You are on page 1of 77

‫العمرة‬

‫أحكام وأذكا ٌر‬


‫ٌ‬
‫حممد بن سليمان املهنا‬
‫محمد سليمان عبد اهلل المهنا ‪ 1435 ،‬هـ‬ ‫ح‬

‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‬


‫المهنا‪ ،‬محمد سليمان عبد اهلل‬

‫العمرة‪ :‬أحكامها وأذكارها‪ / .‬محمد سليمان عبد اهلل المهنا‪.‬‬


‫‪ -‬الرياض‪ 1435‬هـ‪.‬‬
‫ص ‪64‬؛ ‪17 ×13 .‬سم‬
‫ردمك‪978-603-01-5788-4 :‬‬
‫أ‪ .‬العنوان‬ ‫‪ -1‬العمرة‪.‬‬
‫‪1345/6976‬‬ ‫ديوي ‪252.5‬‬

‫رقم اإليداع‪1435/6976 :‬‬


‫ردمك‪978-603-01-5788-4 :‬‬

‫حقوق الطبع والنشر متاحة لكل من أراد ذلك‬


‫بشرط عدم التعديل والتبديل‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫الحم��د هلل رب العالمي��ن‪ ،‬وص َّل��ى اهلل‬


‫وس�� َّلم على نبينا محمد وعل��ى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫لطي��ف ٌ‬
‫مفيد أله��م أحكام‬ ‫مختصر‬
‫ٌ‬ ‫فه��ذا‬
‫العم��رة وآدابه��ا‪ ،‬جمعته من بع��ض الكتب‬
‫العلمة عبدالعزيز‬‫المعاصرة ككتاب شيخنا اّ‬
‫بن عب��داهلل بن باز «التحقيق واإليضاح لكثير‬
‫وضمن ُته‬
‫َّ‬ ‫من مسائل الحج والعمرة والزيارة»‬
‫العلم��ة‬‫فوائ��د مخت��ارة م��ن كالم الش��يخ اّ‬
‫‪5‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫العلمة‬ ‫محمد ناصر الدين األلباين والشيخ اّ‬


‫محمد بن صالح بن عثيمين ‪ ،‬وأتمم ُته‬
‫لم َبه ٍم‪.‬‬ ‫إيضاحًا‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬
‫لمهم‬ ‫بيانًا‬ ‫ها‬‫ت‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ٍ‬
‫بكلمات‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بفصل ناف�� ٍع فيه أدعي��ة مختارة من‬ ‫ختم ُت��ه‬
‫ث��م ْ‬
‫الس��نة الصحيح��ة‪ ،‬تعي��ن المس��لم والمس��لمة‬
‫ُ‬
‫عل��ى ِ‬
‫الذك��ر والدع��اء يف الح��ج والعم��رة ويف‬
‫غيرهم��ا م��ن األح��وال‪ ،‬أخذ ُت��ه م��ن كت��اب‬
‫«تبصي��ر الناس��ك بأح��كام المناس��ك» للش��يخ‬
‫(‪)1‬‬
‫حدث عبدالمحسن الع ّباد البدر حفظه اهلل‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫فأقول وباهلل تعالى التوفيق‪:‬‬

‫(‪ )1‬جعلت كتاب التحقيق واإليضاح للشيخ عبد العزيز بن باز ‪ ‬هو األصل لبناء هذا الكتاب‬
‫وحافظت على أسلوبه قدر المستطاع‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪6‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫العمرة منسك عظيم وعبادة كريمة أمر اهلل‬


‫بإتمامها‪ ،‬ق��ال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫[البقرة‪.]196 :‬‬ ‫ﯕ﴾‬
‫وحث عليها النبي ‪ ‬وب َّين ألمته‬
‫فضله��ا‪ ،‬فعن‏أب��ي هريرة ‪‬‏ق��ال‪ :‬قال‬
‫مر ِة‬ ‫مر ُة إلى ُ‬
‫الع َ‬ ‫رسـول اهلل‏ ‪ُ : ‬‬
‫«الع َ‬
‫َك َّفار ٌة لما بينهما» متفق عليه‪.‬‬
‫وع��ن عب��د اهلل ب��ن مس��عود ‪ ‬ق��ال ‪:‬‬
‫قال رس��ول اهلل ‪« ‬‏ َتابِ ُع��وا َب ْي َن ا ْل َح ِّج‬
‫وب َك َما‬ ‫��ر َو ُّ‬
‫الذ ُن َ‬ ‫��ر ِة َفإِ َّن ُه َم��ا َي ْن ِف َي ِ‬
‫ان ا ْل َف ْق َ‬ ‫َوا ْل ُع ْم َ‬
‫ب َوا ْل ِف َّض ِة»‬ ‫يد َ‏و َّ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫��ث ا ْل َح ِد ِ‬ ‫‏خ َب َ‬ ‫َي ْن ِفي‏‏ا ْل ِك ُير َ‬
‫‪7‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫أخرجه الرتمذي وهو حديث حسن‪.‬‬


‫أن النب��ي‬‫عب��اس ‪َّ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اب��ن‬ ‫ِ‬
‫وع��ن‬
‫��ان َت ِ‬
‫عد ُل‬ ‫م��ر ٌة يف ر َم َض َ‬
‫«ع َ‬ ‫‪ ‬ق��ال ‪ُ :‬‬
‫علي��ه ‪ ،‬ويف رواية «تعدل حجة‬ ‫ِ‬ ‫َح َّج�� ًة» ٌ‬
‫متفق‬
‫معي»‪.‬‬
‫وكمله وأتمه‬
‫وكلما أحس��ن العبد العم��ل ّ‬
‫كان أجره عند اهلل أتم وأعظم وأكمل كما قال‬
‫‪« : ‬والح��ج المبرور ليس له جزاء إال‬
‫الجن��ة» وقال ‪« :‬م��ن حج فلم يرفث‬
‫ولم يفس��ق رجع من ذنوبه كي��وم ولدته أمه»‬
‫فجعل األج��ر األكمل األتم لمن كان حجه‬
‫‪8‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫م�برور ًا خاليًا مما ُينقص��ه من اإلثم والبغي‬


‫ونحوهما‪.‬‬
‫حجه بفعل‬
‫يكمل ّ‬
‫وكما أن على المسلم أن ّ‬
‫الواجبات والمس��تحبات وت��رك المحرمات‬
‫والمكروهات‪ ،‬فإن عليه كذلك أن يستش��عر‬
‫قيمة هذه النعمة «نعمة تيسير العمرة والتوفيق‬
‫إليها» وأن يحمد اهلل ويشكره عليها فإهنا نعم ٌة‬
‫عظيم ٌة جليل ٌة يتمنَّى تحقي َقها ُ‬
‫مئات الماليين‬
‫من المسلمين يف العالم وال يستطيعون‪.‬‬
‫ولذا فإن��ه من تمام العق��ل والحكمة والديانة‬
‫أن يحرص زائر البيت الحرام على وقته فيمأله‬
‫‪9‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ِ‬
‫بالذكر والدعاء والتالوة ونوافل الصالة وغيرها‬
‫لم��ا ُيرجى يف تلك الرح��اب الطاهرة المطهرة‬
‫من االستجابة والربكة ومضاعفة األجور‪.‬‬
‫كان أن��س ب��ن مال��ك ‪ ‬إذا أح��رم لم‬
‫يتكلم يف ش��يء من أمر الدنيا حتى يتحلل من‬
‫إحرامه‪.‬‬
‫وكان ش��ريح رحم��ه اهلل «وه��و م��ن كبار‬
‫التابعي��ن» إذا أح��رم كأن��ه حيّ��ة صم��اء من‬
‫كث��رة الصم��ت والتأمل واالش��تغال ِ‬
‫بالذكر‬
‫والخشوع هلل ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وحج مس��روق بن األجدع التابعي فما نام‬


‫ّ‬
‫إال س��اجد ًا‪ ،‬يغلب��ه الن��وم يف س��جوده فينام‬
‫لطول قيامه‪.‬‬
‫رواد عن السلف‪:‬‬
‫وقال عبد المجيد بن أبي ّ‬
‫(كانوا يطوف��ون بالبيت خاش��عين ذاكرين‪،‬‬
‫كأن على رؤوسهم الطير‪ ،‬يستبين لمن رآهم‬
‫أهنم يف نسك وعبادة)‪.‬‬
‫ق��ال الحافظ ابن رج��ب رحمه اهلل ‪« :‬حج‬
‫اب��ن القيم ‪ ‬مرات كثيرة‪ ،‬وكان أهل مكة‬
‫شدة العبادة وكثرة الطواف‬
‫يذكرون عنه من ّ‬
‫أمرا ُيتعجب منه»‪.‬‬
‫ً‬
‫‪11‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫نس��أل اهلل تعالى أن يم�لأ قلوبنا باإليمان‬


‫واليقي��ن‪ ،‬وأن يرزقن��ا لذة الطاع��ة وحالوة‬
‫العبادة‪.‬‬
‫اللهم َأعنّا على ِذكرك وش��كرك وحس��ن‬
‫عبادتك‪..‬اللهم آمين‪.‬‬
‫***‬

‫‪12‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫اإلحرام‬
‫*إذا وصل المعت ِمر إلى الميقات اس�� ُت ِح َّب‬
‫له أن يغتس��ل‪ ،‬وال ُغ ْسل عند اإلحرام سنة‬
‫متأك��دة ‪ ،‬نقل ابن المن��ذر اإلجماع على‬
‫استحبابه‪.‬‬
‫*و ُيس��تحب له كذل��ك أن يتطيب لما ثبت‬
‫يف الصحيحين عن عائشة ‪ ‬قالت‪:‬‬
‫«كن��ت ُأطيّ��ب رس��ول اهلل ‪‬‬ ‫ُ‬
‫إلحرام��ه قبل أن يح��رم‪ ،‬ول ِ ِ‬
‫حلّ��ه قبل أن‬
‫يطوف بالبيت»‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫*لك��ن ينبغ��ي أن ُيعلم أن الس�� َّنة لم��ن أراد‬


‫اإلح��رام أن يط ّيب جس��ده وش��عره ال أن‬
‫يط ّيب إزاره ورداءه‪.‬‬
‫*ويس��تحب لمن أراد اإلح��رام أن يتعاهد‬
‫ش��اربه وأظفاره وعانته وإبطيه‪ ،‬فيأخذ ما‬
‫تدع��و الحاج��ة إلى أخذه م��ن ذلك لكي‬
‫ال يحت��اج إلى أخ��ذه بعد اإلح��رام وهو‬
‫محرم عليه؛ وألن النبي ‪ ‬شرع‬
‫َّ‬
‫للمس��لمين أن يتعاه��دوا ه��ذه األش��ياء‬
‫كل وق��ت‪ ،‬كما ثب��ت يف الصحيحين عن‬
‫أب��ي هري��رة ‪ ‬ق��ال قال رس��ول اهلل‬
‫‪14‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫‪« :‬الفط��رة خم��س‪ :‬الخت��ان‪،‬‬


