You are on page 1of 23

‫‪ ‬‬

‫الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬

‫ھل طريقة إدراك األطفال الصغار للعالم من حولھم تشبه طريقة اإلنسان الراشد الكبير‪ ،‬أم أنھ ا‬
‫سلوكات في مثل ھذه الظ روف الت ي تض ع‬‫ٍ‬ ‫تختلف بشكل جذري عنھا ؟ وما الذي يمكن لنا أن نتوقعه من‬
‫حملھا الثقيل على الطفل‪ ،‬طبعا العنف والمشاكل واألمراض النفسية واالجتماعي ة ھ ي نت اج طبيع ي لمث ل‬
‫ھذه الظروف‪.‬‬

‫وحيث كان يسود في فترة من الزمن اعتقاد مفاده أن األطفال عادة ال يتأثرون كثيرا بالصدمات‬
‫والظروف الصعبة‪ ،‬إال أنه تبين مع تقدم األبحاث بطالن ھذا االعتقاد "على األقل في األوساط العلمي ة "‪.‬‬
‫لكن من غير المعروف مدى تغير ھذا االعتقاد لدى عام ة الن اس‪ .‬وأرى أن ه م ن األھمي ة بمك ان اإلش ارة‬
‫إلى اآلثار النفسية للظروف الصعبة على األطف ال‪ ،‬وذل ك بھ دف االنتب اه إليھ ا والتعام ل معھ ا ف ي ب دايتھا‬
‫األمر الذي يفضي عادة إلى نتائج أفضل من تركھا تتفاقم نحو األسوأ ‪.‬‬

‫ومن ھنا تشتد الحاجة في ھذه األيام نتيجة األحداث والتي تكمن في معرفة النت ائج الس لبية عل ى‬
‫األطف ال ف ي مختل ف األص عدة االجتماعي ة‪ ،‬الثقافي ة‪ ،‬االقتص ادية‪ ،‬وبخاص ة النفس ية منھ ا‪ ،‬ھ ذه المعرف ة‬
‫تؤس س للعم ل عل ى مس اعدتھم عل ى الت أقلم‪ .‬إن ھ ذا يش مل تحدي د دور األس رة والم ربين ف ي كيفي ة ب ث‬
‫الطمأنينة في نفس الطفل التي تنتھكھا مختلف المشاعر السلبية الناجمة عن سيطرة جو العنف عليھا‪.‬‬

‫يسعى ھذا الكتيب الصغير من خالل المواضيع التي ت م اختيارھ ا وبش كل مختص ر وس ريع إل ى أن تض ع‬
‫ب ين ي دي المھتم ين بع ض المعلوم ات والط رق الت ي تس اعد عل ى الت دخل خ الل الظ روف الص عبة‬
‫والنزاع ات‪ .‬خاص ة إذا م ا أخ ذنا بع ين االعتب ار قل ة ع دد األخص ائيين مقارن ة بع دد األطف ال المعرض ين‬
‫لإلصابة بالصدمة النفسية‪ .‬لذا فإنه من األھمية بمكان إيصال ھذه المعلومات ألكبر قدر ممك ن م ن األھ ل‬
‫والمھتمين والع املين ف ي مي دان ال دعم النفس ي االجتم اعي ليمتلك وا بع ض الوس ائل للتعام ل الص حيح م ع‬
‫األطفال خالل الظروف الصعبة وحاالت الطوارئ‪.‬‬

‫تم في البداية عرض ألھم مراحل تطور الطفل الطبيعي وكذلك مراحل تطور الخوف الطبيعي‬
‫لدي ه باإلض افة إل ى مس ار حاجات ه التنموي ة واآلث ار الناتج ة ع ن ع دم تلبيتھ ا خ الل س ني عم ره‪ .‬لي تمكن‬
‫المطلع من إدارك آلية التأثيرات وأين تقع والحاجات الناجمة عن الظ روف الص عبة عل ى الطف ل‪ .‬كم ا ت م‬
‫العمل على طرح بعض األمثلة عن التداخالت الممكن ة حس ب مرحل ة تط ور الطف ل س عيا ف ي تق ديم م ادة‬
‫تساعد على إدراك حجم المشكلة على األطفال‪ .‬م ع وس ائل لتق ديم المس اعدة م ن قب ل الراش دين م ن ح ول‬
‫الطفل ‪.‬‬

‫وﷲ ولي التوفيق‬

‫أحمد شيخاني‬

‫دمشق ‪2012‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫لمحة موجزة عن أھم المحطات التطورية عند الطفل بين الوالدة والسنتين‬

‫التطور الذھني‬ ‫التطور االجتماعي والتواصل‬ ‫التطور الحركي‬ ‫العمر‬


‫ال يدرك أن األشياء لھا‬ ‫يصدر أصواتا من الحنجرة ) مثل غغغغ ‪- (...‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يتحكم في حركة الرأس‬ ‫‪-‬‬
‫وجود منفصل عنه‪  .‬‬ ‫يبتسم لك‪  .‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بحفظه مستقيما ‪◌ً.‬‬ ‫شھران‬
‫يكتشف يديه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يخف البكاء تدريجيا ً‬ ‫‪-‬‬
‫يربط الزمن بحاجاته ) يتنبأ‬ ‫يصدر أصواتا ً لينة )مثل أه – أو – إي ‪-   (..‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يجلس مع مساعدة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫بوقت الطعام‪ ،‬وقت النوم‬ ‫يصغي باھتمام إلى األصوات المحيطة‬ ‫‪-‬‬ ‫يلتقط األشياء ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( ...‬‬ ‫يتقلب على السرير من‬ ‫‪-‬‬ ‫أشھر‬
‫جانب إلى جانب‬
‫يبتسم لنفسه في المرأة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يثرثر مستخدما األحرف الساكنة )مثل بابابا‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يجلس في الكرسي العالي ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحدق باھتمام إلى األشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫تاتاتا( ‪ ‬‬ ‫ينقل األشياء من يد إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المثيرة ‪ ‬‬ ‫يضحك عاليا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أخرى ‪ ‬‬
‫‪6‬‬
‫ينتبه إلى التفاصيل الصغيرة‬ ‫‪-‬‬ ‫يلعب " بقوسة " أو " نو " ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يلقي ثقله على ساقيه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشھر‬
‫ينظر إليك عندما تحدثه‬ ‫‪-‬‬ ‫يبدأ بالدبيب ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يضع األشياء في فمه )يده‬ ‫‪-‬‬
‫– قدمه(‬
‫ينتبه إلى حركة األشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫يحدث أنغاما ً في صوته ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يمد يده اللتقاط األشياء‬ ‫‪-‬‬
‫ويتبعھا بنظره ‪ ‬‬ ‫يصدر أصوات مكونة من مقطعيين لفظيين‬ ‫‪-‬‬ ‫البعيدة ‪ ‬‬
‫‪8‬‬
‫يفھم ويستجيب لبعض‬ ‫‪-‬‬ ‫)أوي‪ -‬دودا دادي(‬ ‫يقف مع مساعدة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشھر‬
‫الكلمات‬ ‫يزحف على األرض ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجلس من دون سند‬ ‫‪-‬‬
‫يبحث عن األشياء المخبأة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يستجيب إلى اسمه بكل وضوح ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يحاول الوقوف مستندا ً إلى‬ ‫‪-‬‬
‫يربط بين األحداث )يعرف‬ ‫‪-‬‬ ‫تبرز المخاوف األولى ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫األثاث‬ ‫‪10‬‬
‫أنه وقت النزھة عندما يرى‬ ‫يخاف من الغرباء ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أشھر‬
‫أمه ترتدي المعطف‪(....‬‬ ‫يبدأ التعلق الشديد باألم‬ ‫‪-‬‬
‫تتطور ذاكرته لألحداث ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يطلق أسماء معينة لبعض األشخاص )مثل‬ ‫‪-‬‬ ‫يمشي بعض الخطوات من‬ ‫‪-‬‬
‫يبرز حب االستكشاف‬ ‫‪-‬‬ ‫ماما‪ -‬دادا ‪  (...‬‬ ‫دون مساعدة ‪ ‬‬
‫‪12‬‬
‫واالختبار لديه ‪ ‬‬ ‫يقوم بإشارة " باي باي "‬ ‫‪-‬‬ ‫يستطيع حمل الكرة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫شھرا ً‬
‫يفھم العديد من الكلمات‬ ‫‪-‬‬ ‫يشرب من الكوب‬ ‫‪-‬‬
‫المألوفة‬
‫يشير باإلصبع إلى الشيء‬ ‫‪-‬‬ ‫يقلد بعض الكلمات واألصوات ‪ ‬‬ ‫يقف بمفرده من دون سند ‪-  ‬‬ ‫‪-‬‬
‫عند الطلب )أين ‪....‬؟( ‪ ‬‬ ‫يلعب بمفرده بألعابه لكنه يفضل اللعب مع‬ ‫‪-‬‬ ‫يمشي بمفرده ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستمتع بتصفح الكتب‬ ‫‪-‬‬ ‫أمه ‪ ‬‬ ‫يستطيع التقاط األشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14‬‬
‫المصورة ‪ ‬‬ ‫يشير إلى احتياجاته من دون اللجوء إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫الضغيرة جدا ًبإصبعه‬ ‫شھرا ً‬
‫يشعر األھل أنه يفھم كلمات‬ ‫‪-‬‬ ‫البكاء ‪ ‬‬
‫كثيرة في محيطه‬ ‫تظھر معالم الخجل لديه‬ ‫‪-‬‬
‫يقيم عالقة سببية بين‬ ‫‪-‬‬ ‫يزداد خوفه من الغرباء ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يفضل استخدام يد على‬ ‫‪-‬‬
‫األحداث ‪ ‬‬ ‫يثرثر باستمرار ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أخرى ‪ ‬‬
‫يالحظ األھل تطور الذاكرة‬ ‫‪-‬‬ ‫ينطق أكثر من أربع كلمات ذات معنى محدد‬ ‫يستطيع المشي إلى الوراء ‪-  ‬‬ ‫‪-‬‬
‫عنده ألحداث عديدة ‪ ‬‬ ‫)غير كلمة ماما ( ‪ ‬‬ ‫يستطيع المشي حامال لعبة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬
‫يلبي تأشيرات سھلة " أغلق‬ ‫‪-‬‬ ‫يشير إلى عينه وأنفه وفمه عند الطلب‬ ‫‪-‬‬ ‫كبيرة ‪ ‬‬ ‫شھرا ً‬
‫الباب " ‪ ‬‬ ‫يستطيع صعود الدرج مع‬ ‫‪-‬‬
‫يزداد حبه الستكشاف‬ ‫‪-‬‬ ‫مساعدة ‪ ‬‬
‫المحيط ‪ ‬‬ ‫يستطيع أن يتسلق إلى‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬
‫‪ ‬‬
‫يعرف نفسه في المرآة‬ ‫‪-‬‬ ‫كرسي والجلوس عليه من‬
‫دون مساعدة ‪ ‬‬
‫يخربش على الورقة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقلب صفحات الكتاب ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يلعب بالمكعبات )يبني‬ ‫‪-‬‬
‫أبراجا ًمن ثالث أو أربع‬
‫مكعبات(‬
‫يفرح كثيرا ًعند المديح ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يعبر عن حاجاته للتبول أو التبرز ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يستطيع استخدام الملعقة‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع التمييز بين األلوان ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تظھر معالم العدوانية ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بسھولة ‪ ‬‬
‫يشير إلى الصور أو األشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫تظھر معالم األنانية ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يساعد في عملية ارتداء‬ ‫‪-‬‬ ‫عامان‬
‫المتشابھة عند الطلب‬ ‫ينطق جمال ً مكونة من كلمتين‬ ‫‪-‬‬ ‫المالبس ‪ ‬‬
‫يستطيع القفز في مكانه‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫لمحة موجزة عن أھم المحطات التطورية عند الطفل بين السنتين والست سنوات‬

