You are on page 1of 14

‫‪ 24‬صفحة‬ ‫االثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪2022‬‬

‫رأس المال‬ ‫‪ 10000‬ليرة‬ ‫العدد ‪ 4753‬السنة السابعة عشرة‬


‫‪Lundi 17 Octobre 2022 n o 4753 17ème année‬‬

‫ال توازن في‬


‫سوق النفط؟‬
‫● سامي زغيب‪،‬‬
‫سامي عطالله‬
‫فساد في الموازنة‬
‫● ماهر سالمة‬
‫األزمة المقبلة عبر‬
‫«كريدي سويس»‬

‫ّ‬
‫قصة عميل اسرائيلي «مسبع الكارات»‬
‫[‪]4‬‬
‫ّ‬
‫تجنيد في ساحل العاج واختبار في عمان والزوجة ضابط اتصال‬

‫[‪]2‬‬ ‫حكومة ورئاسة على وقع التفاهم البحري‬


‫تشكل مجموعات «عرين األسود» قلقًا أمنيًا متناميًا لكيان االحتالل‪ ،‬يعززه إصرارها على بث حالة وعي نضالي في الشارع الفلسطيني (أ ف ب)‬
‫ّ‬

‫الضفة‬
‫المقاومة‬
‫ُ«الجديدة»‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫تنهك العدو‬
‫[‪ 8‬ـ ‪] 9‬‬
‫‪3‬‬ ‫لبنان‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫لبنان‬ ‫‪2‬‬
‫تقرير‬ ‫قضية اليوم‬
‫ّ‬
‫تحديات تركة عون بعد مغادرته بعبدا إلى الرابية‬
‫ً‬
‫‪ .1994‬ورغ ـ ــم أن ج ـي ــا عــون ـيــا جــدي ـدًا‬
‫ن ـشــأ وال ـت ـحــق بــاملــؤس ـســة الـعـسـكــريــة‪،‬‬
‫إال أن ــه ص ــار فــي ظــل قـيــادتــن للجيش‬
‫باسيل وامتحان لقيادته بعد انحسار‬
‫مشرف لعون‬
‫ّ‬
‫موجة االحتفاالت بخروج ّ‬
‫مــن بـع ـبــدا‪ ،‬وم ــدى ال ـت ــزام املـعــيـنــن في‬
‫فـ ــي حـ ــن خـ ـ ــرج ش ـم ـع ــون مـ ــن ال ـق ـصــر‬
‫ف ــي الـ ـ ــ‪ 58‬وال ــرئ ـي ــس أم ــن الـجـمـيــل في‬
‫الـ ــ‪ .46‬واالث ـنــان حافظا على موقعهما‬
‫يغادر رئيس الجمهورية‬
‫العماد ميشال عون قصر‬
‫حكومة ورئاسة على وقع التفاهم البحري‬
‫م ـخ ـت ـل ـف ــة‪ .‬وف ـ ــي ه ـ ــذه الـ ـح ــال ــة‪ ،‬ي ـبــدو‬ ‫بــالـتـنـقـيــب واالسـ ـتـ ـخ ــراج وال ـق ــان ــون‬ ‫بــاس ـيــل» (مــدعــومــا مــن ح ــزب ال ـلــه أو‬ ‫لحظة الـتــوصــل الــى التفاهم طابقت‬ ‫إبراهيم األمين‬
‫مـ ــع الـ ـعـ ـم ــاد جـ ـ ــان ق ـه ــوج ــي وال ـع ـم ــاد‬ ‫مراكز إدارية حساسة باستمرار والئهم‬ ‫امل ـ ــارون ـ ــي امل ـس ـي ـحــي داخـ ـ ــل ال ـتــرك ـي ـبــة‬ ‫بعبدا‪ ،‬تاركًا وراءه إرثًا سياسيًا‬ ‫باسيل واضـحــا فــي أنــه يــريــد حكومة‬ ‫الـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـي ـ ـ ــادي‪ ،‬وه ـ ـ ـ ــي أمـ ـ ـ ـ ـ ــور ت ـت ـط ـل ــب‬ ‫بالتفاهم معه) سيعمل على استثمار‬ ‫ل ـح ـظ ــة ل ـب ـن ــان ـي ــة ش ـ ــدي ـ ــدة ال ـت ـع ـق ـيــد‬
‫جــوزف عــون حالة محصورة‪ ،‬وتــوازي‬ ‫لباسيل‪.‬‬ ‫ج ــدي ــدة يـتـمـثــل ف ـي ـهــا تـ ـي ــاره وفــري ـقــه‬ ‫مناقشات في الجوهر لعمل السلطتني‬ ‫التفاهم سريعًا بالتشدد ورفع سقف‬ ‫تـتـعـلــق بــاالسـتـحـقــاقــات الــدسـتــوريــة‬ ‫خ ـي ــط دقـ ـي ــق ي ـف ـص ــل بـ ــن االب ـت ـه ــاج‬
‫السياسية بمستويات مختلفة‪ ،‬فخاض‬ ‫ومجموعة انتظارات حول‬
‫بــأهـمـيـتـهــا ح ــاالت ال ـض ـبــاط املـلـتــزمــن‬
‫ب ـ ــأوام ـ ــر قـ ـي ــادتـ ـه ــم‪ ،‬لـ ـك ــن لـ ـه ــم ضـمـنــا‬
‫رابعًا‪ ،‬دخــل عــون إلــى قصر بعبدا على‬
‫كف تسوية ُسنية ‪ -‬مسيحية ‪ -‬شيعية‪،‬‬
‫األول م ـعــارك عـلــى مختلف األص ـعــدة‪،‬‬
‫من الحلف الثالثي والجبهة اللبنانية‬ ‫موقعه في التركيبة‬
‫السياسي بوزراء لهم وزنهم السياسي‬
‫وت ـم ـث ـي ـل ـهــم املـ ـب ــاش ــر‪ ،‬ال ـ ــى ج ــان ــب مــا‬
‫ال ـت ـشــري ـع ـيــة وال ـت ـن ـف ـيــذيــة‪ .‬وإذا كــان‬
‫ال ـت ـي ــار ال ــوط ـن ــي ال ـح ــر ي ـح ـظــى بثقة‬
‫من الطبيعي أن يكون‬ ‫املطالب الخاصة بتشكيل الحكومة أو‬
‫التوافق على رئيس جديد‪.‬‬
‫الــداه ـمــة بـعــد االن ـت ـخــابــات الـنـيــابـيــة‪:‬‬
‫البحث عن رئيس جديد للبالد‪ ،‬وعن‬
‫بـتـفــاهــم ت ـشــريــن ال ـب ـحــري والـغـضــب‬
‫م ـنــه‪ .‬خ ـيــط يـتـصــل أس ــاس ــا بــالـحـيــاة‬
‫انتماءات «طبيعية» إلى أحــزاب وقوى‬ ‫ل ـك ـنــه ي ـخ ــرج م ــن دون م ــواك ـب ــة ُسـنـيــة‬ ‫ودوره في الحرب وزيرًا ومرشحًا دائمًا‬ ‫السياسية‪ ،‬وعلى كتفه حزب‬ ‫يـفـتــرض أن يـقــدمــه مــن اختصاصيني‬ ‫املقاومة في ما خص ملفات الصراع‬ ‫باسيل أكثر تشددًا‬ ‫مشكلة الفريق الكيدي ليست في أصل‬ ‫اإلج ــراءات املانعة للفوضى فــي حال‬ ‫ال ـس ـيــاس ـيــة ال ــداخ ـل ـي ــة‪ .‬م ــن ال ــواض ــح‬
‫سياسية أخــرى‪ ،‬سواء أكانت مسيحية‬ ‫‪ -‬م ـس ـي ـح ـيــة‪ ،‬وفـ ــي ظ ــل ت ـبــايــن تـ ــام مع‬ ‫لرئاسة الجمهورية‪ .‬أما الثاني فخاض‬
‫سياسي سيكون خاضعًا بعد‬ ‫في امللفات املعقدة‪.‬‬ ‫مــع الـعــدو‪ ،‬فــإن التيار ال يعاني أزمــة‬ ‫بعد الترسيم ومن‬ ‫اإلنجاز فقط‪ ،‬بل في الشكل أيضًا‪ .‬فقد‬ ‫استمرار الخالف على طبيعة السلطة‬ ‫أن ال ــرافـ ـض ــن ل ـل ـت ـفــاهــم ل ـي ـس ــوا فـئــة‬
‫بـهــذا املـعـنــى‪ ،‬لــم يعد هـنــاك مــن معنى‬ ‫كبيرة في تصوره للقوانني التي يجب‬ ‫أدرك هؤالء‪ ،‬وملسوا باليد‪ ،‬أن الحصار‬ ‫الـتــي سـتــديــر ال ـبــاد فــي ظــل الشغور‬ ‫واحـ ــدة‪ .‬بينهم أص ـحــاب وج ـهــة نظر‬
‫ك ـق ــوات أو ك ـتــائــب أم إســام ـيــة كـتـيــار‬
‫املستقبل وحزب الله وحركة أمل‪ ،‬وهذا‬
‫بكركي‪ ،‬بــل بتسوية الترسيم البحري‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ال ـتــي ظــلـلـهــا ات ـفــاق مــع ح ــزب ال ـلــه أوال‬
‫معارك مع القوات وداخل حزب الكتائب‬
‫ـرد ال ـح ــزب بعد‬ ‫وخ ــارج ــه إل ــى أن اسـ ـت ـ ّ‬ ‫اآلن للمعاينة‪ ،‬ومجموعة‬ ‫للحديث عن تعويم الحكومة الحالية‬ ‫خص املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫تشرع بما ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫الصعب تجاوزه قبل‬ ‫الغربي والعربي على تحالف عــون ‪-‬‬ ‫ال ــرئ ــاس ــي‪ .‬ل ــذل ــك‪ ،‬ك ــان م ــن الـطـبـيـعــي‬ ‫قــانــونـيــة أو تقنية مـفــادهــا أن لبنان‬
‫أم ــر م ـعــروف‪ ،‬ول ــو أن الـجـيــش يحرص‬ ‫وآخ ـ ـ ـ ـرًا‪ .‬وه ـ ــذا ي ـع ـيــد عـ ــون إلـ ــى امل ــرب ــع‬ ‫مخاض طويل‪.‬‬ ‫مرشحين وقوى سياسية‬ ‫ف ــي ح ــال ــة ال ـش ـغــور ال ــرئ ــاس ــي‪ ،‬وب ـهــذا‬ ‫وفـ ـ ـ ـق ـ ـ ــا لـ ـ ـ ـه ـ ـ ــذه الـ ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ــاع ـ ـ ـ ــدة‪ ،‬سـ ـيـ ـج ــد‬ ‫نهاية العهد أو تجاهل‬ ‫ح ــزب الـلــه انـكـســر بـقــوة الـحــاجــة الــى‬ ‫ع ـلــى ال ـف ـئــة امل ـع ـتــرضــة ع ـلــى الـتـفــاهــم‬ ‫ما كــان يجب أن يقبل بأقل من الخط‬
‫عـلــى الـتــأكـيــد عـلــى إب ـعــاد الـضـبــاط عن‬
‫ال ــوالءات السياسية‪ .‬هــذا يعني أنــه لن‬
‫األول الـ ــذي انـطـلــق مـنــه ح ــن ع ــاد إلــى‬ ‫ثــان ـيــا‪ ،‬فــي وجـ ــدان كــل ضــابــط وإداري‬
‫ستتجاذب تركته‬
‫املعنى يمكن فهم الــرفــض املسبق من‬
‫ع ــون وبــاس ـيــل ل ـكــل امل ـق ـتــرحــات الـتــي‬
‫الـلـبـنــانـيــون أنـفـسـهــم ف ــي ال ـق ــادم من‬
‫األي ــام أمــام صنفني مــن النقاش حول‬
‫موقفه في الرئاسة‬ ‫اإلن ـجــاز‪ .‬فــاضـطــر األمـيــركـيــون الــذيــن‬
‫يـضـعــون ج ـبــران بــاسـيــل عـلــى قــوائــم‬
‫كيديًا أن تركز على النتائج املباشرة‬
‫لهذا اإلنجاز على املفاوضات املتعلقة‬
‫‪ ،29‬وب ـي ـن ـه ــم مـ ــن ي ـع ـت ـقــد ب ــأن ــه ك ــان‬
‫ف ــي إم ـك ــان امل ـقــاومــة وال ـح ـكــم‪ ،‬بمزيد‬
‫لبنان عــام ‪ 2005‬وصــاغ ورقــة التفاهم‬ ‫ووزيـ ــر ون ــائ ــب تـصـبــح كـلـمــة «ســابــق»‬
‫يبقى لـعــون لــدى خــروجــه الـنـفــوذ ذاتــه‬ ‫مــع الـحــزب عــام ‪ .2006‬وه ــذا ليس أمـرًا‬ ‫ث ـق ـي ـل ــة وفـ ـ ـ ــي غـ ـي ــر مـ ـحـ ـلـ ـه ــا‪ .‬قـ ـل ــة مــن‬ ‫تــريــد ت ـكــريــس األمـ ــر ال ــواق ــع‪ ،‬وكـ ــأن ال‬ ‫مـسـتـقـبــل الـ ـغ ــاز وال ـن ـف ــط‪ .‬وسـتـحـتــل‬ ‫املعاقبني إلــى التحاور معه مباشرة‪،‬‬ ‫بالحكومة ورئــاســة الجمهورية‪ ،‬مع‬ ‫م ــن ال ـص ـبــر‪ ،‬ال ـف ــوز بـمــا ه ــو أك ـثــر من‬
‫الــذي كــان يملكه قبل أن يصبح رئيس‬ ‫بسيطًا فــي ح ـيــاة رئ ـيــس للجمهورية‬ ‫ال ـس ـيــاس ـيــن ع ــرف ــوا ك ـي ــف يـتـعــامـلــون‬ ‫مـشـكـلــة ف ــي ال ـب ــاد ف ــي حــالــة الـشـغــور‬ ‫الشاشات واملنابر حفنة من الخبراء‬ ‫ول ـي ــس ف ـقــط م ــن خ ــال املـ ـس ــؤول عن‬ ‫قـلــق مــن الـ ــدور ال ـخــاص ال ــذي ق ــام به‬ ‫ال ـخــط ‪ .23‬ول ـك ــن‪ ،‬إل ــى جــانــب ه ــؤالء‪،‬‬
‫جمهورية أو خالل توليه بفعل قيادته‬ ‫ي ـعــود إل ــى الـبـقـعــة األض ـي ــق ف ــي مـســار‬ ‫مــع الـخــدمــة ال ـعــامــة‪ ،‬كـمــا يفعل ساسة‬ ‫هيام القصيفي‬ ‫ال ــرئ ــاس ــي‪ .‬أم ــا ات ـك ــال الــرئ ـي ـســن بــري‬ ‫واملتخصصني الــذيــن ال نـعــرف كيف‬ ‫امل ـل ــف ن ــائ ــب رئ ـي ــس امل ـج ـلــس ال ـيــاس‬ ‫رئ ـيــس الـتـيــار الــوطـنــي ال ـحــر الـنــائــب‬ ‫مجموعة ال يعنيها املوضوع أساسًا‪،‬‬
‫املـ ـب ــاش ــرة ل ـل ـج ـيــش ول ـب ـع ــض امل ــراك ــز‬ ‫حـ ـي ــات ــه الـ ـسـ ـي ــاسـ ـي ــة‪ ،‬وس ـ ـي ـ ـكـ ــون مــن‬ ‫غ ــربـ ـي ــون‪ ،‬ف ـي ـب ـقــون ف ــي مـ ـق ــدم ال ـح ــدث‬ ‫وميقاتي على حزب الله إلقناع باسيل‬ ‫نـ ـم ـ ّـي ــزه ــم‪ ،‬وسـ ـيـ ـخ ــرج مـ ــن ي ــري ــد أن‬ ‫ـولــي جــانــب مــن املـلــف اللبناني‪ ،‬في‬ ‫تـ ّ‬ ‫ب ــوص ـع ــب‪ .‬وك ــذل ــك ف ـعــل الـفــرنـسـيــون‬ ‫جـ ـ ـب ـ ــران ب ــاسـ ـي ــل وال ـ ـفـ ــريـ ــق امل ـح ـيــط‬ ‫وال ت ـع ــرف ع ــن ال ـح ـق ــول وال ـب ـلــوكــات‬
‫استسهال‬
‫االشتباك‬
‫العسكرية الحساسة‪ ،‬أو للواء الحرس‬ ‫ول ـ ـ ـ ــو م ـ ـ ــن دون م ـ ــوق ـ ــع وظـ ـ ـيـ ـ ـف ـ ــي‪ ،‬أو‬ ‫كان العماد ميشال عون يحلم بالرئيس‬ ‫بــالـتــراجــع عــن مـطــالـبــه فـغـيــر واق ـعــي‪،‬‬ ‫يـفــرض علينا أبـنــاء الثقافة الغربية‬ ‫ظــل الـحــرد الـسـعــودي‪ ،‬وخشية مصر‬ ‫وم ـم ـث ـل ــو األم ـ ـ ــم املـ ـتـ ـح ــدة واالت ـ ـحـ ــاد‬ ‫ومرد القلق أن‬ ‫ّ‬ ‫بالرئيس ميشال عون‪.‬‬ ‫وال ـح ــدود وال ـقــوانــن الــدول ـيــة شيئًا‪.‬‬ ‫ملفي‬‫في َّ‬
‫ّ‬ ‫واإلمـ ـ ـ ــارات وال ـك ــوي ــت م ــن أي خـطــوة‬ ‫الحكومة‬
‫الـ ـجـ ـمـ ـه ــوري‪ .‬بــال ـن ـس ـبــة إل ـ ــى ال ـج ـيــش‬ ‫ي ـت ــراج ـع ــون إل ـ ــى الـ ـص ــف ال ـخ ـل ـفــي مــن‬ ‫كميل شمعون‪ .‬صــورة شمعون شكلت‬ ‫ألن باسيل نفسه يــريــد مــن حــزب الله‬ ‫االق ـت ـص ــادي ــة أو ال ـع ـل ـم ـيــة بــوصـفـهــم‬ ‫األوروبـ ـ ـ ـ ــي ودول م ـج ـلــس ال ـت ـع ــاون‬ ‫هذه الجهة ّأدت دورها بكفاءة عالية‪،‬‬ ‫جـ ـ ـ ــل مـ ـ ــا يـ ـه ـ ّـمـ ـه ــا أم ـ ـ ـ ـ ــران فـ ـ ـق ـ ــط‪ :‬مــن‬
‫ّ‬ ‫والرئاسة يهدد‬
‫يصبح عون رئيسًا سابقًا للجمهورية‪،‬‬ ‫دون ضـجـيــج‪ ،‬ويـتــأقـلـمــون م ــع انـتـهــاء‬ ‫له‪ ،‬والحقًا لرئيس التيار الوطني الحر‬ ‫أن يمارس الضغط على بري وميقاتي‬ ‫ال ـ ـقـ ــادريـ ــن ف ـق ــط ع ـل ــى إبـ ـ ـ ــداء ال ـ ـ ــرأي‪،‬‬ ‫تغضب محمد بن سلمان‪.‬‬ ‫الخليجي‪ ،‬ممثلة بقطر التي لم يسبق‬ ‫ونـجـحــت فــي تحقيق مــا ك ــان صعبًا‬ ‫أن ـجــز الـتـفــاهــم وم ــن سيستفيد منه‬
‫ً‬ ‫بانفجار كبير‬
‫يتمتع بنفس الحماية والعناصر الذين‬ ‫ع ـ ـهـ ــدهـ ــم‪ .‬صـ ـحـ ـي ــح أن ـ ـ ــه م ـ ــن ال ـص ـع ــب‬ ‫جبران باسيل‪ ،‬مثاال ُيحتذى في املوقع‬ ‫ل ـت ـعــديــل ش ـك ــل ال ـح ـك ــوم ــة‪ .‬وفـ ــي ه ــذه‬ ‫وسيطل حشد من ممثلي الجمعيات‬ ‫وهـ ـ ــذا الـ ـت ــواص ــل ل ــم ي ـك ــن م ـح ـصــورًا‬ ‫لها أن قطعت عالقاتها مع أحد ربطًا‬ ‫تحقيقه في ظــروف أخــرى‪ ،‬وأحسنت‬ ‫سياسيًا‪ ،‬الى جانب السؤال املشروع‬ ‫أوال‬
‫يطيح ً‬
‫ـؤمـ ـن ــون لـ ـل ــرؤس ــاء ال ـس ــاب ـق ــن كــأمــن‬ ‫ُي ـ َّ‬ ‫على مدى ثالثين‬ ‫تـ ـص ـ ّـور ع ـ ــون م ــن دون دور س ـيــاســي‬ ‫الذي حفره شمعون في البيئة املارونية‬ ‫الحالة‪ ،‬سيكون حزب الله أمام معضلة‬ ‫غير الحكومية التي قامت قبل عشر‬
‫ّ‬
‫بــال ـجــوانــب الـتـقـنـيــة املـتـعـلـقــة بملف‬ ‫باالنتهازية الهائلة الـتــي تتسم بها‬ ‫االستفادة الواضحة من قوة املقاومة‬ ‫حــول مصير الـعــائــدات املفترضة من‬ ‫المؤسسات‬
‫الجميل وإميل لحود وميشال سليمان‪،‬‬ ‫عامًا انحسرت الحالة‬ ‫فــاعــل‪ ،‬إال أن املشكلة ال تكمن فقط في‬ ‫س ـي ــاس ـي ــا وش ـع ـب ـي ــا‪ .‬وق ـ ــد يـ ـك ــون ذل ــك‬
‫أحــد العناصر التي جعلت عالقة عون‬
‫ك ـب ـيــرة‪ ،‬ال يمكنه مـعـهــا ف ــرض إرادت ــه‬ ‫س ـنــوات ل ـهــذا ال ـغ ــرض‪ ،‬وكــذلــك فريق‬
‫ال ـش ــرك ــات املــال ـيــة وال ـص ـنــاع ـيــة الـتــي‬
‫التفاهم النفطي والغازي‪ ،‬بل أساسًا‬
‫بالخطوات املستقبلية‪ ،‬أي ما يتعلق‬
‫سياستها‪ ،‬والتي ُكلفت من الواليات‬
‫امل ـت ـح ــدة ب ـم ـش ــارك ــة ال ـفــرن ـس ـيــن فــي‬
‫ف ــي وج ــه الـ ـع ــدو‪ .‬ل ــذل ــك‪ ،‬ف ــإن الـفــريــق‬
‫امل ـع ـتــرض كـيــديــا يـفـتــرض أن «فــريــق‬
‫اإلنتاج النفطي والغازي املرتقب بعد‬
‫سنوات؟‬
‫العسكرية‬
‫واألمنية‬
‫وجميعهم يختارون من سليتحق بهم‬ ‫طموح املسؤول «السابق» للبقاء قائدًا‬ ‫على أي من الفريقني بخالف ما يعتقد‬
‫م ــن م ـقـ ّـربــن مـنـهــم‪ ،‬سـ ــواء م ــن الـجـيــش‬ ‫العونية داخل الجيش‬ ‫تنتظر مؤتمراته الصحافية وإطالالته‬ ‫بــالــراحــل دان ــي كميل شمعون وطـيــدة‪،‬‬ ‫كثيرون‪.‬‬ ‫ت ــري ــد أن تـسـتـثـمــر ف ــي ه ــذا اإلن ـج ــاز‪.‬‬
‫(هيثم‬
‫الموسوي)‬
‫أو من أي جهاز آخــر‪ ،‬وفــي هــذه الحالة‬ ‫ومواقفه‪ ،‬بل بمجموعة من السياسيني‬ ‫بـخــاف مــوقــف الـنــائــب الـســابــق دوري‬ ‫أم ــا ال ـجــانــب اآلخـ ــر م ــن ال ـن ـقــاش فهو‬ ‫وس ـي ـك ــون ع ـل ــى ال ـل ـب ـنــان ـيــن الـبـحــث‬
‫ـادة‬ ‫شـمـعــون امل ـعــروف بخصومته ال ـحـ ّ‬ ‫ب ـجـ ّـد ملـعــرفــة م ــن ه ــي ال ـق ــوى املحلية‬
‫يمكن أن يكون من أمن الدولة‪ ،‬وعادة ال‬ ‫واالق ـت ـصــاديــن ورج ــال األع ـمــال الــذيــن‬ ‫املتعلق ببرنامج عمل الحكومة املقبلة‪،‬‬
‫تقف القيادة العسكرية عائقًا في وجه‬ ‫س ـي ـن ـف ـكــون ع ـنــه ش ـي ـئــا ف ـش ـي ـئــا‪ .‬وه ــذه‬ ‫لعون ومواقفه السياسية‪.‬‬ ‫وهو برنامج في حال ثبوت عناوينه‬ ‫املـسـتـفـيــدة مــن ه ــذا ال ـعــالــم‪ ،‬وم ــن هو‬
‫طلباتهم‪ ،‬وهــذا ليس جــديـدًا‪ .‬أمــا نفوذ‬ ‫طبيعة الطبقة السياسية واملــالـيــة في‬ ‫أراد ع ــون أن ي ـكــون ع ـهــده ومـمــارسـتــه‬ ‫الرئيسية سيكون أســاس برنامج أي‬ ‫جـ ـي ــش ال ـ ـس ـ ـمـ ــاسـ ــرة ال ـ ـجـ ــديـ ــد ال ـ ــذي‬
‫رئيس التيار الوطني الحر فسينسحب‬ ‫الصعب تجاوز التيار لهذه الحالة في‬ ‫لبنان‪ ،‬ومن لم ينصع لتعليمات رئيس‬ ‫السياسية على مثال شمعون فلم ينجح‬ ‫حـكــومــة تــأتــي مــع رئ ـيــس جــديــد‪ .‬ومــا‬ ‫سينتشر على طول الساحل اللبناني‬
‫ب ـ ــدوره بـحـكــم األمـ ــر ال ــواق ــع‪ ،‬م ــع العلم‬ ‫خضم معركة رئاسة الجمهورية وكثرة‬ ‫ّ‬ ‫الجمهورية لــن يمتثل لــرغـبــات رئيس‬ ‫فــي الــوصــول إلــى عهد االزده ــار والعز‬ ‫يـطـلـبــه ال ــرئ ـيــس ع ــون أو بــاس ـيــل من‬ ‫باسم الطوائف واملذاهب والفرق‪.‬‬
‫أن ب ــاسـ ـي ــل وق ـ ـ ـيـ ـ ــادة الـ ـجـ ـي ــش ل ـي ـســا‬ ‫املرشحني الــذيــن سيتحررون مــن عبء‬ ‫مقربون من حلقة‬ ‫سابق‪ ،‬بمن في ذلــك ّ‬ ‫بعدما استفحل االنهيار في شكل غير‬ ‫بــرنــامــج عـمــل يـتـصــل عمليًا بالنقاط‬ ‫ّ‬
‫ع ـلــى وح ـ ــدة حـ ــال مــزم ـنــة م ـنــذ حــادثــة‬ ‫س ـطــوة ال ـع ـهــد الـ ــذي ك ــان ي ـعـ ّـد بــاسـيــل‬ ‫التيار وخارجها‪.‬‬ ‫مـسـبــوق فــي ح ـيــاة الـلـبـنــانـيــن‪ .‬ويــريــد‬ ‫الرئيسية التي تعيدنا الى املربع األول‬
‫أي حكومة؟‬
‫ً‬ ‫أن يـكــون بعد نهاية عـهــده كما أصبح‬ ‫واقــع مــا يحصل يحيلنا مباشرة الى‬
‫قبرشمون وص ــوال إلــى طلبات باسيل‬ ‫لخالفته‪.‬‬ ‫ث ــالـ ـث ــا‪ ،‬ال ي ـم ـكــن ألي ط ـ ــرف خ ـص ــم أو‬ ‫ال ـخــاص بــواقــع لـبـنــان مــا بـعــد تفاهم‬
‫ّ‬
‫في التعيينات العسكرية التي لم تلبها‬ ‫خ ــامـ ـس ــا‪ّ ،‬أس ـ ـ ــس ع ـ ــون ل ـح ــال ــة عــون ـيــة‬ ‫التقليل مــن دور عــون وأهميته‬ ‫حليف‬ ‫شـمـعــون بـعــد انـتـهــاء والي ـتــه زعـيـمــا ال‬ ‫الـســؤال عن مصير الحكومة‪ .‬صحيح‬
‫ّ‬ ‫ال ـغ ــاز‪ ،‬ألن ــه ال يـمـكــن إدارة ال ـب ــاد مع‬
‫قـ ـي ــادة ال ـج ـي ــش وال ـ ـخـ ــاف امل ــزم ــن مــع‬ ‫عسكرية داخــل مؤسسة الجيش‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫كسياسي محنك منذ التسعينيات‪ .‬لكن‬ ‫ُي ـ ـقـ ــارن‪ .‬ورغ ـ ــم أن رئ ـي ــس الـجـمـهــوريــة‬ ‫الـفــريــق املــالــي والـنـقــدي واالقـتـصــادي‬ ‫أن غالبية ساحقة مــن املعنيني باتت‬
‫قيادته‪ .‬وخــروج حــزب التيار من قصر‬ ‫عـ ـل ــى م ـ ــدى ثـ ــاثـ ــن ع ـ ــام ـ ــا‪ ،‬ان ـح ـس ــرت‬ ‫إل ــى جــانــب ع ــون ن ـشــأت ق ـي ــادة جـبــران‬ ‫ت ـحـ ّـول إل ــى أح ــد الــزع ـمــاء امل ــوارن ــة منذ‬ ‫نفسه‪ .‬وعندها يجب فهم أنه ال يمكن‬ ‫ت ـقـ ّـر ب ــأن ع ــدم تـشـكـيــل حـكــومــة كاملة‬
‫ب ـع ـبــدا سـ ُـي ـخـ ِـرجــه حـكـمــا م ــن تــأث ـيــرات‬ ‫ه ــذه ال ـح ــال ــة‪ ،‬وال ـض ـب ــاط ال ــذي ــن كــانــوا‬ ‫باسيل في السنوات الــ‪ 17‬األخيرة منذ‬ ‫ال ـت ـس ـع ـي ـن ـيــات‪ ،‬إال أن وصـ ـ ــول رئ ـيــس‬ ‫بقاء ريــاض سالمة ومعه فريق كبير‬ ‫ال ـصــاح ـيــات ف ــي م ــا ت ـبـ ّـقــى م ــن والي ــة‬
‫م ـبــاشــرة عـلــى ال ـق ـيــادة ال ـتــي سيصبح‬ ‫ي ــوال ــون ع ــون لـخــدمـتـهــم مـعــه مـبــاشــرة‬ ‫عام ‪ 2005‬وهي قيادة أظهرت حضورها‬ ‫الـجـمـهــوريــة إل ــى نـهــايــة ع ـهــده يسحب‬ ‫مـ ــن املـ ـص ــرفـ ـي ــن وال ـ ـخ ـ ـبـ ــراء امل ــال ـي ــن‬ ‫الرئيس عون يهدد بمشكلة كبيرة ألن‬
‫عمادها ج ــوزف عــون فــي الـصــف األول‬ ‫إم ــا ت ـق ــاع ــدوا وإمـ ــا ت ـبـ ّـدلــت مــواقـعـهــم‪،‬‬ ‫الطاغي سلبًا أو إيجابًا‪ ،‬إذ عرف باسيل‬ ‫حـكـمــا مــن تـحــت قــدمـيــه ج ــزءًا أســاسـيــا‬ ‫والنقديني ومن املوظفني في مواقعهم‬ ‫ـوقــع مــرســوم‬ ‫رئ ـيــس الـجـمـهــوريــة س ـيـ ّ‬
‫من السلطة والحضور‪ .‬وفي حني ّ‬
‫من املرشحني‪.‬‬ ‫بمن فيهم ضباط ما يسمى دورة عون‬ ‫ك ـيــف ي ـط ـ ّـوع أح ـيــانــا اإلع ـ ــام وأح ـيــانــا‬ ‫حدد‬ ‫بعد كل ما حصل‪ ،‬كما ال يمكن الركون‬ ‫إق ــال ــة ال ـح ـكــومــة ال ـح ــال ـي ــة‪ ،‬وس ـي ـبــادر‬
‫الطبقة السياسية لخدمة مشروعه‪ ،‬ولو‬ ‫رئ ـي ــس ال ـت ـي ــار ال ــوط ـن ــي ال ـح ــر ال ـنــائــب‬ ‫الــى التشريعات الهزلية التي تفرض‬ ‫ف ــري ــق وزاري وازن إل ـ ــى االن ـس ـح ــاب‬
‫(هيثم الموسوي)‬ ‫اص ـط ــدم املـ ـش ــروع ب ـحــائــط م ـس ــدود أو‬ ‫ج ـبــران بــاسـيــل فــي خـطــابــه األخ ـيــر في‬ ‫قـ ــوانـ ــن ي ـم ـك ــن ل ـل ـس ـل ـطــة اإلج ــرائـ ـي ــة‬ ‫مــن الـحـكــومــة وتــركـهــا مــن دون غطاء‬
‫نجح فيه‪ .‬وقيادة باسيل‪ ،‬بحكم طبيعة‬ ‫ذك ــرى ‪ 13‬تـشــريــن مـعــالــم امل ـعــارك التي‬ ‫تجاوزها من خالل تسويات سياسية‬ ‫سياسي‪ .‬لكن بني األقـطــاب من يعتقد‬
‫املـ ـن ــاص ــري ــن وامل ـ ـح ـ ــازب ـ ــن‪ ،‬س ـت ـص ـبــح‬ ‫سـيـخــوضـهــا ع ــون أو يستكملها بعد‬ ‫جانبية‪ .‬ويجب الفصل فورًا في امللف‬ ‫أنها ليست مشكلة كبيرة‪ ،‬وأنــه يمكن‬
‫ـرسـخــا‪،‬‬ ‫فــي ظــل ع ــون أك ـثــر ح ـضــورًا وتـ ّ‬ ‫خروجه من بعبدا مع التيار‪ ،‬وهو ما لم‬ ‫تـ ـج ــاوزه ــا م ــن خ ـ ــال ت ـف ــاه ـم ــات بــن‬
‫القضائي مــع سلطة فاشلة ومنحازة‬
‫فمواقف رئـيــس الجمهورية (السابق)‬ ‫يستطع تحقيقه خــال وج ــوده رئيسًا‬ ‫كالتي يديرها سهيل عبود اآلن‪.‬‬ ‫األقطاب البارزين في الدولة‪ .‬وهــؤالء‪،‬‬
‫ل ــن ت ـب ـقــى فــاع ـل ـي ـت ـهــا ب ـع ــد أس ـب ــوع ــن‪،‬‬ ‫ل ـل ـج ـم ـهــوريــة‪ ،‬ي ـف ـت ــرض ال ـت ــوق ــف عـنــد‬ ‫ي ـبــدو أن ـهــم ل ــم ي ـق ــرأوا ج ـي ـدًا املـفــاعـيــل‬
‫كـ ـم ــا ه ـ ــي ح ــالـ ـه ــا الـ ـ ـي ـ ــوم‪ .‬وسـ ـتـ ـع ــود‬ ‫سلسلة مالحظات تــواكــب انتهاء عهد‬ ‫الحكومة كتمرين للرئاسة‬ ‫األول ـي ــة لـتـفــاهــم الـبـحــر عـلــى ال ـت ــوازن‬
‫ال ـك ـل ـمــة ال ـف ـصــل امل ـن ـت ـظــرة ف ــي تـحــديــد‬ ‫عــون ومــا سيكون عليه مصير رئيس‬ ‫بناء عليه‪ ،‬فإن النقاش القائم حول ما‬ ‫السياسي الخاص بتشكيل الحكومة‬
‫الجمهورية والتيار الوطني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قبل آخر الشهر‪.‬‬
‫وج ـه ــة الـ ـح ــدث ال ـس ـيــاســي ل ـل ـت ـيــار من‬ ‫ً‬ ‫يـفـتــرض أن تـكــون عليه الـحـكــومــة في‬
‫اآلن وصــاع ـدًا‪ ،‬إلــى باسيل رئيس أكبر‬ ‫أوال‪ ،‬ال تـشـبــه حــالــة ع ــون فــي خــروجــه‬ ‫حــالــة ال ـش ـغــور ال ــرئ ــاس ــي‪ ،‬سـيـكــون له‬ ‫ل ـنــرســم ال ـلــوحــة ب ـب ـســاطــة‪ .‬ب ـع ـي ـدًا عن‬
‫ً‬ ‫مــا يـطــابـقــه فــي مــا خ ـ ّ‬
‫األحـ ــزاب املسيحية والـكـتـلــة النيابية‪،‬‬ ‫من القصر حالة رؤســاء سابقني‪ ،‬أوال‪،‬‬ ‫ـص االسـتـحـقــاق‬ ‫نـقــاش ال ب ـ ّـد مـنــه ح ــول تـجــربــة التيار‬
‫فــي انـتـظــار مــا ستكشفه األي ــام املقبلة‬ ‫ل ـج ـهــة ال ـس ــن وه ـ ــذا أمـ ــر إن ـس ــان ــي لكن‬ ‫ال ــرئ ــاس ــي ن ـف ـســه‪ .‬وفـ ــي هـ ــذه ال ـحــالــة‪،‬‬ ‫الــوط ـنــي ال ـح ــر خ ــال ال ـس ـن ــوات الـتــي‬
‫من تعثر في بنية التيار وقاعدته‪ ،‬وهذا‬ ‫ال ي ـم ـكــن ت ـ ـجـ ــاوزه‪ ،‬إذ إنـ ــه ي ـخ ــرج مــن‬ ‫هناك خيارات ضيقة‪:‬‬ ‫تولى فيها دورًا تنفيذيًا في الحكومة‬
‫أمر منفصل تمامًا‪ .‬وهو اختبار فاعلية‬ ‫ال ــرئ ــاس ــة وهـ ــو ي ـق ـتــرب م ــن الـتـسـعــن‪،‬‬ ‫إما رئيس تفرضه أميركا والسعودية‪،‬‬ ‫أو البلديات أو رئاسة الجمهورية‪ ،‬فإن‬
‫وهــذا دونــه انفجار كبير يطيح كل ما‬ ‫واقعنا اليوم يؤكد أن من يريد تشكيل‬
‫بقي في هذه البالد‪.‬‬ ‫حكومة قبل نهاية العهد‪ ،‬مضطر إلى‬

‫علم‬ ‫وإمـ ــا رئ ـيــس أقـ ــرب ال ــى ‪ 8‬آذار‪ ،‬وه ــذا‬ ‫التعامل بواقعية شديدة مع من بيده‬
‫التوقيع والنفوذ والتمثيل والفعالية‪.‬‬
‫و خبر‬
‫دونــه تغييرات جوهرية في تحالفات‬
‫حلفاء حزب الله من املسيحيني وإعادة‬ ‫وإذا ك ـ ــان ال ـف ــري ــق ال ـخ ـص ــم لـبــاسـيــل‬
‫تموضع لوليد جنبالط‪.‬‬ ‫(ي ـض ـ ّـم الــرئـيـســن نـبـيــه ب ــري ونجيب‬
‫وإم ــا رئ ـيــس تـســويــة م ــن ال ـن ــوع ال ــذي‬ ‫م ـي ـق ــات ــي‪ ،‬وولـ ـي ــد ج ـن ـب ــاط وجـمـعـيــة‬
‫يفترض به التزام الحياد مع الجميع‪.‬‬ ‫املـ ـص ــارف وم ـص ــرف ل ـب ـنــان وج ـمــاعــة‬
‫البعريني ال يلتزم بمرشح السفارة‬ ‫أمن الدولة يستعين بموقوف للصيانة‬ ‫وف ــي حــالــة لـبـنــان‪ ،‬ف ــإن الـحـيــاد يعني‬ ‫أميركا وفرنسا والـسـعــوديــة) ال يريد‬
‫تسويات يومية مع بقية أركان الدولة‪،‬‬ ‫ضــم بــاسـيــل ال ــى الـحـكــومــة ال ـجــديــدة‪،‬‬
‫مر تعبير النائب وليد البعريني‪ ،‬الجمعة املاضي‪ ،‬عن دعمه ترشيح رئيس‬ ‫ّ‬ ‫أوقف جهاز أمن الدولة أخيرًا املطلوب هـ‪ .‬ش‪ .‬بجرم نصب واحتيال في أحد‬ ‫فعليه أن يبحث عن صفقة مع القوات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهذا يعيدنا الى نقل املعارك الى داخل‬
‫تيار املردة سليمان فرنجية من دون أي ردود فعل‪ .‬وكان البعريني قد أظهر‬ ‫مقاهي بيروت‪ .‬وبعد نقل املوقوف إلى مديرية بيروت اإلقليمية‪ ،‬تمكن من‬ ‫ال ـح ـكــومــة وإلـ ــى الـ ـش ــارع أي ـض ــا‪ .‬وفــي‬ ‫اللبنانية ومع بقية املمثلني املنتخبني‬
‫انفتاحًا كبيرًا في األسبوعني املاضيني على السفارة السعودية وحرصًا على‬ ‫نسج عالقة جيدة مع الضابط املسؤول ّ عن التحقيق‪ ،‬فبات يقضي معظم‬ ‫ظل االحتقان السياسي واالقتصادي‬ ‫للمسيحيني في لبنان‪ .‬ويحتاج هؤالء‬
‫مراعاة اململكة‪ ،‬لكنه رفض املشاركة في وفد كتلة االعتدال الوطني الذي زار‬ ‫وقته في مكتبه‪ .‬وكونه قــادرًا ماليًا‪ ،‬تكفل بإجراء تحسينات إنشائية في‬ ‫ال ــى غـطــاء ول ــو مــؤقــت مــن بـكــركــي في‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعي واألمني‪ ،‬فإن خطر اندالع‬
‫رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع‪ ،‬وهو أبلغ زمالء في الكتلة أن موقفه‬ ‫املركز على حسابه الخاص‪ ،‬وقد بدأت الورشة بالفعل حيث جرى «نفض»‬ ‫لحظة االنقسام املسيحي الكبرى‪.‬‬
‫من الرئاسة تحكمه اعتبارات أخرى‪ ،‬قبل أن ّ‬ ‫ال ـف ــوض ــى امل ـت ـن ـق ـلــة س ـي ـك ــون ح ــاض ـرًا‬
‫يقرر االنعطافة علنًا في مقابلته‬ ‫عدد من املكاتب‪.‬‬ ‫وإذا كــان ذلــك غير متاح بفعل وجــود‬
‫ب ـق ــوة‪ ،‬ول ــن ي ـكــون ب ـم ـقــدور أح ــد‪ ،‬بمن‬
‫مع «املؤسسة اللبنانية لإلرسال»‪ ،‬معلنًا دعمه لترشيح فرنجية‪.‬‬ ‫الــرئـيــس ع ــون مــن جـهــة‪ ،‬وتـحـ ّـفــظ ‪ -‬إن‬
‫فيهم الـجـيــش الـلـبـنــانــي‪ ،‬مـنــع تـطــوره‬
‫ورشة في الكنيسة األرثوذكسية‬ ‫وت ـ ـمـ ـ ّـدده وح ـت ــى إص ــاب ــة امل ــؤس ـس ــات‬ ‫لم يكن معارضة ‪ -‬حــزب الله من جهة‬
‫العالقة بين بكركي وباسيل‬ ‫األمنية والعسكرية نفسها بسوء قد‬ ‫ثــان ـيــة‪ ،‬ف ــإن خ ـصــوم بــاسـيــل معنيون‬
‫بعد استنهاض أبرشياتها في سوريا بعيدًا عن أي صخب إعالمي‪ ،‬يؤكد‬ ‫يقود فــي لحظة كبيرة الــى انقسامها‬ ‫بالبحث معه عــن تسوية انـطــاقــا من‬
‫يؤكد رئيس التيار الوطني الحر جـبــران باسيل أن تجربة التنسيق في‬ ‫مطلعون أن ورشــة كبيرة ّ‬
‫تعدها البطريركية األرثوذكسية أيضًا للبنان‪،‬‬ ‫ح ــال ــة ال ــاي ـق ــن إزاء ان ـت ـخ ــاب رئـيــس‬
‫وتعطلها ك ــأداة وطنية جامعة‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬
‫املواقف مع البطريركية املارونية كانت إيجابية جدًا‪ ،‬ويفترض أن يتطور‬ ‫حيث تواجه األبرشيات صعوبات وإن كانت ال تقارن بما عرفته في سوريا‬ ‫مركز الخطر الكبير‪.‬‬ ‫جــديــد خ ــال أس ـبــوعــن‪ .‬واالت ـف ــاق مع‬
‫تنسيق املــوقــف بــن التيار وبكركي فــي مــا يـخـ ّـص االستحقاق الرئاسي‪.‬‬ ‫بعد سنوات الحرب‪ .‬وقد نجح البطريرك يوحنا اليازجي في إحداث ّ‬
‫تحول‬ ‫باسيل يجب أن ينطلق من الحسابات‬
‫ّ‬ ‫ف ــي ح ــال ــة ل ـب ـنــان ال ـفــاقــد لـلـصــديــق أو‬
‫فيما نقل زوار بكركي أن البطريرك بـشــارة الــراعــي عــاد بعد االنتخابات‬ ‫كبير في عمل كنيسته في سوريا‪ ،‬وهو يتطلع إلى تكراره في لبنان‪ ،‬في‬ ‫الوصي الخارجي القادر على الضرب‬ ‫ّ‬ ‫الـبـسـيـطــة ال ـتــي ت ـقــول إن أي حـكــومــة‬
‫النيابية للتعامل مع التيار الوطني بحجم تمثيله الحقيقي‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدير البالد في ظل الشغور الرئاسي‪،‬‬
‫عبر مرات‬ ‫ظــل فصله الكامل بني األجـنــدات السياسية وعمل الكنيسة واألبرشيات‪،‬‬ ‫ع ـل ــى ال ـ ـطـ ــاولـ ــة‪ ،‬ل ـي ــس أم ــامـ ـن ــا س ــوى‬
‫كثيرة عن انزعاجه من الحملة الشخصية على الرئيس ميشال عــون من‬ ‫ونجاحه فــي إخ ــراج موقعه مــن أي تموضع سياسي‪ ،‬مــع العلم أن كــل ما‬ ‫الصبر والصالة عل ما بقي من هيكل‬ ‫يـ ـفـ ـت ــرض أن ت ـ ـكـ ــون قـ ــويـ ــة وت ـع ـك ــس‬
‫قبل خصومه‪ .‬ونقل الزوار أن البطريرك أقرب الى حصول توافق مسيحي‬ ‫أشيع أخيرًا عن وجود خلفية سياسية لفصل أحد املطارنة غير صحيح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ـ ـتـ ــوازن ال ـس ـي ــاس ــي ف ــي الـ ـب ــاد عـنــد‬
‫ال ــدول ــة ال ي ـس ـقــط دف ـع ــة واحـ ـ ــدة فــوق‬
‫ووطني حول رئاسة الجمهورية في موقف مقارب ملوقف باسيل‪.‬‬ ‫وأن لألمر خلفيات شخصية وسلوكية‪.‬‬ ‫رؤوسنا جميعًا!‬ ‫اتخاذ أي قرار‪ .‬وهذا يقود الى مقاربة‬
‫‪5‬‬ ‫لبنان‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫لبنان‬ ‫‪4‬‬
‫تقرير‬ ‫ع ـ ّـرف عــن نـفـســه ب ــ«الــدك ـتــور»‪ُ .‬وضــع‬ ‫قضية اليوم‬
‫وزوجـتــه في غرفتني منفصلتني وتم‬
‫ُ‬
‫وصلهما بجهاز كشف الكذب‪ .‬طرحت‬

‫عقبات تفرمل اقتراح االشتراكي بالتمديد للضباط‬ ‫عليه األسئلة‪ ،‬مرتني رسب فيهما في‬
‫االخـتـبــار‪ ،‬فيما نجحت زوجـتــه التي‬
‫طرحت عليها أسئلة تتعلق ّبزوجها‪.‬‬
‫ُ‬
‫أوقف فرع المعلومات‪ ،‬في العاشر من آب الماضي‪ ،‬إيلي ق‪( .‬مواليد ‪ )١٩٨٤‬في بلدته مرجعيون بعد توافر معطيات حول تواصله مع استخبارات العدو‬
‫ّ‬
‫و«مسبع الكارات»‪ .‬أثناء دراسته اشتغل مصففًا نسائيًا‪،‬‬ ‫خريج كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية‪،‬‬‫اإلسرائيلي عبر تطبيقات التواصل االجتماعي‪ .‬والموقوف ّ‬
‫تخرجه عمل لمصلحة جمعية «ميرسي كور» غير الحكومية في إعادة تأهيل سوق مرجعيون بعد عدوان ‪ ،2006‬ومع جمعية أخرى‪ ،‬قبل أن‬ ‫وبعد ّ‬
‫ّ‬ ‫بعد رسوبه‪ ،‬اتهمه «آدم» بأنه يعمل‬
‫رت ـبــة‪ ،‬إذ إن جـنـبــاط ال ُيـمــانــع تعيني‬ ‫ه ــو ع ــدم إق ـ ـ ــراره‪ ،‬ك ـمــا أنـ ــه ال إمـكــانـيــة‬ ‫وق ـيــادة ا ُلـجـيــش‪ ،‬ومعهما املــؤسـســات‬
‫أح ــد العقيدين ك ــرم حــديـفــة أو وجــدي‬
‫ً‬
‫إلم ــراره فــي الهيئة العامة أصــا طاملا‬ ‫األمنية األخرى‪ ،‬يرفضون التمديد ألنه‬
‫لينا فخر الدين‬ ‫لـحــزب الـلــه أو لـجـهــاز أمـنــي لبناني‪،‬‬
‫وب ـق ــي م ــع زوج ـت ــه مـحـتـجــزيــن حتى‬
‫يحظى بين ‪ 2007‬و‪ 2011‬بوظيفة مشرف على األشغال اللوجستية مع قوات اليونيفيل‪ ،‬ثم عمل سائقًا لطبيب لسنة ونصف سنة‪ .‬عام ‪ 2013‬سافر إلى‬
‫دم ـ ــج م ــن دورة ع ـ ــام ‪ ،1995‬ع ـل ـمــا أن‬
‫ّ‬
‫أن لـجـنــة ال ــدف ــاع الــوط ـنــي والــداخ ـل ـيــة‬ ‫«يـضــرب مــرتـكــزات املــؤسـســات األمنية‬ ‫بكل مــا أوت ــي مــن ق ــوة‪ُ ،‬ي ـحــاول الحزب‬ ‫التاسعة مـســاء‪ .‬وادع ــى بــأنــه تعرض‬ ‫نيجيريا حيث عمل في شركة للمقاوالت انتقل معها إلى السعودية لثالثة أشهر‪ .‬نهاية عام ‪ ،2016‬عاد إلى لبنان‪ .‬في السنة نفسها سافر الى الدنمارك بهدف‬
‫بأقدمية سنة واحدة عن‬ ‫حديفة يحظى‬ ‫وال ـب ـلــديــات الـنـيــابـ ّـيــة ل ــم تـنــاقـشــه ولــم‬ ‫فــي م ـبــدأ الـتــرقـيــات وتـجــانــس الـحـيــاة‬ ‫التقدمي االشـتــراكــي الــدفــع إلــى تأخير‬
‫ّ‬
‫دمج‪ .‬وفي العام الذي تخرج فيه حديفة‬ ‫تـحـلــه إل ــى الـهـيـئــة‪ ،‬وخـصــوصــا بعدما‬
‫ُ‬
‫ال ـع ـس ـك ــري ــة‪ ،‬إض ــاف ــة إلـ ــى أن ال ـق ــان ــون‬ ‫تسريح الـضـبــاط الـعــامــن فــي الجيش‬
‫لـ ـلـ ـض ــرب والـ ـشـ ـت ــم بـ ـع ــد سـ ــؤالـ ــه عــن‬ ‫السياحة‪ ،‬وفي ‪ 2017‬سافر الى تركيا حيث التقى حنين ج‪ .‬التي ستصبح زوجته‪ .‬في أواخر ‪ 2019‬سافر إلى ساحل العاج لمدة شهر لمالقاة زوجته التي انتقلت‬
‫عالقته بالحاج ن‪ .‬خ‪ .‬في مرجعيون‪،‬‬
‫طليع دورت ــه‪ ،‬قــال جنبالط فــي حديث‬ ‫أسقط بري عنه صفة العجلة»‪ ،‬مشيرًا‬ ‫عمقة مستندة‬ ‫يحتاج إلــى دراس ــات ُم ّ‬ ‫وب ــاق ــي الـ ـق ــوى األم ـن ـي ــة ملـ ــدة سـنـتــن‪.‬‬ ‫وأن ـ ــه ك ـ ــان ي ـخ ـبــر «الـ ـ ـح ـ ــاج» أح ـيــانــا‬ ‫للعيش هناك‪ .‬عام ‪ 2020‬غادر الى السعودية لمدة شهر حيث عمل لدى محام‪ ،‬ثم عاد الى لبنان حيث عمل لمصلحة مؤسسة إنسانية‪ .‬في أيار ‪ 2021‬سافر الى‬
‫لـ ـه ــذه ال ـ ـغـ ــايـ ــة‪ ،‬تـ ـق ـ ّـدم ــت ك ـت ـل ــة ال ـل ـق ــاء‬
‫تـلـفــزيــونــي‪« :‬يـكـفــي الـجـيــش شــرفــا أنــه‬ ‫إل ــى أن الـلـجـنــة سـتـنــاقـشــه ف ــي جلسة‬ ‫إلــى إح ـصــاءات بغية تبيان نتائجه»‪،‬‬
‫ساحل العاج حيث مكث حتى حزيران ‪ .2022‬ومن هناك بدأت «رحلة العمالة»‬

‫ّ‬
‫بــوجــود أم ــور مـشـبــوهــة فــي املنطقة‪.‬‬
‫خ ـ ّـرج مــن جيش كـمــال جنبالط طليعًا‬ ‫سيدعو إليها األسبوع املقبل‪.‬‬ ‫وفق ما تقول مصادر معنية‪.‬‬ ‫الديموقراطي عبر النائبني بــال عبد‬ ‫ع ـن ــده ــا أب ـل ـغ ــه آدم ب ــأن ــه لـ ــن ي ـتــابــع‬
‫للدورة»‪.‬‬ ‫وع ـل ـيــه‪ ،‬لــن ي ـكــون أم ــام ول ـيــد جنبالط‬ ‫ه ـكــذا‪ ،‬حــط االق ـت ــراح فــي لجنة الــدفــاع‬ ‫الـلــه وه ــادي أب ــو الـحـســن‪ ،‬فــي حــزيــران‬ ‫ال ـع ـم ــل م ـع ــه «وانـ ـقـ ـط ــع الـ ـت ــواص ــل»‪،‬‬
‫ّ‬

‫قصة عميل اسرائيلي ّ«مسبع الكارات»‬


‫على أن الجانب اآلخــر املتعلق بنتائج‬ ‫ســوى السعي إلــى إقـنــاع وزي ــر الــدفــاع‬ ‫النيابية‬ ‫الوطني والداخلية والبلديات‬ ‫املــاضــي‪ ،‬بــاقـتــراح قــانــون معجل مكرر‬ ‫وأبلغ املحققني أنه ألغى حسابه على‬
‫اقـ ـ ـت ـ ــراح ال ـ ـقـ ــانـ ــون ب ـق ــي غ ــامـ ـض ــا‪ ،‬ألن‬ ‫بـ ــإصـ ــدار ق ـ ــرار ا ّس ـت ـث ـنــائــي بــالـتـمــديــد‬ ‫ال ـتــي ان ـع ـقــدت بــرئــاســة ال ـنــائــب جـهــاد‬ ‫ي ــرم ــي ال ـ ــى ت ـع ــدي ــل املـ ــادتـ ــن ‪ 56‬و‪57‬‬ ‫فــايـسـبــوك وال ـبــريــد اإللـكـتــرونــي منذ‬
‫ال ـب ـع ــض ت ـح ــدث ع ــن أنـ ــه ي ـس ــري عـلــى‬ ‫لـعــرم ريثما تحضر املـخـتــارة ضابطًا‬ ‫الصمد الثالثاء املــاضــي‪ ،‬وعلى جدول‬ ‫م ــن املـ ــرسـ ــوم االشـ ـت ــراع ــي ال ــرق ــم ‪102‬‬ ‫حزيران املاضي‪.‬‬
‫امل ــدنـ ـي ــن فـ ــي إدارة ال ـ ـقـ ــوى األم ـن ـي ــة‬ ‫درزي ـ ــا لـخــافـتــه‪ ،‬أو ال ــرض ــوخ لتعيني‬ ‫أع ـمــال ـهــا ‪ 4‬اق ـت ــراح ــات ق ــوان ــن تتعلق‬ ‫الصادر في ‪( 1983/9/16‬قانون الدفاع‬ ‫ول ـ ــدى س ـ ــؤال مـحـقـقــي «امل ـع ـل ــوم ــات»‬
‫والعسكرية‪ ،‬ويجري التركيز هنا على‬ ‫العقيد عــودة‪ ،‬أو محاولة إقناع القوى‬ ‫بــاملــؤس ـســات األم ـن ـيــة‪ .‬خ ــال الـجـلـســة‪،‬‬ ‫الـ ــوط ـ ـنـ ــي) وامل ـت ـع ـل ـق ـت ــن ب ــال ـت ـس ــري ــح‬ ‫املــوقــوف عــن سـبـ ّـب كــذبــه فــي الـبــدايــة‬
‫وضع اللواء عباس إبراهيم املدير العام‬ ‫الـسـيــاسـيــة بمخالفة الـقــانــون وضــرب‬ ‫عكس وزير الدفاع رفض قيادة الجيش‬ ‫الحكمي للعسكريني (الرتباء واألفــراد‬ ‫ّ‬

