You are on page 1of 17

‫نوفمبر ‪2017‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تقارير‬

‫‪April 11, 2020‬‬

‫القرن اإلفريقي يف ظل التنافس الدولي واإلقليمي‬


‫د‪ .‬نورة الحفيان ود‪ .‬أحمد صلحي‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫شكلت منطقة القرن اإلفريقي محور اهتمام العديد من القوى اإلقليمية والدولية‪ ،‬العتبارات جيوبوليتيكية‬
‫واستراتيجية‪ ،‬بحيث تعد املعبر والشريان الرئيس للتجارة الدولية نتيجة امتداد معابرها املائية من باب املندب‬
‫ا‬
‫وصوال للبجر األحمر‪ ،‬كما تعتبر البوابة املركزية لناقالت النفط الخليجية‪ ،‬وممرا للتحركات العسكرية لبعض‬
‫القوى الكبرى املتجهة ملنطقة الشرق األوسط والخليج العربي‪ .‬كل ذلك ساهم في اشتداد التنافس الدولي واإلقليمي‬
‫للحصول على موقع نفوذ باملنطقة‪ .‬وما يعقد املشهد العام في العقود األخيرة هو مساهمة التحوالت‬
‫الجيواستراتيجية بالعالم في ترقية منطقة القرن اإلفريقي كساحة إلعادة ترتيب ميزان القوة بين هذه القوى‪ ،‬لتعزيز‬
‫النفوذ وتثبيت وجودها بآليات عسكرية واقتصادية‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬
‫ترجع أهمية الدراسة لعدة اعتبارات منها‪:‬‬

‫ـ توفر منطقة القرن اإلفريقي على مؤهالت جيوستراتيجية واقتصادية ضخمة تجعلها من بين أهم املجاالت الحيوية‬
‫على مستوى العالم‪،‬‬

‫ـ التنافس الدولي سواء على املستوى العسكري أو االقتصادي حول املنطقة الذي يمثل عامال مساعدا في تدهور‬
‫األوضاع األمنية والسياسية واالقتصادية بالقرن اإلفريقي‪ ،‬نتيجة إحكام قوى دولية سيطرتها على املمرات البحرية‬
‫وكذا املواقع االستراتيجية باملنطقة‪.‬‬

‫ـ تحظى منطقة القرن اإلفريقي باهتمام مجموعة من القوى الدولية كالواليات املتحدة والصين وكذا قوى إقلمية‬
‫وعلى رأسها إسرائيل ملا تمثله من عمق استراتيجي ومنبع ثرواتي ضخم يجعلها أحد أبرز املناطق أهمية على مستوى‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪Page 1 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫أهداف الدراسة‬
‫تتجلى أهداف الدراسة في توضيح التالي‪:‬‬

‫ـ التعرف على األهمية االستراتيجية والجيوبوليتكية ملنطقة القرن اإلفريقي التي هي محل أطماع قوى خارجية‪.‬‬

‫ـ إبراز أسباب التنافس الدولي واإلقليمي حول منطقة القرن اإلفريقي‪.‬‬

‫ـ توضيح األهداف والدوافع االستراتيجية لبعض الفواعل الدولية واإلقليمية في منطقة القرن اإلفريقي‪.‬‬

‫ـ بيان انعكاسات ارتفاع وثيرة الصراع الدولي واإلقليمي على أمن واستقرار منطقة القرن اإلفريقي‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫أصبحت منطقة القرن اإلفريقي من أهم املناطق الحيوية على مستوى العالم‪ ،‬مما جعلها محل أطماع قوى دولية‬
‫وإقليمية‪ ،‬وساحة للتنافس للحصول على منافعها االقتصادية واالستفادة من مكانتها الجيوستراتيجية‪ ،‬وكذا‬
‫توسيع منافذ الوجود العسكري في املنطقة‪ ،‬باستعمال أساليب ضغط سواء سياسية أو اقتصادية أو عسكرية‪،‬‬
‫األمر الذي أفرز هشاشة على مستوى البيئة األمنية نتيجة تعاظم مصادر التهديد التي تطال املنطقة والتي أدت إلى‬
‫توسيع رقعة الحروب والنزاعات وارتفاع في وتيرة جرائم اإلرهاب والقرصنة‪.‬‬

‫وقد تفرعت عن اإلشكالية الرئيسية مجموعة من التساؤالت الفرعية من أهمها‪:‬‬

‫ـ ما األهمية الجيواستراتيجية التي تحظى بها منطقة القرن اإلفريقي؟‬

‫ـ ما األسباب الداخلية والخارجية التي أدت إلى احتدام التنافس الدولي حول منطقة القرن اإلفريقي؟‬

‫ـ ما هي االستراتيجيات التي تنهجها بعض القوى الدولية واإلقليمية لتوسيع رقعة نفوذها داخل املنطقة؟‬

‫ـ ما هي دوافع االهتمام باملنطقة من قبل فواعل دولية وإقليمية وتداعيات ذلك على أمن واستقرار املنطقة؟‬

‫‪Page 2 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫إذن‪ ،‬تحاول الدراسة‪ ،‬تسليط الضوء حول األهمية التي تحظى بها منطقة القرن اإلفريقي جغرافيا واقتصاديا في‬
‫ظل تطور التنافس الدولي واإلقليمي وتداعيات ذلك على استقرار املنطقة‪ ،‬من خالل ثالث محاور‪ ،‬بحيث سيتم‬
‫تخصيص األول لتبيان اإلطار املفاهيمي واألهمية التي تحظى بها املنطقة‪ ،‬أما الثاني سيعالج سياق النفوذ الدولي‬
‫بالقرن اإلفريقي‪ ،‬وأخيرا سيتم توضيح التنافس اإلقليمي لبعض دول الشرق األوسط تجاه املنطقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬منطقة القرن اإلفريقي‪ :‬املفهوم واألهمية‪:‬‬


‫تعتبر منطقة القرن اإلفريقي من أهم املناطق االستراتيجية على مستوى العالم‪ ،‬إذ تعتبر حلقة وصل مهمة بين‬
‫إفريقيا وشبه الجزيرة العربية واملحيط الهندي وامتدادها حتى باكستان‪ ،‬كذا إشرافها على باب املندب وخليج‬
‫عدن‪ ،1‬وذلك نظرا ملكانتها التاريخية والجغرافية‪ ،‬وطبقا ملجموعة من االعتبارات اختلفت التعريفات حول املنطقة‬
‫ومن أبرزها‪:‬‬

