You are on page 1of 103

‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..

‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة‬
‫ﻛﻠﯾﺔ دار اﻟﻌﻠوم‬

‫اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‬
‫ﻧﻈﺮة واﻗﻌﯿﺔ ‪ ..‬وﺣﻠﻮل ﻋﻤﻠﯿﺔ‬

‫إﺷﺮاف‬
‫د‪ /‬ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﺮاﻗﻲ‬
‫ﻗﺴﻢ اﻟﻨﺤﻮ واﻟﺼﺮف واﻟﻌﺮوض ﺑﺎﻟﻜﻠﯿﺔ‬

‫ﻓﺮﯾﻖ اﻟﻌﻤﻞ‬
‫‪ -٢‬ﺣﻤﺎدة ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ‬ ‫‪ -١‬رﺟﺐ ﺻﺒﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر‬
‫‪ -٣‬ﻣﺤﻤﺪ ﺳﯿﺪ ﺣﺠﺎج ﻣﺮﺳﻲ‬

‫‪٢٠٠٩‬‬

‫‪١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫اﻟﺣﻣد ﷲ أوﻻ وأﺧﯾرا ‪ ،‬واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠـﻲ ﻧﺑﯾـﻪ ﻣﺣﻣـد أﻓﺻـﺢ ﻣـن ﻗـﺎل ﺗﻌﺑﯾـرا ‪،‬‬
‫ﺛ ـم أﻣــﺎ ﺑﻌــد ﻓــﺈن ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻣــن أﻫــم اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ ﺑﻌﺎﻣــﺔ‬
‫واﻟﻣﺻري ﺑﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬـﺎ ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن ﻋـدم اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن اﻟﻣﻌـروض ﻛﻣـﺎ‬
‫وﻧوﻋـ ــﺎ ‪،‬وﺑـ ــﯾن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟـ ــﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾـ ــﺔ واﻟﻣﺳـ ــﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻼزﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺷـ ــروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـ ــﺔ‬
‫واﻟﺧدﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟدوﻟــﺔ ﻛﻣ ـﺎ أﻧﻬــﺎ ﺗﻣﺛــل أﺣــد اﻟﻣؤﺷ ـرات اﻟرﺋﯾﺳ ـﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻛــس ﻋــدم اﻟﺗ ـوازن ﻓــﻲ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ واﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻬ ــدف ﻫ ــذا اﻟﺑﺣ ــث إﻟ ــﻲ ﺗﺣﻠﯾ ــل ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻣ ــن ﺣﯾ ــث ﻣﻔﻬوﻣﻬ ــﺎ وﺗطورﻫ ــﺎ ‪،‬‬
‫وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﻣدى أﺛرﻫﺎ وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻔـوارق اﻟﺣﺿـرﯾﺔ واﻟرﯾﻔﯾـﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻲ وﺿﻊ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ – ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ– ﻟﻠﺣد ﻣﻧﻬﺎ أو ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻗد اﻧطﻠﻘﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺑﻌد اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ‪،‬ﻣن أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻣــﺎ ﺗﻌرﯾــف اﻟﺑطﺎﻟــﺔ وﻣــﺎ أﺳــﺑﺎﺑﻬﺎ ؟ وﻣ ـﺎ أﺑــرز أﻧواﻋﻬــﺎ ؟ ﻣــﺎ اﻟﻧــوع اﻷﺑــرز ﻓــﻲ ﻣﺻــر ﺗﺣدﯾــدا‬
‫دون اﻷﻧـواع اﻷﺧــرى؟ وﻣﺗـﻲ ظﻬـرت اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺻـر وﻟﻣــﺎذا؟ وﻫـل ﻟﻠﻧﻣــو اﻟﺳـﻛﺎﻧﻲ دﺧــل‬
‫ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬وﻣﺎ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬وﻛﯾف ﻧواﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎ؟‪ ......‬اﻟﺦ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻋــن ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣــث وأﺳــﻠوﺑﻪ ؟ ﻓــﺈن طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺗﻔــرض ﻋﻠﯾﻧــﺎ أن ﻧﺳــﺗﺧدم‬
‫اﻟﻣ ــﻧﻬﺞ اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻌ ــرض ﺗط ــور اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ وﺑ ــداﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬واﻟﻣ ــﻧﻬﺞ اﻟﻣوﺿ ــوﻋﻲ ﻟﺗﺣدﯾ ــد ﺣﺟ ــم‬
‫اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾــﺎ وزﻣﺎﻧﯾــﺎ ﻋﻧ ـد اﻟﺣــدﯾث ﻋــن ﻣﺻــر ﺑﺧﺎﺻــﺔ واﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠــﻲ اﻟﻧﻘــدي ﻓــﻲ‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺑﺣث ﺣﺗﻲ ﻧﺧـرج ﺑﺈﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠـﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻲ‬
‫اﺳﺗﺧدام اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ ﺗﺧـدم اﻟﺑﺣـث وﺗﺿـﻔﻲ ﻋﻠﯾـﻪ ﻧوﻋـﺎ ﻣـن‬
‫اﻟﺳﻬوﻟﺔ واﻟﯾﺳر ﻓﻲ ﻋرض ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻣن أﻫداف وأﺳﺋﻠﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل ‪:‬‬
‫ﺗﻘﺳ ــﯾم اﻟﺑﺣ ــث أرﺑﻌ ــﺔ ﻓﺻ ــول‪ ،‬ﻛـ ـل ﻓﺻ ــل ﯾﺣﺗ ــوي ﻋﻠ ــﻲ ﻋ ــدد ﻣ ــن اﻟﻣﺑﺎﺣ ــث ﻓﻔ ــﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول واﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ ﺗم ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث اﻷول ‪:‬‬
‫ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻧـب اﻟﻠﻐـوي ‪ ،‬واﻟﺟﺎﻧـب اﻻﺻـطﻼﺣﻲ‪ ،‬وﻓـﻰ‬

‫‪٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺛﺎﻧﻰ ﻗﯾﺎس ﻟﺣﺟم اﻟﺑطﺎﻟـﺔ وﺗﺣدﯾـد ﻟﻣﻌـدﻻﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻓـﻰ اﻟﻣﺑﺣـث اﻟﺛﺎﻟـث ﻋرﺿـﻧﺎ ﻟﺻـور وأﻧـواع‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ واﻟدورﯾﺔ واﻻﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ‪ ..‬إﻟﺦ‬
‫وﻓــﻲ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ واﻟــذي ﺑﻌﻧ ـوان ﺑﯾﺋــﺎت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ‪ ،‬ﻗﺳــم اﻟﻔﺻــل ﺧﻣﺳــﺔ ﻣﺑﺎﺣــث‬
‫اﻷول‪ :‬وﻓﯾـﻪ ﻋــرض ﻟﻠﺑطﺎﻟـﺔ ﺣــول اﻟﻌـﺎﻟم‪ :‬ﻓــﻲ أوروﺑـﺎ وأﺳــﯾﺎ وأﻓرﯾﻘﯾـﺎ واﻷﻣـرﯾﻛﺗﯾن واﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﺗﻛﻠﻣﻧــﺎ ﻋــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ‪ ،‬وأﻫــم ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﺛــل ﺗرﻛزﻫــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺻﻐﺎر اﻟﺳن ‪ ،‬وارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻹﻧﺎث ‪...‬إﻟﺦ‬
‫وﻓـ ــﻰ اﻟﺛﺎﻟـ ــث ‪ :‬ﺗﻌرﺿـ ــﻧﺎﻟﻠﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ــﺔ اﻟر أﺳـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛـ ــل اﻟوﻻﯾـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﻏﯾرﻫﻣﺎ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣـث اﻟراﺑـﻊ ‪ :‬ﺗﻛﻠﻣﻧـﺎ ﻋـن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ وأﻫـم ﺻـﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣـن‬
‫ﺧــﻼل ﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب ﻓﯾــﻪ وﻣﻌــدﻻﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻷﻋــوام اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬و اﻟ ـرﺑط ﺑــﯾن اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺳ ـﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﺑطﺎﻟﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻔﻠﺳطﯾن واﻟﻌراق واﻟﻣﻐرب ‪ ....‬إﻟﺦ ‪.‬‬
‫أو اﻟﻣﺑﺣــث اﻟﺧــﺎﻣس ﻓﻘــد ﺧﺻــص ﻟﻠﺣــدﯾث ﻋــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺻــر وﺗﻌرﺿــﻧﺎ ﻓﯾــﻪ ﻟﻠﺗﺑــﺎﯾن‬
‫اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺎت ﻟﻣﻌـدﻻت اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺻـر ﻓـﻲ اﻟﻔﺗـرة اﻷﺧﯾـرة ‪ ،‬وﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺻر ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺑداﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ أواﺋل اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت وﺻورﻫﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـﺑﺎب اﻟﺧـرﯾﺟﯾن‬
‫‪...‬إﻟﺦ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ ﻓـﻲ ﻣﺑﺣﺛـﯾن ‪ ،‬اﻷول ‪ :‬ﻓﯾـﻪ‬
‫ﻋرﺿـﻧﺎ ﻷﻫــم ﻫــذﻩ اﻷﺳــﺑﺎب ﻣﺛــل اﻟﻌواﻣــل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟو ﺟﯾــﺔ‬
‫وﺑﻌض اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﻘﯾود اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻋدم اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘوى اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣـﻊ اﻟﻌﻣـل ‪،‬‬
‫و ﻓﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗوﺿﯾﺢ ﻷﻫم اﻟﻣﺷﻛﻼتو اﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫وﻛﺎﻧت ﺟوﻫرة اﻟﺑﺣـث ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـل اﻟراﺑـﻊ اﻟـذي اﻫـﺗم ﺑـﺄﻫم اﻟﺣﻠـول اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ‬
‫واﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺷ ــﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻣﺛ ــل ﺳﯾﺎﺳ ــﺔ إﺻ ــﻼح اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم ‪ ،‬وﺗﻧﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــرو ﻋﺎت‬
‫اﻟﺻﻐﯾ ‪،‬رة وا ٕ ﻋداد ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗوظﯾف‪ ،‬واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾـﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ‪ ،‬وﻋرﺿـﻧﺎ‬
‫ﻟﻠوﺳــﺎﺋل اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻠﻧﻬــوض ﺑﺎﻟﺗــدرﯾب‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗﻌﺎﻣــل ﺑﻌــض اﻟــدول اﻟﻛﺑــرى ﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‬
‫ﺣﺗﻲ ﻧﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬وﻛـﺎن ﻟﻣوﺿـوع اﻟﻬﺟـرة ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻔﺻـل اﻫﺗﻣـﺎم ﻛﺑﯾـر ﺣﯾـث إﻧﻬـﺎ ﺳـﻼح‬

‫‪٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ذو ﺣدﯾن ﺣﺎوﻟﻧ ﺎ أن ﻧﻌرض ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﻓـﺎدة ﻣـن اﻟﺣـد اﻻﯾﺟـﺎﺑﻲ ‪ ،‬واﻻﺑﺗﻌـﺎد ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾـﺔ ﻣـن اﻟﺣـد‬
‫اﻟﺳﻠﺑﻲ ‪.‬‬
‫وﻗـد ذﯾﻠﻧــﺎ اﻟﺑﺣــث ﺑﻣﻠﺣﻘـﯾن ‪ ،‬ﯾﺣﺗــوي اﻷول ﻋﻠـﻲ اﻟدراﺳــﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾــﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾــﺔ ﺣﯾــث‬
‫ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻌﻣل ﻟﻘﺎءات ﻣﻊ أﺳﺎﺗذة ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن وﻏﯾر ﻣﺗﺧﺻﺻـﯾن ﻟﻺﻓـﺎدة ﻣـن رؤﯾـﺗﻬم وﺧﺑـراﺗﻬم‬
‫‪ ،‬واﻛﺗﻔﯾﻧــﺎ ﺑوﺿــﻊ ﺛﻼﺛــﺔ ﻧﻣــﺎذج ﻓﻘــط ‪ ،‬وﻋﻠــﻲ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﺷــﺑﺎﺑﻲ ﻗﻣﻧــﺎ ﺑﻌﻣــل اﺳــﺗﺑﯾﺎن ﺣــول‬
‫اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬ ــﺎ ﻣ ــﻊ اﻟط ــﻼب ﻓ ــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ‪ ،‬وﻛ ــﺎن ﻣ ــن أﻫ ــم ﻧﺗﺎﺋﺟ ــﻪ ‪ :‬ﺗوﺿ ــﯾﺢ اﻷﺛ ــر‬
‫اﻟﺳــﻠﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷــر ﻋﻠــﻲ ﻣﺳــﺗوى دراﺳــﺎﺗﻬم ﻓــﻲ ﺗﻘــدﯾراﺗﻬم ﺣﯾــث إﻧﻬــم ﻣﺣﺑطــون ‪-‬أﺻــﻼ ‪ -‬ﻣــن‬
‫أن ﯾﺟــدوا ﻋﻣــﻼ ﺑﻌــد ﺗﺧــر ﺟﻬم ‪ ،‬وﻋﻠــﻲ اﻟﺟﺎﻧــب اﻵﺧــر ذﻛــر ﺑﻌــض اﻟﺷــﺑﺎب أن ﻫــذا ﯾﻌﯾــﻧﻬم‬
‫ﻋﻠـﻲ اﻹﺗﻘــﺎن ﻓــﻲ اﻟــﺗﻌﻠم وﻣﺣﺎوﻟــﺔ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻲ أﻋﻠـﻲ اﻟﺗﻘــدﯾرات ‪ ،‬وﺗرﻛـوا أﻣــر اﻟﻌﻣــل ﷲ‬
‫ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ اﻟﻣﻠﺣــق اﻟﺛــﺎﻧﻲ وﺿــﻌﻧﺎ ﺗوﺻــﯾﺎت ﺗوﺿــﺢ ﻣــﺎ ﯾﻧﺑﻐــﻲ ﻓﻌﻠــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻔﺗـرة اﻟﻘﺎدﻣــﺔ‬
‫ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺟﻬﺎت أوﻟﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺛم اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ‪ ،‬واﻟﻔـرد ﻧﻔﺳـﻪ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ﻣﺣﺗوﯾﺔ ﻋﻠﻲ أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬـﺎ اﻟﺑﺣـث ﻣـن‬
‫ﺧﻼل ﻣـدى اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋـن اﻷﺳـﺋﻠﺔ اﻟﺗـﻲ طرﺣـت اﺑﺗـداء ‪ ،‬وا ٕ ﺿـﺎﻓﺔ ﻫـذا اﻟﺑﺣـث إﻟـﻲ ﻏﯾـرﻩ ﻣـن‬
‫اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ‪.‬‬
‫وأﺧﯾرا ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﺷﻛر ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻲ ﺧروج ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺑﻬذﻩ اﻟﺻـورة وﻧﺧـص ﺑﺎﻟـذﻛر‬
‫اﻟـ ــدﻛﺗور ﻣﺻـ ــطﻔﻲ ﻋراﻗـ ــﻲ ﺑﻘﺳـ ــم اﻟﻧﺣـ ــو واﻟﺻـ ــرف واﻟﻌـ ــروض ﺑﻛﻠﯾـ ــﺔ دار اﻟﻌﻠـ ــوم وﺟﻣﯾـ ــﻊ‬
‫اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳرت ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻣن ﻟم ﯾﺷﻛر اﻟﻧﺎس ﻟم ﯾﺷﻛر اﷲ ‪.‬‬
‫واﷲ ﻣن وراء اﻟﻘﺻد وﻫو ﻋﻠﻲ ﻛل ﺷﻲ ﻗدﯾر‬
‫ﻓرﯾق ﻋﻣل اﻟﺑﺣث‬
‫اﻟﺧﻣﯾس ‪٢٠٠٩/٥/٦‬‬

‫‪٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ‬
‫ﻋﻧــد دراﺳــﺔ أي ﻣﺷــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﻻ ﺷــك أﻧــﻪ ﯾﻧظــر إﻟﯾﻬــﺎ ﻣــن أﺑﻌــﺎد ﻛﺛﯾ ـرة وﻣﺗﻌــددة‪ ،‬ﻟﻛــن‬
‫دراﺳــﺔ ﻣوﺿــوع ﻣﺛــل ﻣوﺿــوع اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﯾﺣــﺗم ﻋﻠﯾﻧــﺎ أن ﻧﻧظــر إﻟﯾﻬــﺎ ﻣــن وﺟﻬــﺔ ﻧظــر ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪،‬‬
‫وﻟذا ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳﻧﺗﻧﺎول اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺗﻌرﯾﻔًﺎ ﻣﻧﻬﺟﯾًﺎ إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد‪ ،‬ﻓﺳـﻧﻌرض اﻟﺗﻌرﯾـف‬
‫اﻟﻠﻐوي أوﻻً ﺛم اﻟﻧظرة اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻻﺷك أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠـف إﻟـﻰ ﺣـد ﺑﻌﯾـد ﻋـن اﻟﻧظـرة‬
‫اﻟﻠﻐوﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺑﻌ ــد ذﻟ ــك ﺳﻧوﺿ ــﺢ ﻛﯾﻔﯾ ــﺔ ﻗﯾ ــﺎس ﺣﺟﻣﻬ ــﺎ وﻣﻌ ــدﻟﻬﺎ ‪،‬ﺛ ــم ﺳ ــﻧﻌرﱢف ﺑ ــﺄﻫم أﻧواﻋﻬ ــﺎ‬
‫وﺻورﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﺑﺻورة ﻻﻓﺗﺔ ﻟﻠﻧظر ﻋﻧد اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻬﺎ ‪،‬وا ٕ ﻟﻰ اﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث‪..‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪:‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎُ‬
‫أوﻻُ‪:‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟﻐﺔُ ‪:‬‬
‫َ◌ُطْ ـﻼً وﺑُطُــوﻻً وﺑُطْﻼﻧًــﺎ‪ ،‬ذﻫــب ﺿَ ــﯾﺎﻋًﺎ وﺧُ ﺳــرًا‪ ،‬ﻓﻬــو ﺑﺎطِ ــل –‬
‫ﺑَطَــل اﻟﺷــﻲءُﯾَ ـﺑْلُط ﺑَ‬
‫وﺑَطَل اﻷﺟﯾر‪ ،‬ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ‪ ،‬ﯾَﺑْ طُلُ ﺑَطَﺎﻟﺔ وﺑِطﺎﻟﺔً أي ﺗَﻌطﱠل ﻓﻬو ﺑَطﱠﺎل)‪.(١‬‬
‫ﺑَطَ ــل ﯾﺑْ طُـ ـلُ بَ ◌ِ ◌ِ طَﺎﻟَ ــﺔ – اﻟﻌﺎﻣ ــل‪ :‬ﻟ ــم ﯾﺟ ــد ﻋﻣـ ـﻼً ﯾﺗﻔ ــق ﻣ ــﻊ ﻗدراﺗ ــﻪ وﻣؤﻫﻼﺗ ــﻪ‪،‬‬
‫واﻟﻌﺎﻣل‪ :‬ﺗﻌطل)‪.(٢‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎُ ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﺻطﻼﺣً ﺎ‪:‬‬
‫ﺗﻌ ــددت ﺗﻌرﯾﻔ ــﺎت اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﺗﺑﻌً ــﺎ ﻻﺧـ ــﺗﻼف ﺑﯾﺋﺎﺗﻬ ــﺎ واﻟﺟﻬ ــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾ ــﺔ ﺑﻬـ ـﺎ دراﺳ ـ ـﺔً‬
‫وﺗﺣﻠﯾﻼً وﺣﻼً‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾـﺔ ﺗﻌـﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬـﺎ اﻟـدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـواء‬
‫وﻟﻛن ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ)‪ .(٣‬ﻛـذﻟك ﺗﻣﺛـل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻣﺗﻌـددة اﻟﺟواﻧـب واﻷﺑﻌـﺎد‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻟﯾﺳـت‬
‫ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻘط أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل ﻫﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ وﻧﻔﺳـﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ وأﻣﻧﯾـﺔ‬

‫)‪ (١‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪ :‬ﻻﺑن ﻣﻧظور‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬ص‪ ،٣٠٢‬ﻣﺎدة "ﺗﺑطل"‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪.‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺣ ــﯾط ﻣﻌﺟ ــم اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪ :‬ﺗﻘ ــدﯾم اﻷﺳ ــﺗﺎذ اﻟ ــدﻛﺗور ﻣﺣﯾ ــﻲ اﻟ ــدﯾن ﺻ ــﺎﺑر‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠ ــد اﻷول‪ ،‬أ‪ .‬ج‪،‬‬
‫ص‪ ،٢٥١‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺣﯾط‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــوطن اﻟﻌرﺑ ــﻲ "اﻟﻣﺷ ــﻛل واﻟﺣ ــل"‪ :‬د‪ .‬ﺧﺎﻟ ــد اﻟ ــزواوي‪ ،‬ص‪ ،١٥‬ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ اﻟﻧﯾ ــل اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫‪.٢٠٠٤‬‬

‫‪٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ)‪ .(١‬وذﻟك ﻟﻣﺧﺎطرﻫﺎ وآﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬


‫ﻓﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﯾﻠت ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪" :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷـﺧص اﻟـذي ﻻ ﯾﺟـد ﻋﻣـﻼً‪ ،‬رﻏـم أﻧـﻪ ﯾﺑﺣـث ﻋﻧـﻪ ﺑﺟـد"‪ .‬وﻣﺻـطﻠﺢ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺷﻣل أوﻟﺋك اﻷﺷـﺧﺎص اﻟـذﯾن ﻻ ﯾﺑﺣﺛـون ﻋـن ﻋﻣـل ﺑﺳـﺑب ﺗﻘـدم اﻟﺳـن أو‬
‫ﺑﺳ ـ ــﺑب إﺻ ـ ــﺎﺑﺗﻬم ﺑﻣـ ـ ـ رض ﻋﻘﻠ ـ ــﻲ أو ﺟﺳ ـ ــﻣﺎﻧﻲ أو ﺑﺳ ـ ــﺑب إﻋﺎﻗ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﻻ ﯾﺷ ـ ــﻣل‬
‫اﻷﺷــﺧﺎص اﻟــذﯾن ﯾﻧﺗظﻣــون ﺑﺎﻟﻣــدارس أو ﯾﻘوﻣــون ﺑﺎﻟواﺟﺑــﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺛــل ﻫــؤﻻء‬
‫اﻷﺷﺧﺎص ﯾُﺻَ ﻧّﻔون ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻋﻠﻰ أﻧﻬم ﺧﺎرج ﻗوة اﻟﻌﻣل "اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ")‪.(٢‬‬
‫‪" -٢‬ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم ﺗ ـواﻓر اﻟﻌﻣــل ﻟﺷــﺧص راﻏــب ﻓﯾــﻪ ﻣــﻊ ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ ﻣﻬﻧــﺔ ﺗﺗﻔــق ﻣــﻊ‬
‫اﺳﺗﻌداداﺗﻪ وﻗدراﺗﻪ‪ ،‬وذﻟك ﻧظرًا ﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳوق اﻟﻌﻣل")‪.(٣‬‬
‫‪ " -٣‬زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘوى اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل أﻛﺑـر ﻣـن ﻓـرص اﻟﻌﻣـل اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﯾﺣﻬـﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‬
‫ﺑﻣؤﺳﺳـ ــﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻌﺎطـ ــل ﻻ ﯾﻌﻣـ ــل وﻫـ ــو ﻗـ ــﺎدر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌﻣـ ــل ﯾﺑﺣـ ــث ﻋﻧـ ــﻪ وﻻ‬
‫ﯾﺟدﻩ")‪.(٤‬‬
‫‪ " -٤‬ﻣﻘــدار اﻟﻔــرق ﺑــﯾن ﺣﺟــم اﻟﻌﻣــل اﻟﻣﻌــروض وﺣﺟــم اﻟﻌﻣــل اﻟﻣﺳــﺗﺧدم ﻋﻧــد ﻣﺳــﺗوﯾﺎت‬
‫اﻷﺟور اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ")‪.(٥‬‬

‫)‪ (١‬ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــوطن اﻟﻌرﺑـ ــﻲ‪ ،‬د‪ .‬ﺳـ ــﯾد ﻋﺎﺷـ ــور أﺣﻣـ ــد‪ ،‬ص‪ ،١٣‬ﻣﻛﺗﺑـ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠـ ــو‬
‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻣوﺳــوﻋﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ‪ :‬اﻟﺟــزء )‪ ،(٤‬ص‪ ،٤٥٩‬اﻟطﺑﻌــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳــﺔ أﻋﻣــﺎل اﻟﻣوﺳــوﻋﺔ ﻟﻠﻧﺷــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ واﻟﺣ ــل‪ :‬أ‪ .‬أﺣﻣ ــد اﻟﺳ ــﻌودي‪ ،‬أ‪ .‬أﺣﻣ ــد ط ــﺎﻫر‪ ،‬ص‪ ،١٤‬ﻣرﻛ ــز اﻟﻣﺣروﺳ ــﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌ ــﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،٢٠٠٨ ،‬وﻛذﻟك ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺧﻠـق ﻓـرص اﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ ﻣﺻـر‪ :‬ﻗـرن أ‪ .‬د ﻫﺑـﺔ ﻧﺻـﺎر‪ ،‬د‪ .‬ﻧﺎﻫـد ﻋـز‬
‫اﻟــدﯾن وﻛﺎﻟــﺔ ﻛﻠﯾــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎد واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﻟﺷــﺋون ﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫرة ‪،٢٠٠٧‬‬
‫ص‪ ١٣٠‬ﻣﻘﺎل أ‪ .‬د‪ /‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟوﻧﯾس ﺷﺗﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٥‬ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــوطن اﻟﻌرﺑـ ــﻲ‪ :‬د‪ .‬ﺳـ ــﯾد ﻋﺎﺷـ ــور أﺣﻣـ ــد‪ ،‬ص‪ ،١١‬ﻣﻛﺗﺑـ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠـ ــو‬
‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ -٥‬وﺗﻌر ﯾ ـف اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‪" :‬اﻟﺗوﻗ ــف ﻋــن اﻟﻌﻣــل أو ﻋ ــدم ﺗ ـواﻓر اﻟﻌﻣ ــل‬
‫ﻟﺷــﺧص ﻗــﺎدر ﻋﻠﯾــﻪ وراﻏــب ﻓﯾــﻪ‪ ،‬وﻗــد ﺗﻛــون ﺑطﺎﻟــﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ أو ﺑطﺎﻟــﺔ ﻣﻘﻧﻌــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻗــد‬
‫ﺗﻛـ ــون ﺑطﺎﻟـ ــﺔ داﺋﻣـ ــﺔ أو ﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﺟزﺋﯾـ ــﺔ وﻣوﺳـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺿـ ــﺎﻋف ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬـ ــﺎ اﻟﺿـ ــﺎرة إذا‬
‫اﺳﺗﻣرت ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻛﺳـﺎد اﻻﻗﺗﺻـﺎدي‪ ،‬وﻛـﺎن اﻟﺷـﺧص ﻋـﺎﺋﻼً‬
‫أو رﺑًــﺎ ﻷﺳ ـرة‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗــؤدي إﻟــﻰ ﺗﺻــدع اﻟﻛﯾــﺎن اﻷﺳــري‪ ،‬وﺗﻔﻛــك اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻷﺳ ـرﯾﺔ‪،‬‬
‫وا ٕ ﻟﻰ إﺷﺎﻋﺔ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺑﻼدة واﻻﻛﺗﺋﺎب)‪.(١‬‬
‫وﻗد ﻋﺟزت ﺗﻠك اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻌرﯾـف ﺟـﺎﻣﻊ ﻣـﺎﻧﻊ ﻟﻣﻔﻬـوم اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‪،‬‬
‫وﺑرز ﺗﻌرﯾف ﻣوﺿﻊ اﺗﻔﺎق دوﻟﻲ‪ ،‬وﻫو ﺗﻌرﯾف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ " -٦‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻫـم ﻓـﻲ ﺳـن اﻟﻌﻣـل‪ ،‬واﻟﻘـﺎدرﯾن ﻋﻠﯾـﻪ‪ ،‬واﻟﻣـؤﻫﻠﯾن‬
‫ﻟ ــﻪ –ﺑ ــﺎﻟﻧوع واﻟﻣﺳ ــﺗو ى اﻟﻣطﻠ ــوﺑﯾن‪ ،‬واﻟـ ـراﻏﺑﯾن ﻓﯾ ــﻪ واﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﻋﻧ ــﻪ‪ ،‬وﻣـ ـواﻓﻘﯾن ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟوﻟوج ﻓﯾﻪ ﻓﻲ ظل اﻷﺟور اﻟﺳﺎﺋدة‪ ،‬وﻻ ﯾﺟدوﻧﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ")‪.(٢‬‬
‫وﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺳﺗﺧﻠص اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻼزم ﺗواﻓرﻫﺎ ﻛﻲ ﯾﻌد اﻟﻔرد ﻋﺎطﻼً وﻫﻲ)‪:(٣‬‬
‫‪ -١‬أن ﯾﻛ ــون اﻟﺷ ــﺧص ﺑﺎﻟﻐً ــﺎ ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــر )‪(٦٥-١٥‬ﻋﺎﻣً ــﺎ وﻻ ﯾﻌﻣ ــل ﺳ ــو اء أﻛ ــﺎن ذﻟ ــك‬
‫ﺑﻣﻘﺎﺑل أﺟر أم ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫‪-٢‬أن ﯾﻛــون اﻟﻔــرد ﻣﺗﺎﺣً ــﺎ ﻟﻠﻌﻣــل‪ ،‬ﻗــﺎدرًا ﻋﻠﯾــﻪ راﻏﺑًــﺎ ﻓﯾــﻪ‪ ،‬وﻣﺳــﺗﻌدًا ﻟــﻪ ﺑــﺄﺟر أو ﻟﺣﺳــﺎﺑﻪ‬
‫اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن ﯾﻛون اﻟﻔرد ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑطرﯾﻘﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺧطوات ﺟﺎدة ﻟﻠﺑﺣث‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﯾﺑﺣث ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻹﺣﺻـﺎﺋﯾﺎت "ﯾﺳـﺗﻣر ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺑﺣث داﺋﻣًﺎ وﻻ ﯾﯾﺄس"‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻣوﻗﻊ راﺑطﺔ اﻟواﺣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــوطن اﻟﻌرﺑـ ــﻲ‪ ،‬د‪ .‬ﺳـ ــﯾد ﻋﺎﺷـ ــور أﺣﻣـ ــد‪ ،‬ص‪ ،١١‬ﻣﻛﺗﺑـ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠـ ــو‬
‫اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ واﻟﺣــل‪ :‬أ‪ .‬أﺣﻣــد اﻟﺳ ـﻌودي‪ ،‬أ‪ .‬أﺣﻣــد طــﺎﻫر‪ ،‬ص‪ ،١٥‬ﻣرﻛــز اﻟﻣﺣروﺳــﺔ‪،‬‬
‫اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.٢٠٠٨ ،‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺳﺎﺑﻘﺎن‪.(٢-١) :‬‬

‫‪٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﻗد وﺟﻬت ﺑﻌض اﻻﻧﺗﻘﺎدات إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ)‪:(١‬‬


‫‪ -١‬أﻧــﻪ ﻻ ﯾﺄﺧــذ ﻓــﻲ ﺣﺳــﺑﺎﻧﻪ ﻛ ـﻼً ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌــﺔ واﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﺟزﺋﯾــﺔ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻔرد ﯾﻌــد ﻓــﻲ‬
‫ﺗﻌداد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﺎدام ﻋﻣل ﺣﺗﻰ وﻟو ﺳﺎﻋﺔ واﺣدة‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻻ ﯾرﺑط ﺑﯾن اﻟﻌﻣـل واﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‪ ،‬ﻓـﺎﻟﻔرد ﻓـﻲ ﺗﻌـداد اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن وﻟـو ﻗﻠـت إﻧﺗﺎﺟﯾﺗـﻪ إﻟـﻰ ﺣـد‬
‫ﻣﻧﺧﻔض ﺟدًا‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻻ ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ ﺗﻌداد اﻟﻌﺎطﻠﯾن إﻻ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻌﻣﻠون وﯾﺑﺣﺛـون ﻋـن ﻋﻣـل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ‬
‫ﻬﯾُﻣ ــل ﻗطﺎﻋً ــﺎ ﻛﺑﯾ ــرًا ﻣ ــن اﻟﻌ ــﺎطﻠﯾن اﻟ ــذﯾن ﻻ ﯾﺑﺣﺛ ــون ﻋ ــن ﻋﻣ ــل ﺑﻌ ــدﻣﺎ ﯾﺋﺳـ ـوا ﻣ ــن‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻣل "وظﯾﻔﺔ"‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﯾﺗﺟﺎﻫل اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ وظﺎﺋف ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ أو ﯾﻘوﻣون ﺑﺄﻧﺷطﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻓـق اﻟﻣﻔﻬـوم اﻟﻌﻣﻠـﻲ ﻟﻬـﺎ ﻫـﻲ "اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾﺳـﺗﺧدم اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻓﯾﻬـﺎ ﻗـوة‬
‫اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻪ اﺳﺗﺧداﻣًﺎ ﻛﺎﻣﻼً أو أﻣﺛﻼً‪ ،‬وﻣن ﺛم ﯾﻛون اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ أﻗـل ﻣـن‬
‫اﻟﻧ ــﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﺗﻣ ــل‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﯾ ــؤدي إﻟ ــﻰ ﺗ ــدﻧﻲ ﻣﺳ ــﺗوى رﻓﺎﻫﯾ ــﺔ أﻓـ ـراد اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ﻋﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﯾﻣﻛ ــن‬
‫اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ")‪.(٢‬‬
‫ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺑﻌدﯾن ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻋــدم اﻻﺳــﺗﺧدام اﻟﻛﺎﻣــل ﻟﻠﻘــوة اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ‪ ،‬و ﻣــن أﻣﺛﻠــﺔ ذﻟــك ﺣــﺎﻟﺗﻲ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﻓرة واﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧدام ﻏﯾـر اﻷﻣﺛـل ﻟﻠﻘـوة اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺛـﺎل اﻟواﺿـﺢ ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ظـﺎﻫرة‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ "اﻟﻣﺳﺗﺗرة" ‪.‬‬
‫وﻧــرى أن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑﺎﺧﺗﺻــﺎر ﺗﻌﻧــﻲ وﺟــود ﻧﺳــﺑﺔ ﻣــؤﺛرة ﻣــن ﺷــﺑﺎب اﻟدوﻟــﺔ ﺧــﺎرج ﻗــوة‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﻧﺳـﺑﺔ اﻟﻣـؤﺛرة ﺗـؤﺛر ﺑـدورﻫﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻷﻓـراد اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪،‬‬
‫وﻛذﻟك اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ :‬أ‪ .‬د أﺣﻣد اﻟﺳﻌودي‪ ،‬أ‪ .‬أﺣﻣد طﺎﻫر‪ ،‬ص‪ ،١٦‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.٢٠٠٨ ،‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧود أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻟـﯾس ﻣﺟـرد وﺟـود ﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣـﺎ‪ ،‬ﺗﻣﺛـل‬
‫ﺗﻬدﯾدًا ﻟﻬذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻻﺑد أن ﻧﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟـم ﯾﺧﻠـق ﺑﻌـد‪،‬‬
‫أي ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧـﺎلٍ ◌ٍ ﻣـن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻫﻧـﺎك ﺣـدًا ﺗﺻـﺑﺢ ﻓﯾـﻪ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻣﺷـﻛﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻔـﻲ‬
‫ﻛل دول اﻟﻌﺎﻟم ﺗوﺟد ﻓﺋﺔ ﻣن اﻷﻓـراد اﻟﻌـﺎطﻠﯾن‪ ،‬وﻟﻛـﻧﻬم ﻗـد ﻻ ﯾﻣﺛﻠـون ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻟوﺟـود ﻧﺳـﺑﺗﻬم‬
‫ﻓـﻲ اﻟﺣــد اﻷﻣﺛــل ﻟﻠﺗوظﯾـف وﻫــو ﻣﺳــﺗوى اﻟﺗوظﯾـف اﻟﻛﺎﻣــل وﻻ ﯾﺗﺟــﺎوز )‪ +‬أو ‪ %٥-‬ﻓــﺎﺋض‬
‫أو ﻋﺟــز( ﻣــن إﺟﻣــﺎﻟﻲ ﺣﺟــم اﻟﻔــرص اﻟﻣطروﺣــﺔ ﻓــﻲ ﺳــوق اﻟﻌﻣــل ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ ﺣﺟــم‬
‫اﻟوظﺎﺋف)‪.(١‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﯾﺎس ﺣﺟم اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﺣدﯾد ﻣﻌدﻟﻬﺎ‪:‬‬
‫إن ﻣ ــن أﺧط ــر اﻟﻣﺷ ــﺎﻛل اﻟﺗ ــﻲ ﺗواﺟ ــﻪ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ــﯾن ﻓ ــﻲ دراﺳ ــﺎت اﻟﻘ ــوى اﻟﻌﺎﻣﻠ ــﺔ‬
‫واﻻﺳ ــﺗﺧدام‪ ،‬وﻗﯾ ــﺎس ﻣﻌ ــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ واﺳ ــﺗﻣرار ﺗﻔﺎﻗﻣﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻗﯾ ــﺎس ﻣﻌ ــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﻌرﺑــﻲ ﻫــو ﻧﻘــص اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت‪ ،‬واﺧــﺗﻼف اﻟﺗﻌــﺎرﯾف اﻟﻣﺳــﺗﺧدﻣﺔ وﻗﻠــﺔ ﻣﺳــوح اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺟرى ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ)‪.(٢‬‬
‫وﻟﻠﺗﻌــرف ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺟ ــم ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ وأﺑﻌﺎدﻫــﺎ‪ ،‬ﻓﻼﺑ ــد ﻣـ ـن ﻗﯾ ــﺎس ﻣﻌ ــدل اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ‬
‫ف ﺑﺄﻧــﻪ "ﻧﺳــﺑﺔ اﻷﻓ ـراد اﻟﻌــﺎطﻠﯾن إﻟــﻰ ﻗــوة اﻟﻌﻣــل اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺗـرة زﻣﻧﯾــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ"‪،‬‬
‫وﯾزداد اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬذا اﻟﻣﻌدل ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣؤﺷر ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي)‪.(٣‬‬
‫إن اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﻣﻌــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻟــﯾس أﻣــرًا ﺳــﻬﻼً‪ ،‬ﻓــﯾﻣﻛن أوﻻً اﻟﻛﺷــف ﻋﻧــﻪ ﻣــن‬
‫ﺧﻼل ﺗﻌداد اﻟﺳـﻛﺎن ﻓـﻲ اﻟﺑﻠـد اﻟواﺣـد‪ ،‬ﻟﻛـن ﻫـذا ﯾﺣـدث ﻛـل ﻋﺷـر ﺳـﻧوات ﻓـﻲ ﻣﻌظـم اﻟـدول‬

‫)‪ (١‬اﻟﺳــﺎﺑق ‪ +‬ﺧﻠــق ﻓــرص اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ ﻣﺻــر‪ :‬ﺗﺣرﯾــر أ‪ .‬د ﻫﺑــﺔ ﻧﺻــﺎر‪ ،‬د‪ .‬ﻧﺎﻫــد ﻋــز اﻟــدﯾن‪ ،‬وﻛﺎﻟــﺔ ﻛﻠﯾــﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻــﺎد واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﻟﺷــﺋون ﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫرة ‪ ،٢٠٠٧‬ص‪،١٣١ ،١٣٠‬‬
‫ﻣﻘﺎل أ‪ .‬د‪ /‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟوﻧﯾس ﺷﺗﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬إﻋـداد أ‪ .‬ﻋﺑـد اﻟـرﺣﻣن ﻋﻠـﻲ‬
‫ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑﺎﻋﺷن‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ‪ ،١٩٩٧ ،‬ص‪.٤٥‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ واﻟﺣ ــل‪ ،‬أ‪ .‬أﺣﻣ ــد اﻟﺳ ــﻌودي‪ ،‬أ‪ .‬أﺣﻣ ــد ط ــﺎﻫر‪ ،‬ﻣرﻛ ــز اﻟﻣﺣروﺳ ــﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ‪،‬‬
‫‪ ،٢٠٠٨‬ص‪.١٨‬‬

‫‪٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﻘدﻣ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ــد ﯾﺗ ــﺄﺧر ﻋ ــن ذﻟ ــك ﺑﺳ ــﺑب ﻧﻘ ــص اﻹﻣﻛﺎﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ‪ .‬وﯾﻣﻛ ــن أن‬
‫ﯾﺳــﺗﺧﻠص ﻫــذا اﻟﻣﻌــدل ﻣــن اﻟﻌﯾﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻬــﺎ أﺟﻬـزة اﻹﺣﺻــﺎء ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟــدول ﻛــل‬
‫ﺳﻧﺔ أو ﻛل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر)‪.(١‬‬
‫وﯾﺗوﻗف ﻗﯾﺎس اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﻠـﻰ طـول اﻟﻔﺗـرة اﻟﻣرﺟﻌﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺗﻘـدﯾر ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑـﺎﻟرﺟوع‬
‫إﻟﻰ ﯾوم واﺣد ﻻﺑد أن ﯾﻛـون أﻋﻠـﻰ ﻣـن اﻟرﺟـوع إﻟـﻰ أﺳـﺑوع؛ ﻷن ﻣـن ﻻ ﯾﺟـد ﻋﻣـﻼً ﻓـﻲ ﯾـوم‬
‫ﻗــد ﯾﺟــد ﻋﻣـﻼً ﻓــﻲ ﯾــوم آﺧــر ﻣــن أﯾــﺎم اﻷﺳــﺑوع‪ ،‬ﻛــذﻟك ﯾﺧﺗﻠــف ﻗﯾــﺎس اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺣﺳــب ﺗوﻗﯾــت‬
‫اﻟﻔﺗـ ـرة اﻟﻣرﺟﻌﯾ ــﺔ ﺧ ــﻼل اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧ ــﺎطق اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺗﺳ ــم ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻟﻧﺷ ــﺎط اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي‬
‫ﺑﺎﻟﻣوﺳ ــﻣﯾﺔ ﻣﺛ ــل اﻟﻣﻧ ــﺎطق اﻟرﯾﻔﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﻣﻧطﻘ ــﻲ أن ﯾ ــﻧﺧﻔض ﺗﻘ ــدﯾر ﻣﻌ ــدل اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ إذا‬
‫أﺟرﯾت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة ذروة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻣﺎ إذا ﺗﻣت ﻓﻲ ﻓﺗرة رﻛود‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺻـﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾـﺗم ﺣﺳـﺎب ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻋـدد اﻷﺷـﺧﺎص‬
‫ﻏﯾر اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻧﺳﺑﺔً ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬أي ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣـن ﯾﻌﻣﻠـون ﻓـﻲ اﻟﻘـوات‬
‫اﻟﻣﺳــﻠﺣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈﻧﻬم ﯾﺣﺻــﻠون ﻋﻠــﻰ ﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑﻘﺳــﻣﺔ ﻋــدد اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻌــﺎطﻠﯾن‬
‫ﻋﻠـﻰ اﻟﻌــدد اﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻸﺷــﺧﺎص ﺳـواء اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن أو اﻟﻌــﺎطﻠﯾن‪ ،‬وﯾﻌﺑــر ﻋــن اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ‬
‫اﻟﻣﺋوﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن دوﻻً أﺧــرى ﺗﻧﺳــب اﻟﻣﻌــدل إﻟــﻰ إﺟﻣــﺎﻟﻲ ﻗــوة اﻟﻌﻣــل ﺑﻣــن ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﻣــن‬
‫ﯾﻌﻣﻠـون ﻓــﻲ اﻟﻘـوات اﻟﻣﺳــﻠﺣﺔ‪ ،‬وﺑــذﻟك ﯾﻛــون ﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ أﻗــل ﻣﻣــﺎ ﻟــو ﺣُﺳِ ــبَ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس‬
‫ﻗوة اﻟﻌﻣل اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗُﺣﺳـب ﻣـن ﺧـﻼل ﻗـوة اﻟﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس‬
‫اﻟﺟــﻧس ‪ Gender‬أو اﻟﻌﻣــر ‪ Age‬أو اﻟﻌــرق ‪ Race‬وﻏﯾــر ذﻟــك‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟﻣﻌــدﻻت ﺗﺧﺗﻠــف‬
‫ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻋن اﻟﻣﻌدل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫إن ﻫذﻩ اﻹﺣﺻﺎءات ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت دﻗﯾﻘﺔ وﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛـﻲ ﯾـﺗم ﺑﻬـﺎ ﺣﺳـﺎب ﻣﻌـدل‬
‫اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻌـ ــروف أن ﺑﯾﺎﻧـ ــﺎت اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﻏﺎﻟﺑًـ ــﺎ ﻻ ﺗﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑﻬـ ــذﻩ اﻟﻣﻣﯾ ـ ـزات ﻓﻬﻧـ ــﺎك ﺑﻌـ ــض‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓ ــﻲ ا ﻟ ــوطن اﻟﻌرﺑ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ واﻟﺣ ــل‪ ،‬د‪ .‬ﺧﺎﻟ ــد اﻟ ــزواوي‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ اﻟﻧﯾ ــل اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪،٢٠٠٤ ،‬‬
‫ص‪.٢١‬‬

‫‪١٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻷﺷ ــﺧﺎص ﻻ ﯾﺻ ــﻧﻔون ﻛﻌ ــﺎﻣﻠﯾن أو ﻛﻌ ــﺎطﻠﯾن‪ .‬ﻛﻣ ــﺎ أن ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ ﻗﯾ ــﺎس اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻛون أﻛﺛـر ﺻـﻌوﺑﺔ ﻟﻌـدم ﺗـواﻓر اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت ﻟـدى اﻟﺟﻬـﺎت اﻟرﺳـﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﯾُﺳـﺗدل ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﻌـدم وﺟـود إﻋﺎﻧـﺎت ﺗﻌطـل ﺗُ ﺣﻔـز اﻟﻌـﺎطﻠﯾن ﻋﻠـﻰ ﺗﺳـﺟﯾل أﻧﻔﺳـﻬم‬
‫ﻣــن ﻧﺎﺣﯾــﺔ‪ ،‬وﻟﻌــدم ﺗـواﻓر وﺳــﺎﺋل ﻣﻼﺋﻣــﺔ ﻟﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻧﺣــو ﯾﺳــﻣﺢ ﺑﺗﻛــوﯾن ﻗواﻋــد‬
‫ﺑﯾﺎﻧﺎت ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑدرﺟﺔ ﺛﻘﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى)‪.(١‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻹﺣﺻﺎءات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﺗﻛـون أﻗـل ﻣـن اﻟﺣﺟـم اﻟﻔﻌﻠـﻲ ﻟﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﺣﺗـﻰ‬
‫اﻵن ﻻ ﺗوﺟــد إﺣﺻــﺎءات دﻗﯾﻘــﺔ ﺗﻌطــﻲ ﺻــورة ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ ﻋــن ﺣﺟــم اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺻــر‪ ،‬ﻛــذﻟك‬
‫ﯾﻼﺣـ ــظ اﻟﺗﻔـ ــﺎوت اﻟﻛﺑﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻘـ ــدﯾرات ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﺛﯾـ ــر اﻟﺷـ ــك ﻓـ ــﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾـ ــﺔ اﻻﻋﺗﻣـ ــﺎد ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ‬
‫واﻻطﻣﺋﻧﺎن إﻟﻰ ﺻدﻗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذا ﺗﺧﺗﻠف ﺑﯾﺎﻧﺎت وزارة اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻋـن ﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟﺟﻬـﺎز اﻟﻣرﻛـزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋـﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ واﻹﺣﺻ ـ ــﺎء‪ ،‬واﻟ ـ ــذي ﯾﺧﺗ ـ ــف ﺑ ـ ــدورﻩ ﻓ ـ ــﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎﺗ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــن ﺑﯾﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟﻣﺟ ـ ــﺎﻟس اﻟﻘوﻣﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺧﺻﺻـﺔ‪ ،‬وﯾﺳــﺎﻫم ﻓـﻲ ﺗﺿـﺎرب إﺣﺻــﺎءات اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓـﻲ ﻣﺻــر‪ ،‬ﺗﻌﻘــد ﻫـذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ﺑــﯾن‬
‫ﺑطﺎﻟﺔ ﻣوﺳﻣﯾﺔ وﺑطﺎﻟﺔ ﺳﺎﻓرة وﺑطﺎﻟﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ)‪.(٢‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪:‬أﻧواع وﺻور اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪:‬‬


‫ﺗﺗﻌدد أﻧواع وﺻور اﻟﺑطﺎﻟﺔ طﺑﻘًﺎ ﻟﻣﺳﺑﺑﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت واﻟﺗﻧوﻋـﺎت ﻣـن‬
‫ﺟﺎﻧــب اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳــﯾن ﻓــﻲ ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻣــﻧﻬم ﻟﻣواﺟﻬــﺔ ﻛ ـل ﻧــوع ﻣــن ﻫــذﻩ اﻷﻧ ـواع ﺑــﺎﻟﻌﻼج‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳ ــب واﻻﺳـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﻼﺋﻣـ ــﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛﻧﻧ ــﺎ ﺗﻧـ ــﺎول ﻫـ ــذﻩ اﻷﻧـ ـواع وﺗﻠـ ــك اﻟﺻـ ــور ﻟﻠﺑطﺎﻟـ ــﺔ‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣك أ‪ .‬أﺣﻣد اﻟﺳﻌودي‪ ،‬أ‪ .‬أ؛ﻣد طﺎﻫر‪ ،‬ﻣرﻛز اﻟﻣﺣروﺳﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪،٢٠٠٨ ،‬‬
‫ص‪.١٩ ،١٨‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺷـﺑﺎب اﻟﻣﺻــري اﻟﻣﻌﺎﺻـر وأزﻣــﺔ اﻟﻘــﯾم‪ :‬د‪ .‬ﻧﺎدﯾـﺔ رﺿـوان‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻛﺗــﺎب‪،١٩٩٧ ،‬‬
‫ص‪.٣٢٧ ،٣٢٦‬‬

‫‪١١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻛﺎﻵﺗﻲ)‪:(١‬‬

‫أوﻻً‪ :‬اﻷﻧواع واﻟﺻور إﺟﻣﺎﻻً‪:‬‬


‫‪ -١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ أو "اﻟﻌﺎرﺿﺔ"‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟدورﯾﺔ أو "ﺑطﺎﻟﺔ ﻧﻘﺻﺎن اﻟطﻠب"‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ "اﻟﻔﻧﯾﺔ"‪.‬‬
‫‪ -٦‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ أو اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ "اﻟطوﻋﯾﺔ" واﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -٨‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﻓرة "اﻟظﺎﻫرة – اﻟﺻرﯾﺣﺔ – اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ"‪.‬‬
‫‪ -٩‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ "اﻟﻣﺳﺗﺗرة"‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾًﺎ‪ :‬اﻷﻧواع واﻟﺻور ﺗﻔﺻﯾﻼً‪:‬‬


‫‪ -١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ)‪:(٢‬‬
‫ﯾﺣــدث ﻫ ـذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻣــل أﺳ ـواق اﻟﻌﻣــل ﺑﻛﻔــﺎءة‪ ،‬ﺣﺗــﻰ وا ٕ ن‬
‫ﺗواﻓرت اﻟوظﺎﺋف ﺑﻘدر ﻛﺑﯾر ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺷـﻣل اﻟﻌﻣـﺎل اﻟـذﯾن ﺗرﻛـوا وظـﺎﺋﻔﻬم أو اﻟـذﯾن‬
‫ﻓُﺻِ ـﻠوا وﻟــم ﯾﺣﺻــﻠوا ﻋﻠــﻰ وظــﺎﺋف ﺟدﯾــدة‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺷــﻣل أﺷﺧﺎﺻً ــﺎ آﺧـرﯾن ﻣﺛــل ﺻــﻐﺎر اﻟﺳ ـن‬
‫واﻟﻧﺳــﺎء اﻟﻼﺗــﻲ ﻛــن ﯾﻌﻣﻠــن ﻓــﻲ ﻣﻧــﺎزﻟﻬن وﻟــم ﺗﻛــن ﻟﻬــن وظــﺎﺋف وﻟﻛــن ﺑــدأن اﻟﺑﺣــث ﻋﻧﻬــﺎ‬

‫)‪ (١‬ﺧﻠــق ﻓــرص اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ ﻣﺻــر‪ :‬ﺗﺣرﯾــر أ‪ .‬د‪ .‬ﻫﺑــﺔ ﻧﺻــﺎر‪ ،‬د‪ .‬ﻧﺎﻫــد ﻋــز اﻟــدﯾن‪ ،‬وﻛﺎﻟــﺔ ﻛﻠﯾــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎد‬
‫واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺷﺋون ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،٢٠٠٧ ،‬ﻣﻘﺎل أ‪ .‬د‪ /‬أﺣﻣـد ﻋﺑـد اﻟـوﻧﯾس‬
‫ﺷﺗﺎ‪ ،‬ص‪.١٣١‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻣوﺳ ـ ــوﻋﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠ ـ ــد ‪ ،٤‬اﻟطﺑﻌ ـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ـ ــﺔ )‪١٩٩٩‬م ‪١٤١٩-‬ﻫ ـ ـ ـ(‪ ،‬ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺔ أﻋﻣ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﻣوﺳوﻋﺎت ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ص‪.٤٥٩‬‬

‫‪١٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻵن‪ ،‬وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ]اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﻣد[‪.‬‬


‫‪ -٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ أو اﻟﻌﺎرﺿﺔ‪:‬‬
‫ﻫــﻲ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗظﻬــر ﺑﺷــﻛل ﻣوﺳــﻣﻲ‪ ،‬وﺗ ـرﺗﺑط ﺑﺻــورة ﻛﺑﯾ ـرة ﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻧﺷــﺎط‬
‫اﻹﻧﺗـﺎﺟﻲ ﻧﻔﺳـﻪ‪ ،‬وﺗذﺑذﺑــﻪ ﺑـﯾن اﻟﺣﺎﺟـﺔ اﻟﺷــدﯾدة ﻟﻸﯾـدي اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻓــﻲ ﺑﻌـض اﻷوﻗـﺎت‪ ،‬وﺗراﺟــﻊ‬
‫وﺗﻧــﺎﻗص ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﺟــﺔ ﻓــﻲ أوﻗــﺎت أﺧــرى‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﺣــدث ﺧــﻼل ﻣوﺳــم ﻣﻌــﯾن أو ﺑﻌــد ﻋﻣــل‬
‫ﻋرﺿﻲ ﻣﻌﯾن)‪ ،(١‬وﻫﻲ ﻧوع آﺧر ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ)‪.(٢‬‬
‫وﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣـﺎ ﺗظﻬـر اﻟﺑطﺎﻟـﺔ اﻟﻣوﺳـﻣﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻌﻣـل اﻟزراﻋـﻲ؛ ﻧظـرًا ﻟﻣـﺎ ﺗﺗﺳـم ﺑـﻪ‬
‫طﺑﯾﻌ ــﺔ أﻧﺷ ــطﺗﻪ اﻟزراﻋﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺳ ــﯾﺎﺣﺔ إﻟ ــﻰ ﺣ ــد ﻣ ــﺎ‪ ،‬وﺗظﻬ ــر ﻛ ــذﻟك ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺻـ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﯾـ ــﺗم ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﺧﻔـ ــض ﻋـ ــدد ﻋﻣﺎﻟﻬـ ــﺎ ﺧـ ــﻼل ﻓﺻـ ــول ﻣﻌﯾﻧـ ــﺔ ﻛـ ــل ﻋـ ــﺎم‪ ،‬ﻣﺛـ ــل‬
‫اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﻐذاﺋﯾ ــﺔ وﺻ ــﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳ ــﻔن وﻣﺣ ــﺎﻟﺞ اﻟﻘط ــن وﻓ ــﻲ أﻋﻣ ــﺎل اﻟﺷ ــﺣن واﻟﺗﻔرﯾ ــﻎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣ ـواﻧﺊ وﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺗﺷــﯾﯾد واﻟﺑﻧــﺎء‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗﻧﺗﻬــﻲ ﻓــرص اﻟﻌﻣــل ﻣؤﻗﺗًــﺎ ﺑﺈﻧﺟــﺎز واﺳــﺗﻛﻣﺎل‬
‫اﻟﻌﻣــل ﻧﻔﺳــﻪ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻗــد ﯾظــل اﻟﻌﺎﻣــلﺑــﻼ ﻋﻣــل ﻟﻔﺗ ـرة ﻗــد ﺗطــول أو ﺗﻘﺻــر اﻧﺗظــﺎرًا ﻟظﻬــور‬
‫ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬ﻛذﻟك ﻋﻣﺎل اﻟﺗراﺣﯾل اﻟذﯾن ﺗﺗذﺑـذب ﻓﺗـرات ﻋﻣﻠﻬـم ﺑـﯾن‬
‫ﻋﻣل وﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻓﻘًـﺎ ﻟﻣوﺳـﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣـل‪ ،‬وﻣـدى ﺣﺎﺟﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻷﯾـدي اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﺑﺻـورة ﻣﺗﻘطﻌـﺔ ﻻ‬
‫اﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ)‪.(٣‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟدورﯾﺔ "ﺑطﺎﻟﺔ ﻧﻘﺻﺎن اﻟطﻠب"‪:‬‬
‫ﺗﻌﻧــﻲ أن اﻟﻧﺷــﺎط اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ﻻ ﯾﺳــﯾر ﺑﺗـواﺗر واﺣــد وﻣﻧــﺗظم ﻋﺑــر اﻟــزﻣن)‪ ،(٤‬وﻛﻣــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﺷل اﻟطﻠب اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾـرات ﻓـﻲ‬

‫)‪ (١‬اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﻣﺻــري اﻟﻣﻌﺎﺻــر وأزﻣــﺔ اﻟﻘــﯾم‪ :‬ﻧﺎدﯾــﺔ رﺿ ـوان‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻛﺗــﺎب‪،١٩٩٧ ،‬‬
‫ص‪.٣٢٨‬‬
‫)‪ (٢‬ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٤‬ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟ ــوطن اﻟﻌرﺑ ــﻲ‪ ،‬د‪ .‬ﺳ ــﯾد ﻋﺎﺷ ــور أﺣﻣ ــد‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠ ــو اﻟﻣﺻـ ـرﯾﺔ‪،‬‬
‫ص‪.١٢‬‬

‫‪١٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧﺷﺎط ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ)‪.(١‬‬


‫وﻫﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻧﺧﻔﺎض ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل‪ .‬وﯾﺣدث ﻫـذا ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺻـﺑﺢ‬
‫اﻹﺧﻔــﺎق اﻟﻛﻠــﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻗﻠــﯾﻼً ﺟ ـدًا‪ .‬ﻓﻌﻧــدﻣﺎ ﻻ ﺗــروج اﻟﺳــﻠﻊ‪ ،‬ﯾﻠﺟــﺄ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣﺻــﺎﻧﻊ إﻟــﻰ‬
‫ﺧﻔــض إﻧﺗﺎﺟﻬــﺎ وﻋــدد اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻟﻬــذﻩ اﻟﺻــﻧﺎﻋﺎت اﻻﺣﺗﻔــﺎظ ﺑــﻧﻔس اﻟﻣﺳــﺗوى‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻣن اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺷﻐﯾل وﻟﻛن ﻣﻊ ﺗﺧﻔﯾض ﻛل ﻣن اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور‪.‬‬
‫وﻋــﺎدة ﻣــﺎ ﯾﺣــدث ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻓــﻲ اﻟــدول ذات اﻻﻗﺗﺻــﺎد اﻟرأﺳــﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وا ٕ ن ﻛــﺎن ﻣــن‬
‫اﻟﻣﺗوﻗــﻊ أن ﺗﺗﻌــرض ﻟــﻪ أﯾﺿً ــﺎ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟظــروف اﻟﻌوﻟﻣــﺔ‪ ،‬واﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟدورﯾــﺔ ﺗﺗﺷــﺎﺑﻪ ﻣــﻊ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣوﺳــﻣﯾﺔ ﻓــﻲ أن ﺳــﺑب ﻛــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ راﺟــﻊ إﻟــﻰ اﻧﺧﻔــﺎض اﻟطﻠــب‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟدورﯾــﺔ ﺗرﺟــﻊ ﻻﻧﺧﻔــﺎض اﻟطﻠــب اﻟﻛﻠــﻲ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﯾﺗﻣﺛــل ﺳــﺑب‬
‫اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ اﻟﻣوﺳ ــﻣﯾﺔ ﻓ ــﻲ اﻧﺧﻔ ــﺎض اﻟطﻠ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻣ ــل ﻓ ــﻲ ﻣواﺳ ــم ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻗطﺎﻋ ــﺎت‬
‫ﻣﺣددة‪ ،‬وﻣـن ﺛـم ﺗﻛـون أﻛﺛـر اﻧﺗظﺎﻣًـﺎ‪ ،‬وﯾﻣﻛـن ﺗوﻗﻌﻬـﺎ ﺧـﻼل أوﻗـﺎت ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺳـﻧﺔ "ﻣﺛـﺎل‬
‫ﻋﻣﺎل اﻟزراﻋﺔ‪،‬و ﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء ")‪.(٣‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻧــﻲ اﻻﻧﺗﻘــﺎل اﻟﻣﺳــﺗﻣر ﻟﻠﻌــﺎﻣﻠﯾن ﺑــﯾن ﻣﻬﻧــﺔ وأﺧــرى وﺑــﯾن ﻣﻧطﻘــﺔ وأﺧــرى)‪ .(٤‬ﻓﻬــﻲ‬
‫ﺗﺣدث ﺑﺳﺑب اﻟﺣراك اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬وﺗﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧﻘص اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻟـدى اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻋـن اﻟﻌﻣـل‪ ،‬أو‬
‫ﻟ ــدى أﺻ ــﺣﺎب اﻷﻋﻣ ــﺎل اﻟ ــذﯾن ﺗﺗـ ـواﻓر ﻟ ــدﯾﻬم ﻓرﺻ ــﺔ اﻟﻌﻣ ــل‪ ،‬وﯾﻣﻛ ــن إدﺧﺎﻟﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــوطن اﻟﻌرﺑ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ واﻟﺣ ــل‪ ،‬د‪ .‬ﺧﺎﻟ ــد اﻟ ــزواوي‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ اﻟﻧﯾ ــل اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪،٢٠٠٠ ،‬‬
‫ص‪.١٩‬‬
‫)‪ (٢‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٤‬ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟ ــوطن اﻟﻌرﺑ ــﻲ‪ ،‬د‪ .‬ﺳ ــﯾد ﻋﺎﺷ ــور أﺣﻣ ــد‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠ ــو اﻟﻣﺻـ ـرﯾﺔ‪،‬‬
‫ص‪.١٢‬‬

