You are on page 1of 6

‫جامعة األزهر‬

‫كلية أصول الدين القاهرة‬

‫مشروع بحث‬
‫المادة‪ :‬شبهات حول السنة‬
‫عنوان البحث‪ :‬الرد على شبهة المستشرقين أن المحدثين مهملون في نقدهم للمتن‬

‫الرقم السري‬

‫راسب‪:‬‬ ‫ناجح‪:‬‬ ‫الكنترول‬

‫توقيع أساتذة المادة‬

‫الفصل الدراسي الثاني العام الجامعي (‪2020/2019‬م)‬


‫بيانات الطالب‬

‫همام موّفق سالم سوبرابتو‬


‫اسم الطالب رباعياً‪ّ :‬‬

‫المادة‪ :‬شبهات حول السنة‬ ‫رقم الجلوس‪201730449 :‬‬

‫القسم‪ :‬حديث‬ ‫الفرقة‪ :‬الثالثة‬

‫رقم التليفون‪01012145896 :‬‬ ‫االيميل‪hmuwaffaq13@gmail.com :‬‬

‫عنوان البحث‪ :‬الرد على شبهة المستشرقين أن المحدثين مهملون في نقدهم للمتن‬

‫تاريخ التسليم‪2020 / 6 / 13 :‬م‬ ‫أستاذ المادة‪ :‬أ‪ .‬د عماد الشربين‬

‫الرقم السري‪:‬‬
‫بســــــــــم اهلل الرمحن الرحيــــــــــم‬

‫الرد على شبهة المستشرقين‬


‫أن المحدثين مهملون في نقدهم للمتن‬

‫مقدمة‬

‫الحمد هلل الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كّله ولو كره المشركون والحمد هلل الذي‬
‫محمد صلوات هللا‬
‫شرع األحكام لعباده بكتاب مبين‪ ،‬وأناط تفصيل أحكامه بخاتم النبيين والمرسلين‪ ،‬سيدنا ّ‬
‫وسالمه عليه وعلى آله وصحبه البررة األوفياء ونقلة الوحي واألمناء على الحق والدعاة إلى هللا على الهدى‬
‫وص ارط مستقيم‪ ،‬وعلى من تبع سنتهم وسلك طريقتهم واقتفى أثرهم ونصرهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪.‬‬

‫أنزل هللا تعال القرآن الكريم على رسوله ﷺ هدى للمتقين ودستو ار للمسلمين‪ ،‬قوله تعالى‪ ﴿ :‬وما أنزلنا عليك‬
‫الكتاب إ َّل لتبّين لهم َالذى اختلفوا فيه وهدى ورحمة ّلقوم يؤمنون ﴾(‪ .)1‬وّل شك أن السنة المطهرة مصدر‬
‫ثاني من مصادير التشريع اإلسالمي معروفة لدي المسلمين‪.‬‬

‫ولقد تعرضت السنة النبوية الشريف في القديم لهجمات بعض الفرق اإلسالمية الخارجة على سنن الحق‪،‬‬
‫كما تعرض في عرصنا الحاضر لهجمات بعض المستشرقين الطاعنين في دين اإلسالم‪ ،‬أن قال هللا تعالى‪:‬‬
‫﴿ يريدون ليطفئوا نور هللا بأفواههم وهللا متم نوره ولو كره الكافرون ﴾(‪.)2‬‬

‫ومنذ بداية القرن العشرين تعرضت السنة لحملة طعون وشبهات مغرضة من المستشرقين بهدف إبعاد‬
‫المسلمين عن دينهم وتشكيكهم في أهم مصادر شريعتهم‪ .‬ولكن هللا تعالى هيأ لهذه األمة جهابذة ورجاّل في‬
‫القديم والحديث حفظوا السنة وصانوها ‪ ،‬هم فرسان هذا الدين وأمناء هللا ولو ّل هم ّلندرس اإلسالم‪.‬‬

