Professional Documents
Culture Documents
فــي
يوميات الحاج
جمع وإعداد
-2-
مقدمة
الحمد للـه حمــدا كــثيرا ً طيبـا ً مباركـا ً فيــه كمــا يحــب ربنــا
ويرضى ،وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وعلى من
بسنته اهتدى ،أما بعد:
فانطلقا ً من قول الله عز وجل { :ولله على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيل ً} وقــوله » خــذوا عنــي مناســككم« وقــوله :
»من حج فلم يرفث ولم يفسق رجـع مــن ذنــوبه كيــوم ولــدته أمــه«.
ة فـي تحصـيل الثـواب لقـوله عليــه وحرصا ً علـى نشـر العلـم ،ورغبـ ً
الصلة والسلم» :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل مــن ثلث :صــدقة
جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولــد صــالح يــدعو لـه« ،أهــدي إليــك أخـي
ي حــق الحاج الكريم هذه الكلمات العطرة من جهد متواضـع أمله علـ ّ
الخوة في الله ،مبينا ً فيه ما يشرع للحاج فعله مــن ُنســك فــي أيــام
الحج مقتبسا ً ذلك من كلم الله تعالى ونور مشكاة هدي نبينــا محمــد
ومستنيرا ً بكلم علمائنا العلم.
ً
طه مدادُ هذا القلم قد طبع سلفا علــى هيئة »نشــرة علما ً أن ما خ ّ
ً
مطوية« في عام 1410هـ مقتصرا فيها علـى ذكـر صـفة الحـج ابتـداءً
من اليوم الثامن من ذي الحجة حتى نهاية اليــوم الثــالث عشــر علــى
شكل يوميات.
در الله عز وجل أن تقع نســخة مــن هــذه المطويــة بيــد فضــيلة وق ّ
الشيخ عبدالله الجارالله – يرحمه الله – الذي سعى وأوصى بطباعتها
على هيئة كتاب سماه » :المنهاج في يوميات الحاج« جعل اللــه ذلــك
في موازين حسناتنا وحســناته ،ولقــد حرصــت كــل الحــرص علــى أل
أذكر إل الثابت من هديه عليه الصلة والسلم وبشيء من الختصار.
ثم ل يفوتني في هذه العجالة إل أن أشكر فضيلة الشــيخ عبــدالله
بــن عبــدالرحمن الجــبرين ،وفضــيلة الشــيخ عبدالمحســن بــن ناصــر
العبيكان على ما تفضل به من إبداء ملحظاتهما وتصــحيحاتهما حــول
هذه الرسالة ،وكذلك أخي في الله سامي بن عبــدالله الخلــف ،وكــل
من أفادني بتــوجيه أو ملحظــة .هــذا وأســأل اللــه العلــي القــدير أن
يجزيهم خير الجزاء ،كما أسأله أن يجعــل هــذا العمــل خالص ـا ً لــوجهه
الكريم ،وأن ينفع به من كتبه أو قرأه أو سمعه أو راجعه أو نشره أو
أعان على نشره.
{ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن
أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إنـي تبـت إليـك وإنـي مـن
المسلمين }.
وصــلى اللــه علــى نبينــا محمــد وعلــى آلــه وصــحبه ومــن تبعهــم
بإحسان.
-3-
في البداية
ّ
ن العمــل ل ُيقبــل إل بشــرطين همــا:أخي المســلم اعلــم أ ّ
الخلص لله تبارك وتعالى ،والتباع لرسوله .r
ً
قال تعالى{ :فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمــل عمل صــالحا ول
يشرك بعبادة ربه أحدا ً} ]سورة الكهف[.
وقال رسول اللــه » :rإنمــا العمــال بالنيــات وإنمــا لكــل
امرئ ما نوى« ..الحديث ،رواه البخاري ومسلم.
ل عمل ً ليـ َ
س عليــه أمُرنــا فهــو مـ َوقال رسولنا » :rمن ع ِ
رد« .رواه مسلم »أي مردود عليه«.
ت فيكم أمرين ما وقال عليه أفضل الصلة والسلم» :ترك ُ
إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا :كتـاب اللـه وســنتي«.
حديث حسن أخرجه الحاكم ،والبيهقي.
د ،فاحمــد اللــه تعــالى أخــي الحــاج أن أعانــك ووفقــك وبع ُ
ويسر لك السباب للوصول إلى الماكن المقدسة ،التي هي
أحب البقاع إلى الله عز وجل -فاستشعر ذلك .-
{ذلـــك ومـــن يعظـــم شـــعائر اللـــه فإنهـــا مـــن تقـــوى
القلوب} ولقد اجتمع لك شرف الزمان وشرف المكان.
الحج المبرور
قال رســول اللــه » :rوالحــج المــبرور ليــس لــه جــزاء إل
الجنة«] .متفق عليه[.
أخي الحاج :وفقك الله إلى كل خير.
هل تريد أن يكون حجك مبرورًا؟!
إذن ضع نصب عينيك هذين السؤالين عازما ً على أن يكون الجــواب
منك جوابا ً عمليًا!
أول ً :كيف يكون حجك موافقا ً لهدي النبي r؟
ثانيا ً :كيف تحافظ عليه حتى يقبل منك ول يحبط؟
ربما تعجبت من هذه المقدمة!!
أقول :لننا رأينــا كــثيرا مــن الحجــاج إذا أحرمــوا بالحــج ل
يستشعرون أنهم تلبسوا بعبــادة تفــرض عليهــم اجتنــاب مــا
حّرم الله ،والحرص على معرفة هدي نبينا محمد في الحج
بالدلة الصــحيحة الثابتــة ،فتجــد أن أكــثرهم )لــم يتغيــر مــن
منهم سلوكهم المنحرف قبل الحج شيء ،وذلك دليل عملي
)(1
ل ،إن لــم يكــن غيــر مقبــول( . علــى أن حجهــم ليــس كــام ً
والعياذ بالله .
ً
ولذا فإن هناك أمورا ل بد لك مــن معرفتهــا والعمــل بهــا،
وهي كما يلي:
دث محمد ناصر الدين اللباني– رحمه الله–)( ما بين القواس من كلم المح ّ 1
سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – ما هي الكتب التي ينصح بهــا )( ُ 1
)( الرفث :يطلق على الجماع ،وعلى الفحش من القول والفعل. 3
-5-
والفسوق) ،(1والجدال) ،(2ثم أمرك بالتقوى؛ فاحرص يا أخــي
ت بــه فــإنالمسلم على اجتناب ما نهيت عنه ،وفعل ما أمــر ُ
فعلت فأنت الموفق.
واعلم – وفقك الله لطاعته – أنــه ينبغــي عليــك أن تقــوم
بأداء شــعائر الحــج علــى ســبيل التعظيــم والجلل والمحبــة
والفتقار والخضوع لله رب العالمين.
قال الشيخ صالح بن فــوزان الفــوزان :مــن أبــى أن يعبــد
عب َـدَ معــه غيــره فهــو
عب َـدَ اللــه و َ
اللــه فهــو مســتكبر ،ومــن َ
ع ،ومــنع فهو مبتــد ٌ شَر َعب َدَ الله وحده بغير ما َ ك ،ومن َمشر ٌ
حد.
ّ المو المؤمن فهو شرع بما وحده الله عب َدَ
َ
فــإنه ل ينفــع حــج مــن يــدعو ويســتغيث بغيــر اللــه ،لعــدم
تحقيق التوحيد.
)( أخرجه البخاري ) (595ومسلم ) ،(1080ولتتعّلم كيفية الصلة انظر كتاب 4
الشيخ العلمة محمد ناصر الدين اللباني ]صفة صلة النبي [rمن التكبير
إلى التسليم كأنك تراها ،وكتاب ]تعظيم قدر الصلة[ للمام محمد بن نصر
المروزي رحمهما الله.
)( أخرجه أبو داود ) (4985وأحمد ).(5/364 5
-6-
ت قّرة عيني في الصلة«).(1 جعل َ ْ
وقوله » :و ُ
وقول النبي » :rإن العبد ليصلي الصلة ما يكتب له منها
تسعها ،ثمنها ،سبعها ،سدسها ،خمســها ،ربعهــا، إل عشرها،
ثلثها ،نصفها«).(2
)وكــان العلمــاء الســابقون مــن الســلف الصــالح يجعلــون
معيار من يؤخذ عنه العلم تمسكه بالسنة وخاصة في صلته.
قال إبراهيم النخعي – رحمه الله» :-كانوا إذا أتــوا الرجــل
يأخذون عنه العلم :نظــروا إلــى صــلته ،وإلــى ســنته ،وإلــى
هيئته ثم يأخذون عنه«.
وقال أبو العالية » :كنا نأتي الرجل لنأخذ عنــه فننظــر إذا
لغيرهــا أحســن،
)(3
صلى :فإن أحسنها جلســنا إليــه وقلنــا :هــو
وإن أساءها قمنا عنه ،وقلنا :هو لغيرها أسوأ« .
ثالثًا :الطيبات من الرزق
فأفضل ما أنفقت فيه الموال ،إنفاقها في الوصول إلــى
المحبوب وإلى ما يحبه المحبوب ،فكيف وهو سبحانه الغنــي
الحميد قد وعدنا بإخلف النفقة والبركة في الرزق.
قال الله تعالى{ :وما أنفقتم من شيء فهو يخلفــه وهــو
خير الرازقين} ]سبأ39 :
وإنفاقها في زيــارة المســجد الحــرام الــذي هــو أول بيــت
وضع للناس والصلة فيه التي تعــدل مــائة ألــف صــلة فيمــا
سواه من المساجد والتشرف بــالطواف فيــه امتثــال ً لقــوله
تعالى{ :وليطوفوا بالبيت العــتيق} ]ســورة الحــج .[39 :هــو
من خير ما أنفقت فيه الموال وفرغت مــن أجلــه الوقــات،
ولكن تعلم أن ذلك مشــروط بالنفقــة والكســب الحلل لقــول
ا ،وإن اللــهالنــبي » r:إن اللــه تعــالى طيــب ل يقبــل إل طيب ـ ً
تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرســلين فقــال تعــالى{ :يــا
أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ً إني بما تعملــون
عليم} ]سورة المؤمنون.[51 :
وقال الله تعالى{ :يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبــات مــا
رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} ]سورة البقرة:
.[172
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشــعث أغــبر ،يمــد يــديه إلــى
ـربه حــرام، الســماء ،يــا رب ،يــا رب! ومطعمــه حــرام ،ومشـ
وملبسه حرام ،وغذي بالحرام ،فأنى يستجاب له«).(4
ومعنى الحديث أن الله تعالى سبحانه جــل جللــه مقــدس
منزه عــن النقــائص والعيــوب فهــو ل يقبــل إل الطيــب مــن
العمــال وهــو مــا كــان خاليــا ً مــن المفســدات ،كالريــاء،
والسمعة ،والعجب ،وسائر أنواع الشرك.
ول يقبل من الصدقات إل ما كان من مال طيب حلل ،ول
يقبل من القوال إل ما كان طيبًا.
)( أخرجه النسائي ) (7/61وأحمد ) (3/128وغيرهما. 1
)( صحيح رواه ابن المبارك في الزهد وأبو داود والنسائي بسند جيد .انظر 2
-7-
وجــاء فــي حــديث التشــهد» :التحيــات للــه ،والصــلوات،
والطيبات«.
ومعنى »الطيبات« أن الله طيب في ذاته وصفاته وأفعاله
وأقواله ،وأنه ل يليق بــه إل الطيــب مــن القــوال والفعــال
الصادرة من الخلق.
فتنبه لذلك وتدبر وأنت تقول التحيات كل يوم تسع مرات
أو أكثر.
رابعًا :حسن الخلق
أخي المسلم :اعلم أن لك في حســن الخلق ،والحســان
إلى الحجاج ،وسقايتهم ،وعــدم مضــايقتهم ،والتواضــع لهــم
الجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى.
حيــث قــال جــل جللــه{ :واخفــض جناحــك للمــؤمنين}.
]سورة الحجر.[88 :
ن مــن خيــاركم أحســنكم وفــي)(1الحــديث المتفــق عليــه» :إ ّ
أخلقا ً« .
