You are on page 1of 32

‫كلمات‬ ‫‪ 32‬صفحة‬

‫‪ 1000‬ليرة‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪2015‬‬
‫العدد ‪ 2684‬السنة العاشرة‬
‫‪samedi 5 septembre 2015 n o 2684 10ème année‬‬

‫¶ غونتر غراس‪...‬‬
‫وعي ألمانيا الشقي‬
‫¶ نيكانور ّبارا‪ :‬مائة‬
‫عام وعام من الشعر‬
‫¶ كاهن المعبد‬
‫العجوز المريض‬
‫بالبواسير‬
‫ّ‬
‫وتشدد تجاه سوريا ولبنان [‪]15‬‬ ‫ّ‬
‫سعودي ألميركا‪ :‬مرونة تجاه إيران واليمن‬ ‫عرض‬

‫[‪]16‬‬ ‫يوم أسود للغزاة في اليمن‬


‫تقرير‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫حملة «عكار‬‫ّ‬
‫منا مزبلة»‬

‫التحدي‬ ‫مستمرة‬
‫‪10‬‬

‫األوضح‪:‬‬ ‫‪08‬‬
‫تحقيق‬
‫الحقد الدفين‬

‫االنتخابات‬
‫على «سوليدير»‪:‬‬
‫األمر يتعلق بروح‬
‫المدينة‬

‫اآلن!‬ ‫‪12‬‬
‫رأي‬

‫[‪ 2‬ـ ‪]5‬‬


‫بخالف التوقعات‪ ،‬طوى العونيون األزمات التي ّ‬

‫دروس من‬
‫الحركة‬
‫ّ‬ ‫تجربة‬
‫الوطنية‬
‫ّ‬
‫اللبنانية‬

‫‪14‬‬
‫ولدتها انتخاباتهم الداخلية التي انتهت بتزكية الوزير جبران باسيل رئيسًا للتيار (هيثم الموسوي)‬

‫سوريا‬
‫اغتيال البلعوس‪:‬‬
‫الفتنة تالمس‬
‫السويداء‬

‫‪23‬‬
‫أحوال المهنة‬
‫«المصري اليوم»‬
‫تخشى النهاية‬
‫األليمة!‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫سياسة‬ ‫‪2‬‬
‫على الغالف‬

‫التيار يعود الى الساحة‪« :‬لغير الخالق‬


‫عاد التيار الوطني الحر‬ ‫نجح التيار الوطني الحر‬
‫أمس الى الساحة التي يحب‪.‬‬ ‫في اختبار الشارع أمس‪.‬‬
‫نادى النائب ميشال عون‬ ‫بخالف التوقعات‪ ،‬طوى‬
‫طالبًا من جمهوره مالقاته‬
‫في ساحة الشهداء للمطالبة‬ ‫العونيون األزمات التي‬
‫بقانون انتخابات نيابية جديد‬ ‫ولدتها انتخاباتهم‬
‫وانتخاب رئيس الجمهورية‬
‫فلبى النداء‬ ‫الداخلية التي انتهت‬
‫من الشعب‪ّ ،‬‬
‫آالف العونيين‪ .‬التعبئة‬ ‫بتزكية الوزير جبران‬
‫انسحبت على المناطق‬ ‫باسيل رئيسًا‪ ،‬فاكتمل‬
‫كافة‪ ،‬والعدد كان أكبر من‬
‫المنظمون‬
‫تظاهرة ‪ 13‬آب‪ّ .‬‬
‫نصابهم السياسي‬
‫يختصرون يوم أمس بـ«يوم‬ ‫في ساحة الشهداء‪،‬‬
‫»الوفاء‬ ‫وتمكنوا من الحشد‪،‬‬
‫ليا القزي‬
‫رغم أن الفارق الزمني‬
‫م ـئــات ال ـس ـيــارات الـبــرتـقــالـيــة وصلت‬
‫بين الدعوة إلى‬
‫من املناطق اللبنانية كافة الى وسط‬
‫ب ـيــروت تلبية ل ـنــداء قــائــدهــا الـعـمــاد‬
‫التظاهر وموعده لم‬
‫مـ ـيـ ـش ــال عـ ـ ـ ــون‪ .‬الـ ـن ــاش ــط ط ــان ـي ــوس‬
‫حبيقة‪ ،‬ابــن بسكنتا‪ ،‬يصل على منت‬
‫يكن كبيرًا‪ .‬وبعكس‬
‫دراجـ ــة ن ــاري ــة‪ .‬يـحـ ّـيــي الـشـبــاب بـيــده‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ترويج خصومهم‪ ،‬حضر‬
‫الحر‪ .‬أما‬ ‫متأبطًا علم التيار الوطني‬
‫مسؤول املاكينة االنتخابية منصور‬ ‫أبناء التيار بكثافة في‬
‫فــاضــل فـحـمــاسـتــه تـسـبـقــه‪« :‬أخـتـصــر‬
‫ه ــذا ال ـي ــوم بـكـلـمــة ال ــوف ــاء»‪ .‬خلفهما‬ ‫الساحة‪ ،‬في تجربة هي‬
‫وأمــام ـه ـمــا آالف األع ـ ــام الـبــرتـقــالـيــة‬
‫ّ‬
‫«االنتخابات وحدا بتنضف»‪ ،‬كان الشعار األبرز (هيثم الموسوي)‬
‫مشت باتجاه ساحة الشهداء‪ .‬بعض‬ ‫االولى منذ أكثر من ‪8‬‬
‫ال ـش ـبــان ارتـ ـ ــدوا «ال ـق ـم ـصــان ال ـســود»‬
‫وطبعوا عليها عبارة «لغير الخالق‬ ‫سنوات‪ .‬وغير بعيد عن‬
‫«ال ـغــاضــب وامل ـغ ـضــوب عـلـيــه» هـشــام‬ ‫أساسيًا فــي الحشد‪ .‬وجوههم كانت‬ ‫االقـ ــرب واالقـ ــوى وال ـجــاهــز دائ ـمــا»‪،‬‬
‫مــا مـنــركــع»‪ ،‬عـلــى الـعـكــس مـمــا أعلنه‬
‫وزيـ ــر ال ـخــارج ـيــة ج ـب ــران بــاسـيــل في‬ ‫الصورة التي حصلوا‬
‫حداد الذي لم تنجح محاوالت إقناعه‬ ‫حاضرة‪ ،‬والناس التي تحلقت حولهم‬ ‫يقول فاضل‪.‬‬
‫باملشاركة‪.‬‬ ‫تبغي التقاط صورة الى جانبهم أكدت‬ ‫م ـن ـط ـقــة ال ـت ـج ـمــع ح ـ ـ ـ ّـددت ب ــن مـبـنــى‬
‫حفل «تنصيبه» رئيسًا للتيار‪ ،‬حيث‬
‫قال‪« :‬أركع أمامك (عــون)‪ ،‬أنا ورفيقي‬ ‫عليها أمس‪ ،‬كان‬
‫الشعارات التي أطلقها عون تحضيرًا‬
‫ل ـ ـهـ ــذا ال ـ ـ ـيـ ـ ــوم‪ ،‬والـ ـ ـت ـ ــي تـ ـح ــول ــت ال ــى‬
‫ذل ــك‪ .‬حـتــى «امل ـ ـطـ ــرودون» مــن الـتـيــار‪،‬‬
‫أمثال باتريك رزق الله ولينا عقيقي‪،‬‬
‫الـ«فيرجني» ومبنى جريدة «النهار»‬
‫صعودًا باتجاه بيت الكتائب املركزي‪.‬‬
‫ورفاقي‪ ،‬لترفع رأسك بنا دومًا»‪.‬‬
‫أغــانــي زمــن «املـنـفــى» و«ع ــودة» عام‬
‫المضمون الفتًا أيضًا‪.‬‬
‫ّلبوا نداء «الجنرال»‪ ،‬باستثناء املمثل‬
‫«ه ــاش ـت ــاغ ــات اف ـت ــراض ـي ــة»‪ ،‬حـضــرت‬
‫أمس على شكل لوحات‪« .‬االنتخابات‬
‫استفاد «التيار» من طريقة «تعامل»‬
‫حملة «طلعت ريحتكم» مــع «التيار»‬
‫‪ 2005‬أل ـه ـب ــت ح ـم ــاس ــة ال ـج ـم ـه ــور‬
‫البرتقالي‪ .‬خصور الفتيات تمايلت‬
‫خطاب رئيس التيار جبران‬
‫بتنضف»‪ ،‬كــان الشعار األبــرز‪.‬‬
‫ُيعلق أحــد املشاركني‪« :‬كيف يرفعون‬
‫ّ‬ ‫وحــدا‬ ‫ونـبــش مــوقــف الـنــاشــط أسـعــد ذبـيــان‬
‫ال ـس ـل ـبــي ت ـج ــاه االدي ـ ـ ــان ل ـش ـ ّـد عصب‬
‫على أنغام «نزل التيار على االرض»‬
‫و«عــونــك جــايــي مــن ال ـلــه»‪ ،‬فـلــم يكن‬
‫باسيل خرج من اإلطار‬
‫هــذا الـعـنــوان وهــم الــذيــن استعاضوا‬
‫ع ــن االن ـت ـخ ــاب ــات؟ ه ــل ه ــذا يـعـنــي أن‬
‫ال ـ ـنـ ــاس‪ .‬فـ ـع ــدي ــدون ه ــم ال ــذي ــن الم ــوا‬
‫الفنان ميشال ألفتريادس ملشاركته في‬
‫أمــام النائبني عـبــاس هــاشــم ونبيل‬
‫ن ـق ــوال سـ ــوى مـ ـج ــاراتـ ـه ــن‪« .‬ن ـحـ ّـيــي‬
‫الطائفي إلى اإلطار‬
‫ال ـت ـيــار غـيــر ن ـظ ـيــف؟»‪ .‬رج ــل يشتكي‬ ‫لعب العمداء والضباط‬ ‫تظاهرات تلك املجموعات «املطلبية»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ك ـســروان وامل ــن وال ـك ــورة الـخـضــراء‬ ‫الوطني‪ ،‬راسمًا خارطة‬
‫مــن قنينة امل ــاء «ال ـتــي اشـتــريـتـهــا بــ‪8‬‬ ‫السابقون في الجيش‬ ‫فاضل ال ُينكر أن التيار «فــي كل مرة‬ ‫وج ــزي ــن…»‪ ،‬ي ـصــرخ امل ـن ـســق ال ـعــام‬
‫آالف» وأخرى تبحث عيناها عن وزير‬
‫التربية الياس بو صعب‪« :‬أريد خدمة‬ ‫دورًا أساسيًا في الحشد‬ ‫يتحدونه فيها يشتد العصب حوله‬ ‫ّ‬
‫أك ـثــر‪ .‬ت ـحـ ّـدونــا أكـثــر مــن الـ ــازم‪ ،‬نحن‬
‫بـيــار رف ــول مــن على املـنـبــر‪ ،‬فترتفع‬ ‫طريق سياسية واضحة‪،‬‬
‫«ال ـ ـ ـه ـ ـ ـي ـ ـ ـصـ ـ ــة»‪ .‬ه ـ ـي ـ ـئـ ــات األق ـ ـض ـ ـيـ ــة‬
‫منه انشالله أتمكن من االقتراب منه»‪.‬‬
‫ه ــذه املـ ــرة ل ــم ُي ـسـ ّـجــل أي إش ـك ــال مع‬
‫مجتمع مدني قبل أن نكون حزبيني»‪.‬‬
‫إضافة الــى هــذا العامل‪ ،‬لعب العمداء‬
‫تبارزت في تسجيل أعلى نسبة من‬ ‫تعني جميع اللبنانيين‬
‫«الحشد»‪ .‬صحيح أن كل «االقضية‬
‫ّ‬
‫الـ ـق ــوى األمـ ـنـ ـي ــة‪ ،‬ولـ ــم ُي ـص ــب أي مــن‬ ‫والضباط السابقون في الجيش دورًا‬ ‫ّ‬
‫ع ـم ـلــت وح ـ ـشـ ــدت‪ ،‬ل ـك ــن ي ـب ـقــى امل ــن‬ ‫ال العونيين وحدهم‪،‬‬
‫وال المسيحيين حصرًا‪:‬‬
‫العودة إلى صناديق‬
‫رئيس التيار‪ :‬اليوم «تحماية» وغدًا سيعود التسونامي‬ ‫االقتراع‪ ،‬من خالل‬
‫االنتخابات‪ ،‬الرئاسية‬
‫في الدولة‪ .‬ال نريد أن يكون من يدفع‬ ‫رئيس الجمهورية من الشعب‪.‬‬ ‫«رفـقــاتــي فــي التيار الوطني الحر‪،‬‬ ‫مباشرة من الشعب‪،‬‬
‫ال ـك ـهــربــاء ال يـحـصــل عـلـيـهــا‪ ،‬فيما‬ ‫صـ ـ ــوت ب ــاسـ ـي ــل فـ ــي رس ــالـ ـت ــه إل ــى‬ ‫م ـع ـكــم جـ ـب ــران‪ .‬يـعـطـيـكــم ال ـعــاف ـيــة‪،‬‬
‫الذي ال يدفع يحصل عليها ويقطع‬ ‫«العونيني» كــان «مبحوحًا»‪ ،‬وهو‬ ‫بتكبروا القلب‪ .‬أنا بفتخر إني كون‬ ‫والنيابية وفق قانون‬
‫الـ ـط ــرق‪ ،‬ون ـح ــن يـمـكـنـنــا أن نـقـطــع‬
‫الطريق إذا حرمنا من حقوقنا»‪.‬‬
‫باسيل‪ :‬التيار ال يقبل‬ ‫ك ــان ق ــد ص ــرخ ك ـث ـي ـرًا خ ــال كلمته‬
‫ال ـت ــي ق ــال ف ـي ـهــا‪« :‬ظ ـن ــوا أن ـه ــم عــام‬
‫ـرد ســوا‬ ‫ع ــم بـشـتـغــل م ـع ـكــم‪ ،‬وع ــم نـ ـ ّ‬
‫لـلـتـيــار قــوتــو ون ـشــاطــو‪ .‬وبــوعــدكــم‬
‫قائم على النظام‬
‫ع ـ ـ َّـد َد بــاس ـيــل ال ـك ـث ـيــر م ــن ال ـش ــؤون‬ ‫برئيس «خشبي» وال‬ ‫‪ 2005‬يـمـكـنـهــم ط ــردن ــا م ــن ســاحــة‬ ‫إنـ ـ ــو رح ن ـك ـف ــي هـ ـي ــك عـ ـل ــى ط ـ ــول‪،‬‬ ‫النسبي‪ .‬مطلب‬
‫الحياتية التي يطالب بها «التيار»‪،‬‬ ‫برئيس للحكومة «تابع»‬ ‫الـ ـح ــري ــة‪ .‬وظـ ـن ــوا عـ ــام ‪ 2007‬أن ـهــم‬ ‫اإلي ـ ــد بـ ــاإليـ ــد وك ـل ـن ــا س ـ ــوا لـنـبـنــي‬
‫وصوال إلى السياسة حيث ال يقبل‬ ‫ً‬
‫ب ــرئـ ـي ــس «خ ـ ـش ـ ـبـ ــي»‪ ،‬وال بــرئ ـيــس‬
‫يمكنهم طردنا من ساحة الشراكة‬
‫الوطنية‪ .‬واليوم ظنوا أن بإمكانهم‬
‫ال ـت ـيــار ول ـب ـنــان م ـتــل م ــا ب ــدن ــا ي ــاه‪،‬‬
‫ق ـ ــوي‪ .‬ون ــرف ــع راسـ ـن ــا ف ـيــه ون ـخـ ّـلــي‬
‫العونيين في ساحة‬
‫لـلـحـكــومــة «ت ــاب ــع»‪ ،‬و«نـ ـق ــول ل ــه إن‬ ‫ط ــردن ــا م ــن ســاحــة ال ـحــريــة‪ .‬ونـحــن‬ ‫الـجـنــرال يـشــوف حــالــو فـيـنــا»‪ .‬هذه‬ ‫الشهداء يمكن تلخيصه‬
‫لبنان سيبلعك»‪.‬‬ ‫ال ـي ــوم ه ـنــا ل ـن ــرد أن هـ ــذه الـســاحــة‬ ‫هــي الــرســالــة الـصــوتـيــة ال ـتــي بعث‬
‫مــن تحديد املـطــالــب‪ ،‬انتقل باسيل‬ ‫ه ــي لـكــل الـلـبـنــانـيــن»‪ .‬حـلــم الـتـيــار‬ ‫ب ـهــا رئ ـي ــس ال ـت ـي ــار ال ــوط ـن ــي الـحــر‬ ‫‪.‬بكلمتين‪ :‬االنتخابات اآلن‬
‫ال ــى الـحــديــث مــع «أب ـن ــاء املـنــاطــق»‪،‬‬ ‫فيها مجلس نــواب ال يمدد لنفسه‬ ‫أن «ي ـ ـ ـكـ ـ ــون ل ــديـ ـن ــا دول ـ ـ ـ ــة ول ـي ــس‬ ‫وزيـ ـ ــر ال ـخ ــارج ـي ــة جـ ـب ــران بــاس ـيــل‬
‫موضحًا لهم أن «صوتكم للمقاوم‬ ‫ويـ ـنـ ـتـ ـه ــك ال ـ ـصـ ــاح ـ ـيـ ــات‪ .‬ح ـل ـم ـنــا‬ ‫مــزرعــة»‪ ،‬فهم «أوالد هــذه األرض»‪.‬‬ ‫ل ـي ـلــة أمـ ـ ــس‪ ،‬ب ـع ــد ال ـت ـظ ــاه ــرة ال ـتــي‬
‫ولـ ـي ــس لـ ــإرهـ ــابـ ــي‪ ،‬وب ــأص ــواتـ ـك ــم‬ ‫ب ــدول ــة ي ـح ـم ـي ـنــا ف ـي ـهــا ال ـق ـض ــاء…‬ ‫يريدون «رئيسًا حرًا ينتخبه شعبه‬ ‫دعــا اليها الـعـمــاد ميشال عــون في‬
‫ستحررون لبنان»‪ .‬وفي إطــار آخر‪،‬‬ ‫وهــم يــريــدون حرماننا من الحلم»‪.‬‬ ‫ويـمـتـلــك قـ ــراره ف ــي قــوتــه الشعبية‬ ‫ســاحــة الـشـهــداء للمطالبة بقانون‬
‫حر النزول الى‬ ‫طلب باسيل من «كل ّ‬ ‫وال ــدسـ ـت ــوري ــة‪ .‬ن ــري ــد دولـ ـ ــة ي ـكــون‬ ‫انـتـخــابــات نيابي جــديــد وانتخاب‬
‫وأضاف باسيل‪« :‬نريد أن نتساوى‬
‫‪3‬‬ ‫سياسة‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫انتصار جبران باسيل‬ ‫ال نركع»‬


‫كان الجنرال ينشغل عن الحزب الذي‬ ‫غسان سعود‬
‫يرأسه في امللفات السياسية الكثيرة‪،‬‬
‫ال ـ ـ ـنـ ـ ــواب أو امل ـ ـسـ ــؤولـ ــن ال ـع ــون ـي ــن‬
‫فبات كل نائب يتصرف بوصفه رئيس‬ ‫ح ـق ــق ال ـ ــوزي ـ ــر ج ـ ـبـ ــران ب ــاس ـي ــل أم ــس‬ ‫ب ــ«ضــربــة ك ــف»‪ .‬حـتــى إن أعـ ــداد هــذه‬
‫الـ ـح ــزب ف ــي ق ـض ــائ ــه‪ ،‬وهـ ــو م ــا أحـبــط‬ ‫انـتـصــارًا كبيرًا‪ .‬فهو وجــد نفسه أمــام‬ ‫الـ ـ ـق ـ ــوى‪ ،‬بـ ــن جـ ـي ــش وأمـ ـ ــن داخـ ـل ــي‪،‬‬
‫عددًا من املنسقني الحاليني والسابقني‬ ‫اس ـت ـح ـق ــاق ت ـن ـظ ـيــم ت ـظ ــاه ــرة نــاجـحــة‬ ‫كــانــت هــزيـلــة نـسـبــة إل ــى الـتـظــاهــرات‬
‫وأن ـه ـك ـهــم‪ .‬أم ــا اآلن فـسـيـكــون الـنــائــب‬ ‫ق ـب ــل م ـ ـ ــرور أقـ ـ ــل مـ ــن أسـ ـب ــوع ــن عـلــى‬ ‫السابقة‪ .‬شـبــاب «األومـيـغــا» شــاركــوا‬
‫نــائـبــا‪ ،‬فيما رئـيــس ال ـحــزب يـتــابــع كل‬ ‫«ان ـت ـخــابــه»‪ ،‬بــالـتــزكـيــة‪ ،‬رئـيـســا للتيار‬ ‫فــي الـتـنـظـيــم‪ ،‬ف ـتــوزعــوا عـلــى املنصة‬
‫شؤون الحزب ويسهر على استقاللية‬ ‫الــوط ـنــي ال ـح ــر‪ .‬ف ــي وقـ ــت‪ ،‬ل ــم يحصل‬ ‫األس ــاسـ ـي ــة وبـ ــن الـ ـحـ ـض ــور‪ .‬لـبـســوا‬
‫املنسقني وعدم إلهائهم بأمور جانبية‬ ‫فيه التسليم والتسلم بـعــد‪ ،‬ولــم ُيجر‬ ‫ـرق ـطــة كـمــا عـلــم الجيش‬
‫ال عالقة لهم بها‪.‬‬ ‫أي ت ـغ ـي ـيــرات ح ــزب ـي ــة‪ .‬ك ــذل ــك ل ــم يجد‬
‫ّ‬ ‫ال ـســراويــل املـ ّ‬
‫اللبناني‪ ،‬وحملوا «الجهاز» للتواصل‬
‫وال ـن ـت ـي ـج ــة؟ ق ـب ــل عـ ـش ــرة أي ـ ـ ــام بــايــع‬ ‫التيار الوقت الكافي للملمة تداعيات‬ ‫فــي مــا بينهم‪ .‬إال أن التنظيم لــم يكن‬
‫املسؤولون في التيار باسيل في قصر‬ ‫انتخاباته التي لــم تحصل‪ .‬أمــا األهــم‬ ‫«ف ــي أعـلــى مـسـتــويــاتــه»‪ .‬فـقــد اشتكى‬
‫املؤتمرات في ضبية‪ ،‬أما أمس فكانت‬ ‫م ـ ــن ه ـ ـ ــذا كـ ـل ــه ف ـ ــي تـ ـح ــدي ــد ص ـع ــوب ــة‬ ‫املصورون الصحافيون من هذا االمر‪،‬‬
‫«املـبــايـعــة» الشعبية‪ :‬مــن نــزلــوا أمــس‬ ‫ّ‬ ‫االم ـت ـح ــان ال ـ ــذي وجـ ــد بــاس ـيــل نفسه‬
‫كانوا ّ‬ ‫والمنسقين (هيثم الموسوي)‬ ‫إدارة التيار وتنظيمه وحشده هي مهمة رئيس الحزب‬ ‫حيث منعوا مــن االقـتــراب للتصوير‪،‬‬
‫يلبون دعوة حزب يرأسه الوزير‬ ‫أمــامــه فـهــو‪ :‬ع ــدم تـلــويــح رئـيــس تكتل‬ ‫واقـ ـتـ ـص ــرت امل ـن ـص ــة ال ــرس ـم ـي ــة عـلــى‬
‫جـبــران باسيل‪ ،‬وهــم أمـضــوا ساعتني‬ ‫التغيير واإلصالح العماد ميشال عون‬ ‫ّ‬
‫إعالميي الوسائل البرتقالية قبل أن‬
‫ف ـ ــي زح ـ ـمـ ــة الـ ـسـ ـي ــر ووق ـ ـ ـفـ ـ ــوا س ــاع ــة‬ ‫فــي هذين القضاءين‪ ،‬ال يتمتع فريق‬ ‫مهددًا أحدًا في األيام القليلة‬
‫إض ــافـ ـي ــة ي ـن ـت ـظ ــرون إط ــال ــة بــاس ـيــل‬ ‫بإصبعه ّ‬ ‫يـتــدخــل الـنــاشــط الـكـســروانــي توفيق‬
‫أوال بنفوذ كبير فــي صفوف‬ ‫باسيل ً‬ ‫املاضية‪ ،‬لتعبئة الرأي العام أو تحديد‬ ‫سلوم ويحل املوضوع‪.‬‬
‫لـيـخـطــب ف ـي ـهــم‪ .‬وفـ ــي مـشـهــد الـحـشــد‬ ‫التيار‪ ،‬وثمة نفور ثانيًا بني املحيطني‬ ‫خ ـص ــم ي ـس ـت ـف ــز ال ـج ـم ـه ــور لـيـتـظــاهــر‬ ‫ّ‬
‫ضــده‪ .‬فال أحــد ّ يريد ّ‬ ‫رف ــول لــم يـتــزحــزح عــن املـنـصــة‪ .‬وضع‬
‫الكبير‪ ،‬بدا املعارضون لتسلم باسيل‬
‫رئ ــاس ــة الـ ـح ــزب م ـج ــرد أف ـ ـ ــراد يـلـقــون‬
‫من نزلوا أمس كانوا‬ ‫بباسيل وهيئتي القضاء‪ .‬إال أن وزير‬
‫الـخــارجـيــة كثف تــواصـلــه املـبــاشــر مع‬
‫زج الرئيس فؤاد‬ ‫املعتصمني بـصــورة «امل ــؤام ــرة» التي‬
‫ال ـس ـن ـيــورة ف ــي ال ـس ـجــن أو اس ـتــرجــاع‬
‫تـفــهـمــا لـبـعــض مــآخــذهــم مــن رفــاقـهــم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يلبون دعوة حزب يرأسه‬ ‫ّ‬ ‫أعضاء هيئة القضاء وعدد من منسقي‬ ‫أج ــراس الـكـنــائــس مــن امل ـخ ـتــارة‪ .‬هكذا‬
‫ح ـي ـك ــت مـ ــن أجـ ـ ــل «مـ ـن ــع ال ـ ـنـ ــاس مــن‬
‫ال ـح ـض ــور»‪ ،‬خــاصــة م ــن املـ ــن‪ .‬ولـعــب‬
‫ال ت ـض ــام ـن ــا أو ت ـع ــاط ـف ــا‪ .‬ف ــاألك ـث ــري ــة‬
‫الساحقة من الجمهور هي مع الرجل‬
‫الوزير جبران باسيل‬ ‫قـ ـ ــرى وم ــرشـ ـح ــن إلـ ـ ــى االنـ ـتـ ـخ ــاب ــات‬ ‫وج ـ ـ ــد ب ــاسـ ـي ــل نـ ـفـ ـس ــه مـ ـضـ ـطـ ـرًا إل ــى‬ ‫دور غرفة التحكم امل ــروري حــن بقي‬
‫النيابية وناشطني إلنجاح التظاهرة‪.‬‬ ‫الـتـظــاهــر م ــن أج ــل مـجـمــوعــة عـنــاويــن‬ ‫يوافيهم بحركة السير «والعجقة على‬
‫ّ‬
‫القوي في الحزب‪ ،‬وباسيل هو األقوى‬ ‫وبدا كما لو أن آلية اختيار املرشحني‬ ‫مهمة لكنها ال تثير حماسة الجمهور‪:‬‬ ‫ال ـط ــرق ــات»‪ .‬وع ــد ب ــأن ي ـبــدأ االحـتـفــال‬
‫فوق حلبة ال ينازعه فيها أحد‪.‬‬ ‫لالنتخابات النيابية التي سيعتمدها‬ ‫لـيــس ال ـحــديــث هـنــا ع ــن أزمـ ــة نـفــايــات‬ ‫الساعة السادسة والربع‪ ،‬لكنه تأخر‬
‫انـ ـتـ ـص ــار ب ــاس ـي ــل أمـ ـ ــس كـ ـ ــان عــون ـيــا‬ ‫ب ــاسـ ـي ــل لـ ـيـ ـس ــت أبـ ـ ـ ـ ـدًا اإلحـ ـ ـ ـص ـ ـ ــاءات‬ ‫تقطع أنفاس املواطنني أو أزمة كهرباء‬ ‫ـاء‪ .‬ح ــن يـخـفــت‬ ‫ح ـت ــى ال ـس ــاب ـع ــة مـ ـس ـ ً‬
‫بــام ـت ـيــاز‪ .‬تـ ـ ّـوج نـفـســه بـنـفـســه رئـيـســا‬ ‫الـتـقـلـيــديــة‪ ،‬بــل أع ــداد ال ـس ـيــارات التي‬ ‫تـحــرمـهــم ال ـضــوء واملـكـيـفــات وامل ــراوح‬ ‫صــوت مـكـبــرات الـصــوت يعلو شعار‬
‫لـ ـح ــزب ال ـت ـي ــار ال ــوط ـن ــي الـ ـح ــر‪ .‬وه ــو‬ ‫تحدي‬‫ّ‬ ‫ومنسقيه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بــن رئـيــس الـحــزب‬ ‫ترافق املرشح إلى التظاهرة وحماسة‬ ‫والتلفزيونات‪ ،‬وال عن التمديد لقائد‬ ‫«ال ـلــه لـبـنــان ع ــون وب ــس»‪ .‬أم ــا التكلم‬
‫حــرص على عــدم دع ــوة أح ــزاب أخــرى‬ ‫النواب من اآلن فصاعدًا سيكون حشد‬ ‫من فيها‪ .‬وفي قضاء مثل كسروان‪ ،‬ال‬ ‫الجيش الـعـمــاد جــان قهوجي أو منع‬ ‫مع زيــاد عبس فممنوع خــال إنشاد‬
‫أو حـ ّـث الـطــاشـنــاق أو غـيــره على رفد‬ ‫غير العونيني عبر الخدمات واملشاريع‬ ‫يــوجــد فـيــه ن ــواب ينتمون إل ــى التيار‬ ‫ق ــائ ــد ف ـ ــوج املـ ـغ ــاوي ــر ال ـع ـم ـي ــد شــامــل‬ ‫النشيد الوطني‪« :‬عيب» يقول ُمسكتًا‬
‫الـتـظــاهــرة ببضعة آالف‪ ،‬ليستكشف‬ ‫االنمائية والجاذبية التلفزيونية‪ ،‬أما‬ ‫الوطني الحر‪ ،‬بل شخصيات مستقلة‬ ‫روك ـ ــز م ــن الـ ـف ــوز ب ـق ـي ــادة ال ـج ـي ــش‪ .‬ال‬ ‫م ــن ح ــول ــه‪ .‬وب ـع ــد دق ـي ـقــة ص ـمــت عن‬
‫شرعيته الشعبية فــي التيار‪ ،‬ويثبت‬ ‫إدارة الـتـيــار وتنظيمه وح ـشــده فهي‬ ‫تتحالف مــع الـتـيــار‪ ،‬ثبت عــدم وجــود‬ ‫ش ــيء م ــن ه ــذه ال ـع ـنــاويــن الـحـمــاسـيــة‬ ‫روح «الـشـهــداء»‪ ،‬بــدأت الكلمات التي‬
‫أن ثقة الجنرال به كانت في محلها‪.‬‬ ‫واملنسقني‪ .‬سابقًا‬
‫ّ‬ ‫مهمة رئيس الحزب‬ ‫حاجة حقيقية إلى صلة وصل نيابية‬ ‫كـلـهــا‪ :‬الـعـنــوان هــو انـتـخــابــات نيابية‬ ‫قـطـعـتـهــا أص ـ ــوات األذان‪ .‬ث ــم ت ـنــاوب‬
‫ال ش ــيء ف ــي األفـ ــق ال ـس ـيــاسـ ّـي يــوحــي‬ ‫الفنانون على «مبايعة» عــون‪ .‬معني‬
‫‪Driving Fines Adver 13x19 B&W.pdf‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9/3/15‬‬ ‫‪2:58 PM‬‬ ‫بــاح ـت ـمــال إج ــرائ ـه ــا قــري ـبــا؛ فــاملـجـلــس‬ ‫شــريــف‪ ،‬ال ــذي طــالــب بــإسـقــاط النظام‬
‫الحالي أمر واقع حتى عام ‪ .2017‬ومع‬ ‫ّ‬ ‫قـبــل أس ـب ــوع‪ ،‬ع ــاد ال ــى كـنــف ال ــدول ــة‪،‬‬
‫ذلك نظم التيار الوطني الحر تظاهرة‬ ‫ص ــارخ ــا ال ـب ــارح ــة «ل ـب ـيــك ن ـصــرال ـلــه‪،‬‬
‫حقيقية للمرة األولى منذ مشاركته في‬ ‫لبيك يا عون»‪ ،‬في حني أن زين العمر‬
‫محاصرة السراي الحكومي عام ‪،2006‬‬ ‫ت ــا «ف ـع ــل ال ـت ــوب ــة» ع ــن ال ــزم ــن ال ــذي‬
‫وكانت أكبر من املتوقع بكثير‪.‬‬ ‫ت ـ ــرك ف ـي ــه ع ـ ــون ّ‬
‫وأي ـ ـ ــد ق ــائ ــد الـجـيــش‬
‫سـيــاسـيــا‪ّ ،‬ات ـكــل بــاسـيــل عـلــى مجموعة‬ ‫جان قهوجي‪ .‬والهجوم على «طلعت‬
‫إعالميني عونيني وناشطني عمدوا إلى‬ ‫ريحتكم» تواله سمير صفير‪.‬‬
‫تعبئة العونيني عبر عنوانني رئيسيني‪:‬‬ ‫ضـ ـغ ــط املـ ـن ـ ّـظـ ـم ــن م ـ ــن أجـ ـ ــل إبـ ـع ــاد‬
‫ّ‬
‫رد صـ ــاع امل ـج ـت ـمــع امل ــدن ــي صــاعــن‬ ‫‪1‬ـــ ّ‬ ‫امل ــوج ــودي ــن أمـ ــام امل ـن ـصــة وم ـن ــع أي‬
‫بـ ـع ــدم ــا «سـ ـ ـ ــرق شـ ـع ــاراتـ ـن ــا وات ـه ـم ـن ــا‬ ‫ك ــان مــن اع ـتــائـهــا‪ ،‬أوح ــى ب ــأن ّعــون‬
‫بــال ـف ـســاد»‪2 .‬ـ ـ ـ اسـتـغــال ص ــورة الطفل‬ ‫سيحضر شخصيًا‪ ،‬قبل أن يتبي أن‬
‫ّ‬
‫الداعشي»‬ ‫السوري للتعبئة ضد «الربيع‬ ‫الرئيس الجديد هــو الــذي سيخطب‬
‫بـ ـع ــدم ــا انـ ـتـ ـه ــت ص ــاحـ ـي ــة «ف ـل ـي ـح ـكــم‬ ‫بـ ـ ــ«شـ ـ ـع ـ ــب ع ـ ـ ـ ـ ـ ــون»‪ .‬ف ـ ـ ـج ـ ــأة س ـك ـت ــت‬
‫اإلخــوان»‪ .‬أما األهم فهو أداؤه الحزبي‪.‬‬ ‫األصـ ـ ــوات وانـخـفـضــت االعـ ـ ــام‪ .‬رفــع‬
‫ففي وقت كان فيه العماد ميشال عون‬ ‫بــاسـيــل يــديــه لـيـحـ ّـيــي «الـجـمــاهـيــر»‪،‬‬
‫ينشغل عن األمــور التنظيمية بامللفات‬ ‫ف ــاق ــاه تـصـفـيــق خ ـج ــول‪ .‬ل ـكــن م ــزاج‬
‫الـسـيــاسـيــة ال ـك ـثـيــرة‪ ،‬أغ ـلــق بــاسـيــل كل‬ ‫ال ـحــاضــريــن ت ـب ـ ّـدل ح ــن «دق» وزي ــر‬
‫األبـ ــواب األخ ــرى عليه ط ــوال األسـبــوع‬ ‫الـخــارجـيــة على الـعـصــب‪ ،‬فــي كلمته‬
‫امل ــاض ــي‪ ،‬وت ـف ــرغ لـلـتـظــاهــرة الـعــونـيــة‪،‬‬ ‫الـتــي كــانــت أشـبــه بــ»خـطــاب الـ َـقـ َـســم»‬
‫م ـت ــاب ـع ــا عـ ـل ــى «الـ ـ ــورقـ ـ ــة وال ـ ـق ـ ـلـ ــم» كــل‬ ‫ل ــرئ ـي ــس حـ ــزب وعـ ــد ال ـع ــون ـي ــن ب ــأن‬
‫التفاصيل‪ ،‬من رسم الساحة املخصصة‬ ‫يـكــون مــوعــد الـلـقــاء املـقـبــل فــي قصر‬
‫للتظاهر مع مختصني‪ ،‬إلى متابعة كل‬ ‫بعبدا‪.‬‬
‫الترتيبات اللوجستية مــن املــواصــات‬
‫إلــى أماكن ركــن السيارات إلــى الشاشة‬
‫وصوال إلى‬‫العمالقة ومكبرات الصوت‪ً ّ ،‬‬
‫عوني أمكنه‬ ‫اتصاله مرارًا وتكرارًا بكل‬
‫الــوصــول إلـيــه إلقناعه بــاملـشــاركــة‪ .‬وقد‬
‫قامت فجأة مجموعة لجان عونية من‬
‫امل ــوت‪ ،‬وب ــدأت تنهمر دع ــوات الفنانني‬
‫واإلع ــام ـي ــن ع ـبــر امل ــوق ــع اإلل ـك ـتــرونــي‬
‫الـعــونــي للمشاركة فــي الـتـظــاهــرة‪ .‬وقد‬ ‫االنتخابات لنبذ كل عميل وفاسد‪،‬‬
‫انتقل جيش املستشارين الباسيليني‬ ‫فنحن تيار املشاركة والشراكة‪ .‬الغد‬
‫من ال ــوزارات إلــى مكتب رئيس الحزب‪،‬‬ ‫نحن نصنعه بالكرامة والعزة‪ ،‬وال‬
‫لـيـتـفــرغــوا هــم أي ـضــا للمهمة الحزبية‬ ‫ننتظره بــاالسـتـســام وال ــرض ــوخ»‪.‬‬
‫الرقم ‪ .1‬وقد تجاوز باسيل الحساسية‬
‫رفـ ـ ـ ـ ــع الـ ـ ـسـ ـ ـق ـ ــف ع ـ ــالـ ـ ـي ـ ــا ب ـ ــالـ ـ ـق ـ ــول‪:‬‬
‫املفترضة بينه وبــن منسقي املناطق‬
‫«س ـي ـع ــرف ــون أك ـث ــر م ــن ه ــو ال ـت ـيــار‬
‫الرئيسية‪ ،‬ليظهر التفاعل املتبادل بني‬
‫باسيل وجميع املنسقني انسجامًا غير‬
‫الــوطـنــي ال ـحــر… الـلــه خلقنا بشرًا‬
‫م ـس ـبــوق‪ .‬ف ـهــو ح ـفــز ه ـي ـئــات مناطقية‬ ‫والعماد عون صنعنا مناضلني»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الـ ـب ــارح ــة‪ ،‬ك ــان ــت الـ ــدعـ ــوة مــوجـهــة‬
‫ك ــان ــت فـ ــي ح ــال ــة م ـ ــوت س ـ ــري ـ ــري مـنــذ‬
‫سنوات‪ ،‬بعدما وجد املنسقون أن هناك‬ ‫إلـ ـ ـ ــى مـ ـ ـن ـ ــاص ـ ــري «الـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـي ـ ـ ــار»‪ ،‬ك ـمــا‬
‫م ــن ي ـت ــاب ــع م ـع ـهــم وي ــدق ــق ف ــي نـتــائــج‬ ‫أردف بــاس ـيــل‪ ،‬أم ــا غـ ـدًا فـهــي «لـكــل‬
‫عملهم ويوحي بنيته محاسبتهم ألول‬ ‫اللبنانيني الى قصر الشعب‪ .‬اليوم‬
‫م ــرة م ـنــذ ع ـشــر سـ ـن ــوات‪ .‬ك ــأن كـثـيــريــن‬ ‫تحماية وغدًا سيعود التسونامي»‪.‬‬
‫ك ــان ــوا ي ـح ـتــاجــون إل ــى اتـ ـص ــال‪ .‬مـجــرد‬ ‫وختم بالتأكيد على رفض «انكسار‬
‫اتـصــال مــن رئـيــس الـحــزب‪ ،‬ال أكـثــر‪ .‬وال‬ ‫املـسـلـمــن واملـسـيـحـيــن ف ــي لـبـنــان‪،‬‬
‫شــك فــي أن نـجــاح بــاسـيــل األب ــرز أمــس‬ ‫ومثلهم عدم انكسار لبنان»‪.‬‬
‫كان في حشدي املنت الشمالي وبعبدا‪.‬‬ ‫(األخبار)‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫سياسة‬ ‫‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على الغالف‬

‫العونيون «كلن يعني كلن» الى الشارع‬


‫بـهــذه ال ـطــروحــات»‪ .‬القــاه الناشط‬ ‫رافـقــه‪« :‬تعي شوفي والد جبيل»‪.‬‬ ‫الناس»‪ُ .‬يلقي السالم على «غابي‬ ‫كــامــل أركــان ـهــا‪ .‬ثـنــائــي االشــرف ـيــة‪،‬‬
‫طويال قبل‬ ‫ناجي حايك‪ ،‬فتهامسا‬ ‫يقترب منهم ويبتسم وهو يسمع‬ ‫(لـيــون) بـيــك»‪ .‬يقف ُمبتسمًا أمــام‬ ‫ن ـقــوال ال ـص ـح ـنــاوي وزيـ ــاد عـبــس‪،‬‬
‫التيار الوطني الحر بكافة‬
‫ً‬ ‫مكوناته كان حاضرًا أمس في ساحة‬
‫أن ي ـصــل ن ــائ ــب امل ــن نـبـيــل نـقــوال‬ ‫كلمات اإلط ــراء‪ ،‬على شاكلة «انــت‬ ‫ك ــام ـي ــرا ه ــات ــف أحـ ــد امل ـن ــاص ــري ــن‪،‬‬ ‫يصالن معًا الى الساحة ُيرافقهما‬
‫في وقت ُي ّ‬
‫وينضم الى هاشم‪.‬‬ ‫الـ ـص ــوت ال ـ ــذي ي ـم ـث ـل ـنــا»‪ .‬ال ـنــائــب‬
‫ُ‬
‫سوي له آخر «الوشاح»‬ ‫عدد من مناصريهما‪ .‬سارا «سوا»‬ ‫الشهداء‪ .‬تناسى العونيون خالفاتهم‬
‫ع ـلــى ال ـع ـكــس م ــن ج ـب ـيــل‪ ،‬ل ــم يكن‬ ‫هنئه أيضًا‪:‬‬ ‫السابق سليم عــون ي ّ‬ ‫البرتقالي تحت ياقة قميصه‪.‬‬ ‫الى التظاهرة من االشرفية قبل أن‬
‫مكتمال‪ .‬فالنائب‬ ‫نصاب كسروان‬ ‫«ل ـقــد اسـتـمـعــت ال ـيــك ع ـلــى صــوت‬ ‫تــزداد الحماسة وترتفع الصرخة‬ ‫يفترقا في الساحة‪ .‬في محاوالته‬
‫لساعات قليلة وحشدوا من أجل عدم‬
‫ً‬ ‫رد الجنرال ميشال عون خائبًا‪ .‬نواب‬
‫ـا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‪،‬‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نـ ـعـ ـم ــة الـ ـ ـل ـ ــه أبـ‬ ‫امل ـ ــدى م ـن ــذ ق ـل ـي ــل»‪ .‬ي ـن ـس ـحــب ال ــى‬ ‫حـ ــن ي ـص ــل «الـ ـث ــاث ــي ال ـن ـي ــاب ــي»‬ ‫ل ـل ـت ـفــاعــل م ــع ال ـع ــون ـي ــن‪ ،‬ال يـجــد‬
‫«أل ـقــى بــركــاتــه» عـلــى املـتـظــاهــريــن‬ ‫الـجـهــة الـخـلـفـيــة‪ُ ،‬مـخـبـرًا مساعده‬ ‫آالن عـ ــون‪ ،‬زيـ ــاد أسـ ــود وسـيـمــون‬ ‫نائب الرئيس للشؤون السياسية‬ ‫ومسؤولون عونيون توزعوا في الساحة‬
‫ـا‬
‫ـضـ ً‬ ‫امل ـتــوج ـهــن ال ــى بـ ـي ــروت‪ ،‬مـفـ ّ‬ ‫هاني أنــه سيتوجه إللقاء السالم‬ ‫أب ــي رم ـيــا‪ .‬نقطة ق ــوة ه ــؤالء أنهم‬ ‫الـ ـصـ ـحـ ـن ــاوي أه ـ ــم مـ ــن ل ـف ــت نـظــر‬
‫ع ـ ـ ــدم إك ـ ـم ـ ــال ال ـ ـطـ ــريـ ــق وإي ـ ــاه ـ ــم‪.‬‬ ‫عـ ـل ــى أبـ ـ ـن ـ ــاء ج ـب ـي ــل ف ـ ــي ال ـخ ـل ــف‪.‬‬ ‫ُيـ ــدركـ ــون ج ـي ـدًا ك ـي ـفـيــة ال ـتــواصــل‬ ‫محدثه الــى أنــه يظهر «فــي فيديو‬
‫بين الناس وبالقرب من منصة جبران باسيل‬
‫النائبان جيلبيرت زوين ويوسف‬ ‫أمـ ــا امل ـن ـصــة فـيـبـقــى ب ـع ـي ـدًا عـنـهــا‬ ‫مـ ــع ال ـ ـقـ ــاعـ ــدة‪ ،‬فـ ــا يـ ـت ــأفـ ـف ــون مــن‬ ‫كلمة جبران في قصر املؤتمرات»‪.‬‬ ‫الرسمية‪ .‬صحيح أن معركة رئاسة التيار‬
‫خـ ـلـ ـي ــل غـ ــابـ ــا أيـ ـ ـض ـ ــا‪ ،‬فـ ـل ــم ُي ـم ـث ــل‬ ‫«ألنـ ـ ـن ـ ــا ال نـ ـح ــب املـ ـ ـظ ـ ــاه ـ ــر»‪ .‬مــن‬ ‫ع ــدد امل ـن ــاص ــري ــن ال ــذي ــن يــرغ ـبــون‬ ‫ي ـف ــك ارتـ ـب ــاط ــه ب ـع ـب ــس‪ ،‬ف ـي ـتــوجــه‬ ‫كال منهم أراد االثبات لآلخر‬
‫انتهت‪ ،‬اال أن ً‬
‫الـ ـقـ ـض ــاء ن ـي ــاب ـي ــا سـ ـ ــوى ال ـن ــائ ــب‬ ‫جبيل حضر أيضًا النائبان وليد‬ ‫ف ــي ال ـت ـقــاط ال ـص ــور ال ــى جــانـبـهــم‬ ‫صوب منصة الرسميني حيث كان‬
‫ـا‬
‫ولنفسه أنه هو الذي يملك الشعبية في‬
‫فريد الـخــازن «أتيت مع مجموعة‬ ‫ال ـخ ــوري وع ـب ــاس ه ــاش ــم‪ .‬األخـيــر‬ ‫وال يـ ـ ـ ـ ــردون خ ــائـ ـب ــا م ـ ــن ي ـق ـت ــرب‬ ‫يـقــف نـظـيــره روم ــل صــابــر حــامـ ً‬ ‫الشارع العوني‬
‫مـ ــن االش ـ ـ ـخـ ـ ــاص»‪ .‬أم ـ ــا بــال ـن ـس ـبــة‬ ‫بقي «يشاغب» وحيدًا‪ .‬حضر الى‬ ‫ل ـت ـق ـب ـي ــل وجـ ـن ــاتـ ـه ــم‪ .‬ي ـف ـخ ــر أب ــي‬ ‫علمًا برتقاليًا‪ .‬أمــا عـبــس‪ ،‬فاتجه‬
‫ال ــى الـطــامـحــن ال ــى ال ـن ـيــابــة‪ ،‬فقد‬ ‫الساحة برفقة ابنته وهو «مؤمن‬ ‫رميا بـ «الجمهور الجبيلي» الذي‬ ‫الــى امللعب األحــب الــى قلبه‪« :‬بني‬

‫تزداد الحماسة وترتفع الصرخة حين يصل «الثالثي النيابي» آالن عون‪ ،‬زياد أسود وسيمون أبي رميا (هيثم الموسوي)‬ ‫ليا القزي‬
‫ل ـ ـ ـل ـ ـ ـمـ ـ ــرة ال ـ ـ ـثـ ـ ــال ـ ـ ـثـ ـ ــة فـ ـ ـ ــي غ ـ ـضـ ــون‬
‫أسـ ــاب ـ ـيـ ــع‪ ،‬عـ ـ ــاد الـ ـتـ ـي ــار ال ــوط ـن ــي‬
‫الـ ـح ــر ال ـ ــى الـ ـس ــاح ــة‪ .‬يـ ـع ــود ه ــذه‬
‫املـ ـ ـ ـ ــرة ب ـ ـعـ ــد «ف ـ ـ ـشـ ـ ــل» اسـ ـتـ ـحـ ـق ــاق‬
‫ان ـت ـخــابــاتــه ال ــرئ ــاس ـي ــة ال ـ ــذي كــاد‬
‫يــؤدي الــى انشطارات في صفوفه‬
‫ال ــداخ ـل ـي ــة‪ .‬ص ـح ـيــح أن ــه ل ــم يسلم‬
‫مـ ــن «الـ ـ ـخـ ـ ـض ـ ــات»‪ ،‬وآخ ـ ــره ـ ــا ك ــان‬
‫فصل خمسة حزبيني كل ألسباب‬
‫ّ‬
‫مـعـيـنــة‪ ،‬اال أن ذل ــك لــم يـكــن عائقًا‬
‫أمــام تلبية جميع مكونات التيار‬
‫ل ـ ـنـ ــداء الـ ـعـ ـم ــاد م ـي ـش ــال ع ـ ــون فــي‬
‫كلن»‪.‬‬ ‫«كلن يعني ّ‬ ‫التظاهر‪ّ .‬‬
‫رئـ ـي ــس م ـج ـلــس إدارة الـ ـ ـ ـ ـ «أو تــي‬
‫فـ ـ ـ ـ ــي» روي هـ ـ ــاشـ ـ ــم يـ ـ ـص ـ ــل ال ـ ــى‬
‫س ــاح ــة الـ ـشـ ـه ــداء ي ـح ـيــط ب ــه ع ــدد‬
‫مــن املــرافـقــن‪ .‬يخترق املتظاهرين‬
‫ـوال ال ـ ــى امل ـن ـص ــة ال ــرس ـم ـي ــة‪.‬‬ ‫وصـ ـ ـ ـ ً‬
‫بــال ـطــري ـقــة نـفـسـهــا ي ـصــل ال ـنــائــب‬
‫آالن عــون‪ ،‬وهــو الــذي نــال ترحيبًا‬
‫خ ــاص ــا مـ ــن املـ ـنـ ـس ــق ال ـ ـعـ ــام ب ـي ــار‬
‫رفول‪ .‬ومثلهما فعل معظم النواب‬
‫واملسؤولني العونيني‪ .‬قسم منهم‬
‫خصصة‬ ‫امل ّ‬ ‫فضل البقاء في البقعة ُ‬ ‫ّ‬
‫ل ـ «ش ـعــب ع ــون» ال ـع ــادي‪ ،‬والـقـســم‬
‫اآلخـ ـ ــر رأى أن م ـك ــان ــه ال ـطـبـيـعــي‬
‫ب ــالـ ـق ــرب مـ ــن املـ ـنـ ـص ــة ال ــرس ـم ـي ــة‪،‬‬
‫وب ــال ـت ــال ــي رئ ـي ـســه ال ـج ــدي ــد وزي ــر‬
‫الخارجية جبران باسيل‪ .‬النصاب‬
‫كتمال أمس في وسط املدينة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان ُم‬
‫«العونيون» وضعوا انقساماتهم‬
‫جـ ــان ـ ـبـ ــا‪ ،‬وت ـ ـسـ ــاب ـ ـقـ ــوا عـ ـل ــى ب ـعــث‬
‫ال ــرس ــائ ــل ال ـصــوت ـيــة ملـنــاصــريـهــم‪،‬‬
‫حاشدين من أجل «الثورة»‪.‬‬
‫هكذا هم «العونيون»‪ ،‬ال ُيمكن أن‬
‫ت ـتــألــف أي ت ـظ ــاه ــرة اال بـحـضــور‬

‫فؤاد العضم‪« :‬نازل راسي مرفوع»‬


‫ـود وعفوية يـقــول‪« :‬التظاهر إلى‬ ‫وب ـ ّ‬ ‫وال ـق ـي ــم ال ـت ــي يـ ـح ــارب م ــن أج ـل ـهــا»‪.‬‬ ‫فيرونيك خباز‬
‫جــانــب أص ـحــاب ال ـك ــروش املنفوخة‬ ‫أما اليوم فقد غدا العضم مستشارًا‬
‫والجيوب املليانة فيما باتريك رزق‬ ‫قانونيًا في أحد املصارف‪ ،‬وأمني سر‬ ‫مرارته من «مواضيع البيت الداخلي‬
‫الـ ـل ــه ول ـي ـن ــا ع ـق ـي ـقــي وغ ـي ــره ـم ــا فــي‬ ‫هيئة زوق مكايل في التيار الوطني‬ ‫العضم خطا أولى‬ ‫ال ـت ــي ت ـحــل بــال ـن ـقــاش وال ـ ـحـ ــوار» لم‬
‫امل ـن ــزل ص ـعــب ط ـب ـعــا‪ ،‬ل ـكــن ال يـجــوز‬ ‫ال ـحــر وم ــرش ــح إل ــى مـنـسـقـيــة قـضــاء‬ ‫ت ـح ــل دون مـ ـش ــارك ــة فـ ـ ــؤاد ال ـع ـضــم‬
‫البقاء في املنزل‪ .‬أنا أؤمــن بالتيار»‪.‬‬ ‫ك ـ ـسـ ــروان الـ ـفـ ـت ــوح‪ .‬وه ـ ــو إذ يـصــف‬ ‫خطواته عندما انضم‬ ‫ف ـ ــي ت ـ ـظـ ــاهـ ــرة أم ـ ـ ـ ــس‪ .‬فـ ــ»الـ ـقـ ـض ــاي ــا‬
‫وهــو تظاهر أمــس «ضــد الجالدين»‬ ‫نفسه باملتمرد «على غرار الجنرال»‬ ‫إلى الهيئة الطالبية‬ ‫االس ـتــرات ـي ـج ـيــة والــوط ـن ـيــة أه ــم من‬
‫ال ــذي ــن ي ــواص ـل ــون اتـ ـخ ــاذ الـ ـق ــرارات‬
‫التعسفية ضد الجنرال‪.‬‬
‫ي ـقــول إن ــه تـبــع ع ــون ب ــاألس ــاس ألنــه‬
‫ضد «التقليد السياسي والــوراثــي»‪.‬‬
‫في الروح القدس‬ ‫أي شيء آخــر»‪ .‬لذلك‪ ،‬يتابع العضم‪:‬‬
‫«أن ـ ــزل إل ــى ســاحــة ال ـش ـهــداء مــرفــوع‬
‫تجدر اإلشــارة إلــى مشاركة العضم‪،‬‬ ‫وي ـ ـبـ ــرر الـ ـعـ ـض ــم نـ ــزولـ ــه أمـ ـ ــس إل ــى‬ ‫ال ـ ــرأس‪ ،‬ألن ــي ال أرى نـفـســي إال إلــى‬
‫مــن دون بــذلـتــه الـحــزبـيــة‪ ،‬فــي بــدايــة‬ ‫الـشــارع بـ»الخبز واملـلــح والـعـشــرة»‪،‬‬ ‫جانب العماد عون»‪.‬‬
‫االعـ ـتـ ـص ــام ــات امل ـط ـل ـب ـي ــة‪ ،‬إلي ـم ــان ــه‬ ‫رغ ــم «املـ ـ ــرارة ال ـتــي أش ـعــر بـهــا لعدم‬ ‫ابـ ــن ب ـل ــدة زوق م ـك ــاي ــل خ ـط ــا أول ــى‬
‫بــالـقـضــايــا امل ـط ــروح ــة واألش ـخ ــاص‬ ‫وجــود كثيرين من رفاقي في التيار‬ ‫م ــن ش ـب ــاب ال ـت ـيــار ال ــذي ــن يـتــابـعــون‬ ‫خطواته باتجاه التيار الوطني الحر‬
‫الذين يطرحونها‪ .‬إال أن رفض بعض‬ ‫تنحيهم‬ ‫إلــى جانبي ال ـيــوم‪ ،‬بسبب ّ‬
‫ّ‬ ‫أخـبــار الـعـمــاد عــون مــن فرنسا عبر‬ ‫عـنــدمــا انـضــم إل ــى الـهـيـئــة الطالبية‬
‫املجموعات ملشاركة الحزبيني «حتم‬ ‫عن املشاركة في أنشطة الحزب بعد‬ ‫الصحف وأحــد املــواقــع اإللكترونية‬ ‫في جامعة الــروح القدس ـ الكسليك‬
‫التنحي والدعوة إلى تظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫علينا‬ ‫تعيني الوزير جبران باسيل رئيسًا‬ ‫و»الـ ـنـ ـش ــرة» ال ـت ــي ك ــان ــت ت ـ ــوزع فــي‬ ‫حــن ك ــان فــي عــامــه الـجــامـعــي األول‬
‫أمس»‪.‬‬ ‫وع ـ ـ ــدم إجـ ـ ـ ــراء انـ ـتـ ـخ ــاب ــات عـ ــادلـ ــة»‪.‬‬ ‫ال ـجــام ـعــات إلي ـص ــال «مـ ـب ــادئ عــون‬ ‫في كلية الحقوق‪ .‬والحقًا بات كغيره‬
‫‪5‬‬ ‫سياسة‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫ّ‬
‫عونيو جبيل‬ ‫رامي أبي نادر‪:‬‬
‫إلى الساحة‪:‬‬
‫تجاوز االنقسام‬ ‫الجنرال معنا‪ ...‬مش نحن معو‬
‫حضر روجـيــه ع ــازار الــذي أمضى‬
‫رضا صوايا‬ ‫وقته في «بقعة الشعب»‪ ،‬وتوفيق‬
‫ستيفاني بو شلحا‬
‫عــام ‪ 1980‬هـ ّـجــرت عائلته مــن بلدة‬ ‫سلوم الــذي كــان أقــرب الــى املنصة‬
‫املــوكــب الجبيلي ال ــذي احتشد فــي الباحة‬ ‫ش ــرت ــون ف ــي ق ـض ــاء ع ــال ـي ــه‪ .‬الحـقــا‬ ‫الـ ــرس ـ ـم ـ ـيـ ــة والـ ـ ـ ـ ــى جـ ــان ـ ـبـ ــه وقـ ــف‬
‫الخلفية ملطعم ِكبار‪ ،‬كان أقل من توقعات‬ ‫ق ــات ــل وال ـ ـ ـ ــده إلـ ـ ــى ج ــان ــب ال ـع ـم ــاد‬ ‫الناشط «العتيق» نعمان مراد‪.‬‬
‫امل ـن ـظ ـم ــن‪ ،‬إال أن ل ـق ــاء األ ّهـ ــالـ ــي لـلـمــوكــب‬ ‫مـيـشــال ع ــون فــي ع ــدة م ـعــارك على‬ ‫ب ـع ـبــدا ب ـمــا ُتـمـثـلــه م ــن رم ــزي ــة في‬
‫فــي ق ــرى وب ـلــدات جبيل دل عـلــى حماسة‬ ‫أم ــل «الـ ـع ــودة»‪ .‬إال أن الـحـلــم تعثر‬ ‫وجـ ــدان الـعــونـيــن كــانــت حــاضــرة‬
‫استثنائية لــم يعرفها القضاء منذ فترة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مـ ـ ـ ــرة ت ـ ـلـ ــو األخـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى‪ ،‬وطـ ـ ـ ـ ــال ب ـعــد‬ ‫بـقــوة فــي ال ـســاحــة‪ .‬أالن ع ــون كــان‬
‫التسعني خمسة وعـشــريــن عــامــا ال‬ ‫«مـحـبــوب الـجـمــاهـيــر» والـصـبــايــا‬
‫ف ـقــد اح ـت ـشــد ال ـك ـث ـيــر م ــن امل ــؤي ــدي ــن على‬ ‫تــزال مستمرة‪ .‬هو لم يمارس حقه‬ ‫ـضــل ال ـن ــأي بـنـفـســه الــى‬
‫جــان ـبــي ال ـطــريــق وش ــرف ــات م ـنــازل ـهــم‪ ،‬من‬ ‫خ ــاص ــة‪ .‬فـ ّ‬
‫االن ـت ـخــابــي ول ــو مل ــرة واحـ ــدة حتى‬ ‫«ال ــوس ــط»‪ ،‬وال ــى جــانـبــه «رفـيـقــه»‬
‫جـبـيــل إل ــى ن ـهــر إب ــراه ـي ــم م ـ ــرورًا ب ـحــاالت‬ ‫اآلن‪ .‬ي ـق ــول ال ـص ـحــافــي ف ــي إذاعـ ــة‬ ‫صفق عون‬ ‫الجزيني زيــاد أس ــود‪ّ .‬‬
‫وال ـف ـيــدار وص ـعــودًا نـحــو عـنــايــا ومشمش‬ ‫صــوت املــدى رامــي أبــي نــادر إنــه لم‬ ‫لباسيل قبيل الـبــدء بخطابه‪ ،‬من‬
‫ً‬ ‫يـشـهــد ال ـح ــرب األه ـل ـيــة‪ ،‬لـكـنــه نشأ‬
‫استقبل‬
‫ِ‬ ‫وبـجــة ونـ ــزوال إل ــى غـلـبــون‪ ،‬حـيــث‬ ‫دون أن يقترب مــن املـنـصــة‪ .‬اال أن‬
‫في عائلة «عانت الكثير‪ ،‬ولــم تجد‬ ‫املعتصمني املحيطني به لم يعفوه‬
‫امل ــوك ــب ع ـلــى وق ــع ق ــرع ال ـط ـبــول واألل ـع ــاب‬ ‫ف ــي غـيــر ال ـج ـنــرال مـنـقـذًا لـلـبـنــان»‪.‬‬
‫النارية وكؤوس الشامبانيا‪.‬‬ ‫م ــن امل ـســؤول ـيــة‪ ،‬ألن ــه انـسـحــب من‬
‫ويشير إلى أن انجذابه إلى الجنرال‬ ‫مـ ـع ــرك ــة رئـ ــاسـ ــة ال ـ ـت ـ ـيـ ــار‪« :‬الـ ـح ــق‬
‫العوني منسق هيئة‬ ‫ّ‬ ‫في جبيل‪ ،‬قاد الحراك‬ ‫كان أمـرًا طبيعيًا بحكم نشوئه في‬
‫عليك»‪ ،‬قبل أن يهدوه أغنية سمير‬
‫قضاء التيار الوطني الحر في جبيل طوني‬ ‫بـيـئــة مــؤم ـنــة بــالـشــرعـيــة وتــرفــض‬
‫ص ـف ـيــر ال ـت ــي ت ـق ــول «وحـ ـ ــدك عـلــى‬
‫«تربيت على حب‬ ‫حكم امليليشيات‪ّ :‬‬
‫بــو يــونــس ال ــذي نـجــح فــي مــواكـبــة الـقـيــادة‬ ‫وع ـ ــدك ب ـت ـض ــل»‪ .‬يـبـتـســم ول ـكــن…‬
‫املركزية في شد العصب العوني في جبيل‪،‬‬ ‫الجيش واإليمان بأن خالص لبنان‬
‫ال يكون إال ببناء دولة عادلة تؤمن‬ ‫ال تعليق‪ .‬زميله نــاجــي غــاريــوس‬
‫وتجاوز كل الخالفات واملآخذ التي عكرت‬ ‫حقوق الجميع وال تهمش أحـدًا أو‬ ‫وقف في الوسط أيضًا‪ .‬يتنقل بني‬
‫الصفو العوني قبيل االنتخابات الحزبية‪.‬‬ ‫تـلـغـيــه»‪ .‬وي ــرى ال ـشــاب العشريني‬ ‫الحشود‪ُ ،‬يحاول مرافقه مناولته‬
‫طــونــي بــو يــونــس ال ــذي ان ـضــم ع ــام ‪1989‬‬ ‫أن «الشراكة» هي القضية في هذه‬ ‫قـنـيـنــة مـ ــاء اال أنـ ــه يــرف ـض ـهــا‪ .‬فــي‬
‫إل ــى «أن ـص ــار ال ـج ـيــش» لــدعــم ال ـج ـيــش في‬ ‫املــرحـلــة‪ :‬الخطر املـحــدق بلبنان لم‬ ‫حني أن النائب حكمت ديب‪ ،‬الذي‬
‫حربي التحرير وتوحيد البندقية‪ ،‬واصــل‬ ‫يعد مجموعة مسلحة أو مئات آالف‬ ‫نال نصيبه من الضرب على أيدي‬
‫املهجرين أو غيره؛ الخطر الرئيسي‬ ‫جـنــود الـجـيــش فــي امل ــرة السابقة‪،‬‬
‫«النضال» مع رفاقه في الساحات والشوارع‬ ‫وقــف عـلــى حـجــر عــال فــي املـقــدمــة‪:‬‬
‫ال ـيــوم هــو تـهــديــد ال ـشــراكــة‪ .‬وألجــل‬
‫حتى عودة الجنرال ميشال عون من املنفى‬ ‫هــذه الـشــراكــة يـشــارك أبــي نــادر في‬ ‫«ه ـ ــون بـ ـ ــرود‪ .‬ول ـك ــن ف ـع ـ ًـا طـلـعــت‬
‫عام ‪ .2005‬بدأ يبرز أكثر فأكثر حني كان‬ ‫جميع تـظــاهــرات الـتـيــار‪« :‬م ــن ُيــرد‬ ‫ريحتنا من الشوب»‪.‬‬
‫املهندس غابي عبود منسقًا لقضاء جبيل‪،‬‬ ‫التغيير عليه أن ينزل الــى األرض‪،‬‬ ‫ال يكتمل املشهد مــن دون وصــول‬
‫بحكم اضطرار األخير إلى أن يكون خارج‬ ‫ال أن يجلس فــي املـنــزل ويـعـ ّـبــر عن‬ ‫أوال‪ ،‬إب ــراه ـي ــم كـنـعــان‬
‫استنكاره وامتعاضه»‪.‬‬
‫وف ــد املـ ــن‪ً .‬‬
‫بيروت غالبية الوقت ملتابعة عمله‪ .‬وسرعان‬ ‫ص ـع ــد م ـب ــاش ــرة الـ ــى امل ـن ـص ــة‪ ،‬مــا‬
‫رغــم سعادته بــرفــع املجتمع املدني‬ ‫أثـ ـ ــار سـ ــوء ت ـف ــاه ــم «ب ـس ـي ــط» بــن‬
‫م ــا ح ــل ب ــو ي ــون ــس م ـح ــل عـ ـب ــود لـيـتـفــرغ‬ ‫أخـ ـيـ ـرًا شـ ـع ــارات ل ـطــاملــا ن ـ ــادى بها‬
‫بالكامل ملتابعة ش ــؤون التيار فــي جبيل‪.‬‬ ‫املنظمني‪ .‬فقد طلبت إحــداهــن من‬
‫ال ـت ـيــار‪ ،‬واع ـت ـبــاره أن نـضــال التيار‬ ‫كنعان الـنــزول عــن املنصة قبل أن‬
‫وي ــروي الـنــاشـطــون الكثير عــن معاناتهم‬ ‫لــم يــذهــب ســدى وأن «الـشـعــب وعي‬ ‫يعاجلها آخر بأنه ال مانع من بقاء‬
‫معه جــراء استيقاظه «قبل الضو بكثير»‬ ‫وب ــدأ ينتفض لـحـقــوقــه ول ــو بشكل‬ ‫«رجـ ــل امل ـص ــال ـح ــات»‪ .‬أم ــا الـنــائــب‬
‫كلما كان هناك نشاط‪ ،‬مع العلم بأن التيار‬ ‫أبي نادر‪ :‬الخطر الرئيسي اليوم هو تهديد الشراكة (هيثم الموسوي)‬ ‫بـسـيــط»‪ ،‬إال أن أب ــي ن ــادر لــم يعتبر‬ ‫غـ ـس ــان م ـخ ـي ـبــر الـ ـ ــذي شـ ـ ــارك فــي‬
‫يـعــول عـلــى ب ـلــدات إهـمــج وال ـعــاقــورة وبجة‬ ‫ن ـف ـس ــه م ـع ـن ـيــا بـ ـه ــذه الـ ـتـ ـظ ــاه ــرات‪:‬‬ ‫الـتـظــاهــرة مــع زوج ـتــه‪ ،‬فاستفسر‬
‫«ط ـل ـعــت ري ـح ـت ـكــم» ل ــم ي ـم ـيــزوا بني‬
‫وجبيل وغلبون‪ ،‬إضافة إلى جبيل املدينة‬ ‫تـعــديــل مــوازيــن ال ـق ــوى»‪ .‬فـ»مجلس‬ ‫الصح والخطأ»‪ .‬وقد أثبتت الحملة‬
‫كثيرًا عن هوية اآلنسة التي تلقي‬
‫ط ـب ـعــا‪ .‬ف ـفــي ج ـب ـيــل ي ـن ـشــط م ـن ـســق هيئة‬ ‫النواب والحكومة يفتقدان الشرعية‬ ‫ك ـل ـمــة‪ .‬ه ــي بــاس ـكــال ع ـ ــازار‪ ،‬قــالــوا‬
‫عدم امتالكها «الوعي الكافي»‪ ،‬وهي‬
‫املــديـنــة املـخــرج جيسكار لـحــود على نحو‬ ‫ال ـش ـع ـب ـي ــة‪ .‬هـ ــم ال ي ـم ـث ـل ــون ـن ــي وال‬ ‫باتت بحكم الساقطة لعدم تمييزها‬ ‫ل ــه‪« .‬مل ــاذا ه ــي؟ ربـمــا ألن الـجـنــرال‬
‫حبها»‪.‬‬ ‫ُي ّ‬
‫يمثلون أبـنــاء جيلي الــذيــن حرموا‬
‫الفت‪ ،‬وهناك اليوم ‪ 160‬ملتزمًا في التيار‪،‬‬
‫من االنتخاب بسبب تمديد النواب‬ ‫ال ينسى أبي نادر‬ ‫الـفــاســد مــن الـنـظـيــف»‪ .‬ويـشـيــر ابــن‬
‫شــرتــون ال ــذي ال ت ـفــارق االبـتـســامــة‬ ‫ال مجال للشك في وجود مندسني‬
‫فيما يبلغ عدد املشاركني في غالبية أنشطة‬ ‫ألنفسهم»‪.‬‬ ‫اإلشارة أخيرًا إلى‬ ‫ب ـ ـ ــن املـ ـ ـتـ ـ ـظ ـ ــاه ـ ــري ـ ــن ال ـ ـعـ ــون ـ ـيـ ــن‪،‬‬
‫املدينة ‪ 400‬ناشط‪ .‬أمــا إهمج‪ ،‬بلدة النائب‬ ‫ش ـف ـت ـيــه إلـ ــى أن الـ ـف ــرق ب ــن ال ـت ـيــار‬
‫سـيـمــون أب ــي رم ـيــا‪ ،‬فيبلغ ع ــدد الـبـطــاقــات‬
‫وب ــال ـت ــال ــي ي ـف ـتــرض إعـ ـ ــادة تـكــويــن‬
‫السلطة من خالل «قانون انتخابات‬
‫جمع هذه التظاهرة‬ ‫واملجتمع املــدنــي هــو تقديم األخير‬ ‫«ات ـي ـك ـيــت ال ـت ـظــاهــر» و«م ــارك ــات»‬
‫الـ ـثـ ـي ــاب الـ ـب ــاهـ ـظ ــة‪ ،‬بـ ـم ــا أن ه ــذا‬
‫لـلـمـشــاكــل ال ـت ــي «ي ـعــرف ـهــا الـجـمـيــع‬
‫ال ـب ــرت ـق ــال ـي ــة ال ـح ــزب ـي ــة‬ ‫عادل‪ ،‬انتخابات نيابية ثم انتخاب‬ ‫جميع العونيين‬ ‫بطريقة جميلة لكن من دون حلول‬ ‫أصبح املـعـيــار‪ ،‬كانت هــي الغالبة‬
‫فـ ـ ـيـ ـ ـه ـ ــا ‪ ،150‬وهـ ـ ــي‬ ‫رئيس»‪ .‬وال ينسى أبي نادر اإلشارة‬ ‫أو أقله خارطة طريق منطقية للحل‪،‬‬ ‫فــي ال ـت ـظــاهــرة‪ .‬ه ــؤالء لــم يـيــأســوا‬
‫ش ــارك ــت أمـ ــس بــأكـثــر‬ ‫أخيرًا إلى جمع هذه التظاهرة جميع‬ ‫أما التيار فبات لديه تصور عقالني‬ ‫مـ ـ ــن الـ ـتـ ـحـ ـلـ ـي ــات حـ ـ ــن تـ ـ ـب ـ ـ ّـن أن‬
‫الـعــونـيــن‪ ،‬املـعـجـبــن بـبــاسـيــل ومــن‬ ‫للخروج مــن األفــق املـســدود‪ .‬والحل‬ ‫امل ـت ـحــدث س ـي ـكــون بــاس ـيــل ولـيــس‬
‫من ‪ 400‬ناشط أيضًا‪.‬‬ ‫يعترضون على إدارته لالنتخابات‪،‬‬
‫وكــانــت الفتة مشاركة‬ ‫الــرئـيـســي واض ــح ال يقبل الـتــأويــل‪،‬‬ ‫ع ــون‪« :‬واض ــح أن ال ـج ـنــرال خطط‬
‫فـ»التيار أكبر من الجنرال وأكبر من‬ ‫وي ـك ـم ــن فـ ــي الـ ـ ـع ـ ــودة الـ ـ ــى ال ـش ـعــب‬ ‫لذلك من أجل أن يكون االمر جاهزًا‬
‫نـ ـ ـ ــواب ج ـب ـي ــل ال ـث ــاث ــة‬ ‫ج ـبــران‪ .‬وال ـج ـنــرال معنا مــش نحن‬ ‫مـ ـص ــدر ال ـس ـل ـط ــات وإعـ ـط ــائ ــه عـبــر‬ ‫لجبران‪ .‬وهــذا هو االختبار له إن‬
‫فــي تحرك أمــس‪ ،‬فأبي‬ ‫معو»‪.‬‬ ‫قــانــون االنـتـخــابــات ق ــدرة أكـبــر على‬ ‫كان يملك شعبية أو ال»‪.‬‬
‫رمـ ـ ـي ـ ــا نـ ـ ـ ــزل مـ ـ ــع وفـ ــد‬
‫هيئة قضاء جبيل الى‬
‫الساحة‪ ،‬فيما النائب عباس هاشم ترأس‬
‫وفدًا من مؤيديه‪ ،‬بينما اكتفى النائب وليد‬
‫خوري بالذهاب مع أفراد من أسرته وبعض‬
‫األصدقاء‪ .‬وكان واضحًا أن مواقع التواصل‬
‫االجتماعي لعبت الدور الرئيسي في تعبئة‬
‫«كرمال عيون الجنرال»‪ ،‬رين تتظاهر‬
‫الجمهور العوني‪ ،‬في ظل استنفار العونيني‬ ‫اآلغ ــا أن مـعــركــة ال ـت ـحــرر ال ـتــي ب ــدأت‬ ‫وبـلــداتـهــم‪ .‬تشعر ري ــن بــأنـهــا معنية‬ ‫ايفون صعيبي‬
‫للدفاع ّ‬ ‫عام ‪ 2005‬شارفت على االنتهاء‪ّ .‬‬
‫وردًا‬ ‫بــاملـطــالــب ال ـتــي يــدافــع عـنـهــا الـتـيــار‪،‬‬
‫عما يعتبرونه حقوقهم الخاصة التي‬
‫على سؤال عن رأيها في الحراك الذي‬ ‫قــائ ـلــة‪« :‬ال ـف ــرق بيننا وب ــن األح ــزاب‬ ‫م ـن ــذ ن ـ ـ ــادى رئـ ـي ــس ت ـك ـت ــل ال ـت ـغ ـي ـيــر‬
‫سعى الـحــراك املــدنــي لسحب بساطها من‬ ‫أطلقته مجموعة «طلعت ريحتكم»‪،‬‬ ‫األخرى هو أننا لم ننغمس في الفساد‬ ‫واإلصالح العماد ميشال عون «شعب‬
‫تحت أقدامهم‪ .‬ولعل الرسالة الجبيلية األبرز‬ ‫ت ـ ـقـ ــول إن «ال ـ ـت ـ ـيـ ــار ي ـ ـحـ ــدد م ـك ــام ــن‬ ‫رغ ــم أنـنــا شــاركـنــا فــي الـحـكــم‪ ،‬فنحن‬ ‫ل ـب ـن ــان الـ ـعـ ـظـ ـي ــم»‪ ،‬ال يـ ـك ــاد يـجـتـمــع‬
‫كــانــت لـلـمـنــاضــل الـجـبـيـلــي األول الــدكـتــور‬ ‫ال ـف ـس ــاد وس ـب ــل م ـعــال ـج ـتــه م ـنــذ عــام‬ ‫نــرفــض االسـتـســام وتــرقــب مصيرنا‬ ‫عونيان إال وتكون «ريــن» ثالثتهما‪.‬‬
‫أدونيس العكرة (الذي جرى التداول باسمه‬ ‫‪ ،1990‬وخـضـنــا ع ـشــرات امل ـع ــارك في‬ ‫كــالـنـعــاج‪ ،‬لـهــذا واج ــب عـلـ ّـي أن أكــون‬ ‫ف ــاب ـن ــة ال ـخ ـن ـش ــارة امل ـت ـن ـي ــة ت ــواص ــل‬
‫كــأحــد املــرشـحــن املحتملني ملنصب نائب‬ ‫مجلسي الـنــواب وال ــوزراء‪ ،‬فأين كان‬ ‫في املظاهرات التي يدعو إليها التيار‬ ‫النضال بالحماسة نفسها منذ عام‬
‫يخونون اآلن ويوزعون‬ ‫هؤالء الذين ّ‬ ‫الــوطـنــي الـحــر لـيــس فـقــط كمسؤولة‬ ‫‪ .1989‬لـكـنـهــا ه ــذه املـ ــرة ال تـتـظــاهــر‬
‫رئـيــس الـتـيــار) ال ــذي دعــا رفــاقــه فــي التيار‬
‫االت ـ ـهـ ــامـ ــات بــال ـج ـم ـلــة وي ـت ـص ــرف ــون‬ ‫فــي الـحــزب بــل كمواطنة حــرة أرفــض‬ ‫«كـ ــرمـ ــال الـ ـتـ ـي ــار» ب ــل «كـ ــرمـ ــال حـقــي‬
‫إل ــى امل ـشــاركــة الكثيفة الس ـت ـعــادة «بعض‬ ‫بوصفهم البداية والنهاية؟» وتختم‬ ‫أن يتم تهميشي من التمثيل العادل»‪.‬‬ ‫باالنتخاب وكرمال عيون الجنرال»‪.‬‬
‫حقوقنا في الحياة وترسيخ الوجود‪ ،‬تمامًا‬ ‫بقليل مــن الشعر الـعــونــي‪« :‬الجنرال‬ ‫وب ـح ـم ــاس ــة تـ ـق ــول‪« :‬ي ـج ــب أن نــدفــع‬ ‫وتـشــرح ريــن ريــاشــي اآلغــا أن وعيها‬
‫كما استعدنا فــي الـســابــق حقنا بــاالرض‬ ‫ب ـ ّـي الــوطــن‪ ،‬وه ــو مــن زرع فينا روح‬ ‫بـشـتــى ال ــوس ــائ ــل ب ــات ـج ــاه تصحيح‬ ‫الـ ـسـ ـي ــاس ــي ت ـف ـت ــح غـ ـ ـ ــداة «اجـ ـتـ ـي ــاح‬
‫وحريتنا في القرار»‪.‬‬ ‫بلبنان والـنــزعــة الــى التمرد‬ ‫التعلق َ َ‬ ‫التمثيل‪ ،‬علمًا بأن محاولة الفاسدين‬ ‫ال ـج ـيــش الـ ـس ــوري ل ـل ـمــن ال ـش ـمــالــي‪،‬‬
‫وال ـثــورة‪ .‬نــفــس ميشال عــون أعطانا‬ ‫كسر الجنرال تزيده قوة‪ ،‬ألن «شعبه‬ ‫وخـصــوصــا قريتها الـخـنـشــارة»‪ ،‬في‬
‫االمل وسندافع عن وطننا وجنرالنا‬ ‫معه ولــن يتركه ألنــه لم يتركنا يومًا‬ ‫ظــل تمسك أهلها بالبقاء فــي البلدة‬
‫حتى آخر رمق»‪.‬‬ ‫ولـ ــم ي ـخــذل ـنــا أب ـ ـ ـ ـدًا»‪ .‬وت ـ ــرى ري ــاش ــي‬ ‫رغم هجرة مئات العائالت من قراهم‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫سياسة‬ ‫‪6‬‬
‫في الواجهة‬
‫رسائل‬
‫ّ‬
‫بري‪ :‬ال طريق لـ«الربيع‬
‫إلى المحرر‬
‫مدعي‬‫غبريس ّ‬
‫ال ّ‬
‫مدعى عليه‬

‫العربي» إلى هنا‬ ‫جـ ــانـ ــب ال ـ ـس ـ ــادة ف ـ ــي ج ــري ــدة‬
‫«األخبار» املحترمني‬