‫التطور الذھني‬ ‫التطور االجتماعي والتواصل‬ ‫التطور الحركي‬ ‫العمر‬


‫يفھم وظيفة األشياء ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يقلد جميع األصوات بسھولة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يصعد وينزل الدرج مستندا ًإلى‬ ‫‪-‬‬
‫يعتمد على الخيال في‬ ‫‪-‬‬ ‫يستعمل جمال ًمن ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلمات ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الحائط ‪ ‬‬
‫لعبه ‪ ‬‬ ‫يستعمل الجمع في كالمه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يقفز في مكانه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يفھم معنى الماضي‬ ‫‪-‬‬ ‫يستطيع اللعب بمفرده بألعابه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يرفس الكرة بقدمه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنتان‬
‫والمستقبل‬ ‫يحاول االعتماد على نفسه في العديد‬ ‫‪-‬‬ ‫يرسم خطا ًعاموديا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫ونصف‬
‫من المھارات‬ ‫يلتقط األشياء الصغيرة بأصابعه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يبدأ بركوب الدراجة )‪ 3‬عجالت( ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستعمل الملعقة والشوكة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع ارتداء حذائه‬ ‫‪-‬‬
‫يطابق األشياء المشابھة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يلجأ إلى العنف لحل مشاكله ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يلتقط الكرة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعد من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬أشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫يبدأ باللعب مع اآلخرين ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ينسخ دائرة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمامه ‪ ‬‬ ‫يتقبل الفراق عن أمه أكثر من ذي‬ ‫‪-‬‬ ‫يمسك القلم جيدا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫يعرف جنسه ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قبل‪  .‬‬ ‫يستعمل المقص مع مساعدة ‪ ‬‬ ‫سنوات ‪-‬‬
‫يلعب مع اآلخرين لكنه‬ ‫‪-‬‬ ‫تبرز عنده الفضولية الجنسية‬ ‫‪-‬‬ ‫يغسل يديه ووجھه جيدا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال يفھم قواعد اللعبة‬ ‫يرتاد المرحاض بمفرده‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع العد من ‪ 1‬إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫يلعب مع اآلخرين ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يتحكم في استخدام المقص ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪  10‬‬ ‫يستمع إلى القصة ويجيب على‬ ‫‪-‬‬ ‫يقفز على قدم واحدة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫يميز بين األلوان ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫األسئلة حول األحداث‬ ‫يرتدي السروال بمساعدة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنوات‬
‫يعرف سبب الحدث‬ ‫‪-‬‬ ‫ينسخ مربع ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يرسم شخصا ًمن ‪ 3‬أعضاء‬ ‫‪-‬‬
‫يطابق الصور المتشابھة‬ ‫‪-‬‬ ‫يستطيع أن يخبر قصة مع تسلسل‬ ‫‪-‬‬ ‫ينسخ المثلث جيدا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعد من ‪ 1‬إلى ‪  15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫زمني لألحداث ‪ ‬‬ ‫يرسم بيتا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع أن يعد حتى‬ ‫‪-‬‬ ‫قاموسه اللغوي )عدد الكلمات التي‬ ‫يرتدي سرواله من دون مساعدة ‪-  ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 15‬شيئا ًأمامه ‪ ‬‬ ‫يستطسع استعمالھا( يحتوي على ما‬ ‫يفرك أسنانه ويغسل يديه ووجھه‬ ‫‪-‬‬
‫سنوات‬
‫يستطيع تصنيف األشياء‬ ‫‪-‬‬ ‫يقارب ‪ 2500‬كلمة ‪ ‬‬ ‫جيدا ً ‪ ‬‬
‫يبرز الخيال واإلبداع‬ ‫‪-‬‬ ‫يستعمل جمال معقدة ومركبة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يحاول ربط الحذاء‬ ‫‪-‬‬
‫في رسوماته‬ ‫يصبح أقل أنانية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫لمحة موجزة عن أھم المحطات التطورية عند الطفل بين الست سنوات واإلحدى عشرة سنة‬

‫التطور الذھني‬ ‫التطور االجتماعي والتواصل‬ ‫التطور الحركي‬ ‫العمر‬


‫يطابق الصور بالكلمات‬ ‫تزايد المخاوف ) السمعية والخرافية ‪-‬‬ ‫تحسن في التوازن الجسدي ‪-  ‬‬ ‫‪-‬‬
‫المناسبة ‪ ‬‬ ‫(‪ ‬‬ ‫تزايد في قوة العضالت ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫يفھم األضداد ‪ ‬‬ ‫تخف العدوانية ويبدأ االعتماد على ‪-‬‬ ‫تحسن في التنسيق البصري ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع التصنيف ‪ ‬‬ ‫الحوارلحل مشاكله مع اآلخرين ‪-  ‬‬ ‫اليدوي ‪ ‬‬
‫يستطيع قراءة األحرف‬ ‫‪-‬‬ ‫يبدأ التمييز الجنسي ) أنا الأحب‬ ‫‪-‬‬ ‫يلتقط الكرة جيدا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬
‫واألرقام ‪ ‬‬ ‫اللعب مع البنات ( ‪ ‬‬ ‫يبدأ بربط الحذاء ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سنوات‬
‫يميز بين اليمين واليسار ‪ ‬‬ ‫يميز بين الربح والخسارة وينزعج ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يكتب األحرف واألرقام‬ ‫‪-‬‬
‫يدرك الفرق بين " أكثر " و‬ ‫‪-‬‬ ‫كثيرا ًعند الخسارة‬
‫" أقل "‬
‫يستطيع قراءة الساعة‬ ‫‪-‬‬ ‫يسعى إلى إرضاء اآلخرين لكسب‬ ‫‪-‬‬ ‫يربط حذائه جيدا ً ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫)بالساعة واألرباع‬ ‫محبتھم ولبناء صداقات ‪ ‬‬ ‫يعتمد على نفسه كليا ًفي‬ ‫‪-‬‬
‫واألنصاف( ‪ ‬‬ ‫يخاف من فقدان حب اآلخرين ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مھارات الحياة اليومية ‪ ‬‬
‫يفھم قيمة النقود ويقارنھا‬ ‫يشارك بحماس باأللعاب الجماعية ‪-  ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يكتب جيدا ًلكن خطه كبير‬ ‫‪-‬‬
‫ببعضھا البعض ‪ ‬‬ ‫له صديق أو صديقان مميزان عن‬ ‫‪-‬‬ ‫وغير منتظم ‪ ‬‬ ‫‪8‬‬
‫يستطيع القراءة والكتابة‬ ‫‪-‬‬ ‫اآلخرين ‪ ‬‬ ‫يبدي حماسا ً للنشاطات‬ ‫‪-‬‬ ‫سنوات‬
‫بسھولة ‪ ‬‬ ‫يميز بوضوح بين وقت اللعب‬ ‫‪-‬‬ ‫الرياضية ) سباق الركض ‪،‬‬
‫يفھم معنى الجمع والطرح‬ ‫‪-‬‬ ‫ووقت العمل‬ ‫كرة القدم ‪  (...‬‬
‫وجداول الضرب ‪ ‬‬ ‫يجيد ركوب الدراجة‬ ‫‪-‬‬
‫يفھم الحزازير والنكات‬ ‫‪-‬‬ ‫والسباحة‬
‫تطور المنطق بشكل واضح‬ ‫‪-‬‬ ‫حساس جدا ً لالنتقاد من الغير‬ ‫‪-‬‬ ‫تطور المھارة اليدوية بشكل‬ ‫‪-‬‬
‫)خاصة في حواره مع‬ ‫ويخجل إذا انتقده أحد أمام‬ ‫ملحوظ ) يتحسن خطه ‪،‬‬
‫اآلخرين( ‪ ‬‬ ‫المجموعة ‪ ‬‬ ‫يركب أشياء معقدة ‪  (...‬‬
‫يسعى إلى تطوير ثقافته‬ ‫‪-‬‬ ‫تزايد في إدراك الدور الجنسي ) أنا‬ ‫‪-‬‬ ‫يتحسن أداؤه الجسدي‬ ‫‪-‬‬
‫العامة )يسأل الكثير من‬ ‫صبي ويجب أن أتصرف‬ ‫)أسرع في الركض‪ ،‬أقوى‬ ‫‪9‬‬
‫األسئلة حول أمور عامة ( ‪ ‬‬ ‫كالصبيان( ‪ ‬‬ ‫في رمي الكرة ‪(...‬‬ ‫سنوات‬
‫يبدي اندفاعا ًأكبر بالنسبة‬ ‫‪-‬‬ ‫يكتسب األصدقاء أھمية أكبر في‬ ‫‪-‬‬
‫للتحصيل المدرسي ‪ ‬‬ ‫حياته ‪ ‬‬
‫تحسن في الذاكرة وبالتالي‬ ‫‪-‬‬ ‫تخف المخاوف بشكل ملحوظ‬ ‫‪-‬‬
‫تحسن في حفظ المعلومات‬
‫يبدأ بفھم األمور المجردة ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يھتم بمظره الخارجي ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تطور القدرات الحركية‬ ‫‪-‬‬
‫يستعمل المنطق واالستنتاج‬ ‫‪-‬‬ ‫يكتسب اآلخرون‪ ،‬ورأي اآلخرين‬ ‫الرئيسية بشكل ملحوظ ) قوة ‪-‬‬
‫في حواره مع الغير ‪ ‬‬ ‫به أھمية كبرى في تكوين صورته‬ ‫العضل‪ ،‬السرعة‪ ،‬القفز‬
‫تتحسن مھارات الدرس ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الذاتية ‪ ‬‬ ‫العالي والعريض ( ‪ ‬‬ ‫‪10‬‬
‫يدرك مفھوم الزمن بوضوح‬ ‫‪-‬‬ ‫يسعى للمشاركة في النشاطات‬ ‫‪-‬‬ ‫تطور التنسيق البصري‬ ‫‪-‬‬ ‫سنوات‬
‫وينظم وقته حسب ھذا‬ ‫الجماعية ‪ ‬‬ ‫اليدوي حيث تصبح حركاته‬
‫اإلدراك‬ ‫يبدأ االھتمام بالجنس اآلخر ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أكثر تجانسا ً وفعالية‬
‫تتكون الصداقات الحميمة‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫الخوف الطبيعي والمراحل التي يمر بھا عند األطفال‬

‫إن العالم الطفولي معظمه عالم سحري تتشابك في ه األم ور الواقعي ة بالحي اة الخيالي ة ‪ ...‬وتتش عب ف ي‬
‫مخيلة الطفل مخاوف عديدة نعتبرھ ا بمعظمھ ا ح االت طبيعي ة قص يرة األم د‪ ،‬أي أنھ ا تتالش ى م ن تلق اء‬
‫نفسھا‪ .‬فھناك أنواع من المخاوف تكون طبيعية وشائعة لدى األطفال‪.‬‬

‫ونالحظ أن المخاوف تزداد خاصة عند األطفال الذين خضعوا في طفولتھم المبكرة لممارسات‬
‫شبه قاسية عند عملية اإلطعام أو عند التدريب على النظافة‪ ،‬حيث أن مخيلتھم تكون ق د غ ذيت بالقص ص‬
‫المرعبة أو بالتھديدات العديدة‪ ،‬حي ث تك ون رغب ة األھ ل ف ي ض بط س لوك أبن ائھم ھ ي الت ي ت دفعھم إل ى‬
‫ممارسة مثل ھذه التصرفات مع أوالدھم دون أن يعرفوا آثار وعواقب مثل ھ ذا الس لوك عل ى األبن اء‪ ،‬ال‬
‫بل إنھم عندما تظھر مخاوف األطفال يستغربون من أين جاءت أو لماذا يخاف ولدي ھكذا ! ! ؟‬

‫كما أننا نرى ونالحظ ھذه المخاوف بكث رة عن د األوالد ال ذين ترعرع وا ف ي عائل ة مفرط ة الحماي ة‬
‫والعناية بالطفل ‪.‬‬

‫ومسؤولية األھل في تعاملھم مع مخاوف أوالدھم ليست مكافحة ھذه المخاوف عندما تظھر عند‬
‫الطف ل‪ ،‬ألن الخ وف ش عور طبيع ي وموج ود عن د ك ل األوالد‪ .‬المھ م ھ و مس اعدة الطف ل ف ي اكتس اب‬
‫استرتيجيات بناءة للتعامل م ع مخاوف ه وإل يكم بع ض النص ائح ف ي التعام ل م ع مخ اوف األطف ال بغ رض‬
‫التخفيف منھا‪:‬‬

‫طمأنة الولد الخائف وتھدئته وتوفير الثقة واألمان له ‪  .‬‬ ‫‪9‬‬


‫عدم السخرية من الولد‪ ،‬وعدم محاولة إقناعه بأن مخاوفه غير منطقية أو تافھة ‪  .‬‬ ‫‪9‬‬
‫التحلي بالصبر حيال ھذه المخاوف ألنھا سوف تزول لكي تأتي مخاوف أخرى مكانھا ) حسب‬ ‫‪9‬‬
‫العمر (‪  .‬‬
‫تجنب األفالم المرعبة على التلفيزيون أو حتى األخبار التي تتضمن مشاھد عنف وقتل‬ ‫‪9‬‬
‫وتدمير‪ ،‬أو القصص التي تحتوي على مضمون مخيف وصور مفزعة‪  .‬‬
‫توفير الفرص الكافية لإلختالط مع أوالد من عمره‪ ،‬فكلما انھكمك وشارك في نشاطات‬ ‫‪9‬‬
‫خارجية‪ ،‬خف قلقه من مخاوفه الداخلية ‪  .‬‬
‫يجب تشجيع الولد على التعبير عن مخاوفه‪ ،‬وأن يتكلم عنھا وعلينا أن نستمع له باھتمام ‪  .‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬‬
‫تذكر بأن مخاوف األطفال ھي حاالت طبيعية‪ ،‬لكن عندما ال يتمكن الولد من تجاوز ھذا‬
‫الخوف‪ ،‬وعندما يصبح الخوف حالة مرضية تسيطر على مشاعره ونشاطاته اليومية لفترة‬
‫زمنية طويلة تصبح نوعا من المخاوف التي تندرج تحت خانة اضطرابات القلق الالطبيعي ‪ ‬‬