وقال رسول الله » :rأحب الناس إلى الله تعالى أنفعهــم
للناس ،وأحب العمال إلى الله عز وجل سرور تــدخله علــى
ة ،أو تقضــي عنــه دين ـًا ،أو تطــرد مسلم ،أو تكشف عنه كرب ـ ً
عنه جوعًا ،ولن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب ألي
من أن أعتكف في هذا المســجد – مســجد المدينــة – شــهرًا،
ومن كف غضبه سترالله عورته ،ومن كظم غيظًا ،ولــو شــاء
أن يمضيه أمضاه ،مل اللــه قلبــه رضــى يــوم القيامــة ،ومــن
مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ،أثبت اللــه
خلق ليفسد العمل القدام ،وإن سوء ال ُ )(2
تعالى قدمه يوم تزل
كما يفسد الخل العسل« .
خامسًا :الصبر والحتساب
والسـلم عـن )(3
أخي الحاج الكريم :تذكر قوله عليـه الصــلة
الحــج والعمــرة بأنهمــا» :جهــاد ل قتــال فيــه« وأن الحــج
مدرسة للخلق ،وتهــذيب للنفــوس ،وســمو بهــا إلــى أعلــى
وهــو اختبــار عملــي للصــبر والخلق ،فلربمــا
)(4
المقامــات،
مرضت أو تعبت أثناء تنقلك بين المشاعر ،أو ربما فقـــدت
شيئا عزيزا ً عليك ،أو سمعت خبرا مزعج ـًا ،أو ربمــا أحســنت
فأسيء إليك ،أو أصابك الهم والحــزن لي مــن الســباب ،أو
ربما ضاع مالك أو سرق – بإهمال منك أو من غيــر إهمــال –
لذا عليك أن تعلم بأن هذا كله ابتلء من الله تعــالى ليمتحــن
صبرك وثباتك وصدقك أو لحكمة أخرى أرادها اللــه ســبحانه؛
لذا أوصيك هنا بوصايا:
در الله وما
ل :الصبر! الصبر! الصبر! وأكثر من قول» :ق ّ أو ً
)( أخرجه البخاري (10/378) .ومسلم ).(2321 1
)( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وابن عساكر وابن أبــي الــدنيا ،انظــر: 2
)( أوصيك أخي الحاج أن تحمل معك خريطة لموقع المخيم ورقــم الهــاتف أو 4
ســّنة ) (246وإسناده
)( حديث أخرجه أحمد )،6/441ــ (442وابن أبي عاصم في ال ّ 2
حسن.
)( أخرجه البخاري ) (328-13/325ومسلم ).(2675 3
-9-
قت لهــل وعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي » و ّ
العراق ذات عرق«.
فإذا وصل من نوى الحج أو العمرة إلى ميقاته وجب عليــه
أن يحرم منه ،وذلك بأن يخلــع ثيــابه الــتي يلبســها ،ويرتــدي
ثياب الحرام من رداء وإزار ونعلين ثم يعلن التلبية.
وأما المرأة فتحرم بلباسها ،وتعلن التلبية بالحج والعمرة،
ويستحب عند الميقات -1 :الغتسال -2 .التطيب في البــدن
ول يمـــس الطيـــب الحـــرام -3 .أن يكـــون الـــرداء والزار
أبيضين نظيفين للرجل) .(1أما المرأة فتلبس ما شــاءت مــن
الثياب المباحة غير ثياب الزينة ول يحل لهــا أن تتطيــب بمــا
ظهــر ريحــه لن الطيــب الــذي يجــوز للمــرأة مــا ظهــر لــونه
وخفي ريحه.
أنواع النساك الثلثة
أخي الحاج :كيف تكون متمتعا ً أو مفردا ً أو قارنًا؟
إذا كنت تريد الحج ،ووصلت في أشهر الحج وهي :شــوال،
وذو القعدة ،والعشر الول من ذي الحجة إلى الميقات فإنك
مخير بين ثلثة أنساك :التمتع ،أو الفراد ،أو القران.
فعليك أخي المسلم أن تنوي أحد هذه النساك الثلثة:
-1التمتع ،وهو أفضلها)) (2إذا لــم تســق معــك هــدي ولــم
يضق عليك الوقت فتخشى فوات الحج( حيث تقول من عنــد
الميقــات» :لبيــك عمــرة« فتأخــذ عمــرة ،ثــم تحــل الحــرام،
ويحل(3لــك كــل شــيء مــن الجمــاع وغيــره مــن
)
وتلبس ثيابك
محظورات الحرام .وفي اليوم الثامن تنوى الحج ،وتفعــل
كما هو موضح لك في هذه الرسالة – واعلم أنه يجــب عليــك
سـُبع بــدنه ،أو ي – أي تذبح في الحرم مــا يتســر لــك مــن ُ
هد ٌ
سُبع بقرة ،أو واحدة من الغنم.
ُ
-2الفراد ،وهو أن تحرم بالحج وحده حيث تقول من عند
الميقات» :لبيك حجًا« ،ويستحب لك عنــد وصــولك إلــى مكــة
تبق(ــى علــى إحرامــك)4
أن تطوف طواف القدوم ،ويلزمــك أن
حتى يوم النحر ،وتفعل في اليوم الثامن كمــا هــو موضــح
لك في هذه الرسالة »واعلم أنه ل يجب عليك هدي«.
-3القران) , (5وهو أن تحرم بالحج والعمرة مع ـا ً مــن عنــد
الميقات ،فتقول» :لبيك حج ـا ً وعمــرة« ،ويســتحب لــك عنــد
وصولك إلى مكة أن تطوف طواف القدوم وتسعى ،ويلزمك
أن تبقي عليك الحرام إلى يــوم النحــر ،وتفعــل فــي اليــوم
الثامن كما هو موضح لك في هذه الرسالة» :واعلم أنه يجب
عليك هدي« .أما أهل مكــة فل يجــب عليهــم الهــدي .لقــوله
تعالى ...:لمن لــم يكــن أهلــه حاضــري المســجد الحــرام.
)( ويغطي كتفيه ول يكشف منها شيء. 1
)( هل الفضل التمتع أو الفـراد أو القـران؟ يقـول شـيخ السـلم ابـن تيميـة فـي 2
)( ملحظة :القارن والمفرد ليس بينهما فــرق فــي العمــال إل فــي وجــوب 5
الهدي على القارن وعليهما سعي واحد فقــط ،فإمــا أن يقــدماه مــع طــواف
القدوم ،أو يــؤخراه مــع طــواف الفاضــة ،فــإذا قــدماه فل يحلقــا عنــد نهايــة
السعي ويبقيا على إحرامهما حتى رمي جمرة العقبة في اليوم العاشر.
-10-
ومن لــم يقــدر علــى دفــع ثمــن الهــدي يصــوم عشــرة أيــام
متتابعة أو متفرقة ،ثلثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلــى
أهله ،ابتداءً من اليوم السابع من ذي الحجة.
)(1
فضل التلبية ورفع الصوت بها
كان النبي يقول في تلبيته:
أ» -لبيك اللهم لبيك ،لبيـك ل شـريك لـك لبيـك ،إن الحمـد
والنعمة لك والملك ل شريك لك«.
ب -وكان من تلبيته » :لبيك إله الحق«.
جـ -وكان الذين مع النبي يزيــدون» :لبيــك ذا المعــارج،
لبيك ذا الفواضل«.
د -وكان ابن عمر يزيد فيها» :لبيك وسعديك والخير بيديك
والرغباء إليــك والعمــل« .ومعنــى »لبيــك اللهــم لبيــك« :أنــا
مجيب لــك مقيــم علــى طاعتــك مستســلما ً لحكمتــك مطيعـا ً
لمرك مرة بعد مرة.
ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبيــة لقــوله » :أتــاني
أن آمــر أصــحابي ومــن معــي أن يرفعــوا جبريــل فــأمرني
أصواتهم بالتلبية«).(2
جوقال(3عليه أفضــل الصــلة والســلم» :أفضــل الحــج الع ـ ّ
والثج«) .
و»العج« رفع الصوت بالتلبية حيث كان أصــحاب النــبي
في حجته يصرخون بها صراخا ً حتى تبح أصــواتهم .و»الثــج«
سيلن دم الهدي والضاحي.
ويقول الرسول » :مــا مــن ملــب يلــب إل لــبى مــا عــن
ـتى تنقطــع يمينه وعن شماله من حجــر أو شــجر أو مــدر ،حـ
الرض من هنا وهنا – يعني – عن يمينه وشماله«).(4
فالتلبية شعار الحج ،ومن السنة إكثارها ويتأكد قولها عند
تغير الحال كركوب سيارة أو مقابلة حاج أو عند التنقل مــن
مكان إلى مكان ،فمثل ً عند سيره:
* من الميقات إلى الكعبة.
* من المكان الذي نزل فيه إلى منى.
* من منى إلى عرفات.
* من عرفات إلى مزدلفة.
* من مزدلفة إلى جمرة العقبة.
وإضافة( .وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في »حاشــية علــى ســنن أبــي داود«
قواعد عظيمة وفوائد جليلة اشـتملت عليهـا التلبيـة وصـلت إحـدى وعشـرين
فائدة.
)( أخرجه ابن ماجه ).(2/579 2
)( حديث حسن رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة. 4
-11-
إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرا لله – عز وجــل،-
وام أكثرهم ذكرا لله – عز وجل – فــي صــومهم، ص ّ
فأفضل ال ّ
وأفضــل ـل،ـ وج ـز
ـ ع – ـه
ـ لل المتصدقين أكثرهم ذكــرا ً وأفضل
الحجاج أكثرهم ذكرا ً لله عز وجل ،وهكذا سائر الحوال).(1
ـالبيت، ولقد قال رســول اللــه » :إنمــا جعــل الطــواف بـ
وفي الصفا والمروة ،ورمي الجمار لقامة ذكر الله«).(2
ـوص بتفضــيل قال ابن رجب رحمه الله :وقد تكاثرت النصـ
الذكر على الصدقة بالمال وغيره من العمال«).(3
-12-
)(1
محظورات الحرام على ثلثة أقسام
القسم الول :يحرم على الرجال والنساء وهو:
-1إزالة الشعر من الرأس وسائر الجسد بحلق أو غيره.
-2تقليم الظافر من اليدين أو الرجلين.
-3استعمال الطيب بعد الحرام في الثوب أو البدن.
-4الجماع ودواعيه كعقد النكاح أو النظر بشهوة أو التقبيل أو غيره.
-5قتل الصيد.
-6لبس القفازين وهما شراب اليدين.
القسم الثاني :ما يحرم على الرجال دون النساء وهما:
-1لبس المخيط كالفنيلة والسراويل وغيرهما.
-2تغطية الرأس بملصق.
القسم الثالث :ما يحرم على النساء دون الرجال وهو:
-1لبس النقاب »وهو البرقع«.
)لــذلك يحــرم علــى النســاء بعــد تجــاوز الميقــات لبــس
القفازين والبرقع(.
)ول بأس أن تغطي يــديها بثوبهــا أو غيــره .ويجــب عليهــا
وجهها وكفيها إذا كانت بحضرة الرجال الجانب لنها ).(2
تغطية
عورة(
)( الشيخ عبدالعزيز بن باز في كتابه» :التحقيق واليضاح« ،ص .32 2
-13-
أحكام تخص المرأة
أول ً :لبد من وجود محرم مع المرأة إذا أرادت السفر إلى
الحج أو غيره ،لقول الرسول » :ل يحل لمرأة تؤمن بالله
واليــوم(1الخــر أن تســافر مســيرة يــوم ليلــة ليــس معهــا
محرم«) .وكذلك هناك شــرط ثــاني هــو أن ل تكــون معتــدة
من طلق أو وفاة.
ثانيا ً :إذا حاضت المرأة أو ولدت وهــي فــي طريقهــا إلــى
الحج ،فإنها تواصل طريقها إلى الحج ول تنتظر حتى تطهر،
فإن وصــلت الميقــات وهــي حــائض أو نفســاء فإنهــا تحــرم
كغيرهــا مــن النســاء الطــاهرات ويســتحب لهــا أن تتنظــف
كغيرها من الحاجات ،لن عقــد الحــرام ل يشــترط )(2
وتغتسل
فيه الطهارة ،ولما جاء في صحيح مســلم أن رســول اللــه
قال لسماء بنت عميس لمــا ولــدت بــذي الحليفــة عنــدما
ســألته :كيــف أصــنع؟ قــال» :اغتســلي واســتثفري بثــوب
وأحرمي« ونستفيد مما سبق أنها:
الميقــات كغيرهــا مــن النســاء ،وتتجنــب )أ( تحــرم مــن
محظورات الحرام) (3وتذهب إلى مكة وإن لم تطهر.