‫لقد ورد فــي جريدتكم الـغــراء‬


‫العدد ‪ 2682‬تاريخ ‪2015/9/3‬‬
‫تحية وبعد‬

‫االتـفــاق الـنــووي االيــرانــي هــو عالمة‬ ‫جــديــد لــانـتـخــاب‪ ،‬قــانــون اسـتـعــادة‬ ‫خ ـب ــر م ـ ـفـ ــاده‪« :‬م ـ ــن املـ ـق ــرر أن‬
‫االزم ـنــة فــي املـنـطـقــة‪ ،‬مــا يقتضي أن‬ ‫الجنسية‪.‬‬
‫منذ االثنين المقبل‬ ‫يمثل رئـيــس بـلــديــة كـفــررمــان‬
‫يـكــون ال ـحــوار فــي لـبـنــان ـ ـ بالتزامن‬ ‫يـسـتـنــد تــوق ـيــت ال ــدع ــوة الـ ــى ح ــوار‬ ‫ال حديث سوى طاولة‬ ‫(قـضــاء النبطية) الستجوابه‬
‫مـ ـع ــه ومـ ـ ــاقـ ـ ــاة ل ـ ــه ـ ـ ـ ـ عـ ــامـ ــة أزمـ ـن ــة‬ ‫داخلي وفحواه الى بضعة معطيات‬ ‫الحوار االربعاء‪ُ .‬يبطئ الشارع‬ ‫ح ــول مـلــف ت ــزوي ــر ف ــي ملكية‬
‫عقار يقع ضمن نطاق البلدة‪،‬‬
‫االستحقاقات املؤجلة‪.‬‬ ‫توافرت لرئيس املجلس‪:‬‬
‫قـ ـب ــل أك ـ ـثـ ــر م ـ ــن اس ـ ـبـ ــوعـ ــن ك ــاش ــف‬ ‫ّأول ـهــا‪ ،‬مــا نجم عــن اتـفــاق البرنامج‬ ‫حركته‪ ،‬تستمر حكومة‬ ‫ً‬
‫وأعضاء‬ ‫واتضح أن موظفني‬
‫سـفـيــري دول ـتــن ب ــارزت ــن فــي عزمه‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ــووي بـ ـ ـ ــن اي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــران وال ـ ـ ـ ـغـ ـ ـ ــرب‪،‬‬ ‫الرئيس تمام سالم في‬ ‫فـ ــي ال ـب ـل ــدي ــة مـ ـت ــورط ــون فــي‬
‫عـ ـل ــى الـ ـ ــدعـ ـ ــوة ال ـ ـ ــى ال ـ ـ ـحـ ـ ــوار ومل ــس‬ ‫وخصوصًا الواليات املتحدة‪ ،‬بفتح‬ ‫رقادها بعض الوقت‪،‬‬ ‫التزوير»‪.‬‬
‫ً‬
‫ت ـش ـج ـي ـع ـه ـم ــا‪ .‬تـ ــدري ـ ـجـ ــا ت ــاح ـق ــت‬ ‫صفحة جديدة في العالقات الدولية‪،‬‬ ‫ب ـص ـف ـت ــي وكـ ـ ـي ـ ــا ع ـ ــن ب ـلــديــة‬
‫االت ـ ـص ـ ــاالت فـ ــي وج ـ ـهـ ــات م ـمــاث ـلــة‪،‬‬ ‫نــاه ـيــك ب ـم ـقــاربــة مـخـتـلـفــة وجــديــدة‬ ‫التيارات‬
‫تستريح اعتصامات ً‬ ‫ك ـ ـفـ ــررمـ ــان أفـ ـي ــدك ــم بـ ـ ــأن ه ــذا‬
‫آخ ـ ـذًا ف ــي االع ـت ـبــار إخ ـط ــار الـسـفــراء‬ ‫ملوقع طهران في املنطقة وبني دولها‪.‬‬ ‫والمجتمع المدني قليال‬ ‫الخبر عــار مــن الصحة جملة‬
‫ب ـم ــا ي ـع ـت ــزم الـ ـقـ ـي ــام ب ـ ــه‪ ،‬إذ يـلـمــس‬
‫ً‬
‫غــداة االع ــان عــن التوصل الـيــه‪ ،‬قال‬ ‫ريثما تراجع ّ‬
‫عداداتها‪.‬‬ ‫وتفصيال‪ .‬وللتوضيح‪ ،‬هناك‬
‫ً‬
‫تحوال إيجابيًا في املنطقة في وسع‬ ‫بري إن ما بعد االتفاق النووي ليس‬ ‫ش ـك ــوى م ــا زال ـ ــت عــال ـقــة أم ــام‬
‫لـبـنــان االس ـت ـفــادة م ـنــه‪ .‬فــي الـغــالــب‪،‬‬ ‫كـمــا قـبـلــه‪ .‬بــذلــك الـتـقــط إشـ ــارة دال ــة‬ ‫وحده الحوار في الصدارة‬ ‫ال ـ ـق ـ ـضـ ــاء‪ ،‬ورئـ ـ ـي ـ ــس ال ـب ـل ــدي ــة‬
‫ت ـب ـعــا مل ــا يــاح ـظــه رئ ـي ــس امل ـج ـلــس‪،‬‬ ‫الى دور ينتظر ايــران في املنطقة قد‬ ‫السيد كمال غبريس له صفة‬
‫بعض القيادات اللبنانية يذهب الى‬ ‫يتطلب اتـضــاحــه بـعــض ال ــوق ــت‪ .‬إال‬ ‫االدعاء فيها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ال ـس ـف ــراء ك ــي يـســألـهــم مـ ــاذا ينبغي‬ ‫أنه ملس املزيد من إشاراته في لقائه‬ ‫نقوال ناصيف‬ ‫المحامي سامي بعلبكي‬
‫فعله‪ ،‬فيكتفون بنصح مراجعيهم‪.‬‬ ‫االخ ـي ــر ب ــوزي ــر ال ـخــارج ـيــة االي ــران ــي‬
‫يـضـيــف بـ ــري‪« :‬ل ــم أش ــأ ت ـجــاهــل ّ‬
‫أي‬ ‫م ـح ـمــد جـ ـ ــواد ظ ــري ــف ل ـ ــدى زي ــارت ــه‬ ‫يـ ـح ــدد ال ــرئ ـي ــس ن ـب ـيــه بـ ــري ل ـح ــوار‬
‫ّ‬
‫منهم ممن تهتم حكوماتهم بالوضع‬ ‫ب ـي ــروت‪ ،‬وت ـكــتــم ب ــري عــن مضمونه‬ ‫االفــرقــاء‪ ،‬الــى طــاولــة مجلس النواب‬
‫اللبناني وتـبــدي حــرصــا عليه‪ .‬لكن‬ ‫رغم أنه اعتاد بعد مقابلته مسؤولني‬ ‫فـ ــي ‪ 9‬اي ـ ـلـ ــول‪ ،‬وظ ـي ـف ـت ــه الــرئ ـي ـس ـيــة‬
‫امل ـهــم أي ـضــا الـتـنـبــه ال ــى أن الـسـفــارة‬ ‫دولـ ـي ــن رف ـي ـعــي امل ـس ـت ــوى االي ـح ــاء‬ ‫بقوله‪« :‬املهم أن يظل الحوار سائدًا‬
‫التي ال تؤثر عليك‪ ،‬تؤثر حتما على‬ ‫بـ ـج ــوان ــب مـ ــن املـ ـ ـح ـ ــادث ـ ــات‪ .‬اك ـت ـفــى‬ ‫ب ــن ال ـل ـب ـنــان ـيــن ح ـت ــى ي ـح ــن أوان‬
‫سواك»‪.‬‬ ‫بالقول أمــام زواره عــن الــزيــارة تلك‪،‬‬ ‫االتفاق في ما بينهم‪ ،‬ســواء أتى من‬
‫ثالثها‪ ،‬انه يالحظ االعالم الخارجي‬ ‫إنه أسهب في الكالم عن حاجة لبنان‬ ‫الخارج أو من الخارج والداخل»‪.‬‬
‫يــرصــد بــدقــة م ــا ي ـجــري ف ــي الــداخــل‬ ‫الى انتخاب رئيسه‪ ،‬وهو ينظر الى‬ ‫ال يضع رئـيــس الـبــرملــان‪ ،‬أيــامــا قبل‬
‫«كــأن لبنان على طريق ما حدث في‬ ‫طـهــران على أنها ـ ـ كجيرانها الــدول‬ ‫االل ـت ـئ ــام‪ ،‬تــوق ـعــات مـسـتـعـجـلــة عما‬
‫عدد من الدول العربية في السنوات‬ ‫العربية ـ عامل استقرار في املنطقة‪.‬‬ ‫س ـيــؤول الـيــه ح ــوار الـكـتــل النيابية‬
‫االربع املنصرمة تحت مسمى الربيع‬ ‫ل ـك ــن ب ـ ــري خ ـ ــرج مـ ــن امل ـق ــاب ـل ــة أك ـثــر‬ ‫التي تختصر الزعماء‪ ،‬أو في أحسن‬
‫ً‬
‫ال ـعــربــي‪ ،‬كــأنــه انـتـقــل ه ــذه امل ــرة الــى‬ ‫تفاؤال‪.‬‬ ‫االحوال ليس بني زعماء البالد أحد‬
‫ً‬
‫لبنان عبر مراقبة حركة الشارع»‪.‬‬ ‫ثـ ــان ـ ـي ـ ـهـ ــا‪ ،‬ان ـ ـ ـ ــه ال يـ ـخـ ـف ــي ش ـ ـعـ ــورًا‬ ‫ل ـي ــس م ـم ـث ــا ف ــي م ـج ـلــس الـ ـن ــواب‪.‬‬
‫يـقــول‪« :‬االع ــام الغربي يقيس مدى‬ ‫بالتفاؤل غير مقترن أحيانًا ببراهني‬ ‫بذلك ال تستثني طاولة الـحــوار أيًا‬
‫مـطــابـقــة مــا ي ـحــدث هـنــا اآلن مــع ما‬ ‫مـ ـب ــاش ــرة‪ ،‬بـ ــأن امل ـن ـط ـقــة ذاهـ ـب ــة ال ــى‬ ‫منهم‪ ،‬بمن فيهم الفريق الذي يلمح‬
‫أصاب الدول العربية‪ ،‬خصوصًا مع‬ ‫مرحلة حوار وتفاوض‪ .‬بالنسبة اليه‬ ‫الـ ــى م ـقــاط ـع ـتــه إيـ ــاهـ ــا‪ ،‬وهـ ــو ح ــزب‬
‫ع ــدد م ــن الـ ـح ــوادث االم ـن ـيــة املـقـلـقــة‪.‬‬ ‫الـ ـق ــوات ال ـل ـب ـنــان ـيــة‪ .‬إال أن وجـ ــوده‬
‫جلوس القيادات الــى طاولة الحوار‬ ‫ف ــي مـجـلــس الـ ـن ــواب‪ ،‬ع ـنــد االن ـت ـقــال‬
‫املوافقة على طاولة حــوار لم تحتج‬ ‫هـ ــو أبـ ـل ــغ ج ـ ـ ــواب عـ ــن ان ال ط ــري ــق‬ ‫ب ـ ـ ـقـ ـ ــرارات الـ ـ ـح ـ ــوار ـ ـ ـ إذا ات ـ ـخـ ــذت ـ ـ‬
‫ال ـ ـ ــى جـ ـه ــد مـ ـض ــن إلقـ ـن ــاعـ ـه ــم ب ـه ــا‪،‬‬ ‫ل ـل ــرب ـي ــع الـ ـع ــرب ــي ال ـ ــى لـ ـبـ ـن ــان‪ ،‬عـلــى‬ ‫الـ ـ ــى امل ــرحـ ـل ــة االج ـ ــرائـ ـ ـي ـ ــة‪ ،‬يـجـعـلــه‬
‫وال ال ــى ج ــدل ف ــي تــوقـيــت التئامها‬ ‫نحو ما شهد هناك‪ .‬حــوار القيادات‬ ‫طــرفــا أســاس ـيــا‪ ،‬ش ــأن س ــواه فــي بـ ّـت‬
‫ومكانها وجدول أعمالها‪.‬‬ ‫يعني أن أحدًا منهم ال يريد التقاتل‬ ‫على حوار‬ ‫م ـص ـي ــره ــا‪ .‬يـ ـق ــول رئـ ـي ــس امل ـج ـلــس‬
‫رابـ ـعـ ـه ــا‪ ،‬انـ ــه ه ــو ص ــاح ــب ال ــدع ــوة‪،‬‬
‫ّ‬
‫مــع اآلخ ــر‪ ،‬وال يــريــد الـحــرب فــي هذا‬
‫البلد‪ .‬الجميع تعلم من سني الحرب‬
‫ّ‬ ‫اللبنانيين انتظار أوان‬ ‫ـ ـ ـ م ــن دون ت ـب ــري ــر ام ـت ـن ــاع الـ ـق ــوات‬
‫اللبنانية عــن املـشــاركــة فــي الـحــوار‬
‫لـ ـك ــن ال ـج ــال ـس ــن ال ـ ــى الـ ـط ــاول ــة هــم‬
‫أصحاب القرار في اتخاذه ووسائله‬
‫ّ‬
‫ال ـل ـب ـنــان ـيــة‪ ،‬ل ـك ـنــه ت ـع ــلــم أي ـض ــا مـمــا‬ ‫الحل من الخارج أو من‬ ‫أو اق ـت ـن ــاع ــه ب ـمــوق ـف ـهــا‪ ،‬وإن أظ ـهــر‬
‫وخ ـيــاراتــه‪ ،‬ويتحملون ع ــبء نجاح‬ ‫يجري من حولنا»‪.‬‬ ‫الخارج والداخل‬ ‫تـفـ ّـهـمــا لــه ـ ـ إن ثــاثــة مــن املــواضـيــع‬
‫ال ـ ـحـ ــوار‪ :‬اسـ ـتـ ـم ــرار ع ـق ــد ال ـج ـل ـســات‬ ‫تـلــك إح ــدى الـحـجــج الرئيسية التي‬ ‫الرئيسية التي ترفع لواء ها أدرجها‬
‫يــومـيــا ح ـتــى‪ ،‬االن ـت ـقــال م ــن بـنــد الــى‬ ‫حـمـلــت مـعـظــم االف ــرق ــاء‪ ،‬ف ــي اعـتـقــاد‬ ‫فــي ج ــدول أع ـمــال ال ـحــوار الــوطـنــي‪:‬‬
‫آخر‪ ،‬التزام تنفيذ القرارات‪.‬‬ ‫رئـيــس املـجـلــس‪ ،‬عـلــى امل ـســارعــة الــى‬ ‫انتخاب رئيس الجمهورية‪ ،‬قانون‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقرير‬

‫«الطفر» يضرب «مؤسسة الحريري»‪ :‬التخل ـ‬


‫ميسم رزق‬
‫ّ‬
‫مـنــذ تــأسـيـسـهــا ع ــام ‪ ،1979‬تتغنى‬
‫«م ــؤس ـ ّـس ــة الـ ـح ــري ــري» ب ــأن ـه ــا «م ــن‬
‫أكبر املؤسسات الخيرية في العاملني‬
‫ال ـع ــرب ــي واإلسـ ـ ــامـ ـ ــي»‪ ،‬و«س ــاع ــدت‬
‫م ــا يـ ـق ــارب ‪ ٣٥‬ألـ ــف ط ــال ــب وطــال ـبــة‬
‫عـلــى إك ـم ــال دراس ـت ـهــم الـجــامـعـيــة»‪،‬‬
‫وأنشأت «عددًا من املدارس واملعاهد‬ ‫من المحرر‬
‫الجامعية والتقنية‪ ،‬واملراكز الصحية‬
‫واالجتماعية والرياضية في لبنان»‪،‬‬ ‫تستقبل «األخ ـب ــار» رســائــل ال ـقـ ّـراء‬
‫على ما تذكره في «سيرتها الذاتية»‬ ‫ع ـل ــى الـ ـعـ ـن ــوان اإلل ـك ـت ــرون ــي اآلتـ ــي‪:‬‬
‫على موقعها الرسمي‪.‬‬ ‫‪ ،letters@al-akhbar.com‬على أن‬
‫هــذه املؤسسة التي ترأسها السيدة‬ ‫تنطلق الــرســالــة مــن أح ــد املــواضـيــع‬
‫سلوى السنيورة بعاصيري كمدير‬ ‫املنشورة في «األخبار»‪ ،‬وأال يتجاوز‬
‫ـروج ل ـن ـشــاطــات ـهــا‬ ‫ع ـ ـ ــام‪ ،‬ال ت ـن ـف ــك تـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫نصها ‪ 150‬كلمة‪.‬‬
‫امل ـ ـن ـ ـت ـ ـشـ ــرة ع ـ ـلـ ــى ط ـ ـ ـ ــول األراض ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫‪7‬‬ ‫سياسة‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫بهدوء‬

‫موجز آالم الشعب السوري‬


‫ً‬
‫ال ـج ـب ــال م ــن ق ـمــامــة األك ـ ــاذي ـ ــب‪ ،‬أوال‪ ،‬ال ـس ــوري ــون‬ ‫ناهض حتر‬
‫يهاجرون الى املناطق التي يسيطر عليها الجيش‬
‫الـ ـع ــرب ــي الـ ـ ـس ـ ــوري‪ ،‬ه ــرب ــا مـ ــن ع ـن ــف امل ـل ـي ـش ـيــات‬ ‫(‪)1‬‬
‫قصف اإلرهــاب ـيــون ـ ـ أو «املـعــارضــة املـسـ ّـلـحــة» إنْ‬
‫اإلرهابية‪ ،‬والتقاتل الجهادي‪ ،‬والـخـ ّـوات‪ ،‬و»الجزية»‬
‫واملــوت‪ ،‬ثانيًا‪ ،‬يقصف اإلرهــابـيــون‪ ،‬الحياة اليومية‬ ‫شئت‪ ،‬فال فرق ـ ـ قاعة امتحان في كلية الهندسة‪،‬‬
‫ودع ــت دمـشــق شهيدين‬ ‫االرب ـعــاء ‪ 2‬أيـلــول ‪2015‬؛ ّ‬
‫خ ـصــوصــا ف ــي دم ـش ــق وح ـل ــب وال ــاذق ـي ــة (حـيــث‬
‫اودت سيارة مفخخة بعشرات الشهداء والجرحى‪،‬‬ ‫من طالب الهندسة‪ ،‬كانا‪ ،‬في الليلة املاضية‪ ،‬وردتني‬
‫ال ـثــاثــاء امل ــاض ــي) لـكــي يـبــرهـنــوا لـلـســوريــن ان ــه ال‬ ‫ي ـفــوح مـنـهـمــا عـطــر ال ـش ـبــاب‪ ،‬تسقيهما وال ــدات ــان‬ ‫كما االتفاق‬
‫ّ‬ ‫متلهفتان وخــائـفـتــان‪ ،‬بــالـحـنــان؛ احــداهـمــا تنصح‬ ‫النووي‬
‫يوجد مكان آمن في بالدهم‪ ،‬وان الحل الوحيد هو‬ ‫عالمة أزمنة‬
‫الهجرة‪.‬‬ ‫ابنها بــالـنــوم‪« :‬يـكـفــي‪ .‬نـ ّـم لكي تستيقظ نشيطًا»‪،‬‬ ‫المنطقة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫واالخــرى ّ‬ ‫الحوار اللبناني‬
‫لكن الحكومة السورية‪ ،‬شكال ومضمونًا‪ ،‬مسؤولة‬ ‫تعد‪ ،‬صامتة‪ ،‬فنجان قهوة جديدًا لالبن‬ ‫عالمة أزمنة‬
‫عن الدافع الثالث للهجرة؛ فبينما تخوض سوريا‪،‬‬ ‫املوغل في الدرس‪.‬‬ ‫االستحقاقات‬
‫«ص ـب ــاح ال ـخ ـيــر»! ن ـس ـمــات بـ ــاردة تـمـنــح ال ـطــاب‬ ‫(هيثم‬
‫أكـثــر ال ـحــروب شــراســة‪ ،‬بقيت ال ـبــاد‪ ،‬مـنــذ حــوالــي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الموسوي)‬
‫خمس سنوات من األهــوال‪ ،‬من دون حكومة حرب‬ ‫امل ـبــكــريــن‪ ،‬ال ـب ـه ـجــة‪ ،‬تـمـســح عـنـهــم ت ـعـ َـب الـسـهــر‪.‬‬
‫عسكرية‪ ،‬هــي وحــدهــا‪ ،‬ال ـقــادرة على أن تــديــر‪ ،‬في‬ ‫ف ــي ق ــاع ــة االمـ ـتـ ـح ــان‪ ،‬أوالد وب ـ ـنـ ــات‪ ،‬م ـه ـنــدســو‬
‫اآلن نفسه‪ ،‬العمليات الحربية وعمليات اإلعــاشــة‪،‬‬ ‫وم ـ ـه ـ ـنـ ــدسـ ــات املـ ـسـ ـتـ ـقـ ـب ــل‪ ،‬م ـ ــن ك ـ ــل الـ ـط ــوائ ــف‬
‫وت ـض ـبــط االسـ ـع ــار و»ال ـش ـب ـي ـحــة» وت ـتــأكــد م ــن ان‬ ‫والـ ـعـ ـصـ ـب ـ ّـي ــات وم ـ ــن كـ ــل ال ـط ـب ـق ــات ـ ـ ـ ـ ـ ف ـجــام ـعــة‬
‫ال ـســوريــن يـنــامــون شـبـعــى‪ ،‬وان ال ـخــدمــات الـعــامــة‬ ‫دمـشــق مـجــانـيــة‪ .‬لـيـســوا مـقــاتـلــن وال ج ـنــودًا وال‬
‫مستمرة وكفوءة‪ ،‬وال تتعامل مع االزمــة املعيشية‬ ‫«ش ـب ـي ـحــة» وال أع ـض ــاء ف ــي امل ـق ــاوم ــة الـلـبـنــانـيــة؛‬
‫الناجمة عــن الـحــرب‪ ،‬بعقلية تقليدية بيروقراطية‬ ‫مجرد شباب وشابات‪ ،‬قلقون وقلقات من أسئلة‬
‫مضمخة بالليبرالية االقتصادية التي تمنح االولوية‬ ‫االمتحان أكثر من الحرب؛ تغيب الحرب ويحضر‬
‫لحسابات االرقام‪ ،‬وليس الحتياجات البشر وكرامة‬ ‫االمتحان‪ ،‬يحضر الزهو باملعرفة؛ فجأة‪ ،‬ينفجر‬
‫االنسان‪.‬‬ ‫(سمه‬ ‫الحقد السعودي ـ ـ االرهابي ـ ـ «املعارض» ّ‬
‫ما شئت‪ ،‬فال فرق) في القاعة املكتظة باألحالم؛‬
‫(‪)4‬‬ ‫تتناثر األماني مع األجساد الشابة‪ ،‬تتبلل دفاتر‬
‫ً‬
‫أفـهــم ـ ـ وال أتـفـ َّـهــم ـ ـ الـيــأس ال ــذي يــدفــع رج ــا لكي‬ ‫االمتحان بالدم‪ ،‬هناك شهيدان وجرحى كثيرون‪،‬‬
‫يغامر بأسرته في قــارب مهدد بالغرق‪ ،‬احتماالت‬ ‫هناك أمهات أخذتهن الصدمة إلى الغياب‪ ،‬اثنتان‬
‫ن ـجــاتــه ‪ 50‬ف ــي املـ ـئ ــة‪ ،‬وت ـن ـع ــدم الـ ــى ال ـص ـف ــر‪ ،‬حني‬ ‫منهما ذهـبـتــا نـحــو ال ـســواد والـفـجـيـعــة‪ ،‬أخــريــات‬
‫ٌ‬
‫تـتــربــص بــال ـقــارب‪ ،‬عـصــابــة مــن الـقــرصــان االت ــراك‬ ‫الى املشافي‪ ،‬وأخريات استقبلن األبناء الناجني‪،‬‬
‫املتخصصني بــاغــراق املـهــاجــريــن لبيع اعضائهم‬ ‫حزينات‪ ،‬يدور‪ ،‬في عقولهن‪ ،‬الصراع بني رغبتهن‬ ‫ٍ‬
‫للشبكات الطبية االجرامية‪ :‬تركيا أردوغ ــان‪ ،‬تقتل‬ ‫(ال ـط ـب ـي ـع ـيــة) ب ــاس ـت ـم ــرار ال ـح ـي ــاة واالم ـت ـح ــان ــات‬
‫ُ‬ ‫خوفهن (الغريزي)‬ ‫ّ‬ ‫والتحضير للزمن اآلتي‪ ،‬وبني‬
‫السوريني في بالدهم‪ ،‬وتغرق السوريني في عرض‬
‫البحر‪ ،‬تسرق مصانعهم وثــرواتـهــم‪ ...‬وأجسادهم‬ ‫على فلذات األكباد‪.‬‬
‫الغارقة في حلم الهجرة الزائف‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫في الليل‪ ،‬املزيد من اآلبــاء السوريني يناقشون مع‬
‫لكن‪ ،‬ال أحــد ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يتفوق على الهمجية السعودية‪ ،‬على‬ ‫األمهات‪ ،‬خيار الهجرة‪ ،‬بينما تصمت األمم املتحدة‬
‫وال في تأييد املقاومة أو معارضتها‪.‬‬ ‫ي ـقــول رئ ـيــس املـجـلــس‪« :‬ال تصويت‬
‫وقاحة الرياض؛ فهي‪ ،‬بعدما دمرت سوريا وهجرت‬ ‫والحكومات «الليبرالية» والفضائيات والصحافة‬ ‫لدى املتحاورين ما يكفي من البنود‬
‫ومنظمات حقوق االنسان؛ ال أحد ّ‬ ‫ف ـ ــي ال ـ ـ ـحـ ـ ــوار ول ـ ـ ــن أل ـ ـجـ ــأ ال ـ ـيـ ــه وإن‬
‫املاليني من شعبها‪ ،‬تقترح ما يلي‪:‬‬ ‫يندد بالجريمة‪،‬‬ ‫لـلـبـحــث ف ـي ـهــا‪ ،‬ب ـ ــدءًا م ــن ان ـت ـخــابــات‬ ‫اخ ـت ـل ـف ــت اآلراء‪ .‬سـ ــأكـ ــون ال ــوح ـي ــد‬
‫‪ 1‬ـ ـ تزويد املهاجرين بقوارب حديثة كفوءة‪،‬‬ ‫ســوى الحكومة الـســوريــة والتلفزيونات السورية‪،‬‬ ‫الـ ــرئـ ــاسـ ــة وإط ـ ـ ـ ــاق عـ ـم ــل مـجـلـســي‬ ‫ال ــذي يــوافــق فــي املـطـلــق عـلــى كــل ما‬
‫‪ 2‬ـ ـ وتمويل بناء ‪ 200‬مسجد لالجئني السوريني‬ ‫يضج النضال االعــامــي بالحديث عن‬ ‫ّ‬ ‫في األثـنــاء‪،‬‬ ‫النواب والوزراء‪ .‬في أدراجي أكثر من‬ ‫ي ـق ــررون ــه‪ .‬س ــأك ــون الــوح ـيــد الـ ــذي ال‬
‫‪ 15‬مشروعًا أو اقتراح قانون انتخاب‬ ‫يعارض ما يتوافقون عليه‪ .‬ال أوراق‬
‫في أملانيا!‬ ‫الالجئني السوريني الهاربني مــن «بــرامـيــل» النظام‬
‫ٌ‬ ‫ج ــدي ــد‪ ،‬ومـ ــا ي ــزي ــد ع ـلــى ‪ 15‬اق ـت ــراح‬ ‫عـمــل مـطـلــوبــة م ــن أي أح ــد لحملها‬
‫وال يسأل أحد أولئك املجرمني ـ ـ ملوك اإلرهاب؛ ملاذا‬ ‫املتفجرة!‬ ‫قانون استعادة الجنسية اللبنانية‪.‬‬ ‫الى الطاولة‪ ،‬بل جدول أعمال حددت‬
‫يدعون الالجئني السوريني لإلقامة في السعودية‪،‬‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫(‪)3‬‬ ‫االربعاء تسلمت اقتراحًا آخر جديدًا‬ ‫سلفًا بنوده وحصرت املناقشة به‪ .‬لن‬
‫والصالة في مساجدها؟‬ ‫كــا! ينبغي ان تتوقف هــذه املــأســاة وتـنـهــار هذه‬ ‫من النائبني سيرج طورسركيسيان‬ ‫أفسح في املجال أمام حوار يخوض‬
‫ونديم الجميل»‪.‬‬ ‫في اتفاق الطائف أو الوقوف ضده‪،‬‬

‫ـ ــي عن «مشاريعها» أول الغيث!‬


‫أن الـعــائــدات التي ستحصل عليها‬ ‫إلى مستودعات يستخدمها أهالي‬ ‫سـبــق أن أطلقته الــوكــالــة األميركية‬ ‫اللبنانية‪ .‬وقبل ‪ 4‬أيــام فقط‪ ،‬أعلنت‬
‫امل ــؤس ـس ــة كـ ــأربـ ــاح‪ ،‬ل ــن تـ ـس ـ ّـدد قـبــل‬ ‫القرى‪ ،‬كما حصل في بلدة الهبارية‬ ‫ل ـل ـت ـن ـم ـيــة الـ ــدول ـ ـيـ ــة (‪ )USAID‬فــي‬ ‫امل ــؤس ـ ّـس ــة إن ـج ــازه ــا‪ ،‬بــال ـت ـعــاون مع‬
‫ثالث سنوات»‪.‬‬ ‫فــي حاصبيا‪ .‬وتضيف املـصــادر أن‬ ‫لـ ـبـ ـن ــان ب ـك ـل ـف ــة تـ ـ ـق ـ ــارب ‪ 27‬م ـل ـي ــون‬ ‫ال ـشــركــة ال ـعــامــة لـلـبـنــاء واملـ ـق ــاوالت‬
‫ال ي ـ ـكـ ــاد ي ـ ـمـ ـ ّـر يـ ـ ــوم ال ي ـس ـم ــع ف ـيــه‬ ‫«املؤسسة عــادة كانت تؤمن ‪ 35‬في‬ ‫تعجز المؤسسة عن‬ ‫دوالر أم ـيــركــي‪ ،‬مــا يـشــي ب ــأن الـشـ ّـح‬ ‫«جـيـنـيـكــو»‪ ،‬م ـشــروع دع ــم وتسويق‬
‫ال ــرئـ ـي ــس سـ ـع ــد ال ـ ـحـ ــريـ ــري أن فــي‬ ‫املشاريع التي تلتزم‬ ‫املئة من مجمل ّ‬ ‫ـوس ــع ولـ ــم ي ـ ُـع ــد م ـح ـصــورًا‬ ‫امل ــال ــي ت ـ ّ‬ ‫وتطوير إنتاجية الـحــرف الخشبية‬
‫تـيــاره مؤسسة جــديــدة بــدأت تتأثر‬ ‫ب ـهــا‪ ،‬عـلــى أن يــوف ــر ت ـيــار املستقبل‬ ‫تأمين مليونين و‪300‬‬ ‫باملؤسسات اإلعالمية «الزرقاء» وال‬ ‫التراثية في سوق النجارين ـ صيدا‪،‬‬
‫ب ــاألزم ــة املــالـيــة ال ـتــي يـعــانــي منها‪،‬‬ ‫أو املـ ـمـ ـلـ ـك ــة الـ ـع ــربـ ـي ــة الـ ـسـ ـع ــودي ــة‬ ‫ألف دوالر لتغطية‬ ‫املنسقيات‪ ،‬بل بدأ يطال سائر أركان‬ ‫ّ‬ ‫وذلك «في إطار استراتيجية التنمية‬
‫مذ قررت اململكة العربية السعودية‬ ‫النسبة املتبقية لتنفيذها»‪ .‬فالدخل‬ ‫«إمبراطورية» الحريري‪.‬‬ ‫الـحـضــريــة املـسـتــدامــة ملــديـنــة صيدا‬
‫قـطــع ال ـعــون عـنــه‪ .‬فبعد املــؤسـســات‬ ‫الذاتي التي «تحصل عليه مؤسسة‬
‫تكاليف المشروع‬ ‫وبـحـســب م ـصــادر فــي «املـسـتـقـبــل»‪،‬‬ ‫ال ـت ــي ت ـن ـفــذهــا امل ــؤس ـس ــة بــال ـشــراكــة‬
‫اإلع ــام ـي ــة وال ـت ـن ـس ـي ـق ـيــات‪ ،‬ه ــا ّهي‬ ‫ال ـ ـ ـح ـ ـ ــري ـ ـ ــري م ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ــال أعـ ـم ــالـ ـه ــا‬ ‫يـ ـ ـن ـ ــدرج مـ ـ ـش ـ ــروع «ب ـ ـ ـلـ ـ ــدي» ض ـمــن‬ ‫مع بلدية املدينة»‪ .‬هذا التهليل بما‬
‫ّ‬
‫املؤسسات الخيرية بــدأت «تترنح»‬ ‫الخاصة ال ُيمكن أن يغطي تكاليف‬ ‫امل ـشــاريــع التعليمية املـهـنـيــة‪ ،‬التي‬ ‫ت ـس ـت ـط ـيــع امل ــؤسـ ـس ــة ت ـح ـق ـي ـقــه رغ ــم‬
‫هي األخــرى في ضــوء األزمــة املالية‬ ‫املشاريع التي تشارك املؤسسة في‬ ‫تـ ـقـ ـض ــي بـ ــإقـ ــامـ ــة «ه ـ ـ ـن ـ ـ ـغـ ـ ــارات ّ فــي‬ ‫ال ـص ـع ــاب‪ ،‬ال يـلـغــي حـقـيـقــة تــأثــرهــا‬
‫املفتوحة‪ ،‬والتي بدأت تنذر‪ ،‬على ما‬ ‫تنفيذها»‪ .‬ونتيجة «للموارد املالية‬ ‫م ـنــاطــق م ـخ ـت ـل ـفــة»‪ ،‬والـ ـت ــي تـكــفـلــت‬ ‫باألزمة املالية الخانقة التي يعاني‬
‫تـقــول أوس ــاط املستقبل‪« ،‬بانفجار‬ ‫غير الكافية‪ ،‬اضطرت املؤسسة إلى‬ ‫ع ـ ــن تـ ــأمـ ــن امل ـ ـ ـ ــال امل ـ ـط ـ ـلـ ــوب م ـن ـهــا‬ ‫مؤسسة الحريري بتأمني مشرفني‬ ‫منها تـيــار املستقبل مـنــذ أش ـهــر‪ .‬إذ‬
‫ّ‬
‫ك ـب ـيــر ل ــن ي ـك ــون ل ـل ـح ــري ــري ال ـق ــدرة‬ ‫سحب يدها من مشروع بلدي»‪ ،‬وال‬ ‫لتأمني ك ــادر الـعـمــل‪ ،‬وامل ـقـ ّـدر بنحو‬ ‫ومهنيني للعمل داخلها واإلشــراف‬ ‫يتردد في «الصالونات» السياسية‬
‫ع ـل ــى تـ ـ ـ ــدارك ن ـت ــائ ـج ــه فـ ــي أوس ـ ــاط‬ ‫سيما أن «نـ ّـص االتـفــاق مع الوكالة‬ ‫على تعليم عــدد من املواطنني‪ .‬لكن‬ ‫ّ‬
‫خبر يتحدث عن «انسحاب مؤسسة‬ ‫ّ‬
‫مليونني و‪ 300‬ألف دوالر أميركي»‪،‬‬
‫جمهوره»!‬ ‫األم ـيــرك ـيــة واض ــح وص ــري ــح‪ ،‬لجهة‬ ‫فتحول عــدد مــن هــذه «الـهـنـغــارات»‬ ‫املــؤسـســة بحسب املـصــادر «عجزت‬ ‫الحريري» من مشروع «بلدي» الذي‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫مجتمع وإقتصاد‬ ‫‪8‬‬


‫هذا الحراك يساعد على زيادة‬
‫الوعي المغيب بملفات‬
‫تحقيق‬
‫االمالك العامة والمجاالت‬
‫العامة في المدينة (مروان‬
‫طحطح)‬

‫الدفين على «سوليدير»‬


‫ّ‬ ‫الحقد‬
‫األمر يتعلق بروح المدينة‬
‫صب المتظاهرون في ساحتي رياض الصلح والشهداء جام غضبهم على «سوليدير»‪ ،‬بوصفها‬
‫رمزا للفساد الذي ينتفضون عليه‪ .‬كيف ال‪ .‬وهذه الشركة التي تحظى بنفوذ فائق في الدولة‪،‬‬
‫سطت على قلب مدينتهم وروحها‪ ،‬وحولت وسط العاصمة الى ضاحيتها الوحيدة‪ ،‬التي‬
‫تحظى بكل االمتيازات‬
‫ال ـنــاس وطــري ـقــة عـيـشـهــم‪« ،‬فـعــوضــا‬ ‫ح ـج ــم ال ـس ـخ ــط الـ ـ ــذي أبـ ـ ـ ــداه هـ ــؤالء‬ ‫هديل فرفور‬
‫ّ‬
‫م ــن ان ت ـكــون ه ــذه االم ــاك ــن لـلـنــاس‪،‬‬ ‫الـ ـ ـن ـ ــاشـ ـ ـط ـ ــن‪ ،‬كـ ـ ـ ــان الفـ ـ ـت ـ ــا فـ ـ ــي ظـ ــل‬
‫أرادوه ــا منطقة لألغنياء‪ ،‬فصلوها‬ ‫التغييب املمنهج ملــا فعلته الشركة‬ ‫«سوليدير وسخة وسخة‪ ،‬وسوكلني‬
‫عـ ــن ب ـق ـي ــة املـ ـن ــاط ــق ع ـب ــر ال ـط ــرق ــات‬ ‫على مر عقود‪.‬‬ ‫عـ ـن ــا ن ـ ـس ـ ـخـ ــة»‪ ،‬ش ـ ـعـ ــار ردده ع ــدد‬ ‫إنهم أغبياء‬
‫العريضة ومنعوها عن الناس»‪.‬‬ ‫ي ـق ــول املـ ـعـ ـم ــاري ره ـي ــف ف ـي ــاض ان‬ ‫م ــن امل ـت ـظــاهــريــن خـ ــال ال ـت ـحـ ّـركــات‬
‫«ك ــل ان ـســان ســاكــن بالبسطة وبــرج‬ ‫الـثـقــافــة الـعــامــة لــم تهتم بـمــا فعلته‬ ‫األخ ـي ــرة تـعـبـيــرا عــن سخطهم على‬ ‫يقول فياض‪ ،‬إن قلب‬
‫اب ــي ح ـيــدر وامل ــزرع ــة وح ـ ــارة حــريــك‬ ‫«سوليدير»‪« ،‬والــذاكــرة ال تعرف ما‬ ‫الشركة «اللي دافعني حقها دم»‪ .‬لم‬
‫وبـ ــرج ح ـ ّـم ــود وكـ ــرم الــزي ـتــون وحــي‬ ‫ك ــان قـبــل ســولـيــديــر‪ ،‬اال ان األخ ـيــرة‪،‬‬ ‫يـكـتــف هـ ــؤالء بــال ـش ـعــارات لـتــرجـمــة‬
‫املدينة هو املكان الشعبي‬
‫ال ـ ـبـ ــدوي‪ ،‬ب ـي ـنــزل ع ـلــى وسـ ــط الـبـلــد‬ ‫برأيه‪ ،‬استفزت الناس «لدرجة انه ال‬ ‫حقدهم الدفني على من سلبهم قلب‬ ‫فيها تاريخيا‪« ،‬وساحة‬
‫وبيرجع عم بيسب سوليدير»‪ ،‬يرى‬ ‫العاصمة منذ اكثر من عشرين عاما‪.‬‬ ‫البرج (الشهداء)‪ ،‬هي مكان‬
‫فياض ان الفرق الواضح في العناية‬ ‫تناقض صارخ بين االعتناء الباذخ‬ ‫فـ ــور وص ــول ـه ــم الـ ــى س ــاح ــة ري ــاض‬ ‫عام تاريخي‪ ،‬وهي كانت‬
‫من شأنه ان يستفز الناس‪ ،‬من االنارة‬
‫الـ ــى مـ ـج ــرور املـ ـي ــاه‪ ،‬الـ ــى تنظيفهم‬
‫المخصصة لالغنياء وبين‬‫ّ‬ ‫باالماكن‬ ‫الصلح‪« ،‬اجتاحوا» عددا من االبنية‬
‫املـهـجــورة املحيطة‪ ،‬م ــدوا رؤوسـهــم‬ ‫ساحة تالقي حقيقية‬
‫االهمال المذل لمطالب فقراء البلد‬ ‫ّ‬
‫اعمدة الشوارع بالريش‪ ،‬الى توحيد‬ ‫مــن الـنــوافــذ ورفـعــوا ش ــارات النصر‬ ‫للناس»‪ .‬يركز ّفياض‬
‫الـ ـل ــوح ــات االع ــانـ ـي ــة وال ــواجـ ـه ــات‬ ‫باسترداد حق منهوب‪ .‬خطوا على‬ ‫على «تاريخية» ساحتي‬
‫ّ‬
‫املــوحــدة‪« ،‬كــل شــيء يوحي بالثروة‪،‬‬ ‫يمكن لرجل عاقل ال ُيستفز»‪.‬‬ ‫الجدران وواجهات املحال التجارية‬
‫وي ـش ـي ــر الـ ــى ال ـت ـن ــاق ــض م ــع نــوعـيــة‬ ‫شـ ـت ــائـ ـمـ ـه ــم وحـ ـ ـ ــاولـ ـ ـ ــوا «ال ـ ـع ـ ـبـ ــث»‬ ‫رياض الصلح والبرج‬
‫حياة الناس»‪.‬‬ ‫املعركة طبقية‬ ‫بممتلكات الــوســط ال ـت ـجــاري‪ ،‬أكبر‬ ‫(ساحة الشهداء)‪ .‬يعود‬
‫ال ـت ـك ـس ـي ــر ال ـ ـ ــذي حـ ـص ــل لـ ــه دالالت‬ ‫ي ــرى ف ـيــاض‪ ،‬ان ســولـيــديــر استفزت‬ ‫«انجازات» الشركة‪ ،‬حاملني الفتات‬ ‫الى عام ‪« ،1830‬حني‬
‫فياض‪.‬‬ ‫للحقد الـعــام‪ ،‬وفــق مــا يقول ّ‬ ‫ال ـن ــاس ع ـنــدمــا ح ـ ّـول ــت األم ـك ـنــة بما‬ ‫تـ ـشـ ـي ــر ال ـ ـ ــى ان ال ـ ـ ـخـ ـ ــراب يـ ـلـ ـي ــق بـ ـ‬
‫ي ـس ـتــذكــرحــادثــة اع ـت ـص ــام اص ـحــاب‬ ‫يتناقض بشكل كامل مع اماكن سكن‬ ‫«الوسخ التجاري»‪.‬‬
‫كانت هذه الساحات تمثل‬
‫حدود املدينة املسورة»‪.‬‬
‫هاتان الساحتان كانتا‬
‫حدود بيروت‪ ،‬وعندما‬
‫تقرير‬ ‫فتحت املدينة اسوارها‪،‬‬
‫باتتا منطقتي التجمع‬

‫إعادة فتح حرج بيروت‪ :‬يوم في األسبوع‬


‫العام‪ .‬ينطلق من هذه‬
‫«السردية»‪ ،‬ليخلص الى ّ‬
‫ان هذه األماكن هي عامة‬
‫تاريخيا‪« ،‬تآمرت سوليدير‬
‫ّ‬
‫باألمن أو النظافة‪ .‬بلغ إن اشتبهت‬ ‫مـ ــن امل ـ ـقـ ــرر افـ ـتـ ـت ــاح ح ـ ــرج ب ـي ــروت‬
‫على قضمها القتناص‬
‫بـ ـ ــأي خ ـ ـ ـ ــرق»‪ .‬هـ ـ ــذه «الـ ـنـ ـص ــائ ــح»‪،‬‬ ‫جــزئ ـيــا‪ ،‬ال ـي ــوم ابـ ـت ـ ً‬
‫ـداء م ــن الـســاعــة‬ ‫املزيد من األموال‪ ،‬شأنها‬
‫تأتي كمحاولة للحرص على عدم‬ ‫الـســابـعــة ص ـبــاحــا‪ ،‬حـتــى الـســابـعــة‬ ‫شأن بقية األمالك العامة‬
‫إعطاء ذريعة لبلدية بـيــروت‪ ،‬التي‬ ‫عـصـرًا‪ ،‬وفــق «االت ـفــاق» ال ــذي جرى‬ ‫التي ردمتها»‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫ب ـ ــررت ط ـ ــوال ‪ 10‬أع ـ ـ ــوام عـ ــدم فـتــح‬ ‫ـوصــل إلـيــه بــن جمعية «نحن»‬ ‫الـتـ ّ‬
‫ال ـح ــرج خــوفــا عـلـيــه م ــن املــواطـنــن‬ ‫وم ـحــافــظ مــديـنــة ب ـيــروت الـقــاضــي‬
‫من سعيها الى تحويلها‬
‫واملواطنات‪.‬‬ ‫زيــاد شبيب‪ .‬وكــان األخير قد وعد‬ ‫الى جزيرة لألغنياء‪« ،‬اال‬
‫وعلى الرغم من أن «نية» الجمعية‬ ‫بإعادة فتح الحرج في ختام اللقاء‬ ‫انهم اغبياء ألنهم أبقوا‬
‫ق ــد تـكـمــن ف ــي «م ـس ــاي ــرة» الـبـلــديــة‪،‬‬ ‫ال ـ ـ ــذي أق ــامـ ـت ــه «ن ـ ـحـ ــن» فـ ــي ب ـلــديــة‬ ‫مراكز السلطة فيها»‪ .‬وفق‬
‫املرجو» (إعادة‬ ‫ّ‬ ‫لتحقيق «االنتصار‬ ‫بـيــروت إلج ــراء نـقــاش مــع املحافظ‬
‫فتحه كامال)‪ ،‬إال أنها بطريقة غير‬
‫ً‬
‫حول املجاالت العامة في املدينة في‬
‫فياض‪ ،‬البعد التاريخي‬
‫السادس من آب املاضي‪.‬‬ ‫لهاتني الساحتني لم يكن‬
‫لــم ُيــرفــق حينها إع ــان إع ــادة فتح‬ ‫ليستمر لوال وجود مراكز‬
‫الحرج بآلية واضحة‪ ،‬إال أن املدير‬ ‫السلطة فيها‪« ،‬في فكرهم‪،‬‬
‫التنفيذي لجمعية «نـحــن» محمد‬
‫ُ‬ ‫أيـ ـ ـ ـ ــوب‪ ،‬ق ـ ـ ــال إن الـ ـ ـح ـ ــرج سـ ُـي ـف ـتــح‬
‫ان الناس لن تنزل اليها‬
‫سيفتح الحرج كل سبت‬ ‫«كبداية» كل نهار سبت من الساعة‬ ‫ولم يتنبهوا الى ان وجود‬
‫من السابعة صباحًا‬ ‫ال ـســاب ـعــة ص ـبــاحــا ح ـتــى الـســابـعــة‬ ‫مراكز السلطة سيعيد‬
‫حتى السابعة مساءً‬ ‫ع ـ ـص ـ ـرًا‪ ،‬ومـ ـ ــن ثـ ــم س ـ ُـي ـف ـت ــح يــومــي‬ ‫الناس الى الساحات»‪.‬‬
‫الـسـبــت واألح ـ ــد إل ــى أن نـصــل إلــى‬
‫فتح كامل للحرج‪.‬‬
‫وتـ ـح ــت شـ ـع ــار «رج ـع ـن ــا ع ح ــرش‬
‫بـ ـ ـي ـ ــروت»‪ ،‬دع ـ ــت ال ـج ـم ـع ـيــة س ـكــان‬
‫مباشرة ترسي فكرة وجوب التقيد‬ ‫املدينة إلى دخول الحرج وممارسة‬
‫أثناء استعمال امللك العام‪ ،‬والنقاش‬ ‫حقهم الطبيعي‪ ،‬مشيرة إلى بعض‬
‫هـنــا ال ي ــدور ح ــول التشجيع على‬ ‫«اإلرشـ ـ ـ ــادات» ال ـتــي عـلــى الــزائــريــن‬
‫«ال ـ ـفـ ــوضـ ــى»‪ ،‬إال أنـ ــه وفـ ــق مـنـطــق‬ ‫ال ـت ـقـ ّـيــد ب ـه ــا‪ ،‬م ــن ضـمـنـهــا «ال ـت ــزام‬ ‫يعول البعض على‬ ‫ّ‬
‫البلدية الطبقي‪ ،‬الذي لم يعد خافيًا‬ ‫والدفاع عنها كي ال نخسر‬ ‫ً‬ ‫القوانني‬ ‫حراك ‪ 9‬أيلول‪ ،‬الذي‬
‫ع ـل ــى أح ـ ـ ــد‪ ،‬مـ ـ ُـن ض ـم ـن ـهــم جـمـعـيــة‬ ‫حرجنا»‪ ،‬الفتة بقولها‪« :‬أنت لست‬ ‫اختار انطالق مسيرته‬
‫االحتجاجية المقبلة من‬
‫«نـحــن»‪ ،‬فــإن امل ــراد أن يبقى الحرج‬ ‫زائـرًا في الحرش‪ ،‬بل ممارس لحق‬ ‫أمام مدخل الحرج‬
‫«جزيرة»‪ ،‬البلدية وحدها من يقرر‬ ‫طبيعي ومراقب للممارسات املخلة‬ ‫(مروان طحطح)‬
‫‪9‬‬ ‫مجتمع وإقتصاد‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫ب ــوج ــه اهـ ــل امل ــدي ـن ــة‪ ،‬ف ـي ـمــا الـبـعــض‬ ‫الـ ـف ــان ــات ال ـص ـغ ـي ــرة ال ـع ــام ـل ــة عـلــى‬
‫اآلخ ــر وج ــد ان «الــري ـحــة طـلـعــت من‬ ‫امل ــازوت الذين تظاهروا واعتصموا‬
‫الـ ــدال ـ ـيـ ــة»‪ ،‬وم ـ ــن ال ـش ــاط ــئ امل ـن ـهــوب‬ ‫ون ـ ــام ـ ــوا مـ ــع ع ــائ ــاتـ ـه ــم لـ ـي ــل ن ـه ــار‬
‫ع ـلــى ي ــد الــراس ـمــال ـيــن الـسـيــاسـيــن‬ ‫عـلــى االرص ـفــة ذات ـهــا وام ــام املطاعم‬
‫وغير السياسيني‪« :‬كلن يعني كلن‪،‬‬ ‫نفسها‪ ،‬ويقول‪« :‬لــم يشاغب سائقو‬
‫سرقوا الشط»‪ .‬وبالتالي فإن النقاش‬ ‫ال ـفــانــات الـصـغـيــرة الن ـهــم يعشقون‬
‫حــول غـيــاب وعــي الـنــاس عــن ملفات‬ ‫ال ـع ـنــف او الن ـه ــم ال ي ــدرك ــون قيمة‬
‫ّ‬
‫تتعلق بــأسـلــوب حياتهم املدينية‪،‬‬ ‫ال ـشــوارع النظيفة‪ )..( ،‬لقد صدمهم‬
‫ي ـح ـتــاج ال ــى اع ـ ــادة ن ـظــر‪ ،‬وبــالـتــالــي‬ ‫بــال ـتــأك ـيــد‪ ،‬ال ـت ـنــاقــض الـ ـص ــارخ بني‬
‫الــى استغالل الجهات املعنية بهذه‬ ‫االعتناء الباذخ باالماكن املخصصة‬
‫ّ‬
‫امل ـ ـل ـ ـفـ ــات‪ ،‬ل ـ ـهـ ــذا الـ ـغـ ـض ــب ال ـش ـع ـبــي‬ ‫لــاغـنـيــاء‪ ،‬وااله ـم ــال امل ــذل ملطالبهم‬
‫الحاصل واستثماره في توجيه هذا‬ ‫ومـ ـ ـط ـ ــال ـ ــب س ـ ــائ ـ ــر ف ـ ـ ـقـ ـ ــراء ال ـ ـب ـ ـلـ ــد»‪،‬‬
‫الغضب للضغط لتحقيق االهداف‪.‬‬ ‫وبــالـتــالــي ه ـنــاك مـقــارنــة دائ ـمــة بني‬
‫ال ـي ــوم‪ ،‬ه ــو مــوعــد اع ـ ــادة فـتــح حــرج‬ ‫الحيز العام واملكان الذي يعيش فيه‬
‫بـيــروت ليوم واحــد فــي الشهر‪ ،‬وفق‬ ‫هؤالء‪.‬‬
‫االتفاق بني جمعية «نحن» ومحافظ‬ ‫الـصــراع هــو طبقي إذا‪ ،‬ف ـ «ال صــراع‬
‫مدينة بيروت القاضي زياد شبيب‪.‬‬ ‫فــي املجتمع دون ان يـكــون االســاس‬
‫انـخــراط جميعة «نـحــن» فــي الحراك‬ ‫طبقيا»‪ ،‬وعلى الرغم من انه يرى ان‬
‫ك ــان خ ـجــوال وغ ـيــر مـعـلــن‪« ،‬فضلنا‬ ‫الوعي لم يصل بعد الى فهم ان املعركة‬
‫ال ـع ـم ــل ع ـل ــى االرض ودع ـ ــون ـ ــا ال ــى‬ ‫طبقية‪ ،‬اال انه يعتقد ان الالوعي يرى‬
‫امل ـش ــارك ــة دون ان ن ـن ـخ ــرط»‪ ،‬يـقــول‬ ‫ف ــي ه ــذه امل ـعــركــة الـعـنـصــر الـطـبـقــي‪.‬‬
‫امل ــدي ــر الـتـنـفـيــذي لـلـجـمـعـيــة محمد‬ ‫«ع ـنــدمــا ت ـبــدأ الـجـمــاهـيــر ب ــرؤي ــة ان‬
‫أيوب‪ ،‬الفتا الى «ان خطوة اعادة فتح‬ ‫امل ـع ــرك ــة ط ـب ـق ـيــة‪ ،‬ن ـك ــون ف ــي مــرحـلــة‬
‫الـحــرج مــن شأنها ان تكون مرضية‬ ‫متقدمة من الصراع»‪ ،‬من هنا‪ ،‬يشير‬ ‫ّ‬
‫فــي الــوقــت الـحــالــي‪ ،‬فــي ظــل الــوعــود‬ ‫فياض الى ان الشعارات التي رفعت‬
‫باعادة فتحه تدريجيا»‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫عليها ان تشير الى الصراع الطبقي‬
‫م ــن اقـ ــرار أي ــوب ان ه ــذه ال ـخ ـطــوة ال‬ ‫ال ــذي يمثل صلب املـعــركــة‪ .‬وأن هذه‬
‫تعد «انـجــازا»‪ ،‬اال انها «مرضية في‬ ‫الشعارات‪ ،‬إذا تراكمت وكان وراءها‬
‫ال ــوق ــت الـ ـح ــال ــي»‪ ،‬ف ــي ال ــوق ــت ال ــذي‬ ‫قـ ـ ـ ــادة حـ ـكـ ـم ــاء ي ـ ــدرك ـ ــون امل ـض ـم ــون‬
‫كانت الجمعية تستطيع ان تضغط‬ ‫للتحرك ان‬ ‫ّ‬ ‫الطبقي لـلـصــراع‪ ،‬يمكن‬
‫الستثمار هذا الحراك وتوجيه الراي‬ ‫يصل الى مكان ما‪.‬‬
‫ال ـع ــام ن ـحــو الـتـمـيـيــز الـطـبـقــي ال ــذي‬ ‫ف ــي ه ـ ــذا ال ـ ـصـ ــدد‪ ،‬يـ ـق ــول فـ ـي ــاض ان‬
‫ت ـم ــارس ــه ال ـب ـلــديــة ك ـن ـم ــوذج يعكس‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ـ ـح ـ ــراك يـ ـس ــاع ــد عـ ـل ــى زيـ ـ ــادة‬
‫صورة السلطة التي تخشى انخراط‬ ‫الوعي املغيب مللفات االمــاك العامة‬
‫الفئات االجتماعية املختلفة‪.‬‬ ‫واملـ ـ ـج ـ ــاالت الـ ـع ــام ــة فـ ــي امل ــديـ ـن ــة‪ ،‬ف ـ‬
‫ّ‬
‫ّأما «الحملة األهلية للدفاع عن دالية‬ ‫«املسألة ال تتعلق بالسرايا فقط وبـ‬
‫ّ‬
‫ال ــروش ــة»‪ ،‬فقد ش ــارك ناشطيها في‬ ‫«أماكن الوجود»‪ ،‬االمر يتعلق بروح‬
‫الحراك‪ ،‬دون دعوة رسمية لالنخراط‬ ‫املدينة‪.‬‬
‫بـ ـمـ ـك ــون ــات ال ـ ـ ـحـ ـ ــراك ايـ ـ ـض ـ ــا‪ .‬ت ـق ــول‬ ‫مــن ن ــزل ال ــى ال ـســاحــات خ ــال االي ــام‬
‫ّ‬
‫ال ـن ــاش ـط ــة ف ــي ال ـح ـم ـلــة م ـن ــى ح ــاق‬ ‫امل ــاض ـي ــة‪ ،‬الح ــظ ان ه ـن ــاك م ــن تنبه‬
‫ان هـنــاك تـحــركــات تــدرسـهــا الحملة‬ ‫لـلـصــراع املــديـنــي الـحــاصــل ب ــدءا من‬
‫خالل االسبوع املقبل لتوجيه الراي‬ ‫ازمة السكن وقانون االيجارات «آخر‬
‫ال ـع ــام ال ــى «ق ــان ــون ت ـســويــة االم ــاك‬ ‫نفايات التشريع» كما تدل الالفتات‬
‫الـ ـع ــام ــة الـ ـبـ ـح ــري ــة» وال ـ ـ ــى تـسـلـيــط‬ ‫الـ ــذي رف ـع ـهــا ع ــدد م ــن املـعـتـصـمــن‪،‬‬
‫ّ‬
‫ملمحة‬ ‫الـضــوء على قضية الــدالـيــة‪،‬‬ ‫وصوال الى مصادرة املجاالت العامة‪.‬‬
‫الـ ــى ام ـك ــان ـي ــة «ت ـن ـظ ـيــم م ـس ـي ــرة مــن‬ ‫الـ ـبـ ـع ــض تـ ـن ـ ّـب ــه لـ ـ ـ «ح ـ ـ ــرج بـ ـي ــروت»‬
‫الدالية الى ساحة الشهداء»‪.‬‬ ‫امل ـق ـف ــل م ـن ــذ اكـ ـث ــر مـ ــن ‪ 10‬س ـن ــوات‬

‫تعليم‬
‫ّ‬
‫تثبيت عمال بلدية طرابلس «ينتظر»‬
‫بيروت ألخذ املوافقة عليه»‪.‬‬ ‫ال ـحــالــي ال يـعـطـيـهــم ح ـقــوقــا كبقية‬
‫في أدراج الرافعي‬ ‫القانونية»‪ .‬وتضمن الـقــرار «الطلب‬ ‫عبد الكافي الصمد‬ ‫«نوعية» رواده وتوقيت دخولهم‪.‬‬
‫وب ــرغ ــم أن ب ـع ــض أعـ ـض ــاء ال ـب ـلــديــة‬ ‫املـ ــوظ ـ ـفـ ــن‪ ،‬ل ـج ـه ــة ت ـس ـج ـي ـل ـه ــم فــي‬ ‫إل ــى رئ ـي ــس ال ـب ـلــديــة‪ ،‬رأس الـسـلـطــة‬
‫ت ــدخـ ـل ــوا مل ـع ــال ـج ــة امل ـش ـك ـل ــة‪ ،‬إال أن‬ ‫ص ـ ـ ـنـ ـ ــدوق الـ ـ ـضـ ـ ـم ـ ــان االجـ ـتـ ـم ــاع ــي‬ ‫التنفيذية واملعني األول بهذا األمر‪،‬‬ ‫ل ــم تـكــن ال ـت ـحـ ّـركــات واالع ـت ـصــامــات‪،‬‬ ‫في مداخلته خالل اللقاء نفسه‪ ،‬كان‬
‫جهودهم ب ــاءت بالفشل‪ ،‬خصوصًا‬ ‫وح ـص ــول ـه ــم ع ـل ــى املـ ـن ــح امل ــدرس ـي ــة‬ ‫م ـتــاب ـعــة امل ـل ــف بــال ـســرعــة ال ـق ـصــوى‬ ‫الـتــي ق ــام بـهــا عـمــال بـلــديــة طرابلس‬ ‫نائب رئيس بلدية بيروت نديم أبو‬
‫بعدما وصلت إلى أسماع املياومني‬ ‫وتعويض نهاية الخدمة وغيرها‪.‬‬ ‫وفقًا ملا تقتضيه األصــول والشروط‬ ‫طلبًا لتثبيتهم‪ ،‬األول ــى مــن نوعها‪،‬‬ ‫رزق‪ ،‬قد كرر أن «إجــراء املناقصات‬
‫تـ ـ ـه ـ ــدي ـ ــدات أنـ ـ ـ ـ ــه إذا ل ـ ـ ــم يـ ــوق ـ ـفـ ــوا‬ ‫وألنـ ـ ـ ـ ـ ــه املـ ـ ـعـ ـ ـن ـ ــي ال ـ ــرئـ ـ ـيـ ـ ـس ـ ــي بـ ـه ــذا‬ ‫القانونية»‪.‬‬ ‫وال يـ ـب ــدو أنـ ـه ــا س ـت ـك ــون األخ ـ ـيـ ــرة‪،‬‬ ‫لتلزيم إدارة الحرج مستمرة‪ ،‬وأنها‬
‫اعتصاماتهم فــإن الرافعي قد يتجه‬ ‫امل ـ ــوض ـ ــوع‪ ،‬أشـ ـ ــار ال ــرافـ ـع ــي إل ـ ــى أن‬ ‫ومــع أن وزارة الداخلية وافـقــت على‬ ‫ب ـعــدمــا خـضــع ه ــذا ال ـط ـلــب‪ ،‬ع ـلــى ما‬ ‫ت ـش ــرف ع ـل ــى االنـ ـتـ ـه ــاء»‪ ،‬مـقـتــرحــا‬
‫لالستغناء عنهم واإلتـيــان بآخرين‬ ‫«املـجـلــس الـبـلــدي فــي عـهــد الرئيس‬ ‫ق ــرار الـبـلــديــة‪ ،‬ف ــإن غ ــزال وض ـعــه في‬ ‫ي ـظ ـه ــر‪ ،‬ل ـت ـج ــاذب ــات داخـ ـ ــل ال ـب ـلــديــة‬ ‫إعــادة فتح الحرج «يومًا أو يومني‬
‫مكانهم‪ ،‬غير أن نصائح ُو ّجهت إلى‬ ‫الـ ـس ــاب ــق‪ ،‬ق ـب ــل ن ـح ــو سـ ـن ــة‪ ،‬كـ ــان قــد‬ ‫األدراج ولـ ــم ي ــوق ـع ــه‪ ،‬وسـ ــط أجـ ــواء‬ ‫وخ ــارجـ ـه ــا‪ .‬فـ ـه ــؤالء ال ـع ـم ــال ال ــذي ــن‬ ‫ب ــاألسـ ـب ــوع ع ـل ــى ص ـي ـغــة ‪festival‬‬
‫ً‬ ‫(اح ـت ـف ــال)»‪ .‬وبــال ـتــالــي‪ ،‬أوح ــى أبــو‬
‫الــراف ـعــي تـمـنــت عـلـيــه ع ــدم التفكير‬ ‫اتـخــذ ق ــرارًا بــاملــوافـقــة على التثبيت‬ ‫االنـ ـ ـقـ ـ ـس ـ ــام وال ـ ـش ـ ـلـ ــل الـ ـ ـت ـ ــي سـ ـ ــادت‬ ‫يـنــاهــز ع ــدده ــم ‪ 180‬ع ــام ــا مـيــاومــا‪،‬‬
‫بهكذا طرح النه سيؤدي إلى صدام‬ ‫حسب حاجات البلدية‪ ،‬وأرســل إلى‬ ‫ال ـب ـلــديــة ف ــي أغ ـلــب أيـ ــام ع ـه ــده‪ ،‬وقــد‬ ‫أي مـمــن يعملون عـلــى ال ـفــاتــورة مع‬ ‫رزق أن الـبـلــديــة مـصــرة عـلــى مبدأ‬
‫داخل البلدية‪.‬‬ ‫بـ ـ ّـرر مـمــاطـلـتــه يــوم ـهــا ف ــي الـتــوقـيــع‬ ‫البلدية‪ ،‬استطاعوا خالل عهد رئيس‬ ‫الفوقية في إدارة الحرج عبر تبني‬
‫وف ــي ه ــذا اإلطـ ــار‪ ،‬أوض ـحــت مـصــادر‬ ‫على الـقــرار بــأنــه يــرتــب على البلدية‬ ‫البلدية الـســابــق ن ــادر غ ــزال الضغط‬ ‫«ت ــوزي ــع الــوظــائــف وف ــرض شــروط‬
‫فـ ـ ــي بـ ـل ــدي ــة طـ ــراب ـ ـلـ ــس أن «ه ـ ـ ــؤالء‬ ‫تحملها‪،‬‬ ‫أعباء مالية ال قدرة لها على ّ‬ ‫ً‬ ‫على املجلس البلدي للموافقة على‬ ‫الس ـت ـع ـمــالــه» (يـ ــرد ف ــي مـخـطـطــات‬
‫املياومني املحسوبني سياسيًا على‬ ‫كـمــا أن الـسـيــر فــي وض ــع ه ــذا الـقــرار‬ ‫تثبيتهم‪ ،‬بشكل مبدئي‪.‬‬
‫رئيس البلدية لن ُيوافق‬
‫الـبـلــديــة الـنـهــائـيــة ت ــوزي ــع وظــائــف‬
‫معظم القوى السياسية في املدينة‪،‬‬ ‫م ــوض ــع ال ـت ـن ـف ـيــذ ك ـ ــان ي ـح ـت ــاج إل ــى‬ ‫فــي ‪ 3‬حــزيــران ‪ 2014‬أص ــدرت بلدية‬ ‫الستعمال الحرج ‪http://www.al-‬‬
‫والــذيــن أمضى بعضهم فــي البلدية‬ ‫غطاء سياسي من القوى الفاعلة في‬ ‫طرابلس قرارًا حمل الرقم ‪ ،309‬أكدت‬
‫ب ــن ‪ 5‬ـ ‪ 8‬سـ ـن ــوات‪ ،‬إذا ت ــوق ـف ــوا عن‬ ‫على القرار قبل نيل‬ ‫املدينة‪ ،‬لم يكن متوافرًا‪.‬‬ ‫فـيــه ق ــراره ــا رق ــم ‪ 303‬ال ــذي اتـخــذتــه‬
‫‪ ،)225224/akhbar.com/node‬وهو‬
‫رأى أن ما يخطط للحرج لن يتأثر‬
‫العمل فإن البلدية ستصاب بالشلل‪،‬‬
‫ً‬
‫موافقة مرجعيته‬ ‫بـعــد اسـتـقــالــة غ ــزال وانـتـخــاب عامر‬
‫ً‬
‫في ‪ 8‬نيسان ‪ ،2014‬الــذي ينص على‬ ‫بقرار إعادة فتحه‪.‬‬
‫وأنه إذا استمر اإلضراب طويال ولم‬ ‫ال ــرافـ ـع ــي بـ ــديـ ــا مـ ـن ــه‪ُ ،‬حـ ـ ـ ـ ِّـرك امل ـلــف‬ ‫«املوافقة املبدئية على تعيني أجــراء‬ ‫فـ ــي م ـق ــاب ــل «إنـ ـ ـج ـ ــاز» إعـ ـ ـ ــادة فـتــح‬
‫ي ـبــاشــروا بـتـعــزيــل ق ـن ــوات تصريف‬ ‫مجددًا‪ ،‬فأرسل مرة ثانية إلى وزارة‬ ‫في بلدية طرابلس‪ ،‬على أن يكون هذا‬ ‫الحرج‪ ،‬يقتضي التنبه إلى أن هذه‬
‫مياه األمطار قبل قدوم فصل الشتاء‪،‬‬ ‫الــداخ ـل ـيــة وال ـب ـلــديــات إلب ـ ــداء ال ــرأي‬ ‫التعيني مـحـصــورًا بـعـمــال الـفــاتــورة‬ ‫ال ـخ ـط ــوة ق ــد ال ت ـخ ــرج ع ــن صيغة‬
‫فإن شوارع املدينة قد تغرق في املياه‬ ‫وأخذ املوافقة‪ ،‬فجاوبت الوزارة‪ ،‬وفق‬ ‫لدى البلدية‪ ،‬وعلى أن تستكمل هذه‬ ‫«االح ـ ـت ـ ـف ـ ــال» األس ـ ـبـ ــوعـ ــي إال إذا‬
‫من أول شتوة»‪.‬‬ ‫وزارة الداخلية كتابًا التخاذ القرار‬ ‫مصادر بلدية‪ ،‬بــأن «الـقــرار النهائي‬ ‫املوافقة بتقارير وصــف وظيفي عن‬
‫اس ـت ـطــاع امل ــواط ـن ــون‪ ،‬م ــن ضمنهم‬
‫مل ـ ــاذا ال ُي ـق ــدم ال ــراف ـع ــي‪ ،‬املـحـســوب‬ ‫امل ـنــاســب ل ـكــون ـهــا وزارة الــوصــايــة‬ ‫لتثبيت املياومني يعود إلــى رئيس‬ ‫إنتاجية وسلوك العامل اليومي»‪.‬‬
‫على تيار املستقبل لكونه عضوًا في‬ ‫عـ ـل ــى ال ـ ـب ـ ـلـ ــديـ ــات‪ ،‬وق ـ ــام ـ ــت وزارة‬ ‫البلدية بما يملك من صالحيات»‪.‬‬ ‫وق ـ ـ ـ ّـررت ال ـب ـلــديــة يــوم ـهــا ف ــي جلسة‬
‫«نحن»‪ ،‬أخذ خيار مواجهة السلطة‬
‫منسقية الـتـيــار األزرق فــي املــديـنــة‪،‬‬ ‫ال ــداخـ ـلـ ـي ــة بـ ــدورهـ ــا ب ــإرس ــال ــه إل ــى‬ ‫رد وزارة الــداخـلـيــة الــذي‬ ‫وي ـبــدو أن ّ‬ ‫عـ ـ ـق ـ ــدت ب ـ ــرئ ـ ــاس ـ ــة ن ـ ــائ ـ ــب ال ــرئـ ـي ــس‬ ‫وان ـت ــزاعّ حــق ال ــدخ ــول إل ــى الـحــرج‬
‫ع ـلــى امل ــواف ـق ــة ع ـلــى قـ ــرار تـثـبـيـتـهــم‪،‬‬ ‫مجلس الخدمة املدنية الــذي أعــاده‬ ‫تسلمته البلدية رسميًا‪ ،‬جعل العمال‬ ‫ج ـ ــورج ج ـ ــاد‪ ،‬ل ــوج ــود غ ـ ــزال خ ــارج‬ ‫دون «مــنــة» منها‪ .‬ويـعـ ّـول البعض‬
‫وهــو الــذي سبق لــه وواف ــق يــوم كان‬ ‫إلــى الـبـلــديــة بـعــد اسـتـقــالــة الرئيس‬ ‫امل ـيــاومــن فـيـهــا يـ ـج ـ ّـددون تـحـ ّـركـهــم‬ ‫الـبــاد‪ ،‬تأليف لجنة «لتحديد اآللية‬ ‫ع ـلــى حـ ــراك ‪ 9‬أيـ ـل ــول‪ ،‬الـ ــذي اخ ـتــار‬
‫ع ـض ـوًا ع ـلــى هـ ــذا ال ـ ـقـ ــرار‪ ،‬أوض ـحــت‬ ‫ن ـ ــادر الـ ـغ ــزال وان ـت ـخ ــاب ــي رئ ـي ـســا»‪،‬‬ ‫وال ـض ـغــط عـلــى الــرئ ـيــس واألع ـض ــاء‬ ‫ال ـقــانــون ـيــة» لـتـعـيــن هـ ــؤالء الـعـمــال‪،‬‬ ‫ان ـ ـطـ ــاق م ـس ـي ــرت ــه االح ـت ـج ــاج ـي ــة‬
‫املصادر أن رئيس البلدية «لن ُيقدم‬ ‫الفـ ـت ــا إل ـ ــى أن ال ـب ـل ــدي ــة «ف ـ ــي ص ــدد‬ ‫م ــن أج ــل تـثـبـيـتـهــم‪ ،‬لـلـحـصــول على‬ ‫ع ـلــى أن «ت ــرف ــع ت ـق ــري ـرًا إلـ ــى رئـيــس‬ ‫امل ـق ـب ـل ــة مـ ــن أمـ ـ ـ ــام مـ ــدخـ ــل الـ ـح ــرج‬
‫على املوافقة على قرار كهذا قبل نيل‬ ‫دراس ـت ــه وات ـخ ــاذ ال ـق ــرار بتثبيتهم‬ ‫مـ ــا ي ـع ـت ـب ــرون ــه ح ـق ــا ط ـب ـي ـع ـيــا ل ـهــم‪،‬‬ ‫ال ـب ـلــديــة إلص ـ ــدار امل ــذك ــرات اإلداري ـ ــة‬ ‫إلنجاز هذا األمر‪.‬‬
‫موافقة مرجعيته السياسية عليه»‪.‬‬ ‫حـ ـس ــب ح ــاجـ ـتـ ـه ــا‪ ،‬وإرس ـ ـ ــال ـ ـ ــه ال ــى‬ ‫خـصــوصــا أن وضـعـهــم «الــوظـيـفــي»‬ ‫ال ــازم ــة مل ــن ت ـتــوافــر فـيـهــم ال ـش ــروط‬ ‫هديل‪...‬‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫مجتمع وإقتصاد‬ ‫‪10‬‬


‫تعرضت حملة ‪#‬عكار_منا_مزبلة للتشويش من احد الناشطين فيها‪،‬‬‫ّ‬ ‫تقرير‬
‫الذي اعلن على صفحتها نهاية حراكها ضد نقل النفايات الى ّالقضاء‪،‬‬
‫اال ان ناشطي وناشطات الحملة عقدوا مؤتمرا صحافيا امس واكدوا ان‬
‫الحملة مستمرة‪ّ ،‬‬
‫وعبّروا عن عتب شديد على وسائل االعالم التي ال تهتم‬
‫بنقل نشاطاتهم وتركز على نشاطات العاصمة حصرا‬
‫ّ ّ‬
‫حملة «عكار منا‬
‫ل ـكــن ب ـعــد ت ـظ ــاه ــرة بـ ـي ــروت‪ ،‬واج ـهــت‬
‫مزبلة» مستمرة‬
‫التي قــررهــا مجلس ال ــوزراء وأعلنها‬
‫الحملة مشكلة داخـلـيــة عندما انفرد‬ ‫وزير الداخلية نهاد املشنوق كأموال‬
‫صباح أيوب‬
‫القيمني على صفحة الحملة على‬ ‫أحد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«م ـخ ـص ـص ــة إلن ـ ـمـ ــاء عـ ـ ـك ـ ــار»‪ .‬حـ ــاول‬ ‫ظهر شعار «عكار منا ُمزبلة» تلقائيًا‬
‫«فــاي ـس ـبــوك» ب ـ ــإدارة الـصـفـحــة ونـشــر‬ ‫ال ـش ـبــاب وم ــا زالـ ــوا تـنـظـيــم حملتهم‬ ‫الشهر املــاضــي عندما أعـلــن احتمال‬
‫مــواقــف وش ـعــارات مــن دون التنسيق‬ ‫لتكون أكثر فعالية‪ ،‬عقدوا اجتماعات‬ ‫تـصــديــر كـ ّـمـيــات ضـخـمــة مــن نـفــايــات‬
‫مع باقي أفراد املجموعة‪ ،‬ومن بني ما‬ ‫وطرحوا القضايا وناقشوا العناوين‬ ‫بيروت الى عكار‪ .‬تنادى بعض شباب‬
‫نشر «بــوســت» يعلن «انـتـهــاء الحراك‬ ‫وال ـش ـع ــارات وامل ـطــالــب فـيـمــا بينهم‪،‬‬ ‫امل ـن ـط ـقــة ع ـلــى ن ـحــو ع ـف ــوي م ـنــذ ذلــك‬
‫الشعبي في عكار»‪.‬‬ ‫فظهرت بعض االختالفات في الــرأي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫اعتصامني (في العبدة‬ ‫الحني ونظموا‬
‫لذلك‪ ،‬وبهدف توضيح ما جرى على‬ ‫واألهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداف‪ ،‬تـ ـح ـ ّـمـ ـس ــوا ل ـت ـظ ــاه ــرات‬ ‫ّ‬
‫وحـ ـلـ ـب ــا) ك ـ ـ ـ ــرروا خ ــال ـه ـم ــا رف ـض ـهــم‬
‫«فــاي ـس ـبــوك» أخ ـ ّي ـرًا ع ـقــدت مجموعة‬ ‫بيروت وشاركوا فيها ّالسبت املاضي‬ ‫اسـتـقـبــال الـنـفــايــات واسـتـنـكــارهــم ملا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ح ـم ـلــة «عـ ــكـ ــار م ــن ــا م ــزب ـل ــة» مــؤت ـم ـرًا‬ ‫رافعني شعار «عكار منا مزبلة»‪.‬‬ ‫ع ـ ّـدوه «رش ــوة» ال ـ ‪ ١٠٠‬مليون دوالر‪،‬‬
‫ص ـح ــاف ـي ــا أمـ ـ ــس فـ ــي حـ ـلـ ـب ــا‪ ،‬أع ـل ـنــت‬
‫خالله في بيان أن «ما حدث لصفحة‬
‫الحملة هو محاولة لتفخيخ الحراك‬
‫ومضمونه»‪ .‬وأكدت أن «الحملة ليست‬

‫انقسام في مواقف بلديات عكار‬


‫عــرضــة لــابـتــزاز املــالــي والـسـيــاســي»‪،‬‬
‫وأنها «لــن تسمح بتمرير أي تسوية‬
‫عـ ـل ــى حـ ـس ــاب امل ـج ـت ـم ــع ال ـ ـع ـ ـكـ ــاري»‪.‬‬
‫تعرضت‬ ‫ونبه البيان الى أن «الحملة ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫من ناحيته‪ ،‬يرفض رئيس بلدية الحاكور الشيخ‬ ‫محمد ملص‬
‫ل ـض ـغــوط ك ـث ـيــرة وص ـف ـح ــات م ـ ــزورة‬ ‫نعيم مشيلح رضوخ عكار لنفايات األغنياء‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اعتمدت اللوغو نفسه»‪ ،‬ودعا كل من‬ ‫«ن ـحــن نــؤيــد ال ـح ــراك الـشـعـبــي ال ـع ـكــاري ونــدعـمــه‪،‬‬ ‫فــي ظ ــل ال ـح ــراك املـطـلـبــي فــي لـبـنــان وع ــك ــار يبدو‬
‫راهنوا على الحملة إلى أن «يحافظوا‬ ‫ونـقــف ال ــى جــانـبــه‪ ،‬لـكــونــه يـمـثـلـنــا»‪ ،‬وق ــال مشيلح‬ ‫االنقسام في أوســاط رؤســاء بلديات عكار جليًا‪،‬‬
‫عـلــى ثقتهم ب ـهــا»‪ ،‬وأن يـنـضـ ّـمــوا الــى‬ ‫ح ـي ــث رفـ ــض عـ ــدد ك ـب ـيــر م ـم ــن ت ــواص ـل ــت مـعـهــم‬
‫«أذا اراد نــواب عكار التواطؤ على ابنائهم وأهلهم‬
‫الجديدة على «فايسبوك»‬ ‫ّ‬ ‫صفحتها‬
‫ّ‬ ‫فليذهبوا ويـقــودوا شاحنات النفايات بأنفسهم‪،‬‬ ‫«األخ ـ ـبـ ــار» ال ـت ـصــريــح‪ ،‬كــرئ ـيــس ب ـلــديــة سـيـســوق‬
‫بــاســم «عــكــار مــنــا مــزبـلــة» وهــاشـتــاغ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫شخيدم «عتبًا» على «طلعت ريحتكم» التي لم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف ـه ــؤالء ال ـن ــواب ل ــم ي ـج ــرؤوا حـتــى بــرفــع صوتهم‬ ‫غـســان تــامــر‪ ،‬وعـكــار العتيقة خــالــد الـبـحــري‪ ،‬لكن‬
‫تسم حملة «عكار منا مزبلة» (مروان طحطح)‬ ‫يسجل‬ ‫‪#‬عكار_منا_مزبلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب ـع ــض ن ــاش ـط ــي ال ـح ـم ـل ــة أكـ ـ ـ ـ ــدوا أن‬ ‫لـيـقــولــوا ال نــريــد نـفــايــات فــي مـنــاطـقـنــا»‪ ،‬واتهمهم‬ ‫صاحب مكب ســرار خلدون ياسني ال يــزال يقول‬
‫بــ»الــرضــوخ الــى رشــوة ‪ 100‬مليون دوالر»‪ ،‬ولكن‬ ‫صرح‬ ‫انــه لن يعاكس الـحــراك املطلبي‪ ،‬بحسب ما ّ‬
‫التي نشرت على الصفحة‬ ‫ّ‬ ‫الشعارات‬
‫وال سـ ـيـ ـم ــا قـ ـ ـ ــرى الـ ـ ـسـ ـ ـه ـ ــل»‪ ،‬ال ــذي ــن‬ ‫ال ـن ـظ ــام ال ـط ــائ ـف ــي والـ ـف ــاس ــد ال ـقــائــم‬ ‫السابقة «ال تمثلهم وهي توحي بأننا‬ ‫نحن ابناء عكار «مامنتبرطل»‪.‬‬ ‫ل ــ»أألخ ـبــار»‪ ،‬واعـلــن ان مــا يمنعه مــن قـبــول ادخــال‬
‫سـ ـيـ ـتـ ـض ــررون مـ ـب ــاش ــرة إذا اع ـت ـمــد‬ ‫حاليًا‪ ،‬بدءًا بخطر استقدام النفايات»‪.‬‬ ‫ضد الجيش وهذا غير صحيح‪ ،‬ألننا‬ ‫يـتـهــم مـشـيـلــح نـ ــواب ع ـك ــار ان ـه ــم اتـ ـخ ــذوا ال ـق ــرار‬ ‫الـنـفــايــات الــى ارض ــه فــي س ــرار هــو ح ــراك الـشــارع‬
‫ـدة س ـ ــرار كـمـطـمــر لـنـفــايــات‬ ‫ّ‬ ‫نؤيد الجيش اللبناني علنًا وهــذا ال‬ ‫باملوافقة على ادخــال النفايات الــى عكار بموجب‬ ‫الرافض‪ ،‬وقال‪« :‬ال ازال اقف الى جانب رفض اهالي‬
‫ّ‬ ‫م ـك ــب ب ـل ـ َ‬ ‫بعض الناشطني في الحملة شرحوا‬
‫صفقة‪« ،‬لم يكن فيها لرؤساء البلديات ال ناقة وال‬ ‫عكار‪ ،‬وال يمكن أن نتخطى مطالب هؤالء املحقة‪».‬‬
‫بيروت‪ .‬شخيدم يرى في عكار «مركزًا‬ ‫أن ـهــم «ي ـب ـنــون حــالـيــا شـبـكــة تــواصــل‬ ‫لبس فيه»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جمل»‪.‬‬ ‫ف ــي امل ـقــابــل‪ ،‬ال يـمــانــع رئ ـيــس بـلــديــة حـلـبــا سعيد‬
‫لقضايا الحراك الشعبي الذي يشهده‬ ‫مــع شباب آخــريــن مــن مختلف القرى‬ ‫من هم ناشطو الحملة العكارية‪ ،‬وما‬
‫لـبـنــان ال ـيــوم لـكــونـهــا املـنـطـقــة األكـثــر‬ ‫هي أهداف حملتهم؟‬ ‫أما رئيس اتحاد بلديات الجومة عكار سجيع عطية‪،‬‬ ‫الحلبي من الوقوف على ما سماها «االزمة الوطنية‬
‫املعنية مباشرة بما‬ ‫ّ‬ ‫حرمانًا ولكونها‬ ‫“نحن مجموعة مؤلفة من حوالي ‪٣٠‬‬ ‫فاتخذ موقفا وسطيا‪ ،‬حيث أيــد مطالب الشعبية‬ ‫التي تعيشها بـيــروت»‪ ،‬وقــال لــ»االخـبــار»‪« :‬بيروت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الها علينا ‪ ،‬ويجب ان نقف الــى جانبها ونتحمل‬
‫سـيـتــرتــب عـلــى أزمـ ــة ال ـن ـفــايــات» ل ــذا‪،‬‬ ‫شابًا وشابة من مختلف قرى وبلدات‬
‫ّ‬ ‫ودع ــا ل ـلــوقــوف ال ــى جــانــب ال ـح ــراك ودع ـم ــه‪ ،‬وقــال‬
‫ّ‬ ‫ما يمليه علينا ضميرنا الوطني اتجاهها»‪ ،‬وهو‬
‫يــدعــو الـشــاب الناشطني مــن مختلف‬ ‫ع ــك ــار م ــن طـ ــاب م ـ ــدارس وجــام ـعــات‬ ‫لـ»األخبار»‪« :‬نحن ضد النفايات العشوائية‪ ،‬ولكن‬
‫املـنــاطــق وال سيما ب ـيــروت ال ــى «نقل‬ ‫ومتخرجني عاطلني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وموظفني وعمال‬ ‫في الوقت نفسه هاجم الحراك العكاري الذي يجري‬
‫إذا اقــامــت الــدولــة مكبا يضمن الـشــروط الصحية‬
‫الحراك الى عكار»‪َ .‬‬ ‫ما حدث لصفحة الحملة‬ ‫ـول املـ ـتـ ـح ـ ّـدث بــاســم‬
‫“جم َعنا ّ‬ ‫شخيدم‪َ ،‬‬ ‫م ــن الـ ـعـ ـم ــل»‪ ،‬ي ـق َ‬
‫ـ‬ ‫والبيئية والعلمية‪ ،‬فــا مــانــع مــن تحمل جــزء من‬ ‫في الساحات‪ ،‬داعيًا املواطنني الى عدم اللجوء الى‬
‫وه ـنــا‪ ،‬يـسـ ّـجــل شــخـيــدم «عـتـبــا» على‬ ‫هو محاولة لتفخيخ‬ ‫هم‬ ‫املجموعة عاهد‬ ‫نفايات بيروت بالتساوي بني كل املناطق»‪.‬‬ ‫الشارع والبحث مع الدولة في مطالب عكار حواريًا‪،‬‬
‫«عددت‬ ‫حملة «طلعت ريحتكم» التي ّ‬ ‫أن تـتـحـ ّـول عـكــار الــى مــزبـلــة فــي حــال‬ ‫لـكــن عطية اك ــد ان ال ـعــودة ال ــى ال ـشــارع وإل ــى قطع‬ ‫وت ــاب ــع ال م ــان ــع لــدي ـنــا ان ن ـل ـتــزم‪ ،‬ك ـبــاقــي املـنــاطــق‬
‫ّ‬
‫في تظاهرة بيروت األخيرة كل أسماء‬ ‫الحراك ومضمونه‬ ‫ص ــدر قـ ــرار ح ـكــومــي بـنـقــل الـنـفــايــات‬ ‫ال ـطــرقــات سـيـكــونــان م ـطــروحــن وب ـق ــوة ف ــي حــال‬ ‫اللبنانية‪ ،‬حصة من نفايات بيروت‪ ،‬هذه مساهمة‬
‫حملتنا‬
‫ّ‬ ‫ـات املـعـنـ ّـيــة ول ــم تـسـ ِّـم‬‫الـحـمـ ّ‬
‫الــى أراض ـي ـنــا»‪“ .‬وضـعـنــا انتماءاتنا‬ ‫ادخال النفايات الى عكار دون الشروط املطلوبة‪.‬‬ ‫وطنية‪.‬‬
‫«عكار منا مزبلة» ولم تعط ألي منا‬ ‫الـحــزبـيــة جــانـبــا‪ ،‬وقــررنــا أن نتكاتف‬
‫فـسـحــة كـ ــام ف ــي ال ـس ــاح ــة» عـلـمــا أن‬ ‫مــن أجــل صـ ّـد األذى ال ــذي يلحقه بنا‬

