫كلمحات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم {}ووالإذيون إوذا فوقوعلقوا وفاإحوشةا أوذو ظولوقمحوا أنفسقهذم ذووكقروا‬
‫ن {] آل‬ ‫صروا وعولى وما فوقوعلقوا ووقهذم يوقذعلوقمحو و‬‫الله وفاستوقذغوفروا لإقذقنوإبإم ومن يقذغإفر الرذقنوب إلل الله وول ي إ‬
‫قوذ ق‬ ‫و‬ ‫ذ وو ذ و ق‬ ‫و ذ ق‬
‫ي الإذيون أوذسورفقوا وعولى أنفسإهذم ل توقذقنوطخقوا إمذن ورذحوإة اللإه إلن اللهو يوقذغإفقر‬ ‫عمحران‪} ، [135 :‬قل يا إعبا إ‬
‫د‬
‫ذو و و‬

‫)‪ (7‬صحيح‬
‫أخرجه الترمذي )‪ (3540‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬رضي ا عنه ‪ ،‬وصححه ‪ ،‬وانظر تصحيح أهل العلم له في )) جامع‬
‫العلوم والحكم (( لبن رجب الحنبلي ‪.‬‬
‫جيع ا إنلهق قهوو الذغوقفوقر اللرإحيقم {] الزمر ‪ ، [ 53 :‬ويقول تعال ف الديث القدسي ‪ )) :‬يا‬ ‫الرذقنوب وإ‬
‫و‬
‫عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار ‪ ،‬وأنا أغر الذنوب جيعا فاستغفرون اغفر لكم (( )‪.(8‬‬
‫ف وعلوذيإهذم وول‬
‫ي وفل وخذو ع‬ ‫دا‬
‫و‬ ‫ه‬
‫ق‬ ‫ع‬ ‫جيع ا فوإلما يوأذإتيوقنلقكم إمبن قهدى فومحذن توبإ‬
‫} ققذلونا اهبإطخقوا إمذنقها وإ‬
‫و‬ ‫ذ‬
‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫قهذم وذيوزقنوون{ )البقرةا‪ (38:‬قلنا ‪ :‬اهبطخوا منها جيعا من النة ‪ ،‬قيل ‪ :‬هبط آدما وحواء ‪ ،‬وبعضهم‬
‫إ‬ ‫إ إ‬
‫يقول ‪ :‬مع آدما وحواء الية والشيطخان } فو لما يوأذتيوقنلقكذم مبن قهد ا‬
‫ى {)البقرةا‪ :‬من الية ‪ (38‬ما هو‬
‫الدى ؟‬
‫الهدى ‪ :‬دين ال الذي يبعث به رسله ‪ ،‬كل الرسل اتوا بالدى وكل له شريعة‪ ،‬وهم‬
‫ف وعلوذيإهذم وول قهذم‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ إ‬
‫ي وفل وخذو ع‬ ‫يتفقون أنأم أتوا بالسلما } فو لما يوأذتيوقنلقكذم مبن قهد ا‬
‫ى فوومحذن توبوع قهودا و‬
‫وذيوزقنوون{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (38‬‬
‫مأا الفرق بين الخوف والحزن؟‬
‫الوف على أمر مستقبل تاف من أمر يأتيك ‪ ،‬والزن على أمر فات ‪ ،‬فل خوف‬
‫ضرل وول يوذشوقى )‬ ‫عليهم ‪،‬ول هم يزنون ‪،‬وهذا كقوله سبحانه وتعال }فومحإن اتلقبع هوداي وفل ي إ‬
‫و وو ق و و‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ضذنك ا { ]طه ‪[123،124 :‬‬ ‫ض وعذن ذذكإري فوإلن لوهق ومعيوشةا و‬ ‫‪ (123‬ووومذن أوذعور و‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬كتبج ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬على نفسه أن من اتبع هذا القران ‪ ،‬فاحل‬
‫إ‬
‫ض وعذن ذذكإري فوإلن لوهق‬ ‫حلله وحرما حرامه ‪ ،‬أن ل يضل ف الدنيا ول يشقى ف الخرةا }ووومذن أوذعور و‬
‫ضذنكا {]طه ‪ [124 :‬معه دراهم ودنانيخ ودور وقصور وسيارات ‪ ،‬لكن عليه الضنك ‪ ،‬وعليه‬ ‫إ‬
‫ومعيوشةا و‬
‫ب إلو وحوشذرتوإن أوذعومحى ووقوذد‬ ‫اللعنة ‪,‬وعليه الغضبج }وووذنقشقرهق يوقذووما الذإقوياومإة أوذعومحى )‪ (124‬وقاول ور ب‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫قكذنت ب إ‬
‫ك اذليوقووما تققذنسى )‪]{(126‬طه [‬
‫ك آياتونا فوقنوسيتوقوها وووكوذل و ذ و‬ ‫ك وأتوقذت و‬ ‫صيخا )‪ (125‬وقاول وكوذل و‬ ‫ق و‬
‫جيع ا فوإلما يوأذإتيوقنلقكم بمبن قهادى{ ‪ ،‬وقد أتى وال ‪.‬‬ ‫} ققذلونا اهبإطخقواذ إمذنقها وإ‬
‫و‬ ‫ذ‬
‫وال لقد أسعت دعوةا الرسول صلى ال عليه وسلم راعي الغنم ف الصحراء ‪.‬‬
‫وال ‪ ،‬لقد سعت بدعوته العجائز ف بيوتن ‪ ،‬وف خدورهن‪.‬‬
‫وال ‪ ،‬لقد نفذ إل العاتق من النساء ‪ ،‬إل البكر من النساء ‪ ،‬إل العذراء من النساء ‪.‬‬
‫من دعوته ما وصل علمحاء الصحابة ف مدينة الرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫)‪(8‬‬
‫أخرجه مسلم )‪ (2577‬عن أبي ذر ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫وال ‪ ،‬لقد سارت دعوته مسيخ الشمحس ‪ ،‬ومسيخ الليل والنهار ‪ ،‬فمحا هو عذرنا إذا قلنا ما‬
‫آتانا ‪ ،‬ما بي لنا ‪ ،‬ما وضحت الطخريق ‪،‬ول وال قد وضحت كل الوضوح ‪،‬وقد بينت كل‬
‫البيان }إليققذنإذور ومذن وكاون وحيو ا وووإيلق الذوقذوقل وعولى الذوكافإإريون{ ]يس ‪ [70 :‬فمحن هو الي ؟؟ أهو الذي‬
‫يأكل ويشرب ويزمر ويغن لياليه وأيامه ؟ هذا صحيح يسمحى حيا مازا ‪ ،‬حياةا الشاةا لنه يأكل‬
‫ويشرب ‪ ،‬لكن قلبه ليس بي }أوووومذن وكاون ومذيت ا فوأوذحيو ذقيقوناهق وووجوعذلونا لوهق قنورا ويذإشي بإإه إف اللناإس وكومحذن‬
‫باإرضج إمذنقوها{]النعاما ‪ [122 :‬ل سواء ‪ ،‬فالياةا هنا هي حياةا اليان ‪ ،‬حياةا‬ ‫إ ر إ‬
‫س إو‬ ‫ومثوقلقهق ف الظلقومحات لوذي و‬
‫القران ‪ ،‬حياةا الذكر ‪ ،‬حياةا التصال بال ‪ ،‬حياةا حفظ الوقت ‪ ،‬حياةا طلبج العلم ‪ ،‬حضور‬
‫مالس اليخ ‪ ،‬واستمحاع إل كلما اليخ ‪ ،‬هذه هي الياةا أما غيخها فهي حياةا )الواجات ( ‪.‬‬
‫وال ‪ ،‬كيف ينعم النسان كيف يهدأ باله وهو ليس مستقيمحا ؟ وال ليس راض عنه ‪،‬‬
‫تد عنده قصور ‪،‬عنده دور ‪ ،‬عنده مناصبج ‪ ،‬لكن ال غضبان عليه من فوق سبع ساوات ‪،‬‬
‫كيف يهدأ ؟ كيف يرتاح ؟ وبعد أياما يرتل إل ال }وولووقذد إجذئتققمحوونا فققوراودى وكومحا وخلوذقوناقكذم أولوول‬
‫وملرضةا ووتوقورذكتقذم وما وخلولذوناقكذم وووراءو ظققهوإرقكذم وووما نوقورى وموعقكذم قشوفوعاءوقكقم الإذيون وزوعذمحتقذم أونقلقهذم إفيقكذم قشوروكاقء‬
‫ضلل وعذنقكذم وما قكذنتقذم توقذزعققمحوون {]النعاما ‪ [94 :‬أتى صلى ال عليه وسلم يرج‬ ‫لووقذد توقوقطخلوع بوذقيقنوقكذم وو و‬
‫الناس من الظلمحات إل النور ‪ ،‬فمحن أطاعه اهتدى ‪ ،‬ومن عصاه تردى ‪.‬‬

‫**************************************‬
‫حوار في السماء‬

‫جيع ا قثل اذستوقووى إول اللسومحاإء‬


‫ض وإ‬ ‫يقول ال تبارك وتعال ‪} :‬قهوو الإذي وخلووق لوقكذم وما إف اذلوذر إ‬
‫عإليم { ]البقرةا ‪[29 :‬‬ ‫ض‬ ‫إ‬ ‫فوسلواهلن سبع و ض‬
‫ساووات ووقهوو بقكبل وشذيء و ع‬ ‫و ق وذ و و‬
‫هذه الية يستدل با أهل العلم على أن كل ما ف الرض فيه الباحة ‪،‬وانه مباح ‪،‬‬
‫وهي قاعدةا أصولية أخذوها من هذه الية ‪.‬‬
‫إن ال عز وجل قد احل الطخيبج الفيد وحرما البيث الضار ‪ ،‬وقوله تعال‪}:‬وخلووق لوقكم{‬
‫فلكم هنا للمحلكية أي ‪ :‬مباحا لكم وطيبا لكم ‪ ،‬ومهيئا لكم ؛ بشرط أن يكون هذا الشيء‬
‫نافعا ومفيدا ‪ ،‬أما إذا كان ضارا فل ‪ ،‬بل هو مرما ‪.‬‬
‫ف‬‫وإنا ذكر ال هذه الية ؛ كمحا قال أهل التفسيخ بعد قوله ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪} :‬وكذي و‬
‫توذكقفقروون إباللإه{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (28‬ليذكر منته على اللق سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫جيعا { )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (29‬‬‫ض وإ‬‫}قهوو الإذي وخلووق لوقكذم وما إف اذلوذر إ‬
‫جيعا ‪:‬تعود إل ما ف الرض ‪.‬‬
‫وبعضهم يقول ‪ :‬تعود إل الناس ‪ :‬لكم أيها الناس جيعا ‪.‬‬
‫والقرب ‪ :‬أنأا تعود على ما ف الرض ‪.‬‬
‫ت{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (29‬فسبحان الالق !‬ ‫} قثل استوقوى إول اللسمحاإء فوسلواهلن سبع وساوا ض‬
‫و و ق وذ و و و‬ ‫ذو‬
‫ولكن نن ل نتدبر ول نتفكر ول نعي ‪.‬‬
‫يقول بعض أهل العمحل ‪ :‬إن الساس يبطخل الحساس ‪ ،‬فمحن كثرةا تعودنا على رؤية‬
‫السمحاء ‪ ،‬ورؤية القمحر ‪ ،‬ورؤية الشمحس ‪ ،‬ورؤية النجم ‪ ،‬أصبحنا ل نتدبر ول نتفكر ‪ ،‬لكن إذا‬
‫خرج مصنوع جديد صنعه النسان تفكرنا فيه وتدبرنا‪.‬‬
‫أعراب يشي ف ليلة من الليال ‪ ،‬ليلة مظلمحة ‪ ،‬وفجأةا طلع عليه القمحر ‪ ،‬والقمحر أزهى‬
‫شيء عند العرب ‪ ،‬فدائمحا يشيدون به ف أشعارهم ‪،‬ودائمحا يصفون المحال بالقمحر والبدر ‪ ،‬فنظر‬
‫ف القمحر ‪ ،‬وقال ‪ :‬سبحان من سواك ! سبحان من رفعك ! إن قلت ‪ :‬جلك ال فقد جلك‬
‫ال ‪ ،‬وإن قلت ‪ :‬رفعك ال فقد رفعك ال ‪،‬وإن قلت ‪ :‬باك ال وحسنك ال فقد حسنك ال‬
‫‪ ،‬والقصود أن ما يعتاده النسان ل يأبه به دائمحا لطخول العهد‪.‬‬
‫}قثل اذستوقووى إول اللسومحاإء { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (29‬ربا يقول أحدكم ‪ :‬هذه تدل على استواء ال‬
‫على العرش ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬هذه الية ل تدل على ذلك ‪ ،‬بل غيخها يدل على ذلك بوضوح ؛ كقوله‬
‫‪،‬سبحانه وتعال }اللرذحوقن وعولى الذوعذرإش اذستوقووى{]طه ‪ [5 :‬فهذه هي الت تدل على ذلك‪.‬‬
‫أما هذه الية فقالوا ‪ :‬أي ‪ :‬قصد ‪ ،‬سبحانه وتعال ؛ لنه عدى ذلك بإل‪.‬‬
‫وهنا سؤال يطخرح بي طلبة العلم ‪ :‬هل خلق ال الرض خبل خلق السمحاء ؟ أما العكس‬
‫؟ فهو سبحانه يقول ‪ ) :‬هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ث استوى إل السمحاء‬
‫فسواهن سبع ساوات ( فكأن الرض خلقت قبل السمحاء ‪.‬‬
‫لكن ف آية أخرى يقول سبحانه وتعال }قثل اذستوقووى إول اللسومحاإء ووإهوي قدوخاعن فوقوقاول وولا‬
‫إإ‬ ‫ولإذلمور إ إ‬
‫ض‬‫ي{]فصلت ‪ ، [11 :‬ويقول سبحانه وتعال }وواذلوذر و‬ ‫ض ائذتويا طوذوعا أوذو وكذرها وقالووتا وأتوذقيقونا وطائع و‬ ‫و ذ‬
‫ك ودوحاوها{النازعات ‪ ، [30 :‬وقبلها قوله ‪} :‬أوأونذقتقذم أووشرد وخذلقا أوإما اللسومحاءق بوقوناوها { ‪.‬‬ ‫إ‬
‫بوقذعود وذل و‬
‫فان ف هذه الية ‪ :‬دللة على أن الرض خلقت بعد السمحاء‪.‬‬
‫وف آية البقرةا ‪ :‬دللة على أن السمحاء خلقت قبل الرض ‪ .‬فمحا هو الواب لذا‬
‫التساؤل؟‬
‫قد أجاب عن هذا حب المة ‪ ،‬وترجان القران ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهمحا ‪ :‬بان ال‬
‫خلق الرض ‪ ،‬ث استوى إل السمحاء ‪ ،‬ث دحا الرض ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬فالرض أخذت مدةا‬
‫يومي ‪ ،‬والسمحاء أربعة أياما ‪ ،‬فكلها ستة أياما ‪.‬‬
‫ت {)البقرةا‪ :‬من الية ‪ . (29‬هنا ل يذكر ‪،‬‬ ‫قال ‪} :‬قثل استوقوى إول اللسمحاإء فوسلواهلن سبع وساوا ض‬
‫و و ق وذ و و و‬ ‫ذو‬
‫سبحانه وتعال ‪ ،‬الرض ‪.‬‬
‫ض إمثذقلوقهلن{] الطخلق ‪ [12‬يعن ‪ :‬سبع‬ ‫وذكر ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬ف القران }ووإمون اذلوذر إ‬
‫أراضي مثلهن ‪ ،‬وما اكتشف ‪ ،‬كمحا سعنا من كثيخ من الثقات الذين اعتنوا بعلم اليئة‬
‫واليولوجيا ‪ ،‬أن الرض سبع طبقات طبقة على طبقة ‪ ،‬وكل طبقة لا لون آخر ‪ ،‬ولا مزاج‬
‫آخر ‪ ،‬ولا تكيف آخر ‪ ،‬ولا تضاريس تتلف عن الخرى ‪.‬‬
‫إما السمحاوات ؛ فهي سبع مرتفعة ‪ ،‬بي السمحاء والسمحاء مسيخةا خسمحائة عاما‪.‬‬
‫وبعض أهل العلم يقول ‪ :‬ساء من حديد ‪ ،‬وساء من ناس ‪ ،‬وساء من فضة ‪ ،‬لكن ما‬
‫علمحت على هذا دليل من العصوما صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لكنها كواكبج تدور فيها‪.‬‬
‫وقد رأى صلى ال عليه وسلم السمحاوات السبع ‪ ،‬وقابل فيها اللئكة والنبياء السابقي‬
‫‪ ،‬كمحا ف حديث السراء ‪.‬‬
‫أسرى بك ال ليل إذ ملئكتققه *** والرسل ف السجد القصى على قدما‬
‫كنت الماما لم والمحع متفقل *** أعظم بثلك من هاد ومؤتققمحم‬
‫لا خطخرت به التفوا بسيدهققم *** كالشهد بالدر أو كالنقد بالعلم‬
‫حت بلغت مكانا ل يطخار لققه *** على جناح ول يسعى على ققدما‬
‫فبلغ صلى ال عليه وسلم منزلة علية ‪.‬‬
‫ت{ ]البقرةا ‪ [29‬فبعد‬ ‫قال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪} :‬قثل استوقوى إول اللسمحاإء فوسلواهلن سبع وساوا ض‬
‫و و ق وذ و و و‬ ‫ذو‬
‫أن خلق ال الرض أتى إل السمحاء ‪ ،‬فسواهن سبع ساوات وخلقها بل عمحد ترونأا ‪.‬‬
‫يقول بعض أهل العلم ‪} :‬بإغو ذإيخ وعومحضد توقورذونوقوها{ ] لقمحان ‪. [10‬‬
‫لا عمحد لكن ل ترونأا ‪ ،‬ولكن الصحيح بل عمحد ‪ ،‬هكذا قائمحة على قبة الفلك‪.‬‬
‫فانظر ‪ :‬هل ترى ف خلق الرحن من تفاوت ؟‬
‫فانظر ‪ :‬هل ترى فيها من فروج؟‬
‫فانظر ‪ :‬هل ترى فيها من عيبج؟‬
‫لن الذي بناها هو ال ‪ ،‬ولو كان ملوقا لرأيت النقص ولرأيت العيبج‪.‬‬
‫ولذلك يقول بعض العلمحاء ‪ :‬ل يلو عمحل ابن آدما من نقص }وولوذو وكاون إمذن إعذنإد وغ ذإيخ‬
‫اللإه لووووجقدوا إفيإه اذخإتلف ا وكإثيخا { ]النساء ‪. [82 :‬‬
‫أتى رساما هندي إل ملك من ملوك الند بلوحة ‪ ،‬قد رسم فيها سنبلة قمحح ‪ ،‬ث رسم‬
‫على السنبلة عصفورةا ‪ ،‬ث عرضها للناظرين ‪ ،‬فأعجبت الشاهدين فهل اللك من حسن الرسة‪.‬‬
‫فأخذها هذا اللك وعرضها للناس ‪ ،‬وأعطخى ذاك الرجل جائزةا ‪ ،‬وقال للناس ‪ :‬من أراد‬
‫منكم أن ينظر فلينظر‪.‬‬
‫فاجع أهل الند على أن ل عيبج فيها ‪.‬‬
‫فأتى رجل من غيخ الند اعور ‪ ،‬فدخل عند اللك وقال ‪ :‬رأيت عيبا باللوحة!‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ما هو العيبج ؟‬
‫قال ‪ :‬العصفور إذا نزل على السنبلة تيل ول تبقى مستقيمحة ‪ ،‬وهذا لا رسها جعلها‬
‫مستقيمحة!‬
‫قال اللك ‪ :‬صدقت وشطخبج على اللوحة ‪ ،‬واستد الائزةا من الرساما !‬
‫قوله ‪ } :‬ووقهوو بإقكبل وشذيضء وعإليعم{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (29‬فيها قضايا ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬أن هذا عاما ل مصص له ؛ فال عليم بكل شيء ‪.‬‬
‫وإذا قلت للنسان ‪ :‬انك بكل شيء عليم ‪ ،‬فل بد من مصص ؛ لقوله تعال ‪} :‬ووفوقذووق قكبل‬
‫إذي إعذلضم وعإليعم { ]يوسف ‪. [76 :‬‬
‫ولكن من معتقد أهل السنة والمحاعة ‪ :‬أن ال مع علمحه بائن عن خلقه ‪ ،‬مستو على‬
‫عرشه‪.‬‬
‫ومن زعم أن ال حال مع خلقه ‪ ،‬قد افتى على ال ‪ ،‬وكذب على ال ‪.‬‬
‫بل ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬موصوف بصفات الكمحال ‪ ،‬مستو على عرشه ‪ ،‬ينزل كل ليلة ف‬
‫ثلث الليل إل ساء الدنيا ‪ ،‬فينادي فيقول ‪ :‬هل من سائل فأعطخيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له‬
‫؟ هل من داع فأجيبه ؟ فإذا طلع الفجر عاد سبحانه عودةا تليق بلله ‪ ،‬ونزول يليق بلله ‪،‬‬
‫لكن ل يغيبج عنه شيء فهو يعلم السر وأخفى ‪.‬‬
‫فمحا تناجى متناجيات إل علم ال ما دار بينهمحا ‪ ،‬وما فكرت أنت فيه علم ما فكرت فيه‬
‫‪ ،‬وهو يعلم السر و أخفى‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ما أخفى من السر ؟‬
‫قيل ‪ :‬الشيء الذي تريد أن تفكر به‪.‬‬
‫وقف صفوان بن أمية عند ميزاب الكعبة مع عمحيخ بن وهبج ‪ ،‬وهو ياوره فقال ‪ :‬أتقتل‬
‫ممحداا؟‬
‫قال ‪ :‬اقتله ‪ ،‬لكن من ل بأطفال وذريت وزوجت‪.‬‬
‫قال ‪ :‬اهلك أهلي ‪ ،‬وأطفالك أطفال ‪ ،‬اذهبج واقتله ‪ ،‬وأنا أكفيك أطفالك‪.‬‬
‫فذه وتسلح بسيفه ‪،‬ولكن غارةا ال أقوى من عمحيخ بن وهبج‪.‬‬
‫يا غارةا ال جدي السيخ مسرعققة *** ف سحق أعدائنا يا غارةا ال‬
‫وصل إل الدينة ‪ ،‬يمحل قلبا كله حقد ‪ ،‬وكله ضغينة ‪ ،‬وكله بغضاء ‪ ،‬يريد النقضاض‬
‫على سيد البشر ليقتله ‪ ،‬ليختكبج أعظم جرية ‪ ،‬وأعظم لعنة ف التاريخ ‪ ،‬فدخل الدينة ‪ ،‬رآه‬
‫الرجل السجد اللهم عمحر بن الطخاب‪.‬‬
‫قد كنت اعدي اعدايها فصرت لا *** بفضل ربك حصنا من أعاديها‬
‫فانطخلق إليه عمحر ‪ ،‬وكان رجل سديدا ملهمحا ‪ ،‬فأخذ بتلبيبه وأتى يره حت ادخله‬
‫السجد‪.‬‬
‫فرآه صلى ال عليه وسلم فقال ‪ )) :‬اتق ال يا عمحيخ بن وهبج ما لك ؟((‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال أتيت لفك السارى اسارى بدر ‪ ،‬وأفك أصحاب من السارى‪.‬‬
‫قال ‪ )) :‬كذبت وإنا جلست أنت وصفوان بن أمية تت ميزاب الكعبة ‪ ،‬فقال لك ‪:‬‬
‫كيت وكيت ‪ ،‬وقلت له ‪ :‬كيت وكيت ((‪.‬‬
‫ب إلو قتوبرقما وما أووحلل‬‫ر‬ ‫إ‬‫ل‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫أيها‬ ‫يا‬
‫و‬ ‫}‬ ‫!‬ ‫)‪(9‬‬
‫قال ‪ :‬اشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬واشهد انك رسول ال‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫الله لو و إ‬
‫ت ومذن أونذقبوأووك وهوذا‬‫ك وواللهق وغقفوعر ورحيعم {]التحري ‪ [1 :‬إل قوله ‪}:‬وقالو ذ‬
‫ت أوذزوواج و‬
‫ضا و‬
‫ك توقذبتوغي ومذر و‬ ‫ق‬
‫وقاول نوقبلأوإنو الذوعإليقم اذلوبإيخق { ]التحري ‪ [3 :‬فقد آخره تعال با تبيته عائشة وحفصة رضي ال عنهمحا ‪،‬‬
‫له ‪.‬‬
‫يا من يرى مد البعوض جناحها *** ف ظلمحة الليل البهيم الليل‬
‫ويرى نياط عروقها ف جسمحها *** والخ ف تلك العظاما النحل‬
‫اغفر لعبد تاب من زلتققه *** ما كان منه ف الزمان الول‬
‫)‪ (9‬أخرجه ابن هشام في )) السيرة (( )‪ ، (3/212‬والطبري في )) التاريخ (( )‪ ، (2/44‬والطبراني في )) الكبير (( )‪، (118‬‬
‫والصفهاني في )) الدلئال (( )‪ (1/140‬عن عروة بن الزبير ‪ ،‬وانظر ‪ )) :‬الصابة (( )‪ ، (169 ،7/168‬وهو مرسل جيد‪.‬‬
‫فعلمحه ‪ ،‬تعال ‪ ،‬وسع الخلوقات ‪ ،‬وما علم الناس ف علمحه ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬إل كمحا‬
‫يأخذ العصفور من البحر بنقاره مرةا واحدةا‪.‬‬
‫ذهبج موسى رضى ال عنه والضر رضى ال عنه ف رحلة برية ‪ ،‬فأتى عصفور فأخذ‬
‫بنقاره قطخرةا ماء ‪.‬‬
‫فقال الضر لوسى ‪ :‬يا موسى أتدري ما مقدار علمحي وعلمحك ف علم ال ؟ قال ‪ :‬ال‬
‫اعلم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كمحا أخذ هذا العصفور من هذا الاء)‪. (10‬‬
‫هذا علم الخلوق إل علم الالق ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫خإليوفةا{ )البقرةا‪ :‬من‬
‫ض و‬ ‫ك لإذلومحلئإوكإة إبن وجاإععل إف اذلوذر إ‬‫قال سبحانه وتعال ‪ } :‬ووإذذ وقاول وربر و‬
‫الية ‪ (30‬الن ابتدأت قصة أبينا الهود التائبج إل ال ‪ ،‬ومن يشابه أباه فمحا ظلم!‬
‫فمحا معن الليفة ؟ قالوا ‪ :‬هو آدما ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أن الليفة ‪ ،‬يعن ‪ :‬قوما يلفون قوما ‪ ،‬وهذا الذي رجحه ابن كثيخ ؛ كمحا‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ض{ ]النعاما ‪ [165‬فبعضنا يلف بعض قرنا بعد قرن ‪،‬‬ ‫ف اذلوذر إ‬‫قال تعال}ووقهوو الذي وجوعلوقكذم وخلئ و‬
‫وجيل بعد جيل ‪ ،‬وأمة بعد أمة ‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫خفف الوطء ما أظن أدي الرض *** إل من هذه الجساد‬
‫صاح هذه قبورنا تلم الرحبج *** فأين القبور من عهد عاد‬

‫يقول ‪ :‬قبورنا ملمت الدنيا فكيف بالقبور الت سلفت وسلفت وسلفت ؟‬
‫وحكمحة خلق الليفة أن يسكن الرض لقاصد ‪:‬‬
‫منها ‪ :‬أن يعمحر الرض كمحا قال تعال ‪} :‬وواذستوقذعومحورقكذم إفيوها{ ]هود ‪. [61:‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يأت من ذرتيه النبياء والرسل صلى ال عليه وسلم والشهداء والعلمحاء‬
‫والصائمحون والصلون ‪.‬‬
‫)‪(10‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (122‬ومسلم )‪ (2380‬عن ابن عباس ‪ ،‬رضي ا عنهما‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يبتليه ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫كمحا قال‪}:‬إلنا خلوذقونا اذلنسان إمن نقطخذوفضة أوموشاضج نوقبتوإليإه فوجعذلوناه وإسيعا ب إ‬
‫صيخا { ]النسان ‪.[2 :‬‬ ‫و‬ ‫وو ق‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫و‬
‫ومنها ‪ :‬أن يظهر ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬قدرته للعالي ‪ ،‬لنه ل يكون اللك ول الثل‬
‫العلى ملكا ‪ ،‬إل إذا كانت له رعية يتصرف فيهم يقتل هذا ويعفو عن هذا ‪ ،‬ويعطخي هذا‬
‫ويول هذا ويعزل هذا ‪.‬‬
‫فال أراد أن يظهر سلطخانه ف الرض ‪ ،‬وحكمحته البالغة وقدرته النافذةا ‪ ،‬ويظهر رحته‬
‫وعقابه فأتى بآدما‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬انه أراد سبحانه وتعال أن يظهر غفرانه ‪ ،‬ويظهر شديد عقابه ‪ ،‬فانه الغفور‬
‫الرحيم شديد العقاب ‪ ،‬فكيف نعرف انه غفور رحيم إذا ل يغفر ؟‬
‫ك لإذلومحلئإوكإة { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (30‬هذا متمحع من اللئكة الطهار ف السمحاء‬ ‫}ووإذذ وقاول وربر و‬
‫‪ ،‬ومن حكمحته سبحانه وتعال انه ل يعل ف الرض من اللئكة ‪ ،‬ول يعلهم من الن ول من‬
‫اليوانات ؛ لن اليوان شهوةا بل عقل ‪ ،‬واللك عقل بل شهوةا ‪ ،‬والنسان عقل وشهوةا ‪ ،‬فإذا‬
‫أطاع ارتقى إل أفضل من اللئكة ‪ ،‬وإذا عصى اندر تت البهائم‪.‬‬
‫وذكر عن بعض الفسرين أن اللئكة قالت ‪ :‬يا رب ‪ ،‬لو أنزلتنا ف الدنيا كنا حبسنا‬
‫شهواتنا وما عصيناك أبدا ‪.‬‬
‫فقال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ) :‬إن اعلم ما ل تعلمحون (‪.‬‬
‫فانزل ال ملكي ) هاروت وماروت ( وأعطخاهم الشهوةا مع العقل ‪.‬‬
‫فلمحا نزل ف الرض جلسا ف الكمحة يكمحان بي الناس ‪ ،‬فأتت امرأةا جيلة ‪ ،‬فتنت‬
‫هاروت وماروت ‪ ،‬فبقيت بمحا حت زنيا با‪.‬‬
‫فخيخهم ال ‪ ،‬عز وجل بي عذاب الدنيا وبي عذاب الخرةا ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬نريد عذاب الدنيا فنكسهمحا ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬ف بئر هاروت وماروت ف العراق‬
‫بأرجلهمحا ‪.‬‬
‫والقصة ذكرها ماهد بسند ضعيف كمحا ف )) سيخ أعلما النبلء (( ‪ ،‬وذكرها كثيخ من‬
‫الفسرين )‪. (11‬‬
‫القصود‪ :‬أن ال علم انه ل يصلح للمرض إل آدما وذرية آدما‪.‬‬
‫والقرطب يذهبج إل أن إقامة الليفة واجبج بذه الية ‪ ،‬وف استدلله نظر ؛ لن‬
‫الليفة هنا هو الذي يلف بعضهم بعضا ‪.‬‬
‫إ إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ك وقاول إبن أوذعلوقم‬ ‫س لو و‬ ‫}وقالقوا أووذتوعقل فيوها ومذن يققذفإسقد فيوها وويوذسف ق‬
‫ك البدوماءو وووذنقن نقوسبقح بوذمحدوك وونققوقبد ق‬
‫وما ل توقذعلوقمحوون{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪0 (30‬‬
‫كيف تعتض اللئكة على ال عز وجل ؟‬
‫صوون اللهو وما أوومورقهذم وويوقذفوعقلوون وما‬
‫كيف وقد قال ‪ ،‬تعال عنهم ف آية أخرى ‪} :‬ل يوقذع ق‬
‫ن { ]التحري ‪.[ 6 :‬‬ ‫يققذؤومقرو و‬
‫والصحيح ‪ :‬أن هذا ليس اعتاضا ‪ ،‬وإنا أرادوا أن يظهر ال لم الكمحة ‪.‬‬
‫قم لاذا قالوا ‪ ) :‬يفسد فيها ( فمحا هو دليلهم على انه سوف يكون فساد؟‬
‫قال بعضهم ‪ :‬إن الن عمحرت الرض فتةا من الفتات ‪ ،‬فتقاتلوا وافسدوا ف الرض ‪،‬‬
‫فظنت اللئكة أن آدما سيكون مثلهم ‪ ،‬ذكر هذا ابن كثيخ وغيخه‪.‬‬
‫والفساد يكون بالعاصي والظلم والنكرات‪.‬‬
‫س{ فكأنأم يقولون ‪ :‬نن أول منهم فنحن أهل التسبيح‬ ‫د‬
‫ب‬ ‫ق‬
‫و‬ ‫ق‬
‫ق‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ك‬
‫و‬ ‫}وونن نقسبح إبمح إ‬
‫د‬
‫و ذ ق و ق وذ و ق‬
‫والتقديس‪.‬‬
‫قال سبحانه وتعال ‪} :‬إبن أوذعلوقم وما ل توقذعلوقمحوون أي ‪ :‬اعلم حكمحة ل تعلمحونأا ‪ ،‬واعلم‬
‫سرا ل تدركونه ‪ ،‬واعلم مقصدا ل تصلون إليه ‪.‬‬
‫قال أهل العلم ‪ :‬ما علمحه ‪ ،‬سبحانه ‪ ،‬من هذا انه سوف يكون من ذرية آدما ‪ :‬رسل ‪،‬‬
‫وأنبياء ‪ ،‬وشهداء ‪ ،‬وعلمحاء ‪ ،‬ودعاةا ‪ ،‬وصالون ‪ ،‬كإبراهيم وموسى وعيسى ونوح وممحد ‪،‬‬
‫عليهم الصلةا والسلما ‪ ،‬وأب بكر وعمحر وعثمحان وعلي وأب ومعاذ وزيد بن ثابت ‪ ،‬ومالك‬
‫والشافعي وأب حنيفة وأحد ‪ ،‬وابن تيمحية وابن القيم وابن كثيخ ‪ ،‬وأمثالم كثيخ ‪.‬‬

