You are on page 1of 23

‫طبيعة مقدمات الدساتير والزاميتها‬

) ‫( دراسة مقارنة‬

‫ إيماف قاسـ هاني‬.‫ـ‬.‫ـ‬


‫ الجامعة المستنصرية‬- ‫كمية القانوف‬

Abstract
The constitution preface occupy great importance in the
constitution and this importance comes from the importance of the
constitution as it considers part of the constitution itself .
And in spite of the connection of the preface to the
constitution and its expression to goals and the principles which
were written by legislators, but this did not prevent the
jorispondent from differing about the legal principle of the basis, in
that some legislators denied the obligatory nature of the
constitution basing on that, the contents of the constitution are
general basis express the doctoring and the philosophical trends of
the legislator in that these general principles are not the core or
part of the constitution, in time most of the legislators oppose this
thinking and consider the preface part of the constitution having
the same obligatory value which the constitution document enjoy .
From this point comes the importance of this research

‫المقدمة‬
‫ مفادها أف الدسػاتير يػي‬،‫اختالؼ الفقهاء حوؿ طبيعة ما تتضمنه الدساتير مف مبادئ‬
‫الوقت الحاضر أصبحت تتضمف مبادئ سياسػية واجتماييػة واقتصػادية م يمكػف بػل حػاؿ مػف‬
‫األحػػػواؿ أف تكػػػوف ذات طبيعػػػة دسػػػتورية ومػػػا هػػػي إم توجهػػػات وم ػػػؿ يميػػػا تعبػػػر يػػػف راء‬
‫ نجػد أف هػذا الخػالؼ‬،‫ وما بيف مؤكػد لدسػتورية هػذل المبػادئ ورايػض لهػا‬.‫ومعتقدات سياسية‬
‫ حيث أف هذل المقدمة يي نظر البعض هي مف قبيػؿ مػا ذكػر‬،‫طاؿ مقدمة الدستور أو مستهمة‬
‫مػػف مبػػادئ سياسػػية واجتماييػػة واقتصػػادية‪ ،‬ولػػذا يهػػي ليسػػت بجػػزء مػػف الدسػػتور وم تتمت ػ‬
‫بسػػمول‪ .‬ومػػف ػػـ لػػيس هنػػاؾ قابميػػة امحتجػػاج بهػػا قبػػؿ هي ػػات السػػمطة العامػػة‪ .‬مػػف هنػػا كػػاف‬
‫مصدر الخالؼ‪ ،‬هؿ المقدمة التي يستهؿ بها الدستور هي جزء منه أـ م؟ هؿ ما تتضمنه مف‬
‫مبادئ وأيكار يمكف أف يشكؿ قوايد دستورية شلنها شلف بقية ما يحتويه الدسػتور وينظمػه أـ‬
‫م؟‬
‫أف اإلجابة يمػ هػذا السػؤاؿ تتوقػؼ يميهػا إلزاميػة مػا تتضػمنه مقدمػة الدسػتور‪ ،‬يػاف‬
‫ايتبرت هذل المبادئ جزءاً م يتجزء مف الدستور ينكوف والحالة هذل بصدد قوايد ممزمػة يمكػف‬
‫أف يحػػتا الفػػرد بهػػا قبػػؿ هي ػػات السػػمطة‪ ،‬متمسػػكا بمػػا تضػػمنته هػػذل المبػػادئ مػػف حقػػوؽ لػػه‬
‫وواجبات تق يم ياتؽ الدولة‪ ،‬وبعكس ذلؾ لف يكوف بمقدور الفػرد أف يتمسػؾ بمػا جػاء بهػا‬
‫مف حقوؽ له‪ ،‬أو بصورة يامة ما جاء ييها مف مبادئ وأيكار‪.‬‬
‫ويم أساس ما تقدـ أرتاينا تقسيـ هذا البحث إل مبح يف‪ ،‬نتنػاوؿ يػي المبحػث األوؿ‬
‫مضموف المقدمات‪ ،‬ونخصص المبحث ال اني لدراسة مػد إلزاميػة هػذل المقػدمات‪ ،‬وذلػؾ يمػ‬
‫التوالي‪.‬‬

‫المبحث األوؿ‬
‫مضموف المقدمات‬
‫قبؿ الػدخوؿ يػي صػمب الموضػوع مبػد مػف اإلشػارة إلػ أنػه ليسػت مػة مصػطم واحػد‬
‫اسػػتخدـ لمدملػػة يم ػ ذلػػؾ الجػػزء مػػف الدسػػتور الػػذ يسػػبؽ تسمسػػؿ م ػوادل ويصػػوله‪ ،‬ولعػػؿ‬
‫المصػػطم األك ػػر شػػيوياً هػػو (المقدمػػة) والمقدمػػة مػػف الكتػػاب يصػػؿ يعقػػد يػػي أولػػه‪ ،‬ومقدمػػة‬
‫الجيش تعني أوله‪ ،‬والمصطم ال اني هو (التصدير)‪ ،‬ومعن صدر كؿ شيء أوله وصدر كتابه‬
‫تصدي ارً جعؿ له صد ارً‪.‬‬
‫أما الديباجة يتعني ياتحة الكتػاب‪ ،‬والتػدبيا هػو الػنقش والزينػة‪ ،‬أمػا التمهيػد يهػو مػف‬
‫مهد األمور سواها وأصمحها وسهمها(‪.)1‬‬
‫ومػػف ػػـ يمكػػف القػػوؿ أف موضػػوع البحػػث هػػو ذلػػؾ الجػػزء مػػف الدسػػتور الػػذ يسػػبؽ‬
‫تسمسؿ أحكاـ الدستور المنتظمة يي أطار يصػوؿ ومػواد متعاقبػة والػذ يػلتي يػي الدسػتور أو‬
‫الذ يفتت به الدستور ممهداً ألحكامه‪.‬‬
‫أف ما تتضمنه هذل المقدمات يختمؼ مف دستور آلخر‪ ،‬يما بيف مقدمة تتضمف إيالنا‬
‫لمحقوؽ وأهدايا ومبادئ محددة إل أخر م تفص الك ير يف نية وهدؼ واضعي الدسػتور وم‬
‫تعدو أف تكوف يرضا شكميا يستهؿ به واضعوا الدساتير و يقتهـ‪.‬‬
‫أف محاولػػة لتحميػػؿ مضػػاميف هػػذل المقػػدمات هػػي الوسػػيمة لمتعػػرؼ يم ػ طبيعتهػػا أو‬
‫ماهيتها وما نشلت يميه هذل المقدمات‪.‬‬
‫وبناء يمػ مػا تقػدـ سػوؼ نقسػـ هػذا المبحػث إلػ مطمبػيف نتنػاوؿ يػي المطمػب األوؿ‬
‫ً‬
‫نماذج مف مقدمات الدساتير ونخصص المطمب ال اني لبياف طبيعة هذل المقدمات وأهميتها‪.‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ -‬نماذج مف مقدمات الدساتير‬


‫لـ تنتها دساتير الدوؿ نهجا واحدا يي يرض مقدماتها يبػيف مقػدمات تتضػمف إيالنػا‬
‫لمحقوؽ وأهدايا ومبادئ محددة إل أخػر م تفصػ الك يػر يػف نيػة وهػدؼ واضػعي الدسػتور‪،‬‬
‫وم تعدوا أف تكوف سو يرضا شكميا يستهؿ به واضعوا الدستور و يقتهـ‪.‬‬
‫لػػذا يػػاف تقسػػيـ مضػػاميف هػػذل المقػػدمات سػػيتـ يم ػ أسػػاس مقػػدمات تتضػػمف إيالنػػا‬
‫لمحقوؽ‪ ،‬وأخر م تتضمف م ؿ تمؾ اإليالنات‪ ،‬وسنتناوؿ ذلؾ يي يرييف ويم التوالي‪.‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ -‬مقدمات الدساتير المتضمنة إيالنا لمحقوؽ‬


‫لعؿ مف أبرز المقدمات المتضمنة إيالنا لمحقوؽ أف لـ تكف أبرزها يمػ اإلطػالؽ هػي‬
‫مقدمات الدساتير الفرنسية الصادرة منػذ يػاـ ‪ 1791‬أ ػر ال ػورة الفرنسػية‪ ،‬حيػث ألحػؽ إيػالف‬
‫حقػػوؽ اإلنسػػاف والم ػواطف الصػػادر يػػاـ ‪ 1789‬بمعظػػـ الدسػػاتير التػػي تعاقبػػت حت ػ دسػػتور‬
‫‪.)2(1958‬‬
‫ويمػػ الػػرنـ مػػف أف تجربػػة اإليالنػػات لػػـ تكػػف وليػػدة يرنسػػا‪ ،‬إم أنهػػا انتقمػػت إليهػػا‬
‫وترسخت أك ر مف أ تجربة أخر ‪ .‬يهذل اإليالنات ولدت يي أمريكا الشمالية‪ ،‬ولعؿ أولها هو‬
‫إيالف ومية ييرجينيا يي ‪ 12‬حزي ارف سػنة ‪ ،1776‬وأمػا الدسػتور الفػدرالي يمػـ يسػبؽ بػ يالف‬
‫لمحقػػوؽ أنمػػا اسػػتعيض ينػػه بالتعػػديالت العشػػرة التػػي أدخمػػت يميػػه يػػاـ ‪ 1791‬وايتبػػر كجػػزء‬
‫منػػه‪ ،‬ولقػػد انتقمػػت يمميػػة إيالنػػات الحقػػوؽ إلػػ يرنسػػا إذ أف كػػؿ الدسػػاتير ال وريػػة توجػػت‬
‫ب يالنػػػات الحقػػػوؽ وكػػػذلؾ دسػػػتور سػػػنة ‪ .1848‬ولكػػػف دسػػػتور ‪ 1875‬لػػػـ يتضػػػمف إيالنػػػا‬
‫انية يي دسػتور ‪ 1946‬حيػث‬ ‫لمحقوؽ مما يمكف ايتبارل تراج إل الوراء‪ ،‬إم أف العرؼ أتب‬
‫أشػػير يػػي مقدمتػػه إل ػ اإليػػالف بشػػكؿ رسػػمي وال ػ المبػػادئ األساسػػية المعتػػرؼ بهػػا بق ػوانيف‬
‫الجمهورية وقد احتفظ دستور ‪ 1958‬بهذل المقدمة(‪.)3‬‬
‫ويتضػػمف اإليػػالف الفرنسػػي مقدمػػة وسػػبعة يشػػرة مػػادة تنطػػو يم ػ تعػػداد لمحقػػوؽ‬
‫الطبيعية لإلنساف‪ ،‬والتي تعد المحايظػة يميهػا نايػة يسػتهديها كػؿ مجتمػ سياسػي‪ ،‬والحقػوؽ‬
‫الطبيعيػػة التػػي يتضػػمنها اإليػػالف هػػي المسػػاواة‪ ،‬إذ أيمنػػت المػػادة األول ػ منػػه ((يولػػد النػػاس‬
‫ويعيشػػوف أح ػ ار ارً متسػػاويف يػػي الحقػػوؽ)) وكػػذلؾ مػػا قررتػػه المػػادة ال انيػػة مػػف الحقػػوؽ وهػػي‬
‫الحرية‪ ،‬الممكية‪ ،‬األمػف ومقاومػة الطايػاف‪ .‬وأف ذكػر الممكيػة بايتبارهػا أحػد الحقػوؽ األساسػية‬
‫أمػػر لػػه دملتػػه‪ ،‬يػػاإليالف مػػف صػػن الطبقػػة الوسػػط يػػي جػػوهرل‪ ،‬ولعػػؿ ذلػػؾ مػػا يفسػػر ريػػض‬
‫امقتراح ب كماؿ إيالف الحقوؽ ب يالف الواجبات(‪.)4‬‬
‫يضػػال يم ػ ذلػػؾ يػػاف اإليػػالف يتضػػمف مبػػدأيف أساسػػييف لمتنظػػيـ السياسػػي همػػا مبػػدأ‬
‫سيادة األمة ومبدأ الفصؿ بيف السمطات‪.‬‬
‫واذا كانت هناؾ محاومت إل بات أف اإليػالف الفرنسػي هػو صػورة لإليالنػات األمريكيػة‬
‫التي سبقته إل الوجود‪ ،‬إم أف أوجه الشبه بيف اإليالف الفرنسػي واإليالنػات األمريكيػة يمكػف‬
‫ردل إل ػ وحػػدل المصػػدر الػػذ اسػػتق منػػه واضػػعي اإليالنػػات أيكػػارهـ إم وهػػي نظريػػة العقػػد‬
‫امجتمػػايي والقػػانوف الطبيعػػي(‪ .)5‬ويمكػػف القػػوؿ أف مضػػمونه قػػد تفاوتػػت يػػي تحديػػدل تيػػارات‬
‫مختمفة مف األيكار حددت امتجال السياسي لمقرف ال امف يشر(‪.)6‬‬
‫وأخي ارً يمكف القوؿ أنه‪ ،‬إذا كاف التقميد الفرنسػي قػد جػر يمػ اإلشػارة أو اإلحالػة إلػ‬
‫إيالنات الحقوؽ‪ ،‬ياف هذل الظاهرة م تالحظ يي دساتير دوؿ أخر ‪ ،‬ويمكف أف يعػز ذلػؾ إلػ‬
‫أف واضعي الدساتير أصبحوا حريصيف يم أف يضمنوا النصوص المتعمقة بالحقوؽ يػي صػمب‬
‫الدستور‪.‬‬

