You are on page 1of 99

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬

‫أسباب التشكل وسبل المعالجة‬

‫مركز الجزيرة للدراسات‬


‫المعمقة ‪-3‬‬ ‫‪ -‬سلسلة التقاريـــــــر‬

‫‪ -‬أبريل ‪ /‬نيسان ‪- 0202‬‬

‫‪Al Jazeera Centre For Studies‬‬ ‫مركـز الجزيرة للدراســات‬


‫‪PO BOX 23123 – Doha, Qatar‬‬ ‫ص‪ .‬ب‪ – 32132 .‬الدوحة‪ ،‬قطر‬
‫‪Tel: +974 4930181‬‬ ‫هاتف‪+974 4930181 :‬‬
‫‪Fax: +974 4831346‬‬ ‫فاكس‪+974 4831346 :‬‬
‫‪jcforstudies@aljazeera.netE-mail:‬‬ ‫بريد إلكتروني‪jcforstudies@aljazeera.net :‬‬
‫المساهمون في إعداد التقرير المعمق‬

‫فؤاد الصالحي‬
‫عبدهللا الفقيه‬
‫عادل الشرجبي‬
‫عبد الكريم الخيواني‬
‫محمد علي أبو بكر السقاف‬

‫إشراف قسم البحوث والدراسات‬

‫تحـرير‪ :‬شفيق شقير‬

‫جميع الحقوق محفوظة لمركز الجزيرة للدراسات‬


‫اآلراء الواردة في التقرير ال تعبر بالضرورة عن رأي المركز‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪2‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫فهرس‬

‫مقدمة المحرر‪............................................................................‬صفحة ‪6‬‬

‫‪8‬‬ ‫فؤاد الصالحي‬ ‫المجتمع والنظام السياسي في اليمن‬


‫‪8‬‬ ‫طبيعة المجتمع اليمني (قبليا ومذهبيا)‬
‫‪01‬‬ ‫بنية السلطة ووظيفتها‬
‫‪00‬‬ ‫األزمات والعيوب التي ولدت مع الدولة الحديثة‬
‫‪01‬‬ ‫العصبية التي تعتمد عليها السلطة‬
‫‪01‬‬ ‫الشرائح المتضررة والمستفيدة من السلطة‬
‫‪01‬‬ ‫موقع اليمن الجيو إستراتيجي وتأثيره في عالقات اليمن‬
‫‪08‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪12‬‬ ‫ابدهللا الفقيه‬ ‫االتقتصاد السياسي ودور في شكيي الجمااا‬


‫الفاالة‬
‫‪22‬‬ ‫جذور االقتصاد الريعي‬
‫‪21‬‬ ‫تطور االقتصاد الريعي‬
‫‪22‬‬ ‫أزمة االقتصاد الريعي‬
‫‪10‬‬ ‫النتائج السياسية‬
‫‪11‬‬ ‫دور الريع في الصراعات العنيفة‬
‫‪12‬‬ ‫خاتمة‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪3‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪33‬‬ ‫اادل الكرجبي‬ ‫القبيلة فاا غير رسمي‬
‫‪13‬‬ ‫توجهات الفاعلين القبليين‬

‫‪11‬‬ ‫الدولة المهجنة‪ ..‬تماهي الحدود بين القبيلة والدولة‬

‫‪14‬‬ ‫المؤسسات الوسيطة بين الدولة والقبيلة‬

‫‪13‬‬ ‫الفاعلون القبليون وبقية الفاعلين غير الرسميين‬

‫‪42‬‬ ‫مستقبل دور القبيلة‬

‫‪41‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪55‬‬ ‫ابد اليريم الخيواني‬ ‫الحركة الحوثية فاا غير رسمي‬