‫)‪(11‬‬
‫انظر ‪ )) :‬مجمع الزوائاد (( )‪ ، (5/68‬و )) تفسير الطبري (( )‪.(1/479‬‬
‫قال تعال ‪} :‬وووعلوم آودوما اذلساءو قكلوها { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (31‬أراد ال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬أن‬
‫يعل خصيصة لدما ‪ ،‬فعلمحه الساء كلها ‪ :‬أساء البشر واليوانات والخلوقات ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬علمحه اسم كل شيء ‪ :‬البقرةا والمحار والفرس ‪ ،‬فهذا البل اسه جبل‪،‬‬
‫وهذه سارية ‪ ،‬وهذا مسجد ‪ ،‬وهذه شجرةا ‪،‬وهذه زهرةا ‪ ،‬وهذا ماء ‪ ،‬وهذا رجل ‪ ،‬وهذا طيخ ‪،‬‬
‫وهذه دابة إل غيخ ذلك من الساء ‪.‬‬
‫ففي الديث عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أن موسى عليه السلما التقى بآدما‬
‫فقال له‪ :‬يا آدما أنت أبونا خلقك ال بيده ‪،‬و أسكنك جنته ‪ ،‬وعلمحك أساء كل شيء (()‪.(12‬‬
‫لن الليفة والسؤول ل بد أن يكون على علم وبصيخةا ‪،‬ولذلك لا اختار ال لنب إسرائيل‬
‫طالوت قالوا ‪ :‬كيف يكون علينا ملكا ‪ ،‬ول يؤت سعة من الال ؟‬
‫صطخووفاهق وعلوذيقكذم وووزاودهق بوذسطخوةا إف الذعإذلإم وواذلإذسإم{ ]البقرةا ‪ [247‬ففي العلم‬
‫قال ال ‪} :‬إلن اللهو ا ذ‬
‫عال ‪ ،‬وف السم كذلك طويل يصلح للمحلك ‪.‬‬
‫والسن من كرما الوجود وخيخه *** ما أوت القواد والزعمحاء‬
‫ضقهذم وعولى الذومحلئإوكإة{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (31‬أتى سبحانه وتعال باليوانات والشرات‬ ‫}قثل وعور و‬
‫والدواب والعجمحاوات ‪ ،‬وقال للمحلئكة ‪ :‬ما أساء هؤلء ؟‬
‫فسكتوا ‪ ،‬ث قالوا ‪ :‬ل ندري ‪ ،‬اله اعلم ‪ } ،‬فوقوقاول أونذبإئقوإن إبأساإء وهقؤلإء إذن قكذنتقذم‬
‫ي{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (31‬أي ‪ :‬صادقي ف إنكم أول باللفة ف الرض ‪ ،‬وسكون الرض‬ ‫إإ‬
‫صادق و‬‫و‬
‫من آدما ‪.‬‬
‫أو إنكم اعلم من آدما ‪.‬‬
‫ك( تنزيه له تعال عن النقص‪.‬‬ ‫ك{)البقرةا‪ :‬من الية ‪ (32‬ما أحسن الرد‪) ،‬قسذبوحانو و‬ ‫}وقالقوا قسذبوحانو و‬
‫}ل إعذلوم لوونا إلل وما وعلذمحتوقونا{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (32‬فهذا أدب طالبج العلم أن يقول ‪ :‬ل علم لنا إل‬
‫ما علمحنا ال ‪ ،‬وال اعلم ‪ ،‬ول يتسرب بالفتيا ‪ ،‬ول يفت بهل ؛ لنأم سو يطخئ ‪ ،‬ويصيبه من‬
‫الذلن والرمان ما ال به عليم ‪ ،‬وينطخفئ نوره ‪ ،‬ويأخذ ذمم وحجج الناس على كتفه ‪،‬‬
‫ويكون جسرا إل جهنم للناس ‪.‬‬

‫)‪(12‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (7440‬ومسلم)‪ (182‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫ولذلك كان الصحابة من اشد الناس حذرا من الفتيا ‪ ،‬فكانوا يتدافعون الفتيا ‪.‬‬
‫ويقولون ‪ :‬كان يتغيخ وجه الواحد منهم إذا سئل عن مسالة ياف أن يغلط فيها ‪.‬‬
‫قال علي ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬ما أردها على صدري إذا سئت عن مسالة ل اعرفها ‪ ،‬فقلت‬
‫‪ :‬ل ادري ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬نضرب لك أكباد البل من العراق ‪ ،‬وتقول ‪ :‬ل ادري ‪.‬‬
‫ك ل إعذلوم لوونا‬ ‫قال ‪ :‬اذهبوا إل الناس ‪،‬وقولوا لم ‪ :‬مالكا ل يعرف شيئا ! }وقالقوا قسذبوحانو و‬
‫ت الذوعإليقم اذلوإكيقم{ )البقرةا‪ (32:‬فعلم بل حكمحة اضطخراب ‪ ،‬وحكمحة بل علم‬ ‫إلل وما وعلذمحتوقونا إنل و‬
‫ك أونذ و‬
‫جهل ‪ ،‬والنسان يمحع ف اصله بي صفتي ‪ :‬ظلوما جهول ‪.‬‬
‫قال ابن تيمحية ‪ :‬ظلوما ‪ :‬يكم بل عدل ‪،‬وجهول ‪ :‬يكم بل علم ‪.‬‬
‫ولذلك يشتط ف الاكم أن يكون عالا عادل ‪ ،‬وهرا صفتان جيلتان جليلتان ‪.‬‬
‫}وقاول ويا آودقما أونذإذبئققهذم إبأسائإإهذم { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (33‬أي ‪ :‬بأساء هؤلء الخلوقات ‪ }،‬فوقلولمحا‬
‫ض ووأوذعلوقم وما تققذبقدوون وووما قكذنتقذم‬ ‫ت وواذلوذر إ‬ ‫أونذقبأوهم بإأوذسائإإهم وقاول أوول أوقل لوقكم إبن أوذعلوم وغيبج اللسمحاوا إ‬
‫ق ذو وو‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫و قذ و ذ‬
‫ن{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪(33‬‬ ‫توذكتققمحو و‬
‫فالباطن ل يعلمحه إل ال ‪ ،‬أما الظاهر فيعلمحه الناس }يوقذعلوقمحوون وظاإهرا إمون اذلووياإةا الردنذقويا‬
‫ك إمذنقوها بوذل‬ ‫ووقهذم وعإن اذلخرةا قهذم وغافإقلوون { ]الروما ‪} [7 :‬بوإل الداوروك إعذلقمحقهذم إف اذلخرةا بوذل قهذم إف وش ب‬
‫قهذم إمذنقوها وعقمحوون {]النمحل ‪. [66 :‬‬
‫وف هذه الية ‪ :‬شرف العلم ‪ ،‬وانه من أعظم الطخالبج ف الياةا ‪ ،‬وان من جلس ف‬
‫حلقة العلم عند أهل العلم جيعا هو أفضل من تنفل ‪ ،‬ومن يصلي ومن يقرأ القرآن وحده ‪.‬‬
‫وأن من طلبج مسالة ليعمحل با ‪ ،‬ويرفع الهل عن نفسه فهو أحسن من أن يركع سبعي ركعة‪.‬‬
‫واللم له وسائل ‪ ،‬فل يكفي القراءةا وحدها ‪ ،‬ول يكفي اللوس عند العلمحاء ‪ ،‬ول يكفي‬
‫حضور الدروس والاضرات ‪ ،‬بل تمحع المحيع ‪ :‬التدبر والفظ واللوس مع العلمحاء ‪ ،‬ولو كانوا‬
‫اقل منك علمحا وبصيخةا ‪ ،‬فإن ال ينحك باللوس ف مالس الذكر والعبادةا فتحا عظيمحا ‪ ،‬حت‬
‫يقول معاذ ف سكرات الوت ‪ :‬ما كنت أحبج الياةا إل لزاحة العلمحاء بالركبج ف حلق الذكر ‪.‬‬
‫وكان معاذ يلس ف حلقة بعض الناس الذين هم اصغر منه علمحا واقل فقها ؛ ليفتح ال‬
‫عليه من العارف‪.‬‬
‫فعلى السلم أن يرص على طلبج العلم ‪ ،‬وان يقوي علمحه ومطخالعته ‪ ،‬وان يكون عنده‬
‫وسائل عديدةا ف العلم ‪.‬‬

‫*************************************‬
‫الغريق‬
‫ب يقوذ بقبوون‬ ‫نيقوناقكم إمن آإل فإروعوون يسومونوقكم سوء الذعوذا إ‬ ‫إ‬
‫ذ ذ وق ق ذ ق و و‬ ‫قال سبحانه وتعال }وو ذذ ولذ ذ ذ‬
‫وأبذقوناءوقكذم وويوذستوذحقيوون نإوساءوقكذم ووإف وذلإقكذم وبلءع إمذن وربقكذم وعإظيعم )‪ (49‬ووإذذ فوقورقذقونا بإقكقم الذبوذحور‬
‫ي وذليقلوةا قثل التوذذقتق الذعإذجول‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫نيقوناقكذم ووأوذغورقذقونا آول فذروعذوون وأنتذم توقذنظققروون )‪ (50‬ووإذذ وواوعذدونا قمووسى أوذربوع و‬
‫فوأو ذوذ‬
‫إ إ‬ ‫إ‬ ‫إإ‬
‫ك لووعلقكذم توذشقكقروون )‪] {(52‬البقرةا[ ‪.‬‬ ‫إمذن بوقذعده وأنتذم وظالقمحوون )‪ (51‬قثل وعوفذوونا وعذنقكذم إمذن بوقذعد وذل و‬
‫ل زال الديث مع بن إسرائيل ‪ ،‬ول زال الطخاب لبن إسرائيل ‪ ،‬حيث يدثهم ال بنعمحه‬
‫عليهم فيناديهم قائل ‪:‬‬
‫أما نيناكم من آل فرعون ؟‬
‫أما واعدنا موسى وأعطخيناه التوراةا لصلحتكم ؟‬
‫أما عفونا عنكم ؟‬
‫أما فرقنا بكم البحر ؟‬
‫أما فعلنا وفعلنا ؟‬
‫فلمحاذا هذه الرائم ؟ ولاذا هذه العظائم ؟‬
‫فهي ‪ -‬ول الثل العلى – كأن تؤدب ابنك ‪ ،‬فتقول ‪ :‬أما علمحتك ؟ أما بنيت لك‬
‫بيتا ؟ أما اشتيت لك سيارةا ؟‬
‫وفي هأذه دروس أولها ‪:‬‬
‫ممحل القصة أن موسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬يقاتل قتال بريا وبريا ‪ ،‬وصراعا ميدانيا وعلمحيا ‪،‬‬
‫يرسله ال أي فرعون ف ديوانه ‪ ،‬وف إيوانه ‪ ،‬وف قصره‪،‬ويعل معه أخاه هارون ؛ لنأم أفصح‬
‫منه لسانا ‪،‬وهو ل شك أفضل من أخيه ‪.‬‬
‫وقال بعض الؤرخي بأن هارون أكب منه بسنة ‪ ،‬ولكن ال اصطخفاه دونه ‪.‬‬
‫صذدإري )‬
‫ب اذشورذح إل و‬‫بج إول فإذروعذوون إنلهق طووغى )‪ ، {(24‬فقال ‪} :‬وقاول ور ب‬
‫فقال له ‪} :‬اذذوه ذ‬
‫‪ {(25‬لنأم أمر صعبج وتكليف ل يتمحله ‪.‬‬
‫تيل انك راعي غنم ‪،‬ومعك عصا تش با على غنمحك ‪ ،‬ث تكلف بالدخول على‬
‫طاغية من طغاةا الدنيا ‪ ،‬هو فرعون حاكم مصر ‪ ،‬وحرسه كمحا قال أهل العلم ‪ :‬ستة وثلثون‬
‫ألف ا ‪ ،‬منتشرون ف كل مكان ‪،‬بوار القصر وخارجه وداخله‪.‬‬
‫صذدإري )‪ (25‬وويوبسذر إل أوذمإري )‪ {(26‬ما أحسن الدعاء ! ال‬ ‫ب اذشورذح إل و‬ ‫قال ‪} :‬وقاول ور ب‬
‫هو الذي ألمحه أن يدعو بذا الدعاء ‪} ،‬وواذحلقذل عقذقودةاا إمذن لإوساإن )‪ {(27‬يا رب أنت تعلم أن‬
‫لسان يتلعثم فحله ل ‪.‬‬
‫قال السن البصري ‪ :‬رحم ال موسى ‪ ،‬ما سأل إل أن تل عقدةا واحدةا من لسانه ‪.‬‬
‫وسببج طلبه من ال أن يلل هذه العقدةا ؛ كمحا قال موسى ‪} :‬يوقذفوققهوا قوقذوإل{ ليفهمحوا‬
‫قوله ويفقهوه ‪ ،‬ول يقل ‪ :‬اجعلن أعظم خطخيبج ف مصر ‪ ،‬ول أفضل متحدث ف مصر ‪ ،‬ولكن‬
‫}يوقذفوققهوا قوقذوإل{ فقط لبلغ الرسالة‪.‬‬
‫}وواذجوعذل إل ووإزيرا إمذن أوذهإلي )‪ {(29‬يساعدن ‪ ،‬ويكون من أهلي ؛ لنأم لو كان من‬
‫غيخ أهلي ربا كان حاقدا أو حاسدا ‪.‬‬
‫ث عينه باسه ؛ لن أهله كثيخون ‪ ،‬كبار وصغار وأبناء عمحومة وأقارب فقال ‪} :‬وهاقروون‬
‫ك وكإثيخا )‪ (33‬وونوذذقكوروك‬ ‫أوإخي)‪ (30‬اذشقدذد بإإه أوذزإري )‪ (31‬ووأوذشإرذكهق إف أوذمإري )‪ (32‬وكذي نقوسبوح و‬
‫ك قكذنت بإونا ب إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫صيخا )‪.{(35‬‬ ‫وكثيخا )‪ (34‬نل و و و‬
‫إ‬
‫ك ويا قمووسى )‪ ((36‬ل يقل سؤالتك ‪ ،‬لنأا‬ ‫ت قسذؤلو و‬ ‫فجاء الواب مباشرةا )وقاول قوذد قأوتي و‬
‫ن {]يس ‪[ 82 :‬‬ ‫سؤال واحد ف علم ال }إلونا أوذمقرهق إوذا أراد وشذيئا أوذن يوقققوول لوهق قكذن فوقيوقكو ق‬
‫ك وملرةاا أقذخورى )‪ {(37‬فبدأ اله من هذه الية يذكره بشريط حياته ‪،‬‬ ‫}وولووقذد ومنوقلنا وعلوذي و‬
‫وبتلك النعم الت أسداها له ف الاضي لعله يتذكرها ول ينساها ‪ ،‬فيشكر ول يكفر ‪.‬‬
‫لا ذهبا واصبحا ف عرض الطخريق أوصاهرا ال بأدب الدعوةا ‪ ،‬فقال ‪} :‬فوقققول لوهق قوقذولا لوبين ا‬
‫لووعلهق يوقتووذلكقر أوذو ويذوشى )‪ {(44‬انتبهوا من البيث لينوا ف الطخاب ‪ ،‬وعليكم بالسلوب السهل ‪،‬‬
‫وال يعلم ف علم الغيبج أن فرعون ل يؤمن فهو من أهل النار ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ن{]النفال‪[23:‬‬ ‫لاذا؟ }وولوذو وعلوم اللهق فيإهذم وخذيخا ولذسووعقهذم وولوذو أوذسووعقهذم ولتوقوولذوا ووقهذم قمذعإر ق‬
‫ضو و‬
‫فيقول موسى وهو ف الطخريق وفرائصه ترتعد ‪ ،‬فهناك أمامه سيوف ورماح وخناجر ‪ ،‬وجيش‬
‫ف أوذن يوقذفقروط وعوذليقونا أوذو‬ ‫وأسطخول ‪ ،‬وفرعون وهامان وقارون ‪،‬فقال هو وأخوه ‪} :‬وقال وربقلونا إنقلونا وو‬
‫نا ق‬
‫أوذن يوطخذوغى{ )طقه‪ (45:‬أي ‪ :‬أن يستعجل بالعقوبة أو أن يطخغى ف الكم‪.‬‬
‫قال ال – وما احسن العبارةا ‪ } : -‬إنلإن وموعقكومحا أوذسوقع ووأوورى{ )طقه‪ :‬من الية ‪. (46‬‬
‫ل إله إل ال ! انتم ف اليوان ‪،‬وعلمحي معكم ‪.‬‬
‫أنتم ف الصحراء ‪ ،‬وأنا معكم بعلمحي وإحاطت ‪.‬‬
‫أنتم ف البحر وأنا معكم بعلمحي }وما يوقكوقن إمذن وذنووى وثلثوضة إلل قهوو ورابإعققهذم وول وخذوسضة إلل‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ك وول أوذكثوقور إلل قهوو وموعقهذم أويذون وما وكانقوا{ ]الادلة ‪ [7‬ال معكم بعلمحه‬ ‫قهوو وسادقسقهذم وول أوذدون إمذن ذول و‬
‫و إحاطته وشهوده‪.‬‬
‫ألزما يديك ببل ال معتصمحا *** فانه الركن إن خانتك أركان‬

‫ث كان اللقاء التاريي الشهود بي فرعون رئيس الضللة ‪ ،‬وبي موسى كليم ال ‪ ،‬فكان‬
‫ما كان من إظهار الجة أمامه ‪ ،‬ومشاهدته لعجزةا العصا واليد ‪.‬‬
‫ففكر وقدر ‪ ،‬فاختار البارزةا ف اليدان أماما المحوع الائلة والشود الضخمحة ‪ ،‬لتكون‬
‫النهاية الفاصلة ‪ :‬إما الزية ‪ ،‬وإما الظهور ف الرض ‪.‬‬
‫فتواعدا ضحى يوما الزينة ‪،‬وهو يوما العيد الكب عندهم ‪.‬‬
‫فجاء السحرةا من كل مكان تلبية لسلطخان الزمان ‪ ،‬وربم العلى فرعون ‪ ،‬واصطخفوا‬
‫متهيئي للنقضاض بسحرهم على عصا موسى ؛ الت سعوا با ‪ ،‬وما رأوها ‪ ،‬وظنوها كحبالم‬
‫الت معهم ‪.‬‬
‫فاختار موسى أن يلقوا هم بالول لكي تكون الاتة له ‪ ،‬وهذا من حكمحته أن يعلهم‬
‫يرجوا ما ف كيدهم ‪،‬وآخر ما عندهم من حيل ومغالطخات‪.‬‬
‫ث يأت هو فيقصم ظهرهم بعد أن عرف منتهاهم ‪.‬‬
‫فألقوا حبالم ‪ ،‬فكانت تتاقص كاليات ‪ ،‬وهذا أقصى ما لديهم أن يعلوا البال‬
‫تتاقص ويسحروا أعي الناس با ‪.‬‬
‫فألقى موسى عصاه بعد أن داخله شيء من خوف طبيعي ينتاب البشر لا رأى حياتم‬
‫الكثيخةا ‪.‬‬
‫ت اذلوذعولى{ )طقه‪ :‬من الية ‪ (68‬العلى مكانة ‪ ،‬والعلى‬ ‫ف إنل و‬
‫ك أونذ و‬ ‫فقال له تعال ‪} :‬ل وتو ذ‬
‫حجة وغلبة ‪.‬‬
‫فألقى العصا ‪ ،‬فأخذت تلتقم سحرهم وحبالم واحدةا تلو الخرى ‪ ،‬فدهش السحرةا ؛‬
‫لنأم ل يروا ف حياتم منظرا كهذا ‪ ،‬قد خبوا السحر وعلمحوه ‪ ،‬ولكنهم ف حياتم كلها الت‬
‫ضاعت بي تلكم الزعبلت ل يشاهدوا كمحثل هذا اليوما ‪.‬‬
‫فعلمحوا انه ليس بسحر ‪ ،‬وإنا معجزةا من رب الرباب ‪.‬‬
‫فخروا سجدا ل رب هارون وموسى‪.‬‬
‫فكانت النهاية الليمحة لفرعون وحزبه ‪ ،‬عندما انأارت على رؤوسهم اليل والتدابيخ ‪.‬‬
‫فلمحا سقط اليار الدل ‪ ،‬كان ل بد عند فرعون أن يتار الفصل والسم العسكري ‪،‬‬
‫أمر بطخاردةا موسى وقومه بعد أن تشاور مع وزرائه ‪ ،‬فأتوه بذلك لكي ل يكسبج مزيدا من‬
‫الناس حوله ‪.‬‬
‫فخرج فرعون بيش قوامه كمحا يقال ألف ألف ‪ ،‬وأما موسى فلم يكن معه إل بن‬
‫إسرائيل من الطفال والنساء وقليل من الرجال ‪ ،‬ولكن ال معه‪.‬‬
‫فلمحا بلغ موسى وقومه البحر رأوا عجاجة ف السمحاء ‪ ،‬فالتفتوا فإذا فرعون وجيشه ‪ ،‬وقد‬
‫اقتبوا منهم ‪ ،‬فجزعوا وهلعوا من الوقف ‪ ،‬فالبحر أمامهم ‪ ،‬وفرعون وجنوده من خلفهم ‪ ..‬فأين‬
‫الفر ‪.‬‬
‫أما موسى فقد علمحه ال طيلة تلك السني انه ناصره ف كل موقف ‪.‬‬
‫فأصبح هذا عنده عقدية ويقينا فقال ‪} :‬وقاول وكلل إلن ومعإوي وربب وسيوقذهإديإن )‪ {(62‬أي ‪:‬‬
‫لن يضيعن ف آخر الولة بعد أن كان معي سابقاا‪.‬‬
‫فاقتب موسى من البحر وضربه بعصاه انفلق ‪ ،‬وأصبح كالبل العظيم ‪ ،‬وحسر عن‬
‫القاع وبنو إسرائيل ينظرون مبهوتي دهشي من هذا النظر ‪.‬‬
‫فأمرهم موسى بالدخول ف البحر والضي ‪ ،‬بعد أن جعله ال طريقا يابسا ‪ ،‬فسلكوه وهم‬
‫ل زالوا ف عجبهم ‪.‬‬
‫وأما فرعون فانه اقتب من البحر ول يعثر على موسى وقومه ‪ ،‬وإنا شاهد هذا النظر‬
‫الغريبج الذي يشاهده لول مرةا ‪ ،‬فتقهقر ف البداية ‪.‬‬
‫وف هذا الوضع يورد الفسرون بعض الخبار السرائيلية الت ل باس بالستئناس با؛‬
‫لنأا ل تعارض نصا عندنا ‪ ،‬وإنا هي من جلة الخبار ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬إن فرس فرعون رأى بغلة ف البحر ‪ ،‬قيل ‪ :‬بغلة كان يركبها جبيل فأرادها ‪ ،‬لن‬
‫الفرس يهيج عند رؤية البغلة ‪ ،‬فاقتحم بفرعون البحر ‪ ،‬فتبعه النود لنه قائدهم ‪ ،‬فلمحا اكتمحلوا‬
‫ف وسط البحر أنصك عليهم واضطخرب ‪ ،‬فقتلوا جيعا جزاء نكاال‪.‬‬
‫ت بإإه بوققنو إذسرائيول{‬ ‫إ‬
‫ت أونلهق ل إلوهو إلل الذي آومنو ذ‬ ‫فقال فرعون ف اللحظات الخيخةا ‪} :‬آومذن ق‬
‫]يونس ‪. [90:‬‬
‫دين )‪]{(91‬يونس ‪[91‬‬ ‫ولكن ل ينفعه ذلك }آذلون وقوذد عصيت قوقبل وقكذنت إمن الذمحذفإس إ‬
‫و‬ ‫و و وذ و ذ ق و و و ق‬
‫فلفظه البحر جثة ميتة ليخاها من خلفه ‪ ،‬ويعلمحوا انه رجل حقيخ ل يستحق أن يعل ملكا ‪،‬‬
‫فضل عن أن يعل ربا ألا ‪.‬‬
‫فقال تعال مذكرا بن إسرائيل بذه النعمحة العظيمحة عندما اهلك عدوهم الطخاغية فرعون‬
‫ب يقوذ بقبوون وأبذقوناءوقكذم وويوذستوذحقيوون‬‫نيقوناقكم إمن آإل فإروعوون يسومونوقكم سوء الذعوذا إ‬ ‫إ‬
‫ذ ذ وق ق ذ ق و و‬ ‫وآله وجنوده }وو ذذ ولذ ذ ذ‬
‫نإوساءوقكذم ووإف وذلإقكذم وبلءع إمذن وربقكذم وعإظيعم { ]البقرةا ‪. [49 :‬‬
‫والنجاةا معنوية وحسية ‪:‬‬
‫فالسية أن تنجو من العذاب ‪ ،‬ومن السجن ‪ ،‬ومن الرض‪.‬‬
‫وأما العنوية فان تنجو من الفسق ‪ ،‬ومن العصية ‪ ،‬ومن العتقدات الباطلة‪.‬‬
‫يقول حسان ن رضي ال عنه ‪ ،‬ف هجو الارث بن هشاما ‪ ،‬الذي كان من سادات‬
‫قريش‪:‬‬
‫إن كنت كاذبة الذي حدثتن *** فنجوت منجى الارث بن هشاما‬
‫ترك الحبة أن يقاتل دونأم *** ونا بفضل طمحرةا ولاما‬
‫أي ‪ :‬انه فر يوما بدر على خيل له ‪ ،‬وترك أهل بدر من الشركي يقتلهم السلمحون ‪ ،‬فلم‬
‫يدافع عنهم ‪.‬‬
‫وقال معاوية ‪،‬رضي ال عنه ‪:‬‬
‫نوت وقد بل الرادي سيفه *** من ابن أب شيخ الباطح طالبج‬

‫أي ‪:‬أن ال نان يوما مقتل علي ‪ ،‬رضي ال عنه ؛ لن الوارج كان ف مطخطخهم أن‬
‫يقتلوا عليا ومعاوية وعمحرو بن العاص ‪ ،‬رضي ال عنهم جيعا ‪ ،‬ولكنهم ل يستطخيعوا إل قتل‬
‫علي بن أب طالبج ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬لكمحة قدرها ال ‪.‬‬
‫فقال معاوية هذا ‪.‬‬
‫ب{ ] يعن‪ :‬تلقون منهم شدةا ومشقة وعنتا ‪ ،‬وهو اشد‬ ‫قوله ‪ }:‬يسومونوقكم سوء الذعوذا إ‬
‫و ق ق ذ قو و و‬
‫العذاب ل اقله ‪.‬‬
‫يقول عمحرو بن كلثوما ف )) معلقته (‪:‬‬
‫إذا ما اللك ساما الناس خسفا *** أبينا أن نقر السف فينا‬

‫يقول هذا عندما ذهبج هو وأمه إل عمحرو بن هند ‪ ،‬فقال أما عمحرو بن كلثوما لما عمحرو‬
‫بن هند ‪ :‬ناولين هذا الطخبق ‪ ،‬تريد إذللا ‪.‬‬
‫فرفضت ‪ ،‬فضربتها كفا على وجهها ‪،‬فصاحت تنادي ولدها وتولول ‪ ،‬فقاما ابنها وقتل‬
‫عمحرو بن هند ‪،‬وقال معلقته ف تلك الساعة ‪.‬‬
‫فكان السرائيليون خدما عند أهل مصر ف ذلك الزمان ‪ ،‬يقومون بالعمحال القيخةا‬
‫عندهم ؛ من كنس وطبخ وتضيخ للطخعاما وهكذا ‪.‬‬
‫}يوذ بقبوون وأبذقوناءوقكذم { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (49‬أي ‪ :‬بعد أن علم فرعون بواسطخة السحرةا ‪ ،‬انه سيقتل ف‬
‫مصر على يد طفل ذر لبن إسرائيل يولد بعد ذاك الزمان ‪.‬‬
‫فأخذ لغبائه يقتل كل ولد يولد لبن إسرائيل ‪ ،‬ولكن ال تعال بإرادته غلبج إرادةا هذا‬
‫السفيه ‪ ،‬فجعل ال موسى يتب ف قصر فرعون إذلل له وتقيخا ‪.‬‬
‫} ووإف وذلإقكذم وبلءع إمذن وربقكذم وعإظيعم{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ ، (49‬أي ‪ :‬نقمحة شديدةا حلت بكم ‪،‬‬
‫فل تنسوها ول تنسوا نعمحة ال إذ ناكم منها‪.‬‬
‫ولكنهم نسوا واعرضوا ‪ ،‬فل زالوا ف سخط من ال إل اليوما‬
‫وفي هأذا الدرس دروس وعبر ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬أن اعتصامنا بل اله إل ال ‪ ،‬فل اله إل ال من اجلها الكتبج نزلت ‪،‬ومن اجلها‬
‫الرسل أرسلت ‪ ،‬ومن اجلها الدنيا دمرت خس مرات ‪ ،‬ومن اجلها أقيمحت العال ‪ ،‬وبثت ‪.‬‬