‫ومن أهم هؤّل ء الطاعنين في السنة المستشرقان اليهوديان‪ :‬إجناتس جولدتسيهر وجوزيف شاخت‪ .‬فهذان‬
‫المستشرقان والذين يعتمدون بآراء المستشرقين‪ ،‬يرون أن الحديث النبوي الشريف الذي بين أيدي المسلمين‬
‫اليوم قد وضعه واخترعه أصحاب الفرق والمذاهب الفقهية اإلسالمية وأن المنهجية التي اعتمدها المحدثون‬
‫(‪)3‬‬
‫في نقد الحديث غير علمية وأنها اعتمدت على نقد السند دون المتن‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اآلية ‪ 64‬من سورة النحل‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلية ‪ 8‬من سورة الصف‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ينظر‪ :‬الرد على مزاعم المستشرقين إجناتس جولدتسيهر ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين‪ ،‬ص‪.2-1‬‬

‫‪1‬‬
‫الهدف من البحث‬

‫نتناول في هذا البحث نقد رأي المستشرقين ودفع عنه ورده بأن المحدثين المسلمين لم يعنوا بنقدهم للمتن‬
‫ويعتمدون على السند‪ ،‬فهل قصر علماء المحدثين في نقد المتن؟‪.‬‬

‫هذا الطعن مهم لنبحث عنه لألن اليوم معتمد عند بعض أفكار الناس في األوساد الغربية وفي الجامعات‬
‫األربية واألمريكية وفي األمكان األخرى‪.‬‬

‫منهج البحث‬

‫ينقسم هذا البحث إلى مقدمة وثالثة محاور وخاتمة ونتيجة البحث‪.‬‬

‫أما المحور األول‪ :‬عرض لزعم المستشرقين أن تقصير المحدثين في نقدهم للمتن‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬لماذا قدم المحدثون نقد السند على نقد المتن؟‪.‬‬

‫فهذا البحث مجيز في بيان دعوى المستشرقين ما ينبغ أن يعرفه المسلمون‪ .‬أقدم الشكر والتقدير لوالد ّي‬
‫ولألستاذ الدكتور عماد الشربين‪ .‬ونسأل هللا أن ينفع بما بحثت المسلمين وأن يتقبله خالصا لوجهه الكريم‪.‬‬
‫وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫المحور األول‬
‫ع رض لزعم المستشرقين أن تقصير المحدثين في نقدهم للمتن‬

‫نظ ار إلى دعوى اعتماد المحدثين على نقدهم للسند وتقصيرهم في المتن‪ ،‬أطلقها بعض المستشرقين ومن‬
‫تبعهم فهي دعوى باطلة فاسدة‪ .‬نقدهم للمحدثين فيما يتعلق باعتمادهم على اإلسناد في تصحيح الحديث‬
‫فهم يدعون بأن المسلمين لم يتجاوزوا أبدا نقد السند إلى نقد المتن‪ ،‬وأن نقد المتن ترك من دون عناية أبدا‪.‬‬

‫يقول ا ألستاذ الصديق بشير‪" :‬وسبب فساد هذا الزعم لو أحسنا الظن ب قائليه من المستشرقين؛ أن المنهج‬
‫النقدي لألخبار عند الغربيين منصب على المتن وحده‪ ،‬ولم ينل السند عندهم كبير نصيب ألنهم ّليعولون‬
‫عليه‪ ،‬وإن تكلموا عن السند فال يعتمدى بعض المفاهم النظرية التي ليس لها رصيد في واقعهم النقدي‪،‬‬
‫فخص هللا هذه األمة بهذا العلم الشريف على سائر األمم‬
‫ّ‬ ‫وذلك مخالف للمنهج النقدي عند المسلمين"(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ينظر‪ :‬الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن ص ‪.5-4‬‬

‫‪2‬‬
‫والملل‪ ،‬يقول ابن المبارك‪( :‬اإلسناد من الدين‪ ،‬ولو ّل اإلسناد لقال من شاء ما شاء) ويقول أيضا‪( :‬بيننا‬
‫وبين القوم القوائم) يعني اإلسناد(‪.)1‬‬

