You are on page 1of 15

‫ مدوري يمينة‬.

‫د‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

5932/35/93:‫تاريخ نشر المقال‬ 5932/33/55 :‫تاريخ قبول نشر المقال‬ 5932/90/31 :‫تاريخ استقبال المقال‬

‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫ مدوري يمينة‬.‫د‬
‫ الجزائر‬-‫ سكيكدة‬3511 ‫أوت‬02 ‫جامعة‬

:‫ملخص‬
‫اهتمام العديد من الباحثين والمهتمين بنمو الطفل وتنشئته‬ ‫احتل مفهوم التعلق حي از كبي ار في مجال‬
‫ ويعد التعلق في‬,‫ ) وغيرهم‬Ainsworth ‫و اينزروث‬,Bowlby ‫و بولبي‬,Freud ‫االجتماعية أمثال (فرويد‬
‫ ألنه يمثل نقطة انطالق لحياة الطفل االجتماعية وارتباطاته‬, ‫مرحلة الطفولة موضوعاً شديد األهمية‬
‫ و تعد األم أو من ينوب عليها في سد احتياجات الطفل هي موضوع التعلق لدى‬, ‫العاطفية مع اآلخرين‬
‫ و ذلك من خالل تكوين أنماطا متسقة ومتمايزة نوعيا للطريقة التي يتفاعل فيها هذان الطرفان (أم‬, ‫الطفل‬
‫ و سنحاول في هذا المقال التطرق الى هذا المفهوم السيكولوجي المتعدد‬. ‫– طفل) مع بعضهم البعض‬
‫ ماذا‬:‫ و ذلك باإلجابة على التساؤالت التالية‬, ٍ‫ و سلوكي‬, ‫ و معرفي‬,‫ و اجتماعي‬, ‫األوجه بين ديناميكي‬
‫نقصد بالتعلق ؟ و ما هي أهم المراحل التي ينمو من خاللها التعلق ؟ ما هي أشكال التعلق ؟كيف يمكن‬
‫تفسير التعلق لدى الطفل ؟ ما محل قلق االنفصال في نمو التعلق لدى الطفل ؟‬
. ‫ قلق االنفصال‬,‫ التعلق‬,‫طفل‬-‫ العالقة أم‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Problematic attachment of the child

Abstract :
Occupied the concept of attachment to the attention of many researchers and those
interested in child growth and social upbringing likes of (Freud, Bowlby,
Ainsworth) and others. The attachment in childhood is very important subject,
because it represents a starting point for the social life of the child and the
emotional connections with others point, and is the mother or on behalf of them in
bridging the needs of the child is the subject of attachment of the child, and that
through the formation of patterns consistent and distinct qualitatively to the way it
interacts where these two parties (mother - child) with each other.
In this article we will try to address this multifaceted psychological concept of
dynamic, and social, and cognitive, and behavioral, and by answering the
following questions: What is attachment? What are the phases of attachment?
What are the types of attachment? How to explain the attachment of the child?
What is the status of separation anxiety during the attachment of the child?

Keywords: The relationship mother - child, attachment, separation anxiety.

)80-66(‫ ص ص‬2015‫ ديسمبر‬31/31‫الوادي العدد‬-‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‬
66
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يقر معظم المشتغلين بعلم النفس بأن عالقات الطفل األولى تكون بمثابة حجر الزاوية في تكوين شخصيته ‪,‬‬
‫اال أن االختالف يتركز غالبا حول أصول هذ العالقات ‪ .‬فمن الواض كما تؤكد أغلبية النظريات النفسية‬
‫أن الطفل خالل السنة األولى يقيم عالقة قوية مع األم أو من ينوب عنها ‪ ,‬و تلك حقيقة ثابتة تنطبق على‬
‫معظم األطفال‪.‬‬
‫ان االهتمامات البحثية في هذا االطار ذهبت الى االستفسار حول طبيعة هذ العالقة و سياق توثيقها‬
‫وسرعة اقامتها و مدتها و وظيفتها‪.‬‬
‫ان أغلبية التنظيرات في مجال علم النفس تأثرت الى حد بعيد بنظرية التحليل النفسي ‪,‬و بأفكار فرويد ما‬
‫نتج عنه أبع اتجاهات تناقش طبيعة عالقة الطفل بأمه ‪ ,‬لخصها بولبي فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬االتجاه األول ‪ :‬ان حاجات الطفل الفيزيولوجية و خاصة الحاجة للغذاء و للرعاية ‪ , ..‬تتطلب من‬
‫يرضيها ‪ ,‬فالطفل يقيم عالقة بشخص ما (في الغالب األم) ألنه يرضي حاجاته ‪ ,‬فالطفل يتعلم أن االم هي‬
‫مصدر من و عطاء بالنسبة له فهي موضوع للتغذية و ارضاء الحاجات ‪ ,‬لدى سميت هذ الوجهة من قبل‬
‫بولبي بنظرية الدوافع الثانوية ‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه الثاني ‪ :‬يروج هذا االتجا الى االعتقاد القائل بأن الطفل يشعر بالندم بعد الوالدة بسبب مغادرته‬
‫لرحم أمه الذي يمثل له بنية أمنة و خالية من أي تهديدات ‪ ,‬فهو يرغب بالعودة اليه ‪ ,‬و عليه تفسر هذ‬
‫النظرية عالقة الطفل بأمه و تعلقه بها على أنها نتيجة لرغبته في العودة الى رحم األم ‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه الثالث ‪ :‬يتجه أصحاب هذا االتجا الى تعليل عالقة الطفل بأمه الى حاجة الطفل الى الثدي‬
‫وأنها حاجة غريزية ‪ ,‬فهو بحاجة الى مصه و امتالكه( حسب التحليل النفسي) تلبية لمتطلبات نمائية ‪,‬‬
‫حيث يالحظ الطفل أن الثدي هو جزء من األم و بسبب ذلك عليه اقامة عالقات تبادل مع األم والتعلق بها‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه الرابع ‪ :‬يرى هذا االتجا أن الطفل يميل الى التواصل و التشبث بشخص ما ‪ ,‬و أن هذ‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحاجة مستقلة عن التغذية و عن الحاجات األخرى‬
‫و يؤكد العديد من الباحثين على األهمية التي تحتلها العالقة أم ‪ -‬طفل من أجل نمو سوي ‪ ,‬ذلك ألن النمو‬
‫السليم للطفل و شخصيته يكون من خالل سالمة عالقته بأمه التي توفر له االشباع النفسي والعاطفي و‬
‫الفيزيولوجي ‪.‬‬
‫و قد توصلت ‪ M .Mahler‬من خالل دراساتها المتتابعة عن الطفل الى تحديد ثالثة مراحل رئيسية تميز‬
‫عالقة الطفل بأمه ‪ ,‬و أن هذ المراحل هي التي تساهم في تكوين الشخصية و تحقيق التطور الفردي من‬
‫و هي‬ ‫خالل عمليات االفتراق ‪.2 Les Processus Différenciation‬‬
‫العمليات التي يخرج فيها الطفل من مرحلة االندماج العاطفي و االنصهار التام و التبعية الى تكوين فردية‬
‫خاصة و مستقلة ‪ .‬و يمكن تلخيص هذ المراحل فيما يلي ‪:‬‬
‫•المرحلة األولى ‪ :‬و هي تدعى بالمرحلة التوحدية ‪ La phase Autistique‬و يطلق عليها كذلك بمرحلة‬
‫التكامل الطبيعي ‪ ,‬وهي توافق األسابيع األولى من حياة الطفل ‪ ,‬و هنا ال يستطيع الطفل أن يميز بين‬