‫تجنيد في ساحل العاج واختبار في عمان والزوجة ضابط اتصال‬


‫ّ‬ ‫بــزعـمــه أن مــن جــنــده يعمل فــي محل‬
‫لألمن العام الذي تنتهي واليته في آذار‬ ‫التراتبية مــن خــال تعيني ضابط أقل‬ ‫إلمرار االقتراح‪ ،‬فيما رأى النائب جميل‬ ‫والضباط) ليتم تأجيله عامني‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫م ـج ــوه ــرات ق ـبــل أن ي ـق ـ ّـر بـ ــأن طــونــي‬
‫امل ـق ـبــل‪ ،‬وي ـح ــال ال ــى الـتـقــاعــد كموظف‬ ‫السيد أن إقــراره «يحرم الرتب األصغر‬ ‫االق ـت ــراح يـتـضـ ّـمــن كـثـيـرًا مــن األس ـبــاب‬ ‫الحاج هو من كان صلة الوصل‪ ،‬أجاب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدني وليس كعسكري‪ .‬وإذا كان اقتراح‬ ‫م ــن ال ـتــرق ـيــة بـشـكــل أس ـ ــرع‪ ،‬إذ إن ــه في‬
‫ّ‬
‫امل ــوج ـب ــة كـ ــاإلشـ ــارة إلـ ــى أن «ال ــوض ــع‬ ‫بأنه لم يكن ُيريد توريط قريبه‪ .‬وعن‬
‫القانون سيشمل اللواء إبراهيم‪ ،‬فهذا‬ ‫ال ـع ــادة تـتــم تــرقـيــة الـضـبــاط ك ــل ‪ 4‬إلــى‬ ‫ال ـح ــال ــي ال ي ـس ـمــح ب ـت ـط ــوي ــع ع ـنــاصــر‬ ‫س ـبــب ق ـبــولــه ال ـع ـمــل ملـصـلـحــة جـهــاز‬
‫يعني أنــه يجيز التمديد لكل موظفي‬ ‫سيبقي كل‬ ‫‪ 5‬س ـنــوات‪ ،‬فيما االق ـت ــراح ُ‬ ‫ملـ ـصـ ـلـ ـح ــة امل ـ ـ ــؤسـ ـ ـ ـس ـ ـ ــات الـ ـعـ ـسـ ـك ــري ــة‬ ‫ّ‬
‫أم ـنــي اس ـت ـخ ـبــاري‪ ،‬أج ــاب ب ــأن هـنــاك‬
‫الـفـئــة األولـ ــى‪ ،‬وه ــو أم ــر غـيــر م ـطــروح‪،‬‬ ‫ضــابــط ف ــي الــرت ـبــة نـفـسـهــا َب ــن ‪ 5‬إلــى‬ ‫واألم ـن ـيــة‪ ،‬يـقــابـلــه تـســريــح عـنــاصــر من‬
‫ع ـل ـمــا أن ال ـن ـق ــاش حـ ــول واقـ ـ ــع الـ ـل ــواء‬ ‫الصمد‪ :‬ال إمكانية إلقرار‬ ‫‪ 7‬س ـن ــوات‪ ،‬وه ــذا مــا يـقـفــل املـ ــاك أكثر‬ ‫هـ ــذه امل ــؤسـ ـس ــات‪ ،‬س ـ ــواء ل ـب ـلــوغ الـســن‬
‫ثالثة أسباب‪:‬‬ ‫رضوان مرتضى‬
‫األول الــوعــود بتأمني حياة أفضل له‬
‫إبراهيم ينطلق من حسابات سياسية‬
‫تتصل بــالــدور املفترض بــه أن يـ ّ‬
‫اقتراح التمديد للضباط‬ ‫ويـحـ ّـول القطعات األمنية إلــى قطعات‬ ‫القانونية أو نتيجة طلبات التسريح من‬ ‫ولعائلته‪ ،‬ما يمكنه من عالج والدته‬ ‫فـ ــي ال ـت ـح ـق ـي ــق مـ ـع ــه‪ ،‬ق ـ ـ ـ ّـدم امل ــوق ــوف‬
‫ـؤديــه‪،‬‬
‫وخصوصًا أنه برز في األعوام املاضية‬
‫العدالة‬
‫ّ‬ ‫ألنه يضرب أساس‬ ‫ه ـ ـ ِـرم ـ ــة‪ ،‬ع ـل ـم ــا أنـ ـ ــه فـ ــي بـ ـع ــض الـ ـ ــدول‬
‫يتقاعد الضابط عند بلوغه الخمسني‬
‫قبل أصحاب العالقة»‪ ،‬إال أن «املطلوب‬
‫واحــد»‪ :‬تقاعد العضو الــدرزي الوحيد‬
‫وشقيقته الـصـ ّـمــاء والبكماء وتأمني‬ ‫إيلي ق‪ .‬أكثر من رواية‪ ،‬منها الرواية‬
‫التالية‪ :‬عــام ‪ ،2019‬سافر إلــى ساحل‬
‫كــوس ـيــط ل ــه دوره ال ـس ـيــاســي داخـلـيــا‬ ‫في المؤسسات األمنية‬ ‫للمحافظة على فتوة الجيوش»‪ .‬ولفت‬ ‫فـ ــي املـ ـجـ ـل ــس األع ـ ـلـ ــى لـ ـل ــدف ــاع رئ ـي ــس‬
‫مـصــاريـفــه وم ـصــاريــف عــاجــه كــونــه‬
‫مصابًا بمرض خبيث‪.‬‬ ‫الـ ـع ــاج وال ـت ـق ــى «ص ــدي ــق ال ـط ـفــولــة»‬
‫ّ‬
‫وإقليميًا وخــارجـيــا‪ ،‬وهــو ال ــدور الــذي‬ ‫إلــى أن «االق ـتــراح يـعـ ّـدل قــانــون الــدفــاع‬ ‫األرك ــان فــي الجيش ال ـلــواء الــركــن أمني‬ ‫الثاني‪ ،‬هــو «االنـتـقــام» مــن حــزب الله‬ ‫طوني الحاج من بلدة القليعة‪ ،‬وهو‬
‫حظي بدعم مباشر من الرئيس ميشال‬ ‫ال ــوط ـن ــي ج ــذري ــا‪ ،‬وب ــال ـت ــال ــي ي ـجــب أن‬ ‫العرم مطلع كانون األول املقبل‪ .‬عندها‪،‬‬ ‫وهجر‬ ‫ّ‬ ‫الذي «يفرض سيطرته بالقوة‬ ‫زوج ابنة خالته‪ ،‬وطلب مساعدته في‬
‫عون وقيادة حزب الله‪.‬‬ ‫تدرسه أكثر من لجنة»‪ .‬أمــا «إذا كانت‬ ‫يـ ّقــع االش ـت ــراك ــي ف ــي «أزمـ ــة ك ـب ــرى»‪ ،‬إذ‬ ‫العديدين من جنوب لبنان»‪.‬‬ ‫الـحـصــول عـلــى فــرصــة عـمــل فــي ذلــك‬
‫ال ـن ـي ــة مـ ــن االق ـ ـت ـ ــراح ت ــأخ ـي ــر ت ـســريــح‬ ‫إنــه ال إمكانية لتعيني بديل من العرم‪،‬‬ ‫ال ـثــالــث‪ ،‬مـقـتــل عـ ّـمــه يـعـقــوب ق‪ .‬الــذي‬ ‫الـبـلــد األفــري ـقــي‪ .‬وال ـح ــاج ه ــذا عميل‬
‫(هيثم الموسوي)‬ ‫ضابط معني‪ ،‬فإن القانون يجيز لوزير‬ ‫مــع إحــالــة الـضــابــط أحـمــد محمود إلى‬ ‫س ــاب ــق ف ــي ج ـي ــش ال ـع ـم ـيــل أنـ ـط ــوان‬
‫كان ينتمي إلى جيش لحد في عبوة‬
‫الدفاع التمديد له‪ ،‬وهــذا ما حصل مع‬ ‫التقاعد أيضًا‪ ،‬وعندها يكون الضابط‬ ‫ناسفة زرعـتـهــا املـقــاومــة فــي سيارته‬ ‫لحد‪ ،‬غادر لبنان مع جيش االحتالل‬
‫أكثر من قائد للجيش سابقًا باالستناد‬ ‫الـ ـ ــدرزي األع ـل ــى رت ـبــة ف ــي ال ـج ـيــش هو‬ ‫عام ‪.١٩٩٨‬‬ ‫عــام ‪ .2000‬بــدأ تــواصـلــه مــع املــوســاد‬
‫إلـ ــى ضـ ـ ـ ــرورات ال ـخ ــدم ــة والعـ ـتـ ـب ــارات‬ ‫العقيد الــركــن حسان ع ــودة‪ ،‬قائد فوج‬ ‫هـ ـن ــا‪ ،‬أراد املـ ــوقـ ــوف إنـ ـه ــاء ال ــروا ّي ــة‬ ‫اإلسرائيلي في آب ‪ ،2021‬عبر شخص‬
‫وعسكرية‪ ،‬بــاإلضــافــة إلــى حالة‬ ‫ّ‬ ‫أمنية‬ ‫التدخل الثالث من دورة عام ‪ ،1994‬غير‬ ‫الثانية بانقطاع العالقة مــع املشغل‬ ‫يدعى «رامي»‪ ،‬وهو يهودي يعمل في‬
‫نمر بها»‪.‬‬ ‫الطوارئ التي ّ‬ ‫املرضي عنه في املختارة‪ ،‬بسبب وقوفه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلســرائ ـي ـلــي‪ .‬غـيــر أن مــا أث ــار شكوك‬ ‫مجمع ‪Prima‬‬ ‫محل لبيع الــذهــب فــي‬
‫مــن جـهـتــه‪ ،‬يــؤكــد الـصـمــد ل ــ«األخ ـبــار»‬ ‫الى جانب العماد ميشال عون تاريخيًا‪.‬‬ ‫املـحـقـقــن هــو عــودتــه لــاس ـت ـقــرار في‬ ‫‪ Mall‬التجاري في ساحل العاج‪ .‬وقال‬
‫صعوبة إقــرار القانون بالطريقة التي‬ ‫وألن «االش ـت ــراك ـي ــن» ي ــري ــدون تـفــادي‬ ‫لـبـنــان بـعـيـدًا عــن زوج ـتــه الـتــي بقيت‬ ‫املــوقــوف إنــه ســأل «رام ــي» عــن إمكان‬
‫ق ـ ّـدمـ ـه ــا «االش ـ ـتـ ــراكـ ــي» ألن ـ ــه «ي ـض ــرب‬ ‫ال ــوص ــول إل ــى مــرحـلــة «ب ـلــع امل ــوس ــى»‪،‬‬ ‫ساحل العاج‪ .‬لدى سؤاله عن ذلك‪،‬‬ ‫في‬ ‫الحصول على عمل‪ ،‬فطلب منه تقديم‬
‫أســاس العدالة ويحرم الرتب األقــل من‬ ‫ي ـص ـ ّـرون عـلــى اق ـت ــراح ق ــان ــون تسريح‬ ‫أجــاب بأنه عــاد بسبب خــاف عائلي‬
‫ّ‬ ‫طلب‪ ،‬أبلغه بـ«أننا جيران» كونه من‬
‫الـتــرقـيــة وي ــزي ــد األزمـ ــة ال ـتــي يعانيها‬ ‫الضباط ليشمل الـعــرم‪ ،‬غير أن رئيس‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫بينه وبــن أهــل زوجـتــه‪ ،‬وللبقاء إلى‬ ‫«أصـ ـ ــول إس ــرائ ـي ـل ـي ــة»‪ ،‬وأخـ ـب ــره بــأن‬
‫الـجـيــش اس ـت ـف ـحــاال‪ .‬إذ إن ه ـنــاك نحو‬ ‫مـجـلــس ال ـن ــواب نـبـيــه ب ــري ك ــان أســرع‬ ‫جانب والــدتــه املريضة‪ .‬ولــدى سؤاله‬ ‫«هناك كثيرًا من الذهب في مرجعيون‬
‫‪ 400‬عـمـيــد ل ـ ـ ‪ 60‬أل ــف ع ـس ـكــري‪ ،‬فيما‬ ‫فــي «خبطته»‪ .‬إذ أسـقــط صفة العجلة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫عما إذا جرى تواصل الحقًا مع زوجته‬ ‫يمكن االسـتـفــادة منه إذا تمكنت من‬
‫ال يـتـخــطــى ع ــدد ال ـع ـمــداء ف ــي الجيش‬ ‫ع ـ ــن االقـ ـ ـت ـ ــراح وأحـ ـ ــالـ ـ ــه إل ـ ــى ال ـل ـج ـ ّـان‬ ‫مــن «آدم» أو أي شخص آخــر‪ ،‬كونها‬ ‫إحـضــاره مــن لـبـنــان»‪ .‬بعدها‪ ،‬وصله‬
‫ً‬
‫الفرنسي‪ ،‬مـثــا‪ ،‬ال ـ ‪ .»50‬واش ــار إلــى أن‬ ‫املـتـخـصـصــة ل ـل ــدرس‪ ،‬وخ ـصــوصــا أنــه‬ ‫أقر بأن‬ ‫اجتازت اختبار كشف الكذب‪ّ ،‬‬ ‫«رام ـ ـ ـ ـ ـ ــي» بـ ـشـ ـخ ــص ي ـ ــدع ـ ــى «آدم»‪،‬‬
‫«الـ ــرأي الـســائــد بــن ال ـقــوى السياسية‬ ‫يـعـلــم أن وزي ــر ال ــدف ــاع م ــوري ــس سليم‬ ‫ً‬ ‫س ــأل ــه األخ ـي ــر ع ــن م ــدى ق ــدرت ــه على‬
‫ح ـنــن تـلـقــت اتـ ـص ــاال م ــن «آدم» بعد‬
‫عـشــرة أي ــام مــن عودتهما إلــى ساحل‬ ‫ال ـت ـن ـقــل ب ـح ــري ــة ف ــي جـ ـن ــوب ل ـب ـنــان‪،‬‬
‫ال ـعــاج‪ ،‬سألها خــالــه إن كــان زوجها‬ ‫ومــا إذا كــان مـقـ ّـربــا مــن حــزب الـلــه أو‬
‫ّ‬
‫ُيـخـفــي شـيـئــا‪ ،‬ف ــأك ــدت لــه أن إي ـلــي لم‬ ‫لــديــه أصــدقــاء أو أقــربــاء مــن مــؤيــدي‬
‫تقرير‬ ‫ي ـك ــذب‪ ،‬صـ ــادق لـكـنــه يـتــوتــر بـســرعــة‪.‬‬ ‫(هيثم الموسوي)‬ ‫الـ ـ ـح ـ ــزب‪ .‬ثـ ــم صـ ــارحـ ــه ب ــأن ــه ضــابــط‬
‫واع ـت ــرف بــأنــه بـعــد شـهــر مــن عــودتــه‬ ‫فــي جـهــاز أمـنــي إســرائـيـلــي‪ ،‬وعــرض‬
‫ه ـن ــاك بـ ـن ـ ً‬ ‫عليه جـمــع مـعـلــومــات عــن ح ــزب الله‬

‫«خدمات» قوى األمن للمطلوبين‪:‬‬


‫إلى لبنان‪ ،‬أبلغته زوجته بأنها تلقت‬ ‫ـاء ب ــاس ــم «آل ب ـه ـج ــت» فــي‬ ‫استقبلهما شــاب وفتاة أخضعاهما‬ ‫لبنانية مسلحة أو أي تحركات غريبة‪،‬‬ ‫أن ــه تــواصــل مــع طــونــي ال ـحــاج وشكا‬
‫ً‬ ‫وتـنـفـيــذ مـهـمــات أمـنـيــة‪ ،‬فــوافــق على‬
‫اتـ ـص ــاال م ــن «آدم» الـ ــذي ط ـلــب منها‬ ‫ال ـبــوي ـضــة اشـ ـت ــراه ح ــزب ال ـل ــه‪ .‬وعـمــا‬ ‫ل ـل ـت ـف ـت ـي ــش قـ ـب ــل أن يـ ـق ــاب ــا «آدم»‪،‬‬ ‫لالشتباه فــي وجــود صــواريــخ داخــل‬ ‫إليه سوء أوضاعه املادية وطلب منه‬
‫ّ‬ ‫وشخص آخر ممتلئ البنية ّ‬ ‫العرض‪ .‬بعدها تم االتفاق على اللقاء‬
‫العمل ملصلحته‪ ،‬وإقناع زوجها بجمع‬ ‫إذا كــان حــزب الـلــه يـخــزن ســاحــا في‬ ‫عرف عن‬ ‫ال ـف ـن ــدق‪ .‬ك ـمــا ط ـلــب م ـنــه وض ــع رســم‬ ‫املساعدة في العثور على فرصة عمل‬ ‫ُ‬
‫معلومات عن حزب الله وتزويده بها‬ ‫امل ـســاجــد‪ ،‬أجــاب ـهــم بــأنــه سـمــع بــذلــك‪.‬‬ ‫نفسه باسم «فــرانـكــو»‪ .‬استمر اللقاء‬ ‫تشبيهي ملوقع «مستودع صواريخ»‬ ‫ل ــه ت ــؤم ــن ل ــه ول ــزوج ـت ــه ح ـن ــن ح ـيــاة‬ ‫ل ـل ـت ـع ــارف‪ ،‬وطـ ـل ــب م ـن ــه أن يـسـتـعــد‬

‫«تنظيف» سجالت و«اختفاء» مذكرات توقيف‬


‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عـبــرهــا ريـثـمــا ت ـعــاد الـثـقــة‪ .‬وأخـبــرتــه‬ ‫ف ــي ال ـي ــوم ال ـثــالــث‪ ،‬اصـطـحـبــه ســائــق‬ ‫خ ـمــس س ــاع ــات‪ ،‬طـ ــرح عـلـيــه خــالـهــا‬ ‫خ ـلــف مـسـتـشـفــى م ــرج ـع ـي ــون‪ ،‬وأكـ ــد‬ ‫ك ــري ـم ــة‪ ،‬وتـ ـس ــاع ــده ف ــي ت ــوف ـي ــر كـلـفــة‬ ‫للسفر إلى لبنان لتنفيذ مهمة تتعلق‬
‫ّ‬ ‫بــوجــود آث ــار فــي فـنــدق ‪ La Villa‬في‬
‫أن «آدم» وع ــده ــا بـمـبــالــغ كـبـيــرة من‬ ‫س ـيــارة األج ــرة مــع زوج ـتــه إل ــى منزل‬ ‫كـثـيــر م ــن األس ـئ ـلــة‪ ،‬م ــن بـيـنـهــا س ــؤال‬ ‫عليه تزويده باملعلومات عبر البريد‬ ‫ع ــاج وال ــدت ــه ال ـتــي ت ـعــانــي مـشـكــات‬ ‫ُ‬
‫امل ــال تـســاع ّــد فــي تـحـســن وضعهما‪،‬‬ ‫آخ ــر م ـشــابــه لـلـمـنــزل ال ـس ــاب ــق‪ ،‬حيث‬ ‫عن مزرعة في حوال فجرتها املقاومة‬ ‫اإللـكـتــرونــي ف ــور عــودتــه إل ــى ساحل‬ ‫ـي الـجـهــاز الـعـصـبــي‪ .‬فأبلغه الـحــاج‬ ‫بلدة الخيام‪ ،‬ورسم «خطيطة» تظهر‬
‫فـ ّ‬
‫فأبلغها بأنه سيجمع معلومات عن‬ ‫استقبلهما الـشــاب والفتاة نفسهما‪.‬‬ ‫عام ‪ ،2009‬ومنازل قياديني في حزب‬ ‫العاج لعدم إثارة الشبهات‪.‬‬ ‫ب ــأن ــه يـمـكــن أن ي ـســاعــده ف ــي تـعــريـفــه‬ ‫مداخل الفندق ومخارجه‪ .‬وبالفعل‪،‬‬
‫ً‬
‫املضبوطات‪.‬‬ ‫الخيط الذي تبعه هؤالء‬ ‫سجل املقداد‪ّ ُ .‬‬ ‫حـتــى إل ــى تنفيذ األح ـك ــام الـقـضــائـ ّـيــة‬ ‫سـبـعــة أو ثـمــانـيــة م ــراك ــز ل ـحــزب الـلــه‬ ‫لــم يكن «فــرانـكــو» مــوجــودًا‪ ،‬لكن كان‬ ‫ال ـلــه‪ ،‬وعـمــا إذا ك ــان يـشــاهــد دوري ــات‬ ‫وف ــي ســاحــل ال ـع ــاج‪ ،‬طـلــب مـنــه جمع‬ ‫إل ــى «ص ــدي ــق» ي ــؤم ــن ل ــه ع ـم ــا يـغـ ّـيــر‬ ‫وصل إيلي إلى لبنان في آذار املاضي‬
‫إال أن العسكريني الــذيــن قــامــوا بهذه‬ ‫هو أن جميعها نفذت في مخفر النبي‬
‫ّ‬
‫بجرة قلم يمكنهم‬ ‫الصادرة في حقهم‪ّ .‬‬ ‫يواصل فرع المعلومات‬ ‫في مناطق عدة في الجنوب تحتوي‬ ‫هـ ـن ــاك «آدم» وش ـخ ـص ــان ع ـ ّـرف ــا عــن‬ ‫للمقاومة‪ .‬كما ُسئل عن أماكن تمركز‬ ‫ـزب الـلــه والحصول‬
‫ّ‬
‫مـســار حياته‪ ،‬لكنه ّنبهه إلــى أن ذلك‬ ‫ب ـح ـج ــة حـ ــاجـ ــة زوجـ ـ ـت ـ ــه ل ـل ـخ ـضــوع‬
‫التحقيق مع عسكريين‬ ‫معلومات عــن حـ َ‬
‫ال ـع ـم ـلـ ّـيــات ح ـ ـ ـ ّـرروا امل ـح ــاض ــر بـشـكـ ٍـل‬ ‫شيت بموجب محاضر مختلفة‪ ،‬فبدأ‬ ‫«ت ـن ـظ ـي ــف» س ـج ــات ـه ــم الـ ـع ــدل ـ ّـي ــة مــن‬ ‫أسلحة وصــواريــخ‬ ‫على مستودعات ّ‬ ‫نفسيهما بـ«أبو ربيع» و«أبو حسن»‪،‬‬ ‫عناصر املقاومة في مرجعيون خالل‬ ‫ع ـل ــى رق ـ َـم ــي ه ــات ــف ــي ع‪ .‬ش‪ .‬وح‪ .‬ز‪.‬‬ ‫ق ــد ُي ـع ـ ّـرض ــه مل ـخ ــاط ــر‪ ،‬كـ ــون صــدي ـقــه‪،‬‬ ‫لعملية نسائية‪.‬‬
‫وهمي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وادعــوا أنهم خابروا القاضي‬
‫ُ‬
‫التوسع في التحقيقات‬ ‫األمنيون رحلة‬ ‫ب ــاغ ــات ال ـب ـحــث وال ـت ـح ــري ال ـص ــادرة‬ ‫متورطين في تزوير ُ ّأكثر من‬ ‫لـعــرضـهــا عـلــى امل ـشــغــل‪ ،‬وطـلــب منها‬ ‫وقــاال إنهما مــن «جـهــاز أمــن املكتب»‪.‬‬ ‫حــرب تموز‪ ،‬فأبلغهم بــأن ‪ 30‬مسلحًا‬ ‫ب ـح ـجــة أن ـه ـمــا م ـق ـ ّـرب ــان م ــن ال ـح ــزب‪،‬‬ ‫واس ـ ـمـ ــه «آدم»‪ ،‬ض ــابـ ـط ــا فـ ــي ج ـه ــاز‬ ‫ب ـ ــدا أن امل ـه ـم ــة ك ــان ــت اخـ ـتـ ـب ــارًا مــن‬
‫املـ ـن ــاوب ف ــي حـيـنــه‪ ،‬م ــن دون يفعلوا‬ ‫الكتشاف ما يجري داخل املخفر‪.‬‬ ‫فـ ــي ح ـق ـه ــم وم ـ ــن مـ ــذكـ ــرات ال ـتــوق ـيــف‬ ‫االتفاق على املبلغ املالي الــذي ُيمكن‬ ‫تـكــرر الـحــديــث نفسه‪ ،‬وطــرحــوا عليه‬ ‫كــانــوا يختبئون داخ ــل ثــاثــة مـنــازل‬ ‫والـتــأكــد مما إذا كــان لديهما أجهزة‬ ‫أمـنــي إســرائـيـلــي‪ .‬واف ــق املــوقــوف على‬ ‫املـ ــوسـ ــاد ل ـل ـم ــوق ــوف الـ ـ ــذي ب ـق ــي فــي‬
‫ذلك‪ .‬كما وجد ضباط «املعلومات» أن‬ ‫وب ــال ـف ـع ــل‪ ،‬ت ـب ـ ّـن أن ع ـم ـلـ ّـيــة تـنـظـيــف‬ ‫الغيابية‪ ،‬وحتى مــن مــذكــرات صــادرة‬ ‫‪ 200‬محضر وهمي نظمت‬ ‫أن تـحـ ّـصـلــه مـنــه مـقــابــل كــل معلومة‪.‬‬ ‫عشرات األسئلة‪ ،‬من بينها أسئلة عن‬ ‫محيطة بمنزله‪ ،‬ويقومون بعمليات‬ ‫اتـ ـص ــاالت الس ـل ـك ـيــة وت ـق ــدي ــم وصــف‬ ‫«ال ـ ـعـ ــرض»‪ ،‬ف ـط ـلــب م ـنــه الـ ـح ــاج فتح‬ ‫لبنان ‪ ١٥‬يومًا قبل أن ُيغادر وزوجته‬
‫ً‬
‫رسمية للمطلوبني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال وجود ملحاضر‬ ‫ال ـ ـ ـسـ ـ ـ ّـجـ ـ ــات الـ ـ ـع ـ ــدل ـ ـ ّـي ـ ــة واح ـ ـ ـ ـ ـ ــدة م ــن‬ ‫عن اإلنتربول‪.‬‬ ‫داخل مخفر النبي شيت في‬ ‫أبلغت حنني املشغل الــذي وافــق على‬ ‫عالقته بكل من ر‪ .‬ب‪ .‬وأ‪ .‬خ‪ .‬والحاج ن‪.‬‬ ‫قـصــف م ــن راج ـم ــات م ـمـ ّـوهــة م ــن بني‬ ‫ل ـهــذه األجـ ـه ــزة‪ .‬وبــال ـف ـعــل‪ ،‬أع ـ ّـد إيـلــي‬ ‫حـ ـس ــاب ع ـل ــى «ف ــايـ ـسـ ـب ــوك» وإنـ ـش ــاء‬ ‫ساحل العاج‪ .‬هناك‪ ،‬تلقى اتصاال‬ ‫ّ‬ ‫إلى‬
‫«الخدمات» التي ّ‬ ‫ُ‬ ‫الرسوم التشبيهية ّ‬
‫وأن العسكريني كانوا «فاتحني على‬ ‫يقدمها العسكريون‬ ‫هذا ما حصل حرفيًا في البقاع حيث‬ ‫البقاع لمطلوبين مقابل‬ ‫ال ـعــرض‪ ،‬على أن تـقــوم هــي بتزويده‬ ‫خ‪ .‬وتم تزويده بأربعة أسئلة ستطرح‬ ‫امل ـن ــازل‪ .‬وعـمــا إذا ك ــان يـعــرف عــن أي‬ ‫وزود املشغل بها‬ ‫بريد إلكتروني‪ .‬مـ ّـر أسبوعان قبل أن‬ ‫مــن مشغله «آدم» طلب منه مالقاته‬
‫ّ‬
‫حـ ـس ــابـ ـه ــم» ب ـ ـ «تـ ـنـ ـظـ ـي ــف سـ ـج ــات»‬ ‫في املخفر‪ ،‬إذ تم اكتشاف تنظيم أكثر‬ ‫عمليات الـتــزويــر هــذه بسالسة‬ ‫ّ‬ ‫م ـ ّـرت‬ ‫مبالغ ّ‬ ‫ب ــاملـ ـعـ ـل ــوم ــات وي ـ ـضـ ــع ه ـ ــو وف ــري ـق ــه‬ ‫عليه خــال اخـتـبــار كشف الـكــذب في‬ ‫م ـ ـخـ ــازن س ـ ـ ــاح‪ ،‬ت ـ ـحـ ـ ّـدث عـ ــن م ـخــزن‬ ‫عبر تطبيق املاسنجر‪ ،‬وتقاضى من‬ ‫يتواصل «آدم» معه ويبلغه بأن طبيعة‬ ‫في األردن حيث فشل في اختبار على‬
‫امل ـط ـل ــوب ــن وإرسـ ـ ـ ــال ال ـب ــرق ـي ــات إل ــى‬ ‫مــن ‪ 200‬محضر وهمي داخــل املخفر‬ ‫ّ‬
‫وانـطـلــت عـلــى املــديــريــة الـعــامــة لقوى‬ ‫مالية‪ .‬وبفعل هذه‬ ‫«التسعيرة» بحسب ّاألهمية‪.‬‬ ‫اليوم التالي وهي‪:‬‬ ‫خ ـلــف مـسـتـشـفــى مــرج ـع ـيــون ورس ــم‬
‫ّ‬
‫«آدم» مـقــابــل ذل ــك ‪ 2500‬دوالر على‬ ‫عمله ستكون جمع معلومات عن أحد‬ ‫ج ـه ــاز ك ـشــف الـ ـك ــذب‪ ،‬فــأب ـل ـغــه «آدم»‬
‫وأق ـ ـ ـ ـ ّـر امل ـ ــوق ـ ــوف بـ ــأنـ ــه ّ‬
‫املديرية العامة لقوى األمــن الداخلي‬ ‫مل ـط ـلــوبــن ل ــم ي ــأت ــوا ولـ ــم ي ـتــم تـنـفـيــذ‬ ‫األم ـ ــن ال ــداخ ـل ــي‪ ،‬ول ــم ي ـتــم اكـتـشــافـهــا‬ ‫المحاضر‪ ،‬تم تنظيف سجالت‬ ‫زود زوج ـت ــه‬ ‫‪ -‬ه ــل لــديــك أي عــاقــة ســابـقــة م ــع أي‬ ‫خ ـط ـي ـطــة مل ــوق ـع ــه‪ .‬ك ـم ــا أب ـل ـغ ـهــم ب ــأن‬ ‫دفعتني‪.‬‬ ‫األحزاب في لبنان وتنفيذ مهام أمنية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ع ــدم مـتــابـعــة الـعـمــل مـعــه م ــع إمـكــان‬
‫ـزورة وغير‬ ‫وأعـطــوا أرق ــام محاضر م ـ ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫امل ـ ــذك ـ ــرات ال ـق ـض ــائ ـي ــة الـ ـ ـص ـ ــادرة فــي‬ ‫إال صــدفــة‪ .‬فـقـبــل أســاب ـيــع‪ ،‬رص ــد فــرع‬
‫تتضمن بالغات‬ ‫ّ‬ ‫عدلية كانت‬ ‫ب ـ ـم ـ ـع ـ ـلـ ــومـ ــات‪ ،‬ع ـ ـلـ ــى دفـ ـ ـ ـع ـ ـ ــات‪ ،‬حـ ــدد‬ ‫جهاز أمني؟‬ ‫ب ـعــدهــا ط ـلــب م ـنــه «آدم» االس ـت ـع ــداد‬ ‫وط ـمــأنــه إل ــى أن ه ــذا الـعـمــل سيؤمن‬ ‫م ـعــاودة االت ـصــال ب ــه‪ ،‬وأع ـطــاه مبلغ‬
‫ّ‬
‫منظمة أصال‪.‬‬ ‫حـقـهــم‪ .‬علمًا أن الـقــانــون يقضي بــأن‬ ‫املـ ـعـ ـل ــوم ــات أحـ ـ ــد املـ ـطـ ـل ــوب ــن مـ ــن آل‬ ‫فيها مــرك ـزًا لـحــزب الـلــه فــي «عــريــض‬ ‫‪ -‬ه ــل لــديــك ت ــواص ــل م ــع أي دولـ ــة أو‬ ‫ل ـل ـتــوجــه إلـ ــى األردن بــرف ـقــة زوج ـت ــه‪.‬‬ ‫ل ــه «حـ ـي ــاة ك ــري ـم ــة م ــادي ــا وم ـع ـنــويــا‪،‬‬ ‫‪ 5100‬دوالر‪ ،‬وقال له إنه كلفه الكثير‬
‫وأوقـ ـ ـف ـ ــت «امل ـ ـع ـ ـلـ ــومـ ــات» املـ ـت ــورط ــن‬ ‫يقوم رتيب التحقيق‪ ،‬بعد استجواب‬ ‫أمنية دقيقة ملراقبة‬ ‫عملية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقداد وبدأ‬ ‫ومذكرات توقيف غيابية‪،‬‬ ‫مــرجـعـيــون»‪ ،‬ورس ـمــا لـطــريــق يوصل‬ ‫جهاز استخباري أوروبي ّ أو عربي؟‬ ‫وقـبــل املــوعــد‪ ،‬أرس ــل إلـيــه ‪ 1200‬دوالر‬
‫َ‬
‫وسـيـشـعــر بـتـغـيـيــر ف ــي ح ـيــاتــه خــال‬ ‫ب ــا ج ـ ــدوى‪ ،‬وات ـه ـمــه بــأنــه ق ــد يـكــون‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫تـحـ ّـركــاتــه والـقـبــض عليه فــي «عملية‬ ‫‪ -‬هــل يــوجــد مــا تخفيه عــنــا مــن أمــور‬ ‫ثمن تذكرتي السفر ولحجز غرفة في‬ ‫أيام»‪ .‬كما سأله عن شقيقه وهو رتيب‬
‫بـعــد إحــالــة املـلــف إلــى املـحــامــي الـعــام‬
‫الـتـمـيـيــزي الـقــاضــي غـ ّـســان ال ـخــوري‪،‬‬
‫املوقوف‪ ،‬بمخابرة القضاء ثم إعداد ‪3‬‬ ‫بعضها صادر عن «اإلنتربول»‬ ‫إل ــى مــركــز آخ ــر فــي ال ـخ ـيــام‪ .‬وبـمــوقــع‬
‫دب ـ ـ ـ ــن‪ ،‬وراب ـ ـ ـ ــع فــي‬‫مـ ــركـ ــز ثـ ــالـ ــث فـ ــي ّ‬ ‫سرية منذ عام ‪ 2020‬لغاية تاريخه؟‬ ‫فندق «شيراتون» ملدة أسبوع‪ .‬وقال له‬ ‫فــي الـجـيــش الـلـبـنــانــي‪ ،‬وعـمــا إذا كــان‬
‫عميال ألحــد األجهزة األمنية أو أحد‬
‫األحزاب‪.‬‬
‫وه ـ ـ ــم ‪ 3‬م ـ ــوق ـ ــوف ـ ــن‪ :‬رئ ـ ـيـ ــس امل ـخ ـف ــر‬
‫نسخ يتم إرســال إحداها إلى النيابة‬
‫الـعــامــة االسـتـئـنــافـيــة (بـحـســب نطاق‬
‫ن ـظ ـي ـفــة»‪ .‬ل ـكــن ح ـصــل م ــا ل ــم ي ـكــن في‬
‫ال ـ ُـح ـس ـب ــان‪ .‬ف ـخ ــال م ــراج ـع ــة ال ـن ـشــرة‬ ‫بـ ــاط‪ ،‬وخ ــام ــس ف ــي ال ـبــوي ـضــة‪ .‬وفــي‬ ‫‪ -‬هل أنــت مستعد ألن تكون وفيًا من‬
‫اشترط على المشغل‬ ‫إنــه سيرسل إليه مــع أحــد األشخاص‬ ‫سيخبره بعالقته به‪ ،‬فأجابه بالنفي‪.‬‬
‫الـســابــق ُ(م ـحــال إل ــى الـتـقــاعــد) مــن آل‬ ‫امل ـخ ـف ــر) وث ــان ـي ــة إلـ ــى رئ ـي ــس مـكـتــب‬ ‫ا ّل ـق ـضــائـ ّـيــة ال ـ ـصـ ــادرة ف ــي ح ـقــه تـبـ ّـن‬
‫ّ‬ ‫لينا فخر الدين‬ ‫زود زوجته‬
‫ّ‬
‫الـيــوم الـســابــق لتوقيفه‪ّ ،‬‬ ‫دون إخفاء أي أمور عنا؟‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫التسعير «على القطعة»‬
‫ّ‬ ‫هــات ـفــا م ــع شــري ـحــة خ ــط أردنـ ـ ــي فــور‬
‫ّ‬
‫وأب ـلــغ امل ــوق ــوف املـحـقـقــن أن مهمته‬ ‫إفادة جديدة‬
‫ض‪ .‬ورتـ ـي ـ َـب ــا ت ـح ـق ـيــق أح ــدهـ ـم ــا مــن‬ ‫املـسـتـنــدات وامل ـح ـفــوظــات ال ـعـ ّ‬
‫آل ق‪ .‬وآخ ــر مــن آل ح‪ ،‬فـيـمــا ت ـ ّ‬
‫ـامــة في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أنها خالية من أي بالغات أو مذكرات‬ ‫بموقع مركز في كفركال‪ .‬وأكــد أن كل‬
‫ه ـ ــذه املـ ــراكـ ــز ت ـت ـض ـمــن م ـس ـت ــودع ــات‬
‫وأبلغه «آدم» بأن عمال كثيرًا ينتظره‬
‫بـ ـع ــد نـ ـج ــاح ــه ف ـ ــي االخـ ـ ـتـ ـ ـب ـ ــار‪ ،‬وأن ـ ــه‬
‫وزوده بمواقع مفصلة‬ ‫عمان‪ ،‬أمضى يومه‬ ‫بعد وصوله إلى ّ‬
‫وصوله‪.‬‬ ‫األولى كانت استطالع فندق ‪La Villa‬‬
‫في الخيام ورصــده لتحديد املداخل‬
‫ب ـع ــد فـ ـت ــرة‪ ،‬خ ـض ــع املـ ــوقـ ــوف لـجــولــة‬
‫ـردد أن‬ ‫العامة لقوى األمن الداخلي‪،‬‬ ‫املديرية‬ ‫تــوقـيــف‪ ،‬عـلـمــا أن الــرجــل مـطـلــوب في‬ ‫الدولة في خدمة املطلوبني‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫جديدة من االستجواب‪ .‬ولــدى سؤاله‬
‫«املـ ـعـ ـل ــوم ــات» اس ـت ـم ـع ــت إل ـ ــى إف ـ ــادة‬ ‫وي ـت ــم ح ـفــظ ال ـن ـس ـخــة ال ـثــال ـثــة داخ ــل‬ ‫ع ــدد م ــن ال ــدع ــاوى وف ــي ح ـقــه مــذكــرة‬ ‫أي مطلوب‪ ،‬بل وفق «معايير» أهمها‬ ‫أسلحة وصواريخ‪ .‬وقد حدد مواقعها‬ ‫سيخضع للتدريب في إدارة األدوات‬ ‫لمراكز ادعى انها تضم‬ ‫األول فــي ال ـف ـنــدق‪ .‬فــي ال ـيــوم الـثــانــي‪،‬‬ ‫وامل ـخــارج واألبـ ــواب عبر وضــع رسم‬ ‫مـبــاشــرة عــن دور «صــديــق الـطـفــولــة»‬
‫ّ‬
‫أحــد الـضـبــاط مــن دون أن يتم تأكيد‬ ‫املـ ـخـ ـف ــر‪ .‬وف ـ ــي ح ـ ــال ك ــان ــت الـ ـ ّـدعـ ــوى‬
‫ّ‬
‫توقيف من «اإلنتربول»‪.‬‬ ‫أن تكون جيوبهم «مليانة»‪ .‬ال يحتاج‬ ‫ب ــاألم ـت ــار وف ـ ّـص ــل الـ ـش ــوارع وال ـط ــرق‬ ‫ال ـت ـك ـنــولــوج ـيــة ال ـت ــي س ـت ـســاعــده في‬ ‫مستودعات صواريخ‬ ‫ح ـض ــر س ــائ ــق س ـ ـيـ ــارة أج ـ ـ ــرة وأق ــل ــه‬ ‫تشبيهي واإلف ـ ــادة عــن ع ــدد عناصر‬ ‫فـ ــي ت ــأم ــن الـ ـت ــواص ــل مـ ــع املـ ــوسـ ــاد‪،‬‬
‫توقيفه‪ .‬وال تزال التحقيقات مستمرة‬ ‫ـرم ُيـ ـح ــال إلـ ــى املـحـكـمــة‬ ‫م ـت ـعــل ـقـ ّـة بـ ـج ـ ٍ‬ ‫راودت الـشـكــوك ضـبــاط «املـعـلــومــات»‬ ‫املـطـلــوبــون مــن أصـحــاب ال ـثــروات إلى‬ ‫الفرعية التي توصل إليها‪ ،‬مع وصف‬ ‫تنفيذ مهماته بدقة وإتقان‪ .‬في اليوم‬ ‫وزوج ـ ـت ـ ــه ال ـ ــى م ـ ـنـ ــزل م ـ ــن ط ـب ـق ـتــن‪،‬‬ ‫الفندق وأماكن وجودهم‪ .‬وطلب‬ ‫ّ‬ ‫أمن‬ ‫ارت ـب ــك وت ـص ــرف عـلــى ق ــاع ــدة أن لــدى‬
‫ُ‬ ‫املحققني معلومات ّ‬
‫مــع مزيد مــن العسكريني املشتبه في‬ ‫العسكرية‪ ،‬يتم إرس ــال نسخة رابعة‬ ‫ال ـ ــذي ـ ــن أج ـ ـ ـ ـ ــروا ت ــدقـ ـيـ ـق ــا ف ـ ــي ك ـي ـف ـ ّـي ــة‬ ‫دخول املخافر والسجون التي تعاني‬ ‫كــامــل لكل مبنى لناحية لــونــه وعــدد‬ ‫الـ ــرابـ ــع‪ ،‬أج ـ ــري االخ ـت ـب ــار ف ــي امل ـنــزل‬ ‫تحيط بــه حــديـقــة‪ ،‬يبعد عــن الفندق‬ ‫منه املشغل مالحظة ما إذا كان هناك‬ ‫تبي كــذب إفادته‬
‫ـام ــة ال ـع ـس ـكـ ّ‬ ‫إل ــى ال ـن ـيــابــة ال ـع ـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األولى‪ّ ،‬‬
‫تورطهم في العملية‪.‬‬ ‫ـريــة مــع‬ ‫«اخـ ـتـ ـف ــاء» الـ ـب ــاغ ــات وامل ـ ــذك ـ ــرات مــن‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وال‬ ‫األمـ ّـريــن جــراء األزمــة‬ ‫طبقاته وما يحيط به من أشجار‪.‬‬ ‫األول‪ ،‬حـ ـي ــث اس ـت ـق ـب ـل ـه ـمــا شـخــص‬ ‫ن ـحــو س ــاع ــة ون ـص ــف س ــاع ــة‪ .‬ه ـنــاك‪،‬‬ ‫أي وجود لعناصر إيرانية أو حزبية‬ ‫فقدم رواية مختلفة جاء فيها‬
‫‪7‬‬ ‫لبنان‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫لبنان‬ ‫‪6‬‬
‫ّ‬ ‫قضية منذ عامين‪ّ ،‬‬
‫المرض الخبيث من جهة‪ ،‬وانقطاع‬‫ضد ّ‬ ‫بها‪ .‬في ظل هذا ّالواقع‪ُ ،‬لم تعد عبارة‬ ‫النساء الواضح عن القيام بإجراءات الكشف‬ ‫يمر شهر التوعية على‬
‫عالجهن وغالء االستشفاء من ّ جهة ثانية‪.‬‬ ‫«إبادة جماعية» مجرد شعار يرفع تضامنًا‬ ‫المبكر‪ .‬باتت الوقاية من السرطان ترفًا‪،‬‬ ‫سرطان الثدي بال أثر‪ ،‬فمع اشتداد األزمة‬
‫سببان أوصال الكثيرات إلى التقشف في العالج‬ ‫واقع تعيشه‬ ‫مع مريضات السرطان‪ّ ،‬وإنما ّ‬ ‫بعدما فاقت األكالف المادية التي ترافق‬ ‫االقتصادية بقيت التسمية ترافق تشرين‬
‫أو التوقف القسري عنه‬ ‫المريضات اليوم في ظل حربهن المزدوجة‬ ‫هذه المرحلة قدرة نساء كثيرات على القيام‬ ‫األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬فيما غابت التوعية مع إحجام‬

‫سميرة جابر‪:‬‬ ‫عائالت مرضى السرطان تعاني أيضًا‬


‫ّ‬ ‫مريضات سرطان الثدي‬
‫ال نحلم بشفاء أحبتنا‪...‬‬
‫المواجهة مزدوجة‪:‬‬
‫عندما يصبح‬
‫الموت أمنية‬
‫«يا ّ‬

‫بل بأيام حياة إضافية‬


‫راض‬
‫ٍ‬ ‫رب تأخذ أمانتك وأنت‬
‫ّعني من املغسل للتربة ما بدي‬
‫ترددها يوميًا‬ ‫تقل على حدا»‪ .‬أمنية ّ‬

