You are on page 1of 24

‫الحرارة وتطبيقاتها الطبية‬

‫البحث ‪1‬‬
‫‪The heat and their medical applications‬‬

‫‪1. 1 1.1‬مدخل ‪:Introduction‬‬


‫ً‬
‫الحـ�رارة ش��ك ٌل م��ن أش�كـال الطاق��ة المنتقل��ة بيــن النظ��ام (الجسمــ مثلـا) والوســط المحيــط فيــه وذلــك بســبب فــرق‬
‫درجــة الحــرارة بينهمــا‪ .‬تجــدر اإلشــارة إلــى أن الحــرارة داخــل جســم اإلنســان والكائنــات الحيــة ضروريــة جــدا ً‬
‫إلتمــام العمليــات الحيويــة حيــث تؤثــر علــى معدلهــا‪ ،‬لــذا نجــد أن المــخ البشــري يقــوم بتنظيــم الحــرارة داخــل‬
‫الجســم ويحافــظ عليهــا ( ‪ .) 37 o C‬مــن الممكــن تحديــد الحالــة الحراريــة لجسـ ٍـم مــا بواســطة اللمــس‪ ،‬كأن نقــول‬
‫بأنــه بــارد‪ ،‬فاتــر‪ ،‬أو ســاخن‪ ،‬وأحيان ـا ً شــديد البــرودة أو الســخونة‪ .‬كمــا يمكــن القــول أيض ـا ً بــأن هــذا الجســم‬
‫أســخن مــن جسـ ٍـم آخــر‪ .‬وهــذا اليعنــي بالضــرورة أن كميــة الحــرارة التــي يحتويهــا الجســم األول هــي أكبــر مــن‬
‫كميــة الحــرارة التــي يحتويهــا الجســم الثانــي‪ ،‬ذلــك ألن كميــة الحــرارة تتعلــق بعــدة عوامــل أساســية نذكــر مــن‬
‫بينهــا‪ :‬طبيعــة الجســم‪ ،‬وحجمــه‪ .‬وبشــك ٍل عــام يمكننــا القــول أن تغيّــر الحالــة الفيزيائيــة ألي جســم يترافــق مــع‬
‫تغيّــر فــي درجــة حرارتــه‪ .‬مــن المعلــوم أنــه إذا وضــع جســمين مختلفيــن بدرجــة حرارتهمــا فــي حالــة تالمــس‬
‫ضمــن حجــرة مغلقــة معزولــة حراري ـا ً عــن الوســط الخارجــي (أنظــر الشــكل ‪ ،)1 -‬ســوف يتبــادالن الطاقــة‬
‫الحراريــة فيمــا بينهمــا إلــى أن يصبحــا بعــد انقضــاء فتــرةٍ مــن الزمــن فــي حالــة تــوازن حــراري‪ .‬وللوصــول‬
‫إلــى ذلــك‪ ،‬ينبغــي أن يتخلــى الجســم الســاخن عــن جــزء مــن طاقتــه الحراريــة إلــى الجســم األقــل ســخونة‪ ،‬وبذلــك‬
‫تصبــح درجــة حــرارة الجســمين متســاوية‪ ،‬وهــي التــي ندعوهــا بدرجــة حــرارة التــوازن لــكال الجســمين‪ .‬بالنتيجــة‬
‫يمكــن القــول أنــه لكــي يبلــغ الجســمين حالــة التــوازن الحــراري ‪ Thermal equilibrium‬يجــب أن تكــون‬
‫كميــة الحــرارة التــي فقدهــا الجســم الســاخن مســاويةً إلــى كميــة الحــرارة التــي كســبها الجســم األقــل ســخونة‪.‬‬

‫(الشكل ‪)-1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1. 1 1.1‬كمية الحرارة ‪:The heat quantity‬‬
‫بدايـةً يجــب أن نميّــز بيــن مفهــوم كميــة الحــرارة ‪ Q h‬التــي تعبــر عــن مقــدار الطاقــة الحراريــة التــي يكتســبها‬
‫أو يفقدهــا الجســم‪ ،‬والطاقــة الحراريــة (الطاقــة الداخليــة) التــي تعبــر عــن الطاقــة الناتجــة عــن جميــع الجزيئــات‬
‫الموجــودة فــي النظــام (الجســم)‪ .‬وكميــة الحــرارة بالتعريــف هــي عبــارة عــن الطاقــة الحراريــة التــي تنقــل مــن‬
‫الجســم الســاخن إلــى الجســم األقــل ســخونة‪ ،‬ويعــود مصــدر هــذه الطاقــة فــي األجســام إلــى الطاقــة الحركيــة‬
‫لمختلــف الجســيمات المكونــة للجســم (جزيئــات‪ ،‬أيونــات‪ ،‬ذرات‪ ،‬وإلكترونــات)‪ ،‬وأيضـا ً إلــى الطاقــة (الحــرارة)‬
‫الكامنــة الناتجــة عــن التأثيــر المتبــادل لهــذه الجســيمات‪ .‬تقــدر كميــة الحــرارة حســب الجملــة الدوليــة بالجــول ( ‪،) J‬‬
‫كمــا يمكــن التعبيــر عنهــا بواحــدة أخــرى هــي الحريــرة أو الســعرة (الكالــوري) ( ‪ ) cal‬حيــث‪1 cal = 4.18 J :‬‬
‫ويعبر المقدار ‪ 4.186 J × cal‬عن المكافئ الميكانيكي للحرارة‪.‬‬
‫‪−1‬‬

‫كمــا يمكــن اســتخدام الحــرة أو الســعر (الكيلــو حريــرة) ( ‪ ) Cal‬حيــث‪ 1Cal = 1Kcal=10 cal :‬والحريــرة‬
‫‪3‬‬

‫بالتعريــف هــي عبــارة عــن كميــة الحــرارة الالزمــة لرفــع درجــة حــرارة غــرام واحــد مــن المــاء درجــة مئويــة‬
‫واحــدة مــن ‪ 14.5 C‬إلــى ‪.15.5 C‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫ترتبــط كميــة الحــرارة ‪ Q h‬لجســم مــا كتلتــه ‪ m‬بحرارتــه النوعيــة وكذلــك بالتغيــر فــي درجــة الحــرارة ‪∆t‬‬
‫‪Q h = m × C s × ∆t‬‬ ‫وفــق العالقــة التاليــة‪:‬‬
‫من أجل ‪ ∆t > 0‬تكون ‪ Q h > 0‬وبالتالي يكتسب الجسم حرارة‪.‬‬
‫أما من أجل ‪ ∆t < 0‬تكون ‪ Q h < 0‬وبالتالي يخسر الجسم حرارة‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫‪ - 1‬تجــدر اإلشــارة إلــى أن عمليــات التمثيــل الغذائــي (األيــض أو االســتقالب) هــي المصــدر األساســي للطاقــة‬
‫بجســم اإلنســان‪ ،‬حيــث يحتــاج جســم اإلنســان يوميـا ً إلــى حوالــي ‪2500 Cal = 2500 Kcal‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ - 2‬معــدل اســتهالك الطاقــة بالجســم بالتعريــف هــو عبــارة عــن معــدل اســتهالك طاقــة مقدارهــا ‪0 Kcal‬‬
‫لــكل متــر مربــع مــن مســاحة ســطح الجســم كل ســاعة‪ ،‬ويقــدر بوحــدة المــت (‪.)met‬‬
‫تقــدر مســاحة ســطح جســم لشــخص عــادي بحوالــي ‪ 1.85 m‬للرجــل و ‪ 1.4 m‬للمــرأه أي أن معــدل‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫اســتهالك الطاقــة بالجســم بالنســبة للرجــل يقــدر بحوالــي‪107watts=92 Kcal x h-1 :‬‬
‫بالنسبة للمرأة يقدر بحوالي‪81watts=70 Kcal x h-1 :‬‬
‫‪ - 3‬معــدل االســتقالب (التمثيــل الغذائــي) األساســي (‪ Basic Metabolic Rate (BMR‬بالتعريــف هــو عبــارة‬
‫عــن كميــة الطاقــة الالزمــة لعمــل الوظائــف األساســية بالجســم مثــل التنفــس وعمــل القلــب‪.‬‬
‫وتعتمد الـ ‪ BMR‬على‪:‬‬
‫أ ‪ -‬نشاط الغدة الدرقية (زيادة نشاطها يؤدي إلى زيادة ‪)BMR‬‬
‫ب ‪ -‬مساحة سطح الجسم وكتلة الكائن الحي ( ‪) BMR a m‬‬
‫‪3/4‬‬

‫ج ‪ -‬درجــة حــرارة الجســم حيــث يــزداد معــدل االســتقالب بزيــادة درجــة حــرارة الجســم‪ .‬وهــذا يفســر‬
‫لمــاذا يتــم تبريــد المريــض أثنــاء عمليــات القلــب حيــث تســتهلك كميــة أقــل مــن الطاقــة‪.‬‬
‫في وضع الراحة يستهلك الشخص العادي ‪ 1 met‬وهي قيمة الـ (‪)BMR‬‬

‫‪1. 1 1.1‬الحرارة الكامنة‪:‬‬


‫عندمــا تتغيــر حالــة المــادة مــن الصلبــة إلــى الســائلة أو مــن الســائلة إلــى الغازيــة فــإن ذلــك يتــم بعــد تزويــد‬

‫‪2‬‬
‫المــادة بطاقــة حراريــة كافيــة لتغيــر حالتهــا مــع ثبــات درجــة الحــرارة‪ .‬ولحســاب مقــدار الطاقــة الحراريــة‬
‫‪ ∆Q h‬الالزمــة إلجــراء التحــول المطلــوب لكتلــة مقدارهــا ‪ m‬مــن المــادة يمكــن أن نميــز بيــن‪ :‬الحــرارة‬
‫الكامنــة لإلنصهــار‪ ،‬والحــرارة الكامنــة للتبخــر‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1 1.1‬الحرارة الكامنة لإلنصهار‪:‬‬


‫الحــرارة الكامنــة لإلنصهــار عبــارة عــن كميــة الحــرارة الالزمــة لتحــول واحــدة الكتــل مــن المــادة مــن الحالــة‬
‫الصلبــة إلــى الحالــة الســـــــــــــائلة (أو بالعكــس) يرمــز لهــا بالرمــز ‪ L f‬وتقــدر حســــــب النظــام الدولــي بواحــدة‬
‫‪ J x Kg-1‬أو ‪cal × g −1‬‬
‫حددت ‪ L f‬للثلج بـ ‪. 3.35x105 J x Kg-1‬‬
‫يُعبر عن الطاقة الحرارية في هذه الحالة بالعالقة التالية‪∆Q h = m × L f :‬‬
‫نشير إلى أن الطاقة المقدمة تعمل على تغيير في حالة المادة وليس تغيير في درجة الحرارة نفسها‬
‫‪ 70‬فمــا مقــدار‬
‫مثــال‪ :‬افتــرض نريــد صهــر ‪ Kg 1.5‬مــن الجليــد درجــة حرارتــه ‪ 0 o C‬وتســخينه إلــى ‪70 o C‬‬
‫كميــة الحــرارة التــي يتطلبهــا ذلــك؟‬
‫الحل‪ :‬يعتمد الحل على حساب ما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬نحسب الحرارة الالزمة لصهر الجليد‪∆Q h = m × L f :‬‬
‫‪ – 2‬حساب الحرارة الالزمة لرفع درجة حرارة الماء‪Q h = m × C S × ∆T :‬‬
‫‪ – 3‬حساب كمية الحرارة الكلية‪Q T = ∆Q h + Q h :‬‬

‫‪1. 1 1.1 1.1‬الحرارة الكامنة للتبخر‪:‬‬


‫الحــرارة الكامنــة للتبخــر عبــارة عــن الحــرارة الالزمــة لتحــول واحــدة الكتــل مــن المــادة المــادة مــن الحالــة‬
‫الســائلة إلــى الحالــة الغازيــة (أو العكــس) يرمــز لهــا بالرمــز ‪ L v‬وتقــدر حســب النظــام الدولــي بواحــدة ‪J x‬‬
‫‪ Kg-1‬أو ‪cal × g −1‬‬
‫حددت ‪ L v‬للماء بـ ‪. 2.26x106 J x Kg-1‬‬
‫يُعبر عن الطاقة الحرارية في هذه الحالة بالعالقة التالية‪∆Q = m × L v :‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫يوجــد تطبيقــات عديــدة للحــرارة الكامنــة بالنظــم البيولوجيــة‪ ،‬فالتعــرق يهــدف إلــى التخلــص مــن الحــرارة‬
‫الزائــدة مــن أجــل تبريــد الجســم‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق تحويــل العــرق إلــى بخــار حيــث يمتــص حــرارة الجســم‬
‫(الحــرارة الكامنــة للتبخــر) ويــؤدي بالنتيجــة إلــى تبريــد الجلــد والجســم‪.‬‬