‫الجيال ‪،‬وبذلت الموال ‪ ،‬ورفعت السيف ‪ ،‬فل اله إل ال ل بد أن تسيطخر على كل‬
‫واحد منا ‪ ،‬على اللك ‪ ،‬على الميخ‪ ،‬على الوزير ‪ ،‬على العال ‪ ،‬على القاضي ‪ ،‬على السؤول ‪،‬‬
‫ل بد أن يعتقد ف ضمحيخه أن ل إله إل ال على الصحفي يوما يكتبج ‪ ،‬على الشاعر ‪ ،‬يوما ينظر‬
‫‪ ،‬على الديبج يوما يتوج أن يكون عبدا ل ‪ ،‬وإذا ل يفعل ذلك فسوف يكون من أعداء ال‬
‫ومن الادين ل ‪.‬‬
‫والقضية الثانية ‪ :‬أن الدين يكون بالصلةا ‪ ،‬ول صلةا إل بدين ‪ ،‬ول دين بغيخ صلةا‪.‬‬
‫والقضية الثالث ‪ :‬أنا إذا ل نعل ف أذهاننا اليان باليوما الخر ‪ ،‬فوال ل نعيش ف‬
‫سلما ول أمن ‪ ،‬ول ف استقرار ول ف طمحأنينة ‪ ،‬لن الذين نسوا اليوما الخر تقاتلوا ودمروا‬
‫بعضهم ‪ ،‬وأطلقوا صواريهم وقتلوا المني والنساء والطفال ودمروا البيوت ‪ ،‬لنأم ل يؤمنون‬
‫بال واليوما الخر ‪.‬‬
‫والقضية الرابعة‪ :‬أن ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬ينصر أولياءه ‪ ،‬ولو ظهروا على الساحة انأم‬
‫مهزومون ‪ ،‬أو انأم قليلون ‪ ،‬أو انأم مضطخهدون ‪ ،‬فالنصر معهم والعاقبة لم ‪.‬‬
‫والقضية الخامأسة ‪ :‬أن ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬يطخلبج من العبد أن يفظ النعم واليادي ‪،‬‬
‫وان يتذكر العروف ‪ ،‬وان يتذكر المحيل ‪.‬‬
‫والقضية السادسة ‪ :‬أن على الداعية أن يعرف مداخل القلوب ‪ ،‬وان ل يكون عنيفا ف‬
‫أسلوبه مرحا للشعور منتهكا للقيم‪.‬‬
‫دخل أحد العراب على هارون الرشيد ‪ ،‬الليفة العباسي الكبيخ ‪ ،‬فقال العراب ‪ :‬يا‬
‫هارون ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬إن عندي كلما شديدا قاسيا فاسع له‬
‫قال ‪ :‬وال ل اسع له ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ول‬
‫قال ‪ :‬لن ال أرسل من هو خيخ منك إل من هو شر من ‪ ،‬قال ‪} :‬فوقققول لوهق قوقذولا لوبين ا‬
‫لووعلهق يوقتووذلكقر أوذو ويذوشى )‪.{ (44‬‬
‫فأسلوب الدب ومراعاةا الشعور ‪ ،‬و إقامة حقوق الناس مطخلوبة ف الدعوةا ليصل الداعية‬
‫إل القلوب ‪.‬‬
‫والقضية السابعة ‪ :‬أن ل خوف على السلم ‪ ،‬فالنفوس بيد ال ‪ ،‬والرزاق ف خزائن ال‬
‫‪ ،‬فهو الذي ييي وييت ‪ ،‬وهو الذي يغن ويعدما ‪،‬وبيده مقاليد المور سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫هذا درس من دروس التوحيد ؛ لن أغلبية سور القران دائمحا تلق بنا مع موسى ‪ ،‬ول‬
‫تكاد تقرا سورةا ف الغالبج إل وتسمحع }وولووقذد أرسلونا قمووسى{]هود ‪ [96‬فسلما على موسى ف‬
‫الولي ‪ ،‬وسلما عليه ف الخرين ‪ ،‬وشكر ال سعيه يوما رفع ل إله إل ال ‪.‬‬
‫ضوون وعوذليقوها‬
‫وأما فرعون ‪ ،‬وآل فرعون ‪ ،‬حالم كمحا ذكر الول ‪ ،‬عز وجل ‪} :‬اللناقر يققذعور ق‬
‫ب { ]غافر ‪. [46 :‬‬‫غققدوا ووعإشيا ويقوما توقققوما اللساوعةق أوذدإخلقوا آول فإروعوون أووشلد الذعوذا إ‬
‫و‬ ‫ذ ذ‬ ‫و و و ووذ و ق‬

‫**************************************‬
‫المناظرة‬

‫ضلضل‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ إ‬


‫ك إف و‬ ‫صوناما آلوةا إبن أووراوك ووقوقذووم و‬ ‫يقول تعال ‪ } :‬ووإذذ وقاول إبراهيم لوإبيه آوزور وأتوقتلخقذ أو ذ‬
‫ي{ ]النعاما ‪ [ 74 :‬إماما التوحيد يريد أن يثبت التوحد أول ‪ ،‬وهو قد أثبته ف نسه قبل أن يثبته‬ ‫قمبإ ض‬
‫لبيه ث يثبته للناس ‪.‬‬
‫إماما التوحيد يعيش صراعا رهيبا ف نفسه ‪ ،‬حت يعلم أن ل إله إل ال ‪.‬‬
‫وال ‪ ،‬إذا أراد أن يرسل رسول من الرسل ابتله بالصائبج والزمات ‪ ،‬حت يعلم أن ل‬
‫إله إل ال ‪ ،‬ول نافع إل ال ‪ ،‬ول ضار إل ال ‪ ،‬ول ميي ول ميت إل ال ‪.‬‬
‫مكث صلى ال عليه وسلم يذوق التوحيد ‪ ،‬ويتجرع التوحيد من صغره ‪ ،‬فلمحا بلغ‬
‫إ إ‬
‫ك{ ]ممحد ‪. [19 :‬‬ ‫الربعي انزل ال عليه }وفاذعلوذم أونلهق ل إلوهو إلل اللهق وواذستوقذغفذر لوذنذبإ و‬
‫يقول أهل التفسيخ ‪ :‬خرج إبراهيم ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬إل البحر وجد جيفة حيوان قد‬
‫ألقيت على الشاطئ ‪ ،‬فأتت الذئاب والوحوش والكلب والطخيور تفتسها‪.‬‬
‫فوقف متأمل وقال ‪ :‬سبحان ال ‪ ،‬أيعيد هذه ال بعد أن تأكلها الطخيور والوحوش؟‬
‫ف قذتإيي الذومحذووتى{ ]البقرةا ‪. [260 :‬‬ ‫ب أوإرإن وكذي و‬‫ث التفت ورفع يديه وقال ‪} :‬ور ب‬
‫هل شك ف القدرةا ؟ وقدرةا الواحد الحد ثابتة وهو يعرف ذلك ‪ ،‬وهو الذي علم الناس‬
‫بان ال قدير ‪،‬وهو الذي أتى بذا العلم) علم التوحيد الالص (‪.‬‬
‫عند البخاري أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال‪)):‬نن أحق بالشك من إبراهيم (( )‪.(13‬‬
‫ولهأل العلم مأعنيان في هأذا الكلما مأنه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعنى الول ‪ :‬لو كان إبراهيم يشك ‪ ،‬لكنا نن أكثر منه شكا ؛ لنأم ارفع‬
‫منا إيانا ‪.‬‬
‫‪ -2‬والمعنى الخآر ‪ :‬انه ل يسلم من الشك أحد حت نن ؛ لن إبراهيم وهو أفضلنا‬
‫قد انتابه شيء منه ‪ ،‬والول اصح وأول ‪.‬‬

‫)‪(13‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (3372‬ومسلم )‪ (238‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫ف قذتإيي الذومحذووتى{ ]البقرةا ‪ [260 :‬بعد أن أصبحت ف بطخون الوحوش‬ ‫ب أوإرإن وكذي و‬
‫قال ‪} :‬ور ب‬
‫والطخيور والعجمحاوات والكلب والزواحف ‪.‬‬
‫قال ال ‪ ،‬عز وجل ‪ } :‬أول تؤمن { ؟‬
‫أفيك شك من ل إله إل ال ؟ ومن قدرةا القدير ؟ وقدرةا الواحد الحد ؟ الذي يقول‬
‫فيها الماما مالك ‪ :‬تعدد الصوات والنغمحات واختلف اللغات يدل على قدرةا ال ‪.‬‬
‫وقيل لحدهم ‪ :‬ما دليل القدرةا ؟‬
‫قال ‪ :‬نقض العزائم ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬انك تعزما على أمر ‪ ،‬ث ينق عزيتك ‪ .‬مثل ‪ :‬تصمحم على السفر ث يلقى سفرك‬
‫لسببج أو لخر‪.‬‬
‫يقول أبو العلء العري ‪ ،‬وهو من أحسن أبياته – ولو أن له أبياتا قبيحة ‪:-‬‬
‫تقضون والفلك السيخ ضاحكا *** وتقدرون فتضحك القدار‬
‫يقول ‪ :‬انتم ف الرض خفافيش تقدرون ‪ ،‬وتتوقعون ‪ ،‬ويأت ال فيلغي تقديراتكم ويفنيها‬
‫عذدلا{ ]النعاما ‪:‬‬ ‫}وأل لوه اذلذكم وهو أوسرع اذلاإسبإي {]النعاما ‪} [ 62 :‬ووتلت وكلإمحت رب و إ‬
‫ك صذدقا وو و‬ ‫و ذ و ق و‬ ‫ق ق ق و قو ذو ق و و‬
‫‪.[115‬‬
‫قال ابن كثيخ ‪ :‬صدقا ف الخبار ‪ ،‬وعدل ف الحكاما‬
‫وهذا التعريف من الدرر ‪ ،‬وهذا هو الكسيخ والعن القليل ‪.‬‬
‫)قال أول تؤمن قال بلى ولكن ليطخمحئن قلب(‬
‫يعن ‪ :‬أريد أن يطخمحئن القلبج ‪ ،‬وهو دليل على أن درجة الحسان أعلى من درجة‬
‫اليان ‪ ،‬وان من رأى الشيء كان أكثر يقينا من سع به ‪.‬‬
‫يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي‪:‬‬
‫خذ ما رأيت ودع شيئا سعت به *** ف طلعة البدر ما يغنيك عن زحل‬
‫وهذا مثل ما يذكر أن علي بن أب طالبج قال ‪ :‬وال ‪ ،‬لو كشف ل ال الغطخاء‪ ،‬فرأيت‬
‫النة والنار ‪ ،‬ما زاد ما عندي من إيان مثقال ذرةا ‪ .‬يعن ‪ :‬انه بلغ درجة اليقي ‪.‬‬
‫يقول حافظ الحكمي عنه ‪:‬‬
‫هو رسوخ القلبج ف اليان *** حت يكون الغيبج كالعيان‬
‫ما داما بان هناك جنة ‪ ،‬فقد صدقوا بذلك وأيقنوا ‪ ،‬وهذا كحال الصحابة الذي يقول‬
‫أحدهم ف معركة أحد ‪ ) :‬إياك عن يا سعد ‪ ،‬والذي نفسي بيده أن لجد ريح النة من دون‬
‫أحد (‪.‬‬
‫هذا هو اليقي ‪ ،‬ل علم الدكتوراه الت جعلت النسان ف القران الامس عشر ل يعرف‬
‫يصلي جاعة ف السجد ‪ ،‬ث يقول ‪ :‬هذا هو العلم !! }يوقذعلوقمحوون وظاإهرا إمون اذلووياإةا الردنذقويا ووقهذم‬
‫وعإن اذلخرةا قهذم وغافإقلوون { ]الروما ‪. [7 :‬‬
‫إ‬
‫ن إليك{ )البقرةا‪:‬‬ ‫صذرقه ل‬ ‫قال ‪ ) :‬ولكن ليطخمحئن قلب ( فقال له ال ‪} :‬فوقخذذ أوذربوقوعةا مون الطخلذإيخ فو ق‬
‫من الية ‪ (260‬وسبق أن قلت ‪ :‬ل يهمحنا استطخرادات الفسرين ف ذكر نوع الطخيور ‪ ،‬هي بط أو‬
‫حاما أو إوز ؟ إنا هو طيخ ‪ ،‬ولو كان هناك مصلحة ‪ ،‬لكان سي لنا الطخيخ ‪.‬‬
‫صذرقهلن{ قيل ‪ :‬قطخعهن ‪ ،‬فقطخعها إبراهيم وخلطخها ونثرها على أربعة جبال ونزل ف‬ ‫}فو ق‬
‫وسط الوادي ‪.‬‬
‫ك وسذعيا { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (260‬فنزل فدعاهن ‪،‬‬ ‫قال ‪ }:‬ث ادعهن { }قثل اذدعققهلن يوأذإتينو و‬
‫وأحياها ال ورد الرواح فيها ‪ ،‬فكان إبراهيم يقدما الرأس للطخائر ل يقبله ؛ لنه ليس رأسه ‪،‬‬
‫ويقدما الرجل للطخائر فل يقبلها ؛ لنه ليست رجله‪.‬‬
‫ث قال ‪ } :‬وواذعلوذم أولن اللهو وعإزيعز وحإكيعم{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (260‬‬
‫ض إ‬
‫لاذا قال ال قبلها ف قصة صاحبج المحار ‪} :‬أوذعلوقم أولن اللهو وعولى قكبل وشذيء قو ع‬
‫دير{ )البقرةا‪:‬‬

‫من الية ‪ ، (259‬وهنا قال ‪ ) :‬عزيز حكيم (‪.‬‬


‫قال أهل العلم ‪ :‬لن إبراهيم هو أستاذ التوحيد وصاحبج العقيدةا ‪ ،‬وهو ل يصل إل أن‬
‫ل يعلم أن ال على كل شيء قدير ‪ ،‬ولكنه بعد القصة ازداد علمحا بعزةا ال وحكمحة ال فقيل له‬
‫‪} :‬وواذعلوذم أولن اللهو وعإزيعز وحإكيعم{ ]البقرةا ‪. [260:‬‬
‫فذهبج إبراهيم إل أبيه ‪ ،‬وهو أول ما يدعو أباه ‪.‬‬
‫}ووإذذ وقاول إإبذقوراإهيقم إلوإبيإه آوزور { )النعاما‪ :‬من الية ‪ (74‬قيل ‪ :‬انه ليس بأب بالنسبج ‪ ،‬والصحيح‬
‫انه أبوه بالنسبج ‪.‬‬
‫صونام ا آإلوةا{ )النعاما‪ :‬من الية ‪ (74‬هذه القضية الكبى ‪.‬‬ ‫إ‬
‫قال ‪ } :‬وأتوقتلخقذ أو ذ‬
‫إن من مبادئ الدل ‪ :‬انك إذا أردت أن تدما شيئا أن تورث الشك ف نفس من تادل‪.‬‬
‫فإذا أردت أن تادل معتنقي النصرانية مثل ‪ ،‬فتقو لم ‪ :‬هل ال ثالث ثلثة ؟ هل يعقل‬
‫أن الواحد ثلثة ؟ تعالوا بنا إل الساب ‪ ،‬هل سعتم أن الواحد يصبح ثلثة ؟ من هنا نأدما‬
‫عقائدهم ‪.‬‬
‫صوناما آإلوةا{ أتتخذ الجارةا آلة ؟ فهل هي تسمحع أو تعقل أو ترى ؟‬ ‫إ‬
‫قال ‪ } :‬وأتوقتلخقذ أو ذ‬
‫ي{ ‪.‬‬‫ضلضل قمبإ ض‬ ‫ك إف و‬ ‫} إبن أووراوك ووقوقذووم و‬
‫نعم ! يطخلبج من الداعية أن يكون حكيمحا ول يواجه بعنف ‪ ،‬لكن إبراهيم هنا استخدما‬
‫السلوب الناسبج للمحوقف الناسبج ‪ ،‬وهذا ل يناف الكمحة ‪ ،‬فان ال لا أرسل موسى وهارون‬
‫ت وما أونذقوزول وهقؤلإء إلا‬ ‫إ‬
‫قال ‪ }:‬فوققوول لوهق قوقذولا لبينا { مع العلم أن موسى يقول لفرعون ‪ }:‬لووقذد وعلذمح و‬
‫ك ويا فإذروعذوقن ومثذقبورا { ]السراء ‪ ، [102 :‬لنه سع اليقي‬ ‫صائإور ووإبن ولوظقنر و‬
‫ض بو و‬‫ت وواذلوذر إ‬ ‫ب اللسمحاوا إ‬
‫ور ر و و‬
‫والعلم والب ولكنه تكب ‪ ،‬فاستدعى ذلك الغلظا معه‪.‬‬
‫كحال إبراهيم ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬هنا‪.‬‬
‫ي{ ]النعاما ‪[75 :‬‬ ‫إإ‬ ‫إ‬ ‫ت واذلور إ إ‬ ‫ك نقإري إبراهيم ملوقكوت اللسمحاوا إ‬ ‫}ووكوذلإ‬
‫ض ووليوقكوون مون الذقمحوقن و‬ ‫وو و ذ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ما الذي يدل على ال ؟ الشجر والزهرةا والغدير والسمحاء والرض ‪.‬‬
‫وف كل شيء له آيققة *** تدل على انه واحد‬
‫ض{]يونس ‪ [101 :‬الرابية ‪:‬‬ ‫كلها تشيخ على الوحدانية }قإل انذظقروا ماوذا إف اللسمحاوا إ‬
‫ت وواذلوذر إ‬ ‫وو‬ ‫ق و‬
‫الضبة ‪ ،‬والتل والاء كلها تدل على ال ‪.‬‬
‫يقول علمحاء الكلما ‪ :‬ل بد قبل أن تقول اشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬واشهد أن ممحدا‬
‫رسول ال ‪ ،‬فانه عليك أن تتفكر بالنظر والستدلل حت تشهد ‪.‬‬
‫وهذا خطخأ عند علمحاء السنة ‪ ،‬ونبه عليه الشيخ عبد العزيز بن باز ‪ ،‬رحه ال ‪ ،‬ف تعليقه‬
‫على )) فتح الباري (( وقال ‪ :‬ل ‪ ،‬بل الواجبج أن تشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وتشهد أن ممحدا‬
‫رسول ال ‪ ،‬ل النظر والستدلل ‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم )) أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال و أن‬
‫رسول ال (()‪.(14‬‬
‫ض{ وهذا دأب النبياء ‪،‬‬ ‫ك نقإري إبراهيم ملوقكوت اللسمحاوا إ‬
‫ت وواذلوذر إ‬ ‫إ‬
‫و و وو‬ ‫وقال سبحانه ‪} :‬وووكوذل و‬
‫فالرسول صلى ال عليه وسلم قبل البعثة ما كان يقرأ ‪ ،‬ول يكتبج ‪ ،‬لكنه كان يقرأ ف الكون‬
‫وف كتاب الكون ‪ ،‬وقيل ف قوله تعال ‪} :‬اقذقورأذ{ وهي أول سورةا نزلت عليه ‪ ،‬أي ‪ :‬اقرأ ف‬
‫الكون‪.‬‬
‫ولذلك يكثر القران من التذكيخ بآيات ال ف الفاق وف الرض }أووفل يوقذنظققروون إول اذإلبإإل‬
‫ت )‪ (19‬ووإول‬ ‫وكيف خلإوقت )‪ (17‬وإول اللسمحاإء وكيف رفإعت )‪ (18‬وإول اذلإباإل وكي إ‬
‫ف نقصبو ذ‬‫و ذ و‬ ‫و‬ ‫و ذ و قو ذ‬ ‫و‬ ‫ذ و ق ذ‬
‫ت )‪] {(20‬الغاشية[‬ ‫إ‬ ‫اذلوذر إ‬
‫ف قسطخوح ذ‬ ‫ض وكذي و‬
‫) وليكون من الوقني ( هذه درجة الرسوخ واليقي ‪.‬‬
‫واليقين له شروط‪:‬‬
‫منها ‪ :‬أن تتدبر آيات الكون ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن تكثر من العبادةا ‪،‬وهو طريق أهل السنة ؛ لن الناطقة ل يكونوا متعبدين ‪،‬‬
‫بل كان يهم فجور ‪.‬‬
‫والعتزلة من افجر الناس ‪ ،‬حت أن بعضهم كان من يشرب المحر ‪.‬‬
‫قال ‪} :‬فوقلولمحا وجلن وعلوذيإه اللذيقل ورأى وكذووكبا {‪.‬‬
‫جن معناها ‪ :‬ست ‪ ،‬وإنا سي الن جنا ؛ لنأم يستتون ‪.‬‬
‫وقال عمحر بن أب ربيعة‪:‬‬
‫وكان من دون ما كنت اتقي *** ثلث شخوص كأعيان ومعصر‬

‫قال ‪} :‬فوقلولمحا وجلن وعلوذيإه اللذيقل ورأى وكذووكب ا{ هذا أسلوب القران وهذا إبداع القران ‪ ،‬من‬
‫يستطخيع أن يصوغ مثل هذا الكلما ؟‬
‫ال وحده جل جلله ‪.‬‬

‫)‪(14‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (25‬ومسلم )‪ (22‬من حديث ابن عمر ‪ ،‬رضي ا عنهما ‪.‬‬
‫}فوقلولمحا وجلن وعلوذيإه اللذيقل ورأى وكذووكب ا{ فل تظهر الكواكبج إل ف الليل ‪ ،‬وإبراهيم أراد أن‬
‫يري الوار أماما الناس ‪ ،‬وهو يدري أن ال هو الواحد الحد ‪ ،‬وهو النافع الضار ‪ ،‬كان يريد‬
‫أن يلفت أنظارهم إل أن هذه الكواكبج ل تنفع ول تضر ول تدبر أمرا هي ل تستحق العبادةا‪.‬‬
‫}وهوذا وربب{ يقول إبراهيم ‪ :‬الكوكبج رب ‪ ،‬فسمحعه قومه سكتوا ما أنكروا ‪ ،‬لن أمته‬
‫كانت تعبد الكواكبج ‪ ،‬وتعبد الشجر والجر ‪ ،‬وتعبد صبةا التمحر ‪.‬‬
‫ي{ أفل ‪ :‬أي ‪ :‬غاب ‪.‬‬ ‫}فوقلولمحا أوفول وقاول ل أقإح ر إإ‬
‫بج اذلفل و‬ ‫و‬
‫لاذا قال هذا ؟ لنه يريد أن يثبت لم أن ال حي ل يوت }ووتوقوولكذل وعولى اذلوبي الإذي ل‬
‫ت{ ]الفرقان‪ [58 :‬وهذا سر السرار ‪ ،‬بان الي الذي ل يوت هو ال ‪.‬‬ ‫وقيو ق‬
‫أما غيخه أحياء يوتون‪.‬‬
‫ي{ فكأن قومه وافقوه وسكتوا ‪ ،‬فمحا داما إبراهيم ل يبج‬ ‫}فوقلولمحا أوفول وقاول ل أقإح ر إإ‬
‫بج اذلفل و‬ ‫و‬
‫الفلي فقد أصاب إبراهيم ‪.‬‬
‫}فوقلولمحا ورأى الذوقومحور وباإزغا وقاول وهوذا وربب{ ]النعاما[ هذا ف الليلة الثانية ‪.‬‬
‫}فوقلولمحا أوفوول{ قال ‪ :‬وهذا أيضا ل يصلح للعبادةا ؛ لنه يتفي فل يراقبج عباده ‪.‬‬
‫ي{ ‪.‬‬ ‫}وقاول لوئإذن ولذ يوقذهإدإن وربب ولوقكونولن إمون الذوقذوإما ال ل‬
‫ضالب و‬
‫س وباإزوغةا وقاول وهوذا وربب وهوذا أكب{ لنه يبحث عن الكبيخ ‪ ،‬ولذلك من‬ ‫}فوقلولمحا ورأى اللشذمح و‬
‫صفات الواحد الحد انه الكب ‪.‬‬
‫وكانت العرب تأخذ أكب الجارةا لعبادتا!‬
‫ت وقاول ويا قوقذوإما إبن بوإريءع إ لما تقذشإرقكوون{ ‪.‬‬‫}فوقلولمحا أوفوقلو ذ‬
‫أخيخا قال ‪ :‬هذه كلها خزعبلت ؛ لن قومه يعبدون الكوكبج والشمحس والقمحر ‪ ،‬فلمحا‬
‫إ‬ ‫إإ‬
‫ض‬‫ت ووذجإهوي للذي فوطخوور اللسومحاووات وواذلوذر و‬ ‫أفلت جيعها صرف نفسه عن هذا وقال ‪} :‬إبن وولجذه ق‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ي )‪ {(79‬النيف ‪ :‬الائل من الشرك إل التوحيد‪.‬‬ ‫وحنيفا وووما أوونا مون الذقمحذشإرك و‬
‫وهذا هو الذي أتى به صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولذلك كان صلى ال عليه وسلم يبج كل‬
‫إ‬
‫النبياء والرسل ‪،‬كان يبج إبراهيم حبا خاص }إلن أوذوول اللناإس إبإبراهيم لولذيون اتلقبوققعوهق وووهوذا النلإ ر‬
‫ب‬
‫{ ]آل عمحران ‪. [68 :‬‬
‫ويقول ف حديث السراء ‪ )) :‬ورأيت إبراهيم عليه السلما وكان أشبه الناس به صاحبكم‬
‫(()‪ (15‬أي ‪ :‬هو صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫}وووحالجهق قوقذوقمهق{ الن بدأت الناظرةا ‪.‬‬
‫}وقاول أو قوتارجوبن إف اللإه ووقوذد وهوداإن{ يقول ‪ :‬أنا اهتديت والمحد ل ‪ ،‬ولكنكم تريدون أن‬
‫تزيلون عن هذا العتقد الق ‪ ،‬وهذا من البث بأنأم ل يكتفوا بضللم ‪ ،‬بل يريدون أن يضلوه‬
‫معهم كشأن بعض الناس الذين يريدون غواية الصالي‪.‬‬
‫ف وما تقذشإرقكوون بإإه إلل أوذن يووشاءو وربب وشذيئ ا{ سبحان ال !‪.‬‬ ‫}وول أووخا ق‬
‫بعض أهل العلم له تعليق على هذه الية ؛ بأن إبراهيم يعلم أن ال لو شاء لعله مثلهم‬
‫‪،‬ول يهده إل التوحيد ‪،‬ولكنه عصمحه سبحانه وتعال‪.‬‬
‫معن ذلك ‪ :‬أن العبد مفتقر إل ال مهمحا بلغ ف الداية ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ إ‬ ‫}ولوول فو ذ إ‬
‫ضقل الله وعلوذيقكذم ووورذحوتقهق وما وزوكى مذنقكذم مذن أحد أبدا وولوكلن اللهو يققوزبكي ومذن يو و ق‬
‫شاء { ]النور ‪:‬‬
‫وذ‬
‫‪. [21‬‬
‫وال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬إنا عصم الرسول صلى ال عليه وسلم من القتل بآية ف سورةا‬
‫ك إمون اللناإس{ ]الائدةا ‪ [67 :‬فهو العاصم سبحانه من كل شيء ‪.‬‬ ‫صقمح و‬‫الائدةا هي‪} :‬والله يقع إ‬
‫و ق وذ‬
‫ث قال إبراهيم ‪ }:‬ووإسوع وربب قكلل وشذيضء إعذلمحا { )النعاما‪ :‬من الية ‪.(80‬‬
‫و أهل السنة والمحاعة يقولون ‪ ) :‬يعلم ال ( ‪ ،‬ول يقولون ) يعرف ( ؛ لنه ليس من‬
‫اللفاظا الشرعية أن تقول ‪ ) :‬عرف ال هذه السالة ( مثل ‪ ،‬بل تقول ‪ ) :‬علم ال هذه السالة‬
‫؛ لن العرفان يسبقه جهل ‪ ،‬فهو علم نسب مؤقت ‪،‬أما علم ال هو مطخلق ل مدود‪.‬‬
‫ت‬ ‫وقد علم ال الغيبج واختص به سبحانه دون غيخه فقال }قل ل يقعلوم من إف اللسمحاوا إ‬
‫وو‬ ‫ذ وذ ق و ذ‬
‫بج إلل اللهق{ ]النمحل ‪. [65 :‬‬ ‫وواذلوذر إ‬
‫ض الذغوذي و‬
‫وقد جاء ف السنة والثار عدةا حوادث تبي سعة علمحه تبارك وتعال ‪ ،‬وقد مر بنا بعضها‬
‫ف دروس سابقة ‪ ،‬كقصة عمحيخ بن وهبج الذي اجتمحع مع صفوان بن أمية عند البيت يطخطخان‬