‫المرض والدواء‬
‫سميرة جابر لدى خلودها إلى النوم‪.‬‬
‫حده األقصى لدى املرأة‬ ‫بلغ اليأس ّ‬
‫السبعينية التي انتشر السرطان في‬
‫أنحاء جسدها‪ ،‬بعد انقطاعها قسرًا‬ ‫زينب حاوي‬
‫عن أخذ جرعات العالج الكيميائي‬ ‫«مـ ــا بـكـفــي أح ـبــاب ـنــا ع ــم ي ــدوب ــوا ق ــدام‬
‫ألكثر من عامني‪ ،‬وعجزها عن‬ ‫عيوننا‪ ،‬وفوق هيك محرومني نعالجهم‬
‫ّ‬
‫تأمني بقية أدويتها املزمنة واملسكنة‬ ‫لـنـكـســب ك ــم ي ــوم زي ـ ــادة م ـع ـهــم»‪ .‬بـهــذه‬
‫ألوجاعها‪.‬‬ ‫العبارات التي تخنق صاحبتها‪ ،‬تروي‬
‫منذ أكثر من ثالثني عامًا‪ ،‬تعايش‬ ‫لنا جنى رحلة عائلتها في تأمني العالج‬
‫ّ‬ ‫امل ـس ـت ـش ـف ــى‪ ،‬وأس ـ ـعـ ــار امل ـس ـت ـلــزمــات‬
‫جابر املرض الخبيث الذي بدأ في أحد‬ ‫الالزم لوالدها املصاب بالسرطان‪ .‬ال تقل‬ ‫غير متوفر‪ ،‬بإجماع أطباء كثر‪.‬‬ ‫راجانا حمية‬
‫ثدييها‪ ،‬وما لبث أن انتقل بعد ست‬ ‫معاناة عائالت املصابني بالسرطان‪ ،‬عن‬ ‫فـ ـلـ ـن ــذك ــر عـ ـل ــى سـ ـبـ ـي ــل امل ـ ـث ـ ــال دواء‬ ‫الطبية الـتــي أصبحت فــي غالبيتها‬
‫وت ّ‬ ‫ُ‬
‫سنوات من ذلك التاريخ‪ ،‬إلى عظامها‬ ‫معاناة املريض نفسه‪ .‬فإلى الشق املادي‬ ‫«‪ »gemzar‬وه ــو ع ــاج كيميائي ُرفــع‬ ‫سعر بالدوالر‬ ‫خارج حلقة الدعم‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ورئتيها‪ ،‬واليوم في أمعائها‪ .‬تشعر‬ ‫والنفسي من املوضوع‪ ،‬بات تأمني الدواء‬ ‫ع ـن ــه ال ــدع ــم وب ـ ــات س ـع ــره ب ــامل ــاي ــن‪،‬‬ ‫األمـ ـي ــرك ــي‪ .‬وال ي ـت ــوق ــف األمـ ـ ــر عـنــد‬ ‫مــا خلفته األزم ــة االقـتـصــاديــة «كــان‬
‫جابر غالبًا بالعجز عن املشي وخدمة‬ ‫يشكل العبء األكبر‪.‬‬ ‫وقـ ــد ي ـص ــل ب ـح ـســب عـ ـي ــاره إلـ ــى «‪10‬‬ ‫حدود الجراحة وإنما يتضمن أيضًا‬ ‫محسوبًا لــه»‪ ،‬يقول الــدكـتــور ناجي‬
‫ّ‬ ‫ترميم الثدي‪ ،‬ما ينعكس على الكلفة‬ ‫الصغير‪ ،‬مــديــر مــركــز عــاج سرطان‬
‫نفسها بنفسها‪ ،‬فتستعني بحفيدتها‬ ‫ال تخفي جنى أن أقـصــى أمنية لديها‬ ‫ماليني ليرة»‪ ،‬بحسب نصار‪ .‬وبسبب‬ ‫ُ‬
‫مؤقتًا في منزل ابنها الوحيد في‬ ‫(مروان بو حيدر)‬ ‫بــاتــت فــي الـحـصــول على أي ــام إضافية‬ ‫هذه الكلفة‪ ،‬لم يعد الكثيرون قادرين‬ ‫ال ـت ــي تـ ـ ــراوح م ــا ب ــن أل ـف ــن و‪ 8‬آالف‬ ‫ال ـث ــدي ف ــي مــركــز نــايــف بــاس ـيــل في‬
‫ّ‬
‫النبطية ملساعدتها‪ .‬وفي بيروت‪،‬‬ ‫تعيشها مع والدها‪ ،‬الــذي يواجه املوت‬ ‫ع ـلــى ش ــرائ ــه‪ ،‬وال ال ـب ــدائ ــل ع ـنــه «ألن‬ ‫دوالر أميركي بحسب كل مستشفى‪.‬‬ ‫ال ـج ــام ـع ــة األمـ ـي ــركـ ـي ــة فـ ــي بـ ـي ــروت‪.‬‬
‫ُ‬
‫البقية إلى اللجوء إلى السوق السوداء‬ ‫وغيرهم (يسجل لبنان سنويًا ‪ 12‬ألف‬ ‫الـحـتـمــي بـسـبــب ان ـق ـطــاع األدوي ـ ـ ــة‪ .‬فقد‬ ‫البديلني الـلــذيــن بقيا مــدعــومـ ْـن هما‬ ‫وغـ ــال ـ ـبـ ــا م ـ ــا ت ـ ـ ـقـ ـ ـ ّـدر كـ ـلـ ـف ــة ال ـت ــرم ـي ــم‬ ‫فاليوم‪ُ ،‬يترجم غياب القدرة املادية‬
‫يجتمع حولها جيرانها لتأمني الطعام‬
‫ال ـن ــاش ـط ــة ف ــي ل ـب ـن ــان‪ ،‬والـ ـت ــي دخ ـلــت‬ ‫حالة جديدة للسرطان) إبادة جماعية‪،‬‬ ‫اض ـطــر وال ــده ــا الستيني ال ــذي يــواجــه‬ ‫م ـف ـقــودان فــي ال ـس ــوق»‪ ،‬ي ـقــول نـصــار‪.‬‬ ‫بــالـنـصــف وف ــي بـعــض األح ـيــان أكثر‬ ‫فــي ازديـ ــاد أعـ ــداد ال ـح ــاالت املصابة‬
‫وباقي الخدمات اليومية‪ .‬وعلى الرغم‬
‫فيها أخيرًا حتى صيدليات معروفة‪،‬‬ ‫ـورط فيها جـهــات عــدة مــن ضمنها‬ ‫ت ـتـ ّ‬ ‫سرطان األمعاء‪ ،‬إلى إجراء نصف جلسة‬ ‫وه ـ ــذا ي ـن ـط ـبــق ع ـل ــى ع ــاج ــات أخ ــرى‬ ‫مــن ذل ــك‪ ،‬ل ـغــاء مـسـتـلــزمــاتـهــا‪ .‬وبـمــا‬ ‫بــالـســرطــان فــي مــراحــل مـتـقـ ّـدمــة من‬
‫من تعبها الشديد‪ ،‬وشحوب وجهها‬
‫تـسـتـجـلــب الـ ـ ــدواء وتـبـيـعــه بــالـفــريــش‬ ‫ّ‬
‫وكــاء األدوي ــة ووزارة الصحة وتجار‬ ‫عــاج كيميائي منذ أسـبــوعــن‪ ،‬بسبب‬ ‫ن ــذك ــر م ـن ـه ــا «‪ »taxor‬و«‪»taxotere‬‬ ‫أن مـ ــا تـ ـق ـ ّـدم ــه الـ ـجـ ـه ــات ال ـض ــام ـن ــة‬ ‫جـ ـه ــة‪ ،‬وف ـ ــي ع ـ ـ ــودة الـ ـس ــرط ــان ل ــدى‬
‫ونحول جسدها‪ ،‬ترى «أم حمادة»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الـيــوم بالكاد يغطي بــدل اإلقــامــة في‬ ‫الـكـثـيــرات مــن جـهــة ثــانـيــة‪ .‬وإن كـ ّـان‬
‫دوالر‪ ،‬ملن استطاع إليه سبيال‪.‬‬ ‫(هناك‬ ‫السوق الـســوداء‪ .‬فيوزع الــدواء‬ ‫انقطاع أحــد األدوي ــة الــازمــة لــه‪ .‬وفيما‬ ‫و«‪ …»carboplatine‬و«‪ »catcyla‬املفقود‬
‫التي امتهنت التمريض لسنوات‬ ‫ّ‬ ‫املستشفى‪ ،‬فقد أصبح مجمل نفقات‬ ‫إحصاء يوثق‬‫ٍ‬ ‫من املبكر الحديث عن‬
‫يروي لنا عماد الذي تعاني والدته (‪50‬‬ ‫‪ 445‬دواء ملــرضــى الـســرطــان ال يتوفر‬ ‫والدها ال يعلم بعد بإصابته بالسرطان‪،‬‬ ‫م ــن وزارة الـصـحــة ال ـعــامــة مـنــذ ستة‬ ‫ّ‬
‫طوال‪ ،‬تحمل حقيبتها الصغيرة التي‬ ‫بدأ املرض ينتشر في أنحاء من جسده‪،‬‬ ‫هذه املرحلة يقع على عاتق املريض‪.‬‬ ‫التحوالت‪ ،‬إال أن هذا ما يلحظه‬ ‫هذه‬
‫َ‬ ‫عامًا) من سرطان في املثانة‪ ،‬صعوبة‬ ‫منها في لبنان ســوى العشرات) على‬ ‫أشهر‪.‬‬
‫تحتوي على الحقن وعلى آلت ْي قياس‬ ‫إيجاده الدواء الخاص بحالتها‪ ،‬والذي‬ ‫نسبة ال تقل عن ‪ %20‬من هؤالء‪ ،‬فيما‬ ‫م ـم ـت ـ ّـدًا ن ـحــو ال ـب ـن ـكــريــاس وال ـك ـب ــد‪ ،‬ما‬ ‫وقد أدى هذا األمر إلى اتخاذ بعض‬ ‫األطباء في العيادات‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى العالجات الخاصة‬
‫الحرارة والضغط‪ ،‬وتخرج من بيتها‬ ‫ّأدى إلــى تأخير إعطائه جرعات الــدواء‬ ‫ُ‬ ‫امل ــريـ ـض ــات خـ ـي ــارًا م ـت ـط ـ ّـرف ــا يـقـضــي‬ ‫ّ‬
‫يتمثل بحقن تؤخذ في املصل‪ .‬يقصد‬ ‫يـنـتـظــر الـبـقـيــة دوره ـ ــم ف ــي الـحـصــول‬ ‫وم ـن ـه ــا األدوي ـ ـ ـ ــة الـ ـت ــي ت ـع ـط ــى فــي‬
‫لتلبي أحد جيرانها الذي استغاث‬ ‫عماد إحــدى الصيدليات املعروفة في‬ ‫ع ـل ـي ــه‪ ،‬وق ـ ــد ي ـم ـت ـ ّـد األم ـ ـ ــر إل ـ ــى أش ـهــر‬ ‫الـكـيـمـيــائــي امل ـق ـطــوع ع ــن الـصـيــدلـيــات‬ ‫املنزل‪ ،‬وغالبيتها من الحبوب‪ ،‬فقد‬ ‫بـتــأجـيــل ال ـج ــراح ــة وه ــو م ــا يلحظه‬ ‫المتقدمة‬ ‫ارتفاع في الحاالت‬
‫متكبدة‬‫ّ‬ ‫بها ملعاينة أحد املرضى‪،‬‬ ‫على عكس ما كانت عليه الحال قبل‬
‫ب ـيــروت الـتــي بــاتــت تــأتــي ب ــال ــدواء من‬ ‫ع ــدة‪ ،‬ويـبـقــى املــريــض أسـيــر االنـتـظــار‬ ‫واملستشفيات‪ .‬فانقطاع أدويــة معالجة‬ ‫ب ــات ــت ف ــي مـعـظـمـهــا غ ـيــر م ـتــوفــرة‪،‬‬ ‫األط ـب ــاء ال ـي ــوم‪ ،‬ي ـقــول الـصـغـيــر‪ .‬وإذ‬
‫عناء نزول الدرج وصعوده بسبب‬ ‫ً‬ ‫ال ـ ـسـ ــرطـ ــان‪ ،‬م ـن ــذ عـ ــامـ ــن‪ ،‬والـ ـ ـش ـ ـ ّـح فــي‬ ‫ً‬ ‫يـشـيــر الـصـغـيــر إل ــى أن ه ــذه النسبة‬ ‫األزم ــة‪ ،‬يــاحــظ أطـبــاء األورام زيــادة‬
‫تــركـيــا عـلــى تـسـعـيــرة ال ـ ــدوالر‪ ،‬بعدما‬ ‫وتــراجــع حالته الصحية‪ ،‬وصــوال إلى‬ ‫ونـ ـ ــذكـ ـ ــر مـ ـنـ ـه ــا مـ ـ ـث ـ ــا «‪»ibrance‬‬
‫االنقطاع الدائم للكهرباء‪.‬‬ ‫انقطعت الحقن في باقي الصيدليات‪،‬‬ ‫انتشار املرض في جسده‪ .‬فيما يضطرّ‬ ‫توزيعها‪ّ ،‬أديا إلى ازدياد أعداد املرضى‬ ‫و«‪ »kiskali‬و«‪ »verzenio‬وغـيــرهــا‪.‬‬ ‫لم تأخذ بعدًا قاسيًا بعد‪ ،‬إال أن ثمة‬
‫ّ‬
‫في أعداد النساء املصابات بسرطان‬
‫عندما تتحدث مع املرأة السبعينية‪،‬‬ ‫ووصل سعر الواحدة منها إلى مليون‬ ‫الذين باتوا يصارعون امل ــوت‪ ،‬حتى ّلو‬ ‫أم ــا م ــا ه ــو م ـتــوفــر‪ ،‬ف ـبــال ـكــاد يكفي‬ ‫ات ـجــاهــا ب ــدأ يــت ـضــح ل ــدى الـكـثـيــرات‬ ‫الـثــدي بـمــراحــل مـتـقـ ّـدمــة‪ .‬لــم تحصل‬
‫ُ‬
‫التي أنهكها املرض اليوم‪ ،‬بسبب‬ ‫ليرة‪ ،‬عــدا كلفة األطباء الذين يتولون‬ ‫اكتشف السرطان مبكرًا‪ .‬إذ ُيسهم التأخر‬ ‫امل ــرض ــى‪« ،‬إم ـ ــا ب ـي ـجــي م ـنــو ال ـنــص‬ ‫«فـ ــي تـخـلـيـهــن ع ــن ع ـم ـل ـيــات تــرمـيــم‬ ‫هــذه الــزيــادات بــا سـبــب‪ ،‬بــل نتيجة‬
‫فقدان أدوية السرطان‪ ،‬ووجودها‬ ‫تــأمــن عملية الحقن‪ .‬يـسـ ّـر لنا الشاب‬ ‫ف ــي ت ـل ـقــي ال ـ ـعـ ــاج‪ ،‬ض ـمــن ب ــروت ــوك ــول‬
‫ّ‬ ‫أو أق ــل م ــن الـ ـن ــص»‪ ،‬ع ـلــى م ــا تـقــول‬ ‫ال ـ ـثـ ــدي ب ـس ـب ــب ت ـك ــال ـي ـف ـه ــا ال ـع ــال ـي ــة‬ ‫ال ـع ـجــز ع ــن ال ـق ـيــام بــالـكـشــف املـبـكــر‬
‫يتفرج على مرضاه يذبلون‬ ‫في بلد ّ‬ ‫ً‬
‫الـثــاثـيـنــي‪ ،‬ب ــأن ه ــؤالء يـطـلـبــون بــدال‬ ‫خــاص بكل مــريــض‪ ،‬فــي تكاثر الخاليا‬ ‫املصادر من مركز توزيع األدوية في‬ ‫إن ك ــان م ــن نــاحـيــة م ـع ـ ّـدات الـتــرمـيــم‬ ‫لـكـلـفـتــه ال ـعــال ـيــة م ــن ج ـه ــة‪ ،‬وغ ـيــاب‬
‫ّ‬
‫أمامه إلى حني موتهم‪ ،‬تكرر أمامك‬ ‫م ــادي ــا (‪ 200‬أل ـ ــف ل ـ ـيـ ــرة)‪ ،‬ع ــن خــدمــة‬ ‫السرطانية وانتشارها في أجزاء أخرى‬ ‫الكرنتينا‪.‬‬ ‫(‪ )prothese‬أو لناحية أتـعــاب أطباء‬ ‫ال ـ ـح ـ ـمـ ــات ال ـ ـتـ ــي كـ ــانـ ــت ت ـن ـت ـظــرهــا‬
‫أسماء األدوية الدائمة التي ترافقها‬ ‫الـحـقــن‪ ،‬بـمـعــزل عــن أع ـبــاء املستشفى‪.‬‬ ‫اضطر المريض إلى‬ ‫مــن الـجـســم وبــالـتــالــي وص ــول املــريــض‬ ‫أمــا النتيجة؟ فهي قيام الكثير من‬ ‫التجميل»‪ ،‬يتابع نصار‪.‬‬ ‫ّ‬
‫على الدوام‪ .‬أدوية للضغط‪ ،‬وأخرى‬ ‫وم ـع ـل ــوم أن ج ـل ـســة عــاج ـيــة واح ـ ــدة‪،‬‬ ‫إجراء نصف جلسة‬ ‫متقدمة من املــرض يصعب‬ ‫ّ‬ ‫إلــى مرحلة‬ ‫األطـ ـب ــاء ب ـت ـعــديــل الــوص ـفــة الـطـبـيــة‬ ‫ّ‬ ‫األزمة خلفت ازدياد أعداد‬
‫ّ‬ ‫األدوية‪ :‬كل مدعوم مفقود‬
‫تساعد على تسكني األوجاع وللعظم‬ ‫تمتد لنصف نهار فقط‪ ،‬تصل كلفتها‬
‫عالج كيميائي بسبب‬ ‫النجاة منها!‬ ‫«نضطر أحيانًا إلــى تغيير ال ــدواء‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال ينتهي مسار العالج عند الجراحة‪،‬‬
‫الحاالت المصابة ّبالسرطان‬
‫والرئتني‪ .‬تحفظ أسعارها التي‬ ‫إلــى ‪ 25‬مليون ليرة‪ ،‬عــدا كلفة األدويــة‬ ‫وقـ ــد ي ـك ــون أق ـ ــل ف ـعــال ـيــة‪ ،‬إال أنـ ــه ال‬
‫ارتفعت بشكل جنوني‪ ،‬وتقارنها‬ ‫(‪ 6‬ماليني ليرة)‪ ،‬وخدمات املستشفى‪،‬‬ ‫انقطاع الدواء‬ ‫سماسرة الدواء‬ ‫مـ ـج ــاالت م ـف ـتــوحــة أم ــامـ ـن ــا»‪ ،‬يـقــول‬ ‫وإنـ ـم ــا ُي ـس ـت ـك ـمــل ب ـخ ـط ــوات أخ ــرى‬ ‫في مراحل متقدمة‬
‫بأسعارها قبيل االنهيار االقتصادي‪،‬‬
‫ُ‬
‫وال ـف ـح ــوص ال ـتــي ت ـج ــرى قـبـيــل تلقي‬ ‫سـ ّـجــل ل ـب ـنــان ع ــام ‪ 2021‬أك ـثــر م ــن ‪28‬‬ ‫ال ـص ـغ ـيــر‪ .‬أمـ ــا ال ـب ــدائ ــل ال ـ ّت ــي يـلـجــأ‬ ‫ت ـب ـعــا ملـ ــراحـ ــل ت ـ ـطـ ـ ّـور املـ ـ ـ ــرض‪ .‬وف ــي‬
‫ُ‬
‫العالج ملعرفة تطور حالة املريض‪.‬‬ ‫ألــف إصــابــة بــالـســرطــان‪ ،‬منها ‪ 11‬ألفًا‬ ‫إليها املــريــض‪ ،‬فهي «التقشف» في‬ ‫الغالب‪ ،‬تستتبع العملية الجراحية‬ ‫ال ـن ـســاء إلجـ ــراء ال ـف ـحــوص وال ـصــور‬
‫إضافة إلى أدوية أخرى تعجز اليوم‬ ‫ً‬
‫عام ‪ .2020‬يواجه املصابون‪/‬ات اليوم‪،‬‬ ‫تناول األدوية «فبدال من أن تتناول‬ ‫ب ـ ــالـ ـ ـع ـ ــاج ـ ــات الـ ـكـ ـيـ ـمـ ـي ــائـ ـي ــة الـ ـت ــي‬ ‫بكلفة رمزية من جهةٍ ثانية‪.‬‬
‫عن تأمينها‪ ،‬من بينها الفيتامينات‬ ‫‪ 300‬اتصال يوميًا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫تخضع لها املريضة في املستشفى‪.‬‬ ‫الـ ـ ـ ـي ـ ـ ــوم‪ ،‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ــراوح كـ ـلـ ـف ــة الـ ـفـ ـح ــوص‬
‫التي أصبحت بال ّأي دعم ولو جزئيًا‬ ‫املريضة مثال أربع حبات في اليوم‬
‫ُيـعـيــد هــانــي ن ـص ــار‪ ،‬رئ ـيــس «جمعية‬ ‫تـ ـتـ ـن ــاول اثـ ـنـ ـت ــن»‪ ،‬أو فـ ــي ال ـك ـث ـيــر‬ ‫وصعوبة هذه املرحلة ال تتوقف عند‬ ‫وال ـص ــور فــي مــرحـلــة الـكـشــف املبكر‬
‫للدواء‪ ،‬وتحتاج حالتها الصحية‬
‫بربارة نصار لدعم مرضى السرطان»‪،‬‬ ‫عبء فوق ْ‬
‫عبء‬ ‫المستلزمات الطبية‪ْ :‬‬ ‫م ــن األح ـ ـيـ ــان اسـ ـتـ ـي ــراد الـ ـ ـ ــدواء مــن‬ ‫ح ــدود التكلفة الباهظة الـتــي باتت‬
‫ُ‬
‫«مـ ــا ب ــن ‪ 60‬و‪ 120‬دوالرًا»‪ ،‬ي ـقــول‬
‫إليها‪ ،‬خاصة العظام (أكثر من ‪300‬‬ ‫تـحـتـســب ب ـع ـشــرات مــايــن الـلـيــرات‬ ‫هاني نـصــار‪ ،‬رئيس جمعية باربرا‬
‫نـ ــدرة الـ ـ ــدواء إل ــى ال ـك ـم ـيــات الضئيلة‬ ‫الخارج مع ما يحمله هذا األمر من‬
‫ألف للعلبة الواحدة)‪ ،‬إلى جانب كلفة‬ ‫ُ‬ ‫على كل جلسة‪ ،‬وإنما أيضًا في توفر‬ ‫قرش بالليرة اللبنانية‬ ‫نصار‪ .‬قيمة ُت ّ‬
‫التي تصل إلى لبنان‪ ،‬والتي تستغرق‬ ‫مخاطر «قد تترجم في تزوير بعض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوصفة الطبية امللزمة التي تجريها‬ ‫ً‬ ‫تلك العالجات‪ ،‬ما يفترض الحديث‬ ‫«كل يوم بسعر»‪ ،‬وإن كانت ال تقل عن‬
‫إجـ ــراءات ـ ـهـ ــا وقـ ـت ــا طـ ــويـ ــا (أك ـ ـثـ ــر مــن‬ ‫األدوية»‪ ،‬بحسب الصغير ونصار‪.‬‬
‫كل ستة أشهر لشراء األدوية من‬ ‫شهرين ونـصــف الـشـهــر)‪ ،‬إضــافــة إلى‬
‫لم تسعف وائل طرابلسي (‪ 37‬عامًا)‪ ،‬الذي يعاني من سرطان في القولون‪ ،‬العمليات‬ ‫عـ ــن مـ ــوضـ ــوع ال ـ ــدع ـ ــم‪ ،‬إذ إن تــوفــر‬ ‫خمسة ماليني ليرة لم تعد بمتناول‬
‫ثمة فئة ثالثة مــن الـعــاجــات‪ ،‬وهي‬
‫ّ‬ ‫الصيدلية‪.‬‬ ‫عشرين يومًا إلتمام املعامالت وتوزيع‬ ‫الجراحية الستئصال الورم الخبيث من جسده‪ ،‬فلجأ إلى العالج الكميائي الذي لم ينجح‬ ‫العالجات الهرمونية والتي تؤخذ‬ ‫األدويــة‪ ،‬ومنها أدويــة عالج سرطان‬ ‫ال ـك ـث ـيــرات‪ .‬وق ــد أدى ه ــذا األمـ ــر إلــى‬
‫قبل ثالثة أشهر‪ ،‬أطلت سميرة‬ ‫األدوي ــة‪ .‬كــل هــذه اآللـيــة ال ينتج عنها‬ ‫معه أيضًا‪ .‬طرابلسي واحد من املرضى الذين يواجهون اليوم غالء املستلزمات الطبية‬ ‫للوقاية مــن عــودة الـســرطــان‪ .‬تشبه‬ ‫ال ـث ــدي‪ ،‬م ــره ــون بـيــد حــاكــم مـصــرف‬ ‫تراجع كبير في نسبة الكشف املبكر‬
‫جابر على إحدى شاشات التلفزة‬ ‫س ـ ــوى ب ـض ــع أدويـ ـ ـ ــة ال ت ـك ـف ــي أع ـ ــداد‬ ‫كيس ْي جمع البول اللذين ُيراوح‬‫الضرورية في يومياتهم‪ .‬يروي لنا‪ ،‬احتياجه اليومي إلى َ‬ ‫حـ ـ ــال هـ ـ ــذه ال ـ ـعـ ــاجـ ــات مـ ــا ع ــداه ــا‪،‬‬ ‫ل ـب ـنــان ريـ ــاض س ــام ــة‪ .‬وف ــي اآلون ــة‬ ‫عــن ال ـســرطــان‪ ،‬بـعــدمــا كــانــت «نسبة‬
‫ّ‬
‫املحلية‪ ،‬طالبة مساعدتها في تأمني‬ ‫ّ‬ ‫سعرهما بني ‪ 8‬و‪ 10‬دوالرات‪ .‬مبلغ كبير ال يمكن ّ‬ ‫األخـيــرة‪ ،‬لــم تعد تلك اليد مفتوحة‪،‬‬ ‫الـ ـنـ ـس ــاء الـ ـل ــوات ــي ك ـ ــن ي ـج ــري ــن ه ــذا‬
‫املــرضــى‪ ،‬ك ــأن ت ــوزع سـتــن علبة دواء‬ ‫تحمله‪ ،‬ما دفعه إلى استخدام الكيس‬ ‫فإما مــرفــوع عنها الــدعــم وإمــا أنها‬ ‫ُ‬
‫كلفة العالج الكيميائي وباقي‬ ‫ع ـلــى ‪ 200‬م ــري ــض‪ .‬تـتـلـقــى الـجـمـعـيــة‬ ‫تسبب له بالتهابات في مكان فتحة جدار املعدة‪ ،‬وزادت‬ ‫نفسه أكثر من مرة‪ ،‬األمر الذي ّ‬ ‫م ــدع ــوم ــة ومـ ـفـ ـق ــودة‪ .‬ون ــذك ــر مـنـهــا‬ ‫مــا أدى إلــى فـقــدان نسبة كبيرة من‬ ‫الفحص ت ــراوح مــا بــن ‪ 80‬و‪،»%90‬‬
‫أدويتها الدائمة‪ ،‬لكن إلى اليوم لم‬ ‫يوميًا ما يزيد عن ‪ 300‬اتصال‪ ،‬ملرضى‬ ‫حالته سوءًا‪.‬‬ ‫م ـث ــا «‪ »arimidex‬وهـ ــو دواء ُرف ــع‬
‫ً‬ ‫األدوي ـ ــة ف ــي ال ـس ــوق‪ .‬إل ــى ذلـ ــك‪ّ ،‬أدت‬ ‫بـ ـحـ ـس ــب الـ ـصـ ـغـ ـي ــر‪ ،‬وبـ ـسـ ـب ــب ه ــذا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تلق صرختها ّأي استجابة تذكر‪.‬‬ ‫ي ـح ـتــاجــون إلـ ــى الـ ـ ــدواء امل ـق ـط ــوع فــي‬ ‫عنه الدعم‪ ،‬فيما بدائله غير متوفرة‬ ‫ق ــرارات رفــع الــدعــم العشوائية التي‬ ‫ال ـت ـعــديــل «ب ـت ـنــا ن ــرى ف ــي ال ـع ـيــادات‬
‫ال يقف األمر عند شراء الكيس وكلفته العالية‪ ،‬فهناك مستلزمات أخرى يحتاج إليها في‬ ‫قامت بها وزارة الصحة العامة إلى‬ ‫ن ـســاء يــأتــن ألن ـهــن ش ـعــرن بــوجــود‬
‫وزاد يأسها أكثر بعدما قال لها‬ ‫األس ـ ـ ــواق ول ـ ــدى وزارة ال ـص ـح ــة‪ .‬إلــى‬ ‫مثل «‪ »victev‬وغـيــره‪ .‬وكــذلــك األمــر‬
‫«أمني العالج وتعي»‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫طبيبها‪ّ :‬‬ ‫جانب سؤالهم الدائم عن كيفية إيجاد‬ ‫للكيس‪ ،‬التي يصل سعرها إلى ‪ 6‬دوالرات‪،‬‬ ‫حالته الصحية‪ ،‬من ضمنها القاعدة املرافقة ّ‬ ‫لــدواء «‪ »femara‬الــذي ارتفع سعره‪،‬‬ ‫نتيجتني اثنتني‪ :‬أوالهما رفع الدعم‬ ‫كـتـلــة مـ ــا»‪ .‬وهـ ــذا يـعـنــي «أن ـن ــا بتنا‬
‫والدواء الالصق لها (‪ 18‬دوالرًا)‪ ،‬إلى جانب املعقم الخاص بالجرح والعازل عن الجلد (‪15‬‬ ‫متقدمة»‪ .‬ويعني أيضًا‬ ‫ّ‬ ‫أمــام مراحل‬
‫باتت سميرة تجد صعوبة في تلبية‬ ‫الـ ـ ــدواء األرخ ـ ــص ث ـم ـنــا‪ ،‬وعـ ــن امل ـســار‬ ‫فيما األنواع املتبقية مثل «‪»lefftara‬‬ ‫ع ــن ب ـع ــض األدويـ ـ ـ ــة األس ــا ُسـ ـي ــة‪ ،‬مــا‬
‫احتياجاتها اليومية‪ ،‬حتى وصل بها‬ ‫الـعــاجــي فــي ح ــال معرفتهم بإصابة‬ ‫دوالرًا)‪ .‬هكذا‪ ،‬وبحسبة بسيطة تبلغ الكلفة اليومية ملريض سرطان القولون (عدا أدويته‬ ‫و«‪ »letrozol‬غير متوفرة‪ .‬وقس على‬ ‫أدى إلى ارتفاع أسعارها‪ ،‬وأخراهما‬ ‫حتمية ا ّلـعــاج‪ .‬وهـنــا‪ ،‬تكمن العقبة‬
‫َ‬ ‫«فــي تــوفــر الـعــاج ومــن ثــم الوصول‬
‫الحال إلى أن تحبو لتلتقط أشياءها‬ ‫ذوي ـهــم بــال ـســرطــان‪ .‬يـلـفــت ن ـصــار إلــى‬ ‫العالجية)‪ ،‬مليوني ليرة لبنانية وفق تسعيرة الدوالر األميركي في السوق السوداء‪.‬‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫إبقاء الدعم على أدوية أخرى‪ ،‬ما أدى‬
‫ّ‬ ‫وثمة فــارق‬
‫املحيطة بها‪ ،‬وتجهد للكالم بسبب‬
‫ّ‬
‫أن ه ـن ــاك اآلالف م ــن هـ ــؤالء امل ــرض ــى‪،‬‬ ‫وإذا ما وضعنا هذه املستلزمات وكلفتها جانبًا‪ ،‬يختبر املريض إلى جانبها تدهور ُحالته‬
‫ّ‬
‫وبسبب هذا الواقع‪ ،‬يالحظ الصغير‬ ‫إل ــى فـقــدانـهــا مــن ال ـســوق‪ .‬وف ــي كلتا‬ ‫إلـيــه»‪ ،‬بحسب الصغير‪ّ .‬‬
‫ضيق التنفس بعد إصابة رئتيها‪.‬‬ ‫اض ـط ــروا إل ــى إي ـقــاف عــاجـهــم بسبب‬ ‫بسبب انقطاع األدوية وتأخر تلقيه للعالج‪ .‬طرابلسي كان من ضمن هؤالء‪ ،‬بعدما أ ِّجل‬ ‫أن عدد من استعاد السرطان نشاطًا‬
‫ّ‬
‫الـحــالـتــن‪ ،‬لــم يـعــد ال ـ ــدواء بمتناول‬ ‫بــن التعبيرين‪ ،‬إذ إن تــوفــر العالج‬
‫تنهي حديثها معنا‪ ،‬بالتمني أن‬ ‫ان ـق ـط ــاع الـ ـ ـ ــدواء‪ ،‬وت ــده ــورت حــالـتـهــم‬ ‫فـ ــي أج ـ ـسـ ــادهـ ــن قـ ــد ارتـ ـ ـف ـ ــع‪ .‬وه ـن ــا‬ ‫املرضى‪.‬‬ ‫«ال يعني أن الكثيرين ق ــادرون على‬
‫عالجه ثالثة أشهر بسبب انقطاع الدواء‪ ،‬ولجأ في مرات كثيرة إلى شراء الدواء من السوق‬
‫ترحل عن هذه الدنيا «وصلوني‬ ‫الـصـحـيــة‪ ،‬إضــافــة إلــى مــرضــى آخــريــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوداء في تركيا‪ ،‬ما زاد من أوجاعه وحاجته ّ‬ ‫يكمن الخوف‪ ،‬إذ يؤدي النقص في‬ ‫فـ ـ ــي األدويـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـ ـخ ـ ــاص ـ ــة بـ ـس ــرط ــان‬
‫ُ‬
‫الحصول عليه بسبب األكالف»‪.‬‬
‫امللحة إلى املسكنات غير املتوفرة دائمًا‪.‬‬ ‫ال ـ ـ ـ ـثـ ـ ـ ــدي‪ ،‬ت ـ ـق ـ ـ ّـس ـ ــم ال ـ ـ ـعـ ـ ــاجـ ـ ــات إلـ ــى‬
‫لريح وأرتاح»‪ ،‬وكي ال‬ ‫على التربة ّ‬ ‫انقطعت أدويتهم التي عليهم تناولها‬ ‫هذا ما حصل مع دواء املورفني‪ ،‬الذي ُي ّ‬ ‫ال ـعــاجــات إم ــا إل ــى ان ـت ـشــار امل ــرض‬ ‫برزت ظاهرة‬
‫عد ضروريًا للعديد من حاالت السرطان‪ ،‬لكنه انقطع‬ ‫ّ‬ ‫ن ــوع ــن‪ :‬ال ـع ــاج ــات ال ـت ــي ت ــؤخ ــذ في‬ ‫تأجيل جراحة الترميم‬
‫بـ ـع ــد ان ـت ـه ــائ ـه ــم مـ ــن رح ـ ـلـ ــة ال ـ ـعـ ــاج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بـمــا ي ـقــلــل م ــن إمـكــانـيــة ال ـن ـجــاة‪ ،‬أو‬ ‫التخلي عن‬
‫تشكل عبئًا على أحد «بني آدم تقيل‬
‫كاملصابات بسرطان الثدي على سبيل‬ ‫قبل نحو أسبوعني‪ ...‬في ظل هذا الواقع بتنا نسمع عن لجوء بعض املرضى إلى ما ُيسمى‬ ‫ي ـقــلــص سـ ـن ــوات ال ـب ـق ــاء‪ ،‬وإم ـ ــا إلــى‬
‫ّ‬ ‫املستشفى ويقارب عددها الـ‪ً 15‬‬
‫دواء‪،‬‬ ‫في أولى تلك األكــاف‪ ،‬تأتي العملية‬ ‫عمليات‬
‫وصعب»!‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الترميم بسبب‬
‫املـ ـث ــال‪ ،‬وال ــات ــي ت ــوص ــف ل ـه ــن أدوي ــة‬ ‫زيت الحشيش بديال عن املورفني املقطوع‪ ،‬لتسكني أوجاعهم الدائمة‪.‬‬ ‫ع ــودة الـســرطــان‪ .‬فهل ال ي ــزال الشك‬ ‫وال ـع ــاج ــات ال ـتــي تــؤخــذ ف ــي الـبـيــت‬ ‫الـ ـج ــراحـ ـي ــة الـ ـت ــي ت ـخ ـت ـل ــف كـلـفـتـهــا‬
‫تكاليفها‬
‫ّ‬ ‫ـان إل ــى آخ ــر‪ ،‬تـبـ ّعــا لحسابات‬
‫تمتد ملدة خمس سنوات بعد العالج‪،‬‬ ‫ق ــائ ـم ــا بـ ــأن م ــا ي ـج ــري ل ـي ــس إبـ ــادة‬ ‫وهي بحدود ‪ 10‬أدوية‪ .‬ويمكن الجزم‬ ‫مــن م ـكـ ٍ‬ ‫العالية (هيثم‬
‫كي ال يعاود املرض ظهوره مرة أخرى‪.‬‬ ‫جماعية؟‬ ‫أن ما يقرب من ‪ %80‬من هذه األدوية‬ ‫«الـ ـ ــدرجـ ـ ــة» الـ ـت ــي ُيـ ـص ــن ــف ضـمـنـهــا‬ ‫الموسوي)‬
‫‪9‬‬ ‫العالم‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫العالم‬ ‫‪8‬‬
‫تقرير‬ ‫ّ‬
‫الممتدة فــي عموم‬ ‫ـداث‬ ‫على الغالف‬
‫إلــى كــل ّ األح ـ ّ‬
‫أبو عاقلة»‪ ،‬وأضاف التنظيم في رده‪:‬‬
‫«إذا ك ــان هـنــاك ش ــيء‪ ،‬فــاألفـضــل لنا‬
‫أن نـمــوت فــي امل ـعــركــة»‪ .‬مــن جهتها‪،‬‬ ‫مجموعات «عرين‬
‫ّ‬ ‫الضفة الغربية المحتلة‪ ،‬تشكل‬
‫الديبلوماسية ّالتركية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ربيع‬ ‫ك ـش ـف ــت «الـ ـقـ ـن ــاة ‪ »13‬الـ ـعـ ـب ــري ــة‪ ،‬أن‬
‫غــان ـتــس أرسـ ــل إل ــى رئ ـيــس الـسـلـطــة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬محمود عباس‪ ،‬رسالة‬
‫شــديــدة اللهجة عـ ّـبــر لــه فيها عــن أن‬
‫األسود» ّقلقًا أمنيًا متناميًا لكيان االحتالل‪ ،‬يعززه إصرارها‬
‫الفلسطيني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫على بــث حالة وعـ ّـي نضالي فــي ال ـشــارع‬
‫ّ‬
‫الفصائلي ٌة‪ ،‬وال ــذي يتبنى‬ ‫ونـمــوذجـهــا الـمـتــرفــع عــن‬
‫إردوغان يعزز «وسطيته»‬
‫ّ‬
‫«عــريــن األس ــود بــاتــت تـشــكــل مصدر‬
‫قلق للجانب اإلسرائيلي الذي يعمل‬ ‫عقيدة ُوحيدة‪ :‬قتال االحتالل‪ .‬عقيدة تخشى إسرائيل‬
‫ع ـلــى ج ـمــع امل ـع ـلــومــات ع ـن ـه ــا»‪ ،‬وأن‬ ‫من أن «تنبت» بفعل تأثيرها‪ ،‬خاليا مشابهة للمجموعة‬
‫«ه ـن ــاك ‪ 25‬شـخـصــا ي ـجــب الــوصــول‬
‫بالتجربة واستنساخًا‬ ‫ً‬
‫بروسيا بــدأ يـطــرح عــامــات استفهام‬ ‫إل ــى «ات ـفــاق ـيــة م ــون ـت ــرو» ل ـع ــام ‪.1936‬‬
‫تبدو الديبلوماسية التركية‪،‬‬
‫إلـ ـيـ ـهّ ــم‪ ،‬ب ــاالعـ ـتـ ـق ــال أو االغـ ـتـ ـي ــال»‪،‬‬ ‫ـرى‪ ،‬اقتداء ّ‬ ‫في مدن ومناطق أخـ ّ‬
‫وتساؤالت حول مستقبلها وأبعادها‪،‬‬ ‫ك ـ ــذل ـ ــك‪ ،‬ف ـ ــإن ن ـ ـجـ ــاح ت ــركـ ـي ــا ف ـ ــي فـتــح‬ ‫هذه ّ‬
‫مـ ـح ــذرًا ع ـب ــاس م ــن أنـ ــه ف ــي حـ ــال لم‬ ‫لها‪ .‬أمام هذا الواقع المعقد‪ ،‬وفي ظل قصور السلطة‬
‫بـ ــن َمـ ـ ــن ي ــدع ــو إلـ ـ ــى ال ـ ــذه ـ ــاب ب ـع ـي ـدًا‬ ‫م ـم ـ ّـر ال ـح ـب ــوب وت ـ ـبـ ــادل األس ـ ـ ــرى بــن‬ ‫في أبهى‬ ‫ام‪،‬‬ ‫األي‬ ‫تـ ـن ــهِ ال ـس ـل ـط ــة األم ـ ـ ـ ــر‪ ،‬فـ ـ ــإن ال ـج ـيــش‬
‫تتحسب فصائل‬ ‫مهماتها األمنية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطينية عن أداء‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ُحللها‪ ،‬في ظل انتهاج‬
‫فـ ــي مـ ـس ــأل ــة ال ـت ـن ـس ـي ــق‪َ ،‬‬
‫ومـ ـ ـ ــن ي ــدع ــو‬ ‫روس ـي ــا وأوك ــرانـ ـي ــا‪ ،‬أس ـه ــم ف ــي إع ــاء‬ ‫سيوسع عملياته‪ .‬وفيما‬ ‫اإلسرائيلي‬
‫ّ‬
‫ـروي‪ .‬م ــن جـهـتــه‪ ،‬ي ـقــول أحـمــد‬ ‫إل ــى الـ ـت ـ ّ‬ ‫شــأنـهــا ل ــدى ال ـغ ــرب‪ .‬فــي الــوقــت ذات ــه‪،‬‬ ‫يــتـســع تــأثـيــر «ع ــري ــن األسـ ـ ــود»‪ ،‬فــإن‬ ‫المقاومة في قطاع غــزة إلمكانية لجوء العدو إلى‬
‫طاش غيتيرين‪ ،‬الكاتب اإلسالمي في‬ ‫ال تـ ـب ــدو ال ـ ــوالي ـ ــات املـ ـتـ ـح ــدة ب ـم ـنــأى‬ ‫الدولة سياسة «توفيق»‬ ‫انفجار األوضاع في الضفة الغربية‪،‬‬
‫التهرب من مأزقه‪ ،‬عبر فتح نافذة تصعيد في القطاع‪،‬‬ ‫ّ‬
‫صحيفة «ق ــرار» املـعــارضــة فــي مقالته‬ ‫عــن ال ــدور ال ــذي تـقــوم بــه تــركـيــا؛ فهي‬ ‫ُ ّ‬ ‫بتحوله إلــى هبة أو‬ ‫ّ‬ ‫ُينذر هو اآلخــر‬
‫بـ ـعـ ـن ــوان‪« :‬هـ ــل ت ـت ـبــع ت ــرك ـي ــا سـيــاســة‬ ‫الـبـلــد األطـلـســي الــوحـيــد ال ــذي ال يــزال‬
‫تحقق لها مكاسب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انتفاضة عــارمــة تغذيها الـتـطــورات‬ ‫خصوصًا مع تقديره حصول الخاليا الناشئة في الضفة‬
‫ّ‬
‫على المستويات كافة‪،‬‬ ‫وزخم املواجهات الدائرة تحديدًا في‬
‫على دعم متزايد من الفصائل‬
‫ً‬
‫واقعية مع روسـيــا؟»‪ ،‬إن أنقرة «تزعم‬ ‫يـتـمــتــع بـعــاقــات م ـتــوازنــة مــع كــل من‬
‫بأنها تمضي في سياسة حيادية مع‬ ‫القدس‪ ،‬والتي تترافق معها عمليات‬
‫َ‬ ‫موسكو وكييف‪ ،‬بعدما حاول الرئيس‬
‫وتجعلها الدولة ّاألطلسية‬ ‫املـقــاومــة وإط ــاق الـنــار والــزجــاجــات‬

‫«عرين األسود» قائدة لالشتباك‬


‫طرفي النزاع‪ .‬وعلى رغم أن لها عالقات‬ ‫الـفــرنـســي‪ ،‬إيـمــانــويــل م ــاك ــرون‪ ،‬القيام‬
‫جـيــدة مــع أوكــران ـيــا وتبيعها أسلحة‬
‫ّ‬
‫بـهــذا ال ــدور فــي بــدايــة ال ـحــرب‪ ،‬قبل أن‬ ‫الوحيدة التي تتمتع‬ ‫الحارقة والـعـبــوات الناسفة املحلية‬
‫ال ـص ـنــع ع ـلــى امل ـس ـتــوط ـنــن وج ـنــود‬
‫بضم‬ ‫وال تعترف بقرار ضـ ّـم القرم وال‬ ‫يـنـحــاز بــالـكــامــل إل ــى املــوقــف الـغــربــي‪.‬‬ ‫بعالقات متوازنة مع‬
‫املقاطعات األوكرانية األرب ــع‪ ،‬كما لها‬ ‫تتفهم واشنطن هذا الدور‬ ‫ّ‬ ‫من جهتها‪،‬‬ ‫االحتالل‪.‬‬

‫ُالمقاومون الجدد‬
‫عالقات ممتازة مع روسيا وإلردوغان‬ ‫امل ـتــوازن ألن ـقــرة‪ ،‬بــل تحتاج إلـيــه عند‬ ‫كل من روسيا وأوكرانيا‪،‬‬ ‫فـ ـ ــي هـ ـ ـ ــذا ال ـ ـ ــوق ـ ـ ــت‪ ،‬يـ ـ ــواصـ ـ ــل ج ـيــش‬
‫عــاقــات شخصية مــع بــوتــن‪ ،‬لكن هل‬ ‫ال ـض ــرورة‪ .‬وهــي تعطي مــؤشــرات إلى‬ ‫تؤرق خصوم‬ ‫فيما ّ‬ ‫االحتالل حصار مدينة نابلس لليوم‬
‫نـحــن مـتــأكــدون مــن أن ــه لـيــس لروسيا‬ ‫نيتها الــذهــاب بعيدًا فــي إخــراج‬ ‫عــدم ّ‬ ‫الـخــامــس عـلــى ال ـتــوالــي‪ ،‬حـيــث ينشر‬
‫أطماع في األراضي التركية‪ :‬في قارص‬ ‫تركيا من قائمة الحلفاء‪ ،‬تمظهرت في‬
‫َ‬
‫الرئيس التركي‪ ،‬رجب طيب‬ ‫الحواجز كما السواتر الترابية على‬
‫مداخلها‪ .‬وفي هذا الخصوص‪ّ ،‬‬
‫إلـغــاء الكونغرس شرط ْيه لبيع أنقرة‬ ‫تعهد‬
‫وأردخان وأرطوين؟ وهل تشعر تركيا‬ ‫إردوغان‪ ،‬الذين يريدونه‬

‫ينهكون العدو‬
‫ً‬
‫فعال بأن التحالف الغربي ‪ -‬األطلسي‬ ‫‪ 40‬ط ــائ ــرة م ـت ـط ـ ّـورة م ــن ط ـ ــراز «إف‪-‬‬ ‫مـ ـس ــؤول أم ـن ــي إس ــرائ ـي ـل ــي مــواص ـلــة‬
‫ليس بحاجة إلى دعمنا؟ ألم تقل مرال‬ ‫‪ 16‬فـيـبـيــر»‪ .‬ويــربــط خ ـبــراء أت ــراك هــذا‬ ‫خارج المعادلة الداخلية‬ ‫حـ ـص ــار امل ــدي ـن ــة ح ـت ــى إشـ ـع ــار آخ ــر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فـ ــي مـ ـح ــاول ــة ل ـت ــأل ـي ــب الـ ـ ـ ــرأي ال ـع ــام‬
‫آقـشـيـنـيــر‪ ،‬زع ـي ـمــة ال ـح ــزب ال ـج ـيــد‪ ،‬إن‬ ‫التحول في املوقف األميركي‪ ،‬بحاجة‬ ‫والخارجية‪ .‬وتستسيغ‬
‫بوتني يرى في كل مكان على أنه سوريا‬
‫ّ‬
‫«األطلسي» إلــى عــدم إضعاف جناحه‬ ‫أنقرة دور ّ‬
‫الميسر‪ ،‬لما له‬
‫والـحــاضـنــة الشعبية عـلــى ّ مجموعة‬
‫«ع ــري ــن األس ـ ــود» ال ـتــي تـبــنــت عملية‬
‫أعلنت المؤسسة األمنية اإلسرائيلية استمرار ُّ‬
‫تأهب قواتها في الضفة إلى ما بعد انتخابات «الكنيست» (أ ف ب)‬
‫ويتقدم فيه؟ وهــل يعتقد إردوغ ــان أن‬ ‫الجنوبي مقابل روس ـيــا‪ ،‬كما بتأثير‬
‫«شافي شمرون»‪ ،‬وبدأ حصار املدينة‬
‫العالقات الشخصية يمكن أن تضع كل‬
‫ش ــيء فــي امل ـســار الـصـحـيــح؟ هــل نحن‬
‫«ال ـل ــوب ــي الـ ـيـ ـه ــودي» ب ـعــد اسـتـئـنــاف‬ ‫من فوائد على عالقاتها‬ ‫أعقابها‪ .‬ولـكــن عمليات املقاومة‬
‫ّ‬
‫فــي‬ ‫إلــى عــدم قــدرة األجـهــزة األمنية على‬ ‫وصــول ـهــم إل ــى املـ ـك ــان‪ ،‬مـتـعـهــدة بــأن‬ ‫وحتى في القدس»‪.‬‬
‫ّ‬
‫االلتفافية‪ ،‬حتى باتت تقض مضجع‬
‫ّ‬
‫األس ـ ـ ــود»‪ ،‬ف ــي ظ ــل ت ـصــاعــد عـمـلـيــات‬ ‫رام الله ‪ -‬أحمد العبد‬
‫ّ‬
‫مما يجب‬ ‫نتماه أكثر ّ‬ ‫َ‬ ‫نثق ببوتني؟ ألم‬ ‫مع أطراف النزاع‪ ،‬خصوصًا‬ ‫ل ــم ت ـت ــوق ــف‪ ،‬ح ـيــث اس ـت ـطــاع مـقــاتـلــو‬ ‫مــاح ـق ـت ـهــم ب ــال ـط ــري ـق ــة الـ ـت ــي ج ــرت‬
‫سابقًا مع مصعب اشتية الــذي ّ‬
‫«أي ــام الغضب» التي أعلنت عنها لم‬ ‫وم ـ ـ ـنـ ـ ــذ بـ ـ ـ ـ ـ ــروز امل ـ ـ ـج ـ ـ ـمـ ـ ــوعـ ـ ــة‪ ،‬س ـع ــت‬ ‫االحـ ـت ــال‪ .‬وتـخـشــى إســرائ ـيــل م ــن أن‬ ‫املـ ـ ـ ـق ـ ـ ــاوم ـ ـ ــة فـ ـ ـ ــي الـ ـ ـضـ ـ ّـف ـ ــة والـ ـ ـق ـ ــدس‬
‫ّ َ‬
‫ّ‬ ‫املـجـمــوعــة تـنـفـيــذ عـمـلـيــة إطـ ــاق نــار‬ ‫فجر‬ ‫تبدأ بعد‪ ،‬وأنها ستضرب العدو في‬ ‫إس ــرائ ـي ــل إل ــى ال ـق ـضــاء ع ـلــى قــادتـهــا‬ ‫تـنـجــح املـجـمــوعــة بـتــرجـمــة تــأثـيــرهــا‬ ‫امل ـح ـتــلــتــن‪ ،‬ف ــي م ــا م ــث ــل ت ـع ـب ـي ـرًا عن‬ ‫ب ــات ــت م ـج ـم ــوع ــات «ع ــري ــن األس ـ ــود»‬
‫والتشبه ببوتني في مسألة‬ ‫مع بوتني؟‬ ‫فيما‬
‫ّ‬ ‫واشنطن وموسكو‪،‬‬ ‫وإل ـ ـقـ ــاء عـ ـب ــوة م ـح ـل ـيــة ال ـص ـن ــع عـلــى‬ ‫اعـتـقــالــه غضبًا شعبيًا ومــواجـهــات‬ ‫كل مكان وفي كل شارع وفي كل زقاق‪.‬‬ ‫وعـ ـن ــاص ــره ــا‪ ،‬ح ـت ــى ال ت ـت ـح ـ ّـول إل ــى‬ ‫على األرض‪ ،‬عبر الدعوة إلى تشكيل‬ ‫التفاف الحاضنة الجماهيرية حول‬ ‫أه ـ ّـم مـفــاعـيــل حــالــة امل ـقــاومــة املـمـتـ ّـدة‬
‫ح ـكــم ال ــرج ــل الـ ــواحـ ــد‪ ،‬ألـ ــم ي ـصــل إلــى‬
‫ُ‬ ‫أوراق ًتعزز‬ ‫تشتغل المتالك ّ‬ ‫قــوة قــرب نابلس‪ ،‬إلــى جانب عشرات‬ ‫جــرى تطويقها بصعوبة مــع تعهد‬ ‫وكشفت «العرين» أيضًا أنها سيطرت‬ ‫خــه ف ــي امل ــدن‬ ‫ن ـمــوذج يـمـكــن اسـتـنـســا ّ‬ ‫خاليا مشابهة لها في مدن ومناطق‬ ‫خـيــار امل ـقــاومــة‪ ،‬ورف ـضــا إلغ ــاق عــدد‬ ‫فــي الضفة الغربية‪ ،‬مــن جنينها إلى‬
‫أبعاد تلحق الضرر بتركيا؟»‪.‬‬
‫فـ ــي ات ـ ـجـ ــاه آخـ ـ ـ ــر‪ ،‬يـ ـتـ ـن ــاول س ـل ـي ـمــان‬
‫منذ بدء الحرب في‬ ‫موقفها غربيًا‪ ،‬متكئة‬ ‫عمليات رشــق الحجارة والزجاجات‬ ‫ب ـ ـعـ ــدم م ــاحـ ـق ــة املـ ـ ـق ـ ــاوم ـ ــن‪ ،‬ل ـج ــأت‬ ‫مسيرة سقطت في البلدة‬ ‫على طائرة ّ‬ ‫الفلسطينية األخــرى؛ فشنت عمليات‬ ‫اقتداء بالتجربة واستنساخًا‬ ‫ً‬ ‫أخــرى‪،‬‬ ‫مـ ــن مـ ــواقـ ــع ال ـ ـتـ ــواصـ ــل االج ـت ـم ــاع ــي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫قــدس ـهــا‪ ،‬ب ـعــدمــا عـ ــزز فـعــلـهــا امل ـقــاوم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫س ـي ـف ــي أوزغـ ـ ـ ـ ــو‪ ،‬فـ ــي ص ـح ـي ـفــة «ي ـنــي‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬تمسك تركيا‪،‬‬ ‫ال ـحــارقــة‪ ،‬بـعــد ســاعــات مــن اسـتـنـفــار‬ ‫السلطة إل ــى خـطــوة أخ ــرى لتحقيق‬ ‫القديمة في مدينة نابلس‪ ،‬مشيرة إلى‬ ‫اغتيال واعتقال واقتحامات ملالحقة‬ ‫لـهــا‪ ،‬أو مساعدة بعض الـشــبــان على‬ ‫الـ ـحـ ـس ــاب ـ ًـات الـ ـخ ــاص ــة بــامل ـج ـمــوعــة‪،‬‬ ‫مـكــانـتـهــا‪ ،‬وبـ ــث حــالــة وع ــي نـضــالــي‬
‫كما بات معروفًا‪،‬‬ ‫على حاجة «الناتو» إلى‬ ‫كـ ـبـ ـي ــر ع ــاشـ ـت ــه املـ ـنـ ـظ ــوم ــة األمـ ـنـ ـي ــة‬ ‫مـبـتـغــاهــا‪ ،‬مــن خ ــال ع ــرض حصول‬ ‫بحس أمني‬ ‫ّ‬ ‫أنــه جــرى التعامل معها‬ ‫ع ـنــاصــرهــا‪ ،‬ل ـكــن امل ـج ـمــوعــة‪ ،‬وبـفـعــل‬ ‫اس ـت ـجــابــة لـطـلــب س ـل ـطــات االح ـت ــال‬ ‫في الشارع الفلسطيني‪ ،‬حيث تحظى‬
‫شفق» املوالية للسلطة‪ ،‬القمم املتتالية‬
‫إلردوغـ ـ ــان م ــع بــوتــن وتــأث ـيــرهــا على‬ ‫قويًا في‬‫جناحه الجنوبي ّ‬ ‫ف ــي مـنـطـقــة وسـ ــط ال ـض ـفــة ال ـغــرب ـيــة‪،‬‬ ‫امل ـقــاومــن عـلــى إع ـفــاء مــن االح ـتـ ّـال‪،‬‬ ‫عال‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ضم‬ ‫الحاضنة الشعبية‪ ،‬استطاعت‬ ‫يواصل جيش االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وذلك بعد ّنشرها رسائل‬ ‫املجموعة بــاحـتــرام وتــأيـيــد كبيرين‪.‬‬
‫العصا من وسطها‬ ‫بـسـبــب إنـ ــذار ك ــاذب عــن ت ـعـ ّـرض أحــد‬ ‫في مقابل تسليم أسلحتهم والتوقف‬ ‫وفــي ضــوء فشل االح ـتــال فــي إنهاء‬ ‫مقاتلني جــدد إلــى صفوفها‪ .‬وضمن‬ ‫وم ـقــاطــع مـ ـص ـ ّـورة ت ــوث ــق عملياتها‬ ‫وف ــي امل ـي ــدان‪ ،‬تـلـتــزم شــريـحــة واسـعــة‬
‫ال ـس ـي ــاس ــات ال ـخ ــارج ـي ــة لـ ـه ــذا ال ـب ـلــد‪.‬‬
‫وي ـ ـقـ ــول إن ال ـ ـ ـ ــدول الـ ـغ ــربـ ـي ــة وم ـص ــر‬ ‫مقابل روسيا‬ ‫املستوطنني إلطالق نار قرب رام الله‪،‬‬ ‫ع ــن تـنـفـيــذ ال ـع ـم ـل ـيــات‪ ،‬ع ـلــى أن يـتـ ّـم‬ ‫ظ ــاه ــرة «ع ــري ــن األس ـ ـ ــود» ع ـس ـكـ ّ‬
‫ـريــا‪،‬‬ ‫خـطــط تـصـفـيـتـهــا‪ ،‬كـشـفــت «ال ـعــريــن»‬
‫ّ‬
‫حصار مدينة نابلس لليوم‬ ‫األخيرة‪ .‬وعلى رغم مرور أشهر قليلة‬ ‫م ــن ال ـش ـبــان وامل ــواط ـن ــن ب ـمــا يـصــدر‬
‫واليونان منزعجة من االتفاق التركي‬ ‫وإصابته بجروح خطيرة‪.‬‬ ‫وقف مالحقتهم وإلحاقهم باألجهزة‬ ‫ونجاح املجموعة‪ ،‬الثالثاء املاضي‪،‬‬ ‫إح ـب ــاط ـه ــا خ ــط ــة إس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة‪ ،‬فـجــر‬ ‫الخامس على التوالي‬ ‫ع ـلــى تــأس ـيــس «ع ــري ــن األس ـ ـ ــود» في‬ ‫م ــن م ــواق ــف وت ـع ـل ـي ـمــات ع ــن «ع ــري ــن‬
‫مع ليبيا في شــأن التنقيب عن النفط‬ ‫وعـ ـل ــى وق ـ ــع ال ـع ـم ــل املـ ـ ـق ـ ــاوم‪ ،‬أعـلـنــت‬ ‫األمنية‪ .‬ومع رفض عناصر «العرين»‬ ‫ف ـ ــي قـ ـت ــل ج ـ ـنـ ــدي إسـ ــرائ ـ ـي ـ ـلـ ــي ق ــرب‬ ‫ال ـخ ـم ـي ــس املـ ـ ــاضـ ـ ــي‪ ،‬كـ ــانـ ــت ت ـق ـضــي‬ ‫البلدة القديمة في مدينة نابلس‪ ،‬على‬ ‫األس ــود»‪ ،‬س ــواء لجهة تحديد أماكن‬
‫وال ـ ـ ـغـ ـ ــاز ف ـ ــي املـ ـنـ ـطـ ـق ــة االقـ ـتـ ـص ــادي ــة‬ ‫امل ـ ــؤسـ ـ ـس ـ ــة األمـ ـ ـنـ ـ ـي ـ ــة اإلس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة‬ ‫ع ـ ـ ـ ـ ْـرض ال ـ ـس ـ ـل ـ ـطـ ــة‪ ،‬ق ـ ــال ـ ــت ص ـح ـي ـفــة‬ ‫م ـ ـس ـ ـتـ ــوط ـ ـنـ ــة «ش ـ ـ ــاف ـ ـ ــي شـ ـ ـ ـم ـ ـ ــرون»‪،‬‬ ‫بــإبــادة مقاتليها أثـنــاء املـنــاورة التي‬ ‫أيدي الشهداء محمد العزيزي‪ ،‬وعبد‬ ‫التظاهر واملــواجـهــة مــع االح ـتــال‪ ،‬أو‬
‫محمد نور الدين‬ ‫ُّ‬ ‫«إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل ال ـ ـي ـ ــوم»‪ّ ،‬إن م ـس ــؤول ــن‬ ‫واس ـت ـم ــرار عـمـلـيــاتـهــا ض ـ ّـد الـجـنــود‬ ‫قام بها جيش االحتالل بعدما ّادعى‬ ‫االنخراط في العمل املقاوم‪ .‬وعن حجم‬ ‫الرحمن صبح‪ ،‬وإبــراهـيــم النابلسي‪،‬‬ ‫حـتــى إش ـع ــال اإلطـ ـ ــارات إلربـ ــاك عمل‬
‫ال ـخــال ـصــة لـلـيـبـيــا‪ ،‬وإن ال ـق ــاه ــرة مثل‬ ‫تركيا عالقاتها مــع إســرائـيـ ّـل وتـبــادل‬ ‫اس ـت ـم ــرار ت ــأه ــب قــوات ـهــا ف ــي الـضـفــة‬
‫أثينا ال تريد أن يكون ألنقرة نفوذ في‬ ‫ال ـس ـفــراء بينهما؛ ّ‬
‫ورب ـم ــا تــأثــر ال ـقــرار‬ ‫إل ــى مــا بـعــد انـتـخــابــات «الـكـنـيـســت»‪،‬‬ ‫فـ ـلـ ـسـ ـطـ ـيـ ـنـ ـي ــن حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذروا عـ ـن ــاص ــر‬ ‫واملـ ـسـ ـت ــوطـ ـن ــن‪ ،‬قـ ـ ـ ـ ّـرر وزيـ ـ ـ ــر األم ـ ــن‬ ‫أن املستوطنني اقتحموا قبر يوسف‬ ‫تأثيرها على األرض‪ ،‬اعتبرت «القناة‬ ‫واملـعـتـقــل ل ــدى الـسـلـطــة الفلسطينية‬ ‫ال ـط ــائ ــرات امل ـسـ ّـيــرة‪ ،‬وأخ ـي ـرًا االل ـتــزام‬
‫تشهد الـسـيــاســة الـخــارجـيــة الـتــركـيــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫شــرق املتوسط وفــي أفريقيا‪ .‬ويذهب‬ ‫أي ـض ــا ب ــامل ـن ــاخ اإلي ـج ــاب ــي ب ــن تــركـيــا‬ ‫نـظـرًا إل ــى «حـجــم اإلنـ ـ ــذارات املــرتـفــع»‬ ‫امل ـج ـم ــوع ــة م ــن أن ـ ــه س ـي ـت ـ ّـم ال ـق ـضــاء‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ــي‪ ،‬بـيـنــي غــان ـتــس‪ ،‬إل ـغــاء‬ ‫املقاتلني‬
‫فــي املـنـطـقــة الـشــرقـيــة لــدفــع ً‬ ‫‪ »13‬العبرية أن املجموعة «أصبحت‬
‫ُ‬ ‫وضمها تحت رايتها‬ ‫مصعب اشتية‪،‬‬ ‫ب ـ ــاإلض ـ ــراب الـ ـش ــام ــل ي ـ ــوم األرب ـ ـعـ ــاء‬
‫منذ أشهر‪ ،‬حركة ّدبلوماسية نشطة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أوزغ ـ ـ ــو ب ـع ـي ـدًا ب ــال ــدع ــوة إلـ ــى تـعــزيــز‬ ‫وأرمينيا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يـ َ‬ ‫عمليات مسلحة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لتنفيذ فلسطينيني‬ ‫عليهم واغتيالهم مــن ِقـ َـبــل إسرائيل‬ ‫تصاريح الدخول إلى إسرائيل ل ّـ‪164‬‬ ‫ل ـل ـخــروج وال ـت ـص ـ ّـدي ل ـهــم‪ ،‬الف ـت ــة إلــى‬ ‫تـ ـ ـه ـ ـ ّـدد أمـ ـ ـ ــن إس ـ ــرائـ ـ ـي ـ ــل واس ـ ـت ـ ـقـ ــرار‬ ‫مقاتلني مــن كــل الفصائل فــي ّنابلس‬ ‫مخيم شعفاط الــذي‬ ‫ّ‬ ‫املــاضــي إلسـنــاد‬
‫ـاح ــظ أن ـه ــا ت ـح ــق ــق إن ـ ـجـ ــازات ق ــد ال‬ ‫ّ‬
‫التعاون مع روسيا‪ ،‬إذ يرى أن «املخرج‬ ‫ويرى عبد الله قره قوش‪ ،‬في صحيفة‬ ‫ف ــي ح ــن قـ ــال ق ــائ ــد األرك ـ ـ ــان األس ـبــق‬ ‫فــي حــال اسـتـمـ ّـروا بتنفيذ عمليات‪.‬‬ ‫شـخـصــا م ــن أف ـ ــراد ع ــائ ــات مـنــفــذي‬ ‫أن م ـقــات ـل ـي ـهــا ك ـش ـفــوا امل ـخ ــط ــط بـعــد‬ ‫السلطة الفلسطينية أكثر من جميع‬ ‫ضـ ـم ــن نـ ـ ـم ـ ــوذج ّ جـ ــديـ ــد ي ـ ـتـ ــرفـ ــع عــن‬ ‫حوصر من ِق َبل قوات االحتالل‪ ،‬فيما‬
‫يستسيغها خـصــوم الــرئـيــس التركي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لتركيا من هذه الكماشة هو تحديد ما‬ ‫«مـ ـيـ ـلـ ـلـ ـيـ ـي ــات» املـ ـ ــوال ـ ـ ـيـ ـ ــة‪ ،‬أن ب ـعــض‬ ‫لجيش االحتالل‪ ،‬غــادي آيزنكوت‪ ،‬إن‬ ‫يهمنا املوت‪ ...‬كل‬ ‫وقال املقاتلون‪« :‬ال ّ‬ ‫العمليات فــي محافظة نــابـلــس‪ .‬في‬ ‫تأكدهم من دخول أكثر من ‪ 40‬سيارة‬ ‫الفصائل»‪ ،‬وهــي «ال تنجح فــي خلق‬ ‫الفصائلية ويتبنى عقيدة وحيدة هي‬ ‫ّ‬ ‫ُعلقت الــدراســة فــي بعض الجامعات‬
‫ً‬ ‫رجب طيب إردوغان‪ ،‬سواء في الداخل‬ ‫ّ‬ ‫واملعاهد‪.‬‬
‫ال ـت ـط ـ ّـورات األخ ـي ــرة تـجـعــل مــن تركيا‬ ‫ّ‬ ‫«الـتــدهــور األمـنــي الحالي فــي الضفة‬ ‫فلسطيني اليوم أصبح هدفًا‪ ...‬الناس‬ ‫الوقت ذاته‪ ،‬تواصل سلطات االحتالل‬ ‫من القوات الخاصة واملستعربني إلى‬ ‫مستمرة من الهجمات القاتلة‬ ‫سلسلة‬ ‫قتال االحتالل‪ ،‬نجحت املجموعة في‬
‫تــريــده أوال‪ .‬ولكن يجب أن تبحث عن‬ ‫أو ف ــي امل ـن ـط ـقــة‪ .‬ول ـع ــل م ــا ي ـمـ ّـيــز هــذه‬ ‫ّ‬
‫داع ــم لها فــي هــذه املـســألــة‪ .‬إن روسيا‬ ‫«بـلـدًا مفتاحًا فــي املنطقة‪ ،‬مــن السالم‬ ‫ال ـغ ــرب ـي ــة‪ ،‬ه ــو األخـ ـط ــر م ـن ــذ ان ـت ـهــاء‬ ‫ُي ـق ـت ـلــون ب ـب ـســاطــة ب ــأف ـع ــال الـجـيــش‬ ‫الـضـغــط عـلــى الـسـلـطــة الفلسطينية‬ ‫محيط املنطقة‪ ،‬وانتشار القناصة في‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تشجع وتدفع نحو العنف‬ ‫كـتــابــة اسـمـهــا بــالــرصــاص والـبـنــادق‬ ‫واجتاح مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫الـحــركــة مــوقــف تركيا «الــوسـطــي» من‬ ‫مـ ـس ــاء الـ ـسـ ـب ــت‪ ،‬وسـ ـ ــم «ك ـل ـن ــا عــريــن‬
‫الـتــي تـتـعـ ّـرض أيـضــا للضغوط يمكن‬ ‫والـ ـ ـغ ـ ــذاء إل ـ ــى الـ ـط ــاق ــة وال ــوس ــاط ــات‪.‬‬ ‫انتفاضة األقصى عام ‪.»2005‬‬ ‫اإلســرائـيـلــي‪ ،‬مثل مــا حــدث لشيرين‬ ‫إلنهاء ظاهرة «عرين األسود»‪ .‬ونظرًا‬ ‫املكان لينقضوا على املقاومني لحظة‬ ‫في جميع املناطق‪ ،‬في الضفة الغربية‬ ‫والـعـمـلـيــات ال ـفــدائ ـيــة عـلــى ال ـش ــوارع‬

‫ّ‬
‫عدد كبير من النزاعات‪ ،‬والذي يعطيها‬
‫أن تكون هــي الــداعــم لتركيا فــي ليبيا‬ ‫فــال ـغــرب ك ـمــا الـ ـش ــرق‪ ،‬ي ـح ـتــاجــان إلــى‬ ‫مهمة في لحظة صراع إقليمي‬ ‫مكاسب ّ‬
‫ً‬
‫مـثــا‪ .‬وروسـيــا فــي تنافس مــع فرنسا‬ ‫تركيا الـتــي تــريــد إنـهــاء الـحــرب‪ .‬وهي‬ ‫ودولي محتدم‪ ،‬فيما يلقى دورها هذا‬