‫الحقيقة الخارجية و الحقيقة الداخلية أي بين نفسه و اآلخر ‪ ,‬و عليه يكون الطفل غير قادر على الفصل‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪67‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫بين ذاته و األم ‪ ,‬و تسيطر في هذ المرحلة النرجسية التامة و التوازن للميكانيزمات الفيزيولوجية‪ ,‬و تمتد‬
‫هذ المرحلة الى بداية الشهر الثاني ‪.‬‬
‫•المرحلة الثانية ‪ :‬تدعى كذلك بالمرحلة التكافلية(التعايشية) ‪ La Phase Symbiotique‬و يطلق عليها‬
‫كذلك بمرحلة العالقات التكاملية الطبيعية ‪ ,‬تنطلق مع بداية الشهر الثاني ‪ ,‬و هنا يصب الطفل يعي‬
‫بغموض أن ما يقلل ضغطه و توتر يأتي من الخارج ‪.‬‬
‫و تشير ‪ M .Mahler‬أن هذا التوتر مرتبط بمحاولة الطفل ادراك الفرق بين الذات و األم ‪ ,‬التي يصب‬
‫الطفل يعتبرها كموضوع منفصل عليه و لكنه هو المسؤول عن تحقيق اشباعاته و ارضاء ‪ .‬و يحكم هذ‬
‫المرحلة مبدأ اللذة فكل ما يحقق اللذة و االشباع جيد ‪ ,‬و العكس صحي ‪ ,‬و تمتد هذ المرحلة الى غاية‬
‫الشهر الرابع ‪.‬‬
‫•المرحلة الثالثة ‪ :‬تدعى بالمرحلة التشخيصية أو التشخص و التفرد ‪Le Processus de Séparation‬‬
‫‪ , Individuation‬و تمر هذ المرحلة باألطوار التالي ‪:‬‬
‫•الطور التفريقي ‪ :‬و هو يوافق تقريبا السداسي الثاني من حياة الطفل و يتميز هذا الطور بتطور االنشطة‬
‫و األعمال االستكشافية لدى الطفل ‪ ,‬فيتعرف على األشياء المحيطة به و يشاغلها ‪ ,‬فيكشف الوجه‬
‫األمومي ‪ ,‬و يبدأ في التفريق في صورة الجسم بينه و بين أمه ‪ ,‬الى ان يدرك كونه متفردا عن أمه و هي‬
‫من الشهر الخامس الى التاسع و هي بداية الوالدة النفسية ‪ ,‬و مع ذلك يبقى هذا الطفل جد متعلق بحضور‬
‫األم ‪.‬‬
‫•طور الممارسة و التدريبات ‪ :‬و هو يمتد من نهاية السنة األولى الى بداية السنة الثانية ‪ ,‬و هي مرحلة‬
‫تظهر فيها تقدمات أدائية على الطفل ‪ ,‬و تكون ذات أهمية ‪ ,‬حيث يبدأ الطفل باالبتعاد عن األم نتيجة‬
‫اللعب و الحركة و االعتماد الجسمي ‪ ,‬و خالل هذ المرحلة تتطور االستقاللية لدى الطفل ‪ ,‬حيث يصب‬
‫الطفل ال يخاف عند االبتعاد عن األم أو غيابهاـ و لكن مع ذلك كله فانه يعود بصورة متكررة و دورية الى‬
‫أمه كلما اعترضه عائق أو صعوبة ليستعيد االرتياح و الراحة النفسية ‪.‬‬
‫•طور التقارب ‪ :‬و هي م رحلة تدوم حتى نهاية السنة الثانية‪ .‬و فيها يبدأ الطفل بإقامة عالقات مع األم‬
‫بذات منفصلة تماما عنها ‪ ,‬و تحدث في هذ المرحلة أزمة التقارب بين الخوف من البعد عنها و الرغبة‬
‫في االبتعاد عنها ‪ .‬و يصب الطفل هنا قادر على استخدام استعداداته الخاصة لحماية نفسه في حاالت‬
‫‪3‬‬
‫االبتعاد عن األم أو غيابها ‪.‬‬
‫وهنا يشير ‪ Winnicott‬الى أن الطفل خالل هذ المرحلة يكتسب مصطل " العيش مع " ‪Le‬‬
‫‪ Concept Living With‬هذا المفهوم يعني أن الطفل قد خرج من مرحلة أين كان مندمجا مع أمه ‪ ,‬و‬
‫‪4‬‬
‫يعني أن كل األشياء مستقلة عنه و أن عالقته بأمه عالقة واقعية و موضوعية ‪.‬‬
‫ان بنية العالقة بين الطفل و األم تحددها جملة من االنظمة السلوكية ‪ ,‬فكل فعل أو حركة ألحد الطرفين‬
‫يقع ضمن جملة مترابطة ‪ ,‬تشكل وحدة سلوكية متكاملة و متوافقة مع أفعال الطرف اآلخر ‪.‬‬
‫و تندرج هنا الفكرة التي تشير الى ان التفاعل الذي يتم بين الطفل و األم ال يقل فيه دور الطفل من حيث‬
‫االيجابية عن دور األم ‪ ,‬بمعنى أن التأثير في هذا التفاعل يسير ليس فقط من األم الى الطفل ‪ ,‬بل أيضا‬
‫من الطفل الى األم ‪ .‬فهو اذن تفاعل ثنائي االتجا يؤثر فيه الطفل في األم ‪ ,‬كما تؤثر األم في الطفل ‪,‬‬
‫في شكل دائري ‪.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪68‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫و نجد ان التفاعل بكل أشكاله بين الطفل و األم يأخذ أهمية خاصة في نمو قدرات الطفل و تطور ‪,‬‬
‫فالتفاعل اللمسي‪ ,‬و التواصل البصري ‪ ,‬و الشمي و الصوتي يؤثر تأثي ار مهما في نمو الطفل من مختلف‬
‫الجوانب الجسدية ‪ ,‬و المعرفية ‪ ,‬و االجتماعية ‪ ,‬و االنفعالية ‪ ,‬و هو ما تبين لنا من خالل اطالعنا على‬
‫بعض البحوث الحديثة أن التفاعل بين األم و الطفل في المراحل األولى من حياته نقطة انطالق مهمة في‬
‫تطور التواصل الالكالمي بينهما ‪ ,‬اذ يستند هذا التواصل الى االشارات الجسدية كالتعابير الوجهية المتنوعة‬
‫و االصدارات الصوتية و التبادل البصري و الشمي ‪.‬‬
‫ان هذا التفاعل و االرتباط يبنى بصفة أساسية في السنوات الثالثة األولى من العمر حين تسدد‬
‫احتياجات الطفل األساسية من قبل األم أو من يقوم برعايته حين يقوم بتوفير التالمس و التواصل البصري‬
‫و االبتسام و االرتباط العاطفي االيجابي ‪ ,‬حيث يكون الطفل من خالل حلقة ثابتة و نشطة من هذا‬
‫االرتباط و التفاعل تتكرر آالف ان لم يكن ماليين المرات في السنوات األولى من العمر ‪ ,‬نموذج ايجابي‬
‫داخلي يتكون من احساس الطفل بـ "أني شخص جدير باالهتمام و الحب ‪ ,‬احتياجاتي مسددة و أشعر‬
‫باألمان "‪ ,‬مما يرسخ االحساس با لثقة و األمان لدى الطفل حتى يتمكن من بناء و تنظيم واقعه ‪ .‬بل أكثر‬
‫من ذلك ‪ ,‬ان المخ –بالتحديد القشرة األمامية و االنظمة الطرفية التي تقوم بتنظيم العواطف و االثارة و‬
‫التنبه و المهارات االجتماعية بما يؤثر في النهاية على مهارات التواصل –ينمو في تلك الفترة من خالل‬
‫حلقة االرتباط هذ ‪ 5.‬و يقول د‪ .‬ايريك برن ‪":‬ال بد من وجود شيء دافئ و محب و يشعر باألمان في‬
‫مكان ما ‪ ,‬و يسدد أيضا جوعه‪ ,‬و يربت على ظهر حتى يذهب في نوم لذيذ أما احساسه باألمان األكبر‬
‫فيحدث لدى قربه من المؤثر الدافئ و المحب هذا ‪ .‬فعندما تحتويه ذراع أمه المحبة ‪ ,‬او يستمع الى نبرات‬
‫صوتها المحبة ‪ ,‬فانه يسعد و يشعر باألمان ‪ ,‬و عندما تهجر أمه أو تخفي عنه عاطفة الحب يجعله هذا‬
‫وحيدا و يشعر بالتعاسة ‪ 6.‬و يطلق الباحثين على هذا االرتباط و التفاعل المتبادل بين الطفل و أمه‬
‫مصطل التعلق الذي سوف نتطرق له فيما يلي‪.‬‬
‫‪-5‬مفهوم التعلق‪:‬‬
‫من المظاهر السائدة عند األطفال رغبتهم الشديدة في أن يكونوا قريبين الى حد االلتصاق من أفراد‬
‫‪.‬‬ ‫"بالتعلق"‬ ‫السلوكي‬ ‫النمط‬ ‫هذا‬ ‫يسمى‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫لديهم‬ ‫معينة‬ ‫مكانة‬ ‫لهم‬ ‫آخرين‬