)ب( تخلع القفازين والنقاب )وهو البرقع(.
ـن اللبــاس غيــر )جـــ( كمــا أن لهــا أن تلبــس مــا شــاءت مـ
الزينة ،وليس هناك لون مخصص كما سيأتي).(4
فالمحظور هو أن ل تطوف بــالبيت حــتى تطهــر وتغتســل
من الحيض أو النفاس.
ثالثاً :إذا جاء يوم عرفة ولم تطوف بسبب أنهــا لــم تطهــر
بعد ،وكانت قد أحرمت بالعمرة متمتعة بهــا إلــى الحــج فــإن
عليها أن تحرم بالحج .وتــدخله علــى العمــرة وتصــبح قارنــة،
كما تفعل جميع أعمال الحج غير أنها ل تطوف بالبيت حــتى
فعل(ــي مــا تطهر وتغتسل لقــوله لعائشــة لمــا حاضــت» :ا ْ
)5
يفعل الحاج غير أن ل تطوفي بالبيت حتى تطهري« .فإذا
طهرت طافت بـالبيت وبيـن الصـفا والمـروة طوافـا ً واحـدا ً
وسعيا ً واحدًا ،فجزأها ذلك عن حجها ،وعمرتها جميعًا.
حكم حج الصبي والجارية
يصح حج الصبي والجارية الصغيرين ولكن ل يجزئهما هــذا
الحج عن حجة السلم ووليهما يفعل عنهمــا مــا عجــزا عنــه
من رمــي وغيــره وإذا كانــا دون ســن التمييــز يلــبي عنهمــا،
ويفعلن جميع ما يفعله الحاج ،وإذا قطعــا أعمــال الحــج فل
شيء عليهما.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ،قال :رفعت امــرأة صــبيا ً
لها فقالت :يا رسول اللــه ،ألهــذا حــج؟ فقــال» :نعــم ،ولــك
)( رواه البخاري ).(1026 1
)( بالمناسبة هناك قصة حدثت وهي :أن أحد الزملء سافر ومعه أخته للعمرة 2
وعنــدما وصــل إلــى الميقــات حاضــت أختــه .وجهل ً منــه اســتأجر ســكنا ً حــول
الميقـات ينتظـر حـتى تطهـر أختـه ظنـا ً منـه أنـه ل يجـوز لهـا الحـرام مـن
الميقات إل وهي طاهرة وهذا خطأ؛ والصــحيح أنهــا تحــرم وتواصــل طريقهــا
إلى مكة.
)( انظر :محظورات الحرام ،ص .14 3
-14-
أجر«).(1
الله( عنــه وفي صحيح البخاري ،عن السائب بن يزيد رضي
ج بي مع رسول الله وأنا ابن سبع سنين( ). 2 ح ّ
قالُ ) :
وعن ابن عمر رضي الله عنهما :أنه كان يحج صبيانه وهم
صغار ،فمن استطاع منهم أن يرمي رمى ومــن لــم يســتطع
أن يرمي ،رمى عنه.
فكل ما أمكنه فعله بنفسه لزمــه فعلــه ،كـالوقوف بعرفــة
والمبيت في مزدلفة ونحو ذلك ،وما عجز عنه ،عمله وليه.
)(4 )(3
وأحكامه من خصائص الحرم
أوًل :فضله ،وأن العبادة فيه أفضل من العبادة في الحل ،وهذا باتفاق العلماء.
ثانيًا :مضاعفة العمال الصالحة فيه ،كمضاعفتها بالمسجد الحرام ،وهذا قفول طائففة
من أهل العلم ،وهو الراجح.
ثالثاً :عظم السيئات وغلظها وشدتها فيففه ،قفال الف تعفالى :ومفن يففرد فيففه بإلحفاد
بظلم نذقه من عذاب أليم] سورة الحج.[25 :
رابعاً :تحريم صيده على المحرم وغير المحرم ،وهذا بإجماع العلماء.
خامسًا :تحريم قطع شجره وحشيشه الخضرين البريين إل الذخر ،واستثنى العلمففاء
ما له شوك ،فل يحرم ،فيقاس علففى الحيففوان المففؤذي ،ويسففتثني مففا أنبتففه الدمففي ،فل
يحرم.
سادساً :يحرم أن يدخله الكفار لقوله تعالى :يا أيها الذين ءامنففوا إنمففا المشففركون
نجس فل يقربوا المسجد الحرام ] التوبة.[28 :
سابعاً :لقطة مكة ل يحل لحد أن يلتقطها إل من أراد أن ينشدها دائمًا أو يسففلمها إلففى
ولي المر لقول النبي» :ول تحّل لقطتها إل لمنشد.(5) «...
)( من كتاب نيل المآرب في تهذيب شرح عمــدة الطــالب للشــيخ عبــدالله آل 4
بسام )بتصرف(.
)( رواه مسلم ،وفي البخاري »المعرف« بدل ً من »لمنشد«. 5
-15-
عمــر رضــي اللــه عنهمــا إذا دخــل أدنــى الحــرم أمســك عــن
ـلي( بــه الصــبح ،ويغتســل التلبية؛ ثم يبيت بذي طوى ،ثم يصـ
ويحدث أن النبي كان يفعل ذلك« .
)1
-16-
صفة العمرة
-17-
صفة العمرة
الطــــواف:
ة
إذا دخل المعتمر المسجد الحرام يتجه إلى الكعبة مباشــر ً
قاصــدا ً البتــداء مــن الحجــر الســود ويســن لــه فــي طــواف
القدوم أمران:
-1أن يضطبع وهو أن يخرج منكبه اليمن ويغطي اليسر.
-2يرمل في الشواط الثلثــة الولــى وهــو الســراع فــي
المشي مع تقارب الخطى.
)(1
ويبدأ من الحجر السود يستلمه بيمينه ويقبله إن أمكــن
من غير مزاحمة شديدة ،وإن لم يتمكن مــن اســتلمه يشــير
بيده قائل ً في بداية الشوط الول:
»بسم الله والله أكبر« وباقي الشواط يقول :في بدايتها
»الله أكبر« ،ثم يجعل البيت عن يساره ،فيطوف حول البيت
من وراء الحجر سبعة أشواط ،وليس هنــاك دعــاء مخصــوص
لكل شوط ،بل يدعو بما شاء مــن الدعيــة ويســال اللــه مــن
خيــري الــدنيا والخــرة .وكلمــا مــر بــالحجر الســود اســتلمه
وقبله إن استطاع فـإن شـق عليـه ذلـك فـإنه يسـتلمه بيـده
ويقبلها أو يستلمه بعصا ويقبلهــا وإن شــق ذلــك كلــه أشــار
إليه وكبر ،وإذا أشار إليه فإنه ل يقبل يده .كل هذه الصفات
وردت عن النبي وهي مرتبة حسب ما يتيسر .أمــا الركــن
اليماني فإنه يستلمه فقط ول يقبله عنــد اسـتلمه فـإن لــم
يتمكن من استلمه ل يشــير إليــه كمــا يفعلــه بعــض النــاس،
وكان ل يستلم إل الحجر الســود والركــن اليمــاني ،فــإذا
أكمل سبعة أشــواط كاملــة تــم طــوافه وإن شــك فــي عــدد
الشواط بنى على القل وأكمل النقص.
الدعية في الطواف
عند محاذاة الحجر السود يستقبله ببــدنه ويســتلمه قــائ ً
ل:
»بسم الله والله أكبر«) (2لثبوت ذلك عن ابن عمر رضي الله
عنهمــا ،فهــذه كلمــات عظيمــة لبــد مــن استشــعارها وفــي
ل كــبير لقــوله فــي الحجــر: اســتلم الحجــر الســود فض ـ ٌ
يبص(ــر بهمــا،
)3
ـان
ـ عين ـه
ـ ول ـة،
ـ القيام »ليبعثن الله الحجــر يــوم
ولسان ينطق به ،ويشهد على من اســتلمه بحــق« ،وقــال:
مســح( الحجــر الســود والركــن اليمــاني يحطــان الخطايــا »
حطا«). 4
ويقبله تعظيما ً لله عز وجل واتباعا ً لسنة نبيه .
ولذا قّبل عمر بــن الخطــاب الحجــر الســود وقــال» :إنــي
لعلم أنك حجر ل)(5تضر ول تنفع ،ولــول أنــي رأيــت النــبي
يقبلك ما قبلتك« .
ً ً
ثــم يقــول» :اللهــم إيمان ـا بــك ،وتصــديقا بكتابــك ،ووفــاء
)( وقد وضعت له علمة في الرض على شكل خــط بنــي اللــون )ول يشــترط 1
الوقوف عليه عند البداية أو كلما حاذاه وهو علمــة يجــوز أن يبتــدئ قبلهــا أو
بعدها فالمهم هو محاذاة الحجر السود بكل بدنه(.
)( رواه البيهقي ) (5/79وقوله» :الله أكبر« وردت في البخاري ).(3/475 2
-18-
بعهدك ،واتباعا ً لسنة نبيك محمد .«
ـان علــي رضــي اللــه عنــه يقــول ذلــك فــي بدايــة كمــا كـ
الطواف).(1
ربنا(2آتنا فــي
)
ويقول بين الركن اليماني والحجر السود» :
الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة ،وقنا عذاب النار« .وله أن
يذكر الله ويقرأ القرآن ويدعو بمــا شــاء .قــال ابــن القيــم –
رحمه الله تعالى » :-كان عبدالرحمن بن عوف – أو سعد بن
أبي وقاص – يطوف بالبيت وليس لــه دأب إل هــذه الــدعوة:
رب قني شح نفسي ،رب قني شح نفسي«.
فقيل له :أما تدعو بغير هذه الدعوة؟
)(3
ح نفسي ،فقد أفلحت ،وقد قال الله فقال :إذا وقيت ُ
ش ّ
تعالى :ومــن يــوق شــح نفســه فــأولئك هــم المفلحــون
]الحشر ،9 :والتغابن.[16 :
وقد ذكر ابن تيمية أن القــائل هــو عبــدالرحمن بــن عــوف
رضي الله عنه.
وورد في فضل الطواف والركن السود واليمــاني حــديث
ابن عمــر رضــي اللــه عنهمــا قــال :ســمعت رســول اللــه
يقول» :إن مسحهما كفــارة للخطايــا ،وســمعته يقــول :مــن
طاف بهذا البيت أسبوعا ً فأحصاه – أي طاف سبعة أشواط:-
يرفـع)(4
كـان كعتـق رقبـة ،وسـمعته يقـول :ل يضـع قـدما ً ول
أخرى إل حط الله عنه بها خطيئة ،وكتب له بها حسنة« .
الصلة خلف مقام إبراهيم
والشرب من ماء زمزم
طى كتفه اليمن وانطلق وإذا انتهى من الشوط السابع غ ّ
إلى مقام إبراهيم وقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصــلى
] سورة البقرة.[125 :
ثم يصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر ذلك )وهي ســنة(
ويجعل المقام بينه وبين البيت ولو صلى بعيدا عن المقــام،
ول يسبب المضايقة على الطائفين.
وإن لم يتيســر لــه ذلــك لزحــام أو غيــره صــلهما فــي أي
موضع من المسجد ويستحب أن يقرأ في الركعة الولى بعد
الفاتحــة :قــل يــا أيهــا الكــافرون وفــي الخــرى بعــد
الفاتحــة :قــل هــو اللــه أحــد ول يطيــل فيهمــا ويضــايق
المسلمين.
وبعد ذلك يستحب له أن يـذهب إلــى زمـزم ويشـرب منهــا
رأسه لفعله ،ولقوله عن مــاء زمــزم »إنــه ويصب على
طعام طُ ْ
عم«).(5
ثم يرجع إلى الحجر الســود فيكــبر ويســتلمه إن اســتطاع
لفعله ذلك بعد انتهائه من ماء زمزم ،فــإن لــم يتيســر لــه
ذلك ذهب للسعي مباشرة.
أخرجه البيهقي ،وورد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أيضًا. )( 1
-19-
السعي بين الصفا والمروة
بعد ذلك يذهب إلى الصفا ،فإذا دنــا مــن الصــفا قــرأ هــذه
الية :إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو
اعتمر فل جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطــوع خيــرا فــإن
الله شاكر عليم] 158ســورة البقــرة[ .وفــي روايــة مســلم
ول(1يقرأهــا إل عنــد البدايــة إلى قوله :من شــعائر اللــه .
فقط ويقول» :أبدأ بما بدأ الله به«) .
