Professional Documents
Culture Documents
في العقيدة
رستم مهدي
2441ﻫ1212/م
المقدهٌ
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،أما بعد؛
فإن علم العقيدة من أكثر العلوم الإسلامية تأليفا فيه .ولقد كثرت تأليفات
المتقدمين والمتأخرين في هذا العلم ،من المتون المختصرة التي تنقل العقيدة ،إلى
ال كتب الكلامية المطولة التي تدافع عن آراء ،وترد على أخرى.
ولقد وصل كثير من المتون المختصرة إلى يومنا ،إلا أن في بعضها مسائل
أنساها مر الزمان لا يحتاج إليها اليوم ،وفي بعضها ما لا يناسب المبتدئ في هذا
العلم ،وفي بعضها ترتيب يصعب معه جمع المعلومات في الذهن .ومجرد اختصار
المتن لا يجعله مناسبا في البداية في كل عصر .ولما رأيت الحاجة تمس إلى وضع
متن جديد في العقيدة يناسب روح العصر الحديث ،استعنت بالله وألفت هذا
المختصر ،وما توفيقي إلا بالله.
وهذا المتن له ميزات تجعله مختصرا مناسبا في يومنا ،وهي:
)1الترتيب الأنسب .لم أسر على ترتيبات موجودة في ال كتب العقدية ،بل
أتيت بترتيب أراه أنسب وأفضل لجمع المسائل في الذهن.
)2عدم ذكر المسائل التي تذكر في كتب العقيدة مع أنها ليست من العقيدة.
)3عدم ذكر المسائل التي لا حاجة إلى إحيائها اليوم ،والتي العلم بها لا يفيد
كثيرا ،والجهل بها لا يضر.
)4الاكتفاء بالقدر المتفق عليه بين الفرق الإسلامية ،وذلك لسببين:
الأول :إن هذا المتن ليس لطلاب العلم المبتدئين في علم العقيدة فقط ،بل
وللمسلمين الذين لا يمكنهم التفرغ لطلب العلم أيضا .فإذا قرأ أحدهم المسائل
المختلف فيها ،ثم سمع فيها رأيا مختلفا عن أحد من المسلمين ،ربما يؤدي هذا إلى
3
التشويش في ذهنه ،والتنافر بينه وبين أخيه المسلم .وأما إذا قرأ القدر المتفق عليه
لن يسمع فيه من المسلمين ما يخالفه .فكان الاكتفاء بهذا القدر أنسب لهؤلاء.
والثاني :الطالب الذي يبدأ بتعلم العقيدة يجب عليه أن يعرف المسائل المتفق
عليها في هذا العلم أولا .فإذا ذكرنا المسائل المختلف فيها في مثل هذا المتن ،ربما
يظنها من قواطع الدين ،وهذا يضره في مستقبل طلبه.
هذا ،ولا أدعي ال كمال والتمام ،وإن وفقت على ما أريد فهذا من فضل الله،
وإن كان دون ذلك فمن نفسي .وأسأل الله أن يجعل هذا المتن مباركا ،ومفيدا،
وأن يرضى عنه ،و يعفو عن مواضع الخلل فيه.
تعريف العكيدً وهوضوع علن العكيدً .إن العقيدة ،والاعتقاد ،والمعتقد ألفاظ
مترادفة ،تفيد معنى واحدا ،وهو عقد القلب على مبادئ إيمانا بها ،وتوقيرا لها،
وقبولها كمبادئ الحياة.
وإن الإسلام يهتم بجانب العقيدة قبل كل جوانب؛ إذ بالعقيدة السليمة
يتعلق الحكم على الإنسان في الدنيا ،وسعادته في العقبى .فلذا قام النبي ﷺ
بتأصيل العقيدة في نفوس المسلمين ،وتوطيدها في قلوبهم في مبدأ دعوته.
و يحتوي معظم الآيات المنزلة في بداية بعثته على حقائق عقدية لا بد منها.
وعلم العقيدة يبحث في ثلاثة جوانب رئيسية ،جانب الإيمان بالله تعالى،
وجانب الإيمان بالأنبياء عليهم السلام ،وجانب الإيمان بما جاؤوا به .ودعا الله
سبحانه وتعالى عباده إلى الإيمان بنفسه ،ونبيه ،والدين الذي أنزله على نبيه
َ ُ َ َ ِه َ َ رو ِه َ َ ُ ْ ِه
ُشََُِّما اَ َو َُ
نَّ َٱ ِ ٍَِماَعػ ٍَئن َديََِٞ ِي َن َ
َنَ ٓ
ِ ٔرنُِّوَو ِ
ِٔهضَِو َر ُ
لَّ َ
حيث قال﴿ :فَِٔمأٌِِ َٱ ِ
[ ﴾٨التغابن ]8 :وعلم النبي ﷺ أمته تجديد إيمانهم في هذه الجوانب كل يوم كما
نبيا». في أذكار الصباح والمساء« :رضيت بالله ربا ،وبالإسلام دينا ،وبمحمد ﷺ
4
فلأجل هذا ،قسمت الكتاب أربعة أقسام ،في الأقسام الثلاثة الأولى بيان
جوانب العقيدة الإسلامية الثلاثة .وفي القسم الرابع ذكرت نواقض الإيمان حتى
يكون القارئ على حذر منها ،ولا قوة إلا بالله.
رستم مهدي
22ربيع الأول1442 ،
5
6
الإيواى باللٌ تعالى
إن الإيمان بالله تعالى شرط لصحة الإيمان بالأنبياء وما جاؤوا به؛ إذ لم
يرسل نبي وما أنزلت شر يعة إلا لتبليغ حقوق الله تعالى أولا.
ول كي يصح إيمان المرء بالله ،يجب عليه أن يعتقد في حقه تعالى أنه متصف
بصفات ال كمال كلها .وصفات ال كمال كثيرة ،إلا أنها ترجع إلى سبع صفات،
بمعنى أن الإنسان إذا آمن بها ،كان مؤمنا باتصاف الله تعالى بكل صفات
ال كمال .وهذه الصفات هي :الوحدانية ،والعلم ،والقدرة ،والعدالة ،والمراقبة،
والوحي ،والتصرف .وفيما يلي بيانها ،ولا قوة إلا بالله.
الصمد ،لا يحتاج إلى شيء ،ولم يولد ،لا يحتاج في وجوده إلى موجد ،ولم يلد،
لا يحتاج لبقاء وحدانيته إلى وارث أو معين.
ۥَن ُف ًٔ َن َ َ
ح ُرَُۢ﴾٤
َ َ َ ُ ِه ُ ُ
والثاني :مخالفته للحوادث وسائر الموجودات﴿ :ولًَيؾََِه
وهذه السورة –كما ترى -وصفت وحدانية الله بأوجز العبارات وأبلغها،
فلأجل هذا سميت ب «سورة التوحيد».
7
صكٌ العلن .و يجب الإيمان بأن الله تعالى عالم بكل ما كان ،وما يكون ،وما
َ ُ ُ َ ِه ُ َ َ َ ُ َ ُ َ ّ ُ َ ِه
َِفَ
هو كائن .قال الله تعالى﴿ :كو َأعػي ٍِٔن َنَّ َٱِرِيِ ِؾً َونَّ َيػي ًَ ٌَِما ِ
َ َ ِه ُ ُ ّ َ َ ِه َ َ
وََش ٍءَغي ِيًَ[ ﴾١٦الحجرات]16 :ِ ؾ ِ ٱَنََّو ۡرض
ِۚ ِ َو ٌَِماَ ِِفَنۡل
ت َنلطمَٰن َٰ ِ
ولا يتصور أن يكون الجاهل إلهاً ،كما لا يتصور أن يكون الإله جاهلا؛ إذ
الجهل من أمارات القصور والنقص ،فالذي يجهل أمرا ،يجهله لقصور ونقص
في علمه ،والقصور والنقص ينافيان الألوهية ،تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وعلم الله تعالى يفارق علم من سواه بشيئين:
الأول :هو أنه سبحانه يحيط بكل شيء -وبجميع جوانبه -علما ،ولا يحتمل
َ
علمه سهوا فيما علمه .وغيره يعلم بقدر ما شاء الله أن يعلم ،قال الله تعالىَ ﴿ :يػي ًَُ
َ ٓ ِه ََ َ َُ ََ ُ ُ َ َ َ َ َ َ
ِيػٔن َبَِشءَ َ ٌَِّ َغِي ٍِِّوٓ َإَِل َٱ ِ ٍَِماَشِما ََ
ء ا﴾ [البقرة: ۡي َأيرِي ًِٓ َوٌِماَديفًَٓۖۡوَل َُي ٌِماَب
]255وكذلك يحتمل علم غيره سهوا ،ووهما ،وخطأ.