‫وق��ص الش��ارب‪ ،‬وقل��م‬
‫ّ‬ ‫واالس��تحداد‪،‬‬
‫األظف��ار‪ ،‬ونت��ف اآلب��اط»‪ ،‬ويف صحيح‬
‫«و ّقت لنا يف‬
‫مسلم عن أنس ‪ ‬قال‪ُ :‬‬
‫قص الشارب وقلم األظفار ونتف اإلبط‬
‫وحل��ق العان��ة أن ال نترك ذل��ك أكثر من‬
‫أربعين ليل��ة»‪ ،‬وأخرجه النس��ائي بلفظ‪:‬‬
‫«وقت لنا رسول اهلل ‪.»‬‬
‫*وأما الرأس فال ُيشرع ُ‬
‫أخذ شيء منه عند‬
‫اإلح��رام ال يف ح��ق الرج��ال وال يف ح��ق‬
‫النساء‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫*وأم��ا اللحية فيحرم حلقها أو أخذ ش��يء‬


‫منها يف جميع األوقات‪ ،‬بل يجب إعفاؤها‬
‫وتوفيره��ا لم��ا ثب��ت يف الصحيحين عن‬
‫اب��ن عم��ر ‪ ‬ق��ال‪ :‬قال رس��ول اهلل‬
‫‪« :‬خالفوا المش��ركين‪ ،‬وفروا‬
‫اللحى وأحفوا الشوارب»‪ ،‬وأخرج مسلم‬
‫يف صحيحه عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫«ج ُّزوا الشوارب‬
‫رسول اهلل ‪ُ :‬‬
‫وأرخوا اللحى‪ ،‬خالفوا المجوس»‪.‬‬
‫*ثم يلبس الرجل إزارا ورداء‪ ،‬و ُيس��تحب‬
‫أن يكون��ا أبيضي��ن نظيفين‪ ،‬وأم��ا المرأة‬
‫‪16‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫فيج��وز له��ا أن تح��رم فيم��ا ش��اءت من‬


‫المالبس الساترة‪ ،‬لكن ليس لها أن تلبس‬
‫النقاب والقفازين حال إحرامها‪ ،‬بل تغطي‬
‫وجهه��ا وكفيها بغير النق��اب والقفازين؛‬
‫ألن النبي ‪ ‬هنى المرأة المحرمة‬
‫عن لبس النقاب والقفازين‪.‬‬
‫*وأما تخصيص بعض الناس إحرام المرأة‬
‫يف األخض��ر أو األس��ود دون غيرهما فال‬
‫أصل له‪.‬‬
‫*وبع��د أن يف��رغ م��ن الغس��ل والتنظي��ف‬
‫ولبس ثياب اإلحرام‪ ،‬ينوي بقلبه الدخول‬
‫‪17‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫يف الن ُُس��ك‪ ،‬ويش��رع له التلف��ظ بما نوى‪،‬‬


‫فيق��ول‪( :‬لبيك عم��رة) أو (الله��م لبيك‬
‫عمرة)‪ .‬ألن النبي ‪ ‬فعل ذلك‪.‬‬
‫*واألفضل للمح��رم أن يجعل إحرامه بعد‬
‫صالة فريضة‪ ،‬فإن لم يصادف وقت فريضة‬
‫فال ينبغي أن يصلي ركعتين لإلحرام‪.‬‬
‫*واألفضل أن يكون وقت تلفظه باإلحرام‬
‫بعد استوائه على مركوبه من دابة أو سيارة‬
‫أو غيرهم��ا؛ ألن النب��ي ‪ ‬إنم��ا‬
‫َّ‬
‫أهل باإلحرام بعد ما استوى على راحلته‬
‫وانبعثت به من الميقات للسير‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫*وال يشرع له التلفظ بما نوى إال يف اإلحرام‬


‫خاص��ة ل��وروده ع��ن النبي ‪،‬‬
‫وأم��ا الصالة والصي��ام والطواف وغيرها‬
‫ف�لا ينبغي أن ُيتلفظ يف ش��يء منها بالنية‪،‬‬
‫فال يق��ول‪ :‬نوي��ت أن أصلي ك��ذا وكذا‪،‬‬
‫وال نوي��ت أن أصوم ك��ذا‪ ،‬وال نويت أن‬
‫أطوف ك��ذا‪ ،‬بل التلفظ بذل��ك من البدع‬
‫المحدثة‪ ،‬ولو كان التلفظ بالنية مشروعا‬
‫وأوضح��ه‬ ‫‪‬‬ ‫لبين��ه الرس��ول‬
‫لألمة بفعله أو قوله‪ ،‬ولسبقنا إليه السلف‬
‫الصالح‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫المح ِرم ‪« :‬لبي��ك اللهم لبيك‪،‬‬


‫*ث��م يقول ُ‬
‫لبيك ال ش��ريك ل��ك لبي��ك‪ ،‬إن الحمد‬
‫والنعم��ة لك والملك‪ ،‬ال ش��ريك لك»‬
‫يرف��ع الرج��ل صوته بذل��ك‪ ،‬و ُت ِس��ر به‬
‫المرأة‪.‬‬

‫ومعن��ى «لبيك اللهم لبيك»‪ :‬أي أنا يا رب‬


‫ألبي نداءك وأطيع أمرك وأستسلم لحكمك‬
‫وأستجيب لدعوتك إجابة بعد إجابة وتلبية‬
‫بعد تلبية‪ ،‬ف��إن اهلل تعالى دعا الناس للحج‪،‬‬
‫وأمرهم به‪ ،‬فمن أطاع فقد ل ّبى نداء اهلل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫المح ِرم إذا كان خائفًا‬


‫ومما ينبغي التنبيه إليه أن ُ‬
‫من عائق يعوقه عن إتمام نس��كه فإنه ينبغي له أن‬
‫يشترط عند اإلحرام فيقول‪« :‬إن حبسني حابس‬
‫فمحلي حي��ث حبس��تني» أي إن منعن��ي مانع‬
‫عن إتمام نس��كي من مرض أو تأخر أو حيض‬
‫للمرأة أو غير ذلك فإين ّ‬
‫أحل من إحرامي‪.‬‬

‫و أما من لم يخف من عائق يعوقه عن إتمام‬


‫نس��كه فإنه ال ينبغي له أن يش��ترط؛ ألن النبي‬
‫‪ ‬لم يشرتط‪ ،‬ولم يأمر باالشرتاط‬
‫كل أح��د‪ ،‬وإنما أم��ر به ضباعة بن��ت الزبير‬
‫‪ ‬ألهنا كانت مريضة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وفائ��دة االش��تراط‪ :‬أن م��ن اش�ترط عند‬


‫إحرام��ه ثم ل��م يتمكن من إتمام نس��كه فإنه‬
‫يقطع��ه ويحل من إحرام��ه وال دم عليه وال‬
‫شيء‪ ،‬أما من لم يشرتط فإنه يذبح دمًا عند‬
‫عدم تمكنه من إتمام نسكه‪.‬‬
‫هذا فقط إن كان المعتمر قد مر بالميقات‪،‬‬
‫فأما إن كان قادمًا بالطائرة فإنه يستعد ُّ‬
‫بالتنظف‬
‫والتطي��ب ولبس ثياب اإلح��رام‪ ،‬فإذا حاذى‬
‫الميق��ات فإن��ه ين��وي الدخ��ول يف النس��ك‬
‫ويتلفظ بذل��ك فيقول «الله��م لبيك عمرة»‬
‫ثم يقول «لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك‬
‫‪22‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫لك لبيك‪ ،‬إن الحم��د والنعمة لك والملك‬


‫ال شريك لك»‪.‬‬
‫وقد جرت العادة يف بعض خطوط الطيران‬
‫أن ُيعلن المس��ؤولون يف الطائ��رة عند المرور‬
‫بمح��اذاة الميق��ات‪ ،‬وجرت عادهت��م أيضًا‬
‫أن ينبه��وا إل��ى ذل��ك قبل نصف س��اعة من‬
‫محاذاته‪ ،‬فإن تأخروا فإنه ينبغي على المعتمر‬
‫أن يسألهم لئال يفوته اإلحرام يف وقته‪.‬‬
‫***‬

‫‪23‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫حمظورات اإلحرام‬
‫ حمظورات اإلحرام هي‪:‬‬
‫* حلق الشعر‪ .‬‬
‫* قص األظافر‪.‬‬
‫* مس الطيب‪ .‬‬
‫* تغطية الرأس‪.‬‬
‫* لبس المخيط للرجال‪.‬‬
‫* الصيد‪.‬‬
‫ ‬
‫* خطبة النكاح‪.‬‬
‫* النكاح‪.‬‬
‫* الجماع‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫فال يج��وز للمحرم بعد نية اإلحرام س��واء‬


‫كان ذكرا أو أنثى أن يأخذ ش��يئا من شعره أو‬
‫أظفاره أو يتطيب‪.‬‬
‫واليجوزللرجلأنيلبسمخيطاكالقميص‬
‫والفانلة والس��راويل والخفين والجوربين‪،‬‬
‫بل يلب��س اإلزار وال��رداء‪ ،‬ويج��وز له عقد‬
‫اإلزار وربط��ه بخيط ونحوه ويجوز له لبس‬
‫ما أراد من ساعة وخاتم ونظارة ونحو ذلك‪.‬‬
‫المفصل‬
‫ّ‬ ‫والم��راد بالمخي��ط ه��و اللب��اس‬
‫كالثوب والس��راويل ونحوه��ا‪ ،‬وليس المراد‬
‫م��ا فيه خيوط‪ ،‬فإن اإلزار والرداء قماش كله‬
‫‪25‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫خيوط م��ع أهنما لب��اس اإلح��رام‪ ،‬وكذلك‬


