You are on page 1of 59

‫العمرة‬

‫أحكام وأذكا ٌر‬


‫ٌ‬
‫إعداد‬
‫حممد بن سليمان املهنا‬
‫‪1436‬هـ ‪2015 /‬م‬

‫تصميم‬

‫‪00201019530152‬‬
‫محمد سليمان عبد اهلل المهنا ‪ 1435 ،‬هـ‬ ‫ح‬

‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‬


‫المهنا‪ ،‬محمد سليمان عبد اهلل‬

‫العمرة‪ :‬أحكامها وأذكارها‪ / .‬محمد سليمان عبد اهلل المهنا‪.‬‬


‫‪ -‬الرياض‪ 1435‬هـ‪.‬‬
‫ص ‪64‬؛ ‪17 ×13 .‬سم‬
‫ردمك‪978-603-01-5788-4 :‬‬
‫أ‪ .‬العنوان‬ ‫‪ -1‬العمرة‪.‬‬
‫‪1345/6976‬‬ ‫ديوي ‪252.5‬‬

‫رقم اإليداع‪1435/6976 :‬‬


‫ردمك‪978-603-01-5788-4 :‬‬

‫مجيع حقوق الطبع والنشر‬


‫حمفوظة للمؤلف‬
‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وص َّلى اهلل وس َّلم على نبينا‬


‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫مختصر لطيفٌ مفيدٌ ألهم أحكام العمرة وآدابها‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫فهذا‬
‫جمعته من بعض الكتب المعاصرة ككتاب شيخنا اّ‬
‫العلمة‬
‫عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز «التحقيق واإليضاح لكثير من‬
‫وضمنتُه فوائد مختارة من‬
‫َّ‬ ‫مسائل الحج والعمرة والزيارة»‬
‫كالم الشيخ اّ‬
‫العلمة محمد ناصر الدين األلباين والشيخ‬
‫أضفت‬
‫ُ‬ ‫اّ‬
‫العلمة محمد بن صالح بن عثيمين ‪ ،‬كما‬
‫إليه شيئًا من ِ‬
‫العلم من كتاب «صفة حجة النبي ‪»‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪6‬‬

‫للشيخ المحدّ ث عبدالعزيز الطريفي حفظه اهلل‪ ،‬وأتممتُه‬


‫لم َبه ٍم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بكلمات ع ّلقتُها بيانًا ٍ‬
‫لمهم أو إيضاحًا ُ‬
‫السنة‬ ‫ٍ‬
‫بفصل ناف ٍع فيه أدعية مختارة من ُ‬ ‫ختمتُه‬
‫ثم ْ‬
‫الصحيحة‪ ،‬تعين المسلم والمسلمة على ِ‬
‫الذكر والدعاء‬
‫يف الحج والعمرة ويف غيرهما من األحوال‪ ،‬أخذ ُته‬
‫من كتاب «تبصير الناسك بأحكام المناسك» للشيخ‬
‫(‪)1‬‬
‫المحدّ ث عبدالمحسن الع ّباد البدر حفظه اهلل‪.‬‬
‫ُ‬
‫فأقول وباهلل تعالى التوفيق‪:‬‬

‫العمرة منسك عظيم وعبادة كريمة أمر اهلل بإتمامها‪،‬‬


‫قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [البقرة‪.]196 :‬‬

‫(‪ )1‬جعلت كتاب التحقيق واإليضاح للشيخ عبد العزيز بن باز‬


‫وحافظت على أسلوبه قدر‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬هو األصل لبناء هذا الكتاب‬
‫المستطاع‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫وحث عليها النبي ‪ ‬وب َّين ألمته فضلها‪،‬‬


‫فعن‏أبي هريرة ‪ ‬‏قال‪ :‬قال رسـول اهلل‏ ‪: ‬‬
‫مر ِة َك َّفار ٌة لما بينهما» متفق عليه‪.‬‬
‫مر ُة إلى ال ُع َ‬
‫«ال ُع َ‬
‫وعن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل ‪« ‬‏تَابِ ُعوا َب ْي َن ا ْل َح ِّج َوا ْل ُع ْم َر ِة َفإِن َُّه َما ين ِْف َي ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫ث ا ْلح ِد ِ‬
‫يد َ‏و َّ‬ ‫ي ‏ا ْلكِ ُير َ‬ ‫ُوب ك ََما َين ِْف ‏‬ ‫ا ْل َف ْق َر َو ُّ‬
‫ب‬ ‫‏خ َب َ َ‬ ‫الذن َ‬
‫َوا ْل ِف َّض ِة» أخرجه الرتمذي وهو حديث حسن‪.‬‬

‫أن النبي ‪ ‬قال ‪:‬‬ ‫عباس ‪َّ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعن ِ‬


‫ابن‬ ‫ِ‬
‫متفق ِ‬
‫عليه ‪ ،‬ويف رواية «تعدل‬ ‫ان ت ِ‬
‫َعد ُل َح َّجةً» ٌ‬ ‫رم َض َ‬
‫مر ٌة يف َ‬
‫« ُع َ‬
‫حجة معي»‪.‬‬

‫وكمله وأتمه كان أجره‬


‫وكلما أحسن العبد العمل ّ‬
‫عند اهلل أتم وأعظم وأكمل كما قال ‪« : ‬والحج‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪‬‬
‫المبرور ليس له جزاء إال الجنة» وقال ‪« :‬من‬
‫حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»‬
‫فجعل األجر األكمل األتم لمن كان حجه مربور ًا خاليًا‬
‫مما ُينقصه من اإلثم والبغي ونحوهما‪.‬‬
‫حجه بفعل الواجبات‬
‫يكمل ّ‬
‫وكما أن على المسلم أن ّ‬
‫والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات‪ ،‬فإن عليه‬
‫كذلك أن يستشعر قيمة هذه النعمة «نعمة تيسير العمرة‬
‫والتوفيق إليها» وأن يحمد اهلل ويشكره عليها فإهنا‬
‫مئات الماليين من‬
‫ُ‬ ‫نعم ٌة عظيم ٌة جليل ٌة يتمنَّى تحقي َقها‬
‫المسلمين يف العالم وال يستطيعون‪.‬‬
‫ولذا فإنه من تمام العقل والحكمة والديانة أن‬
‫يحرص زائر البيت الحرام على وقته فيمأله ِ‬
‫بالذكر‬
‫والدعاء والتالوة ونوافل الصالة وغيرها لما ُيرجى يف‬
‫تلك الرحاب الطاهرة المطهرة من االستجابة والربكة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ومضاعفة األجور‪.‬‬

‫كان أنس بن مالك ‪ ‬إذا أحرم لم يتكلم يف‬


‫شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه‪.‬‬

‫وكان شريح رحمه اهلل «وهو من كبار التابعين»‬


‫إذا أحرم كأنه ح ّية صماء من كثرة الصمت والتأمل‬
‫واالشتغال ِ‬
‫بالذكر والخشوع هلل ‪.‬‬

‫وحج مسروق بن األجدع التابعي فما نام إال‬ ‫ّ‬


‫ساجد ًا‪ ،‬يغلبه النوم يف سجوده فينام لطول قيامه‪.‬‬
‫رواد عن السلف‪( :‬كانوا‬
‫وقال عبد المجيد بن أبي ّ‬
‫يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين‪ ،‬كأن على رؤوسهم‬
‫الطير‪ ،‬يستبين لمن رآهم أهنم يف نسك وعبادة)‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن رجب رحمه اهلل ‪« :‬حج ابن القيم‬
‫‪ ‬مرات كثيرة‪ ،‬وكان أهل مكة يذكرون عنه من‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪10‬‬

‫أمرا ُيتعجب منه»‪.‬‬


‫شدّ ة العبادة وكثرة الطواف ً‬
‫نسأل اهلل تعالى أن يمأل قلوبنا باإليمان واليقين‪،‬‬
‫وأن يرزقنا لذة الطاعة وحالوة العبادة‪.‬‬

‫اللهم َأعنّا على ِذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪..‬‬


‫اللهم آمين‪.‬‬

‫***‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪11‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫اإلحرام‬

‫ب له أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫*إذا وصل المعتمر إلى الميقات استُح َّ‬
‫يغتسل‪ ،‬وال ُغ ْسل عند اإلحرام سنة متأكدة ‪ ،‬نقل‬
‫ابن المنذر اإلجماع على استحبابه‪.‬‬

‫ويستحب له كذلك أن يتطيب لما ثبت يف‬ ‫* ُ‬


‫«كنت‬
‫ُ‬ ‫الصحيحين عن عائشة ‪ ‬قالت‪:‬‬
‫ُأط ّيب رسول اهلل ‪ ‬إلحرامه قبل أن‬
‫يحرم‪ ،‬ول ِ ِ‬
‫ح ّله قبل أن يطوف بالبيت»‪.‬‬

