You are on page 1of 26

‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............

‬صبحي صالح الدايني‬

‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان في العالم‬


‫(دراسة في الجغرافية السياسية )‬

‫صبحي صالح محمد الدايني‬


‫الجامعة المستنصرية‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫أن الدين عامل مهم في بناء المجتمع ويعتبر الدين أحد المقومات األنثوغرافية‬
‫للدولة ‪ ،‬والدين أيضاً من الظواهر البشرية المهمة التي تحدد سلوك المجتمعات البشرية ‪،‬‬
‫ألنه ي هدف الى هداية الناس وسموهم الثقافي واالجتماعي وينعكس أثره بصورة واضحة‬
‫في الخارطة السياسية للعالم ‪.‬‬
‫وفي العصر الحديث على الرغم من انتشار الوعي القومي ‪ ،‬وسيطرة العوامل‬
‫االقتصادية والسياسية على عامل الدين ‪ ،‬فأن الدين الزال يؤدي دو اًر في آثارة الخالفات‬
‫بين الش عوب وخاصة البدائية ‪ ،‬وفي بعض الدول النامية وحتى في بعض دول العالم‬
‫األخرى ومن األمثلة على ذلك الخالفات بين الكاثوليك والبروتستان في المملكة المتحدة‬
‫‪ ،‬وتعتبر كشمير مؤقتة معرضة لألنفجار بسبب العامل الديني بين الهند والباكستان ‪.‬‬
‫ولما كانت الجغرافية السياسية تركز في دراستها على الوحدة السياسية (الدولة)‬
‫فأنها تدرس الدين كأحد العناصر التي نساهم في قوة الدولة أو ضعفها ‪ ،‬فقد يكون الدين‬
‫عامل ضعيف بسبب تعدد الطوائف الدينية داخل الدولة أو األقليم ‪ ،‬ويكون تعدد الطوائف‬
‫الدينية داخل الوحدة السياسية أحياناً عامالً مهدداً لألمن القومي لتلك الوحدة السياسية‬
‫بسبب الخالفات الدينية بين تلك الطوائف وأحياناً أخرى عامل قوة نتيجة النضج في فهم‬
‫الدين واألجتهادية ‪.‬‬
‫أم أهمية البحث والحاجة اليه تأتي من قلة الدراسات التي تناولت تحليل األديان‬
‫وتأثيرها في الكيان السياسي للدولة ‪ ،‬السيما وان المشاكل الناجمة من التباينات المكانية‬
‫لألديان تعكس تأثيرها على الوحدة السيسية وقوتها بنتيجة ما تخلفه من مأزق سياسي‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫يعرقل إمكانية الوصول الى حل لها اذا كانت الحكومة التي تدير الدولة غير ناضجة‬
‫سياسياً ‪.‬‬
‫ومشكلة البحث هي تأثير توزيع األديان في الدولة وأسباب التوزيع أما فرضية‬
‫البحث أن الدين عامل مؤثر في الوحدة أو اإلقليم السياسي ‪ ،‬ويسهم الى جانب عوامل‬
‫أخرى في التأثير في تماسكها االجتماعي والقومي قوة أو ضعفاً ‪ .‬أن البحث ناقش‬
‫أضافة الى تصنيف األديان وتوزيعها الجغرافي في العالم التأثيرات اإليجابية والسلبية‬
‫لألديان السماوية كانت أو السماوية في قوة أوضعف كيان الدولة السياسي ‪.‬‬
‫لقد أعتمد البحث في منهجية على النهج التحليلي الذي يدرس المكان من ناحية‬
‫عددهم وأجناسهم وخصائصهم الثقافية الى جانب ذلك أستخدام البحث المنهج الوظيفي‬
‫الذي حدد النطاق اإلقليمي لمنطقة البحث وعالقة الحدين بقوة الدولة ‪.‬‬
‫قوة الدولة ‪-:‬تعني قابلية الدولة في التأثير والسيطرة واألماكنية والتنظيم واستغالل الموارد‬
‫المادية وغير المادية داخلياً بما يمكنها من التفاعل والتأثير على سلوك الشعوب األخرى‬
‫سلبياً أو إيجابياً ‪.‬‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫مخطط ××××××××××××××××‬

‫‪133‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫التوزيع الجغرافي لألديان في العالم‬

‫المصدر ‪ - :‬نافع القصاب ‪ ،‬صباح محمود محمد ‪ ،‬عبد الجليل عبد الواحد (الجغرافية‬
‫السياسية)‪،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ /‬العراق ‪، 6891 ،‬ص‪.98‬‬

‫أوالً ‪ :‬تصنيف األديان وتوزيعها الجغرافي‬


‫يعرف الدين على انه نظام لألعتقاد والفضيلة ‪ ...‬مجموعة من االعتقادات‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ .‬وهو من الظواهر البشرية التي تحدد سلوك‬ ‫المبدئية المنظرة والمالحظات االجتماعية‬
‫الناس حتى لينعكس أثره على الخارطة السياسية ‪ .‬وهو عامل من العوامل التي تميز‬
‫الجماعات البشرية بعضها عن البعض اآلخر ‪.‬‬

‫)‪)1( Websters , The Third Vem International Dictionary Spring Field mass . Gt (marrian‬‬
‫‪1961 .‬‬

‫‪131‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫تصنف األديان أما تبعاً لنشاتها نثل الهندوسية والبوذية ‪ ،‬أو تبعاً لعدد اتباعها‬
‫وأحياناً تبعاً لفروعها الرئيسية (سماوية أو ليست سماوية) ‪ ،‬وفي تصانيف أخرى تعتمد‬
‫الموقع الجغرافي فاألديان التي نشأت في شرق آسيا سميت (بالشرقية) والتي نشأت في‬
‫غرب آسيا سميت (غربية) ‪ ،‬في المناطق المعزولة الوثنية أو البدائية وفي الصين‬
‫(الصينية) ‪ ،‬ان األديان العالمية الكبيرة األربعة ‪ :‬المسيحية واإلسالم والهندوسية والبوذية‬
‫تضم (‪ )%07‬سبعون بالمائة من سكان العالم ‪ ،‬ينتشرون على أجزاء واسعة من الكرة‬
‫(‪)6‬‬
‫والوثنية (‪ )%67‬ونسبة الـ (‪ )%65‬الباقية تتوزع‬ ‫األرضية بينما تشكل اليهودية (‪)%5‬‬
‫على األديان الصينية والديانات األخرى ‪.‬‬

‫أ‪ .‬األديان الشرقية ‪East Religion‬‬


‫وهي األديان التي ظهرت في جنوب شرقي آسيا كالهندوسة والبوذية وغيرها ليست‬
‫أديان سماوية وانما دعى اليها مصلحين من البشر ‪.‬‬
‫‪ -6‬الهندوسة ‪Hinduism‬‬
‫وهي الديانة التي تؤمن بها غالبية سكان الندوة ‪ ،‬ويطلق هذا األسم على‬
‫المعتقدات الدينية المتعددة وما يتصل بها من منظمات هندوسية كانت قد تجمعت‬
‫األفكار والعادات الهندوسية عبر ما يقرب أربعة اآلف سنة من الزمن بهجرات األوربيين‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الى الهند واألتصال بغيرهم من سكان اإلقاليم‬
‫وتشكل نسبة الهندوس (‪ )%98‬من مجموع سكان الهند أكثر من (‪)6.5‬مليار‬
‫نسمة سنة ‪ 2772‬في حين تشكل أقلية دينية في الباكستان حيث تبلغ نسبتها‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)%6.5‬‬
‫والهندوسية هي معتقدات دينية متعددة ‪ ،‬ولكن العقيدة األساسية التي يتفق عليها‬
‫الهندوسيين هي مذهب كارما (‪ : )Karma‬عقيدة العدالة أي النهاية المحتومة ألعمال‬

