You are on page 1of 14

Journal of Engineering Sciences. Assiut University, Vol. 31, No. 1, January 2003.

EVALUATION OF THE EGYPTIAN EXPERIMENT IN


ESTABLISHMENT THE NEW TOWNS IN THE DESERT AREAS

Esam Al-Din Mohamed Ali


Lecturer, Department of Architectural Engineering, Faculty of Engineering, Assiut
University, Assiut, Egypt.

(Received May 26, 2002 Accepted August 5, 2002)

Egypt adapted many experiments by establishment new towns and urban settlements in
the desert areas. These experiments aim to achieve developmental strategic aspects in
the fields of urbanization, environmental, political, economical, and social. However,
there is severe limitation in the achievement of the requirement rates either in the
demographic growth rates, or in the economic growth rates, or in the urban
development rates. Therefore, it should be evaluated either from the theoretical side or
the executive one. This evaluation of that strategy aims to solve the residents problem,
attempt to balance in the land use distribution, utilization of the available urban
resources, support of the pillars of the development process in the fields of agriculture,
industry, and housing. Besides, it should be appropriate the development style with the
physical of the desert environment that has the accurate balances.
The research aims to analyze and evaluate the Egyptian experiment in establishment
new towns and urban settlements in the desert areas. This study focuses on observation
of the experiment development, analysis the experiment to standing on its important
positive and negative aspects, and the more important problems that prevent its
development. The research attempt to understanding and extraction the important
results and the useful experiences of the Egyptian experiment and the range of its
reflections on the comprehensive development process in Egypt. However, these
results and experiences as an approach to plan the future strategic headings for
developing of new desert areas in Egypt.

‫تقييم التجربة المصرية في إنشاء المدن الجديدة‬


‫بالمناطق الصحراوية‬
:‫ملخص‬
‫بالرغم من أن مصر خاضت تجارب عديدة في إنشاء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة في المناطق‬
‫ إال أن‬،‫الصحراوية بهدف تحقيق أبعاد إستراتيجية تنموية عمرانية وبيئية وسياسية واقتصادية واجتماعية‬
‫هناك قصورا شديدا في تحقيق المعدالت المستهدفة لتلك المجتمعات الجديدة سواء في معدالت النمو‬
‫ وعلى ذلك وجب مراجعة تلك التجارب سواء من الجانب‬.‫السكاني أو النمو االقتصادي أو النمو العمراني‬
‫ والعمل على التوازن في الهيكل المكاني واستغالل‬،‫النظري أو التنفيذي بهدف تجاوز مشكلة السكان‬
1
‫‪ :‬في مجال الزراعة والصناعة واإلسكان‪ ،‬فضال على‬ ‫الموارد المتاحة مع دعم ركائز عملية التنمية‬
‫ضرورة أن يتوافق أسلوب التنمية مع منظومة البيئة الصحراوية ذات التوازنات الدقيقة‪.‬‬
‫‪:‬هم في تفريغ‬ ‫‪:‬حراء تس‪:‬‬ ‫‪ :‬في الص‪:‬‬ ‫وتأتي أهمية البحث في ظل الحاجة الملحة إلى فتح محاور جديدة للتنمية‬
‫‪:‬احة‬ ‫‪:‬احته ‪ %4‬من المس‪:‬‬ ‫‪:‬دى مس‪:‬‬ ‫المدن القائمة من السكان وجذبهم إليها من الوادي الضيق الذي ال تتع‪:‬‬
‫اإلجمالية للبالد ويقطنه حوالي ‪ %97‬من السكان‪ ،‬فضال عن تناقص هذه المساحة سنويا بسبب التعديات‬
‫العمرانية المختلفة عليها‪.‬‬
‫يهدف البحث إلى تحليل وتقييم التجربة المصرية في إنشاء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة في المن‪::‬اطق‬
‫‪:‬وف على أهم إيجابياتها‬ ‫‪:‬ا‪ ،‬للوق‪:‬‬
‫‪:‬ة‪ ،‬وتحليله‪:‬‬ ‫‪:‬ذه التجرب‪:‬‬
‫الصحراوية‪ ،‬ويتم ذلك من خالل‪ :‬رصد نمو ه‪:‬‬
‫‪:‬ذه التجربة‬ ‫‪:‬ائج ه‪:‬‬
‫‪:‬تخالص أهم نت‪:‬‬ ‫‪:‬وق نموها في محاولة لفهم واس‪:‬‬ ‫وسلبياتها‪ ،‬وأهم المشكالت التي تع‪:‬‬
‫‪ :‬الشاملة بالدولة‪ ،‬حيث أن ه‪::‬ذه‬ ‫والخبرات المستفادة منها‪ ،‬ومدى انعكاساتها على برامج وعمليات التنمية‬
‫‪:‬اء‬
‫‪:‬ير في إنش‪:‬‬ ‫‪:‬تقبلية عند التفك‪:‬‬
‫النتائج والخبرات تمثل مدخال أساسيا لرسم التوجهات اإلستراتيجية المس‪:‬‬
‫مجتمعات عمرانية جديدة على األراضي الصحراوية في مصر‪.‬‬

‫‪ -1‬المقدمة‪:‬‬
‫‪ :‬لم يتم تناولها‬
‫مرت التجارب المصرية السابقة لتنمية المناطق الصحراوية عبر مسارها بمشاكل عدي‪::‬دة‬
‫بشيء من الدراسة والنقد والتقويم‪ ،‬والذي يحدد بوضوح مواضع الخلل واإلخفاق‪ ،‬والتي في مجملها تنبع‬
‫أساسا الثوابت السائدة في فكر تنمية الصحراء مع غياب الفهم الشمولي لطبيعة البيئة الصحراوية وطبيعة‬
‫العالقات المتشابكة مع المنظومات االجتماعية واالقتصادية والسياسية وغيرها‪ ،‬حيث تحتم طبيعة مشاكل‬
‫‪:‬تي‬‫‪ :‬وجود إستراتيجيات جديدة لنمط التعمير الصحراوي‪ ،‬وال‪:‬‬ ‫االستيطان الصحراوي ذي األوجه المتعددة‬
‫قد تفرز في النهاية سياسات وتصورات واقتراحات قد تبدو مغايرة لكثير من الث‪::‬وابت الموروثة في فكر‬
‫تنمية الصحراء [‪.]1‬‬
‫ويأتي إنشاء المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة في الصحراء من أهم التجارب المصرية التي ته‪::‬دف‬
‫‪:‬ارة أوال إلى‬ ‫‪:‬در اإلش‪:‬‬
‫‪ :‬المناطق الصحراوية وتعميرها والنهوض بها‪ .‬ولتحليل هذه التجربة تج‪:‬‬ ‫إلى تنمية‬
‫‪:‬اء‬‫‪:‬حراء‪ ،‬ثم الرصد الفعلي للتجربة من خالل تتبع حركة إنش‪:‬‬ ‫دارسة التطور الزمني في فكر تنمية الص‪:‬‬
‫‪:‬ذلك‬‫المدن والمجتمعات الجديدة في الصحراء المصرية‪ ،‬ورصد أهم المالمح التخطيطية المميزة لها‪ ،‬وك‪:‬‬
‫الوقوف علي أهم مراحل تنميتها‪.‬‬