‫)‪(15‬‬
‫أخرجه ملم )‪ (172‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫لغتيال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أخب ال رسوله بخطخطخهم ‪ ،‬فلمحا جاء عمحيخ ف الدينة‬
‫اخبه صلى ال عليه وسلم با ت بينهمحا وهرا ف مكة وهو ف الدينة فأسلم عمحيخ رضي ال عنه ‪.‬‬
‫وهكذا ف قصة خولة بنت ثعلبة الت اشتكت زوجها ‪ ،‬فان عائشة كانت ف طرف‬
‫البيت ‪ ،‬لكنها ل تعلم حرفا ما كانت تقوله الشتكية للرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فانزل ال‬
‫إ‬
‫ك{ ]الادلة ‪. [1 :‬‬ ‫}قوذد وإسوع اللهق قوقذوول الإت قوتادلق و‬
‫ف وما أوذشورذكتقذم{ ]النعاما ‪ [81 :‬أي ‪ :‬أن الؤمن ل ياف هذه‬ ‫ف أووخا ق‬‫قال إبراهيم ‪} :‬وووكذي و‬
‫الرافات الوثنية ف كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫قيل للماما احد ‪ :‬أياف الؤمن ؟‬
‫قال ‪ :‬لو اخلص لا خاف ‪.‬‬
‫ولذلك ل نسمحع أن الرسول صلى ال عليه وسلم تأخر ف معركة ما ‪-‬وحاشاه ذلك‪ -‬؛‬
‫لنه أعظم الخلصي والوحدين‪.‬‬
‫يقول علي ‪ :‬كنا إذا اشتدت الرب وحي الوطيس نتقي برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪.‬‬
‫ي‬ ‫تاقفوون إنكم أوذشورذكتقذم إباللإه وما ولذ يققنوقبزذل بإإه وعلوذيقكذم قسذلوطخانا فوأو ر‬
‫ي الذوفإريوق ذ إ‬ ‫قال إبراهيم ‪} :‬وول وو‬
‫أووحرق إباذلوذمإن إذن قكذنتقذم توقذعلوقمحوون { ]النعاما‪ . [ 81 :‬أي ‪ :‬إنكم انتم أول بالوف من ‪ ،‬لنن أنا‬
‫موحد وأنتم مشركون ‪.‬‬
‫إ‬
‫ك ولققم اذلوذمقن ووقهذم قمذهتوقدوون {]النعاما ‪ ، [82 :‬لا‬ ‫}الذيون آومنقوا ووولذ يوقذلبإقسوا إيانأقذم بإظقذلضم قأولوئإ و‬
‫نزلت هذه الية قال الصحابة ‪ :‬اينا ل يظلم نفسه يا رسول ال ؟ ‪.‬‬
‫ظيم({]لقمحان ‪[13 :‬‬ ‫قال ‪)) :‬ليس ما تظنون أل تسمحعوا قوله سبحانه ‪} :‬إلن البشروك لوظقذلم ع إ‬
‫ع و‬ ‫ذ‬
‫)‪ (16‬؟‬
‫أي ‪ :‬أن الظلم ف هذه الية القصود به الشرك ل العاصي والكبائر الت قد يعاقبج با‬
‫النسان ف الخرةا ‪ ،‬لكنه يكون من أهل النة أخيخا ‪.‬‬

‫)‪(16‬‬
‫أخرجه البخاري )‪، (32‬ومسلم )‪ (124‬عن عبدا بن مسعود ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫وبذا انتهت مناظرةا إبراهيم مع قومه ‪ ،‬حيث أبطخل لم عباداتم وطقوسهم الوثنية ‪،‬‬
‫وأثبت لم التوحيد الاص ‪ ،‬وأنه مصدر عزةا الؤمن وشجاعته ‪.‬‬
‫وأنأم الحق بالوف منه والذر من عذاب ال ف الخرةا أن استمحروا على شركهم ‪.‬‬
‫فثبت بذا أن ) التوحيد أول ( هو بداية الرسل وانطخلقتهم ‪ ،‬ل كمحا يظن بعض‬
‫التهدين منا ‪ ،‬حيث يقدمون أولويات أخرى غيخه ‪ ،‬فلعلهم أن يراجعوا مسلكهم ف قادما‬
‫الياما‪.‬‬

‫الذبيح الول‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهمحا ‪ ،‬قال ‪ :‬أول من تنطخق من النساء ‪ :‬هاجر ‪ ،‬وذلك‬
‫لتخفي أثرها عن سارةا لا هاجر با إبراهيم ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬إل مكة ‪ ،‬فنزل با مكة قريبا من‬
‫رابية وهو مكان البيت اليوما ‪ ،‬فكانت هذه الرابية مرتفعة عن الرض ‪.‬‬
‫فلمحا أنزلا ‪ ،‬عليه السلما ‪،‬هناك ‪ ،‬كان معها جراب من تر ‪،‬وسقاء من ماء ‪ ،‬ومعها‬
‫ابنها إساعيل ‪ ،‬فتول وتركهم ‪.‬‬
‫فالتفتت إليه هاجر ‪ ،‬وهي مولةا ‪ ،‬وقالت ‪ :‬لن تتكنا يا إبراهيم ؟‬
‫فلم يبها بشيء‪.‬‬
‫فقالت ‪ :‬آل أمرك بذا ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬إذا ل يضيعنا ربنا ‪.‬‬
‫فلمحا اختفى وراء البل التفت ‪ ،‬ودعا اله عز وجل ‪ ،‬ورفع يديه ‪ ،‬وقال ‪} :‬وربقلونا إبن‬
‫صلوةا وفاذجوعذل أوفذئإوداةا إمون‬‫ك الذقمحوحلرإما وربقلونا لإيقإقيقمحوا ال ل‬ ‫ض إ‬
‫ت إمذن ذقبريلإت بإوواد وغ ذإيخ ذي وزذرضع إعذنود بوقذيتإ و‬ ‫أوذسوكذن ق‬
‫ت لووعلقهذم يوذشقكقروون{ ]إبراهيم‪ [37 :‬ث تول عنهم وتركهم ‪.‬‬ ‫اللناإس توقهإوي إليهم وارزقذقهم إمن الثلمحرا إ‬
‫و ذق ق ذ و وو‬ ‫ذ‬
‫فنفد الاء ‪ ،‬ونفد الطخعاما من التمحر ‪ ،‬عن هاجر وابنها ‪ ،‬فذهبت لتى ف جبال مكة أين‬
‫تد الاء ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬لكأن با تسعى بي البلي ‪ ،‬يعن ‪ :‬بي الصفا والروةا سبعة أشواط‪.‬‬
‫فطخافت سبعة أشواط فهو طوافنا اليوما ‪ ،‬فعادت إل مكانأا ‪ ،‬وأخذ ابنها يضرب الرض برجله‬
‫من شدةا العطخش‪.‬‬
‫فنزل ملك من السمحاء – قيل ‪ :‬جبيل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬غيخه – ففحص بناحه فخرج الاء ‪،‬‬
‫فأخذت هي تعدل الاء وتقيم التاب حول الاء وتقول ‪ :‬زما زما ‪.‬‬
‫وهذا من عادةا قبائلهم أنأم إذا اشتغلوا يتسلون بالكلما ‪.‬‬
‫)‪1‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬رحم ال أما إساعيل لو تركت زمزما لصارت عينا معينا ((‬
‫‪(7‬‬

‫ث نزل هناك ركبج من جرهم ‪،‬وجرهم قبيلة انتقلت إل مكة ‪ ،‬وهي من القبائل العربية‬
‫الت سوف يتزوج منهم إساعيل ‪.‬‬
‫نزلوا ف طرف مكة ‪ ،‬فرأوا غرابا عائفا فوق ماء زمزما‪.‬‬
‫فقال هؤلء الركبج ‪ :‬إن هذا الطخائر معه الاء ‪.‬‬
‫فاقتبوا ‪ ،‬فلمحا رأوا هاجر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ننزل حول الاء ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫فاصطخلحوا معها أن ينزلوا على حسن الوار ‪.‬‬
‫فنزلوا ‪ ،‬فأعطخوها الطخعاما ‪ ،‬وأعطختهم الاء ‪.‬‬
‫فلمحا شبج إساعيل ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬تزوج منهم ‪.‬‬
‫وكان شابا ظريفا عاقل ‪ ،‬قد آتاه ال الكم صبيا ‪ ،‬فأصبح أرحامه قبيلة جرهم ‪.‬‬
‫فلمحا شبج فيهم ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬أتاه أبوه بعد حي يزوره ‪ ،‬فوجد امرأةا إساعيل ‪ ،‬عليه‬
‫السلما ‪ ،‬وهي ف البيت ‪ ،‬فطخرق عليها ‪ ،‬وهو شيخ حسن اليئة ‪ ،‬عليه هنداما الوقار والسكينة‬
‫‪،‬وعليه بشريات التوحيد‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أين زوجك ؟ وهو ابنه ‪ ،‬ولكن ل تعرفه ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬خرج يطخلبج لنا صيدا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كيف انتم ؟‬

‫)‪(17‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ (3364 ، 2368‬عن ابن عباس ‪ ،‬رضي ا عنهما ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬ف حالة ضيقة وف شر حال ؟‬
‫قال ‪ :‬إذا أتى زوجك فأقرئيه من السلما ‪ ،‬ومريه أن يغيخ عتبة بابه أو بيته ‪.‬‬
‫فأتى إساعيل فسألا ‪ :‬هل أتاكم من أحد؟قالت ‪ :‬أتان شيخ حسن اليئة ‪ ،‬سألنا عن‬
‫هيئتنا وطعامنا ‪ ،‬وأمرن أن أقرئك منه السلم ‪ ،‬وان تغيخ عتبة دارك‬
‫قال ‪ :‬ذلك أب ‪،‬ويأمرن بفراقك ‪ ،‬فالقي بأهلك ‪.‬‬
‫ث تزوج زوجة أخرى صالة ‪ ،‬فأتاهم إبراهيم يزورهم مرةا ثانية ‪.‬‬
‫فخرجت الرأةا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أين زوجك ؟‬
‫قالت‪ :‬خرج يطخلبج لنا الصيد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كيف حالكم ؟‬
‫قالت بأحسن حال ‪ ،‬والمحد ل ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬إذا أتى زوجك فأقرئيه من السلما ‪ ،‬ومريه أن يثبت عتبة داره ‪.‬‬
‫فأتى إساعيل فأخبته ن وقالت ‪:‬يقرئك السلما ‪ ،‬ويأمرك أن تثبت عتبة دارك‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ذلك أب وهو يأمرن أن أمسكك فانك زوجة صالة)‪. (18‬‬
‫أول مسالة ‪ :‬زواجه ‪،‬علي السلما ‪ ،‬من سارةا ‪.‬‬
‫كانت سارةا امرأةا صالة جيلة ‪ ،‬تزوجها إبراهيم ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وعلمحها التوحيد ‪،‬‬
‫وأرضعها لب ل إله إل ال منذ الصغر ‪،‬فنشأت موقرةا ‪.‬‬
‫قال ابن كثيخ ‪ :‬أجل النساء ف العالي سارةا ومري‬
‫وقيل ‪ :‬عائشة بنت الصديق ‪ ،‬رضي ال عنها وأرضاها‪.‬‬
‫هاجر إبراهيم ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬بسارةا ‪،‬فمحر بلك من ملوك الدنيا جبار عنيد ‪ ،‬كان كل‬
‫ما سع بفتاةا جيلة اغتصبها من أهلها ‪.‬‬
‫فلمحا وصل إبراهيم بزوجته هذه ‪ ،‬وهو ف الطخريق سع با اللك ‪ ،‬فأرسل جنوده فأخذوا‬
‫هذه الرأةا الصالة العابدةا القوامة الزاهدةا‪.‬‬

‫)‪(18‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ (3364‬عن ابن عباس ‪ ،‬رضي ا عنهما ‪.‬‬
‫ولكن من يعتمحد على ال ‪ ،‬ومن استحفظ بفظ ال حفظه ‪.‬‬
‫فتوجه إبراهيم إل ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬ودعاه أن يفظ زوجته‪.‬‬
‫فأخذوها من بي يديه ‪ ،‬فقال لا بينه وبينها ‪ :‬إذا قدمت على اللك وسألك عن نسبك‬
‫‪ ،‬فقول ‪ :‬أنا أخت إبراهيم ‪.‬‬
‫وصدق ‪ ،‬فإنأا أخته ف العقيدةا والدين ‪ ،‬وأخته ف النسبج الول ‪ ،‬فكلهم من آدما وحواء‬
‫‪.‬‬
‫فوصلت إل هذا البار ‪ ،‬ودخلت عليه ‪ ،‬فاقتب منها ‪ ،‬وهي متوضئة طاهرةا ‪.‬‬
‫فدعت ال عليه فجفت يده وجفت رجله ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ادعي ال ل أن يطخلق يدي ورجلي ‪.‬‬
‫فدعت له ‪.‬‬
‫فأتى يقتب ‪.‬‬
‫فدعت عليه فجفت يده ورجله ‪.‬‬
‫فاقتب ثالثة‪.‬‬
‫فدعت عليه فجف الثالثة‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أتيتمحون بشيطخانة ‪ ،‬اذهبوا با ‪.‬‬
‫فذهبوا با أخدمها هاجر الت هي أما إساعيل ‪.‬‬
‫فقالت لبراهيم ‪ :‬منع ال الفاجر واخدمنا وليدةا )‪. (19‬‬
‫فقال لا إبراهيم لا عادت ‪ :‬وال ‪ ،‬لقد رأيتك منذ ذهبت إل الن ‪.‬‬
‫فلمحا اخذ هاجر أتت بإساعيل فغارت منها سارةا‪ ،‬والغيخةا ف طبيعة النساء ملحظة ؛‬
‫كأن الغيخةا ولدت مع النساء منذ خلق ال الرأةا إل اليوما ‪.‬‬
‫فذهبج إبراهيم باجر إل مكة ‪.‬‬
‫وسبحان ال ! كيف اختار ال مكة من بي بلد الرض وبلد العمحورةا لتكون مهبط‬
‫الوحي ‪ ،‬وليكون منها الشعاع الربان والرسالة الالدةا ‪ ،‬وليتخرج منها أساتذةا التوحيد ؛ الذين‬

‫)‪(19‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، ( 2217‬ومسلم )‪ (2371‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫رفعوا علم ل إله إل ال ‪ ،‬فهي بق جبال تصهر الرجال برارتا ‪ ،‬وبشظف عيشها ‪ ،‬فتخرجهم‬
‫رجال يقودون عجلة التاريخ إل أن يرث ال الرض ومن عليها ‪.‬‬
‫فمحكة مسقط رأس رسول الدى صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومكة ولد فيها أبو بكر وعمحر‬
‫وعثمحان وعلي وخالد ‪ ،‬والصنف الختار من أصحاب رسول الدى صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وصل إبراهيم ‪ ،‬عليه السلما‪ ،‬إل مكة ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬كان البيت ف رابية مرتفعة ‪.‬‬
‫وقيل أن يأمره ال بالبناء اختار ال ذاك الوقع ‪.‬‬
‫قال بعض أهل العلم ‪ :‬لنأا وسط الدنيا ‪ ،‬وقد اثبت العلم الديث فيمحا سعنا وقرأنا ‪،‬‬
‫أن من صعد على سطخح القمحر رأى أن وسط الدنيا هو الزيرةا العربية أو ما يقاربا ‪ ،‬ووسط‬
‫الدنيا هي الكعبة ‪.‬‬
‫ولذلك ساها ال أما القرى ‪ ،‬فهي تبث الشعاع ف كل مدينة‪.‬‬
‫فلمحا وصل إبراهيم هناك وضع الهل والتاع وتول إل ال ‪ ،‬عز وجل ‪،‬واختفى وراء البل‬
‫‪ ،‬وابتهل إل ال ‪ ،‬كمحا سبق ‪.‬‬
‫تزوج إساعيل ‪ ،‬كمحا مر ‪ ،‬من جرهم ‪ ،‬وجرهم هؤلء ذكرهم زهيخ بن أب سلمحى يوما‬
‫يقول ‪:‬‬
‫فأقسمحت بالبيت الذي طاف حوله *** رجال بنوه من قريش وجرهم‬
‫يينا لنعم السيدان وجدت ققا *** على كل حال من سحيل ومبما‬

‫يدح هرما بن سنان ‪ ،‬وقيس بن زهيخ لا تداركا عبسا وذبيان ف حروبم ‪.‬‬
‫وف أول زيارةا من إبراهيم لساعيل ‪ ،‬كان قد بلغ إساعيل مبلغ الصبيان ودرج على‬
‫الرض ‪ ،‬فأحبه إبراهيم وشغف به وأصبح كالليل لليله ‪.‬‬
‫قد تللت مسلك الروح من *** ولذا سي الليل خليل‬
‫فأراد ال أن يلص قلبج إبراهيم من هذا البج ‪ ،‬ومن هذا البن له سبحانه وتعال لنه‬
‫خليل الرحن ‪.‬‬
‫فلمحا وصل إل مكة رأى فيمحا يرى النائم ا قائل يقول له ‪ :‬اذبح ابنك ‪.‬‬
‫فتعوذ بال من الشيطخان وتوضأ وصلى‪.‬‬
‫فرأى الرؤيا مرتي ‪.‬‬
‫فعلم إنأا رؤيا حق ‪.‬‬
‫ولذلك قال الماما البخاري رحه ال تعال ‪ ) :‬باب ( رؤيا النبياء حق ‪.‬‬
‫ك{ ]الصافات‪. [102 :‬‬ ‫فقال إبراهيم لساعيل ‪ }:‬إبن أوورى إف الذومحوناإما أوبن أوذذوبق و‬
‫ويا لا من مصيبة !‬
‫ويا لا من مسالة شاقة على النفس !‬
‫ومثل ف نفسك أن تؤمر أن تذبح بيدك وسكينك أحبج أبنائك إليك ‪.‬‬
‫ما هو شعورك ؟‬
‫وما هي عواطفك ؟‬
‫ت افذقوعذل وما تققذؤومقر وستوإجقدإن إذن وشاءو اللهق إمون‬
‫فقال إساعيل ف هدوء صب وإيقان ‪} :‬يا أوب إ‬
‫و و‬
‫صابإإريون { ]الصافات ‪. [102 :‬‬ ‫ال ل‬
‫قال أهل التفسيخ ‪ :‬خاطبه بالبوةا ف مقاما النان حت وهو يعتدي على روحه بأمر ال‬
‫عز وجل ‪.‬‬
‫صابإإريون{ )الصافات‪ :‬من الية ‪ (102‬قالوا ‪ :‬ما أحسن هذا العتاض ‪.‬‬ ‫} وستوإجقدإن إذن وشاءو اللهق إمون ال ل‬
‫ل يقل ‪ :‬ستجدن من الصابرين ‪ ،‬وإنا قال ‪) :‬إذن وشاءو اللقه(‪.‬‬
‫فصبي بال واتكال على ال ‪.‬‬
‫}فوقلولمحا أوذسلوومحا{ الضمحيخ يعود إل إبراهيم وإساعيل ‪،‬اسلم إبراهيم نفسه إل الواحد الحد‬
‫‪ ،‬وأسلم إساعيل نفسه إل ال سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫ي{ قال أهل التفسيخ ‪ :‬ما استطخاع أن يبطخحه على ظهره فجعله على وجهه‬ ‫}وتوقلهق لإذلوجبإ إ‬
‫و‬
‫ليذبه من قفاه ‪.‬‬
‫لاذا ؟‬
‫خشية أن يرى وجه ابنه فتدركه الرحة والرأفة فيعصي أمر ال ‪.‬‬
‫ي{ قال أهل العلم ‪ :‬ول يقل ‪:‬أجلسه وأقعده ‪ ،‬إنا )ووتوقلقه( بقوةا ليخى ال انه‬ ‫}وتوقلهق لإذلوجبإ إ‬
‫و‬
‫ينفذ المر بمحاس وقوةا ‪.‬‬
‫وإبراهيم صاحبج مواقف خالدةا ف القران ‪ ،‬فهو صاحبج الروغتي ‪ :‬روغة الكرما وروغة‬
‫ي {‪.‬‬ ‫ضربا إبالذيوإمح إ‬ ‫ي { ]الذاريات ‪} [26 :‬فوقرا و إ‬ ‫غ إول أوذهلإإه فووجاء بإعإذجضل وإس ض‬
‫غ وعلوذيهذم و ذ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫الشجاعة }فوقورا و‬
‫لن السلم ينبغي عليه أن يأخذ أحكاما ال ‪ ،‬وتنفيذ أوامر ال بالقوةا ‪.‬‬
‫أما البود ‪ ،‬وأما الكسل ‪ ،‬وأما النوع ‪ ،‬فهو ليس من دين ال ‪.‬‬
‫ب بإقلوضةا {‪.‬‬ ‫إ إ‬
‫ولذلك يقول ال ليحي ‪} :‬ويا وذيوي قخذ الذكوتا و‬
‫صلوإةا وقاقمواذ قكوساول { ‪.‬‬ ‫ويقول ال عن النافقي ‪ } :‬ووإوذا وقاقمواذ إول ال ل‬
‫فلمحا أرسل السكي عليه أتى لطخف ال عز وجل ورحته ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬فمحا أصبحت‬
‫السكي تذبح ‪ ،‬ومن عادةا السكي أن تذبح ‪،‬ولكن حكمحة ال عز وجل أن منعها من الذبح ‪.‬‬
‫فالبحر يغرق ‪ ،‬ولكن قدرةا ال منعته أن يغرق موسى عليه السلما ‪.‬‬
‫والنار ترق ‪ ،‬وهذه من سنن ال الكونية‪ ،‬ولكنها ل ترق إبراهيم عليه السلما ‪.‬‬
‫والسكي تذبح ‪ ،‬ولكن قدرةا ال عز وجل تعلها ل تذبح أبدا ‪.‬‬
‫فمحنعتها من عنق إساعيل ؛ لنه بريء طاهر عفيف‪.‬‬
‫ظيضم{ )الصافات‪(107:‬‬ ‫فقال سبحانه ‪ } :‬وفووديقوناه بإإذبضح ع إ‬
‫و ذ ق ذ و‬
‫) نزل عليهم من النة ‪ ،‬فأخذ السكي وذبح الذبح العظيم ) الكبش ( ورد السكي إل‬
‫نصابا ‪.‬‬
‫ي{ )الصافات‪ (106:‬فهو‬ ‫فمحدحه ال أبد الدهر وأثن عليه وقال ‪ } :‬إلن وهوذا ولقوو الذوبلءق الذقمحبإ ق‬
‫خإرين{ )الشعراء‪(84:‬‬ ‫إ ض إ إ‬ ‫إ‬
‫بلء خالد ‪ ،‬لكن خلد ال ذكره يوما قال ‪} :‬وواذجوعذل إل لوساون صذدق ف اذل و‬
‫فرفع ال ذكره ابد الدهر ‪.‬‬
‫فيأت إبراهيم ف الرةا الثانية ليبن بيت ال سبحانه وتعال ‪،‬وكان إساعيل قد شبج وأصبح‬
‫فت يستطخيع البناء معه ‪.‬‬
‫فقال له إبراهيم ‪ :‬يا إساعيل إن ال يأمرن أن أبن البيت ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وأمرك ربك ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وتعينن على ذلك ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أعينك عليه ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬كأن بإبراهيم ‪ ،‬وقد ارتفع على الدار ‪،‬وإساعيل يناوله الجارةا ‪ ،‬وهو‬
‫يضعها ويبن ‪.‬‬
‫أتدرون ماذا كان نشيدهم الالد؟‬
‫ت اللسإمحيقع الذوعإليقم{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (127‬‬ ‫كانا يقولن ‪ } :‬وربقلونا توقوقبلذل إملنا إنل و‬
‫ك أونذ و‬
‫والفاجر يفجر ويعصي ويزن ‪ ،‬ويكذب ويغتاب ‪ ،‬ويقول ‪ :‬رحة ال وسعت كل شيء !‬
‫فلمحا بقي مكان الجر أمر ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬إبراهيم أن يبقي مكانه ‪.‬‬
‫فالتفت إل الي القيوما ‪،‬ودعا أن يبارك ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬ف هذا البناء ‪.‬‬
‫فأتاه جبيل بالجر السود أبيض كاللب ‪ ،‬كالوهرةا البيضاء من النة ‪ ،‬فسلمحه إل‬
‫إبراهيم وقال ‪ :‬ضع هذا الجر ف هذا الكان ليستلمحه الناس ‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ )):‬نزل الجر من النة ابيض من اللب فسودته خطخايا بن آدما‬
‫(()‪.(20‬‬
‫وصح عنه صلى ال عليه وسلم ف حديث انه قال ‪ )) :‬إن لذا لجر لسانا وشفتي‬
‫يشهد لن استلمحه يوما القيامة بق (()‪.(21‬‬
‫فمحن استلم الجر السود أو قبله ‪ ،‬وهو صادق ومشتاق وملص ‪ ،‬انطخق ال الجر‬
‫السود يوما القيامة بلسان ناطق يشهد لن استلمحه بق ف الياةا الدنيا ‪.‬‬
‫والجر السود له قصة ف التاريخ ‪ ،‬فانه اعتدي على عرضه وعلى كرامته ف عصر‬
‫القرامطخة ‪،‬يوما أن وفدوا من الحساء إل البيت العتيق ‪ ،‬ووفد معهم الفاجر ) أبو سعيد الناب (‬
‫وأخذ بسيفه يقتل الجيج ‪ ،‬ويقول ‪ :‬يلق اللق وأفنيهم أنا ‪.‬‬
‫)‪ (20‬حسن أخرجه احمد )‪ ، (3038 ،2935، 2792‬والترمذي )‪ ، (877‬وحسنه عن ابن عباس ‪ ،‬رضي ا عنهما ‪ ،‬وانر ‪:‬‬
‫)) المشكاة (( )‪.(2577‬‬
‫)‪ (21‬صحيح ‪ .‬اخرجه احمد )‪ ، (2394‬والترمذي )‪ ، (961‬وصححه ‪ ،‬وابن ماجه )‪ ، (2944‬والدارمي )‪ (1839‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫رضي ا عنهما ‪ ،‬وانظر‪)) :‬المشكاة (( )‪.(2578‬‬
‫يقول ‪ :‬إن ال يلق اللق وأنا أفنيهم ‪.‬‬
‫ث تقدما بدبوس من حديد ف يد فقال ‪ :‬يا معشر السلمحي ‪ ،‬يا أيها المحيخ ‪ ،‬تقولون إن‬
‫ال يقول ‪ ) :‬ومن دخله كان آمنا ( ‪ ،‬نن دخلناه الن فأين المن ؟‬
‫فقال له بعض العلمحاء ‪ :‬هذا من باب المر ل من باب الب ‪.‬‬
‫يعن ‪ :‬أن ال يأمرنا أن نؤمن البيت ‪ ،‬وأنت قد أخفته ‪.‬‬
‫فتقدما بنجر فطخعم العال فقتله ‪ ،‬ث أتى إل الجر السود فضربه ثلث ضربات بذا‬
‫الدبوس ‪ ،‬فانفلق منه ثلث فلق ‪.‬‬
‫وأخذوا الجر ‪ ،‬واركبوه على سبعمحائة جل ‪ ،‬كلمحا مشى المحل قليل أصابه الرب ‪،‬‬
‫وأهلك ال المحل فسقط الجر من عليه ‪ ،‬فيخكبونه على جل آخر ‪ ،‬يوت المحل ‪ ،‬الخر حت‬
‫مات سبعمحائة جل ‪.‬‬
‫ووصل إل الحساء ‪ ،‬وبقي معهم حت اجتمحع سلطي الدولة السلمية ‪،‬ودفعوا مبلغ‬
‫هائل من الدراهم والدنانيخ والذهبج حت أعيد الجر إل مكانه ‪.‬‬
‫ول حكم ف ترك هؤلء الغوغاء يأخذون الجر‪.‬‬
‫وله حكم ف الحداث الت وقعت ف التاريخ ‪ ،‬فهو الكيم سبحانه }ل يقذسأوقل وعلمحا‬
‫يوقذفوعقل ووقهذم يقذسأوقلو و‬
‫ن{ )النبياء‪(23:‬‬

‫وبني إبراهيم ‪ ،‬عليه السال ‪ ،‬البيت‪ ،‬ونزل ووقف عند القاما الذي نن نصلي فيه اليوما‪.‬‬
‫إ إ‬ ‫لإ إ‬
‫فقال ال عز وجل ‪} :‬وواتقذوا مذن وموقاما إإبذقوراهيوم قم و‬
‫صلواى { )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (125‬‬
‫فوقف هناك ودعا ال كثيخا ‪.‬‬
‫فأمره ال أن ينادي ف الناس جيعا أن يجوا إل هذا البيت ‪،‬وان يأتوا إل بيت الرحن ‪،‬‬
‫فبيت الرحن جل جلله فيه الداية والنور ‪،‬وف السمحاء الدنيا ببيت آخر كالكعبة يطخوف به كل‬
‫يوما سبعون ألف ملك ل يعودون إليه ابد الدهر ‪ ،‬فيأت غيخهم فيطخوفون ‪ ...‬وهكذا ‪.‬‬
‫فارتفع إبراهيم على جبل من جبال مكة فنادى ف الناس ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬فسمحعه الناس ف أصلبم }ووأوذبذن إف اللناإس إباذلوبج يوأذقتووك إروجالا وووعولى‬
‫ي إمذن قكبل فوبج وعإمحيضق )‪ (27‬لإيوذشوهقدوا ومونافإوع{ ]الج ‪.[28-27‬‬ ‫ضامضر يأت و‬
‫قكبل إ‬
‫و‬
‫}يوأذقتووك إروجالا { قالوا ‪ :‬أي أنأم متجلي ماشي ‪.‬‬
‫ضاإمضر{ أي ‪ :‬على كل بعيخ ضامر من شدةا السفر ‪.‬‬ ‫}وووعولى قكبل و‬
‫فعاد إبراهيم بعد ذلك إل فلسطخي لمر يعلمحه ال ‪.‬‬
‫وأما إساعيل فأقاما هناك ‪ ،‬وتزوج من جرهم ‪ ،‬فهو جد رسولنا صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫)‪(22‬‬
‫وف حديث ضعيف ف سنده كلما ‪ ،‬يقول صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أنا ابن الذبيحي ((‬
‫فالذبيح الول هو إساعيل الذي عرضه لذبح إبراهيم ‪ ،‬والذبيح الخر هو عبد ال أبو الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم مباشرةا ‪.‬‬
‫فان عبد الطخلبج لا جفت بئر زمزما نذر نذرا إذا اخرج ال الاء أن يذبح أحد أبنائه ‪،‬‬
‫وكانوا عشرةا منهم ‪ :‬عبد ال والارث وحزةا وأبو طالبج والعباس وأبو لبج ‪.‬‬
‫فلمحا خرج الاء اقرع بي العشرةا فخرج السهم على عبد ال والد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ففداه ‪.‬‬
‫فأتى السهم الخر فوقع على عبد ال ‪ ،‬ففداه بعشرين ‪ ،‬حت وصل مائة ناقة ففداه با‪.‬‬
‫فكان الرسول صلى ال عليه وسلم ابن الذبيحي ‪.‬‬
‫والذبيح الول على الصحيح هو إساعيل ن ل إسحاق كمحا يدعي اليهود حسدا لنبينا‬
‫أن يكون ابنا للذبيح الختار ‪.‬‬
‫هذه لات عن قصة هذين النبيي الليلي ‪ ،‬وبقي ف حياةا إبراهيم‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬عب‬
‫ومواقف ‪ ،‬كمححاجته مع النمحرود ‪ ،‬وطلبه أن يرى كيفية أحياء الوتى من ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬وقد‬
‫ذكرت هذا ف مواضع أخرى ‪.‬‬

‫*****************************************‬

‫)‪(22‬‬
‫أخرجه الحاكم في )) المستدرك (( )‪ ، (4048‬وانظر ‪ )) :‬كشف الخفا (( )‪ ، (1/230‬و)) الضعيفة(( لللباني )‪.(331‬‬
‫الكريم ابن الكريم‬