‫*لكن ينبغي أن ُيعلم أن السنَّة لمن أراد اإلحرام أن‬


‫يط ّيب جسده وشعره ال أن يط ّيب إزاره ورداءه‪.‬‬

‫*ويستحب لمن أراد اإلحرام أن يتعاهد شاربه‬


‫وأظفاره وعانته وإبطيه‪ ،‬فيأخذ ما تدعو الحاجة‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪‬‬
‫إلى أخذه من ذلك لكي ال يحتاج إلى أخذه بعد‬
‫محرم عليه؛ وألن النبي ‪‬‬
‫اإلحرام وهو َّ‬
‫شرع للمسلمين أن يتعاهدوا هذه األشياء كل‬
‫وقت‪ ،‬كما ثبت يف الصحيحين عن أبي هريرة‬
‫‪ ‬قال قال رسول اهلل ‪« :‬الفطرة‬
‫وقص الشارب‪،‬‬
‫خمس‪ :‬الختان‪ ،‬واالستحداد‪ّ ،‬‬
‫وقلم األظفار‪ ،‬ونتف اآلباط»‪ ،‬ويف صحيح مسلم‬
‫«و ّقت لنا يف قص الشارب‬
‫عن أنس ‪ ‬قال‪ُ :‬‬
‫وقلم األظفار ونتف اإلبط وحلق العانة أن ال نترك‬
‫ذلك أكثر من أربعين ليلة»‪ ،‬وأخرجه النسائي‬
‫بلفظ‪« :‬وقت لنا رسول اهلل ‪.»‬‬

‫*وأما الرأس فال ُيشرع ُ‬


‫أخذ شيء منه عند اإلحرام‬
‫ال يف حق الرجال وال يف حق النساء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪13‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫*وأما اللحية فيحرم حلقها أو أخذ شيء منها يف جميع‬


‫األوقات‪ ،‬بل يجب إعفاؤها وتوفيرها لما ثبت يف‬
‫الصحيحين عن ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل ‪« :‬خالفوا المشركين‪ ،‬وفروا اللحى‬
‫وأحفوا الشوارب»‪ ،‬وأخرج مسلم يف صحيحه عن‬
‫أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪:‬‬
‫«جزُّوا الشوارب وأرخوا اللحى‪ ،‬خالفوا المجوس»‪.‬‬
‫ُ‬
‫ويستحب أن يكونا‬
‫*ثم يلبس الرجل إزارا ورداء‪ُ ،‬‬
‫أبيضين نظيفين‪ ،‬وأما المرأة فيجوز لها أن تحرم‬
‫فيما شاءت من المالبس الساترة‪ ،‬لكن ليس لها‬
‫أن تلبس النقاب والقفازين حال إحرامها‪ ،‬بل‬
‫تغطي وجهها وكفيها بغير النقاب والقفازين؛‬
‫ألن النبي ‪ ‬هنى المرأة المحرمة عن‬
‫لبس النقاب والقفازين‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪14‬‬

‫*وأما تخصيص بعض الناس إحرام المرأة يف‬


‫األخضر أو األسود دون غيرهما فال أصل له‪.‬‬

‫*وبعد أن يفرغ من الغسل والتنظيف ولبس ثياب‬


‫اإلحرام‪ ،‬ينوي بقلبه الدخول يف الن ُُسك‪ ،‬ويشرع له‬
‫التلفظ بما نوى‪ ،‬فيقول ‪( :‬لبيك عمرة) أو (اللهم‬
‫لبيك عمرة)‪ .‬ألن النبي ‪ ‬فعل ذلك‪.‬‬

‫*واألفضل للمحرم أن يجعل إحرامه بعد صالة‬


‫فريضة‪ ،‬فإن لم يصادف وقت فريضة فال ينبغي‬
‫أن يصلي ركعتين لإلحرام‪.‬‬

‫*واألفضل أن يكون وقت تلفظه باإلحرام بعد‬


‫استوائه على مركوبه من دابة أو سيارة أو غيرهما؛‬
‫ألن النبي ‪ ‬إنما َّ‬
‫أهل باإلحرام بعد ما‬
‫استوى على راحلته وانبعثت به من الميقات للسير‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪15‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫*وال يشرع له التلفظ بما نوى إال يف اإلحرام خاصة‬


‫لوروده عن النبي ‪ ،‬وأما الصالة‬
‫والصيام والطواف وغيرها فال ينبغي أن ُيتلفظ‬
‫يف شيء منها بالنية‪ ،‬فال يقول‪ :‬نويت أن أصلي‬
‫كذا وكذا‪ ،‬وال نويت أن أصوم كذا‪ ،‬وال نويت أن‬
‫أطوف كذا‪ ،‬بل التلفظ بذلك من البدع المحدثة‪،‬‬
‫ولو كان التلفظ بالنية مشروعا لبينه الرسول‬
‫‪ ‬وأوضحه لألمة بفعله أو قوله‪،‬‬
‫ولسبقنا إليه السلف الصالح‪.‬‬

‫المحرِم ‪« :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك‬


‫*ثم يقول ُ‬
‫ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك‬
‫والملك‪ ،‬ال شريك لك» يرفع الرجل صوته‬
‫بذلك‪ ،‬و ُت ِسر به المرأة‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪16‬‬

‫ومعنى «لبيك اللهم لبيك»‪ :‬أي أنا يا رب ألبي نداءك‬


‫وأطيع أمرك وأستسلم لحكمك وأستجيب لدعوتك‬
‫إجابة بعد إجابة وتلبية بعد تلبية‪ ،‬فإن اهلل تعالى دعا‬
‫الناس للحج‪ ،‬وأمرهم به‪ ،‬فمن أطاع فقد ل ّبى نداء اهلل‪.‬‬
‫المحرِم إذا كان خائفًا من‬
‫ومما ينبغي التنبيه إليه أن ُ‬
‫عائق يعوقه عن إتمام نسكه فإنه ينبغي له أن يشترط عند‬
‫اإلحرام فيقول‪« :‬إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني»‬
‫أي إن منعني مانع عن إتمام نسكي من مرض أو تأخر أو‬
‫حيض للمرأة أو غير ذلك فإين ّ‬
‫أحل من إحرامي‪.‬‬
‫و أما من لم يخف من عائق يعوقه عن إتمام نسكه‬
‫فإنه ال ينبغي له أن يشترط؛ ألن النبي ‪ ‬لم‬
‫يشرتط‪ ،‬ولم يأمر باالشرتاط كل أحد‪ ،‬وإنما أمر به‬
‫ضباعة بنت الزبير ‪ ‬ألهنا كانت مريضة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪17‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫وفائدة االشتراط‪ :‬أن من اشرتط عند إحرامه ثم‬


‫لم يتمكن من إتمام نسكه فإنه يقطعه ويحل من إحرامه‬
‫وال دم عليه وال شيء‪ ،‬أما من لم يشرتط فإنه يذبح دمًا‬
‫عند عدم تمكنه من إتمام نسكه‪.‬‬
‫هذا فقط إن كان المعتمر قد مر بالميقات‪ ،‬فأما إن‬
‫كان قادمًا بالطائرة فإنه يستعد بالتن ُّظف والتطيب ولبس‬
‫ثياب اإلحرام‪ ،‬فإذا حاذى الميقات فإنه ينوي الدخول يف‬
‫النسك ويتلفظ بذلك فيقول «اللهم لبيك عمرة» ثم يقول‬
‫«لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد‬
‫والنعمة لك والملك ال شريك لك»‪.‬‬
‫وقد جرت العادة يف بعض خطوط الطيران أن ُيعلن‬
‫المسؤولون يف الطائرة عند المرور بمحاذاة الميقات‪،‬‬
‫وجرت عادهتم أيضًا أن ينبهوا إلى ذلك قبل نصف‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪18‬‬

‫ساعة من محاذاته‪ ،‬فإن تأخروا فإنه ينبغي على المعتمر‬


‫أن يسألهم لئال يفوته اإلحرام يف وقته‪.‬‬

‫***‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪19‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫حمظورات اإلحرام‬

‫حمظورات اإلحرام هي‪:‬‬


‫* قص األظافر‪.‬‬ ‫ ‬
‫* حلق الشعر‪.‬‬
‫* تغطية الرأس‪.‬‬ ‫ ‬
‫* مس الطيب‪.‬‬
‫* الصيد‪.‬‬ ‫* لبس المخيط للرجال‪.‬‬
‫* النكاح‪.‬‬ ‫ ‬
‫* خطبة النكاح‪.‬‬
‫* الجماع‪.‬‬

‫فال يجوز للمحرم بعد نية اإلحرام سواء كان ذكرا‬


‫أو أنثى أن يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره أو يتطيب‪.‬‬

‫وال يجوز للرجل أن يلبس مخيطا كالقميص والفانلة‬


‫والسراويل والخفين والجوربين‪ ،‬بل يلبس اإلزار والرداء‪،‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪20‬‬

‫ويجوز له عقد اإلزار وربطه بخيط ونحوه ويجوز له لبس‬


‫ما أراد من ساعة وخاتم ونظارة ونحو ذلك‪.‬‬
‫المفصل كالثوب‬
‫ّ‬ ‫والمراد بالمخيط هو اللباس‬
‫والسراويل ونحوها‪ ،‬وليس المراد ما فيه خيوط‪ ،‬فإن‬
‫اإلزار والرداء قماش كله خيوط مع أهنما لباس اإلحرام‪،‬‬
‫وكذلك الحزام والحذاء فإنه قد يكون فيهما خيوط ومع‬
‫ذلك يجوز لبسهما‪.‬‬
‫ويجوز للمحرم أن يغتسل ويغسل رأسه ويحكه إذا‬
‫احتاج إلى ذلك برفق وسهولة‪ ،‬فإن سقط من رأسه شيء‬
‫بسبب ذلك فال حرج عليه‪ُ ،‬سئلت عائشة ‪ ‬عن حك‬
‫الرأس‪ ،‬فقالت (نعم ليح ّكه وليشدّ د‪ ،‬ولو ُربطت يداي‬
‫لحككت رأسي برجلي)‪.‬‬
‫ويحرم على المرأة المحرمة أن تلبس مخيطا لوجهها‬
‫ُ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪21‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫كالبرقع والنقاب‪ ،‬أو ليديها كالقفازين لقول النبي‬