‫يكاد يكون هناك اتفاق بين العاملين في ميادين النمو النفسي على تعريف التعلق على أنه" ارتباط انفعالي‬
‫عاطفي بين شخص و أخر أو بين الناس وبعضهم البعض وذلك تحت ظروف التواجد في إطار مكاني‬
‫واحد‪ ,‬و يتدعم هذا االرتباط عبر الزمن "‬
‫كذلك يعرف واترز و داين(‪ )3591‬سلوك التعلق في الطفولة على أنه "تلك األفعال التي يأتيها‬
‫الطفل نتيجة لما يكتسبه من خالل التصاقه‪ ,‬بمن يتولى رعايته و وحضانته "‪.‬‬
‫ويعرف التعلق بأنه "رابطة انفعالية قوية تؤدي إلى شعور الطفل بالسعادة والفرح واألمن عندما يكون قريباً‬
‫ّ‬
‫من مقدم الرعاية ‪ ,‬والشعور بالتوتر واالنزعاج عندما ينفصل عنه مقدم الرعاية مؤقتا "‪.‬‬
‫أما اينزوورث و بولبي فيعرفانه " بأنه رابطة انفعالية قوية يشكلها الطفل مع مقدم الرعاية األساسي ‪ ,‬وتصب‬
‫فيما بعد أساساً لعالقات الحب المستقبلية"‪.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪69‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫ويعرفه شيفر (‪ ")Shaffer‬بأنه عالقة عاطفية قوية بين شخصين تتميز بالتبادل العاطفي والرغبة في‬
‫المحافظة على القرب بينهما‪ .‬ويكون التعلق الرئيس للطفل بأمه إال أنه قد يتشكل تعلق بأفراد آخرين ممن‬
‫يتفاعلون معه بشكل منتظم كاألب أو أحد الجدين أو بعض األقارب " ‪.‬‬
‫أما باباليا واولد و فلدمان فقد أكدوا في تعريفهم للتعلق مساهمة كل من الطفل ومقدم الرعاية في‬
‫نوعية رابطة ال تعلق فعرفو " بأنه رابطة انفعالية قوية ومتبادلة بين الرضيع ومقدم الرعاية يساهم كل منهما‬
‫في نوعية التعلق‪".‬‬
‫مظهر من مظاهر السلوك االنفعالي واالجتماعي‬
‫ًا‬ ‫و يذهب إسماعيل (‪ )3591‬إلى أن "التعلق يعد‬
‫تأثير وأقوى فعالية وأكثر أهمية‬
‫عند األطفال في المراحل األولى من العمر‪ .‬ولعله ال توجد عملية أخرى أشد ًا‬
‫من التعلق بالنسبة للنمو في المراحل المقبلة ‪ ,‬ويتمثل هذا النمط السلوكي في تعلق الطفل بشخص حاضنه‬
‫‪7‬‬
‫الذي يحتل لديه المكانة األولى ‪ ,‬وخاصة لو كان هذا الشخص هو أمه"‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم يمكن اعتبار التعلق عاطفة قوية متبادلة بين الطفل ومقدم الرعاية‪ ,‬تعكس رغبة‬
‫و ً‬
‫كل منهما في المحافظة على القرب بينهما وتُعد األساس الذي تبنى عليه العالقات الحميمة الالحقة‬
‫كبير من أهمية التعلق كظاهرة نفسية مؤثرة وفعالة‬
‫والتفاعالت االجتماعية بشكل عام‪ .‬ويرجع بيرجر جزءا ًا‬
‫في سنوات الطفولة المبكرة‪ ,‬إلى جذور نظرية التحليل النفسي ‪ ,‬التي أكدت على أهمية نمو هذ العالقة‬
‫‪8‬‬
‫مبكر بين األم وطفلها‪.‬‬
‫االنفعالية العاطفية ًا‬
‫فالتعلق ذو طبيعة نوعية‪ ,‬إذ يمكن للصغير أن يتعلق بأكثر من شخص واحد في نفس الوقت‪ .‬وال‬
‫يدا من‬
‫يحدث هذا إال من خالل التوظيف الصحي لتلك االرتباطات العاطفية‪ ,‬مما يكتسب معه التعلق مز ً‬
‫غالبا ما يكون مهيئا للتعلق‬
‫القوة والفعالية اإليجابية في حياة الطفل‪ .‬ويحدث هذا على الرغم من أن الصغير ً‬
‫بأول من يقوم برعايته وحضانته ‪ ,‬وهو في أغلب األحوال األم‪.‬‬
‫ففي دراسة شافر و امرسون (‪ )Schaffer & Emerson, 1964‬تبين أن طفل مهيأ للرد على المؤثرات‬
‫االجتماعية لدرجة أنه يمكنه التعلق بأفراد آخرين ‪ ,‬و يعرب عن سخطه و احتجاجه عند غيابهم ‪.‬‬
‫‪-5‬مراحل التعلق لدى الطفل‪:‬‬
‫ينمو سلوك التعلق خالل السنة األولى من حياة الطفل ‪ ,‬اذ يحتمل وجود مراحل حساسة تسهم في‬
‫تطور ‪ .‬يبدأ تعلق الطفل بشخص معين (أو بأشخاص معينين) فيما بين الشهر السادس و الشهر التاسع من‬
‫عمر ‪ .‬و تبين دراسة أنسويرت (‪ )Ainsworth, 1967‬بأنه يمكن مالحظة سلوك التعلق عند غالبية‬
‫األطفال في عمر الستة أشهر ‪ ,‬حيث يعبر الطفل عن ذلك بالبكاء عند مغادرة األم ‪ ,‬و باالبتسام و تغاريد‬
‫الفرح عند عودت ها ‪ .‬و يستمر هذا السلوك حتى نهاية السنة الثانية‪ ,‬ففي عمر التسعة أشهر يتمكن الطفل‬
‫من متابعة األم عند مغادرتها المكان ‪ ,‬و يبدأ بالبكاء و باالنخفاض التدريجي ‪ ,‬كما يقوم الطفل بالتشبث‬
‫باألم ‪ ,‬خاصة عندما يشعر بعدم األمن عند حضور شخص غريب ‪.‬‬
‫علما أن ردود فعل الطفل هذ تكون أقل حدة قبل هذا العمر‪ ,‬و يستحيل مالحظتها عند األطفال‬
‫في األشهر األولى‪ .‬و في عمر الثمانية عشر شه ار يميل الطفل الى ابداء هذا السلوك اتجا األب أو االخوة‬
‫‪9‬‬
‫و ألكثر ايضاح يمكن‬ ‫و واألخوات ‪ ,‬اال أنه يكون أقوى عندما يتوجه الى األم مقارنة مع اآلخرين ‪.‬‬
‫اختصار المراحل التطورية لسلوك التعلق لدى الطفل كاألتي ‪:‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪70‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫‪ -3.5‬مرحلة التعلق الفطري الغريزي‪ :‬يبدأ من قبل الوالدة ‪ ,‬وكلما كانت األم مقبلة على جنينها تحب‬
‫متقدما في نمو مرتبطًا بأمه ‪ ,‬والعكس‬
‫ً‬ ‫الحمل ‪ ,‬وتوافق عليه ‪ ,‬وتحاور جنينها أثناء الحمل كان الطفل‬
‫صحي األم ا لتي لم تكن راغبة في الحمل أو حدثت مشكالت بينها وبين زوجها أو طلقت أثناء الحمل ‪,‬‬
‫وبالتالي أصبحت كارهةً للحمل كارهةً لجنينها ‪ ,‬هذا الكر يتحول إلى كيمياء داخلية تشعر الطفل بالرفض ؛‬
‫أيضا رافض لها ‪ ,‬وهذا يتمثل في الواقع في طفل يولد ُفيوضع على‬
‫فيولد هذا الطفل وأمه رافضةً له ‪ ,‬وهو ً‬
‫صدر أمه فيرفض الرضاعة منها‪ ,‬ثم ُيوضع هذا الطفل على صدر أي امرأة أخرى فيقبل على الرضاعة‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫يستمر هذا التعلق الفطري الغريزي بعد الوالدة ‪ ,‬فيرتبط الطفل بأمه من خالل رائحتها و صوتها ‪,‬‬
‫رغم أنه ال يعرفها معرفة حقيقية ؛ ولذا فهو ال يمانع في أن ُيترك في رعاية شخص غريب غيرها ‪ ,‬ويفسر‬
‫البعض ابتسامة الطفل وبكاء وتحديقه بعين األم على أنه نوعٌ من االرتباط وتوثيق العالقة‪.‬‬
‫يوما‬
‫‪ -5.5‬مرحلة تكون التعلق (من األسبوع السادس حتى الشهر الثامن ) ‪ :‬في الفترة من ‪ً 12 -12‬‬
‫من عمر الطفل تبدأ االبتسامة التفاعلية االجتماعية ؛ مما يؤدي إلى حدوث تطور في العالقة بين الطفل‬
‫واألم ‪ ,‬ويتميز هذا التغير بازدياد مستوى الشعور الوالدي بتبادل المحبة مع الطفل‪.‬‬
‫ويبدأ الطفل بالرغبة في التواصل مع المحيطين به ‪ ,‬ويحب المداعبة و المناغاة ‪ ,‬ويظهر عدم الرضا حينما‬
‫جيدا ‪ ,‬ويبدأ االرتباط المعرفي بها‬
‫يترك وحد ‪ ,‬وعند بلوغ الطفل الشهر السادس من عمر ‪ ,‬فإنه يعرف أمه ً‬
