You are on page 1of 2

‫╝‬

‫حكم ترك الصاب بالرض العدي لصلة المعة والمعة‬


‫إذا ظهر ف النَّاس وباء قاتل شديد العدوى‪ ،‬كال َّطاعون‪ ،‬والكورونا‪ ،‬والذام‪ ،‬والدري‪ ،‬وق َّرر‬

‫أهل الطب أ َّن العدوى تصل بوسائط‪ ،‬منها‪ :‬الواء إذا كان الصاب قريب ًا من َّ‬
‫الصحيح‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫اللمسة‪ ،‬والخالطة؛ فل يوز للمريض بأحد هذه الدواء أن يشهد المعة والمعة؛ قاله كثري من‬
‫أهل العلم‪ ،‬واختاره ابن النذر‪ ،‬وابن تيم َّية رِحهم الل‪ ،‬واعتمدوا ف ذلك عل أد َّلة؛ منها‪ :‬أ َّن المعة‬
‫والمعة ل تدرك إ َّل باللطة والجتمع ورص الصفوف وقت ًا هو مظنَّة انتقال الرض من الصاب‬
‫الّشيعة تنع من‬
‫الصحيح‪ ،‬وقد جاءت َّ‬
‫الّضر والذى ف َّ‬
‫إل ال َّصحيح إذا شاء الل‪ ،‬فينشأ عنه َّ‬
‫الذى‪ ،‬وترهب منه‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬وا َّلذين يؤذون الؤمنني والؤمنات بغري ما اكتسبوا فقد احتملوا‬
‫ُبتانًا وإث ًم مبنيً ﴾ [الحزاب‪ ،]58 :‬ول إثم إ َّل ف حرام‪ ،‬وتريم الذى يشمل تريم أسبابه ا َّلتي‬
‫تقود إليه‪.‬‬
‫وعن حذيفة بن أسيد ‪ ‬أ َّن النَّب َّي ‪ ‬قال‪( :‬من آذى السلمني ف طرقهم وجبت عليه‬
‫لعنتهم)(‪ ،)1‬وال َّلعنة دعاء بال َّطرد من رِحة الل‪ ،‬وقد ح َّقت ف الديث عل ا َّلذين يؤذون السلمني ف‬
‫طرقاتم‪ ،‬فد َّل القياس الل أ َّن حقوق ال َّلعن بمن يؤذي السلمني ف نفوسهم أول‪.‬‬

‫وعن أِب سعيد الدري ‪ ‬أ َّن رسول الل ‪ ‬قال‪( :‬ل َضر ول َضار‪ ،‬من ض َّار ض َّاره َّ‬
‫اَّلل‪،‬‬
‫الّضر إذا‬
‫اَّلل عليه)(‪ ،)2‬ول يرج من به الوباء القاتل العدي من عموم أهل َّ‬ ‫اق ش َّ‬
‫اق َّ‬ ‫ومن ش َّ‬
‫انغمس ف ُجهور السلمني ف الساجد‪ ،‬وهو قادر عل اجتناب ذلك‪.‬‬
‫الرِحن بن عوف عن أبيه ‪ ‬أ َّن رسول الل ‪ ‬قال‪( :‬ل يورد ُمرض عل‬
‫وعن أِب سلمة بن عبد َّ‬
‫مصح)(‪ ،)3‬والنَّهي ‪-‬هنا‪ -‬لل َّتحريم؛ دفع ًا ل َّ‬
‫لّضر عن الصح‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬الطرباين‪ /‬العجم الكبري (‪.)179 /3()3050‬‬


‫(‪ )2‬صحيح‪ ،‬أخرجه‪ :‬الاكم‪ /‬الستدرك (‪.)57 /2()2341‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه‪ :‬مسلم‪/‬صحيحه(‪.)1743/4()2221‬‬

‫‪1‬‬
‫الّشيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كان ف وفد ثقيف رجل َمذوم‪ ،‬فأرسل إليه النَّبي ‪:‬‬
‫وعن عمرو بن َّ‬
‫(إنَّا قد بايعناك فارجع)(‪.)1‬‬
‫أ َّن عمر بن ال َّطاب ‪ ‬م َّر بامرأ ة َمذومة وهي تطوف بالبيت‪،‬‬ ‫وعن ابن أِب مليكة‬
‫اَّلل ل تؤذي النَّاس لو جلست ف بيتك» فجلست فم َّر ُبا رجل بعد ذلك فقال لا‪:‬‬
‫فقال لا‪« :‬يا أمة َّ‬
‫إ َّن ا َّلذي كان قد َناك قد مات‪ ،‬فاخرجي‪ .‬فقالت‪« :‬ما كنت لطيعه ح ًّيا وأعصيه ميتًا»(‪)2‬؛ أمرا ها‬
‫بالرجوع؛ سدَّ ًا لذريعة الذى الظنون ف سبب َّية اْلصابة‪ ،‬وانتشار الوباء‪.‬‬

‫وإذا منع من أكل ال َّثوم والبصل من شهود المعة ف السجد؛ دفع ًا ْليذاء أهل َّ‬
‫الصلة بخبيث‬
‫الرائحة؛ فإ َّن منع من به الوباء العدي عن شهود المعة والمعة؛ دفع ًا ْليذائهم ف أبداَنم أول‪.‬‬
‫َّ‬
‫اَّلل أعلم وأحكم‪ ،‬وص َّل الل وس َّلم وبارك عل نبينا ُم َّمد‪.‬‬
‫و َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬مسلم‪ /‬صحيحه (‪.)1752 /4()2231‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬مالك‪ /‬الوطأ (‪.)424 /1()250‬‬

‫‪2‬‬

You might also like