‫غزة تواكب الضفة‪ :‬المقاومة تتحسب «الغدر»‬


‫ّ‬
‫ف ــي أف ــري ـق ـي ــا‪ ،‬ح ـي ــث ي ـت ــزاي ــد ال ـتــأث ـيــر‬ ‫البلد الذي يتطلع إلى أن تلتقي روسيا‬ ‫مـقـبــولـيــة م ــن جـمـيــع األط ـ ــراف‪ .‬وعـلــى‬
‫الروسي في مالي وتشاد‪ .‬ومــا يجعل‬ ‫وأوك ــران ـي ــا‪ .‬والـ ـي ــوم‪ ،‬سـتـصـبــح تركيا‬ ‫رغ ـ ــم انـ ـتـ ـق ــاده أن ـ ـقـ ــرة لـ ـلـ ـم ـ ّـرة األولـ ـ ــى‪،‬‬
‫قاعدة ّ‬
‫فرنسا مستنفرة هو االنفتاح األفريقي‬ ‫مهمة لتوزيع الغاز الطبيعي في‬ ‫مــن دون أن يـسـ ّـمـيـهــا‪ ،‬إال أن الــرئـيــس‬
‫الذي بدأته روسيا وتركيا»‪ .‬ويضيف‬ ‫أوروبــا‪ .‬وغــاز شرق املتوسط يمكن أن‬ ‫األوكـ ــرانـ ــي‪ ،‬فــولــودي ـم ـيــر زيـلـيـنـسـكــي‪،‬‬
‫الكاتب إن «روسـيــا والنخب الروسية‬ ‫ُينقل بسهولة إلى أوروبا عبر تركيا»‪.‬‬ ‫دائمًا ما يكيل املديح إلردوغان ولدوره‬
‫ت ـ ـ ـ ــدرك أن وض ـ ـ ــع م ــوسـ ـك ــو م ـ ــن دون‬ ‫ووفـ ـ ــق ق ـ ــره قـ ـ ــوش‪« ،‬هـ ـ ــذا ه ــو ال ــوق ــت‬ ‫تخص بالده‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في مجمل القضايا التي‬ ‫بالرد على عدوان االحتالل‬ ‫ّ‬ ‫النهائي‬ ‫ش ـع ـب ـنــا وم ـق ـ ّـدس ــات ـن ــا م ــن تــدن ـيــس‬ ‫ال ـق ـطــاع ق ــد ع ـق ــدت‪ ،‬م ـس ــاء الـجـمـعــة‬ ‫ق ـ ــراب ـ ــة امل ـ ـل ـ ـيـ ــون دوالر م ـ ــن ح ــرك ــة‬ ‫اج ـ ـت ـ ـمـ ــاع ـ ـهـ ــا األخ ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ــر‪ ،‬تـ ـ ـ ـط ـ ـ ـ ّـورات‬ ‫ت ـتــوازى مــع تـقــديــرات بــأن املستوى‬ ‫غزة ‪ -‬األخبار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعي على‬ ‫س ــوأ‪ .‬ل ــذا‪،‬‬ ‫على الـقــدس واألق ـصــى مهما كانت‬ ‫األوضاع في قطاع غزة وفي الضفة‪،‬‬ ‫ال ـس ـي ــاس ــي اإلس ــرائـ ـيـ ـل ــي ي ـف ــك ــر فــي‬
‫أنـقــرة سيكون أ ّ‬ ‫األف ـض ــل لـتــركـيــا ل ـت ـعــزز عــاقــاتـهــا مع‬ ‫وقال زيلينسكي‪ ،‬في كلمة ألقاها أمام‬ ‫ل ــأق ـص ــى واع ـ ـتـ ــداء ع ـل ــى مــراب ـط ـيــه‬ ‫املاضي‪ ،‬مؤتمرًا صحافيًا في أعقاب‬ ‫«حـمــاس» في قطاع غــزة‪ ،‬عن طريق‬
‫الـجــانـبــن أن ي ــوف ــرا أرض ـي ــة مشتركة‬ ‫االتـحــاد األوروب ــي فــي ذروة الضائقة‬ ‫املجلس البرملاني لالتحاد األوروب ــي‪،‬‬ ‫النتائج ومهما عظمت التضحيات»‪.‬‬ ‫واستخفاف بكل األعراف والقوانني‬ ‫األح ـ ـ ـ ــداث املـ ـتـ ـص ــاع ــدة فـ ــي ال ـق ــدس‬ ‫املقاوم املعتقل لدى األجهزة األمنية‬ ‫ورفعت‪ ،‬على إثر ذلك‪ ،‬من جهوزيتها‬ ‫الضغط الــذي يتصاعد‬ ‫الـهــروب من‬ ‫ف ـ ــي ال ـ ــوق ـ ــت الـ ـ ـ ــذي تـ ـتـ ـص ــاع ــد ف ـيــه‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫واستعدادها ّ‬ ‫ّ‬
‫باألقصى‬ ‫ألي طارئ‪ ،‬كما اتخذت‬ ‫األحــداث والعمل املقاوم في الضفة‬
‫للتعاون في البحر املتوسط واملجاالت‬
‫ّ‬
‫االقتصادية األوروبية‪ ،‬وال سيما على‬ ‫إن الرئيس الروسي‪ ،‬فالديمير بوتني‪،‬‬ ‫وح ــذرت مــن أن «املـســاس ّ‬ ‫وال ـق ـيــم‪ ،‬واس ـت ـفــزاز ملـشــاعــر شعبنا‬ ‫والـضـفــة املحتلتني‪ ،‬قــالــت فيه إنها‬ ‫فــي الـسـلـطــة الـفـلـسـطـيـنـيــة‪ ،‬مصعب‬ ‫ف ــي ال ـض ـفــة وي ــؤث ــر ع ـلــى مستقبله‬
‫ّ‬
‫األخـ ـ ـ ــرى‪ .‬وإل ف ـ ــإن ال ـل ــوح ــة س ـت ـكــون‬ ‫صعيد الطاقة»‪.‬‬ ‫«ي ـجــب أن ُي ـحــاكــم كـمـجــرم ح ــرب أمــام‬ ‫وازديـ ــاد جــرائــم ال ـعــدو بـحــق أهلنا‬ ‫وك ــل األحـ ـ ــرار ف ــي ال ـع ــال ــم‪ ،‬وعـ ــدوان‬ ‫ـدو‬
‫«تـتــابــع عــن كـثــب مــا يـقـتــرفــه الـعـ ّ‬ ‫أش ـت ـي ــه‪ .‬وك ــان ــت ال ـغ ــرف ــة امل ـش ـتــركــة‬ ‫م ـج ـم ــوع ــة م ــن اإلجـ ـ ـ ـ ــراء ات األم ـن ـيــة‬ ‫ال ـس ـي ــاس ــي‪ ،‬ع ـب ــر ن ـق ــل امل ـع ــرك ــة إل ــى‬ ‫تتحسب املقاومة‬ ‫الغربية املحتلة‪،‬‬
‫سوداء للطرفني»‪.‬‬ ‫في املقابل‪ ،‬فإن تعزيز تركيا عالقاتها‬ ‫محكمة خــاصــة»‪ ،‬وإن «مــن الـضــروري‬ ‫فـ ــي الـ ـ ـق ـ ــدس‪ ،‬وت ــدنـ ـي ــس م ـق ــدس ــات‬ ‫ســافــر عـلــى م ــدن وق ــرى ومـخـيـمــات‬ ‫الصهيوني املجرم من جرائم بحق‬ ‫لـفـصــائــل املـقــاومــة الفلسطينية في‬ ‫والعسكرية لتالفي ضربة مفاجئة‬ ‫غـ ـ ـ ــزة‪ ،‬وسـ ـ ــط ت ـ ـعـ ـ ّـرضـ ــه الن ـ ـت ـ ـقـ ــادات‬ ‫الفلسطينية في قطاع غزة ملحاولة‬
‫يتم التعامل معه بدبلوماسية‪،‬‬ ‫أن ال ّ‬ ‫ش ـ ـع ـ ـب ـ ـنـ ــا بـ ـ ــال ـ ـ ـط ـ ـ ـقـ ـ ــوس الـ ــدي ـ ـن ـ ـيـ ــة‬ ‫ضفتنا الباسلة وأحـيــاء عاصمتنا‬ ‫مــن ِقـ َـبــل جـيــش االح ـت ــال‪ .‬وتـتــزامــن‬ ‫ـادة م ــن ِق ـ َـب ــل املـسـتــوطـنــن‪ ،‬ب ــدأت‬ ‫حـ ـ ّ‬ ‫نـقــل االح ـت ــال املـعــركــة إل ــى الـقـطــاع‬
‫إذ ال يجب أن نتعامل بدبلوماسية مع‬ ‫الـ ـ ـت ـ ــوراتـ ـ ـي ـ ــة ت ـ ـحـ ــت ح ـ ـجـ ــج واه ـ ـيـ ــة‬ ‫األب ـ ــدي ـ ــة‪ ،‬وم ـ ــا ي ـت ـع ــرض لـ ــه مـخـيــم‬ ‫تخشى المقاومة من محاولة االحتالل تنفيذ عمل أمني ّ‬
‫ضدها داخل غزة (أ ف ب)‬ ‫ت ـ ـت ـ ـصـ ــاعـ ــد فـ ـ ــي اآلونـ ـ ـ ـ ـ ــة األخ ـ ـ ـيـ ـ ــرة‪.‬‬ ‫للهروب ومحاولة تهدئة األوضــاع‬
‫تعزيز تركيا عالقاتها بروسيا بدأ يطرح تساؤالت حول مستقبلها وأبعادها (أ ف ب)‬
‫الــزعـمــاء الــذيــن يقتلون وال يحترمون‬ ‫وعناوين وقحة‪ ،‬هو نذير شؤم على‬ ‫ش ـع ـفــاط األب ـ ـ ّـي م ــن ع ـ ــدوان همجي‬ ‫بحسب التفكير اإلسرائيلي‪ ،‬فإن‬ ‫وبـحـســب التفكير اإلســرائـيـلــي‪ ،‬فــإن‬ ‫ف ـ ـ ــي ال ـ ـض ـ ـف ـ ــة‪ ،‬وس ـ ـ ـ ــط رف ـ ـ ـ ــع ح ــال ــة‬
‫ّ‬
‫ال ـ ـقـ ــانـ ــون ال ـ ـ ــدول ـ ـ ــي‪ .‬الـ ــزع ـ ـمـ ــاء ال ــذي ــن‬ ‫ه ــذا االح ـت ــال‪ ،‬وإي ـ ًـذان بـقــرب زوال ــه‬ ‫س ــاف ــر ف ــي م ـح ــاول ــة لـلـتـغـطـيــة على‬ ‫فـتــح مــواج ـهــة عـسـكــريــة جــديــدة مع‬ ‫الـتــأهــب األمـنــي والـعـسـكــري خشية‬
‫يتعاطون دبلوماسيًا مع بوتني يجب‬ ‫وانـ ــدحـ ــاره»‪ ،‬داعـ ـي ــة الفلسطينيني‬ ‫فشل وعجز جيش العدو أمام أبطال‬ ‫فتح مواجهة مع غزة سيمنع‬ ‫غ ـ ــزة س ـ ُـي ـن ـت ــج هـ ـ ـ ــدوءًا فـ ــي ال ـض ـف ــة‪،‬‬ ‫عـمــل غ ــادر‪ .‬وعـلـمــت «األخ ـب ــار» من‬
‫أن ُيعزلوا»‪.‬‬ ‫فــي ال ـقــدس والـضـفــة وف ــي فلسطني‬
‫ّ‬ ‫ش ـع ـف ــاط وأبـ ـ ـط ـ ــال ش ـع ـب ـنــا فـ ــي كــل‬ ‫تدهور األوضاع في الضفة‬ ‫وس ـي ـم ـنــع ت ــده ــوره ــا ب ـش ـكــل كـبـيــر‪.‬‬ ‫مـصــادر فــي املـقــاومــة الفلسطينية‪،‬‬
‫منذ بــدء الـحــرب فــي أوكــران ـيــا‪ ،‬تمسك‬ ‫امل ـح ـتــلــة عـ ــام ‪ 1948‬إلـ ــى «تـصـعـيــد‬ ‫م ـكــان»‪ .‬وأك ــدت أنــه «إزاء مــا يجري‬ ‫إال أن ه ــذه الـتـقــديــرات تـتـخـ ّـوف من‬ ‫أن تـقــديــراتـهــا تفيد بــأن «االحـتــال‬
‫ت ــركـ ـي ــا‪ ،‬كـ ـم ــا بـ ـ ــات م ـ ـعـ ــروفـ ــا‪ ،‬ال ـع ـصــا‬ ‫الـغـضــب واالس ـت ـمــرار فــي ال ــرد على‬ ‫فــي الـقــدس املحتلة وأحـيــائـهــا وفي‬ ‫عـ ـ ــدم ق ـ ـ ــدرة جـ ـي ــش االحـ ـ ـت ـ ــال ع ـلــى‬ ‫قـ ــد يـ ـفـ ـك ــر‪ ،‬ح ــالـ ـي ــا‪ ،‬ب ـن ـق ــل امل ـع ــرك ــة‬
‫مدن الضفة املحتلة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫مـ ــن وسـ ـطـ ـه ــا‪ ،‬ب ـس ـب ــب ح ــاج ـت ـه ــا إل ــى‬ ‫الـعــدوان الصهيوني الهمجي على‬ ‫نشد على أيدي‬ ‫اإلج ـ ــراء ات ه ــذه مــع تـحــريــض كبير‬ ‫ت ـح ـق ـي ــق إنـ ـ ـ ـج ـ ـ ــازات عـ ـسـ ـك ــري ــة فــي‬ ‫إل ــى ق ـطــاع غ ــزة‪ ،‬فــي ظ ــل ع ـجــزه عن‬
‫املحورين األميركي والروسي‪ ،‬وبسبب‬ ‫َ‬ ‫املقدسات»‪.‬‬ ‫إخواننا ورفاقنا ومقاتلينا األبطال‬ ‫ف ــي وس ــائ ــل اإلع ـ ـ ــام ال ـع ـب ــري ــة ض ـ ّـد‬ ‫ال ـق ـطــاع‪ ،‬وس ــط تـنــامــي املـجـمــوعــات‬ ‫الـسـيـطــرة عـلــى الــوضــع فــي الضفة‬
‫حاجتهما إلـيـهــا‪ .‬وإذا ك ــان التنسيق‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أعلن جهاز األمن الداخلي‬ ‫م ـ ــن ك ـ ــل الـ ـفـ ـص ــائ ــل ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة‬ ‫قـ ـط ــاع غ ـ ــزة وبـ ـع ــض ال ـش ـخ ـص ـيــات‬ ‫امل ـس ـل ـحــة ف ــي ال ـض ـف ــة ال ـ ّغ ــرب ـي ــة‪ ،‬مــا‬ ‫الغربية»‪ ،‬مشيرة إلى أن «هذا األمر‬
‫جليًا وكبيرًا مع روسيا‪ ،‬فــإن اشتغال‬ ‫ّ‬ ‫اإلسـ ــرائ ـ ـي ـ ـلـ ــي‪« ،‬الـ ـ ـش ـ ــاب ـ ــاك»‪ ،‬أمـ ــس‪،‬‬ ‫ومـ ــن ع ـم ــوم أبـ ـن ــاء ش ـع ـب ـنــا ال ـب ـطــل‪،‬‬ ‫القيادية في املقاومة داخله‪ ،‬وهو ما‬ ‫ّ‬ ‫ُي ـن ــذر ب ــوض ــع أم ـن ــي م ـعــقــد تشتعل‬ ‫يفتح الـبــاب أمــام خـيــارات يمكن أن‬
‫َ‬
‫ّ‬ ‫اعـ ـتـ ـق ــال ف ـل ـس ـط ـي ـنـ َّـيــن ف ــي ال ــداخ ــل‬ ‫ّ‬ ‫حــذرت منه سابقًا فصائل املقاومة‪،‬‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫فيه ّمختلف الجبهات‬ ‫يذهب إليها االحـتــال فــي املجالني‬
‫ـاك أوراق ت ـع ــزز موقفها‬ ‫تــرك ـيــا الم ـت ـ ّ‬ ‫ونخص بالذكر مجموعات العرين‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫غــرب ـيــا‪ ،‬ال ي ـت ــوق ــف؛ ف ـهــي تـ ــارة تنتقد‬ ‫املحتل عــام ‪ 1948‬مــن سكان النقب‪،‬‬ ‫األس ـ ـ ــود الـ ـب ــاسـ ـل ــة‪ ،‬وك ـت ـي ـب ــة جـنــن‬ ‫سيؤدي‬ ‫وقالت إن تنفيذ التهديدات‬ ‫وي ـعــقــد ال ــوض ــع األم ـن ــي‪ ،‬وم ــن قـبـلــه‬ ‫العسكري واألمني»‪.‬‬
‫الغزو الروسي ألوكرانيا‪ ،‬وطورًا ّ‬ ‫ـاس وإل ــى ان ــدالع مواجهة‬ ‫َ‬
‫تؤيد‬ ‫ب ــزع ــم أن ـه ـم ــا ك ــان ــا «عـ ـل ـ ّـى ات ـص ــال‬
‫ّ‬ ‫وكـتـيـبــة نــاب ـلــس وكـتـيـبــة طــول ـكــرم‪،‬‬ ‫إل ــى رد ق ـ ٍ‬ ‫ويواجه بمعارضة دولية‬
‫ّ‬
‫السياسي‪،‬‬ ‫وتـ ـخـ ـش ــى امل ـ ـقـ ــاومـ ــة م ـ ــن م ـح ــاول ــة‬
‫االحـتــال تنفيذ عمل أمـنــي ّ‬
‫ضم روسيا ألربع‬ ‫القرار األممي بإدانة ّ‬ ‫ب ـم ـن ــظ ـم ــة» ف ــي غـ ـ ــزة‪ ،‬ونـ ــفـ ــذا م ـهــام‬ ‫وجـمـيــع الـتـشـكـيــات امل ـقــاومــة التي‬ ‫كبيرة‪.‬‬ ‫وأمـ ـي ــركـ ـي ــة فـ ــي ظ ـ ــل ال ـت ــرك ـي ــز عـلــى‬ ‫ضدها‬
‫تحويل أموال‪ ،‬ونقل أسلحة‪ ،‬وجمع‬ ‫وزعــم مــراســل «الـقـنــاة ‪ »12‬العبرية‪،‬‬ ‫الحرب الروسية األوكرانية‪.‬‬ ‫رصــد إشــارات‬ ‫داخــل القطاع‪ ،‬وســط ْ‬
‫أوكرانية‪ ،‬فيما قامت قبلها‬ ‫مقاطعات َ‬ ‫تنشأ تباعًا فــي كــل مناطق ضفتنا‬
‫بإغالق مضيقي البوسفور والدردنيل‬ ‫م ـع ـلــومــات اس ـت ـخ ـبــاريــة ع ــن جيش‬ ‫امل ـب ــارك ــة‪ ،‬تـعـبـيـرًا ع ــن روح شعبنا‬ ‫أوه ــاد حـمــو‪ ّ ،‬أن مـجـمــوعــات «عــريــن‬ ‫ف ــي اإلط ـ ــار ذات ـ ــه‪ ،‬ك ـشــف امل ـص ــدر أن‬ ‫ومـ ـ ـعـ ـ ـل ـ ــوم ـ ــات ت ـ ـش ـ ـيـ ــر إل ـ ـ ـ ــى ن ـ ّـيـ ـت ــه‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أمام السفن الحربية الروسية استنادًا‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫األصيلة في مقارعة املحتل وقــراره‬ ‫األسـ ـ ـ ــود» ت ـل ــق ــت أمـ ـ ـ ــواال ت ـص ــل إل ــى‬ ‫فـ ـص ــائ ــل امل ـ ـقـ ــاومـ ــة ن ــاقـ ـش ــت‪ ،‬خ ــال‬ ‫ال ـت ـحـ ّـرك فــي ه ــذا االت ـج ــاه‪ .‬إش ــارات‬
‫‪11‬‬ ‫العالم‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫العالم‬ ‫‪10‬‬
‫ُ‬
‫ال ـف ـصــائــل ع ـلــى امل ـن ـط ـقــة‪ ،‬بــاإلضــافــة‬ ‫سوريا من دون مقاومة تذكر‪ ،‬أذعنت الفصائل المنتشرة‬
‫◄ إعالنات رسمية ►‬ ‫تضييق الخناق على «داعش» جنوبًا‬
‫إلــى التحكم ببعض مفاصل الحياة‬
‫ّ‬
‫ال ـي ــوم ـي ــة وأب ـ ــرزه ـ ــا املـ ـخ ــاب ــز‪ ،‬وه ــي‬ ‫في ريف حلب الشمالي لألوامر التركية بتشكيل قيادة‬
‫خـ ـط ــوات ن ـج ـحــت «ت ـح ــري ــر ال ـش ــام»‬ ‫موحدة يقودها زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام»‪ ،‬أبو‬ ‫ّ‬
‫إعالن‬ ‫أفادت مصادر أمنية سورية‪ ،‬في حديث إلى «األخبار»‪ ،‬عن مقتل ‪ 17‬من عناصر تنظيم‬ ‫فيها خالل تجارب سابقة في إدلب‪.‬‬
‫من أمانة السجل العقاري في بيروت‬ ‫«داعش» في االشتباكات التي تشهدها مدينة جاسم في محافظة درعا منذ يوم الجمعة‬ ‫وب ـي ـن ـمــا ت ــرس ــم خ ــري ـط ــة ال ـس ـي ـطــرة‬ ‫محمد الجوالني‪ ،‬من خلف الستار‪ .‬بهذا‪ ،‬عاد الهدوء ّبشكل‬
‫ال ـ ـجـ ــديـ ــدة تـ ـ ّ‬
‫طـلــب حـســن عـلــي حــومــانــي ملوكلته رال‬
‫احمد وهبي سند تمليك بدل عن ضائع‬
‫املاضي‪ ،‬بني وحدات من الجيش السوري مدعومة بمجموعات من القوات الرديفة من‬
‫جهة‪ ،‬وخاليا تابعة للتنظيم من جهة أخرى‪ .‬وبحسب املعلومات‪ ،‬فإن من بني القتلى‬
‫ـوس ـ ـعـ ــا كـ ـبـ ـيـ ـرًا ل ـن ـف ــوذ‬
‫ّ‬ ‫تدريجي إلــى ريــف حلب الــذي شهد مواجهات تخللتها‬
‫الـ ـج ــوالن ــي ي ـم ـت ــد م ــن إدلـ ـ ــب ش ـمــال‬
‫عن حصتها بالقسم ‪ 5‬من العقار ‪6050‬‬ ‫خمسة قياديني في «داعش»‪ ،‬من بينهم ثالثة من غير السوريني‪ ،‬فيما عمد عدد من‬ ‫ً‬
‫غرب سوريا‪ ،‬إلى ريف حلب شماال‪،‬‬ ‫حركات نزوح جزئية وأعمال سرقة ونهب‪ ،‬لترتسم خريطة‬
‫عناصر التنظيم إلى تفجير أنفسهم قبل وقوعهم في ْ‬ ‫ً‬
‫مزرعة‪.‬‬ ‫األسر‪ ،‬أو خالل محاولة عرقلة‬
‫ّ‬
‫وصـ ـ ــوال إلـ ــى الـ ـب ــاب ف ــي ريـ ــف حلب‬ ‫سيطرة جديدة تنتظر أنقرة استقرارها لتبدأ استثمارها‬
‫ً‬
‫للمعترض مراجعة األمانة خالل ‪15‬‬ ‫الجيش‪ .‬وقالت مصادر «األخبار»‪ ،‬إن من بني أبرز قتلى التنظيم عبد الرحمن‬ ‫ّ‬ ‫تقدم‬ ‫ال ـش ـمــالــي ال ـش ــرق ــي‪ ،‬ال تـ ــزال منطقة‬
‫يومًا‬ ‫العراقي‪ ،‬امللقب بـ«سيف بغداد»‪ ،‬والذي يشغل منصب أمير تنظيم «داعش» في املنطقة‬ ‫إعــزاز خارج سيطرته الفعلية‪ ،‬األمر‬
‫ً‬ ‫الذي يعني أن ّ‬

‫سيطرة جديدة شماال‪:‬‬ ‫خريطة‬


‫ثمة ّ‬

‫ُ ّ‬
‫أمني السجل العقاري في بيروت‬ ‫الجنوبية‪ ،‬وهو املسؤول املباشر عن سلسلة االغتياالت التي شهدتها مناطق الريف‬ ‫تحركًا مقبال في‬
‫جويس عقل‬ ‫الشمالي من محافظة درعا خالل الفترات املاضية‪.‬‬ ‫هــذا االتـجــاه‪ ،‬ســواء جــاء عبر قنوات‬
‫وشهدت املدينة حظرًا للتجوال وتعليق عمل املدارس‪ ،‬بالتزامن مع ارتفاع وتيرة االشتباك‬ ‫التفاهم الـتــي تقودها أنـقــرة‪ ،‬أو من‬
‫ّ‬ ‫طريق ُّ‬

‫تركيا تسلم‬
‫إعالن‬ ‫معّ املجموعات التي يبدو أنها امتلكت القدرة خالل الفترة ّ املاضية على شق طرقات‬ ‫تقدم ميداني مشابه ملا جرى‬
‫َّ‬
‫ف ــي ع ـفــريــن‪ .‬وم ــن ش ــأن م ــا ت ـق ــدم أن‬
‫عن صدور حكم نهائي‬ ‫املحيطة بها‪ ،‬إل أن كثافة وسرعة التعامل‬
‫ّ‬ ‫تنقل سريع بني مدينة جاسم ومناطق الريف‬ ‫يـ ّ‬
‫ت ــدع ــو امل ـح ـك ـم ــة االبـ ـت ــدائـ ـي ــة امل ــوح ــدة‬ ‫تحر ّك هذه املجموعات أفضتا إلى شل قدرتها تمامًا على تبادل اإلمداد‬ ‫الناري مع ّ‬ ‫ـوحــد مناطق فــي الـشـمــال الـســوري‬
‫املارونية في زوق مصبح السيد طوني‬ ‫والتعزيز‪ ،‬مع أقل قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوف الوحدات العسكرية‬ ‫خــارجــة عــن سيطرة الحكومة تحت‬
‫ـوح ــدة ي ـقــودهــا ال ـجــوالنــي‪،‬‬ ‫ق ـي ــادة م ـ ّ‬
‫ف ـي ـل ـيــب ش ـخ ـط ــوره الـ ــى ال ـح ـض ــور ال ــى‬ ‫استشهد أربعة من عناصر «اللواء الثامن» في «الفيلق الخامس»‪ ،‬وهو‬ ‫السورية‪ ،‬حيث‬

‫القيادة للجوالني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يلعب وجماعته دور «ضابط‬
‫مـحـكـمـتـنــا واسـ ـت ــام ال ـح ـكــم االب ـتــدائــي‬ ‫لواء مشكل من مسلحي درعا الذين أجروا تسويات مع الحكومة السورية في صيف‬
‫ّ‬ ‫األم ـ ــن» ال ـتــركــي لـلـمـنـطـقــة‪ ،‬م ــن وراء‬
‫النهائي في الــدعــوى املقامة بينه وبني‬ ‫عام ‪ ،2018‬ويقوده أحمد العودة‪ ،‬ومعاونه علي باش‪ ،‬الذي كان له دور مؤثر في إنهاء‬
‫ّ‬ ‫الستار‪.‬‬
‫ال ـس ـيــدة ري ـتــا رف ـيــق ك ـف ــوري تـحــت رقــم‬ ‫التوتر األمني الذي شهدته مدينة طفس قبل شهرين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ 2019/127‬خـ ــال م ـه ـلــة ‪ 15‬ي ــوم ــا مــن‬
‫ّ‬
‫وكانت الجهات األمنية قد تمكنت من تصفية القيادي في «داعش» محمد أحمد الحالق‪،‬‬ ‫وأمـ ّـ ـ ــام ه ـ ــذه األوضـ ـ ـ ـ ــاع‪ُ ،‬يـ ـت ــوق ــع أن‬
‫ُّ‬ ‫ت ـكــثــف وس ــائ ــل اإل ْعـ ـ ــام امل ـع ــارض ــة‪،‬‬
‫تاريخ نشر هذا البالغ‪.‬‬ ‫امللقب بـ«أبو عمر الجبابي»‪ ،‬في ‪ 15‬من الشهر املاضي‪ ،‬وسبق ذلك بعشرة أيام تمكن‬ ‫ّ‬
‫تركيًا‪ ،‬نشر التقارير التي‬ ‫املدعومة‬
‫الرئيس‬ ‫الجيش من تصفية القيادي محمد أياد عبد الرزاق‪ ،‬امللقب بـ«أبي القاسم العقرباوي»‪.‬‬
‫تؤكد انسحاب الجوالني‪ ،‬باإلضافة‬ ‫بدفع أميركي‪.‬‬ ‫تلك الفصائل‬
‫الخوري ناجي خيرالله‬ ‫(األخبار)‬ ‫إلـ ــى تـنـظـيــم ح ـم ـلــة تـبـيـيــض لــواقــع‬ ‫ٍ‬ ‫عالء حلبي‬
‫َ‬
‫ويـ ـ ـظـ ـ ـه ـ ــر فـ ـ ــي خـ ــري ـ ـطـ ــة الـ ـسـ ـيـ ـط ــرة‬
‫امل ـن ـط ـقــة ب ـعــد ال ـت ـغ ـي ـيــرات األخـ ـي ــرة‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ال ـجــديــدة حـ ــرص أن ـق ــرة عـلــى إبـعــاد‬ ‫بعد ّأيام قليلة من اندالع مواجهات‬
‫فــي سـيـنــاريــو مـشــابــه للحملة التي‬ ‫زع ـيــم «ت ـحــريــر الـ ـش ــام»‪ ،‬أب ــي محمد‬ ‫اسـتـعــرضــت خــالـهــا «هـيـئــة تحرير‬
‫ق ــادتـ ـه ــا ل ـت ـل ـم ـيــع صـ ـ ــورة إدلـ ـ ــب فــي‬ ‫الـ ـ ـ ـج ـ ـ ــوالن ـ ـ ــي‪ ،‬بـ ـشـ ـك ــل ص ـ ـ ـ ـ ــوري ع ــن‬ ‫قوتها‪ ،‬وتراجعت على إثرها‬ ‫الشام» ّ‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫فـ ــي ال ـع ـم ـل ـي ــة ضـ ـم ــن امل ـ ـسـ ــار الـ ــذي‬ ‫تمدد «هيئة تحرير الشام» املصنفة‬ ‫أوقات سابقة‪ ،‬بالتوازي مع تنشيط‬ ‫واجـ ـه ــة األح ـ ـ ـ ــداث‪ ،‬ع ـب ــر االس ـت ـعــانــة‬ ‫فصائل «الفيلق الثالث» الذي تقوده‬
‫تـ ـح ــاول ال ــدف ــع إلـ ـي ــه لـلـتـطـبـيــع بــن‬ ‫على لوائح اإلرهاب العاملية‪ ،‬علمًا أن‬ ‫عمليات بناء «مــدن الـطــوب» إلعــادة‬ ‫ب ـف ـص ـيــل آخ ـ ــر م ـض ـم ــون ال ـ ـ ــوالء هــو‬ ‫«الجبهة الشامية» الساعية سابقًا‬
‫ســوريــا وتــركـيــا‪ ،‬وال ــذي شـهــد خــال‬ ‫عد سابقة‪.‬‬ ‫هذا االستهداف ال ُي ّ‬ ‫م ـ ــا يـ ـمـ ـك ــن إعـ ـ ــادتـ ـ ــه م ـ ــن ال ــاجـ ـئ ــن‬ ‫ّ‬
‫ال تزال منطقة إعزاز خارج السيطرة الفعلية للجوالني (أ ف ب)‬ ‫«أح ـ ـ ــرار ال ـ ـشـ ــام»‪ ،‬ال ـ ــذي بـ ــدأ بـتـســلــم‬ ‫ـواز ل ــ«ت ـحــريــر‬
‫إلـ ــى إنـ ـش ــاء كـ ـي ــان م ـ ـ ـ ٍ‬
‫ال ـف ـتــرة املــاض ـيــة ل ـق ــاءات أمـنـيــة بني‬ ‫وفـ ـيـ ـم ــا ي ـش ـه ــد ال ـ ـش ـ ـمـ ــال ال ـ ـسـ ــوري‬ ‫الـ ـس ــوري ــن ف ــي ت ــرك ـي ــا وتــوط ـي ـن ـهــم‬ ‫ـار ال ـع ـس ـكــريــة واألم ـن ـيــة‬ ‫ب ـعــض املـ ـق ـ ّ‬ ‫الـشــام»‪ ،‬بــدأت األخـيــرة ترسم معالم‬
‫ال ـب ـل ــدي ــن‪ .‬ف ــي ه ـ ــذا اإلط ـ ـ ـ ــار‪ ،‬أع ـل ـنــت‬ ‫ت ـغ ـي ـيــرات م ـيــدان ـيــة ت ـقــودهــا أن ـقــرة‪،‬‬ ‫ضمن الشريط السكني الــذي تبنيه‬ ‫فــي عفرين ومحيطها‪ ،‬وفــي منطقة‬ ‫خــريـطــة الـسـيـطــرة ال ـجــديــدة‪ .‬وتــأتــي‬
‫روسيا استعدادها الستضافة لقاء‬ ‫ّ‬

‫إﺷﺘﺮاﻛﺎت‬
‫تستعد دمـشــق الستضافة اجتماع‬ ‫حدودها‪.‬‬ ‫تركيا في محاذاة‬ ‫ب ــن ال ـف ـصــائــل‪ ،‬م ــن دون أن تـهــاجــم‬ ‫املـ ـ ّس ــؤولـ ـي ــة‪ ،‬ت ـق ـضــي ب ـم ـنــع إظ ـه ــار‬ ‫النفطية من مناطق سيطرة «قسد»‪،‬‬ ‫الـ ـ ـب ـ ــاب ف ـ ــي ري ـ ـ ــف حـ ـل ــب ال ـش ـم ــال ــي‬ ‫ه ــذه الـخـطــوة تنفيذًا ألوام ــر تركية‬
‫وزيري‬‫َ‬ ‫على املستوى السياسي بني‬ ‫ّ‬
‫سوري ‪ -‬روسي ملتابعة قضية إعادة‬
‫ّ‬
‫فـ ــي غـ ـض ــون ذل ـ ـ ــك‪ ،‬نـ ــفـ ــذت ط ــائ ــرات‬ ‫«تحرير الشام»‪ ،‬بل حاولت تسويق‬ ‫تدخل الجوالني في ريف حلب على‬ ‫وتشكيل إدارة مشتركة‪ ،‬وانسحاب‬ ‫على رغم المكاسب الكبيرة التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال ـشــرقــي‪ ،‬بـمــوجــب ات ـفــاق لــم تتمكن‬ ‫مباشرة تهدف إلى تحقيق مجموعة‬
‫ّ‬
‫ال ـخــارج ـيــة الـ ـس ــوري وال ـت ــرك ــي‪ ،‬من‬
‫ّ‬ ‫ال ــاج ـئ ــن ال ـس ــوري ــن‪ .‬ويـ ـش ــارك في‬ ‫ح ــربـ ـي ــة سـ ــوريـ ــة وروسـ ـ ـي ـ ــة غـ ـ ــارات‬ ‫فكرة أنها ال تــزال تدير املنطقة عبر‬ ‫بالقوة»‪ ،‬وفرض سيطرة‪،‬‬ ‫«توسع‬ ‫ّ‬ ‫أنه‬ ‫فصائل «الفيلق الثالث» إلى جبهات‬ ‫حققها الجوالني‪ ،‬إال أنه يواجه‬ ‫«الـ ـجـ ـبـ ـه ــة ال ـ ـشـ ــام ـ ـيـ ــة» م ـ ــن رف ـض ــه‬ ‫مـ ــن املـ ـكـ ـتـ ـسـ ـب ــات‪ ،‬أب ـ ــرزه ـ ــا تــوح ـيــد‬
‫دون تـحــديــد مــوعــد ل ـع ـقــده‪ ،‬فــي ظــل‬ ‫االج ـت ـمــاع الـ ــذي يـسـتـمـ ّـر عـلــى مــدى‬ ‫ـار تــاب ـعــة لـلـفـصــائــل في‬ ‫ط ــاول ــت م ـق ـ ّ‬ ‫مؤسساتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتـصــديــر مــا ج ــرى عـلــى أن ــه اقتتال‬ ‫القتال مع «قسد» فقط‪ ،‬وعدم التمركز‬
‫التوصل إلى‬ ‫ّ‬ ‫التعقيدات التي تواجه‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬املبعوث الخاص للرئيس‬ ‫ريــف حلب الشمالي‪ ،‬أدت إلــى مقتل‬ ‫و ّع ـلــى رغ ــم امل ـكــاســب الـك ـب ـيــرة الـتــي‬ ‫داخ ـل ــي ان ـت ـهــى ب ـتــوافــق ع ـلــى إدارة‬ ‫املقار إلــى «حركة‬ ‫ً‬ ‫في املــدن‪ ،‬وتسليم‬
‫رفضًا شعبيًا في ريف حلب‬ ‫بـفـعــل ال ـض ـغــوط الـتــركـيــة م ــن جـهــة‪،‬‬
‫والـضـغــوط املـيــدانـيــة الـتــي مارسها‬
‫إدارة املناطق الخارجة عــن سيطرة‬
‫الـ ـحـ ـك ــوم ــة ال ـ ـسـ ــوريـ ــة ف ـ ــي ال ـش ـم ــال‬
‫أرضية مشتركة بني الطرفني‪ ،‬نتيجة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الـ ـ ــروسـ ـ ــي إل ـ ـ ــى س ـ ــوري ـ ــا أل ـك ـس ـن ــدر‬ ‫بالتوازي‬ ‫وإصابة عدد من املسلحني‪ّ ،‬‬ ‫حققها الجوالني خالل بضعة أيام‪،‬‬ ‫امل ـن ـط ـقــة‪ ،‬وه ــو م ــا ح ــاول ــت «تـحــريــر‬ ‫أحـ ـ ــرار الـ ـش ــام» ال ـت ــي ان ـض ــم ــت قبل‬ ‫الـجــوالنــي‪ ،‬مــن جهة أخ ـ ْـرى‪ .‬وتجلى‬ ‫السوري‪ ،‬وإفشال املساعي األميركية‬
‫ّ‬
‫استمرار الــوجــود العسكري التركي‬ ‫الفــرنـتـيـيــف ع ـلــى رأس وف ــد روس ــي‬ ‫م ـ ــع س ـل ـس ـل ــة اس ـ ـت ـ ـهـ ــدافـ ــات ن ــف ــذه ــا‬ ‫يواجه الرجل ومن خلفه تركيا بضع‬ ‫الشام» تأكيده أيضًا من خالل سحب‬ ‫الشام»‪.‬‬ ‫بضعة أشهر إلى «تحرير‬ ‫تركية حــدوديــة مــع ســوريــا‪ ،‬تحقيق‬ ‫ذلك بوضوح من خالل نشر ّ«الفيلق‬ ‫ملد أذرعها إلى ذلك امليدان‪ ،‬باإلضافة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫في الشمال السوري‪ ،‬ومواصلة أنقرة‬ ‫رف ـ ـيـ ــع املـ ـ ـسـ ـ ـت ـ ــوى‪ ،‬ضـ ـم ــن م ـس ــاع ــي‬ ‫الجيش الـســوري في مناطق تمركز‬ ‫م ـن ــغ ـص ــات ت ـت ـعــلــق ب ـح ــال ــة ال ــرف ـ ٌـض‬ ‫بعض مقاتليها وإعادتهم إلى إدلب‪.‬‬ ‫وإلــى املكاسب الكبيرة التي حققها‬ ‫الجوالني‪ ،‬بدفع تركي‪ ،‬نفوذًا كبيرًا‬
‫ً‬ ‫الـ ـث ــال ــث» ن ـ ـ ّـص االت ـ ـفـ ــاق املـ ــوقـ ــع مــع‬ ‫إلــى خفضّ النفقات املــالـيــة الكبيرة‬
‫دع ــم ال ـف ـصــائــل‪ ،‬إل ــى جــانــب قـضــايــا‬
‫ّ‬ ‫الجانبني املشتركة لتنشيط عملية‬ ‫مـ ُقــاتـلــن مـتـشـ ّـدديــن فــي ري ــف إدل ــب‪.‬‬ ‫ال ـش ـع ـبــي ل ــه ف ــي ريـ ــف ح ـل ــب‪ .‬رف ــض‬ ‫يفسر مــا تـقـ َّـدم البيان الباهت الــذي‬ ‫ّ‬ ‫الجوالني من وراء هذا االتفاق‪ ،‬ثمة‬ ‫وقـ ــدرة عـلــى إدارة املـنـطـقــة مــن وراء‬ ‫الجوالني‪ ،‬عبر حساباتها في مواقع‬ ‫الـ ـت ــي ت ـت ـكــفــل ب ـه ــا أن ـ ـقـ ــرة‪ ،‬وتـمـهـيــد‬
‫أخــرى تتعلق باملياه‪ ،‬أعلنت دمشق‬ ‫تتم بالتعاون‬ ‫إعادة الالجئني والتي ّ‬ ‫ّ‬ ‫نقطة ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫على أنه إعالن بإنهاء‬ ‫وفسر ما سبق َ‬ ‫ي ـحــاول‪ ،‬بمساعدة تــركـيــا‪ ،‬تـجــاوزه‪،‬‬ ‫أصدرته «الحكومة املؤقتة» التابعة‬ ‫مهمة أرادت أنقرة ترسيخها‪،‬‬ ‫ال ـس ـتــار‪ .‬وت ـضــمــن االت ـف ــاق مـشــاركــة‬ ‫الـتــواصــل االجـتـمــاعــي‪ ،‬قبل أن تقوم‬ ‫األرض ل ـف ـتــح املـ ـع ــاب ــر مـ ــع م ـنــاطــق‬

‫إﻋﻼﻧﺎت رﺳﻤﻴﺔ‬
‫أنه يجب حلها قبل الدخول في حوار‬ ‫م ــع دول الـ ـج ــوار (ل ـب ـنــان واألردن)‪.‬‬ ‫من طريق ْ‬ ‫ّ‬
‫اتـفــاقــات سابقة أخــرجــت ريــف حلب‬ ‫بسط حالة من األمن الذي‬ ‫لـ ــ«االئـ ـت ــاف»‪ ،‬وال ـ ــذي اع ـت ـبــرت فيه‬ ‫وهـ ـ ـ ــي ت ـ ـلـ ــك املـ ـتـ ـع ــلـ ـق ــة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ«اإلدارة‬ ‫«تـحــريــر ال ـش ــام» فــي عــوائــد املـع ّــابــر‬ ‫بحذفه‪ .‬وتكشف نظرة على االتفاق‬ ‫سـيـطــرة الـحـكــومــة ال ـســوريــة‪ ،‬والـتــي‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫مباشر‪.‬‬ ‫وتـسـعــى مــوسـكــو إل ــى إش ــراك أنـقــرة‬ ‫م ــن امل ـع ــادل ــة امل ـيــدان ـيــة ع ـلــى خلفية‬ ‫ك ـ ــان مـ ـفـ ـق ــودًا خ ـ ــال فـ ـت ــرة س ـي ـطــرة‬ ‫أن مــا يـجــري ال يـعــدو كــونــه اقـتـتــاال‬ ‫امل ـش ـتــركــة» وت ــول ــي «أحـ ـ ــرار ال ـشــام»‬ ‫الـتــي يـتـ ّـم عـبــرهــا تـهــريــب املـشـتــقــات‬ ‫الــذي جــرى توقيعه فــي نقطة أمنية‬ ‫شهدت محاولة تشويش من جانب‬

‫وﻣﺒﻮﺑﺔ‬ ‫تقرير‬

‫بريطانيا ال تجد قائدًا‪« :‬العاصفة» تطيح تراس‬


‫وﻓﻴـ ــﺎت‬
‫ّ‬ ‫امل ــرك ــزي‪ ،‬ول ـع ـ ّـدة مـ ـ ّـرات خ ــال ّ‬
‫واح ــد (‪ 179‬نــائ ـبــا)‪ ،‬وعـنــدهــا يمكن‬ ‫ويـفـتـقــد ال ـح ــزب ال ـحــاكــم ب ـش ـ ّـدة إلــى‬ ‫املفلسة‪ ،‬مثل إيطاليا واليونان‪ .‬وقد‬ ‫ال ـض ـغــوط طـ ــوال ي ــوم الـجـمـعــة على‬ ‫قــولــه‪« :‬ل ـقــد حــطـمــت ت ــراس فــي ّأي ــام‬ ‫األي ــام‬ ‫سحب ثقتهم من الحكومة‪.‬‬ ‫فيها ْ‬
‫لــرئ ـيــس «ل ـج ـنــة ال ـن ـظ ــام» أن يـخـ ّـيــر‬ ‫الكاريزمية التي يمكن‬ ‫ّ‬ ‫الشخصيات‬ ‫جليًا على وجه امللك‬ ‫ظهر االمتعاض ّ‬ ‫الجنيه اإلسترليني واألوراق املالية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫قـلـيـلــة ع ـم ــا اس ـت ـم ــر ع ـشــر س ـنــوات‬
‫ّ‬
‫القليلة املاضية‪ ،‬إلــى التدخل بشكل‬ ‫ّ‬
‫وعلى رغم معاندتها للتمسك بكرسي‬
‫ّ‬
‫في أفضل األحوال‪ ،‬يمكن حكومة ليز تراس‬
‫ت ـ ــراس ب ــن االس ـت ـق ــال ــة أو مــواج ـهــة‬ ‫أن تمتلك الــرؤيــة أو الـكـفــاءة لقيادة‬ ‫تشارلز الثالث عندما التقى تــراس‬ ‫السيادية‪ ،‬فيما ُيخشى حدوث مزيد‬ ‫مــن ِقـ َـبــل املـحــافـظــن لـكـســب أص ــوات‬ ‫ّ‬
‫طـ ــارئ ل ـش ــراء ال ـس ـن ــدات الـ ْحـكــومــيــة‬ ‫رئاسة ال ــوزراء‪ ،‬إل أن تــراس حاولت‬ ‫أن ّتصمد حتى نهاية العام الجاري‪ .‬إذا كان هذا ما‬
‫تـصــويــت بحجب الـثـقــة بـعــد تغيير‬ ‫سفينة البالد وســط األن ــواء‪ ،‬وهناك‬ ‫يوم األربعاء املاضي‪ ،‬بعدما ارتبطت‬ ‫من االضطرابات مع افتتاح األسواق‬ ‫ناخبي الطبقة العاملة»‪.‬‬ ‫طويلة األج ــل‪ ،‬سعيًا إلــى وق ــف هلع‬ ‫أثارتها‬
‫االنحناء أمام العاصفة التي ّ‬
‫قــواعـ ّـد اللجنة فــي تصويت داخـلــي‪.‬‬ ‫تردد واضح من ِق َبل الكتلة النيابية‬ ‫ّ‬ ‫ب ــداي ــة ع ـه ــده ب ـن ــذر ان ـه ـي ــار ش ــام ــل‪.‬‬ ‫اليوم (االثنني)‪ .‬وتبلغ تكلفة اقتراض‬ ‫جهود تراس الستعادة ثقة األسواق‬
‫ُ َّ‬ ‫املستثمرين ودعم صناديق التقاعد‬ ‫السياسة االقـتـصــاديــة الـتــي تبنتها‬ ‫يتوقعه أكثر المتفائلين‪ ،‬فإن النقاشات بدأت بالفعل‬
‫ـراغ لشهرين كما‬ ‫ولتجنب حــدوث فـ ُ‬ ‫ل ـل ــدف ــع فـ ــي ات ـ ـجـ ــاه مـ ـغ ــام ــرة إج ـ ــراء‬ ‫وب ـح ـســب خ ـب ــراء ف ــي ب ـن ــوك عــاملـيــة‪،‬‬ ‫الحكومة البريطانية‪ ،‬اآلن‪ ،‬أعلى من‬ ‫ل ـ ــم ت ـ ـكـ ــلـ ــل بـ ــال ـ ـن ـ ـجـ ــاح‪ ،‬واس ـ ـت ـ ـمـ ـ ّـرت‬ ‫املعرضة لخطر شديد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬وتـ ـق ــوم ع ـل ــى أسـ ـ ــاس تـخـفـيـضــات‬ ‫بين نواب «المحافظين» المذعورين من انهيار فرص‬
‫حـصــل أخ ـي ـرًا عـنــدمــا أج ـبــر بــوريــس‬ ‫ان ـت ـخ ــاب ــات ع ــام ــة م ـب ـك ــرة‪ ،‬ف ــي وقــت‬ ‫فــإن تــراجـعــات تــراس غير كافية وال‬ ‫تكلفة اقـتــراض دول أوروب ـيــة بحكم‬ ‫في هذا الوقت‪ ،‬استدعت تراس وزير‬ ‫ضريبية للشركات ولألثرياء سعيًا‬ ‫ّ‬
‫جـ ــون ـ ـسـ ــون عـ ـل ــى االس ـ ـت ـ ـقـ ــالـ ــة‪ ،‬ف ــإن‬ ‫وص ـل ــت ف ـيــه شـعـبـيــة «امل ـحــاف ـظــن»‬ ‫مقنعة‪ ،‬وإن العاصفة الـتــي تضرب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخارجية السابق‪ ،‬جيريمي هانت‪،‬‬ ‫إلى تحفيز النمو االقتصادي ‪ ،-‬عبر‬ ‫التجديد لهم‪ ،‬للبحث في مخرج قانوني يتيح لهم‬ ‫ُّ‬
‫بحاجة إلــى التوافق سريعًا‬ ‫ّ‬ ‫التخلص من تراس بسرعة يمثل‬
‫املالية خلفًا لكوارتنغ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لتولي حقيبة‬
‫ّ‬
‫للتمسك بمنصبها‪ ،‬من‬‫التخلص منها‪ .‬وفيما تعاند تراس ُّ‬
‫الـحــزب ّ‬ ‫ـدن ق ـيــاســي‪ ،‬شبيه‬ ‫إل ــى مـسـتــوى م ـتـ ٍ‬ ‫املتردي أخطر من أن‬ ‫اقتصاد اململكة‬ ‫معضلة للحزب الحاكم (أ ف ب)‬
‫َ‬
‫ع ـل ــى م ــرش ــح وحـ ـي ــد‪ ،‬وه ـ ــو أم ـ ــر قــد‬ ‫ُبأجواء انتخابات عــام ‪ 1992‬عندما‬ ‫تنتهي بإقالة وزير مالية‪ ،‬إذ ترتبط‬ ‫ع ـلــى رغ ــم أن ال ــرج ــل ع ــدي ــم الـخـبــرة‬
‫ً ّ‬
‫ي ـبــدو مـسـتـحـيــا أقــلــه وف ــق خريطة‬ ‫أب ـع ــدوا عــن الـحـكــم‪ ،‬واكـتـفــوا بعدها‬ ‫أس ـ ــاس ـ ــا ب ـض ـع ــف بـ ـنـ ـي ــوي م ـت ــراك ــم‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وهو ّاشترط أن تحتفظ‬ ‫ّ‬ ‫على المحافظين اليوم‬ ‫خالل التضحية بوزير ماليتها كواسي كوارتنغ‪ ،‬والتراجع‬
‫التحالفات بــن قبائل «املحافظني»‬ ‫بــاملــراقـبــة مــن مـقــاعــد املـعــارضــة ل ــ‪18‬‬ ‫تـعـ َّـمــق بـعــد ق ــرار بــريـطــانـيــا إسـقــاط‬ ‫ال ـح ـكــومــة ب ـمــا ت ـبــقــى م ــن أجـنــدتـهــا‬ ‫المفاضلة بين ّألم االحتفاظ‬ ‫عن محاور رئيسة في استراتيجيتها االقتصادية التي‬
‫املتنافسني‪ .‬وقــد يلجأ أع ــداء تــراس‬ ‫عــامــا مـتـتــالـيــة‪ .‬وع ـ ّـب ــر أح ــد دهــاقـنــة‬ ‫ـويـتـهــا ف ــي االت ـح ـ ّـاد األوروب ـ ــي‪.‬‬ ‫عـضـ ّ‬ ‫لـت ـح ـف ـيــز ال ـن ـم ــو‪ ،‬ل ـي ـث ـيــر ال ـت ـكـ ّـه ـنــات‬
‫بتراس وألم التخلص منها‬ ‫وتسببت بانهيار سعر‬ ‫أثارت صدمة في األسواق ّ‬
‫المالية ّ‬
‫إلــى إع ــادة طــرح اســم ريشي سوناك‬
‫الذي كان خسر أمامها في انتخابات‬
‫الحزب عن هذه املعضلة‪ ،‬بقوله‪« :‬إن‬
‫على املحافظني الـيــوم املفاضلة بني‬
‫وك ــان بـنــك إنـكـلـتــرا ح ــذر حـتــى قبل‬
‫إع ـ ـ ــان ت ـ ـ ــراس ل ـس ـي ــاس ـت ـه ــا‪ ،‬مـ ــن أن‬
‫بــاحـتـمــال نـشــوب ص ــراع ــات بينهما‬
‫داخـ ــل ال ـح ـكــومــة‪ ،‬فـيـمــا ي ـت ـعـ ّـن على‬
‫ّ‬
‫التاريخية‪ ،‬فهي‬ ‫الجنيه اإلسترليني إلى أدنى مستوياته‬
‫ّ‬
‫الحزب لتصعيد بديل لجونسون‪ ،‬أو‬ ‫ألم االحتفاظ بتراس وألــم التخلص‬ ‫بريطانيا ستشهد أســوأ مستويات‬
‫ّ‬
‫الوزير الجديد تقديم خطة اقتصادية‬ ‫ماليتها كواسي كوارتنغ‬ ‫إقالة وزير ّ‬ ‫اعترفت بأن خططها «ذهبت إلى أبعد وأسرع» مماّ‬
‫هانت‪ ،‬وزير املالية الجديد‪ ،‬أو سويال‬ ‫مـنـهــا»‪ .‬وإذا رحـلــت رئـيـســة الـ ــوزراء‬ ‫ال ــرك ــود االق ـت ـص ــادي م ـقــارنــة ب ــدول‬ ‫جديدة بحلول نهاية الشهر الجاري‪.‬‬ ‫من منصبه‪ .‬وأعلنت الرئيسة أيضًا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫برافرمان‪ ،‬وزيــرة الداخلية‪ .‬ويعتقد‬ ‫سريعًا‪ ،‬فــإن ذلــك يعني أنــه سيكون‬ ‫الجوار‪ ،‬ولفترة أطول‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويـبــدو أن خطط تــراس االقتصادية‬ ‫خالل مؤتمر صحافي قصير عقدته‬ ‫توقعته األسواق‬
‫ب ـعــض الـ ـن ــواب أن ال ــوزي ــر ال ـســابــق‬ ‫ل ـل ـم ـم ـل ـكــة املـ ـتـ ـح ــدة خ ــام ــس رئ ـيــس‬ ‫على أن التخلص مــن تــراس بسرعة‬ ‫ّ‬ ‫املبنية على افتراضات ّ َع ّدها عدد من‬ ‫ّ‬ ‫في «‪ 10‬داونينغ ستريت»‪ ،‬تراجعها‬
‫م ــاي ـك ــل ج ـ ــوف قـ ــد يـ ـق ــوم ب ـم ـحــاولــة‬ ‫وزراء محافظ خالل ست سنوات‪ ،‬ما‬ ‫يمثل معضلة للحزب الحاكم الــذي‬ ‫ّ‬
‫الـخـبــراء «مــوهــومــة»‪ ،‬إنـمــا تعبر عن‬ ‫ع ــن عـ ــدد م ــن املـ ـح ــاور الــرئ ـي ـســة في‬
‫ّ‬ ‫تـ ّ‬
‫أخ ـيــرة فــي حـيــاتــه السياسية للقفز‬ ‫التخبط التي تعيشها‬ ‫ّ‬ ‫يعكس حــال‬ ‫يتمتع بغالبية مريحة فــي مجلس‬ ‫ـوجـهــات «املـحــافـظــن» االقتصادية‬ ‫امل ـي ــزان ـ ّـي ــة املـ ــوجـ ــزة ال ـت ــي عــرضـتـهــا‬
‫ّ‬ ‫ال ـحــزب الـحــاكــم َ‬
‫إلى املنصب‪.‬‬ ‫ال ـن ـخ ـب ــة ال ـح ــاك ـم ــة ف ــي ظ ـ ــل ظ ــروف‬ ‫ال ـع ـم ــوم تـمـنـحــه صــاح ـيــة تشكيل‬ ‫بشكل أو آخ ــر‪ .‬مــع ه ــذا‪ ،‬ف ــإن هزيمة‬ ‫على البرملان‪ ،‬بما في ذلــك تخفيض‬ ‫دع ــم تــرشـيــح تــراس‬ ‫لندن ‪ -‬سعيد محمد‬
‫ّأما تراس التي كانت أنهت مؤتمرها‬ ‫داخـ ـلـ ـي ــة وإق ـل ـي ـم ـي ــة ودول ـ ـي ـ ــة غـيــر‬ ‫الحكومات حتى موعد االنتخابات‬ ‫األسواق والرفض‬ ‫الحكومة اآلن أمام ُ‬ ‫ضريبة الشركات بقيمة تقارب ً الـ‪20‬‬ ‫ل ـل ـم ـن ـص ــب‪ ،‬ق ــول ــه إنـ ـه ــا «ق ـ ــد تــرحــل‬
‫ال ـص ـحــافــي األخـ ـي ــر‪ ،‬ب ــال ـق ــول‪« :‬أري ــد‬ ‫مواتية‪.‬‬ ‫العامة العادية املقبلة (كانون الثاني‬ ‫الـشـعـبــي الـصــامــت – ق ــرئ مــن خــال‬ ‫مليار جنيه إسترليني‪ ،‬معترفة بأن‬ ‫ف ــي غ ـض ــون أسـ ـب ــوع ــن»‪ ،‬ف ـي ـمــا كــان‬ ‫ش ـهــد مـجـلــس ال ـع ـمــوم ال ـبــري ـطــانــي‪،‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أن أك ـ ـ ــون صـ ــادقـ ــة مّـ ـعـ ـك ــم‪ ،‬ال ــوض ــع‬ ‫وبحسب ما َرشح من مداوالت نواب‬ ‫‪ ،)2025‬إذ وفق نظمه الداخلية‪ ،‬فإنه‬ ‫ـرأي َم ـن ـحــت «ح ــزب‬ ‫اس ـت ـطــاعــات لـ ـل ـ ّ‬ ‫اسـتــراتـيـجـيـتـهــا االق ـت ـص ــادي ــة الـتــي‬ ‫أكـثــر مــؤيــديـهــا ت ـ َّفــاؤال يـمـ ّـد فــي عمر‬ ‫ف ــي عـطـلــة ن ـهــايــة األسـ ـب ــوع‪ ،‬نـشــاطــا‬
‫ص ـع ــب ل ـل ـغ ــاي ــة‪ ،‬ل ـك ــن ـن ــا س ـن ـت ـجــاوز‬ ‫ال ينبغي طــرح الثقة برئيس وزراء‬ ‫ّ‬
‫الـعـمــل» امل ـعــارض تـفــوقــا ّبـمــا ال يقل‬ ‫أثـ ـ ــارت ص ــدم ــة ف ــي األس ـ ـ ــواق املــالـ ّـيــة‬ ‫حـكــومـتـهــا امل ـت ــوق ــع إل ــى عـطـلــة عيد‬ ‫سياسيًا محمومًا بــن ن ــواب «حــزب‬ ‫ّ‬
‫الـحــزب الـحــاكــم فــي عطلة األسـبــوع‪،‬‬
‫ه ــذه ال ـع ــاص ـف ــة»‪ ،‬فـلـمـلـمــت أوراق ـه ــا‬ ‫ف ـ ــإن ال ـب ـع ــض ي ـ ــرى أن ع ـل ــى ال ـس ـيــر‬ ‫من الحزب قبل مرور عام كامل على‬ ‫انكسارًا‬
‫ّ‬ ‫عن ‪ 30‬نقطة مئوية – تمثل‬ ‫وت ـس ـ ّـب ـب ــت ب ــان ـه ـي ــار س ـع ــر ال ـج ـن ـيــه‬ ‫امل ـ ـيـ ــاد‪ .‬ووفـ ـ ــق م ــا رص ـ ــد م ــراق ـب ــون‬ ‫املـ ـح ــافـ ـظ ــن» الـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ ،356‬ل ـ ـل ـ ـتـ ــداول فــي‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخرجت مسرعة‪ ،‬ليصرخ فيها ّأحد‬ ‫الس ْير بإجراءات حجب الثقة‬ ‫برادي َ‬ ‫توليه املنصب‪ ،‬أي أيلول ‪ .2023‬كما‬ ‫ل ـن ـهــج أي ــدي ــول ــوج ـ ّـي م ـت ـكــامــل يـمــثــل‬
‫ّ‬ ‫اإلس ـتــرل ـي ـنــي إل ــى أدنـ ــى مـسـتــويــاتــه‬ ‫من داخــل الـحــزب‪ ،‬فــإن حجم التأييد‬
‫ّ‬
‫قانونية تتيح لهم التخلص‬ ‫مخارج‬
‫الصحافيني بتعبير إنكليزي مهذب‬ ‫عــن ت ــراس‪ ،‬إذا وص ــل ع ــدد الــرســائــل‬ ‫أن عملية تصعيد رئيس وزراء جديد‬ ‫مصالح القلة املتنفذة‪ ،‬وقد ينسحب‬ ‫التاريخية «ذهبت إلى أبعد وأسرع»‬ ‫ّ‬ ‫ل ـ ـتـ ــراس ان ـك ـم ــش إل ـ ــى أق ـ ـ ــل مـ ــن رب ــع‬ ‫من الكارثة التي انتهت إليها حكومة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يـمـكــن تــرج ـمــة م ـع ـنــاه ب ــ«ه ــل فـقــدت‬ ‫امل ـك ـتــوبــة ف ــي هـ ــذا ال ـخ ـص ــوص إلــى‬ ‫م ــن ب ــن كـ ـ ــوادر ال ـح ــزب وفـ ــق اآلل ـيــة‬ ‫أي حكومة محافظة مقبلة‬ ‫سلبًا على ّ‬
‫ّ‬ ‫م ـ ّـمــا تــوق ـع ـتــه األس ـ ـ ــواق‪ ،‬وب ــ«(أن ـن ــا)‬ ‫النيابية لـ«املحافظني»‪ ،‬فيما‬ ‫الكتلة‬ ‫ليز تــراس بعد أقــل مــن أربـعــن يومًا‬
‫ّ‬
‫عقلك يا رئيسة الــوزراء؟»‪ ،‬مختصرًا‬ ‫أكثر مــن مئة‪ ،‬فيما يقول آخ ــرون إن‬ ‫امل ـع ـمــول ب ـهــا‪ ،‬ت ـح ـتــاج إل ــى شـهــريــن‬ ‫ب ـغــض الـنـظــر عــن شـخــص رئيسها‪.‬‬ ‫ب ـحــاجــة إلـ ــى ال ـت ـح ـ ّـرك اآلن لـطـمــأنــة‬ ‫بـ ـع ــث بـ ـع ــض هـ ـ ـ ــؤالء ب ــرس ــائ ــل إل ــى‬ ‫على توليها السلطة خلفًا لحكومة‬
‫ّ‬ ‫سـلـفـهــا ب ــوري ــس جــون ـســون‪ .‬ونقلت‬
‫ب ـك ـل ـم ــات ــه هـ ـ ــذه مـ ــا ي ـ ـ ــدور فـ ــي ذه ــن‬ ‫هناك ضــرورة للحصول على تأييد‬ ‫عـلــى األقـ ــل‪ ،‬فــي وق ــت ال تحتمل فيه‬ ‫ونـ ـقـ ـل ــت الـ ـصـ ـح ــف عـ ــن الـ ـن ــائ ــب عــن‬ ‫الجميع في شأن انضباطنا املالي»‪.‬‬ ‫رئيس «لجنة النظام الحزبي» (لجنة‬
‫الغالبية العظمى من البريطانيني‪.‬‬ ‫ن ـص ــف ال ـك ـت ـل ــة ال ـب ــرمل ــان ـي ــة ب ــزي ــادة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األوضـ ــاع ال ـكــارثــيــة رفــاهــيــة الــوقــت‪.‬‬ ‫«حــزب املحافظني»‪ ،‬روبــرت هالفون‪،‬‬ ‫على هذه الخلفية‪ ،‬اضطر بنك إنكلترا‬ ‫‪ ،)1922‬السير غراهام برادي‪ ،‬يعلنون‬ ‫ص ـح ــف ال ـع ــاص ـم ــة عـ ــن ق ـ ـيـ ــادي فــي‬
‫‪13‬‬ ‫رياضة‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫رياضة‬ ‫‪12‬‬
‫جوائز‬

‫بنزيمة األقرب إلى الكرة الذهبية‬ ‫ّ‬ ‫الكرة اللبنانية‬

‫ه ـ ـنـ ــاك ث ـ ــاث العـ ـ ـب ـ ــات م ـ ــن م ـن ـتـخــب‬


‫إنكلترا الــذي تـ ّـوج بكأس أوروب ــا في‬
‫ّ‬
‫ب ــروي ــن‪ ،‬ل ـكــن ب ـنــزي ـمــة ي ـحــلــق بـعـيـ ًـدا‬
‫يـبــدو املـهــاجــم الــدولــي كــريــم بنزيمة‬
‫مــرشـ ًـحــا ف ــوق ال ـع ــادة لـحـصــد ال ـكــرة‬ ‫عنهم‪.‬‬
‫نتائج متوقعة تبقي الترتيب على حاله‬
‫القائمة النهائية املؤلفة من ‪ 20‬العبة‪،‬‬ ‫فـ ــي ح ـ ــال فـ ـ ـ ــوزه‪ ،‬س ـي ـص ـبــح خــامــس‬
‫الذهبية خالل حفل في باريس اليوم‬ ‫انتهى األسبوع السادس من الدوري‬
‫بينهن لوسي بــرونــز وميلي برايت‪،‬‬ ‫ف ــرن ـس ــي ي ـح ـقــق ه ـ ــذا اإلن ـ ـجـ ــاز ب ـعــد‪:‬‬
‫االثـنــن عند الـســاعــة ‪ 21.30‬بتوقيت‬
‫ف ـي ـمــا ت ـب ــدو م ـهــاج ـمــة أرسـ ـن ــال بيث‬ ‫ب ـيــروت‪ ،‬ليصبح أول فــرنـســي يـتـ ّـوج‬
‫ريمون كوبا (‪ ،)1958‬ميشال بالتيني‬ ‫اللبناني لكرة القدم من دون تغيير على‬
‫ً‬
‫ميد األكثر حظا بعدما سجلت ستة‬ ‫(‪ ،)1985 ،1984 ،1983‬جان‪-‬بيار بابان‬
‫بــال ـجــائــزة املــرمــوقــة مـنــذ زي ــن الــديــن‬ ‫صعيد مقدمة الترتيب‪ ،‬في ظل غياب‬
‫أهداف في البطولة ً القارية‪.‬‬ ‫النتائج المفاجئة باستثناء تلك التي ّ‬
‫سجلها‬
‫(‪ ُ)1991‬وزيدان (‪ً .)1998‬‬
‫زيدان بعد قرابة ربع قرن من الزمن‪.‬‬
‫ً‬
‫ه ـن ــاك ح ـظ ــوظ أي ــض ــا لــأوس ـتــرال ـيــة‬ ‫ه ـنــاك ‪ 30‬مــرشـ ًـحــا يـتـنــافـســون على‬
‫اعتمادا‬ ‫كانت تمنح الجائزة سابقا‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ــام ك ـ ـ ـيـ ـ ــر واألملـ ـ ـ ــان ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ــن لـ ـيـ ـن ــا‬ ‫على أداء الالعب على مدار السنة‪ .‬لكن‬
‫أرقــى الجوائز الفردية في كرة القدم‪،‬‬ ‫الحكمة في افتتاح األسبوع حين أسقط‬
‫أوب ـي ــردورف وألـكـسـنــدرا ب ــوب‪ ،‬أو قد‬ ‫الـنـظــام تـغـ ّـيــر‪ ،‬وب ــات عـلــى مــا يقدمه‬
‫يغرد خــارج السرب بعد‬ ‫لكن بنزيمة ّ‬ ‫الصفاء‪ .‬فازت فرق المقدمة بسيناريوات‬
‫تحتفظ اإلسبانية أليكسيا بوتياس‬ ‫عروضه الرائعة املوسم املاضي التي‬ ‫خالل املوسم‪.‬‬
‫بالجائزة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لـ ـ ـ ــدى ال ـ ـ ـس ـ ـ ـيـ ـ ــدات‪ ،‬تـ ـ ـب ـ ــدو املـ ـن ــافـ ـس ــة‬
‫ساهمت في تتويج ريال مدريد بطل‬
‫مختلفة‪ ،‬بعضها سهل وبعضها صعب‪،‬‬
‫ً‬
‫ـام ــا) راهــنــا‬ ‫تـتـعــافــى بــوتـيــاس (‪ 28‬ع ـ ً‬ ‫محتدمة أكـثــر على راب ــع كــرة ذهبية‬
‫ألوروبا وإسبانيا‪.‬‬ ‫لتبدأ الفرق استعدادها لألسبوع السابع‬
‫مــن إصــابــة قوية فــي الركبة حرمتها‬ ‫عاما ‪ 44‬هدفا في ‪46‬‬
‫ً‬
‫التي ٌمنحت للمرة األولى في ‪.2018‬‬
‫سجل ابن الـ ‪ً 34‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي سيشهد ً‬
‫لقاء كبيرًا بين البرج المتصدر‬
‫مــن املـشــاركــة فــي الـيــورو مــع منتخب‬ ‫مـبــاراة فــي جميع املسابقات املوسم‬
‫ب ــاده ــا‪ ،‬وم ــن غـيــر املـتــوقــع أن تلعب‬ ‫املاضي مع الـنــادي امللكي‪ ،‬بينها ‪15‬‬ ‫واألنصار الوصيف‬
‫هذا املوسم‪.‬‬ ‫في دوري أبطال أوروبا‪.‬‬
‫قــادت العبة خط الوسط التي خلفت‬ ‫قدم مستويات‬ ‫في املسابقة القارية‪ّ ،‬‬
‫النروجية أدا هيغيربيرغ واألميركية‬ ‫خ ــارق ــة أمـ ـ ــام أقـ ـ ــوى فـ ــرق ال ـب ـطــولــة‪،‬‬
‫م ـي ـغــان راب ـي ـن ــو الـ ــى ال ـج ــائ ــزة ال ـعــام‬ ‫ً‬
‫مرشحا‬ ‫هناك ‪30‬‬
‫مـسـجــا ثــاثـيــة «هــاتــريــك» أم ــام كل‬
‫ً‬ ‫عبد القادر سعد‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املاضي‪ ،‬برشلونة الى ثنائية الدوري‬ ‫مــن بــاريــس س ــان جــرمــان الفرنسي‬ ‫كان من الطبيعي أن تغيب املفاجآت‬
‫سجل بنزيمة ‪ 44‬هدفا في ‪ 46‬مباراة في جميع المسابقات الموسم‬
‫الماضي مع النادي الملكي‪ ،‬بينها ‪ 15‬في دوري أبطال أوروبا (أ ف ب)‬ ‫وال ـ ـكـ ــأس امل ـح ـل ـي ــن‪ ،‬ب ــاإلض ــاف ــة ال ــى‬ ‫يتنافسون على‬
‫ف ــي غ ـض ــون ‪ 17‬دق ـي ـقــة ف ــي ال ـشــوط‬ ‫ع ــن األسـ ـب ــوع الـ ـس ــادس م ــن الـ ــدوري‬
‫نـهــائــي دوري أب ـطــال أوروبـ ــا املــوســم‬ ‫أرقى الجوائز الفردية‬
‫الثاني في إياب الدور ثمن النهائي‪،‬‬
‫املاضي‪.‬‬
‫ال ـل ـب ـنــانــي‪ ،‬ف ــي ظ ــل غ ـي ــاب امل ـبــاريــات‬
‫رم ــوز رقمية (أن أف ت ــي)‪ ،‬باإلضافة الوسط البرازيلي السابق‪.‬‬ ‫وتشلسي في إنكلترا في ذهاب ربع‬
‫ال ــى امل ـج ـ ّـس ــم‪ ،‬بـيـنـمــا أض ــاف ــت مجلة وقــالــت فــرانــس فــوتـبــول إن الـجــائــزة‬ ‫ك ــان ــت أف ـض ــل مـسـ ًجـلــة ف ــي املـســابـقــة‬ ‫في كرة القدم‬
‫ال ـن ـه ــائ ــي‪ .‬ك ـمــا أح ـ ــرز ث ــاث ــة أهـ ــداف‬
‫الـقــويــة‪ .‬فمعظم املـبــاريــات كــانــت بني‬
‫الفرق الستة األولــى مع الفرق الستة‬
‫ف ـ ــران ـ ــس فـ ــوت ـ ـبـ ــول املـ ــان ـ ـحـ ــة ج ــائ ــزة ستمنح «ألفـضــل م ـبــادرة اجتماعية‬ ‫القارية مع ‪ 11‬هدفا‪ ،‬إال أن برشلونة‬ ‫ف ــي م ـب ــارات ــي ن ـصــف ال ـن ـهــائــي ضد‬ ‫األخيرة‪.‬‬
‫إن ـســان ـيــة ج ــدي ــدة أط ـلـ ًـق عـلـيـهــا اســم من قبل أبطال ملتزمني»‪.‬‬ ‫الفرنسي‪.‬‬ ‫خسر النهائي ضد ليون ً‬ ‫م ــان ـش ـس ـت ــر سـ ـي ــي‪ ،‬ل ـي ـق ــود ال ـف ــري ــق‬ ‫وح ــده الحكمة خـطــف األضـ ــواء حني‬
‫(أ ف ب)‬ ‫«س ــوك ــرات ـي ــس»‪ ،‬ت ـيـ ّـمــنــا بــاعــب خط‬ ‫س ـي ـح ـص ــل الـ ـ ـف ـ ــائ ـ ــزون أي ـ ــض ـ ــا ع ـلــى‬ ‫ال ــى الـنـهــائــي ال ــذي ت ـف ـ ّـوق فـيــه على‬ ‫ف ــاز ع ـلــى ال ـص ـفــاء ‪ 1-3‬ي ــوم الجمعة‬
‫ليفربول‪.‬‬ ‫على ملعب بحمدون‪ .‬مباراة استحق‬
‫أحرز بنزيمة جائزة أفضل العب في‬ ‫معه الحكماويون الفوز‪ ،‬لكن نهايتها‬

