You are on page 1of 51

‫المنهـــاج‬

‫فــي‬
‫يوميات الحاج‬
‫جمع وإعداد‬

‫خالد بن عبدال بن ناصر‬


‫مراجعة‬
‫فضيلة الشيخ‬
‫عبدال بن عبدالرحمن الجبرين‬
‫وفضيلة الشيخ‬
‫عبدالمحسن بن ناصر العبيكان‬

‫يوميات الحاج تبدأ من صفحة ‪25‬‬

‫الطبعة العاشرة ‪1422‬هـ‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫تمهيــــد‬
‫في هذه اليام المباركة يأتي النــاس مــن كــل مكــان إلــى‬
‫‪-1-‬‬
‫بيت الله الحرام لداء الركــن الخــامس مــن أركــان الســلم‪,‬‬
‫قال الله تعالى‪) :‬وأذن في الناس بالحج يأتوك رجــال وعلــى‬
‫كل ضامر يأتين من كل فج عميق(‬
‫دعاء السفر‬
‫* »الله أكبر‪ ،‬الله أكبر‪ ،‬الله أكبر« ‪‬سبحان الذي سخر لنا هذا ومــا‬
‫كنا له مقرنين‪ .‬وإنــا إلــى ربنــا لمنقلبــون‪» ‬اللهــم إنــا نســألك فــي‬
‫ون علينـا‬‫سفرنا هذا البر والتقوى‪ ،‬ومن العمل مـا ترضـى‪ ،‬اللهـم هـ ّ‬
‫و عّنا بعده‪ ،‬اللهم أنت الصاحب في السفر‪ ،‬والخليفة‬ ‫سفرنا هذا واط ِ‬
‫في الهل‪ ،‬اللهم إني أعــوذ بــك مــن وعثــاء الســفر‪ ،‬وكآبــة المنظــر‪،‬‬
‫وسوء المنقلب‪ :‬في المال‪ ،‬والهل‪.«..‬‬
‫ســفره قــالهن وزاد عليهــن‪» :‬آيبــون‪ ،‬تــائبون‬ ‫* وإذا رجــع مــن‬
‫عابدون‪ ،‬لربنا حامدون«)‪.(1‬‬
‫أخي الحاج‪...‬‬
‫هذه بعض الكتب والشــرطة المفيــدة والمهمــة فــاحرص علــى أن‬
‫تكون في حوزتــك لهميتهــا ولتســتفيد منهــا عنــد أداء مناســك الحــج‬
‫والعمرة‪.‬‬
‫○ فمن الكتب‪:‬‬
‫بعد كتاب الله عز وجل مع »التفسير الميسر« طبعة مجمع الملك فهد‪:‬‬
‫لمة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه ال ‪» :-‬التحقيق واليضاح«‪.‬‬ ‫* كتاب سماحة الع ّ‬
‫* كتاب المحّدث الشيخ محمد ناصر الّدين اللباني – رحمه ال ‪» -‬حجة النبي‪.« ‬‬
‫* كتاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه ال ‪» -‬الشرح الممتع« المجلد السابع‪.‬‬
‫* كتاب الشيخ صالح الفوزان‪» :‬الرشاد إلى صحيح العتقاد«‪.‬‬
‫* كتاب »فتاوى الحج والعمرة والزيارة« جمع وترتيب محمد المسند‪.‬‬
‫سنن في المناسك« و»مناسك المرأة« للشيخ صالح الحسن‪.‬‬ ‫* كتاب »ال ّ‬
‫* كتاب »‪ 10‬دروس في تدبر معاني أقوال الصلة« د‪ /‬قاسم الفهد‪.‬‬
‫* كتاب الشيخ بكر بن عبدال أبو زيد »تصحيح الدعاء«‪.‬‬
‫* كتاب »حصول الجر« للشيخ سعود بن يوسف الخماس‪.‬‬
‫‪.....................................................‬‬
‫ومن الشرطة‪:‬‬
‫* »مناسك الحج والعمرة والزيارة« للشيخ‪ /‬إبراهيم عبدال الغيث‪.‬‬
‫* »سورة الحج« تلوة الشيخ‪ /‬عبدال خياط – رحمه ال‪.-‬‬
‫* »عرفات عبر وعبرات« للشيخ‪ /‬إبراهيم الدويش‪.‬‬
‫* »الحج عبادة وميدان دعوة« للشيخ‪ /‬صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ‪.‬‬

‫)( رواه مسلم ‪.2/989‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-2-‬‬
‫مقدمة‬
‫الحمد للـه حمــدا كــثيرا ً طيبـا ً مباركـا ً فيــه كمــا يحــب ربنــا‬
‫ويرضى‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وعلى من‬
‫بسنته اهتدى‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فانطلقا ً من قول الله عز وجل‪ { :‬ولله على الناس حج البيت من‬
‫استطاع إليه سبيل ً} وقــوله ‪» ‬خــذوا عنــي مناســككم« وقــوله ‪: ‬‬
‫»من حج فلم يرفث ولم يفسق رجـع مــن ذنــوبه كيــوم ولــدته أمــه«‪.‬‬
‫ة فـي تحصـيل الثـواب لقـوله عليــه‬ ‫وحرصا ً علـى نشـر العلـم‪ ،‬ورغبـ ً‬
‫الصلة والسلم‪» :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل مــن ثلث‪ :‬صــدقة‬
‫جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولــد صــالح يــدعو لـه«‪ ،‬أهــدي إليــك أخـي‬
‫ي حــق‬ ‫الحاج الكريم هذه الكلمات العطرة من جهد متواضـع أمله علـ ّ‬
‫الخوة في الله‪ ،‬مبينا ً فيه ما يشرع للحاج فعله مــن ُنســك فــي أيــام‬
‫الحج مقتبسا ً ذلك من كلم الله تعالى ونور مشكاة هدي نبينــا محمــد‬
‫‪ ‬ومستنيرا ً بكلم علمائنا العلم‪.‬‬
‫ً‬
‫طه مدادُ هذا القلم قد طبع سلفا علــى هيئة »نشــرة‬ ‫علما ً أن ما خ ّ‬
‫ً‬
‫مطوية« في عام ‪1410‬هـ مقتصرا فيها علـى ذكـر صـفة الحـج ابتـداءً‬
‫من اليوم الثامن من ذي الحجة حتى نهاية اليــوم الثــالث عشــر علــى‬
‫شكل يوميات‪.‬‬
‫در الله عز وجل أن تقع نســخة مــن هــذه المطويــة بيــد فضــيلة‬ ‫وق ّ‬
‫الشيخ عبدالله الجارالله – يرحمه الله – الذي سعى وأوصى بطباعتها‬
‫على هيئة كتاب سماه ‪» :‬المنهاج في يوميات الحاج« جعل اللــه ذلــك‬
‫في موازين حسناتنا وحســناته‪ ،‬ولقــد حرصــت كــل الحــرص علــى أل‬
‫أذكر إل الثابت من هديه عليه الصلة والسلم وبشيء من الختصار‪.‬‬
‫ثم ل يفوتني في هذه العجالة إل أن أشكر فضيلة الشــيخ عبــدالله‬
‫بــن عبــدالرحمن الجــبرين‪ ،‬وفضــيلة الشــيخ عبدالمحســن بــن ناصــر‬
‫العبيكان على ما تفضل به من إبداء ملحظاتهما وتصــحيحاتهما حــول‬
‫هذه الرسالة‪ ،‬وكذلك أخي في الله سامي بن عبــدالله الخلــف‪ ،‬وكــل‬
‫من أفادني بتــوجيه أو ملحظــة‪ .‬هــذا وأســأل اللــه العلــي القــدير أن‬
‫يجزيهم خير الجزاء‪ ،‬كما أسأله أن يجعــل هــذا العمــل خالص ـا ً لــوجهه‬
‫الكريم‪ ،‬وأن ينفع به من كتبه أو قرأه أو سمعه أو راجعه أو نشره أو‬
‫أعان على نشره‪.‬‬
‫{ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن‬
‫أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إنـي تبـت إليـك وإنـي مـن‬
‫المسلمين }‪.‬‬
‫وصــلى اللــه علــى نبينــا محمــد وعلــى آلــه وصــحبه ومــن تبعهــم‬
‫بإحسان‪.‬‬

‫أخوكم في الله أبو عبدالله‬


‫ص‪.‬ب ‪ – 7807‬الرياض‪11472 :‬‬
‫البريد اللكتروني‪khalid@hamlah.com :‬‬

‫‪-3-‬‬
‫في البداية‬
‫ّ‬
‫ن العمــل ل ُيقبــل إل بشــرطين همــا‪:‬‬‫أخي المســلم اعلــم أ ّ‬
‫الخلص لله تبارك وتعالى‪ ،‬والتباع لرسوله ‪.r‬‬
‫ً‬
‫قال تعالى‪{ :‬فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمــل عمل صــالحا ول‬
‫يشرك بعبادة ربه أحدا ً} ]سورة الكهف[‪.‬‬
‫وقال رسول اللــه ‪» :r‬إنمــا العمــال بالنيــات وإنمــا لكــل‬
‫امرئ ما نوى«‪ ..‬الحديث‪ ،‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫ل عمل ً ليـ َ‬
‫س عليــه أمُرنــا فهــو‬ ‫مـ َ‬‫وقال رسولنا ‪» :r‬من ع ِ‬
‫رد«‪ .‬رواه مسلم »أي مردود عليه«‪.‬‬
‫ت فيكم أمرين ما‬ ‫وقال عليه أفضل الصلة والسلم‪» :‬ترك ُ‬
‫إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا‪ :‬كتـاب اللـه وســنتي«‪.‬‬
‫حديث حسن أخرجه الحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬
‫د‪ ،‬فاحمــد اللــه تعــالى أخــي الحــاج أن أعانــك ووفقــك‬ ‫وبع ُ‬
‫ويسر لك السباب للوصول إلى الماكن المقدسة‪ ،‬التي هي‬
‫أحب البقاع إلى الله عز وجل‪ -‬فاستشعر ذلك ‪.-‬‬
‫{ذلـــك ومـــن يعظـــم شـــعائر اللـــه فإنهـــا مـــن تقـــوى‬
‫القلوب} ولقد اجتمع لك شرف الزمان وشرف المكان‪.‬‬
‫الحج المبرور‬
‫قال رســول اللــه ‪» :r‬والحــج المــبرور ليــس لــه جــزاء إل‬
‫الجنة«‪] .‬متفق عليه[‪.‬‬
‫أخي الحاج‪ :‬وفقك الله إلى كل خير‪.‬‬
‫هل تريد أن يكون حجك مبرورًا؟!‬
‫إذن ضع نصب عينيك هذين السؤالين عازما ً على أن يكون الجــواب‬
‫منك جوابا ً عمليًا!‬
‫أول ً‪ :‬كيف يكون حجك موافقا ً لهدي النبي ‪ r‬؟‬
‫ثانيا ً‪ :‬كيف تحافظ عليه حتى يقبل منك ول يحبط؟‬
‫ربما تعجبت من هذه المقدمة!!‬
‫أقول‪ :‬لننا رأينــا كــثيرا مــن الحجــاج إذا أحرمــوا بالحــج ل‬
‫يستشعرون أنهم تلبسوا بعبــادة تفــرض عليهــم اجتنــاب مــا‬
‫حّرم الله‪ ،‬والحرص على معرفة هدي نبينا محمد ‪ ‬في الحج‬
‫بالدلة الصــحيحة الثابتــة‪ ،‬فتجــد أن أكــثرهم )لــم يتغيــر مــن‬
‫منهم‬ ‫سلوكهم المنحرف قبل الحج شيء‪ ،‬وذلك دليل عملي‬
‫)‪(1‬‬
‫ل‪ ،‬إن لــم يكــن غيــر مقبــول( ‪.‬‬ ‫علــى أن حجهــم ليــس كــام ً‬
‫والعياذ بالله ‪.‬‬
‫ً‬
‫ولذا فإن هناك أمورا ل بد لك مــن معرفتهــا والعمــل بهــا‪،‬‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬

‫دث محمد ناصر الدين اللباني– رحمه الله–‬‫)( ما بين القواس من كلم المح ّ‬ ‫‪1‬‬

‫في كتابه»حجة النبي ‪ ،«r‬ص ‪5‬‬


‫‪-4-‬‬
‫)‪(1‬التوحيد أول ً‬
‫»لبيك ل شريك لك لبيك«‪.‬‬
‫جئت أخي الحاج ملبيا ً بالتوحيد‪.‬‬
‫لذا فاعلم وفقــك اللــه أنــه ل بــد مــن تحقيــق معنــى هــذه‬
‫التلبية في أقوالك وأعمالك‪ ،‬قلبية كانت أو بدنية‪ ،‬حيــث إنــه‬
‫يستلزم عليك تعظيم الخالق بجميــع التعظيمــات اللئقــة بــه‬
‫وتعلق القلب به‪ ،‬وصـرف جميـع أنـواع العبـادات إليـه سـواء‬
‫كانت‪:‬‬
‫قلبيبــة‪ :‬كالمحبــة‪ ،‬والخــوف‪ ،‬والرجــاء‪ ،‬والتوكــل‪ ،‬والنابــة‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫أو قولية‪ :‬كالذكر والدعاء والستعانة والستغاثة‪.‬‬
‫أو بدنية‪ :‬كالركوع والسجود والطواف ونحوه‪.‬‬
‫أو مالية‪ :‬كالذبح والنذر والصدقة ‪ ...‬وغير ذلك‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬قل إن صلتي ونســكي ومحيــاي وممــاتي‬
‫للــه رب العــالمين‪ .‬ل شــريك لــه وبــذلك أمــرت وأنــا أول‬
‫المسلمين ‪] ‬سورة النعام‪.[163-162 :‬‬
‫وقــال اللــه تعــالى‪{ :‬فليعبــدوا رب هــذا الــبيت} ]ســورة‬
‫قريش[‪.‬‬
‫انظر إلى أمر الله في هذه الية حيث قال‪{ :‬فليعبــدوا رب‬
‫هذا البيت} ولم يقل‪) :‬فليعبدوا هذا البيت(‪.‬‬
‫وقال الله عز وجل على لسان رسوله ‪{ :r‬إنما أمــرت أن‬
‫أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ولــه كــل شــيء وأمــرت أن‬
‫أكون من المسلمين} ]سورة النمل‪.[91 :‬‬
‫{وأمـــرت أن أكـــون مـــن المســـلمين} أي الموحـــدين‬
‫المخلصين الممتثلين لمره والمجتنبين لنهيه‪.‬‬
‫فمــن أراد اللــه بــه خيــرا ً فتــح لــه بــاب الــذل والنكســار‬
‫والفتقار إليه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه الله ‪) :‬وأقرب باب يدخل منــه العبــد‬
‫ل‪ ،‬ول‬ ‫علــى اللــه تعــالى هــو الفلس‪ ،‬فل يــرى لنفســه حــا ً‬
‫مقامًا‪ ،‬ول سببا ً يتعلق به‪ ،‬ول وسيلة منه يمن بها‪ ،‬بل يدخل‬
‫والفلس‬ ‫على اللــه – تعــالى – مــن بــاب الفتقــار الصــرف‪،‬‬
‫ة ُ‬
‫قلبه ‪. (2) (..‬‬ ‫المحض‪ ،‬دخول من قد كسر الفقُر والمسكن ً‬
‫واعلم أن مــن تعظيــم اللــه تعــالى وإجللــه تعظيــم أمــره‬
‫ونهيه‪ ،‬والله تعالى يقول في سياق آيات الحج‪{ :‬الحج أشهر‬
‫معلومات فمن فـرض فيهــن الحــج فل رفـث ول فســوق ول‬
‫جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فـإن‬
‫خير الزاد التقوى واتقون يا أولى اللباب}‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إن اللــه عــز وجــل نهــاك عــن أشــياء ثلثــة‪ :‬الرفــث ‪،‬‬

‫سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – ما هي الكتب التي ينصح بهــا‬ ‫)( ُ‬ ‫‪1‬‬

‫سماحته أن تقرأ في مجال العقيــدة؟ فأجــاب‪» :‬أحســن كتــاب وأعظــم كتــاب‬


‫وأصدق كتاب يجب أن يقرأ في تعليم العقيدة والحكــام والخلق‪ ،‬هــو كتــاب‬
‫الله – عز وجل ‪) .«..-‬انظر‪ :‬كتاب ]تحفة الخوان[ السؤال الثامن(‬
‫)( »الوابل الصيب من الكلم الطيب« لبن القيم رحمه الله‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الرفث‪ :‬يطلق على الجماع‪ ،‬وعلى الفحش من القول والفعل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-5-‬‬
‫والفسوق)‪ ،(1‬والجدال)‪ ،(2‬ثم أمرك بالتقوى؛ فاحرص يا أخــي‬
‫ت بــه فــإن‬‫المسلم على اجتناب ما نهيت عنه‪ ،‬وفعل ما أمــر ُ‬
‫فعلت فأنت الموفق‪.‬‬
‫واعلم – وفقك الله لطاعته – أنــه ينبغــي عليــك أن تقــوم‬
‫بأداء شــعائر الحــج علــى ســبيل التعظيــم والجلل والمحبــة‬
‫والفتقار والخضوع لله رب العالمين‪.‬‬
‫قال الشيخ صالح بن فــوزان الفــوزان‪ :‬مــن أبــى أن يعبــد‬
‫عب َـدَ معــه غيــره فهــو‬
‫عب َـدَ اللــه و َ‬
‫اللــه فهــو مســتكبر‪ ،‬ومــن َ‬
‫ع‪ ،‬ومــن‬‫ع فهو مبتــد ٌ‬ ‫شَر َ‬‫عب َدَ الله وحده بغير ما َ‬ ‫ك‪ ،‬ومن َ‬‫مشر ٌ‬
‫حد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المو‬ ‫المؤمن‬ ‫فهو‬ ‫شرع‬ ‫بما‬ ‫وحده‬ ‫الله‬ ‫عب َدَ‬
‫َ‬
‫فــإنه ل ينفــع حــج مــن يــدعو ويســتغيث بغيــر اللــه‪ ،‬لعــدم‬
‫تحقيق التوحيد‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬إقامة الصلة‬


‫قال الله تعالى‪{ :‬وما أمروا إل ليعبــدوا اللـه مخلصــين لــه‬
‫الــدين حنفــاء ويقيمــوا الصــلة ويؤتــوا الزكــاة وذلــك ديــن‬
‫القيمة} ]سورة البينة[‪.‬‬
‫وقــال اللــه تعــالى‪{ :‬قــل لعبــادي الــذين آمنــوا يقيمــوا‬
‫الصلة} ]سورة إبراهيم‪.[31 :‬‬
‫فالصلة هي آكد أركان السلم بعد الشهادتين‪.‬‬
‫ن بيــن الســلم‬ ‫وهي أشهر معالم التوحيد‪ ،‬كما أنها فرقــا ٌ‬
‫والكفر وهي عمود الدين وأول مــا يحاســب عنــه العبــد يــوم‬
‫القيامة فل يقبل من العبد زكاة ول صوم ول حــج ول بــر ول‬
‫صــدقة حــتى يحــافظ علــى الصــلوات الخمــس فــي أوقاتهــا‬
‫مستوفيا ً لشروطها وأركانها وواجباتها‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪{ :‬وما منعهم أن تقبل منهــم نفقــاتهم إل‬
‫أنهم كفروا بالله وبرسوله ول يأتون الصلة إل وهم كسالى‬
‫ول ينفقــون إل وهــم كــارهون} ]ســورة التوبــة‪ 54 :‬وقــال‬
‫النبي ‪» :r‬بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلة«)‪.(3‬‬
‫فــالواجب علــى كــل مســلم ومســلمة المحافظــة علــى‬
‫الصـلوات الخمــس وتعلــم كيفيـة صــلة النـبي عليــه الصــلة‬
‫الصلة والسلم بذلك في قوله‪» :‬صــلوا‬ ‫)‪(4‬‬
‫والسلم لمره عليه‬
‫كما رأيتموني أصلي« ‪.‬‬
‫ويجتهد على نفسه فيها بتحقيق الخشوع وحضور القلب‪.‬‬
‫لقول الله تعالى‪{ :‬قــد أفلــح المؤمنــون‪ .‬الــذين هــم فــي‬
‫صلتهم خاشعون} ]سورة المؤمنون[‪.‬‬
‫ل! أرحنــا‬‫وتأمــل‪(5‬قــوله عليــه الصــلة والســلم‪» :‬يــا بل ُ‬
‫بالصلة«) ‪.‬‬
‫)( الفسوق‪ :‬المعاصي بأنواعها مثل أكل الرباء‪ ،‬والغيبة والنميمة وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الجدال‪ :‬المخاصمة والملحاة حتى تغضب صاحبك‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه مسلم )‪.(116‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاري )‪ (595‬ومسلم )‪ ،(1080‬ولتتعّلم كيفية الصلة انظر كتاب‬ ‫‪4‬‬