‫‪« :‬ال تنتقب المرأة وال تلبس القفازين» رواه‬
‫البخاري‪.‬‬

‫والقفازان‪ :‬ما يخاط أو ينسج من الصوف أو القطن‬


‫أو غيرهما على قدر اليدين‪.‬‬

‫ويباح لها لبس ما سوى ذلك كالقميص والسراويل‬


‫والخفين والجوارب ونحو ذلك‪ ،‬وكذلك يباح لها سدل‬
‫خمارها على وجهها إذا احتاجت إلى ذلك‪ ،‬وإن مس‬
‫الخمار وجهها فال شيء عليها لحديث عائشة ‪‬‬
‫الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اهلل‬ ‫قالت‪( :‬كان ُ‬
‫‪ ‬فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلباهبا من رأسها‬
‫على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه) أخرجه أبوداود وابن‬
‫ماجه‪ ،‬وأخرج الدارقطني من حديث أم سلمة مثله‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪22‬‬

‫فيجب على المرأة تغطية وجهها وكفيها إذا كانت‬


‫بحضرة الرجال األجانب‪ ،‬لقول اهلل ‪ ﴿ :‬ﮤ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﴾ [النور‪ ،]31 :‬وال ريب‬
‫أن الوجه والكفين من أعظم الزينة‪ .‬والوجه يف ذلك أشد‬
‫وأعظم وقد قال تعالى‪﴿ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ﴾ [األحزاب‪.]53 :‬‬

‫وأما ما اعتادته الكثيرات من النساء من جعل العصابة‬


‫تحت الخمار لترفعه عن وجهها فال أصل له يف الشرع‪،‬‬
‫ولو كان ذلك مشروعا لبينه الرسول ‪ ‬ألمته‪.‬‬
‫للمحرِم من الرجال والنساء غسل ثيابه التي‬
‫ويجوز ُ‬
‫أحرم فيها‪ ،‬ويجوز له خلعها وإبدالها بغيرها‪.‬‬
‫ويجب على المحرم أن يترك الرفث والفسوق‬
‫والجدال لقول اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ‬
‫‪‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ﴾‬
‫[البقرة‪.]197 :‬‬

‫وصح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪« :‬من حج فلم‬


‫يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»‪.‬‬

‫الرفث‪ :‬يطلق على الجماع وعلى الفحش من القول‬


‫والفعل‪.‬‬

‫الفسوق‪ :‬المعاصي‪.‬‬

‫الجدال‪ :‬المخاصمة يف الباطل أو فيما ال فائدة فيه‪.‬‬

‫فأما الجدال بالتي هي أحسن إلظهار الحق ورد‬


‫الباطل فال بأس به‪ ،‬بل هو مأمور به؛ لقول اهلل تعالى‪:‬‬
‫﴿ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ﴾ [النحل‪.]125 :‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪24‬‬

‫المحرِم الذكر تغطية رأسه بطاقية‬


‫ويحرم على ُ‬
‫وغترة وعمامة ونحو ذلك‪ ،‬لكن إن لبس المحرم مخيطا‬
‫أو غطى رأسه أو تطيب ناسيا أو جاهال فال فدية عليه‪،‬‬
‫ويزيل ذلك متى ذكر أو علم‪ ،‬وهكذا من حلق رأسه أو‬
‫أخذ من شعره شيئا أو ق ّلم أظافره ناسيا أو جاهال فال‬
‫شيء عليه‪.‬‬

‫***‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪25‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫فص ٌل‬
‫فيما يفعله حُ‬
‫امل ِرم إذا وصل إىل املسجد احلرام‬

‫إذا وصل إلى المسجد الحرام ُس َّن له أن ُيقدّ م رجله‬


‫اليمنى عند الدخول ويقول‪( :‬بسم اهلل والصالة والسالم‬
‫على رسول اهلل‪ ،‬أعوذ باهلل العظيم وبوجهه الكريم‬
‫وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي‬
‫أبواب رحمتك)‪.‬‬
‫وهذا ِ‬
‫الذكر مشروع عند دخول سائر المساجد‬
‫وليس خاصًا بالمسجد الحرام‪ ،‬فإن الصواب أنه‬
‫ليس للمسجد الحرام ِذكر يخصه فال يشرع للحاج‬
‫وال للمعتمر إذا دخل بيت اهلل أو إذا رأى الكعبة أن يقول‬
‫ذكر ًا خاصًا بذلك وال أن يرفع يده أو يشير هبا‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪26‬‬

‫وما ُروي من الدعاء عند رؤية الكعبة (اللهم زد هذا‬


‫شرفه ‪...‬‬
‫البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من ّ‬
‫ضعيف جد ًا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فحديث‬ ‫الخ)‬

‫وجاء عن عمر ‪ ‬أنه كان أذا رأى البيت قال‪:‬‬


‫(اللهم أنت السالم ومنك السالم فح ّينا ربنا بالسالم)‬
‫وال يصح يف ذلك عن الصحابة والتابعين شيء‪.‬‬
‫وتحية المسجد الحرام الطواف‪ ،‬فال يصلي عند دخوله‬
‫ركعتين تحية للمسجد‪ ،‬لكن إن دخله لغير حج وال عمرة‬
‫وأراد أن يجلس فليصل ركعتين لعموم األدلة‪.‬‬
‫فإذا وصل المحرِم إلى الكعبة فإنه يقطع التلبية قبل‬
‫أن يبدأ يف الطواف‪.‬‬
‫ثم يقصد الحجر األسود فيستلمه بيمينه ويق ّبله «إن‬
‫تيسر ذلك» وال يؤذي الناس بالمزاحمة‪ ،‬ومعنى يستلمه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪27‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫أي يلمسه ويمسحه بيده‪.‬‬


‫ويقول عند استالم الحجر األسود «بسم اهلل واهلل‬
‫أكبر»‪ .‬فإن شق التقبيل لمسه بيده أو بعصا أو شيء معه‪،‬‬
‫ثم يق ّبل ما لمسه به‪ ،‬فإن شق استالمه أشار إليه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫«اهلل أكرب»‪.‬‬

‫ثم يطوف سبعة أشواط و ُيستحب للرجل أن يرمل‬


‫يف األشواط الثالثة األُ َول من الطواف ويمشي يف األربعة‬
‫الباقية‪.‬‬

‫الرمل ‪ :‬هو اإلسراع يف المشي مع مقاربة الخطى‪.‬‬


‫ويستَحب للرجل أيضًا أن يضطبع يف جميع هذا الطواف‪.‬‬
‫ُ‬
‫االضطباع‪ :‬هو أن ُي ِ‬
‫ظهر كتفه األيمن ويرمي طرف‬
‫ردائه على كتفه األيسر‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪‬‬
‫وتشرع الطهارة للطواف لكنها ال تجب على‬
‫الصحيح من أقوال العلماء‪ ،‬وإنما تستحب استحبابًا‪،‬‬
‫ٌ‬
‫حديث عن النبي ‪،‬‬ ‫فإنه لم يصح يف األمر هبا‬
‫وهذا هو قول شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.‬‬

‫وبعد فراغه من هذا الطواف يرتدي ردائه فيجعله‬


‫على كتفيه ويجعل طرفيه على صدره قبل أن يصلي‬
‫ركعتي الطواف‪.‬‬

‫ومما ينبغي تنبيه النساء إليه وتذكيرهن به ‪ :‬وجوب التسرت‬


‫واالحتشام‪ ،‬فيجب على المرأة التسرت وترك الزينة حال الطواف‬
‫وغيره من األحوال التي يختلط فيها النساء مع الرجال‪.‬‬
‫ووجه المرأة هو أظهر زينتها‪ ،‬فال يجوز لها إبداؤه‬
‫إال لمحارمها لقول اهلل تعالى‪ ﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﴾ إلى آخر اآلية [النور‪.]31 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪29‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫وال يجوز لها كشفه عند تقبيل الحجر األسود إذا‬


‫كان يراها أحد من الرجال‪ ،‬وإذا لم يتيسر للمرأة فسحة‬
‫الستالم الحجر وتقبيله فال يجوز لها مزاحمة الرجال‪،‬‬
‫بل تطوف من ورائهم وذلك خير لها وأعظم أجرا من‬
‫الطواف قرب الكعبة حال مزاحمتها الرجال‪.‬‬