‫متابعة‬

‫الصيغة النهائية للتنسيق‪ :‬الحفاظ على استقاللية الج ـ‬


‫وال ـح ـمــات ف ــي املــؤت ـمــر الـصـحــافــي‬ ‫مجموعة «طلعت ريحتكم» أول من‬ ‫ـوح ــد وان ـم ــا اج ـت ـمــاعــات مشتركة‬ ‫مـ ّ‬
‫ُ‬ ‫إيفا الشوفي‬
‫الـ ـي ــوم ل ـل ـقــول ان ـه ــا ت ـع ـمــل م ـعــا مــن‬ ‫أمس على أن تبقى خارج اللجنة‪ ،‬لكن‬ ‫وات ـص ــاالت تـبـقــي الـجـمـيــع مطلعني‬
‫دون اطار تنظيمي محدد‪ .‬وسيكون‬ ‫مع آلية تضمن «التنسيق الكامل»‪،‬‬ ‫على ما تقوم به كل مجموعة‪.‬‬ ‫تلتقي الـيــوم املجموعات املنضوية‬
‫مـ ـ ــوضـ ـ ــوع امل ـ ــؤتـ ـ ـم ـ ــر ال ـ ـ ــدع ـ ـ ــوة الـ ــى‬ ‫تحافظ جميع‬ ‫ّ‬
‫أحبط هذا املسعى‪ ،‬وبالتالي تركزت‬ ‫بحسب االجتماع االخير‪ ،‬امس‪ ،‬اتفق‬ ‫فـ ــي الـ ـ ـح ـ ــراك ال ـش ـع ـب ــي فـ ــي مــؤت ـمــر‬
‫التظاهرة الحاشدة في التاسع من‬
‫أيـلــول‪ ،‬الـتــي ستنطلق مــن «حــرش»‬
‫المجموعات على‬ ‫ال ـ ـن ـ ـقـ ــاشـ ــات ب ـ ــن امل ـ ـج ـ ـمـ ــوعـ ــات فــي‬
‫االجتماع االخير على فكرة أساسية‪:‬‬
‫ممثلو املـجـمــوعــات على أن تحافظ‬
‫ك ــل م ـج ـمــوعــة ع ـل ــى خـصــوصـيـتـهــا‬
‫صحافي لإلعالن املشترك عن تحرك‬
‫الـتــاســع مــن أيـلــول وأه ــداف ــه‪ .‬مؤتمر‬
‫بـ ـ ـ ـي ـ ـ ــروت‪ّ .‬أمـ ـ ـ ـ ــا الـ ـ ـ ـي ـ ـ ــوم‪ ،‬ف ـس ـي ـك ــون‬ ‫خصوصيتها من دون‬ ‫ّ‬
‫طـ ــاملـ ــا ان اإلن ـ ـض ـ ـمـ ــام الـ ـ ــى ال ـل ـج ـنــة‬ ‫ووجـ ــودهـ ــا امل ـس ـت ـقــل وحــري ـت ـهــا في‬ ‫اليوم وظيفته ابعد من مجرد اإلعالن‬
‫ّ‬
‫ه ـ ـنـ ــاك مـ ـجـ ـم ــوع ــة م ـ ــن الـ ـتـ ـح ــرك ــات‬ ‫اطار تنظيمي محدد‬ ‫غ ـيــر م ـل ــزم‪ ،‬وط ــامل ــا أن ف ـكــرة تــألـيــف‬ ‫املـ ـب ــادرة وال ـت ـح ــرك‪ ،‬وبــال ـتــالــي على‬ ‫وال ـ ــدع ـ ــوة ال ـ ــى ال ـت ـظ ــاه ــر‪ ،‬إنـ ـم ــا هــو‬
‫اإلحـتـجــاجـيــة تـنـظـمـهــا مـجـمــوعــات‬ ‫هــذه اللجنة كــانــت بـهــدف التنسيق‬ ‫اإلب ـت ـع ــاد ف ــي امل ــرح ـل ــة ال ــراه ـن ــة عن‬ ‫تأكيد على نية العمل املـشـتــرك بني‬
‫وحمالت بالتنسيق مع لجان تحرك‬ ‫ب ــن ج ـم ـيــع امل ـج ـم ــوع ــات‪ ،‬ال إن ـش ــاء‬ ‫أي إط ـ ـ ــار ي ـ ـ ــؤدي الـ ـ ــى ذوب ـ ـ ـ ــان ه ــذه‬ ‫املـجـمــوعــات وف ــق الـصـيـغــة األخ ـيــرة‬
‫‪ 29‬آب في املناطق‪ ،‬وهــي عبارة عن‬ ‫م ـج ـمــوعــة او ح ـم ـلــة اض ــاف ـي ــة تـقــوم‬ ‫املجموعات في بعضها بعضا‪.‬‬ ‫ال ـت ــي جـ ــرى ال ـت ــواف ــق ع ـل ـي ـهــا‪ ،‬وهــي‬
‫إعتصامات فــي ســاحــة شـتــورا عند‬ ‫بــالـتـنـسـيــق م ــع غ ـيــرهــا‪ ،‬ك ـمــا ح ــاول‬ ‫مــا كــانــت تسعى لجنة املتابعة الى‬ ‫صـيـغــة مـخـتـلـفــة عـ ّـمــا ج ــرى تــداولــه‬
‫الساعة الرابعة‪ ،‬ساحة بعقلني عند‬ ‫درجة عالية من التنسيق كي ال يؤثر‬ ‫الـبـعــض تـصــويــره‪ ،‬تصبح الصيغة‬ ‫تـحـقـيـقــه ه ــو ض ــم جـمـيــع الـحـمــات‬ ‫عما فهمه البعض‬ ‫اول من امــس‪ ،‬او ّ‬
‫الـســاعــة الـخــامـســة‪ ،‬ســرايــا النبطية‬ ‫التحرك وفعاليته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ذلك سلبا في زخم‬ ‫االفضل أن تحافظ جميع املجموعات‬ ‫وامل ـج ـم ــوع ــات إل ـي ـه ــا إلنـ ـش ــاء إط ــار‬ ‫فــي االج ـت ـمــاع مــا قـبــل االخ ـي ــر‪ ،‬اذ ال‬
‫اذا‪ ،‬س ـت ـل ـت ـقــي ج ـم ـيــع امل ـج ـمــوعــات‬ ‫ّ‬
‫ع ـنــد ال ـس ــاع ــة ال ـخــام ـســة وال ـن ـصــف‬ ‫على خصوصيتها‪ ،‬مع التزام إبقاء‬ ‫ت ـن ـس ـي ـق ــي ج ـ ــام ـ ــع‪ ،‬إل أن إص ـ ـ ــرار‬ ‫تنطوي على تشكيل اطــار تنظيمي‬
‫‪11‬‬ ‫مجتمع وإقتصاد‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫أخبار‬ ‫عدل‬

‫اتصال من بري يقفل مكب رأس العين‬


‫لم تفلح عشرات االعتصامات التي نفذها أهالي‬
‫‪ 7‬قاصرين محتجزون‬
‫منطقة صــور‪ ،‬طــوال سـنــوات‪ ،‬للمطالبة بإقفال‬
‫مكب دير قانون رأس العني الذي تحول من مكب‬
‫عشوائي إلى جبل نفايات منذ التسعينيات‪ .‬لكن‬
‫اتصاال واحدًا من الرئيس نبيه بري (الصورة)‬
‫ً‬
‫رهن «العسكرية»‬
‫ً‬ ‫وم ــا ك ــان بــدنــا تـنـقـلــب ض ــدن هني‬ ‫ً‬
‫كان كفيال بإنهاء املسألة‪ .‬في دقائق قليلة‪ ،‬طلب‬
‫وجوا»‪ ،‬مشيرة إلى أن هناك إمكانية‬
‫‪ 14‬طفال جرى اعتقالهم بين ‪ 22‬آب و‪ 1‬أيلول خالل‬
‫بري من رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد‬ ‫التظاهرات‪ 7 .‬منهم ال يزالون محتجزين ويجري التحقيق‬
‫معاودة دراسة إمكانية التظاهر‬ ‫ُ‬ ‫في‬
‫املحسن الحسيني إقـفــال املكب فــورًا واعتبارًا‬ ‫«ب ـم ــا أنـ ــه أطـ ـل ــق س ـ ــراح ال ـش ـب ــاب»‪.‬‬ ‫معهم من قبل قضاة التحقيق في المحكمة‬
‫من اليوم‪ .‬علمًا بأن االتحاد نفسه حاول إقفال‬ ‫وتضيف أنها عندما شاهدت أخاها‬
‫ُ‬ ‫تعرض له هؤالء‬‫العسكرية‪ .‬ضرب وتعنيف معنوي ّ‬
‫املكب عند البدء بتشغيل معمل معالجة النفايات‬ ‫األح ــد امل ــاض ــي‪ ،‬بـعــدمــا طـلــب منهم‬
‫ال ــذي يـشــرف عليه فــي عــن بـعــال ع ــام ‪.2010‬‬ ‫َّ‬
‫إحـضــار أ َغــراضــه‪« ،‬لــم يكن معرضًا‬ ‫القاصرون في أماكن احتجازهم المختلفة‪ ،‬بشهادات من‬
‫إال أن الفشل في إقناع أي من بلديات االتحاد‬ ‫للضرب وأخبرنا أنــه متضايق من‬
‫النوم على األرض فقط»‪.‬‬
‫خرج منهم‪ ،‬وهو ما يمثل انتهاكًا فاضحًا لحق الطفل‬
‫بتقديم عقار لتحويله إلى‬
‫مطمر لـلـعــوادم الـصــادرة‬ ‫إال أن هناك شهادات من قاصرين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫باألمن‪ ،‬الحماية‪ ،‬المشاركة‪ ،‬والتعبير عن الرأي‬
‫ممن خــرجــوا مــن االحـتـجــاز‪ ،‬تشير‬
‫ع ــن امل ـع ـم ــل‪ ،‬أب ـق ــى مكب‬ ‫تعرضهم للضرب‪ .‬شربل داوود‬ ‫إلى ّ‬
‫رأس العني قيد التشغيل‬ ‫تعرض «لفلقة» وضرب‬ ‫(‪ 13‬عامًا)‪ّ ،‬‬ ‫جلسة مـحــددة‪ ،‬الـيــوم‪ ،‬لـبـ ّـت قضية‬ ‫هديل فرفور‬
‫السـتـقـبــال ال ـع ــوادم‪ .‬بــري‬ ‫ل ـ ــدى اس ـت ـج ــواب ــه ع ـن ــد م ـخ ــاب ــرات‬ ‫‪ 6‬أش ـ ـخـ ــاص‪« ،‬ل ـ ــم نـ ـع ــرف إن ك ــان‬
‫قرر املحافظة على البيئة‪،‬‬ ‫الجيش‪ .‬تقول أخته إن شربل نزل‬ ‫ضمنهم قاصرون أو ال»‪.‬‬ ‫أك ـ ـثـ ــر مـ ــن ‪ 24‬سـ ــاعـ ــة‪ ،‬بـ ـق ــي فـيـهــا‬
‫ل ـك ـنــه ل ــم ي ـح ــل امل ـش ـك ـلــة‪.‬‬ ‫إلــى الساحة مــع رفــاقــه‪ ،‬واقتيد من‬ ‫امل ـ ــؤس ـ ــف أن ه ـ ـنـ ــاك ال ـ ـعـ ــديـ ــد مــن‬ ‫ب ــال الـطــويــل (‪ 14‬عــامــا) فــي عــداد‬
‫الـ ــدخـ ــان امل ـت ـص ــاع ــد مــن‬ ‫ضمن الشباب الذي اتهموا بـ»إثارة‬ ‫األهالي الذين لم يتمكنوا من رؤية‬ ‫«امل ـف ـق ــودي ــن»‪ .‬ب ـعــد ت ـح ـ ّـرك الـسـبــت‬
‫الجبل ال يتوقف‪ .‬تفاعالت النفايات املتكدسة‬ ‫الـ ـشـ ـغ ــب»‪ .‬ح ــال ـي ــا‪ ،‬ش ــرب ــل «م ـح ـ ّـرم‬ ‫أبنائهم وذلــك ألنهم «مــن طرابلس‬ ‫املــاضــي‪ ،‬لــم يعد الطفل إلــى منزله‪،‬‬
‫عليه يـنــزل على ال ـشــارع»‪ ،‬وفــق ما‬ ‫وال ـج ـن ــوب ول ـي ــس بــاسـتـطــاعـتـهــم‬ ‫نــزلــت عائلته إلــى ساحتي ريــاض‬
‫ت ـج ـع ــل ح ـ ــرائ ـ ــق م ـس ـت ـم ــرة تـ ـص ــل روائـ ـحـ ـه ــا‬
‫ً‬ ‫تقول أخته‪ ،‬وهو هدف تصبو إليه‬ ‫م ـتــاب ـعــة ق ـض ـيــة أب ـن ــائ ـه ــم ف ــي ظــل‬ ‫الصلح والشهداء تبحث عن ولدها‬
‫ومـ ـض ــاره ــا إل ـ ــى م ــدي ـن ــة ص ـ ــور شـ ـم ــاال حـتــى‬ ‫الـسـلـطــة «ال ـلــي بــدهــا تــربــي أهــالــي‬ ‫م ـن ـع ـه ــم مـ ــن رؤيـ ـ ــة أوالده ـ ـ ـ ـ ــم قـبــل‬ ‫ول ــم ت ـعــرف «م ـص ـيـّـره» حـتــى نـهــار‬
‫الـنــاقــورة جنوبًا‪ .‬فــاالتـحــاد عندما أقـفــل املكب‪،‬‬ ‫ً‬
‫املتظاهرين بوالدن»‪ ،‬وفق ما تقول‬ ‫االنتهاء من استجوابهم»‪ ،‬وفق ما‬ ‫األحـ ـ ــد‪ ،‬ع ـنــدمــا ت ـلــقــت اتـ ـص ــاال من‬
‫لم يطلق حملة إلزالته‪ .‬أما املعمل الذي يستقبل‬ ‫إحـ ـ ــدى ق ــريـ ـب ــات م ـح ـت ـج ــز ق ــاص ــر‬ ‫تقول ونسا‪.‬‬ ‫ال ـش ــرط ــة ال ـع ـس ـكــريــة ت ـخ ـبــرهــا أن‬
‫نـفــايــات نـحــو ‪ 20‬بـلــديــة بــاإلضــافــة إل ــى مدينة‬ ‫رفضت ذكــر اسمها خوفًا «مــن إنو‬ ‫ت ـق ــول ُ زي ـن ــب ط ــوي ــل‪ ،‬شـقـيـقــة ب ــال‪،‬‬ ‫ابنها محتجز لديها‪.‬‬
‫صور واملخيمات الفلسطينية‪ ،‬فإنه بات بحاجة‬ ‫يعملولو شي»‪.‬‬ ‫إن ـهــا أخ ـب ــرت أن أخ ــاه ــا ف ــي سجن‬ ‫إضــافــة إلــى ب ــال‪ ،‬ثمة ستة أطفال‬
‫ّ‬ ‫ال ــري ـح ــان ـي ــة‪« ،‬إال أن ـن ــا م ـن ـع ـنــا من‬ ‫مـ ـحـ ـتـ ـج ــزي ــن بـ ــان ـ ـت ـ ـظـ ــار انـ ـتـ ـه ــاء‬
‫ملطمر للعوادم الصادرة‪ .‬اتصال بري لم يتضمن‬ ‫تشير السباعي إلى أن العدد املرتفع‬
‫طرح البديل ملكب رأس العني‪.‬‬ ‫الحـ ـتـ ـج ــاز الـ ـق ــاص ــري ــن يـ ـ ــدل عـلــى‬ ‫رؤي ـت ــه‪ ،‬ألن ــه قـيــل لـنــا إن ـنــا بحاجة‬ ‫التحقيقات في املحكمة العسكرية‪.‬‬
‫غ ـي ــاب س ـيــاســة واض ـح ــة للتعامل‬ ‫إل ــى خـتــم مــن املحكمة العسكرية»‪.‬‬ ‫يحول هؤالء إلى قضاة األحداث‬ ‫لم ّ‬
‫مع األطـفــال في لبنان‪ ،‬مشيرة إلى‬ ‫تقول زينب إن عائالت املحتجزين‬ ‫وفق األصول‪.‬‬
‫أخطاء سجالت نفوس بعلبك‬ ‫أن «بـ ــدائـ ــل» ت ـنـ ّـبــه م ــن خ ـطــر قـمــع‬ ‫كانوا بصدد اإلعــداد لتظاهرة أمام‬ ‫تقول عضو لجنة املحامني للدفاع‬
‫ما زالت بال حلول‬ ‫ال ـقــاصــريــن ومـنـعـهــم م ــن مـمــارســة‬ ‫املحكمة العسكرية «ألن ــو القضية‬ ‫عن املتظاهرين‪ ،‬العضو في جمعية‬
‫ال تزال مشكلة األخطاء التي وردت في سجالت‬ ‫حقهم في التعبير وتعنيفهم (بعد‬ ‫تخنت‪ ،‬لكننا خفنا بعدما شاهدنا‬ ‫«بــدائــل»‪ ،‬املحامية نرمني سباعي‪،‬‬
‫نفوس بعلبك (رامح حمية) بال حلول أو معالجة‬ ‫ّ‬ ‫مــا قــامــت بــه الـعـنــاصــر األمـنـيــة مع‬ ‫إن «اإلش ـك ــال ـي ــة ال ـت ــي نـ ـن ــادي بها‬
‫االع ـت ـق ــال) وتــره ـي ـب ـهــم‪ ،‬م ــا يـشــكــل‬ ‫ّ‬
‫جـ ّـديــة حتى الـيــوم‪ ،‬على الــرغــم مــن مضي أشهر‬ ‫انـتـهــاكــا التـفــاقـيــة الـ ّطـفــل ولـقــانــون‬ ‫شباب بدنا نحاسب‪ ،‬أول من أمس‪،‬‬ ‫هــي أن ــه يـجــب أل يـحــاكــم املــدنـيــون‬
‫على اكتشافها مــن مخاتير املنطقة وأصـحــاب‬ ‫األحـ ـ ــداث ‪ ،422‬مـ ـح ــذرة م ــن خـطــر‬ ‫أمــام القضاء العسكري‪ ،‬فكيف إذا‬
‫املعامالت من البقاعيني‪ .‬النائب علي املقداد أعلن‬ ‫استغالل هؤالء األطفال‪.‬‬ ‫كــانــوا قــاصــريــن ويـجــري التحقيق‬
‫ودع ـ ــت «بـ ــدائـ ــل» ال ـج ـه ــات املـعـنـيــة‬ ‫معهم من قبل قضاة التحقيق قبل‬
‫أم ــس جملة اق ـتــراحــات تـهــدف إل ــى حــل مشكلة‬ ‫إلــى ّ‬ ‫تحويلهم الى قضاة األحداث؟»‪.‬‬
‫تحمل مسؤولياتها فــي ضوء‬ ‫ّ‬
‫األخـطــاء فــي دائــرة نفوس بعلبك‪ ،‬عبر «إيصال‬ ‫ت ـش ـي ــر الـ ـب ــاحـ ـث ــة الـ ـق ــان ــونـ ـي ــة فــي‬ ‫املجموعة العكارية شاركت بحوالى‬
‫الوثائق واألحكام التي ال تزال موجودة في بعلبك‬
‫ُالتزامات الدولة االتفاقيات الدولية‬
‫املـلــزمــة‪ ،‬مشيرة إلــى أن «استهداف‬
‫«السلطة بدها‬ ‫«امل ـف ـكــرة ال ـقــانــون ـيــة» س ــارة ونـســا‬ ‫‪ ١٠٠‬شـخــص ن ــزل ــوا «ع ـلــى حسابهم‬
‫إلى املديرية العامة لألحوال الشخصية في وزارة‬ ‫األطفال هو انتهاك ال يمكن السكوت‬ ‫تربي أهالي‬ ‫بي أن‬ ‫إلى أن توثيق االحتجازات ُي ّ‬ ‫الخاص» وشاركوا في الحراك‪“ .‬نحن‬
‫الداخلية فورًا‪ ،‬ومعالجة األخطاء البسيطة بطريقة‬
‫ً‬
‫ع ـ ـن ـ ــه»‪ ،‬مـ ـط ــالـ ـب ــة م ـ ــراص ـ ــد ح ـق ــوق‬ ‫المتظاهرين بوالدن»‬ ‫م ـنــدوب األحـ ــداث لــم يـكــن مــوجــودًا‬
‫ف ــي ال ـك ـث ـيــر م ــن ال ـت ـح ـق ـي ـقــات‪ ،‬وأن‬
‫صحاب القضية» ختم الشاب كالمه‬
‫الحماسي ـ العاتب‪.‬‬
‫سريعة بقرار إداري‪ ،‬فضال عن معالجة الوثائق‬ ‫اإلنـســان والهيئات املعنية بحقوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الورقية أو املستنسخة عن امليكروفيلم‪ ،‬واعتماد‬ ‫األطـ ـ ـف ـ ــال الـ ـقـ ـي ــام ب ــواج ـب ــات ـه ــا فــي‬ ‫«حـضــوره كــان استنسابيًا‪ ،‬حسب‬ ‫عـ ـت ــب ش ـ ـبـ ــاب «عـ ـ ــكـ ـ ــار مـ ــنـ ــا م ــزب ـل ــة»‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫التحركات املطلبية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حمايتهم خالل‬ ‫كل تحقيق»‪ .‬وبحسب ونسا‪ ،‬هناك‬ ‫ه ــو ف ــي مـحــلــه وي ـجــب أن يـمـتـ ّـد على‬
‫األحـكــام املوثقة في السجالت القديمة»‪ .‬أمــا في‬
‫معظم‬‫اإلع ــام أي ـضــا‪ ،‬وخـصــوصــا أن ّ‬
‫ما خص بعض األخطاء التي تحتاج إلى أحكام‬ ‫امل ــؤسـ ـس ــات اإلع ــامـ ـي ــة الـ ـت ــي ت ـبــنــت‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫قضائية‪ ،‬والـتــي تتطلب معالجتها وقتًا طويال‪،‬‬
‫فقد طالب املقداد وزيري العدل والداخلية ومدير‬ ‫تقرير‬ ‫الـ ـخـ ـط ــاب ال ـ ـثـ ــوري أخـ ـيـ ـرًا ل ــم ت ـكــلــف‬
‫نفسها عناء إرسال صحافي لتغطية‬
‫األحــوال الشخصية بالعمل على «تشكيل لجنة‬ ‫مؤتمر أم ــس‪ ،‬أو الـتـعـ ّـرف الــى شباب‬
‫إدارية ‪ -‬قضائية‪ ،‬يكون مركزها في سرايا بعلبك‬
‫قاض‪ ،‬بإمكانها إصدار أحكام سريعة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫برئاسة‬ ‫هل كان مرشحو الدورة الثانية حقل تجارب؟‬ ‫الحملة‪ ،‬علمًا أن املؤسسات اإلعالمية‬
‫ّ‬
‫املرئية واملكتوبة تبلغت منذ أول من‬
‫أمس بموعد عقد املؤتمر لكن‪ ..‬يبدو‬
‫وبطريقة قانونية صرفة‪ ،‬خالية من أي شوائب»‪.‬‬
‫األول ح ـي ــث ش ـ ــرح خ ــال ــه امل ــدي ــر‬ ‫وخ ـ ـصـ ــوصـ ــا أن عـ ـقـ ـب ــات ت ـق ـن ـيــة‬ ‫أن ه ــواء ه ــا ال يـ َـســع س ــوى لناشطي‬
‫كالم املقداد جاء في اللقاء الذي عقد في مديرية‬ ‫فاتن الحاج‬ ‫العاصمة!‬
‫الـعـمــل الـبـلــدي فــي بعلبك مــن أج ــل مـتــابـعــة حل‬ ‫ال ـع ــام لـلـتــربـيــة فـ ــادي ي ــرق اآلل ـيــة‬ ‫واج ـه ــت ال ــوح ــدة ف ــي ي ــوم إص ــدار‬
‫ُال ـ ـجـ ــديـ ــدة ال ـ ـتـ ــي عـ ـل ــى أس ــاس ـه ــا‬ ‫ال ـ ـن ـ ـتـ ــائـ ــج‪ ،‬م ـ ــا أدى إل ـ ـ ــى ت ــأخ ـي ــر‬ ‫ال ـ ـش ـ ـكـ ــوك ب ـ ـشـ ــأن نـ ـت ــائ ــج الـ ـ ـ ــدورة‬
‫مشكلة األخـطــاء التي وردت فــي قيود سجالت‬ ‫أصـ ـ ـ ـ ـ ــدرت الـ ـنـ ـت ــائ ــج‪ ،‬وقـ ـ ـ ــال إن ـه ــا‬ ‫إعالنها حتى ساعات املساء‪.‬‬ ‫الـثــانـيــة فــي االمـتـحــانــات الرسمية‬
‫قلم نفوس بعلبك‪ ،‬وقــد حضره وزيــر الصناعة‬ ‫دق ـي ـق ــة وس ـل ـي ـم ــة‪ ،‬وإن كـ ــان لـيــس‬ ‫ه ـ ــذه امل ـش ـك ـل ــة ال ـت ـق ـن ـي ــة ال تـقـنــع‬ ‫ستكون على جــدول أعمال اللجنة‬
‫حسني الـحــاج حـســن‪ ،‬والـقــاضــي علي املــوســوي‬ ‫ه ـن ــاك مـشـكـلــة ف ــي إعـ ـ ــادة ال ـن ـظــر‪،‬‬ ‫األه ـ ــال ـ ــي امل ـ ـع ـ ـتـ ــرضـ ــن‪ ،‬فـ ـه ــؤالء‬ ‫املكلفة من وزيــر التربية الياس بو‬
‫ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر‪ ،‬ورئيس‬ ‫وفـقــا لــأصــول‪ ،‬بطلبات تصحيح‬ ‫ي ـش ـك ـكــون ف ــي ال ـت ـص ـح ـيــح نفسه‬ ‫ً‬
‫ابتداء من‬ ‫صعب إعــادة النظر بها‪،‬‬
‫بلدية بعلبك حمد حسن‪.‬‬ ‫الـ ـخـ ـط ــأ املـ ـ ـ ـ ــادي ال ـ ـ ـ ــذي ي ـم ـك ــن أن‬ ‫بــاعـتـبــار أن ال ــرس ــوب ك ــان كبيرًا‬ ‫اإلثنني املقبل‪ .‬اللجنة حسمت عدم‬

‫ــميع‬
‫ال ـحــاج حـســن اعـتـبــر أن «بـعــض األخ ـط ــاء يمكن‬ ‫يكون واردًا‪ .‬اللجنة ستبدأ عملها‬ ‫وقــد بلغت نسبة النجاح ‪%35.8‬‬ ‫ت ـص ـح ـيــح امل ـس ــاب ـق ــات مـ ــرة أخ ــرى‬
‫أن تـصـ َّـحــح إداري ـ ــا‪ ،‬لـكــن بعضها اآلخ ــر يحتاج‬ ‫اإلثنني وتضم يرق رئيسًا‪ ،‬رئيسة‬ ‫في اآلداب واإلنسانيات‪%21.98 ،‬‬ ‫كما يطلب التالمذة وأهاليهم‪ ،‬وما‬
‫دائرة االمتحانات الرسمية جمال‬ ‫ف ــي ال ـع ـل ــوم ال ـع ــام ــة‪ %7.62 ،‬في‬ ‫س ـت ـف ـع ـلــه ه ــو إحـ ـض ــار م ـســاب ـقــات‬
‫إلــى حكم قضائي وقــد يستغرق ذلــك سنة على‬
‫ب ـ ـغـ ــدادي‪ ،‬رئ ـي ــس راب ـط ــة الـتـعـلـيــم‬ ‫االجتماع واالقتصاد‪ %9.49 ،‬في‬ ‫املعترضني وإعــادة جمع العالمات‬
‫األقل‪ ،‬ولتسهيل أمور املواطنني واختصارًا للوقت‬ ‫ال ـ ـثـ ــانـ ــوي عـ ـب ــدو خـ ــاطـ ــر‪ ،‬رئ ـي ــس‬ ‫علوم الحياة‪ ،‬و‪ %4.29‬في الشهادة‬ ‫فقط للذين رسـبــوا على ‪ 20‬عالمة‬
‫بإمكان وزير العدل ووزير الداخلية تشكيل لجنة‬ ‫رابـطــة التعليم األســاســي محمود‬ ‫املتوسطة‪ .‬األهالي يستغربون ما‬ ‫وأقل‪.‬‬ ‫وس ــاح ــة م ــرج ـع ـي ــون ع ـن ــد ال ـســاعــة‬
‫ـاض‪ ،‬تكون مــوجــودة دائـمــا في‬ ‫ّ‬
‫إداري ــة برئاسة ق ـ ٍ‬ ‫أيـ ـ ـ ـ ــوب‪ ،‬رئ ـ ـيـ ــس نـ ـق ــاب ــة امل ـع ـل ـمــن‬ ‫يسمونه التسرع فــي التصحيح‪،‬‬
‫ّ‬
‫الجديد فــي هــذه ال ــدورة أن وحــدة‬ ‫السادسة‪.‬‬
‫بعلبك‪ ،‬مع مندوب عن مديرية األحوال الشخصية‬ ‫نعمه محفوض أو من ينتدبونهم‬
‫ً‬
‫إذ إن النتائج صــدرت في أقــل من‬ ‫امل ـع ـلــومــات ـيــة ف ــي وزارة ال ـتــرب ـيــة‬ ‫ت ــدع ــو هـ ــذه اإلع ـت ـص ــام ــات إلـ ــى حل‬
‫التخاذ قرارات نافذة وسريعة‪ ،‬وتسجل الوقوعات‬ ‫ومـ ـمـ ـث ــا عـ ــن ات ـ ـحـ ــاد امل ــؤس ـس ــات‬ ‫خـمـســة أيـ ــام‪ .‬تـحــدثــوا عــن إهـمــال‬ ‫طبقت طريقة مختلفة فــي إصــدار‬ ‫ب ـي ـئ ــي س ـل ـي ــم ل ـل ـن ـف ــاي ــات وت ـح ــري ــر‬
‫التربوية الخاصة أعضاء‪ً.‬‬ ‫م ــا ح ـص ــل اع ـت ــرف ــت ب ــه الـ ـ ـ ــوزارة‪،‬‬ ‫ال ـن ـت ــائ ــج ت ـق ـضــي ب ــإعـ ـط ــاء أرق ـ ــام‬ ‫أم ـ ـ ـ ــوال الـ ـبـ ـل ــدي ــات وت ـم ـك ـي ـن ـه ــا مــن‬
‫على السجالت بعد إثبات صحتها»‪ ،‬مشددًا على‬
‫أن املنطقة وأبناءها ال يريدون «إضافة أية وقوعات‬ ‫وكان بو صعب قد أكد في مؤتمره‬ ‫ب ـح ـس ــب ت ـع ـب ـي ــره ــم‪ .‬وق ـ ــال ـ ــوا إن‬ ‫وهـمـيــة لـلـمـســابـقــات وال ـط ـلــب من‬ ‫املعالجة ورفض املطامر العشوائية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الـصـحــافــي أن نـســب الـنـجــاح هــذه‬ ‫ل ــديـ ـه ــم شـ ـ ــواهـ ـ ــد‪ ،‬إذ إن ب ـعــض‬ ‫جـهــاز الـكــومـبـيــوتــر أن ي ـقــارن بني‬ ‫(مـثــل عــن دارة والسلسلة الشرقية‬
‫على السجالت األساسية تكون غير صحيحة‬ ‫املــرة لــم تتغير مقارنة مــع النسب‬ ‫ال ـت ــام ــذة ل ــم يـ ـج ــروا ام ـت ـحــانــات‬ ‫عالمات املصححني األول والثاني‬ ‫وسبلني وإعادة فتح مطمر الناعمة)‬
‫وغـيــر مــوثـقــة‪ ،‬بــل نــريــد أن تصبح سـجــات قلم‬ ‫ف ــي ال ـس ـن ــوات ال ـخ ـمــس ال ـســاب ـقــة‪،‬‬ ‫ف ــي ب ـعــض املـ ـ ــواد ون ــال ــوا عليها‬ ‫ب ـعــدمــا ك ــان األمـ ــر يـحـصــل بشكل‬ ‫ومـ ـح ــاسـ ـب ــة امل ـ ـسـ ــؤولـ ــن األم ـن ـي ــن‬
‫ن ـفــوس بعلبك خــالـيــة مــن أي شــائـبــة‪ ،‬وممكننة‬ ‫«ويمكن أن يقع خطأ مادي يسمح‬ ‫عالمات‪ .‬هم يطالبون بإعادة فتح‬ ‫يـ ـ ـ ــدوي‪ ،‬وهـ ـن ــا قـ ــد تـ ـك ــون مـشـكـلــة‬ ‫والـسـيــاسـيــن عــن إط ــاق ال ـنــار على‬
‫وعصرية‪ ،‬وإذا أخـطــأت أي جهة أو مــوظــف‪ ،‬فما‬ ‫لـنــا م ــرس ــوم االم ـت ـحــانــات بــإعــادة‬ ‫املسابقات وتصحيحها من جديد‬ ‫حـ ـصـ ـل ــت ف ـ ــي إدخـ ـ ـ ـ ــال الـ ـع ــام ــات‬ ‫املـتـظــاهــريــن‪ ،‬كــذلــك تــأمــن الكهرياء‬
‫ذنب املواطن ليدفع ثمن أخطاء غيره؟»‪.‬‬ ‫النظر بــه‪ .‬وقــد شكلنا لجنة لرفع‬ ‫لــرفــع الـظـلــم عــن جميع الـتــامــذة‪،‬‬ ‫أو جـمـعـهــا أو ن ـق ـل ـهــا‪ ،‬وتـقـتـضــي‬ ‫‪ 24/24‬وسـلـسـلــة ال ــرت ــب وال ــروات ــب‬
‫الظلم عن أي تلميذ»‪ .‬ودعا األهالي‬ ‫وس ـي ـن ـف ــذون اع ـت ـص ــام ــا‪ ،‬ص ـبــاح‬ ‫رب ـمــا إعـ ــادة امل ـقــارنــة بــن الـعــامــة‬ ‫والتغطية الصحية الشاملة وإجراء‬
‫إل ــى ع ــدم األخ ــذ بــالـشــائـعــات التي‬ ‫اإلثنني أمام وزارة التربية‪.‬‬ ‫امل ـ ـ ـ ــوج ـ ـ ـ ــودة عـ ـ ـل ـ ــى «ب ـ ـ ـ ــوردي ـ ـ ـ ــرو»‬ ‫ان ـ ـت ـ ـخـ ــابـ ــات نـ ـي ــابـ ـي ــة وف ـ ـ ــق ق ــان ــون‬
‫تصدر من وقت آلخر‪.‬‬ ‫ال ـل ـج ـنــة ع ـق ــدت أمـ ــس اجـتـمــاعـهــا‬ ‫الـ ـع ــام ــات والـ ـع ــام ــة ال ـن ـه ــائ ـي ــة‪،‬‬ ‫انتخابي جديد‪.‬‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫رأي‬ ‫‪12‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دروس من تجربة الحركة الوطنية اللبنانية‬ ‫ّ‬ ‫أسعد أبو خليل *‬ ‫¶ رئيس التحرير ـ‬
‫سقف املطالب‪ ،‬على األقل من أجل املفاوضة‬
‫على أساسها‪ ،‬واستخدامها ورقــة ق ـ ّـوة‪ ،‬مع‬
‫المدير المسؤول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ابراهيم األمين‬
‫املبدئية‪،‬‬ ‫التمسك باملطالب‬ ‫أنــه من األفضل‬ ‫شـ ـه ــد ل ـ ـب ـ ـنـ ــان‪ ،‬عـ ـل ــى امـ ـ ـت ـ ــداد األسـ ـب ــوع ــن‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫واإلصرار على تنفيذها‪ .‬كان سقف «الحركة‬ ‫بالتحركات‬ ‫شعبية ذكرت‬ ‫املاضيني‪ ،‬تحركات‬ ‫¶ نائب رئيس التحرير‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجماهيرية الشعبية‪ ،‬التي وسمت لبنان في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اللبنانية» بقيادة كمال جنبالط‪،‬‬ ‫الوطنية‬ ‫بيار أبي صعب‬
‫الذي كان ركنًا من أركان النظام اللبناني على‬ ‫الخمسينيات والستينيات والسبعينيات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مر العقود‪ ،‬هو «إصالح» النظام و»تطويره»‬ ‫اللبنانية»‪ ،‬وإن‬ ‫الوطنية‬ ‫والتي ولدت «الحركة‬ ‫¶ مديرا التحرير‪:‬‬
‫لم تالمس حدودها وآفاقها‪ .‬والحركة كانت‪،‬‬ ‫إيلي شلهوب‪،‬‬
‫ف ـق ــط ك ـم ــا ط ـ ــرح ج ـن ـب ــاط فـ ــي «ال ـب ــرن ــام ــج‬ ‫ف ــي ع ـمــاد مـنـهــا‪ ،‬ن ـتــاج ن ـض ــاالت جـمــاهـ ّ‬ ‫وفيق قانصوه‬
‫املرحلي» للحركة‪ ،‬في آب ‪ .1975‬كان البرنامج‬ ‫ـريــة‪،‬‬
‫«مرحليًا» من أجل طمأنة الخصم أن الحركة‬ ‫ّ‬ ‫وت ـح ـض ـي ــرات اسـ ـتـ ـم ـ ّـرت ع ـل ــى م ـ ــدى ع ـق ــود‪،‬‬ ‫¶ مجلس التحرير‪:‬‬
‫ل ــن ت ـس ـعــى لـتـحـقـيـقــه ع ـل ــى الـ ـف ــور (ع ـنــدمــا‬ ‫وتقاطعت مع نضال الشعب الفلسطيني في‬ ‫محمد زبيب‬
‫ّ‬
‫ك ــان ــت ق ـ ـ ّـوة ال ـح ــرك ــة ف ــي ذروت ـ ـهـ ــا‪ ،‬وع ـنــدمــا‬ ‫املخيمات‪ ،‬وامل ــدارس والجامعات في لبنان‪،‬‬
‫ّ‬
‫حسن عليق‬
‫متعدد الطوائف‬ ‫ّ‬ ‫كانت تنطق باسم جمهور‬ ‫كما كانت أيضًا نتاج انبعاث حركات قومية‬ ‫إيلي حنا‬
‫وامل ـش ــارب) بــل بــالـتـ ّ‬ ‫فلسطينية طبعت الحقبة‬ ‫ّ‬ ‫عربية‪ ،‬ومقاومات‬ ‫ّ‬ ‫أمل األندري‬
‫ـدرج الـبـطــيء‪ ،‬ومــن دون‬ ‫ّ‬ ‫شربل ّ‬
‫الـنــاصــريــة‪ ،‬ومــا تــاهــا مــن زي ــادة نـفــوذ قوى‬ ‫كريم‬
‫البرنامج‬
‫ّ‬ ‫بنود‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫تحديد جدول زمني‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(عندما تعود إليها اليوم) لم تكن أبدًا تمثل‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫الثورة‬
‫ّ‬ ‫¶ صادرة عن شركة‬
‫تغييرًا فــي الـنـظــام‪ ،‬بـقــدر مــا كــانــت إصالحًا‬ ‫والتحرك يـ ّـزداد زخمًا بسبب تعنت السلطة‬ ‫أخبار بيروت‬
‫تجميليًا‪ ،‬ينقذ النظام من أزمة كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ليبراليًا‬ ‫(بقواها كافة) وعنفها‪ ،‬باإلضافة إلى إصرار‬
‫ـودي ــن واألم ـيــركـيــن‬ ‫رعـ ــاة ال ـحـكــومــة (ال ـس ـع ـ ّ‬ ‫¶ المكاتب بيروت ــ‬
‫يمكن أن تــودي به‪ .‬وسقف اإلصالحات كان‬
‫منخفضًا لـلـغــايــة‪ ،‬حـتــى الـعـلـمــانـ ّـيــة لــم تكن‬ ‫واألروب ـي ــن) على الـحـفــاظ عليها بــأي ثمن‪،‬‬ ‫فردان ــ شارع دونان‬
‫مـطــروحــة‪ ،‬بــل ط ــرح الـبــرنــامــج بــد ّعــة «إلـغــاء‬ ‫ألن ـهــا ت ـخــدم مـصــالــح تـلــك ال ـ ــدول‪ .‬والـتـحـ ّـرك‬ ‫ــ سنتر كونكورد ــ‬
‫الطابق السادس‬
‫الطائفية الـسـيــاسـ ّـيــة»‪ ،‬والـتــي تبناها لفظًا‬ ‫ّ‬ ‫ال ـش ـب ــاب ــي ع ــري ــض (كـ ـم ــا ي ـج ــب أن يـ ـك ــون)‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مؤتمر «الطائف» في التعديالت الدستورية‬ ‫ومتنوع (كما يجب أن يـكــون)‪ ،‬وال ُيختصر‬ ‫¶ تلفاكس‪:‬‬
‫‪01759500‬‬
‫(وهــي ال تــزال تنتظر التنفيذ من قبل طبقة‬ ‫بـتـنـظـيــم واحـ ــد أو تـنـظـيـمــن‪ .‬لـكــن الـتـجــربــة‬ ‫‪01759597‬‬
‫ّ‬ ‫الحالية قد تنمو وتختمر‪ ،‬إال إذا خبت‪ ،‬بسبب‬ ‫ّ‬
‫الطائفية)‪ .‬وروايــة دين بــراون‪،‬‬ ‫تعتاش على‬ ‫ّ‬ ‫¶ ص‪ .‬ب ‪113/5963‬‬
‫ع ــن ل ـق ــائ ــه م ــع كـ ـم ــال ج ـن ـب ــاط‪ ،‬ف ــي ‪،1976‬‬ ‫تمنع من قبل الحركة نفسها‪ ،‬أو بسبب مزيد‬
‫ّ‬
‫مندوبًا عن الرئيس األميركي‪ ،‬جيرالد فورد‪،‬‬ ‫من العنف والتسلط من قبل السلطة الظاملة‪.‬‬ ‫¶ اإلعالنات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫التحرك يزداد زخمًا بسبب تعنت السلطة‪ ،‬بقواها كافة‪ ،‬وعنفها (هيثم الموسوي)‬ ‫معروفة‪ .‬كيف أن براون قرأ ترجمة للبرنامج‬
‫ّ‬ ‫مهما ك ــان‪ ،‬ف ــإن جـيــا حــالـ ّـيــا يــراكــم تـجــارب‪،‬‬ ‫الوكيل الحصري‬
‫ويستل دروســا ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ads@al-akhbar.com‬‬
‫التالي‪،‬‬ ‫املــرحـلــي‪ ،‬وقــال لجنبالط‪ ،‬فــي الـيــوم‬ ‫بد أن تفيده في املستقبل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪01/759500‬‬
‫سابعًا‪ :‬عــدم التراجع أمــام التهديدات‪ .‬كانت‬ ‫شعبية في مدينة صيدا (كم‬ ‫ّ‬ ‫يومها‪ ،‬غضبة‬ ‫إن ال ـبــرنــامــج ُيـعـتـبــر ُم ـع ـت ــدال‪ ،‬وال ُيـصــنــف‬ ‫كما أن تجارب ودروس أجيال سبقته تلهم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ي ـســارًا فــي ال ــوالي ــات امل ـت ـحــدة (وكـ ــان ب ــراون‬ ‫فــي عظاتها وفــي فشلها‪ .‬وتـجــربــة «الحركة‬
‫الوطنية» تتراجع أمام التهديدات‪،‬‬ ‫«الحركة‬ ‫تقدمية تلك املدينة قبل أن يجتاحها‬ ‫كانت‬ ‫اللبنانية» ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫¶ التوزيع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأمام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غنية بالعبر‪ ،‬في ما يجب‬ ‫الوطنية‬
‫املد الرجعي‪ .‬قررت «الحركة الوطنية»‬ ‫رفـيــق الـحــريــري بماله وف ـســاده) خصوصًا‬ ‫جمهوريًا محافظًا)‪ .‬لو أن الحركة سعت‬ ‫هذا‬ ‫شركة األوائل‬
‫متأخرة (في عام ‪ ،)1980‬أمام حالة الفوضى‬ ‫ثمة شــك فــي أن الجيش اللبناني‬ ‫أنــه ليس ّ‬ ‫لتغيير ال ـن ـظــام‪ ،‬ك ــان يـمـكــن لـهــا أن تضغط‬ ‫عمله وفــي ما يجب تالفيه‪ .‬وهنا بعض من‬ ‫‪15‬ــ ‪ 01 /666314‬ــ‬
‫‪03 / 828381‬‬
‫امل ـس ـت ـشــريــة ف ــي بـ ـي ــروت ال ـغ ــرب ـ ّـي ــة‪ ،‬وت ـن ـ ّـوع‬ ‫ّ‬
‫بندقية‬ ‫هو املـســؤول عن اغتيال سعد‪ ،‬وأن‬ ‫على ّ السلطة من أجــل تغيير مسارها وهي‬ ‫دروس تلك التجربة (كما أراها)‪:‬‬
‫ً‬
‫وتـ ـع ـ ّـدد امل ـي ـل ـي ـش ـيــات ف ـي ـهــا (خ ــاف ــا لـبـشـيــر‬ ‫تابعة للجيش هي التي أطلقت النار عليه‬ ‫ُمترنحة‪.‬‬ ‫ّأوال‪ :‬عــدم التحضير للمواجهة واالستهانة‬
‫¶ الموقع االلكتروني‬
‫البندقيات في سلسلة‬ ‫ّ‬ ‫«وحــد»‬‫الجميل الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫(عــاد كمال جنبالط وأصـلــح روايـتــه فــي ما‬ ‫ثــالـثــا‪ :‬االل ـت ــزام الــاعـنـفــي‪ .‬أخ ـطــأت «الـحــركــة‬ ‫بــالـخـصــم‪ .‬م ــن األخ ـط ــاء الـكـبـيــرة لــ»الـحــركــة‬
‫‪www.al-akhbar.com‬‬
‫مـ ــن امل ـ ـج ـ ــازر امل ـ ـتـ ــاح ـ ـقـ ــة)‪ ،‬بـ ــاإلضـ ــافـ ــة إل ــى‬
‫ّ‬
‫بـ ُعــد انـ ــدالع الـ ـح ــرب)‪ .‬إن ال ـي ـســار املـتـطـ ّـرف‬ ‫الــوطـنـ ّـيــة الـ ّلـبـنــانـ ّـيــة» عـنــدمــا ك ــان لـهــا ظهير‬ ‫ال ــوط ـنّـ ّـي ــة ال ـل ـب ـنــانـ ّـيــة» أن ـه ــا ل ــم ت ـعــد ال ـع ـ ّـدة‬
‫اخ ـت ــراق ـه ــا م ــن ق ـبــل عـ ــدد ه ــائ ــل م ــن أج ـه ــزة‬ ‫(املنحرف‪ ،‬في حساب جنبالط) كان حكيمًا‬
‫ّ‬
‫الفلسطينية‪ ،‬ولم‬ ‫جبار‪ ،‬متمثل في املقاومة‬ ‫ّ‬ ‫لـلـتـحــضــر لـلـحــرب األه ـلـ ّـيــة‪ ،‬ال ـتــي ك ــان حــزب‬ ‫¶ صفحات التواصل‬
‫ـدو‬ ‫«الـ ـكـ ـت ــائ ــب» وصـ ـحـ ـب ــه‪ ،‬مـ ــن أع ـ ـ ـ ــوان الـ ـع ـ ّ‬
‫م ـخ ــاب ــرات م ـع ــادي ــة‪ ،‬أن ت ـن ـشــئ‪ ،‬ف ــي مـنــاطــق‬ ‫وث ــاق ــب ال ـن ـظ ــر‪ ،‬ألنـ ــه دعـ ــا إلـ ــى ال ـت ـن ـ ّـب ــه مــن‬ ‫تـطــرح «الـعـنــف ال ـث ــوري»‪ ،‬عـلــى األق ــل كــورقــة‬
‫نـفــوذهــا‪ ،‬مجالس ل ــإدارة املـحـلـ ّـيــة‪ ،‬مــن أجل‬
‫ّ‬
‫مخططات السلطة‪ ،‬وأصـ ّـر على أن الجيش‬
‫ّ‬ ‫ض ـغــط ب ــوج ــه ال ـس ـل ـطــة م ـنــذ الـسـبـعـيـنـيــات‪.‬‬ ‫اإلســرائ ـي ـلــي‪ ،‬ي ـع ـ ّـدون لـهــا ف ــي ل ـب ـنــان‪ .‬كــانــت‬
‫ّ‬ ‫جلية‪ :‬منذ الستينيات كان «زعران‬ ‫اإلشارات ّ‬
‫تــدبـيــر أم ــور املــواط ـنــن‪ ،‬وت ـقــويــض الــدعــايــة‬ ‫اللبناني (الذي ظن جنبالط أن بمستطاعه‬ ‫التزمت الحركة بالالعنف‪ ،‬فيما كانت السلطة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الكتائب» في الكحالة‪ ،‬والدامور‪ ،‬يتحرشون‬ ‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫اإلســرائ ـي ـلـ ّـيــة‪ ،‬ال ـتــي كــانــت تـبـنــى عـلــى حــالــة‬ ‫تحييده) هو شريك‪ ،‬وحليف للميليشيات‬ ‫تعتمد أسلوب العنف‪ ،‬مستعينة بميليشيات‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫إن اليسار الثوري كان ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫اليمني االنعزالي‪ ،‬التي كانت تدخل املــدارس‬ ‫بالفلسطينيني‪ ،‬ويـمـعـنــون فــي دف ــع الـطــرف‬
‫الشعبية من فوضى السالح‪ ،‬في تلك‬ ‫النقمة‬ ‫سباقًا في‬ ‫االنعزالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والـجــامـعــات وتـمـعــن ضــربــا وشـغـبــا لعلمها‬ ‫اآلخــر نحو الحرب األهلية‪ .‬وفي مــرة أوقفت‬
‫تمض‬
‫ِّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ل‬ ‫ـة»‬ ‫ـ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـو‬‫ـ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫«ا‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـق‪.‬‬ ‫ـ‬‫املـنــاط‬ ‫مراحل الحرب األهلية‪ ،‬مع أن قوى اليمني في‬
‫ـور تجمهر كل‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫تراجعت‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫مشروعها‪،‬‬ ‫فــي‬ ‫الوطنية»‬ ‫ّ‬ ‫منظمة التحرير‪ ،‬وقيادة «الحركة‬ ‫ّ‬ ‫أن الـطــرف اآلخــر ملتزم بالالعنف بصرامة‪.‬‬ ‫مـيـلـشـيــا «ال ـك ـتــائــب» شــاح ـنــة تـحـمــل نسخًا‬ ‫‪@AlakhbarNews‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرجعية (املتمثلة بـ «جبهة‬ ‫ّ‬ ‫الطائفية‬ ‫ّ‬ ‫القوى‬ ‫كانت تبعده دومًا عن صنع القرار‪.‬‬ ‫احتجاجية أن تفاوض السلطة‬ ‫يمكن لحركة‬ ‫مــن الـقــرآن وأحرقتها‪ ،‬ال لـشــيء‪ ،‬إال لإلسراع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية‬‫ّ‬ ‫نـحــو الـفـتـنــة‪ .‬وك ــان ق ــادة «الـحــركــة‬
‫الرجعية‬ ‫للطائفية‬ ‫املحافظة على الجنوب»‬ ‫خامسًا‪ :‬تهميش امل ــرأة‪ .‬تنشر دالل الـبــزري‪،‬‬ ‫على ورقة الالعنف على األقل‪ ،‬ال أن تمنحها‬ ‫ّ‬
‫الـشـيـعـ ّـيــة‪ ،‬و»الـتـجـ ّـمــع اإلســامــي» للطائفية‬
‫ّ‬ ‫ف ـ ــي ج ـ ــري ـ ــدة «املـ ـسـ ـتـ ـقـ ـب ــل» ذكـ ــريـ ــات ـ ـهـ ــا عــن‬ ‫مجانًا للسلطة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ـل ـب ـنــانـ ّـيــة» يـعـلـمــون أن ال ــدول ــة الـلـبـنــانـ ّـيــة‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫‪/alakhbarnews-‬‬
‫الرجعية) ضـ ّـده‪ .‬وكانت تلك القوى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السياسية‬ ‫ال ـحــرب األه ـلـ ّـيــة‪ ،‬وع ــن تجربتها‬ ‫رابعًا‪ :‬تهميش‪ ،‬ولوم «اليسار املتطرف»‪ .‬في‬ ‫فتحت كل خزائنها‪ ،‬ومعداتها أمــام ميلشيا‬
‫‪paper‬‬
‫ال ـس ـعــوديــة امل ـن ـشــأ‪ ،‬ت ـح ـ ّـرض عـلــى امل ـش ــروع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة «العمل الشيوعي»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والعسكرية فــي‬ ‫«الـكـتــائــب» بـعــد فـشــل الـجـيــش اللبناني في‬
‫الفلسطينية‪ ،‬فــي مــواجـهــات‬ ‫ّ‬ ‫كـســر امل ـقــاومــة‬
‫وتــدعــو إلــى نشر سلطة الــدولــة (الـتــي كانت‬ ‫وهـ ــذه ال ـشــاهــدة ج ــدي ــرة ب ــال ـق ــراءة م ــن جيل‬
‫مرتهنة بالكامل‪ ،‬فــي عهد سركيس‪ ،‬لبشير‬ ‫شبابي جديد‪ .‬وما كتبته البزري عن تهميش‬ ‫ّأيار ‪ .1973‬تساهل فؤاد شهاب (الذي ساهم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف ــي تــدعـيــم ظ ــاه ــرة الـكـتــائــب بــوجــه خصمه‬
‫الجميل)‪ .‬كما أن التنظيم البيروتي‪« ،‬اتحاد‬ ‫املرأة‪ ،‬وعن إبعادها عن صنع القرار‪ ،‬ينطبق‬
‫قـ ــوى ال ـش ـعــب ال ـع ــام ــل» (وك ـ ــان آنـ ـ ـ ــذاك‪ ،‬كـمــا‬ ‫لـيــس فـقــط عـلــى املـنـظـ ّـمــة (لــأمــانــة) بــل على‬ ‫ّ‬ ‫الـلــدود‪ ،‬ريمون ّإدة) مع ميليشا «الكتائب»‪،‬‬
‫الضروري في بدء شن‬ ‫من‬ ‫وتساهل معها َمــن خلفه في الرئاسة‪ ،‬حتى‬
‫رجــع بعد «عــاصـفــة ال ـحــزم»‪ ،‬مــوالـيــا للنظام‬
‫ال ـس ـعــودي) ق ــاد حملة شـعـبـ ّـيــة واس ـعــة ضد‬
‫كــل أحـ ــزاب ال ـي ـســار الـلـبـنــانــي والفلسطيني‬
‫(أذكــر أن العظيم جــورج حبش‪ ،‬في آخر لقاء‬
‫ّ‬
‫حملة سياسية لتغيير‬ ‫مهمة‬ ‫فرنجية‪ ،‬وأمر بأن تصبح ّ‬ ‫ّ‬ ‫أتى سليمان‬
‫املـشــروع‪ ،‬الــذي كــان يمكن له أن يقضي على‬ ‫لــي مـعــه‪ ،‬قــال إن عــدم إي ــاء مــوضــوع تحرير‬ ‫إع ــداد وتضخيم ميليشيا «الـكـتــائــب» جــزءًا‬
‫ويقرب بني «الحركة‬ ‫ّ‬ ‫حالة الفساد املنتشرة‪،‬‬ ‫أهمية قصوى كــان من أخطاء الجبهة‬ ‫ّ‬ ‫املــرأة‬ ‫رفع سقف المطالب‬ ‫الواقع ّ‬ ‫لو أن «الحركة‬
‫ّ‬
‫الجيش اللبناني‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫من عقيدة‬
‫ّ‬
‫الوطنية» وبني جمهورها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ـش ـع ـبـ ّـيــة ل ـت ـحــريــر ف ـل ـس ـطــن)‪ .‬ك ــان ــت املـ ــرأة‬
‫ّ‬
‫على األقل من أجل‬ ‫اللبنانية» كانت متحضرة ملا أمكن‬
‫ّ‬
‫هزيمة «الكتائب» مبكرًا‪ ،‬وألمكن دفعهم عما‬
‫ّ‬
‫الوطنية‬
‫ثــام ـنــا‪ :‬أخ ــذ زمـ ــام امل ـ ـبـ ــادرة‪ ،‬وعـ ــدم ال ــوق ــوف‬
‫فــي الــدفــاعـ ّـيــة‪ .‬فــي وقــت كــان حــزب «الكتائب‬
‫فــي أح ــزاب الـيـســار تحتل نفس املــوقــع الــذي‬
‫ّ‬
‫تحتله في القبيلة والعشيرة الذكورية‪ .‬ولم‬
‫ّ‬ ‫المفاوضة على أساسها‬ ‫التماس»‪ .‬رفض كمال‬ ‫أصبح الحقًا «خطوط ّ‬
‫اللبنانية» في ما بعد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللبنانية»‪ ،‬و»القوات‬ ‫تنل املــرأة في «البرنامج املرحلي» إال جملة‬ ‫جنبالط‪ ،‬ومحسن إبراهيم‪ ،‬وجــورج حاوي‪،‬‬
‫ّ‬
‫مـسـتـمــريــن ف ــي ط ــرح م ـشــروع ـه ـمــا‪ ،‬وتـعــبـئــة‬ ‫محددة‪.‬‬ ‫واحدة غير ّ‬ ‫الخيار العسكري (حتى من بــاب الــدفــاع عن‬
‫ّ‬
‫جمهورهما وراءه‪ ،‬وثــابـتــن فــي التزامهما‬ ‫ّ‬
‫سـ ــادسـ ــا‪ :‬الـ ـس ــري ــة ف ــي ات ـ ـخ ــاذ ال ـ ـقـ ــرار وف ــي‬ ‫الشيوعيني اإلصــاحـ ّـيــن كانوا‬ ‫ّ‬ ‫النفس) ألن‬
‫ّ‬
‫يؤمنون بتغيير النظام من الداخل‪ ،‬وسلميًا‪.‬‬
‫امل ـشــروع الـشـ ّـريــر والـخـطـيــر‪ ،‬كــانــت «الـحــركــة‬ ‫امل ــال ـ ّـي ــة‪ .‬لــم تـكــن ق ـيــادة «ال ـحــركــة الــوطـنـ ّـيــة»‬ ‫ّ‬
‫تتخبط‪ ،‬وال تأخذ زمــام املـبــادرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنية»‬ ‫ت ـع ـت ـمــد الـ ـص ــراح ــة والـ ـشـ ـف ــاف ـ ّـي ــة فـ ــي صـنــع‬ ‫االحتجاجية‪ ،‬التي ال يقودها‬ ‫كل الحركات‬ ‫كاد نقوال الشاوي أن يصبح نائبًا في ‪،1972‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الـ ـيـ ـس ــار‪ ،‬ت ـل ـج ــأ قـ ـ ــوى م ـع ـت ــدل ــة ووس ـط ــي ــة‬ ‫وبـ ـ ــدت ال ـن ـي ــاب ــة أغـ ـل ــى ع ـل ــى قـ ـي ــادة ال ـح ــزب‬
‫ُوكــانــت عسكريًا وسياسيًا فــي حالة الدفاع‬ ‫القرار املصيري‪ .‬كانت قيادة الحركة تنطق‪،‬‬
‫امل ـس ـت ـمـ ّـر‪ّ ،‬م ــا أف ـقــدهــا ال ـق ــدرة عـلــى امل ـن ــاورة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الشعبية»‬ ‫وتتحرك باسم «الجماهير‬ ‫ّ‬ ‫وتعمل‬
‫ً‬
‫ول ـي ـبــرالـ ّـيــة‪ ،‬إل ــى ل ــوم ال ـي ـســار‪ ،‬ب ــدال مــن لــوم‬ ‫ـوريــة الطبقة الـعــامـلــة‪ّ .‬أم ــا كمال‬ ‫مــن ديـكـتــاتـ ّ‬
‫ّ‬ ‫املسؤولية‪ .‬لم يكن كمال‬ ‫ّ‬ ‫الخصم وتحميله‬ ‫جـنـبــاط‪ ،‬فـلــم يـكــن فــي وارد تسليح الـقــوى‬
‫وعلى التحريك‪ .‬حتى خطوط التماس كانت‬ ‫والفقراء‪ ،‬وتتخذ كل قراراتها بسرية مطلقة‪،‬‬
‫من صنع الفريق االنعزالي‪ ،‬ولــم تعمل قوى‬ ‫ومن دون إشــراك القاعدة‪ .‬وكــان صنع القرار‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ج ـن ـبــاط م ـت ـســاهــا م ــع ال ـق ــوى ال ـت ـقــدمــيــة‪،‬‬ ‫الــوط ـنـ ّـيــة‪ ،‬خـصــوصــا أن ــه ســاهــم فــي إيـصــال‬
‫«ال ـح ــرك ــة ال ــوط ـن ـ ّـي ــة» ع ـلــى ت ـغ ـي ـيــرهــا‪ .‬وك ــان‬ ‫الوطنية»‪ :‬كانت‬ ‫ّ‬ ‫يتم خــارج مكاتب «الحركة‬ ‫ّ‬ ‫وجـ ـم ــاهـ ـي ــره ــا‪ ،‬عـ ـن ــدم ــا كـ ـ ــان فـ ــي ال ـس ـل ـطــة‬ ‫فرنجية إلــى سـ ّـدة الرئاسة‪ ،‬كما أن‬ ‫ّ‬ ‫سليمان‬
‫ويــذكــر من‬ ‫الداخلية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫(وشغل منصب وزيــر‬ ‫االتحاد السوفياتي كان يقيم عالقات وطيدة‬
‫ياسر عــرفــات حريصًا‪ ،‬هــو اآلخ ــر‪ ،‬على عدم‬ ‫بضع قيادات تستفرد بالقرار‪ ،‬الذي غالبًا كان‬
‫تـغـيـيــر خ ـيــوط «الـلـعـبــة» ال ـتــي ك ــان يتعامل‬ ‫يأتيها على شكل أوامر‪ّ ،‬إما من ياسر عرفات‪،‬‬ ‫م ـن ـجــزاتــه‪ ،‬ف ــي مـنـتـصــف الـسـتـيـنـيــات‪ ،‬منع‬ ‫م ــع ال ــرئ ـي ــس الـ ـج ــدي ــد‪ ،‬ولـ ــم ي ــرت ــح ل ـظــاهــرة‬
‫مـعـهــا (ك ـمــا تـعــامــل مـعـهــا الـنـظــام ال ـســوري)‬ ‫أو من النظام السوري‪ ،‬أو من النظام الليبي‪،‬‬ ‫ج ــون ــي ه ــولـ ـي ــداي م ــن دخـ ـ ــول ل ـب ـن ــان ألن ــه‬ ‫تثوير الــوضــع اللبناني‪ .‬إن حــالــة الــرخــاوة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنية‬ ‫التي اعترت صفوف قيادة «الحركة‬
‫ع ـلــى أن ـه ــا ورقـ ــة ت ـفــاوضـ ّـيــة ل ـصــال ـحــه‪ .‬قــام‬ ‫أو من السفير السوفياتي في بعض األحيان‪.‬‬ ‫العامية في حفالته‪ ،‬بحسب‬ ‫يخدش اآلداب‬ ‫ال ـل ـب ـن ــان ـ ّـيــة» ك ـ ــادت أن ت ـ ـ ّ‬
‫حــزب «الـعـمــل االشـتــراكــي الـعــربــي ‪ -‬لبنان»‪،‬‬ ‫سرًا من األســرار‪ ،‬كما‬ ‫املالية ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكانت الشؤون‬ ‫الـقــرار آن ــذاك)‪ .‬وقــد مشى وليد جنبالط في‬ ‫ـؤدي إلـ ــى اج ـت ـيــاح‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشعبية لتحرير فلسطني» في‬ ‫ّ‬ ‫و»الـجـبـهــة‬ ‫ّ‬
‫في كل امليليشيات واألحــزاب اللبنانية‪ ،‬لكن‬ ‫تـظــاهــرة ضــد سلطة والـ ــده‪ ،‬فــي ع ــام ‪.1969‬‬ ‫الكتائب ملنطقة الحمراء‪ ،‬عــام ‪ ،1976‬لــوال أن‬
‫ّ‬ ‫عبأت قواها‪ ،‬لتخوض‬ ‫الفلسطينية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقاومة‬
‫بــدايــة الـحــرب فــي ‪1975‬ـ ‪ 1976‬بعملية لفتح‬ ‫ال ـحــركــة ك ــان يـفـتــرض أن ـهــا ت ـطــرح ش ـعــارات‬ ‫شباط‬‫ّ‬ ‫ومــن املـعــروف أن كمال جنبالط‪ ،‬في‬
‫الرمانة) لكن‬ ‫(الشياح ‪ -‬عني ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثغرة في جبهة‬ ‫التغيير الــديـمــوقــراطــي‪ ،‬اإلصــاحــي للنظام‬ ‫وردًا ع ـلــى ع ـنــف ال ـس ـل ـطــة‪ ،‬املـتـمــثــل‬ ‫‪ّ ،1975‬‬ ‫حــربــا بـطــولـ ّـيــة فــي «ح ــرب ال ـف ـنــادق»‪ ،‬وتــدفــع‬
‫ّ‬
‫ق ـ ّـوات «فـتــح» كانت تمنع مثل هــذا التحريك‬ ‫اللبناني‪ ،‬غير أن قــادتـهــا تـصـ ّـرفــوا كزعماء‬ ‫باغتيال معروف سعد‪ ،‬أدلــى بتصريح قال‬ ‫ُ‬
‫بقوى اليمني «الفاشي» نحو املرفأ (العالقات‬
‫ال ـعـ ّ‬
‫للوضع العسكري‪ .‬كانت تلك تجربة وحيدة‪.‬‬ ‫تقليديني‪ .‬كان كل أمني عام لحزب‪ ،‬أو تنظيم‬
‫ّ‬ ‫فيه‪« :‬أطلقت النار على الجيش من األبنية‬ ‫ـامــة لـلـحــركــة الــوطـنـ ّـيــة آنـ ــذاك جـعـلــت من‬
‫ّ‬ ‫ـرد على‬ ‫املـ ـج ــاورة‪ ،‬فــاضـطـ ّـر الـجـيــش إل ــى الـ ـ ّ‬ ‫التنظيم االستعراضي‪« ،‬املرابطون» ّهو بطل‬
‫تاسعًا‪ :‬الكذب على الجماهير‪ .‬لم تكن «الحركة‬ ‫مــن ّأحـ ــزاب وتـنـظـيـمــات «ال ـحــركــة الــوطـنــيــة»‬
‫ال ــوط ـن ـ ّـي ــة ال ـل ـب ـنــانـ ّـيــة» ب ـش ـخــص ق ـيـ ّ‬
‫ـادي ـي ـهــا‬ ‫ـريــا مقطوعًا‪ ،‬م ـقــداره مئة‬ ‫يتلقى مبلغًا شـهـ ّ‬ ‫ال ـنــار بــاملـثــل‪ ،‬فــأصـيــب م ـعــروف س ـعــد‪ ،‬وقــد‬ ‫تـلــك ال ـح ــرب)‪ .‬وج ــزء مــن ع ــدم الـتـحــضــر هو‬
‫ّ‬ ‫فــي االسـتـهــانــة ب ـق ــدرات الـخـصــم‪ ،‬وبــرعــايـتــه‬
‫ت ـص ــارح ج ـم ـهــورهــا ب ـمــا يـ ــدور ف ــي ال ـخ ـفــاء‪،‬‬ ‫أل ــف دوالر مــن الـنـظــام الـلـيـبــي‪ ،‬وك ــان معظم‬ ‫ض ـبــط ال ـج ـيــش أع ـص ــاب ــه… إن ب ـعــض كتل‬ ‫ّ‬
‫وكانت تطرح شعارات التلتزم بها‪ .‬لقد كان‬ ‫ـام ــن ي ـت ـص ـ ّـرف ــون بــامل ـب ـلــغ كـمــا‬ ‫األم ـ ـنـ ــاء الـ ـع ـ ّ‬ ‫ال ـي ـس ــار امل ـن ـح ــرف ت ـسـ ّـبــب م ـشــاكــل ك ـث ـيــرة‪،‬‬ ‫الخارجية‪.‬‬
‫الرمانة ضعيفًا‬ ‫رد الحركة على مجزرة عني ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي ـش ــاؤون (ب ـعــض األح ـ ــزاب الـصـغـيــرة كــانــت‬ ‫وه ــي تستفيد مــن ه ــذه ال ـظ ــروف» (الـنـهــارـ‬ ‫ثانيًا‪ :‬رفع سقف املطالب‪ .‬من الضروري في‬
‫‪ 27‬آب ـ ‪ . )1975‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للغاية‪ ،‬وطالب السلطة بتحقيق (والسلطة‬ ‫ميزانية الحزب مباشرة)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تضع املبلغ في‬ ‫سبب تصريح جنبالط‪،‬‬ ‫سياسية لتغيير الواقع رفع‬ ‫بدء شن حملة‬
‫‪13‬‬ ‫رأي‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫تداركًا للفوضى‬
‫والعنف والتآمر‪...‬‬ ‫الراديكالية في‬ ‫ّ‬ ‫بـعــده‪ ،‬ضمنتا أن الـخـيــارات‬
‫م ــواج ـه ــة أخ ـّط ــر م ـش ــروع رادي ـك ــال ــي ج ــذري‬
‫ّ‬

‫الجميل‪ ،‬لم‬ ‫ّ‬ ‫رجعي‪ ،‬املتمثل في مشروع بشير‬


‫سعدالله مزرعاني *‬ ‫ُ‬
‫تكن تنتقى‪ ،‬وكان اإلصرار دومًا على الخيار‬
‫املـعـتــدل‪ ،‬وعلى التهدئة‪ ،‬وعلى الـحــوار‪ .‬كان‬
‫مشروعية االحتجاج على ما انتهى إليه الوضع اللبناني‪ ،‬على الصعد كافة‪ ،‬هي خارج كل جدال‬ ‫ّ‬
‫الفريق االنعزالي يعطل كل مشاريع الوفاق‬
‫موضوعي ال ينطلق من مواقع تبريرية لسلوك السلطة واملشاركني فيها‪ ،‬قديمًا أو حديثًا‪ .‬املسؤولية‬ ‫والـ ـس ــام‪ ،‬فـيـمــا ك ــان ــت «ال ـح ــرك ــة الــوط ـنـ ّـيــة»‬
‫شاملة‪ ،‬وإن لم تكن بالتأكيد متساوية بني مسؤول وآخــر‪ ،‬وبــن صاحب حصة كبيرة وحصة‬ ‫ال تـعـتـمــد‪ ،‬مـهـمــا ك ــان‪ ،‬عـلــى خ ـيــار ال ـحــل‪ ،‬أو‬
‫صغيرة‪ ،‬وبني من ال أولوية عنده سوى النهب وتعزيزه‪ ،‬ومن تقع أولويته في مكان آخر‪ .‬واملقصود‬ ‫الحسم العسكري‪ .‬صحيح أن كمال جنبالط‬
‫بالصنف األخير‪ ،‬فريق يكاد يصبح في موقع «الساكت عن الحق»‪ ،‬شاء أم أبى‪ ،‬بسبب أن التدهور‬ ‫وص ـ ــل مـ ـت ــأخـ ـرًا إل ـ ــى ق ـن ــاع ــة ح ـ ــول ض ـ ــرورة‬
‫تهدد‪ ،‬في وقت‬ ‫والعجز واألنانية والفساد وانعدام املسؤولية األخالقية والوطنية‪ ،‬باتت هذه‪ ،‬جميعًا‪ّ ،‬‬
‫واحد‪ ،‬استمرار االستقرار الداخلي النسبي والهش (أي ّ‬ ‫الحسم العسكري‪ ،‬في عام ‪ 1976‬لكن املشروع‬
‫تهدد قاعدة ومبرر «الحياد السلبي» حيال‬ ‫ّ‬
‫عــطـلــه الـنـظــام ال ـس ــوري‪ ،‬وحــركــة «ف ـتــح» (لــم‬
‫التناقضات الداخلية)‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومبدأ األولوية املطلقة‪ ،‬وما يمليه من مواقف وعالقات وتنازالت‪ ،‬من‬ ‫ّ‬
‫تـكــن حــركــة فـتــح‪ ،‬بشخصي أب ــو عــمــار وأبــو‬
‫جهة ثانية (نظرًا لتفاقم آفات ومشاكل وأزمات وتدخالت‪ ...‬يمكن أن تدفع نحو الفوضى الشاملة‬ ‫ّ‬
‫العسكرية‬ ‫ّ‬
‫التي تفرض بدورها أولويات جديدة‪ ،‬أو ُّ‬ ‫ـاد‪ ،‬جــديــة فــي ق ــرار املــواج ـهــة ّ‬ ‫ج ـهـ‬
‫تعدد أولويات على األقل‪.)...‬‬ ‫مع قـ ّـوات النظام السوري‪ ،‬التي تدخلت عام‬
‫تردي الوضع إلى هذا املستوى املخيف (وآخر حلقاته ملف النفايات)‬ ‫إن تفاوت املسؤوليات عن ّ‬ ‫‪ 1976‬إلنقاذ ميليشيات اليمني الرجعي من‬
‫ً‬
‫ليس مقبوال أب ـدًا التعبير عـنــه‪ ،‬باستخدام الرصيد الوطني لتيار املـقــاومــة‪ ،‬عبر إث ــارة األسئلة‪،‬‬ ‫الهزيمة األكيدة)‬
‫ّ‬ ‫حادي عشر‪ّ :‬‬
‫والشكوك حول نوايا وعالقات بعض من بادر إلى إطالق التحرك الراهن‪ ،‬واالكتفاء بذلك! سيؤدي‬ ‫الهوة بني القيادة والقاعدة‪ .‬إن‬
‫ذلك حكمًا إلى املساهمة في إبقاء الوضع على ما هو عليه‪ :‬أي إلى مطالبة املواطنني املتضررين‬ ‫ال ـهـ ّـوة بــن ق ـيــادات الـحــركــة‪ ،‬وب ــن قاعدتها‪،‬‬
‫الساحقة من اللبنانبنب) بتقديم املزيد من التضحيات‪ ،‬إرضـ ًـاء لقلة تتحاصص‬ ‫ٌ‬ ‫(وهــم األكثرية‬ ‫كــانــت ك ـب ـيــرة‪ .‬إن ال ـث ــراء ال ــذي لـحــق بمعظم‬
‫ّ‬
‫موارد وإدارة البالد‪ ،‬قلة بلغ جشعها واستهتارها حدًا لم يعد يطاق أبدًا‪.‬‬ ‫الوطنية» نقلهم مــن طبقة‬ ‫قـيــادات «الحركة‬
‫ّ‬
‫إل ــى طـبـقــة‪ ،‬وم ــن منطقة سكنية إل ــى أخ ــرى‪.‬‬
‫في وضــع سياسي داخلي وخــارجــي مضطرب‪ ،‬كالذي يعيشه لبنان راهـنــا‪ ،‬تداخلت األولــويــات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بفعل تعقد وتناسل األزمات الداخلية والوافدة‪ ،‬إلى حدود غير مسبوقة‪ .‬االحتماالت السوداء هي‬ ‫اليسارية‬ ‫طبعًا‪ ،‬إن بعض ّقــادة التنظيمات‬
‫التي تطغى على املشهد اإلقليمي بمجمله‪ ،‬حتى إشعار آخر‪ .‬ال ّبد إذًا‪ ،‬من إعادة بناء السياسات‬ ‫الـصـغـيــرة لــم تـتــأثــر بــالــدفــق املــالــي‪ ،‬ال ــذي لم‬
‫والعالقات وفق ما تمليه املسؤوليات واملهمات الجديدة‪ .‬بكالم أوضح‪ ،‬ال بد من أن تتكامل األولويات‬ ‫يصبها مـنــه إال الـقـلـيــل‪ ،‬وكــانــت تنفقه على‬
‫العامة على املستوى اإلقليمي‪ ،‬مع األولويات الخاصة على املستوى القطري‪ .‬يملي ذلك أن تكون‬ ‫ضـ ــرورات الـعـمــل الـعـسـكــري والـتـجـهـيــز‪ .‬كما‬
‫التقدمية خضعت ملعايير الزعامة‬ ‫ّ‬ ‫أن الحركة‬
‫لألطراف املشاركة في السلطة‪ ،‬وغير املنخرطة في الفساد‪ ،‬سياسة أخرى غير سياسة «الحياد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التقليدية فــي تسليم الـقـيــادة إلى‬ ‫الطائفية‬
‫السلبي»‪ .‬هي باتت مطالبة بأن تكون لها مواقف متميزة تترجم مسعى للتغيير من داخل السلطة‪،‬‬ ‫كمال جنبالط‪ ،‬وإلى ابنه من بعده‪.‬‬
‫ويسهل ويستثمر نتائج الضغط الشعبي اإليجابي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بما يعكس حجمها في التوازنات من جهة‪،‬‬ ‫ثــانــي عـشــر‪ :‬اإلدم ــان على الــدفــق املــالــي‪ .‬كان‬ ‫كانت متواطئة بالكامل مــع امليليشيا التي‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬ ‫الــدفــق املــالــي عـلــى الـحــركــة املـفـســدة الـكـبــرى‪.‬‬ ‫ارتـ ـكـ ـب ــت امل ـ ـج ـ ــزرة) وطـ ــرحـ ــت شـ ـع ــار «عـ ــزل‬
‫إذا لم يحصل ذلك‪ ،‬فال بد من دفع ثمن سيأتي اليوم أو غدًا‪ ،‬أو في وقت لن يكون بعيدًا‪ .‬إننا أمام‬ ‫تـ ـح ـ ّـول امل ـ ــال الـ ـخ ــارج ــي‪ ،‬م ــن وس ـي ـلــة لـبـنــاء‬ ‫الكتائب» (وكــان الشعار من صنع وتصميم‬
‫محك أن نختبر صحة استنتاجنا بشأن سلبيات وفجوات وأخطاء املرحلة املاضية‪ .‬هل اكتشفنا‬
‫بعض هذه األخطاء؟ أم أننا ما زلنا ّ‬ ‫ح ــرك ــات م ـق ــاوم ــة وط ـن ـ ّـي ــة‪ ،‬إلـ ــى هـ ــدف بـحـ ّـد‬ ‫ك ـم ــال ج ـن ـبــاط وم ـح ـســن اب ــراه ـي ــم وج ــورج‬
‫نحمل املسؤولية لألعداء فقط‪ ،‬ونعفي أنفسنا وحلفاءنا من‬ ‫ذاتـ ــه‪ ،‬إلط ـعــام أخـطـبــوط ب ـيــروقــراطــي‪ ،‬نسي‬ ‫ّ‬
‫كل مسؤولية؟ األعداء يخططون حتمًا الستهداف املنطقة‪ ،‬وثرواتها‪ ،‬وشعوبها (وخصوصًا قواها‬ ‫ح ــاوي‪ ،‬الــذيــن تـخــلــوا عنه فــي مــا بـعــد)‪ .‬لكن‬
‫الــذيــن أنـشــأوه سبب وج ــوده‪ .‬أبنية وقواعد‬ ‫ال ـحــركــة ل ــم ت ـكــن مـلـتــزمــة بــال ـش ـعــار‪ ،‬وكــانــت‬
‫املعترضة على مشاريعهم ومخططاتهم)‪ .‬هم‪ ،‬لهذا الغرض‪ ،‬يحاولون‪ ،‬ومن موقع التجربة واملعرفة‬ ‫ومكاتب ال يعلم أحد جدواها‪ .‬كانت «الحركة‬
‫والخبث‪ ،‬إيــاء أهمية كبيرة الستغالل التناقضات واألزم ــات الداخلية‪ .‬بل هم ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من وراء الجماهير‪ ،‬تقوم بحوارات ولقاءات‬
‫يعولون‪ ،‬بالدرجة‬ ‫اللبنانية» في الستينيات‪ ،‬وأوائــل‬ ‫الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫الجميل ومع غيره‪ .‬كان كمال‬ ‫سرية مع بشير‬
‫األولى‪ ،‬على هذه األزمات ّوالتناقضات! ألم يحصل ذلك‪ ،‬لكي ال نذهب بعيدًا‪ ،‬في سوريا؟ ألم تستغل‬ ‫ال ـس ـب ـع ـي ـن ـي ــات‪ ،‬أفـ ـع ــل وأجـ ـ ـ ــدى وأقـ ـ ـ ــرب مــن‬ ‫جنبالط‪ ،‬كما غيره من قيادات الحركة‪ ،‬على‬
‫النقمة االجتماعية التي ولدتها قرارات «االنفتاح» االقتصادي بعد وفاة الرئيس حافظ األسد‪ ،‬والتي‬ ‫عما أصبحت عليه في ما بعد‪ ،‬ولم‬ ‫الجماهير‪ّ ،‬‬
‫ت ــواص ــل مـسـتـمـ ّـر م ــع بـشـيــر ال ـج ـمـ ّـيــل‪ ،‬وك ــان‬
‫استهدفت‪ ،‬أساسًا‪ ،‬القاعدة التقليدية لسلطة حزب «البعث» الحاكم في األرياف السورية؟‪ ...‬وعلى‬ ‫تكن تملك ال املكاتب وال األبنية‪ ،‬وال القواعد‬ ‫س ـم ـيــر فــرن ـجـ ّـيــة ي ـق ــوم ب ـ ــدور ال ــوس ـي ــط بني‬
‫ذلك‪ ،‬لم يكن صدفة أن االحتجاجات الشعبية‪ ،‬التي بدأت في آذار عام ‪ ،2011‬قد انطلقت من مدينة‬ ‫الثابتة‪ ،‬التي كانت أهدافًا ثابتة أمام طائرات‬ ‫الطرفني‪ .‬كيف يمكن تعبئة الجماهير وراء‬
‫وتعسف واستغالل سلطة‪ ،‬ما ّ‬ ‫درعا‪ :‬هناك حيث اقترن الخراب الالحق باملواطنني‪ ،‬بفساد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الـ ـع ـ ّ‬
‫جسد‬ ‫ـدو‪ ،‬وال ـت ــي ك ــان ــت ت ـخ ــل بــأب ـســط قــواعــد‬ ‫شـعــار لــم تـكــن ق ـيــادة الـحــركــة ملتزمة بــه أو‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ذروة اإلســاءة لشعارات الصمود واملمانعة‪ ،‬بل هو متعارض مع هــذه الشعارات‪ ،‬ومستلزماتها‬ ‫«التكتيك العسكري» ال ــذي كــان يتعلمه من‬ ‫ـديــة فــي طــرحــه؟ والـشـعــار كــان صائبًا في‬ ‫جـ ّ‬
‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تدريب الثورة‬ ‫مر في معسكرات‬ ‫ّ‬
‫بشكل كامل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حـيـنــه‪ ،‬وال يـ ــزال‪ ،‬ألن ال ـطــرف ال ــواج ــب عــزلــه‬
‫من الدروس أيضًا‪ ،‬أن القوى املعادية‪ ،‬الدولية واإلقليمية‪ ،‬قد استغلت مسائل القمع التفرد واالستئثار‬ ‫ك ــان امل ــال الـلـيـبــي يـتــدفــق عـلــى ال ـحــركــة‪ ،‬إلــى‬ ‫هو الــذي قام باملجزرة‪ ،‬وهو الــذي كان يريد‬
‫والفساد واالستبداد إلى ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحد األقصى‪ .‬هي استغلتها‪ ،‬رغم أن الفريق الدولي يرعاها‪ ،‬وأن الفريق‬ ‫مبنى كامال‪ ،‬وكان‬ ‫درجــة أن الحركة ابتاعت‬ ‫«عـ ــزل» لـبـنــان عــن مـحـيـطــه ال ـعــربــي‪ ،‬وربـطــه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واعتداء على مصالح وحقوق شعبه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سباق و»مجل» بوصفه األكثر تخلفًا واستبدادًا‬ ‫املحلي فيها‪ّ ،‬‬ ‫فضفاضًا‪ ،‬ولــم يكن هناك مــن سبب ملــلء كل‬ ‫ـوي ــا ب ــالـ ـع ـ ّ‬
‫ـدو اإلس ــرائـ ـيـ ـل ــي‪ .‬وال ـح ــرك ــة‬ ‫عـ ـض ـ ّ‬
‫ّ‬
‫والعامة‪ .‬هذه املحاوالت مستمرة اآلن‪ ،‬بقوة التآمر‪ ،‬وإثــارة االنقسامات والحروب األهلية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفردية‬ ‫تلك املكاتب (أذكــر حجم مكتب األمــن العام‬ ‫ّ‬
‫الوطنية رفعت علنًا شعار «العزل» فيما قرر‬ ‫ّ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫والبيروقراطية‬ ‫ّ‬
‫الوطنية)‪.‬‬
‫واالستخدام والتدخل املفرطني للمال السياسي النفطي‪ ،‬ولإلعالم املسخر‪ ،‬مع ما يرافق ذلك مع‬ ‫التنفيذي للحركة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬بعد اجتياح إسرائيل للبنان‬
‫اإلداري ـ ـ ـ ــة ال ـت ــي ت ـمــخ ـضــت ع ــن ال ـت ـم ــوي ــل‪ ،‬لم‬
‫مساع مسعورة‪ ،‬ال ضوابط لها‪ ،‬لتأجيج التناقضات‪ ،‬وتعزيز العصبيات‪ ،‬وتوظيف الدين واملذاهب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تكن تحسن البتة في أداء التنظيمات‪ .‬على‬
‫والتطرف والتكفير واإلره ــاب‪ .‬ولبنان ومقاومته‪ ،‬أساسًا‪ ،‬ما زاال هدفًا ّأول للقوى املعادية‪ ،‬بعد‬
‫ّ‬ ‫ال ـع ـك ــس‪ ،‬جـعـلـتـهــا أك ـث ــر جـ ـم ــودًا ولـيـنـيـنـ ّـيــة‬
‫التمكن من تعطيل الدور الذي كانت تمارسه سوريا على الصعيد اإلقليمي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ومــركــزيــة‪ .‬كما أن امل ــال الـهــابــط‪ ،‬ول ــد ظاهرة‬
‫ال يمكن‪ ،‬طبعًا‪ ،‬االكتفاء بفضح ما يفعله العدو الداخلي والخارجي‪ .‬ال بد من خطط ملحاربة ذلك‬ ‫الـتـفـ ّـرغ‪ ،‬الـتــي جــذبــت مقاتلني يفتقرون إلى‬
‫عبر مراجعة األساليب (بعضها يخدم العدو‪ ،‬ويالقيه في منتصف الطريق)‪ ،‬وتقديم البدائل‪ ،‬مرورًا‬ ‫ال ـع ـقــائـ ّ‬
‫بالتخلص من األخطاء والفئويات‪ ،‬وخصوصًا من أوهام خداع الناس بتعليق كل االرتكابات والعجز‬
‫ـديــة‪ .‬ك ــان امل ــال وف ـي ـرًا إل ــى درج ــة أنــه‬
‫ّ‬ ‫في كل ّالحركات‬
‫كان هناك إفراط في نشر املجالت والصحف‪:‬‬
‫واألخطاء على مشجب التآمر الخارجي أو اإلقليمي‪ ،‬وتجاهل كل مسؤولية ذاتية في هذا املجال‪.‬‬ ‫كانت مجلة «الـهــدف» التي أطلقها العظيم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫االحتجاجية‪ ،‬التي ال يقودها‬
‫ليس أسوأ من سياسة الغطرسة والقمع والهراوات‪ ،‬إال سياسية التجاهل والتشكيك واالتهامات‪.‬‬ ‫غـ ّـســان كنفاني‪ ،‬تنشر فــي سنواتها األولــى‪،‬‬ ‫اليسار‪ّ ،‬تلجأ قوى ّ معتدلة‬
‫خصوصًا أن ذلك يصادف مرحلة تعاظمت فيها االرتكابات واألنانيات‪ ،‬وانعدام املسؤولية واألخالق‬ ‫ّ‬
‫واملحاسبة‪ .‬إن معاناة املجتمع الللبناني قد بلغت الــذروة‪ ،‬فيما عطلت السلطات املتعاقبة القانون‪،‬‬
‫بالتبرعات الصغيرة‪ ،‬التي‬
‫ّ‬
‫كــان عــرب حــول الـعــالــم يجمعونها للمجلة‪،‬‬
‫بعد ‪ 1969‬ثبتًا‬ ‫ووسطي ًة وليبرالية‪ ،‬إلى لوم‬
‫والــدسـتــور‪ ،‬ومؤسسات الرقابة الرسمية‪ ،‬وص ــادرت‪ ،‬واستتبعت املؤسسات الشعبية التمثيلية‬ ‫لـكــن «الـجـبـهــة الـشـعـبـ ّـيــة لـتـحــريــر فلسطني»‬ ‫اليسار‪ ،‬بدال من لوم الخصم‬
‫(االتحاد العمالي العام‪ ،‬لجنة التنسيق النقابية‪ّ .)...‬أما أحزاب التغيير فهي أيضًا تتدهور‪ ،‬من فشل‬ ‫املالية (التي‬ ‫ّ‬ ‫باتت تنشر في سنوات الطفرة‬
‫إلى فشل‪ ،‬ومن سيئ إلى أسوأ‪ .‬استمرار إدارة الظهر آلالم ومعاناة املواطنني‪ ،‬وإقفال مخارج نجاة‬ ‫ك ــان ي ــاس ــر ع ــرف ــات يـسـتـعـمـلـهــا ألس ــر بــاقــي‬
‫ّ‬
‫اإلصالح والتغيير‪ ،‬سيكون أقرب السبل لدفع املتضررين باتجاه اليأس‪ ،‬وبالتالي نحو الفوضى‬ ‫واللبنانية) مجلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفلسطينية‬ ‫التنظيمات‬
‫والعنف‪ .‬لم تنشأ الحركات املتطرفة إال نتيجة تراكم طويل ملعاناة قرون السيطرة االستعمارية‪،‬‬ ‫غ ـنـ ّـيــة (وأن ـي ـق ــة ب ــا س ـب ــب)‪ ،‬وت ـن ـشــر جــريــدة‬
‫والنتهاك مصالح شعوبنا‪ ،‬وسيادة بلداننا‪ .‬لم يشهد العصر الحديث‪ ،‬سوى في هذه املنطقة من‬ ‫ستمرة»‪( .‬وكان معظم مواد‬ ‫ّ‬ ‫يومية «الثورة ُم‬ ‫ّ‬
‫ـدبــابــات‪ ،‬إلى‬ ‫فــي عــام ‪ ،1982‬وتحت ضغط الـ ّ‬
‫تـلــك الـصـحــف الـيــومــيــة م ـص ــورة مــن صحف‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العالم‪ ،‬حصول احتالل بلدين (لبنان والعراق) خالل عقدين من الزمن‪ ،‬فيما االحتالل الصهيوني‬ ‫الرضوخ ملطلب مفاوضة بشير الجميل (مع‬
‫لفلسطني يكاد ينهي عقده السابع! ّأما معظم البلدان العربية األخرى‪ ،‬فتغرق في الحروب والدمار‬ ‫أخرى)‪ .‬كانت الثورة أفعل في سنوات فقرها‬ ‫ّ‬
‫الجمهورية‬ ‫حركة أمــل) على شــرط تسليمه‬
‫وتواجه خطر التقسيم أو االنهيار‪.‬‬ ‫وعوزها‪.‬‬ ‫(وتـ ـ ـ ـ ّـم ذل ـ ــك فـ ــي ل ـج ـن ــة اس ـت ـح ــدث ـه ــا إل ـي ــاس‬
‫اللبنانية»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنية‬ ‫تتكرر تجربة «الحركة‬ ‫لن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لقد تراكمت عوامل الخيبة واليأس لدى قطاع واسع من اللبنانيني (وخصوصًا الشباب) إلى درجة‬ ‫مسمى‪،‬‬ ‫الجميل‪ ،‬تحت‬ ‫عراب بشير‬ ‫سركيس‪ّ ،‬‬
‫بسيئاتها وإيجابياتها‪ ،‬كما أن الحكم عليها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غير مسبوقة‪ .‬اإلصــرار على املعالجات الخاطئة واألنانية والفئوية‪ ،‬هو الــذي سيدفع األمــور إلى‬ ‫اإلن ـ ـقـ ــاذ ال ــوطـ ـن ــي)‪ .‬وم ــوق ــف «الـ ـ ـع ـ ــزل» ك ــان‬
‫انفجار لن يستفيد منه إال املستعمرون والصهاينة‪ .‬تكرارًا‪ :‬لقد طفح الكيل‪ .‬وقف التدهور الراهن‬ ‫يجب حكمًا أن يأخذ بعني ّاالعتبار الظروف‪،‬‬ ‫صائبًا ألن امليليشيا عينها قامت‪ ،‬فيما بعد‪،‬‬
‫ً‬ ‫الخارجية‪ ،‬التي أثرت في مسارها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والعوامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتربصون‬‫ّ‬ ‫مسؤولية السلطة الراهنة‪ ،‬بكل أطرافها‪ .‬ليس مقبوال التأجيل‪ ،‬أو التبرير‪ ،‬أو التغطية‪.‬‬ ‫ومسيحيني‪،‬‬ ‫متعددة ضد مسلمني‬ ‫بمجازر‬
‫وفي قدرتها على التغيير‪ .‬والتحرك الشبابي‬ ‫ّ‬
‫يتحينون الفرصة لالنقضاض على كل ما هو إيجابي في حاضرنا‪ ،‬وواعد في مستقبلنا‪ .‬يرتب‬ ‫وضـ ـ ّـد م ـخـ ّـي ـمــات فـلـسـطـيـنــيــة‪ .‬ملـ ــاذا ل ــم تكن‬
‫ّ‬
‫ال ـج ــاري فــي لـبـنــان‪ ،‬ال ـي ــوم‪ ،‬قــد ال يـتـكـ ّـرر من‬
‫ذلــك مسؤوليات استثنانية على كل القوى املعنية بالتغيير‪ ،‬الجزئي أوالـجــذري‪ .‬ال بـ ّـد من تكرار‬ ‫ال ـحــركــة ت ـص ــارح ج ـم ـهــورهــا ب ـحــالــة الـلـعــب‬
‫ح ـيــث ق ــدرت ــه ع ـلــى اجـ ـت ــراح م ـع ـجــزة تغيير‬ ‫ع ـلــى ال ـح ـبــال‪ ،‬وامل ـف ــاوض ــات م ــن وراء جثث‬
‫تأكيد االرتفاع إلى مستوى ما تفرضه التحديات الراهنة‪ .‬هذا مطروح بالدرجة األولى على كل قوى‬ ‫ال ـن ـظــام‪ ،‬ك ــي ال ن ـقــول إس ـ َقــاطــه‪ ،‬لـكــن تجربة‬
‫التحرك‪ :‬التي بادرت‪ ،‬والتي استجابت‪ ،‬والتي ساهمت‪ .‬لن تتمايز القوى غير املنخرطة في الفساد‪،‬‬ ‫الشهداء‪ ،‬كي يحكموا عليها سلبًا أو إيجابا؟‬
‫األجـيــال السابقة مفيدة‪ ،‬ملــن يريد أن يعتبر‬ ‫رب ـمــا ألن الـحــركــة كــانــت تخشى جمهورها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫مــا لــم تتوحد قــوى الـحــراك الشبابي والشعبي‪ ،‬بعيدًا مــن التنافس املــرضــي الــذي يغري السلطة‬ ‫تتكرر‪ ،‬وال يجب‬ ‫من املاضي‪ .‬لكن التجارب ال ّ‬
‫واملضي في النهب والفساد والتفريط باملصالح العامة لحساب املصالح الخاصة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالتجاهل والقمع‪،‬‬ ‫بـعــدمــا اب ـت ـعــدت م ـنــه‪ ،‬وزاد اب ـت ـعــادهــا حتى‬
‫ّ‬ ‫أن تـتـكـ ّـرر‪ ،‬وكــل تجربة تغيير‪ ،‬أو انتفاضة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫العدو‬ ‫االجتياح‪ ،‬عندما وجد‬ ‫بلغ الذروة قبل‬
‫املسؤولية الوطنية‪ ،‬بمعناها الشامل‪ ،‬هي ما ينبغي أن يوجه مواقف وسلوك وعالقات الفئات‪،‬‬ ‫أو ثورة (حتى نحلم) يجب أن تكون صنيعة‬ ‫ّ‬
‫والـقــوى التي تحمل شـعــارات التغيير‪ ،‬وتكافح من أجــل رفــع املعاناة عن أكثرية املجتمع‪ .‬ينطبق‬ ‫تــربــة خصبة كــي ينقض فيها على مشروع‬
‫ّ‬ ‫لحظتها‪ ،‬وعصارة أحالم شبيبتها‪ ،‬من دون‬ ‫ّ‬
‫العدو‪.‬‬ ‫املقاومة والصمود واملواجهة مع‬
‫ذلك أيضًا على القوى التي ترفع شعارات املواجهة والتحرير‪ .‬فالشعارات تلك املتصلة بالتغيير‪،‬‬ ‫تـقـلـيــد‪ ،‬أو ع ــودة إل ــى ال ـ ــوراء‪ .‬لـكــن األم ــل هو‬
‫ّ‬ ‫ع ــاش ـرًا‪ :‬االع ـت ــدال وبـ ــال‪ .‬خـصــوصــا فــي زمــن‬
‫واألخ ــرى املتصلة بالتحرير‪ ،‬إنما وجهان ملسألة واحــدة‪ ،‬هي كرامة املــواطــن وحقوقه‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫ال ـعــامــل امل ـش ـتــرك‪ ،‬وم ــن دون ــه ت ــزول حــركــات‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية»‬ ‫مواجهة املؤامرات‪ّ .‬قررت «الحركة‬
‫وسيادة الوطن وتقدمه‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬ ‫التغيير‪ ،‬وتسود األنظمة إلى ما ال نهاية‪.‬‬ ‫أن تـنـتـهــج مـنـهــج االعـ ـت ــدال ف ــي ك ــل مــراحــل‬
‫* كاتب وسياسي لبناني‬ ‫* كاتب عربي (موقعه على اإلنترنت‪:‬‬ ‫تــاري ـخ ـهــا‪ ،‬واب ـت ـع ــدت ع ــن ال ـت ـط ـ ّـرف‪ ،‬ك ـمــا أن‬
‫‪)angryarab.blogspot.com‬‬ ‫ق ـي ــادة ك ـمــال ج ـن ـبــاط‪ ،‬وول ـي ــد ج ـن ـبــاط من‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫سوريا‬ ‫‪14‬‬
‫مشهد ميداني‬