‫‪ ,‬وهذ نقلة جديدة ومهمة في االرتباط والتعلق‪.‬‬
‫كما يبدأ الطفل في التمييز بين الشخص الغريب و المألوف‪ ,‬ويكتشف مدى تأثير تصرفاته على‬
‫‪10‬‬
‫سلوك اآلخرين (كالبكاء ) ‪ ,‬وحتى اآلن ال يزعجه انفصاله عن أمه رغم أنه يميزها‪.‬‬
‫‪ -1.5‬مرحلة التعلق الواضح ( من الشهر الثامن حتى سن سنتين ) ‪ :‬و فيها يكون التعلق باألم واض‬
‫جدا في تصرفات الطفل‪ ,‬وينزعج عندما تتركه ويغضب ويبدأ بالبكاء والصراخ‪ ,‬ويدرك أن األم موجودة حتى‬
‫وان لم يراها‪ .‬حيث في حوالي الشهر التاسع يتطور لدى الطفل مفهوم (تحقيق ثبات الجسم المادي)‪ ,‬وهو‬
‫تفهم استمرار وجود األشياء حتى وان لم تكن مرئية و يتوافق تطور هذا المفهوم مع تغيرات نوعية في‬
‫التطور االجتماعي والتواصل للطفل ؛ حيث يالحظ أن الطفل يحاول استكشاف الشخص الغريب ‪ ,‬فينظر‬
‫للخلف و األمام ‪ ,‬منقالً نظر بين الغريب القادم وأمه ‪ ,‬كما لو كان يجري مقارنةً بين المعلوم والمجهول ‪,‬‬
‫ومن الطبيعي في هذ الفترة أن يبدأ معظم األطفال ‪ -‬بنسب متفاوتة‪ -‬بالخوف من األشخاص الغرباء ‪ ,‬وقد‬
‫يصرخون ويبكون ويحتمون بأمهاتهم رغم أنهم كانوا قبل ذلك يسعدون بالتواصل مع اآلخرين دون تفريق‬
‫بينهم وبين األم ‪ ,‬وفي هذ الفترة يصب االنفصال عادةً أكثر صعوبة ‪ ,‬ويبدأ األطفال الذين كانوا ينامون‬
‫ٍ‬
‫بشكل منتظم ‪ ,‬كما لو أنهم يتذكرون أن والديهم ما يزاالن في الغرفة‬ ‫ليالً ألشهر مضت باالستيقاظ‬
‫المجاورة‪.‬‬
‫‪ -2.5‬مرحلة تكوين العالقة المزدوجة ( سن سنتين ) ‪ :‬نتيجة للتطور الذهني ( العقلي ) للطفل مع قرب‬
‫السنة الثانية ‪ ,‬يستوعب الطفل عوامل حضور وغياب األم وتوقع عودتها ‪ ,‬ويبدأ الطفل في استخدام أسلوب‬
‫الحوار والمفاوضة لمحاولة إبقاء األم بجوار ‪ ,‬وهنا يمكن لألم بدء الحوار معه وأنه كبر ‪ ,‬وأنها سوف تخرج‬
‫يعا ‪ .‬و يذكر أن الطفل يمر بمرحلة االنفصال عن األم خالل مراحل التعلق السابقة ‪ ,‬وتبدأ فترة‬
‫وتعود سر ً‬
‫بعيدا‬
‫االنفصال تلك بين الشهر الرابع والخامس ‪ ,‬وتلمس األم ذلك عندما تحمل وليدها وت ار يحاول االلتواء ً‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪71‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫عنها الكتشاف المحيط ‪ ,‬وفي الشهر الـ ‪ 39‬يدرك الطفل أنه وأمه كيانان مستقالن ‪ ,‬وباكتسابه القدرة على‬
‫المشي يغامر باالبتعاد عن أمه الكتشاف الغرفة ‪ ,‬ولكن يلتفت باستمرار ليتأكد من وجودها خلفه ويستعيد‬
‫شعور باألمان‪.‬‬
‫قد تكون هذ المرحلة المسماة أيضا بمرحلة التقارب (أو إقامة العالقة الودية) كرد فعل للحذر‬
‫المتزايد؛ إلمكانية االنفصال ‪ ,‬ويفيد العديد من اآلباء أنهم ال يستطيعون في هذ المرحلة الذهاب إلى أي‬
‫صعبا عادةً‪.‬‬
‫ً‬ ‫مكان دون أن يكون برفقتهم طفل صغير متعلق بهم ‪ ,‬ويكون االنفصال وقت النوم‬
‫‪ -2.5‬التعلق لدى طفل ما بعد السنتين ‪ :‬بالنسبة لطفل ما بعد السنتين ‪ ,‬فتمتاز تلك المرحلة ببدء‬
‫االنفصال الفعلي عن األم ‪ ,‬ويقع الطفل هنا في حيرة وتمزق داخلي ‪ ,‬بين رغبته في االستقاللية ‪ ,‬ومقاومة‬
‫االنفصال عن األم من جهة أخرى ‪ ,‬وتظهر هنا نوبات الغضب عند طفل تلك المرحلة نتيجة لهذا الصراع‬
‫النفسي ‪ ,‬وهي أزمة مؤقتة يساعد صبر األم ودعمها على تجاوز الطفل هذ المحنة ويكون طفال ديناميكيا‬
‫محبوبا متفاعال مع الظروف الصعبة بشكل سليم‪ .‬ويقلل من فرص استمرار حالة التعلق باألم مع تقدم‬
‫السن‪ .‬و ان سلوك التعلق يمكن مالحظته عند الطفل بشكل واض و منتظم حتى نهاية السنة الثالثة حيث‬
‫ال يوافق الطفل على االنفصال عن أمه قبل هذا العمر‪.‬‬
‫يظهر االطفال بعد الثالثة من العمر سلوك التعلق بشكل مختلف ‪ ,‬فيصب هذا السلوك اقل الحاحا و‬
‫أقل تك ار ار حتى يأخذ مظاهر أخرى ‪ ,‬و على سبيل المثال فانه من المالحظ في دور الحضانة ‪ ,‬أن طفل‬
‫الثالثة سنوات يبدي االضطراب عند مغادرة األم كالبكاء مثال ‪ ,‬و لكن هذا االضطراب ال يدوم وقتا طويال ‪,‬‬
‫و يسجل تراجعا تدريجي مع الزمن ‪ ,‬ويرتبط هذا التراجع الى حد بعيد على درجة تكيف الطفل مع بقية‬
‫األطفال اآلخرين ‪ ,‬و طبيعة عالقته بالمربيات ‪ ,‬و درجة تعود بالذهاب اليومي الى دار الحضانة ‪ .‬فبعد‬
‫عدة أشهر من الذهاب المنتظم يهرع الطفل مسرعا باتجا زمالئه لمشاركتهم اللعب حالما يدخل الحضانة‬
‫غير أبه بمغادرة األم ‪.‬‬
‫و يعتبر هذا تغي ار أساسيا في سلوك التعلق لدى الطفل‪ ,‬فهو يشعر باألمن في مكان غريب عليه‪ ,‬و‬
‫مع أشخاص آخرين غير األم تربطه بهم عالقة ما ‪,‬اال أن هذا الشعور يرتبط الى حد بعيد بطبيعة عالقة‬
‫الطفل بهؤالء األشخاص ‪ ,‬فالعالقة الحميمة تعزز من مشاعر األمن ‪ ,‬و الطمأنينة لديه ‪ .‬كذلك تجنيب‬
‫الطفل مصادر الخوف المفاجئ في الوسط الجديد‪ ,‬و يجب أن يعرف الطفل أين هي أمه‪ ,‬و يتأكد أنه‬
‫سيشاهدها بعد حين ‪ ,‬و أن انفصالهما مسألة مؤقتة ‪.‬‬
‫كما قد يؤثر نمط التعلق لدى الطفل على حدة االضطراب في وضعيات االنفصال ‪ ,‬فقد أجريت‬
‫دراسة في هذا االطار للباحثة هنادي عبد الوهاب الهروط حول أنماط التعلق وعالقتها بالقلق والكفاءة‬
‫االجتماعية في مرحلة الطفولة المتأخرة وقد أجريت الدراسة على أكثر من ‪ 122‬طالب وطالبة ‪ ,‬وقد أشارت‬
‫نتائجها إلى أن أطفال نمط التعلق اآلمن يتميزون على نظرائهم من نمط التعلق المقاوم أو التجنبي بدرجة‬
‫ذات داللة على متغيرات الكفاءة االجتماعية ‪ ,‬وقد ظهر أثر رئيسي لمتغير الجنس على سمة القلق ‪ ,‬يشير‬
‫‪11‬‬
‫إلى أن اإلناث بوجه عام أعلى قلقاً من الذكور في تلك المرحلة‪.‬‬
‫‪-1‬أنماط التعلق لدى الطفل‪:‬‬
‫يعتب ر بولبي أن التعلق يمكن مالحظته من خالل ردود فعل الطفل التي تقود الى سلوك التعلق ‪ .‬و‬
‫يتأثر هذا السلوك الى حد بعيد بمتغيرين اثنين ‪ :‬السرعة التي ترد بها األم على اشارات طفلها ‪ ,‬و شدة‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪72‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫عملية التفاعل التي تقوم بين الطفل و األم ‪.‬و تتميز استجابات األم التي توفر لصغيرها عالقة أمنة عن‬
‫نظيرتها التي ال توفر مثل هذ العالقة ‪ ,‬فتكون أكثر حساسية و اصغاء لإلشارات الصادرة عن طفلها ‪ ,‬أما‬
‫األم التي تتجاهل تعابير و اشارات طفلها أو التي تستجيب متأخرة لهذ االشارات ال توفر طفلها مثل هذ‬
‫العالقة اآلمنة ‪ ,‬حيث ال يعرف الطفل ما يمكن أن ينتظر منها مما يخلق في نفسه مشاعر القلق و‬
