Professional Documents
Culture Documents
سيدة الاعمال اللبنانية كارمن زغيب
سيدة الاعمال اللبنانية كارمن زغيب
ْ
تربت في كنفه ،يبدو ما بين علم النفس وعلم االتصاالت الذي
أن مؤ ِّسسة ورئيسة نادي سيدات األعمال والمهن العالمي في
لبنان كارمن زغيب اختارت مهنة والدها التي ورثتها عنه
.أي عالم االتصال ،فم ّكنت نفسها وحققت ذاتها فيها
وبدالً من أن تكون أخصائية نفسية ،وجدت نفسها واحدة من
.سيدات األعمال والمال واالتصال ،لمدة تفوق الـ 20عاما ً
وإن عرّ فت عن نفسها فتبد بوصف نفسها بالعادية جداً ،وأنها
لبنانية الدم وللصميم ،حلمت بتقديم خدمات لبلدها لبنان ،ولكن
لبنان لم يخدمها بشيء إال بإحداث الوجع ،وهو أكثر ما
.يؤلمها في الوقت الراهن
رئيسة "ملتقى المرأة العربية" ،وعضو "مجلس سيدات
األعمال العرب" التي كانت تخجل من عملها في االتصاالت،
أضحت اليوم سيدة أعمال تترك بصمتها أينما حلّت ،تفتخر
.بما أنجزت وحققت في شتى المجاالت
وما بين المال واألعمال ودراسة علم النفس ،من تكون
كارمن زغيب ،وأي المجاالت اختارتها عن قناعة ،كارمن
زغيب ولماذا؟
كارمن زغيب من تكون
نشأت ببيت ال يعرف إال اإلنسانية وخدمة الناس ومنحهم
الفرح ،وهي بحسب توصيف من يعرفها ،الشمعة التي تذوب
.إلضاءة من حولها ،وتفخر بذلك جداً
وهي تعرّ ج على سنوات عمرها وكيف أمضتها ،فإن أكثر ما
تنوّ ه إليه ،سعادتها التي تغمرها وهي ُتسعد من حولها ،كيف
ال ،وهي وعائلتها نشأوا وعاشوا هذه األجواء منذ زمن
.ولزمن
تعليمها ،في اختصاص علم النفس ،لرغبتها أن تصبح معالجة
نفسية ،شاءت ظروف أخرى ليست من صنع يدها ،بدءاً من
أبيها الذي يُع ّد خبيراً بحريا ً ومهندس اتصاالت ،ومنه
استمدت هوايتها مع وجود شهادة طبعاً ،إلى جانب نادي هواة
الالسلكي ،الذي يضم أشخاصا ً كبار جداً أمثال :خوان
كارلوس ،واألمير طالل بن عبدالعزيز ،والملك حسين بن
طالل ،فش ّكل لديها اتصاالت عبر الالسلكي كثيرة معهم
.عندما كانت صغيرة ،عوامل غيرت من مسار حياة زغيب
وفي ليلة من الليالي ،بينما كان والدها يعمل على عملية إنقاذ
باخرة ،كانت بجواره وشعرت بفرحة كبيرة عندما تمت
عملية إنقاذ أرواح من الغرق بنجاح .هذا الشيء دفعها
للتعمق أكثر في الالسلكي ومن ثم السعي للحصول على
شهادة به .حتى وإن عن دراسة علم النفس ،فإنها ال تنكر أن
هذا التخصص ساعدها لتعرف كيف تتعامل مع الناس بشكل
.علمي أكثر
والختصاصها في عالم االتصاالت أسس والدها شركة
خاصة بها ،فأصبحت تملك شركة تتعامل باألجهزة السلكية
.والالسلكية الحقا ً
وألن الحياة تحمل من المفاجآت الكثير ،صدفة أخرى في
حياة زغيب ،وجهتها لإلعالم؛ إذ وهي تدرس علم النفس في
الجامعة عملت في إحدى اإلذاعات ،ووجدت في اإلعالم
متعة من نوع آخر ،ولظروف أخرى أوصلتها للكتابة في
بعض المجالت وعلى صفحات االنترنت فيما يخص المرأة
العربية واألجنبية التي مرت بحالة استثنائية ،هي محطات
.أخرى أدخلتها اإلعالم أيضا ً
ورغم ذلك ،ال تع ّد نفسها إعالمية وإنما مرت باإلعالم
مروراً ،حتى وإن كان لها برنامجا ً اسمه (مرآة عربية) على
.وبرنامجا ً آخر اسمه (أنتي وأنا) TV،محطة مريم
أكثر ما تفخر به هو عالم االتصاالت الذي بدأت به وإن كان"
مستهجنا ً عند كثيرين" تقول زغيب ،إذ كيف تتعامل فتاة مع
.جهاز بحجم الثالجة أو الغسالة؟
ورقة في مؤتمر أردني غيّرت حياتها
عيت إلى مؤتمر في األردن ،للتحدث عن في عام ُ 2014د ْ