‫الحزام والحذاء فإنه قد يكون فيهما خيوط‬
‫ومع ذلك يجوز لبسهما‪.‬‬
‫ويجوز للمحرم أن يغتس��ل ويغس��ل رأسه‬
‫ويحك��ه إذا احت��اج إلى ذلك برفق وس��هولة‪،‬‬
‫فإن س��قط من رأس��ه شيء بس��بب ذلك فال‬
‫حرج عليه‪ُ ،‬س��ئلت عائشة ‪ ‬عن حك‬
‫وليش��دد‪ ،‬ولو‬
‫ّ‬ ‫ال��رأس‪ ،‬فقالت (نعم ليح ّكه‬
‫ُربطت يداي لحككت رأسي برجلي)‪.‬‬
‫ويح��رم عل��ى الم��رأة المحرم��ة أن تلبس‬
‫ُ‬
‫مخيطا لوجهها كالبرق��ع والنقاب‪ ،‬أو ليديها‬
‫‪26‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫كالقفازين لقول النبي ‪« :‬ال تنتقب‬


‫المرأة وال تلبس القفازين» رواه البخاري‪.‬‬
‫والقفازان‪ :‬ما يخاط أو ينسج من الصوف‬
‫أو القطن أو غيرهما على قدر اليدين‪.‬‬
‫ويباح لها لبس ما س��وى ذل��ك كالقميص‬
‫والس��راويل والخفي��ن والج��وارب ونح��و‬
‫ذلك‪ ،‬وكذلك يباح لها س��دل خمارها على‬
‫وجهه��ا إذا احتاج��ت إلى ذل��ك‪ ،‬وإن مس‬
‫الخم��ار وجهه��ا فال ش��يء عليه��ا لحديث‬
‫الركبان يمرون‬
‫عائش��ة ‪ ‬قالت‪( :‬كان ُ‬
‫بن��ا ونح��ن م��ع رس��ول اهلل ‪ ‬فإذا‬
‫‪27‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫حاذون��ا س��دلت إحدانا جلباهبا من رأس��ها‬


‫على وجهها فإذا جاوزونا كش��فناه) أخرجه‬
‫أبوداود وابن ماجه‪ ،‬وأخرج الدارقطني من‬
‫حديث أم سلمة مثله‪.‬‬
‫فيج��ب على المرأة تغطي��ة وجهها وكفيها‬
‫إذا كانت بحضرة الرجال األجانب‪ ،‬لقول اهلل‬
‫‪﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﴾‬

‫‪ ،‬وال ريب أن الوجه والكفين من أعظم‬ ‫[النور‪]31 :‬‬

‫الزينة‪ .‬والوجه يف ذلك أشد وأعظم وقد قال‬


‫تعال��ى‪﴿ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫‪.‬‬‫[األحزاب‪]53 :‬‬ ‫ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ﴾‬

‫‪28‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وأم��ا ما اعتادت��ه الكثيرات من النس��اء من‬


‫جع��ل العصاب��ة تح��ت الخم��ار لترفع��ه عن‬
‫وجهها فال أصل له يف الش��رع‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫مشروعا لبينه الرسول ‪ ‬ألمته‪.‬‬
‫للمح ِرم من الرجال والنساء غسل‬
‫ويجوز ُ‬
‫ثيابه التي أحرم فيها‪ ،‬ويجوز له خلعها وإبدالها‬
‫بغيرها‪.‬‬
‫ويج��ب عل��ى المح��رم أن يت��رك الرف��ث‬
‫والفس��وق والجدال لقول اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭑ‬
‫ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫‪.‬‬‫[البقرة‪]197 :‬‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ﴾‬
‫‪29‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وصح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪« :‬من‬


‫ح��ج فلم يرفث ولم يفس��ق رجع كيوم ولدته‬
‫أمه»‪.‬‬
‫الرفث‪ :‬يطلق على الجماع وعلى الفحش‬
‫من القول والفعل‪.‬‬
‫الفسوق‪ :‬المعاصي‪.‬‬
‫الجدال‪ :‬المخاصمة يف الباطل أو فيما ال‬
‫فائدة فيه‪.‬‬
‫فأما الجدال بالتي هي أحسن إلظهار الحق‬
‫ورد الباطل فال بأس به‪ ،‬بل هو مأمور به؛ لقول‬
‫اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫‪30‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫‪.‬‬‫[النحل‪]125 :‬‬ ‫ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾‬

‫المح ِرم الذكر تغطية رأس��ه‬


‫ويح��رم عل��ى ُ‬
‫بطاقية وغت��رة وعمامة ونح��و ذلك‪ ،‬لكن إن‬
‫لبس المحرم مخيطا أو غطى رأسه أو تطيب‬
‫ناس��يا أو جاهال فال فدية عليه‪ ،‬ويزيل ذلك‬
‫متى ذكر أو علم‪ ،‬وهكذا من حلق رأس��ه أو‬
‫أخذ من شعره ش��يئا أو ق ّلم أظافره ناسيا أو‬
‫جاهال فال شيء عليه‪.‬‬
‫***‬

‫‪31‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫فص ٌل‬
‫فيما يفعله حُ‬
‫امل ِرم‬
‫إذا وصل إىل املسجد احلرام‬

‫��ن له أن‬
‫إذا وصل إلى المس��جد الحرام ُس َّ‬
‫ُيقدّ م رجله اليمنى عند الدخول ويقول‪( :‬بسم‬
‫اهلل والصالة والس�لام على رس��ول اهلل‪ ،‬أعوذ‬
‫باهلل العظيم وبوجهه الكريم وس��لطانه القديم‬
‫من الش��يطان الرجي��م اللهم افت��ح لي أبواب‬
‫رحمتك)‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وه��ذا ِ‬
‫الذك��ر مش��روع عن��د دخ��ول‬
‫س��ائر المس��اجد ولي��س خاص��ًا بالمس��جد‬
‫الح��رام‪ ،‬ف��إن الص��واب أنه ليس للمس��جد‬
‫الح��رام ِذك��ر يخص��ه ف�لا يش��رع للح��اج‬
‫وال للمعتم��ر إذا دخ��ل بي��ت اهلل أو إذا رأى‬
‫الكعب��ة أن يقول ذك��ر ًا خاصًا بذلك وال أن‬
‫يرفع يده أو يشير هبا‪.‬‬
‫وم��ا ُروي م��ن الدع��اء عند رؤي��ة الكعبة‬
‫(الله��م زد ه��ذا البي��ت تش��ريفا وتعظيم��ا‬
‫ش��رفه ‪ ...‬الخ)‬
‫وتكريم��ا ومهاب��ة وزد م��ن ّ‬
‫ضعيف جد ًا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فحديث‬
‫‪33‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وج��اء ع��ن عم��ر ‪ ‬أن��ه كان أذا رأى‬


‫البيت قال‪( :‬اللهم أنت السالم ومنك السالم‬
‫فحينا ربنا بالس�لام) وال يص��ح يف ذلك عن‬
‫ّ‬
‫الصحابة والتابعين شيء‪.‬‬
‫وتحية المسجد الحرام الطواف‪ ،‬فال يصلي‬
‫عند دخوله ركعتين تحية للمس��جد‪ ،‬لكن إن‬
‫دخل��ه لغير حج وال عم��رة وأراد أن يجلس‬
‫فليصل ركعتين لعموم األدلة‪.‬‬
‫ف��إذا وصل المح ِرم إل��ى الكعبة فإنه يقطع‬
‫التلبية قبل أن يبدأ يف الطواف‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ثم يقصد الحجر األس��ود فيس��تلمه بيمينه‬


‫ويقبل��ه «إن تيس��ر ذل��ك» وال ي��ؤذي الناس‬
‫ّ‬
‫بالمزاحم��ة‪ ،‬ومعن��ى يس��تلمه أي يلمس��ه‬
‫ويمسحه بيده‪.‬‬
‫ويقول عند اس��تالم الحجر األس��ود «بسم‬
‫اهلل واهلل أكبر»‪ .‬فإن شق التقبيل لمسه بيده أو‬
‫بعصا أو شيء معه‪ ،‬ثم يق ّبل ما لمسه به‪ ،‬فإن‬
‫شق استالمه أشار إليه‪ ،‬وقال‪« :‬اهلل أكرب»‪.‬‬
‫ثم يطوف سبعة أشواط و ُيستحب للرجل‬
‫أن يرم��ل يف األش��واط الثالث��ة األُ َول م��ن‬
‫الطواف ويمشي يف األربعة الباقية‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫الرمل ‪ :‬هو اإلسراع يف المشي مع مقاربة‬


‫الخطى‪.‬‬
‫و ُيس�� َتحب للرج��ل أيض��ًا أن يضطب��ع يف‬
‫جميع هذا الطواف‪.‬‬
‫االضطب��اع‪ :‬ه��و أن ُي ِ‬
‫ظه��ر كتف��ه األيمن‬
‫ويرمي طرف ردائه على كتفه األيسر‪.‬‬
‫وتش��رع الطهارة للط��واف لكنها ال تجب‬
‫عل��ى الصحي��ح م��ن أق��وال العلم��اء‪ ،‬وإنما‬
‫تستحب استحبابًا‪ ،‬فإنه لم يصح يف األمر هبا‬
‫ٌ‬
‫حدي��ث عن النبي ‪ ،‬وهذا هو قول‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وبعد فراغه من ه��ذا الطواف يرتدي ردائه‬


‫فيجعله على كتفيه ويجعل طرفيه على صدره‬
‫قبل أن يصلي ركعتي الطواف‪.‬‬
‫ومما ينبغي تنبيه النساء إليه وتذكيرهن به ‪:‬‬
‫وجوب التسرت واالحتشام‪ ،‬فيجب على المرأة‬
‫التس�تر وترك الزينة حال الط��واف وغيره من‬
‫األحوال التي يختلط فيها النساء مع الرجال‪.‬‬
‫ووج��ه الم��رأة ه��و أظه��ر زينته��ا‪ ،‬ف�لا‬
‫يج��وز له��ا إب��داؤه إال لمحارمه��ا لق��ول اهلل‬
‫﴿ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾‬ ‫تعال��ى‪:‬‬
‫إلى آخر اآلية [النور‪.]31 :‬‬
‫‪37‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وال يج��وز لها كش��فه عند تقبي��ل الحجر‬


‫األسود إذا كان يراها أحد من الرجال‪ ،‬وإذا لم‬
‫يتيسر للمرأة فس��حة الستالم الحجر وتقبيله‬
‫فال يج��وز لها مزاحم��ة الرج��ال‪ ،‬بل تطوف‬
‫م��ن ورائهم وذلك خير له��ا وأعظم أجرا من‬
‫الطواف قرب الكعبة حال مزاحمتها الرجال‪.‬‬
‫ويس��تحب يف الطواف اإلكثار من ذكر اهلل‬
‫والدعاء‪ ،‬وإن قرأ فيه شيئا من القرآن فحسن‪،‬‬
‫وال يج��ب يف ه��ذا الط��واف وال غي��ره من‬
‫األطوفة‪ ،‬وال يف السعي ذكر مخصوص وال‬
‫دعاء مخصوص‪ ،‬لكن يستحب له أثناء طوافه‬
‫‪38‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫أن يقول بين الركن اليماين والحجر األسود‪:‬‬