‫‪1‬ـ التعريف األنثروبولوجي والجغرافي‪:‬‬


‫يعتبر هذا التعريف القرن اإلفريقي بأنها تلك املنطقة التي تمتد مساحتها لتشمل الصومال ونصف مساحة جيبوتي‬
‫وخمس مساحة إثيوبيا وكينيا‪ ،‬وتبلغ مساحتها حوالي ‪ 450‬ألف ميل مربع‪ .‬وهي عبارة عن أراض ي يسكنها الصوماليون‬
‫مهما تعددت أوطانهم في الصومال أو إثيوبيا أو كينيا‪ ،‬وتمتد على خط يبدأ من منتصف أراض ي جيبوتي على باب‬
‫املندب في الشمال ويعبر داخل األراض ي اإلثيوبية غربي إقليم األوجادين ويمر داخل كينيا حتى نهر تانا جنوب إقليم‬
‫الشمال الشرقي منها‪ .‬ويتموقع املحيط الهندي على رأس القرن في أقص ى شرقي جمهورية الصومال بينما يمتد ضلعاه‬
‫على خليج عدن شماال وعلى املحيط الهندي شرقا‪.2‬‬

‫‪- 1‬حسن الحاج علي أحمد‪ :‬األمننة والديمقراطية في القرن اإلفريقي حاالت جيبوتي والصومال والسودان‪ ،‬مجلة سياسات عربية‪ ،‬الدوحة‪ :‬املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪،‬‬
‫العدد ‪ ،39‬يونيو ‪ ،2019‬ص‪.45 :‬‬

‫‪ - 2‬محمد عبد املؤمن محمد عبد الغني‪ :‬مصر والصراع حول القرن اإلفريقي ‪ ،1981-1945‬القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق التاريخية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2011 ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪Page 3 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫‪2‬ـ التعريف السياسي‪:‬‬


‫يشير التعريف السياس ي القرن اإلفريقي إلى أنه تلك الرقعة االستراتيجية التي تشمل ‪ 3‬وحدات سياسية‪ ،‬هي‬
‫الصومال‪ ،‬جيبوتي وإثيوبيا‪ ،‬وقد تأسس هذا التعريف انطالقا من اعتبارات تاريخية‪ ،‬تجلت في صراعات ممتدة‬
‫تاريخيا ومتعددة نوعيا سواء كانت إثنية أو قومية أو ثقافية‪ .3‬واستنادا على هذا التعريف فتقدر مساحة القرن‬
‫اإلفريقي بحوالي ثالث أرباع مليون ميل مربع‪ ،‬وتمتد من الشمال إلى الجنوب بحوالي ‪ 2500‬كم‪ ،‬ومن الشرق إلى الغرب‬
‫بمساحة قدرها ‪ 1500‬كلم‪.4‬‬

‫‪3‬ـ التعريف الحديث والواسع‪:‬‬


‫هو تعريف يزاوج بين االعتبارات السياسية واالقتصادية‪ ،‬بحيث يؤكد على أنه طبقا للتغييرات الحاصلة في املنطقة‪،‬‬
‫فإن القرن اإلفريقي ونظرا لألهمية االقتصادية واالستراتيجية التي يتمتع بها‪ ،‬فإنه يشمل املنطقة الشرقية من‬
‫إفريقيا التي يتوغلها نهر النيل ومدخل البحر األحمر الجنوبي وخليج عدن وباب املندب‪ ،‬ومن خالل ذلك تعتبر‬
‫املنطقة منفذا بحريا مهما باعتبارها أحد املمرات النفطية املهمة على مستوى العالم‪ ،.‬والتي تشمل حسب التعريف‬
‫‪ 10‬دول من إريتريا شماال إلى تنزانيا جنوبا لتضم جنوب السودان‪ ،‬السودان‪ ،‬بوروندي‪ ،‬رواندا‪ ،‬جيبوتي والصومال‪،‬‬
‫تنزانيا وكينيا وإريتريا‪.5‬‬

‫بل األبعد من ذلك هناك‪ ،‬بعض الباحثين الذي وسعوا من نطاق القرن اإلفريقي ليشمل كذلك دول خارج اإلقليم‬
‫الجغرافي للمنطقة‪ ،‬منها السعودية واليمن بحكم القرب الجغرافي والتأثير السكاني املتبادل ‪.6‬‬

‫‪ -3‬عبد الرزاق علي عثمان‪ :‬القرن اإلفريقي‪ :‬التاريخ والجيوبولتيك‪ ،‬مركز الوثائق والدراسات اإلنسانية‪ ،‬جامعة قطر‪ ،1992 ،‬ص‪.366 :‬‬

‫‪ - 4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.367 :‬‬

‫‪- 5‬عبد املنعم أبو إدريس علي‪ :‬مدخل إلى القرن اإلفريقي‪ :‬القبيلة والسياسة‪ ،‬القاهرة‪ :‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص‪ .23-22 :‬أنظر أيضا‪:‬‬
‫‪Alexander Randos : The Horn Africa Its Strategic Importance For Europe, The Gulf States. And Beyond, Horizons, Center For International Relations And‬‬
‫‪Sustainable Development, No 6, Winter 2016, P: 150.‬‬

‫‪ -6‬حسن سلمان‪ :‬القرن اإلفريقي بين تحديات الداخل وتدخالت الخارج‪ 15 ،‬يوليو ‪ ،2019‬متوفر على املوقع‪https://albosla.net/4776 :‬‬

‫‪Page 4 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫ومن كل ذلك‪ ،‬فقد تضاربت الدوافع واالعتبارات في إيجاد تعريف موحد للقرن اإلفريقي باعتباره مصطلحا سياسيا‬
‫يرتبط بشكل وثيق بمصالح الدول الكبرى والتفاعالت الدولية واإلقليمية املتسارعة‪ ،‬باعتبار املنطقة نطاقا‬
‫جغرافيا‪ ،‬ومنفعا اقتصاديا وعسكريا محط تنافس األطماع الخارجية‪ ،‬وذلك من خالل استغالل ما تعانيه املنطقة‬
‫من تحديات أمنية نتيجة استشراء االضطرابات وحالة عدم االستقرار فيها‪.‬‬

‫ويتمتع القرن اإلفريقي بأهمية استراتيجية‪ ،‬ضخمة ويبرز ذلك من خالل املزايا التالية‪:‬‬

‫‪ -‬على مستوى املوقع‪ :‬يمتد القرن اإلفريقي على مساحة تفوق ‪ 2.000.000‬كم‪ ،2‬بحيث أنه إقليم جغرافي‬
‫يمتد من البحر املتوسط إلى املحيط الهندي‪ ،‬ويتوفر على شريط مائي داخلي يبدأ من باب املندب جنوبا إلى‬
‫السويس شماال‪ ،‬بمساحة تقدر بحوالي ‪ 169‬ألف ميل مربع‪ ،7‬وتعتبر من أهم املمرات واملنافذ النفطية‬
‫العربية املتجهة نحو أوروبا‪ ،‬من خالل ذلك تتحكم دوله في طريق ومحور التجارة العاملية‪ ،‬باإلضافة إلى أنها‬
‫تعد إحدى املمرات الحيوية للتحركات العسكرية تجاه منطقة الخليج العربي وشبه القارة الهندية‪.8‬‬