كونها رئيس ملتقى المرأة العربية الذي)(Leader ship
تأسس عام ،2004وخالل شهر تقريبا ً وهي تعمل على
تجهيز الملف والخطاب الذي ستقوم بإلقائه ،ورغم نصف
الساعة التي تملكها للتكلم ،جهزت كل الملفات والصور ،وفي
هذه األثناء نفسها كانت تفكر بعمل نا ٍد للمسنين ،ليست وحدها
بل الملتقى بشكل عام ،ليكونوا فعالً أول من أطلقوا نا ٍد
.للمسنين في لبنان
قبل يومين من انعقاد المؤتمر وصلها اتصال من المسؤولة
عن المؤتمر طالبة منها التحدث عن النساء في العمل ،وذلك
مشاركة عن تقديم ورقتها ،وبروح رياضية تقبلت
ِ العتذار
الفكرة التي تسري في عروقها ،وال تحتاج منها تحضير
الكثير ،إال ساعة من الزمن ،كانت هي المسافة من بيروت
.إلى عمان
وعند مجيء دورها في المؤتمر ،تحدثت عن مسيرتها
المهنية ،وعن تعاملها مع الناس في أثناء تأسيسها الشركة
والمحطات الجميلة التي مرت بها ،فتأثر المستمعون بحديثها،
يستطعن إخفاء دموعهنّ في الحقيقة
َ .فيما نساء لم
اتصال من نوع آخر ،بعد مرور 3أشهر على انعقاد المؤتمر
كان من أمين عام مجلس سيدات األعمال العرب ليخبرها
بأنها مرشحة لتمثيل لبنان في مجلس سيدات األعمال العرب،
وهو من أكثر الفرص التي دعتها للتفكير مل ّياً ،خصوصا ً وأن
االنتخابات س ُتجرى في جامعة الدول العربية ،وهناك
فأصبحت عضواً
ْ ترشحت فعالً ،وباإلجماع تم التصويت لها
ْ
.في المجلس
حصل ذلك بالتزامن مع تعيين سمو الشيخة (حصة سعد
العبدهللا الصباح) كسفيرة لالتحاد العالمي لسيدات األعمال
والمهن ،وبطبيعة الحال ،عندما تكون السفيرة مسؤولة عن
المنطقة بالكامل يعني اختيارها ألشخاص تثق بهم وتعرفهم،
لذلك اختارت عضوات المجلس كل واحدة في بلدها ،فوقع
اختيارها على زغيب لتأسيس نا ٍد لسيدات األعمال والمهن،
ْ
بدأت بتأسيس النادي األول ثم الثاني والثالث ،ثم ومن هنا
تحول ليصبح اتحاداً ،فيه شبكة عالمية للسيدات الالتي
يمكنهنّ عقد دورات تدريبية وعرض منتجاتهنّ بصورة
.يُظهر المرأة اللبنانية في أكثر من مائة دولة في العالم
وأكثر ما يعجب زغيب وتع ّده أكبر جائزة في حياتها ،هو
.مناداتها باسم (كارمن لبنان) وليس (كارمن زغيب)
وهنا تقول إنها استطاعت – وبكل فخر – تمثيل لبنان في
المؤتمرات العربية والدولية واستطاعت عكس الصورة
شجعن
َ النمطية عن المرأة اللبنانية ،وأنها واحدة ممن
األشخاص على زيارة لبنان للسياحة ،وبالتالي حصول
تشابكات بين االتحادات العالمية (المغرب ،إسبانيا ،اليونان،
.قبرص ،تونس)
ال شيء يعيق نجاحات المرأة
تستطيع المرأة أن تقوم بعمل تغييرات ،وعندما تريد القيام"
بشيء ال يستطيع أحد أن يقف في طريقها ،وإذا كانت مؤمنة
وذكية وعندها الطموح ،فال الموروثات االجتماعية وال
.التحديات ستعترض طريقها" تقول زغيب
وانطالقا ً من رفض زغيب االنتماء إلى أية طائفة سياسية أو
دينية ،ورفض التبعية ألي أحد ،استطاعت الوصول إلى
مناصبها هذه بمجهوداتها الشخصية إلى جانب األرضية التي
أسسها لها والدها في االتصاالت التي أوصلتها لتحمل لقب
".سيدة أعمال" في مجلس سيدات األعمال العرب
ورغم توقف العمل حاليا ً للظروف السيئة التي تمر بها لبنان،
لكنها ما زالت تنتمي لتلك الفئة الوفيّة والطيبة من األصدقاء
الذين يحملون في قلوبهم لها ولوالدها كل الحب والتقدير
.والعرفان
مناصبها ومواقفها مع المرأة
ألن تمكين المرأة اقتصاديا ً أكثر ما كان يشغل بال زغيب،
عملت وبكامل جهدها ومن خالل الجمعيات التي تنتمي إليها
