You are on page 1of 5

‫الموضوع الثاني ‪:‬‬

‫النص ‪:‬‬
‫يالحظ هنا أن التاريخ يستخدم التحليل والتركيب العقليين‪ ،‬وأن الطابع الشخصي للمؤرخ يغلب إلى ٍ‬
‫حد ما على‬
‫طريقة فهمه للحوادث وعلى أسلوبه في عرضها‪.‬‬
‫فإذا اشترك عدد من المؤرخين في دراسة نفس الحوادث التاريخية عرضوا هذه الحوادث وفسروها على ضروب‪9‬‬
‫شتى‪.‬‬
‫ويرجع‪ 9‬اختالفهم في هذا األمر‪ ،‬إلى أنهم ليسوا في الثقافة والميول‪ 9‬والعواطف‪ 9‬والعقائد وأساليب التفكير وتتبين‬
‫حد‬
‫ضرورة استخدام التحليل والتركيب في تعليل الحوادث التاريخية إذا علمنا أن هذه الحوادث متشابكة ومعقدة إلى ّ‬
‫ويضاف إلى هذه العوامل‬
‫كبير‪ ،‬إذ تختلط فيها مختلف الظواهر‪ 9‬االجتماعية كالظواهر الدينية والخلقية والجغرافية ُ‬
‫كلها عامل هام‪ ،‬وهو شخصية أبطال التاريخ‪ ،‬فهؤالء يوجهون المجتمعات وجهة خاصة إما لتحقيق رغبة اجتماعية‬
‫كامنة‪ ،‬وإ ما إلرضاء مطامعهم‪ 9‬الشخصية‪ ،‬ليس استخدام‪ 9‬التحليل والتركيب‪ 9‬في علم التاريخ باألمر اليسير‪ ،‬ولذا فإنه‬
‫جيدة‪.‬‬
‫ينبغي أن يكون المؤرخ صاحب ثقافة اجتماعية ونفسية ّ‬

‫‪ -‬محمود قاسم ‪-‬‬


‫المطلوب ‪:‬‬
‫أكتب مقاال فلسفيا تعالج فيه مضمون النص ‪.‬‬
‫تصحيح الموضوع الثاني ‪.‬‬
‫الموضوع ‪ :‬كتابة مقال فلسفي حول نص ِلمحمود قاسم‪.‬‬
‫المقدمة ‪4.....................................................................................................:‬‬
‫من خص ‪99‬ائص ال ‪99‬روح العلمي ‪99‬ة‪ ،‬التج ‪99‬رد من كل األحك ‪99‬ام الذاتية وت ‪99‬أثير المي ‪99‬ول‪ ،‬ومعتق ‪99‬دات البيئة اإلجتماعي ‪99‬ة‪ .‬وه ‪99‬ذا ما ي ‪99‬دعى‬
‫بالموضوعية‪ .‬فإلى أي مدى يمكن أن يكون التاريخ موضوع تأمل نزيه وحيادي ؟‬
‫وبتعبير آخر هل يمكن اإللتزام بالموضوعية في التاريخ ؟‬
‫التوسيع ‪129......................................................................................................:‬‬
‫يرى صاحب النص أن دراسة الظواهر التاريخية‪ ،‬يغلب عليها الطابع الذاتي للمؤرخ‪ ،‬ومنه فإن الموضوعية‪ ،‬متع‪99‬ذرة في ه‪99‬ذا‬
‫المجال‪ .‬ألن المؤرخ يتأثر بالعوامل الذاتية‪ ،‬في فهم الحوادث التاريخية‪ ،‬وفي أس‪9‬لوب عرض‪9‬ها ونقلها مما ي‪99‬ؤدي إلى تع‪99‬دد آراء‬
‫الم ‪99‬ؤرخين ح ‪99‬ول نفس الظ ‪99‬اهرة التاريخي ‪99‬ة‪ ،‬فكل واحد منهم يفس ‪99‬رها حسب ثقافت ‪99‬ه‪ ،‬ميوله ومعتقدات ‪99‬ه‪ ،‬الش ‪99‬يء ال ‪99‬ذي يتن ‪99‬اقض مع‬