‫‪ -2‬التطور الزمني في فكر تنمية الصحراء المصرية‪:‬‬


‫‪:‬ية أحادية البعد‬
‫‪:‬اديات التخصص‪:‬‬ ‫إن منظومة البيئة الصحراوية ذات التوازنات الدقيقة تجعل من االقتص‪:‬‬
‫عنصرا غير متكيف مع العمران الصحراوي‪ ،‬فتجربة الزراعة الصحراوية مثال في مصر مازالت تشير‬
‫‪:‬تهلكة إلى‬‫‪:‬اديات مس‪:‬‬ ‫‪:‬اه من اقتص‪:‬‬‫‪ :‬الهشة تجعل تحويل االتج‪:‬‬ ‫إلى هذا المعنى‪ ،‬حيث أن التوازنات البيئية‬
‫‪:‬ذا‬
‫اقتصاديات ال تعتمد على البيئة بشكل مباشر كالصناعة والخدمات اتجاها متوازنا مع ندرة الموارد‪ ،‬ه‪:‬‬
‫‪:‬زراعي‬ ‫باإلضافة إلى ندرة الموارد المائية وعدم استمرارية المساحات القابلة لالستزراع تضع النشاط ال‪:‬‬
‫‪ :‬عن األولوية كأساس القتصاديات مستوطنات الصحراء‪ ،‬حيث أن احتياجات توليد‬ ‫بمفرده في مرتبة بعيدة‬
‫‪ :‬الصحراوية تتطلب توجها أساسيا للنمو بحجم صغير لوحدات التنمية المنتشرة بدال من‬ ‫النمو الذاتي للتنمية‬
‫تمركز االستثمارات في وحدات ضخمة [‪.]2‬‬
‫وعلى ذلك تباين الفكر التنموي للصحراء المصرية عبر التتابع الزمني طبقا للعوامل والظروف المحيطة‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫[‪]1‬‬
‫‪ :‬الصحراء ـ تجارب الماضي وآفاق المستقبل‪ ،‬ص‪2‬‬
‫محمد عزمي موسى‪ ،‬عمارة وتخطيط‬
‫[‪]2‬‬
‫بكري‪ ،‬بهاء‪ ،‬ايكولوجيا العمران الصحراوي في إطار محدودية الموارد ‪. . .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪:‬ـ‬ ‫‪ :‬منف عاص‪::‬مة الدولة القديمة‬ ‫شهدت مصر منذ الحضارة المصرية القديمة ـ بداية بمدينة‬ ‫‪‬‬
‫‪:‬حراء‬ ‫‪:‬هدت الص‪:‬‬ ‫‪:‬حراوية‪ ،‬كما ش‪:‬‬ ‫محاوالت عديدة لالستفادة من مقومات التنمية بالمناطق الص‪:‬‬
‫المصرية إنشاء المدن المخططة ـ العسكر والفسطاط ـ للف‪::‬اتحين الع‪::‬رب في عصر الفتح‬
‫اإلسالمي في مراحله األولى‪.‬‬
‫ترجع بعض الدراسات تاريخ نشأة المجتمعات الصحراوية إلى عام ‪1896‬م حيث تم حفر قن‪::‬اة‬ ‫‪‬‬
‫‪:‬ذاتها‪،‬‬
‫‪:‬تقلة ب‪:‬‬‫‪:‬دن مس‪:‬‬ ‫‪:‬عيد كم‪:‬‬ ‫السويس وتبعها إنشاء كل من مدن اإلسماعيلية والسويس وبورس‪:‬‬
‫وبورتوفيق وبورفؤاد كمدن تابعة [‪.]3‬‬
‫‪:‬دعم من‬ ‫‪:‬انت تلقى ال‪:‬‬ ‫مع بداية القرن العشرين ظهرت عدة محاوالت غير حكومية ـ إال أنها ك‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الدولة ـ إلنشاء المدن الجديدة أهمها‪ :‬تجربة إنشاء ضاحية مصر الجديدة ش‪::‬مال ش‪::‬رق مدينة‬
‫‪:‬ام ‪1908‬م‪،‬‬ ‫‪:‬رقية للنيل في ع‪:‬‬ ‫‪:‬فة الش‪:‬‬ ‫القاهرة وذلك عام ‪1905‬م‪ ،‬وضاحية المعادي على الض‪:‬‬
‫‪:‬الح منطقة‬ ‫‪:‬ام باستص‪:‬‬ ‫والتجربة الثانية قام بها المستثمر اليوناني جناكليس في الثالثينات حيث ق‪:‬‬
‫‪ :‬اإلسكندرية لزراعة العنب لقيام صناعة النبيذ في مصر‪،‬‬ ‫ضمن الصحراء الغربية غربا من مدينة‬
‫هذا باإلضافة إلى تجربة مديرية التحرير في الخمسينات [‪.]4‬‬
‫تمثل فترة ما بعد قيام ثورة ‪1952‬م االهتمام باالنتشار في الصحراء خارج وادي النيل الض‪::‬يق‬ ‫‪‬‬
‫في صورة مشروعات الستصالح األراضي وإقامة المجتمعات الزراعية الصحراوية الستغالل‬
‫فائض المياه بعد بناء السد العالي‪ .‬وقد اعتمدت هذه المشروعات التعميرية على النشاط الزراعي‬
‫في شكل وحدات اقتصادية ريفية صغيرة الحجم ومحدودة السكان‪.‬‬
‫اتجهت الدولة في عام ‪1961‬م الستصالح األراضي في الوادي الجديد وقد بلغت الطموحات في‬ ‫‪‬‬
‫هذا المشروع إلى إنشاء مجتمعات جديدة تكون قادرة على استيعاب نحو ‪ 4‬مليون نس‪::‬مة‪ ،‬حيث‬
‫تعد الخارجة مثاال للمجتمعات الجديدة التي أنشئت في هذه الفترة [‪.]5‬‬
‫في عام ‪1965‬م بدأت الحكومة في التفكير في إنشاء تجمع سكني على مساحة ‪ 6300‬فدانا شرق‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬نصر)‪ ،‬وفي عام ‪1971‬م تم التوسع في المشروع بإضافة ‪ 14000‬ف‪::‬دان‬ ‫مدينة القاهرة (مدينة‬
‫[‪.]6‬‬

‫‪ -3‬إنشاء المدن الجديدة في الصحراء المصرية‪:‬‬


‫‪:‬دة‪ ،‬وقد تمثلت أولى‬
‫‪:‬دن جدي‪:‬‬ ‫في عام ‪1976‬م بدأت تتبلور مالمح فكر حكومي منظم للتخطيط إلنشاء م‪:‬‬
‫خطوات حركة إنشاء المدن الجديدة بتخص‪::‬يص األراضي الواقعة بين الكيلو ‪ 48‬والكيلو ‪ 68‬من طريق‬
‫‪ :‬السادات ومدينة ‪ 15‬مايو‬‫‪ :‬العاشر من رمضان‪ ،‬تبعها مدينة‬ ‫القاهرة اإلسماعيلية الصحراوي إلنشاء مدينة‬
‫‪:‬اء‬
‫عام ‪1978‬م ثم مدينة السادس من أكتوبر عام ‪1980‬م‪ .‬ثم شهدت الفترة التالية البدء في تخطيط وإنش‪:‬‬
‫‪:‬ذلك‬‫‪:‬ل‪ ،‬وك‪:‬‬‫‪ :‬وادي الني‪:‬‬
‫المجتمعات الجديدة مثل العامرية الجديدة‪ ،‬والصالحية‪ ،‬والمدن الجديدة على امتداد‬
‫التجمعات الجديدة حول القاهرة [‪.]7‬‬

‫[‪]3‬‬
‫سامي أمين عامر‪ ،‬رؤية تخطيطية إستراتيجية لتنمية صحراوات مصر‪ ،‬ص‪30‬‬
‫[‪]4‬‬
‫‪Toulan, Nohad, New Towns in Greater Cairo Urban Region – Regional study‬‬
‫[‪]5‬‬
‫بيسر ايركونسلت‪ ،‬التنمية اإلقليمية للوادي الجديد ـ التقرير العام‪.‬‬
‫[‪]6‬‬
‫سامي أمين عامر‪ ،‬رؤية تخطيطية إستراتيجية لتنمية صحراوات مصر‪ ،‬ص‪32‬‬
‫[‪]7‬‬
‫‪ :‬ص‪116‬‬
‫أحمد كمال الدين عفيفي‪ ،‬فلسفة المدن الجديدة وتطورها ـ دراسة تحليلية للنظرية والتطبيق‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 3-1‬أهداف إنشاء المدن الجديدة‪:‬‬
‫تبنت الدولة سياسة االتجاه إلى الصحراء وخلق ركائز جديدة للعمران خارج المنطقة المأهولة وكسر‬
‫األنماط التقليدية للنمو العمراني وامتدادات المدن العشوائية بهدف تحقيق اآلتي [‪:]8‬‬
‫‪ ‬إعادة رسم خريطة السكان وتوزيعهم الجغرافي في مصر ـ في إطار تخطيط إقليمي عم‪::‬راني‬
‫‪:‬ثر تنظيما وجاذبية عمرانية تمتص‬ ‫‪:‬دة أك‪:‬‬
‫منبثق من تخطيط قومي ـ مع خلق بيئة حضرية جدي‪:‬‬
‫جزءا من التكدس السكاني في المدن القائمة‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه خارج منطقة العمران المنحصرة في وادي ودلتا النيل إلى الجوانب الصحراوية للتخفيف‬
‫من التكدس المبالغ فيه وحماية األرض الزراعية المهددة بالزحف العمراني‪.‬‬
‫‪ ‬حل مشاكل المدن القائمة ـ جزئيا ـ والتي تع‪::‬اني من ال‪::‬تزاحم وت‪::‬دهور المرافق وض‪::‬يق‬
‫المساحات المتوفرة للتوسعات العمرانية‪.‬‬
‫‪ ‬خلق حافز لتدفق رؤوس األموال وجذب المستثمرين إلى المناطق الجديدة وذلك بتهيئة الظروف‬
‫المناسبة للمشروعات في مجال اإلنتاج الصناعي وفي مجال الخدمات‪.‬‬
‫‪:‬وارد الطبيعية المتاحة‬
‫‪:‬ددة لالس‪::‬تفادة من الم‪:‬‬
‫‪:‬اطق مح‪:‬‬ ‫‪ ‬العمل على توطين الصناعات في من‪:‬‬
‫واستغالل اإلمكانيات المختلفة الموجودة بالمناطق الصحراوية‪.‬‬

