Professional Documents
Culture Documents
بحث الشبهات حول السنة
بحث الشبهات حول السنة
مشروع بحث
المادة :شبهات حول السنة
عنوان البحث :الرد على شبهة المستشرقين أن المحدثين مهملون في نقدهم للمتن
الرقم السري
عنوان البحث :الرد على شبهة المستشرقين أن المحدثين مهملون في نقدهم للمتن
الرقم السري:
بســــــــــم اهلل الرمحن الرحيــــــــــم
مقدمة
الحمد هلل الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كّله ولو كره المشركون والحمد هلل الذي
محمد صلوات هللا
شرع األحكام لعباده بكتاب مبين ،وأناط تفصيل أحكامه بخاتم النبيين والمرسلين ،سيدنا ّ
وسالمه عليه وعلى آله وصحبه البررة األوفياء ونقلة الوحي واألمناء على الحق والدعاة إلى هللا على الهدى
وص ارط مستقيم ،وعلى من تبع سنتهم وسلك طريقتهم واقتفى أثرهم ونصرهم بإحسان إلى يوم الدين ،وبعد.
أنزل هللا تعال القرآن الكريم على رسوله ﷺ هدى للمتقين ودستو ار للمسلمين ،قوله تعالى ﴿ :وما أنزلنا عليك
الكتاب إ َّل لتبّين لهم َالذى اختلفوا فيه وهدى ورحمة ّلقوم يؤمنون ﴾( .)1وّل شك أن السنة المطهرة مصدر
ثاني من مصادير التشريع اإلسالمي معروفة لدي المسلمين.
ولقد تعرضت السنة النبوية الشريف في القديم لهجمات بعض الفرق اإلسالمية الخارجة على سنن الحق،
كما تعرض في عرصنا الحاضر لهجمات بعض المستشرقين الطاعنين في دين اإلسالم ،أن قال هللا تعالى:
﴿ يريدون ليطفئوا نور هللا بأفواههم وهللا متم نوره ولو كره الكافرون ﴾(.)2
ومنذ بداية القرن العشرين تعرضت السنة لحملة طعون وشبهات مغرضة من المستشرقين بهدف إبعاد
المسلمين عن دينهم وتشكيكهم في أهم مصادر شريعتهم .ولكن هللا تعالى هيأ لهذه األمة جهابذة ورجاّل في
القديم والحديث حفظوا السنة وصانوها ،هم فرسان هذا الدين وأمناء هللا ولو ّل هم ّلندرس اإلسالم.
ومن أهم هؤّل ء الطاعنين في السنة المستشرقان اليهوديان :إجناتس جولدتسيهر وجوزيف شاخت .فهذان
المستشرقان والذين يعتمدون بآراء المستشرقين ،يرون أن الحديث النبوي الشريف الذي بين أيدي المسلمين
اليوم قد وضعه واخترعه أصحاب الفرق والمذاهب الفقهية اإلسالمية وأن المنهجية التي اعتمدها المحدثون
()3
في نقد الحديث غير علمية وأنها اعتمدت على نقد السند دون المتن.
()1
اآلية 64من سورة النحل.
()2
اآلية 8من سورة الصف.
()3
ينظر :الرد على مزاعم المستشرقين إجناتس جولدتسيهر ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين ،ص.2-1
1
الهدف من البحث
نتناول في هذا البحث نقد رأي المستشرقين ودفع عنه ورده بأن المحدثين المسلمين لم يعنوا بنقدهم للمتن
ويعتمدون على السند ،فهل قصر علماء المحدثين في نقد المتن؟.
هذا الطعن مهم لنبحث عنه لألن اليوم معتمد عند بعض أفكار الناس في األوساد الغربية وفي الجامعات
األربية واألمريكية وفي األمكان األخرى.
منهج البحث
ينقسم هذا البحث إلى مقدمة وثالثة محاور وخاتمة ونتيجة البحث.
أما المحور األول :عرض لزعم المستشرقين أن تقصير المحدثين في نقدهم للمتن.
المحور الثاني :الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن.
المحور الثالث :لماذا قدم المحدثون نقد السند على نقد المتن؟.
فهذا البحث مجيز في بيان دعوى المستشرقين ما ينبغ أن يعرفه المسلمون .أقدم الشكر والتقدير لوالد ّي
ولألستاذ الدكتور عماد الشربين .ونسأل هللا أن ينفع بما بحثت المسلمين وأن يتقبله خالصا لوجهه الكريم.
وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .والحمد هلل رب العالمين.
المحور األول
ع رض لزعم المستشرقين أن تقصير المحدثين في نقدهم للمتن
نظ ار إلى دعوى اعتماد المحدثين على نقدهم للسند وتقصيرهم في المتن ،أطلقها بعض المستشرقين ومن
تبعهم فهي دعوى باطلة فاسدة .نقدهم للمحدثين فيما يتعلق باعتمادهم على اإلسناد في تصحيح الحديث
فهم يدعون بأن المسلمين لم يتجاوزوا أبدا نقد السند إلى نقد المتن ،وأن نقد المتن ترك من دون عناية أبدا.
يقول ا ألستاذ الصديق بشير" :وسبب فساد هذا الزعم لو أحسنا الظن ب قائليه من المستشرقين؛ أن المنهج
النقدي لألخبار عند الغربيين منصب على المتن وحده ،ولم ينل السند عندهم كبير نصيب ألنهم ّليعولون
عليه ،وإن تكلموا عن السند فال يعتمدى بعض المفاهم النظرية التي ليس لها رصيد في واقعهم النقدي،
فخص هللا هذه األمة بهذا العلم الشريف على سائر األمم
ّ وذلك مخالف للمنهج النقدي عند المسلمين"(.)1
()1
ينظر :الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن ص .5-4
2
والملل ،يقول ابن المبارك( :اإلسناد من الدين ،ولو ّل اإلسناد لقال من شاء ما شاء) ويقول أيضا( :بيننا
وبين القوم القوائم) يعني اإلسناد(.)1
فلذلك زعموا أن إعتمادهم على نقد المتن لمعرفة صحة الحديث ،ومقارنة مضمونه مع القرآن .وقد أدت هذه
اإلنتقادات واإلعتبارات بالمستشرقين لرفض كثير من األحاديث المقبولة بين المسلمين .ألن النبي بزعمهم
ّل يمكن أن يقول األحاديث التي لم تحدث في عصره ،والنبي لم يصدر عنه أية معجزات مادية.
كيف ندفع عن هذه الشبهة الشاذة و التهمة الباطلة؟ سنتاول في المحور التالي.
المحور الثاني
الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن
إن دعوى المستشرقين للمحدثين دعوى فاسدة باطلة وتدل على جهلهم العميق بعلوم الحديث .فالجواب والرد
على شبهتهم العارية عن الصحة في عدد النقط التالية:
يقول الدكتور صالح أحمد رضا" :إن نقد المتن سبق نقد السند ،وقد نمى النبي ﷺ هذه الملكة ،ودعا إلى
ترسيخها بقوله وفعله وإق ارره ،وقد قام الصحابة الكرام بالنظر في النصوص ونقدها ولم ينكر عليهم ،وإنما
كان يبين النبي ﷺ لهم الوجهة الصحيح ة للنقد فلذلك نستطيع أن نقول إن نقد النصوص سنة نبوية شريفة
سنها النبي ﷺ ألمته ،فال يجوز إنكارها وإن أمته تبعته في ذلك عبر العصور المتطاولة خلل أربعة عشر
قرنا" ( .)2مثل تصحيح نقدي النبيﷺ لمفاهيم خاطئة علقت في أذهان الصحابة من أيام الجاهلية .وكان
الصحابة رضوان هللا عليهم ينتقد بعضهم مضمون روايات بعض فمثل انتقدت السيدة عائشة مضمون
روايات بعض الصحابة وكذلك تعرضت بعض رواياتها للنقد من بعض الصحابة اآلخرين.
ثانيا :ما قام علم الحديث دراية إّل لخدمة علم الحديث رواية أو ما كانت علوم الحديث بأسرها إّل لضمان
ضبط المتن والتأكد من صحة نسبته إلى النبيﷺ ،فكيف المحدثون مهملون بضبط المتن!.
يقول د .عبد هللا عبد الرحمن الخطيب في بحثه " :كان الهدف من نقد السند هو الوصول إلى نقد المتن
وخدمته ،وكما نقد المحدثون السند واهتموا به واشترطوا سالمته من وجود الوضاعين والكذبين ،فكذلك وضع
()1
مقدمة صحيح مسلم .10/1/
()2
ينظر :الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن ص .28
3
العلماء شروطا لقبول المتن ،ووضعوا علمات تدل على الوضع فيه دون النظر إلى سنده"( .)1فهذا رد واضح
على زعمهم أن نقد العلماء منحصر في السند.
