Professional Documents
Culture Documents
بين هول التقنية والتأطير الديني.
∗
د .آمال عالوشيش
الكلمــات المفتاحيــة :البيوتكنولوجيــا -التقنيــة -البيوإيتيقــا -الديــن -األخالقيــات
التطبيقية
ملخــص :الهــدف مــن هــذه الورقــة البحثيــة هــو الوقــوف عنــد مفهــوم البيوإيتيقــا كفــرع
رئيســي مــن األخالقيــات التطبيقيــة التــي اســتدعتها البيوتكنولوجيــا ،أي مختلــف
التطــورات التــي حصلــت فــي ميــدان الصحــة البشـرية بشــكل خــاص مــن خــال التقــدم
العلمــي الهائــل ،ومختلــف مــا أفرزتــه مــن إشــكاليات أخالقيــة وقانونيــة لــم يعهــد بوســع
أبقـراط أن يســتوعبها مــن قبيــل االستنســاخ والقتــل الرحيــم وتحســين النســل واإلجهــاض
المتعمــد وإطالــة العمــر والتخصيــب االصطناعــي وغيرهــا ،وتبيــان مواقــف الديانــات
المختلفــة منهــا علــى تعددهــا واتفاقهــا وتعارضهــا أحيانــا ،مــع العلــم أن هــذا التقــدم مــس
الحيوان كما النبات.
�Keywords: Biotechnology - Technology - Bioethics - Religion - Ap
plied Ethics
Abstract :
The purpose of this paper is to stand up to the concept of biocetics
as a major branch of applied ethics called by biotechnology, that is,
the various developments in the field of human health in particular
through the tremendous scientific progress and the various ethical and
legal problems that Hippocrates has not been able to comprehend.
Such as cloning, euthanasia, birth control, intentional abortions, pro-
longation of life, artificial fertilization, etc., and to indicate the posi-
tions of different religions on the various, sometimes conflicting and
agreed upon.
مقدمــة :يتنــاول موضــوع هــذه الورقــة مقاربــة تنــدرج ضمــن مبحـ ٍ
ـث فلســفي معاصـ ٍـر بامتيــاز
ّ ْ ُ
وهو البيوإتيقا ( )Bioéthicsأو أخالق الحياة أو الطب أو البيولوجيا على اختالف
أستاذ محاضر /قسم الفلسفة /جامعة الجزائر ∗
-127-
ـث أكبــر هــو األخالقيــات التّســميات أو التّرجمــات ،وهــو مجــال يصــب بــدوره ضمــن مبحـ ٍ
ّ ٌ
التّطبيقيــة ( )Les éthiques appliquéesأو الفكــر األخالقــي الجديــد ،واّلــذي يعـ ّـد فــي
ّ
ـتجدات والتطـ ّـورات يكــون قــاد اًر علــى مســايرة المسـ ّ حقيقــة األمــر خطابـاً أخالقيـاً مــن شــأنه أن ُ
الصحة والحياة. المذهلة اّلتي وقعت في ميدان الطب و ّ
الســياق أن نقــف ولــو بعجالـ ٍـة عنــد روايــة ألــدوس هكســلي (-1894 وجديـٌـر بالذكــر فــي هــذا ّ
)1963اّلتــي صــدرت عــام ( )1932بعنـوان عالــم جديــد شــجاع ()Brave New World
أو عالــم رائــع جديــد وهــي روايــة مــن نــوع الخيــال العلمــي تــدور أحداثهــا حــول عالـ ٍم طغــى فيــه
وكل مــا هــو ٍ
النــاس ،عالــم عقاقيــر وآالت انتفــت فيــه العاطفــة والجمــال ّ العلــم علــى حيــاة ّ
ٍ
شــاعر ّي ،وتـ ّـم االســتغناء فيــه عــن الــزواج لصالــح أطفــال يتـ ّـم إنتاجهــم مــن خــال بيــوض فــي
خاصــة بــدالً عــن األرحــام ،وبالتّالــي وصــل إلــى ضبــط حركــة الـوالدة بحيــث يمكــن لهــذه أنابيــب ّ
ٍ ٍ
البيــوض أن تلــد أكثــر مــن ســتين = طفــا بصفــات متطابقــة ،عالـ ٌـم ينكــر االختــاف والتّفــاوت
الضغــطليكــون ه ـؤالء متشــابهون ونســخ ًة عــن بعضهــم ،عالـ ٌـم يحكمــه ّ الطبيعــي بيــن األف ـراد ُ
كل مــا
الجهــد المب ـ ُذول ليتحّقــق للمــرء ّ الفرديــة و ْ
ّ علــى األزرار أو إدارة المقابــض ،ال المبــادرة
الســعادة المبرمجــة ســلفاً ،وحيــث يتمنــى ويشــتهي ،تــؤدي الحيــاة فيــه إلــى الملــل والروتيــن و ّ ّ
االجتماعيــة
ّ ـه ـ ف بوظائ ـام ـ ي الق ـل ـ م يك ـن ـ م كل
ّ ـة ـ ي نها ـل ـ ب ـأس ـ ي ال ـى ـ ل ع ا
ً ـ ث باع ـت ـ س لي ـيخوخة الشـ
الروايــة
الرحيــم حرقـاً ليتـ ّـم تحويلــه إلــى ســماد .لقــد حملــت هــذه ّ
1
وحينهــا يختــار المعنــي المــوت ّ
تتحكــم
تنبئـاً بمصيــر اإلنســان ومآلــه المريــب عندمــا ّ و-علــى ضــوء مــا حققتــه البيوتكنولوجيــاّ -
ٍ
مجرد كائن مســتلب متشـّـيئ ـكل مر ٍ التقنية بشـ ٍ
ليتحول اإلنســان إلى ّ ّ عب في الواقع والعالقات،
يبة .ناببيأنابي س ور ٍ توج ٍ
يعيش حالة ّ
ولعـ ّـل روايــة 1984لجــورج أورويــل ( )1903-1950اّلتــي نشــرت عــام ّ 1949
تصنــف
ولكنهــا روايـ ٌة دســيوتوبية أي عــن مجتمــع قائــم علــى القمــع واالســتبداد علــى
فــي اإلطــار نفســه ّ
ـيؤولالنظ ـرة التّنبئيــة لمــا سـ ُ
تعبــر عــن نــوٍع مــن ّ
عكــس اليوتوبيــا أو المدينــة الفاضلــة ،حيــث ّ
الشــمولية اّلتــي ينتقدهــا بشـ ّـدة واســتخدام التّكنولوجيــا
إليــه مســتقبل العالــم ،مــن هيمنــة األنظمــة ّ
من أجل طمس الحقائق وتغييرها ،وهي بذلك رواية ثورية بامتياز .