‫قصة يوسف فيها عب وفوائد جة لن تأملها ‪.‬‬


‫وفيها متعة وتشويق للنفس البشرية‬
‫فهي تكي أطوار حياةا نب من أنبياء ال ‪ ،‬منذ الصغر إل أن تقلد النصبج الكبيخ ف‬
‫عصره ‪.‬‬
‫وف هذه الورقات نقوما بولة عجلى على مقطخعي من مقاطع السورةا نستلهم منها العب‬
‫والدروس النافعة لنا ‪.‬‬
‫س‬ ‫مح‬‫ش‬‫ل‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫كب‬
‫و‬‫و‬ ‫ك‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫و‬ ‫ع‬ ‫أحد‬ ‫أيت‬ ‫ر‬ ‫ن‬‫ب‬ ‫تإ‬ ‫يقول سبحانه ‪} :‬إذذ وقاول يوسف ولوإبيإه يا أوب إ‬
‫و‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و و‬ ‫ق ق ق‬
‫والذوقمحر رأيتهم إل ساإج إ‬
‫ك وكذيدا‬ ‫ك فوقيوإكيقدوا لو و‬‫ص قرذؤياوك وعولى إذخووتإ و‬ ‫ق ذ‬‫ص‬ ‫ق‬
‫ذ‬ ‫ق‬
‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ل‬ ‫ق‬ ‫ب‬
‫و قو‬ ‫يا‬ ‫ل‬
‫و‬ ‫قا‬
‫و‬ ‫(‬‫‪4‬‬ ‫)‬ ‫ن‬
‫و‬ ‫دي‬ ‫و وو ق ذ و‬
‫ث وويقتإرم‬‫ك إمن توأذإويإل اذلوحاإدي إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫و‬ ‫ك وويققوعلبقمح و ذ‬‫ك وربر و‬‫ك وذيتوإبي و‬ ‫ي )‪ (5‬وووكوذل و‬ ‫إلن اللشذيوطخاون لذلنسان وعقدو قمبإ ع‬
‫ك وعإليعم‬ ‫ك إمذن قوقذبقل إبراهيم ووإذسوحاوق إلن وربل و‬ ‫ب وكومحا أووتلوها وعولى وأبوقوويذ و‬ ‫إ‬
‫ك وووعولى آل يوقذعققو و‬ ‫نإذعومحتوهق وعلوذي و‬
‫وحإكيعم )‪] {(6‬يوسف[ ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬الكري ابن الكري ابن الكري ابن الكري ‪ :‬يوسف بن‬
‫يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (()‪.(32‬‬
‫دخل عمحر ‪ ،‬رضي ال عنه ‪،‬مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فوجد قاصا يقص‬
‫على الناس من أخبار الاهلية والمم السابقة فقال عمحر ‪ :‬من هذا ؟‬
‫قالوا ‪ :‬قاص يقص علينا ‪.‬‬
‫ك أوذحوسون‬ ‫ص وعلوذي و‬‫فعله عمحر بالدرةا وقال ‪ :‬أتقص يا عدو نفسك وال يقول ‪ } :‬وذنقن نوقق ر‬
‫ص { )يوسف‪ :‬من الية ‪.(3‬‬ ‫ص إ‬ ‫الذوق و‬
‫ومأن أحسن القصص ‪ :‬قصة يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪.‬‬
‫وبطخلها هو ‪ :‬يوسف صلى ال عليه وسلم الذي مر بأربع مشاهد‪:‬‬
‫‪ -1‬مشهد الفراق لبيه عندما فارقه أربعي سنة ل يشاهده فيها ‪.‬‬

‫)‪(32‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ (3390،3382،4688‬عن ابن عمر ‪ ،‬رضي ا عنهما ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومشهد الفتنة مع امرأةا العزيز الت تعرضت له ‪ ،‬وهي من أجل خلق ال ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومشهد السجن عندما سجن ف ذات ال ‪،‬ومص ليخرج برضوان ال ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومشهد الوزراةا واللك عندما اعتلى على مناصبج القوةا ومراكزها ف عصره ‪.‬‬

‫قال تعال ف أول السورةا ) الر ( فمحن هذه الروف نتكلم ‪.‬‬
‫ومن هذه الروف نقول كلمحاتنا‪.‬‬
‫فيا أيها الفصحاء ‪ ..‬يا قريش اللسناء ‪ ..‬يا قريش البليغة ‪ .‬تعالوا فصوغوا من هذه‬
‫الروف قرانا ‪ ،‬كمحا صغنا قرآننا ‪.‬‬
‫فالادةا موجودةا والاما معروف‪.‬‬
‫ولكن هل تستطخيعون ؟‬
‫ل !!! لن تستطخيعوا ‪ } ،‬فوإذن ولذ توقذفوعلقوا وولوذن توقذفوعلقوا { )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (24‬‬
‫ث قال تعال ‪ } :‬تلك آيات الكتاب البي { كتاب بي واضح ‪ } ،‬إلنا وأنوزلذوناهق ققذرآنا وعوربإوايا‬
‫لوعلقكذم توقذعإققلوون { )يوسف‪ (2:‬فيا من ناما وما استيقظ ‪ ...‬استيقظ بذا القران ‪.‬‬
‫ويا من غفل ول يصح ‪ ...‬اصح بذا القرن ‪.‬‬
‫ويا من فقد عقله ‪ ...‬أعقل بذا القران ‪.‬‬
‫ص‬‫ث يقول ‪ ،‬تبارك وتعال ‪ ،‬مقدما للقصة الدهشة الت ما سع الناس بثلها} وذنقن نوقق ر‬
‫ص{ )يوسف‪ :‬من الية ‪ ،(3‬فأروع القصص وأصدق القصص هي قصص القران‪.‬‬ ‫ص إ‬
‫ك أوذحوسون الذوق و‬
‫وعلوذي و‬
‫ت إمذن قوقذبلإإه لوإمحون‬‫ك وهوذا الذقذرآون ووإذن قكذن و‬
‫حيقونا إلوذي و‬ ‫ك أوحسن الذوقص إ إ‬
‫ص وبا أوذو و ذ‬ ‫ص وعلوذي و ذ و و و‬ ‫} وذنقن نوقق ر‬
‫ي{ )يوسف‪ .(3:‬كنت أميا ل تقرا ول تكتبج ‪.‬‬ ‫إإ‬
‫الذوغافل و‬
‫كنت ف صحراء مع أمة أمية جاهلية ليس عندها أي قصص ‪ ،‬وليس عندها علم ‪،‬‬
‫فاسع الن القصص ‪.‬‬
‫ث ينتقل بنا القران إل يوسف صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وال أبيه يعقوب ‪ ،‬إل النبياء‬
‫الطخهرين والسرةا العريقة ذات الكرما والود والتقوى ‪.‬‬
‫وما كان من خيخ آتاه فإنا *** توارثه آباء آبائهم قبل‬
‫وهل ينبت الطخى إل وشيجة *** وتغرس إل ف منابتها النخل‬

‫يصحو يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪،‬وهو غلما فيمحا يقارب العاشرةا فيجلس أماما أبيه ‪ ،‬ومن‬
‫أجبج العاجيبج عند الطخفلن يرى ف النوما رؤيا ليفرح با ويقصها على أبيه وأمه ‪ ،‬وبعضهم‬
‫يزيد فيها وينقص ‪.‬‬
‫وأما يوسف صلى ال عليه وسلم فمحا زخرف وما زاد ‪ ،‬بل جلس أماما أبيه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا‬
‫أبتاه !! إن رأيت البارحة أحد عشر كوكبا ف السمحاء والشمحس والقمحر ‪.‬‬
‫ولو سكت لا كان ف القصة عجبج ؛ لن الكل يرى النجوما والكواكبج والشمحس‬
‫والقمحر ‪ ،‬ولكن سر الرؤيا كان ف الاتة }رأيتقهذم إل وساإجإديون{ )يوسف‪ :‬من الية ‪.(4‬‬
‫ففزع يعقوب بذه الرؤيا ‪ ،‬وفطخن لنه من النبياء ‪ ،‬وعلم أن ابنه هذا سوف يكون له‬
‫شأن أيا شأن ‪ ،‬وسوف يكون وارثه ف النبوةا ‪.‬‬
‫فخاف أن يب إخوانه بذه الرؤيا ‪ ،‬فيأت الشيطخان فيفسد ما بينهم وبينه ‪.‬‬
‫ك{ )يوسف‪ :‬من الية ‪ (5‬حذاري‬ ‫ص قرذؤياوك وعولى إذخووتإ و‬
‫ص ذ‬‫فقال ‪ ) :‬يا بن ( للتحبيبج }ل توقذق ق‬
‫حذاري أن يسمحعوا هذه القصة ‪ ،‬فل تبهم أبدا انك رأيت أحد عشر كوكبا والشمحس والقمحر‬
‫يسجدون لك ‪.‬‬
‫ولكن يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬نسي لصغره الوصية ‪ ،‬فأخب با إخوانه عندما جلس‬
‫معهم ‪.‬‬
‫ولذلك علمحنا صلى ال عليه وسلم أن أحدنا إذا رأى رؤيا أن ل يقصها إل على من‬
‫يبج )‪.(24‬‬
‫فثار القد والسد ف قلوب إخوانه ‪ ،‬وبدءوا يدبرون له الكايد ‪.‬‬
‫فعلم يعقوب بأنأم علمحوا الرؤيا فتضايق وخاف منهم على أخيهم ‪.‬‬

‫)‪(24‬‬
‫كما في الحديث الذي أخرجه البخاري )‪ ، (7044‬ومسلم )‪ (2261‬عن أبي قتادة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫إ إإ‬ ‫إإ‬
‫ف ووأوقخوهق‬ ‫ي )‪ (7‬إذذ وقالقوا لوقيوقس ق‬‫ف ووإذخووته آيات لللسائل و‬ ‫ث قال تعال ‪} :‬لووقذد وكاون إف قيوقس و‬
‫ضلضل قمبإ ض‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ي )‪ {(8‬فهم إضافة إل تلك الرؤيا الت‬ ‫صبوةع إلن أووباونا لوفي و‬ ‫بج إول أوإبيونا ملنا وووذنقن عق ذ‬
‫أووح ر‬
‫أثارتم ‪ ،‬قد ازدادوا بغضا ليوسف عندما رأوا أباهم يقربه ويبه ويبش له دونأم ‪.‬‬
‫وف هذا ‪ :‬تنبيه للباء بأن ل يفضلوا أحد أبنائهم على الخرين ؛ لنه ف النهاية إن ل‬
‫يصرفه ال عن السوء سيكون مثل إخوةا يوسف ‪ ،‬ول شك ‪.‬‬
‫ول تغررك الفعال الظاهرةا ‪ ،‬فإن بعض القلوب والنفوس تكتم شعورها لتفرغه ف الوقت‬
‫الناسبج ‪.‬‬
‫الهم ‪ :‬أنأم دبروا لخيهم مكيدةا ما سع التاريخ بثلها ‪.‬‬
‫فهو طفل صغيخ عاقل تقي ورع من أبناء النبوةا ‪،‬لكنهم قرروا قتله أو إخفاءه ‪.‬‬
‫ف أوإو اطذورقحوهق أوذرضا {‬ ‫}قيوقس و‬
‫لاذا كل هذا ؟‬
‫}ويذقل لوقكذم ووذجهق أوإبيقكذم{ أي ‪ :‬سوف تتلون بأبيكم وينفرد ببكم ‪} ،‬ووتوقكونقوا إمذن بوقذعإدإه‬
‫ي{ فتتوبون من الطخأ ‪ ،‬وتستغفرون ال من الرية ‪،‬ويتوب ال عليكم ‪.‬‬ ‫قوقوما إإ‬
‫صال و‬ ‫ذ و‬
‫قال ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهمحا ‪ :‬نووا التوبة قبل الذنبج ‪.‬‬
‫بج{ فالقتل جرية‬ ‫}وقائإل إمذنقهم{ وهو أكبهم }ل توقذقتققلقوا يوسف وأولذققوه إف وغياب إ‬
‫ت اذلق ب‬ ‫ق ق و و ق وو‬ ‫ع قذ‬
‫نكراء عند هذا الخ الذي تركت غيخته على أخيه نوعا ما ‪ ،‬فجعلته يتار عدما القتل ‪ ،‬ولكن‬
‫إإ‬ ‫}وأولذققوه إف وغياب إ‬
‫ي{ أي ‪ :‬مصمحمحي على هذه‬ ‫بج { ي ‪ :‬ف بئر عمحيقة ‪} ،‬إذن قكذنتقذم وفاعل و‬ ‫ت اذلق ب‬ ‫و ق وو‬
‫الفعلة ‪.‬‬
‫فلمحا اجتمحعوا‪ ،‬اجعوا أمرهم على هذه الكيدةا‪.‬‬
‫ولكن ‪ ،‬من يرج يوسف من بيد يدي أبيهم ‪ ،‬عليه السلما ‪:‬‬
‫ف{ أنن خونة ؟ أتشك فينا ؟‬ ‫ك ل توأذوملنا وعولى قيوقس و‬‫فأتوا يوما وقالوا ‪} :‬وقالقوا ويا أووباونا وما لو و‬
‫ف ووإلنا لوهق لووناإصقحوون{ فنحن نبه وال‬ ‫ك ل توأذوملنا وعولى قيوقس و‬ ‫هل ضربناه ؟ هل حسدناه ؟ }وما لو و‬
‫‪ ،‬وننصح له ‪ ،‬ول نريد إل اليخ له ‪.‬‬
‫ث أكدوا طلبهم وقرنوه ببعض العذار الغرية والتطخمحينات فقالوا ‪} :‬أرسلهق وموعونا وغدا يوقذرتوذع‬
‫ظوون{ أي ‪ :‬يرعى معنا الغنم ‪ ،‬بل ويلعبج أيضا ؛ لن الصغار دائمحا يبون‬ ‫لافإ ق‬ ‫ويقذلوع إ‬
‫بج وو لنا لوهق وو‬
‫وو ذ‬
‫اللعبج ‪ ،‬ول تف فنحن سنحفظه من اللصوص ومن الذئاب لننا عصبة كثيخون‪.‬‬
‫فقال ‪ ،‬عليه السلما ‪} :‬إبن لويوذحقزنقإن أوذن توذذوهبقوا بإإه{ أجد وحشة وال على هذا البن أن‬
‫بج{ لن‬ ‫بج( لا كانوا قالوا ف الخيخ ‪} :‬أووكلوهق البذئذ ق‬
‫ف أوذن يوأذقكلوهق البذئذ ق‬
‫يذهبج من بيت ‪) ،‬ووأووخا ق‬
‫هذا ليس ف أذهانأم منذ البداية ‪ ،‬فهو ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬قد سهل لم العذر والكيدةا‪.‬‬
‫فخرجوا به‪ ،‬فلمحا أصبحوا ف الصحراء ‪ ،‬والغنم ترتع وتأكل وهم يلعبون ‪ ،‬والو ساكن‬
‫وهادئ ‪ ،‬والطخيور تغرد وتزغرد ‪ ،‬والنسيم يعل وينهل على العشاب ‪ ،‬ولكن القلوب تغلي‬
‫بالقد على الخ البيبج القريبج والصغيخ ‪.‬‬
‫فأخذوه ‪ ،‬وقيدوه ببل ‪ ،‬وأنزلوه ف البئر ‪.‬‬
‫فأخذ يستغيث ويظن أنأم يزحون ‪ ،‬وقد خيخوه بي القتل وبي أن يلقى ف البئر ‪.‬‬
‫كفى بك داءان ترى الوت شافيا *** وحسبج النايا أن يكن امانيا‬
‫تنيتها لا تنيت أن تق ققرى *** صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا‬

‫فأنزلوه ‪ ،‬وهو يتشبث بالبل ‪ ،‬ويبكي ‪.‬‬


‫قال ابن عباس ‪ ،‬وهو يبكي ‪ ،‬حينمحا قرأ سورةا يوسف ‪ :‬هدأت اليتان ف البحر من‬
‫التسبيح ‪ ،‬ول يهدأ يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬من التسبيح‪.‬‬
‫فلمحا نزل ف قعر البئر ‪ ،‬قطخعوا البل ‪ ،‬فبقي ف حفظ ال ‪ ،‬وف رعاية ال ‪.‬‬
‫وإذا العناية لحظتك عيونأققا *** ن فالوادث كلهن أمان‬

‫قطخعوا البل ‪ ،‬وتركوه ف البئر ‪ ،‬وهو يلهج بذكر ال ف الصحراء ‪ ،‬وحيدا ليس معه إل‬
‫ال ‪.‬‬
‫الذئاب حوله ‪ ،‬والو مكفهر ‪ ،‬ل خبز ول ماء ول طعاما ‪ ،‬ول أهل ول جيخان ول أحبة‬
‫ول مؤنس يؤنس ‪ ،‬وإنا الذئبج يعوي ف صحراء مدوية‪.‬‬
‫عوى الذئبج استأنست بالذئبج إذ عوى *** وصوت إنسان فكدت أطيخ‬

‫وإخآوته بفعلهم هأذا قد أخآطأوا في ثلثا مأواطن‪:‬‬


‫الول ‪ :‬أنأم نفذوا جريتهم ف أول يوما يذهبج فيه معهم ‪،‬وهذا دليل على شدةا تعجلهم‬
‫بالنتقاما منه ‪ ،‬وإزالته من أماما أعينهم ‪.‬‬
‫ولو أعادوه ليطخمحئن أبوهم لا شك فيهم ‪ ،‬ولكنها حكمحة ال الت فضحتهم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنأم خلعوا قمحيصه ‪،‬ول يزقوه ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أكله الذئبج ‪.‬‬
‫وهذه غفلة منهم ؛ لن الذئبج إذا أراد الكل ل يلع القمحيص بل يزقه !!‬
‫ت إبقذؤإم ض‬
‫ن لوونا{)يوسف‪ :‬من الية ‪( 17‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أنأم عندما عادوا لبيهم وأخبوه قالوا‪ :‬وووما أونذ و‬
‫أي ‪ :‬بصدق‪.‬‬
‫وهذا كقولم ف الثل ‪ ) :‬كاد الريبج أن يقول خذون (‪.‬‬
‫فأوحى ال إل يوسف }ولتققنوببئوقنلققهذم بإأوذمإرإهذم وهوذا ووقهذم ل يوذشعققروون{ أي‪ :‬ستمحر الياما‬
‫وتبهم بذا الصنيع منهم بعد سني طويلة ‪.‬‬
‫فعاد الخوةا إل أبيهم ف العشاء يبكون ‪.‬‬
‫ولاذا العشاء ؟‬
‫لاذا ل يعودوا ف العصر ؟‬
‫قيل ‪ :‬لئل يرى أبوهم الدما بوضوح ‪،‬فيكتشف انه ليس بدما آدمي‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ليتوهم أنأم تأخروا ف مطخاردةا الذئبج !‬
‫فسألم ‪ :‬ما الب ؟‬
‫ما هذه الدموع الساخنة ؟ ) دموع التمحاسيح!(‪.‬‬
‫فسألم ‪ :‬ما الب ؟‬
‫ما هذه الدموع الساخنة ؟ ) دموع التمحاسيح!(‪.‬‬
‫ف إعذنود وموتاإعونا( لكي ل يصل‬
‫هبقونا نوذستوبإقق( أي ‪ :‬نتسابق ونري )ووتوقورذكونا قيوقس و‬ ‫فقالوا ‪) :‬إلنا وذ و ذ‬
‫بج( أي ‪ :‬جاء الذئبج وأكله ونن لهون ف مسابقتنا ولعبنا ‪.‬‬ ‫أو يبعد عن أعيننا )فوأووكلوهق البذئذ ق‬
‫ي{ لكن انظر إل الدليل ‪:‬‬ ‫ث قالوا ‪ :‬حتمحا لن تصدقنا }أونذت إبؤإمضن لونا ولوو قكلنا إ إ‬
‫صادق و‬‫و‬ ‫و قذ و و ذ‬
‫أخرجوا له القمحيص وجعلوه قريبا منه ليلمحح آثار الدما عليه ‪ .‬لكنه ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬علم الكيدةا‬
‫ت‬
‫من اللمححات والنظرات والريبة ‪ ،‬و القمحيص الذي ل يسسه مزق واحد ‪ ،‬فقال ‪} :‬بوذل وسلولو ذ‬
‫جيل والله الذمحستوقعاقن عولى ما تو إ‬
‫إ‬
‫صقفوون{ ‪.‬‬ ‫لوقكذم أنفسقكذم أوذمرا { لقد كدت مكيدةا } و ع و ق ق ذ و و و‬
‫قال ابن تيمحية ‪ ،‬رحه ال ‪ :‬الصب المحيل هو الذي ل شكوى فيه ‪.‬‬
‫والصب المحيل ‪ :‬هو الذي ل تظهر فيه الفقر والسكنة إل ل ‪.‬‬
‫والصب المحيل ‪ :‬أن تتجمحل أماما خلق ال ‪.‬‬
‫قيل لحد العباد ‪ :‬ما هو الصب المحيل ؟‬
‫قال ‪ :‬أن يقطخع جسمحك قطخعة قطخعة ‪ ،‬وأنت تبتسم‪.‬‬
‫وقال آخر ‪ :‬الصب المحيل أن تبتلى ‪ ،‬وقلبك يقول ‪ :‬المحد ل ‪.‬‬
‫ث تول يبكي حت ابيضت عيناه‪.‬‬
‫وبالفعل صب يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬حت أرسل ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬برحة منه قافلة تر من‬
‫ذلك الكان ‪،‬وبالقرب من البئر ‪ ،‬فذهبج و أردهم وأدل دلوه ف البئر يستقي الاء ‪ ،‬فتعلق‬
‫يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬بالدلو ‪ ،‬فلمحا سحبج الرجل الدلو رأى غلما جيل قد أوت شطخر‬
‫السن ‪ ،‬فقال لصحابه ‪} :‬ويا بقذشورى{ فانتبهوا ‪ ،‬فقال ‪} :‬وهوذا قغلعما{ أي ‪ :‬خادما وعبد ل ‪،‬‬
‫سوف أبيعه ‪.‬‬
‫ضاوعةا{ قيل ‪ :‬أخفاه بعضهم عن بعض وجعلوه بضاعة‬ ‫ث يقول عز من قائل ‪} :‬ووأووسرروهق بإ و‬
‫‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬أخفوه من الناس ‪ ،‬خوفا أن يدوا أباه أو أقاربه ‪ ،‬وما علمحوا أن إخوانه هم الذين‬
‫تركوه وهم الذين طرحوه وهم الذين هجروه و أبعدوه ‪.‬‬
‫}وواللهق وعإليعم إ وبا يوقذعومحقلوون{ فال يتابع سيخةا هذا النب ‪ ،‬وقصة هذا الرسول الكري ‪ ،‬عليه‬
‫الصلةا والسلما ‪.‬‬
‫س{ وشرى هنا ‪ :‬بعن باع ‪.‬‬ ‫وذهبوا به }وووشورذوهق بإثوومحضن وبذ ض‬
‫س{ لن الدنيا وما فيها لو دفعت ف مثل يوسف عليه لسلما ‪ ،‬لكانت بسا‬ ‫}بإثوومحضن وبذ ض‬
‫‪ ،‬ولكانت غبنا ‪ ،‬ولكانت خسارةا ‪.‬‬
‫}ودوراإهوم ومذعقدوودضةا{ ول يقل موزونة ‪ ،‬لن العدود دائمحا اقل من الوزون ‪} ،‬وووكانقوا إفيإه إمون‬
‫اللزاإهإديون{ أي ‪ :‬ل يرغبون فيه ‪ ،‬ول يريدون أن يكون معهم ‪.‬‬
‫إ إ‬ ‫إ‬
‫صور{ ول يسمحه ال باسه ‪.‬‬‫}الذي اذشتوقوراهق مذن م ذ‬
‫قيل ‪ :‬لن القصة ليوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬فمحا كان لحد أن يزاحه فيها ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬لن كلمحة العزيز ل يستحقها العزيز ؛ لن العزيز من اعزه ال بطخاعته ‪،‬والشريف‬
‫من دخل ف عبودية ال‪.‬‬
‫وما زادن شرفا وفخق قرا *** وكدت بأخصي أطأ الثريا‬
‫دخول تت قولك يا عبادي *** وأن صيخت أحد ل نبيا‬

‫فقال لمرأته ‪} :‬أوذكإرإمي ومثذقوواهق{ وهذا مبالغة ف الكراما ‪ ،‬أي ‪ :‬أحسن طعامه وشرابه‬
‫وكسوته ومنامه ‪} ،‬وعوسى أوذن يوقذنقوفوعونا{ فيخدمنا ف أغراضنا ‪ ،‬ويقضي لنا بعض حوائجنا ‪) ،‬أوذو‬
‫نوقتلإخوذهق ووولداا( لن العزيز كان حصورا ل يأت النساء ‪ ،‬وكانت امرأته عقيمحا‪.‬‬
‫فأراد أن يتخذ هذا الغلما ولدا يتعرع ف بيتهم ‪ ،‬يهدؤون ويرتاحون إليه ‪ ،‬وهم ل‬
‫يشعرون انه لن يكون لم ولدا ‪ ،‬بل سوف يكون نبيا من النبياء ‪ ،‬ورسول يمحل رسالة السمحاء‬
‫إل الرض ‪ ،‬وداعية إصلح يرر الشعوب ويقود الجيال إل ال ‪.‬‬
‫ومكث ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬ف قصر العزيز تقيا عابدا متألا متعلقا بالي القيوما ‪.‬‬
‫وتر الياما ‪ ،‬ويزداد حسنا إل حسنه ‪،‬وجال إل جاله ‪.‬‬
‫فتاوده الرأةا الت عاش معها تلك السني الطخويلة‪.‬‬
‫فيا للفتنة!‬
‫ويا للمححنة!‬
‫شاب أعزب فيه الشهوةا ‪ ،‬وليس له أهل يعود إليهم ‪ ،‬وغريبج ل خشى على نفسه من‬
‫السمحعة القبيحة ‪ ،‬كمحا يشى صاحبج الوطن ‪} ،‬وووراووودتذهق الإت قهوو إف بوقذيتإوها وعذن نوقذفإسإه{ تعرضت‬
‫له كثيخا ‪ ،‬وتمحلت له دائمحا ؛ لنأا ذات منصبج وذات جال ‪ ،‬فهي كمحلكة ف قصر ملك ‪.‬‬
‫ولكن ال معه يفظه ويسدده ‪.‬‬
‫إ‬
‫ب{‬ ‫وف يوما من الياما عمحلت على إغلق البواب كمحا قال تعال ‪} :‬وووغلوقت اذ ولبذقووا و‬
‫ت{ زيادةا ف‬ ‫وكانت سبعة أبواب ‪ ،‬فغلقت كل باب ‪ ،‬ول يقل سبحانه ‪ :‬أغلقت ‪ ،‬وإنا }ووغلوق إ‬
‫و‬
‫البن ليزيد العن ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ك إف‬‫ي توقققوقما )‪ (218‬ووتوقوقلربو و‬‫فخلت معه ولكن ال سبحانه وتعال يراهرا }الذي يوقوراوك ح و‬
‫اللساإجإديون )‪] {(219‬الشعراء[ ‪.‬‬
‫ت بإإه وووهلم إوبا{ ‪ ..‬فخل بالعصية ‪ ،‬لكن ما خل عن عي ال ‪.‬‬ ‫}وهرل ذ‬
‫وإذا خلوت بريبة ف ظلمحققة *** والنفس داعية إل الطخغيان‬
‫استحيي من نظر الله وقل لا *** إن الذي خلق الظلما يران‬

‫}وووهلم إوبا{ أي ‪ :‬هاجت الشهوةا ف قلبه ‪ ،‬عليه السلما ‪} ،‬لوذول أوذن ورأى بققذروهاون وربإه{‪.‬‬
‫فمحا هو برهان ربه يا ترى ؟‬
‫تلك أقوال الفسرين ‪ ،‬أعرضها عليكم ‪ ،‬ث نرج بالراجح ‪ ،‬إن شاء ال ‪:‬‬
‫هاتفا يهتف يقول ‪ :‬يا‬ ‫‪ -1‬قال ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬لا هم يوسف با سع ا‬
‫يوسف ‪ ،‬إنن كتبتك ف ديوان النبياء ن فل تفعل فعل السفهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال السدي ‪ :‬سع هاتفا يهتف ويقول ‪ :‬يا يوسف ‪ ،‬اتق ال ‪ ،‬فانك كالطخائر‬
‫الذي يزينه ريشه ‪ ،‬فإذا فعلت الفاحشة فقد نتفت ريشك‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال بعض الفسرين ‪ :‬رأى لوحة ف القصر مكتوب عليها }وول توقذقوربقوا البزون إنلهق‬
‫سإبيلا { ]السراء ‪[32 :‬‬ ‫إ‬
‫وكاون وفاحوشةا وووساءو و‬
‫ي{]النفطخار ‪ [10 :‬أي ‪ :‬إننا‬ ‫‪ -4‬وقال غيخهم ‪ :‬رأى كفا مكتوبا عليه }وإلن علويقكم و إ إ‬
‫لافظ و‬ ‫و وذ ذ و‬
‫نفظ تصرفاتكم وحركاتكم وسكناتكم‪.‬‬
‫‪ -5‬وقيل ‪ :‬بل رأى يعقوب أباه ف طرف الدار قد عض على إصبعه وهو يقول ‪ :‬يا‬
‫يوسف ‪ ،‬اتق ال ‪ ،‬أورده ابن جرير وابن كثيخ ‪.‬‬
‫‪ -6‬وقال بعض أهل العلم من الفسرين أيضا ‪ :‬لا هرت به وهم با قالت ‪ :‬انتظر ‪،‬‬
‫فقامت إل صنم ف طرف البيت فستته بلباب على وجهه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ما لك ؟‬
‫قالت ‪ :‬هذا الي استحي أن يران‪.‬‬
‫فدمعت عينا يوسف ‪ ،‬وقال ‪ :‬أتستحي من صنم ل يسمحع ول يبصر ‪ ،‬ول يلك ضرا ول‬
‫نفعا ‪ ،‬ول حياةا ول نشورا ‪ ،‬ول أستحي من ال الذي بيده مقاليد المور ‪.‬‬
‫‪ -7‬ويرى ابن تيمحية ‪ ،‬شيخ السلما ‪ ،‬وغيخه من أهل العلم ‪ :‬أن برهان ربه الذي رآه ‪،‬‬
‫هو ‪ :‬واعظ ال ف قلبج كل مؤمن ‪ ،‬فقد ترك واعظ ال ‪ ،‬والياء من ال ‪ ،‬والجل من الي‬
‫القيوما ف قلبج يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬فارتدع عن العصية وعاد منيبا إل ال }ووأولما ومذن وخا و‬
‫ف‬
‫س وعإن اذلوووى )‪ (40‬فوإلن اذلونلةو إهوي الذومحأذووى )‪] {(41‬النازعات[ فتذكر الوقوف‬ ‫إ‬
‫وموقاوما وربه وونوقوهى النلقذف و‬
‫بي يدي ال فتاجع‪.‬‬
‫فهل آن لشباب السلما أن يتحرك واعظ ال ف قلوبم ؟‬
‫وهل آن للمحسلمحي أن يعلوا من يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬قدوةا لم ؟‬
‫فيا من يتطخلع على عورات السلمحي ‪ ،‬أليس لك ف يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬قدوةا ؟‬
‫يا من يعامل ربه بالعاصي ! ويرتكبج الرائم ! ويرص على الزنا! أما رأيت يوسف؟؟‬
‫وقد خل بامرأةا جيلة ذات منصبج ‪ ،‬فتذكر واعظ ال ف قلبه ؟‬
‫ويا من دعا إل التبج والسفور !! أما رأيت ما صنعت اللطخة بالنب العصوما الذي كان‬
‫أن يزل وان يهلك ؟ وأنت تنادي الرأةا أن تتبج وتسفر عن وجهها وتالط الرجال !!‪.‬‬
‫يقول صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬ل يلون رجل بامرأةا إل كان الشيطخان ثالثهمحا(()‪. (25‬‬