‫كلمات متقاطعة ‪4149‬‬ ‫استراحة‬


‫أوروبا املقدمة من االتحاد األوروبي‬
‫للعبة (وي ـف ــا) فــي آب الـفــائــت ويـمـ ّـر‬
‫في أفضل فترات مسيرته قبل قرابة‬
‫جـ ــاءت م ـشـ ّـوهــة ب ـعــد األحـ ـ ــداث الـتــي‬
‫ق ــام بـهــا جـمـهــور الـصـفــاء وال ـتــي من‬
‫املـتــوقــع أن تلقى ق ــرارات صــارمــة من‬
‫االتحاد في جلسته املقبلة‪.‬‬
‫شهر من كأس ًالعالم‪ً .‬‬
‫‪4149 sudoku‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫كلمات متقاطعة ‪4 1 4 9‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ج‬ ‫إذ‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـق‬ ‫كـ ـ ـ ــان م ـ ـن ـ ـب ـ ــوذا س ـ ــاب ـ ـ‬
‫ّ‬
‫سجل الحاج مالك هدفين لألنصار من أصل أربعة (طالل سلمان)‬ ‫الـبــرج املتصدر لــم يــواجــه أي مشكلة‬
‫اسـتـبـعــاده مــن املنتخب مل ــدة خمس‬ ‫فــي الـفــوز عـلــى اإلخ ــاء األهـلــي عاليه‬
‫سنوات ونصف سنة بسبب تورطه‬ ‫على طرابلس يوم السبت على ملعب‬ ‫أيوب والبرازيلي فينيسيوس بداعي‬ ‫على آماله في البقاء‪.‬‬ ‫حني أسقطه بثنائية نظيفة‪ ،‬سجلها‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حونية بثنائية نظيفة سجلها عبيدة‬ ‫اإلص ــاب ــة‪ .‬خــانـهــم الـحــظ فــي الدقيقة‬ ‫ال ــوصـ ـي ــف األنـ ـ ـص ـ ــاري‪ ،‬مـ ــن ج ـه ـتــه‪،‬‬ ‫مـحـمــد ص ــادق وس ــارف ــو عـلــى ملعب‬
‫فــي فضيحة اب ـتــزاز متعلقة بزميله‬
‫ال ـس ــاب ــق م ــات ـي ــو ف ــال ـب ــوي ـن ــا‪ ،‬إال أن ــه‬ ‫ال ـح ـل ـب ــي (خـ ـط ــأ فـ ــي م ــرم ــى ف ــري ـق ــه)‬ ‫األخ ـيــرة حــن تـعــرض العــب الساحل‬ ‫استعد جيدًا للقاء البرج في األسبوع‬ ‫ال ـص ـف ــاء‪ .‬وقـ ــد عـ ــزز الـ ـب ــرج ص ــدارت ــه‬
‫‪2‬‬ ‫وضــع ذلــك خلفه ويلعب أفضل كرة‬ ‫وخليل بــدر‪ .‬صحيح أن النجمة فاز‪،‬‬ ‫يشهد األسبوع‬ ‫ع ـل ــي ف ـح ــص ل ـعــرق ـلــة داخ ـ ــل مـنـطـقــة‬ ‫الثامن حني حقق فوزًا مستحقًا على‬ ‫رافعًا رصيده إلى ‪ 18‬نقطة من أصل‬
‫‪5 6 8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ق ــدم ف ــي مـسـيــرتــه م ــع اق ـت ــراب عـيــده‬ ‫راض عن أداء‬ ‫لكن جمهوره خرج غير‬ ‫الجزاء ليحتسب الحكم محمد عيسى‬ ‫التضامن صــور برباعية نظيفة في‬ ‫‪ 18‬مـمـكـنــة‪ .‬عــامــة كــامـلــة للبرجيني‬
‫‪3‬‬ ‫الخامس والثالثني في اليوم التالي‬
‫ٍ‬
‫العـبـيــه الــذيــن ف ــازوا مــن دون عــرض‪.‬‬ ‫السابع مباريات قوية‬ ‫سجل منها زين العابدين‬ ‫ركلة جزاء‪ّ ،‬‬ ‫نجميه حسن معتوق‬ ‫اللقاء الذي كان َ‬ ‫م ـن ـح ـت ـه ــم جـ ــرعـ ــة مـ ـعـ ـن ــوي ــة ك ـب ـي ــرة‬
‫‪9‬‬ ‫‪7 5‬‬ ‫بعد نهائي كأس العالم‪.‬‬
‫ّ‬
‫ف ــي امل ـق ــاب ــل‪ ،‬كـ ــان ب ــإم ـك ــان طــراب ـلــس‬ ‫كالبرج مع األنصار‪،‬‬ ‫فران هدف الفوز‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والحاج مالك اللذين سجال األهــداف‬ ‫قـبــل الـلـقــاء الـصـعــب مــع األن ـصــار في‬
‫«أهم شيء بالنسبة ّ‬ ‫ً‬
‫‪4‬‬ ‫إلي هو‬
‫قمت‬ ‫إذا‬ ‫الجماعية‪.‬‬ ‫بالبطوالت‬
‫أخيرا‬
‫الفوز‬
‫قال‬ ‫ال ـخــروج بنقطة لــو دخـلــت ك ــرة فــؤاد‬
‫عيد فــي الـشــوط األول‪ ،‬لكنها ارتــدت‬
‫والصفاء مع العهد‬ ‫في الوقت عينه‪ ،‬كان العهد يعود من‬
‫ملعب أنـصــار بـثــاث نـقــاط حصدها‬
‫األربعة مناصفة على ملعب جونية‪.‬‬
‫ف ـ ـ ــوز أن ـ ـ ـصـ ـ ــاري مـ ــريـ ــح ع ـ ـ ــزز م ـق ـعــد‬
‫األسبوع املقبل‪.‬‬
‫اإلخ ـ ـ ــاء‪ ،‬م ــن ج ـه ـتــه‪ ،‬ت ـل ـقــى خ ـســارتــه‬
‫‪6 2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بــاألشـيــاء بشكل صحيح على أرض‬ ‫من العارضة بعد كرة ساقطة جميلة‬ ‫أمام الشباب الغازية بفوزه عليه ‪1-2‬‬ ‫الــوصــافــة بــرصـيــد ‪ 14‬نقطة متقدمًا‬ ‫الـ ـس ــادس ــة ت ــوال ـي ــا وب ـق ــي ف ــي امل ــرك ــز‬
‫‪5‬‬
‫امللعب‪ ،‬فستتبع ذلك جوائز فردية»‪.‬‬ ‫من عيد الذي استغل خروج الحارس‬ ‫ليعزز مركزه الرابع برصيد ‪ 13‬نقطة‪.‬‬ ‫بـفــارق األه ــداف عــن شـبــاب الساحل‪.‬‬ ‫األخ ـيــر مــن دون ن ـقــاط‪ .‬أنـهــى اإلخ ــاء‬
‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫يبدو فــوزه فــي مسرح «شاتليه» في‬ ‫عـلــي الـسـبــع مــن م ــرم ــاه‪ .‬ف ــاز النجمة‬ ‫ال ت ـع ـكــس نـتـيـجــة امل ـ ـبـ ــاراة واق ـع ـهــا‪،‬‬ ‫األخير فاز بدوره على السالم زغرتا‬ ‫م ـبــاريــاتــه الـصـعـبــة م ــع ف ــرق املـقــدمــة‬
‫‪6‬‬ ‫محسوما‪.‬‬‫ً‬ ‫العاصمة الفرنسية االثنني‬ ‫وعزز رصيده إلى ‪ 13‬نقطة في املركز‬ ‫فــال ـع ـهــد اس ـت ـحــق الـ ـخ ــروج بنتيجة‬ ‫ب ـص ـع ــوب ــة ك ـب ـي ــرة ‪ 0-1‬ع ـل ــى مـلـعــب‬ ‫ودخــل فــي مرحلة الـصــراع مــع الفرق‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3 2‬‬ ‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫رو‬ ‫ـدي‬ ‫م ـ ـ ــازح املـ ـه ــاج ــم الـ ـب ــولـ ـن ـ‬ ‫الـ ـخ ــام ــس‪ ،‬ف ـي ـمــا ب ـق ــي ط ــراب ـل ــس فــي‬ ‫لكن بقيت شباك الغازية نظيفة‪ ،‬في‬ ‫ك ـب ـي ــرة ب ـع ــدم ــا أه ـ ــدر الع ـ ـبـ ــوه عـ ــددًا‬ ‫العهد‪.‬‬ ‫ال ـت ــي ت ـنــاف ـســه ع ـلــى ال ـب ـق ــاء‪ .‬ال ـبــدايــة‬
‫‪7‬‬ ‫املركز ‪ 11‬بنقطة وحيدة‪.‬‬ ‫سجل عماد غــدار هــدف الفريق‬ ‫حــن ّ‬ ‫كبيرًا من الفرص‪ ،‬في ظل تألق كبير‬ ‫احـتــاج الوصيف الثاني برصيد ‪14‬‬ ‫س ـ ـت ـ ـكـ ــون م ـ ــع الـ ـ ـس ـ ــام زغ ـ ــرت ـ ــا فــي‬
‫ليفاندوفسكي الخميس «إذا لم يلغوا‬ ‫األسبوع املقبل‪ّ .‬‬
‫(الـجــائــزة)‪ ،‬فمن املحتمل أنــه سيفوز‬ ‫انتهى األسبوع السادس‪ ،‬ولن يتأخر‬ ‫الجنوبي في الدقيقة ‪ .83‬هدف وحيد‬ ‫للحارس الجنوبي أحمد دياب‪.‬‬ ‫نقطة إلــى ركلة جــزاء و‪ 97‬دقيقة كي‬ ‫يعول اإلخائيون على‬
‫‪9 4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بهذه الكرة الذهبية»‪.‬‬ ‫السابع كثيرًا وهو سيشهد مباريات‬ ‫لم يستطع العبو الغازية إضافة آخر‬ ‫اف ـت ـتــح ال ـع ـهــد الـتـسـجـيــل م ـب ـك ـرًا في‬ ‫يـ ـف ــوز ع ـل ــى الـ ـس ــام زغ ــرت ــا ال ـعــاشــر‬ ‫املباريات األربع املقبلة (هناك مباراة‬
‫وك ـ ـ ــان م ـه ــاج ــم ب ــرش ـل ــون ــة ال ـح ــال ــي‬ ‫قوية كالبرج مع األنصار‪ ،‬الصفاء مع‬ ‫وانتزاع نقطة غالية لتنتهي املباراة‬ ‫الــدقـيـقــة ‪ 4‬ع ــن طــريــق ن ــور مـنـصــور‪،‬‬ ‫برصيد ‪ 3‬نقاط‪ .‬لم يستحق الساحل‬ ‫مع األنصار في األسبوع الثامن) مع‬
‫‪3‬‬ ‫‪7 8 1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫املرشح األوفــر حظًا للفوز بالجائزة‬ ‫العهد‪ ،‬اإلخ ــاء مــع الـســام‪ ،‬التضامن‬ ‫بـفــوز الـعـهــد ومحافظته عـلــى املــركــز‬ ‫وأضــاف محمد حيدر الهدف الثاني‬ ‫الفوز‪ ،‬ولم يستحق السالم الخسارة‪.‬‬ ‫ال ـس ــام زغ ــرت ــا وطــراب ـلــس والـحـكـمــة‬
‫ال ـفــرديــة ف ــي ع ــام ‪ 2020‬عـنــدمــا كــان‬ ‫صور مع الحكمة‪ ،‬كما يلعب النجمة‬ ‫الرابع أمام النجمة الذي انتزعه منه‬ ‫في الدقيقة ‪.28‬‬ ‫قــاتــل العـبــوه بشراسة فــي ظــل غياب‬ ‫والشباب الغازية‪ .‬يحتاج اإلخاء إلى‬
‫يـ ــدافـ ــع عـ ــن ألـ ـ ـ ــوان بـ ــايـ ــرن مـيــونـيــخ‬ ‫مـ ــع الـ ـغ ــازي ــة وش ـ ـبـ ــاب الـ ـس ــاح ــل مــع‬ ‫قبل ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫ب ــدا أن ال ـع ـهــد ف ــي طــري ـقــه لتسجيل‬ ‫ثالثة العبني أساسيني‪ ،‬على رأسهم‬ ‫الـفــوز بهذه املـبــاريــات األرب ــع أو عدم‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫طرابلس‪.‬‬ ‫فالنجمة كان قد حقق فوزًا غير مقنع‬ ‫نـتـيـجــة ك ـب ـيــرة ف ــي الـ ـش ــوط ال ـثــانــي‪،‬‬ ‫ال ـحــارس أن ـطــوان الــدوي ـهــي وفيليب‬ ‫الخسارة في اثنتني منها كي يحافظ‬
‫األملـ ــانـ ــي‪ ،‬ل ـك ــن ال ـح ـف ــل أل ـغ ــي لـلـمــرة‬
‫األول ـ ـ ـ ــى مـ ـن ــذ إن ـ ـشـ ــاء ال ـ ـجـ ــائـ ــزة فــي‬
‫أفقيا‬ ‫ع ــام ‪ 1956‬بـسـبــب جــائ ـحــة ف ـيــروس‬
‫حل الشبكة ‪4148‬‬ ‫شروط اللعبة‬ ‫كورونا‪.‬أفقيًا‬ ‫ال ليغا‬
‫‪ -1‬محافظة عراقية – سكني عظيمة – ‪ -2‬خالف يسار – مدينة أوسترالية – ‪-3‬‬ ‫ع ـ ـ ــادت ال ـ ـعـ ــام امل ـ ــاض ـ ــي‪ ،‬وتـ ـ ـ ـ ّـوج بـهــا‬
‫ّ‬
‫هذه الشبكة مكونة من ‪ 9‬مربعات‬ ‫طعم الحنظل – عملة عربية – أغلظ أوتــار العود – ‪ -4‬مدينة مصرية – أزرق‬
‫عراقيةـمـ–ـرةسكين عظيمة – ‪ -2‬خالف يسار – مدينة أوسترالية – ‪ -3‬طعم الحنظل – عملة‬ ‫محافظةمـيـســي لـل‬ ‫األرج ـن ـت ـي ـنـ‪1‬ـي‪ -‬لـيــونـيــل‬

‫برشلونة يفقد الصدارة على يد ريال مدريد‬


‫‪3 9 6 2 5 8 4 7 1‬‬
‫مقسم إلى‬ ‫كبيرة وكل مربع كبير ّ‬ ‫باألجنبية – ‪ -5‬حــرف جــزم – خطيب فينيقي مــن مدينة صــور – ‪ -6‬نــوع من‬ ‫ً‬
‫‪2 5 4 1 3 7 9 6 8‬‬
‫‪ 9‬خ ــان ــات ص ـغ ـي ــرة‪ .‬م ــن ش ــروط‬ ‫خطيب– ‪-8‬‬ ‫– األرض‬ ‫تحت‬ ‫جزم‬
‫معقود‬‫حرف‬ ‫‪-5‬بناء‬ ‫باألجنبية –‬
‫الباكستان –‬ ‫أزرقلغة‬ ‫مصرية –‬
‫مصرية – ‪-7‬‬ ‫مدينة مدينة‬
‫الجراد –‬‫عربية – أغلظ أوتار العود – ‪-4‬‬
‫لكنه‬ ‫القياسي‪،‬‬ ‫السابعة معززا رقمه‬
‫ـل – ُبغض‬ ‫غير مرشح هذا العام بعد موسم أول‬
‫‪8 1 7 4 9 6 3 2 5‬‬ ‫اللعبة وضع األرقــام من ‪ 1‬إلى ‪9‬‬ ‫فرنسا‬‫معقود‬ ‫بناءملوك‬
‫حمله‬ ‫الباكستانـم –‬ ‫مصرية ––‪7-9‬فـ‪-‬ـيلغة‬
‫الجسم – إسـ‬ ‫مدينة‬
‫الجرادسـ–ـي راحـ‬
‫فضاء رو‬ ‫نوعئــدمن‬
‫صور – ‪ -6‬را‬ ‫فينيقي من مدينة‬ ‫ّ‬
‫ضمن الـخــانــات بحيث ال يتكرر‬ ‫مخيب مع باريس سان جرمان‪.‬‬
‫‪1 8 9 3 7 2 6 5 4‬‬ ‫خطر– إسم حمله ملوك فرنسا‬ ‫الجسم‬‫املعركة –فيمكان‬
‫نتائج – ‪-9‬‬
‫من بُغض‬‫‪– -10‬‬‫راحل‬‫وإسبانيا –‬
‫األرضت ـيـ–ـانـ‪8‬ـو‪ -‬رائد فضاء روسي‬ ‫تحت‬
‫ي ـح ـض ــر الـ ـب ــرتـ ـغ ــال ــي ك ــري ـس ـ‬
‫الرقم في كل مربع كبير وفي كل‬ ‫ّ‬
‫‪6 7 2 5 1 4 8 9 3‬‬ ‫خط أفقي أوعمودي‪.‬‬ ‫خطر‬ ‫مكان‬ ‫–‬ ‫المعركة‬ ‫نتائج‬ ‫من‬
‫ـرات‪،‬‬ ‫‪-‬‬‫ـ‬ ‫‪11‬‬
‫م‬ ‫وإسبانياخ ـ–مــس‬ ‫رون ــال ــدو املـ ـت ـ ّـوج ب ـهــا‬ ‫الذي أعادها إلى فالفيردي‪ ،‬فسددها‬ ‫أفضلية الكرة لألملاني توني كروس‪،‬‬ ‫(‪ ،)35‬والـبــرازيـلــي الـبــديــل رودري ـغــو‬ ‫اسـتـغــل ري ــال مــدريــد إح ـبــاط غريمه‬
‫عموديًا‬ ‫فيما يغيب الـبــرازيـلــي نـيـمــار‪ ،‬زميل‬ ‫م ــن م ـش ــارف املـنـطـقــة إل ــى يـمــن تير‬ ‫رغــم تعرضه ملضايقة مــن سيرجيو‬ ‫(‪ 1+90‬مــن رك ـلــة ج ـ ــزاء)‪ ،‬فـيـمــا أحــرز‬ ‫بــرشـلــونــة قــاريــا وأل ـحــق بــه الهزيمة‬
‫‪4 3 5 8 6 9 2 1 7‬‬
‫‪ -1‬من أنواع السموم – اإلحسان – ‪ -2‬يعبر – إسم أطلقه العرب على مدينة مدريد‬ ‫ـان جــرمــان‪ ،‬عن القائمة‬ ‫عموديًا‬‫ميسي في سـ‬ ‫شتيغن (‪.)35‬‬ ‫بوسكيتس‪ ،‬فلعب بينية وصلت إلى‬ ‫ف ـ ـي ـ ــران ت ـ ــوري ـ ــس ه ـ ـ ــدف ب ــرش ـل ــون ــة‬ ‫األولـ ـ ـ ـ ـ ــى مـ ـحـ ـلـ ـي ــا ‪ 1-3‬وأن ـ ـ ــزل ـ ـ ــه عــن‬
‫‪9 6 3 7 4 5 1 8 2‬‬ ‫– ‪ -3‬للتفسير – مدينة في أندونيسيا – ‪ -4‬عاصمة أوروبية – كتب – ‪ -5‬خوف‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫وفي الشوط الثاني‪ ،‬حاول برشلونة‬ ‫البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي‬ ‫الوحيد (‪.)83‬‬ ‫ع ــرش الـ ـص ــدارة أم ــس األحـ ــد‪ ،‬ضمن‬
‫‪5 2 1 9 8 3 7 4 6‬‬ ‫قماش –‬‫للتفسير –‬‫بيوت من‬‫مدريد––‪-3 -7‬‬
‫مدينة النحل‬
‫على– خلية‬ ‫العرب‬
‫‪ -6‬أرق‬ ‫أطلقه‬
‫عربية –‬ ‫إسمأنباء‬ ‫يعبر –‬
‫وكالة‬ ‫مرضي –‬ ‫السمومع ــة– اإلحسان – ‪-2‬‬ ‫أنواعهـ ـن ــاك أرب ـ‬ ‫مني ـم ــة‪،‬‬ ‫ال ـ ــى ج ــان ـ‪1‬ـب‪ -‬ب ـن ــز‬ ‫الـعــودة الــى املـبــاراة بهجوم ضاغط‪،‬‬ ‫انفرد بالحارس األملاني مارك أندري‬ ‫وهذه هي الخسارة األولى لبرشلونة‬ ‫مـ ـن ــافـ ـس ــات امل ــرحـ ـل ــة الـ ـت ــاسـ ـع ــة مــن‬
‫مبتل باملاء – ‪ -8‬مثل ونظير – القصة الروائية املشهورة لألديب اإليطالي كارلو‬ ‫تير شتيغن الذي ّ‬
‫‪7 4 8 6 2 1 5 3 9‬‬
‫سياسي‬ ‫زعيم– ‪-6‬‬ ‫عربية‬
‫أنباء ‪-10‬‬
‫النصف –‬ ‫نصفوكالة‬
‫مرضي –‬ ‫خوف‬
‫لبنانية –‬ ‫عائلة– ‪-5‬‬
‫سياسية‬ ‫أوروبية– –‪ -9‬كتب‬
‫مدينة في أندونيسيا – ‪ -4‬عاصمةكــولــودي‬
‫العـ ـب ــن مـ ــن ري ـ ـ ــال مـ ــدريـ ــد س ــاه ـم ــوا‬ ‫رغـ ـ ـ ــم الـ ـضـ ـع ــف ال ـ ـ ــواض ـ ـ ــح فـ ـ ــي خــط‬ ‫صد الكرة في املرة‬ ‫ف ـ ــي الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوري‪ ،‬إذ دخ ـ ـ ــل الـ ـف ــريـ ـق ــان‬ ‫الدوري اإلسباني لكرة القدم‪.‬‬
‫راحل – مبتل بالماء – ‪ -8‬مثل ونظير – القصة الروائية‬ ‫النحلـم – ‪ -7‬بيوت من‬
‫لبنانيقماش‬ ‫ـاري امل ــوس ـ‬ ‫أرقـب ا–ل ـ ـقـ ـخلية‬ ‫ف ــي ت ـح ـق ـيــق ال ـل ـق ـ‬ ‫الوسط‪ ،‬فأحرز هدف تقليص الفارق‬ ‫األول ـ ـ ــى‪ ،‬ق ـبــل أن ت ـصــل إلـ ــى بـنــزيـمــة‬ ‫املــواجـهــة أم ــس وهـمــا لــم يـخـســرا أي‬ ‫وكان هدف الفريق امللكي الذي ضمن‬
‫امل ـ ــاض ـ ــي‪ :‬الـ ـب ــرازيـ ـل ــي ف ـي ـن ـي ـس ـيــوس‬ ‫ف ــي الــدق ـي ـقــة ‪ 83‬ع ـبــر ت ــوري ــس ال ــذي‬ ‫داخـ ـ ـ ــل م ـن ـط ـق ــة ال ـ ـ ـجـ ـ ــزاء فــأس ـك ـن ـهــا‬ ‫مباراة في الـ»ليغا»‪.‬‬ ‫بلوغ ال ــدور ثمن النهائي مــن دوري‬
‫مشاهير ‪4149‬‬ ‫اإليطالي كارلو كولودي – ‪ -9‬عائلة سياسية لبنانية – نصف النصف – ‪ -11‬زعيم‬ ‫مودريتش‬ ‫لوكا لألديب‬ ‫المشهورة‬ ‫جــونـيــور‪ ،‬املخضرم‬ ‫أكـمــل فــي املــرمــى عــرضـيــة متقنة من‬ ‫الشباك‪.‬‬ ‫وبـهــذا الـفــوز ال ــذي ثــأر فيه ري ــال من‬ ‫أبـ ـط ــال أوروبـ ـ ـ ــا‪ ،‬الـ ـف ــوز ع ـلــى غــريـمــه‬
‫‪11 10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حلول الشبكة السابقة‬ ‫لبناني راحل‬
‫الحارس‬ ‫سياسي‪،2018‬‬ ‫الفائز بالجائزة عام‬ ‫أنسو فاتي‪.‬‬ ‫وقبل عشر دقائق من نهاية الشوط‬ ‫خسارته على ملعبه املوسم املاضي‬ ‫النـ ـ ـت ـ ــزاع ال ـ ـ ـصـ ـ ــدارة مـ ـن ــه مـ ــن ج ـه ــة‪،‬‬
‫أفقيا‬ ‫ال ـب ـل ـج ـي ـك ــي ت ـي ـب ــو ك ـ ــورت ـ ــوا والعـ ــب‬ ‫غ ـيــر أن غــارس ـيــا ع ــاد وع ـ ّـم ــق ج ــراح‬ ‫ـدرب اإليطالي‬ ‫األول‪ ،‬ضــرب رجــال امل ـ ّ‬ ‫برباعية نظيفة‪ ،‬رغــم إح ــرازه اللقب‬ ‫وتــوج ـيــه ضــربــة مـعـنــويــة ثــانـيــة في‬
‫‪-1‬سانتياغو – ‪ -2‬ليدو – مالطا – ‪ -3‬يلو – البدو – ‪ -4‬مابلي – زا – ‪ -5‬ام – الكنز – ‪ -6‬اح‬ ‫ال ــوس ــط ال ـبــرازي ـلــي كــازي ـم ـيــرو ال ــذي‬ ‫فريقه بخطأ داخ ــل املنطقة املحرمة‬ ‫كارلو أنشيلوتي الكتيبة الكاتالونية‬ ‫حينها‪ ،‬رف ــع الـفــريــق املـلـكــي رصـيــده‬ ‫أقل من أربعة أيام بعد سقوط الفريق‬
‫عــارضــة أزي ــاء بــرازيـلـيــة‪ .‬حصلت على لقب سفيرة الـنــوايــا الحسنة‬ ‫– الب – ‪ -7‬حنك – إنشراح – ‪ -8‬صيدا – ين – مر – ‪ -9‬زاريا – غدي – ‪ -10‬مكسيم ڤيغان‬ ‫ان ـ ـت ـ ـقـ ــل الـ ـ ـ ــى م ــانـ ـشـ ـسـ ـت ــر ي ــون ــاي ـت ــد‬ ‫على رودريغو الذي دخل امللعب للتو‬ ‫بهدف ثان‪ ،‬وهذه املرة بعد خطأ قاتل‬ ‫إلــى ‪ 25‬نقطة فــي املــركــز األول‪ ،‬فيما‬ ‫الكاتالوني في فخ التعادل مع إنتر‬
‫للبيئة من قبل وكالة األمم املتحدة‬ ‫اإلنكليزي‪.‬‬ ‫ك ـبــديــل لـفـيـنـيـسـيــوس‪ ،‬ف ـعــاد الـحـكــم‬ ‫م ــن م ــداف ــع بــرشـلــونــة إري ــك غــارسـيــا‬ ‫بقي برشلونة على ‪ 22‬نقطة وتراجع‬ ‫اإليطالي ‪ 3-3‬األربعاء‪ ،‬ما جعل مهمة‬
‫‪ = 5+1+7+3‬حمام ُيستخدم لنقل الرسائل ■ ‪ّ = 4+8+6+2‬‬
‫يشيد البناء‬ ‫عموديًا‬ ‫ك ـ ـمـ ــا ض ـ ـمـ ــت ال ـ ــائ ـ ـح ـ ــة‪ :‬ال ـ ـنـ ــروجـ ــي‬ ‫إلى تقنية حكم الفيديو املساعد (في‬ ‫الـ ــذي أعـ ــاد ال ـك ــرة بـشـكــل غــريــب إلــى‬ ‫إلى املركز الثاني‪.‬‬ ‫بلوغه ثمن النهائي شبه مستحيلة‪.‬‬
‫■ ‪ = 11+10+9‬افتتح املشروع‬ ‫إعداد‬ ‫‪-1‬سليم الحص – ‪ -2‬إيالم – نيزك – ‪ -3‬ندوب – أكداس – ‪ -4‬تو – الح – اري – ‪ -5‬إيل – يم – ‪-6‬‬ ‫إرلينغ هاالند املتألق مع مانشستر‬ ‫إيه آر) ليؤكد احتسابها‪ ،‬ويترجمها‬ ‫الـخـلــف م ــن دون الـنـظــر إل ــى الـ ــوراء‪،‬‬ ‫ع ـل ــى م ـل ـعــب س ــان ـت ـي ــاغ ــو بــرنــاب ـيــو‪،‬‬ ‫وك ـ ــان ل ــ»امل ـي ــري ـن ـغ ــي» ذلـ ــك ب ــأه ــداف‬
‫نعوم‬ ‫أمل – كونياڤ – ‪ -7‬غابون – شن – ‪ -8‬ولد – زار – غ غ – ‪ -9‬طوز – المدا – ‪ -10‬ما – البحرين‬ ‫سيتي ه ــذا املــوســم‪ ،‬كـيـلـيــان مبابي‪،‬‬ ‫البرازيلي في املرمى بنجاح (‪.)91‬‬ ‫لتصل ال ــى فينيسيوس ال ــذي راوغ‬ ‫اف ـت ـتــح ري ـ ــال م ــدري ــد ال ـت ـس ـج ـيــل فــي‬ ‫ال ـ ـفـ ــرن ـ ـسـ ــي ك ـ ــري ـ ــم بـ ـن ــزيـ ـم ــة (‪،)12‬‬
‫مسعود حل الشبكة الماضية‪ :‬مها ناجي صالح‬ ‫‪4149‬‬
‫كيفن دي‬ ‫متقاطعة‬‫والبلجيكي‬ ‫ليفاندوفسكيكلمات‬ ‫حل‬ ‫(أ ف ب)‬ ‫ومـ ــرر إل ــى ال ـفــرن ـســي ف ـي ــرالن مـنــدي‬ ‫الدقيقة ‪ 12‬عندما تــرك حكم املباراة‬ ‫األوروغــويــانــي فيديريكو فالفيردي‬ ‫ألحق الريال الخسارة األولى ببرشلونة في الدوري (أ ف ب)‬

‫أفقيًا‬
‫‪ -1‬ديالى – خنجر – ‪ -2‬يمين – سيدني – ‪ -3‬مر – درهم – بم – ‪ -4‬بنها – بلو – ‪ -5‬ل ّما – أدريان –‬
‫‪15‬‬ ‫ثقافة وناس‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫ثقافة وناس‬ ‫‪14‬‬


‫مهرجان‬ ‫سينما‬

‫مراكش قبلة السينما العالمية‬ ‫«أمستردام» ديفيد أو‪ .‬راسل‪ :‬جنون العظمة يبلغ الذروة‬
‫أعلن «املهرجان الدولي للفيلم بمراكش» أخيرًا عن جمهور املهرجان بفرصة اكتشاف فيلم «بينوكيو»‬ ‫الجميل بسرد مثقل وفوضوي‪ .‬راسل‬
‫ُ‬ ‫ليس غريبًا عــن القصص الجامحة‬
‫برنامج دورته التاسعة عشرة التي تقام من ‪ 11‬لغاية م ــن تــوق ـيــع غـيـيــرمــو دي ــل ت ـ ــورو‪ ،‬الـ ــذي ش ــارك ــه في‬
‫‪ 19‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪ 2022‬وتشمل ‪ 76‬فيلمًا إخراجه مارك غوستافسون‪ .‬فيلم الرسوم املتحركة‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫ً‬ ‫والشخصيات الفوضوية‪ ،‬ومع‬
‫من ‪ 33‬دولــة‪ .‬ستمنح لجنة التحكيم جائزة «النجمة املوسيقي املنجز بتقنية إيقاف الحركة‪ُ ،‬يعيد إبداع‬ ‫فيلمه األخ ـيــر هــو األك ـثــر هستيرية‬
‫وطموحًا من بينها جميعًا‪ ،‬يعرض‬
‫الذهبية» ألحــد األفــام ال ـ ‪ 14‬املشاركة في املسابقة مغامرات الدمية الخشبية الشهيرة التي كانت تحلم‬ ‫موقفًا بعد موقف‪ ،‬تطورًا تلو اآلخر‪،‬‬
‫ً‬
‫الرسمية ويرأس لجنة التحكيم السينمائي اإليطالي بأن تصبح يومًا طفال صغيرًا حقيقيًا‪.‬‬ ‫بتشابك مفرط من املؤامرات وعناصر‬
‫باولو سورنتينو‪ ،‬يعاونه كل من املخرجة الدنماركية وسيقدم قسم «العروض االحتفالية» العرض األول‬ ‫ســرد مختلفة‪ .‬إنها الـفــوضــى‪ ،‬ولكن‬
‫س ــوزان بـيــر‪ ،‬املمثل واملـنـتــج األمـيــركــي الغواتيمالي ملجموعة من األفــام ملخرجني عامليني مثل جيمس‬ ‫لألسف‪ ،‬بأسوأ معاني الكلمة‪ .‬فشل‬
‫أوسكار إسحاق‪ ،‬واملمثلة البريطانية فانيسا كيربي‪ ،‬ج ــراي (زم ــن هــرم ـغــدون)‪ ،‬ونـيــل ج ــوردان (مــارلــو)‪،‬‬ ‫امل ــونـ ـت ــاج فـ ــي إض ـ ـفـ ــاء االن ـس ـيــاب ـيــة‬
‫على كل ما يريد راسل قوله‪ ،‬العديد‬
‫واملمثلة األملــانـيــة ديــان كــروغــر‪ ،‬واملـخــرج األسترالي وط ـ ـ ــارق ص ــال ــح (ولـ ـ ــد م ــن ال ـج ـن ــة) وبـ ـ ــول ش ــري ــدر‬ ‫مــن الـلـحـظــات ال مـعـنــى ل ـهــا‪ ،‬ووف ــرة‬
‫جاسنت كورزيل‪ ،‬واملخرجة واملمثلة اللبنانية نادين (البستاني الــرئـيـســي)‪ ،‬بــاإلضــافــة إلــى األف ــام التي‬ ‫ال ـش ـخ ـص ـيــات غ ـيــر مـنـطـقـيــة‪ ،‬تـمــامــا‬
‫لـبـكــي‪ ،‬واملـخــرجــة املـغــربـيــة ليلى املــراكـشــي واملمثل ش ـك ـلــت الـ ـح ــدث ف ــي امل ـش ـهــد ال ـس ـي ـن ـمــائــي ال ـعــاملــي‪،‬‬ ‫كشخصية كــريــس روك ال ــذي يظهر‬
‫مثل الكوميديا الــدرامـيــة الفلسطينية «حمى البحر‬ ‫الفرنسي طاهر رحيم‪.‬‬ ‫كـ ــل ع ـش ــري ــن دق ـي ـق ــة إلبـ ـ ـ ــداء تـعـلـيــق‬
‫وس ـي ـق ــدم امل ـه ــرج ــان م ـج ـمــوعــة م ــن األفـ ـ ــام تمثل املتوسط»‪ ،‬وفيلم اإلثارة «النقابية» من بطولة إيزابيل‬ ‫أو ن ـك ـتــة حـ ــول ال ـع ـن ـصــريــة وت ـف ــوق‬
‫ُ‬ ‫البيض‪ .‬هذا النقص في االلتزام من‬
‫تجارب سينمائية من جميع جهات العالم‪ ،‬ستعرض أوبـيــر وتــوقـيــع جــون‪-‬بــول ســالــومــي‪ .‬وتـضــم برمجة‬
‫راس ــل ف ــي س ــرد قـصـتــه ي ـقــودنــا إلــى‬
‫في مختلف أقسام املهرجان‪« :‬املسابقة الرسمية»‪ ،‬قسم «العروض الخاصة» ‪ 15‬فيلمًا معاصرًا قادمة‬ ‫امللل‪ ،‬مع حوار ثقيل وسيء ومشاهد‬
‫«العروض االحتفالية»‪« ،‬العروض الخاصة»‪« ،‬القارة م ــن دول مـخـتـلـفــة‪ ،‬م ـثــل آي ـس ـل ـنــدا وال ـه ـنــد وك ــوري ــا‬ ‫منفصلة وس ــرد‪ ،‬يـبــدو أنــه ال يذهب‬
‫الحادية عشرة»‪« ،‬بانوراما السينما املغربية»‪« ،‬سينما الـجـنــوبـيــة‪ .‬أف ــام ملـخــرجــن ن ــال ــوا اإلش ـ ــادة م ــن لــدن‬ ‫إل ــى أي م ـك ــان‪ .‬ف ــي ال ـســاعــة األخ ـيــرة‬
‫الـنـقــاد أو فــي أكـبــر املـهــرجــانــات‬ ‫ال ـج ـم ـهــور الـ ـن ــاش ــئ»‪« ،‬عـ ــروض‬ ‫مـ ــن ال ـف ـي ـل ــم ومـ ـ ــع دخـ ـ ـ ــول الـ ـجـ ـن ــرال‬
‫الدولية‪ ،‬مثل أليس ديــوب‪ ،‬جوانا‬ ‫س ــاح ــة ج ــام ــع ال ـف ـن ــا» واألفـ ـ ــام‬ ‫جـيــل ديلبنبيك (روبـ ــرت دي نـيــرو)‬
‫إل ــى الـفـيـلــم ن ـب ــدأ بــإي ـجــاد إح ـســاس‬
‫ه ـ ــوغ‪ ،‬م ـ ــاري ك ــروت ـس ــر‪ ،‬جعفر‬ ‫املقدمة في إطار التكريمات‪.‬‬ ‫بالتقدم‪ ،‬يــدور الفصل األخـيــر حول‬
‫بناهي‪ ،‬وكــذا فاتح أكــن وفيليب‬ ‫وال ـتــزامــا بــالـتــوجــه ال ــذي اخـتــاره‬ ‫ب ـع ــض ال ـش ـخ ـص ـي ــات الـ ـت ــي تـكـشــف‬
‫فــوكــون اللذين ص ــورا أفالمهما‬ ‫تنخرط األفالم‬ ‫امل ـ ـ ـهـ ـ ــرجـ ـ ــان‪ ،‬تـ ـ ـق ـ ــدم املـ ـس ــابـ ـق ــة‬ ‫عــن املــؤامــرة الفاشية‪ ،‬حيث يتعمق‬
‫في املغرب‪.‬‬ ‫الــرسـمـيــة مـجـمــوعــة م ــن األف ــام‬ ‫الـ ـسـ ـيـ ـن ــاري ــو ف ـ ــي طـ ـبـ ـق ــات ال ـه ـج ــاء‬
‫في تيمات الهوية‬ ‫ُ‬
‫أما قسم «القارة الحادية عشرة»‬ ‫والمرأة والحبّ‬ ‫ال ـطــوي ـلــة ت ـعــد األول ـ ــى أو الـثــانـيــة‬ ‫االج ـت ـمــاعــي والـ ـح ــرب‪ .‬ول ـك ــن‪ ،‬حتى‬
‫هــذه اللحظة‪ ،‬فقد الـســرد اهتمامنا‪.‬‬
‫فـيـقـتــرح أفــام ــا جــريـئــة تـتـنــاول‬ ‫ّ‬ ‫مل ـخ ــرج ـي ـه ــا‪ ،‬ب ـح ـيــث تـسـتـهــدف‬
‫وح ـتــى ت ـطــور ه ــذا ال ـجــانــب األخ ـيــر‪،‬‬
‫تيماتها بطريقة مبتكرة‪ ،‬ويشمل‬ ‫والتنقل‬ ‫الـ ـكـ ـش ــف عـ ــن مـ ــواهـ ــب ج ــدي ــدة‬ ‫ك ــان ف ــوض ــوي ــا‪ ،‬م ــع إض ــاف ــة مـشــاهــد‬
‫‪ 12‬ف ـي ـل ـمــا روائـ ـ ـي ـ ــا ووث ــائ ـق ـي ــا‪،‬‬ ‫فــي الـسـيـنـمــا الـعــاملـيــة‪ .‬وم ــن بني‬ ‫بـطــريـقــة عـشــوائـيــة ون ـك ــات سخيفة‬
‫وأفــامــا أرشـيـفـيــة تفتح الـحــوار‬ ‫األفالم الـ ‪ ،14‬هناك عشرة أفالم‬ ‫وسطحية ونــص مباشر مــع الكثير‬
‫بــن السينما الـعــاملـيــة املـعــاصــرة‬ ‫طــوي ـلــة ه ــي األولـ ـ ــى ملـخــرجـيـهــا‪،‬‬ ‫من التفسيرات‪.‬‬
‫(بـ ـ ــاراغـ ـ ــواي‪ ،‬الـ ـب ــرازي ــل‪ ،‬ل ـب ـنــان‪،‬‬ ‫وستة أفالم من توقيع مخرجات‬ ‫من حيث الجوهر‪ ،‬ينقسم الفيلم بني‬
‫سينمائيات‪ .‬كذلك‪ ،‬يشارك في املسابقة فيلمان من إسبانيا‪ ،‬روان ــدا‪ ،)...‬إضافة إلى فيلمني كالسيكيني‬ ‫نـقـيـضــن‪ :‬أحــدهـمــا م ــرح‪ ،‬غـيــر مهتم‬
‫ب ـت ـم ــاس ــك ق ـص ـتــه وب ـن ـي ـت ـهــا وي ــرم ــز‬
‫أميركا الالتينية (البرازيل واملكسيك)‪ ،‬وثالثة أفالم كــانــا يـعـتـبــران مــن األفـ ــام الـطــائـعـيــة فــي السينما‬ ‫إلـ ــى هـ ــوس أب ـط ــال ــه بــال ـفــن امل ــوج ــود‬
‫مــن أوروب ــا (فــرنـســا‪ ،‬البرتغال وســويـســرا)‪ ،‬وأربعة العربية واألفريقية‪ ،‬سيتم تقديمهما فــي نسختني‬ ‫مشهد وحتى في اإلعدادات النهائية)‬ ‫التي حصل عليها بجمع كل هــؤالء‪،‬‬ ‫ع ـلــى ال ـش ــاش ــة لـلـكـثـيــر م ــن املـمـثـلــن‬ ‫مــؤامــرة أكـبــر لقلب نـظــام الحكم في‬ ‫بعدما كشفها في شهادة قسم أمام‬ ‫شفيق طبارة‬
‫والــدادائـيــة‪ .‬وآخــر يشعر بالقلق إزاء‬ ‫وال بالنضارة التي يمكن أن نتخيلها‬ ‫املـ ـش ــارك ــن‪ :‬أن ـي ــا ت ـي ـلــر ج ـ ــوي‪ ،‬زوي‬ ‫الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫اللجنة الـخــاصــة املعنية باألنشطة‬
‫أف ــام مــن منطقة الـشــرق األوس ــط وأفــريـقـيــا‪ ،‬أو من مــرمـمـتــن‪ ،‬أحــدهـمــا تحفة امل ـخــرج اللبناني الــراحــل‬ ‫التي تضفي طابعًا سورياليًا تقريبًا‬
‫الصعود املحتمل والخبيث للفاشية‬ ‫م ــع ك ــل هـ ـ ــؤالء‪ .‬ألك ـث ــر م ــن ســاع ـتــن‪،‬‬ ‫س ـل ــدان ــا‪ ،‬ك ــري ــس روك‪ ،‬رام ـ ــي مــالــك‪،‬‬ ‫واضــح منذ البداية أن الشخصيات‬ ‫غـيــر األمـيــركـيــة فــي مـجـلــس ال ـنــواب‬
‫ّ‬ ‫ع ـل ــى ال ـع ـم ــل‪ ،‬م ــع أج ـ ـ ــواء ن ـي ــوي ــورك‬ ‫«حـ ـ ــدث ال ـك ـث ـيــر م ــن ذلـ ــك بــال ـف ـعــل»‪،‬‬
‫إنجاز مخرجني تعود أصولهم لهذه املنطقة (املغرب‪ ،‬برهان علوية «بيروت اللقاء»‪.‬‬ ‫داخ ــل الــديـمــوقــراطـيــة‪ .‬ول ـكــن االثـنــن‬
‫ال ـ ـسـ ــاحـ ــرة ف ـ ــي ث ــاثـ ـيـ ـنـ ـي ــات الـ ـق ــرن‬ ‫ن ـ ـت ـ ـسـ ــاءل‪ :‬هـ ــل «أمـ ـ ـسـ ـ ـت ـ ــردام» أسـ ــوأ‬ ‫روبرت دي نيرو (في دور اللواء)‪ .‬مع‬ ‫الـ ـث ــاث ال ــرئ ـي ـس ـي ــة ت ـع ـمــل بـطــريـقــة‬ ‫األم ـي ــرك ــي‪ .‬وف ــي ع ــام ‪ ،1934‬أثـبـتــت‬ ‫هـ ـ ــذه ال ـ ـع ـ ـبـ ــارة غـ ـي ــر املـ ــألـ ــوفـ ــة عـنــد‬
‫السويد‪ /‬الصومال‪ ،‬سوريا‪ ،‬تونس)‪ ،‬باإلضافة إلى قسم «بــانــورامــا السينما املغربية» سيقدم خمسة‬ ‫ال ي ـع ـمــان م ـعــا ب ـس ـبــب ال ـع ــدي ــد من‬ ‫فيلم لراسل‪ .‬ال‪ )2015( Joy ،‬لم ُيهزم‬ ‫النص املتذبذب الذي يصبح أحيانًا‬ ‫كاريكاتورية فكاهية جميلة‪ .‬يمنح‬ ‫لجنة تحقيقات فــي مجلس النواب‬
‫امل ــاض ــي‪ .‬وم ــن نــاح ـيــة أخ ـ ــرى‪ ،‬هـنــاك‬ ‫ب ــداي ــة ف ـي ـل ــم‪ ،‬ه ــي م ـح ــل اس ـت ـف ـهــام‪.‬‬
‫أفالم روائية ووثائقية من آخر اإلنتاجات السينمائية‬ ‫أفالم من أستراليا‪ ،‬كندا‪ ،‬إيران‪ ،‬إندونيسيا وتركيا‪.‬‬ ‫الغمزات والحيل بني ما يحدث وما‬ ‫بعد‪ .‬ربما يمكننا الـقــول إن هــذا هو‬ ‫متعبًا بسبب الكثير من الشخصيات‬ ‫بـ ـي ــل وروبـ ـ ـ ـ ــي وواش ـ ـن ـ ـطـ ــن ال ـح ـي ــاة‬ ‫أن املؤامرة تم تدبيرها بالفعل‪ ،‬ولكن‬
‫األزيـ ــاء العظيمة بـقـيــادة األس ـطــورة‬ ‫ولـكــن عـنــدمــا تـكــون جملة االفـتـتــاح‬
‫هـ ــو م ـت ـخ ـي ــل‪ ،‬واملـ ـلـ ـصـ ـق ــات ال ـف ـن ـيــة‪،‬‬ ‫مـشــروعــه ال ــذي ك ــان يحلم بإنتاجه‪،‬‬ ‫املـ ـهـ ـم ــة الـ ـت ــي ت ــأت ــي وت ـ ــذه ـ ــب‪ ،‬ك ــان‬ ‫لشخصيات غــريـبــة األطـ ــوار كسبت‬ ‫ل ــم تـتــم م ـقــاضــاة أي م ــن املـتــآمــريــن‪.‬‬
‫ت ـح ــاول األف ـ ــام املــرش ـحــة لـنـيــل «الـنـجـمــة الــذهـبـيــة» املـغــربـيــة‪ ،‬عـلــى أن ي ـكــون االف ـت ـتــاح مــع أح ــدث أفــام‬ ‫والفكاهة التي تأتي في غير محلها‪.‬‬ ‫وولـ ـسـ ـك ــي‪ ،‬وط ـب ـع ــا ط ــاق ــم الـتـمـثـيــل‪.‬‬ ‫لفيلم مــن إخـ ــراج ديـفـيــد أو‪ .‬راس ــل‪،‬‬
‫استكشاف أصـنــاف سينمائية متنوعة‪ ،‬مــن أفــام املخرج فوزي بنسعيدي «أيام الصيف»‪ ،‬الذي سيقدم‬ ‫هـ ـ ــذه ال ـج ـم ــال ـي ــات ت ـج ـع ـل ـنــا نـنـســى‬ ‫لـكــن ال تــوجــد طــريـقــة ل ـعــدم الـشـعــور‬ ‫واضحًا أن راسل يكافح كثيرًا لتقديم‬ ‫ح ـ ّـبـ ـن ــا‪ ،‬ب ـش ـك ــل أسـ ــاسـ ــي مـ ــن خ ــال‬ ‫لــروايــة هــذه القصة الحقيقية‪ ،‬مزج‬ ‫فهي بالتأكيد معبرة جـدًا وتذكرنا‬
‫كـ ــل ه ـ ــذا ي ــزي ــل امل ـل ـح ـم ــة وي ـج ـع ـل ـهــا‬ ‫ّ‬
‫لـبـعــض ال ــوق ــت س ــوء ال ـف ـي ـلــم‪ ،‬ولـكـنــه‬ ‫بــاألســف تـجــاه جميع املـشــاركــن في‬ ‫أفكاره‪ ،‬ما جعل الفيلم مركبًا بطريقة‬ ‫ال ـه ــروب مــن الـكـلـيـشـيـهــات الشائعة‬ ‫راســل قصة خيالية لثالثة أصدقاء‪:‬‬ ‫بأشياء كبيرة وتوعدنا بالكثير‪ .‬ما‬
‫«الفانتاستيك» إلى أفــام الجريمة (الفيلم األســود)‪ ،‬فــي عــرض عــاملــي أول‪ .‬وسـتـكــون السينما املغربية‬ ‫خفيفة في الوقت نفسه الذي يصرخ‬ ‫ال ـف ـي ـلــم‪ .‬ال شـ ــيء ي ـق ــودن ــا إلـ ــى نقطة‬ ‫اص ـط ـن ــاع ـي ــة‪ .‬ل ــذل ــك‪ ،‬أي ـن ـم ــا ن ـظــرنــا‪،‬‬ ‫لدى أبطال األفالم‪ ،‬بخاصة بيل‪ .‬مرة‬ ‫ج ـنــديــان وم ـمــرضــة أب ــرم ــوا ميثاقًا‬
‫يذكرنا باملقولة الفرنسية الشهيرة‬ ‫زلـنــا نـتــذكــر جملة الـبــدايــة مــن فيلم‬
‫مـ ــرورًا ب ــاألف ــام الـتــاريـخـيــة‪ ،‬وال ــدرام ــا االجـتـمــاعـيــة‪ ،‬حاضرة بقوة خالل هذه الــدورة بإجمالي ‪ 15‬فيلمًا‬ ‫ف ـيــه ال ـف ـي ـلــم ل ـي ـكــون م ـه ـمــا‪ .‬وإن كــان‬ ‫تبرير‪ ،‬أو إلــى شــيء يليق بالطموح‪.‬‬ ‫ال ي ـب ــدو أن ال ـف ـي ـلــم ق ــد ن ـج ــح‪ ،‬حتى‬ ‫أخ ــرى بـعــد ‪)2004( The Machinist‬‬ ‫لالعتناء ببعضهم الـبـعــض‪ ،‬بغض‬ ‫راس ـ ــل ‪،)2013( American Hustle‬‬
‫ه ـن ــاك ق ـصــة رم ــزي ــة ح ــول الـسـيــاســة‬ ‫«الـجـمــال هــو خـطــاب توصية صالح‬
‫وأفالم اإلثارة أو امليلودراما‪ .‬كما تتناول موضوعات ستشارك في مختلف أقسام املهرجان‪.‬‬ ‫لـفـتــرة ق ـص ـيــرة»‪ .‬لــذلــك‪« ،‬أم ـس ـتــردام»‬ ‫مـثــل معظم حـيــاتــه السينمائية‪ ،‬مع‬ ‫بمشاركة هــؤالء املمثلني‪ ،‬باإلضافة‬ ‫وس ـل ـس ـل ــة «بـ ــات ـ ـمـ ــان» ل ـكــري ـس ـتــوفــر‬ ‫النظر عن السبب‪ .‬بعد مكيدة مدبرة‪،‬‬ ‫التي تشبه هذه الجملة االفتتاحية‪.‬‬
‫امل ـع ــاص ــرة‪ ،‬فـهــي غـيــر مـفـهــومــة‪ ،‬لكن‬
‫تـعـكــس ان ـش ـغــاالت جـيــل الـشـبــاب ح ــول ال ـعــالــم؛ من وستمكن عروض ساحة جامع الفنا من نقل أجواء‬ ‫هذا لم يضف الكثير إلى الفيلم أيضًا‪.‬‬ ‫يشبه كثيرًا فريق كرة قدم مع الكثير‬ ‫الـقـلـيــل م ــن االس ـت ـث ـن ــاءات‪ ،‬ي ـب ــدو أن‬ ‫إلى أحد أكبر وأهم مصممي املالبس‬ ‫ن ــول ــن وط ـب ـع ــا ‪،American Hustle‬‬ ‫وجد بيرت (كريستان بيل) وفاليري‬ ‫وقتها مزج راسل بني الواقع الخيال‬
‫قبيل مــوضــوع الهوية ومكانة امل ــرأة فــي املجتمعات املهرجان إلى قلب مدينة مراكش من خالل برمجة‬ ‫م ــن الــاع ـبــن الـعـظـيـمــن املــوهــوبــن‬ ‫مخرج فيلم ‪Silver linings Playbook‬‬ ‫فـ ــي هـ ــول ـ ـيـ ــوود‪ ،‬أل ـ ـبـ ــرت وول ـس ـك ــي‪،‬‬ ‫ي ـح ــول ب ـيــل ج ـس ــده ويـسـتـعـمـلــه في‬ ‫(م ــارغ ــوت روب ـ ــي) وه ــارول ــد (ج ــون‬ ‫لـيـقــدم قـصــة مــن مكتب التحقيقات‬
‫«أمستردام» بعيد جدًا عن الفيلم الذي‬ ‫ً‬
‫املعاصرة‪ ،‬ولكنها أيضًا تطرح أسئلة االنتقال‪ ،‬سواء أفــام شعبية بحضور شخصيات مــن عــالــم الفن‬ ‫وم ــدراء عبقريني‪ ،‬ولكنهم يتميزون‬ ‫يبيعنا م ــرة أخ ــرى منتجًا ب ــدال من‬ ‫ال ــذي سيبلغ ‪ 92‬عــامــا‪ ،‬مــع جائزتي‬ ‫التمثيل ويلبس جلد جندي سابق‬ ‫ديـڤـيــد واش ـن ـطــن) أنـفـسـهــم فــي قلب‬ ‫الـفــدرالــي أدت إلــى كشف الكثير من‬
‫ك ــان ممكنًا أن يـكــون عـلـيــه‪ .‬يستنفد‬ ‫صنع فيلم‪.‬‬ ‫أوس ـكــار فــي مـنــزلــه‪ .‬صـنــع وولسكي‬ ‫ب ـعــن زجــاج ـيــة مـلـيـئــة بــال ـكــاريــزمــا‪.‬‬ ‫تحقيق فــي جريمة قتل‪ ،‬وأصبحوا‬
‫تعلق األمر بالعادات والتقاليد‪ ،‬أو باإلرث السياسي‪ ،‬ال ـســابــع‪ ،‬مـثــل أنـ ــوراج كــاشـيــاب ال ــذي سـيـقــدم آخــر‬ ‫كــل طاقته عبر تحويل االنـتـبــاه إلى‬ ‫ب ـم ـف ــرده ــم‪ ،‬ل ـيــس ع ـلــى ش ـكــل فــريــق‪،‬‬
‫والنتيجة‪ :‬هدف عكسي‪.‬‬ ‫من ناحية‪ ،‬يسحرنا الفيلم بمشاهده‬ ‫لـهــذا الفيلم مــابــس ذات ذوق رائــع‪،‬‬ ‫ولكن بعدما كسبنا راســل في بداية‬ ‫هــم املشتبه بـهــم الــرئـيـسـيــن‪ .‬لــذلــك‪،‬‬
‫أفالمه «ما يشبه الحب» في أول عرض عاملي لهذا‬ ‫أو بموضوع الحب‪.‬‬ ‫كــل مـكــان فــي الــوقــت نـفـســه‪ .‬هــو غير‬
‫وفي مناسبة افتتاح الدورة التاسعة عشرة‪ ،‬سيحظى الفيلم‪.‬‬ ‫قــادر على التركيز على فكرة واحــدة‬ ‫ي ـ ـ ـ ــدور الـ ـفـ ـيـ ـل ــم فـ ـ ــي جـ ـ ــوهـ ـ ــره ح ــول‬ ‫ب ـ ـق ـ ـيـ ــادة ل ــوبـ ـيـ ـت ــزك ــي‪ ،‬وبـ ــأضـ ــوائـ ــه‬ ‫إل ـ ــى ج ــان ــب إي ـم ــان ــوي ــل لــوب ـي ـتــزكــي‬ ‫القصة والشخصيات الثالث‪ ،‬تركنا‬ ‫إلثـ ـ ـب ـ ــات أن ـ ـهـ ــم لـ ـيـ ـس ــوا املـ ـس ــؤول ــن‬ ‫ينقسم الفيلم إلى قسمين‪:‬‬
‫وبــال ـل ـق ـطــات امل ـقــربــة امل ـس ـتــوحــاة من‬ ‫(تشيفو)‪ ،‬مدير التصوير العبقري‪.‬‬ ‫كما شخصياته بسبب سرعة الفيلم‬ ‫ع ــن امل ـ ــوت ال ـغ ــام ــض ل ـل ـيــز (تــاي ـلــور‬
‫أثناء محاولة ربطها جميعًا بسرعة‪.‬‬ ‫ال ـصــداقــة وال ـح ــب‪ ،‬لـكــن راسـ ــل يـبــذل‬
‫األح ــام والــدادائ ـيــة (الـظــاهــرة فــي كل‬ ‫إال أن «أمستردام» لم يتمتع بالنعمة‬ ‫واإلثم في محاولة العثور على وقت‬ ‫س ـ ــويـ ـ ـف ـ ــت)‪ ،‬وج ـ ـ ـ ـ ــدوا أنـ ـفـ ـسـ ـه ــم فــي‬ ‫األول مرح يرمز مع هوس‬
‫لـعــل أفـضــل وص ــف عــن أع ـمــال راســل‬ ‫قصارى جهده إلخفاء هــذا االقتراح‬
‫سيحظى جمهور المهرجان بفرصة اكتشاف فيلم «بينوكيو» من توقيع غييرمو ديل تورو‬ ‫وهذا الفيلم بالتحديد‪ ،‬هو مصطلح‬
‫أبطاله بالدادائية‪ ،‬وآخر قلق‬
‫«ال ــواق ـع ـي ــة ال ـه ـس ـت ـيــريــة» ح ـيــث يتم‬ ‫إزاء صعود الفاشية‬
‫ت ـض ـخ ـيــم ال ـح ـق ــائ ــق وت ـح ـل ـي ـل ـهــا فــي‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬ما يجردها من العاطفة‬
‫الفساد في الحكومة األميركية‪ .‬بعد‬
‫واالهتمام‪.‬‬
‫ديفيد أو‪ .‬راس ــل مـخــرج حسن النية‬ ‫عقد من الزمن تقريبًا‪ ،‬يعود املخرج‬
‫والـ ـبـ ـصـ ـي ــرة‪ ،‬ل ـك ـن ــه ال ي ـ ـ ــزال يــرت ـكــب‬ ‫ليقدم فيلمه «أمستردام»‪ ،‬ويفتتحه‬
‫أخطاء فادحة‪ ،‬االعتماد على أسماء‬ ‫ً‬ ‫ب ــالـ ـجـ ـمـ ـل ــة أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه‪ ،‬وم ـ ـ ـ ـ ــرة أخ ـ ـ ــرى‬
‫ك ـب ـي ــرة ل ـل ـت ـع ــاون م ـع ـه ــا والـ ــوقـ ــوف‬ ‫يـمــزج بــن الــواقــع وال ـخ ـيــال‪ .‬القصة‬
‫خلفها هــو خـطــأ ال يغتفر‪ ،‬بخاصة‬ ‫ال ـح ـق ـي ـق ـيــة وراء ه ـ ــذا ال ـف ـي ـل ــم‪ ،‬هــي‬
‫فــي هــذه املــرحـلــة املهنية مــن حياته‪.‬‬ ‫مــؤامــرة سياسية حدثت عــام ‪،1933‬‬
‫ع ــام ‪ 2004‬عـنــدمــا ص ــدر فـيـلــم راســل‬ ‫عندما قام رجال أعمال ومصرفيون‬
‫‪ ،I Heart Huckabbes‬وص ــف الـنــاقــد‬ ‫أمـ ـي ــركـ ـي ــون ب ــال ـت ـخ ـط ـي ــط النـ ـق ــاب‬
‫الــراحــل روج ــر إيـبــرت راس ــل وأفــامــه‬ ‫عسكري لإلطاحة بالرئيس فرانكلني‬
‫بأنهما «آل ــة شيطانية تستهلك كل‬ ‫روزفلت واستبداله بمنظمة فاشية‬
‫الـطــاقــة الـتــي تــولــدهــا‪ ،‬وتــوفــر القليل‬ ‫تشبه إدارة موسوليني في إيطاليا‪،‬‬
‫ّ‬
‫إليقاف نفسها»‪ .‬لألسف إيبرت ليس‬ ‫ومتطلعة لصعود هتلر في أملانيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قــاعــدة هــذه املنظمة هــي املـحــاربــون‬
‫معنا ليشاهد «أم ـس ـتــردام» ويتأكد‬
‫ّ‬ ‫الـقــدامــى فــي الـحــرب العاملية األولــى‬
‫أن ال ش ــيء تـغـيــر وأن جـمـلـتــه ه ــذه‪،‬‬
‫تتجلى في جنون العظمة الجديد‪.‬‬ ‫ب ـ ــرئ ـ ــاس ـ ــة ل ـ ـ ـ ـ ــواء م ـ ـش ـ ــاة الـ ـبـ ـح ــري ــة‬
‫األم ـي ــرك ـي ــة‪ ،‬س ـم ـيــدلــي ب ـت ـلــر‪ .‬كشف‬
‫بتلر عن املؤامرة التي يتم تدبيرها‬
‫‪ Amsterdam‬في الصاالت‬ ‫بعدما أطلعه الصناعيون األثــريــاء‬
‫عليها‪ ،‬وسخرت وسائل اإلعالم منه‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪4753‬‬

