You are on page 1of 3

‫╝‬

‫وج ِمن‬
‫اس ِمن الر ِ‬
‫ات الرس ِمي ِة كمن ِع الن ِ‬
‫اله ِ‬
‫ادر ِة ع ِن ِ‬
‫ازي ِة الص ِ‬ ‫الجراء ِ‬
‫ات ِالح ِت ِ‬ ‫حكم ِاللتِزا ِم بِ ِ‬
‫ب وب ِ‬
‫اء كورونا‬ ‫من ِاز ِل ِم بِسب ِ‬

‫ول اهللِ‪ ،‬وعَل آلِ ِه‪ ،‬وصحبِ ِه‪ ،‬ومن واله‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫اْلمد هللِ‪ ،‬والصَلة والسَلم عَل رس ِ‬

‫اء كورونا الشت ِه ِر بِسع ِة انتِش ِار ِه‪،‬‬ ‫ب وب ِ‬‫اس بِسب ِ‬ ‫ف التِي أخذت سبِيلها إِل قل ِ‬
‫وب الن ِ‬ ‫عَل ضو ِء الخ ِ‬
‫او ِ‬

‫ات الشأ ِن ِب ِذ ِه الن ِازل ِة أن يق ييدوا الباح عَل‬


‫ات ذ ِ‬
‫اس واجتِم ِع ِهم؛ فهل لِو ِل الم ِر أو الوزار ِ‬
‫ي‬ ‫ِسيم ِف زح ِة الن ِ‬

‫وق م يال التسو ِق‪ ،‬والتنق ِل بي‬ ‫س‪ ،‬وطر ِ‬ ‫اتم‪ ،‬كالزي يار ِة‪ ،‬والسم ِر‪ ،‬والعر ِ‬
‫اس‪ ،‬فيمنعوهم ِمن ِالجتِم ِع لِعاد ِ ِ‬‫الن ِ‬

‫ض‪ ،‬وإِدراك ًا لِلعافِي ِة؛ ِسيم أن أكثر البَِل ِد السلِم ِة ل‬


‫لصاب ِة بِالر ِ‬
‫ات والد ِن ونح ِوها؛ ا يتقا ًء لِ ِ‬
‫اء‪ ،‬والبلد ِ‬‫الحي ِ‬

‫اف أعداد كبِية ِمن الرض ل قدر اهلل ذلِك؛ فيست ِمر النع حتى يكشف الوباء؟‬ ‫طاقة لا بِ ِإسع ِ‬

‫اعي ِمن غ ِ‬
‫ي‬ ‫يد الباحِ مدة ِقيا ِم الد ِ‬
‫اس إِل تقيِ ِ‬
‫ت الصلحة العامة لِلن ِ‬ ‫أفاد أكثر أه ِل ال ِعل ِم أنه إِذا دع ِ‬

‫ماوزة؛ ِصي إِل ذلِك‪ ،‬وكان اجتِهاد و ِ يل الم ِر ووزاراتِ ِه مل ِزم ًا‪.‬‬
‫واعتمدوا ِف ذل ِك عَل ِفع ِل النبِ يي ‪ ‬وأصحابِ ِه ‪:‬‬
‫فعن عب ِد اهللِ ب ِن و ِاقد ‪ ‬قال‪َ« :‬نى رسول اهللِ ‪ ‬عن أك ِل ْلو ِم الضحايا بعد ثَلث»‪ ،‬قال عبد اهللِ‬

‫ادي ِة‬
‫بن أ ِِب بكر‪ :‬فذكرت ذلِك لِعمرة‪ ،‬فقالت‪ :‬صدق‪ ،‬س ِمعت عائِشة‪ ،‬تقول‪ :‬دف أهل أبيات ِمن أه ِل الب ِ‬

‫ول اهللِ ‪ ،‬فقال رسول اهللِ ‪( :‬اد ِخروا ثَل ًثا‪ ،‬ثم تصدقوا بِم ب ِقي)‪ ،‬فلم كان‬
‫حْضة الضحى زمن رس ِ‬

‫خذون الس ِقية ِمن ضحاياهم‪ ،‬وَيملون ِمنها الودك‪ ،‬فقال‬ ‫بعد ذلِك‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اهللِ‪ ،‬إِن الناس يت ِ‬