‫‪ 3-2‬أنواع المدن والمجتمعات الجديدة‪:‬‬


‫تنقسم المدن الجديدة في مصر تبعا لتاريخ إنشائها إلى ثالثة أجيال متتابعة كما يوضحها شكل رقم (‪،)1‬‬
‫بينما تنقسم المدن الجديدة من حيث مواقع إنشائها ووظيفتها إلي ثالثة أنواع هي‪ :‬مدن تابعة‪ ،‬ومدن توائم‪،‬‬
‫ومدن مستقلة‪.‬‬

‫‪ 3-2-1‬مدن تابعة‪:‬‬
‫تقع حول مدينة القاهرة وبالقرب منها‪ ،‬وتهدف علي المدى القصير والمتوسط إلى كسر حدة الكثافة‬
‫السكانية لمدينة القاهرة واالستفادة الهياكل األساسية المتوفرة فيها كالخدمات والعمالة في جذب السكان‬
‫‪15 :‬‬‫واألنشطة وخلق فرص عمل جديدة ومقومات اقتصادية ترتبط بالمدينة األم‪ ،‬وهذه المدن هي مدينة‬
‫مايو للعاملين بحلوان و‪ 6‬أكتوبر (مدن الجيل األول) ‪ ،‬ومدينة بدر‪ ،‬والعبور (مدن الجيل الثاني)‪.‬‬
‫‪ :‬كلية على القاهرة مما جعلها في النهاية تمثل عبئا‬ ‫وهذه المدن ليس لديها قاعدة اقتصادية‪ ،‬ولكنها تعتمد‬
‫‪ :‬األم على الزحف‬ ‫‪ :‬األم‪ .‬وقد ساعد القرب الشديد لهذه المدن من المدينة‬ ‫وإضافة عمرانية إلى المدينة‬
‫‪ :‬األم نحو هذه المدن [‪.]9‬‬
‫العمراني بالكتلة العمرانية للمدينة‬

‫‪ 3-2-2‬مدن توائم‪:‬‬
‫تقع متاخمة للمدن الحضرية القائمة‪ ،‬وتعتبر في بعض األحيان امتدادا طبيعيا لتلك المدن القائمة‪ ،‬ومن هذه‬
‫‪ :‬دمياط الجديدة‪ ،‬وبني سويف الجديدة‪ ،‬والمنيا الجديدة (مدن الجيل الث‪::‬اني)‪ ،‬ومدينة أس‪::‬يوط‬ ‫المدن مدينة‬
‫الجديدة‪ ،‬وأخميم الجديدة‪ ،‬وأسوان الجديدة (مدن الجيل الثالث)‪.‬‬
‫وهذه المدن ال تعدو كونها أكثر من مناطق للسكن ال تتمتع بأي قاعدة أو ركيزة اقتصادية‪ ،‬إذ يعمل سكانها‬
‫في المدينة األصل ويعتمدون في جميع خدماتهم عليها [‪.]10‬‬

‫[‪]8‬‬
‫‪ :‬العمرانية الجديدة واإلسكان والمرافق‪ ،‬المدن الجديدة عالمات مضيئة على خريطة مصر‪.‬‬
‫وزارة التعمير والمجتمعات‬
‫[‪]9‬‬
‫‪ :‬العمرانية في إطار تقييم السياسة القومية للتنمية الحضرية‪.‬‬
‫مصطفي الديناري‪ ،‬التجمعات‬
‫[‪]10‬‬
‫طارق جالل حبيب‪ ،‬المدخل نحو تخطيط التجمعات الصحراوية قي جمهورية مصر العربية‪ ،‬ص ‪75‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 3-2-3‬مدن مستقلة‪:‬‬
‫تبعد عن مواقع المدن القائمة بمسافات تدعم استقاللها الذاتي‪ ،‬وهي ذات قاعدة اقتصادية تهدف على‬
‫المدى الطويل إلى إنشاء أقطاب للنمو االقتصادي لها من الكيانات االقتصادية المستقلة ما يؤهلها لتجميع‬
‫األنشطة االقتصادية واالجتماعية المختلفة حول نقطة معينة لالستفادة من مميزات التجمع [‪ ،]11‬وتشمل‬
‫مدن العاشر من رمضان والسادات وبرج العرب الجديدة والصالحية (مدن الجيل األول)‪.‬‬
‫‪ :‬إذ‬
‫‪ :‬العاشر من رمضان تركزت بها صناعات عديدة‪،‬‬ ‫وقد انعكست وظائف تلك المدن علي تنميتها‪ ،‬فمدينة‬
‫‪ :‬من الخدمات‪ ،‬كما منحت تسهيالت ألصحاب‬ ‫شكلت المنطقة الصناعية حيزا عمرانيا هائال وضمت العديد‬
‫‪:‬‬
‫‪ :‬السادات ذات معدالت التنمية‬‫‪ :‬بعكس مدينة‬ ‫األعمال مما انعكس باإليجاب علي معدالت التنمية بالمدينة‪،‬‬
‫الضعيفة ألنها لم تحظ بقاعدة اقتصادية متينة يمكن االعتماد عليها [‪.]12‬‬

‫شكل رقم (‪ )1‬مواقع المدن الجديدة (األجيال الثالثة) في صحراء مصر [‪.]13‬‬

‫‪ 3-3‬المالمح التخطيطية للمدن الجديدة في مصر‪:‬‬


‫[‪]14‬‬
‫يمكن استعراض أهم المالمح التخطيطية القائمة للمدن الجديدة في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬أقيمت المدن الجديدة بشكل أساسي بهدف توطين السكان‪ ،‬ويعتبر النشاط الرئيسي لتلك المدن هو‬
‫‪ 6 :‬أكتوبر التي تحتوي على نشاط سياحي باإلضافة إلى النش‪::‬اط‬ ‫النشاط الصناعي‪ ،‬ما عدا مدينة‬
‫الصناعي‪ ،‬وخلو مدينة ‪ 15‬مايو من أي أنشطة‪.‬‬