والثاني :هو أن الله تعالى عالم في الأزل ،ولا يحتاج إلى تجديد العلم ،والتعلم
المستمر ليبقى عالما ،وغيره يكون عالما بعد جهل ،و يحتاج بعد تعلمه إلى دوام
الممارسة ليبقى عالما.
صكٌ القدرً .و يجب الإيمان بأن الله تعالى قادر على كل شيء ،وأن جميع ما
َ ِه ُ َ َ َٰ ُ ّ َ َ م ِه َ ََ ِه ُ ُ
َكَ
ِ َلَع نَّ َو ِ
ۡرض َنلطمَٰن َٰ ِ
ت َونۡل ِۗ سواه في مل كه وتحت سيطرتهَ ﴿ :و َِّ ِ َمي
َ ٌ َ
َشءََكرِيسَ[ ﴾١٨٩آل عمران]189 :
8
وتفارق قدرة الله تعالى قدرة من سواه بشيئين:
الأول :هو أن الله تعالى يحيط بقدرته كل شيء ،ومن سواه ليس كذلك.
والثاني :هو أن الله تعالى قادر في الأزل ،لا تفنى قدرته ،ولا تضعف ،ولا
يحتاج إلى مقومات لبقاء قدرته ،ومن سواه قادر بإذنه ،وقادر بعد أن كان
عاجزا ،ومحتاج إلى مقومات لبقاء قدرته.
ومن مقتضى كونه قادرا على كل شيء ،كونه مريدا ،لا مضطرا ،وإذا
نظرنا إلى الآيات التي تنص على مشيئة الله تعالى ،وجدناها تنص على قدرته
ََ َ ََُ َ ُُ َ َ ٓ َ َ َ ِه ُ ُ
ٌَِما َيَشِما ُءاَ ۡرض َوٌِما َٱيٍِِٓما اََييق َونۡل ِ ت م ِه َ َ
َنلطمَٰن َٰ ِ أيضا ،كقوله تعالىَ ﴿ :و َِّ ِ َمي
َ َ م ِه َ َ ّ ِه ُ ُ َ َ ِه ُ َ َ َٰ ُ ّ َ
ۡرضَت َونۡل ِ ِۚ َنلطمَٰن َٰ ِ َك ََشءَ َكرِيس َ[ ﴾١٧المائدة ]17 :وقالَِ َِّ ﴿ :مي ونَّ َلَع ِ
َ َنَ ُن َ
َ ُ ُ َ َ َ ٓ ُ َ َ ُ َ َ َ ٓ ُ َ َٰ ٗ َ َ َ ُ َ َ َ ٓ ُ رو
ٔر ََ ٤٩نو َيُ َش ّوِ ُر ًَُٓ َييق ٌَِما َيشِماء ا َيٓب َل ٍَِ َيشِماء َإِندِما َويٓب َل ٍَِ َيشِماء
َ ُ َ ٗ َ ٗ َ َ َ ُ َ َ َ ٓ ُ َ ً ِه ُ َ
ذنس ُِماَِإَونَٰدِماَۖۡويزػوٌَََيشِماءَغلِيٍِما اَإُِّۥَغي ِيًَكرِيسَ[ ﴾٤٪الشورى]52-49 :
وجميع من سواه –لعجزهم -يريدون بمنح الله إياهم الإرادة ،ولقد صرح
َ
ون َإ ِهَلٓ َنن َي َ َشِمآءََ
ََ ََ ُٓ َ
القرآن بهذه الحقيقة حيث قال الله سبحانه وتعالى﴿ :وٌِما َتشِماء
ِ
ۡي َٳ[ ﴾١التكوير ]29 :أي لا تشاؤون إلا بمنح الله إياكم الإرادة
َر روب َنى َعَٰيٍَ َ ِه ُ
نَّ َ
ِ
والمشيئة.
ومنح الله عباده الإرادة والمشيئة من أعظم أمارات ربوبيته وألوهيته
سبحانه ،كما أنه من أعظم أمارات عبودية عباده .فلأجل هذا وصف الله نفسه
في الآية السابقة بالربوبية الكاملة بعد أن ذكر منحه عباده الإرادة والمشيئة.
صكٌ العدالٌ .وكونه تعالى قادرا على كل شيء ،لا يستلزم احتمال وقوع الظلم
منه .بخلاف المعهود في كثير من البشر ،من الذين رزقوا قدرة ،وتجبروا على
9
َ ُ َ َ َ ِه ِه َ َ
َنَّ ََل ََيظي ًُِ ٌَِدلِمال َذ ِهرةَ َِإَون َثمَ الضعفاء ،وظلموهم .قال الله تعالى﴿ :إِن
َ ِه ُ َ َح َط َِ َٗةَيُ َض َٰ ِػف َٓ َ
يٍِماَ[ ﴾٤٠النساء]42 : ََِلُ َُّنر ًس َغ ِظ َٗ ِماَو َُيؤ ِ
تٌَ
ويتجلى عدله سبحانه في الآخرة أيضا ،كما يتجلى في الدنيا ،قال الله تعالى:
َ َ َ َ َ ٗ ََ ُ َ َ ﴿ َوَُ َظ ُع َنل ٍَ َنَٰز َ
َِلَٔ ِم َنىلِ َيَٰ ٍَةَِفَل َعظي ًُ َنفصَ َشئَِماَِۖۡإَونََكن ٌَِدلِمالَ
يَ َنىلِط َع ِ ِ
َوك َ َٰ َ َ َ َ
َدس َدلَأثَي َِِماَٱ َِٓما ۗ َ َ ِه ّ َ
طب ِ ََ
ۡيَ[ ﴾٤٧الأنبياء]47 : َفَٱِِِماَح َٰ ِ ِ ٍ حيةٌَََِ
ووقوع ظلم من قادر ،ينشأ من عجزه عن ضبط نفسه .والله تعالى منزه عن
جميع أنواع العجز ،فهو -وإن كان قادرا على كل شيء -لا يقع منه ظلم ،ولا
يتصور أن يقع.
صكٌ المراقيٌ .إن الله تعالى يراقب كل شيء ،ولا يعزب عن مراقبته شيء،
َ ُّ ََ ِه َ َ
َك ََشءَ َ ِهرؼ َٗ
ِييِما َ[ ﴾٥٢الأحزاب ]52 :ويسمع كل قال الله تعالىَ ﴿ :وَكن ُ
َنَّ َٰ
َلَع ِ
َ
ََش َء َ َو ُْ َٔ ِه
َنلط ٍِ ُ َ َ
يعَ ۖۡ ما خفي وما جهر ،ويرى كل ما دق وجل﴿ :ىي َص َن ٍِديِِّو
نۡلَ ِ ُ
ص[ ﴾١١َٞالشورى]11 :
ول كن لا حاجة لله بآلات ،أو جوارح مثل العين والأذن ليراقب خلقه؛
لأنه سبحانه ليس كمثله شيء .ولقد بين الله هذا في الآية السابقة قبل ذكر اسمي
َ َ َ
السميع والبصير﴿ :ىي َص َن ٍِديِِّو ََش َء ۖۡ﴾ أي لا حاجة له بالجوارح والآلات
ليراقب خلقه ،ويسمع كلامهم ،ويرى أعمالهم.