‫رسول اهللِ ‪( :‬وما ذاك؟) قالوا‪َ :‬نيت أن تؤكل ْلوم الضحايا بعد ثَلث‪ ،‬فقال‪( :‬إِنم َنيتكم ِمن أج ِل‬
‫الداف ِة التِي دفت‪ ،‬فكلوا واد ِخروا وتصدقوا )(‪.)1‬‬
‫اف‬ ‫احي ِف ثَلث ِة أيام؛ ِلصلح ِة ِقرى الضي ِ‬ ‫فأنت ترى أن النبِي ‪ ‬قيد زمن ِالدخ ِار ِمن ْلو ِم الض ِ‬
‫ي‬
‫ال ِذين طرقوا ال ِدينة ليلة الضحى‪ ،‬وقد كان زمانه مطلق ًا ع ِن القي ِد‪ ،‬فلِلمض يحي أن يد ِخر ِلكثر ِمن ثَلث ِة‬
‫أيام إِذا شاء‪ ،‬فلم زال القت ِض لِلتقي ِد ِف العي ِ‬
‫اد التِي بعده؛ عاد اْلكم إِل إِطَل ِق ِه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬مسلم‪/‬صحيحه(‪.)1561 /3()1971‬‬

‫‪1‬‬
‫ت الو ِحيدة بِال ِدين ِة‪ -‬ومعه الدي رة‪،‬‬
‫بن العوا ِم ‪- ‬وكان ِ‬
‫ي ِ‬ ‫اب ‪ ‬يأ ِت إِل مزر ِة الزب ِ‬
‫وكان عمر بن الط ِ‬

‫ي ضبه بِالدي ر ِة‪ ،‬وقال له‪ :‬أل طويت بطنك ِل ِارك واب ِن‬ ‫ي متتابِع ِ‬
‫َل اشتى ْلمً يوم ِ‬‫ف ِإذا رأى رج ً‬
‫اْلمى ِلي ِل السلِ ِمي(‪.)2‬‬
‫عمك؟!(‪ ،)1‬ووضع ‪ِ ‬‬
‫ي‬
‫ومنع ‪ ‬بعض علم ِء الصحاب ِة ‪ ‬أن يغ ِ‬
‫ادروا ال ِدينة؛ لِيكونوا أهل استِشارتِ ِه ِعند اللِم ِ‬
‫ت(‪.)3‬‬
‫ومنع ‪ ‬حذيفة وطلحة ¶ ِمن الزواجِ ِمن ال ِكتابِي ِة؛ ِلق ِصد سام‪ ،‬وهو ا يتقاء ِخَلب ِة الع ِ‬
‫اج ِم‪،‬‬
‫اف نِس ِ‬
‫اء السلِ ِمي(‪.)4‬‬ ‫والسع ِي ِف إِعف ِ‬

‫اق‪ ،‬ول يق ِسمها عَل الغانِ ِمي(‪ ،)5‬ونفى نص بن حجاج ِعندما فتِن بِ ِه بعض‬
‫وحبس ‪ ‬أرض ال ِعر ِ‬
‫النيس ِ‬
‫اء ِلملِ ِه(‪.)6‬‬
‫البِ ِل؛ فقد روى مالِك ؒ أنه س ِمع ابن ِشهاب يقول‪ :‬كانت ضوال‬ ‫وأمسك عثمن ‪ ‬ضالة ِ‬

‫َل مؤبل ًة(‪ )8‬نتايِج(‪ )9‬ل يمسها أحد‪ ،‬حتى إِذا كان زمان عثمن ب ِن‬ ‫البِ ِل(‪ِ )7‬ف زم ِن عمر ب ِن الط ِ‬
‫اب ‪ ‬إِبِ ً‬ ‫ِ‬

‫احبها‪ ،‬أعطِي ثمنها(‪.)10‬‬


‫يفها‪ ،‬ثم تباع‪ .‬ف ِإذا جاء ص ِ‬ ‫عفان ‪ ،‬أمر بِتع ِر ِ‬

‫اح‪ِ ،‬منها‪:‬‬ ‫وقد ذكر أهل ال ِعل ِم ضوابِط ل ِتق ِي ِ‬


‫يد الب ِ‬
‫الّشيع ِة‪ ،‬وأن يكون فِعل الباحِ مؤ يدي ًا إِل ضر أو حرام‪ ،‬وأن يكون لِلمصلح ِة ل‬ ‫اص ِد ِ‬
‫ا يتفاقه مع مق ِ‬

‫ط‪ ،‬وأن يكون ِف مراع ِاة مصلح ِة العام ِة‪ ،‬وأن يكون مؤقت ًا وليس دائِمً‪ ،‬وأن يكون التقيِيد ِف‬
‫لِلهوى والتسل ِ‬