‫‪44‬‬ ‫نشأة الحركة الحوثية‬

‫‪42‬‬ ‫أهداف الحوثي المؤسس‬

‫‪41‬‬ ‫الحوثية وبقية الفاعلين غير الرسميين‬

‫‪48‬‬ ‫موقف السلطة من الحوثية‬

‫‪43‬‬ ‫حدود الفعل الحوثي غير الرسمي‬

‫‪20‬‬ ‫الحرب مع السلطة‬

‫‪21‬‬ ‫مستقبل الحوثية‬

‫‪21‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪65‬‬ ‫محمد الي أبو بير السقاف‬ ‫الحراك الجنوبي فاا غير رسمي‬
‫‪22‬‬ ‫تجاهل الوحدة للموروث ولالتفاقيات السابقة‬

‫‪23‬‬ ‫الحرب ومطلب فك االرتباط‬

‫‪12‬‬ ‫القضية الجنوبية والحراك في مواجهة السلطة والدولة‬

‫‪81‬‬ ‫الحراك الجنوبي وبقية الفاعلين غير الرسميين‬

‫‪80‬‬ ‫خاتمة‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪4‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪33‬‬ ‫محمد سيف حيدر‬ ‫القاادة فاا غير رسمي‬
‫‪81‬‬ ‫الخلفية وسياقات الظهور‬

‫‪82‬‬ ‫القاعدة وبقية الفاعلين غير الرسميين‬

‫‪88‬‬ ‫حدود القدرة على التكيف والعمل‬

‫‪31‬‬ ‫البنية التنظيمية ودوائر الحركة والتأثير‬

‫‪31‬‬ ‫تهديد القاعدة لسلطة الدولة اليمنية‬

‫‪32‬‬ ‫خاتمة‬

‫استنتاجا وخالصا المحرر ‪33.................................................................‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪5‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫المقدمة‬

‫تطورت أدوار بعض الجماعات الفاعلة في اليمن وأصبحت لها القدرة إما على منافسة الدولة في بعض األدوار‬
‫المنوطةةة بهةةا أو اال ةةطالئ بوظةةائف مةةن المفتةةرأ أن تكةةون حكةةرا علةةى الدولةةة دون سةةواها وتتمي ة هةةذه‬
‫الجماعات المنظمة بالقوة والقةدرة علةى عرقلةة النظةاع وإعاقةة عملةل أو علةى المشةاركة معةل فةي تقاسة السةلطة‬
‫والنفوذ فضال عن التسبب في تآكل هذه السلطة أو انقساع البلد نفسل‪.‬‬

‫ويندرج تحت هذا الوصف وبدرجات متفاوتة الحراك الجنوبي والحركة الحوثيةة والتكةتالت القبليةة إ ةافة إلةى‬
‫تنظي القاعدة وهي المقصودة في هذا التقرير حصرا عند إطالق وصف "الفاعلين غير الرسميين" في الةيمن‬
‫وذلك بغض النظر عن أي نقاش قةد يثةور حةوب أبعةاد ودالالت هةذا المصةطلح وحقيقةة اسةتعماالتل فةي سةياقات‬
‫أخرى‪.‬‬

‫وتوخ يا للدقة أفرد كل فاعل من هؤالء بالبحث والتحليل للوقوف عند األسباب والعوامةل التةي أنتجتةل وتحديةد‬
‫نوعية ومقةدار الفعةل الةذي يمارسةل فةي الحيةاة السياسةية خاصةة خةارج األطةر الدسةتورية ومؤسسةات الدولةة‬
‫من األطر القانونية في مؤسسةات الدولةة بةل خارجهةا‬ ‫باعتبار أن عملية إنتاج الفاعلين غير الرسميين ال تت‬
‫من خالب محددات القوة ونسيج العالقات خارج بنية الدولة ومؤسساتها بل يكون ذلك بمغالبة الدولة وتحديها‪.‬‬

‫وقد شكلت دراسةة األزمةات والعيةوب التةي تعتةري النظةاع السياسةي واالقتصةادي مةدخال أساسةيا لهةذا التقريةر‬
‫سواء تلك التي الزمت الكيان اليمني الحديث الموحد منذ والدتل وظلت حا رة فيل أو تلك التةي طةرأت عليةل‬
‫بسبب سياساتل أو طريقة إدارتل للدولة سياسيا واقتصاديا‪.‬‬

