You are on page 1of 8

‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫ُ‬
‫فضـل أيـّام عشـ ِر‬
‫الحجة‬
‫ّ‬ ‫ِذي‬

‫كتبته‪ /‬شيخة القاسم‪.‬‬


‫‪
...............................‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫ياباغي الخير أقبل!!‬


‫‪ -‬من فضل ال سبحانه على عباده أن شرع لهم مواسم خير‬
‫للتزود فيها من األعمال الصاحلة‪ ,‬فبعد انقضاء شهر الصيام وما‬
‫أتبعه من صيام ست من شوال‪ ,‬جاءت عشر مباركات‪ ,‬أقسم ال‬
‫بها لشرفها وعظمها )والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ( أي‪:‬عشر ذي احلجة‪,‬‬
‫زادها تعظيمًا أنها ف شهر من األشهر احلرم )فَالَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ‬
‫أَنْفُسَكُمْ(‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬جعل الذنب فيهن أعظم ‪ ,‬والعمل‬
‫الصالح واألجر أعظم ‪.‬‬
‫‪ -‬فمن تكاسل عن القيام بعد رمضان‪ ,‬وفتر عن تالوة القرآن‪,‬‬
‫وكفّ يده عن العطاء واإلحسان‪ ,‬فليبشر!! فقد أقبل موسم آخر‬
‫من مواسم اخلير والبركات‪ ,‬يستدرك فيه ما قصر فيه أو فتر عنه‬
‫من الطاعات‪ ,‬ويالسعادة من سابق فيه باخليرات‪.‬‬

‫••• ولنا مع هذه العشر الفاضالت بعض الوقفات ‪:‬‬


‫قال تعالى‪):‬ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الَِّ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ(‬
‫قيل‪ " :‬شَعَائِرَ الَِّ"‪ :‬أعالم دينه ‪",‬فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب" أي ‪ :‬فإن‬
‫تعظيمها من تقوى القلوب ‪.‬‬

‫س‪ -‬ماسبب تسمـية‬


‫‪ -‬سُمي بهذا االسم لكثرة مافيه من طرق‬
‫شهر ذي احلجــة‬
‫اخلير للمؤمن من حج وأضحية وصيام وذكر‪..‬‬
‫وال يتأتى هذا كله ف شهر غيره‪.‬‬ ‫بـ)شهر بُرَك(?‬

‫‪٢‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫‪ -‬يستقبلها بالنية الصادقة لالجتهاد ف الطاعة‬


‫والبعد عن املعصية محبة ل وخوفًا ورجاء‬
‫س‪-‬كيف يستقبل وإجالالً وحياء منه‪ ,‬فهو سبحانه أحقّ أن يطاع‪,‬‬
‫املسلم عشر ذي وأجلّ أن يُعظّم‪ ,‬وأهلٌ ألن يُستحيى منه‪.‬‬
‫قال رجل للنبي ﷺ أوصني‪) :,‬أُوصيكَ أن‬ ‫احلجة?‬
‫تَستَحي مَنَ الِ تعالى ‪ ,‬كما تَستَحي مِن الرَّج ِل‬
‫الصَّالِحِ مِن قومِكَ(‪.‬‬

‫••• فضل عشر ذي احلجة‪:‬‬


‫قالﷺ‪ ):‬ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى ال من هذه‬
‫األيام ‪,‬قالوا‪ :‬وال اجلهاد ف سبيل ال? قال‪ :‬وال اجلهاد ف سبيل‬
‫ال إال رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء( رواه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫ف هذا احلديث‪ :‬بيانُ عِظَمِ فضل هذه العشر املباركة‪,‬وفض ِل‬
‫العملِ الصَّالحِ فيها على العملِ ف سائرِ األيَّامِ‪ ,‬إالَّ الشَّهادةَ ف‬
‫سبيلِ ال على الصِّفة املذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬لذلك كان السلف يجتهدون فيها بالعمل الصالح‪ ,‬فقد كان سعيد‬
‫بن جبير‪-‬رحمه ال‪-‬إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد‬
‫يُقدَر ُ عليه‪.‬‬

‫‪٣‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫قال بعض أهل العلم‪ - :‬أيام عشرذي احلجة‬