‫(‪ )6‬عبــد المــنعم عبــد الوهــاب ‪ ،‬صــبري غــازي (الجغرافيــة السياســية) دار الطباعــة والنشــر ‪ ،‬جامعــة الموصــل ‪ ،‬ســنة‬
‫‪ ، 6898‬ص ‪. 89‬‬
‫(‪ ) 2‬أحمد نجم الدين ‪ ،‬عباس فاضل السعدي (الجغرافية البشرية) مطبعة جامعة بغداد سنة ‪ ، 6808‬ص ‪. 288‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) S.Suripupolitics and Society in India , p 16 .‬‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫‪ )Transmission‬ويقصد بتناسخ األرواح ‪ ،‬أن‬ ‫(‪of soul‬‬ ‫الخير أو الشر مع تناسخ األرواح‬
‫روح الحيوان أو اإلنسان الذي يموت تنقل الى روح إنسان أو حيوان آخر في الحياة ‪ ،‬وقد‬
‫أخذت الهندوسة أفكارها من األديان التي ظهرت في الهند ‪ ،‬فعلى الرغم من ان البوذية‬
‫قد غرست جذورها في الهند في القرن السادس عشر قبل الميالدي (‪ )B.C‬كدين منظم ‪،‬‬
‫لكنها أصبحت من الناحية الواقعية الدين الخالص الرئيسي بين الطبقات هناك ‪ .‬والعديد‬
‫من األفكار كانت قد أندمجت بالديانة الهندوسية على أية حال ‪ ...‬وقد انتشرت‬
‫الهندوسية في بداية العصر المسيحي ب ار شرق الطرق التجارية خارج الهند الى أندنوسيا‬
‫ومع الفتح اإلسالمي تحولت هذه المناطق الى اإلسالم ‪ ،‬وبقيت الهندوسية الديانىة‬
‫الرئيسية في الهند مركزها جزيرة (‪ )Bali‬ومعتنقيها من الهندوس كذلك في آسيا وأفريقيا‬
‫وفي المناطق األخرى من العالم وأفريقيا وانتقلت الهندوسية عن طريق الهجرات االرية الى‬
‫(‪) 6‬‬
‫‪،‬‬ ‫الهند واألتصال بسكانها الى تجميع ونشر األفكار والعادات الهندوسية الى الهند‬
‫ويرتبط بالديانة الهندوسية نظام الطوائف ‪ ،‬وهو نظام مقدس يقوم على عزل السكان‬
‫القدامى عن السكان ذوي البشرة األقل سمرة من األريين مع أظهار احترام خاص لطبقة‬
‫المهنة والمحاربين ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫(‪ )6‬أبراهمة والكهنة والزعكماء الروحيون ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المحاربون واألشراف ‪.‬‬
‫(‪ )8‬التجار والرعاة والزراع ‪.‬‬
‫(‪ )9‬السودار ‪ :‬وهم الطائفة الدينية من العمال المنحدرين من شعوب أكثر سمرة وهم‬
‫ينقسمون الى حوالي (‪ )2777‬طائفة صغرى وثانوية ويشكلون نسبة كبيرة من‬
‫السكان وهناك أيضاً ((الطبقات البائسة)) التي يبلغ أهلها نحو خمس عدد‬
‫الهندوس ‪ ،‬ويسمون (بالمنبوذين) وكانوا يطردون من المعابد ألنه يعتقد ان‬

‫‪(1) Herber G.Kaprel “Exploration” Social Geography , Addison Wevellegy co1973 .‬‬
‫‪p30 .‬‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫األحتكاك بهم يولد نجاسة دينية ‪ ،‬وتوجد الطوائف المستعبدة كالمجوس‬


‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫والبوذيين‬

‫ويظهر تأثير جيويولينيكيا في كونه أحد العناصر التي تؤثر في قوة الهند الدولية‬
‫وكيانها السياسي ‪ ،‬حيث أن العادات والمعتقدات الدينية تؤثر سلبياً على االقتصاد‬
‫الهندي الذي يشكل عنصر مهم في قوة الهند وزنها الجيوبولتيكي ‪ ،‬ألن احترام البقرة‬
‫كحيوان يقدسه الهندوس أوجد عدد كبير من قطعانه المحرم أكلها من دولة الهند وقد حرم‬
‫األستفادة من لحومها محضور مما أثر في تحميل أرض الهند فوق قدرتها بهذه القطعان‬
‫وخلق صعوبات في اقتصاده أنعكست على قوة الهند كدولة تسعى الى ان تكون قوة‬
‫كبرى إقليمية او دولية ‪.‬‬

‫‪ 1-1‬الجينية (‪)Jainism‬‬
‫دين هندي ظهر في القرن السادس ق‪.‬م يهدف الى (تحرير الروح والمعرفة‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪ ،‬وهي الديانة الثالثة في الهند من حيث‬ ‫واأليمان وحسن السلوك ونشر األصالح)‬
‫نشاتها ‪ ،‬أن وجهة نظرها هي أن الحقيقة مكونة من الحياة وعدم الحياة أو من الروح أو‬
‫المادة اإلنسان وعلى األرواح التي تحرر نفسها من المادة بتطهيرها بالعقيدة الصحيحة‬
‫(‪) 8‬‬
‫الهندوسية‬ ‫والسلوك الصحيح نشأت الجينية نتيجة األنسالخ طائفة من اتباع الديانة‬
‫(‪)9‬‬
‫‪.‬‬ ‫تنشر األصالح في القرن السادس ق‪.‬م‬

‫(‪ )6‬ج ‪ .‬ن ‪ .‬انســتد ((عـرض جغ ارفــي للعــالم مــن الوجهــة البشـرية)) ترجمــة رمــزي يــس مراجعــة محــروس أبــو الليــل ‪،‬‬
‫مؤسسة كل العرب ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 6800‬ص ‪. 285 – 282‬‬
‫(‪ )2‬منير البعلبكي (المورد) ‪ ،‬قاموس انكليزي – عربي ‪ ،‬دار العلم ‪ 6809‬ص ‪. 999‬‬
‫(‪ )8‬محمــد ج ـواد علــي (النظــام السياســي فــي الهنــد) بحــث قــدم للحلقــة الد ارســية لمعهــد الد ارســات اآلســيوية واألفريقيــة‪/‬‬
‫الجامعة المستنصرية ‪ ، 6891 ،‬ص‪. 9‬‬
‫(‪ )9‬ج‪.‬ف‪ .‬انســتد ((عــرض جغ ارفــي للعــالم مــن الوجهــة البش ـرية)) ‪ ،‬ترجمــة رمــزي يــس مراجعــة محــروس أبــو ليــل ‪،‬‬
‫مؤسسة كل العرب ‪ /‬القاهرة ‪ ، 6800‬ص‪. 285 – 282‬‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫‪ 2-1‬السيخية (‪)Sikhism‬‬
‫ديانة هندوسية موحدة ظهرت في القرن الخامس عشر الميالدي من قبل هندوسي‬
‫متاثر باإلسالم وتتميز هذه الديانة برفض الوثنية والعزل الطبقي ونادت بوحدة اآللة وآخرة‬
‫اإلنسان والغاء نظام الطبقات من المجتمع ‪ ،‬ولكن هذه الديانة أصطبغت بالروح‬
‫العسكرية فاصطدمت باإلسالم والبريطانيين ‪ ،‬والديانة السيخية تنقسم الى طائفتين ‪:‬‬
‫وبلغ عددهم حوالي (‪ )65‬خمسة‬ ‫‪AL- Banjab‬‬ ‫الناناك (‪ )Nanak‬والهندوسية األم (البنجاب)‬
‫عشر مليون نسمة ‪ ،‬وتمتد عداوتهم التقليدية مع اإلسالم الى عام ‪ 6890‬خرق عدداً من‬
‫أضرحتهم في الباكستان ‪ ،‬واستخدم البريطانيين اتباعها في الجيش والشرطة‪ ،‬ومركز هذه‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ .‬لقد كان هدف هذه الديانة هو تطهير العقيدة من‬ ‫‪Amrister‬‬ ‫الديانة مدينة امريستر‬
‫الخرافات التي غيرت في جوانب كثيرة من أصالتها ونقاوتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬البوذية ‪)Buddhism( :‬‬
‫ترجع الديانة البوذية الى زعيم من شمال الهند يدعى جوتاما (‪ )Gautama‬االري‬
‫الهندي الذي سماه اتباعه (بوذا ‪ )Buddha‬وتعني (المستنير) وكانت تعاليمه تقوم على ان‬
‫األلم جزء اليتج أز من طبيع ة الحياة وأنه في استطاعة المرء الخالص منه بالتطهير‬
‫الذاتي والعقالني واألخالقي ‪ ،‬ألنه كان يرى أن التعاسة سببها األنانية وعلى اإلنسان‬
‫تطبيق (أعرف الصدسق واتيع الخير وطهر قلبك عن طريق الحق) والوصول الى مرتبة‬
‫(النرفانا ‪ ) Nirvain‬تعني الخالص من الشهوات(‪ )2‬والفرق بين الهندوسية والبوذية هو أنه‬
‫طبقاً للتعليمات الهندوسية أن الفرد يحصل على المغفرة عن طريق المنزلة االجتماعية‬
‫لطائفته ولكن في العقيدة البوذية أن المغفرة يحصل عليها الفرد من دون مساعدة طائفته‬
‫ولهذا السبب تحول العديد من أفراد الطوائف الهندوسية في الهند الى البوذيين ‪ .‬والبوذية‬
‫فرقتين رئيسيتين الفرقة الرئيسية (المهيانا ‪ )Mahayana‬التي تمنح المغفرة لكتل كبيرة من‬
‫البشر أكثر من اختيار عدد قليل من الذين يمكنهم األرتقاء لها ‪ ،‬والفرقة األصغر(الهيانا‬
‫‪ )Hinayana‬التي طبقا لها ان الفرد يحصل على المغفرة دون مساعدة أياً من اآللهة ‪.‬‬