‫)‪ (25‬صحيح ‪ .‬أخرجه احمد )‪ ، (115‬والترمذي )‪ ، (2165‬وصححه ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬رضي ا عنه ‪ ،‬وانظر‬
‫)) المشكاة (( )‪.(3118‬‬
‫ويقول صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬ل تتبع النظرةا النظرةا فإن لك الول وليست لك الخرةا‬
‫(()‪.(26‬‬
‫ف وعذنهق الرسوءو ووالذوفذحوشاءو{ لنعمحر مستقبله باليقي ‪،‬‬ ‫صإر و‬ ‫ث قال ال له ‪} :‬وكوذلإ إ‬
‫ك لنو ذ‬‫و‬
‫إ‬ ‫إ إ إ‬
‫ي{ ‪ ،‬وإذا‬ ‫ولنجعله من ورثة جنة رب العالي مع الؤمني الالدين }إنلهق مذن عوبادونا الذقمحذخلوص و‬
‫اخلص العبد ل حاه ال من الفت ‪ ،‬ووقاه الن ‪ ،‬وجنبه الشرور ‪.‬‬
‫يقول سعيد بن السيبج ‪ ،‬رحه ال ‪ :‬إن الناس ف كنف ال وسته ‪ ،‬فإذا أراد أن يفضح‬
‫ب{ هو يهرب‬ ‫بعضهم رفع سته ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬عنهم ث قال ال عز وجل ‪} :‬وواذسوتبوقوقا الذوبا و‬
‫من الفاحشة وهي تلحقه ‪.‬‬
‫صهق إمذن‬ ‫يهرب إل ال ‪ ،‬ويفر إل الي القيوما وهي تلحقه )واسوتبقوقا الذباب وقولد ذ إ‬
‫ت قومحي و‬ ‫و ذو و و و‬
‫قدبقضر( شقت قمحيصه وهي تلحقه وتدعوه إل نفسها ‪ ،‬وهو يلتجئ إل ال ويصيح بأعلى صوته‬
‫إإ‬
‫ي {قال بعض الفسرين ‪ :‬يعن بذلك‬ ‫‪ ،‬وصوته يدوي ف القصر }وموعاوذ اللوه نلهق وربب أوذحوسون ومثذقووا و‬
‫زوجها الذي أحسن مثواه ‪ ،‬وهو يسمحي )ربا( عندهم أي ‪ :‬سيدا ‪ ،‬كقولنا ‪ ) :‬رب الناقة ( أي‬
‫‪ :‬سيدها‪.‬‬
‫وقال السدي وغيخه ‪ :‬إنه الي الي القيوما ‪،‬اجتبان وربان وعلمحن وحفظن وحان وكفان‬
‫وآوان فكيف أخونه ف أرضه ؟‬
‫يا من أراد أن يتجاوز الرمات ويتعدى الرمات تذكر معروف ال ‪.‬‬
‫ب{إن هذه القصة مذهلة ومدهشة ‪ ،‬فكلها مفاجآت وبغتات‪.‬‬ ‫}وأولذوفيا سيبودوها لوودى الذبا إ‬
‫و‬ ‫و و و‬
‫فبينمحا هي تلحقه ‪ ،‬وإذ بسيدها أو بزوجها عند الباب ‪.‬‬
‫ولكن انظر إل كيد النساء ومكرهن ‪ ،‬فهي قد سبقت يوسف بالكلما ‪ ،‬واتمحته بأنه‬
‫إ‬
‫ك قسوءا إلل‬ ‫ت وما وجوزاءق ومذن أراد بإأوذهل و‬ ‫يريدها عن نفسها! ث أصدرت الكم عليه وقالت ‪} :‬وقالو ذ‬
‫ب أوإليعم{ ‪.‬‬
‫أوذن يقذسوجون أوذو وعوذا ع‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬يضرب بالسياط‪.‬‬

‫)‪ (26‬صحيح ‪ .‬أخرجه احمد )‪، (22465‬وأبو داود )‪ ، (2149‬والترمذي )‪ ، (2777‬وصححه ‪ ،‬عن بريدة بن الحصيب ‪ ،‬رضي ا‬
‫عنه ‪.‬‬
‫فقال يوسف بلسان الصادق الناصح المي التقي الورع الزاهد العابد ‪} :‬وقاول إهوي وراووودتذإن‬
‫وعذن نوقذفإسي{ وصدق لعمحر ال ‪} ،‬وووشإهود وشاإهعد إمذن أهلها{ قيل ‪ :‬من أبناء عمحها ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫رجل من الدما ‪.‬‬
‫والصحيح الذي عليه المحهور ‪ :‬انه طفل صغيخ ‪ ،‬كان بالغرفة ل يتكلم أنطخقه ال الذي‬
‫أنطخق كل شيء ‪.‬‬
‫ورد أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ )) :‬أربعة تكلمحوا ف الهد ‪ :‬ماشطخة امرأةا‬
‫فرعون ‪ ،‬والغلما الذي مع جريج ‪ ،‬وعيسى عليه السلما ‪ ،‬والغلما الذي شهد ليوسف عليه‬
‫السلما (()‪ (27‬وسنده جيد‪.‬‬
‫وقال لم ‪ :‬انظروا إن كان القمحيص قد شق من خلفه فهي الكاذبة ‪ ،‬وهو الصادق ؛‬
‫لنأا هي الت مزقته ‪ ،‬فهي الت تري خلفه ‪.‬‬
‫وإن كان قد شق من الماما فهو الكاذب – وحاشاه – وهي الصادقة ‪ ،‬لنه سيكون هو‬
‫الذي هاجها ‪.‬‬
‫فوجدوا انه هو الصادق ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬فنصحه زوجها بأن ل يب أحدا ‪ ،‬ول يشيع‬
‫ف أوذعإر ذ‬
‫ض وعذن وهوذا{ ‪.‬‬ ‫الب ف الناس ‪ ،‬فقال ‪} :‬قيوقس ق‬
‫وأما الرأةا فنصحها برفق ولي ‪ ،‬على الرغم من جريتها!!‬
‫ي( فقط استغفري وتوب !‬ ‫ت إمن ا ذ إ إ‬
‫ك قكذن إ و و‬ ‫ك إنل إ‬‫فقال ‪) :‬واستوقذغإفإري لإوذنذبإ إ‬
‫لاطئ و‬ ‫وذ‬
‫فأنقذه ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬من البئر عندما كاد له أخوته ‪ ،‬وأنقذه ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬من‬
‫الفتنة عندما كادت له امرأةا العزيز ‪.‬‬
‫ولكن بقيت منته القادمة الت سيتعرض لا ف السجن ‪ ،‬ولعلها تأت ف موضع آخر ‪.‬‬

‫* فوائد مأن قصة يوسف ‪:‬‬


‫ولكن نستفيد من هذين القطخعي من قصة يوسف ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬امورا عظيمحة ‪ ،‬تم‬
‫حياتنا ف البيت أو ف التمحع ‪.‬‬
‫)‪ (27‬سنده جيد ‪ .‬أخرجه احمد )‪ ، (2817‬والبيهقي )‪ ، (2/389‬عن ابن عباس ‪ ،‬رضي ا عنهما ‪ ،‬بنحوه ‪ .‬وقال ابن كثير في‬
‫)) التفسير (( )‪ : (3/16‬إسناده ل باس به ‪.‬‬
‫أول‪ :‬أن هذا القران معجز وبليغ ‪ ،‬وقد تدى به ال العرب الفصحاء فلم يستطخيعوا أن يأتوا بثله‬
‫‪.‬‬
‫س وواذلإرن وعولى أوذن يوأذتقوا إبإثذإل وهوذا الذقذرآإن ل يوأذقتوون‬ ‫إ إ‬ ‫إإ‬
‫قال سبحانه ‪} :‬قذل لوئن اذجتوومحوعت اذلنذ ق‬
‫ض ظوإهيخا { ]السراء ‪.[88 :‬‬ ‫ضقهذم إلبوقذع ض‬ ‫إ إإ‬
‫إبثذله وولوذو وكاون بوقذع ق‬
‫ثانيا ‪ :‬أن الرؤيا منها ما يكون حقا ‪ ،‬ومنها ما يكون باطل ‪ ،‬فإذا كانت من الرجل‬
‫الصال ‪ ،‬ول تكن بأمر مستحيل ‪ ،‬فهي صادقة ‪ ،‬بإذن ال ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن على السلم إذا رأى رؤيا أن ل يب با إل من يبج ‪ ،‬ول يب با كل الناس‪.‬‬
‫أما الرؤيا السيئة ‪ ،‬فل يب با أحدا ؛ لنأا لن تضره ‪ ،‬بإذن ال ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أن الناس قد فطخر كثيخ من منهم على السد‪.‬‬
‫قال السن ‪ :‬ما خل جسد من حسد ‪ ،‬ولكن الكري يفيه ‪ ،‬واللئيم يبديه ‪.‬‬
‫وهو من أعظم الذنوب ؛ لنه يأكل السنات ‪ ،‬كمحا تأكل النار الطخبج‪.‬‬
‫وهو يذهبج بالتقوى ‪ ،‬ويغضبج الرب سبحانه ‪ ،‬قال سبحانه ‪} :‬أوذما وذيقسقدوون اللنا و‬
‫س وعولى‬
‫ضلإإه{ ]النساء ‪ [54 :‬وهو أول أمر عصي به ال ‪ ،‬وذلك عندما حسد إبليس‬ ‫وما آوتاقهقم اللهق إمذن فو ذ‬
‫آدما‪.‬‬
‫والواجبج على الاسد ‪ :‬أن يتقي ال ‪ ،‬وان يعلم أن المور بيد ال ‪ ،‬والفضل له يعطخيه‬
‫من شاء ‪ ،‬فانك إذا حسدت أحدا فقد اعتضت على قضاء ال وحكمحته ‪.‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫أل قل لن ظل ل حاس ققدا *** أتدري على من أسأت الدب‬
‫أسات على ال سبحانق ققه *** لنك ل تر ل ما وهققبج‬

‫وواجبج الاسد ‪ :‬أن يستغفر ويتوب ‪ ،‬ويدعو لخيه بيخ ‪ ،‬وأن ل ينافسه إل على أمور‬
‫الخرةا القربة عند ال ‪ ،‬أما الدنيا فإنأا تأت وتذهبج‪.‬‬
‫خآامأسا ‪ :‬عدما تفضيل بعض البناء على بعض ‪ ،‬كمحا سبق ؛ لن هذا يورث السد‬
‫والبغضاء بينهم ‪ ،‬وعدما إعطخاء أحدهم شيئا دون الخر ‪.‬‬
‫ولذلك لا أتى النعمحان بن بشيخ يشهد الرسول صلى ال عليه وسلم على عطخيته لحد‬
‫أبنائه ‪ ،‬قال له صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أأعطخيت كل أبنائك مثله ؟((‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل‬
‫قال ‪ )) :‬ل تشهدن على جور (()‪.(28‬‬
‫سادسا ‪ :‬أن الافظ ‪ ،‬هو ‪ :‬ال سبحانه دون غيخه ‪ ،‬فالأ إليه ف الضوائق والشدائد‬
‫ليحفظك سبحانه ‪ ،‬ومن عرف ال ف الرخاء عرفه ف الشدةا‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬وجوب الصب عند الفتنة ‪ ،‬خاصة فتنة النساء ‪ ،‬واللتجاء إل ال ليصرفها عنك ‪،‬‬
‫وخيخ ما يصرفها كمحا قال سبحانه هو التقوى والخلص‪.‬‬

‫هأذه أبرز الفوائد مأن هأذين المقطعين مأن هأذه السورة العظيمة‪.‬‬

‫*****************************************‬

‫)‪(28‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (2650‬ومسلم )‪ (1623‬عن النعمان بن بشير ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫جولة مأع بني إسرائيل‬

‫ي وذليقلوةا قثل التوذذقتق الذعإذجول إمذن بوقذعإدإه وأنتذم وظالإقمحوون )‬ ‫إ‬


‫قال تعال ‪ } :‬ووإذذ وواوعذدونا قمووسى أوذربوع و‬
‫إ إ‬
‫ن )‪] {(52‬البقرةا[‪.‬‬‫ك لووعلقكذم توذشقكقرو و‬ ‫‪ (51‬قثل وعوفذوونا وعذنقكذم إمذن بوقذعد وذل و‬
‫شضر{ )لعراف‪:‬‬ ‫ي وذليقلوةا ووأوذتوذمحوناوها بإوع ذ‬ ‫إ‬
‫وقال سبحانه ف سورةا العراف ‪ } :‬وووواوعذدونا قمووسى وثلث و‬
‫من الية ‪.(142‬‬
‫كيف واعده سبحانه ؟‬
‫يقول الرازي وغيخه ‪ :‬إما انه واعده قبل أن يلتقي ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪،‬بوسى ف اللقاء‬
‫التاريي ليتلقى كلما ال ‪.‬‬
‫وهذا أمر عجيبج !‬
‫فقبل أن يكلمحه ال واعده أن يأت بعد أربعي‪.‬‬
‫وقيل بل مدةا الكالة أربعي ليلة ‪ ،‬أي ‪ :‬أن الوقت والزمن الذي تستغرقه الكالة مع ال‬
‫هو أربعون ليلة‪.‬‬
‫فلمحا نى ال موسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬قال لبن إسرائيل مكانكم اجلسوا ‪ ،‬وكانوا ستمحائة‬
‫ألف ‪ ،‬لكنهم خبثاء حقراء ‪ ،‬أهل ترد على ال ‪ ،‬إل من رحه ال ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬أين تذهبج‬
‫قال ‪ :‬اذهبج آل ال ليكلمحن‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ل بد أن تأت معك بشيء لنعلم هل كلمحك أما ل ‪.‬‬
‫فذهبج ‪ ،‬عليه السلما ‪.‬‬
‫وف بعض السيخ انه مكث ثلثي يوما صائمحا ‪.‬‬
‫فلمحا كان ف الطخريق وجد ثار الصياما ) اللوف ( ف فمحه ‪.‬‬
‫فأخذ سواكا فتسوك‪.‬‬
‫فلمحا كله ال ‪ ،‬قال يا موسى ‪ ،‬وتستاك ؟‬
‫قال لكلمحك يا رب ‪ ،‬وأنا طاهر الفم ‪.‬‬
‫لن ف الديث الصحيح ‪ )) :‬السواك مطخهرةا للفم مرضاةا للرب (()‪.(29‬‬
‫قال ‪ :‬يا موسى ‪ ،‬إما تعلم أن خلوف فم الصائم أطيبج عندي من ريح السك‪.‬‬
‫عد فصم عشرةا أياما ث تعال‬
‫فلمحا أت الياما عاد فكلمحه ‪ ،‬وأوصى إليه ما أوصى ‪.‬‬
‫ب أوإرإن أونذظقذر إليك{ )لعراف‪ :‬من الية ‪. (143‬‬ ‫فقال ‪ } :‬ور ب‬
‫قال ال ‪ } :‬لذن توقوراإن { )لعراف‪ :‬من الية ‪. (143‬‬
‫صإعق ا { )لعراف‪ :‬من الية ‪(143‬‬ ‫إ‬
‫}فوقلولمحا وتوللى وربرهق لذلوجبوإل وجوعلوهق ودوك ا وووخلر قمووسى و‬
‫إإ‬
‫ي{ )لعراف‪ :‬من الية ‪.(143‬‬‫ت إليك ووأوونا أولوقل الذقمحذؤمن و‬‫ك تققذب ق‬
‫فاستفاق وقال ‪ } :‬قسذبوحانو و‬
‫حينها عاد موسى ‪ ،‬وقد أعطخاه ال اللواح ‪ ،‬وكبج ال له التوراةا بيده كمحا ف ))الصحيح‬
‫((‪.‬‬
‫أما بنو إسرائيل ف تلك الفتةا ‪ ،‬فقد جعهم رجل مرما ‪،‬اسه ‪ ) :‬السامري (‪.‬‬
‫وكان رجل داهية منافقا ‪ ،‬يزعم أن جبيل رباه بالوحي الذي ينزل به من عند ال ‪.‬‬
‫وكان اسه القيقي ) موسى ( أيضا ‪.‬‬
‫فلذلك يقول الشاعر ‪:‬‬
‫فمحوسى الذي رباه فرعون مؤمن *** وموسى الذي رباه جبيل كافر‬
‫أتى هذا السامري ‪ ،‬فقال لبن إسرائيل ‪ :‬عندي لكم نبأ عجيبج‪.‬‬
‫قالوا ما هو النبأ العجيبج ؟‬
‫قال ‪ :‬موسى ذهبج يبحث عن إله ‪ ،‬وإله هنا ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬أين ؟‬
‫قالوا ‪ :‬هذا العجل ‪.‬‬
‫وكان قد أخذ حلي النساء ‪ ،‬وذهبج النساء ‪ ،‬وفضة النساء ‪ ،‬ث سبكها ‪ ،‬ث صور لم‬
‫عجل ‪ ،‬فكان ينفخ فيه فإذا هو يصلصل ‪.‬‬
‫قال ‪}:‬وهوذا إولققكذم ووإلوهق قمووسى فوقنوإسوي{ )طقه‪ :‬من الية ‪ (88‬أي ‪ :‬نسي موسى أله وتركه هنا ‪.‬‬
‫)‪ (29‬صحيح ‪ ،‬أخرجه البخاري معلقا في كتاب الصوم ‪ ،‬باب سواك الرطب ‪ ،‬ووصله احمد )‪ ، (23683‬والنسائاي )‪ ، (5‬عن عائاشة‬
‫‪ ،‬رضي ا عنها ‪ ،‬وانظر ‪ :‬الرواء )‪ ، (66‬وهو صحيح ‪.‬‬
‫سبحان ال !‬
‫عجل ‪ ،‬ل يلك لم ضرا ول نفعا ‪ ،‬ول يرد لم قول ول رشدا ول حكمحة ‪.‬‬
‫ولكن العقول السخيفة ‪.‬‬
‫فأتى موسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وإذا هم عاكفون على العجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫قالوا ‪ :‬هذا إلنا ‪.‬‬
‫فألقى اللواح من الغضبج ‪.‬‬
‫انظر إل الغضبج ماذا يفعل ؟‬
‫فكلما ال ل يلقى ف الرض ‪.‬‬
‫وعمحد إل هارون أخيه ‪ ،‬وهو أكب منه سنا ‪ ،‬فأخذه بلحيته أماما الناس ‪ ،‬وأراد أن يقتله‬
‫‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ل تشمحت ب العداء لقد استضعفون ؛ لن موسى كان يرهبج بن إسرائيل إذا‬
‫كان فيهم ‪ ،‬فل يستطخيعون الخالفة ‪ ،‬بلف هارون ‪،‬عليهمحا السلما جيعا ‪.‬‬
‫ولذلك يقول صلى ال عليه وسلم ف عمحر بأن فيه شبها من موسى‪.‬‬
‫ولذل فبعض الؤمني يكون قويا ف الق ‪ ،‬وبعضهم يكون ضعيفا ل يستطخيع قول الق‬
‫أو إنكار النكر ‪.‬‬
‫ذكروا ف التاريخ أن الليفة العتضد كان من ابرز خلفاء بن العبا ‪ ،‬فأتى عال من العلمحاء‬
‫فوجد المحر يباع ف السوق ‪.‬‬
‫فاخذ سكينا وعمحد إل جرار المحر فقطخع مائة قربة ‪ ،‬ث أتى إل الطخبول فشقها ‪.‬‬
‫فذهبوا إل الليفة ليخبوه فقال ‪ :‬افصلوا رأسه عن جسمحه ‪.‬‬
‫فدخل على الليفة ‪ ،‬فقال له الليفة ‪ :‬ما هبتن ؟‬
‫قال ‪ :‬وال ‪ ،‬ما أقدمت عليها إل من بعد ما تصورتك اقل من الذباب ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أما علمحت إن العتضد؟‬
‫قال ‪ :‬علمحت ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ماذا تصورت إن افعل بك ؟‬
‫قال ‪ :‬تصورت انك تفصل رأسي عن جسمحي ‪ ،‬والصيخ النة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬لاذا شققت مائة قربة ‪ ،‬وتركت قربة واحدةا ‪،‬وقطخعت الطخبول وتركت طبلة ؟‬
‫قال ‪ :‬لا بدأت أشق القرب والطخبول أعجبتن نفسي ‪ ،‬فرفعت السكي خشية من الرياء‬
‫ف إنكار النكر ‪.‬‬
‫فسامه الليفة ‪ ،‬وقال ‪:‬علمحت انك صادق ‪.‬‬
‫إ‬ ‫فقال هارون لخيه موسى ‪ } :‬ابذون أقلما إلن الذوقذووما اذستو ذ‬
‫ت‬‫ضوعقفوإن وووكاقدوا يوقذقتقققلونوإن وفل تقذشمح ذ‬
‫إ إإ‬
‫ي{ )لعراف‪ :‬من الية ‪. (150‬‬ ‫ب اذلوذعوداءو وول وذتوعذلإن وموع الذوقذوما اللظالمح و‬
‫إو‬
‫فاستغفر له ولخيه ‪.‬‬
‫فقال موسى لم ‪ :‬لقد كلمحن رب وهذه اللواح ‪.‬‬
‫وسيأتي إكمال ذلك ‪ ،‬ولكن نعود إلى اليات ‪.‬‬
‫ي وذليقلوةا قثل التوذذقتق الذعإذجول إمذن بوقذعإدإه وأنتذم‬ ‫إ‬
‫يقول ‪ ،‬سبحانه وتعال }ووإذذ وواوعذدونا قمووسى أوذربوع و‬
‫وظالإقمحو و‬
‫ن{ )البقرةا‪(51:‬‬

‫الظلم ظلمحات يوما القيامة ‪.‬‬


‫والظلم على قسمين ‪.‬‬
‫‪ -1‬ظلمك لنفسك وهأو أن تحرمأها طريق السعادة ‪.‬‬
‫فأظلم الناس من ظلم نفسه ‪.‬‬
‫إذا رأيت النسان يشرك بال فقد ظلم نفسه ظلمحا ما بعده ظلم ‪ ،‬وهكذا إذا كان يعطخل‬
‫الصلةا ف السجد ‪،‬ويعق والديه ‪ ،‬ويقطخع رحه ‪ ،‬ويرتكبج العاصي ‪.‬‬
‫‪ -2‬وظلم الناس هأو النوع الثاني ‪.‬‬
‫والظلم ظلمحات يوما القيامة ‪.‬‬
‫وال عز وجل ل يفصل ف العرصات يوما العرض الكب ‪ ،‬حت يفصل بي الناس ف‬
‫الظال ‪.‬‬
‫حت أن الشاةا القرناء يقتص منها للشاةا اللجاء المحاء الت ل قرون لا ‪.‬‬
‫إ إ‬
‫قوله ‪} :‬قثل وعوفذوونا وعذنقكذم إمذن بوقذعد وذل و‬
‫ك لووعلقكذم توذشقكقرو و‬
‫ن{ )البقرةا‪(52:‬‬
‫بعدما عبدوا العجل ‪.‬‬
‫وقد ورد ف القرآن العفو ‪ ،‬وورد الرضا ‪ ،‬وورد الغفرةا ‪ .‬فمحا الفرق بينهمحا ؟‬
‫الرضا أعظم النازل ‪ ،‬نسأل ال أن يرضى عنا وعنكم ‪.‬‬
‫الرضا أن يعفو عنك ‪ ،‬ول يعاتبك ‪ ،‬ول يقررك بشيء ‪ ،‬بل يعفو عنك أبدا ‪ ،‬ويرضى‬
‫عنك ‪ ،‬ول يعاتبك ف شيء ‪.‬‬
‫وهذا مثل – ول الثل العلى – إنسان أخطخأت معه ‪ ،‬فأتيت عنده فرضي عنك رضاء‬
‫تاما ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنا رضيت عنك لن احبك ‪.‬‬
‫أما الغفرةا فيقول ‪ :‬غفرت لك ‪،‬لكن قلب يعلمحه ال ‪ ،‬لكن ما أجازيك وأتعرض لك ‪،‬‬
‫اذهبج ‪.‬‬
‫أما العفو فهو السامة مع العتبج ‪.‬‬
‫يعفو عنك فيقول ‪ :‬أنا عفوت عنك ‪ ،‬لكن لاذا فعلت هذا الفعل ؟ فيأخذ ف معاتبتك‪.‬‬
‫قال سبحانه وتعال ‪} :‬قثل وعوفذوونا وعذنقكذم { لاذا ل يقل ‪ :‬ث رضينا عنكم ‪.‬‬
‫كيف يرضى عن بن إسرائيل أهل الفضائح ف التاريخ ؟‬
‫لكن قيل ‪ :‬بان هؤلء الذين عاشوا مع موسى صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رضي ال عنهم‬
‫وعفا عنهم ‪ ،‬أما غيخهم فل ‪ ،‬كمحا سيأت ‪.‬‬
‫إ إ‬
‫}قثل وعوفذوونا وعذنقكذم إمذن بوقذعد ذول و‬
‫ك لووعلقكذم توذشقكقروون{ ‪.‬‬
‫للشكر أقساما ‪ :‬شكر بالقلبج ‪ ،‬وشكر باللسان ‪ ،‬وشكر بالوارح ‪.‬‬
‫فتشكر ال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬بلسانك فتقول ‪ :‬لقد انعم ال علي ‪ ،‬فلله المحد والشكر‬
‫والنة والفضل ‪.‬‬
‫وهذا معروف عند العرب ‪ ،‬فإن العرب أو السلطخان من العرب ‪ ،‬أو اللك من العرب إذا‬
‫أعطخى عطخية فإنه يشكر عليها عندهم ‪.‬‬
‫وهكذا غيخه من الكرماء ومن الناس الشهورين ‪.‬‬
‫كمحا فعل زهيخ بن أب سلمحى مع هرما بن سنان ؛ الذي مدحه بقصائد طويلة شكرا له‬
‫على ما قدما ‪ ،‬وفدى باله ف الرب الت وقعت ‪.‬‬
‫فقال فيه زهيخ ‪:‬‬
‫لن الديار بقنة الجر *** اقوين من حب ومن هجري‬
‫دع ذا وهات القول ف هرما *** خيخ البداةا وسيد الضر‬
‫لو ل يكن شخصا سوى رجل *** كان النور ليلة البققدر‬

‫والشكر بالقلبج ‪ :‬أن تعتقد أن هذه النعمحة من ال ‪.‬‬


‫قال داود ‪ :‬يا رب كيف أشكرك ؟ وقد أنعمحت علينا بالنبوةا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬يا داود أتعرف أن ذاك من ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم يا رب ‪.‬‬
‫ن نإذعمحضة فوإمحن ال لإه{ )النحل‪ :‬من الية ‪(53‬‬ ‫إ إ‬
‫قال ‪ :‬فقد شكرتن ‪} ،‬وووما بقكذم م ذ و و‬
‫وهذا شكر القلبج‬
‫وشكر الوارح أن تستعمحلها ف مرضات ال عز وجل ‪.‬‬
‫انعم ال عليك بالشباب ‪ ،‬فانك تستخدمه ف طاعته سبحانه ‪ ،‬إما إن استخدمته ف‬
‫معصيته فمحا شكرته ‪.‬‬
‫}لووعلقكذم توذشقكقروون{ )الائدةا‪ :‬من الية ‪ (6‬لكن ما شكروا ال ‪.‬‬
‫إ‬
‫ث قال سبحانه وتعال ‪ } :‬ووإذذ آتو ذقيقونا قمووسى الذكوتا و‬
‫ب ووالذقفذروقاون لووعلقكذم توقذهتوقدو و‬
‫ن{ )البقرةا‪(53:‬‬