‫س‪-‬أيهما أفضل أيام أفضل لقوله ﷺ‪) :‬ما من أيام أحب إلى ال‬
‫عشر ذي احلجة أم العشر من هذه األيام‪.(..‬‬
‫‪ -‬وليال عشر رمضان األخيرة أفضل‬ ‫األواخر من رمضان?‬
‫الشتمالها على ليلة القدر‪.‬‬
‫••• ما يستحب فعله ف أيام العشر‪:‬‬

‫‪ -١‬احلج‪ .‬قالﷺ‪» :‬احلج املبرور ليس له جزاء إال اجلنة«‪.‬‬


‫‪ -‬قال ابن القيم‪" :‬إنّ أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه‬
‫ذكرًا ل عز وجل‪ ,‬فأفضل الصّوام أكثرهم ذكرًا ل‪,‬‬ ‫س‪ .‬من هم‬
‫أفضل احلجــاج? وأفضل املتصدقي أكثرهم ذكرًا ل‪ ,‬وأفضل احلجاج‬
‫أكثرهم ذكرًا ل‪ ,‬وهكذا سائر األعمال"‪.‬‬

‫‪ -٢‬الصيام‪ ,‬قال النووي‪" :‬يستحب صيامها استحبابًا شديدًا"‪.‬‬


‫وقد ورد ف فضل الصيام قوله ﷺ‪) :‬من صام يومًا ف سبيل ال‬
‫بعّد ال وجهه عن النار سبعي خريفًا( ف سبيل ال‪ :‬أي ابتغاء‬
‫وجه ال‪.‬‬
‫‪ -‬ويتأكد صيام يوم عرفة لقوله ﷺ ‪):‬يكفر السنة املاضية‬
‫والباقية(‪.‬‬

‫‪٤‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫ومن املستحب أن نحث الصغار على صيامه‪,‬فالصغير ‪-‬بفضل‬


‫ال‪ -‬تُكتب حسناته وال تكتب سيئاته‪,‬ويؤجر الصغير على صيامه‬
‫وكذا من أعانه على الصيام‪.‬‬

‫‪-‬موقف مؤثر‪ :‬زرتُ منذ سنوات ‪-‬قبيل العشر بأيام ‪-‬امرأة كبيرة صوّامة قوّامة‬
‫بدأ )اخلرف( يدبُّ إليها‪ ,‬فنصح الطبيب أهلها بأالّ تصوم‪ ,‬فاتفقوا بينهم أن‬
‫ال يخبروها عن قرب العشر‪ ,‬العجيب أنها ‪-‬واخلرف بدأ يخطو إليها‪ -‬فتارة‬
‫تعرف أبناءها وأخرى ال تعرفهم; أنها تسأل كثيرًا‪ :‬متى العشر?! رغبة ف‬
‫صيامها‪ ,‬وما كانت لتسأل عنها إال أنها اعتادت صيامها‪.‬‬
‫‪ -٣‬التكبير والتهليل والتحميد‪:‬‬
‫‪ -‬وف الذكر حياة للقلوب‪ ,‬قال ابن اجلوزي‪) :‬بذكر ال تستنير‬
‫القلوب وحتيا‪ ,‬فكل غافل عن ذكر ال فهو ف ظالم( ‪ ,‬قالﷺ‪:‬‬
‫)فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد(‪.‬‬
‫‪ -‬وقد كان ابن عمر وأبو هريرة ‪-‬رضي ال عنهما‪ -‬يخرجان إلى‬
‫السوق ف أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما‪.‬‬
‫‪ -‬واملستحب أن يجهر الرجل بالتكبير وكذلك املرأة إذا لم يكن‬
‫هناك رجال أجانب‪.‬‬
‫‪ -‬ولتذكير نفسك وغيرك بالتكبير‪:‬تُكتب صيغ التكبير على ورقة‬
‫وتعلق ف أنحاء متفرقة ف البيت والعمل‪..‬‬