‫ويهدف التقرير المعمق فيما يهدف إلى الكشف عن األسباب المولدة لألزمات في الةيمن وتحديةدا تلةك المتصةلة‬
‫بالجماعات الفاعلةة غيةر الرسةمية وطريقةة تفاعلهةا مةع الواقةع اليمنةي المعقةد مةع إدراك أن هةذه األزمةات ومةا‬
‫تنتجل من جماعات مسلحة هي عبارة عن توليفة مركبة تجمع بين الجهويةة والقبليةة والمذهبيةة ويعةيل أغلبهةا‬
‫تحت مظلة نظاع يبدو –من منظارها‪ -‬منافسا لها على السلطة والثروة إ افة إلى كون اليمن يعةيل فةي محةيط‬
‫جغرافي وسياسي يتقاطع مع طموحات ومخاوف إقليمية وربما دولية تتجاوز الواقع اليمني المحلي‪.‬‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪6‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وتحقيقا لهذه الغاية اختير الكتّاب على أساس التخصص واالطالئ أو القرب الشديد من هذه الجهات الفاعلة مةا‬
‫الةذي يقةي مةن خاللةل دورهةا "غيةر الرسةمي" مةع‬ ‫أمكن وذلةك بهةدف االقتةراب أكثةر مةن منظورهةا الخةا‬
‫الشديد على تحقيق أكبر درجة ممكنة من الحياد والمو وعية‪ .‬كما أ يفت استنتاجات وخالصات في‬ ‫الحر‬
‫نهاية هذا التقرير تبرز السمات األساسية التي تعطي لهؤالء الفاعلين القدرة على االستمرار التةي سةتكون محةل‬
‫اختبار في حاب حصوب تغيير جذري في الواقع اليمني‪.‬‬

‫ومما ي يد في أهمية هذا التقرير المعمق عن الفاعلين غير الرسةميين الةذي نبسةطل بةين يةدي القةارل أن الةيمن‬
‫يشةةهد بدايةةة انطةةالق مرحلةةة جديةةدة مةةع والدة الثةةورة الشةةعبية األخيةةرة التةةي أدت فيهةةا بعةةض هةةذه القةةوى غيةةر‬
‫الرسمية دورا نشيطا في حةين التة ع بعضةها خطةاب الثةورة أو أرجةأ الصةدئ بمطالبةل الخاصةة مةؤثرا انتظةار‬
‫النتائج التي سيتمخض عنها هذا الحراك الشعبي لتدلي بدلوها وفق الواقع الجديد الذي ال ي اب طور التشكل‪.‬‬

‫وب هذا ت داد أهميةة هةذا التقريةر المعمةق عةن الفةاعلين غيةر الرسةميين فةي الةيمن خاصةة وأن الةيمن يشةهد بدايةة‬
‫انطالق مرحلة جديدة بوالدة الثورة الشعبية األخيرة والتي تجلت أوب تغييراتها بةالت اع معظة الجهةات الفاعلةة‬
‫غيةةر الرسةةمية فيهةةا خطةةاب الثةةورة أو بتقديمةةل علةةى خطابهةةا سةةواء بالتأييةةد أو االمتنةةائ عةةن الصةةدئ بمطالبهةةا‬
‫الخاصة في هذه المرحلة مؤثرة انتظار النتائج لتدلي بدلوها وفق الواقع الجديد الذي ال ي اب طور التشكل‪.‬‬

‫شفيق شقير‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪7‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫المجتمع والنظام السياسي في اليمن‬
‫*‬
‫فؤاد الصالحي‬
‫‪ -‬طبيعة المجتمع اليمني‪ ،‬تقبليا ومذهبيا‬
‫‪ -‬بنية السلطة ووظيفتها‬
‫‪ -‬األزما والعيوب التي ولد مع الدولة الحديثة‬
‫‪ -‬العصبية التي شعتمد اليها السلطة‬
‫‪ -‬الكرائح المتضررة والمستفيدة من السلطة‬
‫‪ -‬موتقع اليمن الجيو إستراشيجي وشأثير في االتقا اليمن‬
‫‪ -‬خاشمة‬