‫[‪]11‬‬
‫‪Gideon Golany, “New towns planning: principles and practice, pp. 33‬‬
‫[‪]12‬‬
‫أحمد كمال الدين عفيفي‪ ،‬فلسفة المدن الجديدة وتطورها ـ دراسة تحليلية للنظرية والتطبيق‪ ،‬ص‪121‬‬
‫[‪]13‬‬
‫طارق جالل حبيب‪ ،‬المدخل نحو تخطيط التجمعات الصحراوية قي جمهورية مصر العربية‪ ،‬ص‪77‬‬
‫[‪]14‬‬
‫محمود حسن نوفل‪ ،‬المدن الجديدة بجمهورية مصر العربية ـ اإليجابيات والسلبيات‪ ،‬ص‪175‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ :‬مستهدف كان مخططا له ‪ 500‬ألف نسمة ولكنه عدل إلي ‪ 150‬ألف نسمة طبقا‬ ‫أعلى حجم مدينة‬ ‫‪‬‬
‫لمعدالت اإلنجاز التي لوحظت بعد التنفيذ‪.‬‬
‫تقع جميع المدن الجديدة في أراضي صحراوية منبسطة تقريب‪:‬ا‪ ،‬إال أن بعض الم‪:‬دن وقعت في‬ ‫‪‬‬
‫مناطق صحراوية قابلة لالستصالح الزراعي‪ ،‬األمر الذي يعتبر إهدارا ألراضي كان من الممكن‬
‫أن تكون زراعية‪.‬‬
‫‪ :‬المناسبة‬‫خططت المدن بقواعد ونظريات تخطيطية ـ كل لما يناسبها ـ إال أن الدراسات البيئية‬ ‫‪‬‬
‫لم تحقق المطلوب‪ ،‬كما أن بعض المدن كان ينقصها ربطها بأقاليم الط‪::‬رد المج‪::‬اورة لها ال أن‬
‫‪:‬‬
‫‪ :‬القاهرة واإلسكندرية‪.‬‬
‫تكون قاصرة على مدينة‬
‫‪:‬‬
‫عجزت طرق التمويل واإلدارة بالمدن الجديدة عن توفير وسائل الجذب واالستقاللية بتلك المدن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 3-4‬مراحل تنمية المدن الجديدة‪:‬‬
‫قامت المدن الجديدة في مصر وفق إستراتيجيات قومية إقليمية تهدف إلى توزيع كل من السكان واألنشطة‬
‫المختلفة‪ ،‬إال أنه لم يكن هناك منظور شامل يجمع هذه المدن في إطار فكر استراتيجي متكـامل‪ .‬وعلى‬
‫‪ :‬لها إستراتيجية‬
‫ذلك اختلف تطبيق تلك اإلستراتيجيات حسب ظروف وطبيعة كل مدينة‪ ،‬فكان لكل مدينة‬
‫خاصة بها قامت على أساسها وتم تخطيطها طبقا لهذه اإلستراتيجية‪ ،‬وكمثال ذلك مدينة ‪ 6‬أكتوبر ومدينة‬
‫‪ :‬على األنشطة الصناعية كقاعدة اقتصادية أساسية باإلضافة إلى مشروعات‬ ‫العاشر من رمضان يعتمدا‬
‫‪ 15 :‬مايو التي قامت على أساس أنها‬ ‫‪ :‬بعكس مدينة‬‫اإلسكان االستثمارية والمشروعات الخدمية والترفيهية‪،‬‬
‫مدينة سكنية للعاملين في المنطقة الصناعية بحلوان [‪.]15‬‬
‫‪ :‬المدن الجديدة والمجتمعات الجديدة وهي‬‫وقد حددت الدولة ثالثة مراحل لتحقيق إستراتيجيتها في تنمية‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪ 3-4-1‬المرحلة األولى‪:‬‬
‫اعتمدت على تنمية المدن الجديدة حول القاهرة مثل مديني ‪ 6‬أكتوبر والعاشر من رمضان والتجمعات‬
‫شرق الطريق الدائري وذلك للمساهمة في حل مشاكل القاهرة‪.‬‬

‫‪ 3-4-2‬المرحلة الثانية‪:‬‬
‫[‪]16‬‬
‫تنمية المدن الجديدة علي مستوى الجمهورية وذلك في مناطق التعمير المختلفة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ ‬مدينة دمياط الجديدة التي تخدم مدينة وميناء دمياط ومدن شمال الدلتا‪.‬‬
‫‪ :‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪ ‬مدينة برج العرب للمساهمة في حل مدينة‬
‫‪:‬دة‪،‬‬
‫‪:‬دة‪ ،‬وأخميم الجدي‪:‬‬
‫‪:‬يوط الجدي‪:‬‬ ‫‪ ‬مدن الصعيد وهي بني سويف الجديدة‪ ،‬والمنيا الجديدة‪ ،‬وأس‪:‬‬
‫‪:‬كندرية‪ ،‬ورفع‬‫‪:‬اهرة واإلس‪:‬‬ ‫وأسوان الجديدة‪ ،‬وذلك للحد من الهجرة المتدفقة من الصعيد إلى الق‪:‬‬
‫المستوى االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬والقضاء على المشاكل االجتماعية المنتشرة بتلك المناطق‪.‬‬

‫‪ 3-4-3‬المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫إقامة المشروعات الكبرى‪ ،‬حيث اتجهت الدولة نحو عمل مشروعات كبرى في الصحراء‪ ،‬وخالل‬
‫مراحل هذه المشروعات يتم إنشاء مدن جديدة ـ تقوم على قواعد اقتصادية تتفق مع اإلمكانيات الطبيعية‬

‫[‪]15‬‬
‫‪. ..:‬‬
‫هشام أحمد مختار‪ ،‬العوامل المحلية المؤثرة على إستراتيجية إنشاء المدن الجديدة وتطبيقاتها‬
‫[‪]16‬‬
‫‪ :‬ص‪195‬‬
‫فؤاد مدبولي محمد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬تجارب الدول في اإلدارة الحضرية في المدن الجديدة وإستراتيجيات تنميتها‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫المتاحة في مواقع إنشائها ـ لخدمة تلك المشروعات مثل مشروع شمال خليج السويس‪ ،‬شبه جزيرة‬
‫[‪]17‬‬
‫‪.‬‬ ‫سيناء‪ ،‬ومشروع شرق العوينات‪ ،‬ومشروع ترعة السالم‪ ،‬وأخيرا مشروع جنوب الوادي (توشكي)‬

‫‪ -4‬تحليل التجربة المصرية في إنشاء المدن الجديدة في الصحراء‪:‬‬


‫التجربة المصرية في إنشاء المدن الجديدة كانت ومازالت من أهم الخطوات التي تحدد الرؤية‬
‫اإلستراتيجية المستقبلية للعمران بل لالقتصاد المصري برمته‪ ،‬األمر الذي يدفعها إلى المضي قدما في‬
‫تنفيذ خطواتها مهما كانت الصعوبات والتحديات‪ ،‬لذلك فمن المفيد بل من الضروري أن يتم تحليل هذه‬
‫التجربة الستنباط التوجهات المستقبلية والخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى األهداف المرجوة‪ ،‬ويتم‬
‫تحليل هذه التجربة من خالل رصد أهم إيجابيات وسلبيات ومعوقات المدن الجديدة [‪.]18‬‬

‫‪ 4-1‬إيجابيات إنشاء المدن الجديدة‪:‬‬


‫‪:‬ة‪،‬‬
‫‪:‬اطق الزراعي‪:‬‬
‫‪:‬اف الزحف نحو المن‪:‬‬
‫يمكن إيجاز أهم اإليجابيات في مجاالت‪ :‬التوسع العمراني وإيق‪:‬‬
‫التوسع الصناعي‪ ،‬العائد االقتصادي‪ ،‬اإلسكان‪.‬‬

‫‪ 4-1-1‬في مجال التوسع العمراني وإيقاف الزحف نحو المناطق الزراعية‪:‬‬


‫مما الشك فيه أن عمليات النمو العشوائي ما زالت مستمرة علي حدود الحيز العمراني للمدن المصرية‬
‫بشكل غير شرعي‪ ،‬ولكن إذا نظرنا إلى إجمالي المساحة المنفذة بالمدن الجديدة لوجدناها حوالي ‪16500‬‬
‫فدان‪ ،‬كما كان من الممكن أن تستقطع من المساحات المزروعة حاليا بالوادي والدلتا للتوسع العمراني في‬
‫حالة عدم إقامة تلك المدن [‪.]19‬‬

‫‪ 4-1-2‬في مجال التوسع الصناعي‪:‬‬


‫بلغت إجمالي مساحات األنشطة في مجموعها بالمدن الجديدة حوالي ‪ 7690‬فدان‪ ،‬حيث بلغ عدد‬
‫المشروعات الصناعية المنتجة ‪ 914‬مشروعا باإلضافة إلى ‪ 241‬مشروعا تحت اإلنشاء ليصل‬
‫المجموع إلى ‪ 1155‬مشروعا صناعيا‪ ،‬وهذا العدد يفوق ما كان مخططا له بسبب التسهيالت التي قدمت‬
‫إلى المستثمرين من توفير المساحات المزودة بالمرافق والخدمات وبعض اإلعفاءات الضريبية‬
‫والجمركية‪.‬‬