ثم يبدأ بالصفا فيرتقي عليه حتى يرى الكعبة.
حــد اللــه
فيستقبل الكعبة ،ويرفع يديه كصفة الــداعي ويو ّ
ويكبره ،فيقول :الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
ل إله إل الله وحــده ل شــريك لــه ،لــه الملــك ولــه الحمــد،
يحيى ويميت ،وهو على كل شيء قدير.
ل إله إل الله وحده ،أنجز وعده ،ونصر عبده ،هزم الحزاب
وحده ،يقول ذلك ثلث مرات ،ويدعو بين ذلك.
وعلى هذا يكون المجموع في بداية كل سعي.
التكبير تسعا ٌ والتهليل ستا ً والدعاء مرتين ) .ذكر ذلك ابــن
تيمية في شرحه للعمدة .(2/455
والمروة ،لقــوله » :اســعوا، )(2
ثم ينزل ليسعى بين الصفا
فإن الله كتب عليكم السعي« .
* ويشتغل أثناء سعيه بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه.
فيمشــي إلــى العَلــم )النــوار الخضــراء( عــن اليميــن
والشمال ،وهو المعــروف بالميــل الخضــر ،ثــم يســعى منــه
سعيا ً شديدا ً إلى العلــم الخــر الــذي بعــده ،والشــدة بــالجري
خاصة بالرجال دون النساء.
النبي ،فإنه كان يسعى حتى تدور به ودليل ذلك »فعل
إزاره من شدة السعي«).(3
ثم يمشي حتى يأتي المروة فيرتقي عليها ،ويصــنع فيهــا
كمــا صــنع علــى الصــفا مــن اســتقبال القبلــة ،والتكــبير
والتوحيد ،والدعاء ،ويعتبر هذا شوطا ً واحدًا.
يمشــي موضــع مشــيه، ثم يعــود حــتى يصــل إلــى الصــفا،
ويسعى موضع سعيه ،وهذا شوط ثان).(4
وإن دعا في السعي بقوله» :رب اغفــر وارحــم إنــك أنــت
العز الكرم« فل بأس لثبــوته عــن ابــن عمــر وعبــدالله بــن
مسعود رضي الله عنهم.
ثم يعود إلى المروة ،وهكــذا حــتى يتــم لــه ســبعة أشــواط
نهاية آخرها على المروة.
فإذا انتهى من الشــوط الســابع علــى المــروة قــص شــعر
رأســه إذا كــانت عمرتــه قريبــة مــن الحــج ويشــترط تعميــم
الرأس كله والمرأة قدر أنملة.
)( أخرجه مسلم في كتاب الحج – صفة حج النبي .((8/170 1
)( مسند المام أحمد ) .(26101وذكر بعض العلماء أنــه فــي طــواف الفاضــة 3
عشر شــوط؛ والــواجب عليــه ســبعة أشــواط يحســب بالــذهاب شــوطا ً واحــدا ً
وبالرجوع شوطا ً ثانيًا ،يفتتح بالصفاء ويختتم بالمروة.
-20-
وبذلك تنتهي العمــرة ،وحــل لــه مــا حــرم عليــه بــالحرام،
ويمكث هكذا حلل ً إلى يوم التروية.
ّ
قـــال الرســـول » :اللهـــم ارحـــم المحلقيـــن ،قـــالوا:
والمقصرين يا رسول اللــه؟ قــال :اللهــم ارحــم المحّلقيــن،
قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قــال :والمقصــرين« .رواه
البخاري ومسلم.
-21-
أركان العمرة:
-1الحرام -2 .الطواف -3 .السعي.
واجبات العمرة:
-2الحلق أو التقصير. -1الحرام من الحل.
أركان الحج
الثاني :طواف الفاضة. الول :الحرام
الرابع :الســعي بيــن الصــفا الثالث :الوقوف بعرفة.
والمروة.
واجبات الحج
الول :الحرام من الميقات.
الثاني :الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهارًا.
الثالث :المبيت بمزدلفة إلى الفجر حتى يسفّر الصبح جدا ً
إل الضعفاء ،والنساء فإلى غيبوبة القمر..
الرابع :المبيت بمنى ليالي أيام التشريق.
الخامس :رمي جمرة العقبة والجمار أيام التشريق.
السادس :الحلق أو التقصير .السابع :طواف الوداع.
-22-
يوميات
الحاج
-23-
يوميات الحاج
بيان ما يفعله الحاج ابتداءً من اليوم الثامن
أخي الحاج:
)*( يســمى اليــوم الثــامن مــن شــهر ذي الحجــة »يــوم
التروية«.
)*( قبل نية الدخول في النســك ولبــس الحــرام يســتحب
للمتمتع أن يغتسل ويتنظف ويقــص أظــافره ويحــف شــاربه
ويلبس الزار والرداء البيضين وأما المرأة فتلبس ما شاءت
غير القفازين والنقاب وهــو الــبرقع وأمــا القــارن والمفــرد
فيكــون عليهمــا الحــرام مــن قبــل .فل يفعلن كمــا يفعــل
المتمتع من قص وغيره.
م مــن المكــانر ُ
حـ ِ
)*( وفي وقت الضحى من هذا اليــوم ،ت ُ ْ
الذي أنت نازل فيه حيث تنوي أداء مناسك الحج ،و تقول:
لبيك حجا ً وهو ما يسمى بـ )الهلل بالحج(.
)*( إن كنــت خائفــا ً مــن عــائق يمنعــك مــن إتمــام الحــج
فاشــترط وقـل بعـد الهلل بالحـج » :فــإن حبسـني حـابس
فمحلي حيث حبستني« وإن لم تكن خائفا ً فل تشــترط؛ لن
النبي لم يشترط.
تنوي الحــج يجــب عليــك أن تتجنــب محظــورات )(1
)**( بعدما
الحرام جميعها .
)*( ثم تكثر من التلبية وهي» :لبيك اللهــم لبيــك ،لبيــك ل
شريك لك لبيك ،إن الحمد والنعمة لك والملك ،ل شريك لك«
ول تقطعها حتى ترمي جمرة العقبة في اليوم العاشــر مــن
ذي الحجة.
)*( ثم تنطلــق إلــى منــى وأنــت تلــبي حيــث تصــلي فيهــا
الظهر والعصــر والمغــرب والعشــاء والفجــر كــل صــلة فــي
وقتها حيث تصلي الرباعية منها ركعتين قصرا ً بل جمــع ،ول
فرق بيــن الحجـاج مــن أهـل مكــة وغيرهــم فـالجميع يقصـر
الصلة.
)*( لــم يكــن النــبي يحــافظ علــى شــيء مــن الســنن
الرواتب في السفر إل سنة الفجر بالضافة إلى الوتر.
)*( وينبغي أن تحافظ على الذكــار الثابتــة) (2الــتي وردت
عــن رســول اللــه بعــد الصــلة وأذكــار الصــباح والمســاء
والنوم وغيرها.
)*( ثم تبيت في منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله
عليه وآله وسلم.
من مخالفات اليوم الثامن من ذي الحجة
-1عدم سؤال أهل العلم عما خفي من أحكام الحج ،فترى كثيرًا من الحجففاج يقومففون بففأداء
الحج بناء على ما يرونه من فعل العامة من النففاس ولسففان حففالهم يقففول :رأيففت النففاس
)( محظورات الحرام :ص .14 1
)( قال ابن عباس رضي الله عنهما :إذا ذكر العبـدُ اللــه فــي أدبــار الصــلوات، 2
شي ًّا ،وفي المضاجع ،وكلما استيقظ من نومه ،وكلما غدا وراح مــن ع ِ
وا و َ و ُ
غدُ ّ
منزله ،فهو من الذاكرين الله كثيرًا.
انظر :مقدمة كتاب ]الذكار[ للمام النووي رحمه الله.
-24-
يفعلون شيئًا ففعلت ،وهذا عين الجهل ول يعذر من أخطأ في ذلك ،لن ال تعففالى يقففول:
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون] سورة النبياء.[7 :
-2كثير من الحجاج »يضطبع«) (1من هذا اليوم إلى نهاية الحج ،وهذا خطففأ ،فالضففطباع ل
يشرع إل أثناء طواف القدوم فقط.
ل وهففذا مففن
-3اعتقاد بعض النساء أن لثياب الحرام لونفًا خاصفًا كالخضففر أو البيففض مث ً
الجهل والخطأ ،فالمرأة تحرم بثيابها العادية الشرعية إل ثياب الزينة ،كما أنهففا ل تلبففس
النقاب ول القفازين.
-4من الحجاج من يستعد للحرام بأمور محرمففة كتقصفير أو حلفق اللحيفة أو إسفبال الزار
ونحو ذلك مما ينقص أجر الحج.
ُ -5يرى من بعض الحجاج تركه المبيت بمنى اليوم الثامن بل إن بعضهم ينطلقففون فففي هففذا
اليوم إلى عرفات وهذا خلف هدي رسول ال .
-6يدعو كثير من الحجاج ال تعالى بأدعية ل يفقهون لها معنى وذلك بناء على ما يقع فففي
أيديهم من كتب الدعية والذكار الغير صحيحة.
)(2
والمشروع أن يدعو ال تعالى بدعاء ثابت يعرف معناه ويرجو من ال إجابته .
-7ل يشرع للمسلم التلفظ بما نوى لن النية محلها القلب ،ولكففن الففذي يشففرع ذكففر النسففك
الذي يريده من حج أو عمرة بعد لبس ثياب الحرام مثل أن يقول :لبيك عمففرة ،أو اللهففم
لبيك عمرة .وإن كانت نيته الحج قال :لبيك حجًا ،أو اللهم لبيك حجًا؛ لن النبي فعففل
ذلك .أما في الصلة والطواف وغيرهما فل يتلفظ في شيء منها بالنية فل يقففول :نففويت
أن أصلي كذا وكذا ،ول نويت أن أطوف كذا ،بل التلفظ بذلك من البففدع المحدثففة والجهففر
بذلك أقبح وأشد إثمًا).(3
)( الضطباع :هو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه اليمن وطرفيه على كتفــه 1
اليسر.
)( انظر :للفائدة ص ) (45من هذا الكتاب. 2
)( انظر :التحقيق واليضاح ،ص ) (15لسماحة الشيخ ابن باز. 3
-25-
ثاني أيام الحج
أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة
)الحج عرفة(
ل »لبيك اللهم )*( إذا صليت الفجر ..وطلعت عليك الشمس فانطلق إلى عرفة وأنت تلبي قائ ً
ل» :الف أكففبر لبيك ل شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ل شريك لففك« وتكففبر قففائ ً
ال أكبر ل إله إل ال وال أكبر ال أكبر ول الحمد« ترفع بذلك صوتك.
)*( يكره لك صيام هذا اليوم حيث وقف النبي مفطرًا إذ أرسل إليه بقدح لبن فشربه.
)*( من السنة أن تنزل في نمرة إلى الزوال) (1إن أمكن.
)*( ثم تكون هناك خطبة وبعدها تصلي الظهر والعصر جمع تقديم بركعتين ل يجهففر فيهمففا
بقراءة القرآن وتكون بأذان وإقامتين .ول تصلي بينهما ول قبلهما شيئًا من النوافل.
)***( ثم تدخل عرفة وتتأكد أنك داخل حدودها) (2لن وادي عرنة ليس من عرفة.
)*( وتتفرغ للذكر والتضرع إلى ال عز وجل والدعاءء بخشوع وحضور قلب).(3
)*( عرفة كلها موقف ..وإن تيسر لك أن تقف عند الصخرات أسففل الجبفل – الفذي يسفمى
جبل الرحمة وتجعله بينك وبين القبلة فهو أفضل.
)*( وليس من السنة صعود الجبل ،كما يفعله بعض الجهلة.
)*( أثناء الدعاء تستقبل القبلة رافعًا يديك تدعو بخشوع وحضففور قلففب حففتى الغففروب .ول
تنشغل بالضحك والمزاح أو النوم عن الدعاء كما هو حال الغافلين .نسأل ال السلمة.
)*( وتكثر من قول )ل إله إل ال وحده ل شفريك لفه ،لفه الملفك ولفه الحمفد وهفو علفى كفل
شيء قدير( ،كذلك تقول التلبية وتزيد عليهففا »إنمففا الخيففر خيففر الخففرة« وتكففثر أيضفًا مففن
الصلة على النبي .
)(4
)**( ل تخرج من عرفة إل بعد غروب الشمس .