‫االضطراب ‪ .‬و هنا يشير أنسويرت أن الطفل يستخدم األم كقاعدة أمنية ‪.‬‬
‫و قد قامت كل من ماري أنسويرت و سيلفيا بل بدراسة سنة ‪ 3591‬لتقصي الفروق الفردية في‬
‫سلوك تعلق الطفل باألم ‪ ,‬خلصت من خاللها الباحتثان الى وجود فروق فردية في أمن التعلق لدى الطفل‬
‫‪12‬‬
‫ترتبط بسلوك األم ‪ ,‬و حددا على اثر هذ الدراسة ثالثة أنماط لسلوك التعلق لدى الطفل و هي كاألتي‪.‬‬
‫‪ -3.1‬التعلق األمن (التعلق االيجابي) ‪ :‬وهنا يكون الطفل متعلقًا بأمه كمصدر لألمن ‪ ,‬ولكنه يجعلها‬
‫كمنطقة انطالق ‪ ,‬ينطلق من خاللها الستكشاف ما حوله ‪ ,‬ثم يرجع الطفل إلى أمه ( قاعدة األمان )‬
‫جدا في الوصول بالطفل إلى ذلك النوع‬
‫مهما ً‬
‫دور ً‬
‫ليستمتع بحنانها والشعور باألمان معها‪ ,‬وهنا األم تلعب ًا‬
‫نفسيا ‪ ,‬من خالل تشجيعه الكتشاف األشياء واألشخاص ‪ ,‬وال تكون عائق يمنعه من‬
‫من التعلق ‪ ,‬فتدعمه ً‬
‫التواصل مع الناس بحجة الخوف عليه ‪.‬‬
‫فاألم الجاهزة انفعاليا و المتمتعة بحساسية عالية في استجابتها للطفل تمكنه من أن ينمي تعلقا أمنا‪.‬‬
‫ان األم اليقظة إلشارات الطفل ‪ ,‬و الحاضرة عند حاجته لها تعزز لديه الثقة بالكبار ‪ ,‬فالطفل يعمم هذ‬
‫الثقة على اآلخرين ‪ ,‬فهو ال يشعر بالخوف و الفزع عند مشاهدة شخص غريب للمرة األولى‪.‬‬
‫فأم الطفل ذو التعلق األمن تبدو أكثر حساسية في استجابتها إلشارات الطفل و أكثر دعما له و مساندة عند‬
‫تعرضه لمشكلة ما ‪ ,‬أو أكث ار تعبي ار عن عواطفها و انفعاالتها ‪ ,‬و بتعبير أخر تكون أكثر اندماجا في حياة‬
‫الطفل‪.‬‬
‫و في نفس هذا االطار وجد كالرك ستبوارت(‪ )Clarke&Stewart‬و كذلك ستايتون و‬
‫أنسويرت(‪ )Stayton & Ainsworth,‬أنه اذا كانت األم تحظى بقدر كبير من القدرة على التعبير عن‬
‫الحب ‪ ,‬و كانت واضحة االستجابة لطفلها ‪ ,‬و وفرت له العديد من المناسبات التي تحقق له االستثارة‬
‫االجتماعية و ذلك يساعد على تنمية التعلق األمن لديه ‪.‬‬
‫و الطفل ذو التعلق األمن يكون أقل اضطرابا من غير عند مواجهة الغريب و هو طفل متجاوب و‬
‫متعاون ‪ ,‬مرتاحا ودودا و طليق في الحديث ‪ ,‬مرنا و ذو مهارات و موارد متسعة ‪ ,‬و يبدي تنوعا في‬
‫‪13‬‬
‫سلوكه االجتماعي يسم له باالتصال باآلخرين بدون مشاكل ‪.‬‬
‫‪ -5.1‬التعلق القلق (التعلق السلبي)‪ :‬وفيه يكون الطفل متعلقًا بأمه بشدة ‪ ,‬و يبدي مقاومة للشخص أو‬
‫الموقف الذي يريد أن ينتزعه من حضن أمه ‪ ,‬وبذلك يفشل في استكشاف المحيط الذي يحيط به ‪ ,‬بل‬
‫ويبدي غضب وانفعال عند عودة األم له كأنه يعاقبها على ما فعلته معه من تركها له ‪ ,‬وهنا األم لم تدعم‬
‫صعبا‪ .‬وفيه يكون الطفل غير متأكد من أن األم سوف تكون متواجدة‬
‫ً‬ ‫نفسيا ‪ ,‬وستجعل انفصاله عنها‬
‫الطفل ً‬
‫و متجاوبة ومتعاونة عند االحتياج (أي يتعرض لحرمان جزئي من اآلم أو أن يكون اتجا األم غير ودود‬
‫نحو طفلها)‪ ,‬حيث يشير بولبي ُ"يعتبر الطفل محروماً من األمومة حتى لو كان يعيش مع أسرته إذا لم‬
‫تكن لدى أمه القدرة على منحه رعاية الحب التي يحتاج إليها " ‪.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪73‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫يستأنف بولبي قائالً ًً‪ " :‬ومن الطبيعي أن الحاالت التي تندرج تحت هذ الفئة كثيرة جداً وعلى كل درجات‬
‫الشدة ‪ ,‬ابتداء من الطفل الذي تتركه أمه يصرخ لعدة ساعات إلى األطفال الذين ترفضهم أمهاتهم تماماً" ‪.‬‬
‫و بسبب هذا التشكك في تواجد وتجاوب األم يكون الطفل عرضة لقلق االنفصال ‪ ,‬ميال للتشبث الزائد باألم‬
‫‪ ,‬ويشعر بالقلق حيال استكشافه للعالم الخارجي‪ .‬وهذا النمط ‪ ,‬والذي يظهر االضطراب فيه بوضوح‪ ,‬ينشأ‬
‫حين تكون األم متواجدة و متعاونة في بعض األحيان فقط وليس بصفة مستمرة ‪ ,‬كما ينشأ أيضاً من‬
‫االنفصال أو التهديد بالترك كوسيلة للتحكم في الطفل ‪ .‬وهنا يشب الطفل وهو لديه مزيجاً من عدم األمان‬
‫والخوف والحزن مع الرغبة في الحميمة المتبادلة مع العدوانية غير الصريحة أحياناً‪ .‬فنجد يسعى للحصول‬
‫على االنتبا بطريقة مفرطة والفوز بحظوة والديه ربما عن طريق السلوك بلطف وجاذبية‪ .‬كما يكون مندفعاً‬
‫ومتوت اًر وسريع اإلصابة باإلحباط ‪ ,‬أو سلبياً عاج اًز ومستسلماً‪.‬‬
‫و في العموم تسهم األم المغفلة انفعاليا و القليلة الحساسية إلشارات الطفل في تنمية التعلق القلق ‪,‬‬
‫مما يخلق له الغموض و عدم الثقة في الكبار عامة ن و يظهر لخوف و الهلع عند رؤيته شخصا غريبا‬
‫للمرة األولى ‪.‬‬
‫‪ - 1.1‬التعلق القلق التجنبي ‪ :‬والذي فيه ال يكون لدى الطفل أي ثقة بأنه سوف يجد التجاوب والتعاون‬
‫عند االحتياج للرعاية ‪ ,‬بل الرفض والصد‪ .‬وعند درجة معينة يحاول الطفل أن يكتفي بنفسه عاطفياً فيحتفظ‬
‫بوالديه بعيداً عنه ‪ ,‬ويصير مختص اًر ومقتضب الحوار الذي يصب غير شخصي ‪ ,‬منشغالً بأنشطته وألعابه‬
‫الشخصية متجاهالً أي مبادرات قد تنشأ من الوالدين‪ .‬وقد يصير فيما بعد الشخص النرجسي أو من ينشأ بما‬
‫ُيسمى بالذات الزائفة‪ .‬وهذا النمط ‪ ,‬والذي يكون االضطراب فيه خافياً ‪ ,‬ينشأ من الرفض والصد المستمر‬
‫لألم عند احتياج الطفل إليها ‪ ,‬والذي قد يؤدي عند الشدة إلى المرض أو الوفاة ‪ .‬وهنا يشب الطفل في عزلة‬
‫عاطفية و نفسية ‪ ,‬عدوانياً أو مضاد للمجتمع ‪ ,‬وللمفارقة أيضاً نجد يسعى للحصول على االنتبا بطريقة‬
‫مفرطة‪.‬‬
‫و يشير بولبي‪ ":‬تختلف اآلثار الضارة للحرمان األمومي في درجتها فالحرمان الجزئي يصحبه القلق‬
‫والحاجة الملحة إلى الحب والمشاعر القوية باالنتقام وبسبب هذ األخيرة ينتج الشعور بالذنب واالكتئاب‪ .‬أما‬
‫الحرمان التام فتأثير أعمق وقد يعوق تماما قدرة الطفل على إقامة عالقات مع غير من الناس"‪.‬‬
‫يتض بالتأكيد‪ ,‬أنه كلما كان الحرمان تاماً في السنين األولى من الحياة‪ ,‬كلما أصب الطفل منعزالً ‪ ,‬غير‬
‫مبال بالمجتمع ‪ ,‬بينما كلما تخلل حرمانه فترات من اإلشباع كلما هاجم المجتمع وقاسى مما يختلج في نفسه‬
‫‪14‬‬
‫من تضارب مشاعر الحب والكراهية لنفس األشخاص‪".‬‬
‫‪-2‬النظريات المفسرة للتعلق‪:‬‬
‫نظر ألهمية التعلق كمظهر مؤثر وفعال من مظاهر النمو النفسي‪ ,‬لكونه مصدر حيوي من مصادر‬ ‫ًا‬
‫تكوين شخصية الفرد في المستقبل ‪ ,‬لذا أثار التعلق اهتمام العديد من نظريات علم النفس ‪ ,‬ومن بينها‬