‫‪ 4-1-3‬في مجال العائد االقتصادي‪:‬‬


‫تدفقت استثمارات القطاع الخاص على المدن الجديدة بشكل هائل حيث قامت باإلسهام الفعلي في إضافة‬
‫ناتج قومي صناعي جديد لخريطة مصر الصناعية‪ ،‬وإذا ما قارنا بين إجمالي اإلنفاق الحكومي على تنفيذ‬
‫شبكات البنية األساسية وإقامة مشروعات الخدمات لوجدنا أن كل جنيه من اإلنفاق الحكومي يقابله عائد‬
‫سنوي من إنتاج المشروعات الصناعية بالمدن الجديدة حوالي ‪ 5.7‬جنيه‪.‬‬

‫‪ 4-1-4‬في مجال اإلسكان‪:‬‬

‫[‪]17‬‬
‫سامي أمين عامر‪ ،‬رؤية تخطيطية إستراتيجية لتنمية صحراوات مصر‪ ،‬ص‪32‬‬
‫[‪]18‬‬
‫أحمد كمال الدين عفيفي‪" ،‬فلسفة المدن الجديدة وتطورها ـ دراسة تحليلية للنظرية والتطبيق‪ ،‬ص‪126‬‬
‫[‪]19‬‬
‫طارق جالل حبيب‪ ،‬المدخل نحو تخطيط التجمعات الصحراوية قي جمهورية مصر العربية‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪7‬‬
‫بلغت إجمالي مساحات األراضي المخصصة لإلسكان بالمدن الجديدة حوالي ‪ 8809‬فدان‪ ،‬حيث تقدر‬
‫[‪2‬‬
‫عدد الوحدات السكنية التي تم االنتهاء منهـا حوالـي ‪ 47845‬وحدة سكنية حتى منتصف عام ‪1996‬م‬
‫‪.]0‬‬

‫‪ 4-2‬سلبيات إنشاء المدن الجديدة‪:‬‬


‫تتضح أهم مظاهر السلبيات في‪ :‬بروز ظاهرة الطاقات المعطلة سواء في مجال اإلسكان أو في مجال‬
‫رؤوس األموال‪ ،‬وبروز ظاهرة الطاقات المحترقة‪ ،‬واستمرار أزمة اإلسكان ومشاكل المدن القائمة‪،‬‬
‫والنمو السكاني البطيء ‪ ،‬والنمو العمراني المشتت‪.‬‬

‫‪ 4-2-1‬بروز ظاهرة الطاقات المعطلة في مجال اإلسكان‪:‬‬


‫تشير الدراسات العملية إلى أن نسبة الجذب السكاني لتلك المدن لم تحظى حتى اآلن باألعداد المس‪:‬تهدفة‪،‬‬
‫حيث خلت أكثر من ‪ %40‬من الوحدات السكنية من السكان نتيجة لعدة أسباب منها ه‪::‬روب البعض من‬
‫السكن الحكومي بسبب غلو اإليجارات أو أقساط التمليك التي ال تتناسب مع الدخل‪ ،‬باإلضافة إلى أن أكثر‬
‫‪:‬اءة‬
‫‪:‬دمات التجارية والعامة بالكف‪:‬‬
‫‪:‬عوبة أداء الخ‪:‬‬
‫من ‪ %25‬من المناطق التجارية غير مستغلة نتيجة ص‪:‬‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫‪ 4-2-2‬بروز ظاهرة الطاقات المعطلة في مجال رؤوس األموال‪:‬‬


‫بلغت قيمة األعمال المنفذة للمشروعات بالمدن الجديدة أكثر من ‪ 2.19‬مليار جنيه مصري‪ ،‬وهذا الرقم‬
‫يشكل في حد ذاته تعطيال لرؤوس األموال نظرا لضعف الفائدة العائدة من تلك االستثمارات الضخمة‬
‫طويلة األجل‪ ،‬حيث إنه كان الغرض منها هو رفع عملية اإلنتاج واالستثمارات وخلق بيئة متميزة‬
‫اجتماعيا‪ ،‬وهذا ما لم يحدث حتى اآلن مما يضع عالمات استفهام كبيرة حول ما بذل من مال وقيمة العائد‬
‫المادي الفعلي من رؤوس األموال الملقاة في المدن الجديدة [‪.]21‬‬

‫‪ 4-2-3‬بروز ظاهرة الطاقات المحترقة‪:‬‬


‫وهي تتمثل في عنصرين أساسيين هما اإلنسان واآللة‪ .‬فأما اإلنسان فهو فئات السكان الذين يسكنون‬
‫‪ 15 :‬مايو والذين يضطرون يوميا إلى الذهاب إلى عملهم‬ ‫‪ 6 :‬أكتوبر ومدينة‬
‫بالمدن الجديدة وخاصة مدينة‬
‫‪ :‬أما اآللة فهي وسائل المواصالت المختلفة التي يتزايد معدل تحركاتها بزيادة المتنقلين مما‬ ‫خارج المدينة‪.‬‬
‫يسبب استهالكا زائدا لها وعبئا على حركة المرور خاصا في ساعات الذروة‪ ،‬ويوضح شكل رقم (‪)2‬‬
‫حركة المنتقلين إلى ثالثة من المدن الجديدة ونسبتهم إلي المقيمين بها لنجد أن هذه النسبة قد تعاظمت‬
‫لصالح المنتقلين [‪.]22‬‬

‫[‪]20‬‬
‫‪ :‬الجذب السكاني في المدن الحضرية ‪ ،. . .‬ص‪353‬‬
‫عصام الدين محمد علي‪ ،‬التضخم العمراني في مصر ومعوقات‬
‫[‪]21‬‬
‫محمود حسن نوفل‪ ،‬المدن الجديدة بجمهورية مصر العربية ـ اإليجابيات والسلبيات‪ ،‬ص‪192‬‬
‫[‪]22‬‬
‫طارق جالل حبيب‪ ،‬المدخل نحو تخطيط التجمعات الصحراوية قي جمهورية مصر العربية‪ ،‬ص‪147‬‬
‫‪8‬‬
‫شكل رقم (‪ )2‬الرحالت اليومية التي يقطعها العاملون في بعض المدن الجديدة‪.‬‬

‫‪ 4-2-4‬استمرار أزمة اإلسكان ومشاكل المدن القائمة‪:‬‬


‫بالرغم أن الهدف المعلن في كل دراسات المدن الجديدة أن الغرض من إنشائها هو تخفيف العبء‬
‫والضغط السكاني عن المدن القائمة خاصا في إقليمي القاهرة واإلسكندرية‪ ،‬إال أن مشكلة اإلسكان مازالت‬
‫في المدن القائمة تزداد تعقيدا‪ ،‬حيث أن عدد األسر المصرية يزيد سنويا حوالي ‪ 100‬ألف أسرة دون‬
‫مقابل له مماثل من الوحدات السكنية‪ ،‬ففي عام ‪1996‬م نجد أن عدد األسر المصرية قد زاد عن عدد‬
‫الوحدات السكنية المشغولة بمقدار ‪ 2.58‬مليون أسرة‪ ،‬وذلك يدل على أن إنشاء المدن الجديدة على تلك‬
‫الصورة الحالية لم يؤثر على المدن القائمة في سحب الزيادة السكانية‪ .‬هذا بالرغم من وجود نسبة تزيد‬
‫عن ‪ %40‬من المساكن المقامة بالمدن الجديدة شاغرة [‪.]23‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن المدن القائمة مازالت تئن من أزمات العاطلين به‪::‬ا‪ ،‬بل ثبت أن معظم المش‪::‬اريع‬
‫الصناعية التي أقيمت في تلك المدن لم تحدث تغيرا ملموسا في آلية سوق العمل‪ ،‬ليس ذلك فحسب بل أن‬
‫معظم العمالة الموجودة بها كانت أصال في أماكن أخرى‪.‬‬

‫‪ 4-2-5‬النمو العمراني المشتت‪:‬‬


‫‪:‬كان‬‫‪:‬روعات اإلس‪:‬‬ ‫يتضح ذلك جليا في تشتت النمو في المناطق السكنية ومراكز الخدمات‪ ،‬حيث أن مش‪:‬‬
‫العام والخاص تنتشر في عدد كبير من المجاورات دون أن تكتمل أي منها بينما تتوزع المنشآت الخدمية‬
‫‪:‬اك حقيقة‬
‫‪:‬افة إلى أن هن‪:‬‬
‫‪:‬ذا باإلض‪:‬‬ ‫بشكل عشوائي على المستويات الثالثة المجاورة والحي والمدينة‪ ،‬ه‪:‬‬
‫أخرى بارزة في عدم التوازن بين مستويات التنفيذ في قطاعات الصناعة واإلسكان والخدمات‪.‬‬

