You are on page 1of 33

‫‪-1-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫‪-2-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬


‫‪-3-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫م‬
‫د ة‪:‬‬‫ق‬ ‫م‬‫ل‬‫ا‬
‫املروءة خُلق جبةل عليه النفوس الزكية‬
‫واتصفت به اهلمم العلية‪،‬وضعفت عنه‬
‫الطباع ادلنية‪ ،‬وهو كامل ا إلنسان‬
‫والرجوةل‪،‬وبني أيدينا لكامت خمترصة يف‬
‫املروءة اليت وحقيقهتا وخوارهما‪.‬‬
‫‪-4-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫أو ال‪ -‬ما يه حقيقة املروءة‪:‬‬


‫أحسن ما قيل يف املروءة ‪،‬‬
‫قال ادلردير املاليك رمحه هللا تعاىل‪:‬‬
‫املروءة يه كامل النفس بصوهنا عام‬
‫يوجب ذهما عرف اا ولو مباح اا يف ظاهر‬
‫احلال ‪.‬الرشح الصغري(‪.)٢٨٤‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫وقال اجملد ابن تميية‪:‬‬


‫املروءة‪ :‬اس تعامل ما جيمهل ويزينه وترك‬
‫وجتنب ما يدنسه‬
‫ويشينه‪.‬احملرر(‪.)٢/٢٦٦‬‬

‫وقال البيضاوي‪ :‬املروءة ‪ :‬أن حيرتز‬


‫مباح اا‪،‬يس هتجن من أمثاهل عرف اا‪.‬الرشح‬
‫الصغري(‪.)٤/٢٨‬‬
‫‪-6-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫وقال الش يخ ابن عثميني ‪:‬‬


‫الضابط يف املروءة ‪ :‬أن ل يفعل ما ينتقده‬
‫الناس فيه ‪ ،‬ل من قول ول من‬
‫فعل‪.‬الرشح املمتع( ‪.)١١/١٠٨‬‬

‫وهذا أسهل و أحسن ما قيل يف تعريفها‪.‬‬


‫وقال ابن حبان‪ :‬اختلفت ألفاظهم يف‬
‫كيفية املروءة ‪،‬ومعاين ما قالوا قريبة بعضها‬
‫من بعض‪.‬روضة العقالء‬
‫ونزهةالفضالء‪(،‬ص‪.)٢٣٢،٢٣٠،‬‬
‫‪-7-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫اثني اا‪ -‬خوارم املروءة‪:‬‬


‫هذه أمثةل مما ذكره العلامء يتضح هبا معىن‬
‫املروءة وما خيرهما‪.‬‬
‫‪ -‬من ذكل‪،‬التجشأ بصوت مزجع ما وجد‬
‫إاىل خالفه سبيال‪.‬‬
‫اجلُشاء هو ‪ :‬خروج الهواء بصوت من‬
‫املعدة عن طريق الفم عند حصول‬
‫الش بع‪.‬‬
‫يف احلديث جتشأ رجل عند النيب صىل‬
‫هللا عليه وسمل فقال‪ ( :‬كف عنا جشاءك‬
‫‪-8-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫فاإن أكرثمه ش بعا يف ادلنيا أطوهلم جوعا‬


‫يوم القيامة) سنن الرتمذي‬
‫(‪.)٢٤٧٨‬وحس نه اللباين‪.‬‬
‫وعده ابن القمي من خوارم املروءة يف‬
‫مدارج السالكني‪.)٣٥٣،٢(،‬‬
‫‪ -‬ومن ذكل‪،‬الترصحي بأقوال مل ينطق‬
‫الرشع هبا إال كناية‪.‬‬
‫مثل ذكر ما يس تحى ذكره رصاحة‪.‬‬
‫قال ابن قدامة يف معدة الحاكم‪،‬يف‬
‫احلديث الرابع عرش‪.‬‬
‫‪-9-‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫الغائط ‪:‬املوضع املطمنئ من الرض ‪،‬اكنوا‬


‫ينتابونه للحاجة ‪ ،‬فكنّوا به عن نفس‬
‫احلدث كراهية ذلكره خباص امسه‪.‬‬
‫‪ -‬حضور الولمية من غري دعوة‪،‬قال ابن‬
‫قدامة يف املغين (‪.)١٢/٤٩‬‬
‫ول تقبل شهادة الطفييل‪،‬وهو اذلي يأيت‬
‫طعام الناس من غري دعوة‪،‬وهبذا قال‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫‪ -‬إاخراج الرحي بصوت وهو يقدر عىل‬
‫خالفه‪.‬‬
‫‪- 10 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫عده ابن القمي من خوارم املروءة يف‬