صكٌ الوحي .ومن صفاته تعالى وحيه إلى خلقه ،وليس المقصود هنا وحيه
الخاص فقط -وهو وحيه إلى أنبيائه -بل المراد بالوحي هو إجراؤه الاتصال مع
خلقه.
12
و يفارق وحيه تعالى إلى خلقه ،إجراء غيره الاتصال بشيئين:
الأول :هو أن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى آلات الاتصال والمكالمة،
مثل اللسان ،والحروف ،والأصوات وغير ذلك .فهو قد أوحى إلى أنبيائه بغير
تلك الوسائل .وأما غيره ،فهو عاجز عن إجراء الاتصال والمكالمة مع غيره إلا
بالآلات ،والوسائل.
والثاني :هو أن الله تعالى قادر على الوحي إلى جميع مخلوقاته ،بغض النظر عن
َرِماغِوَ َ ِِفَ هةِ َإ ّّن َ َ َ َٰٓ َ َ َ َ رو َ
ِِ جنسها ،فهو قد أوحى إلى الملائكةِ﴿ :إَوذ َكِمال َربم َل ِيٍله ِ
َ َٗ َ
ة ۖۡ﴾ [البقرة]22 : نۡل ِ
ۡرضَدي ِيف َ
ّ ِه ٓ َ َ َ ٓ َ َ َ َ ٓ َ َ ٓ َ ُ
حيَِِما َإ ِ ََٰل َُٔحَ َ َونُّ ِهي ِ ِيَۧ ََ ٌَِ ََُۢ م َنٍِما َنو
وأوحى إلى الناس﴿ :إِنِما َنوحيِِما َإِِل َ
َ َ َٰ َ َ ُ َ َ ََ َ َٓ َ
َوغ َ َٰ
ِيَسَ ِماط َ ٔب َ َونۡلض َي ِ َو َيػل ََ م َٰػِيو َِإَوضحق َل َإٱ َرَْٰ َ
ِيً َِإَوض َ بػ ِرها ِو َونوحيِِما َإ ِ َٰٓ ِ
َ
َ ُُ ٗ َ َ َ َ رو َ َ ُ ُ َ َ َ َٰ ُ َ َ ُ َ َ َٰ َ َ َ َ َ َ ُ َ
َل َكر َك َصص َََٰٰ ًَُٓ ٔراََ ١٦٣ورض َ ۥد َ
َز ُب َٗ وأئب َوئنص َوهسون َوضييمَا َوء ثيِِماَد و
َ ُ َ ُ ُ ٗ ِه َ ُ ُ َ َ َ َ َ ِه َ ِه ُ ُ َ َٰ َ ََ َ
ِيٍِما َ﴾١٦٤ َٔس َثؾي َٗ َل َىً َنلصصًٓ َغييم ا َوَ ًَ َنَّ َم غييم ٌََِ َؼيو َورض َ
[النساء]163 :
َ ِه َ َ َ َٰ َ رو َ
م َإ ََل َنُّ ِه
َنۡليَِما ِلَ
ِ
َنَّتِزِيٌَ َ
َِ ن
ِ نَ و
ِ ح ِ وكذلك أوحى إلى الحيوانات﴿ :ونوَح َرب
ُ ُ ٗ َ َ ِه َ َ ِه َ ُ َ
سشٔنَ[ ﴾٦٨النحل]68 : ٔثِماَوٌََِنلشزسَِومٍِِماَيػ ِ بي َ
َ ٗ َ َ ُ َ َ َ ُ ُ
َو َضل َٰ ًٍِماَ وأوحى سبحانه وتعالى إلى غير الأحياء أيضا﴿ :كيِِما َيَِِٰمار َن ِ
ِٔن َٱس َد
َٓ َ َ َ َ َٰٓ َ ُ لَع َإٱ َرَْٰ َ ََ
ٌَِما َءكِ َ َيأۡرض َنٱي ِِع ِيً َ[ ﴾٦٩الأنبياء ،]69 :وقال تعالى﴿ :وؼِيو َٰٓ ِ
ََ َ َٓ َ
ِِع﴾ [هود]44 :ويَٰطٍِما ُءَنكي ِ َ
وغير الله سبحانه وتعالى لا يقدر على إجراء الاتصال مع جميع أنواع
المخلوقات ،وإن قدر على إجرائه مع بعضها ،فبإذنه سبحانه وتعالى.
11
صكٌ التصرف .ومن ألوهيته سبحانه وتعالى تصرفه في مل كه .ومن اتصف
بالصفات المذكورة إلى هنا ،لا شك في تصرفه الكامل في خلقه .فهو الذي
َ َ َ ُ ُ ِه َ َ ُ ِه ُ ِه
َر َزكؾًَ نَّ َنَِي َديلؾً َثً يخلق ويرزق ،والذي يميت و يحيي كما قال﴿ :
َ َٰ ُ ّ َ ُ َ َ ٓ ُ ِه َ ُ ُ َ ُ ِه ُ ُ ُ ُ ُ
ًٌََََِش َء َِۚ ََيف َػو ٌَََِذى ِؾ يجؾًَ َث ِهًَ َُييِيؾًۖۡ َْو ٌَََُِشَكنِؾًٌَ ثً َي ٍِ
َ ُ ۥَوثَ َع َٰ َ َٰ َ ِه ُ
حَٰ َِ ُّ َُضي َ
ۡشكٔنَ[ ﴾٤٠الروم]42 : َلَعٍِماَي ِ
وهو الذي يؤتي الملك و ينزعه ،و يعز ويذل ،و يجعل النهار والليل يتعاقبان،
َ َ ِه ُ
مَ و يخرج من الميت الحي ،ومن الحي الميت كما قال﴿ :ك ِو َنلي ُٓ ِهً َمَٰي ِم َنل ٍُي ِ
ُ َ َ َ َ ٓ ُ َ َ ُ ُ َ ِه َ َ ٓ ُ َ ُ رو َ َ َ ٓ ُ َ ُ رو َ َ َ ٓ ُ
ٌَََتشِما ُءَۖۡ زنع َنلٍيم َمٍََِتشِماء َوثػِش ٌَََتشِماء َوثزِل ثؤ ِِت َنلٍيم ٌََ َتشِماء َوث ِ
َنِل َو َِف َنُّ ِه َِٓمار ََ ُ ُ ِه َ َ ُ ُ ِه َ َ َ َ ُ ِه َ َ َ َٰ ُ ّ َ
َِفَ َوثٔى ِذ َنُِّٓمار ِ ِ ِ ِذ ى ٔ ثَ ٰ١ َ ِيس ر ك َ ء
َ ََش َك
بِيرِك َنۡلَۡۖ ٞإُِم َلَع ِ
ُ َّ َ َ َ ّ ََ ُُ َ ََ ٓ َ ُ ت َ َح ٌَ ََِ َنل ٍَ ّ َو َُّتس ُج َنى َ
ِهنِلو َ
ٌََ َتشِما ُء َٱِغَِٞ َحَۖۡوثسزق ِ َنى َِ ٌَ ت ِ ي ٍ َنل ج س
ِ َّت َو ِ ِ ي ِه
ِ ِ
حِطِمابََٱ[ ﴾١آل عمران]27-26 :
َ
ُ َ ُّ ُ ُ َ ِه
َِفَ وهو الذي يصور الناس في أرحام أمهاتهم كما قالَ ْٔ﴿ :نَِي َيصِٔرؽً ِ
ُ َ ُ َ َ َ َ ِ َ َ َ َ ٓ ُ َ ٓ َ َٰ َ ِه ُ
فَيشِماءاََلَإِلَّإَِلََْٔنىػشِيشَنۡلهِيًَ[ ﴾٦آل عمران]6 : نۡلرحِمامَني َ
وهو الذي يهدي عباده ،ويشفيهم إذا مرضوا ،و يطعمهم ويسقيهم ،و يغفر
ِجًََ ٌَِما َ ُن ُخطاياهم ،كما قال على لسان خليله عليه السلام﴿ :كَ َِمال َنَفَ َس َءي ُجً ِه
َ َ ِه ُ َ ُ ّ ّ ٓ ِه َ ِه َ َٰ َ َ ُ َ َ َُٓ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ
ب َنىعي ٍِۡي ََ٧٧ عػ ُي ُرون ََ ٧٥نُجً َوء ٱِماؤؽً َنۡلكرمٔن ََ ٧٦فإِنًٓ َغر َو َ َِل َإَِل َر َ
ُ َ َ
ِإَوذ َ َُ ُ ُ ََ َ ِه َ ََ َ
َػ ُٓ َٔ َ ِه
ت َػ ُٓ ََٔ َم ِسط ۡي ََ ٧٩ ِيَ ََ ٧٨ونَِئَْ َيػػٍِ ِِن َويطلِ ِ ِ ر َٓي ِنِ ل يِيَد نَ
ََل َ َدػ ٓ َ
ئَ يِت َئَمََ َ َ َ ُ َ ِه َ ُ ِه ُ ُ ُ ِه َ َ
َ ٓ
ۡي ََ َ ٧٫ونَِي َنغٍع َننَيغفِس ِ َ ِ ِ ۡي ََ ٧٪ونَِي َي ٍِيت ِِن َثً َُيي ِ ِ يشفِ ِ
ِيََ[ ﴾٧٬الشعراء]82-75 :
ّ
نل ِ
إلى غير ذلك من أنواع التصرف ،فله التصرف الكامل في خلقهَ .