‫‪ -‬على مستوى املوارد الطبيعية‪ :‬تعد منطقة القرن اإلفريقي من أهم املناطق الغنية‪ ،‬ملا تحتويه من ثروات‬
‫طاقية ومعدنية ضخمة وعلى رأسها النفط والغاز والذهب‪ ،‬وأيضا االحتياطات الكبيرة من املعادن التي‬
‫تستخدم في الصناعات الكبرى كاليورانيوم والكوبالت‪ ،‬باإلضافة إلى الثروة املائية الهائلة بحيث تعتبر املنبع‬
‫الرئيس ي لنهر النيل‪.9‬‬

‫‪ )7‬عبد الرزاق علي عثمان‪ :‬القرن اإلفريقي‪ :‬التاريخ والجيوبولتيك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.389 :‬‬

‫‪ )8‬مجموعة من املؤلفين‪ :‬العرب والقرن اإلفريقي‪ :‬جدلية الحوار واالنتماء‪ ،‬الدوحة‪ :‬املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2013‬وأيضا‪ :‬حسن سلمان‪:‬‬
‫القرن اإلفريقي بين تحديات الداخل وتدخالت الخارج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ )9‬النفوذ اإليراني السعودي بمنطقة القرن اإلفريقي‪ :‬الدوافع وأدوات الصراع‪ ،‬صحيفة االستقالل‪ ،‬أبريل ‪ ،2019‬ص‪.4 :‬‬

‫‪Page 5 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫‪ -‬على املستوى البشري‪ :‬تنعم املنطقة بثروة بشرية هائلة‪ ،‬بحيث يتعدى عدد سكانها ‪ 200‬مليون‪ ،‬كما تتعدد‬
‫فيها القوميات واألديان واللغات‪ ،‬بحيث يفوق عدد املسلمين فيها ‪ ،% 60‬كما تحتوي على أكثر من ‪ 340‬لهجة‬
‫ولغة‪.10‬‬

‫وبذلك تشكل املنطقة عمقا استراتيجيا‪ ،‬وذلك راجع ألهميتها التاريخية والحضارية وتوفرها على مؤهالت جغرافية‬
‫وطبيعة وبشرية تجعلها محط أنظار بعض املطامع األجنبية منذ القرن التاسع عشر إلى حدود الساعة‪ ،‬مما دفعها‬
‫إلى التغلغل في املنطقة لتأمين مصالحها وتحقيق أهدافها االقتصادية والعسكرية‪.‬‬

‫وقد تم تصوير منطقة القرن اإلفريقي على أن لها إرث ضخم من الهشاشة التي تشكل تحديا إقليميا ودوليا‪ ،11‬بحيث‬
‫عانت من ضعف دولها بعد االستقالل‪ ،‬كما واجهت العديد من التحديات األمنية كاإلرهاب والقرصنة والحروب‬
‫األهلية باإلضافة إلى الحروب األهلية‪ ،‬بالصومال وجيبوتي‪ ،‬وعزز موقعها االستراتيجي وإمكانياتها االقتصادية من‬
‫التكالب الدولي واإلقليمي حولها في تنافس محتدم من أجل تعزيز هذه القوى وجودها باملنطقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سباق النفوذ الدولي بالقرن اإلفريقي‬


‫تحتل منطقة القرن اإلفريقي موقعا جغرافيا محوريا‪ ،‬باعتبارها تشرف على أهم املمرات املائية وألنها طريق مهم‬
‫للتجارة الدولية للنفط الخليجي بتقديرات تتراوح في حدود ‪ %30‬من حموالت النفط الى العالم‪ ،‬لذلك جعلها محط‬
‫تنافس‪ ،‬حيث سعت القوى الكبرى إليجاد مناطق نفوذ لها لحماية مصالحها وقد شهدت عبر التاريخ تنافسا بين‬
‫القوى الكبرى؛ بداية بتنافس القوى االستعمارية (بريطانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬فرنسا)‪ ،‬وخالل الحرب الباردة (االتحاد‬
‫السوفياتي والواليات املتحدة األمريكية)‪ ،‬وتشهد في الوقت الراهن تنافسا دوليا وإقليميا‪.12‬‬

‫‪ )10‬القرن اإلفريقي‪ :‬لعبة املصالح الدولية وحسابات دوا املنطقة "الجزء األول"‪ ،‬تقرير من إصدار مركز الصومال الجديد‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬يناير ‪ ،2018‬ص‪ .5 :‬وأيضا‪ :‬حسن سلمان‪ :‬القرن‬
‫اإلفريقي بين تحديات الداخل وتدخالت الخارج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ )11‬حسن الحاج علي احمد‪ ،‬األمننة والديمقراطية في القرن اإلفريقي حاالت جيبوتي والصومال والسودان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47:‬‬

‫‪ )12‬محمد فؤاد رشوان‪ :‬التنافس على بناء القواعد العسكرية في القرن اإلفريقي وتأثيره على األمن القومي املصري واإلثيوبي‪ ،‬مجلة قراءات إفريقية‪ ،‬بتاريخ نوفمبر ‪ ،2018‬متوفر في‬

‫الرابط التالي‪https://bit.ly/2Qqt6do :‬‬

‫‪Page 6 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫كان التنافس خالل الحرب الباردة على أشده بين القطبين للسيطرة والتحكم باملنطقة‪ ،‬وتبادل الطرفين األدوار‬
‫وتعاظم التنافس بينهما‪ ،‬وكان الرهان األمريكي على حصار واحتواء املد السوفياتي‪ ،‬فيما راهن األخير على التركيز‬
‫باختراق املنطقة بثقل عسكري في كل من الصومال وإثيوبيا‪ ،‬وهذا ما اعتبرته الواليات املتحدة تقليصا وحصرا‬
‫لنفوذها االستراتيجي باملنطقة‪ ،13‬السيما مع زيارة اإلمبراطور اإلثيوبي لروسيا في العام ‪ 1959‬وتوقيع معاهدة‬
‫الصداقة بين النظام الصومالي واالتحاد السوفياتي عام ‪ ،1974‬وكانت موسكو تراهن على وجودها باملنطقة‬
‫كمحطة ملراقبة طريق النفط وللوصول إلى البحار الدافئة واألسواق اإلفريقية واألسيوية‪ ،14‬وظل الصراع لكسب‬
‫مناطق نفوذ بين القوتين باملنطقة محور مرحلة الحرب الباردة‪.‬‬