‫(‪ )6‬نفس المصدر ‪ ،‬ص‪. 9‬‬


‫(‪ )2‬ج‪.‬ف‪ .‬انستد – المصدر السابق ‪ /‬ص‪. 286‬‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫وقد انتشرت البوذية في الهند بمساعدة أحد الملوك وفي القرون الثالث األولى بعد‬
‫وفاة بوذا (‪ )998( )Buddha‬قبل الميالد انتشرت البوذية عن طريق الهند وسريالنكا‬
‫(سيالن سابقاً) وفي ربع من القرن الثالث قبل الميالد قد اعتنقها الكثير من الهندوس ‪،‬‬
‫كديانة جديدة عالمية وصلت الصين عن طريق التجارة فذهب الفالسفة الصينيين الى‬
‫الهند لتعلمها ‪ ،‬وانطلقت الرحالت التبشيرية من الهند الى الصين ‪ ،‬وترجمت تعاليم بوذا‬
‫الى الصينية خالل القرن السادس ق‪.‬م ‪ ،‬وفي التبت طورت البوذية المسمات‬
‫باالما(‪ )Lamaism‬التي هي خليط من المعتقدات التبتية والبوذية القديمة وفي القرن السابع‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫انتقلت البوذية الى اليابان‬
‫أن البوذية اليوم ليست واسعة االنتشار في الهند التي بدأت فيها ‪ ،‬فالبوذية الهيانا‬
‫تنتشر في سيالن (سري النكا) وبورما (‪ )Burma‬وتايلند (‪ )Thailand‬والوس (‪)Laos‬‬
‫وكمبوديا (‪ )Cambodia‬وفي جزء صغير من فيتنام ‪ ،‬والمهيانا البوذية في تكون االما هي‬
‫األقوى في التبت (‪ )Tibet‬واجزاء من النيبال (‪ )Nepal‬وفي الصين امتزجت مع ديانات‬
‫أخرى وجميعها تأثرت بالشيوعية في كوريا (‪ )Korea‬وفي اليابان (‪ )Japan‬تكون واحدة من‬
‫ديانات متعددة ‪.‬‬
‫ويشكل اتباع (الهاينانية) (‪ )%97‬من مجموع سكان تايلند الذي قدر عام‬
‫(‪)2‬‬
‫في حين تسود‬ ‫(‪ )6889‬بـ (‪ )17.8‬مليون نسمة وهي الديانة السائدة في بورما وفيتنام‬
‫الالما (‪ )Lamistic‬في كل من التبت ومنغوليا وتشكل إقلية في الهند نسبتها (‪ )%60‬من‬
‫مجموع السكان في حين تكون نسبتها (‪ )%69‬من مجموع سكان سري النكا واتباعها في‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫الصين التتجاوز نسبة (‪)%68‬‬

‫‪ -3‬الديانات الصينية ‪Chines Releglions‬‬

‫(‪ )6‬ج‪.‬ف‪ .‬استند ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 286‬‬


‫‪2‬‬
‫‪( ) S.Suri , op cit 16 .‬‬
‫‪)3) Herberet G.Keral opict Page 32 .‬‬

‫‪134‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫وتشمل على أديان الصين وكوريا واليابان ويطلق عليها ديانات الشرق األقصى ‪.‬‬
‫وفي الصين ‪ :‬أديان (عبدة األسالف) والكنفوشية والطاوية‪.‬‬
‫عبادة األسالف (‪ )Ancestors‬تتوزع األفكار والدينية عند الشعب الصيني بين االعتقاد‬
‫بكثير من اآلله وبين عبادة األسالف حيث يقدم أنصاف المتعلمين الضحايا بانتظام‬
‫الرواح لألسالف لكي تحميهم وتعاونهم في أرزاقهم وكذلك تقدم الهدايا في الطقوس‬
‫الجنائزية ‪ .‬أنعكس تأثير عبادة (االسالف) جغرافياً على المجتمع الصيني‪ ،‬فأهتمام‬
‫الصين بالعائلة حاض اًر ومستقبالً بحيث جعل العائلة الصينية ترتقي الى حد المكانة‬
‫القومية بين الشعوب الغربية الكثيرة كما ان األصرار على التقاليد الخاصة باالسالف‬
‫يعرقل عملية سير عجلة التقدم حتى بين الصينين المتعلمين ‪ ،‬وكان من األسباب‬
‫الرئيسة ألرتفاع المعدالت الديمغرافية للمجتمع هو الحاجة الى استمرار الذرية في العائلة‬
‫التي تؤكدها (عبدة االسالف)‪ ،‬وقد أدى ذلك الى زيادة اعداد السكان في الصين وارتفاع‬
‫الكثافة السكانية ‪ ،‬وقد ولد ضغط كبير على الحكومة الصينية اضطرت بالتالي الى‬
‫فرض تشريعات تحديد النسل(‪. )6‬‬

‫‪ 1-3‬الكنفوشية ‪Confuciaism‬‬
‫تنسب الكنفوشيسة الى كنفوشيس الذي عاش في القرن (السادس الميالدي) أي‬
‫في المدة المقابلة لتلك التي عاش فيها بوذا ‪ ،‬التشابه بين كنفوشيوس الذي وبوذا في‬
‫طريقة الحياة القائمة التي تؤكد على عدد من المبادىء األخالقية منها احترام األبن ألبيه‬
‫وكان شعاره (م ا التحب لنفسك التحبه لآلخرين) ورغم أن الكنفوشيسية ليست ديانة اال‬
‫أنها تمتاز بتأثيرها الواسع في الصين(‪. )2‬‬
‫تنتشر الكنفوشية في الصين وكوريا وفيتنام وتايوان ونسبتها الى مجموع سكان هذه‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدول أكثر من (‪)%66‬‬

‫(‪)6‬ج‪.‬ف‪ .‬استند ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 280‬‬

‫(‪)2‬ج‪.‬ف‪ .‬استند ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 280‬‬


‫(‪ )8‬مازن المغايري (موسوعة اطلس العالم) دمشق ‪ ،‬السنة ‪ ، 2772‬ص‪. 82‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫‪ 2-3‬الطاوية ‪-: Taosim‬‬


‫عقيدة وفلسفة دينية تستند في حقيقتها الى (الوتس ‪ )Luotus‬الذي له أراء مشتركة‬
‫مع (كنفوشوس) ‪ .‬وأقر كل منهما عمل اآلخر ‪ ،‬والطاو (‪ )Tao‬تعني الطريقة والمبدأ‬
‫األول الذي يشتق منه وجود متغير في الحياة ‪ ،‬وقد استعارت الطاوية من الديانات‬
‫(‪)6‬‬
‫طقوس وأفكار ‪ ،‬واصبحت الطاوية والبوذية تنتشر في بعض جهات‬ ‫األخرى كالبوذية‬
‫الصين وانتقلت عن طريق المثقفين خارج الصين‪ ،‬الى فيتنام ‪ ،‬وسنغافورة تقدر بأكثر من‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )%8.5‬الى مجموع سكان هذه الدول‬
‫‪ 3-3‬الشنتو ‪-: Shinto‬‬
‫ديانة اليابان األهلية القائمة على أساس تقديس أرواح االبطال وحب الشمس‬
‫واألباطرة ‪ ،‬والقوى الطبيعية والش نتو تعني (طريق األله) وتقوم على اعتبارين األول أن‬
‫(‪) 8‬‬
‫ومن تاله فهو مقدس والثاني يمثل امتياز جميع‬ ‫عاهل اليابان حفيد اله الشمس‬
‫اليابانيين على كل شعوب األرض ‪.‬‬
‫انتشرت الشنتو واصبحت الديانة الرئيسية في اليابان حتى القرن السادس الميالدي‬
‫حيث انتشرت االبوذية واحتوت الديانة الجديدة بعد مئات قليلة من السنين ((ديانة‬
‫الشنتو)) ‪ ،‬اال أن (الشنتو) بعثت من جديد في أواسط القرن التاسع عشر بعد زوال‬
‫العزلة من اليابان العالم بفعل التدخل األمريكي ن وشكلت أسسها كدين الدولة اليابانية‬
‫التي ساعدت على تركيز السلطة السياسية وتنمية الشعور القومي والوطني وأثرت في‬
‫السياسة الداخلية والخارجية اليابانية مما أرغم دول الحلفاء على الغائها في سنة ‪6895‬‬
‫بعد هزيمة اليابان في الحرب ‪ ،‬فأصبحت كعقيدة يعتنقها األفراد الى جانب األديان‬
‫األخرى ‪ ،‬لكنها بقيت مقصومة الجناح في تأثيرها السياسي(‪. )9‬‬
‫‪ -4‬ديانات أخرى‬
‫الى جانب الديانات التي ذكرت ظهرت ديانات أخرى في حقب زمنية ومنها ‪-:‬‬