12
واتصافه سبحانه وتعالى بهذه الصفات دليل على تفرده في الألوهية ،فلا إله
إلا هو ،ولا شر يك له في ألوهيته ،ولا يجوز صرف نوع من أنواع العبادة إلى
غيره .وكلمة التوحيد التي يقولها كل مسلم- ،وهي« :لا إله إلا الله ،محمد رسول
الله» -هي إعلان الخضوع لله الذي اتصف بهذه الصفات.
الإسيلٌ
)1بأي شيء فسر الله سبحانه وتعالى وحدانيته في سورة الإخلاص؟
)2ما الفرق بين علم الله تعالى وعلم خلقه؟
)3ما الفرق بين قدرة الله تعالى وقدرة خلقه؟
)4من مقتضى كونه سبحانه قادرا ،كونه مريدا ،لا مجبورا .بين علاقة
الإرادة بالقدرة.
)5تكلم عن عدله سبحانه ،وبيِّن :علام يدل الظلم؟
)6اذكر الفرق بين مراقبته سبحانه وتعالى ومراقبة غيره.
)7ما الفرق بين وحي الله إلى خلقه ،وإجراء خلقه الاتصال مع بعضهم؟
)8ما معنى تصرف الله سبحانه في خلقه؟
)9هل تفيد هذه الصفات السبعة حصرا؟ ولماذا ذكرناها على الخصوص؟
)12تكلم عن علاقة كلمة التوحيد بهذه الصفات.
13
14
الإيواى بالرسل عليهن ال س إ
لم
الرسول هو واسطة بين الله وعباده ،يأخذ الشرائع من الله ،ويبلغها عباده.
وهو صادق ،منزه عن أن يتقول على الله ،أو يزيد في الوحي أو ينقص منه شيئا.
َ َ ِه َ ُ ُ َ َ َ َ َ
ى ََ َ ٢و ٌَِماََغ َٔ َٰ ى ٌََِ ١ما َطو َصِماحِيؾً َوٌِما َْ َٔ َٰ قال الله تعالىَ ﴿ :ونُّ ِهز ًِ َإِذ
َ
َٔح َ[ ﴾٤النجم ]4-1 :وقال أيضاَ ﴿ :ولَٔ َوَح َيُ َ َٰ َْ َٔ َإ ِهَل َ
ُ
ى ََ ٣إِن
َ ُ َ
َغَ َنل َٓ َٔ َٰٓ
ِ يِ ِػق ِ
دزََُِماٌَِِ ُّ َٱلِلٍَۡي َُ َ ٤٥ث ِهًَ َىَ َل َػػ َِِماٌَِِ ُّ َنل َٔعِۡيَََََ ََ َ َ ِه َ َ َ َ َ َ
ِ ِ ِ يو ََۡ ٤٤ل ِ ِ ِماوك َنۡل ض علٔل َغييِِماَبػ
َ َ ُ َ َ ُ ّ ََ
َ
زشِيََ[ ﴾٤٧الحاقة]47-44 : َ٤٦ػٍِماٌَِِؾًٌَََِنح ٍرَعَِّح َٰ ِ
والإيمان بالرسل عليهم السلام أهم شروط الإيمان بعد الإيمان بالله تعالى .إذ
بهم يتعرف الناس على الله ،وهم الذي يبلغون شرائعه عباده.
ولصحة الإيمان بالرسل والأنبياء شرطان:
الأول :الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله تعالى من آدم عليه
السلام إلى محمد ﷺ .وأما الإيمان ببعضهم دون بعض ،فهو إيمان مردود عند
َ ُ ُ َ َ ُ َ ّ ُ ْ َ َ ِه ِه ِه ِه َ َ ُ ُ َ
ۡي َنَّ َِ َو ُر ُضيِِّو َويسِيرون َنن َيفسِكٔ َب لَِّ َ
الله تعالى﴿ :إِن َنَِيَ َيؾفسون َٱ ِ
َ ُ ُ َ َ َ ِه ُ ْ َ َ َ َٰ َ َ ُ َ ُ ُ َ ُ
ذزو َبۡي َذل ِمَ ِوَو َيلٔلٔن َُؤٌ َُِ َٱ ِ َيػضَ َ َوُؾف ُس َٱ ِ َيػضَ َوي ِسيرون َننَيج ِ َو ُر ُضيِّ
ِماَمٓي َِِٗماََ َ١٥١و ِهنَ َ
َ َ َ ٗ رو ُ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ َ ّٗ َ َ َ َ َ َ ً
ِيََ ضبِيَلََ١٥٠نو َٰٓلهِمًََْنىكَٰفِسونَح َلِما اَونعجرُِماَل ِيكَٰفِسِيََغز َٱ ِ
ُ ُ َُ ََ َُُّ ْ َ َ َ َ ّ ُ َُْ َ َ َ َء ٌَ ُِٔ َْٱل ِهَّ َ
ٔرًْاَ َضٔف ََيُؤعِي ًِٓ َنر َِو ُر ُضيِِّو َولً َيفسِكٔ َبۡي َنحرَ ًٌَِِٓ َنو َٰٓلهِم ِ
ٗ ُ َ ِه َ َ
يٍِما َ[ ﴾١٥٢النساء ]152-152 :فسمى الله في الآية الأولى ح ََر َِ َنَّ َغف َٗ
ٔرا ِه ُ َوَكن
الإيمان ببعض الرسل دون بعض كفرا بنفسه ورسله ،وأكد هذا الحكم في الآية
ّٗ َ َ َ ُ ُ َ
الثانية﴿ :ن ْو َٰٓلهمَْ ًَُنىكَٰف ُسون َ
َح َلَِما ا﴾. ِ ِ
وقولنا «الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله تعالى» احتراز عن المتنبين الذين
يبعثهم الشيطان اللعين ،فالإيمان بهم كفر ،وال كفر بهم من شروط صحة
15
الإيمان .ودعوى النبوة بعد بعثة محمد ﷺ كذب وتزوير ،يجب ال كفر بها .قال
ِه ُ َ ِه َ َ َ ِه َ َ ُ َ ِه ٌ َ َ ٓ َ َ ّ ّ َ ُ َ َ
َودِماع ًَََ َول َٰ ِ
ؾَ َرضٔل َنَّ ِ الله تعالىٌِ﴿ :ما ََكن َُمٍ َر َأٱِما َنحرَ ٌََِ َرِرِماى ِؾً
َ ِه ّ َ َ َ َ ِه ُ ُ ّ َ
ِيٍِماَ[ ﴾٤٠الأحزاب]42 : َنََّٱِؾ ِوََش ٍءَغي َٗ
نُّي ِ ِيَََۧۗوَكن َ
والإيمان بجميع الأنبياء شرط لصحة الإيمان ،ول كن لا تشترط معرفة أسماء
جميع الأنبياء ،وعددهم ،بل الإيمان بمحمد ﷺ كاف لصحة الإيمان بجميع
الأنبياء قبله .وهذا الإيمان الإجمالي كاف لإدخال المرء في حيز الإيمان
بالأنبياء .وبعد هذا يتعين عليه الإيمان بالأنبياء المذكورين في القرآن ال كريم،
وأحاديث نبينا ﷺ بالتفصيل ،كلما وقف على اسم أحدهم في هذين المصدرين.