‫‪ 4-2-6‬النمو السكاني البطيء‪:‬‬


‫تؤكد الصورة العامة لإلنجازات التي تمت خالل السنوات الماضية التأخر في النمو السكاني بالمدن‬
‫الجديدة‪ ،‬وإذا كان لهذا التأخر أسبابه ـ يحتل العجز في التمويل مركز الصدارة فيها ـ فإن الحقيقة التي‬
‫ال يمكن إغفالها أن هذا التأخر يدل على أن المدن الجديدة لم تحقق حتى اآلن األهداف المنشودة من‬
‫[‪]23‬‬
‫‪ :‬الجذب السكاني في المدن الحضرية ‪ ،. . .‬ص‪344‬‬
‫عصام الدين محمد علي‪ ،‬التضخم العمراني في مصر ومعوقات‬
‫‪9‬‬
‫إنشائها‪ ،‬ويوضح جدول رقم (‪ )1‬النمو السكاني البطيء جدا لبعض المدن الجديدة بالرغم أن جميعها قد‬
‫أنهت سنوات التنمية المحددة لها دون أن تحقق التعدد السكاني المستهدف لها [‪.]24‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬تطور النمو السكاني لبعض المدن الجديدة [‪.]25‬‬


‫عدد السكان المتوقع (باأللف نسمة)‬ ‫سنوات‬ ‫تاريخ بدء‬ ‫المدينة‬
‫التنمية‬ ‫اإلنشاء‬
‫المستهدف‬ ‫سنة ‪2000‬‬ ‫سنة ‪1996‬‬ ‫سنة ‪1985‬‬ ‫المتوقعة‬
‫‪500‬‬ ‫‪101.1‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫العاشر من رمضان‬
‫‪250‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪65.9‬‬ ‫‪:‬‬
‫ال تتوفر بيانات‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪ 15‬مايـــــو‬
‫‪500‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫الســـــادات‬
‫‪500‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪80.4‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪ 6‬أكتوبـــــر‬
‫‪510‬‬ ‫‪60.5‬‬ ‫‪27.5‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫برج العرب الجديدة‬
‫‪70‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫الصـالحيـــة‬

‫‪ 4-3‬معوقات نمو المدن الجديدة‪:‬‬


‫‪ :‬من‬
‫ليس هناك من شك أن مظاهر الخلل والسلبيات في نمو المدن الجديدة في مصر يرجع إلى العديد‬
‫‪:‬‬
‫المشاكل التي تتمثل في القصور في‪ :‬التمويل والتنفيذ واإلدارة‪ ،‬األمر الذي يعوق نمو هذه المدن‪.‬‬

‫‪ 4-3-1‬القصور في التمويل‪:‬‬
‫‪ :‬لمسار تجربة إنشاء المدن الجديدة في صحراء مصر خالل السنوات الماضية يمكن أن يجزم بأن‬ ‫المتتبع‬
‫أحد األسباب الرئيسية في تأخر نموها هو انخفاض التمويل المتاح لها في الموازنة العامة للدولة‪ ،‬ويرجع‬
‫‪:‬درات‬ ‫‪:‬تطيع أن تتحملها الق‪:‬‬‫‪:‬دة ال تس‪:‬‬
‫هذا أساسا إلى أن حجم االستثمارات المطلوبة إلنشاء المدن الجدي‪:‬‬
‫[‪]26‬‬
‫التمويلية لالقتصاد القومي وذلك في ضوء حقيقة هامة تتمثل في العجز المتزايد للموازنة العامة ‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى كان من المفروض أن تدخل المدن الجديدة في إطار إستراتيجية قومية للتنمية الحضرية‬
‫حتى يمكن إحداث نمو متوازن في ظل اإلمكانيات والطاقات والموارد المالية المتاحة‪ ،‬ولكن ما حدث هو‬
‫‪:‬اء معظمها في وقت واحد‬ ‫‪:‬دء في إنش‪:‬‬‫أن الدولة توسعت في عدد كبير من المدن الجديدة والتي تزامن الب‪:‬‬
‫تقريبا دون رؤية واضحة لحقائق األوضاع االقتصادية في البالد والتي تتمثل في وجود قصور هيكلي ال‬
‫تتوفر في ظله الموارد المالية الكافية الستمرار نمو هذه المدن بالمعدالت المستهدفة‪.‬‬

‫‪ 4-3-2‬القصور في التنفيذ‪:‬‬
‫تنحصر مشاكل تنفيذ أعمال البنية األساسية واإلسكان والمنشآت الصناعية والخدمية في ضعف الطاقات‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬رامج التنمية‬‫‪:‬ؤثر على ب‪:‬‬
‫التشييدية‪ ،‬حيث أن هناك خلال يعتري التنفيذ يتمثل في ضعف في طاقاته مما ي‪:‬‬
‫‪:‬ية المتعاقبة‬
‫‪:‬ييدية خالل خطط الخمس‪:‬‬ ‫للمدن الجديدة وهذا ما حدث بالفعل‪ ،‬فبرغم تضاعف الطاقات التش‪:‬‬
‫للدولة إال أن اإلخفاق الواضح في بلوغ األرقام المستهدفة للمدن الجديدة يرجع في ج‪::‬زء كب‪::‬ير منه إلى‬

‫[‪]24‬‬
‫‪Tarek Galal Habib, Trains of urban Development in Egypt, pp 55‬‬
‫[‪]25‬‬
‫أحمد كمال الدين عفيفي‪ ،‬فلسفة المدن الجديدة وتطورها ـ دراسة تحليلية للنظرية والتطبيق‪ ،‬ص‪122‬‬
‫[‪]26‬‬
‫طارق عبد اللطيف أبو العطا & مجدي كمال ربيع‪ ،‬المشاكل التطبيقية للمدن الجديدة ـ التجربة المصرية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ :‬العمالة الم‪::‬اهرة‪،‬‬
‫الضعف في الطاقات التشييدية والذي يتمثل في نقص‪ :‬الموارد المالية الالزمة للتشييد‪،‬‬
‫المعدات‪.‬‬

‫‪ 4-3-3‬القصور في اإلدارة‪:‬‬
‫‪:‬ات‬ ‫إن مظاهر الخلل في نمو المدن والمجتمعات الجديدة في مصر ـ رغم ضعف الموارد المالية والطاق‪:‬‬
‫‪:‬دة مما‬
‫‪:‬دن الجدي‪:‬‬ ‫‪ :‬ـ تشير بوضوح إلى أن هناك قصورا في أساليب العمل اإلداري بأجهزة الم‪:‬‬ ‫التشييدية‬
‫يحول دون تحقيق االستغالل األمثل للموارد والطاقات المتاحة حتى ولو كانت محدودة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‬
‫‪:‬ات العمرانية‬‫‪:‬ددة مركزيا من قبل هيئة المجتمع‪:‬‬ ‫أن أجهزة هذه المدن تمثل سلطات تنفيذية لسياسات مح‪:‬‬
‫الجديدة التي تقوم برسم السياسات وتخصيص األراضي وإصدار قرارات ال‪::‬ترخيص‪ ،‬وبه‪::‬ذا تك‪::‬ون‬
‫قرارات التخطيط والميزانية والتنظيم خارج نطـاق سلطة أجهزة المدن الجديدة [‪.]27‬‬

‫‪ -5‬نتائج تحليل التجربة المصرية في إنشاء المدن الجديدة في الصحراء‪:‬‬


‫‪ :‬لسياسية إنشاء المدن الجديدة في مصر يجد عدم وضوح أو عدم وجود إستراتيجية عمرانية قومية‬ ‫المتتبع‬
‫شاملة تكون أساسا لقيام هذه المدن‪ ،‬ودورها في التنمية‪ ،‬وموقعها في الساحة العمرانية القومية واإلقليمية‬
‫والمحلية‪ ،‬وأحجامها‪ ،‬وركائزها االقتصادية‪ ،‬األمر الذي يؤكد ـ بال ريب ـ أن التجربة المصرية في‬
‫إنشاء المدن الجديدة بالصحراء وبعد مرور أكثر من ‪ 20‬عاما عليها لم تحقق أهدافها المنشودة‪ .‬ويمكن‬
‫إيجاز أهم نتائج تحليل التجربة المصرية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 5-1‬غياب الفكر التنموي المتكامل‪:‬‬