‫وإليك فيما يلي جدوال ً بالمخاوف الطبيعية حسب العمر والتي يتجاوزھا الطفل مع الوقت‬
‫حتى تتالشى نھائيا ً‪ ،‬والتي تبقى ضمن إطار الخوف الطبيعي طالما ال تؤثر على نشاطاته‬
‫اليومية وال تستمر فترة زمنية طويلة‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫نوع المخاوف‬ ‫العمر بالسنوات‬
‫مخاوف سمعية ) القاطرات ‪ ،‬الرعد ‪ ،‬المكانس الكھربائية ( ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخاوف بصرية ) األلوان القاتمة ‪ ،‬المجسمات الضخمة ‪ ،‬العرائس المتحركة ( ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخاوف مكانية ) االنتقال إلى بيت جديد‪ ،‬بلد جديدة‪  ( ..‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سنتان‬
‫مخاوف شخصية ) االنفصال عن األم وقت النوم ‪ ،‬خروج األم من البيت (‬ ‫‪-‬‬

‫مخاوف من الحيوانات واألحجام الضخمة ) الناقالت (‬ ‫سنتان‬


‫ونصف السنة‬
‫مخاوف بصرية ) األشخاص المسنون ‪ ،‬األقنعة ‪ ،‬الظالم ‪ ،‬حيوانات ‪ ،‬رجال الشرطة ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللصوص ( ‪ ‬‬ ‫ثالث‬
‫مغادرة األم أو األب خاصة ليال ً‬ ‫‪-‬‬ ‫سنوات‬

‫‪ -‬مخاوف سمعية ) الماكينات (‬ ‫أربع‬


‫‪ -‬الظالم ‪ ،‬الحيوانات البرية ‪ ،‬مغادرة األم خاصة في الليل‬ ‫سنوات‬
‫فترة خالية نسبيا ًمن المخاوف ) إذا كانت موجودة تكون واقعية مثل الخوف من اإليذاء‪،‬‬ ‫خمس‬
‫األشرار‪ ،‬االختطاف‪ ،‬الكالب‪ ،‬الخوف من عدم عودة األب أو األم إلى المنزل (‬ ‫سنوات‬
‫تزداد المخاوف‪ - :‬سمعية ) جرس الباب‪ ،‬التليفون‪ ،‬األصوات المخيفة‪ ،‬أصوات الحشرات (‬
‫‪ -‬خرافية ) األشباح‪ ،‬العفاريت‪ ،‬الساحرات ( ‪ ‬‬
‫‪ -‬مكانية ) الضياع‪ ،‬الغابات ( ‪ ‬‬
‫ست‬
‫‪ -‬العناصر الطبيعية ) النار‪ ،‬الماء‪ ،‬الرعد‪ ،‬البراق ( ‪ ‬‬
‫سنوات‬
‫‪ -‬اختباء أحد في المنزل أو تحت السرير‪ ،‬النوم منفردا‪ ،‬البقاء في حجرة مغلقة‪ ،‬الخوف من‬
‫أال يجد أمه عند العودة إلى البيت أو أن يحدث لھا أذى أو أن تموت‪ ،‬اعتداء أحد عليه‬
‫بالضرب‪ ،‬الجروح والدم‬
‫مخاوف بصرية ) الظالم‪ ،‬الممرات الضيقة‪ ،‬الظالل على الجدران (‬
‫سبع‬
‫‪ -‬الخوف من الحروب والدمار‪ ،‬الجواسيس واللصوص‪ ،‬اختباء أحد في المنزل‪ ،‬الوصول‬
‫سنوات‬
‫متأخرا ً إلى المدرسة‪ ،‬فقدان حب اآلخرين‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫الصغار في الظروف الصعبة والنزاعات‬

‫الطفل إنسان ينمو ويتطور على األصعدة االجتماعية والثقافية واألخالقية والروحية‪ .‬والتجارب‬
‫التي يمر بھا خالل نموه‪ ،‬تحدد الطبيعة التي سيكون عليھا عند البلوغ‪ .‬حي ث أن تحقي ق نم و مت وازن ف ي‬
‫شخصية الطفل يتطلب أن يعيش ضمن عائل ة ت ؤمن جمي ع حاجات ه الفيزيولوجي ة األساس ية‪ ،‬محاط ا ببيئ ة‬
‫ملؤھا الحب والمرح والنظام واالتساق‪.‬‬

‫ولك ن عن دما يتع رض األطف ال إل ى ص دمات ف إن حاج اتھم األساس ية – عل ى الص عيدين الفيزيول وجي‬
‫والنفسي – تتھدد ما يؤدي إلى زعزعة النمو المتجانس عنده وربما يؤثر عليه مدى الحياة‪.‬‬

‫وللصدمات النفسية أسباب متعددة منھ ا م ا ھ و ن اتج ألس باب تتعل ق بالطبيع ة ومنھ ا م ا ھ و م ن‬
‫صنع اإلنسان كاالعتداء والعنف والحروب والعمليات الجراحية المتكررة والح ادة والح روق والتش وھات‬
‫واإلعاقات نتيجة للحوادث‪ ،‬والكوارث الطبيعي ة وفق دان أح د أف راد العائل ة أو الرف اق أو التع رض للعن ف‬
‫واإلرھاب واالختطاف والتھجير والحوادث الكارثية وقد تكون الصدمة مباشرة أو غير مباشرة‪ .‬فكثيرة‬
‫ھي الص دمات الت ي نتج ت م ن مج رد س ماع قص ص ح دثت م ع آخ رين ناھي ك ع ن الص دمات المباش رة‬
‫" بمعنى أن الشخص اختبرھا وعاشھا بنفسه " ‪.‬‬

‫وق د يع اني الطف ل ل دى تعرض ه ألي ش كل م ن أش كال الص دمة إل ى األذى الجس دي أو الض غط‬
‫النفسي‪ .‬واألطفال يظھرون أنواعا متعددة من ردود الفعل التي قد تظھر مباش رة إث ر الحادث ة أو بع د أي ام‬
‫أو أشھر أوحتى سنين‪ .‬وقد ساعدت األبحاث في معرفة م ن م ن األطف ال يمك ن وض عه ف ي خان ة الخط ر‬
‫انطالق ا م ن ن وع الس لوك ال ذي يظھ ره‪ .‬ف المعروف أن ردود الفع ل الح ادة تظھ ر ل دى األطف ال ال ذين‬
‫تواجدوا في مكان الكارثة‪ .‬أو اختبروا تھديدا مباشرا لحي اتھم أو حي اة م ن يحب ون أو تعرض وا إلص ابة‬
‫جسدية خطرة أو سمعوا صراخا أو استغاثة ولم يتمكنوا من تقديم المساعدة‪ ،‬أو فقدوا الدعم من جانب‬
‫الكبار أثناء الكارثة وشاھدوا ردود فعل الكبار‪.‬‬

‫فأثناء الص دمة‪ ،‬وبع دھا‪ ،‬يع اني الطف ل م ن مش اعر ال ذعر‪ ،‬العج ز‪ ،‬والرع ب‪ ،‬الت ي ت ؤدي إل ى‬
‫اضطراب عاطفي حاد ومزمن‪ .‬وھذا يؤدي إلى ظھور اضطرابات على ثالث ة أن واع‪ :‬اض طراب م ا بع د‬
‫الصدمة‪ ،‬اضطراب الضغط الحاد‪ ،‬واضطراب التكيف‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أنه ليس اضطراب ما بعد الصدمة ھو الوحيد الذي يعاني ه الطف ل اث ر الص دمة ب ل ھن اك‬
‫أمور أخرى مثل القلق‪ ،‬واليأس‪ ،‬ونوبات الغضب المفاجئ‪ ،‬ومحاوالت االنتحار‪ ،‬وفقدان الشعور باألمل‪،‬‬
‫الشعور بالذنب‪ ،‬المشاكل الدراسية ومشاكل الذاكرة ونقص في االنتباه والتركيز‪ ،‬والمش اكل ف ي العالق ات‬
‫مع اآلخرين باإلضافة إلى شكل من أشكال النكوص ) والنكوص ھو ظھور سلوك لدى الطفل ال يتناسب‬
‫م ع عم ره‪ ،‬ب ل يع ود في ه إل ى مرحل ة عمري ة أص غر مم ا ھ و علي ه ك التبول ال الإرادي وم ص اإلص بع‬
‫والرغبة في النوم عند والديه‪ ...‬بعد أن يكون قد تجاوز كل ھذه األمور ‪(.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة عند األطفال خالل الظروف الصعبة والنزاعات‬

‫م ن ھ ذه المؤش رات اإلث ارة المفرط ة العدواني ة‪ ،‬ونوب ات الرع ب‪ ،‬والقل ق المعم م‪ ،‬والك رب‬
‫واالكتئاب‪ ،‬واضطرابات النوم‪ ،‬والكوابيس‪ ،‬وع دم الرغب ة ف ي الحي اة‪ ،‬والخ وف م ن المس تقبل والتش اؤم‪،‬‬
‫الحساس ية المفرط ة ل بعض األص وات‪ ،‬فق دان الق درة عل ى التركي ز‪ ،‬المي ل إل ى البك اء بس ھولة‪ ،‬الش عور‬
‫بالذنب‪ ،‬السلوك النكوصي‪ ،‬صعوبة بإنشاء عالقات اجتماعية‪ ،‬االتكالية الزائ دة‪ ،‬وفق دان الش ھية‪ ،‬آالم ف ي‬
‫الرأس ودقات قلب غير منتظمة‪ ،‬آالم في المعدة‪ ،‬وفقدان الوزن‪ ،‬وفقدان الطاقة‪ ،‬وعدم الرغبة في اللعب‪.‬‬

‫إن طبيع ة المؤش رات‪ ،‬والض غوط ) م ن حي ث الش دة واالس تمرارية (‪ ،‬وعم ر الطف ل ومرحل ة النم و‬
‫التي يمر بھا والصفات الشخص ية الفردي ة للطف ل‪ .‬ك ل ذل ك ي ؤثر عل ى كيفي ة تكي ف الطف ل م ع الظ روف‬
‫الصعبة‪.‬‬

‫إن تعرض الطفل بشكل مستمر وحاد للضغوطات المتعددة األشكال ) العنف وفق دان اح د أف راد‬
‫األسرة ‪ (..‬تقلل من قدرته على مواجھة ھذه الضغوطات‪ ،‬فكلما كانت التجرب ة مري رة كلم ا أظھ ر الطف ل‬
‫اض طرابات عاطفي ة‪ ،‬وس لوكية‪ ،‬وعقلي ة‪ ،‬ولفھ م وتق دير م ا إذا كان ت ردود فع ل الطف ل عل ى الظ روف‬
‫الصعبة طبيعية أم ال‪ ،‬من المھم معرفة المراحل األساسية لنموه ‪:‬‬

‫فالطف ل م ن ال والدة إل ى ث الث س نوات يك ون معتم دا كلي ا عل ى دع م األھ ل و الم ربين‪ ،‬ال ذين‬ ‫•‬
‫يستش فون ح ال الطف ل م ن خ الل ردود أفعال ه‪ ،‬فق د تظھ ر ل دى الطف ل أنم اط م ن البك اء الح اد‪،‬‬
‫والتعلق‪ ،‬ورفض الطعام‪ ،‬ومشكالت النوم واالنسحاب‪  .‬‬
‫أما ف ي مرحل ة ‪ 6 – 3‬س نوات ) وعن دما يب دأ الطف ل بالحرك ة وض بط التب رز والتب ول وتن اول‬ ‫•‬
‫األكل بمفرده وقدرته على الكالم والكتابة والرسم واالعتماد عل ى ذاكرت ه (‪ ،‬تك ون ردود الفع ل‬
‫على الظروف الصعبة أكثرا تطورا‪ ،‬فھنا ال يستطيع الطف ل فھ م الم وت‪ ،‬ب ل يفس ر فق دان وال ده‬
‫أو أحد أفراد عائلته على أنه ناتج عن سلوك قام به ھو فيوجه اللوم لنفسه‪ ،‬في ھذا العمر‪ ،‬كذلك‬
‫يتبنى الطفل أنواع ا م ن الس لوك النكوص ي في تكلم كاألطف ال األص غر س نا‪ ،‬ويب ول ف ي س ريره‪،‬‬
‫ويزيد من تعلقه بأھله‪ ،‬ويعتمد على اآلخرين في إطعامه‪ ،‬ويع اني م ن ك وابيس‪ ،‬ويجس د مش اھد‬
‫مما تعرض له في أثناء لعبه ‪  .‬‬
‫ف ي مرحل ة ‪ 13 – 6‬س نة ‪ ،‬وعن دما يص بح الطف ل أق ل اعتم ادا عل ى األھ ل والخي ال وال وھم‬ ‫•‬
‫) وعندما تصبح لديه القدرة على فھم األنظمة والقوانين األساسية‪ ،‬واستعمال المنطق واستيعاب‬
‫مفھ وم الم وت ( ت أتي ردود فع ل الطف ل عل ى ش كل األس ى‪ ،‬وفق دان الدافعي ة‪ ،‬واالنس حاب‬
‫االجتماعي‪ ،‬كما يصبح عدوانيا ليخفي اليأس واإلرباك‪ ،‬ويطغى عليه الشعور بذنب البق اء عل ى‬
‫قي د الحي اة عن د خس ارة أح د أف راد العائل ة‪ ،‬كم ا تظھ ر لدي ه بع ض األع راض الفيزيولوجي ة‬
‫كاضطرابات النوم‪ ،‬وقلة التركي ز‪ ،‬والرغب ة ف ي االنتق ام‪ ،‬وس لوكيات ت دمير ال ذات والن زاع م ع‬
‫األھل والرفاق ‪  .‬‬
‫إن ردود الفعل العاطفية تختلف من طفل إلى طف ل آخ ر ف ي طبيعتھ ا وح دتھا‪ .‬ولك ن ھن اك‬
‫بعض التشابه العام في كيفية شعور الطفل عندما يتعرض لتھديد الظروف الصعبة والنزاعات‪.‬‬
‫ورد الفعل المس يطر خ الل الظ روف الص عبة ھ و الخ وف عل ى الجمي ع‪ ،‬وخوف ه ق د يظھ ر ف ي‬
‫مخيلته والتي قد تثار بشكل غي ر منطق ي عن د س ماعه بع ض األخب ار‪ ،‬مم ا يزي د ويف اقم خوف ه‪.‬‬
‫وأكثر ردود فعل األطفال نتيجة الخوف ھي الغضب وينصب غضبه عادة على األھ ل والرف اق‬
‫والجيران لعدم قدرته على صب غضبه على مسببي المشكلة‪ .‬إن الظروف الصعبة والنزاعات‬
‫تقوض الروتين الي ومي للطف ل مم ا يط ور لدي ه الش عور بع دم األم ان وتف اقم مس توى الض غط‬
‫عليه والحاجة إلى إعادة الطمأنة ‪.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫ردود فعل األطفال على الظروف الصعبة واألزمات‬