والثاني :حب الأنبياء ،وتوقيرهم ،وتعزيرهم .ليس الإيمان بالأنبياء والرسل،
تصديق نبوتهم ،وما جاؤوا به فحسب ،بل من شروط صحة الإيمان بهم حبهم،
وحب ما جاؤوا به من عند الله ،وتوقيرهم وتوقير ما أتوا به من عند الله،
وتعزيرهم وتعزير ما يبلغونه عن الله .والقرآن ال كريم يصرح هذه الحقيقة بأجلى
َ َ
َ ِه ُ ْ ِه َ ِه
َنَّاَإِنَ َِو َر ُض ِ
ِٔهِۖۡو َونعلٔ
ِه
َنَّ َ َء ٌَُِٔ ْ َََل َُع َل ّر ُِمٔ ْ ََب َ
ۡي َيَ َر ِي يأ روي َِٓماَ ِهنَ َ
ِيَ َ صورتهآَٰ ﴿ :
ت َنُّ ِه ّ ؾً َفَٔ َق َ َ َٰٓ َ رو َ ِه َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ ٓ ْ َ َ َٰ َ ُ ِه َ َ ٌ َ
بَِِ ِ َٔص يع َغي ِيً ََ ١يأيِٓماَنَِيَ َء ٌِٔ ََل َثسػػٔ َنصنث نَّ َض ٍِ
َ َ ََ َ َ ُ ُ ََ ُ َ ُ َ َ ََت َٓ ُسو ْ َ ُ ََ َ
ظؾًَ َۡلِ َػ ٍض َنن ََتيع َنغمَٰيؾً َونُجً ََلَ زٓ ِس ََبػ ِ َِهۥ َٱِلىلٔ ِل َن ََ وَل
ِيَ َنٌجَ َ ِه ْ َ َ ِه ُ َ
ٔن َنص َن َٰ َع ًُٓ َغ َ ِه ِه َ َ ُ رو َ َ َ
ح َََ َنَ َ َر ُضٔ ِل َنََِّنو َٰٓلهِم ِِر َ تش ُػ ُسون ََ ٢إِن َنَِيَ َيغظ
ِه َ َٰ َ ُ ِه َ َ َ ٌ َ
َغ ِظ ٌ ِه ُ ُ ُ َ ُ
يً َ[ ﴾٣الحجرات ]3-1 :فانظر كيف ى َلًٓ ٌَغفِسة َونرس نَّ َكئبًٓ َل ِيجلٔ ا
جعل رفع الصوت فوق صوت النبي ،والجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض من
أسباب حبوط الأعمال.
16
وكذلك صرح في آية أخرى أن شرط الإفلاح في الدنيا والآخرة هو الإيمان
َ َ ِه ُ ُ َ َ َ ُ ُ َ ِه َ ُ ْ رو َ ِه َ ِه َ َ ْ
َنَ ٓ
ِيَ َء ٌَ ُِٔ َٱِِّو َوغشروه َوَُصوه َونعيػٔ َنُّٔر بالأنبياء وتعزيرهم﴿ :فلَِيَ
َ ُ َ َ ُ نُُش َل َ
ٌَ َػ ُّ ٓۥَن ْو َٰٓلهِمَْ ًَُنل ٍُفي ُِح َ
ٔن[ ﴾١٥٧الأعراف]157 : ِ
وبين في موضع آخر وظائف رسوله تجاه الناس ،ووظائف الناس تجاه
ْ ِه ّ َوَُز ٗ َو ٌُبَ ّ ِ ٗ م َ َِٰ
َشٓ ٗر َ ِه ٓ َ َ َ َٰ َ
ِيسا َِّ َ ٨لُؤٌُِِٔ َٱِلَّ ِ َ َو َر ُض ِ
ِٔه ِوَ ۡشا َ رسوله ﷺ﴿ :إِنِما َنرضيَٰ
ً َ حٔهُ َٱُؾ َس ٗة ََوت ُ َط ّي ُ
َوثُ َٔ ّك ُِسوهُ َ
َو ُع َػ ّش ُروهُ َ
صيَل َ[ ﴾٩الفتح ]9-8 :ففي الآية الأولى َون ِ ِ ا ِ
وظائف النبي ﷺ وهي شهادته يوم القيامة ،ودعوة الناس إلى دين الله بالتبشير
والإنذار .وفي الآية الثانية وظائف الناس تجاه الله ورسوله ،وهي الإيمان بهما،
وتعزير الرسول ،ونصرته ،وتوقيره ،وتسبيح الله سبحانه وتعالى.
ثم هذا الأمر جار إلى يوم القيامة ،وإن لم يكن رسول الله ﷺ بين أظهرنا.
فوجود شر يعته ،وسننه اليوم كوجود ذاته فينا.
ومن وجوه توقير نبينا ﷺ ،تجنب الإساءة إلى أزواجه اللائي سماهن الله
َونَز َن َٰ ُ
ر ُّۥَٓ طًٓۖۡ َ َ ُ َ ُ َٰ
ِه رو َ َ
ب َنوَل َٱِللٍؤٌِِ ِۡي ٌََِ َنُف ِ ِأمهات المؤمنين .قال الله تعالى﴿ :نُّ ِ َ
ُ
ًۗ﴾ [الأحزاب]6 :ن ِهٌ َه َٰ ُج ُٓ َ
ومن وجوه توقير الأنبياء عليهم السلام ،تقديمهم على سائر الناس ،مهما كان
قدرهم في العلم ،والإمامة ،والعبادة ،والتقشف .فمن كان نبيا فهو أجل ممن
ليس بنبي ،وأرفع درجة منه .إذ اختيار الله إياه للوحي عليه ،وحمل النبوة خير
دليل على أفضليته عند الله سبحانه وتعالى.
الإسيلٌ
) 1هناك شرطان لصحة الإيمان بالأنبياء عليهم السلام ،ما هما؟
17
)2ولقد فارقنا النبي ﷺ منذ قرون ،فكيف نحقق اليوم توقيره ،وتقديمه على
سائر الناس؟
)3اذكر بعض وجوه توقير الأنبياء عليهم السلام.