‫‪١٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟدورﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺣ ــدث ﺳـ ـواء ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣ ــﺔ أو اﻟ ــدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔ ــﺔ اﻗﺗﺻ ــﺎدﯾًﺎ)‪ ،(١‬وﻟ ــذﻟك ﻓ ــﺈن‬
‫إﻧﺷﺎء ﻣرﻛـز ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻐـرض اﻟﺗوظـف ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ أن ﯾﻘﻠـل ﻣـن ﻣـدة اﻟﺑﺣـث ﻋـن‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﯾﺗﯾﺢ ﻟﻸﻓراد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋن اﻟﻌﻣـل ﻓرﺻـﺔ اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﺑـﯾن اﻹﻣﻛﺎﻧﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﺑﺳـرﻋﺔ‬
‫وﻛﻔﺎءة أﻛﺛر)‪.(٢‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ "اﻟﻔﻧﯾـﺔ"‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺻـﯾب ﺟـزءًا ﻣـن ﻗـوة اﻟﻌﻣـل ﺑﺳـﺑب اﻟﺗﻐﯾـرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد)‪ ،(٣‬وﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﺗﺣدث ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟـوطﻧﻲ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗـؤدي‬
‫إﻟــﻰ إﯾﺟــﺎد ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــن ﻋــدم اﻟﺗواﻓــق ﺑــﯾن ﻓــرص اﻟﻌﻣــل "اﻟﺗوظــف" اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ وﻣــؤﻫﻼت وﺧﺑـرات‬
‫اﻟﻌﻣــﺎل اﻟﻣﺗﻌطﻠــﯾن اﻟ ـراﻏﺑﯾن ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل واﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻋﻧــﻪ‪ ،‬ﻓﻬــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﯾﻣﻛــن أن‬
‫ﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻻﻧﺧﻔـﺎض اﻟطﻠـب ﻣـن ﻧوﻋﯾـﺎت ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ‪ ،‬ﺑﺳـﺑب اﻟﻛﺳـﺎد اﻟـذي ﻟﺣـق‬
‫ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻬﺎ وظﻬور طﻠب ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾـﺎت أﺧـرى ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻣـن اﻟﻣﻬـﺎرات‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻠزم ﻹﻧﺗـﺎج ﺳـﻠﻊ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻟﺻـﻧﺎﻋﺎت ﺗزدﻫـر‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑطﺎﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـﻧﺟم ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﺗﻛـون‬
‫ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾرات ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ طرأت ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب)‪.(٤‬‬
‫وﻫــﻲ ﺑــذﻟك ﺗﺣــدث ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻛــون ﻣﻬــﺎرات اﻷﺷــﺧﺎص اﻟــذﯾن ﯾﺑﺣﺛــون ﻋــن ﻋﻣــل ﻻ‬
‫ﺗﺗﻧﺎﺳــب ﻣ ــﻊ اﻟوظــﺎﺋف اﻟﻣﺗـ ـواﻓرة‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﺗﺷــﻣل ﻛ ــذﻟك أﻧﺎﺳً ــﺎ ﯾﻌﯾﺷ ــون ﻓ ــﻲ ﻣﻧــﺎطق ﺗﻘ ــل ﻓﯾﻬ ــﺎ‬
‫اﻟوظﺎﺋف ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق أﺧرى)‪ ،(٥‬أو ﺑﺳﺑب اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟـﻰ آﺧـر‪،‬‬
‫ﻓﻘد ﻻ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﺑﻌض اﻟﻌﻣﺎل ﻟﻬذا اﻻﻧﺗﻘﺎل‪ ،‬ﻓﯾﺗﻌطﻠون ﻋن اﻟﻌﻣل‪.‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــوطن اﻟﻌرﺑ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ واﻟﺣ ــل‪ ،‬د‪ .‬ﺧﺎﻟ ــد اﻟﻧـ ـواوي‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ اﻟﻧﯾ ــل اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪،٢٠٠١ ،‬‬
‫ص‪.١٩‬‬
‫)‪ (٢‬ﻣوﻗﻊ راﺑطﺔ اﻟواﺣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪" :‬اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑـﻲ"‪ ،‬أ‪.‬‬
‫ﺳﻌﯾد ﯾﺣﯾﻰ‪ ،‬راﺑﺢ ﺑوﻗرة ‪ ،‬أ‪ .‬ﻗرﯾن ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٤‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٥‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ص‪.٤٥٩‬‬

‫‪١٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﺧطورة ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ أﻧﻬـﺎ ﺗﻧﺗﺷـر أﻛﺛـر أو ﻏﺎﻟﺑًـﺎ ﺑـﯾن اﻟﻔﺋـﺎت ﻋﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺗﻌﻠـﯾم‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣؤﻫﻠﺔ ﻟدﻓﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ واﻟﻧظـﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ إﻟـﻰ اﻷﻣـﺎم‪ .‬واﻷﻣـر اﻷﺧطـر‬
‫ﻫـ ــو أن ظـ ــﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻔﻧﯾـ ــﺔ ﺗوﻟـ ــد ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻹﺣﺑـ ــﺎط ﻟـ ــدى اﻟﻣﺗﻌﻠﻣ ـ ـﯾن ﺗـ ــؤدي ﻟﺿـ ــﻌف‬
‫ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺗﺟﻌﻠﻬـم أرﺿً ـﺎ ﺧﺻـﺑﺔ ﻟﻼﺗﺟﺎﻫـﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ اﻟﻣﺗطرﻓـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻌـض‬
‫اﻷﺣﯾﺎن‪.‬‬
‫وﻗــد ﯾﻠﺟــﺄ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣــون إﻟــﻰ اﻟﻘﺑــول ﺑﻣﻬــن وأﻋﻣــﺎل ﻻ ﺗﻣــت ﺑﺻــﻠﺔ إﻟــﻰ ﺗﺧﺻﺻــﻬم‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻣؤﻫﻠﻬم‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺣﻘﻘـوا ﻧﺟﺎﺣً ـﺎ ﻛﺑﯾـرًا وأﻟﻘـت ﺑﻬـم ﻫـذﻩ اﻟﻣﻬـن ﻓـﻲ وﺿـﻌﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ‬
‫أﻗــل ﻣﻣــﺎ ﻛ ـﺎن ﯾﻛﻔﻠﻬــﺎ ﻟﻬــم ﺗﺧﺻﺻــﻬم اﻟﻌﻠﻣــﻲ اﻷﺻــﻠﻲ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــن اﻟﻧﻘﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟدوﻟــﺔ‬
‫وأﺟﻬزﺗﻬﺎ ﻗد ﺗﺗوﻟـد ﻟـدى ﻫـؤﻻء اﻟﻣﺗﻌﻠﻣـﯾن‪ ،‬وﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺑﻌﺿـﻬم ﻟﻠﻧظـﺎم اﻟﻘـﺎﺋم ﺳـواء ﻓـﻲ إطـﺎر‬
‫اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ أو ﺧﺎرج اﻷطر اﻟﺷرﻋﯾﺔ)‪.(١‬‬
‫‪ -٦‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ أو اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ)‪:(٢‬‬
‫وﻫــﻲ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻧﺎﺷــﺋﺔ ﻋــن اﺳــﺗﺧدام اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻹﻧﺗــﺎج‪ ،‬أو اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺗطﻠـب ﻣﻬـﺎرات ﺧﺎﺻـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻧﺣـو اﻟـذي ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﺗﻌطـل أو اﻻﺳـﺗﻐﻧﺎء ﻋـن ﺑﻌـض أﻓـراد‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻣﻣـن ﻻ ﺗﺗـوﻓر ﻓـﯾﻬم ﻫـذﻩ اﻟﻣﻬـﺎرات‪ ،‬أو إدﺧـﺎل آﻻت ﺻـﻧﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻋﻣـﺎل‬
‫ﻛﺛﯾرﯾن‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ "اﻟطوﻋﯾﺔ" واﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺗوﻗ ــف ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻷﺷ ــﺧﺎص ﻋ ــن اﻟﺑﺣ ــث ﻋ ــن‬
‫ﻋﻣل)‪ ،(٣‬ﻻ ﺗﻌطل اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺣض إرادﺗﻪ‪ ،‬ﻋن طرﯾـق ﺗﻘـدﯾم اﺳـﺗﻘﺎﻟﺗﻪ ﻋـن اﻟﻌﻣـل اﻟـذي ﻛـﺎن‬
‫ﯾﻌﻣــل ﺑــﻪ ﻷﺳــﺑﺎب ﻣﺗﻌــددة‪ ،‬ﻗــد ﯾﻛــون ﺑﻌﺿــﻬﺎ راﺟﻌً ــﺎ إﻟــﻰ ﺗـواﻓر ﻣﺻــﺎدر ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠــدﺧل‪ ،‬أو‬
‫ﻷﻧــﻪ ﯾﺑﺣــث ﻋــن ﻋﻣــل أﻓﺿــل ﯾــوﻓر ﻟــﻪ أﺟــرًا أﻋﻠــﻰ وظــروف ﻋﻣــل أﺣﺳــن‪ .‬وﻓــﻲ ﻛــل ﻫــذﻩ‬

‫)‪ (١‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺧﻠق ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ص‪.١٣٣‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺧﻠق ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ص‪.١٣٣‬‬
‫)‪ (٣‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬ص‪.٢٣‬‬

‫‪١٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺣﺎﻻت ﻗرار اﻟﺗﻌطل اﺧﺗﯾﺎري‪.‬‬


‫أﻣﺎ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻛون ﺑﺈرﻏﺎم اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌطل رﻏم أﻧﻪ راﻏـب ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻌﻣل وﻗﺎدر ﻋﻠﯾﻪ وﻗﺎﺑل ﻟﻣﺳـﺗوى اﻷﺟـر اﻟﺳـﺎﺋد‪ .‬وﻣﺛـﺎل ذﻟـك ﺗﺳـرﯾﺢ اﻟﻌﻣـﺎل ﻛـﺎﻟطرد ﺑﺷـﻛل‬
‫ﻗﺳــري‪ ..‬وﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﯾﺳــود ﺑﺷــﻛل واﺿ ـﺢ ﻓــﻲ ﻣراﺣــل اﻟﻛﺳــﺎد‪ .‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎﻛﯾﺔ أو اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ)‪ .(١‬وﺟدﯾر ﺑﺎﻟـذﻛر أن ﻧﺷـﯾر‬
‫إﻟــﻰ دور اﻟﺣﻛوﻣــﺔ و وزارة اﻟﻘــوى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻓــﻰ ﻣواﺟﻬــﺔ ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺗﺳ ـرﯾﺢ اﻟﻌﻣــﺎل وﻫــو إﻧﺷــﺎء‬
‫ﺻﻧدوق دﻋم ﻣﺎﻟﻰ ﻟﻣﺳـﺎﻋدة اﻟﺷـرﻛﺎت اﻟﺗـﻰ ﺗواﺟـﻪ ﻣﺷـﻛﻼت ﺑﺷـرط أﻻ ﺗُﺳـرح ﻣـن ﻋﻣﺎﻟﻬـﺎ‬
‫‪ ،‬وذﻛرت وزﯾرة اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻬﺟرة ]د‪.‬ﻋﺎﺋﺷﺔ ﻋﺑـداﻟﻬﺎدى[ أن ﻋـدد ﻫـذﻩ اﻟﺷـرﻛﺎت ﺣـواﻟﻰ‬
‫]‪١٢٥‬ﺷــرﻛﺔ[ﺧﺎﺻــﺔ ﻣــن ﺷــرﻛﺎت اﻟﻐــزل واﻟﻧﺳــﯾﺞ ﻓــﻰ اﻟﻣﺣﻠــﺔ ﻓــﻰ ظــل اﻷزﻣــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ‪].‬ﻣن ﺑرﻧﺎﻣﺞ ‪ ٤٨‬ﺳﺎﻋﺔ‪،‬ﻗﻧﺎة اﻟﻣﺣور‪[٢٠٠٩‬‬
‫‪ -٩‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﻓرة "اﻟظﺎﻫرة – اﻟﺻرﯾﺣﺔ – اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ"‪:‬‬
‫ﻫــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻌطــل اﻟظــﺎﻫر اﻟﺗــﻲ ﯾﻌــﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬــﺎ ﺟــزء ﻣــن ﻗــوة اﻟﻌﻣــل‪ ،‬ﻗــﺎدرﯾن ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻌﻣــل – ﺟﺳــﻣﺎﻧﯾًﺎ وذﻫﻧﯾًــﺎ وﻋﻘﻠﯾًــﺎ – وﯾرﻏﺑــون ﻓﯾــﻪ وﻻ ﯾﺟــدون اﻟﻔرﺻــﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ أو اﻟﻌﻣــل‬
‫اﻟﻣطﻠوب ﻟﻠﺗﺷﻐﯾل ﻓﻲ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻫ ــﻲ ﺗﻌﻧ ــﻲ أﯾﺿً ــﺎ اﻧﺧﻔ ــﺎض ﻓ ــرص اﻟﻌﻣﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺳ ــوق اﻟﻌﻣ ــل واﻹﻧﺗ ــﺎج‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ‬
‫اﻧﺧﻔـﺎض ﻣﻌــدﻻت اﻟﻔــﺎﺋض ﻓــﻲ اﻟﻌــرض ﻣــﻊ ارﺗﻔــﺎع ﻋــدد اﻟﻘــﺎدرﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣــل أو اﻟطــﺎﻟﺑﯾن‬
‫ﻟﻪ)‪.(١‬‬
‫وﺗﻌد ﺗﻠـك اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻗﺎﺳـﯾﺔ ﺟـدًا ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـدول اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗوﺟـد ﻋـﺎدة أﻧظﻣـﺔ‬
‫ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ أو إﻋﺎﻧــﺎت ﺣﻛوﻣﯾــﺔ ﺑــل ﺗﻧﻌــدم ﻛــل ﻫــذﻩ اﻟﻣﺳــﺎﻋدات ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎطــل ﻓــﻲ‬
‫اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻟــذﻟ ك ﺗﻛــون ﺣــﺎدة وﻗﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ ﻓﺗﻛــون أﻗــل ﺣــدة ﺣﯾــث‬
‫ﯾﺣﺻ ــل اﻟﻌﺎط ــل ﻋ ــن اﻟﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ إﻋﺎﻧ ــﺔ ﺑطﺎﻟ ــﺔ وا ٕ ﻋﺎﻧ ــﺎت ﺣﻛوﻣﯾ ــﺔ أﺧ ــرى)‪ .(٢‬وﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع‬

‫)‪ (١‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺻري اﻟﻣﻌﺎﺻر وأزﻣﺔ اﻟﻘﯾم‪ ،‬ص‪.٣٢٧‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.١١‬‬

‫‪١٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻣـ ــﺄﻟوف وﻣوﺟـ ــود‪ ،‬وﯾﺣـ ــدث ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﻟﻘﺻـ ــور اﻟطﻠـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﯾـ ــدي اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ وﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )ﻏﯾر اﻟزراﻋﯾـﺔ( ﻛﺎﻟﺻـﻧﺎﻋﺔ وﺑﻌـض اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ رؤوس‬
‫أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ)‪.(١‬‬
‫‪ -١٠‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ "اﻟﻣﺳﺗﺗرة"‪:‬‬
‫ﺗﻌﻧــﻲ أن ﻫﻧــﺎك ﻋﻣــﺎﻻً ﯾﻌﻣﻠــون اﺳ ـﻣًﺎ ﻻﻓﻌ ـﻼً وﯾﻘﺑﺿــون أﺟــورًا ورواﺗــب دون أي‬
‫إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ)‪ .(٢‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﻋدم وﺟود ارﺗﻔﺎع ﻣﻣﺎﺛل ﻓﻲ ﻣﻌـدﻻت‬
‫اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬
‫ﻓﻬ ــﻲ ﺗﻣﺛ ــل ﺗﻠ ــك اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺗ ﻛ ــدس ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻋ ــدد ﻛﺑﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــﺎل ﺑﺷ ــﻛل ﯾﻔ ــوق‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل‪ ،‬أي وﺟود ﻋﻣﺎﻟﺔ زاﺋـدة واﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾـؤﺛر ﺳـﺣﺑﻬﺎ ﻣـن داﺋـرة اﻹﻧﺗـﺎج ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺗﺟﺔ)‪.(٣‬‬
‫وﯾﺗﺿﺢ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﻣﻔﻬوﻣﯾن‪ ،‬ﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬ﯾﻧﺻ ــرف إﻟ ــﻰ اﻷﻓـ ـراد اﻟ ــذﯾن ﯾﻌ ﻣﻠ ــون‪ ،‬وﻟﻛ ــن ﻟ ــﯾس ﺑﻛﺎﻣ ــل طﺎﻗ ــﺎﺗﻬم أو ﯾﻌﻣﻠ ــون ﻓ ــﻲ‬
‫أﻋﻣﺎل إﻧﺗﺎﺟﯾﺎﺗﻬم ﻓﯾﻬﺎ أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل أﺧرى‪.‬‬
‫اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ :‬وﻫــو اﻷﻛﺛــر ﺷــﯾوﻋًﺎ‪ ،‬ﯾﻧﺻــرف إﻟــﻰ اﻷﻓ ـراد اﻟــذﯾن ﯾﻌﻣﻠــون ﻓــﻲ أﻋﻣــﺎل ﺗﻛــون ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ اﻟﺣدﯾــﺔ ﻟﻠﻌﻣــل ﺿــﺋﯾﻠﺔ ﺟ ـدًا أو ﻣﻧﻌدﻣــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﺗﻛــون ﺳــﺎﻟﺑﺔ‪ ،‬ﻣﺛــل ﻣــن ﯾﺑﯾﻌــون‬
‫ﺳﻠﻌًﺎ ﺑﺎﺋرة)‪.(٤‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﯾﻼﺣــظ أن ﻫــذا اﻟﻧــوع ﯾوﺟــد ﻓــﻲ اﻟﻘطــﺎع اﻟﺻــﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬وﺗﻌــﺎﻧﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾــﺔ اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ووﺣدات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻣن ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﻣــن آﺛﺎرﻫــﺎ ﺧﻠــق ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــن اﻟﺗواﻛــل اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ واﺳﺗﺳــﻬﺎل إﻟﻘــﺎء‬

‫)‪ (١‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.١٣٣‬‬


‫)‪(٢‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣر ﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.١١‬‬
‫)‪ (٣‬ﻣوﻗﻊ راﺑطﺔ اﻟواﺣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٢٢‬‬

‫‪١٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺗﺑﻌ ــﺎت ﻛ ــل ﺷ ــﻲء ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ وﻟ ــو ﻛ ــﺎن ذﻟ ــك ﻏﯾ ــر ﺻ ــﺣﯾﺢ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ أن اﺿ ــطرار‬
‫اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓــﻲ اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣــث ﻋــن ﻣﺻــﺎدر أﺧــرى ﻟﻠــدﺧل ﻋﺑــر ﻋﻣــل آﺧــر ﺧﻠــق‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ وأﺟورﻫـﺎ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ ﺣﺗـﻰ وﻟـو ﻛـﺎﻧوا ﻻ ﯾـؤدون أي ﻋﻣـل ﻣﻘﺎﺑـل‬
‫ﻫــذﻩ اﻷﺟــور‪ ،‬وا ٕ ﺿــﺎﻓﺔ ﻟــذﻟك ﻓــﺈن وﺟــود ظــﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻬــﺎز اﻟدوﻟــﺔ ﯾﻘﻠــل ﻣــن‬
‫ﻛﻔﺎءﺗــﻪ وﻣــن ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﺿــرورﯾﺔ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن وﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻧﺗﺷــﺎر اﻟﻔﺳــﺎد‬
‫واﻟرﺷــوة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣــﺎ ﻣــدﺧﻼً ﻹﻧﻬــﺎء اﻷﻋﻣــﺎل ﻟــدى ﺟﻬــﺎز اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻓﺿـﻼً ﻋــن اﻧﺗﻬــﺎك اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫واﺧﺗﻔﺎء اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟوظﯾﻔﻲ)‪.(١‬‬
‫إن اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻛـون ﻣﻌوﻗًـﺎ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾـﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻗطﺎع اﻟﺧـدﻣﺎت‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗـﻧﺧﻔض ﻣﺳـﺗوﯾﺎت اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻣﻘدﻣـﺔ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﺗﺷـﻐﯾل أﻋـداد ﻛﺑﯾـرة ﻣـن‬
‫اﻷﻓ ـراد‪ ،‬ﺗﻔــوق اﻻﺣﺗﯾﺎﺟــﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ ﻟﺣﺟــم اﻟﻌﻣــل‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﻧــوع ﻣــن اﻟﺗواﻛــل ﺑــﯾن‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟﺗﻌﺎرض واﻟﺗﺿﺎرب ﻓﻲ وﺟﻬـﺎت اﻟﻧظـر وا ٕ ﺟـراءات اﻟﻌﻣـل‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺗـؤدي إﻟـﻰ ﺗﻔﺷـﻲ‬
‫ظﺎﻫرة اﻟروﺗﯾن واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ)‪.(٢‬‬
‫وﯾُﺳﺗﻌﺻــﻰ ﻗﯾــﺎس اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌــﺔ ﻗﯾﺎﺳً ــﺎ إﺣﺻــﺎﺋﯾًﺎ دﻗﯾﻘًــﺎ‪ ،‬وﯾﻌﺗﻣــد ﺟﺎﻧــب ﻣﺗطــور‬
‫ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻋــدد ﺳــﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣــل اﻟﻣﻧﺟ ـزة‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﺈن ﺑﻠــدان اﻟ ــوطن‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎك ﺟﺎﻧﺑًﺎ ﻏﯾر ﻣﻧظور ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻋــدم وﺿــﻊ اﻟرﺟــل اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﻓــﻲ اﻟﻣﻛــﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﻛﺧرﯾﺟــﻲ ﻣراﺣــل اﻟﺗﻌﻠــﯾم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‬
‫اﻟ ــذﯾن ﻻ ﯾﻌﻣﻠ ــون ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎﻻت ﺗﺧﺻﺻ ــﺎﺗﻬم أو ﻓ ــﻲ أﻋﻣ ــﺎل ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳ ــب ﻣ ــﻊ ﻣﺳ ــﺗوى‬
‫اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذﯾن ﯾﺗﻠﻘوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺳـ ــوء وﺳـ ــﺎﺋل اﻹﻧﺗـ ــﺎج وﺿـ ــﻌف اﻟﻔـ ــن اﻹﻧﺗـ ــﺎﺟﻲ ﻓـ ــﻲ أﻧ ـ ـواع ﻣـ ــن اﻻﺳـ ــﺗﺧدام اﻟﻌـ ــﺎﺋﻠﻲ‬
‫واﻻﺳﺗﺧدام ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻬﺎﻣﺷﻲ أو اﻟﻘطﺎع ﻏﯾر اﻟﻣﻧظم‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺧﻠق ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.١٣٢‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺻري اﻟﻣﻌﺎﺻر وأزﻣﺔ اﻟﻘﯾم‪ ،‬ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٣٢٨‬‬

‫‪١٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ ‬وﺗﺑدو ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟـﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ ﺑﺻـورة واﺿـﺣﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘطـﺎع اﻟزراﻋـﻲ‬
‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛـوﻣﻲ واﻟﻌـﺎم ﻛﻣـﺎ أوﺿـﺣﻧﺎ ﺳـﺎﻟﻔًﺎ؛ ﺣﯾـث ﯾﺗـراوح ﻋـدد أﯾـﺎم اﻟﻌﻣـل‬
‫ﻓ ــﻲ اﻟزراﻋ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﺑ ــﯾن ‪ ٢٠٠-١٨٥‬ﯾ ــوم ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﻧﺔ‪ .‬ﻛﻣ ــﺎ أدى أﺧ ــذ ﺑﻌ ــض اﻟﺣﻛوﻣ ــﺎت‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧرﯾﺟﯾن إﻟﻰ ﺗﻛدس دواوﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺄﻋـداد ﻛﺑﯾـرة ﻣـن‬
‫اﻟﻣــوظﻔﯾن ﺑدرﺟــﺔ ﺗﻔــوق اﺣﺗﯾﺎﺟــﺎت اﻟﻌﻣــل‪ ،‬وﯾﺗطﻠــب اﻷﻣــر ﺗﻘﯾــﯾم ﺳﯾﺎﺳــﺎت اﻻﺳــﺗﺧدام‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ ﻣﻌدﻻت ﻟﻸداء ﯾﺗﺣـدد ﻋﻠـﻰ ﺿـوﺋﻬﺎ ﺗﺣدﯾـد‬
‫اﻟﺣﺟم اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺧدﻣﯾﺔ واﻟﺳﻠﻌﯾﺔ)‪.(١‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ ﺗﻌــد ظــﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌــﺔ ﻣــن أﺻــﻌب أﻧ ـواع اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﺗﻌﺎﻣــل‬
‫ﻣﻌﻬــﺎ أو ﻋﻼﺟﻬــﺎ‪ ،‬ذﻟــك أﻧــﻪ ﻻ ﺳــﺑﯾل ﻟﻌﻼﺟﻬــﺎ إﻻ ﺑﺧﻠــق ﻣﺟــﺎﻻت ﺟدﯾــدة ﻟﻺﻧﺗــﺎج ﯾﺻــﺎﺣﺑﻬﺎ‬
‫ﻓــرص ﻋﻣــل ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ ﺗﺳــﺗوﻋب ﻓــﺎﺋض اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﻣﻧﺗﺟــﺔ وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻐﯾﯾــر‬
‫ﺑﻧﯾﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ واﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ ﻫﯾﻛﻠﻪ)‪.(٢‬‬

‫)‪ (١‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٥٠‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬ص‪.٢٢‬‬

‫‪٢٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺑﯾﺋﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣول اﻟﻌﺎﻟم‬


‫إن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺧﻠـو ﻣﻧﻬـﺎ أي ﻣﺟﺗﻣـﻊ إﻧﺳـﺎﻧﻲ ﻓﺎﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‬
‫ﻓــﻲ أي ﻣﺟﺗﻣــﻊ ‪،‬و ﻟﻛﻧﻬــﺎ ﺗﺧﺗﻠــف ﻓــﻲ ﺣــدﺗﻬﺎ ﻣــن ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻵﺧــر ‪ ،‬وﺳــوف ﻧﻘــوم ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑرﺻد ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ وﻧﺳﺑﻬﺎ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر ﻣﺗﺑﻌﯾن ﻓـﻰ طرﯾﻘـﺔ‬
‫ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗدرج ﻣن اﻷﻛﺑر ﻣﺳﺎﺣﺔ وﺣﺟﻣﺎ إﻟﻰ اﻷﺻـﻐر ﻓﺎﻷﺻـﻐر راﺟـﯾن‬
‫ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻬوﻟﺔ واﻟﯾﺳر وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن إﺟﻣﺎل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط ﻓذﻟك ﻷن اﻟﺣدﯾث ﺳوف ﯾـﺄﺗﻲ‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر أو أن ﯾﻛون ﻗد ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل‪.‬‬
‫إﻧﻧــﺎ إذا ﻧظرﻧــﺎ إﻟــﻰ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻧظ ـرة ﺳ ـرﯾﻌﺔ ﺣــول اﻟﻌــﺎﻟم ‪ ،‬وﺟــدﻧﺎ أﻧﻬــﺎ ﺗﺷــﻛل ﺧط ـرا‬
‫داﻫﻣﺎ ﻟﯾس ﺷﺑﺎب اﻟﯾوم ﻓﺣﺳب وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺟﯾﺎل ﻗﺎدة ﻟم ﺗرﻋﯾﻧﻬـﺎ اﻟﺣﯾـﺎة ﺑﻌـد‪ .‬ﻓﻬـذﻩ اﻷﻋـداد‬
‫اﻟﻣﺗراﻛﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ﻫــﻲ ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻟﻛﻧﻬــﺎ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻷﺻــﻐر ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﻛﺑــرى ﻫــﻲ‬
‫اﻷﺟﯾ ــﺎل اﻟﻘ ــﺎدة اﻟﺗ ــﻲ ﺗُﻘـ ـدﱠر ﺑﺣـ ـواﻟﻲ ‪ ٥‬ﻣﻼﯾ ــﯾن ﺧـ ـرﯾﺞ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠ ــﺔ اﻟﻘﺎدﻣ ــﺔ اﻟ ــذﯾن‬
‫ﺳﯾﻧﺿــﻣون ﺣﺗﻣــﺎ إﻟــﻰ ﻣــن ﻗــﺑﻠﻬم ﻣــن اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ‪ ،‬وﺗﺻــﺑﺢ ﺟﯾوﺷــﺎ ﺟ ـرارة ‪ ،‬ﺗﻘــف وراء ﺣﻠــم‬
‫اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﻛﺗوﻓﺔ اﻷﯾدي ‪.‬‬
‫إن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻗُدرت ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻵوﻧـﺔ اﻷﺧﯾـرة‪،‬‬
‫ﺗﺟﻌﻠــك ﺗﻘــف أﻣــﺎم ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺣــﺎﺋرا ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺑﻛــل ﺗﺄﻛﯾــد أرﻗﺎﻣــﺎ ﻗﯾﺎﺳــﯾﺔ ﺗــذﻫل اﻟﻧــﺎظر ‪،‬‬
‫وﺗﺣزن اﻟﻧﺎﻗد ‪ ،‬وﺗﻌﯾﻲ اﻟدارس ؟ أﻣﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﯾﺿﯾق ﺑﻬﺎ زرﻋﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻔـﻲ ﻋـﺎم ‪ ٢٠٠٢‬م وﺻـﻠت ﻣﻌـدﻻت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ إﻟـﻰ ‪ ١٨٥.٤‬ﻣﻠﯾـون ﻋﺎطـل وﻫـو ﻣــﺎ‬
‫ﺻــدر ﻋــن ﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﻌﻣــل اﻟدوﻟﯾــﺔ أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٣‬م ﻓﻘــد وﺻــﻠت اﻟﺑطﺎﻟ ـﺔ إﻟــﻰ رﻗــم ﻟــم‬
‫ﺗﺻــل إﻟﯾــﻪ ﻣــن ﻗﺑــل ﺣﯾــث ﺑﻠــﻎ ‪ ١٨٥.٩‬ﻣﻠﯾــون ﻋﺎطــل ‪ ،‬وﻣــن ﺛــم ﻟــو ﻧظرﻧــﺎ إﻟــﻰ إﺟﻣــﺎﻟﻲ‬
‫اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺳـﻧﺟد أن ﻫـذا اﻟﻌـدد ﯾﺷـﻛل ‪ % ٦.٢‬ﻣـن إﺟﻣـﺎﻟﻲ اﻷﯾـدي اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ أﻣـﺎ ﻋـن‬
‫ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑــﯾن اﻟرﺟــﺎل ﻟﻌــﺎم ‪ ٢٠٠٣‬م ﻓﺑﻠﻐــت ‪ ١٠٨.١‬ﻣﻠﯾــون رﺟــل‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻧﺳــﺎء ﻓﺑﻠﻐــت‬

‫‪٢١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﯾﻬن ‪ ٧٧.٨‬ﻣﻠﯾــون اﻣـرأة‪ .‬وﻫــو ﺑــذﻟك ﯾﺗراﺟــﻊ ﻋــن اﻟﻌــﺎم اﻟﺳــﺎﺑق ﺑ ـ ‪ % ٠.١‬ﻣﻠﯾــون‬
‫اﻣ ـرأة‪ ،‬واﻷﻋﻣــﺎر ﻣــﺎﺑﯾن ‪١٥‬ـ ـ‪ ٢٤‬ﺳــﻧﺔ ﻫــﻲ اﻷﻛﺛــر ﻋرﺿــﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟــﺔ وﯾﻣﺛﻠــون ‪ ٨٨.٢‬ﻣﻠﯾــون‬
‫)‪(١‬‬
‫ﺷﺎب وﺷﺎﺑﺔ ‪ ،‬ﯾواﺟﻬون ﻣﻌدل ﺑطﺎﻟﺔ ﺣواﻟﻰ ‪%١٤.٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻌﺎﻟم ‪:‬ـ‬
‫ﻓﻲ أورﺑﺎ ‪:‬‬
‫ﻟﻘــد ﻛﺷــف اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟــذي أﻋﻠﻧــﻪ اﻟﺑﻧــك اﻟﻣرﻛ ـزي اﻷوروﺑﻲ‪،‬أﻧــﻪ ﻻ ﯾﺗﺟــﺎوز ﻣﺗوﺳــط‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ ‪ .%٨.٩‬وﻓﻲ أورﺑﺎ ﺗﺷﻬد دوﻻ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﻌـدﻻت اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑﻬـﺎ‬
‫ﻣﺛــل أﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ ‪ ،‬وﻗــد اﻧﺧﻔﺿــت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑــﻪ ﺑﻧﺳــﺑﺔ ‪ ،%٦.٧‬وﻫﻧــﺎك أﯾﺿــﺎ دوﻻ ﺷــﻬدت ارﺗﻔﺎﻋــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﺛل اﻟﯾوﻧﺎن ﺑﻧﺳﺔ ‪ % ١١.١‬ﺑﻣﻌـدل زﯾـﺎدة ﯾﺻـل إﻟـﻰ ‪ %١.٣‬ﺳـﻧوﯾﺎ ‪،‬‬
‫وﻓــﻲ إﯾطﺎﻟﯾــﺎ وﺻــﻠت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ إﻟــﻰ ‪ ،%١٠.٥‬وﻓﻧﻠﻧــدا ﺣ ـواﻟﻲ ‪ ،%٩.٧‬وﻓرﻧﺳــﺎ ﺣ ـواﻟﻲ‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪ ،% ٩.٦‬أﻣﺎ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﺗﺻل ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ‪.%٧.٩‬‬
‫وﻧﻼﺣــظ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻧﺳــب أن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ أورﺑــﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ اﻷوﺿــﺎع واﻟظــروف ﻓﻔــﻲ‬
‫ﺣﯾن ﺗﻘل ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﯾوﻧﺎن ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة إﻻ أﻧﻪ ﯾوﺟد دوﻻ أﺧرى ﺗﻧﺧﻔض ﻓﯾﻬـﺎ ﻧﺳـب‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﺛل أﺳﺑﺎﻧﯾﺎ وﺗزداد ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل ‪.‬‬
‫ﻓﻲ آﺳﯾﺎ ‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺗﺟﺎوزت ‪ %٧‬وﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن ذﻟـك‬
‫ﻓﻘــد زادت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧطﻘــﺔ وﻫــﻲ ﺷــرق آﺳــﯾﺎ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺟﻧــوب اﻟﺷــرﻗﻲ ﻓﻘــد ﺷــﻬد‬
‫ﺗراﺟﻌــﺎ ﺟﯾــدا ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٣‬م ‪،‬وﻓــﻲ اﻟﺟﻧــوب ظ ـل ﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻣﺳــﺗﻘرا ﻛﻣــﺎ ﻫــو ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟرﻏم ﻣن ﻧﻣو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪%٥‬‬
‫وﻧﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻟدﯾﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣد ﻣـن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ص‪ ، ١٧ ، ١٦‬ط)‪(١‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ص‪ ، ٥٤‬ط)‪٢٠٠٤ ، (١‬م ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. ١٨‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ .‬وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑدرﺟـﺔ طﻔﯾﻔـﺔ ﻓـﻲ ﺷـرق آﺳـﯾﺎ؛ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﺗـﺄﺛﯾر ﺣـواﻟﻲ‬
‫)‪(١‬‬
‫‪٦‬ﻣﻼﯾﯾن ﺷﺧص داﺧﻠﯾن ﻟﺳوق اﻟﻌﻣل وذﻟك ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ‪٢٠١٥‬م‬
‫ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ‪:‬‬
‫وﻫﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎرة ﯾوﺟد أﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ‪ ،‬ﻓﻘد ﺷﻬدت‬
‫ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ‬
‫‪ .%١٢.٢‬وأﻣﺎ ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء اﻟﻛﺑرى ‪ ،‬ﻓﻠم ﺗﻧﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ أو ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر‬
‫وﺣرﻣت اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣن اﻟرأس ﻣﺎل اﻟﺑﺷرى ﺑﺳﺑب ﻣرض ﻧﻘص اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ )اﻹﯾدز( ﻣﻣﺎ أدى‬
‫إﻟﻰ ﻫﺟرة اﻟﻌﻘول إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾﺗوﻗﻌون ﻋدم وﻓﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻷﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ )‪.(٢‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد ‪:‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫وﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗم ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓرص‬ ‫ﯾﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﺣوﻟﻲ ‪%٦‬‬
‫اﻟﻌﻣل ﻣن دﺧل أرﺑﻌﺔ أﺷﺧﺎص ﻣن أﺻل ﻋﺷرة ‪ ،‬إﻟﻰ دﺧل ﺳﺑﻌﺔ أﺷﺧﺎص ﻣن أﺻل‬
‫ﻋﺷرة وظﺎﺋف ﺟدﯾدة‪ ،‬وذﻟك ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪.(٤)١٩٩٣‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻣدن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾوﺟد ‪ ١٩‬ﻣﻠﯾون ﻋﺎطل‪ ،‬رﻏم أن اﻟﻧﻣو اﻹﻗﻠﯾﻣﻰ‬
‫ﺑﻠﻎ ﺣواﻟﻲ ‪ ١.٥‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ‪ .‬وأﻣﺎ ﻓﻲ اﺳﺗراﻟﯾﺎ ﻓﺗﺗراوح ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ‪.(٥)%٩-٨‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫ـ ﻛﯾف ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺣدﯾد أو ﺗﺻﻧﯾف دوﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻧﺎﻣﯾﺔ أو ﻣﺗﻘدﻣﺔ ؟‬
‫ـ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛﺗب ﺗﺣدﺛت ﻋـن اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ وأﻋطﺗﻬـﺎ ﺧﺻـﺎﺋص وﻟﻛـن ﻫـذﻩ اﻟﺧﺻـﺎﺋص ﻻ‬
‫ﺗﻣﺛـل اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟـرﺋﯾس ﻟﺗﺣدﯾــد اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ وﻟﻛــن ﻫﻧـﺎك ﺧﺻﯾﺻـﺔ واﺣــدة ﻣﻧﻬــﺎ ﻫــﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. ١٨‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. ١٨‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ‪ ،‬ص‪ ، ٥٤‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪٤‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ص‪ ، ٢٠‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪٥‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ص‪ ، ١٥‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪٢٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻔﺎﺻل اﻟﻣـؤﺛر واﻟﻣﺻـﻧف ﻟﻠدوﻟـﺔ إذا ﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﻧﺎﻣﯾـﺔ أو ﻣﺗﻘدﻣـﺔ وﻫـذﻩ اﻟﺧﺻﯾﺻـﺔ‬
‫ﻫﻲ‬
‫‪ (١‬اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪.‬‬
‫ـ أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻓﻬﻲ ‪:‬‬
‫‪ (٢‬اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﻟﻠﻔرد ‪،‬‬
‫‪ (٣‬اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر )ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ (‬
‫‪ (٤‬ﻗﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬
‫‪ (٥‬اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ووﺟود ﻋﻣﺎﻟﺔ زاﺋدة ﻓﻲ ﻣواﻗﻊ اﻟﻌﻣل‬
‫‪ (٦‬اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﺷدﯾد ﺑﺎﻟزراﻋﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت ‪.‬‬
‫ـ وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻧﺳــﺗطﯾﻊ ﺗﻌرﯾــف اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ "ﺗﻠــك اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﺑﻬــﺎ ﻣﺳــﺗوﯾﺎن ﻣﻧﺧﻔﺿــﺎن‬
‫)‪(١‬‬
‫‪.‬‬ ‫أوﻻ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟﻔردي"‬
‫ـ وﻫﻧــﺎك ﺷــﺑﻬﺔ ﻻﺑــد أن ﺗـزال وﻫــﻲ أن ﺑﻌــض اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﯾن ﯾﻌﺗﺑــرون أن اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻫــﻲ‬
‫ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ‪،‬وﻟﻛﻧﻧـﺎ إذا ﻧظرﻧـﺎ إﻟـﻰ اﻟﺗﻌرﯾـف اﻟﺳـﺎﺑق ﻟﻠـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻧﺳـﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﻧﻔــرق ﺑــﯾن اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ واﻟــدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻫــﻲ اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﺑﻬــﺎ ﻣﺳــﺗوى‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺷ ــﺔ ﻣ ــﻧﺧﻔض وﻟﻛﻧﻬ ــﺎ ﺗﺳ ــﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾ ــق ﻧﻣ ــو ﻣﺿ ــطر ﻓﯾ ــﻪ ﻣ ــﻊ اﻟوﻗ ــت ‪،‬أﻣ ــﺎ اﻟ ــدول‬
‫اﻟﻣﺗﺧﻠﻔ ــﺔ ﻓﻬ ــﻲ اﻟﺗ ــﻰ ﺑﻬ ــﺎ ﻣﺳ ــﺗوي اﻟﻣﻌﯾﺷ ــﺔ ﻣ ــﻧﺧﻔض وﻻ ﺗﺳ ــﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾ ــق ﻧﻣـ ـوا ﺳ ــﻧوﯾﺎ‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﻣﺿطردا ﺑﻬﺎ‬
‫وﻟﻛـن ﻓـﻲ ﻏﺎﻟــب اﻟدراﺳـﺎت اﻟﻧظرﯾـﺔ ﯾﺳــﺗﺧدم ﺗﻌﺑﯾـر اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن ﻛــل‬
‫دوﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﻘدﻣﺔ أي ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻣﻌﺎ‪.‬‬
‫ـ ﺗﻌرﯾف اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬د‪ .‬أﺣﻣد ﻋﻠﻲ دﻏﯾم ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟزة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) اﻟﻘﺿﺎء ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً ﻋﻠﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ( ‪ ،‬ص‪ ، ٢٤‬ط)‪، (١‬‬
‫‪٢٠٠٦‬م ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻏﻧﯾﻣﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﺋض اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪١٩٨٣ ،‬م ‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ‪.‬‬

‫‪٢٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ـ ـ ﺗﻌرﯾــف اﻟــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ ﻻ ﯾﻣﺛــل ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻓﻣــن اﻟﻣﻣﻛــن ﻣﻌرﻓﺗﻬــﺎ ﺑﺎﻻﺳــﺗﺑﻌﺎد أي أﻧﻬــﺎ ﻛــل‬
‫)‪(١‬‬
‫‪.‬‬ ‫دوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻠﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق‬
‫أي أﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺳﺗوى ﻋﺎل ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل ‪:‬‬
‫ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻣذﻫﻠﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫إﻧﻧــﺎ ﻋﻧــد ﻋﻘــد ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﯾن اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ واﻟــدول واﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ ﻧﻌﻘــدﻫﺎ ﻟﯾﺳــت ﻹﺑ ـراز‬
‫اﻟﻔــرق ﺑــﯾن اﻟﺗﻌرﯾﻔــﺎت أو اﻟﻣﺳــﻣﯾﺎت وﻟﻛــن ﻧﻌﻘــدﻫﺎ ﻹﺑ ـراز اﻟﻣﻔﺎرﻗــﺔ اﻟﻔﻠﻛﯾــﺔ ﺑــﯾن أﺣ ـوال اﻟﻔــرد‬
‫ﻓﻲ أي ﺑﻠد ﻧﺎمِ ‪ ،‬وأﺣوال آﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ـ ـ ﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘ ــدم ﯾﺑﻠ ــﻎ ﺣ ــوﻟﻲ ﺧﻣﺳ ــﺔ ﻣ ــﺛﻼة ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟﺛﺎﻣﻧ ــﺔ أي أن ﻣﻧﺗوﺳ ــط دﺧ ــل‬
‫اﻟﻔــردي ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم اﻟﻧــﺎﻣﻲ ﯾﻣﺛــل ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻣﺗوﺳــط دﺧــل اﻟﻔــرد ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــم اﻟﻣﺗﻘــدم ‪%٥.٠٠‬‬
‫ﻓﻘط)‪.(٢‬‬
‫ﺣﯾ ــث أن ﻋ ــدد اﻟﺳ ــﻛﺎن ﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘ ــدم ﯾﻣﺛﻠ ــون رﺑ ــﻊ ﻋ ــدد اﻟﺳ ــﻛﺎن ﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎﻟم‬
‫اﻟﻧــﺎﻣﻲ وﻓــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾــد ﻋــﺎم ‪ ١٩٩١‬م ﻛــﺎن ﺣﺟــم اﻟــدﺧل اﻟﻘــوﻣﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻟﻠﻌــﺎﻟم‬
‫اﻟﻧﺎﻣﻲ أﻗل ﻗﻠﯾﻼ ﻣـن ‪ %٥٠‬ﻣـن ﺣﺟـم اﻟـدﺧل اﻟﻘـوﻣﻲ ﻓـﻲ اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ وﻫـﻲ‬
‫إﺣدى دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم ‪ .‬أي أن ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد ﻓﻲ أﻣرﯾﻛـﺎ ﺣﯾﻧﺋـذ ﻛـﺎن أﻛﺛـر ﻣـن ‪٣٦‬‬
‫أﻣﺛﺎل ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧـﺎﻣﻲ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻺﻧﺗـﺎج اﻟﺻـﻧﺎﻋﻲ ﻟﻠـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻓﻬـو‬
‫ﯾﻣﺛل ‪ %٧‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ ‪،‬أﻣـﺎ اﻟﺻـﺎدرات ﻓـﻰ اﻟـﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻓﺗﻣﺛـل‬
‫)‪(٣‬‬
‫وﻗد ﺑﻠﻎ ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻋﺎم ‪٢٠٠٣‬م ﺣـوﻟﻲ ‪ ٦.٣٠١٥‬ﻣﻠﯾـﺎر‬ ‫‪ %٢٤‬ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬
‫ﻧﺳــﻣﺔ ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻛــﺎن ﯾﻣﺛــل ﺳــﻛﺎن اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻣــن ﻫــذا اﻟﻌــدد وﺣ ـواﻟﻲ ‪ ٥.٠٩٨٢‬ﻣﻠﯾــﺎر‬
‫ﻧﺳــﻣﺔ وﻟــﯾس ﻫــذا ﻓﺣﺳــب ﺑــل إن اﻟﻔــﺎرق ﯾﺑــﯾن ﻛــﻼ اﻟﻧــوﻋﯾن ﻓــﻲ ﺗزاﯾــد ﻣﺳــﺗﻣر ﺑﺳــﺑب ﻛﺛ ـرة‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬د‪ .‬أﺣﻣد ﻋﻠﻲ دﻏﯾم ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟزة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ص‪ ، ٢٤‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ .‬أﺣﻣد ﻋﻠﻲ دﻏﯾم ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟزة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ص‪ ، ١٦‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪-‬د‪ .‬أﺣﻣد ﻋﻠﻲ دﻏﯾم ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟزة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ص‪ ، ١٧‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪٢٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻹﻧﺟﺎب اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ وﻗﻠﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﺟﻣود ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ)‪.(١‬‬


‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻧﻣــﺎ ﺳــﻛﺎن اﻟﻌــﺎﻟم ﻛﻠــﻪ ﺧــﻼل اﻟﻔﺗ ـرة ]‪١٩٨٥‬ـ ـ ‪[١٩٩٠‬ﺑﻣﻌــدل ﺳــﻧوي ﻣﺗوﺳــط‬
‫ﺑﺣواﻟﻲ ‪ % ١.٧٩‬ﻓﺎن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم ﻗـد ﻧﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﺗوﺳـط اﻟﺳـﻧوي‪ ،‬ﺣـواﻟﻲ ‪%٠.٥٤‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﺗوﺳط ﺣواﻟﻲ ‪ %٢.١١‬ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪ :‬ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻟﻠﻔﺗرة ﻣن )‪(٢٠٢٥_١٩٥٠‬‬
‫‪-٢٠٢٠‬‬ ‫‪-٢٠٠٠‬‬ ‫‪-١٩٩٥‬‬ ‫‪-١٩٨٥‬‬ ‫‪-١٩٦٥‬‬ ‫‪-١٩٥٠‬‬ ‫ﻣﺗوﺳط اﻟﻣﻌد‬
‫‪٢٠٢٥‬‬ ‫‪٢٠٠٥‬‬ ‫‪٢٠٠٠‬‬ ‫‪١٩٩٠‬‬ ‫‪١٩٧٠‬‬ ‫‪١٩٥٥‬‬
‫ﻟﻠﻧﻣو اﻟﺳﻧوي‬
‫‪٠.٩٩‬‬ ‫‪١.٤٧‬‬ ‫‪١.٦٤‬‬ ‫‪١.٧٤‬‬ ‫‪٢.٠٦‬‬ ‫‪١.٧٩‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ‬
‫‪٠.١٨‬‬ ‫‪٠.٣٨‬‬ ‫‪٠.٤٥‬‬ ‫‪٠.٥٤‬‬ ‫‪٠.٩٠‬‬ ‫‪١.٢٨‬‬ ‫اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫‪١.١٥‬‬ ‫‪١.٨٤‬‬ ‫‪١.٩٤‬‬ ‫‪٢.١١‬‬ ‫‪٢.٤٥‬‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺻ ـ ـ ــدر _اﻟﺑطﺎﻟ ـ ـ ــﺔ وأﺳ ـ ـ ــﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬ ـ ـ ــﺎ ‪.‬اﻟﻣﺧﺗ ـ ـ ــﺎر أﻋﻣـ ـ ـ ـرة ‪،‬ص‪٤٥‬ﻫـ ـ ـ ـواﻣش‪.‬‬
‫وﻛﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﻣﻌــدﻻت ﻫــذا اﻟﺟــدول وﻣــﺎ ﺗﺧــﺗص ﺑــﻪ اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻣــن ﺿــﺧﺎﻣﺔ ﻣﺗوﺳــط ﻣﻌــدل‬
‫اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟـدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﯾـز ﺑﻘﻠـﺔ اﻟﻧﻣـو اﻟﺳـﻧوي‪ ،‬ﻓـﺈن ﻣﺗوﺳـط اﻟﻌﻣـر‬
‫اﻟﻣﺗوﻗ ــﻊ ﯾﺻ ــل ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟ ــﻰ ﺳ ــن ﯾﺗـ ـراوح ﺑ ــﯾن ‪ ٧١‬إﻟ ــﻰ ‪ ٧٤.٦‬ﺳ ــﻧﺔ ‪،‬ﺑﯾﻧﻣ ــﺎ‬
‫ﯾﻧﺧﻔض ﻫذا اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻧـﺎﻣﻲ إﻟـﻰ ﻣـﺎﺑﯾن ‪ ٥٤.٥‬ﺳـﻧﺔ و‪ ٦٢.٤‬ﺳـﻧﺔ‪ ،‬وﻫـذا اﻷﻣـر‬
‫ﻫو اﻟذي دﻓﻊ اﻟﺧﺑراء ﻟﻠﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدات اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻟو ﺗرﻛت دون ﺿـواﺑط ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺣﺗﻣـﺎ ـ‬
‫ﺳﺗﻧﻬﻲ ﻛل أﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻧـﺎﻣﻲ ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺧﺻـوص‪ .‬وﺗﺑـدو ﻛـل‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻋﻰ اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻠﺣﺎق ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم‬
‫ـ أﻫم اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﺗرﻛز اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﻐر اﻟﺳن ‪:‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٤٩.٤٥‬اﻟطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ :‬ا ﻟﻣﺧﺗـﺎر أﻋﻣـرة ) ﺑﺗﺻـرف ( رﺳـﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ‪٢٠٠٢‬م ﻛﻠﯾـﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪.‬‬

‫‪٢٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﺗﺗرﻛــز اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻔﺋــﺔ اﻟﻌﻣرﯾــﺔ )‪١٥‬ـ ـ ‪ (٢٤‬وﻗــد ﺣــدث اﺳــﺗﻘرار ﻧﺳــﺑﻲ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻧﺻــف اﻷول ﻣــن اﻟﻘــرن اﻟﻣﺎﺿــﻲ ﻛﻣــﺎ ﺗﺷــﯾر اﻟﺗطــورات اﻟدﯾﻣوﺟراﻓﯾــﺔ وﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻧﺧﻔ ــﺎض‬
‫ﻧﺳــﺑﺔ اﻟوﻓﯾــﺎت ﻣﻧــذ اﻟﺳــﺗﯾﻧﺎت ﺣــدث ارﺗﻔــﺎع ﻓــﻲ اﻟزﯾــﺎدة اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ ﻟﻠﺳــﻛﺎن ‪ .‬وﺑــذﻟك ارﺗﻔﻌــت‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺻﻐر اﻟﺳن ‪.‬‬
‫ﺛ ــم ﺑﻌ ــد ذﻟ ــك ﯾ ــﺄﺗﻲ دور اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم ﻟﻠ ــذي ﯾﺗﺳ ــﺑب ﻓ ــﻲ ﺗرﻛ ــز اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﺋ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣرﯾــﺔ ﺑﺳــﺑب اﻟﺗوﺳــﻊ ﻏﯾــر اﻟﻣﺧطــط ﻟــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﻠــﯾم ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﻋــدم وﺟــود ﻓــرص‬
‫ﻋﻣل ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧرﯾﺟﯾن)‪.(١‬‬
‫ﻓﻧ ــﺗﺞ ﻋ ــن ﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع ﻣ ــن اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﻟﻌ ــدم وﺟ ــود ﻧظ ــﺎم ﯾﺣﻘ ــق‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷﻓراد ﺣﺳب ﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾوﺟـد ﻋـدد ﻛﺑﯾـر ﻣـن اﻟﻣﻬﻧدﺳـﯾن واﻷطﺑـﺎء‬
‫ﻓﻲ اﻟﻬﻧد وﺑﺎﻛﺳـﺗﺎن وﺳـﯾﻼن ﻻ ﯾﺟـدون ﻋﻣـﻼ وا ٕ ذا وﺟـدوا ﻓﯾﻬـﺎ ‪،‬ﯾﻛـون ﻣﻧﺎﺳـﺑﺎ ﻣـﻊ ﻣـؤﻫﻼﺗﻬم‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن ﻫــذﻩ اﻟــدول ﺗﺧﺻ ــص ﺟــزءا ﻣــن ﻣواردﻫــﺎ ﻻﺳــﺗﯾراد ﺑﻌــض اﻟﻣﻬ ــﺎرات‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻓﻌﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ‪ ،‬ﺑﺎﻛﺳــﺗﺎن ﺗﻧﻔــق ‪ %١‬ﻣــن ﻣﺟﻣــوع اﻟــدﺧل اﻟﻘــوﻣﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻷﺟﺎﻧب أي ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻣن ‪ ١٠٠‬ﻣﻠﯾون دوﻻر وذﻟك ﯾﻛون ﺳـﻧوﯾﺎ)‪(٢‬وﻣﺛـل‬
‫ﻫذﻩ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻣﺣزﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺎث‪:‬‬
‫وذﻟـك ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ اﻟﺗـﻰ ﺗﻣﻧﻌﻬـﺎ ﻋﺎداﺗﻬـﺎ وﺗﻘﺎﻟﯾـدﻫﺎ ﻣـن ﻋﻣـل اﻟﻔﺗــﺎة‬
‫ﻗﺑل أو ﺑﻌد زواﺟﻬﺎ ‪،‬وأﯾﺿﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟـﻰ اﻧﺗﺷـﺎر ﺗﻌـﺎﻟﯾم اﻟـدﯾن اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻓـﻲ اﻟـﺑﻼد اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‬
‫ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟذي ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻧﺳﺎء ﻣن اﻟﻌﻣل إﻻ ﻟﻠﺿـرورة اﻟﻘﺻـوى ﻋﻧـدﻣﺎ ﻻ ﯾوﺟـد ﻋﺎﺋـل‬
‫ﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺗﺗرﻛـز اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻋﻧــد اﻹﻧـﺎث ﻓــﻲ ﻧﻔـس اﻟﻔﺋـﺔ اﻟﻌﻣرﯾــﺔ ﻟﻠـذﻛور وﻫــﻲ وﻣـن )‪ ١٥‬ـ‪(٢٤‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪ ، ٥٦.٥٥‬اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻬﯾم ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺷن ‪ ،‬ﺗﺎﻣﯾن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراﻩ ( )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ (‪٢٠٠٢‬م ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٩٥‬ﻓﺎﺋض اﻟﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻏﻧﯾﻣﻲ)ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق (‬

‫‪٢٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺳــﻧﺔ وﻋﻠــﻲ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ﺗؤﻛــد اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت ﻓــﻲ ﻣﺻــر أن ﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻔﺋــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻣوزﻋــﺔ ﻛـﺎﻷﺗﻲ ) ‪ % ٤٤‬ﻓــﻲ اﺣﺿـر ‪ % ١٧.٢‬ﻓــﻲ ﻗطـﺎع اﻟرﯾــف واﻟدراﺳـﺎت ﻛﻠﻬــﺎ‬
‫ﺗؤﻛــد ﺑﻣــﺎ ﻻ ﯾــدع ﻣﺟــﺎﻻ ﻟﻠﺷــك أن ﺳــﺑب ﺗــدﻓق اﻷﻋــداد اﻟﻬﺎﺋﻠــﺔ ‪ :‬ﻟﺳــوق اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ اﻟــدول‬
‫)‪(١‬‬
‫وﻟﻛـن ﻫـل ﻣـن اﻟﻣﻣﻛـن‬ ‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﯾر ﺟﻊ ﻟﺳـﺑب دﯾﻣـوﺟراﻓﻲ ﺑﺣـت وﻫـو اﻟزﯾـﺎدة اﻟﺳـﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟظن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘول ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن دراﺳﺎت وﺑﯾﺎﻧـﺎت ؟إذا ﻓﻠﻣـﺎ ﻟـم ﯾـؤﺛر ذﻟـك ﻓـﻲ‬
‫دوﻟــﺔ ﻣﺛــل اﻟﺻــﯾن اﻟﺗــﻰ ﯾﺻــل ﺗﻌــداد ﺳــﻛﺎﻧﻬﺎ أﺿــﻌﺎف ﺗﻌــداد ﺳــﻛﺎن دوﻟــﺔ ﻣﺛــل ﺟﻣﻬورﯾــﺔ‬
‫ﻣﺻــر اﻟﻌرﺑﯾــﺔ وﻻ داﻋــﻲ ﻷن ﻧﺿــﺣك ﻋﻠــﻰ أﻧﻔﺳــﻧﺎ ﻣﻌﻠﻘــﯾن ﻫــذﻩ اﻟﻣﻔﺎرﻗــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــﺎد ﺗﻛــون‬
‫ﻛوﻣﯾدﯾــﺔ ﻓــﻲ ظــل اﻗﺗﺻــﺎد ﻣﺑﻬــر ﻓــﻲ ظــل ﻛﺛﺎﻓــﺔ ﺳــﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓــوق اﻟﻌــﺎدة ﻋﻠــﻰ ﺷــﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣ ـوارد‬
‫واﻟﺛروات اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻧﺣن ﻧﻌﻠم ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﻘدار اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻬﺎ اﻟﺑﻠدﯾن‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻔروق ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﺿر واﻟرﯾف ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫إن اﻟﺳــﺑب اﻟ ـرﺋﯾس اﻟــذي ﺗﺑﯾﻧــﻪ اﻟدراﺳــﺎت ﻟزﯾــﺎدة اﻟﻣﻌــدﻻت ﻓــﻲ اﻟﺣﺿــر ﻋﻧــﻪ ﻓــﻲ‬
‫اﻟرﯾق ﺑﻧزوح اﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻟرﯾف إﻟﻰ اﻟﺣﺿر ﺳـﻌﯾﺎ وراء ﻓـرص اﻟﻌﻣـل ‪،‬وأﯾﺿـﺎ ﻓﺷـﻠت ﺟﻣﯾـﻊ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﺧﺻـوﺑﺔ وﻣـن آﺛـﺎر اﻟﻌواﻣـل اﻟدﯾﻣوﺟراﻓﯾـﺔ‬
‫زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺧﺻوﺑﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟرﯾف أو ﻓﻲ اﻟﺣﺿر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ)‪. (٢‬‬
‫)‪ (٤‬اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻛﺛﯾ ـرا ﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻓــﺎﺋض اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﺻــورة ﻋﻣﺎﻟــﺔ ﻧﺎﻗﺻــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻘطـ ــﺎع اﻟﺗﻘﻠﯾـ ــدي اﻟـ ــذي ﯾﺿـ ــم اﻟزراﻋـ ــﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻـ ــﻐﯾرة اﻟﺣرﻓﯾـ ــﺔ ؛ﺑﺳـ ــﺑب‬
‫اﻟﺗرﻛﯾــب اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻟﻠرﯾــف واﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ اﻟزراﻋﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﻣــدﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾــﺔ وا ٕ ن ﻛــﺎن‬
‫ذﻟــك ﻻ ﯾﻣﻧــﻊ ﻣــن وﺟــود ﺑطﺎﻟــﺔ ﺳــﺎﻓرة ﺑــﯾن ﺧرﯾﺟــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺎت واﻟﻣــدارس اﻟــذﯾن دﺧﻠـوا ﺳــوق‬
‫اﻟﻌﻣــل ﻷول ﻣـرة أو ﺗﻛــون ﺑطﺎﻟــﺔ ﻣﻘﻧﻌــﺔ أو ﻋﻣﺎﻟــﺔ ﻧﺎﻗﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻗطــﺎع اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ‪.‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٥٦‬ـ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ .‬اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻬﯾم اﻟﺧﺷن )ﻣرﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑق (‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٥٧.٥٦‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪٢٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﻫﻧــﺎك ﻓــﺎرق ﺑــﯾن اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣــدن وﻧظــﺎﺋرﻫم ﻓــﻲ اﻟرﯾــف ﻓﻔــﻲ اﻟﻣــدن ﻣﺟــردﯾن ﻣــن أي‬
‫وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟرﯾف ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ وﺳﺎﺋل إﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻏﯾـر‬
‫ﻛﺎﻓﯾﺔ وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﺗﺎج وﻟذﻟك ﻓـﺈن ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ اﻟﻧﺎﻗﺻـﺔ ﻣﻣﻛﻧـﺔ اﻻﺳـﺗﻣرار‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻓﻲ اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬


‫ﻟﻘــد ﺗﺣــدﺛﻧﺎ ﻣــن ﻗﺑــل ﻋــن ﺣــدة اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ‪،‬وﻣــن وﺳــﺎﺋل إﺑ ـراز‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣدة ﻫﻲ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ ﻣـن ﺳـﻛﺎن ودﺧـل وﻋﻣﺎﻟـﺔ ‪،‬وﻟﻛـن ﻫـذا ﻻ‬
‫ﯾﻣﻧﻊ ﻣن وﺟود ﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ أﺧف ﺣدة ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ‬
‫وﻟﻬــﺎ أﺳــﺑﺎﺑﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ وﻗﺑــل أن ﻧﺧﻠــص ﻟﻸﺳــﺑﺎب ‪،‬ﻧﺑــرز‬
‫اﻵن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗوظﯾف ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻘ ــد ﺣ ــدث ﺧﻔ ــض واﺿ ــﺢ ﻓ ــﻲ ﻣﻌ ــدﻻت ﻧﻣ ــو اﻟﺗوظﯾ ــف اﻟﺣﻛ ــوﻣﻲ ﻓ ــﻲ ﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن‬
‫اﻟﺑﻠــدان اﻟﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟرأﺳــﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻻﻣرﯾﻛﯾــﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻧــت أﻋــداد اﻟﻣــوظﻔﯾن‬
‫اﻟﺣﻛـوﻣﯾﯾن ﺗﺗزاﯾــد ﺧـﻼل اﻟﺧﻣﺳــﯾﻧﺎت ‪ ،‬واﻟﺳــﺗﯾﻧﺎت واﻟﺳـﺑﻌﯾﻧﺎت ﺑﻣﻌــدل ﻧﻣـو ﺳــﻧوي ﺑﻠــﻎ‪%٤٠‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ‪،‬أﻣﺎ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن )‪ ١٩٩٠‬ـ ‪ (١٩٩٤‬ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﻌدل ﺗﻘﻠـص إﻟـﻰ‪ %٧.١‬ﻓﻘـط‬
‫‪،‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ﻓﻘــد اﻧﺧﻔــض ﻋــدد اﻟﻣــوظﻔﯾن اﻟﻌﻣــوﻣﯾﯾن ﻣــن ‪٥‬ﻣﻼﯾــﯾن و‪ ٣٤٨‬أﻟﻔــﺎ ﻓــﻲ‬
‫‪ ١٩٧٩‬إﻟﻰ ‪ ٥‬ﻣﻼﯾﯾن و‪ ١٢٥‬أﻟﻔﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ (٢)١٩٩١‬وﯾوﺿﺢ اﻟﺟـدول اﻟﺗـﺎﻟﻲ ﺣﺟـم اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‬
‫واﻟﺗوظﯾف ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم)‪١٩٩٤‬ـ ‪(١٩٩٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗوظﯾف ﻓﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ )‪١٩٩٤‬ـ‪(١٩٩٩‬‬
‫‪١٩٩٩‬‬ ‫‪١٩٩٨‬‬ ‫‪١٩٩٧‬‬ ‫‪١٩٩٦‬‬ ‫‪١٩٩٥‬‬ ‫‪١٩٩٤‬‬ ‫ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬
‫‪٦.٤‬‬ ‫‪٦.٧‬‬ ‫‪٦.٨‬‬ ‫‪٧.١‬‬ ‫‪٧.٠‬‬ ‫‪٧.٤‬‬ ‫اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٨٧‬ﻓﺎﺋض ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻏﻧﯾﻣﻲ) ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ( ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ .‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة‬

‫‪٢٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪٦.١‬‬ ‫‪٦.٢‬‬ ‫‪٦.٥‬‬ ‫‪٦.٧‬‬ ‫‪٦.٧‬‬ ‫‪٧.٠‬‬ ‫اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬


‫‪٤.٢‬‬ ‫‪٤.٥‬‬ ‫‪٤.٩‬‬ ‫‪٥.٤‬‬ ‫‪٥.٦‬‬ ‫‪٦.١‬‬ ‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫‪٤.١‬‬ ‫‪٤.١‬‬ ‫‪٣.٤‬‬ ‫‪٣.٣‬‬ ‫‪٣.١‬‬ ‫‪٢.٩‬‬ ‫اﻟﯾﺎﺑﺎن‬
‫‪٩.٠‬‬ ‫‪٩.٤‬‬ ‫‪٩.٨‬‬ ‫‪٨.٨‬‬ ‫‪٨.١‬‬ ‫‪٨.٣‬‬ ‫أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‬
‫‪١١.٠‬‬ ‫‪١١.٧‬‬ ‫‪١٢.٥‬‬ ‫‪١٢.٤‬‬ ‫‪١١.٧‬‬ ‫‪١٢.٣‬‬ ‫ﻓرﻧﺳﺎ‬
‫‪١١.٤‬‬ ‫‪١١.٨‬‬ ‫‪١١.٧‬‬ ‫‪١١.٦‬‬ ‫‪١١.٦‬‬ ‫‪١١.١‬‬ ‫إﯾطﺎﻟﯾﺎ‬
‫‪٤.٤‬‬ ‫‪٤.٧‬‬ ‫‪٥.٧‬‬ ‫‪٧.٤‬‬ ‫‪٨.١‬‬ ‫‪٩.٤‬‬ ‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫‪٧.٦‬‬ ‫‪٨.٣‬‬ ‫‪٩.٢‬‬ ‫‪٩.٧‬‬ ‫‪٩.٥‬‬ ‫‪١٠.٤‬‬ ‫ﻛﻧدا‬
‫‪٧.٤‬‬ ‫‪٨.١‬‬ ‫‪٧.٨‬‬ ‫‪٨.١‬‬ ‫‪٨.٢‬‬ ‫‪٨.٧‬‬ ‫دول ﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫‪٨.٩‬‬ ‫‪٩.٧‬‬ ‫‪١٠.٤‬‬ ‫‪١٠.٧‬‬ ‫‪١٠.٦‬‬ ‫‪١١.١‬‬ ‫اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ‬
‫ﻧﻣو اﻟﺗوظف‬
‫‪١.١‬‬ ‫‪١.١‬‬ ‫‪١.٥‬‬ ‫‪٠.٩‬‬ ‫‪٠.٩‬‬ ‫‪١.٢‬‬ ‫اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫‪٠.٩‬‬ ‫‪٠.٩‬‬ ‫‪١.٤‬‬ ‫‪٠.٨‬‬ ‫‪٠.٧‬‬ ‫‪١.٠‬‬ ‫اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬
‫‪١.٥‬‬ ‫‪١.٥‬‬ ‫‪٢.٢‬‬ ‫‪١.٤‬‬ ‫‪٠.٥‬‬ ‫‪٢.٣‬‬ ‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫‪٠.٨-‬‬ ‫‪٠.٦-‬‬ ‫‪١.١‬‬ ‫‪٠.٥‬‬ ‫‪٠.١‬‬ ‫‪٠.١‬‬ ‫اﻟﯾﺎﺑﺎن‬
‫‪٠.٣‬‬ ‫‪٠.٤‬‬ ‫‪٠.٨-‬‬ ‫‪٠.٨-‬‬ ‫‪٠.٢-‬‬ ‫‪٠.٤-‬‬ ‫أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‬
‫‪٢.١‬‬ ‫‪١.٨‬‬ ‫‪١.٠‬‬ ‫‪٠.٨-‬‬ ‫‪٠.٧‬‬ ‫‪٠.٩‬‬ ‫ﻓرﻧﺳﺎ‬
‫‪١.٣‬‬ ‫‪١.١‬‬ ‫‪٠.٤‬‬ ‫‪٠.٥‬‬ ‫‪٠.٦-‬‬ ‫‪٠.٦‬‬ ‫اﯾطﺎﻟﯾﺎ‬
‫‪٠.٣‬‬ ‫‪١.٤‬‬ ‫‪١.٨‬‬ ‫‪١.١‬‬ ‫‪٠.٨‬‬ ‫‪٠.٨‬‬ ‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫‪٢.٨‬‬ ‫‪١.٥‬‬ ‫‪١.٩‬‬ ‫‪١.٢‬‬ ‫‪١.٦‬‬ ‫‪٢.١‬‬ ‫ﻛﻧدا‬
‫‪١.٨‬‬ ‫‪١.٧‬‬ ‫‪١.٨‬‬ ‫‪١.٥‬‬ ‫‪١.٥‬‬ ‫‪١.٩‬‬ ‫دوﻻر ﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫‪١.٥‬‬ ‫‪١.٦‬‬ ‫‪٠.٩‬‬ ‫‪٠.٥‬‬ ‫‪٠.٦‬‬ ‫‪٠.١‬‬ ‫اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺻدر ـ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ .‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة ص‪٣٢‬‬

‫‪٣٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪٠‬وﻣـن اﻟﺟــدول اﻟﺳــﺎﺑق ﯾﺗﺿــﺢ ﻟﻧــﺎ أن اﻷزﻣـﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﺗﺟﻬــت ﻧﺣــو اﻟﺗﻔــﺎﻗم ‪،‬ﺣﯾــث زادت‬
‫ﻣﻌــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ واﻟرﻛــود اﻻﻗﺗﺻــﺎدى ﺑﺷــﻛل ﺳــﻰء ﺑﻠﻐــت ﻣﻌــﻪ أرﻗــﺎم اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻠــدان‬
‫ﻣﻧظﻣ ــﺔ اﻟﺗﻌ ــﺎون اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ }‪ {o.c.d.e‬وﺣ ــدﻫﺎ ﺣـ ـواﻟﻲ ‪٣٥‬ﻣﻠﯾ ــون ﻋﺎط ــل ﻋ ــﺎم‬
‫‪ ١٩٩٢‬ﺑ ــل واﺳ ــﺗﻣرت ﻧﺳ ــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻣرﺗﻔﻌ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ ﻧﻬﺎﯾ ــﺔ اﻟﻘ ــرن اﻟﻣﺎﺿ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﻌظ ــم دول‬
‫اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ وﺑﺎﻗﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ)‪.(١‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪.‬‬


‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﺣدى اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗـﻲ ﯾواﺟﻬﻬـﺎ اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻌرﺑـﻲ ﻓـﻲ زﻣﺎﻧـﺎ ﻫـذا وﺗﻣﺛـل‬
‫إﺣدى اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﻌواﺋـق اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـوق ﻣﺳـﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ وﻻﺷـك أن اﻟوﺿـﻊ اﻟﺣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻫو اﻷﺳوأ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوي اﻟﻌﺎﻟم دون ﻣﻧﺎزع ﻛﻣﺎ أوﺿﺣت وﺻرﺣت ﺑﻪ ﻣﻧظﻣـﺔ‬
‫اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻘد اﻗﺗرب ﻣن ﺗﺟﺎوز ﻛل اﻟﺧطوط اﻟﺣﻣراء ‪.‬‬
‫واﻟﻧﻘطﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﺟـب اﻟﺗرﻛﯾـز ﻋﻠﯾﻬـﺎ أوﻻً ﻫـﻲ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺷـﺑﺎب ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم‬
‫اﻟﻌرﺑــﻲ ﺣﯾــث ﺗؤﻛــد اﻟدراﺳــﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ أن ﻏﺎﻟﺑﯾــﺔ اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ﻓــﻲ اﻟــوطن اﻟﻌرﺑــﻲ ‪ ،‬ﻫــم ﻣــن‬
‫اﻟــداﺧﻠﯾن اﻟﺟــدد ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل)‪ (٢‬وﻫــم اﻟﺧرﯾﺟــون وﺣﻣﻠــﺔ اﻟﻣــؤﻫﻼت اﻟدراﺳــﯾﺔ وﯾﻣﺛــل ﻫــؤﻻء‪٤/٣‬‬
‫ﻣـ ــن اﻟﻌـ ــﺎطﻠﯾن ﻓـ ــﻲ دوﻟـ ــﺔ اﻟﺑﺣ ـ ـرﯾن و‪ %٨٤‬ﻓـ ــﻲ اﻟﻛوﯾـ ــت وأﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن اﻟﺛﻠﺛـ ــﯾن ﻓـ ــﻲ ﻣﺻـ ــر‬
‫)‪(٣‬‬
‫واﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ‬
‫ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب‬ ‫اﻟﺑﻠد‬
‫ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﺎطﻠﯾن‬
‫ﻣﺟﻣوع‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫ذﻛور‬ ‫ﻣﺟﻣوع‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫ذﻛور‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٥٢‬اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻻﻋﻣرة ـ اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٣٣‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ أـ اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣدة )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬ص‪٦٨‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق( ‪.‬‬

‫‪٣١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪٧٥.٤‬‬ ‫‪٧١.١‬‬ ‫‪٧٧.٦‬‬ ‫‪١٢.٦‬‬ ‫‪١٣.٥‬‬ ‫‪١١.٩‬‬ ‫اﻟﺑﺣرﯾن‪١٩٩٥‬‬


‫‪٦٤.٧‬‬ ‫‪٠٨.٩‬‬ ‫‪٦٧.٦‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اﻟﺑﺣرﯾن‪١٩٩٧‬‬
‫‪٦٥.٧‬‬ ‫‪٧٥.٤‬‬ ‫‪٦٤.٨‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اﻟﺟزاﺋر‪١٩٩٧‬‬
‫‪٦٤.٤‬‬ ‫‪٧٠.٥‬‬ ‫‪٦٦.٤‬‬ ‫‪٣٤.٤‬‬ ‫‪٥٩.٠‬‬ ‫‪٢٤.٥‬‬ ‫ﻣﺻر‪١٩٩٥‬‬
‫اﻟﻣﺻدر اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣرة ص‪ ٣٤‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‬
‫وﻓــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ ﻣﺷــﺎﻛل ﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب ﻫــﻲ ظــﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ اﻟــوطن‬
‫اﻟﻌرﺑـ ــﻲ أو اﻟـ ــﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾـ ــﺔ أو اﻟـ ــﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ــﺔ إﻻ ﺑﻌـ ــض اﻻﺳـ ــﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻘﻠﯾﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺑﻼد‬
‫)‪(١‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫أﻣﺎ ﻋن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﻋــﺎم ‪ ١٩٩٣‬ﺑﻠــﻎ ﺣ ـواﻟﻲ ‪٦٥‬ﻣﻠﯾــون ﻧﺳــﻣﺔ ‪،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٩٤‬م ﻗــدر ﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾـ ــﺔ ﺑﺣ ـ ـواﻟﻲ ‪%١٠‬ﻣـ ــن ﻗـ ــوة اﻟﻌﻣـ ــل ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪١٩٩٩‬م ارﺗﻔﻌـ ــت‬
‫ﻣﻌ ــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ إﻟ ــﻰ ‪٨٩‬ﻣﻠﯾ ــون ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪٢٠٠٣‬م ﻛﺎﻧ ــت ﻣﺗوﺳ ــط ﻧﺳ ــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟـ ــوطن اﻟﻌرﺑ ـ ــﻲ ‪%١٢.٢‬وﺗﺗزاﯾـ ــد ﺳ ـ ــﻧوﯾﺎ ﺑﻣﻌـ ــدل ‪، %٣‬وﻓ ـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪٢٠٠٤‬م ﻗ ـ ــدرت ﻧﺳ ـ ــﺑﺔ‬
‫اﻟﻌـﺎطﻠﯾن إﻟــﻰ ‪٢٥‬ﻣﻠﯾــون)‪ (٢‬وﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ذات اﻟﻛﺛﺎﻓــﺔ اﻟﺳــﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾــﺔ زادت ﻣﺷــﻛﻠﺔ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺣــدة ﺣﯾــث ﺑﻠﻐــت ﻓــﻲ اﻟــﯾﻣن ﻋــﺎم ‪٢٠٠١‬م إﻟــﻰ ‪%٢٠‬و‪%٢١‬ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر و‪%١٧‬‬
‫ﻓـﻲ اﻟﺳـودان و‪%٩‬ﻓـﻲ ﻣﺻـر ‪ ،‬و‪ % ٨‬ﻓـﻲ ﺳــورﯾﺎ ‪،‬وﻓـﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑـل ﺗـﻧﺧﻔض ﻓـﻲ دول اﻟﺧﻠــﯾﺞ‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ ذات اﻟﻛﺛﺎﻓـﺔ ﻟﻠﺳـﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ ‪ ،‬ﻓﻔـﻰ ﻋـﺎم ‪٢٠٠١‬م وﺟـد ﻓـﻲ ﺳـﻠطﻧﺔ ﻋﻣـﺎن ﻧﺣـو‬
‫‪ ٣٣٠‬أﻟف ﻋﺎطل وﻓﻲ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻧﺣو ‪ ٧٠٠‬أﻟف وﻓﻲ اﻟﻛوﯾـت وﺻـل اﻟﻌـدد إﻟـﻰ اﻟﻌـدد إﻟـﻰ‬
‫)‪(٣‬‬
‫وﺗ ـرﺗﺑط ﻣﺷــﻛﻠﺗﻲ اﻻﻧﻔﺟــﺎر اﻟﺳــﻛﺎﻧﻲ واﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓﺄﯾﻧﻣــﺎ ﯾﺣــث اﻧﻔﺟــﺎر ﻣﻛــﺎﻧﻲ‬ ‫‪ ٣‬آﻻف ﻓﻘــط‬
‫ﺗراﻓﻘﻪ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺑطﺎﻟﺔ ﻣـن ‪%٥.٤‬إﻟـﻰ ‪%١٤.٤‬ﻓـﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛـﺔ اﻷردﻧﯾـﺔ أو ﻓـﻲ ﺗﻧـﻧس ارﺗﻔﻌـت‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪٣٤‬اﻟطﺎﻟﺔ واﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ أ ـ اﻟﻣﺧﺗﺎر ا ﻋﻣرة )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ( ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٦٧.٦٦‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ( ‪.‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬ص ‪ ، ٦٩‬ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر ‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻣـن ‪ %١٣‬إﻟــﻰ ‪ %١٦‬وذﻟــك ﺧــﻼل )‪ ١٩٨٤‬ـ‪ ،(١٩٩٦‬وﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر ﺑﻠﻐــت ﻧﺣــو ‪%١٩‬ﻋــﺎم‬
‫‪١٩٩١‬م وﺑﻠﻐـ ــت أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ‪%٢٦.٤‬ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪١٩٩٩‬م وﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪١٩٩٦‬م وﺻـ ــل ﻗـ ــدر‬
‫اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ‪٤٥٦.٣٤٦‬و‪ ١‬واﺷﺧص وﻗد اﻧﻘﺳـﻣت إﻟـﻰ ‪%١٧.٨‬ﻓـﻲ اﻟوﺳـط‬
‫اﻟﺣﺿــري ‪ ،‬و‪%٥.٦‬ﻓــﻲ اﻟوﺳــط اﻟﻘــروي ‪ ،‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٧١‬م ﻛﺎﻧــت ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﻐرب ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﺣواﻟﻲ ‪ %٨.٨‬وﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪١٩٨٢‬م وﺻـل إﻟـﻰ ‪%١٠.٤‬وﯾﻌـدﻫﺎ‬
‫ﻗﻔــز إﻟــﻰ ‪ %٢٠.٦‬ﻋــﺎم ‪١٩٩١‬م وﻫــذﻩ اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت ﺗﻌﻛــس ﻣــدي اﻧﺧﻔــﺎض ﺣــدث وﺿــﻌﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺷﻐﯾل ﺑﺎﻟﻣﻐرب)‪ (١‬وﯾﺗﻧﺎﻣﻰ ﯾﺗﻧﻣﺎﻣﻰ ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻓﻠﺳـطﯾن واﻟﻌـراق وﯾرﺟـﻊ‬
‫ذﻟ ــك إﻟ ــﻰ أﺳ ــﺑﺎب إﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺣﯾ ــث وﺻ ــﻠت ﻧﺳ ــﺑﺔ اﻟﺷ ــﺑﺎب اﻟﻌ ــﺎطﻠﯾن ﻋ ــن اﻟﻌﻣ ــل ﺣـ ـواﻟﻲ‬
‫‪ %٦٠‬ﻛﻣ ــﺎ ﻗ ــدر اﻟﺑ ــﺎﺣﺛون وذﻟ ــك ﻻن اﻗﺗﺻ ــﺎد اﻟﺑﻠ ــدﯾن ﯾواﺟﻬ ــﻪ ﺻ ــﻌوﺑﺎت ﻛﺑﯾـ ـرة ﻓ ــﻲ ﺗ ــوﻓﯾر‬
‫ﻗــرص ﻋﻣــل ﺟدﯾــدة وأﯾﺿــﺎ ﻗﯾــﺎم ﻗ ـوات اﻻﺣــﺗﻼل اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﺑﺣــل ﻣــن اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾــﺔ‬
‫وﻟﺟﯾش واﻟﺷرطﺔ اﻟﻌراﻗﯾـﺔ ‪ ،‬وﻏﯾـﺎب اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﻟطﺎﻗـﺔ ﻗـرص اﻟﻌﻣـل)‪(٢‬وﻓـﻲ‬
‫اﺣﺗﯾﺎﺟﻧﺎ ﻟﺗوﺿﯾﺢ أﺑﻌﺎد ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﻧد رﺻـدﻫﺎ ﻓـﻲ اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ وﺧطـورة ‪ ،‬ﻛـﺎن ﻟزاﻣـﺎ‬
‫ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣﻌرﻓـﺔ ﺣﺟـم اﻟزﯾـﺎدة ‪ ،‬ﻫﯾﻛﻠﻬـﺎ ‪ ،‬وﺗوزﯾﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ ﻟﻠﺳـﻛﺎن ﻓﻘـد أﺷـﺎرت‬
‫اﻟﺗﻘــدﯾرات إﻟــﻰ أن ﺣﺟــم اﻟﺳــﻛﺎن ﯾﺗﺿــﺎﻋف ﻟﻠﺳــﻛﺎن ‪.‬ﻓﻘــد أﺷــﺎرت اﻟﺗﻘــدﯾرات ﻋﻠــﻰ أن ﺣﺟــم‬
‫اﻟﺳــﻛﺎن ﺳﯾﺗﺿــﺎﻋف ﻛــل ‪٢٥‬ﺳــﻧﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧطﻘــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ‪ .‬وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل دراﺳــﺔ ﻣﻌــدﻻت‬
‫اﻻرﺗﻔ ــﺎع واﻟزﯾ ــﺎدة ﺧ ــﻼل اﻟﺳ ــﻧوات اﻟﻣﺎﺿ ــﯾﺔ ﻓﻔ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪١٩٨٠‬ﻣﻛ ــﺎن ﺣﺟ ــم اﻟﺳ ــﻛﺎن ﺣـ ـواﻟﻲ‬
‫‪١٦٢.٥٥‬ﻣﻠﯾــون ﻧﺳــﻣﺔ ﺛــم ارﺗﻔــﻊ ﻋــﺎم ‪ ١٩٨٠‬إﻟــﻰ ‪٢١٩.٤٢٥‬ﻣﻠﯾــون ﻧﺳــﻣﺔ ﻟﯾﺻــل ﻓــﻲ أول‬
‫ﻋ ــﺎم ‪١٩٩٩‬م ﺣـ ـواﻟﻲ ‪٢٧٣.٢٨‬ﻣﻠﯾ ــون ﻧﺳ ــﻣﺔ)‪ (٣‬وﻫ ــذﻩ اﻟزﯾ ــﺎدة اﻟﻬﺎﺋﻠ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﻛﺎن ﺳ ــوف‬
‫ﺗﻧﻌﻛس ﻗطﻌﺎ ﻋﻠـﻰ ﺣﺟـم اﻟﻘـوي اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻓـﻲ إﻟﯾﻬـﺎ واﻟﻌرﺑﯾـﺔ ‪،‬وﯾﺗوﻗـﻊ ا ﻟﺧﺑـراء واﻟﺑـﺎﺣﺛون أن‬
‫ﻣﻌ ــدل اﻟﻘ ــوي اﻟﻌﺎﻣﻠ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ﺳ ــﯾﻛون أﻛﺛ ــر ارﺗﻔﺎﻋ ــﺎ ﻣ ــن ﻫ ــو ﻓ ــﻲ اﻟﺑﻠ ــدان اﻷﺧ ــرى ﺑﺳ ــﺑب‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٤٧‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ د‪ .‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق( ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٦٦‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(‪.‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬ص‪٤٠.٣٩‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ أ اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣر ة )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(‬

‫‪٣٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻊ وﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻣـن اﻟﻧﺳـﺎء ﺣﯾـث أن اﻟﻧﺳـﺎء ﺗﺳـﺎﻫم ﺑﻧﺳـﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠـﺔ‬
‫ﺗزﯾد ﻋن ‪%٤‬ﺳﻧوﯾﺎً وﻫﻲ ﻣﺗﻔوﻗﺔ ﺑذﻟك ﻋن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟذﻛور اﻟﺗـﻲ ﯾﺗوﻗـﻊ أن‬
‫ﺗﺻل إﻟﻰ ‪ %٣.٤‬ﺧﻼل ﻫـذا اﻟﻌﻘـل ﺣﯾـث وﺻـﻠت ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﻧﺳـﺎء ﻣـن إﺟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﻘـوي اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾــﺔ إﻟــﻰ ﻧﺣــو ‪ %٢٣.٣‬وﻫــو رﻏــم ارﺗﻔﺎﻋﻬــﺎ اﻟﻣﺳــﺗﻣر إﻻ أﻧﻬــﺎ أﻗــل ﻣــﻊ ﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻧﺳــﺑﺔ‬
‫اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﻣﻼت ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻧﺣو ‪%٤٣‬وﻧﺣو ‪%٣٥‬ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب)‪.(١‬‬
‫ﺗﺗﺷ ــﺎﺑﻪ ﻣﺷ ــﻛﻼت اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ﺗﻛ ــﺎد ﺗﻛ ــون واﺣ ــدة وﻟ ــذﻟك ﺗﺟﻣﻌﻬ ــﺎ‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺧﺻﺎﺋص ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻷﺗﻲ‬
‫)‪ (١‬اﻟﺷﺑﺎب ﻫم أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻷﻛﺑر أو اﻟﻘﺳم اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ﻫــو ﻣــن ﯾﺑﺣﺛــون ﻋــن ﻷول ﻣ ـرة إﻟــﻰ أﻧﻬــم ﻣــن اﻟﺟــود ﻓــﻲ ﺳــوق‬
‫اﻟﻌﻣل‬
‫)‪ (٣‬ﯾوﺟد ﻧﺳﺑﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻹﻧﺎث ﻫﻣن ﻣن ﯾﻌﻣﻠن ﻓﻘط‬
‫)‪ (٤‬أﻏﻠب اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻟﯾﺳوا ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﺷـﻬﺎدات اﻟﻌﻠﯾـﺎ وﻟﻛـن ﻫـذا ﻻ ﯾﻣﻧـﻊ وﺟـود ﻣـن ﻫـو‬
‫ﻓﻲ طﺎﺑور اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﯾﺣﻣﻠون ﺷﻬﺎدات ﻋﻠﯾﺎ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﺻر ‪.‬‬
‫)‪ (٥‬ﺗﻘل ﺣدة اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق أو اﻟدول وﺗزداد ﺣدﺗﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ دول‬
‫أﺧرى‬
‫)‪ (٦‬ﻓــﻲ اﻟــدول ذات اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌــﺔ ﺗﻛــون اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺣ ـرة ﻫــو اﻟوظﯾﻔــﺔ اﻟرﺋﯾﺳــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﺑﻼد ‪.‬‬
‫)‪ (٧‬ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ اﻟﻧﺎﻗﺻــﺔ ﺗﻌﺗﺑــر ﻧظﯾ ـرا ﻓــﻲ ﺧطورﺗﻬــﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ ﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ص‪٧٥‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫ﺣﺟم اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪١٩٩٠‬ـ ‪: ٢٠١٠‬‬
‫‪٢٠١٠‬‬ ‫‪٢٠٠٥‬‬ ‫‪٢٠٠٠‬‬ ‫‪١٩٩٥‬‬ ‫‪١٩٩٠‬‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ص‪ ٤٨‬ﻧﻔﻲ اﻟﻣﺻدر ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ص‪٧٥‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪) .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق (‬

‫‪٣٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪١٢٣.١٣٤ ١٠٥.٣٢٠ ٨٩.٦٢٦ ٧٥.٩٨٥‬‬ ‫‪٦٤.٥١٨‬‬ ‫ﺣﺟم اﻟﻘوي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﯾون‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺧﺎﻣس ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ‪:‬‬


‫اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻟﻬـﺎ ﻓـروع وﺟـذور ﺗﺷـﻣل ﺟﻣﯾـﻊ وﺟـوﻩ اﻻﻗﺗﺻـﺎد وﻗـد ﺗﺟﻌﻠﻬـﺎ ﺗﺗـراﻛم‬
‫وﯾزداد أﻣرﻫﺎ ﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺗراﻛﻣﻬﺎ إن ﻟم ﻧﺳﺎرع ﻓﻲ اﻟﺑﺣـث ﻋـن ﺣﻠـول ﻟﻬـﺎ وﻓـﻲ ﻣـﺎ ﯾﻠـﻲ ﻋـرض‬
‫ﻷﻫم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﺑﺎﯾن اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪:‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﺛﯾر ﻟﻠدﻫﺷﺔ وﻟﻠﻐﺿب أﯾﺿﺎ ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف اﻟظﺎﻫر ﻓﻲ إﺣﺻـﺎﺋﯾﺎت اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‬
‫ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ .‬ﻓﺈذا ﻧظرﻧـﺎ إﻟـﻰ اﻻﺧﺗﻼﻓـﺎت ﺑـﯾن إﺣﺻـﺎﺋﯾﺎت اﻟﺟﻬـﺎز اﻟﻣرﻛـزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋـﺔ ‪،‬‬
‫وزارة اﻟﺗﺧطـ ـ ــﯾط ‪ ،‬اﻟﺑﻧـ ـ ــك اﻟـ ـ ــدوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﺑﻧـ ـ ــك اﻟﻣرﻛـ ـ ــزي اﻟﻣﺻـ ـ ــري ﻧﺟـ ـ ــد أن اﺧـ ـ ــﺗﻼف ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت ﻫــﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌــل ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ وﺳــﺑب رﺋــﯾس ﻟﻌــدم اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻹﺣﺎطــﺔ ﺑﺟواﻧــب‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ داﺋﻣﺔ اﻟﺗﻔﺎﻗم‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﺗﻘدﯾر ﻗوة اﻟﻌﻣل ‪:‬‬
‫وﻓــﻲ ﺗﻘــدﯾر ﺣﺟــم ﻗــوة اﻟﻌﻣــل ﻛــﺎن ت ﻗــدﯾر اﻟﻧﯾــل اﻟــدوﻟﻲ ﯾــزداد ﻋــن ﺗﻘــدﯾرات وزارة‬
‫اﻟﺗﺧطﯾط ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪ ١٩٨١‬ـ ‪ ١٩٨٢‬ﻛـﺎن اﻟﺑﻧـك اﻟـدوﻟﻲ ﺗـزداد ﺗﻘدﯾراﺗـﻪ ﻟﻘـوة اﻟﻌﻣـل ﻋـن ﺗﻘـدﯾر‬
‫وزارة اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺣواﻟﻲ ‪٤‬ﻣﻠﯾون وﻓﻲ ﻋﺎم ‪١٩٩١‬ـ ‪ ١٩٩٢‬ازدادت إﻟﻰ ‪٤.٢‬ﻣﻠﯾون وﻓـﻲ ﻋـﺎم‬
‫ـ ‪ ٢٠٠٣‬ازدادت إﻟ ــﻰ‬ ‫‪ ٢٠٠١‬ـ ـ ‪ ٢٠٠٢‬ازدادت ﻋﻠ ــﻰ ‪ ٦.١‬ﻣﻠﯾ ــون ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪٢٠٠٢‬‬
‫‪٦.٥‬ﻣﻠﯾ ــون واﻟﺟدﯾ ــد ﺑﺎﻟ ــذﻛر أن ﺗﻘ ــدﯾرات وزارة اﻟﺗﺧط ــﯾط ﻟﻘ ــوة اﻟﻌﻣ ــل ﻣ ــﺄﺧوذة ﻋ ــن اﻟﺟﻬ ــﺎز‬
‫)‪(١‬‬
‫وﻓﻲ ﻋﺎم ‪٢٠٠٢‬م أﺷﺎرت ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋـﺔ أن ﻗـوة‬ ‫اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻣ ــل ﺑﻠﻐ ــت ﺣـ ـواﻟﻲ ‪ ١٩.٧‬ﻣﻠﯾ ــون ﻣ ــن ﺑ ــﯾن ‪٣٩‬ﻣﻠﯾ ــون ﻓ ــﻲ ﺳ ــن ) ‪ (٦٤-١٥‬اﻟﻣﺻـ ـرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﺣوﻟﻲ ‪ ١٩.٥‬ﻣﻠﯾون ﻓﻲ ﻋـﺎم ‪ ٢٠٠١ /٢٠٠٠‬م أﻣـﺎ اﻟﺑﻧـك اﻟـدوﻟﻲ ﻓﯾﺷـﯾر إﻟـﻲ أن‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ف ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎم ‪ :‬د‪ /‬اﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺳوي ص‪ ٤٩٢‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻛﺎدﯾﻣﺔ ‪٢٠٠٧‬م ‪.‬‬

‫‪٣٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪(١‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺣﺟم ﻗوة اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻر ﺣواﻟﻲ ‪ ٢٤.٤‬ﻣﻠﯾون ﻣن ﺑﯾن ‪٣٨.٥‬ﻣﻠﯾون ﻓﻲ ﻋﺎم ‪٢٠٠٠‬‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر وﻣﻌدﻻﺗﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻛﺗـب ﺗﻘـول ﺑـﺄن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ظـﺎﻫرة ﻧﺗﺟـت ﻋـن ﺧطـﺄ ﻏﯾـر ﻣﻘﺻـود ﻋﻧـد‬
‫ﻗﯾــﺎم ﺛــورة ﯾوﻟﯾــو ‪ ١٩٥٢،‬ﺑﺳــﺑب اﻟﺗطــورات ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﺟــﺎﻻت إﻟــﻰ أن أﺻــﺑﺣت ﺳﯾﺎﺳــﺔ‬
‫اﻟﺗوظﯾــف اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ﻋــﺎدة ﺳــﺎﻋدت اﻟﻣوظــف ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺛﻘﯾــف)‪(٢‬وﻫﻧــﺎك ﻛﺗــب ﺗﻘــول إن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫أﺧ ــذت ﻓ ــﻲ اﻟﺗزاﯾ ــد ﻣﻧ ــذ أ واﺋ ــل اﻟﺳ ــﺗﯾﻧﺎت ﻓ ــﻰ ﺣ ــﯾن ارﺗﻔ ــﻊ ﻣﻌ ــدل اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻣ ــن ‪ %٢.٢‬ﻋ ــﺎم‬
‫‪ ١٩٦٠‬إﻟــﻰ ‪%٢.٤‬ﻋــﺎم ‪،١٩٧٠‬أﻣــﺎ وزارة اﻟﺗﺧطــﯾط ﻓﻘــد أﺷــﺎرت إﻟــﻰ أن ﻣﻌــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫ﺑدأت ﻓﻲ اﻟﺗزاﯾد ﻣن ﻋﺎم ‪ ١٩٨٣ /٨٢‬م ﺣﯾث ﺑداﯾﺔ اﻟﺧطـﺔ اﻟﺧﻣﺳـﯾﺔ اﻷوﻟـﻰ ﺣﯾـث ازدادت‬
‫ﻣــن ‪ %٥.١‬ﻋــﺎم ‪ ١٩٨٢/٨١‬إﻟــﻰ ‪ %٧.٤‬ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٨٧/٨٦‬م وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٩٩٥/٩٤‬م‬
‫ﺑﻠﻐــت ‪(٣) %٩.٦‬واﻟواﻗــﻊ أن ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺧﻠﻘــت ﺑﻌــد ﻗﯾــﺎم اﻟﺛــورة وﻧﯾــل اﻻﺳــﺗﻘﻼل ﺣﯾــث‬
‫ﻛﺎﻧت ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺟدا ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪،‬وﻛﺎﻧت اﻟدوﻟـﺔ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ اﻟﻣـوظﻔﯾن اﻟﺣﻛـوﻣﯾﯾن‬
‫ﻹدارة اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة وﻓراغ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن ﯾﺷـﻐﻠﻬﺎ اﻷﺟﺎﻧـب ﺑﻌـد ﺗـرﻛﻬم ﻟﻬـﺎ ‪،‬‬
‫ﻣﻣــﺎ أدى إﻟــﻰ ﻓــﺗﺢ أﺑ ـواب اﻟﺗﻌﯾــﯾن ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟوظــﺎﺋف ﻟﻣــدة ﻣﺣــدودة ﺑﺷــﻛل ﺗﻠﻘــﺎﺋﻲ ﻻﻓﺗﻘــﺎر‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ إﻟــﻰ ﻣــن ﯾﺣﻣﻠــون وﻟــو ﺣﺗــﻰ اﻟﺷــﻬﺎدات اﻟﻣﺗوﺳــطﺔ)‪ (٤‬ﺛــم ﺑــﺎت ﻓــﻲ اﻟﺗزاﯾــد اﻟﻣﻠﺣــوظ‬
‫واﻟﻛﺑﯾر ﻣﻧذ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﺣﯾث ازداد ﺑﻣﻌـدل ‪ ٠.٢‬ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻌـدد)‪ (٥‬ﻣـﻊ أن اﻟـرأي اﻷول ﯾﺻـرح‬
‫ﺑﺄن ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺗﺧدﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﺑدأت ﺗظﻬـر ﻣﻼﻣـﺢ اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ ﺗظﻬـر ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺳــﺑﻌﯾﻧﺎت ﺣﯾــث ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﻣﻔﺗــرض إﯾﺟــﺎد آﻟﯾــﺔ أﺧــرى ﻻﺳــﺗﯾﻌﺎب ﻗــوة اﻟﻌﻣــل اﻟﺗــﻲ ﻛ ــﺎن‬
‫)‪(٦‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﺳﺗوﻋﺑﻬﺎ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋن طرﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗوظﯾف‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ص ‪ /٢٠٠٨‬ﻣﻛﺑﺗﺔ اﻷﻧﺟﻠو ‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ص‪. ٢٦‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ص‪. ٥٦‬‬
‫‪٤‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ص‪٢٧‬‬
‫‪٥‬‬
‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد ص‪. ٥٦‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ص‪. ٢٧‬‬

‫‪٣٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺗطور ﺣﺟم اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬


‫ﻣﻌدل‬ ‫ﻗوة اﻟﺗﺷﻐﯾل‬ ‫ﻋدد اﻟﻣﺗﻌطﻠﯾن ﺑﺂﻻف‬
‫ﺳﻧﺔ اﻟﺗﻌداد‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬ ‫)اﻟﻌﻣل(‬ ‫إﺟﻣﺎﻟﻲ‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫ذﻛور‬
‫‪٢.٢‬‬ ‫‪٧٨١٩‬‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫‪١٩٦٠‬‬
‫‪٧.٧‬‬ ‫‪١.٩٨٢‬‬ ‫‪٨٤٧‬‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫‪٥٥٥‬‬ ‫‪١٩٧٦‬‬
‫‪١٠.٧‬‬ ‫‪١٣٤٠٠‬‬ ‫‪١٤٣٧‬‬ ‫‪٣٦٠‬‬ ‫‪١.٧٧‬‬ ‫‪١٩٨٦‬‬
‫‪%١١.١‬‬ ‫‪١٦٨١٢‬‬ ‫‪١٨٧٣‬‬ ‫‪٩١٤‬‬ ‫‪٩٥٩‬‬ ‫‪١٩٩٤‬‬
‫‪١١.٣٥‬‬ ‫‪١٩٦٩‬‬ ‫‪١٩١٠‬‬ ‫‪٩١٩‬‬ ‫‪٩٩١‬‬ ‫‪١٩٩٥‬‬
‫‪%٨.٩‬‬ ‫‪١٧١٤٧‬‬ ‫‪١٥٣٥‬‬ ‫‪٥٣٤‬‬ ‫‪١٠٠١‬‬ ‫‪١٩٩٦‬‬
‫‪%٨.٤‬‬ ‫‪١٧٨٢٧‬‬ ‫‪١٤٤٧‬‬ ‫‪٧٤٥‬‬ ‫‪٧.٢‬‬ ‫‪١٩٩٧‬‬
‫‪%٧.٩‬‬ ‫‪١٨٣١٠‬‬ ‫‪١٤٤٥‬‬ ‫‪١٩٩٨‬‬
‫‪%٧.٥‬‬ ‫‪١٨٨٠٨‬‬ ‫‪١٤٠٨‬‬ ‫‪١٩٩٩‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﺎر ‪ ٥.١‬ص‪٤٦‬‬
‫وﺗﺷــﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت إﻟ ــﻰ أﻧــﻪ ﻓ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪١٩٩٤‬م ﺑﻠ ــﻎ ﺣﺟــم اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﺗﻘ ــدرﻫﺎ اﻟﻣﺻ ــﺎدر‬
‫اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﺑﺣ ـواﻟﻲ ‪ ١.٥‬ﻣﻠﯾــون ﻋﺎطــل ﻣــن ﻗــوة اﻟﻌﻣــل اﻟﺑﺎﻟﻐــﺔ ﺣ ـواﻟﻲ ‪ %٨.٣‬ﻣﻠﯾــون ﻋﺎﻣــل‬
‫‪.‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻋ ـﺎم ‪١٩٩٩‬ـ ـ ‪ ٢٠٠٠‬ﺑﻠﻐــت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻧﺣــو ‪ %٨.١‬ﻣــن إﺟﻣــﺎﻟﻲ ﻗــوة اﻟﻌﻣــل‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺳــب طﺑﻘــﺎ ﻟﻠدﺳــﺗور ﺑﻣﻌﻧــﻰ ﻣــن ‪١٥‬ﻋﺎﻣــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺳــن ‪٦٥‬واﻟﺗــب ﺗﺑﻠــﻎ ‪١٨.٣‬ﻣﻠﯾــون‬
‫)‪(١‬‬
‫وازداد ﻋــدد اﻟﻣﺗﻌطﻠــﯾن ﻓــﻲ ﻋ ــﺎم ‪٢٠٠١‬ـ ـ ‪٢٠٠٢‬م ﺣ ـواﻟﻲ ‪ ٢.٠٢١‬ﻣﻠــون ﺷ ــﺧص‬ ‫ﻓــرد‬
‫ﺣﺳب ﺗﻘدﯾرات اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣرﻛز ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ ‪ .‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺗﻘدﯾر وزارة اﻟﺗﺧطﯾط‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻟﻘوة اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺷﻐﯾل وﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬ ‫ﻣﻌدل ﻧﻣو‬ ‫ﻣﻌدل ﻧﻣو ﻗوة‬
‫اﻟﻔﺗرات‬
‫اﻟﺗﺷﻐﯾل‬ ‫اﻟﻌﻣل‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﺎ ذﻣﺗﻬﺎ أ اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة ص‪٤٨.٤٧‬‬

‫‪٣٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪٢.٥‬‬ ‫‪٣.٩‬‬ ‫‪٢.١‬‬ ‫‪١٩٨١/٨٠-١٩٧٥‬‬


‫‪٥.١‬‬ ‫‪٢.٧‬‬ ‫‪٣.١‬‬ ‫‪١٩٨٧-٨٦-١٩٩٢-٨١‬‬
‫‪٧.٤‬‬ ‫‪٢.٨‬‬ ‫‪٣.٢‬‬ ‫‪١٩٩٢/٨٦-١٩٨٧/٨٦‬‬
‫‪٩.٢‬‬ ‫‪٢.٩‬‬ ‫‪٢.٨‬‬ ‫‪١٩٩٧/٩٦-١٩٩٢/٩١‬‬
‫‪٨.٨‬‬ ‫‪٢.٢‬‬ ‫‪٢.٦‬‬ ‫‪٢٠٠٢/٢٠٠١-١٩٩٧/٩٦‬‬
‫‪٩.٩‬‬ ‫‪٢٠٠٣/٢٠٠٢‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪٢.٤‬‬ ‫‪٢.٩‬‬ ‫‪٢٠٠٣/٢٠٠٢-١٩٧٥‬‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ د‪ /‬إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي ص‪٥.٧‬‬
‫وﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٤ /٢٠٠٣‬ﻛﺎن ارﺗﻔﺎع ﺗﻘدﯾرات اﻟﺟﻬـﺎز اﻟﻣرﻛـزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋـﺔ وﺗﻘـدﯾرات‬
‫وزارة اﻟﺗﺧط ــﯾط ﻗ ــد اﻧﺧﻔ ــض إﻟ ــﻰ ‪٠.٤‬ﻣﺋوﯾ ــﺔ ﺣﯾ ــث ﺑﻠﻐ ــت ﺗﻘ ــدﯾرات وزارة اﻟﺗﺧط ــﯾط ﺣـ ـواﻟﻲ‬
‫‪ %٩.٩‬وﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ــت ﺗﻘ ـ ـ ـ ــدﯾرات ﻟﻠﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺎز اﻟﻣرﻛ ـ ـ ـ ــزي ﻟﻠﺗﻌﺑﺋ ـ ـ ـ ــﺔ ﺣـ ـ ـ ـ ـواﻟﻲ ‪ %١٠.٣‬وﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫‪ ٢٠٠٥%٢٠٠٤‬ارﺗﻔﻌت ﺗﻘـدﯾرات اﻟﺑطﺎﻟـﺔ إﻟـﻰ‪ (١)%١٠.٣‬وﻟﻘـد أﺷـﺎرت دراﺳـﺔ ﺗﻠﻘﺎﻫـﺎ اﻟﺳـﯾد‬
‫رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ﺣول اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺧـﻼل اﻟﻔﺗـرة ﻣـن‬
‫‪١٩٩٨‬ـ ـ ‪ ٢٠٠٦‬ﻣــن ‪ %١١.٧‬إﻟــﻰ ‪ %٨.٣‬ﺑﻧﺳــﺑﺔ اﻧﺧﻔــﺎض ﺗﺑﻠــﻎ‪ %٣٠‬ﻛﻣــﺎ اﻧﺧﻔــض ﻋــدد‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻓـﻲ ﯾﻧـﺎﯾر‬ ‫اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن ‪٢‬ﻣﻠﯾون ﻋﺎطـل إﻟـﻰ ‪ ١.٩‬ﻣﻠﯾـون ﻋـﺎم ‪٢٠٠١‬‬
‫‪ ٢٠٠٧‬ﺗراﺟــﻊ اﻟﻣؤﺷــر اﻟﻌﺎﻣــل ﻟﻠطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾــﺎ وﺧﺎرﺟﯾــﺎ ﺣﯾــث ﺳــﺟل‬
‫‪ ٢٢٦‬ﻧﻘطــﺔ ﻣﻘﺎﺑــل ‪ ١٤٨٥‬ﻧﻘطــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻬر اﻟﺳــﺎﺑق ‪ .‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺑﻠﻐــت ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٦‬ﺣــوﻟﻲ‬
‫)‪(٣‬‬
‫‪١٣١‬ﻧﻘطﺔ‬
‫ﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺷﺑﺎب ‪:‬‬
‫ﯾ ــزداد اﻟﺗﻌﻘﯾ ــد ﻓ ــﻲ ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ وﺗﺻ ــل إﻟ ــﻰ اﻟﺣﯾ ــﺎة اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎً ‪ ،‬د‪ /‬إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوى ‪ ،‬ص‪. ٥٠٧‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧوﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد ص‪. ٩٦‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر ص‪. ٩٦‬‬

‫‪٣٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪(١‬‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ إذا ﺗرﻛـزت ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣـﯾن وﻓـﻲ اﻟﻔﺋـﺎت اﻟﻌﻣرﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺻـﻧف ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ ﺷـﺑﺎب‬
‫‪،‬وﻟﻸﺳـف ﻓﺈﻧــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺻــر ﺗــزداد ﺣــدة اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺋــﺎت اﻟﺷــﺑﺎب واﻟﺧـرﯾﺟﯾن اﻟﺟــدد‬
‫إﻟــﻰ ﺳــوق اﻟﻌﻣــل ‪ ،‬وﺑــذﻟك ﺗــزداد أﺿ ـرار اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ إﻟــﻰ أﻗﺻــﻰ ﺣــد ﻟﻬــﺎ ؛ﻷن اﻟﺷــﺑﺎب ﻟدﯾــﻪ‬
‫طﺎﻗــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ‪،‬وﻋــدم اﺳــﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺧﺳــﺎرة ﻛﺑﯾ ـرة ﻟﻼﻗﺗﺻــﺎد اﻟﻣﺻــري ﻛﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ‬
‫اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻌﻧف واﻟﺟرﯾﻣﺔ‪٠‬‬
‫ﻟﻘــد ﺗراﺟﻌــت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌطﻠــﯾن ﻣــن ﻓﺋﺗــﻲ أﻣــﻲ وﯾﻘـرأ وﯾﻛﺗــب ﺑﺻــورة ﻣﻠﺣوظــﺔ وﻛــذﻟك‬
‫اﻷ ﻗ ــل ﻣ ــن اﻟﻣﺗوﺳ ــط أﻣ ــﺎ أﻋﻠ ــﻰ ﻧﺳ ــﺑﺔ ﺑطﺎﻟ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺷ ــﺑﺎب ﻓﻛﺎﻧ ــت ﻣ ــن ﺣﻣﻠ ــﺔ اﻟﺷ ــﻬﺎدات‬
‫اﻟﻣﺗوﺳ ــطﺔ ﻣ ــن ‪%٦٧‬ﻋ ــﺎم ‪ ١٩٩١‬إﻟ ــﻰ ‪ %٧٠‬ﻋ ــﺎم ‪١٩٩٩‬وﺑﻌ ــدﻫم ﺣﻣﻠ ــﺔ اﻟﺷ ــﻬﺎدات ﻓ ــوق‬
‫اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪،‬واﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺣﯾث ارﺗﻔﻌت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌطﻠـﯾن ﻣـن ‪%٢٤‬ﻋـﺎم ‪ ١٩٩١‬إﻟـﻰ‬
‫‪ %٢٧‬ﻋـ ــﺎم ‪ ١٩٩٩‬ﺑـ ــل إن أﻫـ ــم ﻣـ ــﺎ ﯾﻣﯾـ ــز ﻫﯾﻛـ ــل اﻟﻣﺗﻌطﻠـ ــﯾن ﻫـ ــو ﻏﻠﺑـ ــﺔ ﺑطﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﺑﺎب‬
‫)‪(٢‬‬
‫وﻟﻘــد ﺑﻠﻐــت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌطﻠــﯾن اﻟــذﯾن ﻟــم ﯾﺳــﺑق اﻟﻌﻣــل‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻣــﯾن ﻓــوق اﻟﻣﺗوﺳــط وﻣــﺎ ﻓوﻗﻬــﺎ‬
‫إﻟ ــﻰ إﺟﻣ ــﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻌطﻠ ــﯾن ﻓ ــﻲ ﻋ ــﺎم ‪ ٢٠٠٣‬إﻟ ــﻰ ‪ %٩٩.٦‬وذﻟ ــك طﺑﻘ ــﺎ ﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت وزارة اﻟﻘ ــوى‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٤‬ﻓﻘد ﺑﻠﻐت اﻟﻧﺳـﺑﺔ إﻟـﻰ ‪ %٩٥‬وذﻟـك ﻋـن طرﯾـق ﺑﺣـث اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ‬
‫‪ ٢٠٠٤‬ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ ‪،‬ﻓﻘد ﺑﻠﻐت اﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ‪ % ٩٥‬وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺑﺣث اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ)‪.(٣‬‬
‫اﻟﻌدد اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌطﻠﯾن ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻌﺎﻣﻲ ‪١٩٩١‬ـ ‪١٩٩٩‬‬
‫ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‪١٩٩٩‬‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‪ ١٩٩١‬اﻟﻌدد‬ ‫اﻟﻌدد‬
‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫أﻣﻲ‬
‫‪٣-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫ﯾﻘرأ وﯾﻛﺗب‬
‫‪٩-‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫أﻗل ﻣن اﻟﻣﺗوﺳط‬
‫‪١‬‬ ‫‪٧٠‬‬ ‫‪١٠٣١‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫‪٩٣٣‬‬ ‫ﺷﻬﺎدة ﻣﺗوﺳطﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎل وﻣواﺟﻬﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور ص‪. ٩٢‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣﺎل واﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬د‪ /‬ﻋﻼ اﻟﺧواﺟﺔ ‪ ،‬ص‪. ٥٥‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎم د‪ /‬اﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي ص‪. ٥١٧‬‬

‫‪٣٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪١‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻣﺗوﺳط‬


‫وأﻗل ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١٨‬‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫ﺷﻬﺎدة ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪١‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪١٤٨٠‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪١٣٩٧‬‬ ‫إﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫وﻣﻣﺎ ﯾؤﺳف ﻟـﻪ أن ﻣـﺎ ﯾﺗﺻـف ﺑـﻪ اﻟﺗﻌﻠـﯾم اﻟﻣﺻـري ﺣﺎﻟﯾـﺎ أﻧـﻪ ﻣﻌظـم ﻣـن ﯾﺧـرﺟﻬم‬
‫ﻏﯾــر ﻣــؤﻫﻠﯾن ﻟﺳــوق اﻟﻌﻣــل وﻻ ﯾﺗﻌﻠﻣــون ﻣــﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟــﻪ ﺳــوق اﻟﻌﻣــل‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧــﺎ ﻧﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻧــﺎﻫﺞ‬
‫ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻣﻊ آﺧر ﺗطورات ﺳوق اﻟﻌﻣل وﻣﻊ آﺧر ﻣـﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟـﻪ ﻣـن ﻣواﺻـﻔﺎت‬
‫ﻟﻠﺷﺑﺎب اﻟﺟدد اﻟﺧرﯾﺟﯾن ‪،‬وا ٕ ﻻ ﺳﺗزداد اﻟﺻورة ظﻠﻣﺔ وﺗﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﻗﺗﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻠوﻗــوف ﻋﻠــﻰ اﻹﺻــﻼﺣﺎت واﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب إدﺧﺎﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟــﻧظم اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ‪،‬ﯾﺳــﺗدﻋﻰ‬
‫إﺟراء اﻟدراﺳﺎت ﺣول ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗدرﯾب وﻣدى ﻛﻔﺎءة اﻟﺧرﯾﺟﯾن‪٠‬‬
‫واﻟﻣﺗﻘــدﻣون ﻟﺳــوق اﻟﻌﻣــل ﯾواﺟﻬــون ﺣﺎﻟﯾــﺎ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻧــﺎﻓس ﻋﻠــﻰ ﻓــرص اﻟﻌﻣــل‬
‫اﻟﻣﺣ ــدودة ‪ ،‬أﻣ ــﺎ ﻋ ــن ﻧﺳ ــﺑﺔ اﻹﻧﻔ ــﺎق اﻟﺣﻛ ــوﻣﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم ﻓ ــﻰ اﻟﻣوازﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻧﺟ ــد أن‬
‫)‪(١‬‬
‫وﻫــذﻩ اﻟﻧﺳــﺑﺔ ﺿــﺋﯾﻠﺔ‬ ‫اﻹﻧﻔــﺎق اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ﻗــد ﺑﻠــﻎ ‪ % ٥-٤‬ﻣــن اﻟﻧــﺎﺗﺞ اﻟﻘــوﻣﻲ اﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﻣﺎ ﺗﻧﻔﻘﻪ اﻟدول اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم ‪٠‬‬
‫ﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣرأة ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗؤﻛــد اﻟدراﺳــﺎت أن ‪ %٢٠‬ﻣــن اﻷﺳــر ﻓــﻰ ﻣﺻــر ﺗﻌوﻟﻬــﺎ اﻣ ـرأة ﻛﻣــﺎ أن ‪ %٦٠‬ﻣــن‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻣﺷروﻋﺎت اﻷﺳر اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣوﻟﻬﺎ اﻟﺻﻧدوق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗدﯾرﻫﺎ ﺳﯾدات‬
‫اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌم واﻟﺧﺎص )ﺑﺎﻷﻟف(‪:‬‬
‫‪١٩٩٩‬‬ ‫‪١٩٩٥‬‬ ‫اﻟﺳﻧوات‬
‫‪١٠٠٤‬‬ ‫‪٢١٣١‬‬ ‫رﺟﺎل‬ ‫اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‬
‫‪٨٨‬‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫ﻧﺳﺎء‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻟﺷﺑﺎب واﻻﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث د‪ /‬اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن ص‪.٣٤‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬اﻟطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د ‪ /‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ص‪.٣٤‬‬

‫‪٤٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪١٠٩٢‬‬ ‫‪١٣٥٨‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬


‫‪٩٢٤٢‬‬ ‫‪٧٩٢٥‬‬ ‫رﺟﺎل‬ ‫اﻟﺧﺎص اﻟﻘطﺎع‬
‫‪١٧٧٤‬‬ ‫‪١٦٤٠‬‬ ‫ﻧﺳﺎء‬
‫‪١١٠١٧‬‬ ‫‪٩٥٦٥‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬
‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ ‪ :‬إن ﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑــﯾن اﻹﻧــﺎث أﻛﺑــر ﻣــن ﺿــﻌف اﻟﻣﻌــدل اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﺑطﺎﻟــﺔ ﺣﯾـث ﺑﻠﻐــت‬
‫ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻹﻧــﺎث ‪ %٢٤.٣‬ﻣﻘﺎﺑــل ‪ %١٠.٣‬ﻣﻌــدل ﻋــﺎم ﻟﻠﺑطﺎﻟــﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل‬
‫ﻣﻌدل ﺑطﺎﻟﺔ اﻹﻧﺎث ﯾﻣﺛل ‪ ٢.٣‬ﻣﺛـل ﻣﻌـدل ﻋـﺎم اﻟﺑطﺎﻟـﺔ وذﻟـك ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪٢٠٠٤‬م ‪،‬أﻣـﺎ‬
‫ﻣﻌ ــدل اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻹﻧ ــﺎث زاد ﺛﻼﺛ ــﺔ أﻣﺛ ــﺎل ﻣﻌ ــدل ﻟﻠﺑطﺎﻟ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟ ــذﻛور ﻓ ــﻲ أواﺧ ــر‬
‫)‪(١‬‬
‫اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺑل إﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٤‬زاد إﻟﻰ ‪ ٤‬أﺿﻌﺎف ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟﻠذﻛور‬

‫ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌطﻠﯾن ﻟﺳﻧوات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب اﻟﻧوع‬


‫‪%‬‬ ‫اﻟﺟﻣﻠﺔ‬ ‫‪%‬‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫‪%‬‬ ‫ذﻛور‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪١١.١‬‬ ‫‪١٥٣٢٤٦٥‬‬ ‫‪٢٥.٥‬‬ ‫‪٣٨٤٦٨٤‬‬ ‫‪٩.‬‬ ‫‪١١٤٧٧٨١‬‬ ‫‪١٩٩٠‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪٨.٩‬‬ ‫‪١٥٣٥٠٧١‬‬ ‫‪٢٠.٤‬‬ ‫‪٥٣٤٠٤٦‬‬ ‫‪٦.‬‬ ‫‪١٠٠١٠٢٥‬‬ ‫‪١٩٩٦‬‬
‫‪٩‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺑطﻠﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أـ اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻬﯾم‬
‫اﻟﺧﺷن ص‪٥٧‬‬
‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻛون ﻓﯾﻪ ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻣﯾﺔ ﻓوق ﺳن اﻟﻌﺷرة ﺗﺻل إﻟﻰ ‪ %٣٩.٤‬ﻓﺈﻧﻬـﺎ‬
‫ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﯾن اﻟﻧﺳﺎء اﻟرﯾﻔﯾـﺎت إﻟـﻰ ‪، %٦٣‬وأﯾﺿـﺎ ﻓـﻲ اﻟوﻗـت اﻟـذي ﺗﺑﻠـﻎ ﻓﯾـﻪ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ‪ %٨‬ﻓـﺎن‬
‫ﻧﺻــﯾب اﻟــذﻛور ‪ %٥‬واﻹﻧــﺎث ‪ %١٩‬وﻻ ﯾوﺟــد اﺧــﺗﻼف ﺑــﯾن اﻟرﯾــف واﻟﺣﺿــر إﻻ اﺧﺗﻼﻓــﺎ‬
‫طﻔﯾﻔــﺎ ‪،‬أﻣــﺎ وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظــﺎت ﻓﻬــﻲ ﻛــﺎﻷﺗﻲ ﻛﻔــر اﻟﺷــﯾﺦ‪، %٣٢‬واﻟﻣﻧوﻓﯾــﺔ ‪ %٢٩‬وﺑورﺳــﻌﯾد‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ د‪ /‬اﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي ص‪٥١٨‬‬