)*( قال الرسول » :ماُرئي الشيطان يوما هو فيه أصففغر ول أدحففر ول أحقففر ول أغيففظ
منه في يوم عرفة وما ذاك إل لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز ال عن الففذنوب العظففام إل
ي يوم بدر «...الموطأ.
ما ُأر َ
)*( وفي مثل هذا اليوم وهذا المكان أنزل ال سبحانه :اليوم أكملت لكففم دينكففم وأتممففت
عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ] المائدة.[3 :
ل لنهففا)**( بعد الغروب تنطلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة ،وإذا وجدت متسعًا فأسرع قلي ً
السنة ،وتستغفر ال وتذكره.
)*( قال ال تعالى :ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا ال إن ال غفور رحيففم
] سورة البقرة.[199 :
)( علما ً أن جزءا ً كبيرا ً من مقدمة مسجد نمرة ليس من عرفة. 2
)( يحرم الخروج من عرفة قبل غروب الشمس؛ لنــه خلف الســنة وهــو مــن 4
أعمال الجاهلية .ومن انصرف من عرفة قبل الغروب فعليــه فديــة عنــد أكــثر
أهل العلم توزع على مساكين الحرم.
-26-
)**( حيففن تصففل إلففى مزدلفففة تصففلي المغففرب والعشففاء جمعفًا وقصففرًا ،والسففنة أن تجعففل
المغرب ثلث ركعات ،والعشاء ركعتين ،ول تصل بعدهما شيئًا إل أن توتر ،فإن كنت تخشى
أن ل تصل إلى مزدلفة إل بعد منتصففف الليففل بسففبب الزحففام أو غيففره فففإنه يجففب عليففك أن
تصلي ولو في الطريق ،والمهم في ذلك أن تصلي الصلة قبل أن يخرج عليك وقتها.
)**( ثم تنام حتى الفجر ..أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلففى منففى بعففد منتصففف
الليل والحوط بعد غيبوبة القمر.
)**( وجوب المبيت في مزدلفة لقوله » :خذوا عني مناسككم« ولقوله تعالى:
فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا ال عند المشعر الحرام .فهذا المر القرآنففي الصففريح
يدل على أنه لبد من ذكر ال عند المشعر الحرام بعففد الفاضففة مففن عرفففات ومزدلفففة كلهففا
ل.
موقف ،تدخل في مسمى المشعر الحرام ،أما المعذور فله أن يذكر ال لي ً
-27-
-28-
ثالث أيام الحج
»أعمال اليوم العاشر وهو يوم النحر »العيد
)**( لبد من صلة الفجففر لجميففع الحجفاج فففي مزدلفففة إل الضففعفاء والنسففاء؛ يجففوز لهففم
الذهاب بعد غيبوبة القمر.
)*( بعد صلة الفجر والنتهاء من الذكار عقب الصلة تستقبل القبلة :فتحمد ال ،وتكففبره،
وتهلله ،وتدعوه حتى يسفر الصبح جدًا.
)*( ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبيًا ،وعليك السكينة.
سر) (1تسرع السير إن أمكن. )*( إذا مررت بوادي ُمح ّ
)*( تلتقط سبع حصيات من أي مكان من طريقك من مزدلفة إلى منى ،أو من منى ،وتستمر
في التكبير والتلبية ول تقطع التلبية إل مع بداية الرمي.
ثم عليك ما يلي:
)(2
)**( ترمي جمففرة العقبففة بسففبع حصففيات متعاقبففات واحففدة بعففد الخففرى وتكففبر مففع كففل
حصاة.
)**( تذبح الهدي وتأكل منه وتوزع على الفقراء قال ال تعففالى :فكلففوا منهففا وأطعمففوا
البائس الفقير ] سورة الحج ،[28 :والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط .وتقول عند
الذبح والنحر» :بسم ال ،وال أكبر ،اللهم هذا منك ولك ،اللهم تقبل مني«.
)**( ثم تحلق أو تقصر مع تعميم الرأس كله ،والحلق أفضل مبتففدئًا بففاليمين ،وهففذا الحلففق
فيه كمال الخضوع والذل والنقياد ل عز وجل ،أما المرأة فتقصر بقدر أنملففة ،وهففي طففرف
الصبع؛ وبذلك تتحلففل التحلففل الول ،فتلبففس ثيابففك وتتطيففب ،ويحففل لففك جميففع محظففورات
الحرام إل النساء ،ول يحل لك الجماع إل بعد طواف الفاضة والسعي إن كان عليك سففعي.
أما إذا جامع الرجل زوجته بعد رمي جمرة العقبة ,فحجه صحيح ،وعليه دم شاة توزع على
فقراء الحرم.
)***( بعد ذلك تذهب إلفى مكففة وتطففوف طففواف الفاضففة بففدون رمففل وهففو :السففراع فففي
المشي مع تقارب الخطى أثناء الطواف ثم تصلي ركعتي الطواف ولقد طففاف النففبي فففي
هذا اليوم متطيبًا لبسا الملبس المعتادة.
)***( ثم تسعى .والسعي على المتمتع ،وكففذا علففى القففارن والمفففرد اللففذين لففم يسففعيا مففع
طواف القدوم؛ وبذلك تتحلل التحلل الكامل.
)( هو الوادي الذي يفصل بين مزدلفة ومنى. 1
ل :أن بداية رمي جمرة العقبة في القول الراجــح هــو :بعــد منتصــف الليــل أو ً
لهل العذار ،وطلوع الشمس لغيرهم.
ثانيًا :مكان وقوف الرامي :الفضل أن يرميها مستقبل ً لهــا جــاعل ً منــى عــن
يمينه والكعبة عن يساره .ول يرميها من خلفها لن الحــوض نصــف دائري فل
يقع فيه الحصى .ولو رمى رامي واصطدمت بــالعمود ثــم ســقطت بعيــد عــن
الحــوض فل تجــزئ لن الشــرط إصــابة المرمــى يعنــي وقــوع الحصــى فــي
الحوض.
الثــالث :ل يجــوز الرمــي بحصــى كــبير أو بالحــذاء أو بالخشــاب وغيــر ذلــك،
ويستحب أن يكبر مع كل حصــاة ،ويقــول» :اللهــم اجعلــه حجـا ً مــبرورا ً وذنبـا ً
مغفورًا«.
لثبوت هذا الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عند رميه جمرة العقبة.
-29-
)*( إن قّدمت بعض هذه المور على بعض فل حرج.
)*( وتشرب من ماء زمزم .وتصلي الظهر) (1في مكة إن أمكن.
)**( ثم عليك المبيت بمنى باقي الليالي.
)( ل تنس التكبير المقيد في هذا اليوم وهو أن تقــول بعــد الصــلة مباشــرة: 1
»الله أكبر ،الله أكبر ل إله إل الله ،اللــه أكــبر اللــه أكــبر وللــه الحمــد« .ومــن
السنة أن تكررها .علما ً أنه قد ورد لها عدة صيغ ،إذا التكبير شعار هذه اليــام
قال الله عز وجل :فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله.
)( أي :التي ما بقي لها مخ من ضعفها وهزالها. 2
)( للذكاة الشرعية »الذبــح والنحــر« شــروط لبــد مــن توفرهــا؛ انظــر :كتــاب 4
)( من فتاوى سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله .- 1
)( احرص على الصف الول وسماع محاضرات العلماء التي تلقى بعد الصــلة 2
في هذه اليام ،فإنها فرصة عظيمة لك في هــذا الموســم الــذي يلتقــي فيــه
العلماء وطلب العلم من كل بلد.
)( )فتح الباري .(3/1753 3
-31-
)*( ل يجوز أن يوكل في الرمي إذا كان صحيحًا بل يجب عليه أن يرمي بنفسه ما دام قادرًا
على الرمي .لكن لو فرض أنه عاجز ول يمكنه الرمي بنفسه ل في النهار ول في الليل فهنففا
يجوز له التوكيل ،ول يشفترط للموكفل أن يلتقفط الحصففى بنفسفه ويعطيهفا مففن وكلففه ،ولن
رمي الجمار عبادة أفردت لها سبع مسائل في الصفحات القادمة نظرًا للهمية.
)**( ثم عليك المبيت بمنى.
)( 1
سبع مسائل في رمي الجمرات
* المسألة الولى :حكم الرمي :الرمي واجب من واجبات
الحج وهو أطول زمن يقضيه الحاج في منى أيام حجه حيــث
يستغرق من وقته ثلثة أيام أو أربعة.
وهل يجبر الواجب؟ نعم يجبر بدم.
المســألة الثانيــة :حجــم الحصــى :يكــون مثــل حصــى
)(2
*
)الخذف( وقد حددها بعض الفقهاء بأنها :أكبر من الحمص
وأصغر من البندق .وفــي ســنن ابــن مــاجه عــن ابــن عبــاس
قال :قال رسول الله غداة العقبة وهو على نــاقته ألقــط
لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف فجعــل
ينفضهن في كفه ويقول» :أمثال هؤلء فــارموا« ثــم قــال:
»يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فــإنه أهلــك مــن كــان
قبلكم الغلو في الدين«.
* المســألة الثالثــة :عــدد الحصــى ومكــان لقطــهَ :ترمــى
الجمرة الواحدة بسبع حصيات ،ومجموع الحصى الذي يرمــي
به الحاج الجمرات طوال أيام الحج ســبعون حصــاة .أو تســع
وأربعون حصاةً لمن تعجل.
حيث يجب على كل حاج أن يرمي جمرة العقبة يوم النحــر
بسبع حصيات ،يسن له أن يلتقط الحصى من مزدلفة أو من
طريقه إلى منى.
أما أيام التشريق يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلث كــل
جمرة بســبع حصــيات ،يجــوز لــه أن يلتقــط الحصــى مــن أي
مكان من منى.
* المسألة الرابعة :شروط الرمي:
أ -أن يكون المرمي به حصى فل يصح أن يرمــي بأســمنت
أو طيــن أو حجــر كــبير أو غيــره ،لنــه ل يطلــق عليــه اســم
الحصى.
ب -أن تقــع الحصــاة فــي الحــوض الــدائري علــى الجمرتيــن
الصــغرى والوســطى ،أمــا جمــرة العقبــة فــالحوض نصــف دائرة
فينتبه لذلك لن الكثير يرميها من الخلــف ول تقــع فــي الحــوض
وهذا الرمي غير صحيح ,إل إذا رماها مــن فــوق الجســر جــاز لــه
ذلك.
ج -تفريق الرميات أي يرمي واحدة بعــد واحــدة ،ول يصــح
أن يرمي السبع جميعا ً بكــف واحــد ،وإذا رمــى الســبع بكــف
واحد تعتبر له رمية واحدة.
د -ترتيب رمي الجمرات :يرمــي الصــغرى ،ثــم الوســطى ،ثــم
العقبة ول يصح العكس.
المسألة الخامسة :وقــت رمــي جمــرة العقبــة يبتــدئ مــن
طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحــر فمــن رماهــا فــي
)( الرمي :هو القذف والدفع .والجمرات :هي الحصيات التي يرمي بهــا فــي 1
-32-
هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار ،وإنه ل يرمــي
يــوم النحــر غيرهــا ،أمــا الضــعفاء والمرضــى وكبــار الســن
ونحوهم ممن يشق عليهــم مزاحمــة النــاس ومــن يرافقهــم
كالســائق أو المحــرم أو المســاعد فــإنهم ينصــرفون مــن
مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر ،فمتى ما وصلوا
إلى جمرة العقبة جاز لهم رميهــا وآخــر وقــت لرمــي جمــرة العقبــة
ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم.
أما وقت رمي الجمرات أيام التشـريق :فيبــدأ الرمــي مـن
زوال الشمس وهو وقت دخول صلة الظهر وينتهي بغــروب
الشمس لمن ليس له عذر.
والفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر علــى ذلــك
ولفعله وقوله» :خذوا عني مناسككم«.
المسألة السادسة :جواز الرمي ليل ً أيــام التشــريق ،فمــن
كان له عذر جاز له مثل الرعاة والسقاة وكبــار الســن وكــل
ضــعيف والنســاء عموم ـا ً لمنــع اختلطهــن بالرجــال وخــوف
التكشف.
ول يجوز التوكيل إل لمن ل يستطيع الرمــي ليل ً أو نهــارا ً
مثل الحامل التي تخشــى علــى ولــدها أو المريضــة أو لعــذر
نحوهما ،ول يجوز أن يتولى الرمي إل من كان حاجًا.