‫من عملية صرائ ال تحتك‬ ‫إن مفتاح الفه للفاعلين غير الرسميين يكمن في عملية إعادة إنتاج القوى الالعبة‬
‫من مؤسسات الدولةة بةل مةن خةالب محةددات القةوة والعالقةات خةارج بنيةة الدولةة‬ ‫للدستور واألطر القانونية‬
‫ومؤسساتها‪ .‬ويتجلى ذلك بو وح في القبيلة حيث ال تكمن قوة البنى القبلية في ذاتية القبيلة واستعصائها علةى‬
‫من كيان الدولة بل من خالب عملية الصرائ السياسي التي تسةعى القةوة المتصةارعة مةن‬ ‫التحديث واإلدماج‬
‫خاللهةةا ‪-‬خاصةةة الح ة ب الحةةاك ‪ -‬إلةةى إعةةادة إنتةةاج الق بيلةةة ومنظومتهةةا الثقافيةةة لالسةةتقواء بهةةا وجعلهةةا السةةند‬
‫عف شديد فةي بنيةة المجتمةع المةدني وأطةره المؤسسةية الحديثةة بةل هنةاك‬ ‫االجتماعي لها‪ .‬وفي المقابل هناك‬
‫إ عاف لل انطالقا من عدع تالقي مصالحل مع مصالح القوى المهيمنة سياسيا وقبليا‪.‬‬

‫وهكذا فبقدر ما تستند النخب السياسية إلى سند قبلي فإنها تضعف من قدر الدولة ومؤسسةاتها وتحةط مةن هيبتهةا‬
‫األمر الذي ترتب عليل ولسنوات طواب تقوية المجتمع القبلي وإ عاف لمرتك ات الدولةة ومؤسسةاتها‪ .‬وهنةا فقةط‬
‫ةةمن عمليةةات صةةرائ عنيفةةة تعةةددت أطرافهةةا ودعواتهةةا‬ ‫ظهةةر الفةةاعلون غيةةر الرسةةميين فةةي المشةةهد السياسةةي‬
‫ومرجعياتها ليصبح اليمن دولة فاشلة غير قادرة على فرأ وجودها الرم ي والمادي في آن واحد‪.‬‬

‫طبيعة المجتمع اليمني تقبليا ومذهبيا‬

‫اليمن كما تعرفل الكثير من المنظمات الدولية ومراك األبحاث مجتمع تقليدي دخل مسار التحديث متةأخرا تبةرز‬
‫فيل القبيلة والعشةيرة كبنةى اجتم اعيةة فاعلةة ومقةررة وليسةت مجةرد تشةكيالت تنتمةي إلةى الما ةي‪ .‬فبنيةة القبيلةة‬
‫االجتماعية تشكل السمة الممي ة للتركيب االجتمةاعي وفاعليتهةا ال تةرتبط بالسةلوك الفةردي فحسةب بةل بالسةلوك‬
‫الجمعةةي أيضةةا و ةةمن مجةةاالت الفعةةل السياسةةي واالجتمةةاعي‪ .‬وتعةةد األسةةرة الممتةةدة هةي القاعةةدة العريضةة التةةي‬
‫تتكةون منهةا القبيلةة وتشةةكل الرابطةة القبليةة العامةةل الةرئيس واألكثةر أهميةةل فةي البنةاء القبلةةي خاصةة فةي منةةاطق‬
‫الشماب والشماب الشرقي من البالد‪.‬‬
‫*‬
‫أستاذ علم االجتماع السياسي‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪8‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وتتس العالقةات االجتماعيةة فةي كةل مةن تهامةة وتعة وإب وعةدن (منةاطق الجنةوب والوسةط والسةاحل) بالطةابع‬
‫الفالح ةي والفةةردي المعتمةةد علةةى أسةةاس االرتبةةاط باألرا ةةي ال راعيةةة واالنةةدماج فةةي إطةةار السةةلطة اإلداريةةة‬
‫والسياسية للدولة المرك ية‪ .‬فالبناء االجتماعي في هذه المناطق يرتك على عامل االرتباط واالشتراك في المكان‬
‫أكثر مما يجمع بينها عامل النسب أي يرتك على التنظي اإلداري واإلقامة وما يرتبط بها من عمليةات االتصةاب‬
‫وتنمية المصالح المشتركة (‪.)0‬‬