‫على بالي‬ ‫صورة‬


‫وخبر‬
‫قبل ّأيام‪ ،‬ازدان أحد الشوارع عند‬
‫مدخل ّ‬
‫مخيم برج البراجنة بالقرب‬
‫َ‬
‫من بيروت بجدارية لوالد الشهيدين‬
‫َّ‬
‫الفدائيين رعد وعبد الرحمن‪،‬‬
‫أسعد أبو خليل‬ ‫ّ‬
‫أنجزتها مجموعة من الشبان‬
‫ورد في جريدة «النهار» في صيف‬ ‫َ‬ ‫اللبنانيين والفلسطينيين‪ ،‬أطلقت‬
‫عـ ــام ‪ 1971‬هـ ــذا ال ـخ ـب ــر‪« :‬أصـ ــدر‬ ‫على نفسها اسم «خلية خط»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تعبيرًا منهم عن «تضامن ّ‬
‫الثوار‬
‫املحقق العسكري السيد نصري‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ل ـ ّـح ــود الـ ـق ــرار ال ـظــنــي ف ــي قـضــيــة‬ ‫في العالم العربي مع مواجهات‬
‫الضابط اإلسرائيلي ابرهام اسحق‬ ‫البطولية»‪ ،‬وفق ما قالت ّلنا‬
‫ُ‬ ‫جنين‬
‫بـ ـ ــوالك امل ـت ـه ــم ب ــاج ـت ـي ــاز ال ـح ــدود‬ ‫المجموعة‪ .‬وأرفق الرسم بآية «إنا‬
‫ً‬ ‫منتقمون» ّ‬
‫خ ـل ـس ــة إل ـ ــى ل ـب ـن ــان وال ـت ـج ـ ّـس ــس‬ ‫(الدخان‪ ،)16 :‬باللغتين‬
‫ملصلحة امل ـخــابــرات اإلســرائـيـلـ ّـيــة‪.‬‬ ‫العربية والعبرية‪ .‬خالل األشهر‬
‫ّ‬ ‫تصدر العميد‬‫القليلة الماضية‪ّ ،‬‬
‫وق ـ ـضـ ــى الـ ـ ـق ـ ــرار ال ـ ـظـ ــنـ ــي ب ـم ـنــع‬
‫املحاكمة عــن ابــراهــام بــوالك لعدم‬ ‫المتقاعد في أجهزة السلطة‪،‬‬
‫كفاية الدليل‪ ،‬وجــرى تسليمه إلى‬ ‫فتحي خازم‪ ،‬المشهد في الضفة‬
‫ّ‬ ‫الغربية‪ ،‬نظرًا إلى الدور البارز الذي‬
‫الصليب األحمر الدولي الذي سلمه‬
‫إل ــى الـسـلـطــات اإلســرائ ـي ـلـ ّـيــة على‬
‫يلعبه لناحية التحريض على‬
‫مقاومة العدو والتحفيز على‬
‫الحدود»‪ .‬انتهى الخبر‪ .‬ال للتخوين‬ ‫ّ‬
‫التمسك‬ ‫مجابهته والدعوة إلى‬
‫ل ـكــن ل ـيــس م ــن امل ـبــال ـغــة ال ـق ــول ّإن‬ ‫بوحدة المقاومين‪ .‬المناضل‬
‫ال ــدول ــة الـلـبـنــانـ ّـيــة ف ــي ك ــل سـنــوات‬ ‫المطاردين»‪ ،‬نجح‬
‫ّ‬
‫الملقب بـ «شيخ ُ‬
‫مــا قـبــل ال ـحــرب (ح ـتــى عـهــد أمــن‬ ‫في اإلفالت من قبضة الصهاينة‬
‫الجميل) كانت دولة عميلة باملعنى‬ ‫ّ‬ ‫على رغم محاصرة منزله مرارًا ّ‬
‫ثم‬ ‫ّ‬
‫ال ــدسـ ـت ــوري وال ـق ــان ــون ــي لـلـكـلـمــة‪.‬‬ ‫مرة كان‬ ‫كل ّ‬ ‫تدمير جزء منه‪ .‬وفي‬
‫كــانــت دول ــة تـنـ ّـســق وتـتـحــالــف مع‬ ‫يخرج في مقاطع فيديو يبدو‬
‫ـدوًا للبنان‪ .‬في‬ ‫الــدولــة ُاملـصـ ّـنـفــة ع ـ ّ‬
‫فيها أكثر إصرارًا على المقاومة‪،‬‬
‫كل تلك السنوات‪ ،‬كانت الرئاسات‬ ‫وآخرها إثر استشهاد ولده عبد‬
‫امل ـت ـعــاق ـبــة ت ـت ـع ــاون م ــع إســرائ ـيــل‬ ‫الرحمن في اشتباك مع االحتالل‬
‫فــي الـشــؤون العسكرية واألمـنـ ّـيــة‪،‬‬ ‫في مخيم جنين‪( .‬فاطمة جمعة)‬
‫وملـصـلـحــة إســرائ ـيــل دومـ ــا‪ .‬كانت‬
‫مثال إن هناك ّ‬ ‫ً‬
‫خلية‬ ‫إسرائيل تقول‬
‫ل ـل ـم ـقــاومــة ف ــي م ـك ــان م ــا‪ ،‬وكــانــت‬
‫قيادة الجيش تقول لها‪ :‬نحن نقوم‬
‫بــاملـهـ ّـمــة ضــدهــا‪ ،‬أو تـعـطــي قـيــادة‬
‫الجيش اللبناني املوافقة على عمل‬
‫المفكرة‬
‫إرهابي إسرائيلي ضد لبنان‪.‬‬ ‫(الصورة) لبنان إلحياء سلسلة من ثالث‬ ‫تشارك ستيفاني الجمهور بعضًا من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنية طالت كل رؤساء‬ ‫الخيانة‬ ‫أمسيات متتالية تجمع بني املوسيقى من‬ ‫الشخصية‪ .‬علمًا بأنها كتبت‬ ‫تجاربها‬
‫ّ‬ ‫جهة واألدب والرسم من جهة أخرى‪ .‬تبدأ‬ ‫النص منفردة على مدى سنتني ظهرت‬ ‫ّ‬
‫الجمهورية في تلك الحقبة‪ .‬وثائق‬
‫األول (أكتوبر)‬ ‫الجولة في ‪ 27‬تشرين ّ‬ ‫خاللها في عروض أسبوعية على خشبة‬
‫ويـكـيـلـيـكــس أظ ـه ــرت أن األمـ ــر لم‬
‫ي ـت ـغـ ّـيــر ك ـث ـي ـرًا‪ :‬ه ـن ــاك ف ــرق ــاء في‬ ‫الحالي من «بيت الفن» في مدينة طرابلس‬ ‫‪ Awkword‬وغيرها‪ .‬بدأت غلبوني‬
‫ّ‬ ‫(شمال لبنان)‪ ،‬وخاللها ترافق خليفة‬ ‫مسيرتها الفنية منذ عشر سنوات‪ ،‬وهي‬
‫لـبـنــان (أك ـثــر مــن نـصــف املـ َـمــثـلــن‬ ‫ُ‬
‫فـ ــي م ـج ـل ــس الـ ـ ـن ـ ــواب ال ـل ـب ـن ــان ــي)‬ ‫نصوصًا مقروءة لألديبة اليابانية ـ‬ ‫تعتبر من أوائل النساء اللواتي خضن‬
‫ضد أعدائها‪.‬‬ ‫يناصرون إسرائيل ّ‬ ‫الفرونكوفونية ريوكو سيكيغوشي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫كتابة سيرتي الذاتية‪ ،‬أفضل إخباركم‬
‫تجربة الستاند ـ أب كوميدي في لبنان‪.‬‬ ‫ّ ّ‬
‫صاحبة كتاب «‪ 961‬ساعة في بيروت»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في حديث مقتضب مع «األخبار»‪ ،‬سبق‬ ‫حي اللجا‬ ‫«أرق» شباب‬
‫ال للتخوين‪ ،‬لكن هناك وثيقة من‬ ‫األمور وجهًا لوجه ألتمكن من معرفة ما‬ ‫أن قالت ستيفاني ّإن محتوى العروض‬ ‫■ تدعو «جمعية السبيل» و«نادي لكل‬
‫في اليوم التالي‪ ،‬ينتقل املوسيقي اللبناني‬ ‫ً‬
‫حـ ــرب ت ـ ّـم ــوز وف ـي ـه ــا ي ـظ ـهــر أم ــن‬ ‫الذي يعيش في فرنسا إلى دير القمر‬
‫يدور في رؤوسكم مباشرة‪ .‬من خوليو؟‬ ‫ّ‬
‫تقدمها يتميز بأنه «مناسب ملختلف‬ ‫التي ّ‬ ‫الناس»‪ ،‬في ‪ 25‬تشرين ّ‬
‫األول (أكتوبر)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجميل وكــارلــوس‬ ‫الجميل وبـيــار‬ ‫(الشوف ـ قصر املير أمني) برفقة الفنان‬ ‫إنه خوليو إغالسياس‪ ...‬يا لطيف شو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفئات املجتمعية‪ ،‬إذ تتنوع املواضيع ما‬ ‫الحالي إلى حضور عرض فيلم «أرق»‬
‫حبيتو لخوليو‪ .‬وسأخبركم القصة‬ ‫ّ‬
‫إده وفارس سعيد وجورج عدوان‬ ‫التشكيلي شارل بربريان‪ ،‬حيث يجري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بني العائلة والعمل والصداقات والعالقات‬ ‫(‪ 2013‬ـ ‪ 110‬د) للمخرجة دياال قشمر‬
‫ون ــاي ــا مـ ـع ـ ّـوض ون ـس ـي ــب ل ـ ّـح ــود‬ ‫الفنانان «حوارًا» مباشرًا بني املوسيقى‬ ‫ألبرهن أنني مجنونة منذ زمن‪ ،‬وسأظل‬ ‫ّ‬
‫العاطفية وغيرها…»‪.‬‬ ‫(الصورة) في «مكتبة بلدية بيروت‬
‫وب ـطــرس ح ــرب وه ــم يـطـلـبــون من‬ ‫ُ‬ ‫كذلك إلى األبد»‪ .‬تلخص هذه الجمل‬ ‫العامة» في مونو (األشرفية)‪ُ .‬يلقي هذا‬
‫والرسم‪ .‬وتختتم السلسلة (‪ )29/10‬في‬
‫إســرائ ـيــل تـطــويــل حـمـلــة القصف‬ ‫املسرحية التي تتمحور حول «حكايات‬ ‫الوثائقي الضوء على الشباب ّ‬
‫املهمش‬
‫بيروت وتحديدًا في «املعهد الفرنسي»‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال ــوحـ ـش ــي عـ ـل ــى الـ ـجـ ـن ــوب بـ ـم ـ ّـدة‬ ‫(طريق الشام) حيث ينفرد بشار مار ـ‬ ‫ممتعة» طبعت حياة جوزيان في لبنان‬ ‫في حي اللجا البيروتي عبر الغوص في‬
‫أسبوعي‪ .‬هذه مشاركة‬ ‫ْ‬ ‫أسبوع أو‬ ‫خليفة في تقديم أمسية موسيقية بعنوان‬ ‫على مدى ‪ 60‬عامًا من الحياة في لبنان‪.‬‬ ‫أحالمهم‪ ،‬وهمومهم‪ ،‬وعاداتهم اليومية‪،‬‬
‫في جرائم حرب‪ .‬هؤالء كان يجب‬ ‫‪ On/Off‬ضمن الجولة الترويجية أللبومه‬ ‫‪ 55‬دقيقة من الكوميديا​​والعاطفة في هذا‬ ‫وحيواتهم العاطفية‪ .‬يسهم هذا السرد‬
‫العمل الذي َّ‬
‫يقدم بالفرنسية أو اللهجة‬
‫مـحــاكـمـتـهــم بـتـهــم ج ــرائ ــم ح ــرب‪.‬‬ ‫الجديد (وهو الخامس في رصيده)‬ ‫الواقع السياسي واالجتماعي‬ ‫في عكس ّ‬
‫سجله‬‫الذي يحمل االسم نفسه والذي ّ‬ ‫اللبنانية املحكية‪.‬‬ ‫اللبناني املعقد‪ ،‬ونتائجه الكارثية على‬
‫ه ــؤالء شــركــاء فــي إه ــدار دم أهــل‬
‫في لبنان نهاية عام ‪ 2019‬على وقع‬ ‫مستقبل الشباب‪.‬‬
‫ال ـج ـنــوب‪ .‬ه ــؤالء يـجــب إقـصــاؤهــم‬ ‫مسرحية «أنا و خوليو»‪ :‬لغاية‬
‫م ـ ــن الـ ـعـ ـم ــل الـ ـسـ ـي ــاس ــي ب ـس ـبــب‬ ‫االنتفاضة الشعبية آنذاك‪.‬‬ ‫عرض «أنا مش أم حدا»‪ :‬الثالثاء ‪25‬‬
‫اإلثنني ‪ 7‬تشرين الثاني ‪ 2022‬ـ‬ ‫تشرين ّ‬
‫األول ‪ 2022‬ـ الساعة التاسعة‬ ‫عرض فيلم «أرق»‪ :‬الثالثاء ‪25‬‬
‫ضلوعهم في مؤامرة تدمير لبنان‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫مساء‬ ‫الساعة الثامنة والنصف‬ ‫ً‬ ‫تشرين ّ‬
‫ّ‬ ‫حفالت بشار مار ـ خليفة‪ :‬الخميس‬ ‫مساء ـ «مترو املدينة» (الحمرا ـ‬ ‫األول ‪ 2022‬ـ الساعة السابعة‬
‫مــن قـبــل ط ــرف ي ـقــول ال ـكــل عـنــه ـ‬ ‫ـ صالة ‪ ACT‬في «مسرح مونو»‬ ‫ً‬
‫مساء ـ «مكتبة بلدية بيروت العامة»‬
‫كــذبــا ونفاقًا ومــدالـسـ ًـة ـ ـ إنــه عـ ّ‬ ‫‪ 27‬والجمعة ‪ 28‬والسبت ‪ 29‬تشرين‬ ‫بيروت)‪ .‬لالستعالم‪76/309363 :‬‬
‫ـدو‪.‬‬ ‫األول ‪ 2022‬ـ فضاءات لبنانية ّ‬
‫ّ‬ ‫(األشرفية ـ بيروت)‪ .‬لالستعالم‪:‬‬ ‫في مونو (األشرفية)‪ .‬لالستعالم‪:‬‬
‫عدة‪.‬‬
‫أميركا نجحت‪ ،‬منذ إنشاء الكيان‪،‬‬ ‫الدعوة عامة‪.‬‬ ‫‪ 70/6262000‬أو �‪info@theatremon‬‬ ‫جوزيان و«خوليو»‬ ‫‪ 01/664647‬أو ‪info@assabil.com‬‬
‫فـ ــي إن ـ ـقـ ــاذ وتـ ـه ــري ــب كـ ــل ع ـمــاء‬ ‫‪not.com‬‬ ‫■ لغاية السابع من تشرين الثاني‬
‫إس ــرائ ـي ــل ف ــي ل ـب ـنــان وبـمـســاعــدة‬ ‫ّ‬ ‫(نوفمبر) املقبل‪ ،‬تتواصل عروض «أنا‬ ‫ستيفاني «مش أم حدا»‬
‫من الدولة‪ .‬تهريب عامر الفاخوري‬ ‫بشار مار ــ خليفة…‬ ‫و خوليو» على خشبة «مسرح مونو»‬ ‫■ في ‪ 25‬تشرين ّ‬
‫األول (أكتوبر) الحالي‪،‬‬
‫قانونيًا ألن رئيس الجمهورية‬ ‫ّ‬ ‫كان‬ ‫موسيقى وأدب ورسم‬ ‫(األشرفية)‪ .‬العمل الذي كتبته ّ‬
‫وتؤديه‬ ‫قدم ستيفاني غلبوني (الصورة)‪،‬‬ ‫ُت ّ‬
‫ّ‬
‫والحكومة ومجلس النواب ورئيس‬ ‫■ ملناسبة املهرجان األدبي الدولي‬ ‫جوزيان بولس (الصورة)‪ ،‬من إخراج‬ ‫عرض ستاند ـ أب كوميدي جديد في‬
‫العسكرية وقائد الجيش‬ ‫ّ‬ ‫املحكمة‬ ‫األول في بيروت‪ ،‬يزور‬‫والفرونكوفوني ّ‬ ‫هاغوب در غوغاسيان‪ ،‬وسينوغرافيا‬ ‫«مترو املدينة» (الحمرا) تحت عنوان‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫تواطؤوا‪ .‬ال للتخوين‪.‬‬ ‫املؤلف املوسيقي بشار مار ـ خليفة‬ ‫شربل أبي نادر وروال ملكي‪« .‬بدال من‬ ‫«أنا مش أم حدا»‪ .‬في النشاط املرتقب‪،‬‬

‫¶ اإلعالنات‬ ‫¶ المكاتب‬ ‫¶ المدير الفني‬ ‫¶ مجلس التحرير‬ ‫¶ رئيس التحرير‬


‫الوكيل الحصري ‪ads@al-akhbar.com 01/759500‬‬ ‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫صالح الموسى‬ ‫أمل األندري‬ ‫ابراهيم األمين‬
‫¶ التوزيع‬ ‫بيروت ــ فردان ــ شارع دونان ــ سنتر‬ ‫محمد وهبة‬
‫شركة األوائل‬ ‫‪@AlakhbarNews‬‬ ‫كونكورد الطابق الثامن‬ ‫¶ مدير التحرير المسؤول‬
‫وليد شرارة‬
‫‪15‬ــ ‪ 01 /666314‬ــ ‪03 / 828381‬‬ ‫وفيق قانصوه‬
‫¶ تلفاكس‪01759597 01759500 :‬‬ ‫دعاء سويدان‬ ‫صادرة عن‬
‫¶ الموقع االلكتروني‬ ‫¶ ص‪ .‬ب ‪113/5963‬‬ ‫جمال غصن‬ ‫شركة أخبار بيروت‬
‫‪/alakhbarnewspaper‬‬
‫‪www.al-akhbar.com‬‬ ‫حسين سمور‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬
‫‪Lundi 17 Octobre 2022 no212‬‬

‫في‬ ‫ّ‬
‫اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ )أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ( ﻓﻲ ‪2022‬‬ ‫اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻨﻔﻂ‬
‫العدد‬ ‫‪٨٠٠٠٠٠‬‬

‫‪02‬‬
‫السياسات‬ ‫‪593,682‬‬
‫‪622,487‬‬ ‫‪638,085‬‬ ‫‪655,413‬‬ ‫‪634,967‬‬
‫‪٧٠٠٠٠٠‬‬

‫ّ‬
‫االقتصادية قبل‬
‫‪٦٠٠٠٠٠‬‬
‫‪497,868‬‬
‫استخراج الغاز‬ ‫‪٥٠٠٠٠٠‬‬
‫‪408,699‬‬

‫‪04‬‬
‫‪٤٠٠٠٠٠‬‬
‫‪٠٧‬‬

‫‪٢٤‬‬

‫‪٣١‬‬

‫‪٢٥‬‬

‫‪٢٥‬‬

‫‪٢٦‬‬

‫‪٣١‬‬
‫‪/١٠‬‬

‫‪/٠٦‬‬

‫‪/١٢‬‬

‫‪/٠٦‬‬

‫‪/١٢‬‬

‫‪/٠٦‬‬

‫‪/٠١‬‬
‫‪/٢٠‬‬

‫‪/٢٠‬‬

‫‪/٢٠‬‬

‫‪/٢٠‬‬

‫‪/٢٠‬‬

‫‪/٢٠‬‬

‫‪/٢٠‬‬
‫سامي زغيب‪،‬‬
‫‪٢٢‬‬

‫‪٢٢‬‬

‫‪٢١‬‬

‫‪٢١‬‬

‫‪٢٠‬‬

‫‪٢٠‬‬

‫‪٢٠‬‬
‫سامي عطالله‬ ‫أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ )دوﻻر ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ( ﻓﻲ ‪2022‬‬ ‫إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ )ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ( ﻓﻲ ‪2022‬‬
‫فساد في موازنة‬ ‫‪11.83 11.87 11.8‬‬ ‫‪11.79 11.63 11.67 11.7‬‬
‫‪122.7‬‬ ‫‪11.32 11.37‬‬
‫لبنان‬ ‫‪94.4 89.7 100.4‬‬
‫‪111.9‬‬ ‫‪113.3 104.5 117.2‬‬
‫‪97.1‬‬
‫‪86.5‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهر سالمة‬
‫األزمة المقبلة عبر‬ ‫‪1‬‬
‫أﻳﻠﻮل ت‬ ‫آب‬ ‫آذار ﻧﻴﺴﺎن أﻳﺎر ﺣﺰﻳﺮان ﺗﻤﻮز‬ ‫ﺷﺒﺎط‬ ‫‪2‬‬
‫ك‬ ‫أﻳﻠﻮل‬ ‫آب‬ ‫آذار ﻧﻴﺴﺎن أﻳﺎر ﺣﺰﻳﺮان ﺗﻤﻮز‬ ‫ﺷﺒﺎط‬ ‫‪2‬‬
‫ك‬
‫«كريدي سويس»؟‬
‫اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﺎم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ )ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر(‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫‪06‬‬ ‫)‪(٪‬‬
‫سعر الفائدة‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫علي عواد‬ ‫‪30.9 30.9 30.5 30.5 30.4 30.3 30.4‬‬
‫عالء الدين يدير‬ ‫‪30.2 30‬‬
‫‪29.6‬‬
‫‪٠.٥٠٪‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫تريليونات الدوالرات‬ ‫‪28.9 28.9‬‬
‫‪28.4‬‬ ‫‪١.٠٠٪‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪٥‬‬
‫‪١.٧٥٪‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪١٦‬‬

‫‪08‬‬
‫‪٢.٥٪‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫ﺷﺒﺎط آذار ﻧﻴﺴﺎن أﻳﺎر ﺣﺰﻳﺮان ﺗﻤﻮز آب أﻳﻠﻮل‬ ‫‪2‬‬
‫ك‬ ‫‪1‬‬
‫ك‬ ‫‪2‬‬
‫ت‬ ‫‪1‬‬
‫أﻳﻠﻮل ت‬
‫‪2022‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪٣.٢٥٪‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫ورد كاسوحة‬
‫اشتراكية األغنياء‬ ‫المصدر‪ :‬إدارة معلومات الطاقة وهي وكالة إحصائية لوزارة الطاقة األميركية‪countryeconomy، Statista، forbes ،‬‬

‫حـ ّـدت ـهــا وق ـ ّـوت ـه ــا‪ .‬فــامل ـصــارف املــركــزيــة‬


‫ال توازن في سوق النفط؟‬
‫في العالم بسبب قيود جديدة فرضتها‬ ‫التضخمي‪ ،‬وتـكــافـحــه بـ ــأدوات تقليدية‬ ‫آت‪ .‬ثم جــاءت جائحة كــورونــا‪ ،‬وأشعلت‬ ‫فــي مطلع الشهر ال ـجــاري‪ ،‬ق ـ ّـرر أعضاء‬
‫ٍ‬
‫مجبرة أن تواصل سياسة رفــع الفائدة‬ ‫ملكافحة جائحة كورونا‪ ،‬كما ّأن الواليات‬ ‫تـقـضــي بــرفــع أس ـعــار ال ـفــائــدة‪ ،‬وه ــو ما‬ ‫مفجرة موجة‬ ‫النار تحت هذه السياسات ّ‬ ‫منظمة «أوبك‪ »+‬التي تضم كبار منتجي‬
‫ّ‬
‫المـتـصــاص الـسـيــولــة‪ .‬وحـتــى اآلن‪ ،‬فــإن‬ ‫املتحدة األميركية استخدمت مخزونها‬ ‫ينهك اقتصادها ويجعله فريسة للركود‪.‬‬ ‫تضخم في األسـعــار ظهرت قبل انــدالع‬ ‫النفط في العالم‪ ،‬خفض اإلنتاج بمقدار‬
‫ّ‬
‫بـعــض امل ــؤش ــرات قــد ت ـجــاوز املــؤشــرات‬ ‫االستراتيجي من النفط حتى انخفض‬ ‫وبالتالي ال ينقصها أي تضخم إضافي‬ ‫الصراع الغربي ‪ -‬الروسي على األراضي‬ ‫مليوني برميل يوميًا‪ ،‬ليصبح مجمل ما‬
‫التي سبقت أو تزامنت مع األزمــة املالية‬ ‫بنسبة ‪ %32‬في منتصف تشرين األول‬ ‫فــي األس ـع ــار ينجم عــن صــدمــة أسـعــار‬ ‫األوكــرانـيــة‪ .‬إذ لم يكد االقتصاد العاملي‬ ‫ينتجه أعضاء املنظمة أقل من ‪ 42‬مليون‬
‫العاملية عام ‪ .2008‬واألزمة الحالية‪ ،‬أعمق‬ ‫مقارنة مــع مطلع السنة الـجــاريــة‪ .‬وبــات‬ ‫النفط‪ ،‬إذ ستزداد أوضاعها االقتصادية‬ ‫يلتقط أنفاسه بعد الجائحة‪ ،‬حتى أطلق‬ ‫برميل يوميًا‪ .‬يمثل هذا الخفض ‪ %2‬من‬
‫اقـتـصــاديــا‪ ،‬ألنـهــا ال تتعلق حـصـرًا بما‬ ‫هذا املخزون منهكًا يالمس الـ‪ 400‬مليون‬ ‫صعوبة‪ ،‬وستفرض تـحـ ّـوالت سياسية‬ ‫الغرب أكبر حملة عقوبات على روسيا‬ ‫كــل إم ــدادات النفط العاملية‪ ،‬وهــو األكبر‬
‫استهدفت النفط الروسي‪ ،‬واملجال ّ‬ ‫ُ‬
‫يـحـصــل ف ــي األسـ ـ ــواق املــال ـيــة وال ـن ـقــاش‬ ‫برميل راهنًا‪ ،‬بعدما وصل إلى نحو ‪593‬‬ ‫على أعتاب انتخابات نصفية للكونغرس‬ ‫الجوي‬ ‫م ـنــذ عـ ــام ‪ 2020‬ح ــن خ ـف ــض اإلن ـت ــاج‬
‫ّ‬
‫ال ــدائ ــر حــولـهــا ال يتعلق ب ـتــدخــل الــدولــة‬ ‫مليون برميل فــي مطلع هــذا الـعــام‪ .‬ولم‬ ‫األميركي في الثامن من تشرين الثاني‬ ‫ال ــروس ــي‪ ،‬واملـنـتـجــات الــروس ـيــة‪ .‬يومها‪،‬‬ ‫بسبب جائحة كــورونــا بنحو ‪ 9‬ماليني‬
‫ف ــي إن ـق ــاذ ال ـك ـب ــار‪ ،‬ب ــل لــدي ـهــا ام ـت ــدادات‬ ‫تكن هذه االحتياطات بهذا املستوى من‬ ‫املقبل‪ ،‬وهي مهمة جدًا في إعادة تركيب‬ ‫رد فعل السوق مباشرًا‪ ،‬وارتفعت‬ ‫كــان ّ‬ ‫بــرم ـيــل يــوم ـيــا‪ .‬إن ـم ــا ال ـخ ـفــض األخ ـي ــر‪،‬‬
‫اقـتـصــاديــة واس ـعــة مـحــورهــا األســاســي‬ ‫قبل إال فــي عــام ‪ 1984‬ومــا قـبــل‪ .‬طــوال‬ ‫مجلسي الشيوخ والنواب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫السيطرة على‬ ‫أسـعــار النفط فــي أيــار إلــى ‪ 122‬دوالرًا‪.‬‬ ‫ي ـهــدف بـشـكــل رئـيـســي إل ــى رف ــع سعر‬
‫رغم ذلك‪ ،‬لم ُي ّ‬ ‫ّ‬
‫أس ـعــار الـنـفــط وســاســل تــوريــد السلع‬ ‫السنوات التالية‪ ،‬كانت االحتياطات دائمًا‬ ‫سجل لغاية اآلن‪ ،‬انعكاس‬ ‫وبـنـتـيـجــة ه ــذا ال ـتــراكــم ف ــي الـسـيــاســات‬ ‫بــرمـيــل الـنـفــط (خ ــام بــرنــت) ال ــذي تــدنــى‬
‫األس ــاس ـي ــة ال ـغــذائ ـيــة م ـثــل ال ـق ـمــح‪ ،‬وتـلــك‬ ‫أعلى مــن ‪ 500‬مليون برميل‪ ،‬ووصلت‬ ‫كبير لهذا الـقــرار على مستويات سعر‬ ‫عمدت املصارف املركزية‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫سعره إلى نحو ‪ 84‬دوالرًا في األسابيع‬
‫املتعلقة بالصناعات التكنولوجية مثل‬ ‫حدها األقصى عام ‪ 2011‬لتبلغ ‪680‬‬ ‫إلى ّ‬ ‫بــرم ـيــل ال ـن ـفــط ف ــي الـ ـس ــوق‪ .‬ف ـقــد ارت ـفــع‬ ‫مصرف االحتياط الفديرالي األميركي‪،‬‬ ‫األخـيــرة علمًا بأنه بلغ أعلى مستوياته‬
‫ً‬
‫أشباه املوصالت والشرائح اإللكترونية‪.‬‬ ‫مليون برميل‪.‬‬ ‫برميل خــام برنت إلــى ‪ 91‬دوالرًا‪ ،‬علمًا‬ ‫إلى رفع أسعار الفائدة خمس مرات حتى‬ ‫في آذار املاضي مسجال ‪ 130‬دوالرًا‪.‬‬
‫ّ‬
‫بهذا املعنى يصبح منطقيًا الـســؤال إذا‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬مــا زالــت مستويات الصدمة‬ ‫بأنه بلغ ‪ 86‬دوالرًا في مطلع السنة‪ ،‬أي‬ ‫اآلن‪ ،‬في محاولة لكبح معدالت التضخم‬ ‫يــأتــي ه ــذا ال ـق ــرار ف ــي وقـ ـ ٍـت تـعــانــي فيه‬
‫كــانــت «أوب ـ ــك‪ »+‬تـ ــوازن الـطـلــب الـســوقــي‬ ‫ال ـنــات ـجــة م ــن اس ـت ـخ ــدام أسـ ـع ــار الـنـفــط‬ ‫قبل الحرب الروسية ‪ -‬األوكــرانـيــة‪ .‬إنما‬ ‫املــرتـفـعــة‪ .‬فـقــد ارتـفـعــت أس ـعــار الـفــائــدة‬ ‫اق ـت ـص ــادات ال ـ ــدول ال ـك ـب ــرى‪ ،‬م ــن رك ــود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضعيف‪ ،‬أم أنها تضغط على مخزون‬ ‫ك ــأدوات هجومية أو دفــاعـيــة فــي سياق‬ ‫كان الفتًا أن هناك ثالثة عوامل أساسية‬ ‫ويرجح‬ ‫األميركية من ‪ %0.5‬إلى ‪،%3.25‬‬ ‫تضخمي تعود جــذوره إلــى السياسات‬
‫ال ــوالي ــات امل ـت ـح ــدة لــدف ـع ـهــا إل ــى خفض‬ ‫ال ـح ــرب امل ـف ـتــوحــة‪ ،‬ل ــم تـظـهــر كـلـيــا بـعــد‪.‬‬ ‫أسهمت في هذا االستقرار النسبي‪ ،‬وال‬ ‫أن يـكــون هـنــاك ارت ـفــاعــات إضــافـيــة في‬ ‫الـنـقــديــة التوسعية الـتــي مــارسـتـهــا هــذه‬
‫استعماله ما يؤدي إلى اإلخالل بالتوازن‬ ‫فــال ـحــرب ل ــم تـنـتــه ب ــن ال ـغ ــرب وروس ـي ــا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ستستمر‬ ‫ُيعرف ما إذا كانت مفاعيلها‬ ‫مطلع تشرين الثاني املقبل‪.‬‬ ‫ال ـ ــدول ف ــي ف ـت ــرة م ــا ب ـعــد األزم ـ ــة املــالـيــة‬
‫الـحــالــي ويــرفــع األس ـعــار بــوتـيــرة حــادة؟‬ ‫ول ــم ت ـصــل إل ــى مــرح ـلــة ال ـت ـســويــة بـعــد‪،‬‬ ‫خالل األسابيع املقبلة؛ فإلى جانب الركود‬ ‫قرار «أوبك‪ »+‬زاد الضغوط على إجراءات‬ ‫العاملية في نهاية عــام ‪ .2008‬فمنذ ذلك‬
‫ّ‬
‫حاليًا األسعار شبه متوازنة‪ ،‬إنما السوق‬ ‫فيما العوامل االقتصادية البنيوية التي‬ ‫العاملي‪ ،‬هناك انخفاض الطلب لدى الصني‬ ‫الـ ــواليـ ــات امل ـت ـح ــدة األم ـي ــرك ـي ــة ملـكــافـحــة‬ ‫الحني‪ ،‬تبنت املصارف املركزية سياسة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ليست كذلك‪.‬‬ ‫قادت نحو األزمة‪ ،‬ما زالت قائمة وتزداد‬ ‫الـتــي تـمــثــل ثــانــي أكـبــر مستهلك للنفط‬ ‫األزم ـ ــة‪ .‬ف ـهــي م ــن ج ـهــة ت ــواج ــه ال ــرك ــود‬ ‫خلق النقد وضخه في السوق‪ ،‬كأن ال غدًا‬
‫‪3‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫‪2‬‬

‫مؤشر‬
‫‪a‬‬ ‫المعالم يأخذ في الحسبان حجم البلد عدديًا‬ ‫وأفق اقتصادي واضح لتحسين‬ ‫ثم تحديد آليات استعمال العائد منه‬ ‫مع إتمام االتفاق على ترسيم‬
‫واقتصاديًا‪ ،‬ووضعه اإلقليمي والدولي‪،‬‬ ‫َ‬
‫المستخرج‪ ،‬سواء‬ ‫فرص استغالل الغاز‬ ‫واألهداف االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫الحدود البحرية الجنوبية للبنان‬
‫وقدراته اإلنتاجية في المنافسة المحلية‬ ‫من خالل استخدامه في الداخل‪ ،‬أو‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬االستخراج يتطلب وقتًا‬ ‫وتحديد حقوق المستفيدين من‬
‫تحويل األرصدة المصرفية‬ ‫والخارجية‪ ...‬المطلوب أن تكون لدى لبنان‬
‫ّ‬
‫بيعه للخارج واالستفادة من عائداته‬ ‫زمنيًا وال سيما أن مسألة طريقة‬ ‫حقل الغاز في البلوك الرقم ‪ ،9‬تبدأ‬
‫إلى نقد في التداول‬ ‫ومحددة‬ ‫سياسات وطريق بأهداف شاملة‬
‫من خالل االستخدام األمثل للموارد المتاحة‬
‫بالعملة األجنبية‪ .‬أساس هذه المقاربة‬
‫أن يجري التخطيط القتصاد واضح‬
‫البيع غير محسومة بعد‪ ،‬إنما من‬
‫المهم رسم خريطة طريق واضحة‬
‫مرحلة جديدة في لبنان متصلة‬
‫بمسار التنقيب عن الغاز واستخراجه‪،‬‬
‫‪٥٨٩٤٣.٥‬‬
‫ﺣﺠﻢ اﻟﻨﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺪاول‬
‫)ﻣﻠﻴﺎر ﻟﻴﺮة(‬
‫ّ‬
‫بات واضحًا أن السياسة التي يتبعها‬
‫مصرف لبنان‪ ،‬منذ بداية األزمة‪ ،‬ترمي‬
‫إلى إطفاء الخسائر التي ّ‬

‫محليًا‬ ‫استخداماته‬ ‫ّ‬


‫أهم‬ ‫الكهرباء‬
‫ّ‬
‫تكبدها النظام‬
‫املالي على مدى السنوات املاضية‪ ،‬من‬
‫خ ــال طـبــاعــة األمـ ــوال‪ .‬ويـصـبــح األمــر‬
‫‪٤٥٧٦١.٣‬‬ ‫أك ـث ــر وض ــوح ــا ع ـنــد ال ـن ـظــر إل ــى نـمـ ّـو‬

‫السياسات االقتصادية قبل استـخراج الغاز‬


‫«الكتلة النقدية في التداول» نسبة إلى‬
‫مجمل امل ـعــروض الـنـقــدي‪ .‬فـقــد كانت‬
‫نسبة الكتلة النقدية فــي الـتــداول تبلغ‬
‫‪٣.٩١٧.٧‬‬ ‫‪ %2‬ف ــي م ـط ـلــع ‪ ،2019‬ث ــم ارت ـف ـعــت‬
‫إلـ ـ ــى ‪ %17‬الـ ـ ـي ـ ــوم‪ .‬ب ـم ـع ـن ــى أوضـ ـ ــح‪،‬‬
‫ك ــان مـصــرف لـبـنــان ي ـحـ ّـول األرص ــدة‬
‫املصرفية إلى نقد متداول في السوق‬ ‫ّ‬
‫ويضخها بعد تضخيمها مــن خالل‬ ‫أصبح خيار تصدير الغاز خيارًا أكثر‬
‫ّ‬
‫أسـ ـع ــار صـ ــرف مـ ـتـ ـع ــددة‪ .‬هـ ــذا األم ــر‬ ‫جــاذبـ ّـيــة‪ .‬لــذا‪ ،‬مــن املهم دراســة جــدوى‬ ‫‪١٦‬‬
‫يحصل منذ بداية األزمة لغاية اليوم‪.‬‬ ‫االس ـ ـت ـ ـخـ ــدام الـ ــداخ ـ ـلـ ــي مـ ـق ــارن ــة مــع‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﺮات إﻧﺘﺎج اﻟﻐﺎز ﺳﻨﻮﻳﴼ )ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ(‬
‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪٢٠٢١‬‬ ‫‪٢٠٢٠‬‬
‫‪١٠٥٦٣.٥‬‬
‫‪٢٠١٩‬‬
‫املـ ـع ــروض ال ـن ـقــدي ه ــو كـتـلــة ّاألمـ ــوال‬
‫املـتــاحــة فــي ال ـس ــوق‪ ،‬وه ــي تـتــألــف من‬
‫أربـ ــع ش ــرائ ــح‪ .‬بــالــدرجــة األع ـل ــى تــأتــي‬
‫التصدير‪ .‬بعض الدول مثل مصر بدأت‬
‫تخفض االستهالك الداخلي للغاز من‬
‫أجل زيــادة التصدير‪ ،‬وهدفها إدخال‬
‫‪1.1‬‬
‫مليار دوالر‬
‫‪١٤‬‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎن‬ ‫كتلة «النقد في التداول» أو الـ ‪ M0‬التي‬ ‫عمالت أجنبية أكبر إلى البلد من أجل‬ ‫ّ‬
‫لمعدل‬ ‫أفضل سيناريو‬
‫ّ‬ ‫إع ــادة ال ـتــوازن إلــى ماليتها املثقوبة‬ ‫ّ‬ ‫‪١٢‬‬
‫تمثل ُ كمية األم ــوال الورقية واملعدنية‬ ‫بسبب البنية الجديدة التي وضعتها‬
‫التدفقات المالية السنوية‬
‫السابقتني‪ .‬فحتى نهاية تموز ‪،2022‬‬ ‫امل ــداخـ ـي ــل ب ـش ـكــل م ـب ــاش ــر‪ ،‬وهـ ــو مــا‬ ‫التي تستعمل في السوق‪ .‬تليها كتلة‬ ‫باالستناد إلى نماذج صندوق النقد‬ ‫الناتجة من استخراج الغاز‬
‫تضم «النقد في الـتــداول»‬ ‫ّ‬ ‫ال ـ ‪ M1‬التي‬
‫بلغ االسـتـيــراد ‪ 10.5‬مـلـيــارات دوالر‪.‬‬ ‫انـعـكــس ّ عمليًا ارت ـفــاعــا فــي مـعــدالت‬ ‫ال ــدول ــي‪ .‬ف ـه ــذا ال ـت ـصــديــر ي ــأت ــي على‬ ‫‪١٠‬‬
‫وإذا اس ـت ـمـ ّـر عـلــى وت ـيــرتــه ه ــذه‪ ،‬فــإنــه‬ ‫الـ ـتـ ـض ــخ ــم ل ـت ـب ـل ــغ ب ـش ـك ــل ت ــراك ـم ــي‬ ‫ب ــاإلض ــاف ــة إلـ ــى ال ـح ـس ــاب ــات ال ـجــاريــة‬ ‫حـســاب حــرمــان املـصــانــع املحلية من‬
‫سـيـبـلــغ ‪ 18‬م ـل ـيــار دوالر ف ــي نـهــايــة‬ ‫‪ %1200‬في نهاية آب ‪ .2022‬نقل هذه‬ ‫بــالـلـيــرة‪ .‬بـعــدهــا تــأتــي كتلة ‪ M2‬التي‬ ‫التنعم بقدرة إنتاجية كاملة‪ ،‬أي أنه‬ ‫ّ‬ ‫في اإلنتاج مرتفعة بشكل يساهم في‬
‫الـسـنــة بـمـعــدل اسـتـيــراد شـهــري يبلغ‬ ‫الكتلة النقدية من األمــوال اإللكترونية‬ ‫ت ـضـ ّـم ال ـ ـ ‪ M1‬بــاإلضــافــة إل ــى ال ــودائ ــع‬ ‫يــأتــي عـلــى ح ـســاب ال ـق ــدرة الـقـصــوى‬ ‫الربحية‪ .‬وهذا األمر يسهم في‬ ‫ّ‬ ‫زيادة‬ ‫‪٨‬‬
‫بالليرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ 1.5‬مليار دوالر‪ .‬في املقابل‪ ،‬استورد‬ ‫ف ــي املـ ـص ــارف إل ــى ال ـس ــوق ك ــان يتم‬ ‫املجمدة ألجــل‪ .‬وثالثًا تأتي الـ‬ ‫اإلنـتــاجـيــة‪ ،‬مــا يعني إنـتــاجــا أق ــل‪ ،‬ما‬ ‫زيادة االستثمارات وبالتالي يساهم‬
‫تضخيمها‪ ،‬إذ إن مصرف لبنان‬ ‫‪ M3‬التي تضم ال ـ ‪ M2‬باإلضافة إلى‬ ‫ّ‬ ‫يعني أن الطلب االستهالكي عليه أن‬ ‫ّ‬
‫لبنان فــي عــام ‪ 2021‬مــا قيمته ‪13.6‬‬ ‫عبر ّ‬
‫االقتصادية ونمو‬ ‫في توسيع الدورة‬
‫مليار دوالر بمعدل شهري يبلغ ‪1.1‬‬ ‫كان يغطي الودائع بالدوالر من خالل‬ ‫الـ ّـودائــع املـقـ ّـومــة بــالــدوالر‪ ّ ،‬وهــي عمليًا‬ ‫يـتــأقـلــم لتغطية الـنـقــص فــي اإلن ـتــاج‬ ‫االقتصاد‪.‬‬ ‫‪٦‬‬
‫مليار دوالر‪ ،‬وفي عام ‪ 2020‬استورد‬ ‫طـبــاعــة ال ـل ـيــرة وإع ـطــائ ـهــا لـلـمــودعــن‪.‬‬ ‫تمثل املعروض النقدي الكلي‪.‬‬ ‫املحلي من خالل االستيراد بما يعنيه‬ ‫ال يقتصر األمر على الكلفة املباشرة‬
‫لـبـنــان بـمــا قيمته ‪ 11.3‬مـلـيــار دوالر‬ ‫فالدوالر املوجود في كتلة الـ ‪ M3‬على‬ ‫منذ بداية األزمة‪ّ ،‬بدأت كتلة «النقد في‬ ‫ذل ــك مــن طـلــب عـلــى الـعـمـلــة األجنبية‬ ‫ل ـل ـك ـهــربــاء‪ .‬ف ـفــي ظ ــل إن ـت ــاج مـسـتـقـ ّـر‬
‫بمعدل شهري يبلغ ‪ 941‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫مصرفية كــان ُيحتسب‬ ‫ّ‬ ‫شكل وديعة‬ ‫ال ـتــداول» بالتضخم بشكل متسارع‪.‬‬ ‫لتمويل ال ــواردات‪ ،‬أو أن الفائض في‬ ‫للكهرباء وتـعــرفــة مبنية على كلفة‬ ‫‪٤‬‬
‫وف ــي ع ــام ‪ 2019‬اس ـت ــورد بـمــا قيمته‬ ‫فــي الكتلة الـنـقــديــة عـلــى سـعــر ‪1500‬‬ ‫فــي ‪ 2019‬ازدادت هــذه الكتلة بمعدل‬ ‫الـكـمـيــات املنتجة محليًا وال ــذي كــان‬ ‫تـشـغـيــل بــواس ـطــة ال ـغ ــاز الـطـبـيـعــي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ش ـهــري يـبـلــغ ‪ 454‬مـلـيــار ل ـي ــرة‪ ،‬وفــي‬ ‫ُيصدر إلى الخارج سيتقلص‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫س ـ ـي ـ ـتـ ــاح خ ـ ـفـ ــض أكـ ـ ـ ـ ــاف اإلنـ ـ ـت ـ ــاج‬
‫‪ 19.2‬مليار دوالر بمعدل شهري ‪1.6‬‬ ‫يتحول إلى‬ ‫ليرة لـلــدوالر‪ ،‬لكنه عندما‬ ‫فـهــذا يعني وظــائــف أقــل فــي املعامل‪،‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ّ‬ ‫ع ـل ــى الـ ـقـ ـط ــاع ال ـ ـخـ ــاص‪ ،‬وال سـيـمــا‬
‫مـلـيــار دوالر‪ .‬واالس ـت ـي ــراد يـعـ ّـبــر عن‬ ‫الكتلة النقدية في التداول‪ ،‬كان يتحول‬ ‫‪ 2020‬ب ـلــغ ‪ 1696‬م ـل ـيــار ل ـي ــرة‪ ،‬وفــي‬
‫وع ــدد ســاعــات عـمــل أدن ــى‪ ،‬أي أج ــورًا‬ ‫األك ـ ـ ـ ـ ــاف املـ ـتـ ـعـ ـلـ ـق ــة ب ــالـ ـصـ ـن ــاع ــات‬
‫وت ـيــرة االسـتـهــاك املحلية ألن معظم‬ ‫على سعر صــرف ‪ 3900‬لـيــرة‪ ،‬الــذي‬ ‫‪ 2021‬ب ـلــغ ‪ 1236‬م ـل ـيــار ل ـي ــرة‪ ،‬وفــي‬ ‫أقل‪.‬‬ ‫الـتــي تستخدم الـطــاقــة املكثفة‪ ،‬مثل‬
‫االس ـت ـه ــاك ه ــو م ـس ـت ــورد‪ ،‬وارتـ ـف ــاع‬ ‫ت ـعـ ّـدل الح ـقــا إل ــى ‪ 8000‬ل ـيــرة‪ .‬هـكــذا‬ ‫‪ 2022‬ب ـل ــغ ‪ 1400‬م ـل ـي ــار لـ ـي ــرة‪ .‬فــي‬ ‫ال ـش ــيء األهـ ــم ف ــي م ـســألــة الـتـعــامــل‬ ‫مصانع األملـنـيــوم‪ ،‬مصانع الــزجــاج‪،‬‬ ‫‪٠‬‬
‫النتيجة‪ ،‬كانت الكتلة النقدية في مطلع‬