‫مدارج السالكني(‪.)٣٥٣،٢‬‬
‫‪ -‬اس تخدام الضيف‪ ،‬عن معر بن عبد‬
‫العزيز‪،‬قال‪ :‬ليس من املروءة اس تخدام‬
‫الضيف‪ .‬أخرجه أبو نعمي ‪،‬كشف اخلفاء‬
‫(‪.)٢/٢٢٣‬‬
‫وذكل مثل أن تطلب منه أن يضئي‬
‫املصباح أو حيمل الضيافة إاىل غري ذكل‪.‬‬
‫‪-‬اللك يف غري هجته مما ل يليه‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫قال صىل هللا عليه وسمل‪،‬للغالم‪،‬لك مما‬


‫يليك‪.‬كام يف حصيح مسمل(‪.)٢٠٢٢‬‬

‫‪-‬الرحب من الصديق‪،‬عن عبد هللا بن‬


‫زيد‪،‬ليس من املروءة أن يرحب الرجل عىل‬
‫صديقه‪.‬روضة العقالء (ص‪.)٢٣٣،‬‬
‫‪ -‬كرثة الالتفات يف الطرقات وعىل‬
‫الناس‪.‬‬
‫واكن النيب صىل هللا عليه وسمل إاذا مىش‬
‫مل يلتفت‪.‬رواه احلامك ‪)٢/٢٩٢(،‬وحصحه‬
‫اللباين‪.‬‬
‫‪- 12 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫‪ -‬كرثة الضحك و املزاح‪،‬وينبغي أن تكون‬


‫اكمللح يف الطعام‪.‬‬
‫حصا أاب‬‫قال صىل هللا عليه وسمل‪،‬ان ا‬
‫هريرة‪:‬ول ُتك ِرث الضَّ ِح َك‪ ،‬فا َّإن كرث َة‬
‫القلب‪.‬حصيح‬
‫يت َ‬ ‫الضَّ ِح ِك مت ُ‬
‫الرتمذي‪.)٢٣٠٥(،‬‬
‫‪-‬اللك يف الطريق والسواق يف أماكن‬
‫غري خمصصة لللك‪.‬‬
‫‪- 13 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫قال ابن الإمام سريين ثالثة ليست من‬


‫املروءة‪،‬وذكر مهنا‪،‬اللك‬
‫ابلسواق‪(.‬روضة العقالء‪.)٢٣٣ ،‬‬
‫‪ -‬العكل للرجل ‪،‬قال امليداين ‪ :‬يكره‬
‫ال ِعكل للرجل‪.‬حتفة النساك( ص‪.)٥٧،‬‬
‫‪ -‬مد الرجلني يف مجمع الناس من غري‬
‫حاجة ول رضورة ول عذر‪.‬‬
‫ابن قدامة يف املغين(‪.)١١/٣٣‬‬
‫‪- 14 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫وأنشد أبو بكر الإسامعييل ‪:‬‬


‫ست واكن ُ َ‬
‫مثـكل قامئاا‬ ‫وإاذا جل َ‬
‫ِمفن املرو َءة أن تقـو َم وإان أىب‬
‫مثكل جال اسا‬ ‫وإاذا اتكـأ َت واكن ُ َ‬
‫ِمفن املرو َءة أن ُتزيـ َل املتَّكـا‬
‫مثـكل ماش ايا‬‫بت واكن ُ َ‬ ‫وإاذا رك َ‬
‫شيت كام مىش‪.‬‬ ‫مفن املرو َءة أن م َ‬
‫املروءة لبن املرزابن(ص‪.)١٣٦،‬‬
‫‪- 15 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫‪ -‬ومن املروءة أن يضبط نفسه عن‬