‫عامةة يمكةن القةةوب إن المجتمةع اليمنةةى يتصةف بتعةةدد البنةى القبليةة والعصةبوية الفاعلةةة التةي تنةةاقض نظةاع الدولةةة‬
‫و وابطها المدنية في حين نجد أن شكل نظاع الحك ونصوصةل الدسةتورية والقانونيةة ال تةتحك أو توجةل العقةل‬
‫السياسي للمجتمع اليمنةي بةل ال ية اب هةذا العقةل محكومةا بقةوة المةوروث االجتمةاعي وثقافتةل‪ .‬والالفةت أن تعةدد‬
‫البنى القبلية يتقاطع مع التصنيف المذهبي والتواجد الجغرافةي إلةى حةد كبيةر فهنةاك ثالثةة اتحةادات قبليةة (حاشةد‬
‫وبكيل ومذحج) تمثل الكيانات القبلية الكبيرة فةي الةيمن أبرزهةا قبيلةة حاشةد التةي ينتمةي إليهةا رئةيس الجمهوريةة‬
‫وغالبية القادة العسكريين‪.‬‬

‫والةيمن بلةةد شةةبل متجةةانس مةةذهبيا حيةث يسةةود فيهةةا مةةذهبان اثنةةان تقاربةةا تاريخيةا فةةي الكثيةةر مةةن ر اهمةةا الدينيةةة‬
‫وتعايشا دون صراعات عدا فترات محدودة وغالبية السةكان هة مةن أتبةائ المةذهب السةني الةذين يقةدرون بنسةبة‬
‫تقترب من ‪ %11‬ويترك ون فةي المنةاطق الجنوبيةة والسةاحلية والهضةاب الوسةطى (‪ )2‬وهنةاك أتبةائ المةذهب‬
‫ال يةةدي الةةذين تقةةدر نسةةبته بمةةا يقةةرب مةةن ‪ %11‬تعةةيل غةةالبيته فةةي المنةةاطق الشةةمالية‪ .‬وهنةةاك أيضةةا أقليتةةان‬
‫إحداهما الطائفة اإلسماعيلية القليلة العدد التي تصنف كج ء من الشيعة واألخرى هي اليهودية وال يتجةاوز عةدد‬
‫من خطةة منظمةة‬ ‫أفرادها المئات بعد أن هاجر غالبيته إلى إسرائيل في نهاية األربعينيات من القرن الما ي‬
‫لتهجيره ‪.‬‬

‫وعامة ال توجد مشكالت بين أفراد المجتمع على أساس خلفيته القبليةة والمذهبيةة إال فةي أوقةات األزمةات حيةث‬
‫تبرز بعض العصبيات لدى البعض اسةتنادا إلةى مرجعيةاته كمةا هةو الحةاب مةع األزمةات السياسةية واالقتصةادية‬
‫العمةةل وفةةق‬ ‫الراهنةة حيةةث شةةاعت أحاديةث مةةع تفشةةي البطالةةة والفقةر عةةن الوسةةاطة والمحسةةوبية وتةوفير فةةر‬
‫العالقات القبلية والمذهبية دون النظر إلى المؤهالت والكفاءة‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪9‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وقد بدأت عالمات التبرع تظهر على بعض أبناء القبائل من استحواذ قبيلة حاشد على النصيب األكبر مةن السةلطة‬
‫من إطار تنظيمي رفعوا فيل شعار المسةاواة مةع‬ ‫والثروة ودفع ذلك بأبناء قبيلة "بكيل" لتأسيس تجمع قبلي له‬
‫قبيلة حاشد كما ظهرت في الوقت نفسل دعوات إلعادة التجمعات القبلية في بعض منةاطق الجنةوب‪ .‬وهةذا فضةال‬
‫العمل ومن المناصب السياسية‪.‬‬ ‫عن تحدث أبناء الجنوب عن إقصائه من فر‬