‫(‪ )6‬ج‪.‬ف‪ .‬استند ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 289‬‬


‫(‪ )2‬مازن المغايري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬
‫(‪ )8‬منير البعبلكي ‪،‬‬
‫(‪ )9‬محمد جواد علي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 9‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫‪ 1-4‬الفيدية ‪Vieda‬‬
‫نشأت هذه الديانة بين (‪ )1777-2777‬ق‪.‬م وفيدا تعني الكتب الهندوسية األربعة‬
‫‪ ،‬وتركز على أنه الاله واحد وهو الروح الكبرى وله عدة مظاهر وقـوى‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫تختلف أسمائها طبق ًا الختالف الظاهر والقوانين‬
‫‪ 2-4‬الزرادشتية ‪:‬‬
‫نشات الزرداشتية في إيران (‪ )187‬ق‪.‬م ‪ ،‬يؤكد على مبدأ هو (الخالق والمبيد‬
‫والمدبر والخير والشر ‪ ،‬و (هرمزد) هو االله الدائم الموجود وهو الحياة والنور ومملكته‬
‫غير خاضعة للموت وبسبب أضطهاد معتنقي الزرادشت في إيران نزحوا الى الهند(‪. )2‬‬

‫ب‪ .‬األديان الغربية‬


‫وهي األديان السماوية التي ظهرت في منطقة غرب آسيا في اطراف النطاق‬
‫الصحراوي وهي اليهودية والمسيحية واإلسالم وقد اختار اهلل لنشر هذه األديان األنبياء‬
‫والرسل الذين أنزل عليهم شرائعه لنشرها بين البشر ‪.‬‬
‫‪ -1‬اليهودية‬
‫كان الوطن األصلي للدي انة اليهودية يمتد بين (الصحراء وأراضي البحر المتوسط‬
‫الساحلية) وقامت على أساس فكرة الوحدانية واألفكار االخالقية التي تعزى الى اهلل ‪ .‬وقد‬
‫تعرض اليهود قبل الميالد الى السبي البابلي وفي سنة (‪)07‬ق‪.‬م حطم هيكل سليمان في‬
‫(اورشليم) القدس حالياً فأدى ذلك الى الى تشتت معتنقي اليهود في بالد كثيرة في مناطق‬
‫العالم المختلفة وحدث لهم تغيرات جنسية (قوميات) ومع ذلك حافظوا على تقاليدهم‬
‫الدينية والتزال العبرية محتفظاً بها في أسفارهم المقدسة ‪.‬‬
‫ان اليهود في العالم يكنون ما يقرب من (‪ )61‬مليوناً ويتوزعون جغرافياً في العالم‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫في أربع مجموعات رئيسية‬

‫(‪ )6‬رسـ ــل – فيفليـ ــد وأ ‪.‬ج‪ .‬ارتـ ــزل ب ـ ـريس ‪ ،‬ترجمـ ــة يوسـ ــف أسـ ــكندر – مراجعـ ــة د‪.‬محمـ ــد عبـ ــد المـ ــنعم الش ـ ـرقااوي –‬
‫الجيوبوليتكيا ‪ ،‬القاهرة ج ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫(‪ )2‬ثقافة الهند ‪ ،‬المجلد السابع ‪" 6851 ،‬األديان في الهند" ‪.‬‬
‫(‪ )8‬ثقافة الهند ‪ ،‬المجلد السابع ‪ ، 6851 ،‬األديان في الهند ‪.‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫يهود شرق أوربا وكانوا يقدرون بثمانية ماليين ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬


‫يهود غرب أوربا ويقدورن بمليونين ونصف مليون ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يهود الشرق العربي ويقدرون بنحو مليون ونصف المليون منهم مليون وربع‬ ‫‪.8‬‬
‫المليون في فلسطين ‪.‬‬
‫يهود بقية العالم ويقدرون بنحو أربعة ماليين ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫واالختالف بين يهود أوربا ويهود شرق اوربا هو أن يهود غرب أوربا يندمجون في‬
‫القوميات المختلفة لدولها في حين ان يهود شرق أوربا يعتبرون أنفسهم يهود فحسب‬
‫وليس أبناء تلك القوميات كما في (رومانيا وبولندا كما في التفيا) ‪ ،‬لقد كان لسيطرة‬
‫اليهود على موارد الثروة وأمعانهم في إخضاع الناس لسلطانهم االقتصادي ‪،‬واذاللهم‬
‫للناس سبباً في اضطهادهم وطردهم ليس في المانيا النازية فحسب ‪ ...‬بل في بولندا‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ .‬شكل الكفاح العربي ضد الصهيونية الذي له أساس‬ ‫ورومانيا والمجر ودول أخرى‬
‫ديني أو عنصري كما تحاول الدعاية الصهيونية المضللة أن تصفه ‪ ،‬أنما هو صراع‬
‫على البقاء ‪ ،‬وآلجل التحرر من اطماع استعمارية أتخذته الزمرة الصهيونية العميلة ذريعة‬
‫لتغطية أهدافها ‪.‬‬
‫المسيحية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الديانة السماوية الثانية فيها السيد المسيح عليه السالم في وقت كان اليهود تحت‬
‫الس‪ ،‬وكانت في أول عهدها متأثرة كثي اًر باألفكار اليهودية الجارية حول البحر المتوسط‬
‫‪ ،‬وقد ارتبط انتشارها أرتباطاً وثيقاً بالنفوذ السياسي للدول التي أقرتها ‪ ،‬وكانت مراكزها‬
‫األولى روما ومنها انتشرت الكنيسة الرومانية والكاثوليكية ثم تطورت فنشأت السلطة‬
‫البابوية تحت سلطة الكنيسة اال انها ضعفت في القرن السابع بسبب غزو البرابرة ‪ ،‬ثم‬
‫وصلت في العصور الوسطى أوج قوتها الروحية والسلطوية ‪.‬‬

‫(‪ )6‬محمــد متــولي ‪ ،‬محمــود أبــو العــال "الجغرافيــة السياســية" مكتبــة االنجلــو المص ـرية ‪ 6898‬ص‪ ، 628‬ص‪،629‬‬
‫المكتبة الجغرافية الحديثة(‪. 88‬‬

‫‪113‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫أن الكنيسة الرومانية أو الكاثوليكية انتشرت داخل األمبراطورية الرومانية أو‬


‫(‪)6‬‬
‫الكاثوليكية ‪ ،‬بينما انتشرت الكنيسة األرثوذكسية (اليوانية) في القسطنطينية البيزنطية‬
‫وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر انتشرت المسيحية في شرق أوربا ‪ ،‬وفي القرن‬
‫السادس عشر نشأت حركة األصالح البروتستاني ثم توسع انتشارها عن طريق الهجرات‬
‫من أوربا الى ماوراء البحار خالل القرنين أو الثالثة قرون األخيرة (السابع عشر والثامن‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫عشر والتاسع عشر) الى شمال وجنوب أمريكا وجنوب أفريقيا واست ارليا ونيوزلندة‬
‫أن المسيحية اليوم تنقسم الى ثالثة مذاهب رئيسية ‪:‬‬
‫الكاثوليك أبناء الكنيسة الكاثوليكية ‪ ،‬األرثوذكس وهم أبناء الكنيسة االرثوكسية‬
‫(‪ )Orthdoxism‬والبروتستانية (‪ )Protestantism‬هي الديانة السائدة في الواليات المتحدة‬
‫ومعظم البروتستانية األوربية تكون قوية في أنكلت ار – أمريكا وفي الكثير من شمال أوربا‬
‫بينما الكاثوليكية الرومانية قوية في أمريكا االتينية وجنوب أوربا ‪ ،‬في حين األرثوذكسية‬
‫تنتشر في شرق أوربا ‪ ،‬وتبقى نسبة المسيحيين في أفريقيا وآسيا قليلة الى حد ما(‪ )8‬أن‬
‫حصة الكاثوليك المقررة (‪ )%68‬واالرثوذكسية الشرقية تكون بنسبة (‪ )%8.57‬بينما‬
‫تستحوذ البروتستانية (‪ ، )%0‬والنسبة الباقية (‪ )%2.5‬لمذاهب مسيحية أخرى للمورنيين‬
‫‪ ،‬تشكل الديانة المسيحية نسبة (‪ )%86.5‬من سكان العالم ‪.‬‬
‫أن الكاثوليكية تستحوذ على نسبة (‪ )%87‬من سكان أمريكا الجنوبية ومن سكان‬
‫أوربا الغربية والجنوبية ‪ ،‬وفي مناطق أخرى من أوربا تكون نسبتها بين (‪)%97-17‬‬
‫فهي تشكل نسبة (‪ )%08‬من سكان المجر التي تقع وسط أوربا الى جانب (‪ )%20‬من‬
‫بروتستانت ‪.‬‬
‫ونجد في خارطة توزيع األديان في العالم أن البروتستانتية تكون نسبتها (‪)%87‬‬
‫من سكان دول أوربا الشمالية الغربية وجنوب أفريقيا وفي الدول األسكندنافية وأستراليا‬
‫وهولندا وألمانيا تكون البروتستانتية أكثرية الى جانب الكاثوليكية ‪.‬‬