‫‪ :‬الصحراوية للتجربة المصرية في مرحلتها األولي مع غياب فكر تنموي شامل حيث‬ ‫نبعت مشاكل التنمية‬
‫‪:‬وأم‬
‫‪:‬دن التوابع والت‪:‬‬ ‫‪:‬هدت المرحلة الثانية (الم‪:‬‬‫‪ :‬كما ش‪:‬‬ ‫‪ :‬زراعية تقليدية)‪،‬‬
‫كانت التنمية أحادية البعد (تنمية‬
‫‪ :‬بسبب فقدان التوازن بين النمو السريع لهياكل فيزيقية من خالل اس‪::‬تثمارات‬ ‫والمستقلة) صعوبات عديدة‬
‫‪:‬‬
‫حكومية وبين استحداث مجتمعات جديدة‪ .‬وتعتبر الفترة األخيرة امتدادا لفكر المرحلة الثانية‪ ،‬حيث التنمية‬
‫الفيزيقية الهائلة أكثر منها فكر تنموي متكامل يعني بإصالح الخلل في التوزيع المكاني للسكان وإع‪::‬ادة‬
‫ترتيب الهيكل القومي الستعماالت األراضي [‪.]28‬‬

‫‪ 5-2‬غياب المخطط الهيكلي الشامل للمدن الجديدة‪:‬‬


‫‪:‬ارات الحركة المرورية بينها جميعا من جهة وبين‬ ‫الذي يتناول عالقة المدن الجديدة بعضها البعض ومس‪:‬‬
‫القاهرة األم من جهة أخرى‪ ،‬وإلى أي مدى ستساهم تلك المدن الجديدة في حل المشاكل العمرانية العديدة‬
‫‪:‬ات تحليلية ألبعادها‬
‫‪:‬دون دراس‪:‬‬ ‫‪:‬دة ب‪:‬‬
‫بالمدن القائمة‪ ،‬وهل أصبحت القضية هي تبني سياسة المدن الجدي‪:‬‬
‫االجتماعية واالقتصادية والبيئية واإلدارية‪ .‬وخير مثال لغياب المخطط الهيكلي الشامل أن مخطط القاهرة‬
‫‪:‬ذلك‬‫‪:‬بح ب‪:‬‬ ‫لعام ‪2017‬م تصل أطرافه الشمالية إلى حدود مدينة العاشر من رمضان (مدينة مستقلة) فتص‪:‬‬
‫‪ :‬تعدادها ‪ 16‬مليون نسمة‪.‬‬‫ضاحية أخري لمدينة‬

‫‪ 5-3‬عدم وجود مخطط عام شامل‪:‬‬


‫وذلك لتوضيح المفاهيم واألسس التي بنيت عليها سياسة التجمعات العمرانية الجديدة في مصر بالرغم من‬
‫اإلستراتيجيات المعلنة‪ ،‬حيث أن ما هو متاح مجموعة الصيغ ذات المفهوم المتميع وغير المحدد وغ‪::‬ير‬
‫المرتبط بالواقع الفعلي وكأنه تحبيذ لتبنى سياسة المدن الجديدة وكفى‪ ،‬ويبدو أن األهداف ك‪::‬انت طموحة‬

‫[‪]27‬‬
‫‪Tarek Galal Habib, Trains of urban Development in Egypt, pp. 51‬‬
‫[‪]28‬‬
‫] بهاء بكري‪ ،‬ايكولوجيا العمران الصحراوي في إطار محدودية الموارد ‪. . .‬‬
‫‪11‬‬
‫‪:‬داف‬
‫‪ :‬من تحقيق تلك األه‪:‬‬
‫‪:‬ورا لم تتمكن‬
‫إلى حد كبير لدرجة أن مدن الجيل األول وهي األكثر تقدما وتط‪:‬‬
‫الطموحة‪.‬‬

‫‪ 5-4‬عشوائية اختيار مواقع المدن الجديدة‪:‬‬


‫‪ :‬والعمرانية للموقع وخصائصه بوجه‬
‫يتضح ذلك في عدم وضوح المحددات أو اإلمكانيات والفرص البيئية‬
‫عام مثل طبوغرافية الموقع وخصائص التربة ومخرات السيول‪ .‬ولقد انعكس ذلك بوضوح في اختي‪::‬ار‬
‫أماكن غير صالحة إطالقا إلقامة تجمعات عمرانية عليها إما بسبب خصائص التربة ـ مث‪::‬ال ذلك مدينة‬
‫‪ :‬أسيوط ـ أو تداخل ملكيات األرض ألكثر من جهة حكومية‬ ‫الصفا التي كان مقترح إنشاؤها غرب مدينة‬
‫أو صعوبة إنشاء طرق بأسلوب اقتصادي [‪.]29‬‬

‫‪ -6‬الخبرات المستفادة من التجربة المصرية‪:‬‬


‫‪:‬ؤد‬‫بالرغم من الجهود المبذولة في إنشاء المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة في الصحراء‪ ،‬إال أنها لم ت‪:‬‬
‫‪:‬تنباط‬
‫إلى الحل المنشود ومواجهة التحدي القائم بين زيادة السكان وضيق الرقعة المعمورة‪ ،‬وقد أمكن اس‪:‬‬
‫مجموعة من الدروس المستفادة من التجربة المصرية تتضح في اآلتي [‪:]30‬‬
‫‪ ‬في حالة الظروف السياسية واإلستراتيجية فإن اعتبارات ضعف التربة وضعف مصادر المي‪::‬اه‬
‫‪:‬ذه‬‫‪ :‬به‪:‬‬
‫‪:‬ثيف التنمية‬ ‫وقسوة البيئة تتضاءل وزنها بالمقارنة بالعوامل اإلستراتيجية‪ ،‬حيث يجب تك‪:‬‬
‫المناطق‪.‬‬
‫‪ ‬نظرا للتوازنات الدقيقة للبيئة الصحراوية فقد تؤدي عمليات التنمية الصحراوية بأحجام كب‪::‬يرة‬
‫‪ :‬سالمة العمران الصحراوي واستمراريته‪ ،‬ولذا فإن‬ ‫وتركيز مكاني إلى تحوالت بيئية سلبية تهدد‬
‫فلسفة االستيطان الصحراوي يجب أن تستوعب تماما فكرة التنمية المحدودة للصحراء‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية أن يستجيب النمط االقتصادي والعمراني المستحدث وبشكل متوازن مع الطبيعة الخاصة‬
‫لبيئة الصحراء وليس انعكاسا أو نقال لفكر ثابت‪.‬‬
‫‪:‬اد‬
‫‪:‬رورة إيج‪:‬‬ ‫‪ ‬أهمية البعد اإلقليمي في خطط إنشاء المدن الجديدة بالمناطق للصحراوية‪ ،‬مع ض‪:‬‬
‫صيغة تساعد على التنسيق بين الجهات العديدة المتداخلة في عملية تنمية الصحـراء المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬تنويع األنشطة المقترحة لتنمية المدن الجديدة‪ ،‬مع تفضيل األنشطة ال‪::‬تي ال تتع‪::‬ارض مع نمط‬
‫البيئة الصحراوية وندرة الموارد‪ ،‬وضرورة أن يتوافق أس‪::‬لوب التنمية مع كل نمط من أنم‪::‬اط‬
‫المناطق الصحراوية‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫‪:‬دة‬
‫‪:‬دن الجدي‪:‬‬‫‪:‬ائج تمثل رؤية تنموية في إنش‪:‬اء الم‪:‬‬
‫بناءً على ما سبق أمكن استخالص مجموعة من النت‪:‬‬
‫بالمناطق الصحراوية المصرية وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن إنشاء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة في الص‪::‬حراء به‪::‬دف تنميتها وتعميرها يتطلب فهما‬
‫‪:‬دم العلمي‬
‫‪:‬ادية في ظل التق‪:‬‬‫شموليا لطبيعة البيئة الصحراوية والمنظومات االجتماعية واالقتص‪:‬‬
‫والتكنولوجي‪ ،‬كما تتطلب آليات التنمية والتعمير أن تكون الدولة محفزة للنمو ومشجعة له‪ .‬ولن‬
‫‪ :‬والتعمير للصحراء مجدية بدون تضافر كافة الجهود وبدون تعاون الخبرات‬ ‫تكون عملية التنمية‬
‫المختلفة كل في مجاله وتخصصه‪.‬‬