‫‪٤١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫واﻟﻐرﺑﯾـﺔ ‪ %٢٤‬وﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻫرة ‪ %١٥٠‬ﻓﺗﻌـد اﻟﻧﺗﯾﺟـﺔ اﻟﻌﻣرﯾــﺔ ﻣـن ‪ ٣٠‬إﻟـﻰ ‪٤٠‬ﺳـﻧﺔ ﻓـﻲ أﻛﺛــر‬
‫اﻟﺷراﺋﺢ ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻋﻣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺳﺎء أﻣﺎ اﻟذﻛور ﻓﺎﻟﺷرﯾﺣﺔ اﻷﻛﺑر ﻣـن ‪٢٥‬إﻟـﻰ ‪٣٠‬ﺳـﻧﺔ وﻣـن ‪٣٠‬‬
‫إﻟــﻲ‪٤٠‬ﺳــﻧﺔ)‪، (١‬ﺑــل إن اﻟﺧﺻﺧﺻــﺔ ﺳــﺑﺑت ﺿــررا ﻛﺑﯾ ـرا ﻋﻠــﻰ ﻋﻣﺎﻟــﺔ اﻟﻧﺳــﺎء ‪،‬ﻛﻣــﺎ ﺑﯾﻧــﺎ ﻓــﻰ‬
‫ﺟدول ﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻧﺧﻔﺎض ﻋﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺟﺎء ﻣﺻﺎﺣﺑﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﺑرﻧـﺎﻣﺞ‬
‫اﻟﺧﺻﺧﺻـﺔ وﻋـدم ﺗـوﻓﯾر ﻋﻣـل ﻣﻧﺎﺳـب ﻟﻬـؤﻻء اﻟﻧﺳـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻘطـﺎع اﻟﺧـﺎص ﺑﺳـﺑب اﺧــﺗﻼف‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﻬﺎرات وﻧوﻋﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن‬
‫أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺗﺗﻣرﻛــز ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺋــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﺧـرﯾﺟﯾن اﻟــذﯾن ﻟــم ﯾﺳــﺑق ﻟﻬــم اﻟﻌﻣــل ‪ ،‬ﺣﯾــث‬
‫وﺻﻠت ﻧﺳﺑﺗﻬم إﻟﻰ ‪%٩٩.٦‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻌطﻠﯾن ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺟﻠﯾن ﺑﻣﻛﺎﺗب اﻻﺳـﺗﺧدام ﻓـﻲ‬
‫وزارة اﻟﻘــوي اﻟﻌﺎﻣــﺔ وذﻟــك ﻋــﺎم ‪٢٠٠٣‬م وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٤‬م وﺻــﻠت ﻧﺳــﺑﺗﻬم إﻟــﻰ ‪%٩٥‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻟﻌـدة أﺳـﺑﺎب ﻣـن‬ ‫ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌطﻠﯾن وﻟﻛﻧﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﺑﺣث اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ‬
‫أﻫﻣﻬﺎ ﻋدم اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﻠﯾم ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻔﺗـرة اﻷﺧﯾـرة ﻣﻣـﺎ أدى‬
‫إﻟــﻰ ﻛﺛ ـرة اﻟﺧ ـرﯾﺟﯾن ‪،‬وﻗﻠــﺔ اﻟﻔــرص اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ﻟﻠﻌﻣــل ‪ ،‬ﺣﯾــث ظﻠــت ﻛﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻗﺑــل ﺣرﻛــﺔ‬
‫اﻟﺗوﺳــﻊ)‪(٤‬وﺗﺑﻠــﻎ رﺋﯾﺳــﺔ اﻟﺧــرﺟﯾن وﻗﻠــﺔ اﻟﻔــرص اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ﻟﻠﻌﻣــل أن ﺣﯾــث ظﻠــت ﻛﻣــﺎ ﻫــﻲ‬
‫ﻗﺑــل ﺣرﻛــﺔ اﻟﺗوﺳــﻊ وﺗﺑﻠــﻎ ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣرﯾــﺔ ‪ ١٥‬ـ ‪ ٢٠‬ﺳــﻧﺔ ‪ ،‬ﺣـواﻟﻲ ‪% ٢١.٢‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺷﺑﺎب ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ‪ ٢٥-٢٠‬ﺳﻧﺔ ﺣواﻟﻲ ‪%٤٧.٥‬ﻣـن ﺟﻣﻠـﺔ اﻟﻣﺗﻌطﻠـﯾن ‪.‬‬
‫وﻫﻲ أﻋﻠﻰ ﻧﺳـﺑﺔ ﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻓﺋـﺎت اﻟﺷـﺑﺎب ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟﻔﺋـﺔ اﻟﻌﻣرﯾـﺔ )‪ (٣٠-٢٥‬ﺳـﻧﺔ ﺣـواﻟﻲ‬
‫‪ %٢٥.٨‬ﻣ ــن إﺟﻣ ــﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻌطﻠ ــﯾن ‪ ،‬وﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻌط ــﻼت ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺎﻟﺷ ــﺑﺎب ﻓﻘ ــط اﻟ ــداﺧﻠﯾن‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪ /‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ‪ ،‬ص‪. ٢٤‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ‪ /‬ﻧﺟوي ﻋﯾد اﷲ ﺳﻣل ‪ /‬ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد رﺟب‬
‫ص‪.١٢٥‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪-‬د‪ /‬إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوى ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎً ‪ ،‬ص‪. ٥١٧‬‬
‫‪٤‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻬﯾم ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺷن ﺗﺄﻣﯾن اﻟطﺎﻟﺔ ﻓﯾظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ص‪. ٥٦‬‬

‫‪٤٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪(١‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺟدد إﻟﻰ ﺳوق اﻟﻌﻣل‬
‫‪ -٢‬ارﺗﻔـﺎع ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓـﻲ اﻟﺣﺿــر ‪ :‬ﺣﯾـث ﺗرﺗﻔــﻊ ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓـﻲ ا ﻟﺣﺿـرة أﻛﺛـر ﻣــن‬
‫اﻟرﯾ ــف ‪ ،‬وذﻟ ــك طﺑﻘ ــﺎ ﻷﺧ ــرى اﻹﺣﺻ ــﺎﺋﯾﺎت اﻟﺗ ــﻲ وردت ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻘرﯾ ــر اﻟﻣﺻ ــري ﻟﻠﺗﻧﻣﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﺎم ‪٢٠٠٤‬م ‪ ،‬ﺣﯾث وﺻﻠت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺿـر إﻟـﻰ ‪ %١٠.١‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن‬
‫وﺻــﻠت ﻧﺳــﺑﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟرﯾــف إﻟــﻰ ‪ %٩.٧‬وﯾرﺟــﻊ اﻟﺑــﺎﺣﺛون وﺟــود ﻫــذﻩ اﻟﻔﺟــوة إﻟــﻰ ﻋــدة‬
‫أﺳــﺑﺎب ﻣــن أﻫﻣﻬــﺎ أن ﺟــزءاً ﻛﺑﯾ ـراً ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟرﯾــف ﯾﺟــري ﺗرﺣﯾﻠــﻪ إﻟــﻰ اﻟﺣﺿــر‬
‫وﯾﻘﺑ ــل اﻟﻣﻬ ــﺎﺟرون ﻣ ــن اﻟرﯾ ــف إﻟ ــﻲ اﻟﺣﺿ ــر ﺑ ــﺄدﻧﻰ أﺟ ــر ﻓ ــﻲ أي ﻋﻣ ــل ‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﯾﺿ ــﯾق‬
‫اﻟﺧﻧــﺎق ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎطﻠ ﻲ اﻟﺣﺿــر ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗرﺟــﻊ اﻟﻔﺟــوة إﻟــﻰ اﻧﺗﺷــﺎر وﺷــﯾوع ظــﺎﻫرة اﻟﻌﻣــل‬
‫اﻷﺳري ﻓﻲ اﻟرﯾف ﺣﯾث اﻟﻛل ﯾﻌﻣل ﻫﻧﺎك ‪ ،‬واﻟﻛل ﯾﺗﺣرك ﺑﺎﻻ ﻛﻠـل ﻟوﺟـود روح اﻟﺗﻌـﺎون‬
‫واﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﺑــﯾن أﻓـراد اﻷﺳـرة اﻟواﺣــدة ﻓــﻲ ﺑﯾــت اﻟﻌﺎﺋﻠــﺔ اﻷﻛﺑــر ‪ ،‬وﺟــدﯾر ﺑﺎﻟــذﻛر أن ﻧﺗــﺎﺋﺞ‬
‫ﺑﺣث اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧـﺔ ﺗزاﯾـد ﻣـن اﻟﻔﺟـوة اﻟﻣوﺟـود ‪ ،‬وﻟـﻧﻔس اﻟﻌـﺎم اﻟـذي ﺗرﺟـﻊ ﻟـﻪ اﻟﺗﻘـدﯾرات‬
‫اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺗﻘرﯾــر اﻟﻣﺻــري ﻟﻠﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾــث وﺑﻠﻐــت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺣﺳــب ﺗﻐﯾ ـرات‬
‫ﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻣﺎﻟـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﺿـ ــر ‪ %١٢.٤‬أﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟرﯾـ ــف ﻓﺑﻠﻐـ ــت ‪%٨.٨‬ﻣﺳـ ــﺟﻠﺔ‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺗﻌطﻠﯾن‬
‫)‪ (٣‬ﺗﺗﻣرﻛز اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﺋـﺔ ﺣﻣﻠـﺔ اﻟﻣـؤﻫﻼت اﻟﻣﺗوﺳـطﺔ ‪ .‬ﺣﯾـث وﺻـﻠت ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﻔﺋــﺔ ﺣﺳــب ﺗﻘــدﯾر ﺑﺣــث اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧــﺔ ﻟﻌــﺎم ‪٢٠٠٤‬م إﻟــﻰ ‪ %٦٦.٣‬ﻣــن إﺟﻣــﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﻌطﻠــﯾن ‪ ،‬وﺟــدﯾر ﺑﺎﻟــذﻛر ﻫﻧــﺎ أن ﻓﺋــﺔ ﺣﻣﻠــﺔ اﻟﺷــﻬﺎدات ﻓــوق اﻟﻣﺗوﺳــط ﺗﻠــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻔﺋــﺔ‬
‫)‪(٣‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻛﺑر ﺣﺟم اﻟﻌﺎطﻠﯾن ‪ ،‬وﯾﻠﻰ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻔﺋﺗﯾن ﺣﺎﻣﻠﺔ اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫‪ -٤‬اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻬﺎﺋل اﻟﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﯾﺑﯾن اﻹﻧﺎث ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑـﯾن اﻹﻧـﺎث ﻋﻠـﻰ‬
‫أﻛﺛر ﻣن ﺿﻌف ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﺎم ﻛﻣﺎ ﺑﻠـﻎ ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﯾﺑـﯾن اﻹﻧـﺎث ﻓـﻲ اﻟﺗﺳـﻌﯾﻧﺎت‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد ﻣﺳﻛﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻫو اﺟﺗﻬﺎد اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ص‪.٥٦‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ /‬إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوى ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎً ‪ ،‬ص‪. ٥١٨‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬اﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي اﻻﻓﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﻠﻰ ص‪٥١٧‬‬

‫‪٤٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫إﻟـﻰ أﻛﺛـر ﻣـن ﺛﻼﺛـﯾن أﻣﺛـﺎل ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﯾﺑـﯾن اﻟـذﻛور ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺑﻠـﻎ ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﯾﺑــﯾن‬
‫)‪(١‬‬
‫وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٤‬م ﺣﺳــب‬ ‫اﻹﻧــﺎث إﻟــﻰ ‪ ، %٢٤.١‬وﻗــد ﺑﻠــﻎ ﻧﺣــو ‪٧.٥‬ﯾــﺑن اﻟــذﻛور‬
‫ﺑﺣث اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧـﺔ ‪ ،‬ﺑﻠﻐـت ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻹﻧـﺎث ‪ %٢٤.٣‬ﻣﻘﺎﺑـل ‪%١٠.٣‬ﻣﻌـدل‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎم وﻗد زاد ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻹﻧـﺎث ﻋﻠـﻰ أرﺑﻌـﺔ أﺿـﻌﺎف ﻣﻌـدل اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟذﻛور ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﺎم‬
‫‪ -٥‬ﯾﻼﺣــظ ﺗﺿــﺎرب اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻣﻌــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗﻘــوم ﻛــل ﻫﯾﺋــﺔ ﺑﺗﻘــدﯾر‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ن وﻧﺟد اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن اﻟﻣﻌدﻻت ﻛﺑﯾرة ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺗﻘدﯾرات ﺣﺗـﻰ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻘــدﯾر ﻗــوة اﻟﻌﻣــل ‪،‬وﺗﻘــدﯾر ﻋــدد اﻟﻣﺷــﺗﻐﻠﯾن ‪ .‬أي ﻟــﯾس اﻟﺗﻘــدﯾرات اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓﻘــط‬
‫وﻫــذا اﻟﻬﯾﺋــﺎت دوﻟﯾــﺔ وﻣﺣﻠﯾــﺔ وﻫــﻲ ﻣﺛــل اﻟﺑﻧــك اﻟــدوﻟﻲ وزارة اﻟﺗﺧطــﯾط واﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻣرﻛــزي‬
‫اﻟﺗﻌﺑﺋـﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ﺔ واﻹﺣﺻــﺎء واﻟﺑﻧــك اﻟﻣرﻛــزي اﻟﻣﺻــري وﻫـﺎ ﻣــﺎ ﯾرﺟــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺿرر ﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻌﻧﯾـون ﺑﺣﻠﻬـﺎ ﻟﻺﺣﺎطـﺔ ﺑﻬـﺎ وﺑﻛﺎﻓـﺔ ﺟواﻧﺑﻬـﺎ‪ ،‬واﻹﻟﻣـﺎم ﺑﻬـﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺣﻠﻬﺎ ﺣﻼ أﻣﺛل ‪.‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ص‪.٥٦‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي ‪ .‬اﻻﻗﺗﺻﺎد ا ﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ ص‪.٥١٨‬‬

‫‪٤٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬
‫أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟـﺔ وآﺛﺎرﻫﺎ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪:‬أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬
‫ﻻ ﺷــك أن ﺗﻔــﺎﻗم أي ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﯾرﺟــﻊ إﻟــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب واﻟﻌواﻣــل اﻟﻣــؤﺛرة‬
‫ﺑﺎزدﯾﺎدﻫﺎ وﻧﻣوﻫﺎ‪ ،‬وﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ إﺣـدى ﻫـذﻩ اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﺗـﻲ ﯾﺗزاﯾـد أﺳـﺑﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬وﺗرﺟـﻊ ﻫـذﻩ‬
‫اﻷﺳﺑﺎب إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺳـﻛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ‬
‫واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ رﺻـد أﻫـم ﻫـذﻩ اﻷﺳـﺑﺎب اﻟﻣـؤﺛرة ﺑﺷـدة ﻋﻠـﻰ ﻧﻣـو‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ أم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ ﻣﺻر ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪:‬‬
‫أوﻻً‪ :‬اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾـﺔ‪:‬‬
‫ﺎﻟﻌواﻣل اﻟدﯾﻣوﺟراﻓﯾـﺔ ﺗﻠﻌـب دورًا ﻣﻬﻣًـﺎ ﻓـﻲ ﺗـدﻓق اﻷﻋـداد اﻟﻛﺑﯾـرة ﻟﻠﻌﻣـل‪ ،‬وﻣـن ﺛـم‬
‫ﻓ‬
‫ﺗﺳــﺎﻫم ﺑﺿــﻐ وط واﺿــﺣﺔ ﻓــﻲ ارﺗﻔــﺎع ﻣﺳــﺗوى اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺗــؤﺛر – ﻻ ﻣﺣﺎﻟــﺔ – ﻋﻠــﻰ أي‬
‫ﻣﺣ ــﺎوﻻت ﻟﻠﺗﻧﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺿـ ـﻼً ﻋ ــن ﺗﺄﺛﯾرﻫ ــﺎ اﻟﺳ ــﻠﺑﻲ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ــدﺧل اﻟﻔ ــردي‪،‬‬
‫وﻣﺳــﺗوى اﻟﺧــدﻣﺎت وﻋــدم ﻛﻔﺎﯾــﺔ اﻟﻣ ـوارد اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺗﻔــﺎﻗم اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻟﻌــدم‬
‫اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘوة واﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ)‪.(١‬‬
‫وأﺑﻠﻎ ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ارﺗﻔﺎع اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟوﺟﻪ اﻟﻘﺑﻠﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﺑـﯾن ﻋـﺎم‬
‫‪-١٩٦٠‬وﻋ ــﺎم ‪ ٢٠٠٦‬ﻓﺑﻠﻐ ــت ﻧﺳ ــﺑﺔ اﻟزﯾ ــﺎدة ﻋ ــﺎم ‪ ١٩٨٦‬ﻧﺣ ــو ‪ %٨٠.٦‬ﺑزﯾ ــﺎدة ‪%٤٣.٧‬‬
‫ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﻌــﺎم ‪ ١٩٧٦‬ﺣﯾـث زادت إﻟــﻰ ‪ %١٣٥.٥‬ﻋـﺎم ‪ ١٩٩٦‬ﺑزﯾــﺎدة ‪ %٥٤.٩‬ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﻌــﺎم‬
‫‪ ،١٩٨٦‬وزادت إﻟــﻰ ‪ %١٧١.١‬ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٦‬ﺑزﯾــﺎدة ‪ %٣٥.٦‬ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺗﻌــداد ‪ ،١٩٩٦‬وﻣــن‬
‫ﺛم ﯾﺗﺿﺢ أﺛر ﻫذا اﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ)‪.(٢‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓـﻲ ﻣﺻـر‪ ،‬ﻧـدوة ﺣـول ﻣﺷـﻛﻼت اﻟﺑطﺎﻟـﺔ واﺧـﺗﻼﻻت ﺳـوق اﻟﻌﻣـل واﻟﺗﺷـﻐﯾل اﻟﻣﺻـري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫اﻷزﻫر‪ ،‬ص‪ ،١٦-١٤‬ﯾوﻟﯾو ‪ ،٢٠٠١‬ص‪.٥٦‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟواﻗﻊ واﻟﺣﻠول‪ ،‬ﺑﺣث ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﺟﺎﺋزة اﻟﻔﻧﺟري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص‪.١٤٤‬‬

‫‪٤٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪ (٢‬زﯾﺎدة اﻟﻬﺟرات اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪:‬‬


‫ﻓﻠﻘد ﺗﺳﺑب اﻟﺗزاﯾد ﻏﯾر اﻟﻣﺧطـط ﻓـﻲ ﺗﯾـﺎرات اﻟﻬﺟـرة اﻟﻣﻛﺛﻔـﺔ ﻣـن اﻟﻣﻧـﺎطق اﻟطـﺎردة‬
‫ﻟﻠﺳــﻛﺎن ﻣﺛــل اﻟرﯾــف إﻟــﻰ اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟﺗــﻲ ﺗﺟــذب اﻟﻌﻣــﺎل ﻣﺛــل اﻟﺣﺿــر واﻟﻣــدن وذﻟــك ﺑﻬ ـدف‬
‫اﻟﺑﺣـث ﻋــن ﻓـرص اﻟﻌﻣــل ﻣﻣـﺎ أدى إﻟــﻰ زﯾــﺎدة ﻣﻌـدل ﻧﻣــو اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻋــن اﻟﻌﻣـل ﻋﻠــﻰ ﻣﻌــدل‬
‫اﻟﻧﻣــو اﻟطﺑﯾﻌــﻲ ﻟﻠﺳــﻛﺎن ﻓــﻲ ﻣﻧــﺎطق اﻟﺟــذب وﻣــﺎ ﻫــذا إﻻ ﺑﺳــﺑب ﻋــدم ﺗ ـواﻓر اﻟﺧــدﻣﺎت ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظـ ــﺎت اﻟرﯾﻔﯾـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗرﻛﯾـ ــز ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺧﺻـ ــﯾص ﻣزﯾـ ــد ﻣـ ــن اﻻﺳـ ــﺗﺛﻣﺎرات داﺧـ ــل اﻟﻣﻧـ ــﺎطق‬
‫اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوازﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق)‪.(١‬‬
‫وﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل زاد ﺣﺟــم اﻟﺳــﻛﺎن اﻟﺣﺿــر ﻓــﻲ اﻟوﺟــﻪ اﻟﻘﺑﻠــﻲ ﺑﻧﺳــﺑﺔ ‪%٣٦.٩‬‬
‫ﺧ ــﻼل اﻟﻔﺗـ ـرة ﺑ ــﯾن ‪ ١٩٩٦-١٩٦٠‬وزاد ﻣﻌ ــدل ا ﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻣ ــن ‪ %٢.١‬إﻟ ــﻰ ‪ %١٤.٨‬ﺧ ــﻼل‬
‫ﻧﻔــس اﻟﻔﺗ ـرة‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟرﯾــف زاد اﻟﺣﺟــم اﻟﺳــﻛﺎﻧﻲ ﺑﻧﺳــﺑﺔ ‪ %٧٨.٨‬وﻣﻌــدل اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻣــن ‪%١.٥‬‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ١٩٦٠‬إﻟﻰ ‪ %٦.٤‬ﻋﺎم ‪.(٢)١٩٩٦‬‬
‫وﯾﺿـﺎف إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟداﺧﻠﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺗﻘﻠــص اﻟﻬﺟـرة اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻛﺎﻧــت‬
‫أﺳ ـواق اﻟﻌﻣــل اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ وﺑﺧﺎﺻــﺔ دول اﻟﺧﻠــﯾﺞ اﻟﻌرﺑــﻲ ﺗﺳــﺗوﻋب أﻋــدادًا ﻛﺑﯾ ـرة ﻣــن اﻟﻌﻣــﺎل‬
‫اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﺳــﺎﺑﻘًﺎ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻵن ﻓﻘــد ﺑــﺎت اﻻﺳــﺗﻐﻧﺎء ﻋــن ﺑﻌﺿــﻬﺎ واﺿــﺣً ﺎ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻌــد اﺳــﺗﻛﻣﺎل‬
‫ﺑﻧﯾﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط)‪.(٣‬‬
‫)‪ (٣‬ﺗﻐﯾر اﻟﻘﯾم واﻟﻌﺎدات اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻠﻘد ﺗﺑوأت اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺗرﻛﯾﺑًـﺎ أﺳﺎﺳـﯾًﺎ وﻣﻛﺎﻧـﺔ رﺋﯾﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻠم ﺗرﺗﯾـب اﻟﻘـﯾم داﺧـل‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﺗﻘﻬﻘــرت ﺑﻌــض اﻟﻘــﯾم اﻷﺧــرى اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺧﻠﻘﯾــﺔ واﻟﻘــﯾم اﻟدﯾﻧﯾــﺔ‬
‫واﻟروﺣﯾﺔ واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟدى ﺑﻌـض اﻟﻧـﺎس ﻣﻣـﺎ أﻓـرز ﻋـﺎدات وﻣﻌـﺎﯾﯾر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﺳـﻠﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫وأﺛــر ذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﺗﻔــﺎﻗم اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌــﺔ‪ ،‬وﻣــن ﺛــم ﺿــﻌف اﻹﻧﺗــﺎج‪ ،‬ﻓــﺎﻓﺗﻘر اﻟﻌﻣــل واﻹﺧــﻼص‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ..‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬أﺣﻣد اﻟﺳﻌودي‪ ،‬أﺣﻣد طﺎﻫر‪ ،‬ص‪.٤٢‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬ﺧﺎﻟد ﻣﺣﻣد اﻟزواوي‪ ،‬ص‪.٣٢٩‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ..‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬ص‪.٥٠‬‬

‫‪٤٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻓﯾﻪ واﻹﺗﻘﺎن وأﺿﺣﻰ اﻹﻫﻣﺎل وﻋدم اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ واﺿﺣً ﺎ ﺑﺻورة ﺗدﻋو ﻟﻸﺳف)‪.(١‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾًﺎ‪ :‬اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬
‫ﺣﯾــث أﺳــﻬﻣت ﺑــدور ﻛﺑﯾــر ﻓــﻲ ﺗﻔــﺎﻗم ظــﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ ﻗطﺎﻋــﺎت اﻻﻗﺗﺻــﺎد‬
‫اﻟﻘـوﻣﻲ‪ ،‬وا ٕ ن ﻟـم ﺗﻛـن ﻫـﻲ اﻟﺳـﺑب اﻟوﺣﯾـد ﻟﻧﺷــﺄﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻷﺛـر اﻟﺳـﻠﺑﻲ ﻟﻬـذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺳــوق‬
‫اﻟﻌﻣل ﯾﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﻧﻘطﺗﯾن‪:‬‬
‫اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﻫﯾﻛل ﻗوة اﻟﻌﻣل‪.‬‬ ‫)‪( ١‬‬
‫اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫)‪( ٢‬‬
‫وﺗوﻟــد ذﻟــك ﻋــن ﺑــدء ﺗطﺑﯾــق ﻫــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ ﺑــﯾن ﻓﺋــﺎت اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﻣــﺗﻌﻠم‪ ،‬وﯾرﺟــﻊ ﻫــذا‬
‫إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﺗوظﯾف ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم)‪.(٢‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺧﻠل ﻓﻲ ﻫﯾﻛل ﺗوزﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻘوﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻠﻘــد أﺳــﻬم اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر اﻟﺳــﺎﺋد ﻓــﻲ اﻟﺣــد ﻣــن ﻗــدرة اﻻﻗﺗﺻــﺎد ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﯾﻌﺎب أﻋــداد‬
‫ﻣﺗزاﯾدة ﻣن اﻟﻣﺷﺗﻐﻠﯾن‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘطـﺎﻋﻲ ﻟﻼﺳـﺗﺛﻣﺎرات ﻻ ﯾﺗﺳـق واﻟﻘطـﺎع اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗوﻟﯾد ﻓرص ﻟﻠﻌﻣل‪ ،‬وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳـم ﺑﺿـﻌف ﻗـدراﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻣـﺎل‬
‫ﻣﺛل ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﻌدﯾن‪ ،‬وﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ...‬اﻟﺦ)‪.(٣‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ وﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫ﺣﯾــث ﺑﻠــﻎ ﻋــدد اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓــﻲ ﻗطــﺎع اﻷﻋﻣــﺎل ﻓــﻲ ﻣطﻠــﻊ اﻟﺗﺳــﻌﯾﻧﺎت ‪ ١.٤‬ﻣﻠﯾــون‬
‫ﻋــﺎﻣﻼً وﻣوظﻔًــﺎ‪ ،‬وﺑﺣﻠــول ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٢‬ﺗــم ﺑﯾــﻊ ‪ ١١٤‬ﺷــرﻛﺔ ﻣــن أﺻــل ‪ ،٣٨٨‬وﺗــم ﺗﺳ ـرﯾﺢ‬
‫‪ ٥٠٠‬أﻟــف ﻋﺎﻣــل ﻣــن ﺧــﻼل ﻧظــﺎم اﻟﻣﻌــﺎش اﻟﻣﺑﻛــر أو ﻧظــم اﻟﺗﻘﺎﻋــد أو ﺗﺟﻣﯾــد اﻟﺗوﺳــﻌﺎت‬

‫)‪ (١‬اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٤٨‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٤٤‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﻠول ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﻛز ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬ص‪.١٤٤‬‬

‫‪٤٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺄدى إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻌﺎطﻠﯾن وﻣن ﺛم اﻧﺗﺷرت اﻟﺑطﺎﻟﺔ)‪.(١‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛًﺎ‪ :‬اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪:‬‬
‫ﺣﯾ ــث أن اﻟﺗﻘ ــدم اﻟﺗﻛﻧوﻟ ــوﺟﻲ ﻗ ــد أدى ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻟﻘطﺎﻋ ــﺎت إﻟ ــﻰ اﻻﺳ ــﺗﻐﻧﺎء ﻋ ــن‬
‫طﺎﻗ ــﺎت ﺑﺷـ ـرﯾﺔ ﻋﺎﻣﻠ ــﺔ ﻹﺣ ــﻼل اﻵﻻت ﻣﺣﻠﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻫ ــو أﻣ ــر ﯾﻛ ــﺎد ﯾﻛ ــون ﻣﺳ ــﺗﻬدﻓًﺎ ﻣ ــن ﻗﺑ ــل‬
‫أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻛﺑرى واﻟﺻـﻐرى‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣـﺎ ﺗﺣﻘـق ﻟﻬـم ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ‬
‫وﻓرًا ﻓﻲ اﻟوﻗت‪ ،‬وﺧﻔﺿً ﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻬد‪ ،‬وﺿﻐطًﺎ ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت)‪.(٢‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺳوق اﻟﻌﻣل‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﻬﯾﻛــل اﻟﺗﻌﻠﯾﻣــﻲ ﻻ ﯾرﻗــﻰ ﻟﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﺳــوق اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟﻛﻠﯾــﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫــد‪،‬‬
‫وﻻ ﯾﻛــﺎد ﯾوﺟــد ﺗ ـوازن ﺑــﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ وﺳــوق اﻟﻌﻣــل‪ ،‬وﻟﻘــد أدى اﻟﺗوﺳــﻊ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ‬
‫ا ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ــﺔ ﺗﺣ ــت ﺷ ــﻌﺎر اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم ﻟﻠﺟﻣﯾ ــﻊ‪ ،‬إﻟ ــﻰ زﯾ ــﺎدة ﻛﺑﯾـ ـرة ﻓ ــﻲ ﻋ ــرض ﺧرﯾﺟ ــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت‬
‫واﻟﻣﻌﺎﻫــد اﻟﻣﺗوﺳــطﺔ ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬــﺎ طﻠــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻔﺋــﺔ ﻣــن اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ إﻧــﻪ ﻗــد ﺗﺻــﺎﻋدت‬
‫أﻋداد ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن ﺑـﺎطراد ﻻرﺗﺑـﺎطﻬم ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻌواﻣـل ﻛﺎﻧﺧﻔـﺎض‬
‫ﺗﻛﻠﻔــﺔ اﻟﺗﻌﻠــﯾم ﻓــﻲ ﻣراﺣﻠــﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﺿــﻌف اﻟﺗﻧﺳــﯾق ﺑــﯾن ﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻠــﯾم واﻟﺗﻌﯾــﯾن وا ٕ ﻧﺷــﺎء‬
‫اﻟﻌدﯾـ ــد ﻣـ ــن اﻟﺟﺎﻣﻌـ ــﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾـ ــﺔ واﻟﻣﻌﺎﻫـ ــد‪ ،‬وﺗﺧﻠـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ــﺔ ﺿـ ــﻣﻧًﺎ ﻋـ ــن اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﺑﺗﻌﯾـ ــﯾن‬
‫اﻟﺧرﯾﺟﯾن‪ ،‬ﻓﺄﺻﺑﺣت اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺗﺧرﱢج ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻧﺻـف ﻣﻠﯾـون طﺎﻟـب )‪ ٤٨٥‬أﻟـف( ﻛـل‬
‫ﻋـ ــﺎم وﻻ ﯾﺳـ ــﺗطﯾﻌون اﻟﻌﻣـ ــل‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﺿـ ــطرﻫم إﻟـ ــﻰ اﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑﺄﻋﻣـ ــﺎل ﺑﻌﯾـ ــدة ﻛـ ــل اﻟﺑﻌـ ــد ﻋـ ــن‬
‫ﺗﺧﺻﺻــﻬم اﻟﻌﻠﻣــﻲ‪ ،‬أو ﯾرﻛﻧــون إﻟــﻰ اﻟدﻋــﺔ واﻟﺗﻛﺎﺳــل واﻟﺗﻘــﺎﻋس ﻋــن اﻻﻧﺧ ـراط ﻓــﻲ ﺳــﻠك‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ﺗرﻓـﻊ اﻟـﺑﻌض ﻋـن اﻟﻌﻣـل اﻟزراﻋـﻲ رﻏـم ﺗـواﻓرﻩ وﻣﺟﺎﻻﺗـﻪ وﻛـذﻟك‬
‫اﻟﻌﻣل اﻟﯾدوي واﻟﺣرﻓﻲ‪...‬اﻟﺦ)‪.(٣‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.١٤٥‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٤٧‬‬
‫)‪ (٣‬اﻧظر اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ص‪ ،١١٤‬وﻛذﻟك اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.٣٢٩‬‬

‫‪٤٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪ (٣‬ﻗﻠﺔ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪:‬‬


‫ﺣﯾــث ﻣﺎزاﻟــت ﺗﺳــﺗﺧدم ﻣﺟﻣو ﻋــﺔ طــرق إﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ ﺗﻘﻠﯾدﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗﻧــﺗﺞ ﺳــﻠﻌًﺎ ﻻ ﺗﺗـواءم‬
‫ﻣﻊ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ؛ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻌف اﻟﻘدرة اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾـؤﺛر ﻓـﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ‬
‫ﺳﻠﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل وﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ)‪.(١‬‬
‫راﺑﻌًﺎ‪ :‬ﻋواﻣل أﺧرى ﻣؤﺛرة‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﻋدم اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘوى اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻣل‪:‬‬
‫ﺣﯾ ـ ث ﯾﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ﻋــدم اﻻﺳــﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛــل واﻟﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﻟﻠطﺎﻗــﺎت اﻟﺑﺷـ ـرﯾﺔ‬
‫وﻋــدم وﺿــﻊ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﻓــﻲ اﻟﻣﻛــﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳــب وﺟــود أﻋــداد ﻛﺑﯾ ـرة ﻣــن ﺗﺧﺻﺻــﺎت‬
‫ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﺗﻌــﺎﻧﻲ ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻫﻧــﺎك ﺟﻬــﺎت ﺗﺣﺗــﺎج ﺑﺷــدة ﻟﺟﻬــودﻫم وﺗﻌــﺎﻧﻲ ﻣــن ﻧﻘــص‬
‫ﺷــدﯾد ﻓــﻲ ﻋﻣــﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗوﺟــد اﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗوازﻧــﺔ ﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻌﻣــﺎل ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺿــﻌف‬
‫اﻟﺗﻧﺳـ ــﯾق ﺑـ ــﯾن ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم وﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﺗوظﯾـ ــف‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﺗُﺗـ ــرك ﻗﺿـ ــﯾﺔ اﻟﺗﺷـ ــﻐﯾل واﻟﺗوزﯾـ ــﻊ‬
‫ﻟﻌﺷ ـ ـواﺋﯾﺔ اﻷﺣ ـ ـوال واﻟظـ ــروف‪ ،‬ودون ﺧطـ ــﺔ ﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ وﻣﺳـ ــﺗﻣرة‪ ،‬ﻓﯾﺳـ ــﺎﻫم ﻫـ ــذا ﻓـ ــﻲ زﯾـ ــﺎدة‬
‫اﻟﻌﺎطﻠﯾن‪.‬‬
‫وﻣن أﺑرز اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﻫذا اﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﻣﺻر‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋدم ﺗواﻓر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟدراﺳﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم اﻟرﺑط واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﺗﺧطﯾط اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗدرﯾب‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻬﺟرة ﻏﯾر اﻟﻣﺧططﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺻ ــور اﻷﺟﻬـ ـزة اﻟﻣﻌﻧﯾ ــﺔ ﺑﻘﯾ ــﺎس اﻟﻛﻔ ــﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾ ــﺔ وﻣﻌ ــدﻻت اﻟﻌﻣ ــل ﻓ ــﻲ ﺣ ــﯾن ﺗﻛﺛ ــر‬
‫اﻷﺟﻬـ ـ ـزة اﻟﻣﺧﺗﺻ ـ ــﺔ ﺑﺗﺧط ـ ــﯾط اﻟﻘ ـ ــوة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗ ـ ــداﺧل اﺧﺗﺻﺎﺻ ـ ــﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻧ ـ ــﺎك وزار ة‬
‫اﻟﺗﺧطــﯾط‪ ،‬ووزارة اﻟﻘ ــوى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ‪ ،‬واﻟﺟﻬ ــﺎز اﻟﻣرﻛ ــزي ﻟﻠﺗﻧظــﯾم واﻹدارة‪ ..‬اﻟ ــﺦ‪ ،‬وﻻ ﯾوﺟ ــد‬

‫)‪ (١‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺛر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ص‪ ،١٦١‬د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻧﺟﺎ‪.‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺛﻣﺔ رﺑط ﺑﯾﻧﻬم ﯾوﺣﻲ ﺑﺎﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أﺻﻼً)‪.(١‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل‪:‬‬
‫ﻣــن ﺧ ــﻼل ﻗـ ـواﻧﯾن اﻟﻌﻣ ــل وﺗﺷـ ـرﯾﻌﺎﺗﻪ ﻓــﻲ ﺗﻘﯾﯾ ــد اﻟﻣﺳ ــﺎر اﻟ ــوظﯾﻔﻲ‪ ،‬ﻓﺻ ــﺎر اﻧﺗﻘ ــﺎل‬
‫اﻟﻌﺎﻣل أو اﻟﻣوظف ﻣن درﺟﺔ ﻷﺧرى ﯾرﺗﺑط ﺑﻌواﻣل ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓـﻲ ﻧﻔـس اﻟوﻗـت ﺑﻌﯾـدة‬
‫ﻋن ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﻬﺎرة واﻟﻛﻔﺎءة‪ ،‬وﻛـذﻟك اﻹﺟـﺎزات ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـل ﻓﯾﻬـﺎ ﻓﯾﺳـﻬم‬
‫ﻛل ﻫذا ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ﺗﺣدﯾدًا‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺣروب واﻷﺣداث اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻣﻣ ــﺎ ﻻ ﺷ ــك ﻓﯾ ــﻪ أن اﻟﺣ ــروب ﺗ ــؤﺛر ﺗ ــﺄﺛﯾرًا ﺳ ــﻠﺑﯾًﺎ ﻋﻠ ــﻰاﻟﻌﻣﺎﻟ ــﺔ‪ ،‬وا ٕ ذا ﻧظرﻧ ــﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫ﺗﺻﺎﻋد اﻟﺣرب ﺑﯾن اﻟﻌراق وا ٕ ﯾران ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧـﺎت ﺛـم اﻟﻐـزو اﻟﻌراﻗـﻲ ﻟﻠﻛوﯾـت ﻟوﺟـدﻧﺎ أﻧـﻪ‬
‫ﻗ ــد ﻋ ــﺎد إﻟ ــﻰ ﻣﺻ ــر ﻛﺛﯾ ــرون ﻣ ــن اﻟﻣﺻـ ـرﯾﯾن اﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ﻫﻧ ــﺎك ﻓرﻓﻌ ــت ﻣﻌ ــدﻻت اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﻬﺟ ـرات ﻏﯾــر اﻟﺷــرﻋﯾﺔ ﻋﺑــر اﻟــﺑﻼد واﻟــدول ﻓﯾزﯾــد اﻟﻌــدد وﺗﻘــل اﻟﻔــرص ﻣﻣــﺎ‬
‫ﯾﺷﻛل اﻷزﻣﺔ وﯾزﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺎطﻠﯾن‪.‬‬
‫ﻛ ــذﻟك اﻷﺣ ــداث اﻹرﻫﺎﺑﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ أﻗ ــدم ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻋﻧﺎﺻ ــر ﻣﺗطرﻓ ــﺔ ﺳـ ـواء ﻋ ــن طرﯾ ــق‬
‫اﻻﻏﺗﯾــﺎﻻت أم اﻟﺗﻌــدﯾﺎت ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــض اﻟﻣ ـواطﻧﯾن أو اﻟﻣﺳــﺋوﻟﯾن واﻷﻫــداف‪ ،‬وأﻣــﺎﻛن اﻟﺗﺟﻣــﻊ‬
‫ﻣﻣــﺎ ﻫــدد اﻻﺳــﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻــﺎدي وأﺛــر ﻫــذا ﻋﻠــﻰ ﻣ ـوارد اﻟدوﻟــﺔ وﻣــن ﺛــم دﺧﻠﻬــﺎ ﻋــن طرﯾــق‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ)‪.(٢‬‬
‫)‪ (٤‬ﻋدم ﺗﻣﺗﻊ ﺑﻌض ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗدرﯾب ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻘﺑول ﻣن اﻟﺟودة‪.‬‬
‫)‪ (٥‬ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻌﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬دور اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺗﺟـﺎرة‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋﺑﯾر ﻓرﺣﺎت ﻋﻠﻲ‪ ،١٩٩١ ،‬ص‪.٣٦‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.٣٣٠‬‬

‫‪٥٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻰ ‪ :‬أﻫم اﻵﺛﺎر واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪:‬‬


‫ﻗد ﯾﻔﻬم اﻟﻧﺎظر إﻟﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ أﻧﻬـﺎ ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻓﻘـط‪ ،‬ﻟﻛﻧـﻪ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻌد ﻫـذﻩ اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻣرﻛﺑـﺔ ﺣﯾـث أﻧـﻪ ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻌواﻗـب واﻵﺛـﺎر‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻧ ــرى ﻣ ــﺛﻼً أن ﻣﻌ ــدل اﻟﺟرﯾﻣ ــﺔ ﯾرﺗﻔ ــﻊ ﻛﻠﻣ ــﺎ‬
‫زادت اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺷــﺑﺎب ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﻠﺗﻧــﺎﻓس ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣــل وﻣــن ﺛــم ﯾــزداد اﻻﻧﺣ ـراف واﻟﺗطــرف‬
‫واﻟﺗﻌﺻــب وﻫــذا ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻟﻘﻠــق اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﻲ واﻹﺣﺑــﺎط اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤﺛر ﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻣن واﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:‬‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻫدار اﻟطﺎﻗﺎت واﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋدم وﺟـود ﻓـرص اﻟﻌﻣـل‪،‬‬
‫واﻧﺧﻔـ ــﺎض اﻟـ ــدﺧل اﻟﻣﺣﻠـ ــﻲ ذو ﻣﻌـ ــدل اﻻدﺧـ ــﺎر واﻻﺳـ ــﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﻧﻣـ ــو اﻟﻣﻔﺎﺳـ ــد اﻟﻘﺎﺋﻣـ ــﺔ ﻣﺛـ ــل‬
‫اﻟرﺷــﺎوي واﻟوﺳــﺎطﺎت واﻟﻣﺣﺳــوﺑﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟﻣــل اﻟﻬﯾﻛــل اﻹداري‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺗﺄﺛﯾرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣرﺗﻔﻌًﺎ وﻣن ﺛم ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدﻻت اﻹﻋﺎﻟـﺔ اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﺣﯾـث أن‬
‫اﻟﺷﺎب ﻟﻣﺎ ﻻ ﯾﺟد ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل ﻧﺟدﻩ ﺑﻼ ﺷك ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻣﻌﯾﺷـﺗﻪ ﻋﻠـﻰ أﻫﻠـﻪ‪ ،‬وﻣـن ﺛـم ﺗـزداد‬
‫اﻵﺛـ ــﺎر اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﻗﻠـ ــﺔ ﻣﺳـ ــﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷـ ــﺔ ﻟﻠﻔـ ــرد)‪ ،(١‬وﺗزﯾـ ــد ﻧﺳـ ــﺑﺔ اﻻﺳـ ــﺗداﻧﺔ واﺳـ ــﺗﺧدام‬
‫اﻟﻘروض ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺷروﻋﺎت ﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻬم‪.‬‬
‫وﯾﺿﺎف ﻟذﻟك ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﻬﺟـرة ﺑﺄﺷـﻛﺎﻟﻬﺎ وﺻـورﻫﺎ وﺗـرﺗﺑط اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑﻬـﺎ ﻣـن زاوﯾﺗـﯾن‪،‬‬
‫ﺗﺗﺣــدد اﻷوﻟــﻰ ﻓــﻲ ﻛوﻧﻬــﺎ ﻋﺎﻣــل طــرد ﻟﻠﺑﺣــث ﻋــن ﻓرﺻــﺔ ﻋﻣــل ﺑدﯾﻠــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟﺗﻣــﻊ آﺧــر‪،‬‬
‫وﺗﺗﺷﻛل اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺻﯾب ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻌﺎﺋدﯾن ﺑﻌد اﻟﻬﺟرة واﻟﺗﻲ ﯾطﻠـق ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟـﺑﻌض‬
‫اﻟﻬﺟ ـرة اﻟﻣرﺗــدة أو اﻟﻌﺎﺋــدة‪ ،‬وﺑزﯾﺎدﺗﻬــﺎ ﺗزﯾــد ظــﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺗﻌﻘﯾ ـدًا وﺗﻛﺛــر اﻟﺳــﻠﺑﯾﺎت ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ)‪.(٢‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ..‬اﻹﺧﻔﺎق اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬د‪ .‬أﺣﻣد اﻟﺳﯾد اﻟﻧﺟﺎر‪ ،‬اﻧظر اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ص‪.٦٥‬‬

‫‪٥١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪ (٢‬اﻵﺛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬


‫ﺗﺗﻣﺛـل ﻫـذﻩ اﻵﺛـﺎر ﻓـﻲ اﻧﺗﺷـﺎر اﻟﺳــﺧط اﻟﻌـﺎم ﻣـن اﻟﻣﺗﻌطﻠـﯾن ﻋﻠـﻰ اﻟﻧظـﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ‬
‫اﻟﺣﺎﻛم‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﺳـﺋول اﻟرﺋﯾﺳـﻲ ﻋـن ﺑطـﺎﻟﺗﻬم‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻧﺟـد اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻣـﻧﻬم ﻓـﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻌف ورﻛود‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻣﺛل ﺗﻬدﯾدًا ﻟﻼﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺎﺷـطﯾن ﻣـﻧﻬم‬
‫ﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﺋم)‪ ،(١‬ﺳ ـواء ﻓــﻲ إطــﺎر اﻟﺷــرﻋﯾﺔ أو ﺧــﺎرج اﻹطــﺎر اﻟﺷــرﻋﻲ‪ ،‬وﺗﺗﺷــﻛل‬
‫ﻋﻘــول ﻫــؤﻻء اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ﺗﺷــﻛﻼً ﺳــﻠﺑﯾًﺎ ﻓﯾﺧﺿــﻌون ﻟﻸﻓﻛــﺎر اﻟﻣﺗطرﻓــﺔ اﻟراﻓﺿــﺔ ﻣﺛــل اﻹرﻫــﺎب‬
‫واﻟﺗطــرف اﻟــدﯾﻧﻲ واﻻﻧﺗﻣــﺎء ﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت إرﻫﺎﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻣــن ﻫــذﻩ اﻵﺛــﺎر اﻟﺗــﻲ ﺗــؤﺛر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬
‫ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ "ﺑﺿﻌف اﻻﻧﺗﻣﺎء"‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﯾﺗﺷـﻛل واﻗﻌﯾًـﺎ وﻋﻠﻣﯾًـﺎ دون ﻧـزوع‬
‫أﻓ ـرادﻩ‪ ،‬واﺗﺟــﺎﻫﻬم ﻟﻼرﺗﺑــﺎط ﺑﻬــذا اﻟﻛﯾــﺎن اﻟﻣﻛــﺎﻧﻲ واﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ‪ ،‬وﺗﻔــﺎﻋﻠﻬم ﻣﻌــﻪ‪ ،‬وﻣﺷــﺎرﻛﺗﻬم‬
‫اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ وﻟﯾﺳت اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻣـﺎرس ﻣـن أﻧﺷـطﺔ ﯾرﺗـد ﻋﺎﺋـدﻫﺎ إﻟـﯾﻬم وا ٕ ﻟـﻰ ﻣﺟـﺗﻣﻌﻬم ﺑﺄﺷـﻛﺎل‬
‫وﺻور ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺧﺗﻠف درﺟﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء و ﻧوﻋﯾﺗﻪ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﺑـﺎﻟﻧظر إﻟـﻰ اﻟﺑﻧـﺎء اﻟطﺑﻘـﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﻣﯾز ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ ﺑـﯾن أﺑﻧـﺎء ﻫـذﻩ اﻟطﺑﻘـﺎت ﺑﻌﺿـﻬم ﺑـﺑﻌض ﻣـن ﺟﺎﻧـب‪،‬‬
‫وﺗﻔﺎﻋﻠﻬم ﻣن اﻷﻧﺳﺎق اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر‪.‬‬
‫وﻋﻧﺻر اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻷﻫداف اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾـث ﻫـو ﻧـوع ﻣـن‬
‫أﻧ ـ ـواع ا ﻷﻧﻣـ ــﺎط اﻟﺳـ ــﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺣـ ــض ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﺿـ ــﺎﻣن واﻟﺗﻌـ ــﺎون واﻟﺗﻛﺎﻣـ ــل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌـ ــﻲ‪،‬‬
‫وﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻷﻓ ـراد واﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت ﺗﺟﺗﻣــﻊ ﻓــﻲ ﻟﻘطــﺔ واﺣــدة ﻫــﻲ اﻟــوطن ﻓــﻼ ﺗﻧــﺎﻗض ﺑﯾــﻧﻬم وﻻ‬
‫ﺻراع‪ ،‬ﻟﻛن ﯾﺿﻌف ﻫذا اﻟﺷﻌور واﻟﻧﻣط ﺑﺑﻌض اﻷﺷﯾﺎء ﻣﻧﻬﺎ ﻣـﺎ ﯾﺗﺻـل ﺑﺎﻟﺑﯾﺋـﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ‬
‫ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻟﻔرد وظروف ﻣﻌﯾﺷﺗﻪ‪ ،‬وﻧوﻋﯾـﺔ ﺣﯾﺎﺗـﻪ‪ ،‬وﻣﻣـﺎ ﻻ ﺷـك ﻓﯾـﻪ أن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻟﻬـﺎ‬
‫وزن ﻧﺳﺑﻲ ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ إﺿـﻌﺎف اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣـﺎء‪ ،‬ﻓﺗﺟﻌـل اﻟﻔـرد‬
‫ﻻ ﯾﺣﻘق ذاﺗﻪ‪ ،‬وﺗﺣـد ﻣـن طﻣوﺣﺎﺗـﻪ وا ٕ ﻧﺟﺎزﻫـﺎ ﻓـﯾﻌﻛس ﺑﺎﻟﺿـرورة ذﻟـك ﻓـﻲ ﻣـدى إﺳـﻬﺎﻣﻪ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺷ ــﺎرﻛﺔ اﻟواﻋﯾ ــﺔ واﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ أﻧﺷ ــطﺗﻪ ﺣﯾ ــث أﻧ ــﻪ ﻻ ﯾﺟ ــد ﻓرﺻ ــﺔ‬

‫)‪ (١‬اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.١٦٤‬‬

‫‪٥٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫أﺻﻼً ﻓﻲ اﻟﺗواﺟد اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻪ)‪.(١‬‬


‫)‪ (٣‬اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬
‫وﻫﻲ أﻛﺛر اﻵﺛﺎر ظﻬورًا ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﺗﻌددة‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻋـرض ﻟـﺑﻌض‬
‫ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻹرﻫﺎب‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻌﺗﺑـ ــر ﻋـ ــﺎﻣﻼً ﻣـ ــن اﻟﻌواﻣـ ــل اﻟﻣﻬﯾﺋـ ــﺔ ﻻﺗﺟـ ــﺎﻩ ﺑﻌـ ــض اﻟﻧـ ــﺎس ﻟﻺرﻫـ ــﺎب‬
‫واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﺗﻣﯾل ﺑﻌـض اﻟﺷـﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌطـل ﻋـن طرﯾـق ﺑﻌـض اﻹﻏـراءات‪،‬‬
‫وﻣــﺎ ﺗﺑﺛــﻪ ﻓــﻲ ﻧﻔوﺳــﻬم ﻣــن ﻧﻘﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﻣــن ﺛــم ﯾﻛﺛــر اﻟﻌﻧــف واﻟﺗطــرف واﻟﺗﺧرﯾــب‬
‫ﺑﺂﺛﺎر اﻹرﻫﺎب اﻟﻣﻣﻘوﺗﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣـﺔ ﻓـﺈن ﻛﺎﻓـﺔ اﻟدراﺳـﺎت واﻟﺑﺣـوث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﺗؤﻛـد ﻋﻠـﻰ أن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‬
‫ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗوﺳط ﻓﻲ ﺻـور ﺳـﻠوﻛﯾﺔ إﺟراﻣﯾـﺔ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧـﺔ وﻣﺳـﺗﻣر‘ ﻓﺣـﯾن ﯾﻐﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﺎطـل‬
‫اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟظﻠم واﻟﻔﺷل وﻣن ﺛم اﻟﯾﺄس واﻟﻘﻧوط ﻧﺟدﻩ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ رد ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻓﯾﺗﺧـذ‬
‫ﻣﻧﻪ ﻣوﻗﻔًﺎ ﻋدواﻧﯾًﺎ ﻣﺗﻣﺛﻼً ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣ ــن اﻟطﺑﯾﻌ ــﻲأن ﺗﻠﻌ ــب ظ ــﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ دورًا ﺑ ــﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ زﯾ ــﺎدة ﻣﻌ ــدﻻت‬
‫اﻻﻧﺣر اف‪ ،‬وﺛﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻻﻧﺣراف واﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗـﺔ طردﯾـﺔ اﻻﺗﺟـﺎﻩ‪ ،‬وﺗﺗوﻗـف‬
‫ﻗوة أو درﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ)‪.(٢‬‬
‫)‪ (٢‬ﺗﻐﯾر اﻟﻘﯾم ﺑزﯾﺎدة اﻟﻌﻧف واﻟﺗطرف‪:‬‬
‫ﯾﺷــﻌر اﻟﺷــﺑﺎب ﺑﺎﻟﻣﻔﺎرﻗــﺎت اﻟﻣذﻫﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗــﺄرﺟﺢ ﺑــﯾن إﻧﺟــﺎزاﺗﻬم اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ‬
‫ﻣن ﺟﺎﻧب و ﺑﯾن ﻧﺻﯾﺑﻬم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن اﻟﺛروة واﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم ﻣن ﺟﺎﻧـب آﺧـر‪ ،‬وﻟـذﻟك‬
‫ﻧﺟـد أن ﻣﻌظﻣﻬـم ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ ﺗﻠﺑﯾـﺔ ﻣطﺎﻟﺑـﻪ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﻣﺷـروﻋﺔ ﻛﺎﻟﺳـﻛن واﻟــزواج‪ ،‬وﻣـن ﺛــم‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻧظر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ص‪.٦٢‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وراء اﻧﺗﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺟرﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻻﻧﺗﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﯾن ‪،٢٠٠٥/١٠/٤‬‬
‫‪.www.pdpinfo.org‬‬

‫‪٥٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻫذا اﻟواﻗﻊ اﻷﻟﯾم ﻓﯾﻧـدﻣﺞ ﻓـﻲ ﺟﻣﻌﯾـﺎت ﺗﺗﺑﻧـﻰ أﻓﻛـﺎرًا ﻣﺗطرﻓـﺔ ﺗﻌﺑـر‬
‫ﻋــن اﻟﺗﺷــرد ﻓــﻲ اﻟــدﯾن ﻓﯾظﻬــر ﺳــﻠوﻛﻪ ﻋﻧﯾﻔًــﺎ ﻋﻧــد ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﺗظﻬــر ﻓﻛ ـرة اﻟﺗطــرف‬
‫واﻟﻘﻬر واﻟﻘوة واﻟﺗﺳرع ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺻﻼح اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺗــؤدي إﻟــﻰ إﺣﺑﺎطــﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وﻧﻔﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﺗــؤﺛر ﻓــﻲ ﻛــل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬واﻟطﺑﻘﯾﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﺣﺗـﻰ ﻧﺟـد اﻟﺗﻐﯾـر ﯾﺻـﯾب اﻟﻘـﯾم‬
‫اﻟﺗــﻲ اﺻــطﻠﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬وأﺿــﺣت ﻣــن رﻛــﺎﺋزﻩ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل‪ :‬اﻟﻘــﯾم‬
‫اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑـﺎﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﻌﻣـل واﻟﻣﺳـﻛن واﻻﺳـﺗﻬﻼك‪ ...‬ﻛـل ﻫـذا ﺗـؤﺛر اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻋﻠﯾـﻪ وﻋﻠـﻰ ﻧظـرة‬
‫اﻷﻓراد اﺗﺟﺎﻫﻬﺎ‪ ،‬وأﺳﻠوب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬وأﻧﻣﺎط اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻟﻧوﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪...‬اﻟﺦ)‪.(١‬‬
‫إن ﻣ ـرارة اﻟﺣﺎﺟــﺔ واﻟﻌــوز اﻟﻣــﺎدي‪ ،‬ﺗﻧــﺎل ﻣــن ﻛراﻣــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬وﻣــن ﻧظرﺗــﻪ ﻟﻧﻔﺳــﻪ‪،‬‬
‫وﺑﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﻓـﻲ ﺳـن اﻟﺷـﺑﺎب‪ ،‬وﻻ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ أن ﯾﻠﺑـﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗـﻪ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺷ ـ ــروﻋﺔ اﻟﻣﻌروﻓ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺟﻌﻠ ـ ــﻪ ﯾﻔﻌ ـ ــل أي ﺷ ـ ــﻲء ﺳـ ـ ـواء اﻟﻌﻧ ـ ــف أو اﻟﺗط ـ ــرف أو ارﺗﻛ ـ ــﺎب‬
‫اﻟﻣﺣظـ ــورات أو ﺗـ ــﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻐﯾـ ــر اﻟﻘـ ــﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾـ ــﺔ‪....‬اﻟـ ــﺦ‪ ،‬ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل إﺷـ ــﺑﺎع ﺣﺎﺟﺗـ ــﻪ‬
‫وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻣﺧدرات‪:‬‬
‫وﻫـﻲ ﻧﺗﯾﺟـﺔ طﺑﯾﻌﯾـﺔ ﻟﻠﻌﻧـف واﻟﺗطـرف اﻟﻧـﺎﺟﻣﯾن ﻋـن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺎطـل ﯾـدﺧل ﻫـذﻩ‬
‫اﻟطرق ﻫروﺑًﺎ ﻣن اﻟواﻗﻊ اﻷﻟﯾم اﻟـذي ﯾﻌﯾﺷـﻪ‪ ،‬ﻓﯾﻠﺟـﺄ إﻟـﻰ إﻣـﺎ أن ﯾﺗـﺎﺟر ﻓﯾﻬـﺎ وﯾﻧﺷـرﻫﺎ وﯾﻛـون‬
‫ذﻟك ﻋﻣﻼً ﻟﻪ ﯾﻔﯾدﻩ ﻣﺎدﯾًﺎ‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺗﻌﺎطﺎﻫﺎ ﻟﯾﻧﺳـﻰ ﻣـن ﺣﺎﻟـﻪ اﻟﺑـﺎﺋس وﻓـﻲ‬
‫ﻛــلﱟ ﺿــررًا ﻛﺑﯾــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓ ـراد‪ ،‬وﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺗﺟــﺎر اﻟﺳــوء ﺑﻬــذا اﻟﻣﺳــﺗوى‬
‫اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟذﻛﺎء أن ﯾُﺟﺗﻣﻊ ﺣوﻟﻪ ﻫؤﻻء وﯾﺻـﺑﺢ ﻟﻬـم ﺧﯾـر ﻣـﺄوى ﺣﺗـﻰ ﺗﻛـون اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ أﻟﯾﻣـﺔ‬
‫ﻣﺻــطدﻣﺔ ﻣــﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﻗﺑﻠــﻪ ﻣــﻊ اﻟﻧظــﺎم اﻟﺣــﺎﻛم ﺣﯾــث ﯾﻧﺷــرون اﻟﻔﺳــﺎد واﻷﻣ ـراض ﻣﻣــﺎ ﻻ‬
‫ﯾرﺿﻰ ﻋﻧﻪ اﻟﻧظﺎم ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال‪.‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟﺣل‪ ،‬ص‪.٥٩ ،٥٨‬‬

‫‪٥٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪ (٤‬اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري وزﯾﺎدة ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﻧوﺳﺔ)‪:(١‬‬