‫فلذلك زعموا أن إعتمادهم على نقد المتن لمعرفة صحة الحديث‪ ،‬ومقارنة مضمونه مع القرآن‪ .‬وقد أدت هذه‬
‫اإلنتقادات واإلعتبارات بالمستشرقين لرفض كثير من األحاديث المقبولة بين المسلمين‪ .‬ألن النبي بزعمهم‬
‫ّل يمكن أن يقول األحاديث التي لم تحدث في عصره‪ ،‬والنبي لم يصدر عنه أية معجزات مادية‪.‬‬

‫كيف ندفع عن هذه الشبهة الشاذة و التهمة الباطلة؟ سنتاول في المحور التالي‪.‬‬

‫المحور الثاني‬
‫الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن‬

‫إن دعوى المستشرقين للمحدثين دعوى فاسدة باطلة وتدل على جهلهم العميق بعلوم الحديث‪ .‬فالجواب والرد‬
‫على شبهتهم العارية عن الصحة في عدد النقط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إن نقد المتن سبق نقد السند‪.‬‬

‫يقول الدكتور صالح أحمد رضا‪" :‬إن نقد المتن سبق نقد السند‪ ،‬وقد نمى النبي ﷺ هذه الملكة‪ ،‬ودعا إلى‬
‫ترسيخها بقوله وفعله وإق ارره‪ ،‬وقد قام الصحابة الكرام بالنظر في النصوص ونقدها ولم ينكر عليهم‪ ،‬وإنما‬
‫كان يبين النبي ﷺ لهم الوجهة الصحيح ة للنقد فلذلك نستطيع أن نقول إن نقد النصوص سنة نبوية شريفة‬
‫سنها النبي ﷺ ألمته‪ ،‬فال يجوز إنكارها وإن أمته تبعته في ذلك عبر العصور المتطاولة خلل أربعة عشر‬
‫قرنا" (‪ .)2‬مثل تصحيح نقدي النبيﷺ لمفاهيم خاطئة علقت في أذهان الصحابة من أيام الجاهلية‪ .‬وكان‬
‫الصحابة رضوان هللا عليهم ينتقد بعضهم مضمون روايات بعض فمثل انتقدت السيدة عائشة مضمون‬
‫روايات بعض الصحابة وكذلك تعرضت بعض رواياتها للنقد من بعض الصحابة اآلخرين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما قام علم الحديث دراية إّل لخدمة علم الحديث رواية أو ما كانت علوم الحديث بأسرها إّل لضمان‬
‫ضبط المتن والتأكد من صحة نسبته إلى النبيﷺ‪ ،‬فكيف المحدثون مهملون بضبط المتن!‪.‬‬

‫يقول د‪ .‬عبد هللا عبد الرحمن الخطيب في بحثه‪ " :‬كان الهدف من نقد السند هو الوصول إلى نقد المتن‬
‫وخدمته‪ ،‬وكما نقد المحدثون السند واهتموا به واشترطوا سالمته من وجود الوضاعين والكذبين‪ ،‬فكذلك وضع‬

‫(‪)1‬‬
‫مقدمة صحيح مسلم ‪.10/1/‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ينظر‪ :‬الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن ص ‪.28‬‬

‫‪3‬‬
‫العلماء شروطا لقبول المتن‪ ،‬ووضعوا علمات تدل على الوضع فيه دون النظر إلى سنده"(‪ .)1‬فهذا رد واضح‬
‫على زعمهم أن نقد العلماء منحصر في السند‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن الشروط الخمسة لصحة الخبر كلها شروط لضبط المتن وما يبدو من الشروط لضبط السند‪ ،‬هو‬
‫في حقيقة األمر يتعلق بالمتن ظاه ار وباطنا‪.‬‬

‫فالشروط الثالثة أولى لصحة الخبر‪ :‬اتصال السند وعدالة الراوي وضبط الراوي في الظاهر شروط خاصة‬
‫بضبط السند‪ ،‬وفي الحقيقة أن فقدان أي شرط منهم يخل بضبط المتن‪ .‬وكذلك إذا فقد الشرط من شرطي‬
‫تالي‪ :‬عدم الشذوذ وعدم العلة‪ ،‬وهما يخالن بضبط المتن‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أن المحدثين لم يفرقوا بين السند والمتن التفريق الظاهر في مباحثهم‪.‬‬