(رئيس ملتقى المرأة العربية ،عضو مؤسس في ملتقى
المبادرات النسائية بين الشرق والغرب وإفريقيا) ولكونها
(مؤسس ورئيس اتحاد سيدات األعمال والمهن في لبنان)
الذي هو اتحاد عالمي ،إلى جانب عملها كأمين مالي في
مجلس سيدات العرب ،على تمكين المرأة وربطها باالقتصاد
وإبعادها عن التعاطي مع السياسة ،العتقادها بأن االقتصاد
.طالما كان بخير فإنه ينعكس على العائلة والبلد كذلك
وألن العائلة صورة مصغرة عن البلد والوطن ،لهذا السبب
دائما ً ما تسعى لتحصل المرأة على اكتفاء ذاتي يساعدها
.وزوجها ماديا ً ومعنويا ً
وتنظر زغيب دائما ً إلى أن العالقة بين الرجل والمرأة
.تكاملية ،فتطالب بصورة مستمرة بمساواة األجور بينهما
ومع تأسيس وزارة للمرأة ،وقطع شوط كبير في توقيع
اتفاقيات تعاون مع اتحاد سيدات األعمال والمهن العالمية في
سويسرا من أجل تحقيق مساواة بين المرأة والرجل في
األجور ،وهذا ما تسعى من أجله في لبنان ،أسست زغيب
مشروعا ً اسمه (حقكم أن تعرفوا) يهدف لعمل جوالت في
وسط البلد ،والجمعيات الموجودة في القرى والريف للتعرف
على مشاكل السيدات القانونية والصحية والنفسية والزوجية
والعائلية ،وباالتفاق مع ثلة من النساء ومعهنّ قاضية
ومحاميات ومعالجات نفسيات بغرض تقديم اإلرشادات
.والنصائح لهنّ مجانا ً
ولتمكين المرأة اقتصاديا ً بصورة أكبر ،عملت زغيب وكافة
النساء معها على تشجيع سيدات المجتمع لتصميم وتنفيذ
األعمال اليدوية والدعوة لتجديدها ليتسنى عرضها من خالل
ويحققن نفعا ً لهنّ
َ عدة معارض ُتعرض فيها منتجاتهنّ فيبع َنها
.وألسرهنّ
المرأة اللبنانية والظرف الراهن
دائما ً ما تعتقد زغيب ،بأن المرأة العربية وصلت لمراحل
متقدمة كثيرة ،رغم الظن بتأخرها في بلدان كثيرة جراء
حقوقها المسلوبة ،ولكنها في الحقيقة وصلت وتطورت
بالتكنولوجيا والطب والقانون والقضاء وصوالً إلى العمل في
وكالة ناسا الفضائية ،وال أحد له أن يتجرأ ويخبرها بأن
المرأة الشرقية أقل من المرأة الغربية بالحقوق ،بل دائما ً ما
تراها بالمقدمة وال ينقصها إال تحسين ظروفها االقتصادية
.التي هي بالمجمل سيئة في كل العالم
وترى كذلك أن هذه المؤامرة والحرب العالمية الثالثة التي
بدؤوا فيها من فيروس كورونا الذي نتج عنه تدهور العالم
اقتصاديا ً في كل مكان (أوروبا ،أمريكا ،الدول العربية) لم
ت صدفة ،إلى جانب المشاكل اليومية ،وفقدان األدوية، يأ ِ
والبنزين ،والخبز ،والمال والبنوك ،حتى المستشفيات التي لم
تعد قادرة على التحمل ،كل هذه الظروف المتسارعة لن
.تجدي معها النصيحة نفعا ً
وبهذه الظروف التي يمر بها اللبنانيون على وجه
ّ
ستكذب نفسها إن فكرت في تقديم أي الخصوص ،ترى أنها
نصيحة للمرأة اللبنانية ،إذ ال قدرة لديها على تقديم النصح
.لنفسها شخصياً ،فكيف ستنصح غيرها إذاً؟
وتضيف ،أنها لو فكرت بتقديم نصيحة تتناسب مع ظرف
لبنان الراهن ،فستنصحها بطهي الطعام وبيعه بكافة الطرق
المتاحة ،لكي تستطيع الحصول على المال والعيش حياة
عادية؛ إذ يمكن لإلنسان االستغناء عن المالبس وشراء
الكماليات والمكياجات وجميع لوازم السيدات ،ولكن ال يمكن
.االستغناء عن الطعام
أما لو كانت الظروف مختلفة لكانت هناك خيارات أخرى
ومتعدد
ة
ابرازات
"ال أستطيع تقديم النصح لنفسي ..فكيف أنصح به غيري
تنظر زغيب دائما ً إلى أن العالقة بين الرجل والمرأة تكاملية ،فتطالب بصورة مستمرة بمساواة األجور بينهما .