‫الشيخ العلمة محمد ناصر الدين اللباني ]صفة صلة النبي ‪ [r‬من التكبير‬
‫إلى التسليم كأنك تراها‪ ،‬وكتاب ]تعظيم قدر الصلة[ للمام محمد بن نصر‬
‫المروزي رحمهما الله‪.‬‬
‫)( أخرجه أبو داود )‪ (4985‬وأحمد )‪.(5/364‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-6-‬‬
‫ت قّرة عيني في الصلة«)‪.(1‬‬ ‫جعل َ ْ‬
‫وقوله ‪» :‬و ُ‬
‫وقول النبي ‪» :r‬إن العبد ليصلي الصلة ما يكتب له منها‬
‫تسعها‪ ،‬ثمنها‪ ،‬سبعها‪ ،‬سدسها‪ ،‬خمســها‪ ،‬ربعهــا‪،‬‬ ‫إل عشرها‪،‬‬
‫ثلثها‪ ،‬نصفها«)‪.(2‬‬
‫)وكــان العلمــاء الســابقون مــن الســلف الصــالح يجعلــون‬
‫معيار من يؤخذ عنه العلم تمسكه بالسنة وخاصة في صلته‪.‬‬
‫قال إبراهيم النخعي – رحمه الله‪» :-‬كانوا إذا أتــوا الرجــل‬
‫يأخذون عنه العلم‪ :‬نظــروا إلــى صــلته‪ ،‬وإلــى ســنته‪ ،‬وإلــى‬
‫هيئته ثم يأخذون عنه«‪.‬‬
‫وقال أبو العالية ‪» :‬كنا نأتي الرجل لنأخذ عنــه فننظــر إذا‬
‫لغيرهــا أحســن‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صلى‪ :‬فإن أحسنها جلســنا إليــه وقلنــا‪ :‬هــو‬
‫وإن أساءها قمنا عنه‪ ،‬وقلنا‪ :‬هو لغيرها أسوأ« ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الطيبات من الرزق‬
‫فأفضل ما أنفقت فيه الموال‪ ،‬إنفاقها في الوصول إلــى‬
‫المحبوب وإلى ما يحبه المحبوب‪ ،‬فكيف وهو سبحانه الغنــي‬
‫الحميد قد وعدنا بإخلف النفقة والبركة في الرزق‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪{ :‬وما أنفقتم من شيء فهو يخلفــه وهــو‬
‫خير الرازقين} ]سبأ‪39 :‬‬
‫وإنفاقها في زيــارة المســجد الحــرام الــذي هــو أول بيــت‬
‫وضع للناس والصلة فيه التي تعــدل مــائة ألــف صــلة فيمــا‬
‫سواه من المساجد والتشرف بــالطواف فيــه امتثــال ً لقــوله‬
‫تعالى‪{ :‬وليطوفوا بالبيت العــتيق} ]ســورة الحــج‪ .[39 :‬هــو‬
‫من خير ما أنفقت فيه الموال وفرغت مــن أجلــه الوقــات‪،‬‬
‫ولكن تعلم أن ذلك مشــروط بالنفقــة والكســب الحلل لقــول‬
‫ا‪ ،‬وإن اللــه‬‫النــبي ‪» r:‬إن اللــه تعــالى طيــب ل يقبــل إل طيب ـ ً‬
‫تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرســلين فقــال تعــالى‪{ :‬يــا‬
‫أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ً إني بما تعملــون‬
‫عليم} ]سورة المؤمنون‪.[51 :‬‬
‫وقال الله تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبــات مــا‬
‫رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} ]سورة البقرة‪:‬‬
‫‪.[172‬‬
‫ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشــعث أغــبر‪ ،‬يمــد يــديه إلــى‬
‫ـربه حــرام‪،‬‬ ‫الســماء‪ ،‬يــا رب‪ ،‬يــا رب! ومطعمــه حــرام‪ ،‬ومشـ‬
‫وملبسه حرام‪ ،‬وغذي بالحرام‪ ،‬فأنى يستجاب له«)‪.(4‬‬
‫ومعنى الحديث أن الله تعالى سبحانه جــل جللــه مقــدس‬
‫منزه عــن النقــائص والعيــوب فهــو ل يقبــل إل الطيــب مــن‬
‫العمــال وهــو مــا كــان خاليــا ً مــن المفســدات‪ ،‬كالريــاء‪،‬‬
‫والسمعة‪ ،‬والعجب‪ ،‬وسائر أنواع الشرك‪.‬‬
‫ول يقبل من الصدقات إل ما كان من مال طيب حلل‪ ،‬ول‬
‫يقبل من القوال إل ما كان طيبًا‪.‬‬
‫)( أخرجه النسائي )‪ (7/61‬وأحمد )‪ (3/128‬وغيرهما‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( صحيح رواه ابن المبارك في الزهد وأبو داود والنسائي بسند جيد‪ .‬انظر‬ ‫‪2‬‬

‫كتاب )صفة صلة النبي ‪ r‬لللباني‪ ،‬ص ‪.(36‬‬


‫)( سنن الدارمي ‪ 94-1/39‬باب في الحديث عن الثقات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه مسلم رقم )‪.(1015‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-7-‬‬
‫وجــاء فــي حــديث التشــهد‪» :‬التحيــات للــه‪ ،‬والصــلوات‪،‬‬
‫والطيبات«‪.‬‬
‫ومعنى »الطيبات« أن الله طيب في ذاته وصفاته وأفعاله‬
‫وأقواله‪ ،‬وأنه ل يليق بــه إل الطيــب مــن القــوال والفعــال‬
‫الصادرة من الخلق‪.‬‬
‫فتنبه لذلك وتدبر وأنت تقول التحيات كل يوم تسع مرات‬
‫أو أكثر‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬حسن الخلق‬
‫أخي المسلم‪ :‬اعلم أن لك في حســن الخلق‪ ،‬والحســان‬
‫إلى الحجاج‪ ،‬وسقايتهم‪ ،‬وعــدم مضــايقتهم‪ ،‬والتواضــع لهــم‬
‫الجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫حيــث قــال جــل جللــه‪{ :‬واخفــض جناحــك للمــؤمنين}‪.‬‬
‫]سورة الحجر‪.[88 :‬‬
‫ن مــن خيــاركم أحســنكم‬ ‫وفــي)‪(1‬الحــديث المتفــق عليــه‪» :‬إ ّ‬
‫أخلقا ً« ‪.‬‬
‫وقال رسول الله ‪» :r‬أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهــم‬
‫للناس‪ ،‬وأحب العمال إلى الله عز وجل سرور تــدخله علــى‬
‫ة‪ ،‬أو تقضــي عنــه دين ـًا‪ ،‬أو تطــرد‬ ‫مسلم‪ ،‬أو تكشف عنه كرب ـ ً‬
‫عنه جوعًا‪ ،‬ولن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب ألي‬
‫من أن أعتكف في هذا المســجد – مســجد المدينــة – شــهرًا‪،‬‬
‫ومن كف غضبه سترالله عورته‪ ،‬ومن كظم غيظًا‪ ،‬ولــو شــاء‬
‫أن يمضيه أمضاه‪ ،‬مل اللــه قلبــه رضــى يــوم القيامــة‪ ،‬ومــن‬
‫مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له‪ ،‬أثبت اللــه‬
‫خلق ليفسد العمل‬ ‫القدام‪ ،‬وإن سوء ال ُ‬ ‫)‪(2‬‬
‫تعالى قدمه يوم تزل‬
‫كما يفسد الخل العسل« ‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬الصبر والحتساب‬
‫والسـلم عـن‬ ‫)‪(3‬‬
‫أخي الحاج الكريم‪ :‬تذكر قوله عليـه الصــلة‬
‫الحــج والعمــرة بأنهمــا‪» :‬جهــاد ل قتــال فيــه« وأن الحــج‬
‫مدرسة للخلق‪ ،‬وتهــذيب للنفــوس‪ ،‬وســمو بهــا إلــى أعلــى‬
‫وهــو اختبــار عملــي للصــبر والخلق‪ ،‬فلربمــا‬
‫)‪(4‬‬
‫المقامــات‪،‬‬
‫مرضت أو تعبت أثناء تنقلك بين المشاعر‪ ،‬أو ربما فقـــدت‬
‫شيئا عزيزا ً عليك‪ ،‬أو سمعت خبرا مزعج ـًا‪ ،‬أو ربمــا أحســنت‬
‫فأسيء إليك‪ ،‬أو أصابك الهم والحــزن لي مــن الســباب‪ ،‬أو‬
‫ربما ضاع مالك أو سرق – بإهمال منك أو من غيــر إهمــال –‬
‫لذا عليك أن تعلم بأن هذا كله ابتلء من الله تعــالى ليمتحــن‬
‫صبرك وثباتك وصدقك أو لحكمة أخرى أرادها اللــه ســبحانه؛‬
‫لذا أوصيك هنا بوصايا‪:‬‬
‫در الله وما‬
‫ل‪ :‬الصبر! الصبر! الصبر! وأكثر من قول‪» :‬ق ّ‬ ‫أو ً‬
‫)( أخرجه البخاري‪ (10/378) .‬ومسلم )‪.(2321‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وابن عساكر وابن أبــي الــدنيا‪ ،‬انظــر‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫صحيح الجامع )‪ ،(176‬وسلسلة الحاديث الصحيحة )‪ (906‬لللباني‪.‬‬


‫)( جزء من حديث عائشة الذي رواه أحمد )‪ (6/165‬وهو صحيح‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أوصيك أخي الحاج أن تحمل معك خريطة لموقع المخيم ورقــم الهــاتف أو‬ ‫‪4‬‬

‫شريطا ً يوضع في معصمك تبين فيها المعلومات الواضحة والكاملة عنك‪.‬‬


‫‪-8-‬‬
‫فعل« واحذر من أن تقول‪ :‬لو أني فعلت كذا لكــان كــذا‬ ‫شاء‬
‫وكذا)‪ (1‬ولكن أكثر من السترجاع وتذكر قول الله عــز وجــل‪:‬‬
‫{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجــوع ونقــص مــن المــوال‬
‫والنفــس والثمــرات وبشــر الصــابرين‪ .‬الــذين إذا أصــابتهم‬
‫مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون‪ .‬أولئك عليهــم صــلوات‬
‫من ربهــم ورحمــة وأولئك هــم المهتــدون} ]ســورة البقــرة‪:‬‬
‫‪.[156-155‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اعلم‪» :‬إن لكل شيء حقيقــة ومــا بلــغ عبــد حقيقــة‬
‫يعلم( أن ما أصابه لم يكــن ليخطئه ومــا أخطــأه‬
‫)‪2‬‬
‫اليمان حتى‬
‫لم يكن ليصيبه« ‪.‬‬
‫بل من عقيدتنا اليمان بقضاء اللــه وقــدره خيــره وشــره‪،‬‬
‫وأن الله عز وجل ل يكلف نفسا إل وسعها‪.‬‬
‫ثالث ًأحســن الظــن بــالله عــز وجــل‪ ،‬وأنــه سيعوضــك خيــرا‬
‫ا‪:‬‬
‫ا؛ فإن رسول الله ‪‬يقــول فــي الحـديث القدسـي فيمـا‬ ‫كثير ً‬
‫يرويه عن ربه أنه تعالى قال‪» :‬أنا عند ظن عبدي بــي فليظــن‬
‫بــي مــا شــاء«)‪(3‬الحــديث‪ .‬ويقــول الرســول ‪» :‬عجب ـا ً لمــر‬
‫المؤمن أن أمــره كلــه خيــر‪ ،‬وليــس ذاك لحــد إل للمــؤمن‪ ،‬إن‬
‫خير ًله‪ ،‬وإن أصابته ضراء صبر فكان‬ ‫ا‬ ‫سراء شكر فكان‬ ‫أصابته‬
‫خيرا ً له«)‪.(4‬‬
‫وإليك الن بيان صفة الحج خطوة خطوة‪:‬‬

‫مواقيت الحج والعمرة‬


‫قال الله تعالى‪{ :‬الحج أشهر معلومات}‬
‫ت للعبــادة مــن‬
‫ووق ـ َ‬
‫المواقيت‪ :‬جمع ميقات وهو مــا حــدد ُ‬
‫زمــان ومكــان‪ ،‬فالميقــات الزمــاني للحــج هــو فــي الثلثــة‬
‫الشهر )شوال‪ ،‬وذو القعدة‪ ،‬والعشر الول من ذي الحجــة(‪،‬‬
‫وأما الميقات الزماني للعمرة فهو طوال العام في أي وقت‬
‫شاء اعتمر‪.‬‬
‫أما المواقيت المكانية فهي الماكن الــتي حــددها رســول‬
‫الله ‪ r‬لمن أراد الحج والعمرة بأن يحــرم منهــا ول يجــوز أن‬
‫يتجاوزها بغير إحرام إذا نوى الحج أو العمرة‪ ،‬ومن يتجاوزها‬
‫فإنه يجـب عليـه أن يعـود إليهـا ويحـرم منهـا وإل فعليـه دم‬
‫يذبحه ويوزعه على فقراء الحرم‪.‬‬
‫فعن عبدالله ابن عباس – رضي الله عنهما ‪» -‬أن النــبي ‪r‬‬
‫قت لهل المدينة ذا الحليفة‪ ،‬ولهل الشام الجحفة‪ ،‬ولهل‬ ‫و ّ‬
‫نجد قرن المنــازل‪ ،‬ولهــل اليمــن يلملــم‪ ،‬قــال‪ :‬فهــن لهــن‬
‫ولمن أتى عليهن من غير أهلهــن لمــن أراد الحــج والعمــرة‪،‬‬
‫دونهن فمهلــه مــن أهلــه وكــذلك حــتى أهــل مكــة‬
‫)‪(5‬‬
‫فمن كان‬
‫يهلون منها« ‪.‬‬
‫)( ورد في جزء من حديث لبي هريرة في صحيح مسلم )‪.(2664‬‬ ‫‪1‬‬

‫ســّنة )‪ (246‬وإسناده‬
‫)( حديث أخرجه أحمد )‪،6/441‬ــ ‪ (442‬وابن أبي عاصم في ال ّ‬ ‫‪2‬‬

‫حسن‪.‬‬
‫)( أخرجه البخاري )‪ (328-13/325‬ومسلم )‪.(2675‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه مسلم )‪.(2999‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( رواه البخاري جـ ‪ 1‬ص ‪ ،471‬ومسلم جـ ‪ 8‬ص ‪ 83‬واللفظ له‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-9-‬‬
‫قت لهــل‬ ‫وعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي ‪» ‬و ّ‬
‫العراق ذات عرق«‪.‬‬
‫فإذا وصل من نوى الحج أو العمرة إلى ميقاته وجب عليــه‬
‫أن يحرم منه‪ ،‬وذلك بأن يخلــع ثيــابه الــتي يلبســها‪ ،‬ويرتــدي‬
‫ثياب الحرام من رداء وإزار ونعلين ثم يعلن التلبية‪.‬‬
‫وأما المرأة فتحرم بلباسها‪ ،‬وتعلن التلبية بالحج والعمرة‪،‬‬
‫ويستحب عند الميقات‪ -1 :‬الغتسال‪ -2 .‬التطيب في البــدن‬
‫ول يمـــس الطيـــب الحـــرام‪ -3 .‬أن يكـــون الـــرداء والزار‬
‫أبيضين نظيفين للرجل)‪ .(1‬أما المرأة فتلبس ما شــاءت مــن‬
‫الثياب المباحة غير ثياب الزينة ول يحل لهــا أن تتطيــب بمــا‬
‫ظهــر ريحــه لن الطيــب الــذي يجــوز للمــرأة مــا ظهــر لــونه‬
‫وخفي ريحه‪.‬‬
‫أنواع النساك الثلثة‬
‫أخي الحاج‪ :‬كيف تكون متمتعا ً أو مفردا ً أو قارنًا؟‬
‫إذا كنت تريد الحج‪ ،‬ووصلت في أشهر الحج وهي‪ :‬شــوال‪،‬‬
‫وذو القعدة‪ ،‬والعشر الول من ذي الحجة إلى الميقات فإنك‬
‫مخير بين ثلثة أنساك‪ :‬التمتع‪ ،‬أو الفراد‪ ،‬أو القران‪.‬‬
‫فعليك أخي المسلم أن تنوي أحد هذه النساك الثلثة‪:‬‬
‫‪ -1‬التمتع‪ ،‬وهو أفضلها)‪) (2‬إذا لــم تســق معــك هــدي ولــم‬
‫يضق عليك الوقت فتخشى فوات الحج( حيث تقول من عنــد‬
‫الميقــات‪» :‬لبيــك عمــرة« فتأخــذ عمــرة‪ ،‬ثــم تحــل الحــرام‪،‬‬
‫ويحل‪(3‬لــك كــل شــيء مــن الجمــاع وغيــره مــن‬
‫)‬
‫وتلبس ثيابك‬
‫محظورات الحرام ‪ .‬وفي اليوم الثامن تنوى الحج‪ ،‬وتفعــل‬
‫كما هو موضح لك في هذه الرسالة – واعلم أنه يجــب عليــك‬
‫سـُبع بــدنه‪ ،‬أو‬ ‫ي – أي تذبح في الحرم مــا يتســر لــك مــن ُ‬
‫هد ٌ‬
‫سُبع بقرة‪ ،‬أو واحدة من الغنم‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬الفراد‪ ،‬وهو أن تحرم بالحج وحده حيث تقول من عند‬
‫الميقات‪» :‬لبيك حجًا«‪ ،‬ويستحب لك عنــد وصــولك إلــى مكــة‬
‫تبق(ــى علــى إحرامــك‬‫)‪4‬‬
‫أن تطوف طواف القدوم‪ ،‬ويلزمــك أن‬
‫حتى يوم النحر‪ ،‬وتفعل في اليوم الثامن كمــا هــو موضــح‬
‫لك في هذه الرسالة »واعلم أنه ل يجب عليك هدي«‪.‬‬
‫‪ -3‬القران)‪ , (5‬وهو أن تحرم بالحج والعمرة مع ـا ً مــن عنــد‬
‫الميقات‪ ،‬فتقول‪» :‬لبيك حج ـا ً وعمــرة«‪ ،‬ويســتحب لــك عنــد‬
‫وصولك إلى مكة أن تطوف طواف القدوم وتسعى‪ ،‬ويلزمك‬
‫أن تبقي عليك الحرام إلى يــوم النحــر‪ ،‬وتفعــل فــي اليــوم‬
‫الثامن كما هو موضح لك في هذه الرسالة‪» :‬واعلم أنه يجب‬
‫عليك هدي«‪ .‬أما أهل مكــة فل يجــب عليهــم الهــدي‪ .‬لقــوله‬
‫تعالى‪ ...:‬لمن لــم يكــن أهلــه حاضــري المســجد الحــرام‪.‬‬
‫)( ويغطي كتفيه ول يكشف منها شيء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هل الفضل التمتع أو الفـراد أو القـران؟ يقـول شـيخ السـلم ابـن تيميـة فـي‬ ‫‪2‬‬

‫منسكه ص ‪) 22‬فالتحقيق في ذلك‪ :‬أنه يتنوع باختلف حال الحاج(‪.‬‬


‫)( انظر‪ :‬محظورات الحرام‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر أعمال اليوم الثامن‪ :‬ص ‪.25‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ملحظة‪ :‬القارن والمفرد ليس بينهما فــرق فــي العمــال إل فــي وجــوب‬ ‫‪5‬‬

‫الهدي على القارن وعليهما سعي واحد فقــط‪ ،‬فإمــا أن يقــدماه مــع طــواف‬
‫القدوم‪ ،‬أو يــؤخراه مــع طــواف الفاضــة‪ ،‬فــإذا قــدماه فل يحلقــا عنــد نهايــة‬
‫السعي ويبقيا على إحرامهما حتى رمي جمرة العقبة في اليوم العاشر‪.‬‬
‫‪-10-‬‬
‫ومن لــم يقــدر علــى دفــع ثمــن الهــدي يصــوم عشــرة أيــام‬
‫متتابعة أو متفرقة‪ ،‬ثلثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلــى‬
‫أهله‪ ،‬ابتداءً من اليوم السابع من ذي الحجة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فضل التلبية ورفع الصوت بها‬
‫كان النبي ‪ ‬يقول في تلبيته‪:‬‬
‫أ‪» -‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيـك ل شـريك لـك لبيـك‪ ،‬إن الحمـد‬
‫والنعمة لك والملك ل شريك لك«‪.‬‬
‫ب‪ -‬وكان من تلبيته ‪» :‬لبيك إله الحق«‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وكان الذين مع النبي ‪ ‬يزيــدون‪» :‬لبيــك ذا المعــارج‪،‬‬
‫لبيك ذا الفواضل«‪.‬‬
‫د‪ -‬وكان ابن عمر يزيد فيها‪» :‬لبيك وسعديك والخير بيديك‬
‫والرغباء إليــك والعمــل«‪ .‬ومعنــى »لبيــك اللهــم لبيــك«‪ :‬أنــا‬
‫مجيب لــك مقيــم علــى طاعتــك مستســلما ً لحكمتــك مطيعـا ً‬
‫لمرك مرة بعد مرة‪.‬‬
‫ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبيــة لقــوله ‪» :‬أتــاني‬
‫أن آمــر أصــحابي ومــن معــي أن يرفعــوا‬ ‫جبريــل فــأمرني‬
‫أصواتهم بالتلبية«)‪.(2‬‬
‫ج‬‫وقال‪(3‬عليه أفضــل الصــلة والســلم‪» :‬أفضــل الحــج الع ـ ّ‬
‫والثج«) ‪.‬‬
‫و»العج« رفع الصوت بالتلبية حيث كان أصــحاب النــبي ‪‬‬
‫في حجته يصرخون بها صراخا ً حتى تبح أصــواتهم‪ .‬و»الثــج«‬
‫سيلن دم الهدي والضاحي‪.‬‬
‫ويقول الرسول ‪» :‬مــا مــن ملــب يلــب إل لــبى مــا عــن‬
‫ـتى تنقطــع‬ ‫يمينه وعن شماله من حجــر أو شــجر أو مــدر‪ ،‬حـ‬
‫الرض من هنا وهنا – يعني – عن يمينه وشماله«)‪.(4‬‬
‫فالتلبية شعار الحج‪ ،‬ومن السنة إكثارها ويتأكد قولها عند‬
‫تغير الحال كركوب سيارة أو مقابلة حاج أو عند التنقل مــن‬
‫مكان إلى مكان‪ ،‬فمثل ً عند سيره‪:‬‬
‫* من الميقات إلى الكعبة‪.‬‬
‫* من المكان الذي نزل فيه إلى منى‪.‬‬
‫* من منى إلى عرفات‪.‬‬
‫* من عرفات إلى مزدلفة‪.‬‬
‫* من مزدلفة إلى جمرة العقبة‪.‬‬