‫خصائص العلم الذي يقتضي أن تكون الحقيقة واحدة تقبلها جميع العقول‪.‬‬
‫‪ -‬ف‪99‬المؤرخ الفرنسي ال‪99‬ذي ي ‪99‬ؤرخ ح‪99‬رب التحرير الجزائري ‪99‬ة‪ ،‬س‪99‬تختلف نظرته ال مح ‪99‬ال عن نظ‪99‬رة الم‪99‬ؤرخ الجزائ‪99‬ري‪ ،‬نظر‬
‫االختالف ثقافة كل منهم‪99‬ا‪ .‬ولطبيعة العالقة ال‪99‬تي تربطهما بالظ‪99‬اهرة التاريخي‪99‬ة‪.‬ولعل ه‪99‬ذا ماجعل أح‪99‬دهم يق‪99‬ول " هن‪99‬اك ت‪99‬واريخ‬
‫وليس تاريخ واحد "‬
‫‪ -‬ومن بين األسباب التي تؤدي إلى تعذر الموضوعية في التاريخ‪ ،‬تعقد الحادثة التاريخية‪ .‬كونها ظاهرة تتداخل‬
‫فيها مختلف الظواهر اإلجتماعية‪ ،‬والدينية‪ ،‬الخلقية والجغرافية‪.‬‬
‫إتجاها ُمعينا بالش‪99‬كل ال‪9‬ذي يخ‪99‬دم‬
‫ً‬ ‫ضف إلى ذلك إلرتباط الظاهرة التاريخية بشخصية أبطال التاريخ‪ ،‬الذين ُيوجهون المجتمع‪99‬ات‬
‫مصالح البطل الخاصة أو يحقق رغبة إجتماعية كامنة‪.‬‬
‫ثم إن منهج الت‪99 9‬اريخ يقتضي تحليل الحادثة التاريخية وتركيبه‪99 9‬ا‪ .‬وه‪99 9‬ذا ليس ب‪99 9‬األمر اليس‪99 9‬ير ألن ه‪99 9‬ذه العملية تقتضي أن يك‪99 9‬ون‬
‫المؤرخ ذو ثقافة إجتماعية ونفسية تمكنه من فهم الحوادث ونقدها‪ -‬وإ خضاعها لمنطق الحدوث واإلمكان‪.‬‬
‫الخاتمة ‪4.........................................................................................................:‬‬
‫ال شك أن علم الت ‪99‬اريخ تواجهه عوائق إيس ‪99‬تمولوجية مثله في ذلك مثل العل ‪99‬وم اإلنس ‪99‬انية األخ ‪99‬رى‪ .‬إال أن ه ‪99‬ذا ال يع ‪99‬ني اس ‪99‬تحالة‬
‫االل ‪99‬تزام بالموض ‪99‬وعية في الت ‪99‬اريخ بش ‪99‬رط أن يل ‪99‬تزم الم ‪99‬ؤرخ بخص ‪99‬ائص ال ‪99‬روح العلمية ال ‪99‬تي تف ‪99‬رض عليه التج ‪99‬رد من األحك ‪99‬ام‬
‫الذاتية واالل‪99‬تزام ب‪99‬الروح النقدي‪99‬ة‪ .‬وك‪99‬ذا تحليل المص‪99‬ادر ونق‪99‬دها نق‪9ً 9‬دا داخليا وخارجيا للتأكيد من ص‪99‬حة الوثيقة ش‪99‬كال ومض‪99‬مونا‪.‬‬
‫زمانيا ومكانيا‪ .‬وربطها َربطا سببًِيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وبعدها يقوم المؤرخ بترتيب األحداث التاريخية ترتيبا‬

‫الموضوع الثاني ‪:‬‬


‫هل يمكن أن نعتبر أن األحداث التاريخية موضوعا‪ 9‬لمعرفة علمية ؟‬
‫الموضوع ‪ :‬هل يمكن أن نعتبر األحداث التاريخية موضوعا‪ 9‬لمعرفة علمية ؟‬
‫المقدمة ‪ :‬يختص التاريخ بدراسة الماضي اإلنساني‪ ،‬وبالتالي فإن األحداث التي يتناولها بالدراسة تتميز عن‬