‫فكالمهم على السند هو كالم عن المتن ومن أجله‪ ،‬مثل‪ :‬زيادة الثقات‪ .‬فهي كما ّل يخفي ترتبط بالمتن‬
‫إلنها زيادة تط أر عليه من راو ثقة‪ .‬مثل حديث ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬سألت رسول هللا ﷺ‪ :‬أي‬
‫العمل أفضل؟ قال‪( :‬الصالة لوقتها)‪ .‬زاد الحسن بن مكرم وبندار بن بشار في روايتهما‪( :‬في أول وقتها)‬
‫وصححها الحاكم وغيره‪ .‬وهي مقبولة فهل الكالم على السند هنا إّل لضبط المتن وأجله‪.‬‬

‫المحور الثالث‬
‫لماذا قدم المحدثون نقد السند على نقد المتن؟‬

‫هذا المبحث ليوضح لنا أن ضرورة اإلعتماد على السند أكثر من اإلعتماد على المتن لمعرفة صحة الحديث‪.‬‬
‫قال د‪ .‬مصطفى السباعي في كتابه‪ " :‬إذا أخبر رجل عن آخر خبرا‪ ،‬كان أول ما يسبق إلى خاطرك‪ ،‬أن‬
‫تستوثق من صدق المخبر بالنظر في حاله وأمانته ومعاملته وغير ذلك‪ ،‬فإذا استوثقت منه نظرت بعد ذلك‬
‫في الخبر نفسه"‪.‬‬

‫وقد أخلصت من بحث د‪ .‬عبد هللا عبد الرحمن الخطيب‪ ،‬أ ن هناك أسبابا عديدة دعت العلماء لإلهتمام‬
‫بالسند أوّل قبل المتن ولكي يكونوا حذرين فال يسنعجلوا في نقدهم المتن‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫األول‪ :‬إن رجال الحديث هم لألساس‪ ،‬فإذا ضعف األساس ضعف البنيان كله‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إن نقد السند يسمح لنا بنقد موضوعي‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬نقد المتن فال يكون دائما موضوعيا ألنه قد يقع الناقد بأخطاء في فهمه للنص وتأويله‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ينظر‪ :‬في ص ‪.35‬‬

‫‪4‬‬
‫الخاتمة والنتائج‬

‫بعد مما سبق‪ ،‬نخلص إلى بعض النتائج والحقائق‪:‬‬

‫‪ .1‬أن هللا تعالى حفظ كتابه الكريم وسنة رسوله ﷺ إلى يوم القيامة‪ ،‬ولو كره المشركون‪ .‬يريدون ليطفئوا‬
‫نور هللا بأفواههم وهللا متم نوره ولو كره الكافرون‪.‬‬
‫‪ .2‬قام الجهابذة من علماء الحديث وغيرهم بوضع قواعد علمية دقيقة في نقد السند والمتن معا للحكم على‬
‫صحة الحديث أو عدمه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن أعداء اإلسالم لم يستطعوا ولن يستطعوا أن يهتموا ويهدموا هذا الدين‪.‬‬

‫وأخي ار أقول إن أحسنت فمن توفيق هللا تعالى‪ ،‬وإن قصرت فمن نفسي وجهلي‪ .‬ونسأل هللا تعالى أن يجعلنا‬
‫ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة‪ .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫‪ .1‬دفع الشبهات حول السنة النبوية المطهرة‪ ،‬الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن‪ ،‬د‪ .‬عماد‬
‫السيد الشربيني‪ ،‬المطبعة‪ :‬جامعة األزهر قطاع أصول الدين قسم الحديث وعلومه‪ ،‬دون الذكر سنة‬
‫الطبعة‪.‬‬
‫‪ .2‬السنة ومكانتها في التشريع اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬مصطفى السباعي‪ ،‬دار السالم – مصر‪ ،‬ط‪1438 :8‬ه‪-‬‬
‫‪2017‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬الرد على مزاعم المستشرقين إجناتس جولدتسيهر ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين‪ ،‬د‪ .‬عبد‬
‫هللا عبد الرحمن الخطيب‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like