‫ويستحب يف الطواف اإلكثار من ذكر اهلل والدعاء‪،‬‬


‫وإن قرأ فيه شيئا من القرآن فحسن‪ ،‬وال يجب يف هذا‬
‫الطواف وال غيره من األطوفة‪ ،‬وال يف السعي ذكر‬
‫مخصوص وال دعاء مخصوص‪ ،‬لكن يستحب له أثناء‬
‫طوافه أن يقول بين الركن اليماين والحجر األسود‪:‬‬
‫﴿ ﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﴾ [البقرة‪ ،]201 :‬فقد ورد ذلك يف حديث‬
‫حسن األسناد‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪‬‬
‫وأما ما أحدثه بعض الناس من تخصيص كل شوط من‬
‫الطواف أو السعي بأذكار مخصوصة أو أدعية مخصوصة‬
‫فال أصل له‪ ،‬بل مهما تيسر من الذكر والدعاء كفى‪.‬‬
‫ويشرع للمعتمر إذا حاذى الركن اليماين يف الطواف‬
‫ُ‬
‫أن يستلمه بيمينه وال يقبله‪ ،‬فإن شق عليه استالمه تركه‬
‫ومضى يف طوافه‪ ،‬وال يشير إليه وال يكربّ عند محاذاته‬
‫وال حتى عند استالمه‪.‬‬
‫أما الحجر األسود فإنه يستلمه ويق ّبله ويقول‪« :‬اهلل‬
‫أكبر»‪ ،‬فإن لم يتيسر له استالمه وتقبيله أشار إليه كلما‬
‫حاذاه وقال ‪ :‬اهلل أكرب‪.‬‬
‫ِ‬
‫المعتمر من الطواف صلى ركعتين خلف‬ ‫فإذا فرغ‬
‫المقام إذا تيسر له ذلك‪ ،‬وإن لم يتيسر له ذلك لزحام‬
‫ونحوه صالهما يف أي موضع من المسجد‪ ،‬ويسن أن‬
‫‪‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫يقرأ فيهما بعد الفاتحة‪ ﴿ ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾‬


‫[الكافرون‪ ]1 :‬و﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾ [اإلخالص‪،]1 :‬‬
‫والصواب أن صالة ركعتي الطواف سنة وليست بواجب‪،‬‬
‫وهو قول جمهور العلماء‪.‬‬
‫ثم يقصد الحجر األسود فيستلمه بيمينه إن تيسر له‬
‫ذلك اقتداء بالنبي ‪.‬‬
‫ثم يذهب إلى الصفا فيرقاه أو يقف عنده‪ ،‬والرقي‬
‫على الصفا أفضل إن تيسر‪ ،‬ويقرأ عند ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫﴿ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ [البقرة‪]158 :‬‬

‫ويستحب أن يستقبل القبلة ويحمد اهلل ويكبره‬


‫ويقول‪( :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على‬
‫كل شيء قدير‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده أنجز وعده ونصر‬
‫عبده وهزم األحزاب وحده)‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪32‬‬

‫ثم يدعو بما تيسر رافعا يديه‪ ،‬ويكرر هذا الذكر‬


‫والدعاء ثالث مرات‪.‬‬

‫ثم ينزل فيمشي إلى المروة حتى يصل إلى العلم‬


‫األول فيسرع الرجل يف المشي إلى أن يصل إلى العلم‬
‫الثاين‪ ،‬وأما المرأة فال يشرع لها اإلسراع بين العلمين‪،‬‬
‫وإنما المشروع لها المشي يف السعي كله‪.‬‬
‫والعلم األول والثاين موضعان معروفان من المسعى‬
‫وهما متميزان اآلن باإلضاءة الخضراء‪.‬‬
‫ثم يمشي فيرقى المروة أو يقف عندها والرقي عليها‬
‫أفضل إن تيسر ذلك‪ ،‬ويقول ويفعل على المروة كما قال‬
‫وفعل على الصفا ما عدا قراءة اآلية وهي قوله تعالى‪:‬‬
‫﴿ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ [البقرة‪ ،]158 :‬فهذا إنما‬
‫يشرع عند الصعود إلى الصفا يف الشوط األول فقط‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪33‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ثم ينزل حتى يصل إلى الصفا‪ ،‬يفعل ذلك سبع مرات‬
‫ذهابه شوط‪ ،‬ورجوعه شوط؛ ألن النبي ‪‬‬
‫فعل ما ذكر‪ ،‬وقال‪« :‬خذوا عني مناسككم»‪.‬‬
‫ويستحب أن يكثر يف سعيه من الذكر والدعاء ولم‬
‫يثبت فيه دعاء أو ِذكر خاص‪ ،‬أما ما يصنعه بعض الناس‬
‫من تحديد دعاء مخصوص لكل شوط فهذا بدعة‪.‬‬
‫والتطهر للسعي مستحب‪ ،‬ولو سعى على غير طهارة‬
‫أجزأه ذلك‪.‬‬
‫وكذلك لو حاضت المرأة أو نفست بعد الطواف‬
‫سعت وأجزأها ذلك؛ ألن الطهارة ليست شرطا يف السعي‪،‬‬
‫وإنما هي مستحبة‪.‬‬
‫فإذا أتم السعي حلق رأسه أو قصره‪ ،‬والحلق للرجل‬
‫أفضل‪ ،‬وال بد يف التقصير من تعميم الرأس‪ ،‬وال يكفي‬
‫تقصير بعضه‪ ،‬كما أن حلق بعضه ال يكفي‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪34‬‬

‫والمرأة ال يشرع لها إال التقصير‪ ،‬والمشروع لها أن‬


‫تأخذ من كل ضفيرة «جديلة» قدر أنملة فأقل‪ ،‬واألنملة‬
‫هي رأس اإلصبع‪ ،‬أما من ليس لها ضفائر «جدايل» فإهنا‬
‫تأخذ من طرفه قدر أنملة وال تزيد على ذلك‪.‬‬
‫كر فقد تمت عمرته َّ‬
‫وحل له‬ ‫فإذا فعل المحرم ما ُذ َ‬
‫حرم عليه باإلحرام‪.‬‬
‫كل شيء ُ‬
‫وباهلل التوفيق وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد‬

‫***‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪35‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫(‪)1‬‬
‫من أدعية النيب ‪‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا‬


‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫فهذه أدعي ٌة نبوي ٌة مبارك ٌة من صحيح ُ‬


‫السنَّة اختارها‬
‫وضمنها‬
‫ّ‬ ‫الشيخ المحدّ ث عبدالمحسن الع ّباد البدر‬
‫كتابه النافع «تبصير الناسك بأحكام المناسك» وذكر أهنا‬
‫ال تخص الحاج والمعتمر‪ ،‬بل هي عامة لكل المسلمين‬
‫يف كل األوقات‪.‬‬

‫رأيت أن أختم بها كتابي هذا ليستفيد منها المعتمر‪،‬‬


‫وقد ُ‬

‫(‪ )1‬أدعي ٌة نبوي ٌة صحيح ٌة مأخوذ ٌة من الصحيحين وغيرهما من كتب‬


‫السنة انتقيتها من كتاب «تبصير الناسك بأحكام المناسك»‬
‫للشيخ المحدّ ث عبدالمحسن الع ّباد البدر المدرس بالمسجد‬
‫النبوي الشريف‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪36‬‬

‫فإنه ُيستحب للمسلمين عمومًا وللحجاج والمعتمرين‬


‫خصوصًا اإلكثار من ِ‬
‫الذكر والدعاء‪ ،‬ومن أفضل الدعاء‬
‫وأعظمه دعاء نبينا الكريم محمد ‪.‬‬
‫والناظر يف حال كثير من الناس يجد حاجتهم‬
‫الظاهرة إلى من ُيع ّلمهم ُ‬
‫ويذكّرهم باألدعية الصحيحة‪،‬‬
‫يوجهوا إلى األدعية واألذكار الصحيحة‪،‬‬
‫فإهنم إن لم ّ‬
‫تل ّقفهم ُ‬
‫الجهال الذين يحملون الكتب المشتملة على‬
‫أذكار ُمحدثة وطرائق منكرة‪.‬‬

‫ولذا نجد انتشار األذكار البدعية كأذكار الشوط‬


‫األول من الطواف‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫وهكذا أذكار أشواط السعي‪ ،‬وأذكار تقبيل الحجر‬
‫األسود ومقام إبراهيم‪ ،‬والحلق التقصير‪ ،‬وكلها أذكار‬
‫مبتدعة لم ترد يف الكتاب وال يف السنة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪37‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫لهذا كله أضع بين يدي المعتمر هذه األدعية‬


‫الصحيحة التي تُشرع يف كل وقت وال تخص الحاج‬
‫والمعتمر‪ ،‬أضعها بين يديه ألعينه على الدعاء وأذكّره‬
‫بأشرف الص َيغ منه‪.‬‬
‫وقبل الشروع يف بيان األدعية ُأن ّبه إلى أمر مهم هو‬
‫أن أفضل الدعاء هو ما تواطأ عليه القلب واللسان‪،‬‬
‫فلو أن إنسانًا ترك حمل هذه األذكار‪ ،‬ولم يحفظ منها‬
‫شيئًا‪ ،‬واكتفى بأن يدعو ربه بحاجاته وأمنياته كسؤال‬
‫الرزق والعافية والهداية والمغفرة والجنة وغير ذلك‬
‫من الحاجات‪ ،‬أو اكتفى بالتسبيح والتحميد والتهليل‬
‫والتكبير والصالة على النبي ‪ ، ‬أو اشتغل‬
‫بقراءة القرآن‪ ،‬فإنه ُيرجى له أن ينال األجور العظيمة‬
‫والمراتب العالية‪ ،‬واهلل عنده حسن الثواب‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪‬‬
‫وهذا أوان الشروع يف ِذكر األدعية النبوية على صاحبها‬
‫أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫نت‪ ،‬خَ َل ْقتَنِي‬ ‫ْت َر ِّبي لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأ َ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم َأن َ‬
‫َو َأنَا َع ْبدُ َك‪َ ،‬و َأنَا َع َلى َع ْه ِد َك َو َو ْع ِد َك َما‬
‫ت‪َ ،‬أ ُبو ُء َل َك‬ ‫ت‪َ ،‬أ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َش ِّر َما َصنَ ْع ُ‬ ‫ْاس َت َط ْع ُ‬
‫بِن ِ ْع َمتِ َك َع َل َّي‪َ ،‬و َأ ُبو ُء بِ َذ ْنبِي َفا ْغ ِف ْر لِي َفإِ َّن ُه لاَ َيغ ِْف ُر‬
‫ُوب إِلاَّ َأن َ‬
‫ْت»(‪.)1‬‬ ‫ُّ‬
‫الذن َ‬