‫اغتيال البلعوس‪ :‬الفتنة تالمس السويداء‬


‫األنـ ـب ــاء ال ـتــاب ـعــة ل ـل ـحــزب الـتـقــدمــي‬ ‫وحطموا مقتنياته وسرقوا ذخائر‬ ‫وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس‪،‬‬ ‫فراس الشوفي‬
‫ّ‬
‫االش ـت ــراك ــي‪ ،‬ب ــال ـق ــول‪« :‬دقـ ــت ســاعــة‬ ‫ومـ ـسـ ـتـ ـن ــدات م ـ ــن داخ ـ ـ ـلـ ـ ــه‪ ،‬وح ــط ــم‬ ‫بقيت تفاصيل الهجومني الداميني‬
‫ً‬
‫الفرز‪ ،‬والتحية‪ ،‬كل التحية لجميع‬ ‫آخـ ـ ـ ــرون تـ ـمـ ـث ــاال ل ـل ــرئ ـي ــس ال ــراح ــل‬ ‫م ـل ـت ـب ـس ــة‪ ،‬بـ ـفـ ـع ــل ال ـ ـفـ ــوضـ ــى ال ـت ــي‬ ‫عـ ـل ــى مـ ـ ـ ّـر ال ـ ـس ـ ـنـ ــوات املـ ــاضـ ـيـ ــة مــن‬
‫الـ ـشـ ـه ــداء وامل ـع ـت ـق ـل ــن مـ ــن ال ـش ـعــب‬ ‫ح ــاف ــظ األسـ ــد ف ــي س ــاح ــة «ال ـس ـيــر»‬ ‫بدا جنبالط كمن ينتظر‬ ‫عـ ّـمــت املــديـنــة والـضـغــط على شبكة‬ ‫ع ـم ــر األزمـ ـ ـ ــة‪ ،‬ل ــم ت ـن ـجــح مـ ـح ــاوالت‬
‫السوري األبي‪ .‬فلتكن هذه املناسبة‬ ‫وسـ ـ ــط امل ــديـ ـن ــة وس ـ ـ ـ ّـي ـ ـ ــارات تــاب ـعــة‬ ‫االنـ ـت ــرن ــت واالت ـ ـ ـصـ ـ ــاالت وان ـت ـش ــار‬ ‫الــدول الداعمة للمعارضة السورية‬
‫م ـن ــاس ـب ــة ان ـت ـف ــاض ــة الـ ـجـ ـب ــل‪ ،‬جـبــل‬ ‫ملــديــريــة مالية ال ـســويــداء‪ ،‬وحــاولــوا‬ ‫اللحظة إلعادة تحريض‬ ‫ّ‬
‫امل ـس ـل ـح ــن‪ ،‬وعـ ـ ــدم ت ـم ــك ــن األجـ ـه ــزة‬ ‫املـ ـ ـسـ ـ ـلـ ـ ـح ـ ــة فـ ـ ـ ــي ف ـ ـص ـ ــل مـ ـح ــافـ ـظ ــة‬
‫ال ـع ــرب‪ ،‬الـجـبــل ال ـس ــوري األش ــم في‬ ‫الــدخــول إلــى مبنى مجلس املدينة‪،‬‬ ‫أهالي السويداء على‬ ‫الــرس ـم ـيــة م ــن ال ــوص ــول إلـ ــى مـكــان‬
‫ّ ّ‬
‫السويداء عن جسم الدولة السورية‪.‬‬
‫مــواجـهــة ال ـن ـظــام»‪ .‬وأضـ ــاف‪« :‬ليس‬
‫ه ـنــاك ضــربــة قــاض ـيــة‪ .‬إن ـهــا ضــربــة‬
‫إض ــاف ــة إل ـ ــى إطـ ـ ــاق الـ ـنـ ـي ــران عـلــى‬
‫فـ ــرع األمـ ـ ــن ال ـج ـن ــائ ــي وفـ ـ ــرع األم ــن‬
‫الدولة‬ ‫ـريــة‪ .‬إل أن‬
‫تحدثت إليها‬ ‫ّ‬
‫الـتـفـجـيــريــن والـعـمــل ب ـحـ‬
‫غالبية املصادر التي‬
‫مـ ـ ـ ــن الـ ـ ـتـ ـ ـح ـ ــري ـ ــض امل ـ ـس ـ ـت ـ ـمـ ــر ع ـب ــر‬
‫وســائــل إعــام املـعــارضــة وصفحات‬
‫ّ‬
‫م ــوج ـع ــة‪ ،‬ل ـكــن آن األوان ل ـل ـشــرفــاء‪،‬‬ ‫العسكري من دون وقوع ضحايا‪.‬‬ ‫«األخـ ـ ـب ـ ــار» أكـ ـ ــدت وف ـ ــاة ال ـب ـل ـعــوس‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬إلى الترهيب‬
‫وه ــم ك ـثــر‪ ،‬وه ــم األك ـث ــري ــة ف ــي جبل‬ ‫وب ـ ـ ـ ـ ــدت الف ـ ـ ـتـ ـ ــة االج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراء ات الـ ـتّ ــي‬ ‫وأحد مساعديه الشيخ فادي نعيم‪،‬‬ ‫ب ــاج ـت ـي ــاح اإلره ــابـ ـي ــن لـلـمـحــافـظــة‬
‫ال ـعــرب ب ــأن يـنـتـفـضــوا فــي مــواجـهــة‬ ‫اتـخــذتـهــا األج ـهــزة األمـنـيــة لتجنب‬ ‫ابن مدينة السويداء‪ ،‬جراء التفجير‬ ‫والـتــرغـيــب بـمـ ّـد يــد الـعــون األردنـيــة‬
‫الـ ـنـ ـظ ــام الـ ـ ــذي ي ــري ــد ال ـق ـه ــر وخ ـلــق‬ ‫ردت ع ـلــى م ـصــادر‬ ‫الـ ـص ــدام‪ ،‬ح ـيــث ّ‬ ‫تفجير سـيــارة مفخخة أم ــام مبنى‬ ‫األول‪ ،‬ف ـي ـم ــا تـ ـض ــارب ــت م ـع ـط ـيــات‬ ‫واإلس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة‪َ ،‬عـ ـ َـبـ ــرت ال ـس ــوي ــداء‬
‫النيران مع ّ‬ ‫املشفى وسط جموع األهالي الذين‬ ‫ّ‬
‫ال ـف ـت ـن ــة م ــع إخ ــوانـ ـه ــم م ــن ال ـش ـعــب‬ ‫تعمد عدم وقوع ضحايا‬ ‫املنشورات على صفحات التواصل‬ ‫أكثر من محطة مفصلية وحافظت‬
‫ال ـ ـسـ ــوري‪ .‬ف ــي امل ـق ــاب ــل‪ ،‬دعـ ــا رئـيــس‬ ‫لعدم مفاقمة الـصــدام‪ ،‬وسحبت كل‬ ‫ح ـض ــروا بـعــد األن ـب ــاء ع ــن التفجير‬ ‫االجـتـمــاعــي امل ـقـ ّـربــة مــن الـبـلـعــوس‪،‬‬ ‫على تماسكها والتصاقها بالدولة‪.‬‬
‫ال ـ ـحـ ــزب ال ــديـ ـم ــوق ــراط ــي ال ـل ـب ـنــانــي‬ ‫الدوريات األمنية من الطرقات‪.‬‬ ‫كبير‬
‫ٍ‬ ‫ـدد‬
‫األول‪ ،‬مــا أدى إلــى وقــوع عـ ٍ‬ ‫بــن نـعــي الـشـيــخ واإلشـ ــارة إلــى أنــه‬ ‫آخــر املـحـطــات كــان هـجــوم مسلحي‬
‫الـ ـن ــائ ــب طـ ـ ــال أرسـ ـ ـ ــان «املـ ـش ــاي ــخ‬ ‫وبـ ــال ـ ـتـ ــوازي م ــع أعـ ـم ــال ال ـت ـخــريــب‬ ‫من الشهداء والجرحى‪.‬‬ ‫أصيب وجرى اسعافه‪.‬‬ ‫تنظيم «القاعدة» على مطار الثعلة‬
‫الـ ـ ــدروز االج ــاوي ــد وم ـشــايــخ الـعـقــل‬ ‫امل ـم ـن ـه ــج‪ ،‬ق ـ ــام ع ـ ــدد مـ ــن ف ـع ــال ـي ــات‬ ‫وسـ ــري ـ ـعـ ــا‪ ،‬ب ـ ـ ــدأت وسـ ــائـ ــل اإلعـ ـ ــام‬ ‫وبحسب معلومات «األخ ـبــار»‪ ،‬فإن‬ ‫العسكري قبل نحو شهرين‪ ،‬والذي‬
‫التابعة للمعارضة السورية والدول‬ ‫ّ‬
‫واالخ ـ ــوان جـمـيـعــا ف ــي جـبــل الـعــرب‬ ‫املحافظة بمحاوالت للتهدئة حتى‬ ‫مــوكــب الـبـلـعــوس أم ــس ك ــان مــؤلـفــا‬ ‫فـ ـش ــل ب ـف ـع ــل وق ـ ـ ــوف األه ـ ــال ـ ــي إل ــى‬
‫إل ـ ـ ــى الـ ـتـ ـحـ ـل ــي ب ــال ـح ـك ـم ــة وال ـعـ ـق ــل‬ ‫ال تقع املحافظة فــي الـفــوضــى‪ ،‬وقد‬ ‫الداعمة لها وعلى وسائل التواصل‬ ‫مــن ‪ 11‬سـيــارة‪ ،‬ووقــع التفجير عند‬ ‫جانب الجيش السوري‪.‬‬
‫االج ـ ـ ـت ـ ـ ـمـ ـ ــاعـ ـ ــي‪ ،‬ح ـ ـم ـ ـلـ ــة شـ ــائ ـ ـعـ ــات‬ ‫ّ‬
‫والـ ـ ـتـ ـ ـص ـ ــدي لـ ـلـ ـفـ ـتـ ـن ــة»‪ ،‬م ـس ـت ـن ـك ـرًا‬ ‫ـدد‬
‫ن ـج ـحــت امل ـس ــاع ــي ف ــي ت ـه ــدئ ــة ع ـ ٍ‬ ‫ح ــوال ــى ال ـســاعــة الــراب ـعــة والـنـصــف‬ ‫إل أن ي ــوم أم ــس ك ــان قــاس ـيــا على‬
‫«االسـ ـتـ ـه ــداف ال ــرخ ـي ــص الـ ــذي يتم‬ ‫كبير مــن أتـبــاع البلعوس‪ ،‬واستمر‬ ‫ٍ‬ ‫تستهدف إحداث فتنة في السويداء‪،‬‬ ‫فــي منطقة عــن امل ــرج عـلــى الطريق‬ ‫املـحــافـظــة الـجـنــوبـيــة‪ ،‬حـيــث امـتــدت‬
‫مــن خــال تفجيرات تستهدف جبل‬ ‫انتشار مسلحني مجهولني‪.‬‬ ‫ع ـب ــر اتـ ـه ــام ف ـ ــرع األمـ ـ ــن ال ـع ـس ـكــري‬ ‫بني املدينة وظهر الجبل‪( ،‬لم تحسم‬ ‫ي ــد اإلره ـ ــاب ل ـت ـضــرب ع ـمــق املــديـنــة‬
‫الـعــرب واملـشــايــخ ال ــدروز واإلخ ــوان‬ ‫وب ـ ــدا ال ـن ــائ ــب ول ـي ــد ج ـن ـب ــاط كـمــن‬ ‫واألجهزة األمنية السورية باغتيال‬ ‫امل ـص ــادر إن كــانــت الـعـبــوة مــزروعــة‬ ‫بتفجيرين‪ ،‬أحــدهـمــا اغـتــال الشيخ‬
‫ف ـ ــي امل ـ ـن ـ ـط ـ ـقـ ــة»‪ ،‬الف ـ ـتـ ــا إل ـ ـ ــى وج ـ ــود‬ ‫ي ـن ـت ـظــر ال ـل ـح ـظــة امل ـن ــاس ـب ــة إلعـ ــادة‬ ‫ال ـب ـل ـعــوس‪ ،‬عـلــى خـلـفـيــة مـعــارضـتــه‬ ‫في سيارة أو على جانب الطريق)‪،‬‬ ‫وحـيــد البلعوس مستهدفًا موكبه‪،‬‬
‫«م ـ ـ ــؤام ـ ـ ــرة لـ ـتـ ـط ــوي ــع جـ ـب ــل الـ ـع ــرب‬ ‫ّ‬
‫للتمرد‬ ‫تحريضه أهــالــي الـســويــداء‬ ‫لـ ـ ـ ـل ـ ـ ــدول ـ ـ ــة‪ ،‬وتـ ـ ـح ـ ــريـ ـ ـض ـ ــه األهـ ـ ــالـ ـ ــي‬ ‫وكـ ـ ـ ــان م ـ ــن ضـ ـم ــن امل ـ ــوك ـ ــب ال ـش ـي ــخ‬ ‫وه ــو امل ـعــروف بمعارضته لـلــدولــة‪،‬‬
‫الــرافــض لكل أن ــواع امل ــؤام ــرات التي‬ ‫ـت قـصـيــر‬ ‫ع ـل ــى ال ـ ــدول ـ ــة‪ .‬ف ـب ـع ــد وق ـ ـ ـ ٍ‬ ‫فـ ــي الـ ـس ــاب ــق ع ـل ــى ع ـ ــدم االل ـت ـح ــاق‬ ‫ركان األطرش‪ ،‬أحد أبرز املرجعيات‬ ‫وال ـ ـث ـ ــان ـ ــي ب ـ ـ ـفـ ـ ــارق زمـ ـ ـن ـ ــي ب ـس ـ ُي ــط‬
‫تحصل على االراضــي السورية من‬ ‫م ــن ش ـيــوع ن ـبــأ اغ ـت ـيــال الـبـلـعــوس‪،‬‬ ‫بالجيش‪.‬‬ ‫الــديـنـيــة لـطــائـفــة املــوحــديــن ال ــدروز‬ ‫استهدف املشفى الوطني‪ ،‬الذي نقل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قبل االرهاب التكفيري الذي ال يهدد‬ ‫بـ ـ ـ ـ ــدأ ج ـ ـن ـ ـب ـ ــاط تـ ـ ـح ـ ــريـ ـ ـض ـ ــه ع ـل ــى‬ ‫وب ـح ـســب ش ـه ــود عـ ـي ــان‪ ،‬فـ ــإن ع ــددًا‬ ‫في املحافظة‪ ،‬إل أنه لم يصب بأذى‪.‬‬ ‫إليه ضحايا التفجير األول‪ ،‬مخلفًا‬
‫سوريا ولبنان وحدهما بل العالم‬ ‫«االن ـ ـت ـ ـفـ ــاضـ ــة» عـ ـب ــر حـ ـس ــاب ــه عـلــى‬ ‫مـ ـ ـ ــن امل ـ ـس ـ ـل ـ ـحـ ــن اقـ ـ ـتـ ـ ـحـ ـ ـم ـ ــوا م ـ ـقـ ـ ّـر‬ ‫وبـعــد نقل املصابني والـشـهــداء إلى‬ ‫أكـ ـث ــر مـ ــن ع ـش ــري ــن ش ـه ـي ـدًا وع ـ ــددًا‬
‫ّ‬
‫بأسره»‪.‬‬ ‫تـ ــوي ـ ـتـ ــر‪ .‬وعـ ـ ــلـ ـ ــق‪ ،‬بـ ـحـ ـس ــب ج ــري ــدة‬ ‫الـ ـش ــرط ــة الـ ـعـ ـسـ ـك ــري ــة ف ـ ــي امل ــدي ـن ــة‬ ‫م ـش ـفــى الـ ـس ــوي ــداء ال ــوطـ ـن ــي‪ ،‬ج ــرى‬ ‫كبيرًا من الجرحى‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تحقيق‬
‫«داعش» يفرض الجزية في القريتين‪ ...‬ويفخخ قوس النصر في تدمر‬
‫قيد الحياة في القريتني أخيرًا»‪.‬‬
‫ي ــذك ــر أن ال ـج ـي ــش الـ ـ ـس ـ ــوري ي ـفــرض‬
‫مرح ماشي‬ ‫فرض داعش دفع الجزية‬
‫طـ ــوقـ ــا حـ ـ ــول الـ ـق ــريـ ـت ــن‪ ،‬إذ ت ـت ـمــركــز‬ ‫ف ـج ــأة وجـ ــد الـ ـس ــوري ــون أن ـف ـس ـهــم في‬ ‫على المواطنين المسيحيين‬
‫قواته في قرية مهني املجاورة‪ .‬وكانت‬ ‫مــواج ـهــة خـبــر «إق ــام ــة حـكــم ال ـلــه على‬ ‫في القريتين‪ ،‬جنوب شرق‬
‫جماعات من «الجيش الحر» قد أبدت‬ ‫ن ـص ــارى مــدي ـنــة ال ـقــري ـتــن»‪ ،‬ف ــي ريــف‬
‫اس ـ ـت ـ ـعـ ــدادهـ ــا لـ ــات ـ ـفـ ــاق م ـ ــع ال ـج ـيــش‬ ‫ح ـمــص ال ـج ـنــوبــي‪ ،‬م ــن ق ـبــل مسلحي‬ ‫حمص‪ .‬مطران السريان‬
‫الـســوري فــي مهني للدفاع عــن املنطقة‬ ‫تنظيم «داعش» الذي سيطر على البلدة‬ ‫األرثوذكس أكد لـ»األخبار»‬
‫في مواجهة ّ‬
‫مد عناصر داعش جنوبي‬ ‫الحمصية الشهر الفائت‪« .‬أسلم تسلم‪...‬‬
‫أو ادفع الجزية تسلم»‪ ،‬هذان الخياران‬
‫َ‬ ‫فرح الكنيسة بسالمة رعيتها‪،‬‬
‫حمص‪ ،‬ما أفضى إلى توقيع اتفاق مع‬
‫هذه املجموعات‪ ،‬تتعهد فيه بمحاربة‬ ‫هما الوحيدان املتاحان أمام مسيحيي‬ ‫تاركًا بقية الحكاية للزمن‪،‬‬
‫داعش‪.‬‬ ‫املنطقة‪ .‬صور عدة تناثرت على مواقع‬ ‫في حين تتواصل التحذيرات‬
‫الـ ـت ــواص ــل االجـ ـتـ ـم ــاع ــي‪ ،‬ي ـظ ـهــر فـيـهــا‬ ‫من تفخيخ قوس النصر في‬
‫آثار تدمر‪ ..‬ومواعيد التفجير‬ ‫مدرجات‬ ‫الرجال املسيحيون داخل أحد ّ‬
‫المستمرة‬ ‫الـقــريــة‪ ،‬وقــد اجتمعوا مــع ممثلني عن‬ ‫مدينة تدمر التاريخية‪ ،‬بعد‬
‫مــواع ـيــد تــدمــر ال ـيــوم ـيــة م ــع التفجير‬ ‫الـتـنـظـيــم ب ـه ــدف ع ـقــد اتـ ـف ــاق‪ ،‬يضمن‬ ‫تفجير ثالثة مدافن برجية‬
‫م ـس ـت ـم ــرة‪ ،‬إذ م ـس ــح ع ـن ــاص ــر تـنـظـيــم‬ ‫دفـعـهــم «ال ـجــزيــة»‪ ،‬مـقــابــل أن َيسلموا‬
‫داعش ثالثة مدافن طابقية في املدينة‪،‬‬ ‫البرازي أكد نجاح االتفاق المتعلق بإخراج ‪ 15‬مدنيًا أمس (أرشيف)‬ ‫ويعودوا إلى بيوتهم‪ ،‬داخل ما يسمى‬
‫تـ ــم الـ ـتـ ـق ــاط ص ـ ــور ل ـه ــا ع ـب ــر األقـ ـم ــار‬ ‫وتضمن االتفاق الذي‬ ‫ّ‬ ‫«دولة الخالفة»‪.‬‬
‫ال ـص ـنــاع ـيــة‪ .‬ع ـنــاصــر الـتـنـظـيــم أزالـ ــوا‬ ‫مسيحيو القريتني عودتهم‬ ‫ّ‬ ‫وقع عليه‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫املــدافــن مــن الــوجــود‪ ،‬بالحجة الدينية‬ ‫يعني أن «التغطية املتقطعة هي التي‬
‫تحكم اطمئنان الناس على ذويهم في‬
‫إلــى منازلهم في القرية‪ ،‬وفــق ‪ 12‬بندًا‪،‬‬ ‫بوتين‪ :‬األسد جاهز‬
‫امل ـكــررة‪ ،‬املتعلقة باعتبارها أصنامًا‪.‬‬
‫«األصنام» املستهدفة من قبل عناصر‬ ‫ال ـقــريــة»‪ .‬الـكــل يــريــد ال ـخ ــروج‪ ،‬بحسب‬
‫ّ‬
‫من ضمنها أن يدفعوا الجزية‪ ،‬وقدرها‬
‫‪ 4‬دنــانـيــر مــن الــذهــب‪ ،‬مــا ي ـعــادل ‪4.25‬‬
‫النتخابات مبكرة‬
‫داعش هي‪ :‬مدفن يمبليك‪ ،‬ومدفن اإلله‬ ‫املـ ـط ــران‪ ،‬إذ ت ـطــلــب ال ـظ ــرف توقيعهم‬ ‫اتفاق بين الجيش‬ ‫غرامات‪ ،‬ألغنياء «أهل الذمة»‪ ،‬ونصف‬ ‫أكد الرئيس الروسي فالديمير بوتني أن «الالجئني‬
‫بعل‪ ،‬ومدفن كيتوت‪ ،‬والتي تعتبر أهم‬ ‫اتفاق دفع الجزية‪ .‬وعن موقفه عندما‬
‫ع ـل ــم ب ـت ــوق ـي ــع االت ـ ـفـ ــاق بـ ــن امل ــدن ـي ــن‬
‫السوري ومجموعات‬ ‫ذل ــك ع ـلــى مـتــوسـطــي الـ ـح ــال‪ ،‬ونـصــف‬ ‫السوريني يهربون من داع ــش»‪ ،‬وليس من حكومة‬
‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬مؤكدًا أن أزمة الهجرة الراهنة‬
‫مدافن تدمر على اإلطــاق‪ .‬وذكــر مدير‬ ‫الـنـصــف عـلــى الـفـقــراء مــن املسيحيني‪.‬‬
‫عام اآلثار واملتاحف في حمص‪ ،‬حسام‬ ‫املسيحيني وعـنــاصــر الـتـنـظـيــم‪ ،‬يقول‬ ‫مسلحة في مهين‬ ‫ويحظر االتفاق على املسيحيني إظهار‬ ‫مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة في املنطقة‪.‬‬
‫حاميش‪ ،‬لـ»األخبار»‪ ،‬أن تفجير املدافن‬ ‫امل ـ ـطـ ــران‪« :‬ف ــرح ـن ــا ألن الـ ـن ــاس بـخـيــر‪.‬‬ ‫لمواجهة «داعش»‬ ‫الصلبان أو الكتب املقدسة أو استخدام‬ ‫وف ـ ــي م ــؤت ـم ــر ص ـح ــاف ــي عـ ـق ــده خ ـ ــال م ـشــارك ـتــه‬
‫الثالثة ليس أول العهد من داعــش‪ ،‬إذ‬ ‫لـقــد ع ــادوا إل ــى بـيــوتـهــم‪ .‬أم ــا مــوضــوع‬ ‫مـكـبــرات الـصــوت أثـنــاء ال ـصــاة‪ .‬كذلك‬ ‫ف ــي «امل ـن ـت ــدى االق ـت ـص ــادي ال ـش ــرق ــي»‪ ،‬ف ــي مــديـنــة‬
‫الشمالية املـجــاورة‬ ‫خروجهم مــن القرية‪ ،‬فــإن الــزمــن كفيل‬ ‫يمنعهم االتفاق من بناء دير أو كنيسة‬
‫تــم تفجير املــدافــن ّ‬ ‫نعول أيضًا على الـحــوار وضمانة‬ ‫بــه‪ّ .‬‬ ‫فالديفوستوك‪ ،‬شرقي روسيا‪ ،‬أشار بوتني إلى أن‬
‫لـلـقـلـعــة‪ ،‬س ــاب ـق ــا‪ .‬وحـ ـ ــذر حــام ـيــش من‬ ‫أو صومعة لراهب في املنطقة‪ .‬مصادر‬ ‫موسكو «تقدم دعمًا عسكريًا ملحوظًا لسوريا»‪،‬‬
‫تـفـجـيــر ق ــوس ال ـن ـصــر وب ــاق ــي املــديـنــة‬ ‫املـ ـنـ ـظـ ـم ــات‪ .‬وك ـ ــل ذل ـ ــك ت ـح ــت إش ـ ــراف‬ ‫أهلية وصفت االتفاق بالخطير‪ ،‬إذ إن‬ ‫مضيفًا أن من السابق ألوانــه الحديث عن مشاركة‬
‫«اضطروا إلى االختيار بني دفع الجزية‬
‫األثرية‪ ،‬إذ إن «أشخاصًا يتم التواصل‬ ‫الـ ــدولـ ــة»‪ .‬ويـنـتـظــر املـ ـط ــران سـلــوانــس‬ ‫رسالة داعش للمسيحيني في املناطق‬ ‫روسيا في عمليات عسكرية ضد «داعش»‪.‬‬
‫أو الدخول في اإلســام‪ ،‬وتوصلوا إلى‬
‫مـعـهــم م ــن امل ـج ـت ـمــع امل ـح ـلــي ي ــؤك ــدون‬ ‫النعمة من املنظمات اإلنسانية اإلجابة‬
‫اتفاق مع عناصر تنظيم داعــش‪ ،‬يكفل‬
‫املحيطة أن القتال واملقاومة ال يجديان‪،‬‬ ‫وع ـ ّـب ــر ب ــوت ــن ع ــن ت ـف ـ ّـه ـم ــه ل ـ ـضـ ــرورة ال ـت ـغ ـي ـيــرات‬
‫يوميًا أن الحفر يتواصل تحت املدينة‬ ‫عن العديد من النقاط التفصيلية‪ ،‬التي‬ ‫وأن فــرض شروطها يفضي إلــى وقف‬ ‫الـسـيــاسـيــة‪ ،‬مـشـيـرًا إل ــى «أن ـنــا نعمل مــع شركائنا‬
‫طـلــب إي ـضــاحــات حــول ـهــا‪ ،‬بخصوص‬ ‫عودتهم إلــى بيوتهم»‪ .‬ويذكر املطران‬
‫األثــريــة وقــوس النصر‪ ،‬بهدف تفخيخ‬ ‫املعارك للحياة ضمن «دولة الخالفة»‪.‬‬ ‫فــي ســوريــا على ذل ــك»‪ ،‬الفـتــا إلــى أن «هـنــاك توافقًا‬
‫هذه املواقع وتفجيرها أيضًا»‪ .‬بدوره‪،‬‬ ‫أوضاع رعيته الباقني في القرية‪.‬‬ ‫النعمة أن تــواصــل الكنيسة مستمر‪،‬‬ ‫وفي حديث مع «األخبار»‪ ،‬لفت املطران‬
‫إلنقاذ رعيتها‪ ،‬عبر «مفاوضات وحوار‬ ‫على توحيد القوى ضد اإلرهــاب‪ ،‬بالتوازي مع نوع‬
‫أبـ ــدى م ـحــافــظ ح ـمــص أس ـف ــه لـتــدمـيــر‬ ‫م ـح ــاف ــظ ح ـم ــص ط ـ ــال الـ ـ ـب ـ ــرازي أك ــد‬ ‫م ــار س ـلــوانــس ب ـطــرس الـنـعـمــة‪ ،‬راع ــي‬ ‫من العمليات السياسية»‪ .‬وأعلن بوتني أن الرئيس‬
‫املدافن األثرية الثالثة‪ ،‬إذ إن «مــن دمر‬ ‫ن ـج ــاح االت ـ ـفـ ــاق امل ـت ـع ـلــق بـ ــإخـ ــراج ‪15‬‬ ‫يـتــم ع ــن طــريــق املـنـظـمــات اإلنـســانـيــة‪،‬‬ ‫أبــرش ـيــة ح ـمــص وح ـم ــاه وتــوابـعـهـمــا‬ ‫األسد «موافق على هذا‪ ،‬بما في ذلك إجراء انتخابات‬
‫آث ــار املــوصــل لــن ي ـتــرك ح ـضــارة تـ ْـدمــر‬ ‫مدنيًا‪ ،‬أمس‪ ،‬بعد أن وصلوا آمنني إلى‬ ‫ب ـ ـهـ ــدف إخ ـ ـ ـ ـ ــراج ال ـ ـع ـ ـجـ ــزة واألط ـ ـف ـ ــال‬
‫ّ‬ ‫لـلـســريــان األرثـ ــوذكـ ــس‪ ،‬أن ع ــدد أف ــراد‬ ‫مبكرة»‪ ،‬لتشكيل بــرملــان‪ ،‬وإقــامــة عــاقــات مــع قوى‬
‫ّ‬ ‫بأي خطوة‬ ‫«التنبؤ ّ‬ ‫واملعوقني»‪ ،‬غير أن‬
‫بسالم»‪ ،‬حسب تعبيره‪ .‬غير أنه ملح إلى‬ ‫قرية فيروزة‪ .‬وقال البرازي لـ»األخبار»‬ ‫رعيته الباقني فــي القريتني يبلغ ‪270‬‬ ‫«معارضة رشيدة» تشارك في الحكومة‪.‬‬
‫«انـفــراجــات ميدانية»‪ ،‬خــال األسابيع‬ ‫إن أهـ ــم امل ـس ـت ـج ــدات ف ــي امل ـن ـط ـقــة هو‬ ‫قـ ــادمـ ــة هـ ــو ضـ ـ ــرب مـ ــن امل ـس ـت ـح ـي ــل»‪.‬‬ ‫شخصًا‪ ،‬بينهم نساء وأطفال وعجزة‪،‬‬ ‫(األخبار‪ ،‬أ ف ب)‬
‫الـ ـث ــاث ــة ال ـ ـقـ ــادمـ ــة‪ ،‬مل ـص ـل ـح ــة ال ــدول ــة‬ ‫«االطمئنان على األب جــاك مــراد الذي‬ ‫وي ـت ــم ال ـت ــواص ــل م ــع األهـ ــالـ ــي‪ ،‬حسب‬ ‫خرج منهم‪ ،‬أمس‪ 15 ،‬شخصًا‪ ،‬جميعهم‬
‫السورية‪.‬‬ ‫اختفى في نيسان الفائت‪ ،‬وظهر على‬ ‫قــول املـطــران‪ ،‬عبر الهاتف الخلوي‪ ،‬ما‬ ‫نساء وأطفال‪ .‬وهؤالء‪ ،‬بحسب املطران‪،‬‬
‫العالم ‪15‬‬ ‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫ّ‬
‫الرياض تخطب ود واشنطن‪:‬‬
‫تقرير‬

‫نحو شراكة استراتيجية للقرن الـ‪21‬‬


‫ق ـم ــة سـ ـع ــودي ــة أم ـي ــرك ـي ــة مـفـصـلـيــة‬
‫مـنــابــع تــدفــق األمـ ــوال عــن اإلرهـ ــاب»‪،‬‬ ‫سعت السعودية لترتيب عالقاتها المتوترة مع الواليات المتحدة االميركية‪.‬‬
‫ح ـي ــث ات ـف ــق أوبـ ــامـ ــا وس ـل ـم ــان عـلــى‬ ‫وحاول ملكها سلمان بن عبد العزيز خطب ّ‬
‫ود الرئيس االميركي باراك أوباما بترحيبه باالتفاق النووي مع ايران‪،‬‬
‫عقدها الرئيس بــاراك أوباما وامللك‬
‫«ال ـح ــاج ــة إل ــى صـيـغــة طــوي ـلــة األم ــد‬ ‫س ـل ـمــان ب ــن ع ـبــد ال ـعــزيــز ف ــي الـبـيــت‬
‫ملكافحة إرهاب القاعدة وداعش»‪.‬‬ ‫وابداء االستعداد ّلحل سياسي في اليمن‪ .‬لكنه طرح المقايضة من خالل اصراره على حل في سوريا يطيح‬ ‫األبـيــض فــي واشنطن أمــس‪ ،‬أصـ ّـرت‬
‫وكــان وزيــر الخارجية السعودي قد‬ ‫الـ ـ ــريـ ـ ــاض عـ ـل ــى إعـ ـط ــائـ ـه ــا ال ـص ـف ــة‬
‫الرئيس بشار االسد‪ ،‬وتبني الموقف الخالفي لبنانيًا بالدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية‪ .‬وفي التفسيرات‬
‫قــال فــي مؤتمر صحافي عـقــده بعد‬ ‫المنطقية‪ ،‬يعلن ملك السعودية إقراره بواقع عالقات ايران مع العالم اليوم‪ّ ،‬‬
‫ويقر بإخفاق حملته‬
‫«ال ـتــأس ـي ـس ـيــة» ملــرح ـلــة ج ــدي ــدة من‬
‫القمة‪ ،‬إن السعودية تشعر باالرتياح‬ ‫الـ ـع ــاق ــات ب ــن ال ـب ـل ــدي ــن‪ ،‬تـسـتـعـيــد‬
‫إزاء تأكيدات الرئيس ب ــاراك أوباما‬ ‫للبحث عن ثمن‬
‫العدوانية على اليمن‪ ،‬بإبداء االستعداد لحل سياسي يحفظ مكانًا ألنصاره هناك‪ .‬لكنه يعود ّ‬
‫العقد التأسيسي األول بني الرئيس‬
‫فــران ـك ـلــن روزفـ ـل ــت وامل ـل ــك املــؤســس‬
‫بشأن اتفاق إيــران الـنــووي‪ ،‬وتعتقد‬
‫أن االتـ ـ ـ ـف ـ ـ ــاق سـ ـيـ ـسـ ـه ــم فـ ـ ــي األمـ ـ ــن‬ ‫لمغامرته المجنونة في سوريا‪ ،‬من خالل االصرار على استمرار االزمة حتى إطاحة االسد‪ ،‬فيما يتبنى في لبنان‬ ‫عبد العزيز آل سعود‪.‬‬
‫واالس ـ ـت ـ ـقـ ــرار فـ ــي ال ـ ـشـ ــرق األوسـ ـ ــط‪.‬‬ ‫خيار ‪ 14‬آذار بتقديم أولوية انتخاب الرئيس على إجراء انتخابات نيابية تعيد تركيب السلطة من جديد‬ ‫ظـهــر ذل ــك مــن خ ــال ع ــدة مــؤشــرات؛‬
‫وتابع الجبير أن أوباما طمأن امللك‬ ‫أولها تعمد السعوديني اإلشارة إلى‬
‫سـلـمــان إل ــى أن االت ـفــاق يمنع إي ــران‬ ‫أن س ـل ـمــان تـعـمــد أن ت ـك ــون زي ــارت ــه‬
‫من امتالك سالح نووي وينص على‬ ‫الرسمية الخارجية األولــى ألميركا‬
‫عمليات تفتيش للمواقع العسكرية‬ ‫لـتــأكـيــد عـمــق ال ـعــاقــة بــن الـبـلــديــن‪.‬‬
‫واملشتبه فيها‪ ،‬ويتضمن العودة إلى‬ ‫وثــان ـي ـهــا إصـ ـ ــرار وزي ـ ــر ال ـخــارج ـيــة‬
‫العقوبات سريعًا إذا انتهكت طهران‬ ‫الـ ـ ـسـ ـ ـع ـ ــودي‪ ،‬عـ ـ ـ ــادل الـ ـجـ ـبـ ـي ــر‪ ،‬ع ـلــى‬
‫ّ‬ ‫وصــف القمة بالتاريخية‪ .‬وثالثها‬
‫االتـ ـف ــاق‪ .‬وقـ ــال الـجـبـيــر إن «املـمـلـكــة‬
‫العربية السعودية تشعر باالرتياح‬ ‫تأكيد الجبير أن القمة أرست قواعد‬
‫تجاه هذه التأكيدات‪ ،‬بعدما أمضينا‬ ‫«لعالقة استراتيجية للقرن الحادي‬
‫الشهرين املاضيني في التشاور مع‬ ‫والـعـشــريــن»‪ .‬بــل أكـثــر مــن ذل ــك‪ .‬ظهر‬
‫ّ‬
‫حلفائنا»‪.‬‬ ‫ج ـل ـ ّـي ــا أن س ـل ـم ــان ي ـع ـمــل ل ـل ـتــرويــج‬
‫وتــابــع الجبير أن «السعودية تأمل‬ ‫الب ـنــه مـحـمــد ب ــن سـلـمــان خـلـيـفــة له‬
‫أي دخــل‬ ‫أن ي ـس ـت ـخــدم اإلي ــرانـ ـي ــون ّ‬ ‫ف ــي الـ ـع ــرش الـ ـسـ ـع ــودي‪ ،‬إن ل ــم نقل‬
‫إضافي من رفع العقوبات في تمويل‬ ‫ع ـقــد صـفـقــة ل ـض ـمــان نـتـيـجــة ك ـهــذه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظ ـهــر ذل ــك م ــن خ ــال إعـ ــان الـجـبـيــر‬
‫التنمية املحلية ب ــدال مــن االنـخــراط‬
‫في أنشطة مشينة»‪.‬‬ ‫أن ال ــرؤي ــة الـسـعــوديــة لتلك العالقة‬
‫وفـ ـ ــي ال ـ ـشـ ــأن ال ـ ـ ـسـ ـ ــوري‪ ،‬قـ ـ ــال وزيـ ــر‬ ‫االس ـت ــرات ـي ـج ـي ــة ق ـ ّـدمـ ـه ــا ول ـ ــي ول ــي‬
‫الخارجية السعودي إن القمة بحثت‬ ‫ال ـع ـهــد ال ـس ـع ــودي ن ـيــابــة ع ــن وال ــده‬
‫حـ ــل األزم ـ ـ ـ ــة وف ـ ـقـ ــا لـ ـبـ ـي ــان «ج ـن ـيــف‬ ‫امللك للرئيس أوباما‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ،»1‬م ـح ـ ّـم ــا ال ــرئ ـي ــس ب ـش ــار األس ــد‬ ‫ق ـمــة م ــن أولـ ــى نـتــائـجـهــا امل ـبــاشــرة‪،‬‬
‫مـســؤولـيــة ظ ـهــور تـنـظـيــم «داعـ ــش»‪.‬‬ ‫على ما ظهر أمــس‪ ،‬مرونة سعودية‬
‫وق ــال إن مــوقــف ب ــاده بالنسبة إلى‬ ‫حيال إيران‪ ،‬تجلت في إعالن الجبير‬
‫س ــوري ــا ل ــم ي ـت ـغ ـيــر‪ ،‬والـ ـح ــل يـشـمــل‬ ‫قـبــول الـسـعــوديــة بــاالت ـفــاق الـنــووي‬
‫ّ‬
‫رحيل األسد‪ ،‬مشيرًا إلى وجود حلني‬ ‫اإلي ــران ــي بــاع ـت ـبــاره عــامــل اسـتـقــرار‬
‫ال ثــالــث لهما لتحقيق هــذه الغاية‪:‬‬ ‫لـلـمـنـطـقــة‪ ،‬ول ـكــن ف ــي مـقــابــل تصلب‬
‫«األول سـ ـي ــاس ــي س ــري ــع والـ ـث ــان ــي‬ ‫ّّ‬ ‫ح ـ ـيـ ــال س ـ ــوري ـ ــا‪ ،‬ت ـج ـل ــى فـ ــي تـ ـك ــرار‬
‫جليا أن سلمان يعمل إلى الترويج إلبنه خليفة له (أ ف ب)‬ ‫ظهر‬ ‫الـجـبـيــر أن مــوقــف املـمـلـكــة مـنـهــا لم‬
‫عسكري قد يأخذ وقتًا»‪ .‬وأشــار إلى‬
‫صح الدعم العسكري الروسي‬ ‫أنه إذا ّ‬ ‫يتغير‪ ،‬ومحوره أن ال مكان للرئيس‬
‫ّ‬ ‫ال ـس ــوري ب ـشــار األس ــد فــي مستقبل‬
‫ل ـســوريــا‪ ،‬ف ــإن ذل ــك سيشكل تهديدًا‬
‫خطيرًا‪.‬‬ ‫جديد‬
‫ٍ‬ ‫اللبناني إلى «انتخاب رئيس‬ ‫ومـجـلــس األم ــن‪ ،‬بـمــا فــي ذل ــك الـقــرار‬ ‫ه ـ ــذا الـ ـبـ ـل ــد‪ ،‬وال ح ـت ــى ف ــي املــرح ـلــة‬
‫وع ـ ـ ــن ال ـ ـي ـ ـمـ ــن‪ ،‬أوضـ ـ ـ ــح الـ ـجـ ـبـ ـي ــر أن‬ ‫بما يتفق مع دستور لبنان»‪.‬‬ ‫الرقم ‪« 2216‬من أجل تسهيل انتقال‬ ‫االن ـت ـقــال ـيــة‪ .‬أم ــا ف ــي ال ـي ـمــن‪ ،‬ف ـبــدا أن‬
‫س ـل ـمــان وأوب ــام ــا بـحـثــا «س ـب ــل حل‬ ‫ك ـ ــذل ـ ــك‪ ،‬أكـ ـ ــد الـ ـبـ ـي ــان أن ال ــزع ـي ـم ــن‬ ‫في اليمن‪ ،‬بدت السعودية‬ ‫سياسي مبني على مبادرة مجلس‬ ‫ال ـس ـعــوديــة ت ـه ــرب م ــن مــأزق ـهــا عبر‬
‫التأكيد على رغبتها في حل إنساني‬
‫األزمـ ــة»‪ ،‬مشيرًا إلــى أن الـلـقــاء بحث‬ ‫ب ـح ـث ــا خ ـ ــال الـ ـلـ ـق ــاء س ـب ــل ت ـســريــع‬ ‫التعاون الخليجي ومقررات الحوار‬
‫سبل تخفيف املعاناة اإلنسانية عن‬ ‫تقديم «مـعــدات عسكرية معينة إلى‬
‫تهرب من مأزقها عبر التأكيد‬ ‫الوطني»‪.‬‬ ‫للمعضلة االنـســانـيــة فــي ه ــذا البلد‬
‫ـود أن تـشــرف‬ ‫الـيـمـنـيــن‪ .‬وأع ـل ــن‪« :‬نـ ـ ّ‬
‫اململكة‪ ،‬إضــافــة إلــى زي ــادة التعاون‬ ‫على «حل إنساني»‬ ‫ورأى أوب ــام ــا وامل ـل ــك ال ـس ـع ــودي أن‬
‫ً‬
‫عبر تخفيف الحصار‪ ،‬برعاية األمم‬
‫األم ـ ــم امل ـت ـح ــدة ع ـلــى م ــوان ــئ الـيـمــن‬ ‫في مكافحة االرهاب واألمن البحري‬ ‫«تحوال سياسيًا حقيقيًا» في سوريا‬ ‫امل ـت ـحــدة‪ ،‬مــع اإلشـ ــارة إل ــى أن أســس‬
‫لتسهيل دخول املساعدات»‪.‬‬ ‫وأم ـ ـ ــن االنـ ـت ــرن ــت وال ـ ــدف ـ ــاع امل ـض ــاد‬ ‫يجب أن يتضمن «رحيل (الرئيس)‬ ‫الحل السياسي تقوم على القرارات‬
‫ال ـ ـع ـ ــراق ـ ــي‪ ،‬ح ـ ـيـ ــدر ال ـ ـع ـ ـب ـ ــادي‪ ،‬إل ــى‬
‫وانـعـقــدت الـقـمــة فــي الـبـيــت األبـيــض‬ ‫للصواريخ البالستية»‪.‬‬ ‫بـشــار األس ــد ال ــذي فقد شرعيته في‬ ‫الدولية ذات الصلة وعلى مخرجات‬
‫«التطبيق الكامل لإلصالحات التي‬
‫أم ـ ـ ـ ــس‪ ،‬وس ـ ـ ــط إرادة واضـ ـ ـح ـ ــة مــن‬ ‫وأشــار إلــى ضــرورة التعاون «لوقف‬ ‫قيادة سوريا»‪.‬‬ ‫الحوار الوطني‪.‬‬
‫تـ ــم إق ـ ــراره ـ ــا فـ ــي ال ـص ـي ــف امل ــاض ــي‬
‫الطرفني إلب ــراز رمزيتها مــن ناحية‬ ‫تــدفــق املـقــاتـلــن األج ــان ــب ومـحــاربــة‬ ‫وع ـلــى الـصـعـيــد ال ـع ــراق ــي‪ ،‬ف ـقــد دعــا‬ ‫وأصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرت ال ـ ـ ـ ـ ــوالي ـ ـ ـ ـ ــات امل ـ ـت ـ ـحـ ــدة‬
‫ووافـ ـ ـ ــق ع ـل ـي ـهــا الـ ـب ــرمل ــان مـ ــؤخ ـ ـرًا»‪.‬‬
‫أنها األولى للملك سلمان الذي تزامن‬ ‫دعاية داعش املليئة بالكراهية‪ ،‬وقطع‬ ‫ال ـج ــان ـب ــان ح ـكــومــة رئ ـي ــس الـ ـ ــوزراء‬ ‫والـ ـسـ ـع ــودي ــة ب ـي ــان ــا م ـش ـتــركــا عـقــب‬
‫وفــي الشأن اللبناني‪ ،‬دعــوا البرملان‬
‫ان ـط ــاق حـكـمــه م ــع تـنــامــي مستوى‬ ‫انـ ـتـ ـه ــاء الـ ـقـ ـم ــة‪ ،‬تـ ـ ـن ـ ــاول الـ ـع ــاق ــات‬
‫الـتـبــايـنــات بــن الـبـلــديــن‪ ،‬خصوصًا‬ ‫املشتركة بني البلدين وأهم القضايا‬
‫فـ ـ ــي مـ ـ ــا ي ـ ـخـ ــص االتـ ـ ـ ـف ـ ـ ــاق الـ ـغ ــرب ــي‬ ‫التي تم بحثها خالل االجتماع‪.‬‬
‫األخ ـي ــر م ــع إيـ ـ ــران‪ ،‬وأي ـض ــا لـنــاحـيــة‬ ‫وأكـ ـ ـ ــد الـ ـبـ ـي ــان ض ـ ـ ـ ــرورة «م ـك ــاف ـح ــة‬
‫تأكيد الجانبني على عمق العالقات‬
‫الـثـنــائـيــة وعـلــى ض ــرورة تـطــويــرهــا‪.‬‬
‫صفقة تسلح بمليار دوالر‬ ‫ال ـ ـن ـ ـشـ ــاطـ ــات اإلي ـ ــران ـ ـي ـ ــة امل ــزع ــزع ــة‬
‫لــاسـتـقــرار»‪ ،‬وأعـلــن امللك السعودي‬
‫ّ‬
‫وق ــد ك ــان الف ـت ــا ق ــول س ـل ـمــان‪ ،‬قبيل‬ ‫على أن «الوحيدة في الشرق األوسط التي‬ ‫بتبني موقف أكثر قوة في املنطقة‪.‬‬ ‫اسـتـبـقــت ال ـص ـحــافــة األم ـيــرك ـيــة انـعـقــاد‬ ‫دع ـ ـمـ ــه ل ــاتـ ـف ــاقـ ـي ــة ال ـ ـنـ ــوويـ ــة ال ـت ــي‬
‫ب ــدء االج ـت ـمــاع‪ ،‬إن ــه «يهمنا تحقيق‬ ‫ستحصل على طائرات اف ‪ ،35‬التي تعتبر‬ ‫وتأتي صفقة األسلحة‪ ،‬رغــم أنها ليست‬ ‫القمة بــاإلشــارة إلــى أن البنتاغون يضع‬ ‫ت ــوص ـل ــت إل ـي ـه ــا م ـج ـم ــوع ــة «‪»1+5‬‬
‫االس ـت ـق ــرار ل ـصــالــح ش ـع ــوب ال ـشــرق‬ ‫جوهرة الترسانة املستقبلية األميركية‪،‬‬ ‫األكـبــر بــن البلدين‪ ،‬فــي الــوقــت ال ــذي تعد‬ ‫ال ـل ـم ـســات األخـ ـي ــرة ع ـلــى ات ـف ــاق تسليح‬ ‫م ــع إيـ ـ ـ ــران‪ ،‬والـ ـت ــي «س ـت ـم ـنــع إيـ ــران‬
‫األوسط»‪ ،‬مشيرًا أيضًا إلى العالقات‬ ‫هــي إس ــرائ ـي ــل»‪ .‬وأشـ ــار امل ـســؤولــون إلــى‬ ‫فيه إدارة أوباما حلفاءها العرب بدعمهم‬ ‫مــع الـسـعــوديــة بمليار دوالر‪ ،‬مــن شأنه‬ ‫مــن الحصول على ســاح ن ــووي‪ ،‬ما‬
‫ال ـع ـم ـي ـقــة وامل ـت ـي ـن ــة بـ ــن ال ــدولـ ـت ــن‪،‬‬ ‫سيسمح بتعزيز أمن املنطقة‪ ،‬عندما‬
‫والتي هي «عالقات تاريخية‪ ،‬تعود‬
‫أن ال ـص ـف ـقــة م ــع ال ـس ـع ــودي ــة ت ـتــألــف من‬ ‫في مواجهة‪ ،‬ما تسميه بعض الحكومات‬ ‫أن يوفر السالح للمجهود الحربي الذي‬ ‫يتم البدء بتنفيذها»‪.‬‬
‫إلى اليوم الــذي التقى فيه امللك عبد‬ ‫صــواريــخ يمكن أن تناسب طــائــرات «اف‬ ‫العربية‪ ،‬إيران الصاعدة»‪.‬‬ ‫تقوم به السعودية ضد «داعش» واليمن‪،‬‬ ‫وفـ ـ ـيـ ـ ـم ـ ــا يـ ـتـ ـعـ ـل ــق ب ـ ــالـ ـ ـيـ ـ ـم ـ ــن‪ ،‬ش ـ ــدد‬
‫العزيز بالرئيس روزفلت عام ‪.»1945‬‬ ‫‪ »15‬التي اشترتها السعودية سابقًا من‬ ‫ولـفـتــت الصحيفة إلــى أن املـســؤولــن في‬ ‫بـحـســب م ــا أفـ ــاد ب ــه م ـس ــؤول كـبـيــر في‬ ‫ال ـج ــان ـب ــان ع ـلــى «ال ـح ــاج ــة امل ــاس ــة»‬
‫(األخبار‪ ،‬رويترز‪ ،‬األناضول)‬ ‫الــواليــات املـتـحــدة‪ .‬كــذلــك‪ ،‬قطعت الــريــاض‬ ‫اإلدارة األميركية أشــاروا إلى أن الصفقة‬ ‫اإلدارة األمـيــركـيــة لصحيفة «نـيــويــورك‬ ‫إل ــى تـطـبـيــق قـ ـ ــرارات األمـ ــم املـتـحــدة‬
‫ً‬
‫شوطًا طويال في مناقشاتها مع الحكومة‬ ‫ال تـتـضـمــن ط ــائ ــرات حــرب ـيــة‪ ،‬مـشــدديــن‬ ‫تايمز»‪ ،‬أول من أمس‪.‬‬
‫األميركية لشراء فرقاطتني‪ ،‬في صفقة قد‬ ‫وأضاف املسؤول أن تفاصيل االتفاق كان‬
‫تتجاوز قيمتها مليار دوالر‪ .‬ويمثل بيع‬ ‫ُيعمل عليها قبل زي ــارة امللك السعودي‬
‫الفرقاطتني حجر الزاوية لبرنامج تحديث‬ ‫سلمان بن عبد العزيز لواشنطن‪ ،‬مشيرًا‬
‫بـمـلـيــارات الـ ــدوالرات تــأخــر كثيرًا لسفن‬ ‫إلــى أن هــذا التدبير يجب أن يوافق عليه‬
‫أميركية قديمة في االسـطــول السعودي‪،‬‬ ‫الكونغرس قبل إنهائه‪.‬‬
‫وسيشمل زوارق حربية أصغر حجمًا‪.‬‬ ‫وتــوقـعــت «ن ـيــويــورك تــايـمــز» أن يناقش‬
‫وأكد الجبير أمس توقيع الصفقة‪ ،‬مشيرًا‬ ‫ال ــرئ ـي ــس بـ ـ ــاراك أوب ــام ــا واملـ ـل ــك سـلـمــان‬
‫الى أنها «طبيعية» وتشمل ذخائر وقطع‬ ‫التدريب العسكري الذي يمكن أن ّ‬
‫تؤمنه‬
‫غيار‪.‬‬ ‫الــواليــات املتحدة للسعودية‪ ،‬بينما تقوم‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫العالم‬ ‫‪16‬‬
‫اليمن‬

‫«أنصار الله» يحبطون معركة مأرب‬


‫عملية نوعية توقع ‪ 106‬قتلى بينهم إماراتيون وبحرينيون وسعوديون‬
‫الـعــالـيــة فــي إصــابــة األه ـ ــداف‪ .‬وتشير‬ ‫يوم حافل شهده‬
‫امل ـع ـل ــوم ــات ال ـع ـس ـك ــري ــة إل ـ ــى أن ع ــدد‬ ‫ٌ‬
‫الميدان اليمني أمس‪ .‬عمليات‬
‫القتلى في صفوف الضباط والجنود‬
‫الخليجيني أكبر من املعترف به حتى‬ ‫نوعية ّنفذها الجيش اليمني‬
‫الساعة‪ ،‬وأنه يبلغ‪ ،‬مع عدد القتلى من‬
‫املـجـنــديــن اليمنيني ال ــذي ك ــان يجري‬ ‫و"اللجان الشعبية" ضد قوات‬
‫تجهيزهم للمشاركة في معارك مأرب‪،‬‬ ‫الغزو الخليجي لليمن في‬
‫وقــد أكــد مصدر قبلي رفيع املستوى‪،‬‬
‫‪ 106‬أشخاص‪.‬‬ ‫مأرب‪ ،‬أبعدت أكثر فأكثر‬
‫لـ»اإلعالم الحربي»‪ ،‬انتشال ‪ 103‬جثت‬ ‫فرضية الهجوم على صنعاء‬
‫م ــن مـ ـط ــار ص ــاف ــر ف ــي مـ ـ ـ ــأرب‪ ،‬تــاب ـعــة‬ ‫الذي كان التحالف يستعد‬
‫ل ـق ــوات ال ـت ـحــالــف‪ ،‬بـيـنـهــا ‪ 21‬ج ـثــة تم‬
‫الـتـعــرف إليها فــي وقــت بــاكــر مــن يوم‬
‫إلطالقه من مأرب‪ ،‬وفقًا‬
‫أم ــس‪ ،‬وهــي لـضـبــاط إمــارات ـيــن‪ ،‬فيما‬ ‫للدعاية السعودية في‬
‫حــاول التحالف إخـفــاء هــويــة ‪ 30‬جثة‬
‫ات ـض ــح أن ـه ــا تــاب ـعــة ل ـج ـنــود وض ـبــاط‬
‫األسبوعين الماضيين‬
‫بـحــريـنـيــن‪ .‬ونـقـلــت الـجـثــث إل ــى منفذ‬
‫ال ــودي ـع ــة ال ـ ـحـ ــدودي‪ .‬وأشـ ـ ــار امل ـصــدر‬
‫إل ـ ــى جـ ـث ــث أخـ ـ ـ ــرى عـ ــائـ ــدة ل ـع ـنــاصــر‬ ‫صنعاء ــ االخبار‬
‫م ــن جـنـسـيــات مـخـتـلـفــة‪ ،‬و‪ 70‬جريحًا‬ ‫ً‬
‫معظمهم من الـقــوات االمــاراتـيــة‪ .‬كذلك‬ ‫س ـ ّـدد الـجـيــش و»أنـ ـص ــار ال ـل ــه» ضــربــة‬
‫ّأدت العملية إلى إعطاب ما يزيد على‬ ‫موجعة للقوات الخليجية واملجموعات‬
‫ّ‬ ‫‪ 40‬مــدرعــة وحــامـلــة ج ـنــد‪ ،‬إل ــى جانب‬ ‫املسلحة التابعة لها‪ ،‬موقعني عشرات‬
‫العملية مثلت أولى تباشير التصعيد النوعي الذي وعدت به «أنصار الله» (أ ف ب)‬
‫اح ـتــراق ‪ 3‬طــائــرات مــروحـيــة مــن طــراز‬ ‫القتلى فــي صـفــوف ال ـقــوات االمــاراتـيــة‬
‫«أب ــاتـ ـش ــي»‪ .‬وت ـج ــدر االش ـ ـ ــارة إل ــى أن‬ ‫وال ـس ـعــوديــة والـبـحــريـنـيــة إل ــى جــانــب‬
‫ل ـل ـب ـح ــري ــن بـ ـمـ ـش ــارك ــة قـ ــوات ـ ـهـ ــا فــي‬ ‫أمس خرقًا سياسيًا الفتًا‪ ،‬حيث نقلت‬ ‫عـسـكــريــة إمــارات ـيــة تـتـجــول فــي املـكــان‬ ‫صاروخ «توشكا» الذي استهدف أكبر‬ ‫قتلى من الجنود اليمنيني‪ ،‬في حصيلةٍ‬
‫ال ـع ـم ـل ـي ــات ال ـب ــري ــة ل ـل ـت ـحــالــف ال ــذي‬ ‫وسائل إعالم موافقة الوفد اليمني في‬ ‫عـقــب ال ـح ــادث‪ .‬وذك ــر شـهــود عـيــان أن‬ ‫م ـخــزنــي أس ـل ـحــة ل ـل ـت ـحــالــف‪ ،‬ضــاعــف‬ ‫يقوض قدرات‬ ‫وصلت إلى ‪ 106‬قتلى‪ ،‬ما ّ‬
‫ت ـق ــوده ال ـس ـعــوديــة ف ــي حــرب ـهــا على‬ ‫مسقط على «وثيقة مـبـ ّـادئ» جديدة‬ ‫طــائــرات ال ـعــدوان أجـلــت أع ــدادًا كبيرة‬ ‫االن ـ ـف ـ ـجـ ــارات ال ـك ـب ـي ــرة الـ ـت ــي حـطـمــت‬ ‫«ال ـت ـح ــال ــف»‪ ،‬ف ــي املـ ــدى امل ـن ـظ ــور على‬
‫ال ـي ـمــن‪ ،‬فـيـمــا تـثـيــر حـصـيـلــة الـقـتـلــى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لحل األزمــة اليمنية وتبنيها من قبل‬ ‫من الجرحى والقتلى‪ .‬وكــان املتحدث‬ ‫ج ـم ـي ــع املـ ـنـ ـش ــآت وغـ ــرفـ ــة ال ـع ـم ـل ـيــات‬ ‫األقل‪ ،‬على شن عملية لـ»تحرير مأرب»‪،‬‬
‫االمـ ــارات ـ ـيـ ــن ال ـ ـ ـ ــ‪ ،45‬وهـ ــو رقـ ــم كـبـيــر‬ ‫األم ــم امل ـت ـحــدة عـبــر امل ـب ـعــوث الــدولــي‬ ‫الرسمي باسم الجيش اليمني‪ ،‬العقيد‬ ‫واملدرجات الثالثة التي كان التحالف‬ ‫وي ـح ـ ّـص ــن ص ـن ـع ــاء ويـ ـض ــع أي حـمـلــة‬
‫بــالـنـسـبــة إلـ ــى دول ـ ــة م ـثــل االم ـ ـ ــارات‪،‬‬ ‫إسماعيل ولــد شيخ‪ ،‬بانتظار موقف‬ ‫ل ـق ـمــان ش ـ ــرف‪ ،‬ق ــد ت ــوع ــد ب ــ»ع ـم ـل ـيــات‬ ‫قد أوشــك على االنتهاء من إصالحها‬ ‫عسكرية للسيطرة عليها فــي مصاف‬
‫أسئلة حول جنسية هؤالء‪ ،‬خصوصًا‬ ‫ن ــوع ـي ــة ك ـ ـبـ ــرى»‪ ،‬ك ــاش ـف ــا ع ــن ام ـت ــاك‬ ‫العـ ـتـ ـم ــاده ــا م ـ ـطـ ــارًا رسـ ـمـ ـي ــا‪ .‬امل ــوق ــع‬ ‫األماني‪.‬‬
‫أن قوام الجيش اإلماراتي يتألف من‬ ‫الـجـيــش اليمني منظومة صــاروخـيــة‬ ‫املستهدف جــرى إع ــداده والحشد فيه‬
‫ج ـن ـس ـيــات أج ـن ـب ـيــة مـخـتـلـفــة‪ .‬كــذلــك‪،‬‬ ‫حاول التحالف إخفاء‬ ‫قادرة على استهداف عواصم خليجية‪.‬‬ ‫منذ أسابيع استعدادًا النطالق عملية‬ ‫تفاصيل العملية‬
‫إن الـصـمــت ال ـس ـعــودي املـطـبــق حــول‬
‫العملية وخسائرها مثير لالنتباه‪،‬‬
‫هوية ‪ 30‬جثة اتضح أنها تابعة‬ ‫وقـ ـ ــال شـ ــرف إن ال ـع ـم ـل ـيــة «ت ــأت ــي فــي‬
‫سـيــاق ال ــرد عـلــى ال ـغــزاة‪ ،‬كـمــا عاهدنا‬
‫عـسـكــريــة كـبـيــرة ت ـهــدف إل ــى «تـحــريــر‬
‫م ــأرب»‪ ،‬وفــق مــا أف ــاد مـصــدر عسكري‬
‫وعلمت «األخبار» من مصادر عسكرية‬
‫يـمـنـيــة أن ال ـج ـيــش تـمـكــن م ــن اخ ـتــراق‬
‫ال سيما أن الــريــاض أقـ ّـرت في اآلونــة‬ ‫لجنود وضباط بحرينيين‬ ‫ّ‬ ‫شعبنا»‪.‬‬ ‫ي ـم ـنــي‪ ،‬مـضـيـفــا أن الـ ـص ــاروخ أص ــاب‬ ‫الصفوف الداخلية للقوات السعودية‬
‫األخ ـيــرة بـسـقــوط ع ــدد مــن ضباطها‬ ‫العملية التي تحفظ اإلعالم الخليجي‬ ‫هدفه بدقة عالية‪ ،‬وتسبب في احتراق‬ ‫واالمــاراتـيــة والبحرينية املــوجــودة في‬
‫وج ـن ــوده ــا خـ ــال ع ـم ـل ـيــات الـجـيــش‬ ‫الرياض وفريقها اليمني منها‪.‬‬ ‫فـ ّـي الـتـعــاطــي معها طيلة ي ــوم أمــس‪،‬‬ ‫مروحيتي «أبــاتـشــي» مــوجــودتــن في‬ ‫ّ‬ ‫منطقة صافر في محافظة مــأرب‪ ،‬قبل‬
‫و»أنـ ـ ـ ـص ـ ـ ــار ال ـ ـل ـ ــه» ف ـ ــي املـ ـح ــافـ ـظ ــات‬ ‫مثلت أولى تباشير التصعيد النوعي‬ ‫املـ ـك ــان‪ ،‬إض ــاف ــة إلـ ــى احـ ـت ــراق م ـخــازن‬ ‫استهداف تجمعات الضباط والجنود‬
‫الحدودية في الداخل السعودي‪.‬‬ ‫اعتراف إماراتي بحريني وصمت‬ ‫الذي وعدت به «أنصار الله» في اآلونة‬ ‫أس ـل ـحــة ك ــان ــت ق ــد ُج ـم ـعــت ف ــي املــوقــع‬ ‫ف ـي ـهــا‪ .‬امل ــوق ــع امل ـس ـت ـهــدف ه ــو معسكر‬
‫وصـبــاح أم ــس‪ ،‬أعلنت وكــالــة األنـبــاء‬ ‫سعودي‬ ‫األخ ـي ــرة‪ .‬وب ــدا الـهـجــوم كــأنــه يسابق‬ ‫وعـ ـ ــرضـ ـ ــت وسـ ـ ــائـ ـ ــل إعـ ـ ـ ـ ــام م ـش ــاه ــد‬ ‫واق ـ ــع ف ــي ص ــاف ــر ف ــي م ـحــاف ـظــة م ــأرب‬
‫اإلم ــاراتـ ـي ــة (وام) م ـق ـتــل ‪ 22‬جـنــديــا‬ ‫م ــاحـ ـظ ــات ع ـ ــدة أث ــارتـ ـه ــا ال ـع ـم ـل ـيــة‬ ‫امل ـش ــاورات الـسـيــاسـيــة فــي العاصمة‬ ‫الح ـت ــراق امل ـخ ــازن‪ ،‬وتـظـهــر فـيـهــا آثــار‬ ‫(‪ 250‬كلم شرق صنعاء)‪ ،‬تم استهدافه‬
‫إمـ ــارات ـ ـيـ ــا‪ ،‬ق ـب ــل أن ت ــرت ـف ــع حـصـيـلــة‬ ‫األخ ـ ـ ـيـ ـ ــرة‪ ،‬أهـ ـمـ ـه ــا االع ـ ـ ـتـ ـ ــراف األول‬ ‫سجلت يوم‬ ‫العمانية مسقط‪ ،‬والـتــي ّ‬ ‫انفجارات كبيرة‪ .‬وشوهدت مصفحات‬ ‫بصاروخ «توشكا» الــذي يعرف بدقته‬

‫االنقسام حول اليمن يتعاظم‪ ...‬والغرب قلق‬


‫خ ـش ـي ــة ك ـب ـي ــرة مـ ــن ج ــان ــب س ـل ـطــات‬ ‫فــي الــوقــت نفسه مــن شــركــات القيام‬ ‫ومتواصلة مع شخصيات محلية من‬ ‫تــرخــي بظلها على الــداخــل الـسـعــودي‪.‬‬ ‫سجل الجيش اليمني واللجان الشعبية‬
‫الــريــاض من حصول تمرد في لحظة‬ ‫بـبـعــض االعـ ـم ــال اإلن ـمــائ ـيــة ف ــي تلك‬ ‫ن ـجــران‪ ،‬تـحــذرهــم مــن أي تــواصــل مع‬ ‫وع ـل ـم ــت «األخ ـ ـ ـبـ ـ ــار» أن ـ ــه بـ ـق ــرار أم ـنــي‬ ‫أم ــس نـقـطــة مـتـقــدمــة فــي ال ـص ــراع على‬
‫م ـع ـي ـنــة‪ .‬وقـ ــد ت ــراف ــق ذلـ ــك م ــع تـعــزيــز‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫اليمنيني في الجنوب‪ .‬ويعمل بعض‬ ‫ومـ ــراق ـ ـبـ ــة ش ـ ــدي ـ ــدة‪ ،‬ت ـم ـن ــع ال ـس ـل ـط ــات‬ ‫الحدود مع السعودية‪ ،‬حيث نجحا في‬
‫ّ‬
‫الـسـعــوديــة لــوجــود مــدنــي وعـسـكــري‬ ‫لـكــن سـعــي الـسـعــوديــن إلق ـنــاع أبـنــاء‬ ‫رجال الدين على استحضار الحروب‬ ‫االم ـ ـن ـ ـيـ ــة والـ ـعـ ـسـ ـك ــري ــة ف ـ ــي الـ ــريـ ــاض‬ ‫تنفيذ كمني محكم ملجموعة من الجنود‬
‫في املنطقة الجنوبية الشرقية لنجران‬ ‫نجران بتشكيل قوة عسكرية تتولى‬ ‫القديمة بني الزيديني واالسماعليني‪،‬‬ ‫املــواط ـنــن م ــن تـ ــداول مـقــاطــع الـفـيــديــو‬ ‫الـسـعــوديــن بــالـقــرب مــن مــوقــع مشعل‬
‫ل ـن ــاح ـي ــة ج ـ ـيـ ــزان‪ ،‬وتـ ـع ــزي ــز ال ــوج ــود‬ ‫مقاتلة الحوثيني لم تصل الى نتيجة‪.‬‬ ‫بغية إث ــارة الــذعــر لــدى أبـنــاء نـجــران‪.‬‬ ‫امل ـص ــورة مــن قـبــل االعـ ــام ال ـحــربــي في‬ ‫ال ـع ـس ـكــري ال ـس ـع ــودي ف ــي جـ ـي ــزان‪ ،‬ما‬
‫الوهابي هناك‪ ،‬وســط مــؤشــرات على‬ ‫بل على العكس‪ ،‬فإن عمليات التسلح‬ ‫ويجري العمل على استقطاب بعض‬ ‫«أنـصــار الله» حــول العلميات النوعية‬ ‫أدى الى مصرع ‪ 16‬جنديًا وجرح أربعة‬
‫صـعــوبــة تفعيل ال ـنـشــاط الـعـسـكــري‪،‬‬ ‫هناك جارية على قدم وســاق‪ ،‬وهناك‬ ‫الـ ـقـ ـي ــادات ال ـق ـب ـل ـيــة هـ ـن ــاك‪ ،‬وال ـط ـلــب‬ ‫الجارية على الحدود‪ .‬وقد وصل االمر‬ ‫أخرين‪.‬‬
‫مقابل الهجمات النوعية واملتواصلة‬ ‫إلـ ــى حـ ـ ّـد ت ـس ــري ــب تـ ـح ــذي ــرات م ــن قـبــل‬ ‫ونقلت وكالة األنباء اليمنية (سبأ)‪ ،‬عن‬
‫ض ــد ال ـ ـقـ ــوات ال ـس ـع ــودي ــة م ــن جــانــب‬ ‫أج ـه ــزة االم ــن ال ـس ـعــوديــة ال ــى ع ــدد من‬ ‫مـصــدر عـسـكــري‪ ،‬أن الـكـمــن تــرافــق مع‬
‫الرياض تمنع مواطنيها من مشاهدة أفالم «أنصار الله» عن الحدود (األخبار)‬
‫الجيش واللجان الشعبية اليمنية‪.‬‬ ‫الـنــاشـطــن‪ ،‬وبينهم إعــام ـيــون‪ ،‬مــن أن‬
‫م ـع ــان ــاة ال ــري ــاض م ــن ان ـه ـي ــار قــوات ـهــا‬ ‫ت ـ ــداول ه ــذه امل ـقــاطــع عـبــر ال ـهــواتــف أو‬
‫فــي ن ـجــران وج ـي ــزان وعـسـيــر انعكست‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي أمر يعاقب‬ ‫مصرع ‪ 16‬جنديًا سعوديًا‬
‫ارتباكًا على صعيد املوقف السياسي‪،‬‬ ‫عليه القانون‪.‬‬
‫وهو ما يفسر‪ ،‬برأي أوروبيني‪« ،‬املرونة‬ ‫ال ــدبـ ـل ــوم ــاسـ ـي ــون الـ ـ ـع ـ ــرب واالج ـ ــان ـ ــب‬
‫في كمين بالقرب من جيزان‬
‫املستجدة» في املباحثات التي تجري‬ ‫املـقـيـمــون بــن ج ــدة وال ــري ــاض ينقلون‬
‫فــي مسقط برعاية أميركية ـ ـ أوروبـيــة‪،‬‬ ‫انطباعات سلبية عــن م ــداوالت تجري‬ ‫قـصــف ال ـقــوة الـصــاروخـيــة فــي الجيش‬
‫وإن لــم تصل بعد الــى نتيجة نهائية‪.‬‬ ‫هـنــاك‪ ،‬وعــن املعطيات الـتــي تتدفق من‬ ‫وال ـل ـج ــان الـشـعـبـيــة م ــواق ــع وادي أبــو‬
‫لـكــن ال ــواق ــع عـلــى االرض يـتـفــاعــل‪ ،‬ألن‬ ‫الـجـنــوب‪ ،‬والـحــديــث عــن ف ــرار الـجـنــود‪،‬‬ ‫صـلــول ووادي املـلــح ومــركــز الـخــوجــرة‬
‫السعودية تشعر بالعجز عن استرجاع‬ ‫ورف ـ ــض آخ ــري ــن االلـ ـتـ ـح ــاق‪ ،‬وعـ ــن ت ــرك‬ ‫وم ـ ــوق ـ ــع ال ـ ـخ ـ ــزان وم ـع ـس ـك ــر امل ـص ـف ــق‬
‫مــا خـســرتــه مــن مــواقــع ح ــدودي ــة‪ ،‬وهــي‬ ‫آل ـيــات وم ــدرع ــات وم ـخــازن أسـلـحــة من‬ ‫وم ــوقـ ـع ــن فـ ــي ال ــرمـ ـض ــة إضـ ــافـ ــة إل ــى‬
‫ق ـل ـق ــة أكـ ـث ــر ع ـل ــى وض ـع ـه ــا ال ــداخـ ـل ــي‪،‬‬ ‫دون ح ــراس ــة‪ .‬ك ــذل ــك ي ـش ـي ــرون الـ ــى أن‬ ‫جـمــارك ال ـطــوال ومبنى ســاح الـحــدود‬
‫خصوصًا أن الشرطة رصدت في اآلونة‬ ‫عمليات دفــن الجنود تتم بصمت‪ ،‬وأن‬ ‫ومـبـنــى ق ـي ــادة الـجـيــش ال ـس ـعــودي في‬
‫االخيرة ارتفاع عدد الحرائق في أمكنة‬ ‫قرار التعتيم المس حدود منع مواطنني‬ ‫قطاع الطوال‪ ،‬الفتًا إلى أن القصف كان‬
‫ّ‬
‫كثيرة‪ ،‬إضافة الى حوادث غير مسبوقة‬ ‫عاديني من زيارة الجنوب السعودي‪.‬‬ ‫م ــرك ـزًا وأحـ ــدث إص ــاب ــات مـبــاشــرة أدت‬
‫تؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي ولو‬ ‫االم ـ ــر اآلخ ـ ــر ه ــو االس ـت ـن ـف ــار االم ـنــي‬ ‫إلى اندالع النيران في أغلب تلك املواقع‬
‫لساعات‪.‬‬ ‫القائم اآلن في مناطق عسير وجيزان‬ ‫واحـ ـت ــراق ع ــدد م ــن اآلل ـي ــات العسكرية‬
‫وي ــرت ـف ــع م ـن ـســوب ال ـخ ـش ـيــة م ــع لـجــوء‬ ‫وخ ـ ـصـ ــوصـ ــا نـ ـ ـ ـج ـ ـ ــران‪ ،‬حـ ـي ــث ت ـق ــوم‬ ‫فيها‪.‬‬
‫ت ـن ـظ ـي ـمــات إره ــابـ ـي ــة‪ ،‬م ـث ــل «داعـ ـ ـ ــش»‪،‬‬ ‫االجهزة االمنية بعقد لقاءات مكثفة‬ ‫املجريات امليدانية على الـحــدود باتت‬
‫‪17‬‬ ‫العالم‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫ورقة االتفاق الجديدة للحل اليمني‪:‬‬