18
الإيواى يوا جاء بٌ اليبي هي عيد اللٌ
من ضرورة الإيمان بالله ورسوله ،الإيمان بما أخبراه؛ إذ لا فائدة من مجرد
الإيمان بوجودهما بعد إنكار أوامرهما ،ونواهيهما .وإذا نظرنا إلى كتاب الله،
وجدناه يدعو الناس -بصراحة وجزم -إلى الإيمان بالأربعة :الملائكة ،وال كتب،
والشر يعة ،والآخرة .وفيما يلي بيان ذلك ،ولا قوة إلا بالله.
الإيواى بالولإبكٌ .إن الإيمان بوجود الملائكة مما دعا إليه القرآن ال كريم في غير
واحد من آياته ،وجعل الإيمان بهم في بعضها شيمة الرسول ومن تبعه من
َ ُ ٌّ
َونل ٍُؤٌُِِٔنا َكَ ٔل َٱ ٍَِما ٓ َنُُش َل َإ َِلِّ ٌََِ ِه
َر ّبِّو َ َ َ َ ِه ُ ُ
المؤمنين ،مثنيا عليهم﴿ :ء ٌَ َنلسض
ِ ِ ِ ِ
ََ ُ ْ َ َ َو ُك ُجيِّو َ
َو ُر ُضيِِّو ََل َُن َف ّس ُق ََب َ
ۡي َن َحرَ َ ٌَِّ رو ِه َ َ َ َٰٓ َ
َر ُض َي ِّاِو َوكِمالٔ َ هجِِّو َ َ َ َ
ِ ِ ء ٌَ َٱِلَِّ َوٌله ِ
مَنل ٍَ ِ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ِه َ َ َ
ص[ ﴾٢٨٥َٞالبقرة]255 : ض ٍِػِِماَونغػِِماَۖۡغفس ُمَربِِماَِإَوِل
وتوعد –في بعضها -من نصب العداوة لأحد منهم ،وسمى أعداءهم كافرين
َ َ َ َ
و َفَإ ِهن ِه َ َ َُُ َ َ َ َ ُ ّٗ ّ ِه َ َ َ َٰٓ َ
َنََّ رۡبِيو َوٌِيهى َٰ َ ِ
لهِهجِِّوَورضيِِّوَو ِ اََّ َِوٌ
حيث قالٌَََ﴿ :كن َغر َو ِ
َ ُ ّ ّ َ
كَٰفِ َ
سيََ[ ﴾٩٨البقرة]98 :ِ غر َوَى ِي
ومعنى الإيمان بالملائكة ،الإيمان بوجودهم ،وتوقيرهم؛ لأن الله جعل نصب
العداوة لهم كفرا ،ول كي يصح الإيمان –وهو عكس ال كفر -يجب تجنب كل
ما ينافي توقيرهم ،ويدل على نصب العداوة لهم.
وأعاظم الملائكة أربعة :جبر يل ،وميكال ،وإسرافيل ،وعزرائيل سلام الله
عليهم .فجبر يل رسول الله بينه وبين رسله وأنبيائه .وميكال موكل بتدبير أمور
الطبيعة مثل إنزال المطر والثلج ،وإسرافيل موكل ببدء يوم القيامة ،وعزرائل
موكل بقبض أرواح البشر بأمر الله سبحانه وتعالى ،صلوات الله وسلامه عليهم.
19
الإيواى بالكيب .ولقد أنزل الله على بعض رسله كتبا فيها الشرائع والأحكام.
وهي مصادر رئيسية ،يرجع إليها الناس ليتعلموا منها أوامر الله ونواهيه.
وال كتب المنزلة على الأنبياء ،والتي نعرف أسماءها بالتفصيل ،أربعة ،وهي
بالترتيب :التوراة ،والزبور ،والإنجيل ،والقرآن .أنزل الله التوراة على موسى،
والزبور على داود ،والإنجيل على عيسى ،والقرآن على محمد صلوات الله وسلامه
عليهم.
والثلاثة منها هي التي تحتوي على الشرائع والأحكام ،وهي التوراة والإنجيل
والقرآن ،ولأجل هذا كثر ذكر التوراة والإنجيل في القرآن ال كريم .وأما الزبور،
فهو يحتوي على مواعظ ،وأدعية ،وأذكار شكر ،وليس فيه أحكام وشرائع .وكان
داود عليه السلام على شر يعة التوراة.
والمقصود هنا ،التوراة والإنجيل اللذان أنزلا على موسى وعيسى عليهما
السلام ،وأما التوراة والإنجيل الموجودان اليوم ،فلا شك أنهما م َّ
حرفان ،يجب
َ ََ ٗ ِه
يلِما َيَي ُٔۥنَ
الإيمان بتحر يفهما ،كما صرح به القرآن ال كريمِ﴿ :إَون ٌَِِ ًُٓ َىفسِ َ
َ َٰ َ ُ ُ َ ُ َ
َو َيلٔلٔن َْ َٔ ٌَََِ ب ِته َنى َِ
َ َٰ َ َ ُ
ِماَْ َٔ ٌَ َ ٌ َو ب ِت ه َنى ألطِنَ َج ًَُٓٱلىه َِتَٰب َّلِ َح َط ُئهُ ٌَ َ
َِ
ِ ِ ِ ِ
َ َ َ َُ َ ِه َ َ ُ
ِه َ ُ َ ِه َ ُ
ٔن[ ﴾٧٨آل َوًْ ََيػي ٍُ َ َِويَلٔلٔن َلَع َنَّ َِنىهزِب َِو ٌَِماَْ َٔ ٌََِ َغِِ ِر َنَّ غِِ ِر َنَّ
عمران]78 :
وأما القرآن ال كريم ،فهو في حفظ الله عن التحر يف ،قال الله سبحانه
َ َ ُ َ ِه َ ّ َ ِه َ
وتعالى﴿ :إُِماََن ََُُ ِهشَُِّماَنَِن َسَِإَوُ ُ
[الحجر]9 : ِماَِهۥَىحَٰفِظٔنَ﴾٩ ِ
والحاصل أن صحة الإيمان بال كتب ،تتوقف على الإيمان بأن القرآن محفوظ
من التحر يف ،وأن التوراة والإنجيل الموجودين اليوم قد حرف بعضهما.
22
الإيواى بال شرتعٌ .هناك أمور متفق عليها بين جميع الأنبياء وأممهم ،مثل توحيد
الله ،وحسن الأعمال الصالحة من بر الوالدين ،ومساعدة المحتاجين ،وغير ذلك،
وقبح الأعمال السيئة من القتل بغير الحق ،والزنى ،والسرقة ،والفر ية ،وال كذب،
وغيرها.