‫(‪ )1‬يارس عبد الرحن‪ /‬موسوعة الخَلق والزهد والرقائق ‪ -‬الدية ف حتمل السئولية(‪.)268/2‬‬
‫(‪ )2‬ابن الوزي‪ /‬النتظم ف تاريخ المم واللوك(‪.)226/4‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬الصَلِب‪/‬عمر بن الطاب(ص‪.)199‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬الطربي‪/‬تارخيه(‪ ،)251/8‬البلتاجي‪/‬منهج عمر ‪ ‬ف التّشيع(ص‪.)302‬‬
‫(‪ )5‬ابن كثي‪/‬مسند الفارق(‪.)474/2‬‬
‫(‪ )6‬ابن تيمية‪/‬السياسة الّشعية(ص‪.)112‬‬
‫احبها‪ ،‬أو كانت بَِل راع‪.‬‬‫البِل التِي أضلها ص ِ‬
‫(‪ )7‬هي ِ‬
‫ِ‬
‫احبها‪ ،‬وَيوز لن أطعمها أن يّشب ِمن لبنِها‪.‬‬
‫(‪ِ )8‬هي‪ :‬التِي منِع التعرض لا‪ ،‬أو أخذها بعدما أضلها ص ِ‬

‫(‪ )9‬أي‪ :‬تتناتج بعضها بع ًضا كالقتن ِاة‪.‬‬


‫(‪ )10‬صحيح‪ ،‬أخرجه‪ :‬مالك‪/‬الوطأ(‪.)1099 /4()2810‬‬

‫‪2‬‬
‫اد الباحِ ل ِف ك يل أفر ِ‬
‫اد ِه‪.‬‬ ‫فرد ِمن أفر ِ‬
‫ِ‬
‫ف ِإذا كان التقيِيد قد راعى ه ِذ ِه الضوابِط والّشوط وكان لصلح ِة العام ِة؛ وجب قبوله‪ ،‬وحرمت‬
‫مالفته؛ فعن أ ِِب هريرة ‪ ‬أن النبِي ‪ ‬قال‪( :‬من أطاعنِي فقد أطاع اَّلل‪ ،‬ومن عص ِاِن فقد عَص اَّلل‪ ،‬ومن‬
‫المام جنة يقاتل ِمن ور ِائ ِه ويتقى بِ ِه‪ ،‬ف ِإن أمر‬ ‫ص ال ِمي فقد عص ِاِن‪ ،‬وإِنم ِ‬ ‫يطِ ِع ال ِمي فقد أطاعنِي‪ ،‬ومن يع ِ‬
‫بِتقوى اَّللِ وعدل‪ ،‬ف ِإن له بِذلِك أج ًرا وإِن قال بِغ ِ‬
‫ي ِه ف ِإن علي ِه ِمنه)(‪.)1‬‬
‫ي ذلِك ِما ل َيِب أن‬ ‫قال ابن بطال ؒ‪ :‬قوله‪( :‬ويتقى بِ ِه) أي‪ :‬يرجع إِلي ِه ِف الرأ ِي وال ِفع ِل وغ ِ‬
‫ين والعمل ِمن الشبه ِ‬
‫ات وغ ِ‬
‫يها‪ ،‬و ِ‬
‫المام جنة بي‬ ‫الما ِم وحك ِم ِه‪ ،‬ويتقى بِ ِه الطأ ِف الدي ِ‬
‫يقض فِ ِيه إِل بِرأ ِي ِ‬

‫اس فهو ِست لم‪ ،‬و ِحرز‬


‫ان نزع اهلل تعال ع ِن الستضع ِفي ِمن الن ِ‬ ‫اس بعضهم ِمن بعض؛ ِلن بِالسلط ِ‬ ‫الن ِ‬

‫ات الؤ ِمنِي أن تنتهك(‪.)2‬‬ ‫ال‪ ،‬وسائِر حرم ِ‬ ‫المو ِ‬


‫قلت‪ :‬ولو ف ِرض ِف إِمام ضعف‪ ،‬فَل يسوغ رد نص ِح ِه‪ ،‬ومالفة أم ِر ِه ِف اْل يق والعر ِ‬
‫وف‪ ،‬وإِن اهتِمم‬
‫يه قولم‪ ،‬ول يستخف بِجه ِد ِهم‪ ،‬ونسأل اهلل أن‬ ‫الئِم ِة ‪-‬اليوم‪ -‬بِشأ ِن ن ِازل ِة كورونا ِمن اْل يق ال ِذي ل يرد فِ ِ‬

‫اء‪ .‬واْلمد هللِ ر يب‬


‫ي ِعينهم ِف ِحراس ِة مصالِحِ بَِل ِد ِهم‪ ،‬وأن يقدر السَلمة والعافِية ِلمتِنا جِيع ًا ِمن هذا الوب ِ‬

‫العالِي‪ ،‬وصَل اهلل وسلم وبارك عَل نبِ يينا ممد‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬البخاري‪/‬صحيحه(‪ ،)50/4()2975‬مسلم‪/‬صحيحه(‪.)1466 /3()1835‬‬


‫(‪ )2‬ابن بطال‪/‬رشحه عَل البخاري(‪.)128 /5‬‬

‫‪3‬‬

You might also like