‫ت َن ْف ِسي ُظ ْل ًما كَثِ ًيرا‪َ ،‬ولاَ َيغ ِْف ُر‬ ‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َظ َل ْم ُ‬
‫ْت‪َ ،‬فا ْغ ِف ْر لِي َمغ ِْف َر ًة ِم ْن ِعن ِْد َك‬ ‫ُوب إِلاَّ َأن َ‬
‫الذن َ‬ ‫ُّ‬
‫يم»(‪.)2‬‬ ‫ْت ا ْل َغ ُفور ِ‬ ‫َو ْار َح ْمنِي إِنَّك َأن َ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ َّ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6306‬عن شداد بن أوس ‪ ‬وقد وصف‬


‫النبي ‪ ‬هذا الدعاء بأنه سيد االستغفار‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )834‬ومسلم (‪ )6869‬عن أبي بكر ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫«ر ِّب ا ْغ ِف ْر لِي َخطِيئَتِي َو َج ْه ِلي َوإِ ْس َرافِي فِي‬ ‫* َ‬


‫ْت َأ ْع َل ُم بِ ِه ِمنِّي‪ ،‬ال َّل ُه َّم ا ْغ ِف ْر لِي‬
‫َأ ْمرِي ُك ِّل ِه َو َما َأن َ‬
‫ك‬‫اي َو َع ْم ِدي َو َج ْه ِلي َو َهزْلِي‪َ ،‬وك ُُّل َذلِ َ‬ ‫َخ َط َاي َ‬
‫ت َو َما َأ َّخ ْر ُت َو َما‬ ‫ِعن ِْدي‪ ،‬ال َّل ُه َّم ا ْغ ِف ْر لِي َما َقدَّ ْم ُ‬
‫ْت ا ْل ُم َقدِّ ُم َو َأن َ‬
‫ْت ا ْل ُم َؤ ِّخ ُر‬ ‫ْت َأن َ‬
‫َأ ْس َر ْر ُت َو َما َأ ْع َلن ُ‬
‫ْت َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير»(‪.)1‬‬ ‫َو َأن َ‬

‫*«ال َّل ُه َّم ا ْغ ِف ْر لِي َذ ْنبِي ُك َّل ُه‪ِ ،‬د َّق ُه‪َ ،‬و ِج َّل ُه‪َ ،‬و َأ َّو َل ُه‪،‬‬
‫آخ َر ُه‪َ ،‬و َعلاَ نِ َي َت ُه‪َ ،‬و ِس َّر ُه»(‪.)2‬‬
‫و ِ‬
‫َ‬

‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َك ِم َن ا ْل َه ِّم َوا ْل َحز َِن َوا ْل َع ْج ِز َوا ْلك ََس ِل‬
‫ال»(‪.)3‬‬ ‫َوا ْل ُج ْب ِن َوا ْل ُبخْ ِل َو َض َل ِع الدَّ ي ِن َو َغ َل َب ِة الر َج ِ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6398‬ومسلم (‪ )6901‬عن أبي موسى ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )1084‬عن أبي هريرة ‪‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪ )6369‬عن أنس ‪‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪40‬‬

‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َك ِم َن ا ْل ُبخْ ِل‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ‬
‫بِ َك ِم َن ا ْل ُج ْب ِن‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َك َأ ْن ُأ َر َّد‬
‫إِ َلى َأ ْر َذ ِل ا ْل ُع ُمرِ‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن فِ ْتن َِة الدُّ ْن َيا‪،‬‬
‫َو َأ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َع َذ ِ‬
‫اب ا ْل َق ْبرِ»(‪.)1‬‬

‫ك ِم َن ا ْلك ََس ِل َوا ْل َه َر ِم‬ ‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َ‬


‫اب‬ ‫َوا ْل َم ْأ َث ِم َوا ْل َمغ َْرمِ‪َ ،‬و ِم ْن فِ ْتن َِة ا ْل َق ْبرِ َو َع َذ ِ‬
‫َّار‪َ ،‬و ِم ْن َش ِّر‬‫اب الن ِ‬ ‫ا ْل َق ْبرِ‪َ ،‬و ِم ْن فِ ْتن َِة الن ِ‬
‫َّار َو َع َذ ِ‬
‫ك ِم ْن فِ ْتن َِة ا ْل َف ْقرِ‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ‬ ‫فِ ْتن َِة ا ْل ِغنَى‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫ال‪ ،‬ال َّل ُه َّم ا ْغ ِس ْل‬ ‫ك ِم ْن فِ ْتن َِة ا ْلم ِسيحِ الدَّ َّج ِ‬
‫َ‬ ‫بِ َ‬
‫اء ال َّث ْلجِ َوا ْل َب َر ِد‪َ ،‬ون َِّق َق ْلبِي ِم َن‬
‫عنِّي َخ َطاياي بِم ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َس‪،‬‬‫ت ال َّث ْو َب الأْ َ ْب َي َض ِم َن الدَّ ن ِ‬ ‫ا ْلخَ َط َايا ك ََما َن َّق ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اي ك ََما َبا َعدْ َت َب ْي َن‬ ‫َو َباعدْ َب ْيني َو َب ْي َن َخ َط َاي َ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6365‬عن سعد بن أبي وقاص ‪‬‬


‫‪‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ا ْل َم ْشرِ ِق َوا ْل َم ْغرِ ِ‬


‫ب»(‪.)1‬‬

‫ش‬‫ض َو َر َّب ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ات َو َر َّب الأْ َ ْر ِ‬ ‫*«ال َّلهم رب السمو ِ‬


‫ُ َّ َ َّ َّ َ َ‬
‫ا ْل َعظِيمِ‪َ ،‬ر َّبنَا َو َر َّب ك ُِّل َش ْي ٍء‪َ ،‬فالِ َق ا ْل َح ِّب َوالن ََّوى‬
‫ان‪َ ،‬أ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َش ِّر‬ ‫َو ُمن ِْز َل الت َّْو َر ِاة َوالإْ ِ ن ِْج ِ‬
‫يل َوا ْل ُف ْر َق ِ‬
‫َاص َيتِ ِه‪ ،‬ال َّل ُه َّم َأن َ‬
‫ْت الأْ َ َّو ُل َف َل ْي َس‬ ‫آخ ٌذ بِن ِ‬‫ْت ِ‬ ‫ك ُِّل َش ْي ٍء َأن َ‬
‫ْت‬ ‫ْت الآْ ِخ ُر َف َل ْي َس َب ْعدَ َك َش ْي ٌء‪َ ،‬و َأن َ‬ ‫َق ْب َل َك َش ْي ٌء‪َ ،‬و َأن َ‬
‫ْت ا ْل َباطِ ُن َف َل ْي َس‬ ‫اه ُر َف َل ْي َس َف ْو َق َك َش ْي ٌء‪َ ،‬و َأن َ‬ ‫ال َّظ ِ‬

‫ض َعنَّا الدَّ ْي َن َو َأ ْغنِنَا ِم َن ا ْل َف ْقرِ»(‪.)2‬‬


‫ُدون ََك َش ْي ٌء‪ ،‬ا ْق ِ‬

‫ت َو ِم ْن َش ِّر‬
‫ك ِم ْن َش ِّر َما َع ِم ْل ُ‬
‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫َما َل ْم َأ ْع َم ْل»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6368‬ومسلم (‪ )6871‬عن عائشة ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )6889‬عن أبي هريرة ‪‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم (‪ )6895‬عن عائشة ‪‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪‬‬
‫*«ال َّل ُه َّم َأ ْص ِل ْح لِي ِدينِي ا َّل ِذي ُه َو ِع ْص َم ُة َأ ْمرِي‪،‬‬
‫اشي‪َ ،‬و َأ ْص ِل ْح‬ ‫و َأص ِلح لِي د ْنياي ا َّلتِي فِيها مع ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫اج َع ِل ا ْل َح َيا َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لي آخ َرتي ا َّلتي ف َيها َم َعادي َو ْ‬
‫اح ًة لِي‬ ‫ِ ِ‬
‫ِز َيا َد ًة لي في ك ُِّل َخ ْيرٍ‪َ ،‬و ْ‬
‫اج َع ِل ا ْل َم ْو َت َر َ‬
‫ِم ْن ك ُِّل َش ٍّر»(‪.)1‬‬

‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َ‬


‫ك ا ْل ُهدَ ى َوال ُّت َقى َوا ْل َع َف َ‬
‫اف‬
‫َوا ْل ِغنَى»(‪.)2‬‬

‫ك ِم َن ا ْل َع ْج ِز َوا ْلك ََس ِل‪،‬‬ ‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َ‬


‫اب ا ْل َق ْبرِ‪،‬‬ ‫َوا ْل ُج ْب ِن َوا ْل ُبخْ ِل‪َ ،‬وا ْل َه َر ِم َو َع َذ ِ‬
‫ْت َخ ْي ُر‬ ‫آت َن ْف ِسي َت ْق َو َاها َو َزك َِّها َأن َ‬ ‫ال َّلهم ِ‬
‫ُ َّ‬
‫ْت َولِ ُّي َها َو َم ْولاَ َها‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫َّاها‪َ ،‬أن َ‬
‫َم ْن َزك َ‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )6903‬عن أبي هريرة ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )6904‬عن ابن مسعود ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ب‬ ‫ك ِم ْن ِع ْل ٍم لاَ َي ْن َف ُع‪َ ،‬و ِم ْن َق ْل ٍ‬ ‫إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َ‬


‫س لاَ ت َْش َب ُع‪َ ،‬و ِم ْن َد ْع َو ٍة‬ ‫لاَ َيخْ َش ُع‪َ ،‬و ِم ْن َن ْف ٍ‬
‫اب َل َها»(‪.)1‬‬
‫لاَ ُي ْست ََج ُ‬

‫ك‬ ‫ْت‪َ ،‬و َع َل ْي َ‬ ‫ك َآمن ُ‬ ‫ت َوبِ َ‬ ‫ك َأ ْس َل ْم ُ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم َل َ‬


‫ت‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫اص ْم ُ‬‫ك َخ َ‬ ‫ت َوبِ َ‬ ‫ك َأ َن ْب ُ‬ ‫ت َوإِ َل ْي َ‬ ‫ت ََو َّك ْل ُ‬
‫ْت َأ ْن ت ُِض َّلنِي‪،‬‬ ‫ك لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأن َ‬ ‫إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ ِعزَّتِ َ‬
‫ج ُّن َوالإْ ِ ن ُْس‬ ‫وت َوا ْل ِ‬‫ْت ا ْل َح ُّي ا َّل ِذي لاَ َي ُم ُ‬ ‫َأن َ‬
‫ُون»(‪.)2‬‬
‫َي ُموت َ‬

‫ك َوت ََح ُّو ِل‬ ‫ال نِ ْع َمتِ َ‬


‫ك ِم ْن ز ََو ِ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫ك»(‪.)3‬‬ ‫ك َو َج ِمي ِع َسخَ طِ َ‬ ‫ك َو ُف َجا َء ِة نِ ْق َمتِ َ‬
‫َعافِ َيتِ َ‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )6906‬عن زيد بن أرقم ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )7383‬مسلم (‪ )6899‬عن ابن عباس ‪‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم (‪ )6943‬عن ابن عمر ‪‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪‬‬
‫ف ُق ُلو َبنَا َع َلى‬ ‫ف ا ْل ُق ُل ِ‬
‫وب َص ِّر ْ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم ُم َص ِّر َ‬
‫ك»(‪.)1‬‬ ‫َطا َعتِ َ‬

‫يل‪َ ،‬فاطِ َر‬ ‫يل َوإِ ْس َرافِ َ‬ ‫يل َو ِميكَائِ َ‬


‫*«ال َّل ُه َّم َر َّب َج ْب َرائِ َ‬
‫الش َها َد ِة‪،‬‬
‫ب َو َّ‬ ‫ض‪َ ،‬عالِ َم ا ْل َغ ْي ِ‬ ‫ات َواألَ ْر ِ‬ ‫السمو ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫ون‪،‬‬ ‫يما كَانُوا فِ ِيه َيخْ ت َِل ُف َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ْت ت َْحك ُُم َب ْي َن ع َباد َك ف َ‬ ‫َأن َ‬
‫َّك‬‫ْاه ِدنِي لِ َما اخْ ت ُِلفَ فِ ِيه ِم َن ا ْل َح ِّق بِإِ ْذنِ َك‪ ،‬إِن َ‬
‫اط ُم ْست َِقيمٍ»(‪.)2‬‬ ‫تَه ِدي من ت ََشاء إِ َلى ِصر ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬

‫اك ِم ْن َسخَ طِ َك‪َ ،‬وبِ ُم َعا َفاتِ َك‬


‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِرِ َض َ‬
‫ِم ْن ُع ُقو َبتِ َك‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َك ِمن َْك‪ ،‬لاَ ُأ ْح ِصي َثنَا ًء‬
‫ْت ك ََما َأ ْث َن ْي َت َع َلى َن ْف ِس َك»(‪.)3‬‬
‫َع َل ْي َك‪َ ،‬أن َ‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )6750‬عن عبد اهلل بن عمرو ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )1811‬عن عائشة ‪‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم (‪ )1090‬عن عائشة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ك ِم ْن َج ْه ِد ا ْل َبلاَ ِء َو َد َر ِك‬ ‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َ‬


‫اء و َشمات َِة الأْ َعدَ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اء»(‪.)1‬‬ ‫ْ‬ ‫الش َقاء َو ُسوء ا ْل َق َض َ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُورا‪،‬‬
‫ُورا‪َ ،‬وفي ل َساني ن ً‬ ‫اج َع ْل لي في َق ْلبِي ن ً‬ ‫*«ال َّل ُه َّم ْ‬
‫ُورا‪َ ،‬و ِم ْن َف ْو ِقي‬ ‫ِ‬
‫ُورا‪َ ،‬وفي َب َصرِي ن ً‬
‫ِ‬
‫َوفي َس ْمعي ن ً‬
‫ِ‬
‫ُورا‪َ ،‬و َع ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُورا‪َ ،‬و َع ْن َيميني ن ً‬ ‫ُورا‪َ ،‬وم ْن ت َْحتي ن ً‬ ‫ن ً‬
‫ُورا‪َ ،‬و ِم ْن خَ ْل ِفي‬ ‫ِ‬
‫ُورا‪َ ،‬وم ْن َب ْي ِن َيدَ َّي ن ً‬
‫ِ ِ‬
‫ش َمالي ن ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُورا»(‪.)2‬‬ ‫ُورا‪َ ،‬و َأ ْعظ ْم لي ن ً‬
‫اج َع ْل في َن ْفسي ن ً‬ ‫ُورا‪َ ،‬و ْ‬ ‫ن ً‬
‫اج ِل ِه‬
‫ك ِم َن ا ْلخَ ْيرِ ُك ِّل ِه َع ِ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َ‬
‫ت ِمنْ ُه َو َما َل ْم َأ ْع َلم‪َ ْ،‬و َأ ُعو ُذ‬ ‫آج ِل ِه َما َع ِل ْم ُ‬‫َو ِ‬
‫ت‬ ‫آج ِل ِه َما َع ِل ْم ُ‬
‫اج ِل ِه َو ِ‬
‫الش ِّر ُك ِّل ِه َع ِ‬ ‫ك ِم َن َّ‬ ‫بِ َ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6347‬ومسلم (‪ )6877‬عن أبي هريرة‬


‫ول اهَّللِ ‪َ ‬ي َت َع َّو ُذ مِ ْن ‪.»...‬‬
‫َان َر ُس ُ‬
‫‪ ‬ولفظه «ك َ‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )6316‬ومسلم (‪ )1797‬عن ابن عباس‬
‫‪‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪46‬‬

‫ك ِم ْن َخ ْيرِ‬ ‫ِم ْن ُه َو َما َل ْم َأ ْع َل ْم‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َ‬


‫ك ِم ْن َش ِّر‬ ‫ك‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َ‬ ‫ك َع ْبدُ َك َو َنبِ ُّي َ‬ ‫َما َس َأ َل َ‬
‫ك ا ْل َجنَّ َة‬ ‫ك‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َ‬ ‫َما َعا َذ بِ ِه َع ْبدُ َك َو َنبِ ُّي َ‬
‫ك ِم َن‬ ‫َو َما َق َّر َب إِ َل ْي َها ِم ْن َق ْو ٍل َأ ْو َع َم ٍل‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫ك‬ ‫َّار َو َما َق َّر َب إِ َل ْي َها ِم ْن َق ْو ٍل َأ ْو َع َم ٍل َو َأ ْس َأ ُل َ‬ ‫الن ِ‬
‫اء َق َض ْي َت ُه لِي َخ ْي ًرا»(‪.)1‬‬ ‫َأ ْن تَجع َل ك َُّل َق َض ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ب َو ُقدْ َرتِ َك َع َلى ا ْلخَ ْل ِق‬ ‫ِ ِ‬
‫*«ال َّل ُه َّم بِع ْلم َك ا ْل َغ ْي َ‬
‫ت ا ْل َح َيا َة خَ ْي ًرا لِي‪َ ،‬وت ََو َّفنِي إِ َذا‬ ‫َأ ْحيِنِي َما َع ِل ْم َ‬
‫ت ا ْل َو َفا َة خَ ْي ًرا لِي‪ ،‬ال َّل ُه َّم َو َأ ْس َأ ُل َك خَ ْش َيت ََك‬ ‫َع ِل ْم َ‬
‫الش َها َد ِة‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك ك َِل َم َة ا ْل َح ِّق فِي‬ ‫ب َو َّ‬ ‫فِي ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ب‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك ا ْل َق ْصدَ فِي ا ْل َف ْقرِ‬ ‫الر َضا َوا ْلغ ََض ِ‬ ‫ِّ‬
‫يما لاَ َينْ َفدُ ‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك ُق َّر َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْلغنَى‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك نَع ً‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه (‪ )3846‬بإسناد صحيح عن عائشة‪ ،‬انظر‬