وهناك أمور تغيرت حسب القوانين المنزلة ،مثل كيفية الصلاة ،والصوم،
والزكاة ،والحج ،وكيفية المعاملات المالية والأسر ية .وهذه الأمور المتغيرة تسمى
َ َٗ ُ شر يعة ،أو منهاجا ،قال الله تعالى﴿ :ى ُ َّ َ َ َ
َُشغ َة َ َوٌِِ َٓ َٗ
ِمارِما ا َ َولَٔ ِك َرػيِِما ٌَِِؾً ِ
َٓ َ ُ َ َ ُ ْ ّ ُ ُ َ ٓ َ ِه ُ َ َ َ َ ُ ُ ِه ٗ َ َ ٗ َ َ
ٌََِما َ َء ثىَٰؾًۖۡ َفلضتيِلٔ َ َِلَيي َٔكً َ ِِف
ؾَ ِ َٰ
شِماء َنَّ َۡلػيؾً َنٌ َة َنَٰحِر َة َو ِ
ل
َ َ ُ َ ُ ُ ُ َ ِه َ ُ ُ َ ٗ َ َ َ َ
ِيػِما َػ ُين ّيِئُؾً َٱ ِ ٍَِما َنِجً َػِيِّ ََّتجي ِفٔن َ﴾٤٨ رػؾً ََج َ ت َإَِل َنَّ ِ َمس ِ نۡلير َٰ ِ ِۚ
ََ َ
َشِما ٓ َء ِه ُ
َنََّ [المائدة ]48 :ولقد بين الله في هذه الآية سبب تغير الشرائع بقوله﴿ :ولٔ
َٓ َ ُ ّ ُ ُ َٗ َ َ َ َ َ ُ ُ ِه ٗ
ٌََِماَ َء ثىَٰؾ ًَۖۡ﴾ ََِلَيي َٔكًَ ِِف
ؾ ِۡلػيؾًَنٌ َةَ َنَٰحِر َةَ َول َٰ ِ َ
ونعني بوجوب الإيمان بالشر يعة ،وتحريم إنكارها ،الأمور المعلومة بالضرورة
من الإسلام ،والأحكام المتفق عليها ،مثل وجوب الصلوات المكتوبة ،وصيام
رمضان ،والحج ،والزكاة ،وغير ذلك من الأمور التي لا تتعلق أحكامها بتغير
الزمان أو المكان .وأما المسائل الفقهية المختلف فيها بسبب اجتهادات الفقهاء
المجتهدين ،والأحكام المتغيرة حسب الزمان والمكان ،فلا يعد إنكار مجتهد على
رأي مجتهد آخر فيها كفرا ،كما لا يعد قبول رأيه إيمانا .وإنما يسمى اجتهادا في
كلتا الحالتين.
الإيواى بالإخرً .تظهر أهمية الإيمان بالآخرة من كثرة ذكرها في القرآن ال كريم.
حتى قرن القرآن بالإيمان بها إلى الإيمان بالله تعالى في بعض آياته ،كقوله تعالى:
21
َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ّ
ت َ ٌَََ َء ٌ َِِِٗما َ َونر ُزق َنْي ُّۥ ٌَ ََِ َنثل ِه ٍَ َر َٰ َِ ب َنر َػو َهَٰز َٱَ ًَ
ِل َ
﴿ِإَوذ َكِمال َإِٱرَٰهََِۧ ًَ َر ِ
َ َ َ ََُُُّ َ ٗ ُ َ َِونِلَٔ ِم َنٓأۡلدِس َكَ َِمال َ ِه
ِيَل َث ِهً َنط َػ روسهُ َٓۥ َإ ِ ََٰلََو ٌَََؽف ََس َفأٌجِػّۥَكي َ ِِۚ
لَّ َ َ َ َ ُ
ء ٌَ ًٌََِِٓٱ ِ
َوبئ َصَنل ٍَ ِ ُ ِه َ َ َ
ص[ ﴾١٢٦َٞالبقرة]126 : بَنُِّمارِ ِ غز ِ
ِماعَِِما رو َ َ ُ ْ َ َ ِه َ َ ُ
َنلنيَِماَ َِه َإَِل َحي والآخرة هي أشد ما ينكره مكذبو الأنبياء﴿ :وكِمالٔ ٌَِما ِ
ُ ِه َ َ ِه ُ َ َ ُ َ ٓ ِه َو ََن َيِما َ َ َن ٍُ ُ
َو ٌَِما َل ًُٓ َٱِذَٰل ِم ٌََِ َغِي ٍم َإِن ًَْ َإَِلَ َوٌِما َُيٓي ِهِِما َإَِل َنلْس ا ٔت َ
َ ُ ْ ُ َ
ٔنٮ[ ﴾١الجاثية ]24 :وهي أشد ما استغربه ال كفار ،واستهزؤوا به﴿ :ٱَو َكِمالٔ َ َيظ روِ َ
ََ ُ َ َ ُ ٓ ْ َ َ َ َ ُ ِه ُ َ ٗ َ َ َ ِه َ َ َ َ َ َ ُ َ
ِظَٰ ًٍَِماََنءُِِماَل ٍَي ُػٔخٔن ََ ٧٬ىلرَ ِمال َنۡل ِهولٔن ََ ٧٫كِمالَََٔنءَِذ ٌَِجِِماَوكِِماَثس َٱِماَوغ َ ٌِدو ٌَِماَك َ
َ
س ُ ِه َ َ
َ َ ٓ ِه ٓ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ ََُٓ َ َ
ػَ ٞنۡلوى ِۡي َ٭[ ﴾٧المؤمنون-81 : َو َء ٱِماؤُِماَهَٰز ٌََِ َؼيو َإِن َهَٰز َإَِل َن َٰ ِ وغِرُِماََنَ
]83
22
والمرحلة الثالثة هي مرحلة الحساب ،وفي هذه المرحلة يعلن جزاء الخلق،
ََ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ
َف ٌَِِؾً َدِماػِيَة ََ ١٨فأ ِهٌِماَ وفيها يظهر السرور أو الحسرة﴿ :ئَ ٌَهِز َعػ َسطٔن ََل ََّت ََٰ
ّ َ َ ُ َّ َُ ْ َ َ ُ ُ َ ُٓ َ ُ َ َ
قٌََل َٰ ٍَ وِت َنِتَٰ َي ُّۥ َب ِ َي ٍِيِِِّو َػ َيلٔل َِْماؤ ُم َنك َس ُءو َنِتَٰي ِ َيّ ََ ١٩إ ِ ِّن َظِِت َأ ِّن ٌَ َن ِ
ُُ ْ ُ ُ َ َر ِهِة َ
َ َ ََُ
ََع ِِلَة ََ ١٬ؼ ُػٔػ َِٓماَد ن َِية َ٭َُ ١كٔ َ ط َية َِِ َ ١٫ف ٍ َر ِ ِيشة ِه َِف َغ َ َ
حِطِمابِيَّ ََ ١٪ػٓٔ ِ
َ َ ِه َ ُ َ َ َ ِه َ ُ َ َ ُ ْ َ ٓ َ ُۢ َ ٓ َ َ
ِماِهِوَ وِت َنِتَٰ َي ُّۥَبِشِ ٍَ ِ
ِماِلَةَِٮَ ١ونٌِماٌََ َن ِ َ ِ َنۡل ِ
ِمام ي َنۡل َِف
ِ ً ج ف ونُشبٔ َِْ ِئَِب اَٱٍِِما َنضي
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ َ َ
ِماط َي َةَ تَنىل ِ ػ َيلٔلَيَٰييت ِِنَلًَنوتَنِتَٰي ِ َيَّٯَ َ١ولًَندرٌَِِماَح َِطِماب ََِيَََّٰ١يَٰييج َِٓماََكُ ِ
ََ َ َ ّ ُ َ َ َع ِّن َ َ ٓ َ َ َٰ َ
ِماِلَ َّۜۡٲَْ١يمَع ِِنَضيطَِٰ ِيَّٳ[ ﴾١الحاقة]29-18 : ٌَ ِ ٱٌَِ١ماَنغِن ِ
والمرحلة الرابعة هي مرحلة الجزاء .ففي هذه المرحلة يجزى من آمن وعمل
َ َ َ َ ٗ صالحا بالجنة ،و يجزى من كفر وعاش ظالما بالنار﴿ :ٱَ َ ََٰل َ
َض ّي ِ َئ َةَ ٌََ َنطب ِۚ
ِه
ون ََ َ ٧٫ونَ ََ َ َٰ ُ َ ُ م َنَص َ
حَٰ ُ
ب َنُّ ِهِمارِ ًَْ َػِيِٓما َٰ ِِل
َ ٓ َ ُ ُ َ ُ ْ َ َٰٓ َ ََ َ َ
ِيََ ونحَٰػت َٱِِّو َد ِػئَجّۥ َفأوله ِ
َ َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ ِه َٰ َ َٰ ُ ْ َ َٰٓ َ َ َ َٰ ُ َ ِه ُ
َنۡلِةِ ًَْ َػِيِٓماَٰ َٰ ِِلون َ[ ﴾٧٬البقرة: ت َنولهِم َنصحب ء ٌَِٔ َوغ ٍِئ َنىصي ِح َِ
]82-81
فيجب الإيمان بهذه المراحل كلها ،ولا يصح إيمان من أنكر شيئا منها.