المسألة السابعة :سنن الرمي:
أ -من السّنة للحاج عنــد دخــوله منــى أن يبتــدئ برمــي جمــرة
العقبة وهي تحية منى.
ب -يســتقبل جمــرة العقبــة حيــث يجعــل منــى عــن يمينــه
والكعبة عن يساره ثم يرمي ويقطع التلبية.
جـ -يكبر مع كل حصاة )الله أكبر(.
د -يســن أيــام التشــريق أن يــذهب إلــى الجمــرات الثلث
ماشيًا.
هـ -يسن أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة
الولى والتي تسمى الصغرى يجعلها على يساره بعيــدا ً عــن
الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمــرة الوســطى
الزحام(1ويطيل في دعائه ،وليـس )
يجعلها عن يمينه بعيدا ً عن
هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة .
)( ولمزيد من الفائدة انظر كتاب )رمي الجمرات وما يتعلق بهــا مــن أحكــام( 1
للدكتور شرف بن علي الشــريف .وعقــد المــام البخــاري رحمــه اللــه عشــرة
أبواب في رمي الجمار في جامعه الصحيح.
-33-
فالجواب) :حجه صحيح؛ لنه لم يترك فيه ركنًا من أركففان الحففج ،ولكففن تففرك فيففه ثلث
واجبات إن كان لم يبت ليلة الثاني عشر بمنى.
الواجب الول :المبيت بمنى ليلة الثاني عشر.
والواجب الثاني :رمي الجمار في اليوم الثاني عشر.
والواجب الثالث :طواف الوداع.
ويجب عليه لكل واحد منها دم يذبحه في مكففة ويففوزعه علففى الفقففراء ،لن الففواجب فففي
الحففج عنففد أهففل العلففم إذا تركففه النسففان وجففب عليففه دم يففذبحه فففي مكففة ويفرقففه علففى
الفقراء( من كتاب )فتاوى أركان السلم ،لفضيلة الشففيخ محمففد بففن صففالح العففثيمين –
رحمه ال تعالى.(-
-34-
)*( إذا أمكنك أن تصلي أثناء بقائك في منى أيام التشففريق فففي مسففجد الخيففف كففان أفضففل؛
لنه »صلى في مسجد الخيف سبعون نيباً«).(1
)( ذكر ذلك الشيخ محمد ناصر الدين اللباني في كتابه مناسك الحج والعمرة 1
)( قد أجمع العلماء على أنه يجب على من أحرم بحج أو عمرة أن يكمــل ذلــك 1
بفعل جميع الركان والواجبات المتعلقة بهما .انظر :مجموع فتــاوى ســماحة
الشيخ ابن باز – رحمه الله – في الحج والعمرة ).(7/314
)( ملحوظة هامة :انظــر بعــدها »مــن مخالفــات اليــوم الثــاني عشــر والثــالث 2
عشر« ،وتجدر الشارة إلى أنه من أكثر الخطاء بعد الحج التشكي من متاعب
الحج والمنة على الله بما عمل وذلك لضعف اليمان وقلة الحتساب – نســأل
الله السلمة.
-36-
أثر الحج
وتحقيق العبودية بترك أمور الجاهلية
وقف النـبي موقفـا ً عظيمـا ً وأعلــن إعلنـا ً أشـهد عليـه
صحابته خير هذه المة ،وذلك تقربا ً إلى الله عز وجل فتــدبر
أيها الحاج مليا ً هذه الخطبة:
حيث قال في يوم عرفة» :إن دماءكم وأموالكم حــرام
عليكم ،كحرمة يومكم هذا ،في شهركم هذا ،في بلدكم هذا.
ي موضوع. أل إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدم ّ
ودماء الجاهلية موضوعة ،وإن أول دم أضع مــن دمائنــا
دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب كان مسترضعا ً في
بني سعد فقتلته هذيل.
وربا الجاهلية موضوع ،وأول ربا أضع ربانا .ربا عبــاس
بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله.
فاتقوا الله في النسـاء فـإنكم أخــذتموهن بأمانـة اللــه
واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكــم عليهــن أن ل يــوطئن
فرشكم أحدا ً تكرهونه ،فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا ً غير
مبّرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعد إن اعتصمتم بــه
كتاب الله وأنتــم تســألون عنــي ،فمــا أنتــم قــائلون؟ قــالوا:
نشهد أنك قد بلغت رســالت ربــك وأديــت ،ونصــحت لمتــك،
وقضـيت الـذي عليـك ،فقـال بأصـبعه السـبابة يرفعهـا إلـى
السماء وينكتها إلــى النــاس »اللهــم اشــهد ،اللهــم اشــهد«.
رواه مسلم.
.......................................................................
.....
طرق كسب الثواب
قال الله تعالى{ :والذين ءامنوا أشــد حبــا للــه} ]البقــرة،
الية.[165 :
إظهار البراءة من المشركين وتعمد مخالفتهم.
احرص على تطبيق جميع الســنن الــواردة عــن رســول
الله .e
إفشاء السلم على من عرفت ومن لم تعـرف وطلقـة
الوجه.
سقاية الحجاج وإطعامهم والحسان إليهم.
الصبر على إخوانك الحجاج وما تجده منهم من مضايقة
أو إزعاج.
مساعدة الضعيف وتعليم الجاهــل بالحكمــة والموعظــة
الحسنة.
نشر الكتب القيمة والشرطة العلمية المفيدة.
الدعاء لخوانك المسلمين في كل مكان.
-37-
المر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصحية.
ســلمة الصــدر والبتعــاد عــن الغيبــة وتجريــح النــاس
وخصوصا ً الدعاة ولمن لهم عليك ولية ،والدعاء لهم بــالخير
والصلح والتوفيق في الدنيا والخرة.
ـول :e تنــال رحمــة اللــه إذا كنــت ســمحًا .يقــول الرسـ
»رحم الله رجل ً سمحا ً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى« .
)(1
)( أخرجه أبو داود ) (1488والترمذي ) (3556وهو في صحيح سنن أبي داود، 2
وإسناده حسن.
)( رواه الترمذي عن أبي هريرة ،انظر :صحيح الجامع .2418 3
)( رواه أحمد وابن أبي شيبة عن النعمــان بــن بشــير ،انظــر) :صــحيح الجــامع 4
.(3407
)( أخرجه أحمد ) (1/293والترمذي ) (2516واللفظ له وإسناده حسن. 5
)( رواه الترمذي والحاكم ،وهو في سلسلة الحاديث الصحيحة ).(594 6
-38-
-1أن تسأل ال تعالى بأسمائه الحسنى ،لقول تعففالى{ :ولف السففماء الحسففنى فففادعوه
بها}.
-2البدء بحمد ال والثناء عليه والصلة على رسول ال .e
-3الصدق والخلص ل في الطلب.
-4اللحاح وعدم الستعجال.
-5تكرار الدعاء ثلثًا.
-6كون المطعم والمشرب والملبس من الحلل.
-7رفع اليدي في الدعاء واستقبال القبلة.
-8الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
-9خفففض الصففوت بالففدعاء )بيففن المخافتففة والجهففر( قففال ال ف تعففالى{ :إنهففم كففانوا
يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا} ]سورة النبياء ،الية.[90 :
-10عدم تكلف السجع في الدعاء.
-11عدم العتداء في الدعاء أو الدعاء بالثم أو قطيعة الرحم.
-12ل يسأل إل ال وحده.
أخي الحاج :إن مــن النـاس مـن يشـهد أن ل إل اللـه ،وأن
محمدا ً رسول الله باللسان فقط!! وحسبوا أنهم على شيء
وأنى لهـم ذلـك!! إذ أن أقــوالهم وأعمـالهم شــاهدة بفســاد
دعواهم ،ودليل ذلك أنهم دعــوا غيــر اللــه تعــالى ،فأشــركوا
بالله في عبادته ما لم ينزل به سلطانًا ،فلم يزدهم شـركهم
عند ربهم إل مقتا ً وبعدًا ،فدعا فريــق منهــم رســول اللــه ،e
ودعا آخرون علّيا والحسن والحسين رضي الله عنهم ،ودعــا
آخــرون البــدوي والجيلنــي وأبــا طيــر وغيــر هــؤلء مــن
المخلوقين؛ فزلت أقدام هــؤلء الــداعين) .(1وأشــركوا بــالله
رب العالمين وضــلوا عــن صـراطه المســتقيم{ :ومــن أضــل
ممن يدعوا من دون الله من ل يستجيب له إلى يوم القيامة
وهم عن دعائهم غافلون .وإذا حشر الناس كانوا لهم أعــداء
وكانوا بعبادتهم كافرين} ]الحقاف .[6
فل تسأل ول تــدع إل اللــه وحــده واحــذر أن تشــرك بــالله
شيئًا ،والحمد لله القائل:
{ادعوني أستجب لكم}.
-13الــدعاء بمــا ورد عــن النــبي eوتضــمن اســم اللــه
العظم.
-39-
سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله والله أكبر«).(1
* وقال » :eكلمتان خفيفتان على اللســان ثقيلتــان فــي
حبيبتان إلى الرحمن سـبحان اللـه وبحمـده سـبحان الميزان
الله العظيم«).(2
* وكــان الرســول eيقــول عنــد الكــرب» :ل إلــه إل اللــه
العظيم الحليم ،ل إله إل الله رب العرش العظيــم ،ل)(3إلــه إل
الله رب السموات ورب الرض ورب العرش الكريم« .
* وكان عليــه الصــلة والســلم يقــول» :اللهــم أصــلح لــي
ديني الذي هو عصــمة أمــري،وأصــلح لــي دنيــاي الــتي فيهــا
معاشي ،وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعــل الحيــاة
زيادة)(4لي في كــل خيــر ،واجعــل المــوت راحــة لــي مــن كــل
شر« .
وكان(5يقول» :اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف )
*
والغنى« .
ول عافيتــك، زوال نعمتك ،وتح ّ * »اللهم إني أعوذ بك من
وفجاءة نقمتك ،وجميع سخطك«).(6
* عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله eأمرها أن تدعو
اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله مــا بهذا الدعاء» :
علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول
أو عمل ،وأسألك من خير ما سـألك عبـدك ورسـولك محمـد ،e
محمــد ،e وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ورســولك
وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا ً«).(7
وعليــك أن تكــثر مــن الســتغفار وتتــوب إلــى اللــه توبــة
صادقة ،وتسأل الله مــن خيــري الــدنيا والخــرة ،وتكــثر مــن
الصــلة علــى رســول اللــه ،eوكــان أكــثر دعــاء النــبي):e (8
»اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنــا عــذاب
النار« .متفق عليه .وقال ابن كثير رحمه الله تعالى :جمعــت
هذه الــدعوة كــل خيــر فــي الــدنيا ،وصـرفت كــل شــر ،فــإن
الحسنة في الدنيا تشمل كــل مطلــوب دنيــوي ،مــن عافيــة،
ودار رحبة ،وزوجة حسنة ،ورزق واسع ،وعلم نــافع ،وعمــل
صالح ،ومركب هين ،وثناء جميل إلى غير ذلك ممــا اشــتملت
عليــه عبــارات المفســرين ،ول منافــاة بينهــا ،فإنهــا كلهــا
مندرجة في الحسنة في الــدنيا .وأمــا الحســنة فــي الخــرة،
فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من المن من الفزع الكــبر
العرصات ،وتيسير الحساب ،وغير ذلك من أمــور الخــرة )(9
في
الصالحة .
-40-
الدعاء الذي جمعه سماحة الشيخ
عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – في
)(1
منسكه
ويختار جوامع الذكر والدعاء ومن ذلك:
»سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم«.
»ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين«.
»ل إله إل الله ول نعبد إل إياه ،له النعمة وله الفضل ولــه
الثناء الحســن ،ل إلــه إل اللــه مخلصــين لــه الــدين ولــو كـره
الكافرون«.
»ل حول ول قوة إل بالله«.
{ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب
النار}.
»اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ،وأصــلح لــي
دنياي الــتي فيهــا معاشــي ،وأصــلح لــي آخرتــي الــتي فيهــا
معادي ،واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ،والمــوت راحــة
لي من كل شر«.
»أعوذ بالله من جهــد البلء ودرك الشــقاء وســوء القضــاء
وشماتة العداء«.
»اللهــم إنــي أعــوذ بــك مــن الهــم والحــزن ،ومــن العجــز
والكسل ،ومن الجبن والبخل ،ومــن المــأثم والمغــرم ،ومــن
غلبة الدين وقهر الرجال«.