‫هل هناك فرق بي الكتاب والفرقان ؟‬


‫ثلثة أقوال لهأل العلم ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬الفرقان هو جزء من التوراةا ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو كتاب مستقل ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو التوراةا ‪ ،‬أي ‪ :‬من باب التادف‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬انه يدخل ف التوراةا ‪ ،‬وانه من باب الاص بعد العاما ‪ ،‬أي ‪ :‬أن الفرقان جزء‬
‫من التوراةا ‪.‬‬
‫والفرقان على قسمين ‪:‬‬
‫فرقان ظاهر ‪ ،‬وفرقان باطن ‪.‬‬
‫فالفرقان الظاهر ‪ ،‬هو القرآن ‪ ،‬وهو السنة ‪ ،‬وهو العلم النافع ‪.‬‬
‫وفرقاننا ‪ ،‬يا مسلمحون ‪ ،‬هو الكتاب والسنة ؛ نفرق به بي الق والباطل ‪.‬‬
‫وأما الفرقان الباطل ‪ ،‬فهو فرقان ف القلبج يأت من التقوى }ويا أيها الإذيون آومنقوا إذن توقتلققوا‬
‫ظيإم{ )لنفال‪(29:‬‬ ‫ضإل الذع إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫اللهو وذيوعذل لوقكذم فققذروقان ا وويقوكبفذر وعذنقكذم وسيبوئاتقكذم وويوقذغفذر لوقكذم وواللهق قذو الذوف ذ و‬
‫ويصل الفرقان كلمحا اتقيت ال ‪ ،‬وأكثرت من النوافل ‪ ،‬وصدقت مع ال ‪ ،‬وأخلصت‬
‫نيتك ‪ ،‬رزقك ال فرقانا به بي اليخ والشر والصادق والكاذب والدى والضلل ‪.‬‬
‫إ‬
‫قال سبحانه وتعال }ووإذذ آتو ذقيقونا قمووسى الذكوتا و‬
‫ب ووالذقفذروقاون لووعلقكذم توقذهتوقدوون{ )البقرةا‪ (53:‬هداية‬
‫القرآن وهداية الفرقان‪.‬‬
‫لكن ما اهتدوا ‪.‬‬
‫أتدرون ماذا فعل بنو إسرائيل بذا اليخاث ؟‬
‫ب إلل أووماإنل ووإذن قهذم إلل يوظقرنوون{‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫يقول سبحانه وتعال‪} :‬وومذنققهذم أقبمريوون ل يوقذعلوقمحوون الذكوتا و‬
‫)البقرةا‪ (78:‬أي ‪ :‬يتمحتمحون بالتوراةا ‪ ،‬فحرفوها وبدلوها واشتوا با ثنا قليل ‪ ،‬فغضبج ال عليهم‬
‫ولعنهم ف الدنيا والخرةا‪.‬‬
‫إذا ل يوثق بعلوماتم أبدا ؛ لنأم بدلوا وغيخوا ‪.‬‬
‫والقصد من الكتاب والفرقان ‪ :‬الداية ‪.‬‬
‫والداية ل تصل عندنا إل بالقران وبالسنة ‪.‬‬
‫وهنا أقف وقفة بسيطخة ‪ ،‬وهي انه وجد من غلةا الصوفية من يقول ‪ :‬علمحنا علم الرق ‪،‬‬
‫وعلمحكم علم الورق ‪ ،‬أي ‪ :‬أن علمحهم يأتيهم مباشرةا من ال دون حاجة إل تعلم الديث‬
‫والفقه وغيخها‪.‬‬
‫حت نقل ابن القيم أن أحد علمحائهم يقول ‪ :‬أنتم تأخذون علمحكم من عبد الرزاق ‪،‬‬
‫ونن نأخذ علمحنا من الرزاق ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬عبد الرزاق بن هراما أحد الدثي الكبار ‪ ،‬وقد جاء عبد الرزاق ‪ ،‬ما عرفتم اللق‬
‫‪.‬‬
‫تاإذقكقم الذعإذجول‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫قال سبحانه ‪}:‬ووإذذ وقاول قمووسى لوقذوإمإه ويا قوقذوما إنكم ظولوذمحتقذم أنفسقكذم إبا بو‬
‫إ إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ب وعلوذيقكذم إنلهق قهوو التلقلوا ق‬
‫ب‬ ‫فوققتوبقوا إول وباإرئقكذم وفاقذقتققلقوا أنفسقكذم وذلقكذم و ذ‬
‫خيقعر لوقكذم عذنود وباإرئقكذم فوقوتا و‬
‫حيم{ )البقرةا‪(54:‬‬ ‫اللرإ‬
‫ق‬
‫يقول موسى لم ‪ :‬كفارتكم عند ال من الذنوب ‪ :‬أن تقتلوا أنفسكم ‪.‬‬
‫فلله المحد والشكر أن جعل توبتنا أن نعود إل ال دون حاجة لقتل أنفسنا ‪.‬‬
‫مهم عصى العبد وتاب ‪ ،‬تاب ال عليه ‪ ،‬بأن ينزع من الذنبج ويستغفر ويصلي ركعتي‬
‫جيع ا‬‫} قل يا إعباإدي الإذين أوسرفقوا عولى أنفسإهم ل توقذقنوطخقوا إمن رذحإة اللإه إلن الله يقذغإفر الرذقنوب وإ‬
‫و‬ ‫وو ق‬ ‫ذوو‬ ‫ذ‬ ‫ذ و و و و ذو و‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫حيم{ )الزمر‪(53:‬‬
‫نلهق قهوو الذغوقفوقر اللر ق‬
‫لكن بنو إسرائيل توبتهم تكون بقتل النفس ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬كيف نقتل أنفسنا ؟‬
‫قال ‪ :‬خذوا سكاكي ‪.‬‬
‫فأنزل ال عليهم غمحامة ‪ ،‬كمحا قال ابن كثيخ ‪ :‬حت ل يعد يعرف الواحد منهم ولده من‬
‫أخيه من خاله ‪.‬‬
‫فأخذوا يتقاتلون بالسكاكي ‪ ،‬ث كشف ال عنهم الغمحاما ‪ ،‬فإذا القتلى سبعون ألف قتيل‬
‫!‬
‫هذه توبتهم ‪.‬‬
‫ب اللرإحيقم{ فتاب عليهم ربم ‪.‬‬ ‫ب وعلوذيقكذم إنلهق قهوو التلقلوا ق‬‫}فوقوتا و‬
‫وأن بنو إسرائيل إذا أذنبج العبد منهم ذنبا كتبت خطخيئته على جبينه ‪ ،‬فيأت ف الصباح‬
‫أماما الناس ليجلس معهم ف النتدى ‪ ،‬أو ف اللس ‪ ،‬أو ف السوق ‪،‬وإذا مكتوب عليه ‪:‬‬
‫) سرق البارحة ( )سرق عشرةا ريالت( ) شرب المحر ( )زن(‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫لكن نن ستنا ال ‪ ،‬وحفظنا من الفضيحة ‪،‬وآوانا ال ‪.‬‬
‫فلله المحد والشكر ‪.‬‬
‫يذنبج العبد فل يعلم بذنبه إل ال ‪.‬‬
‫تصور ف نفسك أن عليك رقيبا من الناس ‪ ،‬أو أن والدك دائمحا يراقبج حركاتك‬
‫وسكناتك ‪ ،‬فهل تعصي ؟‬
‫هذا هو بشر ‪ ،‬فمحا ظنك باليط بل شيء سبحانه ؟‬
‫ولذلك صح ف الديث أن ال يقرر العبد بذنبوه فعلها ف الظلما ‪ ،‬وليس عنده إل ال‬
‫الذي يشاهده يوما ارتكبج ذنبه ‪ ،‬فيغفرها ال له ‪.‬‬
‫أما الاهر بالعاصي فإنه يهلك عند ال ؛ لنه تبجح بعصية الرحن ول يستح ‪ ،‬قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬كل أمت معاف إل الاهرين (( )‪ ،(30‬فالواجبج على العبد أن يست‬
‫ذنبوه وعيوبه عن الناس ‪ ،‬ويتوب فيمحا بينه وبي موله ‪ ،‬قبل أن يفضحه فيفتضح أمامهم‪.‬‬
‫وواجبج على السلم أيضا أن ل ياول نشر وإشاعة العاصي والنكرات ‪ ،‬بالتحدث عنها‬
‫بان يقول ‪ :‬حدثت جرية قتل البارحة ‪ ،‬أو زنا أو لواط ‪ ،‬أو غيخ ذلك من الرائم‪.‬‬
‫بل يبلغ الهات الختصة دون نشرها على الناس ‪.‬‬
‫لن مثل هذا الفعل يعل النفس تستمحرئ ساع هذه الخبار فتستهي بالعصية ‪.‬‬
‫ولنأا تبط بعض النفوس عن اليخ والعمحل الصال ‪.‬‬
‫ولذلك ف الديث عنه صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬إذا قال الرجل ‪ :‬هلك الناس ‪ ،‬فهو‬
‫أهلكهم (()‪ (31‬روي بالنصبج )) أهلكهم (( ‪ ،‬ورويت بالرفع )) أهلكهم ((‪.‬‬
‫أما على النصبج فمحعناه من الفعل الاضي ‪ ،‬أي ‪ :‬هو الذي تسببج ف إهلكهم بكثرةا‬
‫نشره للسيئات ‪.‬‬
‫وأما على الرفع فهو أهلكهم ‪ ،‬يعن ‪ :‬أشدهم هلكا ‪ ،‬لنه أعجبج بنفسه ‪.‬‬
‫فكأنه بذلك يزكي نفسه ‪.‬‬
‫فيا من أذنبج ف الليال والياما ‪.‬‬
‫ويا من ترك الصلةا والصياما‪.‬‬
‫ويا من هجر البيت الراما ‪.‬‬
‫ويا من رآه الظلما عاصيا للواحد العلما ‪.‬‬
‫)‪(30‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (6069‬ومسلم )‪ (2990‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫)‪(31‬‬
‫أخرجه مسلم )‪ (2623‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫عد إل ال ‪.‬‬
‫إن اللوك إذا شابت عبيدهم *** ف رقهم عتقوهم عتق أبرار‬
‫وأنت يا خالقي أول بذا رما *** قد شبت ف الرق فأعتقن من النار‬
‫ك وحلت نوقورى اللهو وجذهوراةا وفأخذتقكقم‬ ‫قال سبحانه وتعال ‪} :‬ووإذذ ققذلتقذم ويا قمووسى لوذن نققذؤإمون لو و‬
‫صاإعوقةق وأنتذم توقذنظققروون{ )البقرةا ‪. (55 :‬‬‫ال ل‬
‫دائمحا بنو إسرائيل مثل الطفال ‪.‬‬
‫طفلك الن إذا أجلسته ف حجرك ارتقى إل كتفك ‪.‬‬
‫فإن أجلسته على كتفيك صعد على رأسك ‪.‬‬
‫لقد آذوا موسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬كثيخا ‪.‬‬
‫ضرب لم الجر ‪ ،‬فتفجرت اثنتا عشرةا عينا ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أعطخنا الطخعاما ‪.‬‬
‫فدعا ال لم ‪ ،‬فأنزل الن والسلوى فأكلوا ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ل نريد الن والسلوى ‪ ،‬أعطخنا فول وبصل وكراثا ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫صرا فوإلن لوقكذم وما وسأولذتقذم {‬ ‫فقال ‪ } :‬أوتوذستوذبدقلوون الذي قهوو أوذدون إبالذي قهوو و ذ‬
‫خيقعر اذهبإطخقوا م ذ‬
‫)البقرةا‪ :‬من الية ‪. (61‬‬
‫فهبطخوا مصر ‪.‬‬
‫فلمحا أرادوا أن يدخلوا الباب ‪ ،‬طلبج منهم أن يقولوا ‪ :‬حطخة ‪ ..‬أي ‪ :‬اغفر يا رب ذنوبنا‬
‫وحطخها عنا‪.‬‬
‫فدخلوا يزحفون ويقولون ‪ :‬حبة ف شعيخةا ‪ ،‬استهزاء واستهتارا ‪.‬‬
‫فلمحا دخلوا قال لم ‪ :‬هناك عدو نريد أن نقاتله ‪.‬‬
‫ك فوقوقاإتل إلنا وهاقهونا وقاإعقدوون{ )الائدةا‪ :‬من الية ‪. (24‬‬ ‫بج أنت وووربر و‬ ‫قالوا ‪ } :‬وفاذذوه ذ‬
‫وهكذا شأنأم ف كل أحوالم معه لن تأمل سورةا البقرةا ‪.‬‬
‫جذهراةا{ )البقرةا‪ :‬من‬ ‫ل‬
‫ك وحلت نوقورى ال هو و و‬ ‫قال سبحانه وتعال ‪} :‬ووإذذ ققذلتقذم ويا قمووسى لوذن نققذؤإمون لو و‬
‫الية ‪ (55‬أتى موسى ‪ :‬بالصحف – كمحا سبق – وقال ‪ :‬كلمحن ال وهذه هي الصحف ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬حت نرى ال ‪.‬‬
‫سبحان ال !‬
‫فهذه المة تتوارث البث صاغرا عن صاغر ‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬معن جهرةا ‪ ،‬أي ‪ :‬عيانا ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬علنية ‪.‬‬
‫صاقر ووقهوو يقذدإرقك اذلوبذ و‬
‫صاور{ )النعاما‪ :‬من الية ‪.(103‬‬ ‫فقال ال عن نفسه } ل تقذدإرقكهق اذلوبذ و‬
‫والناس في إثبات الرؤية ثلثة أقساما ‪:‬‬
‫‪ -1‬العتزلة قالوا ‪ :‬ل يرى ف الدنيا ول ف الخرةا وقد كذبوا ‪.‬‬
‫أما ف الدنيا فل يرى ‪ ،‬وأما ف الخرةا فيخى‪ ،‬كمحا قال سبحانه ‪} :‬قوقجوهع يوقذوومئإضذ وناإضورةاع )‬
‫ظرةاع { )القيامة‪(23 -22:‬‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫‪ (22‬ول وربقوها ونا و‬
‫فنسأل ال أن يرينا وجهه ‪.‬‬
‫ن{ )الطخففي‪(15:‬‬ ‫واستدل الشافعي بقوله تعال ‪} :‬وكلل إنقلقهذم وعذن ورببإذم يوقذوومئإضذ لوومحذحقجوقبو و‬
‫فلمحا حجبج أهل العصية عن النظر إل وجهه علم أن أهل الطخاعة ينظرون إليه ‪ ،‬سبحانه وتعال‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬والصوفية أو بعض غلةا الصوفية قالوا ‪ :‬يرى ف الدنيا والخرةا ‪.‬‬
‫وقد كذبوا ‪ ،‬أما ف الدنيا فل يرى ‪ ،‬وأما ف الخر فيخى كمحا سبق ‪.‬‬
‫‪ -3‬وأما أهل السنة ‪ ،‬فقالوا وقد صدقوا ‪ :‬انه سبحانه ل يرى ف الدنيا لقوله تعال ‪:‬‬
‫}لوذن توقوراإن{ )لعراف‪ :‬من الية ‪ ، (143‬ولكن يرى ف الخرةا ‪ ،‬ول يراه إل الصالون الؤمنون ‪.‬‬
‫نسأل ال من فضله‬
‫صاإعوقةق وأنتذم‬ ‫ك وحلت نوقورى اللهو وجذهوراةا وفأخذتقكقم ال ل‬ ‫}ووإذذ ققذلتقذم ويا قمووسى لوذن نققذؤإمون لو و‬
‫ن{ )البقرةا‪(55:‬‬ ‫توقذنظققرو و‬
‫قيل ‪ :‬الصاعقة صوت نزل عليهم من السمحاء‬
‫ومعن ‪}:‬وأنتذم توقذنظققروون{ قال أهل العلم ‪ :‬ينر بعضكم إل بعض ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬قتل بعضهم بالصاعقة ‪ ،‬فلمحا ماتوا أحياهم ال ‪ ،‬ث قتل الخرين ث أحياهم ‪.‬‬
‫} قثل بوقوعثذقوناقكذم إمذن بوقذعإد ومذوتإقكذم لووعلقكذم توذشقكقروون{‬
‫)البقرةا‪(56:‬‬

‫بعثهم ال فأحياهم بعدها أخذتم الصاعقة ليشكروا ‪.‬‬


‫فمحا شكروا ‪.‬‬
‫}ووظولذلونا وعلوذيقكقم الذغوومحاوما{ )البقرةا‪ (57:‬وهذه من النعم الليلة أن يكون الو جيل معتدل ‪.‬‬
‫الواء بارد ‪ ،‬والظل وارف ‪ ،‬والاء سلسال ‪ ،‬والمحال ف الطخبيعة ‪ ،‬والشجر تتظلل به ‪،‬‬
‫وزقزقة العصافيخ ف كل مكان ‪.‬‬
‫فكن الغمحاما يسيخ معهم إذا ارتلوا وإذا حلوا ‪.‬‬
‫}ووأونذقوزلذونا وعلوذيقكقم الذومحلن وواللسذلووى{‪.‬‬
‫الن ‪ :‬شبه اللوى ‪.‬‬
‫والسلوى ‪ :‬طيخ يشوى لم ‪.‬‬
‫فكان يأتيهم رغدا من كل مكان ‪ ،‬يدونه على الشجر ‪ ،‬ينزل دون عناء أو تعبج منهم‬
‫‪.‬‬
‫ت وما وروزقذقوناقكذم{ ول يقل ‪ :‬كلوا ما رزقناكم ‪ .‬ليبي انه حلل ؛ لن الرزق‬ ‫}قكلقوا إمن طويببا إ‬
‫ذ و‬
‫قد يكون حراما ‪ ،‬وقد يكون حلل ‪.‬‬
‫ولكن الطخيبج هو اللل ‪.‬‬
‫}وووما ظولوقمحوونا وولوإكذن وكانقوا أنفسقهذم يوظذلإقمحوون{‬
‫ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬ل تنفعه طاعة الطخائع ‪ ،‬ول تضره معصية العاصي ‪.‬‬
‫قال سبحانه ف الديث القدسي ‪ )) :‬يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم‬
‫كانوا على افجر قلبج رجل واحد ما نقص ذلكم ما عندي شيئا (()‪.(32‬‬
‫وإما النسان هو الذي يظلم نفسه بعاصيه وذنوبه ‪.‬‬
‫نسأل ال أن ل يعلنا من الظالي ‪.‬‬
‫هذه جولة عجلى على بعض أحداث هؤلء القوما الذلء ؛ لنعرف ماضيهم وتاريهم من‬
‫قرآننا ؛ الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه ‪.‬‬

‫)‪(32‬‬
‫أخرجه مسلم )‪ (2577‬عن أبي ذر ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫فنعلم أنأم أمة ظالة قد غضبج ال عليها ؛ لنأا كثيخا ما عصت رسله وأنبياءه ‪.‬‬
‫ونعرف شيئا من طباعهم ‪ ،‬وعلى رأسها الكر والديعة وعدما الوفاء بالعهود‪.‬‬
‫فل نثق بم اليوما ‪ ،‬وناول أن نقيم معهم العهود ؛ الت هي سرعان ما تنتقض كمحا‬
‫علمحنا ذلك القرآن ‪.‬‬

‫بقرة بني إسرائيل‬

‫سورةا البقرةا هي أطول سورةا ف القرآن ‪ ،‬ويصفها بعض العلمحاء بأنأا سورةا النسف والبادةا‬
‫لبن إسرائيل ‪ ،‬واحتوت على كثيخ من أحوالم مع أنبيائهم ‪.‬‬
‫ومن تلك الحوال ما سيت السورةا باسها ‪ ،‬أل وهي قصة ) البقرةا ( ‪ ،‬فإن بن إسرائيل‬
‫تعنتوا فيها وعقدوا المور ‪ ،‬وتشددوا فشدد ال عليهم ‪.‬‬
‫وملخص القصة ‪ :‬أن أحد بن إسرائيل كان غنيا جدا ‪ ،‬وكان له أبناء أخ يقدون عليه‬
‫لغناه ‪ ،‬فتآمروا على قتله وسلبه ماله ‪ ،‬فقتلوه ف ظلما الليل دون أن يشعر بم إل رب‬
‫السمحاوات ‪.‬‬
‫ث أرادوا أن يفوا جريتهم ‪ ،‬فتباكوا ف الصباح على عمحهم ‪.‬‬
‫وذهبوا إل موسى نب ال ‪ ،‬وأخبوه ‪ ،‬وتاكمحوا إليه ليبحث لم عن قاتل عمحهم !‬
‫فقاما موسى فابتهل إل ال بان يبه بقاتل الرجل ‪ ،‬فأوحى ال إليه بان يأمرهم بقتل بقرةا‬
‫‪ ،‬وأخذ شيء من أعضائها‪ ،‬وضرب اليت با ليقوما ويبهم بقاتله ‪.‬‬
‫فقال لم موسى ‪} :‬ووإذذ وقاول قمووسى لإوقذوإمإه إلن اللهو يوأذقمقرقكذم أوذن توذذوبقوا بوقوقورةاا{ )البقرةا‪ (67:‬ولو‬
‫ذبوا أي بقرةا لنتهى المر ونفذوا الطخلبج ‪.‬‬
‫لكنهم تعنتوا وتشددوا مع نبيهم ‪ ،‬وقالوا ‪} :‬وأتوقتلإخقذونا قهقزوا {‬
‫أي ‪ :‬أنأم استغربوا هذا الكم ‪ ،‬وهذه الطخريقة لظهار القاتل ‪ ،‬وهذا من العتاض على‬
‫ال ‪.‬‬
‫ي {‪.‬‬ ‫فقال لم موسى ‪} :‬أوعوذق إباللإه أوذن أوقكوون إمن ا ذ إ إ‬
‫لاهل و‬ ‫و و‬ ‫ق‬
‫فعلمحوا انه صادق ‪.‬‬
‫ي لوونا وما إهوي{ )البقرةا‪. (68:‬‬ ‫ك يققبوق ب ذ‬
‫ث قالوا ‪}:‬وقالقوا اذدعق لوونا وربل و‬
‫ك{ ‪.‬‬ ‫فقال }إنله يقققوقل إنقلها بقوقرةاع ل وفاإرض ول بإذكر عواعن بق إ‬
‫ي وذل و‬ ‫ع و ع وو و ذ و‬ ‫و وو‬ ‫قو‬
‫أي ‪ :‬ليست بالكبيخةا السنة ‪ ،‬ولست بالصغيخةا الب ‪ ،‬بل بينهمحا ‪.‬‬
‫ي لوونا وما لوذونققوها{ )البقرةا‪. (69:‬‬ ‫ك يققبوق ب ذ‬
‫فتعنتوا أكثر وأكثر ‪ ،‬وقالوا ‪} :‬وقالقوا اذدعق لوونا وربل و‬
‫صذفوراءق وفاقإعع لوذونققوها توقسر اللناإظإريون{‬ ‫فقال ‪ } :‬إنلهق يوقققوقل إنقلوها بوقوقورةاع و‬
‫وهذا من أجل اللوان ‪.‬‬
‫إ‬
‫ي لوونا وما هوي إلن اذلبوقوقور تووشابوهو‬ ‫ك يققبوق ب ذ‬ ‫فذهبوا ث عادوا وقالوا متعنتي ‪} :‬وقالقوا اذدعق لوونا وربل و‬
‫وعوذليقونا{ )البقرةا‪. (70:‬‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ث{ )البقرةا‪ (71:‬أي‪:‬‬ ‫ض وول توذسقي اذلوذر و‬ ‫قال ‪} :‬وقاول إنلهق يوقققوقل إنقلوها بوقوقورةاع ل وذقلوعل تقثيخق اذلوذر و‬
‫ليست مهيئة للزرع ول للحرث ‪ ،‬فهي معززةا‪ ،‬أي ‪ :‬ل ترث ول تزرع ‪.‬‬
‫ث قال ‪} :‬قموسلومحةع ل إشيوةو إفيوها{ أي ‪ :‬ليس فيها علمات تالف الصفر الفاقع‪.‬‬
‫ت إباذلوبق{ أي ‪ :‬كأنأم يقولون أنت ف الول ل تأت بالق ‪ ،‬سبحان‬ ‫إ‬
‫}وقالقوا اذلون جذئ و‬
‫ال ‪ ،‬فمحن يأت بالق إذا ل يأت به نب ال ؟‬
‫ث ذهبوا فوجدا البقرةا عند عجوز ف إحدى النواحي ‪ ،‬ليس لا إل هي ‪ ،‬فتغالت ف ثنها‬
‫‪ ،‬حت ملؤا لا جلد البقرةا ذهبا ‪.‬‬
‫فلمحا ذبوها ضربوا ببعضها القتيل ‪ ،‬فقاما من ميتته بإذن إله ‪ ،‬واخب بقاتله ‪ ،‬ث مات من‬
‫جديد ‪.‬‬
‫هذه هي القصة باختصار ‪.‬‬
‫وفعل بن إسرائيل مع نبيهم ف هذه القصة ‪ ،‬هو من التعنت والتشدد والذى لرسول ال‬
‫‪.‬‬
‫وهم ل يفعلوا كمحا فعل أصحاب ممحد صلى ال عليه وسلم ؛ الذين قالوا قبل بدر ‪:‬‬
‫وال ‪ ،‬لو سرب بنا إل برك الغمحاد ) موضع ( لسرنا مع ‪.‬‬
‫وكان الواحد يسمحع كلمه صلى ال عليه وسلم فيصدقه ‪ ،‬وينفذه دون أن يراجعه صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬أو يكثر عليه ‪.‬‬
‫ومعلومة لديكم ‪ :‬قصة عمحيخ بن المحاما لا سع الرسول صلى ال عليه وسلم يبشر بالنة‬
‫‪ ،‬وأنأم ما بينهم وبينها إل أن يقتلهم الشركون ‪ ،‬فرمى التمحرات الت بيده وقاتل حت قتل‬
‫تصديقا له صلى ال عليه وسلم)‪ ، (33‬ول يتعنت كمحا تعنت أحفاد القردةا والنازير ‪.‬‬
‫وفوائد هأذه القصة ) بقرة بني إسرائيل ( عديدة مأنها ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أن العقل ل يق له أن يعتض على الوحي الت من السمحاء ‪ ،‬ويوما يبدأ‬
‫بالعتاض والتشكيك تبدأ اللعنة ويل الغضبج ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن على السلم أن يتقلى الوامر والرسالة باستسلما ‪ ،‬وان يسلم وجهه طوعا ل ‪،‬‬
‫ويرخي قيادةا لوله ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬فضل أمة ممحد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حيث ل يتعنتوا كمحا تعنت بنو إسرائيل‬
‫‪،‬كمحا سبق ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬انه ل تعايش بي السلمحي ‪ ،‬وبي هؤلء الناس ‪ ،‬مهمحا كان المر ؛ لننا‬
‫نتلف عنهم ف جيع أمورنا ‪.‬‬
‫ل كمحا يزعم البعض من إمكانية التعايش السلمحي معهم ؛ لن الية ل تلد إل حية ‪.‬‬
‫فمحا داما أولئك أجدادهم ‪ ،‬فإن البناء سيكونون مثلهم ‪ ،‬أو شرا منهم ف التعنت والبث‬
‫‪.‬‬
‫خآامأسا ‪ :‬من فوائد القصة ‪ ،‬كمحا ذكر الماما احد ‪ ،‬أن البقرةا تذبح ول تنحر ‪.‬‬
‫وقد استشهد الماما بذه الية }إلن اللهو يوأذقمقرقكذم أوذن توذذوبقوا بوقوقوراةا{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (67‬ول يقل ‪:‬‬
‫تنحروا ‪.‬‬
‫وهذا من اللطخائف ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬استدل با الماما مالك على جواز بيع ) السلم ( أي ‪ :‬البيع بالصفات دون‬
‫حضور السلعة ؛ لن ال ذكر لم الصفات فقط ‪ ،‬فاستجابوا بالصفات فأقرهم ال ‪.‬‬
‫)‪(33‬‬
‫أخرجه مسلم )‪ (1901‬عن انس ‪ ،‬رضي ا عنه ‪ ،‬وانظر )) الصابة (( )‪.(7/162‬‬
‫سابعا ‪ :‬أن على السلم أن ل يتعنت ف أموره الدينية والدنيوية ‪،‬ول يتشدد ؛ لن التشدد‬
‫مصيخه اللك أو التعبج ف الياةا ‪.‬‬
‫ثامأنا ‪ :‬أن ال إذا أمر بأمر فهو على ظاهره ‪ ،‬ول نبحث ونستفسر عن أشياء ل يردها‬
‫ال ‪ ،‬فنصرفه عن ظاهره بسببها ‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬أن من نفذ المر ف أول وقته فهو الأجور ‪ ،‬مثل الصلةا ف أول وقتها ‪.‬‬
‫قال ابن مسعود ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أي العمحل أفضل ؟‬
‫قال ‪ )) :‬الصلةا على وقتها (()‪.(34‬‬
‫وهكذا الج ف أول العمحر أفضل من يؤخره إل ما بعد الشيبج ‪.‬‬

‫)‪(34‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (5970 ،527‬ومسلم )‪.(85‬‬
‫إخآوان‬
‫القردة والخنازير‬

‫ك بإإذذإن اللإه‬
‫قال ال ‪،‬سبحانه وتعال ‪} :‬قذل ومذن وكاون وعقدووا إلإذإبيول فوإنلهق نوقلزلوهق وعولى قوقذلبإ و‬
‫ي{ ) البقرةا‪( 97:‬‬ ‫إ إإ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ى ووبقذشورى لذلقمحذؤمن و‬
‫ي يووديذه ووقهد ا‬
‫صبدق ا لومحا بوق ذ و‬
‫قم و‬
‫قال انس ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬أتى عبد ال بن سلما اليهودي الذي اسلم آل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أول ما قدما الدينة فقال ‪ :‬يا رسول ال إن أسألك عن ثلث ل يعلمحها‬
‫إل نب‬
‫قال ‪ )) :‬ما هي ؟((‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ما هو أول اشراط الساعة ‪،‬وما هو أول طعاما أهل النة ‪،‬ولاذا يشبه الولد أمه أو‬
‫أباه ‪.‬‬
‫فقال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو ييبج على السئلة الثلثة العويصة الشكلة ‪ ،‬الت ل‬
‫تعلم إل بوحي من فوق سبع ساوات ‪ ..‬قال ‪ )) :‬أخبن بن جبيل آنفا ((‪.‬‬
‫قال ابن سلما ‪ :‬جبيل عدو اليهود من اللئكة ‪.‬‬
‫فقال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أما أول اشراط الساعة فنار تشر الناس من الشرق إل‬
‫الغرب ((‪.‬‬
‫)) وأما أول طعاما أهل النة فزيادةا كبد الوت ((‪.‬‬
‫)) وأما أن البن يشبه أمه أو أباه ‪ ،‬فإذا سبق ماء الرجل أشبه أباه ‪ ،‬وإذا سبق ماء الرأةا‬
‫أشبه أمه ((‪.‬‬
‫قال عبد ال ‪ :‬صدقت باب و أمي‪ ،‬وال ما علمحها إل نب ‪ ،‬اشهد أن ل إله إل ال ‪،‬‬
‫واشهد أن ممحدا رسول ال ‪ ،‬يا رسول ال إن اليهود قوما بت يبهتون ) أي ‪ :‬أهل زور وافتاء (‬
‫فاسألم عن ‪.‬‬
‫فجعله صلى ال عليه وسلم ف مشربة ) وهي الغرفة الصغيخةا ( ‪ ،‬وجع أحبار اليهود‬
‫وقال ‪ )) :‬كيف ابن سلما فيكم ؟((‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬سيدنا وابن سيدنا ‪،‬فقيهنا وابن فقيهنا ‪ ،‬خيخنا وابن خيخنا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أفرأيتم إن اسلم ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬أعاذه ال من ذلك ‪.‬‬
‫فرد عليهم ابن سلما ‪ ،‬وقال ‪ :‬اشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وان ممحدا عبده ورسوله ‪.‬‬
‫فاننسوا ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬شرنا وابن شرنا ‪ ،‬وسيئنا وابن سيئنا ‪ ،‬وخبيثنا وابن خبيثنا )‪. (35‬‬
‫ساق الماما البخاري هذا الديث على هذه الية ؛ لنه يريد أن يفسر كل آية تفسيخا‬
‫صحيحا بسنده ؛ لنه اشتط الصحة حت ف التفسيخ ‪.‬‬
‫والشاهد ف الديث أن اليهود يعادون جبيل ‪.‬‬
‫فلمحا قال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن جبيل اخبن با آنفا ‪ ،‬قال ابن سلما ‪ :‬ذلك عدو‬
‫اليهود من اللئكة‪.‬‬
‫ولاذا عادى اليهود ‪ ،‬عليهم اللعنة ‪ ،‬جبيل ‪ ،‬عليه السلما ‪.‬‬
‫لثلثة أسباب قالها أهأل العلم ‪.‬‬
‫الول‪ :‬انه نقل الرسالة منهم إل غيخهم ‪ ،‬فظنوا أن عندهم صكا شرعيا على الرسالة ل‬
‫تنزل إل فيهم ‪ ،‬فغضبوا لذلك وعادوه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬لنه ينزل بالسف والتدميخ ‪ ،‬فال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬إذا أراد أن يدمر أمة أرسل‬
‫إليهم جبيل ‪ ،‬وله ستمحائة جناح ‪ ،‬ومن ذلك انه دمر قرى قوما لوط ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬وكانت‬
‫أربع قرى ‪ ،‬وفيها أربعمحائة ألف ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ثانائة ‪،‬فرفعها ف الو إل السمحاء حت سع اللئكة‬
‫نباح كلبم وصياح ديكهم ‪ ،‬ث أنزلا على وجهها ف الرض ‪.‬‬
‫فهم يقولون ‪ :‬انه ليس مثل ميكائيل ‪ ،‬يأت بالنبات والطخر والغيث ف تؤدةا وسكينة‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬انه فضح مفتياتم واخب بأباطيلهم ‪ ،‬واخب الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫بأسرارهم من تريف للكتاب وقتل للمنبياء ‪.‬‬