2
جمــة ٍ
أن اإلنســان فــي ظـ ّـل مــا أفرزتــه البيوتكنولوجيــا وضــع حــداً لتهديــدات ّ
مــن الواضــح إذاً ّ
الرغبــة
ضحيــة تلــك التّطبيقــات عندمــا ســكنته ّ
ّ كان يتعـ ّـرض لهــا ،ولكــن فــي اآلن نفســه وقــع
الســيطرة علــى الطبيعــة البشـرّية والتّعالــي علــى الخالــق مــن منطلــق البحــث فــي
الجامحــة فــي ّ
الحية البشرّية وأسرار الهرم من أجل إطالة الحياة وغيرها من المسائل. الخلية ّ
أسرار ّ
أن اإلنســان قــد
تعددهــا بمــا فــي ذلــك اإلســام علــى ّ
الديانــات علــى ّ
الســياق ،تتّفــق ّ
فــي هــذا ّ
ـأن الجســد فــي
للا تعالــى قــد خلقــه علــى شــاكلته أو صورتــه ،وبـ ّ
ـأن ّ
ُخلــق فــي أحســن تقويـمٍ ،وبـ ّ
كل
واقــع األمــر هــو عطيــة أو هبــة أي وديعــة وأمانــة ينبغــي المحافظــة عليهــا وصونهــا مــن ّ
ولكنهــا عرفــت بعــض المواقــف المتباينــة بخصــوص حــدود تلــك التّطبيقــات عنــد اعتــداءّ ،
الســياق هــو :هــل يمكــن الالّهوتييــن وكذلــك رجــال القانــون ،و ّ
الس ـؤال اّلــذي نطرحــه فــي هــذا ّ
-128-
تأطيــر ســلطة التّقنيــة فــي مجــال التّعامــل مــع الجســد دينيـاً؟ أو بعبــارٍة أخــرى :هــل مــن سـ ٍ
ـبيل
ـب مــن تطبيقــات البيوتكنولوجيــا ،وفــي الوقــت ذاتــه تقــف أو تعتــرف بحـ ٍ
ـدود ـاق حياتيــة تعـ ّألخـ ٍ
دينيـ ٍـة؟ وبطــرٍح أكثــر بســاطة نقــول :فــي ظـ ّـل التقـ ّـدم العلمــي الحاصــل فــي مياديــن علــوم الحيــاة،
ٍ
يكــون التّعامــل مــع المــرض واأللــم والشــيخوخة والمــوت؟ وهــي لعمــري أســئل ٌة كيــف ينبغــي أن ُ
ـت واحـ ٍـد .هــل ينبغــي أن يفتــرض أن تصــب مباش ـرة ضمــن منظومتــي العلــم والديــن فــي وقـ ٍ
ّ ً ّ ُ
البيولوجية أي للتّكنولوجيا تأطير ديني لألبحاث العلمية بخاص ٍ
ة ٍ إلى مسعى كل ا
ً جانب ي ننح
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
أن العكس هو المطلوب؟ ّ أم ة الحيوي
ّ
ـكالية
ســنحاول تدريجيـاً أن نقـ ّـدم مقاربـ ًة دينيـ ًة للبيوإيتيقــا عبــر تنــاول بعــض المســائل اإلشـ ّ
الرحيــم ( )Euthanasieواالستنســاخ ( )Clonageأو أطفــال األنابيــب مــن قبيــل المــوت ّ
النســل ( )Eugénismeوغيرهــا ،واّلتــي تنضــوي فــي ( )fécondation in vitroوتحســين ّ
مجملهــا ضمــن موضــوع االعتــداء علــى الجســد أو االرتقــاء بــه بحســب الزاويــة اّلتــي ُيتنــاول
الموضوع من خاللها.
-1ضبط مصطلحات البحث
أن البيوإيتيقــا مصطلــح قــد ظهــر فــي أ -موضــوع البيوإيتيقــا :فــي هــذا ّ
الســياق نشــير إلــى ّ
الواليــات المتّحــدة األمريكيــة عــام 1970علــى يــد عالــم الســرطان األمريكــي فــان بوتــر
رينسـلاي ر )2001-1911( Van Potter Rensselaerفــي مقــال لــه بعنـوانBioeth� :
« ics, the Science of Survivalالبيوإيتيقــا ،علــم البقــاء علــى قيــد الحيــاة» واّلــذي
صـ�در فـ�ي العـ�د د 4مــن الدوريــة األمريكيــة «�Perspectives in Biology and Mede
،« cineليعــاد نشـره فــي كتابــه اّلــذي ســيصدر الحقـاً فــي 1971والموســومBioethics : :
Bridge to the Futureمعلنـاً مــن خاللــه تأســيس علـ ٍم جديـ ٍـد – علــم البقــاء -يرمــي إلــى
ـف بيــن علــوم الحيــاة والبيولوجيــا والقيــم اإلنســانية (اإليتيقــا) ،3وهــذا بســبب بــروزإقامــة تحالـ ٍ
األخالقيــة العلميــة والتّكنولوجيــة المعاص ـرة والثقافــة انفصـ ٍ
ـال وهــوٍة كبيريــن بيــن الثقافتيــن
ّ ّ
ليعبر هذا الحقل عن انبثاق الوعي بهذه الحقائق الجديدة.5 اإلنسانية الكالسيكية ّ ،
4
ّ و
وتوجسـاً علــى المســتقبل البشــري ،وهــي مقاربــة تعـ ّـد
ّإنــه الوضــع اّلــذي بــات يشـ ّـكل تهديــداً ّ
الســلم اّلتــي نــادى بهــا بعــض الفالســفة المعاصريــن وإن فــي واقــع األمــر امتــداداً لمشــاريع ّ
اختلفت المنطلقات من أمثال اإلنجليزي المعاصر برتراند راسل ( )1970-1872واأللماني
المعاصر بدوره هانس يوناس (.)1993-1903
أن مســعى بوتــر كمــا يقــول Guy Durandاتّخــذ فــي الســياق إلــى ّ وتجــدر اإلشــارة فــي هــذا ّ
ممــا جعــل
السياســةّ ،
بالمجتمــع والبيئــة و ّ مجملــه منحــى شــمولياً وإيجابيـاً بمــا ّأنــه ربــط البيوإيتيقــا
ـات عــدة إلــى درجــة ّأنــه فــي مقـ ٍ
ـال لــه نشــر 6 هــذا المجــال بمقتضــى ذلــك منفتّحـاً علــى تخصصـ ٍ
ّ
عــام 1987عـ ّـزز الموقــف نفســه فــي مناداتــه بإيتيقــا كونيــة تعمــل علــى اســتمرار بقــاء اإلنســان
والكوكب وهو ما نسـ ّـميه اليوم أحيانا ﺒ« :الماكرو بيوإيتيقا» ( ،7)macrobioéthiqueغير
-129-
أن هـ�ذا المجـ�ال سـ ُ�يختزل ليتـ ّ�م تضييقـ�ه وحصـ�ره علـ�ى يـ�د أنـ�دري هيليغـ�ر ز �André Helle ّ
ـكالية ـ ش اإل ـائل ـ س الم ـة ـ ش مناق ـى ـ ل ع ـز ـ ك ت
ر ي ـة ـ ي الجامع ـة ـ سرا للد
ّ ٍ
ـل ـ ق كح ()1979-1926 gers
ّ
الطبية.8
ّ وتطبيقاتها تقدم العلوم البيولوجية
اّلتي يثيرها ّ
الد ارســات وبتأثيــر معهــد
عرفتهــا الكثيــر مــن الموســوعات و ّ النهايــة وكمــا ّ
والبيوإيتيقــا هــي فــي ّ
ـب والعــاج إجمــاالً،
وصحــة البشــر ،وفــي عالــم الطـ ّ
ّ كينيــدي أصبحــت تتحـ ّـدد فــي مجــال الحيــاة
أهــم األقســام اّلتــي تعالجهــا كمــا يقــول Guy Durandوالتــي تعــد ليتحقــق اإلجمــاع حــول ّ
الن ـواة المركزّيــة ،وذلــك مــن قبيــل مســائل اإلجهــاض ( )avortementوالتشــخيص بمثابــة ّ
اثيــة ( )conseil génétiqueوالقتــل المبكــر ( )diagnostique prénatalواالستشــارة الور ّ
الرحيـ�م لألجنـ�ة( ( ،)euthanasie foetaleواإلخصــاب االصطناعــي (�fécondation ar
ّ
)tificielleواألم البديلــة ( )mère- porteuseواالستنســاخ والمســوخ ( )chimèreوتعقيــم
النســل (،)eugénisme المعاقيــن ( ،)stérilisation des handicapésوتحســين ّ
واألبحــاث حــول الجينــوم ،وعمليــات التّحويــل الجنســي( )transsexualitéوالتّبــرع باألعضــاء
البش ـرّية ( )don d’organesوزرع أعضــاء الحي ـوان للبشــر ( ،)xénogreffeإلــى جانــب
الرحيــم ،واإلص ـرار علــى مواصلــة مــرض فقــدان المناعــة المكتســبة أو الســيدا ،أو القتــل ّ
ية ،وتوقيــف العــاج ،والمســاعدة علــى االنتحــار، ـجة بشـر ٍ
العــاج ،والتّجــارب علــى أجنــة أنسـ ٍ
ّ
...