‫يعبر األطفال عن صعوباتھم بطرق مباش رةعن طري ق الش كوى م ن الخ وف‪ ،‬الت وتر‪ ،‬التض ايق‪ ،‬وط رح‬
‫التساؤالت بشكل مفرط‪ .‬وكذلك بط رق غي ر مباش رة ع ن طري ق س لوكيات مختلف ة وغي ر مالئم ة للطف ل‬
‫والتي تشير إلى مشكلة يمر بھا الطفل‪ .‬وسنذكر ھنا على سبيل المثال ‪:‬‬

‫حركة العضالت‪ :‬قد يفقد الطفل بعض التوازن في حرك ة العض الت فتتح ول إل ى متش نجة أكث ر‬ ‫‪-‬‬
‫أو رخوة‪ .‬قد يظھر ھذا الخلل عند الصغار بشكل عام في حركة عضالت الفم والتي تؤثر عل ى‬
‫الكالم حيث تظھر التأتأة والتلعثم عند األطفال‪  .‬‬
‫س لوكيات جنس ية‪ :‬ق د ت زداد مالمس ة األعض اء الجنس ية ل دى األطف ال لوج ودھم ف ي وض ع‬ ‫‪-‬‬
‫ضاغط‪ .‬ألنھم يجدون من خاللھا تھدئة آنية التتطلب تنظيم وتركيز األفكار أو السلوك‪  .‬‬
‫السيطرة على التبول والبراز‪ :‬حيث أن األطفال في ظروف الضغط قد يحصل لھ م إم ا إمس اك‬ ‫‪-‬‬
‫أو حصار بول من جھة‪ .‬وإما إسھال أو عدم القدرة على التحكم باإلفرازات‪  .‬‬
‫النك وص أو التراج ع‪ :‬ع ودة إل ى س لوكيات طفولي ة حي ث يس لك الطف ل س لوكيات طفولي ة غي ر‬ ‫‪-‬‬
‫مالئمة للمرحلة العمرية أو التطورية الموجود بھا‪ .‬مثل مص اإلصبع‪ ،‬التبول الالإرادي‪ ،‬الحبي‬
‫) الزحف ( إستعمال لغة األطفال‪  ...‬‬
‫األك ل‪ :‬التوق ف أو التقلي ل م ن األك ل وفق دان الش ھية م ن جھ ة أو اإلف راط ف ي األك ل م ن جھ ة‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى‪ ،‬وعلى الغالب الحاجة المتزايدة لألغذية الحلوة ) السكرية كالشوكوال – البسكويت ‪  ( ..‬‬
‫مشاكل في النوم‪ :‬وتنعكس في خلل بالنوم مثل‪ :‬صعوبة الدخول في النوم‪ ،‬أو تغيير ف ي ع ادات‬ ‫‪-‬‬
‫ومكان النوم‪ ،‬إستيقاظ متكرر إث ر ك وابيس ومخ اوف‪ .‬أو اإلف راط ف ي الن وم مث ل ‪ :‬ص عوبة ف ي‬
‫اإلستيقاظ صباحا‪ ،‬الشعور بالتعب والنوم في ساعات النھار ليس كالمعتاد‪  .‬‬
‫آالم جسدية ‪ :‬غالبية اآلالم الت ي يعب ر عنھ ا األطف ال ھ ي آالم ب البطن أوال رأس‪ .‬وأحيان ا يش كو‬ ‫‪-‬‬
‫األطفال من آالم في األطراف وممكن أن تكون نابعة من تشنج العضالت الناتج عن الضغط‪  .‬‬
‫صعوبة باالنفصال‪ :‬وھو عبارة عن االلتصاق باألم أو األھ ل‪ ،‬وع دم الرغب ة باالنفص ال ع نھم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التصاق بأغراض انتقالية‪ ،‬أو أغراض أخرى‪ ،‬التعل ق ب أغراض تعط ي الطف ل الش عور باألم ان‬
‫مثل لعبة‪ ،‬حرام ق ديم أو عص ا وھن اك أطف ال يتعلق ون بثي اب معين ة‪ ،‬أحذي ة أو قبع ة لھ ا مفھ وم‬
‫األم ان أو ال دفاع ع نھم حي ث ي رفض األطف ال خلعھ ا‪ .‬وق د يص ل األم ر ف ي ح ال انتق ال األھ ل‬
‫بسبب ظروفھم الصعبة إلى منزل جديد إلى حد تعلقھم بأشياء لھا عالقة بمنزلھم القديم ‪  .‬‬
‫وھناك أطفال يقومون باألمور الروتينية اليومية بحذافيرھا ظنا منھم أنھم ب ذلك يمنع ون ح دوث‬
‫أي أمر مخيف بحياتھم‪  .‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫دعم األطفال في أوقات األزمات‬

‫نصائح ھامة في عملية التواصل مع الطفل المصدوم في سن ما قبل المدرسة‬

‫يمكن أن تخلف الحروب وحاالت الطوارئ وراءھا آالفا ً من األطفال الذين يحتاجون إلى الدعم المعنوي‬
‫والمساعدة العملي ة‪ .‬األطف ال ال ذين يفق دون أھلھ م بص ورة خاص ة‪ ،‬بحاج ة إل ى كب ار ي دعمونھم ويق دمون‬
‫المشورة لھم‪ ،‬بل وحتى األطفال الذين لم يفقدوا عائالتھم قد ال يجدون من يسرون إليه بما يشعرون‪.‬‬

‫ومن ھذه النقطة تكمن أھمية الحديث ھنا عن كيفي ة التح دث والتواص ل م ع األطف ال المص دومين خاص ة‬
‫في سن ما قبل المدرسة خالل الظروف الصعبة والنزاعات‪ .‬ونتائج حديث األطفال عن أنفسھم وتجاربھم‬
‫الصدمية تستند استنادا كبيرا إلى مھارات الراشد المساعد التواصلية‪ .‬ويكون الراشد المساعد فعاال أكث ر‬
‫إذا أخذ القواعد التالية بعين االعتبار ‪:‬‬

‫كيف نتكلم مع األطفال المصدومين ‪:‬‬

‫يج ب أن نعب ر ع ن اھتمامن ا الص ادق بالتواص ل م ع األطف ال وذل ك عب ر الجل وس معھ م ف ي‬ ‫•‬
‫المستوى نفسه‪ ،‬واإلصغاء إليھم بانتباه‪ ،‬والمحافظة على التواصل البص ري معھ م‪ ،‬ك ذلك يج ب‬
‫أن نعزز محاوالت األطف ال للتعبي ر ع ن أنفس ھم باالس تعانة باألص وات المش جعة ) ھمم م‪ ،‬آه (‬
‫واإليماءات واالبتسامات‪  .‬‬
‫يجب أن نتكلم بصوت ھادئ‪ ،‬ونطرح أسئلة واضحة‪ ،‬وندلي بتصاريح واضحة‪ ،‬كذلك يج ب أن‬ ‫•‬
‫نتجب دفع األطفال إلى اإلجابة‪ ،‬وأن نمنحھم الوقت ليعبروا عن أنفسھم ‪  .‬‬
‫يجب أن نطرح كل سؤال على حدة وإال ارتبك الطفل‪  .‬‬ ‫•‬
‫يجب أن نشجع األطفال على التكلم من خالل طرح األسئلة المفتوحة )كيف ؟ من ؟ ماذا ؟ أين‬ ‫•‬
‫؟ متى ؟ ( ‪ .‬واإلدالء بتعليقات بسيطة داعمة عما يخبرنا به األطفال ‪  .‬‬
‫يجب أن نلخص رسائل األطفال بصيغتنا الخاصة‪ .‬فعندما نفعل ذلك نالحظ م ا إذا كن ا ق د فھمن ا‬ ‫•‬
‫ھذه الرسائل بشكل سليم أم لم نفھمھا‪ ،‬ويدرك األطفال أننا كنا نصغي إليھم ونفھمھم جيدا‪ .‬وھذا‬
‫األمر سيشجعھم على التكلم أكثر‪  .‬‬

‫إذا الحظنا أن األطفال يعانون للتعبير عن أنفسھم‪ ،‬فيجب أن نقول لھم كلمات تعبر عم ا يري دون وص فه‪.‬‬
‫إال أننا يجب أن نفسح لھم المجال ليختاروا التعبير الذي يرتؤونه مناسبا لھم ‪.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫خطوات التعامل مع طفل مصدوم في سن ما قبل المدرسة‬

‫يمكن ت وفير التواص ل عل ى ص عيد شخص ي م ع راش د مع روف وموث وق بالنس بة للطف ل‪ ،‬وتعتب ر األط ر‬
‫اإلجتماعية مفيدة بشكل خاص إذا كان المشاركون كلھم قد تأثروا بالحدث نفسه‪.‬‬

‫وعلى الراشد المساعد الذي يوجه المحادثة ع ن التج ارب الص دمية بھ دف مس اعدة الطف ل أن يأخ ذ بع ين‬
‫االعتبار تسلسل الخطوات التالية في تفاعله مع الطفل‪:‬‬