‫التيارات الرئيسة في علم النفس المعاصر ‪ ,‬وقد تباينت اتجاهاتها في تفسير نشأته ‪ ,‬وكذا تحديد جذور‬
‫كمظهر مهم من مظاهر النمو االنفعالي واالجتماعي للفرد‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ولقد حدد هيزرنجتون وباركي الوجهات التفسيرية التالية‪:‬‬
‫‪ -3.2‬نظرية التحليل النفسي‪ :‬حيث أرجعت هذ النظرية جذور التعلق الى الحاجات البيولوجية عند كل‬
‫من الصغير وأمه‪ .‬وذلك وفقًا للفرض الفرويدي الذي أكد على حاجة الرضيع الفطرية إلى الرضاعة‪ .‬ولعل‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪74‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫هذا التفاعل الخارجي ‪ ,‬وتكيف الصغير لتجارب التغذية العملية ‪ ,‬وحاجته لإلشباع الفمي عن طريق‬
‫الرضاعة ‪ ,‬باإلضافة إلى النماذج األخرى لالستثارة الفمية المصاحبة لعملية الرضاعة‪ .‬كل هذا يؤدي إلى‬
‫ظهور تعلق الصغير الذي ارتبط إشباعه بصدر أمه ‪ ,‬وهو األمر الذي بات جوهرًيا ليس بالنسبة لحياة‬
‫الصغير وحد فحسب ‪ ,‬وانما بالنسبة لحياة األم نفسها كذلك ‪.‬‬
‫‪ -5.2‬نظريات التعلم‪ :‬أنصار المدرسة السلوكية فسروا التعلق باستخدام مفهوم خفض الدافع الذي اقترحه‬
‫"هل"‪ .‬فاألم تقوم بإشباع جوع الطفل(دافع أولي)‪ ,‬بعد ذلك يصب وجود األم( دافعاً ثانوياً (متعلماً ‪ ,‬ألن‬
‫وجود األم يقترن بشعور الطفل بالراحة والشبع‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ ,‬يتعلم الطفل تفضيل كل أشكال المثيرات التي‬
‫تترافق مع اإلطعام ‪ ,‬ومن ضمنها العناق اللطيف لألم واالبتسامات الدافئة والكلمات الرقيقة‪ .‬وقد رفض‬
‫"سكنر" ‪( ,‬صاحب نظرية التعلم اإلجرائي) ‪ ,‬فكرة هل التي تشير إلى أن خفض الدافع هو المسؤول عن‬
‫تعلق الطفل بأمه‪ .‬فسلوك التعلق من وجهة نظر يزداد ويثبت من خالل ما يتبع هذا السلوك من معززات‬
‫متنوعة كالطعام و اإلطراء ‪ ,‬أو الحصول على ألعاب‪ .‬فإذا تم تعزيز مجموعة كبيرة من سلوكيات الطفل ؛‬
‫فإن ذلك سيؤدي إلى تشكل رابطة تعلق قوية‪ .‬أما عند استخدام العقاب أو التوبيخ أو سحب بعض‬
‫‪16‬‬
‫االمتيازات ؛ فإن النتيجة ستكون خفض سلوك التعلق ‪.‬‬
‫‪ -1.2‬النظرية األخالقية‪ :‬وتعد نظرية بولبي(‪ )Bowlby‬االيثولوجية وجهة نظر مقبولة في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫إذ أنها أكدت فكرة أنصار مدرسة التحليل النفسي ‪ ,‬من حيث أن نوع التعلق مع مقدم الرعاية له تضمينات‬
‫عميقة ومهمة لشعور الطفل باألمن وقدرته على تشكيل عالقة مفعمة بالثقة‪ .‬وتمتاز نظرية "بولبي" عن‬
‫النظريات األخرى ‪ ,‬التي فسرت التعلق ‪ ,‬بتركيزها على الدور النشط الذي يؤديه الطفل حديث الوالدة في‬
‫نشوء هذ العالقة‪.‬‬
‫ويؤكد بولبي(‪ )Bowlby‬أن الطفل البشري يولد مزوداً ‪ ,‬مثله مثل صغار األنواع األخرى من‬
‫الحيوانات ‪ ,‬بمجموعة من السلوكيات الفطرية التي تجعل مقدمي الرعاية بالقرب منه ‪ ,‬وبالتالي تزيد من‬
‫فرص بقائه مثل سلوك الرضاعة واالبتسام واإلمساك باألم والتحديق في وجهها وعيونها‪ ,‬ويعتقد أن هناك‬
‫نظاماً سلوكياً تعلقياً يتضمن مجموعة من أنماط السلوك وردود الفعل االنفعالية ‪ ,‬تهدف إلى المحافظة على‬
‫القرب من مقدم الرعاية األولي‪ .‬ويرى أن لهذا النظام ثالث وظائف أساسية هي‪ :‬تحقيق القرب من مقدم‬
‫الرعاية ‪ ,‬وتوفير مالذ آمن للطفل ‪ ,‬إذ يهرع الطفل إلى األم في مواقف الخطر والتهديد بحثاً عن الدعم‬
‫والشعور بالراحة ‪ ,‬واتخاذ األم قاعدة آمنه ينطلق منها الطفل للقيام بنشاطات استكشافية في بيئته المحيطة‪.‬‬
‫ويرى بولبي(‪ )Bowlby‬أن الطفل عندما يتفاعل مع اآلخرين يشكل ما يسمى بالنماذج العاملة‬
‫الداخلية وأن هذ النماذج تعمل على استم اررية أنماط التعلق وتحويلها إلى فروق فردية ثابتة‪ .‬وتعد هذ‬
‫النماذج أبرز المفاهيم في نظرية "بولبي" من حيث أنها الحلقة النمائية التاريخية التي تفسر كيفية تأثير‬
‫ظروف الماضي بظروف الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫عرف بيرك (‪ )Berk‬النماذج العاملة الداخلية بأنها مجموعة من التوقعات المشتقة من الخبرات‬ ‫وتُ ّ‬
‫المبكرة مع مقدم الرعاية ‪ ,‬تتضمن مدى وجود مقدم الرعاية ‪ ,‬واحتمالية تقديمه للدعم أوقات الضيق والتوتر‬
‫‪ ,‬بحيث تصب هذ التوقعات موجهات للعالقات الحميمة مستقبال أو هي تمثيل عقلي لعالقة التعلق التي‬
‫تشكل أساساً للتوقعات في العالقات الحميمة‪.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪75‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫كما تُعرف النماذج العاملة بأنها خرائط معرفية أو تمثيالت أو مخططات(‪ )Schemes‬أو خطط(‪)Scripts‬‬
‫يمتلكها الفرد عن نفسه ككينونة مادية و نفسية ‪ ,‬و عنبيئته المحيطة ‪ ,‬وأنها قد تكون على مستويات من‬
‫‪17‬‬
‫التعقيد تتراوح بين التراكيب األولية إلى التراكيب المعقدة‪.‬‬
‫ويذهب "بولبي" (‪ )Bowlby‬للقول بوجود جانبين لهذ النماذج‪ :‬جانب يتعلق بالذات ‪ ,‬ويتضمن تقدي اًر‬
‫لمدى جدارة الذات‪ .‬وآخر يتعلق باآلخرين ‪ ,‬ويتضمن تقدي ار لمدى استجابتهم ‪ ,‬والثقة بهم كشركاء‬
‫اجتماعيين‪ .‬فإذا كان مقدم الرعاية رافضاً للطفل وساخ اًر منه وغير حساس لحاجاته ‪ ,‬فإن الطفل سوف‬
‫يطور نموذجاً عامالً ُيظهر فيه مقدم الرعاية على أنه شخص رافض وأن الطفل غير جدير بالمحبة‪ .‬ومن‬
‫جهة أخرى ‪ ,‬إذا مر الطفل بخبرة شعر من خاللها أن مقدم الرعاية شخص ُمحب حساس يمكن الوثوق به‪,‬‬
‫عندئذ يطور نموذجاً عامالً ُيظهر به أن ذلك الشخص جدير بالمحبة والثقة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫فانه‬
‫ويرى "بولبي" أنه رغم بقاء النماذج العاملة الداخلية مفتوحة أمام الخبرات الجديدة عند تفاعل الطفل‬
‫مع أشخاص جدد ‪ ,‬إال أنها مع ذلك تميل نحو االستقرار والثبات ‪ ,‬ألن الطفل سيختار شركاء ويشكل‬
‫عالقاته الجديدة بطريقة تنسجم مع النموذج العامل الموجود لديه مسبقا‪ .‬كما يرى أن النماذج العاملة ستقاوم‬
‫التغيير بمجرد تشكلها ألنها تعمل خارج إدراك الطفل و وعيه ‪ ,‬وألن المعلومات الجديدة سيتم تمثلها في‬
‫النموذج الموجود سلفا‪ .‬فعندما يواجه الطفل خبرات و مواقف جديدة‪ ,‬سيخضع الطفل هذ الخبرات والمواقف‬
‫للنموذج العامل الموجود لديه‪ ,‬متجاهال بذلك األدلة الواضحة التي تدحض هذا النموذج ‪.‬‬
‫وقد أكد "اليدون" (‪ )Lyddon‬صحة هذ الفكرة في حديثه عن اضطرابات الشخصية وعالقتها‬