‫وبعد انتهاء الحرب الباردة‪ ،‬دخلت املنطقة في تحوالت محورية‪ ،‬فمع تقلص النفوذ السوفياتي ظل الحضور األمريكي‬
‫باملنطقة محوريا‪ ،‬وتعززت التوجهات األمريكية تجاه املنطقة وكذا رؤية صانع القرار األمريكي لها بعد أحداث ‪11‬‬
‫سبتمبر‪ ،‬ولتأمين مصالحها األمنية واالقتصادية باملنطقة تحت مبرر محاربة اإلرهاب‪ ،‬عززت واشنطن حضورها‬
‫باملنطقة من خالل التعاون األمني مع دول املنطقة عبر تقديم املساعدات اللوجستية واالستخبارات والتمويلية لدول‬
‫املنطقة ملحاربة اإلرهاب والتصدي للحركات املتطرفة‪ ،‬فعملت على زيادة وجودها العسكري (إنشاء مكتبين لتقديم‬
‫املساعدات األمنية بجيبوتي وكينيا‪ ،‬وتقديم مساعدات عسكرية لجيوش دول القرن اإلفريقي)‪ ،‬لينتظم التعاون‬
‫اإلفريقي األمريكي على ثالثة ميادين؛ تبادل املعلومات االستخباراتية‪ ،‬ومراقبة تدفقات األموال وتحركات األفراد‬
‫وإقامة قواعد عسكرية (إريتريا وجيبوتي وأوغندا وبكينيا)‪ ،‬وأبرزها قاعدة كامب ليمونيه‪.15‬‬

‫‪ )13‬إجالل محمود رأفت‪ ،‬إبراهيم أحمد نصر الدين‪ ،‬القرن اإلفريقي‪ :‬املتغيرات الداخلية والصراعات الدولية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،1985 ،‬ص‪.148.:‬‬

‫‪ )14‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.153:.‬‬

‫‪ )15‬سامي السيد أحمد‪ :‬السياسة األمريكية تجاه صراعات القرن األفريقي ما بعد الحرب الباردة‪ :‬الدور واالستجابة‪ ،‬أبو ظبي‪ :‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.131-128 :‬‬

‫‪Page 7 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫وقد ساهمت عمليات القرصنة على السواحل الصومالية في تعزيز التواجد العسكري لقوى دولية باملنطقة السيما‬
‫بعد قرارت مجلس األمن التي سمحت بالتواجد العسكري للتصدي للظاهرة‪ ،16‬فأطلق االتحاد األوروبي قوة بحرية‪،‬‬
‫بمشاركة ثماني دول هي‪ :‬أملانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬اليونان‪ ،‬هولندا‪ ،‬بريطانيا والسويد‪ ،‬في إطار عملية أطلنطا‬
‫(العملية األوروبية ملكافحة القرصنة وتعزيز األمن البحري باملنطقة) ديسمبر ‪ ،2008‬كما نشرت دول عدة (إيران‪،‬‬
‫الصين‪ ،‬اليابان‪ ،‬روسيا‪ ،‬الهند‪ ،‬كوريا) سفنا بحرية باملنطقة لحماية سفنها واملالحة بالبحر األحمر‪ .‬وفي إطار التنافس‬
‫الدولي على املنطقة‪ ،‬عملت القوى الدولية على تعزيز وجودها العسكري‪ ،‬فانطلق السباق من أجل إنشاء قواعد‬
‫عسكرية بجيبوتي‪ ،‬وبفضل موقعها االستراتيجي الذي يعززه قربها من مناطق االضطرابات بالشرق األوسط‬
‫وإفريقيا‪ ،17‬وألن مداخيل تأجير هذه القواعد تشكل مصدرا مهما لها‪ ،18‬مما جعلها قاعدة لعدة قواعد عسكرية‬
‫للقوى الدولية واإلقليمية‪.‬‬

‫‪1‬ـ السياسة األميركية في القرن األفريقي‪:‬‬


‫الواليات املتحدة األمريكية من أبرز القوى التي عملت على إقامة قواعد عسكرية باملنطقة‪ ،‬فتأسس معسكر كامب‬
‫ليمونيه ‪ Camp Lemonnier‬بجيبوتي عام ‪ ،2001‬وفي مايو ‪ 2003‬تم تحويله ملقر للقيادة العسكرية أفريكوم‬
‫(‪ ،)AFRICOM‬وملقر قوات املهام القتالية املشتركة في القرن اإلفريقي (‪ )CJTF-HOA‬وذلك تحت مبرر محاربة اإلرهاب‬
‫والقرصنة‪ ،‬وتعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالقارة‪ ،‬إذ تحتضن أكثر من ‪ 4000‬شخص‪ ،19‬وتم تمديد عقد‬

‫‪ )16‬اعتمد مجلس األمن نتيجة لتفاقم أعمال القرصنة بسواحل الصومال ألول مرة قرار ‪ 1816‬الذي ينص على "أنه يجوز وملدة سنة أشهر من تاريخ القرار أن تقوم الدول ‪ ...‬بدخول‬
‫املياه اإل قليمية بغرض قمع أعمال القرصنة والسطو املسلح في البحر ‪ ،"...‬وأعقبه قرار ‪ 1838‬القاض ي "بنشر الدول املهتمة لسفن الحربية والطائرات العسكرية للمساهمة في التصدي‬
‫للظاهرة"‪ ،‬وقد جدد في قرارات سنوية متتالية كان آخرها قرار رقم ‪ 2500‬في ديسمبر ‪ ،2019‬هذا اإلذن ملدة عام‪ ،‬وبموجبه تدخل حلف شمال األطلس ي بإرسال سفن حربية للمنطقة‬
‫واالتحاد األوروبي ثم تدخلت السفن الحربية لدول عدة كالواليات املتحدة األمريكية وماليزيا واليابان والهند والصين وغيرها‪ .‬للمزيد راجع‪:‬‬
‫جمال سلمة‪ :‬األبعاد الدولية ملشكلة القرصنة وتأثيرها على امن البحر األحمر‪ ،‬مجلة دراسات شرق أوسطية‪ ،‬عدد'‪ ،48‬األردن‪ :‬مركز دراسات الشرق األوسط‪ ،‬صيف ‪.2009‬‬
‫محمد صفوت الزيات‪ :‬القرصنة في القرن اإلفريقي‪ :‬تنامي التهديدات وحدود املواجهات‪ ،‬سلسلة دراسات إستراتيجية‪ ،‬عدد ‪ ،154‬اإلمارات‪ :‬مركز اإلمارات للدراسات اإلستراتيجية‪.2010 ،‬‬

‫‪-Tomi Oladipo: why are There so Many Military Bases in Djibouti?, BBC, On 16 -06-2015, Available at the following Link: https://bbc.in/2QuVPxK 17‬‬

‫‪ )18‬أحمد عبد هللا‪ :‬جيبوتي االستراتيجية‪ :‬بلد القواعد العسكرية األجنبية‪ ،‬وكالة األناضول‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2016-12-08‬متاح عبر الرابط التالي‪https://bit.ly/2Rc7Abl :‬‬

‫‪-Arkady Savitsky: Us Military Presence in Africa : All over Continent and Still Expanding, GlobaL Research, On 31 -08-2018, Available at the following Link: 19‬‬