‫الفرع ال اني ‪ -‬مقدمات الدساتير التي م تتضمف إيالنا لمحقوؽ‬


‫لػػـ يالحػػظ مػػف خػػالؿ البحػػث يػػي مقػػدمات الدسػػاتير‪ ،‬مقػػدمات تتضػػمف إيالنػػا لمحقػػوؽ‬
‫بالمفهوـ الفرنسي الذ درجت يميه الدساتير الفرنسية‪ ،‬بؿ أصبحت وكلنها قايدة معمػوم بهػا‪،‬‬
‫وأف كانت مة قوايد ابتة يي يممية صن الدساتير هو أف تدرج الحقوؽ يي أبواب أو يصوؿ‬
‫خاصة بها يي صمب الدستور م يي مقدمته(‪.)7‬‬
‫أذف أف لـ تتول المقدمة تعدادا لمحقوؽ يماذا تتضمف؟ لقد ذهب واضعوا الدساتير إل‬
‫مػػذاهب شػػت يػػي تضػػميف هػػذا الجػػزء مػػف الدسػػتور وتحميمػػه يػػي بعػػض األحيػػاف مػػف الحشػػو‬
‫والعبارات والخطب البمياة أك ر مما تتحممه و يقة تصدر ألنراض محددة‪ ،‬بعض هذل المقػدمات‬
‫وبعبارات مختصرة م تعدو بضعة أسطر قػد تتضػمف أهػدايا مهمػة يمػؿ واضػعوا الدسػتور يمػ‬
‫تضمينها‪ ،‬وم اؿ يم ذلؾ مقدمػة دسػتور الوميػات المتحػدة األمريكيػة الصػادر يػاـ ‪ 1787‬إذ‬
‫تنص يم ((نحػف شػعب الوميػات المتحػدة لكػي نؤلػؼ اتحػادا أك ػر تكػامال‪ ،‬ولكػي نقػيـ العدالػة‬
‫ونضمف امستقرار الداخمي‪ ،‬ونض أسػس الػدياع المشػترؾ ونزيػد مػف الرياهيػة العامػة ونصػوف‬
‫نعمة الحرية ألنفسنا ولذريتنا مف بعدنا نض ونقيـ هذا الدستور لموميات المتحدة األمريكية))‪.‬‬
‫يكؿ يبارة مف يبارات هذل المقدمة يمكف أف توضػ هػديا سػع الدسػتور إلػ ضػمانه‬
‫وتنظيمػػه‪ ،‬يحػػيف تػػرد اإلشػػارة إل ػ (تلليفػػه اتحػػادا أك ػػر تكػػامالً) يػػاف ذلػػؾ يعكػػس إرادة واضػػعي‬
‫الدسػػتور يػػي تجػػاوز مسػػاوئ امتحػػاد الكونفػػدرالي الػػذ كػػاف يجمػ بػػيف الوميػػات‪ ،‬حيػػث كانػػت‬
‫األخيرة أبعد ما تكوف يف كونها اتحادا كامالً بؿ هي جامعة صداقة بيف الوميات(‪.)8‬‬
‫ويندما تنص يم أف (نحف شعب الوميات المتحدة‪ ،‬لكي‪ ...‬نقيـ العدالة) يلنهػا تفسػر‬
‫مف بعض دراسي الدستور بلف األخير ضمف نظاما لمقوانيف والمحاكـ كفػيال بحمايػة األمػريكييف‬
‫مف أ نوع مف أنواع الظمـ وامضطهاد‪.‬‬
‫أما ضماف امستقرار الداخمي ييفسر ب يطاء الحكومة الوطنية مػف قبػؿ الوميػات القػدرة‬
‫يم تسػوية الخاليػات والمنازيػات‪ ،‬واذا حػدث أ نػوع مػف أنػواع التمػرد يػاف لمحكومػة السػمطة‬
‫لكي تتدخؿ وتعمؿ يم تطبيؽ قوانيف البالد وحماية أرواح وممتمكات المواطنيف(‪.)9‬‬
‫والػػنص يم ػ (وض ػ أسػػس الػػدياع المشػػترؾ‪ )...‬يقػػد كػػاف األسػػاس لتخويػػؿ الحكومػػة‬
‫الفدراليػػة سػػمطة اتخػػاذ مػػا يم ػزـ مػػف إجػراءات يػػي مختمػػؼ الظػػروؼ لمواجهػػة حاجػػة الػػبالد إل ػ‬
‫جيش وأسطوؿ يستطيعاف حمايتها ضد أ هجوـ أجنبي‪ ،‬ولذا يقػد أيطػ الكػونجرس صػالحية‬
‫مطمقة إلنشاء قوات برية وبحرية وادامتها وقد أكدت يم ذلؾ (ـ‪ 1‬ؼ‪.)13 ،12‬‬
‫أمػػا ييمػػا يتعمػػؽ بعبػػارة (ونزيػػد مػػف الرياهيػػة العامػػة) يقػػد أراد واضػػعوا الدسػػتور مػػف‬
‫الحكومة أف تعمؿ يم زيادة الرياهيػة العامػة ولكػنهـ أجبروهػا يمػ القيػاـ بتنفيػذ المشػرويات‬
‫التي ينتف منها كؿ يرد يي البالد‪ .‬والمالحظ أف الدستور قػد تػرجـ ذلػؾ ينػدما حصػر صػالحية‬
‫يػػرض الضػػ ار ب والرسػػوـ وجمعهػػا بػػالكونجرس مػػف أجػػؿ ديػػ الػػديوف واألنفػػاؽ يمػػ الػػدياع‬
‫المشترؾ والرياهية العامة‪ ،‬وذلؾ يي المادة ‪ 1‬ؼ‪.1‬‬
‫وهكذا يالحظ أف ما جاء يي مقدمة الدستور األمريكي يم الرنـ مػف قصػرها وايجازهػا‬
‫قد انعكس واضحا يي نصوص الدستور ذاتػه معبػ ار يػف إرادة واضػعي الدسػتور أنفسػهـ‪ .‬ولكػف‬
‫ماذا يف دساتير أخر ؟ هؿ استطاع واضعوها أف يمخصوا أهدايهـ يي كممات مختصرة وبضػعة‬
‫أسطر مفيدة كما يعؿ واضعوا الدستور األمريكي؟ هذا ما م يمكف الجزـ به أطالقا‪.‬‬
‫يبالنسػبة لمقػػدمات الدسػػاتير العراقيػػة‪ ،‬وأولهػا القػػانوف األساسػػي الصػػادر يػػاـ ‪،1925‬‬
‫يالحظ أف هذا الدستور استهؿ بمقدمة صيات بشكؿ مواد أرب ‪ ،‬المادة األول محددة م تحتمؿ‬
‫أ تلويؿ‪ ،‬وم تتضػمف أيػة يبػارات بمياػة أو خطػب يمكػف حممهػا يمػ محمػؿ التػزييف‪ ،‬كمػا أف‬
‫هػذل المػواد لػػـ تكػػف منفصػمة يػػف تسمسػػؿ مػواد الدسػػتور األخػر ‪ ،‬وهػػي واضػػحة م تحتػػاج إلػ‬
‫تفسير أو تلويؿ‪ ،‬ما يدا نص المادة (‪ )2‬المتعمقة بالممؾ والسمطة التشريعية وكيفية اختيارها‪.‬‬
‫أف نظرة سريعة بيف مقدمة دستور العراؽ لعاـ ‪ 1925‬ودستور أية دولػة أخػر حػازت‬
‫دستورها بعد استقالؿ تمقي الضوء يم ايتقاد الدستور إل مقدمة‪ ،‬إذ لـ يكف يعبر يف مػنها‬
‫يكر ايتنقه واضعول ولـ يكف تكريسا لخيارات ورؤ مستقبمية لمحكػاـ نػذاؾ‪ ،‬بػؿ هػو تضػمينا‬
‫لمصال خارجية وجدت ضمانها األوؿ يػي معاهػدة نيػر متكاي ػة جػاء الدسػتور ظػال باهتػا لهػا‬
‫ومقننا لبنودها ويقاً لمصال الطرؼ األقو يي هذل المعاهدة(‪.)11‬‬
‫ومف ـ يمكػف القػوؿ بػاف الدسػاتير سػواء أكانػت ممنوحػة أـ مقترحػة أو مفروضػة مػف‬
‫قبؿ ممؾ أـ مرة مناقشات الجمعية التلسيسػية‪ ،‬أـ أقرهػا الشػعب يلنهػا تحمػؿ يػي الاالػب طػاب‬
‫األزمة السياسػية التػي انب قػت ينهػا(‪ ،)11‬وهػذا مػا ينطبػؽ تمامػاً يمػ ظػروؼ إصػدار الدسػتور‬
‫األوؿ وكػذلؾ الدسػاتير التػي أيقبتػه‪ ،‬يػيالحظ أف دسػػتور ‪ 1958‬الػذ جػاء يػي إيقػاب ال ػػورة‬
‫اسػػتهؿ بديباجػػة تضػػمنت اإلحالػػة إلػ البيػػاف األوؿ لم ػػورة الػػذ تضػػمف س ػقوط النظػػاـ الممكػػي‬
‫وقياـ الجمهورية العراقية‪ ،‬كما أنها لـ تتضمف سو تلكيد المفاهيـ التػي أوردهػا البيػاف األوؿ‪،‬‬
‫وتضمنت أيضاً تلكيد الحكاـ الجدد ضماف حقوؽ األيػراد وحريػاتهـ ينػدما بينػت أف الهػدؼ مػف‬
‫إيالف الدستور هو ت بيت قوايد الحكـ وتنظيـ الحقوؽ والواجبات لجمي المواطنيف(‪.)12‬‬
‫كذلؾ حاولت أف تبيف أف القانوف األساسي لعاـ ‪ 1925‬قػد انهػار منػذ قيػاـ ال ػورة يػي‬
‫‪ 14‬تموز ‪.1958‬‬
‫أف هذل المقدمة التي لـ يعنونها واضعوا الدستور م تكاد تختمؼ يػف البيػاف السياسػي‬
‫الذ سبؽ إصدار الدستور وليس ييها مف املتزامات القانونية والسياسية ما جػاء يمػ سػبيؿ‬
‫الوضػػوح والتحديػػد‪ ،‬إم أنهػػا مػػف جهػػة أخػػر لػػـ تتػػرؾ مصػػير القػػانوف األساسػػي العراقػػي دوف‬
‫تحديػػد‪ ،‬يليمنػػت سػػقوطه م ػ تعديالتػػه يػػي حينػػه أنهػػت أ خػػالؼ يقهػػي يمكػػف أف ي ػػار حػػوؿ‬
‫مصير الدستور السابؽ‪.‬‬
‫ييمػػا يتعمػػؽ بدسػػتور ‪ 29‬نيسػػاف ‪ ،1964‬يمقػػد اسػػتهؿ بمقدمػػة هػػي اقػػرب إل ػ بيػػاف‬
‫إيال ف الدستور منها إل مقدمػة مسػيما أف واضػ الدسػتور لػـ يعػط ينوانػا لهػا‪ ،‬وقػد تضػمنت‬
‫مجموية مف األهداؼ التي مف أجمها سف هذا الدستور‪.‬‬
‫أمػػا بالنسػػبة إل ػ دسػػتور ‪ 1971 ،1968‬يمػػـ يتضػػمنا أيػػة مقدمػػة بػػؿ سػػبقا ببيػػاف‬
‫إليالف الدستور‪.‬‬
‫والمالحظ هنا أف بعض الدساتير لػـ تتضػمف مقدمػة بػؿ سػبقت ببيػاف إليالنهػا‪ ،‬وي ػار‬
‫التساؤؿ هنا‪ ،‬هؿ يمكف ايتبارها مقدمة لمدستور ومف ـ تلت يي حكـ هػذل األخيػرة‪ ،‬مػف حيػث‬
‫طبيعتها والزامها أـ تعتبر و يقة مستقمة؟‬
‫أف ال أر الذ استقر يميػه الفقػه هنػا‪ ،‬أف بيػاف إيػالف الدسػتور م يعػد بم ابػة مقدمػة‬
‫لمدستور بؿ هو يبػارة يػف و يقػة مسػتقمة‪ ،‬ومػف ػـ يمكػف اإلشػارة إليهػا كو يقػة منفصػمة يػف‬
‫الدستور(‪.)13‬‬
‫أمػػا دسػػتور الع ػراؽ لعػػاـ ‪ 2115‬يلنػػه تضػػمف مقدمػػة نصػػت يم ػ ك يػػر مػػف األهػػداؼ‬
‫والمبػادئ التػػي يمػؿ المشػػرع يمػ تجسػػيدها يػػي مػواد الدسػػتور ومػف هػػذل المبػادئ بنػػاء دولػػة‬
‫قانوف وانتهاج سبؿ التداوؿ السممي لمسمطة‪ ،‬والتوزي العػادؿ لم ػروة وتحقيػؽ العػدؿ والمسػاواة‬
‫ونبذ سياسة العدواف‪ ،‬نزع يتيؿ اإلرهاب‪ ،‬امهتماـ بحقوؽ المرأة والطفػؿ والشػي ‪ ،‬إشػاية قايػة‬
‫التنوع‪ ،‬كما ذكر ييها أف نظاـ الحكـ يي العراؽ نظػاـ جمهػور اتحػاد ديمقراطػي تعػدد ‪ ،‬وأف‬
‫هذا الدستور هو دستور دا ـ‪.‬‬
‫وخالصة ما تقدـ‪ ،‬أنه م يمكف القوؿ بوجود وابت معينة لما يمكف أف تتضمنه مقدمػة‬
‫الدستور‪ ،‬يقد يسرؼ واض الدسػتور يػي تحميمهػا لمبػادئ وشػعارات قػد تكػوف صػعبة التحقيػؽ‬
‫م اليػػة األبعػػاد‪ ،‬وقػػد يكػػوف مقتصػػدا واضػػحا محػػددا يميػػؿ إل ػ الدقػػة يػػي تقديمػػه لمػػا قننػػه مػػف‬
‫نصوص دستورية‪.‬‬