‫أفضل الحجاج والمعتمرين‬


‫يقــول ابــن القيــم رحمــه اللــه ‪» :‬فــي الفــائدة السادســة‬
‫والخمسين في ذكر الله عز وجل«‪.‬‬
‫)( من كتاب الشيخ العلمة محمد ناصر الــدين اللبــاني رحمــه اللــه )باختصــار‬ ‫‪1‬‬

‫وإضافة(‪ .‬وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في »حاشــية علــى ســنن أبــي داود«‬
‫قواعد عظيمة وفوائد جليلة اشـتملت عليهـا التلبيـة وصـلت إحـدى وعشـرين‬
‫فائدة‪.‬‬
‫)( أخرجه ابن ماجه )‪.(2/579‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه الترمذي )‪ (3/189‬وابن ماجه )‪.(2/975‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( حديث حسن رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-11-‬‬
‫إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرا لله – عز وجــل‪،-‬‬
‫وام أكثرهم ذكرا لله – عز وجل – فــي صــومهم‪،‬‬ ‫ص ّ‬
‫فأفضل ال ّ‬
‫وأفضــل‬ ‫ـل‪،‬‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫–‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫لل‬ ‫المتصدقين أكثرهم ذكــرا ً‬ ‫وأفضل‬
‫الحجاج أكثرهم ذكرا ً لله عز وجل‪ ،‬وهكذا سائر الحوال)‪.(1‬‬
‫ـالبيت‪،‬‬ ‫ولقد قال رســول اللــه ‪» :‬إنمــا جعــل الطــواف بـ‬
‫وفي الصفا والمروة‪ ،‬ورمي الجمار لقامة ذكر الله«)‪.(2‬‬
‫ـوص بتفضــيل‬ ‫قال ابن رجب رحمه الله‪ :‬وقد تكاثرت النصـ‬
‫الذكر على الصدقة بالمال وغيره من العمال«)‪.(3‬‬

‫)( الوابل الصيب‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه أبوداود )‪ (1888‬والترمذي بنحوه )‪ (902‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( جامع العلوم والحكم )ص‪.(225 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-12-‬‬
‫)‪(1‬‬
‫محظورات الحرام على ثلثة أقسام‬
‫القسم الول‪ :‬يحرم على الرجال والنساء وهو‪:‬‬
‫‪ -1‬إزالة الشعر من الرأس وسائر الجسد بحلق أو غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليم الظافر من اليدين أو الرجلين‪.‬‬
‫‪ -3‬استعمال الطيب بعد الحرام في الثوب أو البدن‪.‬‬
‫‪ -4‬الجماع ودواعيه كعقد النكاح أو النظر بشهوة أو التقبيل أو غيره‪.‬‬
‫‪ -5‬قتل الصيد‪.‬‬
‫‪ -6‬لبس القفازين وهما شراب اليدين‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬ما يحرم على الرجال دون النساء وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬لبس المخيط كالفنيلة والسراويل وغيرهما‪.‬‬
‫‪ -2‬تغطية الرأس بملصق‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬ما يحرم على النساء دون الرجال وهو‪:‬‬
‫‪ -1‬لبس النقاب »وهو البرقع«‪.‬‬
‫)لــذلك يحــرم علــى النســاء بعــد تجــاوز الميقــات لبــس‬
‫القفازين والبرقع(‪.‬‬
‫)ول بأس أن تغطي يــديها بثوبهــا أو غيــره‪ .‬ويجــب عليهــا‬
‫وجهها وكفيها إذا كانت بحضرة الرجال الجانب لنها‬ ‫)‪.(2‬‬
‫تغطية‬
‫عورة(‬

‫)( انظر‪ :‬كتاب الحج د‪ .‬عبدالله الطيار‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشيخ عبدالعزيز بن باز في كتابه‪» :‬التحقيق واليضاح«‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-13-‬‬
‫أحكام تخص المرأة‬
‫أول ً‪ :‬لبد من وجود محرم مع المرأة إذا أرادت السفر إلى‬
‫الحج أو غيره‪ ،‬لقول الرسول ‪» :‬ل يحل لمرأة تؤمن بالله‬
‫واليــوم‪(1‬الخــر أن تســافر مســيرة يــوم ليلــة ليــس معهــا‬
‫محرم«) ‪ .‬وكذلك هناك شــرط ثــاني هــو أن ل تكــون معتــدة‬
‫من طلق أو وفاة‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬إذا حاضت المرأة أو ولدت وهــي فــي طريقهــا إلــى‬
‫الحج‪ ،‬فإنها تواصل طريقها إلى الحج ول تنتظر حتى تطهر‪،‬‬
‫فإن وصــلت الميقــات وهــي حــائض أو نفســاء فإنهــا تحــرم‬
‫كغيرهــا مــن النســاء الطــاهرات ويســتحب لهــا أن تتنظــف‬
‫كغيرها من الحاجات‪ ،‬لن عقــد الحــرام ل يشــترط‬ ‫)‪(2‬‬
‫وتغتسل‬
‫فيه الطهارة ‪ ،‬ولما جاء في صحيح مســلم أن رســول اللــه‬
‫‪ ‬قال لسماء بنت عميس لمــا ولــدت بــذي الحليفــة عنــدما‬
‫ســألته‪ :‬كيــف أصــنع؟ قــال‪» :‬اغتســلي واســتثفري بثــوب‬
‫وأحرمي« ونستفيد مما سبق أنها‪:‬‬
‫الميقــات كغيرهــا مــن النســاء‪ ،‬وتتجنــب‬ ‫)أ( تحــرم مــن‬
‫محظورات الحرام)‪ (3‬وتذهب إلى مكة وإن لم تطهر‪.‬‬
‫)ب( تخلع القفازين والنقاب )وهو البرقع(‪.‬‬
‫ـن اللبــاس غيــر‬ ‫)جـــ( كمــا أن لهــا أن تلبــس مــا شــاءت مـ‬
‫الزينة‪ ،‬وليس هناك لون مخصص كما سيأتي)‪.(4‬‬
‫فالمحظور هو أن ل تطوف بــالبيت حــتى تطهــر وتغتســل‬
‫من الحيض أو النفاس‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إذا جاء يوم عرفة ولم تطوف بسبب أنهــا لــم تطهــر‬
‫بعد‪ ،‬وكانت قد أحرمت بالعمرة متمتعة بهــا إلــى الحــج فــإن‬
‫عليها أن تحرم بالحج‪ .‬وتــدخله علــى العمــرة وتصــبح قارنــة‪،‬‬
‫كما تفعل جميع أعمال الحج غير أنها ل تطوف بالبيت حــتى‬
‫فعل(ــي مــا‬ ‫تطهر وتغتسل لقــوله ‪ ‬لعائشــة لمــا حاضــت‪» :‬ا ْ‬
‫)‪5‬‬
‫يفعل الحاج غير أن ل تطوفي بالبيت حتى تطهري« ‪ .‬فإذا‬
‫طهرت طافت بـالبيت وبيـن الصـفا والمـروة طوافـا ً واحـدا ً‬
‫وسعيا ً واحدًا‪ ،‬فجزأها ذلك عن حجها‪ ،‬وعمرتها جميعًا‪.‬‬
‫حكم حج الصبي والجارية‬
‫يصح حج الصبي والجارية الصغيرين ولكن ل يجزئهما هــذا‬
‫الحج عن حجة السلم ووليهما يفعل عنهمــا مــا عجــزا عنــه‬
‫من رمــي وغيــره وإذا كانــا دون ســن التمييــز يلــبي عنهمــا‪،‬‬
‫ويفعلن جميع ما يفعله الحاج‪ ،‬وإذا قطعــا أعمــال الحــج فل‬
‫شيء عليهما‪.‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما‪ ،‬قال‪ :‬رفعت امــرأة صــبيا ً‬
‫لها فقالت‪ :‬يا رسول اللــه‪ ،‬ألهــذا حــج؟ فقــال‪» :‬نعــم‪ ،‬ولــك‬
‫)( رواه البخاري )‪.(1026‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بالمناسبة هناك قصة حدثت وهي‪ :‬أن أحد الزملء سافر ومعه أخته للعمرة‬ ‫‪2‬‬

‫وعنــدما وصــل إلــى الميقــات حاضــت أختــه‪ .‬وجهل ً منــه اســتأجر ســكنا ً حــول‬
‫الميقـات ينتظـر حـتى تطهـر أختـه ظنـا ً منـه أنـه ل يجـوز لهـا الحـرام مـن‬
‫الميقات إل وهي طاهرة وهذا خطأ؛ والصــحيح أنهــا تحــرم وتواصــل طريقهــا‬
‫إلى مكة‪.‬‬
‫)( انظر‪ :‬محظورات الحرام‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر ص‪» 26 :‬مخالفات«‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاري )‪ (3/504‬ومسلم )‪.(2/888‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-14-‬‬
‫أجر«)‪.(1‬‬
‫الله( عنــه‬ ‫وفي صحيح البخاري‪ ،‬عن السائب بن يزيد رضي‬
‫ج بي مع رسول الله ‪ ‬وأنا ابن سبع سنين( )‪. 2‬‬ ‫ح ّ‬
‫قال‪ُ ) :‬‬
‫وعن ابن عمر رضي الله عنهما‪ :‬أنه كان يحج صبيانه وهم‬
‫صغار‪ ،‬فمن استطاع منهم أن يرمي رمى ومــن لــم يســتطع‬
‫أن يرمي‪ ،‬رمى عنه‪.‬‬
‫فكل ما أمكنه فعله بنفسه لزمــه فعلــه‪ ،‬كـالوقوف بعرفــة‬
‫والمبيت في مزدلفة ونحو ذلك‪ ،‬وما عجز عنه‪ ،‬عمله وليه‪.‬‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫وأحكامه‬ ‫من خصائص الحرم‬
‫أوًل‪ :‬فضله‪ ،‬وأن العبادة فيه أفضل من العبادة في الحل‪ ،‬وهذا باتفاق العلماء‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مضاعفة العمال الصالحة فيه‪ ،‬كمضاعفتها بالمسجد الحرام‪ ،‬وهذا قفول طائففة‬
‫من أهل العلم‪ ،‬وهو الراجح‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عظم السيئات وغلظها وشدتها فيففه‪ ،‬قفال الف تعفالى‪ :‬ومفن يففرد فيففه بإلحفاد‬
‫بظلم نذقه من عذاب أليم‪] ‬سورة الحج‪.[25 :‬‬
‫رابعاً‪ :‬تحريم صيده على المحرم وغير المحرم‪ ،‬وهذا بإجماع العلماء‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬تحريم قطع شجره وحشيشه الخضرين البريين إل الذخر‪ ،‬واستثنى العلمففاء‬
‫ما له شوك‪ ،‬فل يحرم‪ ،‬فيقاس علففى الحيففوان المففؤذي‪ ،‬ويسففتثني مففا أنبتففه الدمففي‪ ،‬فل‬
‫يحرم‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬يحرم أن يدخله الكفار لقوله تعالى‪ :‬يا أيها الذين ءامنففوا إنمففا المشففركون‬
‫نجس فل يقربوا المسجد الحرام ‪] ‬التوبة‪.[28 :‬‬
‫سابعاً‪ :‬لقطة مكة ل يحل لحد أن يلتقطها إل من أراد أن ينشدها دائمًا أو يسففلمها إلففى‬
‫ولي المر لقول النبي‪» :‬ول تحّل لقطتها إل لمنشد‪.(5) «...‬‬

‫صفة دخول مكة‬


‫من قدم يريد الحج والعمرة فعليه قبل الطواف أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬الحرام من المكان الذي يجب عليه الحرام منه‪.‬‬
‫‪ -2‬الطهارة الكاملة من الحدث الصغر والكبر‪.‬‬
‫لقول عائشــة رضــي اللــه عنهــا عــن النــبي ‪»(6:)‬أنــه أول‬
‫شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت« وأمــا مــا‬
‫يسن لدخول مكة‪:‬‬
‫‪ -1‬الغتسال ‪ :‬ودليل ذلك ما رواه نــافع قــال‪» :‬كــان ابــن‬
‫)( رواه مسلم )‪(2378‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري )‪.(1725‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ويقصد بالحرم هنا ما يقابل الحل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( من كتاب نيل المآرب في تهذيب شرح عمــدة الطــالب للشــيخ عبــدالله آل‬ ‫‪4‬‬

‫بسام )بتصرف(‪.‬‬
‫)( رواه مسلم‪ ،‬وفي البخاري »المعرف« بدل ً من »لمنشد«‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( رواه البخاري )‪ (1641‬ومسلم )‪.(1235‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪-15-‬‬
‫عمــر رضــي اللــه عنهمــا إذا دخــل أدنــى الحــرم أمســك عــن‬
‫ـلي( بــه الصــبح‪ ،‬ويغتســل‬ ‫التلبية؛ ثم يبيت بذي طوى‪ ،‬ثم يصـ‬
‫ويحدث أن النبي ‪ ‬كان يفعل ذلك« ‪.‬‬
‫)‪1‬‬

‫‪ -2‬الدخول من باب بني شــيبة‪ ،‬إذا أمكنــه ذلــك أو مــن أي‬


‫باب‪.‬‬
‫‪ -3‬وعنــد دخــول المســجد الحــرام يقــدم رجلــه اليمنــى‬
‫ويقول‪ :‬بسم الله‪ ،‬اللهم صلي على محمد‪ ،‬اللهــم افتــح لــي‬
‫أبــواب رحمتــك أو »أعــوذ بــالله العظيــم‪ ،‬وبــوجهه الكريــم‪،‬‬
‫وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم«‪.‬‬
‫‪ -4‬عنــد رؤيــة الــبيت يــدعو بمــا شــاء وليــس هنــاك دعــاء‬
‫مخصوص‪.‬‬
‫وإن شاء دعــا بــدعاء عمــر رضــي اللــه عنــه‪» :‬اللهــم أنــت‬
‫ن‪،‬‬
‫الســلم‪ ،‬ومنــك الســلم فحينــا ربنــا بالســلم«‪ ،‬فحســ ٌ‬
‫لثبوته)‪.(2‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البيهقي )‪.(5/73‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-16-‬‬
‫صفة العمرة‬

‫‪-17-‬‬
‫صفة العمرة‬
‫الطــــواف‪:‬‬
‫ة‬
‫إذا دخل المعتمر المسجد الحرام يتجه إلى الكعبة مباشــر ً‬
‫قاصــدا ً البتــداء مــن الحجــر الســود ويســن لــه فــي طــواف‬
‫القدوم أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يضطبع وهو أن يخرج منكبه اليمن ويغطي اليسر‪.‬‬
‫‪ -2‬يرمل في الشواط الثلثــة الولــى وهــو الســراع فــي‬
‫المشي مع تقارب الخطى‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ويبدأ من الحجر السود يستلمه بيمينه ويقبله إن أمكــن‬
‫من غير مزاحمة شديدة‪ ،‬وإن لم يتمكن مــن اســتلمه يشــير‬
‫بيده قائل ً في بداية الشوط الول‪:‬‬
‫»بسم الله والله أكبر« وباقي الشواط يقول‪ :‬في بدايتها‬
‫»الله أكبر«‪ ،‬ثم يجعل البيت عن يساره‪ ،‬فيطوف حول البيت‬
‫من وراء الحجر سبعة أشواط‪ ،‬وليس هنــاك دعــاء مخصــوص‬
‫لكل شوط‪ ،‬بل يدعو بما شاء مــن الدعيــة ويســال اللــه مــن‬
‫خيــري الــدنيا والخــرة‪ .‬وكلمــا مــر بــالحجر الســود اســتلمه‬
‫وقبله إن استطاع فـإن شـق عليـه ذلـك فـإنه يسـتلمه بيـده‬
‫ويقبلها أو يستلمه بعصا ويقبلهــا وإن شــق ذلــك كلــه أشــار‬
‫إليه وكبر‪ ،‬وإذا أشار إليه فإنه ل يقبل يده‪ .‬كل هذه الصفات‬
‫وردت عن النبي ‪ ‬وهي مرتبة حسب ما يتيسر‪ .‬أمــا الركــن‬
‫اليماني فإنه يستلمه فقط ول يقبله عنــد اسـتلمه فـإن لــم‬
‫يتمكن من استلمه ل يشــير إليــه كمــا يفعلــه بعــض النــاس‪،‬‬
‫وكان ‪ ‬ل يستلم إل الحجر الســود والركــن اليمــاني‪ ،‬فــإذا‬
‫أكمل سبعة أشــواط كاملــة تــم طــوافه وإن شــك فــي عــدد‬
‫الشواط بنى على القل وأكمل النقص‪.‬‬
‫الدعية في الطواف‬
‫عند محاذاة الحجر السود يستقبله ببــدنه ويســتلمه قــائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫»بسم الله والله أكبر«)‪ (2‬لثبوت ذلك عن ابن عمر رضي الله‬
‫عنهمــا‪ ،‬فهــذه كلمــات عظيمــة لبــد مــن استشــعارها وفــي‬
‫ل كــبير لقــوله ‪ ‬فــي الحجــر‪:‬‬ ‫اســتلم الحجــر الســود فض ـ ٌ‬
‫يبص(ــر بهمــا‪،‬‬
‫)‪3‬‬
‫ـان‬
‫ـ‬ ‫عين‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫القيام‬ ‫»ليبعثن الله الحجــر يــوم‬
‫ولسان ينطق به‪ ،‬ويشهد على من اســتلمه بحــق« ‪ ،‬وقــال‪:‬‬
‫مســح( الحجــر الســود والركــن اليمــاني يحطــان الخطايــا‬ ‫»‬
‫حطا«)‪. 4‬‬
‫ويقبله تعظيما ً لله عز وجل واتباعا ً لسنة نبيه ‪.‬‬
‫ولذا قّبل عمر بــن الخطــاب الحجــر الســود وقــال‪» :‬إنــي‬
‫لعلم أنك حجر ل)‪(5‬تضر ول تنفع‪ ،‬ولــول أنــي رأيــت النــبي ‪‬‬
‫يقبلك ما قبلتك« ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثــم يقــول‪» :‬اللهــم إيمان ـا بــك‪ ،‬وتصــديقا بكتابــك‪ ،‬ووفــاء‬
‫)( وقد وضعت له علمة في الرض على شكل خــط بنــي اللــون )ول يشــترط‬ ‫‪1‬‬

