Professional Documents
Culture Documents
أقسام التعارض و شروطه و أركانه
أقسام التعارض و شروطه و أركانه
1
الركن الثاني:الحجية فيشترط في الدليلين المتعارضين أن يكونا حجتين ،و يقصد بذلك أن
يكونا من األحاديث المقبولة و ليست المردودة ،فلو كان أحد الحديثين المتعارضين مقبوال و
اآلخر مردودا فال تعارض لفقدان الحجية في أحد المتعارضين.
*شروطه :هناك شرطان للتعارض و هما:التساوي بين الدليلين ،و االتحاد في الوقت و
المحل.
الشرط األول:التساوي بين المتعارضين ،إذ اشترط بعض األصوليين ذلك ،و التساوي
يكون في ثالثة أمور:
األمر األول:التساوي في الثبوت ،و ذلك بأن يكون المتعارضان قطعيين ،أو ظنيين
كاآلحاد ،و لهذا فال تعارض بين قطعي و ظني كالمتواتر مع اآلحاد.
األمر الثاني:التساوي في الداللة ،و ذلك بأن يكون المتعارضان قطعيين في الداللة
كالنصين ،أوظنيين كالظاهرين ،و على هذا فال تعارض بين النص و الظاهر.
األمر الثالث:التساوي في العدد ،و ذلك بأن يكون كل من المتعارضين مساويا لآلخر من
حيث العدد ،و بناء على هذا فال تعارض عند عدم التساوي كأن يكون أحد المتعارضين حديثا
واحدا و المعارض له حديثان فأكثر ،فير ّجح الحديثان على الواحد ،و هذا ما ذهب إليه الشافعية،
و أ ّما الحنفية فال ترجيح عندهم بكثرة األدلة.
أن شرط التساوي مطلوب في و المتأ ّمل ـ كما يقول الدكتور عبد المجيد السوسوة ـ ّ
التعارض الحقيقي الذي ال يمكن معه الجمع و ال الترجيح ،أ ّما التعارض الظاهري فال يشترط
إن التعارض الظاهري قد يكون بين حديثين غير متساويين ،و يكون الحكم فيه التساوي ،إذ ّ
محاولة الجمع بين المتواتر و اآلحاد ،أو بين الخاص و العام ،أو بين الحديث الواحد و األحاديث
الكثيرة...فإن تعذّر الجمع فير ّجح المتواتر على اآلحاد...
الشرط الثاني:اتحاد المتعارضين في الوقت و المحل.
*اتحاد المتعارضين في الوقت:و يقصد به االتحاد في الزمن ،فإذا اختلف الزمن انتفى
ط َّه ْرنَ فَأْتُوه َُّن ِم ْن َحي ُ
ْث أَ َم َر ُك ُم التعارض ،فحل وطء الزوجة الوارد في قوله تعالى ﴿ :فَإِذَا تَ َ
ّللاُ﴾[البقرة ،]222:فال يتعارض مع تحريم وطئها الوارد في قوله تعالى في اآلية نفسها﴿ : َّ
ط ُه ْرنَ ﴾ ،و ذلك برغم اتحاد المحل و تساوي يض ۖ َو َال تَ ْق َربُوه َُّن َحتَّ ٰى يَ ْ
سا َء فِي ْال َم ِح ِ
فَا ْعت َِزلُوا ال ِنّ َ
الدليلين ،و ما ذلك إال الختالف الزمن.
و المتأ ّمل في هذا الشرط أنّه ال يصح اشتراطه إال في التعارض الحقيقي ،ال في التعارض
ألن التعارض الحقيقي يظل مستمرا بين المتعارضين و ال يرتفع بأي مسلك، الظاهري ،و ذلك ّ
أ ّما في التعارض الظاهري فإنّه يطلق على المتنافيين :متعارضين و إن لم يتحدا زمانا ،فمثال
2
يطلق على الناسخ و المنسوخ متعارضين باعتبار الظاهر أ ّما في الحقيقة فليس بينهما تعارض
لفقدان اتحاد الزمن بين المتعارضين.
ألن التضاد و *اتحاد المتعارضين في المحل:و يقصد به تقابل الدليلين في محل واحدّ ،
التنافي ال يتحقّق بين الشيئين في محلين ،فالنكاح مثال يوجب الحل في المنكوحة ،و الحرمة في
ث لَّ ُك ْم فَأْتُوا َح ْرثَ ُك ْم
سا ُؤ ُك ْم َح ْر ٌ
أ ّمها و بنتها ،و قد ورد دليل حل الزواج بالمرأة في قوله تعالى ﴿ :ن َ
أَنَّ ٰى شئْت ُ ْم ۖ﴾[البقرة ،]223:كما ورد دليل يتساوى معه في القوة بتحريم زواج أم الزوجة في قوله
سائ ُك ْم﴾ [النساء ،]23:لكن ال علَ ْي ُك ْم أ ُ َّم َهات ُ ُك ْم﴾إلى قوله تعالىَ ﴿ :وأ ُ َّمهَاتُ ن َ
تعالىُ ﴿ :ح ّر َمتْ َ
تعارض الختالف من يقع عليها الحل م ّمن يقع عليها التحريم.
ب ـ التعارض الظاهري[الصوري /الشكلي]:و هو المعني به في الشريعة اإلسالمية ،و
بين النصوص الشرعية.
عرفه الدكتور مصطفى زيد في كتابه[النسخ في القرآن الكريم] [:و نعني *تعريفه:و قد ّ
بالتعارض الظاهري ما يبدو ألفهامنا أنّه تعارض مع أنّه ليس تعارضا في الحقيقة ،فهذا الذي
تجوزا].
نسميه تعارضا ّ
فهو وهم يكون في ذهن الناظر و المجتهد و ال وجود له في الواقع ،و يزول بين األدلة
بالجمع أو النسخ أو الترجيح كما سنذكره فيما بعد.
[لالستزادة الرجوع إلى :المناهج األصولية في مسالك الترجيح بين النصوص الشرعية
للدكتور خالد عبيدات ،والتعارض و الترجيح عند األصوليين و أثرهما في الفقه اإلسالمي
للدكتور محمد الحفناوي،و منهج التوفيق و الترجيح بين مختلف الحديث و أثره في الفقه
اإلسالمي/الدكتور عبد المجيد السوسوة،و ضوابط الترجيح عند وقوع التعارض لدى
األصوليين لألستاذ بنيونس الولي].
3