‫المطمب ال اني ‪ -‬طبيعة المقدمات وأهميتها‬


‫تحتؿ مقدمات الدسػاتير أهميػة كبيػرة مػف الناحيػة القانونيػة والسياسػية والمعنويػة نظػ ارً‬
‫لما تحتويه مف م ؿ ومبادئ وأهداؼ حرص واضعوا الدستور يم أف يضمونها يي مقدمته‪.‬‬
‫واحتواء هذل المقدمات يم األهداؼ والمبادئ المهمة التي يرسمها واضػعوا الدسػتور‪،‬‬
‫لـ يمنػ الفقهػاء مػف الخػالؼ حػوؿ طبيعػة مػا تتضػمنه هػذل المقػدمات‪ ،‬لػذلؾ ظهػرت اتجاهػات‬
‫متعددة تبيف طبيعة هذل المقدمات‪.‬‬
‫ويمػ أسػػاس مػػا تقػػدـ سػػنتول تقسػػيـ هػػذا المطمػػب إلػ يػػرييف نخصػػص الفػػرع األوؿ‬
‫لمبحػػث يػػي طبيعػػة مقػػدمات الدسػػاتير والفػػرع ال ػػاني لدراسػػة أهميػػة هػػذل المقػػدمات وذلػػؾ يم ػ‬
‫التوالي‪.‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ -‬طبيعة المقدمات‬


‫يم الرنـ مف أف مقدمة الدستور تلتي مرتبطة به ومعبرة يف األهداؼ والمبادئ التي‬
‫يرسػػمها واضػػعول‪ ،‬إم أف ذلػػؾ لػػـ يمن ػ مػػف امخػػتالؼ حػػوؿ طبيعػػة مػػا ورد ييهػػا مػػف مبػػادئ‬
‫الث اتجاهات وهي ‪-‬‬ ‫وقوايد‪ ،‬يقد انقسـ الفقه إل‬
‫أومً إنكار الطبيعة القانونية لممقدمة‬
‫يذهب أصحاب هذا امتجال إل أف المبادئ المتضػمنة يػي مقدمػة الدسػاتير مػا هػي أم‬
‫مجػرد يػرض وايػالف لمبػادئ مذهبيػة يمسػفية‪ ،‬وم يمكػف ايتبارهػا والحالػة هػذل قوايػد قانونيػة‬
‫ممزمة(‪ .)14‬ويستند هذا ال أر إل أف المقدمة قد وضعت خارج الدستور يمػـ تػدخؿ ضػمف أرقػاـ‬
‫المواد التي احتواها الدستور يهي ليست سو يرضا لبعض األهداؼ السياسية ولكنها م تض‬
‫أ التزاـ محدد يم ياتؽ المشرع وم تقيد حرية الحكاـ يي العمؿ والتصرؼ(‪.)15‬‬
‫ومف الذيف ينكروف الطبيعة القانونية لممقدمػة الفقيػه أسػماف ويشػاركه يػي ذلػؾ الفقيػه‬
‫م يريير حيث ذهبوا إل أف واضعي تمؾ الو ا ؽ لـ يقصدوا بها أم مجػرد اإليػالف يػف مبػاد هـ‬
‫الفمسفية‪ ،‬أ أف ما تتضمنه ليس سػو بيػاف قوايػد أو حقػا ؽ نظريػة مجػردة لػيس لهػا يا ػدة‬
‫مػػف الناحيػػة القانونيػػة الوضػػعية‪ ،‬ونحػػف إذا رجعنػػا‪ ،‬كمػػا يقػػوؿ الفقيػػه كاريػػه د مػػالبرج إل ػ‬
‫واضػػعي اإليال نػػات نجػػد أنهػػـ أنفسػػهـ لػػـ يكونػوا يقصػػدوف بهػػا إم أف تكػػوف مجػػرد إيػػالف يػػف‬
‫مبادئ م إيالف يف حقوؽ‪ ،‬بعبارة أخػر أف ذلػؾ اإليػالف م يػنص يمػ قوايػد قانونيػة قابمػة‬
‫لمتطبيؽ بواسطة المحاكـ يهو م يمكف المواطف مف أف يطالػب أمػاـ القضػاء بحػؽ معػيف مبػيف‬
‫حدودل ومدال(‪.)16‬‬
‫ومف ـ ياف أصحاب ال أر المنكػر لمطبيعػة القانونيػة لممقػدمات يحصػر أ رهػا يػي دا ػرة‬
‫القوايد األدبية والمبادئ الفمسفية ألجؿ توجيه السياسة ورسـ خطوطها العامة‪.‬‬
‫انياً اإلقرار بالطبيعة القانونية لممقدمات‬
‫يػػػرد أصػػػحاب هػػػذا امتجػػػال إلػػػ أف المنكػػػريف لمصػػػفة القانونيػػػة لمقػػػدمات الدسػػػاتير‬
‫يتجػػاهموف طبيعػػة يمػػؿ الجمعيػػات التلسيسػػية‪ ،‬وهػػـ يػػذهبوف إل ػ مػػا ذهػػب إليػػه العميػػد دوكػػي‬
‫يندما قػاؿ (أف مجتمعػا مػف العممػاء يمكػف أف يضػ مبػادئ يامػة يػي الفقػه أو الفمسػفة ولكػف‬
‫الجمعية الوطنية م تض سو القوانيف)‪ .‬يالجمعية التلسيسية إذ تضػ نصوصػا مػا يػي صػمب‬
‫الدسػػتور أو يػػي مقدمتػػه يلنهػػا بػػذلؾ م تض ػ مؤلفػػا يقهيػػا وأف إيػػالف الحقػػوؽ الصػػادر مػػف‬
‫السمطة التلسيسية سواء يي شكؿ مقدمة لمدستور أو شكؿ إيالف لمحقوؽ له قوة قانونية(‪.)17‬‬
‫ويذهب المؤيدوف لهذا ال أر إل أف مقدمة الدستور جزء م يتجػزء منػه‪ ،‬وقػد جػاء بهػا‬
‫كما جاء بالنصوص المتعمقة بتنظيـ السمطات يم حد سواء‪.‬‬
‫ومف ـ يمكف القوؿ أف المقدمة وصمب الدستور لهما نفس القوة القانونيػة بايتبارهمػا‬
‫تعبي ار يف إرادة واحدة صادرة يي و يقة واحدة(‪.)1‬‬
‫وقد اتجه نالبية الفقه الفرنسي إل اإلقرار بالحجيػة القانونيػة الممزمػة لممبػادئ الػواردة‬
‫يي المقدمة وأف كانوا قد اختمفوا يي تحديد مرتبتها‪ ،‬وأف اإلقرار بقانونية القوايد المتضمنة يي‬
‫مقػدمات الدسػاتير يػؤد إلػ تطبيقهػا والتػزاـ السػمطات العامػػة باحترامهػا بمجػرد صػػدورها‪ .‬وأف‬
‫تدارؾ البعض هذا القوؿ باشتراطهـ أف تكوف هذل المبادئ قد اتخذت طاب القوايد الموضويية‬
‫المحددة‪ ،‬أما إذا كانت هذل المبادئ مجرد تعبير يف أهداؼ المجتم الفمسفية أو السياسػية أو‬
‫امقتصادية أو امجتماييػة يػال يتصػور تطبيقهػا مػف وقػت صػدورها ألنهػا نيػر محػددة‪ ،‬إم أنػه‬
‫يم الرنـ مف ذلؾ يتعيف يم السمطات الحاكمة املتزاـ بها‪ ،‬يال تصدر هػذل التشػريعات يمػ‬
‫خالؼ تمؾ المبادئ(‪.)19‬‬
‫ال اً التفرقة بيف األحكاـ الوضعية والمبادئ التوجيهية‬
‫يبني أصحاب هذا امتجال رأيهـ يم أف مقدمات الدساتير تتضمف نػوييف مػف القوايػد‬
‫مختمفي الطبيعة‪ ،‬النوع األوؿ يلتي يي صياة قوايد قانونية قابمة لمتطبيؽ المباشر‪ ،‬وهي بذلؾ‬
‫نصوص محػددة تنتمػي بمظهرهػا وجوهرهػا إلػ أحكػاـ القػانوف الوضػعي(‪ ،)21‬وهػذا يرتػب نتػا ا‬
‫مهمة يي تحديد قيمة ومرتبة هذل النصػوص ومػف أم متهػا المػادة العاشػرة مػف إيػالف الحقػوؽ‬
‫الفرنسي لعاـ ‪ 1789‬التي تعمف حرية ال أر والعقيدة بشرط يدـ المساس بالنظاـ العاـ‪ ،‬وكذلؾ‬
‫المادة السابعة يشر مف هذا اإليالف التي تقضي باف الممكية الفردية حؽ مصوف مقدس‪ .‬أما‬
‫النوع ال اني مف النصوص يهي يبارة يف أصوؿ يممية يمسفية توض أهػداؼ النظػاـ الواجػب‬
‫سيادته يي الدولة‪ ،‬يهي يبارة يف مبادئ توض معالـ وأهداؼ المجتم وتوجه منهاج النظػاـ‬
‫ييه(‪.)21‬‬
‫ومػػف األم مػػة يمػ ذلػػؾ إيػػالف حػػؽ العمػػؿ لكػػؿ م ػواطف والحػػؽ يػػي المعونػػة يػػي حالػػة‬
‫الشػػيخوخة والمػػرض والعجػػز يػػف العمػػؿ أو البطالػػة‪ .‬ويػػر أصػػحاب هػػذا ال ػ أر أف م ػػؿ هػػذل‬
‫القوايػػد توضػ لممشػػرع مسػػتقبالً معػػالـ نشػػاطه‪ ،‬بػػاف يعمػػؿ يمػ احترامهػػا وأم يصػػدر تشػػريعا‬
‫يخالؼ يي أحكامه مبادئ هذل القوايد وأم يد م ؿ هذا التشري نير دستور (‪.)22‬‬
‫والقػ اررات‬ ‫ويتحتـ يم المحاكـ أف تمتن يف تطبيؽ م ؿ هذا التشري ‪ ،‬كمػا أف المػوا‬
‫اإلدارية الصادرة يف السمطة التنفيذية تكوف محال لإللااء أماـ مجمس الدولة أف هي خرجت –‬
‫ييما تقررل يف دا رة هذل النصوص التوجيهية مف حيث مضمونها ومعناها وروحها – م بؿ أف‬
‫يم األيراد أف يرايوها يي اتفاقاتهـ ويقودهـ وم يخالفوها(‪.)23‬‬
‫ونتساءؿ هنػا إذا كانػت النصػوص التوجيهيػة ممزمػة أيضػاً وبحسػب أنصػار هػذا الػ أر‬
‫لممشػػرع ولمهي ػػة التنفيذيػػة ولمقضػػاء ولنيػراد أذف مػػا الحػػد الفاصػػؿ بينهػػا وبػػيف النصػػوص ذات‬
‫الطبيعة القانونية التي تحتويها المقدمة؟‬
‫يهنػػاؾ الك يػػر مػػف هػػذل النصػػوص التػػي م تتضػػمف أمكانيػػة تطبيقهػػا ومسػػيما إذا كػػاف‬
‫المشرع الدستور لـ يترجمها يي صمب الدستور‪ ،‬يكيؼ يمكف لنيراد امحتجاج بها قبؿ هي ات‬
‫السمطة المختمفة وبالشكؿ الذ يذهب إليه أنصار هذا ال أر ‪ ،‬يعم سبيؿ الم اؿ نػص الدسػتور‬
‫اليمني لعاـ ‪ – 1971‬المما – يي مقدمته يم ((أننا بهػذل الو يقػة الدسػتورية نتضػامف مػ‬
‫كؿ الدوؿ التي تؤمف بحؽ اإلنساف وحريتػه وتنشػد الحػؽ والعػدؿ والسػالـ‪ ))...‬يػ ذا ايتبػر هػذا‬
‫مبدأ توجيهيا‪ ،‬وويؽ لهذا ال أر ممزما يهؿ سيكوف يرضا واقعيا لو أف مواطنا يمنيا أقػاـ ديػو‬
‫بحجة أف بالدل لـ تتضامف م دولة تعرضت لكار ة طبيعية م ال‪ ،‬بػؿ هػؿ باإلمكػاف أف يعتػرض‬
‫األيػراد يمػ اتفػػاؽ يقدتػػه السػػمطة يػػي بالدهػػـ مػ دولػػة م يعتقػػد أنهػػا تػػؤمف بحقػػوؽ اإلنسػػاف‬
‫وحرياته؟‬
‫وبذلؾ يمكف القوؿ أف التمييز بيف النوييف مف األحكاـ التػي تتضػمنها المقدمػة أمػر م‬
‫يجانب الصحة‪ ،‬واذا كانت القوايد مف النوع األوؿ ممزمة يلف النوع ال اني مف القوايػد م تضػ‬
‫يم البرلماف (ومف باب أول باقي الهي ات) التزاما بم ؿ التحديد السابؽ ألف أيماؿ هذا النػوع‬
‫يتػػرؾ لمبرلمػػاف سػػمطة تقديريػػة واسػػعة يػػي اختيػػار الطػػرؽ الفنيػػة األك ػػر صػػالحية‪ ،‬وهػػو يمتػػزـ‬
‫سياسيا بتحقيؽ هذل األهداؼ‪ ،‬إم أنه ليس هنالؾ مة وسيمة قانونية إلجبػارل يمػ ذلػؾ‪ ،‬كػذلؾ‬
‫ياف األيراد نظ ارً لعػدـ تحديػد هػذل النصػوص يػلنهـ م يسػتطيعوف أف يحتجػوا بمػا قػرر لهػـ مػف‬
‫مراكز قبؿ الحكاـ إم بعد أف يتدخؿ البرلماف بشكؿ طويي ويصدر القانوف المطموب(‪.)24‬‬
‫ويػػػي الختػػػاـ يمكػػػف القػػػوؿ أف نالبيػػػة الفقهػػػاء يؤيػػػدوف الطبيعػػػة القانونيػػػة لمقػػػدمات‬
‫الدساتير م بعض امختالؼ‪ ،‬يهناؾ مف يريعها إل مصاؼ النصوص الدسػتورية‪ ،‬وهنػاؾ مػف‬
‫يذهب إل التمييز بيف نوييف مف المبادئ الواردة يي مقدمة الدساتير‪ ،‬األوؿ القوايد القانونيػة‬
‫الممزمة وال اني الذ ليس له صفة قانونية ممزمة أنما مف قبيؿ المبادئ التوجيهية العامة‪.‬‬