‫التمدد الحراري ‪:Thermal expansion‬‬


‫عنــد تســخين المــادة فــي حاالتهــا المختلفــة تصبــح أقــل كثافــة وتتمــدد لتمــاء حيــز أكبــر وتســمى هــذه الخاصيــة‬
‫بالتمــدد الحــراري‪ .‬تتمــدد الســوائل بصــورة أكبــر بكثيــر مــن المــواد الصلبــة ولكــن ليــس بالقــدر الــذي تتمــدد‬
‫بــه الغــازات‪.‬‬
‫للتمــدد الحــراري عــدة تطبيقــات هامــة منهــا دوران الهــواء فــي الغرفــة فعندمــا يســخن الهــواء المالمــس ألرضيــة‬
‫‪3‬‬
‫الغرفــة فــإن قــوة الجاذبيــة تســحب الهــواء البــارد األكثــر كثافــة والمالمــس لســقف الغرفــة إلــى أســفل فيدفــع‬
‫بــدوره الهــواء األكثــر ســخونة إلــى أعلــى ويســمى دوران الهــواء فــي الغرفــة تيــار الحمــل‪.‬‬
‫يعــد التعــرق ميكانيكيــة التبريــد الرئيســية فــي جســم االنســان لــذا فــإن الجســم ال يكــون قــادرا ً علــى تبريــد نفســه‬
‫بصــورة فعالــة فــي اليــوم الرطــب‪ .‬يتكــون الضبــاب غالبـا ً عندمــا يبــرد الهــواء الرطــب بواســطة ســطح األرض‬
‫البــارد ويمكــن أن يتكــون الضبــاب داخــل المنــزل‪ .‬عندمــا تفتــح زجاجــة ميــاه غازيــة يحــدث انخفــاض مفاجــئ فــي‬
‫الضغــط يــؤدي إلــى انخفــاض درجــة حــرارة الغــاز ممــا يــؤدي إلــى تكثــف بخــار المــاء المــذاب فــي ذلــك الغــاز‪.‬‬

‫التمدد الحراري للمواد الصلبة ‪:Thermal expansion of solids‬‬


‫يتناسب التغير في طول المادة الصلبة طرديا ً مع التغير في درجة حرارتها وفق ما يلي‪:‬‬
‫) ‪L 2 = L1 + a × L1 × (T 2 − T1‬‬
‫كما يمكن كتابتها بالشكل التالي‪∆L = a × L1 × ∆T :‬‬
‫حيث ‪ a‬تمثل معامل التمدد الطولي للمادة الصلبة‬
‫ومنــه يمكــن القــول أن معامــل التمــدد الطولــي يســاوي التغيــر فــي الطــول األصلــي مقســوما ً علــى الطــول‬
‫‪o‬‬
‫األصلــي والتغيــر فــي درجــة حرارتهــا تقــاس حســب الجملــة الدوليــة بواحــدة ‪C −1‬‬
‫وعلــى اعتبــار أن المــادة الصلبــة تتمــدد وفــق أبعادهــا الثــاث يمكــن أن نعــرف معامــل آخــر هــو معامــل التمــدد‬
‫الحجمــي ‪ b‬وهــو يســاوي ثــاث مــرات معامــل التمــدد الطولــي أي أن‪b = 3 × a :‬‬
‫يمكن التعبير عن التغير في حجم المادة الصلبة بالشكل التالي‪:‬‬
‫‪∆V = b × V1 × ∆T‬‬
‫مالحظــة‪ :‬يجــب علــى طبيــب األســنان اســتخدام المــواد التــي يحشــو بهــا األســنان بحيــث تتمــدد وتتقلــص بالمعــدل‬
‫نفســه لتمــدد وتقلــص مينــاء األســنان‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1‬تعريف درجة الحرارة ‪:Definition of temperature‬‬


‫هــي عبــارة عــن مقــدار فيزيائــي يعيــن اتجــاه انتقــال الطاقــة الحراريــة المتبادلــة بيــن الجســم ومــا يحيــط بــه‪،‬‬
‫وبالتالــي فهــي تمثــل صفــة فيزيائيــة تحــدد الخــواص الحراريــة للجســم‪ ،‬وتــدل علــى مقــدار ســخونة هــذا الجســم أو‬
‫برودتــه‪ .‬وقــد تُعبــر هــذه الصفــة عــن أبعــاد الجســم‪ ،‬ضغــط الغــاز‪ ،‬المقاومــة الكهربائيــة لســلك‪ ،‬القــوة المحركــة‬
‫الكهربائيــة لمولــد كهربائــي‪ ،‬أو غيــر ذلــك مــن الصفــات‪ ،‬والتــي ســنطلق عليهــا اســم المتحــوالت الحراريــة‬
‫للمــادة المتأثــرة بالحــرارة‪ .‬ولتحديــد درجــة الحــرارة لجسـ ٍـم مــا‪ ،‬يجــب قياســها بشــك ٍل غيــر مباشــر وذلــك اعتمــادا ً‬
‫علــى تحديــد المتحــوالت الحراريــة لهــذا الجســم‪ .‬تعــرف درجــة حــرارة هــذا الجســم علــى أنهــا مقيــاس للطاقــة‬
‫الداخلي��ة للجسـ�م عنـ�د تلـ�ك الدرجـ�ة‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1‬قياس درجة الحرارة ‪:Measurement of temperature‬‬


‫يعتمــد مبــدأ قيــاس درجــة الحــرارة علــى تغيّــر بعــض الخــواص الفيزيائيــة للمــادة المســتخدمة فــي المقيــاس‬
‫(المــادة الترمومتريــة) عنــد تغيّــر درجــة حرارتهــا (كالحجــم والضغــط والمقاومــة الكهربائيــة‪ .).... ،‬ويمكــن أن‬
‫تكــون تلــك المــادة غازيــة (كالهيدروجيــن‪ ،‬األوكســجين أو اآلزوت) أو ســائلة (كالكحــول والزئبــق) أو صلبــة‬
‫(كالمعــادن) (أنظــر الجــدول أدنــاه)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وعند اختيار المادة الترمومترية يجب مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫أ – أن تكون المادة سريعة التأثر بالحرارة لدى مالمستها للجسم المراد قياس درجة حرارته‪.‬‬
‫ب – أال يؤدي ارتفاع درجة حرارتها إلى تغير في حالتها الطورية‪.‬‬
‫ج – أن تكون العالقة خطية بين إحدى الخواص الفيزيائية للمادة الترمومترية ودرجة الحرارة‪.‬‬
‫يتم قياس درجة الحرارة باستخدام أجهزة تسمى ساللم (موازين أو مقاييس) درجة الحرارة‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1‬ساللم درجة الحرارة ‪:Scales of temperature‬‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫عنــد صناعــة موازيــن (ســالم أو مقاييــس) درجــة الحــرارة‪ ،‬يراعــى دومــا اختيــار نقطتيــن ثابتتيــن تقســم‬
‫المســافة بينهمــا إلــى أقســام متســاوية‪ ،‬تســمى كل منهــا درجــة الحــرارة‪ .‬تشــير النقطــة الثابتــة األولــى عــادة ً إلــى‬
‫درجــة انصهــار الجليــد تحــت الضغــط الجــوي النظامــي‪ ،‬وفــي أغلــب األحيــان تؤخــذ النقطــة الثالثيــة للمــاء‬
‫(تٌعبــر النقطــة الثالثيــة ‪ triple point‬عــن حالــة تــوازن األطــوار الثالثــة للمــاء)‪ ،‬وذلــك ألن هــذه الدرجــة هــي‬
‫أثبــت مــن درجــة انصهــار الجليــد‪ .‬وتشــير النقطــة الثابتــة الثانيــة إلــى درجــة حــرارة بخــار المــاء المقطــر عنــد‬
‫الغليــان تحــت الضغــط الجــوي النظامــي‪ .‬يختلــف عــدد التقســيمات بيــن هاتيــن النقطتيــن الثابتتيــن باختــاف الســلم‬
‫(المقيــاس)‪ .‬ومــن أهــم ســالم درجــات الحــرارة نذكــر مــا يلــي‪:‬‬

‫‪ – 1 – 61. 1 1.1 1.1‬سلم سلزيوس (أو السلم المئوي) ‪The Celsius scale (or the‬‬
‫‪:)centigrade scale‬‬
‫تُنســب تســمية هــذا الســلم إلــى مخترعــه الســويدي ســلزيوس‪ .‬تقــدر درجــة الحــرارة وفــق هــذا الســلم بالدرجــة‬
‫المئويــة ويرمــز لهــا بالرمــز ‪ . C‬وفــق هــذا الســلم‪ ،‬تقســم المســافة بيــن النقطتيــن الثابتتيــن إلــى مئــة تدريجــة‬
‫‪o‬‬

‫(قســم) متســاوية‪ ،‬توافــق النقطــة الثابتــة األولــى درجــة تجمــد المــاء المقطــر أي ‪ ، 0 C‬بينمــا توافــق النقطــة‬
‫‪o‬‬

‫الثابتــة الثانيــة درجــة غليــان المــاء المقطــر أي ‪( 100 C‬أنظــر الشــكل ‪.)2 -‬‬
‫‪o‬‬

‫‪5‬‬
‫(الشكل ‪)2 -‬‬

‫‪1. 1 1.1 1.1‬سلم فارنهايت ‪:The Fahrenheit scale‬‬


‫تعــود هــذه التســمية إلــى العالــم األلمانــي فهرنهايــت‪ .‬تقــدر درجــة الحــرارة وفــق هــذا الســلم بدرجــة الفهرنهايــت‬
‫ويرمــز لهــا بالرمــز ‪ . o F‬وفــق هــذا الســلم يقســم المجــال بيــن النقطتيــن الثابتتيــن إلــى ‪ 180‬تدريجــة متســاوية‪،‬‬
‫حيــث توافــق النقطــة الثابتــة األولــى القيمــة ‪ ، 32 o F‬بينمــا توافــق النقطــة الثابتــة الثانيــة القيمــة ‪212 o F‬‬
‫(أنظــر الشــكل ‪ .)3 -‬يرتبــط هــذا الســلم بالســلم المئــوي بالعالقــة التاليــة‪:‬‬

‫(الشكل ‪)3 -‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1. 1 1.1 1.1‬سلم كلفن (أو السلم المطلق) ‪:)The Kelvin scale (or the absolute scale‬‬
‫قام العالم كلفن باستخدام ميزان حرارة غازي يعتمد على التغير في الضغط (أنظر الشكل‪)-4‬‬

‫(الشكل ‪)4 -‬‬

‫ودرس العالقــة بيــن الضغــط ودرجــة الحــرارة‪ ،‬وذلــك ألكثــر مــن غــاز ووجــد أن جميــع الغــازات يقــل ضغطهــا‬
‫بنقصــان درجــة الحــرارة وأن الضغــط يصبــح صفــر نظري ـا ً (أي عنــد مــد المنحنيــات كمــا فــي الشــكل أدنــاه‬
‫علــى اســتقامتها) عنــد درجــة حــرارة وقدرهــا ‪ 373.15 C‬وقــد تــم اعتبــار هــذه الدرجــة هــي الصفــر المطلــق‬
‫‪o‬‬

‫وأنهــا ال تتغيــر بتغيــر نــوع الغــاز وعليــه تــم معايــرة باقــي التدريجــات األخــرى بالنســبة للصفــر المطلــق (أنظــر‬
‫الشــكل ‪.)5 -‬‬

‫(الشكل ‪)5 -‬‬

‫يســتخدم هــذا الســلم فــي قيــاس جميــع درجــات الحــرارة ال ســيما الدرجــات المنخفضــة والمرتفعــة جــداً‪ .‬تقــدر‬
‫درجــة الحــرارة وفــق هــذا الســلم بالدرجــة المطلقــة ويرمــز لهــا بالرمــز ‪ . o K‬تكــون درجــة انصهــار الجليــد وفــق‬
‫هــذا الســلم ‪ 273.15 K‬ودرجــة غليــان المــاء ‪ 373.15 K‬ويقســم المجــال بيــن هاتيــن الدرجتيــن إلــى ‪100‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫قســم متســا ٍو‪ .‬يقابــل صفــر هــذا الســلم الدرجــة ‪ − 273.15‬علــى الســلم المئــوي أي أن‪0 °K = - 273.15 °C :‬‬
‫وتدعــى هــذه الدرجــة بالصفــر المطلــق حيــث عنــد هــذه الدرجــة يتالشــى ضغــط الغــاز نظريـاً‪ .‬يرتبــط هــذا الســلم‬
‫بالســلم المئوي (أنظر الشــكل ‪ )6 -‬بالعالقة التالية‪T (°K) = t (°C) + 273.15 :‬‬