‫األحداث الفيزيائية‪ ،‬من حيث‪ ،‬أنها‪ ،‬إنسانية‪ ،‬ذاتية‪ ،‬غير قابلة للتكرار األمر الذي يجعل الكشف عن القوانين التي‬
‫تحكمها قضية صعبة‪ ،‬فهل هذه الصعوبة تمنع من أن تكون الحوادث التاريخية موضوعا لمعرفة علمية صحيحة؟‬
‫التوسيع‪:‬‬
‫القضية ‪:‬‬
‫يرى بعض المفكرين أن الحوادث التاريخية اليمكن أن تكون قابلة للدراسة العلمية‪ ،‬ألنها ظواهر‪ 9‬إنسانية‪ ،‬فريدة‬
‫من نوعها ذات زمان ومكان محددين‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فهي قابلة للتكرار‪ .‬فهذه الخصائص تجعل الوقوف‪ 9‬عن القوانين‬
‫التي تحكم األحداث التاريخية أمرا مستحيال‪ ،‬ومن المعروف أن تكرار الظواهر‪ 9‬بصورة واحدة‪ ،‬يدل على أنها‬
‫تخضع لمبدأ الحتمية‪ ،‬هذا المبدأ الذي يعد أمرا ضروريا لكل معرفة تريد أن تكون علما‪ ،‬وتأسيسا على ذلك يجد‬
‫المؤرخ نفسه مضطرا إلى متابعة الحادثة التاريخية كحادثة خاصة معتمدا على المالحظة بطريقة غير مباشرة‪،‬‬
‫تتلخص في األخذ عن الوثائق‪ ،‬واآلثار والسماع لبعض األخبار‪ ،‬وهذه الطريقة غير كافية ‪،‬ألنها التبين بوضوح‪9‬‬
‫الطريقة التي تحدث وفقها الحوادث التاريخية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن أهم الخصائص التي تتميز بها الدراسة‬
‫العلمية تتجلى في التكميم أي التعبير عنها رياضيا‪ 9‬وبما أن الظواهر التاريخية إنسانية فإن قولبتها‪ 9‬في أرقام‬
‫رياضية يؤدي بها إلى‬
‫فقدان بعدها النفسي الذي يعد جوهر الحدث التاريخي‪ ،‬كما أن إخضاع الحوادث التاريخية للتجريب المخبري‪ 9‬أمر‬
‫مستحيل‪ ،‬وهذا يؤدي إلى استحالة الوقوف‪ 9‬على القوانين الضرورية التي تسير وجهة األحداث التاريخية ‪.‬‬
‫نقد القضية ‪ :‬غير أن الذين نفوا أن تكون الظاهرة التاريخية موضوعا للعلم‪ ،‬يبدوا أنهم لم يركزوا إال على‬
‫الجوانب التي تعيق الدراسة العلمية لهذه الظواهر‪،‬وإ ذا‪ 9‬علمنا أن دراسته‪ ،‬البد وأن تعترضها عوائق معرفية‬
‫تمنعها من أن تكون علمية بصورة دقيقة‪ ،‬وأن من المفروض في كل دراسة علمية ‪،‬هو محاولة تجاوز هذه‬
‫العوائق‪ ،‬وذلك بالقدرة المعرفية‪،‬ودقة الوسائل التي ينبغي االعتماد عليها‪ ،‬في تفسير الظواهر‪ 9‬قصد‪ 9‬الوقوف عند‬
‫القوانين التي يحكمها ‪.‬‬
‫تكون ظواهره قابلة ألن تكون موضوعا‪ 9‬لمعرفة علمية‪ ،‬ومما الشك فيه‪ ،‬أن هذه المحاولة قد قام بها الكثير من‬
‫المؤرخين‬
‫نقيض القضية ‪:‬‬
‫مادام التاريخ يمتلك موضوعا وهو ماضي اإلنسان يمكن إذا عملنا على تجاوز‪ 9‬العوائق‪ 9‬التي تعترض كل دراسة‬