‫الفرع ال اني ‪ -‬أهمية المقدمات‬


‫تحتؿ مقدمة الدستور أهمية كبيرة مػف الناحيػة السياسػية والمعنويػة‪ ،‬نظػر لمػا تحتويػه‬
‫مف م ؿ ومبادئ وأهداؼ حرص واضعوا الدستور يم أف يضمونها يي مقدمته‪ ،‬يمممقدمػة يػي‬
‫نظػػػر الػػػبعض قيمػػػة معنويػػػة كبيػػػرة‪ ،‬يهػػػي تعبػػػر يػػػف مػػػد أيمػػػاف الشػػػعب والحكومػػػة بالم ػػػؿ‬
‫الديمقراطية ومػد أيمػاف السػمطة بػاإلرادة الشػعبية‪ ،‬كمػا أنهػا تكتسػب أهميػة سياسػية بتعبيرهػا‬
‫يف أهداؼ النظاـ السياسػي الػذ وضػعه الدسػتور وتعػد برنامجػا يامػا تعمػؿ السػمطات العامػة‬
‫يم تنفيذل(‪.)25‬‬
‫إذ أف المبػػادئ التوجيهيػػة الػػواردة ييهػػا واف لػػـ ترتػػب مراكػػز قانونيػػة يسػػتطي األيػػراد‬
‫امحتجاج بها إم أف السمطات العامة ممتزمة سياسيا بالعمػؿ يمػ تحقيقهػا مػ تمتعهػا بسػمطة‬
‫تقديرية واسعة‪.‬‬
‫ويذهب البعض إل القوؿ أف السمطات السياسػية يميهػا أف تمتػزـ بمػا جػاء يػي مقدمػة‬
‫الدسػػتور مػػف مبػػادئ(‪ ،)26‬حيػػث قضػػت و يقػػة إيػػالف دسػػتور ‪ 1971‬المصػػر أف كرامػػة الفػػرد‬
‫انعكػػاس طبيعػػي لكرامػػة الػػوطف وبقيمػػة الفػػرد وبعممػػه وبكرامتػػه – تكػػوف مكانػػة الػػوطف وقدرتػػه‬
‫وهيبتػه – التزامػت السػمطات السياسػية أم توايػؽ يمػ كػؿ مػا يهػدر كرامػة الفػرد أو يفنيهػا يػػي‬
‫المجموية أو يي السمطة‪.‬‬
‫وأخي ارً يمكف القوؿ أف الكالـ يف مقدمة الدستور وهي جزء منه‪ ،‬م ينفصؿ يػف الكػالـ‬
‫يف أهمية الدستور‪ ،‬يػاف كػاف لمجػزء أهميػة خاصػة بػه‪ ،‬يهػي أهميػة يسػتمدها مػف الكػؿ الػذ‬
‫ينتمي إليه‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫مد إلزامية المقدمات‬
‫توصػػمنا يػػي المبحػػث السػػابؽ إلػ أف المقػػدمات تتضػػمف مبػػادئ قانونيػػة محػػددة ولػػيس‬
‫مجرد يمسفات أو أيكر م الية يحسب‪ ،‬إم أف هذل المبادئ كونها لػـ تػدخؿ ضػمف تسمسػؿ مػواد‬
‫الدستور مف الناحية الشكمية ولـ تصاغ نالباً يم شكؿ مواد محددة‪ ،‬ولكونها تلتي م أهداؼ‬
‫ومبادئ تصاغ بشكؿ ياـ ومجرد تعبر يف أماؿ واضعي الدسػتور‪ ،‬يقػد أ يػرت مسػللة الزاميتهػا‬
‫القانونيػػة يػػي سػػمـ التػػدرج القػػانوني إذ حت ػ الػػذيف اتفق ػوا يم ػ قانونيػػة المقػػدمات اختمف ػوا يػػي‬
‫كونها جزء مف الدستور لها قيمة ودرجة إلزامية‪.‬‬
‫ويم أساس ذلؾ سوؼ نتول تقسيـ هذا المبحث إل مطمبيف نخصص المطمب األوؿ‬
‫لمبحػػث يػػي المرتبػػة القانونيػػة لمقػػدمات الدسػػاتير‪ ،‬ونخصػػص المطمػػب ال ػػاني لمبحػػث يػػي موقػ‬
‫المقدمة مف القوانيف التنظيمية‪ ،‬وذلؾ يم التوالي‪.‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ -‬المرتبة القانونية لمقدمات الدساتير‬


‫لقد اختمؼ الفقهاء حوؿ المرتبة القانونية لمقدمات الدساتير يي سمـ التدرج القػانوني‪،‬‬
‫يظهرت يدة اتجاهات‪ ،‬اتجال ير أف لمقدمات الدساتير قيمة قانونية أيم مف قيمة النصوص‬
‫الدسػػتورية ذاتهػػا‪ ،‬واتجػػال ػػاني ذهػػب إل ػ أنهػػا دوف القوايػػد الدسػػتورية مرتبػػة بحيػػث تسػػاو‬
‫قوايػػد القػػانوف العػػاد ‪ ،‬وذهػػب اتجػػال الػػث – وربمػػا يكػػوف منطقيػػا ييمػػا ذهػػب إليػػه – إلػ أف‬
‫لممقدمة ذات القيمة التي تحتمها نصوص الدستور األخر ‪ .‬ويم أساس ما تقػدـ سػوؼ نقسػـ‬
‫ال ة يروع نتناوؿ ييها هذل امتجاهات ويم التوالي‪.‬‬ ‫هذا المطمب إل‬
‫الفرع األوؿ ‪ -‬المقدمة أيم مف الدستور‬
‫يذهب هذا ال أر إل أف المبػادئ الػواردة يػي المقػدمات تمتمػؾ قيمػة قانونيػة أيمػ مػف‬
‫قيمػػة النصػػوص الدسػػتورية ذاتهػػا‪ ،‬اسػػتناداً إل ػ أنهػػا تعبيػػر يػػف اإلرادة العميػػا لنمػػة وتتضػػمف‬
‫المبادئ األساسية الدستورية المستقرة يي الضمير اإلنساني العػالمي والتػي احترامهػا وأيمالهػا‬
‫بػػدوف حاجػػة إلػ الػػنص الصػػري يميهػػا يػػي إيػػالف أو مقدمػػة دسػػتورية‪ .‬يهػػي تعتبػػر األسػػس‬
‫والتوجيهات التي بنيت يميها نصوص الدسػتور وصػيات يمػ ضػو ها ويػي حػدودها(‪ .)27‬وهػي‬
‫تسػػم دسػػتور الدسػػاتير ومػػف ػػـ تكػػوف المبػػادئ والقوايػػد المشػػتممة يميهػػا مقػػدمات الدسػػاتير‬
‫ممزمػػة لمسػػمطة التلسيسػػية ذاتهػػا التػػي تتػػػول وضػػ الدسػػتور‪ ،‬يضػػالً يػػف السػػمطات العامػػػة‬
‫المؤسسة وهي السمطات التشريعية والتنفيذية والقضا ية(‪.)28‬‬
‫وقد كاف ممف دايعوا يف هذا ال أر الفقيه الدستور سيس والفقيه ديبوف‪.‬‬
‫ومقػػ هػػذا الػػ أر معارضػػة شػػديدة أساسػػها يػػدـ وجػػود قػػانوف أيمػػ مػػف الدسػػتور‪،‬‬
‫يالقوانيف مف حيث قوتها ا ناف‪ ،‬األول القػوانيف الدسػتورية وال انيػة القػوانيف العاديػة وم يمكػف‬
‫القوؿ بوجود مجمويػة أخػر مػف القػوانيف‪ ،‬ومػف ػـ م يمكػف القػوؿ أيضػاً أف مقدمػة الدسػتور‬
‫وهي جزءا منه تعمو يميه محتوا ها يم هذل المبادئ‪.‬‬