‫[‪]29‬‬
‫أحمد كمال الدين عفيفي‪ ،‬فلسفة المدن الجديدة وتطورها ـ دراسة تحليلية للنظرية والتطبيق‪ ،‬ص‪119‬‬
‫[‪]30‬‬
‫بهاء بكري‪ ،‬ايكولوجيا العمران الصحراوي في إطار محدودية الموارد ‪. . .‬‬
‫‪12‬‬
‫تبرز أهمية الفكر التنموي اإلقليمي في خطط إنشاء المدن الجديدة بالمناطق الصحراوية‪ ،‬ويشمل‬ ‫‪‬‬
‫الفكر اإلقليمي تحديد أهداف التنمية بما يتوافق مع كل نمط من أنماط التنمية الصحراوية‪ ،‬فضال‬
‫عن تحقيق شمولية التنمية‪ .‬والشمولية هنا تعني المستويات التخطيطية (القومية ـ اإلقليمية ـ‬
‫المحلية)‪ ،‬وشمولية األنشطة االقتصادية (زراعة ـ صناعة ـ سياحة ـ خدمات ـ تعدين ‪. . .‬‬
‫إلخ)‪.‬‬
‫إن حتمية الخروج إلى الصحراء أمر متفق عليه من كافة المهتمين بأمور التخطيط إال أن طريقة‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬المدن الجديدة الص‪::‬حراوية يجب أن تح‪::‬دد في‬ ‫‪ :‬وأولويات تنمية‬‫الخروج مازالت لم تحسم بعد‪.‬‬
‫‪:‬ير‬‫‪:‬دى القص‪:‬‬ ‫‪:‬تتحقق وخاصة على الم‪:‬‬ ‫‪:‬تي س‪:‬‬ ‫ضوء مجموعة من االعتبارات أهمها‪ :‬الفائدة ال‪:‬‬
‫‪:‬اعي‬‫‪:‬ادي واالجتم‪:‬‬ ‫‪:‬الي‪ ،‬العائد االقتص‪:‬‬ ‫‪:‬ور الح‪:‬‬‫‪:‬كالت في المعم‪:‬‬ ‫والمتوسط نظرا لتضخم المش‪:‬‬
‫والسياسي‪ ،‬إمكانية تحريك السكان إلى المناطق الجديدة في ضوء األبعاد االجتماعية والثقافي‪::‬ة‪،‬‬
‫‪ :‬على المستوى القومي‪.‬‬ ‫الدور الوظيفي لهذه المدن الصحراوية في إطار إستراتيجية التنمية‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد كمال الدين عفيفي‪" ،‬فلسفة المدن الجديدة وتطورها ـ دراسة تحليلية للنظرية والتط‪::‬بيق"‪،‬‬
‫‪:‬ة‪،‬‬‫‪:‬ادير‪ ،‬المملكة المغربي‪:‬‬
‫‪:‬تدامة‪ ،‬أك‪:‬‬
‫‪ :‬المس‪:‬‬ ‫ندوة المدن الجديدة في الوطن العربي ودورها في التنمية‬
‫نوفمبر ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬بهاء بكري‪" ،‬ايكولوجيا العمران الصحراوي في إطار محدودية الموارد ـ مدخل لصياغة جديدة‬
‫‪ :‬الشاملة للصحراء المصرية"‪ ،‬مؤتمر التنمية الشاملة للصحاري المصرية‪ ،‬الجامعة األمريكية‪،‬‬ ‫للتنمية‬
‫القاهرة‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬بيسر ايركونسلت‪" ،‬التنمية اإلقليمية للوادي الجديد ـ التقرير الع‪:‬ام"‪ ،‬وزارة التعم‪:‬ير والدولة‬
‫لإلسكان واستصالح األراضي‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪:‬ارة‬‫‪:‬ؤتمر عم‪:‬‬ ‫‪:‬ر"‪ ،‬م‪:‬‬ ‫‪:‬حراوات مص‪:‬‬ ‫‪ .4‬سامي أمين عامر‪" ،‬رؤية تخطيطية إستراتيجية لتنمية ص‪:‬‬
‫وتخطيط الصحراء ـ تجارب الماضي وتطلعات المستقبل‪ ، ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬أسيوط‪،‬‬
‫نوفمبر ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪:‬ة"‪،‬‬‫‪ .5‬طارق جالل حبيب‪" ،‬المدخل نحو تخطيط التجمعات الصحراوية قي جمهورية مصر العربي‪:‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬قسم الهندسة المعمارية‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة أسيوط‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬طارق عبد اللطيف أبو العطا & مجدي كمال ربيع‪" ،‬المشاكل التطبيقية للمدن الجديدة ـ التجربة‬
‫المصرية"‪ ،‬ندوة المدن الجديدة‪ ،‬الجبيل‪ ،‬السعودية‪ ،‬ديسمبر ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪:‬دن‬‫‪:‬كاني في الم‪:‬‬‫‪:‬ذب الس‪:‬‬ ‫‪ .7‬عصام الدين محمد علي‪" ،‬التضخم العمراني في مصر ومعوقات الج‪:‬‬
‫‪:‬رن الواحد‬‫‪:‬ديات الق‪:‬‬ ‫الحضرية الصحراوية الجديدة"‪ ،‬ندوة االنفجار السكاني في المدن العربية وتح‪:‬‬
‫والعشرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬أبريل ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪:‬دة‬‫‪:‬دن الجدي‪:‬‬‫‪:‬رية في الم‪:‬‬‫‪:‬دول في اإلدارة الحض‪:‬‬ ‫‪:‬ارب ال‪:‬‬‫‪ .8‬فؤاد مدبولي محمد‪ ،‬وآخرون‪" ،‬تج‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬تدامة‪،‬‬
‫‪:‬ربي ودورها في التنمية المس‪:‬‬ ‫‪:‬وطن الع‪:‬‬ ‫وإستراتيجيات تنميتها"‪ ،‬ندوة المدن الجديدة في ال‪:‬‬
‫‪ :‬نوفمبر ‪1999‬م‪.‬‬ ‫أكادير‪ ،‬المملكة المغربية‪،‬‬
‫‪:‬ؤتمر‬ ‫‪ .9‬محمد عزمي موسى‪" ،‬عمارة وتخطيط الصحراء ـ تجارب الماضي وآفاق المستقبل"‪ ،‬م‪:‬‬
‫عمارة وتخطيط الصحراء ـ تجارب الماضي وتطلعات المستقبل‪ ، ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة أس‪::‬يوط‪،‬‬
‫أسيوط‪ ،‬نوفمبر ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬محمود حسن نوفل‪" ،‬المدن الجديدة بجمهورية مصر العربية ـ اإليجابيات والسلبيات"‪ ،‬رس‪::‬الة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬أسيوط‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ :‬الحضرية"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪ .11‬مصطفي الديناري‪" ،‬التجمعات العمرانية في إطار تقييم السياسة القومية للتنمية‬
‫جمعية المهندسين المصرية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬القاهرة‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬هشام أحمد مختار‪" ،‬العوامل المحلية المؤثرة على إستراتيجية إنشاء المدن الجديدة وتطبيقاتها في‬
‫جمهورية مصر العربية"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم التخطيط‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة األزهر‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪:‬ات‬‫‪:‬دة عالم‪:‬‬‫‪:‬دن الجدي‪:‬‬ ‫‪ .13‬وزارة التعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة واإلسكان والمرافق‪" ،‬الم‪:‬‬
‫مضيئة على خريطة مصر"‪ ،‬القاهرة‪1989 ،‬م‪.‬‬

‫‪14. Gideon Golany, “New Towns Planning: Principles and Practice, John Wiley‬‬
‫‪& Sons, New York, 1976.‬‬
‫‪15. Nohad Toulan, New Towns in Greater Cairo Urban Region – Regional‬‬
‫‪Study, Report 1, Ministry of Development and New Communities, Cairo,‬‬
‫‪1979.‬‬
‫‪16. Tarek Galal Habib, “Trains of Urban Development in Egypt, Update‬‬
‫‪Evaluation for the Experience of New Urban Communities”, Ph.D‬‬
‫‪Dissertation, Dept. of Arch., Faculty of Engineering, Assiut University,‬‬
‫‪Assiut, 2000.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like