‫ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ذﻛ ـرﻩ ﻣــن آﺛــﺎر إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻬــذا اﻟﻌﻧﺻــر‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻔﻛــك اﻷﺳــري ﯾﻌﻧــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟﺗﺻدع اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب ﺑﻧﯾﺎن اﻷﺳرة ﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن أداء وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ وﻛﻔـﺎءة ﻋﺎﻟﯾـﺔ‪،‬‬
‫وﯾظ ﻬ ــر ﻣ ــردود ذﻟ ــك ﺑوﺿ ــوح ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻣظ ــﺎﻫر اﻻرﺗﺑ ــﺎك اﻟ ــداﺧﻠﻲ ﺑ ــﯾن أﻋﺿ ــﺎء اﻷﺳـ ـرة‬
‫اﻟواﺣ ــدة‪ ،‬واﻟﺧ ــﺎرﺟﻲ ﻓ ــﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬ ــﺎ ﻣ ــﻊ اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت اﻷﺧ ــرى اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ وﻏﯾ ــر اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫ ــذا‬
‫اﻟﺗﺻــدع ﯾﻧﺷــﺄ ﻋﻧــد اﻟﻘﯾــﺎم ﺑــﺄدوار ﻣﺗﻧﺎﻗﺿــﺔ أو ﻣﺗﺻــﺎرﻋﺔ ﻓﺿ ـﻼً ﻋــن ﻓﻘــدان أﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻧﺳــق‬
‫اﻟﻘﯾﻣﻲ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ ﺳﻠوك اﻷﻓراد‪.‬‬
‫إن ﺗﺄﺛﯾ ر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻔﻛك ﯾﻧﺑﻊ ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ظﺎﻫرة ﺑﻧﺎﺋﯾـﺔ ﺗـؤﺛر ﻣﺑﺎﺷـرة ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﺷﻛﯾل اﻟوﺣدات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻛون اﻷﺳرة أﻛﺛـر ﻫـذﻩ اﻟوﺣـدات ﺗـﺄﺛﯾرًا‬
‫ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ)‪.(٢‬‬
‫وﯾﻣﺗــد ﻫــذا اﻟﺗــﺄﺛﯾر إﻟــﻰ زﯾــﺎدة ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻌﻧوﺳــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗــﺄﺧر ﺳــن اﻟــزواج واﻟــذي‬
‫ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطًﺎ وﺛﯾﻘًﺎ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺣﯾﻧﻣـﺎ ﻻ ﯾﺟـد اﻟﺷـﺎب ﻓرﺻـﺔ ﻋﻣـل أﻣﺎﻣـﻪ‪ ،‬ﻻ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ ﺗﻣﺎﻣًـﺎ‬
‫أن ﯾﻛــوﱢ ن أﺳـ ـرة ﯾﺳــﻬر ﻟﻬ ــﺎ وﯾﻌ ــﺎﻧﻲ ﻣــن أﺟﻠﻬ ــﺎ وﻣ ــن ﺛــم ﯾـ ـرﯾﺢ ﻧﻔﺳ ــﻪ اﺑﺗــداءً‪ ،‬وﯾ ــزداد أﻋ ــداد‬
‫اﻟﻔﺗﯾ ــﺎت اﻟﻼﺋ ــﻲ ﯾﺗ ــرﻛﻬن ﻗط ــﺎر اﻟ ــزواج ﻟﻬ ــذﻩ اﻷﺳ ــﺑﺎب وﻟﻐﯾرﻫ ــﺎ‪ ..‬واﻷﺛ ــر اﻟﻧ ــﺎﺗﺞ ﻋـ ـن ذﻟ ــك‬
‫ﯾﺗﺿــﺢ ﻓــﻲ ﺻــورة ﻫﺗــك اﻷﻋـراض ﺑﺎﻧﺗﺷــﺎر اﻟزﻧــﺎ واﻟﺗﺣــرش اﻟﺟﻧﺳــﻲ واﻻﻏﺗﺻــﺎب إﻟــﻰ آﺧــر‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﺋب اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ‪:‬‬
‫ﺗﻔﯾد اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أن ﻟﻠﺑطﺎﻟـﺔ آﺛﺎرﻫـﺎ اﻟﺳـﯾﺋﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ‪ ،‬وﻛـذﻟك‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــدﯾﺔ‪ ،‬وأن ﻧﺳــﺑﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻣــن اﻟﻌــﺎطﻠﯾن ﻋــن اﻟﻌﻣــل ﯾﻔﺗﻘــدون ﺗﻘــدﯾر اﻟــذات‪،‬‬
‫وﯾﺷــﻌرو ن ﺑﺎﻟﻔﺷــل وأﻧﻬــم أﻗــل ﻣــن ﻏﯾــرﻫم‪ ،‬ﻛﻣــﺎ وﺟــدت ﻧﺳــﺑﺔ ﻣــﻧﻬم ﯾﺳــﯾطر ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻹرﻫــﺎق‪،‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.٦٤ ،٦٣‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‪ ..‬اﻻﻧﺧﻔــﺎض اﻟﻛﺑﯾــر ﻟﻌﺻــر ﻣﺑــﺎرك اﻟﺳــﻌﯾد‪ ،‬د‪ .‬أﺣﻣــد اﻟﺳــﯾد اﻟﻧﺟــﺎر‪ ،‬ﺟرﯾــدة اﻷﻫــﺎﻟﻲ‪ ،‬ص‪،٣‬‬
‫‪.٢٠٠٥/٨/١٠‬‬

‫‪٥٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﺄم واﻟﻣﻠـل‪ ،‬وأن ﯾﻘظـﺗﻬم اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ واﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ‬
‫أﻧﻬ ــﺎ ﺗﻌﯾ ــق ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﻧﻣ ــو اﻟﻧﻔﺳ ــﻲ‪ ،‬وﺗﺟﻌﻠﻬ ــم ﯾﺗﻘ ــدﻣون ﺗ ــدرﯾﺟﯾًﺎ ﻧﺣ ــو ﺗﺑﻠ ــد اﻟﺷ ــﻌور وﻓﻘ ــدان‬
‫اﻷﻣـل‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻟﺷـﻌور ﺑــﺎﻟﻬوان أو ﺗﺿـﺎؤل ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺷــﺧص ﻓـﻲ ﻧظــر ﻧﻔﺳـﻪ وﻟــدى اﻵﺧـرﯾن‪،‬‬
‫وﯾزﺣف اﻻﻛﺗﺋﺎب إﻟﯾﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻌﻣق ﻣظﺎﻫر ﺳوء اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم)‪.(١‬‬
‫ﺗﻘول اﻟدﻛﺗورة ﻋـزة ﻛـرﯾم)‪" :(٢‬إن اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺗوﻟـد ﻋﻧـد اﻟﻔـرد ﺷـﻌورًا ﺑـﺎﻟﻧﻘص ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟـ ــﻰ أن ﯾـ ــورث اﻷﻣ ـ ـراض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ اﻟﺧطﯾ ـ ـرة ﻛﺎﻟرذﯾﻠـ ــﺔ واﻟﺳـ ــرﻗﺔ واﻟﻧﺻـ ــب واﻻﺣﺗﯾـ ــﺎل‪،‬‬
‫وﺗﺿ ــﯾف أن اﻟﻔ ــرد اﻟﻌﺎطـ ــل ﯾﺷ ــﻌر ﺑ ــﺎﻟﻔراغ وﻋـ ــدم ﺗﻘ ــدﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ؛ ﻓﺗﻧﺷـ ــﺄ ﻟدﯾ ــﻪ اﻟﻌدواﻧﯾـ ــﺔ‬
‫واﻹﺣﺑــﺎط‪ ،‬واﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﺗﺣــرم اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣــن اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ﻛﺎﻓــﺔ أﺑﻧﺎﺋــﻪ وﻛــذﻟك ﻓــﻲ اﻷﺳــر اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻔﻘــد ﻓﯾﻬــﺎ اﻟــزوج وظﯾﻔﺗــﻪ ﻓــﺈن اﻟﺗــﺄﺛﯾر ﯾﻣﺗــد ﺑــدورﻩ إﻟــﻰ اﻟزوﺟــﺎت ﺳــﻠﺑًﺎ وﯾــﻧﻌﻛس اﻷﻣــر ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷﺳرﯾﺔ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺑﻧﺎء")‪.(٣‬‬
‫ﯾﺗﺿ ــﺢ ﻣﻣ ــﺎ ﺳ ــﺑق أن ﻟﻠﺑطﺎﻟ ــﺔ آﺛ ــﺎر ﻛﺛﯾـ ـرة وﺧطﯾـ ـرة ﻻ ﯾ ــدرﻛﻬﺎ إﻻ ﻣ ــن ﯾدرﺳ ــﻬﺎ أو‬
‫ﺟرﺑﻬــﺎ وﻫــﻲ ﻛﺎﻟﺑرﻛــﺎن اﻟــذي ﯾوﺷــك أن ﯾﻧﻔﺟــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻧــﺎس‪ ،‬وﻟــذا ﻓﻼﺑــد ﻣــن اﻟﺗﺧطــﯾط اﻟﺟﯾــد‬
‫ﻟﻣواﺟﻬﺗﻪ وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﻓﺎدة ﻣﻧﻪ ﻗﺑل اﻹﺻﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ص‪.١٨٦‬‬


‫)‪ (٢‬أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣوث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ..‬ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣزﻣﻧﺔ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺣل‪http://74.125.77.132...www.moheet.com. :‬‬

‫‪٥٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‬
‫ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬

‫إن اﻷرﻗﺎم اﻟﺗﻲ ﻗدرت ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻵوﻧـﺔ اﻷﺧﯾـرة‪ ،‬ﻫـﻲ ﺣﻘًـﺎ‬
‫أرﻗﺎﻣً ــﺎ ﻗﯾﺎﺳــﯾﺔ‪.‬ﺗﺟﻌﻠــك ﺗﻘــف أﻣــﺎم ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺣــﺎﺋرًا‪ ،‬ﻓﻬــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺑــﺎﻟطﺑﻊ ﺳــوف ﺗــؤﺛر‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺷ ــﻛﻼت اﻷﺧ ــرى اﻟﻣوﺟ ــودة ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ‪ ،‬ﺑ ــل وﺗﺻ ــﻧﻊ ﻫ ــﻲ اﻷﺧ ــرى ﻣﺷ ــﻛﻼت‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗﺗﻔــﺎﻗم اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ‪ .‬وﺗﻧﺑﻧــﻲ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣﺷ ــﻛﻼت أﺧــرى‪،‬وﻟــذا ﻛ ــﺎن ُ ﻣــن اﻟواﺟــب ﺗﻛ ــﺎﺗف‬
‫وﻣ ــن ﻣﻼﺣظﺗﻧ ــﺎ ﻟﻠﻣﺷ ــﻛﻠﺔ‬ ‫اﻟﺟﻬ ــود واﻟﺗﺻ ــدي ﻟﻬ ــذﻩ اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ‪.‬‬
‫وﺻــورﻫﺎ ﻧﻘــدم ﻫــذﻩ اﻟﻣﻘﺗرﺣــﺎت ﻣــن أﺟــل اﻹﺳــﻬﺎم ﻓــﻲ ﻋــرض وﺗوﺿــﯾﺢ اﻟﺣﻠــول اﻟﻣطروﺣــﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﺎﺣﺔ ﻫــﻲ ﺣﻘًــﺎ ﻋﻣﻠﯾــﺔ وﻣﺗﻣﯾ ـزة‪ ،‬وﻟﻛــن ﯾﻧﻘﺻــﻬﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ‪ ،‬ﻓﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﺣﻠــول ﻧﻛﺗﻔــﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻓﯾﻬـﺎ وطرﺣﻬـﺎ ﻓﻘـط‪ ،‬وﻻ ﻧﻧظـر إﻟـﻰ اﻟﺟﺎﻧـب اﻟﻌﻣﻠـﻲ‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾـﺔ ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻫـذا ﻻ‬
‫ﯾﻧﻔــﻲ وﺟــود ﺑﻌــض اﻟﺣﻠــول‪ ،‬وﻗــد ﻗﺎﻣــت اﻟدوﻟــﺔ ﺑﺄﺧــذ ﺧط ـوات ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻓﯾﻬــﺎ‪ .‬واﻟﻣﺿــﻲ ﻗــدﻣًﺎ‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‪ .‬وﻟﻛن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻻﻋﺗراف ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﯾـﺗم ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳـب أﺑـدًا ﻣـﻊ‬
‫ﻣﻘ ــدار ﺗﻔ ــﺎﻗم اﻟﻣﺷ ــﻛﻠﺔ وزﯾﺎدﺗﻬ ــﺎ ﯾوﻣـ ـﺎ ﺑﻌ ــد ﯾ ــوم‪ ،‬وا ٕ ﻻ ﻣ ــﺎ ﺣﻘﻘ ــت أرﻗ ــﺎم اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻫ ــذﻩ اﻷرﻗ ــﺎم‬
‫اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة‪.‬‬
‫إن ﻣن أﻫم اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻫـﻲ ﺿـرورة‬
‫اﻟﻧظــر ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظو ﻣــﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ وﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺻــر واﻟــوطن اﻟﻌرﺑــﻲ وﺑﻌــض اﻟ ـدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻣﺎزاﻟت ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ وﻟم ﺗﺗﺣرك ﺧطوة ﻟﻸﻣﺎم‪ ،‬وﺗﺣذو ﺣذو ﻧظﯾراﺗﻬﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إﺻﻼح اﻟﺗﻌﻠﯾم‪:‬‬
‫إن أي ﻓﺳــﺎد ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظوﻣــﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﯾــؤﺛر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﺗــﺄﺛﯾرًا ﺳــﻠﺑﯾًﺎ ﻓــﻲ ﻛــل‬
‫ﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﻌـد ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻫـﻲ إﺣـدى اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﺗـﻲ ﯾﺳـﺑب ﻓﺳـﺎد اﻟﺗﻌﻠـﯾم‬
‫إﻟـ ــﻰ ﺗﻔﺎﻗﻣﻬـ ــﺎ واﻧﺗﺷ ـ ـﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﺑﻣﻘﺗﺿـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ــل ﯾﺗﻌـ ــﯾن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ﺿـ ــرورة إﺻـ ــﻼح ﻫـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣﻧظوﻣــﺔ اﻟﻬﺎﻣــﺔ‪ .‬ﻓــﺎﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﯾــوم ﯾﺧــرج ﺷــﺑﺎﺑًﺎ ﻏﯾــر ﻣــؤﻫﻠﯾن ﺑﻣــﺎ ﯾطﻠﺑــﻪ ﺳــوق اﻟﻌﻣــل‪ ،‬ﻓﯾﺟــد‬
‫اﻟﺷــﺎب ﻧﻔﺳــﻪ ﻻ ﯾﻣﺗﻠــك اﻟﻣﻬــﺎرات اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﻛﻧــﻪ ﻣــن دﺧــول ﺳــوق اﻟﻌﻣــل‪ ،‬ﻫــذﻩ اﻟﻣﻬــﺎرات اﻟﺗــﻲ‬

‫‪٥٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﯾُﻌﺗﻣ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﻛﻔ ــﺎءة اﻷﻧظﻣ ــﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺗوﻓﯾرﻫـ ـﺎ ﻟ ــدى اﻟﺧـ ـرﯾﺟﯾن ﺣﯾ ــث ﯾﺣﺗﺎﺟﻬ ــﺎ ﺳ ــوق‬
‫اﻟﻌﻣل)‪.(١‬‬
‫ﺑــل إن اﻟــﺑﻌض ﯾﻧــﺎدي ﺑــﺈﺟراء ﺗﻌــدﯾل ﺟــوﻫري ﻓــﻲ ﻫﯾﻛــل اﻟﺗﻌﻠــﯾم‪ ،‬وﯾﻧــﺗﻘض اﻟﺗوﺳــﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻛﻠﯾﺎت ﻣﺛل ﻛﻠﯾـﺎت اﻟﺗﺟـﺎرة واﻟﺣﻘـوق واﻟﺗرﺑﯾـﺔ اﻟﻧوﻋﯾـﺔ وﻏﯾرﻫـﺎ)‪ ..(٢‬ﻓﯾﺟـب‬
‫أن ﯾﻣﺗــﺎز ﺑﺎﻟﻣروﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻛﯾــف ﻣــﻊ ﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﺳــوق اﻟﻌﻣــل اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرة‪ ،‬وﻣــدى اﺳـﺗﻌدادﻫﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗطورة ﻓﻲ ﻧظم ﻣﻧﺎﻫﺟﻬﺎ ﺣﯾث ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ واﻟﺗﻐﯾر)‪.(٣‬‬
‫ﻛﻣـﺎ ﯾﻘﺗـرح اﻟـﺑﻌض ﺑوﺟـود إﻋـداد اﻟﻣﻌﻠـم اﻟﻣؤﻫـل ﺑﺄﺣـدث اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺗطـورة وﻣــﺎ‬
‫وﺻﻠت إﻟﯾﻪ اﻟﺛورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ وا ٕ ﻋطﺎءﻩ أﺟر ا ﻋﺎدﻻ ﯾﻧﺎﺳب ﻫـذﻩ اﻟﻣﻬﻧـﺔ اﻟﻣﻘدﺳـﺔ وﯾﻧﺎﺳـب‬
‫أﯾﺿً ــﺎ اﻷﺳ ــﻌﺎر اﻟﺣﺎﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻟﺗ ــوﻓﯾر ﻋﯾﺷ ــﺔ ﻛرﯾﻣ ــﺔ ﻟ ــﻪ وﻟﻣ ــن ﯾﻌ ــول‪ .‬وﺗ ــوﻓﯾر اﻟﺣـ ـواﻓز اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ‬
‫واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺟـواﺋز اﻟﺗﺷـﺟﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻔـوﻗﯾن ﻓـﻲ اﻟﻣﯾـﺎدﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾـﺔ وﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣﺟـﺎﻟس‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ)‪.(٤‬‬
‫وﯾﺟــد اﻟــﺑﻌض أﻧــﻪ ﻻﺑــد ﻣــن ﺑﺣــث ﻛﻔــﺎءة اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻣﺳــﺋو ﻟﺔ ﻋــن اﻟﺗﻌﻠــﯾم واﻟﺗــدرﯾب‪،‬‬
‫وﻛﻔــﺎءة اﻟﻣﺷــﺗرﻛﯾن ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــن ﻣﻌﻠﻣــﯾن وﻣدرﺳــﯾن وﺣﺗــﻰ اﻷﺑﻧﯾــﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟطــرق اﻟﺗﻘﻧﯾﻧﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳ ــﺗﺧدﻣﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺣﺻ ــﯾل واﻻﺧﺗﯾ ــﺎر)‪ ،(٥‬وﻛ ــذﻟك ﺿ ــرورة إﻋ ــﺎدة ﻫﯾﻛﻠ ــﺔ اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم اﻟﻣﺗوﺳ ــط‬
‫ﻟﺗﻘﻠــﯾص اﻟﻣــدارس اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ اﻟﻣﺗوﺳــطﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــوﻓر ﻣﺋــﺎت اﻵﻻف دون ﻋﻣــل ﻣﺗــﺎح وا ٕ ﻋــﺎدة‬
‫اﻟ ﻧظــر ﻓــﻲ ﻣﻧﺎﻫﺟﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺗﺗ ـواءم ﻣــﻊ اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺗــﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬــﺎ ﺳــوق اﻟﻌﻣــل‪ ،‬واﺳــﺗﺧدام‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗطورة)‪.(٦‬‬

‫)‪ (١‬د‪ .‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث‪ ،‬ص‪.٢٠‬‬


‫)‪ (٢‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.١٦٥٠‬‬
‫)‪ (٣‬د‪ .‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث‪ ،‬ص‪.٢١‬‬
‫)‪ (٤‬د‪ .‬إﺳ ــﻣﺎﻋﯾل ﻧﺻ ــﯾر ﻣﺣﻣ ــد اﻟﺧﺷ ــن‪ ،‬ﺗ ــﺄﻣﯾن اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظ ــل اﻟﺗﺣ ــوﻻت اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫ص‪.٧٤‬‬
‫)‪ (٥‬د‪ .‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث‪ ،‬ص‪.٢١‬‬
‫)‪ (٦‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.١٦٦ ،١٦٥‬‬

‫‪٥٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺟـب دراﺳـﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟـﺎت ﺳـوق اﻟﻌﻣـل وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗـﻪ ﻣـن اﻟﺗﺧﺻﺻـﺎت‪ ،‬وذﻟـك ﻣـن‬
‫ﻗِﺑــل اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻘ ــوم ﺑوﺿــﻊ اﻟﻣﻧ ــﺎﻫﺞ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻣﻛﻧﻬــﺎ ﺻ ــﯾﺎﻏﺔ ﻣﻧ ــﺎﻫﺞ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ــﺔ‬
‫ﻣوﺟﻬ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك ﻓﺈﻧﻧ ــﺎ ﻧﺟ ــد ﻋﺟـ ـزا ﺷ ــدﯾدا ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻟﺗﺧﺻﺻ ــﺎت‪ ،‬ووﻓرﺗﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض‬
‫آﺧر)‪.(١‬‬
‫ﻛﻣــﺎ أن أي إﻫــدار ﻓــﻲ ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗﻌﻠــﯾم‪ ،‬ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﻫــدار ﻓــﻲ رأس اﻟﻣــﺎل اﻟﻣﺗــوﻓر‬
‫ﻟ ــﻧظم اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم ‪،‬و ﻻﺳ ــﯾﻣﺎ ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻋ ــدم ﺗ ــوﻓر اﻟﻣـ ـوارد ﻟﻠﺗﻌﻠ ــﯾم إﻻ ﺑﺷ ــﻛل ﻣﺣ ــدود ‪،‬ﻛﻣ ــﺎ أن‬
‫اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ﺳوق اﻟﻌﻣل ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣدة أطول ﻣن اﻟزﻣن وﺗﻛﻠﻔـﺔ أﻋﻠـﻰ ﻣـن‬
‫اﻟﻣ ــﺎل ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧ ــرى ‪،‬وﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻠ ــوم اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺣﺗ ــﺎج إﻟﯾﻬ ــﺎ ﺳ ــوق اﻟﻌﻣ ــل ﻣﺛ ــل اﻟﻌﻠ ــوم‬
‫اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر واﻟﻌﻠوم اﻟﺣﯾوﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘد اﺗﺑﻌت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻐﻧﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳـﺔ اﺟﺗـذاب أﺻـﺣﺎب اﻟﺗﺧﺻﺻـﺎت اﻟﺳـﺎﺑق‬
‫ذﻛرﻫﺎ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺄﺟور ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟـﻰ ﻫﺟـرة اﻟﻣﻬـﺎرات اﻟﻧـﺎدرة وا ٕ ﻫـدار وﺿـﯾﺎع‬
‫ﻛل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ أﻧﻔﻘـت ﻋﻠـﯾﻬم ﻓـﻲ ﺑﻼدﻫـم ﻋﻠـﻰ إﻋـدادﻫم وﺗﻌﻠـﯾﻣﻬم وﻓـﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ ﻟـم ﯾﺳـﺗﻔد‬
‫ﻣﻧﻬم)‪.(٢‬‬
‫وﻓـﻲ إﻧﺟﻠﺗـرا ﻣــﺛﻼً ﻧﺟــد اﻷطﻔـﺎل اﻟﺻــﻐﺎر ﯾﺗﺟﻬــون إﻟــﻰ اﻟﺗﺧﺻـص ﻣﺑﻛــرًا ﻓــﻲ ﻣـواد‬
‫ﻗﻠﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻣﻧذ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻌﻠـﯾم اﻷﺳﺎﺳـﻲ‪ ،‬و ﻫـذﻩ وﺳـﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﯾﺳـﯾر ﻓـﻲ ﺣﺻـول اﻟطﺎﻟـب ﻋﻠـﻰ ﻓرﺻـﺔ‬
‫ﻋﻣـل ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﺗﺣدﯾـد ﺗﺧﺻﺻــﻪ ﻓــﻲ ﻣـﺎدة أو ﻣــﺎدﺗﯾن‪ ..‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺟﻌﻠــﻪ ﯾﺟﯾــد ﻓـﻲ ﻫــذا اﻟﺗﺧﺻـص‬
‫اﻟذي ﺳﯾﺳﻧد إﻟﯾـﻪ ﺑﻌـد ﺗﺧرﺟـﻪ ﻓﯾﺟﻌﻠـﻪ أﺣـق ﻣـن ﻏﯾـرﻩ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺗﺧﺻـص ﻷﻧـﻪ ﻣﺗﻔـوق ﻓﯾـﻪ‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺳم ﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟدراﺳـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺗوﺳـﻊ‬
‫ﻋن ﻧطﺎق اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ)‪.(٣‬‬
‫وا ٕ ذا ﻧظرﻧــﺎ إﻟ ــﻰ اﻷرﻗ ــﺎم اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﺗﻌﻠﯾم وﻣ ــدى اﻹﻧﻔ ــﺎق اﻟﺣﻛ ــوﻣﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم‬

‫)‪ (١‬م‪ /‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ‪ ،‬ص‪.١٣٩‬‬


‫)‪ (٢‬د‪ .‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث‪ ،‬ص‪.٢٢‬‬
‫)‪ (٣‬د‪ .‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ )اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪ ..‬واﻟﺣل(‪ ،‬ص‪.٢٤‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣوازﻧــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻧﺟــد ﺣ ـواﻟﻲ ‪ %٥-٤‬ﻣــن اﻟﻧــﺎﺗﺞ اﻟﻘــوﻣﻲ اﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ ﻫــﻲ ﻣــﺎ ﺗﻧﻔــق‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم‪ .‬وﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻷرﻗﺎم ﻻ ﺗﺳﺗوﻋب اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻛﻣﺎ ﻫو اﻵن‪ ،‬ﻓﻣﺎذا ﯾﻛـون اﻟﺣـﺎل ﻟـو‬
‫ﺗم اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾم ؟ ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻟن ﯾظل ﻛﻣﺎ ﻫو اﻵن وا ٕ ﻧﻣﺎ ﺳوف ﯾزﯾد ﺑﻣﻘدار ﻛﺑﯾر)‪.(١‬‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓ ـ ــﻲ ﻛورﯾ ـ ــﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾ ـ ــﺔ‪ :‬وﺻ ـ ــل ﻣﻘ ـ ــدار اﻹﻧﻔ ـ ــﺎق اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم ﻋ ـ ــﺎم) ‪-١٩٩٥‬‬
‫‪ (١٩٩٧‬إﻟـ ـ ــﻲ ﻧﺣـ ـ ــو ‪ %١٧.٥‬أو ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻌـ ـ ــﺎدل ‪ %٣.٧‬ﻣـ ـ ــن اﻟﻧـ ـ ــﺎﺗﺞ اﻟﻘـ ـ ــوﻣﻲ‪ ،‬ورﻏـ ـ ــم‬
‫ﻧﺷـ ـ ــوب اﻟﺣـ ـ ــرب اﻟﻛورﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺣرﻛـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻬـ ـ ــوض ﺑـ ـ ــﺎﻟﺗﻌﻠﯾم‪ ،‬ﺳـ ـ ــﺎرت ﻓـ ـ ــﻲ طرﯾﻘﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻣﺣ ـ ـ ـ ــدد دون أي ﺗﻌﺛ ـ ـ ـ ــر ﻓ ـ ـ ـ ــﺗم ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ ١٩٥٥‬إﻧﺷ ـ ـ ـ ــﺎء ﻗراﺑ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ٤٠٠٠‬ﻣدرﺳ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﺳـ ـ ــﺗوﻋب ‪ ٢.٥‬ﻣﻠﯾـ ـ ــون ﺗﻠﻣﯾـ ـ ــذ ‪،‬وﻣﺣـ ـ ــو أﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻧﺻـ ـ ــف ﻣﻠﯾـ ـ ــون ﻣ ـ ـ ـواطن ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﺗـ ـ ــدرﯾب‬
‫اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻗ ــد ﺧُ ﻔﱢ ــض ﻋ ــدد اﻟﺗﻼﻣﯾ ــذ ﻟﻛـ ــل ﻣﻌﻠ ــم ﻣ ــن ‪ ٦٢‬إﻟ ــﻲ أﻗـ ــل ﻣ ــن ‪ ٣٥‬ﺗﻠﻣﯾ ــذاً أﻣ ــﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌـ ـ ــﺔ ﻓﺎرﺗﻔﻌـ ـ ــت ﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ اﻟﺷ ـ ـ ـرﯾﺣﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠـ ـ ــﯾم اﻟﺟـ ـ ــﺎﻣﻌﻲ ﻣـ ـ ــن ‪ %١٦‬ﻋـ ـ ــﺎم‬
‫‪١٩٧٠‬م إﻟ ـ ــﻲ ‪ %٤٠‬ﻋ ـ ــﺎم ‪ ١٩٩٥‬وﻟ ـ ــﯾس ذﻟ ـ ــك ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟﻣﺳ ـ ــﺗوي اﻟﻛ ـ ــوري ﻓﻘ ـ ــط‪ ،‬ﺑ ـ ــل‬
‫إن اﻟﺑﻠ ـ ــدان اﻵﺳ ـ ــﯾوﯾﺔ ﺗﻌـ ـ ــد ﻧﻣوذﺟ ـ ــﺎ راﺋ ـ ــدا ﻟﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﻣ ـ ــﺎ ﺗﺣﻘﻘ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺎت رﺷـ ـ ــﯾدة‬
‫ﺗﻌﺗﻣـ ــد ﻋﻠـ ــﻲ ﻋـ ــدة أﺳـ ــس ﻣﻧﻬـ ــﺎ ‪ :‬ﺗ ـ ـراﻛم رأس اﻟﻣـ ــﺎل اﻟﻣـ ــﺎدي اﻟﺑﺷـ ــري‪ ،‬ﻋـ ــن طرﯾـ ــق‬
‫ﻋﻣﺎﻟـ ــﺔ ﻣﻧﺗﺟـ ــﺔ‪ ،‬وأﯾﺿـ ــﺎ ﺳﯾﺎﺳـ ــﺎت ﺗﻌﻠـ ــﯾم وﺗﺄﻫﯾـ ــل واﻗﻌﯾـ ــﺔ‪ ،‬واﻻﻫﺗﻣـ ــﺎم اﻟﻣﺗ ـ ـوازن ﺑﻛـ ــل‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬وﻓ ـ ـ ــﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾ ـ ـ ــﺎ ﻓرﺿ ـ ـ ــت اﻟﺣﻛوﻣ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ اﻟط ـ ـ ــﻼب اﻟﻣﺷ ـ ـ ــﺎرﻛﯾن ﻓ ـ ـ ــﻲ دورات ﺗﻧﻣﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺗﺄﻫﯾ ـ ــل اﻟﻣﻬﻧ ـ ــﻲ – ﻋﻧ ـ ــد ﺗﺧ ـ ــرﺟﻬم ﻣ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــدارس ﺣﺗ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــن اﻟﺛﺎﻣﻧ ـ ــﺔ ﻋﺷ ـ ــر ﻣﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﯾـ ــؤﺧر اﻟﺷـ ــﺑﺎب ﻋـ ــن دﺧـ ــول اﻟﺣﯾـ ــﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻗﺎﻣـ ــت اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾـ ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫ﺑرﻧﺎﻣﺟ ـ ــﺎ آﺧ ـ ــر ﻫ ـ ــو اﻟﻧظ ـ ــﺎم اﻟﺛﻧ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟ ـ ــذي ﯾﺷ ـ ــﻣل اﻟﺗﺄﻫﯾ ـ ــل اﻟﻣﻬﻧ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣدرﺳ ـ ــﺔ‬

‫)‪ (١‬د‪ .‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث‪ ،‬ص‪.٢٣‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﺳرة‪ :‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٠٥ ، ٢٠٤ ، ٢٠٣‬‬

‫‪٦٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫واﻟﺗﺄﻫﯾ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾﻧﺗ ـ ــﻪ دور اﻟﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾ ـ ــﺔ ﻋﻧ ـ ــد ﻫ ـ ــذا اﻟﺣ ـ ــد‪ ،‬ﺑ ـ ــل‬
‫ﻗﺎﻣـ ـ ــت ﺑﺗﻘـ ـ ــدﯾم اﻟـ ـ ــدﻋم اﻟﻣـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻟﻣو اﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺟﻬودﻫـ ـ ــﺎ ﻟﺗﺧ ـ ـ ـرﯾﺞ‬
‫ﻗ ـ ـ ـ ــوي ﻋﺎﻣﻠ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣؤﻫﻠ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻼﻧ ـ ـ ـ ــدﻣﺎج ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ــﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ــت ﺑرﻓ ـ ـ ـ ــﻊ ﻗﯾﻣ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺻـ ــروﻓﺎت اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم‪ .‬ﻣـ ــن أﺟـ ــل ﺗﻛﺛﯾـ ــف أﻧﺷـ ــطﺔ اﻟﺗﺄﻫﯾـ ــل ﻓـ ــﻲ ﻣراﻛـ ــز‬
‫اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻗ ـ ــد ﻗﺎﻣ ـ ــت اﻟﺻ ـ ــﯾن ﺑﺗ ـ ــدرﯾب ﺧرﯾﺟ ـ ــﻲ اﻟدراﺳ ـ ــﺔ اﻹﻋدادﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ ﯾﻣﻛ ـ ــن اﻻﻋﺗﻣ ـ ــﺎد‬
‫ﻋﻠ ـ ــﯾﻬم ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺧﺗ ﻠ ـ ــف اﻻﺧﺗﺻﺎﺻ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻣ ـ ــوم اﻟﺻ ـ ــﯾن‪،‬ﺣﯾث اﺗﺟﻬ ـ ــت ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺔ‬
‫إﻟ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺗﻌﻠم ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل اﻟط ـ ــب وأﺧ ـ ــرى ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل اﻟﻣﺣﺎﺳ ـ ــﺑﺔ وأﺧ ـ ــرى ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﺗدرﯾس‪....‬وﻏﯾرﻫﺎ‪ .‬ﺣﺗﻰ ﯾﻛوﻧوا طﺎﻗﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ)‪.(٢‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة‪:‬‬
‫ﻓـ ــﻲ ﺗراﺛﻧـ ــﺎ اﻟﻣﺻـ ــري واﻟﻌرﺑـ ــﻲ ﺗوارﺛﻧـ ــﺎ ﻋﺑـ ــﺎءة اﻟﻌﻣـ ــل اﻟﺣﻛـ ــوﻣﻲ ﻓﺄﺻـ ــﺑﺢ اﻟﻌﻣـ ــل‬
‫اﻟﺣﻛ ـو ﻣﻰ ﻣطﻣﺣــﺎ ﻟﻛــل اﻟﻧــﺎس ‪،‬ذﻟــك اﻟظــن اﻟﺧــﺎطﺊ ﺑــﺄن اﻟﻌﻣــل اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ﻫــو أﻛﺛــر أﻣﻧــﺎ‬
‫واﺳــﺗﻘرار ﻣــن اﻟﻌﻣــل اﻟﺣــر وﻟﻛــﻰ ﻧﻘﺿ ـﻰ ﻋﻠــﻲ ﻫــذا اﻟظــن ﻻﺑ ـد ﻣــن ﺗﺷــﺟﯾﻊ اﻟدوﻟــﺔ ﻟﻸﺳــر‬
‫واﻟﺷــﺑﺎب ﺑ ـﺄن ﯾﻛــون ﻫﻧــﺎك ﺗــدرﯾب ﻣوﺟــﻪ ورﻋﺎﯾﺗــﻪ ﻣــن اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺳ ـواء ﻧﻘﺎﺑــﺎت أو‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ أن ﺗﻌظﯾﻣﻧـ ــﺎاﻟﻣﺗـ ــو ارث ﻟﻠﻌﻣـ ــل اﻟﻣﻛﺗﺑـ ــﻲ واﻟﺷ ـ ــﻬﺎدات‬ ‫ﺷـ ــرﻛﺎت أو ﺟﻣﻌﯾـ ــﺎت أﻫﻠﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾــﺔ أدي إﻟ ــﻲ ﺗ ــدﻓق أﻋ ــداد ﺿـ ـﺧﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗﺣ ــﺎق ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت ‪ ،‬دون اﻻﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﻣﺟ ــﺎﻻت‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﻓﯾﺻﺑﺢ اﻟﺷﺎب ﺑﯾن اﻟﺣط ﻣن ﻗﯾﻣـﺔ اﻟﻌﻣـل اﻟﯾـدوي واﻟرﻏﺑـﺔ‬ ‫اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻص ﺑﻌد اﻟﺗﺧرج‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻛﺗﺑﻲ ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻌﻣل ﻻ ﻫذا وﻻ ذاك ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ إذا ﻧظرﻧ ــﺎ إﻟ ــﻲ دول اﻟﻣﻬﺟـ ـر ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻷوروﺑﯾ ــﺔ واﻟﻣﺗﻘدﻣ ــﺔ ﻟوﺟ ــدﻧﺎ أن ﻣ ــن‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣدر اﻟﺳﺎﺑق ‪٢٠٦ ،‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪/‬اﻟﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣد ص ‪١٥٣‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬أ‪ /‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ‪ .‬ص‪. ١٤٩‬‬
‫‪٤‬‬
‫‪-‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ .‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ .‬ص‪. ١٧١‬‬

‫‪٦١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﯾﻌﻣل ﻓﻲ أى وظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻧظرﻧـﺎ ﻣﺗواﺿـﻌﺔ أو ﺷـدﯾدة اﻟﺗواﺿـﻊ ﻋﻠـﻲ اﻟﻌﻛـس ﻣـن‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﻧظــر إﻟــﻲ وﺿــﺎﻋﺔ ﻟﻠﻌﻣــل وﻻ ﻋﻠــوﻩ و ﻟﻛــن ﻣــﺎ داﻣــت اﻟوظﯾﻔــﺔ‬
‫)‪(١‬‬
‫وﻓـﻲ دول اﻟﻧﻣـور اﻷﺳـﯾوﯾﺔ ﻧﺟـد أن اﻟﺻـﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎﻫﯾـﺔ‬ ‫ﺗدر ﻋﻠﯾﻪ دﺧﻼً ﯾﻛﻔﯾﻪ ﻓﻼ ﺑﺄس‬
‫اﻟﺻــﻐر ﺗ ـﺗم ﻓــﻲ اﻟﻣﻧــﺎزل ﻓﯾﺻــﺑﺢ اﻟﻣﻧــزل ﻣﻧﺗﺟ ـﺎ وﻣﻛﺗﻔﯾ ـﺎ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎً‪،‬وا ٕ ذا ﻧظرﻧــﺎ إﻟــﻲ اﻟﺻــﯾن‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻧﺟد اﻟﻣﻧزل ﻣﻧﺗﺟﺎ واﻟﻣدرﺳﺔ ﻣﻧﺗﺟﺔ واﻟﻛل ﯾﻧﺗﺞ ﺑﻼ اﻧﻘطﺎع ﻓﻼ ﯾوﺟد وﻗت ﻓراغ‬
‫وﻓ ـﻲ اﻟﻣﺷــروﻋﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة ﺗﻠﻌــب ﻓــرص اﻹﻗ ـراض دوراً ﻣﻬﻣــﺎ ﻟﻠﻐﺎﯾ ـﺔ وذﻟــك ﻧﺳــﺑﺔً‬
‫ﻟﻺﺳ ــﻬﺎم ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ وﻟﺗﺳ ــﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ اﻹﻗـ ـراض ﻟ ــدي اﻟﺷ ــﺑﺎب ﻓﻣ ــن اﻟﻣﻣﻛ ــن‬
‫اﺷــﺗراك ﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻣــدﻧﻲ وﻧﺷ ـر اﻟﻘﻧ ـوات اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻌــرف ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ اﻟﺷــﺑﺎب ﻋﻠــﻲ‬
‫اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ واﻟﺗﻐﯾﯾـرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾـﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌـرف اﻟﺷـﺎب ﻣــن ﺧﻼﻟﻬـﺎ اﻹﺟـراءات‬
‫اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻟﻺﻗ ـراض ﻟﻠﻣﺷــروﻋﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳــطﺔ ﻛﻣــﺎ ﯾﺟــب ﻋﻠــﻲ اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘروض اﻟﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ اﻟﺻﻐر ‪ ،‬وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة‬
‫وﻟﻛــﻲ ﺗﻘــوم اﻟﻣﺷــروﻋﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة ﺑﺧﻠــق ﻓــرص ﻋﻣــل ‪ ،‬ﯾﺗﻌــﯾن ﻋﻠﯾﻧــﺎ ﺗــوﻓﯾر اﻟﺑﻧﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ اﻟﻣواﺗﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ﺧﻠق ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷـﺗرك ﺑـﯾن اﻟﻣﺷـروﻋﺎت اﻟﺻـﻐﯾرة‬
‫و ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺣـدﯾث وﻟـذﻟك ﯾﺟـب ﺗﻣﻛـﯾن اﻟﻧـﺎس ﺧﺎﺻـﺔ اﻟﻔﻘـراء ﻣـن اﻷﺻـول اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‬
‫ﻛ ــذﻟك ﺗ ــوﻓﯾر اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ ﻟﺗﺳ ــﻬﯾل ﻗﯾ ــﺎم اﻟﻣﺷ ــروﻋﺎت اﻟﺻ ــﻐﯾرة ﻛﻣ ــﺎ أن ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣﺷ ــروﻋﺎت اﺣﺗﻣ ــﺎﻻت اﻟﻔﺷ ــل ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻣرﺗﻔﻌ ــﺔ ﻛﻣ ــﺎ أﻧﻬ ــﺎ ﺗﺗﺳ ــم ﺑﺎﻟﺿ ــﻌف ‪،‬ﺣﯾـ ـث ﺗﺗ ــوﻓر ﻛ ــل‬
‫اﻟﺣـ ـواﻓز ﻟـ ـرأس اﻟﻣ ــﺎل اﻟﻛﺑﯾ ــر‪ ،‬أﻣ ــﺎ رأس اﻟﻣ ــﺎل اﻟﺻ ــﻐﯾر ﻓ ــﻼ ﺗﺗـ ـواﻓر ﻟ ــﻪ إﻻ أﻗﺳ ــﻲ اﻟﻌواﺋ ــق‬
‫اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﻘﯾﺔ ﻛﻣ ــﺎ أن اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺗﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻲ زﯾ ــﺎدة ﺗرﻛﯾ ــز ﺣﯾ ــﺎزة‬
‫)‪(٤‬‬
‫اﻷرض اﻟزراﻋﯾﺔ وﯾﻧذر ذﻟك ﺑﺎﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻟرﯾف‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ .‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ .‬ص‪. ١٧٢‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ /‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ ‪ .‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ‪ ،‬ص‪. ١٤٣‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪-‬د‪ /‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث ‪ ،‬ص‪. ٢٠‬‬
‫‪٤‬‬
‫‪-‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ .‬ص‪. ١٦١‬‬

‫‪٦٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﺑﺎﻟﻔﻌل ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﺣﻠول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـﻲ ﻣﺳـﺗوى‬
‫اﻟﻔــرد وﯾﻣﻛــن اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻲ أي ﻓﻛ ـرة ﻣﻧﻬــﺎ ﺣﺳــب ﻣﯾــول اﻟﺷــﺑﺎب واﺳــﺗﻌداداﺗﻪ وﺣﺳــب ﺗــوﻓر‬
‫اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت ﻣﻌﻪ وﻛﻠﻬﺎ وﺳﺎﺋل ﺷرﯾﻔﺔ ﻟﻠﻌﻣل وﻛﺳب اﻟرزق وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺛﻼ ‪:‬‬
‫إﻧﺷــﺎء ﻣﻘﻬــﻰ اﻹﻧﺗرﻧــت ‪ ،‬و زراﻋــﺔ أﺳــطﺢ اﻟﻣﻧــﺎزل واﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺻــﯾل اﻟﻣﻼﺋﻣــﺔ‬
‫وأﯾﺿ ـ ﺎً ﺗﻌﻠــم ﺻــﯾﺎﻧﺔ اﻟﺟ ـوال ‪ ،‬وﺗﻌﻠــم ﻧظــم اﻟﺑرﻣﺟــﺔ ﻟﻠﺣﺎﺳــب اﻵﻟــﻲ وﻏﯾرﻫــﺎ ‪ ....‬ﻛــل ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت وأﻛﺛر ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺷﺑﺎب اﻟذي ﯾرﯾد اﻟﻛﺳب اﻟﺣﻼل وﻋدم اﻧﺗظـﺎر اﻟوظﯾﻔـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ‬
‫وﯾوﺟــد أﯾﺿ ـﺎً اﻟﻣﺷــروﻋﺎت اﻟزراﻋﯾــﺔ اﻟﺟدﯾــدة ﺣﯾــث ﯾﺟــب إﻋــﺎدة اﻟﻧظــر ﻓــﻲ ﻧظــﺎم‬
‫ﺗﻣﻠﯾـ ـك اﻷراﺿ ــﻲ اﻟﻣﺳﺗﺻ ــﻠﺣﺔ ﻟﺻ ــﺎﻟﺢ اﻟﺷ ــﺑﺎب اﻟﺧـ ـرﯾﺟﯾن ورﺳ ــم ﺳﯾﺎﺳ ــﺔ ﺗﺳ ــﻣﺢ ﺑـ ـﺎﻣﺗﻼك‬
‫ﺣ ـ ـواﻟﻲ ‪ ١٠٠‬أﻟـ ــف إﻟـ ــﻲ ‪ ٢٠٠‬أﻟـ ــف ﺷـ ــﺧص ﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﯾن ‪ ٥‬إﻟـ ــﻲ ‪ ١٠‬أﻓدﻧـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺟﻣﯾـ ــﻊ ﻫـ ــذﻩ‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت ﻓﻲ ﻧظﺎم زراﻋﻲ ﺟﻣﺎﻋﻰ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻲ ﺧﻠق ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣﺗﻛﺎﻣل‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪:‬ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗوظﯾف ‪-:‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل إﻧﻪ ﯾوﺟد ﻣﻬن ﺑﻬـﺎ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻌـﺎطﻠﯾن ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺗوﺟـد ﻣﻬـن ﯾﺻـﻌب‬
‫ﻋﻠﻲ اﻟـﺑﻌض اﻟﺣﺻـول ﻋﻠﯾﻬـﺎ وﻗـد ﻋـرض اﻟﻣﻬﻧـدس ‪ /‬ﺣﺳـﯾن ﺟﻣﻌـﺔ ﻓـﻲ ﺑﺣﺛـﻪ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻣـن‬
‫ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ﺣﯾث ﻗدم اﻗﺗراﺣﺎ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗدرﯾب وﺗوظﯾف ﻟﻬﺎ ﻋدة ﻣراﺣل ‪:‬‬
‫اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻲ ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺣرف واﻟﻣﻬن اﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺟز ﻛﻘطـﺎع اﻟﻐـزل واﻟﻧﺳـﯾﺞ اﻟـذي ﯾﻌـﺎﻧﻲ‬
‫ﻣــن ﻧﻘــص ﺷــدﯾد ﻓــﻲ إﻋــداد اﻟﻔﻧﯾــﯾن واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾــﻪ وأﯾﺿــﺎ ﻗطــﺎع اﻟﻣﻘــﺎوﻻت وﻗطــﺎع اﻟﺳــﯾﺎﺣﺔ‬
‫وﻏﯾر ذﻟك ‪.‬‬
‫اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ‪ :‬ﺗﺣدﯾــد اﻟﺷــرﻛﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺗــﺎج ﻟﻬــذﻩ اﻟﺣــرفو اﻟﻣﻬــن وﻋﻣــل ﺗﻌﺎﻗــد‬
‫ﻣﻌﻬﺎ وﻣﻊ اﻟﻣﺗدرب ﻟﻠﻌﻣل ﻟدﯾﻬﺎ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺣظﻰ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗدرﯾب ‪.‬‬
‫اﻟﻣرﺣﻠـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛـ ــﺔ ‪ :‬ﺗـ ــوﻓﯾر اﻟﺗﻣوﯾـ ــل اﻟـ ــﻼزم ﻟـ ــذﻟك ﻣـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻟﺷـ ــرﻛﺎت أو اﻟﺟﻬـ ــﺎت اﻟﻣﺎﻧﺣـ ــﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ص‪. ١٧٢‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر ‪ :‬ص‪. ١٦٦‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻛﺎﻟﺻــﻧدوق اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ أو ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣــﻧﺢ اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ أو ﻣﺧﺻــص اﻟﺗــدرﯾب اﻟﻣﻧﺻــوص‬


‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟدﯾد ‪.‬‬
‫اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪ :‬وﺟود ﺟﻬﺔ أو ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﯾﻣﻛن إﻧﺷﺎؤ ﻫﺎ ﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣراﻛـز اﻟﺗـدرﯾب وﺗطورﻫـﺎ‬
‫وﺗﻘوم ﺑﻌدة أﻋﻣﺎل ﻫﻲ ‪ :‬اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣﺗدرﺑﯾن واﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﻋﻣل دراﺳـﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾﺿـﺔ‬
‫ﻟﻬذا اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﯾوي ‪،‬وﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻘوم أﯾﺿـﺎ ﺑﺗﺻـدﯾر اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ اﻟﻣﺗدرﺑـﺔ واﻟﺣرﻓﯾـﺔ وذوى‬
‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺧﺑرة‬
‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔواﺋد ﻫذا اﻻﻗﺗراح ﻓﻬﻲ ﻛﺛﯾرة وﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ﻓﺈﻟﻲ ﺟﺎﻧـب اﻟﻔﺎﺋـدة‬
‫واﻟﻬدف اﻷول واﻷﺧﯾر وﻫو ﺣـل ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻓﻬـذا اﻻﻗﺗـراح ﯾﻌـود ﻋﻠـﻲ اﻟﻣﺗـدرب ﺑﺎﻟﻔﺎﺋـدة‬
‫اﻟﻛﺑري وأﯾﺿﺎً اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﺑﻬـذﻩ اﻟطرﯾﻘـﺔ رﻓـﻊ إﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‬
‫)‪(٢‬‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻫذا اﻻﻗﺗـراح ﻋـن اﻻﻗﺗراﺣـﺎت اﻷﺧـرى ﻣﺛـل أﺗﺑـﺎع‬ ‫اﻟﻌﻣل ﺑﺻورة ﻣطردة‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﺑﻛر ﺣﺗﻰ ﺗﺧﻠو اﻟوظﺎﺋف ﻣـن أﺻـﺣﺎﺑﻬﺎ ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن ﻓﯾﺗﻘـدم إﻟﯾﻬـﺎ اﻟﺷـﺑﺎب‬
‫اﻟﻌﺎطــل ‪،‬ﻓﻬــذا اﻻﻗﺗـراح ﻻ ﯾﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺑﺻــورة ﻛﺎﻣﻠــﺔ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻲ ﻋــدم ﺗــﺄﺛر اﻻﻗﺗﺻــﺎد‬
‫واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻛس ﻫذا اﻻﻗﺗراح اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﻔواﺋــد اﻟﺗــﻲ ﺳــﺗﻌود ﻋﻠــﻲ اﻟﻣﺗــدرب ﻓﻬــﻲ ﻛﻣــﺎ ﻗﻠﻧــﺎ ﻛﺛﯾ ـرة ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾﺟــد ﻓرﺻــﺔ‬
‫ﻋﻣــل ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ ﻟــﻪ وﻟﻬواﯾﺎﺗــﻪ وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﺎﺗــﻪ ‪ ،‬وﯾﺣﺻــل ﻋﻠـﻲ رﺧﺻــﺔ ﻣزاوﻟــﺔ ﺣرﻓــﺔ ﺣﯾــث ﯾﺗــﺎح ﻟــﻪ‬
‫اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗﺧﺻﺻﻪ واﻟﺗـﻲ ﺳـوف ﺗرﻋـﺎﻩ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺎً ﺑﻌﻣـل ﻣﻌـﺎش ﻟـﻪ وﻷﺳـرﺗﻪ‬
‫‪ ،‬إﻟــﻲ ﺟﺎﻧــب اﻟــرﺣﻼت واﻟﻣﺻــﺎرﯾف ‪،‬وﺻــﺣﯾﺎً ﺑﺗﺄﻣﯾﻧــﻪ ﺿــد اﻟﻣــرض ﻫــو وأﺳ ـرﺗﻪ‪ ،‬وا ٕ طﻼﻋــﻪ‬
‫ﻋﻠــﻲ أﺣــدث اﻟــﻧظم واﻷﺳــﺎﻟﯾب واﻟﺧﺎﻣــﺎت ‪ ،‬وأﯾﺿ ـﺎً ﯾﺣﺻــل ﻋﻠــﻲ اﻟﺗــدرﯾب اﻟﻣﺳــﺗﻣر ﺣﺗــﻰ‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﺗرﺗﻔﻊ ﻛﻔﺎءﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ‬

‫‪١‬‬
‫‪-‬أ‪ /‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ‪ .‬ص‪. ١٤١‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪-‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد – ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪.‬ص‪. ١٦٣‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪-‬م‪ /‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ‪ .‬ص‪٢١‬‬

‫‪٦٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫وﻫﻧــﺎك ﻣــن ﯾﻧــﺎدي ﺑﺎﻟﺗوﺳــﻊ ﻓــﻲ اﻟﺗــدرﯾب اﻟﻔﻧــﻲ وﻣراﻛــز اﻟﺗــدرﯾب اﻟﻣﻬﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﻟﻣﺟﺎﻻتاﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛوّ ن ﻣراﺣل ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﺑﻌد اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻲ اﺧـﺗﻼف‬
‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻧوع ﻫذا اﻟﺗدرﯾب ) ﺻﻧﺎﻋﻲ ‪ ،‬زراﻋﻲ ‪ ،‬ﺧدﻣﻲ ‪ ،‬ﻏﯾرﻫﺎ (‬
‫وﺗوﺟد دراﺳﺎت ﺗﺷﯾر إﻟﻲ أن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﻗواﻋـد ﻧظـم اﻟﺗـدرﯾب اﻟﻣﻬﻧـﻲ‬
‫ﻣﺛــل أﻟﻣﺎﻧﯾــﺎ ﺗﻘــل ﻓﯾﻬــﺎ ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ وﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺷــﺑﺎب وﻟﻛــن ﻟــﯾس وﺟــود ﻧظــم وﺑ ـراﻣﺞ‬
‫اﻟﺗدرﯾب ﯾﻌﻧﻲ وﺣـدﻩ اﻟﻘﺿـﺎء ﻋﻠـﻲ اﻟﺑطﺎﻟـﺔ وﻟﻛـن اﻷﻣـر ﯾﺣﺗـﺎج إﻟـﻲ وﺟـود ﺳﯾﺎﺳـﺎت ﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ‬
‫ﻓ ــﻲ ﺳ ــوق اﻟﻌﻣ ــل وﺑﯾﺋﺗ ــﻪ ﺗﺷ ــﺟﻊ ﻋﻠ ــﻲ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎد اﻟواﺳ ــﻊ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣ ــل ﻛ ــل ﻫ ــذﻩ ﺗﺗﺿ ــﺎﻓر ﻣ ــﻊ‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻟﺗدرﯾب‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻣـ ـ ـ ــت ﺣﻛوﻣـ ـ ـ ــﺎت ﻛﺛﯾ ـ ـ ـ ـرة ﺑﺎﻟﻘﯾـ ـ ـ ــﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾـ ـ ـ ــذ ﻋـ ـ ـ ــدة ﺑ ـ ـ ـ ـراﻣﺞ ﻣﺧﺗﻠﻔـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺑﻌـ ـ ـ ــﺎ ﻷﺣواﻟﻬـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻣﺻـ ــﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾـ ــﺔ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﺗ ـ ـراﻩ اﻷﺻـ ــﻠﺢ واﻷﺻـ ــﺢ ‪،‬وﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ﺳـ ــوف ﻧﻘـ ــدم ﺑﻌـ ــض‬
‫اﻟﺑراﻣﺞ ﻟﺑﻌض اﻟدول‪-:‬‬
‫‪ -‬ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛـ ــﺔ اﻟﻣﺗﺣـ ــدة ‪ :‬ﻗﺎﻣـ ــت اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺑرﻧﺎﻣﺟـ ــﺎ ﻟﺗـ ــدرﯾب اﻟﺷـ ــﺑﺎب ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم‬
‫‪ ١٩٨٧‬م ﻟﻣواﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ـ ــث ﺳ ـ ـ ــﺎﻫم ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﻣﺷ ـ ـ ــروع ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ـ ــوﻓﯾر إﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺗ ـ ــدرﯾب ﻷﻛﺛ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻣﻠﯾ ـ ــون ﺷ ـ ــﺎب ﻋﺎط ـ ــل‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ أﻋط ـ ــﻲ أوﻟوﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌ ـ ــﺎطﻠﯾن اﻷﻗ ـ ــل‬
‫ﻛﻔﺎءة ﻷﻧﻬم ﯾواﺟﻬون ﺻﻌوﺑﺎت أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫم ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل)‪.(٣‬‬
‫‪ -‬وﻓـ ـ ــﻲ ﻧﯾوزﯾﻠﻧـ ـ ــدا ﻗﺎﻣـ ـ ــت اﻟﺣﻛوﻣـ ـ ــﺔ ﺑﺗـ ـ ــدﻋﯾم ﺑرﻧـ ـ ــﺎﻣﺞ ﺗـ ـ ــدرﯾﺑﻲ ﻟـ ـ ــﺑﻌض اﻷوﻟوﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﻪ ﻟﻛﺑﺎر اﻟﺳن واﻟﻣﺗزوﺟﯾن)‪.(٤‬‬
‫‪ -‬وﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ :‬ﻗﺎﻣت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺑرﻧﺎﻣﺟﯾن‪:‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ .‬ص‪ ٧٤‬دراﺳﺔ ﻋﻣل ﻓﻬﯾم اﻟﺧﺷب‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺳراج اﻟدﯾن ‪ .‬اﻟﺷﺑﺎب واﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث ‪ .‬ص‪. ٢٢‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻣﺧﺗﺎر –اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢١٤ ، ٢١٣‬‬
‫)‪ (٤‬د‪/‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ص ‪١٥٤‬‬

‫‪٦٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ o‬اﻷول‪ :‬ﻟﻣﺳـ ــﺎﻋدة اﻟـ ــذﯾن ﯾواﺟﻬـ ــون ﺻـ ــﻌوﺑﺎت ﻓـ ــﻲ اﻗﺗﺣـ ــﺎم اﻟﺣﯾـ ــﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث‬
‫اﺗﺧ ـ ــذت اﻟﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــض اﻹﺟـ ـ ـراءات ﻹﺗﺎﺣ ـ ــﺔ اﻟﻔرﺻ ـ ــﺔ ﻟﻬ ـ ــم ﻟﻣﺗﺎﺑﻌ ـ ــﺔ دراﺳ ـ ــﺎﺗﻬم‬
‫ﻣـ ـ ــﻊ اﻛﺗﺳـ ـ ــﺎب ﺧﺑ ـ ـ ـرة اﻟﻌﻣـ ـ ــل ﻓـ ـ ــﻰ اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺔ‪،‬وﻗد ﻗـ ـ ــدم ﻫـ ـ ــذا اﻟﺑرﻧـ ـ ــﺎﻣﺞ اﻟﻣﺳـ ـ ــﺎﻋدة‬
‫ل‪٤٦٣‬أﻟ ـ ــف ﺷـ ـ ــﺎب ﻗـ ـ ــدرﻫﺎ‪ ٧٠٠‬ﻣﻠﯾ ـ ــون دوﻻر ﻋـ ـ ــﺎم ‪١٩٨٠‬م‪ .‬واﻟﺑرﻧـ ـ ــﺎﻣﺞ اﻟﺛـ ـ ــﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻗـ ــد وﺿـ ــﻊ ﻟﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟﺷـ ــﺑ ﺎب واﺳـ ــﺗﻬدف اﻟﻌـ ــﺎطﻠﯾن ﻋـ ــن اﻟﻌﻣـ ــل اﻟـ ــذﯾن ﯾﻌـ ــﺎﻧون ﻣـ ــن‬
‫ﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣﻘﻧﻌ ـ ــﺔ ‪،‬و ﯾﻌ ـ ــﺎﻧون ﻣ ـ ــن ﺳ ـ ــوء اﻟﻧﺎﺣﯾ ـ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾﺔ وﻫ ـ ــو ﯾﻬ ـ ــدف ﻟﺧﻠ ـ ــق‬
‫وﺗوﻟﯾد وظﺎﺋف وﻟﯾس ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻛﻔﺎءة اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻌﻼ)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻓـ ـ ــﻲ ﻓرﻧﺳـ ـ ــﺎ وﺿـ ـ ــﻌت اﻟﺣﻛوﻣـ ـ ــﺔ ﻣﻧـ ـ ــذ ﻋـ ـ ــﺎم ‪١٩٧٧‬م " ﺻـ ـ ــﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن أﺟـ ـ ــل‬
‫اﻟﺗﺷ ـ ــﻐﯾل" ﺑﻬ ـ ــدف ﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﺗﺳ ـ ــرب ﻣ ـ ــن اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم‪ .‬وﻣ ـ ــﺎ أﻛﺛرﻫ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺻ ـ ــر ﺣﯾ ـ ــث‬
‫ﺗﻘـ ـ ــوم ﻓرﻧﺳـ ـ ــﺎ ﺑﺟﻣـ ـ ــﻊ ﺗـ ـ ــداﺑﯾر ﻟﻣﺳـ ـ ــﺎﻋدة ﻣـ ـ ــن أﺟـ ـ ــل اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻘﺑل ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻌﻘـ ـ ــد‪،‬ﻣﻊ‬
‫إﺟـ ـ ـ ـراءات اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺎﻋدة ﻟﻠﺗ ـ ـ ــدرﯾب ﻣﺛ ـ ـ ــل دورات ﺗدرﯾﺑﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟﻺدﻣ ـ ـ ــﺎج‪ .‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻣﺧﺻﺻ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻔﺋ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣرﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ‪ ١٦‬إﻟ ـ ــﻲ ‪ ٢٦‬ﺳ ـ ــﻧﺔ‪ .‬وﺗﻣﺗ ـ ــد ﻣ ـ ــن ‪ ٦‬إﻟ ـ ــﻲ ‪ ٨‬ﺷ ـ ــﻬور وﺗﺗﺿـ ـ ــﻣن‬
‫اﻟﻌﻣـ ــل داﺧـ ــل اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺔ ﻟﻌـ ــدة أﺳـ ــﺎﺑﯾﻊ‪ .‬وﻫـ ــﻲ ﻣﻧظﻣـ ــﺔ ﻣـ ــن ﻗﺑـ ــل اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺗـ ـ ـ ــدرﯾب اﻟﻣﻬﻧـ ـ ـ ــﻲ أو ﺣﺗـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ‪،‬وﺳـ ـ ـ ــﺎﻋدت ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﺑ ـ ـ ـ ـراﻣﺞ ﻓـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻻﻧدﻣﺎج ﻟﻠﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﻣﻊ ﺳوق اﻟﻌﻣل)‪.(٢‬‬

‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪:‬‬


‫ﺗﻌﺗﺑـر اﻟﻣﺷـروﻋﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة ﻓـﻲ اﻟﯾﺎﺑـﺎن ﻫــﻲ أﺳـﺎس اﻻﻗﺗﺻـﺎد ﻫﻧــﺎك ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺗﻣﺛــل‬
‫‪ %٩٩.٤‬ﻣن إﺟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﻣﺷـروﻋﺎت ﻫﻧـﺎك واﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ ﺑﻬـﺎ ﺗﻣﺛـل ‪ %٨٤.٤‬ﻣـن إﺟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ‬
‫ﻫﻧ ــﺎك ‪،‬أﻣ ــﺎ ﻣﻘ ــدار إﻧﺗﺎﺟﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻺﻧﺗ ــﺎج اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﻲ إﻻﺟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻓﺗﺻـ ـل إﻟ ــﻲ ‪ %٦٠‬ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺻ ــﯾن ‪ %٥٢ ،‬ﻓ ــﻲ اﻟﯾﺎﺑ ــﺎن ‪ %٥٠ ،‬ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد وﻓ ــﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾ ــﺎ ‪ %٤٩‬ﻓ ــﻲ ﺗﺎﯾﻼﻧـ ــد ‪%٤٧‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة – اﻟﺑطﺎﻟﺔ أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢١٥ ، ٢١٤‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ص ‪٢١٦‬‬