بالن ـواة المركزّيــة كمنــع الحمــل
عمــا أســماه بالمواضيــع الّلصيقــة ّ هــذا ناهيــك طبع ـاً ّ
يولوجية
ّ الكيميائية والبكتر
ّ ( )contraceptionوالتّعذيب ( )tortureواألبحاث حول األسلحة
وغيرهــا ،باإلضافــة إلــى المواضيــع القريبــة واّلتــي ترتبــط بالفكــر األخالقــي العملــي مــن قبيــل
ّ
ـب وعالقــة األخــاق بالقانــون ومســائل أخــرى ـاب والطـ ّ داللــة المــرض والجســد البشــر ّي واإلنجـ
حادة . ٍ ٍ
من شأنها أن تثير نقاشات فلسفية ّ
9
-133-
أن مــن شــأن تطبيــق هــذه التّقنيــات أن يفــرز مخــاوف وهواجــس ـك فيــه ّ ممــا الشـ ّ ّ
خاصــة فــي ظـ ّـل المجتمعــات ٍ ـا،ـ ه عن ـة
ـ م اج الن ـرـ ط المخا ـض ـ ع ب ـبب ـ س ب ٍ
ـعة ـ س ا
و أثــارت جـ ٍ
ـداالت
ّ ّ
ماديـ ٍـة نفعيـ ٍـة وأداتيــة،
ّ
ذات النظــم االقتصاديــة ال أرســمالية االحتكاريــة ،اّلتــي تتبنــى فلسـ ٍ
ـفات ّ ّ ّ ّ
ولعـ ّـل هــذا مــا يتّضــح بجــاء فــي العديــد مــن التّجــارب مثــل االستنســاخ اّلــذي يحــاول مــن خاللــه
بشر بغير التّضاعف الجنسي ،أو في استخدامات األسلحة الجينية والميكروبيولوجية تخليق ٍ
ات فــي ظـ ٍ ـاس وحضــار ٍ ّ
ـرف قياســي ،إلــى اّلتــي مــن شــأنها أن تعصــف أثنــاء الحــروب بأجنـ ٍ
ّ
ـأن الــذكاء محـ ّـدٌد جينيـاً أي ســلفا ،أو ً االجتماعيــة اّلتــي تنجـ ّـر مــن االعتقــاد بـ ّ ّ جانــب المشــاكل
إقصاء بعض الفئات بسب عمادها الوراثي اّلذي كشف عنه مشروع الجينوم البشر ّي.
ـدود دينيــة وأخالقيــةفــي هــذا الســياق كان البـ ّـد مــن تخليــق هــذا المجــال أي وضــع حـ ٍ
ّ
التحرريــة أي الموقــف ّ ـا ـ ق إيتيو البي ـت ـ عنز ـث ـ ي ح ـاع، ـ م إج ـل
ّ ـ ح م ـن ـ ك ي ـم ـ ل أن هــذا المســعى إالّ ّ
العلميــة تأطيـ اًر دينيـاً
ّ كل مســعى إلــى تأطيــر األبحــاث العلمانــي إلــى المنــاداة بضــرورة تنحيــة ّ
ماديــة العالــم والوجــود ،وبالتّالــي التّأســيس
26
ـذة بذلــك اتّجاه ـاً ينحــو نحــو التّأكيــد علــى ّ متّخـ ً
ـوة وتحـ ّـر اًر ،أو جســد مــا بعــد الهوتــي باعتبــاره -الجســد -مرتع ـاً لّلــذة والمتعــةٍ ٍ
لجســد أكثــر قـ ً
وليكــون إنســان العصــر الحالــي إنســاناً فاوســتياً بامتيــاز يحتــال علــى الطبيعــة واالســتمتاعُ ،
ويسعى دوماً لتجاوزها .
27
ـب واألخــاق وبيــن أن هنــاك عالقـ ٌة وطيــدةٌ بيــن الطـ ّ هــذا ،ونحــن نعتقــد مــن جهتنــا ّ
ـب والديــن ،ويعـ ّـد اليهــود والمســيحيون مــن أوائــل مــن اهتــم بالفكــر األخالقــي فــي مجــال الطـ ّ
ّ
ـانية المت ازيــدة فيــه،
علــوم الحيــاة حيــث اســتنكروا تلــك التّجــاوزات والممارســات غيــر اإلنسـ ّ
فالكاثوليــك كان ـوا أكثــر تشـ ّـدداً علــى خــاف البروتســتانت اّلذيــن كان ـوا متفتحيــن أكثــر علــى
العلميــة ،فــي حيــن اتّخــذ المســلمون علــى العمــوم موقف ـاً متحّفظ ـاً تجــاه غالبيــة ّ التّطــورات
المســائل ،وذلــك علــى الرغــم مــن الطابــع العلمانــي أو الالئكــي اّلــذي ي ـراد فرضــه علــى
وصاية ٍ
دينية. ٍ كل
البيوإيتيقا وبالتّالي رفض ّ
ـأن مفــرزات البيوتكنولوجيــا-4موقــف الديانــات مــن االستنســاخ :يمكــن الجــزم مــن البدايــة بـ ّ
ظــف لتحســين شــروط الحيــاة والتّقنيــة فــي جميــع أشــكالها وتجّلياتهــاّ ،إنمــا هــي وســيلة تو ّ
للا منحهــا اإلنســان مــن خــال قــوة العقــل اّلتــي الزاويــة فهــي نعمـ ٌة مــن ّ
ـانية ،ومــن هــذه ّ
اإلنسـ ّ
ِ
وتتقصــى وتكشــف ،وهــذا مــا جعــل المــرء ُيحــدث أتاحهــا لــه باعتبــاره ملكــة تســتطيع أن تبحــث
ّ
ٍ
تحـّـوالً فــي الطبيعــة وفــي ذاتــه أيضـاً ،وهــو مــا يظهــر بجــاء فــي تقنيــات االستنســاخ والهندســة
ـأن توظيــف مــا يحــرزه اإلنســان مــن فإننــا نســتطيع القــول بـ ّ
الســياق ّ
الجينيــة وغيرهــا ،وفــي هــذا ّ
يقرر مشروعيتها وصالحيتها. ٍ ٍ
اكتشافات وابتكارات وكيفية التّعاطي معها هو وحده اّلذي ّ
أن الديانــات علــى اختالفهــا ال تمنــع التّطــور العلمــي
مــن هــذا المنطلــق فنحــن نعتقــد ّ
ـانية ،فيمنــع
أو تعيقــهّ ،إنمــا تحــاول تخليقــه بجعلــه ي ارعــي قدســية الحيــاة واحتـرام الك ارمــة اإلنسـ ّ
ٍ
بالنظــر إلــى ّأنــه مجـ ّـرد أداة يمكــن
توســيل الجســد (ّ )instrumentalisation du corps
شروط أو حدود. ٍ استخدامها من غير
-134-
ضمــن هــذا اإلطــار تعـ ّـد تقنيــة االستنســاخ مــن التّقنيــات اّلتــي أثــار اكتشــافها ْ
واســتخدامها منــذ والدة النعجــة «دوللــي» عــام 1997بألمانيــا جــدالً واســعاً فــي أوســاط رجــال
الشــديد ورغبتــه فــي الخلــود