‫‪7‬‬
‫(الشكل ‪)6 -‬‬
‫يتــم الوصــول إلــى درجــات الحــرارة المنخفضــة جــدا ً مــن خــال جعــل الغــازات ســائلة فمثـاً يصبــح الهليــوم‬
‫ســائالً عنــد درجــة حــرارة ‪ − 269 o C‬ويمكــن الوصــول أيضــا ً إلــى درجــات حــرارة منخفضــة باســتخدام‬
‫خصائــص معينــة للمــواد الصلبــة ونظائــر الهليــوم والــذرات والليــزر‪.‬‬
‫عنــد تبريــد غــاز مثالــي مثــل الهليــوم فــي بالــون فإنــه يتقلــص‪ ،‬فــإذا بلغــت درجــة حرارتــه الصفــر المطلــق‬
‫يصبــح حجمــه مســا ٍو لحجــم ذرات الهليــوم فقــط أي تتالشــى الفراغــات بيــن الــذرات وتفقــد ذرات الغــاز طاقتهــا‬
‫الحراريــة كاملـةً ويصبــح مــن المســتحيل تخفيــض درجــة الحــرارة إلــى أقــل مــن ذلــك‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫تترــاوح درج��ات الح��رارة ف��ي هــذا الك��ون الفســيح بي��ن آالف الماليي��ن الكلفــن إلــى مــا يقــارب الصفــر المطلــق‪،‬‬
‫ً‬
‫قلي�لا� مــن الصفــر المطلــق (أنظــر الشــكل ‪)7 -‬‬ ‫علم�اـ ً ب��أن أق��ل درج��ة ح��رارة وص�لـ إليه�اـ اإلنس��ان ه��ي أكب��ر‬
‫وال ح��دود ألعلـ�ى درج��ة س��جلت حتـ�ى اآلن فمثـلاً تصـ�ل درجــة حــرارة االنشــطار النــووي للهيلــوم إلــى ‪10 °K‬‬
‫‪8‬‬

‫(الشكل ‪)7 -‬‬

‫‪8‬‬
‫‪1. 1 1.1‬السعة الحرارية والحرارة النوعية ‪:The heat capacity and the specific heat‬‬
‫‪1. 1 1.1 1.1‬السعة الحرارية ‪:The heat capacity‬‬
‫الســعة الحراريــة لجســم مــا كتلتــه ‪ m‬هــي عبــارة عــن كميــة الحــرارة الالزمــة لرفــع درجــة حــرارة هــذا الجســم‬
‫‪ cal × C‬أمــا فــي الجملــة‬
‫‪o‬‬ ‫‪−1‬‬
‫درجــة مئويــة واحــدة‪ ،‬يُرمــز للســعة الحراريــة بالحــرف ‪ C‬وتقــدر بواحــدة الـــ‬
‫الدوليــة فتقــدر بواحــدة الـــ ‪. J × C‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪−1‬‬

‫‪1. 1 1.1 1.1‬الحرارة النوعية (أو السعة الحرارية النوعية)‪:‬‬


‫‪The specific heat (or the specific heat capacity):‬‬
‫هــي عبــارة عــن نســبة الســعة الحراريــة إلــى كتلــة الجســم‪ ،‬يُرمــز لهــا بالحــرف ‪ Cs‬ويعبــر عنهــا بالصيغــة‬
‫الرياضيــة التاليــة‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫= ‪Cs‬‬
‫‪m‬‬
‫وتقــدر أيضـا ً بواحــدة‬ ‫والتــي تكافــئ‬ ‫تقــدر ‪ Cs‬بالجملــة الدوليــة بالـــ‬
‫أخــرى هــي الـ ‪cal × g −1 × o C −1‬‬
‫تعتمــد الحــرارة النوعيــة علــى نــوع المــادة (الخاصيــة الذاتيــة) وعلــى حالتهــا الفيزيائيــة‪ :‬فمثـاً الســعة الحراريــة‬
‫وهــذا يعنــي أننــا نحتــاج إلــى ‪ 4186 J‬مــن الطاقــة لرفــع‬ ‫النوعيــة للمــاء تســاوي‬
‫درجــة حــرارة واحــد كيلــو غــرام مــن المــاء درجــة مئويــة واحــدة‪.‬‬
‫الحــرارة النوعيــة للخاليــا واألنســجة الحيــة هــي تقريبـا ً مثــل المــاء إال أنهــا علــى مســتوى الجســم تختلــف مــن‬
‫كائــن ألخــر ومــن مــادة إلــى أخــرى‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫يعتبــر المــاء مــن أكثــر العناصــر ســعة حراريــة فــي الطبيعــة (أي األقــل تأثــرا ً بتغيــر درجــات الحــرارة) وذلــك‬
‫ألن أجســامنا تحتــوي علــى حوالــي ‪ 70%‬مــن المــاء وهــذا يجعــل درجــة حــرارة الجســم ثابتــة طــوال اليــوم‬
‫وإال الرتفعــت درجــة حــرارة الجســم فــي النهــار وانخفضــت فــي الليــل‪ ،‬كمــا أن ميــاه المحيطــات والبحــار ال‬
‫تتغيــر درجــة حرارتهــم بســرعة وهــذا يــؤدي إلــى الحفــاظ علــى الكائنــات الحيــة التــي تعيــش فيهــا‪.‬‬

‫مثــال‪ :‬طفــل كتلتــه ‪ 30kg‬ودرجــة حرارتــه ‪ °C 39‬والمطلــوب حســاب كميــة الحــرارة الــازم إزالتهــا مــن جســم‬
‫الطفــل لتصبــح درجــة حرارتــه ‪ °C 37‬علمـا ً بــأن الحــرارة النوعيــة لجســم اإلنســان‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪ΔQh = m x C2 x Δt‬‬ ‫لدينــا‪:‬‬
‫بالتعويض‪ΔQh = 30 x 3470 x (37 - 39) :‬‬
‫‪ΔQh = 2.1 x 105 J‬‬

‫‪1. 1 1.1‬طرائق انتقال الحرارة ‪:Methods of heat transfer‬‬


‫يتم انتقال الحرارة من جسم ساخن آلخر بارد وفق الطرائق التالية‪:‬‬
‫‪1. 1 1.1 1.1‬التوصيل الحراري ‪:The thermal conduction‬‬
‫يحــدث التوصيــل الحــراري عندمــا يكــون هنالــك فــرق فــي درجــة الحــرارة خــال المــادة‪ ،‬حيــث تنتقــل الحــرارة‬
‫فــي جســم مــا عــن طريــق اهتــزاز جزيئاتــه حــول مواضعهــا األصليــة‪ ،‬دون حــدوث أيــة حركــة انســحابية لتلــك‬
‫الجزيئــات‪ .‬فعندمــا نُســخن قطعــة معدنيــة‪ ،‬نالحــظ أن الحــرارة تنتقــل إلــى الطــرف اآلخــر منهــا خــال فتــرة‬
‫‪9‬‬
‫زمنيــة قصيــرة‪ .‬ويعــود الســبب فــي ذلــك إلــى أن جزيئــات الطــرف الســاخن تكتســب طاقــة حركيــة تــؤدي إلــى‬
‫زيــادة ســعة وســرعة الحركــة االهتزازيــة لتلــك الجزيئــات‪ .‬وباصطــدام هــذه الجزيئــات بجاراتهــا التــي تهتــز‬
‫بســرعة أقــل منهــا‪ ،‬فإنهــا تنقــل إليهــا بعــض مــن طاقتهــا الحركيــة‪ .‬وهكــذا تنتقــل الطاقــة بالتوالــي مــن جــزيء‬
‫إلــى جــزيء مجــاور (أنظــر الشــكل ‪.)8 -‬‬

‫(الشكل ‪)8 -‬‬


‫ُو ِجـدَ عمليـا ً أن معــدل الجريــان الحــراري خــال المــادة يعتمــد علــى حجــم وشــكل المــادة (أنظــر الشــكل ‪)9 -‬‬
‫ويتناســب طرديـا ً مــع الفــرق فــي درجتــي حــرارة نهايتيهــا وفــق العالقــة الرياضيــة التاليــة‪:‬‬

‫(الشكل ‪)9 -‬‬

‫حيث ‪ A‬تمثل مساحة سطح الجسم‪.‬‬


‫‪ L‬تمثل المسافة بين نهايتي الجسم‬
‫‪ K‬تمثل ثابت التوصيل الحراري للمادة ووحدته هي ‪watt × m −1 × o K −1‬‬
‫وجد أن هذا الثابت تبلغ قيمته أثناء جريان الدم في العضالت والجلد ‪ 0.3 ، 0.4‬على التوالي‪.‬‬
‫يعتمــد فقــد الحــرارة مــن الجســم وانتقالــه إلــى الوســط المحيــط علــى درجــة حــرارة الجلــد لذلــك يتحكــم الجســم‬
‫فــى مســار الــدم العائــد مــن األطــراف (القدميــن واليديــن)‪.‬‬
‫فــي الجــو البــارد يرجــع الــدم مــن خــال األوردة الداخليــة القريبــة مــن الشــرايين التــي توصــل الــدم لألطــراف‬
‫لرفــع درجــة حــرارة الــدم قبــل وصولــه للقلــب‪ ،‬ومــن ثــم تقــل درجــة حــرارة األطــراف ويقــل فقــد الحــرارة‬
‫خــال الجــو المحيــط‪ .‬فــي الجــو الحــار يرجــع الــدم للقلــب مــن خــال األوردة القريبــة مــن الجلــد ومــن ثــم تزيــد‬
‫كميــة الحــرارة المفقــودة مــن خــال الجلــد للجــو المحيــط بالجســم‪.‬‬

‫‪ 3.2 m‬إذا علمــت‬ ‫مثــال‪ :‬أحســب معــدل انتقــال الحــرارة خــال نافــذة منــزل أبعادهــا ‪ 2 × 1.5 m‬وســمكها‬
‫بــأن درجتــي الحــرارة علــى الســطحين الداخلــي والخارجــي هــي ‪ 15 C‬و ‪ 14 C‬علــى الترتيــب وثابــت‬
‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪10‬‬
‫التوصيــل الحــراري للزجــاج هــو‪0.84 J × m −1 × s −1 × o C −1 :‬‬
‫الحل‪:‬‬

