Professional Documents
Culture Documents
المجموعات الإرهابية التي حاولت تدمير سورية
المجموعات الإرهابية التي حاولت تدمير سورية
مقدمة :
كانت بوادر الحرب اإلرهابية على سورية تلوح في األفق منذ عام 2003إال أن
ظروفا دولية ولوجستية وعسكرية في العالم والمنطقة أخرت حدوثها قليال .وكان
للبحبوحة التي تمتعت بها الطبقة الوسطى في سورية دورا هاما في تسريع وتيرة
الحرب على سورية إذ وجد أعداء الحكومة السورية فيها تربة خصبة لقيادة الحراك
المسلح وتبنيه وتشجيعه وعملت دور الوسيط بين فئة تخطط لحرب تدميرية لبلد
صغير وفئة فقيرة معدمة زين لها اإلعالم أنها ستحقق أحالمها في الثراء إذا أسقطت
الدولة السورية .ومنذ األيام األولى للحرب على سورية بدأت وسائل اإلعالم
الغربية والخليجية واللبنانية والتركية بضخ الشائعات والتحريض الطائفي على بلد
صغير بإمكانياته وبدا لكل عاقل بصير أن الحراك المسلح في سورية ليس مسألة
قلب نظام الحكم أو تغيير الحكومة وإنما إنشاء كيانات طائفية تتقاتل فيما بينها تحقيقا
لحلم أعداء الحكومة السورية .
إن قراءة متأنية للمشهد السوري منذ ثماني سنوات تجعل القارئ يدرك تماما أن
تشكيل المعارضات السورية العديدة والفصائل المسلحة الكثيرة المتناحرة في غالبية
األوقات ما هو إال تبشيرا بالشكل القادم لسورية في حال نجحت الحرب على سورية
في تحقيق أهدافها المرسومة .في ذلك الوقت ما كان على الحكومة السورية إال
االنتظار والتروي الستيعاب المشهد واالنطالق نحو احتواء ما يجري على الساحة
السورية التي بدأت بالتهتك والتفتت واالنتماء لخارج الحدود ،وما هي إال عدة
أشهر حتى انتشرت المجموعات اإلرهابية المسلحة المدعومة من أجهزة المخابرات
المختلفة .وبدأ تدفق رؤوس األموال من خارج الحدود لدعم رجال الحرب الجدد
ورسم خارطة سورية المتناحرة بعد الحرب .يروي لنا التاريخ حكايات عن
معارضة واحدة لها برنامج سياسي أو عسكري معلن أما أن يكون لك عشرات
المعارضات وعشرات البرامج العسكرية والسياسية تقوم على تدمير األخضر
واليابس والمراكز الثقافية والمنشآت االقتصادية وتعطيل الكهرباء والسدود والتدمير
المنهجي للحارات واألحياء فموضوع آخر .
المعارضات السورية خالل سنوات الحرب على سورية :
وقد أسس لواء اإلسالم زهران علوش ،ابن عالم الدين المقيم في السعودية عبد هللا
محمد علوش بعد أن أطلقت السلطات السورية سراحه من السجن في منتصف عام
2011حيث كان يقضي حكما بسبب نشاطه السلفي .وأعلنت الجماعة مسؤوليتها
عن تنفيذ تفجيرات دمشق التي وقعت في عام 2012والتي أسفرت عن استشهاد
وزير الدفاع داود راجحة ونائب وزير الدفاع آصف شوكت ومساعد نائب
الرئيس حسن توركماني .وكانت جماعة لواء اإلسالم قوة محركة وراء اإلجراءات
التي اتخذت مقرا لها في منطقة دمشق وتعاونت وأجرت عمليات مشتركة مع جبهة
النصرة.
تقوم ايدولوج يا جيش اإلسالم وحلفائه على أساس إلغاء كل من يخالفهم الرأي وفي
عام 2013ألقى زهران علوش كلمة هاجم فيها " الشيعة الرافضة " و "العلويين "
و"المجوس " ،وقال في خطابه أنه " :سيغسل مجاهدو الشام رجس الرافضة
والرافضية من الشام .سيغسلونه إلى األبد إن شاء هللا حتى يطهروا ربوع بالد الشام
من رجس المجوس الذين حاربوا دين هللا تبارك وتعالى" وتابع قائال "ما زال
الشيعة أذلة صاغرين عبر التاريخ وإني أبشركم أيها الرافضة األنجاس أنه كما
حطم بنو أمية رؤوسكم سابقا سيحطم أهل الغوطة وأهل الشام رؤوسكم الحقا.
سيذيقونكم سوء العذاب في الدنيا قبل أن يذيقكم هللا سوء العذاب يوم القيامة".