‫الوقوف عليه عند البداية أو كلما حاذاه وهو علمــة يجــوز أن يبتــدئ قبلهــا أو‬
‫بعدها فالمهم هو محاذاة الحجر السود بكل بدنه(‪.‬‬
‫)( رواه البيهقي )‪ (5/79‬وقوله‪» :‬الله أكبر« وردت في البخاري )‪.(3/475‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه المام أحمد وحسنه الترمذي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( حسنه الترمذي وصححه ابن حبان‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-18-‬‬
‫بعهدك‪ ،‬واتباعا ً لسنة نبيك محمد ‪.«‬‬
‫ـان علــي رضــي اللــه عنــه يقــول ذلــك فــي بدايــة‬ ‫كمــا كـ‬
‫الطواف)‪.(1‬‬
‫ربنا‪(2‬آتنا فــي‬
‫)‬
‫ويقول بين الركن اليماني والحجر السود‪» :‬‬
‫الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار« ‪ .‬وله أن‬
‫يذكر الله ويقرأ القرآن ويدعو بمــا شــاء‪ .‬قــال ابــن القيــم –‬
‫رحمه الله تعالى ‪» :-‬كان عبدالرحمن بن عوف – أو سعد بن‬
‫أبي وقاص – يطوف بالبيت وليس لــه دأب إل هــذه الــدعوة‪:‬‬
‫رب قني شح نفسي‪ ،‬رب قني شح نفسي«‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬أما تدعو بغير هذه الدعوة؟‬
‫)‪(3‬‬
‫ح نفسي‪ ،‬فقد أفلحت ‪ ،‬وقد قال الله‬ ‫فقال‪ :‬إذا وقيت ُ‬
‫ش ّ‬
‫تعالى‪ :‬ومــن يــوق شــح نفســه فــأولئك هــم المفلحــون ‪‬‬
‫]الحشر‪ ،9 :‬والتغابن‪.[16 :‬‬
‫وقد ذكر ابن تيمية أن القــائل هــو عبــدالرحمن بــن عــوف‬
‫رضي الله عنه‪.‬‬
‫وورد في فضل الطواف والركن السود واليمــاني حــديث‬
‫ابن عمــر رضــي اللــه عنهمــا قــال‪ :‬ســمعت رســول اللــه ‪‬‬
‫يقول‪» :‬إن مسحهما كفــارة للخطايــا‪ ،‬وســمعته يقــول‪ :‬مــن‬
‫طاف بهذا البيت أسبوعا ً فأحصاه – أي طاف سبعة أشواط‪:-‬‬
‫يرفـع‬‫)‪(4‬‬
‫كـان كعتـق رقبـة‪ ،‬وسـمعته يقـول‪ :‬ل يضـع قـدما ً ول‬
‫أخرى إل حط الله عنه بها خطيئة‪ ،‬وكتب له بها حسنة« ‪.‬‬
‫الصلة خلف مقام إبراهيم‬
‫والشرب من ماء زمزم‬
‫طى كتفه اليمن وانطلق‬ ‫وإذا انتهى من الشوط السابع غ ّ‬
‫إلى مقام إبراهيم وقرأ ‪‬واتخذوا من مقام إبراهيم مصــلى‬
‫‪] ‬سورة البقرة‪.[125 :‬‬
‫ثم يصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر ذلك )وهي ســنة(‬
‫ويجعل المقام بينه وبين البيت ولو صلى بعيدا عن المقــام‪،‬‬
‫ول يسبب المضايقة على الطائفين‪.‬‬
‫وإن لم يتيســر لــه ذلــك لزحــام أو غيــره صــلهما فــي أي‬
‫موضع من المسجد ويستحب أن يقرأ في الركعة الولى بعد‬
‫الفاتحــة‪ :‬قــل يــا أيهــا الكــافرون ‪ ‬وفــي الخــرى بعــد‬
‫الفاتحــة‪ :‬قــل هــو اللــه أحــد ‪ ‬ول يطيــل فيهمــا ويضــايق‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫وبعد ذلك يستحب له أن يـذهب إلــى زمـزم ويشـرب منهــا‬
‫رأسه لفعله ‪ ،‬ولقوله ‪ ‬عن مــاء زمــزم »إنــه‬ ‫ويصب على‬
‫طعام طُ ْ‬
‫عم«)‪.(5‬‬
‫ثم يرجع إلى الحجر الســود فيكــبر ويســتلمه إن اســتطاع‬
‫لفعله ‪ ‬ذلك بعد انتهائه من ماء زمزم‪ ،‬فــإن لــم يتيســر لــه‬
‫ذلك ذهب للسعي مباشرة‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي‪ ،‬وورد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أيضًا‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫أخرجه أحمد وابن خزيمة‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫الوابل الصيب ص ‪.86‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫رواه مسلم‪ ،‬وزاد أبو داود »وشفاء سقم«‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫‪-19-‬‬
‫السعي بين الصفا والمروة‬
‫بعد ذلك يذهب إلى الصفا‪ ،‬فإذا دنــا مــن الصــفا قــرأ هــذه‬
‫الية‪ :‬إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو‬
‫اعتمر فل جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطــوع خيــرا فــإن‬
‫الله شاكر عليم‪]  158‬ســورة البقــرة[‪ .‬وفــي روايــة مســلم‬
‫ول‪(1‬يقرأهــا إل عنــد البدايــة‬ ‫إلى قوله‪ :‬من شــعائر اللــه ‪.‬‬
‫فقط ويقول‪» :‬أبدأ بما بدأ الله به«) ‪.‬‬
‫ثم يبدأ بالصفا فيرتقي عليه حتى يرى الكعبة‪.‬‬
‫حــد اللــه‬
‫فيستقبل الكعبة‪ ،‬ويرفع يديه كصفة الــداعي ويو ّ‬
‫ويكبره‪ ،‬فيقول‪ :‬الله أكبر الله أكبر الله أكبر‪.‬‬
‫ل إله إل الله وحــده ل شــريك لــه‪ ،‬لــه الملــك ولــه الحمــد‪،‬‬
‫يحيى ويميت‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪.‬‬
‫ل إله إل الله وحده‪ ،‬أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬هزم الحزاب‬
‫وحده‪ ،‬يقول ذلك ثلث مرات‪ ،‬ويدعو بين ذلك‪.‬‬
‫وعلى هذا يكون المجموع في بداية كل سعي‪.‬‬
‫التكبير تسعا ٌ والتهليل ستا ً والدعاء مرتين ‪) .‬ذكر ذلك ابــن‬
‫تيمية في شرحه للعمدة ‪.(2/455‬‬
‫والمروة‪ ،‬لقــوله ‪» :‬اســعوا‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ثم ينزل ليسعى بين الصفا‬
‫فإن الله كتب عليكم السعي« ‪.‬‬
‫* ويشتغل أثناء سعيه بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه‪.‬‬
‫فيمشــي إلــى العَلــم )النــوار الخضــراء( عــن اليميــن‬
‫والشمال‪ ،‬وهو المعــروف بالميــل الخضــر‪ ،‬ثــم يســعى منــه‬
‫سعيا ً شديدا ً إلى العلــم الخــر الــذي بعــده‪ ،‬والشــدة بــالجري‬
‫خاصة بالرجال دون النساء‪.‬‬
‫النبي ‪ ،‬فإنه كان يسعى حتى تدور به‬ ‫ودليل ذلك »فعل‬
‫إزاره من شدة السعي«)‪.(3‬‬
‫ثم يمشي حتى يأتي المروة فيرتقي عليها‪ ،‬ويصــنع فيهــا‬
‫كمــا صــنع علــى الصــفا مــن اســتقبال القبلــة‪ ،‬والتكــبير‬
‫والتوحيد‪ ،‬والدعاء‪ ،‬ويعتبر هذا شوطا ً واحدًا‪.‬‬
‫يمشــي موضــع مشــيه‪،‬‬ ‫ثم يعــود حــتى يصــل إلــى الصــفا‪،‬‬
‫ويسعى موضع سعيه‪ ،‬وهذا شوط ثان)‪.(4‬‬
‫وإن دعا في السعي بقوله‪» :‬رب اغفــر وارحــم إنــك أنــت‬
‫العز الكرم« فل بأس لثبــوته عــن ابــن عمــر وعبــدالله بــن‬
‫مسعود رضي الله عنهم‪.‬‬
‫ثم يعود إلى المروة‪ ،‬وهكــذا حــتى يتــم لــه ســبعة أشــواط‬
‫نهاية آخرها على المروة‪.‬‬
‫فإذا انتهى من الشــوط الســابع علــى المــروة قــص شــعر‬
‫رأســه إذا كــانت عمرتــه قريبــة مــن الحــج ويشــترط تعميــم‬
‫الرأس كله والمرأة قدر أنملة‪.‬‬
‫)( أخرجه مسلم في كتاب الحج – صفة حج النبي ‪.((8/170‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه أحمد )‪ ،(6/421‬والدار قطني في كتاب الحج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( مسند المام أحمد )‪ .(26101‬وذكر بعض العلماء أنــه فــي طــواف الفاضــة‬ ‫‪3‬‬

‫يسعى بشدة ويركض بين العلمين بقاء على الصل‪.‬‬


‫)( كثير ما يخطي الناس في السعي حيث يسعى مــن ليــس لــديه علــم أربعــة‬ ‫‪4‬‬

‫عشر شــوط؛ والــواجب عليــه ســبعة أشــواط يحســب بالــذهاب شــوطا ً واحــدا ً‬
‫وبالرجوع شوطا ً ثانيًا‪ ،‬يفتتح بالصفاء ويختتم بالمروة‪.‬‬
‫‪-20-‬‬
‫وبذلك تنتهي العمــرة‪ ،‬وحــل لــه مــا حــرم عليــه بــالحرام‪،‬‬
‫ويمكث هكذا حلل ً إلى يوم التروية‪.‬‬
‫ّ‬
‫قـــال الرســـول ‪» :‬اللهـــم ارحـــم المحلقيـــن‪ ،‬قـــالوا‪:‬‬
‫والمقصرين يا رسول اللــه؟ قــال‪ :‬اللهــم ارحــم المحّلقيــن‪،‬‬
‫قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قــال‪ :‬والمقصــرين«‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪-21-‬‬
‫أركان العمرة‪:‬‬
‫‪ -1‬الحرام‪ -2 .‬الطواف‪ -3 .‬السعي‪.‬‬

‫واجبات العمرة‪:‬‬
‫‪ -2‬الحلق أو التقصير‪.‬‬ ‫‪ -1‬الحرام من الحل‪.‬‬

‫أركان الحج‬
‫الثاني‪ :‬طواف الفاضة‪.‬‬ ‫الول‪ :‬الحرام‬
‫الرابع‪ :‬الســعي بيــن الصــفا‬ ‫الثالث‪ :‬الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫والمروة‪.‬‬

‫واجبات الحج‬
‫الول‪ :‬الحرام من الميقات‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهارًا‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المبيت بمزدلفة إلى الفجر حتى يسفّر الصبح جدا ً‬
‫إل الضعفاء‪ ،‬والنساء فإلى غيبوبة القمر‪..‬‬
‫الرابع‪ :‬المبيت بمنى ليالي أيام التشريق‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬رمي جمرة العقبة والجمار أيام التشريق‪.‬‬
‫السادس‪ :‬الحلق أو التقصير‪ .‬السابع‪ :‬طواف الوداع‪.‬‬

‫ملحوظة مهمة جدًا‪:‬‬


‫ســيمر معــك أخــي القــارئ علمــات وضــعتها فــي بعــض‬
‫الماكن فــي يوميــات الحــاج ُتمي ّـُز الركــن مــن الــواجب مــن‬
‫السنة‪ ،‬وإليك إيضاح ذلك‪ :‬قمــت بوضــع علمــة )***( إشــارة‬
‫إلى الركــن‪ ،‬وعلمــة )**( إشــارة إلــى الــواجب‪ ،‬وعلمــة )*(‬
‫إشارة إلى السنة‪ ،‬فتأمل ذلك جيدًا‪.‬‬
‫ثم اعلم رحمك الله بأن من تــرك ركنــا لــم يصــح حجــه ول‬
‫يتــم إل بــه‪ ،‬ومــن تــرك شــيئا ً مــن واجبــات الحــج فعليــه دم‬
‫لفقراء الحرم‪ .‬ومن ترك سنة فل شيء عليه‪.‬‬

‫‪-22-‬‬
‫يوميات‬
‫الحاج‬

‫‪-23-‬‬
‫يوميات الحاج‬
‫بيان ما يفعله الحاج ابتداءً من اليوم الثامن‬
‫أخي الحاج‪:‬‬
‫)*( يســمى اليــوم الثــامن مــن شــهر ذي الحجــة »يــوم‬
‫التروية«‪.‬‬
‫)*( قبل نية الدخول في النســك ولبــس الحــرام يســتحب‬
‫للمتمتع أن يغتسل ويتنظف ويقــص أظــافره ويحــف شــاربه‬
‫ويلبس الزار والرداء البيضين وأما المرأة فتلبس ما شاءت‬
‫غير القفازين والنقاب وهــو الــبرقع وأمــا القــارن والمفــرد‬
‫فيكــون عليهمــا الحــرام مــن قبــل‪ .‬فل يفعلن كمــا يفعــل‬
‫المتمتع من قص وغيره‪.‬‬
‫م مــن المكــان‬‫ر ُ‬
‫حـ ِ‬
‫)*( وفي وقت الضحى من هذا اليــوم‪ ،‬ت ُ ْ‬
‫الذي أنت نازل فيه حيث تنوي أداء مناسك الحج‪ ،‬و تقول‪:‬‬
‫لبيك حجا ً وهو ما يسمى بـ )الهلل بالحج(‪.‬‬
‫)*( إن كنــت خائفــا ً مــن عــائق يمنعــك مــن إتمــام الحــج‬
‫فاشــترط وقـل بعـد الهلل بالحـج ‪» :‬فــإن حبسـني حـابس‬
‫فمحلي حيث حبستني« وإن لم تكن خائفا ً فل تشــترط؛ لن‬
‫النبي ‪ ‬لم يشترط‪.‬‬
‫تنوي الحــج يجــب عليــك أن تتجنــب محظــورات‬ ‫)‪(1‬‬
‫)**( بعدما‬
‫الحرام جميعها ‪.‬‬
‫)*( ثم تكثر من التلبية وهي‪» :‬لبيك اللهــم لبيــك‪ ،‬لبيــك ل‬
‫شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ل شريك لك«‬
‫ول تقطعها حتى ترمي جمرة العقبة في اليوم العاشــر مــن‬
‫ذي الحجة‪.‬‬
‫)*( ثم تنطلــق إلــى منــى وأنــت تلــبي حيــث تصــلي فيهــا‬
‫الظهر والعصــر والمغــرب والعشــاء والفجــر كــل صــلة فــي‬
‫وقتها حيث تصلي الرباعية منها ركعتين قصرا ً بل جمــع‪ ،‬ول‬
‫فرق بيــن الحجـاج مــن أهـل مكــة وغيرهــم فـالجميع يقصـر‬
‫الصلة‪.‬‬
‫)*( لــم يكــن النــبي ‪ ‬يحــافظ علــى شــيء مــن الســنن‬
‫الرواتب في السفر إل سنة الفجر بالضافة إلى الوتر‪.‬‬
‫)*( وينبغي أن تحافظ على الذكــار الثابتــة)‪ (2‬الــتي وردت‬
‫عــن رســول اللــه ‪ ‬بعــد الصــلة وأذكــار الصــباح والمســاء‬
‫والنوم وغيرها‪.‬‬
‫)*( ثم تبيت في منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله‬
‫عليه وآله وسلم‪.‬‬
‫من مخالفات اليوم الثامن من ذي الحجة‬
‫‪ -1‬عدم سؤال أهل العلم عما خفي من أحكام الحج‪ ،‬فترى كثيرًا من الحجففاج يقومففون بففأداء‬
‫الحج بناء على ما يرونه من فعل العامة من النففاس ولسففان حففالهم يقففول‪ :‬رأيففت النففاس‬
‫)( محظورات الحرام‪ :‬ص ‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( قال ابن عباس رضي الله عنهما‪ :‬إذا ذكر العبـدُ اللــه فــي أدبــار الصــلوات‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫شي ًّا‪ ،‬وفي المضاجع‪ ،‬وكلما استيقظ من نومه‪ ،‬وكلما غدا وراح مــن‬ ‫ع ِ‬
‫وا و َ‬ ‫و ُ‬
‫غدُ ّ‬
‫منزله‪ ،‬فهو من الذاكرين الله كثيرًا‪.‬‬
‫انظر‪ :‬مقدمة كتاب ]الذكار[ للمام النووي رحمه الله‪.‬‬
‫‪-24-‬‬
‫يفعلون شيئًا ففعلت‪ ،‬وهذا عين الجهل ول يعذر من أخطأ في ذلك‪ ،‬لن ال تعففالى يقففول‪:‬‬
‫‪ ‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون‪] ‬سورة النبياء‪.[7 :‬‬
‫‪ -2‬كثير من الحجاج »يضطبع«)‪ (1‬من هذا اليوم إلى نهاية الحج‪ ،‬وهذا خطففأ‪ ،‬فالضففطباع ل‬
‫يشرع إل أثناء طواف القدوم فقط‪.‬‬
‫ل وهففذا مففن‬
‫‪ -3‬اعتقاد بعض النساء أن لثياب الحرام لونفًا خاصفًا كالخضففر أو البيففض مث ً‬
‫الجهل والخطأ‪ ،‬فالمرأة تحرم بثيابها العادية الشرعية إل ثياب الزينة‪ ،‬كما أنهففا ل تلبففس‬
‫النقاب ول القفازين‪.‬‬
‫‪ -4‬من الحجاج من يستعد للحرام بأمور محرمففة كتقصفير أو حلفق اللحيفة أو إسفبال الزار‬
‫ونحو ذلك مما ينقص أجر الحج‪.‬‬
‫‪ُ -5‬يرى من بعض الحجاج تركه المبيت بمنى اليوم الثامن بل إن بعضهم ينطلقففون فففي هففذا‬
‫اليوم إلى عرفات وهذا خلف هدي رسول ال ‪. ‬‬
‫‪ -6‬يدعو كثير من الحجاج ال تعالى بأدعية ل يفقهون لها معنى وذلك بناء على ما يقع فففي‬
‫أيديهم من كتب الدعية والذكار الغير صحيحة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫والمشروع أن يدعو ال تعالى بدعاء ثابت يعرف معناه ويرجو من ال إجابته ‪.‬‬
‫‪ -7‬ل يشرع للمسلم التلفظ بما نوى لن النية محلها القلب‪ ،‬ولكففن الففذي يشففرع ذكففر النسففك‬
‫الذي يريده من حج أو عمرة بعد لبس ثياب الحرام مثل أن يقول‪ :‬لبيك عمففرة‪ ،‬أو اللهففم‬
‫لبيك عمرة‪ .‬وإن كانت نيته الحج قال‪ :‬لبيك حجًا‪ ،‬أو اللهم لبيك حجًا؛ لن النبي ‪ ‬فعففل‬
‫ذلك‪ .‬أما في الصلة والطواف وغيرهما فل يتلفظ في شيء منها بالنية فل يقففول‪ :‬نففويت‬
‫أن أصلي كذا وكذا‪ ،‬ول نويت أن أطوف كذا‪ ،‬بل التلفظ بذلك من البففدع المحدثففة والجهففر‬
‫بذلك أقبح وأشد إثمًا)‪.(3‬‬

‫)( الضطباع‪ :‬هو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه اليمن وطرفيه على كتفــه‬ ‫‪1‬‬

‫اليسر‪.‬‬
‫)( انظر‪ :‬للفائدة ص )‪ (45‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬التحقيق واليضاح‪ ،‬ص )‪ (15‬لسماحة الشيخ ابن باز‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-25-‬‬
‫ثاني أيام الحج‬
‫أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة‬
‫)الحج عرفة(‬
‫ل »لبيك اللهم‬ ‫)*( إذا صليت الفجر‪ ..‬وطلعت عليك الشمس فانطلق إلى عرفة وأنت تلبي قائ ً‬
‫ل‪» :‬الف أكففبر‬ ‫لبيك ل شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ل شريك لففك« وتكففبر قففائ ً‬
‫ال أكبر ل إله إل ال وال أكبر ال أكبر ول الحمد« ترفع بذلك صوتك‪.‬‬
‫)*( يكره لك صيام هذا اليوم حيث وقف النبي ‪ ‬مفطرًا إذ أرسل إليه بقدح لبن فشربه‪.‬‬
‫)*( من السنة أن تنزل في نمرة إلى الزوال)‪ (1‬إن أمكن‪.‬‬
‫)*( ثم تكون هناك خطبة وبعدها تصلي الظهر والعصر جمع تقديم بركعتين ل يجهففر فيهمففا‬
‫بقراءة القرآن وتكون بأذان وإقامتين‪ .‬ول تصلي بينهما ول قبلهما شيئًا من النوافل‪.‬‬
‫)***( ثم تدخل عرفة وتتأكد أنك داخل حدودها)‪ (2‬لن وادي عرنة ليس من عرفة‪.‬‬
‫)*( وتتفرغ للذكر والتضرع إلى ال عز وجل والدعاءء بخشوع وحضور قلب)‪.(3‬‬
‫)*( عرفة كلها موقف ‪ ..‬وإن تيسر لك أن تقف عند الصخرات أسففل الجبفل – الفذي يسفمى‬
‫جبل الرحمة وتجعله بينك وبين القبلة فهو أفضل‪.‬‬
‫)*( وليس من السنة صعود الجبل‪ ،‬كما يفعله بعض الجهلة‪.‬‬
‫)*( أثناء الدعاء تستقبل القبلة رافعًا يديك تدعو بخشوع وحضففور قلففب حففتى الغففروب‪ .‬ول‬
‫تنشغل بالضحك والمزاح أو النوم عن الدعاء كما هو حال الغافلين ‪ .‬نسأل ال السلمة‪.‬‬
‫)*( وتكثر من قول )ل إله إل ال وحده ل شفريك لفه‪ ،‬لفه الملفك ولفه الحمفد وهفو علفى كفل‬
‫شيء قدير(‪ ،‬كذلك تقول التلبية وتزيد عليهففا »إنمففا الخيففر خيففر الخففرة« وتكففثر أيضفًا مففن‬
‫الصلة على النبي ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫)**( ل تخرج من عرفة إل بعد غروب الشمس ‪.‬‬
‫)*( قال الرسول ‪» :‬ماُرئي الشيطان يوما هو فيه أصففغر ول أدحففر ول أحقففر ول أغيففظ‬
‫منه في يوم عرفة وما ذاك إل لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز ال عن الففذنوب العظففام إل‬
‫ي يوم بدر ‪ «...‬الموطأ‪.‬‬
‫ما ُأر َ‬
‫)*( وفي مثل هذا اليوم وهذا المكان أنزل ال سبحانه‪ :‬اليوم أكملت لكففم دينكففم وأتممففت‬
‫عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ‪] ‬المائدة‪.[3 :‬‬
‫ل لنهففا‬‫)**( بعد الغروب تنطلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة‪ ،‬وإذا وجدت متسعًا فأسرع قلي ً‬
‫السنة‪ ،‬وتستغفر ال وتذكره‪.‬‬
‫)*( قال ال تعالى‪ :‬ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا ال إن ال غفور رحيففم‬
‫‪] ‬سورة البقرة‪.[199 :‬‬