‫) ‪K × A × (T 1 − T2‬‬
‫=‪H‬‬ ‫لدينا‪:‬‬
‫‪L‬‬
‫) ‪0.84 × 3 × (15 − 14‬‬
‫=‪H‬‬ ‫بالتعويض نجد أن‪:‬‬
‫‪3.2 × 10 −3‬‬
‫‪H = 790 J × s −1 ≅ 0.19 Kcal × s −1‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫تتميــز الســوائل بناقليــة (موصليــة) حراريــة أقــل بكثيــر ممــا هــي عليــه فــي المعــادن‪ ،‬أمــا الغــازات فتتميــز‬
‫بناقليــة حراريــة أقــل ممــا هــي عليــه فــي الســوائل واألجســام الصلبــة‪ .‬تختلــف الموصليــة الحراريــة بالنســبة‬
‫للكائــن الحــي (اإلنســان مثـاً) باختــاف أنســجة جســمه‪ ،‬فهــي قريبــة مــن ناقليــة المــاء فــي األجــزاء الســائلة مــن‬
‫الجســم‪ ،‬وتقــل عــن ذلــك كثيــرا ً فــي األنســجة الدهنيــة والطبقــات الخارجيــة للجلــد‪ ،‬لذلــك تلعــب هــذه األنســجة أو‬
‫الطبقــات الخارجيــة للجلــد دور عــازل للحــرارة‪ ،‬ولهــذا تكــون درجــة حــرارة جــوف اإلنســان أعلــى مــن درجــة‬
‫حــرارة ســطح جلــده‪ .‬يعتمــد التبــادل الحــراري بيــن جســم الكائــن الحــي والمــواد الصلبــة المختلفــة حراريـا ً علــى‬
‫وضعيــة الجســم وفعاليــة أنســجته‪ .‬ففــي وضعيــة الوقــوف ال يكــون الجســم علــى تمــاس كبيــر مــع األرض‪ ،‬ممــا‬
‫يجعــل مقــدار التبــادل الحــراري بالتمــاس ضعيفـاً‪ .‬مــع تزايــد تمــاس جســم الكائــن الحــي يــزداد مقــدار التبــادل‬
‫الحــراري‪ .‬لذلــك نجــد فــي األجــواء أو المناطــق البــاردة‪ ،‬يجــب تقليــل ســطوح التمــاس مــع األرض البــاردة أو‬
‫الوســط المحيــط البــارد إلــى أدنــى درجــة ممكنــة‪ ،‬وعلــى العكــس مــن ذلــك فــي األجــواء الحــارة‪.‬‬
‫‪1. 1 1.1 1.1‬الحمل الحراري ‪:The thermal convection‬‬
‫الحارة‪ .‬وهنا يمكن أن نميّز بين حالتين‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تنتقل الحرارة وفق هذه الطريقة بفضل حركة المادة‬
‫أ – الحمــل الطبيعــي‪ :‬يحصــل الحمــل الطبيعــي عندمــا يتحــرك المائــع (الهــواء أو المــاء) بســبب تغيــر درجــة‬
‫حرارتــه وبالتالــي كثافتــه نتيجــة إمتصــاص الحــرارة مــن جســم آخــر مجــاور‪ .‬فعندمــا يُس ـ ّخن ســائل أو غــاز‬
‫تــزداد المســافة بيــن جزيئاتــه وتقــل بالتالــي كثافتــه‪ ،‬فترتفــع جزيئــات الســائل (الغــاز) الســاخنة نحــو األعلــى‬
‫ُمبتعــدة ً عــن المصــدر الحــراري‪ ،‬ليحــل محلهــا جزيئــات الســائل البــاردة (األكثــر كثافـةً) ُمكونـةً بذلــك تيــارات‬
‫صاعــدة وأخــرى هابطــة (أنظــر الشــكل ‪ .)10 -‬يمكننــا الحفــاظ علــى الحــرارة إذا أوقفنــا هــذه تيــارات‪ ،‬ويتــم‬
‫ذلــك باســتخدام مــواد مســامية وليفيــة (الفليــن مثـاً)‪.‬‬

‫(الشكل ‪)01 -‬‬

‫‪11‬‬
‫وكمثــال علــى الغــاز نجــد أن الهــواء القريــب مــن المدفــأة المنزليــة (الموجــودة فــي غرفــة مغلقــة) يســخن فتقــل‬
‫كثافتــه ويرتفــع ألعلــى وفــي نفــس الوقــت ينــزل الهــواء البــارد القريــب مــن الســقف وهكــذا تســتمر دورة تيــار‬
‫الحمــل فــي الغرفــة حتــى تتجانــس درجــة حــرارة الهــواء فــي داخلهــا‪.‬‬
‫ب – الحمل القسري‪ :‬ويتم عندما تتحرك جزيئات المادة ال ُمس ّخنة تحت تأثير عامل خارجي كالرياح مثالً‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫يفقــد التعــرق الجســم طاقــة تقــدر بنحــو ‪ 580 Kcal‬وذلــك عنــد تبخــر ليتــر واحــد مــن العــرق‪ ،‬كمــا يعتمــد‬
‫ذلــك علــى درجــة حــرارة الجــو المحيــط ونســبة الرطوبــة‪ .‬كمــا يفقــد الجســم الطاقــة عنــد التنفــس‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1 1.1‬اإلشعاع الحراري ‪:The thermal radiation‬‬


‫بموجــب هــذه الطريقــة نالحــظ أنــه عنــد تســخين األجســام تــزداد اهتــزازات الــذرات والجزيئــات المكونــة لهــا‪،‬‬
‫وينجــم عــن ذلــك إصــدار أمــواج كهرطيســية حاملــة للطاقــة الحراريــة‪ .‬وعنــد ســقوط هــذه األمــواج علــى جســم‬
‫آخــر مــا‪ ،‬فــإن قســما ً منهــا ينعكــس والقســم اآلخــر يُمتــص‪ ،‬ويترتــب علــى عمليــة امتصــاص األشــعة ارتفــاع فــي‬
‫درجــة حــرارة هــذه الجســم‪ .‬وقــد بيّــن العالــم «ليزلــي» أن األجســام جيــدة االمتصــاص للحــرارة تكــون أيضـا ً‬
‫جيــدة اإلشــعاع لهــا والعكــس صحيــح‪ .‬تجــد اإلشــارة إلــى أن هــذه الطريقــة ال تحتــاج إلــى وســط مــادي كمــا‬
‫هــو الحــال فــي الطريقتيــن الســابقتين‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1‬إشعاع الجسم األسود ‪:The black body radiation‬‬


‫يعتبــر العالــم كيرشــوف أول مــن درس ظاهــرة امتصــاص الجســم األســود‪ ،‬حيــث وضــع قانونــه الشــهير الــذي‬
‫ينــص علــى مــا يلــي‪ :‬إن نســبة اإلصــدار اإلشــعاعي خــال ثانيــة واحــدة إلــى مقــدار امتصاصيــة هــذا الجســم‬
‫مــن أجــل كافــة درجــات الحــرارة يســاوي مقــدارا ً ثابتـاً‪.‬‬
‫يعتمــد اإلصــدار الحــراري (الطاقــة ال ُمش ـعّة) فــي واحــدة الزمــن مــن جســم أســود مــا علــى درجــة حرارتــه‬
‫وعلــى طبيعتــه وســطحه ‪ S‬ويُعبــر عــن ذلــك وفــق قانــون ســتيفان ‪ -‬بولتزمــان ‪Stefan-Boltzmann law‬‬
‫‪H = e × σ × S × T4‬‬ ‫بالصيغــة الرياضيــة التاليــة‪:‬‬
‫حيث ‪ σ‬هي ثابتة ستيفان – بولتزمان حيث‪:‬‬
‫‪σσ==5.67‬‬
‫‪5.67××1010‬‬
‫‪10 −-88−8watts‬‬
‫‪watts××mm−2−×2 ×o oKK−4−4 ==55Kcal‬‬
‫‪Kcal××mm−2−2××hh−1−×1 ×o oCC−1−1‬‬
‫و ‪ T‬تمثل درجة الحرارة المطلقة للجسم األسود‪.‬‬
‫و ‪ e‬تمثــل اإلصداريــة ‪ emissivity‬وتكــون محصــورة بيــن الصفــر والواحــد‪ ،‬وتســاوي الواحــد فــي حــال الجســم‬
‫األســود المثالــي (أو فــي مجــال األشــعة تحــت الحمــراء)‪.‬‬
‫وإذا كان الجســم محاط ـا ً بوســط (أو جســم آخــر) درجــة حرارتــه المطلقــة ‪ ، To‬فــإن محصلــة معــدل انتقــال‬
‫) ‪H = e × σ × S × (T 4 − To4‬‬ ‫الحــرارة باإلشــعاع مــن الجســم الــذي درجــة حرارتــه المطلقــة ‪ T‬هــو‪:‬‬
‫يحــدد الطــول الموجــي االعظمــي الموافــق للنهايــة العظمــى لطاقــة إشــعاع الجســم األســود وفــق قانــون «فيــن»‬

‫حيــث ‪ T‬تمثــل درجــة الحــرارة المطلقــة للجســم األســود (أنظــر الشــكل‬ ‫بالعالقــة التاليــة‪:‬‬
‫‪.)11 -‬‬

‫‪12‬‬
‫(الشكل ‪)11 -‬‬
‫مالحظات ‪:Remarks‬‬
‫‪ – 1‬الجســم األســود االصطناعــي المثالــي هــو عبــارة عــن كــرة جوفــاء لهــا فتحــة صغيــرة تنفــذ منهــا‬
‫طلــي ســطحها الداخلــي بهبــاب الفحــم أو مــادة ســوداء‪ .‬عنــد دخــول األشــعة إلــى الكــرة عبــر الفتحــة‬ ‫األشــعة‪ُ ،‬‬
‫فــإن الجــدار المقابــل للفتحــة يمتصهــا وإذا انعكــس منهــا شــيء امتصــه الجــدار المقابــل وهكــذا تســتمر العمليــة‬
‫حتــى تُمتــص كامــل األشــعة داخــل التجويــف‪ .‬والجســم األســود المثالــي يتميــز بكونــه يمتــص جميــع اإلشــعاعات‬
‫الــواردة عليــه‪ ،‬وبمــا أن كل جســم جيــد االمتصــاص لإلشــعاع يعتبــر جســم جيــد لإلشــعاع‪ ،‬لذلــك فــإن الجســم‬
‫األســود المثالــي يعتبــر ُمشــع مثالــي لألمــواج‪.‬‬
‫‪ - 2‬من المعروف أنه عند تسخين أي جسم بشكل تدريجي سوف يصدر عنه نوعين من األشعة هي‪:‬‬
‫أ – أشعة غير مرئية‪ :‬كاألمواج الميكروية‪ ،‬األشعة تحت الحمراء ‪ ،IR‬واألشعة فوق البنفسجية ‪.UV‬‬
‫ب – أشعة مرئية‪.‬‬
‫كمــا يمكــن الحصــول علــى هــذه اإلشــعاعات مــن مصــدر طبيعــي كالشــمس‪ .‬ومــن مصــدر صنعــي عــن طريــق‬
‫االنفــراغ الكهربائــي بواســطة القــوس الكهربائــي‪ .‬يتغيــر الطيــف الناتــج بحســب الضغــط فــي أنبــوب االنفــراغ‬
‫بحيــث يمكــن الوصــول إلــى تغييــر الطيــف مــن األشــعة تحــت الحمــراء إلــى األشــعة فــوق البنفســجية‪.‬‬
‫يمكــن تمريــر نــوع معيــن مــن اإلشــعاعات المــراد اســتخدامها لألهــداف العالجيــة عــن طريــق وضــع مرشــحات‬
‫مناســبة لهــذا الغــرض‪.‬‬
‫‪ - 3‬يشع من الجسم موجات كهرومغناطيسية في مجال األشعة تحت الحمراء (‪)IR‬‬
‫‪ - 4‬مــن المعــروف بأنــه يوجــد تــوازن بيــن عمليــات االســتقالب ال ُمنتجــة للحــرارة وطــرق فقــدان الحــرارة‬
‫مــن الجســم مثــل اإلشــعاع والحمــل وتبخــر العــرق وشــرب الســوائل والتنفــس‪ .‬ويتحكــم مركــز بالمــخ يســمى‬
‫الهيبوســامس ‪ Hypothalamus‬بحفــظ هــذا التــوازن الحــراري بالجســم‪ :‬فمث ـاً عنــد زيــادة درجــة الحــرارة‬
‫بالجســم تُنبــه الغــدة الدرقيــة لزيــادة إفــراز العــرق الــذي يتبخــر مــن خــال الجلــد ويقلــل بذلــك درجــة حــرارة الجلــد‬
‫والجســم‪ ،‬وكذلــك تُنبــه األوعيــة الدمويــة للتمــدد لتزيــد مــن تدفــق الــدم الــازم لتبريــد الجســم‪ .‬فــي حيــن نجــد أنــه‬
‫عنــد إنخفــاض درجــة حــرارة الجســم تعطــي الغــدة الدرقيــة إشــارة لزيــادة االســتقالب وانقبــاض األوعيــة الدمويــة‪.‬‬