‫بنية السلطة ووظيفتها‬

‫اليمن دولة عربية إسالمية ذات نظاع جمهوري أعلن في الشماب عاع ‪ 0322‬عقب قياع ثورة ‪ 22‬سبتمبر وأعلن‬
‫في الجنوب عاع ‪ 0321‬في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد تحقيق االستقالب مةن االسةتعمار البريطةاني‬
‫وكالهما اندمجا في دولة واحدة في ‪ 22‬مايو‪/‬أيار ‪ 0331‬وفق عملية توحد سلمي بين كيانين سياسيين‪.‬‬

‫هكذا ظهرت الجمهورية اليمنية التي يبلغ عدد سكانها حةوالي ‪ 21‬مليونةا تتةوزئ الةبالد علةى ‪ 20‬محافظةة يتةوزئ‬
‫فيهةةا السةةكان جغرافيةةا علةةى أربعةةة مسةةتويات المنةةاطق الجبليةةة والهضةةاب والسةةاحل ومنةةاطق البةةدو إ ةةافة إلةةى‬
‫الج ر البحرية‪.‬‬

‫ووفقا للدستور يقوع النظاع السياسي للجمهورية على التعددية السياسية والح بية تتوزئ السلطات فيل على ثةالث‬
‫السلطة التنفيذية ممثلة برئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ث السةلطة التشةريعية وأخيةرا السةلطة القضةائية مةع‬
‫الفصل بينها وظيفيا‪ .‬غير أن واقع الممارسة يعكس سيطرة كاملةة للسةلطة التنفيذيةة لةرئيس الجمهوريةة علةى بقيةة‬
‫السلطات حيث يحظى الرئيس بصالحيات واسعة تفتقد معل السلطات األخرى ألي دور فاعل ومستقل‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن التوسع في صالحيات رئيس الجمهوريةة جةاء عقةب الحةرب األهليةة فةي صةيف العةاع ‪0331‬‬
‫حيث عمد الفريق المنتصر إلى إجراء تعديالت دستورية واسعة ل تحظ بإجمائ القوى السياسية في الةبالد‪ .‬ووفقةا‬
‫للدستور ينتخب الرئيس من خالب عملية تنافسةية لةدورتين انتخةابيتين فقةط كةل منهمةا سةبع سةنوات وفقةا للدسةتور‬
‫المعدب عاع ‪.2110‬‬

‫وواقع األمر أن سلطة الرئيس هي النافذة دون اعتةراأ مةن السةلطات األخةرى التةي تكتفةي بةدور التةابع والمنفةذ‬
‫لسياسات وقرارات ورغبات الرئيس فمجلةس الةوزراء لةيس سةوى سةكرتارية تنفةذ أوامةر الةرئيس أمةا السةلطة‬
‫القضائية فهي غير مس تقلة ألن قيادتها تعينها السلطة التنفيذيةة‪ .‬وكةذلك الحةاب مةع السةلطة التشةريعية التةي ينتمةي‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪01‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫غالبيةةة أعضةةائها للح ة ب الحةةاك مةةع وجةةود أقليةةة مةةن المعار ةةين والمسةةتقلين ال تحظةةى بةةأي دور فاعةةل فةةي‬
‫البرلمان لتت بذلك سيطرة الرئيس عبر الح ب الحاك على مختلف السلطات الرئيسية في الدولة‪.‬‬