‫﴿ ﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣ‬
‫‪ ،‬فقد ورد ذلك يف‬ ‫[البقرة‪]201 :‬‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ﴾‬

‫حديث حسن األسناد‪.‬‬


‫وأما ما أحدث��ه بعض الناس من تخصيص‬
‫كل ش��وط م��ن الط��واف أو الس��عي ب��أذكار‬
‫مخصوصة أو أدعية مخصوصة فال أصل له‪،‬‬
‫بل مهما تيسر من الذكر والدعاء كفى‪.‬‬
‫و ُيش��رع للمعتمر إذا ح��اذى الركن اليماين‬
‫يف الطواف أن يس��تلمه بيمين��ه وال يقبله‪ ،‬فإن‬
‫ش��ق عليه اس��تالمه تركه ومضى يف طوافه‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وال يش��ير إلي��ه وال يك�برّ عن��د محاذاته وال‬


‫حتى عند استالمه‪.‬‬
‫ويقبلهويقول‪:‬‬
‫أماالحجراألسودفإنهيستلمه ّ‬
‫«اهلل أكبر»‪ ،‬فإن لم يتيسر له استالمه وتقبيله‬
‫أشار إليه كلما حاذاه وقال ‪ :‬اهلل أكرب‪.‬‬
‫فإذا فرغ المعت ِمر من الطواف صلى ركعتين‬
‫خلف المقام إذا تيس��ر له ذلك‪ ،‬وإن لم يتيسر‬
‫ل��ه ذل��ك لزح��ام ونح��وه صالهم��ا يف أي‬
‫موضع من المس��جد‪ ،‬ويس��ن أن يقرأ فيهما‬
‫[الكافرون‪:‬‬ ‫بعد الفاتحة‪ ﴿ ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾‬

‫‪ ،‬والصواب‬ ‫[اإلخ�لاص‪]1 :‬‬ ‫‪ ]1‬و﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾‬


‫‪40‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫أن ص�لاة ركعت��ي الط��واف س��نة وليس��ت‬


‫بواجب‪ ،‬وهو قول جمهور العلماء‪.‬‬
‫ثم يقصد الحجر األس��ود فيس��تلمه بيمينه‬
‫إن تيسر له ذلك اقتداء بالنبي ‪.‬‬
‫ث��م يذهب إلى الصفا فيرقاه أو يقف عنده‪،‬‬
‫والرق��ي على الصفا أفضل إن تيس��ر‪ ،‬ويقرأ‬
‫عند ذل��ك قوله تعال��ى‪ ﴿ :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫[البقرة‪]158 :‬‬ ‫ﮉ ﮊ﴾‬

‫ويس��تحب أن يس��تقبل القبل��ة ويحمد اهلل‬


‫ويكب��ره ويق��ول‪( :‬ال إل��ه إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب‪،‬‬
‫ال إله إال اهلل وحده ال ش��ريك له‪ ،‬له الملك‬
‫‪41‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء‬


‫قدير‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده أنجز وعده ونصر‬
‫عبده وهزم األحزاب وحده)‪.‬‬
‫ثم يدعو بما تيس��ر رافعا يديه‪ ،‬ويكرر هذا‬
‫الذكر والدعاء ثالث مرات‪.‬‬
‫ثم ينزل فيمشي إلى المروة حتى يصل إلى‬
‫العلم األول فيسرع الرجل يف المشي إلى أن‬
‫يصل إلى العلم الثاين‪ ،‬وأما المرأة فال يشرع‬
‫لها اإلس��راع بين العلمين‪ ،‬وإنما المش��روع‬
‫لها المشي يف السعي كله‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫والعل��م األول والثاين موضع��ان معروفان‬


‫من المس��عى وهم��ا متمي��زان اآلن باإلضاءة‬
‫الخضراء‪.‬‬
‫ثم يمش��ي فيرق��ى المروة أو يق��ف عندها‬
‫والرق��ي عليها أفضل إن تيس��ر ذلك‪ ،‬ويقول‬
‫ويفع��ل عل��ى الم��روة كما ق��ال وفعل على‬
‫الصفا ما عدا ق��راءة اآلية وهي قوله تعالى‪:‬‬
‫‪ ،‬فهذا إنما‬ ‫[البقرة‪]158 :‬‬ ‫﴿ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾‬

‫يش��رع عند الصع��ود إلى الصفا يف الش��وط‬


‫األول فقط‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ث��م ينزل حتى يصل إلى الصفا‪ ،‬يفعل ذلك‬


‫سبع مرات ذهابه شوط‪ ،‬ورجوعه شوط؛ ألن‬
‫النب��ي ‪ ‬فع��ل ما ذكر‪ ،‬وق��ال‪« :‬خذوا‬
‫عني مناسككم»‪.‬‬
‫ويس��تحب أن يكث��ر يف س��عيه م��ن الذك��ر‬
‫والدع��اء ولم يثبت فيه دع��اء أو ِذكر خاص‪،‬‬
‫أما ما يصنعه بع��ض الناس من تحديد دعاء‬
‫مخصوص لكل شوط فهذا بدعة‪.‬‬
‫والتطهر للسعي مستحب‪ ،‬ولو سعى على‬
‫غير طهارة أجزأه ذلك‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وكذلك لو حاضت المرأة أو نفس��ت بعد‬


‫الطواف س��عت وأجزأها ذلك؛ ألن الطهارة‬
‫ليست شرطا يف السعي‪ ،‬وإنما هي مستحبة‪.‬‬
‫ف��إذا أت��م الس��عي حل��ق رأس��ه أو قصره‪،‬‬
‫والحل��ق للرجل أفضل‪ ،‬وال ب��د يف التقصير‬
‫من تعميم الرأس‪ ،‬وال يكفي تقصير بعضه‪،‬‬
‫كما أن حلق بعضه ال يكفي‪.‬‬
‫والمرأة ال يشرع لها إال التقصير‪ ،‬والمشروع‬
‫له��ا أن تأخ��ذ من كل ضفي��رة «جديلة» قدر‬
‫أنملة فأقل‪ ،‬واألنملة هي رأس اإلصبع‪ ،‬أما‬
‫من ليس لها ضفائر «جدايل» فإهنا تأخذ من‬
‫‪45‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫طرفه قدر أنملة وال تزيد على ذلك‪.‬‬


‫فإذا فعل المحرم ما ُذ َ‬
‫كر فقد تمت عمرته‬
‫حرم عليه باإلحرام‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وحل له كل شيء ُ‬
‫وباهلل التوفيق وصلى اهلل وسلم على نبينا‬
‫محمد‬
‫***‬

‫‪46‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫(‪)1‬‬
‫من أدعية النيب ‪‬‬

‫الحم��د هلل رب العالمي��ن‪ ،‬وصل��ى اهلل‬


‫وس��لم على نبينا محمد وعل��ى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫الس�� َّنة‬ ‫ٌ‬
‫مباركة من صحيح ُ‬ ‫أدعية ٌ‬
‫نبوية‬ ‫ٌ‬ ‫فهذه‬
‫المح��دث عبدالمحس��ن‬
‫ّ‬ ‫اختاره��ا الش��يخ‬
‫وضمنها كتاب��ه النافع «تبصير‬
‫ّ‬ ‫العبّ��اد الب��در‬
‫الناس��ك بأح��كام المناس��ك» وذك��ر أهن��ا‬
‫ال تخ��ص الح��اج والمعتمر‪ ،‬ب��ل هي عامة‬
‫لكل المسلمين يف كل األوقات‪.‬‬
‫(‪ )1‬أدعي ٌة نبوي ٌة صحيح ٌة مأخوذ ٌة من الصحيحين وغيرهما من كتب السنة انتقيتها من كتاب «تبصير الناسك‬
‫بأحكام المناسك» للشيخ المحدّ ث عبدالمحسن الع ّباد البدر المدرس بالمسجد النبوي الشريف‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫رأي��ت أن أختم به��ا كتابي هذا ليس��تفيد‬


‫ُ‬ ‫وق��د‬
‫منها المعتمر‪ ،‬فإنه ُيستحب للمسلمين عمومًا‬
‫وللحجاج والمعتمرين خصوصًا اإلكثار من‬
‫ِ‬
‫الذك��ر والدعاء‪ ،‬ومن أفض��ل الدعاء وأعظمه‬
‫دعاء نبينا الكريم محمد ‪.‬‬
‫والناظ��ر يف ح��ال كثي��ر م��ن الن��اس يجد‬
‫حاجتهم الظاهرة إلى م��ن ُيع ّلمهم و ُي ّ‬
‫ذكرهم‬
‫يوجهوا‬
‫باألدعي��ة الصحيح��ة‪ ،‬فإهنم إن ل��م ّ‬
‫إلى األدعي��ة واألذكار الصحيح��ة‪ ،‬تل ّقفهم‬
‫الجهال الذي��ن يحملون الكتب المش��تملة‬
‫ُ‬
‫على أذكار ُمحدثة وطرائق منكرة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ول��ذا نجد انتش��ار األذكار البدعية كأذكار‬


‫الشوط األول من الطواف‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث‬
‫‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫وهك��ذا أذكار أش��واط الس��عي‪ ،‬وأذكار‬
‫تقبيل الحجر األسود ومقام إبراهيم‪ ،‬والحلق‬
‫التقصي��ر‪ ،‬وكله��ا أذكار مبتدع��ة ل��م ترد يف‬
‫الكتاب وال يف السنة‪.‬‬
‫لهذا كله أضع بين يدي المعتمر هذه األدعية‬
‫الصحيحة التي ُتشرع يف كل وقت وال تخص‬
‫الح��اج والمعتم��ر‪ ،‬أضعها بين يدي��ه ألعينه‬
‫على الدعاء وأذ ّكره بأشرف الص َيغ منه‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وقبل الش��روع يف بيان األدعي��ة ُأ ّنبه إلى أمر‬


‫مهم ه��و أن أفض��ل الدعاء هو م��ا تواطأ عليه‬
‫القلب واللس��ان‪ ،‬فل��و أن إنس��انًا ترك حمل‬
‫هذه األذكار‪ ،‬ولم يحفظ منها شيئًا‪ ،‬واكتفى‬
‫بأن يدعو ربه بحاجاته وأمنياته كسؤال الرزق‬
‫والعافية والهداية والمغفرة والجنة وغير ذلك‬
‫من الحاجات‪ ،‬أو اكتفى بالتسبيح والتحميد‬
‫والتهلي��ل والتكبي��ر والص�لاة عل��ى النب��ي‬
‫‪ ، ‬أو اش��تغل بقراءة الق��رآن‪ ،‬فإنه‬
‫ُيرجى له أن ينال األجور العظيمة والمراتب‬
‫العالية‪ ،‬واهلل عنده حسن الثواب‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وه��ذا أوان الش��روع يف ِذكر األدعي��ة النبوية‬