‫‪https://bit.ly/2FDFdgV‬‬

‫‪Page 8 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫اإليجار الخاص بها إلى غاية عام ‪ ،2025‬ويقدمها البنتاغون بأنها منصة للحفاظ على الوجود العسكري األمريكي‬
‫وحماية مصالح األمن القومي األمريكي ومواصلة "الجهود ضد اإلرهاب"‪ ،20‬باإلضافة إلى التركيز على تحسين قدرات‬
‫الجيوش املحلية‪.‬‬

‫‪2‬ـ السياسة الفرنسية في القرن األفريقي‪:‬‬


‫الحضور األمريكي ليس الوحيد كما لم يكن األول باملنطقة‪ ،‬فقد كانت فرنسا األولى كون جيبوتي مستعمرة فرنسية‬
‫(‪ ،)1850-1977‬فاحتفظت باريس بقاعدة عسكرية باملنطقة (‪ )FFDJ‬بعد استقاللها بموجب اتفاقية عسكرية‪ ،‬وتم‬
‫تجديدها بموجب معاهدة التعاون الدفاعي لعام ‪ ،2011‬ويقدر عدد القوات الفرنسية املتمركزة بجيبوتي بحوالي‬
‫‪ 2000‬جندي‪ ،‬وتتولى مهمة تأمين الحركة التجارية عبر مضيق باب املندب وحماية جيبوتي وتدريب القوات املحلية‬
‫والتنسيق والدعم اللوجيستي للبعثات األممية والفرنسية باملنطقة‪.21‬‬

‫‪3‬ـ اليابان والصين في القرن األفريقي‪:‬‬


‫ونتيجة لتنامي التهديدات األمنية املرتبطة بالقرصنة‪ ،‬سارعت القوى الدولية لتعزيز وجودها بتوقيع اتفاقيات‬
‫إلنشاء قواعد عسكرية باملنطقة‪ ،‬ومن أبرزها قاعدة قوات الدفاع الذاتي اليابانية في جيبوتي‪ ،‬والتي تم افتتاحها في‬
‫العام ‪ 2011‬بهدف تأمين حركة التجارة ومكافحة القرصنة‪ ،‬وتضم ميناء ومطار وأماكن إلقامة الجنود‪ ،‬ورغم تقلص‬
‫حجم القرصنة البحرية‪ ،‬قامت اليابان بتقديم تبريرات مختلفة من أجل استمرار احتفاظها بهذه القاعدة‬
‫وتوسيعها‪.22‬‬

‫وفي سابقة استراتيجية وارتباطا بتعزيز حضورها العسكري بالقرن اإلفريقي لترتبط باستراتيجية طريق الصين البري‬
‫والبحري املعلن عنه في العالم ‪ ،2013‬أسست الصين أول قاعدة خارجية في العام ‪ ،2017‬تم من خاللها نشر قرابة‬

‫‪-Djibouti Outpost behind Somalia Rescue is part of New Defense Strategy, New York Times, On 25-01-2012, Available at the following Link: 20‬‬

‫‪https://nyti.ms/2tMdGXY‬‬

‫‪-Les forces françaises stationnées à Djibouti : Ministère des Armées, Le 20 Septembre 2016, Disponible Sur le lien Suivant : https://bit.ly/35QaOXx 21‬‬

‫‪-Daniel Di Santo: Japanese Military to Expand Base in Djibouti, the Trumpet, On 26-11-2018, Available at the following Link: https://bit.ly/39XKttO 22‬‬

‫‪Page 9 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫‪ 10‬آالف عسكري‪ ،‬على أن يستمر وجودها لعشر سنوات‪ ،‬وتؤكد بكين أن الهدف األساس ي منها مكافحة عمليات‬
‫القرصنة في منطقة القرن اإلفريقي‪ ،‬وتقديم املساعدة في إعادة تموين القوات التي تنفذ مهام حربية وإنسانية أو‬
‫مهام حفظ السالم‪ ،23‬وسط مخاوف أمريكية من أهدافها الغير املعلنة‪.‬‬

‫‪4‬ـ التنافس األميركي الصيني في القرن األفريقي‪:‬‬


‫ساهمت نهاية الحرب الباردة في استفراد الواليات املتحدة بزعامة العالم‪ ،‬في ظل قطبية أحادية‪ ،‬غير أن التحوالت‬
‫الدولية استدعت توازنات جديدة مع دعوات باالنتقال إلى ما سماه فريد زكريا "عالم ما بعد أمريكا" وفق تعددية‬
‫قطبية مع صعود قوى دولية أخرى أبرزها الصين‪ .‬ورغم مفارقة أن العالقات بين البلدين بعد زيارة الرئيس الصيني‬
‫جيانغ تسه للواليات املتحدة في العام ‪ 1997‬شهدت تطورا مهما‪ ،‬وقررت الدولتان إقامة عالقة شراكة استراتيجية‬
‫بناءة موجهة للقرن الواحد العشرين‪ ،24‬لتطوير عالقات مستقرة وسليمة وطويلة األمد بينهما في القرن الحادي‬
‫والعشرين‪ ،‬لكنها ستتأرجح وسط مخاوف متبادلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وشكل الصعود الصيني هاجسا لصانع القرار األمريكي‪ ،‬لترتقي في تصنيفات واشنطن كمنافس للطموح األمريكي؛‬
‫ا‬
‫ففي استراتيجية األمن القومي الجديدة ديسمبر ‪ ،252017‬تحت عقيدة دونالد ترامب "أمريكا أوال"‪ ،‬اعتبرت الصين‬
‫إلى جانب روسيا وكوريا الشمالية وإيران كأبرز تهديد أمني واقتصادي لالزدهار األمريكي‪ ،‬وقد ارتقت الصين كتهديد‬
‫لألمن القومي األمريكي‪ ،‬وكترجمة للتنافس األمريكي الصيني وردا على تحالفاتها االقتصادية إلعادة هيكلة االقتصاد‬

‫‪-23‬أحمد عبد هللا‪ :‬جيبوتي االستراتيجية ‪ :‬بلد القواعد العسكرية األجنبية‪ ،‬وكالة األناضول‪ ،‬بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر ‪https://bit.ly/2Rc7Abl ،2016‬‬

‫‪ -24‬لي وشيه تشنج‪ :‬لى ش ى دونج‪ ،‬الصين والواليات املتحدة األمريكية‪ :‬خصمان أم شريكان‪ ،‬ترجمة عبد العزيز حمدي عبد العزيز‪ ،‬املجلس األعلى للثقافة‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.25-23‬‬

‫‪-25‬للمزيد راجع‪:‬‬
‫‪ -‬يحي سعيد قاعود‪ ،‬عالء عامر الجعب‪ ،‬وثيقة األمن القومي األمريكي ‪ : 2017‬قراءة تحليلية في استراتيجية دونالد ترامب‪ ،‬قراءات استراتيجية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬مركز التخطيط الفلسطيني‪،‬‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬أبريل ‪.2018‬‬
‫‪National Security Strategy of the United States of America, December 2017, Available at the following Link: https://bit.ly/2ths9eH‬‬