‫‪٦٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫و‪ %٤٣‬ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ وﻓـﻲ ﻛورﯾـﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾـﺔ ‪ %٣٥‬أﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻓﻼ ﺗزﯾد ﻋن ‪%٢٧.٦‬‬
‫اﻟﻣﻌﺟ ـ ـ ـزة اﻹﯾطﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ ‪ :‬إن ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺷـ ـ ــﺎﻫدﻩ ﻣـ ـ ــن ﺗطـ ـ ــور ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻـ ـ ــﻐري‬
‫واﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ ﻫو ﺣﻘـﺎً ﻣﻌﺟـزة ‪،‬ﻓﻠﻘـد ﺑـدأت اﻟﺗﺟرﺑـﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾـﺔ ﻣﻧـذ ﺑداﯾـﺔ اﻟﺧﻣﺳـﯾﻧﺎت‬
‫‪ ،‬وﺑ ــدأ اﻟﻧﻬ ــوض ﺑﺎﻟﺻ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻ ــﻐري واﻟﺣ ــرف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾ ــﺔ اﻟﯾدوﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﯾ ــث أﻧﺷ ــﺄ اﻟﻣﻛﺗ ــب‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺣرف اﻟﯾدوﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐري ‪ .‬ﻟﻘد أﺻـﺑﺣت إﯾطﺎﻟﯾـﺎ اﻟﯾـوم ﺗﻣﺗﻠـك أﻛﺛـر ﻣـن‬
‫ﻣﺎﺋـﺔ ﻣﻧطﻘــﺔ ﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷـﻣﺎل واﻟوﺳـط ﯾﻌﻣــل ﻓﯾﻬــﺎ ﻧﺣـو ﻧﺻــف ﻣﻠﯾــون ﻋﺎﻣــل وﺻــﺎﺣب‬
‫ﻣﺷ ـ ــروع وا ﻷﻧﺷ ـ ــطﺔ ﻛﺛﯾـ ـ ـرة ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻼﺑ ـ ــس ‪ ،‬واﻟﻧﺳ ـ ــﯾﺞ ‪ ،‬واﻷﺣذﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﻣ ـ ــداﺑﻎ ‪،‬‬
‫واﻟﻣﺻ ــﻧوﻋﺎت اﻟﺧﺷ ــﺑﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺳ ــﯾراﻣﯾك ‪ ..‬واﻟﻣﺟ ــوﻫرات ‪ ..‬إﻟ ــﻲ ﻏﯾ ــر ذﻟ ــك ‪ ،‬وﻫ ــذا اﻟﻣﻧ ــﺎطق‬
‫ﺗﺗﻛﺎﻣل ﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬﺎ وﺗﺗـراﺑط ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬـﺎ ﻣﻣـﺎ ﯾﺳـﺎﻋد ﻋﻠـﻲ وﺟـود اﻟﻣﻧـﺎخ اﻻﻗﺗﺻـﺎدي اﻟﻣﻼﺋـم‬
‫‪ ،‬وﻗﻠــﺔ رأس اﻟﻣــﺎل اﻟــﻼزم ﻓــﻰ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾــﺔ وﻛﺛﺎﻓــﺔ اﻷﯾــدي اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ وﻓــرص اﻟﺗــدرﯾب‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻹدارة اﻟﺟﯾدة ‪ ..‬إﻟﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣﻣﯾزات‬
‫وﻗــد ﻋﻣﻠــت أﻟﻣﺎﻧﯾــﺎ ﻋﻠــﻲ إزاﻟــﺔ اﻟﻘﯾــود ﻋــن اﻟﻣﺷــروﻋﺎت اﻟﺟدﯾــدة‪ ،‬و زﯾــﺎدة اﻟﺣ ـواﻓز‬
‫ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﺗﺷ ــﺟﯾﻊ إﻗﺎﻣ ــﺔ اﻟﺷ ــرﻛﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻘ ــوم ﺑ ــﺎﻟﺗوظﯾف واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻲ اﻟﺗﻧﺳ ــﯾق ﻣ ــﻊ‬
‫أﺻﺣﺎب اﻷﻋﻣـﺎل ‪ ،‬وزﯾـﺎدة إﻋﺎﻧـﺎت اﻟﺑطﺎﻟـﺔ ﻟﻠﻌـﺎطﻠﯾن ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ إﻟﺗﺣـﺎﻗﻬم ﺑـﺎﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾﺑﯾـﺔ‬
‫اﻟﺗـﻲ ﺗﻧظﻣﻬــﺎ ﻛﻣــﺎ ﺗﻘــوم ﺑﺈﺻــﻼح اﻟﻧظــﺎم اﻟﺿـرﯾﺑﻲ ﺧﺎﺻــﺔ ﻋﻠــﻲ أرﺑــﺎح اﻟﺷــرﻛﺎت ﻣﻣــﺎ ﺷــﺟﻊ‬
‫)‪(٣‬‬
‫أﺻﺣﺎب اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻲ ﺗوظﯾف اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‬
‫ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻛورﯾﺎ ﺑـدﻋم اﻟﺷـرﻛﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗوظـف طـﺎﻟﺑﻲ اﻟﻌﻣـل ‪،‬وﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻛﻔـﺎءة ﻓـﻲ‬
‫ﺳــوق اﻟﻌﻣــل ﻣﻣــﺎ أدي إﻟــﻲ رﻓــﻊ ﻣﺳــﺗوى اﻟﺗوظﯾــف ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻗﺎﻣــت ﺑﻣﺳــﺎﻋدة اﻟﺷــﺑﺎب ﻋﻠــﻲ ﻣــﺎ‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬أ‪ /‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﺣﻣد ‪ .‬اﻟطﺎﻟﻪ واﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ .‬ص‪. ٢٣١‬‬
‫‪ - .٢‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ص ‪. ٢٣٥ ، ٣٤‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ .‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ و ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ص‪. ١٥٤‬‬

‫‪٦٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫)‪(١‬‬
‫ﯾﻧﺎﺳﺑﻬم ﻣن وظﺎﺋف‬
‫راﺑﻌﺎ‪:‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ‪:‬‬
‫وﻧﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﺎﻣل واﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟراﻏﺑـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟزﯾ ــﺎرة واﻟﺗﻧﻘ ــل ‪ ،‬وﺗﻠﻣـ ـس ﺿ ــروب اﻟراﺣ ــﺔ واﻟﺗرﻓﯾ ــﻪ داﺧ ــل أﻣ ــﺎﻛن و ﻣواﻗ ــﻊ و ﺑﯾﺋ ــﺎت ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ‬
‫وﯾﻌﺗﻣــد ﻫــذا اﻟﻧﺷــﺎط ﻋﻠــﻰ ﻓﻧــون وأﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺗرﻏﯾــب واﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻘــدﯾم ﺧ ـدﻣﺎت ﻟﻠﺳــﺎﺋﺣﯾن‬
‫ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗدﻓﻊ ﻟﻠﻣؤ ﺳﺳﺎت واﻷﻣﺎﻛن اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑث اﻟـوﻋﻲ اﻟﺳـﯾﺎﺣﻲ ﻟـدى‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ﻓﻲ ﻗﺑول اﻵﺧر واﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻪ وﺛﻔﺎﻓﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ﻣﻣﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﺟﯾـدة ﻓـﻲ‬
‫اﺳــﺗﻛﺛﺎر أﻋــداد ﻛﺑﯾ ـرة ﻣــن اﻟﺳــﯾﺎح وﻣــن ﺛــم ﺗﻔــﺗﺢ أﺑـواب ﺟدﯾــدة ﻟﻠﺷــﺑﺎب ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣــل واﻟﻌﻣــل‬
‫)‪(٢‬‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﻪ ﺑرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗواﺻل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﯾن اﻟزاﺋرﯾن واﻟﻣﻘﯾﻣﯾن‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺣﯾ ــث إن اﻟﻣﻌﺗﻘ ــدات واﻷﻓﻛ ــﺎر واﻟﻣﻌ ــﺎرف ﺗﻠﻌ ــب دور ا ﻫﺎﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺗﺣدﯾ ــد اﺗﺟﺎﻫ ــﺎت‬
‫وﻣواﻗف اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺣﯾﺎل اﻟﻌﻣـل ‪ ،‬وﻣـﺎ ﯾﺗﺻـل ﺑـﻪ ﻣـن ﻣـؤﻫﻼت وﺑـراﻣﺞ ﺗـؤﺛر ﺳـﻠﺑﯾﺎ‬
‫أو إﯾﺟﺎﺑﯾــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺣــرك اﻟﻣﻬﻧــﻲ واﻟﻌﻣﻠــﻲ ﺻــﻌودا وﻫﺑوطــﺎ ‪،‬وﻣــن ﺑــﯾن ﻫــذﻩ اﻷﻓﻛــﺎر‪:‬اﻟﻌﻣــل‬
‫ـ‬ ‫اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ‪ ،‬واﻟﺿــﻣﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧــﺔ ﺑــﻪ ﻓﻘــد ﺳــﯾطرت ﻫــذﻩ اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم )اﻟﻣﯾــري‬
‫اﻟﺣﻛـوﻣﻲ ـ اﻟرﺳـﻣﻲ ( ﻋﻠـﻰ أذﻫـﺎن ﻓﺋـﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻣﺛﻘﻔـﯾن ‪ ،‬وظﻬـر ﺣـدﯾﺛﺎ ﻣـﺎ ﯾﻌـرف‬
‫ﺑوظـ ــﺎﺋف اﻟﻛـ ــﺎدر اﻟﺧـ ــﺎص وﻗـ ــد ﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻧﺻ ـ ـراف ﺑﻌـ ــض اﻟﺷـ ــﺑﺎب ﻋـ ــن اﻟﻌﻣـ ــل‬
‫ﺑﺎﻟﻘطﺎﻋـﺎت اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﻷﻧﻬـﺎ أﻗـل ﺿـﻣﺎﻧﺎ وأﻛﺛـر اﺗﺻـﺎﻻ ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﺑـﺎت وﻋـدم اﻻﺳـﺗﻘرار‪ ،‬وﻛـل ﻫــذا‬
‫ﯾﺣــول دون إﻋﻣــﺎل اﻟﻔﻛــر وا ٕ ﻋــﺎدة اﻟﻧظــر ﻣــﻧﻬم ﻓــﻲ ﺗﻛــوﯾن ﻗــوة ﻋﻣــل ﻣدﻧﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻘــق ﻓــﻲ‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ وظﺎﺋف إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﺷﻌﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪/‬اﻟﻬﺟرة‪:‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪ .‬ص‪١٥٣‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪ -‬اﻧظر اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﻠول ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ص‪ ٩٠‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪٣‬‬
‫‪ -‬اﻧظر اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﻠول ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ص‪ ٩٢‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪٦٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ -‬ﻫﻧ ـ ـ ــﺎك ﻫﺟـ ـ ـ ـرة ﺳ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ وﻫﺟـ ـ ـ ـرة إﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ـ ــﺔ‪ .‬وﻣﻬﻣﺗﻧ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﻔﻌﯾ ـ ـ ــل اﻟﻬﺟـ ـ ـ ـرة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﻣﺣﺎوﻟـ ـ ــﺔ ﺗﻘﻠـ ـ ــﯾص اﻟﻬﺟ ـ ـ ـرة اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻬﺟ ـ ـ ـرة ﻣـ ـ ــن اﻟرﯾـ ـ ــف إﻟـ ـ ــﻲ اﻟﻣـ ـ ــدن ﻫـ ـ ــﻲ ﺣﻘـ ـ ــﺎ‬
‫إﺣ ـ ــدى ﺻ ـ ــور اﻟﻬﺟـ ـ ـرة اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ وﺗﺗوﻗ ـ ــف ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــدى ﻗ ـ ــدرة اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎد اﻟرﯾﻔ ـ ــﻰ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺗﯾﻌﺎب أﺑﻧﺎﺋ ـ ـ ــﻪ‪،‬وﻟن ﯾﺗﺣﻘ ـ ـ ــق ذﻟ ـ ـ ــك إﻻ ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل ﺳ ـ ـ ــنّ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ــﺎت واﻟﻘـ ـ ـ ـواﻧﯾن‬
‫وﺗطﺑﯾﻘﻬـ ـ ــﺎ ﻓﻌﻠﯾـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــن أﺟـ ـ ــل اﻟﻧﻬـ ـ ــوض ﺑـ ـ ــﺎﻟرﯾف وﺗﺣﺳـ ـ ــﯾن ظـ ـ ــروف اﻟﻣﻌﯾﺷـ ـ ــﺔ ﻓﯾـ ـ ــﻪ ‪،‬‬
‫وﻛﺛ ـ ـرة أو ﺗ ـ ــوﻓر اﻟﺧـ ــدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﯾﺔ وأﯾﺿ ـ ــﺎ اﺗﺳـ ــﺎع اﻟﻘ ـ ــدرة ﻋﻠ ـ ـﻲ اﺳ ـ ــﺗﯾﻌﺎب ﻋﻣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫أﻛﺛر وﺗوﻟﯾد اﻟﺟدﯾد ﻣن ﻓرص اﻟﻌﻣل)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻓ ـ ــﻲ إﻧدوﻧﯾﺳ ـ ــﯾﺎ ﻗﺎﻣ ـ ــت اﻟﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ ﺑﺑرﻧ ـ ــﺎﻣﺞ ﻟﻠ ـ ــﺗﺣﻛم ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻔﻘ ـ ــر‪ ،‬وﯾ ـ ــﺗم ﺧ ـ ــﻼل ﺧﻠ ـ ــق‬
‫ﻓ ـ ــرص ﻋﻣ ـ ــل ﻣﺑﺎﺷ ـ ــر ة ﺧﺎ ﺻ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧ ـ ــﺎطق اﻟرﯾﻔﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺑﻌ ـ ــدﻣﺎ زادت اﻟﻬﺟـ ـ ـرة‬
‫إﻟـ ــﻲ اﻟﻣـ ــدن وازدﯾـ ــﺎد ﻧﺳـ ــﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﺑﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﺎﻋد ﻋﻠـ ــﻲ ﻛﺛ ـ ـرة اﻟﻬﺟ ـ ـرة اﻟﻌﻛﺳ ـ ــﯾﺔ‬
‫ﻣن اﻟﺣﺿر إﻟﻲ اﻟرﯾف)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬وﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل اﻟﺣـ ــد ﻣـ ــن اﻟﻬﺟ ـ ـرة اﻟرﯾﻔﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻲ اﻟﻣـ ــدن ﯾﺟـ ــب اﺗﺧـ ــﺎذ ﺑﻌـ ــض اﻹﺟ ـ ـراءات‬
‫اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــذﻟك ﻣ ـ ــن أﺟ ـ ــل ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن ﺑﯾﺋ ـ ــﺔ اﻹﻧﺗ ـ ــﺎج‪ ،‬وﺗﺣﺳ ـ ــﯾن اﻟﻣﺳ ـ ــﺗوي اﻻﺟﺗﻣ ـ ــﺎﻋﻲ‬
‫ﻟﻠرﯾ ـ ــف‪،‬ﻓﻲ ﺳ ـ ــﺑﯾل ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن ﺑﯾﺋ ـ ــﺔ اﻹﻧﺗ ـ ــﺎج‪ ،‬ﻛ ـ ــﺎن ﻻﺑ ـ ــد ﻟﻧ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن اﻟﺗﺟﻬﯾـ ـ ـزات‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ إﯾﺟﺎد اﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب وﺗوﺳﯾﻊ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻛﻬرﺑﺎء‪.‬‬
‫‪ -‬وﺗﺳ ـ ــﻬﯾل اﻟوﺻ ـ ــول إﻟ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧ ـ ــﺎطق اﻟﻣﻌزوﻟ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻌﻧ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟﻣﻠ ـ ــﻪ إﻧﻌ ـ ــﺎش‬
‫ﻟﻠﺑﯾﺋﯾـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﻛﻧﯾﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟرﯾـ ــف ﺣﺗـ ــﻰ ﯾﻣﻛـ ــن زﯾـ ــﺎدة اﻹﻧﺗـ ــﺎج ﻋـ ــن طرﯾ ـ ـق ﺗﺣﺳـ ــﯾن ﺑﯾﺋﺗـ ــﻪ‬
‫وظروﻓ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﺟﺎﻧ ـ ــب آ ﺧ ـ ــر ﯾﺟ ـ ــب ﺗﻣﺗ ـ ــﻊ اﻷﻧﺷ ـ ــطﺔ اﻟرﯾﻔﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺗﻧﻣﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق ﺗﻧﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣواﺷ ـ ــﻲ واﻟﻘط ـ ــﺎع اﻟرﻋ ـ ــوى ‪ ،‬وﺗﻬﯾﺋ ـ ــﺔ اﻷراﺿ ـ ــﻲ‬
‫ﻓـ ــﻰ ﻣﻧـ ــﺎطق اﻟﺑـ ــور‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ اﻟﺗرﺑـ ــﺔ وﺗﺷـ ــﺟﯾﻊ ﺣﻣﻠـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﻬﺎدات ﻣـ ــن اﻟﺷـ ــﺑﺎب ﻋﻠـ ــﻲ‬
‫اﻻﻧـ ــدﻣﺎج ﻓ ـ ـﻲ اﻷﻧﺷـ ــطﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـ ــﺔ‪ .‬وذﻟـ ــك ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل وﻗـ ــوف اﻟدوﻟـ ــﺔ ﺑﺟـ ــﺎﻧﺑﻬم ﻋـ ــن‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻣرة ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٤٠‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ د‪/‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ص ‪١٥٣‬‬

‫‪٦٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫طرﯾـ ـ ــق ﺗﺳـ ـ ــﻬﯾل إﺟ ـ ـ ـراءات ﺷ ـ ـ ـراء اﻷراﺿـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻠـ ـ ــك اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟدوﻟـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺟـ ـ ــب‬
‫اﻟر ﻓ ــﻊ ﻣـ ــن ﻗﯾﻣ ــﺔ ﺑﻌـ ــض اﻟﻣـ ـواد اﻟﻔﻼﺣﯾـ ــﺔ ﺣﺗ ـ ـﻲ ﯾ ــﺗم ﺗﺷـ ــﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟ ــﯾن ﻋﻠـ ــﻲ ﺗﻛﺛﯾـ ــف‬
‫اﻹﻧﺗـ ــﺎج وﺿـ ــﻣﺎن دﺧـ ــل ﻻﺋـ ــق ﻟﻠﻔﻼﺣـ ــﯾن وﻓ ـ ـﻲ ﺳـ ــﺑﯾل ﺗﺣﺳـ ــﯾن اﻹﻧﺗـ ــﺎج ﯾﺟـ ــب أﯾﺿـ ــﺎ‬
‫ﺗﺣﺳـ ــﯾن ﻣﺳـ ــﺗوى اﻷﻧﺷـ ــطﺔ ﻏﯾـ ــر اﻟﻔﻼﺣﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟوﺳـ ــط اﻟﻘـ ــروي ﻋـ ــن طرﯾـ ــق إﺣـ ــداث‬
‫ﻣﻧ ـ ـ ــﺎطق ﻟﻸﻧﺷ ـ ـ ــطﺔ اﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ــﺎدﯾﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ ﻣﺳ ـ ـ ــﺗوي اﻟﻘ ـ ـ ــرى اﻟﻛﺑ ـ ـ ــرى‪ ،‬وﺗﺷ ـ ـ ــﺟﯾﻊ إﻧﺷ ـ ـ ــﺎء‬
‫وﺣدات ﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ إﻟﻲ ﺗﻣوﯾﻧﺎت ﻟﻺﻧﺗﺎج واﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬
‫وﻓﻲ إطﺎر ﺗﻛوﯾن ﻫﯾﻛل ﻣﻬﻧﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗرﺑـوي وﺗﺣﺳـﯾن اﻟﻣﺳـﺗوي اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔـرد‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟرﯾﻔﯾﺔ‪،‬‬
‫‪ -‬ﯾﺟـ ــب رﻓـ ــﻊ ﻗﯾﻣـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﺳ ـ ـﯾﯾر ﻟﻔﺎﺋـ ــدة اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم اﻷﺳﺎﺳـ ــﻲ واﻟﺗﻛـ ــوﯾن اﻟﻣﻬﻧـ ــﻲ‪،‬‬
‫واﻟﻣروﻧـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــﺎ ﯾﺧ ـ ــص ﻣﺳـ ــﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻛـ ــوﯾن‪ ،‬ﺷ ـ ــروط ﺷـ ــﻬﺎدات اﻟﺗﻛـ ــوﯾن اﻟﻣﻬﻧ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻣ ـ ــدة اﻟﻣﺣ ـ ــددة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟ ـ ــب ﺗرﺷ ـ ــﯾد اﻟﺑﻧ ـ ــﺎءات اﻟﻣدرﺳ ـ ــﯾﺔ وﺑﻧ ـ ــﺎءات اﻟﺗﻛ ـ ــوﯾن اﻟﻣﻬﻧ ـ ــﻲ‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟرﯾـ ــف‪ ،‬و ﺗﺣﺳـ ــﯾن اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾـ ــﺔ ﻋـ ــن طرﯾـ ــق ﺗطﺑﯾـ ــق ﻗـ ــﺎﻧون اﻟﻌﻣـ ــل وا ٕ ﻋـ ــداد‬
‫ﻧﺻـ ــوص ﺗﻧظﯾﻣﯾـ ــﺔ ﺟﯾـ ــدة‪ ،‬ﺣﺗـ ــﻰ ﯾﻣﻛـ ــن ﺗﺣدﯾـ ــد أﻧـ ــو اع اﻷﯾـ ــدي اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟرﯾـ ــف‬
‫ﺣﯾ ـ ـ ـ ــث إﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎ إﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﺄﺟورون أو ﻣوﺳ ـ ـ ـ ــﻣﯾون أو أُﺟـ ـ ـ ـ ـراء داﺋﻣ ـ ـ ـ ــون أو ﻣﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻋدون‬
‫ﻋﺎﺋﻠﯾون‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾوﺟ ـ ــد ﺟواﻧ ـ ــب اﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــرى ﯾﺟ ـ ــب اﻻﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻩ إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺣﻘﯾ ـ ــق‬
‫اﻟﺿـ ـ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣـ ـ ــﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌداﻟـ ـ ــﺔ اﻟرﯾﻔﯾـ ـ ــﺔ‪،‬وا ٕ ﻧﺷـ ـ ــﺎء اﻟﻛﺛﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن اﻟﺗﺟﻬﯾ ـ ـ ـزات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟرﯾﺎﺿ ـ ــﯾﺔ ﻣ ـ ــن أﺟ ـ ــل ﺗﺣﻘﯾ ـ ــق إط ـ ــﺎر ﻋ ـ ــﯾش أﻓﺿ ـ ــل ﻟﻠﺳ ـ ــﻛﺎن ﻓ ـ ــﻲ اﻟرﯾ ـ ــف وﻟﻠﺷ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﻣﻧﻬم ﺧﺎﺻﺔ)‪.(١‬‬
‫‪ -‬أﻣ ــﺎ اﻟﻬﺟـ ـرة اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ ﻓﻬ ــﻲ ﻟﯾﺳ ــت ﻫﺟـ ـرة إﯾﺟﺎﺑﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬ ــﺎ ﻷﻧﻬ ــﺎ ﻟﯾﺳ ــت ﻋ ــﺎﻣﻼ‬
‫أو ﺣ ـ ــﻼ ﺟوﻫرﯾ ـ ــﺎ ﻟﺣ ـ ــل أزﻣ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ وﻟﻛﻧ ـ ــﻪ ﯾﻣﻛ ـ ــن اﻟﻘ ـ ــول ﺑﺈﻧﻬ ـ ــﺎ إﺣ ـ ــدى اﻟﻌواﻣ ـ ــل‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ــﺎﻋدة اﻟﻣؤﻗﺗـ ـ ــﺔ وﻟﻛﻧﻬـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــرﻋﺎن ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻌـ ـ ــود اﻟﻣﻬـ ـ ــﺎﺟرو ن إﻟـ ـ ــﻲ أوطـ ـ ــﺎﻧﻬم وﻫﻧـ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﺳـ ــﺎﻫﻣون ﻓـ ــﻲ زﯾـ ــﺎدة ﻣـ ــدى اﻟﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ أن ﻫﺟ ـ ـرة اﻟﻌﻣﺎﻟـ ــﺔ ﯾـ ــؤﺛر ﺑﺎﻟﺳـ ــﻠب ﻋﻠـ ــﻲ‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﺣﻣرة ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٤٣‬‬

‫‪٧٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺳـ ـ ــوق اﻟﻌﻣـ ـ ــل‪ ،‬ﻷن ﻧوﻋﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻌﻣـ ـ ــل ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺧـ ـ ــﺎرج ﺗﺧـ ـ ــﺗص‬
‫ﺑﺄﻧﻬ ــﺎ ﺗﻛـ ــوّ ن ﻛﻔ ــﺎءات ﻣﺗﻣﯾ ـ ـزة وﻟـ ــدﯾﻬﺎ ﻗ ــدرات إﺑداﻋﯾـ ــﺔ وطﺎﻗـ ــﺎت ﺧﻼﻗ ــﺔ وﻣﻬـ ــﺎرة ‪،‬ﻣﻣـ ــﺎ‬
‫أﺛـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻲ ﺧ ـ ــط ﺳ ـ ــﯾر اﻹﻧﺗ ـ ــﺎج ﺑﺎﻟﺳ ـ ــﻠب ﻷن اﻟﻛﻔ ـ ــﺎءات واﻟﺧﺑـ ـ ـرات ﻟ ـ ــم ﺗﻌ ـ ــد ﻣوﺟ ـ ــودة‬
‫ﻟﺗﺳ ـ ـ ــﺎﻫم ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ــﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺑﻼدﻫ ـ ـ ــﺎ وأﺻ ـ ـ ــﺑﺣت اﻟﻘطﺎﻋ ـ ـ ــﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻧﻬ ــﺎرة إﻟ ــﻲ ﺟﺎﻧ ــب إﺿ ــﺎﻓﺔ ﻗ ــوة ﻛ ــل أﯾ ــﺎم إﻟ ــﻲ ط ــﺎﺑور اﻟﻌ ــﺎطﻠﯾن إﻟ ــﻲ ﺟﺎﻧ ــب اﻟﻬﺟـ ـرة‬
‫اﻟﻌﺎﺋـ ـ ــدة اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻣﺛـ ـ ــل ﻫـ ـ ــﻲ اﻷﺧـ ـ ــرى ﻓـ ـ ــوق ﻣﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــوق اﻟﻌﻣـ ـ ــل اﻟﻣﻛ ـ ـ ـدس‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﺧرﯾﺟﯾن‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﺳـ ــﺎﻫم ﻓـ ــﻲ زﯾـ ــﺎدة ﺣـ ــدة اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﺎﻓرة وﺑطﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣ ـ ـﯾن‬
‫وذ ﻟـ ـ ـ ــك ﺑﺎﻹﺿـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ اﻟزاﺋـ ـ ـ ــدة ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻗطـ ـ ـ ــﺎع اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻘطـ ـ ـ ــﺎع‬
‫اﻟﻌﺎم‪...‬وﻏﯾرﻫﺎ)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻟﻛ ـ ــن ﻫﻧ ـ ــﺎك ﻣ ـ ــن ﯾ ـ ــري أن اﻟوﻗ ـ ــت ﻣ ـ ــﺎزال ﻣﺗﺎﺣ ـ ــﺎ ﻟﻠﻧﻬ ـ ــوض ﺑﻬ ـ ــذﻩ اﻵﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳ ـ ــﺔ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ أﺳ ـ ـ ـواق اﻟﻌﻣـ ـ ــل اﻟﻌرﺑﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﯾـ ـ ــري اﻟﺣﺎ ﺟـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻲ ﺗطـ ـ ــوﯾر اﻟﺗﺷ ـ ـ ـرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾ ـ ـ ـﺔ‬
‫اﻟﻣرﺗﺑطـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣـ ــل واﻟﻌﻣﺎﻟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻲ ﻧﺣـ ــو ﯾﺳـ ــﺗطﺎع ﻣـ ــن ﺧﻼﻟـ ــﻪ ﺗﻧظﯾـ ــر ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ أن اﻷﺣ ـ ــداث اﻷﺧﯾـ ـ ـرة ﻣ ـ ــن ﺳـ ـ ـرﯾﺎن اﺗﻔﺎﻗﯾ ـ ــﺔ ﻣﻧظﻣ ـ ــﺔ اﻟﺗﺟ ـ ــﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ـ ــﺔ وأﺣ ـ ــداث‬
‫‪ ١١‬ﺳـ ـ ــﺑﺗﻣﺑر ﺟﻌﻠﺗﻧ ـ ـ ـ ﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺎﺟـ ـ ــﺔ ﻣﺎﺳـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻲ ﺗطـ ـ ــوﯾر ﻣﺳـ ـ ــﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻣـ ـ ــل اﻟﻌرﺑﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺷﺄن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻬﺟرة وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬وأﺧﯾـ ـ ـرا ﯾﻣﻛﻧﻧ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــول ﺑ ـ ــﺄن اﻟﺗﻧﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟرﯾﻔﯾ ـ ــﺔ وﺗﻔﻌﯾ ـ ــل اﻟﻬﺟـ ـ ـرة إﻟ ـ ــﻲ اﻟرﯾ ـ ــف و اﻟﻌﻣ ـ ــل‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻲ زﯾ ـ ــﺎدة اﻟﻌﻣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺷ ـ ــﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑ ـ ــرى واﻟﺻ ـ ــﻐرى واﻻﺳ ـ ــﺗﻣرار ﻓ ـ ــﻲ إﺻ ـ ــﻼح‬
‫اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم وا ٕ ﻋـ ــﺎدة اﻟﺗـ ــدرﯾب اﻟﻣﻬﻧـ ــﻲ واﻟﺗﺣـ ــوﯾﻠﻲ ﻛـ ــل ذﻟـ ــك ﻫـ ــو ﻣـ ــن اﻟﺿـ ــرورات اﻟﻣﻠﺣـ ــﺔ‬
‫اﻟﺗ ـ ـﻲ ﯾﺟـ ــب اﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ أي ﻣﺟﺗﻣ ـ ـﻊ ﯾرﯾـ ــد اﻟﻧﻬـ ــوض اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدي واﻟﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻲ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺄﺟﯾل ﻣطﻠﻘﺎ‪.‬‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻬﯾم اﻟﺧﺷن ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ص ‪٥٩‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٤٤‬‬

‫‪٧١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ -‬ﻟﻘـ ـ ـ ــد ﺗﻧﺑﻬـ ـ ـ ــت اﻟـ ـ ـ ــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ـ ــﻲ أﻫﻣﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺗطـ ـ ـ ــوﯾر ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ‪،‬وا ٕ ﺿـ ـ ـ ــﻔﺎء طـ ـ ـ ــﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﻣروﻧـ ــﺔ ﺑﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﻣ ـ ــﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻊ اﻟﺗطـ ــورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗﺳ ـ ــﺎرﻋﺔ وﻗ ـ ــد ﺷ ـ ــﻣﻠت ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺣرﻛ ـ ــﺔ ﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﺎت اﻟﻌﻣ ـ ــل وﻗـ ـ ـواﻧﯾن اﻻﺳ ـ ــﺗﺛﻣﺎر و ﻗـ ـ ـواﻧﯾن اﻟﻧﻘ ـ ــد اﻷﺟﻧﺑ ـ ــﻲ واﻟﺟﻣ ـ ــﺎرك‬
‫وﻏﯾرﻫﺎ ‪،‬وﻛل اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻣﻧﻬﺎو اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻗ ـ ـ ـ ــد ﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ــت ﺑﻌ ـ ـ ـ ــض اﻟﺑﻠ ـ ـ ـ ــدان ﺑﻌ ـ ـ ـ ــدة ﺗﺻ ـ ـ ـ ــورات ﻟﻠﻘـ ـ ـ ـ ـواﻧﯾن اﻟﺗﺷـ ـ ـ ـ ـرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻣ ـ ــل‪ .‬ﻣﺛ ـ ــل ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻟﻣﻌ ـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛ ـ ــر واﻻﺳ ـ ــﺗﻘﺎﻟﺔ اﻟﺗﯾﺳ ـ ــﯾرﯾﺔ وﻓﻛـ ـ ـرة اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻟ ـ ــﺑﻌض‬
‫اﻟوﻗت‪..‬و ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ اﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﺑﻛر‪.‬‬
‫‪ -‬واﻟﻣﻌـ ـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛـ ـ ــر ﻫـ ـ ــو اﻻﺳـ ـ ــﺗﻘﺎﻟﺔ اﻟﺗﯾﺳـ ـ ــﯾرﯾﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ طﻠـ ـ ــب اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــل إﻧﻬـ ـ ــﺎء ﺧدﻣﺗـ ـ ــﻪ‬
‫وا ٕ ﺣﺎﻟﺗـ ـ ــﻪ إﻟـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ـ ــﺎش‪ ،‬ﻟﯾﺳـ ـ ــﺗﻔﯾد ﻣـ ـ ــن ﻗواﻋـ ـ ــد وﺿـ ـ ــﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷـ ـ ــرع ﻟﺗﯾﺳـ ـ ــﯾر اﻋﺗزاﻟـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺧدﻣـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻊ اﻻﺳـ ـ ـ ــﺗﻔﺎدة ﻣﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻘـ ـ ـ ــررﻩ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون ﻣـ ـ ـ ــن ﺣﻘـ ـ ـ ــوق ﺗﺗﻌﻠـ ـ ـ ــق ﺑﺎﺳـ ـ ـ ــﺗﺣﻘﺎق‬
‫اﻟﻣﻌﺎش‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــك ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ ﯾﻣﻛ ـ ـ ــن إﻓﺳ ـ ـ ــﺎح اﻟﻣﺟ ـ ـ ــﺎل أﻣ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘ ـ ـ ــوى اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ــﺎﺑﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ -‬وﻗ ــد طﺑﻘ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﻛـ ـرة ﻓ ــﻲ اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟ ــدول ﻣﺛ ــل اﻟﻣﺟ ــر ﺣﯾ ــث اﺳ ــﺗﻔﺎد ﻣ ــن ﻫ ــذا‬
‫اﻟﻧظﺎم ‪ ٩٠٠٠‬ﺷﺧص ﻋﺎم ‪١٩٩٠‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وﻓ ـ ــﻲ ﺑﻠﺟﯾﻛ ـ ــﺎ ﻋﻣﻠ ـ ــت اﻟﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻹ ﻓ ـ ــﺎدة ﻣ ـ ــن ﻓﻛـ ـ ـرة اﻟﻣﻌ ـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛ ـ ــر ﻣﺗﺑﻧﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﺣﻘﯾـ ــق ﺑرﻧـ ــﺎﻣﺞ ﻣـ ــؤداﻩ أن ﺗﺗﺣﻣـ ــل اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻔـ ــﺎرق ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﻌـ ــﺎش اﻟـ ــذي ﻛـ ــﺎن ﯾﺳـ ــﺗﺣﻘﻪ‬
‫اﻟﻣُ ﺣـ ــﺎل إﻟـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ــﺎش ﺑﻔـ ــرض ﺑﻠوﻏـ ــﻪ ﺳـ ــن اﻟﺗﻘﺎﻋـ ــد واﻟﻣﻌـ ــﺎش اﻟـ ــذي ﯾﺣﺻـ ــل ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌـ ــل‪ .‬وﻓـ ــﻲ ﻣﺻـ ــر ﻋرﻓـ ــت اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺻـ ــورة ﻣـ ــن ﺻـ ــور اﻻﺳـ ــﺗﻘﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﯾﺳ ـ ــﯾرﯾﺔ ﻣﻧ ـ ــذ ﻋ ـ ــﺎم ‪١٩٥٣‬م ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻗـ ـ ـرار ﻣﺟﻠ ـ ــس اﻟ ـ ــوزراء اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑﻘواﻋ ـ ــد‬
‫ﺗﯾﺳـ ــﯾر اﻋﺗ ـ ـزال اﻟﺧدﻣـ ــﺔ و ﺟـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ـرار اﻟﺟﻣﻬـ ــوري ﻋـ ــﺎم ‪ ١٩٧٠‬ﺑﺗﺧوﯾـ ــل اﻟـ ــوزراء ﻓـ ــﻲ‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة ‪ .‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٤٧‬‬

‫‪٧٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻗﺑول ﺑﻌض اﻟطﻠﺑﺎت ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻌﺎش)‪.(١‬‬


‫‪ -‬وﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺟﯾـ ـ ــز اﻟﻘـ ـ ـواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠو ظﯾﻔ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ أن ﯾطﻠـ ـ ــب‬
‫اﻟﻣوظ ـ ــف أﯾ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــت درﺟﺗ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــق اﻟﻣﻌ ـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛ ـ ــر‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﯾطﻠ ـ ــق ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــرب ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻋ ـ ــد اﻟﻧﺳ ـ ــﺑﻲ ﺑﺷ ـ ــرط أن ﯾﻛ ـ ــون اﻟراﻏ ـ ــب ﻓﯾ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــد ﻗﺿ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﺧدﻣ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﻻ ﯾﻘ ـ ــل ﻋ ـ ــن ‪ ٢٠‬ﻋﺎﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻲ أن ﺗﻛ ـ ــون ﻗﯾﻣ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌ ـ ــﺎش ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ أﻗـ ـ ــل ﺑﻘﻠﯾـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن ﻗﯾﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌـ ـ ــﺎش اﻟﻛﺎﻣـ ـ ــل اﻟـ ـ ــذي ﯾﺳـ ـ ــﺗﺣﻘﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدة اﻟﺧدﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬وا ٕ ذا ﻋ ـ ــدﻧﺎ إﻟ ـ ــﻲ ﻣﺻ ـ ــر ﻧﺟ ـ ــد أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﻣﺟﻣ ـ ــوع اﻟﻌﻣ ـ ــﺎل اﻟﺑ ـ ــﺎﻟﻎ ﻋ ـ ــددﻫم ‪٦٠٦١٥٨‬‬
‫واﻟـ ــذﯾن ﯾﻌﻣﻠـ ــون ﻓـ ــﻲ ‪ ١٦‬ﺷـ ــرﻛﺔ ﻗﺎﺑﺿـ ــﺔ‪ ،‬ﺣ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٥٣٣٨٥‬ﻣـ ــﻧﻬم‪ ،‬ﻣـ ــن اﻟﻣﺗوﻗـ ــﻊ أن‬
‫ﯾﺳ ـ ــﺗﻔﯾدوا ﻣ ـ ــن ﻧظ ـ ــﺎم اﻟﻣﻌ ـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛ ـ ــر]أى ‪% ٩‬ﻣ ـ ــن ﻣﺟﻣ ـ ــوع اﻟﻌ ـ ــﺎطﻠﯾن [ وﻧﺟـ ـ ــد‬
‫أن ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ـ ــؤﻻء اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻎ ﻋ ـ ـ ـ ــددﻫم ‪ ،٥٣٣٨٥‬ﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎك ‪ ٢٦٧٩٥‬ﻋﺎﻣ ـ ـ ـ ــل أي‬
‫‪ %٥٠‬ﻣـ ــﻧﻬم ﯾﻌﻣﻠـ ــون ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــﻧﺎﻋﺔ اﻟﻧﺳـ ــﯾﺞ ﺣﯾـ ــث ﺗـ ــزداد ﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻣﺷـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﻣ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻫ ـ ـذﻩ اﻟﻘطـ ــﺎع ‪ ،‬ﻠﻓﺗﺟـ ــﺄ اﻟﻛﺛﯾـ ــر ات ﻣـ ــن اﻟﻧﺳـ ــﺎء إﻟـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛـ ــر ﻷﺳـ ــﺑﺎب ﻛﺛﯾ ـ ـرة‬
‫وﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ وﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ أﺳﺑﺎب ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻓـ ــﻲ اﻟواﻗـ ــﻊ إن ﻫـ ــذﻩ اﻟﻔﻛ ـ ـرة ﻟﯾﺳ ـ ـت ﺑﺎﻟﺣـ ــل اﻟﺟـ ــوﻫري اﻷﻣﺛـ ــل ﻟﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﺑـ ــل‬
‫ﻫ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــل وﻗﺗ ـ ــﻲ ﯾﺗوﻗ ـ ــف ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟراﻏﺑ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻹﺣﺎﻟ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌ ـ ــﺎش اﻟﻣﺑﻛ ـ ــر أم ﻻ‪،‬‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ أن ﻫـ ــذا اﻟﺣـ ــل ﻻ ﯾﺳـ ــﺎﻋد ﻋﻠـ ــﻲ اﻹﻓـ ــﺎدة ﻣـ ــن اﻟﻘـ ــوة اﻟﻣﻌطﻠـ ــﺔ إﻓـ ــﺎدة ﯾﺗﺣﻘ ـ ـق ﻣـ ــن‬
‫ﺧﻼﻟﻬـ ــﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ وزﯾـ ــﺎدة إﺟﻣـ ــﺎﻟﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـ ــﺔ ﻷﻧﻧـ ــﺎ ﻧﺧـ ــرج ﻣوظﻔـ ــﺎ وﻧﺿـ ــﻊ‬
‫ﻣﻛﺎﻧ ـ ـﻪ آ ﺧـ ــر ﻓـ ــﻼ ﺗﺳـ ــﺗﻐل اﻟﻘـ ــوة إذا وﯾﺑﻘـ ــﻲ اﻟﺣـ ــﺎل ﻋﻠـ ــﻲ ﻣـ ــﺎ ﻫـ ــو ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن اﻟﺗـ ــدﻫور‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺑﺎق ‪ ،‬ص ‪٢٤٩ ، ٢٤٨‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ ،‬ص ‪٢٥٠‬‬

‫‪٧٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج)‪.(١‬‬
‫اﻟﻌﻣـــــل ﻟـــــﺑﻌض اﻟوﻗـــــت‪:‬و اﻟﻌﺎﻣ ـ ــل ﻟـ ــﺑﻌض اﻟوﻗ ـ ــت ﻫـ ــو اﻟﺷ ـ ــﺧص اﻟﻣﺳـ ــﺗﺧدم اﻟ ـ ــذي ﺗﻘ ـ ــل‬
‫ﺳـ ــﺎﻋﺎت ﻋﻣﻠـ ــﻪ اﻟﻌﺎدﯾـ ــﺔ ﻋـ ــن ﺳـ ــﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣـ ــل اﻟﻌﺎدﯾـ ــﺔ ﻟﻠﻌـ ــﺎﻣﻠﯾن طﯾﻠـ ــﺔ اﻟوﻗـ ــت اﻟﻣﻣـ ــﺎﺛﻠﯾن‪،‬‬
‫وﯾﻣﻛ ـ ــن أن ﺗﺣﺳ ـ ــب ﺳ ـ ــﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣـ ـ ـ ل اﻟﻌﺎدﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻲ أﺳ ـ ــﺎس أﺳ ـ ــﺑوﻋﻲ‪،‬‬
‫أو ﻋﻠﻲ أﺳﺎس اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ ﻓﺗرة اﺳﺗﺧدام ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻫـ ــذا اﻟﺗﻐﯾﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ أﻧﻣـ ــﺎط اﻟﻌﻣـ ــل أﺻـ ــﺑﺢ ﺣﻘﯾﻘـ ــﺔ ﺗﺣﺗـ ــﺎج أﺳ ـ ـواق اﻟﻌﻣ ـ ـل ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدول‬
‫اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ــﺔ ﻗﺑـ ــل اﻟﻧﺎﻣﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ اﻟوﻗـ ــت اﻟـ ــذي ﺗﺗﻧـ ــﺎﻗض ﻓﯾـ ــﻪ ﺣـ ــﺎﻻت اﻟﺗوظﯾـ ــف اﻟـ ــداﺋم‪،‬‬
‫وﺗﺗﻌﻘـ ــد ﺷـ ــروط اﻟﻘﺑـ ــول ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ـ ل‪ ،‬ﻗﺎﻣـ ــت اﻟـ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾـ ــﺔ ﺑﺗﺑﻧـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺷـ ــﻛل ﻣـ ــن‬
‫أﺳـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻻﺳـ ـ ــﺗﺧدام‪ ،‬وﻓـ ـ ــﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ــص ﻗـ ـ ــﺎﻧون ﺗﺷـ ـ ــﺟﯾﻊ اﻟﺗﺷـ ـ ــﻐﯾل ﻟﻌـ ـ ــﺎم ‪١٩٦٩‬م‬
‫ﻋﻠـ ــﻲ أﻧ ـ ــﻪ ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣﻌﻬ ـ ــد اﻻﺗﺣ ـ ــﺎدي ﻟﻠﻌﻣـ ــل ﺑﻣوﺟـ ـ ـب ﻫ ـ ــذا اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻹﺷـ ـ ـراف ﻋﻠ ـ ــﻲ‬
‫ﻋﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ ﺗوﻟﯾـ ـ ــد ﻓـ ـ ــرص اﻟﻌﻣـ ـ ــل اﻟﻣؤﻗـ ـ ــت ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺷـ ـ ــر وع ﻓـ ـ ــﻲ ﺗـ ـ ــداﺑﯾر ﻣﻧﺷـ ـ ــﺋﺔ‬
‫ﻟﻠوظﺎﺋف وﻗد ﺟري ﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ١٩٧٩‬ﻟﯾﺷﻣل‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺎت اﻟﻌ ـ ــﺎطﻠﯾن ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻣ ـ ــل‪ ،‬واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗواﺟ ـ ــﻪ ﻣﺷ ـ ــﺎﻛل ﺗﺷ ـ ــﻐﯾل‪ ،‬وﯾ ـ ــﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗ ـ ــد‬
‫ﻟﻣـ ــدة ﻋـ ــﺎم ﻣـ ــﻊ ﺟ ـ ـواز إطﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻣـ ــدة ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺣـ ــدد اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﻣﺟـ ــﺎﻻت وظـ ــﺎﺋف اﻟﺧدﻣـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ أو ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻣﻘ ـ ـ ــرر إﻧﺷ ـ ـ ــﺎؤﻫﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷﺟ ـ ـ ــل اﻟﻘرﯾ ـ ـ ــب وا ٕ ﻻ ﺗﺷ ـ ـ ــﻛل ازدواﺟﯾ ـ ـ ــﺔ أو‬
‫ﻣﻧﺎﻓﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟوظـ ـ ـ ـ ــﺎﺋف ﻗﺎﺋﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﺗ ﺣـ ـ ـ ـ ــل ﻣﺣـ ـ ـ ـ ــل وظـ ـ ـ ـ ــﺎﺋف ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘطـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﯾن اﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫واﻟﺧﺎص)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬وﻣـ ــن أﻫـ ــم اﻟﺗﺟـ ــﺎرب اﻟراﺋـ ــدة ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺻـ ــدد ﺑرﻧـ ــﺎﻣﺞ )ﺟ ـ ـواﻫر روزﺟرﯾوﺟﺎﻧـ ــﺎ( ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧ ـ ــد وﻫ ـ ــو أﻛﺑ ـ ــر ﺑرﻧ ـ ــﺎﻣﺞ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌ ـ ــﺎﻟم ﻟﺗﺷ ـ ــﻐﯾل اﻷﯾ ـ ــدي اﻟﻣﺗﻌطﻠ ـ ــﺔ وﻗ ـ ــد أﺗ ـ ــﺎح ﻣﻧ ـ ــذ‬
‫وﺿ ـ ــﻌﻪ ﻋ ـ ــﺎم ‪ ١٩٨٩‬ﻋ ـ ــددا ﻣ ـ ــن أﯾ ـ ــﺎم اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻟﻸﯾ ـ ــدي اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌطﻠ ـ ــﺔ ﺑﻠ ـ ــﻎ‪٨٥٠‬‬

‫)‪ (١‬ﻧﺟوى ﻋﺑد اﷲ ﺳﻣك‪ ،‬ﻋﺎدﻟﺔ ﻣﺣﻣد رﺟب اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ﻋﻠﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري ص‬
‫‪١٢٨‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣر ‪ .‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﻔﺣﺗﻬﺎ ‪ ،‬ص ‪٢٥٢ ،٢٥١‬‬

‫‪٧٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻣﻠﯾـ ــون ﯾـ ــوم ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﻧﺔ اﻟواﺣـ ــدة‪ ،‬وﻗـ ــد وﺻـ ــل ﻋـ ــﺎم ‪ ١٩٩٤‬إﻟـ ــﻲ ﺣ ـ ـواﻟﻲ ﻣﻠﯾـ ــﺎر ﯾـ ــوم‬
‫ﻋﻣ ـ ــل وﻫ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ أﻋﻣ ـ ــﺎل ﻣؤﻗﺗ ـ ــﺔ وﻟﯾﺳ ـ ــت داﺋﻣ ـ ــﺔ‪،‬وﺣﺎوﻟت اﻟﻣﻣﻠﻛ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾ ـ ــﺔ ﺗﻔﻌﯾ ـ ــل‬
‫ﻫـ ــذﻩ اﻵﻟﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻲ ﻧﺣـ ــو ﯾﻔﯾـ ــد ﻗطـ ــﺎع اﻟﺗﺷـ ــﻐﯾل‪ ،‬ﻓوﺿـ ــﻌت ﺑرﻧـ ــﺎﻣﺞ أو ﻧظـ ــﺎم اﻟﺳـ ــﯾوب‬
‫وأﺣﺎﻟ ـ ــت ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻹﺷـ ـ ـراف ﻋﻠ ـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻩ إﻟ ـ ــﻲ ﻣرﻛ ـ ــز اﻹرﺷ ـ ــﺎد واﻟﺗوﺟﯾ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن أﺟ ـ ــل‬
‫اﻟﺗﺷـ ــﻐﯾل وﯾﻘـ ــوم ﻫـ ــذا اﻟﻧظـ ــﺎم ﻋﻠـ ــﻲ ﺗﻘﺎﺳـ ــم اﻟدوﻟـ ــﺔ واﻟﻘطـ ــﺎع اﻟﺧـ ــﺎص ﻟﻸﻋﺑـ ــﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻘوي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﺎطﻠﺔ)‪.(١‬‬
‫ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫‪ -‬إن ﻓـ ـ ــرص اﻟﺗﻣوﯾ ـ ـ ــل اﻟذاﺗﯾ ـ ـ ــﺔﻣﺗﺎﺣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻛﻧﻬ ـ ـ ــﺎ ﺗﻬـ ـ ــﺎﺟر إﻟ ـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ـ ـواق أر ﺣـ ـ ـ ـب وأﺟ ـ ـ ــزي‬
‫وأوﺛ ـ ـ ــق‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــن ﻣﻣﯾـ ـ ـ ـزات ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻷﺳـ ـ ـ ـواق‪ ،‬ﺗﻠ ـ ـ ــك اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗﻣ ـ ـ ــﻧﺢ إﻋﻔ ـ ـ ــﺎءات ﺿـ ـ ـ ـرﯾﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻛﺎﻹﻋﻔـ ــﺎءات اﻟﻣﻘـ ــررة ﻟﻠﻣﺷـ ــروﻋﺎت ﺑﺷـ ــﻛل ﺗﺻ ـ ــﺎﻋدي ﻛﻠﻣـ ــﺎ زاد ﻋـ ــدد اﻟﻌﻣـ ــﺎل اﻟ ـ ــذﯾن‬
‫ﯾﻠﺗﺣﻘون ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻷﻗل ﻣن ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎم)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬وﯾ ـ ــري اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾون اﻟرأﺳ ـ ــﻣﺎﻟﯾون أن اﻟﺣ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻟﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــن ﯾـ ـ ـﺄﺗﻲ إﻻ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل‬
‫ﻋـ ـ ــدة إﺟ ـ ـ ـراءات ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗﺣﻔﯾ ـ ـ ـ ز رﺟـ ـ ــﺎل اﻷﻋﻣـ ـ ــﺎل ﻋﻠـ ـ ــﻲ اﻻﺳـ ـ ــﺗﺛﻣﺎر وزﯾـ ـ ــﺎدة اﻹﻧﺗـ ـ ــﺎج‬
‫وذﻟـ ـ ــك ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﺗﺧﻔ ـ ـ ـﯾض اﻟﺿ ـ ـ ـراﺋب ﻋﻠـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــدﺧل واﻟﺛـ ـ ــروة‪ ،‬وﺗﻘﻠـ ـ ــﯾص اﻟﻘطـ ـ ــﺎع‬
‫اﻟﻌـ ــﺎم وﺗﺣوﯾ ـ ــل ﻣﻠﻛﯾﺗـ ــﻪ ﻟﻠﻘط ـ ــﺎع اﻟﺧـ ــﺎص‪،‬وا ٕ طﻼع آﻟﯾ ـ ــﺎت اﻟﺳـ ــوق‪ ،‬وﻣﺣﺎرﺑ ـ ــﺔ اﻟرﻗﺎﺑ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻷﺟور واﻷﺳﻌﺎر)‪.(٣‬‬
‫‪ -‬و ﺑ ـ ـ ـﺎﻟطﺑﻊ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻛـ ـ ــﻼم ﻻ ﯾﺻـ ـ ــﻠﺢ ﻷن ﯾؤﺧـ ـ ــذ اﻟ ـ ـ ـرأي ﻓﯾـ ـ ــﻪ ؛ﻷﻧ ـ ـ ـﻪ ﺑﻣﺟـ ـ ــرد اﻹطـ ـ ــﻼع‬
‫ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻷول ﻣ ـ ـرة ﯾظﻬـ ــر ﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــن ﺗﺣﯾـ ــز واﺿـ ــﺢ وﺳـ ــﺎﻓر ﻟﺻـ ــﺎﻟﺢ رﺟـ ــﺎل اﻷﻋﻣـ ــﺎل‬
‫ﻟـ ــﯾس ﻋﻠـ ــﻲ ﺣﺳ ـ ـﺎب اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ وا ٕ ﻧﻣـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـﻲ ﺣﺳـ ــﺎب اﻟﺷـ ــﻌب ﻛﻠـ ــﻪ ﺑﻣـ ــﺎ ﻓﯾـ ــﻪ اﻟﻌـ ــﺎﻣﻠون‬
‫ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺷ ـ ــروﻋﺎت أو اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻬﻠﻛو ن ﻷﻧﻬ ـ ــم ﯾرﯾ ـ ــدون إزاﻟ ـ ــﺔ اﻟرﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن اﻷﺟ ـ ــور‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ص ‪٢٥٢ ، ٢٥١‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ص ‪٢٥٧‬‬
‫)‪ (٣‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ص ‪٢٦‬‬

‫‪٧٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ا ﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻌطـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻌـ ـ ــﺎﻣﻠﯾن واﻷﺳـ ـ ــﻌﺎر اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻔـ ـ ــرض ﻋﻠ ـ ـ ـﻲ اﻟﺳـ ـ ــﻠﻊ‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻛﻠـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ــﯾس‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺑﻠد‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﺟ ـ ــب أن ﺗﻛﺗﻔ ـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ـ ـﺔ ﺑﺗﻘ ـ ــدﯾم ﺑﻌ ـ ــض اﻟﺗﺳ ـ ــﻬﯾﻼت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﺿ ـ ــر ﺑﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ أي‬
‫طـ ــرف ﻣـ ــن اﻷط ـ ـراف‪ ،‬اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺷـ ــﺎرك ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ‪،‬ﻷن اﻟﺗﺳـ ــﻬﯾﻼت اﻟزاﺋـ ــدة ﻋـ ــن‬
‫اﻟﺣ ـ ــد اﻟﻣﻌﻘ ـ ــول‪ ،‬ﺗﻛ ـ ــون ﻋﯾوﺑﻬ ـ ــﺎ أﻛﺛ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻣﻣﯾزاﺗﻬ ـ ــﺎ وﻣﻧﺎﻓﻌﻬ ـ ــﺎ‪ .‬ﺣﯾ ـ ــث ﯾﻛ ـ ــون ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﻘﺎﺑ ـ ــل إﯾﺟ ـ ــﺎد ﻓ ـ ــرص ﻋﻣ ـ ــل ﻟ ـ ــﺑﻌض اﻟﺷ ـ ــﺑﺎب ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺷ ـ ــروﻋﺎت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑ ـ ــل‬
‫ﺗﺿـ ـ ــر ﺑ ﺎﻟﺻـ ـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻌـ ـ ــﺎم ﺣﻛوﻣ ـ ـ ــﺔ وﺷـ ـ ــﻌﺑﺎ‪،‬و ﻗد ﻗﺎﻣـ ـ ــت ﻓرﻧﺳ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﺑﺗﺷ ـ ــر ﯾﻊ ﻗ ـ ــﺎﻧون ﺿـ ـ ـراﺋب ﺻ ـ ــدر ﻓ ـ ــﻲ أﻛﺗ ـ ــوﺑر ‪ ١٩٩٣‬وﯾﺳ ـ ــﺗﻧد ﻫ ـ ــذا اﻟﺗﺷـ ـ ـرﯾﻊ ﻋﻠ ـ ــﻲ‬
‫اﺳ ـ ــﺗﺧدام ﺿـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻷرﺑ ـ ــﺎح ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟﺷ ـ ــرﻛﺎت ﻋﻠ ـ ــﻲ ﻧﺣ ـ ــو ﯾـ ـ ـرﺗﺑط ﺑﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺗﺧدام‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﯾﺣدد ﻧﺳﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪-:‬‬
‫‪ %٣٣ -‬ﻋﻠـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧﺷـ ـ ـ ــﺂت اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ اﺣﺗﻔظـ ـ ـ ــت ﺑﻌ ـ ـ ـ ـدد ﻋﻣﺎﻟﻬـ ـ ـ ــﺎ دون زﯾـ ـ ـ ــﺎدة أو ﻧﻘﺻـ ـ ـ ــﺎن‬
‫و‪ %٦٦‬ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧﺷ ـ ــﺂت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺧﻔﺿ ـ ــت ﻋ ـ ــدد ﻋﻣﺎﻟﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﺧ ـ ــﻼل ﺳ ـ ــﻧﺔ ﻣﻧ ـ ــذ ﻧﻔ ـ ــﺎذ‬
‫اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون وﺣﺗـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺣﺎﺳـ ـ ـ ــﺑﺔ اﻟﺿ ـ ـ ـ ـراﺋﺑﯾﺔ و‪ %١٥‬ﻋﻠـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧﺷـ ـ ـ ــﺂت اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ زاد ﻋـ ـ ـ ــدد‬
‫اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %١٠‬ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺎذ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫‪ -‬واﺳ ـ ـ ـ ــﺗﺧدام ﺿـ ـ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻷرﺑ ـ ـ ـ ــﺎح اﻟﻣﻬﻧﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺗﺷ ـ ـ ـ ــﺟﯾﻊ اﺳ ـ ـ ـ ــﺗﺧدام اﻟﻌﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺧﻔ ـ ـ ـ ــﯾض‬
‫اﻟﺿ ـ ـ ـراﺋب اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﺣﻘﺔ ﺑﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ ‪ %٤٠‬ﻋﻠـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧﺷـ ـ ــﺂت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾرﺗﻔـ ـ ــﻊ ﻋـ ـ ــدد اﻟﻌـ ـ ــﺎﻣﻠﯾن‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %١٠‬ﻓﺄﻛﺛر)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون اﻟﺻـ ـ ــﺎدر ﻓـ ـ ــﻲ أﻏﺳـ ـ ــطس ﻋـ ـ ــﺎم ‪ ١٩٧٤‬اﻟﻣﺗﻌﻠـ ـ ــق ﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ـﺗﺛﻣﺎرات ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺻ ـ ـ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ـ ـ ــذي ﻧ ـ ـ ــص ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ اﻻﻣﺗﯾ ـ ـ ــﺎزات واﻟﺗﺳ ـ ـ ــﻬﯾﻼت ﻟﻠﻣﻣ ـ ـ ــوﻟﯾن‬
‫ﺑﺣﺳ ـ ـ ـب ﻋـ ـ ــدد ﻓـ ـ ــرص اﻟﻌﻣـ ـ ــل اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺣـ ـ ــدﺛوﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺎن ﻗـ ـ ــﺎﻧون ‪ ١٩٦٩‬ﯾﻌﻠـ ـ ــق‬
‫اﻷﻫﻣﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺻ ـ ـ ــوى ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ ﺣﺟ ـ ـ ــم اﻻﺳ ـ ـ ــﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ـ ــض اﻷﺳـ ـ ـ ـواق اﻷﺧ ـ ـ ــرى‪،‬‬
‫ﺗﻣـ ــﻧﺢ اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﺎت اﻟﺿ ـ ـرﯾﺑﺔ ﺑﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻣزاﯾـ ــﺎ ﺑﻣﺟـ ــرد ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﺳـ ــﺗﺛﻣﺎر ﺑـ ــداﺧﻠﻬﺎ ﻣﻬﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ ،‬ص ‪٢٥٨ ، ٢٥٧‬‬

‫‪٧٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺣﺟم ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺻﻐﯾرا أو ﻛﺑﯾرا)‪.(١‬‬