‫األزما والعيوب التي ولد مع الدولة الحديثة‬

‫لعبت الدولة في اليمن دورا إيجابيا في مختلف عمليات التحديث التي شةهدها المجتمةع خاصةة فةي مجةالي التعلةي‬
‫والبنةةى التحتيةةة‪ .‬غيةةر أنهةةا ومنةةذ بةةداياتها األولةةى فةةي السةةتينيات ارتبطةةت األزمةةات بهةةا وتراكمةةت تةةدريجيا حتةةى‬
‫أصبحت "األزمة" سمة تمي ها ول تعد قادرة على تجاوزها أو إدارتها‪.‬‬

‫ويبدو أن النظةاع السياسةي اليمنةي خاصةة فةي السةنوات العشةرين األخيةرة بةدأ يتعةايل مةع هةذه األزمةات ويعيةد‬
‫ةعف بسةبب الفسةاد والرشةوة والمحسةوبية‬ ‫ةعف إلةى‬ ‫إنتاجها في حةين مةا فتئةت مؤسسةات الدولةة تنتقةل مةن‬
‫ونفوذ مشايخ القبيلة وكبار قادة الجهاز اإلداري ونفوذ قادة الجيل واألمن لتؤكد جميعها أن الدولة في اليمن منذ‬
‫النافةذين فيهةا‬ ‫تشكلها الحديث والمعاصر ل تق علةى أسةاس المواطنةة وسةيادة القةانون بةل كانةت تةرتبط بشةخو‬
‫علةةى أسةةاس قبلةةي ومةةذهبي األمةةر الةةذي أفةةرم الدولةةة مةةن مضةةمونها المعلةةن فةةي أهةةداف الثةةورة وفةةي نصةةو‬
‫الدستور‪.)1( .‬‬

‫وبذا أصبح الصرائ على السلطة والنفوذ وإقصاء اآلخرين وإ عاف تمثيله السياسي سمة تمي المشهد السياسي‬
‫العاع انطالقا من أن من يصل إلى السلطة بةأي وسةيلة يحكة سةيطرتل علةى الثةروة والمجتمةع‪ .‬وهةذا إن دب علةى‬
‫شيء فإنل يدب ع لى أن الدولة لة تعةد تعبةر عةن كةل المةواطنين وأنهةا ال تمةثله بقةدر تعبيرهةا وتمثيلهةا لمجموعةة‬
‫مسةةيطرة علةةى السةةلطة والثةةروة تميةةل لعقةةد تحالفةةات مةةع مجموعةةات أخةةرى مةةن مختلةةف المنةةاطق اليمنيةةة لتع ية‬
‫سيطرتها فقط في حين تقدع ذلك على أنل مشاركة في الحك وهذا غير صحيح البتة‪.‬‬

‫ف الدولة اليمنيةة التةي رفعةت شةعار المسةاواة والحريةة واعتمةاد القةانون لة تعكةس شةعاراتها هةذه فةي أدائهةا أو فةي‬
‫خطابها السياسي بل ظلت الفجةوة تتسةع دومةا بةين خطةاب سياسةي يتضةمن الكثيةر مةن المثاليةات وواقةع يعةاني‬
‫أصحابل من التميي واإلقصاء لت داد بةذلك الفجةوة وتنعةدع الثقةة بةين المجتمةع والنظةاع األمةر الةذي ترتةب عليةل‬
‫ظهور حالة من االغتراب السياسي (إحساس األفراد بأن النظاع ال يمةثله وال يعبةر عةنه ) تجلةت بعمليةات إحيةاء‬
‫للجهوية والمنطقية والمذهبية بل والدعوة إلى فك االرتباط بين الشماب والجنوب‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪00‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫في هذا السياق يمكن القوب إن مجمل األزمات والعيوب التي ترافقت مع النظاع السياسي شةكلت مؤشةرات قياسةية‬
‫اعتمدت في التحليل السياسي وتوصيف الدولة في اليمن بأنها دولة فاشلة باعتبار أن الدولة ل تنجح في وظيفتهةا‬
‫اإلنمائية ول تحقق االستقرار السياسي واألمني وتعددت الحروب داخلها مثل الحرب مع الحةوثيين والحةروب‬
‫عف دور القضاء وتفشي الفساد في كل دواليب الحياة‪.‬‬ ‫بين القبائل نفسها أو بين القبائل والدولة إ افة إلى‬