»أعوذ بك اللهم من البرص والجنون والجذام ،ومن ســيء
السقام«.
»اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والخرة«.
»اللهــم إنــي أســألك العفــو والعافيــة فــي دينــي ودنيــاي
وأهلــي ومــالي ،اللهــم اســتر عــوراتي وآمــن روعــاتي،
واحفظني مــن بيــن يــدي ومــن خلفــي ،وعــن يمينــي وعــن
شمالي ،ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي«.
»اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلـي وإســرافي فـي أمـري،
وما أنت أعلم به مني«.
دي وهزلــي وخطئي وعمــدي وكــل ذلــك »اللهــم اغفــر جـ ّ
عندي«.
»اللهم اغفر لي ما قدمت ومــا أخــرت ،ومــا أســررت ومــا
أعلنت ،وما أنت أعلم به منــي ،أنــت المقــدم وأنــت المــؤخر
وأنت على كل شيء قدير«.
»اللهم إني أسألك الثبات في المر والعزيمة على الرشد،
)( »التحقيق واليضاح« )ص ،(51-47يدعو رافعا ً يديه مستقبل ً القبلة. 1
-41-
وأسألك شكر نعمتك وحســن عبادتــك ،وأســألك قلبـا ً ســليما ً
ولسانا ً صادقًا ،وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بــك مــن شــر
ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك علم الغيوب«.
ب النبي محمد عليــه الصــلة والســلم اغفــر لــي »اللهم ر ّ
ذنــبي وأذهـب غيـظ قلـبي وأعــذني مـن مضـلت الفتـن مـا
أبقيتني«.
ب الســموات ورب الرض ورب العــرش العظيــم »اللهــم ر ّ
ربنــا ورب كــل شــيء فــالق الحــب والنــوى منــزل التــوراة
والنجيل والقرآن ،أعــوذ بــك مــن شــر كــل شــيء أنــت آخــذ
بناصيته ،أنت الول فليس قبلك شـيء ،وأنـت الخـر فليـس
بعدك شيء ،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن
فليس دونك شيء ،اقض عني الدين واغنني من الفقر«.
»اللهم أعط نفسي تقواهـا وزكهــا أنـت خيــر مــن زكاهـا،
أنت وليها ومولها«.
»اللهم إني أعوذ بك من العجــز والكســل ،وأعــوذ بــك مــن
الجبن والهرم والبخل ،وأعوذ بك من عذاب القبر«.
»اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك تــوكلت وإليــك أنبــت
وبك خاصــمت أعــوذ بعزتــك أن تضــلني ل إلــه إل أنــت .أنــت
الحي الذي ل يموت والجن والنس يموتون«.
»اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ومن قلــب ل يخشــع
ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها«.
»اللهـــم جنبنـــي منكـــرات الخلق والعمـــال والهـــواء
والدواء«.
»اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي«.
»اللهم اكفني بحللك عن حرامك ،واغننــي بفضــلك عمــن
سواك«.
»اللهم إّني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى«.
»اللهم إني أسألك الهدى والسداد«.
»اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجلــه مــا علمــت
منه وما لم أعلم ،وأعوذ بك من الشر كلــه عــاجله وآجلــه مــا
علمت منه وما لــم أعلــم ،وأســألك مــن خيــر مــا ســألك منــه
عبدك ونبيك محمد ،صلى الله عليه وآلــه وســلم ،وأعــوذ بــك
من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد .«
»اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل،
وأعــوذ بــك مــن النــار ومــا قــرب إليهــا مــن قــول أو عمــل،
وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا«.
»ل إله الله وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمــد يحيــى
ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير«.
»سبحان الله والحمــد للــه ول إلــه إل اللــه واللــه أكــبر ول
حول ول قوة إل بالله العلي العظيم«.
»اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ،كما صــليت علــى
إبراهيــم وعلــى آل إبراهيــم إنــك حميــد مجيـد ،وبـارك علــى
محمد وعلى آل محمد كمــا بــاركت علــى إبراهيــم وعلــى آل
إبراهيم إنك حميد مجيد«.
»ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عــذاب
النار«.
-42-
ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ما تقدم
من الذكار والدعية وما كان في معناها من الــذكر والــدعاء
والصلة على النبي ، ،ويلح في الــدعاء ،ويســأل ربــه مــن
خيــري الــدنيا والخــرة ،وكــان النــبي صــلى اللــه عليــه وآلــه
وسلم ،إذا دعا كرر الدعاء ثلثا ً فينبغي التأسي به
في ذلك عليه الصلة والسلم.
ً
ويكون المسلم في هذا الموقــف مخبت ـا لربــه –ســبحانه –
متواضعا ً له ،خاضعا ً لجنابه منكسرا ً بيــن يــديه ،يرجــو رحمتــه
ومغفرته ،ويخاف عذابه ومقته ،ويحاسب نفسه ويجدد توبــة
نصوحًا ،لن هذا يوم عظيم ومجمع كبير ،يجود الله فيه على
عباده ويباهي بهم ملئكته ويكثر فيه العتــق مــن النــار ،ومــا
يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ول أصغر ول أحقر منــه
في يوم عرفة إل ما رؤي يوم بدر ،وذلك لما يــرى مــن جــود
الله علــى عبــاده وإحســانه إليهــم وكــثرة إعتــاقه ومغفرتــه،
وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنهــا – أن النــبي
– صلى الله عليه وآله وسلم ،قال» :ما من يوم أكثر مــن أن
يعتق الله فيه عبدا ً من النار من يوم عرفــة ،وإنــه ليــدنو ثــم
يباهي بهم الملئكة فيقول :ما أراد هؤلء؟.((.
ً
فينبغي للمسلمين أن يروا اللــه مــن أنفســهم خيــرا ،وأن
يهينــوا عــدوهم الشــيطان ويحزنــوه بكــثرة الــذكر والــدعاء
وملزمة التوبة والستغفار من جميع الــذنوب والخطايــا ،ول
يزال الحجــاج فــي هــذا الموقــف مشــتغلين بالــذكر والــدعاء
والتضرع إلى أن تغرب الشمس.
فإذا غربت الشمس انصرفوا إلى مزدلفة بســكينة ووقــار
وأكثروا من التلبية .انتهى كلم سماحة الشيخ ابن باز رحمه
الله.
الدعاء الذي جمعه
)( 1
السلم ابن تيمية وابن القيــم والنــووي وابــن كــثير وابــن حجــر العســقلني
رحمهم الله جميعا ً فيما جمعوا من أدعية فوجــدت مــا جمعــه الشــيخ ابــن بــاز
وابــن عــثيمين رحمهمــا اللــه شــامل ً لجميــع مــا تفــرق فــي كتــب العلمــاء
المذكورين.
)( »مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة« )ص .(58-57 2
-43-
»اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح«.
»اللهم إنــك تســمع كلمــي ،وتــرى مكــاني ،وتعلــم ســري
وعلنيتي ،ل يخفى عليك شيء من أمري ،أنا البائس الفقير
وجــل المشــفق المقــر المعــترف المســتغيث المســتجير ال ِ
بــذنوبي ،أســألك مســألة المســكين ،وأبتهــل إليــك ابتهــال
المذنب الذليل .وأدعوك دعاء من خضعت لك رقبته وفاضــت
لك عيناه ،وذل لك جسده ،ورغم لك أنفه«.
»اللهــم ل تجعلنــي بــدعائك رب شــقيًا ،وكــن بــي رؤوف ـا ً
رحيما ً يا خير المسؤولين ويا خير المعطين«.
»اللهم اجعل فــي قلــبي نــورًا ،وفــي ســمعي نــورا ً وفــي
بصري نورًا«.
»اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري ،اللهم إني أعــوذ
بك من شر ما يلج في الليل ،وشرما يلج في النهار ،وشر ما
تهب به الرياح ،وشر بوائق الدهر«.
»اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حســنة وقنــا
عذاب النار«.
»اللهم إني ظلمت نفســي فــاغفر لــي إنــك أنــت الغفــور
الرحيم«.
»اللهم إني أعوذ بك مــن جهــد البلء ،ومــن دَْرك الشــقاء،
ومن سوء القضاء ،ومن شماتة العداء«.
»اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،والعجــز والكســل،
والجبن والبخل ،وضلع الدين وغلبة الرجال ،وأعــوذ بــك مــن
أن أ َُردّ إلى أرذل العمر ،وأعوذ بك من فتنة الدنيا«.
»اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم ،ومــن شــر فتنــة
الغنى وأعوذ بك من فتنة القبر«.
»اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد ،ونق قلــبي
من الخطايا كما نقيت الثوب البيض من الدنس ،وباعد بيني
وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب«.
فالدعاء يوم عرفة خير الدعاء.
قال النبي » :خير الدعاء دعاء يوم عرفة ،وخير ما قلــت
ل( شــريك لــه لــه أنا والنبيون من قبلي ،ل إله إل الله وحــده
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير«). 1
وإذا لم يحط بالدعية الواردة عن رسول الله ،دعــا بمــا
ف مـن الدعيـة المباحـة .فـإذا حصـل لـه ملـل ،وأراد أن َيعر ُ
يستجم بالتحدث مع رفقتــه بالحــاديث النافعــة ،أو مدارســة
القرآن ،أو قراءة ما تيسر من الكتــب المفيــدة ،خصوصـا ً مــا
يتعلق بكرم الله تعالى وجزيل هبــاته ،ليقــوى جــانب الرجــاء
في هذا اليوم ،كان حسنا ً ثم يعود إلى الدعاء والتضــرع إلــى
الله ،ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء.
وينبغي أن يكون حــال الــدعاء مســتقبل القبلــة ،وإن كــان
الجبل خلفه أو يمينه أو شماله ،لن السنة استقبال القبلــة،
ويرفع يــديه ،فــإن كــان فــي إحــداهما مــانع رفــع الســليمة،
لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال» :كنت ردف النبي
بعرفــات فرفــع يــديه يــدعو ،فمــالت بــه نــاقته فســقط
)( رواه مالك في »الموطأ« ) (1/422مرسل بسند صحيح ،ووصــله الترمــذي ) 1
)( رواه النسائي ) .(5/254رواه أحمد ) .(5/209وابن خزيمة ) (2824بسند صحيح. 2
-45-
فقه الذكر والدعاء في الحج
»من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين«
من فقه الذكر والدعاء في الحج -:
ل :المواضع التي رفع النبي يديه الشريفتين ودعا فيها أو ً
هي:
* على الصفا.
* على المروة.
* في عرفة.
* في مزدلفة.
* عند الجمرة الولى.
* عند الجمرة الثانية.
قال ابــن القيــم – رحمــه اللــه – فــي زاد المعــاد :تضــمنت
حجته ست وقفات للدعاء.
ثانيا ً :اعلم أن الدعاء عبادة .فأنت في قيامــك بــدعاء اللــه
تتعبده بذلك.
ثالثا :يوم عرفــة يــوم مــن اليــام الفاضــلة فــي عشــر ذي ً
الحجة.
وللدعاء فيه مزية علـى غيــره فـإن النـبي قـال» :خيـر
الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون مــن قبلــي
ل إله إل الله وحده ل شريك لــه لــه الملــك ولــه الحمــد وهــو
على كل شيء قدير«.
قال ابن عبدالبر – رحمه الله – في التمهيد.(6/41) :
»وفيه من الفقه أن دعــاء يــوم عرفــة أفضــل مــن غيــره،
وفي ذلك دليل على فضل يــوم عرفــة علــى غيــره ...وفــي
الحديث أيضا ً دليل أن دعاء يــوم عرفــة مجــاب فــي الغلــب،
وفيه أيضا ً أن أفضل الذكر ل إله إل الله.«...