‫هادي الى البيت‬
‫الــدول ـيــة إال بـعــد م ــؤش ــرات عــن تشقق‬ ‫ال ــدالل ــة‪ ،‬إذ ي ـت ـقــرر سـيــاسـيــا أن تـعــود‬ ‫االت ـ ـفـ ــاق ي ـش ـمــل أي ـض ــا ال ـت ـف ــاه ــم عـلــى‬ ‫ً‬
‫نيويورك ـــ نزار عبود‬ ‫ال ـق ـت ـلــى امل ـع ـت ــرف ب ـهــم إل ــى ‪ 45‬ل ـيــا‪.‬‬
‫املعسكر املقابل في التحالف السعودي‬ ‫ح ـكــومــة رئ ـي ــس ال ـ ـ ــوزراء خ ــال ــد بـحــاح‬ ‫مراقبة لالتفاق من قبل جهة محايدة‪،‬‬ ‫وأكـ ـ ــد ولـ ــي ع ـه ــد أبـ ــو ظـ ـب ــي‪ ،‬الـشـيــخ‬
‫ال ـقــائــم‪ ،‬بينما ال ــدول الـغــربـيــة بقيادة‬ ‫املـشـكـلــة تــواف ـق ـيــا‪ ،‬ل ـت ـمــارس مهماتها‬ ‫ألج ــل الـتــدقـيــق فــي تنفيذ اآلل ـيــة التي‬ ‫أظ ـه ــر أن ـص ــار ال ـل ــه م ــرون ــة ك ـب ـيــرة في‬ ‫محمد بن زايد‪ ،‬تعليقًا على العملية‪،‬‬
‫الــواليــات املتحدة باتت تخشى كثيرًا‬ ‫ك ـح ـكــومــة ت ـصــريــف أعـ ـم ــال «ل ـف ـت ــرة ال‬ ‫سيتم االتفاق بشأنها بإشراف أممي‪.‬‬ ‫مـ ـب ــاحـ ـث ــات مـ ـسـ ـق ــط‪ .‬وفـ ـ ــد ال ـع ــاص ـم ــة‬ ‫أن ال ـ ـقـ ــوات االمـ ــارات ـ ـيـ ــة «س ـت ــواص ــل‬
‫على حلفائها من السير نحو الهاوية‬ ‫تتجاوز ‪ ٦٠‬يومًا يتم خاللها تشكيل‬ ‫وفــي الفقرة الرابعة يدعو االتفاق الى‬ ‫موحدًا من دون خالفات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اليمنية كــان‬ ‫م ـه ـم ـت ـهــا فـ ــي الـ ـيـ ـم ــن‪ ،‬حـ ـت ــى إعـ ـ ــادة‬
‫وهم نيام‪ .‬بات عبد ربه منصور هادي‬ ‫حكومة وحدة وطنية بما ال يتعارض‬ ‫احترام القانون اإلنساني الدولي‪ ،‬بما‬ ‫وكان يفاوض من موقع القوة‪ .‬أظهرت‬ ‫االس ـت ـق ــرار وال ـشــرع ـيــة إل ــى ال ـب ــاد»‪.‬‬
‫ووزيــر خارجيته رياض ياسني خارج‬ ‫م ــع ال ــدسـ ـت ــور»‪ .‬وه ـ ــذه ال ـف ـق ــرة تـمـنــح‬ ‫ف ــي ذل ــك امل ـ ــواد ال ـت ــي تـتـعـلــق بـحـمــايــة‬ ‫ال ـح ـش ــود الـشـعـبـيــة االخـ ـي ــرة ل ـهــم في‬ ‫وهــو ما كــرره وزيــر الدولة اإلماراتي‬
‫اهـتـمــام وأول ــوي ــات دول ال ـع ــدوان‪ ،‬بما‬ ‫«أنـصــار الـلــه» وحلفاؤهم الـقــدرة على‬ ‫امل ــدنـ ـي ــن وإط ـ ـ ـ ــاق سـ ـ ـ ــراح امل ـع ـت ـق ـلــن‬ ‫الـعــاصـمــة قــوتـهــم الــداخ ـل ـيــة‪ ،‬وأقــدمــوا‬ ‫ل ـل ـشــؤون ال ـخــارج ـيــة‪ ،‬أنـ ــور قــرقــاش‪،‬‬
‫ف ــي ذل ــك أم ـيــركــا وبــري ـطــان ـيــا‪ ،‬إضــافــة‬ ‫ال ـتــأث ـيــر ف ــي ش ـكــل ال ـح ـكــم وتــوجـهــاتــه‬ ‫وامل ـح ـت ـجــزيــن م ــن ك ــل األطـ ـ ـ ــراف‪ ،‬بمن‬ ‫ع ـل ــى مـ ـف ــاج ــآت ع ـس ـك ــري ــة‪ ،‬دل ـ ــت عـلــى‬ ‫م ــن أن بـ ــاده «سـتـكـمــل املـهـمــة حتى‬
‫ال ــى أملــان ـيــا ودول كـثـيــرة ف ــي االت ـحــاد‬ ‫وسط تسريع املفاوضات بني األطراف‬ ‫ف ـي ـهــم م ــن وردت أس ـم ــاؤه ــم ف ــي ق ــرار‬ ‫قدرة كبيرة على تغيير وقائع امليدان‪.‬‬ ‫تعيد االستقرار إلى اليمن»‪ ،‬مؤكدًا أن‬
‫االوروب ـ ـ ـ ــي‪ ،‬وأي ـض ــا روس ـي ــا وال ـص ــن‪.‬‬ ‫اليمنية التي تجري بوساطة أممية‪.‬‬ ‫مجلس األمــن‪ ،‬وتسهيل أعمال اإلغاثة‬ ‫أقـنـعــوا الــدبـلــومــاسـيــة الـعــاملـيــة بأنهم‬ ‫تحرير مأرب بات قريبًا‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬قدم‬
‫ً‬
‫ولكن‪ ،‬كالعادة‪ ،‬وقفت فرنسا معارضة‪،‬‬ ‫ف ــي ال ـجــوهــر ح ـصــل ت ـقــدم كـبـيــر نحو‬ ‫بدون قيد أو شرط‪.‬‬ ‫ي ــري ــدون ح ــا يــوقــف الـتــدمـيــر ويعيد‬ ‫وزير الخارجية األميركي جون كيري‬
‫تساند «الـحـكــم املـتـهــور» فــي الــريــاض‬ ‫تحقيق شراكة حقيقية‪ .‬ولم تأت املرونة‬ ‫أمـ ــا ال ـف ـق ــرة ال ـخ ــام ـس ــة ف ـك ــان ــت بــالـغــة‬ ‫بـ ـن ــاء الـ ـ ــدولـ ـ ــة‪ ،‬ل ـك ــن ل ـي ــس بـ ـ ــأي ث ـمــن‪.‬‬ ‫تعازيه لنظيره اإلماراتي الشيخ عبد‬
‫ف ـ ــي مـ ـن ــع إقـ ـ ـ ـ ــرار االتـ ـ ـ ـف ـ ـ ــاق‪ ،‬وغ ــاي ـت ـه ــا‬ ‫فــاسـتـطــاعــوا ال ـح ـصــول عـلــى مكاسب‬ ‫الله بن زايد‪ ،‬في اتصال هاتفي جرى‬
‫ال ــوحـ ـي ــدة الـ ـحـ ـص ــول ع ـل ــى م ــزي ــد مــن‬ ‫رئ ـي ـس ـي ــة فـ ــي ص ـي ـغ ــة ات ـ ـفـ ــاق رف ـع ـهــا‬ ‫مساء أمس‪.‬‬
‫العقود العسكرية في املنطقة‪.‬‬ ‫ينتظر وفد صنعاء في مسقط عودة ولد شيخ (أ ف ب)‬ ‫إسماعيل ولد شيخ أحمد إلى تحالف‬ ‫م ــن جـهـتـهــا‪ ،‬أعـلـنــت ال ـق ـيــادة الـعــامـ ًـة‬
‫والواقع على األرض يشير إلى أن هادي‬ ‫قــوى الـعــدوان بقيادة السعودية ألجل‬ ‫لـلـقــوات املسلحة فــي البحرين بــدايــة‬
‫عاجز وفريقه عن العودة إلى أي بقعة‬ ‫سماع القرار حول وقف نهائي وشامل‬ ‫«مـقـتــل ‪ 5‬عـسـكــريــن جـنــوبــي اململكة‬
‫ُ‬
‫في اليمن بعد أن طــردت عصاباته من‬ ‫إلطالق النار‪.‬‬ ‫ال ـع ــرب ـي ــة الـ ـسـ ـع ــودي ــة»‪ ،‬م ــن دون أن‬
‫عدن ونواحيها على أيدي قوات الحراك‬ ‫وفـ ـ ــي مـ ـسـ ـق ــط‪ ،‬ي ـن ـت ـظ ــر وفـ ـ ــد ص ـن ـعــاء‬ ‫ً‬
‫تـحــدد ظ ــروف مقتلهم‪ .‬لكنها‪ ،‬لـيــا‪،‬‬
‫ال ـج ـن ــوب ــي‪ .‬وال ـج ـن ــوب ـي ــون يــرف ـضــون‬ ‫املؤلف من أنصار الله وحــزب املؤتمر‬ ‫ع ـ ـ ــادت وعـ ــدلـ ــت رواي ـ ـت ـ ـهـ ــا‪ ،‬فــأع ـل ـنــت‬
‫املشاركة في أي صراع خارج الجنوب‪.‬‬ ‫ع ــودة ولــد شـيــخ‪ ،‬بينما تعقد لـقــاءات‬ ‫«استشهاد خمسة من جنودنا وهم‬
‫وب ــال ـت ــال ــي ب ـق ــي ال ـت ـح ــال ــف مـ ــع ح ــزب‬ ‫مـ ــع مـ ـس ــؤول ــن مـ ــن عـ ـم ــان واالت ـ ـحـ ــاد‬ ‫يــؤدون واجبهم الوطني ضمن قوات‬
‫اإلصـ ــاح وال ـقــاعــدة وداعـ ــش ملــواصـلــة‬ ‫االوروب ـ ـ ــي‪ ،‬تــركــز عـلــى إق ـن ــاع الـجــانــب‬ ‫الـتـحــالــف ال ـعــربــي ف ــي عـمـلـيــة إع ــادة‬
‫ً‬ ‫اليمني بعدم الــرد بانفعال أو سلبية‪،‬‬
‫ال ـح ــرب ف ــي ت ـعــز وشـ ـم ــاال ع ـلــى أســس‬ ‫األمـ ـ ــل ل ـل ـي ـم ــن»‪ .‬وقـ ـ ــال وزيـ ـ ــر ش ــؤون‬
‫مذهبية‪ .‬وهــذا أخطر ما يواجه اليمن‬ ‫وأن املرحلة تشهد مـفــاوضــات‪ ،‬بينما‬ ‫االع ــام البحريني عيسى الـحـمــادي‬
‫فــي الـظــرف الـحــالــي‪ .‬اإلمـ ــارات بــدورهــا‬ ‫ي ـ ـحـ ــرص وفـ ـ ــد صـ ـنـ ـع ــاء عـ ـل ــى تــذك ـيــر‬ ‫إن بالده «لن تتوانى عن بذل الجهود‬
‫املضي قدمًا في أي تحالف مع‬ ‫ّ‬ ‫ترفض‬ ‫املـ ـف ــاوض ــن ب ـ ــأن ب ــرن ــام ــج الـتـصـعـيــد‬ ‫من أجل الدفاع في أي بقعة من بقاع‬
‫اإلخــوان املسلمني‪ ،‬سواء كان اإلصالح‬ ‫الـعـسـكــري عـلــى ال ـح ــدود يـسـيــر ضمن‬ ‫ال ـ ــوط ـ ــن»‪ ،‬م ـ ـشـ ــددًا ع ـل ــى أن «ج ـن ــود‬
‫أو من كــان على شاكلته‪ .‬وهنا يحدث‬ ‫الـ ـخـ ـط ــط املـ ــوضـ ــوعـ ــة‪ .‬ك ــذل ــك يـ ـم ـ ّـدون‬ ‫البحرين لن تقف أمامهم أي تحديات‬
‫االنشقاق بني السعودية واإلمارات‪.‬‬ ‫املفاوضني دوريــا بكل املعطيات حول‬ ‫أو عقبات تمنعهم من مواصلة الجهد‬
‫ووف ــق معلومات خــاصــة بــ»األخـبــار»‪،‬‬ ‫الفوضى الكبيرة القائمة في الجنوب‪.‬‬ ‫الستعادة الشرعية في اليمن»‪ .‬وكان‬
‫فـ ــإن ش ـخ ـص ـيــات وجـ ـه ــات ن ــاف ــذة مــن‬ ‫بحسب املـعـطـيــات‪ ،‬فــإن االت ـفــاق ينص‬ ‫ح ــزب «ال ـت ـج ـمــع الـيـمـنــي ل ــإص ــاح»‬
‫ّ‬
‫قوى الحراك الجنوبي والقبائل تتجه‬ ‫عـ ـل ــى ت ـن ـف ـي ــذ قـ ـ ـ ـ ــرارات م ـج ـل ــس األمـ ــن‬ ‫ّأول امل ـع ــزي ــن بــالـقـتـلــى الـخـلـيـجـيــن‪،‬‬
‫لعقد مــؤتـمــر أو لـقــاء ت ـشــاوري خــارج‬ ‫الــدولــي‪ ،‬ال سيما الـقــرار ‪« ،٢٢١٦‬بما ال‬ ‫مؤكدًا أن هــؤالء «جــاؤوا ضمن قوات‬
‫ال ـي ـمــن‪ ،‬م ــن أج ــل ب ـل ــورة ت ـص ــور حــول‬ ‫يـمــس ال ـس ـيــادة الــوطـنـيــة مــع التحفظ‬ ‫ال ـت ـحــالــف ال ـع ــرب ــي ف ــي مـهـمــة نبيلة‬
‫مـسـتـقـبــل ال ــوض ــع ف ــي ج ـن ــوب الـيـمــن‪،‬‬ ‫ع ـ ـلـ ــى الـ ـ ـعـ ـ ـق ـ ــوب ـ ــات الـ ـ ـ ـ ـص ـ ـ ـ ــادرة ب ـح ــق‬ ‫هدفها استعادة الدولة اليمنية التي‬
‫ً‬
‫والتصور الخاص بالعالقة مع القوى‬ ‫اليمنيني»‪ ،‬ويــؤمــن وقفًا شــامــا للنار‬ ‫خطفتها عـصــابــات االن ـق ــاب»‪ .‬وأكــد‬
‫ً‬ ‫من الجميع وانسحاب «كل املجموعات‬
‫الـنــافــذة شـمــاال بقيادة «أنـصــار الله»‪،‬‬ ‫ال ـحــزب‪ ،‬فــي بـيــان ص ــادر عــن األمــانــة‬
‫وم ـ ـ ــع شـ ـخـ ـصـ ـي ــات وق ـ ـ ـ ــوى ج ـن ــوب ـي ــة‬ ‫وامليليشيات املسلحة مــن امل ــدن‪ ،‬وفقا‬ ‫ـاض مع دول التحالف‬ ‫العامة‪ ،‬أنه «مـ ٍ‬
‫مــوال ـيــة ل ـل ـعــدوان أو لـلــرئـيــس ه ــادي‪،‬‬ ‫آللية يتفق عليها لسد الفراغني األمني‬ ‫العربي‪ ،‬وفي مقدمتها اململكة العربية‬
‫إضافة الى لجنة تواصل مع العواصم‬ ‫واإلداري»‪ .‬ويترافق ذلك مع وقف لكل‬ ‫السعودية الشقيقة‪ ،‬في إنجاز مهمة‬
‫املعنية بامللف اليمني‪ ،‬ومــن ضمنها‬ ‫االعمال العدائية و»رفع الحصار البري‬ ‫إنـ ـه ــاء االن ـ ـقـ ــاب وت ـم ـك ــن ال ـح ـكــومــة‬
‫السعودية‪.‬‬ ‫والبحري والجوي عن اليمن»‪.‬‬ ‫الشرعية من ممارسة عملها»‪.‬‬

‫ّ‬
‫ممارسات انتقامية من تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» في تعز‬
‫ال ــذي ــن ق ــام ــوا ب ــإع ــدام ــات جـمــاعـيــة‬ ‫مــع أهــالــي تـعــز عـلــى مـنـطـقــة حبيل‬ ‫عديدة مثل مأوية والجند والحوبان‬ ‫تعز ـ أنس القاضي‬ ‫ّ‬
‫الـ ــى ت ــوس ـي ــع ن ـش ــاط ـه ــا‪ ،‬مــت ـك ـلــة عـلــى‬
‫بـ ــأسـ ــال ـ ـيـ ــب إج ـ ــرامـ ـ ـي ـ ــة لـ ـنـ ـح ــو ‪٤٠‬‬ ‫سلمان وجامعة تعز ووادي الدحي‬ ‫ونادي الصقر وجبل جرة‪.‬‬ ‫االستنفار العسكري واألمني املرتبط‬
‫ً‬ ‫فـ ـ ـيـ ـ ـم ـ ــا تـ ـ ـ ـح ـ ـ ــرز قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوات ال ـ ـج ـ ـيـ ــش‬
‫شـخـصــا مــن ه ــذه الـعــائـلــة وأس ــروا‬ ‫وصينة‪ ،‬إضافة إلى تقدم كبير في‬ ‫وتـ ــزامـ ــن ت ــرك ـي ــز ال ـق ـص ــف ال ـج ــوي‬ ‫ب ـح ــرب ال ـي ـم ــن‪ .‬وي ـخ ـشــى ال ـن ـظ ــام مــن‬
‫ثالثني منهم‪.‬‬ ‫حي كالبة‪ ،‬بعد استكمال السيطرة‬ ‫عـلــى األح ـي ــاء الـسـكـنـيــة‪ ،‬مــع أعـمــال‬ ‫و»ال ـل ـجــان الـشـعـبـيــة» تـقــدمــا كبيرًا‬ ‫اس ـ ـت ـ ـغـ ــال «داعـ ـ ـ ـ ـ ــش» ال ـ ــوض ـ ــع ألج ــل‬
‫ّ‬ ‫ع ـل ــى م ـس ـل ـحــي حـ ــزب «اإلص ـ ـ ــاح»‬ ‫تفجير مرافق عامة كبرى‪ .‬وإن الخشية‬
‫وتعيش املجموعات املسلحة التابعة‬ ‫عـ ـل ــى وادي الـ ـضـ ـب ــاب وال ـ ُـربـ ـيـ ـع ــي‬ ‫نـ ـه ــب ل ـل ـم ـت ــاج ــر واملـ ـ ـ ـخ ـ ـ ــازن ال ـت ــي‬ ‫تالمس حدود إقدام ضباط متعاطفني‬
‫لـ ـ ـ «اإلصـ ـ ـ ـ ـ ــاح» و»ال ـ ـ ـقـ ـ ــاعـ ـ ــدة» ه ــذه‬ ‫ب ـصــور ٍة كــامـلــة‪ .‬ويـمـهــد ذل ــك لتقدم‬ ‫تخلع قــوة الـغــارات أبوابها فتصبح‬ ‫و»القاعدة» في محافظة تعز‪ ،‬يعمد‬ ‫مع الفكر التكفيري على تنفيذ عمليات‬
‫انعكاس‬ ‫االي ــام أســوأ مراحلها‪ ،‬فــي‬ ‫مـ ـش ــرع ــة لـ ـلـ ـس ــرق ــات‪ .‬واسـ ـتـ ـه ــدف‬ ‫طيران العدوان إلى القيام بعمليات‬ ‫مؤملة داخل اململكة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫انتقامية مــن أهــالــي املـحــافـظــة التي‬ ‫يضاف إلى ذلك االنقسام القائم داخل‬
‫للخالفات السياسية بني «اإلصالح»‬ ‫القصف عمارة سكنية في منطقتي‬
‫و»الناصري» على السلطة في تعز‬ ‫الحصب وفندق إلى جانب مدارس‬ ‫ي ـ ـعـ ـ ّـول ع ـل ـي ـه ــا الـ ـحـ ـل ــف ل ــان ـط ــاق‬ ‫األسرة الحاكمة حيال استمرار الحرب‬
‫ً‬ ‫ف ــي ال ـي ـمــن‪ .‬ف ــوزي ــر ال ــدف ــاع مـحـمــد بن‬
‫ب ـع ــد ط ـل ــب «االص ـ ـ ـ ــاح» م ــن ه ــادي‬ ‫خــاصــة فــي الـ ُـزن ـقــل‪ ،‬بــاإلضــافــة إلــى‬ ‫شـ ـم ــاال ن ـح ــو ال ـع ــاص ـم ــة ص ـن ـع ــاء‪.‬‬ ‫سلمان يريد أن يمضي إلــى النهاية‪،‬‬
‫تـعـيــن قــائــد امل ـج ـمــوعــات املـسـلـحــة‪،‬‬ ‫قامت عناصر‬ ‫ـان سكنية في‬ ‫م ـمــارســات املـحـجـمــوعــات املسلحة‬ ‫بـ ـغ ــض الـ ـنـ ـظ ــر عـ ــن ال ـت ـك ـل ـف ــة امل ــادي ــة‬
‫اسـتـهــداف ثــاثــة م ـبـ ٍ‬ ‫امل ـ ــؤي ـ ــدة ل ـل ـت ـح ــال ــف‪ ،‬ت ـض ـم ـن ــت فــي‬ ‫والبشرية‪ .‬ويعلم بن سلمان أن مصيره‬
‫حمود املخالفي محافظا لتعز‪ ،‬إلى‬ ‫«اإلصالح» بأعمال نهب‬ ‫الجندية وصالة تعود ملشايخ وقادة‬ ‫كــولـ ّـي عـهــد ث ــان مــرتـبــط بنجاحه في‬
‫أم ـن ـي ــن م ـ َّـم ــن رفـ ـض ــوا االن ـض ـم ــام‬ ‫االي ـ ـ ــام امل ــاضـ ـي ــة إبـ ـ ـ ــادات ج ـمــاع ـيــة‬
‫اشتباكات بني الفصائل املختلفة‪.‬‬ ‫طاولت فرع إدارة األمن‬ ‫ً‬
‫لعائالت تعزية بكاملها‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اليمن أو فشله‪ .‬في املقابل هناك أمراء‬
‫وتشهد املجموعات املسلحة التابعة‬ ‫والبنك المركزي‬ ‫لقوى العدوان‪.‬‬ ‫آخ ــرون‪ ،‬يتقدمهم ول ـ ّـي العهد محمد‬
‫ل ــ»اإلصــاح» (اإلخ ــوان) و»الـقــاعــدة»‬ ‫وأفـ ـ ــادت م ـص ــادر م ــن األه ــال ــي في‬ ‫االع ــدام ــات والـتـنـكـيــل بالجثث على‬ ‫ب ــن ن ــاي ــف‪ ،‬ي ـش ـعــرون ب ــأن ب ــن سلمان‬
‫هـ ـ ــزائـ ـ ــم عـ ـ ـ ـ ــدة‪ ،‬وصـ ـ ـل ـ ــت إلـ ـ ـ ــى حـ ـ ّـد‬ ‫منطقة النقطة الرابعة بقيام مرتزقة‬ ‫مرأى أهالي املحافظة‪ .‬ومنذ يومني‪،‬‬ ‫يـقــودهــم إل ــى ال ـهــاويــة‪ .‬وه ــذا مــا ملسه‬
‫األميركيون الذين يراقبون بقلق وضع‬
‫ات ـهــام أح ــد قــادتـهــا ويــدعــى صــادق‬ ‫«اإلصـ ـ ـ ـ ـ ــاح» ب ـن ـه ــب إدارة األم ـ ــن‬ ‫سـ ـق ــط ع ـ ـشـ ــرات ال ـق ـت ـل ــى فـ ــي حــي‬
‫حلفائهم فــي الخليج‪ ،‬الــذيــن خسروا‬
‫ع ـلــي س ــرح ــان‪ ،‬ق ـ ــوات ال ـت ـحــالــف ب ـ‬ ‫وف ــرع الـبـنــك امل ــرك ــزي واملستشفى‬ ‫الربيعي‪ ،‬سبقته مجزرة أودت بحياة‬ ‫استقرارًا وهــدوءًا أمنيًا تاريخيًا‪ .‬وقد‬
‫«الـ ـ ـخ ـ ــذالن»‪ ،‬طــال ـبــا م ـن ـهــم «تـغـطـيــة‬ ‫الجيش و»اللجان الشعبية» لتطهير‬ ‫ال ـس ــوي ــدي ومـسـتـشـفــى ال ـســرطــان‬ ‫أكثر من ‪ 60‬شخصًا بقصف حي‬ ‫حذرت الواليات املتحدة حلفاءها من‬
‫ج ــوي ــة ع ـل ــى مـ ـ ــدار ‪٢٤‬س ـ ــاع ـ ــة»‪ ،‬مــا‬ ‫م ـن ـط ـقــة م ـش ــرع ــة وحـ ــدنـ ــان ال ـل ـتــن‬ ‫ومـ ـ ـ ـن ـ ـ ــازل م ـ ـ ـ ـجـ ـ ـ ــاورة‪ِ ،‬مـ ـ ـ َـمـ ـ ــن نـ ــزح‬ ‫سكني في منطقة صالة‪ .‬وشهدت‬ ‫أن خطر «داعش» الداخلي أكبر بكثير‬
‫املــديـنــة أخ ـي ـرًا قـصـفــا جــويــا عنيفًا‬ ‫من حرب اليمن‪ .‬وإذا استمرت الحرب‬
‫يؤكد فقدان القوات املؤيدة للتحالف‬ ‫تشهدان عملية إبادة جماعية بحق‬ ‫أصحابها‪.‬‬ ‫على ما هي عليه‪ ،‬فإن اليمن سيخرج‬
‫املبادرة على االرض في تعز‪.‬‬ ‫بيت الرميمة‪ ،‬يقوم بها التكفيريون‬ ‫وسيطر الجيش و»اللجان» بالتعاون‬ ‫شنته طائرات العدوان على مناطق‬ ‫منقسمًا‪ ،‬وسيشكل تنظيم «القاعدة»‬
‫ه ـنــاك م ـصــدر الـخـطــر االس ــاس ــي على‬
‫السعودية واإلمارات وقطر والبحرين‪.‬‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫إعالنات‬ ‫‪18‬‬
‫◄ إعالنات رسمية ►‬ ‫◄ وفيات ►‬
‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬ ‫إعالن‬
‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/8‬وذلك في‬ ‫تـعـلــن ك ـهــربــاء ل ـب ـنــان ب ــأن مـهـلــة تـقــديــم‬ ‫ذكرى‬ ‫انتقل الى رحمته تعالى املرحوم‬
‫ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬ ‫العروض العائد ملزايدة لبيع مــواد غير‬ ‫محمود عواضة‬
‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫صــال ـحــة لــاس ـت ـع ـمــال ف ــي دائ ـ ــرة حـلـبــا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والـ ـ ـ ــده‪ :‬املـ ــرحـ ــوم الـ ـح ــاج ح ـم ــودي‬
‫أودعت روحي بني يديك يا الله ألن‬ ‫ت ـ ـصـ ــادف االحـ ـ ـ ــد ‪ 6‬أي ـ ـلـ ــول مـ ــرور‬ ‫عواضة‬
‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫موضوع اسـتــدراج الـعــروض رقــم ث‪4‬د‪/‬‬ ‫أحمالي كانت ثقيلة‬ ‫أس ـب ــوع ع ـلــى وفـ ــاة فـقـيــد الـشـبــاب‬
‫العميد أسعد الطفيلي‬ ‫‪ 8167‬ت ــاري ــخ ‪ ،2015/7/22‬ق ــد م ــددت‬ ‫والدته‪ :‬املرحومة جميلة ياغي‬
‫رابطة آل مراد وشاعر‬ ‫واالغتراب‬ ‫زوجته‪ :‬اماليا عواضة‬
‫التكليف ‪1678‬‬ ‫ل ـغــايــة ي ــوم الـجـمـعــة ‪ 2015/10/2‬عند‬ ‫زوجة الفقيد‪ :‬نهاد نسيب رزق‬ ‫الحاج علي فايز بلحص‬ ‫أوالده‪ :‬علي‪ ،‬ناجي‪ ،‬وكريم‬
‫نهاية الدوام الرسمي الساعة ‪.11.00‬‬ ‫ابنه‪ :‬الطبيب فراس (في املهجر)‬ ‫شـقـيـقــاه‪ :‬امل ــرح ــوم ال ـحــاج محمود‬ ‫اش ـق ــاؤه‪ :‬املــرحــوم أح ـمــد‪ ،‬الــدكـتــور‬
‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫يمكن للراغبني في االشتراك باستدراج‬ ‫ابنته‪ :‬نيكول زوجة كميل القاضي‬ ‫واملهندس محمد فايز بلحص‬ ‫علي‪ ،‬املرحوم جمال‪.‬‬
‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫ال ـعــروض املــذكــور أع ــاه الـحـصــول على‬ ‫أشقاؤه‪ :‬نجيب وعائلته‬ ‫أصـهــرتــه‪ :‬الـحــاج طــه بلحص (أبــو‬ ‫يوارى الثرى الساعة الخامسة من‬
‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬ ‫نـسـخــة مــن دف ـتــر ال ـش ــروط مــن مصلحة‬ ‫أوالد املرحوم رشيد وعائالتهم‬ ‫سليم) والحاج علي عزام واالستاذ‬ ‫بعد ظهر اليوم السبت في مدينة‬
‫ع ـم ــوم ـي ــة ألشـ ـ ـغ ـ ــال‪ :‬اس ـ ـت ـ ـحـ ــداث ح ـمــام‬ ‫الديوان ـ ـ أمانة السر ـ ـ الطابق ‪( 12‬غرفة‬ ‫دوميط وعائلته‬ ‫غ ـس ــان بـلـحــص وامل ــرح ــوم ال ـحــاج‬ ‫بعلبك‪.‬‬
‫أوالد املرحوم جرجس وعائالتهم‬ ‫محمد بستاني‬ ‫ت ـق ـبــل الـ ـتـ ـع ــازي ف ــي ح ـس ـي ـن ـيــة ال‬
‫وص ـيــانــة مختلفة ل ــزوم مـكـتــب املفتش‬ ‫‪ ،)1223‬مبنى كهرباء لبنان ـ ـ طريق النهر‬ ‫لـلـمـنــاسـبــة ي ـقــام مـجـلــس ع ــزاء في‬
‫فوزي وعائلته‬ ‫عواضة ـ ـ الشميس طيلة أيام األحد‬
‫العام لقوى األمن الداخلي‪.‬‬ ‫وذلك لقاء مبلغ قدره ‪/20.000/‬ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫حبيب وعائلته‬ ‫حسينية بـلــدتــه صــديـقــن الساعة‬ ‫ـ ـ اإلثنني ـ ـ الثالثاء في ‪ ٦‬و‪ ٧‬و‪ ٨‬من‬
‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬ ‫علمًا بأن العروض التي سبق وتقدم بها‬ ‫الدكتور حنا وعائلته‬ ‫العاشرة والنصف صباحًا‪.‬‬ ‫الشهر الجاري‪.‬‬
‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬ ‫بعض املــورديــن ال ت ــزال ســاريــة املفعول‬ ‫ش ـق ـي ـقــاتــه‪ :‬س ـ ــاره أرمـ ـل ــة امل ــرح ــوم‬ ‫اآلس ـف ــون‪ :‬آل بلحص وآل ري ــا وآل‬ ‫اآلسفون‪ :‬آل عواضة وعموم أهالي‬
‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬ ‫وم ــن املـمـكــن فــي مـطـلــق األح ـ ــوال تقديم‬ ‫أسطفان عازار وعائلتها‬ ‫حجيج‬ ‫مدينة بعلبك‬
‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬ ‫عروض جديدة أفضل للمؤسسة‪.‬‬ ‫رم ــزا أرم ـلــة املــرحــوم بـطــرس روكــز‬ ‫وعـ ـم ــوم أه ــال ــي ب ـل ــدت ــي صــديـقــن‬
‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬ ‫تـس ـلــم الـ ـع ــروض بــال ـيــد إلـ ــى أم ــان ــة سر‬ ‫وعائلتها‬ ‫ودير انطار‪.‬‬
‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬ ‫كـهــربــاء لبنان ـ ـ طــريــق النهر ـ ـ الطابق‬ ‫لوريس (في املهجر)‬
‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬ ‫«‪ »12‬ـ ـ املبنى املركزي‪.‬‬ ‫ينعون إليكم فقيدهم املنتقل إلى‬
‫الرب بكل الرضى والتسليم‬ ‫بمزيد مــن االس ــى والـلــوعــة ننعى‬
‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬ ‫بيروت في ‪2015/9/1‬‬
‫قيصر بولس الشاعر‬ ‫وفاة‬
‫التلزيم‪.‬‬ ‫بتفويض من املدير العام‬ ‫مختار شاتني السابق‬
‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬ ‫مدير الشؤون املشتركة باإلنابة‬ ‫الحاج بدر الدين بليبل‬
‫تقبل التعازي غدًا األحد ‪ 6‬الجاري‬ ‫ش ـق ـي ـق ــاه‪ :‬ال ـ ـحـ ــاج م ـح ـم ــد جـمـيــل‬
‫الحادية عشرة من تاريخ ‪2015/10/13‬‬ ‫املهندس الدكتور رجى العلي‬ ‫ف ــي دي ــر م ــار روكـ ــز‪ ،‬حـيــث يحتفل‬ ‫واألستاذ أحمد‬
‫وذلك في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬ ‫التكليف ‪1665‬‬ ‫بالذبيحة اإللهية لراحة نفسه في‬ ‫أوالده‪ :‬الـعـمـيــد املـتـقــاعــد ص ــاح‪،‬‬
‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫ت ـم ــام ال ـس ــاع ــة ال ـع ــاش ــرة صـبــاحــا‪،‬‬ ‫امل ـه ـن ــدس بـ ـ ــال‪ ،‬ال ــدكـ ـت ــور ق ـيــس‪،‬‬
‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫إعالن صادر عن دائرة تنفيذ النبطية‬ ‫وبـعــدهــا تقبل الـتـعــازي فــي صالة‬ ‫علي‪ ،‬املهندس هشام‬
‫العميد أسعد الطفيلي‬ ‫برئاسة القاضي احمد مزهر‬ ‫الدير حتى السابعة مساء‪.‬‬ ‫تقبل ال ـت ـعــازي فــي الـهــرمــل الـيــوم‬
‫التكليف ‪1678‬‬ ‫الــى املنفذ عليه فــؤاد احمد علي عساف‬ ‫ال ــرج ــاء إبـ ـ ــدال األك ــال ـي ــل بــالـتـبــرع‬ ‫السبت وغدًا األحد في ‪ 5‬و‪ 6‬ايلول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫للكنيسة‪.‬‬ ‫وفـ ــي بـ ـي ــروت يـ ــوم االثـ ـن ــن ف ــي ‪7‬‬
‫م ــن م ـي ـف ــذون وم ـج ـه ــول م ـح ــل االق ــام ــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ايـ ـل ــول ف ــي م ـج ـمــع االم ـ ـ ــام شـمــس‬
‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫وعـمــا بــاحـكــام امل ــادة ‪ 409‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬تنبئك‬
‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫هذه الدائرة ان لديها باملعاملة التنفيذية‬ ‫الدين الثقافي‪ ،‬من الساعة الرابعة‬
‫ً‬
‫مساء‪.‬‬ ‫حتى السابعة‬
‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬ ‫رق ــم ‪ 2015/334‬وامل ـت ـكــونــة ب ــن فــريــال‬ ‫تـصــادف االحــد فــي ‪ 6‬ايـلــول ‪2015‬‬ ‫اآلسـفــون‪ :‬آل بليبل وعموم أهالي‬
‫ع ـم ــوم ـي ــة ألشـ ـ ـغ ـ ــال‪ :‬اس ـ ـت ـ ـحـ ــداث مـبـنــى‬ ‫ف ــران ورفيقتها وبـيـنــك‪ ،‬ان ــذارًا تنفيذيًا‬ ‫ذك ـ ــرى م ـ ــرور أربـ ـع ــن ي ــوم ــا عـلــى‬ ‫الهرمل‪.‬‬
‫ن ـ ـمـ ــوذجـ ــي ف ـ ــي م ـن ـط ـق ــة الـ ـنـ ـب ــي ش ـيــت‬ ‫بـمــوضــوع الـحـكــم ال ـصــادر عــن القاضي‬ ‫وفاة فقيدتنا الغالية املرحومة‬
‫العقارية لصالح فصيلة النبي شيت‪.‬‬ ‫املـ ـنـ ـف ــرد املـ ــدنـ ــي فـ ــي ال ـن ـب ـط ـي ــة ت ــاري ــخ‬ ‫نجات حسني وهبي‬
‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬ ‫‪ 2014/12/16‬رقــم ‪ 2014/73‬بموضوع‬ ‫زوجـ ـ ــة الـ ـح ــاج ق ــاس ــم ب ــدي ــر (أب ــو‬
‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬ ‫شـفـعــة لـسـتـمــايــة سـهــم م ــن ال ـع ـقــار ‪404‬‬ ‫محمد)‬
‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬ ‫ميفذون‪.‬‬ ‫أوالدها‪ :‬م محمد وعلي‬
‫بناتها‪ :‬دينا‪ ،‬فرح ورانية‬
‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬ ‫وعـلـيــه ت ــدع ــوك ه ــذه ال ــدائ ــرة للحضور‬
‫شـقـيـقــاهــا‪ :‬سـمـيــح (رئ ـيــس بلدية‬
‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬ ‫اليها شخصيًا او بواسطة وكيل قانوني‬ ‫عدلون) ومحمد (أبو عبدالله)‬
‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬
‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬
‫السـتــام االن ــذار ومرفقاته تحت طائلة‬
‫ً‬
‫متابعة التنفيذ بحقك اصــوال بانقضاء‬
‫شقيقاتها‪ :‬سعاد زوجــة املرحوم‬
‫حـ ـس ــن وه ـ ـبـ ــي‪ ،‬ن ـب ـي ـل ــة زوج ـ ـ ــة د‪.‬‬ ‫إلعالناتكم في صفحة‬
‫ّ‬
‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬

‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬


‫التلزيم‪.‬‬
‫‪ 20‬يومًا تلي النشر مضافًا اليها مهلة‬

‫رئيس القلم‬
‫االنذار‪.‬‬
‫ع ـب ــدال ـل ــه س ـل ـي ـم ــان‪ ،‬س ـم ــر زوج ــة‬
‫محمد زيدان‬
‫وب ـه ــذه امل ـنــاس ـبــة سـتـتـلــى آي من‬
‫المبوب والوفيات‬
‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/1‬وذلك في‬ ‫حسن أيوب‬ ‫ال ــذك ــر ال ـح ـك ـيــم وس ـي ـق ــام مجلس‬
‫عــزاء عن روحها الطاهرة للرجال‬

‫‪03/662991‬‬
‫ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬
‫وال ـن ـســاء عـنــد ال ـســاعــة الـخــامـســة‬
‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫عصرًا في حسينية بلدتها عدلون‪.‬‬
‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫اآلس ـ ـ ـفـ ـ ــون‪ :‬آل ب ــدي ــر وآل وه ـب ــي‬
‫العميد أسعد الطفيلي‬ ‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬ ‫وع ـمــوم أهــالــي بـلــدتــي الغسانية‬
‫التكليف ‪1678‬‬ ‫عمومية لألشغال‪ :‬املطلوبة الستحداث‬ ‫وعدلون‬
‫مبنى لصالح فصيلة قبر شمول‪.‬‬
‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬

‫◄ مبوب ►‬
‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬
‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫عمومية لألشغال‪ :‬املطلوبة الستحداث‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬
‫مبنى نموذجي لزوم مخفر حمانا‪.‬‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬
‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬
‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬
‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬
‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬ ‫مفقود‬
‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬
‫فـ ـق ــدت خ ــزن ــة ح ــدي ــدي ــة ت ـخ ــص شــركــة‬
‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬ ‫التلزيم‪.‬‬
‫‪ ،IBMAR‬فــي أده جـبـيــل‪ ،‬تـحـتــوي على‬
‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬ ‫اوراق ثبوتية وجوازات سفر اجنبية‪ .‬ملن‬
‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬ ‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/6‬وذلك في‬ ‫يعرف عنها شيئًا لــه مكافأة مالية وال‬
‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬ ‫ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬ ‫يهم الشركة التصريح عن اسمه‪.‬‬
‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫‪ 09/546616‬ـ ـ ‪09/547041‬‬
‫التلزيم‪.‬‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬
‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬
‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/7‬وذلك في‬ ‫التكليف ‪1678‬‬
‫ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬
‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫مطلوب‬
‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫من أي منطقة في لبنان‪،‬‬
‫العميد أسعد الطفيلي‬
‫التكليف ‪1678‬‬
‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬
‫ع ـم ــوم ـي ــة ألشـ ـ ـغ ـ ــال‪ :‬اس ـ ـت ـ ـحـ ــداث مـبـنــى‬ ‫رشكة تجارية يف منطقة‬ ‫من ‪ 7:30‬صباحًا لغاية‬
‫يوميًا ً‬
‫النبطية تطلب موظف‬
‫إعالن عن مناقصة عمومية‬
‫نموذجي لزوم مخفر بيادر العدس‪.‬‬
‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬ ‫ادارة اعامل مع خربة‪ ،‬لديه‬ ‫‪ 10:30‬ليال‬
‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬
‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬
‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬
‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫‪ ،base france‬وان كان ال‬
‫ع ـم ــوم ـي ــة ألش ـ ـ ـغـ ـ ــال‪ :‬اس ـ ـت ـ ـحـ ــداث غ ــرف‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬
‫يجيد اللغة الفرنسية جيداً‪.‬‬ ‫نختصر المسافات ومندوبونا‬
‫لالتصال‪.71052751 :‬‬
‫مسبقة الصنع لتركيز مخفر املخيمات‬
‫ضمنها على العقار ‪ /653/‬منطقة البرج‬
‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬
‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬ ‫ارسال ال ‪ CV‬عىل ‪:‬‬ ‫في خدمتكم للمتابعة‬
‫الشمالي العقارية‪.‬‬
‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬
‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬
‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬
‫‪comp.rr.88@hotmail.com‬‬ ‫وتحصيل الفاتورة‬
‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬ ‫التلزيم‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫إعالنات‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫الخاص الــذي يمكن االطــاع والحصول‬ ‫وهــذه الشقة مشغولة من السيدة ليلى‬ ‫بلوك ‪ ،O2A‬الطابق الثالث‪ ،‬في الساعة‬ ‫الحادية عشرة من تاريخ ‪2015/10/29‬‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫عليه في املديرية العامة للموارد املائية‬ ‫ال ـهــارونــي بـمــوجــب وصـ ّـيــة او مــا شابه‬ ‫الثانية عشرة من يوم الخميس املوافق‬ ‫وذلك في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬
‫وال ـك ـه ــرب ــائ ـي ــة ـ ـ ـ ـ ـ م ـص ـل ـحــة ال ـ ــدي ـ ــوان ـ ـ ـ ـ‬ ‫ك ـمــا صـ ـ ّـرح امل ـن ـفــذ ض ــده ال ـس ـيــد جميل‬ ‫ف ـيــه ‪ ،2015/09/17‬اس ـ ـتـ ــدراج ع ــروض‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬
‫كورنيش النهر‪.‬‬ ‫الـ ـه ــارون ــي‪ .‬ال ـ ــدرج م ــوزاي ـي ــك م ــع مـتـكــأ‬ ‫لـتـلــزيــم اع ـم ــال تــأهـيــل وص ـيــانــة الـقـبــان‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬
‫بيروت في ‪ 2‬ايلول ‪2015‬‬ ‫ح ــدي ــدي لـلـيــد‪ .‬ال ـطــابــق ال ـثــانــي شقتني‪.‬‬ ‫االرضـ ـ ـ ــي ملـ ـسـ ـت ــودع ــات االدارة فـ ــي تــل‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬ ‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬
‫املدير العام‬ ‫االولـ ـ ـ ـ ــى مـ ـشـ ـغ ــول ــة م ـ ــن الـ ـسـ ـي ــد ج ـم ـيــل‬ ‫عـ ـم ــارة‪ /‬ريـ ـ ــاق‪ ،‬وف ــاق ــا لــدف ـتــر ال ـش ــروط‬ ‫التكليف ‪1680‬‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬
‫للموارد املائية والكهربائية‬ ‫ال ـه ــارون ــي وتـشـتـمــل ع ـلــى م ــدخ ــل ودار‬ ‫ال ـ ـخـ ــاص املـ ــوضـ ــوع لـ ـه ــذه الـ ـغ ــاي ــة رق ــم‬ ‫التلزيم‪.‬‬
‫د‪ .‬فادي جورج قمير‬ ‫وطعام وقطعة مغسلة خارجية ومطبخ‬ ‫‪ 9/1554‬تاريخ ‪.2015/07/23‬‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬
‫التكليف ‪1688‬‬ ‫ج ــدران ــه ب ــورس ــان م ـجــاه غــران ـيــت مع‬ ‫ي ـم ـكــن االطـ ـ ــاع وال ـح ـص ــول ع ـلــى دفـتــر‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/13‬وذلك‬
‫خزانات خشبية وشرفة كبيرة مسقوفة‪.‬‬ ‫ال ـ ـشـ ــروط الـ ـخ ــاص ل ـ ــدى رئـ ـي ــس دائ ـ ــرة‬ ‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬ ‫في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬
‫إعالن‬ ‫املـ ـنـ ـج ــور الـ ـخ ــارج ــي ال ــوم ـن ـي ــوم ع ــادي‬ ‫ال ــدي ــوان ف ــي املــديــريــة ال ـعــامــة للحبوب‬ ‫عمومية ألشغال‪ :‬مختلفة لــزوم الشرفة‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬
‫تـعـلــن ك ـهــربــاء ل ـب ـنــان ب ــأن مـهـلــة تـقــديــم‬ ‫وزجـ ـ ـ ــاج وم ــون ــوبـ ـل ــوك‪ .‬ال ـق ـس ــم مـجـهــز‬ ‫والشمندر السكري فــي الطابق الثالث‪،‬‬ ‫في الجناح (‪ )E‬في ثكنة املقر العام‪.‬‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬
‫ال ـ ـعـ ــروض ال ـع ــائ ــد إلنـ ـش ــاء خ ــط جــديــد‬ ‫بـشــوفــاج كـمــا يشتمل عـلــى ث ــاث غــرف‬ ‫السيد حسن حمود‪.‬‬ ‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬
‫تبنني ـ ـ بنت جبيل ‪ 66‬ك‪.‬ف‪ ،.‬موضوع‬ ‫ن ــوم ضمنه اثـنـتــان منها خــزانــة حائط‬ ‫تقدم العروض باليد او بواسطة البريد‬ ‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬ ‫التكليف ‪1678‬‬
‫اس ـ ـتـ ــدراج الـ ـع ــروض رقـ ــم ث‪4‬د‪8293 /‬‬ ‫مع االشــارة الــى ان الغرفة الثالثة كانت‬ ‫املضمون على ان تصل الى دائرة الديوان‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫تاريخ ‪ ،2015/7/25‬قد مددت لغاية يوم‬ ‫ش ــرف ــة كـ ـم ــا ي ــوج ــد حـ ـم ــام س ـي ــرام ـي ــك‪.‬‬ ‫في املديرية العامة للحبوب والشمندر‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬
‫الجمعة ‪ 2015/10/9‬عند نهاية الــدوام‬ ‫الشقة الثانية تشتمل على دار وطعام‬ ‫السكري قبل نهاية ال ــدوام الرسمي من‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬
‫وغرفة ومطبخ وحمام‪ .‬البالط موزاييك‬ ‫اليوم الــذي يسبق اليوم املحدد لجلسة‬ ‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬ ‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬
‫الرسمي الساعة ‪.11.00‬‬
‫املـ ـنـ ـج ــور الـ ـخ ــارج ــي ال ــوم ـن ـي ــوم ع ــادي‬ ‫اس ـت ــدراج ال ـعــروض ويــرفــض كــل عــرض‬ ‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬ ‫عمومية لألشغال‪ :‬املطلوبة إلنارة ساحة‬
‫يمكن للراغبني في االشتراك باستدراج‬ ‫يصل بعد هذا الوقت او ّ‬
‫وزج ــاج ومــونــوبـلــوك‪ .‬املنجور الداخلي‬ ‫يقدم بغير هذه‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬ ‫العلم ومحارس الباطون العائدة لفوج‬
‫ال ـعــروض املــذكــور أع ــاه الـحـصــول على‬
‫عـ ــادي وق ــد ص ــرح امل ـن ـفــذ ض ــده ان هــذه‬ ‫الوسيلة‪.‬‬ ‫التلزيم‪.‬‬ ‫التدخل السريع في مجمع الضبية‪.‬‬
‫نـسـخــة مــن دف ـتــر ال ـش ــروط مــن مصلحة‬
‫ال ـش ـق ــة م ـش ـغــولــة م ــن اب ـن ـت ــه ب ــاالي ـج ــار‪.‬‬ ‫وزير االقتصاد والتجارة‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬ ‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬
‫الديوان ـ ـ أمانة السر ـ ـ الطابق ‪( 12‬غرفة‬
‫الجدران الخارجية للبناء حجر صخري‬ ‫د‪ .‬آالن حكيم‬ ‫الحادية عشرة من تاريخ ‪2015/10/28‬‬ ‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬
‫‪ ،)1223‬مبنى كهرباء لبنان ـ ـ طريق النهر‬
‫مقصوب وقــد تبني مــن صحيفة العقار‬ ‫التكليف ‪1670‬‬ ‫وذلك في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫وذلك لقاء مبلغ قدره ‪/450.000/‬ل‪.‬ل‪.‬‬
‫اشارة تصديق التخطيطات التفصيلية‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬
‫علمًا بأن العروض التي سبق وتقدم بها‬ ‫لشبكة الطرق باملرسوم ‪ /14510/‬تاريخ‬ ‫اعالن بيع‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬
‫بعض املــورديــن ال ت ــزال ســاريــة املفعول‬ ‫‪ 1970/5/16‬ووضـ ــع ي ــد ع ـلــى مـســاحــة‬ ‫صادر عن دائرة تنفيذ كسروان‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬ ‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬
‫وم ــن املـمـكــن فــي مـطـلــق األح ـ ــوال تقديم‬ ‫‪/114/‬م‪ 2‬بالقرار البلدي رقم ‪.79/2‬‬ ‫الرئيس طارق طربيه‬ ‫التكليف ‪1680‬‬ ‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬
‫عروض جديدة أفضل للمؤسسة‪.‬‬ ‫تاريخ قرار الحجز‪ 2002/12/4 :‬وتاريخ‬ ‫ينفذ االعتماد املصرفي ش‪.‬م‪.‬ل‪ .‬باملعاملة‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬
‫تـس ـلــم الـ ـع ــروض بــال ـيــد إلـ ــى أم ــان ــة سر‬ ‫تسجيله ‪2002/12/18‬‬ ‫رق ـ ـ ــم ‪ 2002/90‬بـ ــوجـ ــه ن ـ ـقـ ــوال ج ـم ـيــل‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬ ‫التلزيم‪.‬‬
‫كـهــربــاء لبنان ـ ـ طــريــق النهر ـ ـ الطابق‬ ‫بــدل تخمني العقار رقــم ‪ 1205‬عجلتون‬ ‫الـهــارونــي ووري ــث املــرحــوم جميل فريد‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬
‫«‪ »12‬ـ ـ املبنى املركزي‪.‬‬ ‫‪ /1216250/‬دوالر اميركي وبــدل طرحه‬ ‫الـهــارونــي وهــو شربل جميل الهاروني‬ ‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬ ‫الحادية عشرة من تاريخ ‪2015/10/27‬‬
‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫ب ـعــد الـتـخـفـيــض ‪ /591 097 ،5/‬دوالر‬ ‫عـ ـق ــد فـ ـت ــح اعـ ـتـ ـم ــاد وسـ ـ ـن ـ ــدات وك ـف ــال ــة‬ ‫عمومية ألشـغــال‪ :‬تحقيق غــرف مسبقة‬ ‫وذلك في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬
‫بتفويض من املدير العام‬ ‫أميركي‪.‬‬ ‫وك ـش ـف ــي ح ـس ــاب وش ـ ـهـ ــادة ق ـي ــد تــأمــن‬ ‫الصنع من الحديد لتركيزها على العقار‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬
‫مدير الشؤون املشتركة باإلنابة‬ ‫ً‬
‫ي ـجــري الـبـيــع ي ــوم االربـ ـع ــاء ال ــواق ــع في‬ ‫تـحـصـيــا ملـبـلــغ ‪/249 104 ،79/‬دوالر‬ ‫املحاذي ملبنى ادارة السير واآلليات‪.‬‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬
‫املهندس الدكتور رجى العلي‬ ‫‪ 2015/10/7‬الساعة ‪ 12‬في قاعة محكمة‬ ‫امـيــركــي اضــافــة ال ــى الـفــائــدة القانونية‬ ‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬
‫التكليف ‪1675‬‬ ‫كـ ـ ـس ـ ــروان‪ .‬ل ـل ــراغ ــب ب ــالـ ـش ــراء دف ـ ــع ب ــدل‬ ‫مـ ـ ــن ‪ 2001/12/11‬ول ـ ـغـ ــايـ ــة االيـ ـ ـف ـ ــاء‬ ‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬ ‫التكليف ‪1680‬‬
‫ال ـط ــرح ب ـمــوجــب ش ـيــك م ـصــرفــي منظم‬ ‫الفعلي وملبلغ ‪ /56 902/‬دوالر اميركي‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫إعالن تلزيم‬ ‫المر حضرة رئيس دائرة تنفيذ كسروان‬ ‫اض ــاف ــة الـ ــى الـ ـف ــائ ــدة م ــن ‪2001/4/20‬‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬
‫تـعـلــن املــديــريــة ال ـعــامــة ل ـل ـمــوارد املــائـيــة‬ ‫ً‬
‫او تقديم كفالة وافية من احد املصارف‬ ‫ولـغــايــة الــدفــع الـفـعـلــي ف ـضــا عــن مبلغ‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬
‫والكهربائية‪ ،‬عــن إج ــراء تلزيم بطريقة‬ ‫امل ـق ـب ــول ــة م ــن الـ ــدولـ ــة وي ـت ـح ـمــل رس ــوم‬ ‫‪ /1 715 214 ،45/‬ل ـيــرة لـبـنــانـيــة بــذمــة‬ ‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬ ‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬
‫اس ـ ـتـ ــدراج ع ـ ــروض ع ـلــى أس ـ ــاس تـقــديــم‬ ‫التسجيل والــداللــة وعليه االط ــاع على‬ ‫امل ــرح ــوم جـمـيــل ال ـه ــارون ــي‪ ،‬اضــافــة الــى‬ ‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬ ‫عـ ـم ــومـ ـي ــة لـ ــأش ـ ـغـ ــال‪ :‬املـ ـطـ ـل ــوب ــة ل ـ ــزوم‬
‫أسعار لتنفيذ مشروع اشغال انشاء خط‬ ‫القيود العينية للعقار املذكور موضوع‬ ‫الفائدة والرسوم‪ ،‬ويجري التنفيذ على‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬ ‫توسيع نظارة واضافة غرفة للعناصر‬
‫توتر متوسط ومحطة تحويل هوائية‬ ‫املزايدة واتخاذ محل اقامة ضمن نطاق‬ ‫ال ـع ـق ــار رقـ ــم ‪ 1205‬ع ـج ـل ـتــون مـســاحـتــه‬ ‫التلزيم‪.‬‬ ‫االناث لزوم مفرزة طوارئ زحلة‪.‬‬
‫في بلدة دير عامص ـ ـ قضاء صور‪.‬‬ ‫الدائرة واال عد قلمها مقامًا مختارًا له‪.‬‬ ‫‪ /812/‬م‪ 2‬وهو بموجب االفادة العقارية‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬ ‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬
‫ت ـ ـجـ ــري ع ـم ـل ـي ــة الـ ـتـ ـل ــزي ــم ف ـ ــي ال ـس ــاع ــة‬ ‫رئيس قلم دائرة التنفيذ‬ ‫ق ـط ـعــة ارض ض ـم ـن ـهــا ب ـن ــاء م ــؤل ــف مــن‬ ‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/28‬وذلك‬ ‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬
‫ال ـتــاس ـعــة م ــن ي ــوم ال ـث ــاث ــاء ال ــواق ــع في‬ ‫ناديا صليبي‬ ‫ثالثة طوابق‪ .‬سفلي يحتوي على غرفة‬ ‫في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫‪.2015/10/6‬‬ ‫وم ـط ـب ــخ وح ـ ـمـ ــام واول ي ـح ـت ــوي عـلــى‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬
‫فعلى املتعهدين املصنفني فــي الــدرجــة‬ ‫إعالن‬ ‫ارب ـ ــع غـ ــرف ودار وم ـط ـب ـخــن وغــرف ـتــن‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬
‫ال ـث ــال ـث ــة ع ـل ــى األق ـ ـ ــل ل ـت ـن ـف ـيــذ ص ـف ـقــات‬ ‫بتاريخ ‪ 2015/9/1‬صدر قرار عن محكمة‬ ‫للغسيل ومطبخ وخــاء وثاني يحتوي‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬ ‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬
‫األشغال الكهربائية الراغبني باالشتراك‬ ‫تـنـفـيــذ ع ـق ــود الـ ـسـ ـي ــارات واالل ـ ـيـ ــات في‬ ‫عـلــى شقتني االول ــى مــؤلـفــة مــن غرفتني‬ ‫التكليف ‪1680‬‬ ‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬
‫بـ ـه ــذا ال ـت ـل ــزي ــم ت ـق ــدي ــم ع ــروضـ ـه ــم قـبــل‬ ‫بيروت برئاسة القاضي جورج اوغست‬ ‫ودار وطـ ـع ــام وم ـط ـب ــخ وحـ ـم ــام وخ ــاء‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬
‫ال ـس ــاع ــة ال ـث ــان ـي ــة عـ ـش ــرة م ــن آخ ـ ــر ي ــوم‬ ‫عطية بإبالغ املنفذ عليه ارمني سركيس‬ ‫وال ـث ــان ـي ــة مــؤل ـفــة م ــن ثـ ــاث غـ ــرف ودار‬ ‫إعالن صادر عن دائرة تنفيذ بيروت‬ ‫التلزيم‪.‬‬
‫ً‬
‫عـمــل يسبق ال ـيــوم امل ـحــدد لجلسة فض‬ ‫دكرمنجيان بالطرق االستثنائية عمال‬ ‫وط ـع ــام وم ـط ـبــخ وح ـم ــام ضـمـنــه خ ــاء‪.‬‬ ‫يبلغ الى املنفذ عليها مايا محمد رشاد‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬
‫العروض ‪ -‬وفق نصوص دفتر الشروط‬ ‫باحكام املادة ‪ 409‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬االنذار التنفيذي‬ ‫وبالكشف على الـعـقــار تبني انــه مؤلف‬ ‫غانم املجهولة املقام‬ ‫التاسعة من تاريخ ‪ 2015/10/29‬وذلك‬
‫ً‬
‫الخاص الــذي يمكن االطــاع والحصول‬ ‫وط ـلــب التنفيذ ومــرفـقــاتــه ونـسـخــة عن‬ ‫مــن ثــاثــة ط ــواب ــق‪ .‬سـفـلــي اض ـيــف عليه‬ ‫عـمــا بــأحـكــام امل ــادة ‪ 409‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬تنبئكم‬ ‫في ثكنة الحلو ‪ /‬مصلحة االبنية‪.‬‬
‫عليه في املديرية العامة للموارد املائية‬ ‫تقرير الخبير وقرار الحجز على السيارة‬ ‫مستودع مقطوع منه غرفة خزان مازوت‬ ‫دائـ ـ ـ ــرة ت ـن ـف ـيــذ ب ـ ـيـ ــروت ب ـ ــأن ل ــدي ـه ــا فــي‬ ‫بيروت في ‪2015/9/2‬‬
‫ّ‬
‫وال ـك ـه ــرب ــائ ـي ــة ـ ـ ـ ـ ـ م ـص ـل ـحــة ال ـ ــدي ـ ــوان ـ ـ ـ ـ‬ ‫‪ 338861/‬ج ‪ /‬باملعاملة رقم ‪2014/1497‬‬ ‫الغرفة مبلطة سيراميك والحمام كرسي‬ ‫املعاملة التنفيذية رقم ‪ 2012/233‬إنذارًا‬ ‫رئيس االدارة املركزية‬
‫كورنيش النهر‪.‬‬ ‫املقدمة مــن بنك لبنان واملهجر ش‪.‬م‪.‬ل‪.‬‬ ‫ومغلسة‪ .‬كما اضيف إلى السفلي غرفة‬ ‫تنفيذيًا موجهًا اليكم من بنك االعتماد‬ ‫العميد أسعد الطفيلي‬
‫بوكالة املحامي رامي باسيل‪.‬‬ ‫صغيرة بمساحة ‪ /12/‬م‪.‬م‪ .‬ارتفاع هذا‬ ‫املصرفي ش‪.‬م‪.‬ل‪ .‬بوكالة املحامي ماري‬ ‫التكليف ‪1680‬‬
‫بيروت في ‪ 2‬ايلول ‪2015‬‬
‫وعـلـيــه تــدعــوكــم ه ــذه ال ــدائ ــرة للحضور‬ ‫الطابق مترين تقريبًا ويتصل بالطابق‬ ‫شـ ـه ــوان نــات ـجــا ع ــن ط ـلــب تـنـفـيــذ سند‬
‫املدير العام‬
‫اليها شخصيًا او بواسطة وكيل قانوني‬ ‫االول بــدرج غرانيت‪ .‬االول يشتمل على‬ ‫ديــن بقيمة ‪/5.610.000/‬ل‪.‬ل‪ .‬والــرســوم‬ ‫إعالن‬
‫للموارد املائية والكهربائية‬
‫لتبلغ االوراق املـشــار اليها خــال مهلة‬ ‫مــدخــل وشـقــة ودرج ي ــؤدي ال ــى الطابق‬ ‫وامل ـصــاريــف وال ـفــوائــد‪ .‬وعـلـيــه تدعوكم‬ ‫ألمـ ــانـ ــة ال ـس ـج ــل ال ـ ـع ـ ـقـ ــاري االولـ ـ ـ ــى فــي‬
‫د‪ .‬فادي جورج قمير‬
‫ثالثة اسابيع من تاريخ النشر‪.‬‬ ‫ال ـثــانــي ومــؤس ـســة مـشـغــولــة م ــن املـنـفــذ‬ ‫هذه الدائرة للحضور اليها شخصيًا او‬ ‫الشمال‬
‫التكليف ‪1685‬‬
‫رئيس القلم‬ ‫ض ــده الـسـيــد جـمـيــل ال ـه ــارون ــي مسماة‬ ‫بواسطة وكيل قانوني الستالم االنــذار‬ ‫طلبت اع ـتــدال ســامــة سـنــد تمليك بــدل‬
‫اسامة حمية‬ ‫(شـيــز ش ــوب) املؤسسة عـبــارة عــن قاعة‬ ‫التنفيذي واالوراق املرفقة به علمًا بأن‬ ‫ضائع ‪ 66/18‬امليناء الثالثة عشر‬
‫إعالن‬ ‫ضمنها قناطر ارضها سيراميك وبعض‬ ‫ال ـت ـب ـل ـيــغ ي ـت ــم ق ــان ــون ــا ب ــان ـق ـض ــاء مـهـلــة‬ ‫للمعترض ‪ 15‬يومًا للمراجعة‬
‫بتاريخ ‪ 2015/9/1‬صدر قرار عن محكمة‬ ‫إعالن تلزيم‬ ‫ج ــدرانـ ـه ــا بـ ــورسـ ــان والـ ـبـ ـع ــض اآلخـ ــر‬ ‫ع ـشــريــن ي ــوم ــا ع ـلــى ن ـشــر هـ ــذا االعـ ــان‬ ‫أمني السجل العقاري بالتكليف‬
‫تـنـفـيــذ ع ـق ــود الـ ـسـ ـي ــارات واالل ـ ـيـ ــات في‬ ‫تـعـلــن املــديــريــة ال ـعــامــة ل ـل ـمــوارد املــائـيــة‬ ‫ح ـجــر م ــدف ــوف‪ .‬ال ـس ـقــف ضـمـنــه دي ـكــور‬ ‫وع ـلــى تعليق نـسـخــة عـنــه وع ــن االن ــذار‬
‫بيروت برئاسة القاضي جورج اوغست‬ ‫والكهربائية‪ ،‬عن إجــراء تلزيم بواسطة‬ ‫جـمـيــل م ــن ال ـجــص وف ــوب ــاف ــون ضمنه‬ ‫املذكور على لوحة االعالنات لدى دائرة‬ ‫إعالن عن مناقصة عمومية‬
‫عطية بابالغ املنفذ عليه ربيع بوريس‬ ‫اس ـ ـتـ ــدراج ع ـ ــروض ع ـلــى أس ـ ــاس تـقــديــم‬ ‫ان ـ ــارة داخ ـل ـي ــة‪ .‬ض ـمــن املــؤس ـســة مطبخ‬ ‫تنفيذ بيروت ويصار بعد انقضاء هذه‬ ‫ان املديرية العامة لقوى االمــن الداخلي‬
‫ً‬
‫كربينيكوف بالطرق االستثنائية عمال‬ ‫أسعار لتنفيذ مشروع اشغال انشاء خط‬ ‫م ـج ــاه غ ــران ـي ــت وهـ ــي م ـج ـه ــزة بـنـظــام‬ ‫املهلة ومهلة االن ــذار التنفيذي البالغة‬ ‫تـعـلــن ع ــن رغـبـتـهــا ف ــي اج ـ ــراء مناقصة‬
‫باحكام املادة ‪ 409‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬االنذار التنفيذي‬ ‫توتر متوسط ومحطة تحويل هوائية‬ ‫مكيف هــوائــي كما جــرى اقـفــال الفسحة‬ ‫عشرة ايــام الــى متابعة التنفيذ بحقكم‬ ‫عمومية ألشغال‪ :‬صيانة واجهات مبنى‬
‫وطلب التنفيذ ومرفقاته وقــرار الحجز‬ ‫ً‬
‫في بلدة طير دبا ـ ـ قضاء صور‪.‬‬ ‫امــام املدخل بجدار صغير ملبس جحر‬ ‫اصوال حتى الدرجة االخيرة‪.‬‬ ‫مفرزة استقصاء الجنوب‪.‬‬
‫عـلــى ال ـس ـيــارة ‪ 188353/‬و ‪ /‬باملعاملة‬ ‫ت ـ ـجـ ــري ع ـم ـل ـي ــة الـ ـتـ ـل ــزي ــم ف ـ ــي ال ـس ــاع ــة‬ ‫مدفوف يعلوه الومنيوم اســود وزجــاج‬ ‫مأمور تنفيذ بيروت‬ ‫ع ـل ــى ال ــراغـ ـب ــن ب ـت ـقــديــم عـ ـ ــروض ب ـهــذا‬
‫رق ــم ‪ 2014/902‬املـقــدمــة مــن بـنــك لبنان‬ ‫ال ـعــاشــرة مــن ي ــوم الـخـمـيــس ال ــواق ــع في‬ ‫وابـ ـ ـ ــواب ح ــدي ــد م ـش ـغــولــة س ـح ــب‪ .‬درج‬ ‫عبد عاكوم‬ ‫الـشــأن الحضور الــى مصلحة االبنية ـ ـ‬
‫واملـهـجــر ش‪.‬م‪.‬ل‪ .‬بــوكــالــة املـحــامــي رامــي‬ ‫‪.2015/10/1‬‬ ‫البناء بالط موزاييك والى جانب مدخل‬ ‫ثكنة الحلو ـ ـ شارع مار الياس لالطالع‬
‫باسيل‪.‬‬ ‫فعلى املتعهدين املصنفني فــي الــدرجــة‬ ‫ال ـب ـن ــاء م ـ ــزار وال ـ ــى ج ــان ــب ال ـ ــدرج شـقــة‬ ‫إعالن رقم‪9/1770 :‬‬ ‫على دفتر الشروط الخاصة باملناقصة‬
‫وعـلـيــه تــدعــوكــم ه ــذه ال ــدائ ــرة للحضور‬ ‫ال ـث ــال ـث ــة ع ـل ــى األق ـ ـ ــل ل ـت ـن ـف ـيــذ ص ـف ـقــات‬ ‫ص ـغ ـيــرة ف ــي ال ـط ــاب ــق االول مــؤل ـفــة من‬ ‫عن اجراء استدراج عروض لتلزيم اعمال‬ ‫وت ـقــديــم عــروض ـهــم وذلـ ــك اث ـن ــاء الـ ــدوام‬
‫اليها شخصيًا او بواسطة وكيل قانوني‬ ‫األشغال الكهربائية الراغبني باالشتراك‬ ‫دار وغــرفــة ومطبخ وكــوريــدور وحـمــام‪.‬‬ ‫تأهيل وصيانة القبان االرضي‬ ‫الــرس ـمــي اع ـت ـب ــارًا م ــن ت ــاري ــخ ن ـشــر هــذا‬
‫لتبلغ االوراق املـشــار اليها خــال مهلة‬ ‫بـ ـه ــذا ال ـت ـل ــزي ــم ت ـق ــدي ــم ع ــروضـ ـه ــم قـبــل‬ ‫ال ـب ــاط م ــوزاي ـي ــك ق ــدي ــم امل ـط ـبــخ مـجــاه‬ ‫ملستودعات االدارة في تل عمارة‪ /‬رياق‬ ‫االعـ ــان ولـغــايــة الـســاعــة الـثــالـثــة عشرة‬
‫ثالثة اسابيع من تاريخ النشر‪.‬‬ ‫ال ـس ــاع ــة ال ـث ــان ـي ــة عـ ـش ــرة م ــن آخ ـ ــر ي ــوم‬ ‫رخـ ــام ال ـح ـمــام ضـمـنــه ح ــوض ل ـلــدوش‪.‬‬ ‫ت ـج ــري وزارة االقـ ـتـ ـص ــاد والـ ـتـ ـج ــارة ـ ـ ـ ـ‬ ‫مــن آخــر يــوم عمل يسبق تــاريــخ جلسة‬
‫رئيس القلم‬ ‫عـمــل يسبق ال ـيــوم امل ـحــدد لجلسة فض‬ ‫االبواب الداخلية خشب مدهون‪ .‬املنجور‬ ‫امل ــدي ــري ــة ال ـع ــام ــة ل ـل ـح ـبــوب وال ـش ـم ـنــدر‬ ‫التلزيم‪.‬‬
‫اسامة حمية‬ ‫العروض ‪ -‬وفق نصوص دفتر الشروط‬ ‫الـخــارجــي دف ــاع حــديــد وابــاجــور خشب‬ ‫السكري‪ ،‬وسط املدينة‪ ،‬بناية اللعازارية‬ ‫ان جلسة فض العروض تجري الساعة‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫رياضة‬ ‫‪20‬‬
‫يورو ‪2016‬‬

‫إنكلترا تلهث وراء المجد مع روني‬


‫املـ ـسـ ـت ــوى الـ ـ ـف ـ ــردي ف ـح ـس ــب‪ ،‬وهـ ــذا‬
‫مــا ص ـ ّـوب عـلـيــه اإلنـكـلـيــز بمناسبة‬
‫يقف وايــن رونــي بــدءًا مــن الـمـبــاراة ضد‬
‫اقـتــراب رون ــي مــن إنـجــاز تشارلتون‬ ‫ســان مارينو الليلة ضمن تصفيات كأس‬
‫ح ـيــث ع ـنــونــت صـحـيـفــة «ذا داي ـلــي‬
‫تـيـلـيـغــراف» عـلــى سبيل امل ـثــال أحــد‬
‫أوروبــا ‪ ،2016‬أمام فرصة تحقيق إنجاز‬
‫تـ ـق ــاري ــره ــا «واي ـ ـ ـ ــن رونـ ـ ـ ــي يـسـتـعــد‬ ‫شخصي بمعادلة أو انتزاع لقب الهداف‬
‫ليصبح ال ـهــداف الـقـيــاســي إلنكلترا‬ ‫التاريخي لمنتخب إنكلترا من «األسطورة»‬
‫لكنه لم يخط الخطوة النهائية نحو‬
‫املجد»‪.‬‬
‫بوبي تشارلتون‪ .‬إنجاز سيزيد بالطبع من‬
‫إذ كما هو معلوم‪ ،‬فإن محصلة روني‬ ‫المسؤوليات على القائدالحديث لـ «األسود‬
‫مــع منتخب ب ــاده حـتــى اآلن ورغــم‬ ‫الثالثة» في مرحلة جديدة‬
‫مشاركته في ‪ 5‬مناسبات كبرى بني‬
‫كأس العالم ّوكأس أوروبا هي صفر‪،‬‬
‫وهذا ما يتلخص بهدفه املونديالي‬
‫الـ ــوح ـ ـيـ ــد ال ـ ـ ـ ــذي أب ـ ـصـ ــر الـ ـ ـن ـ ــور فــي‬ ‫حسن زين الدين‬
‫النسخة األخيرة في دور املجموعات‬
‫أمـ ـ ــام األوروغ ـ ـ ـ ـ ـ ــواي‪ ،‬إذ إن ح ـضــور‬ ‫بــال ـتــأك ـيــد‪ ،‬ل ــن ت ـك ــون امل ـ ـبـ ــاراة الـتــي‬
‫إن ـك ـل ـت ــرا فـ ــي هـ ـ ــذه ال ـ ـب ـ ـطـ ــوالت ك ــان‬ ‫ي ـخــوض ـهــا ال ـن ـج ــم وايـ ـ ــن رونـ ـ ــي مــع‬
‫مخيبًا تـمــامــا‪ ،‬وحـتــى أن الــ»غــولــدن‬ ‫منتخب إنكلترا أمــام املضيفة سان‬
‫ً‬ ‫مــاري ـنــو الـلـيـلــة ع ــادي ــة‪ .‬امل ـســألــة هنا‬
‫ب ــوي» ك ــان عــامــا سلبيًا فــي بعض‬
‫املحطات‪ ،‬وأبرزها على سبيل املثال‬ ‫ال تتوقف عند فرصة التأهل املبكر‬
‫طرده في ربع نهائي مونديال ‪2006‬‬ ‫إلـ ــى ن ـهــائ ـيــات كـ ــأس أوروب ـ ـ ــا ‪2016‬‬
‫ّ‬
‫أم ــام البرتغال مــا كــلــف الـخــروج من‬ ‫فــي فرنسا بحيث يتصدر اإلنكليز‬
‫البطولة وقتها‪.‬‬ ‫تــرتـيــب املـجـمــوعــة الـخــامـســة بـفــارق‬
‫من هنا‪ ،‬إن روني‪ ،‬بإنجازاته الفردية‬ ‫‪ 6‬ن ـق ــاط ع ــن س ــوي ـس ــرا ال ـث ــان ـي ــة و‪9‬‬
‫الـ ـت ــي ت ـن ـس ـحــب أيـ ـض ــا ع ـل ــى ن ــادي ــه‬ ‫نقاط عن سلوفينيا الثالثة (يتأهل‬
‫مانشستر يونايتد وبوصوله إلى‬ ‫األول وال ـ ـث ـ ــان ـ ــي)‪ ،‬بـ ــل إنـ ـه ــا تـشـكــل‬
‫ســن النضج والـخـبــرة بــاقـتــرابــه من‬ ‫فـ ــرصـ ــة س ــانـ ـح ــة ج ـ ـ ـدًا لـ ــ»الـ ـغ ــول ــدن‬
‫بلوغ عامه الـ ‪ ،30‬يقف أمــام «مهمة‬ ‫بـ ــوي» لـيـصـبــح الـ ـه ــداف الـتــاريـخــي‬
‫وطنية» تتمثل بفتح صفحة جديدة‬ ‫ملنتخب «األسود الثالثة» بالتساوي‬
‫بـ ـع ــد تـ ـل ــك ال ـ ـتـ ــي طـ ــويـ ــت ب ـح ـس ــرة‬ ‫أو م ـت ـخ ـط ـيــا «األسـ ـ ـ ـط ـ ـ ــورة» ب ــوب ــي‬
‫بـ ــاع ـ ـتـ ــزال جـ ـي ــل ج ـ ـ ـيـ ـ ــرارد وفـ ــرانـ ــك‬ ‫تشارلتون بحيث يتخلف عنه بفارق‬
‫الم ـبــارد وج ــون تـيــري وآش ـلــي كــول‬ ‫ً‬
‫هدف واحد فقط (‪ 48‬مقابل ‪ ،)49‬وهو‬
‫والـبـقـيــة وق ـي ــادة جـيــل جــديــد واعــد‬ ‫سيعادل روني امام سان مارينو رقم تشارلتون والمبارد كسادس أكثر الالعبين تمثيال إلنكلترا بـ ‪ 106‬مباريات (أ ف ب)‬ ‫رقم صامد منذ ‪ 45‬عامًا‪ ،‬وللمصادفة‬
‫من الالعبني املوهوبني في منتخب‬ ‫فإن روني سيعادل خالل هذه املباراة‬
‫إنكلترا مثل رحيم سترلينغ وهاري‬ ‫ً‬ ‫ت ـشــارل ـتــون نـفـســه وف ــران ــك الم ـب ــارد‬
‫كـ ــايـ ــن وروس بـ ــارك ـ ـلـ ــي ودانـ ـ ـي ـ ــال‬ ‫اال أن ح ـ ـصـ ــول رون ـ ـ ـ ــي عـ ـل ــى ل ـقــب‬ ‫آجال في املباراة التالية أمام الضيفة‬ ‫فــي املــركــز ال ـس ــادس ألكـثــر الالعبني‬
‫الـهــدافــي التاريخي إلنكلترا يضعه‬ ‫سويسرا‪ ،‬األسبوع املقبل‪ ،‬أو بعدها‪.‬‬ ‫ً‬
‫سـ ـت ــاري ــدج وأل ـي ـك ــس – أوك ـس ــاي ــد‬ ‫تمثيال إلنكلترا بـ ‪ 106‬مباريات‪.‬‬
‫تـشــامـبــراليــن وجـ ــوردان هـنــدرســون‬ ‫أم ـ ـ ـ ــام مـ ـس ــؤولـ ـي ــة ك ـ ـب ـ ـيـ ــرة‪ ،‬ه ـ ــي رد‬ ‫ال ش ــك ه ـنــا ف ــي أن رون ـ ــي يستحق‬ ‫هـ ــو م ــوع ــد ت ــاريـ ـخ ــي إذًا بــان ـت ـظــار‬
‫وج ـ ـ ــون سـ ـت ــون ــز‪ ،‬وب ــالـ ـت ــأكـ ـي ــد ف ــإن‬ ‫ال ـت ـح ـي ــة ل ـ ـبـ ــاده وق ـ ـيـ ــادة املـنـتـخــب‬
‫ال ــوط ـن ــي إل ـ ــى ال ـ ـعـ ــودة ال ـق ــوي ــة إل ــى‬
‫روني أمام فرصة‬ ‫هذه املرتبة بعد ‪ 12‬عامًا من ارتدائه‬
‫قميص منتخب إنكلترا حيث يعتبر‬
‫رون ــي أم ــام س ــان مــاريـنــو وم ــا يزيد‬
‫م ــن اح ـت ـم ــال تـحـقـيـقــه اإلن ـ ـجـ ــاز هــو‬
‫آم ــال اإلنكليز ستكون مـعـقــودة في‬
‫‪ 2016‬على «الــولــد الــذهـبــي» إلعــادة‬ ‫امل ـح ــاف ــل ال ـك ـب ــرى ب ـع ــد فـ ـت ــرة قـحــط‬ ‫سانحة لمعادلة‬ ‫أحد أفضل املهاجمني الذين أنجبتهم‬ ‫ض ـع ــف امل ـض ـي ــف وت ـل ـق ـيــه ‪ 19‬هــدفــا‬
‫ع ـق ــارب ســاعــة «ب ـيــغ ب ــن» ‪ 50‬عــامــا‬ ‫طــوي ـلــة‪ ،‬وم ــا ي ــزي ــد م ــن ال ـث ـقــل عليه‬ ‫«األسطورة» تشارلتون‬ ‫بالده وأكثرهم موهبة ومهارة‪ ،‬وهم‪،‬‬ ‫في ‪ 6‬مباريات في التصفيات حيث‬
‫أنه أصبح القائد لـ»األسود الثالثة»‬ ‫بــاملـنــاسـبــة‪ُ ،‬يـ ـع ـ ّـدون عـلــى األص ــاب ــع‪،‬‬
‫إل ــى ال ـ ــوراء ورس ــم ص ــورة مشابهة‬
‫بعد اعـتــزال ستيفن جـيــرارد دولـيــا‪،‬‬ ‫أو تخطيه‬ ‫ويـمـكــن حـصــرهــم فــي غ ــاري لينيكر‬
‫يقبع في املركز األخير في املجموعة‪.‬‬
‫وع ـل ــى أي األح ـ ـ ــوال‪ ،‬ف ــإن ل ــم يتمكن‬
‫في كأس أوروبــا كتلك التي رسمها‬
‫ت ـشــارل ـتــون حــن رف ــع فــي مــونــديــال‬ ‫أو بـمـعـنــى آخ ــر أن ي ـك ــون ل ــوج ــوده‬ ‫وكيفن كيغان وأالن شـيــرر ومايكل‬ ‫«ال ــول ــد ال ــذه ـب ــي» الـلـيـلــة م ــن دخ ــول‬
‫‪ 1966‬ال ـكــأس الـكـبــرى الــوحـيــدة في‬ ‫في الفترة املقبلة دور فاعل ينعكس‬ ‫أوين وبدرجة أقل تيدي شيرينغهام‬ ‫التاريخ‪ ،‬فإن األكيد أن لقب «الهداف‬
‫تاريخ إنكلترا‪.‬‬ ‫عـلــى املـجـمــوعــة وامل ـن ـت ـخــب‪ ،‬ال على‬ ‫وإيان رايت وأندي كول‪.‬‬ ‫التاريخي» أصبح «فــي جيبه» ولو‬

‫نتائج وترتيب وبرنامج تصفيات كأس أوروبا ‪2016‬‬


‫‪ -‬املجموعة الثانية‪:‬‬ ‫‪ -‬املجموعة الخامسة‪:‬‬ ‫املجموعة التاسعة‬ ‫املجموعة السادسة‬ ‫املجموعة الرابعة‬

‫ويلز ‪ -‬إسرائيل (‪)19.00‬‬ ‫سان مارينو ‪ -‬إنكلترا (‪)19.00‬‬ ‫صربيا – أرمينيا ‪0-2‬‬ ‫اليونان – فنلندا ‪1-0‬‬ ‫أملانيا – بولونيا ‪1-3‬‬
‫قبرص ‪ -‬بلجيكا (‪)21.45‬‬ ‫استونيا ‪ -‬ليتوانيا (‪)19.00‬‬ ‫ليفون هايرابيتيان (‪ ،21‬هدف في‬ ‫جويل بوهيانبالو (‪.)75‬‬ ‫توماس مولر (‪ )12‬وماريو غوتزه‬
‫الـ ـب ــوسـ ـن ــة وال ـ ـهـ ــرسـ ــك ‪ -‬أنـ ـ ـ ــدورا‬ ‫سويسرا ‪ -‬سلوفينيا (‪)21.45‬‬ ‫مرماه) وآدم لياييتش (‪.)53‬‬ ‫(‪ 19‬و‪ )82‬ألملـ ــان ـ ـيـ ــا‪ ،‬وروبـ ـ ـ ــرت‬
‫(‪)21.45‬‬ ‫جـ ـ ـ ـ ــزر الـ ـ ـ ـ ـف ـ ـ ـ ــارو – إي ـ ــرلـ ـ ـن ـ ــدا‬ ‫ليفاندوفسكي (‪ )36‬لبولونيا‪.‬‬
‫‪ -‬املجموعة السابعة‪:‬‬ ‫الدنمارك – ألبانيا ‪0-0‬‬ ‫الشمالية ‪3-1‬‬
‫‪ -‬املجموعة الثامنة‪:‬‬
‫جـ ــوان اي ــدم ــان ـس ــون (‪ )36‬لـجــزر‬ ‫جورجيا – اسكوتلندا ‪0-1‬‬
‫مالطا ‪ -‬أذربيجان (‪)19.00‬‬ ‫روسيا‪ -‬السويد (‪)19.00‬‬ ‫‪ -‬الترتيب‪:‬‬ ‫الفارو‪ ،‬وغاريث مكاولي (‪ 12‬و‪)71‬‬ ‫فاليري كيزانيشفيلي (‪.)37‬‬
‫النروج ‪ -‬كرواتيا (‪)19.00‬‬ ‫النمسا‪ -‬مولدافيا (‪)21.45‬‬ ‫‪ -1‬الـ ـب ــرتـ ـغ ــال ‪ 12‬ن ـق ـط ــة مـ ــن ‪5‬‬ ‫وك ـي ـلــي الف ـيــرتــي (‪ )75‬اليــرل ـنــدا‬
‫إيطاليا ‪ -‬بلغاريا (‪)21.45‬‬ ‫مــون ـت ـي ـن ـي ـغــرو ‪ -‬لـيـشـتـنـشـتــايــن‬ ‫مباريات‬ ‫الشمالية‪.‬‬ ‫جبل طارق – ايرلندا ‪4-0‬‬
‫(‪)21.45‬‬ ‫‪ -2‬ألبانيا ‪ 11‬من ‪5‬‬
‫مباريات دولية ودية‪:‬‬ ‫‪ -3‬الدنمارك ‪ 11‬من ‪6‬‬ ‫املجر – رومانيا ‪0-0‬‬ ‫‪ -‬الترتيب‪:‬‬
‫‪ -‬األحد‪:‬‬ ‫‪-4‬صربيا ‪ 4‬من ‪6‬‬ ‫‪-1‬أملانيا ‪ 16‬نقطة من ‪ 7‬مباريات‬
‫البرتغال ‪ -‬فرنسا ‪1-0‬‬ ‫‪ -‬املجموعة األولى‪:‬‬ ‫‪-5‬أرمينيا ‪ 1‬من ‪6‬‬ ‫‪ -‬الترتيب‪:‬‬ ‫‪ -2‬بولونيا ‪ 14‬من ‪7‬‬
‫ماتيو فالبوينا (‪.)85‬‬ ‫التفيا ‪ -‬تشيكيا (‪)19.00‬‬ ‫‪-1‬إيرلندا الشمالية ‪ 16‬نقطة من‬ ‫‪-3‬ايرلندا ‪ 12‬من ‪7‬‬
‫تركيا ‪ -‬هولندا (‪)19.00‬‬ ‫‪ -‬السبت‪:‬‬ ‫‪ 7‬مباريات‬ ‫‪-4‬اسكوتلندا ‪ 11‬من ‪7‬‬
‫‪ -‬السبت‪:‬‬ ‫أيسلندا ‪ -‬كازخستان (‪)21.45‬‬ ‫‪ -2‬رومانيا ‪ 15‬من ‪7‬‬ ‫‪ -5‬جورجيا ‪ 6‬من ‪7‬‬
‫‪ -‬املجموعة الثالثة‪:‬‬
‫األرجـ ـنـ ـت ــن ‪ -‬بــول ـي ـف ـيــا (‪03,30‬‬ ‫‪ -3‬املجر ‪ 12‬من ‪7‬‬ ‫‪ -6‬جبل طارق ‪ 0‬من ‪7‬‬
‫أوكرانيا ‪ -‬بيالروسيا (‪)19.00‬‬
‫فجرًا)‬ ‫‪ -4‬فنلندا ‪ 7‬من ‪7‬‬
‫لوكسمبور ‪ -‬مقدونيا (‪)19.00‬‬
‫كوستاريكا ‪ -‬البرازيل (‪.)23,00‬‬ ‫‪ -5‬جزر الفارو ‪ 6‬من ‪7‬‬
‫إسبانيا‪ -‬سلوفاكيا (‪)21.45‬‬
‫‪ -6‬اليونان ‪ 2‬من ‪7‬‬
‫‪21‬‬ ‫رياضة‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫الفورموال ‪1‬‬ ‫الكرة اللبنانية‬