‫هيجان الغضب ودهشة الفرح ويقف‬
‫موقف الاعتدال يف مجيع أقواهل وأحواهل‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬املروءة اس تحياء املرء من نفسه‪،‬‬
‫وأل يعمل يف الرس من الحوال‬
‫واحلراكت ما يس تحي منه يف العالنية‪،‬‬
‫وهذا من عظم النفس‪.‬‬
‫‪ -‬ذلكل قال الإمام الشافعي رمحه هللا ‪:‬‬
‫وهللا لو علمت أن املاء البارد ينقص من‬
‫مروءيت ما رشبته‪ .‬حلية‬
‫الولياء(‪.)١٣٢،٩‬‬
‫‪- 16 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫اثلث اا‪ :‬املروءة والعرف‪:‬‬


‫صةل املروءة ابلعرف‪ ،‬أن هناك أقول‬
‫وأعامل يه عند قوم من خورام املروءة‬
‫وعند أخرين ليست كذكل‪،‬ويكون هذا‬
‫النوع مما أصهل مباح‪،‬فال بد من مراعاة‬
‫العرف يف النظر إاىل املروءة‪.‬‬

‫قال العالمة السخاوي‪:‬‬


‫وما أحسن قول الزجناين يف رشح الوجزي‬
‫‪،‬املروءة يرجع يف معرفهتا إاىل العرف‪،‬فال‬
‫‪- 17 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫تتعلق مبجرد الشارع‪،‬وأنت تعمل أن‬


‫المور العرفية قلام تضبط‪،‬بل يه ختتلف‬
‫ابختالف الشخاص والبدلان‪،‬فمك من بدل‬
‫جرت عادة أههل مببارشة أمور لو ابرشها‬
‫غريمه ل ُع َّد خرم اا للمروءة‪ .‬فتح‬
‫املغيث(‪.)٢٩١،٢‬‬
‫ومن أمثةل ذكل كشف الرأس للرجل‪.‬‬
‫قال الإمام الشاطيب‪ :‬مثل كشف الرأس‬
‫فاإنه خيتلف حبسب البقاع يف الواقع ‪ ،‬فهو‬
‫ذلوي املروءات قبيح ىف البالد املرشقية‬
‫‪- 18 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫‪ ،‬وغري قبيح ىف البالد املغربية ‪ ،‬فاحلمك‬


‫الرشعي خيتلف ابختالف ذكل ‪ ،‬فيكون‬
‫عند أهل املرشق قادح اا ىف العداةل‪،‬وعند‬
‫أهل املغرب غري قادح‪.‬املوافقات‬
‫( ‪.) ٢٨٤،٢‬‬
‫إاىل غري ذكل من الحوال اليت ختتلف‬
‫ابختالف الاعراف‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬ول بد من التنبيه عىل أن املراد‬


‫ابلعرف هو الصحيح اذلي ل يصادم‬
‫النصوص الرشعية‪.‬‬
‫‪- 19 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫قال العالمة السخاوي بعد ذكر العرف يف‬


‫الكمه السابق أنفا ‪ :‬ويف امجلةل رعاية‬
‫مناجه الرشع وأدابه‪،‬والاهتداء ابلسلف‬
‫والاقتداء هبم أمر واجب الرعاية‪.‬فتح‬
‫املغيث(‪.)٢٩١،٢‬‬
‫رابع اا‪:‬فوائد وأمهية املروءة‪:‬‬
‫‪ -‬الدب يف القول فتصون صاحهبا عن‬
‫القوال اخملةل‪.‬‬
‫‪ -‬وتصون صاحهبا عن الحوال والفعال‬
‫اخملةل اليت ل تليق‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫‪-‬وحتفظ صاحهبا عن البخل وأن يكون‬


‫كرميا‪.‬‬
‫‪ -‬وعن الكذب وأن يكون صادقا‪.‬‬
‫‪ -‬وعن الغش واخليانة فيكون أمينا‪.‬‬
‫‪ -‬ويكون حمرتما همااب من الناس ل‬
‫يس تخفون به ولحيتقرونه‪.‬‬
‫‪ -‬وحتمهل عىل العفة والزناهة‪.‬‬
‫‪ -‬ويسود جملسه اجلد واحلمكة‪،‬وفهيا راحة‬
‫وذلة وحتمهل عىل لك فضيةل والبعد عن‬
‫لك دنيئة ورذيةل‪.‬‬
‫‪- 21 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫خامس اا‪:‬تفاوت الناس ودرجاهتم فهيا‪،‬‬