‫‪Page 10 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫العاملي برؤية تعددية قطبية (مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون) أعلن ترامب الحرب االقتصادية على‬
‫الصين‪ ،26‬وسط تبادل لفرض التعريفات الجمركية بين البلدين‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬واستمرارا ملحاوالت تطويق الصين بالعالم وخاصة بإفريقيا بعد تحقيقها لنتائج اقتصادية‬
‫واستراتيجية‪ ،‬وإعالنها عن مبادرة حزام واحد طريق واحد‪ ،‬وبموجبها استثمرت وال زالت تستثمر مليارات الدوالرات‬
‫بتشييد منشآت وموانئ وطرق من الصين عبر آسيا الوسطى إلى شرق إفريقيا فأوروبا‪ ،‬حيث تعد منطقة شرق‬
‫إفريقيا منطقة استراتيجية ومعبر محوري للحزام والطريق‪ ،‬كما تتمتع في ظلها جيبوتي بموقع أساس ي ّأهلها كنقطة‬
‫وميناء بحري لطريق الحرير البحري نحو القارة وأوروبا‪.27‬‬

‫فالتنافس بين البلدين االقتصادي سينتقل إلى املجال العسكري‪ ،‬من خالله تعزيزه باملنطقة وذلك بإعالنها ألول مرة‬
‫عن أول قاعدة عسكرية بجيبوتي في أغسطس من العام ‪ ،2017‬كقاعدة للدعم اللوجيستي لألسطول الصيني‪،‬‬
‫وحددت مهامها في جمع املعلومات االستخباراتية وعمليات اإلجالء غير القتالي ودعم عمليات حفظ السالم ومكافحة‬
‫اإلرهاب‪.28‬فتجددت املخاوف األمريكية من هذه املبادرة‪ ،‬بمحاوالت لتطويق ما اعتبرته الهيمنة االقتصادية‬
‫والتجارية الصينية بالعالم وخاصة بإفريقيا‪ ،‬وألن جيبوتي في قلب املبادرة‪ ،‬مما عزز التنافس بين البلدين باملنطقة‪،‬‬
‫وأعاد للواجهة التنافس الصيني األمريكي باملنطقة‪ ،‬ومعه تجددت االستراتيجيات األمريكية الحتواء الصين حفاظا‬
‫على مكانتها عامليا‪.29‬‬

‫وهكذا‪ ،‬انتقل تشابك املصالح بين القوتين في العالم إلى منطقة القرن اإلفريقي‪ ،‬فأمام النفوذ التقليدي األمريكي‬
‫باملنطقة‪ ،‬مقابل محاوالت من أجل تعزيز انفتاحها‪ ،‬تسعى الصين لتعزيز حضورها باملنطقة‪ ،‬ويرتبط ذلك بالخطة‬

‫‪ )26‬ترامب‪ :‬أمريكا أوال‪ ،‬الحرب التجارية ثانيا‪ ،‬رأي اليوم‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬نوفمبر ‪ ،2018‬متوفر عبر الرابط التالي‪https://bit.ly/2tCilfe :‬‬
‫‪27‬‬
‫‪-Paul Nantulya, Implications For Africa From China’s One Belt One Read Strategy, Africa Center, On 22-03-2019, Available at the following Link:‬‬

‫‪https://bit.ly/2RhmD3K‬‬

‫‪-Tyler Headley, China’s Djibouti Base: A One Year Update, The Diplomat, On 24-12-2018, Available at the following Link: https://bit.ly/36Ipklp 28‬‬

‫‪ )29‬لي وشيه تشنج‪ :‬لى ش ى دونج‪ ،‬الصين والواليات املتحدة األمريكية‪ :‬خصمان أم شريكان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪Page 11 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫اإلستراتيجية الصينية "صعود الصين السلمي"‪ ،30‬ورؤيتها إلقامة مبادرة الطريق والحزام‪ ،‬وبالنظر إلى املوقع‬
‫االستراتيجي لشرق إفريقيا‪ ،‬كما يرتبط بتوسيع دائرة نفوذها عبر سياسة القروض واملساعدات ودعم الدول‬
‫اإلفريقية في املجال التنموي‪ ،‬وتم تأكيد ذلك مستوى تعزيز العالقات اإلفريقية الصينية وبالتالي تنامي النفوذ‬
‫الصيني باملنطقة‪ ،‬مما عزز من املخاوف األمريكية من نوايا بكين الحقيقية والخفية‪.‬‬

‫لقد كان االهتمام األمريكي مرتبطا بالحرب الباردة وتعزز بعد نهايتها‪ ،‬ومن تجلياته اإلعالن عن مبادرة القرن اإلفريقي‬
‫الكبير ‪ Greater Horn of Africa Initiative‬بتوسيع نطاق الدول التي يشملها القرن اإلفريقي إلى عشر دول‬
‫(الصومال‪ ،‬جيبوتي‪ ،‬كينيا‪ ،‬أوغندا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬روندا‪ ،‬بوروندي) وتجاوز التقسيم املالزم للحرب الباردة‪ ،‬والتي أعلن‬
‫عنها بيل كلنتون أواخر العام ‪ ،311994‬وذلك من أجل تقوية تواجدها بإقامة أكبر قواعدها العسكرية معسكر‬
‫ليمونيه‪ ،‬وتطوير عالقاتها مع دول املنطقة‪ .‬باملقابل‪ ،‬توصف العالقات الصينية اإلفريقية باملمتدة‪ ،‬وتركز بكين على‬
‫االستثمار في البنية التحتية وتطوير املشاريع االقتصادية املحلية‪ ،‬رغم تزايد أعباء الديون املتراكمة‪.32‬‬

‫وقد شكلت نهاية الحرب الباردة فرصة إلعادة تشكيل النظام الدولي‪ ،‬غير أن اإلصرار األمريكي على زعامة العالم‪،‬‬
‫وسط دعوات لتعددية قطبية‪ ،‬وتتربع الجمهورية الصينية مقعدا متميزا‪ ،‬فمع تنامي القوة االقتصادية للصين وتزايد‬
‫تحركاتها ووجودها بالقارة اإلفريقية عامة وبشرق إفريقيا على وجه الخصوص‪ ،‬فأضحت املنافس األول اقتصاديا‬
‫وتجاريا ألمريكا‪ ،‬مما أهلها كخطر على األمن القومي في تقدير وثيقة األمن القومي في عهد ترامب‪ّ ،‬‬
‫وحول منطقة القرن‬
‫اإلفريقي إلحدى مناطق إعادة ترتيب ميزان القوة بينهما‪ ،‬ويبقى السؤال املطروح‪ ،‬هل تستطيع دول املنطقة استثمار‬
‫هذا التنافس خدمة ملصالحها؟‪.‬‬