‫)‪(35‬‬
‫أخرجه البخاري )‪(4480‬‬
‫والن لنقرأ القرآن والديث النبوي ‪ ،‬وهرا يتحدثان عن بن إسرائيل ‪ ،‬و أول سورةا ف‬
‫القرآن ذكر فيها هؤلء البثاء هي سورةا البقرةا الت من قرأها ظن أنأا عن بن إسرائيل ‪.‬‬
‫ول بد من معرفة صفات هؤلء العداء الاكرين ؛ لنه من أعظم الشياء الت تبصر اللم‬
‫والؤمن بألعيبهم الديثة الت ل تتبدل عن القدية ‪ ،‬وتكشف له عن الزيد من خطخطخهم‬
‫وكيدهم ‪.‬‬
‫وهي تزيد الؤمن يقينا بال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬وبذا الدين ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ي{ )النعاما‪(55:‬‬‫ي وسإبيقل الذقمحذجإرم و‬‫صقل اذليات وولتوذستوبإ و‬
‫ك نققوف ب‬
‫قال تعال }وووكوذل و‬
‫ولذلك من عرف الاهلية ‪ ،‬أو مسالك الفسدين كان اشد تسكا بذا الدين القوي‬
‫بلف من ل يعرف إل السلما ‪.‬‬
‫قال عمحر ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬إنا تنقض عرى السلما عروةا عروةا إذا نشا ف السلما أناس‬
‫ما عرفوا الاهلية ‪.‬‬
‫ولذلك كان الصحابة من اشد الناس إيانا ؛ لنأم عرفوا مسالك الاهلية ومفاسدها ‪.‬‬
‫وقبل أن نتعرف على صفات أحفاد القردةا والنازير ‪ ،‬ل بد أن نلم بسببج هذا الديث‬
‫السابق ‪.‬‬
‫لقد هاجر صلى ال عليه وسلم من مكة إل الدينة ‪ ،‬فأمست مكة ف ثوب حزن وف‬
‫حداد من مفارقة البيبج ‪ ،‬وبكى عليه الغار الذي صاحبه أياما الشباب ‪.‬‬
‫فانطخلق صلى ال عليه وسلم إل الدينة ‪ ،‬وكانت ف جاهلية جهلء ‪ ،‬فلمحا قدما علها ‪:‬‬
‫استفاقت على أذان جديققد *** ملؤ آذانأققا أذان بلل‬
‫فكان عبد ال بن سلما الب اليهودي من الذين أبصروه صلى ال عليه وسلم عند ميئه‬
‫‪ ،‬وعبد ال بن سلما هذا هو الذي نزل ف فيه قوله تعال ‪} :‬قذل أورأيتذم إذن وكاون إمذن إعذنإد اللإه‬
‫وووكوفذرقذت بإإه وووشإهود وشاإهعد إمذن بوإن إذسرائيول وعولى إمثذلإإه وفآومون وواذستوذكبوقذرقذت { )الحقاف‪ :‬من الية ‪. (10‬‬
‫فذهبج عبد ال لا رأى الناس يتمحعون على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فنظرت ف وجهه فإذا هو ليس بوجه كذاب ؛ لن وجه الكذاب يعرف بالنظر إليه ‪ ،‬وأما‬
‫الصادق فنظراته صادقة ولاته صادقة ‪.‬‬
‫لو ل تكن فيه آيات مبينة *** لكان منظره ينبيك بالب‬

‫قال ابن سلما ‪ ،‬فسمحعته يتكلم صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬واسع إل الكلمحات الت كأنأا‬
‫الدر أو الواهر ‪ ،‬بل أغلى من الواهر ‪.‬‬
‫بال لفظك هذا سال من عسل *** أما قد صببت على أفواهنا العسل‬
‫أما العان اللوات قد أتيت بقا *** أرى با الدر والياقوت متصل‬
‫لو ذاقها مدنف قامت حشاشته *** ولو رآها غريبج داره لسل‬

‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أيها الناس أطعمحوا ‪ ،‬وصلوا الرحاما‪ ،‬وصلوا بالليل والناس نياما‬
‫‪،‬وأفشوا السلما تدخلوا النة بسلما (()‪ ، (36‬فلمحا سع عبد ال هذا الكلما آمن ‪.‬‬
‫)‪2‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬لو آمن ب عشرةا من أحبار اليهود لمن ب اليهود((‬
‫‪ ، (7‬لكنهم ل يكمحلوا عشرةا لن ال كتبج عليهم اللعنة ‪.‬‬

‫* مأكائد اليهود ومأفاسدهأم ‪:‬‬


‫ب‬
‫‪ -1‬فمحنها دخولم مع الباب يزحفون بعد أن قال لم ال عز وجل ‪} :‬وواذدقخلقوا الذوبا و‬
‫قسلجدا ووققولقوا إحطخلةع { )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (58‬قال بعض الفسرين ‪ :‬هي بيت القدس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بل‬
‫أريا ‪.‬‬
‫فلمحا فتح ال على موسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬تلك البلد ‪ ،‬قال لم ‪ :‬إن نعمحة ال عليم يوما‬
‫نصركم ‪ ،‬ويوما أنقذكم من فرعون الطخاغي أن تدخلوا متواضعي سجدا من باب الدينة ‪ ،‬كمحا‬
‫دخل صلى ال عليه وسلم يوما الفتح ‪ ،‬قيل ف بعض الروايات ‪ :‬بان دموعه سالت تواضعا ل‬
‫فرفعه ال ؛ لن من يتواضع ل يرفع‪.‬‬
‫فقال لم موسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ :‬ادخلوا ل متواضعي لا نصركم وأنقذكم ‪ ،‬فأبوا ‪..‬‬

‫)‪ (36‬صحيح ‪ .‬أخرجه الترمذي )‪ (3485‬وقال ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬وابن ماجه )‪، (1334،3251‬والدارمي )‪ (1460‬عن عبد ا‬
‫بن سلم ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫)‪ (27‬أخرجه البخاري )‪ ، (3941‬ومسلم )‪.(2793‬‬
‫وقال ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬لم ‪} :‬ووققولقوا إحطخلةع{ أي ‪ :‬يا رب احطخط عنا ذنوبنا‪ ،‬كقولك‪:‬‬
‫)غفرانك(‬
‫فقال لم موسى ‪ :‬قولوا‪ :‬حطخة ‪،‬وهي كلمحة خفيفة‪.‬‬
‫غيقور الإذي إقيول‬ ‫إ‬
‫فدخلوا يزحفون ويقولون ‪ :‬حنطخة ف شعيخةا ! }فوقبولدول الذيون ظولوقمحوا قوقذولا وذ‬
‫ولقذم { )البقرةا‪ :‬من الية ‪. (59‬‬
‫لا بدلوا هذا الكلما غضبج ال عليهم ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬من فوق سبع ساوات ‪،‬‬
‫وأخزاهم وأذلم ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن جرائمحهم وكيدهم ‪ :‬أنأم قتلوا ف غداةا واحدةا عشرات من النبياء ؛ لنه كان‬
‫يبعث لم جلة من النبياء ف زمن واحد ‪.‬‬
‫وأتوا بيحي ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬فذبوه وقطخعوا رأسه ‪،‬عليه السلما ‪،‬وألقوه ف حضن أبيه‬
‫زكريا ‪ ،‬فانتفض زكريا ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬فطخاردوه بالسيف ‪ ،‬وف )) التفسيخ ((‪ :‬انه هرب منهم ‪،‬‬
‫واختفى ف شجرةا ف وسطخها معجزةا من ال ‪.‬‬
‫فلمحا علمحوا انه ف الشجرةا شقوها نصفي ‪ ،‬وشقوا معها زكريا ‪،‬عليه السلما‪.‬‬
‫ق { )آل‬ ‫فكانوا يقتلون النبياء ‪ ،‬لذلك قال ال ‪ ،‬س ‪ ،‬لم ‪} :‬قو ذقتقلوقهقم اذلنبياء بإغو ذإيخ وح ب‬
‫عمحران‪ :‬من الية ‪ ،(181‬ولكن هل هناك قتل للمنبياء بق ما داما قد قال سبحانه وتعال ‪} :‬قو ذقتقلوقهقم‬
‫اذلنبياء بإغو ذإيخ وحبق{ !‬
‫ل ‪ ،‬ولكن هذا من ظلمحهم وعتوهم فهو سبحانه يقول لم ‪ :‬ليس عندكم جزء ‪ ،‬ولو‬
‫صغيخ من الق لتقتلوهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومنها ‪ :‬قتلهم النفس ف قصة البقرةا‪ ،‬فقد كان هناك أخوةا لم عم غن ‪ ،‬فأتوا إل‬
‫عمحهم فذبوه ‪ ،‬وأخذوا تركته ‪ ،‬وخافوا أن يكتشف نب عصرهم الرية‪ ،‬فتباكوا على عمحهم بأنه‬
‫قتل ول يدرى من قتله ‪ ،‬فأوحى ال للنب أن يأمرهم بذبح بقرةا‪،‬ويأخذوا شيئا من أطرافها‬
‫ويضربوا به على اليت فإنه سوف يتكلم ويبهم بن قتله ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومنها‪ :‬قصة القرية حاضرةا البحر ‪ ،‬وهي قصة مزنة‪،‬عندما قال ال لبن إسرائيل ‪:‬‬
‫ت{ )النساء‪ :‬من الية ‪ (154‬يعن ‪ :‬ل تصيدوا السمحك يوما السبت ‪ ،‬اصطخادوا ف‬ ‫}ل توقعقدوا إف اللسب إ‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫كل الياما ‪ ،‬لكن يوما السبت ل تصطخادوا الوت والسمحك ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬سعنا وعصينا ‪ ،‬وهم دائمحا‬
‫يقولون سعنا وعصينا ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬يا أيها الناس ‪ ،‬ناف أن ال يسف بنا ‪ ،‬إن عصيناه ‪ ،‬فل تصطخادوا السمحك‬
‫يوما السبت ‪.‬‬
‫فابتلهم ال بان كان يوما الحد والثني والثلثاء والربعاء والمحيس والمحعة ل يأتيهم‬
‫فيه أي سكة ‪،‬أما ف السبت فتكثر الساك وتأت شرعا ‪ ،‬ففكروا طويل ف المر ‪،‬حت هداهم‬
‫مكرهم إل حيلة على ال ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪ ،‬بزعمحهم الفاسد‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬نأانا عن الصيد مباشرةا يوما السبت ‪ ،‬لكن لو حفرنا أخاديد‬
‫حت تقع فيها الساك فل تذهبج ‪ ،‬فنأت يوما الحد ونصيدها لكان أول لنا ‪.‬‬
‫فحفروا الخاديد وماري الياه ‪ ،‬فأخذت الساك تدخل ‪ ،‬وهم يسدون عليها طريق‬
‫البحر ‪.‬‬
‫ويأتون يوما الحد فيأخذونأا‪.‬‬
‫فقال لم الصالون منهم ‪ :‬يا أيها الناس ‪ ،‬قد ألدت ف دين ال ‪ ،‬وعصيتم ال ‪،‬‬
‫وتاوزت حد ال ‪ ،‬فلم يسمحعوا منهم ‪ ،‬واستمحروا ف غيهم ‪.‬‬
‫فكان هؤلء الصالون هم أهل المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬وهم حفاظا التمحع‬
‫وعباد ال ‪ ،‬وأما أولئك فهم أهل الفساد ف التمحع ‪.‬‬
‫ولكن قد ظهر فريق ثالث معهم ‪ ،‬هم ‪ :‬أهل السلبية ؛ الذين ل ينكروا ول يفعلوا ‪ ،‬وإنا‬
‫نصحوا أهل النكار بان يتكوا إنكارهم ‪،‬فقالوا } إلو توعإ ق‬
‫ظوون قوقذوم ا اللهق قمذهلإقكقهذم أوذو قموعبذبقققهذم‬
‫وعوذابا وشإديدا { )لعراف‪ :‬من الية ‪ (164‬أتركوهم ‪ ..‬دعوهم ‪،‬ال ياسبهم ‪ ،‬فلستم السؤولي عنهم ‪.‬‬
‫فرد عليهم أهل المر والنهي قائلي ‪ :‬إنا نفعل هذا }ومذعإذورةاا إول وربقكذم وولووعلقهذم يقوتلقققوون{‬
‫)لعراف‪ :‬من الية ‪. (164‬‬
‫وهأذا واجب الداعية أن يأمأر وينهى لمأرين ‪:‬‬
‫المأر الول ‪ :‬أن يعذر عند ال بان بلغ النصيحة والرسالة ‪.‬‬
‫والمأر الثاني ‪ :‬لعل العصاةا أن يتقوا ال ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬ويعودوا عن معاصيهم ‪.‬‬
‫وف الصباح الباكر سع الصالون صياحا مثل صياح القردةا والنازير ‪ ،‬فأشرفوا على‬
‫السور ‪ ،‬فإذا بالفسدين قد انقلبوا إل قردةا وخنازير ! سبحانك رب ‪.‬‬
‫وف بعض الروايات من )) التفسيخ ((‪ :‬أنأم كانوا يعرفون بعضهم من مناظرهم ‪.‬‬
‫والسؤال عند أهل العلم ‪ :‬هل القردةا الت نراها الن هي من نسل إخوان القردةا الت‬
‫نراها الن فهي من نسل آخر وخلق آخر ‪.‬‬
‫وقد ورد ف الديث )) إن ال إذا مسخ شيئا ل يعل له نسل ول عقبا (()‪.(38‬‬
‫وقد ورد ف الديث ‪ )) :‬إن ال إذا مسخ شيئا ل يعل له نسل ول عقبا ((‪.‬‬
‫ك فوقوقاإتل إلنا وهاقهونا‬
‫بج أنت وووربر و‬
‫‪ -5‬ومن كيدهم وإفسادهم انأم قالوا لوسى ‪} :‬وفاذذوه ذ‬
‫وقاإعقدوون{ )الائدةا‪ :‬من الية ‪ (24‬فنحن ل نريد الرب والقتل ‪ ،‬فدعا عليهم ‪ ،‬عليه السلما ‪،‬بان يتيهوا‬
‫ف الرض ‪.‬‬
‫فتاهوا أربعي سنة ‪ ،‬يأتون إل طرف سيناء يريدون أن يرجوا ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬أخطخأنا الطخريق‬
‫فيعودون ‪،‬فإذا وصلوا إل الناحية الخرى من جديد‪.‬‬
‫أتدرون ماذا فعل ال بم ؟‬
‫لقد تكفل ال بم ‪ ،‬وأنعم عليهم نعمحة ما أنعمحها على أحد من الناس ‪ ،‬فقد فجر لم‬
‫من صخرةا مربعة اثنت عشر عينا ؛ لنأم كانوا اثن عشر سبطخا ) أي ‪ :‬قبيلة(‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أين الطخعاما يا موسى ؟ هذا ماء بارد يا موسى ‪ ،‬لكن أين الطخعاما ؟‬
‫قال ‪ :‬ماذا تريدون ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نريد أحسن طعاما ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬الن والسلوى‪ ،‬فأعطخاهم ال الن والسلوى‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬هذا الاء وهذا الطخعاما لكن أين الظل ؟ فظلل ال عليهم الغمحاما‪ ،‬فكان الغمحاما‬
‫يسيخ معهم أفواجا‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ادع لنا ربك يرج من نبات الرض ‪ ،‬لقد مللنا الن والسلوى ‪.‬‬

‫)‪(38‬‬
‫أخرجه مسلم )‪ (2663‬عن أم حبيبة ‪ ،‬رضي ا عنها‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫فقال موسى ‪} :‬أوتوذستوذبدقلوون الذي قهوو أوذدون إبالذي قهوو و ذ‬
‫خيقعر{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ ، (61‬فهم أمة‬
‫ل تعتد على اليخ والعروف ‪ ،‬وإنا تربت على الفساد والتعنت ‪ .‬فطخلبج منهم أن يهبطخوا مصرا‬
‫فإن لم ما سألوه ‪.‬‬
‫‪ -6‬ومنها ‪ :‬أنأم آذوا موسى واتمحوه با برأه ال منه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هو مصاب برض ف‬
‫موضع عورته ؛ لنه ل يتكشف أمامنا ‪ ،‬فمحوسى كان حييا ستيخا ‪ ،‬ل يتكشف إذا أراد الغسل‬
‫‪ ،‬فظن هؤلء البثاء انه مريض أو به إذ ف موضع من جسمحه ‪.‬‬
‫ففي الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ )) :‬إن موسى عليه السلما اخذ‬
‫عليه إزارا ‪ ،‬فلمحا نزل يغتسل وضعه على حجر ‪ ،‬ففر الجر بالثوب ‪ ،‬فخرج على أثره ‪ ،‬فأتى‬
‫الجر جهة بن إسرائيل ‪ ،‬فأقبل موسى فعلمحوا انه ليس به داء ‪ .‬فقال موسى ‪ :‬ثوب يا حجر‬
‫وأخذ يضرب الجر (()‪. (39‬‬
‫‪ -7‬ومن مفاسدهم ومكايدهم ‪ :‬أنأم كانوا يقيمحون الد على الضعيف ويعطخلونه‬
‫عن الشريف ‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم لن أراد أن يشفع لن استحق حدا من حدود ال ‪ )) :‬إنا‬
‫هلك الذين من قبلكم بأنأم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف‬
‫أقاموا عليه الد ‪ ،‬وال لو سرقت فاطمحة بنت ممحد لقطخع ممحد يدها (()‪ .(40‬وحاشاها أن‬
‫تسرق ‪.‬‬
‫أما هؤلء فكانوا مثل إذا زن فيهم الرجل وكان شريفا أخذوه وحمحوه بالفحم وطافوا به ‪،‬‬
‫أما إذا كان الزان ضعيفا فأنأم يقيمحون عليه الد فيخجونه حت يوت ‪.‬‬
‫‪ -8‬ومن مفاسدهم وكيدهم‪ :‬عبادتم العجل ‪.‬‬
‫قال يهودي لميخ الؤمني علي بناب طالبج مستهزئا ‪ :‬كيف تطخلبون من رسولكم أن‬
‫يعل لكم شجرةا ذات أنواط كالشركي؟‬
‫فقال علي ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬وأنتم ما خرجتم من البحر إل وقلتم لوسى ‪} :‬اذجوعذل لوونا‬
‫إولا وكومحا ولقذم آإلوةع { )لعراف‪ :‬من الية ‪! (138‬‬
‫)‪(39‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (278،3404،4799‬ومسلم )‪ (339‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫)‪(40‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ، (3475‬ومسلم )‪ (1688‬عن عائاشة ‪ ،‬رضي ا عنها ‪.‬‬
‫الشاهد ‪ :‬أنأم عبدوا العجل بتخطخيط ومكر من زعيمحهم السامري ؛ الذي كان مرافقا‬
‫لوسى ‪،‬عليه السلما ‪.‬‬
‫وف هذا حكمحة نستفيدها بأنه ليس من شروط الصلح أن ينشأ الرء ف بيت صال ‪،‬‬
‫فهذا السامري نشأ على الوحي مع موسى يسمحعه صباحا ومساء ‪ ،‬فكأن جبيل قد رباه ‪،‬‬
‫ولكنه ف نأاية المر يصبح من الشركي اللحدين الذين يصدون عن سبيل ال ‪.‬‬
‫فل تدهش إذا رأيت أكب الفسدين يرج من بيت أحد الصلحي ‪ ،‬ول يغيبج عن بالك‬
‫قصة نوح مع ابنه ‪.‬‬
‫وهكذا العك ‪ ،‬فقد ينشأ الصال ف بيت فاسد ‪ ،‬كمحوسى ‪ ،‬عليه السلما ‪ ،‬الذي ترب‬
‫عند فرعون ف قصره ‪ ،‬فكان أحد رسل ال ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ :‬أن السامري خرج مع بن إسرائيل ‪ ،‬وصنع لم من حلى الذهبج الذي أخذوه‬
‫من الفراعنة عجل ذهبيا يور بسببج الريح ‪ ،‬ويرج أصواتا توهم السذج بأنه يتكلم ‪ .‬فعبدوه من‬
‫دون ال ‪.‬‬
‫فلمحا عاد موسى من ماطبة ربه تعال ‪ ،‬غضبج عليهم لا رآهم يسجدون لذا العجل‬
‫الذي ل ينفع ول يضر ‪.‬‬
‫كيف هذا ؟ وهو قد تعبج ف تعليمحهم وتوضيح الق لم وتربيتهم ‪.‬‬
‫فسبحان ال ! هذه هي النهاية مع هؤلء القوما الفسدةا ‪.‬‬
‫وف هذا حكمحة لنا ‪ :‬بان ل نيأس إذا رأينا الناس بعد تعبنا ف الدعوةا وإلقائنا الاضرات‬
‫والدروس تلو الدروس ‪ ،‬ث وجدناها ل يستفيدوا شيئا ما قلنا ‪ ،‬ل نيأس ؛ لن علينا البلغ ‪،‬‬
‫والداية منه سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫فنصحهم موسى وغضبج على أخيه هارون الذي تركهم يعبدون العجل ‪ ،‬ول يواجه‬
‫السامري بزما‪.‬‬
‫فأخبهم ‪ ،‬عليه السلما ‪،‬بان توبتهم أن يقتلوا انفهم ‪ ،‬بان يظلهم ال بالغمحاما حت ل‬
‫يرى بعضهم بعضا فيتقاتلوا ‪ ،‬ففعلوا ذلك ‪ ،‬وتقاتلوا ف الظلما ‪ ،‬حت قتل بعضهم بعضا جزاء‬
‫لعبادتم العجل ‪،‬فتاب ال عليهم ‪.‬‬
‫‪ -9‬ومنها ‪ :‬انأم كانوا يذيبون الشحم ويبيعونه وهو مرما عليهم ‪ ،‬قال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ )) :‬قاتل ال اليهود ‪ ،‬لا حرما ال عليهم الشحوما أذابوها فجمحلوها فباعوها (()‪ ، (41‬لن‬
‫الشحوما مرمة عليهم ‪.‬‬
‫‪ -10‬ومنها ‪ :‬أنأم كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه ‪،‬وهذا ما نشى الوقوع فيه ‪ .‬قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬إنا اهلك الذين من قبلكم أن الرجل كان يلقي الرجل فيقول ‪ :‬يا‬
‫عبد ال‪ ،‬اتق ال ول تفعل كذا‪ ،‬ث ل ينعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه من آخر النهار(()‪.(42‬‬
‫أي ‪ :‬أنأم داهنوا أهل العاصي ‪ ،‬وانساقوا معهم ‪ ،‬فلم ينكروا عليهم ‪ ،‬أو أنكروا إنكارا‬
‫لطخيفا جدا ل يصل إل درجة الوالةا والعاداةا الت أمر ال با ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ك إ وبا‬‫قال ال ‪} :‬لقعإون الذيون وكوفقروا إمذن بوإن إذسرائيول وعولى لوساإن وداقوود ووإعيوسى ابذإن ومذرويو وذل و‬
‫س وما وكانقوا يوقذفوعقلوون{‬ ‫إ‬ ‫ض‬
‫صذوا وووكانقوا يوقذعتوقدوون{ )الائدةا‪}(78:‬وكانقوا ل يوقتوقوناوهذوون وعذن قمذنوكر فوقوعقلوهق لوبذئ و‬‫وع و‬
‫)الائدةا‪. (79:‬‬
‫فمحن رأى النكر ‪ ،‬ول ينه ‪ ،‬ولو بقلبه فهو كبن إسرائيل ‪.‬‬
‫وقد ورد أن ال أمر جبيل أن يزلزل قرية عن مكانأا فقال ‪ :‬يا رب فيها رجل صال‬
‫يعبدك ويكب ويسبح ‪.‬‬
‫فقال سبحانه وتعال ‪ :‬فيه فأبدا ‪ ،‬فإنه ل يتمحعر وجهه من اجلي)‪.(43‬‬
‫‪ -11‬ومنها ‪ :‬أنأم ل يستفيدوا من علمحهم ‪ ،‬يقول عز من قائل ‪} :‬وكومحثوإل اذلإومحاإر وذيإمحقل‬
‫أوذسوفارا { )المحعة‪ :‬من الية ‪ (5‬فالمحار تأت به ‪ ،‬وتركبج عليه اللدات العلمحية الثمحينة ‪)) ،‬كفتح‬
‫الباري (( و )) الغن (( و )) رياض الصالي (( ‪ ،‬فهو لن يدري با فيها ‪ ،‬ولن يستفيد أي‬
‫ضإهذم إميوثاقوققهذم‬‫فائدةا منها ‪ .‬فهو كبن إسرائيل حفظوا التوراةا ‪ ،‬لكن ما نفذوا أحكامها }فوبإمحا نوقذق إ‬
‫و‬
‫لووعلناقهذم وووجوعذلونا قققلوبوققهذم وقاإسيوةا قيوبرقفوون الذوكلإوم وعذن وموواإضعإإه{ )الائدةا‪ :‬من الية ‪.(13‬‬
‫وهذا تنبيه لذه المة السلمية أن ل تكون كبن إسرائيل ‪ ،‬تعلم ول تعمحل ‪ ،‬بل ل بد‬
‫من العمحل مع العلم ‪ ،‬وإل فمحا فائدةا العلم ؟‬

‫)‪(41‬‬
‫أخرجه البخاري )‪ ،(4633‬ومسلم )‪ (1581‬عن جابر ‪ ،‬رضي ا عنه ‪.‬‬
‫)‪(42‬‬
‫صحيح ‪ .‬اخرجه أبو داود )‪ ، (4336‬والترمذي )‪ ، (3047‬وصححه ‪ ،‬وابن ماجه )‪ (4006‬عن ابن مسعود ‪ ،‬رضي ا عنه‪.‬‬
‫)‪(43‬‬
‫انظر ‪ )) :‬تفسير القرطبي ( )‪.(6/237‬‬
‫وأنا أعجبج من أناس حازوا على الشهادات العالية ف الشريعة‪ ،‬ولكنهم ل ينزلوا إل‬
‫ساحة اليدان بعد ‪ ،‬ول زالوا يبسون علمحهم عن كثيخ من الناس الهلة ؛ الذين يتاجون‬
‫لعلمحهم ف البوادي والقرى ‪ ،‬وهذا من تثبيط الشيطخان لم ‪ ،‬عافان ال وإياكم ‪.‬‬
‫‪ -12‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا} وذنقن وأبذقوناءق اللإه ووأوإحلباقؤه{ )الائدةا‪ :‬من الية ‪. (18‬‬
‫وهذا كذب وزور ‪ ،‬فال ليس بينه وبي أحد من خلقه نسبج أو صلة‪ ،‬إنا هو المر‬
‫والنهي ‪.‬‬
‫فرد ال عليهم قائل سبحانه ‪ } :‬قذل فولإوم يققوعبذبققكذم بإقذقنوبإقكذم بوذل أونذقتقذم بووشعر إملذن وخلووق{‬
‫)الائدةا‪ :‬من الية ‪.(18‬‬
‫‪ -13‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪ :‬بان ال فقيخ ونن أغنياء ‪ ،‬وكذبوا أخزاهم ال ‪ ،‬بل ال أكرما‬
‫الكرماء و أغن الغنياء ‪.‬‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫لإ‬ ‫إ‬
‫بج وما وقالقوا{‬ ‫قال تعال‪} :‬لووقذد وسوع اللهق قوقذوول ا ذيون وقالقوا لن اللهو فوقيخع وووذنقن أوذغنوياءق وسنوذكتق ق‬
‫)آل عمحران‪ :‬من الية ‪. (181‬‬
‫إ إ‬ ‫‪ -14‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪ :‬بان يد ال مغلولة ‪ }،‬غقل إ‬
‫ت أويذديإهذم وولقعنقوا وبا وقالقوا بوذل يووداهق‬‫ذ‬
‫شاء { )الائدةا‪ :‬من الية ‪(64‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫و‬ ‫ق‬ ‫مبسوطوتاإن يقذن إ‬
‫ف‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫ق‬ ‫وذ ق و ق‬
‫فليس هناك أكرما منه ‪،‬سبحانه ‪ ،‬ولكنه البث والنفوس الوقحة حت مع مولها تبارك‬
‫وتعال ‪.‬‬
‫صاورى وعولى وشذيضء{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (113‬وهم أيضا‬ ‫إ‬
‫‪ -15‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪ } :‬لوذيوست النل و‬
‫ليسوا على شيء ‪،‬بل كلهرا مرف مبدل ‪ ،‬فهم مغضوب عليهم ‪ ،‬والنصارى ضالون كمحا قال‬
‫ي{ )الفاتة‪ :‬من الية ‪.(7‬‬ ‫ب وعلوذيإهذم وول ال ل‬
‫ضالب و‬ ‫ضو إ‬‫تعال ‪ } :‬وغ ذإيخ الذومحذغ ق‬
‫‪ -16‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪} :‬عقوزيذقعر ابذقن اللإه{ )التوبة‪ :‬من الية ‪ (30‬وافتوا عليه ‪ ،‬سبحانه‬
‫وتعال ‪ ،‬فهو } ولذ يولإذد ووولذ قيولوذد{ )الخلص ‪. ( 3 :‬‬
‫إ‬
‫صارى { )البقرةا‪ :‬من الية‬
‫‪ -17‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪} :‬لوذن يوذدقخول اذلونلةو لل ومذن وكاون قهودا أوذو نو و و‬
‫ك أوومانإيرققهذم { )البقرةا‪ :‬من الية ‪.(111‬‬
‫‪ ،(111‬فقال تعال ردا عليهم ‪ } :‬تإذل و‬
‫أي ‪ :‬أنأا أمان خيالية‪ ،‬ل حقيقة لا ف الواقع ‪ ،‬إل لن آمن برسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫‪.‬‬
‫‪ -18‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪ } :‬قققلوبققونا غقذلف{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (88‬أي ‪ :‬ل نتاج إل علمحك‬
‫يا ممحد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال تعال ‪ }:‬بوذل طوبووع اللهق وعوذليقوها بإقكذفإرإهذم وفل يققذؤإمقنوون إلل‬
‫قوإليلا{ )النساء‪ :‬من الية ‪.(155‬‬
‫‪ -19‬ومنها ‪ :‬أنأم قالوا ‪ } :‬لوذن وتولسونا اللناقر إلل أياما ومذعقدوودةا{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪ (80‬فرد تعال‬
‫ف اللهق وعذهودهق أوذما توقققوقلوون وعولى اللإه وما‬ ‫إ‬ ‫إ إ‬
‫عليهم قائل سبحانه ‪ } :‬قذل أولتوذذ قذت عذنود الله وعذهدا فوقلوذن قيذل و‬
‫ل توقذعلوقمحوون{ )البقرةا‪ :‬من الية ‪.(80‬‬
‫فهم كاذبون ف زعمحهم هذا ‪ ،‬بل يدخلون النار ‪ ،‬ويعتق ال كل مسلم بواحد من هؤلء‬
‫الناس ‪.‬‬
‫نسأل ال العتق من النار ‪.‬‬
‫وهناك صفات أخرى ومكايد ومازي يعلمحها من تدبر كتاب ال الذي فضحهم ‪،‬‬
‫لسيمحا سورةا البقرةا ‪.‬‬

‫وال اعلم ‪ ،‬وصلى ال على نبينا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫**********************************‬

You might also like