رابعًا :للدعاء مراتب:
* أفضــلها) :(1ذكــر اللــه والثنــاء عليــه ولهــذا كــانت ســورة
الفاتحة نصفين – نصفا ثناء ،ونصفا ً دعاءً – ونصف الثناء هــو
دم ،وهو الذي للــه عــز وجــل .وكــذلك حــديث الشــفاعة المق ّ
الصحيح قال النبي ..» :فإذا رأيت ربي خررت له ســاجداً،
فأحمد ربي بمحامد يفتحها على ل أحسنها الن ،فيقول :يــا
محمد ،ارفع رأسك ،وقل تسمع وسل تعطه «...فبدأ بالحمد
لله حتى أذن له في السؤال ،فيسأل ...كما قيل:
إذا أثنــى عليـــك المرء يــومـا ً
كفــاه مـن تعـّرضـه الثنـــاء
خامسًا :تفكر في الدعية التي علمها رسول الله أهلــه
ـب دخــول الجنــة وصــحابته الــذين كــانوا حريصــين علــى طلـ
والنجاة من النار ،وهي الــتي حولهــا ندنــدن) ،(2ونــذكر ثلثــة
)( كتاب ]قاعدة في أنواع الستفتاح لشيخ السلم ابن تيمية ص )(10-2 1
هد ثم أقول :اللهم جل» :كيف تقول في الصلة« قال :أتش ّ )( قال النبي لَر ُ 2
إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني ل أحسن دندنتك ول دندنة معــاذ،
فقال النبي » :حولها ندندن« .رواه أحمد وأبو داود.
-46-
منها على سبيل المثال:
أ -فهذي زوجة الرسول أم المؤمنين عائشة رضي اللــه
عنها تقول :قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة
القدر ما أقول فيهـا قـال :قـولي» :اللهـم إنـك عفـو كريـم
تحب العفو فاعف عني« رواه الترمذي وابن ماجه.
ب -وهذا صاحب رسول الله أبو بكر الصديق رضي اللــه
عنه :أنه قـال لرسـول اللـه :علمنـي دعـاء أدعـو بـه فـي
صلتي قال» :قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمــا كــثيرا ً ول
يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي مغفرة من عنــدك وارحمنــي
إنك أنت الغفور الرحيم« رواه البخاري.
ج -وهذا معاذ ابن جبــل رضــي اللــه عنــه :قــال أخــذ بيــدي
رسول الله فقــال» :إنــي لحبــك يــا معــاذ« فقلــت :وأنــا
أحبك يا رسول الله فقال رسول الله » :فل تدع أن تقول
في كل صلة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك«
رواه النسائي وأبو داود.
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه :تصــحيح الــدعاء ص 34و
:35
وأنفع الدعاء :طلب العون من الله – تعالى -على مرضاته.
وذكر كلم ابن القيم وكلم شيخ السلم ابــن تيميــة فــي
ذلك.
ثم قال :وإذا تفضل الله – سبحانه – عليك بالجابة ،ول بد
أن تدرك خيرًا ،فاشكر الله واحمده على ما تفضل به عليــك،
وُيروى عن النـبي أنـه قـال» :مـا يمنـع أحـدكم إذا عـرف
الجابة من نفسه ،فشفي من مرض ،أو قــدم مــن ســفر أن
يقول» :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات«.
سادسًا :الذكر المطلوب بعد قضاء المناسك:
فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كــذكركم آبــاءكم أو
أشد ذكرا ] من الية 200من سورة البقرة[.
المناسك تقضــى يــوم النحــر وهــو اليــوم العاشــر مــن ذي
الحجة بعد التحلل وذلك يكون غالبا ً فـي ضـحى يـوم النحـر،
وتكون أول صلة بعد ذلك هي صلة الظهر من يوم النحر.
قال القرطبي – رحمه الله – فــي تفســيره :قــال مجاهــد:
المناســك الــذبائح وراقــة الــدماء وقيــل :هــي شــعائر الحــج:
لقوله » : خــذوا عنــي مناســككم« والمعنــى :فــإذا فعلتــم
منسكا ً مــن مناســك الحــج فــاذكروا اللــه واثنــوا عليــه بــآلئه
عندكم.
وقال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره » :يــأمر تعــالى
بذكره والكثــار منــه بعــد قضــاء المناســك وفراغهــا وقــوله:
»كذكركم آباءكم« اختلفوا في معناه فقــال ابــن جريــج عــن
عطاء :هو كقول الصبي أبه أمــه – يعنــي كمــا يلهــج الصــبي
يذكر أبيه وأمه – فكذلك أنتم فالهجوا بــذكر اللــه بعــد قضــاء
النسك..
وقال سعيد بن جبير عن ابن عبــاس :كــان أهــل الجاهليــة
يقفون في الموسم فيقول الرجل منهــم :كــان أبــي يطعــم
ويحمل الحمالت ويحمل الديات .ليس لهــم ذكــر غيــر فعــال
آبائهم .فأنزل الله على محمد : فاذكروا الله كــذكركم
آباءكم أو أشد ذكرا ً ... والمقصـود منـه الحـث علـى كـثرة
-47-
الذكر لله عز وجل ولهــذا كــان انتصــاب قــوله أو أشــد ذكــرا
على التمييز تقديره كــذكركم آبــاءكم أو اشــد ذكــرا .ثــم إنــه
تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فإنه مظنة الجابة.
سابعًا :طلب الخرة:
لقد نبه الله عز وجل لطلب الخرة مــع الــدنيا فقــال اللــه
تعالى :فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وما لــه
في الخرة من خلق .ومنهم من يقول ربنا ءاتنا فــي الــدنيا
حســنة وفــي الخــرة حســنة وقنــا عــذاب النــار ،أولئك لهــم
نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب .
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره » :وذم اللــه مــن
ل يسأله إل في أمر الدنيا وهو معرض عن أخراه«.
وقال ابــن جريــر الطــبري – رحمــه اللــه – فــي تفســيره :
»حدثنا أبو كريب قال :سمعت أبا بكر بن عيــاش فــي قــوله:
... فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وما له فــي
الخــرة مــن خلق قــال :كــانوا – يعنــي أهــل الجاهليــة –
يقفون يعني بعد قضاء مناســكهم فيقولــون :اللهــم ارزقنــا
ل ،اللهم ارزقنا غنمًا ،فأنزل الله هذه الية« .اهـــ .ومعنــى إب ً
الخلق :الحظ والنصيب.
ثامنًا :الذكر أيام التشريق:
يقــول الرســول » :أيــام التشــريق أيــام أكــل وشــرب
وذكرلله« وأيام التشريق هــي اليــوم الحــادي عشــر والثــاني
عشر والثالث عشر من ذي الحجة قال تعالى:
واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين
فل إثم عليه ومن تأخر فل إثم عليه لمــن اتقــى ] البقــرة:
.[203
قال البخاري رحمه الله تعالى :قال ابن عباس رضي الله
عنهما :ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اللــه فــي أيــام
معلومات ] سورة الحج [28 :هــي أيــام عشــر ذي الحجــة ،
واليام المعدودات التي في الية واذكــروا اللــه فــي أيــام
معدودات هي :أيام التشريق .قــال ابــن رجــب :هــذا قــول
ابن عمر وأكثر العلماء.
)(1
وقد دلت النصوص المتقدمة على أمرين :
الول :أن أيام التشريق أيام أكل وشــرب وإظهــار للفــرح
والسرور ول مانع في التوسع في الكــل والشــرب ،بشــرط
أن ل يصل ذلك إلى حد السراف والتبــذير أو التهــاون بنعــم
الله تعالى.
الثاني :أن هذه اليام أيام ذكر لله تعالى ،وذكر الله تعالى
المأمور به في هذه اليام أنواع متعددة منها:
أ :ذكــر اللــه تعــالى بالتســمية والتكــبير عنــد ذبــح الهــدايا
والضاحي.
ب -ذكر الله عز وجــل عقــب الصــلوات المكتوبــة بــالتكبير
في أدبارها وهو المشروع إلى آخر أيام التشــريق وهــذا هــو
التكبير المقيد.
)( انظر] :مجالس عشر ذي الحجة وأيام التشريق[ للشــيخ عبــدالله بــن صــالح 1
الفوزان.
-48-
جـ -ومنها ذكر الله عز وجل عند الكل والشرب.
د :ومنها الدعوة إلى الله أيام التشـريق فــي منــى بتــبيين
التوحيد وفضله ،والتحذير من نواقضه.
هـ -ومنها ذكر فضل الله علينا ،كــم كــرر اللــه ذلــك وبينــه
في كتابه العظيم ،فلول فضل الله ما اهتــدينا ،ول تصــدقنا،
ول صلينا.
و :ومنها رمي الجمار والتكبير مع كل رمية.
يقول ابن رجب – رحمه الله تعالى – فــي كتــابه] :لطــائف
المعارف ص » :[332وفي قول النــبي » :إنهــا أيــام أكــل
وشرب وذكر لله عــز وجــل« .إشــارة إل أن الكــل فــي أيــام
العيــاد والشــرب إنمــا يســتعان بــه علــى ذكــر اللــه تعــالى
وطاعته((.
ز :ومنها أنه يشــرع هــذه اليــام التكــبير المطلــق فــي أي
وقت ،إذ التكبير شعار هذه اليام .قــال شــيخ الســلم ابــن
تيمية – رحمه الله » -التكبير مشــروع فــي المواضــع الكبــار،
لكثرة الجمع ،أو لعظمة الفعل ،أو لقوة الحــال،أو نحــو ذلــك
من المور الكبيرة :ليــبين أن اللــه أكــبر وتســتولي كبريــاؤه
في القلوب على كبرياء تلك المور الكبار ،فيكون الدين كله
للــه ،ويكــون العبــاد لــه مكــبرون فيحصــل لهــم مقصــودان،
مقصــود العبــادة بتكــبير قلــوبهم للــه ،ومقصــود الســتعانة
بانقياد سائر المطالب لكبريــائه ،ولهــذا شــرع التكــبير علــى
الهداية ،والــرزق ،والنصــر ،لن هــذه الثلث أكــبر مــا يطلبــه
العبد ،وهي جماع مصالحه والهدى أعظم من الرزق والنصر،
لن الــرزق والنصــر قــد ل ينتفــع بهمــا إل فــي الــدنيا ،وأمــا
الهدى فمنفعته في الخــرة قطع ـًا ،وهــو المقصــود بــالرزق
والنصر فخص بصريح التكبير ،لنه أكــبر نعمــة الحــق ،وذانــك
دونه فوسع المر فيهما بعموم ذكر اســم اللــه ،فجمــاع هــذا
أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير من مكان وزمان وحــال
ـوب ورجال ،فتبين أن الله أكبر لتســتولى كبريــاؤه فــي القلـ
على كبرياء ما سواه ويكون له الشرف على كل شرف«).(1
»الله أكبر الله أكبر ل إلــه إل اللــه ،واللــه أكــبر اللــه أكــبر
ولله الحمد«.
وصلى الله على نبينــا محمــد وعلــى آلــه وصــحبه أجمعيــن
وسلم تسليما ً كثيرًا.
***
وختاما ً
نســأل اللــه تعــالى أن يتقبــل منــا ومنــك صــالح العمــال
وندعوه عز وجل بدعوة أبينــا إبراهيــم وابنــه إســماعيل :
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ] البقرة.[127 :
هذا وإني أذكرك أخي الحبيب بقول رسـولنا الكريـم عليــه
أفضــل الصــلة وأتــم التســليم )) :إن اللــه ل ينظــر إلــى
أجســامكم ول إلــى صــوركم ،ولكــن ينظــر إلــى قلــوبكم
وأعمالكم (( رواه مسلم
-49-
ل تنس الهدية لمن تحب
* ماء زمزم -السواك
* بعض الكتب النافعة :مثل:
)أ( »الوابل الصيب« للمام ابن القيم الجوزية.
)ب( »فتــاوى أركــان الســلم« للشــيخ محمــد بــن صــالح
العثيمين.
)جـ( »صفة صلة النــبي « للعلمــة محمــد ناصــر الــدين
اللباني.
)د( »أذكار طرفي النهار« للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد.
)هـ( »كتاب التوحيد« للشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
..............................................................
-50-
الفهرس
الصفحة الموضوع
دعاء السفر2 ..................................................................................
كتب وأشرطة ننصح بها2 ...................................................................
مقدمة3 .........................................................................................
الحج المبرور4 ................................................................................
أمور ل بد منها10-5..............................................................................
الحج خطوة خطوة10..........................................................................
محظورات الحرام14..........................................................................
أحكام تخص المرأة14.........................................................................
من خصائص الحرم16........................................................................
صفة دخول مكة17.............................................................................
صفة العمرة19..................................................................................
يوميات الحاج65-25...............................................................................
سبع مسائل في رمي الجمرات 35..........................................................
أثر الحج وطرق كسب الثواب40............................................................
حاجتنا إلى دعاء ال عز وجل41............................................................
بعض الدعية والذكار49-43.....................................................................
فقه الذكر والدعاء50..........................................................................
الخاتمة52.......................................................................................
-51-