‫‪1. 1. 1.1‬التطبيقات الطبية الحرارية‪:‬‬


‫‪1. 1 1.1. 1.1‬في مجال التبريد‪:‬‬
‫يعتبــر عامــل التبريــد هــو الخيــار األمثــل مــن بيــن العوامــل الحراريــة األخــرى وخاصـةً فــي األيــام واألســابيع‬
‫األولــى مــن اإلصابــة حيــث يعمــل علــى تغييــر درجــة الحــرارة فيهــا مــن خــال خفــض درجــة حــرارة الجلــد‬
‫واألنســجة الداخليــة وذلــك عــن طريــق امتصــاص الحــرارة منهــا وبالتالــي انخفــاض درجــة حــرارة الجســم‬
‫بشــكل عــام‪.‬‬
‫ومــن الطــرق الشــائعة فــي عمليــة التبريــد اســتخدام المناشــف أو الكمــادات البــاردة أو منشــفة يوضــع فيهــا‬
‫مكعبــات الثلــج أو غمــس الطــرف المصــاب بالمــاء البــارد‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫فوائد التبريد‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تخفيض الورم وااللتهاب واأللم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تخفيــض معــدل التمثيــل الغذائــي وهــذا أمــر مهــم جــدا ً ألنــه سيســاعد علــى تقليــل اإلصابــات الثانويــة‬
‫الناتجــة مــن نقــص األوكســجين فــي المنطقــة المصابــة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تقليل سرعة توصيل العصب ألي مؤثر يسبب األلم‪.‬‬
‫نشــير إلــى أنــه عنــد مباشــرة العــاج بواســطة التبريــد (الكمــادات البــاردة أو مكعبــات الثلــج) يجــب أن تكــون‬
‫مــدة العــاج مــن ‪ 10‬إلــى ‪ 15‬دقيقــة‪ .‬حيــث تكمــن فائــدة التبريــد فــي إحــداث انقبــاض لألوعيــة الدمويــة فــي‬
‫المنطقــة المصابــة‪ .‬يظهــر التأثيــر الفيزيولوجــي للتبريــد بعــد ‪ 15‬دقيقــة مــن العــاج‪ ،‬وبعــد هــذه المــدة مــن‬
‫العــاج تبــدأ األوعيــة الدمويــة باالتســاع بــدالً مــن االنقبــاض فينتــج عــن هــذا مــا يســمى «رد فعــل البــرودة‬
‫الفيزيولوجــي» والــذي بــدورة يــؤدي إلــى زيــادة االلتهــاب بالمنطقــة المصابــة‪ ،‬لــذا فإنــه مــن الضــروري أن ال‬
‫تتعــدى مــدة العــاج بالتبريــد عــن ‪ 15‬دقيقــة‪ ،‬وأن تكــون علــى فتــرات متقطعــة باليــوم بيــن كل فتــرة وفتــرة‬
‫‪ 30‬دقيقــة‪ .‬ويجــب أيضـا ً مالحظــة المنطقــة المــراد معالجتهــا بعــد ‪ 5‬دقائــق مــن العــاج بالتبريــد فــإذا لوحــظ‬
‫زيــادة احمــرار أو عــدم ارتيــاح المريــض فيجــب توقــف العــاج‪.‬‬

‫مساوئ التبريد‪:‬‬
‫يمنــع اســتخدام العــاج بالتبريــد بالنســبة لألشــخاص الذيــن لديهــم حساســية مــن البــرودة‪ ،‬كمــا يجــب أال يوضــع‬
‫علــى المناطــق ضعيفــة الترويــة الدمويــة‪ ،‬كمرضــى الســكري ومرضــي األوعيــة الدمويــة الثانــوي الذيــن لديهــم‬
‫ضعــف فــي الــدورة الدمويــة باألطــراف‪ ،‬وذلــك ألن العــاج بالتبريــد يفاقــم حالتهــم‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1. 1.1‬في مجال التسخين‪:‬‬


‫تقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫ســطحية وهــي علــى نوعيــن‪ :‬رطبــة وجافــة‪ .‬الرطبــة تختــرق الجلــد وتصــل إلــى العضــات واألربطــة والمفاصــل‬
‫(الرطوبــة هــي التــي تختــرق الجلــد وليــس الحــرارة)‪ .‬والجافــة ال تتعــدى الجلــد‪ .‬مــن األمثلــة وســائل التســخين‬
‫الســطحية الجافــة نذكــر الكمــادات الحراريــة الكهربائيــة واألوعيــة الزجاجيــة أو البالســتيكية المملــؤة بالمــاء‬
‫الســاخن‪ ،‬شــمع البرافيــن‪ .‬ومــن الطــرق األكثــر فعاليــة المســتخدمة فــي المنــزل تكمــن فــي لــف فوطــة مبتلــة‬
‫حــول مصــدر حــرارة غيــر كهربائــي ثــم فوطــة جافــة علــى المنطقــة المصابــة وتركهــا مــدة قصــوى تتــراوح‬
‫مــا بيــن ‪ 15‬إلــى ‪ 20‬دقيقــة‪.‬‬
‫عميقة من وسائل التسخين العميقة نذكر‪ :‬األمواج الصوتية وفوق الصوتية‪.‬‬

‫فوائد التسخين‪:‬‬
‫ً‬
‫يوجــد عــدة فوائــد‪ ،‬نذكــر مث ـا أن زيــادة التفاعــات الكيمائيــة للخاليــا بالجســم تعمــل علــى زيــادة امتصــاص‬
‫األوكســجين وبالتالــي زيــادة االســتقالب بالمنطقــة المصابــة ممــا يــؤدي إلــى ســرعة التئامهــا‪ .‬كمــا أن أي زيــادة‬
‫فــي حــرارة األنســجة ينتــج عنــه زيــادة تدفــق الــدم فــي المنطقــة المصابــة وبالتالــي تعمــل علــى إدخــال المكونــات‬
‫المفيــدة وطــرح الفضــات مــن المنطقــة المصابــة‪ .‬العــاج بالتســخين لــه فائــدة أيضـا ً فــي القضــاء علــى األلــم‬
‫وتقليــل التشــنجات العضليــة‪ ،‬فالتغيــرات الفيزيولوجيــة للتوصيــل العصبــي لمــكان األلــم حيــث تعمــل الحــرارة‬
‫علــى تقليلــه‪ ،‬وانخفــاض فــي معــدل التنشــيط لخيــوط العضلــة‪ .‬ارتفــاع الحــرارة فــي األنســجة العضليــة مــع‬
‫تماريــن المــد (مــط العضلــة) يســاعد علــى تغييــر طــول األنســجة‪ .‬فنتيجــة أي إصابــة لألنســجة الضامــة يحــدث‬
‫قصــر تدريجــي‪ ،‬والتصاقــات بيــن طبقــات األنســجة ويمكــن حــدوث نــدب فــي مــكان اإلصابــة وبالتالــي تعيــق‬
‫أي فرصــة للحركــة‪ .‬وبالعــاج الحــراري وتماريــن اإلطالــة فأنهــا تعمــل علــى تقليــل حــدوث تيبــس المفاصــل‬
‫وزيــادة الحركــة والمرونــة بالمفصــل‪ .‬وهــذا بالتالــي يــؤدي إلــى ســهولة مــدى الحركــة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مالحظات‪:‬‬
‫يمنع استخدام الحرارة في العالج في الحاالت التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عدم المقدرة على التمييز بين الحار والبارد في منطقة العالج (ضعف اإلحساس)‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ضعف الدورة الدموية بالمنطقة المراد عالجها نزف أو احتمال نزف في منطقة العالج‪.‬‬
‫ج ‪ -‬سرطان في منطقة العالج‪.‬‬
‫د ‪ -‬التهاب شديد في منطقة العالج‪.‬‬
‫ه ‪ -‬عدوى موضعية‪.‬‬
‫و ‪ -‬وجود مراهم أو زيوت على الجلد‪.‬‬

‫‪1. 1. 1.1‬التصوير الحراري ‪:The thermography‬‬


‫تكمــن فائــدة التصويــر الحــراري بأنــه يزودنــا بمخطــط حــراري لكامــل أعضــاء الجســم‪ .‬إذ أنــه مــن الممكــن أن‬
‫نقيــس بدقــة اإلشــعاعات تحــت الحمــراء‪ ،‬والميكرويــة الصــادرة عــن الجســم (أنظــر الشــكل ‪.)12 -‬‬
‫وقــد بينــت التجــارب الحديثــة أن هــذه القياســات قــد تســاعد األطبــاء فــي الكشــف المبكــر عــن أورام عميقــة قــد‬
‫تصــل إلــى عمــق ‪10cm‬تحــت الجلــد‪ ،‬مثــل ســرطان الثــدي‪ ،‬أورام الجلــد الميالنيــة‪ ،‬والغــدة الدرقيــة‪ .‬باإلضافــة‬
‫لذلــك فقــد أحــرز التصويــر الحــراري نجاحــات كبيــرة فــي الكشــف المبكــر عــن التخثــرات الوريديــة وتحديــد‬
‫مواقعهــا‪ ،‬وكذلــك الكشــف المبكــر عــن مشــاكل الترويــة الدمويــة فــي األطــراف الســفلية للمصابيــن بــداء الســكري‪،‬‬
‫ممــا أتــاح المجــال أمــام األطبــاء باتخــاذ اإلجــراءات الســريعة لعــاج هــذه المشــاكل فــي مراحلهــا المبكــرة‪ .‬كمــا‬
‫ســاعد التصويــر الحــراري فــي تحديــد موقــع الحبــل الســري‪.‬‬

‫(الشكل ‪)21 -‬‬

‫التصويــر باألشــعة فــوق البنفســجية‪ :‬مــن المعــروف بــأن األشــعة فــوق البنفســجية ال تختــرق الجلــد الــى مــدى‬
‫بعيــد قبــل أن تنعكــس حيــث يتــم تلقيهــا بكاميــرا حساســة تجــاه هــذا النــوع مــن اإلشــعاعات‪ .‬ولذلــك‪ ،‬يمكــن‬
‫الحصــول علــى صــورة عاليــة الوضــوح لســطح الجلــد‪ .‬ويعتبــر التصويــر باألشــعة فــوق البنفســجية هــام بالنســبة‬
‫لعالمــات العــض‪ ،‬القطــع‪ ،‬الخــدوش والندبــات‪ .‬إال أن هــذه التقنيــة ليســت جيــدة لالســتخدام مــع الكدمــات مــا‬
‫لــم يتراكــم الــدم بالقــرب مــن ســطح الجلــد‪ .‬ويمكــن القيــام بالتصويــر الفوتوغرافــي باألشــعة فــوق البنفســجية‬
‫مــن خــال كاميــرا ‪ Slr‬عاديــة قــادرة علــى إرســال الضــوء بيــن ‪ .nm 400-300‬وهــي موجــودة لــدى معظــم‬
‫المخابــر الطبيــة والجامعيــة أو الخاصــة بالطــب الشــرعي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪1. 1. 1.1‬األشعة تحت الحمراء ‪ IR‬وتطبيقاتها الطبية‪:‬‬
‫‪Infrared rays and their medical applications:‬‬
‫األشــعة تحــت الحمــراء هــي عبــارة عــن أشــعة حراريــة تمثــل جــزء مــن طيــف األشــعة الكهرطيســية وبذلــك‬
‫فهــي تمتلــك كل خــواص الضــوء األساســية التــي تتمثــل بظواهــر اإلنتشــار واالنعــكاس واإلنكســار والتداخــل‬
‫واإلنعـ�راج واإلسـ�تقطاب‪ .‬تـ�م إكتشـ�فها عـ�ا م ‪ 1800‬علــى يــد العالــم األلمانــي فريدريــك ويليــام هيرشــل �‪Fred‬‬
‫‪ erick William Herschel‬وهــذه األشــعة ال يمكــن رؤيتهــا بالعيــن المجــردة‪ ،‬إال أنهــا وباســتخدام أجهــزة‬
‫خاصــة مكنــت اإلنســان مــن الرؤيــة فــي الظــام الدامــس‪ .‬يــؤدي إمتصــاص األشــعة تحــت الحمــراء وإصدارهــا‬
‫دورا ً رئيسـا ً فــي عمليتــي التبــادل والتنظيــم الحــراري فــي جســم اإلنســان‪ .‬ويتعلــق هــذا اإلمتصــاص واإلصــدار‬
‫بالوســط الــذي يوجــد فيــه اإلنســان وبالمالبــس التــي يرتديهــا‪ ،‬حيــث يكــون التعــرض لجرعــة زائــدة مــن هــذه‬
‫األشــعة بالقــرب مــن نــار مشــتعلة أو بالقــرب مــن أجســام حــارة ضــاراً‪ ،‬وقــد يســبب حروقـاً‪ .‬كمــا تتميــز هــذه‬
‫األشــعة بتأثيرهــا الحــراري إذ تولــد بعــد امتصاصهــا حــرارة تنتقــل مــن الســطح إلــى العمــق وإلــى محيــط النســيج‬
‫المعــرض لهــا‪ .‬ويتســبب هــذا االنتشــار الحــراري عــن طريــق الســوائل الحيويــة بتســريع المبــادالت الخلويــة‪.‬‬
‫أمــا طريقــة تأثيرهــا فــي الجلــد فتظهــر علــى شــكل طفــح جلــدي‪ ،‬وإذا كانــت الجرعــة كافيــة تتكــون تصبغــات‬
‫ال تلبــس أن تــزول فيمــا بعــد‪ ،‬إال أنهــا تثبــت فيمــا لــو تكــررت عمليــة التعــرض لهــذه األشــعة‪ ،‬وإذا كانــت‬
‫الجرعــة كبيــرة فإنهــا تســبب الحــروق‪ .‬ويتســبب تعريــض العيــن مباشــرة ً لهــذه األشــعة ولفتــرة زمنيــة طويلــة‬
‫بأضـ�رار فـ�ي الشـ�بكية‪.‬‬
‫يقسم مجال طيف األشعة تحت الحمراء إلى ثالث مناطق‪:‬‬
‫منطقة األشعة تحت الحمراء القريبة وتنحصر أطوال موجاتها بين ‪ 0.7 mm‬و ‪3 mm‬‬
‫منطقة األشعة تحت الحمراء المتوسطة وتنحصر موجاتها بين ‪ 3 mm‬و ‪2525 mm‬‬
‫منطقة األشعة تحت الحمراء البعيدة التي تتجاوز أطوال موجاتها ‪ 2525 mm‬وتصل حتى ‪1000 mm‬‬
‫ويرتبط هذا التقسيم بتطور كواشف هذه األشعة وطبيعة المواد الداخلة في صناعتها‪.‬‬
‫يجــب التأكيــد علــى نقطــة هامــة وهــي أن األشــعة تحــت الحمــراء القريبــة ال تعــد ســاخنة وال يمكــن الشــعور‬
‫بهــا وهــي التــي تســتخدم فــي أجهــزة الريمــوت كونتــرول للتحكــم باألجهــزة عــن بعــد (أنظــر الشــكل ‪:)13 -‬‬