‫)( الزوال‪ :‬أي وقت دخول صلة الظهر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( علما ً أن جزءا ً كبيرا ً من مقدمة مسجد نمرة ليس من عرفة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬ص ‪ 43‬بعض الذكار والدعية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( يحرم الخروج من عرفة قبل غروب الشمس؛ لنــه خلف الســنة وهــو مــن‬ ‫‪4‬‬

‫أعمال الجاهلية‪ .‬ومن انصرف من عرفة قبل الغروب فعليــه فديــة عنــد أكــثر‬
‫أهل العلم توزع على مساكين الحرم‪.‬‬
‫‪-26-‬‬
‫)**( حيففن تصففل إلففى مزدلفففة تصففلي المغففرب والعشففاء جمعفًا وقصففرًا‪ ،‬والسففنة أن تجعففل‬
‫المغرب ثلث ركعات‪ ،‬والعشاء ركعتين‪ ،‬ول تصل بعدهما شيئًا إل أن توتر‪ ،‬فإن كنت تخشى‬
‫أن ل تصل إلى مزدلفة إل بعد منتصففف الليففل بسففبب الزحففام أو غيففره فففإنه يجففب عليففك أن‬
‫تصلي ولو في الطريق‪ ،‬والمهم في ذلك أن تصلي الصلة قبل أن يخرج عليك وقتها‪.‬‬
‫)**( ثم تنام حتى الفجر‪ ..‬أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلففى منففى بعففد منتصففف‬
‫الليل والحوط بعد غيبوبة القمر‪.‬‬
‫)**( وجوب المبيت في مزدلفة لقوله ‪» :‬خذوا عني مناسككم« ولقوله تعالى‪:‬‬
‫‪‬فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا ال عند المشعر الحرام ‪ .‬فهذا المر القرآنففي الصففريح‬
‫يدل على أنه لبد من ذكر ال عند المشعر الحرام بعففد الفاضففة مففن عرفففات ومزدلفففة كلهففا‬
‫ل‪.‬‬
‫موقف‪ ،‬تدخل في مسمى المشعر الحرام‪ ،‬أما المعذور فله أن يذكر ال لي ً‬

‫من مخالفات اليوم التاسع‬


‫‪ -1‬بعض الحجاج يقف خارج حدود عرفة‪ ،‬ومن حصفل منفه هفذا ولفم يسفتدرك نفسفه‬
‫بالوقوف ولو قبل طلوع فجر يوم النحر بلحظات فقد فسد حجه ولزمه إتمففامه أوًل وكففذا‬
‫إعادته إن كان فرضًا السنة القادمة‪.‬‬
‫‪ -2‬صيام هذا اليوم من بعض الحجاج‪ ،‬ومن صام يخشى عليه الثم‪.‬‬
‫‪ -3‬التكلف بالذهاب إلى ما يسمى بف»جبل الرحمة« وصعوده‪.‬‬
‫‪ -4‬النشغال يوم عرفة بالضحك والمزاح وفضول الكلم‪ ،‬وإضاعة الوقت بففالنوم عففن‬
‫الدعاء والذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬يلحففظ أن بعففض الحجففاج – هففداهم الف – يلتقطففون لهففم صففورًا »فوتوغرافيففة«‬
‫ويسمونها صورًا تذكارية وهذا منكر‪.‬‬
‫‪ -6‬يرى من كثير من الحجاج السراع والمسابقة بالسيارات حيففن الفاضففة‪ ،‬علمفًا أن‬
‫الرسول ‪ ‬قال في هذا الموضع‪» :‬السكينة السكينة«‪.‬‬
‫ول يقتصر المر على سائق السيارة بل كل من في السففيارة ينشففغل معففه ويففترك‬
‫التلبية‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم تحري جهة القبلة عند الصلة في مزدلفة‪.‬‬
‫‪ -8‬ل ينبغي لحد أن يدع المبيت في مزدلفة لنه واجب من واجبات الحج‪ ،‬ومففن تففرك‬
‫المبيت وهو ليس من أهل العذار الشرعية فعليه دم‪.‬‬

‫‪-27-‬‬
-28-
‫ثالث أيام الحج‬
‫»أعمال اليوم العاشر وهو يوم النحر »العيد‬
‫)**( لبد من صلة الفجففر لجميففع الحجفاج فففي مزدلفففة إل الضففعفاء والنسففاء؛ يجففوز لهففم‬
‫الذهاب بعد غيبوبة القمر‪.‬‬
‫)*( بعد صلة الفجر والنتهاء من الذكار عقب الصلة تستقبل القبلة‪ :‬فتحمد ال‪ ،‬وتكففبره‪،‬‬
‫وتهلله‪ ،‬وتدعوه حتى يسفر الصبح جدًا‪.‬‬
‫)*( ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبيًا‪ ،‬وعليك السكينة‪.‬‬
‫سر)‪ (1‬تسرع السير إن أمكن‪.‬‬ ‫)*( إذا مررت بوادي ُمح ّ‬
‫)*( تلتقط سبع حصيات من أي مكان من طريقك من مزدلفة إلى منى‪ ،‬أو من منى‪ ،‬وتستمر‬
‫في التكبير والتلبية ول تقطع التلبية إل مع بداية الرمي‪.‬‬
‫ثم عليك ما يلي‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫)**( ترمي جمففرة العقبففة بسففبع حصففيات متعاقبففات واحففدة بعففد الخففرى وتكففبر مففع كففل‬
‫حصاة‪.‬‬
‫)**( تذبح الهدي وتأكل منه وتوزع على الفقراء قال ال تعففالى‪ :‬فكلففوا منهففا وأطعمففوا‬
‫البائس الفقير ‪] ‬سورة الحج‪ ،[28 :‬والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط‪ .‬وتقول عند‬
‫الذبح والنحر‪» :‬بسم ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬اللهم هذا منك ولك‪ ،‬اللهم تقبل مني«‪.‬‬
‫)**( ثم تحلق أو تقصر مع تعميم الرأس كله‪ ،‬والحلق أفضل مبتففدئًا بففاليمين‪ ،‬وهففذا الحلففق‬
‫فيه كمال الخضوع والذل والنقياد ل عز وجل‪ ،‬أما المرأة فتقصر بقدر أنملففة‪ ،‬وهففي طففرف‬
‫الصبع؛ وبذلك تتحلففل التحلففل الول‪ ،‬فتلبففس ثيابففك وتتطيففب‪ ،‬ويحففل لففك جميففع محظففورات‬
‫الحرام إل النساء‪ ،‬ول يحل لك الجماع إل بعد طواف الفاضة والسعي إن كان عليك سففعي‪.‬‬
‫أما إذا جامع الرجل زوجته بعد رمي جمرة العقبة‪ ,‬فحجه صحيح‪ ،‬وعليه دم شاة توزع على‬
‫فقراء الحرم‪.‬‬
‫)***( بعد ذلك تذهب إلفى مكففة وتطففوف طففواف الفاضففة بففدون رمففل وهففو‪ :‬السففراع فففي‬
‫المشي مع تقارب الخطى أثناء الطواف ثم تصلي ركعتي الطواف ولقد طففاف النففبي ‪ ‬فففي‬
‫هذا اليوم متطيبًا لبسا الملبس المعتادة‪.‬‬
‫)***( ثم تسعى‪ .‬والسعي على المتمتع‪ ،‬وكففذا علففى القففارن والمفففرد اللففذين لففم يسففعيا مففع‬
‫طواف القدوم؛ وبذلك تتحلل التحلل الكامل‪.‬‬
‫)( هو الوادي الذي يفصل بين مزدلفة ومنى‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الرمي الصحيح لجمرة العقبة له ثلث شروط هي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ل‪ :‬أن بداية رمي جمرة العقبة في القول الراجــح هــو‪ :‬بعــد منتصــف الليــل‬ ‫أو ً‬
‫لهل العذار‪ ،‬وطلوع الشمس لغيرهم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مكان وقوف الرامي‪ :‬الفضل أن يرميها مستقبل ً لهــا جــاعل ً منــى عــن‬
‫يمينه والكعبة عن يساره‪ .‬ول يرميها من خلفها لن الحــوض نصــف دائري فل‬
‫يقع فيه الحصى‪ .‬ولو رمى رامي واصطدمت بــالعمود ثــم ســقطت بعيــد عــن‬
‫الحــوض فل تجــزئ لن الشــرط إصــابة المرمــى يعنــي وقــوع الحصــى فــي‬
‫الحوض‪.‬‬
‫الثــالث‪ :‬ل يجــوز الرمــي بحصــى كــبير أو بالحــذاء أو بالخشــاب وغيــر ذلــك‪،‬‬
‫ويستحب أن يكبر مع كل حصــاة‪ ،‬ويقــول‪» :‬اللهــم اجعلــه حجـا ً مــبرورا ً وذنبـا ً‬
‫مغفورًا«‪.‬‬
‫لثبوت هذا الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عند رميه جمرة العقبة‪.‬‬
‫‪-29-‬‬
‫)*( إن قّدمت بعض هذه المور على بعض فل حرج‪.‬‬
‫)*( وتشرب من ماء زمزم‪ .‬وتصلي الظهر)‪ (1‬في مكة إن أمكن‪.‬‬
‫)**( ثم عليك المبيت بمنى باقي الليالي‪.‬‬

‫من مخالفات اليوم العاشر‬


‫‪ -1‬بعض الحجاج يصلون الفجر ليلة مزدلفة قبل دخول الوقت‪ ،‬وهذا خطأ عظيم وتع فٍد‬
‫على حدود ال عز وجل والصلة قبل دخول الوقت محرمة‪ ،‬وغير مقبولة‪.‬‬
‫‪ -2‬يتساهل كثير من الحجاج فيرمي جمرة العقبة مفن خلفهفا؛ ممفا يحفول بينفه وبيفن‬
‫إيقاع الحصى داخل الحوض لن الحوض نصف دائري‪.‬‬
‫‪ -3‬من الحجاج من يعتقد أثناء رميه جمفرة العقبففة أنففه يرمففي )الشفيطان(‪ ،‬وهففذا مففن‬
‫الجهل والخطأ؛ حيث إن الرمي وضع اقتداء برسول ال ‪ ‬وإقامة لففذكر الف عففز وجففل‬
‫كما بّين ذلك معلم البشرية عليه الصفلة والسفلم‪ ،‬واقتفداًء بفأبي النبيفاء إبراهيفم عليفه‬
‫الصلة والسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬يعمد كثير من الحجاج بعد رمي الجمرة إلى حلق لحيتففه‪ ،‬وهففذه معصففية فففي وقففت‬
‫ومكان فاضلين‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم تعظيم هذا اليوم بذكر ال تعالى وعمل القربات من النوافل كالصففدقة وإفشففاء‬
‫السلم على المسلمين وطلقة الوجه لهم وإدخال السرور عليهم؛ حيث إن هذا اليوم يوم‬
‫عيد‪.‬‬
‫قال ‪ » :‬إن أعظم اليام عند ال تعففالى يففوم النحففر ثففم يففوم القفّر«‪] .‬رواه أبففو‬
‫داود[‪ .‬ويوم القر هو اليوم الول من أيام التشففريق‪ ،‬وهففو اليففوم الففذي يلففي يففوم النحففر‪،‬‬
‫وهو أفضل أيام التشريق‪ ،‬وسمي يوم القر لن أهل منى يستقرون فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬بعض الحجاج يذبح ول يتحرى ما يشترط في الهدي‪ ،‬حيث جاء في فتففاوى اللجنففة‬
‫الدائمة ما نصه‪» :‬يشترط في الهدي ما يشترط في الضففحية‪ ،‬فل تجففزئ العففوراء الففبّين‬
‫عورها‪ ،‬ول المريضة الففبين مرضففها‪ ،‬ول العرجففاء الففبين عرجهففا‪ ،‬ول الهزيلففة الففتي ل‬
‫تنقي)‪ ،(2‬وأدنى سن في الشاة ستة شهور‪ ،‬وفففي المعففز سففنة‪ ،‬وفففي البقففر سففنتان‪ ،‬وفففي‬
‫البل خمس سنين‪ ،‬فما كان أقل من ذلك ل يجزئ هديا ول أضحية«)‪ .(3‬وقال ال ف تعففالى‪:‬‬
‫‪‬لن ينال ال لحومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى منكففم كففذلك سففخرها لكففم لتكففبروا‬
‫ال على ما هدأكم وبشر المحسنين ‪] ‬الحج‪.[37 :‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -7‬يقوم بذبح الهدي من ل يصلي‪ ،‬وهذا ل تقبل منه وتعتبر ذبيحته خبيثة ‪.‬‬

‫)( ل تنس التكبير المقيد في هذا اليوم وهو أن تقــول بعــد الصــلة مباشــرة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫»الله أكبر‪ ،‬الله أكبر ل إله إل الله‪ ،‬اللــه أكــبر اللــه أكــبر وللــه الحمــد«‪ .‬ومــن‬
‫السنة أن تكررها‪ .‬علما ً أنه قد ورد لها عدة صيغ‪ ،‬إذا التكبير شعار هذه اليــام‬
‫قال الله عز وجل‪ :‬فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله‪.‬‬
‫)( أي‪ :‬التي ما بقي لها مخ من ضعفها وهزالها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( فتاوى اللجنة الدائمة )رقم‪ 2897 :‬في ‪12/3/1400‬هـ(‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( للذكاة الشرعية »الذبــح والنحــر« شــروط لبــد مــن توفرهــا؛ انظــر‪ :‬كتــاب‬ ‫‪4‬‬

‫الشيخ صالح الفوزان »الذكاة الشرعية وأحكامها«‪.‬‬


‫‪-30-‬‬
‫ومن السنة أن تذبح ذبيحتك بيفدك؛ لفعفل النفبي‪ ‬ولقفد قفال الف تعفالى‪:‬فصفل‬
‫لربك وانحر‪] ‬سورة الكوثر[‪.‬‬
‫‪ -8‬الذبح خارج حدود الحرم كعرفات وجدة‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬وهذا ل يجزئ ولو وزع لحمه‬
‫في الحرم‪ ،‬فمن فعففل ذلففك يجففب عليففه هففدي آخففر يففذبحه داخففل حففدود الحففرم المعروفففة‬
‫ل أو عالمًا( )‪.(1‬‬
‫ويوزعه )سواء فعل ذلك جاه ً‬
‫‪ -9‬للذبح أيام محددة وهي يوم العيد وثلثة أيام بعده فل تتجاوزها‪.‬‬
‫‪ -10‬على كل شاب أعطاه ال القوة أن يسارع في تطبيق أعمال الحففج فففي أول وقتهففا‬
‫سفّوف ويجعففل نفسففه مففن أهففل‬‫لحصول الجر العظيم‪ ،‬وتشجبع الناس ليقتففدوا بففه‪ ،‬ول ُي َ‬
‫العذار‪.‬‬

‫رابع أيام الحج‬


‫أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة‬
‫»أيام التشريق«‬
‫)*( اعلم أن هذه اليام تسمى أيام التشريق‪ .‬وهذا هو اليوم الول منها وقد قففال رسففول الف‬
‫‪» :‬أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر ال«‪] .‬رواه مسلم[‪.‬‬
‫)*( رمي الجمار شرع لقامة ذكر ال‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫)*( من ذكر ال المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة ‪.‬‬
‫)*( ويسففن كففثرة التكففبير بعففد الصففلة‪ ،‬وأن تكففبر الف فففي كففل حففال وزمففان فففي السففواق‬
‫والطرقات وغيرها‪ ،‬لفعل ابن عمر رضي ال عنهما‪.‬‬
‫)*( ويبدأ رمي الجمففرات الثلث بعففد الظهففر أي بعففد الففزوال حيففث تجمففع إحففدى وعشففرين‬
‫حصاة من أي مكان من منى‪.‬‬
‫)**( فتبدأ برمي الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التي تسمى »العقبة«‪.‬‬
‫)**( ترمي كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الخرى وتكبر مع كل حصاة‪.‬‬
‫)*( والفضل في رمي الجمرة الصغرى والوسطى أن ترميها وأنت مستقبل القبلة والجمففرة‬
‫ل‪،‬‬
‫بين يديك‪ .‬ثم تتقدم على الجمرة أمامهففا بعيففدًا عففن الزحففام فتسففتقبل القبلففة وتففدعو طففوي ً‬
‫يمينك‪(3‬أثناء الدعاء لفعله‪ ‬وكان ابن عمففر‬
‫)‬
‫تجعل الجمرة الصغرى عن يسارك‪ ،‬والوسطى عن‬
‫رضي ال عنهما يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة ‪.‬‬
‫فليحرص المسلم على الوقوف للدعاء ولففو قفّل‪ .‬لن السففنة كلمففا ضففيعت كففان فعلهففا أوكففد‪،‬‬
‫وليجمع العامل بها بين فضيلة العمل وإحياء السنة‪.‬‬
‫)*( وترمي جمرة العقبة مستقبلها جاعل الكعبة عن يسارك ومنى عن يمينك ثففم تففذهب ول‬
‫تقف للدعاء لن الرسول ‪ ‬لم يقف بعدها‪.‬‬

‫)( من فتاوى سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله ‪.-‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( احرص على الصف الول وسماع محاضرات العلماء التي تلقى بعد الصــلة‬ ‫‪2‬‬

‫في هذه اليام‪ ،‬فإنها فرصة عظيمة لك في هــذا الموســم الــذي يلتقــي فيــه‬
‫العلماء وطلب العلم من كل بلد‪.‬‬
‫)( )فتح الباري ‪.(3/1753‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-31-‬‬
‫)*( ل يجوز أن يوكل في الرمي إذا كان صحيحًا بل يجب عليه أن يرمي بنفسه ما دام قادرًا‬
‫على الرمي‪ .‬لكن لو فرض أنه عاجز ول يمكنه الرمي بنفسه ل في النهار ول في الليل فهنففا‬
‫يجوز له التوكيل‪ ،‬ول يشفترط للموكفل أن يلتقفط الحصففى بنفسفه ويعطيهفا مففن وكلففه‪ ،‬ولن‬
‫رمي الجمار عبادة أفردت لها سبع مسائل في الصفحات القادمة نظرًا للهمية‪.‬‬
‫)**( ثم عليك المبيت بمنى‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫سبع مسائل في رمي الجمرات‬
‫* المسألة الولى‪ :‬حكم الرمي‪ :‬الرمي واجب من واجبات‬
‫الحج وهو أطول زمن يقضيه الحاج في منى أيام حجه حيــث‬
‫يستغرق من وقته ثلثة أيام أو أربعة‪.‬‬
‫وهل يجبر الواجب؟ نعم يجبر بدم‪.‬‬
‫المســألة الثانيــة‪ :‬حجــم الحصــى‪ :‬يكــون مثــل حصــى‬
‫)‪(2‬‬
‫*‬
‫)الخذف( وقد حددها بعض الفقهاء بأنها‪ :‬أكبر من الحمص‬
‫وأصغر من البندق‪ .‬وفــي ســنن ابــن مــاجه عــن ابــن عبــاس‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪ ‬غداة العقبة وهو على نــاقته ألقــط‬
‫لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف فجعــل‬
‫ينفضهن في كفه ويقول‪» :‬أمثال هؤلء فــارموا« ثــم قــال‪:‬‬
‫»يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فــإنه أهلــك مــن كــان‬
‫قبلكم الغلو في الدين«‪.‬‬
‫* المســألة الثالثــة‪ :‬عــدد الحصــى ومكــان لقطــه‪َ :‬ترمــى‬
‫الجمرة الواحدة بسبع حصيات‪ ،‬ومجموع الحصى الذي يرمــي‬
‫به الحاج الجمرات طوال أيام الحج ســبعون حصــاة‪ .‬أو تســع‬
‫وأربعون حصاةً لمن تعجل‪.‬‬
‫حيث يجب على كل حاج أن يرمي جمرة العقبة يوم النحــر‬
‫بسبع حصيات‪ ،‬يسن له أن يلتقط الحصى من مزدلفة أو من‬
‫طريقه إلى منى‪.‬‬
‫أما أيام التشريق يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلث كــل‬
‫جمرة بســبع حصــيات‪ ،‬يجــوز لــه أن يلتقــط الحصــى مــن أي‬
‫مكان من منى‪.‬‬
‫* المسألة الرابعة‪ :‬شروط الرمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون المرمي به حصى فل يصح أن يرمــي بأســمنت‬
‫أو طيــن أو حجــر كــبير أو غيــره‪ ،‬لنــه ل يطلــق عليــه اســم‬
‫الحصى‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تقــع الحصــاة فــي الحــوض الــدائري علــى الجمرتيــن‬
‫الصــغرى والوســطى‪ ،‬أمــا جمــرة العقبــة فــالحوض نصــف دائرة‬
‫فينتبه لذلك لن الكثير يرميها من الخلــف ول تقــع فــي الحــوض‬
‫وهذا الرمي غير صحيح‪ ,‬إل إذا رماها مــن فــوق الجســر جــاز لــه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ج‪ -‬تفريق الرميات أي يرمي واحدة بعــد واحــدة‪ ،‬ول يصــح‬
‫أن يرمي السبع جميعا ً بكــف واحــد‪ ،‬وإذا رمــى الســبع بكــف‬
‫واحد تعتبر له رمية واحدة‪.‬‬
‫د‪ -‬ترتيب رمي الجمرات‪ :‬يرمــي الصــغرى‪ ،‬ثــم الوســطى‪ ،‬ثــم‬
‫العقبة ول يصح العكس‪.‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬وقــت رمــي جمــرة العقبــة يبتــدئ مــن‬
‫طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحــر فمــن رماهــا فــي‬
‫)( الرمي‪ :‬هو القذف والدفع‪ .‬والجمرات ‪ :‬هي الحصيات التي يرمي بهــا فــي‬ ‫‪1‬‬