‫‪ )30‬حكمات العبد الرحمن‪ :‬الصعود السلمي للصين‪ ،‬سياسات عربية‪ ،‬الدوحة‪ :‬املركز العربي لألبحاث ودراسات السياسات‪ ،‬عدد ‪ ،14‬مايو ‪.2015‬‬

‫‪- 31‬سامي السيد أحمد‪ :‬السياسة األمريكية تجاه صراعات القرن اإلفريقي ما بعد الحرب الباردة‪ :‬الدور واالستجابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.182 :‬‬

‫‪Paul Nantulya : Implications For Africa From China’s One Belt One Read Strategy, Africa Center, On 22 -03-2019, Available at the following Link: -32‬‬

‫‪Https://Bit.Ly/2rhmd3k‬‬

‫‪Page 12 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫في املحصلة‪ ،‬يعكس تسابق القوى الدولية على إقامة قواعد عسكرية وتعزيز حضورها‪ ،‬مساعيها لتأمين وجودها‬
‫بهذه املنطقة االستراتيجية وتأكيد نفوذها العسكري‪ ،‬كما يؤشر على تنامي التهديدات األمنية باملنطقة وضعف األمن‬
‫اإلقليمي‪ ،‬إذ يرتهن بالتواجد العسكري األجنبي في ظل التنافس‪ ،‬مما جعل املنطقة ساحة إلعادة ترتيب التوازنات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تنافس القوى اإلقليمية بالشرق األوسط ىلع املنطقة‪:‬‬


‫تعاظم اهتمام القوى اإلقليمية بالشرق األوسط على املنطقة العتبارات كثيرة؛ كاالنفتاح على املوقع االستراتيجي‬
‫ملمر البحر األحمر‪ ،‬وفي إطار مسعى التحكم في مسارات التجارة الدولية‪ .‬وتتعدد مداخل تنافسها على تعزيز‬
‫حضورها باملنطقة‪ ،‬غير أنها تؤطر على قاعدة تحقيق مكاسب الريادة اإلقليمية ولتأمين مصالحها اإلستراتيجية‬
‫والتضييق على منافسها‪ ،‬وتجاوز الحصار اإلقليمي بالشرق األوسط‪ .‬وتراوحت بين تحركات لكل من إسرائيل وإيران‪،‬‬
‫وبينهما يشتد التنافس الخليجي للحصول على مناطق نفوذ ومواقع لتمركزات قواتها من أجل إعادة ترتيب ميزان‬
‫القوى بالشرق األوسط‪.‬‬

‫‪1‬ـ استراتيجية النفوذ اإلسرائيلي‪:‬‬


‫كانت منطقة القرن اإلفريقي منطقة صراع واستقطاب دولي وإقليمي من طرف قوى شرق أوسطية‪ ،‬وكانت إسرائيل‬
‫أبرز القوى اإلقليمية املراهنة على حضورها باملنطقة كاستراتيجية لألمن القومي اإلسرائيلي‪ ،‬بتعزيز أمنها وتحقيق‬
‫اختراق بمنطقة شرق إفريقيا لتحسين عالقاتها اإلفريقية‪ ،‬لكسب أصواتها باملنظمات الدولية ولكسر الحصار‬
‫والعزلة املفروضة عليها إقليميا‪ ،‬فاستثمرت برنامجها لتقديم املساعدات للدول النامية‪ ،33‬ودشنت وزيرتها للخارجية‬
‫السابقة جولدا مائير‪ ،‬التي تعتبر مهندس العالقات اإلفريقية اإلسرائيلية‪ ،‬بعد مؤتمر باندونغ‪ ،‬استراتيجية لتعزيز‬
‫عالقات دبلوماسية قوية مع دول القارة‪ ،‬بدأت بغانا وأعقبتها دول أخرى وصلت ألكثر من عشرين دولة في منتصف‬
‫الستينيات‪ .34‬وفي ارتباط بمنطقة شرق إفريقيا‪ ،‬استغلت إسرائيل عالقاتها املتميزة مع دول كينيا وأوغندا وإثيوبيا‬

‫‪-33‬اريه عوديد‪ :‬اسرائيل وإفريقيا‪ :‬العالقات اإلسرائلية اإلفريقية‪ ،‬ترجمة عمر زكريا خليل‪ ،‬القاهرة‪ :‬املؤسسة املصرية للتسويق والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2014 ،1‬ص‪.23 :‬‬

‫‪-34‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.39 :‬‬

‫‪Page 13 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫لحصار الدول العربية (السودان ومصر)‪ ،‬ومن أجل تأمين الطريق املالحة الجوية إلى الشرق األقص ى وجنوب‬
‫إفريقيا‪ ،35‬وراهنت على هذه العالقات السياسية واالقتصادية واألمنية‪ ،‬فقد استطاعت عقد اتفاقيات عسكرية‬
‫أبرزها التعاون العسكري مع إريتريا وتوج بحصولها على قاعدة عسكرية ملراقبة املالحة بباب املندب ومراقبة األنشطة‬
‫اإليرانية والخليجية وحماية املصالح اإلسرائيلية على حساب األمن القومي املصري‪.36‬‬

‫‪2‬ـ التنافس الخليجي‪-‬اإليراني‪:‬‬


‫ترتبط التحركات الخليجية باملنطقة بمبرر التنافس على املوقع االستراتيجي واملوارد ولتحصين مصالحها غير أنها‬
‫تؤطر في ظل حرب االستقطاب الخليجية اإليرانية باملنطقة‪ ،‬وقد تأكدت معاملها بعد الحرب على اليمن مع تصاعد‬
‫العلميات الحربية لـ"قوات التحالف العربي" وتزايد املخاوف الخليجية من سيطرة الحوثيين على باب املندب‪،‬‬
‫وكاستمرار للتنافس الدولي على هذه املنطقة‪ ،37‬تحولت املنطقة لساحة تصريف النزاع الخليجي مع إيران من أجل‬
‫تقليص حضورها‪ ،‬وباملقابل محاوالت إيرانية لتعزيز وجودها باملنطقة‪.‬‬

‫لقد راهنت إيران على محاوالت االنفتاح على منطقة شرق إفريقيا في إطار استراتيجيتها لتجاوز الحصار املفروض‬
‫عليها إقليميا‪ ،‬فسجلت االنطالقة الواعدة لعالقاتها اإلفريقية تسعينيات القرن املاض ي‪ ،‬بعد وصول هاشمي‬
‫رفسنجاني للرئاسة‪ ،‬انسجاما مع إعادتها النظر في سياستها الخارجية وبحثا عن موطئ قدم بإفريقيا‪ ،‬حيث دشن‬
‫أولى زيارات الرئاسة اإليرانية للدول اإلفريقية بزيارته للسودان في العام ‪ ،1991‬وأعقبتها زيارة لست دول هي (كينيا‪،‬‬
‫أوغندا‪ ،‬السودان‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬زيمبابوي وجنوب إفريقيا) في العام ‪ ،1996‬وشكلت هذه الجولة ذروة التعامل اإليراني‪-‬‬
‫اإلفريقي‪ ،‬وستتجدد هذه املقاربة مع خلفائه‪ ،38‬فكانت منطقة شرق إفريقيا متنفسا لطهران بعيدا عن أزمات‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬وترتكز استراتيجية التوجه اإلفريقي للسياسية الخارجية اإليرانية على االهتمام باملنطقة باعتبارها‬