‫(الشــكل ‪ :)31 -‬يظهــر الشــكل صــورة للكــرة األرضيــة مأخــوذة بواســطة قمــر صناعــي يعمــل فــي مــدى‬
‫األشــعة تحــت الحمــراء واختــاف األلــوان علــى الصــورة هــي نتيجــة تحليــل الكومبيوتــر للصــورة الحراريــة‪،‬‬
‫ومــن ثــم تقســيمها إلــى ألــوان لنتســنتج تــوزع الســحب فــي تلــك اللحظــة وموقــع المســطحات المائيــة واليابســة‬
‫علــى الكــرة األرضيــة‪ ،‬هــذه المعلومــات ال يمكــن تالحصــول عليهــا بدقــة باســتخدام األشــعة المرئيــة‪.‬‬

‫‪1. 1. 1.1‬مصادر األشعة تحت الحمراء‪:‬‬


‫تصــدر األشــعة تحــت الحمــراء عــن كافــة األشــياء مــن حولنــا مثــل جســم اإلنســان والحيــوان والنباتــات وكذلــك‬
‫الكــرة األرضيــة والشــمس واإلجــرام الســماوية الفــرن أو المصبــاح الحــراري أو مــن االحتــكاك أو مــن تســخين‬
‫أي جســم‪ ،‬ولهــذا نشــعر بالــدفء عنــد التعــرض إلــى أشــعة الشــمس‪ .‬وبشــك ٍل عــام تصــدر عــن كل األجســام التــي‬

‫‪16‬‬
‫درجــة حرارتهــا أعلــى مــن درجــة حــرارة الصفــر المطلــق‪ .‬تكــون أمــواج األشــعة تحــت الحمــراء الصــادرة‬
‫عــن األجســام الصلبــة والســائلة المســخنة ذات أطيــاف مســتمرة‪ ،‬وتصبــح هــذه األمــواج ذات أطيــاف متقطعــة‬
‫عندمــا تكــون صــادرة عــن الغــازات المســخنة‪ .‬ويســتخدم لتوليــد حــزم قويــة مــن األشــعة تحــت الحمــراء القريبــة‬
‫والمتوســطة ســلك خــاص يدعــى ســلك نرنســت ‪ Nernst‬مصنــوع مــن أكاســيد الزركونيــوم ‪Zirconium‬‬
‫وااليتريــوم ‪ Yttrium‬ومســخن إلــى ‪ . 2000 C‬ويســتخدم لتوليــد حــزم األشــعة تحــت الحمــراء البعيــدة‬
‫‪o‬‬

‫قــوس بخــار الزئبــق تحــت ضغــط عــال بيــن ‪ 100 atm‬و ‪ ، 200 atm‬ضمــن غــاف مــن الكوارتــز‪.‬‬
‫ويســتخدم اللهــب للحصــول علــى أشــعة أقــل أو أكثــر صفــاء‪ ،‬ولكــن بأمــواج غيــر مســتمرة‪ .‬وأخيــرا ً يســتخدم‬
‫ليــزر األشــعة تحــت الحمــراء للحصــول علــى منبــع طاقــة مشـعّة واقعــة ضمــن طيــف األشــعة تحــت الحمــراء‪.‬‬

‫‪1. 1. 1.1‬تطبيقات األشعة تحت الحمراء‪:‬‬


‫‪1. 1 1.1. 1.1‬التطبيقات التشخيصية ‪:The diagnostic applications‬‬
‫يُســتفاد مــن تلــك األشــعة فــي تحديــد درجــة حــرارة الجســم وتغيراتــه‪ ،‬إذ يُعــد ارتفــاع درجــة الحــرارة موضعيـا ً‬
‫كان أم عامـا ً بمقــدار ‪ 1.5 − 2 C‬عامـاً تشــخيصيا ً هامـاً‪ ،‬ويعــود الســبب فــي ذلــك إلــى نشــاط األوعيــة أو‬
‫‪o‬‬

‫الخاليــا أو االلتهابــات (منطقــة ترميــم أو نمــو أو ورم أو اضطرابــات مفصليــة التهابيــة أو إنتانــات)‪.‬‬

‫‪1. 1 1.1. 1.1‬التطبيقات العالجية ‪:The therapeutic applications‬‬


‫في الطب‪:‬‬
‫تستخدم األشعة تحت الحمراء في الكثير من العالجات نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬معالجــة نخــر األســنان مــن خــال تعريــض تلــك األســنان لألشــعة تحــت الحمــراء‪ ،‬وعلــى اعتبــار أن‬
‫األســنان هــي أجســام حيــة فانهــا تعمــل علــى إمتصــاص األشــعة تحــت الحمــراء المســلطة عليهــا فتكتســب بذلــك‬
‫حــرارة خاصــة بهــا وبالتالــي يتعــرض النخــر الموجــود فــي تلــك األماكــن مــن األســنان إلــى هــذه الحــرارة التــي‬
‫تعمــل علــى القضــاء عليــه تدريجيـا ً خــال زمــن قياســي ال يســتغرق ســوى ســاعتين كحــد أقصــى‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تتميز بفعل مسكن آلالم المفصل الفكي الصدغي أو المفاصل عامةً‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تخفيــف اآلالم التــي قــد تصيــب العضــات‪ ،‬حــاالت التشــنج العضلــي‪ ،‬أو االحتقــان‪ ،‬مــن خــال تعريــض‬
‫المنطقــة المســتهدفة إلــى األشــعة تحــت الحمــراء حيــث يــؤدي ذلــك إلــى رفــع درجــة حــرارة تلــك المنطقــة إلــى‬
‫مــا بيــن ‪ °C 43 - 42‬حيــث يــزداد الــدوران الموضعــي نتيجـةً لتوســع الشــعريات الدمويــة‪.‬‬
‫د ‪ -‬تزيد من قدرة الكريات البيض الدفاعية‪.‬‬
‫ﻫ ‪ -‬األمــراض الجلديــة‪ :‬حيــث تســاعد فــي المحافظــة علــى نضــارة الجلــد مــن خــال زيــادة تدفــق الــدم‬
‫إلــى الجلــد وتطهيــره مــن الفضــات وخاليــا الجلــد الجافــة‪ .‬كمــا تســاعد فــي عــاج حــب الشــباب‪ ،‬اإلكزيمــا‪،‬‬
‫والصدفيــة والحــروق‪ .‬وتســاعد أيضـا ً فــي عــاج الســيلوليت وهــي مــادة شــبه هالميــة تتكــون مــن دهــون ومــاء‬
‫وفضــات محصــورة فــي جيــوب تحــت الجلــد وتتكــون لــدى النســاء خاصــة‪.‬‬
‫و ‪ -‬تســاعد فــي عــاج كثيــر مــن أمــراض النســاء وأمــراض أخــرى ‪ ،‬كعــرق النســا‪ ،‬األرق‪ ،‬اإلســهال‬
‫والتهــاب الصفــراء‪ ،‬ذات الرئــة‪ ،‬الشــلل النصفــي‪ ،‬ضغــط الــدم المرتفــع والمنخفــض‪ ،‬ضعــف الذاكــرة والعصبيــة‪،‬‬
‫والتوتــر‪ ،‬والكآبــة‪ ،‬والدوخــة‪ ،‬وأوجــاع المعــدة‪ ،‬والصــداع‪ ،‬وقــد يعــزى ســبب هــذه األمــراض إلــى دورة دمويــة‬
‫غيــر نشــيطة‪.‬‬
‫ز ‪ -‬تجــدر اإلشــارة إلــى أن التعــرض لألشــعة تحــت الحمــراء بانتظــام يســاعد أيضـا ً فــي تقويــة الجهــاز‬
‫العصبــي‪ ،‬فــي عــاج البواســير‪ ،‬وأمــراض الســكر‪ ،‬والعضــات الضعيفــة‪ ،‬والدوالــي‪ ،‬واضطرابــات المعــدة‪،‬‬
‫وأمــراض القلــب‪ ،‬والمشــاكل المصاحبــة للشــيخوخة‪ ،‬وتضخــم البروســتات‪ ،‬والقرحــة‪ ،‬والتهــاب المثانــة‪ ،‬وأمــراض‬
‫الجهــاز التنفســي كالربــو‪ ،‬والتهــاب القصبــات الهوائيــة‪ ،‬كمــا يســاعد فــي عــاج أمــراض األذن واألنــف والحنجــرة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫واســتخدمت أخيــرا ً فــي عــاج بعــض أنــواع الســرطان‪.‬‬
‫ح ‪ -‬تلعب دورا ً هاما ً في اندمال الجروح الواهنة‪.‬‬
‫ط ‪ -‬تســتخدم فــي مســاعدة ذوي االحتياجــات الخاصــة وغيــر القادريــن علــى مزاولــة التماريــن الرياضيــة‬
‫فــي الحصــول علــى نتائــج شــبيهة بتلــك التــي يحصــل عليهــا الرياضيــون مــن خــال تعريضهــم لهــا‪ ،‬إذ تبيــن‬
‫أن لهــا أثــرا ً كبيــرا ً فــي تنشــيط الــدورة الدمويــة وتخفيــف الــوزن‪ .‬عنــد التعــرض لهــذه األشــعة بمقاديــر معينــة‬
‫فإنهــا تعمــل علــى حــرق مــا بيــن ‪ 900 cal‬و ‪ 2400 cal‬فــي ‪ 30‬دقيقــة‪ ،‬وحــرق هــذه الســعرات فــي‬
‫الظــروف العاديــة يتطلــب قطــع مســافة حوالــي ‪10Km‬هرولــة‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫‪ - 1‬نشــير إلــى أن طــول موجــة اإلشــعاع األكبــر الصــادر عــن جســم اإلنســان عنــد درجــة الحــرارة ‪ 37 C‬هــو‬
‫‪o‬‬

‫بحــدود ‪10 mm‬‬


‫‪ ،10‬فــي حيــن يكــون طــول موجــة اإلشــعاع األكبــر الصــادر عــن عــوادم المركبــات والمحــركات‬
‫بحدود ‪3 mm‬‬
‫‪ – 2‬فــي بعــض الحــاالت يتجنــب اســتخدام األشــعة تحــت الحمــراء وذلــك بســبب حــدوث نزيــف أو إمكانيــة‬
‫حــدوث نزيــف مثــل القرحــة‪ ،‬فقــدان االحســاس بالجلــد فــي المنطقــة المــراد عالجهــا‪ ،‬انســداد فــي األوعيــة الدمويــة‪.‬‬