‫الصحيحة» لأللباين (‪.)1542‬‬
‫«السلسلة َّ‬
‫ِّ‬
‫‪‬‬ ‫‪47‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫اء‪،‬‬ ‫عي ٍن لاَ َت ْن َقطِع‪ ،‬و َأس َأ ُل َك الر َضاء بعدَ ا ْل َق َض ِ‬


‫ِّ َ َ ْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ت‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك َل َّذ َة‬ ‫ش بعدَ ا ْلمو ِ‬
‫َو َأ ْس َأ ُل َك َب ْر َد ا ْل َع ْي ِ َ ْ َ ْ‬
‫الش ْو َق إِ َلى لِ َقائِ َك فِي َغ ْيرِ‬ ‫النَّ َظرِ إِ َلى َو ْج ِه َك َو َّ‬
‫َض َّرا َء ُم ِض َّر ٍة َولاَ فِ ْتن ٍَة ُم ِض َّل ٍة‪ ،‬ال َّل ُه َّم ز َِّينَّا بِ ِزين َِة‬
‫ِ‬
‫ين»(‪.)1‬‬ ‫اج َع ْلنَا ُهدَ ا ًة ُم ْهتَد َ‬ ‫ان‪َ ،‬و ْ‬ ‫يم ِ‬‫الإْ ِ َ‬
‫*«ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َك ال َع ْف َو َوا ْل َعافِ َي َة فِي الدُّ ْن َيا‬
‫َوالآْ ِخ َر ِة‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َك ا ْل َع ْف َو َوا ْل َعافِ َي َة فِي‬
‫اي َو َأ ْه ِلي َو َمالِي‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْاست ُْر َع ْو َراتِي‬ ‫ِ ِ‬
‫ديني َو ُد ْن َي َ‬
‫ي َو ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫اح َف ْظني م ْن َب ْي ِن َيدَ َّ‬
‫ِ‬
‫َوآم ْن َر ْو َعاتي‪َ ،‬و ْ‬
‫ِ‬
‫َخ ْل ِفي َو َع ْن َي ِمينِي َو َع ْن ِش َمالِي َو ِم ْن َف ْو ِقي‪،‬‬
‫َو َأ ُعو ُذ بِ َع َظ َمتِ َك َأ ْن ُأ ْغت ََال ِم ْن ت َْحتِي»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه النَّسائي (‪ )1305‬بإسناد حسن عن عمار بن ياسر ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه أبو داود (‪ )5074‬وغيره بإسناد صحيح عن ابن عمر‬
‫‪‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪‬‬
‫الشهاد ِة‪َ ،‬فاطِر السمو ِ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم َعالِ َم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ات‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ب َو َّ َ َ‬
‫ض‪َ ،‬ر َّب ك ُِّل َش ْي ٍء َو َم ِلي َك ُه‪َ ،‬أ ْش َهدُ َأ ْن‬ ‫َوالأْ َ ْر ِ‬
‫ك ِم ْن َش ِّر َن ْف ِسي َو َش ِّر‬ ‫ْت‪َ ،‬أ ُعو ُذ بِ َ‬ ‫لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأن َ‬
‫ان َو ِش ْركِ ِه»(‪.)1‬‬ ‫الش ْي َط ِ‬ ‫َّ‬
‫*«ال َّلهم إِنِّي َأس َأ ُل َك ال َّثب َ ِ‬
‫ات في األَ ْمرِ‪َ ،‬وا ْل َع ِز َ‬
‫يم َة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ‬
‫ات َر ْح َمتِ َك‪َ ،‬و َعزَائِ َم‬ ‫وجب ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْشد‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك ُم ِ َ‬ ‫َع َلى ُّ‬
‫َمغ ِْف َرتِ َك‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك ُشك َْر نِ ْع َمتِ َك‪َ ،‬و ُح ْس َن ِع َبا َدتِ َك‪،‬‬
‫اد ًقا‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك‬‫و َأس َأ ُل َك َق ْلبا س ِليما‪ ،‬ولِسانًا ص ِ‬
‫َ‬ ‫ً َ ً َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِم ْن خَ ْيرِ َما َت ْع َل ُم‪َ ،‬و َأ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َش ِّر َما َت ْع َل ُم‪،‬‬
‫وب»(‪.)2‬‬ ‫ْت َعلاَّ ُم ا ْل ُغ ُي ِ‬ ‫َو َأ ْس َتغ ِْف ُر َك لِ َما َت ْع َل ُم‪ ،‬إِن َ‬
‫َّك َأن َ‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي (‪ )3392‬وغيره بإسناد صحيح عن أبي هريرة‬


‫‪‬‬
‫(‪ )2‬رواه الطرباين يف «الكبير» (‪ )7135‬عن شداد بن أوس بإسناد‬
‫الصحيحة» لأللباين (‪.)3228‬‬
‫«السلسلة َّ‬
‫حسن وانظر ِّ‬
‫‪‬‬ ‫‪49‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ك َو َأ ْغنِنِي‬
‫ك َع ْن َح َر ِام َ‬ ‫*«ال َّل ُه َّم اك ِْفنِي بِ َحلاَ لِ َ‬
‫ك َع َّم ْن ِس َو َ‬
‫اك»(‪.)1‬‬ ‫بِ َف ْض ِل َ‬

‫*«ال َّل ُه َّم َعافِنِي فِي َبدَ نِي‪ ،‬ال َّل ُه َّم َعافِنِي فِي َس ْم ِعي‪،‬‬
‫ال َّل ُه َّم َعافِنِي فِي َب َصرِي‪ ،‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأن َ‬
‫ْت‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬
‫إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َك ِم َن ا ْل ُك ْفرِ َوا ْل َف ْقرِ‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ُعو ُذ‬
‫ْت»(‪.)2‬‬ ‫بِ َك ِم ْن َع َذ ِ‬
‫اب ا ْل َق ْبرِ‪ ،‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأن َ‬

‫«ر ِّب َأ ِعنِّي َولاَ ت ُِع ْن َع َل َّي‪َ ،‬وان ُْص ْرنِي‬ ‫* َ‬


‫َولاَ َتن ُْص ْر َع َل َّي‪َ ،‬و ْامك ُْر لِي َولاَ‪ ‬ت َْمك ُْر‬
‫َع َل َّي‪َ ،‬و ْاه ِدنِي َو َي ِّسرِ ا ْل ُهدَ ى لِي‪َ ،‬وان ُْص ْرنِي‬
‫ك َشك ً‬
‫َّارا‪،‬‬ ‫اج َع ْلنِي َل َ‬
‫َع َلى َم ْن َبغَى َع َل َّي‪َ ،‬ر ِّب ْ‬
‫ك ُمخْ بِتًا‬ ‫ك ِم ْط َوا ًعا‪َ ،‬ل َ‬‫ك َر َّها ًبا‪َ ،‬ل َ‬ ‫ك َذك ً‬
‫َّارا‪َ ،‬ل َ‬ ‫َل َ‬

‫«السلسلة‬
‫(‪ )1‬رواه الرتمذي (‪ )3563‬بإسناد حسن عن علي وانظر ِّ‬
‫الصحيحة» لأللباين (‪.)266‬‬
‫َّ‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود (‪ )5090‬بإسناد حسن عن أبي بكرة‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪‬‬
‫ك َأ َّو ًاها ُمنِي ًبا‪َ ،‬ر ِّب َت َق َّب ْل ت َْو َبتِي َوا ْغ ِس ْل‬ ‫إِ َل ْي َ‬
‫ت ُح َّجتِي َو َسدِّ ْد‬ ‫ب َد ْع َوتِي َو َث ِّب ْ‬ ‫ِ‬
‫َح ْو َبتي َو َأ ِج ْ‬
‫يم َة َصدْ ِري»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل َساني َو ْاهد َق ْلبِي َو ْاس ُل ْل َسخ َ‬