‫مع الحصى‪.‬‬ ‫مكة‪ ،‬واحدتها جمرة وتطلق أيضا ً على مج ّ‬


‫)( الخذف‪ :‬هي الحصاة التي توضع بين السبابتين ويرمى بها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-32-‬‬
‫هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار‪ ،‬وإنه ل يرمــي‬
‫يــوم النحــر غيرهــا‪ ،‬أمــا الضــعفاء والمرضــى وكبــار الســن‬
‫ونحوهم ممن يشق عليهــم مزاحمــة النــاس ومــن يرافقهــم‬
‫كالســائق أو المحــرم أو المســاعد فــإنهم ينصــرفون مــن‬
‫مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر‪ ،‬فمتى ما وصلوا‬
‫إلى جمرة العقبة جاز لهم رميهــا وآخــر وقــت لرمــي جمــرة العقبــة‬
‫ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم‪.‬‬
‫أما وقت رمي الجمرات أيام التشـريق‪ :‬فيبــدأ الرمــي مـن‬
‫زوال الشمس وهو وقت دخول صلة الظهر وينتهي بغــروب‬
‫الشمس لمن ليس له عذر‪.‬‬
‫والفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر علــى ذلــك‬
‫ولفعله ‪ ‬وقوله‪» :‬خذوا عني مناسككم«‪.‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬جواز الرمي ليل ً أيــام التشــريق‪ ،‬فمــن‬
‫كان له عذر جاز له مثل الرعاة والسقاة وكبــار الســن وكــل‬
‫ضــعيف والنســاء عموم ـا ً لمنــع اختلطهــن بالرجــال وخــوف‬
‫التكشف‪.‬‬
‫ول يجوز التوكيل إل لمن ل يستطيع الرمــي ليل ً أو نهــارا ً‬
‫مثل الحامل التي تخشــى علــى ولــدها أو المريضــة أو لعــذر‬
‫نحوهما‪ ،‬ول يجوز أن يتولى الرمي إل من كان حاجًا‪.‬‬
‫المسألة السابعة‪ :‬سنن الرمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من السّنة للحاج عنــد دخــوله منــى أن يبتــدئ برمــي جمــرة‬
‫العقبة وهي تحية منى‪.‬‬
‫ب‪ -‬يســتقبل جمــرة العقبــة حيــث يجعــل منــى عــن يمينــه‬
‫والكعبة عن يساره ثم يرمي ويقطع التلبية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يكبر مع كل حصاة )الله أكبر(‪.‬‬
‫د‪ -‬يســن أيــام التشــريق أن يــذهب إلــى الجمــرات الثلث‬
‫ماشيًا‪.‬‬
‫هـ‪ -‬يسن أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة‬
‫الولى والتي تسمى الصغرى يجعلها على يساره بعيــدا ً عــن‬
‫الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمــرة الوســطى‬
‫الزحام‪(1‬ويطيل في دعائه‪ ،‬وليـس‬ ‫)‬
‫يجعلها عن يمينه بعيدا ً عن‬
‫هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة ‪.‬‬

‫من مخالفات اليوم الحادي عشر‬


‫‪ -1‬الرمي قبل الزوال ومففن رمففى قبففل الففزوال فعليففه دم إل أن يعيففده بعففد الففزوال فل شففيء‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬من الخطأ رمي الجمار بالعكس حيث يبدأ برمي الكبرى ثم الوسطى‪ ،‬ثففم الصففغرى‪ ,‬فمففن‬
‫فعل ذلك فيجب عليه إعادة رمي الوسطى ثم الكبرى‪.‬‬
‫‪ -3‬من ترك الرمي في اليوم الثففاني عشففر ظّنففا منففه أن هففذا هففو التعجففل وغففادر ولففم يطففف‬
‫للوداع فما حكم حجه؟‬

‫)( ولمزيد من الفائدة انظر كتاب )رمي الجمرات وما يتعلق بهــا مــن أحكــام(‬ ‫‪1‬‬

‫للدكتور شرف بن علي الشــريف‪ .‬وعقــد المــام البخــاري رحمــه اللــه عشــرة‬
‫أبواب في رمي الجمار في جامعه الصحيح‪.‬‬
‫‪-33-‬‬
‫فالجواب‪) :‬حجه صحيح؛ لنه لم يترك فيه ركنًا من أركففان الحففج‪ ،‬ولكففن تففرك فيففه ثلث‬
‫واجبات إن كان لم يبت ليلة الثاني عشر بمنى‪.‬‬
‫الواجب الول‪ :‬المبيت بمنى ليلة الثاني عشر‪.‬‬
‫والواجب الثاني‪ :‬رمي الجمار في اليوم الثاني عشر‪.‬‬
‫والواجب الثالث‪ :‬طواف الوداع‪.‬‬
‫ويجب عليه لكل واحد منها دم يذبحه في مكففة ويففوزعه علففى الفقففراء‪ ،‬لن الففواجب فففي‬
‫الحففج عنففد أهففل العلففم إذا تركففه النسففان وجففب عليففه دم يففذبحه فففي مكففة ويفرقففه علففى‬
‫الفقراء( من كتاب )فتاوى أركان السلم‪ ،‬لفضيلة الشففيخ محمففد بففن صففالح العففثيمين –‬
‫رحمه ال تعالى‪.(-‬‬

‫خامس أيام الحج‬


‫أعمال اليوم الثاني عشر من ذي الحجة‬
‫ثاني أيام التشريق‬
‫)**( يلزمك المبيت بمنى هذه الليلة‪.‬‬
‫)*( عليك أن تستغل وقتك بفعل الخيرات وذكر ال والحسان إلى الخلق‪.‬‬
‫)**( وبعد الظهر ترمي الجمرات الثلث وتفعل كما فعلت في اليوم الحادي عشر فترمي بعد‬
‫الظهر الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى‪.‬‬
‫)*( وتقف للدعاء بعد الصغرى والوسطى‪.‬‬
‫جل في السفر جاز لك‪.‬‬ ‫)*( وبعد أن تنتهي من الرمي إن أردت أن تتع ّ‬
‫)**( إن نويت التعجل فيلزمك النصففراف مففن منففى قبففل غففروب الشففمس وتطففوف طففواف‬
‫الوداع‪ .‬ول شيء عليك إذا تأخرت بسبب الزحام‪.‬‬
‫خر للحاج أفضل لقول ال تعالى‪ :‬فمن تعجل فففي يففومين فل إثففم عليففه ومففن‬ ‫)*( لكن التأ ّ‬
‫تأخر فل إثم عليه لمن اتقى} ]البقرة[‪ .‬ولفعل رسول ال‪ ‬ولنيل فضيلة الرمي‪.‬‬

‫‪-34-‬‬
‫)*( إذا أمكنك أن تصلي أثناء بقائك في منى أيام التشففريق فففي مسففجد الخيففف كففان أفضففل؛‬
‫لنه »صلى في مسجد الخيف سبعون نيباً«)‪.(1‬‬

‫)( ذكر ذلك الشيخ محمد ناصر الدين اللباني في كتابه مناسك الحج والعمرة‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ .(41/127‬وقال‪ :‬أخرجه الطبراني والضياء المقدسي في »المختارة«‬


‫وحسن إسناده المنذري وهو كما قال‪» :‬باعتبار له طرقا ً أخرى‪.«...‬‬
‫‪-35-‬‬
‫سادس أيام الحج‬
‫أعمال اليوم الثالث عشر من ذي الحجة‬
‫ثالث أيام التشريق‬
‫)**( بعد المبيت بمنى ليلة الثالث عشر‪.‬‬
‫)**( ترمي الجمرات الثلث بعففد الففزوال وقففت دخففول صففلة الظهففر وتفعففل كمففا فعلففت فففي‬
‫اليومين السابقين‪.‬‬
‫)**( فإذا عزمت الرجوع إلففى بلففدك فطففف طففواف الففوداع‪ ،‬أمففا الحففائض والنفسففاء فليففس‬
‫عليهما طواف وداع‪ ،‬إل إذا طهرتا قبل السفر فوجب عليهما‪.‬‬
‫قال ال تعالى‪{ :‬وأتموا الحج والعمرة ل })‪.(1‬‬
‫وبذلك تمت مناسك الحج ول الحمد والمنة)‪.(2‬‬

‫من مخالفات يومي الثاني عشر والثالث‬


‫عشر‬
‫‪ -1‬عدم المحافظة على نظافة المكفان وتركففه متسففخًا دون أي مبففالة وهففذا ليففس مففن‬
‫أدب السلم في شيء‪.‬‬
‫‪ -2‬كثير من الناس يغفل عن حسن الخلق وإنما العمال بالخواتيم‪.‬‬
‫ق حسفن«‬ ‫قال ‪» :‬ما من شيء أثقل ففي ميفزان المفؤمن يفوم القيامفة مفن ُ‬
‫خُلف ٍ‬
‫]رواه الترمذي[‪.‬‬
‫‪ -3‬اللتزام بزيارة المسجد النبوي؛ حيث يعتقد بعض الحجاج أن لها علقة بالحج‪ ،‬أو‬
‫أنها من مكملته وهذا خطأ‪ ،‬والصحيح أن زيارة المسجد النبوي سنة قبل الحج أو بعده‪،‬‬
‫وليست من مكملته‪ .‬والصلة فيه بألف صلة‪ ،‬فيكون مقصد السفر للصلة فيه ل لزيارة‬
‫القبر‪ ،‬وبعد الصلة يستحب زيارة قبر الرسول ‪ ‬وصاحبيه‪ ،‬أبي بكففر وعمففر – رضففي‬
‫ال عنهما – والسلم عليهم ثم زيارة مسففجد قبففاء للصفلة فيففه‪ ،‬ثففم زيففارة بقيففع الغرقففد‬
‫حيث قبور الصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬والسلم عليهم‪ ،‬والدعاء لهففم‪ ،‬ثففم قبففور الشففهداء‬
‫في أحد والدعاء لهم‪.‬‬
‫وأحذر من دعاء الموات أو الستغاثة بهم‪ ،‬لكونه شركًا أكبر ومحبطًا للعمل‪.‬‬

‫)( قد أجمع العلماء على أنه يجب على من أحرم بحج أو عمرة أن يكمــل ذلــك‬ ‫‪1‬‬

‫بفعل جميع الركان والواجبات المتعلقة بهما‪ .‬انظر‪ :‬مجموع فتــاوى ســماحة‬
‫الشيخ ابن باز – رحمه الله – في الحج والعمرة )‪.(7/314‬‬
‫)( ملحوظة هامة‪ :‬انظــر بعــدها »مــن مخالفــات اليــوم الثــاني عشــر والثــالث‬ ‫‪2‬‬

‫عشر«‪ ،‬وتجدر الشارة إلى أنه من أكثر الخطاء بعد الحج التشكي من متاعب‬
‫الحج والمنة على الله بما عمل وذلك لضعف اليمان وقلة الحتساب – نســأل‬
‫الله السلمة‪.‬‬
‫‪-36-‬‬
‫أثر الحج‬
‫وتحقيق العبودية بترك أمور الجاهلية‬
‫وقف النـبي ‪ ‬موقفـا ً عظيمـا ً وأعلــن إعلنـا ً أشـهد عليـه‬
‫صحابته خير هذه المة‪ ،‬وذلك تقربا ً إلى الله عز وجل فتــدبر‬
‫أيها الحاج مليا ً هذه الخطبة‪:‬‬
‫حيث قال ‪ ‬في يوم عرفة‪» :‬إن دماءكم وأموالكم حــرام‬
‫عليكم‪ ،‬كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪.‬‬
‫ي موضوع‪.‬‬ ‫‪ ‬أل إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدم ّ‬
‫‪ ‬ودماء الجاهلية موضوعة‪ ،‬وإن أول دم أضع مــن دمائنــا‬
‫دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب كان مسترضعا ً في‬
‫بني سعد فقتلته هذيل‪.‬‬
‫‪ ‬وربا الجاهلية موضوع‪ ،‬وأول ربا أضع ربانا‪ .‬ربا عبــاس‬
‫بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله‪.‬‬
‫‪ ‬فاتقوا الله في النسـاء فـإنكم أخــذتموهن بأمانـة اللــه‬
‫واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكــم عليهــن أن ل يــوطئن‬
‫فرشكم أحدا ً تكرهونه‪ ،‬فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا ً غير‬
‫مبّرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‪.‬‬
‫‪ ‬وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعد إن اعتصمتم بــه‬
‫كتاب الله وأنتــم تســألون عنــي‪ ،‬فمــا أنتــم قــائلون؟ قــالوا‪:‬‬
‫نشهد أنك قد بلغت رســالت ربــك وأديــت‪ ،‬ونصــحت لمتــك‪،‬‬
‫وقضـيت الـذي عليـك‪ ،‬فقـال بأصـبعه السـبابة يرفعهـا إلـى‬
‫السماء وينكتها إلــى النــاس »اللهــم اشــهد‪ ،‬اللهــم اشــهد«‪.‬‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫طرق كسب الثواب‬
‫قال الله تعالى‪{ :‬والذين ءامنوا أشــد حبــا للــه} ]البقــرة‪،‬‬
‫الية‪.[165 :‬‬
‫‪ ‬إظهار البراءة من المشركين وتعمد مخالفتهم‪.‬‬
‫‪ ‬احرص على تطبيق جميع الســنن الــواردة عــن رســول‬
‫الله ‪.e‬‬
‫‪ ‬إفشاء السلم على من عرفت ومن لم تعـرف وطلقـة‬
‫الوجه‪.‬‬
‫‪ ‬سقاية الحجاج وإطعامهم والحسان إليهم‪.‬‬
‫‪ ‬الصبر على إخوانك الحجاج وما تجده منهم من مضايقة‬
‫أو إزعاج‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة الضعيف وتعليم الجاهــل بالحكمــة والموعظــة‬
‫الحسنة‪.‬‬
‫‪ ‬نشر الكتب القيمة والشرطة العلمية المفيدة‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء لخوانك المسلمين في كل مكان‪.‬‬
‫‪-37-‬‬
‫‪ ‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصحية‪.‬‬
‫‪ ‬ســلمة الصــدر والبتعــاد عــن الغيبــة وتجريــح النــاس‬
‫وخصوصا ً الدعاة ولمن لهم عليك ولية‪ ،‬والدعاء لهم بــالخير‬
‫والصلح والتوفيق في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫ـول ‪:e‬‬ ‫‪ ‬تنــال رحمــة اللــه إذا كنــت ســمحًا‪ .‬يقــول الرسـ‬
‫»رحم الله رجل ً سمحا ً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى« ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫حاجتنا إلى دعاء الله عز وجل‬


‫قال الله تعــالى‪{ :‬وقــال ربكــم ادعــوني أســتجب لكــم إن‬
‫الــــذين يســــتكبرون عــــن عبــــادتي ســــيدخلون جهنــــم‬
‫داخرين} ]سورة غافر‪.[60 :‬‬
‫وقال جل شــأنه‪{ :‬وإذا ســألك عبــادي عنــي فــإني قريــب‬
‫أجيب دعوة الداع إذا دعان} ]سورة البقرة‪.[186 :‬‬
‫وقــال ســبحانه وتعــالى‪{ :‬أمــن يجيــب المضــطر إذا دعــاه‬
‫ويكشف السوء} ]سورة النمل‪.[62 :‬‬
‫كري(ــم يسـتحيي مـن‬ ‫ً )‪2‬‬
‫وقال رسول الله ‪» :e‬إن ربكم حيـي‬
‫عبده‪ ،‬إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا « ‪.‬‬
‫وقال ‪» :e‬إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه« ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫وقال عليه الصلة والسلم‪» :‬الدعاء هو العبادة«)‪.(4‬‬


‫وقال عليه أفضل الصلة وأتم التسليم لبن عباس رضــي‬
‫اللــه عنهمــا‪» :‬يــا غلم! إنــي أعلمــك كلمــات‪ :‬احفــظ اللــه‬
‫يحفظك‪ ،‬احفظ الله تجــده تجاهــك‪ ،‬إذا ســألت فاســأل اللــه‪،‬‬
‫وإذا اســتعنت فاســتعن بــالله‪ ،‬واعلــم أن المــة لــو اجتمعــت‬
‫على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قــد كتبــه اللــه‬
‫إل‬ ‫لــك‪ ،‬وإن اجتمعــوا علــى أن يضــروك بشــيء لــم يضــروك‬
‫بشيء قد كتبه الله عليك‪ ،‬رفعت القلم وجفت الصحف«)‪.(5‬‬
‫م‬
‫وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال‪) :‬إني ل أحمل هــ ّ‬
‫الجابة‪ ،‬ولكن أحمــل هـم الــدعاء‪ ،‬فـإذا ُألهمــت الــدعاء فـإن‬
‫الجابة معه(‪.‬‬
‫لذلك نحن بحاجة مع ما سأذكره من بعض آداب الدعاء إلى‬
‫الجزم والثقة واليقين على الله بالجابة‪.‬‬
‫موقنــون بالجابــة‪،‬‬
‫)‪(6‬‬
‫حيــث يقــول ‪» :e‬ادعــوا اللــه وأنتــم‬
‫واعلموا أن الله ل يستجيب من قلب غافل له« ‪.‬‬

‫من آداب الدعاء‪:‬‬ ‫•‬

‫)( رواه البخاري )‪.(4/206‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه أبو داود )‪ (1488‬والترمذي )‪ (3556‬وهو في صحيح سنن أبي داود‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وإسناده حسن‪.‬‬
‫)( رواه الترمذي عن أبي هريرة‪ ،‬انظر‪ :‬صحيح الجامع ‪.2418‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه أحمد وابن أبي شيبة عن النعمــان بــن بشــير‪ ،‬انظــر‪) :‬صــحيح الجــامع‬ ‫‪4‬‬

‫‪.(3407‬‬
‫)( أخرجه أحمد )‪ (1/293‬والترمذي )‪ (2516‬واللفظ له وإسناده حسن‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( رواه الترمذي والحاكم‪ ،‬وهو في سلسلة الحاديث الصحيحة )‪.(594‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪-38-‬‬
‫‪ -1‬أن تسأل ال تعالى بأسمائه الحسنى‪ ،‬لقول تعففالى‪{ :‬ولف السففماء الحسففنى فففادعوه‬
‫بها}‪.‬‬
‫‪ -2‬البدء بحمد ال والثناء عليه والصلة على رسول ال ‪.e‬‬
‫‪ -3‬الصدق والخلص ل في الطلب‪.‬‬
‫‪ -4‬اللحاح وعدم الستعجال‪.‬‬
‫‪ -5‬تكرار الدعاء ثلثًا‪.‬‬
‫‪ -6‬كون المطعم والمشرب والملبس من الحلل‪.‬‬
‫‪ -7‬رفع اليدي في الدعاء واستقبال القبلة‪.‬‬
‫‪ -8‬الوضوء قبل الدعاء إن تيسر‪.‬‬
‫‪ -9‬خفففض الصففوت بالففدعاء )بيففن المخافتففة والجهففر( قففال ال ف تعففالى‪{ :‬إنهففم كففانوا‬
‫يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا} ]سورة النبياء‪ ،‬الية‪.[90 :‬‬
‫‪ -10‬عدم تكلف السجع في الدعاء‪.‬‬
‫‪ -11‬عدم العتداء في الدعاء أو الدعاء بالثم أو قطيعة الرحم‪.‬‬
‫‪ -12‬ل يسأل إل ال وحده‪.‬‬
‫أخي الحاج‪ :‬إن مــن النـاس مـن يشـهد أن ل إل اللـه‪ ،‬وأن‬
‫محمدا ً رسول الله باللسان فقط!! وحسبوا أنهم على شيء‬
‫وأنى لهـم ذلـك!! إذ أن أقــوالهم وأعمـالهم شــاهدة بفســاد‬
‫دعواهم‪ ،‬ودليل ذلك أنهم دعــوا غيــر اللــه تعــالى‪ ،‬فأشــركوا‬
‫بالله في عبادته ما لم ينزل به سلطانًا‪ ،‬فلم يزدهم شـركهم‬
‫عند ربهم إل مقتا ً وبعدًا‪ ،‬فدعا فريــق منهــم رســول اللــه ‪،e‬‬
‫ودعا آخرون علّيا والحسن والحسين رضي الله عنهم‪ ،‬ودعــا‬
‫آخــرون البــدوي والجيلنــي وأبــا طيــر وغيــر هــؤلء مــن‬
‫المخلوقين؛ فزلت أقدام هــؤلء الــداعين)‪ .(1‬وأشــركوا بــالله‬
‫رب العالمين وضــلوا عــن صـراطه المســتقيم‪{ :‬ومــن أضــل‬
‫ممن يدعوا من دون الله من ل يستجيب له إلى يوم القيامة‬
‫وهم عن دعائهم غافلون‪ .‬وإذا حشر الناس كانوا لهم أعــداء‬
‫وكانوا بعبادتهم كافرين} ]الحقاف ‪.[6‬‬
‫فل تسأل ول تــدع إل اللــه وحــده واحــذر أن تشــرك بــالله‬
‫شيئًا‪ ،‬والحمد لله القائل‪:‬‬
‫{ادعوني أستجب لكم}‪.‬‬
‫‪ -13‬الــدعاء بمــا ورد عــن النــبي ‪ e‬وتضــمن اســم اللــه‬
‫العظم‪.‬‬