‫‪1. 1. 1.1‬األشعة الفوق بنفسجية ‪ UV‬وتطبيقاتها الطبية‪:‬‬


‫‪Ultraviolet rays and their medical applications:‬‬
‫األشــعة فوق البنفســجية ‪ Ultraviolet rays‬هي عبارة عن أشــعة كهرطيســية ال تراها العين البشــرية العادية‪،‬‬
‫إال أنــه فــي حــدود ضيقــة يمكــن للشــباب ذوي البصــر الســليم أن يــروا األشــعة التــي يزيــد طــول موجتهــا علــى‬
‫‪ 313nm‬فــي حيــن تــرى كثيــر مــن الحشــرات (النحــل‪ ،‬النمــل‪ ،‬والفراشــات) وبعــض الطيــور هــذه األشــعة‬
‫بيســر‪ ،‬تمتــد أطوالهــا الموجيــة مــن ‪ 390nm‬حيــث يقــع حــد الطيــف المرئــي مــن الطــرف البنفســجي‪ ،‬حتــى‬
‫الطــول الموجــي ‪ 14nm‬المتصــل باألشــعة الســينية األكثــر نفــاذا ً فــي المــادة‪ .‬وتســمى األشــعة فــوق البنفســجية‬
‫أحيان ـا ً باألشــعة الســوداء بســبب عــدم رؤيتهــا بالعيــن المجــردة‪ .‬جــاءت تســمية االشــعة مــن األصــل الالتينــي‬
‫لكلمــة (‪ )Ultra‬وتعنــي (فــوق)‪ ،‬وكلمــة (‪ )Violet‬تعنــي اللــون ذو األطــوال الموجيــة األقصــر فــي الطيــف‬
‫المرئــي (البنفســجي) ويرمــز لهــا عــادة بالحرفيــن األوليــن مــن اســمها ‪ .UV‬اكتشــفت االشــعة فــوق البنفســجية‬
‫مــن قبــل العالــم جوهــان دبليــو ريتــر ‪ Johann W. Ritter‬عــام ‪ . 1801‬وفــي ثمانينيــات القــرن التاســع عشــر‬
‫أدرك العالــم البريطانــي هارتلــي أن األوزون ‪ O 3‬لــه بالضبــط خصائــص امتصــاص الضــوء ذي االطــوال‬
‫الموجيــة التــي ال تصــل إلــى األرض بتات ـاً‪ .‬إذا اســتنتج أن األوزون الموجــود فــي طبقــات الجــو العليــا هــو‬
‫المركــب الــذي يحــول دون وصــول األشــعة فــوق البنفســجية ذات األطــوال الموجيــة األقصــر مــن ‪290nm‬‬
‫إلــى االرض (الشــكل ‪.)14 -‬‬

‫(الشــكل ‪ :)41 -‬يظهر الشــكل كيف تبدو الشــمس باألشــعة فوق البنفسجية‪ ،‬وكذلك توهج األرض عند تصويرها‬
‫بمنظــار يعمــل باألشــعة فــوق البنفســجية والجــزء الالمــع منهــا يوضــح جــزء مــن األرض المقابــل للشــمس‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫يمكن تقسيم األشعة فوق البنفسجية تبعا ً لتأثيراتها البيولوجية إلى ثالث أقسام هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬األشـــــــعة فــوق البنفســــــــــــجية القريبــة (ذات المــدى الطويــل) ‪ :UVA‬يتــراوح طولهــا الموجــي بيــن‬
‫صــن و ُمقـ ّـوي للكائنــات الحيــة‪ ،‬إذ تســاعد‬
‫‪ nm 400 - 320‬وهــي قريبــة مــن الطيــف المرئــي‪ .‬تتميــز بفعــل ُمح ّ‬
‫فــي التركيــب الفيتامينــي (‪ D2‬و ‪ ،)D3‬وكذلــك فــي عمليــة اســتقالب الكالســيوم والفوســفور والكبريــت‪ ،‬ممــا‬
‫يمنحهــا دورا ً عالجيـا ً ضــد الكســاح (شــلل األطفــال) وهشاشــة العظــام‪.‬‬
‫تجــدر اإلشــارة إلــى أنــه كان ينظــر للـــ ‪ UVA‬ســابقا ً بأنهــا األقــل خطــورة‪ ،‬ولكــن تبيــن اليــوم بأنهــا تعمــل علــى‬
‫تســريع ســرطان الجلــد مــن خــال تخريــب الحمــض النــووي ‪ DNA‬بواســطة الجــذور الحــرة المتشــكلة فــي‬
‫الوســط مثــل جــذر الهيدروكســيل واألوكســجين (الطريقــة غيــر المباشــرة) فهــي تنتشــر بعمــق لكنهــا ال تســبب‬
‫حــروق الشــمس وال احمــرار بالجلــد وال يوجــد فحصـا ً طبيـا ً خاصـا ً بهــا‪ ،‬ولكــن يمكــن الوقايــة منهــا باســتخدام‬
‫الواقــي الشمســي (‪( )sunscreen‬أنظــر الشــكل ‪.)15 -‬‬

‫(الشكل ‪)51 -‬‬

‫‪ - 2‬األشــــعة فــوق البنفســــــجية المتوســطة (ذات المــدى المتوســط) ‪ :UVB‬يتــراوح طولهــا الموجــي بيــن‬
‫‪ nm 320 - 240‬ويعتبــر هــذا القســم األكثــر خطــورة علــى اإلنســان فهــو يســبب الطفــح الجلــدي وضربــة‬
‫الشــمس‪ ،‬ومــن الممكــن أن تكــون آثــاره غيــر فوريــة ممــا يزيــد مــن خطــورة الحالــة‪ .‬كمــا يتســبب باإلصابــة‬
‫بســرطان الجلــد وخاصــة لمــن لهــم تاريــخ فــي اإلصابــة بضربــات الشــمس أو التعــرض الزائــد عــن الحــد‬
‫لألشــعة فــوق البنفســجية (الطريقــة المباشــرة) ومــن أنواعــه‪ :‬الميالنومــا (‪( )Melanoma‬أنظــر الشــكل ‪.)16 -‬‬

‫(الشكل ‪)61 -‬‬

‫وتــؤدي أيض ـا ً إلــى تدمــر أليــاف الكوالجيــن ولكــن بوتيــرة أبطــأ مــن ‪ UVA‬مــن خــال التخريــب المباشــر‬
‫للحمــض النــووي‪ .‬فاإلشــعاع يهيــج جزيئــات الحمــض النــووي فــي خاليــا الجلــد‪ ،‬مســببة بروابــط تســاهمية شــاذة‬
‫تتشــكل مــا بيــن قواعــد الســيتوزين ومنتجــة وحــدات ثنائيــة‪ .‬فعندمــا يأتــي الـــ ‪ DNA‬بوليميريــز ليزيــد مــن فتيلــة‬
‫‪19‬‬
‫هــذا الجــزء مــن الـــ ‪ ، DNA‬فإنه��ا تق��رأ الوح��دة الثنائي��ة بـ�ـ “‪”AA‬وليـ�س بالقـ�راءة األصليـ�ة “‪ ،”CC‬مســببا ً‬
‫بإعــادة تشــكيل روابــط قاعــدة البيانــات التايميــن إلــى ثنائــي التايمديــن ممــا يشــوه شــكل حلــزون الـــ ‪DNA‬‬
‫ويوقــف النســخ ويظهــر الفجــوات ويمنــع االندمــاج‪ .‬كمــا يســتخدم أثنــاء إجــراء العمليــات الجراحيــة فــي زيــادة‬
‫التخثــر أثنــاء حــدوث الجلطــات وخاصـةً عنــد مرضــى الســكري‪.‬‬
‫‪ - 3‬األشــــــــعة فــوق البنفســـــــــجية البعيــدة (ذات المــدى القصيــر) ‪ :UVC‬يتــراوح طولهــا الموجــي بيــن‬
‫‪ nm 240 - 200‬وهــو ذات طاقــة عاليــة جــدا ً وقريبــة مــن األشــعة الســينية (‪ .)X-ray‬وهــذا القســم مــن األشــعة‬
‫ى كبيــرا ً للكائنــات الحيــة بمختلــف أنظمتهــا‪ ،‬وهــي أخطرهــا علــى اإلطــاق وتضــر بالحيــاة علــى ســطح‬ ‫يســبب أذ ً‬
‫األرض لكنــــــها ال تنفــذ إليهــا بفضـــــل طبقــــة األوزون ولذلــك فهــي ال تهــــدد الحيــاة‪ .‬يتميــــز الطــول الموجــي‬
‫‪ nm 265‬بفعاليــة شــديدة ضــد البكتريــا والجراثيــم حيــث يســتعمل لتعقيــم الهــواء فــي غــرف العمليــات الجراحيــة‪.‬‬
‫تســمى األشــعة فــوق البنفســجية مــا دون ‪ nm 200‬بالفراغيــة ألنهــا تمتــص فــي مختلــف األوســاط تقريبـا ً ومنهــا‬
‫طبقــات الهــواء الرقيقــة وقــد اكتشــفها العالــم الفيزيائــي األلمانــي فيكتــور شــومان عــام ‪ 1893‬وقــد أصبحــت فيمــا‬
‫بعــد موضوعـا ً خاصـا ً فــي الضــوء أُطلــق عليــه إســم مطيافيــة الفــراغ ‪vacuum spectroscopy‬‬
‫يــؤدي التعــرض لألشــعة الفــوق بنفســجية إلــى ارتفــاع نســبة الميالنيــن الموجــود فــي الجلــد‪ ،‬لــذا يصطبــغ الجلــد‬
‫باللــون الداكــن (نذكــر علــى ســبيل المثــال أنــه عنــد الســباحة لفتــرة طويلــة والخــروج بعــد ذلــك للتعــرض ألشــعة‬
‫الشــمس الشــديدة وخاصــة فــي فصــل الصيــف نالحــظ أن الجلــد المتعــرض للشــمس يميــل لالحمــرار بعدهــا‬
‫يشــعر الشــخص بألــم شــديد مــا يلبــث أن يتحــول هــذا اللــون األحمــر إلــى الداكــن وذلــك نتيجـةً لتمــوت خاليــا‬
‫نســيج البشــرة ممــا يــؤدي إلــى تســاقطه وتقشــير الجلــد) (أنظــر الشــكل ‪.)17 -‬‬

‫(الشكل ‪)71 -‬‬

‫يعتبــر الميالنيــن مــادة واقيــة مــن هــذه األشــعة التــي تتــراوح أطوالهــا الموجيــة بيــن ‪ .nm 420 - 300‬يســبب‬
‫الضــوء الســاطع لهــذه األشــعة بفقــدان الرؤيــة اآلنيــة علــى األقــل‪ ،‬فض ـاً عــن تســببه بالتهــاب فــي القرنيــة‬
‫واحتراقهــا‪ .‬ونشــير أيضـا ً إلــى أن بعــض المركبــات كاألنســولين واألدريناليــن تزيــد مــن حساســية الجســم لــدى‬
‫تعرضــه لهــذه األشــعة وبخاصــة التــي يقــل طــول موجتهــا عــن ‪.nm 320‬‬

‫‪1. 1.1.1‬مصادر األشعة فوق البنفسجية‪:‬‬


‫أ ‪ -‬الشمس‪ :‬تعتبر الشمس المصدر الرئيسي لألشعة فوق البنفسجية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬البرق والنجوم‪.‬‬
‫ج ‪ -‬مصابيح بخار الزئبق التي تستخدم في عالج بعض األمراض الجلدية والكساح‪.‬‬
‫د ‪ -‬األجســام الصلبــة المتوهجــة فــي درجــات الحــرارة العاليــة نحــو ‪ 3000 K‬ويكــون طيفهــا مســتمراً‪ ،‬ولكــن‬
‫‪o‬‬

‫اســتطاعتها تبقــى ضعيفــة إذا قورنــت باســتطاعة األشــعة فــوق البنفســجية الناتجــة مــن االنفــراغ الكهربائــي فــي‬
‫الغــازات واألبخــرة والتــي يكــون طيفهــا فــي الغالــب خطيـا ً غيــر مســتمر‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫كواشف األشعة فوق البنفسجية‪:‬‬
‫إن اآلثــار الحيويــة التــي تبديهــا األشــعة فــوق البنفســجية علــى جلــد اإلنســان دليــل علــى وجودهــا‪ ،‬كمــا تظهــر‬
‫آثارهــا الكيميائيــة فــي ألــواح التصويــر‪ ،‬أمــا قيــاس شــدة هــذه األشــعة فيتــم باســتخدام الكواشــف الكهرضوئيــة‬
‫‪ photoelectric detectors‬مثــل العناصــر أو الخاليــا الضوئيــة ‪ photoelements‬وعــدادات الفوتونــات‬
‫‪ photon counters‬والمضاعفــات الكهرضوئيــة ‪ photomultipliers‬وأشــد هــذه الكواشــف حساســية هــي‬
‫العناصــر الضوئيــة والمضاعفــات الكهرضوئيــة ذات المهابــط الضوئيــة المعقــدة‪.‬‬