‫• يجب أن نبدأ المحادثة بأن نخب ر الطف ل وأھل ه ب أن ك ل ردود الفع ل الت ي اختبروھ ا بع د الح دث‬
‫الصدمي ھي طبيعية‪ ،‬وليست دليل ضعف‪ .‬وبأن التكلم عن تجاربھم يفيد الجميع‪  .‬‬
‫يج ب أن نس مح لألطف ال ب أن يص فوا م ا حص ل أثن اء الح دث الص دمي‪ ،‬ويح اولوا أن يعي دوا‬ ‫•‬
‫تركيب سلسة األحداث كلھا‪  .‬‬
‫يحب أن نتقبل األطفال‪ ،‬ونشجعھم على التعبير عن عواطفھم بينما يصفون الحدث‪ .‬فھ ذه عملي ة‬ ‫•‬
‫طبيعية تساعدھم على الشفاء‪  .‬‬
‫يجب أن نشجع األطفال على التكلم عن انطباعاتھم الحسية أثناء الحدث الصدمي‪ :‬ما رأوه‪ ،‬وم ا‬ ‫•‬
‫س معوه‪ ،‬وش موه‪ ،‬وأحس وا ب ه‪ .‬فمعظ م األطف ال يحفظ ون ذكري ات " منطبع ة ف ي ذھ نھم " ع ن‬
‫أوجه مميزة للحالة الصدمية‪ .‬ھكذا يخفف التكلم عن ھذه ال ذكريات م ن ال وتيرة الت ي تق تحم بھ ا‬
‫ذھنھم وتزعجھم أثناء أنشطتھم اليومية ونومھم‪ .‬ويخفف ھذا ال تكلم أيض ا م ن اإلجھ اد الع اطفي‬
‫القوي المرافق‪  .‬‬
‫يج ب أن نس أل األطف ال ع ن أس وأ لحظ ة ف ي الح دث الص دمي‪ .‬فھ ذا الس ؤال يس مح لألطف ال‬ ‫•‬
‫بالتعبير عن أكثر تجربة أخافتھم‪ ،‬ويساعدھم على دمجھا بشكل أفضل في ذاكرتھم العامة‪  .‬‬
‫يج ب أن نس أل األطف ال م اذا فعل وا ليحم وا ويس اعدوا أنفس ھم أثن اء الحال ة الص دمية‪ .‬ف بعض‬ ‫•‬
‫األطف ال يق وم ب بعض األفع ال البس يطة والناجح ة ليت أقلم م ع ھ ذه الحال ة المجھ دة ج دا‪ .‬وھك ذا‪،‬‬
‫عندما نذكرھم بأعمالھم‪ ،‬نظھر لھم أنھم لم يكونوا عاجزين تماما‪  .‬‬
‫إذا كانت نظرة األطفال إلى الح دث الص دمي‪ ،‬وتقي يمھم ل ه غي ر واقعي ين ) خاص ة أن األطف ال‬ ‫•‬
‫الصغار عادة يرجعون س بب األح داث لخط أ ارتكب وه (‪ ،‬فيج ب أن ن زودھم بمعلوم ات إض افية‬
‫عن أسباب الحدث‪ ،‬وتسلسله الفعلي‪ ،‬وعواقبه‪ .‬فدائما ماتكون الوق ائع أفض ل م ن التخ يالت وإذا‬
‫تعلم األطفال كيف يفھمون الحدث الص دمي بش كل ص حيح‪ ،‬فس يتمكنون م ن وض ع خط ط أكث ر‬
‫واقعية للمستقبل‪  .‬‬
‫إذا عبر أطفال ما قبل المدرسة األكبر سنا عن شعور قوي بال ذنب ألنھ م ل م يس اعدو غي رھم أو‬ ‫•‬
‫لم يدفعوا األذى عمن يحبون‪ .‬أو لم يحموا عائلتھم بما يكف ي‪ ،‬أو عاش وا ھ م فيم ا م ات غي رھم‪،‬‬
‫فيجب أن نوضح لھم أن تسلسل األح داث ل م يك ن أص ال مل ك أي ديھم ليس يطروا علي ه‪ ،‬وأنھ م ال‬
‫يتحملون مسؤولية ما حصل مع االنتباه إلى أن األمر يبق ى ف ي إط ار التوض يح ف ي ح ال طلب وا‬
‫ھم ذلك ‪  .‬‬
‫يجب أن نسأل األطفال عن أفكارھم الحالية وما ينوون فعله‪ :‬قد يفكرون في االنتقام أو الثأر‪ ،‬أو‬ ‫•‬
‫ينتظ رون بخ وف وق وع ح دث رھي ب آخ ر‪ ،‬ويتوص ل األطف ال ف ي س ن م ا قب ل المدرس ة إل ى‬
‫اس تقاء االس تنتاجات م ن تج اربھم ع ن حي اتھم المس تقبلية‪ ،‬ويھيئ ون أنفس ھم للتعام ل م ع م ا‬
‫يتوقع ون حدوث ه ‪ .‬ل ذلك يج ب أن نص حح أفك ار األطف ال المغلوط ة‪ ،‬وأن ن زرع ف يھم أفك ارا‬
‫ايجابية‪ ،‬وأمال في المستقبل إن أمكن‪  .‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يجب أن نعيد األطفال إلى " المكان والزمان الحاضرين " فنكتش ف م ا ھ و أكث ر م ا تس بب لھ م‬ ‫•‬
‫باإلزعاج في حياتھم اليومية منذ وقوع الحدث الصدمي ‪ ،‬ونساعدھم على إيجاد ما يمكنھم فعل ه‬
‫ليس اعدوا أنفس ھم‪ ،‬فھ ذه الطريق ة تق وي ح س الكف اءة وال تمكن عن د األطف ال إذا ك انوا يجي دون‬
‫التأقلم مع المشاكل الراھنة‪  .‬‬
‫يجب أن نختم المحادثة بتقدير شجاعة األطفال في مشاركتنا انطباعاتھم ومش اعرھم‪ ،‬وأفك ارھم‬ ‫•‬
‫وعلينا تشجيعھم على تقبل مشاعرھم ومخاوفھم على أنھا ردود فعل طبيعية تنتج ع ن مث ل ھ ذه‬
‫التجربة العنيفة‪ .‬ويكون ذلك من خالل تقبلنا نح ن لألطف ال كم ا ھ م بمش اعرھم ومخ اوفھم ‪.‬كم ا‬
‫علينا أن نتيح الف رص لعق د لق اءات أخ رى بم ا أن ھ ذه المحادث ات س تريح معظ م األطف ال‪ .‬وق د‬
‫يطالبون باستكمالھا‪.‬‬

‫نصائح ھامة ومفيدة لألھل في تعاملھم مع أطفالھم وقت األزمات والظروف الصعبة‬

‫في الظ روف الص عبة ووق ت األزم ات‪ ،‬يك ون الھ دف األول بالنس بة إل ى األھ ل والب الغين اآلخ رين‪ ،‬ھ و‬
‫العمل قدر المستطاع على بناء نوع من اإلحساس باألمان‪ ،‬وفي أثناء محاولة تأمين عنصر األمان ھذا‪،‬‬
‫يتعين على البالغين المحافظة على ھدوئھم‪ ،‬وتوفير جو من الھدوء واالس ترخاء ف ي بيئ ة الطف ل‪ .‬إذا ك ان‬
‫ذلك ممكنا بأي شكل من األشكال‪.‬‬

‫ولكن إذا عجز ھؤالء عن تأمين مثل ھذا الھدوء ألن المسألة تعن يھم شخص يا‪ ،‬عندئ ذ‪ ،‬يك ون م ن‬
‫المھم أن يشرحوا للطفل عن سبب استيائھم‪ .‬إن تقديم نم اذج م ن الھ دوء أم ام األطف ال يمك ن أن يش كل‬
‫إش ارة عاطفي ة بالنس بة لألطف ال‪ ،‬ك ذلك يج ب عل ى الب الغين أن يؤك دوا لألطف ال أنھ م يح اولون بأقص ى‬
‫إمكاناتھم التأكد من أنھم آمنون في المنزل ) قدر المستطاع ( ‪.‬‬

‫وعلينا أن نتذكر أن مسؤولية األھل في تعاملھم مع مخاوف أطفالھم ليست ھي مكافحة ھ ذه المخ اوف‬
‫عندما تظھر‪ ،‬ألن الخوف شعور طبيع ي وموج ود عن د ك ل األوالد‪ .‬وھ و ف ي الظ روف الص عبة رد فع ل‬
‫طبيعي عل ى تج ارب غي ر طبيعي ة يم رون بھ ا‪ .‬ب ل دورھ م ف ي ج وھره يكم ن ف ي مس اعدة الطف ل عل ى‬
‫اكتساب استراتيجيات بناءة للتعامل مع مخاوفه‪.‬‬

‫وفي ما يلي بعض النصائح األساسية في التعامل مع مخاوف األطفال بغرض التخفيف منھا ‪:‬‬

‫التعبير عن المشاعر ھو الخطوة األولى من خطوات التدخل السريع وقت األزمات لذا م ن‬ ‫‪-‬‬
‫المھم ت وفير اإلمكاني ة للطف ل للتعبي ر ع ن مش اعره كم ا ھ ي دون نق اش فف ي المش اعر ال‬
‫يوجد خطأ وصواب‪  .‬‬
‫توفير المعلومات‪ ،‬تص حيحھا‪ ،‬توس يعھا‪ :‬حي ث أن أح د العوام ل األساس ية الت ي تس اھم ف ي‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة الخوف وتكريسه ھو انعدام المعرفة أو قلتھا‪ ،‬فكثير من مخاوفن ا تنبث ق م ن أم ور أو‬
‫أشياء غير معروفة لنا )المجھول( ‪ .‬وبما أن األطفال بصورة عامة محدودو المعرف ة‪ ،‬ف إن‬
‫ھذا يزيد من مخاوفھم‪  .‬‬
‫أج واء بيتي ة داعم ة‪ :‬إن أح د الش روط األساس ية ل دعم الطف ل ف ي التعام ل م ع الظ روف‬ ‫‪-‬‬
‫الصعبة ھو توفير أجواء بيتية داعمة‪ ،‬وھذه األجواء تتميز بما يلي ‪  :‬‬
‫تقبل الطفل كما ھو ‪ ‬‬ ‫‪9‬‬
‫الحوار فھو وسيلة جيدة لالتصال مع الطفل ‪ ‬‬ ‫‪9‬‬
‫اللعب بجميع أنواعه ‪ ‬‬ ‫‪9‬‬
‫عدم الضغط على الطفل إذا رفض الكالم ‪ ‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 9‬اعطاء الطفل الشعور باألمان والطمأنينة وال نجعله يشعر بالخجل عند التعبير عن مخاوفه ‪ ‬‬
‫‪ 9‬اعطاء الطفل الشعور أنه ليس وحده فنحن بجانبه نشعر معه ولدينا مشاعر مماثلة ‪ ‬‬
‫‪ 9‬مساعدته على القيام ببعض النشاطات ) الرسم‪ ،‬الطين‪ ،‬القصص والحكايات‪( ...‬‬
‫‪ -1‬التعبير عن المشاعر‪  :‬‬

‫وھو الخطوة األولى من خط وات الت دخل الس ريع وق ت األزم ات‪ ،‬ل ذا م ن المھ م ت وفير اإلمكاني ة للطف ل‬
‫للتعبير عن مشاعره كما ھي دون نقاش فال يوجد في مسألة المشاعر صح أو خطا‪.‬‬

‫فمش اعر الف رد ھ ي ذاتي ة وشخص ية " بمعن ى أنھ ا خب رة يعيش ھا الف رد بذات ه " ول و تش ابھنا فيم ا ببين ا‬
‫بأسمائھا‪ .‬وال يوجد مشاعر صادقة أو غير صادقة‪ ،‬المشاعر ال تناقش‪.‬‬

‫ففي كثير من األحيان يكون الطفل بحاجة إلى التعبير عن مشاعره فقط‪ ،‬فھو يرت اح عن دما يج د‬
‫من يصغي إليه‪ ،‬يتقبل مشاعره ويفھم ه‪ ،‬األم ر ال ذي يس اعده أيض ا عل ى اس تعادة ثقت ه بنفس ه‪ ،‬وس يطرته‬
‫على حياته‪ ،‬وإيجاد طرق بديلة للتعامل مع الصعوبات و األزمات‪.‬‬

‫عندما يبدأ األطفال في التعبير عن مشاعرھم يج ب إعط اء الش رعية لمث ل ھ ذه المش اعر‪ ،‬وأخ ذھا بمأخ ذ‬
‫عبر الطفل عن خوفه فعلينا أن نؤكد له تفھمنا‬
‫الجد " أي احترامھا " ‪ .‬فال يوجد شعور غير شرعي‪ .‬وإن ّ‬
‫لھذا الخوف‪ .‬وإن عبر الطفل عن مشاعر الكره أو الحقد فمن المھم أيضا تقبل مثل ھذه المشاعر الس لبية‪.‬‬
‫)وف ي مرحل ة الحق ة يمكنن ا الع ودة لتص حيح المعلوم ات أو لتوض يح المواق ف‪ ،‬لنس اھم ف ي بن اء موق ف‬
‫إنساني لدى أطفالنا (‪.‬‬

‫ولنتذكر أن دورنا األساسي ھو دعم الطفل ‪ ،‬وذل ك م ن خ الل اإلص غاء إلي ه‪ ،‬وإعط اؤه الش عور باألم ان‬
‫ليستطيع أن يعبر عن مشاعره بشكل حر‪ .‬دون الخوف من تقييمنا السلبي لھا أو عدم تقبلنا‪ .‬أو من حكمن ا‬
‫عليه من جرائھا‪ .‬فال نطلب منه إنكار مشاعره إنما نتفھمھا ونحثه على ف تح قلب ه والتعبي ر ع ن مش اعره‪.‬‬
‫ومشاركته بمشاعرنا ھي إحدى الوسائل التي نفھمه بھا أن ه ل يس وحي دا‪ ،‬ف نحن أيض ا نش عر بالغض ب أو‬
‫الخ وف أو الح زن مثل ه تمام ا‪ .‬تعبي ر الطف ل ع ن مش اعره والتنف يس والتفري غ ھ ي أم ور أساس ية ف ي‬
‫طريقه للتغلب على األزمة ‪.‬‬

‫ھن اك ع دة وس ائل يس تطيع الطف ل أن يعب ر م ن خاللھ ا ع ن مش اعره وس يبادر إليھ ا بذات ه‪ ،‬إن‬
‫توفرت األجواء المالئمة‪ ،‬ولكن حتى إن ل م يش اركنا فيمكنن ا القي ام بفعالي ات ع ن طري ق اللع ب‪ ،‬التمثي ل‪،‬‬
‫والقصص‪ ،‬تمكنه من التعبير والتنفيس والتفريغ‪ .‬ولكي يستطيع الطف ل التعبي ر ع ن مش اعره‪ ،‬علين ا خل ق‬
‫جو من األمان والثقة‪ ،‬جو داعم‪ ،‬وھذا يتطلب ‪:‬‬