‫ومن أهم الداب الدعاء بجوامع الدعية‬

‫وإليك بعض الذكار والدعية‬


‫قال النبي ‪» :e‬أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة‪ :‬ل‬
‫شريك له‪ ،‬لــه الملــك‪ ،‬ولــه الحمــد‪ ،‬وهــو‬ ‫إله إل الله وحده‪ ،‬ل‬
‫على كل شيء قدير«)‪.(2‬‬
‫* وصــح عنــه ‪ e‬أنــه قــال‪» :‬أحــب الكلم إلــى اللــه أربــع‪:‬‬
‫)( من كتاب »فقه الدعاء« للشيخ مصطفى العدوي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( حديث حسن‪ ،‬انظر‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة )‪.(1503‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-39-‬‬
‫سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله والله أكبر«)‪.(1‬‬
‫* وقال ‪» :e‬كلمتان خفيفتان على اللســان ثقيلتــان فــي‬
‫حبيبتان إلى الرحمن سـبحان اللـه وبحمـده سـبحان‬ ‫الميزان‬
‫الله العظيم«)‪.(2‬‬
‫* وكــان الرســول ‪ e‬يقــول عنــد الكــرب‪» :‬ل إلــه إل اللــه‬
‫العظيم الحليم‪ ،‬ل إله إل الله رب العرش العظيــم‪ ،‬ل)‪(3‬إلــه إل‬
‫الله رب السموات ورب الرض ورب العرش الكريم« ‪.‬‬
‫* وكان عليــه الصــلة والســلم يقــول‪» :‬اللهــم أصــلح لــي‬
‫ديني الذي هو عصــمة أمــري‪،‬وأصــلح لــي دنيــاي الــتي فيهــا‬
‫معاشي‪ ،‬وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعــل الحيــاة‬
‫زيادة)‪(4‬لي في كــل خيــر‪ ،‬واجعــل المــوت راحــة لــي مــن كــل‬
‫شر« ‪.‬‬
‫وكان‪(5‬يقول‪» :‬اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف‬ ‫)‬
‫*‬
‫والغنى« ‪.‬‬
‫ول عافيتــك‪،‬‬ ‫زوال نعمتك‪ ،‬وتح ّ‬ ‫* »اللهم إني أعوذ بك من‬
‫وفجاءة نقمتك‪ ،‬وجميع سخطك«)‪.(6‬‬
‫* عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ‪e‬أمرها أن تدعو‬
‫اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله مــا‬ ‫بهذا الدعاء‪» :‬‬
‫علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول‬
‫أو عمل‪ ،‬وأسألك من خير ما سـألك عبـدك ورسـولك محمـد ‪،e‬‬
‫محمــد ‪،e‬‬ ‫وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ورســولك‬
‫وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا ً«)‪.(7‬‬
‫وعليــك أن تكــثر مــن الســتغفار وتتــوب إلــى اللــه توبــة‬
‫صادقة‪ ،‬وتسأل الله مــن خيــري الــدنيا والخــرة‪ ،‬وتكــثر مــن‬
‫الصــلة علــى رســول اللــه ‪ ،e‬وكــان أكــثر دعــاء النــبي)‪:e (8‬‬
‫»اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنــا عــذاب‬
‫النار«‪ .‬متفق عليه‪ .‬وقال ابن كثير رحمه الله تعالى‪ :‬جمعــت‬
‫هذه الــدعوة كــل خيــر فــي الــدنيا‪ ،‬وصـرفت كــل شــر‪ ،‬فــإن‬
‫الحسنة في الدنيا تشمل كــل مطلــوب دنيــوي‪ ،‬مــن عافيــة‪،‬‬
‫ودار رحبة‪ ،‬وزوجة حسنة‪ ،‬ورزق واسع‪ ،‬وعلم نــافع‪ ،‬وعمــل‬
‫صالح‪ ،‬ومركب هين‪ ،‬وثناء جميل إلى غير ذلك ممــا اشــتملت‬
‫عليــه عبــارات المفســرين‪ ،‬ول منافــاة بينهــا‪ ،‬فإنهــا كلهــا‬
‫مندرجة في الحسنة في الــدنيا‪ .‬وأمــا الحســنة فــي الخــرة‪،‬‬
‫فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من المن من الفزع الكــبر‬
‫العرصات‪ ،‬وتيسير الحساب‪ ،‬وغير ذلك من أمــور الخــرة‬ ‫)‪(9‬‬
‫في‬
‫الصالحة ‪.‬‬

‫مسلم )‪.(2137‬‬ ‫رواه‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫البخاري )‪ (11/175‬ومسلم )‪.(2694‬‬ ‫رواه‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫البخاري )‪ (11/123‬ومسلم )‪.(2730‬‬ ‫رواه‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫مسلم )‪.(2720‬‬ ‫رواه‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫مسلم )‪.(4992‬‬ ‫رواه‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫مسلم )‪.(2739‬‬ ‫رواه‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫)( أخرجه ابن مــاجه )‪ (3846‬وابــن حبــان )‪ ،(2413‬وأحمــد )‪ (6/134‬وإســناده‬ ‫‪7‬‬

‫حسن‪ ،‬وهو من أجمع الدعية‪.‬‬


‫)( للستزادة من الدعية انظر‪ :‬الصفحات القادمة‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( تفسير ابن كثير )‪.(1/244،243‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪-40-‬‬
‫الدعاء الذي جمعه سماحة الشيخ‬
‫عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – في‬
‫)‪(1‬‬
‫منسكه‬
‫ويختار جوامع الذكر والدعاء ومن ذلك‪:‬‬
‫»سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم«‪.‬‬
‫»ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين«‪.‬‬
‫»ل إله إل الله ول نعبد إل إياه‪ ،‬له النعمة وله الفضل ولــه‬
‫الثناء الحســن‪ ،‬ل إلــه إل اللــه مخلصــين لــه الــدين ولــو كـره‬
‫الكافرون«‪.‬‬
‫»ل حول ول قوة إل بالله«‪.‬‬
‫{ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب‬
‫النار}‪.‬‬
‫»اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري‪ ،‬وأصــلح لــي‬
‫دنياي الــتي فيهــا معاشــي‪ ،‬وأصــلح لــي آخرتــي الــتي فيهــا‬
‫معادي‪ ،‬واجعل الحياة زيادة لي في كل خير‪ ،‬والمــوت راحــة‬
‫لي من كل شر«‪.‬‬
‫»أعوذ بالله من جهــد البلء ودرك الشــقاء وســوء القضــاء‬
‫وشماتة العداء«‪.‬‬
‫»اللهــم إنــي أعــوذ بــك مــن الهــم والحــزن‪ ،‬ومــن العجــز‬
‫والكسل‪ ،‬ومن الجبن والبخل‪ ،‬ومــن المــأثم والمغــرم‪ ،‬ومــن‬
‫غلبة الدين وقهر الرجال«‪.‬‬
‫»أعوذ بك اللهم من البرص والجنون والجذام‪ ،‬ومن ســيء‬
‫السقام«‪.‬‬
‫»اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والخرة«‪.‬‬
‫»اللهــم إنــي أســألك العفــو والعافيــة فــي دينــي ودنيــاي‬
‫وأهلــي ومــالي‪ ،‬اللهــم اســتر عــوراتي وآمــن روعــاتي‪،‬‬
‫واحفظني مــن بيــن يــدي ومــن خلفــي‪ ،‬وعــن يمينــي وعــن‬
‫شمالي‪ ،‬ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي«‪.‬‬
‫»اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلـي وإســرافي فـي أمـري‪،‬‬
‫وما أنت أعلم به مني«‪.‬‬
‫دي وهزلــي وخطئي وعمــدي وكــل ذلــك‬ ‫»اللهــم اغفــر جـ ّ‬
‫عندي«‪.‬‬
‫»اللهم اغفر لي ما قدمت ومــا أخــرت‪ ،‬ومــا أســررت ومــا‬
‫أعلنت‪ ،‬وما أنت أعلم به منــي‪ ،‬أنــت المقــدم وأنــت المــؤخر‬
‫وأنت على كل شيء قدير«‪.‬‬
‫»اللهم إني أسألك الثبات في المر والعزيمة على الرشد‪،‬‬
‫)( »التحقيق واليضاح« )ص ‪ ،(51-47‬يدعو رافعا ً يديه مستقبل ً القبلة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-41-‬‬
‫وأسألك شكر نعمتك وحســن عبادتــك‪ ،‬وأســألك قلبـا ً ســليما ً‬
‫ولسانا ً صادقًا‪ ،‬وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بــك مــن شــر‬
‫ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك علم الغيوب«‪.‬‬
‫ب النبي محمد عليــه الصــلة والســلم اغفــر لــي‬ ‫»اللهم ر ّ‬
‫ذنــبي وأذهـب غيـظ قلـبي وأعــذني مـن مضـلت الفتـن مـا‬
‫أبقيتني«‪.‬‬
‫ب الســموات ورب الرض ورب العــرش العظيــم‬ ‫»اللهــم ر ّ‬
‫ربنــا ورب كــل شــيء فــالق الحــب والنــوى منــزل التــوراة‬
‫والنجيل والقرآن‪ ،‬أعــوذ بــك مــن شــر كــل شــيء أنــت آخــذ‬
‫بناصيته‪ ،‬أنت الول فليس قبلك شـيء‪ ،‬وأنـت الخـر فليـس‬
‫بعدك شيء‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك شيء‪ ،‬وأنت الباطن‬
‫فليس دونك شيء‪ ،‬اقض عني الدين واغنني من الفقر«‪.‬‬
‫»اللهم أعط نفسي تقواهـا وزكهــا أنـت خيــر مــن زكاهـا‪،‬‬
‫أنت وليها ومولها«‪.‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بك من العجــز والكســل‪ ،‬وأعــوذ بــك مــن‬
‫الجبن والهرم والبخل‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب القبر«‪.‬‬
‫»اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك تــوكلت وإليــك أنبــت‬
‫وبك خاصــمت أعــوذ بعزتــك أن تضــلني ل إلــه إل أنــت‪ .‬أنــت‬
‫الحي الذي ل يموت والجن والنس يموتون«‪.‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ومن قلــب ل يخشــع‬
‫ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها«‪.‬‬
‫»اللهـــم جنبنـــي منكـــرات الخلق والعمـــال والهـــواء‬
‫والدواء«‪.‬‬
‫»اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي«‪.‬‬
‫»اللهم اكفني بحللك عن حرامك‪ ،‬واغننــي بفضــلك عمــن‬
‫سواك«‪.‬‬
‫»اللهم إّني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى«‪.‬‬
‫»اللهم إني أسألك الهدى والسداد«‪.‬‬
‫»اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجلــه مــا علمــت‬
‫منه وما لم أعلم‪ ،‬وأعوذ بك من الشر كلــه عــاجله وآجلــه مــا‬
‫علمت منه وما لــم أعلــم‪ ،‬وأســألك مــن خيــر مــا ســألك منــه‬
‫عبدك ونبيك محمد‪ ،‬صلى الله عليه وآلــه وســلم‪ ،‬وأعــوذ بــك‬
‫من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد ‪.«‬‬
‫»اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل‪،‬‬
‫وأعــوذ بــك مــن النــار ومــا قــرب إليهــا مــن قــول أو عمــل‪،‬‬
‫وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا«‪.‬‬
‫»ل إله الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمــد يحيــى‬
‫ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير«‪.‬‬
‫»سبحان الله والحمــد للــه ول إلــه إل اللــه واللــه أكــبر ول‬
‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم«‪.‬‬
‫»اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صــليت علــى‬
‫إبراهيــم وعلــى آل إبراهيــم إنــك حميــد مجيـد‪ ،‬وبـارك علــى‬
‫محمد وعلى آل محمد كمــا بــاركت علــى إبراهيــم وعلــى آل‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد«‪.‬‬
‫»ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عــذاب‬
‫النار«‪.‬‬
‫‪-42-‬‬
‫ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ما تقدم‬
‫من الذكار والدعية وما كان في معناها من الــذكر والــدعاء‬
‫والصلة على النبي‪ ، ،‬ويلح في الــدعاء‪ ،‬ويســأل ربــه مــن‬
‫خيــري الــدنيا والخــرة‪ ،‬وكــان النــبي صــلى اللــه عليــه وآلــه‬
‫وسلم‪ ،‬إذا دعا كرر الدعاء ثلثا ً فينبغي التأسي به‬
‫في ذلك عليه الصلة والسلم‪.‬‬
‫ً‬
‫ويكون المسلم في هذا الموقــف مخبت ـا لربــه –ســبحانه –‬
‫متواضعا ً له‪ ،‬خاضعا ً لجنابه منكسرا ً بيــن يــديه‪ ،‬يرجــو رحمتــه‬
‫ومغفرته‪ ،‬ويخاف عذابه ومقته‪ ،‬ويحاسب نفسه ويجدد توبــة‬
‫نصوحًا‪ ،‬لن هذا يوم عظيم ومجمع كبير‪ ،‬يجود الله فيه على‬
‫عباده ويباهي بهم ملئكته ويكثر فيه العتــق مــن النــار‪ ،‬ومــا‬
‫يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ول أصغر ول أحقر منــه‬
‫في يوم عرفة إل ما رؤي يوم بدر‪ ،‬وذلك لما يــرى مــن جــود‬
‫الله علــى عبــاده وإحســانه إليهــم وكــثرة إعتــاقه ومغفرتــه‪،‬‬
‫وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنهــا – أن النــبي‬
‫– صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬قال‪» :‬ما من يوم أكثر مــن أن‬
‫يعتق الله فيه عبدا ً من النار من يوم عرفــة‪ ،‬وإنــه ليــدنو ثــم‬
‫يباهي بهم الملئكة فيقول‪ :‬ما أراد هؤلء؟‪.((.‬‬
‫ً‬
‫فينبغي للمسلمين أن يروا اللــه مــن أنفســهم خيــرا‪ ،‬وأن‬
‫يهينــوا عــدوهم الشــيطان ويحزنــوه بكــثرة الــذكر والــدعاء‬
‫وملزمة التوبة والستغفار من جميع الــذنوب والخطايــا‪ ،‬ول‬
‫يزال الحجــاج فــي هــذا الموقــف مشــتغلين بالــذكر والــدعاء‬
‫والتضرع إلى أن تغرب الشمس‪.‬‬
‫فإذا غربت الشمس انصرفوا إلى مزدلفة بســكينة ووقــار‬
‫وأكثروا من التلبية‪ .‬انتهى كلم سماحة الشيخ ابن باز رحمه‬
‫الله‪.‬‬
‫الدعاء الذي جمعه‬
‫)‪( 1‬‬

‫الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله‬


‫–‬
‫)‪( 2‬‬
‫في منسكه‬
‫سنة للحاج أن يتفــرغ فــي آخــر يــوم عرفــة‬
‫حيث قال‪ :‬فال ّ‬
‫للــدعاء والــذكر والقــراءة ويحــرص علــى الذكــار والدعيــة‬
‫الــواردة عــن النــبي ‪ ،‬فإنهــا مــن أجمــع الدعيــة وأنفعهــا‬
‫فيقول‪:‬‬
‫ً‬
‫»اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول‪ ،‬اللهم لك‬
‫صلتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليــك رب مــآبي ولــك رب‬
‫تراثي«‪.‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بــك مــن عــذاب القــبر ووسوســة الصــدر‬
‫وشتات المر«‪.‬‬
‫)( حرصا ً لفائدة إخواني الحجــاج بحثــت فــي كتــب العلمــاء الجلء مثــل شــيخ‬ ‫‪1‬‬

‫السلم ابن تيمية وابن القيــم والنــووي وابــن كــثير وابــن حجــر العســقلني‬
‫رحمهم الله جميعا ً فيما جمعوا من أدعية فوجــدت مــا جمعــه الشــيخ ابــن بــاز‬
‫وابــن عــثيمين رحمهمــا اللــه شــامل ً لجميــع مــا تفــرق فــي كتــب العلمــاء‬
‫المذكورين‪.‬‬
‫)( »مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة« )ص ‪.(58-57‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-43-‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح«‪.‬‬
‫»اللهم إنــك تســمع كلمــي‪ ،‬وتــرى مكــاني‪ ،‬وتعلــم ســري‬
‫وعلنيتي‪ ،‬ل يخفى عليك شيء من أمري‪ ،‬أنا البائس الفقير‬
‫وجــل المشــفق المقــر المعــترف‬ ‫المســتغيث المســتجير ال ِ‬
‫بــذنوبي‪ ،‬أســألك مســألة المســكين‪ ،‬وأبتهــل إليــك ابتهــال‬
‫المذنب الذليل‪ .‬وأدعوك دعاء من خضعت لك رقبته وفاضــت‬
‫لك عيناه‪ ،‬وذل لك جسده‪ ،‬ورغم لك أنفه«‪.‬‬
‫»اللهــم ل تجعلنــي بــدعائك رب شــقيًا‪ ،‬وكــن بــي رؤوف ـا ً‬
‫رحيما ً يا خير المسؤولين ويا خير المعطين«‪.‬‬
‫»اللهم اجعل فــي قلــبي نــورًا‪ ،‬وفــي ســمعي نــورا ً وفــي‬
‫بصري نورًا«‪.‬‬
‫»اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري‪ ،‬اللهم إني أعــوذ‬
‫بك من شر ما يلج في الليل‪ ،‬وشرما يلج في النهار‪ ،‬وشر ما‬
‫تهب به الرياح‪ ،‬وشر بوائق الدهر«‪.‬‬
‫»اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حســنة وقنــا‬
‫عذاب النار«‪.‬‬
‫»اللهم إني ظلمت نفســي فــاغفر لــي إنــك أنــت الغفــور‬
‫الرحيم«‪.‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بك مــن جهــد البلء‪ ،‬ومــن دَْرك الشــقاء‪،‬‬
‫ومن سوء القضاء‪ ،‬ومن شماتة العداء«‪.‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬والعجــز والكســل‪،‬‬
‫والجبن والبخل‪ ،‬وضلع الدين وغلبة الرجال‪ ،‬وأعــوذ بــك مــن‬
‫أن أ َُردّ إلى أرذل العمر‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدنيا«‪.‬‬
‫»اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم‪ ،‬ومــن شــر فتنــة‬
‫الغنى وأعوذ بك من فتنة القبر«‪.‬‬
‫»اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد‪ ،‬ونق قلــبي‬
‫من الخطايا كما نقيت الثوب البيض من الدنس‪ ،‬وباعد بيني‬
‫وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب«‪.‬‬
‫فالدعاء يوم عرفة خير الدعاء‪.‬‬
‫قال النبي ‪» :‬خير الدعاء دعاء يوم عرفة‪ ،‬وخير ما قلــت‬
‫ل( شــريك لــه لــه‬ ‫أنا والنبيون من قبلي‪ ،‬ل إله إل الله وحــده‬
‫الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير«)‪. 1‬‬
‫وإذا لم يحط بالدعية الواردة عن رسول الله ‪ ،‬دعــا بمــا‬
‫ف مـن الدعيـة المباحـة‪ .‬فـإذا حصـل لـه ملـل‪ ،‬وأراد أن‬ ‫َيعر ُ‬
‫يستجم بالتحدث مع رفقتــه بالحــاديث النافعــة‪ ،‬أو مدارســة‬
‫القرآن‪ ،‬أو قراءة ما تيسر من الكتــب المفيــدة‪ ،‬خصوصـا ً مــا‬
‫يتعلق بكرم الله تعالى وجزيل هبــاته‪ ،‬ليقــوى جــانب الرجــاء‬
‫في هذا اليوم‪ ،‬كان حسنا ً ثم يعود إلى الدعاء والتضــرع إلــى‬
‫الله‪ ،‬ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء‪.‬‬
‫وينبغي أن يكون حــال الــدعاء مســتقبل القبلــة‪ ،‬وإن كــان‬
‫الجبل خلفه أو يمينه أو شماله‪ ،‬لن السنة استقبال القبلــة‪،‬‬
‫ويرفع يــديه‪ ،‬فــإن كــان فــي إحــداهما مــانع رفــع الســليمة‪،‬‬
‫لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال‪» :‬كنت ردف النبي‬
‫‪ ‬بعرفــات فرفــع يــديه يــدعو‪ ،‬فمــالت بــه نــاقته فســقط‬