‫الفرع ال اني ‪ -‬المقدمة لها قيمة النصوص الدستورية‬


‫يذهب هذا ال أر إل أف المبادئ الواردة يي مقدمات الدساتير لها ذات القيمة القانونية‬
‫التي لنصوص الدستور‪ ،‬يالسمطة التلسيسػية مػ ال ينػد وضػ الدسػتور يبػرت يػف إرادتهػا يػي‬
‫أشكاؿ مختمفة‪ ،‬الشكؿ األوؿ هو المبادئ والم ؿ واألهداؼ وضػمنتها مقدمػة الدسػتور‪ ،‬والشػكؿ‬
‫ال اني القوايد القانونيػة المحػددة التػي تعػالا يمػ وجػه الدقػة حقوقػا والتزامػات واختصاصػات‪،‬‬
‫ومف هنا ياف المقدمػة وصػمب الدسػتور لهمػا نفػس القػوة القانونيػة بايتبارهمػا تعبيػ ار يػف إرادة‬
‫واحػػدة وصػػادرة يػػي و يقػػة واحػػدة‪ ،‬ويم ػ ذلػػؾ يمقدمػػة الدسػػتور واجبػػة امحت ػراـ مػػف السػػمطة‬
‫التشريعية والسمطة التنفيذية شلنها شلف النصوص الواردة يي صمب الدستور(‪.)29‬‬
‫ويػػػر د‪ .‬محمػػػد كامػػػؿ ليمػػػة أف الاالبيػػػة العظمػػػ مػػػف الفقهػػػاء تػػػذهب إلػػػ اميتػػػراؼ‬
‫لممقػػػدمات الدسػػػتورية بقػػػوة وقيمػػػة تعػػػادؿ تمامػػػا القػػػوة والقيمػػػة التػػػي تتمتػػػ بهمػػػا نصػػػوص‬
‫الدستور(‪.)31‬‬

‫الفرع ال الث ‪ -‬المقدمة يي منزلة القوانيف العادية‬


‫ويعطي أصحاب هػذا الػ أر لمقػدمات الدسػاتير قػوة القػوانيف العاديػة‪ ،‬وسػندهـ يػي ذلػؾ‬
‫هػػو أف السػػمطة التلسيسػػية لػػو كانػػت تريػػد مػػن هػػذل الحقػػوؽ نفػػس الحصػػانة التػػي تتمتػ بهػػا‬
‫النصوص الدستورية ألوردتها يي صمب الدستور‪.‬‬
‫ويترتػػب يمػ ذلػػؾ مػػف الناحيػػة العمميػػة أف المشػػرع العػػاد (البرلمػػاف) يمكػػف أف يعػػدؿ‬
‫النصوص الواردة يي مقدمات الدساتير حسب ما يتراء له وويقا لما يمميه الصال العػاـ‪ ،‬أمػا‬
‫السػػمطة التنفيذيػػة ييتعػػيف يميهػػا احت ػراـ مػػا ورد يػػي مقػػدمات الدسػػاتير ويعتبػػر خروجهػػا يميػػه‬
‫إهدار لمبدأ الشريية(‪.)31‬‬
‫أما بالنسبة إل الػذيف يفرقػوف بػيف األحكػاـ القانونيػة يػي مقدمػة الدسػتور والنصػوص‬
‫التوجيهية‪ ،‬ياف األول تتمت بالصفة الدستورية حيث أنهػا نصػوص تتصػؼ بالتحديػد ومػف ػـ‬
‫يكوف يم المشرع املتزاـ بها يور صدورها ويسػتطي األيػراد أف يحتجػوا بمػا ترتبػه مػف مراكػز‬
‫قانونية لهـ‪.‬‬
‫أما النصوص التوجيهية والتي هي بم ابة أهداؼ لمنظاـ السياسي الذ وض الدستور‬
‫أو برنامجا يعمؿ البرلماف يم تنفيذل‪ ،‬يالمالحظ أف هذل النصوص م تقرر لنيراد مرك ازً قانونيا‬
‫بالقوة السابقة نفسها‪ ،‬وأيمالها يترؾ لمبرلماف سمطة تقديرية واسػعة يػي اختيػار الطػرؽ الفنيػة‬
‫األك ػػر صػػالحية وأف يمتػػزـ مػػف الناحيػػة السياسػػية بتحقيػػؽ هػػذل األهػػداؼ‪ ،‬إم أنػػه لػػيس هنػػاؾ‬
‫وسيمة قانونية إلجبارل يم ذلؾ(‪.)32‬‬
‫وهنا لنػا الحػؽ يػي التسػاءؿ مػا هػي الوسػا ؿ القانونيػة التػي تمكػف مػف أجبػار المشػرع‬
‫يم املتزاـ بلحكاـ الدستور؟ (يػدا الرقابػة يمػ دسػتورية القػوانيف والتػي ك يػ ار مػا يشػكؾ يػي‬
‫يعاليتها)‪ .‬كما يجب إم ننس أف قوايد الدستور وأف كانت يي معظمها قوايػد قانونيػة إم أنهػا‬
‫ذات مدلوؿ سياسي ومػف ػـ يػاف املتػزاـ بهػا م يمكػف أف يكػوف التػزاـ قػانوني محػض بػؿ هػو‬
‫التزاـ سياسي‪ ،‬ومف ـ ياف التعويؿ يم ذلؾ م يمكف أف ينفي الصفة الدستورية يف نصوص‬
‫المقدمة ومسيما بالنسبة لمقضاء ياديا كاف أـ إدارياً‪ ،‬إذ ينباي يميػه احتػراـ نصػوص المقدمػة‬
‫كمها‪ ،‬يكؿ قانوف يصدر منتهكػا هػذل النصػوص يجػب أف يعػد قانونػا نيػر دسػتور وكػؿ م حػة‬
‫تصػػدرها السػػمطة التنفيذيػػة وكػػؿ ق ػرار إدار يػػرد يجػػب أف يعػػد بػػاطال إذا مػػا خػػالؼ الحقػػوؽ‬
‫المستمدة مف مقدمة الدستور‪.‬‬
‫ومف ـ يفي حالة يػدـ وجػود هي ػة متخصصػة بالرقابػة يمػ الدسػتورية يػاف المحػاكـ‬
‫هػػي التػػي سػػتتول هػػذل المهمػػة وتمتن ػ يػػف تطبيػػؽ قػػانوف مخػػالؼ لمقدمػػة الدسػػتور‪ ،‬وكػػذلؾ‬
‫اإلدارية التي قد تصدر مخالفة لمقدمة الدسػتور‪ ،‬يػاف إلااءهػا ياػدو‬ ‫الحاؿ بالنسبة إل الموا‬
‫أم ار حتميا(‪.)33‬‬
‫المطمب ال اني ‪ -‬موق المقدمة مف القوانيف التنظيمية‬
‫أف البحػػث يػػي مقدمػػة الدسػػاتير يقتضػػي البحػػث يػػي الق ػوانيف التنظيميػػة لمتعػػرؼ يم ػ‬
‫موق المقدمة بالنسبة إل هذل القوانيف‪ ،‬وذلؾ لسببيف أولهما أف هذا النوع مف القوانيف يشػكؿ‬
‫مصػد ار مػػف مصػػادر القايػػدة الدسػتورية‪ ،‬و انيهمػػا أف هػػذل القػوانيف نالبػاً مػػا تصػػدر بػ جراءات‬
‫تختمػػؼ يػػف إجػػراءات الق ػوانيف العاديػػة وتعػػالا موضػػويات لهػػا طبيعػػة مختمفػػة يمػػا تعالجػػه‬
‫القوانيف العادية‪.‬‬
‫والمالحظة المراد أ باتها هنا أف هذل القوانيف يطمػؽ يميهػا أحيانػاً بػالقوانيف األساسػية‪،‬‬
‫ويكاد يجم الكتاب المصريوف الذيف يػالجوا موضػوع هػذل القػوانيف يمػ تسػميتها باألساسػية‪،‬‬
‫إم أنػػػه يفضػػػؿ اسػػػتخداـ المصػػػطم ال ػػػاني (القػػػوانيف التنظيميػػػة) لمػػػا قيػػػؿ مػػػف أرجحيػػػة هػػػذل‬
‫التسمية(‪.)34‬‬
‫ويمػ أسػاس مػػا تقػدـ سػػوؼ نقسػـ هػػذا المطمػوب إلػ يػرييف نتنػػاوؿ يػي الفػػرع األوؿ‬
‫ماهية القوانيف التنظيمية ونخصص الفرع ال اني لبحػث طبيعػة ومرتبػة القػوانيف التنظيميػة بػيف‬
‫مصادر القايدة الدستورية‪ ،‬وذلؾ يم التوالي‪.‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ -‬ماهية القوانيف التنظيمية‬