‫مرسيدس يهيمن‬
‫على التجارب الحرة في إيطاليا‬ ‫رادولوفيتش يضع لمساته قبل لقاء كوريا‬
‫سيطر مرسيدس على جولتي التجارب‬ ‫تكتيكيًا‪.‬‬ ‫بسبب وفــاة والــده‪ ،‬تمكن امليادين من‬ ‫الـيــوم السبت إلــى بـيــروت يرافقه وفد‬ ‫ي ـت ــاب ــع م ـن ـت ـخــب ل ـب ـن ــان لـ ـك ــرة ال ـق ــدم‬
‫الحرة في جائزة إيطاليا الكبرى‪ ،‬املرحلة‬ ‫وفي الشوط الثاني أعطى فويوفيتش‬ ‫ـوز ن ـظ ـيــف ب ـعــدمــا كـ ــان قد‬ ‫تـحـقـيــق ف ـ ـ ٍ‬ ‫إعالمي‪.‬‬ ‫تحضيراته ملباراته املرتقبة مع كوريا‬
‫الثانية عشرة من بطولة العالم لسباقات‬ ‫الـ ـف ــرص ــة ل ـب ـع ــض العـ ـبـ ـي ــه لـتـسـجـيــل‬ ‫وجــد صعوبة في الوصول إلــى شباك‬ ‫في كرة الصاالت‪ ،‬زاد امليادين من محن‬ ‫ال ـج ـنــوب ـيــة ال ـث ــاث ــاء امل ـق ـبــل ف ــي إط ــار‬
‫سيارات الفورموال ‪ ،1‬على حلبة «مونزا»‪.‬‬ ‫مشاركتهم االول ــى هــذا املــوســم‪ ،‬أمثال‬ ‫ال ـف ــري ــق ال ـش ـم ــالــي ف ــي ب ــداي ــة ال ـل ـقــاء‪،‬‬ ‫ضيفه طرابلس الفيحاء وأسقطه ‪،0-5‬‬ ‫الـتـصـفـيــات امل ــزدوج ــة لـكــأســي الـعــالــم‬
‫وجاء ترتيب الثالثة األوائل في الجولتني‬ ‫رمــزي أبــي حيدر ومصطفى الدوالني‬ ‫ق ـبــل أن يـفـتـتــح ال ـصــربــي س ـلــوبــودان‬ ‫عـلــى مـلـعــب ال ـس ــد‪ ،‬ف ــي خ ـتــام املــرحـلــة‬ ‫‪ 2018‬وآسيا ‪.2019‬‬
‫وال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ــي عـ ــدنـ ــان س ـ ـلـ ــوم‪ ،‬لـكــن‬ ‫رايـتـشـيـفـيـتــش «ب ــوب ــا» ل ــه الـتـسـجـيــل‬ ‫الرابعة من الدوري اللبناني لكرة القدم‬ ‫وكـ ـ ــان أف ـ ـ ــراد امل ـن ـت ـخ ــب‪ ،‬ب ـع ــد اك ـت ـمــال‬
‫مطابقًا حيث حل البريطاني لويس‬ ‫«بوبا» ســرق األضــواء بهدفني آخرين‬ ‫ب ـ ـت ـ ـسـ ــديـ ــدة ص ـ ـ ــاروخـ ـ ـ ـي ـ ـ ــة‪ .‬وأض ـ ـ ـ ــاف‬ ‫للصاالت‪ ،‬محققًا انتصاره الثالث على‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عـ ـق ــد املـ ـحـ ـت ــرف ــن‪ ،‬ق ـ ــد انـ ـتـ ـظـ ـم ــوا فــي‬
‫هاميلتون أوال متقدمًا على زميله األملاني‬ ‫ليوقع على ثالث «هاتريك» له تواليًا‪،‬‬ ‫ن ـجــم امل ـ ـبـ ــاراة م ـح ـمــد ب ــوص ــي هــدفــن‬ ‫التوالي‪.‬‬ ‫مـعـسـكــر داخ ـل ــي يـسـتـمــر حـتــى مــوعــد‬
‫ً‬
‫نيكو روزبرغ‪ ،‬وحل وراءهما األملاني اآلخر‪،‬‬ ‫رافعًا رصيده إلى ‪ 10‬أهداف في صدارة‬ ‫رائـ ـع ــن‪ ،‬م ـس ـ ّـجــا عـ ــودة م ـم ـت ــازة إلــى‬ ‫ورغ ــم خــوضــه امل ـبــاراة بغياب نجميه‬ ‫املباراة‪ .‬ويشرف الجهاز الفني بقيادة‬
‫سيباستيان فيتيل‪ ،‬سائق فيراري الذي‬ ‫ترتيب هدافي الدوري‪.‬‬ ‫حسابات مدربه املونتينغري فاسكو‬ ‫كــريــم أب ــو زي ــد املــوقــوف لنيله اإلن ــذار‬ ‫املونتينغري م ـيــودراغ رادولــوفـيـتــش‬
‫يسعى ألن يصبح ثاني سائق في التاريخ‬ ‫كذلك‪ ،‬تعادل القلمون مع ‪1-1 AUCE‬‬ ‫فويوفيتش‪ ،‬حيث ّقدم مباراة ممتازة‬ ‫ال ـ ـثـ ــالـ ــث امل ـ ـت ـ ــراك ـ ــم‪ ،‬وح ـ ـسـ ــن زيـ ـت ــون‬ ‫على الحصص التدريبية املقامة على‬
‫بعد البريطاني ستيرلينغ موس َّ‬
‫يتوج‬ ‫على ملعب مجمع الرئيس اميل لحود‬ ‫م ـل ـعــب بـ ـي ــروت الـ ـبـ ـل ــدي‪ ،‬واملـتـضـمـنــة‬
‫بالسباق اإليطالي مع ‪ 3‬فرق مختلفة‪.‬‬ ‫الــريــاضــي‪ .‬سجل ل ــأول بــاســل صالح‬ ‫العبو المنتخب خالل التمرين على ملعب بيروت البلدي (عدنان الحاج علي)‬ ‫ق ـس ـط ــا م ـه ـم ــا مـ ــن الـ ـلـ ـي ــاق ــة ال ـب ــدن ـي ــة‬
‫ففي الجولة االول‪ ،‬قطع هاميلتون أسرع‬ ‫الدين‪ ،‬وللثاني جهاد فراج‪.‬‬ ‫والـتـكـتـيـكــات وال ـجــوانــب امل ـهــاريــة في‬
‫وسـ ـتـ ـت ــوق ــف الـ ـبـ ـط ــول ــة حـ ـت ــى م ـط ـلــع‬ ‫إط ـ ــار ال ـخ ـط ــة امل ــوض ــوع ــة ل ـل ـم ـب ــاراة‪.‬‬
‫لفة بزمن ‪ 1,24,670‬د بفارق ‪ 0,463‬ث‬ ‫تشرين األول املقبل‪ ،‬فسحًا في املجال‬ ‫ويـ ـش ــاه ــد الـ ــاع ـ ـبـ ــون أيـ ـض ــا أش ــرط ــة‬
‫عن روزبرغ و‪ 1,588‬ث عن فيتيل‪ ،‬بينما‬ ‫أم ـ ــام اسـ ـتـ ـع ــدادات امل ـن ـت ـخــب الــوط ـنــي‬ ‫مـبــاريــات لـكــوريــا الـجـنــوبـيــة‪ ،‬ويـشــرح‬
‫جاء سائق فيراري الثاني‪ ،‬الفنلندي كيمي‬ ‫لتصفيات منطقة غــرب آسـيــا املؤهلة‬ ‫ال ـج ـه ــاز ال ـف ـن ــي ال ـت ـح ـ ّـرك ــات ال ـك ــوري ــة‬
‫رايكونن في املركز السادس‪ ،‬وبطل العالم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إل ــى ك ــأس آسـيــا ‪ .2016‬علمًا أن لجنة‬ ‫التصدي لها‪.‬‬ ‫امليدانية وكيفية‬
‫السابق‪ ،‬اإلسباني فرناندو ألونسو‪ ،‬سائق‬ ‫الفوتسال وبإشراف االتحاد اللبناني‬ ‫وخ ـ ـضـ ــع أف ـ ـ ـ ــراد امل ـن ـت ـخ ــب لـحـصـتــن‬
‫ماكالرين‪ ،‬في املركز السابع عشر‪.‬‬ ‫استحدثت مسابقة كأس االتحاد التي‬ ‫تــدري ـب ـي ـتــن ال ـج ـم ـعــة‪ ،‬وسـيـخـضـعــون‬
‫وفي الجولة الثاني‪ ،‬سجل هاميلتون‬ ‫ستنطلق خ ــال ف ـتــرة تــوقــف ال ــدوري‬ ‫ل ـح ـصــة واحـ ـ ــدة أي ـ ــام ال ـس ـبــت واألحـ ــد‬
‫وستخوضها األندية من دون العبيها‬ ‫واالث ـنــن‪ ،‬ال ــذي سيشهد عقد املؤتمر‬
‫‪ 1,24,279‬د بفارق ‪ 0,021‬ث عن روزبرغ‬ ‫ّ‬
‫ال ــدولـ ـي ــن واألج ـ ــان ـ ــب‪ ،‬ل ـك ـن ـهــا تـشــكــل‬ ‫الصحافي الرسمي واالجتماع اإلداري‬
‫و‪ 0,759‬ث عن فيتيل‪ ،‬بينما جاء رايكونن‬ ‫فــرصــة لـهــا لـلـبـقــاء فــي حــالــة جهوزية‬ ‫ـ الفني الخاصني باملباراة‪.‬‬
‫في املركز السادس مجددًا وتقدم ألونسو‬ ‫حتى استئناف البطولة من جديد‪.‬‬ ‫وي ـص ــل امل ـن ـت ـخــب ال ـ ـكـ ــوري ق ـب ــل ظـهــر‬
‫إلى املركز السادس عشر‪.‬‬
‫وتقام التجارب الرسمية للسباق اليوم‬
‫الساعة ‪ 15,00‬بتوقيت بيروت‪ ،‬والسباق‬

‫استراحة‬
‫غدًا في التوقيت عينه‪.‬‬

‫أصداء عالمية‬ ‫‪2090 sudoku‬‬ ‫كلمات متقاطعة ‪2 0 9 0‬‬


‫بيريز ُيلقي اللوم على يونايتد‬
‫رأى رئيس ريـال مدريد اإلسباني‪ ،‬فلورنتينو‬
‫بيريز‪ ،‬أن صفقة التعاقد مع حارس مرمى‬
‫مانشستر يونايتد اإلنكليزي‪ ،‬اإلسباني دافيد‬
‫دي خيا‪ ،‬فشلت بسبب نقص الخبرة للفريق‬
‫اإلداري لـ»الشياطني الحمر»‪ ،‬دون أن يؤكد ما‬
‫اذا كان فريقه سيسعى الى ضمه في فترة‬
‫االنتقاالت املقبلة‪ .‬وكانت الصفقة قد سقطت‬
‫قبل دقائق من إغالق سوق االنتقاالت الصيفية‬
‫اإلثنني املاضي‪ .‬وقال بيريز‪« :‬ال أريد تحميل‬
‫املسؤولية لشخص ما ولكننا ال نفهم كيف‬
‫استغرق إرسال بعض الوثائق ‪ 8‬ساعات»‪،‬‬
‫مضيفًا‪« :‬ال أعتقد أنه جرى القيام بذلك ّ‬
‫بنية‬
‫سيئة‪ .‬تنقصهم الخبرة‪ .‬لقد حصل الشيء‬
‫نفسه خالل صفقة انتقال البرتغالي فابيو‬
‫كوينتراو» في إشارة إلى فشل انتقال األخير‬
‫الى صفوف يونايتد العام املاضي‪.‬‬

‫روبن يغيب أمام تركيا‬


‫سيغيب العب بايرن ميونيخ األملاني‪ ،‬الهولندي‬ ‫أفقيا‬
‫أريني روبن‪ ،‬عن مباراة منتخب بالده ضد تركيا‬
‫غدًا ضمن تصفيات كأس اوروبا ‪ ،2016‬بسبب‬ ‫حل الشبكة ‪2089‬‬ ‫شروط اللعبة‬ ‫‪ -1‬رئيس حكومة لبناني – ‪ -2‬مدينة قديمة في فلسطني – خالف شمال – ‪ -3‬خبز يابس – من‬
‫ّ‬
‫ويعظم بأعمال الشاعر – ‪ -5‬دولة عربية‬ ‫املشروبات املنبهة – يأتي بعد – ‪ -4‬عملة عربية – يمدح‬
‫مكونة من ‪ 9‬مربعات‬ ‫هذه الشبكة ّ‬
‫تعرضه إلصابة في عضالت الفخذ‪.‬‬ ‫جنوبي قطاع غزة على حدود سيناء قرب‬‫ّ‬ ‫– بئر عميقة – ‪ -6‬نقيض بطيء – مدينة في فلسطني‬
‫ّ‬
‫كبيرة وكل مربع كبير مقسم إلى‬ ‫املتوسط – ‪ -7‬عاصفة بحرية – وكالة أنباء عربية – من الحيوانات – ‪ -8‬يكتب على دفتر – أغنية‬
‫واضطر روبن إلى مغادرة امللعب في الدقيقة‬ ‫ّ‬
‫‪ 32‬في أول مباراة يخوضها املنتخب الهولندي‬ ‫‪ 9‬خ ــان ــات ص ـغ ـي ــرة‪ .‬م ــن ش ــروط‬ ‫وتلهب – عائلة ممثلة أميركية وعارضة أزيــاء‬ ‫للموسيقار الراحل فريد األطــرش – ‪ -9‬إضطرم‬
‫اللعبة وضع األرقــام من ‪ 1‬إلى ‪9‬‬ ‫سابقة – ‪ -10‬إحدى السلطات أو هيئة سياسية من هيئات السلطة التشريعية كانت روما القديمة‬
‫بإشراف مدربه الجديد داني بليند‪ ،‬والتي‬ ‫ضمن الـخــانــات بحيث ال يتكرر‬ ‫تشكل رمزًا من رموزها‬
‫خسرها أمام ايسلندا ‪ 1-0‬بعد أن تعرض‬ ‫الرقم في كل مربع كبير وفي كل‬
‫مدافعه برونو مارتينز للطرد في الدقيقة التالية‪.‬‬ ‫خط أفقي أوعمودي‪.‬‬ ‫عموديًا‬
‫لقبت بسندريال الشاشة العربية – ‪ -2‬مدينة إيطالية – تمرين محرك‬‫ّ‬ ‫‪ -1‬ممثلة مصرية راحلة‬
‫السيارة باألجنبية – ‪ -3‬صرخة باألجنبية – آلة موسيقية شرقية – خوف – ‪ -4‬زعيم وطني‬
‫مليونا دوالر من اللجنة األولمبية‬ ‫ورئيس حكومة لبناني – ‪ -5‬شركة إلنتاج أجهزة األلعاب اإللكترونية ومن أول أنظمة ألعاب‬
‫لالجئين إلى أوروبا‬ ‫الفيديو في العالم – نعم بالروسية – ‪ -6‬مالبس التالميذ في املدارس – ‪ -7‬زار األماكن املقدسة‬
‫ستقدم اللجنة األوملبية الدولية مليوني دوالر‬ ‫– يبذر األرض – مدينة في رومانيا عاصمة مولداڤيا قديمًا – ‪ -8‬من جبال لبنان – عائلة‬
‫صحافي وإعالمي لبناني راحل – ‪ -9‬دخول – هدم الحائط حتى ّ‬
‫للمساعدة في أزمة الالجئني الى أوروبا‪ ،‬بحسب‬ ‫سواه باألرض – ‪ -10‬رئيس‬
‫ما أعلن رئيسها األملاني توماس باخ‪.‬‬ ‫مجلس نواب لبناني – طائر وهمي أو حجر من أحجار لعبة الشطرنج‬
‫وقال باخ‪« :‬لقد تأثرنا جميعًا باألخبار الرهيبة‬ ‫مشاهير ‪2090‬‬
‫والتقارير املؤملة في األيام القليلة املاضية‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حلول الشبكة السابقة‬
‫مع هذه األزمة الكارثية التي تضرب مختلف‬ ‫أفقيا‬
‫أنحاء الشرق األوسط وأفريقيا وأوروبا‪ ،‬فإن‬ ‫‪ -1‬رينيه معوض – ‪ -2‬سانتياغو – ‪ -3‬كــوب – ركــن – يس – ‪ -4‬حمير – تنك – ‪ -5‬ال – كــرش –‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬ڤولتير – يان – ‪ -7‬يك – ون – ّ‬
‫شاعر وباحث وأستاذ جامعي مغربي (‪ُ )2001-1916‬يعتبر أحد مؤسسي التعليم‬ ‫ملبس – ‪ -8‬كراتشي – يرن – ‪ -9‬بي – طمر – ‪ -10‬شيڤارنادزه‬
‫الحركة األوملبية تريد أن تلعب دورًا في تقديم‬
‫الجامعي في املغرب‪ .‬من مؤلفاته «النقد واللغة في رسالة الغفران»‬
‫املساعدات اإلنسانية لالجئني»‪.‬‬ ‫‪ = 6+7+5+2+1‬تتساقط من السحاب ■ ‪ = 11+8+9+10‬ضد إيجابي ■ ‪= 4+6+3‬‬
‫عموديًا‬
‫خالف ساحل‬ ‫إعداد‬ ‫‪ -1‬ريكياڤيك – ‪ -2‬لوكربي – ‪ -3‬نسبح – ايڤ – ‪ -4‬يا – مبتوت – ‪ -5‬هنري – ينشطر – ‪ -6‬متكركر‬
‫نعوم‬ ‫– ُيمن – ‪ -7‬عني – را – ‪ -8‬وا – تشيلي – ‪ -9‬ضغني – ابريز – ‪ -10‬وسكونسن‬
‫حل الشبكة الماضية‪ :‬روبرت غودارد‬ ‫مسعود‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫ثقافة وناس‬ ‫‪22‬‬


‫فنون مشهدية‬

‫«زقاق»‪ :‬نحن أصحاب الجريمة‪ ،‬نحن أهل الحرب‬


‫ومــايــا زبـيــب كــان وضــع املشاهد أمــام‬
‫ق ـس ــوة الـ ـص ــورة وم ـس ــاء ل ــة دوره من‬ ‫تنحو الفرقة اللبنانية‬
‫دون تحميله الكثير من اللوم والعودة‬ ‫إلى مشهدية أكثر تطرفًا‬
‫به إلى الحجر األول لإلنسانية‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫وربما عنفًا على المتلقي‪.‬‬
‫غ ــاب ــت كـ ــل الـ ـسـ ـي ــاق ــات االج ـت ـم ــاع ـي ــة‬
‫والسياسية عن قصة العرض‪ ،‬رغم أن‬ ‫في «مسرح المعركة» نحن‬
‫املـســرحـيــة تـتـمــاهــى بـكــل مــا فـيـهــا من‬ ‫أمام مشهدية جسدية‬
‫عناصر مــع املــأســاة الـســوريــة وبعض‬
‫من األزمة اللبنانية‪.‬‬ ‫طقسية عنيفة تتأتى من‬
‫املـمـثــل عـلــى خـشـبــة «م ـســرح املـعــركــة»‬ ‫عناصر يعايش صورتها كل‬
‫يختبر لحظات شبقية عنفية‪ .‬وهنا‬
‫يـ ـح ــاول قـ ــدر اإلمـ ـك ــان أن ي ـب ـقــى وفـيــا‬
‫يوم‪ .‬كم صورة تتسرب إلى‬
‫للقضية التي يطرحها‪ :‬ربما أراد كل‬ ‫عيوننا وعقولنا وأرواحنا‬
‫من جنيد سري الدين‪ ،‬وهاشم عدنان‬ ‫كل يوم عن طفل أو عائلة‬
‫وكــري ـس ـت ـيــل خ ـضــر ومل ـي ــا أبـ ــي عـ ــازار‬
‫وغ ـيــرهــم أن ي ـع ـيــروا أن ـف ـس ـهــم بعض‬ ‫غرقت في عرض البحر؟‬
‫العنف الذي تعرض له الضحايا الذين‬
‫تحدثوا عنهم‪ .‬ربما أرادوا أن يعاقبوا‬
‫أنـفـسـهــم بخلق عـنــف طقسي جسدي‬
‫يـمـتــد ع ـلــى ك ــل األزمـ ـن ــة وي ـت ـك ـ ّـرر إلــى‬
‫مــا ال ن ـهــايــة‪ .‬هـنــا يـكـمــن م ــأزق املمثل‬
‫فــي «مـســرح املـعــركــة»‪ .‬ال تكمن أهمية‬
‫هــذا العرض في نقل سياق متجانس‬ ‫حتى صراخه‪ .‬وهنالك ـ على اليابسة‬ ‫ن ـحــو ال ـس ـط ــول ال ـح ــدي ــدي ــة‪ .‬ي ـمــرغــون‬ ‫والضحية‪ ،‬القائد والجماهير‪ ،‬القاهر‬ ‫منى مرعي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ل ـق ـص ــص أفـ ـ ـ ـ ــراد أو ع ـ ــائ ـ ــات غ ــرق ــوا‬ ‫ـ من يملك ميكروفونًا يستعمله تــارة‬ ‫رؤوسـ ـ ـه ـ ــم ب ـ ــامل ـ ــاء‪ .‬ي ـ ـفـ ــرحـ ــون‪ .‬تـ ـم ـ َّـرغ‬ ‫وامل ـ ـق ـ ـهـ ــور‪ ،‬الـ ــرجـ ــل امل ـ ـحـ ــارب وامل ـ ــرأة‬
‫ف ــي ع ــرض ال ـب ـحــر‪ .‬تـكـمــن أهـمـيـتــه في‬ ‫للتساؤل عــن وج ــوده فــي هــذا املـكــان‪،‬‬ ‫رؤوسـ ـه ــم ب ــامل ــاء مـ ـج ــددًا‪ .‬ث ــم م ـج ــددًا‪.‬‬ ‫ال ـت ــي تـنـتـظــر ل ـح ـظــات ال ـف ـق ــد‪ ،‬الـبـحــر‬ ‫«ن ـحــن أص ـح ــاب ال ـجــري ـمــة‪ ،‬نـحــن أهــل‬
‫التجربة الـتــي يمر بها كــل مــن املمثل‬ ‫وطورًا لبوح يوميات غير مكتملة‪ .‬هذا‬ ‫ح ـت ــى يــأت ـي ـهــم امل ـ ـ ــوت‪ .‬ي ـن ـب ـع ـثــون مــن‬ ‫والـيــابـســة‪ .‬هـنــا يـبــدأ فـضــاء الـعــرض‪.‬‬ ‫الـ ـ ـح ـ ــرب»‪ .‬ت ـل ــك ال ـج ـم ـلــة الـ ـ ـ ـ ــواردة فــي‬
‫وامل ـش ــاه ــد ف ــي آن واحـ ـ ــد‪ .‬امل ـم ـثــل أدى‬ ‫امل ـي ـكــروفــون ال ـحــي ي ـبــدو عــاج ـزًا أمــام‬ ‫مــوت ـهــم‪ .‬يـسـلـخــون عـنـهــم قـمـصــانـهــم‬ ‫ب ـق ـعــة رم ـل ـي ــة أشـ ـب ــه بـ ـج ــزي ــرة نــائ ـيــة‬ ‫ب ــرن ــام ــج عـ ــرض «م ـس ــرح امل ـع ــرك ــة» ال‬
‫واجبه على أكمل وجه‪ .‬يكمل جوزيف‬ ‫صور املــوت‪ .‬هو منفصل ومتصل عن‬ ‫املبللة‪ ،‬ويتقدمون إلى البقعة السوداء‬ ‫تتسع لشخصني فقط واضحة املالمح‬ ‫تنطبق فقط على أعضاء هــذا العمل‪،‬‬
‫ق ــاع ــي عـمـلــه ال ـس ـي ـنــوغــرافــي (نــاتــالــي‬ ‫كل تلك الصور في آن‪ .‬يصحو وينام‬ ‫بــن الـفـضــاء يــن‪ .‬تـتـمــدد الـنـســوة على‬ ‫وال ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ــدود‪ .‬ي ـح ـي ـط ــه رس ـ ـ ــم خ ـط ــوط‬ ‫بل تطاول كل مشاهد كان في «مسرح‬
‫حرب) ويضع أرقام املوتى حيث يجب‬ ‫وتبقى األسئلة ذاتها‪ .‬هذا امليكروفون‬ ‫األرض ليطاولن موتهن‪ ،‬فيما يغرق‬ ‫متعرجة بيضاء غير مكتملة‪ .‬الفضاء‬ ‫املدينة» أو سيتسنى له مشاهدة هذا‬
‫وض ـع ـهــا وي ــواظ ــب ع ـلــى رس ــم ح ــدود‬ ‫ه ــو ال ـص ــرخ ــة الـ ـت ــي ي ـك ـب ـت ـهــا ك ــل مــن‬ ‫الــرجــال فــي طـقــوس جسدية خاضعة‬ ‫الـ ـث ــان ــي ي ـت ـم ـثــل فـ ــي الـ ـفـ ـض ــاء امل ــائ ــي‬ ‫الـ ـع ــرض‪ .‬تـنـحــو «ف ــرق ــة زق ـ ــاق» ال ـيــوم‬
‫ال ـك ــرة األرض ـي ــة ع ـلــى خـشـبــة «م ـســرح‬ ‫شــاهــد ص ــورة الـطـفــل ال ـس ــوري ايــان‬ ‫لـتــأويــات مـتـعــددة والمـتـنــاهـيــة‪ .‬لكن‬ ‫(م ـج ـم ــوع ــة سـ ـط ــول ح ــدي ــدي ــة م ــأى‬ ‫نحو مشهدية أكثر تطرفًا‪ ،‬وقد يكون‬
‫امل ـ ــديـ ـ ـن ـ ــة»‪ .‬أم ـ ــا امل ـ ـشـ ــاهـ ــد‪ ،‬ف ـح ـكــاي ـتــه‬ ‫ك ـ ــردي وت ـش ــارك ـه ــا‪ .‬ه ــذا امل ـي ـكــروفــون‬ ‫ي ـب ـق ــى األهـ ـ ـ ــم ت ـ ـحـ ـ ّـول ال ـض ـح ـي ــة إل ــى‬ ‫ب ــامل ــاء)‪ .‬بــن هــذيــن الـفـضــاء يــن‪ ،‬يكمن‬ ‫وقعها أكثر عنفًا على املشاهد‪ .‬األمر‬
‫ت ـبــدو أك ـثــر ت ــأزم ــا‪ ،‬اذ قـصــد الـقـ ّـيـمــون‬ ‫هو الفضاء الصوتي الكوني العاجز‬ ‫الفراغ‪ .‬قبل أن تخفت إضــاءة «مسرح‬ ‫أقرب إلى جلد الذات‪ :‬املمثل يجلد ذاته‬
‫– أك ــان افـتــراضـيــا أم غـيــر ذل ــك ‪ -‬الــذي‬ ‫املدينة» كي يبدأ العرض‪ ،‬كان هنالك‬ ‫على الخشبة إلعــادة تمثيل الجريمة‬
‫ع ـل ــى الـ ـع ــرض أن ي ـص ـبــح ف ــي نـهــايــة‬
‫املعركة مشاهدًا أعــزل‪ :‬منعته املشاهد‬ ‫س ـم ــح ل ـك ــل أص ـ ـ ــوات ال ـع ــال ــم بــال ـبــوح‬
‫خوض تجربة جسدية‬ ‫من يهندس (جوزيف قاعي) اليابسة‬ ‫الكونية ويسائل فعله املسرحي (بات‬
‫املوجودة من التماهي واالنفعال‪ .‬هذا‬ ‫والصراخ دون أن يتمكن إيــان من أن‬ ‫مع المشاهد مبنية على‬ ‫ويحرص على رسم الخطوط البيضاء‬
‫ٍّ‬
‫أحــد أرك ــان أعـمــال «زق ــاق» األخـيــرة أن‬
‫امل ـس ــرح لـيــس للتسلية أو للتصفيق‬ ‫يقول لنا «شكرًا وصلت إلى الشاطئ‬
‫وأنا بخير»‪.‬‬
‫طقوس الجماعة والقبيلة‬ ‫بـتــأن‪ .‬تأكد أن كــل شــيء على مــا يــرام‪،‬‬
‫نـظــر إل ــى البجعة املـطــاطـيــة البيضاء‬
‫يسائل املمثل ماذا يفعل على الخشبة)‪.‬‬
‫ينعكس ذلــك مضاعفًا على املشاهد‪،‬‬
‫وال ـب ـكــاء عـلــى األزمـ ــة اإلن ـســان ـيــة‪ .‬هــذا‬
‫امل ـس ــرح ل ـيــس إلل ـق ــاء ال ـل ــوم ع ـلــى أحــد‬ ‫اخ ـ ـتـ ــارت «زق ـ ـ ـ ــاق» ه ـ ــذه املـ ـ ــرة خ ــوض‬ ‫الضخمة‪ ،‬وضــع رأس ــه عليها وتمدد‬ ‫إذ يقف أمام مشهدية جسدية طقسية‬
‫أيضًا‪ .‬ما من أحاسيس جياشة‪ .‬ما من‬ ‫تجربة جسدية مع املشاهد مبنية على‬ ‫جــاد في سياق جسدي مؤلم ينتهي‬ ‫ع ـل ــى ال ـي ــاب ـس ــة‪ .‬ع ـل ــى الـ ــرمـ ــال بـكــامــل‬ ‫ع ـن ـي ـفــة ت ـت ــأت ــى م ــن ع ـن ــاص ــر يـعــايــش‬
‫غضب‪ .‬ما من تحريض مباشر‪ .‬مجرد‬ ‫طقوس الجماعة والقبيلة‪ ،‬فيها خلط‬ ‫بصورة قطع الــرؤوس‪ .‬على اليابسة‪،‬‬ ‫طمأنينته‪ .‬تلك الطمأنينة التي يشعر‬ ‫صورتها كل يوم‪ .‬يعيش تجربة جلد‬
‫أزمــة كونية شبيهة بتلك التي نلقاها‬ ‫بني الطقوس الدينية وطقوس اللعب‬ ‫ه ـن ــاك شـ ــاب وش ــاب ــة (تـ ـم ــارا س ـعــادة‬ ‫ب ـهــا م ـشــاهــد الـفـيـلــم الـ ــذي يـنـتـظــر أن‬ ‫الـ ـص ــورة وج ـل ــد عـيـنـيــه بــام ـت ـيــاز‪ .‬كم‬
‫ك ــل ي ـ ــوم ح ــن ت ـت ـك ــدس أرقـ ـ ــام مــوتــى‬ ‫تنتقل مــن جلد ال ــذات إلــى جلد اآلخــر‬ ‫ورمزي هبري) يتساءالن طوال الوقت‬ ‫ي ــأتـ ـي ــه «جـ ـ ـ ــاط ال ـ ـبـ ــوب ك ـ ـ ـ ــورن» عـلــى‬ ‫ص ــورة وص ــورة تتسرب إلــى عيوننا‬
‫ً‬ ‫الـطــاولــة‪ .‬بعد تـمــدده‪ ،‬يـســود التعتيم‬ ‫وعقولنا وأرواحنا كل يوم عن طفل أو‬
‫املعارك والـحــروب ونحن نكمل عملنا‬ ‫الجماعية‬
‫َّ‬ ‫النشوة‬
‫ِّ‬ ‫وصــوال إلــى لحظة‬ ‫ع ــن امل ـش ـه ــد الـ ـ ــذي يـ ـج ــري أمــام ـه ـمــا‪.‬‬
‫على الحاسوب‪.‬‬ ‫حيث يبدو املنتصر املعنف واملعنف‬ ‫يـسـتـعـمــان امل ـي ـك ــروف ــون‪ .‬ال ي ـبــدو أن‬ ‫الكلي كي يبدأ عرض «مسرح املعركة»‪.‬‬ ‫عائلة غرقت في عرض البحر؟‬
‫في الوقت عينه في أقصى جبروته‪ .‬لم‬ ‫خـيــار املـيـكــروفــون تقني بـقــدر مــا هو‬ ‫يــدخــل املـمـثـلــون بـبــطء عـلــى الخشبة‪،‬‬ ‫«مسرح املعركة» ينقل لنا هذا املشهد‬
‫«مـســرح املـعــركــة»‪ :‬حتى ‪ 6‬أيـلــول (ستمبر)‬ ‫يكن هنالك من مساحة كبرى للنص‪.‬‬ ‫حامل لداللة هي األخرى قاسية‪ :‬هناك‬ ‫كما لــو أن لحظة دخولهم هــي لحظة‬ ‫الذي يبقى واحدًا وإن تأتى في صور‬
‫ـ ـ «م ـســرح املــدي ـنــة» (ال ـح ـمــرا) ـ لــاسـتـعــام‪:‬‬ ‫األهـ ــم بــالـنـسـبــة إل ــى الــدرامــاتــورج ـيــا‬ ‫م ــن يـعـيــش الـ ـص ــورة (ص ـ ــورة امل ــوت)‬ ‫تـ ــاري ـ ـخ ـ ـيـ ــة‪ .‬يـ ـتـ ـبـ ـسـ ـم ــون ع ـ ـلـ ــى وقـ ــع‬ ‫م ـت ـع ــددة‪ :‬كـ ــرة أرضـ ـي ــة ت ـ ــدور وتـ ــدور‬
‫‪01/753010‬‬ ‫الـتــي تــوالهــا كــل مــن عبد الـلــه الكفري‬ ‫ويغرق في عرض البحر دون أن ُيسمع‬ ‫م ــوس ـي ـق ــى خ ــال ــد ي ــاس ــن وي ـم ـش ــون‬ ‫م ـنــذ األزل ع ـلــى وق ــع ثـنــائـيــة ال ـجــاد‬

‫ّ‬ ‫نقد‬
‫تامر كرم انتيغون توقفت في القاهرة‬
‫العنيد فاألب املفجوع بانتحار ابنه‪،‬‬ ‫األحداث‪ ،‬وتمثل جزءًا من بناء العرض‬ ‫ل ـكــن األكـ ـب ــر ي ــرف ــض تـنـفـيــذ االت ـف ــاق‬ ‫القاهرة ـــ انتصار صالح‬
‫وزوجته التي حملته دم ابنهما‪ .‬راهن‬ ‫ودي ـكــوره‪ .‬وأمــامـهــا‪ ،‬فــي مستوى أقل‬ ‫ويـ ـتـ ـح ــال ــف م ـ ــع خـ ــالـ ــه ض ـ ــد أخـ ـي ــه‪،‬‬
‫املـ ـخ ــرج ع ـل ــى ش ـب ــاب اغ ـل ـب ـهــم طـلـبــة‬ ‫ارتفاعًا‪ ،‬وقف الكورال على الجانبني‪،‬‬ ‫فـيـسـتـعــن األخ ـي ــر بـحـلـفــائــه‪ ،‬ويـقـتــل‬ ‫اخ ـتــار امل ـخــرج امل ـصــري ال ـشــاب تامر‬
‫ف ــي عــامـهــم االول ف ــي مـعـهــد الـفـنــون‬ ‫كمعادل للجوقة اليونانية القديمة‪،‬‬ ‫األخ ـ ـ ــوان ك ــل مـنـهـمــا اآلخـ ـ ــر‪ ،‬ف ـيــؤول‬ ‫كرم الشكل املوسيقي امللحمي ليقدم‬
‫املسرحية‪ ،‬أبرزهم‪ :‬هند عبد الحليم‪،‬‬ ‫وكمعبر عن شعب املدينة‪.‬‬ ‫شيع‬ ‫العرش إلى خالهما «كريون»‪ُ .‬ي ّ‬ ‫رؤيته ملأساة انتيغون‪ ،‬إحــدى أشهر‬
‫محمد نــاصــر‪ ،‬رح ــاب خـلـيــل‪ ،‬وأحـمــد‬ ‫ف ــري ــق ال ـ ـعـ ــرض ت ـ ـشـ ــارك فـ ــي ال ـغ ـنــاء‬ ‫األخ ـيــر جـثـمــان حليفه إيتيوكليس‬ ‫الشخصيات الـتــراجـيــديــة فــي تاريخ‬
‫ً‬
‫ع ـب ــد الـ ـفـ ـت ــاح‪ .‬أجـ ـ ــاد هـ ـ ــؤالء تـمـثـيــا‬ ‫وال ـت ـم ـث ـي ــل واألداء الـ ـح ــرك ــي‪ ،‬عـلــى‬ ‫بــإجـا‌ل‪ ،‬ويأمر بعدم دفــن بولينيس‬ ‫املسرح‪« .‬هنا انتيغون» الذي يعرض‬
‫ـاء‪ ،‬وساهمت وجوههم الشابة‪،‬‬ ‫وغـنـ ً‬ ‫أل ـح ــان مـتـمـيــزة لـلـمــوسـيـقــي ال ـشــاب‬ ‫لـتـنـهــش ج ـســده ال ــوح ــوش‪ ،‬ويـتــوعــد‬ ‫عـلــى خشبة «الـطـلـيـعــة» فــي الـقــاهــرة‬
‫الطازجة‪ ،‬في ترسيخ حيوية العرض‪.‬‬ ‫وليد غازي‪ ،‬عكست الحالة املأساوية‬ ‫من يخالفه باملوت الرهيب‪.‬‬ ‫ح ـتــى ‪ 15‬أيـ ـل ــول (س ـت ـم ـب ــر)‪ ،‬ب ــإع ــداد‬
‫ع ـل ــى م ـس ـت ــوى اإلت ـ ـقـ ــان ن ـف ـس ــه‪ ،‬ج ــاء‬ ‫للعرض وحافظت على تدفق الصراع‬ ‫هـ ـن ــا تـ ـب ــدأ حـ ـك ــاي ــة أنـ ـتـ ـيـ ـغ ــون ال ـت ــي‬ ‫يجمع بني نص سوفوكليس‪ ،‬ونص‬
‫ديكور محمود صبري‪ .‬على جانبي‬ ‫الدرامي وحيويته‪ .‬جاء ذلك بالتناغم‬ ‫تــرفــض أوام ــر املـلــك‪ ،‬وتقيم لشقيقها‬ ‫جـ ــان أنـ ـ ــوي الـ ـ ــذي ح ـ ّـم ــل األسـ ـط ــورة‬
‫خشبة املسرح‪ ،‬رأينا قماشة بيضاء‪،‬‬ ‫مــع الـحــركــة واالس ـت ـعــراض (تصميم‬ ‫شعائر تشييعه الدينية‪ ،‬رغم محاولة‬ ‫أب ـع ــادًا سـيــاسـيــة أخـ ــرى‪ ،‬م ــع إضــافــة‬
‫وخـ ـلـ ـفـ ـه ــا تـ ـن ــويـ ـع ــة مـ ـ ــن م ــاسـ ـك ــات‬ ‫محمد جابر) كمكون درامــي أساسي‬ ‫أختها أسامي ثنيها عن قرارها خوفًا‬ ‫«ه ـن ــا»‪ ،‬لـيــربــط املـشــاهــد بــن املــأســاة‬
‫ً‬
‫الوجوه‪ ،‬وأجساد تتحرك من خلفها‪،‬‬ ‫ف ـ ــي نـ ـسـ ـي ــج ال ـ ـ ـعـ ـ ــرض‪ ،‬مـ ـكـ ـم ــا دور‬ ‫عـلــى حـيــاتـهــا‪ .‬يـحـكــم ك ــري ــون عليها‬ ‫اإلغ ــري ـق ـي ــة ال ـش ـه ـي ــرة وواق ـ ـ ــع ي ـطــرح‬
‫كــأن ـهــا أرواح االجـ ـ ــداد ش ــاه ــدة على‬ ‫الـتـمـثـيــل والـ ـغـ ـن ــاء‪ ،‬لـتـكـتـمــل ال ـحــالــة‬ ‫بالدفن حية في قبر صخري‪ ،‬رافضًا‬ ‫ن ـفــس إش ـكــال ـيــة س ـ ــؤال ال ـ ــدم وال ـحــق‬
‫مـ ــا ي ـ ـحـ ــدث‪ ،‬أو صـ ــرخـ ــات م ـك ـتــومــة‬ ‫امللحمية‪.‬‬ ‫اس ـت ـع ـطــاف اب ـن ــه خـطـيـبـهــا هـيـمــون‪،‬‬ ‫ف ــي مـ ـع ــارض ــة الـ ـح ــاك ــم وأثـ ـ ــر ال ـق ـمــع‬
‫ألهــل املدينة املعذبني باستسالمهم‬ ‫اخـ ـ ـتـ ـ ـي ـ ــار االلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوان وامل ـ ـ ــاب ـ ـ ــس جـ ــاء‬ ‫ف ـي ـق ـت ــل ن ـف ـس ــه عـ ـن ــد قـ ـب ــر ح ـب ـي ـب ـتــه‪،‬‬ ‫فــي تــدمـيــر األمـ ــم‪ .‬نـحــن أم ــام إسـقــاط‬
‫ل ـج ـبــروت امل ـل ــك‪ .‬وف ــي ال ـق ـلــب‪ ،‬ســالــم‬ ‫بــالـبـســاطــة اآلس ـ ــرة نـفـسـهــا‪ .‬احـتـفــظ‬ ‫وت ـت ـب ـعــه أمـ ــه ل ـت ـطــال دائـ ـ ــرة امل ــأس ــاة‬ ‫سياسي على ما تشهده القاهرة‪ ،‬مع‬
‫بسيطة‪ ،‬تنقل األح ــداث إلــى مستوى‬ ‫املـ ـل ــك ب ــزي ــه امل ـل ـك ــي ط ـ ـ ــوال الـ ـع ــرض‪،‬‬ ‫كريون نفسه‪.‬‬ ‫أن ال ـع ــرض ل ــم يـبـتـعــد ف ــي مـشـهــد أو‬
‫ُ‬
‫أع ـ ـلـ ــى‪ .‬وحـ ـ ــن تـ ـفـ ـت ــح‪ ،‬نـ ـ ــرى خـلـفـهــا‬ ‫وارت ـ ـ ـ ـ ــدت أسـ ــامـ ــي أخـ ـ ــت ان ـت ـي ـغ ــون‪،‬‬ ‫انـحــاز املـخــرج لــاخـتـيــارات األصعب‬ ‫جملة عــن عالم األسـطــورة التي ُبني‬
‫الـفـجــوة الـتــي تسجن فيها انتيغون‬ ‫األح ـمــر‪ ،‬والـبـطـلــة أنـتـيـغــون‪ ،‬فستانًا‬ ‫ف ــي ك ــل عـنــاصــر ع ــرض ــه‪ ،‬سـعـيــا وراء‬ ‫عليها‪.‬‬
‫حتى امل ــوت‪ ،‬وينتهي الـعــرض وامللك‬ ‫أس ـ ـ ـ ــود ب ـس ـي ـط ــا م ــوشـ ـح ــا ب ــوش ــاح‬ ‫تحقيق رؤي ـتــه الـفـكــريــة والـجـمــالـيــة‪،‬‬ ‫تـ ــدور أح ـ ــداث األسـ ـط ــورة ف ــي مــديـنــة‬
‫ح ـب ـيــس ف ـي ـه ــا‪ ،‬ت ـع ـب ـي ـرًا ع ــن الـسـجــن‬ ‫رمادي‪.‬‬ ‫مقدمًا حالة انسانية ووجدانية آسرة‬ ‫ط ـ ـي ـ ـبـ ــة‪ .‬مـ ـ ــا ال ي ـ ـقـ ــدمـ ــه ال ـ ـ ـعـ ـ ــرض أن‬
‫الداخلي الذي وضع نفسه فيه‪.‬‬ ‫اخـتــار كــرم فريق ممثليه بــدقــة‪ ،‬امللك‬ ‫ب ـ ــدءًا م ــن األداء املــوس ـي ـقــي وال ـغ ـنــاء‬ ‫أنتيغون هي استكمال ملأساة أوديب‬
‫ك ــري ــون ه ــو عـ ــاء ق ــوق ــة‪ ،‬ال ـ ــذي أب ــدع‬ ‫الـ ـح ـ ّـي ع ـلــى املـ ـس ــرح‪ ،‬ب ـي ـن ـمــا ال ـفــرقــة‬ ‫الـشـهـيــرة‪ ،‬فـهــي أح ــد أبـنــائــه األرب ـعــة‪.‬‬
‫«هنا انتيغون»‪ :‬حتى ‪ 15‬أيلول (سبتمبر) ـ‬ ‫فــي تـقــديــم ال ـحــاالت املختلفة للفائز‬ ‫وراء ستارة شفافة في عمق الخشبة‬ ‫بعد وفاته‪ ،‬يتفق ولداه «إيتيوكليس»‬
‫«مسرح الطليعة» ـ ‪00225937948‬‬ ‫ب ــال ـع ــرش‪ ،‬م ــن الـ ـح ــازم الـ ــى املـسـتـبــد‬ ‫وف ــى أعـلــى مـسـتــوى لـهــا‪ ،‬لتطل على‬ ‫و»ب ــول ـي ـن ـي ــس»ع ـل ــى تـ ـ ـ ــداول ال ـح ـكــم‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫ميديا‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫ثقافة وناس‬

‫أحوال المهنة‬

‫«المصري اليوم» تخشى النهاية األليمة!‬


‫عن عدد كبير من الصحافيني‪ ،‬بل أكد‬ ‫ل ـل ـع ـمــل ل ــديـ ـه ــا‪ ،‬مـ ــا أدى إل ـ ــى األزم ـ ــة‬ ‫قوية بإعادة‬ ‫قالت مـصــادر ذات صلة ّ‬ ‫فيها «ال يتناسب مع حجم اإلنتاج»‪،‬‬ ‫القاهرة ــ محمد الخولي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن الـهــدف هــو طــرد «بـعــض الـقـيــادات‬ ‫الحالية‪ ،‬إضــافــة إلــى إصــدارهــا مجلة‬ ‫هـيـكـلــة «املـ ـص ــري الـ ـي ــوم» إن ـ ــه يمكن‬ ‫مما يشكل عبئًا ماليًا يدفع املؤسسة‬
‫مجاالت أخرى»‪،‬‬ ‫وعدد من العمال في‬ ‫«ال ـ ـس ـ ـيـ ــاسـ ــي»‪ ،‬الـ ـت ــي ف ـش ـل ــت‪ ،‬وطـ ــرد‬ ‫املــؤس ـســة أن تـغـلــق أب ــواب ـه ــا خ ــال ‪8‬‬ ‫إلــى «اإلفـ ــاس»‪ .‬يكشف حــديــث ديــاب‬ ‫صحيفة «التحرير» بات شبحًا‬ ‫مصير ّ‬
‫ّ‬
‫مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه بالفعل‬ ‫الـصـحــافـيــن الـعــامـلــن فـيـهــا‪ .‬وكــذلــك‬ ‫أش ـهــر عـلــى األك ـثــر إن لــم ُي ـس ــارع إلــى‬ ‫ع ــن خ ـطــة مــوضــوعــة لــاسـتـغـنــاء عن‬ ‫يطارد صناع الصحافة في مصر اآلن‪.‬‬
‫سـ ُـيـسـ َّـرح صـحــافـيــون‪ ،‬لكن «لــن يكون‬ ‫ال ـن ـس ـخ ــة اإلن ـك ـل ـي ــزي ــة مـ ــن «املـ ـص ــري‬ ‫إعـ ـ ــادة هـيـكـلـتـهــا‪ .‬وأش ـ ـ ــارت امل ـص ــادر‬ ‫عــدد كبير مــن العاملني فــي «املـصــري‬ ‫بعدما توقفت الـجــريــدة عــن الـصــدور‬
‫ً‬ ‫األول من أيلول (سبتمبر)‬ ‫الورقي في ّ‬
‫لهم النصيب األكبر»‪ .‬بعد كل ما سبق‪،‬‬ ‫اليوم»‪ ،‬التي لم تحقق ما كان مأموال‬ ‫ال ـيــوم» الـتــي كــانــت قــاطــرة للصحافة‬
‫ّ‬
‫يتضح أن األزمة الحقيقية في صناعة‬ ‫م ـن ـه ــا‪ ،‬مـ ــا ّأدى أيـ ـض ــا إل ـ ــى ت ـســريــح‬ ‫الخاصة في مصر‪ ،‬وتحظى بانتشار‬ ‫الـ ـح ــال ــي‪ ،‬ص ـ ـ ــارت غ ــال ـب ـي ــة ال ـص ـحــف‬
‫الصحافة في مصر هو غياب مفهوم‬ ‫غــالـبـيــة املــوظ ـفــن‪ ،‬مــع االك ـت ـفــاء بعدد‬ ‫يمكن المؤسسة أن‬ ‫واســع‪ .‬ويذهب القائمون إلى ضرورة‬ ‫تخشى أن تصل إلى النتيجة نفسها‪،‬‬
‫الصناعة نفسه‪ ،‬واالعتماد على خطط‬ ‫قليل يصدر النسخة اإلنكليزية حتى‬ ‫االسـتـغـنــاء عــن نـحــو ‪ 60‬فــي املـئــة من‬ ‫في ظل الخسائر التي تتكبدها يوميًا‪.‬‬
‫غير مــدروســة فــي إصــدار املطبوعات‪.‬‬ ‫اآلن‪ .‬من جهته‪ ،‬رأى أحد الصحافيني‬
‫تغلق خالل ثمانية أشهر‬ ‫امل ــوظـ ـف ــن‪ ،‬إذ ي ــري ــد الـ ـن ــاش ــر ه ـشــام‬ ‫ق ـبــل أي ـ ــام‪ ،‬ق ــال ص ــاح دي ـ ــاب‪ ،‬رئـيــس‬
‫ّ‬ ‫مجلس إدارة «املصري اليوم» (إحدى‬
‫نظرة سريعة إلــى الصحافة الخاصة‬ ‫فـ ــي «املـ ـ ـص ـ ــري الـ ـ ـي ـ ــوم» أن اإلص ـ ـ ــدار‬ ‫قـ ــاسـ ــم‪ ،‬امل ـك ـل ــف مـ ــن إدارة ال ـج ــري ــدة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املـصــريــة حــالـيــا‪ ،‬تــوضــح أن صحيفة‬ ‫ال ــورق ــي الـيــومــي مــن املـطـبــوعــة تمكن‬ ‫لــ«األخـبــار» إلــى أن الصحيفة بالفعل‬ ‫إعــادة هيكلتها‪ ،‬أن يستغني ّعن عدد‬ ‫أه ــم الـصـحــف ال ـخــاصــة امل ـصــريــة) إن‬
‫«الـتـحــريــر» أوق ـفــت بالفعل إصــدارهــا‬ ‫خ ـ ـ ــال ال ـ ـع ـ ــام امل ـ ــاض ـ ــي م ـ ــن ت ـح ـق ـيــق‬ ‫ت ـمـ ّـر ب ــأزم ــة مــالـيــة ك ـب ـيــرة‪ ،‬خصوصًا‬ ‫م ــن ال ـص ـحــاف ـيــن‪ ،‬الف ـتــا إل ــى أنـ ــه تــرك‬ ‫أزمـ ــات اإلعـ ــام حــالـيــا «م ــادي ــة بنحو‬
‫ّ‬
‫الـ ـ ــورقـ ـ ــي‪ ،‬ب ـي ـن ـم ــا تـ ـن ــاض ــل صـحـيـفــة‬ ‫أربـ ـ ــاح ب ـس ـي ـطــة‪ ،‬غ ــط ــت ع ـلــى خـســائــر‬ ‫ّ‬
‫للتوسع‪،‬‬ ‫بعدما أعـ ّـدت خطة طموحة‬ ‫الـعـمــل فــي ال ـجــريــدة ع ــام ‪ 2006‬وكــان‬ ‫أســاســي»‪ ،‬وأضــاف في مداخلة ضمن‬
‫«الشروق» من أجل االستمرار (األخبار‬ ‫«السياسي» والنسخة اإلنكليزية‪ ،‬غير‬ ‫لكن مــن دون دراس ــة ج ــدوى حقيقية‪.‬‬ ‫عــدد العاملني فيها ‪ 120‬فقط‪ ،‬و«اآلن‬ ‫بـ ّـرنــامــج «ك ــام تــانــي» (ق ـنــاة «دري ــم»)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنـ ــه وص ـلــه خ ـطــاب م ــن ه ـشــام قــاســم‪،‬‬
‫‪ ،)2015/8/19‬وك ــل امل ــؤش ــرات تــؤكــد‬ ‫أن األزمة الحقيقية ستظهر في كانون‬ ‫فقد كــانــت «امل ـصــري ال ـيــوم» تفكر في‬ ‫اقترب إلى ‪ .»600‬ويبقى أن البديل عن‬
‫توقفها قريبًا‪ ،‬وكــذلــك األمــر بالنسبة‬ ‫األول (ديسمبر) املقبل‪ .‬واستبعد أن‬ ‫ّ‬ ‫إط ـ ــاق عـ ــدد م ــن اإلصـ ـ ـ ـ ــدارات‪ ،‬وعـلـيــه‬ ‫االسـتـغـنــاء عــن هــذا الـعــدد الكبير من‬ ‫أح ــد مــؤسـســي الـجــريــدة عــن وضعها‬
‫إلى «الوطن» التي ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫تمر بأزمة كبيرة‪.‬‬ ‫ت ــؤدي إع ــادة الهيكلة إلــى االستغناء‬ ‫استقدمت عددًا كبيرًا من الصحافيني‬ ‫الـصـحــافـيــن هــو إغ ــاق ال ـجــريــدة‪ ،‬إذ‬ ‫وتبي أن عدد العاملني‬ ‫املالي املتردي‪،‬‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرآة الغرب‬

‫الصور التي «تغير العالم»‪ ...‬هل تغيره فعال؟‬


‫على شاطئ املتوسط‪ ،‬ووصل عددهم‬ ‫مــع عــائـلـتــه مــن ال ـحــرب ال ـســوريــة في‬ ‫نــالــت وقـتـهــا جــائــزة «بــولـيـتــزر» قبل‬ ‫امل ــآس ــي اإلن ـس ــان ـي ــة‪ ،‬واس ـت ـطــاعــت أن‬
‫مدينته كوباني ولقي حتفه مع أفراد‬
‫زينب حاوي‬
‫إل ــى اآلالف؟ وأي ـضــا مل ــاذا حـصــل هــذا‬ ‫أن ي ـ ـقـ ــرر مـ ـص ــوره ــا إن ـ ـهـ ــاء ح ـيــاتــه‬ ‫ت ـح ــرك رك ـ ــودًا س ـيــاس ـيــا لـفـظــاعـتـهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫الـتـفــاعــل رغ ــم تــدفــق ع ــدد ال يحصى‬ ‫عائلته بــاسـتـثـنــاء والـ ــده‪ ،‬لـكــن بقيت‬ ‫ع ــن ع ـمــر ن ــاه ــز ‪ 33‬ع ــام ــا‪ .‬ف ـض ــا عن‬ ‫ي ــذه ــب ب ـنــا إل ــى ف ـي ـي ـت ـنــام‪ ،‬وت ـحــدي ـدًا‬ ‫«ال ـص ــور ال ـتــي «ت ـغـ ّـيــر ال ـع ــال ــم»‪ ...‬هل‬
‫ً‬
‫م ــن ال ـص ــور املــوث ـقــة لـفـظــاعــة ال ـحــرب‬ ‫الصورة التي التقطت له وهو يتوسد‬ ‫إع ــادة اسـتــذكــار ه ــذه ال ـصــور ومعها‬ ‫ع ــام ‪ 1972‬مــع أشـهــر ص ــورة التقطت‬ ‫ت ـغ ـ ّـي ــر ال ـع ــال ــم فـ ـ ـع ـ ــا؟»‪ .‬ان ـط ــاق ــا مــن‬
‫السورية الدائرة؟ يجيب بأن الضجة‬ ‫الشاطىء التركي محط انتشار واسع‬ ‫اللحظات التاريخية التي سجلتها‪،‬‬ ‫للطفلة كـيــم ف ــوك الـتــي كــانــت تـهــرول‬ ‫ص ــورة الـطـفــل ال ـس ــوري اي ــان ك ــردي‬
‫أثيرت مع صــورة الطفل ايــان بسبب‬ ‫في كل العالم‪ .‬يسأل الكاتب هنا‪ :‬ملاذا‬ ‫يفرض ســؤال جــوهــري تولى الكاتب‬ ‫ّ‬
‫املحرمة‬ ‫عارية هربًا من قنابل نابالم‬ ‫(األخـ ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ــار ‪ ،)2015/9/4‬ط ــرح ــت‬
‫ل ـح ـظــوي ـت ـهــا وسـ ـي ــاقـ ـه ــا‪ ،‬وال سـيـمــا‬ ‫هذا التفاعل الكبير مع هذه الصورة‪،‬‬ ‫طرحه عن التفاعل الـعــارم مع صورة‬ ‫دوليًا‪ .‬هذه الصورة التاريخية كانت‬ ‫صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية هذه‬
‫السياسي منه مــع إع ــان املستشارة‬ ‫مــع أن الـعــديــد مــن املـهــاجــريــن قضوا‬ ‫الطفل السوري الذي غرق بعدما هرب‬ ‫محط جدل في الصحف العاملية حول‬ ‫اإلشكالية أول من أمس‪ ،‬لتضيء على‬
‫األمل ــانـ ـي ــة أن ـغ ـي ــا م ـي ــرك ــل اس ـت ـع ــداد‬ ‫ن ـش ــره ــا م ــن ع ــدم ــه ب ـس ـبــب الـتـحـفــظ‬ ‫أب ــرز الـصــور الـفــوتــوغــرافـيــة امللتقطة‬
‫بالدها الستقبال الالجئني السوريني‬ ‫عمل للفنان‬ ‫ع ـلــى ع ــري ـه ــا‪ .‬ي ـس ـت ـصــرح املـ ـق ــال رأي‬ ‫التي أضحت أيقونات عاملية لسياقها‬
‫مـ ـق ــاب ــل مـ ــوقـ ــف راف ـ ـ ـ ــض م ـ ــن رئ ـي ــس‬ ‫تمام‬
‫السوري ّ‬ ‫امل ـت ـخ ـصــص ف ــي الـ ـت ــاري ــخ ال ـب ـصــري‬ ‫اللحظوي والـتــاريـخــي‪ ،‬بخاصة تلك‬
‫ال ــوزراء البريطاني دايفيد كاميرون‬ ‫عزام‬ ‫الفرنسي اندريه غونثيرت عن أهمية‬ ‫امل ـت ـع ـل ـقــة بـ ـص ــور أط ـ ـفـ ــال اخ ـت ـصــرت‬
‫قـ ـب ــل أن يـ ـت ــراج ــع عـ ــن ق ـ ـ ـ ــراره أمـ ــس‪.‬‬ ‫ه ــذه ال ـص ــورة فــي وض ــع حــد للحرب‬ ‫معاناتهم ومآسي بالدهم‪.‬‬
‫هـ ــذه ال ـ ـصـ ــورة وغ ـي ــره ــا م ــن ال ـص ــور‬ ‫األمـيــركـيــة عـلــى فييتنام وتحريكها‬ ‫الصحافي فرنتز دورو جال على أهم‬
‫التاريخية اإلنـســانـيــة ومنها صــورة‬ ‫الـ ـ ــرأي الـ ـع ــام األم ـي ــرك ــي إلنـ ـه ــاء هــذه‬ ‫هـ ــذه الـ ـص ــور ال ـت ــي ال ـت ـق ـطــت ألط ـفــال‬
‫ّ‬
‫الطفل الفلسطيني محمد الـ ّـدرة التي‬ ‫الحرب الدموية‪ .‬إال أن الباحث يشير‬ ‫ع ــاش ــوا ف ــي ظـ ـ ــروف ق ــاه ــرة وم ــؤمل ــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وال س ـي ـم ــا ف ـ ــي ال ـ ـ ـحـ ـ ــروب املـ ـ ـ ّ‬
‫ـدمـ ـ ــرة‪،‬‬
‫التقطتها كاميرا قناة «فرنس ‪ »2‬عام‬ ‫إل ــى أن «الـ ـص ــورة األي ـقــون ـيــة تــرافــق‬
‫ً‬
‫‪ ،2000‬يـقــول عنها انــدريــه غونثيرت‬ ‫ّع ــادة تغييرًا يـحــدث أص ــا»‪ ،‬بمعنى‬ ‫بــرفـقــة م ـصــوريــن مـحـتــرفــن وخ ـبــراء‬
‫إن أه ـم ـي ـت ـهــا ت ـك ـمــن ف ــي «ال ـل ـح ـظــات‬ ‫أنــه عندما نشرت هــذه الـصــورة‪ ،‬كان‬ ‫اجتماعيني بما أن مثل هــذه الصور‬
‫ً‬
‫املختارة اللتقاطها»‪ ،‬فهي قادرة على‬ ‫الرأي العام األميركي أصال يميل إلى‬ ‫يرتجى منها إحداث تغيير اجتماعي‬
‫التعبير أكثر من الكتابة في الصحف‬ ‫وقف الحرب على الفيتنام‪.‬‬ ‫سياسي لـقــوة عناصرها الرسائلية‬
‫ً‬
‫قائال‪« :‬لتكون الصورة مقروءة أكثر‪،‬‬ ‫عندما نتحدث عن الصور األيقونية‬ ‫والسيميائية واختصارها للمعاناة‬
‫ال ب ــد م ــن أن يـتـقـلــص ع ــدد الـكـلـمــات‬ ‫الـتــي طبعت تــاريــخ الـعــالــم‪ ،‬ال بــد من‬ ‫اإلن ـســان ـيــة‪ .‬ت ـص ــدرت امل ـق ــال ال ـصــورة‬
‫املــرافـقــة لـهــا»‪ .‬ومــن خــال كــامــه هــذا‪،‬‬ ‫أن تستوقفنا أشهر صــورة للمصور‬ ‫الشهيرة لألفغانية شربات غوال التي‬
‫ع ــاد إل ــى ص ــورة اي ــان ك ــردي ليؤكد‬ ‫كيفن كــارتــر عــام ‪ 1993‬التي التقطها‬ ‫الـتـقـطـهــا امل ـص ــور األم ـي ــرك ــي ستيف‬
‫نظريته‪.‬‬ ‫فـ ــي ال ـ ـ ـسـ ـ ــودان إبـ ـ ـ ــان املـ ـج ــاع ــة ال ـت ــي‬ ‫ماكوري عام ‪ 1984‬في باكستان‪ .‬تلك‬
‫ّ‬
‫ق ـ ــال إنـ ـ ــه ح ـت ــى لـ ــو لـ ــم ي ـن ـشــر س ـيــاق‬ ‫ض ــرب ــت الـ ـب ــاد‪ .‬ك ــان ــت ص ـ ــورة طفلة‬ ‫ال ـصــورة احـتـلــت وقـتـهــا غ ــاف مجلة‬
‫صــورة الطفل وقصتها وسبب مقتل‬ ‫هــزيـلــة تـتـضــور جــوعــا وإل ــى جانبها‬ ‫«نـ ــاشـ ــونـ ــال جـ ـي ــوغ ــرافـ ـي ــك» ل ـت ـجــول‬
‫هـ ــذا ال ـط ـفــل ال ـص ـغ ـيــر‪ ،‬إال أن ال ـعــالــم‬ ‫نسر ينتظر االنقضاض عليها‪ .‬هذه‬ ‫حية‪.‬‬ ‫بعدها كل أصقاع العالم كتحفة ّ‬
‫تفاعل معها من منطلق ربطه بـ»فشل‬ ‫الصورة كانت عالمة فارقة في تاريخ‬ ‫ولــإجــابــة ع ــن اإلش ـكــال ـيــة املـطــروحــة‬
‫السياسة األوروبية حيال املهاجرين‬ ‫الفوتوغرافيا للحظويتها وقساوتها‬ ‫أعــاه‪ ،‬يعود بنا الصحافي الفرنسي‬
‫السوريني»‪.‬‬ ‫وأبعادها اإلنسانية الصرفة‪.‬‬ ‫تــاريـخـيــا إل ــى أحـ ــداث وص ــور طبعت‬

‫برمجة الخريف‬

‫ّ‬
‫شيرين لخبطت «ذا فويس‪»3‬‬
‫فنية جميلة في ظل مناظر الحروب‬ ‫ال ـص ـح ــاف ــة وتـ ـ ـ ــدور فـ ــي ف ـل ـك ـه ــا‪ .‬مــن‬ ‫ف ــي فــري ـقــه»‪ ،‬وع ـنــدمــا ح ــاول الـفـنــان‬ ‫الوهاب واللبناني عاصي الحالني‬ ‫زكية الديراني‬
‫والــدمــار من حولنا»‪ .‬وبالعودة إلى‬ ‫جــان ـب ـهــا‪ ،‬ك ـش ـفــت ن ـج ـمــة «طــري ـقــي»‬ ‫اللبناني الــدفــاع عــن نفسه‪ ،‬أجابته‬ ‫ّ‬ ‫والـعــراقــي كاظم الساهر والتونسي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫برنامج املــواهــب‪ ،‬تشهد حلقات «ذا‬ ‫أن ـه ــا ف ــك ــرت ف ــي عـ ــدم امل ـش ــارك ــة في‬ ‫«إنت كذاب!»‪.‬‬ ‫صابر الــربــاعــي‪ .‬ربــاعـ ّـي تجمع بينه‬ ‫لم ولن تمل قناة ‪ mbc‬من البحث عن‬
‫ُ‬
‫فويس ‪ »3‬تغيرات منعًا من الدخول‬ ‫«ذا فــويــس ‪ ،»3‬لـكــن اللجنة رفضت‬ ‫تلك العبارة كانت كفيلة بأن تخرج‬ ‫ك ــاري ــزم ــا فـنـيــة ج ـم ـي ـلــة‪ ،‬ف ـكــل واح ــد‬ ‫تع ُدنا باملزيد‬ ‫املواهب الغنائية‪ ،‬بل ِ‬
‫يتم الكشف عن وجه‬ ‫في الروتني‪ ،‬ولن ّ‬ ‫قرارها وشجعتها على املشاركة‪.‬‬ ‫املؤتمر عــن مـســاره‪ ،‬لتعود وتعتذر‬ ‫شخصيته الفنية الـتــي ينفرد بها‪.‬‬ ‫من األعمال التلفزيونية التي تكشف‬
‫ب ـعــض امل ـش ـتــركــن امل ـم ـيــزيــن الــذيــن‬ ‫ردت ش ـ ـيـ ــريـ ــن عـ ـلـ ــى الـ ـفـ ـن ــان‬ ‫ك ـ ـمـ ــا ّ‬ ‫املغنية من «فــارس الغناء العربي»‪.‬‬ ‫ف ــي املــؤت ـمــر ال ـص ـحــافــي إلعـ ــان «ذا‬ ‫عن الجانب اآلخر لدى العرب‪ .‬تضع‬
‫يـحـمـلــون بـكــل تــأكـيــد م ـفــاجــآت (فــي‬ ‫صرح‬ ‫السوري جــورج وســوف الــذي ّ‬ ‫فويس ‪ »3‬الذي ينطلق في السادس‬ ‫الشبكة السعودية تلك املواهب تحت‬
‫ُ‬
‫الشكل أو الصوت) خالل مشاركتهم‪.‬‬ ‫ســاب ـقــا أن ــه ض ـ ّـد م ـشــارك ــة الـفـنــانــن‬ ‫والـ ـعـ ـش ــري ــن م ـ ــن الـ ـشـ ـه ــر الـ ـح ــال ــي‪،‬‬ ‫الـضــوء‪ ،‬وتشبعها من الشهرة التي‬
‫ّ‬
‫يـ ـت ــول ــى م ـه ـم ــة ت ـق ــدي ــم «ذا فــويــس‬ ‫ف ــي لـ ـج ــان ال ـت ـح ـك ـيــم‪ ،‬وقـ ــالـ ــت‪« :‬م ــن‬ ‫تغييرات عدة يحملها‬ ‫سـيـطــرت شـيــريــن عـلــى األجـ ـ ــواء من‬ ‫تخلقها مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪ »3‬اي ـم ـيــه ص ـي ــاح وامل ـم ـث ــل امل ـصــري‬ ‫يـعــرف كـيــف يـخـتــار أل ـحــان وكلمات‬ ‫البرنامج الذي تقدمه ايميه‬ ‫ّأول الحدث إلى آخره‪.‬‬ ‫ومن ثم تنسحب بهدوء لتفتش عن‬
‫م ــؤم ــن ن ـ ــور ف ــي أولـ ـ ــى ت ـج ــارب ــه فــي‬ ‫األغنية‪ ،‬تسهل عليه عملية التمييز‬ ‫ع ـنــد دخــول ـهــا اس ـتــديــو ‪( mbc‬ذوق‬ ‫أص ـ ـ ــوات أخ ـ ـ ــرى‪ .‬ل ـك ــن ت ـل ـ ّـك امل ــواه ــب‬
‫تقديم الـبــرامــج‪ .‬إذًا‪ ،‬صناعة املغنني‬ ‫بــن الـصــوت الجميل والـقـبـيــح»‪ .‬في‬
‫صياح ومؤمن نور‬ ‫مـصـبــح _ ش ـم ــال ب ـ ـيـ ــروت)‪ ،‬خطفت‬ ‫ال ع ـ ــزاء ل ـه ــا‪ ،‬ف ـهــي ت ـت ـعــثــر ف ــي ّأول‬
‫مستمرة في ‪ .mbc‬بعدما فاز املغربي‬ ‫ّ‬ ‫سياق آخر‪ ،‬كشف الساهر أن ألبومه‬ ‫الـ ـنـ ـجـ ـم ــة ال ـ ـكـ ــام ـ ـيـ ــرات ب ــإط ــال ـت ـه ــا‬ ‫خطواتها وال ت ــدوم شهرتها سوى‬
‫ُ‬
‫مراد بوريقي في املوسم األول من «ذا‬ ‫الجديد سيكون فــي االس ــواق نهاية‬ ‫قــد يـبـ ّـرر بعضهم أن صاحبة أغنية‬ ‫ال ـت ــي ت ـب ــدو مـخـتـلـفــة ع ـنــدمــا تــوجــد‬ ‫أيــام قليلة وتترك لألمر للواقع‪ّ .‬أول‬
‫ّ‬ ‫م ــن أمـ ـ ــس‪ ،‬ك ـش ـفــت ‪ mbc‬ع ــن مــوعــد‬
‫فــويــس» وت ــاه الـعــراقــي سـ ّتــار سعد‬ ‫العام الحالي‪ ،‬بعد غياب نحو أربع‬ ‫«م ـش ــاع ــر» ع ـفــويــة بـطـبـيـعـتـهــا‪ ،‬وال‬ ‫ف ــي بـ ـي ــروت‪ .‬ول ـكــن ال ـف ـنــانــة «عــكــت»‬
‫ف ــي امل ــوس ــم ال ـث ــان ــي‪ ،‬ي ـت ـحــضــر اســم‬ ‫سنوات عن سوق األلبومات‪.‬‬ ‫ت ــأخ ــذ غــال ـب ـيــة األمـ ـ ــور ع ـلــى محمل‬ ‫(ب ــال ـل ـه ـج ــة املـ ـص ــري ــة ـ «خ ـ ّـبـ ـص ــت»)‬ ‫إطـ ــاق امل ــوس ــم ال ـثــالــث م ــن بــرنــامــج‬
‫ثــالــث لـيـضــاف إل ــى الئ ـحــة األس ـمــاء‪،‬‬ ‫ورأى صاحب أغنية «أنــا وليلى» أن‬ ‫ال ـج ـ ّـد‪ ،‬لـكــن شـيــريــن تـعـلــم بالتأكيد‬ ‫ّ‬
‫«يهتم‬ ‫عندما اتهمت الحالني بأنه‬ ‫«ذا فــويــس» ال ــذي يجلس فــي لجنة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحكيمه كل من املصرية شيرين عبد‬
‫فمن يكون؟‬ ‫«املشاهد العربي بحاجة إلى فسحة‬ ‫تسجلها‬ ‫أن كــل كـلـمــة ت ـصــدر عـنـهــا‬ ‫بتسريحة شعره أكثر من املشتركني‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫أحيـا الموسـيقي األلمانـي سـتيفان آرون أخيـرًا حفلـة فـي بـرج «الندمـارك» فـي مدينـة يوكوهامـا‪ ،‬وهـو ثانـي أطـول مبنـى في‬
‫صورة‬
‫اليابـان‪ .‬ويأتـي هـذا الظهـور الفنـي آلرون فـي إطـار جولتـه التـي تحمـل عنـوان‪ ،Orange Piano‬والتـي سـيجوب فيهـا بالبيانـو‬
‫البرتقالـي علـى دول ّ‬
‫عـدة حـول العالـم‪( .‬تـورو يامانـاكا ـــ أ ف ب)‬ ‫وخبر‬

‫تونس نجمة قسنطينة‪ ...‬عاصمة الثقافة العربية‬


‫وأكريليك‪ ،‬بينهم علي عيسى‪ ،‬وبديع‬ ‫وال ـ ـش ـ ـبـ ــاب‪ .‬س ـي ـع ــرض م ـح ـم ــود بــن‬ ‫نورالدين بالطيب‬
‫شــوشــان‪ ،‬وعـبــد املجيد بــن مسعود‪،‬‬ ‫م ـح ـم ــود آخ ـ ــر أعـ ـم ــال ــه «األس ـ ـت ـ ــاذ»‪،‬‬
‫والـ ـه ــادي ال ـتــركــي‪ ،‬ون ـجــا امل ـه ــداوي‪،‬‬ ‫إضـ ــافـ ــة إل ـ ــى «الـ ـ ـش ـ ــاط» ل ـك ــوث ــر بــن‬ ‫في إطار «قسنطينة عاصمة للثقافة‬
‫وعيسى قويرح‪...‬‬ ‫هنية‪ ،‬والـشــريــط التسجيلي «الحي‬ ‫ال ـعــرب ـيــة»‪ ،‬تـحـتـفــي عــاص ـمــة ال ـشــرق‬
‫وفـ ـ ـ ــي تـ ـحـ ـي ــة رم ـ ـ ــزي ـ ـ ــة‪ ،‬ي ـ ـ ـشـ ـ ــارك فــي‬ ‫يروح» ملحمد أمني بوخريص‪.‬‬ ‫ال ـج ــزائ ــري بــالـثـقــافــة الـتــونـسـيــة من‬
‫امل ـع ــرض ال ـث ـنــائــي ال ـج ــزائ ــري رشـيــد‬ ‫يـحـضــر ال ـفــن الـتـشـكـيـلــي عـبــر نخبة‬ ‫الفعاليات التي‬ ‫خــال مجموعة مــن‬
‫ُ‬ ‫ّ ّ‬
‫قريشي وعمار عاللوش باعتبارهما‬ ‫ـرســامــن الــذيــن يمثلون أجيال‬ ‫مــن الـ ّ‬ ‫انطلقت ّأول مــن أمــس وتـخـتـتــم غـدًا‬
‫غوار دقة قديمة‬ ‫أنا كنت بحب المشمش‬
‫أقـ ــامـ ــا فـ ــي ت ــون ــس ط ـي ـل ــة ال ـع ـشــريــة‬ ‫ال ـ ـت ـ ـش ـ ـك ـ ـيـ ــل الـ ـ ـت ـ ــونـ ـ ـس ـ ــي وأنـ ـ ـم ـ ــاط ـ ــه‬ ‫األح ـ ــد‪ .‬ت ـع ــود ت ــون ــس ف ــي احـتـفــالـيــة‬
‫حلوا عنه ً‬ ‫ّ‬
‫الدامية في بالدهم‪.‬‬ ‫الفنية مــن حفر وزيــت على القماش‬ ‫رسمية إلى الجزائر بعد غياب أكثر‬ ‫رجاء‬ ‫دلوقتي بموت في أوباما‬
‫تضمن‬ ‫ّ‬ ‫وإلــى جانب معرض الكتاب‪،‬‬ ‫من خمس سنوات‪ ،‬ويشمل حضورها‬
‫ال ـ ـبـ ــرنـ ــامـ ــج مـ ـع ــرض ــا ف ــوت ــوغ ــرافـ ـي ــا‬ ‫هــذه امل ـ ّـرة املـســرح واملوسيقى والفن‬ ‫كالعادة‪ ،‬تتداول املواقع‬ ‫ّ‬
‫املصور الفوتوغرافي‬ ‫نشر‬
‫لـلـمـعــالــم األث ــري ــة الـتــونـسـيــة وشبكة‬ ‫التشكيلي وال ـصــور الـفــوتــوغــرافـيــة‪.‬‬ ‫اإللكترونية والصفحات الفنية‬ ‫األميركي براندون ستانتون‬
‫ً‬
‫املتاحف‪ ،‬فضال عــن عــرض مسرحي‬ ‫وقــد افتتحت الفنانة شـهــرزاد هالل‬ ‫االفتراضية أخبارًا كاذبة بعماء‬ ‫ّأول من أمس صورة ألب وابنه‬
‫ملـ ـجـ ـم ــوع ــة مـ ـ ــن الـ ـ ـشـ ـ ـب ـ ــاب بـ ـعـ ـن ــوان‬ ‫(ال ـ ـص ـ ــورة)‪ ،‬األس ـ ـتـ ــاذة ف ــي «امل ـع ـهــد‬ ‫شديد‪ ،‬وعلى طريقة القص‬ ‫في مدينة تبريز اإليرانية على‬
‫«امل ـ ــاك ـ ــرون» (نـ ــص وإخـ ـ ـ ــراج صــالــح‬ ‫الـ ـع ــال ــي ل ـل ـم ــوس ـي ـق ــى» فـ ــي ت ــون ــس‪،‬‬ ‫واللصق التي تجافي الحد‬ ‫صفحة ‪Humans of New York‬‬
‫ال ـف ــال ــح) م ــن ت ـم ـث ـيــل م ــري ــم ق ـب ــودي‪،‬‬ ‫ه ــذه الـفـعــالـيــة ف ــي «امل ــرك ــز الـثـ ُقــافــي‬ ‫األدنى من املهنية! مجددًا‪،‬‬ ‫الفايسبوكية‪ .‬كان الثنائي‬
‫وإيـنــاس الشعباني‪ ،‬وولـيــد بــن عبد‬ ‫متعدد االختصاصات» الــذي ش ّيده‬ ‫ُص ِّوبت أخيرًا سهام التزوير‬ ‫يحتفالن ُبعيد ميالد الطفل‬
‫السالم‪ ،‬وشكيب الرمضاني‪ ،‬وقيس‬ ‫خصيصًا لهذه املناسبة‪.‬‬ ‫نحو الكوميديان السوري‬ ‫العاشر‪ ،‬وأرفقت الصورة بكالم‬
‫الشهير دريد ّ‬
‫ع ــوي ــدي ــدي‪ .‬يـ ـص ـ ّـور ال ـع ـم ــل م ـعــانــاة‬ ‫هالل التي ُعرفت بأداء أغاني الزمن‬ ‫لحام (الصورة)‬ ‫الوالد‪« :‬منذ خمس سنوات‬
‫املسرحي فــي تونس واملثقف بشكل‬ ‫الـجـمـيــل‪ ،‬قـ ّـدمــت حـفـلــة تـفــاعــل معها‬ ‫انطالقًا من حسابات وهمية على‬ ‫اشترينا أنا وابني كيلوغرامًا من‬
‫عام في العالقة مع السلطة وخدمها‬ ‫ال ـج ـم ـهــور ال ـج ــزائ ــري الـ ــذي حـمـلـتــه‬ ‫تويتر وصفحات فايسبوكية‬ ‫املشمش‪ .‬حمل ابني الكيس على‬
‫من املثقفني‪.‬‬ ‫ب ـص ــوت ـه ــا ال ـ ـ ـنـ ـ ــادر‪ .‬صـ ـ ــوت ُي ـع ـت ـبــر‬ ‫تحمل اسم بطل «ضيعة تشرين»‬ ‫طريق العودة‪ ،‬حيث كان يمشي‬
‫الثقافة‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫وز‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـاق‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫فــي ه ــذا ال ـ‬ ‫مــزيـجــا مــن أ ّسـمـهــان وأم كـلـثــوم في‬ ‫نشرت تغريدات متالحقة‬ ‫خلفي‪ .‬بعد ّقليل‪ ،‬طلبت منه‬
‫ّ‬ ‫عدة ّ‬ ‫وتعليقات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ب ــداي ــاتـ ـه ــا‪ .‬إنـ ـه ــا رحـ ـ ّل ــة مــوس ـي ـق ـيــة‬ ‫تمجد الرئيس‬ ‫وزعها جميعها‪.‬‬ ‫حبة فقال إنه ّ‬
‫ال ـجــزائــري عــزالــديــن مـيـهــوبــي إن ــه ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصور حدث ثقافي في البالد‬ ‫ّ‬ ‫يمكن‬ ‫تونسية ـ جزائرية غنت فيها هالل‬ ‫السوري بشار األسد بطريقة ّ‬ ‫حينها أدركت أنني أربي إنسانًا‬
‫مبتذلة وتمتدحه بمبالغة منفرة‪.‬‬ ‫حقيقيًا»‪ .‬الصورة جذبت انتباه‬
‫مـ ــن دون حـ ـض ــور ت ــونـ ـس ــي‪ ،‬م ــؤك ـدًا‬ ‫مــن ال ـتــراثــن الـتــونـســي وال ـجــزائــري‬ ‫على األثر‪ ،‬بدأ االصطياد في املاء‬ ‫الرئيس األميركي باراك أوباما‬
‫ّ‬
‫أن الـعــاقــات التونسية ـ ـ الـجــزائــريــة‬ ‫ومــن إنتاجها الـخــاص‪ ،‬متنقلة بني‬ ‫العكر‪ ،‬وصياغة أخبار كاذبة‬ ‫الذي استخدم الحساب الرسمي‬
‫ّ‬ ‫امل ــوشـ ـح ــات واألدوار والـ ـف ــولـ ـك ــور‬
‫تعود الى أكثر من ألفي سنة‪ ،‬مذكرًا‬ ‫عن «التهاوي» الذي يطاول‬ ‫للبيت األبيض للتعليق عليها‪:‬‬
‫بأعالم الثقافة العربية الذين عاشوا‬ ‫ال ـش ـع ـب ــي‪ ،‬ف ـي ـمــا راف ـق ـت ـه ــا ف ــرق ــة مــن‬ ‫نجم «مسرح الشوك»‪ .‬وسرعان‬ ‫«يا لها من قصة مؤثرة‪ .‬أتمنى‬
‫بني تونس والجزائر مثل ابن شريق‬ ‫أس ــات ــذة املــوسـيـقــى (نـ ــاي‪ ،‬وقــانــون‪،‬‬ ‫روجت بعض الصفحات‬ ‫ما ّ‬ ‫أال يفقد هذا الطفل شغفه في‬
‫ّ‬
‫وابـ ـ ــن خ ـ ـلـ ــدون‪ .‬واع ـت ـب ــر الـ ــوزيـ ــر أن‬ ‫وكمنجة‪ ،‬وبــاتــري‪ ،‬وأورغ‪ ،‬وغيتار‪،‬‬ ‫والشخصيات املعروفة لألمر‪ .‬في‬ ‫مساعدة اآلخرين‪ .‬سأتابع‬
‫االح ـت ـف ــاء بــال ـث ـقــافــة ال ـتــون ـس ـيــة هــو‬ ‫وإيقاع)‪.‬‬ ‫اتصاله مع «األخبار»‪ ،‬نفى ثائر‬ ‫جهودي لجعل هذا العالم أفضل‬
‫تحية مساندة لتونس في مواجهتها‬ ‫وي ـت ـض ـمــن بــرنــامــج ال ـف ـعــال ـيــة أيـضــا‬ ‫لحام نجل املمثل القدير أن يكون‬ ‫ّ‬ ‫بالنسبة له وألمثاله‪ .‬وإذا القيته‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عـ ـ ـ ــرض ث ـ ــاث ـ ــة أفـ ـ ـ ـ ــام لـ ـجـ ـيـ ـل ــن م ــن‬ ‫ّ‬ ‫يومًا أتمنى أن يعطيني ّ‬
‫«سيهزم كما هزم في‬ ‫لإلرهاب الذي‬ ‫والده يستخدم أيًا من مواقع‬ ‫حبة‬
‫الجزائر»‪.‬‬ ‫السينمائيني الـتــونـسـيــن املـكـ ّـرســن‬ ‫التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫مشمش»‪.‬‬
‫كلمات ‪1‬‬ ‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫األشهر األربعة التي تفصلنا عن‬


‫رحيله‪ ،‬لم تبعد غونتر غراس (‪ 1927‬ــ‬
‫‪ )2015‬عن الراهن السياسي العالمي‪.‬‬
‫غونتر‬
‫غراس‬
‫كتابه الذي صدر أخيرًا باأللمانية‬
‫بعنوان «عن الزوال»‪ ،‬يتضمن‬
‫مجموعة من النصوص النثرية‬
‫القصيرة‪ ،‬والقصائد والرسومات‪.‬‬
‫وإذ يبدو الكاتب األلماني مأخوذًا‬
‫بالنهايات‪ ،‬يستطرد بالكتابة عن‬
‫العوارض النفسية والجسدية‬
‫للشيخوخة‪ ،‬واألمراض‪ ،‬والحبوب‪،‬‬
‫ليصل إلى كيفية تسوق التوابيت‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬لم يبعده قلق التقدم‬
‫وعي ألمانيا‬
‫الشقي‬
‫في العمر‪ ،‬عن مواصلة إزعاج‬
‫السياسيين‪ ،‬وانتقاد الرأسمالية‬
‫الجامحة‪ .‬صاحب «طبل الصفيح»‬
‫الذي أطلق مواقف مثيرة للجدل‬
‫حول القضية الفلسطينية واالحتالل‬
‫اإلسرائيلي وايران‪ ،‬خصص ‪ 5‬نصوص‬
‫في كتابه الجديد ألزمات اللجوء‪،‬‬
‫وللسخرية من أسلوب المستشارة‬
‫األلمانية أنجيال ميركل «التي ال تقول‬
‫كلماتها الكثيرة شيئًا»‪ .‬في نص‬
‫«فوبيا األجانب»‪ ،‬خاطب ً األلمان بالنبرة‬
‫الراديكالية نفسها‪ ،‬قائال‪« :‬عودوا من‬
‫حيث جئتم»‪ ،‬منتقدًا تعاملهم مع‬
‫الغرباء والالجئين‪ ،‬وكتب قطعتين‬
‫لليونان وسوريا التي يختبر أبناؤها‬
‫نوعًا جديدًا من أنواع الموت‪ ،‬بعدما‬
‫أوصدت أبواب العالم في وجوههم‪.‬‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫كلمات‬ ‫‪2‬‬
‫ّ‬
‫نيكانور پارا‪ :‬مائة عام وعام من‬
‫تحية‬