‫)( رواه مالك في »الموطأ« )‪ (1/422‬مرسل بسند صحيح‪ ،‬ووصــله الترمــذي )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (3585‬بسند ضعيف‪ .‬وله شواهد أخرى‪ ،‬فهو حسن إن شاء الله‪.‬‬


‫‪-44-‬‬
‫خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع الخرى«)‪.(2‬‬
‫ويظهر الفقتار والحاجة إلى الله عز وجل‪ ،‬ويلــح فــي الــدعاء‬
‫ول يستبطئ الجابة‪.‬‬
‫ول يعتدي في دعائه بأن يسأل ما ل يجوز شرعًا‪ ،‬أو مــا ل‬
‫يمكن قــدرًا‪ ،‬فقــد قـال اللـه تعــالى‪ :‬ادعــوا ربكـم تضـرعا ً‬
‫وخفية إنه ليحب المعتدين‪ .‬وليتجنب أكل الحرام فإنه مــن‬
‫أكبر موانع الجابة‪.‬‬

‫)( رواه النسائي )‪ .(5/254‬رواه أحمد )‪ .(5/209‬وابن خزيمة )‪ (2824‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-45-‬‬
‫فقه الذكر والدعاء في الحج‬
‫»من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين«‬
‫من فقه الذكر والدعاء في الحج ‪-:‬‬
‫ل‪ :‬المواضع التي رفع النبي ‪ ‬يديه الشريفتين ودعا فيها‬ ‫أو ً‬
‫هي‪:‬‬
‫* على الصفا‪.‬‬
‫* على المروة‪.‬‬
‫* في عرفة‪.‬‬
‫* في مزدلفة‪.‬‬
‫* عند الجمرة الولى‪.‬‬
‫* عند الجمرة الثانية‪.‬‬
‫قال ابــن القيــم – رحمــه اللــه – فــي زاد المعــاد‪ :‬تضــمنت‬
‫حجته ‪ ‬ست وقفات للدعاء‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬اعلم أن الدعاء عبادة‪ .‬فأنت في قيامــك بــدعاء اللــه‬
‫تتعبده بذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يوم عرفــة يــوم مــن اليــام الفاضــلة فــي عشــر ذي‬ ‫ً‬
‫الحجة‪.‬‬
‫وللدعاء فيه مزية علـى غيــره فـإن النـبي ‪ ‬قـال‪» :‬خيـر‬
‫الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون مــن قبلــي‬
‫ل إله إل الله وحده ل شريك لــه لــه الملــك ولــه الحمــد وهــو‬
‫على كل شيء قدير«‪.‬‬
‫قال ابن عبدالبر – رحمه الله – في التمهيد‪.(6/41) :‬‬
‫»وفيه من الفقه أن دعــاء يــوم عرفــة أفضــل مــن غيــره‪،‬‬
‫وفي ذلك دليل على فضل يــوم عرفــة علــى غيــره ‪ ...‬وفــي‬
‫الحديث أيضا ً دليل أن دعاء يــوم عرفــة مجــاب فــي الغلــب‪،‬‬
‫وفيه أيضا ً أن أفضل الذكر ل إله إل الله‪.«...‬‬
‫رابعًا‪ :‬للدعاء مراتب‪:‬‬
‫* أفضــلها)‪ :(1‬ذكــر اللــه والثنــاء عليــه ولهــذا كــانت ســورة‬
‫الفاتحة نصفين – نصفا ثناء‪ ،‬ونصفا ً دعاءً – ونصف الثناء هــو‬
‫دم‪ ،‬وهو الذي للــه عــز وجــل‪ .‬وكــذلك حــديث الشــفاعة‬ ‫المق ّ‬
‫الصحيح قال النبي ‪ ..» :‬فإذا رأيت ربي خررت له ســاجدا‪ً،‬‬
‫فأحمد ربي بمحامد يفتحها على ل أحسنها الن‪ ،‬فيقول‪ :‬يــا‬
‫محمد‪ ،‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع وسل تعطه‪ «...‬فبدأ بالحمد‬
‫لله حتى أذن له في السؤال‪ ،‬فيسأل ‪ ...‬كما قيل‪:‬‬
‫إذا أثنــى عليـــك المرء يــومـا ً‬
‫كفــاه مـن تعـّرضـه الثنـــاء‬
‫خامسًا‪ :‬تفكر في الدعية التي علمها رسول الله ‪ ‬أهلــه‬
‫ـب دخــول الجنــة‬ ‫وصــحابته الــذين كــانوا حريصــين علــى طلـ‬
‫والنجاة من النار‪ ،‬وهي الــتي حولهــا ندنــدن)‪ ،(2‬ونــذكر ثلثــة‬
‫)( كتاب ]قاعدة في أنواع الستفتاح لشيخ السلم ابن تيمية ص )‪(10-2‬‬ ‫‪1‬‬

‫هد ثم أقول‪ :‬اللهم‬ ‫جل‪» :‬كيف تقول في الصلة« قال‪ :‬أتش ّ‬ ‫)( قال النبي‪ ‬لَر ُ‬ ‫‪2‬‬

‫إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني ل أحسن دندنتك ول دندنة معــاذ‪،‬‬
‫فقال النبي ‪» :‬حولها ندندن«‪ .‬رواه أحمد وأبو داود‪.‬‬
‫‪-46-‬‬
‫منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫أ‪ -‬فهذي زوجة الرسول ‪ ‬أم المؤمنين عائشة رضي اللــه‬
‫عنها تقول‪ :‬قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة‬
‫القدر ما أقول فيهـا قـال‪ :‬قـولي‪» :‬اللهـم إنـك عفـو كريـم‬
‫تحب العفو فاعف عني« رواه الترمذي وابن ماجه‪.‬‬
‫ب‪ -‬وهذا صاحب رسول الله ‪ ‬أبو بكر الصديق رضي اللــه‬
‫عنه‪ :‬أنه قـال لرسـول اللـه ‪ :‬علمنـي دعـاء أدعـو بـه فـي‬
‫صلتي قال‪» :‬قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمــا كــثيرا ً ول‬
‫يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي مغفرة من عنــدك وارحمنــي‬
‫إنك أنت الغفور الرحيم« رواه البخاري‪.‬‬
‫ج‪ -‬وهذا معاذ ابن جبــل رضــي اللــه عنــه‪ :‬قــال أخــذ بيــدي‬
‫رسول الله ‪ ‬فقــال‪» :‬إنــي لحبــك يــا معــاذ« فقلــت‪ :‬وأنــا‬
‫أحبك يا رسول الله فقال رسول الله ‪» :‬فل تدع أن تقول‬
‫في كل صلة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك«‬
‫رواه النسائي وأبو داود‪.‬‬
‫قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه‪ :‬تصــحيح الــدعاء ص ‪34‬و‬
‫‪:35‬‬
‫وأنفع الدعاء‪ :‬طلب العون من الله – تعالى‪ -‬على مرضاته‪.‬‬
‫وذكر كلم ابن القيم وكلم شيخ السلم ابــن تيميــة فــي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬وإذا تفضل الله – سبحانه – عليك بالجابة‪ ،‬ول بد‬
‫أن تدرك خيرًا‪ ،‬فاشكر الله واحمده على ما تفضل به عليــك‪،‬‬
‫وُيروى عن النـبي ‪ ‬أنـه قـال‪» :‬مـا يمنـع أحـدكم إذا عـرف‬
‫الجابة من نفسه‪ ،‬فشفي من مرض‪ ،‬أو قــدم مــن ســفر أن‬
‫يقول‪» :‬الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات«‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬الذكر المطلوب بعد قضاء المناسك‪:‬‬
‫‪ ‬فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كــذكركم آبــاءكم أو‬
‫أشد ذكرا ‪] ‬من الية ‪ 200‬من سورة البقرة[‪.‬‬
‫المناسك تقضــى يــوم النحــر وهــو اليــوم العاشــر مــن ذي‬
‫الحجة بعد التحلل وذلك يكون غالبا ً فـي ضـحى يـوم النحـر‪،‬‬
‫وتكون أول صلة بعد ذلك هي صلة الظهر من يوم النحر‪.‬‬
‫قال القرطبي – رحمه الله – فــي تفســيره‪ :‬قــال مجاهــد‪:‬‬
‫المناســك الــذبائح وراقــة الــدماء وقيــل‪ :‬هــي شــعائر الحــج‪:‬‬
‫لقوله ‪» : ‬خــذوا عنــي مناســككم« والمعنــى‪ :‬فــإذا فعلتــم‬
‫منسكا ً مــن مناســك الحــج فــاذكروا اللــه واثنــوا عليــه بــآلئه‬
‫عندكم‪.‬‬
‫وقال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره ‪» :‬يــأمر تعــالى‬
‫بذكره والكثــار منــه بعــد قضــاء المناســك وفراغهــا وقــوله‪:‬‬
‫»كذكركم آباءكم« اختلفوا في معناه فقــال ابــن جريــج عــن‬
‫عطاء‪ :‬هو كقول الصبي أبه أمــه – يعنــي كمــا يلهــج الصــبي‬
‫يذكر أبيه وأمه – فكذلك أنتم فالهجوا بــذكر اللــه بعــد قضــاء‬
‫النسك‪..‬‬
‫وقال سعيد بن جبير عن ابن عبــاس‪ :‬كــان أهــل الجاهليــة‬
‫يقفون في الموسم فيقول الرجل منهــم‪ :‬كــان أبــي يطعــم‬
‫ويحمل الحمالت ويحمل الديات‪ .‬ليس لهــم ذكــر غيــر فعــال‬
‫آبائهم‪ .‬فأنزل الله على محمد ‪ : ‬فاذكروا الله كــذكركم‬
‫آباءكم أو أشد ذكرا ً ‪ ... ‬والمقصـود منـه الحـث علـى كـثرة‬
‫‪-47-‬‬
‫الذكر لله عز وجل ولهــذا كــان انتصــاب قــوله أو أشــد ذكــرا‬
‫على التمييز تقديره كــذكركم آبــاءكم أو اشــد ذكــرا‪ .‬ثــم إنــه‬
‫تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فإنه مظنة الجابة‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬طلب الخرة‪:‬‬
‫لقد نبه الله عز وجل لطلب الخرة مــع الــدنيا فقــال اللــه‬
‫تعالى‪  :‬فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وما لــه‬
‫في الخرة من خلق‪ .‬ومنهم من يقول ربنا ءاتنا فــي الــدنيا‬
‫حســنة وفــي الخــرة حســنة وقنــا عــذاب النــار‪ ،‬أولئك لهــم‬
‫نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب ‪.‬‬
‫قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره ‪» :‬وذم اللــه مــن‬
‫ل يسأله إل في أمر الدنيا وهو معرض عن أخراه«‪.‬‬
‫وقال ابــن جريــر الطــبري – رحمــه اللــه – فــي تفســيره ‪:‬‬
‫»حدثنا أبو كريب قال‪ :‬سمعت أبا بكر بن عيــاش فــي قــوله‪:‬‬
‫‪ ... ‬فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وما له فــي‬
‫الخــرة مــن خلق ‪ ‬قــال‪ :‬كــانوا – يعنــي أهــل الجاهليــة –‬
‫يقفون يعني بعد قضاء مناســكهم فيقولــون‪ :‬اللهــم ارزقنــا‬
‫ل‪ ،‬اللهم ارزقنا غنمًا‪ ،‬فأنزل الله هذه الية«‪ .‬اهـــ‪ .‬ومعنــى‬ ‫إب ً‬
‫الخلق‪ :‬الحظ والنصيب‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬الذكر أيام التشريق‪:‬‬
‫يقــول الرســول ‪» :‬أيــام التشــريق أيــام أكــل وشــرب‬
‫وذكرلله« وأيام التشريق هــي اليــوم الحــادي عشــر والثــاني‬
‫عشر والثالث عشر من ذي الحجة قال تعالى‪:‬‬
‫‪ ‬واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين‬
‫فل إثم عليه ومن تأخر فل إثم عليه لمــن اتقــى ‪] ‬البقــرة‪:‬‬
‫‪.[203‬‬
‫قال البخاري رحمه الله تعالى ‪ :‬قال ابن عباس رضي الله‬
‫عنهما‪  :‬ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اللــه فــي أيــام‬
‫معلومات ‪] ‬سورة الحج‪ [28 :‬هــي أيــام عشــر ذي الحجــة ‪،‬‬
‫واليام المعدودات التي في الية ‪ ‬واذكــروا اللــه فــي أيــام‬
‫معدودات ‪ ‬هي‪ :‬أيام التشريق‪ .‬قــال ابــن رجــب‪ :‬هــذا قــول‬
‫ابن عمر وأكثر العلماء‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وقد دلت النصوص المتقدمة على أمرين ‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن أيام التشريق أيام أكل وشــرب وإظهــار للفــرح‬
‫والسرور ول مانع في التوسع في الكــل والشــرب‪ ،‬بشــرط‬
‫أن ل يصل ذلك إلى حد السراف والتبــذير أو التهــاون بنعــم‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن هذه اليام أيام ذكر لله تعالى‪ ،‬وذكر الله تعالى‬
‫المأمور به في هذه اليام أنواع متعددة منها‪:‬‬
‫أ‪ :‬ذكــر اللــه تعــالى بالتســمية والتكــبير عنــد ذبــح الهــدايا‬
‫والضاحي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ذكر الله عز وجــل عقــب الصــلوات المكتوبــة بــالتكبير‬
‫في أدبارها وهو المشروع إلى آخر أيام التشــريق وهــذا هــو‬
‫التكبير المقيد‪.‬‬
‫)( انظر‪] :‬مجالس عشر ذي الحجة وأيام التشريق[ للشــيخ عبــدالله بــن صــالح‬ ‫‪1‬‬

‫الفوزان‪.‬‬
‫‪-48-‬‬
‫جـ‪ -‬ومنها ذكر الله عز وجل عند الكل والشرب‪.‬‬
‫د‪ :‬ومنها الدعوة إلى الله أيام التشـريق فــي منــى بتــبيين‬
‫التوحيد وفضله‪ ،‬والتحذير من نواقضه‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ومنها ذكر فضل الله علينا‪ ،‬كــم كــرر اللــه ذلــك وبينــه‬
‫في كتابه العظيم‪ ،‬فلول فضل الله ما اهتــدينا‪ ،‬ول تصــدقنا‪،‬‬
‫ول صلينا‪.‬‬
‫و‪ :‬ومنها رمي الجمار والتكبير مع كل رمية‪.‬‬
‫يقول ابن رجب – رحمه الله تعالى – فــي كتــابه‪] :‬لطــائف‬
‫المعارف ص ‪» :[332‬وفي قول النــبي ‪» :‬إنهــا أيــام أكــل‬
‫وشرب وذكر لله عــز وجــل«‪ .‬إشــارة إل أن الكــل فــي أيــام‬
‫العيــاد والشــرب إنمــا يســتعان بــه علــى ذكــر اللــه تعــالى‬
‫وطاعته((‪.‬‬
‫ز‪ :‬ومنها أنه يشــرع هــذه اليــام التكــبير المطلــق فــي أي‬
‫وقت‪ ،‬إذ التكبير شعار هذه اليام‪ .‬قــال شــيخ الســلم ابــن‬
‫تيمية – رحمه الله ‪» -‬التكبير مشــروع فــي المواضــع الكبــار‪،‬‬
‫لكثرة الجمع‪ ،‬أو لعظمة الفعل‪ ،‬أو لقوة الحــال‪،‬أو نحــو ذلــك‬
‫من المور الكبيرة‪ :‬ليــبين أن اللــه أكــبر وتســتولي كبريــاؤه‬
‫في القلوب على كبرياء تلك المور الكبار‪ ،‬فيكون الدين كله‬
‫للــه‪ ،‬ويكــون العبــاد لــه مكــبرون فيحصــل لهــم مقصــودان‪،‬‬
‫مقصــود العبــادة بتكــبير قلــوبهم للــه‪ ،‬ومقصــود الســتعانة‬
‫بانقياد سائر المطالب لكبريــائه‪ ،‬ولهــذا شــرع التكــبير علــى‬
‫الهداية‪ ،‬والــرزق‪ ،‬والنصــر‪ ،‬لن هــذه الثلث أكــبر مــا يطلبــه‬
‫العبد‪ ،‬وهي جماع مصالحه والهدى أعظم من الرزق والنصر‪،‬‬
‫لن الــرزق والنصــر قــد ل ينتفــع بهمــا إل فــي الــدنيا‪ ،‬وأمــا‬
‫الهدى فمنفعته في الخــرة قطع ـًا‪ ،‬وهــو المقصــود بــالرزق‬
‫والنصر فخص بصريح التكبير‪ ،‬لنه أكــبر نعمــة الحــق‪ ،‬وذانــك‬
‫دونه فوسع المر فيهما بعموم ذكر اســم اللــه‪ ،‬فجمــاع هــذا‬
‫أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير من مكان وزمان وحــال‬
‫ـوب‬ ‫ورجال‪ ،‬فتبين أن الله أكبر لتســتولى كبريــاؤه فــي القلـ‬
‫على كبرياء ما سواه ويكون له الشرف على كل شرف«)‪.(1‬‬
‫»الله أكبر الله أكبر ل إلــه إل اللــه‪ ،‬واللــه أكــبر اللــه أكــبر‬
‫ولله الحمد«‪.‬‬
‫وصلى الله على نبينــا محمــد وعلــى آلــه وصــحبه أجمعيــن‬
‫وسلم تسليما ً كثيرًا‪.‬‬
‫***‬
‫وختاما ً‬
‫نســأل اللــه تعــالى أن يتقبــل منــا ومنــك صــالح العمــال‬
‫وندعوه عز وجل بدعوة أبينــا إبراهيــم وابنــه إســماعيل ‪ :‬‬
‫ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ‪] ‬البقرة‪.[127 :‬‬
‫هذا وإني أذكرك أخي الحبيب بقول رسـولنا الكريـم عليــه‬
‫أفضــل الصــلة وأتــم التســليم ‪ )) :‬إن اللــه ل ينظــر إلــى‬
‫أجســامكم ول إلــى صــوركم ‪ ،‬ولكــن ينظــر إلــى قلــوبكم‬
‫وأعمالكم (( رواه مسلم‬

‫)( ]مجموع الفتاوى[ )‪.(230-24/229‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-49-‬‬
‫ل تنس الهدية لمن تحب‬
‫* ماء زمزم ‪ -‬السواك‬
‫* بعض الكتب النافعة‪ :‬مثل‪:‬‬
‫)أ( »الوابل الصيب« للمام ابن القيم الجوزية‪.‬‬
‫)ب( »فتــاوى أركــان الســلم« للشــيخ محمــد بــن صــالح‬
‫العثيمين‪.‬‬
‫)جـ( »صفة صلة النــبي ‪ « ‬للعلمــة محمــد ناصــر الــدين‬
‫اللباني‪.‬‬
‫)د( »أذكار طرفي النهار« للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد‪.‬‬
‫)هـ( »كتاب التوحيد« للشيخ صالح بن فوزان الفوزان‪.‬‬
‫‪..............................................................‬‬

‫‪-50-‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫دعاء السفر‪2 ..................................................................................‬‬
‫كتب وأشرطة ننصح بها‪2 ...................................................................‬‬
‫مقدمة‪3 .........................................................................................‬‬
‫الحج المبرور‪4 ................................................................................‬‬
‫أمور ل بد منها‪10-5..............................................................................‬‬
‫الحج خطوة خطوة‪10..........................................................................‬‬
‫محظورات الحرام‪14..........................................................................‬‬
‫أحكام تخص المرأة‪14.........................................................................‬‬
‫من خصائص الحرم‪16........................................................................‬‬
‫صفة دخول مكة‪17.............................................................................‬‬
‫صفة العمرة‪19..................................................................................‬‬
‫يوميات الحاج‪65-25...............................................................................‬‬
‫سبع مسائل في رمي الجمرات ‪35..........................................................‬‬
‫أثر الحج وطرق كسب الثواب‪40............................................................‬‬
‫حاجتنا إلى دعاء ال عز وجل‪41............................................................‬‬
‫بعض الدعية والذكار‪49-43.....................................................................‬‬
‫فقه الذكر والدعاء‪50..........................................................................‬‬
‫الخاتمة‪52.......................................................................................‬‬

‫‪-51-‬‬

You might also like