‫‪٢٠٧٥‬‬

‫‪٢٠٧٠‬‬

‫‪٢٠٦٥‬‬

‫‪٢٠٦٠‬‬

‫‪٢٠٥٥‬‬

‫‪٢٠٥٠‬‬

‫‪٢٠٤٥‬‬

‫‪٢٠٤٠‬‬

‫‪٢٠٣٥‬‬

‫‪٢٠٣٠‬‬

‫‪٢٠٢٥‬‬
‫االس ـت ـه ــاك ف ــي ظ ــل ت ـضــاعــف سعر‬ ‫كــانــت تطفأ الخسائر‪ .‬ففي النتيجة‪،‬‬ ‫مـ ــع ال ـك ـم ـي ــات امل ـس ـت ـخ ــرج ــة لـجـهــة‬ ‫مصانع اإلسمنت‪ ،‬وبدرجة أقل على‬
‫الـ ــدوالر ‪ 20‬م ـ ّـرة أم ــام الـلـيــرة وت ـحـ ّـول‬ ‫إن تضخيم كتلة «النقد في الـتــداول»‬ ‫‪ 2019‬تـبـلــغ ‪ 5,561.9‬م ـل ـيــارات لـيــرة‬ ‫االسـ ـتـ ـه ــاك امل ـح ـل ــي أو ال ـت ـصــديــر‬
‫ُ‬
‫الـصـنــاعــات التحويلية الـتــي ت ــراوح‬
‫السوق إلى اقتصاد الكاش أكثر فأكثر‪،‬‬ ‫أتى على حساب ارتفاع سعر الصرف‬ ‫وأصبحت الـيــوم ‪ 58,943‬مليار ليرة‪،‬‬ ‫الـ ـ ـخ ـ ــارج ـ ــي‪ ،‬ه ـ ــو أن ت ـ ـك ـ ــون هـ ــذه‬ ‫كلفة الطاقة فيها ما بني ‪ %20‬و‪%40‬‬
‫الفعلي الذي ّ‬ ‫أي أنها ازدادت ‪ 10.5‬أضعاف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬دراﺳﺔ »‪«Lebanese Citizen Foundation‬‬
‫يعني أن السوق تستعمل كميات أكبر‬ ‫تعبر عنه السوق املوازية‪.‬‬ ‫اإليـ ــرادات ج ــزءًا مــن خــطــة متكاملة‪،‬‬ ‫من مجمل الكلفة‪ .‬في الواقع‪ ،‬إن كلفة‬
‫من الليرات‪.‬‬ ‫الـجــزء األكـبــر مــن عملية الـضــخ لهذه‬ ‫فعلية‬‫كــان هــذا األم ــر بمثابة ترجمة ّ‬ ‫ال ت ـت ـعــامــل م ـع ـهــا ك ـم ـص ــدر وح ـيــد‬ ‫اإلنتاج املرتفعة للكهرباء‪ّ ،‬أدت إلى‬
‫ويـ ـت ــم ت ـم ــوي ــل الـ ـس ــوق ع ـب ــر تـعــامـيــم‬ ‫األموال كان هدفه إطفاء الخسائر التي‬ ‫ملسار تــوزيــع الخسائر وفــق الطريقة‬ ‫لتغطية الخسائر التي تراكمت في‬ ‫إقـفــال الكثير مــن املـعــامــل فــي لبنان‬
‫املصرفي وتجاوز‬ ‫الـ ـت ــي أراده ـ ـ ـ ــا مـ ـص ــرف لـ ـبـ ـن ــان‪ .‬فـمــا‬ ‫النظام اللبناني على مــدى العقود‬ ‫التي كانت لديها أفران حرارية تعمل‬ ‫س ـي ـت ـق ـل ــص الـ ـعـ ـج ــز فـ ـ ــي الـ ـحـ ـس ــاب‬ ‫امل ـت ـح ــدة األم ـي ــرك ـي ــة‪ ،‬إن ك ــل كـمـيــات‬ ‫الكميات املستخدمة في الداخل؟‬ ‫ال ـ ـ ــذي ي ـت ــرك ــه ذل ـ ــك ع ـل ــى االق ـت ـص ــاد‬ ‫ليس واضـحــا بعد حجم احتياطات‬
‫مـ ـص ــرف ل ـب ـن ــان م ـث ــل ال ـت ـع ـم ـيــم ‪151‬‬
‫ـدال مــن أن ّ‬ ‫تراكمت في القطاع ً‬ ‫ي ـح ـص ــل هـ ــو أنـ ـ ــه كـ ـ ــان ي ـت ــم ت ـحــويــل‬ ‫الـ ـث ــاث ــة املـ ــاض ـ ـيـ ــة‪ ،‬ب ـ ــل عـ ـل ــى أن ـه ــا‬ ‫بواسطة الغاز واملازوت والكهرباء‪.‬‬ ‫الجاري (يبلغ هذا العجز حاليًا ‪2.5‬‬ ‫الـغــاز املـتــوقــع اكتشافها فــي حوض‬ ‫أعدتها مؤسسة جمعية‬ ‫تقول ورقــة ّ‬ ‫ال ـل ـب ـنــانــي؟ م ــا ه ــي ال ـق ـطــاعــات الـتــي‬ ‫الغاز القابلة لالستخراج في البحر‬
‫الـ ـ ــذي ي ـس ـمــح ب ـس ـحــب ال ـ ــودائ ـ ــع عـلــى‬ ‫تعبر‬ ‫‪ 72‬مـلـيــار دوالر‪ .‬وب ـ‬
‫سـعــر ص ــرف يـبـلــغ ‪ 8‬آالف ل ـيــرة لكل‬ ‫«كـتـلــة الـنـقــد فــي ال ـت ــداول» عــن حاجة‬ ‫الـكـتــل الـنـقــديــة ب ــال ــدوالر وبــالـلـيــرة من‬ ‫مـكـســب لــاقـتـصــاد ُيـسـتـخــدم لبناء‬ ‫يـ ـمـ ـك ــن اس ـ ـ ـت ـ ـ ـخـ ـ ــدام الـ ـ ـغ ـ ــاز م ـح ـل ـيــا‬ ‫مـلـيــار دوالر)‪ .‬فـفــي الــوضــع الحالي‬ ‫املـ ـت ــوس ــط ت ـب ـل ــغ ‪ 3450‬م ـل ـي ــار مـتــر‬ ‫املــواطــن‪ ،‬باالستناد إلــى أرقــام وكالة‬ ‫ستستفيد مــن ه ــذا ال ـغــاز؟ أي دورة‬ ‫اللبناني‪ ،‬لكن حتى في حــال لم تكن‬
‫ال ـح ـس ــاب ــات امل ـج ـم ــدة ّوالـ ـج ــاري ــة إل ــى‬ ‫اقتصاد منتج على املدى الطويل‪ ،‬إذ‬ ‫بــأش ـكــال أخـ ــرى م ـت ـع ــددة‪ ،‬ل ـكــن هــذه‬ ‫يستورد لبنان الفيول أويل واملازوت‬ ‫مكعب‪ .‬وباالستناد إلى حقول الغاز‬ ‫املـ ـس ــح ال ـج ـي ــول ــوج ــي ف ــي ال ــوالي ــات‬ ‫اق ـت ـص ــادي ــة س ـي ـتــم تـحـفـيــزهــا بفعل‬ ‫ال ـك ـم ـيــات ض ـخ ـمــة‪ُ ،‬ي ـم ـكــن اسـتـغــال‬
‫دوالر‪ ،‬وعبر التعميم ‪ 158‬الذي يسمح‬ ‫ال ـســوق للعمالت الــورقـيــة وال ـت ــداوالت‬
‫اليومية ّ‬ ‫يمكن‪ ،‬من خالل وضع خطة طويلة‬ ‫األشكال من االستهالك تحتاج لبنى‬ ‫لتشغيل املـعــامــل‪ ،‬أو املـ ــازوت وحــده‬ ‫املكتشفة في الجوار‪ ،‬ووفقًا للمعايير‬ ‫ه ــذه ال ـث ــروة لـلـنـهــوض االق ـت ـصــادي‬
‫بسحب ‪ 200‬دوالر على سعر صرف‬ ‫لتعبر عن قيمة العملة الفعلية‪،‬‬ ‫عمالت ورقية يتم ضخها في السوق‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫األمـ ــد‪ ،‬أن تـسـتـخــدم ه ــذه اإليـ ــرادات‬ ‫تحتية مناسبة الستهالكها‪ .‬فمثال‬ ‫ل ـت ـش ـغ ـيــل مـ ــولـ ــدات األح ـ ـيـ ــاء بـكـلـفــة‬ ‫التقنية واالسـتـثـمــاريــة وللمصالح‬ ‫امل ـ ـحـ ــلـ ــي‪ ،‬إذ إن ال ـك ـم ـي ــات امل ـن ـت ـجــة‬
‫يبلغ ‪ 12‬ألف ليرة‪.‬‬ ‫أصـبـحــت ه ــذه الـكـتـلــة هــي الـتــي تقود‬ ‫ل ـل ـتــداول‪ .‬بـهــذا املـعـنــى‪ ،‬إن نـقــل الكتلة‬ ‫ب ــاه ـظ ــة مـ ـق ــارن ــة مـ ــع ك ـل ـف ــة اإلنـ ـت ــاج‬ ‫املتعلقة باألطراف (الدولة‪ ،‬الشركات‬ ‫سـتـمـنــح االق ـت ـص ــاد دي ـنــام ـيــة فــائـقــة‬
‫ّ‬ ‫الـنـقـ ّ‬ ‫فــي مـشــاريــع تـنـمــويــة‪ ،‬مـثــل توسيع‬ ‫االستهالك املنزلي يحتاج إلى شبكة‬
‫القلق من استمرار هذا املسار سببه أن‬ ‫التغير في قيمة الليرة في السوق‪.‬‬ ‫ـديــة مــن أع ـلــى ال ـه ــرم‪ ،‬أي كـتـلــة ال ـ‬ ‫ب ــواس ـط ــة م ـعــامــل مـ ّـؤس ـســة ك ـهــربــاء‬ ‫امل ـ ـس ـ ـت ـ ـخـ ــرجـ ــة‪ ،‬الـ ـ ـبـ ـ ـي ـ ــع‪ ،‬اسـ ـ ـ ـت ـ ـ ــرداد‬ ‫نسبة ّمن الناتج‬ ‫تقديرات األرباح‬ ‫األقصى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النقدية في‬
‫وتطوير البنى التحتية في قطاعات‬ ‫نقل تصل إلى املنازل بشكل مباشر‪،‬‬ ‫للتطور والتنمية إلى حدها ُ‬
‫ضخ النقد ليس مرتبطًا بحاجة السوق‬ ‫في ضوء هذا املتغير‪ ،‬عاد االستهالك‬ ‫‪ ،M3‬إلى أسفله‪ ،‬أي الكتلة ّ‬ ‫م ـخ ـت ـل ـف ــة‪ ،‬مـ ـث ــل تـ ـم ــوي ــل ال ـت ـغ ـط ـيــة‬ ‫تمامًا مثل شبكات املياه‪ .‬وهذا األمر‬ ‫لبنان‪ .‬هذه الكلفة تمثل عبئًا أساسيًا‬ ‫الـكـلـفــة‪ ،‬فـتــرة االس ـت ـخــراج الـقـصــوى‪،‬‬ ‫المحلي (‪)%‬‬ ‫من بيع الغاز‬ ‫أم ــا إذا كــانــت كـمـيــات ال ـغــاز املنتجة‬
‫الفعلية لليرات بمقدار حاجة مصرف‬ ‫إلى مستويات مرتفعة نسبيًا في عام‬ ‫السوق‪ ،‬يفرض ضريبة تضخم على‬ ‫الـصـحـيــة الـشــامـلــة‪ ،‬وزيـ ــادة ال ـقــدرة‬ ‫بحاجة إلــى استثمار كبير مــن قبل‬ ‫على االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتقليصها‬ ‫الـ ـكـ ـمـ ـي ــات‪ )...‬فـ ــإن أف ـض ــل س ـي ـنــاريــو‬ ‫كبيرة‪ ،‬فستزداد صــادرات الغاز بما‬
‫لبنان واملصارف إلطفاء الخسائر‪.‬‬ ‫‪ 2022‬ع ـمــا كـ ــان ع ـل ـيــه ف ــي الـسـنـتــن‬ ‫األسـ ـ ــواق ش ــدي ــدة الـفـعــالـيــة وتـصـيــب‬ ‫اإلنـ ـت ــاج ـ ّـي ــة ل ـل ـك ـه ــرب ــاء لــاس ـت ـفــادة‬ ‫الـ ــدولـ ــة‪ .‬إال أن ت ــوف ـي ــر هـ ــذا ال ـخ ـيــار‬ ‫يـ ـعـ ـن ــي تـ ـقـ ـلـ ـي ــص ع ـ ـجـ ــز ال ـ ـح ـ ـس ــاب‬ ‫لـلـبـنــان هــو أن ــه يكتشف ســريـعــا في‬
‫‪0.64‬‬ ‫‪309,020,400‬‬ ‫‪2025‬‬ ‫تمثله مــن عــوائــد بالعملة األجنبية‬
‫ّ‬
‫القصوى من عدد ساعات التغذية‪،‬‬ ‫يمكن أن يغني عن استيراد مشتقات‬ ‫الـ ـج ــاري‪ ،‬م ــا يـنـعـكــس م ـبــاشــرة على‬ ‫كل املياه اإلقليمية أن لديه ما يفوق‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪618,040,800‬‬ ‫‪2026‬‬ ‫ناتجة من تصدير الغاز إلى الخارج‪.‬‬
‫وإرسـ ــاء شـبـكــة نـقــل تــربــط املـنــاطــق‬ ‫طاقة إضافية مثل املازوت املستخدم‬ ‫التوازن في سعر الصرف ألنه يخفف‬ ‫‪ 500‬مليار متر مكعب من الغاز‪ ،‬وأن‬ ‫‪1.82‬‬ ‫‪927,061,200‬‬ ‫‪2027‬‬ ‫لكن إزاء التعقيدات الـتــي قــد ترافق‬
‫الطلب على الدوالرات التي يستحوذ‬ ‫ّ‬
‫تمتد‬ ‫يكون االسـتـخــراج على فـتــرات‬ ‫مسألة البيع إلــى الـخــارج وال سيما‬
‫اجـتـمــاعـيــا واق ـت ـصــاديــا‪ .‬كـمــا يمكن‬ ‫للتدفئة أو الغاز املنزلي‪ .‬وهذا األمر‬
‫االقتصادية بشكل‬‫ّ‬ ‫تمويل املشاريع‬ ‫يسهم في تخفيف الضغط عن سعر‬ ‫تجار الفيول واملازوت لتمويل‬ ‫عليها ّ‬ ‫إلــى عــام ‪ 2074‬ضمن وتيرة تتيح له‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2028‬‬
‫مدعوم‪ ،‬ما يساهم في تطوير القدرة‬ ‫الصرف بشكل إضافي‪.‬‬ ‫االستيراد‪.‬‬ ‫تصدير ‪ 12‬مليار متر مكعب سنويًا‪،‬‬ ‫‪2.12‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2029‬‬
‫اإلنتاجية فــي االقـتـصــاد‪ .‬هــذا األمــر‬ ‫ّ‬ ‫ك ـم ــا ي ـم ـك ــن االس ـ ـت ـ ـفـ ــادة مـ ــن ال ـغ ــاز‬ ‫تــول ـيــد ال ـطــاقــة ب ـغ ــاز مـنـتــج مـحـلـيــا‪،‬‬ ‫وكفاية ذاتية في االستهالك الداخلي‪.‬‬
‫‪2.05‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2030‬‬
‫الشيء األهم في مسألة التعامل‬
‫ي ـح ـتــاج إل ــى وض ــع ه ــذه اإليـ ـ ــرادات‬
‫ت ـحــت إش ـ ــراف دق ـي ــق‪ ،‬يـضـمــن أن ال‬
‫ف ــي قـ ـط ــاع ال ـن ـق ــل ال ـ ـعـ ــام‪ ،‬إذ يـمـكــن‬
‫ت ـحــويــل مــرك ـبــات ال ـن ـقــل ال ـع ــام إلــى‬
‫ي ـع ـن ــي أن ك ـل ـف ــة إنـ ـ ـت ـ ــاج الـ ـكـ ـه ــرب ــاء‬
‫ستكون أقــل؛ أوال‪ ،‬ألن توليد الطاقة‬
‫ً‬
‫الـتـصــديــر سـيــؤمــن نـحــو ‪ 1.1‬مليار‬
‫دوالر سنويًا‪.‬‬ ‫‪1.97‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2031‬‬
‫مع الكميات المستخرجة لجهة‬
‫تـسـتـخــدم ه ــذه األم ـ ــوال ب ـطــرق غير‬
‫ُ‬
‫العمل بــواسـطــة الـغــاز‪ ،‬واالسـتـفــادة‬ ‫عـلــى ال ـغ ــاز أق ــل كـلـفــة وأك ـث ــر فعالية‬ ‫إذًا‪ ،‬مــا هــو أفـضــل اسـتـخــدام داخـلــي‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2032‬‬
‫االستهالك المحلي أو التصدير‬
‫م ـ ــدروس ـ ــة‪ .‬وه ـ ــو أم ـ ــر ي ـح ـت ــاج إل ــى‬ ‫مــن كلفته املنخفضة لتأمني شبكة‬ ‫مــن تــولـيــد ال ـطــاقــة بــواس ـطــة الـفـيــول‬ ‫لـلـغــاز؟ املـســألــة األســاسـيــة تكمن في‬
‫‪1.83‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2033‬‬
‫تكون هذه‬‫الخارجي‪ ،‬هو أن ّ‬
‫إق ـ ــرار ق ــوان ــن تـحـمــي ه ــذه األمـ ــوال‬ ‫واسـ ـع ــة م ــن ال ـن ـق ــل الـ ـع ــام امل ـش ـتــرك‬ ‫أو امل ـ ـ ــازوت‪ ،‬ول ـه ــذا ال ـس ـبــب اتـجـهــت‬ ‫إنـتــاج الكهرباء‪ .‬فهذا األمــر سيكون‬
‫ووضعها في عهدة جهات مختصة‬ ‫الـ ـبـ ـل ــدان فـ ــي الـ ـعـ ـق ــود األخ ـ ـيـ ــرة إل ــى‬ ‫ل ــه أث ــر واسـ ــع ع ـلــى م ـي ــزان الـحـســاب‬ ‫اإليرادات جزءًا من خطة متكاملة‬
‫ال ـ ــزهـ ـ ـي ـ ــد ال ـ ـك ـ ـل ـ ـفـ ــة‪ ،‬مـ ـ ــا يـ ـسـ ـه ــم فــي‬ ‫ً‬ ‫‪1.75‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2034‬‬
‫ب ـع ـي ـدًا ع ــن امل ـن ــاك ـف ــات ال ـس ـيــاسـ ّـيــة‬ ‫ت ـخ ـف ـي ــف ال ـك ـل ـف ــة عـ ــن امل ـس ـت ـه ـل ـكــن‬ ‫ال ـغ ــاز كـمـصــدر إلن ـت ــاج ال ـطــاقــة ب ــدال‬ ‫ال ـ ـ ـجـ ـ ــاري الـ ـ ــواقـ ـ ــع ف ـ ــي عـ ـج ــز ك ـب ـي ــر‪،‬‬
‫املعتادة في البلد‪ .‬حاليًا‪ ،‬هناك عدد‬ ‫ويضيف فعالية أكبر على النشاط‬
‫مـ ــن املـ ـ ـص ـ ــادر األخـ ـ ـ ــرى ال ـت ـق ـل ـي ـ ّ‬
‫ـدي ــة‪.‬‬ ‫مصدره األساسي االختالل ملصلحة‬ ‫‪1.68‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2035‬‬ ‫أن األمــر يتطلب وجــود أنابيب نفط‬
‫ّ‬
‫من االقتراحات املتصلة بالصندوق‬ ‫االقـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـص ـ ـ ــادي‪ .‬فـ ــان ـ ـخ ـ ـفـ ــاض ك ـل ـف ــة‬ ‫وثــان ـيــا‪ ،‬ألن اس ـت ـخــدام ال ـغــاز املنتج‬ ‫االسـ ـتـ ـي ــراد الـ ـ ــذي ت ـش ــك ــل الـ ـ ـ ــواردات‬ ‫‪1.62‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2036‬‬ ‫متصلة بمواقع االستخراج ومقاصد‬
‫السيادي وحدود استعماله‪ .‬يعتقد‬ ‫النقل على األف ــراد يعني زي ــادة في‬ ‫محليًا يعني أن كلفة الطاقة تقتصر‬ ‫النفطية الـقـســم األه ــم مـنــه‪ .‬تقليص‬ ‫البيع‪ ،‬أو وجود معامل تسييل للغاز‬
‫ال ـب ـع ــض أن ه ـن ــاك ت ــدف ـق ــات هــائـلــة‬ ‫الــدخــل وفــي الـقــوة الـشــرائـيــة‪ ،‬مــا قد‬
‫ً‬
‫ف ـقــط ع ـلــى ك ـل ـفــة إنـ ـت ــاج الـ ـغ ــاز‪ ،‬ب ــدال‬ ‫فــاتــورة االسـتـيــراد مــن خــال تحويل‬ ‫‪1.55‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2037‬‬ ‫لتحميله عـلــى ال ـبــواخــر وبـيـعــه في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ستصب فــي هــذا الـصـنــدوق‪ ،‬بينما‬ ‫يتيح لهم قــدرة استهالكية أكبر أو‬ ‫مــن أن تـكــون متعلقة بــأسـعــار الغاز‬
‫ّ‬
‫إنـ ـت ــاج ال ـك ـه ــرب ــاء ب ـش ـكــل ك ــام ــل إل ــى‬ ‫‪1.49‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2038‬‬ ‫األس ــواق الــدولـيــة وكــاهـمــا خطوات‬
‫لبنان يرزح تحت عبء أزمة طاحنة‬ ‫االدخار واالستثمار‪.‬‬ ‫يشجعهم على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ـع ــامل ـ ّـيــة ال ـت ــي ت ـت ـحــكــم فـيـهــا حــركــة‬ ‫ال ـغــاز‪ ،‬وزيـ ــادة كميته‪ ،‬س ـيــؤدي إلــى‬ ‫تحتاج إلى استثمارات كبيرة وفترة‬
‫وخ ـس ــائ ــر هــائ ـلــة ل ــم ي ـتــم تــوزيـعـهــا‬ ‫ّ‬ ‫ال ـع ـ َـرض وال ـط ـلــب‪ .‬وألن ال ـطــاقــة هي‬ ‫مـجـمــوعــة نـتــائــج مـهـ ّـمــة مـثــل خفض‬
‫‪1.43‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2039‬‬ ‫زمنية طويلة لتنفيذها‪ ،‬يمكن البدء‬
‫لكن اسـتـخــدام الـغــاز بهذه الطريقة‬
‫ب ـ ـعـ ــد‪ .‬اس ـ ـت ـ ـخـ ــدام ه ـ ـ ــذا الـ ـصـ ـن ــدوق‬ ‫يـحـتــاج أي ـضــا إل ــى اس ـت ـث ـمــارات في‬ ‫ُمدخل أساسي في القطاعني الزراعي‬ ‫ف ــات ــورة الـكـهــربــاء عـلــى املستهلكني‪،‬‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪1,158,826,500‬‬ ‫‪2040‬‬ ‫باالستغالل الداخلي للمخزون الذي‬
‫ّ‬
‫ل ـتــرح ـيــل ال ـخ ـس ــائ ــر إلـ ــى املـسـتـقـبــل‬ ‫تحويل قـطــاع النقل الـعــام‪ ،‬وبشكل‬ ‫والـصـنــاعــي‪ُ ،‬يمكن استغالل الطاقة‬ ‫استدامة تقديم الخدمات‪ ،‬لكن األهم‪،‬‬ ‫يمكن استخراجه سريعًا‪.‬‬
‫وت ـم ــوي ـل ـه ــا م ـن ــه س ـي ـك ــون خ ـس ــارة‬ ‫خاص الباصات‪ ،‬للعمل على الغاز‪.‬‬ ‫الرخيصة لتحفيز هذين القطاعني‪.‬‬
‫ُ‬
‫أنــه سيلغي أكـثــر مــن ‪ 2‬مليار دوالر‬ ‫‪»Lebanese‬‬
‫ّ‬ ‫المصدر‪ :‬تقديرات دراسة «‪Citizen Foundation‬‬ ‫مـ ــا ال ـ ـ ــذي ي ـع ـن ـيــه اسـ ـتـ ـعـ ـم ــال الـ ـغ ــاز‬
‫كبرى لالقتصاد ولفرص النهوض‪.‬‬ ‫وم ـ ــع ارت ـ ـفـ ــاع أسـ ـع ــار الـ ـغ ــاز عــامل ـيــا‪،‬‬ ‫فتصبح القيمة املـضــافــة املوضوعة‬ ‫مـ ــن فـ ــاتـ ــورة االس ـ ـت ـ ـيـ ــراد وب ــال ـت ــال ــي‬ ‫الحالية‬ ‫* هذه األرقام ال تأخذ باالعتبار أسعار الغاز‬ ‫املستخرج‪ ،‬في الــداخــل؟ ما هو األثر‬
‫‪5‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫‪4‬‬
‫ّ‬

‫األزمة المقبلة عبر «كريدي سويس»؟‬ ‫السنة‪ ،‬وبعد انقضاء المهلة الدستورية‪ ،‬إنما‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫أشهر‬ ‫‪9‬‬ ‫انقضاء‬ ‫بعد‬ ‫‪2022‬‬ ‫موازنة‬ ‫اللبناني‬ ‫النواب‬
‫األمر لم يقتصر على ذلك‪ ،‬بل افتقرت هذه الموازنة إلى إطار اقتصادي كلي‪ ،‬ولم تكن مرفقة بقطوعات حساب‬
‫مجلس‬

‫عام ‪ .2021‬في غياب النظرة المستقبلية والبيانات السابقة‪ ،‬فإن األرقام الواردة في الميزانية ال معنى لها‪ ،‬ما‬
‫يجعل عملية صياغتها وإقرارها ال قيمة له فعليًا‬
‫أقر‬

‫فساد في موازنة لبنان‬


‫أثار الكالم عن إفالس مصرف «‪ »Credit suisse‬السويسري قلقًا كبيرًا في األسواق ّ‬
‫المالية العالمية التي لم تقتنع بتصريحات مسؤولي المصرف النافية إلصابته بأزمة‬
‫مصرف «‪ »Lehman Brothers‬وأشعل أزمة مالية عالمية عام ‪2008‬؟ فما هي الخيارات المتاحة‬
‫حال حصول أزمة مالية‪ ،‬يصبح العالم أمام طبقات من‬
‫ّ‬ ‫ففي‬ ‫ركود؟‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫ينجم‬ ‫وما‬ ‫م‪،‬‬
‫ّ‬
‫التضخ‬
‫أفلس‬ ‫عندما‬ ‫حصل‬ ‫ما‬ ‫ر‬ ‫سيولة‪ ،‬بل فتحت بابًا للسؤال‪ :‬ماذا لو ّ‬
‫تكر‬
‫المركزية الغربية في ظل ما تعانيه اآلن لمكافحة‬ ‫لدى المصارف ّ‬
‫*‬
‫األزمات‪ :‬أزمة تضخم مصدرها المعالجات لألزمة المالية العالمية عام ‪ ،2008‬ثم تليها طبقة من الركود الذي يتفشى في الدول بكل مفاعيله السلبية‪ ،‬وفوقها تأتي‬
‫أزمة مالية تنتشر في المصارف الكبرى!‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫شديد للثروة بأيدي القلة من خالل‬ ‫يــرســم ال ـصــورة الكاملة‪ .‬فمن خالل‬ ‫زع ـم ــاء ال ـط ــوائ ــف‪ ،‬أشـ ـك ــاال وق ـنــوات‬ ‫سامي زغيب‪ ،‬سامي عطالله‬
‫أن نراها الـيــوم‪ ،‬إال أنــه يمكن وضع‬ ‫ماهر سالمة‬ ‫األدوات ال ـت ـنــازلـ ّـيــة ل ـتــوزيــع ال ـث ــروة‪.‬‬ ‫مكونات موازنة ‪ ،2022‬نرى‬ ‫معاينة ّ‬ ‫عدة؛‬‫ّ‬
‫احـتـمــال وازن ّبــأن مـصــرف «‪Credit‬‬ ‫واسـ ـتـ ـف ــاد ال ــرأس ـم ــال ـي ــون امل ـق ـي ـمــون‬ ‫ّ‬
‫أن ال ـس ـيــاســات املــال ـيــة ق ــد صــمـمــت‬ ‫‪ -‬أوال‪ ،‬بالنظر إل ــى نـفـقــات املــوازنــة‬
‫ً‬ ‫تـ ـش ــوب مـ ــوازنـ ــة ‪ 2022‬عـ ـي ــوب ع ـ ـ ّـدة‪.‬‬
‫‪ُ »Suisse‬يـ ـص ــن ــف بـ ــن م ـ ّ‬ ‫فاملسودات التي ّ‬ ‫ّ‬

‫‪700‬‬
‫ـؤس ـس ــات‬ ‫ل ـي ــس لـ ـ ــدى أحـ ـ ــد فـ ـك ــرة ع ـم ــا يـمـكــن‬ ‫وغ ـيــر املـقـيـمــن داخ ــل ال ـن ـظــام املــالــي‬ ‫أعدتها الحكومة في‬
‫أن يـحـصــل إذا انــدل ـعــت أزم ــة مالية‬ ‫ل ـت ـعــزيــز امل ـك ـت ـس ـب ــات االق ـت ـص ــادي ــة‬ ‫عـلــى م ــدار ال ـثــاثــن عــامــا املــاضـيــة‪،‬‬
‫املـ ّضــاربــة أو «ال ـبــونــزي»‪ .‬فــي وضع‬ ‫ل ـل ــدول ــة م ــن م ـع ـظــم دفـ ـع ــات ال ـفــوائــد‬ ‫الـبــدايــة‪ ،‬كــانــت غير مكتملة‪ .‬وعندما‬
‫ف ــي ق ـطــاعــات مـعـيـنــة وب ــن صـفــوف‬ ‫ام ـ ـ ـتـ ـ ـ ّـص مـ ــوظ ـ ـفـ ــو الـ ـ ـقـ ـ ـط ـ ــاع ال ـ ـعـ ــام‬
‫هش كهذا‪ ،‬يمكن لحدث «اعتيادي»‬ ‫جــديــدة فــي الــوضــع الـعــاملــي الــراهــن‪،‬‬ ‫عـلــى ال ــدي ــون‪ ،‬وال ـتــي بلغت نـحــو ‪86‬‬ ‫الـطـبـقــات األغ ـنــى فــي الـبـلــد‪ .‬لنأخذ‬ ‫بــاس ـت ـمــرار ‪ %30‬م ــن اإلنـ ـف ــاق‪ .‬هــذه‬ ‫أحـيـلــت م ـس ـ ّـودة «كــام ـلــة» أخ ـي ـرًا إلــى‬
‫أن يلغي ظروف املضاربة التي ّأدت‬ ‫وال سيما أن أزمة كهذه انفجرت عام‬ ‫عامي ‪ 1992‬و‪.2019‬‬ ‫مليار دوالر بني َ‬ ‫الـ ـب ــرمل ــان‪ ،‬كـ ــان يـنـقـصـهــا ال ـك ـث ـيــر مــن‬
‫‪ 2008‬وعولجت على مــدى السنوات‬ ‫هو عدد سلفات الخزينة‬ ‫فــي االعـتـبــار أن ‪ %50‬مــن اإلي ــرادات‬ ‫ب ـ ــال ـ ــدرج ـ ــة األول ـ ـ ـ ـ ـ ــى‪ ،‬مـ ـح ـ ّـصـ ـل ــة مــا‬ ‫األرقــام‪ ،‬ما ّأدى إلى تأجيل ّ‬
‫إلى صعود األسواق بشكل مفاجئ‪،‬‬ ‫ح ـت ــى أن ال ـح ـك ــوم ــة أعـ ـف ــت حــام ـلــي‬ ‫البت فيها‬
‫توسعية‬ ‫التي وافق عليها مجلس‬ ‫يـتــم جمعها بــاسـتـخــدام الـضــرائــب‬ ‫قــامــت بــه األح ــزاب مــن أجــل توظيف‬ ‫ّ‬
‫وق ــد ي ـكــون ه ــذا ال ـحــدث هــو انـهـيــار‬
‫مـ ّ‬ ‫الـتــا ّلـيــة بـسـيــاســات نـقــديــة ّ‬ ‫س ـن ــدات ال ـي ــوروب ــون ــد م ــن ال ـضــرائــب‬ ‫النواب بين َ‬ ‫التنازلية غير املباشرة ‪ -‬على سبيل‬ ‫م ــؤي ــديـ ـه ــا‪ .‬ب ــاإلض ــاف ــة إل ـ ــى تــوف ـيــر‬ ‫لفترة طويلة‪ .‬إذ كانت املــوازنــة معدة‬
‫ـؤس ـس ــة ك ـب ـي ــرة أو م ـص ــرف كـبـيــر‬ ‫ت ـط ــل ـب ــت خـ ـل ــق الـ ـنـ ـق ــد وضـ ــخـ ــه فــي‬
‫ُ‬ ‫عـلــى ال ـفــوائــد ال ـتــي حـ ّـص ـلــوهــا‪ .‬على‬ ‫عامي ‪1992‬‬
‫املـ ـث ــال ض ــري ـب ــة ال ـق ـي ـمــة امل ـض ــاف ــة ‪-‬‬ ‫الــوظــائــف مـقــابــل ال ــوالء الـسـيــاســي‪،‬‬ ‫ع ـلــى أسـ ــاس أس ـع ــار ص ــرف م ـت ـعـ ّـددة‬
‫كـ «‪ »Credit Suisse‬على سبيل املثال‪.‬‬ ‫واسع‬ ‫األس ــواق‪ .‬ويعتقد على نطاق ّ‬ ‫الصعيد االجتماعي‪ ،‬كان أكبر إنفاق‬ ‫و‪ 2015‬ومنها ‪ 240‬بين‬ ‫لتحصيل ال ـضــرائــب‪ ،‬وه ــو عـمــل غير‬
‫كالم مينسكي يظهر أنه في األجواء‬ ‫بأن هذه كانت جذور أزمة التضخم‬ ‫عامي ‪ 2011‬و‪2012‬‬ ‫َ‬ ‫الـتــي يسهم فيها داف ـعــو الـضــرائــب‬ ‫ي ـق ــوم ك ـب ــار مــوظ ـفــي ال ـق ـطــاع ال ـعــام‬
‫اج ـت ـم ــاع ــي ف ــي الـ ـب ــاد ع ـل ــى ال ــدع ــم‪،‬‬ ‫ال ـف ـقــراء أك ـثــر م ــن األغ ـن ـيــاء وبشكل‬ ‫بتوفير أو استنزاف املــوارد العامة‪،‬‬ ‫قـ ــانـ ــونـ ــي‪ ،‬وال س ـي ـم ــا أن ـ ـهـ ــا ت ـف ــرض‬
‫ال ـح ــال ـي ــة‪ ،‬ت ـع ـيــش األس ـ ـ ــواق املــالـ ّـيــة‬ ‫الـتــي يشهدها الـعــالــم ال ـيــوم‪ ،‬والتي‬ ‫وت ـحــدي ـدًا عـلــى أس ـعــار الـكـهــربــاء من‬ ‫األعـبــاء‪ ،‬ضمنيًا‪ ،‬على املكلفني بشكل‬
‫ّ‬ ‫تـعــالــج وف ــق آل ـيــات تقليدية تقضي‬ ‫غـيــر مـتـنــاســب‪ .‬األنـ ــواع األخ ــرى من‬ ‫من أجل مصلحة حلقات الزعيم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تسهل حصول أزمة‪ ،‬وهي قد‬ ‫ظروفًا‬ ‫خالل دعم أسعار الوقود‪ .‬إلى جانب‬ ‫اس ـت ـن ـســابــي‪ .‬وم ــا زاد ال ـطــن ب ــل ــة‪ ،‬أن‬
‫ب ــرف ــع ال ـف ــوائ ــد الم ـت ـص ــاص كـمـيــات‬ ‫الضرائب التصاعدية‪ ،‬مثل الضرائب‬ ‫‪ -‬ث ــان ـي ــا‪ ،‬ت ــوزي ــع امل ـ ـ ــوارد ي ــأت ــي من‬ ‫ُ‬
‫ال تقتصر على بلد ما‪.‬‬ ‫دفع قطاع الكهرباء إلى الزوال‪ ،‬أفادت‬ ‫الـ ـض ــرائ ــب ت ـح ـس ــب ف ـع ـل ـيــا بــالـعـمـلــة‬
‫نقدية هائلة من األســواق ما يسبب‬ ‫ع ـل ــى الـ ــدخـ ــل واألربـ ـ ـ ـ ــاح وم ـك ــاس ــب‬ ‫خالل األموال الخارجة عن املوازنة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ه ــذه اإلع ــان ــات بـشـكــل غـيــر متناسب‬ ‫رأس امل ـ ـ ــال هـ ــي ت ــدفـ ـق ــات ث ــان ــوي ــة‪،‬‬ ‫أي غير املذكورة في املوازنة والتي‬ ‫األجنبية‪ ،‬بسعر الصرف الذي يحدده‬
‫تفادي األزمة؟‬ ‫ركودًا اقتصاديًا حول العالم‪ .‬إذًا‪ ،‬أي‬ ‫املستهلكني الكبار وكذلك مستوردي‬ ‫وزيـ ــر املــال ـيــة وح ــاك ــم م ـص ــرف لـبـنــان‬
‫ف ــي ح ــن أن الـضــريـبــة عـلــى ال ـثــروة‬ ‫يسيطر عليها القادة السياسيون‪.‬‬
‫ف ـ ـ ــي ع ـ ـ ـ ــام ‪ 2008‬تـ ـ ـ ـح ـ ـ ـ ّـول ال ـ ـن ـ ـظـ ــام‬ ‫أدوات يمكن استخدامها الـيــوم‪ ،‬إذا‬ ‫الوقود‪ ،‬وكان لها آثار إيجابية قليلة‬ ‫ب ــاإلض ــاف ــة إلـ ــى ال ـن ـظ ــام الـضــريـبــي‬ ‫ش ـهــريــا‪ ،‬األمـ ــر الـ ــذي يـسـلــب ال ـبــرملــان‬
‫اندلعت أزمة مالية مماثلة لتلك التي‬ ‫ال تـ ــزال مــرفــوضــة م ــن ق ـبــل الـنـخــب‬ ‫هذا هو الحال بشكل خاص في ما‬ ‫ّ‬
‫الــرأسـمــالــي إلــى مـكــان مختلف كليًا‬ ‫جدًا على رفاهية الناس‪.‬‬ ‫التنازلي‪ ،‬يسمح ضعف التحصيل‬ ‫وتخصص‬ ‫حقه فــي فــرض الـضــرائــب‪.‬‬
‫السياسية‪ ،‬بما فــي ذلك‬ ‫يتعلق بصندوق الجنوب وصندوق‬
‫عن مسار العقود التي سبقته‪ .‬فبعد‬ ‫حصلت عام ‪2008‬؟‬ ‫الـضــريـبــي بـتـهـ ّـرب ضــريـبــي سنوي‬ ‫فــي ال ــدورة البرملانية‬ ‫امل ـ ـ ـه ـ ـ ـجـ ـ ــريـ ـ ــن وم ـ ـ ـج ـ ـ ـلـ ـ ــس اإلنـ ـ ـ ـم ـ ـ ــاء‬ ‫املــوازنــة ‪ %17‬مــن النفقات كاحتياط‪،‬‬
‫حرية األس ــواق ودفع‬ ‫التنظير حــول ّ‬ ‫ُيثار هذا السؤال في أعقاب تحليالت‬ ‫آليات ّومسؤوليات الرقابة‬ ‫يقدر بنحو ‪ 5‬مليارات دوالر‪ .‬يفيد‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫م ـ ــا يـ ـشـ ـي ــر إل ـ ـ ــى ضـ ـع ــف واض ـ ـ ـ ــح فــي‬
‫ّ‬ ‫أشــارت إلى إصابة مصرف «كريدي‬ ‫المتعثرة‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫يخصص لهم مــوارد‬ ‫واإلع ـم ــار‪ ،‬إذ‬
‫دول ال ـعــالــم نـحــو ف ــك ال ـق ـيــود وت ــرك‬ ‫هـ ــذا ال ـن ـظ ــام‪ ،‬أولـ ـئ ــك ال ــذي ــن لــديـهــم‬ ‫تـخـصـيــص املـ ـ ـ ــوارد‪ ،‬وال س ـي ـمــا أنـهــا‬
‫ّ‬ ‫وف ـق ــا ل ـت ـق ــدي ــرات ال ــزع ـي ــم الـطــائـفــي‬
‫األس ـ ــواق بـحــريـتـهــا‪ ،‬تـطــلـبــت األزم ــة‬ ‫س ــوي ــس» ب ــأزم ــة س ـي ــول ــة ق ــد تـمـتـ ّـد‬ ‫ال ـس ـي ــاس ــات الـ ـت ــي ت ـح ــاب ــي الـنـخـبــة‬ ‫عـ ــاقـ ــات ك ــاف ـي ــة ل ـل ـت ـه ــرب مـ ــن دف ــع‬ ‫الـ ـ ـ ــذي يـ ـسـ ـتـ ـح ــوذ عـ ـل ــى امل ـ ّ‬ ‫مـخـ ّـصـصــة لـتـغـطـيــة األش ـه ــر الـثــاثــة‬
‫وتـنـتـشــر عـلــى ن ـطــاق أوسـ ــع‪ .‬ظهرت‬ ‫ـؤسـ ـس ــة‬
‫‪ ،2008‬من املصارف‬ ‫العاملية في عام‬ ‫الـطــائـفـيــة واالق ـت ـصــاديــة ف ــي الـبــاد‬ ‫الـضــرائــب‪ .‬وقــد تــم إضـفــاء الشرعية‬ ‫ّ‬ ‫املتبقية مــن ال ـعــام فـقــط‪ .‬حـتــى أن ــه لم‬
‫ّ‬ ‫وي ــوزع عـقــودًا ضخمة على أزالمــه‪.‬‬
‫الغربية‪ّ ،‬التدخل في األسواق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املركزية‬ ‫ه ــذه الـتـحـلـيــات عـنــدمــا ُس ـ ّـرب خبر‬ ‫تكملها وتــدعـمـهــا س ـيــاســات تمنع‬ ‫ع ـل ــى الـ ـتـ ـه ـ ّـرب م ــن خـ ــال إعـ ـف ــاءات‬ ‫يتم تسجيل بعض بنود اإليرادات من‬
‫ل ــذا ف ــإن االس ـت ـث ـم ــارات ف ــي الـقـطــاع‬
‫وبـقــي هــذا الـتــدخــل قائمًا فــي العقد‬ ‫م ـفــاده أن املــديــر الـتـنـفـيــذي الـجــديــد‬ ‫املـحــاسـبــة ف ــي إدارة مـ ــوارد ال ــدول ــة‪.‬‬ ‫تعسفية ُمنحت لشركات أو قطاعات‬ ‫ّ‬
‫الـ ـع ــام ت ـش ـتــرط ت ـحــديــد الـحـصــص‬ ‫وزارت ــي األشـغــال العامة واالتـصــاالت‬
‫املــاضــي مــن خــال دورات «التيسير‬ ‫لـلـمـصــرف‪ ،‬أول ــري ــش ك ــورن ــر‪ ،‬أص ــدر‬ ‫ّ‬ ‫معينة من دون مبرر اقتصادي‪ُ .‬ي ّ‬
‫ي ـت ـج ــل ــى ض ـع ــف ع ـم ـل ـيــة امل ـحــاس ـبــة‬ ‫عد‬ ‫ال ـط ــائ ـف ـي ــة ل ـض ـم ــان «امل ـن ــاص ـف ــة»‪،‬‬ ‫(أض ـي ـف ــت ف ــي ال ـج ـل ـســة األخـ ـي ــرة قبل‬
‫الكمي» التي كانت املصارف املركزية‬ ‫ّ‬ ‫مــذكــرة داخـلـيــة ت ـجــزم ب ــأن املـصــرف‬ ‫ع ـ ــدد املـ ـ ـ ــرات الـ ـت ــي ي ــؤج ــل فـيـهــا‬
‫املـتـعـلـقــة ب ــامل ــوازن ــة بـشـكــل الف ــت في‬ ‫متجاهلة تمامًا االحتياجات أو‬ ‫س ــاع ــات م ــن إق ـ ــرار املـ ــوازنـ ــة)‪ .‬أخ ـي ـرًا‪،‬‬
‫تـ ـف ــرض‪ ،‬م ــن خ ــال ـه ــا‪ ،‬ب ـق ــاء أس ـع ــار‬ ‫ال يعاني مــن مشكالت فــي السيولة‬ ‫حـقـيـقــة أن ال ـب ــرمل ــان ف ـشــل ف ــي إق ــرار‬ ‫تسديد الضريبة التي أقرت في‬ ‫ول ـيــس عـلــى سـبـيــل ال ـح ـصــر‪ ،‬ل ــم يكن‬
‫وال في رأس املــال‪ .‬وقد أتى ذلك بعد‬ ‫األولويات التنموية‪.‬‬
‫الـفــائــدة بمستويات منخفضة‪ .‬لــذا‪،‬‬ ‫مــوازنــة ملــدة ‪ 12‬عــامــا‪ ،‬مــن عــام ‪2006‬‬ ‫الـحـكــومــة وال ـبــرملــان سنويًا‪،‬‬ ‫وزي ـ ــر الـ ـط ــاق ــة وامل ـ ـيـ ــاه ي ـع ـلــم أن ـ ــه تــم‬
‫ـاد ش ـه ــده س ـعــر سهم‬ ‫ان ـخ ـف ــاض ح ـ ـ ّ‬ ‫‪ -‬ث ـ ــالـ ـ ـث ـ ــا‪ ،‬تـ ــوزيـ ــع‬
‫يعتقد االقـتـصــادي مايكل هــادســن‪،‬‬ ‫إلى عام ‪ .2017‬أما في السنوات التي‬ ‫نموذجًا مثاليًا لتآكل نظام‬ ‫تخصيص ‪ 5‬م ـل ـيــارات ل ـيــرة لبنانية‬
‫املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوارد يـ ـشـ ـم ــل‬
‫أن ـ ــه «م ـ ــن خ ـ ــال ه ـ ــذه ال ـع ـم ـل ـ ّـي ــة ق ــام‬ ‫املـ ـ ـص ـ ــرف الـ ـس ــويـ ـس ــري ف ـ ــي ن ـهــايــة‬ ‫حصل فيها إقرار للموازنة‪ ،‬استغرق‬ ‫تـ ـحـ ـصـ ـي ــل اإليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرادات‪ .‬فــي‬ ‫للوزارة التي يشرف عليها‪.‬‬
‫(ريو ــ جنوب إفريقيا)‬ ‫ال ـش ـه ــر امل ـ ــاض ـ ــي‪ ،‬مـ ــا أطـ ـل ــق مــوجــة‬ ‫امل ـ ـ ـن ـ ـ ـظ ـ ـ ـمـ ـ ــات غـ ـي ــر‬
‫الـفـيــدرالــي األمـيــركــي وح ــده بــإدخــال‬ ‫األمر‪ ،‬معدل تأخير​ يبلغ أربعة أشهر‬ ‫الواقع‪ ،‬زادت هذه التأجيالت‬ ‫إن م ـث ــل ه ـ ــذه املـ ـم ــارس ــات ال ـخــاط ـئــة‬
‫ت ـح ـل ـي ــات ت ـش ـي ــر إل ـ ــى أن امل ـص ــرف‬ ‫الـ ـحـ ـك ــومـ ـي ــة ال ـت ــي‬
‫‪ 8‬تــريـلـيــونــات دوالر إل ــى امل ـعــروض‬ ‫(عـ ـل ــى وج ـ ــه ال ـت ـح ــدي ــد ‪ 113‬ي ــوم ــا)‬ ‫بـشـكــل كـبـيــر مــع م ــرور الــوقــت‪،‬‬ ‫دل ـ ـيـ ــل عـ ـل ــى م ـش ـك ـل ــة أع ـ ـمـ ــق ت ـت ـع ـلــق‬
‫ّ‬ ‫السويسري لديه أزمــة سيولة تحت‬ ‫تـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـفـ ـ ـ ـي ـ ـ ــد م ـ ــن‬ ‫بــدور ومسؤوليات ّ‬
‫الضيق»‪.‬‬ ‫النقدي‬ ‫ب ـع ــد امل ــوع ــد ال ـن ـه ــائ ــي ال ــدسـ ـت ــوري‬ ‫ح ـي ــث ب ـل ـغــت ذروت ـ ـهـ ــا ع ـن ــد ‪34‬‬ ‫مؤسسات الدولة‬
‫هــذا األمــر مشكلة أمــام املدينني‪ ،‬ألن‬ ‫املـصــرف املــركــزي الـســويـســري أعلن‬ ‫دوالر في نهاية العام املاضي‪ .‬وحالة‬ ‫الرماد ستخلق‪ ،‬بسبب كبر املصرف‬ ‫ّ‬ ‫تـ ـ ـم ـ ــوي ـ ــل الـ ـ ــدولـ ـ ــة‬ ‫ّ‬
‫وب ـع ــد ج ــائ ـح ــة كـ ــورونـ ــا ف ــي ‪،2020‬‬ ‫للمصادقة عليها‪ .‬لم يتخلى البرملان‬ ‫تأجيل في عام ‪.2021‬‬ ‫امل ـك ــل ـف ــة بـ ــإعـ ــداد امل ـ ــوازن ـ ــة وامل ــوافـ ـق ــة‬
‫أصبحت هذه السياسة أكثر ّ‬ ‫ّ‬
‫معيشية‬ ‫األكالف‪ ،‬سواء كانت أكالفًا‬ ‫م ـن ــذ أسـ ـب ــوع ــن أن ـ ــه يـ ــراقـ ــب وض ــع‬ ‫الـتـخـ ّـبــط الـظــاهــرة فــي ه ــذا املـصــرف‬ ‫وحجم ارتباطاته باألسواق العاملية‪،‬‬ ‫عبر وزارة الشؤون‬
‫تطرفًا‪.‬‬ ‫ع ـ ــن دوره الـ ــرقـ ــابـ ــي ف ـ ــي ال ـع ـم ـل ـيــة‬ ‫اخ ـتــارت الـحـكــومــات املتعاقبة‬ ‫ع ـل ـي ـهــا وت ـن ـف ـي ــذه ــا وت ـق ـي ـي ـم ـه ــا‪ .‬فــي‬
‫إذ قامت املـصــارف املــركـ ّ‬ ‫أو أكالف إنتاج‪ ،‬ارتفعت بشكل كبير‪،‬‬ ‫ّ‬
‫مستمر‪.‬‬ ‫«‪ »Credit Suisse‬بشكل‬ ‫ليست حديثة‪ ،‬إذ شهد في السنوات‬ ‫أزمـ ـ ـ ــة ع ــاملـ ـي ــة م ـم ــاث ـل ــة ل ـت ـل ــك ال ـت ــي‬ ‫ً‬ ‫االج ـ ـت ـ ـمـ ــاع ـ ـيـ ــة‪ .‬ي ـتــم‬
‫ـزيــة بخفض‬ ‫ّ‬ ‫فـ ـحـ ـس ــب‪ ،‬ب ـ ــل ق ـ ـ ــام أي ـ ـضـ ــا ب ـت ـط ـب ـيــع‬ ‫اق ـ ـ ـتـ ـ ــراض األمـ ـ ـ ـ ـ ــوال ب ـ ـ ـ ــدال مــن‬ ‫نـ ـه ــاي ــة األمـ ـ ـ ــر املـ ـ ــوازنـ ـ ــة ل ـي ـس ــت أداة‬
‫مــا يعني أن احـتـمــاالت التخلف عن‬ ‫األخ ـي ــرة سـلـسـلــة ض ــرب ــات مـتـنـ ّـوعــة‬ ‫تفجرت عــام ‪ 2008‬مــع أزمــة مصرف‬ ‫ّ‬ ‫اختيار هذه املنظمات‬
‫أسـ ـعّ ــار الـ ـف ــائ ــدة ب ـش ـكــل ك ـب ـيــر عـبــر‬ ‫املمارسة غير القانونية املتمثلة في‬ ‫ف ـ ـ ــرض ض ـ ــرائ ـ ــب ت ـص ــاع ــدي ــة‬ ‫م ـح ــاس ـب ــة‪ ،‬ب ــل ه ــي وث ـي ـق ــة سـيــاسـيــة‬
‫احتماالت اندالع األزمة‬ ‫ّأدت إلــى اهـتــزاز الثقة فيه‪ .‬فهو كان‬ ‫غ ـي ــر ال ـح ـكــوم ـيــة عـلــى‬
‫ض ـ ـ ــخ األم ـ ـ ـ ـ ــوال إل ـ ـ ــى األس ـ ـ ـ ـ ـ ــواق‪ .‬فــي‬ ‫دف ــع الــديــون فــي ارت ـفــاع أي ـضــا‪ .‬وقــد‬
‫ّ‬
‫«ليمان ب ــراذرد»‪ ،‬وال سيما أن هناك‬ ‫عدم إقــرار املوازنة من خالل املوافقة‬ ‫لتمويل إنفاقها غير املسؤول‪.‬‬ ‫أس ــاس طــائـفــي وتـقــدم‬ ‫ت ـح ـ ّـدد أول ــوي ــات ال ـح ـكــومــة ووس ــائ ــل‬
‫العقود السابقة‪ ،‬وبحسب توصيف‬ ‫يشكل هــذا األم ــر أزمــة دي ــون عاملية‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى األسواق املالية‪ ،‬ما هو‬ ‫جزءًا من فضيحة في عام ‪ّ 2020‬أدت‬ ‫الكثير من الظروف املالية والنقدية‬ ‫على نحو ‪ 700‬سلفة للخزينة ‪ -‬ما‬ ‫وبـ ـنـ ـتـ ـيـ ـج ــة ذل ـ ـ ـ ـ ــك‪ ،‬أص ـ ـ ـ ــدرت‬ ‫تـمــويـلـهــا‪ .‬وبــالـتــالــي‪ ،‬ف ــإن أي مــوازنــة‬
‫ّ‬
‫تؤدي إلى أزمة مالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نظامية‪ ،‬وال‬ ‫مقلق أن تكون املشكلة‬ ‫إلى استقالة املدير التنفيذي بعدما‬ ‫امل ـق ـل ـقــة ف ــي األسـ ـ ـ ــواق‪ .‬ف ــأزم ــة كـهــذه‬ ‫خ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ــات ع ـ ـ ـلـ ـ ــى نـ ـف ــس‬
‫االق ـت ـص ــادي يــان ـيــس فــاروفــاك ـيــس‪،‬‬ ‫س ـمــح لـلـحـكــومــة ب ــاإلن ـف ــاق م ــن عــام‬ ‫الـحـكــومــات ديــونــا بـمـعــدالت‬ ‫يـنـبـغــي صـيــاغـتـهــا وامل ــواف ـق ــة عليها‬
‫ف ــي أج ـ ـ ــواء ال ـت ـض ـي ـيــق امل ــال ــي ه ــذه‪،‬‬ ‫معي‪ .‬فمن‬ ‫تكون محصورة بمصرف ّ‬ ‫توصلت التحقيقات إلى أن املصرف‬ ‫ّ‬ ‫سـتــأتــي بـعــد أعـ ــوام م ــن الـسـيــاســات‬ ‫املنوال‪.‬‬
‫قــامــت الــرأسـمــالـيــة بتسليع النقود‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1992‬إلــى عــام ‪ - 2015‬تــم إق ــرار ‪240‬‬ ‫ف ــائ ــدة مــرت ـف ـعــة ب ـش ـكــل غـيــر‬ ‫كجزء من عملية تتفاعل فيها الجهات‬
‫إن ـم ــا ب ـعــد جــائ ـحــة ك ــورون ــا أصـبــح‬ ‫ت ــرت ـف ــع احـ ـتـ ـم ــاالت حـ ـص ــول أزم ـ ــات‬ ‫بعد أزمــة عــام ‪ُ 2008‬وضعت قوانني‬ ‫وظف محققًا خاصًا للتجسس على‬ ‫ال ـن ـق ــدي ــة ال ـت ـ ّـوس ـع ـ ّـي ــة‪ ،‬ال ـت ــي انـتـهــت‬ ‫ـامــي ‪ 2011‬و ‪ 2012‬فقط‪.‬‬ ‫منها فــي عـ َ‬ ‫مـ ـ ـ ـب ـ ـ ــرر مـ ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ـ ــال إع ـ ـط ـ ــاء‬ ‫نظام ضريبي معطل‬ ‫الفاعلة الرئيسية ‪ -‬بما في ذلك وزارة‬
‫سـعــر ه ــذه السلعة ص ـف ـرًا‪ .‬وه ــو أمــر‬ ‫مالية‪ ،‬وهو ما يشير إليه االقتصادي‬ ‫ّ‬ ‫وأنـظـمــة‪ ،‬مـثــل قــانــون دودد ‪ -‬فــرانــك‬ ‫م ــدي ــر وح ـ ــدة إدارة ال ـ ـثـ ــروات لــديــه‪.‬‬ ‫بموجة تضخمية انطلقت في مطلع‬ ‫فــي الــواقــع‪ ،‬أصبح البرملان ورئيسه‬ ‫حاملي السندات ‪ -‬وال سيما‬ ‫مع أن التوزيع الطائفي غير الفعال‬ ‫املالية‪ ،‬والوزارات التنفيذية‪ ،‬ومجلس‬
‫غـيــر مـنـطـقــي بـحـســب فــاروفــاك ـيــس‪.‬‬ ‫هــاي ـمــان مـيـنـسـكــي ف ــي نـظــريـتــه عن‬ ‫في أميركا‪ ،‬ومؤتمر بازل ‪ ،3‬ساهمت‬ ‫ومنذ أشهر أدان القضاء السويسري‬ ‫تراكمت هذه املوجة على‬ ‫ّ‬ ‫هذه السنة‪.‬‬ ‫ج ــزءًا فعليًا مــن السلطة التنفيذية‪،‬‬ ‫املصارف واألثرياء ‪ -‬عوائد‬ ‫ّ‬ ‫الوزراء‪ ،‬ولجنة املال واملوازنة النيابية‪،‬‬
‫األزم ــات املــالـ ّـيــة‪ .‬يـشــرح مينسكي أن‬ ‫يدل على تآكل عملية وضع املوازنة‬
‫عـمـلـيــا م ـنــذ ب ــداي ــة تـطـبـيــق سـيــاســة‬ ‫فــي تـمـتــن أوضـ ــاع امل ـص ــارف لجهة‬ ‫هــذا املـصــرف بتهمة الفشل فــي منع‬ ‫النقدي وازدادت‬ ‫ّ‬ ‫الضخ‬ ‫سنوات‬ ‫مدى‬ ‫م ـن ـت ـه ـكــن ب ــذل ــك مـ ـب ــدأ ال ـف ـص ــل بــن‬ ‫فاحشة‪ ،‬ما ّأدى إلى تركيز‬ ‫وأح ـي ــان ــا ع ــدم وج ــوده ــا‪ ،‬إال أن ــه ال‬ ‫وال ـ ـ ـبـ ـ ــرملـ ـ ــان‪ ،‬وال ـ ـه ـ ـي ـ ـئـ ــات ال ــرق ــابـ ـي ــة‪-‬‬
‫«ال ـت ـي ـس ـيــر ال ـك ـ ّـم ــي» ف ــي عـ ــام ‪،2008‬‬ ‫املـضــاربــة الـتــي يـطــول أمــدهــا‪ ،‬دائمًا‬ ‫ح ـص ــول عـمـلـيــة غ ـســل أمـ ـ ــوال‪ ،‬وهــي‬ ‫وتيرته خــال أعــوام تفشي كورونا‪،‬‬ ‫السلطات‪.‬‬ ‫يـتـفــاعـلــون وي ـت ـخــذون الـ ـق ــرارات وفقًا‬
‫أصبح النموذج الرأسمالي مناقضًا‬ ‫تؤدي إلى انفجار أزمة في نهايتها‪.‬‬ ‫جنائية في ذلك‬ ‫ّ‬ ‫كانت ّأول محاكمة‬ ‫ث ـ ــم تـ ـف ــاق ــم األمـ ـ ـ ــر م ـ ــع ب ـ ـ ــدء الـ ـح ــرب‬ ‫ل ـقــد ت ــم إضـ ـع ــاف ال ـه ـي ـئــات الــرقــاب ـيــة‬ ‫للقواعد والقوانني املحددة‪.‬‬
‫لـنـفـســه‪ .‬بــاملـنــاسـبــة‪ ،‬ب ــن بـيــرنــانـكــي‪،‬‬ ‫التفاؤلية في السوق‪ ،‬إذا‬ ‫ّ‬ ‫فاملضاربة‬ ‫ال ـب ـل ــد ي ـخ ـضــع ل ـه ــا أح ـ ــد املـ ـص ــارف‬ ‫ال ــروس ـ ّـي ــة األوك ــران ـ ّـي ــة ال ـت ــي سـ ّـبـبــت‬ ‫األخــرى مثل ديــوان املحاسبة‪ ،‬املكلف‬ ‫ل ـقــد ع ـمــل الـ ـق ــادة ال ـس ـيــاس ـيــون عـلــى‬
‫مـحــافــظ ال ـف ـيــدرالــي األم ـيــركــي ال ـ ّـذي‬ ‫اسـتــدامــت لوقت طويل تــؤدي دائمًا‬ ‫منذّ بداية تطبيق سياسة «التيسير‬ ‫الـكـبــرى‪ .‬كما أنــه تـعـ ّـرض لخسارات‬ ‫ص ــدم ــة ف ــي أسـ ـع ــار ال ـن ـف ـ ّـط فــاق ـمــت‬ ‫ب ـمــراج ـعــة ن ـف ـقــات ال ــدول ــة‪ ،‬ع ــن قـصــد‪،‬‬ ‫اخ ـ ـت ـ ـطـ ــاف ه ـ ـ ــذه ال ـع ـم ـل ـي ــة ل ـس ـن ــوات‬
‫افـتـتــح الـعـمــل بـهــذه الـسـيــاســة تلقى‬ ‫إل ــى أزم ـ ــة‪ ،‬وكـلـمــا طــالــت امل ـ ـ ّـدة كلما‬ ‫ائـتـمــانـيــة ف ــي الـسـنـتــن املــاضـيـتــن‪،‬‬ ‫الزيادة في معدالت التضخم وخلقت‬ ‫ّ‬
‫خالل األسبوع املاضي جائزة نوبل‬ ‫كبر حجم األزمة‪ .‬وهو ما يحدث منذ‬ ‫الكمي» عام ‪ 2008‬أصبح النموذج‬ ‫ـؤس ـســة «غــريـنـسـيــل»‬ ‫إح ــداه ــا م ــن مـ ّ‬ ‫انـ ـقـ ـط ــاع ــات فـ ــي س ــاس ــل الـ ـت ــوري ــد‬
‫م ــن خ ـ ــال ت ـق ــوي ــض ق ــدرتـ ـه ــا املــال ـيــة‬
‫وال ـ ـب ـ ـشـ ــريـ ــة‪ ،‬عـ ـل ــى عـ ـك ــس ال ـ ـ ـ ـ ــوزارات‬
‫املؤسسات وفرضوا‬
‫هيمنتهم على موارد الدولة‪ .‬لتحقيق‬
‫عديدة‪ ،‬وأفسدوا‬

‫في االقتصاد‪.‬‬ ‫بــدايــة الـسـيــاســات الـنـقــديــة ملواجهة‬ ‫الرأسمالي مناقضًا لنفسه‬ ‫املـ ـ ـ ــالـ ـ ـ ـ ّـيـ ـ ـ ــة‪ ،‬وال ـ ـ ـثـ ـ ــان ـ ـ ـيـ ـ ــة مـ ـ ـ ــن شـ ــركـ ــة‬ ‫السلع‬ ‫امل ـت ـعـ ّـددة وخـصــوصــا تــوريــد ّ‬
‫الـتـنـفـيــذيــة املـكـتـظــة بــاملــوظ ـفــن‪ .‬كما‬ ‫السياسات التي تحابي‬ ‫ه ــذه ال ـغ ــاي ــة‪ ،‬اس ـت ـخــدم الـسـيــاسـيــون‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫املـشـكـلــة ه ــي أن مــواج ـهــة أزمـ ــة عــام‬ ‫جائحة كورونا في عام ‪.2020‬‬ ‫«أركيغوس»‪.‬‬ ‫األس ــاسـ ـي ــة م ـث ــل ال ـق ـم ــح واألسـ ـم ــدة‬ ‫خسر ديوان املحاسبة أيضًا الكثير من‬ ‫ث ــاث اس ـتــرات ـي ـج ـيــات؛ أوال‪ ،‬الـتـســلــح‬
‫‪ 2008‬كانت من خالل إنقاذ املصارف‪،‬‬ ‫ويـ ـ ـ ـش ـ ـ ــرح مـ ـيـ ـنـ ـسـ ـك ــي الـ ـ ـ ـف ـ ـ ــرق ب ــن‬
‫ّ‬
‫بنتيجة كل هــذه العوامل‪ ،‬انخفض‬ ‫وامل ـ ـ ـعـ ـ ــادن‪ ...‬وب ـع ــد امل ــواجـ ـه ــة بــرفــع‬ ‫صالحياته في املوازنة بسبب اإلنفاق‬ ‫النخبة الطائفية‬ ‫ب ــات ـف ــاق ال ـط ــائ ــف ال ـ ــذي أع ـ ــاد تــوزيــع‬
‫وإبـ ـ ّق ــاء ال ـن ـظــام امل ــال ــي ع ـلــى أج ـهــزة‬
‫التنفس عبر السياسات النقدية غير‬
‫املالية في هذه األوقــات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤسسات‬
‫ب ــداي ــة ه ـن ــاك م ــؤس ـس ــات ال ـت ـح ــوط‪،‬‬
‫تغطية رؤوس األم ــوال للمطلوبات‪،‬‬
‫والتعاطي مــع إدارة املخاطر بشكل‬
‫س ـ ـعـ ــر س ـ ـهـ ــم «كـ ـ ـ ــريـ ـ ـ ــدي سـ ــويـ ــس»‬
‫وارتـ ـ ـفـ ـ ـع ـ ــت الـ ـ ـف ـ ــوائ ـ ــد عـ ـل ــى أدوات‬
‫أس ـع ــار ال ـف ــائ ــدة‪ ،‬م ــن ق ـبــل امل ـصــارف‬
‫امل ـ ــرك ـ ــزي ـ ــة‪ ،‬بـ ـ ـ ــدأت ت ـ ـلـ ــوح ف ـ ــي األف ـ ــق‬
‫من خارج املوازنة من خالل الصناديق‬ ‫واالقتصادية في البالد‬
‫ُت ّ‬
‫ال ـ ـس ـ ـل ـ ـطـ ــة ال ـ ـت ـ ـن ـ ـف ـ ـيـ ــذيـ ــة م ـ ـ ــن رئـ ـي ــس‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫ال ـ ـخـ ــاصـ ــة (الـ ـ ـجـ ـ ـن ـ ــوب‪ ،‬واملـ ـهـ ـج ــري ــن‪،‬‬ ‫(حجز‬ ‫الجمهورية إلى مجلس الوزراء‬
‫امل ـس ـت ــدام ــة‪ .‬الـ ـي ــوم‪ ،‬بـ ــدأت امل ـص ــارف‬
‫ً‬
‫املؤسسات األفضل حاال التي‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫وهي‬ ‫أكثر تحفظًا‪ .‬مع ذلك‪ ،‬قد ال تكون هذه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«م ـ ـقـ ــاي ـ ـضـ ــة ال ـ ـت ـ ـخـ ــلـ ــف عـ ـ ــن سـ ـ ــداد‬ ‫مخاطر أزمة مالية جديدة‪.‬‬ ‫ومجلس اإلنـمــاء واإلع ـمــار)‪ ،‬والـتــي ال‬ ‫كملها وتدعمها‬ ‫جـمـيــع زع ـم ــاء ال ـط ــوائ ــف م ـقــاعــدهــم)‪،‬‬
‫ّ‬
‫املركزية‪ ،‬بقيادة الفيدرالي األميركي‪،‬‬ ‫ت ـس ـت ـط ـيــع أن ت ـغ ــط ــي ال ـت ــزام ــات ـه ــا‬ ‫اإلج ـ ــراءات كــافـيــة أم ــام أزم ــة جــديــدة‬ ‫الخاصة باملصرف (هذه‬
‫ّ‬
‫االئتمان»‬
‫«‪ »Credit Suisse‬مأزوم؟‬ ‫تـخـضــع إال ملــراق ـبــة م ــا بـعــد الـتــدقـيــق‬ ‫سياسات تمنع المحاسبة‬ ‫ويخصص القادة السياسيون موارد‬ ‫ّ‬
‫بـعـكــس ه ــذا امل ـ ّســار ب ـهــدف مــواجـهــة‬ ‫م ــن خـ ــال إيـ ــرادات ـ ـهـ ــا ال ـن ـق ــدي ــة‪ .‬ثــم‬ ‫فيها نوع جديد من نقاط الضعف أو‬ ‫املالية هي عبارة عن تأمني‬ ‫األصول‬
‫م ــوج ــة ال ـت ـضــخــم‪ .‬ف ـ ــإذًا‪ ،‬أدوات عــام‬ ‫ـؤس ـس ــات امل ـض ــارب ــة‪ ،‬وهــي‬ ‫ت ــأت ــي امل ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫متجددة‪.‬‬ ‫قائمة على مشكلة بنيوية‬ ‫ض ــد الـتـخــلــف ع ــن س ــداد ائـتـمــانــات‬
‫ّ‬
‫لـيــس ممكنًا الـحـســم إذا كــانــت أزمــة‬
‫والتي أصبحت مستحيلة بسبب قدرة‬
‫ديوان املحاسبة املحدودة‪.‬‬
‫في إدارة موارد الدولة‬ ‫الــدولــة والــريــع ألنـفـسـهــم وللمقربني‪.‬‬
‫ثانيًا‪ ،‬بينما يتم إلقاء اللوم غالبًا على‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ستفجر أزمة ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 2008‬ل ـي ـســت م ـتــاحــة الـ ـي ــوم‪ ،‬ألنـّهــا‬ ‫م ــؤس ـس ــات ت ـك ــون غ ـيــر ق ـ ــادرة على‬ ‫فـمـثــا‪ ،‬يـقــوم االحتياطي الفيدرالي‬ ‫ال ـ ـشـ ــركـ ــة‪ ،‬وهـ ـ ــي سـ ـن ــد يـ ــرتـ ــب عـلــى‬ ‫مالية‬ ‫«‪»Credit Suisse‬‬ ‫إن مــوازنــة عــام ‪ 2022‬والعملية التي‬ ‫ال ـس ـيــاســة ال ـطــائ ـف ـيــة ف ــي تـخـصـيــص‬
‫تعني التراجع عن مواجهة التضخم‪،‬‬ ‫تغطية بعض التزاماتها النقدية‪ ،‬ال‬ ‫األم ـ ـيـ ــركـ ــي بـ ــرفـ ــع أس ـ ـعـ ــار الـ ـف ــائ ــدة‬ ‫الجهة املصدرة فوائد مقابل ضمانة‬ ‫ّ‬
‫عــاملـيــة‪ .‬فــال ـظــروف الـحــالــيــة مـغــايــرة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت ــم إقـ ــرارهـ ــا ب ـهــا ل ـي ـســت سـ ــوى دلـيــل‬ ‫مـ ـ ــوارد الـ ــدولـ ــة‪ ،‬فـ ــإن إعـ ـ ــادة ال ـتــوزيــع‬
‫والوقوع في نفس الدوامة السابقة‪.‬‬ ‫سيما تلك القصيرة األجل‪ .‬وأخيرًا‪،‬‬ ‫بــأســرع وت ـيــرة فــي ال ـتــاريــخ‪ ،‬ويــأتــي‬ ‫الجهة‬‫ّ‬ ‫ضد التخلف عن السداد من‬ ‫تـمــامــا لـلـظــروف الـتــي حصلت فيها‬ ‫عـلــى م ــرض ال ـت ـجــاوزات عـنــد النخبة‬ ‫ال ـت ــي ص ـم ـم ـهــا ال ـ ـقـ ــادة ال ـس ـيــاس ـيــون‬
‫وه ـ ــذا ال ـس ـي ــاق يـعـنــي أم ـ ـ ــران‪ّ :‬‬
‫األول‬ ‫ـؤس ـ ـ ـسـ ـ ــات «ال ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ــونـ ـ ـ ــزي»‪ ،‬وهـ ــي‬ ‫مـ ـ ـ ّ‬ ‫هـ ــذا األمـ ـ ــر ب ـع ــد ع ــام ــن م ــن أس ـع ــار‬ ‫الـتــي تحمله أي أن الـحــامــل يتكفل‬ ‫العاملية عام ‪ ،2008‬إنما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املالية‬ ‫األزمة‬
‫ّ‬ ‫الـسـيــاسـيــة ف ــي ل ـب ـنــان‪ ،‬ال ـتــي أف ـســدت‬ ‫تتجاوز معتقداتهم وتخدم شركاءهم‬
‫ه ــو أن ال ـح ـكــومــات ل ــن ت ـكــون ّ ق ــادرة‬ ‫ـؤسـســات غـيــر ق ــادرة عـلــى تغطية‬ ‫مـ ّ‬ ‫ـت ال ـ ــ‪ %0‬ملــواج ـهــة أزم ــة‬ ‫ف ــائ ــدة ق ــارب ـ‬ ‫بتسديد املتأخرات‪ .‬وبالتالي‪ ،‬كلما‬ ‫ه ــذا ال يـلـغــي أن الـ ـظ ــروف الـحــالــيــة‬ ‫ع ـم ـل ـيــة امل ـ ــوازن ـ ــة امل ــؤس ـس ــات ـي ــة‪ .‬ه ــذا‬ ‫التجاريني وكذلك النخب االقتصادية‪،‬‬
‫ع ـلــى إن ـق ــاذ املـ ـص ــارف امل ـت ـعــثــرة من‬ ‫الـتــزامــاتـهــا إال مــن خــال االسـتــدانــة‬ ‫كم هائل من األمــوال‬ ‫كورونا‪ ،‬وضـ ّـخ ٍّ‬ ‫ارتفعت الفائدة التي تدفعها الجهة‬ ‫قــد تـكــون مــؤاتـيــة أكـثــر الن ــدالع أزمــة‬ ‫النظام الضعيف للحفاظ على النخبة‬ ‫عـ ـل ــى ح ـ ـسـ ــاب ال ـ ـشـ ــرائـ ــح األفـ ـ ـق ـ ــر مــن‬
‫دون تبعات اقتصادية‪ ،‬ال سيما في‬ ‫اإلض ـ ـ ــاف ـ ـ ـ ّـي ـ ـ ــة‪ .‬وي ـ ـك ـ ـمـ ــل م ـي ـن ـس ـك ــي‪:‬‬ ‫في األسواق‪ ،‬وبطبيعة الحال أتى مع‬ ‫املـ ـ ـص ـ ــدرة‪ ،‬ك ـل ـم ــا ك ــان ــت اح ـت ـم ــاالت‬ ‫بهذا الحجم‪ .‬هو احتمال قائم سواء‬ ‫ً‬
‫ال ي ـم ـك ــن أن ي ـن ـت ــج حـ ـ ـل ـ ــوال ل ــأزم ــة‬ ‫ال ـس ـكــان‪ .‬ثــالـثــا‪ ،‬لـضـمــان فـعــالـيــة هــذه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التضخمية ومخاطر‬ ‫هــذه الـظــروف‬ ‫خـ ــال فـ ـت ــرات رفـ ــع أسـ ـع ــار ال ـفــائــدة‬ ‫هــذا األم ــر ارت ـفــاع كبير فــي الــديــون‪،‬‬ ‫التخلف عــن الـســداد مرتفعة أكثر)‪.‬‬ ‫ك ــان ــت أزمـ ـ ــة امل ـ ـصـ ــرف ال ـس ــوي ـس ــري‬ ‫الحالية‪ ،‬علي أي حال‪ ،‬هذا هو النظام‬ ‫االسـ ـت ــراتـ ـيـ ـجـ ـي ــات‪ ،‬يـ ـ ـق ـ ـ ّـوض ال ـ ـقـ ــادة‬
‫عملية إبقاء‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫والثاني‬ ‫الركود‪.‬‬ ‫يــرتـفــع ع ــدد الـنــوعــن األخـيــريــن من‬ ‫سواء كانت ديونًا سيادية أو ديونًا‬ ‫كما أنــه جــرى الـتــداول بــأن املصرف‬ ‫صحيحة أم كانت هناك أزمات كامنة‬ ‫السياسيون جميع ّ‬
‫ّ‬ ‫ذات ـ ــه ال ـ ــذي ي ـقــع ف ــي ص ـم ـيــم ال ـكــارثــة‬ ‫مؤسسات الدولة‬
‫الـنـظــام عـلــى أج ـهــزة الـتـنــفــس فقدت‬ ‫ـؤسـ ـس ــات ن ـس ـبــة إلـ ــى مــؤس ـســات‬ ‫امل ـ ّ‬ ‫خاصة ذهبت إلى األسر والشركات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يـقــوم بتصفية بعض أصــولــه‪ ،‬مثل‬ ‫ف ــي م ــؤس ـس ــات مــال ـيــة ك ـب ــرى غ ـيــره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحالية في لبنان‪.‬‬ ‫التي يمكن أن تحاسبهم‪.‬‬
‫جــدواهــا‪ .‬لــذا‪ ،‬مــن املنطقي أن ُيطرح‬ ‫ال ـ ـت ـ ـح ـ ــوط‪ .‬ب ــالـ ـطـ ـب ــع ف ـ ــي امل ــرحـ ـل ــة‬ ‫ارتـفــاع أسـعــار الفائدة بهذا الشكل‪،‬‬ ‫فندق «سافوي» في زيوريخ‪ .‬ورغم‬ ‫فـمـصــرف «‪ُ »Credit Suisse‬يـعــد من‬
‫ع ـل ــى الـ ـط ــاول ــة س ـ ــؤال إذا م ــا كــانــت‬ ‫الـ ـح ــال ـ ّـي ــة‪ ،‬ال ي ـم ـك ــن م ـع ــرف ــة أع ـ ــداد‬ ‫يعني ارت ـفــاع أك ــاف الــديــن وأكــاف‬ ‫ن ـف ــي إدارة امل ـ ـصـ ــرف وج ـ ـ ــود أزمـ ــة‬ ‫أكبر املصارف في العالم‪ ،‬وهو ثاني‬ ‫ُ‬
‫*نشر هذا املقال باللغة األجنبية على‬ ‫المحسوبية الطائفية‬
‫الرأسمالية قادرة على إنقاذ نفسها‬ ‫ـؤسـ ـس ــات‪ ،‬ألن‬ ‫هـ ــذه األنـ ـ ـ ــواع م ــن امل ـ ّ‬ ‫إع ـ ـ ــادة ج ــدول ــة ال ــدي ــن أيـ ّ ـض ــا‪ .‬وم ــع‬ ‫س ـي ــول ــة ل ــدي ــه‪ ،‬إال أن ك ــل ال ـع ــوام ــل‬ ‫أك ـبــر م ـصــرف ف ــي ســوي ـســرا‪ ،‬ولــديــه‬
‫ّ‬ ‫موقع ‪ thepolicyinitiative.org‬في ‪12‬‬ ‫(أنجل بوليغان ــ‬ ‫تـتـخــذ ال ـس ـيــاســات ال ـطــائ ـف ـيــة‪ ،‬الـتــي‬
‫مرة أخرى؟‬ ‫الرهانات التي تقوم بها ال يمكننا‬ ‫ارتـ ـف ــاع مـ ـع ــدالت ال ـت ـض ــخ ــم‪ُ ،‬ي ـشــكــل‬ ‫تشير إلى وجــود مشكلة ما‪ .‬فحتى‬ ‫أصـ ـ ــول ب ـل ـغــت قـيـم ـت ـهــا ‪ 755‬مـلـيــار‬ ‫تشرين ّ‬
‫األول ‪2022‬‬ ‫المكسيك)‬ ‫ت ـن ـط ــوي ع ـل ــى تـ ــوزيـ ــع امل ـ ـ ـ ــوارد بــن‬
‫‪7‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫‪6‬‬