‫‪-35‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.442 :‬‬

‫‪-Largest Israeli base established in Eritrea, The Palestinian information center, On 19 -06-2016, https://bit.ly/30svzYi 36‬‬

‫‪-37‬التنافس بين دول الخليج في القرن اإلفريقي تخفيف األثر‪ ،‬مجموعة االزمات الدولية‪ ،‬تقرير رقم ‪ 19 ،206‬سبتمبر ‪ ،2019‬ص‪.1 :‬‬

‫‪ -38‬شريف شعبان مبروك‪ :‬السياسة الخارجية اإليرانية في إفريقيا‪ ،‬سلسلة دراسات استراتيجية ‪ ،166‬أبوظبي‪ :‬مركز االمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬في العام ‪ ،2011‬ص‪:‬‬
‫‪.16-14‬‬

‫‪Page 14 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫املعبر الرئيس ي لتأمين انفتاحها على العالم الخارجي خارج محيطها اإلقليمي‪ ،‬مع رؤية استراتيجية بتوسيع حجم هذه‬
‫التفاعالت على ضوء مساعيها لتفعيل التعاون االقتصادي وتعزيز الروابط االقتصادية والتجارية‪.39‬‬

‫وباملقابل‪ ،‬راهنت القوى اإلقليمية الخليجية لتعزيز وجودها بمنطقة القرن اإلفريقي في إطار تدافعها مع إيران‪،‬‬
‫ومكنتها استراتيجية الضغط واملساعدات على الصومال وجيبوتي من قطع عالقاتهم مع إيران‪ ،40‬وتعزيز تحالفاتها‬
‫مع دول الخليج وتحجيم الدور اإليراني باملنطقة‪ ،41‬ودعم التحالف السعودي اإلماراتي باليمن وكذا توقيع اتفاقيات‬
‫للتعاون العسكري توجت بإنشاء قواعد عسكرية خليجية باملنطقة‪ .‬وتعتبر السعودية حضورها املتصاعد بالقرن‬
‫اإلفريقي فرصة لتقليص النفوذ اإليراني واستعادة دورها وموقعها "الطبيعي" في "الزعامة اإلقليمية"‪ ،‬وبدأت‬
‫صراعها مع الجمهورية اإليرانية ‪ ،2015‬بتوقيع اتفاق للتعاون مع إريتريا لتأمين وصول مجلس التعاون الخليجي إلى‬
‫ميناء عصب‪ ،‬واستبعاد وصول طهران إليها ودعم التحالف السعودي اإلماراتي بحرب اليمن‪ ،‬وأعقبها قطع جيبوتي‬
‫والصومال عالقاتهما مع ايران‪.42‬‬

‫ولتأكيد ذلك‪ ،‬أعلنت السعودية عن تشكيل "مجلس الدول العربية واإلفريقية املطلة على البحر األحمر وخليج‬
‫عدن" في ديسمبر ‪ ،2018‬والذي يضم ثمانية بلدان (السعودية‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬السودان‪ ،‬اليمن‪ ،‬الصومال‪ ،‬إريتريا‪،‬‬
‫جيبوتي)‪ ،‬وبعد عامين تم التوقيع على ميثاقه‪ ،‬كتنظيم مهمته من خالل تعزيز األمن واالستقرار وحماية التجارة‬
‫وحركة املالحة بهذه املنطقة‪ ،43‬غير أن الرهان هو مدى قدرة هذا التحالف على االنخراط في تعزيز أمن منطقة تشهد‬
‫تنافسا حادا؟‬

‫‪ -39‬مبارك مبارك أحمد‪ ،‬البعد االقتصادي في العالقات اإليرانية‪-‬اإلفريقية‪ ،‬آراء حول الخليج‪ ،‬بتاريخ ‪ 02‬يوليو ‪ ،2014‬متوفر عبر الرابط التالي‪https://bit.ly/2X7WOpb : :‬‬

‫‪ -40‬محمد فؤاد رشوان‪ ،‬التنافس على بناء القواعد العسكرية في القرن اإلفريقي وتأثيره على األمن القومي املصري واإلثيوبي‪ ،‬مجلة قراءات إفريقية‪ ،‬بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2018‬متوفر‬

‫عبر الرابط التالي‪https://bit.ly/2Qqt6do :‬‬

‫‪- 41‬التنافس بين دول الخليج في القرن اإلفريقي تخفيف األثر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2 :‬‬

‫‪ -42‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪-43‬أحمد طاهر‪ :‬منظور سعودي جديد ألمن املنطقة‪ ،‬مجلة املجلة‪ ،‬بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪ 2020‬متوفر عبر الرابط التالي‪https://bit.ly/2uUuFYF :‬‬

‫‪Page 15 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬
‫‪April 11, 2020‬‬

‫إجماال‪ ،‬فقد شهدت السنوات األخيرة دخول العبين إقليميين شرق أوسطيين باملنطقة أبرزهم اإلمارات والسعودية‬
‫من أجل تحقيق مطامعهم وأهدافهم "املعلنة والخفية" بالقرن اإلفريقي‪ ،‬كما تواصل إسرائيل تثبيت نفوذها وتعزيز‬
‫حضورها باملنطقة مستغلة بذلك عالقاتها هناك وتغلغلها الواسع بالقارة السمراء‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد احتلت منطقة القرن اإلفريقي مكانة بارزة في استراتيجيات القوى املتنافسة‪ ،‬نظرا ملا تمثله من أهمية كبيرة‬
‫ملصالحها‪ ،‬مستغلة بذلك وبشكل حصري منافعها الجيوستراتيجية‪ ،‬بذريعة التدخل من أجل محاربة اإلرهاب‬
‫والتطرف وإحقاق الديمقراطية عن طريق الحكامة الرشيدة وكذا تحقيق النمو االقتصادي للمنطقة‪ ،‬هذا األمر‬
‫الذي شكل عامل من عوامل عدم االستقرار في املنطقة عن طريق تكالب مصالح قوى دولية وأخرى إقليمية‪ .‬وبالتالي‬
‫فإن الدعم العسكري واللوجستي واملادي التي قدمته هذه القوى‪ ،‬كانت سببا رئيسيا في حالة الالستقرار التي تعيشه‬
‫دول املنطقة‪ ،‬وحافزا وراء تأجيج الصراعات النزاعات والحروب‪ ،‬مساهمة بذلك في تدهور البيئة السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية في املنطقة‪.‬‬

‫‪Page 16 of 16‬‬
‫‪www.eipss-eg.org‬‬

You might also like