‫التقبل واالحترام‪  .‬‬ ‫‪-‬‬


‫اإلصغاء الكامل لجميع المشاعر واألفكار‪ ،‬احترامھا وتقبلھا‪  .‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع الطفل على التعبير وإعطاء الشرعية لكل ما يصدر عنھم‪ ،‬خاصة للمشاعر‪  .‬‬ ‫‪-‬‬
‫التفھم والتعاطف الوجداني‪  .‬‬ ‫‪-‬‬
‫إظھار االھتمام بكل ما يقال‪  .‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم إصدار األحكام أو النقد أو اللوم‪  .‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقبل المشاعر كما ھي دون جدال أو نقاش‪  .‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفھمنا لمشاعره وعكسھا له " ويك ون ذل ك م ن خ الل أن نعي د علي ه م ا فھمن اه نح ن مم ا يق ول‬ ‫‪-‬‬
‫لنتأكد من أننا فھمنا تماما ما يقصد " ‪  .‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫‪ -‬االھتمام للغتنا الكالمية وتعابير أجسامنا‪ ،‬فأحيانا ال نعبر بالكالم عن عدم تقبلنا‪ .‬لكن ق د يب دو عل ى‬
‫مالمحنا أو حركاتنا الضجر أو الضيق أو عدم الصبر‪ " .‬والطفل ذك ي لدرج ة أن ه يفھ م ذل ك خاص ة‬
‫وأن لغة أجسادنا غالبا ما تترك أثرا أقوى مما نقول‪".‬‬

‫‪ -2‬توفير المعلومات‪ ،‬تصحيحھا‪ ،‬توسيعھا‪:‬‬

‫أحد العوامل األساسية التي تساھم في زيادة الخوف وتكريسه ھو انعدام المعرفة أو قلتھا‪ ،‬فكثير‬
‫من مخاوفن ا تنبث ق م ن أم ور أو أش ياء غي ر معروف ة لن ا أو غي ر مح ددة ) المجھ ول (‪ .‬وبم ا أن األطف ال‬
‫بصورة عامة محدودو المعرفة‪ ،‬فإن ھذا يزيد من مخاوفھم‪.‬‬

‫فإحدى الوظائف األساسية لألھل في الظروف الصعبة‪ ،‬ھي دعم الطفل بالترتيب الذھني‪:‬‬

‫فقد يمر األطفال‪ ،‬ف ي مث ل ھ ذه الظ روف بتج ارب مخالف ة لم ا تعلم وه أو عرف وه أو اختب روه س ابقا‪ ،‬مم ا‬
‫يجعلھم يفقدون توازنھم الذھني‪ ،‬ويبدأون في البحث وتجميع معلومات تساعدھم على ترتيب أفك ارھم م ن‬
‫جديد واستعادة توازنھم الذھني‪ ،‬كما وأن الطفل يفقد توازن ه النفس ي نتيج ة خوف ه م ن المجھ ول‪ ،‬وع دم‬
‫درايته لما يجري حوله‪ ،‬فيقوم بتجنيد جميع قدراته لفھم األحداث وإع ادة ترتي ب الواق ع ال ذي يع يش في ه‪،‬‬
‫يقوم الراشد عادة بمھم ة أساس ية ف ي حي اة الطف ل‪ ،‬فف ي مس ار نم و الطف ل‪ ،‬كثي را م ا يك ون ذل ك الراش د‬
‫رس ول الواق ع‪ ،‬وھن ا أيض ا ف ي الظ روف الص عبة م ن المھ م أن ال ننس ى ذل ك‪ .‬ف نحن م ع أطفالن ا رس ل‬
‫للواقع‪ ،‬ودعمنا للطفل لفھم الواقع سيساعده في التعامل معه‪ ،‬وفي تحصينه في ظروف صعبة مستقبلية‪.‬‬

‫ومن المھم اإلجابة عن تساؤالت األطفال جميعھا بصدق وترو ٍ‪ ،‬ومن المھم أن نح اور الطف ل لندعم ه‬
‫في رؤية الواقع بشكل نقدي‪ ،‬ومن المھم مشاركة األطفال في معلومات إضافية كي يستطيعوا فھ م الواق ع‬
‫والتعامل معه‪.‬‬

‫فالمعرفة والفھم‪ ،‬من المتطلبات األساسية إلعادة التوازن النفس ي وال ذھني لألطف ال‪ .‬كم ا وأن مش اركة‬
‫الطفل في فھمنا السياسي لألم ور ستس اھم ف ي توس يع قدرات ه وبل ورة رؤيت ه وليص بح تعامل ه م ع األم ور‬
‫عقالنيا وليس عاطفيا فقط‪ .‬إن تزوي د الطف ل بمعلوم ات ع ن األوض اع الت ي تج ري م ن حول ه وإعط اؤه‬
‫صورة واضحة عما يجري يساعده على االرتياح‪ ،‬ألن الغموض الذي يكتنف الحدث يجعل الطفل مبلبال‪،‬‬
‫حائرا‪ ،‬خائفا ولديه العديد من التساؤالت‪.‬‬

‫فإخفاء المعلومات يجعل الطفل يبحث عنھا بوسائل أخ رى‪ .‬أو يتركھ ا ح ائرا ومتخوف ا‪ .‬وھن ا ق د يتس ائل‬
‫بعض األھل عن أن ھناك أسئلة عديدة لدى األطفال‪ ،‬وأسئلة محي رة ال يوج د ل دينا دائم ا اإلجاب ات عنھ ا‪،‬‬
‫فما العمل ؟ ‪ .‬في الواق ع أن المب دأ األساس ي دائم ا ھ و التعام ل م ع أس ئلة األطف ال بش كل ج دي وص ادق‪،‬‬
‫وظيفتنا كراشدين ھي اإلجابة عن أسئلة الطفل بصدق وتزويده بالحقائق‪ .‬ربما نكتفي بأجزاء م ن الحقيق ة‬
‫حسب عمر الطفل ولكن م ن المھ م أال نك ذب علي ه‪ .‬أو ننق ل ل ه ص ورة عام ة قاتم ة ومبھم ة‪ ،‬فكثي ر م ن‬
‫المخاوف كما ذكرنا تنتج عن عدم المعرف ة‪ ،‬خاص ة إذا علمن ا أن الطف ل وإن ل م تك ن لدي ه المعلوم ات إال‬
‫أنه يشعر بما يدور من حوله‪ ،‬وھنا في حال تقديم معلومات غير صحيحة نستخف بالطف ل‪ ،‬كم ا أن ع دم‬
‫تقديم معلومات ينشئ لدى الطفل نوع من أنواع التناقض بين مشاعره التي يختبرھا وبين م ا يق دم ل ه م ن‬
‫معلومات‪ .‬وھذا بحد ذاته مصدر لعدم االحساس باألمان كما تجعله يفقد الثقة إم ا بالراش دين م ن حول ه أو‬
‫بمشاعره التي يختبرھا وھنا نكون قد وضعنا الطفل في مأزق كبير يترك أثاره على شخصية الطفل‪.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫كما وأن األھل أحيان ا ال يعرف ون اإلجاب ة الفعلي ة‪ ،‬وھن ا يس تطيعون أن يش اركوا الطف ل ف ي حي رتھم ھ ذه‬
‫وباإلمكان البحث سويا عن اإلجابات ) وھذا من شأنه تعزيز ثقة الطفل بالراشد وم دى مص داقيته مع ه (‪.‬‬
‫وفي حال استمرار األطفال في األسئلة ف إن ھ ذا ي دل عل ى خ وفھم وقلقھ م‪ ،‬وھن ا ق د التك ون اإلجاب ة ع ي‬
‫مطلبھم ھي المھمة في ھذه الحالة‪ ،‬وإنما علينا فھم مخاوفھم ومحاولة تھدئتھم وطمأنتھم )قدر المستطاع(‪.‬‬

‫ومشاركة األطفال في التعرف عل ى الحق ائق ح ول األح داث ب تالؤم م ع ق دراتھم توس ع م ن ق درتھم عل ى‬
‫التعامل مع مخاوفھم‪ .‬ومن المھم مشاركة األطفال الكب ار ف ي جم ع المعلوم ات مم ا يس اعدھم أيض ا عل ى‬
‫استعادة السيطرة ‪.‬‬

‫وھنا ال بد من التمييز بين المعطيات والحقائق وب ين األفك ار والمش اعر‪ ،‬فالمش اعر كم ا ذكرن ا شخص ية‪،‬‬
‫واألفكار أيضا قد تك ون ذاتي ة‪ ،‬أم ا الحق ائق فھ ي عب ارة ع ن معطي ات ثابت ة‪ ،‬بالنس بة لألفك ار ) فاألفك ار‬
‫يمكن أن تتغير أو تتعدل مع مرور ال زمن وك ذلك المش اعر‪ .‬أم ا الحق ائق فھ ي معطي ات تق رأ عل ى ش كل‬
‫معلومات ووقائع حيادية دون مشاعر أو أفكار ذاتية(‪.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫يفترض عالم النفس إيرك إيركسون من خالل نظريته النفسية اإلجتماعية والتي تستند على‬
‫فكرة أساسية وھي أن األشخاص يتأثرون بالعديد من الضغوطات النفسية واالجتماعية والتي من شأنھا‬
‫في األحوال العادية تحفيز النضج والتطور لدى اإلنسان‪ ،‬مبينا أن عملية التطور والنمو ال تنتھي فھي‬
‫عملية مستمرة‪ ،‬وبأن أي موضوع أو ) أشكالية نمو( ال يتم التعامل معه خالل أي من مراحل النمو‪،‬‬
‫فإنھا قد تطفو على السطح كمشكلة خالل مرحلة أخرى مسببة الكثير من المعاناة‪.‬‬

‫وفيما يلي نموذج لھذه االحتياجات خالل مراحل النمو البشرية وأزمات النمو التي تظھر بشكل طبيعي‬
‫والتي عادة ما يتجاوزھا اإلنسان خالل الظروف االعتيادية‪ ،‬في حال تلبية احتياجات ھذه المراحل‪  .‬‬

‫جدول االحتياجات التنموية وصراعات النمو ومشكالت سلوكية نموذجية‬

‫مشاكل سلوكية نموذجية‬ ‫صراعات النمو‬ ‫احتياجات النمو‬ ‫المرحلة‬


‫بسبب انعدام تلبية‬
‫االحتياجات‬
‫‪ -‬االنسحاب والعزلة‪  .‬‬ ‫‪ -‬الثقة مقابل عدم الثقة‪:‬‬ ‫الرفاه الجسدي‪  :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مرحلة‬
‫‪ -‬فرط في النشاط غير‬ ‫وما يساعد الطفل على الخروج‬ ‫) قدرة جسدية كاملة‪،‬‬ ‫الرضاعة‬
‫محدد‪  .‬‬ ‫من ھذه األزمة ھو بناء عالقة‬ ‫الصحة ‪ ،‬التغذية‪،‬‬ ‫)‪–0‬‬
‫‪ -‬تشكيل الصور‬ ‫مستقرة مع مقدم رعاية واحد‬ ‫المأوى‪ ،‬الراحة‬ ‫‪ 12‬شھر(‬
‫النمطية‪  .‬‬ ‫على األقل‪ ) .‬أم‪ ،‬أب‪ ،‬أخت‬ ‫والمحفزات (‬
‫‪ -‬العدائية التلقائية‪  .‬‬ ‫كبرى ‪(....‬‬ ‫األمن واألمان ‪  :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬االكتئاب‬ ‫غياب الخطر‪ ،‬البيئة‬
‫المتوقعة (‬
‫عدائية غير محددة‪  .‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التحكم بالذات‪) :‬االستقاللية‬ ‫الحب واالنتماء والشعور ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الطفولة‬
‫سلوكيات غير‬ ‫‪-‬‬ ‫مقابل الخجل والشك ( ما‬ ‫بالقبول‬ ‫المبكرة‬
‫اجتماعية‪  .‬‬ ‫يساعد الطفل في ھذه‬ ‫)‪3–1‬‬
‫التأتأة والحركات‬ ‫‪-‬‬ ‫المرحلة ھو الحصول على‬ ‫سنوات(‬
‫الالإرادية ) تقطيع‬ ‫مساحة وفرص ودعم‬
‫الشعر وقضم‬ ‫الستكشاف العالم بناء على‬
‫األظافر(‪.‬‬ ‫قدرات األشخاص‬
‫واھتماماتھم‬
‫الرھاب ‪  .‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المبادرة مقابل الشعور‬ ‫‪-‬‬ ‫الثقة بالذات‪) :‬الكفاءة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سن اللعب‬
‫الھواجس والدوافع ‪  .‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بالذنب‪ :‬ويساعد الطفل على‬ ‫االنجازات‪ ،‬القبول‬ ‫)‪7–3‬‬
‫التبول الالإرادي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تجاوز أزمة النمو ھذه ُ‬
‫بتعلم‬ ‫والتقدير (‬ ‫سنوات (‬
‫كيفية المساھمة في نشاط‬
‫اجتماعي‬
‫انعدام الدافعية‬ ‫‪-‬‬ ‫الكفاءة مقابل الدونية‪  :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تحقيق الذات‪  :‬‬ ‫‪-‬‬
‫واإلھتمام والتركيز‪  .‬‬ ‫تطوير المھارات والمواھب‬ ‫)إدراك القدرات الذاتية‬ ‫عمر‬
‫أحالم اليقظة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الشخصية واالستعداد‬ ‫وتحقيق الذات(‬ ‫المدرسة‬
‫للتعامل مع الحياة القادمة ‪.‬‬ ‫)‪12 – 6‬‬
‫سنة(‬
‫اإلندفاعية ‪  .‬‬ ‫الھوية مقابل اختالط الدور‪- :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تحقيق الذات ‪ ‬‬ ‫‪-‬‬ ‫البلوغ‬
‫التردد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معرفة من أنت بالنظر‬ ‫السمو الذاتي‪ ) :‬خدمة‬ ‫‪-‬‬ ‫) ‪– 12‬‬
‫للعالقة مع العائلة والمجتمع‬ ‫اآلخرين (‬ ‫‪ 18‬سنة (‬
‫المحلي والمجتمع بشكل‬
‫عام‪.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫والج دير بال ذكر ھن ا ھ و أن ه وف ي الظ روف الص عبة واألزم ات ع ادة م ا يك ون األش خاص‬
‫المتأثرون بھذه الظروف ‪،‬خاصة األطفال م نھم‪ ،‬غي ر ق ادرين عل ى تحقي ق ھ ذه المھم ات التنموي ة بس بب‬
‫ظروف الحرمان التي يعيشونھا‪.‬‬