‫رسم بياني‬
‫‪ 4‬أنواع رئيسية‬
‫من التداول الخوارزمي المعتمدة‬
‫«عالء ُ الدين»‪ ...‬الذكاء االصطناعي‬
‫«التكنولوجيا التجميلية»‬
‫أحدث مفهوم لزيادة األرباح‬
‫■ استراتيجيات التنفيذ‬
‫الحسابية‬
‫ُ‬
‫تـسـتـخــدم ه ــذه االسـتــراتـيـجـيــات‬
‫لتحسني كفاءة تنفيذ هدف تداول‬
‫■ اإلحصاء‬
‫ي ـع ـت ـمــد هـ ــذا الـ ـن ــوع ت ـم ــام ــا عـلــى‬
‫اإلح ـ ـ ـ ـ ـصـ ـ ـ ـ ــاءات م ـ ـ ــن ال ـ ـب ـ ـيـ ــانـ ــات‬
‫التاريخية لـلـمــؤشــرات‪ ،‬مــن أجل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الذي يدير تريليونات الدوالرات‬ ‫ُ‬
‫الجمال سلعة‪ .‬هذا ما أصبح عليه الجمال في عصر النيوليبرالية ً إذ أصبح مصدرًا للمبيعات‬ ‫مـحــدد‪ .‬يمكن أن يكون أي شيء‬ ‫ال ـت ـعــلــم م ــن ال ـت ـج ــارب ال ـســاب ـقــة‪.‬‬
‫واألرباح‪ ،‬واملهم تنمية هذه املصادر‪ .‬في السابق كان األمر «سهال» إذ كان يعتمد على تطوير‬
‫ّ‬
‫تريد تحقيقه بسرعة مثل تقليل‬ ‫ت ـب ـح ــث األنـ ـظـ ـم ــة ذات ال ـ ـتـ ــداول‬
‫روك» (‪ )BlackRock‬فــي نـيــويــورك‪.‬‬
‫ـرى س ــاب ـق ــا‪ ،‬ك ــان‬‫ومـ ــن خـ ــال م ــا جـ ـ ٌ‬
‫علي عواد‬ ‫نحب القصص‪ .‬نتفاعل‬
‫ّ‬
‫طبقات من السلع املتصلة بالجمال والخدمات‪ ،‬وتزخيم تمويل استهالكها بما يوفر فرصًا‬ ‫تأثير السوق أو إنهاء الصفقة‪.‬‬ ‫الخوارزمي اإلحصائي دائمًا عن‬ ‫ف ــي ع ـق ــل ف ـي ـنــك هـ ـ ــدف واحـ ـ ــد ف ـقــط‪:‬‬ ‫ف ــي ثـمــانـيـنـيــات ال ـق ــرن امل ــاض ــي‪،‬‬
‫معها‪ .‬هي تنقل‬
‫استثمارية لرأس املال ذات ربحية هائلة‪ .‬إنما اليوم صار األمر مختلفًا مع إدخال التكنولوجيا‬
‫لتلعب دورًا حاسمًا في املبيعات وفي تعزيز مستويات الربحية‪ .‬بهذه الخلفية جاء مفهوم‬ ‫■ الوصول المباشر للسوق‬
‫هـ ــو فـ ــي األسـ ـ ـ ــاس دفـ ـت ــر أوام ـ ــر‬
‫الـفــرص فــي املــواقــف الـتــي أثبتت‬
‫نجاحها في املاضي‪.‬‬ ‫‪21.6‬‬
‫تريليون دوالر‬
‫أن ي ـم ـلــك ن ـظ ــام ــا ح ــاس ــوب ـي ــا فــائــق‬
‫ّ‬
‫الــذكــاء‪ ،‬يمكنه مــن اخـتـيــار املخاطر‬
‫والفرص في األسواق املالية والقيام‬
‫ك ــان ه ـنــاك ش ـخــص ي ـبــرع في‬
‫جذب ماليني الــدوالرات إلى‬
‫مصرف «فيرست بوسطن»‬
‫المعلومات بطريقة‬
‫«التكنولوجيا التجميلية» الذي خلق منتجات جديدة وأدوات تسويق عابرة للفضاء‪ .‬ففي عام‬
‫يسمى «التكنولوجيا التجميلية» إيرادات بلغت قيمتها نحو ‪ 3.8‬مليار دوالر‪،‬‬‫حققت ما ّ‬ ‫ّ‬
‫‪،2021‬‬
‫يـ ـسـ ـم ــح ل ـ ـل ـ ـم ـ ـتـ ــداولـ ــن ب ــوض ــع‬ ‫التحوط التلقائي‬‫ّ‬ ‫■‬ ‫هي قيمة األصول‬
‫التي تدار‬
‫بــذلــك بـشـكــل أف ـضــل مـمــا يـمـكــن ألي‬
‫كمبيوتر أو إنسان القيام به‪.‬‬
‫ح ـيــث ي ـع ـمــل‪ .‬ي ـقــوم بــاألمــر‬
‫ع ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ــر ب ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ــع ال ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـنـ ـ ـ ــدات‬
‫بدائية وبديهية‪ ،‬حتى‬
‫ال ـص ـف ـق ــات بـ ـس ــرع ــة‪ .‬يـمـنـحـهــم‬ ‫هذا نهج أكثر أمانًا وأكثر تحفظًا‪،‬‬
‫ويتوقع أن تصل إلى ‪ 8.9‬مليار دوالر بحلول عام ‪.2026‬‬ ‫وصـ ــوال م ـبــاش ـرًا ورؤيـ ــة أفـضــل‬
‫ً‬
‫هدفه الرئيسي هو تقليل املخاطر‬
‫ً‬
‫من خالل برنامج الذكاء‬ ‫هكذا بــدأت عملية خلق عــاء الدين‬
‫(‪ .)Aladdin‬وهــو اختصار لألصول‬
‫املــدعــومــة بــالــرهــن الـعـقــاري‬
‫(‪)mortgage-backed securities‬‬
‫لو تشابه أسماء األبطال‬
‫هذا املصطلح‪ ،‬أي «التكنولوجيا التجميلية» يشمل جميع األدوات والبرامج القائمة على الذكاء‬ ‫االصطناعي‬
‫املعزز املستخدمة في مجال التجميل‪ ،‬ســواء كانت مــرآة ذكية يمكنها‬ ‫االصطناعي والــواقــع ّ‬ ‫فــي ال ـبــورصــة بـمـعـلــومــات مهمة‬
‫مثل األسعار وحجم التداول‪.‬‬
‫بدال من زيادة الربح‪.‬‬
‫«عالء الدين»‬ ‫وامل ـس ــؤول ـي ــة وال ــدي ــون وامل ـش ـت ـقــات‬
‫االس ـت ـث ـم ــاري ــة (‪Asset, Liability,‬‬
‫في الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬
‫هــذا الشخص اسمه الري فينك‪،‬‬
‫أو األشياء‪ .‬مثل تفاحة‬
‫محاكاة التجارب االفتراضية (على سبيل املثال إضافة نظارات شمسية على الوجه للتأكد‬
‫ّ‬
‫‪Debt, and Derivative Investment‬‬ ‫وك ــان فــي طريقه ليصبح الرئيس‬ ‫نيوتن‪ ،‬وتفاحة آالن‬
‫منها قبل شرائها فعليًا) أو برامج التشخيص التي توفر مسحًا للوجه لتقديم توصيات ذكية‪،‬‬
‫تغير في شكل الوجه كما التنبؤ باحتياجات املستهلك املتعلقة‬ ‫تحسن أو ّ‬ ‫كذلك الفالتر التي ّ‬ ‫‪18400‬‬ ‫‪ .)Network‬في األيــام األولــى لشركة‬
‫«ب ـ ـ ــاك روك»‪ ،‬ك ـ ــان ال ـت ــرك ـي ــز عـلــى‬
‫ت ـح ـســن إدارة امل ـخ ــاط ــر م ــن خ ــال‬
‫التنفيذي في املـصــرف‪ .‬ثــم‪ ،‬في عام‬
‫‪ ،1986‬حصلت كارثة‪ :‬تنبؤات فينك‬
‫تكبد‬ ‫ملؤشرات السوق كانت فاشلة‪ّ .‬‬
‫تورنغ‪ ،‬وتفاحة‬
‫بالجمال‪ ،‬ومحاكاة املظاهر‪.‬‬
‫لكن كيف يمكن أن تلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تعزيز املبيعات؟ األمر بسيط‪ .‬فمع‬
‫موظف‬
‫يعملون لدى‬ ‫إدراك أعمق لطبيعة األصول القابلة‬ ‫املـصــرف بسببه خسائر‬ ‫لكل‬
‫ستيف جوبز‪ٍ .‬‬
‫ل ـل ـتــداول ومـجـمــل أنـ ــواع الـعـمـلـيــات‬ ‫ب ـ ـل ـ ـغـ ــت ‪ 100‬مـ ـلـ ـي ــون‬
‫ّ‬
‫التسوق عبر‬ ‫«التكنولوجيا التجميلية» بــدأت املبيعات تتجاوز التحديات التي كانت تواجه‬
‫ّ‬
‫قـ ــول م ــوظ ــف س ــاب ــق لـ ـ «فــاي ـن ـن ـشــال‬
‫تــايـمــز»‪ ،‬ال ُيكشف عــن الــرقــم بسبب‬
‫امل ــال ـي ــة عـ ــام ‪ .2008‬ف ـقــد بـ ــات الـعـقــل‬
‫الـخـلـفــي لـلـعــديــد م ــن أك ـب ــر الــاعـبــن‬
‫شركة «بالك روك»‬
‫في ‪ 36‬دولة‬ ‫واملعايير التي تستعمل لشراء هذه‬
‫ُ‬
‫دوالر‪ .‬أل ـ ـ ـقـ ـ ــى ف ـي ـن ــك‬ ‫منها إطار ومغزى‪.‬‬
‫ف ــي صـنــاعــة إدارة االس ـت ـث ـمــار‪ ،‬بـنـ ً‬
‫اإلنترنت مثل التأكد من قياس السلع‪ ،‬أو مدى مالءمة إطار النظارات للوجه‪ ،‬أو مدى مالءمة‬ ‫«االه ـت ـمــام الـسـلـبــي ال ــذي اجـتــذبـتــه‬ ‫ـاء‬ ‫األصــول وبيعها‪ .‬عمليًا‪ ،‬هي شركة‬
‫تتحي الفرص السوقية‪ ،‬وجهازها‬ ‫ّ‬
‫ال ـ ـ ـلـ ـ ــوم ع ـ ـلـ ــى ب ــرن ــام ــج‬
‫ً‬
‫الـ ـك ــومـ ـبـ ـي ــوت ــر‪ ،‬ق ــائ ــا‬ ‫وعلى هذه ُاألرض‪،‬‬
‫‪1.3‬‬
‫مستحضرات التجميل للوجه‪ ...‬فمثل هذه األمور‪ ،‬غير ممكنة حاليًا إال عند الذهاب شخصيًا‬ ‫املبالغ الهائلة»‪ .‬تخوفوا من الحسد‬ ‫على ما كشفته «فايننشيال تايمز»‪.‬‬
‫إلى محال ألبسة وتجربة تلك السلع‪ .‬لذا‪ ،‬فإنه مع التكنولوجيا التجميلية‪ ،‬سيتم نقل التجربة‬ ‫ربما‪.‬‬ ‫ش ــرك ــات ع ـمــاقــة م ـثــل «‪»Vanguard‬‬ ‫العصبي هو ذكاء اصطناعي‪.‬‬ ‫إن ـ ـ ــه خـ ـط ــأ م ـ ــن ق ـســم‬
‫في الشرق‪ ،‬تروى‬
‫ّ‬
‫الشخصية من الواقع الحقيقي إلى الواقع الرقمي‪ ،‬من خالل تقنيات تسخر ّقوة البيانات والذكاء‬
‫االصطناعي والواقع ّ‬
‫ت ـج ـنــي «بـ ـ ــاك روك» األمـ ـ ـ ــوال عـبــر‬
‫ت ـ ـقـ ــديـ ــم م ـ ـج ـ ـمـ ــوعـ ــة م ـ ـت ـ ـنـ ـ ّـوعـ ــة م ــن‬
‫و«‪»State Street Global Advisors‬‬
‫أكبر مديري صناديق االستثمار بعد‬ ‫مليار دوالر‬
‫اإلنجاز األول كان عام ‪ ،1994‬عندما‬
‫ب ـ ــدأ ب ـن ــك االحـ ـتـ ـي ــاط ــي ال ـف ـي ــدرال ــي‬
‫ال ــره ــان ــات الـعـقــاريــة‬
‫ف ــي املـ ـص ــرف‪ ،‬وت ــرك‬
‫قصة عن فتى من‬ ‫ّ‬
‫املعزز‪ .‬هذه الحاجة يدركها تجار التجزئة وشركات السلع االستهالكية‬ ‫االسـتـشــارات بشأن املحافظ املالية‬ ‫«بالك روك»‪ ،‬هم من مستخدمي «عالء‬ ‫هي قيمة‬ ‫األمـ ـي ــرك ــي‪ ،‬ي ــرف ــع أسـ ـع ــار ال ـف ــائ ــدة‬ ‫عـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـل ـ ـ ــه مـ ـ ـحـ ـ ـبـ ـ ـط ـ ــا‪.‬‬
‫وصانعو مستحضرات التجميل وسواهم‪ ،‬وهمّ يعلمون أن أداة تعزيز الربحية تكمن في القدرة‬ ‫واملساعدة في إدارة األصول‪ .‬العامل‬
‫األس ـ ـ ــاس ـ ـ ــي فـ ـ ــي تـ ـحـ ـقـ ـي ــق األرب ـ ـ ـ ــاح‬
‫الدين»‪ .‬وكذلك نصف أكبر ‪ 10‬شركات‬
‫ت ـ ــأم ـ ــن (الـ ـتـ ـصـ ـنـ ـي ــف ح ـ ـسـ ــب ق ـي ـمــة‬
‫ما سددته «بالك روك»‬
‫لالستحواذ على شركة‬
‫أكثر مما توقعته األسواق‪ .‬انفجرت‬
‫محافظ الدخل الثابت وسط ارتفاع‬
‫ل ـ ـكـ ــن ب ـ ـعـ ــد ع ــام ــن‬
‫افـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـت ـ ـ ــح فـ ـيـ ـن ــك‬ ‫بغداد‪ ،‬اسمه عالء‬
‫على زيادة املبيعات من خالل تقنيات ذكية تؤثر على أنماط استهالك البشر من خالل زيادة‬
‫تفاعلهم الفضائي مع املنتجات‪.‬‬ ‫ه ــو إدارة تــري ـل ـيــونــات م ــن األمـ ــوال‬
‫تتخطى كل الناتج القومي ألوروبا‪.‬‬
‫األصـ ـ ـ ــول)‪ ،‬ب ــاإلض ــاف ــة إلـ ــى ص ـنــدوق‬
‫الـتـقــاعــد الـحـكــومــي الـيــابــانــي بقيمة‬
‫«‪ »eFront‬الفرنسية‬
‫التي تملك‬
‫أس ـع ــار ال ـف ــائ ــدة وان ـك ـم ــاش أس ـعــار‬ ‫ش ـ ــرك ـ ــة «بـ ـ ــاك‬
‫الدين‪ ،‬واجهته‬
‫وقــد اسـتـعــانــت الـحـكــومــة الـفــدرالـيــة‬ ‫‪ 1.5‬تريليون دوالر‪ ،‬وهــو األكـبــر في‬ ‫برنامجًا منافسًا‬
‫لـ«عالء الدين»‬
‫صعاب ُ الحياة‬
‫اﻹﻳﺮادات اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﺴﻮق ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ )ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺪوﻻرات(‬ ‫األم ـ ـيـ ــرك ـ ـيـ ــة بـ ــال ـ ـشـ ــركـ ــة وبـ ـ ـ ـ «عـ ـ ــاء‬
‫ال ـ ــدي ـ ــن» مل ـع ــرف ــة أي مـ ــن املـ ـص ــارف‬
‫الـ ـع ــال ــم‪ .‬ك ـم ــا ت ـع ـت ـمــد ع ـل ـيــه ش ــرك ــات‬
‫«آب ـ ــل»‪« ،‬مــاي ـكــروســوفــت»‪« ،‬أل ـفــابــت»‬ ‫كونه ولد يتيمًا‬
‫اﻟﺒﻠﺪان ﻫﻲ‪ :‬اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﺼﻴﻦ واﻟﻴﺎﺑﺎن وﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ واﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وأﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ‬ ‫يجب إعانتها خالل أزمة عام ‪2008‬‬
‫ً‬
‫(ال ـشــركــة األم ل ـغــوغــل)‪ ،‬إلدارة مئات‬
‫هو برنامج يتمتع بذكاء‬ ‫حيطه‬ ‫ي‬‫فقيرًا ُ‬
‫‪١٠٠٠٠‬‬
‫‪٨٩٢٥.٤‬‬
‫املالية‪ ،‬فضال عن استشارات مالية‬ ‫املـلـيــارات مــن الـ ــدوالرات فــي املحافظ‬
‫ّ‬
‫شديد في تحديد أنماط‬ ‫ّ‬
‫ل ـل ـم ـص ــارف‪ ...‬أدى ذل ــك إل ــى تـعــزيــز‬ ‫االستثمارية الخاصة بهم‪.‬‬ ‫الـسـنــدات‪ .‬فــي هــذه البيئة املتقلبة‪،‬‬
‫البؤس من كل‬
‫‪٨٠٠٠‬‬
‫‪٨٠٠٦.٤‬‬ ‫محفظة عمالء «عــاء الــديــن» لتبلغ‬
‫‪ 7‬تريليون دوالر‪.‬‬
‫وفــي عــام ‪ ،2017‬كشفت «فايننشال‬
‫تـ ــاي ـ ـمـ ــز»‪ ،‬أن «عـ ـ ـ ــاء الـ ـ ــديـ ـ ــن» ب ــات‬
‫ك ـش ـف ــت ت ـح ـل ـي ــات املـ ـخ ــاط ــر ال ـت ــي‬
‫ت ــم إن ـش ــاؤه ــا ب ــاس ــم «عـ ــاء ال ــدي ــن»‬ ‫عمل األسواق المالية‬
‫ّ‬ ‫ناح‪ .‬ثم‪ّ ،‬‬
‫تغير‬
‫‪٧١٦٨.٥‬‬ ‫لم يقتصر عمل «عــاء الدين» إدارة‬ ‫موجودًا في ‪ 85‬شركة إلدارة األصول‬ ‫عــن قـيـمـتـهــا؛ ص ـمــدت أمـ ــوال «بــاك‬ ‫وتقلبات األسعار ما‬
‫‪٦٠٦٥.٢‬‬
‫األصول التقليدية‪ ،‬بل وقعت «بالك‬
‫روك» و«ك ــوي ــن ب ــاي ــز» ع ـق ـدًا يـتـيــح‬
‫ومؤسسات استثمارية مجموع ما‬
‫ي ـم ـل ـكــوه ي ـب ـلــغ ‪ 20‬تــري ـل ـيــون دوالر‬
‫روك» ب ـش ـكــل ج ـيــد أمـ ــام الـعــاصـفــة‬
‫املــالـيــة‪ ،‬مــع أدن ــى قــدر مــن الخسائر‬
‫يتيح له تحديد الخسارة‬ ‫ذلك كله بعدما‬
‫‪٦٠٠٠‬‬ ‫لـلـمـسـتـثـمــريــن ال ــذي ــن يـسـتـخــدمــون‬ ‫من إجمالي األصول‪ ،‬مقارنة مع ‪11‬‬ ‫م ـقــارنــة بــال ـســوق ك ـلــه‪ .‬أتـ ــاح «ع ــاء‬ ‫واقتناص فرص الربح‬ ‫وجد فانوسًا سحريًا‪.‬‬
‫‪٤٤٠٧.٦‬‬ ‫«ع ـ ــاء الـ ــديـ ــن»‪ ،‬ت ـ ـ ــداول «ب ـت ـكــويــن»‬
‫ب ـ ــاسـ ـ ـتـ ـ ـخ ـ ــدام املـ ـ ـنـ ـ ـص ـ ــة‪ .‬وسـ ـت ــوف ــر‬
‫تــري ـل ـيــون دوالر ق ـبــل أربـ ــع س ـنــوات‬
‫ف ـقــط‪ .‬كــذلــك ق ــال ــت‪ ،‬إن تـكـنــولــوجـيــا‬
‫الــديــن» لـفــرق االسـتـثـمــار فــي «بــاك‬
‫أصبح الفتى‬
‫‪٤٠٠٠‬‬ ‫‪٣٧٦٥.٧‬‬ ‫الـ ـ ـخ ـ ــدم ـ ــة امل ـ ــدف ـ ــوع ـ ــة «‪Coinbase‬‬ ‫«عـ ـ ــاء الـ ــديـ ــن» تـ ـق ــوم بـ ــإجـ ــراء ‪250‬‬
‫روك» فـ ـه ــم م ـ ــا اشـ ـ ـ ـت ـ ـ ــروه‪ .‬ل ــوح ــظ‬
‫األم ــر فــي ال ـســوق وب ــدأت ات ـصــاالت‬
‫‪ ،»Prime‬لـلـمـسـتـخــدمــن‪ ،‬إم ـكــانــات‬
‫الـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ــداول والـ ـ ـحـ ـ ـف ـ ــظ وال ـ ــوس ـ ــاط ـ ــة‬
‫أل ــف صـفـقــة وم ـل ـي ــارات الـحـســابــات‬
‫امل ــال ـي ــة ك ــل يـ ـ ــوم‪ .‬وف ـ ــي ع ـ ــام ‪،2020‬‬
‫امل ـس ـت ـث ـم ــري ــن ت ـن ـه ـم ــر ع ـل ــى «بـ ــاك‬
‫ـدب وص ــوب‪ .‬ورغــم‬
‫ثريًا وقويًا‬
‫روك» مــن كــل ح ـ ٍ‬
‫‪٢٠٠٠‬‬
‫الــرئـيـسـيــة وقـ ــدرات إع ــداد الـتـقــاريــر‬
‫لقاعدة عمالء عالء الدين‪ ،‬الذين هم‬
‫قالت «فايننشال تايمز» إنه يوجد‬
‫‪ 21.6‬تريليون دوالر يديرها «عالء‬
‫أن م ـس ـت ــوى الـ ـتـ ـط ـ ّـور ال ـت ـق ـن ــي فــي‬
‫البرمجيات والخوارزميات لم يكن‬
‫بمساعدة‬ ‫ّ‬
‫أيضًا عمالء «كوين بايز»‪ .‬وستكون‬
‫«بـ ـتـ ـك ــوي ــن» هـ ــي ال ـع ـم ـل ــة امل ـش ـف ــرة‬
‫الــديــن» مــن ثلث عمالء «بــاك روك»‬
‫ً‬
‫البالغ عددهم ‪ 240‬عميال‪ .‬هذا الرقم‬
‫مرتفعًا حينها‪ ،‬إال أنه كان واضحًا‬
‫أن لـ ــدى «ب ـ ــاك روك» الـ ـق ــدرة عـلــى‬
‫جني‬
‫‪٠‬‬ ‫الوحيدة املتاحة في البداية‪ .‬عمليًا‪،‬‬ ‫وحــده كــان يـعــادل ‪ %10‬مــن األسهم‬ ‫التقاط الصفقات إلكترونيًا وإدارة‬ ‫الفانوس‪ُ ...‬لكن‬
‫‪٢٠٢٦‬‬ ‫‪٢٠٢٥‬‬ ‫‪٢٠٢٤‬‬ ‫‪٢٠٢٣‬‬ ‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪٢٠٢١‬‬ ‫سيلتهم الذكاء االصطناعي بيانات‬
‫ومـ ـعـ ـلـ ــومـ ــات ع ـ ــن س ـ ـ ــوق ال ـع ـم ــات‬
‫والـسـنــدات العاملية حينها‪ .‬عمليًا‪،‬‬
‫هـنــاك ذك ــاء اصـطـنــاعــي‪ ،‬يــديــر ‪%10‬‬
‫تدفق العمل رقميًا‪ ،‬والحصول على‬
‫قصة تروى عن‬ ‫هناك ّ‬
‫جـمـيــع ال ـب ـيــانــات وامل ـع ـل ــوم ــات في‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪Statista :‬‬ ‫املـ ـشـ ـف ــرة‪ ،‬وس ـي ـص ـب ــح ع ـ ــاء ال ــدي ــن‬ ‫من أصول كوكب األرض‪ .‬ومذاك‪ ،‬لم‬ ‫ال ــوق ــت ال ـف ـع ـلــي‪ .‬ك ــان ذل ــك ن ــادرًا‬
‫قادرًا على تقديم النصائح في شراء‬ ‫تعد «بــاك روك» تكشف عن مجمل‬ ‫بـشـكــل صـ ــادم ف ــي ذل ــك ال ــوق ــت‪.‬‬ ‫عالء الدين آخر‪ ،‬هو عبارة‬
‫األص ـ ــول ال ـتــي ت ــدي ــره ــا‪ ،‬وع ـلــى حـ ّـد‬
‫ﻋﺪد ﺗﻨﺰﻳﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان‬ ‫أو بيع الـ «بتكوين»‪.‬‬ ‫وفـ ــي م ـن ـت ـصــف الـتـسـعـيـنـيــات‪،‬‬
‫أدرك ال ـج ـم ـيــع أن تـكـنــولــوجـيــا‬ ‫عن ذكاء اصطناعي‬
‫‪٨٠.٠٠٠.٠٠٠‬‬
‫الخوارزميات وأسواق المال‬
‫عالم آخر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عالء الدين‪ ،‬كانت من‬
‫فــي سنواته العشر األول‪ ،‬جرت‬ ‫ال قلب له‪ ،‬وتعاظمت‬
‫‪ ٦٧,٧٠٤,٦٨٧‬اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة‬
‫تغذية «عــاء الدين» بمعلومات‬
‫ح ــول ك ــل حــركــة أس ـع ــار األص ــول‬ ‫قدرته بصمت‪ ،‬على‬
‫ومـ ـتـ ـغ ـ ّـي ــرات املـ ـخ ــاط ــر فـ ــي س ــوق‬
‫‪٦٠.٠٠٠.٠٠٠‬‬
‫لكي ينجح املرء في عالم التداول‪ ،‬يجب أن يكون ذو أعصاب فوالذية‪ .‬هي وظيفة‬
‫ّ‬ ‫الـ ـسـ ـن ــدات الـ ـع ــاملـ ـي ــة‪ .‬وعـ ـن ــدم ــا بـلــغ‬
‫ُمدار السنوات الماضية‪.‬‬
‫املحك‪ ،‬أي إن أبسط‬ ‫منهكة‪ .‬قد تكون هناك عشرات املليارات من الدوالرات على‬
‫‪٤٠.٠٠٠.٠٠٠‬‬
‫خطأ بشري سيكون كارثة‪ .‬لكن استخدام الخوارزميات املبرمجة مسبقًا ملراقبة‬
‫األسواق وتنفيذ عمليات الشراء والبيع ّ‬
‫‪ 11‬عـ ــامـ ــا مـ ــن الـ ـعـ ـم ــر‪ ،‬كـ ـ ــان يـتـمـتــع‬
‫بــذكــاء شديد فــي اختيار الخاسرين‬
‫واحد‬
‫ٍ‬ ‫بهدف‬
‫ٍ‬ ‫خلق‬
‫‪ ١١,٠٢٢,٦٧٨‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‬
‫‪ ١٥,٥٤٥,٧١٥‬ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‬
‫تحد من املخاطر‪ ،‬وإن كانت ترسم سقفًا‬
‫لألرباح أيضًا‪ .‬فالبرمجيات ال تملك عاطفة‪ ،‬خالفًا للبشر الذين قد يمنعهم‬
‫لدرجة أن الري فينك باع‬ ‫والفائزين‪ّ ،‬‬
‫عـ ــام ‪ 1999‬حـ ــق ال ــوص ــول لـبـيــانــاتــه‬
‫فقط‪ :‬مراكمة المال‬
‫‪ ١١,٠٩٩,٣٢٨‬أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ‬ ‫الخوف أو الجشع من اتخاذ قرارات صائبة‪ .‬واآللة ‪ -‬البرنامج‪ ،‬تشبه الرأسمالية‬ ‫ل ـش ــرك ــات أخ ـ ــرى ف ــي وول س ـتــريــت‪.‬‬ ‫وإدارته بشكل ال‬
‫‪ ١٠,٤٥٨,٢٨١‬اﻟﺼﻴﻦ‬
‫‪٢٠.٠٠٠.٠٠٠‬‬
‫في كل شيئ‪ ،‬أي أنها تتخذ قراراتها بناء على مدخالت واضحة ومحددة املعالم‬
‫ُ‬
‫وف ـ ــي ال ـ ـعـ ــام ن ـف ـس ــه‪ ،‬طـ ــرحـ ــت شــركــة‬
‫«ب ـ ـ ــاك روك» ل ــاك ـت ـت ــاب ال ـ ـعـ ــام فــي‬
‫ّ‬
‫يتصوره عقل‪ .‬تعرفوا‬ ‫ّ‬
‫‪ ٤,٧٥٤,٦١٩‬اﻟﻴﺎﺑﺎن‬ ‫ومدروسة املخاطر‪ .‬ووفقًا لبيانات «‪( »SelectUSA‬قمة تعقدها إدارة التجارة‬
‫بــورصــة ن ـيــويــورك وتــاهــا مباشرة‬
‫‪ ٣,٢٣٠,٦٥٨‬ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬
‫‪٢٠٢٢‬‬ ‫‪٢٠٢١‬‬ ‫‪٢٠٢٠‬‬ ‫‪٢٠١٩‬‬
‫‪٠‬‬
‫التجارة األميركية لتشجيع االستثمار األجنبي املباشر في‬ ‫الدولية في وزارة ّ‬
‫الواليات املتحدة)‪ ،‬يمثل التداول الخوارزمي ما بني ‪ %60‬و‪ %73‬من مجمل تداول‬
‫انـفـجــار فـقــاعــة اإلن ـتــرنــت‪ ،‬وهــربــت‬
‫أم ـ ـ ـ ــوال امل ـس ـت ـث ـم ــري ــن مـ ــن س ــوق‬
‫على خوارزميات عالء‬
‫اﻋﺘﺒﺎرﴽ ﻣﻦ ﻋﺎم ‪ ،٢٠٢١‬ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺠﻤﺎل‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬
‫األسهم األميركية واألسواق األوروبية واألسواق اآلسيوية األساسية‪ .‬كما إن‬
‫الحجم اإلجمالي للتداول الخوارزمي في االقتصادات الناشئة مثل الهند يقدر‬
‫األس ـه ــم إل ــى ال ـس ـن ــدات‪ .‬يــومـهــا‬ ‫الدين التي تدير مليارات‬
‫كــان «عــاء الــديــن» بطل العالم‬
‫ﺳﺠﻠﺖ ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﺣﻮاﻟﻰ ‪ ٤٤٫٣‬ﻣﻠﻴﻮن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم‪ .‬ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﻟﻌﺎم ‪ ،٢٠٢٢‬ﺗﻈﻬﺮ أن‬
‫ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺘﺼﺎﻋﺪي ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻳﻼت ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺠﻤﺎل ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻠﺪان‪ ،‬ﻣﻊ زﻳﺎدات ﻛﺒﻴﺮة‬
‫ّ‬
‫بنحو ‪ .%40‬وفي عام ‪ ،2003‬شكلت التجارة الخوارزمية ما نسبته ‪ %15‬من‬ ‫بال منازع في عملية الهروب‪.‬‬ ‫الدوالرات يوميًا‬
‫حجم السوق‪ ،‬إنما بحلول ‪ ،2010‬كان أكثر من ‪ %70‬من تداول سوق األسهم‬ ‫وفــي غضون سنوات‪ ،‬بلغت‬
‫ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة‪.‬‬ ‫األميركية يتم بواسطة الخوارزميات‪ .‬وفي اململكة املتحدة واالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫قيمة «بــاك روك» تريليون‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪Statista :‬‬
‫دوالر‪ .‬ت ـ ـص ـ ــاع ـ ــد ن ـ ـفـ ــوذ‬
‫«عـ ــاء ال ــدي ــن» مـنــذ األزم ــة‬
‫اإلثنين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2022‬العدد ‪212‬‬ ‫‪8‬‬

‫مقال‬
‫ّ‬
‫التدخل الرأسمالي في األسواق‬
‫«اشتراكية األغنياء»‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غير ذات جــدوى‪ .‬بمعنى ّأن حجم ال ــواردات سيظل‬ ‫بالسيولة‪ ،‬بحيث ال يتم تصحيح التدفقات فحسب‪،‬‬ ‫ورد كاسوحة‬
‫أك ـب ــر‪ ،‬مـهـمــا ازدادت الـتـنــافـسـيــة امل ــدف ــوع ــة بـعــامــل‬
‫االستفادة من‬ ‫بــل أيـضــا مضاعفة حـجــم الـنـقــد‪ ،‬بـمـعـ ّـدل قياسي‪.‬‬
‫التصدير املستفيد من رخــص العملة‪ ،‬إذ غالبًا ما‬ ‫التدخل الرأسمالي‬ ‫أي‪ ،‬إلــى الـحـ ّـد الــذي يتم فيه إغ ــراق األس ــواق فعليًا‪،‬‬ ‫غالبًا مــا تكون أسـعــار النفط مـحـ ِّـددًا أســاسـيــا‪ ،‬من‬
‫املرتفعة‪ ،‬املوضوعة رأسماليًا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫في األسواق‬ ‫بالنقود‪ .‬غير ّأن حصول ذلك مرهون بتعطيل عمل‬ ‫ضـمــن م ـح ـ ّـددات أخ ــرى ع ــدي ــدة‪ ،‬لــوجـهــة االقـتـصــاد‬
‫ّتمتص أسعار الفائدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تتحرك‬ ‫سيما خــال األزم ــات‪ .‬فهي‬ ‫الرأسمالي‪ ،‬وال ّ‬
‫أي زيادة في اإلنتاج املحلي ومعه التصدير‪ ،‬ملصلحة‬ ‫محصورة‬ ‫والحد من سياسة العرض والطلب‪.‬‬ ‫األسواق‪ ،‬جزئيًا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وف ـقــا ملـنـطــق الـتـضــخــم نـفـســه‪ ،‬إذ ي ـكــون ارتـفــاعـهــا‬
‫ال ــواردات‪ .‬ويــزداد األمــر ســوءًا‪ ،‬مع خــروج الرساميل‬ ‫بمعنى‪ ،‬استخدام القيود التي وضعتها االشتراكية‬
‫األج ـن ـب ـيــة ب ـك ـثــافــة‪ ،‬م ــن األسـ ـ ــواق ال ـن ــاش ـئ ــة‪ ،‬حـيــث‬
‫باالقتصادات‬ ‫ّ‬
‫وم ــن بـعــدهــا الـكـيـنــزيــة‪ ،‬عـلــى تــدف ـقــات رأس امل ــال‪،‬‬ ‫نمو الناتج اإلجمالي العاملي‪،‬‬ ‫ـؤشـرًا على ّ‬ ‫ّ‬
‫النسبي مـ‬
‫تنخفض جاذبية االستثمار‪ ،‬بسبب انخفاض قيمة‬ ‫الصناعية الكبرى‬ ‫فــي اتـجــاه ّمعاكس‪ُ ،‬بغية رفــع مـعـ ّـدل الربحية التي‬ ‫مع زيادة الطلب على موارد الطاقة ألغراض صناعية‬
‫تتحول إلى عبء على املستثمر األجنبي‪،‬‬ ‫العملة التي ّ‬ ‫القادرة على الصمود‬ ‫كبحتها تقلبات األس ــواق‪ ،‬عقب أزم ــة عــام ‪.2008‬‬ ‫وتجارية‪ ،‬قبل أن يبدأ املفعول العكسي لهذا االرتفاع‪،‬‬
‫مع كبح ّ‬
‫حتى حني تكون كلفة إنتاجه ّومعها أجــور العمالة‬ ‫ّ‬ ‫أمام أسعار الفائدة‬ ‫وهي‪ ،‬تقريبًا «الفلسفة ذاتها» التي قادت إلى إنشاء‬ ‫التعافي‪ .‬وكما‬ ‫ّ‬ ‫نمو األسعار الشديد‪ ،‬لحالة‬
‫ّ‬
‫الحاجة‬ ‫فــي ح ــاالت التضخم املـعـتــادة‪ ،‬تنتهي التقلبات في‬
‫املحلية والرسوم والضرائب‪ ،‬أقــل من نظيرتها‪ ،‬في‬ ‫المرتفعة وصعود‬ ‫بالس‪ ،‬في سوق النفط‪ ،‬حيث ّ‬ ‫مجموعة أوبك‬
‫إلى الحفاظ على ّ‬ ‫األسعار بسرعة‪ ،‬مع ت ْرك عملية التصحيح‪ ،‬للسوق‬
‫َ‬
‫الغرب أو في األســواق الرأسمالية‪ .‬انخفاض األرباح‬ ‫معدل الربحية‪ ،‬تقتضي أو تتطلب‬
‫هنا‪ ،‬يقود إلــى مشكلة أكبر مــن خــروج الرساميل‬ ‫النفط والغاز وموارد‬ ‫ً‬
‫كبح الـســوق‪ ،‬ب ــدال مــن تركها تعمل بمفردها كما‬ ‫نفسها‪ .‬إذ ال حاجة‪ ،‬مع التوازن الحاصل بني العرض‬
‫ّ‬
‫صــات‬ ‫نـفـسـهــا‪ ،‬فـمــع االن ـه ـي ــارات الـكـبـيــرة فــي الـبــور ّ‬
‫الطاقة األخرى‬ ‫كانت سابقًا‪.‬‬ ‫والـطـلــب‪ ،‬لتدخل مباشر مــن منتجي النفط الكبار‪،‬‬
‫خارجها‪ ،‬بغية تصحيح الخلل‬ ‫ً‬
‫وإق ـفــال الـشــركــات املتعاملة مــع األج ــان ــب‪ ،‬يتقلص‬ ‫اشتراكية الدول الغنية‬ ‫ســواء ّداخل أوبك أو ّ‬
‫املرتبط بهذه الصناعات‪ ،‬وتخسر‬ ‫في التدفقات النفطية‪ .‬ظلت هذه املعادلة سارية‪ ،‬حتى‬
‫حجم سوق العمل ّ َّ‬ ‫محصورة باالقتصادات الصناعية الكبرى القادرة‬
‫ّ‬
‫ال ـتــدخــل ب ـهــذا املـع ـنــى‪ ،‬يـحـصــل ملصلحة ن ـمــوذج ال‬ ‫عام ‪ ،2014‬حني بدأت ارتدادات أزمة الرهون العقارية‬
‫الطبقة العاملة املحلية‪ ،‬كل الوظائف التي توافرت لها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫على الـصـمــود أم ــام أسـعــار الـفــائــدة املــرتـفـعــة‪ ،‬وإزاء‬ ‫سواء لجهة قوى العمل‬ ‫تستفيد منه ّأي أكثرية تذكر‪ً ،‬‬ ‫شح السيولة النقدية‬ ‫بالتأثير على أسواق النفط‪ .‬فمع ّ‬
‫في مرحلة طفرة االستثمارات في ّاألسواق الناشئة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫صعود النفط والغاز وموارد الطاقة األخرى‪.‬‬ ‫أو الدول النامية‪ .‬فالطلب وفقًا لهذه املعادلة‪ ،‬ال يكون‬ ‫ّ‬
‫في العالم‪ ،‬على إثر تطبيق سياسات التشديد الكمي‪،‬‬
‫كــل ذل ــك‪ ،‬بسبب املـقــامــرة الـتــي تمثلها السياسات‬
‫ّ َّ‬ ‫الرأسمالية الـجــديــدة‪ ،‬الـخـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫مدفوعًا بسياسة إنتاج واستهالك واضـحــة‪ ،‬بقدر‬ ‫ـراجـ َـع الطلب إلــى حــدود كبيرة‪ ،‬وانـهــارت األسعار‪،‬‬ ‫تـ َ‬
‫ـاصــة بالتدخل الــنـ ِـشــط‪ ،‬ال‬ ‫المعاناة من التدخل النقدي الن ِشط‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫سيما مــع تواترها الشديد أخـيـرًا‪ ،‬بعيد استفحال‬ ‫ّ‬ ‫ما يرتبط بإتاحة السيولة بكثافة‪ ،‬لجعل العودة عن‬ ‫إلــى حــد مالمسة سعر البرميل قعر الـ ــ‪ّ 25‬دوالرًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حصة الدول النامية من هذه الخسارة أكبر‬ ‫والحال ّأن ّ‬ ‫ّ‬
‫دورات الركود والتضخم‪ ،‬إلى حدود بعيدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«الركود‬
‫محفوفة بمخاطر ّ‬ ‫معدالت التضخم املرتفعة‬ ‫وبالتالي لم يعد عامل ّ السهولة في إنهاء التقلبات‪،‬‬
‫من غيرها‪ .‬فحني يحصل التدخل ملصلحة تشديد‬ ‫حد كبير‪ ،‬إنهاء التقلبات‬ ‫يصعب إلى ّ‬ ‫املستدام»‪ .‬هذا ّ‬ ‫قــائـمــا‪ .‬ه ـكــذا‪ ،‬بــل تعطلت األداة الـســوقـيــة الـخـ ّ‬
‫َ‬ ‫ـاصــة‬
‫األثر المزدوج لخفض إنتاج النفط‬ ‫الـسـيــاســة الـنـقــديــة‪ ،‬ال تقتصر تــداعـيــاتــه‪ ،‬بالنسبة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫في األس ــواق‪ ،‬وبالتالي يــؤدي إلــى إطالة أمــد األزمــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫إليها‪ ،‬على فقدان الوظائف وارتفاع ّ‬ ‫بالتصحيح الذاتي‪ ،‬وصار التدخل من جانب املنتجني‬
‫على ّأن األثر الذي تتركه املقاربتان النقدية والنفطية‪،‬‬ ‫معدل البطالة‪ّ ،‬بل‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫سواء‬ ‫سيما بالنسبة إلى الفئات األكثر هشاشة‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫«أمرًا محتومًا»‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫تتعداهما‪ ،‬إلى التأثير‪ ،‬سلبًا‪ ،‬على االقتصاد الكلي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عـلــى ال ــدول الـنــامـيــة‪ ،‬لـيــس واح ـ ـدًا‪ .‬فــالـتــركــز الكبير‬ ‫ّ‬ ‫داخل الدول الرأسمالية أو خارجها‪ .‬والحال أن موقع‬
‫ً‬ ‫لهذه الــدول‪ .‬فمع ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬تتعزز قيمة‬ ‫الحاجة المشتركة للتدخل‬
‫املصاحب لرفع أسعار الفائدة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫للثروة‪ ،‬غربًا وشماال‪،‬‬ ‫هذه الفئات في النموذج الجديد هو األضعف‪ ،‬ألنها‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫ال ــدوالر تجاه باقي العمالت‪ ،‬وبالتالي تصبح كلفة‬ ‫تعجز في الحالتني عن ّ‬ ‫ال ـتــزامــن بــن األزم ـت ــن أض ـفــى طــابـعــا مــركـبــا على‬
‫يـقــابـلــه تــركــز مـقــابــل‪ ،‬أو م ـع ـ ِـادل‪ ،‬لـسـيــاســة خفض‬ ‫االستيراد أعلى بالنسبة إلى االقتصاد‪ّ .‬‬ ‫مجرد البقاء‪ .‬فال هي قادرة‬ ‫ّ‬
‫يؤدي ذلك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املستجدة‪ .‬فالحاجة‬ ‫ديناميات االقتصاد الرأسمالي‬
‫إنتاج النفط‪ ،‬شرقًا وجنوبًا‪ .‬العوامل الجيوسياسية‬ ‫على مواكبة التضخم بفعل تآكل قوتها الشرائية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫هـ ـن ــا‪ ،‬ت ـل ـع ــب الـ ـ ـ ــدور األك ـب ــر‬ ‫إلــى وقــوع عجز فــي املـيــزان الـتـجــاري‪ ،‬أكبر مــن ذاك‬ ‫حتى حــن تكون ّثمة سيولة فــي األس ــواق‪ ،‬وال هي‬ ‫إلــى الـتــدخــل أصبحت مشتركة بــن األط ــراف التي‬
‫فــي حـصــول ه ــذا ال ـنــوع من‬ ‫الحاصل في الفترة التي يكون فيها الدوالر أرخص‪،‬‬ ‫يهددها بالبطالة‬ ‫تحمل الركود الذي ّ‬ ‫تستطيع‪ ،‬أيضًا‪ّ ،‬‬ ‫تــديــر الـسـيــاسـتــن ال ـن ـقــديــة وال ـن ـف ـط ـيــة‪ ،‬م ــع خ ــروج‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫هذا إذا كان ّثمة بالفعل َوفر أو فائض في ّأي مرحلة‬ ‫ّ‬ ‫السيطرة بالنسبة إلى‬
‫التوازن‪ ،‬ولكن ليس من دون‬ ‫والخروج من سوق العمل‪ ،‬بمجرد الشروع بسياسة‬ ‫دورات التضخم والركود عن ّ‬
‫تفاوتات كبيرة‪ ،‬داخل الدول‬ ‫ســابـقــة‪ ،‬عـلــى اعـتـبــار ّأن واردات ه ــذه ال ــدول‪،‬‬ ‫التشديد النقدي‪ .‬الثمن الذي تدفعه‪ ،‬في الحالتني‪ ،‬هو‬ ‫السياسات النقدية‪ ،‬وحصول تقلبات غير مسبوقة‬
‫أكبر من صادراتها‪ .‬حتى‬ ‫غالبًا ما تكون َ‬ ‫في أسعار املــواد الخام بالنسبة إلــى الــدول املنتجة‬
‫النامية نفسها‪ .‬فاملصلحة‬ ‫نتاج تعطيل عمل السوق‪ ،‬ملصلحة الجهات التي تضع‬
‫امل ـش ـتــركــة ل ـه ــذه ال ـ ــدول في‬ ‫املـيــزة الــوحـيــدة ّ الناجمة عــن صعود‬ ‫والنفطية‪ .‬فاملصالح الرأسمالية‬ ‫السياستني النقدية‬ ‫للنفط‪ .‬في هذا السياق ُو ِلدت مجموعة «أوبك بالس»‬
‫الـ ــدوالر‪ ،‬واملتمثلة ّفــي انخفاض‬ ‫ّ‬ ‫هنا باتت ّ‬ ‫تسعير‬
‫تـكـبـيــد ال ـ ــدول الــرأس ـمــال ـيــة‬ ‫مهددة‪ ،‬بفعل التقلبات الشديدة‪ ،‬ليس في‬
‫ّ‬ ‫لتصبح هي الجهة املسؤولة‪ ،‬ليس فقط عن ّ‬
‫خ ـ ـسـ ــائـ ــر‪ ،‬عـ ـل ــى م ـس ـت ــوى‬ ‫ق ـي ـمــة ال ـع ـم ـلــة امل ـح ــل ـي ــة‪ ،‬عـلــى‬ ‫األسـعــار فحسب‪ ،‬بل في تدفق الرساميل نفسها‪،‬‬ ‫النفط‪ ،‬بل أيضًا عن منع السوق من إيصال التقلبات‬
‫ّ‬
‫االس ـ ـ ـت ـ ـ ـفـ ـ ــادة مـ ـ ــن ال ـ ــري ـ ــوع‬ ‫ض ــفــة ال ـ ـصـ ــادرات‪ ،‬تصبح‬ ‫ومعها بالطبع‪ ،‬السلع والخدمات واليد العاملة‪ .‬هكذا‪،‬‬ ‫الحد الــذي يـهـ ّـدد‪ ،‬أربــاح املنتجني‬ ‫في األسـعــار‪ ،‬إلــى ّ‬
‫ّ‬ ‫مع ازدياد كلفة االستيراد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الـكـبــار‪ .‬املـعــادلــة الـتــي أرسـتـهــا املـجـمــوعــة‪ ،‬منذ عام‬
‫يتحول أحيانًا‪ ،‬إلى‬ ‫النفطية‪،‬‬ ‫سواء في سوق النقد أو في السوق‬ ‫يصبح التدخل‪،‬‬
‫وب ــال عـلــى ال ـب ـلــدان األك ـثــر ف ـق ـرًا في‬
‫ً‬
‫الـنـفـطـيــة‪ ،‬م ـع ــادال مل ــا يـسـمـيــه بـعــض االقـتـصــاديــن‬ ‫‪ ،2014‬تشبه إل ــى ح ـ ٍّـد كبير مــا حـصــل فــي ســوق‬
‫الجنوب‪ ،‬ال ّ‬ ‫ّ‬
‫سيما تلك التي تعتمد في وارداتها‪،‬‬ ‫املاركسيني «اشتراكية األغنياء»‪ ،‬حيث االستفادة‬ ‫النقد‪ ،‬حيث التدخل يحصل في حالتني‪ :‬حني ترتفع‬
‫يهدد بحدوث‬ ‫الحد الذي ّ‬ ‫األسعار إلى ّ‬
‫على النفط والغاز‪ .‬ويزداد الحال سوءًا‪ ،‬حني تتزامن‬ ‫ُّ‬
‫تضخم غير مسيطر عليه‪ ،‬ثمّ‬
‫استراتيجية خفض اإلن ـتــاج‪ ،‬مــع أزم ــات اقتصادية‬
‫أكبر‪ ،‬على مستوى العالم‪ ،‬مثل تلك الحاصلة منذ‬ ‫حــن تنخفض‪ ،‬الحـقــا‪ ،‬إلى‬
‫َ‬
‫أشهر‪ ،‬في أوكرانيا‪ .‬بالنسبة إلى معظم الــدول التي‬ ‫درج ـ ــة تـ ـ َـحـ ـ ُّـول «ال ــرك ــود‬
‫ـأت بنفسها‪ ،‬فعليًا‪ ،‬عــن الـحــرب هـنــاك‪ ،‬ال تساعد‬ ‫املطلوب» إلى عائق أمام‬
‫نـ ّ‬ ‫اس ـت ـمــرار الـطـلــب على‬
‫خطة أوب ــك‪ ،‬على تسريع تعافي االقتصاد العاملي‪،‬‬
‫أو «إعادة التوازن إلى األسواق»‪ َ ،‬كما تقول املجموعة‬ ‫الـسـلــع وال ـخــدمــات‪ .‬أي‬
‫ّ‬
‫في منت قرارها‪ .‬حتى لو لم ُيعلن هذا املوقف‪ ،‬فإنه‬ ‫النمو الرأسمالي‬ ‫على‬
‫محددًا الستراتيجية الدول‬ ‫يبقى حتى إشعار آخر‪ِّ ،‬‬ ‫ن ـ ـف ـ ـسـ ــه‪ .‬ال ـ ـك ـ ـبـ ــح الـ ـ ــذي‬
‫ٍ‬
‫الـتــي ال تــرى مصلحة فــي االنـحـيــاز‪ ،‬عسكريًا‪ ،‬إلى‬ ‫ملنطق َ‬ ‫َ‬
‫حصل في الحالتني‬
‫ٍّأي مــن طــرفــي االن ـق ـســام ال ـعــاملــي‪ .‬وم ــع أن ـهــا أق ـ َـرب‬ ‫الـ ـ ـع ـ ــرض وال ـ ـط ـ ـلـ ــب‪ ،‬أوصـ ـ ـ ــل‬
‫جيوسياسيًا‪ ،‬وحتى اقتصاديًا‪ ،‬إلى موسكو ومعها‬ ‫السوق إلــى حالة‪ ،‬ال تعود فيها‬
‫الصني‪ ،‬إال ّأن املصلحة التي تجمعها مع روسيا في‬ ‫قادرة على إدارة نفسها بنفسها‪.‬‬
‫تعزيز املواجهة مع الغرب‪ ،‬استراتيجيًا‪ ،‬ال تنسحب‬ ‫ثـ ّـمــة بـهــذا املـعـنــى‪ ،‬لـيــس فـقــط «كينزية‬
‫عـلــى نـظـيــرتـهــا االق ـت ـصــاديــة‪ .‬ف ـهــذه األخ ـي ــرة‪ ،‬تبدو‬ ‫جديدة»‪ ،‬أو نسخة ُمحدثة من دولة الرعاية‪،‬‬
‫سياسة الـحـفــاظ على م ـعـ ّـدالت األرب ــاح‪،‬‬ ‫َ‬
‫أق ــرب‪ ،‬إلــى َ ُ‬
‫بــل أيـضــا «اشـتــراكـيــة فــوق دولـتـيــة»‪ ،‬ولـكــن بني‬
‫ّ‬
‫معتدلة‪ ،‬إن لم نقل‪ ،‬منخفضة‪ ،‬بالنسبة إلى تسعير‬ ‫املستفيدين من التدخل الرأسمالي‪ ،‬حصرًا‪ .‬وهو‬
‫ما ّ‬
‫ال ـن ـفــط‪ .‬الـتـمــوضــع االق ـت ـص ــادي ُيـمـلــي عـلـيـهــا ذل ــك‪،‬‬ ‫يفسر‪ ،‬الكباش الحاصل بني الحزبني‬
‫املتضررين‬‫ّ‬ ‫حيث تعتبر كــدول مستهلكة من أكثر‬ ‫في الــواليــات املتحدة على السياسة‬
‫يتقدم على‬ ‫من سياسة خفض اإلنتاج‪ ،‬وهو اعتبار ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬إذ يعتبر الجمهوريون‬
‫ُ‬ ‫إق ـ ــرار رزم ال ـت ـح ـف ـيــز الـبـلـيــونـيــة‪،‬‬
‫س ــواه‪ ،‬فــي تــرتـيــب األول ــوي ــات‪ .‬فـمــع تــراكــم األزم ــات‬
‫االقتصادية‪ّ ،‬فوق بعضها البعض‪ ،‬تصبح األولوية‪،‬‬ ‫ب ـم ـثــابــة «اشـ ـت ــراكـ ـي ــة»‪ ،‬تـمــارسـهــا‬
‫للخيارات األقل كلفة على االقتصادات النامية‪ .‬وهذا‬ ‫املـ ـ ـص ـ ــارف امل ــرك ــزي ــة ع ـل ــى ن ـطــاق‬
‫يعني‪ ،‬في ظروف الحرب االقتصادية الحالية‪ ،‬ومعها‬ ‫دول ــي‪ ،‬فيما يكتفي الــديـمــوقــراطـيــون‬
‫االقتصادية‬ ‫نظام العقوبات الغربي‪ ،‬تحييد املــوارد‬ ‫بايدن بالقول‪ ،‬إنها حاجة‬ ‫ّ‬ ‫تحت إدارة‬
‫ّ‬ ‫لإلبقاء على التدفقات الرأسمالية‪ ،‬قائمة‪.‬‬
‫األســاسـيــة عــن االستقطاب الشديد الـحــاصــل‪ ،‬أقله‬
‫يتحول هو‬ ‫لجهة املعروض وآلية تسعيره‪ ،‬بحيث ال ّ‬ ‫وال ـحــال أن حـ ّـجــة الــديـمــوقــراطـيــن أقــوى‬
‫بالفعل‪ّ ،‬‬
‫اآلخر‪ ،‬إلى أداة ُمطلقة وصفرية‪ ،‬في الصراع الجاري‪،‬‬ ‫ألن ما يحصل عمليًا‪ ،‬هو إضافة‬
‫ُّ‬
‫على مستوى العالم‪.‬‬ ‫أداة جديدة إلــى األدوات السابقة للتحكم‬

You might also like