‫اﻟﻌواﻣـ ــل اﻟدﯾﻣوﺟراﻓﯾـ ــﺔ )اﻟﻧﻣـ ــو اﻟﺳـ ــﻛﺎﻧﯾﺔ(‪ :‬ﯾﺟـ ــب اﻟﻧظـ ــر إﻟـ ــﻲ أﻫﻣﯾـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ـوازن ﺑـ ــﯾن ﻋـ ــدد‬
‫اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻛﺎن وﻛﻣﯾ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗرﻛﯾ ـ ـ ـ ــز ﻋ ﻠ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻔﻬ ـ ـ ـ ــم اﻟﺧﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋص اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫وا ٕ ﻣﻛﺎﻧ ـ ـﺎت اﻷﻓ ـ ـراد داﺧـ ــل اﻟدوﻟـ ــﺔ)‪ .(٢‬وا ٕ ﻻ ﻓـ ــﻼ ﻓﺎﺋـ ــدة ﻣـ ــن ﺻـ ــﻧﻊ ﻓـ ــرص ﻋﻣـ ــل ﺟدﯾ ـ ـدة ﻣـ ــﺎ‬
‫دام ﻫﻧﺎك وﺟود ﻟزﯾﺎدة ﻣﺳﺗﻣرة وﺳرﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺟودة‪.‬‬
‫ﺗﻘـ ـ ــول ﺑﻌـ ـ ــض اﻵراء أن اﻟـ ـ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻻ ﺳـ ـ ــﺑﯾل أﻣﺎﻣﻬـ ـ ــﺎ إذا أرادت أن ﺗﺣـ ـ ــﺎﻓظ‬
‫ﻋﻠـ ــﻲ ﻣـ ــﺎ ﺗﻧﺟ ـ ـزﻩ ﻣـ ــن ﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺿـ ــﺎء أوﻻ ﻋﻠـ ــﻲ ظـ ــﺎﻫرة أو ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺗزاﯾـ ــد اﻟﺳ ـ ــﻛﺎﻧﻲ‬
‫ﺑﯾﻧﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘـ ـ ــول ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛﯾن‪:‬إ ن ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻌﺎﻧﯾـ ـ ــﻪ ﺗﻠـ ـ ــك اﻟـ ـ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ـ ـ ـﺔ ﻟـ ـ ــﯾس ﻣرﺟﻌـ ـ ــﻪ إﻟـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺗزاﯾـ ــد اﻟﺳـ ــﻛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑـ ــل ﺑـ ــﺎﻟﻌﻛس ﻓـ ــﺈن اﻟﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺳـ ــﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﻟﻠﺗﺧﻠـ ــف اﻟـ ــذي‬
‫ﻧﺷـ ـ ـ ــﺄ ﻋـ ـ ـ ــن اﻻﺳـ ـ ـ ــﺗﻌﻣﺎر واﻟﺗﺑﻌﯾـ ـ ـ ــﺔ‪،‬وﻋﻼﻗﺎت اﻻﺳـ ـ ـ ــﺗﻐﻼل ﻓـ ـ ـ ــﻲ ظـ ـ ـ ــل اﻟﻧظـ ـ ـ ــﺎم اﻟرأﺳـ ـ ـ ــﻣﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ)‪.(٣‬‬
‫‪ -‬وﻓـ ــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘـ ــﺔ ﻓﺈﻧﻧـ ــﺎ ﻧـ ــري أن اﻟﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺳـ ــﻛﺎﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺻـ ــﺢ ﻟﻧـ ــﺎ أن ﻧﺳـ ــﻣﯾﻬﺎ ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ؛‬
‫ﻷﻧﻬـ ــﺎ طﺑﯾﻌـ ــﺔ إﻧﺳـ ــﺎﻧﯾﺔ ﻓـ ــﻰ ﻏﺎﯾـ ــﺔ اﻟﺑﺳـ ــﺎطﺔ ﺗﺣـ ــدث ﻓـ ــﻲ أي زﻣـ ــﺎن وأي ﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ وا ٕ ﻻ‬
‫ﻓﻠﻣ ـ ـ ــﺎذا ﺗﻘ ـ ـ ــدﻣت ﺗﻠ ـ ـ ــك اﻟ ـ ـ ــدول اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﯾطﻠﻘ ـ ـ ــون ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ــﺎ " اﻟﻧﻣ ـ ـ ــور اﻵﺳ ـ ـ ــﯾوﯾﺔ" ﻣ ـ ـ ــﻊ أن‬
‫اﻟﺻـ ــﯾن وﻫـ ــﻲ واﺣـ ــدة ﻣـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻟـ ــدول ﻏـ ــزت ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـ ــﺎ ﻛـ ــل أﺳ ـ ـواق اﻟﻌـ ــﺎﻟم‪ ،‬وأﺻـ ــﺑﺢ‬
‫اﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﻫﺎ ﻣـ ـ ــن أﻗ ـ ــوي اﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدﯾﺎت اﻟﻌـ ـ ــﺎﻟم‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ أن ﻋـ ـ ــدد ﺳ ـ ــﻛﺎﻧﻬﺎ أﺿـ ـ ــﻌﺎف ﻋـ ـ ــدد‬
‫ﺳـ ــﻛﺎن دول ﻣﺛـ ــل ﻣﺻـ ــر اﻟﺗـ ــﻰ ﺗﻌـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ــن اﻟزﯾـ ــﺎدة اﻟﺳ ـ ـﻛﺎﻧﯾﺔ وأﺻـ ــﺑﺢ ﺣـ ــدﯾﺛﻬﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﺻـ ــﺣف واﻟﺗﻠﻔـ ــﺎز‪،‬ﺣﺗﻰ ﻓـ ــﻲ اﻟﺷ ـ ـوارع ‪،‬وﻧـ ــداء وزراﺋﻬـ ــﺎ ﺑﻬـ ــذﻩ اﻟﻛﺎرﺛـ ــﺔ اﻟﺧطﯾ ـ ـرة اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﺗﻬـ ــدد اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎد اﻟﻘـ ــوﻣﻲ ﻣـ ــﻊ أن ﻋـ ــدد ﺳـ ــﻛﺎﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﺑﻠـ ــﻎ ﻋُ ﺷـ ــر ﻋـ ــدد ﺳـ ــﻛﺎن اﻟﺻـ ــﯾن‬
‫ﻫ ـ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﻛﺎرﺛ ـ ـ ــﺔ ﺣﻘـ ـ ـ ـ ﺎ‪ ،‬أﻻ ﻧﻌ ـ ـ ــرف ﺳ ـ ـ ــﺑب اﻟﻣﺷ ـ ـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــو ﻗﻠﻧ ـ ـ ــﺎ‪ :‬إن‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪٢٥٨‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪.‬د‪.‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣر اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻓﺗﺣﻬﺎ ص ‪٢٧٧‬‬

‫‪٧٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻹﻋ ـ ـﻼم واﻟﺗوﻋﯾـ ــﺔ ﻣﻬﻣـ ــﺎ ﻓﻌ ـ ـﻼ ﻓﻠـ ــن ﺗﺟـ ــدى ﻫـ ــذﻩ اﻟﺟﻬـ ــود ﺷـ ــﯾﺋﺎ؛ﻷﻧﻬﺎ ﺗو اﺟـ ــﻪ طﺑﯾﻌـ ــﺔ‬
‫إﻧﺳ ـ ــﺎﻧﯾﺔ ﺑﻛ ـ ــل اﻟﻣﻘ ـ ــﺎﯾﯾس ﺣﯾ ـ ــث ﺗواﺟ ـ ــﻪ وﻋﯾـ ـ ـﺎ ﺷ ـ ــﻌﺑﯾﺎ ﺑ ـ ــﺄن اﻟزﯾ ـ ــﺎدة اﻟﺳ ـ ــﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻬﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﻠﻐـ ــت ﻛﺛﺎﻓﺗﻬـ ــﺎ ﻓﻬـ ــﻲ ﻻ ﺗﺷـ ــﻛل ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ؛ ﻷن اﻟطﻔـ ــل اﻟـ ــذي ﯾوﻟـ ــد ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﻌﺗﺑروﻧـ ــﻪ ﻓﻣـ ــﺎ‬
‫ﻣﻔﺗوﺣ ـ ـﺎ ﯾرﯾـ ــد أن ﯾﺄﻛـ ــل وﯾﺷـ ــرب وﯾﻠـ ــﺑس و ﯾ ـ ـﺗﻌﻠم ﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﺑﻌـ ــد ﻋﻘ ـ ـدﯾن ﻣـ ــن اﻟزﻣـ ــﺎن‬
‫ﯾﺳـ ــﺗطﯾﻊ أن ﯾطﻌـ ــم ﻧﻔﺳـ ــﻪ وﻏﯾ ـ ـرﻩ ﻋﻠـ ــﻲ اﻷﻗـ ــل ﺛﻼﺛـ ــﺔ أﻓ ـ ـراد‪ ،‬وﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﯾﺷـ ــﻛل ﻗـ ــوة‬
‫ﺿـ ـ ــﺎرﺑﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺻـ ـ ــﺎﻧﻊ واﻟﺷـ ـ ــرﻛﺎت واﻟﻣﺻـ ـ ــﺎﻟﺢ اﻟﺣﻛوﻣﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــو ﯾـ ـ ــد ﻋﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ وﻗـ ـ ــوة‬
‫إﻧﺗﺎﺟﯾ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﺧﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛ ـ ــن ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬ ـ ــﺎ ﺑﻬ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧ ـ ــﺎة ﻣ ـ ــن اﻟﺷ ـ ــﻌوب اﻷﺧ ـ ــرى اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﺿ ـ ــﺎع ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻹﺣﺳ ـ ــﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳ ـ ــﺋوﻟﯾﺔ‪،‬و أﺻ ـ ــﺑﺢ ﻋ ـ ــدد اﻟﺳ ـ ــﻛﺎن ﯾﺗراﺟ ـ ــﻊ إﻟ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠ ـ ــف‪،‬‬
‫أي ﺷﻌوب ﻫذﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘرض ﻣن اﻟوﺟود؟!‬
‫‪ -‬ﻓﻘـ ــط ﻧرﯾـ ــد اﻟﺟدﯾـ ــﺔ واﻟﻌﻣـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻻﺗﺟـ ــﺎﻩ اﻟﺻـ ــﺣﯾﺢ ﺑـ ــدﻻ ﻣـ ــن أن ﻧﻧﻔـ ــق اﻟﻣﻼﯾـ ــﯾن ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﺗوﻋﯾـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻲ اﻟزﯾـ ـ ــﺎدة اﻟﺳـ ـ ــﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻧﻔﻘﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ إﻋﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺷـ ـ ــﺑﺎب اﻟﻌـ ـ ــﺎطﻠﯾن ﻓـ ـ ــﻲ ﺑﻧـ ـ ــﺎء‬
‫ﻣﺷـ ـ ـ ــروﻋﺎﺗﻬم اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﯾﻔرﺣـ ـ ـ ــون ﺑـ ـ ـ ــﺄدﻧﻰ اﻷرﺑـ ـ ـ ــﺎح ﻓﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻟﯾﺳ ـ ـ ـ ـوا ﻛﺎﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﺗﺛﻣرﯾن اﻟـ ـ ـ ــذﯾن‬
‫ﯾرﯾـ ـ ـ ــدون أن ﯾﻣﺗﺻ ـ ـ ـ ـوا دﻣـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺷـ ـ ـ ــﻌب وﯾرﯾـ ـ ـ ــدون اﻷرﺑـ ـ ـ ــﺎح واﻟﻣﻼﯾـ ـ ـ ــﯾن ﺣﺗـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ــن‬
‫اﻷرض اﻟﻣ ـ ــو ات ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــن ﺗﺑﻧ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺑﻠ ـ ــد إﻻ ﺑﺳـ ـ ـواﻋد أﺑﻧﺎﺋﻬ ـ ــﺎ ﻻ ﺑﺄظ ـ ــﺎﻓر‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪.‬‬

‫‪٧٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﻼﺣق‬
‫اﻟﻣﻠﺣق اﻷول‪/‬اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﺗــدﻋﯾم اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻌﻣﻠــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣــﻲ ‪،‬ﻗﻣﻧــﺎ ﺑﻌﻣــل ﺑﻌــض اﻟدراﺳــﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻣﺛﻠ ــت ﻓ ــﻲ ﻋﻣ ــل اﺳﺗﻘﺻ ــﺎء )اﺳ ــﺗﺑﯾﺎن( ﻋ ــن ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ وآﺛﺎرﻫ ــﺎ وأﺳ ــﺑﺎﺑﻬﺎ وﺑﻌ ــض‬
‫اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ‪،‬ﻛـذﻟك ﻗﻣﻧـﺎ ﺑﻌـدة ﻣﺣـﺎورات وﻣﻧﺎﻗﺷـﺎت ﻣـﻊ ﻧﺧﺑـﺔ ﻣـن اﻷﺳـﺎﺗذة اﻟﺗـﻲ ﻣـن‬
‫ﺷــﺄﻧﻬﺎ ﺗ ــدﻋﯾم اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن أﻓـ ـراد ﻓرﯾ ــق اﻟﺑﺣ ــث وأﺳ ــﺎﺗذة اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ وﻛﺎﻧ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟﻠﻘ ــﺎءات‬
‫واﻟﻣﺣﺎورات ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻠﻘﺎء اﻷول‬
‫اﻻﺳم ‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل ﻏﻧﺎﯾم‬
‫أﺳﺗﺎذ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪،‬وﻣﺳﺗﺷﺎر ﻣرﻛز اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﻛﻠﯾﺔ دار اﻟﻌﻠوم ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫اﻟﺳن ‪٦٩ :‬ﻋﺎﻣﺎ‬
‫ـ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺣﺿرﺗك ﻣﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺑطﺎﻟﺔ؟‬
‫ـ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﻋدم وﺟود اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﺣﻘق ﻋﺎﺋدا ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻋن اﻟﻌﻣل‬
‫ـ وﺗﻌرﯾف اﻟﻌﺎطل؟‬
‫ـ اﻟﻌﺎطل ‪ :‬ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﻣل وﻻﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ وﺟودﻩ ـ ﻛﺛرة اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫ﻋﻣل ﻗﻠﯾل ‪٠‬‬
‫ـ ﺗﻘﺻد أن اﻟﺑﺎﺣث ﻋن ﻋﻣل وﻻ ﯾﺟد ﻻ ﯾﻌد ﻋﺎطﻼ؟‬
‫ـ ﻧﻌم‪ ،‬اﻟﺑﺎﺣث ﻋن ﻋﻣل وﻻ ﯾﺟد ﻻ ﯾﻌد ﻋﺎطﻼ ‪،‬وا ٕ ﻧﻣﺎ اﻟﻌﺎطل ﻫو اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﻻ ﯾﻧﺗﺞ وﻻ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻪ ‪.‬‬
‫ـ ﺣﺿرﺗك ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ أي اﻟﺣدﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺟدا‬
‫◌ٍ ◌ٍ ◌ٍ _ﻧﻌم‪٠‬‬
‫ـ ﻣﺎ أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر؟‬
‫ـ ﻋواﻣل ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪٧٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ -١‬اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﺣﻛوﻣﻰ‪ ،‬وﻋدم اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص‬


‫‪ -٢‬اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل ) اﻟﺗﺧﺻص(‪.‬‬
‫ـ ﺗﻘﺻد ﺣﺿرﺗك ﻣن ﯾرﯾد ﻋﻣﻼ ﻓﻲ ﻣﺟل ﺗﺧﺻﺻﻪ وﻣؤﻫﻠﻪ؟‬
‫ـ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﻓﻰ ﻣﺟﺎل ﺗﺧﺻﺻﻪ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺟد‪ ،‬ﯾﺳﻛت ‪،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻣل‬
‫ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻛﺛﯾرة وواﺳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ أي ﺣﺎﺟﺔ ﻏﯾر ﺗﺧﺻﺻﻪ ‪.‬‬
‫ـ إذا ﺣﺿرﺗك ﺗدﻋم وﺗؤﯾد ﻧﺷر اﻟﺣرف واﻟﻌﻣل اﻟﯾدوي ﺑﯾن اﻟطﻼب ؟‬
‫ـ ﻧﻌم‬
‫‪ -٤‬اﻟطرف اﻟﻣﺎدي ﻋﻧد ﺑﻌض اﻷوﺳﺎط اﻟذﯾن ورﺛوا ﻣﯾراﺛﺎ ﻛﺛﯾرا‬
‫ـ ﺣﺿرﺗك ﻫؤﻻء ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﻧدﻫم ﻟﯾس ﻟﻬﺎ أﺛر؟‬
‫ـ ﻫو راﻓض اﻟﻌﻣل ﻷن ﻋﻧدﻩ ﻣﺎ ﯾﻐﻧﯾﻪ ﻋن اﻟﻌﻣل‬
‫ـ ﺑطﺎﻟﺔ إﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﺣﺿرﺗك أو طوﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫_ ﻧﻌم‬
‫ـ إذا ﺣﺿرﺗك ﺗﻌﺗﺑر اﻟطرف اﻟﻣﺎدي ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ‪.‬‬
‫_ ﻧﻌم‬
‫ـ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺣﺿرﺗك ﻟﻠدوﻟﺔ ﻫل ﯾﻌد ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ؟‬
‫_ ﻻ‪..‬ﻻ‬
‫ـ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻫل ﻫو ﻣﻧﻔﺻل ﻋن ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣل؟ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫_ ﻻ‪...‬ﻻ‬
‫ـ إذا ﻟﯾس ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ـ ﺳﺑق وأن ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔرد ﻻ ﺗﻌوﻗﻧﻲ ﻋن اﻟﻌﻣل ‪ ،‬ﻓﻧﻔرض أﻧك‬
‫ﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ ﺑﻛﺎﻟرﯾوس ﺗﺟﺎرة وﻻ ﺗﺟد ﻋﻣﻼً ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎرة أم ﻻ؟ ﺗﻌﻣل‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﻼط أم ﻻ؟ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺳﯾراﻣﯾك أم ﻻ؟‬
‫ـ ﻫو ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪٨٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫_ ﺧطﺄ ﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ‪.‬‬


‫ـ وﻫل ﺗرى أن اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ أم ﻻ ؟‬
‫ـ ﻻ ﺑﺎﻟﻌﻛس ‪ ،‬ﺑل ﺗﻌﺗﺑر ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب ﺗوﻓﯾر اﻷﻋﻣﺎل؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣﺗﻌددة‬
‫ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ أﯾدي ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻛﺛﯾرة‪.‬‬
‫ـ ﻛذﻟك اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫_ﻧﻌم‬
‫ـ ﻫل ﻟﻌﻣل اﻟﻣرأة ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻓرص ﻋﻣل اﻟﺷﺑﺎب ؟‬
‫ـ ﯾﻌﻧﻲ ﻟو أﺣﺳﻧﺎ اﺳﺗﻐﻼل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﻣرأة أو ﻟﻌﻣل اﻟﻣرأة ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﻣل اﻟﺷﺑﺎب ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟﺿﯾق اﻷﻓق واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻌﺗﺑر وﺟود اﻟﻣرأة ﻣزاﺣﻣﺎ ﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﺑﺎب‪.‬‬
‫ـ اﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫ـ ﻻ ﻣرﻓوﺿﺔ طﺑﻌﺎ ﻓﻬﻰ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻔرص وﺣﺻول ﻣن ﻻﯾﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ ﺣق‬
‫ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾن‪.‬‬
‫ـ إذا اﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ ﺗرى ﺣﺿرﺗك أﻧﻬﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم ﻓﻬﻲ ﻣن أﺳﺑﺎب ﺑطﺎﻟﺔ اﻷﻛﻔﺎء‪.‬‬
‫ـ آﺛﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﺣﺿرﺗك‪.‬‬
‫ـ آﺛﺎر ﻣدﻣرة وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوي اﻟﺷﺧﺻﻰ ‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗوي اﻷُﺳري ‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗوى‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗوي اﻻﻧﺗﺎﺟﻲ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣوﻗف اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺑﺎﻗﻲ اﻟدول ﻷﻧﻬﺎ ﻗدرات‬
‫ﻣﻌطﻠﺔ‪.‬‬
‫ـ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻌﺎطل‪.‬‬
‫ـ ﻗﻠﻧﺎ إﻧﻬﺎ ﻣدﻣرة ﻟﻛل اﻟﺟواﻧب ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺎطل ﻻﯾﺟد ﻋﻣﻼ رﻏم ﺗواﻓر اﻟﻘدرات واﻟﺗﻔوق ﻟدﯾﻪ‬
‫ﻓﯾﺗﺄﺛر ﻧﻔﯾﺳﺎ‪ ،‬وﺑدﻧﯾﺎ‪ ،‬وﺣﺎﺟﺔ اﻷﺳرة إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺛﻼ ‪:‬أﻛﺑر اﻷﺑﻧﺎء أو ﻋﺎﺋل ﻹﺧوﺗﺔ ‪،‬أو‬
‫ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻰ ﺗدﻓﻊ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻰ اﻻﻧﺣراف ﺑﻛل ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻻﻧﺣراف ﺳواء‬
‫اﻹدﻣﺎن أوﻏﯾرﻩ‪.‬‬

‫‪٨١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ـ ﻫل ﺗرى أن ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ آﺛﺎرا ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻛﺧروج اﻟﻌﺎطل ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟدوﻟﺔ؟‬


‫ـ ﻧﻌم‪ ،‬ﻣﻣﻛن‬
‫ـ ﻛذﻟك اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬وأﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﺳﺗﻘرارﻩ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻧواﺣﻲ ‪.‬‬
‫ـ اﻵن ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرﺣﻬﺎ ﺣﺿرﺗك ‪.‬‬
‫ـ ﻣﻘﺗرﺣﺎﺗﻲ ﻫﻰ ‪:‬‬
‫‪-١‬أن ﯾرﺿﻰ ﻛل ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ أي ﻣﺟﺎل ﻣﺗﺎح إﻟﻰ أن ﯾﺗﺎح اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﺗﺧﺻص‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟدﯾﻧﻲ اﻟذي ﯾؤﻫل اﻟﺷﺑﺎب ﻟﻠرﺿﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل ‪" ،‬اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ" ﻓﻠو‬
‫ﺗرﺑﻲ ﺗرﺑﯾﺔ دﯾﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘﺑل ﻛل اﻷﻋﻣﺎل ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺗرب دﯾﻧﯾﺎ ﻓﺳﯾﺗﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل‬
‫‪-٣‬ﻋﻘد وا ٕ ﻧﺷﺎء ﻣراﻛز ﻟﻠﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻛون طﺑﯾﺑﺎ وﻣﻌﻪ‬
‫ﻣﻬﻧﺔ أﺧرى‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻋﻘد دورات ﺗدرﯾﺑﯾﺔ أو ﻣﻌﺎﻫد ﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫‪-٥‬إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺳﻛرات ﻛﺑرى ﻣﺛل اﻟﺟﯾش ﻟﻐزو اﻟﺻﺣراء وا ٕ ﺻﻼﺣﻬﺎ واﺧراج ﻛﻧو زﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -٦‬اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺷق اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﺣراء ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻛل ﻗطرة ﻣن ﻣﯾﺎﻩ اﻟﻧﯾل‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﺳﺗﺧراج اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺟوﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﺻﺣراء اﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ آﺑﺎر ﺟوﻓﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟزراﻋـﺔ‬
‫واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة‪.‬‬
‫ـ ﺑم أن ﺣﺿرﺗك أﺳﺗﺎذ ﻓﻲ ﻗﺳم اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻫل ﺗؤﯾد اﻟﻘروض اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﻠﺷﺑﺎب؟‬
‫ـ ﻋﻧد اﻟﺿرورة وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻗروض ﺗﺳدد ﻣن ﻋﺎﺋد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ وﺑدون ﻓواﺋد ﻓﻣﺛﻼ ﻟو‬
‫أﺣﺿرﻧﺎ ﻟك ﻣﺎﻛﻧﺔ ﺧﯾﺎطﺔ ودرﺑﻧﺎك ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘدر ﺗﻧﺗﺞ ﻟﻧﺎ ﻗﻣﺻﺎن وﺗﻘﺻر ﺟﻠﺑﺎب وﺗﺻﻠﺢ‬
‫زرارا ‪،‬اﻵن ﻧﺑﺣث ﻻ ﻧﺟد ﺳﺑﺎﻛﺎ أو ﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﻪ ﻛﻠﻛم ﻋﺎﯾزﯾن ﺗﻠﺑﺳوا ﺑﻧطﻠون وﺗﻘﻌدوا‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﺗب ﯾﺎ ﻣﺣﺎﺳب ﯾﺎ ﺑﻼش! ﻣﺛﻼ ؛ ﻓﻠو ﺗدرﺑﻧﺎ وﺧرﺟﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺻﺣراء ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﻧﻌﻣر أم ﻻ ؟‬

‫‪٨٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ـ ﻧﺳﺗطﯾﻊ وﻟﻛن ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﯾﺑدأ ﻫذا اﻟﺗدرﯾب ﻣﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻛﻠﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻌﻠﯾم ﻗﺎﺻر ‪.‬‬
‫ـ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾف "اﻟﺗزام اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧرﯾﺟﯾن" ﻫل ﺗرى أﻧﻬﺎ أﺣد اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ‪.‬‬
‫ـ ﻫﻲ ﻣن ﺑﻌض اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﻓرص ﻟﻠﻌﻣل‪.‬‬
‫ـ إذا ﺗؤﯾدﻫﺎ ﺣﺿرﺗك ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم أؤﯾدﻫﺎ‪.‬‬
‫ـ ﺑﺷروط أم ﻻ ؟‬
‫ـ طﺑﻌﺎ ﺑﺷروط اﻟﺗﻔوق ‪ ،‬اﻟﺣﺎﺟﺔ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ‪.‬‬
‫ـ اﻋطﺎء إﻋﺎﻧﺎت ﻟﻠﻌﺎطﯾن ﺗؤﯾد أم ﻻ ؟‬
‫ـ إﻋﺎﻧﺎت ﻣراﻗﺑﺔ وﻣﺷروطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﻣﻌﯾن‪ ،‬وﻟﯾس ﻣﺟرد إﻋﺎﻧﺎت ﻗد ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻰ‬
‫اﻻﻧﺣراﻓﺎت ‪.‬‬
‫ـ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﺣﺿرﺗك ﻟﻠﻣﻌﺎش اﻟﻣﺑﻛر ﻫل ﯾﻌد ﻣن ﺣﻠول ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ؟‬
‫ـ ﻗد ﯾﻛون وﻟﻛن ﻟﻪ ﺿرر ﻋﻛﺳﻰ وﻫو اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻟﺧﺑرات ‪ ،‬ﻓﻌﻧد اﺣﻼل ﺷﺎب ﻣﻛﺎن‬
‫ﺻﺎﺣب اﻟﺧﺑرة ﻫﻧﺷّﻐﻠﻪ آﻩ ‪ ،‬ﻟﻛن ذو اﻟﺧﺑرة اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗراﻛﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ﺿُﯾﻌت ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﺑﻛر ﻗد ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ﻟﻛن ﺿررﻩ ﻓﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻟﻛوادر اﻟﺧﺑرات ‪.‬‬
‫ـ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﻣﺳك ﺑطرﻓﻲ اﻟﺧﯾط ﻓﻧُﺷَ ﻐﱢل اﻟﺷﺑﺎب وﻧﺳﺗﻔﯾد ﺑﺎﻟﻛوادر وأﺻﺣﺎب اﻟﺧﺑرة‬
‫ﻓﻲ ﺗدرﯾب اﻟﺷﺑﺎب ﻓﺑذﻟك ﯾﺗﺎح اﻟﻌﻣل ﻟﺷﺎب وﻟم ﻧﺳﺗﻐنِ ﻋن ﺻﺎﺣب اﻟﺧﺑر ة‬
‫ـ إذا أﻣﻛن وﺗﯾﺳر ذﻟك؛ ﻓﺎﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺣﺳﻧﯾﯾن أﻓﺿل‪.‬‬
‫ـ وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻠﻘﺎء أﺷﻛر ﺣﺿرﺗك _ واﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺑرﻛﺎﺗﻪ‬
‫ـ وﻋﻠﯾﻛم اﻟﺳﻼم ورﺣﻣﺔ اﷲ وﺑرﻛﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫‪٨٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻻﺳم ‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬اﻟﺳﯾد اﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣد‬


‫أﺳﺗﺎذ ﺑﻘﺳم اﻟﻧﺣو واﻟﺻرف واﻟﻌروض ﺑﻛﻠﯾﺔ دار اﻟﻌﻠوم ‪،‬‬
‫وﻣدﯾر ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻠﻐوي ﺳﺎﺑﻘﺎ‬
‫اﻟﺳن ‪ ٦٠‬ﻋﺎم‬
‫ـ ﻋرف اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺣﺿرﺗك ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﻌﺎطل ؟‬
‫ـ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪ :‬ﻋدم اﻟﻣواءﻣﺔ ﺑﯾن طﻣوح اﻟﺷﺑﺎب واﻟﻌﻣل ‪.‬‬
‫أو ﻋدم وﺟود ﻋﻣل ﯾﻧﺎﺳب اﻟﺷﺎب ﺑﻌد ﺗﺧرﺟﻪ ‪.‬‬
‫ـ ﺣﺿرﺗك ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻص وﺗؤﯾدﻩ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌــم ﻻﺑــد ﻣــن اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ اﻟﺗﺧﺻــص ﻓﻌﻣـل ﺑــﻼ ﺗﺧﺻــص ﺑــﻼ ﻓﺎﺋــدة وﻟﻛــن اﻟﺷــﺎب إذا ﻟــم‬
‫ﯾﺟد ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺗﺧﺻـص ﻻ ﯾﻘـف ﺑـل ﯾطﻣـﺢ ﻓـﻲ ﻋﻣـل آﺧـر ﯾﺗـدرج ﻓﯾـﻪ ﺣﺗـﻲ ﯾﻘﺗـرب ﻣـن‬
‫ﻣﺳﺗوي اﻟﺗﺧﺻص وذﻟك ﯾﻛون ﺑﺎﻟﺗدرب ﻣﻊ ﺷـﺧص ﻣﺗﺧﺻـص ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻌﻣـل ‪ ،‬اﻟﻣﻬـم أن‬
‫ﯾرﻗﻲ أو ﯾﻘﺗرب ﻣن اﻟﺗﺧﺻص‪.‬‬
‫ـ واﻟﻌﺎطل‪ :‬ﻫو اﻟذي ﯾﺟﻠس ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺗﯾﻪ اﻟﻌﻣل وﺗﺄﺗﯾﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ‬
‫ـ إذا اﻟﻌﺎطل ﻫو اﻟﺷﺧص ﻏﯾر اﻟطﻣوح ‪.‬‬
‫ﻓﻲ وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺣﺿرﺗك ﻣﺎ ﺣﺟم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر؟‬
‫ـ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻘﻠﯾﻠﺔ ‪،‬وﻫﻲ ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻣوﻗوﺗﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺷﺎب ﻟﻪ طﻣوﺣﺎت ﻓﺑﻌد أن ﯾﺳﺗذّﻛر وﯾﻛـﺎﻓﺢ ﻟـﻪ‬
‫طﻣوﺣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺛم ﯾﻔﺎﺟﺊ ﺑـﻼ ﻋﻣـل‪ ،‬ﻓﻣـﻧﻬم ﻣـن ﯾﺷـق طرﯾﻘـﻪ رﻏـم‬
‫اﻟﺻــﻌﺎب ﻓــﻲ ﻋﻣــل آﺧــر ﯾﻛﺗﺳــب ﻣﻧــﻪ ﺧﺑـرة أﺧــرى ‪ ،‬أو ﯾﺟﻠــس ﺣﺗــﻰ ﯾﻧﺗظــر ﺑﺄﻣــل أو ﺑــﻼ‬
‫أﻣـل ﻓﯾــدب ﻓﯾــﻪ اﻟﯾـﺄس واﻟﻘﻧــوت‪ ،‬ورﺑﻣــﺎ ﯾﺗﻛــون ﻋﻧـدﻩ ﺻــدود وﺛــورة داﺧﻠﯾـﺔ ﺗﻌــﺗﻠﺞ ﻧﻔﺳــﻪ ﻓﯾــﻧﻘم‬
‫ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﻧﻘطﺔ أﺧرى ﻣﺎ ﻫﻲ أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺣﺿرﺗك؟‬
‫ـ أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻋ ــدم وﺿ ــﻊ اﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗﺷ ــﺟﯾﻊ اﻟﺷ ــﺑﺎب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻣ ــل أو ﻋ ــدم وﺿ ــﻊ ﺧط ــﺔ ﻣﻼﺋﻣ ــﺔ‬
‫ﺗﺳﺗوﻋب ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ‪.‬‬

‫‪٨٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪-٢‬ﻋدم اﻟﻣواءﻣﺔ ﺑﯾن ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻋﻣﺎﻟﺔ وﺑﯾن طﻣوﺣﺎت اﻟﺷﺑﺎب‪.‬‬


‫‪ -٣‬ﻓــﺗﺢ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺎت ﺑﻛﺛ ـرة ﻻﺳــﺗﯾﻌﺎب اﻟﻛــم اﻟﻬﺎﺋــل ﻣــن اﻟطــﻼب دون ﺣﺳــﺎب ﻟﺳــوق اﻟﻌﻣــل‬
‫وﻣ ـ ن ﺛــم ﯾﺗﺧــرج ﻓــﻲ ﻛــل ﻋــﺎم آﻻف ﻣــن ﺧرﯾﺟــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺎت ﯾﻧﺿــﻣون إﻟــﻰ ﺳــوق اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫وﺧطرﻫﺎ اﻟداﻫم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺑﺎب ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻧﺗﺷــﺎر اﻟﻣﺣﺳــوﺑﯾﺔ ﻓﻣــن ﻟــﻪ ﺳــﻧد ﻟــﻪ ﻋﻣــل وﻣــن ﻟــﯾس ﻟــﻪ ﻓﻠــﯾس ﻟــﻪ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗﺗﻛــون‬
‫اﻷﺣﻘﺎد واﻟﺻراﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب‬
‫ـ ﻫل ﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب أﺧرى ؟ !‬
‫_ﻣﺛﻼ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻫل ﻫو ﻣﻧﻔﺻل ﻋن ﺳوق اﻟﻌﻣل وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ وﻣن ﺣﯾث اﻟﺣرف اﻟﯾدوﯾﺔ؟‬
‫ـ ﻫﻧﺎك ﻓﺎﺻل ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺳوق اﻟﻌﻣل وﻋﻣل اﻟﺷﺑﺎب‪ ،‬ﻓﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺿـﯾﺎع اﻻﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‬
‫‪ ،‬وﻣن ﻧﺎﺣﯾـﺔ أﺧـرى اﻟﻌﻧﺎﯾـﺔ ﺑﺎﻷﻋﻣـﺎل اﻟﻣﻛﺗﺑﯾـﺔ أو ﻏﯾـر ذﻟـك ﻋﻠـﻰ ﺣﺳـﺎب اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﻔﻧﯾـﺔ‬
‫وﻟ ــو اﺗﺟﻬـ ـت اﻟدوﻟ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺑﻧ ــﺎء اﻟﻣﺻ ــﺎﻧﻊ اﻟﻣﺗﻌ ــددة ﻻﺳ ــﺗوﻋﺑت ﻛﺛﯾـ ـرا ﻣ ــن اﻟﺷ ــﺑﺎب‪،‬و ﻟﻛﻧﻬ ــﺎ‬
‫ﺣﺷدت اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ أطر رﺋﯾﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻟﺷﺎب ﻻ ﯾﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬
‫ـ ﻛذﻟك ﻫل ﺗرى اﻟﻌﻣل اﻟﻣرأة ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻓرص ﻋﻣل اﻟﺷﺑﺎب ؟‬
‫ـ ﻟــوﻻ اﺳــﺗوﻋﺑﻧﺎ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻷﻣﻛﻧﻧــﺎ ﺗــوﻓﯾر ﻓــرص ﻋﻣــل ﻟﻠﺷــﺑﺎب ﻟﻛــن اﻟﻌﻣــل اﻟﻣ ـرأة ﺗــﺄﺛﯾر ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻓرص ﻋﻣل اﻟﺷﺑﺎب ‪.‬‬
‫ـ أﻻ ﺗرى أن ﻟﻠﻣرأة ﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻓﻬﻲ اﺳﺗذّﻛرت وﻣرت ﺑﺎﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ وﻏﯾره؟‬
‫ـ ـ ﻧﻘ ــول ﻧﻌ ــم ﻟﻬ ــﺎ ﺣ ــق وﻟﻛ ــن ﻓ ــﻲ وظ ــﺎﺋف ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ ﻻ ﺗـ ـزاﺣم اﻟﺷ ــﺑﺎب ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻣﺛ ــل اﻟﻣ ــدارس‬
‫واﻟﺟﺎﻣﻌــﺎت ﻓــﻼ ﺗــذﻫب إﻟــﻰ اﻟﻣﺻــﻧﻊ ‪ .‬ﻧﺣــن ﻟﺳــﻧﺎ ﺿــد ﻋﻣــل اﻟﻣ ـرأة ﻟﻛــن ﺿــد ﻋﻣﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺟــﺎل ﯾﺧــص اﻟرﺟــل ﻣــﺛﻼ ﺗرﻛــب اﻵﻟ ــﺔ وﺗﺳﺗﺻــﻠﺢ اﻷراﺿــﻲ ﻓﻬــذا ﯾﺧــص اﻟرﺟــل ﻓ ــﺎﻷﻣر‬
‫ﺑدﯾﻬﻲ ‪.‬‬
‫ـ ﻓﻲ وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺣﺿرﺗك ﻣﺎ ﻫﻰ آﺛﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ؟‬
‫ـ ـ آﺛــﺎر ﺧطﯾ ـرة ﻣﺛــل ﺷــﯾوع اﻟﻔوﺿــﻲ واﻟﺑﻠﺗﺟــﺔ ‪ ،‬وﺗروﯾــﻊ اﻷﻣــن ‪ ،‬واﻧﺗﺷــﺎر اﻟﺳــرﻗﺎت واﻟﺟ ـراﺋم‬
‫ﻛﻠﻬﺎ اﻵن ﻣن ﺟراء اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪ ،‬واﻟﻔﺳﺎد و اﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻛﻠﻪ ‪...‬‬
‫ـ إذا اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﺎﺋﻔﺎ أﻣﺎم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ـ أﻣﺎم ﺗﺣرك اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وأﻣـﺎم اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ‪ ،‬وأﻣـﺎم اﻟﻧﻣـو اﻻﻗﺗﺻـﺎدي‪ ،‬وأﻣـﺎم رﻗـﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ وﻛـل ﻫـذا‬
‫‪.‬‬
‫ـ ـ ﻛــذﻟك ﺗــؤﺛر ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى رﻓﺎﻫﯾــﺔ اﻷﻓ ـراد ‪ ،‬وﺗــؤﺛر ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ وﺗــؤﺛر ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻧﺗﻣﺎء اﻟﺷﺑﺎب ﻟﺑﻠدﻫم ‪.‬‬
‫ـ ـ طﺑﻌــﺎ ‪ ...‬ﻟﻣــﺎذا ﯾﻬــﺎﺟر اﻟﺷــﺑﺎب ؟ ﯾﻘــﺗﺣم اﻟﺑﺣــﺎر وﯾﻐــرق وﻏﯾــر ذﻟــك ‪ ،‬وﺗﻌ ـرﯾض أرواﺣﻬــم‬
‫ﻟﻠﻣوت ؛ﻫرﺑﺎ ﻣن ﻋدم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻣل‬
‫ـــــــــــــــ ﺷــــــــــــــﺑﺢ اﻟﺑطﺎﻟــــــــــــــﺔ_ * ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺢ اﻟﺑطﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ دا ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺢ اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬
‫ـ إذا ﺗﺗﺳﺑب ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﺔ واﻟﺧروج ﻋﻠﯾﻪ ‪.‬‬
‫ـ ﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺣﻘد واﻟﻛرﻩ ‪.‬‬
‫ـ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﺎ اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرﺣﻬﺎ؟‬
‫ـ ـ ﺗﻼﻓــﻲ اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻫــﻲ ﻣــن ﺿــﻣن اﻟﺣﻠــول ‪ ،‬ﻛــذﻟك اﻟﺗوﺳــﻊ ﻓــﻲ اﻟﻣﺻــﺎﻧﻊ واﻟﺗﻌﻠــﯾم‬
‫اﻟﻔﻧﻲ ‪.‬‬
‫ـ اﻋطﺎء اﻟﺷﺑﺎب ﻓرص ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ وﻏﯾر ذﻟك ـ اﻋطﺎء ﻗروض ﻟﻠﺷﺑﺎب ﻟﯾﺷق طرﯾﻘﻪ ‪.‬‬
‫ـ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟرﺷوة واﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ ‪ _،‬واﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻋطﺎء وظﺎﺋف اﻟﻌﻣل ‪.‬‬
‫ـ رأي ﺣﺿرﺗك ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﺑﻛر ‪.‬‬
‫ـ ـ ﻫﻧــﺎك ﺑﻌــض اﻟﺷــرﻛﺎت ﺗﻌطــﻲ ﻣﻌﺎﺷــﺎ ﻣﺑﻛ ـرا ﻟــﺑﻌض اﻟﺷــﺑﺎب ‪ ،‬ﻟﻣــﺎذا ﯾﻌطــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺎب‬
‫اﻟطﻣوح اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣﻌﺎﺷﺎ ﻣﺑﻛرا ‪.‬‬
‫ـ أﻗﺻد ﺑﺎﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﺑﻛر ﺧﻔض ﺳن اﻟﻣﻌﺎش ﻣن ‪٦٠‬أو ‪ ٦٥‬ﻋﺎم إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو أﻗل ‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺧﻔض ﺳن اﻟﻣﻌﺎش إﻟـﻰ ‪٤٥‬أو ‪ ٤٠‬ﻹﺣـﻼل اﻟﺷـﺑﺎب‬
‫واﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻛﻛوادر وذوي ﺧﺑرات ﻓﻲ ﺗدرﯾب اﻟﺷﺑﺎب ‪.‬‬
‫ـ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾف ‪) :‬اﻟﺗزام اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧرﯾﺟﯾن (‬
‫ـ ـ أﻧــت ﻻ ﺗﻌــرف ﺷــﻰء ﻋﻧﻬــﺎ ﻟﻘــد رﻓﻌــت اﻟدوﻟــﺔ ﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾــف وﻓــﻲ طرﯾﻘﻬــﺎ ﻟﻌــدم ﺗﻛﻠﯾــف‬
‫اﻷطﺑﺎء وﻏﯾر ذﻟك‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم أﻋرف ذﻟك وﻟﻛﻧﻲ أﻗﺻد ﻫل ﺗؤﯾد ﺣﺿرﺗك ﻋودﺗﻬﺎ ﻛﺄﺣد ﺣﻠول اﻟﺑطﺎﻟﺔ ؟‬

‫‪٨٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ـ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﺗﻬﯾـﺄ ﻟدوﻟــﺔ ﺗــوﻓﯾر اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ وﯾﻛــون ﻣﺗـﺎح ﻟﻬــﺎ ذﻟـك أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻏﯾـر ذﻟــك ﻓــﻼ‬
‫ﺗﺳﺗطﯾﻊ ‪.‬‬
‫ـ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺻﺧﺻﺔ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫل ﺗﻌد ﺣﻼ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ؟‬
‫_اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟو ذﻫﺑﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻷرﺣﻧﺎ واﺳﺗرﺣﻧﺎ ‪،‬ﻓﻼ ﻧﻣﯾل إﻟﻰ اﻟرأﺳـﻣﺎﻟﯾﺔ وﻻ اﻟﺷـﯾوﻋﯾﺔ‬
‫وﻻ ﺷﻰء‪ ،‬ﻓﻔﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻰ؛ اﻟﻐﻧﻲ ﯾﻌطـﻲ اﻟﻔﻘﯾـر‪ ،‬وﻛـل ﯾﻌﻣـل وﯾﻛـد ‪،‬وﺗُﺧّ ـرَج اﻟزﻛـﺎة‬
‫واﻟﺻدﻗﺎت وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻧﺎ ﻗﺑل ذﻟك ﻧﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺷـﯾوﻋﯾﺔ ﻓﻠـم ﺗﻐـن‪ ،‬ﻓﺎﺗﺟﻬﻧـﺎ إﻟـﻰ اﻟرأﺳـﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫـﺎ‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﻔﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻓﻌﻠﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أن ﻧﺗﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻷﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺎ‪.‬‬
‫ـ ﻫل ﺗؤﯾد اﻋطﺎء اﻟﻌﺎطﻠﯾن إﻋﺎﻧﺔ أو ﻣﺳﺎﻋد ؟‬
‫ـ ـ اﺑﺗﺳ ــﺎﻣﺔ‪ ...‬ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺗﺟ ــد اﻟدوﻟ ــﺔ أﻣـ ـواﻻ ﻟﻛ ــن ﻓﺎﻗ ــد اﻟﺷ ــﻰء ﻻ ﯾﻌطﯾ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟﻌظﻣ ــﻰ‬
‫واﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻌطﻰ إﻋﺎﻧﺎت ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺎف ﻋﻠﻰ أﻓراد ﺷﻌﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ـ ﻓﻲ ﺗﺻور ﺣﺿرﺗك ﻫل ﯾﻣﻛن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺧﻼل ﻫـذا‬
‫اﻟﻘرن ؟‬
‫ـ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ظل اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫ــ ﻛــذﻟك ﻫــل ﯾوﺟــد ﻧﻘــص ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻟــدى اﻟﺑﺎﺣــث ﻋــن ﻋﻣــل ﻋــن ﻓــرص اﻟﻌﻣــل اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ‪،‬‬
‫وﻛذل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ؟‬
‫ـ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻻﺛﻧﯾن ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﺿرﺗك ﺗداﻫم اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ وﻣﺻر ؟‬
‫ـ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺑدأ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ أﻣﺎ ﻣﺻر ﻓﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧذ زﻣن‪.‬‬
‫ـ ﻧﻌم ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧذ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت وزادت ﻓﻰ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺎت‪.‬‬
‫ـ ﻓﻲ وﺟﻬﺔ ﻧظرك ﻣﺎ أﻛﺛر اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ؟‬
‫ـ ﻣﻣﻛــن ﺳــورﯾﺎ ‪،‬واﻟــﯾﻣن واﻟــدول اﻟﻔﻘﯾـرة أﯾﺿــﺎ اﻟﺗــﻲ ﻧﻔﺿــت اﻟﺣﻛوﻣــﺔ ﯾــدﻫﺎ ﻣــن ﺗــوﻓﯾر ﻓــرص‬
‫اﻟﺗوظﯾف‪.‬‬
‫ـ وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ااﻟﻠﻘﺎء أﺷﻛر ﺣﺿرﺗك واﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ اﷲ وﺑرﻛﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺛﺎﻟث‬

‫‪٨٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻣﻊ أ‪.‬د ‪ /‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ زاﯾد‬


‫ﻋﻣﯾد ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫واﻷﺳﺗﺎذ ﺑﻘﺳم ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ‬
‫‪-١‬ﻣﺎ رؤﯾﺗﻛم ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ؟‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل ‪،‬وﻫﻲ ﺗﺻﺎﺣب اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺄﺧذ ﻣن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺻر ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳوق اﻟذي ﻟﻪ ﻗواﻧﯾﻧﻪ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وا ٕ ذا ﻣﺎ رأﯾﻧﺎ أن ﻋدد اﻟﺧرﯾﺟﯾن ﻓﻲ ازدﯾﺎد‪،‬وﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺗﻘﻠص ﻋرﻓﻧﺎ‬
‫ﺟوﻫر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إذًا ﻓﻣﺎ أﻫم أﺳﺑﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ؟‬
‫ﯾﺗرﻛز أﻫم ﺳﺑب ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن ﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﺧرﯾﺟﯾن واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﺳوق اﻟﻌﻣل‪،‬‬
‫وﻟذﻟك ﻓﺄﻧت ﺗﺟد ﻣﻌظم اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﯾﻛوﻧو ن ﻣن ﻛﻠﯾﺎت ﻧظرﯾﺔ ﺣﯾث إﻧﻬم ﯾﺗﺧرﺟون ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ‬
‫ﺣﯾن ﻧﺳﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣﻧﻬم ﺗﺻل ﻟـ ‪ %١٠‬ﻓﻘط ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ ﺳوق وﻣﺎ اﻟﻌﻣل‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﺗروﻧﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ؟‬
‫ﻫﻰ ﻛﺛﯾرة وﻣن أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺗﻘﻠﯾل ﻋدد اﻟﻘﺑول ﻓﻲ اﻟﻛﻠﯾﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ وا ٕ ﻏﻼق ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻷﻗل ﻟﻔﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﺗﻲ‬
‫ﯾﺗزاﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺷﺑﺎب ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت واﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﻟزﯾﺎدة‬
‫اﻟﺟواﻧب اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟدﯾﻬم وﺟﻬدﻫم اﻟﻌﻣﻠﻲ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗطوﯾر ﻛﺎﻣل ﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻹﺧراج ﺧﺑراء ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺗﻌددة ﻓﻧﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻹﺧراج ﺧرﯾﺟﯾن ﺷﺑﻪ‬
‫ﻣﺗوﺳطﯾن ﯾﻔﯾدوا وﯾﻧﻔﻌوا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﺑﺗﻛﺎرات ﺟدﯾدة ﻛﺎﻟﺣدادة واﻟﻧﺟﺎرة واﻟﺗﻣرﯾض‪ .. .‬اﻟﺦ‬
‫ﻓﻲ ﻛل ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة ‪.‬‬
‫_ وﻗد ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻌﻣل اﺳﺗﻘﺻﺎء )اﺳﺗﺑﯾﺎن( ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن طﻼب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ "ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة" ﻣﺎﺋﺔ طﺎﻟب وطﺎﻟﺑﺔ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻛﻠﯾﺎت ‪،‬وﻛﺎﻧت أﺳﺋﻠﺗﻪ وﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣوﺿﺢ‬

‫‪٨٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬


‫اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ‬ ‫اﻟﺳؤال‬
‫ﻋﺎﻟﯾﺔ‬ ‫ﻋﺎﻟﯾﺔ ‪%٥٥‬‬ ‫ﻣﺗوﺳطﺔ‬ ‫س‪ :١‬ﻓﻲ ﺗﺻورك ﻣﺎ ﺣﺟم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ‬
‫ﺟدا‪%٢٦‬‬ ‫ﻣﺻر؟‬
‫‪%١٧‬‬ ‫‪%٢‬‬
‫إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪ :٢‬ﻓﻲ ﺗﺻورك ﻫل ﺳﯾﺗم اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫‪%٤٨.٩٧٩‬‬ ‫‪%٣٧.٧٥٥‬‬ ‫‪%١٣.٢٦٥‬‬ ‫ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘرن ؟‬

‫إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪:٣‬ﻓﻲ ﺗﺻورك ﻫل ﺳﺗﺗﺿﺎﻋف ﻣﺷﻛﻠﺔ‬


‫‪%٤٢‬‬ ‫‪%٢٣‬‬ ‫‪% ٣٥‬‬ ‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘرن ؟‬

‫إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫‪%٧‬‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪:٤‬ﻫل ﺗﻘف ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﺗﻘدم‬
‫‪%٧‬‬ ‫‪%٨٦‬‬ ‫ﻣﺻر وﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ؟‬

‫إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫‪%٣‬‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪:٥‬ﻫل ﺗؤﺛر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫‪%٧‬‬ ‫‪%٩٠‬‬ ‫رﻓﺎﻫﯾﺔ اﻷﻓراد وﺣﺎﻟﺗﻬم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟‬

‫إﻟﻲ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫ﻻ ‪%١٢‬‬ ‫ﻧﻌم ‪%٧٨‬‬ ‫س‪ :٦‬ﻫل ﺗؤﺛر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻧﺗﻣﺎء‬
‫‪%١٠‬‬ ‫اﻟﺷﺑﺎب ﻟﺑﻼدﻫم وﺣﺑﻬم ﻟﻬﺎ ؟‬

‫اﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫ﻧﻌم ‪ %٦٨.٨‬ﻻ‪%٨.٦‬‬ ‫س‪: ٧‬ﻫل ﺗﺗﺳﺑب ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ‬
‫‪%٢٢.٥٨‬‬ ‫اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺧروج ﻋﻠﯾﻬﺎ ؟‬

‫ﺑﺷروط‬ ‫ﻻ‪%٧.٠٧‬‬ ‫ﻧﻌم‪%٦٠.٦‬‬ ‫س‪٨‬ﻫل ﺗؤﯾد ﻋودة ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾف اﻟﺗزام‬


‫‪%٣٢.٣٢‬‬ ‫اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻌﯾن اﻟﺧرﯾﺟﯾن ؟‬
‫ﺑﺷرو ط‪%٤٥‬‬ ‫ﻻ‪%١٧‬‬ ‫ﻧﻌم ‪%٣٨‬‬ ‫س‪ :٩‬ﻫل ﺗؤﯾد إﻋطﺎء اﻟﻌﺎطﻠﯾن إﻋﺎﻧﺎت‬
‫ﺗﻌطل وﻣﺳﺎﻋدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ أﺧرى ؟‬
‫ﻻ‪١٨.٣٧‬‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪ ١٠‬ﻫل ﺗؤﯾد إﻋطﺎء اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻘروض‬
‫‪٨١.٦٣‬‬ ‫ﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ اﻟﺻﻐر ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة‬

‫ﻧﻌم‪ ٨٧.٨٧٨‬ﻻ‪%١٢.١٢‬‬ ‫س‪١١‬ﻫل ﺗؤﯾد ﻧﺷر وﺗﻌﻠﯾم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﯾدوﯾﺔ‬


‫‪%‬‬ ‫واﻟﺣرﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطﻼب اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن ؟‬

‫‪٨٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻰ ﺣد‬ ‫ﻻ‪%٦٠‬‬ ‫ﻧﻌم‪%١٥‬‬ ‫س‪ ١٢‬ﻓﻲ ﺗﺻورك ﻫل ﺗؤﯾد ﻓﻛرة اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ‬
‫واﻟﺑﻠد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ؟‬
‫ﻣﺎ‪%٢٥‬‬
‫اﻟﻰ ﺣد‬ ‫ﻻ‪%٦٠‬‬ ‫ﻧﻌم ‪%٢٧‬‬ ‫س‪ ١٣‬ﻓﻲ ﺗﺻورك ﻫل ﺗؤﯾد ﻓﻛرة اﻟﻣﻌﺎش‬
‫ﻣﺎ‪%١٢‬‬ ‫اﻟﻣﺑﻛر ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ؟‬

‫اﻟﻰ ﺣد‬ ‫ﻻ‪%٤٢‬‬ ‫ﻧﻌم‪%٣٧‬‬ ‫س‪١٤‬ﻫل ﺗرى أن ﻟﻌﻣل اﻟﻣرأة ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ‪%٢١‬‬ ‫ﻓرص ﻋﻣل اﻟﺷﺑﺎب ؟‬

‫ﻻ ‪%١٢‬‬ ‫ﻧﻌم ‪%٨٨‬‬ ‫س‪ ١٥‬ﻫل اﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ ﻣن أﺳﺑﺎب‬


‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻋواﺋق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ؟‬
‫اﻟﻰ ﺣد‬ ‫ﻻ‪%٩.٠٩‬‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪ ١٦‬ﻫل ﯾوﺟد ﻧﻘص ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟدى اﻟﺑﺎﺣث‬
‫ﻣﺎ‪%٤٧.٤٧‬‬ ‫‪%٤٣.٤٣‬‬ ‫ﻋن ﻋﻣل و ﻓرص اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ؟‬

‫اﻟﻰ ﺣد‬ ‫ﻻ‪٣.٠٩‬‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪ ١٧‬ﻫل اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ ﻣﺻر ﻣﻧﻔﺻل ﻋن‬
‫ﻣﺎ‪٢٢.٨٦‬‬ ‫‪%٧٤.٢٢‬‬ ‫اﻹﻋداد اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠطﻼب وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻟﺳوق‬
‫اﻟﻌﻣل؟‬
‫اﻻﺧر‪٩‬‬ ‫أﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫ﻻ‪%٤١‬‬ ‫ﻧﻌم ‪%٣٦‬‬ ‫س‪ ١٨‬ﻫل ﺗﻌﻣل أﺛﻧﺎء اﻟﺳﻧﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ أو ﻓﻲ‬
‫‪%‬‬ ‫‪%١٤‬‬ ‫اﻷﺟﺎزة ؟‬

‫ﺑﻌﺿﻬم‬ ‫ﻻ ‪%٥١‬‬ ‫ﻧﻌم ‪%٣٠‬‬ ‫س‪ ١٩‬ﻫل ﻟدﯾك أﺧوة ﯾﺑﺣﺛون ﻋن ﻋﻣل وﻻ‬
‫‪%١٩‬‬ ‫ﯾﻌﻣﻠون؟‬

‫إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻧﻌم‬ ‫س‪ ٢٠‬ﻫل ﻋﻧدك أﻣل ﻓﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫‪%٢٣.٢٣‬‬ ‫‪%٢٣.٢٣‬‬ ‫‪%٥٣,٥٣‬‬ ‫ﻋﻣل ﯾﻧﺎﺳﺑك ﺑﻌد اﻟﺗﺧرج؟‬

‫وﻣن ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن ‪:‬‬


‫‪ -١‬اﻟطــﻼب ﻓــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ " ﯾﻣﺛﻠــون اﻟﺷــﺑﺎب" ﯾﺷــﻌرون ﺑﺣﺟــم اﻟﺑطﺎﻟــﺔ وﻫــو ﻟــﯾس ﺑﺎﻟﻘﻠﯾــل‬
‫وﻟﻬذا أﺛرة اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﻬم وآﻣﺎﻟﻬم ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺻــﻌوﺑﺔ اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ وﺣﻠﻬــﺎ ﻣــن وﺟﻬــﺔ ﻧظــر اﻟطــﻼب وﻫــذا إﻧﻣــﺎ ﯾــدل‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﯾــﺄس وﻋــدم اﻟطﻣــوح ‪ ،‬ﻓﻬﻧــﺎك طﺎﻟﺑــﺔ ﻗﺎﻟــت ‪:‬ﻓــﻲ اﻟﺳ ـؤال اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻻ أﻋﻠــم‪،‬‬

‫‪٩٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻟث ﻗﺎﻟت ‪ :‬ﻧﻌم ﺳﺗﺗﺿﺎﻋف اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ‪ ،‬وأﺧرى ﺗﻘول ‪:‬‬
‫ﻟو ﻋﻧدي أﻣل ﯾﺑﻘﻰ ) إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ (‪ ،‬ﻟﻛن ﻟو واﻗﻌﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ )ﻻ(‬
‫‪ -٣‬ﺧطـ ــورة اﻟﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ وآﺛﺎرﻫـ ــﺎ اﻟﻣـ ــدﻣرة ﻟﺧطـ ــط اﻟﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ واﻗﺗﺻـ ــﺎد اﻟدوﻟـ ــﺔ واﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ ﻟﻸﻓـراد اﻟﻌـﺎطﻠﯾن واﻧﺗﻣـﺎء اﻟﺷـﺑﺎب ﻟﺑﻠـدﻫم وﺳـﻠوﻛﻬم ﻧﺣـو ﺳﯾﺎﺳـﺔ‬
‫اﻟدوﻟﺔ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻣﻧﻬﺎ واﻟﺷﺑﺎب ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﻏﯾر ﻗﻠﯾل ﺑﻬذﻩ اﻵﺛﺎر وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺟﻧﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣـن اﻟطـﻼب ﺗؤﯾـد ﻋـودة ﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾـف ﺑـﻼ ﺷـروط )‪ (%٦٠.٦‬وﻫـذا ﻣـن‬
‫وﺟﻬــﺔ ﻧظرﻧــﺎ ﯾﺷــﯾر ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻧﺳــﺑﺔ اﻷﻋﻠــﻰ ﻣــن اﻟطــﻼب ﯾﻔﺿــﻠون اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ‬
‫وظﯾﻔــﺔ ﺑﺳــﻬوﻟﺔ دون ﻣﻌﺎﻧــﺎة ﺟﻬــد اﻟﺑﺣــث وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﯾﺣﻣﱢ ﻠــون اﻟﻣﺳــﺋوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺗق‬
‫اﻟدوﻟـ ــﺔ "اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ"‪ .‬ﻓـ ــﻰ ﺣـ ــﯾن أن اﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ اﻷﻋﻠـ ــﻰ )‪ (%٤٥‬أﯾـ ــدت اﻋطـ ــﺎء اﻟﻌـ ــﺎطﻠﯾن‬
‫إﻋﺎﻧــﺎت وﻣﺳ ــﺎﻋدات ﺑﺷــروط‪ (%٣٨) ،‬أﯾ ــدت ﻣطﻠﻘــﺎ ﺑ ــﻼ ﺷــروط ‪ (%١٧)،‬رﻓﺿ ــت‬
‫وﻟم ﺗؤﯾد ‪.‬‬
‫‪ -٥‬دور اﻷﻋﻣـﺎل واﻟﻣﺷــروﻋﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة ﻟﻠﺷــﺑﺎب ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ وﺗــدﻋﯾﻬﺎ ﺑــﺎﻟﻘروض‬
‫اﻟﺻﻐﯾرة ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ )‪ (%٨١.٦٣‬ﯾؤﯾدون ‪ (%١٨.٣٧) ،‬ﻻ ﯾؤﯾدون‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﻧﺷر وﺗﻌﻠﯾم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﯾدوﯾﺔ واﻟﺣرﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطـﻼب اﻟﻣﺗﻌﻠﻣـﯾن ﻣـن وﺳـﺎﺋل رﺑـط اﻟﺗﻌﻠـﯾم‬
‫ﺑﺳــوق اﻟﻌﻣــل أﯾــدﻩ )‪ (%٨٧.٨٧٨‬وﻟــم ﯾؤﯾــد )‪ (%١٢.١٢‬واﻟــذﯾن ﻟــم ﯾؤﯾــدوا ﯾﻣﺛﻠــون‬
‫اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﺗرﻓﺔ ﻣن اﻟ ﻣﺗﻌﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻧظرون إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧـﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ واﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل‬
‫اﻟﺗﺧﺻص اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻰ ﻓﻘط دون اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ أى ﻋﻣل ﯾدوى أو ﺣرﻓﻲ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻛﺑﯾـ ـ ـرة ﻣ ـ ــن اﻟط ـ ــﻼب واﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )‪ (%٦٠‬ﺗ ـ ــرﻓض وﻻ ﺗؤﯾ ـ ــد ﻓﻛـ ـ ـرة اﻟﺧﺻﺧﺻ ـ ــﺔ‬
‫واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟـﻰ أن اﻟطـﻼب ﯾـدرﻛون اﻷﺛـر اﻟﺳـﻠﺑﻲ ﻟﻠﺧﺻﺧﺻـﺔ واﻟرأﺳـﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﻓـ ـﻲ ﺣ ــﯾن )‪ (%٢٥‬ﯾﻘوﻟ ــون إﻟ ــﻰ ﺣ ــد ﻣ ــﺎ أي ﯾﺷ ــﯾرون ﻟﻺﯾﺟﺎﺑﯾ ــﺎت ﻣ ــﻊ اﻟﺳ ــﻠﺑﯾﺎت ‪،‬‬
‫)‪ (%١٥‬ﯾؤﯾــدوﻧﻬﺎ ‪ .‬وﻛــذﻟك اﻟﻣﻌــﺎش اﻟﻣﺑﻛــر اﻟﻧﺳــﺑﺔ اﻷﻋﻠــﻰ )‪ (%٦١‬ﺗــرﻓض وﻻ ﺗؤﯾــد‬
‫‪ ،‬وﻟﻛن )‪ ( %٢٧‬ﺗؤﯾد ‪،‬واﻟﺑـﺎﻗﻲ )‪ (%١٢‬إﻟـﻰ ﺣـد ﻣـﺎ أي أن ﻟﻠﻣﻌـﺎش اﻟﻣﺑﻛـر ﺳـﻠﺑﯾﺎت‬
‫وا ٕ ﯾﺟﺎﺑﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﻟﻠﺣﻘﯾﻘ ــﺔ واﻟﻣوﺿ ــوﻋﯾﺔ أن طﻼﺑ ــﺎ ) ذﻛ ــورا ( رأوا أﻧ ــﻪ ﻟ ــﯾس ﻟﻌﻣ ــل اﻟﻣـ ـرأة ﺗ ــﺄﺛﯾر ﻋﻠ ــﻰ‬