‫پ ـ ـ ـ ـ ّـارا ن ـف ـس ــه ي ـم ـك ــن أن يـ ـب ــدو األمـ ــر‬ ‫اإلسـبــانــي فيديريكو غــارثـ ّـيــا لــوركــا‬ ‫«أيها الشباب‪ /‬اكتبوا ما يحلو لكم‪/‬‬
‫ك ـم ــزح ــة‪ ،‬ل ـك ـنــه ي ــؤك ــد أن ب ـي ـكــر ك ــان‬ ‫(‪ )1936 -1898‬كان كبيرًا على ديوان‬ ‫باألسلوب الذي يبدو لكم أفضل‪ /‬لقد‬
‫سنتمنتاليًا باملعنى الحسن للكلمة‪،‬‬ ‫پـ ـ ـ ّـارا األول‪ ،‬والـ ـ ــذي كـ ــان ه ــو نفسه‬ ‫جــرت بــإفــراط دم ــاء تحت الجسور‪/‬‬
‫وكــان مختلفًا عن البالغة اإلسبانية‬ ‫يطلق عليه اسم «سمكة الشباب»‪ .‬من‬ ‫كي يظل االعتقاد‪ -‬فيما أعتقد‪ /‬أنه‬
‫ال ـســائــدة آن ـ ــذاك‪ .‬أم ــا فــران ـتــس كافكا‬ ‫تلك األغــانــي يستعيد پ ـ ّـارا سطرين‪:‬‬ ‫يمكن فحسب اتباع طريق واحد‪ :‬في‬
‫(‪ )1924 -1883‬ف ـق ــد ك ـ ــان «مـعـلـمــي‬ ‫السيدة‪ /‬فسوف‬ ‫ّ‬ ‫«دعيني أمـ ّـر‪ ،‬أيتها‬ ‫الشعر كل شيء مباح»‪.‬‬
‫ُ‬
‫املـ ـطـ ـل ــق»‪ .‬وع ـن ــدم ــا س ــأل ــه بـيـنـيــدتــي‬ ‫آكل مالكًا»‪.‬‬ ‫ص ــاح ــب هـ ـ ــذا امل ـق ـط ــع هـ ــو ال ـش ــاع ــر‬
‫ع ـمــن يـ ــرى ف ـي ـهــم أق ــران ــا ل ــه ف ــي أدب‬ ‫ي ــؤك ــد ب ـ ــارج ـ ــاس ع ـل ــى أن پـ ـ ـ ـ ّـارا لــم‬ ‫التشيلي الكبير نيكانورسيجوندو‬
‫أمــريـكــا الــاتـيـنـيــة‪ ،‬أجـ ــاب‪« :‬بطبيعة‬ ‫يتشجع عـلــى الـنـشــر بــل ت ـ ّـم إجـبــاره‬ ‫پ ـ ـ ّـارا س ــان ــدوب ــال الـ ــذي ُي ـك ـمــل ال ـيــوم‬
‫كاردينال‪،‬‬ ‫الحال كاردينال (إرنستو‬ ‫عليه بشكل ما‪ ،‬حيث أقيمت مسابقة‬ ‫عــامــه الــواحــد بعد املــائــة‪ .‬إنــه املــدافــع‬
‫ّ‬
‫شاعر نيكاراغوا الكبير – ‪ ،)1925‬إنه‬ ‫شـعــريــة فــي الـتـشـيـلــي وت ـقــدم إليها‬ ‫العتيد عــن البيئة واملـتــرجــم أحيانًا‬
‫رجــل أكثر تــوازنــا مني‪ ،‬وأكـثــر تفوقًا‬ ‫پ ـ ـ ـ ـ ّـارا ولـ ـكـ ـن ــه خـ ـ ــاف أن يـ ـك ــون ثـمــة‬ ‫وعاشق الفولكلور وأستاذ الفيزياء‬
‫فــي دم ــج الـعــابــر ب ــال ــوج ــودي‪ ،‬ول ـ ّ‬
‫ـدي‬ ‫تدليس فــي املـســابـقــة‪ ،‬فـقــام بــإرســال‬ ‫وال ــري ــاض ـي ــات وال ـف ـن ــان الـتـشـكـيـلــي‬
‫إع ـ ـجـ ــاب خ ـ ــاص ب ـق ـص ـيــدتــه «صـ ــاة‬ ‫ث ــاث ــة ك ـتــب ك ــل واح ـ ــد م ـن ـهــا بــاســم‬ ‫و«ال ـ ـشـ ــاعـ ــر املـ ـ ـض ـ ــاد» امل ـ ــول ـ ــود ي ــوم‬
‫ً‬
‫مــن أجــل مــارلــن مــونــرو»‪ .‬كــاتــب آخر‬ ‫مستعار‪ .‬ولكن بدال من وضع اسمه‬ ‫ال ـخــامــس م ــن أي ـل ــول (سـبـتـمـبــر) من‬
‫أشعر أنني معه يـدًا بيد هو خوليو‬ ‫الـحـقـيـقــي ع ـلــى امل ـظ ــروف ــات املـغـلـقــة‬ ‫عام ‪.1914‬‬
‫كــورتــاثــر (‪ ،)1984 -1914‬ربـمــا هــذان‬ ‫للكتب الثالثة التي تعلن عن هوية‬ ‫ول ــد نـيـكــانــور پ ـ ّـارا فــي س ــان فابيان‬
‫الكاتبان هما األقرب إلى طريقتي في‬ ‫املتقدم للمسابقة‪ ،‬وضع اسم صديق‬ ‫دي أليكو لعائلة متواضعة وفنية‬
‫فهم األشـيــاء‪ .‬لكن هــذا ال يعني أنني‬ ‫لــه‪ .‬الــدواويــن الـثــاثــة ف ــازت باملراكز‬ ‫ب ــامـ ـتـ ـي ــاز وخـ ــاصـ ــة فـ ــي مـ ــا يـخــص‬
‫ّ‬
‫ال أشـعــر بــإعـجــاب بــالــغ تـجــاه كــتــاب‬ ‫ال ـ ـثـ ــاثـ ــة األول ـ ـ ـ ـ ــى‪ .‬ال ـ ـصـ ــديـ ــق ت ـل ـقــى‬ ‫الجانب املوسيقى‪ .‬كــان أبــوه السيد‬
‫آخ ــري ــن» وه ـنــا أش ــار إل ــى املكسيكي‬ ‫ت ـه ــان ــي غ ـي ــر م ـتــوق ـعــة وپـ ـ ـ ـ ّـارا ذه ــب‬ ‫نـ ـيـ ـك ــان ــور پـ ـ ـ ـ ـ ّـارا م ـ ــدرس ـ ــا اب ـت ــدائ ـي ــا‬
‫ً‬
‫خ ـ ــوان رول ـف ــو (‪ )1986 -1917‬وإل ــى‬ ‫سـعـيـدًا الس ـت ــام ال ـج ــائ ــزة‪ .‬ولكنهم‬ ‫وم ــرتـ ـج ــا ل ـل ـش ـعــر وعـ ـ ـ ــازف غ ـي ـتــار‬
‫األرجنتيني خ ــوان خيلمان (‪-1940‬‬ ‫رفـ ـض ــوا تـسـلـيـمــه الـ ـج ــائ ــزة بـسـبــب‬ ‫بوهيميًا‪« .‬الـخـطــوط األول ــى للشعر‬
‫‪ )2014‬على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫كـ ـس ــره لـ ـلـ ـق ــواع ــد‪ ،‬ف ـ ـحـ ــاول حـيـنـئــذ‬ ‫املـضــاد كــانــت هـنــاك فــي شخصيته‪،‬‬
‫پارا عن رأيه‬ ‫وفي مقابلة أخرى ُسئل ّ‬ ‫سحب كتبه‪ ،‬فرفضت لجنة الجائزة‬ ‫ح ـي ــث ك ـ ــان ي ـع ـيــش ال ـش ـع ــر امل ـض ــاد‬
‫ّ‬
‫في قول بيثنتي ويدوبرو أن الشاعر‬ ‫ذل ــك‪ .‬فــي النهاية‪ ،‬تــوصـلــوا إلــى حل‬ ‫بـشـكــل ي ــوم ــي»‪ ،‬ه ـكــذا ق ــال پـ ـ ّـارا عن‬
‫ما هو إال إله صغير فأجاب‪A pious :‬‬ ‫وســط‪ ،‬وهــو نشر الكتب الثالثة في‬ ‫أبيه‪.‬‬
‫‪( líe‬كــذبــة ب ـي ـضــاء)‪ ...‬الـشــاعــر إنسان‬ ‫كتاب واحد من دون منحه الجائزة‪.‬‬ ‫م ـنــذ مـنـتـصــف الـخـمـسـيـنــات‪ ،‬وبـعــد‬
‫من لحم ودم مثله مثل الجميع‪.‬‬ ‫وهكذا ولد ديوانه الثاني عام ‪1954‬‬ ‫عــدة رح ــات خــارجـيــة‪ ،‬بــدأ حضوره‬
‫پارا على «جائزة ثيربانتس»‬ ‫حصل ّ‬ ‫«قصائد وقصائد مضادة»‪.‬‬ ‫الـشـعــري داخ ــل التشيلي وخارجها‬
‫ع ــام ‪ ،2011‬كـمــا حـصــل عـلــى الـعــديــد‬ ‫ي ــرى الـبـعــض قـصـيــدة پـ ـ ّـارا امل ـضــادة‬ ‫فــي التمدد واالت ـســاع‪ ،‬إال أن الحقبة‬
‫ردة ف ـعــل ع ـلــى «اآلداب‬ ‫بــاع ـت ـبــارهــا ّ‬
‫م ــن ال ـج ــوائــز األخ ـ ــرى ال ـهــامــة مـنـهــا‪:‬‬
‫«ج ـ ـ ــائ ـ ـ ــزة امل ـ ـل ـ ـكـ ــة صـ ــوف ـ ـيـ ــا ل ـل ـش ـعــر‬ ‫الجميلة» والتي يمثلها كبار شعراء‬
‫اإليـ ـب ــروأمـ ـي ــرك ــي»‪ ،‬و»جـ ــائـ ــزة خ ــوان‬ ‫التشيلي الذين أشرنا إليهم من قبل‬ ‫المكتوب في‬‫ُ‬ ‫الشعر‬
‫رولـفــو»‪ ،‬و»الـجــائــزة الوطنية للشعر‬ ‫وخاصة غابرييال ميسترال وبيثنتي‬
‫ويدوبرو وبابلو نيرودا وبابلو دي‬
‫اإلسبانية ّ يؤرخ له بحقبتين‪:‬‬
‫في التشيلي» وغيرها‪.‬‬
‫ه ـنــا‪ ،‬ق ـصــائــد لـلـشــاعــر امل ـئ ــوي ال ــذي‬ ‫روكــا‪ .‬وكما يشير الــروائــي التشيلي‬ ‫ما قبل پارا وما بعده‬
‫روض املوت حتى اآلن بعد‬ ‫يبدو أنه ّ‬ ‫ريـ ـ ـك ـ ــاردو ك ـ ـ ـ ــوادروس (‪ ،)1955‬ف ــإن‬
‫أن كتب عنه الكثير من القصائد‪:‬‬ ‫الشعراء األربعة الكبار كان لكل منهم‬
‫صوت خاص ومختلف عن اآلخرين‪،‬‬ ‫ال ـتــي سـيـحـصــل فـيـهــا ع ـلــى اهـتـمــام‬
‫إلى اللقاء‬ ‫ولكن ما يجمعهم هو ذلك املفهوم عن‬ ‫عــاملــي كبير هــي حقبة التسعينات‪،‬‬
‫ُ‬
‫الـشـعــر بــاعـتـبــاره مـمــارســة ل ـ «األدب‬ ‫وفـ ـيـ ـه ــا أي ـ ـضـ ــا ت ـ ــرج ـ ــم ش ـ ـعـ ــره إل ــى‬
‫لقد حانت ساعة التقاعد‪.‬‬ ‫ال ـج ـم ـيــل»‪ ،‬ونـ ـي ــرودا شــاعــر الـشـعــب‪،‬‬ ‫ال ـع ــرب ـي ــة ع ـل ــى ي ــد امل ـت ــرج ــم الـكـبـيــر‬
‫باعتبار التزامه السياسي وتوجهه‬ ‫حسان الذي نشرمختارات من‬ ‫أحمد ّ‬
‫أنا ممنت للجميع‬
‫سواء لألصدقاء اللطفاء‬ ‫الـشـيــوعــي‪ ،‬ك ــان يـكـتــب بـلـغــة مثقفة‪،‬‬ ‫شـعــره فــي مجلة «الـكـتــابــة األخ ــرى»‬
‫بـلـغــة عـلـيــا رف ـي ـعــة‪ ،‬بـيـنـمــا پ ـ ـ ّـارا كــان‬ ‫ع ــام ‪ ،1992‬وصـ ــدرت ع ــام ‪ 2013‬في‬
‫أم لألعداء املسعورين‪ْ ُ .‬‬ ‫يسخر من تلك اللغة وينأى عنها‪.‬‬ ‫طبعة موسعة ومنقحة عن «الهيئة‬
‫شخصيات مقدسة ال تنسى!‬
‫يا لبؤسي‬ ‫ف ــي ال ـق ـص ـيــدة امل ـ ـضـ ــادة‪ ،‬ت ـكــف األن ــا‬ ‫ال ـعــامــة لـقـصــور ال ـث ـقــافــة» ف ــي مصر‬
‫لو لم أتمكن من اكتساب‬ ‫ال ـب ـطــول ـيــة ع ــن االش ـت ـغ ــال‪ ،‬ك ـمــا عند‬ ‫تحت عـنــوان «كأنما ال شــيء يحدث‬
‫الكراهية العمومية تقريبًا‪:‬‬ ‫ش ـعــراء الـحــداثــة فــي الـشـعــر املكتوب‬ ‫في تشيلي»‪.‬‬
‫بــاإلس ـبــان ـيــة بـ ــدءًا م ــن روبـ ــن ّ‬
‫داريـ ــو‬ ‫فـ ــي ح ـ ـ ــوار مـ ــع الـ ـش ــاع ــر والـ ــروائـ ــي‬
‫سالمًا أيتها الكالب السعيدة‬
‫علي في الطريق!‬ ‫التي خرجت لتنبح ّ‬ ‫وم ـ ــرورا بــال ـش ـعــراء ال ـســابــق ذكــرهــم‪،‬‬ ‫التشيلي روبــرتــو بــوالنـيــو (‪-1053‬‬
‫أودعكم بالفرح األعظم في العالم‪.‬‬ ‫وت ـحــل مـحــل تـلــك األن ــا ذات ســاخــرة‬ ‫‪ ،)2003‬قــال إنــه ليس شاعرًا غنائيًا‬
‫وم ـت ـه ـك ـمــة ع ـل ــى وج ـ ــه ال ـخ ـص ــوص‪،‬‬ ‫عـلــى اإلطـ ــاق‪ ،‬بــل هــو شــاعــر نـثـ ٌ‬
‫ـري‬
‫شكرًا‪ ،‬من جديد‪ ،‬شكرًا‬ ‫ق ـص ـي ــدة ت ـس ـت ـف ـيــد م ــن ك ــل األشـ ـك ــال‬ ‫ويـ ــومـ ـ ّـي‪ ،‬وإن ش ــاع ــره امل ـف ـضــل هو‬
‫أقر بأن دموعي تنهمر‬ ‫ّ‬ ‫الـفـنـيــة وتـتــوســل لـغــة أق ــرب إل ــى لغة‬ ‫ـارا الـ ـ ــذي ال ي ـك ـتــب عــن‬ ‫ن ـي ـك ــان ــور پ ـ ـ ـ ّ‬
‫سنعود لنلتقي‬ ‫املـعـيــش ت ـجــاورهــا م ـقــوالت فلسفية‬ ‫الشفق وال عن ظالل نساء في األفق‬
‫في البحر‪ ،‬في األرض‪ ،‬أينما كان‪.‬‬ ‫ومـ ـف ــردات ق ــادم ــة م ــن ش ـتــى الـحـقــول‬ ‫ول ـكــن ع ــن ال ـط ـعــام وع ــن الـتــوابـيــت‪،‬‬
‫اسلكوا سلوكا حسنا‪ ،‬اكتبوا‬ ‫ال ـع ـل ـم ـيــة وال ـص ـن ــاع ـي ــة وال ـت ـج ــاري ــة‬ ‫الـ ـت ــوابـ ـي ــت‪ ،‬الـ ـت ــوابـ ـي ــت‪ .‬ك ـ ــان لـ ـپ ـ ّ‬
‫ـارا‬
‫واصلوا عمل الخبز‬ ‫وال ــدي ـن ـي ــة وال ـس ـي ــاس ـي ــة‪ ،‬مـتـضــافــرة‬ ‫تــأثـيــر عـمـيــق ف ــي مــواط ـنــه روبــرتــو‬
‫واستمروا في حياكة األصواف‪.‬‬ ‫ج ـم ـي ـع ـهــا ف ــي ن ـ ــوع م ــن ال ـكــوم ـيــديــا‬ ‫بوالنيو وال ــذي رأى فيه شــاعـرًا من‬
‫أتمنى لكم أجمل املنى‬ ‫ال ـ ـ ـسـ ـ ــوداء‪ .‬ق ـص ـي ــدة ت ـب ـق ــى فـ ــي قـلــب‬ ‫طينة العظماء على شاكلة خورحي‬
‫بني أقماع‬ ‫ال ـش ـع ــر‪« ،‬ال ـش ـع ــر املـ ـض ــاد ه ــو شـعــر‬ ‫لويس بورخيس وثيسار باييخو‪.‬‬
‫عبر مرة روبرتو بوالنيو‪.‬‬ ‫كذلك» كما ّ‬ ‫في بلد يعج بالشعراء املؤثرين وفي‬
‫تلك األشجار التي نسميها سروًا‬
‫أنتظركم بقواطع وأنياب‪.‬‬ ‫فـ ــي م ـق ــاب ـل ــة مـ ــع ش ــاع ــر األورغ ـ ـ ـ ــواي‬ ‫لغة أنجبت وال تزال الكثير من كبار‬
‫ال ـش ـه ـيــر م ــاري ــو ب ـي ـن ـيــدتــي (‪-1920‬‬ ‫پارا من وضع خاتمه‬ ‫الشعراء‪ ،‬تمكن ّ‬
‫أحالم‬ ‫ً‬
‫‪ ،)2009‬وف ــي س ــؤال عـمــن تــأثــر بهم‪،‬‬ ‫ال ـخــاص ال ــذي طـبــع أج ـيــاال مختلفة‬
‫وال ـ ـع ـ ـمـ ــل لـ ـي ــل ن ـ ـهـ ــار ك ـ ــي أط ـع ـم ـه ــا‬ ‫أحلم بشفرة حالقة‬ ‫أحلم بمائدة وكرسي‬ ‫إض ــاف ــة إل ــى ل ــورك ــا ووالـ ـ ــت ويـتـمــان‬ ‫ب ـطــاب ـعــه داخ ـ ــل تـشـيـلــي وخــارج ـهــا‬
‫وأكسوها‪،‬‬ ‫أحلم أنني أصارع كلبًا‬ ‫أحلم أنني أقوم بجولة في سيارة‬ ‫ّ(‪ ،)1892 -1819‬ق ــال پ ـ ّـارا إن أول من‬ ‫وداخـ ـ ـ ــل وخـ ـ ـ ــارج ال ـل ـغ ــة اإلس ـب ــان ـي ــة‬
‫نفذت بعض الجرائم وارتكبت بعض‬ ‫أحلم أنني أقتل ثعبانًا‬ ‫أحلم أنني أصور فيلمًا‬ ‫أثر به كان الكاتب املسرحي اليوناني‬ ‫عمومًا‪ ،‬لم يضع خاتمه فقط‪ ،‬بل إن‬
‫األخطاء‪،‬‬ ‫أحلم بعصافير تحلق‬ ‫أحلم بقنبلة من البنزين‬ ‫الـكــاسـيـكــي أرس ـطــوفــان ـيــس‪ ،‬وع ـ ّـدد‬ ‫الشعر املكتوب في اإلسبانية ُيــؤرخ‬
‫وع ـل ــى ضـ ــوء ال ـق ـم ــر اق ـت ــرف ــت بـعــض‬ ‫أحلم أنني ّ‬
‫أجر جثة‬ ‫ب ـع ــد ذل ـ ــك عـ ـ ــددًا م ــن ك ـت ــب ال ـع ـصــور‬ ‫پارا وما بعده‪.‬‬ ‫له بحقبتني‪ :‬ما قبل ّ‬
‫أحلم أنني سائح مترف‬
‫السرقات الصغيرة‪،‬‬ ‫أحلم أنهم يعدمونني شنقًا‬ ‫أحلم أنني معلق في صليب‬ ‫الوسطى مثل «دون كيخوتي» رائعة‬ ‫ف ــي عـ ــام ‪ 1954‬ن ـشــر ن ـي ـكــانــور پـ ـ ّـارا‬
‫وتزييفات لوثائق خطيرة‪،‬‬ ‫أحلم بطوفان نوح‬ ‫أحلم أنني آكل سردينًا‬ ‫ثيربانتس الخالدة و«ملحمة السيد»‬ ‫ديــوانــه «قـصــائــد وقـصــائــد مـضــادة»‬
‫تحت طائلة الــوقــوع فــي قلة الحيلة‬ ‫شجيرة شوك‬‫َ‬ ‫أحلم أنني‬ ‫أحلم أنني أجتاز جسرًا‬ ‫(ت ــرجـ ـمـ ـه ــا إلـ ـ ــى الـ ـع ــربـ ـي ــة ال ــدكـ ـت ــور‬ ‫الذي افتتح حقبة جديدة في الشعر‬
‫أمام عينيها الخالبتني‪.‬‬ ‫أحلم أيضا أن شعري يسقط‪.‬‬ ‫أحلم بلوحة إعالنات مضيئة‬ ‫الـ ـط ــاه ــر أحـ ـم ــد مـ ـك ــي ون ـ ـشـ ــرت فــي‬ ‫امل ـك ـتــوب بــاإلس ـبــان ـيــة‪ .‬ك ــان ق ــد نشر‬
‫فــي ســاعــات الــرض ــا اع ـتــدنــا الـتــوافــد‬ ‫أحلم بسيدة ذات شوارب‬ ‫القاهرة في عدة طبعات وتعد امللحمة‬ ‫ـان‬
‫قـبـلــه ب ــأع ــوام طــويـلــة دي ــوان ــه «أغ ـ ِ‬
‫على الحدائق العامة‬ ‫األفعى‬ ‫أحلم أنني أهبط سلمًا‬ ‫أقدم نص كتب في األدب القشتالي)‪،‬‬
‫ُ‬
‫دون اس ـ ــم» عـ ــام ‪ .1937‬أي إنـ ــه ظل‬
‫والـ ـتـ ـق ــاط ص ـ ــور م ـع ــا ونـ ـح ــن ن ـقــود‬ ‫خالل أعوام طويلة كان محكومًا ّ‬
‫علي‬ ‫أحلم أنني أشغل غرامافونًا‬ ‫حتى وصل إلى الشاعر الرومانتيكي‬ ‫سبعة عشر عامًا دون أن ُيقدم على‬
‫زورقًا‪،‬‬ ‫بعشق امرأة تافهة‬ ‫أحلم أن نظارتي تنكسر‬ ‫اإلسباني املعروف غوستابو أدولفو‬ ‫ن ـش ــر ديـ ــوانـ ــه الـ ـث ــان ــي‪ .‬وكـ ـم ــا يــذكــر‬
‫أو نذهب إلى مقهى راقص‬ ‫مضحيًا بنفسي من أجلها‪ ،‬ومعانيًا‬ ‫أحلم أنني أصنع تابوتًا‬ ‫بيكر (‪ .)1870 -1836‬وقد يبدو األمر‬ ‫ِ‬ ‫الـشــاعــر والـنــاقــد املكسيكي رافــائـيــل‬
‫حيث نسلم أنفسنا لرقص ال يكبح‬ ‫من إذالالت وسخريات ال تحصى‪،‬‬ ‫أحلم بالنظام الكوكبي‬ ‫غــريـبــا لـلــوهـلــة األولـ ــى أو كـمــا يقول‬ ‫بــارجــاس (‪ )1954‬فــإن تأثير الشاعر‬
‫‪3‬‬ ‫كلمات‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫تقديم وترجمة عن اإلسبانية‬


‫أحمد يماني‬

‫لم تكن هناك سوى الدوائر‪.‬‬ ‫بدأت تنضح وتتلجلج في حمى‪.‬‬ ‫أحضري لي بعض املاء‪ ،‬يا امرأة‪،‬‬ ‫مـ ـتـ ـق ــدة حـ ـت ــى ال ـ ـهـ ــذيـ ــان م ـ ــا ك ــان ــت‬
‫الشعر‬
‫في إحدى الدوائر رأيت نفسي‬ ‫كــان لساني ال ــذي يشبه قطعة بيف‬ ‫وتحصلي لي على قليل من الطعام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعطيني لحظة هدنة‬
‫جالسًا إلى طاولة سوداء‬ ‫استيك من لحم البقر‬ ‫فأنا أتضور جوعًا‪.‬‬ ‫مـطــالـبــة إي ــاي بـشـكــل قــاطــع أن أقبل‬
‫آكل لحم طير‬ ‫يتوسط كينونتي ومحدثتي‬ ‫ال يمكنني العمل ثانية من أجلك‪،‬‬ ‫ف ـم ـه ــا وأن أجـ ـي ــب دون إب ـ ـطـ ــاء عــن‬
‫صحبتي الوحيدة كانت‬ ‫كتلك الستائر السوداء التي تفصلنا‬ ‫كل شيء انتهى بيننا‪.‬‬ ‫أسئلتها البلهاء‬
‫عن املوتى‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الش َرك‬
‫مدفأة من البرافني‪.‬‬ ‫الـكـثـيــر مـنـهــا ع ــن ال ـخ ـلــود وال ـح ـيــاة‬
‫في الدائرة رقم سبعة‬ ‫لــم أكــن أرغــب فــي االسـتـمــرار فــي تلك‬ ‫في‬ ‫األخــرى موضوعات كانت تخلق ّ‬
‫لم أر شيئًا على اإلطالق‬ ‫املحادثات مفرطة الحميمية‬ ‫فــي ذلــك الــوقــت كنت أتجنب املناظر‬ ‫حالة يرثى لها‬
‫فقط سمعت ضجيجًا غريبًا‬ ‫وال ـ ـتـ ــي‪ ،‬رغـ ــم ذل ـ ــك‪ ،‬ك ـن ــت أنـ ــا نـفـســي‬ ‫مفرطة الغموض‪.‬‬ ‫دوي ــا فــي األذن‪ ،‬غـثـيــانــات متقطعة‪،‬‬
‫سمعت ضحكات فظيعة‬ ‫أستحثها بشكل غشيم‬ ‫ك ـم ــرض ــى املـ ـع ــدة ال ــذي ــن ي ـت ـحــاشــون‬ ‫إغماءات مبتسرة‬
‫وبعض التنهدات العميقة‬ ‫املشحون بالكهرباء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بصوتي الالهث‬ ‫األكالت الدسمة‪،‬‬ ‫كانت تعرف كيفية استغاللها بتلك‬
‫التي اخترقت روحي‪.‬‬ ‫كان إحساسي بأنني أنــادي باسمي‬ ‫كـنــت أفـضــل الـبـقــاء فــي الـبـيــت جاليًا‬ ‫الروح العملية التي تميزها‬
‫العمادي‬ ‫بعض املسائل‬ ‫ت ــرت ــدي مــاب ـس ـهــا ع ـل ــى ع ـج ــل دون‬
‫كلمات إلى توماس الغو‬ ‫بتلك النبرة األليفة القسرية‬ ‫املتعلقة بتكاثر العناكب‪،‬‬ ‫إضاعة وقت‬
‫قبل الدخول في املادة (‪،)2‬‬ ‫يخلق في توعكًا ممتدًا‪،‬‬ ‫لذلك الغرض كنت أحبس نفسي في‬ ‫وتهجر مكتبي تاركة إياي مبهوتًا‪.‬‬
‫وقبل الدخول في الروح بكثير‪،‬‬ ‫اضـطــرابــات موضعية مــن الغم كنت‬ ‫الحديقة‬ ‫استمر هــذا الوضع ألكثر من خمس‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ف ــك ــر ق ـل ـي ــا فـ ــي ن ـف ـســك يـ ــا ت ــوم ــاس‬ ‫أحاول تالفيها‬ ‫وال أظهر علنًا إال في ساعات متأخرة‬ ‫سنوات‪.‬‬
‫الغوس‬ ‫ع ـ ـبـ ــر مـ ـنـ ـه ــج س ـ ــري ـ ــع مـ ـ ــن األسـ ـئـ ـل ــة‬ ‫من الليل؛‬ ‫مــن حــن آلخــر كنا نسكن معا غرفة‬
‫وتأمل فيما سوف يأتي‬ ‫واألجوبة‬ ‫متحدد أمضي البسًا‬ ‫ِّ‬ ‫أو كذلك بسلوك‬ ‫مؤجرة بابها على الشارع‬
‫وأيضا ّفيما قد هرب إلى األبد‪،‬‬ ‫خالقا في هذا الغم حالة من الهيجان‬ ‫قميصًا على اللحم‬ ‫راق‬
‫ٍ‬ ‫حي‬ ‫في‬ ‫ندفع إيجارها بالنصف‬
‫منك ومني‬ ‫َ‬ ‫اإليروتيكي الزائف‬ ‫اع ـت ــدت إطـ ــاق ن ـظ ــرات نــزقــة نــاحـيــة‬ ‫قرب املقابر‪.‬‬
‫ومن األشخاص الذين يسمعوننا‪.‬‬ ‫علي أنا‬ ‫كان في النهاية يأتي ليرتد ّ‬ ‫القمر‬ ‫(فـ ــي ب ـعــض ال ـل ـيــالــي كـ ــان عـلـيـنــا أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إنني أعني ظال‪،‬‬ ‫نـفـســي ف ــي شـكــل ان ـت ـصــابــات بــازغــة‬ ‫محاوال تجنب تلك األفكار السوداء‬ ‫نقطع شهر عسلنا من أجل‬
‫ت ـ ـلـ ــك ال ـ ـق ـ ـط ـ ـعـ ــة م ـ ـ ــن الـ ـ ـك ـ ــائ ـ ــن الـ ـت ــي‬ ‫وإحساس بالفشل‪.‬‬ ‫الـ ـت ــي ت ـل ـت ـصــق بـ ــالـ ــروح اإلن ـس ــان ـي ــة‬ ‫مواجهة الـفـئــران التي كانت تتسلل‬
‫تجرجرها‬ ‫حينئذ كنت أضـحــك قـسـرًا وساقطًا‬ ‫كالكلس الحجري‪.‬‬ ‫من النافذة)‪.‬‬
‫ك ـح ـي ــوان ال ب ــد م ــن إع ـط ــائ ــه طـعــامــا‬ ‫بعد ذلك في حالة من الوهن العقلي‪.‬‬ ‫ف ــي ال ـع ــزل ــة ك ـنــت أت ـح ـكــم ف ــي نفسي‬ ‫ك ــان ــت األف ـ ـعـ ــى ت ـح ـم ــل م ـع ـه ــا دف ـتــر‬
‫وشرابًا‬ ‫ت ـلــك امل ـك ــامل ــات الـعـبـثـيــة كــانــت تمتد‬ ‫بشكل مطلق‬ ‫حسابات دقيق‬
‫وأعني شيئًا‬ ‫لعدة ساعات‬ ‫ذاهبًا من هنا إلى هناك بوعي كامل‬ ‫تدون فيه حتى أقل سنتافو اقترضته‬ ‫ّ‬
‫تـ ـل ــك األثـ ـ ــاثـ ـ ــات ال ـك ــاس ـي ـك ـي ــة ال ـت ــي‬ ‫حتى ظهرت صاحبة البنسيون من‬ ‫بأفعالي‬ ‫منها؛‬
‫تجمعها برعب‬ ‫وراء الساتر وقطعت بشكل فظ‬ ‫أو كنت أتمدد على ألواح قبو الخمور‬ ‫ول ــم تـسـمــح ل ــي بــاس ـت ـع ـمــال فــرشــاة‬
‫ّ‬
‫أكاليل الجنازات تلك وتلك السروج‬ ‫تلك الغزلية الرعوية الغبية‪،‬‬ ‫ألحلم‪ ،‬ألخترع ميكانيزمات أو ألحل‬ ‫أسنانها التي أهديتها أنا نفسي لها‬
‫الفظيعة‪( ،‬إنني أعني ضوءًا)‪.‬‬ ‫مللتمس أم ـرًا من‬
‫ٍ‬ ‫تلك التلويات التي‬ ‫وكانت ًتتهمني بأنني دمرت شبابها‬
‫تشيان‬‫رأيتك للمرة األولى في ّ‬ ‫السماء‬ ‫ومطلقة من عينيها شررًا تستدعيني‬
‫في صالة مليئة بالكراسي واملوائد‬ ‫وتـلــك ال ـك ــوارث الـتــي تصيب روحــي‬ ‫قصيدته‬
‫ّ‬ ‫ينظر البعض إلى‬ ‫للمثول أمام القاضي‬
‫على بعد خطوات من قبر أبيك‬
‫كنت تأكل دجاجًا باردًا‬ ‫والتي لم تنته تمامًا بإغالق الهاتف‬
‫بكآبة بالغة‬ ‫المضادة باعتبارها ردة فعل على‬ ‫وأن أدفع لها في مهلة معقولة جزءًا‬
‫من الدين‬
‫وبرشفات كبيرة كنت تجعل زجاجة‬
‫ً‬
‫حـيــث أن ـنــا‪ ،‬إج ـم ــاال‪ ،‬اتـفـقـنــا عـلــى أن‬ ‫«اآلداب الجميلة» التي يمثلها كبار‬ ‫فـهــي تـحـتــاج ل ـهــذه ال ـن ـقــود مــن إجــل‬
‫ّ‬
‫النبيذ ترن‬ ‫نلتقي في اليوم التالي‬ ‫شعراء التشيلي‬ ‫إتمام دراستها‬
‫حينئذ كان ّ‬
‫قل لي من أين كنت تأتي؟‬ ‫أمام محل للمياه الغازية‬ ‫علي الخروج إلى الشارع‬
‫حـ ــاف ـ ـلـ ــة ال ـ ـل ـ ـيـ ــل واص ـ ـ ـلـ ـ ــت رح ـل ـت ـه ــا‬ ‫أو على باب إحــدى الكنائس التي ال‬ ‫والعيش على املساعدات الخيرية‬
‫ل ـل ـج ـنــوب وك ـن ــت أنـ ــت ت ـق ــوم بــرحـلــة‬ ‫أرغب أن أذكر لها اسمًا (‪.)1‬‬ ‫مشكالت طارئة‪.‬‬ ‫والنوم على املصاطب في الساحات‪،‬‬
‫للمتعة‬ ‫تلك كانت اللحظات التي طبقت فيها‬ ‫حـيــث ك ــان الـبــولـيــس يـجــدنــي م ــرات‬
‫أم لعلك كنت تظهر بملبس متنكر؟‬ ‫رحلة عبر الجحيم‬ ‫منهجي الحلمي الشهير‬ ‫كثيرة محتضرًا‬
‫ً‬
‫ف ــي ذل ـ ــك ال ــوق ــت ك ـن ــت ف ـع ـل ـيــا رج ــا‬ ‫على سرج‬ ‫الذي يقوم على تعنيف الواحد نفسه‬ ‫بني األوراق األولى للخريف‪.‬‬
‫متقدمًا في السن‬ ‫قمت برحلة عبر الجحيم‪.‬‬ ‫والحلم بما يشاء‬ ‫لـحـســن ال ـحــظ لــم يـمـتــد ذل ــك الــوضــع‬
‫ب ـ ـع ـ ــد ذل ـ ـ ـ ــك جـ ـ ـ ـ ـ ــاءت ب ـ ـع ـ ــض بـ ـي ــوت‬ ‫ف ـ ــي ال ـ ــدائ ـ ــرة األولـ ـ ـ ـ ــى رأيـ ـ ـ ــت بـعــض‬ ‫وتـ ـح ــري ــك مـ ـش ــاه ــد تـ ــم ت ـح ـض ـيــرهــا‬ ‫كثيرًا‪،‬‬
‫الضواحي الفاخرة‬ ‫األجسام‬ ‫مسبقًا بمشاركة املا وراء‪.‬‬ ‫ألن ــه فــي م ــرة م ـحــددة كـنــت فيها في‬
‫وال ـتــي تشبه أكـثــر مـســالــخ لكائنات‬ ‫أجولة من القمح‪.‬‬ ‫مستلقية على ْ‬ ‫بـهــذه الطريقة تمكنت مــن التحصل‬ ‫إحدى الساحات كذلك‬
‫بشرية‪:‬‬ ‫في الدائرة الثانية كان يمضي بعض‬ ‫على معلومات قيمة‬ ‫متخذًا وضعًا أمام إحدى الكاميرات‬
‫كان ال بد من أخذ الترام طوال الليل‬ ‫الرجال‬ ‫تتعلق بسلسلة من الشكوك التي تلم‬ ‫الفوتوغرافية‬
‫للوصول إلى ذلك املكان امللعون‬ ‫على دراجات هوائية‬ ‫بالكائن‪:‬‬ ‫قـ ــامـ ــت يـ ـ ـ ــدان أنـ ـث ــويـ ـت ــان ل ــذي ــذت ــان‬
‫ذلك املرحاض املغطى بالزهور‪.‬‬ ‫دون أن يعرفوا أين يتوقفون‬ ‫س ـ ـفـ ــريـ ــات ل ـ ـل ـ ـخ ـ ــارج‪ ،‬اض ـ ـطـ ــرابـ ــات‬ ‫ّ‬
‫عيني‬ ‫بتعصيب‬
‫ج ــاءت أي ـضــا تـلــك امل ــؤت ـم ــرات سيئة‬ ‫فالنار كانت تمنعهم‪.‬‬ ‫إيروتيكية‪ ،‬عقد دينية‪.‬‬ ‫إلي سألني‪ :‬من‬ ‫محبب ّ‬ ‫بينما صوت ّ‬
‫التنظيم‪،‬‬ ‫في الدائرة الثالثة‬ ‫لكن االحترازات كلها كانت قليلة‬ ‫أكون‪.‬‬
‫ذلك الغبار املميت ملعرض الكتاب‪،‬‬ ‫رأيت فقط هيئة إلنسان‬ ‫إذ إنه ألسباب عصية على التحديد‬ ‫أنت حبيبتي‪ ،‬أجبت بكل هدوء‪.‬‬
‫ج ـ ــاءت‪ ،‬ي ــا ت ــوم ــاس‪ ،‬تـلــك ال ـخ ـيــارات‬ ‫على ما يبدو خنثى‪.‬‬ ‫بــدأت أنــزلــق بشكل آلــي عبر نــوع من‬ ‫يا مالكي! قالت هي بشكل عصبي‪،‬‬
‫املؤملة تلك األوهام وتلك الهلوسات‪.‬‬ ‫تلك الهيئة امللتوية‬ ‫السطح املنحدر‬ ‫اسمح لي أن أجلس على ركبتيك مرة‬
‫كم كان حزينًا كل ذلك!‬ ‫كانت تطعم بعض الغربان‪.‬‬ ‫كــانــت روح ــي تفقد سموها كبالونة‬ ‫أخرى‪.‬‬
‫كم كان حزينًا‬ ‫أخب وأركض‬ ‫ظللت ّ‬ ‫تنفقئ‬ ‫حـيـنـئــد اسـتـطـعــت الـتـنـبــه إل ــى أنـهــا‬
‫ّ‬
‫ولكن كم كان مبهجًا في الوقت نفسه!‬ ‫عبر املكان لعدة ساعات‬ ‫وكفت غريزة البقاء عن العمل‬ ‫جاءت اآلن‬
‫يا للعرض املشيد الذي قدمناه نحن‬ ‫حتى وصلت إلى كوخ‬ ‫بتحوطاتي األكثر‬ ‫ّ‬ ‫والغريزة الخاصة‬ ‫مزودة بمئزر قصير‪.‬‬ ‫ّ‬
‫بقروحنا وآالمنا!‬ ‫داخل الغابة‬ ‫جوهرية‬ ‫ك ــان ل ـق ــاء ال يـنـســى وإن ك ــان مليئًا‬ ‫ً‬
‫إلى كل ذلك انضم َس ْعي جديد‬ ‫حيث كانت تعيش إحدى الساحرات‪.‬‬ ‫ك ــان ــت ت ـس ـق ــط ال مـ ـح ــال ــة فـ ــي ش ــرك‬ ‫بعالمات متنافرة‪:‬‬
‫خ ــوف انـضـمــت اآلالف م ــن األوجـ ــاع‬ ‫كلب حاول أن يعضني‪.‬‬ ‫التليفون‬ ‫ل ـق ــد اش ـت ــري ــت ق ـط ـعــة أرض‪ ،‬لـيـســت‬
‫الطفيفة انضم كذلك في النهاية ألم‬ ‫في الدائرة رقم أربعة‬ ‫كهاوية تجذب كل ما يحيطها‬ ‫بعيدة من املذبح‪ ،‬صرخت‪،‬‬
‫ً‬
‫أكثر عمقًا وأكثر حدة‪.‬‬ ‫رأيت رجال بلحية طويلة‬ ‫وب ـيــديــن مــرتـعـشـتــن كـنــت أدي ــر هــذا‬ ‫أفكر أن أبني هناك شيئًا كالهرم‬
‫ّ‬
‫فكر‪ ،‬إذن‪ ،‬للحظة في هذه األشياء‪،‬‬ ‫أصلع كالبطيخ‬ ‫الرقم امللعون‬ ‫حيث يمكننا أن نقضي فيه آخر أيام‬
‫في القليل ّأو في الالشيء الذي‬ ‫يشيد قاربًا صغيرًا‬ ‫وال ــذي اعـتــاد لــآن أن يتكرر آلـيــا في‬ ‫حياتينا‪،‬‬ ‫كــان يمتد حتى الساعات األولــى من‬
‫سيتبقى منا‬ ‫داخل زجاجة‪.‬‬ ‫منامي‪.‬‬ ‫لـ ـق ــد أنـ ـهـ ـي ــت دراس ـ ـ ـتـ ـ ــي‪ ،‬وأص ـب ـح ــت‬ ‫الصباح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألقى ّ‬ ‫ع ـشــت أع ــوام ــا طــوي ـلــة س ـجــن فـتـنــة‬
‫إذا بدا لك األمر‪ ،‬فكر في العالم اآلخر‬ ‫علي نظرة ودودة‪.‬‬ ‫كانت تلك لحظات من الشك والبؤس‬ ‫محامية‪،‬‬
‫ألنه من الصواب أن نفكر‬ ‫في الدائرة رقم خمسة‬ ‫كنت فيها‪ ،‬كهيكل عظمي واقف على‬ ‫وفي متناول يدي مال كثير؛‬ ‫تلك املرأة والتي اعتادت التواجد في‬
‫ّ ّ‬
‫وألنه من املفيد الظن بأننا نفكر‪.‬‬ ‫رأيت بعض الطالب الشباب‬ ‫قدمني أمام مائدة الحجيم تلك‬ ‫لنقم بعمل مـثـمــر‪ ،‬نـحــن االث ـن ــان‪ ،‬يا‬ ‫مكتبي عارية تمامًا‬
‫يلعبون كرة القدم األراكونية‬ ‫املـغـطــاة بـكــريـتــون أص ـفــر‪ ،‬أنـتـظــر ردًا‬ ‫حبيبي‪ ،‬أضافت‪،‬‬ ‫مؤدية التلويات األصعب تخيلها‬
‫(‪ : )1‬ه ــذه الـجـمـلــة تــأتــي م ــن رواي ـ ــة دون‬ ‫الخ َرق‪.‬‬
‫بكرة من ِ‬ ‫من الطرف اآلخر من العالم‪.‬‬ ‫بعيدًا عن العالم سنشيد عشنا‪.‬‬ ‫بـ ـن ـ ّـي ــة أن ت ـل ـح ــق روح ـ ـ ــي امل ـس ـك ـي ـنــة‬
‫كيخوته في السطر األول من الــروايــة‪ :‬في‬ ‫كان البرد وحشيًا‬ ‫الـنـصــف اآلخ ــر مــن كينونتي سجني‬ ‫رددت‪ ،‬إن خـطـطــك تثير‬ ‫ُ‬ ‫كـفــى هـ ـ ً‬
‫ـراء‪،‬‬ ‫بمدارها‬
‫ناحية مــن نــواحــي إقليم املانتشا الـتــي ال‬ ‫قضيت الليلة ساهرًا في مقبرة‬ ‫في حفرة‪.‬‬ ‫ريبتي‪.‬‬ ‫وخـ ـ ــاصـ ـ ــة‪ ،‬أن تـ ـبـ ـت ــزن ــي حـ ـت ــى آخ ــر‬
‫ّ‬
‫أرغب أن أذكر لها اسمًا‪.‬‬ ‫متكئًا على قبر‬ ‫كان الضجيج املتقطع للتليفون يولد‬ ‫فكري أن امرأتي الحقيقية بني لحظة‬ ‫سنتافو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪ :)2‬هنا لعب على الكلمات حيث يراد بهذا‬ ‫كي ال أموت من البرد‪.‬‬ ‫في وقعًا كذلك الذي تخلفه‬ ‫وأخــرى يمكن أن تتركنا جميعا في‬ ‫بصرامة من إقامة عالقة مع‬ ‫منعتني ّ‬
‫التعبير القول‪ :‬قبل الدخول في املوضوع‪.‬‬ ‫في اليوم التالي‬ ‫املاكينات الثقابة ألطباء األسنان‪،‬‬ ‫البؤس األكثر فظاعة‪.‬‬ ‫ُأهلي‪ .‬انفض عني أصدقائي بفضل‬
‫وق ــد أبـقـيـنــا ع ـلــى الـصـيـغــة حــرف ـيــا حتى‬ ‫واصلت رحلتي عبر بعض التالل‬ ‫يــرصــع روح ــي ك ــإب ــرات مــرشــوقــة من‬ ‫لقد كبر أبنائي بالفعل‪ ،‬والزمن مر‪،‬‬ ‫مشهرة بي‬‫ّ‬ ‫هجيات‬ ‫أ‬
‫ٍ‬
‫تظهر املقابلة في السطر الثاني مع كلمة‬ ‫ورأيت للمرة األولى هياكل األشجار‬ ‫عل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وأنـ ــا أش ـعــر بــإن ـهــاك عـمـيــق‪ ،‬دعيني‬ ‫كانت األفعى تنشرها في جريدة من‬
‫الروح‪.‬‬ ‫الس ّياح‪.‬‬ ‫محروقة على أيدي ُّ‬ ‫ح ـت ــى‪ ،‬ع ـنــدمــا ح ــان ال ــوق ــت امل ـع ـلــوم‪،‬‬ ‫أستريح للحظة‪،‬‬ ‫ممتلكاتها‪.‬‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫كلمات‬ ‫‪4‬‬
‫نصوص‬
‫ثالث قصائد‬
‫الحقيقة ليست دائ ـمــا تتطابق مع‬ ‫زاهر الجيزاني *‬
‫ما نراه‬
‫ْ‬
‫شتاؤك ُمش ِمس‬
‫ال بد من أثر‪ ‬‬
‫بيننا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شارع ‪ Yale‬‬ ‫ٌ‬
‫في‪2015/8/20 ‬‬ ‫واحدة والجنون ليس واحدًا‬ ‫أنت ُ َ‬ ‫ِ‬
‫ـوك بـ ـ ـق ـ ــوارب مـخـتـلـفــة‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫‪ ‬ن‬ ‫يـ ـن ــدف ــع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبأشرعة مختلفة‪،‬‬
‫َ‬
‫كرسي من الكتان‬ ‫جالس على‬ ‫هناك‬ ‫أنت‬ ‫ِ‬
‫األحمر‬ ‫غامضة‪ ‬يتجمع الجسدُ‬ ‫ُ‬ ‫وبــإشــارة ـ ـ‬
‫عني‪ ‬السر ِة العاطشة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كله‪ ‬في ُ َ ْ‬
‫‪ ‬ثم تغلق جفنيها عليه‬
‫جــالــس منذ املـســاء على كــرســي من‬ ‫وال سبيل لــي س ــوى ِقـمــاشــة ُمبللة‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫الكتان األحمر‬ ‫‪ ‬تمتص‪ ‬‬ ‫بالخل‬ ‫َ‬
‫أس ـت ـبــدل أس ـم ــاء املــائ ـكــة بـغـيــرهــا‪،‬‬ ‫السام‪،‬‬ ‫‪ ‬أنين ِك ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ألعيد للشيطان لسانه‪،‬‬ ‫يدي‬
‫فيرتخي صبر ُ ِك‪ ،‬في ُ َ‬
‫صر ِك‬ ‫خ‬ ‫ذاكرة‬ ‫فتغيب‬ ‫ُ‬
‫ربـمــا سيعلمنا كـيــف نـطــوي نظرة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وأهمس َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الحجر ونعيدها إليه ‪ ‬‬ ‫الدفق ورذاذ ُه‪ ‬الدخول‪.‬‬ ‫ََ ُ‬ ‫ويمهد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وم ـ ـ ــا تـ ـل ــك ال ـ ـيـ ــد الـ ـ ـغ ـ ــارق ـ ــة بـ ــالـ ــدم‪،‬‬ ‫هذا العرق الذي أدمــن سقوطه على‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اللبسة‪ ‬كف مشكاة مضاءة‪،‬‬ ‫رحك‪ ‬لن ينتهي‬ ‫ج ِ‬
‫ّ‬
‫وم ـ ــا ذل ـ ــك اإلحـ ـلـ ـي ــل امل ـ ـتـ ــوج بـ ــرأس‬ ‫ُ‬
‫واص ـ ـفـ ــراري واحـ ـ ـم ـ ــرار ِك يختلطان‬
‫خفاش‪ ،‬يأمر قلوبنا‬ ‫ويصبحان بلون الزيت‪.‬‬
‫ّ‬
‫قيت‬ ‫ولـهـجـ ُـة الـعـبــث عـلــى الـســريــر َب ْ‬
‫بضفيرتك‪ ،‬قبل أن أجن‬ ‫ِ‬ ‫اربطي قدمي‬ ‫ً‬
‫وكــرري في أذنــي أجــراس الوسوسة‬ ‫َ‬ ‫صاحية‪.‬‬
‫خيط الش ْمع‪ ،‬‬ ‫َّ ٌ‬
‫التي تشفيني‬ ‫بك مثل َّ ِ‬ ‫أنا مشبع ِ‬
‫ـت ل ــي ك ـت ــب الـ ـت ــأري ــخ‪ ‬ذب ــائ ــح‪ ،‬ال‬ ‫َّ‬
‫وأنت الضوء الذي شقني وتمدد في‬
‫ق ـل ـ ِ‬ ‫ِ‬
‫تصدق غيري‬ ‫أحشائي‪،‬‬
‫طلبت مني‬ ‫ومثلما‬ ‫وجه ِك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ال يوجد في وثائقي إال‬
‫ِ‬ ‫ُ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولك‪ ‬لن تنتهي‬ ‫َ‬
‫ويقيدني غلياني‪ ،‬‬ ‫جفني‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن أغلق‬ ‫وافتراضاتي ح ِ‬
‫وأن أشرب غلي‪ ‬ببطء‪ ‬‬ ‫وجهك واحدٌ‬ ‫َ‬ ‫رغم أن‬
‫ٌ ِ‬
‫وأن ال أخبر أحدًا أنني سكران‬ ‫وأنت واحدة‬ ‫ِ‬
‫املـ ـ ــرأة ال ـت ــي دق ـق ــت ب ـف ـمــي‪ ،‬وأرت ـن ــي‬ ‫َ‬
‫انكسار‬ ‫ُ‬
‫ننكسر‬ ‫نتوحد ثم‬ ‫ُ‬ ‫تخيلي‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فمها عـلــى ورقـ ــة‪ ،‬ومـسـحــت عجزي‬ ‫لؤلؤ ٍة تحت الشمس‬
‫بمنديل‬ ‫أو مـصـطـبــة ال يـشـبــع خ ـشـ ُـبـهــا من‬
‫شــرحــت لــي‪ ،‬مـبــدأ االس ـت ـبــدال‪ ،‬كيف‬ ‫رائحتينا ‪ ‬‬
‫نحتاج أن يكون الفم مركز الجسد‬ ‫ٌِ‬ ‫سواك‬ ‫أنت ٌوال‬ ‫أنت ِ‬ ‫ِ‬
‫وسوط تعذيبه‪ ،‬وسكرات موته‪،‬‬ ‫ـات‬
‫ح ـ ـق ـ ـي ـ ـقـ ــة واحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة ب ـ ــاف ـ ـت ـ ــراض ـ ـ ٍ‬
‫وأن نـتـعــود اسـتـنـشــاق دخ ــان الـفــم‪،‬‬ ‫المتناهية‬
‫حفلته ُ‬ ‫ّ‬
‫وننطفئ‪ ‬كآخر مصباح ‪ ‬في‬
‫ُ‬
‫شتاؤك مشمس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـت ّأيـ ـتـ ـه ــا الـ ـبـ ـعـ ـي ــدة‪ ،‬امل ـق ــط ـع ــة‬ ‫وأنـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫‪cross roads cafe‬‬
‫بالسيوف واملنائر‪،‬‬ ‫‪2015/8/13 ‬‬
‫ّ‬
‫لــم تـبــق إل ضـفـيــرتـ ِـك تــربــط قــدمــي‪،‬‬
‫وأنــا جالس على كرسي من الكتان‬
‫األحمر‬ ‫أثر ‪ ‬بيننا‬
‫ال بد من ٍ‬
‫أقرأ لك صدقي‪ ‬وكذبي معًا‪ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ألستدرجك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اعــتـقـ َـد أن ــه عــرفـ ِـك مــن عــضــةٍ خفيفة‬
‫ك ــان ــا ب ــا ف ــم‪ ،‬أن ــا اإلح ـل ـيــل امل ـت ـ ّـوج‬ ‫كتفك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫برأس خفاش ُ‬ ‫وعرفتهِ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫ـت بـ ـ ــركـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ــدم الـ ـ ـت ـ ــي كـ ـ ِـل ـ ـفـ ـ ُـت‬‫وأن ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫«من دون عنوان» لبهرام حاجو (مواد مختلفة على كانفاس ــ ‪ 50×40‬سنتم ــ ‪)2014‬‬ ‫عندما كنتما تلعبان تحت شجرة‬
‫بامتصاصها‪.‬‬ ‫لوال هذا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سرو‪ ‬‬
‫كتفك‪ ‬‬ ‫األثر على‬ ‫النظر الى املراة‪،‬‬ ‫‪ ‬كوجهٍ أدمن‬ ‫ويسألك‪،‬‬ ‫يد ُه تمسح‬ ‫كانت ُ‬
‫‪cross roads cafe‬‬ ‫ُِ‬ ‫ُ‬ ‫من َ‬
‫ِ‬ ‫إبطيك‪ ،‬فيموت‪ ‬‬
‫ِ‬
‫‪2014/10/7 ‬‬ ‫لوال هذه الرائحة الدائمة في يدي‪ ،‬‬ ‫أنت؟‬ ‫أنت؟‬
‫من ِ‬ ‫وتنفخني في فمه‬
‫* شاعر عراقي مقيم في أميركا‬ ‫ما نراه ليس دائمًا هو الحقيقة‬ ‫من سنكون‪،‬‬ ‫وتنظرين في وجهه‪،‬‬ ‫فيستيقظ‪،‬‬

‫الحشيش‪ .‬وتنهار ّ‬ ‫ّ‬


‫الله ال يحب البكائين‬
‫قوتي الجنسية‬ ‫أسند عليها ظهره سأتذكر كل شيء‬ ‫ّ‬
‫منفرة‬ ‫صخرية‬ ‫بسنوات وبمالمح‬ ‫واطــرائــي كما يتناوب األوغــاد على‬ ‫حسن بولهويشات *‬
‫بــالـكــامــل ألم ـضــغ الـهــزيـمــة كــل ليلة‬ ‫تقريبًا وأجفل كبغل‪:‬‬ ‫وف ـ ـهـ ـ ٍـم بـ ــدائـ ــي وم ـض ـح ــك ل ـل ـح ـيــاة‪،‬‬ ‫اغتصاب الفتاة الـعــائــدة مــن معمل‬
‫كقط‬ ‫ّ‬ ‫لـ ـسـ ـن ــوات ط ـ ـ ــوال سـ ــأشـ ــرح ظ ــواه ــر‬
‫وأستدير جهة الحائط وأتكوم ّ‬ ‫‪ -‬ما هي جنسية عبد الرحمن منيف‬ ‫بـيـنـمــا واصـ ــل ال ـلــه ارس ـ ــال لــوحــاتــه‬ ‫الـتـعــب‪ .‬نـعــم لـقــد ح ـضــروا جميعًا‪،‬‬
‫مطرود من الوليمة بينما ستتأفف‬ ‫يا أستاذ؟‬ ‫الجميلة إلى عباده املظلومني‪ ،‬وفي‬ ‫املـتـقــاعــدون واملـخـضــرمــون والـجــدد‬ ‫تركيبية وصــرفـيــة كـثـيــرة‪ ،‬وأمـســح‬
‫ّ‬
‫زوج ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ــي وت ـ ــركـ ـ ـلـ ـ ـن ـ ــي ب ــرجـ ـلـ ـيـ ـه ــا‬ ‫‪ -‬سعودي طبعًا‪.‬‬ ‫كل مـ ّـرة تضيع لوحة جميلة من يد‬ ‫وثـ ـ ــاثـ ـ ــة أو أرب ـ ـ ـعـ ـ ــة لـ ـ ــم ي ـس ـع ـف ـنــي‬ ‫الغبار عن شعراء وكتاب مغمورين‪،‬‬
‫املفلطحتني وأصمت‪.‬‬ ‫ـ وملــاذا لم يشيروا إلى جنسيته في‬ ‫أحد العميان يغضب اإللــه ويصلنا‬ ‫التعرف عليهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الغدار في‬ ‫الزهايمر ّ‬ ‫قـبــل أن أص ــل إل ــى املــرح ـلــة األخ ـيــرة‬
‫ومـ ــاذا أي ـضــا؟ ســأمــوت بـعــد عامني‬ ‫الكتاب واكتفوا بكلمة «عربي»؟‬ ‫وس ـعـ ُ‬ ‫ب ــأل ــم مـ ـح ــرج فـ ــي ال ـظ ـه ــر وأحـ ـج ــار‬
‫البرق والرعد‪ّ .‬‬ ‫ـدت كـثـيـرًا بـحـضــور األس ـتــاذة‬
‫أو ثالثة من فــرط اليأس ويأتي من‬ ‫‪ -‬لقد أسقطوا عنه الجنسية بعدما‬ ‫ط ـب ـعــا س ــأت ـص ــن ــع الـ ـف ــرح واالت ـ ـ ــزان‬ ‫أم ــل ال ـت ــي طـبـعــت قـبـلــة ع ـلــى خــدي‬ ‫صغيرة فــي الكليتني وقـطــرات بول‬
‫ي ـغ ـســل ج ـث ـتــي ب ـم ــاء ف ــات ــر وقـطـعــة‬ ‫أغضب جهات كثيرة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قال كالمًا‬ ‫وأشـكــر الجميع بكلمات منضبطة‬ ‫األيـ ـس ــر وج ـل ـس ــت ج ـ ـ ــواري كــأم ـيــرة‬ ‫طبية كبيرة وشعر‬ ‫فالتة‪ ،‬ونظارات ّ‬
‫ـربـعــة قـبــل أن يطمروني‬ ‫صــابــون مـ ّ‬ ‫‪ -‬وما هو الكالم االذي قاله منيف؟‬ ‫ودق ـي ـق ــة ث ــم أغ ـ ـ ــادر م ـتــأب ـطــا لــوحــة‬ ‫مهذبة‪.‬‬ ‫منتوف وآلــة سمع في قوقعة األذن‬
‫ف ــي ح ـفــرة مـظـلـمــة وي ــأت ــي عــزرائـيــل‬ ‫‪ -‬ال أدري وب ــامـ ـك ــان ـ ِـك أن تـفـهـمــي‬ ‫الي أحدهم‪،‬‬ ‫لفنان مغمور سيهديها ّ‬ ‫مرة وهي‬ ‫أذكر عندما رأيت أمل ألول ّ‬ ‫واعتالل عصبي فظيع‪ ،‬وبال أسنان‬
‫وي ـخ ـب ــط أعـ ـض ــائ ــي ب ـع ـصــا ك ـب ـيــرة‬ ‫جيدًا في ما بعد‪.‬‬ ‫األمور ّ‬ ‫ومـ ـ ـ ــاذا بـ ـع ــد؟ سـ ــأدحـ ــرج أي ـ ــام ال ـلــه‬ ‫ت ـن ــزل م ــن تــاك ـســي أب ـي ــض ف ــي تلك‬ ‫ّ‬
‫حتى‪.‬‬ ‫وال أفكار‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وبـ ـ ـ ــن خـ ـبـ ـط ــة وأخ ـ ـ ـ ـ ــرى س ــأتـ ـم ــل ــى‬ ‫– أن ــت فــاشــل وج ـب ــان وم ـكــانــك بني‬ ‫م ــن مـقـهــى إل ــى آخ ــر ألقـ ــرأ ال ـجــرائــد‬ ‫تنهدت‬ ‫الظهيرة من سبتمبر بعيد‪،‬‬ ‫وكبقية املتقاعدين سأسعد بحفل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وجبته البيضاء‬ ‫مالمحه الصارمة‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدواب‪ ،‬ت ـ ــواص ـ ــل الـ ـتـ ـلـ ـمـ ـي ــذة فــي‬ ‫ب ــال ـت ـن ــاوب م ــع م ـت ـقــاعــديــن آخ ــري ــن‬ ‫وفـ ــكـ ــرت أن ال ـل ــه أرس ـ ــل ال ـ ـ ّـي لــوحــة‬ ‫الـ ـتـ ـك ــري ــم‪ ،‬وأح ـ ـضـ ــر بـ ـب ــذل ــةٍ زرقـ ـ ــاء‬
‫وأحاول أال أبكي‪ ،‬فالرجال اليذرفون‬ ‫داخلها‪.‬‬ ‫وأخ ــاط ــب الـ ـن ــادل بـلـغــة املـنـفـلــوطــي‬ ‫ّ‬
‫جـ ّمـيـلــة ف ــي ت ـلــك ال ـق ــري ــة الـشـمــالــيــة‬ ‫خـطــوطـهــا ع ـمــوديــة وح ـ ــذاء بـطــرف‬
‫ّ‬ ‫ـدب ــب وب ــا جـ ـ ــوارب‪ ،‬ورب ـط ــة عنق‬ ‫مـ ّ‬
‫الدموع والله ال يحب البكائني‪ .‬هكذا‬ ‫وفـ ــي ك ــل مـ ــرة س ــأع ــود إلـ ــى الـبـيــت‬ ‫وجـ ــرجـ ــي زيـ ـ ـ ـ ــدان‪ ،‬وأن ـ ـسـ ــى نـفـســي‬ ‫حصر‬ ‫الــضــاجــة بــأشـجــار زي ـتــون ال ّ‬
‫ّ‬ ‫صفراء نكاية باملوضة والخريف‪ ،‬يا‬
‫فكرت دومًا‪.‬‬ ‫سـ ـتـ ـح ــدث زوب ـ ـع ـ ــة ف ـ ــي الـ ـص ــال ــون‬ ‫فــي دورة املـيــاه ألسمع طرقًا حانقًا‬ ‫لها‪ ،‬لكن مع مرور الوقت فهمت أني‬
‫ّ‬ ‫وتصل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وبلغت‬ ‫الله! كيف غافلتني السنوات‬
‫وهــل هناك مــا تضيفه؟ سيغيرون‬ ‫سيارة اإلسعاف إلى الزنقة‬ ‫فسيتذمر من‬ ‫على الباب‪ ،‬أما النادل‬ ‫ضيعت لوحة الله الجميلة بسبب‬
‫ب ـ ـ ــاط ال ـ ـغـ ــرفـ ــة وي ـ ــأت ـ ــي م ـ ــن ي ـع ـبــث‬ ‫‪ 4‬ويـتـلـصــص ال ـج ـي ــران م ــن شـقــوق‬ ‫الطاولة‬ ‫ويمسح‬ ‫جلستي الطويلة‬ ‫عمش أصفر في العينني‪ ،‬لقد تعبت‬ ‫الستني سريعًا ك ـعـ ّـداء اثـيــوبــي ولم‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫بــأغــراضــي وقـمـصــانــي امل ـلــونــة‪ّ ،‬أمــا‬ ‫األبـ ـ ــواب وال ـن ــواف ــذ‪ ،‬وأش ـي ــاء أخ ــرى‬ ‫محاوال صرفي‪ ،‬وبــدوري سأتصنع‬ ‫م ـع ــي وأنـ ـ ــا أج ــرج ــره ــا م ــن شــاطــئ‬ ‫أرب ــح ال الــذهــب وال الـنـحــاس‪ ،‬ولكن‬
‫كـتـبــي فـسـتـضـيــع ب ــن ال ـب ـيــوت كما‬ ‫ستقع إلــى أن تـهــرب ابنتي الكبرى‬ ‫الـ ـ ـب ـ ــادة وأواصـ ـ ـ ـ ــل الـ ـصـ ـم ــود ك ــأي‬ ‫ال ــى شــاطــئ وم ــن غ ــرف سفلية الــى‬ ‫مل ـ ــاذا ل ــم أرف ـ ــع ي ــدي وأك ـس ــر ب ـنــدول‬
‫تضيع دماء اللصوص بني القبائل‪.‬‬ ‫مع أحد الغرباء إلى وجهة مجهولة‪.‬‬ ‫مناضل أشعث وانتهازي‪.‬‬ ‫أخ ـ ــرى ف ــي سـطـيـحــة ب ـيــت مـهـجــور‬ ‫ملرة واحدة؟‬ ‫الزمن بفردة الحذاء ولو ّ‬
‫* كاتب مغربي‬ ‫ويـ ـب ــدأ اب ـن ــي ال ـص ـغ ـيــر ف ــي تــدخــن‬ ‫وكما يتذكر السجني الجدران التي‬ ‫قبل أن تقبل الزواج من رجل يكبرها‬ ‫وه ه ـ ــم ي ـ ـت ـ ـنـ ــاوبـ ــون عـ ـل ــى م ــدح ــي‬
‫‪5‬‬ ‫كلمات‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫كاهن المعبد العجوز المريض بالبواسير‬


‫وهي تقول‪ :‬مش بالضرورة‪ ...‬فيه رجالة‬ ‫تطلق سراحها بعد تفكر وتردد‪ ،‬تمنيت‬ ‫بمقابل وضيع‪ ،‬وضيع حقًا‪ ،‬أن تتسلم‬ ‫بانتظام‪ ،‬وال أضاجع أبـدًا‪ ،‬فقط أمارس‬ ‫وجدي الكومي *‬
‫وستات أخوات برضه‪.‬‬ ‫أن أك ــون كلمة بــن شفتيها‪ ،‬ضبطتني‬ ‫كل شهر ألفًا أو ألفني‪ ،‬أو أربعة آالف من‬ ‫االسـ ـتـ ـمـ ـن ــاء كـ ــل لـ ـيـ ـل ــة‪ ،‬قـ ـب ــل أن أذهـ ــب‬
‫تحدث‬ ‫ّ‬ ‫ثــم بـتــرت عبارتها قائلة كأنها‬ ‫أتــأمــل فــي تفاصيلها امل ـغــويــة‪ .‬هــي في‬ ‫الجنيهات‪ ،‬مقابل أن تــأســر روح ــك في‬ ‫إل ــى الـ ـف ــراش مـصـطـحـبــا ح ـبــة الـضـغــط‬ ‫كيف تعرف أن إحداهن مكشوفة الوجه‬
‫نفسها‪ :‬إيه اللي أنا بقوله دا‪ ...‬ثم نظرت‬ ‫الحقيقة‪ ،‬كما يـقــال‪ ،‬فــواحــة أنـثــويــة‪ .‬إذا‬ ‫وظـيـفــة مـكـتـبـيــة‪ ،‬مـثــل ال ـص ـحــافــة‪ .‬كنت‬ ‫ألتـخـلــص مــن شــواكـيــش ال ـص ــداع التي‬ ‫أو عــاهــرة سـبــق لـهــا ال ـنــوم مــع أحــدهــم‪،‬‬
‫إلـ ّـي قائلة‪ :‬بــص‪ ،‬أنــا هنا مــش هقدم لك‬ ‫كان هذا التعبير سليمًا فسأمضي إلى‬ ‫أقول لنفسي مطلع كل عام‪ ،‬سيكون هذا‬ ‫تنهمر على رأسي‪ ،‬وأتمنى أال أستيقظ‬ ‫أو اب ـت ــاع ح ـيــوانــاتــه امل ـن ــوي ــة‪ ،‬أو على‬
‫ت ـب ــري ــرات م ــن أي نـ ــوع‪ .‬أن ــا مـمـكــن أن ــام‬ ‫مــا هــو أب ـعــد وأقـ ــول إن ـهــا ري ــان ــة‪ ،‬ريــانــة‬ ‫هو عامي األخير في الصحافة‪ ،‬لكنني‬ ‫ف ــي ال ـص ـب ــاح الـ ـت ــال ــي‪ .‬أس ـه ــر ك ــل شـهــر‬ ‫األقل‪ ،‬مسحتها بنهديها في شبق‪ ،‬بعد‬
‫ّ‬
‫معاك‪ ،‬بس دا ليه؟ عشان أرضيك؟ أرضي‬ ‫الجسم‪ ،‬الحظت هي تفرسي والتهامي‬ ‫كـنــت أســلــم روح ــي تــدريـجــا لــأســر‪ ،‬وال‬ ‫سهرة طويلة ممتدة من التاسعة حتى‬ ‫الوصول إلى لحظة األورغازم؟‬
‫غ ـ ــرورك؟ أرضـ ــي إي ــه جـ ــواك بــالـضـبــط؟‬ ‫ل ـهــا‪ ،‬فـلـ ّـمـحــت ب ـلــوم إل ــى أن ـنــي يـجــب أن‬ ‫أبـ ــادر إل ــى تـحــريــرهــا م ــن رك ــن الـحـلـبــة‪،‬‬ ‫الثالثة فجرًا في بار «ويندسور» بعماد‬ ‫ت ـطــاردنــي ال ـهــواجــس مـنــذ ف ـتــرة بـشــأن‬
‫ً‬
‫أنتوا هتفضلوا طول عمركم متخلفني؟‬ ‫أركز في ما تقول‪ ،‬ال في جسدها‪ ،‬قالتها‬ ‫ح ـت ــى ج ـ ـ ــاءت ال ـف ــات ـن ــة ذات ل ـي ـل ــة إل ــى‬ ‫الــديــن‪ ،‬محتفال بالهبات النقدية التي‬ ‫فــات ـنــة‪ ،‬كـلـمــا رأي ـت ـهــا وجــدت ـنــي مفتونًا‬
‫ق ـل ــت‪ :‬إن ـت ــي ل ـيــه الب ـس ــة كـ ــدا؟ إن ـت ــي ليه‬ ‫هكذا‪ :‬ركز في كالمي وما تركزش فيا‪.‬‬ ‫«ويندسور»‪.‬‬ ‫تصلني مــن ال ـخ ــارج‪ ،‬مطلقًا شتائمي‬ ‫أكثر من املرة السابقة التي رأيتها فيها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫متشيكة وحاطة برفان وكحل؟‬ ‫مـلــت نـحــوهــا ق ــائ ــا وأن ــا أواصـ ــل تــأمــل‬ ‫ه ــي ف ـن ــان ــة‪ ،‬ت ــرس ــم‪ ،‬وت ـك ـت ــب‪ ،‬وت ـش ــرب‬ ‫على جميع رؤس ــاء التحرير واألقـســام‬ ‫لكن هذه الهواجس تطاردني‪ ،‬تالحقني‪،‬‬
‫ْ‬
‫هبت في فجأة‪ :‬عشان أعجب أهلك؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شفتيها املكتنزتني‪ :‬أنا‪ ...‬بحبك‪.‬‬ ‫البيرة‪ ،‬و»الواين»‪ ،‬ولكن هذا ال عالقة له‬ ‫وامل ـ ـحـ ــرريـ ــن األوغ ـ ـ ـ ــاد الـ ــذيـ ــن ي ـع ـم ـلــون‬ ‫أشعر بأنها نامت مع ملح األرض‪ ،‬كنت‬
‫تــراجـعــت مـبـهــوتــا‪ ،‬قـلــت فــي نـفـســي‪ :‬ها‬ ‫حــدج ـت ـنــي ب ـن ـظــرة ه ــادئ ــة‪ ،‬ق ــال ــت‪ :‬أنــت‬ ‫بفنها‪ ،‬بعض مــن سيقرأ هــذه السطور‬ ‫م ـع ــي‪ ،‬أنـ ــا األس ـط ــي ال ـص ـح ـفــي ال ـقــديــم‪،‬‬ ‫أتأملها مفتونًا بشعرها الثقيل الــذي‬
‫ه ــي م ـت ـنـ ّـمــرة ع ـلــى حـقـيـقـتـهــا‪ ،‬ه ـك ــذا ال‬ ‫دايمًا كدا‪...‬؟‬ ‫س ـي ـن ـكــر ربـ ـط ــي بـ ــن ال ـش ـي ـئ ــن‪ ،‬أق ـصــد‬ ‫ال ــواه ــن‪ ،‬ال ـكــاهــن األول بــامل ـع ـبــد‪ ،‬ال ــذي‬ ‫تتركه منسابًا في فوضى على كتفيها‬
‫تـفــرق عــن الطليقتني السابقتني‪ ،‬كلهن‬ ‫ش ـع ــرت ب ـل ـط ـمــة‪ ،‬كـ ــدت أت ــراج ــع وأط ـلــق‬ ‫ال ـشــرب‪ ،‬وال ـفــن‪ ،‬لـكــن فــي الحقيقة ليس‬ ‫يتسلم فضليات القرابني‪ ،‬وتعفه نفسه‬ ‫العاريتني‪ ،‬ترتدي دومًا فساتني مكشوفة‬
‫واحد‪ ،‬حقًا كلهن واحد‪ ،‬نمور أو لبؤات‪.‬‬ ‫الـ ـشـ ـخ ــرة الـ ـت ــي صـ ـب ــرت ع ـل ـي ـه ــا‪ ،‬ك ــدت‬ ‫لهما عالقة‪ ،‬هي فنانة بحكم موهبتها‪،‬‬ ‫أن يـقــربـهــا م ــن األوغ ـ ــاد ال ــذي يـظـفــرون‬ ‫الكتفني‪ ،‬تحجب نهديها‪ ،‬وتكشف بريبة‬
‫أخذت تنفث سيجارتها في توتر‪ ،‬وهي‬ ‫أصفعها بقلم على لحم وجهها وأصيح‬ ‫وصبرها عليها‪ ،‬واجتهادها في السفر‬ ‫بالنصيب األكـبــر مــن التقديمات‪ .‬كيف‬ ‫شقًا شهيًا بينهما‪ ،‬جسدها ممتلئ في‬
‫ُ‬
‫ت ـح ــدق فـ ـ ّـي ب ـن ـظ ــرات م ـغ ـلــولــة‪ ،‬نجحت‬ ‫بهياج‪ ،‬كدت أفعل أشياء كثيرة‪ ،‬تقلصت‬ ‫ومالحقة األعمال الفنية التي تطرح في‬ ‫تـهــاوت حياتي هـكــذا‪ ،‬وصــرت محطمًا‪،‬‬ ‫غير بدانة‪ ،‬وافــرة اللحم‪ ،‬معطاء‪ ،‬سمنة‬
‫في إخراجها عن شعورها‪ ،‬هكذا تفكر‪.‬‬ ‫مالمحي في ضيق‪ ،‬وتراجعت‪ ،‬وجرعت‬ ‫«األتيليهات» و»الغاليريهات»‪ ،‬وكذلك‬ ‫واآلن‪ ،‬ترفل أمامي هذه الفاتنة‪ ،‬وتهفو‬ ‫محببة فــي ساقيها‪ ،‬تتدلى فساتينها‬ ‫ّ‬
‫نجحت في استفزازها‪ ،‬انتزعت قناعها‬ ‫زجاجة البيرة التي بيننا على املائدة‪،‬‬ ‫اه ـت ـمــام ـهــا ب ــامل ــوض ــوع‪ ،‬الـ ـ ــذي جـعـلـهــا‬ ‫إليها نفسي أن أتــزوجـهــا‪ ،‬مل ــاذا تتزوج‬ ‫ف ـ ــوق رك ـب ـت ـي ـه ــا‪ ،‬ف ـت ـظ ـهــر ب ــالـ ـك ــاد لـحــم‬
‫ً‬
‫الفاتن بضربة كلمة في مقتل‪ ،‬ابتسمت‬ ‫تراجعت هي أيضًا‪ ،‬ثم فتحت حقيبتها‬ ‫تــدرس مــرة أخــرى في الفنون الجميلة‪،‬‬ ‫رج ـ ـ ــا م ـح ـط ـمــا م ـث ـل ــي‪ ،‬ي ـط ـل ــق ع ـضــوه‬ ‫سـمــانـتـهــا‪ .‬أح ـ ـ ّـدق ف ــي ه ــذه الـتـفــاصـيــل‬
‫بعصبية‪ ،‬وأن ــا أقـ ــول‪ :‬مــش بــالـضــرورة‬ ‫فـ ـ ـج ـ ــأة‪ ،‬وأخـ ـ ــرجـ ـ ــت ع ـل ـب ــة س ـج ــائ ــره ــا‪،‬‬ ‫ت ـف ـعــل س ـم ـي ــرة م ــا ك ـن ــت أظ ـن ـن ــي قـ ــادرًا‬ ‫ال ــذك ــري بـضـعــة ح ـيــوانــات مـنــويــة بعد‬ ‫بشغف‪ ،‬وأرصد بسمتها التي تنتج من‬
‫أهلي‪ ،‬كفاية أنا بس‪ ،‬لكن مش كل قصة‬ ‫وأش ـع ـلــت س ـي ـج ــارة‪ ،‬وتـ ـل ــذذت ب ـهــا بني‬ ‫على فعله منذ س ـنــوات‪ ،‬تــرســم لوحات‬ ‫نكح يــد عسير تـفــوق صعوبته أحيانًا‬ ‫ثغر محبوب‪ ،‬وكفيها ناصعي البياض‪.‬‬
‫الزم تنتهي عند املأذون يعني‪ ...‬املأذون‬ ‫شفتيها‪ ،‬أو هكذا تخيلت‪ ،‬لكنها نفثت‬ ‫تـشـكـيـلـيــة‪ ،‬ال أف ـهــم ف ــي امل ــوض ــوع‪ ،‬على‬ ‫نطح الجبال‪.‬‬ ‫حــاجـبــاهــا ثـقـيــان مــرســومــان بـعـنــايــة‪،‬‬
‫بومة‪ ،‬الناس بتدخل له أكتر من مرة‪.‬‬ ‫فــي ه ــدوء‪ ،‬كأنها تستعيد شيئًا سقط‬ ‫ال ــرغ ــم م ــن أن ـنــي أك ـتــب ف ــي أح ــد مــواقــع‬ ‫الـ ـف ــات ــورة ب ــاه ـظ ــة‪ ،‬ح ـي ـن ـمــا ت ـص ــل إل ــى‬ ‫وكذلك عيناها‪ ،‬تتدلي رموشها طويلة‪،‬‬
‫ً‬
‫ق ـ ــال ـ ــت‪ :‬أن ـ ـ ــا ح ـب ـي ــت واحـ ـ ـ ـ ــد‪ ،‬اتـ ـج ــوزت ــه‬ ‫مـنـهــا ف ــي الـلـحـظــة ال ـســاب ـقــة‪ ،‬أن ــا أيـضــا‬ ‫ال ـف ـن ــون‪ ،‬أك ـتــب «لـ ـ ّـي ذراع»‪ ،‬امل ـهــم أنـهــا‬ ‫ه ــذا ال ـع ـمــر م ـح ـمــا ب ـكــل ه ــذه ال ـهــزائــم‪،‬‬ ‫سوداء واضحة‪.‬‬
‫واتـ ـطـ ـلـ ـقـ ـن ــا‪ ،‬ورج ـ ـع ـ ـنـ ــا ح ـب ـي ـن ــا ب ـعــض‬ ‫ك ـنــت ب ـحــاجــة إل ــى الـ ـه ــدوء‪ ،‬واس ـت ـعــادة‬ ‫ص ــادف ـت ـن ــي ف ــي إحـ ـ ــدى ه ـ ــذه املـ ـق ــاالت‪،‬‬ ‫ت ـ ــدرك ك ـيــف ح ــاص ــرك أح ــده ــم ف ــي ركــن‬ ‫لـ ـي ــس م ـ ــن الـ ـسـ ـه ــل أن أكـ ـ ـ ــون ف ـ ــي ه ــذه‬
‫فاتجوزنا تاني‪ ،‬ورجعنا ضربنا بعض‬ ‫أعـصــابــي‪ ،‬قــالــت فـجــأة‪ :‬بــص‪ ،‬أنــا آسفة‪.‬‬ ‫وفــوجـئــت بــانـتـقــادهــا ال ــاذع ملــا كتبت‪.‬‬ ‫حلبة العمر‪ ،‬وكــال لــك الضربات بشكل‬ ‫ال ـ ـحـ ــالـ ــة‪ ،‬وأتـ ـعـ ـل ــق بـ ــإحـ ــداهـ ــن‪ ،‬لـكـنـنــي‬
‫بــالـجــزم فاطلقنا تــالــت‪ .‬أن ــا مــش بحب‬ ‫لكن أنــا عــارفــاك كــويــس‪ ،‬أنــت زي ــر‪ ،‬وأنــا‬ ‫دع ــوتـ ـه ــا إل ـ ــى الـ ـ ـب ـ ــار‪ ،‬ك ـن ــت أخـ ـش ــى أن‬ ‫ج ـي ــد‪ ،‬وت ـك ـت ـشــف ك ـيــف أنـ ــك فـ ـ ـ ّـو ّت آالف‬ ‫كـنــت أف ـكــر فــي سـمـيــرة بـشـكــل آخ ــر‪ ،‬أنــا‬
‫ال ـجــواز‪ ،‬وال محتاجة راج ــل‪ ،‬وال شاغل‬ ‫مــش نــاويــة أش ــرب‪ .‬ممكن نتعامل على‬ ‫تفضحني‪ ،‬أو تثير الغبار على ما أكتب‪.‬‬ ‫ال ـفــرص ل ــرد ال ـضــربــات‪ ،‬أو ال ـه ــروب‪ ،‬أو‬ ‫عـلــى م ـش ــارف األرب ـع ــن‪ ،‬طـلـقــت مــرتــن‪،‬‬
‫بــالــي ال ـج ـنــس‪ ،‬أن ــا بـحــب نـفـســي‪ ،‬بحب‬ ‫هذا األساس‪.‬‬ ‫فــي الـبــدايــة كــدت أطـلــق «ش ـخــرة» حــادة‬ ‫حتى على األق ــل‪ ،‬كــان بوسعك أن تقفز‬ ‫وأن ـج ـب ــت أربـ ـع ــة‪ ،‬تــاح ـق ـنــي مـطـلـقـتــان‬
‫ل ـح ـم ــي‪ ،‬ب ـح ــب ش ـي ــاك ـت ــي‪ ،‬ب ـح ــب إنـ ــزل‬ ‫ض ـح ـكــت ب ـع ـص ـب ـيــة‪ ،‬ث ــم ق ـلــت مـتـهـكـمــا‪:‬‬ ‫ردًا عـلــى رده ــا عـلــى مــا كتبت بــاملــوقــع‪،‬‬ ‫مــن ف ــوق ه ــذه الـحـبــال الـتــي تـقـيــدك إلــى‬ ‫بـ ــأمـ ــوال ال ـن ـف ـقــة ومـ ـص ــاري ــف امل ـ ـ ــدارس‪،‬‬
‫أج ـي ــب شـنـطــة وج ــزم ــة‪ ،‬ب ـحــب أت ـفـ ّـســح‪،‬‬ ‫زي ــر‪ ...‬أنــا زي ــر‪ .‬مــاشــي يــا سـتــي‪ ،‬اشربي‬ ‫ل ـك ـن ـن ــي امـ ـتـ ـنـ ـع ــت بـ ـع ــدم ــا ص ــدم ـت ـن ــي‬ ‫الـحـلـبــة‪ ،‬أو إل ــى ركـنـهــا‪ ،‬تكتشف فجأة‬ ‫أك ـبــر أب ـنــائــي ف ــي ال ـخــام ـســة ع ـشــرة من‬
‫وبحب أسافر‪ ،‬وبحب أكتب‪ ،‬وأرسم‪ ،‬ليه‬ ‫من املطرح اللي تحبيه‪ ،‬إن شاء الله لو‬ ‫فتنتها‪ ،‬سميرة فاتنة‪ ،‬فاتنة محبوكة‬ ‫أن أب ـن ــاءك ب ـع ـيــدون ع ـنــك‪ ،‬لـكـنــك مــديــن‬ ‫ع ـمــره‪ ،‬أعــانــي مــن الـبــواسـيــر والـضـغــط‬
‫هحتاج راجل بعد كدا‪.‬‬ ‫نستله أو دساني أي إزازة مياه معدنية‬ ‫مثل اهتمامها بتفاصيل ردائها الحابك‬ ‫ل ـهــم ب ــاس ـت ـم ــرار‪ ،‬تـكـتـشــف ك ـيــف تـحــول‬ ‫تيبس جسدي قبل األوان‬ ‫وآالم الظهر‪ّ ،‬‬
‫ث ــم ن ـه ـضــت وت ــرك ـت ـن ــي‪ ،‬اب ـت ـع ــدت وأن ــا‬ ‫تحبيها‪ ،‬بس هنا فيه حاجة‪ ،‬أي واحد‬ ‫عـلــى نـهــديـهــا‪ ،‬وجـســدهــا املـمـتـلــئ‪ ،‬مثل‬ ‫وجـهــا طليقتني إل ــى وج ــوه الـســاحــرات‬ ‫من العمل في الصحافة‪ ،‬أعمال مكتبية‬
‫أظنها ستعود وتعتذر‪ ،‬لكنها لم تعد‪،‬‬ ‫وواح ــدة هـمــا راج ــل وس ــت‪ ...‬دا مــن بــدء‬ ‫اه ـت ـم ــام ـه ــا ب ـع ـط ــره ــا املـ ـ ـش ـ ـ ّـع‪ ،‬ال ــاه ــب‬ ‫القاطنات جبال األنــديــز‪ ،‬تكتشف كيف‬ ‫تـتـجــاوز الـســت عـشــرة ســاعــة‪ ،‬أكـتــب في‬
‫فتجرعت مــا تبقى فــي زجــاجــة الـبـيــرة‪،‬‬ ‫الخليقة كدا‪.‬‬ ‫ألعصابي‪ ،‬سميرة فاتنة‪ ،‬مثل طريقتها‬ ‫حافظت على موضع ثابت ملؤخرتك في‬ ‫أربــع صحف‪ ،‬وأراســل اثنتني بالخارج‪،‬‬
‫وتجشأت بصوت مسموع‪.‬‬ ‫ن ـظــرت إل ـ ّـي فــي ت ـحـ ّـد‪ ،‬ثــم ملـعــت عيناها‬ ‫ال ـت ــي ت ـل ـفــظ ب ـهــا ك ـل ـمــات ـهــا‪ ،‬مـمـطــوطــة‪،‬‬ ‫مكتب ما طــوال هذه السنوات‪ ،‬وسلمت‬ ‫ومــوقـعــا أوروب ـي ــا لـلـفـنــون‪ ،‬أعـمــل طــوال‬
‫* كاتب مصري‬ ‫ببسمة س ــاخ ــرة‪ ،‬ســرعــان مــا ابتلعتها‬ ‫تنفرج شفتاها عن الكلمات ببطء‪ ،‬كأنها‬ ‫روحـ ـ ــك لــوظ ـي ـفــة تـلـتـهـمـهــا م ـج ــان ــا‪ ،‬أو‬ ‫أي ــام األس ـب ــوع‪ ،‬وأشــاهــد أف ــام الـبــورنــو‬