‫على صاحبها أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫نت‪َ ،‬خ َل ْق َتنِي‬ ‫ *«ال َّل ُه َّم َأ ْن َت َر ِّبي لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأ َ‬


‫��د َك‪َ ،‬و َأ َن��ا َع َلى َع ْه ِد َك َو َو ْع ِد َك‬ ‫َو َأ َن��ا َع ْب ُ‬
‫��ر َم��ا‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫��ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫��ك‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫وذ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫اس�� َت َط ْع ُت‪َ ،‬‬
‫أ‬ ‫َم��ا ْ‬
‫ِّ‬
‫وء َل َك بِنِ ْع َمتِ َك َع َل َّي‪َ ،‬و َأ ُب ُ‬
‫وء‬ ‫َصن َْع ُت‪َ ،‬أ ُب ُ‬
‫وب إِلاَّ‬ ‫اغ ِف ْر لِي َفإِ َّن ُه لاَ َي ْغ ِف ُر ُّ‬
‫الذ ُن َ‬ ‫بِ َذ ْنبِي َف ْ‬

‫َأ ْن َت»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6306‬عن شداد بن أوس ‪ ‬وقد وصف النبي ‪ ‬هذا الدعاء بأنه سيد‬
‫االستغفار‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��م إِ ِّني َظ َل ْم ُت َن ْف ِس��ي ُظ ْل ًما َكثِ ًيرا‪،‬‬


‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫اغ ِف ْر لِي‬
‫��ت‪َ ،‬ف ْ‬ ‫��وب إِلاَّ َأ ْن َ‬
‫الذ ُن َ‬ ‫َولاَ َي ْغ ِف ُ‬
‫��ر ُّ‬
‫��د َك َو ْار َح ْمنِ��ي إِ َّنك َأ ْن َت‬
‫��ر ًة ِم ْن ِع ْن ِ‬
‫َم ْغ ِف َ‬
‫يم» ‪.‬‬‫الر ِح ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ور َّ‬ ‫ا ْل َغ ُف ُ‬
‫«ر ِّب ْاغ ِف ْر لِي َخ ِطي َئتِي َو َج ْه ِلي َوإِ ْس َر ِافي‬ ‫ * َ‬
‫ِفي َأ ْم�� ِري ُك ِّل ِه َو َم��ا َأ ْن َت َأ ْع َل ُ‬
‫��م بِ ِه ِمنِّي‪،‬‬
‫اي َو َع ْم ِدي َو َج ْه ِلي‬ ‫ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر لِي َخ َطا َي َ‬
‫��ك ِع ْن ِدي‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر‬‫َو َه ْزلِي‪َ ،‬و ُك ُّل َذلِ َ‬
‫��ر ْر ُت‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫��ت َو َما َأ َّخر ُت َو َما َ‬
‫أ‬ ‫لِي َما َقدَّ ْم ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫��ت ا ْل ُم َق ِّد ُم َو َأ ْن َت ا ْل ُم َؤ ِّخ ُر‬
‫َو َما َأ ْع َل ْن ُت َأ ْن َ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )834‬ومسلم (‪ )6869‬عن أبي بكر ‪‬‬

‫‪52‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫َو َأ ْن َت َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير» ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫ *«ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر لِي َذ ْنبِ��ي ُك َّل ُه‪ِ ،‬د َّق ُه‪َ ،‬و ِج َّل ُه‪،‬‬
‫َو َأ َّو َل ُه‪َ ،‬و ِ‬
‫آخ َر ُه‪َ ،‬و َعلاَ نِ َي َت ُه‪َ ،‬و ِس َّر ُه» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫��ك ِم َ‬
‫��ن ا ْل َه ِّ‬
‫��م‬ ‫��وذ بِ َ‬ ‫��م إِ ِّن��ي َأ ُع ُ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫��ن‬ ‫��ز ِن َوا ْل َع ْج�� ِز َوا ْل َك َس ِ‬
‫��ل َوا ْل ُج ْب ِ‬ ‫َوا ْل َح َ‬
‫ال» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫َوا ْل ُب ْخ ِل َو َض َل ِع الدَّ ْي ِن َو َغ َل َب ِة ِّ‬
‫الر َج ِ‬
‫وذ بِ َك ِم َن ا ْل ُب ْخ ِل‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫وذ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ُع ُ‬
‫��ك َأ ْن ُأ َر َّد إِ َلى‬ ‫��ك ِم َن ا ْل ُج ْب ِن‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫َأ ْر َذ ِل ا ْل ُع ُم ِر‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫��وذ بِ َك ِم ْن ِف ْتن َِة الدُّ ْن َيا‪،‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )6398‬ومسلم (‪ )6901‬عن أبي موسى ‪‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )1084‬عن أبي هريرة ‪‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )6369‬عن أنس ‪‬‬

‫‪53‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫اب ا ْل َق ْب ِر» ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬ ‫وذ بِ َك ِم ْن َع َذ ِ‬ ‫َو َأ ُع ُ‬

‫وذ بِ َك ِم َن ا ْل َك َس ِل َوا ْل َه َر ِم‬ ‫ *«ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ُع ُ‬


‫اب‬ ‫َوا ْل َم ْأ َث ِم َوا ْل َم ْغ َر ِم‪َ ،‬و ِم ْن ِف ْتن َِة ا ْل َق ْب ِر َو َع َذ ِ‬
‫اب ال َّنا ِر‪،‬‬ ‫��ن ِف ْتن َِة ال َّن��ا ِر َو َع َ‬
‫��ذ ِ‬ ‫ا ْل َق ْب�� ِر‪َ ،‬و ِم ْ‬
‫َ��ة ا ْل ِغنَ��ى‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫��وذ بِ َك ِم ْن‬ ‫��ر ِف ْتن ِ‬
‫َو ِم ْن َش ِّ‬
‫ِف ْتن َِة ا ْل َف ْق ِر‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ َك ِم ْن ِف ْتن َِة ا ْل َم ِس ِ‬
‫��يح‬
‫ال‪ ،‬ال َّل ُه َّ��م ْاغ ِس ْ��ل َعنِّ��ي َخ َطا َي َ‬
‫اي‬ ‫الدَّ َّج ِ‬
‫اء ال َّث ْل ِج َوا ْل َب َر ِد‪َ ،‬و َن ِّق َق ْلبِي ِم َن ا ْل َخ َطا َيا‬
‫بِ َم ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫َك َم��ا َن َّق ْي َت ال َّث ْو َب الأْ َ ْب َي َ‬
‫��ض ِم َن الدَّ َن ِ‬
‫اعدْ َت‬ ‫��ن َخ َطا َي َ‬
‫اي َك َما َب َ‬ ‫اعدْ َب ْينِي َو َب ْي َ‬ ‫َو َب ِ‬

‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪ )6365‬عن سعد بن أبي وقاص ‪‬‬

‫‪54‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫َب ْي َن ا ْل َم ْش ِر ِق َوا ْل َم ْغ ِر ِ‬
‫ب» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ض‬ ‫ات َو َر َّب الأْ َ ْر ِ‬ ‫الس َ��م َو ِ‬


‫��م َر َّب َّ‬‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫ش ا ْل َع ِظ ِ‬
‫ي��م‪َ ،‬ر َّبنَ��ا َو َر َّب ُك ِّل‬ ‫َو َر َّب ا ْل َع ْ‬
‫��ر ِ‬
‫َش ْي ٍء‪َ ،‬فالِ َق ا ْل َح ِّب َوال َّن َوى َو ُم ْن ِز َل ال َّت ْو َر ِاة‬
‫وذ بِ َك ِم ْن َش ِّر ُك ِّل‬ ‫ان‪َ ،‬أ ُع ُ‬ ‫يل َوا ْل ُف ْر َق ِ‬ ‫َوالإْ ِ ْن ِج ِ‬
‫َاص َيتِ ِه‪ ،‬ال َّل ُه َّم َأ ْن َت الأْ َ َّو ُل‬ ‫آخ ٌذ بِن ِ‬ ‫َش ْي ٍء َأ ْن َت ِ‬
‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫لآْ‬ ‫ا‬ ‫��ت‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫��ي ٌء‪َ ،‬و‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َف‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫س َف ْو َق َك‬ ‫ي‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫اه‬ ‫الظ‬‫َّ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫��ي ٌء‪َ ،‬و‬ ‫َب ْع َد َك َش ْ‬
‫س ُدو َن َك َش ْي ٌء‪،‬‬ ‫اط ُن َف َل ْي َ‬ ‫َش ْي ٌء‪َ ،‬و َأ ْن َت ا ْل َب ِ‬
‫ض َع َّنا الدَّ ْي َن َو َأ ْغنِنَا ِم َن ا ْل َف ْق ِر» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫ا ْق ِ‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6368‬ومسلم (‪ )6871‬عن عائشة ‪‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )6889‬عن أبي هريرة ‪‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ *«ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ُع ُ‬


‫وذ بِ َك ِم ْن َش ِّ��ر َما َع ِم ْل ُت‬
‫َو ِم ْن َش ِّر َما َل ْم َأ ْع َم ْل» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫��ذي ُه َو ِع ْص َم ُة‬ ‫ *«ال َّل ُه َّم َأ ْص ِل ْ��ح لِي ِدينِي ا َّل ِ‬


‫اشي‪،‬‬ ‫َأ ْم ِري‪َ ،‬و َأ ْص ِل ْح لِي ُد ْن َي َ‬
‫اي ا َّلتِي ِف َيها َم َع ِ‬
‫َو َأ ْص ِل ْح لِي ِ‬
‫آخ َرتِي ا َّلتِي ِف َيها َم َع ِادي َو ْ‬
‫اج َع ِل‬
‫ا ْل َح َي��ا َة ِز َي��ا َد ًة لِ��ي ِف��ي ُك ِّل َخ ْي�� ٍر‪َ ،‬و ْ‬
‫اج َع ِل‬
‫اح ًة لِي ِم ْن ُك ِّل َش ٍّر» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ا ْل َم ْو َت َر َ‬
‫ *«ال َّل ُه��م إِ ِّن��ي َأس َ‬
‫��أ ُل َك ا ْل ُه َ‬
‫��دى َوال ُّت َق��ى‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اف َوا ْل ِغنَى» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫َوا ْل َع َف َ‬

‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )6895‬عن عائشة ‪‬‬


‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )6903‬عن أبي هريرة ‪‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )6904‬عن ابن مسعود ‪‬‬

‫‪56‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وذ بِ َك ِم َن ا ْل َع ْج ِز َوا ْل َك َس ِل‪،‬‬‫ *«ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ُع ُ‬


‫َوا ْل ُج ْب ِن َوا ْل ُب ْخ ِل‪َ ،‬وا ْل َه َر ِم َو َع َذ ِ‬
‫اب ا ْل َق ْب ِر‪،‬‬
‫آت َن ْف ِسي َت ْق َو َاها َو َز ِّك َها َأ ْن َت َخ ْي ُر‬ ‫ال َّل ُه َّم ِ‬
‫اها‪َ ،‬أ ْن َت َولِ ُّي َه��ا َو َم ْولاَ َها‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬
‫��ن َز َّك َ‬
‫َم ْ‬
‫ب‬ ‫وذ بِ َك ِم ْن ِع ْل ٍم لاَ َي ْن َف ُع‪َ ،‬و ِم ْن َق ْل ٍ‬‫إِ ِّني َأ ُع ُ‬
‫س لاَ َت ْش َب ُع‪َ ،‬و ِم ْن َد ْع َو ٍة‬
‫لاَ َي ْخ َش ُع‪َ ،‬و ِم ْن َن ْف ٍ‬
‫اب َل َها» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لاَ ُي ْس َت َج ُ‬
‫ *«ال َّل ُه َّم َل َك َأ ْس َل ْم ُت َوبِ َك آ َم ْن ُت‪َ ،‬و َع َل ْي َك‬
‫اص ْم ُت‪،‬‬ ‫��ت َوبِ َك َخ َ‬ ‫��ت َوإِ َل ْي َك َأ َن ْب ُ‬
‫َت َو َّك ْل ُ‬
‫وذ بِ ِع َّزتِ َك لاَ إِ َل َ��ه إِلاَّ َأ ْن َت‬
‫ال َّل ُه َّم إِ ِّن��ي َأ ُع ُ‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )6906‬عن زيد بن أرقم ‪‬‬

‫‪57‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫َأ ْن ُت ِض َّلنِي‪َ ،‬أ ْن َ‬


‫��ت ا ْل َح ُّي ا َّل ِذي لاَ َي ُم ُ‬
‫وت‬
‫ون» ‪.‬‬ ‫س َي ُمو ُت َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َوا ْل ِج ُّن َوالإْ ِ ْن ُ‬
‫ال نِ ْع َمتِ َك‬ ‫وذ بِ َك ِم ْ‬
‫��ن َز َو ِ‬ ‫��م إِ ِّني َأ ُع ُ‬
‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫َو َت َح ُّو ِل َع ِاف َيتِ َك َو ُف َج َاء ِة نِ ْق َمتِ َك َو َج ِم ِ‬
‫يع‬
‫َس َخ ِط َك» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫��ر ْف ُق ُلو َبنَا‬ ‫��م ُم َص ِّر َف ا ْل ُق ُل ِ‬


‫وب َص ِّ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫اعتِ َك» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫َع َلى َط َ‬
‫يل َوإِ ْس َر ِاف َ‬
‫يل‪،‬‬ ‫يل َو ِم َ‬
‫يكائِ َ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّم َر َّب َج ْب َرائِ َ‬
‫ب‬‫ض‪َ ،‬عالِ َم ا ْل َغ ْي ِ‬ ‫ات َو َ‬
‫األ ْر ِ‬ ‫��م َو ِ‬ ‫الس َ‬ ‫َف ِ‬
‫اط َر َّ‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )7383‬مسلم (‪ )6899‬عن ابن عباس ‪‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم (‪ )6943‬عن ابن عمر ‪‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم (‪ )6750‬عن عبد اهلل بن عمرو ‪‬‬

‫‪58‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫اد َك ِف َ‬
‫يما‬ ‫��ها َد ِة‪َ ،‬أ ْن َت َت ْح ُك ُم َب ْي َ‬
‫��ن ِع َب ِ‬ ‫َو َّ‬
‫الش َ‬
‫اخ ُت ِل َف‬
‫ون‪ْ ،‬اه ِدنِ��ي لِ َما ْ‬
‫يه َي ْخ َت ِل ُف َ‬
‫َكا ُن��وا ِف ِ‬

‫يه ِم َن ا ْل َح ِّق بِإِ ْذنِ َك‪ ،‬إِ َّن َك َت ْه ِدي َم ْن َت َش ُاء‬


‫ِف ِ‬

‫يم» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫إِ َلى ِص َر ٍ‬
‫اط ُم ْس َت ِق ٍ‬
‫ *«ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ ِر َض َ‬
‫اك ِم ْن َس َ��خ ِط َك‪،‬‬
‫��ك‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ َك‬ ‫��ن ُع ُقو َبتِ َ‬
‫��ك ِم ْ‬
‫َوبِ ُم َعا َفاتِ َ‬

‫َ��اء َع َل ْي َك‪َ ،‬أ ْن َت َك َما‬


‫��ك‪ ،‬لاَ ُأ ْح ِصي َثن ً‬
‫ِم ْن َ‬

‫َأ ْثن َْي َت َع َلى َن ْف ِس َك» ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )1811‬عن عائشة ‪‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )1090‬عن عائشة ‪‬‬

‫‪59‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��د ا ْل َبلاَ ِء‬ ‫��م إِ ِّني َأ ُع ُ‬


‫��وذ بِ َك ِم ْن َج ْه ِ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫��ما َت ِة‬ ‫��وء ا ْل َق َض ِ‬
‫اء َو َش َ‬ ‫اء َو ُس ِ‬
‫الش�� َق ِ‬
‫َو َد َر ِك َّ‬
‫الأْ َ ْع َد ِاء» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ورا‪َ ،‬و ِفي لِ َسانِي‬


‫اج َع ْل لِي ِفي َق ْلبِي ُن ً‬
‫ *«ال َّل ُه َّم ْ‬
‫ورا‪َ ،‬و ِفي َب َص ِري ُن ً‬
‫ورا‪،‬‬ ‫ورا‪َ ،‬و ِفي َس ْم ِعي ُن ً‬ ‫ُن ً‬
‫ورا‪َ ،‬و َع ْن‬ ‫��ن َت ْحتِي ُن ً‬
‫ورا‪َ ،‬و ِم ْ‬
‫��ن َف ْو ِقي ُن ً‬
‫َو ِم ْ‬
‫ورا‪َ ،‬و ِم ْن َب ْي ِن‬
‫��مالِي ُن ً‬
‫ورا‪َ ،‬و َع ْن ِش َ‬
‫َي ِمينِي ُن ً‬
‫اج َع ْل ِفي‬ ‫ورا‪َ ،‬و ِم ْن َخ ْل ِف��ي ُن ً‬
‫ورا‪َ ،‬و ْ‬ ‫َي َد َّي ُن ً‬
‫ورا‪َ ،‬و َأ ْع ِظ ْم لِي ُن ً‬
‫ورا» ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫َن ْف ِسي ُن ً‬

‫ول اهَّللِ ‪‬‬


‫َان َر ُس ُ‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪ )6347‬ومسلم (‪ )6877‬عن أبي هريرة ‪ ‬ولفظه «ك َ‬
‫َي َت َع َّو ُذ مِ ْن ‪.»...‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6316‬ومسلم (‪ )1797‬عن ابن عباس ‪‬‬

‫‪60‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��ن ا ْل َخ ْي�� ِر ُك ِّل ِ‬


‫��ه‬ ‫��أ ُل َك ِم َ‬ ‫ *«ال َّل ُه��م إِ ِّن��ي َأس َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫��ت ِم ْن�� ُه َو َما َل ْم‬ ‫��ه َما َع ِل ْم ُ‬ ‫آج ِل ِ‬ ‫��ه َو ِ‬ ‫اج ِل ِ‬ ‫َع ِ‬
‫��ر ُك ِّل ِه َع ِ‬
‫اج ِل ِه‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫��وذ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫أ‬‫َأ ْع َلم ْ‪َ ،‬و َ‬
‫ِّ‬
‫��م َأ ْع َل ْم‪،‬‬‫��ت ِم ْن�� ُه َو َما َل ْ‬ ‫��ه َم��ا َع ِل ْم ُ‬ ‫آج ِل ِ‬ ‫َو ِ‬
‫��أ َل َك‬ ‫��ن َخي ِر َما َس َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ال َّل ُه��م إِ ِّني َأس َ‬
‫��أ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫��ر‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫��ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫��ك‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫��وذ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫��ك‪َ ،‬و َ‬
‫أ‬ ‫��د َك َو َنبِ ُّي َ‬ ‫َع ْب ُ‬
‫ِّ‬
‫��م إِ ِّني‬ ‫��ك‪ ،‬ال َّل ُه َّ‬ ‫��د َك َو َنبِ ُّي َ‬ ‫��ه َع ْب ُ‬ ‫َما َع��ا َذ بِ ِ‬
‫��أ ُل َك ا ْل َج َّن َة َو َما َق َّر َب إِ َل ْي َه��ا ِم ْن َق ْو ٍل‬ ‫َأس َ‬
‫ْ‬
‫��وذ بِ َك ِم َن ال َّنا ِر َو َما َق َّر َب‬ ‫َأ ْو َع َم ٍل‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫إِ َل ْي َها ِم ْن َق ْو ٍل َأ ْو َع َم ٍل َو َأ ْس َأ ُل َك َأ ْن َت ْج َع َل‬
‫اء َق َض ْي َت ُه لِي َخ ْي ًرا» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُك َّل َق َض ٍ‬

‫الصحيحة» لأللباين (‪.)1542‬‬


‫«السلسلة َّ‬
‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه (‪ )3846‬بإسناد صحيح عن عائشة‪ ،‬انظر ِّ‬

‫‪61‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��ب َو ُقدْ َرتِ َك َع َلى‬ ‫��م بِ ِع ْل ِم َ‬