‫الق ػوانيف التنظيميػػة كمػػا يعريهػػا األسػػتاذ هوريػػو هػػي تمػػؾ التػػي جعمهػػا الدسػػتور كػػذلؾ‬
‫ويقوؿ ينهػا أيضػاً أنهػا م تتميػز مػف حيػث الشػكؿ يحسػب بػؿ أنهػا تهػدؼ إلػ توضػي تنظػيـ‬
‫وسير يمؿ السمطات العامة يف طريؽ تطوير المبادئ أو القوايد المعمنة يي الدستور(‪.)35‬‬
‫ولمتعػػرؼ يم ػ ماهيػػة هػػذل الق ػوانيف يمكػػف القػػوؿ أنهػػا تنقسػػـ إل ػ ي تػػيف سػػنتناولهما‬
‫كاآلتي‬
‫أومً القوانيف التنظيمية الصادرة تمقا يا مف السمطة التشريعية ‪-‬‬
‫ويقصد بها القوانيف التنظيمية التي م ينص يميها يي الدستور‪ ،‬بؿ تصدر مف السمطة‬
‫التشريعية مف تمقاء نفسػها دوف أف يتطمػب المشػرع الدسػتور م ػؿ هػذا التنظػيـ ومػف ػـ يػاف‬
‫تسميتها بالتنظيمية كاف نظ ارً ألهميتها‪ ،‬وهذل القوانيف إذا ما صدرت مف السمطة التشريعية مف‬
‫تمقػػاء نفسػػها يتكػػوف لتبيػػاف كيفيػػة تطبيػػؽ الػػنص الدسػػتور ‪ ،‬إذ تبػػادر السػػمطة التشػػريعية إلػ‬
‫إصػػدار قػػانوف يعػػالا مسػػللة دسػػتورية والتزامهػػا ب صػػدار هػػذا القػػانوف لػػف يكػػوف تطبيقػاً لػػنص‬
‫دستور بؿ أساسه مقتض وظيفة السمطة التشريعية(‪.)36‬‬
‫ومػػف األم مػػة يمػ ذلػػؾ‪ ،‬يػػي يرنسػػا قػػانوف انتخػػاب مجمػػس النػواب الصػػادر يػػي ‪ 2‬ب‬
‫‪ ،1875‬وقػػانوف انتخػػاب مجمػػس الشػػيوخ الصػػادر يػػي ‪ 31‬تشػػريف ال ػػاني ‪ .1875‬أمػػا مصػػر‬
‫يػػيمكف أف يػػذكر القػػانوف رقػػـ ‪ 81‬لعػػاـ ‪ 1969‬الخػػاص ب نشػػاء المحكمػػة العميػػا التػػي تتػػول‬
‫الفصػؿ يػي دسػتورية القػوانيف‪ ،‬وكػذلؾ القػػانوف رقػـ ‪ 41‬لعػاـ ‪ 1977‬المتعمػؽ بتنظػيـ األحػزاب‬
‫السياسية مف دستور ‪ 1971‬لـ يكف قد نص يم نظاـ األحزاب السياسية(‪.)37‬‬
‫انياً القوانيف التنظيمية الصادرة بناءاً يم تكميؼ مف المشرع الدستور‬
‫يصدر هذا النوع مف القوانيف التنظيمية مف المشرع العػاد إذا مػا أحالػت إليػه الو يقػة‬
‫الدستورية يي العديد مف الموضويات المتعمقة بتنظيـ السمطات العامة يي الدولة(‪.)38‬‬
‫ومػػف أوض ػ األم مػػة يم ػ ذلػػؾ مػػا جػػاء يػػي الدسػػتور الفرنسػػي الحػػالي‪ ،‬حيػػث أحػػاؿ‬
‫المشػػرع الدسػػتور إل ػ السػػمطة التشػػريعية يػػي المػػادة (‪ )25‬إصػػدار قػػانوف تنظيمػػي لتنظػػيـ‬
‫البرلماف(‪ ،)39‬وكذلؾ المادة (‪ )63‬التي أحالت إليه إصػدار قػانوف بتنظػيـ اختصاصػات المجمػس‬
‫الدستور الصادر يي ‪ 7‬تشريف ال اني لعاـ ‪ 1958‬المعدؿ ياـ ‪.1959‬‬
‫والمالحظ أف الدستور الفرنسي لعاـ ‪ 1958‬قد أسرؼ يي استعماؿ هػذل الف ػة الجديػدة‬
‫مف القوايد‪ ،‬حيث ايتمد ‪ 19‬مرة يم القوانيف التنظيمية(‪.)41‬‬
‫أما يي الدوؿ العربية يالمالحظ أف الدساتير الماربية (‪ )1972 ،1971 ،1962‬تبدو‬
‫متػػػل رة بالدسػػػتور الفرنسػػػي‪ ،‬حيػػػث اسػػػتخدمت اصػػػطالح القػػػوانيف التنظيميػػػة التػػػي ميػػػزت بػػػيف‬
‫إجػراءات إصػػدارها وتمػػؾ الالزمػػة إلصػػدار القػوانيف العاديػػة‪ .‬وقػػد حػػددت هػػذل الدسػػاتير مجػػامت‬
‫القوانيف التنظيميػة يػي أربػ مسػا ؿ هػي تحديػد قوايػد سػير مجمػس الوصػاية‪ ،‬تحديػد أيضػاء‬
‫المحكمػػة العميػػا‪ ،‬تحديػػد تركيػػب (تشػػكيؿ) المجمػػس األيمػ لإلنعػػاش الػػوطني والتخطػػيط‪ ،‬تحديػػد‬
‫قوايد تنظيـ الارية الدستورية وقوايد سيرها‪ ،‬باإلضاية إل مسللتيف أضػايهما دسػتور ‪1972‬‬
‫همػػا بيػػاف المهػػاـ والوظػػا ؼ التػػي تتنػػاي والعضػػوية بالاريػػة الدسػػتورية‪ ،‬وتقريػػر اختصاصػػات‬
‫أخر لمارية نير التي يقررها لها الدستور(‪.)41‬‬
‫أمػػا بقيػػة الدسػػاتير العربيػػة يػػالمالحظ أنهػػا أحالػػت يػػي ك يػػر مػػف المسػػا ؿ ذات الطبيعػػة‬
‫الدسػػتورية إل ػ ق ػوانيف ياديػػة تصػػدر مػػف السػػمطة التشػػريعية‪ ،‬إم أف هػػذل الدسػػاتير بخػػالؼ‬
‫الدساتير الماربيػة لػـ تعػط وصػفا خاصػا لم ػؿ هػذل القػوانيف‪ ،‬وانمػا أطمقػت يميهػا لفػظ القػانوف‬
‫مجردا‪ ،‬ومف األم مة يميها يي مصر ما نص يميه الدسػتور الحػالي الصػادر يػي ‪ 1971‬حيػث‬
‫تضمف النص يي المادتيف (‪ )88 ،87‬يم تشػكيؿ مجمػس الشػعب وأيطػ القػانوف الحػؽ يػي‬
‫تحديد يدد األيضاء المنتخبيف يم إم يقؿ يف (‪ )351‬يضواً‪ ،‬ويػي تحديػد شػروط العضػوية‬
‫وطريقة امنتخاب وأحكامه واجػراءات امسػتفتاء وأمػاـ هػذيف النصػيف يعتبػر القػانوف رقػـ (‪)38‬‬
‫بصدد مجمس الشعب هػو القػانوف المػنظـ لتكػويف مجمػس الشػعب‪ ،‬وكيفيػة الترشػي لعضػويته‪،‬‬
‫وشروط العضوية‪ ،‬كما يعتبر القػانوف رقػـ (‪ )73‬لعػاـ ‪ 1956‬الخػاص بتنظػيـ مباشػرة الحقػوؽ‬
‫السياسية‪ ،‬هو القانوف المنظـ ألحكاـ امنتخاب وامستفتاء‪.‬‬