‫بنظرية التعلق وأنماطه‪ .‬فقد أشار أن هناك مصدرين الستم اررية أنماط التعلق عبر الزمن ‪:‬‬
‫األول‪ :‬إن االتجاهات والمشاعر الخاصة بالتعلق ‪ ,‬التي تستمر إلى مراحل نمائية متأخرة ليست نتيجة‬
‫للنماذج العاملة الداخلية المتشكلة في مرحلة الطفولة فحسب ‪ ,‬بل إن هذ النماذج تدوم وتستمر عند‬
‫مبكر‪.‬‬
‫اً‬ ‫مواجهتها لمواقف وخبرات تنسجم مع النماذج العاملة التي تشكلت‬
‫أما المصدر الثاني فهو الطريقة التي تصب من خاللها بنية أو تركيب الشخصية مثبتة ذاتيا من‬
‫بناء على اعتقادات‬
‫خالل آليات التمثل ‪ ,‬مثل هذ اآلليات تعمل على تقييد الخبرات من أجل أن يتم تمثلها ً‬
‫جاهزة فهذ اآلليات تطابق الخبرات مع التراكيب المعرفية الجاهزة والمتميزة بعدم مرونتها في التعامل مع‬
‫‪18‬‬
‫معلومات جديدة ‪.‬‬
‫‪-2‬قلق االنفصال ‪ :‬بعد ان يتعلق الطفل بأمه او بالحاضن فانه ال يرتاح لفراقها‪ ,‬بل يبدي احتجاجه‬
‫على ذلك بصورة او بأخرى ‪.‬فقد يشعر بالتعاسة و يأخذ في البكاء ‪,‬او يهتاج محاوال التشبث بأمه او اللحاق‬
‫بها ‪,‬او غير ذلك من انماط السلوك التي يقال انها تعكس قلق االنفصال‪.‬‬
‫و يتمثل قلق االنفصال في حالة عدم االرتياح واالضطراب والهم الذي يظهر نتيجة للخوف المستمر من‬
‫فقدان األشخاص المحبوبين والمرغوبين حيث يقال ‪ " :‬القلق عند األطفال ليبس أصل شيء آخر غير‬
‫عاطفة فقدان الشخص المحبوب "‪.‬‬
‫أما المراجعة الرابعة للدليل التشخيصي اإلحصائي لألمراض العقلية ‪ DSM4‬فقد عرفت قلق‬
‫االنفصال على النحو التالي ‪ ":‬قلق االنفصال هو قلق شديد بسبب االنفصال عن األفراد الذين يتعلق بهم‬
‫الطفل أو بسبب االنفصال عن البيت "‪ ,‬وهذا يعني أن قلق االنفصال حسب هذا الدليل –‪ -DSM4‬هو‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪76‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫الخوف من الوحدة بأسلوب متزايد أو الخوف من االبتعاد عن الشخص الذي يتعلق به تعلقا شديدا في البيت‬
‫أو في مكان آخر‪.‬‬
‫و يمكن تعريفه كذلك على أنه القلق الذي يصاب به المرء لدى انفصاله عن شخص يعتقد بضرورة وجود‬
‫في حياته ‪ ,‬أو هو القلق الشديد المرتبط بحالة عدم االرتياح بسبب االنفصال عن األفراد الضروريين في‬
‫حياة الطفل‪.‬‬
‫و قد تظهر عدة أعراض يمكن تشخيصها من قلق االنفصال حيث أورد ‪ DSM IV‬المعايير التشخيصية‬
‫لالضطراب قلق االنفصال على النحو التالي ‪:‬‬
‫* النمو الغير المناسب‪ ,‬وقلق متزايد متصل باالنفصال عن البيت أو عن من يتعلق بهم الطفل تعلقا شديدا‪.‬‬
‫* األلم المتكرر الشديد عند توقع االنفصال عن البيت أو من يتعلق بهم تعلقا شديدا‪.‬‬
‫* قلق دائم و متكرر لفقدان شخص عزيز أو توقع حدوث له ضرر أو كارثة‪.‬‬
‫* قلق دائم و متزايد جراء حدث مكرو سيؤدي إلى االنفصال عن شخص عزيز‪.‬‬
‫* اإلصرار على الرفض و المقاومة و الكراهية للذهاب للمدرسة أو إلى أي مكان آخر بسبب الخوف من‬
‫االنفصال عن األم‪.‬‬
‫* اإلحجام المستمر‪ ,‬أو رفض الذهاب إلى النوم دون أن يكون بجوار من يتعلق بهم تعلقا شديدا ‪ ,‬و هذا ما‬
‫يظهر في رفض النوم بعيدا عن البيت‪.‬‬
‫*الكوابيس المزعجة المتكررة و التي تأخذ طابع الصداع ‪ ,‬ألم في المعدة الغثيان ‪ ,‬القيء و هذا عند‬
‫حدوث أو توقع االنفصال من األشخاص الذين يتعلق بهم أو الذين تكون لديهم منزلة كبيرة في نفسية‬
‫الطفل‪.‬‬
‫كما يصف بولبي(‪ )Bowlby‬السلوكيات المصاحبة لحالة انفصال الطفل عن أمه كسلوك قلق ‪ ,‬وسلوك‬
‫‪19‬‬
‫وكان يعتقد بولبي أن‬ ‫باحث ‪ ,‬وسلوك غاضب و متوتّر ؛ والذي يتحول فيما بعد إلى المباالة ويأس ‪.‬‬
‫أساس الصحة النفسية هو أن يخبر الطفل عالقة حارة وحميمة دائمة مع أمه أو البديلة ‪ ,‬التي تكون بمثابة‬
‫‪20‬‬
‫األم في حنانها و رعايتها‪.‬‬
‫ويذهب بولبي إلى أبعد من ذلك ‪ ,‬فبنظر قد تثار أكثر االستجابات المرضية لدى األطفال أو البالغين الذين‬
‫‪21‬‬
‫تعرضوا بشكل دائم أو متكرر للتهديد باالنفصال والهجر ‪.‬‬
‫لم يجربوا االنفصال أبدا ؛ ولكنهم ّ‬
‫والى جانب بولبي(‪ )Bowlby‬فقد كانت تصورات نظرية حول قلق االنفصال من طرف أسماء المعة أخرى‪.‬‬
‫حيث يفترض أوتو رانك (‪ )Otto Rank‬أن صدمة الميالد‪ ,Birth trauma ,‬وهي الصدمة النفسية التي‬
‫يعانيها الوليد حينما ينفصل عن رحم األم ‪ ,‬الذي كان بمثابة الجنة بالنسبة له حيث كان ينعم فيه باللذة و‬
‫األمان ؛ وهو ما يفتقد حينما يولد وبالتالي برأي رانك (‪ )Rank‬يشعر ذلك بالقلق ألول مرة ‪ ,‬كأول خبرة‬
‫لل حرمان ثم تليها صدمات أخرى خالل حياته ‪ ,‬كالفطام والتهديد بقطع القضيب ‪ ,‬والذهاب إلى المدرسة ‪,‬‬
‫وكل صدمة تولّد لديه الخوف من تكرار االنفصال طوال حياته ؛ ما يجعله معتمدا على اآلخرين ومتشبثا‬
‫‪22‬‬
‫المسبب لمعظم السيكو باثولوجيا وسوء التوافق ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يعد رانك (‪ )Rank‬األساس األعمق‬
‫بهم ؛ وهذا ما ّ‬
‫يعوض ضعف الطفل في سد حاجياته ‪ ,‬والتخفيف من‬ ‫كما يشير فرويد إلى أن األم هي الموضوع الذي ّ‬
‫ضغط الحاجة ‪ Need-Tension‬؛ حيث يستشعر الطفل ارتفاع الضغط كخطر حقيقي يؤدي إلى استجابة‬
‫يعبر عنها بالصراخ والبكاء‪ .‬وتدريجيا يرتبط غياب األم بذكرى حالة الضغط ‪ ,‬لدرجة‬
‫قلق االنفصال ‪ّ ,‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪77‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫يصب فيها هذا الغياب حالة "خطر" بالنسبة للطفل ؛ وبحسب فرويد يتحول الخوف من فقدان موضوع‬
‫‪23‬‬
‫الحب إلى خوف من فقدان حب الموضوع‪.‬‬
‫وفي النهاية فان قلق االنفصال بنظر فرويد هو مفتاح القلق العصابي ‪ ,‬وهو ناتج عن افتقاد الشخص‬
‫‪24‬‬
‫المحبوب أي موضوع االرتباط بالنسبة للطفل ‪.‬‬
‫أما بنظر ميالني كالين(‪ )M.Klein‬فان أي قلق نابع من غريزة الموت‪ Death Instinct‬لدى الفرد ‪,‬‬
‫وفي مواجهة هذا القلق ينشطر األنا الذي هو موجود بحسب كالين منذ الميالد ‪ ,‬فيسقط الجزء الذي يحتوي‬
‫على غريزة الموت على الثدي وبواسطة الثدي (موضوع جزئي بالنسبة للطفل) ‪ ,‬يتعلق الطفل باألم‬
‫(الموضوع الكلي) باعتبارها من يمنحه الغذاء والدفء اإلنساني ؛ وعلى الرغم من أن هذا الثدي ‪ ,‬رابطة بين‬
‫يهدد األنا ويستثير مشاعر اضطهادية ‪ ,‬تتحول إلى عدائية أو عدوانية‬
‫الطفل وأمه إال أنه في الوقت نفسه ‪ّ ,‬‬
‫‪25‬‬