الإسيلٌ
)1ما المقصود بالإيمان بالملائكة؟
)2من هم الملائكة الأربعة العظام؟
)3ما هي ال كتب الأربعة؟ وعلى من أنزلت؟
)4ما هي ال كتب التي فيها الشرائع وأحكام الحلال والحرام؟
)5لماذا كثر ذكر التوراة والإنجيل دون الزبور في القرآن ال كريم؟
23
)6ما هو الدليل من القرآن ال كريم على تحر يف أهل الكتاب كتابيهم،
وحفظ الله القرآن من التحر يف؟
)7ما هو شرط صحة الإيمان بال كتب؟
)8ما هي الشر يعة؟
)9ما هي الحكمة المذكورة في القرآن من تبديل الله الشرائع؟
)12ما المقصود بالشر يعة في وجوب الإيمان بها؟
)11ما هي مراحل الآخرة الرئيسية بالترتيب؟
24
بواقض الإيواى
هناك أمور تنقض الإيمان وتبطله ،و يجب على المسلم تجنبها ليحافظ على
إيمانه .ولنذكر بعضها ليكون القارئ على حذر منها ،ولا قوة إلا بالله.
25
)3تفضيل غيرهم عليهم .وهذا في التفضيل المطلق ،وأما القول بأن غيره
أعلم منهم في أمر دنيوي ما ،فهذا ليس بكفر.
)4الكلمات الدالة على عدم الاحترام في حقهم ،كأن يقال« :لن أفعله وإن
أمره النبي» ،أو «يريد النبي كذا وأنا أريد كذا».
)5قول المرء لمن يزدر يه« :عقلك كعقل الإنسان الأول» .ولا يخفى أن
أول الناس وأباهم آدم عليه السلام .ول كن إذا عنى ب «الإنسان الأول» ما في
الأسطورة الدروينية لا يكفر ،ول كنه يأثم لسخره من صاحبه.
)6مشاهدة أفلام ومقاطع تسخر من أحد الأنبياء ،والضحك لها.
)7الاستغناء من سنة محمد ﷺ مطلقا ،كأن يقال« :لا حاجة لنا بالسنة،
و يكفينا القرآن» .وأما رد الفقهاء الأثار المرو ية حسب ضوابطهم وشروطهم في
أخذ المرو يات وتركها ،فهذا أمر محمود لا غبار عليه.
26
بواقض الإيواى بالكيب:
) 1دعوى تحر يف القرآن ال كريم ،كدعوى الز يادة عليه أو النقص منه.
) 2دعوى سلامة التوراة والإنجيل الذين في أيدي أهل الكتاب اليوم من
التحر يف .وتجويز العمل بما فيهما مطلقا.
)3دعوى انتهاء صلاحية القرآن ال كريم في العصر الحديث.
)4السخر من القرآن ال كريم أو من بعض آياته.
)5رمي ما كتب عليه شيء من القرآن في أماكن قذرة عمدا.
)6الشك في نزول القرآن ال كريم من عند الله .والاعتقاد بأن محمدا ﷺ أتى
به من عنده لأسباب معينة.
)7التلاعب بالقرآن بحمل آياته على معان لا تحتملها ،معتمدا في ذلك على
هوى النفس ،دون ما وضعه أهل العلم من القواعد العلمية في فهم آيات الله.
وأما تفاسير المذاهب والفرق العلمية المختلفة فليست من هذا القبيل.
27
)4جعل الشر يعة سبب التأخر ،بأن يقال« :الغرب فتح الفضاء ،ونحن ما
زلنا نركع ونسجد» .وما شابه ذلك من الأقوال الدالة على سخافة صاحبها.
)5أن يتمنى المرء حلية محرمات الشرع التي تعلم حرمتها بالضرورة ،كالخمر،
والميسر ،والزنى ،والسرقة.
)6التسو ية بين الإسلام والأديان الأخرى ،أو تفضيل دين آخر على
الإسلام.
وصدور هذه النواقض بالجد أو المزاح سواء .قال الله سبحانه وتعالى:
ْ ِه ُ ُُ ٔرةََثُنَ ّي ُئ ًَُٓٱ َ َ َ ُ ُ َ َٰ ُ َ َ ُ َ ِه َ َ
َغيَيًٓ ُ
وَنض َجٓ ِش ُء ٓو َإِنَ
ِماَِفَكئب ِ ِٓ اًَك َِ
ِ ِ ٍ ِ
َض َ
ِ ﴿ُيزرَنلٍَٰفِلٔنَننَعزنل
َ َ ُ َ َ ُ ُ ِه ِه َ ُ ِه َ ُ ُ َ َ َ ُ ُ َ ََ ِه َ َ ُ َ ِه َ ُ
ب َكوَ نَّ َُم ِسجَ ٌَِما ََتزرون ََ ٦٤وىهَِ َضأّلًٓ َِللٔىَ َإِنٍِما َنِِما ََنٔض َوُيػ ا
َؽ َفسثًُ َ َبػرََ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ ُ َ َ ُ َ ُ َ َ َٰ َ ِه َ َ َ
ِٔهِو َنِجً َتطجٓ ِشءون َََ ٦٥ل َعػجزِروَ َكر نٱِلَِّ َوء يجِِّو َورض ِ
28
َ َ ُ ْ ُ َ ِه ٓ َ َُ ّ
ََغِمانفةَ ٌَِِؾً َنػزِب َ ُ ّ
إيمَِٰ ِؾً َإنَنػف َغ َٓ َ َ ِه ُ ُ َ
َغِمانِفَۢةَٱِأن ًُٓ ََكُٔ َُم ِسٌِۡي َ﴾٦٦ ِ ا ِ ِ
[التوبة ]66-64 :سمى الله فعلتهم استهزاء وكفرا ،ولم يقبل قولهم« :إنما كنا نخوض
ونلعب».
و يحرم الجلوس مع الذين يستهزئون بشيء من الإسلام ،و يعد هذا من
َ َ َ َ ََ ُ
بَ َِف َنىهِت َٰ ِ مشاركتهم في فعلتهم ،قال الله سبحانه وتعالىَ ﴿ :وكر َُ ِهشل َغييؾً ِ َ
َنَِّ َيُؾ َف ُس َٱ َِٓما َ َويُط َجٓ َشنُ َٱ َِٓما َفَ ََل ََعل ُػ ُرو ْ َ ِه َ َ َ ُ َ َ
َح ِه ََٰ
يِتَ ٌَ َػ ًُٓ َ
ِ ِ َء ي َٰ ِ
ت نن َإِذ َض ٍِػجً
يََ كَٰفِس َ َ ٓ ِه ُ ٗ ّ ُ ُ ِه ِه َ َ ُ ُ َ َٰ َ َ َ
نى َو ۡي ل فٍَٰ َنل ِعٌِماَر َنَّ ن إَ ً ٓي ِد ٌَ َ
ذ إَ ً ؾ ُ إَ ِو ه ٞ َغ ِيح ر ٔطٔ َِْف َ
َح
َُ ُ
َي
ِ ِ ِ ِ ۗ ِ ِ ِ ٍ ِ
َ َ ِه َ َ ً
ِِفَرًََِٓجِيػِماَ[ ﴾١٤٠النساء]142 :
هذا ،والحمد لله على توفيقه إياي إلى إتمام هذا المتن ،وأفضل صلاته ،وأتم
تسليمه على سيدنا محمد ،وعلى آله ،وصحبه ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
29
32
الفهرس
المقدمة 3 .............................................................................................................
31
الإيمان بال كتب 22 ............................................................................................
32