‫(‪)42‬‬
‫الفرع ال اني ‪ -‬طبيعة ومرتبة القوانيف التنظيمية بيف مصادر القايدة الدستورية‬
‫مما م شؾ ييه أف إضفاء صفة القانوف يم هذل القوايد يزيؿ كؿ مجاؿ لمنقاش حوؿ‬
‫طبيعتها (ليس كما المقدمة) ولكف كونها تتمت بهذل الصفة م تمن مف البحث يي كونهػا ذات‬
‫طبيعة دستورية أـ أنها مجرد قوايد قانوف يادية صادرة مػف المشػرع العػاد ‪ ،‬وأف تحديػد ذلػؾ‬
‫يتوقػػؼ يميػػه تحديػػد مرتبتهػػا يػػي كونهػػا تلخػػذ منزلػػة القوايػػد الدسػػتورية أـ أنهػػا أدنػ ‪ ،‬أ يػػي‬
‫منزلة القوايد القانونية العادية أـ يي مرتبة وسط وهذا ما نحاوؿ بح ه‪.‬‬
‫أومً طبيعة ومرتبة القوانيف التنظيمية يي ظؿ المعايير التقميدية‬
‫أف هناؾ معياريف لتحديد القوايد الدستورية هما المعيار الشكمي والمعيار الموضويي‪،‬‬
‫أولهما يعتمد اإلجراءات الشكمية المتبعة يي إصدار القايدة القانونية‪ ،‬يمت كانت مختمفػة يػف‬
‫إجراءات القانوف العاد مف جهة إصدارها واجراءاتها يلنها دستورية وبعكسه يهػي قايػدة مػف‬
‫قوايد القانوف العػاد ‪ .‬وهػذا األمػر إذا طبقنػال يمػ القػوانيف التنظيميػة ييتوجػب يمينػا التمييػز‬
‫بيف كوف الدستور الذ صدرت يي ظمه مرنا أـ جامدا‪.‬‬
‫ي ػ ذا كػػاف الدسػػتور مرنػػا يسػػتطي البرلمػػاف أف يعػػالا موضػػويا مػػف الموضػػويات ذات‬
‫الصمة بنظاـ الحكـ أو تشكيؿ الهي ػات العامػة يػي الدولػة حتػ وأف جػاء بلحكػاـ تخػالؼ أحكػاـ‬
‫الدستور‪ ،‬إذ يعد ذلؾ تعديال ألحكاـ الو يقة الدستورية مػا داـ م حقػا لهػا ومػا دامػت الو يقػة م‬
‫تتطمب إجراءات معينة لتعػديؿ قوايػدها‪ ،‬ومػف ػـ يػ ذا كػاف الدسػتور مرنػا يب مكػاف البرلمػاف أف‬
‫يصدر قانونا تنظيميا يعدؿ ييه أحكاـ الدستور‪ ،‬حيث يصب ام ناف بنفس القوة والدرجة(‪.)43‬‬
‫أما إذا كاف الدستور جامدا ييفترض يػي إصػدارل وتعديمػه إجػراءات معقػدة تختمػؼ يمػا‬
‫تفترضه القوانيف العادية‪ ،‬يهنا م يمكف لمبرلماف أف يصدر قوانيف تنظيمية مخالفة لما جاء يػي‬
‫الدستور‪ ،‬إذ أف الدستور الصادر مف هي ة خاصة هػي الهي ػة التلسيسػية هػو أيمػ وأك ػر قػوة‬
‫مف قوة النصوص التي تنظمها القوانيف التنظيمية الصادرة يف البرلماف‪ ،‬ومف ـ يػاف القػوانيف‬
‫التنظيمية هنا تلخذ طبيعة ومرتبة القوانيف العادية‪ .‬وهػذل هػي القايػدة العامػة السػا دة بالنسػبة‬
‫إلػػػ القػػػوانيف التنظيميػػػة الصػػػادرة يػػػي مصػػػر ولبنػػػاف‪ ،‬إم أنػػػه مػػػف الممكػػػف أف نالحػػػظ بعػػػض‬
‫امست ناءات‪ ،‬يػ ذا اشػترط الدسػتور أف يعػدؿ القػانوف التنظيمػي بػنفس الطريقػة المقػررة لتعػديؿ‬
‫الدستور‪ ،‬يلنه سيكوف بنفس طبيعة ومرتبة الدستور نفسه(‪.)44‬‬
‫ويػػريض د‪ .‬منػػذر الشػػاو اميتبػػارات الشػػكمية ييػػذهب إلػ القػػوؿ بػػاف (‪ ...‬اميتبػػارات‬
‫الشكمية م تل ير لها يم تحديد طبيعة القوانيف التنظيمية)(‪.)45‬‬
‫إم أنه ويقاً لممعيار الموضػويي يػلف المسػللة تبػدو مختمفػة‪ ،‬إذ أف القوايػد الدسػتورية‬
‫ويقاً لهذا المعيار هي التي تعمؿ يم تنظيـ هي ات الدولة العميا‪ ،‬ومف ـ يهي قوايد دستورية‬
‫أيا كاف مكاف وجودها وأيا كانت إجراءات إصدارها وتعديمها‪ ،‬واذا أخذنا أم مة يمػ ذلػؾ محظنػا‬
‫أف قوانيف م ؿ القانوف رقـ ‪ 73‬لعاـ ‪ 1956‬يي ظػؿ دسػتور ‪ 1956‬المصػر الخػاص بتنظػيـ‬
‫الحقػػوؽ السياسػػية والمتضػػمف أحكػػاـ امنتخػػاب وامسػػتفتاء‪ ،‬ويػػي ظػػؿ دسػػتور ‪ 1971‬النايػػذ‬
‫القانوف رقـ ‪ 38‬لعاـ ‪ 1972‬بشلف مجمس الشعب‪.‬‬
‫كؿ هذل القوانيف يمكف القوؿ أنهػا تتمتػ بالطبيعػة الدسػتورية ألنهػا تعػالا موضػويات‬
‫تتعمؽ بهي ات السمطة العميا‪ ،‬وبعكسه ياف القانوف لف يعد تنظيميا كالقانوف الذ ينظـ مجمػس‬
‫الدولػػة الػػذ نػػص يميػػه الدسػػتور الفرنسػػي (دسػػتور ‪ )1958‬لعػػاـ ‪ 1948‬ألنػػه يػػنظـ القضػػاء‬
‫اإلدار يي يرنسا‪.‬‬
‫انياً طبيعة ومرتبة القوانيف التنظيمية يي ظؿ المعيار الحديث‬
‫قايدة المعيار الحديث تتضمف امسػتناد إلػ مػف توجػه إليػه القايػدة‪ ،‬يػاف وجهػت إلػ‬
‫المحكػػوميف أو الػػػوكالء يهػػػي قايػػػدة قانونيػػػة ايتياديػػػة‪ ،‬وطبقػػػاً لػػػذلؾ يػػػاف القػػػانوف التنظيمػػػي‬
‫المتعمؽ بوض القضاة يي يرنسا والذ نصت يميه المادة ‪ 64‬مف دسػتور ‪ 1958‬هػو قػانوف‬
‫يػػاد ‪ ،‬وكػػذلؾ القػػانوف المػػنظـ لنحػزاب ويقػػا لممػػادة ‪ 14‬مػػف دسػػتور ‪ 1962‬الماربػػي‪ .‬وويقػاً‬
‫لهػػذا المعيػػار أيض ػاً يالحػػظ يػػدـ إسػػباغ الصػػفة الدسػػتورية يم ػ الق ػوانيف التنظيميػػة المنظمػػة‬
‫لالنتخاب‪ ،‬بؿ يعتبرها قوانيف ايتيادية ذات صفة سياسية ألنها توجه إل المحكوميف والوكالء‪،‬‬
‫وبايتبػار أف قػوانيف امنتخػاب م تػػنظـ مباشػرة طريقػػة ممارسػة السػػمطة يػي الدولػػة أنمػا تتػػول‬
‫تنظػػيـ نشػػاطات تػػؤ ر يم ػ طريقػػة القػػبض يم ػ السػػمطة وأف تمتعهػػا بالصػػفة السياسػػية هػػو‬
‫بمقػدار هػذا التػل ير‪ ،‬ومػف ػػـ يػاف قوايػد امنتخػاب ليسػػت سياسػية بطبيعتهػا‪ ،‬إذ أنهػا م توجػػه‬
‫مباشرة إل الحكاـ وانما يكوف لتطبيقها تل ي ارً يم السمطة بقدر ما يتعمؽ هذا التطبيػؽ ب حػد‬
‫طرؽ التمييز بيف الحكاـ والمحكوميف(‪.)46‬‬
‫وويق ػاً لهػػذا المعيػػار لػػف تكػػوف الق ػوانيف التنظيميػػة ذات طبيعػػة دسػػتورية مػػا لػػـ تكػػف‬
‫موجهػػػة إلػػػ الحكػػػاـ‪ ،‬إذ سػػػتكوف نػػػذاؾ قوايػػػد دسػػػتورية تكميميػػػة ألنهػػػا تكمػػػؿ مػػػا جػػػاء يػػػي‬
‫الدستور(‪ .)47‬ومف األم مة يمػ ذلػؾ مػا نصػت يميػه المػادة ‪ 47‬مػف دسػتور ‪ 1958‬الفرنسػي‬
‫((يصػػػوت البرلمػػػاف يمػػػ مشػػػاري القػػػوانيف الماليػػػة ويقػػػا لإلجػػػراءات التػػػي يحػػػددها قػػػانوف‬
‫تنظيمي‪ ))...‬يفي ظؿ هذا القانوف سيتـ توضي ممارسة السمطة يي األمور المالية‪.‬‬
‫ولكػف مػا موقػ مقدمػة الدسػػتور مػف هػػذل القػوانيف التنظيميػػة والتػي تعتبػػر مصػد ارً مػػف‬
‫مصادر القانوف الدستور ؟‬
‫نالحػػظ أف مػػة يػػروؽ بػػيف مقدمػػة الدسػػتور والق ػوانيف التنظيميػػة‪ ،‬أولهػػا أف المقدمػػة‬
‫تصػػدر مػػف المشػػرع الدسػػتور وهػػي جػػزء مػػف الدسػػتور‪ ،‬بينمػػا تصػػدر الق ػوانيف التنظيميػػة مػػف‬
‫البرلمػػاف‪ .‬و انيهػػا أف مقدمػػة الدسػػتور نالب ػاً مػػا تػػلتي بمبػػادئ وتوجهػػات تعبػػر يمػػا يػػؤمف بػػه‬
‫واضعوا الدستور مف م ؿ وأهداؼ وتعالا موضويات نيػر محػددة أصػال‪ ،‬يػي حػيف أف القػانوف‬
‫التنظيمي هو مجمويػة مػف القوايػد القانونيػة الواضػحة والمحػددة التػي تعػالا موضػويا محػددا‬
‫أشار إليه الدستور يم األنمب‪.‬‬
‫واألمر ال الػث أف البحػث يػف الصػفة الدسػتورية لمقدمػة الدسػتور يكػاد أف ينتهػي إلػ‬
‫اتفاؽ بلنها جزء مف الدستور‪ ،‬أما البحث يف دستورية القوانيف التنظيمية يالبد أف يسػتند إلػ‬
‫موضوع هذل القوانيف أ م نستطي القوؿ أف جمي القوانيف التنظيمية أو التػي تعػد كػذلؾ لهػا‬
‫صفة دستورية‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫وهكذا تكوف دراستنا لموضوع مقدمات الدساتير قد انته ‪ ،‬لـ يبؽ يػي ختامهػا إم بيػاف‬
‫النتا ا التي توصمنا إليها‪ ،‬ومنها أف اختالؼ الفقهاء حوؿ دستورية ما يتضػمنه الدسػتور مػف‬
‫مبادئ طاؿ حت مقدمة الدستور حيث ذهب البعض إل القوؿ أف مقدمػة الدسػتور هػي ليسػت‬
‫ذات قيمة دستورية بايتبار أنها نالباً ما تتضمف مف المبػادئ امجتماييػة وامقتصػادية‪ ،‬وأنهػا‬
‫م تعد مف صمب الدسػتور‪ ،‬وهػذا الفريػؽ كمػا بػت – يػي البحػث – يسػتند إلػ اف مػا تتضػمنه‬
‫المقدمة مػت هػو إم توجهػات ومبػادئ يامػة تعبػر يػف اتجاهػات يقا ديػة أو يمسػفية لواضػعي‬
‫الدستور‪.‬‬
‫هذا أف ص بالنسػبة إلػ بعػض المقػدمات يلنػه م يصػ بالنسػبة إلػ جميعهػا‪ .‬إم أف‬
‫انتفػاء الصػػفة الدسػػتورية يػػف المقدمػػة أمػػر نيػر متفػػؽ يميػػه‪ ،‬إذ يػػارض الػػبعض هػػذا المبػػدأ‪،‬‬
‫وأمف بدستورية المقدمة وايتبرها جزء مف الدستور‪ ،‬له ذات القيمػة واإللزاميػة التػي تتمتػ بهػا‬
‫الو يقة الدستورية‪.‬‬
‫وهنػػا نؤكػػد هػػذا الػ أر ونديمػػه‪ ،‬إذ م يمكػػف أف تجػػزء الشػػيء نفسػػه إلػ أجػزاء ونقػػوؿ‬
‫بطبيعة مختمفة لكؿ جزء ييه‪ ،‬يالمقدمة تلتي م بقية األجزاء وهي م تنفصؿ ينها‪.‬‬
‫واذا كانػػت حجػػة الػػبعض أف المقدمػػة م تتضػػمف سػػو مبػػادئ وتوجهػػات يامػػة وأيكػػار‬
‫يمسفية‪ ،‬يهذل الحجة يمكف الرد يميها بالقوؿ أف ك ير مف المبػادئ القانونيػة كانػت يػي األصػؿ‬
‫مبادئ وأيكار يمسفية ولدت يي يقوؿ المفكريف وانتقمت إل ارض الواق وصارت مطمبا ينػاد‬
‫بػػه‪ ،‬ػػـ أصػػبحت مبػػادئ قانونيػػة ودسػػتورية تسػػطر يػػي و ػػا ؽ‪ ،‬كمبػػدأ سػػيادة القػػانوف أو مبػػدأ‬
‫الشعب مصدر السمطة ونيرها مف المبادئ‪.‬‬
‫ويػػػف موقػػػ المقدمػػػة بالنسػػػبة لمقػػػوانيف التنظيميػػػة يػػػاف هنػػػاؾ يػػػروؽ ك يػػػرة بينهمػػػا‪،‬‬
‫يالمقدمػػة تصػػدر يػػف المشػػرع الدسػػتور وهػػي جػػزء مػػف الدسػػتور كمػػا أنه ػا تعبػػر يػػف أهػػداؼ‬
‫واضعي الدستور وتعالا موضويات نير محددة أصالً ويف الصفة الدستورية يقد استقر ال أر‬
‫يم أنها تعد جزء مف الدستور‪.‬‬
‫أما القوانيف التنظيميػة يلنهػا تصػدر يػف البرلمػاف وتعػالا مواضػي محػددة يشػير إليهػا‬
‫الدستور يم األنمب‪ ،‬والبحػث يػي دسػتوريتها يعتمػد يمػ الموضػوع الػذ تعالجػه‪ ،‬يػال يمكػف‬
‫القوؿ أف جمي القوانيف التنظيمية أو التي تعد كذلؾ‪ ،‬لها صفة دستورية‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫‪ .1‬محمػػد أبػػو بكػػر بػػف يبػػػد القػػادر الػػراز ‪ ،‬مختػػار الصػػحاح‪ ،‬دار الكتػػػاب العربػػي‪ ،‬بػػال سػػنة طبػػػ ‪،‬‬
‫ص‪.638 ،358 ،525‬‬
‫‪2. Dorothy Pickles, The Fifth French Republic Methuen and Coltd, II new‬‬
‫‪Fetter lane, London, 1971, P. 9.‬‬
‫‪ .3‬اندريه هوريو‪ ،‬القانوف الدسػتور والمؤسسػات السياسػية‪ ،‬ج‪ ،1‬األهميػة لمنشػر والتوزيػ ‪ ،‬بيػروت‪،‬‬
‫‪ ،1974‬ص‪.178-177‬‬
‫‪ .4‬مػػوريس دويرجيػػه‪ ،‬دسػػاتير يرنسػػا‪ ،‬ترجمػػة أحمػػد حسػػيب يبػػاس‪ ،‬مراجعػػة د‪ .‬سػػيد صػػبر ‪ ،‬وزارة‬
‫ال قاية واإلرشاد القومي‪ ،‬بال سنة نشر‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ .5‬اندريه هوريو‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬مصػػػطف أبػػػو زيػػػد يهمػػػي‪ ،‬الدسػػػتور المصػػػر ‪ ،‬ط‪ ،2‬منشػػػلة المعػػػارؼ‪ ،‬اإلسػػػكندرية‪،1958 ،‬‬
‫ص‪.159‬‬
‫‪7. John Berigham, Constitutional Language, London, P. 93.‬‬
‫‪ .8‬بروس يندم وايستر يندم ‪ ،‬الدستور األمريكي‪ ،‬ترجمة لجنة دا ػرة المعػارؼ العامػة‪ ،‬دار الكرنػؾ‬
‫لمنشر والطب والتوزي ‪ ،‬القاهرة‪ ،1964 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ .9‬بروس يندم وايستر يندم ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬نور لطيؼ د‪ .‬يمي نالب‪ ،‬القانوف الدستور ‪ ،‬ط‪ ،1‬باداد‪ ،1976 ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ .11‬جػػاؾ دونػػديو دويػػاير‪ ،‬الدولػػة‪ ،‬ترجمػػة سػػموحي يػػوؽ العػػادة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشػػورات يويػػدات‪ ،‬بيػػروت‪،‬‬
‫‪ ،1982‬ص‪.22‬‬
‫العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة األول ‪ ،1958 ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪ .12‬تنظر الوقا‬
‫‪ .13‬جاؾ دونديو دوياير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ .14‬د‪ .‬محسػػف خميػػؿ‪ ،‬القػػانوف الدسػػتور والػػنظـ السياسػػية‪ ،‬دار النهضػػة العربيػػة‪ ،‬بيػػروت‪،1979 ،‬‬
‫ص‪.112‬‬
‫‪ .15‬د‪ .‬مصطف أبو زيد يهمي‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪ .16‬يبػػد الحميػػد متػػولي‪ ،‬مبػػدأ المشػػرويية ومشػػكمة المبػػادئ العميػػا نيػػر المدونػػة يػػي الدسػػتور‪ ،‬بحػػث‬
‫منشػػور يػػي مجمػػة الحقػػوؽ لمبحػػوث القانونيػػة وامقتصػػادية‪ ،‬العػػدد (‪ )4 ،3‬السػػنة ال امنػػة‪ ،‬كميػػة‬
‫الحقوؽ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1959 -1958 ،‬ص‪.45-44‬‬
‫‪ .17‬د‪ .‬مصػػطف أبػػو زيػػد يهمػػي‪ ،‬النظػػاـ الدسػػتور لمجمهوريػػة العربيػػة المتحػػدة‪ ،‬دار المعػػارؼ‪ ،‬مصػػر‪،1966 ،‬‬
‫ص‪.196‬‬
‫‪ .18‬د‪ .‬سػػعاد الشػػرقاو ‪ ،‬الػػوجيز يػػي القضػػاء اإلدار (مبػػدأ المشػػرويية)‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضػػة العربيػػة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1981 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ .19‬د‪ .‬سػػامي جمػػاؿ الػػديف‪ ،‬تػػدرج القوايػػد القانونيػػة ومبػػادئ الشػػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬منشػػلة المعػػارؼ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬بال سنة طب ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ .21‬د‪ .‬محسف خميؿ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ .21‬د‪ .‬محسف خميؿ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ .22‬د‪ .‬محسف خميؿ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ .23‬د‪ .‬محمد كامؿ ليمة‪ ،‬القانوف الدستور ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1963 ،‬ص‪.519‬‬
‫‪ .24‬د‪ .‬مصطف أبو زيد يهمي‪ ،‬الدستور المصر ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ .25‬د‪ .‬مصطف أبو زيد يهمي‪ ،‬الدستور المصر ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ .26‬د‪ .‬محمػػود حممػػي‪ ،‬دسػػتورنا الجديػػد مػػا اقػػر ومػػا أضػػاؼ‪ ،‬دار الفكػػر العربػػي‪ ،‬القػػاهرة‪،1973 ،‬‬
‫ص‪.17‬‬
‫‪ .27‬د‪ .‬محمػػود محمػػد حػػايظ‪ ،‬القضػػاء اإلدار (دراسػػة مقارنػػة)‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النهضػػة العربيػػة‪ ،‬القػػاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1967‬ص‪ .25‬وكػػػذلؾ د‪ .‬محمػػػد يبػػػد الحميػػػد أبػػػو زيػػػد‪ ،‬دواـ سػػػير المرايػػػؽ العامػػػة (دراسػػػة‬
‫مقارنة)‪ ،‬دار وهداف لمطباية والنشر‪ ،1975 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ .28‬د‪ .‬محمد يبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪ ،27‬د‪ .‬ماجد رانب الحمػو‪ ،‬القػانوف الدسػتور ‪،‬‬
‫مؤسسة شباب الجامعة‪ ،1976 ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ .29‬د‪ .‬سعاد الشرقاو ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.66-65‬‬
‫‪ .31‬د‪ .‬محمد كامؿ ليمة‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.519‬‬
‫‪ .31‬د‪ .‬محمود محمد حايظ‪ ،‬مدر سابؽ‪ ،‬ص‪ ،26‬د‪ .‬سعاد الشرقاو ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ .32‬د‪ .‬محمد كامؿ ليمة‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ .33‬د‪ .‬مصطف أبو زيد يهمي‪ ،‬الدستور المصر ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ .34‬يػػذهب د‪ .‬منػػذر الشػػاو إلػ أف ((قػػد يظهػػر أف مصػػطم القػوانيف التنظيميػػة نيػػر مويػػؽ ألف كػػؿ‬
‫قانوف ينظـ يي الواق شػي ا مػا‪ ،‬إم أف هػذل الترجمػة العربيػة لممصػطم الفرنسػي تفػرض لسػببيف‬
‫يهي أومً مستعممة يي بعض الدساتير العربية كالدستوريف المذيف صػد ار يػي الماػرب يػاـ ‪1962‬‬
‫وياـ ‪ 1971‬وأف المصطم الفرنسي يفرضها انيػاً‪ ،‬ألنػه كمػا يظهػر مشػتؽ مػف يعػؿ نظػـ بحيػث‬
‫أف الصػػفة تنظيمػػي قػػد اشػػتقت مػػف هػػذا الفعػػؿ))‪ .‬ينظػػر د‪ .‬منػػذر الشػػاو ‪ ،‬القػػانوف الدسػػتور‬
‫(نظرية الدستور)‪ ،‬مركز البحوث القانونيػة‪ ،‬وزارة العػدؿ‪ ،‬باػداد‪ ،1981 ،‬ص‪ ،152‬الهػامش رقػـ‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ .35‬اندريه هوريو‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.482‬‬
‫‪ .36‬د‪ .‬يبد الاني بسيوني‪ ،‬المبادئ العامة لمقانوف الدستور ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،1985 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ .37‬د‪ .‬شمس مرنني يمي‪ ،‬القانوف الدستور ‪ ،‬يالـ الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1978 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ .38‬د‪ .‬رمػػػػز الشػػػػاير‪ ،‬النظريػػػػة العامػػػػة لمق ػػػانوف الدسػػػػتور ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النهضػػػػة العربيػػػػة‪ ،‬الق ػػػاهرة‪،1983 ،‬‬
‫ص‪.221‬‬
‫‪ .39‬تطبيقا لها صدر القػانوف التنظيمػي رقػـ ‪ 1111‬يػي ‪ 17‬تشػريف ال ػاني لعػاـ ‪ 1958‬بتحديػد وظػا ؼ السػمطة‬
‫التشريعية‪.‬‬
‫‪ .41‬اندريه هوريو‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.482‬‬
‫‪ .41‬د‪ .‬رمز الشاير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪ .42‬يم ػ الػػرنـ مػػف ايتبػػار القػػوانيف التنظيميػػة مصػػد ار مػػف مصػػادر المشػػرويية‪ ،‬إم أف الػػبعض م‬
‫التنظيميػػة‪.‬‬ ‫ػػـ الم ػوا‬ ‫يعتبرهػػا كػػذلؾ إذ تحصػػر مصػػادر المشػػرويية بالدسػػتور والتشػػري العػػاد‬
‫ينظػػر د‪ .‬يبػػد الجميػػؿ محمػػد يمػػي‪ ،‬مبػػدأ المشػػرويية يػػي النظػػاـ اإلسػػالمي واألنظمػػة القانونيػػة‬
‫المعاصػػػرة‪ ،‬دراسػػػة مقارنػػػة (النظػػػاـ امنكميػػػز ‪ ،‬النظػػػاـ الفرنسػػػي‪ ،‬النظػػػاـ السػػػوييتي)‪ ،‬ط‪ ،1‬يػػػالـ‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1984 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ .43‬د‪ .‬رمز الشاير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪ .44‬م اؿ ذلؾ القانوف الخاص بتوارث األمارة يي الكويت‪ ،‬حيث اشترط المشرع أف يعدؿ بػنفس طريقػة‬
‫تعديؿ الدستور‪ .‬د‪ .‬يبد الاني بسيوني‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ .45‬د‪ .‬منذر الشاو ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.154-153‬‬
‫‪ .46‬د‪ .‬منذر الشاو ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.154-153‬‬
‫‪ .47‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.154‬‬