‫ك ا ْل َح ْمدُ ُك ُّل ُه‪ ،‬ال َّل ُه َّم لاَ َقابِ َض‬ ‫*«ال َّل ُه َّم َل َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اس َط لِ َما َق َب ْض َ‬ ‫ت‪ ،‬ولاَ ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لِ َما َب َس ْط َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ي لِ َما َأ ْض َل ْلت‪َ ،‬ولاَ ُم ِض َّل لِ َم ْن َهدَ ْي َ‬ ‫ِ‬
‫َولاَ َهاد َ‬
‫ت‪َ ،‬ولاَ‬ ‫ت‪َ ،‬ولاَ َمانِ َع لِ َما َأ ْع َط ْي َ‬‫َولاَ ُم ْعطِ َي لِ َما َمنَ ْع َ‬
‫ت‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬ ‫اعدَ لِ َما َق َّر ْب َ‬
‫م َقرب لِما باعدْ َت‪ ،‬ولاَ مب ِ‬
‫َ َُ‬ ‫ُ ِّ َ َ َ َ‬
‫ك‬ ‫ك َو َف ْض ِل َ‬ ‫ك َو َر ْح َمتِ َ‬ ‫ا ْب ُس ْط َع َل ْينَا ِم ْن َب َركَاتِ َ‬
‫يم ا َّل ِذي‬ ‫ِ‬
‫يم ا ْل ُمق َ‬
‫ك‪ ،‬ال َّلهم إِنِّي َأس َأ ُل َ ِ‬
‫ك النَّع َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َو ِرز ِْق َ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫ُول‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َ‬
‫ول َولاَ َيز ُ‬
‫لاَ َي ُح ُ‬
‫ك النَّع َ‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي (‪ )3551‬وغيره بإسناد صحيح عن ابن عباس‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫ف‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي‬ ‫يوم ا ْلعي َل ِة‪ ،‬والأْ َمن يوم ا ْلخَ و ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َْ َ‬ ‫َْ َ َْ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ك ِم ْن َش ِّر َما َأ ْع َط ْي َتنَا َو َش ِّر َما َم َن ْع َ‬ ‫َعائِ ٌذ بِ َ‬
‫ان َوز َِّي ْن ُه فِي ُق ُلوبِنَا‪،‬‬ ‫يم َ‬ ‫ب إِ َل ْينَا الإْ ِ َ‬ ‫ال َّل ُه َّم َح ِّب ْ‬
‫اج َع ْلنَا‬
‫ان‪َ ،‬و ْ‬ ‫وق َوا ْل ِع ْص َي َ‬ ‫َوك َِّر ْه إِ َل ْينَا ا ْل ُك ْف َر َوا ْل ُف ُس َ‬
‫ين‪َ ،‬و َأ ْحيِنَا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪ ،‬ال َّل ُه َّم ت ََو َّفنَا ُم ْسلم َ‬ ‫الراشد َ‬ ‫م َن َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َغ ْي َر َخز ََايا َولاَ‬‫الصالح َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َأ ْلح ْقنَا بِ َّ‬ ‫ُم ْسلم َ‬
‫ين ُيك َِّذ ُب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫ين‪ ،‬ال َّل ُه َّم َقات ْل ا ْل َك َف َر َة ا َّلذ َ‬ ‫َم ْفتُون َ‬
‫اج َع ْل َع َل ْي ِه ْم‬‫ك‪َ ،‬و ْ‬ ‫ون َع ْن َسبِ ِيل َ‬ ‫ك‪َ ،‬و َي ُصدُّ َ‬ ‫ُر ُس َل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك َو َع َذا َب َ‬ ‫ِر ْجز َ‬
‫ين‬‫ك‪ ،‬ال َّل ُه َّم َقات ْل ا ْل َك َف َر َة ا َّلذ َ‬
‫ِ‬
‫ُأوتُوا ا ْلكت َ‬
‫َاب إِ َل َه ا ْل َح ِّق»(‪.)1‬‬

‫آل ُم َح َّم ٍد ك ََما‬


‫*«ال َّل ُهم َص ِّل َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َّ‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد (‪ )15492‬عن رفاعة الزرقي بإسناد صحيح‪.‬‬


‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪52‬‬

‫يم‪ ،‬إِن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َّك‬ ‫يم و َع َلى آل إِ ْب َراه َ‬
‫ت َع َلى إِ ْب َراه َ‬
‫َص َّل ْي َ‬
‫ار ْك َع َلى ُم َح َّم ٍد َو َع َلى‬
‫جيدٌ ‪ ،‬ال ّٰل ُه َّم َب ِ‬‫َح ِميدٌ َم ِ‬
‫ِ‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد ك ََما َب َارك َ‬ ‫ِ‬
‫يم َو َع َلى‬‫ْت َع َلى إِ ْب َراه َ‬
‫َّك َح ِميدٌ َم ِ‬
‫جيدٌ »(‪.)1‬‬ ‫يم إِن َ‬ ‫ِ‬
‫آل إِ ْب َراه َ‬
‫ِ‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )3370‬ومسلم (‪ )908‬عن كعب بن ُعجرة‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪53‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫خامت ٌة مهم ٌة‬


‫نسأل اهلل ُح َ‬
‫سن اخلامتة‬

‫اعلم أيها المؤمن المبارك واعلمي أيتها المؤمنة‬


‫المباركة أن العمل الصالح ال ُيقبل إال إذا توفر فيه‬
‫شرطان اثنان مهمان هما ‪ :‬اإلخالص هلل‪ ،‬والمتابعة لنبيه‬
‫‪.‬‬

‫ّأما المتابعة للنبي ‪ ‬فالمقصود هبا أن‬


‫يعمل المسلم العمل كما عمله النبي ‪ ‬وهذا‬
‫إنما يكون بالتعلم‪ ،‬ولذلك قال النبي ‪« ‬من‬
‫ُيرد اهلل به خير ًا ُيفقهه يف الدين» متفق عليه‬

‫وأما اإلخالص هلل تعالى فمعناه أن يقصد العبد‬


‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪54‬‬

‫بعبادته وجه اهلل فال يرائي بعمله المخلوقين‪ ،‬وال ُيشرك‬


‫يف عبادة ربه أحد ًا‪ ،‬فإن الشرك باهلل سبب لحبوط العمل‬
‫كما قال تعالى ﴿ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾‬

‫[األنعام‪ ]88 :‬وهو سبب للخسارة األبدية‪ ،‬قال تعالى‬


‫﴿ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ [المائدة‪.]72 :‬‬

‫فالواجب على المسلم أن يعتني بأمر إيمانه باهلل‬


‫فيسأل اهلل الثبات والهداية واإلخالص‪ ،‬ويحذر أشد‬
‫الحذر من الشرك باهلل سواء كان شرك الرياء أو شرك دعاء‬
‫غير اهلل كحال أولئك الذين يستغيثون باألنبياء واألولياء‬
‫والصالحين ويدعوهنم من دون اهلل أو يجعلوهنم واسطة‬
‫بينهم وبين اهلل‪ ،‬فهؤالء جميعًا آثمون منحرفون عن ملة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪55‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫اإلسالم التي جاءت بتوحيد اهلل‪ ،‬ونبذ اإلشراك به ودعوة‬


‫غيره من دونه أو معه ولو كان هذا المدعو ذا منزلة وقدر‬
‫عند اهلل كالمالئكة الكرام وكالنبيين عليهم الصالة‬
‫والسالم وكاألولياء والصالحين‪ ،‬فإهنم ‪-‬مع أن اهلل‬
‫وفضلهم بأفضل الفضل وميزهم‬ ‫من عليهم بأتم ِ‬
‫المنّة ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫بأعظم مزايا الخلق‪ -‬ليسوا إال عباد ًا هلل ال يملكون‬
‫ألنفسهم نفعًا وال ضر ًا إال ما شاء اهلل‪ ،‬فال يجوز دعاؤهم‬
‫وال االستغاثة هبم وال طلب المدد منهم كما قال تعالى‬
‫﴿ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﴾ [األنبياء‪]28 -26 :‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪56‬‬

‫وقال تعالى ﴿ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜﯝﯞﯟﯠ ﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﴾ [التوبة‪.]31 :‬‬

‫وقال تعالى ﴿ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﴾ [المائدة‪.]75 :‬‬

‫وقال تعالى ﴿ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﴾ [آل عمران‪.]144 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪57‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫وقال تعالى‪﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬


‫ﮌ ﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﴾ [فاطر‪.]14-13 :‬‬

‫فالواجب على المسلم أن يحقق إيمانه بربه وتوحيده‬


‫لمواله يف كل زمان ومكان‪ ،‬وأن يكون يف البلد األمين‬
‫ال هلل وأكثر استحضار ًا‬
‫وعند البيت المحرم أشد إجال ً‬
‫لهذه المعاين العظيمة الكريمة التي ُخلق من أجلها الخلق‬
‫و ُأنزلت الكتب و ُأرسلت الرسل ُ‬
‫وجعلت الجنة والنار‪.‬‬

‫اللهم ارزقنا اإليمان واليقين وتحقيق التوحيد‪،‬‬


‫وأعذنا من الشرك والشك والنفاق وسيء األخالق ‪.‬‬
‫اللهم آمين‪.‬‬
‫العمرة  أحكام وأذكار ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪58‬‬

‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬


‫وسلم‬

‫إعداد‬
‫حممد بن سليمان املهنا‬
‫الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‬
‫يف الثالثاء املوافق ‪ 19‬شعبان ‪1435‬هـ ‪ 17 /‬يونيه ‪2014‬م‬
‫‪twitter: @Almohannam‬‬
‫للتواصل لطباعة الكتاب‬
‫أو للمالحظة واالقتراحات‬
‫جوال رقم ‪00966505490525‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪59‬‬ ‫العمرة  أحكام وأذكار ‬

‫فهـرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪5‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫™ ™مقدمة‬
‫‪11‬‬ ‫‪..................................................................‬‬ ‫™ ™اإلحرام‬
‫‪19‬‬ ‫™ ™حمظورات اإلحرام‬
‫‪................................................‬‬

‫‪25‬‬ ‫™ ™فص ٌل‪ :‬فيما يفعله حُ‬


‫امل ِرم إذا وصل إىل املسجد احلرام‬
‫‪35‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫™ ™من أدعية النيب ‪‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫™ ™خامت ٌة مهم ٌة‬

You might also like