ندد علوش بالديمقراطية ودعا إلى إقامة دولة إسالمية خلفا لحكومة الرئيس بشار
األسد لكن في مقابلة مع صحفيي مكلوتشي في 2015استخدم علوش لغة أكثر
اعتداال وقال إن على السوريين أن يقرروا نوع الدولة التي يريدون أن يعيشوا فيها
وأن العلويين كانوا "جزءا من الشعب السوري" وفقط أولئك الذين تلطخت أيديهم
بالدماء يجب أن يحاسبوا .وتابع المتحدث باسمه قائال أن الخطاب الطائفي
واإلسالمي الذي سبق أن ألقاه علوش كان يهدف فقط لالستهالك الداخلي ولحشد
مقاتليه.
-3فيلق الرحمن
فيلق الرحمن هو تحالف يضم جماعات إسالمية تابعة للجيش السوري الحر تعمل
و دمشق، مدينة ضواحي في في الغوطة الشرقية معظمها
في القلمون الشرقي .وهي الجماعة المسلحة الرئيسية في جوبر وقد تلقت صواريخ
من طراز بي جي إم 71-تاو .قائد الجماعة هو عبد الناصر شمير برتبة
نقيب انشق عن الجيش السوري في أوائل عام .2012
منذ مقتل زهران علوش كانت قد حصلت نزاعات مسلحة بين جيش اإلسالم وسائر
أعضاء القيادة العسكرية للغوطة الشرقية ،إلى جانب الجماعات المرتبطة بها
مثل جبهة النصرة وغرفة عملياتها جيش الفسطاط .وظلت حركة أحرار الشام
محايدة.
في عام ،2016أعلن مقاتلو االتحاد اإلسالمي ألجناد الشام المتمركزين في
الغوطة الشرقية "اندماجهم الكامل" مع فيلق الرحمن ،على الرغم من تأكيدهم على
أن المقاتلين المتمركزين في ضاحية غرب دمشق و داريا و المعضمية وفي جنوب
دمشق سوف يواصلون العمل تحت لواء االتحاد اإلسالمي ألجناد الشام ولن يكونوا
جزءا ً من هذا االندماج.
أشارت التقارير التي إلى زيادة الدعم المالي للحركة من قِبل المملكة العربية
وذلك بعد انسحاب األولى من جيش المجاهدين .تلقت المجموعة َ السعودية
مساعدات مالية من الواليات المتحدة وبالتحديد من وكالة المخابرات المركزية التي
ّ تفيد تقارير صحفيّة. مولت بشكل خجول مجموعة من الفصائل المسلحة
أن تركيا ّ
وعبر وزارة المواصالت عملت بشك ٍل مؤقت على تمويل حركة نور َ هي األخرى
. الدين الزنكي من أج ِل مواجهة باقي الجماعات المتشددة
وافقت الحركة على إتباع خطة كانت قد اقترحتها الواليات2016 أيار9 في
مقاتل3000 تركيا و السعودية وقطر وتقضي الخطة بتشكيل فصيل يض ّم, المتحدة
ضا على نق ِل مقاتلينً صت الخطة أيّ ن. للمشاركة في العمليات التي تخص حلب
مرورا بأعزاز و قد
ً من إدلب إلى شمالي حلب من خالل معبر باب الهوى الحدودي
أجلت الخطة بسبب شكوك المسؤولين األمريكيين بقدرات المعارضة السورية
المعتدلة و عالقتها بتركيا ونيّة األخيرة سحقَ قوات سورية الديمقراطية (التي تتلقى
. بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية
ِ )دع ًما من الواليات المتحدة نفسها
المراجع
1. Dulmers ،Robert ؛Voeten ،Teun (22 February 2015). "Dateline Damascus: fighting on
all fronts". Open Security. In 12 days travelling some 1,200 km, except for special
forces in Aleppo we hardly saw any anything of the regular army.
2. Worth ،Robert F. (2016). A Rage for Order: The Middle East in Turmoil, from
Tahrir Square to ISIS. Pan Macmillan Heistein ،Ari ؛West ،James (20 November
2015).
3. "Syria's Other Foreign Fighters: Iran's Afghan and Pakistani Mercenaries". National
Interest.
4. "Challenges await new interim government". The Daily Star. 14 November 2013.
5. "Syrian rebels to choose interim defense minister". World Bulletin. 29 March 2013.
6. "Syrian opposition groups reach unity deal". USA Today. 11 November 2012.
7. "Syrian opposition groups reach unity deal". USA Today. 11 November 2012. Jim
Muir (12 November 2012). "Syria crisis: Gulf states recognize Syria opposition". BBC.
8. "The National Coalition of Syrian Revolutionary and Opposition Forces". . 12
November 2012.
9. "Defecting troops form 'Free Syrian Army', target Assad security forces". The World
Tribune.
10. Blomfield ،Adam (21 November 2011). "Syrian rebels strike heart of Damascus". The
Telegraph. London.