ثالثا :أن الشروط الخمسة لصحة الخبر كلها شروط لضبط المتن وما يبدو من الشروط لضبط السند ،هو
في حقيقة األمر يتعلق بالمتن ظاه ار وباطنا.
فالشروط الثالثة أولى لصحة الخبر :اتصال السند وعدالة الراوي وضبط الراوي في الظاهر شروط خاصة
بضبط السند ،وفي الحقيقة أن فقدان أي شرط منهم يخل بضبط المتن .وكذلك إذا فقد الشرط من شرطي
تالي :عدم الشذوذ وعدم العلة ،وهما يخالن بضبط المتن.
رابعا :أن المحدثين لم يفرقوا بين السند والمتن التفريق الظاهر في مباحثهم.
فكالمهم على السند هو كالم عن المتن ومن أجله ،مثل :زيادة الثقات .فهي كما ّل يخفي ترتبط بالمتن
إلنها زيادة تط أر عليه من راو ثقة .مثل حديث ابن مسعود رضي هللا عنه قال :سألت رسول هللا ﷺ :أي
العمل أفضل؟ قال( :الصالة لوقتها) .زاد الحسن بن مكرم وبندار بن بشار في روايتهما( :في أول وقتها)
وصححها الحاكم وغيره .وهي مقبولة فهل الكالم على السند هنا إّل لضبط المتن وأجله.
المحور الثالث
لماذا قدم المحدثون نقد السند على نقد المتن؟
هذا المبحث ليوضح لنا أن ضرورة اإلعتماد على السند أكثر من اإلعتماد على المتن لمعرفة صحة الحديث.
قال د .مصطفى السباعي في كتابه " :إذا أخبر رجل عن آخر خبرا ،كان أول ما يسبق إلى خاطرك ،أن
تستوثق من صدق المخبر بالنظر في حاله وأمانته ومعاملته وغير ذلك ،فإذا استوثقت منه نظرت بعد ذلك
في الخبر نفسه".
وقد أخلصت من بحث د .عبد هللا عبد الرحمن الخطيب ،أ ن هناك أسبابا عديدة دعت العلماء لإلهتمام
بالسند أوّل قبل المتن ولكي يكونوا حذرين فال يسنعجلوا في نقدهم المتن ،ومنها:
األول :إن رجال الحديث هم لألساس ،فإذا ضعف األساس ضعف البنيان كله.
الثاني :إن نقد السند يسمح لنا بنقد موضوعي.
الثالث :نقد المتن فال يكون دائما موضوعيا ألنه قد يقع الناقد بأخطاء في فهمه للنص وتأويله.
()1
ينظر :في ص .35
4
الخاتمة والنتائج
.1أن هللا تعالى حفظ كتابه الكريم وسنة رسوله ﷺ إلى يوم القيامة ،ولو كره المشركون .يريدون ليطفئوا
نور هللا بأفواههم وهللا متم نوره ولو كره الكافرون.
.2قام الجهابذة من علماء الحديث وغيرهم بوضع قواعد علمية دقيقة في نقد السند والمتن معا للحكم على
صحة الحديث أو عدمه.
.3أن أعداء اإلسالم لم يستطعوا ولن يستطعوا أن يهتموا ويهدموا هذا الدين.
وأخي ار أقول إن أحسنت فمن توفيق هللا تعالى ،وإن قصرت فمن نفسي وجهلي .ونسأل هللا تعالى أن يجعلنا
ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة .وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين.
المراجع والمصادر
.1دفع الشبهات حول السنة النبوية المطهرة ،الرد على دعوى تقصير المحدثين في نقدهم للمتن ،د .عماد
السيد الشربيني ،المطبعة :جامعة األزهر قطاع أصول الدين قسم الحديث وعلومه ،دون الذكر سنة
الطبعة.
.2السنة ومكانتها في التشريع اإلسالمي ،د .مصطفى السباعي ،دار السالم – مصر ،ط1438 :8ه-
2017م.
.3الرد على مزاعم المستشرقين إجناتس جولدتسيهر ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين ،د .عبد
هللا عبد الرحمن الخطيب.
5