‫(‪ )6‬محمد متولى ‪ ،‬محمود أبو العال ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ج‪.‬ف‪ .‬انستد ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 827‬‬
‫(‪ )8‬أحمد نجم الدين ‪ ،‬عباس فاضل السعدي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 289‬‬

‫‪111‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫ان األرثوذكسية تكون نسبة (‪ )%87‬من سكان أوربا الشرقية ‪ ،‬بينما في شرق‬
‫بولندا يكون األرثوذكس إقلية تبلغ نسبتها (‪ )%62‬الى مجموع السكان وكذلك يكونون‬
‫إقلية في رومانيا من الروس األرثوذكس في بساربيا ‪ ،‬وفي رومانيا وبساربيا والبانيا‬
‫يكونون إقلية في الجنوب ‪ ،‬وفي سوريا ولبنان توجد إقلية اثودكسية الى جانب إقليات‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫أخرى أما في يوغسالفيا تشكل (‪)%98‬‬
‫وقد ساعدت الهجرات على نشر المسيحية في األراضي الجديدة فكانت لهجرات‬
‫ابؤريطانيين واألوربيين أثر في سيادة البروتستانية في أمريكا الشمالية في حين سادت‬
‫الكاثوليكية في أمريكا الالتينية ‪ ،‬أما السكان البيض في جنوب أفريقيا واستراليا ونيوزيلندة‬
‫فيسود بينهم البروتستان ‪.‬‬
‫اإلسالم ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلسالم آخر عقيدة دينية كما جاء في قوله تعالى ‪:‬‬

‫))‬
‫((‬
‫))‬
‫العظيم في القرن السابع الميالدي ‪،‬‬
‫اهللرة العربية ‪،‬‬
‫صدقبالجزي‬
‫ظهر اإلسالم في مكة ثم المدينة‬
‫((‬
‫وكانت مكة كما هي اآلن مركز للحج حيث توجد فيها الكعبة ‪ ،‬نادى محمد (صلى اهلل‬
‫عليه واله وسلم) باألله الواحد وأنه رسول اهلل واعترف باألديان السماوية األخرى ‪ ،‬وقد‬
‫انتشر الدين ا لجديد في الجزيرة العربية وامتد بعد وفاة الرسول الى قارتي آسيا وافريقيا‬
‫وأوربا والمحيط الهندي ‪.‬‬
‫يشكل اإلسالم االن نسبة تبلغ (‪ )%65‬من سكان العالم ‪ ،‬واإلسالم من أكثر‬
‫األديان نمو عددياً ‪ ،‬وقد فاق اإلسالم بالعدد والرقعة الجغرافية المسيحية قبل الكشوف‬

‫(‪ )6‬نافع القصاب ‪ ،‬صباح محمود (الجغرافية السياسية) ‪ ،‬دار الكتب للطباعة ‪.‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫الجغرافية وتوسع المسيحيين في العالم الجديد ‪ ،‬ويأتي اإلسالم من حيث العدد في المرتبة‬
‫الثالثة بعد البوذية والمسيحية ففي أوربا والبلقان وجنوب االتحاد السوفيتي السابق‪.‬‬
‫يشكل اإلسالم إقلية فيها ‪ ،‬وأن عدد المسلمين في إفريقيا يشكل نحو(‪ )6/8‬ثلث‬
‫سكان القارة وتعتبر آسيا مركز ثقل اإلسالم مثلما كانت موطنه لذا فأن عدد المسلمين‬
‫يشكل نحو ‪ 27‬في المائة من سكان القارة ‪ ،‬وان هذا العدد يساوي (‪ )9/5‬أربعة اخماس‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫سكان العالم‬
‫أن شمال يعتبر من المناطق التي يسود فيها دين واحد هو اإلسالم وتبلغ نسبة‬
‫معتنقيه أكثر من (‪ )%87‬بالمائة من سكانها وفي الجزائر ومصر والجماهيرية الليبية‬
‫والمغرب والسودان وتونس تكون نسبة معتنقيه (‪)%87‬من سكانها بينما تبلغ نسبة‬
‫(‪ )%05‬بالمائة مسلمين في سوريا ولبنان ونسبة (‪ )%07‬في المائة في البانيا يشكل‬
‫المسلحون الى جانب إقلية أرثودكسية في الجنوب وبروتستانتية في الغرب وهناك دول‬
‫تتعدد فيها األديان والتكون لدين غلبة على غيره وهذا ما يظهر به في كندا وسويس ار‬
‫والتيفيا ويوغسالفيا والهند(‪. )2‬‬
‫ينتشر اإلسالم في إفريقيا أو يمتد من الغرب ليشمل وادي النيل ونطاق السفانا‬
‫جنوب الصحراء ‪ .‬وفي آسيا يشمل الجزيرة العربية وبالد الشام والعراق وايران وتركيا‬
‫ليمتد الى جنوب االتحاد السوفيتي السابق ويمتد شرقاً الى افغانستان والباكستان لعيبر‬
‫الهند الى بنغالدش وغرب الصين ‪ ،‬ومن جزر واشباه جزر جنوب شرق آسيا ‪ ،‬ويظهر‬
‫في اوربا في البلقان ويوغسالفيا والبانيا ثم شمال اليونان وشرق بلغاريا ‪ ،‬ويبقى الوطن‬
‫ال أساسي ًا لهذه الديانة حيث فيه أكثر‬
‫العربي يمتاز بأهمية روحية ‪ ،‬فهو حتى اآلن معق ً‬
‫من (‪ )6/5‬خمس عدد المسلمين في العالم(‪ ، )8‬ويكون اإلسالم بنسبة (‪ )%87‬من سكان‬
‫الجزائر ومصر والجماهيرية الليبية والمغرب والسودان وتونس ‪ ،‬ويسود كل من إيران‬

‫(‪ )6‬أحمد نجم الدين ‪ ،‬عباس فاضل السعدي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 297 – 288‬‬
‫(‪ )2‬محمد متولى ن محمود أبو العال ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 681‬‬
‫(‪ )8‬أحمد نجم الدين ‪ ،‬عباس فاضل السعدي ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪. 297-289‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫(‪) 6‬‬
‫في جمهوريات آسيا السوفيتية (ترمنستان ‪،‬‬ ‫وافغانستان وباكستان ‪ ،‬ويسود أيضاً‬
‫وازبكستان وقرغزيا وكاخستان وطاجكستان واذربيجان) ويشكل إقليات في الفلبين وبورما‬
‫وتايلند وقبرص والصين ‪.‬‬

‫ج‪ -‬األديان الوثنية‬


‫ان الديانة الوثنية توجد في جهات متفرقة ومحددة من الجهات القطبية االستوائية ‪،‬‬
‫وهي التركز في منطقة واحدة فهي تكون نسبة (‪ )90‬بالمائة ‪ ،‬من مجموع السكان في‬
‫اقليم شرق أفريقيا (اثيوبيا وأوغندة وراوندة وبورندي وتنزانيا وموزنبيق ومالوي وزامبيا‬
‫وزمبابوي) وتوجد إقلية منها في أمريكا الجنوبية ‪ ،‬وفي االتحاد السوفيتي وسيام وتايلند‬
‫( ‪)2‬‬
‫وهناك نوع من الوثنية هي األرواحية وهي نوع من الديانة الثونية‬ ‫وسوريندم واستراليا‬
‫الطبيعية تنتشر داخل غينيا واألمزون ‪.‬‬

‫ثاني ًا ‪ :‬الدين وأثره في القوة السياسية‬


‫أن الجيويولتكيا تهتم بفلسفة القوة وترسم الخطط األستراتيجية التي تحقق السيطرة‬
‫ومن المقومات التي ترتكز عليها قوة الدولة هي المقومات البشرية والتي يكون الدين أحد‬
‫عناصرها ‪ ،‬والقوة هي قدرة الدولة على تحقيق أهداف ذاتية وأحداث تأثير في الظروف‬
‫(‪) 8‬‬
‫لمصلحتها ‪ ،‬والدولة القوية هي الكيان السياسي الذي استطاع صهر كافة‬ ‫الدولية‬
‫التكوينات االنثوغرافية والعقائد الدينية واالجتماعية في بودقة المصالحة الوطنية ‪ ،‬ولكي‬
‫تتخطى الدولة بقوة معنوية عليها أحداث التأثير النظم على الرأي العام في الداخل‬