‫ال شعورية ؛ تعبي ار عن غريزة الموت وخوفا من النبذ واالضطهاد من طرف الموضوع األصلي‪ :‬األم‪.‬‬
‫موجهة‬
‫وفي هذا السياق‪ ,‬فان األطفال المرتبطين باألم بقوة غير عادية‪ ,‬يمتلكون عدوانية ال شعورية قوية ّ‬
‫نحوها ؛ مع أنهم قلقين من أن يالقوا النبذ واالضطهاد من طرفها‪ .‬وتشير كالين(‪ )3551‬إلى أن العدوان‬
‫‪26‬‬
‫والقلق الالشعوري كثي ار ما نلحظه عندما نصادف تعلّقا شديدا بين شخص وآخر ‪.‬‬
‫ومن جهتها ترى كارين هورني(‪ )K .Horney‬أن الطفل في عالقته مع والديه يمر بصراعات متعددة ‪,‬‬
‫أصلها دافعين ‪ّ :‬أولهم ا‪ ,‬شعور الطفل باالعتماد الكلي له عليهما باعتبارهما مصدر الحماية ‪ ,‬والعطف ‪,‬‬
‫التمرد عليهما والتحرر منهما ‪ ,‬نتيجة ما يصيبه منهما من مقاومات و‬
‫واألمان‪ .‬وثانيهما ‪ ,‬رغبة الطفل في ّ‬
‫حبهما و عطفهما ؛‬‫احباطات ‪ .‬ومع ذلك فان الطفل يخاف حل هذا الصراع بالعدوان ‪ ,‬لخوفه من فقدان ّ‬
‫فيكبت هذا العدوان ويستشعر بذلك قلق االنفصال عنهما‪ .‬مما يجعل منه شخصا مسالما ‪ ,‬مياال لالنصياع‬
‫‪27‬‬
‫طوال حياته اتجا موضوع االرتباط ‪ ,‬ودائما خوفا من الحرمان من العطف و الحب ‪.‬‬
‫أما ماهلر (‪)Mahler‬فترى أن الطفل يعيش خالل الفترة ما بين ‪ 31‬شه ار إلى غاية السنة الثانية من‬
‫عمر ‪ ,‬صراعا ما بين رغبتين متناقضتين ؛ من جهة رغبة الطفل في الحركة واالستكشاف ‪ ,‬ما يستلزم‬
‫منه االبتعاد عن أمه‪ ,‬ومن جهة أخرى اهتمامه الشديد بأمه ما يدعو إلى بقائه بقربها‪ .‬وبالتالي فان منع‬
‫الطفل من العودة إلى أمه بعدما ابتعد عنها ؛ هو وراء قلق االنفصال الحاد ‪ ,‬الذي يشعر به الطفل‪ .‬والذي‬
‫‪28‬‬
‫يدوم إلى غاية سن الرشد أحيانا ‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ :1‬فايز قنطار‪ ,2991 ,‬األمومة –نمو العالقة بين الطفل و األم – ‪ ,‬سلسلة عالم المعرفة‪ ,‬عدد ‪, 211‬‬
‫المجلس الوطني للثقافة و الفنون و األدب ‪ ,‬الكويت‪ ,‬ص‪.43 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪:MALHER, M. (1990). Psychose infantile : symbiose humaine et individuation.‬‬
‫‪Paris : Payot, p. 19.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪:MAHLER. Ibid, p. 41.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪78‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫‪ :4‬كالين ميالني‪ ,‬ترجمة الديدي عبد الغني‪,)2993(,‬التحليل النفسي لألطفال‪(,‬الطبعة األولى)‪ ,‬دار الفكر‬
‫اللبناني‪ ،‬بيروت ‪,‬ص ‪.31:‬‬
‫‪:5‬‬
‫محمد عماد الدين اسماعيل‪ , 2991,‬األطفال مرآة المجتمع ‪ -‬النمو النفسي االجتماعي للطفل في سنواته‬
‫التكوينية ‪ ,‬عالم المعرفة‪ ,‬الكويت‪ ,‬ص‪.221 :‬‬
‫‪ :6‬أبو غزال معاوية‪ ,) 1001 ( ,‬نظريات التطور اإلنساني وتطبيقاتها التربوية‪ ,‬ط ‪ ,1‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع ‪,‬عمان ‪ ,‬ص ‪.89:‬‬
‫‪ :7‬محمد عماد الدين اسماعيل‪, 2991,‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪.282 :‬‬
‫‪:8‬‬
‫عن موقع مرآز اضطرابات التعلق‪ ,‬نيويورك‪ ,‬على شبكة اإلنترنت‬
‫‪http://www.newyorkattachmentcenter.com/definition.html‬‬
‫‪ :9‬حداد ياسمين ( ‪ ,) 1002‬أنماط التعلق وعالقتها بالتفاعل االجتماعي اليومي‪ ,‬والتكيف النفسي لطلبة‬
‫جامعيين‪ ,‬دراسات العلوم التربوية‪,381-319 ,)1(,‬ص‪. 311:‬‬
‫‪ :10‬نصار آرستين‪" ,)2994(,‬أمي‪ ..‬أنا بحاجة إليك ال تتركيني"‪ ,‬جروس برس‪ ,‬لبنان‪ ,‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ :11‬نصار آرستين ‪, )2994(,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪. 89 :‬‬
‫‪ :12‬بدرية محمد العربي‪ ,)2993(,‬أثر الحرمان من الوالدين على شخصية الطفل ‪ ,‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,‬ص ‪. 94:‬‬
‫‪ :13‬حداد ياسمين ( ‪ ,) 1002‬المرجع السابق ‪,‬ص‪. 310:‬‬
‫‪ :14‬حداد ياسمين ( ‪ ,) 1002‬المرجع السابق ‪,‬ص‪. 314:‬‬
‫‪15‬‬
‫‪:Lafreniere, P. (2000). Emotional development: A biosocial perspective.‬‬
‫‪London: Wadsworth, p:134.‬‬
‫‪ :16‬أبو غزال‪, 1001 ,‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪. 89 :‬‬
‫‪17‬‬
‫‪:Ainsworth, M. and Bowlby, J. (1991). An ethological approach to personality‬‬
‫‪development. American Psychologist, 46, 333-341‬‬
‫‪18‬‬
‫‪:Lyddon, W. (1993). Developmental constructivism: An integrative framework‬‬
‫‪for psychotherapy practice. Journal of Cognitive ,p 67.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪:Bowlby, J., (1973): Attachment. (vol.l) and Loss (Vol. II). N.y. : Basic Books,‬‬
‫‪p :26-27 .‬‬
‫‪ :20‬بولبي جون‪ ,‬ترجمة السيد محمد خيري وآخرون‪ ,)2989( ,‬رعاية الطفل وتطور الحب‪ ,‬المعارف‬
‫للطباعة والنشر‪ ,‬مصر ‪ ,‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ :21‬بولبي‪ ,‬جون ترجمة عبد الرحمن عبد الهادي‪ ,)2992(,‬سيكولوجية االنفصال‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار‬
‫الطليعة ‪ ,‬بيروت‪ ,‬ص‪.291-293 :‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪79‬‬
‫د ‪ .‬مدوري يمينة‬ ‫اشكالية التعلق لدى الطفل‬

‫‪ :22‬رورتر جوليان ترجمة هناء‪ ,‬عطية محمود‪,)2999(,‬علم النفس اإلكلينيكي‪( ,‬ط‪,)4‬دار الشروق‪ ,‬القاهرة‬
‫‪,‬ص‪.231:‬‬
‫‪23‬‬
‫‪:Bowlby, J., (1973), Ibid, p :277.‬‬
‫‪ :24‬بولبي‪ ,‬جون ترجمة عبد الرحمن عبد الهادي‪,)2992(,‬سيكولوجية االنفصال‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬بيروت‬
‫‪:‬دار الطليعة ‪ ,‬ص‪.19:‬‬
‫‪ :25‬زيغور علي‪ .)2999(,‬مدخل إلى التحليل النفسي والصحة العقلية‪(.‬ط‪ .)2‬لبنان‪ :‬الشركة العالمية‬
‫للكتاب‪ ,‬ص‪.11:‬‬
‫‪ :26‬كالين ميالني ‪ ,‬ترجمة الديدي‪ ,‬عبد الغني‪ ,‬المرجع السابق ‪.241:‬‬
‫‪ :27‬فهمي مصطفى‪,)2912(,‬اإلنسان وصحته النفسية‪ ,‬القاهرة ‪:‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ,‬ص ‪-413 :‬‬
‫‪. 441‬‬
‫‪ :28‬زيغور علي ‪ , 2999,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪. 19-19:‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية– جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 2015‬ص ص(‪)80-66‬‬
‫‪80‬‬

You might also like