‫المصادر‬
‫أومً الماة العربية‬
‫أ‪ .‬الكتب‬
‫‪ .1‬اندريه هوريو‪ ،‬القانوف الدسػتور والمؤسسػات السياسػية‪ ،‬ج‪ ،1‬األهميػة لمنشػر والتوزيػ ‪ ،‬بيػروت‪،‬‬
‫‪.1974‬‬
‫‪ .2‬بروس يندم وايستر يندم ‪ ،‬الدستور األمريكي‪ ،‬ترجمة لجنة دا ػرة المعػارؼ العامػة‪ ،‬دار الكرنػؾ‬
‫لمنشر والطب والتوزي ‪ ،‬القاهرة‪.1964 ،‬‬
‫‪ .3‬جػػاؾ دونػػديو دويػػاير‪ ،‬الدولػػة‪ ،‬ترجمػػة سػػموحي يػػوؽ العػػادة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشػػورات يويػػدات‪ ،‬بيػػروت‪،‬‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬رمز الشاير‪ ،‬النظرية العامة لمقانوف الدستور ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬سػػعاد الشػػرقاو ‪ ،‬الػػوجيز يػػي القضػػاء اإلدار (مبػػدأ المشػػرويية)‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضػػة العربيػػة‪،‬‬
‫القاهرة‪.1981 ،‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬سػػامي جمػػاؿ الػػديف‪ ،‬تػػدرج القوايػػد القانونيػػة ومبػػادئ الشػػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬منشػػلة المعػػارؼ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬بال سنة طب ‪.‬‬
‫‪ .7‬د‪ .‬يبد الجميؿ محمػد يمػي‪ ،‬مبػدأ المشػرويية يػي النظػاـ اإلسػالمي واألنظمػة القانونيػة المعاصػرة‪،‬‬
‫دراسة مقارنػة (النظػاـ امنكميػز ‪ ،‬النظػاـ الفرنسػي‪ ،‬النظػاـ السػوييتي)‪ ،‬ط‪ ،1‬يػالـ الكتػب‪ ،‬القػاهرة‪،‬‬
‫‪.1984‬‬
‫‪ .8‬د‪ .‬يبد الاني بسيوني‪ ،‬المبادئ العامة لمقانوف الدستور ‪ ،‬الدار الجامعية‪.1985 ،‬‬
‫‪ .9‬د‪ .‬ماجد رانب الحمو‪ ،‬القانوف الدستور ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪.1976 ،‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬محسف خميؿ‪ ،‬القانوف الدستور والنظـ السياسية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.1979 ،‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬محمػػد يبػػد الحميػػد أبػػو زيػػد‪ ،‬دواـ سػػير المرايػػؽ العامػػة (دراسػػة مقارنػػة)‪ ،‬دار وهػػداف لمطبايػػة‬
‫والنشر‪.1975 ،‬‬
‫‪ .12‬د‪ .‬محمد كامؿ ليمة‪ ،‬القانوف الدستور ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1963 ،‬‬
‫‪ .13‬د‪ .‬محمود حممي‪ ،‬دستورنا الجديد ما أقر وما أضاؼ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1973 ،‬‬
‫‪ .14‬د‪ .‬محمػػود محمػػد حػػايظ‪ ،‬القضػػاء اإلدار (دراسػػة مقارنػػة)‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النهضػػة العربيػػة‪ ،‬القػػاهرة‪،‬‬
‫‪.1967‬‬
‫‪ .15‬د‪ .‬مصطف أبو زيد يهمي‪ ،‬الدستور المصر ‪ ،‬ط‪ ،2‬منشلة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.1958 ،‬‬
‫‪ .16‬د‪ .‬مصطف أبو زيد يهمي‪ ،‬النظاـ الدسػتور لمجمهوريػة العربيػة المتحػدة‪ ،‬دار المعػارؼ‪ ،‬مصػر‪،‬‬
‫‪.1966‬‬
‫‪ .17‬مػػوريس دويرجيػػه‪ ،‬دسػػاتير يرنسػػا‪ ،‬ترجمػػة احمػػد حسػػيب يبػػاس‪ ،‬مراجعػػة د‪ .‬سػػيد صػػبر ‪ ،‬وزارة‬
‫ال قاية واإلرشاد القومي‪ ،‬بال سنة طب ‪.‬‬
‫‪ .18‬د‪ .‬منػػذر الشػػاو ‪ ،‬القػػانوف الدسػػتور (نظريػػة الدسػػتور)‪ ،‬مركػػز البحػػوث القانونيػػة‪ ،‬وزارة العػػدؿ‪،‬‬
‫باداد‪.1981 ،‬‬
‫‪ .19‬د‪ .‬نور لطيؼ د‪ .‬يمي نالب‪ ،‬القانوف الدستور ‪ ،‬ط‪ ،1‬باداد‪.1976 ،‬‬
‫ب‪ .‬القواميس‬
‫‪ .21‬محمد أبو بكر بف يبد القادر الراز ‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بال سنة طب ‪.‬‬
‫ج‪ .‬البحوث‬
‫‪ .21‬د‪ .‬يبد الحميد متولي‪ ،‬مبدأ المشرويية ومشكمة المبادئ العميا نيػر المدونػة يػي الدسػتور‪ ،‬بحػث‬
‫منشػػور يػػي مجمػػة الحقػػوؽ لمبحػػوث القانونيػػة وامقتصػػادية‪ ،‬العػػد ‪ ،4 ،3‬السػػنة ال امنػػة‪ ،‬كميػػة‬
‫الحقوؽ‪ ،‬اإلسكندرية‪.1959-1958 ،‬‬
‫د‪ .‬الدساتير‬
‫‪ .22‬دستور الوميات المتحدة األمريكية لعاـ ‪.1787‬‬
‫‪ .23‬دستور يرنسا النايذ لعاـ ‪.1958‬‬
‫‪ .24‬دستور اليمف المما لعاـ ‪.1971‬‬
‫‪ .25‬دستور مصر النايذ لعاـ ‪.1971‬‬
‫‪ .26‬القانوف األساسي العراقي لعاـ ‪.1925‬‬
‫‪ .27‬دستور العراؽ لعاـ ‪.1958‬‬
‫‪ .28‬دستور العراؽ لعاـ ‪.1964‬‬
‫‪ .29‬دستور جمهورية العراؽ النايذ لعاـ ‪.2115‬‬
‫انياً الماة األجنبية‬
‫‪30. Dorothy Pickles, The Fifth French Republic Methuen and Coltd, II‬‬
‫‪New Fetter lane, London, 1971.‬‬
‫‪31. John Berigham, Constitutional Language, London.‬‬

You might also like