الديــن واألخــاق علــى حـ ّـد س ـواء ،وقــد ّبينــت طمــوح اإلنســان ّ
النمســاوي هبــر النــت فــي 1902 تنبــأ باالستنســاخ البشــر ّي هــو العالــم ّ
( .)éternitéو ّأول مــن ّ
ـيطبق يومـاً مــا ,وهــي التّقنيــة اّلتــي عرفــت بوادرهــا األولــى
28
النســخي سـ ّ أن التّكاثــر ّ
حيــن قــال ّ
النجــاح فــي استنســاخ فــي مطلــع خمســينيات القــرن الماضــي عندمــا حقــق العلمــاء بعــض ّ
بعض أصناف الضفدعيات (-29)Amphibiens
تؤديهــا فــي اف بجــدوى هــذه التّقنيــة باعتبــار الخدمــات الجليلــة اّلتــي ّ وهنــاك اعت ـر ٌ
العلميــة
ّ النســخي العلمــاء بكثيـ ٍـر مــن المعلومــات
ـزود التّوالــد ّ
الصحــة البش ـرّية ،حيــث يـ ّ
ّ مجــال
العصبيــة
ّ ممــا قــد يدفــع باألبحــاث
الســرطانية والو ارثــة والمناعــةّ ،
األساسـّـية عــن تمايــز الخاليــا ّ
ممــا غـ ّـم علــى العلمــاء حتّــى اآلن ،كمــا
30
النفســية قدمـاً نحــو األمــام مــن أجــل اكتشــاف الكثيــر ّ وّ
النســاء باعتبــاره قــاد اًر علــى اكتشــاف الكثيــر مــن الغمــوض عــن ـجعه بعــض أطبــاء أمـراض ّ يشـ ّ
المبكــر الــذي لــم تعــرف أســبابه ،إلــى جانــب إمكانيــة الحصــول علــى وســيلةٍ أســباب اإلجهــاض ّ
ُ
الســرطانية ،باإلضافــة إلــى ـدة لمنــع الحمــل وكــذا إيجــاد طريقــة لمنــع انقســام الخاليــا جديـ ٍ
ّ
استخدام الخاليا الجذعية٭ في عالج دمار المخ والجهاز العصبي وغيرها من اإلمكانات.31
ّ
وقــد اتّخــذت الكنيســة الكاثوليكيــة مــن هــذه التّقنيــة مــن منطلــق إمكانيــة تطبيقهــا علــى
اإلنســان منــذ البدايــة موقــف تحّفـ ٍـظ بــل ورفــض ،ففــي وثيقــة «هبــة الحيــاة» اّلتــي أصدرتهــا عــام
ـاة بشـرّية خــارج الّلقــاء الجنســي بيــن الــزوج والزوجــة، 1987رفضــت مبــدأ الحصــول علــى حيـ ٍ
كمــا أصــدرت «األكاديميــة الحبريــة مــن أجــل الحيــاة» (Pontificia Accademia Pro
األفــكار اّلتــي
)vitaعــام 1997وثيق ـ ًة رســمية بعن ـوان« :خواطــر عــن االستنســاخ» تناولــت بعــض
أساسية لفهم موضوع االستنساخ وتفاعله مع كرامة اإلنسان.32 ّ
اعتُبرت
ولكنهــا
ـب والحيــاة ّ لــم ترفــض الكنيســة الكاثوليكيــة التّقــدم الحاصــل فــي ميــدان الطـ ّ
ـكل مــا مــن شــأنه أن يتجاهــل محدوديــة اإلنســان المخلــوق أمــام عظمــة وقفــت بالمرصــاد لـ ّ
الخالــق ،وهــي لذلــك تطالــب باحت ـرام حيــاة اإلنســان والمحافظــة علــى كرامتــه منــذ الّلحظــة
كل أنواع االختبارات أو الممارســات األولى لتكوينه األمر اّلذي يجعلها ترفض بشـ ٍ
قطعيّ 33
ّ
ـكل
أن
حيــة ،وحــول هــذه المســألة نضيــف ّ اّلتــي تعــد الجنيــن وســيل ًة أو مســتودعاً ألعضــاء ّ
الجنينيــة فــي مراحلهــا
ّ أن الخاليــا
الطبيــة كانــت سـّـباقة فــي إعــان ّ
ـامية للعلــوم ّ
ظمــة اإلسـ ّ المن ّ
بأنهــا عبــارة عــن
األولــى تتمتّــع بنفــس االحت ـرام اّلــذي لإلنســان الكامــل ،وبالتّالــي فقــد قـ ّـررت ّ
ـداء علــى اإلنســان اّلــذي يجــبالخاليــا الباك ـرة إلنســان الغــد34،ومنــه فاالعتــداء عليهــا هــو اعتـ ٌ
كل أطوارها . احترام حياته في ّ
لقــد خلــق هللا البشــر فــي نظــر اإليمــان المســيحي ليتكاثــروا ويتناســلوا ال ليتناســخوا،
ألن االستنســاخ يلغــي الغايــة مــن الخلــق ،أي ّأنــه يلغــي الك ارمــة البش ـرية المرتبطــة باألصــل ّ
ـث بصــورةٌ ـ ب وع ـب
ٌ ـ ع تال ـو
ـ ه ـاخ
ـ س فاإلستن ـذا
ـ ه ول ، للا
ّ ة
ر ـو
ـ ص ـو
ـ ه ـذي
ـ ل ا
ّ ّ ، يـر
ـ ش الب ـن
ـ ئ للكا ـيـ ه اإلل
ّ
-135-
تدخـاً مباشـ اًر
ويتدخــل ّ
ّ ويحولهــا مســخاً ليصبــح اإلنســان بذلــك فــأر مختبـ ٍـر للا تلــك ،يشـ ّـوهها ّ ّ
للا للبشــر حتّــى يحققـوا مــن خاللــه غايــة
ّ ـه
ـ ع وض ـذي ـ ل
ّ ا ـل
ـ م المتكاو ـل
ـ م الكا ـق
ـ ل الخ ـام
ـ ظ بن ر
ا
ً ـ ي وخط
35
الحب
ّ خالل من مو بالن
ّ وجودهم
يعبــر عــن تسـّلط العلــم مــن طــرف مــن ال ديــن لــه،
ـإن االستنســاخ ّ أمــا فــي اإلســام فـ ّ
ّ
ٍ
النبــات إالّ فــي حــاالت نــادرٍة ،واألدلــة علــى أو انو ـ ي الح أو ـانـ س اإلن ـىـ ل ع اءو ـ س وهــو محـ ّـرم
ّ ٌ
التّحريم ثالثة هي:
ـكل عضـ ٍـو وظيفـ ًة مناســب ًة،
للا خلــق اإلنســان وجعــل لـ ّ
ألن ّ أوالً -اإلستنســاخ خــاف الفطـرةّ ،
لقولــه تعالــى ﴿ :لقــد خلقنــا اإلنســان فــي أحســن تقويــم﴾ ســورة التيــن -آيــة ،4و﴿اّلــذي خلــق
ٍ
كل شــيء خلقنــاه بقــدر﴾ ســورة القمــر -آيــة ّ ،49
ممــا فسـّـوى﴾ ســورة األعلــى -آيــة ،2و﴿ ّإنــا ّ
أن إنتــاج نسـ ٍـخ مــن هــذا اإلنســان يــؤدي إلــى خلخلــة الطبيعــة واضطـراب نظامهــا اّلــذي
يعنــي ّ
محرم عقالً وشرعاً.