‫��ك ا ْل َغ ْي َ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫ا ْل َخ ْل ِق َأ ْحيِنِي َما َع ِل ْم َت ا ْل َح َيا َة َخ ْي ًرا لِي‪،‬‬
‫��را لِ��ي‪،‬‬ ‫َو َت َو َّفنِ��ي إِ َذا َع ِل ْم َ‬
‫��ت ا ْل َو َف��ا َة َخ ْي ً‬
‫��أ ُل َك َخ ْش�� َي َت َك ِف��ي ا ْل َغ ْي ِ‬
‫��ب‬ ‫ال َّل ُه��م َو َأس َ‬
‫َّ ْ‬
‫��ق ِفي‬ ‫��ها َد ِة‪َ ،‬و َأس َ‬
‫��أ ُل َك َك ِل َم�� َة ا ْل َح ِّ‬ ‫الش َ‬ ‫َو َّ‬
‫ْ‬
‫��أ ُل َك ا ْل َق ْص َد ِفي‬ ‫ب‪َ ،‬و َأس َ‬ ‫الر َض��ا َوا ْل َغ َض ِ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫يما لاَ َي ْن َف ُد‪،‬‬ ‫ا ْل َف ْق�� ِر َوا ْل ِغنَى‪َ ،‬و َأس َ‬
‫��أ ُل َك َن ِع ً‬ ‫ْ‬
‫��أ ُل َك‬ ‫��أ ُل َك ُقر َة َعي ٍن لاَ َت ْن َق ِط ُع‪َ ،‬و َأس َ‬ ‫َو َأس َ‬
‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬
‫��ر َد‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫��اء‪َ ،‬و َأس َ‬
‫��أ‬ ‫��د ا ْل َق َض ِ‬ ‫الر َض َ‬
‫��اء َب ْع َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ت‪َ ،‬و َأس َ‬
‫��أ ُل َك َل َّذ َة ال َّن َظ ِر‬ ‫ش َب ْع َد ا ْل َم ْو ِ‬‫ا ْل َع ْي ِ‬
‫ْ‬
‫الش ْو َق إِ َلى لِ َقائِ َك ِفي َغ ْي ِر‬
‫إِ َلى َو ْج ِه َك َو َّ‬
‫‪62‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��ر ٍة َولاَ ِف ْتن ٍَة ُم ِض َّل ٍة‪ ،‬ال َّل ُه َّم َز ِّي َّنا‬
‫َض َّر َاء ُم ِض َّ‬
‫ين» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اج َع ْلنَا ُه َدا ًة ُم ْه َت ِد َ‬ ‫ان‪َ ،‬و ْ‬ ‫يم ِ‬‫بِ ِزين َِة الإْ ِ َ‬

‫��و َوا ْل َع ِاف َي َة ِفي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫��أ‬‫س‬‫ *«ال َّل ُه َّم إِ ِّني ْ‬
‫أ‬
‫الدُّ ْن َيا َوالآْ ِخ َر ِة‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ْس َأ ُل َك ا ْل َع ْف َو‬
‫اي َو َأ ْه ِلي َو َمالِي‪،‬‬ ‫َوا ْل َع ِاف َي َة ِفي ِدينِي َو ُد ْن َي َ‬
‫��ن َر ْو َعاتِي‪،‬‬
‫آم ْ‬‫اس�� ُت ْر َع ْو َراتِ��ي َو ِ‬ ‫ال َّل ُه َّ‬
‫��م ْ‬
‫اح َف ْظنِي ِم ْن َب ْي ِن َي َد َّي َو ِم ْن َخ ْل ِفي َو َع ْن‬
‫َو ْ‬
‫��مالِي َو ِم ْن َف ْو ِقي‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫وذ‬ ‫َي ِمينِي َو َع ْن ِش َ‬
‫بِ َع َظ َمتِ َك َأ ْن ُأ ْغ َت َ‬
‫ال ِم ْن َت ْحتِي» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه النَّسائي (‪ )1305‬بإسناد حسن عن عمار بن ياسر ‪‬‬


‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ )5074‬وغيره بإسناد صحيح عن ابن عمر ‪‬‬

‫‪63‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��ها َد ِة‪َ ،‬ف ِ‬


‫اط َر‬ ‫الش َ‬ ‫��م َعالِ َ‬
‫��م ا ْل َغ ْي ِ‬
‫��ب َو َّ‬ ‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫ض‪َ ،‬ر َّب ُك ِّل َش ْ��ي ٍء‬ ‫ات َوالأْ َ ْر ِ‬‫��م َو ِ‬
‫الس َ‬ ‫َّ‬
‫يك ُه‪َ ،‬أ ْش َه ُد َأ ْن لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأ ْن َت‪َ ،‬أ ُع ُ‬
‫وذ بِ َك‬ ‫َو َم ِل َ‬
‫(‪)1‬‬ ‫الش ْي َط ِ‬
‫ان َو ِش ْر ِك ِه» ‪.‬‬ ‫ِم ْن َش ِّر َن ْف ِسي َو َش ِّر َّ‬
‫ات ِف��ي َ‬
‫األ ْم ِر‪،‬‬ ‫ *«ال َّل ُه��م إِ ِّني َأس َ‬
‫��أ ُل َك ال َّث َب َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫��د‪َ ،‬و َأس َ‬
‫��أ ُل َك‬ ‫ْ‬ ‫الر ْش ِ‬ ‫يم�� َة َع َل��ى ُّ‬ ‫َوا ْل َع ِز َ‬
‫��م َم ْغ ِف َرتِ َك‪،‬‬
‫��ات َر ْح َمتِ َك‪َ ،‬و َع َزائِ َ‬
‫وج َب ِ‬ ‫ُم ِ‬
‫َو َأ ْس َأ ُل َك ُش ْك َر نِ ْع َمتِ َك‪َ ،‬و ُح ْس َن ِع َبا َدتِ َك‪،‬‬
‫يما‪َ ،‬ولِ َس��ا ًنا َص ِ‬
‫اد ًقا‪،‬‬ ‫َو َأس َ‬
‫��أ ُل َك َق ْل ًبا َس ِ‬
‫��ل ً‬ ‫ْ‬
‫��م‪َ ،‬و َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ َك‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫��أ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َو ْ‬
‫أ‬
‫(‪ )2‬رواه الرتمذي (‪ )3392‬وغيره بإسناد صحيح عن أبي هريرة ‪‬‬

‫‪64‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��ر َما َت ْع َل ُم‪َ ،‬و َأ ْس�� َت ْغ ِف ُر َك لِ َما َت ْع َل ُم‪،‬‬


‫ِم ْن َش ِّ‬
‫وب» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫إِ َّن َك َأ ْن َت َعلاَّ ُم ا ْل ُغ ُي ِ‬
‫��ن َح َر ِام َك‬
‫��ك َع ْ‬ ‫��م ْاك ِفنِ��ي بِ َحلاَ لِ َ‬
‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫اك» ‪.‬‬‫َو َأ ْغنِنِي بِ َف ْض ِل َك َع َّم ْن ِس َو َ‬
‫(‪)2‬‬

‫ *«ال َّل ُه َّم َع ِافنِي ِفي َب َدنِي‪ ،‬ال َّل ُه َّم َع ِافنِي ِفي‬
‫��م ِعي‪ ،‬ال َّل ُه َّم َع ِافنِي ِفي َب َص ِري‪ ،‬لاَ إِ َل َه‬ ‫َس ْ‬
‫إِلاَّ َأ ْن َت‪ ،‬ال َّل ُه َّ��م إِ ِّني َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ َك ِم َن ا ْل ُك ْف ِر‬
‫اب‬ ‫وذ بِ َك ِم ْن َع َذ ِ‬ ‫َوا ْل َف ْق ِر‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِ ِّن��ي َأ ُع ُ‬
‫ا ْل َق ْب ِر‪ ،‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأ ْن َت» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫الصحيحة»‬
‫«السلسلة َّ‬
‫(‪ )1‬رواه الطرباين يف «الكبير» (‪ )7135‬عن شداد بن أوس بإسناد حسن وانظر ِّ‬
‫لأللباين (‪.)3228‬‬
‫الصحيحة» لأللباين (‪.)266‬‬
‫«السلسلة َّ‬
‫(‪ )2‬رواه الرتمذي (‪ )3563‬بإسناد حسن عن علي وانظر ِّ‬
‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ )5090‬بإسناد حسن عن أبي بكرة‬

‫‪65‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫��ي‪َ ،‬وا ْن ُص ْرنِي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫��ن‬


‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫لاَ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ِّ��ي‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫«ر ِّب َ‬
‫أ‬ ‫ * َ‬
‫َّ‬
‫َولاَ َت ْن ُص ْ‬
‫��ر َع َل َّ‬
‫��ي‪َ ،‬وا ْم ُك ْر لِ��ي َولاَ‪َ  ‬ت ْم ُك ْر‬
‫��دى لِ��ي‪،‬‬ ‫َع َل َّي‪َ ،‬و ْاه ِدنِ��ي َو َي ِّس�� ِر ا ْل ُه َ‬

‫��ن َب َغ��ى َع َل َّ‬


‫��ي‪َ ،‬ر ِّب‬ ‫َوا ْن ُص ْرنِ��ي َع َل��ى َم ْ‬
‫ارا‪َ ،‬ل َك‬ ‫ارا‪َ ،‬ل َ‬
‫��ك َذ َّك ً‬ ‫اج َع ْلنِ��ي َل َك َش َّ‬
‫��ك ً‬ ‫ْ‬
‫َر َّها ًب��ا‪َ ،‬ل َك ِم ْط َو ًاع��ا‪َ ،‬ل َك ُم ْخبِ ًت��ا إِ َل ْي َك‬
‫َأ َّو ًاه��ا ُمنِي ًب��ا‪َ ،‬ر ِّب َت َق َّب ْل َت ْو َبتِي َو ْاغ ِس ْ‬
‫��ل‬
‫��ت ُح َّجتِي‬ ‫��ب َد ْع َوتِ��ي َو َث ِّب ْ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َح ْو َبتِي َو‬
‫اس ُل ْل َس ِخ َ‬
‫يم َة‬ ‫َو َس ِّد ْد لِ َسانِي َو ْاه ِد َق ْلبِي َو ْ‬
‫َصدْ ِري» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬رواه الرتمذي (‪ )3551‬وغيره بإسناد صحيح عن ابن عباس ‪‬‬

‫‪66‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ض‬ ‫��م َل َك ا ْل َح ْم ُد ُك ُّل ُه‪ ،‬ال َّل ُه َّم لاَ َقابِ َ‬