‫في مكان ال ذكريات تشيد فيه‬ ‫َّ‬


‫الباب‬
‫أن هذا ُ ً‬ ‫رشا القاسم *‬
‫لم يكن مغلقا فحسب‪.‬‬ ‫ُ ّ‬
‫تم تحويره‪:‬‬ ‫كل ما حولي َّ‬ ‫أبحث عن األبواب املخلعة‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الحديقة‪ ،‬الى صحراء مصغرة‬ ‫من زواياها املخفية‬
‫البيت‪ ،‬الى هيكل مهجور‬ ‫ُ‬ ‫واملخيفة‬
‫َ‬
‫األبواب‬ ‫أتفح ُص‬ ‫َّ‬
‫سريري‪ ،‬الى مكتبة‬
‫دفاتري ُالفارغة‪ ،‬الى طائرات‬ ‫أياد‬
‫وما مر بي من ٍ‬ ‫َّ‬
‫سيئة‪.‬‬ ‫والعائلة‪ ،‬الى قصيدة ّ‬ ‫الورثة‪،‬‬ ‫في منزل َ‬
‫ُ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أبحث عن األبواب املخلعة من الجوانب‬ ‫كانت لي غرفة‬
‫ّ‬
‫أبحث في بيوتكم عن ذاكرتي‬ ‫بباب مخلع‬
‫أبحث في ذاكرتكم عن بيوتي‬ ‫باب كان لوحًا للكتابة‬
‫هد َمته دبابة‬ ‫أبحث عن الحائط الذي َ‬ ‫بالسهام‪،‬‬ ‫للقلوب املخرومة‬
‫ُ‬ ‫ْ ً‬
‫عن الشظيةِ في الباب‬ ‫بأ لصور املطرب الذي أ ِح ّب‪،‬‬ ‫مخ ً‬ ‫ْ‬
‫عن الشظيةِ في الزجاج‬ ‫بأ لطالء االظافر‪،‬‬ ‫مخ ً‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫بأ للطباشير امللون‪،‬‬
‫عن الشظيةِ في طعامنا‬ ‫مخ ً‬ ‫ْ‬
‫عن الشظيةِ ‪ ...‬في قلب «رازقيةٍ » ميتة‬ ‫مخبأ للنفايات حتى‪.‬‬
‫وعثرت عليه‬ ‫ُ‬ ‫ملا أضاعه اآلخرون‬
‫عــن ت ــراب الـعـتـبــةِ ‪ ،‬وم ــا نـثــرنــاه مــن مــاء‬ ‫ُ‬
‫عليها‪.‬‬ ‫ملا أضعته وأخذه االخرون مني‬
‫بيوتكم‬ ‫في‬ ‫ذاكرتي‬ ‫عن‬ ‫أبحث‬ ‫من اآلخر‬ ‫كالنا ّ‬ ‫ملا أخذه‬
‫ُ‬
‫َمن وجد صورة املطرب الذي أ ِحب‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫اآلخر‬‫ّ‬ ‫ملا أخذه‬
‫حرم‬ ‫َمن وجد طالء األظافر ُامل َّ‬ ‫رده‪...‬‬ ‫منا ولم ُن َّ‬ ‫ملا أخذناه‬
‫َمن وجد حذاء أمي‬ ‫َمن عثر على حجرتي القريبة من سطح‬
‫الذي كبرت من أجله‬ ‫البيت؟‬
‫ْ‬
‫ونسيت ُه تحت الشمس لسنوات‬ ‫السطح الذي كان‬ ‫ْ ً‬
‫َمن وجد أخطائي على الباب ومسحها‬ ‫الذي أهملته‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫بأ لحذاء أمي ّ‬ ‫مخ ً‬
‫َمن مسح السجن‪،‬‬ ‫مخبأ للفتيات املحنطات على الجدار‬
‫بسجن أكبر؟ َ‬ ‫وكافأني‬ ‫وضحكات عريضة‬ ‫ٍ‬ ‫ورد‪،‬‬
‫بباقات ٍ‬‫ِ‬
‫الدفاتر القديمة‬ ‫َ‬ ‫من وجد‬ ‫تم تحويره‬ ‫كل ما حولي َّ‬
‫ِّ‬
‫عر؟!‬
‫َّ‬ ‫بالش‬ ‫وعاقبني‬ ‫بطريقة ما‬
‫«من دون عنوان» آلني كوركدجيان (مواد مختلفة ــ ‪ 61x99‬سنتم ــ رقم ‪ 227‬ــ ‪)2013‬‬ ‫فك شريط الشعر‬ ‫من َّ‬ ‫رس ـ ــم ع ـل ـيــه أبـ ــي خـطــوطــا‬ ‫الـ ـب ــاب ال ـ ــذي َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فجأة على الفرح البسيط؟‬ ‫وكبرت َ ّ‬ ‫طويلة‬
‫أنمو على نحو سيئ‬ ‫لفت للنهب؛‬
‫شيء م ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ان ما من‬ ‫العامر بالخراب‬ ‫هذا الضريح‬ ‫كيس القش‬ ‫ُ‬ ‫عد بها أخطائي الفادحة‪...‬‬ ‫كان ُي ُّ‬
‫ّ‬
‫أملك الرؤية املسلية للدموع‬ ‫فرحلوا‬ ‫َمن سرقه‬ ‫َ‬
‫الذي خبأت فيه مفاتيح الغرف املوصدة‬ ‫ُ‬ ‫وألنني كثيرة النسيان؛‬
‫َّ‬
‫ّ‬
‫وسامة بما يكفي إليذائكم بالكلمات‪.‬‬ ‫ذكريات ُت َّ‬
‫شي ُد فيه‬ ‫َ‬ ‫أنا في املكان الذي ال‬ ‫َمن أخبرهم‬ ‫بالخصومة‬ ‫فاتني‪...‬‬
‫*شاعرة من العراق‬ ‫أنمو في العتمة‬ ‫قبل أن يكتشفوا‬ ‫محاولة إلدامة البيت‬ ‫فاتني دائمًا‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫كلمات‬ ‫‪6‬‬
‫تاريخ‬

‫منير العكش‬
‫إبادة أهل األرض من أميركا إلى فلسطين‬
‫ناحية دولةٍ تاريخية‪ /‬أبدية لهم»‪.‬‬
‫كانت كلمات جاكسون على الشكل‬ ‫يدمج كتاب الباحث السوري الصادر عن‬
‫التالي‪« :‬لقد خصص لهم وطنًا إلى‬
‫ال ـغــرب مــن م ـي ـســوري وأرك ـن ـســاس؛‬ ‫«الريس» بين عالمين بعيدين زمنيًا‪ ،‬لكنهما‬
‫ٌ‬
‫وط ـ ـ ـ ــن ال ت ـق ـت ـح ـم ــه م ـس ـت ــوط ـن ــات‬
‫ال ـ ـب ـ ـيـ ــض وال تـ ـ ـق ـ ــام ف ـ ـيـ ــه كـ ـي ــان ــات‬
‫يتقاربان بفعل المعطيات المباشرة‪ :‬إنها حالة‬
‫سـيــاسـيــة غـيــر الـكـيــان ال ــذي يقيمه‬ ‫التناغم المأساوي بين شعبين أصليين‪ :‬العربي‬
‫الهنود ألنفسهم»‪.‬‬
‫ك ــان ج ــون كــال ـهــون نــائــب الــرئـيــس‬ ‫الفلسطيني في فلسطين مقابل المواطن‬
‫ج ــاكـ ـس ــون «عـ ـ ـ ـ ــراب» تـ ـل ــك امل ــرح ـل ــة‬
‫(ب ــاإلض ــاف ــة إل ــى م ـكــوي بــالـتــأكـيــد)‬ ‫المسمى اعتباطًا «هندي» في «الواليات‬
‫فـ ـه ــو ك ـ ـ ــان يـ ـجـ ـي ــد لـ ـعـ ـب ــة «الـ ـعـ ـص ــا‬
‫وال ـ ـ ـجـ ـ ــزرة» مـ ــع الـ ـهـ ـن ــود‪ .‬هـ ــو ك ــان‬
‫المتحدة األميركية»‬
‫وزي ــر الـحــرب فــي الـســابــق لرئيسه‪،‬‬
‫وصــاحــب منطق «تـمــديــن الـهـنــود»‬ ‫ك ـن ـع ــان وال ت ـش ـف ــق ع ـل ـي ـه ــم‪ .‬اق ـطــع‬ ‫عبد الرحمن جاسم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الـشـهـيــر‪ .‬ك ــان ه ــذا املـنـطــق مـســؤوال‬ ‫حـنــاجــرهــم‪ ،‬اذبـحـهــم جميعًا رجــاال‬
‫ع ــن تـهـجـيــر وق ـت ــل وت ـشــريــد مـئــات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫«ليس أمامنا سوى أن نقاوم أو ننتظر‬
‫ونساء وشيوخًا‪ ،‬وأطـفــاال وبهائم‪،‬‬
‫اآلالف م ـ ــن ال ـ ـه ـ ـنـ ــود (إن ل ـ ــم ن ـقــل‬ ‫ليتمجد الــرب بذلك»‪ .‬فــوق كل هذا‪،‬‬ ‫اإلبادة»‪.‬‬
‫ً‬
‫م ــايـ ـيـ ـن ــا)‪ ،‬فـ ـض ــا عـ ــن ك ـت ـي ـب ــه ذي‬ ‫كـ ـ ــان «الـ ــرئ ـ ـيـ ــس امل ـ ــؤس ـ ــس» ك ــاذب ــا‬ ‫من خطبة تكومسه (زعيم املقاومة‬
‫الـ ـعـ ـن ــوان ب ـل ـي ــغ األثـ ـ ــر (وال ــوق ــاح ــة‬ ‫بشدة‪ .‬يتضح هذا الكذب من خالل‬ ‫الهندية في أوائل القرن ‪.)19‬‬
‫آن)‪« :‬مــاحـظــات إجــرائـيــة حول‬ ‫فــي ٍ‬ ‫ع ــدد االت ـف ــاق ـي ــات ال ـت ــي وق ـع ـهــا مع‬
‫اإلص ـ ــاح ال ـه ـن ــدي‪ :‬ك ـيــف يـتـقـبـلــون‬ ‫الهنود األصليني بهدف تحييدهم‬ ‫ربـ ـ ـ ـم ـ ـ ــا ي ـ ـم ـ ـكـ ــن ت ـ ـص ـ ـن ـ ـيـ ــف «دولـ ـ ـ ـ ــة‬
‫اس ـ ـت ـ ـع ـ ـمـ ــارهـ ــم ب ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــرور»‪ ،‬مـ ــؤك ـ ـدًا‬ ‫عن الصراع مع غيرهم من الهنود‪،‬‬ ‫فـلـسـطـيـنـيــة ل ـل ـه ـنــود ال ـح ـم ــر» (دار‬
‫أن «الـ ـخـ ـط ــة اإلجـ ــرائ ـ ـيـ ــة ال ــوح ـي ــدة‬ ‫أو ح ـتــى إش ــراك ـه ــم ف ـيــه ث ــم قـتـلـهــم‬ ‫الـ ــريـ ــس) ل ـل ـبــاحــث ال ـ ـسـ ــوري مـنـيــر‬
‫إلص ــاح الـهـنــود هــي استعمارهم»‬ ‫الحـقــا‪ ،‬كما حــدث مــع الــزعـيــم وايــت‬ ‫ال ـع ـك ــش واحـ ـ ـ ـدًا م ــن أقـ ـس ــى ال ـك ـتــب‬
‫وه ــو تـقــريـبــا الـتـعـبـيــر نـفـســه ال ــذي‬ ‫آيز (من شعب الدوالوير الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫سمم‬ ‫ال ـ ـصـ ــادرة ح ــدي ـث ــا‪ .‬رغـ ــم ذلـ ـ ــك‪ ،‬ف ــإن‬
‫استعمله رئيس الوزراء الصهيوني‬ ‫بــال ـجــدري بـعــد أسـبــوعــن فـقــط من‬ ‫الـ ـنـ ـق ــاش فـ ــي ح ـق ـي ـق ـي ـتــه ودق ـ ـتـ ــه ال‬
‫بن غوريون حني قال‪« :‬ال يوجد حل‬ ‫توقيع املـعــاهــدة معه‪ ،‬رغــم أنــه كان‬ ‫يمكن املـســاس بـهـمــا‪ .‬الـكـتــاب الــذي‬
‫إصالحي إال االستعمار الكامل لكل‬ ‫من أبرز املؤيدين لتلك االتفاقيات)‪.‬‬ ‫يــدمــج ب ــن عــاملــن بـعـيــديــن زمـنـيــا‪،‬‬
‫فلسطني»‪.‬‬ ‫لكن الحكاية لم تبدأ عند واشنطن‪،‬‬ ‫لكنهما يـتـقــارٌبــان بفعل املعطيات‬
‫هذه الدولة التي نروي قصتها (أي‬ ‫ً‬ ‫املباشرة مدهش للغاية‪ :‬إنها حالة‬
‫بـ ــل تـ ـغ ــوص وصـ ـ ـ ــوال إل ـ ــى وصـ ــول‬
‫دولة كنعان الهندية) لم تطبق على‬ ‫أوائـ ـ ــل «ال ـط ـه ــران ـي ــن» (‪)Puritans‬‬ ‫الـ ـتـ ـن ــاغ ــم املـ ـ ــأسـ ـ ــاوي ب ـ ــن ش ـع ـبــن‬
‫أرض الــواقــع كما نعلم‪ .‬ذلــك أنــه لم‬ ‫ال ــذي ــن ق ــدم ــوا م ــن ب ــري ـط ــان ـي ــا إل ــى‬ ‫أص ـل ـيــن‪ :‬ال ـعــربــي الـفـلـسـطـيـنــي في‬
‫تكن هي مشروع دولة البتة‪ ،‬بل كان‬ ‫ـاد «ل ـي ــس ف ـي ـهــا أح ـ ــد» أو ه ـكــذا‬ ‫بــ ٍ‬ ‫فـلـسـطــن م ـقــابــل امل ــواط ــن األص ـلــي‬
‫املـقـصــود فيها‪ ،‬دفــع ه ــؤالء الهنود‬ ‫اع ـت ـقــدوا (أو أرادوا أن يـقـتـنـعــوا)‪،‬‬ ‫امل ـس ـمــى اع ـت ـبــاطــا «هـ ـن ــدي» ف ــي ما‬
‫إلى «التصارع» مع القبائل الهندية‬ ‫َّ‬ ‫سيسمى الحـقــا «الــواليــات املتحدة‬
‫مع العلم بــأن تعداد الهنود الحمر‬
‫الـ ـت ــي ت ـس ـك ــن تـ ـل ــك األرض‪ .‬وب ـع ــد‬ ‫آنذاك كان بني ‪ 30‬و‪ 80‬مليون نسمة‬ ‫األم ـيــرك ـيــة»‪ .‬عـبــر فـصــولــه السبعة‪،‬‬
‫أن ي ـس ـت ـت ـب ــوا ف ـي ـه ــا وي ـس ـك ـن ــوه ــا‪،‬‬ ‫(بـحـســب الـتـقــديــرات)‪ ،‬فكيف يمكن‬ ‫ي ـغ ــوص ال ـك ـت ــاب ف ــي ت ـل ــك املـلـحـمــة‬
‫تــأتــي «ح ـمــات الـتـمــديــن» (شبيهة‬ ‫أن «تـخـتـفــي» تـلــك األع ـ ــداد املـهــولــة‬ ‫ال ـ ــدم ـ ــوي ـ ــة ال ـ ـص ـ ــاخ ـ ـب ـ ــة‪ :‬شـ ـعـ ـب ــان‬
‫ب ـن ـشــر ال ــدي ـم ـق ــراط ـي ــة ال ــاح ـق ــة فــي‬ ‫مــن الـبـشــر خ ــال أق ــل مــن ‪ 50‬عــامــا؟‬ ‫يرفضان املــوت أمــام محدلة تقتلع‬
‫أف ـغ ــان ـس ـت ــان والـ ـ ـ ـع ـ ـ ــراق)‪ ،‬لـتـنـتـشــر‬ ‫كـ ــي ن ـف ـه ــم ذل ـ ـ ــك‪ ،‬ي ـم ـك ـن ـنــا الـ ـع ــودة‬ ‫وت ـق ـتــل ب ــا هـ ـ ــوادة‪ ،‬وفـ ــوق ك ــل هــذا‬
‫الح ـق ــا «امل ـس ـت ــوط ـن ــات» األم ـيــرك ـيــة‬ ‫إل ـ ــى ‪ 50‬ع ــام ــا ف ــي ت ــاري ــخ ال ـش ـعــب‬ ‫تغطي املاكينة اإلعالمية ما يحدث‬
‫«البيضاء»‪ .‬ثم تصبح األرض شيئًا‬ ‫َّ‬ ‫ـزج س ـي ــري ــال ــي بـ ــن ال ــدي ـن ــي‬
‫الفلسطيني كــي ن ــدرك أن مــا حدث‬ ‫فـ ــي م ـ ـ ـ ٍ‬
‫ف ـش ـي ـئ ــا م ـل ـك ــا ل ـح ـك ــوم ــة الـ ــواليـ ــات‬ ‫في الــواليــات املتحدة كــان «بروفة»‬ ‫والــدن ـيــوي إلن ـتــاج حــالــةٍ أق ــرب إلــى‬
‫املـ ـتـ ـح ــدة الـ ـت ــي ب ـ ــدوره ـ ــا سـتـطـلــب‬ ‫الـ ـهـ ـن ــدي ــة» امل ـس ـت ـق ـل ــة (أال ت ــذك ــرن ــا‬ ‫قــال مـبــررًا إب ــادة الـشـعــوب الهندية‬ ‫الجنرال‬ ‫بشكل أو بآخر ملــا سيعاد تطبيقه‬ ‫ٍ‬ ‫الخيال منها إلى الحقيقة الواقعية‬
‫م ـ ـ ــن الـ ـ ـهـ ـ ـن ـ ــود ت ـ ـ ـ ــرك ه ـ ـ ـ ــذه األرض‬
‫لنقلهم إلــى وطـ ٍـن «بــديــل» تاريخي‬
‫بدولة فلسطني املستقلة؟)‪ ،‬أعطاها‬
‫اسـمــا اسـتـقــاه مــن الـعـهــديــن القديم‬
‫ب ـ ــأن أرض امل ـ ـي ـ ـعـ ــاد ه ـ ــي «م ـم ـل ـكــة‬
‫ال ـ ـ ـلـ ـ ــه»‪ ،‬ووٌجـ ـ ـ ـ ــود ال ــوثـ ـنـ ـي ــن ف ـي ـهــا‬
‫جورج‬ ‫«ب ـحــذاف ـيــره» فــي فلسطني مــن قبل‬
‫الـصـهــايـنــة‪ .‬اسـتـخــدم املستوطنون‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫املعاشة‪.‬‬
‫ت ـح ـك ــي الـ ـحـ ـك ــاي ــة أن مـ ـحـ ـت ــا أت ــى‬
‫ه ـ ـ ــو اآلخ ـ ـ ـ ـ ــر حـ ـ ـت ـ ــى تـ ـ ـح ـ ــن ل ـح ـظ ــة‬ ‫والحديث‪ :‬إنها أرض كنعان‪ .‬حتى‬ ‫هــو خ ـيــانــة عـظـمــى لـلــه نـفـســه‪ .‬كــان‬ ‫روجرز‬ ‫اإلن ـ ـك ـ ـل ـ ـيـ ــز (األم ـ ـ ـيـ ـ ــرك ـ ـ ـيـ ـ ــون اسـ ـم ــا‬ ‫ـاد ال ي ـم ـت ـل ــك ف ـي ـه ــا «ذرة‬ ‫إل ـ ـ ــى بـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ّ‬
‫«فنائهم» النهائية‪ .‬أخـبــر املفوض‬
‫إدويـ ــن جـيـمــس (م ــن وزارة الـحــرب‬
‫إن األرض نفسها كانت عند مكوي‬ ‫الـهـنــود يـتـعــرضــون لـكــل مــا تعنيه‬ ‫كالرك‬ ‫الحقًا) كل أساليب «الطرد‪/‬القتل»‬
‫ً‬
‫ح ـ ــق» ل ـي ـص ـبــح م ــال ـك ــا لـ ـه ــا‪ ،‬ط ـ ــاردًا‬
‫ً‬
‫«أرض إسرائيل الجديدة»‪ .‬املشترك‬ ‫«توحش» من معنى‪ :‬الجنرال‬ ‫كلمة‬ ‫املتخيلة وغير املتخيلة‪ :‬كانوا مثال‬ ‫لـشـعـبـهــا‪ ،‬ق ــات ــا ل ــه‪ ،‬وف ــوق ك ــل هــذا‬
‫األميركية) مكوي نفسه عن مشروع‬ ‫أك ـث ــر أن ال ـش ـع ــوب «ال ـبــري ـطــان ـيــة»‬
‫ٍ‬
‫جـ ــورج روج ـ ــرز كـ ــارك (أحـ ــد أق ــرب‬
‫قطع‬ ‫ً‬
‫ي ــرسـ ـل ــون رج ـ ـ ــاال ي ـح ـم ـل ــون ه ــداي ــا‬ ‫«صـ ــاحـ ــب ال ـ ـحـ ــق» األول واألخـ ـي ــر‬
‫«الـ ــوطـ ــن ال ـ ـبـ ــديـ ــل»‪« :‬إن ـ ـ ــه مـ ـش ـ ٌ‬
‫ـروع‬ ‫ـار‪.‬‬
‫املـحـتـلــة كــانــت شـعــب ال ـلــه املـخـتـ ً‬ ‫الـقــادة إلــى قلب واشـنـطــن) ورجاله‬ ‫وحده‬ ‫بسيطة إل ــى تـلــك الـقـبــائــل املـســاملــة‪.‬‬ ‫ف ـي ـهــا وب ـم ـق ــدرات ـه ــا‪ .‬ق ــد ي ـب ــدو هــذا‬
‫طوباوي‪.‬‬
‫ألن زوال ال ـ ـه ـ ـنـ ــود أم ـ ـ ـ ـ ٌـر ح ـت ـم ــي‪،‬‬
‫أما األرض نفسها‪ ،‬فقد كانت هدية‬
‫من الله مكتوبة لهم‪.‬‬
‫ك ــان ــوا ي ـت ـب ــاه ــون بـ ـع ــدد «ف ـ ـ ــروات»‬
‫رؤوس الهنود التي يعلقونها على‬
‫‪ 73‬فروة‬ ‫كــانــت تـلــك ال ـهــدايــا تـحـمــل أمــراضــا‬
‫وأوب ـئ ــة حـقـيـقـيــة‪ ،‬فـقـتـلــوا بــواسـطــة‬
‫ف ـي ـل ـم ــا ه ــولـ ـي ــوودي ــا يـ ـتـ ـح ــدث عــن‬
‫«الـشــر املطلق» الــذي سيتصدى له‬
‫وكـ ــل م ــا ن ـس ـت ـط ـيــع أن ن ـف ـع ـلــه لـهــم‬ ‫شعب‬‫ٍ‬ ‫من‬ ‫هناك‬ ‫أما شعبها‪ ،‬فليس‬ ‫خـصــرهــم‪ ،‬وتـشـيــر سـجــات املكتبة‬ ‫رأس في‬ ‫ـرب» ب ـيــولــوج ـيــة حـقـيـقـيــة‬ ‫أول «ح ـ ـ ـ ٍ‬
‫ٌ‬
‫(بـطـبـيـعــة ال ـح ــال ف ــي الـفـيـلــم) بـطــل‬
‫هــو أن نـحـفــر لـهــم ق ـب ــورًا»‪ .‬كــل هــذا‬ ‫ـراد‬
‫أصلي‪ ،‬ومــن «كــان هناك» من أفـ ٍ‬ ‫الـتــاريـخـيــة لــواليــة إل ـي ـنــوي إل ــى أن‬ ‫حملته‬ ‫ماليني من األبرياء‪.‬‬ ‫معني‪ ،‬لكن مــاذا لــو كــان هــذا البطل‬
‫«الـ ـقـ ـت ــل» و»ال ـ ــدم ـ ــوي ـ ــة» لـ ــم يـمـنـعــا‬ ‫م ـت ـن ــاث ــري ــن‪ ،‬فـ ــاألرجـ ــح «وض ـع ـه ــم»‬ ‫كالرك قطع وحده ‪ 73‬فروة رأس في‬ ‫كـ ــل ذل ـ ــك ارت ـ ـكـ ــز إل ـ ــى «خ ــزعـ ـب ــات»‬ ‫«ه ـن ــدي ــا» (أو عــرب ـيــا ُ فـلـسـطـيـنـيــا)؟‬
‫«ت ــألـ ـي ــه» جـ ـ ــورج واشـ ـنـ ـط ــن الح ـقــا‬ ‫ـات ط ـب ـي ـع ـي ــة ب ـع ـي ــدة‬ ‫فـ ـ ــي م ـ ـح ـ ـم ـ ـيـ ـ ٍ‬ ‫حملته على هنود «الشاوني»‪.‬‬
‫على هنود‬ ‫وأكــاذيــب دينية من قبيل تلك التي‬ ‫س ـت ـص ـب ــح الـ ـحـ ـك ــاي ــة ش ـي ـئ ــا آخ ـ ــر‪.‬‬
‫ّ‬
‫بـ ـ ــدءًا مـ ــن رسـ ـم ــه ع ـل ــى ش ـك ــل م ــاك‬ ‫عـ ــن «األراض ـ ـ ـ ـ ــي» املـ ـق ــدس ــة ل ـل ــدول ــة‬
‫َّ‬
‫وكـ ـم ــا ق ـي ــل إن ال ـش ـع ــوب ال ـه ـنــديــة‬ ‫«الشاوني»‬ ‫كـ ـ ــان ي ـ ــردده ـ ــا روب ـ ـ ـ ــرت ج ــون ـس ــون‬ ‫سيلبس الـهـنــدي قـنــاع «الـتـخــلــف»‬
‫(ل ــوح ــة ل ـل ـف ـنــان دافـ ـي ــد ادويـ ـ ــن عــام‬ ‫األميركية (في دولةٍ أقرت شرق نهر‬ ‫(ال الـ ـقـ ـب ــائ ــل ال ـ ـتـ ــي ت ـح ـم ــل إه ــان ــة‬ ‫(م ـ ـ ــن شـ ــركـ ــة «فـ ـي ــرجـ ـيـ ـنـ ـي ــا» ال ـت ــي‬ ‫و»ال ـج ـهــل»‪ ،‬وسيصبح طبيعيًا أن‬
‫ً‬
‫‪ 1800‬مـثــاال‪ ،‬إلــى تسمية العاصمة‬ ‫امليسيسيبي وعـلـ ٌـى ضـفــاف مــاريــه‬ ‫م ـ ـ ـق ـ ـ ـصـ ـ ــودة وت ـ ـق ـ ـل ـ ـي ـ ـصـ ــا ل ـل ـح ـج ــم‬ ‫أسـ ـس ــت الـ ــواليـ ــة ال ـش ـه ـي ــرة الح ـق ــا‪،‬‬ ‫يـتـحـ ّـول «ال ـشــر» إلــى وجــه الحقيقة‬
‫األميركية باسمه‪ ،‬ووضــع صورته‬ ‫دي ـســن‪ ،‬وه ــي أرض لـيــس ألمـيــركــا‬ ‫الـحـقـيـقــي وال ــوج ــود الـفـعـلــي لتلك‬ ‫وه ـ ــو أشـ ـه ــر وع ــاظـ ـه ــا ودج ــال ـي ـه ــا‬ ‫والطيبة القادم إلحقاق الحق‪.‬‬
‫ع ـل ــى أوراق ال ـن ـق ــد‪ ،‬ووسـ ـم ــه بــأنــه‬ ‫أي حــق فـيـهــا‪ ،‬بــل إنـهــا مـلــك لهنود‬ ‫الشعوب) كانوا «همجًا» رعاعًا‪ ،‬ال‬ ‫آن)‪« :‬مــا دام الهنود متوحشني‬ ‫في ٍ‬ ‫ي ـت ـن ــاول ال ـع ـك ــش س ـي ــرة «م ــوس ــى»‬
‫أب ــي الـجـمـهــوريــة وسـ ــواهـ ــا‪ .)...‬لكن‬ ‫األوساج)‪.‬‬ ‫يـمـتـلـكــون ح ـض ــارة‪ ،‬وال يـمــارســون‬ ‫ال يــؤم ـنــون بــاملـسـيــح وال يـعــرفــون‬ ‫الـ ــواليـ ــات املـ ـتـ ـح ــدة‪« :‬ن ـب ــي ال ـق ـتــل»‬
‫تأليه واشنطن ليس كافيًا‪ .‬لقد تم‬ ‫كل هذا حدث بالفعل على أيام ثالثة‬ ‫سـلــوكــا «إن ـســان ـيــا» واض ـح ــا‪ ،‬قــالــت‬ ‫املدنية‪ ،‬عليهم أن يقبلوا باستعمار‬ ‫جورج واشنطن‪ .‬هو يأخذ التشبيه‬
‫«م ـســح» الـتــاريــخ هــذا بـكــامـلــه‪ ،‬وتــم‬ ‫رؤس ــاء أمـيــركـيــن جـيـمــس مــونــرو‪،‬‬ ‫مائير‬ ‫اإلنكليز ألراضيهم‪ ،‬ويسمحوا لهم‬ ‫الـ ــذي اسـتـعـمــل ف ــي «أدبـ ـي ــات» تلك‬
‫تذويبه على أساس أنه لم يكن حقًا‪.‬‬ ‫رئـيـســة وزراء ال ـعــدو غــولــدا ٌ‬
‫جون آدامــز‪ ،‬وأنــدرو جاكسون‪ .‬كان‬ ‫يـ ــومـ ــا ب ـ ـ ــأن «فـ ـلـ ـسـ ـط ــن ه ـ ــي أرض‬ ‫بـ ــأن ي ــروض ــوه ــم وي ـم ــدن ــوه ــم‪ .‬أم ــا‬ ‫املرحلة التي تسم واشنطن مؤسس‬
‫ه ــذا الـعـنــف الــدي ـنــي‪ /‬امل ـق ـ ّـدس كــان‬ ‫ج ــورج واشـنـطــن قــد أعـطــى الهنود‬ ‫بــا شـعــب‪ ،‬لـشـعـ ٍـب بــا أرض»‪ .‬لكن‬ ‫الــذيــن ينكرون منهم على اإلنكليز‬ ‫ال ــوالي ــات امل ـت ـحــدة ال ـحــالــي‪« .‬مــالــك‬
‫مــزيـجــا مــن حــاجــة أســاسـيــة إلقــامــة‬ ‫وعدًا بإقامة دولةٍ خاصةٍ بهم ضمن‬ ‫القاسم املشترك األكبر بني فلسطني‬ ‫هـ ــذا الـ ـح ــق‪ ،‬ف ــإن ـه ــم إنـ ـم ــا يـتـبـعــون‬ ‫ال ـع ـب ـيــد» (ت ـش ـيــر ال ــوث ــائ ــق إل ــى أنــه‬
‫أميركا كما هي اليوم‪.‬‬ ‫ات ـفــاق ـيــة مـعـهــد «ف ـ ــورت ب ـي ــت» عــام‬ ‫املحتلة وأمـيــركــا املحتلة ك ــان أم ـرًا‬ ‫خطوات الشيطان‪ ،‬وال جدال في أن‬ ‫كان يمتلك أكثر من ‪ 123‬عبدًا‪ ،‬وكان‬
‫كتاب منير العكش يعري الواليات‬ ‫ٌ‬ ‫‪ .1778‬لكن ذلــك لــم يـحــدث‪ ،‬ولــم تقم‬ ‫غــري ـبــا‪« :‬أرض ك ـن ـعــان»‪ ،‬ففلسطني‬ ‫لإلنكليز الحق في أن يغزوا هؤالء‬ ‫م ـع ـظــم أس ـن ــان ــه ف ــي أواخـ ـ ــر حـيــاتــه‬
‫امل ـت ـح ــدة إل ــى أق ـص ــى ح ــد‪ ،‬ال يـتــرك‬ ‫هذه الدولة أبدًا‪.‬‬ ‫م ـ ـعـ ــروفـ ــة ت ــاريـ ـخـ ـي ــا ب ــأنـ ـه ــا أرض‬ ‫البهائم السائبة ويضعوا السيوف‬ ‫م ـق ـت ـل ـعــة مـ ــن عـ ـبـ ـي ــده وهـ ـ ــم أحـ ـي ــاء‬
‫سترًا للديمقراطية املزيفة القائمة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ج ــاك ـس ــون ال ـت ـق ــم ال ـف ـك ــرة وق ـ ــرر أن‬ ‫كنعان‪ .‬في املقابل‪ ،‬فإن إحدى أمقت‬ ‫ف ــي رق ــابـ ـه ــم»‪ ،‬أو مـ ـث ــا‪« :‬إن عـلــى‬ ‫ك ـ ــي ي ـس ـت ـخ ــدم ـه ــا ل ـ ـلـ ــوك ط ـع ــام ــه)‬
‫ع ـلــى املـ ــوت وال ــدم ــار إال ويـكـشـفــه‪،‬‬ ‫ي ـج ــر م ــن ب ـق ــي م ــن ال ـه ـن ــود الـحـمــر‬ ‫الـشـخـصـيــات ال ـتــاري ـخ ـيــة لـلـهـنــود‪،‬‬ ‫مستعمري فيرجينيا أن يصدعوا‬ ‫والـقــاتــل الديني (ش ـعــارات حمالته‬
‫بـ ــالـ ــوثـ ــائـ ــق واألدل ـ ـ ـ ـ ـ ــة وال ـ ـبـ ــراهـ ــن‬ ‫ن ــاحـ ـي ــة «الـ ـت ــرانـ ـسـ ـفـ ـي ــر» (ش ـب ـي ـهــة‬ ‫املبشر والكاهن إسحاق مكوي (كان‬ ‫ألمر الله ويبيدوا هؤالء الوثنيني»‪.‬‬ ‫عـلــى ال ـه ـنــود‪« :‬أزي ـل ــوا ك ــاب جهنم‬
‫امل ـس ـت ـق ــاة م ــن املـ ـص ــادر األم ـيــرك ـيــة‬ ‫بـ ـفـ ـك ــرة ال ـت ــران ـس ـف ـي ــر الـ ـت ــي يـبـشــر‬ ‫ي ـل ـقــب ن ـف ـســه ب ــ»ص ــدي ــق ال ـه ـن ــود»)‬ ‫وك ــان الـفـيـلـســوف اإلنـكـلـيــزي جــون‬ ‫هــؤالء مــن على وجــه األرض») كان‬
‫نفسها‪ ،‬وبالتأكيد يستحق القراء ة‬ ‫ب ـهــا وزيـ ــر ال ـخــارج ـيــة الـصـهـيــونــي‬ ‫ال ــذي قـضــى أك ـثــر م ــن ‪ 20‬عــامــا من‬ ‫لوك (‪ )1704 - 1632‬في رسالته عن‬ ‫يطبق وصية توراتية حرفية وفق‬
‫وإعادة القراء ة أكثر من مرة‪.‬‬ ‫ديـفـيــد ل ـي ـبــرمــان)‪« :‬ان ـق ـلــوا الـهـنــود‬ ‫حياته في «تسويق» فكرة «الدولة‬ ‫«الـتـســامــح» أمـيــركـيــا حقيقيًا حني‬ ‫م ــا كـ ــان ي ــؤم ــن‪« :‬أب ـ ــد س ـك ــان أرض‬
‫‪7‬‬ ‫كلمات‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫رواية‬
‫خورخي فولبي‪ :‬سيرة األمكنة وألم ال هوية له‬
‫الخجل من أن تكون بشريًا!‬ ‫يتلمس الحجم الهائل لكتلة األلــم التي‬ ‫عبير إسبر‬
‫يكتب خــورخــي فــولـبــي واص ـفــا بطلته‪،‬‬ ‫تثقل تــاريــخ املـكــانــن‪ ،‬نحن بــن الـعــراق‬
‫ال ـت ــي ف ـق ــدت أش ـق ــاء ه ــا وزوجـ ـ ــا واب ـن ــة‪،‬‬ ‫واملكسيك‪ ،‬بــن جـهــات األرض‪ ،‬شرقها‪،‬‬ ‫فــي م ــزاج أدب ــي متهور‪ ،‬يكتب خورخي‬
‫وذه ـب ــت تـطـلــب م ـســاعــدة مـ ــارد ضـجــر‪،‬‬ ‫جنوبها‪ ،‬امتداداتها وانزياحها‪ ،‬نتعثر‬ ‫فولبي كتابًا‪ ،‬يقدمه كرواية‪ ،‬لكنه يربكك‬
‫ه ـ ــارب م ــن ف ــوان ـي ــس عـ ــاء ال ــدي ــن الـتــي‬ ‫في أرض نضبت فيها الحلول‪ ،‬طائفيتها‬ ‫ب ـش ـع ــري ـت ــه‪ ،‬وب ــاالنـ ـشـ ـغ ــال ال ـش ـك ــان ــي‬
‫فـقــدت ق ــدرة السحر فيها عبر أزمـنــة ال‬ ‫حــاضــرة‪ ،‬دكتاتوريتها منجزة‪ ،‬تتفتق‬ ‫ل ـت ـقــديــم الـ ـن ــص‪ ،‬ص ـف ـحــات ال تغطيها‬
‫مكان للسحر فيها‪ ،‬حيث طغى الواقع‬ ‫ع ـ ــن م ـخ ـي ـل ــة م ـل ـه ـم ــة الخ ـ ـت ـ ــراع ال ـق ـمــع‬ ‫أسطر قليلة‪ ،‬أو كلمات عدة‪ ،‬وربما‬ ‫ٌ‬ ‫سوى‬
‫ف ـ ـقـ ــط‪ ،‬وجـ ـ ـ ـ ّـر ال ـ ـحـ ــاملـ ــن إل ـ ـ ــى مـسـتـنـقــع‬ ‫ّ‬ ‫وتخصيب الكراهية‪ ،‬العراق واملكسيك‪،‬‬ ‫بيت شعري‪ .‬كأن الكاتب‪ ،‬في روايته عن‬
‫االستيقاظ‪ ،‬واألمل بالسحر أو باألحالم‪،‬‬ ‫موفقة‬‫ّ‬ ‫رواية‬ ‫مزيج من شعر‪ ،‬وجمال لنساء وحشيات‪،‬‬ ‫ال ـع ــراق‪ ،‬يــأمــل أن يعبئ نصه بمساحة‬
‫ل ـكــن ال ـك ــات ــب‪ ،‬ب ــرغ ــم ك ــل ذل ـ ــك‪ ،‬ي ـجــد في‬ ‫واستثنائية‬ ‫ودم الـ ــرجـ ــال وك ــرام ــاتـ ـه ــم امل ـس ـفــوحــة‪.‬‬ ‫صوتية‪ ،‬أو ف ــراغ كــامــي‪ ،‬موسيقي من‬
‫ن ــوع م ــا‪ ،‬رب ـم ــا ه ــو ص ــوت ال ـن ــاي ال ــذي‬
‫روحه مساحة ليكتب بشاعرية موجعة‬ ‫الـحــر والـعـنــف‪ ،‬ينتجان اكـسـيــر انتقام‬
‫عن بطلته‪« :‬كانت ليلى ابتسامة السماء‪،‬‬
‫في فرادتها‬ ‫كــرع الـكــل مـنــه‪ ،‬سـكــروا وداخ ــوا بمادته‬ ‫حملته البطلة ونفخت فيه روحها‪ ،‬قبل‬
‫شـعــرهــا ذهـبــي وف ـضــي‪ ،‬دمــوعـهــا‪ ،‬حني‬ ‫السردية‪،‬‬ ‫األولى‪ ،‬الرعب والرعب وحده‪ ،‬ما يجمع‬ ‫أن تقتحم حياتها ذكــرى «الكريه‪ ،‬وابن‬
‫ت ـب ـكــي‪ ،‬كــانــت م ـطــرأ م ــن آللـ ــئ‪ ،‬صــوتـهــا‬
‫نشيد عصفور‪ ،‬وشفتاها حني تبتسم‪،‬‬
‫ومختبرها‬ ‫ب ــن خ ـيــوط الـحـكــايــة ويـلـضــم أطــرافـهــا‬
‫الــراشـحــة وج ـعــا‪ .‬فــي الـحــديـقــة الـخــربــة‪،‬‬
‫الكريه» في إشارة دقيقية ملآسي العراق‬
‫اآلنـيــة ومــا فعله صــدام حسني وأبـنــاؤه‬
‫زر ورد»‪.‬‬ ‫اللغوي‬ ‫ّ‬
‫روائي‬ ‫ومع خورخي فولبي‪ ،‬نحن برفقة‬ ‫بجميالت العراق‪.‬‬
‫اخـتــارت «دار الجمل»‪ ،‬بترجمة رشيقة‬ ‫وص ــل امل ـك ــان ال س ـي ـرًا‪ ،‬ب ــل ك ـتــابــة‪ .‬ســرد‬ ‫فـ ــي «الـ ـح ــديـ ـق ــة الـ ـخ ــرب ــة» (مـ ـنـ ـش ــورات‬
‫مــن الـشــاعــر اسـكـنــدر ح ـبــش‪ ،‬أن تعطي‬ ‫ببطء وتأمل رؤيته عن شرقنا املشتعل‬ ‫الجمل‪ /‬ترجمة اسكندر حبش) روايــة‬
‫الـكـلـمــة ل ــأدب الــاتـيـنــي غـيــر امل ـت ــداول‪،‬‬ ‫وحكى الحكاية‪ ،‬قد يسأل القارئ‪ .‬ما الذي‬ ‫لـكــاتــب مـكـسـيـكــي‪ ،‬ه ـنــاك ف ـضــاء ممتد‪،‬‬
‫وامل ـ ـ ـت ـ ـ ـمـ ـ ــرد ع ـ ـلـ ــى روحـ ـ ـ ـي ـ ـ ــة الـ ــواق ـ ـع ـ ـيـ ــة‬ ‫أوصل فولبي العراق؟ ربما هو سندباد‬ ‫يتركك كي تعبئ معانيك التي تخصك‬
‫ال ـس ـح ــري ــة‪ ،‬ب ـل ـغ ـت ـهــا‪ ،‬وك ـل ـي ـش ـي ـهــات ـهــا‪،‬‬ ‫وبساط سحري أللف ليلة و»ليلى» التي‬ ‫وحـ ـ ـ ــدك‪ ،‬وتـ ـ ـ ــدوخ ك ـ ـقـ ــارئ‪ ،‬وت ـع ـب ــر إل ــى‬
‫ُ‬
‫الـتــي آن لـهــا أن ت ـعـ ّـرض مـثــل أي اتـجــاه‬ ‫افتتح حكايته بأبيات ملجنونها‪ ،‬فكانت‬ ‫«الحال» بصوفية اللغة وقــدرة التأويل‬
‫فني‪ ،‬للتهوية والنقد‪ ،‬أو حتى اإلطاحة‬ ‫وم ــا ال ــذي يعنيه أن ت ـكــون بـشــريــا‪ ،‬في‬ ‫مــن األدب‪ ،‬تجمع «كـ ــراك» ‪ crack‬الــذي‬ ‫بطلته التي حكاها شعرًا‪ ،‬ووصفًا‪ ،‬وحبًا‬ ‫لحكايات من الشرق أو االتجاهات كلها‪،‬‬
‫والـتـغـيــر‪ُ .‬منحت الــروايــة بتجريبيتها‬ ‫اختالطات العصب والدم‪ ،‬والجغرافيات‬ ‫ك ـ ـ ــان ف ــولـ ـب ــي واحـ ـ ـ ـ ـ ـدًا م ـ ــن م ــؤس ـس ـي ــه‪،‬‬ ‫مقهورًا‪ ،‬هي ربة قديمة من ربات املكان‪،‬‬ ‫ح ـيــث ال ـل ـغــة مـهـمــة أك ـث ــر م ــن الـحـكــايــة‪،‬‬
‫الحاضرة‪ ،‬فرصة للحضور على خريطة‬ ‫وام ـ ـتـ ــدادات ـ ـهـ ــا‪ ،‬وت ـنــاق ـض ـهــا ب ــن ش ــرق‬ ‫س ـي ــذك ــر ح ـت ـم ــا‪ ،‬ح ـي ــث ت ــراج ــع ال ـكــاتــب‬ ‫بمياه تهطل من سرتها‪ ،‬وكالم يقطر من‬ ‫والصمت أقوى من الكالم‪.‬‬
‫القراءة العربية‪ ،‬فكانت الحديقة الخربة‬ ‫وغ ـ ـ ـ ــرب‪ ،‬م ـت ـح ــدث ــا ع ـ ــن ت ـ ـمـ ــدد وتـ ــواتـ ــر‬ ‫عــن إرث الــواقـعـيــة الـسـحــريــة‪ ،‬الـتــي كان‬ ‫ســواد عينيها‪ ،‬ويحفر بعيدًا داخــل ذاك‬ ‫خ ــورخ ــي ف ــول ـب ــي ال ـك ــات ــب املـكـسـيـكــي‬
‫خـيــارًا موفقًا واستثنائيًا فــي فرادتها‬ ‫األمــزجــة األخــاقـيــة فــي كــل االتـجــاهــات‪،‬‬ ‫بعض أبطالها غابريل غارسيا ماركيز‬ ‫ال ـحــزن الـعـنـيــد‪ ،‬ربـمــا مــا أوص ــل فولبي‬ ‫األصـ ـ ــل‪ ،‬ه ــو ك ــائ ــن إن ـس ــان ــي االن ـش ـغــال‬
‫ال ـســرديــة‪ ،‬ومـخـتـبــرهــا ال ـل ـغــوي‪ ،‬وج ــرأة‬ ‫فـ ــي كـ ــل ال ـ ـبـ ــاد‪ُ .‬يـ ــذكـ ــر الـ ـل ــه ك ـث ـي ـرًا فــي‬ ‫وم ــاري ــو ف ــارغ ــاس ي ــوس ــا‪ ،‬بـيـنـمــا وجــد‬ ‫العراق‪ ،‬رطب النخيل الغارق في سكره‪،‬‬ ‫والـهــوى‪ ،‬يلعب في «الحديقة الخربة»‪،‬‬
‫تناولها للغة والــديــن ببعده اإليماني‬ ‫ّ‬
‫«الـحــديـقــة ال ـخــربــة» وه ــو «عــلــي كــريــم»‬ ‫فــولـبــي‪ ،‬بعيدًا عــن هــذا اإلرث العمالق‪،‬‬ ‫وغبار ذهبي ملعون َسحر من وصله‪ ،‬أو‬ ‫بعيدًا عــن اإلرث ال ـســردي ألدب أميركا‬
‫ال ــروح ــي‪« .‬لـيـتـمـجــد الــرح ـمــن الــرح ـيــم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سمع عنه الحكايات‪ ،‬وربما هي صورة‬ ‫الالتينية‪ ،‬مازجًا بني روحية الشرق في‬
‫وواه ـ ــب وع ـل ـيــم! أس ـم ــاء ال ـل ــه الحسنى‬ ‫انشغاال أكثر حداثة ربما‪ ،‬وأكثر تحقيقًا‬
‫خالق الحرب والخراب والجنون»‪ .‬هكذا‬ ‫ت ــروى داخ ــل ال ـنــص‪ ،‬فــي أكـثــر املــواضــع‬ ‫ملشروعه الروائي مــدروس الخطى‪ .‬كان‬ ‫هــاربــة مـلـقــاة فــي صحيفة م ــا‪ ،‬أو كــادر‬ ‫عمقها األكـثــر حـضــورًا (ال ـعــراق) وعمق‬
‫تكبه‬‫تلفزيوني لوجه «ليلى العراقية» ّ‬ ‫حرها‪،‬‬ ‫املأساة املكسيكية‪ ،‬بكارتيالتها‪ّ ،‬‬
‫يكتب خــورخــي فــولـبــي املـلـحــد املـصــاب‬ ‫دموية‪ ،‬وأكثرها ابتعادًا وافتقارًا لروح‬ ‫األدب بــالـنـسـبــة ل ــه‪ ،‬ك ـمــا ص ــرح وأص ــر‬
‫بــإيـمــان ال يـشـفــى‪ ،‬وبــروح ـيــة تقطر من‬ ‫ال ـلــه‪ ،‬كــأنـمــا يــؤكــد ه ــذا الـحـضــور الكلي‬ ‫مرارًا‪ ،‬موردًا إلرواء فضوله تجاه الكون‪،‬‬ ‫التلفزيونات على م ــدار ساعاتنا‪ ،‬وقد‬ ‫ديمقراطيتها املتعثرة‪ ،‬أبنيتها املتمادية‬
‫ً‬
‫انشغاال ّ‬ ‫في فوضاها‪ ،‬نظامها السياسي املمرغ‬
‫ن ـص ــه بـ ــإكـ ــراه والقـ ـص ــدي ــة ‪ ،‬ي ـك ـتــب عــن‬ ‫السم العلي العظيم‪ ،‬التناقض اآلسر مع‬ ‫ومـكــانــا ال تنضب فيه األسـئـلــة‪ ،‬بحيث‬ ‫آنيًا بتعقيدات السياسة‬ ‫يكون‬
‫الـنـســاء‪ ،‬عــن ليلى وآن‪ ،‬السيدة األخــرى‬ ‫غياب الــروح التي تحكي باسمه وحده‬ ‫يظل في تــوق دائــم للمعارف بأشكالها‬ ‫الحاضرة دائمًا في تجربة هذا الروائي‬ ‫كوكايني‪ ،‬وجثث تسقط في الطرقات من‬
‫في املكسيك البعيدة‪ ،‬يكتب عن سيرته‬ ‫القدير! كأنما يسأل الراوي هنا‪ ،‬ومع كل‬ ‫الــوض ـع ـيــة «األرض ـ ـيـ ــة» أو الــروحــان ـيــة‪،‬‬ ‫منذ بداياته‪.‬‬ ‫دون صــاحــب أو مـطــالــب بـثــأر ل ــأرواح‬
‫الــذاتـيــة‪ ،‬والتعاسة غير الــذاتـيــة‪ ،‬ســاردًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن بـحـثــت ف ــي س ـي ــرة خ ــورخ ــي فــولـبــي‬ ‫املهدورة‪.‬‬
‫هذا الجالل اللغوي شعريًا وقرآنيًا‪ ،‬من‬ ‫متسائال عــن الـكــون أوال‪ ،‬وعــن ماهيته‬
‫سـيــرة الـشـقــاء وال ــوج ــع‪ ،‬سـيــرة األمكنة‬ ‫أين تأتي الدماء‪ ،‬والقهر‪ ،‬من ينحر جسد‬ ‫دائمًا‪.‬‬ ‫ال ـك ـتــاب ـيــة‪ُ ،‬س ـيــذكــر حـتـمــا أن ــه ج ــزء من‬ ‫ف ــي الـ ـ ــروايـ ـ ــة‪ ،‬ي ـق ـيــس ال ـك ــات ــب امل ـســافــة‬
‫التي تفرز أملًا ال هوية له‪ ،‬سوى أنه يقهر‬ ‫ال ـل ـغــة هـ ـك ــذا‪ ،‬ويـسـفـحـهــا ع ـلــى طــرقــات‬ ‫ف ــي م ــؤل ـف ــات ــه‪ ،‬ل ـطــاملــا ت ـح ــدث خــورخــي‬ ‫تجمع مــع روائـيــن آخــريــن قــدمــوا ورقــة‬ ‫بــن مـكــانــن‪ ،‬بـحـكــايــات عــن م ــوت وفقد‬
‫الكل‪.‬‬ ‫خاوية إال من جثث بال هوية‪ ،‬إال هوية‬ ‫فــولـبــي فــي مــوضــوعــه األث ـي ــر» الـهــويــة»‬ ‫ش ــارح ــة ملـنـهـجـهــم وم ــا الـ ــذي يــريــدونــه‬ ‫وخــوف وكــره مختلط بالدماء والرعب‪.‬‬

‫ترجمة‬
‫دانيال بناك‪ :‬الحق في‪ ...‬عدم القراءة‬
‫ع ـبــر طــريـقـتــه ال ـب ــارع ــة ف ــي الـ ـق ــراءة‪ ،‬أن‬
‫محبي ماركيز‪ ،‬وكالفينو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يجعلهم من‬ ‫الساقي ‪-‬‬
‫في «متعة القراءة» الذي انتقل إلى العربية (دار ّ‬
‫وستفنسون‪ ،‬ودوستكويفسكي‪ ...‬كما‬ ‫ترجمة يوسف الحمادة)‪ ،‬يشير الكاتب الفرنسي إلى أن القراءة‬
‫جعلهم شغوفني ملعرفة ما تحكيه «مئة‬
‫عــام من العزلة» وكيف ستنتهي روايــة‬
‫هي فعل متعة قبل كل شيء‬
‫«العطر» ويصرخون «رائعة» لدى قراءة‬
‫«قصة موت معلن»‪ .‬يمضي بناك نابشًا‬ ‫ّ‬
‫مــن دون دراي ــة منهم‪ ،‬إلــى فعل تربوي‬ ‫رامي طويل‬
‫خـفــايــا الـ ـق ــارئ‪ ،‬واض ـع ــا أم ــام ــه‪ ،‬بشكل‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫س ــاف ــر‪ ،‬ك ــل ال ـع ـقــد ال ـت ــي يـعــانـيـهــا عند‬ ‫اختار ً لكتابه‬ ‫يمتلك قــواعــد ص ــارم ــة‪ ،‬يـجــب عـلــى كــل‬
‫قـ ــارئ االلـ ـت ــزام ب ـهــا ك ــي ال تـسـقــط عنه‬ ‫برجاء لن يفهم مغزاه قبل إتمام القراءة‬ ‫ٍ‬
‫القراءة‪ ،‬بدءًا من بحثه عن فقرات الحوار‬ ‫شكال سرديًا‬ ‫صفة الـقــارئ‪ .‬أمــر يفقد الـقــراءة غايتها‬ ‫(أتوسل إليكم) ال تستخدموا هذه‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫«رجاء‬
‫في النصوص الروائية كي يشعر بأنه‬ ‫ّ‬
‫التي‬
‫أقرب إلى‬ ‫األســاس ـيــة‪ ،‬وه ــي املـتـعــة قـبــل ك ــل شــيء‪.‬‬
‫ّ‬
‫الـصـفـحــات كــوسـيـلــة تـعــذيــب تــربــوي»‪،‬‬
‫يـقــرأ بـســرعــة‪ ،‬م ــرورًا بالصفحات ّ‬ ‫يبدأ الكاتب الفرنسي دانيال بناك كتابه‬
‫ي ـت ـج ــاوزه ــا ع ـنــد ال ـ ـقـ ــراءة وهـ ــو يــؤنــب‬
‫ً‬
‫الشكل الروائي‬ ‫ورغم أن الفكرة ليست بجديدة‪ ،‬تناولها‬
‫مر العصور‪ ،‬إال‬ ‫الكثير من الكتاب على ّ‬ ‫«متعة ال ـقــراءة» الــذي انتقل أخـيـرًا إلى‬
‫نفسه‪ ،‬وصوال إلى معاقبة نفسه بإتمام‬ ‫قرر في «متعة القراءة» الخوض‬ ‫ّأن بناك ّ‬ ‫العربية (دار الساقي ‪ -‬ترجمة يوسف‬
‫كتاب يشعره بامللل‪ ،‬لكنه ال يجد مبررًا‬ ‫فـ ــي ج ـ ـ ــذور فـ ـع ــل ال ـ ـ ـقـ ـ ــراءة ال ـ ـ ــذي ي ـب ــدأ‬ ‫ال ـح ـمــادة)‪ .‬ال ـق ــراءة بالنسبة إل ــى بناك‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أخــاقـيــا لـعــدم إتـمــامــه‪ .‬يـشــرح بـنــاك كل‬ ‫عـ ــادة مـنــذ ال ـط ـفــولــة‪ ،‬ح ــن ي ـبــدأ الطفل‬ ‫هي فعل متعة قبل كل شــيء‪ .‬ولكن من‬
‫ذل ــك لـيـصــل إل ــى وص ــاي ــاه الـعـشــر التي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫باإلصغاء إلــى الحكايات التي يرويها‬ ‫منا لم يقف طويال أمام مئات العناوين‬
‫ي ـسـ ّـم ـي ـهــا «حـ ـق ــوق ال ـ ـقـ ــارئ ال ــدائـ ـم ــة»‪،‬‬ ‫لــه وال ــداه‪ .‬هــي اللحظات األول ــى لــوالدة‬ ‫تغص بها مكتبته يعتصره شعور‬ ‫التي ّ‬
‫م ـس ـت ــوح ـي ــا ت ـس ـم ـي ـت ـهــا مـ ــن ال ــوص ــاي ــا‬ ‫القارئ «الكيميائي»‪ ،‬كما يعنون بناك‬ ‫بالذنب لعدم تمكنه من قراءتها جميعًا‬
‫املسيحية مــع اخـتــاف جــوهــري عنها‪.‬‬ ‫هذا الفصل من «رواية القراءة»‪ ،‬فكتابه‬ ‫حتى اآلن؟ وكــم سيتفاقم هــذا الشعور‬
‫بينما تبدأ الوصايا العشر بفعل «ال»‪،‬‬ ‫وإن كان بحثًا ّعلميًا يستند إلى تجارب‬ ‫إذا أضفنا إلــى املكتبة آالف العناوين‬
‫ي ـب ـتــدئ ب ـن ــاك وص ــاي ــاه ب ـفـعــل «ي ـحــق»‬ ‫ً‬ ‫ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫شخصية‪ ،‬إل أنه اختار له شكال سرديًا‬ ‫التي لم نتمكن بعد من الحصول عليها‪،‬‬
‫وخالصة هذه الوصايا‪« :‬الحق في عدم‬ ‫يتم القضاء تمامًا على لحظات «امللل‬ ‫بخصائص قد تفوق قدرة الكتاب على‬ ‫أق ــرب للشكل ال ــروائ ـ ّـي‪ ،‬كما يتضح من‬ ‫أصدقاء أو‬ ‫والعناوين التي نصحنا بها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫القراءة‪ ،‬الحق في القفز عن الصفحات‪،‬‬ ‫الجميل‪ ،‬امللل الطويل‪ ،‬الــذي يجعل كل‬ ‫الـصـمــود أمــام ـهــا‪ ،‬ل ـعــل أهـمـهــا قــدرتـهــا‬ ‫ال ـع ـن ــوان ال ـفــرن ـســي ل ـل ـك ـتــاب (‪Comme‬‬ ‫عزموا على إهدائها لنا؟ هذا إضافة إلى‬
‫الحق فــي عــدم إنـهــاء الكتاب‪ ،‬الحق في‬ ‫مرده‪ ،‬حسب بناك‪،‬‬ ‫إبداع ممكنًا»‪ّ .‬كل ذلك ّ‬ ‫ع ـلــى إيـ ـص ــال امل ـع ـلــومــة م ــن دون عـنــاء‬
‫ّ‬ ‫‪ .)un roman‬الـطـفــل (ال ـق ــارئ الصغير)‬ ‫املكتبة االلكترونية الهائلة التي باتت‬
‫إعادة القراءة‪ ،‬الحق في قراءة أي شيء‪،‬‬ ‫إلى التعامل مع فعل ّالقراءة كـ»عقيدة ال‬ ‫القراءة‪ .‬لكن هل حقيقي أن فعل القراءة‬ ‫ليتحول إلى‬ ‫ّ‬ ‫كمتلق‪،‬‬ ‫يبدأ فعل الـقــراءة‬ ‫فــي متناول أيــديـنــا‪ ،‬مــن دون أن ننسى‬
‫الحق فــي الـبــوفـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ـاريــة‪ ،‬الحق فــي الـقــراءة‬ ‫تناقش» تقوم على أننا «كي نتعلم‪ ،‬كي‬ ‫هو عناء؟ أم أن العناء ينجم عن القيام‬ ‫قارئ حني يأخذ باملطالبة بالحكايات‪،‬‬ ‫الكم الكبير من الكتب التي لم نتمكن من‬ ‫ّ‬
‫فــي أي م ـكــان‪ ،‬ال ـحــق فــي أن نـقـطــف من‬ ‫ننجح في دراستنا‪ ،‬كي نعلم ما يجري‬ ‫بــه كــواجــب مـفــروض؟ هنا يسخر بناك‬ ‫تمهيدًا ليكون القارئ الحقيقي عندما‬ ‫إتمام قراءتها‪ ،‬وتلك التي شعرنا بامللل‬
‫هنا وهـنــاك‪ ،‬الـحــق فــي ال ـقــراءة بصوت‬ ‫في العالم‪ ،‬كي نعلم من أيــن جئنا‪ ،‬كي‬ ‫مــن قــواعــد الـتــربـيــة‪ ،‬ال ـتــي ت ـفــرض على‬ ‫يـسـتـغـنــي ع ــن الـ ـ ــرواة وي ـم ـســك الـكـتـ ّـاب‬ ‫ونـحــن نـقــرأهــا‪ ،‬وخجلنا مــن االعـتــراف‬
‫عال‪ ،‬الحق في أن نصمت»‪ .‬عشر وصايا‬ ‫نعلم مــن نـحــن‪ ...‬يجب أن نـقــرأ»‪ .‬بسرد‬ ‫الـطـفــل نمطًا حـيــاتـيــا يـقــوم عـلــى منعه‬ ‫بـيــديــه‪ .‬هـنــا‪ ،‬سيبرز تـحـ ّـد كبير يتمثل‬ ‫بـ ّـذلــك بـسـبــب اآلراء الـتــي أجـمـعــت على‬
‫ّ‬
‫ي ــورده ــا بـنــاك فــي نـهــايــة كـتــابــه املمتع‬ ‫روائ ـ ــي رصـ ــن‪ ،‬وخ ـف ـيــف الـ ـظ ــل‪ ،‬يـشــرح‬ ‫م ــن م ـش ــاه ــدة ال ـت ـل ـف ــزي ــون م ـق ــاب ــل م ــلء‬ ‫فــي آل ـيــة ص ـمــود فـعــل الـ ـق ــراءة‪ ،‬دون أن‬ ‫أنها عظيمة‪ .‬مشاعر كثيرة تواطأ ّ‬
‫القراء‪،‬‬
‫كفيلة ب ــأن تعيد لفعل ال ـق ــراءة رونـقــه‪،‬‬ ‫بـنــاك آل ـيــات بسيطة يمكنها أن تــدفــع‪،‬‬ ‫وق ـتــه بــاألنـشـطــة امل ـف ـيــدة‪ ،‬كــاملــوسـيـقــى‪،‬‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يـكــون واج ـبــا‪ ،‬فــي عـصــر ال ـصــورة التي‬ ‫عبر الـتــاريــخ‪ ،‬على كتمانها خـجــا من‬
‫وتجعله فـعــا ممتعًا خ ــارج األساليب‬ ‫حتى األشخاص النفورين من القراءة‪،‬‬ ‫والرياضة‪ ،‬وصناعة الفخار‪ ،‬والرحالت‬ ‫ّ‬
‫يحتل فيها التلفزيون ووسائل اإلعالم‬ ‫ق ـ ّـراء آخــريــن يـشـعــرون بــاملـشــاعــر ذاتـهــا‬
‫التقليدية‪ ،‬واملناهج التربوية الصارمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لـيـتـحـ ّـولــوا إل ــى قـ ـ ّـراء ش ـغــوفــن‪ ،‬س ــاردًا‬ ‫الـتــرفـيـهـ ّـيــة‪ ...‬مــع الـحــرص على إعطائه‬ ‫ّ‬
‫الـ ـح ــديـ ـث ــة ص ـ ـ ـ ــدارة املـ ـشـ ـه ــد‪ ،‬وت ـت ـم ــت ــع‬ ‫حولت فعل القراءة‪،‬‬ ‫ويكتمونها أيضًا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وبعيدًا عن القوالب مسبقة الصنع‪.‬‬ ‫حكاية الـ ‪ 35‬طالبًا الذين استطاع املعلم‪،‬‬ ‫تعليمًا كــامــا ال ينقصه ش ــيء‪ .‬وبذلك‬
‫السبت ‪ 5‬أيلول ‪ 2015‬العدد ‪2684‬‬

‫كلمات‬ ‫‪8‬‬
‫ُ‬
‫كتابي األول‬
‫التي تحتل واجهات المكتبات‪ ،‬وتحظى بحفاوة فورية‪ ،‬وتكتب عنها مراجعات نقدية سريعة‪ ،‬نفتح هذه الصفحة‬ ‫الجديدة‬ ‫اإلصدارات‬ ‫ى‬ ‫في ّ‬
‫حم‬
‫ّ‬
‫لالحتفاء بالكتب األولى لكتاب ّ‬
‫تكرست تجاربهم وأسماؤهم‪ ،‬وباتت تفصلهم مسافة زمنية وإبداعية عن بواكيرهم التي كانت بمثابة بيان شخصي‬
‫أول في الكتابة‪.‬‬

‫علي بدر‬
‫بابا سارتر‬
‫أصـبــح أس ـتــاذًا جــامـعـيــا‪ ،‬عـلــى شــاكـلــة إدوارد‬ ‫«الشيطان املــدمــر حنا يــوســف‪ ،‬حفار القبور‬
‫سعيد وهــومــي بــابــا‪ .‬وق ــررت كتابة أطــروحــة‬ ‫ذو ال ـس ـح ـنــة امل ــرعـ ـب ــة‪ ،‬وص ــدي ـق ـت ــه الـخـلـيـعــة‬
‫عـ ــن أث ـ ــر الـ ــوجـ ــوديـ ــة فـ ــي ال ـث ـق ــاف ــة ال ـع ــرب ـي ــة‪،‬‬ ‫الـتـيـكــان يـطـلــق عـلـيـهــا اس ـمــا تــورات ـيــا غريبًا‬
‫وق ـ ـ ــد اكـ ـتـ ـشـ ـف ــت ف ـ ــي ذل ـ ـ ــك ال ـ ــوق ـ ــت غ ــرام ـش ــي‬ ‫(نونو بهار)‪ ،‬هما من أغوياني بكتابة سيرة‬
‫وإدوارد سـعـيــد وس ــارت ــر وأوي ــرب ــاخ‪ ،‬ولـهــذا‬ ‫ح ـيــاة الـفـيـلـســوف ال ـعــراقــي ال ــذي ك ــان يقطن‬
‫ح ــدث ان ـش ـبــاك ش ــرس بـيـنــي وب ــن املــؤسـســة‬ ‫محلة الـصــدريــة إب ــان الـسـتـيـنـيــات» ه ــذه هي‬
‫األكــادي ـم ـيــة امل ـت ـح ـجــرة‪ ،‬كـنــت طــالـبــا صاخبًا‬ ‫الـجـمـلــة األولـ ــى م ــن رواي ـت ــي «ب ــاب ــا س ــارت ــر»‪،‬‬
‫ومـخــاصـمــا ُ‬ ‫ً‬
‫وم ـحــاج ـجــا‪ .‬وك ــان عـلــي أن أنـفــذ‬ ‫بقيت ترن في أذني عامًا كامال قبل كتابتها‪.‬‬
‫ّ‬
‫بــن أســاتــذة مـخــربــة عـقــولـهــم‪ ،‬ومــوظـفــن في‬ ‫لم تكن فكرة تجريدية على نحو ما‪ ،‬لكن كيف‬
‫سلطة فاسدة‪ .‬كل هذا أدى بشكل درامــي إلى‬ ‫يمكن تحويلها إلى رواية؟‬
‫فصلي من الجامعة‪ ،‬وبالتالي دخولي حالة‬ ‫لــم تـكــن تجربتي األول ــى فــي الـحـيــاة وال في‬
‫مــن اإلف ــاس والعطالة الــدائـمــة‪ .‬فاستخدمت‬ ‫ال ـك ـت ــاب ــة! ف ــي ال ـح ـي ــاة ك ــان ــت ت ـجــربــة ال ـحــرب‬
‫كل أطروحتي للماجستير في كتابة الرواية‪.‬‬ ‫تـنـضــح بــال ـق ـســوة ال ــدام ـي ــة‪ .‬أم ــا ف ــي الـكـتــابــة‬
‫ج ـل ـســت ل ـك ـتــابــة روايـ ـ ــة ع ــن ال ـس ـت ـي ـنــات‪ .‬رمــز‬ ‫فقد أصابني الشعر بنوع من الفراغ املحزن‪.‬‬
‫ال ـحــداثــة الـغــربـيــة ف ــي ال ـعــالــم اإلس ــام ــي‪ .‬في‬ ‫فبعد تخرجي مــن الجامعة مـبــاشــرة وجــدت‬
‫شـ ــارع واحـ ــد أك ـثــر م ــن سـبـعــن بـ ــارًا ومـقـهــى‬ ‫نفسي في أتون حرب طاحنة‪ .‬فتحول سؤالي‬
‫وسينما‪ .‬قــرب السينما مكتبة لالسطوانات‬ ‫الفلسفي األول إلى مشهد املوت‪ ،‬أول مرة أجد‬
‫ال ـغــرب ـيــة‪ ،‬ومـكـتـبــة لـلـكـتــب األج ـن ـب ـيــة‪ .‬أم ــا في‬ ‫نـفـســي أم ــام جـثــة‪ .‬مــا مـغــزى ال ـح ـيــاة؟ الـفـتــرة‬
‫زمـنــي فـلــم يـعــد أي ش ــيء مــن ه ــذا‪ ،‬ومــا تبقى‬ ‫التي كتبت فيها هذه الرواية كانت نوعًا من‬
‫في طريقه إلى التالشي‪ ،‬وكــان علي أن أنتقل‬ ‫العطالة النادرة‪ .‬لم أجرب مثلها حتى اليوم‪.‬‬
‫في الزمن‪ ،‬حيث تحولت حياتي إلى زمن آخر‪.‬‬ ‫لــم تــزودنــي ال ـحــرب إال بـشـعــور عــابــث بشكل‬
‫أخذت أقرأ صحفًا أخبارها منذ خمسني عامًا‬ ‫مطلق‪ .‬ماذا أعمل؟ سأكتب رواية‪ .‬ارتبكت في‬
‫وكــأن ـهــا حــدثــت ال ـي ــوم‪ .‬عــرفــت ع ــن أزيـ ــاء تلك‬ ‫ال ـبــدايــة! تـجــربـتــي األدب ـي ــة ذل ــك الــوقــت كانت‬
‫املــرحـلــة أكـثــر مـمــا أع ــرف عــن أزي ــاء مرحلتي‪،‬‬ ‫محصورة في كتابة الشعر وترجمة الروايات‪.‬‬
‫ع ــرف ــت اإلعـ ــانـ ــات‪ ،‬مـ ــاذا ي ـش ــرب ــون ويــأك ـلــون‬ ‫الشعر بالنسبة لــي كجنس أدب ــي قــد اندحر‬
‫وي ـل ـب ـس ــون وأيـ ـ ــن يـ ـسـ ـه ــرون‪ .‬م ــن اإلع ــان ــات‬ ‫إلــى غير رجعة‪ .‬كانت حــرب عــام ‪ 1991‬إيذانًا‬
‫عرفت كل أنواع البيرة وأسعارها‪ .‬كل ماركات‬ ‫بنهايته‪ .‬هذا التاريخ هو الخاتمة التراجيدية‬
‫البنطلونات واألرب ـطــة ومــن أيــن يشترونها‪.‬‬ ‫لإليديولوجيا العربية التي صنعتها املخيلة‬
‫عرفت كل أسماء الخياطني‪ .‬عرفت ديكورات‬ ‫الشعرية‪ ،‬واآلن قد شهدت انهيارًا دراماتيكيًا‬
‫كل املطاعم والبارات التي يسهرون بها ومن‬ ‫ب ـع ــد غ ـ ــزو الـ ـك ــوي ــت وال ـ ـحـ ــرب ع ـل ــى الـ ـعـ ــراق‪.‬‬
‫صممها‪ .‬كل املاركات وأين تباع‪ .‬في حجرتي‬ ‫ومــع أن هــذا هــو الــذي سيسمح مــن دون شك‬
‫الـصـغـيــرة كــانــت خــرائــط املــديـنــة معلقة‪ .‬أقــرأ‬ ‫لـلــروايــة بــالـبــروز بشكل كــاســح‪ -‬كــان توقعي‬
‫ف ــي ال ـص ـحــف األح ـ ـ ــداث االج ـت ـم ــاع ـي ــة‪ :‬ت ــزوج‬ ‫صارمًا‪ -‬غير أن تجاربي السردية هي األخرى‬
‫فــان من فالنة‪ ،‬أو بــاع التاجر فــان بيته‪ ،‬أو‬ ‫كــانــت مرتبكة‪ ،‬إذ لــم تكن غير تــرجـمــات غير‬
‫سافر املحامي فالن إلى لندن أو باريس‪ .‬أما‬ ‫مـنـضـبـطــة ل ــرواي ــات م ــن الـلـغـتــن اإلنـكـلـيــزيــة‬
‫ألبومات الصور الفوتوغرافية التي اشتريتها‬ ‫واألخ ــاق ــي الـتــي ك ــان لـبـغــداد عـلــى الــرغــم من‬ ‫صنعته الـثــورة أفضل‪ .‬هــذا الخطاب املدعوم‬ ‫وال ـفــرن ـس ـيــة ك ـنــت أح ـب ـهــا‪ ،‬فـكـنــت أت ــدخ ــل في‬
‫مــن ال ـعــائــات ال ـب ـغــداديــة‪ ،‬فـكــانــت أه ــم وثيقة‬ ‫ال ـص ــورة األح ــادي ــة والـتــوحـيــديــة ال ـتــي كانت‬ ‫بالعديد مــن الـســرديــات الرسمية كــان يهدف‬ ‫ت ـغ ـي ـيــر أحـ ـ ـ ــداث ال ـ ـنـ ــص! ف ـح ــن ال تـعـجـبـنــي‬
‫ملعرفة قصات الشعر واملالبس والتي تتوافق‬ ‫تصر عليها سلطة الــدولــة‪ .‬قبل التسعينيات‬ ‫إل ــى تــرس ـيــخ ال ـ ــذات داخـ ــل ال ـس ـيــاق الـثـقــافــي‬ ‫األح ـ ـ ـ ـ ــداث أغ ـ ـيـ ــر م ـ ـسـ ــارهـ ــا‪ ،‬أو أج ـ ــد إح ـ ــدى‬
‫مع الطبقة االجتماعية أو مع تلك الحقبة‪ .‬أما‬ ‫مـ ــا ك ـ ــان مـ ــن امل ـم ـك ــن ك ـت ــاب ــة ه ـ ــذا ال ـ ـنـ ــوع مــن‬ ‫للثورة التي قــام بها صــدام‪ ،‬ومسح وتجريم‬ ‫الشخصيات زائدة فأحذفها‪ ،‬أو أقوم بإضافة‬
‫األهم فهو دليل الهاتف لعام ‪ .1950‬لقد قرأت‬ ‫الرواية‪ ،‬ليس سياسيًا فحسب إنما تاريخيًا‬ ‫كل ما كان في املاضي‪ .‬فكانت «بابا سارتر»‪،‬‬ ‫أحرف مسيرة األبطال‬ ‫شخصية جديدة! كنت ّ‬
‫توحد‬ ‫ّ‬ ‫أيـضــا‪ .‬فقوة الــدولــة –بحسب باختني‪-‬‬ ‫بــالـنـسـبــة ل ــي‪ -‬وك ـتــابــة ال ــرواي ــة بـشـكــل ع ــام‪-‬‬
‫دليل الهاتف مثلما أقرأ رواية‪ .‬لقد عرفت من‬
‫خــالــه كــل أسـمــاء سـكــان بـغــداد ومــن خاللها‬ ‫الـخـطــابــات فـيـبــرز الـشـعــر ألن ــه يستمد قوته‬ ‫هــي إثــارة الشكوك حــول اإلج ــراءات السردية‬
‫ُ‬
‫عرفت طوائفهم‪ ،‬وعرفت عناوينهم ومهنهم‪.‬‬
‫مضن أنهيت روايــة «بابا سارتر»‪.‬‬ ‫بعد عمل‬
‫مــن االي ـقــاع املنتظم للسلطة‪ ،‬وح ــن تضعف‬
‫املهجنة والتي تمنح‬ ‫ّ‬ ‫السلطة تبرز امللفوظات‬
‫للتاريخ الرسمي‪ ،‬وإبطال الفكرة التي تنص‬
‫أن للماضي حقيقة واحدة‪ .‬فكان سؤالي‪ :‬إلى‬
‫لم أعرف أنها نشرت إال بعد‬
‫ٍ‬
‫ق ــدمـ ـتـ ـه ــا ف ـ ــي ال ـ ـبـ ــدايـ ــة إل ـ ـ ــى «دار اآلداب»‪،‬‬ ‫الرواية شكلها‪.‬‬ ‫أي قــدر يمكن للرواية أن تسهم في تصويب‬ ‫ستة أشهر من صدورها!‬
‫ويؤسفني أن سهيل إدريــس رفضها‪ ،‬وكتب‬ ‫أثـ ـن ــاء ال ـك ـت ــاب ــة ان ـت ـب ـهــت ك ـي ــف ص ـن ـعــت اآلل ــة‬ ‫علي استعادة بغداد!‬ ‫التاريخ وترميمه؟ كان ّ‬
‫لي أنه ُيفهم منها إساءة متعمدة له ولعايدة‬ ‫السياسية واإليديولوجية الصورة النمطية‬ ‫وه ـ ــي ق ـ ـ ــدرة ال ـ ــرواي ـ ــة ع ـل ــى اس ـت ـن ـط ــاق أح ــد‬
‫م ـطــرجــي إدري ـ ــس وت ـشــوي ـهــا ملــواق ـف ـه ـمــا‪ .‬في‬ ‫للعراقي‪ .‬النمط الــذكــوري العربي التقليدي‪،‬‬ ‫مـجــاالت امل ـعــارف الـكـبــرى‪ :‬الـتــاريــخ‪ .‬كــان هذا‬ ‫استخدمت كل أطروحتي للماجستير‬
‫تـلــك ال ـف ـتــرة كـنــت وق ـعــت ع ـق ـدًا لـتـمـثـيــل فيلم‬
‫وثائقي عــن اآلثــار الليبية‪ ،‬وقبل رحيلي من‬
‫ب ــال ـص ــرام ــة والـ ـقـ ـس ــوة‪ ،‬وال ـ ـشـ ــوارب الـ ـس ــوداء‬
‫ال ـث ـخ ـي ـن ــة! ش ـخ ــص ال ي ـح ــب ال ـس ـخ ــري ــة وال‬
‫بحد ذاته شيئًا مثيرًا لالهتمام‪ .‬ألنه من شأنه‬
‫تسليط الضوء على وظيفة مهمة من وظائف‬
‫التي كتبتها عن أثر الوجودية في‬
‫بغداد كنت أرسلت الرواية إلى رياض الريس‪.‬‬ ‫ـرد ب ـق ـســوة‪ .‬وه ــذه‬ ‫الـنـكـتــة‪ ،‬عـصـبــي املـ ــزاج ويـ ـ ّ‬ ‫ال ــرواي ــة‪ ،‬وه ــو قــدرتـهــا عـلــى تـكــذيــب الـتــاريــخ‬ ‫الثقافة العربية في الرواية‬
‫بعدها تحولت إلى عالم آخر‪ ،‬عالم الصحراء‬ ‫ال ـص ــورة املـخـيـفــة عـمـمــت فــي الــوطــن الـعــربــي‬ ‫الرسمي‪.‬‬
‫ال ـل ـي ـب ـيــة ح ـيــث أحـ ـ ــداث فـيـلـمــي امل ـث ـي ــرة‪ ،‬فقد‬ ‫على نطاق واســع‪ .‬وال أكثر من صــورة صدام‬ ‫بــابــا ســارتــر هــي ص ــورة عــن مــرحـلــة مــا بعد‬
‫تعرضت للموت أكـثــر مــن م ــرة‪ .‬ركبنا طائرة‬ ‫حسني وحمايته‪ .‬وكنت قرأت بإمعان في تلك‬ ‫عام ‪ 1991‬في العراق‪ .‬فحينما تضعف سلطة‬ ‫وأص ـح ــح أخ ـط ــاء امل ــؤل ــف امل ـف ـتــرضــة‪ ،‬وه ـكــذا‬
‫الفترة روايات اليهود األميركان من مجموعة‬ ‫مهجنة يصعب قمعها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الدولة تبرز خطابات‬ ‫أص ـب ـحــت ل ــدي مـجـمــوعــة م ــن ال ـك ـتــب ال ـتــي ال‬
‫شينوك قديمة وك ــادت تسقط بنا فــوق آثــار‬
‫مــدي ـنــة قــوري ـنــا ش ـح ــات‪ .‬ع ـبــرنــا إل ــى جــزيــرة‬ ‫نيويورك‪ ،‬فيليب روث‪ ،‬وســول بيلو‪ ،‬وبرنار‬ ‫مــن ه ــذه الـخـطــابــات املهجنة تظهر الــروايــة‪:‬‬ ‫يمكن أن نعدها مترجمة وال مؤلفة‪ ،‬وال يمكن‬
‫ب ـق ــوارب مـطــاطـيــة وضــربـتـنــا عــاصـفــة وســط‬ ‫م ــامل ــود‪ ،‬ورأي ـ ــت ك ـيــف س ـخ ــروا م ــن شخصية‬ ‫خطاب األقليات‪ ،‬القوى املهمشة واملقموعة‪،‬‬ ‫نشرها بأي حال من األحوال‪ .‬ولكن هذا العمل‬
‫البحر وشارفنا على الهالك‪ .‬انفجر لغم قريبًا‬ ‫ال ـي ـهــودي‪ ،‬ول ـكــن ب ــدل مــن الـحـقــد عـلـيــه فــأنــت‬ ‫أحــاديــث ال ـش ــارع‪ ،‬السيوسيولكتة‪ ،‬الــرطــانــة‬ ‫مدني بمهارات سردية غير‬ ‫العابث والوهمي ّ‬
‫منا في موقع للحرب العاملية الثانية في بير‬ ‫تحبه‪ .‬فخطر في بالي هذا‪ ،‬كيف يمكن تحويل‬ ‫امل ـه ـن ـيــة ل ـل ـع ـمــال وال ـح ــرف ـي ــن‪ .‬ل ـقــد ك ــان لــدي‬ ‫متوقعة‪ ...‬وهكذا اشتريت ورقًا وطابعة تشبه‬
‫مــوســى‪ .‬وســط كــل هــذه املـغــامــرات‪ ،‬كنت أقــود‬ ‫الـعــراقــي إلــى بشر عــن طــريــق السخرية‪ ،‬وفي‬ ‫وعــي بــأن ما أكتبه هو مخالف لكل األشكال‬ ‫طابعات الحرب العاملية الثانية‪ ،‬وبدأت كتابة‬
‫مغامرة بعيدة عن الفيلم تمامًا‪ ،‬وهي البحث‬ ‫ال ــوق ــت ذاتـ ــه تـحـبــه وت ـت ـعــاطــف م ـعــه بــوصـفــه‬ ‫الـســرديــة فــي ذلــك الــوقــت‪ .‬فعملت على كتابة‬ ‫أحداث روايتي التي استغرقتني تمامًا‪.‬‬
‫عن لغز جندي رسام اسمه جون بريل قتل في‬ ‫ب ـ ـش ـ ـرًا‪ ،‬ف ـب ـن ـيــت روايـ ـ ـ ــة «بـ ــابـ ــا سـ ــارتـ ــر» عـلــى‬ ‫ه ـج ـي ـنــة‪ ،‬م ـخـ ّـص ـبــة بــال ـعــام ـيــة‪ ،‬وح ــارب ــت كل‬ ‫كــانــت اس ـت ـع ــادة ال ـح ـيــاة ف ــي ب ـغ ــداد م ــا قبل‬
‫الحرب العاملية األولــى‪ ،‬وتابعت مسيرته من‬ ‫أساس السخرية‪ ،‬وليس الهجاء‪ ،‬على أساس‬ ‫جملة شعرية في كتابتي‪ .‬كأني انتقمت ذلك‬ ‫الثورة هي الفكرة املؤسسة لهذه الرواية‪ .‬أي‬
‫لحظة أســره في منطقة الـبــردي‪ ،‬حتى مقتله‬ ‫التعاطف وليس االنتقاص من الشخصية‪.‬‬ ‫الوقت من الشعر‪ .‬ثم ذهبت لتهديم الصورة‬ ‫التعبير عــن الشكوك إزاء الحياة السياسية‬
‫فــي معركة العلمني ودفـنــه فــي مقبرة مرسى‬ ‫امل ـ ــادة األس ــاس ـي ــة ال ـت ــي نـقـبـتـهــا تـنـقـيـبــا كــان‬ ‫الـنـمـطـيــة لـلـشـخـصـيــة ال ـعــراق ـيــة ال ـتــي أرادت‬ ‫الحالية‪ .‬كنا في عام ‪ 2001‬وكانت الخطابات‬
‫مطروح‪.‬‬ ‫أطروحتي للماجستير التي لم أحصل عليها‪.‬‬ ‫اإليــديــولــوجـيــة الـقــومـيــة إب ــرازه ــا‪ ،‬عــن طريق‬ ‫الفلسفية والـسـيــاسـيــة‪ ،‬وجـمـيــع الـســرديــات‬
‫ُ‬
‫لم أعرف أن روايتي نشرت إال بعد ستة أشهر‬ ‫فبعد تسرحي من الخدمة العسكرية‪ ،‬دخلت‬ ‫السخرية والتهكم‪ ،‬وبيان الخليط االجتماعي‬ ‫الـتــي تشتمل وظيفتها عـلــى شــرعـنــة الـثــورة‬
‫من صدورها!‬ ‫ال ــدراس ــات الـعـلـيــا‪ ،‬ك ــان هـمــي تـلــك ال ـف ـتــرة أن‬ ‫واإلثـ ـ ـ ـن ـ ـ ــي وعـ ـ ـ ـ ــدم ال ـ ـت ـ ـجـ ــانـ ــس االجـ ـتـ ـم ــاع ــي‬ ‫تقول أن املــاضــي كــان سيئًا‪ ،‬والـحــاضــر الــذي‬

You might also like