‫(‪ )6‬مجلة التربية اإلسالمية ‪ ،‬دار التربية اإلسالمية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق لسنة ‪ ، 6888‬العدد ‪.299‬‬
‫(‪ )2‬هاشم خضر الجنابي ‪( ،‬قارة أفريقيا ‪ ،‬دراسة االقطار غير العربية) ‪ ،‬جامعة الموصل ‪. 6890‬‬
‫(‪ )8‬نافع القصاب ‪ ،‬صباح محمود ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 65‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫والخارج بما يضيف عناصر القوة األخرى ويعمل على تنظيم التناقضات الداخلية أو‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫صهرها في جسم الدولة‬
‫‪ -1‬الصراع الطائفي‬
‫الخالف أن قوة الدولة السياسية تعزز باالنسجام الديني ‪ ،‬وبخالف ذلك فأن‬
‫الصراع الطائفي ومحاولة التخلص من اإلقليات الدينية ‪ ،‬يكونان سبباً في تفكك الوحدة‬
‫الوطنية للدولة ‪.‬‬
‫فاإلسالم قوة اجتماعية تدخل في التماسك الشعبي للوطن العربي خاصة‬
‫والمسلمين عامة ألنه ثورة استهدفت أجتثاث الجهل والتخلف والظلم ونشر مبادىء العدالة‬
‫والقضاء على الفوارق الطبقية ‪ ،‬ليس بين العرب وحسب بل لإلنسانية جمعاء ومع أن‬
‫الدين لم يعد وظيفة الدولة لعدم جمع رئيس الدولة السلطتين الدينية والدنيوية اال ان الدين‬
‫يبقى من العوامل المؤثرة في القوة السياسية للدولة ‪ ،‬ألنه أحد عناصر تكوينها وألنه‬
‫يرتبط بعنصر أثنوغرافي هو الثقافة الذي يساعد المجتمع على فهم واستيعاب‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫األيديولوجية والتعددية اللذان يساهمان في رفع الوعي السياسي‬
‫ورغم أن الدولة اليوم تتبع النهج العلماني اال أن الدين اليزال يؤثر بشكل فعال في‬
‫توجيه الرأي العام وخصوصاً عند أثارت الصراع الديني الذي تسببه االنقسامات الدينية‬
‫(‪) 8‬‬
‫‪ ،‬فكان‬ ‫فهو غالباً ما يؤدي الى مخاطر االنقسام وتفكيك الوحدة السياسية للدولة‬
‫التطرف الديني المسيحي وراء تمزيق وحدة يوغسالفيا السياسية ‪ ،‬التي كانت مساحتها‬
‫(‪)255979‬كم‪ 2‬وسكانها (‪)22‬مليون نسمة ويكون هذا العدد الصرب اتباع المعتقد‬
‫األرثودكسي والكروات الكاثوليكين ‪ ،‬ومثلهم السلوفانين كما ينتشر المسلمين في‬
‫(‪) 9‬‬
‫إذ كانت‬ ‫المقاطعات الجنوبية الشرقية والغربية من البالد وبين المجموعات األلبانية‬
‫يوغسالفيا والزالت الصرب في كل الفترات المختلفة منذ سنة (‪ )6999‬حتى ‪6886‬‬

‫(‪ )6‬أزهر السماك ‪( ،‬الجغرافية السياسية) أسس تطبيقات العراق ‪ ، 6899‬ص ‪. 08-02‬‬
‫(‪ )2‬علي وهب (الجغرافية السياسية) المؤسسة الجامعة للنشر ‪ 6891 /‬ص‪. 602‬‬
‫(‪)8‬أمين محمود عبد اهلل (أصول الجغرافية السيتسية) مكتبة النهضة المصرية ‪ ، 6899‬ص ‪. 16 – 17‬‬
‫(‪ )9‬هاشم الجنابي (جغرافية آسيا) ص‪ – 218‬جامعة الموصل ‪ /‬العراق – ‪ 6890‬ص‪. 218‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫حيث ساهموا في انفصال سلوفينا وكرواتيا إذ أتخذ التوسع الصربي طابعاً عدوانياً خلف‬
‫المذابح بين المسلمين الذين يشكلون نسبة (‪ )%98.0‬في البوسنة والهرسك وبين‬
‫المسيحين والصرب (‪ )%86.8‬والكورات (‪ )%60.8‬وآخرون (‪ )%0.0‬من مجموع‬
‫(‪) 6‬‬
‫‪ ،‬وقد أدت العداوات القديمة الجذور بين السلوفانين والكروات‬ ‫(‪ )97‬مليون نسمة‬
‫والبوسنين في تمزيق واختفاء يوغسالفيا من الخريطة السياسية للعالم ‪ ،‬بعد أن أدت دو اًر‬
‫مهماً في قضايا أوربا والعالم أكثر من (‪ )07‬عاماً(‪. )2‬‬
‫أن الدولة كاقليم سياسي ذات سيادة على أرضه وشعبه ‪ ،‬لكن أنقسامه الى طوائف‬
‫ثقافية ودينية وعرقية يهدد كيانها السياسي ‪ ،‬قد يجطمها من الداخل ويقسمها الى اكثر‬
‫من قسم كما حدث في الهند سنة (‪ )6890‬وفي البكستان عام (‪ ، )6806‬وأوشك أن‬
‫يحدث في إقليم بياف ار في نيجريا عام (‪ )6810‬التي كانت تهددها االختالفات الدينية‬
‫والجنسية واللغوية ففي الشمال من نيجريا يسود المسلمين الذين يشكلون نسبة (‪)%55‬‬
‫من سكان نيجيريا ويمتدون الى وسطها وأكثرهم من قبائل الهوساء والفالنيين وغيرها بينما‬
‫يرتكز المسيحيون في الجنوب ويتوزعون على قبائل اليوربا واالبيو الى جانب الوثنيين في‬
‫مناطق أخرى ‪ ،‬لقد أنعكس هذا التباين العرقي والديني في ظهور حركات انفصالية في‬
‫وسط نيجريا وفي عدم االنسجام بين الديانات والمعتقدات كما بين قبائل اليوربا وااليبو‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫وقبائل الهوس والفيالني المسلمة وكادت ان تمزق الوحدة السياسية النيجرية‬
‫‪ -2‬تعدد األديان‬
‫يعتبر تعدد األديان في كثير من األحيان عامل ضعف للدولة خصوصاً اذا ما‬
‫كان هناك صراع بين هذه األديان ‪ ،‬ففي شبه القارة الهندية التي يشكل جزء من تراثها‬
‫الحضاري ‪ ،‬كان تباين األديان ‪ ،‬أديان سماوية وأديان ومعتقدات بنيت على فلسفة بعض‬
‫الحكماء التي نمت في إطار شبه القارة الهندية سبب ًا في خلق المزيد من التمزق والضعف‬

‫(‪ )6‬البوسنة والهرسك ‪ ،‬النشرة االخبارية – مركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة ‪ ،‬العدد (‪ )86‬أبريل (‪. )6888‬‬
‫‪(2) Dr.Franks “International Impaet of the Crisis in the Former Yugaslavia” Review of‬‬
‫‪the I‬‬ ‫‪nternational affairs 1991 .‬‬
‫‪(3) Dr. Franks Review of international affairs “International impact of the Crisis in the‬‬
‫‪Former Yngaslewia 1994 .‬‬

‫‪114‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫نتج عنه اقتطاع (‪)978.868‬كم‪ 2‬من الهند لتقام عليها دولة باكستان ضمت في بنائها‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫البشري (‪ )680‬مليون نسمة مسلمة‬
‫وهذا يعني بحد ذاته أن قيام باكستان لم يضع حالً جذرياً لمشكالت اإلقلية‬
‫المسلمة في الهند بقدر ماساهم بتقليص حجم الهند الذي يعتبر معيا اًر لقوتها وعنص ًار‬
‫حيوياً في قدرتها على مقاومة العدوان ‪ ،‬وأن عملية تقسيم القارة لم تنهي مسألة النزاعات‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الطائفية حتى يومنا هذا‬
‫أن التوزيع الجغرافي للسكان وخصائصهم االنثوغرافية (الدين واللغة والجنس)‬
‫تععتبر من األمور المهمة في بناء قوة الدولة والتأثير على وضعها السياسي والعسكري ‪،‬‬
‫والتوزيع الجغرافي لإلسالم في الهند في شطرين من األرض متباعدين واختالف الهيئة‬
‫الطبيعية التي تضمها الوحدة السياسية واالفتقار الى تنظيم اقتصادي متكامل ‪ ،‬فالشطر‬
‫الشرقي غني بموارد ه المتنوعة والشطر الغربي أكثر غنى في الحضارة فأدى ذلك الى‬
‫الحساسيات والعالقات السلبية ثم كان األنفصال والتمزق ليعيش الكيان المسلم بعضه في‬
‫باكستان والبعض اآلخر في بنكالدش والباقي كأقلية في الهند وبذلك تقلص حجم‬
‫الباكستان بعد سلخ جزئها الشرقي الذي يغطي مساحة (‪)698.889‬كم‪ 2‬في عام‬
‫(‪. )8()6806‬‬
‫يعتبر السكان ركيزة أساسية للدولة حيث أن الجانب العددي للسكان يكون عنص ًار‬
‫مهماً في زيادة القوة العاملة المنتجة ‪ ،‬كما أن التراث الحضاري للسكان وقدرتهم على‬
‫استثمار مواردهم على نحو أمثل ومواكبتهم على التطور الحضاري الذي ترفده‬
‫ا لخصائص الثقافية والدينية ‪ ،‬تكون هذه المقومات الضرورية لقوة الدولة لحماية استقاللها‬
‫وضمان سيادتها في مجال السياسة الدولية وكمثال على هذا هو اضعاف قوة الهنج الذي‬
‫خلفته الصراعات الطائفية والدينية ‪ ،‬والذي تجسد ذلك في تدني المستوى االقتصادي في‬
‫الستينات ‪ ،‬وهذا ماحدث أيضاً لنيجريا ‪.‬‬