‫لك حسب مهته للفضائل وبعده عن‬
‫ادلاناي والرذائل‪.‬‬
‫قال عيل ابن الهذيل‪ :‬للمروءةوجوه اا‬
‫وأدا ااب ل حيرصها عدد‪،‬ول حساب‪،‬وقلام‬
‫اجمتعت رشوطها قط يف اإنسان ‪،‬ول‬
‫اكمتلت وجوهها يف برش‪،‬فاإن اكن‪،‬ففي‬
‫النبياء صلوات هللا وسالمه علهيم دون‬
‫سائرمه‪،‬وأما الناس فهيا فعىل مراتب‬
‫بقدر ما أحرز لك واحد مهنم من خصالها‬
‫‪- 22 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫واحتوى علهيا من خاللها‪.‬عني الدب‬


‫والس ياسة(ص‪.)١٣٢،‬‬

‫قال ابن حبان البس يت‪:‬الواجب عىل‬


‫العاقل أن يلزم إاقامة املرو َءة‪ ،‬مبا قدر‬
‫عليه من اخلصال احملمودة وترك اخلالل‬
‫املذمومة‪(.‬ص‪.)٢٣٠،‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫وإاذا الفىت مجع املروءة والتقى‬
‫وحوى من الدب احلياء فقد مكل‪.‬‬
‫‪- 23 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫سادس اا‪:‬املروءة تكون يف الرجال وتكون‬


‫يف النساء‪.‬‬
‫وما ُذكر أنفا يكون يف املرأة والرجل‪.‬‬
‫وذكر الإمام النووي رمحه هللا تعاىل‪:‬أن‬
‫خدمة املرأة زوهجا بنحو اخلزب والطبخ‬
‫وغسل الثياب وغري ذكل من املعروف‬
‫واملروءات اليت أطبق الناس علهيا‪...‬رشح‬
‫حصيح مسمل(‪.)١٤/١٦٤‬‬
‫‪- 24 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫سابع اا‪ :‬مما يعني عىل املروءة‪:‬‬


‫‪ -‬جمالسة أهل املروءات وجمانبة إاخوان‬
‫السوء‪،‬قال ابن حبان‪:‬وجمالسة أهل‬
‫املروءات تدل عىل ماكرم الخالق‪.‬روضة‬
‫العقالء ونزهة الفضالء(ص‪.)٢٣٤،‬‬

‫‪-‬الزوجة الصاحلة‪:‬‬
‫قال مسلمة ابن عبد املكل‪،‬ما أعان عىل‬
‫مروءة املرء اكملرأة الصاحلة‪.‬الإشارة يف‬
‫تدبر الإمارة(ص‪.)١٤٣،‬‬
‫‪- 25 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫‪ -‬املال‪ :‬قال ابن حبان السبيت‪،‬‬


‫حامت‪:‬من أحسن ما يس تعني به املرء عىل‬
‫إاقامة مروءته املال الصاحل‪(.‬ص‪.)٢٣٣،‬‬

‫‪ -‬وأعظم ما يعني تذكر فضائل املروءة‬


‫ويف من معل بضدها‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫اثمن اا‪:‬الفرق بني املروءة والعقل‪:‬‬


‫س ئل بعض احلكامء عن الفرق فقال‪:‬‬
‫العقل يأمرك ابلنفع واملروءة تأمرك‬
‫ابلرفع‪.‬أدب ادلين وادلنيا(ص‪.)٣٠٦،‬‬

‫اتسع اا‪ :‬رد شهادة من خيرم املروءة‬


‫قال العيين‪:‬ولك فعل فيه ترك املروءة‬
‫يوجب سقوط شهادته بال خالف بني‬
‫المئة الربعة‪.‬البناية رشح‬
‫الهداية(‪.)٧/١٧٩‬‬
‫‪- 27 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫وقال المدي يف س ياق الالكم عن‬


‫املروءة‪:‬ول خالف يف اعتبار اجتناب‬
‫هذه المور يف العداةل املعتربة يف قبول‬
‫الشهادةوالرواية عن النيب صىل هللا عليه‬
‫وسمل‪ ،‬لن من ل جيتنب هذه المور‬
‫أحرى أل جيتنب الكذب‪ ،‬فال يكون‬
‫موثوق بقوهل ول خالف يف اشرتاط هذه‬
‫المور الربعة يف الشهادة‪.‬الإحاكم يف‬
‫أصول الحاكم (‪.)٢/١١٠‬‬
‫‪- 28 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫عارش اا‪ :‬املروءة مثل بقية الخالق‪ ،‬مهنا ما‬