‫من__‬ ‫علمية أن منذ ابن خلدون ‪ ...‬فإذا كان التاريخ يتميز عن العلوم األخرى‪ ،‬حيث أنه يدرس ظواهر‪ 9‬ماضية‬
‫الصعب إعادة بنائها ودراستها‪ 9‬بطريقة تجريبية مخبرية على غرار ما هو واقع في العلوم الطبيعية ‪،‬فإن تعديل‬
‫المنهج التجريبي على نحو يتطابق والظواهر‪ 9‬التاريخية أمر ممكن‪ ،‬ومن ثم فإن إعادة تركيب الواقعة التاريخية‬
‫يبدوا سهال‪ ،‬إذا ما توخى المؤرخ منهجا متماشيا‪ 9‬مع الموضوع‪ 9‬الذي يدرسه‪ ،‬وفي‪ 9‬اعتقادنا إن هذا هو الذي حدث‬
‫في دراسة العلوم‪.‬‬
‫اإلنسانية بصورة عامة وفي التاريخ بصورة خاصة‪ ،‬إذ أن المؤرخين وضعوا‪ 9‬منهجا تاريخيا يبدأ أوال بجمع‬
‫المصادر‪ ،‬والوثائق‪،‬واآلثار‪ 9‬والروايات وكل ماله صلة بالحادثة التاريخية المراد دراستها‪ 9‬وبعد ما تنتهي مرحلة‬
‫جمع المصادر‪ 9‬المتعلقة بالظاهرة المدروسة تأتي مرحلة تحليل هذه المصادر‪ ،‬بهدف نقدها‪ ،‬وقد‪ 9‬أنتبه ابن خلدون‬
‫إلى أهمية النقد وضرورته للتحقق من الخبر التاريخي‪ ،‬حيث قال ‪" :‬إن عادة النقد ليست شيئا طبيعيا‪ ،‬ويجب أن‬
‫تغرس في األذهان ‪ "..‬والمقصود‪ 9‬بذلك‪ ،‬هو جعل النقد جزءا جوهريا من عملنا العقلي وهذا األمر‪ ،‬يمكن أن‬
‫يتحقق إال عن طريق‪ 9‬ممارسته بصورة دائمة‪ ،‬ويمكن التمييز في هذه المرحلة بين نوعين من النقد التاريخي‪: 9‬النقد‬
‫الخارجي‪ 9‬والنقد الداخلي‪ ،‬إذ األول يهتم بالتحقق من النص‪ ،‬ومصدر‪ 9‬الوثيقة وبعد ذلك يرجع المؤرخ إلى النقد‬
‫الداخلي الذي يكتسي أهمية قصوى‪ 9‬من فهم الوثائق‪ ،‬والتأكد من صدقها‪ 9‬من حيث المضمون‪ ،‬وهذه العملية النقدية‬
‫تستوجب الكثير من بذل الجهد والعناء‪ ،‬ولهذا نجد المؤرخين يولون اهتماما خاصا بها‪ ،‬ألنها تسمح بالتمييز بين‬
‫الخبر الصادق والمزيف‪ ،‬وللوصول إلى ذلك‪ ،‬وجب أن نتعامل مع الوثيقة بحذر ودقة بالغتين‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن الخبر‬
‫وتصنيفه‪ ،‬والوقوف‪ 9‬على تفاصيله ومصدره‪ ،‬يوجب على المؤرخ أن يكون دقيق النظر عالما بجملة من المعارف‬
‫األخرى‪...‬أو مستعينا‪ 9‬بها ‪،‬ألن ذلك أمر ضروري لتحليل الخبرة بصورة علمية‪ .‬إن التحليل يوصل دائما إلى‬
‫تقدير جملة من النتائج الجزئية المنفصلة والمنعزلة ألنها لصيقة بحوادث متباينة (لغة‪ ،‬أسلوب‪ ،‬عادات‪ ،‬آثار‬
‫‪،‬أماكن ‪...‬الخ) باإلضافة إلى أنها قد تكون عامة أو خاصة‪ ،‬إذ أن هناك ظواهر‪ 9‬عامة مشتركة بين أفراد الشعب‪،‬‬