‫ *«ال َّل ُه َّ‬
‫��ط لِ َم��ا َق َب ْض َت‪،‬‬ ‫اس َ‬ ‫��ط َت‪َ ،‬ولاَ َب ِ‬ ‫لِ َم��ا َب َس ْ‬
‫اد َي لِ َم��ا َأ ْض َل ْلت‪َ ،‬ولاَ ُم ِض َّل لِ َم ْن‬ ‫َولاَ َه ِ‬
‫َه َد ْي َت‪َ ،‬ولاَ ُم ْع ِط َي لِ َما َمن َْع َت‪َ ،‬ولاَ َمانِ َع‬
‫لِ َما َأ ْع َط ْي َت‪َ ،‬ولاَ ُم َق ِّر َب لِ َما َب َ‬
‫اعدْ َت‪َ ،‬ولاَ‬
‫اع َد لِ َما َق َّر ْب َت‪ ،‬ال َّل ُه َّم ا ْب ُس ْ��ط َع َل ْينَا ِم ْن‬
‫ُم َب ِ‬
‫��ك َو ِرزْ ِق َك‪،‬‬ ‫��ك َو َر ْح َمتِ َك َو َف ْض ِل َ‬ ‫َب َر َكاتِ َ‬
‫َ‬
‫يم ا َّل ِذي‬ ‫ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ْس��أ ُل َك ال َّن ِع َي��م ا ْل ُم ِق َ‬
‫ول‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ْس َ��أ ُل َك‬‫��ول َولاَ َي ُز ُ‬ ‫لاَ َي ُح ُ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ي��م َي ْو َم ا ْل َع ْي َل ِة‪َ ،‬والأْ َ ْم َن َي ْو َم ا ْل َخ ْو ِ‬
‫ال َّن ِع َ‬
‫ال َّل ُه َّم إِ ِّني َعائِ ٌذ بِ َك ِم ْن َش ِّ��ر َم��ا َأ ْع َط ْي َتنَا‬
‫‪67‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ان‬‫يم َ‬ ‫َو َش ِّر َما َمن َْع َت‪ ،‬ال َّل ُه َّم َح ِّب ْب إِ َل ْينَا الإْ ِ َ‬
‫��ر ْه إِ َل ْينَ��ا ا ْل ُك ْف َر‬
‫َو َز ِّي ْن�� ُه ِف��ي ُق ُلوبِنَ��ا‪َ ،‬و َك ِّ‬
‫اج َع ْلنَ��ا ِم َ‬
‫��ن‬ ‫��ان‪َ ،‬و ْ‬ ‫��وق َوا ْل ِع ْص َي َ‬ ‫َوا ْل ُف ُس َ‬
‫ين‪َ ،‬و َأ ْحيِنَا‬
‫ين‪ ،‬ال َّل ُه َّم َت َو َّفنَا ُم ْس ِل ِم َ‬
‫اش ِد َ‬
‫الر ِ‬‫َّ‬
‫ين َغ ْي َر َخ َزا َيا‬ ‫الصالِ ِح َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َأ ْل ِح ْقنَا بِ َّ‬
‫ُم ْس ِل ِم َ‬
‫ين‪ ،‬ال َّل ُه َّم َقاتِ ْ��ل ا ْل َك َف َر َة ا َّل ِذ َ‬
‫ين‬ ‫َولاَ َم ْف ُتونِ َ‬
‫ون َع ْن َسبِ ِيل َك‪،‬‬ ‫ون ُر ُس َل َك‪َ ،‬و َي ُصدُّ َ‬ ‫ُي َك ِّذ ُب َ‬
‫��ز َك َو َع َذا َب َك‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬
‫اج َع ْل َع َل ْي ِه ْم ِر ْج َ‬‫َو ْ‬
‫ي��ن ُأو ُتوا ا ْل ِك َت َ‬
‫��اب إِ َل َه‬ ‫��ل ا ْل َك َف َ‬
‫��ر َة ا َّل ِذ َ‬ ‫َقاتِ ْ‬
‫ا ْل َح ِّق» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد (‪ )15492‬عن رفاعة الزرقي بإسناد صحيح‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫آل ُم َح َّم ٍد‬


‫ *«ال َّل ُه َّم َص ِّل َع َلى ُم َح َّم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫آل‬‫وع َلى ِ‬ ‫ي��م َ‬
‫اه َ‬ ‫��ت َع َل��ى إِ ْب َر ِ‬‫َك َم��ا َص َّل ْي َ‬
‫يم‪ ،‬إِ َّن َك َح ِم ٌيد َم ِج ٌيد‪ ،‬ال ّٰل ُه َّم َبا ِر ْك‬
‫اه َ‬‫إِ ْب َر ِ‬
‫ار ْك َت‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما َب َ‬
‫َع َلى ُم َح َّم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫يم إِ َّن َك‬
‫اه َ‬ ‫ي��م َو َع َل��ى ِ‬
‫آل إِ ْب َر ِ‬ ‫اه َ‬‫َع َل��ى إِ ْب َر ِ‬
‫َح ِم ٌيد َم ِج ٌيد» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫***‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )3370‬ومسلم (‪ )908‬عن كعب بن ُعجرة ‪‬‬

‫‪69‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫خامت ٌة مهم ٌة‬


‫نسأل اهلل ُح َ‬
‫سن اخلامتة‬
‫اعلم أيه��ا المؤمن المب��ارك واعلمي أيتها‬
‫المؤمن��ة المباركة أن العمل الصالح ال ُيقبل‬
‫إال إذا توف��ر فيه ش��رطان اثنان مهمان هما ‪:‬‬
‫اإلخالص هلل‪ ،‬والمتابعة لنبيه ‪.‬‬
‫أ ّما المتابع��ة للنبي ‪ ‬فالمقصود‬
‫هبا أن يعمل المس��لم العمل كما عمله النبي‬
‫‪ ‬وهذا إنما يكون بالتعلم‪ ،‬ولذلك‬
‫ق��ال النبي ‪« ‬م��ن ُيرد اهلل ب��ه خير ًا‬
‫ُيفقهه يف الدين» متفق عليه‬
‫‪70‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وأما اإلخالص هلل تعال��ى فمعناه أن يقصد‬


‫العب��د بعبادت��ه وج��ه اهلل ف�لا يرائ��ي بعمل��ه‬
‫المخلوقين‪ ،‬وال ُيش��رك يف عب��ادة ربه أحد ًا‪،‬‬
‫فإن الشرك باهلل سبب لحبوط العمل كما قال‬
‫تعالى ﴿ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾‬
‫وهو سبب للخسارة األبدية‪ ،‬قال تعالى‬ ‫[األنعام‪]88 :‬‬

‫﴿ ﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃ‬
‫‪.‬‬‫[المائدة‪]72 :‬‬ ‫ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾‬

‫فالواجب على المسلم أن يعتني بأمر إيمانه‬


‫باهلل فيسأل اهلل الثبات والهداية واإلخالص‪،‬‬
‫ويحذر أش��د الحذر من الش��رك باهلل س��واء‬
‫‪71‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫كان شرك الرياء أو شرك دعاء غير اهلل كحال‬


‫أولئ��ك الذين يس��تغيثون باألنبياء واألولياء‬
‫والصالحي��ن ويدعوهن��م م��ن دون اهلل أو‬
‫يجعلوهنم واس��طة بينهم وبي��ن اهلل‪ ،‬فهؤالء‬
‫جميع��ًا آثمون منحرفون عن ملة اإلس�لام‬
‫التي ج��اءت بتوحيد اهلل‪ ،‬ونبذ اإلش��راك به‬
‫ودع��وة غيره من دونه أو مع��ه ولو كان هذا‬
‫المدع��و ذا منزلة وقدر عن��د اهلل كالمالئكة‬
‫الك��رام وكالنبيي��ن عليهم الصالة والس�لام‬
‫وكاألولياء والصالحي��ن‪ ،‬فإهنم ‪-‬مع أن اهلل‬
‫وفضلهم بأفضل الفضل‬ ‫ّة‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫بأتم‬
‫ّ‬ ‫م َّن عليهم ّ‬
‫‪72‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وميزهم بأعظم مزايا الخلق‪ -‬ليسوا إال عباد ًا‬


‫هلل ال يملكون ألنفسهم نفعًا وال ضر ًا إال ما‬
‫ش��اء اهلل‪ ،‬فال يجوز دعاؤهم وال االس��تغاثة‬
‫هب��م وال طل��ب المدد منهم كما ق��ال تعالى‬
‫﴿ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬

‫ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲ‬

‫ﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼ‬

‫[األنبياء‪]28 -26 :‬‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾‬

‫﴿ﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫وقال تعالى‬


‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯡﯢ‬

‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ‬

‫‪73‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫[التوبة‪.]31 :‬‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ﴾‬

‫وقال تعالى ﴿ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬

‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ‬

‫ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬

‫[المائدة‪.]75 :‬‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾‬

‫وق��ال تعال��ى ﴿ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬

‫ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ‬

‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ‬

‫[آل عمران‪.]144 :‬‬ ‫ﮐ ﮑ﴾‬

‫﴿ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫وق��ال تعال��ى‪:‬‬


‫ﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒ‬
‫‪74‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫‪.‬‬‫[فاطر‪]14-13 :‬‬ ‫ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾‬

‫فالواج��ب عل��ى المس��لم أن يحق��ق‬


‫إيمان��ه برب��ه وتوحي��ده لم��واله يف كل زم��ان‬
‫وم��كان‪ ،‬وأن يك��ون يف البل��د األمي��ن‬
‫وعن��د البيت المحرم أش��د إجال ً‬
‫ال هلل وأكثر‬
‫اس��تحضار ًا لهذه المع��اين العظيمة الكريمة‬
‫التي ُخلق من أجلها الخلق و ُأنزلت الكتب‬
‫و ُأرسلت الرسل ُ‬
‫وجعلت الجنة والنار‪.‬‬
‫الله��م ارزقن��ا اإليمان واليقي��ن وتحقيق‬
‫التوحيد‪ ،‬وأعذنا من الشرك والشك والنفاق‬
‫‪75‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫وسيء األخالق ‪ .‬اللهم آمين‪.‬‬


‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم‬

‫حممد بن سليمان املهنا‬


‫الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‬
‫الثالثاء املوافق ‪ 19‬شعبان ‪1435‬هـ ‪ 17 /‬يونيه ‪2014‬م‬
‫‪twitter: @Almohannam‬‬

‫للتواصل لطباعة الكتاب‬


‫أو للمالحظة واالقتراحات‬
‫جوال رقم ‪00966505490525‬‬

‫‪76‬‬
‫أحكام وأذكا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫العمرة‬

‫فهرس املوضوعات‬
‫‪5‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫™™مقدمة‬
‫‪13‬‬ ‫‪.........................................................................................................................‬‬ ‫™™اإلحرام‬
‫‪24‬‬ ‫‪..............................................................................................‬‬ ‫™™حمظورات اإلحرام‬
‫‪32‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫™™فص ٌل‪ :‬فيما يفعله حُ‬
‫امل ِرم إذا وصل إىل املسجد احلرام‬
‫‪47‬‬ ‫‪...................................................................‬‬ ‫™™من أدعية النيب ‪‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪............................................................................................................‬‬ ‫™™خامت ٌة مهم ٌة‬

‫***‬

‫‪77‬‬

You might also like