‫فاألطف ال ل ديھم آب اء مفق ودون أو يع انون م ن اإلكتئ اب والص دمة وال يس تطيعون االس تجابة بحساس ية‬
‫الحتياج ات أطف الھم‪ ،‬واألطف ال الص غار يب دأون مرحل ة االستكش اف ف ي بيئ ة مزدحم ة وغي ر متوقع ة‬
‫وخطي رة عل ى األغل ب‪ .‬وال يوج د ل دى األطف ال ف ي عم ر م ا قب ل المدرس ة أي ة فرص ة للمش اركة ف ي‬
‫مجموع ات لع ب ح ر‪ .‬أم ا أطف ال مرحل ة المدرس ة ال يوج د ل ديھم مدرس ة لل ذھاب إليھ ا بس بب خط ورة‬
‫الخ روج م ن المن زل‪ .‬وم ن ھن ا يج ب أن ي تم تص ميم ت داخالت ال دعم النفس ي االجتم اعي لخل ق ف رص‬
‫لألشخاص ضمن الظروف الصعبة لتحقيق ھذه المھام التنموية‪.‬‬

‫وفيما يلي بعض التداخالت وأساليب الدعم المقترحة بحسب مراحل تطور الطفل‪:‬‬

‫‪ -1‬ما قبل المدرسة ) من عمر ‪ 5 – 0‬سنوات (‬

‫من الضروري االنتباه إلى أن مستويات الضغط لدى األطفال في ھذه المرحلة تعتمد عادة على مدى‬
‫االنزعاج والتوتر الذي يعاني منه األبوين‪ .‬فتقديم الدعم لألبوين في ھذه المرحلة قد يساعد للتخفيف من‬
‫التوتر لدى أطفالھم في ھذه المرحلة العمرية‪:‬‬

‫الجدول ‪ : 1‬ردود فعل وسلوكيات األطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ) ‪ 5 – 0‬سنوات ( وتدخالت‬
‫مقترحة‬

‫أمثلة حول كيفية تطبيق ھذه التدخالت‬ ‫تدخالت وأساليب دعم مقترحة‬ ‫رد الفعل \ السلوكيات‬
‫إقامة مساحات صديقة لألطفال أي تحديد‬ ‫تقديم الدعم والراحة والغذاء وفرص للعب‬ ‫الشعور بالعجز والسلبية‬
‫منطقة بأحجار أو خطوط لتكون مكانا‬ ‫والرسم‬
‫يلعب فيه األطفال‪.‬‬
‫" تمرين اليد اآلمنة " اطلب من األطفال‬ ‫وجود أعضاء كبار من مقدمي الرعاية‬ ‫الخوف المعمم‬
‫رسم خط حول يدھم ومن ثم التفكير‬ ‫والخدمات يتحلون بالھدوء وتقديم الدعم‬
‫بخمس أشخاص على األقل يستطيعون‬ ‫المستمر خاصة إذا لم يتوفر لدى الطفل أي‬
‫الذھاب إليھم لطلب المساعدة‪ .‬واطلب من‬ ‫شخص بالغ ليرعاه‪.‬‬
‫األطفال رسم صورة ھؤالء األشخاص‬
‫على كل إصبع من أصابع يدھم ‪.‬‬
‫يجب على اآلباء والمعلمين والكبار تزويد‬ ‫توفير توضيحات ملموسة وإعادة تكرارھا‬ ‫تشوش اإلدراك ) مثال‪ :‬عدم‬
‫األطفال بالمعلومات المناسبة حول‬ ‫إدراك زوال اخطر المباشر‪ .‬وبأن‬
‫الظروف المحيطة بھم وذلك بطريقة‬ ‫المرض والموت ھو عقاب‬
‫بسيطة ولغة مفھومة‪.‬‬ ‫إلساءة التصرف (‬
‫توفير أدوات للعب والرسم لألطفال حيث‬ ‫توفير أسماء متفق عليھا للمشاعر المتوقعة بعد‬ ‫صعوبة في تحديد ما يضايقھم‬
‫غالبا مايعبر األطفال في ھذا السن عن‬ ‫مثل ھذه الظروف مثل الغضب والحزن‬
‫مشاعرھم من خالل اللعب والرسم أكثر‬ ‫وغيرھا ‪.‬‬
‫من الكلمات‬
‫كما ذكرنا سابقا ال يجب اجبار األطفال‬ ‫قم بوضع مشاعر األطفال المتوقعة بعد‬ ‫عدم القدرة على الحديث ) اختيار‬
‫على الحديث ‪.‬‬ ‫الصدمات بجمل مثل‪ :‬عادة ما يشعر األطفال‬ ‫عدم التحدث واللعب المتكرر‬
‫بالحزن عندما يتدمر منزلھم‪.‬‬ ‫الذي يعبر عن الصدمة (‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫حماية األطفال من مشاھدة اإلعالم‬ ‫يجب فصل ما تعرضوا له عن األمور المادية‬ ‫ربط أحداث الصدمة بصفات‬
‫والتغطية المستمرة ألحداث الكارثة والتي‬ ‫من حولھم التي تذكرھم مباشرة بالحدث ) مثال‬ ‫سحرية خيالية‬
‫من الممكن أن تحفز ذاكرتھم وتزيد من‬ ‫رؤية موج البحر والتفكير بالكارثة سوف‬
‫مشاكلھم‪.‬‬ ‫يمنعھا من الحدوث مرة أخرى ( ‪.‬‬
‫قم بالتخطيط ألنشطة تحفز على الھدوء‬ ‫تزويد الطفل بوقت إضافي للحصول على‬ ‫اضطرابات في النوم ) الشعور‬
‫عند وقت النوم كرواية قصة‪ ،‬ويجب‬ ‫الطمأنينة قبل موعد النوم مع إضاءة النور في‬ ‫بالرعب أثناء الليل والكوابيس‬
‫اختيار القصة لتبعث على االرتياح‬ ‫غرفة األبوين مثال كما يلزم‪ ،‬ولكن يجب‬ ‫والخوف من التواجد دون مرافق‬
‫والطمأنينية‪.‬‬ ‫استعادة روتين النوم الطبيعي بعد ذلك ‪.‬‬ ‫أثناء الليل (‬
‫تأسيس روتين للحياة العائلية‪ ،‬أو على‬ ‫توفير الرعاية المستمرة والشعور بالطمأنينة‪.‬‬ ‫االرتباط بالعائلة بسبب القلق‬
‫األقل تخصيص أوقات عائلية خاصة‬ ‫كما يجب قضاء وقت أكثر مع العائلة ‪.‬‬ ‫النفسي‬
‫خالل اليوم مثل تخصيص وقت للعب أو‬ ‫) التعلق باألبوين أو األفراد دون‬
‫وقت للكالم فقط للعائلة‪.‬‬ ‫القدرة على االبتعاد عنھم (‬
‫إذا تعرض الطفل للتبول الالإرادي فيجب‬ ‫يجب تحمل ھذه األعراض خالل فترة زمنية‬ ‫السلوكيات النكوصية‬
‫أن تكون مستعدا لتغيير مالبسھم ومنحھم‬ ‫معينة‪ ،‬وال يجب انتقاد ھذه السلوكيات أو نعت‬ ‫) مص اإلصبع‪ ،‬التبول الالإرادي‬
‫بعض الخصوصية ولكن ليس العزلة ‪.‬‬ ‫الطفل بألفاظ تتسبب في خجله مثل‪ " :‬أنت‬ ‫والتحدث كاألطفال (‬
‫تتصرف كاألطفال الرضع " ‪.‬‬
‫شجع األطفال على المشاركة في العادات‬ ‫قم بتزويد األطفال بمعلومات مناسبة ومرتبطة‬ ‫القلق النفسي المرتبط بعدم وجود‬
‫المرتبطة بالحداد وإذا لم يكن ذلك ممكنا‬ ‫بثقافته المحلية‪ ،‬ومالئمة لمرحلة التطور للطفل‬ ‫فھم كامل للموت )وعادة ما يتوقع‬
‫ساعدھم على إيجاد طريقة خاصة بھم‬ ‫حول الموت‪ .‬فالعديد من األطفال ال يملكون‬ ‫الطفل عودة األموات (‬
‫لتوديع من فقدوه كرسم ذكرى جميلة أو‬ ‫فھما أو إدراكا لمعنى الموت وبالتالي يجب‬
‫إضاءة شمعة والصالة لھم ‪ ...‬الخ‬ ‫تزويدھم بتوضيحات ال تؤدي بھم إلى تكوين‬
‫آمال خاطئة بل يجب أن تكون التوضيحات‬
‫مدروسة ومرتبط بالدين عادة ‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬عادة ال يستطيع الطفل تكوين مفھوم مناسب وواقعي حول الموت قبل سن الثامنة من عمره ‪.‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬األطفال في عمر المدرسة ) ‪ 12 – 6‬سنة (‬

‫ھنا أيضا تعتمد مستويات التوتر لدى األطفال على استجابة الوالدين والعائلة ومدى توترھم‪ .‬ويجب على‬
‫مقدمي الخدمات وبقدر المستطاع إظھار القوة والھدوء حيث سيعطي ذلك األطفال شعورا باألمان‪.‬‬

‫الجدول ‪ : 2‬ردود فعل وسلوكيات األطفال في مرحلة المدرسة ) ‪ 12 – 6‬سنة ( وتدخالت مقترحة‬