للا عليه ،وذلك ّ أوجدها ّ
أن القطــع المستنســخة وهــم ثاني ـاً -يســتلزم االستنســاخ إفســاد ّ
النظــام الكونــي ،وهــو مــا يعنــي ّ
أفـراد ال يملكــون المواصفــات الكاملــة الموجــودة فــي األصــل أي األفـراد الطبيعييــن ،وبالتّالــي
فما كان ضرره أكثر من نفعه فهو حرٌام باتّفاق الفقهاء جميعاً.
ٍّ
الكونيــة ،حيــث يعكــس رغب ـ ًة الشــياطين علــى الجامعــة ثالث ـاً -يــؤدي االستنســاخ إلــى تس ـّلط ّ
ٍ
فــي تسـّلط اإلنســان علــى جســده وهــو مــا لــم يبحــه المولــى بشــكل مطلــق ،ناهيــك عــن التّســلط
الشــيطان اّلــذي ط بإيحـ ٍ
ـاء مــن ّ علــى أجســاد اآلخريــن ،واّلــذي يعـ ّـد هيمن ـ ًة صارخ ـ ًة وهــو تس ـّل ٌ
تنبغي مقاومته.36
كما ويمكن إيجاز مخاطر االستنساخ في ما يلي:
الســيادة على الحياة أي مشــاركةالســيطرة على الموت و ّ االدعاء و ّ -ســقوط اإلنســان في شــرك ّ
أن ثمـرة اإلنجــاب ســتختفي باعتبارهــا
الخالــق ،وهــو مــا يسـّـبب أزمـ ًة إيمانيـ ًة عميقـ ًة مــن منطلــق ّ
ـيكون الطفــل منتوج ـاً شــبيهاً نتيجــة حــب ومشـ ٍ
ـاركة واتّحـ ٍ
ـي بيــن األبويــن ،وحينهــا سـ ُّ
ـاد روحـ ّ
هوية. أو باألصل ولكنه نسخة تماثلها بال كر ٍ
امة
ّ ّ
الطبيعيــة،
ّ وكل عالقــات الق اربــة
-يقضــي االستنســاخ علــى معانــي األمومــة واألبــوة والبنـ ّـوة ّ
طم مفهوم العائلة والوالدة.
كما يح ّ
ـق الحيــاة والمــوت مــن -انعــدام احتـرام مبــدأ المســاواة بيــن البشــر عندمــا يتــم التّســلط علــى حـ ّ
اآلدميــة اّلتــي مــن
ّ طــرف الطبيــب ،إلــى جانــب تحـّـول الجســد البشــر ّي إلــى مخــزٍن لقطــع الغيــار
ـس المبــدأ األخالقــي الكانطــي فــي كـ ْـون ممــا يمـ ّشــأنها أن تحـ ّـل مــكان37األعضــاء المتلفــةّ ،
ّ
اإلنسان غاية في ذاته .
-اإلستنســاخ إذا مــا طبــق علــى البشــر ســيدخل أشــكاالً مــن التفّلــت لــم تعرفهــا البش ـرية مــن
-136-
األخالقية.38
ّ ٍ
معهود من اإلباحية قبل ،وسيخلق نوعاً غير
-5نقــل وزراعــة األعضــاء ( :)transplantation des organesوتعـ ّـد تقني ـ ًة قديم ـ ًة
أن المصريين القدامى عرفوا زرع األسنان وعنهم أخذها اليونانيون حيث أوضحت الحفريات ّ
الربــع الهجــري ( 10م) ،كمــا عــرف والرومانيــون ليشــتهر بهــا األطبــاء المســلمون فــي القــرن ّا
الهنود عمليات زرع الجلد وإصالح األنف المتآكلة واألذن المقطوعة وذلك منذ 1700ســنة
يقودنــا ال محالــة إلــى الحديــث عــن قبــل الميــاد علــى األقــل ،والحديــث عنهــا -هــذه التّقنيــةُ -
39
أن التّقــدم التّقنــي جعــل الجســد باعتبــار البعــد األنتروبولوجــي اّلــذي يكتســيه ،علــى الرغــم مــن ّ
األخالقيــة ،وهــو الوضــع ّ ليحصــل علــى قيمـ ٍـة تجاريـ ٍـة بــدالً عــن قيمتــه
ُ منــه ســلع ًة ذات ثمـ ٍـن
الســياق نتســاءل هــل اّلــذي يتجّلــى بوضــو ٍح فــي تهريــب األعضــاء واالتّجــار بهــا ،وفــي هــذا ّ
مشترك مع هللا؟
ٌ حق
وملك له فقط أم ّأنه ّ ٌ حق للمرء الجسد في اإلسالم ّ
أن األرجــح ّأنــه ٍ
السـؤال كانــت موضــوع اختــاف بيــن الفقهــاء ،إالّ ّ اإلجابــة عــن هــذا ّ
ـترك بيــن الخالــق والمخلــوق أي بيــن هللا وعبــده بمعنــى حيــاة اإلنســان وجســمه ،مــع ـق مشـ ٌ حـ ّ
ليتمكــن مــن
ألن حّقــه ســبحانه تقـ ّـرر فــي حيــاة المكّلــف وســامة جســده ّ ـق هللا تعالــى ّ تغليــب حـ ّ
ـق
الشــرعية ،والجتمــاع جانــب هللا وجانــب العبــد فــي هــذا الحـ ّ تأديــة واجباتــه أي القيــام بالتكاليــف ّ
ـإن مــن يعتــدي عليــه فقــد عصــى هللا وآذى العبــد ،بانتهــاك حرمتــه ،ولذلــك يجــب القصــاص فـ ّ
فيكــون الحـ ّ
ـق ـق اإلنســان وتجــب الكّفــارة جبـ اًر لمــا فـّـوت مــن أمــر هللاُ ، الديــة لمــا فــات مــن حـ ّ
أو ّ
فــي الحيــاة وفــي ســامة الجســد مــن الحقــوق المشــتركة بيــن هللا وعبــده .مــن هــذا المنطلــق
40
ـامية وموقــف الديانــات الشـريعة اإلسـ ّ سنتســاءل عــن مشــروعية نقــل األعضــاء وزراعتهــا فــي ّ
نصــا الســنة ّالشــرعية أي فــي الكتــاب أو ّ األخــرى علــى حـ ٍـد سـواء .إذ ال يوجــد فــي الّنصــوص ّ
صريحاً يعالج هذه المسألة
المفككــة وزرعهــا ّ إن إنتــاج وبيــع القطــع البش ـرية إن الواقــع المعيــش يشــير إلــى ّ
النمــو األســرع فــي الصناعــة اّلتــي ســتعرف ّظ ألن تصبــح ّ واســتخدامها بعــد بيعهــا ،لديهــا حظــو ٌ
الســيارات ،بــل العالــم ،وهــي ســتُقوم مــن حيــث رقــم األعمــال بمنافســة صناعــة قطــع غيــار ّ
وستكون هناك مخازن لقطع الغيار في المستشفيات تماماً كما في المرائب . ُ
ـاالت ضميرّيــة ذات حـ ّـد ٍة كبي ـرٍة،
يثيــر تقــدم الطــب فــي ميــدان زرع األعضــاء حـ ٍ
ّ ّ
أحيان ـاً ،لــدى المريــض أو الجريــح ،بالطبــع ،ولكــن أيض ـاً لــدى الطبيــب اّلــذي يقــرر الـ ّـزرع,
ألنهــا ســتجعل مــن الكائــن البشــر ّي نفســه مــادة مــن
النتائــج الكار ّثيــة لهــذا العمــل فظيعــة للغايـ ًة ّ
وّ
النــدرة والمراهنــات تمي ـزه ّ
بيــن م ـو ّاد أخــرى ,ليصبــح الجســد اإلنســاني موضوع ـاً جاه ـ اًز وحق ـاً ّ
الطبيــة ،وســيضحى صــورة الجثّــة الموضــوع اّلــذي انتــزع العضــو منــه :فهــي لــم تعــد تعتبــر ّ
ألنه انتزع منها ما كان يساهم في كيانه . ّ ا
ً إنسان
إن الجســد فــي هــذا المنظــور لــم يعــد يمثّــل تمامـاً وجــه الهويــة البشـرية ،و ّإنمــا تجميعـاً
ّ
ألعضــاء وملكيــة ونوعـاً مــن عربـ ٍـة يســتخدمها اإلنســان ،ويمكــن تبديــل مقطعهــا بقطـ ٍـع أخــرى
-137-
ـوي بيــن ّ
النســج ،عندمــا تتوّفــر مــن مــن نفــس الطبيعــة ،ش ـريطة أن توّفــر شــرط التّوافــق الحيـ ّ
الطبيــة والنفســانية
الشــروط ّالمعطــي وهــو علــى قيــد الحيــاة موافقــة ،ومــن المتلقــي إرادة ،وتكــون ّ
مجتمعة من أجل القيام بعملية زرع مواتية.