‫هو جبيل وطبع يف ا إلنسان ومنه ما هو‬
‫مكتسب ابجملاهدة حىت يصري ذكل عادة‪.‬‬
‫وقد قال النيب صىل هللا عليه وسمل لجش‬
‫عبد القيس‪،‬ريض هللا عنه‪ :‬إان فيك‬
‫خللقني حيهبام هللا ‪ :‬احلمل و الانة‪ ،‬قال ‪ :‬اي‬
‫رسول هللا ‪ ،‬أهام خلقان ختلقت هبام أم‬
‫جبلين هللا علهيام ؟‪ ،‬قال ‪:‬بل جبكل هللا‬
‫علهيام فقال ‪:‬امحلد هلل اذلي جبلين عىل‬
‫‪- 29 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫خلقني حيهبام هللا ورسوهل‪ .‬أبو داود‬


‫(‪.)٥٢٢٠‬‬
‫قال الإمام ابن القمي‪:‬فدل عىل أن من‬
‫اخللق ما هو طبيعة َّ‬
‫وجبةل وما هو‬
‫مكتسب‪ .‬مدارج السالكني‪.)٣/٣١٥ (.‬‬

‫قال الش يخ ابن عثميني‪ :‬فهذا دليل عىل‬


‫أن الخالق امحليدة الفاضةل تكون طبعا‬
‫وتكون تط ُّب اعا ‪ ،‬ولكن – بال شك‪ -‬الطبع‬
‫أحسن من التطبع ‪ ،‬لن اخللق احلسن‬
‫إاذا اكن طبيعيا صار جسية ل إالنسان‬
‫‪- 30 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫وطبيعة هل ‪ ،‬ل حيتاج يف ممارس ته إاىل‬


‫تلكف‪ ،‬ول حيتاج يف اس تدعائه إاىل عناء‬
‫ومشقة ‪ ،‬ولكن هذا فضل هللا يؤتيه من‬
‫يشاء ‪ ،‬ومن حرم هذا – أي من حرم‬
‫اخللق عن سبيل الطبع‪ -‬فاإنه ميكنه أن‬
‫يناهل عن السبيل التطبع‪ .‬ماكرم الخالق‬
‫للش يخ ابن عثميني ( ص‪.)١٣‬‬
‫وكام قيل ‪:‬‬
‫‪ -‬ولو اكن اخللق لكه جبيل لرتكت اجملاهدة‬
‫واس تغين عن الوصااي و املواعظ !‬
‫‪- 31 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫وذلا قال ابن القمي‪:‬فاإن قلت‪ :‬هل ميكن‬


‫أن يقع اخلُلق كسبيا أو هو أمر خارج عن‬
‫الكسب؟ قلت‪ :‬ميكن أن يقع كسبيا‬
‫ابلتخلق والتلكُّف حىت يصري هل جسي اة‬
‫وملكة‪ .‬مدارج السالكني( ‪.)٣١٥،٣‬‬

‫نسأكل اللهم حسن اخللق ونعوذ بك من‬


‫سوء اخللق ‪،‬وصىل هللا عىل س يدان محمد‬
‫وعىل أهل وحصبه أمجعني‪.‬‬
‫‪- 32 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫فهرسة املوضوعات‪:‬‬
‫املقدمة ‪٣................................‬‬
‫حقيقة املروءة‪٤.........................‬‬
‫خوارم املروءة‪٧.........................‬‬
‫املروءة والعرف‪١٦......................‬‬
‫تنبيه‪١٨...................................‬‬
‫فوائد املروءة‪١٩........................‬‬
‫تفاوت الناس فهيا‪٢١..................‬‬
‫املروءة يف الرجال والنساء‪٢٣.......‬‬
‫‪- 33 -‬‬ ‫المختصر المفيد فيس خلق المروءة‬

‫مما يعني عىل املروءة‪٢٤....................‬‬


‫الفرق بني املروءة والعقل‪٢٦..............‬‬
‫رد شهادة من حيرم املروءة‪٢٦...........‬‬
‫املروءة مثل بقية الخالق‪٢٨............‬‬
‫الفهرس‪٣٢..................................‬‬

You might also like