‫(‪ )6‬هاشم خضير الجنابي (قارة أفريقيا) ‪ /‬جامعة الموصل ‪ /‬العراق ‪ – 6890‬ص‪. 576- 988‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) The work population prospects , UN,1994 , p .104 .‬‬

‫(‪ )8‬صالح الدين الشامي (جغرافية العلوم السياسية) منشأة المعارف االسكندرية (‪ ، )6890‬ص‪. 561‬‬

‫‪144‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫‪ -8‬الخصائص الثقافية‪-‬الدينية‬
‫أن الخصائص الثقافية – الدينية ‪ ،‬هي الرافد الذي يغذي التراث الحضاري للسكان‬
‫‪ ،‬وقدرتهم على استثمار مواردهم على نحو أمثل ومواكبتهم للتطور االقتصادي ‪،‬‬
‫باعتبارهم أحد عناصر القوة للدولة فزيادة عدد السكان يختلف الموقف عند الديانة‬
‫المسيحية واإلسالم فالدين اإلسالمي اليحدد األسرة بعدد معين ويعارضتحديد النسل أو‬
‫منعه كلياً ‪ ،‬في حين الكاثوليك يحرمون تنظيم النسل عن طريق منع الحمل ‪ ،‬بينما‬
‫(‪) 6‬‬
‫‪ ،‬فنظرة الدين اإلسالمي‬ ‫يترك البروتستانت حرية تحديد عدد أفراد األسرة لألبوين‬
‫تختلف عن المسيحية الى موضوع النسل أنطالقاً من التأكيد على بناء األسرة والمحافظة‬
‫على النشأ الجديد من االهمال والضياع بينما التقف المسيحية حاج اًز ‪ ،‬أما تنظيم النسل‬
‫حسبما يتالئم وطبيعة الظروف االقتصادية واالجتماعية وهذا يعكس أثر الدين في تحديد‬
‫الجانب العددي للسكان الذي يؤثر في بناء قوة الدولة سلباً وأيجاباً ‪ ،‬ألن حجم السكان‬
‫يكون في بعض األحيان عبئ ًا على الدولة كما في مصر ‪ ،‬اذا ما كان السكان يعانون‬
‫من التخلف وضعف دورهم في البناء والتنمية للدولة ‪.‬‬

‫ثالثاً – الدين وأثره في الكيان السياسي للدولة‬


‫الدولة هي الكيان السياسي أو الميدان الذي تتفاعل فيه القوى السياسية ‪ ،‬وأن‬
‫العقائد التي يدين بها السكان يمكن أن تولد قوة سياسية في منطقة معينة من‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪ .‬ثم تصبح المنطقة ميداناً لهذه العقائد وبذلك يتحول الدين تدريجياً الى‬ ‫األرض‬

‫(‪ )6‬طــه حمــادي الحــديثي ((جغرافيــة الســكان )) ‪ ،‬دار الكتــب للطباعــة والنشــر ‪ ،‬جامعــة الموصــل ‪ ،‬لســنة ‪، 2777‬‬
‫ص ‪. 689-680‬‬
‫‪(2) Jones S.B. “ Bountary makins lendon , 1945 .‬‬

‫‪144‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫عوامل يؤثر في تطوير العقائد وفي بسطها على مناطق أخرى ‪ ،‬لقد حقق مبدأ التعايش‬
‫السلمي في الواليات المتحدة لعدد من الطوائف الدينية في إطار وحدة سياسية واحدة ‪،‬‬
‫قوة سياسية للواليات المتحدة ‪ ،‬والدين يعمل أيض ًا على تماسك الشعوب ويتخطى الحدود‬
‫السياسية للدولة أو للقارة فاإلسالم اضافة الى أنه القوة التي تربط المسلمين فيما بينهم‬
‫فهو يسود في اكثر من دولة ويتجاوز قارة آسيا الى أفريقيا وأوربا وكذلك الديانة‬
‫الكاثوليكية في أوربا وهذا عكس ما يحدثه الصراع والتعصب الديني في الدولة وعالقتها‬
‫الخارجية فبعض الدول تخسر جزء من الخصائص التي تساعدها على التطور وتعزيز‬
‫(‪)6‬‬
‫كما‬ ‫قوتها ‪ ،‬فقد خسرت أسبانيا إمكانيات علمية وفنية أدبية بطردها األقلية اإلسالمية‬
‫والزالت العوامل الدينية والسياسية تؤثر في أجزاء من أوربا تاثي اًر سلبياً بدالً من التعاون‬
‫بينها ‪ ،‬كالعداء بين البروتستانت في شمال إيرلندا ‪ ،‬والكاثوليك في جنوبها(‪ ، )2‬ويظهر‬
‫دور الدين كعامل جيب ولتيكي في احداث حالة التوتر والمصادمات بين اإلقليات الدينية‬
‫وبين األكثرية في بعض دول العالم كما في التوتر الحاصل بين شمال السودان وجنوبه ‪،‬‬
‫والصدامات بين المسلمين واالقباط ( المسيحيين) في مصر ‪ ،‬ويعتبر الدين من المشاكل‬
‫اإلقليمية التي تختلف عوامل التفكك والتجزئة للدول كما حدث للهند ويوغسالفيا ‪ ،‬فكان أنفصال‬
‫الباكستان عن الهند عام (‪ )6890‬ننتيجة ألتخاذ القومية الباكستانية من الدين ركيزة لها ‪.‬‬
‫وفي أفغانستان التي تقع وسط آسيا تكمن الفروق المذهبية وراء أخذ الصراع جوانب‬
‫متعددة ‪ ،‬فالعناصر اإليرانية والتركية (البوختان) تكون نصف عدد السكان األفغان ‪ ،‬ويكون‬
‫(الطاجك) ربع مجموع السكان أضافة الى األوزبك والها از ار وفي لبنان تمزق الطائفية األتفاق بين‬
‫الطوائف اللبنانية في أي وقت خاصة اذا ما أجريت تعدادات سكانية دقيقة لتحديد الناخبين‬
‫والوظائف العامة ‪ ،‬ولم يضع أتفاق (دايتون) للسالم بين البوسنة والهرسك ‪ ،‬الحل الحاسم‬
‫للقضاء على التوتر والمذابح ‪ ،‬وكان تقسيم الهند لكشمير بنسبة (‪ )2/8‬للهند و (‪)6/8‬‬
‫للباكستان قد جعل من كشمير قنبلة موقوتة تهدد باالنفجار في قلب الهند والباكستان ويستمر‬
‫الصراع الخفي لإلقليات المسلمة التي تشكل (‪ )%87‬في آسيا و(‪ )%25‬في أفريقيا ‪ ،‬كما في‬

‫(‪ )6‬علي وهب (الجغرافية السياسية) المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر والتوزيع ‪ /‬بيروت ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬
‫(‪ )2‬ج ‪ .‬ف ‪ .‬انستد ‪ /‬المصدر السغابق ‪ ،‬ص‪. 872‬‬

‫‪144‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫الفلبين وأثيوبيا والشيشان والهند (بين السيخ واإلسالم) وفي البلقان وأيرلندا وشمال أسبانيا وفرنسا‬
‫وغيرها من بقاع العالم ‪ ،‬فيجعل من هذه المناطق مناطق توتر تقضي الى نزاعات ساخنة ‪.‬‬
‫وأضافة الى ما تقدم فأن الدين يؤثر في صنع القرار السياسي لدى الدولة ‪ ،‬فكثي اًر ما‬
‫تضطر الحكومات ألستجابة لمطالب االنتفاضات التي يشعل فتيلها أتباع ديانة معينة في دولة‬
‫من الدول لألستجابة السيما اذا كانت ذات نفوذ في مفاصل تلك الدولة المختلفة ‪.‬‬
‫وهناك من طرح فرضية تقول بأن الصراع المستقبلي ليس بين الدول ‪ ،‬وأنما بين كتل‬
‫تبنى على أساس ديني وسماها (بصراع الحضارات) وقسم صاحب هذه الفرضية (صمائيول‬
‫هنتكش) العالم الى سبع حضارات هي ((اإلسالمية واليابانية واألفريقية وحضارة أمريكا الالتينية‬
‫والكنفوشية والمسيحية واليهودية)) وقد حذر صاحب هذه الفرضية في صيف عام (‪ )6888‬من‬
‫اتحاد الكونفوشية مع اإلسالم ‪ ،‬وأن صراع الحضارة الغربية سيكون مع الحضارة اإلسالمية‬
‫مستقبالً معز اًز فرضيته ببعض الشواهد واألدلة في كتابة الشهور لصراع الحضارات(‪. )6‬‬