خاصـ ٍـة بنــزع األعضــاء مــن المتوفيــن ،ويعـ ّـد ٍ
لقــد أحدثــت غالبيــة البــاد تش ـريعات ّ
يعبــر عنهــا وهــو علــى قيــد الحيــاة فــي أغلــب األحيــان فــي قلــب احت ـرام إرادة المتوفــي اّلتــي ّ
التّدابير المتّخذة ،ومنها في فرنســا قانون CAILLAVETالصادر بتاريخ ديســمبر 1976
ألنــه وبفعــل الحداثــة تحـّـول الجســد مــن مجـ ّـرد قـ ٍ
ـدر يتلقــاه اإلنســان .والواقــع فــي الحقيقــة أبشــع ّ
ويتكيــف مــع منطقــه ،ويتعايــش باســتال ٍم مــع مــا يحملــه مــن حتميــة المــوت مــن الطبيعــة بسـ ٍ
ـلبية
ّ
يمكــن ابتــكاره وتعديــل قد ارتــه وتغييــر ســرعته وتفعيــل والشــيخوخة والهــرم والعجــز ،إلــى كيـ ٍ
ـان ْ
جود أداؤه .وي ّ
ويبتكر ُ وكأنه شيء ُينحت ُ إمكانياتهّ ،
المفككــة وزرعهــا واســتخدامها
ّ إن إنتــاج وبيــع القطــع البش ـرية
إن الواقــع المعيــش يشــير إلــى ّ
النمــو األســرع فــي العالــم ،وهــي
الصناعــة اّلتــي ســتعرف ّ ظ ألن تصبــح ّ بعــد بيعهــا ،لديهــا حظــو ٌ
ـتكون هنــاكالســيارات ،بــل وسـ ُ
ســتُقوم مــن حيــث رقــم األعمــال بمنافســة صناعــة قطــع غيــارّ 49
مخازن لقطع الغيار في المستشفيات تماماً كما في المرائب .
ـاالت ضميرّيــة ذات حـ ّـد ٍة كبيـرٍة ،أحيانـاً، يثيــر تقــدم الطــب فــي ميــدان زرع األعضــاء حـ ٍ
ّ ّ
النتائــج
ّ و ع,ر ـز
ّ ـ ل ا ـرر ـ ق ي ـذيـ ل
ّ ا ـبـ ي الطب ـدىـ ل ا
ً ـ ض أي ـنـ ك ول ـع، ـ ب بالط ـح،ـ ي
ر الج أو لــدى المريــض
ألنهــا ســتجعل مــن الكائــن البشــر ّي نفســه مــادة مــن بيــن الكار ّثيــة لهــذا العمــل فظيعــة للغاي ـ ًة ّ
الطبيــة،
النــدرة والمراهنــات ّ تميـزه ّ مـو ّاد أخــرى ,ليصبــح الجســد اإلنســاني موضوعـاً جاهـ اًز وحقـاً ّ
ألنــه
وســيضحى صــورة الجثّــة الموضــوع اّلــذي انتــزع العضــو منــه :فهــي لــم تعــد تعتبــر إنســاناً ّ
انتزع منها ما كان يساهم في كيانه.50
إن الجســد فــي هــذا المنظــور لــم يعــد يمثّــل تمامـاً وجــه الهويــة البشـرية ،و ّإنمــا تجميعـاً
ّ
ألعضــاء وملكيــة ونوعـاً مــن عربـ ٍـة يســتخدمها اإلنســان ،ويمكــن تبديــل مقطعهــا بقطـ ٍـع أخــرى
ـوي بيــن ّ
النســج ،عندمــا تتوّفــر مــن مــن نفــس الطبيعــة ،ش ـريطة أن توّفــر شــرط التّوافــق الحيـ ّ
الطبيــة والنفســانية
الشــروط ّ المعطــي وهــو علــى قيــد الحيــاة موافقــة ،ومــن المتلقــي إرادة ،وتكــون ّ
مجتمعة من أجل القيام بعملية زرع مواتية.
خاصـ ٍـة بنــزع األعضــاء مــن المتوفيــن ،ويعـ ّـد ٍ
لقــد أحدثــت غالبيــة البــاد تش ـريعات ّ
يعبــر عنهــا وهــو علــى قيــد الحيــاة فــي أغلــب األحيــان فــي قلــب احت ـرام إرادة المتوفــي اّلتــي ّ
التّدابيــر المتّخــذة ،ومنهــا فــي فرنســا قانــون caillavetالصــادر بتاريــخ ديســمبر .1976
51
-140-
صحيـ ٍـة خالصــةّ ،إنمــا ســنقف عنــد التّعقيــم اّلــذي ُيجبــر عليــه صاحبــه
ُيلجــأ إليــه لدواعــي ّ
الشــأن فــي حــاالت التّطهيــر العرقــي ،حيــث
اجتماعيــة أو سياسـّـية كمــا هــو ّ
ّ اقتصاديــة و
ّ ألسـ ٍ
ـباب
ّ ٍ ٍ
معينــة مــن المجرميــن والمنحرفيــن جنســياً والمصابيــن بالتشـّـوهات واألمـراض يتّخــذ ضـ ّـد نوعيــة ّ
ويكــون غرضــه العقــاب،العقليــة ،اّلتــي ُيخشــى انتقالهــا بالو ارثــة مــن اآلبــاء إلــى األبنــاء ُ ،
58
ّ
كاّلــذي مارســته ألمانيــا فــي عهــد هتلــر وفق ـاً للتش ـريع األلمانــي اّلــذي صــدر فــي 4جويليــة
،1933وقانــون اإلخصــاء الطوعــي اّلــذي صــدر فــي ،196959وذلــك اّلــذي أباحتــه بعــض
التشريعات الحقاً.
الســياق حــول مــا اّلــذي يمكــن أن يحصــل فــي حــال تحـّـولولنــا أن نتســاءل فــي هــذا ّ
ـودة
إن مثــل هــذا المجتمــع ســتموت بيــن أهلــه المـ ّ
أصحــاء أقويــاء وأذكيــاء؟ ّ
ّ المجتمــع كّلــه إلــى
الرحمــة واإليثــار بالتّأكيــد ،ألن وجــود المعـ ّـوق والعاجــز والمتخّلــف وغيرهــم ّإنمــا هــي نمــاذج
وّ
تشتد قلوبنا ونجني الوبال على أنفسنا .