‫أو األسرة كالعادات والتقاليد‪ ،‬والنظم والعقائد وظواهر فردية خاصة وهي الصور التي تتشكل بها العادات والنظم‪9‬‬
‫في حياة األفراد‪، 9‬لذا‪ ،‬فإن المؤرخ بعد‬
‫مرحلة التحليل يلجأ إلى ترتيبها‪ 9‬زمانيا‪ 9‬ومكانيا‪ 9‬ويربطها ربطا علليا‪ ،‬وهذا عمل ليس سهال‪ ،‬ألن المؤرخ ال يمكن‬
‫كالعالم الطبيعي‪ ،‬يستطيع‪ 9‬أن يستعين بوسائل‪ 9‬مادية في عملية الترتيب والوقوف‪ 9‬على األسباب‪ ،‬ولذا فإنه يلجأ إلى‬
‫التأليف العقلي بين أجزاء الظاهرة المدروسة‪ ،‬وهذا أمر‪ ،‬ليس يسيرا‪ ،‬بل يتطلب عناية كبيرة لكي يصل إلى نتائج‬
‫علمية‪.‬‬
‫نقد نقيض القضية‪:‬‬
‫لكن هل بهذه العملية التحليلية والتركيبية‪ ،‬يمكن القول أن التاريخ قد صار علما موضوعيا؟ إن هذا التساؤل‬
‫يطرح بشدة إشكالية فكرة الذاتية في الدراسات التاريخية‪ ،‬إذ مهما حاول المؤرخ أن يكون موضوعيا‪ ،‬فسيظل‬
‫التاريخ محتويا‪ 9‬على جانب كبير من الذاتية‪ ،‬فكيف‪ 9‬يمكن التخلص منها خاصة إذا علمنا أن التاريخ يدرس‬
‫الظواهر‪ 9‬اإلنسانية‪ ،‬وهو يعني أن الموضوع‪ 9‬هاهنا هو ماضي اإلنسان‪ ،‬والمؤرخ‪ 9‬إنسان له ميل‪ ،‬فضال عن أنه‬
‫مرتبط‪ 9‬بمحيطه االجتماعي والثقافي وله انتماءاته األيديولوجية التي ال يستطيع‪ 9‬أن يتخلى عنها بسهولة ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يجب أال نبالغ في اعتبار الظواهر التاريخية موضوعا‪ 9‬لمعرفة علمية بصورة مطلقة‪ ،‬ألن ذلك‪ ،‬يؤدي‪ 9‬بنا إلى‬
‫إزالة طبيعتها اإلنسانية‪ ،‬وعليه فإن القول بأن التاريخ اليمكن أن يكون موضوعا‪ 9‬للمعرفة‪ ،‬ألنه يدرس ظواهر‪9‬‬
‫تفتقر إلى الشروط‪ 9‬األساسية التي يقوم عليها العلم أمر مبالغ فيه‪ ،‬كما أن القول بأنه يمكن‬
‫أن يكون موضوعا‪ 9‬لمعرفة علمية دقيقة أمر أيضا ال يخلو من المغاالة وعليه فإن اعتبار الظواهر‪ 9‬التاريخية من‬
‫طبيعة خاصة‪ ،‬تختلف من حيث طبيعة موضوعها‪ 9‬عن العلوم األخرى‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يجب أن يكون لها منهجاخاصا‪9‬‬
‫بها‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما تقدم‪ ،‬وبما أن الظواهر‪ 9‬التاريخية بالرغم من أنها ذات طبيعة إنسانية لها خصوصيتها التي‬
‫تميزها عن باقي العلوم األخرى فإنها قابلة للتحليل والتركيب‪ ،‬وهو المنهج الذي رأيناه يتفق مع طبيعتها‪ ،‬فإن‬
‫التاريخ على منواله الخاص قابل ألن يكون موضوعا للمعرفة العلمية ‪.‬‬

You might also like