‫(‪ )6‬أنظر الـى صـموائيل هنـتكش (صـراع الحضـارات) ‪ ،‬ترجمـة نجـوى أبـو غ ازلـة ‪ ،‬مجلـة شـؤون سياسـية ‪ ،‬العـدد ‪، 6‬‬
‫ص‪. 6889‬‬

‫‪143‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫األستنتاجات‬
‫توصلت الدراسة الى ‪:‬‬
‫‪ .6‬الدين أحد المقومات الجغرافية البشرية للدولة ‪ ،‬وتظهر أهميته الجيوبولتيكية في انه‬
‫يؤثر إيجاباً اذا ساد األنسجام بين اتباعه يدفعهم بالوالء للدولة ولذلك يكون عنص اًر‬
‫فاعالً في بناء قوة الدولة وكيانها السياسي ‪ ،‬السيما أنه يزيد من ترابط السكان وتفاعلهم‬
‫ويرفع من معنوياتهم ‪ ،‬وبذلك يرفد العوامل التي تؤدي الى زيادة نشاطهم وحيويتهم‬
‫فيرسى القاعدة المتينة للدولة ويزيد في قوتها االجتماعية االقتصادية والسياسية ‪.‬‬
‫‪ .2‬يبدو أن حصول التغير المشهود على الحدود الدينية في الخارطة السياسية الحالية‬
‫للعالم ورواج ديانة على حساب ديانة أخرى يسير ببطء كما في التحويل من الوثنية‬
‫للمسيحية ويعتمد ذلك على عوامل منها االنتشار والتبشير الديني والوعي والتطور‬
‫التكنولوجي ‪.‬‬
‫‪ .8‬ترتكز ثالثة أنماط من األديان في العالم أولهما سيادة الدين الواحد "األغلبية الساحقة"‬
‫(‪ )%87‬من العرب يعتنقون الدين اإلسالمي وثانيهما غلبة الدين على سائر األديان‬
‫كما في سكانها مثل أمريكا الجنوبية ‪ ،‬أوربا الشمالية الغربية ‪ ،‬ودول غرب أوربا‬
‫وجنوبهما ‪ ،‬وأفريقيا الوسطى ‪.‬‬
‫‪ .9‬ان بعض المشكالت الدينية تبدو مستترة فقد بقي الخالف الديني القومي بين‬
‫(االرثوكس) الصرب و(االكاثةوليك) الكروات لفترة طويلة شوكة في جنب يوغسالفيا فقد‬
‫أثرت الفتن واالضطرابات واالغتياالت أنتهت بتمزيق يوغسالفيا ‪ ،‬وكانت النزاعات‬
‫الدينية وراء تمزيق باكستان وانسالخ جزئها الشرقي عنها مكوناً بنكالدش ن وخلفت‬
‫كشمير لتكون بركان قابل للثوران في أية لحظة ‪.‬‬
‫‪ .5‬ساعد التعقيد في التركيب الديني والتطرف الى جانب التعصب القومي على تفتيت بعض‬
‫دول العالم ومنها جمهورية الجيك التي قامت على انقاض جمهورية جيكوسلوفاكيا ‪ ،‬بينما‬
‫كان الدين على العكس رابطة قومية بين سكان العالم اإلسالمي وكذلك في تماسك ووحدة‬
‫سكان اليابان ‪.‬‬
‫‪ .1‬أن الدين يهدف الى بناء المجتمع حضارياً اال ان استغالل الدين ألغراض سياسية الى‬
‫المشاعر الدينية المعادية للقومية والوطنية ‪.‬‬

‫‪141‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫المصادر ‪:‬‬
‫‪1. Websters , The thirdrem International Dictionary Spring Field mass‬‬
‫‪G9I(Marian) .‬‬
‫‪ .2‬عبد المنعم عبد الوهاب ‪ ،‬صبري فارس الهيتي (الجغرافية السياسية) ‪ ،‬دار الكتب للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬جامعة الموصل لسنة ‪ ، 6891‬ص‪. 89‬‬
‫‪ .8‬أحمد نجم الدين ‪ ،‬عباس فاضل السعدي (الجغرافية البشرية) مطبعة جامعة بغداد ‪. 6802‬‬
‫‪4. Herbert G.kerprel “exploration in social geography” Adison wevelley‬‬
‫‪1973 , p82 .‬‬
‫‪5. Suri , “Politics and Society in Indi , p136 .‬‬
‫‪ .1‬ج‪.‬ف ‪ .‬السند (عرض جغرافي للعالم من الوجهة البشرية) ‪ ،‬ترجمة رمزي يس مراجعة‬
‫محروس أبو ليل ن مؤسسة كل العرب ‪ /‬القاهرة (‪ ، )6800‬ص‪. 285-282‬‬
‫‪.0‬‬
‫‪ .9‬منير البعلبكي (المورد القريب – عربي) – مدار العلم ‪ 6809‬ص ‪. 999‬‬
‫‪ .8‬محمد جواد علي (النظام السياسي في الهند) بحث قدم الدراسة اآلسيوية واألفريقية ‪/‬‬
‫الجامعة المستنصرية (‪ ، )8691‬ص‪. 9‬‬
‫‪ .67‬رسل فيفليد وأ ‪.‬ج‪ .‬راتزل بريس ‪ ،‬ترجمة يوسف محل ‪ ،‬ويوسف أسكندر – مراجعة د‪.‬‬
‫محمد عبد المنعم الشرقاوي – الجيوبولتيكيا ‪ /‬القاهرة ج ص‪. 82‬‬
‫‪ .66‬ثقافة الهند ‪ ،‬المجلد السابع ‪ " 6851 ،‬األديان في الهند" ‪.‬‬
‫‪ .62‬محمد متولي ‪ ،‬محمود أبو العال "الجغرافية السياسية" ‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية ‪، 6898‬‬
‫ص‪ / 629-628‬المكتبة الجغرافية الحديثة(‪. )8‬‬
‫‪ .68‬نافع القصاب ‪ ،‬صالح محمود (الجغرافية السياسية) ‪ ،‬دار الكتب للطباعة ‪ ،‬الموصل ‪/‬‬
‫العراق ‪ ، 6891‬ص‪. 29‬‬
‫‪ .69‬علي وهب (الجغرافية السياسية) المؤسسة الجامعة للنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص‪. 602‬‬
‫‪ .65‬أمين محمود عبد اهلل (أصول الجغرافية السيتسية) ن مكتبة النهضة المصرية ‪، 6899‬‬
‫ص‪. 16 – 17‬‬
‫‪ .61‬هاشم الجنابي (جغرافية أفريقيا) ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ /‬العراق ‪ ، 6890 ،‬ص ص ‪-988‬‬
‫‪. 576‬‬
‫‪ .60‬هاشم الجنابي (جغرافية أفريقيا) ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ /‬العراق ‪ ، 6890 ،‬ص ‪. 218‬‬

‫‪144‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬


‫تحليل جيوستراتيجي لخارطة توزيع االديان‪ ...............‬صبحي صالح الدايني‬

‫‪ .69‬البوسنة والهرسك ‪ ،‬النشرة األخبارية – مركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة ن العدد(‪، )86‬‬
‫أبريل (‪. )6888‬‬
‫‪19. Review of international affairs “International impact of the Crisi in‬‬
‫‪the Former Yogaslevia Dr.Franks 1997 .‬‬
‫‪20. Dr. Farman , Futhopuri “The present State and Indian Politics pp. 21-‬‬
‫‪23 .‬‬
‫‪ .26‬صالح الدين اللشامي ( جغرافية العلوم السياسية) منشأة المعارف األسكندرية (‪، )8690‬‬
‫ص‪. 561‬‬
‫‪22. Jones .S.B. “ Boundary making ‘ , London 1945 .‬‬
‫‪ .28‬أنظر صمائيل هنتكون ((صراع الحضارات)) ‪ ،‬ترجمة وغزالة ‪ ،‬مجلة شؤون سياسية ‪،‬‬
‫العدد ‪ 6‬لسنة ‪. 6889‬‬

‫‪144‬العدد الثالث واألربعــون‪5002/‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‬

You might also like