60
للا علينا فال ّ تذكرنا بنعم ّ بشرية ّ
الصبغــي ال تعتبــر أمـ اًر عالجيـاً ،حيــث
ـل فــي الميـراث ّ التدخـ
أن بعــض محــاوالت ّ كمــا ّ
ٍ ٍ ٍ
يكــون الهــدف منهــا إنتــاج كائنــات بش ـرية مختــارة وفق ـاً للجنــس أو لبعــض ّ
الصفــات المحـ ّـددة ُ
ـات فــي نظــر الكنيســة الكاثوليكيــة تنافــي ك ارمــة اإلنســان الشــخصية وكمالــه
ٌ ـ ب تالع ـيـ هو ،س ً
ا ـلف
ـ
اإلنسانية في المستقبل .
61
ّ تبررها نتائج محتملة لخير وهويته ،وال يجب أن ّ
«النغولية»يتسبب في نوٍع من ّ اثية من شأنه أن ّ أن التّالعب بالعوامل الور ّ ونضيف ّ
لــم يســبق لهــا مثيــل ،وقــد كان القدمــاء يعتبــرون «نغ ـاً» مــن عاشــرت أمــه أكثــر مــن رجـ ٍـل
فإنــه أن لــه أكثــر مــن ٍ ٍ
تبيــن اســتحالة ذلــك الحقـاًّ ، أب ،وإن ّ واحــد قبــل حملهــا ،مفترضيــن بذلــك ّ
ـإن مــن تغريــه التكنولوجيــا «النغوليــة» ممكنــة ،وبالتّالــي فـ ّ وبفضــل تلــك التّالعبــات أصبحــت ّ
يكون له نغول وليس أبناء حقيقيين .
62
يحسن نسله ينتهي به األمر بأن ُ بأن ّ
ـإن دعــاة التّحســين الجينــي فــي تبريــر هــذا االختيــار حســب الســياق فـ ّ ضمــن هــذا ّ
األلمانــي المعاصــر يورغــن هابرمــاس ( Jürgen Habermasم ّ )1929إنمــا يســتندون إلــى
ـق فــي اختيــار صورتــه وتقويــم عيوبــه الجينيــة وبالتّالــي «الحريــة» اّلــذي يقـ ّـر بــأن للمــرء الحـ ّ ّ مبــدأ
الحريــة
االنتقائيــة الممكنــة لآلبــاء و ّ ّ الحريــة
ـارض بيــن ّ تحســين ذاتــه واالرتقــاء بهــا ،هنــاك إذن تعـ ٌ
ـيكون عندئـ ٍـذ قـ َـد اًر جديــداً ُيفــرض ـات علــى أبنائهــم سـ ُ اإليتيقيــة لألبنــاء ،ألن اختيــار اآلبــاء لتعديـ ٍ
ّ
يؤكــده هابرمــاس فــي قولــه ..»:منــذ اليــوم اّلــذي يتصـّـور فيــه ّ ـا
ـ م ـو ـ هو ، 63
ـةعلــى األجيــال القادمـ
ـاج يكفــي إعطــاءه شــكالً أو بحســب يتمنونــه لمولودهــم كإنتـ ٍ البالغــون اإلعــداد الو ارثــي اّلــذي ّ
خاصـاً بهــمّ ،إنهــم يمارســون مــع «المنتــج» اّلــذي النهايــة «تصميمـاً» ّ تخيلهــم أن يتصـّـوروا لهــذه ّ ّ
تعديـاً علــى األســس ل ـك
ّ ـ ش ت ٍ
ـتعدادات ـ س ا ـذ
ـ خ بأ ـل ـ خ دّالت ـكال ـ ش أ ـن
ـ م ال
ً ـكـ ش ا
ً ـ ي اث
ر و ـه
ـ ب ـمـ ك ح تـ ّـم ّ
الت
ّ
ـخص آخــرّ ،إنــه تعـ ٍـد مهمــا كان األخالقيــة لشـ ٍ
ّ الحريــة
ـدية فــي العالقــة العفويــة مــع الـ ّذات و ّ الجسـ ّ
أن اإلنســان الحكــم عليــه ،فهــم لــم يمــارس حتــى اآلن إالّ علــى األشــخاص ، »..معنــى هــذا ّ
64
تكــون كرامتــه إالّ كك ارمــة طلــب لــن ُ ألن الطفــل تحــت ال ّ يتحمــل تبعــات اختيــاره ّ ـتقبلي لــن ّ المسـ
ّ
األجنة وتبضيعهم .
65
ّ ينجر عنه تشيييء ونحدد حاجياتنا منها وهو ما ّ نعدل فيها ّ اآللة اّلتي ّ
-141-
األجنــة ونعـ ّـدل
ّ ألننــا عندمــا نســتهلك
أمــا عــن مبــدأ «المســاواة» فســيتم خرقــه ال محالــة ّ ّ
ـب هــو ـ ترا ت ـطها
ـ س أب
و ـاني،ـ س اإلن ـيـ ح ال ـن
ـ ئ الكا ـي
ـ ف فيهــا فــإن ذلــك ســينتهي حتمـاً بخلــق تراتبـ ٍ
ـات
ٌ ّ ّ
المعدليــن ،األمــر اّلــذي يمكنــه أن يهـ ّـدد وحــدة الجنــس البشــري والمجتمــع، ّ ـر
ـ ي وغ ـنـ ي ل المعد
ّ بيــن
ظ واإلمكانيــات ،وهــو مــا
66
يكــون ممكن ـاً إالّ علــى أســاس التّســاوي فــي الح ـ ّ ألن المجتمــع ال ُ ّ
الصعوبــة بمــكان احت ـرام خــط الفصــل مــا بيــن انتقــاء أكــد عليــه هابرمــاس فــي قولــه ..»:مــن ّ ّ
العوامل الوراثية غير المرغوب فيها ،والتّوسع ال ّذاتي بالعوامل المرغوب فيها. »..
67
الهوامش: 1
عد إلى رواية :ألدوس هكسلي ،عالم رائع جديد ،ترجمة :الشريف خاطر( ،القاهرة :مكتبة األسرة،
.)1999
جورج أورويل ،1984 ،ترجمة :أنور الشامي( ،الدار البيضاء ،المركز الثقافي العربي، 2
،)2006ط.1
عمــر بوفتــاس ،البيوإيتيقــا األخالقيــات الجديــدة فــي مواجهــة البيوتكنولوجيــا( ،المغــرب :إفريقيــا 4