‫أمثلة حول كيفية تطبيق ھذه التدخالت‬ ‫تدخالت وأساليب دعم مقترحة‬ ‫رد الفعل \ السلوكيات‬
‫عمل تمثيل بصري لما حدث‪ ،‬على سبيل‬ ‫إيجاد مكان لھم للتعبير عن مخاوفھم والقلق‬ ‫االنشغال بالتفكير بتصرفاتھم‬
‫المثال التحدث عن قصف أو دوي انفجارات‬ ‫الذي يشعرون به وتقديم الطمأنينة لھم بأن ما‬ ‫خالل الحدث ) والشعور‬
‫من خالل رسم صورة فقط دون ما تسبب به‬ ‫حصل ليس خطأھم‬ ‫بالمسؤولية تجاھه (‬
‫ذلك من أذى أو دمار أو ضحايا‪.‬‬
‫الحد من تعرضھم لما تقوم بعرضه وسائل‬ ‫مساعدتھم في التعبير عن األفكار المرعبة‬ ‫ظھور مخاوف بسبب تذكر‬
‫اإلعالم والتي من الممكن أن تثير ذكريات‬ ‫المتعلقة بالصدمة والقلق دون تشجيعھم على‬ ‫أشياء مؤلمة‪.‬‬
‫مؤلمة لديھم ‪.‬‬ ‫التعميم ‪.‬‬
‫تزويدھم بمواد فنية أو أقالم تلوين لألطفال‬ ‫اسمح لھم بالحديث والتعبير عن مشاعرھم‬ ‫إعادة تمثيل ورواية الحدث‬
‫لتسجيل قصصھم إذا رغبوا بذلك ‪.‬‬ ‫بالحركة‪ ،‬ويجب التأكيد على أن جميع‬ ‫) تمثيل ما حصل ( لمعالجة‬
‫المشاعر طبيعية وفي نفس الوقت محاولة‬ ‫االضطرابات اإلدراكية‬
‫التعامل مع أي إشكال‪.‬‬ ‫والتفاصيل المزعجة‪.‬‬
‫توفير أدوات للعب والرسم لألطفال‬ ‫توفير بيئة آمنة لھم للتعبير عن الخوف‬ ‫الخوف من عدم القدرة على‬
‫وتشجيعھم على المشاركة بأنشطة بناءة‬ ‫والغضب والحزن وغيرھا من المشاعرمع‬ ‫تحمل جميع المشاعر‪.‬‬
‫وممتعة والتي قد تضيف بعض األساسيات‬ ‫توفير الدعم الالزم كي ال يشعر األطفال بعدم‬
‫لحياتھم اليومية‪.‬‬ ‫القدرة على تحمل مشاعرھم‪ .‬اسمح لھم‬
‫بالبكاء والحزن‪ ،‬وال تتوقع أن يتحلوا‬
‫بالشجاعة والقوة‪.‬‬
‫عقد جلسات داخل المدرسة مع مجموعات‬ ‫تشجيع األطفال على إعالم أھلھم ومعلميھم‬ ‫ضعف في التركيز والقدرة على‬
‫صغيرة من الطالب أو جلسات فردية‪ ،‬لتقديم‬ ‫عندما تتدخل األفكار المزعجة واإلقحامية‬ ‫التعلم‬
‫معلومات واقعية معتمدة حول األزمة‬ ‫وتؤثر في قدرتھم على التعلم ‪.‬‬
‫والجھود المبذولة لحلھا‪ .‬ووضح لھم بأن‬
‫مشاعر الخوف والقلق لديھم طبيعية‪.‬‬
‫ال تطلب من األطفال رواية الحلم السيء بل‬ ‫شجع األطفال على التحدث عن األحالم‬ ‫اضطرابات في النوم ) األحالم‬
‫قم بتوفير الراحة ) انظر اضطرابات النوم‬ ‫السيئة ووفر لھم معلومات حول أسباب ھذه‬ ‫المزعجة والخوف من النوم‬
‫في الجدول السابق(‬ ‫األحالم وبأن وجودھا طبيعي في ظل‬ ‫دون مرافق (‬
‫الظروف الصعبة واألزمات‪.‬‬
‫قم بتصميم " صندوق القلق " حيث يتمكن‬ ‫ساعد األطفال على التحدث عن مخاوفھم وقم‬ ‫القلق حول سالمتھم وسالمة من‬
‫األطفال من كتابة مخاوفھم ووضعھا في‬ ‫بطمأنتھم من خالل تزويدھم بمعلومات‬ ‫حولھم‬
‫الصندوق‪ ،‬وقم بتحديد وقت مخصص لتفريغ‬ ‫واقعية‪.‬‬
‫الصندوق واإلجابة على األسئلة والمخاوف‬
‫شجع األطفال على المشاركة باألنشطة‬ ‫مساعدة األطفال على التأقلم والتكيف مع‬ ‫السلوكيات المتغيرة وغير‬
‫والتمارين كمتنفس لمشاعرھم وغضبھم ‪.‬‬ ‫التحديات الشخصية لمشاعرھم‬ ‫المنتظمة‬
‫) سلوكيات عدوانية غير متوقعة ) مثال‪ " :‬ال بد أنك تعاني عند الشعور‬
‫بالغضب "‬ ‫تنم عن عدم االرتياح (‬
‫من الممكن لتقنيات االسترخاء والتنفس‬ ‫التأكد أوال إذا ما كان ھناك سببا طبيا‬ ‫الشكاوي الجسدية كآالم الرأس‬
‫المساعدة في التخفيف من التوتر الجسدي‪.‬‬ ‫للمرض‪ ،‬وإذا لم يكن السبب طبيا فمن‬ ‫والبطن‬
‫وكمثال على تمرين تنفس بسيط نذكر التنفس‬ ‫المفترض تقديم الدعم والراحة للطفل للتأكيد‬
‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬
‫‪ ‬‬
‫ّ‬
‫وزفيراعدا حتى الرقم خمسة‬ ‫العميق شھيقا‬ ‫له بأن األطفال يعانون من ھذه األعراض‪.‬‬
‫باإلضافة إلى التأكد من أن الطفل يحظى بنوم‬ ‫ويجب أن النعزز األعراض الجسدية إذا لم‬
‫كاف وماء وطعام مغذي‬ ‫يكن ھناك أساسا لھا وال نقدم رعاية مرتبطة‬
‫مباشرة باألعراض الجسدية‪.‬‬
‫التنبه عندما يعاني اآلباء من مشاكل نفسية أو‬ ‫كن متواجدا للطفل ووفر له فرصا للتحدث‬ ‫المراقبة الحثيثة الستجابة األھل‬
‫عاطفية والقيام بتحويلھم إلى مختصين إذا لزم‬ ‫عن مشاعره واألشياء التي تسبب له القلق ‪.‬‬ ‫للتعافي وتجنب إزعاج األھل‬
‫األمر حيث تظھر األبحاث أن األطفال‬ ‫الذين يعانون من القلق‪.‬‬
‫يستجيبون بطريقة مماثلة تماما لما يعاني منه‬
‫اآلباء‪.‬‬
‫مساعدة األطفال على تشكيل " نادي نمو‬ ‫تشجيع األطفال على المشاركة في أنشطة‬ ‫القلق تجاه الضحايا اآلخرين‬
‫األطفال" للمساعدة في الجھود البناءة المبذولة‬ ‫بناءة ومفيدة نيابة عن المصابين والموتى‬ ‫وعائالتھم‬
‫‪ .‬وتحديد مشاريع تعزز التطور بطريقة‬ ‫دون إرھاقھم بمسؤوليات كبيرة‪.‬‬
‫مناسبة وذات معنى ) مثال‪ :‬تنظيف وإزالة‬
‫الركام من المدرسة (‬

‫‪ -3‬البالغون ) عمر ‪ 13‬سنة فما فوق (‪:‬‬

‫نظرا ألھمية مجموعة األقران للمراھقين واليافعين فإن ردود فعلھم قد تتأثر لدجة كبيرة باستجابة‬
‫أقرانھم‪.‬‬

‫الجدول ‪ : 3‬ردود فعل وسلوكيات المراھقين وتدخالت مقترحة ) عمر ‪ 13‬سنة فما فوق (‬

‫أمثلة حول كيفية تطبيق ھذه التدخالت‬ ‫تدخالت وأساليب دعم مقترحة‬ ‫رد الفعل \ السلوكيات‬
‫وفير بيئة آمنة لمناقشة األحداث والتوقعات إنشاء مساحة خاصة بين عدة قرى مثال بحيث‬ ‫العزلة والشعور بالخجل‬
‫يتمكن األفراد من الذھاب إلى " مكاتب " للنقاش‬ ‫الواقعية لما يمكن فعله‬ ‫والذنب‬
‫ويجب ھنا توفير معلومات واقعية ‪.‬‬
‫مساعدة المراھقين على فھم طبيعة مشاعر تشجيع المشاركة في أنشطة جماعية‬ ‫استيعاب خوفھم مع اإلحساس‬
‫الراشدين باإلضافة إلى تشجيع دعم األقران ) مثال‪ :‬فرق دعم ومجموعات اجتماعية ( بغرض‬ ‫بالھشاشة والضعف ومشاعر‬
‫تسھيل شبكات الدعم المجتمعية الخاصة باألقران ‪.‬‬ ‫أخرى منھا الخوف من أن يتم‬
‫وصفھم بأنھم غير طبيعيون‬
‫الحد من الوصول إلى المشروبات الكحولية‬ ‫مساعدتھم لفھم كيفية تصنع التصرفات‬ ‫تصنع التصرفات ) مثال‪:‬‬
‫بھدف تجميد استجاباتھم واستماعھم لصوت والمخدرات‪ .‬واستخدام المعينات البصرية للتحذير‬ ‫الكحول والمخدرات والجنس (‬
‫من األخطار المرتبطة بالكحول والمخدرات‬ ‫الغضب بداخلھم تجاه ما حصل‪.‬‬
‫والجنس لدى اليافعين‪.‬‬
‫يجب تقديم شرح مفصل ومعلومات كاملة على‬
‫تأثير ھذه المواد على اإلنسان والتركيز‪.‬‬
‫محاولة تحديد أھداف وجلسات توعية من خالل‬ ‫التعامل فورا مع أي مؤشرات لسلوكيات‬ ‫سلوكيات مھددة للحياة وتدمير‬
‫تطوير رزنامة وضبط ھذه المواضيع عليھا‪.‬‬ ‫خارجة عن السيطرة بعد فترة الكارثة‬ ‫الذات وتعريضھا للخطر‪.‬‬
‫الحادة ‪.‬‬
‫إشراك اآلباء في نقاش حول دورھم كآباء في‬ ‫مناقشة الضغط على العالقات مع العائلة‬ ‫تغيرات مفاجئة على العالقات‬
‫األزمات‪ .‬توفير مواد معرفية للبالغين تشرح ردود‬ ‫واألقران‬ ‫الشخصية‬
‫فعل اآلباء‪ ) .‬مثال‪ " :‬إن والدك منزعج اآلن وأي‬
‫تصرف له ال يقصدك شخصيا " (‬
‫ربط التغيرات في المواقف والتصرفات مع تزويد المراھقين بمواد للكتابة وأوراق واقترح بأن‬ ‫تغيرات جذرية في الحياة من‬
‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬
‫‪ ‬‬
‫يبدأو بكتابة شيء حول تجربتھم وأثرھا عليھم ‪.‬‬ ‫أثر األحداث‪ .‬يجب أن يتم دعم فكرة أن‬ ‫حولھم تؤثر على تشكيل الھوية‬
‫جميع المشاعر المرتبطة باالستحابة‬
‫للكارثة ھي مشاعر طبيعية ‪.‬‬
‫استخدام الملصقات والخطب من قبل شخصيات‬ ‫تشجيع تأجيل تنفيذ أي قرارات متطرفة كما‬ ‫الدخول في مرحلة الرشد قبل‬
‫نموذجية لتقدم النصح وبعض المقترحات على‬ ‫يجب اكتشاف طرق يستطيع المراھقون من‬ ‫اآلوان‬
‫كيفية التصرف بنضوج دون القيام بأي تصرفات‬ ‫خاللھا الشعور بأنھم يملكون سيطرة أكبر‬ ‫) مثال‪ :‬الخروج من المدرسة‬
‫سلبية‬ ‫على حياتھم ‪.‬‬ ‫أو الزواج المبكر(‬

‫ما الذي يجب توقعه‪:‬‬

‫عادة ما يتعافى األطفال واليافعين تماما من الخوف والقلق الن اتج ع ن تج ارب الص دمة النفس ية‬
‫وخالل فترة زمنية قصيرة إذا تم توفير الدعم لھم كما ھ و موض ح أع اله‪ .‬وعن دما ي تم اس ترجاع ال روتين‬
‫وتأسيس الثقة مع مقدمي الرعاية وتف تح الم دارس أبوابھ ا وتب دأ الب رامج التعليمي ة عن دھا فق ط ت تم الع ودة‬
‫لنظ ام الحي اة الي ومي ‪ .‬وم ن الممك ن أن يع رض األطف ال أش كاال س لوكية متع ددة ب اختالف المح يط م ن‬
‫حولھم فعلى سبيل المثال قد يظھر األطفال خوفا من المدرسة إذا كانت ھي المكان الذي تعرض له الطفل‬
‫للكارثة وفي المقابل يتصرف الطف ل بطبيعت ه ف ي أم اكن أخ رى‪ .‬وم ن المھ م أيض ا االنتب اه عن دما يواج ه‬
‫اآلب اء ومق دمي الرعاي ة ص عوبات‪ ،‬أن ي تم الت دخل ف ي ح التھم وبالت الي مس اعدة األطف ال‪ .‬إن األطف ال‬
‫واليافعين يختلفون بطبيعتھم وال نستطيع تحديد توقعات معين ة م نھم خ الل أي ام أو أس ابيع ولك ن يج ب أن‬
‫يك ون ھن اك أدل ة أو مؤش رات ت دل عل ى انخف اض ح دة القل ق مث ل قل ة الش عور ب الحزن أو أي ة أع راض‬
‫مرتبطة باالكتئاب تخف حدتھا على فترة أيام أو أس ابيع‪ .‬وال يعن ي ذل ك ب أن جمي ع المش كالت انتھ ت ب ل‬
‫يعن ي أن ھنال ك دلي ل عل ى وج ود ق درة عاطفي ة للتع افي‪ .‬وف ي الواق ع ف إن الح زن أو الح داد عل ى فق دان‬
‫ش خص محب وب أو معل م أو ص ديق ق د يتطل ب أش ھرا للتعام ل مع ه وق د يع ود الح زن م رة أخ رى إذا ت م‬
‫التعرض ألي حدث يثي ر ال ذكريات كتق ارير األخب ار أو ذك رى الت أبين وغي ر ذل ك‪ .‬إن ع دم الق درة عل ى‬
‫رؤية تغيرات إيجابية ) بمعنى عدم وجود أي تحس ن ول و بس يط خ الل ع دة أي ام أو أس ابيع ( األم ر ال ذي‬
‫يزيد من ضرورة التفكير بت دخالت متخصص ة أكث ر ) الطبي ب النفس ي‪ -‬المع الج النفس ي‪ -‬مراك ز الع الج‬
‫والدعم النفسي‪ -‬مشافي ‪( .....‬‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫المراجع‬

‫‪ ‬الدعم النفسي االجتماعي لألطفال خالل الحروب والنزاعات‬

You might also like