‫‪٥‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫‪ -‬صيغ التكبير‪:‬‬
‫ورد عن الصحابة صيغ للتكبير‪ ,‬منها‪:‬‬
‫ال أكبر‪ ,‬ال أكبر‪ ,‬ال أكبر كبيرًا‬
‫ال أكبر ال أكبر‪ ,‬ال إله إالال‪ ,‬وال أكبر ول احلمد‪.‬‬
‫‪ -‬يشرع ف أيام العشرالتكبير املطلق ف جميع األوقات من ليل أو‬
‫نهار إلى صالة العيد‪.‬‬
‫‪ -‬ويشرع التكبير املقيد وهو الذي يكون بعد الصلوات‬
‫املكتوبة‪,‬ويبدأ لغير احلاج من فجر يوم عرفة‪,‬وللحجاج من ظهر‬
‫يوم النحر ويستمر إلى صالة العصر آخر أيام التشريق‪.‬‬
‫‪ -٤‬الصدقة‪ :‬سميت بهذا اإلسم ألنها تدل على صدق العبودية ل‪.‬‬
‫واجلمع بي الصيام والصدقة وعيادة املريض وتشييع اجلنازة ‪-‬‬
‫األخيرة خاصة بالرجل‪ -‬من موجبات اجلنة كما ورد ف حديث‬
‫الرسول ﷺ )من أصبح منكم اليوم صائمًا‪.(.....‬‬

‫‪ -٥‬قراءة القرآن‪ :‬قالﷺ »اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة‬


‫شفيعًا ألصحابه«‪- .‬قال ابن القيم‪) :‬إنّ محبة ال تنور الوجه‬
‫وتشرح الصدر وحتيي القلب وكذلك محبة كالم ال‪ ,‬وإذا أردت أن‬
‫تعلم ما عندك من محبة ال فانظر إلى محبة القرآن من قلبك(‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫‪ -‬فلتكن لنا ختمة أو ختمات ف هذه األيام املباركة‪ ,‬قال خباب‪:‬‬


‫)تقرب إلى ال ما استطعت‪ ,‬فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه‬
‫من كالمه(‪.‬‬
‫‪ -٦‬الدعاء وخاصة يوم عرفة‪:‬‬
‫االفتقار إلى ال هو عي العبودية‪ ,‬فانطرح بي يدي اجمليب‬
‫واسأله قضاء حوائجك‪ ,‬الئذًا بجنابه‪,‬محسنًا الظن به‪ ,‬موقنًا‬
‫بعطائه‪ ,‬ومَن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له‪.‬‬
‫‪ -٧‬األضحية‪ :‬وهي سنة مؤكدة ‪,‬وقد أقام ﷺباملدينة عشر‬
‫سني يضحّي‪ ,‬ونحرﷺ بيده )‪ (٦٣‬بدنة‪ ,‬والسنة للمضحي ‪ :‬أن‬
‫يأكل منها‪ ,‬ويهدي ألقاربه وجيرانه منها‪ ,‬ويتصدق منها‪.‬‬
‫‪ -‬يوم النحر )يوم عيد األضحى(‪:‬‬

‫يرى بعض أهل العلم أنه أفضل أيام السنة على اإلطالق لقوله‬
‫ﷺ ‪):‬أفضل األيام عند ال يوم النحر ثم يوم القرّ(‪.‬‬

‫••• من سن يوم العيد‪:‬‬


‫‪ -‬التبكير للصالة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يرجع من طريق آخر غير الذي جاء منه إقتداء بالنبيﷺ‪,‬‬
‫وتكثيرًا لسواد املسلمي‪ ,‬وإظهارًا للعزة بهذا الدين‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يبدأ باألكل إال من أضحيته‪.‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪ ١٤٤١‬هـ‬ ‫أ‪ /‬شيخة القاسم‬

‫‪ -‬من أراد أن يضحي عن نفسه أو عن نفسه وأهل بيته أو ميته‬


‫فيحرم عليه أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره أو جلده حتى‬
‫يذبح أضحيته لقوله ﷺ‪) :‬إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن‬
‫يضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره(‪.‬‬

‫قال الشيخ عبدال بن جبرين‪-‬رحمه ال‪): -‬ال‬


‫س‪-‬هل للمرأة التي‬
‫بأس بغسل الشعر ومتشيطه برفق‪ ,‬وال يضر لو‬
‫نوت األضحية أن‬
‫سقط منه شعر‪ ,‬وال ينقص أجر األضحية إن‬
‫تغسل شعرها ومتشطه?‬
‫شاء ال(‪.‬‬

‫انتهى‪ ,‬وصل اللهم وسلم على نبينا محمد‪.‬‬

‫‪٨‬‬

You might also like