‫‪1. 1.1.1‬تطبيقات األشعة فوق البنفسجية‪:‬‬


‫‪1. 11.1.1.1‬التطبيقات التشخيصية ‪:The diagnostic applications‬‬
‫أ ‪ -‬تشخيص بعض األمراض الجلدية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬فــي التصويــر لتحديــد الشــقوق فــي المينــا‪ ،‬والتســوس‪ ،‬وفــي حســاب التفاضــل والتكامــل اللثــوي‪ ،‬الهامــش‬
‫وبقــع التبــغ‪ ،‬والكشــف عــن القشــرة‪ ،‬والتيجــان وإصــاح المركبــة‪ ،‬فضـاً عــن الرؤيــة والملمــس لســطح األســنان‪.‬‬
‫ج – يبدو السيراميك أقل انعكاسية في نطاق األشعة فوق البنفسجية من األسنان الحقيقية‪.‬‬
‫د ‪ -‬الحصــول علــى صــورة عاليــة الوضــوح لســطح الجلــد وهــي هامــة فــي مجــال الطــب الشــرعي بالنســبة‬
‫لعالمــات العــض‪ ،‬القطــع‪ ،‬الخــدوش والندبــات‪ .‬إال أنهــا ليســت جيــدة لالســتخدام بالنســبة للكدمــات مــا لــم يتراكــم‬
‫الــدم بالقــرب مــن ســطح الجلــد‪.‬‬

‫‪1. 11.1.1.1‬التطبيقات العالجية ‪:The therapeutic applications‬‬


‫أ – العالج بأشعة الشمس وذلك بتآزر فعلي األشعتين الفوق بنفسجية وتحت الحمراء‪.‬‬
‫ب – عالج األمراض الجلدية كحب الشباب‪ ،‬الصدفية‪ ،‬البهاق‪ ،‬التقرحات الجلدية (أنظر الشكل ‪.)18 -‬‬
‫ﻫ ‪ -‬تســتخدم األشــعة فــوق البنفســجية القريبــة ‪ ))UVA‬مـ�ع أدويـ�ة البزوراليـ�ن الموضعـ�ي ‪psoralens‬مكونــة‬
‫م��ا يســمى عــاج بوفــا (‪.)PUVA treatment‬‬
‫ج – عالج األنسجة الداعمة للسن وفقا ً لطريقة ألبس‪ ،‬وكذلك في تبييض األسنان‪.‬‬
‫د ‪ -‬لألشعة فوق البنفسجية دورا ً مساعدا ً في تسريع شفاء الجروح (الجروح الواهنة)‪.‬‬
‫و ‪ -‬تســتخدم فــي تخفيــض نســبة البيلوروبيــن مــن الــدم الــذي إذا ارتفــع يســبب اليرقــان (اصفــرار اللــون) وعــادة ً‬
‫معظــم األطفــال حديثــي الــوالدة تكــون نســبة البيلوروبيــن عاليــة فــي دمهــم فــإذا كانــت عاليــة جــدا ً يتــم تعريضهــم‬
‫لألشــعة الفــوق البنفســجية عــن طريــق مصبــاح غــازي (نيــون) ينبعــث منــه اللــون األزرق (أنظــر الشــكل ‪.)19 -‬‬
‫يبــدو هــذا المصبــاح شــبيها ً بالمصابيــح األخــرى ذات اللــون االزرق إال أنــه مختلــف تمامـا ً مــن حيــث األليــة‪.‬‬

‫(الشكل ‪ :)81 -‬في معالجة حاالت جلدية كالصداف ‪sisairosp‬‬


‫‪21‬‬
‫(الشكل ‪ :)81 -‬البهاق ‪ogilitiv‬‬

‫(الشكل ‪)91 -‬‬


‫‪1. 1.1.1‬فوائد األشعة فوق البنفسجية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تتميــز األشــعة فــوق البنفســجية قصيــرة الموجــة بقدرتهــا علــى قتــل الجراثيــم‬
‫والنقاعيــات ‪ ،infusoria‬حيــث تعــد هــذه األشــعة عام ـاً رئيس ـا ً للتقنيــة الطبيعيــة‬
‫لذلــك تســتعمل فــي تعقيــم الميــاه حيــث أن تعــرض الميــاه لهــا مــدة قصيــرة يكفــي‬
‫لقتــل العديــد مــن الجراثيــم أو شــل فعاليتهــا وكذلــك األدوات الجراحيــة الطبيــة‪.‬‬
‫تســتخدم المصابيــح فــوق البنفســجية (أنظــر الشــكل ‪ )20 -‬وال ســيما عنــد الطــول‬
‫الموجــي ‪ nm 254‬فــي المستشــفيات وحضانــات األطفــال والمــدارس والمختبــرات‬
‫وفــي كثيــر مــن الصناعــات التــي تتطلــب جــوا ً مــن الهــواء المعقــم (قتــل البكتيريــا‬
‫والفيروســات) وذلــك بإتــاف ‪ DNA‬المتعضيــات المكرويــة علــى نحــو اليمكنهــا أن‬
‫تعيــد إنتــاج نفســها‪ ،‬ويجعلهــا غيــر مؤذيــة (حتــى ولــو لــم تقتــل المتعضيــة)‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تســتخدم فــي الصناعــة وذلــك لتعقيــم بعــض المنتجــات الغذائيــة والدوائيــة‬
‫والعبــوات الخاصــة‪.‬‬

‫‪1. 1.1.1‬أضرار األشعة فوق البنفسجية والوقاية منها‪:‬‬


‫أ ‪ -‬مــن آثــار األشــعة فــوق البنفســجية علــى جســم اإلنســان الحــروق التــي تصيــب‬
‫الجلــد إذا تعــرض لهــا لفتــرة طويلــة‪ ،‬ويمكــن أن تكــون هــذه الحــروق لطيفــة معتدلــة‬
‫ال تســبب إال اإلحمــرار أو أن تكــون شــديدة تولــد بثــورا ً أو انســاخا ً للجلــد الســطحي‬
‫(الشكل ‪)02 -‬‬ ‫وفــي بعــض األحيــان تتحــول إلــى بقــع دائمــة ملونــة قــد تــؤدي إلــى تحــوالت جلديــة‬
‫ســرطانية وأخطرهــا ورم ميالمينــا الســرطاني (فعــل الجــذور الحــرة المؤكســدة)‪،‬‬
‫ويمكــن أن نــرى ذلــك مــن خــال غيــاب عالمــة التغيــر لألشــعة فــوق البنفســجية فــي ‪ % 92‬مــن ورم الميالمينــا‪.‬‬
‫ويكتســب جلــد اإلنســان إذا تعــرض للشــمس لفتــرة زمنيــة محــددة فــي أوقــات محــددة لونـا ً أســمرا ً (برونزيـاً) يفيــد‬
‫‪22‬‬
‫فــي حمايــة الجلــد مــن أذى األشــعة فــوق البنفســجية فيمــا بعــد‪ .‬وتكفــي األلبســة لوقايــة جســم اإلنســان مــن األشــعة‬
‫فــوق البنفســجية‪ ،‬وقــد تســتعمل بعــض الزيــوت والمراهــم والغســول الطبيــة لوقايــة الجلــد مــن هــذه األشــعة قبــل‬
‫تعريضــه ألشــعة الشــمس‪ ،‬وميــزة هــذه المــواد جميعـا ً أنهــا تعكــس األشــعة أو تقلــل مــن نفوذهــا عبــر الجلــد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تتأثــر عيــن اإلنســان مباشــرة باألشــعة فــوق البنفســجية فيصيبهــا تــورم أو تقــرح أو التهــاب‪ ،‬كمــا تســبب‬
‫احتقان ـا ً فــي الجفــون وتحسس ـا ً فــي أجــزاء العيــن األخــرى‪ .‬وتســبب كذلــك الميــاه البيضــاء‪ ،‬والبــروز اللحمــي‬
‫علــى مســاحة العيــن‪ .‬وتســبب أيض ـا ً ســرطان الخاليــا الحرشــفية‪ .‬ولذلــك ينصــح بوضــع النظــارات الملونــة‬
‫(الشمســية) علــى العيــن للوقايــة مــن هــذه األشــعة واالبتعــاد عــن التعــرض ألشــعة الشــمس المباشــرة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬التعــرض الزائــد لهــذه األشــعة يــؤدي إلــى هــدم جســم اإلنســان وظهــور التجاعيــد فيــه‪ .‬تكــرار اإلصابــة‬
‫بهربــس الشــفة (طفــح يحــدث علــى الشــفة محدث ـا ً آالم)‪.‬‬
‫د ‪ -‬ضعــف كفــاءة جهــاز المناعــة بجســم اإلنســان‪ ،‬حيــث تقــل قــدرة الجســم علــى مقاومــة بعــض األمــراض‬
‫مثــل المالريــا‪ ،‬الجــذام والســل‪.‬‬
‫ه ‪ -‬تُنشط األشعة فوق البنفسجية الفيروس المسبب لمرض األيدز‪.‬‬
‫و – قــادرة علــى تخريــب بروتيــن الكوالجيــن وبالتالــي تســرع بشــيخوخة الجلــد‪ ،‬كمــا يمكنهمــا تحطيــم فيتاميــن‬
‫‪ A‬الموجــود بالجلــد‪.‬‬
‫ز ‪ -‬قادرة على على إحداث أذات في جزيء ‪ DNA‬للخاليا الحية‪.‬‬
‫ح ‪ -‬تؤثــر فــي تركيــب بعــض المــواد الغذائيــة كالزيــوت واألشــربة وكذلــك األدويــة لذلــك توضــع فــي زجاجــات‬
‫ملونــة وينصــح بعــدم تعريضهــا ألشــعة الشــمس‪.‬‬
‫تجــدر اإلشــارة أن شاشــات التلفزيــون تصــدر أشــعة فــوق بنفســجية باإلضافــة إلــى األشــعة المرئيــة ولهــذا يجــب‬
‫أن تكــون شاشــات التلفزيــون بعيــدة عنــا بمــا فيــه الكفايــة لتقليــل خطــورة هــذه األشــعة‪ .‬والمســافة الصحيحــة‬
‫هــي عشــرة أضعــاف قطــر التلفزيــون‪.‬‬

‫مالحظة ‪:Remark‬‬
‫ال يالحــظ أي أثــر بيولوجــي غيــر مباشــر لألشــعة فــوق البنفســجية‪ ،‬وذلــك ألن المــاء ال يمتــص األطــوال الموجيــة‬
‫األكبــر مــن ‪ nm 185‬إال أن أهميــة هــذه األشــعة تكمــن فــي األثــر الــذي تتركــه هــذه األشــعة علــى الحمــوض‬
‫األمينيــة وذلــك نظــرا ً للــدور البيولوجــي الهــام الــذي تلعبــه هــذه الحمــوض والمتصاصهــم المرتفــع لهــذه األشــعة‬
‫وتعتبــر األســس البيريميدينيــة أكثــر حساســية مــن األســس البورينيــة بالنســبة لألشــعة الفــوق بنفســجية‪.‬‬

‫‪1. 1.1.1‬األشعة المرئية وتطبيقاتها الطبية ‪:Visual rays and their medical applications‬‬
‫‪1. 11.1.1.1‬التطبيقات التشخيصية ‪:The diagnostic applications‬‬
‫وتتمثل بما يلي‪:‬‬
‫أ – تتيح لنا الرؤية المباشرة وهذا يمكننا من التفريق بين المظهر العادي والمظهر المرضي‪.‬‬
‫ب – الشفافية السنية‪ :‬السن الحي يكون شفاف جزئيا ً بينما السن المستأصل لبه يكون كامداً‪.‬‬
‫ج – شفافية الجيب الفكي‪ :‬الجيب الفكي الطبيعي يكون نيرا ً أما المتقيح فيكون كامداً‪.‬‬

‫‪1. 11.1.1.1‬التطبيقات العالجية ‪:The therapeutic applications‬‬


‫وتتمثل بما يلي‬
‫أ ‪ -‬تستخدم إلنارة ساحة العمل الجراحي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تستخدم أيضا ً بتصلب بعض أنواع الراتنجات المركبة داخل الفم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إضافات مدرس املقرر‬

‫‪24‬‬

You might also like