‫‪٩١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻓرص ﻋﻣـل اﻟﺷـﺑﺎب ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑـل طﺎﻟﺑـﺎت رأﯾـن أن ﻟﻌﻣـل اﻟﻣـرأة ﺗـﺄﺛﯾرا ﻋﻠـﻰ ﻓـرص‬
‫ﻋﻣــل اﻟﺷــﺑﺎب ‪ ،‬وﻗــد أدرﺟــت طﺎﻟﺑــﺔ ﺗﻌﻠﯾﻘــﺎ ﺗﻘــول ﻓﯾــﻪ‪" :‬ﻟﻌﻣــل اﻟﻣـرأة ﺗــﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾــر ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ؛ ﺣﯾث إﻧﻬـﺎ ﺗﻘﻧـﻊ ﺑﺎﻟراﺗـب اﻟﻘﻠﯾـل ﻓـﻲ ﺣـﯾن أﻧﻬـﺎ ﻏﯾـر ﻣﺳـﺋوﻟﺔ ﻋـن ﻛﺛﯾـر‬
‫ﻣـ ــن اﻷﻋﺑـ ــﺎء ﻛﺎﻟرﺟـ ــل ‪ ،‬وﻫـ ــذ ﯾﺟﻌـ ــل أﺻـ ــﺣﺎب اﻷﻋﻣـ ــﺎل ﻣـ ــن اﻟﻘطﺎﻋـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ‬
‫واﻟﺣﻛوﻣﯾــﺔ ﯾطﻠﺑــون ﺗﻌﯾــﯾن اﻟﻣ ـرأة ﺑــدﻻ ﻣــن اﻟرﺟــل ‪ .‬وﺗﺿــﻧﯾف ﻫﻧــﺎك أﻋﻣــﺎل ﺗﻧﺎﺳــب‬
‫اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ‪ ،‬وأﻋﻣﺎل ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب إﻻ ﻣﻊ اﻟرﺟل وﻟﻸﺳف اﻗﺗﺣﻣﺗﻬﺎ اﻟﻣرأة"‪.‬‬
‫‪ -٩‬اﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﻣﺣﺳــوﺑﯾﺔ ﻣــن أﺳــﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟــﺔ وﻋواﺋــق اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ وﺧﺎﺻــﺔ ﺑطﺎﻟــﺔ اﻷﻛﻔــﺎء ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾوﺟد ﻧﻘص ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻟـدى اﻟﺑﺎﺣـث ﻋـن ﻋﻣـل ﻋـن ﻓـرص اﻟﻌﻣـل اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﺑﺻـورة‬
‫أو ﺑــﺄﺧرى ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﺗﻌﻠــﯾم ﻓــﻲ ﻣﺻــر ﻋﻼﻗﺗــﻪ ﺑﺳــوق اﻟﻌﻣــل وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗــﻪ ﺿــﻌﯾﻔﺔ إﻟــﻰ‬
‫ﺣــد ﻣــﺎ )‪ (%٧٤.٢٢‬رأوا أﻧــﻪ ﻣﻧﻔﺻــل ‪ ( %٢٢.٦٨) ،‬رأوا أﻧــﻪ ﻣﻧﻔﺻــل إﻟــﻰ ﺣــد ﻣــﺎ‪،‬‬
‫) ‪ (٣.٠٩‬رأوا أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﻧﻔﺻل‬
‫‪ -١٠‬ﻫﻧــﺎك ﻧﺳــﺑﺔ إﻟــﻰ ﺣــد ﻛﺑﯾــر ﺟﯾــدة ﺑــﯾن اﻟطــﻼب ﯾﻌﻣﻠــون أﺛﻧــﺎء اﻟﺳــﻧﺔ اﻟدراﺳــﯾﺔ أو ﻓــﻲ‬
‫اﻷﺟ ــﺎزة )‪ ، (%٣٦‬وﻧﺳ ــﺑﺔ )‪ (%١٤‬إﻟ ــﻰ ﺣ ــد ﻣ ــﺎ ‪ ،‬وﻟﻛ ــن ﻫﻧ ــﺎك ﻧﺳ ــﺑﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة ﻛ ــذﻟك‬
‫)‪ (%٤١‬ﺗﻣﺛ ــل ﺷـ ـرﯾﺣﺔ "ﻓﺋ ــﺔ" اﻟط ــﻼب اﻟ ــذﯾن ﻻ ﯾﻬﺗﻣ ــون ﺑﺎﻟﺑﺣ ــث ﻋ ــن ﻋﻣ ــل ﺑطﺎﻟـــﺔ‬
‫اﺧﺗﯾﺎرﯾــﺔ‪ ،‬أﻣــﺎ ﻧﺳــﺑﺔ )‪ (%٩‬اﻟﺑﺎﻗﯾــﺔ ﺗﻣﺛــل ﻓﺋــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب اﻟــذﯾن ﯾﻌــﺎﻧون ﻣــن اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ﻓﻬــم‬
‫ﯾﺑﺣﺛون وﻻ ﯾﺟدون ﺑطﺎﻟﺔ ﺳﺎﻓرة ‪.‬‬
‫‪ -١١‬ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ أو ﻛﺑﯾرة ﻗﻠﯾﻼ)‪ (%٥١‬ﻗﺎﻟت ‪:‬ﺑﺄن ﻟﯾس ﻟـدﯾﻬم أﺧـوة ﯾﺑﺣﺛـون ﻋـن ﻋﻣـل‬
‫وﻻ ﯾﺟــدون؛ ﻣــﻧﻬم ﻣــن ذَ ﻛــر أﻧــﻪ ﻟــﯾس ﻟــﻪ أﺧــوة ‪،‬أو ﻷﻧــﻪ ﻛﺑﯾــرﻫم وﻫــم ﺻــﻐﺎر‪ ،‬وﻛــذﻟك‬
‫ﻧﺳﺔ ﻏﯾر ﻗﻠﯾﻠـﺔ )‪ (%٣٠‬ﻗﺎﻟـت ‪:‬ﺑـﺄن ﻟـدﯾﻬم أﺧـوة ﯾﺑﺣﺛـون وﻻ ﯾﻌﻣﻠـون ‪ ،‬واﻟﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺑﺎﻗﯾـﺔ‬
‫)‪ (%١٩‬ﻗﺎﻟت‪ :‬أن ﺑﻌﺿﻬم ﯾﻌﻣل واﻵﺧر ﻻ ﯾﻌﻣل وﻫو ﯾﺑﺣث ‪.‬‬
‫‪ -١٢‬ﺛــم ﺟــﺎء اﻟﺳ ـؤال اﻟﻌﺷــرون ﻟﯾﻛﺷــف ﻋــن ﻧﻔــوس اﻟطــﻼب وآﻣــﺎﻟﻬم ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻋﻣــل ﯾﻧﺎﺳــﺑﻬم ﺑﻌــد اﻟﺗﺧــرج وﻛﺎﻧــت اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ إﻟــﻰ ﺣــد ﻣــﺎ ﻏﯾــر ﻣﺣزﻧــﺔ ﻓـ ـ ) ‪(%٥٣.٥٣‬‬
‫ﻋﻧدﻫم أﻣل وﺗﻌﺎدﻟت اﻟﻧﺳﺑﺗﺎن اﻷﺧرﺗﺎن )‪ (%٢٣.٢٣‬ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﯾن ﻣن ﻋﻧـدﻫم أﻣـل‬
‫إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ وﻣن ﻟﯾس ﻋﻧدﻫم أﻣل وﻫﻧﺎك طﺎﻟب ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ أﻋـرف ﻓـﺎﻷﻣر ﻋﻧـدﻩ ﻣﺗـروك‬

‫‪٩٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻟﻠظروف ﺣﺳب إرادة اﷲ‪.‬‬


‫‪ -١٣‬ﻣﻠﺣوظﺔ ‪ :‬اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺳور ﻷن ﺑﻌض اﻟطﻼب ﻟم ﯾﺣددوا اﺧﺗﯾﺎرا أو‬
‫أدرﺟوا ﺗﻌﻠﯾﻘﺎ ﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ ‪٠‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق اﻟﺛﺎﻧﻰ ‪ :‬ﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺑﺣث‬
‫أوﻻً ‪ :‬دور اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪:‬‬
‫ﻻﺷـ ــك أن ﻫﻧـ ــﺎك ﻋﺑﺋـ ــﺎ ﺿـ ــﺧﻣﺎ ﻣﻠﻘـ ــﻰ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺎﺗق اﻟدوﻟـ ــﺔ وﻛـ ــذﻟك اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ‪،‬وﻟـ ــن ﯾﻘـ ــوم‬
‫ﺑ ـ ــﻪ ط ـ ــرف دون اﻵﺧ ـ ــر ‪،‬ﻣﻣ ـ ــﺎ ﯾﺛﯾ ـ ــر ﻣﻔﺎرﻗ ـ ــﺔ ﻗوﯾ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن دور اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺑﺎق إﻋ ـ ــﺎدة‬
‫اﻟﻬﯾﻛﻠ ـ ــﺔ اﻟرأﺳ ـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﻰ ﻗﺑوﻟ ـ ــﻪ ﻟ ـ ــذﻟك ‪،‬وﻟ ـ ــذا ﯾﻧﺑﻐ ـ ــﻰ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــل اﻟﻬﯾﺋ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ اﻟﺗﻛ ـ ــﺎﺗف واﻟﺗﻌ ـ ــﺎون ﻣ ـ ــﻊ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ واﻟﺗﻧﺳ ـ ــﯾق ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﻧﻘﺎﺑ ـ ــﺎت ﻋﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﺟﻣﻌﯾﺎت أﻫﻠﯾﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ﺧﯾرﯾﺔ‪٠٠٠٠٠٠‬إﻟﺦ‬
‫وﻋﻣوﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﺈن ﺑﻠـ ـ ـ ــوغ اﻟﺗوﺟﯾﻬـ ـ ـ ــﺎت اﻹﺳـ ـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ ﯾﺗطﻠـ ـ ـ ــب‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺗطﻠـ ـ ــب‬ ‫ﺗﻐﯾﯾ ـ ـ ـرات ﻣؤﺳﺳـ ـ ــﯾﺔ ﺑﻌﯾـ ـ ــدة اﻟﻣـ ـ ــدى ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺑﯾﺋـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ـﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ‬
‫ﺗﻌﺎوﻧـ ـ ـ ــﺎ وﺗﻧﺳـ ـ ـ ــﯾﻘﺎ ﻣﺳـ ـ ـ ــﺗﻣرا ﺑـ ـ ـ ــﯾن اﻟـ ـ ـ ــدول واﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻣـ ـ ـ ــدﻧﻲ ﻓﻔـ ـ ـ ــﻲ اﻟوﻻﯾـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣـ ـ ـ ــدة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ ﻧﺟـ ــد أن ‪ %١١‬ﻣـ ــن ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﯾﺳـ ــﺎﻫم ﻗطـ ــﺎع اﻟﻌﻣـ ــل اﻟﻣـ ــدﻧﻲ ﻓـ ــﻲ ﺣﻠﻬـ ــﺎ‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ أﺗ ـ ــﺎح ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻟﺟﻣﻌﯾ ـ ــﺎت واﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت اﻷﻫﻠﯾ ـ ــﺔ ﻟﻬ ـ ــﺎ أن ﺗﺣﻘ ـ ــق وﺗﻔﻌ ـ ــل دورﻫ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﺣل أزﻣﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻋن طرﯾق اﻟﺗدرﯾب)‪.(٢‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣـ ــﺎ أن ﻧـ ــزول اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺟدﯾـ ــد إﻟـ ــﻲ ﺳـ ــوق اﻹﻧﺗـ ــﺎج وﺑﻧـ ــﺎء اﻟﻣﺷـ ــروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـ ــﺔ‬
‫ﺗﻌﺗﺑ ـ ـ ــر اﻟرﻛﯾ ـ ـ ـ ـزة اﻷوﻟـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ــن رﻛـ ـ ـ ــﺎﺋز اﻹﺳـ ـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟدﯾـ ـ ـ ــدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟ ـ ـ ــﺔ أﻣ ـ ـ ــﺎ اﻟرﻛﯾـ ـ ـ ـزة اﻟﺛﺎﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻰ ﻧ ـ ـ ــزول اﻟﺣﻛوﻣ ـ ـ ــﺔ ﺑﺟﻬﺎزﻫ ـ ـ ــﺎ ﻟﺗطﺑﯾ ـ ـ ــق اﻟﻘـ ـ ـ ـواﻧﯾن‬
‫اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣـ ــل واﻟﺗﺄﻣﯾﻧـ ــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻲ ﺳـ ــوق اﻟﻌﻣـ ــل اﻟﺧـ ــﺎص ﺑﻛـ ــل أﺷـ ــﻛﺎﻟﻪ‬
‫ﺳـ ـ ـواء ﻛ ـ ــﺎن ﻣﻧظﻣ ـ ــﺎ أو ﻏﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــﻧظم أو ﺷ ـ ــﺑﻪ ﻣ ـ ــﻧظم وﻣ ـ ــن ﺛ ـ ــم إزاﻟ ـ ــﺔ إﺣ ـ ــدى ﺑ ـ ــؤر‬

‫)‪(١‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور اﺣﻣد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ص ‪١٦١‬‬


‫)‪(٢‬أ‪/‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ‪ ،‬ص ‪١٤٥‬‬

‫‪٩٣‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺗوﺗر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ)‪.(١‬‬
‫‪ -‬وﻫﻧ ـ ــﺎك اﻗﺗـ ـ ـراح ﺑ ـ ــﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــو ﻫﯾﺋ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﻧدوق ﻣﺣﺎرﺑ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــذي ﯾﺗ ـ ــوﻟﻲ‬
‫ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﺧط ـ ــط ﻣﺣﺎرﺑ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ وﯾﻘ ـ ــوم ﺑﺎﻟﺗﻧﺳ ـ ــﯾق ﺑ ـ ــﯾن ﻛ ـ ــل اﻷطـ ـ ـراف اﻟﻣﻌﻧﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟ ـ ـ ــدول واﻟﻧﻘﺎﺑ ـ ـ ــﺎت واﻟﺟﻣﻌﯾ ـ ـ ــﺎت واﻟﻣؤﺳﺳ ـ ـ ــﺎت اﻷﻫﻠﯾ ـ ـ ــﺔ واﻷﯾ ـ ـ ــدي اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ـ ــﺔ وﻛ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﺧ ـ ــص ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺷ ـ ــﻛﻠﺔ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ــوم ﺑرﻋﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺷ ـ ــروﻋﺎت اﻟﺻ ـ ــﻐﯾرة‪ ،‬واﻟﺗﻧﺳ ـ ــﯾق ﺑ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﺷ ـ ـ ــرﻛﺎت واﻟﻣﺻ ـ ـ ــﺎﻧﻊ وﺣﺿ ـ ـ ــﺎﻧﺎت اﻟﻣﺷ ـ ـ ــروﻋﺎت واﻟﻣﻧ ـ ـ ــﺎطق اﻟﺻ ـ ـ ــﻧﺎﻋﯾﺔ‪ .‬أﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــن‬
‫)‪(٢‬‬
‫وﻫ ـ ـ ــو ﯾﺷـ ـ ـ ـﺑﻪ ﻣﻧظوﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ـ ــدرﯾب‬ ‫ﻣﺻ ـ ـ ــﺎدر ﺗﻣوﯾ ـ ـ ــل ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﻣﺷ ـ ـ ــروع ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ ﻛﺛﯾـ ـ ـ ـرة‬
‫واﻟﺗوظﯾ ـ ــف وﻟﻛﻧ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻲ ﻧط ـ ــﺎق أوﺳ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﺧﺻﺻ ـ ــﺎت واﻷدوار اﻟﻣطﻠوﺑ ـ ــﺔ ﻣﻧ ـ ــﻪ‬
‫واﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وﯾوﺟ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل أﻧﺣ ـ ــﺎء اﻟﺟﻣﻬورﯾ ـ ــﺔ ﻋﺷـ ـ ـرﯾن أﻟ ـ ــف ﺟﻣﻌﯾ ـ ــﺔ أو ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺔ أﻫﻠﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻟ ـ ــو‬
‫أن ﻛـ ــل ﺟﻣﻌﯾـ ــﺔ أﺗﺎﺣـ ــت ﻓرﺻـ ــﺔ ﻋﻣـ ــل وﻣﺣـ ــت أﻣﯾـ ــﺔ طﻔـ ــل وأﻗﺎﻣـ ــت ﻣﺷـ ــروع إﻧﺗـ ــﺎﺟﻲ‬
‫ﯾدوى ﻟﺷﺎب ﻷﺗﺣﻧﺎ ﻋﺷرﯾن أﻟف ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل ﺳﻧوﯾﺎ)‪.(٣‬‬
‫إذا ﻓـ ــﺈن ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ــﺔ ﻟﯾﺳـ ــت ﺷـ ــﺄﻧﺎ ﻗطﺎﻋﯾـ ــﺎ ﯾﺧـ ــﺗص ﺑﻘطـ ــﺎع واﺣـ ــد دون اﻵﺧـ ــر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺑ ـ ــل ﻫ ـ ــﻲ أﻣـ ـ ــر ﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ــﻲ ﺷ ـ ــﺎﻣل‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﺣ ـ ــﺎل ﻛ ـ ــل اﻟﻘﺿـ ـ ــﺎﯾﺎ اﻟﻣﻬﻣ ـ ــﺔ ﺣﺎﻟﯾ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺻـ ــر‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﺻـ ــﺎر اﻟﺣـ ــل اﻟﺟـ ــذري اﻟﺷـ ــﺎﻣل ﺣﺗﻣـ ــﺎ إن أرﯾـ ــد ﺣـ ــل ﻧـ ــﺎﺟﺢ ﻷي ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ أن اﻟﺣﻠ ـ ــول ذات اﻷﺟ ـ ــل اﻟﻘﺻ ـ ــﯾر ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳ ـ ــب ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ــق‬ ‫ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻹط ـ ــﻼق‬
‫واﻟﺷـ ــﻣول ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ــﺎت اﻟﺷـ ــﺑﯾﻬﺔ ﺑﻣﺟﺗﻣﻌﻧ ـ ــﺎ وﻟﻛ ـ ــن اﻟﺣﻠـ ــول ذات اﻷﺟ ـ ــل واﻟﻣ ـ ــدى‬
‫اﻟطوﯾل‪ ،‬ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻌﻣق واﻟﺷﻣول وﻗوة اﻷﺛر‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪:‬دور اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬د‪/‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور وأﺣﻣد ص ‪ ١٦٦‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ‪.‬‬


‫)‪(٢‬أ‪/‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ص ‪١٣٣‬‬
‫)‪ (٣‬ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر ص ‪١٤٥‬‬
‫)‪(٤‬د‪/‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور ص ‪ ١٦٢‬ﻣﺷﻛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪.‬‬

‫‪٩٤‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻻ ﺷ ـ ــك أن ﻟﻠﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ دورا ﻣﻬﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــذا اﻟ ـ ــدور ﯾﻧﺑﻧـ ـ ـﻲ ﻋﻠ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــدة‬
‫ﻣﺣﺎور أو اﺗﺟﺎﻫﺎت ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗواﻓر ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎور ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪-:‬‬
‫‪-١‬اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺣﯾـ ــث ﺗﺳـ ــﺗوﻋب اﻟﻣـ ــدن اﻟﺟدﯾـ ــدة ﻗﺳـ ــﻣﺎ ﻣﻬﻣـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻗـ ــوة اﻟﻌﻣـ ــل ﻓـ ــﻲ ﻣﺷـ ــروﻋﺎت‬
‫اﻟﺗﺷ ـ ــﯾﯾد واﻟﺑﻧ ـ ــﺎء وﻣﺧﺗﻠ ـ ــف اﻟﻘطﺎﻋ ـ ــﺎت اﻟﺻ ـ ــﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾ ـ ــﺔ وﺗ ـ ــزداد اﻟﻘ ـ ــدرة اﻻﺳ ـ ــﺗﯾﻌﺎﺑﯾﺔ‬
‫ﻓـ ــﻲ أﻋﻣـ ــﺎل اﻟﻣراﻓـ ــق واﻹﻧﺷـ ــﺎءات ﺣﯾـ ــث ﯾﻌﻣ ـ ــل ﺑ ﻬـ ــذﻩ اﻷﻧﺷـ ــطﺔ أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ﻋﺷـ ـ ـرة آﻻف‬
‫ﻋﺎﻣل وﻣﺳﺗﺧدم ﻣن ﻣﺧﺗﻠف ﺷراﺋﺢ اﻟﻌﻣر وﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﺻدر ا ﻟزﯾﺎدة ﻓرص اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫‪-٢‬إﻧﺷﺎء وﺗدﻋﯾم ﺻﻧﺎدﯾق ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺷﺑﺎﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻓﺗﻣوﯾـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺷـ ـ ــروﻋﺎت ﻣـ ـ ــن ﻣﺻـ ـ ــﺎدر اﻟﺗﻣوﯾـ ـ ــل واﻟﻘـ ـ ــروض ‪،‬ﻣـ ـ ــﻊ اﻟدراﺳـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺷ ـ ــروع ﺗﻌ ـ ــﯾن اﻟﺷ ـ ــﺑﺎب ﻓ ـ ــﻲ اﻻرﺗﻘ ـ ــﺎء ﺑﻣﺷ ـ ــروﻋﻪ واﻟﻧﻬ ـ ــوض ﺑ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــﺎ أﻧﺷ ـ ــﺄﺗﻪ‬
‫اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺻـ ــﻧﺎدﯾق ﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺷ ـ ـروﻋﺎت اﻟﺻـ ــﻐﯾرة ﯾﺳـ ــﺗﻬدف وﯾﺳـ ــﺗﻘطب ﺟـ ــزءا ﻣـ ــن ﻗـ ــوة‬
‫اﻟﻌﻣـ ـ ــل ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻣﻣـ ـ ــن ﯾﻧﺗﻣـ ـ ــون إﻟـ ـ ــﻲ اﻟﺷ ـ ـ ـراﺋﺢ اﻟﻣﺣـ ـ ــدو دة اﻟـ ـ ــدﺧل‪ ،‬ﻟـ ـ ــذﻟك وﺟـ ـ ــب دﻋﻣﻬـ ـ ــﺎ‬
‫واﻟوﻗوف إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-٣‬اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗﺟﺎرب اﻟدول اﻷﺧرى‪:‬‬
‫ﻓ ــﻼ ﻣ ــﺎﻧﻊ ﻣ ــن أن أﻓﯾ ــدﻣ ــن ﻏﯾ ــر ى ‪،‬طﺎﻟﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﺳﯾﺎﺳـ ـﺗﻪ ﻧﺎﺟﺣ ــﺔ ﻓ ــﻰ ﻣﺟﺎﻟﻬ ــﺎ‬
‫وﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻟ ـ ــو ﻛﺎﻧـ ــت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟـ ــدول ﻗ ـ ــد ﻣ ـ ــرت ﺑـ ــﻧﻔس اﻟظ ـ ــروف واﻟﻣﺷـ ــﻛﻼت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻗﺎﺑﻠﺗﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﺻ ـ ــر ‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﺑ ـ ــﯾن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺗﺟ ـ ــﺎرب ﺗﺟرﺑ ـ ــﺔ اﻟﻬﻧ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬ ـ ــﺎ ﻣﺷ ـ ــﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﺷ ـ ــﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠﻣ ـ ــﯾن ﻣﺛ ـ ــل وﺿ ـ ــﻌﻬم ﻟﻣﻛﺎﺗ ـ ــب اﻟﺗوظﯾ ـ ــف اﻟﻘوﻣﯾ ـ ــﺔ وﻧﺟﺣ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ‬
‫وﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ــﺔ اﻟﻛﺛﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻣظ ـ ــﺎﻫر اﻟﺧﻠ ـ ــل واﻟﺗﺷ ـ ــوﻫ ﺎت ﻓ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــوق اﻟﻌﻣ ـ ــل‪ ،‬وﻛ ـ ــذﻟك ﻛورﯾ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺟﻧوﺑﯾ ـ ـﺔ واﻟﺻـ ــﯾن واﻟﯾﺎﺑـ ــﺎن وﺗـ ــﺎﯾو ا ن وﻣﺎﻟﯾزﯾـ ــﺎ وﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن دول ﺟﻧـ ــوب ﺷـ ــرق آﺳـ ــﯾﺎ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﻟﻬﺎ ﺗﺟﺎرب راﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬
‫‪-٤‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟرﺳﻣﻲ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ‪:‬‬
‫ﻟﺗﻧظ ـ ــﯾم وﺗرﺷ ـ ــﯾد ط ـ ــرق أداء اﻟﻌﻣ ـ ــل وﺗ ـ ــدﻋﯾم اﻟﺑﻌ ـ ــد اﻻﺟﺗﻣ ـ ــﺎﻋﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﻗطﺎﻋ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﻣل وﺑذﻟك ﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻧﺳﺑﻲ واﻻﺳﺗﻘرار ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل‪٠٠٠‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪٩٥‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪-٥‬اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻣﻬﺎرات وﻛﻔﺎءات اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪:‬‬


‫وذﻟ ـ ــك ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺗرﻛﯾ ـ ــز ﻋﻠ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــؤﻫﻼت وﺧﺑـ ـ ـرات اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺧدم اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺷ ـ ــﻛل‬
‫اﻟوﺟ ـ ــﻪ اﻟﻣﻘﺎﺑ ـ ــل ﻟﺟ ـ ــودة اﻟﺳ ـ ــﻠﻊ واﻟﻣﻧ ـ ــﺗﺞ وﻛ ـ ــذﻟك اﻟﺗرﻛﯾ ـ ــز ﻋﻠ ـ ــﻲ ﻣﻌﯾ ـ ــﺎر اﻟﺟ ـ ــودة اﻟﻣﻬﻧﯾ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﺎﻣل)‪.(١‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬دور اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫‪ ‬ﻟﻘـ ــد ﺛﻧّﯾﻧـ ــﺎ ﺑـ ــدور اﻟﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ ﻷﻧﻬـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ آﺧـ ــر ﻣراﺣـ ــل اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم و ﺗﻣﺛـ ــل آﺧـ ــر اﻟﻣط ـ ـﺎف‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ ﻟطﺎﻟـ ـ ــب اﻟﻌﻠـ ـ ــم‪ ،‬وﻟـ ـ ــذﻟك ﻓ ﻌﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــبء إﻋـ ـ ــداد ﻫـ ـ ــذا اﻟطﺎﻟـ ـ ــب إﻟـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــوق‬
‫اﻟﻌﻣ ــل‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﻧ ــزل اﻟطﺎﻟ ــب ﺳ ــوق اﻟﻌﻣ ــل‪ ،‬ﻓﻘ ــد دﺧ ــل ﻓ ــﻲ ﻣﯾ ــدان اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘـ ـﻰ‪،‬‬
‫ﻓﻬ ـ ــو اﻵن ﯾﻛﺗﺷ ـ ــف اﻟ ﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ إﻣ ـ ــﺎ اﻟﻣﺧزﯾ ـ ــﺔ أو اﻟطﯾﺑ ـ ــﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﻘ ـ ــﺎم‬
‫ﯾﻛﺗﺷـ ــف ﻗﯾﻣـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ ﺗﻌﻣﻠـ ــﻪ ط ـ ـوال ﻫـ ــذﻩ اﻟﺳـ ــﻧﯾن‪ ،‬ﻓﺈﻣـ ــﺎ أن ﯾﻧﺣﻧـ ــﻲ ﻟﻬـ ــﺎ ﺷـ ــﻛرا واﺣﺗراﻣ ـ ـﺎ‬
‫أو ﯾﻌﻠ ــن ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ اﻟﺣـ ــرب وﯾﻠﻌـ ـ ن اﻟﯾـ ــوم اﻟـ ــذي دﺧﻠﻬ ــﺎ ﻓﯾـ ــﻪ‪ ،‬وﻣـ ــن ﻫ ــذا اﻟﻣﻧطﻠـ ــق ﯾﺟـ ــب‬
‫أن ﺗﻛـ ـ ــون اﻟﺟﺎﻣﻌـ ـ ــﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑـ ـ ــﺔ ورﺷـ ـ ــﺔ ﻋﻣـ ـ ــل ﺗﻘـ ـ ــوم ﺑﺗﺟﻬﯾـ ـ ــز اﻟطﺎﻟـ ـ ــب ﻟﺳـ ـ ــوق اﻟﻌﻣـ ـ ــل‬
‫ﺗﺟﻬﯾز ا ﺷﺎﻣﻼ ﻛﺎﻣﻼ ﻷﻧﻪ ﻣﻘﺑل ﻋﻠﻲ ﻣﯾدان ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻻ ﯾرﺣم‪.‬‬
‫‪ ‬ﻓﺎﻟﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ ﻟﻬـ ــﺎ دور ﻛﺑﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺻـ ــدد ﻓﻬ ـ ـﻲ ﻛ ـ ـدار ﻋﻠـ ــم أﺳﺎﺳ ـ ـﻲ وﺣﯾ ـ ـوي ﻓـ ــﺈن‬
‫ﻟﻬـ ــﺎ دور ا ﻣﺣورﯾ ـ ـﺎ ﻓـ ــﻲ إﻋـ ــداد اﻟﺧ ـ ـرﯾﺞ واﻟﻣﺳـ ــﺎﻫﻣﺔ ﻓـ ــﻲ ﺗﺄﻫﯾﻠـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺻـ ــورة اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺟـ ــب‬
‫أن ﯾﻛـ ـ ـ ــون ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾرﻗـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ــﻪ و ﺑﻣﺳـ ـ ـ ــﺗو اﻩ اﻟﻌﻠﻣـ ـ ـ ــﻲ واﻟﺷﺧﺻـ ـ ـ ــﻲ إﻟـ ـ ـ ــﻲ درﺟـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﯾﺔ)‪ .(٢‬ﻓﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋدة أﻋﺑﺎء ﻧﺟﻣﻠﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪-:‬‬
‫‪ -١‬ﯾﺟ ـ ــب أن ﺗﻛ ـ ــون اﻟﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ ﻣرﻛـ ـ ـزا ﻟﻣﻧﺎﺻـ ـ ـرة وﺗرﻗﯾ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﯾم إدارة اﻷﻋﻣ ـ ــﺎل اﻟﺻ ـ ــﻐﯾرة‬
‫وﺧﻠـ ـ ــق ﺷـ ـ ــﺑﻛﺔ ﺑﺣﺛﯾـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﺟﺎﻣﻌـ ـ ــﺎت اﻷﺧـ ـ ــرى ﻟﺗطـ ـ ــوﯾر اﻟﻣﻔﻬـ ـ ــوم اﻟﺷـ ـ ــﺑﻛﻲ ﻟﻣﺣـ ـ ــور‬
‫ﺗرﻗﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ)‪.(٣‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﻠول ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ص ‪ ٨٨‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‬


‫)‪(٢‬د‪/‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ص ‪١٦٨‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺳﺑق ذﻛرﻩ ‪.‬‬

‫‪٩٦‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺣﯾـ ــث ﺗﺳـ ــﺎﻫم اﻟﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ إزاﻟـ ــﺔ ﻫـ ــذا اﻟظـ ــن ﺑﺄﻧـ ــﻪ ﯾﺟـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ أﻻ ﯾﻌﻣ ـ ـل ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻣﺛ ــل ﺗﻠ ــك اﻟﻣﺷ ــروﻋﺎت اﻟﺻ ــﻐﯾرة ﻷﻧ ــﻪ ﻗ ــد ﺗﺧ ــرج ﻣ ــن اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﻓﯾﺟ ــب أﻻ ﯾﻌﻣ ــل إﻻ ﻓ ــﻰ‬
‫وظﯾﻔﺔ ﺗﻠﯾق ﺑﻣرﻛزﻩ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﻓرة‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﯾﺟـ ــب وﺟـ ــود رؤﯾـ ــﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾـ ــﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﯾـ ــﺔ وﻓـ ــﻲ ﻧﻔـ ــس اﻟوﻗـ ــت ﺗطﺑﯾﻘﯾـ ــﺔ‪ ،‬واﻻﻫﺗﻣـ ــﺎم ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻷﺳ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﻠﯾ ﻣﯾـ ـ ــﺔ ﺑﻣ ـ ــﻧﻬﺞ اﻟﺗطﺑﯾـ ـ ــق اﻟﻌﻣﻠـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ ﯾﻛـ ـ ــون اﻟطﺎﻟ ـ ــب ﻣﻠﻣـ ـ ــﺎ ﺑﻛﯾﻔﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗطﺑﯾ ـ ــق ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠﻣ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل ﻋﻣﻠﻪ‪،‬وﺑ ـ ــذﻟك ﯾﻛﺗﺳ ـ ــب اﻟطﺎﻟ ـ ــب اﻟﺧﺑـ ـ ـرة‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﺄﺗﻲ ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق اﻟﺗطﺑﯾ ـ ــق اﻟﻌﻣﻠ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻋﻧ ـ ــد ﻧزوﻟ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــوق اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻟ ـ ــن‬
‫ﯾﺣﺗـ ـ ــﺎج إﻟـ ـ ــﻲ ﻓﺗ ـ ـ ـرة ﻻﻛﺗﺳـ ـ ــﺎب ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺧﺑ ـ ـ ـرة اﻟﻌﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ ﻷﻧﻬـ ـ ــﺎ ﻟﯾﺳـ ـ ــت أو ل ﻣ ـ ـ ـرة ﯾﻌﻣـ ـ ــل‬
‫ﻓﯾﻬﺎ؛ ﻷﻧ ــﻪ ﻗ ــد ﻋﻣ ــل وﺗ ــدرب وطﺑ ــق ﻣ ــن ﻗﺑ ــل‪ ،‬وﺑ ــذﻟك ﯾﺻ ــﺑﺢ ﻛﻔ ــﺎءة ﻋﻠﻣﯾ ــﺔ وﺗطﺑﯾﻘﯾ ــﺔ‬
‫ﻣﻣﺗـ ـ ــﺎزة وﻋﻧـ ـ ــد ﻧزوﻟـ ـ ــﻪ إﻟـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــوق اﻟﻌﻣـ ـ ــل ﻟـ ـ ــن ﯾﻧﺿ ـ ـ ـم إﻟـ ـ ــﻲ طـ ـ ــﺎﺑور اﻟﻌـ ـ ــﺎطﻠﯾن أﻣـ ـ ــﺎم‬
‫ﻣﻛﺎﺗب اﻟﻘوي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﯾﺟ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ ﻧﺷ ـ ــر اﻟ ـ ــوﻋﻲ ﺑ ـ ــﯾن اﻟط ـ ــﻼب ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓ ـ ــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾ ـ ــﺔ واﻟﻣﺷ ـ ــﺎرﻛﺔ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـراﻣﺞ ﻣﺣﺎرﺑـ ـ ــﺔ اﻟﺑطﺎﻟـ ـ ــﺔ وﺗﺧﻔﯾـ ـ ــف درﺟـ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘ ـ ـ ـر)‪ ،(١‬ورﻓـ ـ ــﻊ إﺣﺳـ ـ ــﺎس اﻟطﺎﻟـ ـ ــب‬
‫ﺑذاﺗـ ــﻪ وﻗﯾﻣﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ وﺿـ ــرورة أن ﯾﻛـ ــون ﻧ ـ ـواة ﺻـ ــﺎﻟﺣﺔ ﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ﻫـ ــو ﻓـ ــﻲ أﺷـ ــد‬
‫اﻟﺣﺎﺟـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﻪ وﻟﺳ ـ ـ ـواﻋد أﺑﻧﺎﺋـ ـ ــﻪ ﻟﺑﻧـ ـ ــﺎء اﻗﺗﺻـ ـ ــﺎد ﻗـ ـ ــوي ﯾﺿـ ـ ــﻣن اﻟﻣﻌﯾﺷـ ـ ــﺔ اﻟطﯾﺑـ ـ ــﺔ ﻟﻬـ ـ ــم‬
‫و ﻷﺳرﻫم‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻲ إﺣﯾ ـ ــﺎء اﻟﻣواﻫ ـ ــب اﻟﻛﺎﻣﻧ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــدي اﻟطﺎﻟ ـ ــب وﻣﺳ ـ ــﺎﻋدﺗﻪ ﻋﻠ ـ ــﻲ إﺧراﺟﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻧور‪،‬وﺑﻧ ـ ــﺎء اﻟﻘـ ـ ــدرات اﻟﻬﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﻟدﯾـ ـ ــﻪ ﺑﺣﻛ ـ ــم ﺳـ ـ ــﻧﻪ؛ ﻷن اﻟﺷ ـ ــﺑﺎب ﻟـ ـ ــدﯾﻬم ﻗ ـ ــدرات ذاﺗﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﻫﺎﺋﻠﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣدﻓوﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻗﻬم ﺗﻧﺗظر ﻣن ﯾﺧرﺟﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﻧور‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً ‪:‬دور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺑﻘـ ــﻲ ﻧﻬـ ــوض اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ اﻟﻣـ ــدﻧﻲ ﻣﺗوﻗﻔـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻲ إرادﺗﻧـ ــﺎ ﺟﻣﯾﻌـ ــﺎ‪ ،‬ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﻧﺣـ ــس ﺑﺳـ ــﻣو‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻣﻛـ ـ ـ ــن أن ﻧﻘـ ـ ـ ــدﻣﻬﺎ ﻟﻶﺧـ ـ ـ ــر دون أن ﯾطﻠﺑـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻧـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬و دون أن ﻧﻛـ ـ ـ ــون ﻣﻠ ـ ـ ـ ـزﻣﯾن‬

‫)‪(١‬د‪/‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ص ‪١٦٨‬‬

‫‪٩٧‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑ ـ ـﻪ ‪،‬وﻟﻛـ ــن ﺗﺑﻘـ ــﻲ اﻟﻐﺎﯾـ ــﺔ ﻛاﻟﺑـ ــر ىو اﻷوﺳـ ــﻊ‪،‬و ﻫـ ــﻲ أن ﯾﻛﻣـ ــل ﺑﻌﺿـ ــﻧﺎ ﺑﻌﺿ ـ ـﺎ‬
‫ﻓ ــﻲ اﻻﻗﺗﺻـ ـﺎ د ورﺑﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ أﻛﺑ ــر ﻣ ــن ذﻟ ــك ﺑﺗﺣﻘﯾ ــق ﺣﻠ ــم أي ﻓ ــرد ﻋرﺑ ــﻲ وﻟ ــن ﯾﺗﺣﻘ ــق‬
‫اﻟﺣﻠم إﻻ ﺑﺈرادة ﺣب اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻐﯾر ﻣن أﺑﻧﺎ وطﻧﻧﺎ اﻟﻌرﺑﻲ)‪.(١‬‬
‫‪ ‬وﻗ ــد ﻗﻣﻧ ــﺎ ﺑﻌ ــرض دور اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ اﻟﻣ ــدﻧﻲ ﻣ ــن ﺟﻣﻌﯾ ــﺎت وﻣؤﺳﺳـ ــﺎت أﻫﻠﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﻗﺑـ ــل‬
‫وأوﺿﺣﻧﺎ ﻛﯾف ﯾﻣﻛن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻧﻬوض ﺑﻔﻌل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻫﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎً‪:‬دور اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت‪:‬‬
‫ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ أوﺿ ـ ـ ــﺣﻧﺎ دور اﻟﻧﻘﺎﺑ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــن ﻗﺑ ـ ـ ــل ﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﺟﻣﻌﯾ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻷﻫﻠﯾـ ـ ــﺔ وأوﺿـ ـ ــﺣﻧﺎ اﻟﻧﺗـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﻣﻛـ ـ ــن أن ﺗﺣـ ـ ــدث إذا ﺗـ ـ ــم اﻟﺗﻧﺳـ ـ ــﯾق ﺑـ ـ ــﯾن ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺟﻬ ـ ـ ــﺎت وﻣﻘ ـ ـ ــدار دورﻫ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ إﻋﺎﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ــﺑﺎب ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﯾ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻣﺷ ـ ـ ــروﻋﺎت اﻟﺻ ـ ـ ــﻐﯾرة‬
‫واﻟﻣﺗوﺳـ ـ ــطﺔ‪،‬ﻛﻣﺎ أوﺿـ ـ ــﺣﻧﺎ أﻫﻣﯾـ ـ ــﺔ وﺟـ ـ ــود ﻫﯾﻛـ ـ ــل ﺗﻧ ظﯾﻣـ ـ ــﻲ ﯾﺿـ ـ ــم ﻛـ ـ ــل ﻧﻘﺎﺑـ ـ ــﺎت ﻣﺻـ ـ ــر‬
‫ﺑﺣﯾـ ـ ــث ﻻ ﯾوﺟـ ـ ــد إﻻ ﺗﺑﻌﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑـ ـ ــﺎت إﻟـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــوزارات اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑﻬـ ـ ــﺎ ﻣﺛـ ـ ــل ﺗﺑﻌﯾـ ـ ــﺔ ﻧﻘﺎﺑـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻬﻧدﺳـ ــﯾن ﻟـ ــوزارة اﻟـ ــري وﻧﻘﺎﺑـ ــﺔ اﻷطﺑـ ــﺎء ﻟـ ــوزارة اﻟﺻـ ــﺣﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑـ ــﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺗﺑـ ــﻊ‬
‫اﺗﺣـ ــﺎد ﻧﻘﺎﺑـ ــﺎت ﻣﺻـ ــر‪ .‬ﺣﯾـ ــث إن ﻫـ ــذﻩ اﻟﻧﻘﺎﺑـ ــﺎت ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﺗظﻠﻬـ ــﺎ راﯾـ ــﺔ واﺣـ ــدة‪ ،‬ﺗﺳـ ــﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﺗﺄﺧـ ــذ ﺻـ ــﻼﺣﯾﺎت أﻛﺛـ ــر وﺗﻠﺗـ ــزم ﺑﺧطـ ــط ﻣﺣـ ــددة ﯾﻛـ ــون ﻟﻬـ ــﺎ دور ﻣـ ــؤﺛر ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــل ﻣﺷـ ــﺎﻛل‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ)‪.(٢‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪:‬دور اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬إن اﻟﻧﻘﺎﺑـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ واﻟﺟﻣﻌﯾـ ـ ــﺎت واﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎت اﻷﻫﻠﯾـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــن ﺗﻘـ ـ ــوم ﺑـ ـ ــدورﻫﺎ ﺧﯾـ ـ ــر‬
‫ﻗﯾ ـ ــﺎم إﻻ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺳ ـ ــﻠطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ وا ٕ ظﻬ ـ ــﺎر ﻣ ـ ــدى ﻗﺑوﻟﻬ ـ ــﺎ ﻟﻬ ـ ــذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾ ـ ــﺎت‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎت اﻷﻫﻠﯾـ ــﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑـ ــﺎت‪ ،‬وﺗـ ــدﻋﯾم دورﻫـ ــﺎ وﻣﺳـ ــﺎﻧدﺗﻬﺎ واﻟﻣروﻧـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣـ ــل‬
‫ﻣﻌﻬ ـ ــﺎ واﻟﻣوازﻧ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗط ـ ــورات اﻟﻣوﺟ ـ ــودة ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻟﺳ ـ ــﺎﺣﺔ)‪ ،(٣‬واﻹﯾﻣ ـ ــﺎن ﺑ ـ ــدورﻫﺎ اﻟﻔﻌ ـ ــﺎل‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٧٦‬‬


‫)‪ (٢‬أ‪/‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻫﻧدﺳﻲ ص ‪١٥١‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ص ‪٢٧٦‬‬

‫‪٩٨‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﻓ ـ ـ ــﻲ دور اﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ــﺎد اﻟ ـ ـ ــوطﻧﻲ‪ ،‬وﺣ ـ ـ ــل ﻣﺷ ـ ـ ــﻛﻠﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــن أﻫ ـ ـ ــم اﻟﻣﺷ ـ ـ ــﻛﻼت اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗواﺟﻬﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ــﺎ ت ﺣﺎﻟﯾ ـ ــﺎ وﻗ ـ ــد أﺷـ ـ ـرﻧﺎ إﻟ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟ ـ ــدور اﻟ ـ ــذي ﯾﻘ ـ ــوم ﺑ ـ ــﻪ اﻟﺟﻬ ـ ــﺎز‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ دﻋم ﻣﺟﻬودات ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت‪.‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎً‪:‬دور اﻟﻔرد‪.‬‬
‫إن ﺗط ـ ـ ــور اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ـ ــﻊ واﺳ ـ ـ ــﺗﻣرارﻩ ﯾﺗوﻗ ـ ـ ــف ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ ﺗﻠ ـ ـ ــك اﻟﻧـ ـ ـ ـواة اﻟﺻ ـ ـ ــﻠﺑﺔ اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻌﻧﺻـ ــر اﻟﺑﺷـ ــري ‪،‬ﻓـ ــﺈذا ﻣـ ــﺎ ﻓﻘـ ــد اﻟﻔـ ــرد إﺣﺳﺎﺳـ ــﻪ ﺑوﺟـ ــودﻩ و دورﻩ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ـﻊ إﻧﻬـ ــﺎر ﻛـ ــل‬
‫ﺷﻲء ﻓﯾﻪ ‪،‬و ﻟذا ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز أﯾﺎ ﻛﺎﻧت درﺟﺔ إﺗﻘﺎﻧﻪ أو ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻪ ﻟن ﯾﻔﯾد‪.‬‬
‫إن اﻟﻔ ـ ـ ــرد ﻫ ـ ـ ــو اﻟوﺣﯾ ـ ـ ــد اﻟﻘ ـ ـ ــﺎدر ﻋﻠ ـ ـ ــﻲ اﺗﺧ ـ ـ ــﺎذ اﻟﻘـ ـ ـ ـرار اﻷول واﻷﺧﯾ ـ ـ ــر ﻓ ـ ـ ــﻲ أن‬
‫ﯾﻛـ ــون ﻧ ـ ـواة ﺻـ ــﺎﻟﺣﺔ أو ﻧ ـ ـواة ﻓﺎﺳـ ــدة ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ اﻟـ ــذي ﯾﻌـ ــﯾش ﻓﯾـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ ﯾﻌـ ــرف‬
‫ﺟﯾـ ــدا أن اﻟﻣـ ــﺎل ﺳـ ــﯾد وأن اﻟﺑﻘـ ــﺎء ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــو ق ﻟﻸﻗـ ــوى‪ ،‬وأن ﻟـ ــﻪ اﻟﻛﻠﻣـ ــﺔ اﻷوﻟـ ــﻲ واﻷﺧﯾ ـ ـرة‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﺳ ـ ــﺗﯾراد ﻣ ـ ــﺎ ﯾرﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﺗﻛﻧوﻟ وﺟﯾ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ داﻣ ـ ــت ﺗﺧ ـ ــدم ﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺗﻪ وﺗﺿ ـ ــﺎﻋف أرﺑﺎﺣ ـ ــﻪ‬
‫وﻟﻛﻧﻪ ﻗﺎدر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﻣﺻﯾر ﻣن ﯾرﺗﺑطون ﺑﻣﺷروﻋﻪ)‪.(١‬‬

‫)‪ (١‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺑﺎق ص ‪٢٧٦ ، ٢٧٥‬‬

‫‪٩٩‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫ﻟﻘد ﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻋرض اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗﺗرﻛز أﻛﺛر ﻣـﺎ ﺗﺗرﻛـز ﺑـﯾن اﻟﺷـﺑﺎب‬
‫ﺧــﻼل ﻓﺗ ـرة اﻟﻌﻣــر ﻣــن اﻟﻌﺷ ـرﯾن إﻟــﻲ اﻟﺛﻼﺛــﯾن ‪ ،‬ﻛــذﻟك ﻧظرﺗﻧــﺎ ﻟﻠﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﻟﻔﺗ ـرة اﻷﺧﯾ ـرة ‪،‬‬
‫وﻣن أﺑرز اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺣث ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﺧﺗﻼف أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻛﺑرى واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف ﺻورﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗﺄﺛر اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻘدم ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳـﺗﺧدام اﻷوّ ﻟـﻰ ﻟﻬـﺎ ﺑﺻـورة ﺧﺎطﺋـﺔ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗرﻛز اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣﺻر ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺧرﯾﺟﯾن ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺗواﺟدﻫﺎ ﺑﺻورة ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن ﺳﻛﺎن اﻟﺣﺿر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﯾف ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ﻟﻠﺧﺻﺧﺻــﺔ دور ﻛﺑﯾــر ﻓــﻲ زﯾــﺎدة ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻲ اﻵﻻت ﻻ‬
‫اﻟﺑﺷر وذﻟك ﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠـﻰ اﻷرﺑـﺎح ﺑﺄﻗـل اﻟﻣﺻـروﻓﺎت وﻟـو ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺣﺳﺎب اﻟﻌﻣﺎل ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ﺿــرورة اﻟ ـرﺑط ﻓــﻲ أي دراﺳــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع ﺑﺎﻟزﯾــﺎدة اﻟﺳــﻛﺎﻧﯾﺔ و ﺗوﺿــﯾﺢ أﺛــر‬
‫ذﻟك ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ﻟﻠﻬﺟرة إﯾﺟﺎﺑﯾﺎت وﺳﻠﺑﯾﺎت ﯾﻧﺑﻐﻲ أﺧذ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ -٨‬ﺿــرورة اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑــﺎﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟــذي ﻟــﻪ دور ﻣﻬــم ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ وﺑﺧﺎﺻــﺔ ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق‬
‫ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻪ ‪.‬‬
‫‪ -٩‬ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ آﺛﺎر ﻋدﯾدة ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر وﻣن ﺑﯾﺋﺔ ﻷﺧرى ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬ﺿــرورة ﺗﻛــﺎﺗف اﻟﺷــﻌب ﻣــﻊ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ ﻟﻠﻘﺿــﺎء ﻋﻠــﻲ أى ﻣﺷــﻛﻠﺔ ﺗﻘﺎﺑــل اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ واﻟﺗــﻰ‬
‫ﻣﺛل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫وﺑﻌد ﻓﻬذﻩ ﺑﻌـض اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺗـﻲ ارﺗﻘـﻲ ﺑﻬـﺎ اﻟﺑﺣـث ‪ ،‬ﻟﻛـن ﯾﻧﺑﻐـﻲ ﻓـﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﻘـول‪:‬‬
‫ﺑﺈن اﻹﻓﺎدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن اﻷﺑﺣﺎث ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎ ‪ ،‬وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ‬
‫ﻣن ﺗوﺻﯾﺎت واﻗﺗراﺣﺎت ‪،‬أﻣﺎ ﻏﯾر ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛـون ﻣﺛـل اﻟرُ ﺑَـﻰ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾﻧظـر إﻟﯾـﻪ أﺣـد ﻓـﻼ‬
‫ﺗُ ﻔﯾد وﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد‪.‬‬

‫‪١٠٠‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫ﺗوﺛﯾق اﻟﺑﺣث‬
‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫‪ -١‬د‪ .‬إﺑـ ـ ـراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳ ـ ــوى ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎد اﻟﻣﺻ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ ﺛﻼﺛ ـ ــﯾن ﻋ ـ ــﺎم ‪ ،‬ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻟﺗط ـ ــورات‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧذ ‪ ، ١٩٧٤‬اﻟﻧﺎﺷر اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪. ٢٠٠٧ ،‬‬
‫‪ -٢‬أ‪ .‬أﺣﻣد اﻟﺳﻌودي ‪ ،‬أ‪ .‬أﺣﻣد طﺎﻫر ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟـﺔ اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ واﻟﺣـل ﻣرﻛـز اﻟﻣﺣروﺳـﺔ ﻟﻠﻧﺷـر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪.٢٠٠٨ ،‬‬
‫‪ -٣‬د‪ .‬أﺣﻣــد ﻋﻠــﻲ دﻏــﯾم ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟ ـزة اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﺿــﺎء ﻧﻬﺎﺋﯾ ـﺎً ﻋﻠــﻲ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ ‪ ،‬اﻟﻧﺎﺷــر‬
‫اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪.٢٠٠٦‬‬
‫‪ -٤‬د‪ .‬إﺳـ ــﻣﺎﻋﯾل ﺳ ـ ـراج اﻟـ ــدﯾن ‪ ،‬اﻟﺷـ ــﺑﺎب واﻹﺻـ ــﻼح واﻟﺗﺣـ ــدﯾث ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﻛﻧدرﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪. ٢٠٠٦‬‬
‫‪ -٥‬د‪ .‬إﺳ ــﻣﺎﻋﯾل ﻓﻬ ــﯾم ﻣﺣﻣـ ــد اﻟﺧﺷ ــن ‪ ،‬ﺗـ ــﺄﻣﯾن اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظـ ــل اﻟﺗﺣ ــوﻻت اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪. ٢٠٠٢ ،‬‬
‫‪ -٦‬د‪ .‬إﻋﺗﻣ ــﺎد ﻋ ــﻼم ‪ ،‬اﻟﻌﻣ ــﺎل واﻟﺗﺣ ــوﻻت اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ‪ ،‬د‪.‬ﻋ ــﻼ‬
‫اﻟﺧواﺟﺔ ‪ ،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت وﺑﺣوث اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪.٢٠٠٤ .‬‬
‫‪ -٧‬أ‪ .‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظو ر ﻫﻧدﺳﻲ ‪.‬‬
‫‪ -٨‬د‪ .‬ﺧﺎﻟد اﻟزواوي ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ واﻟﺣـل ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻧﯾـل اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‬
‫‪. ٢٠٠٤ ،‬‬
‫‪ -٩‬د‪ .‬ﺳﯾد ﻋﺎﺷور أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑـﺔ اﻷﻧﺟﻠـو‬
‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪.٢٠٠٨ ،‬‬
‫‪ -١٠‬د‪ .‬ﻋﺎدﻟﺔ ﻣﺣﻣد رﺟب ‪،‬د‪/‬ﻧﺟـوى ﻋﺑـد اﷲ ﺳـﻣك ‪:‬إﻧﻌﻛﺎﺳـﺎت ﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﺧﺻﺧﺻـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻرى ‪،‬ﻣرﻛز اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪.٢٠٠٣‬‬
‫‪ -١١‬أ‪ .‬ﻋﺑـ ــد اﻟـ ــرﺣﻣن ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺑـ ــد اﻟـ ــرﺣﻣن ﺑﺎﻋﺷـ ــن ‪:‬اﻟﻌﻣﺎﻟـ ــﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾـ ــﺔ وأﺛرﻫـ ــﺎ اﻻﺟﺗﻣـ ــﺎﻋﻰ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻰ ‪،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻰ ‪.١٩٩٧‬‬

‫‪١٠١‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪ -١٢‬د‪ .‬ﻋﺑﯾـر ﻓرﺣـﺎت ﻋﻠــﻲ ‪ ،‬دور اﻟﻘطـﺎع اﻟﺧــﺎص اﻟﺻـﻧﺎﻋﻲ ﻓـﻲ ﻣو اﺟﻬــﺔ ﻣﺷـﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟــﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺻر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ ﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ‪.‬‬
‫‪ -١٣‬د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻧﺟﺎ ‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺛر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬
‫‪ -١٤‬د‪ .‬ﻣﺣﻣــد ﻣﺣﻣــود ﻏﻧــﯾم ‪ ،‬ﻓــﺎﺋض اﻟﻌﻣﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ‪ ،‬دراﺳــﺔ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ‪ ،‬اﻟﻧﺎﺷــر‬
‫ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ‪. ١٩٨٣ ،‬‬
‫‪ -١٥‬د‪ .‬ﻣﺣ ــﻲ اﻟ ــدﯾن ﺻ ــﺎﺑر ‪ ،‬اﻟﻣﺣ ــﯾط ﻣﻌﺟ ــم اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠ ــد اﻷول ﻣ ــن أ ‪ :‬ح‪،‬‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺣﯾط ‪.‬‬
‫‪ -١٦‬د‪ .‬اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻋﻣرﻩ ‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻧﯾل درﺟـﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‬
‫‪ ،‬إﺷراف د‪ .‬أﺣﻣد ﺣﺳن اﻟﺑرﻋﻲ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪. ٢٠٠٢ ، ٢٠٠١ ،‬‬
‫‪ -١٧‬اﺑن ﻣﻧظور ‪ ،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ‪ ،‬طﺑﻌﺔ دار اﻟﻣﻌﺎرف ‪.‬‬
‫‪ -١٨‬د‪ .‬ﻫﺑ ــﺔ ﻧﺻ ــﺎر ‪ ،‬د‪ .‬ﻧﺎﻫ ــد ﻋ ــز اﻟ ــدﯾن ‪ ،‬ﺧﻠ ــق ﻓ ــرص اﻟﻌﻣ ــل ﻓ ــﻲ ﻣﺻ ــر وﻛﺎﻟ ــﺔ ﻛﻠﯾ ــﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻــﺎد واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﻟﺷــﺋون ﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ ﺑﺎﻟﻘــﺎﻫرة ‪، ٢٠٠٧ ،‬‬
‫ﺑﺣث أ‪.‬د‪ .‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟوﻧﯾس ﺷﺗﺎ ‪.‬‬
‫‪ -١٩‬د‪ .‬ﻧﺎدﯾﺔ رﺿـوان ‪ ،‬اﻟﺷـﺑﺎب اﻟﻣﺻـري اﻟﻣﻌﺎﺻـر وأزﻣـﺔ اﻟﻘـﯾم ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪. ١٩٩٧ ،‬‬
‫‪-٢٠‬ﻣراﺟﻊ أﺧري ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬ﻣﻘﺎﻻت‬
‫‪ -‬اﻟﺑطﺎﻟــﺔ اﻹﺧﻔــﺎق اﻟﻛﺑﯾــر ﻓــﻲ ﻋﻬــد ﻣﺑــﺎرك اﻟﺳــﻌﯾد ‪ ،‬ﺟرﯾــدة اﻷﻫــﺎﻟﻲ ‪ ،٢٠٠٥/٨/١٠‬د‪/‬‬
‫أﺣﻣد اﻟﺳﯾد اﻟﻧﺟﺎر ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﻧدوات‬
‫‪ -‬ﻧدوة ﺣول ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﺧﺗﻼﻻت ﺳوق اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣﺻري ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫـر‬
‫ﻣن ‪ ١٤‬إﻟﻲ ‪ ١٦‬ﯾوﻟﯾو ‪. ٢٠٠١‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬ﻣﺳﺎﺑﻘﺎت‬
‫‪ -‬اﻟﻌﺷواﺋﯾﺎت واﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺣﻠول ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﻛز ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬

‫‪١٠٢‬‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرة واﻗﻌﯾﺔ ‪ ..‬وﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻫرة ‪) ، ٢٠٠٨ ،‬ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻔﻧﺟري(‬


‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬ﻣواﻗﻊ‬
‫‪ -١‬راﺑطﺔ اﻟواﺣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪ :‬اﻵﺛـﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ واﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟـوطن‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬أ‪ .‬ﺳﻌﯾدي ﯾﺣﯾﻲ ‪ ،‬أ‪ .‬ﺑوﻗرة راﺑﺢ ‪ ،‬أ‪ .‬ﻗرﯾن ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣوﻗ ــﻊ ‪ WWW.pd pinfo .org :‬ﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪ ٢٠٠٥/١٠/٤‬اﻟﺑطﺎﻟ ــﺔ ورأي اﻧﺗﺷ ــﺎر‬
‫اﻟﺟرﯾﻣﺔ أ‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻋرﻓﺔ ‪.‬‬
‫‪ ٢٠٠٩/٤/١٣ www.mcheet.com -٣‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣزﻣﻧﺔ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺣل ‪.‬‬

‫‪١٠٣‬‬

You might also like