الشرق ،)2011 ،ط ،1ص .14
-145-
8 Ibid.
مجمــع اللغــة العربيــة ،المعجــم الفلســفي( ،القاه ـرة :الهيئــة العامــة لشــؤون المطابــع األميريــة، 11
،)1983ص .53
جميل صليبا ،المعجم الفلسفي ،الجزء ( ،1بيروت :دار الكتاب اللبناني ،)1982 ،ص 12
ص(.)330-329
ســعدون محمــود الســاموك ،موســوعة األديــان والمعتقــدات القديمــة ،الجــزء األول-العقائــد، 13
(عمان :دار المناهج للنشر والتوزيع ،)2002 ،ط ،1ص .18
محمــد كامــل حســين ،الموجــز فــي تاريــخ الطــب والصيدلــة عنــد العــرب( ،طبــع علــى نفقــة حكومــة 16
الجمهورية العربية الليبية ،د .ت) ،ص .27
فرانســيس فوكويامــا ،مســتقبلنا بعــد البشــري عواقــب ثــورة التقنيــة الحيويــة ،ترجمــة :إيهــاب عبــد 18
الرحيم محمد( ،أبو ظبي :مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية ،)2006 ،ط ،1ص .117
تفيــدة ســيد أحمــد غانــم ،مرجــع التكنولوجيــا الحيوية-المفاهيــم والتطبيقــات والقضايــا المعاصــرة- 19
كتاب الطالب( .القاهرة :المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ،)2004 ،ص .46
تفيدة سيد أحمد غانم ،مرجع التكنولوجيا الحيوية-المفاهيم والتطبيقات والقضايا المعاصرة- 21
كتاب الطالب ،ص .48
-146-
المرجع نفسه ،الصفحة نفسها. 22
اإلستنســاخ بيــن اإلســام والمســيحية ،مقــاالت وأبحــاث ومقابــات لكبــار رجــال الديــن والمفكريــن 28
والباحثين من مختلف األديان( ،بيروت :دار الفكر اللبناني ،)1999 ،ط ،1ص .49
* ظهر المصطلح للمرة األولى عام 1908على يد عالم األنســجة الروســي ألكســندر ماكســمون، 31
وهــي خاليــا موجــودة بشــكل طبيعــي فــي أغلــب األعضــاء الحيــة ،تمتــاز بقدرتهــا علــى التّمايــز عبــر انقســاماتٍ
ّ ّ
المتخصصة. الناضجة و ٍ ٍ ٍ ٍ
ّ متعددة إلى عدد هائل من أنواع الخاليا ّ خلوية ّ
أسامة السيد عبد السميع ،نقل وزراعة األعضاء اآلدمية بين الشريعة والقانون -دراسة 39
مقارنة( ،مصر :دار الكتب القانونية ،)2010 ،ط ،1ص .13
-147-
أسامة السيد عبد السميع ،نقل وزراعة األعضاء اآلدمية بين الشريعة والقانون -دراسة 40
مقارنة ،ص .19
أسامة السيد عبد السميع ،نقل وزراعة األعضاء اآلدمية بين الشريعة والقانون -دراسة مقارنة، 42
ص .43
أسامة السيد عبد السميع ،نقل وزراعة األعضاء اآلدمية بين الشريعة والقانون -دراسة 45
مقارنة ،ص .37
49دافيــد لوبروتــون ،أنتروبولوجيــا الجســد والحداثــة ،ترجمــة :محمــد عــرب صاصيــا( ،بيــروت :المؤسســة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،)1993 ،ط ،1ص .222
52رجــاء بــن ســامة وآخــرون ،البيوطيقــا ،ترجمــة :المنتصــر الحملــي ،مصطفــى القلعــي ،نبيــل فيــاض،
(دمشق :دار بت ار للنشر والتوزيع ،)2010 ،ط ،1ص .26
53أنظــر :الساســي الضيفــاوي وآخــرون ،الديــن والجســد ،أعمــال نــدوة علميــة محكمــة( ،تونــس :كليــة اآلداب
والعلوم اإلنسانية بالقيروان.)2010 ،
55طــه عثمــان أبــو بكــر المغاربــي ،المســئولية الجنائيــة عــن األخطــاء الطبيــة فــي مجــال التوليــد( ،مصــر:
دار الفكر والقانون ،)2014 ،ص ص(.)54-52
-148-
اإلستنساخ بين اإلسالم والمسيحية ،مقاالت وأبحاث ومقابالت لكبار رجال الدين والمفكرين 56
والباحثين من مختلف األديان ،ص ص(.)88-84
طــه عثمــان أبــو بكــر المغاربــي ،المســئولية الجنائيــة عــن األخطــاء الطبيــة فــي مجــال التوليــد، 57
ص .233
اإلستنســاخ بيــن اإلســام والمســيحية ،مقــاالت وأبحــاث ومقابــات لكبــار رجــال الديــن والمفكريــن 60
والباحثين من مختلف األديان ،ص .69
يورغــن هابرمــاس ،مســتقبل الطبيعــة البشــرية نحــو نســالة ليبراليــة ،ترجمــة :جــورج كتــورة، 64
مراجعة :أنطوان هاشم( ،لبنان :المكتبة الشرقية ،)2006 ،ط ،1ص .21
طه عثمان أبو بكر المغاربي ،المسئولية الجنائية عن األخطاء الطبية في مجال التوليد ،ص 68
ص (.)221-210
أسامة السيد عبد السميع ،نقل وزراعة األعضاء اآلدمية بين الشريعة والقانون-دراسة 69
مقارنة ،ص .98
لقمــان فــاروق حســن نانــه كــه لــي ،المســئولية القانونيــة فــي العمــل الطبــي -دراســة مقــارن بيــن 71
القانون والشريعة( ،مكتبة زين الحقوقية واألدبية ،الطبعة ،)2013 ،1ص .123
-149-
72المرجع نفسه ،ص .124
74لقمــان فــاروق حســن نانــه كــه لــي ،المســئولية القانونيــة فــي العمــل الطبــي -دراســة مقــارن بيــن القانــون
والشريعة ،ص.124
75جوخــة الريامــي ،مفهــوم القتــل وإشــكالياته الطبيــة – دراســة فــي فلســفة األخــاق الطبيــة( ،القاهـرة :الــدار
المصرية اللبنانية ،)2006،ط ،1ص.25
76 http://www.sehha.com/medical/IslamicCode
77 http://www.sehha.com/medical/IslamicCode
قائمة المراجع:
1بالعربية: 1-
عمــر بوفتــاس ،البيوإيتيقــا األخالقيــات الجديــدة فــي مواجهــة البيوتكنولوجيــا( ،المغــرب :إفريقيــا
الشرق ،)2011 ،ط.1
رجــاء بــن ســامة وآخــرون ،البيوطيقــا ،ترجمــة :المنتصــر الحملــي ،مصطفــى القلعــي،
نبيل فياض( ،دمشق :دار بت ار للنشر والتوزيع ،)2010 ،ط.1
اإلستنســاخ بيــن اإلســام والمســيحية ،مقــاالت وأبحــاث ومقابــات لكبــار رجــال الديــن
والمفكرين والباحثين من مختلف األديان( ،بيروت :دار الفكر اللبناني ،)1999 ،ط.1
دافيــد لوبروتــون ،أنتروبولوجيــا الجســد والحداثــة ،ترجمــة :محمــد عــرب صاصيــا،
(بيروت :المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،)1993 ،ط .1
فرنســيس فوكويامــا ،مســتقبلنا بعــد البشــري عواقــب ثــورة التقنيــة الحيويــة ،ترجمــة:
إيهــاب عبــد الرحيــم محمــد( ،أبــو ظبــي :مركــز اإلمــارات للد ارســات والبحــوث اإلســتراتيجية،
،)2006ط.1
طــه عبــد الرحمــن ،سـؤال العمــل بحــث عــن األصــول العمليــة فــي الفكــر والعلــم( ،الــدار
البيضاء :المركز الثقافي العربي ،)2012 ،ط .1
أســامة الســيد عبــد الســميع ،نقــل وزراعــة األعضــاء اآلدميــة بيــن الشــريعة والقانــون -دراســة
مقارنة( ،مصر :دار الكتب القانونية ،)2010 ،ط.1
لقمــان فــاروق حســن نانــه كــه لــي ،المســئولية القانونيــة فــي العمــل الطبي-دراســة مقــارن بيــن
-150-
القانون والشريعة( ،مكتبة زين الحقوقية واألدبية ،الطبعة .)2013 ،1
الشـرائع( ،مصــر:
أحمــد شــرف الديــن ،هندســة اإلنجــاب والوراثــة فــي ضــوء األخــاق و ّ
المكتبة األكاديمية ،)2001 ،ط.1
يورغن هابرماس ،مســتقبل الطبيعة البشــرية نحو نســالة ليبرالية ،ترجمة :جورج كتورة ،مراجعة:
أنطوان هاشم( ،لبنان :المكتبة الشرقية ،)2006 ،ط.1
-2باللغة األجنبية:
مجمــع اللغــة العربيــة ،المعجــم الفلســفي( ،القاه ـرة :الهيئــة العامــة لشــؤون المطابــع األميريــة،
.)1983
جميل صليبا ،المعجم الفلسفي ،الجزء ( ،1بيروت :دار الكتاب اللبناني.)1982 ،
-4ويبوغرافيا:
http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar
-151-