‫ومن أه عيوب وأزمات الدولة في اليمن أنها ال تتعامل مع المواطنين مباشرة من خالب مؤسسات الدولةة المدنيةة‬
‫والقضائية والخدمية بل من خالب واسطة المشايخ ممةا عظة مةن دور هةؤالء فةي مقابةل تقة ي أدوار مؤسسةات‬
‫من سلسلة من االستثناءات‬ ‫الدولة وبدال من أن يسود القانون ساد التحايل عليل وإ عافل من خالب أوامر عليا‬
‫التي أصحبت قاعدة في التعامل اليومي وبدال من اعتماد منظور ثقافي يبلور خطاب الدولة وفلسةفتها وفةق ر يةة‬
‫د ثقافة الدولة‪.‬‬ ‫حديثة ت إعادة إنتاج منظومة الثقافة القبلية وتعظي قيمتها‬

‫وهنا أقوب بكلمة واحدة إن النظاع السياسي في اليمن اعتمةد سياسةات أ ةعفت مرتكة ات الدولةة الحديثةة وغيبةت‬
‫منظومتها الثقافية‪ .‬وفي هذا الصدد يرى بعض الكتاب الغربيين أن المؤسسات السياسةية الحديثةة فةي الةيمن قامةت‬
‫على البنى التقليدية التي عملت بدورها على إعاقة التقدع السياسي واالجتماعي وأن القبائل اليمنية التي تعبر عن‬
‫البنية االجتماعية التقليديةة اسةتطاعت أن تبسةط نفوذهةا علةى الحكومةة وأن تةردد مصةطلحات وقيمةا حديثةة كانةت‬
‫حكرا على الدولةة ( ‪ .)1‬وذلةك يعنةي فةي داللتةل أن القبيلةة كمؤسسةة اجتماعيةة تقليديةة تسةمح للتحةوالت السياسةية‬
‫الحديثة بأن تأخذ مكانها لكنهةا ال تتةيح لهةذه التحةوالت أن تتجةذر وتتمأسةس فةي الواقةع وفةق شةروطها الخاصةة‬
‫وهذا األمر يعكس الن عات الذاتية للقيادات التقليدية وبعض القيادات الحديثة التي تنقةاد لن عاتهةا التسةلطية حتةى‬
‫تمادت في ن عاتها إلى حد القوب بعدع جاه ية اليمن للديمقراطية‪.‬‬

‫العصبية التي شعتمد اليها السلطة‬

‫ظهرت في المراحل السابقة من بناء الدولة في الةيمن نخةب تعتمةد خطابةا سياسةيا يبشةر بالمواطنةة ودولةة القةانون‬
‫والتنميةةة وكةةان هةةؤالء خليطةةا مةةن مجموعةةات عسةةكرية ومدنيةةة أخةةذت مشةةروعيتها مةةن دورهةةا فةةي بنةةاء الدولةةة‬
‫وحماية منج ات الثورة لهذال تسع لالرتباط العصبوي ونسج مفاصل السلطة حوب عصةبيتها بةل كةان النضةاب‬
‫الرومانسي هو ملمحها األساسي (هذا األمر ينطبق على النخبة في الشماب والجنوب حتةى منتصةف السةبعينيات)‪.‬‬
‫ث أخذت العصبية تع ز حضورها في الحقبة التالية منذ بداية الثمانينيات إلى أن ترسخت أكثةر مةع دولةة الوحةدة‬
‫صةةالح ‪-‬مةع مجموعةةات مةةن أسةرتل وقبيلتةةل مةةن خةالب مواقةةع عسةةكرية وأمنيةةة‬ ‫حيةث أحكة الةةرئيس علةي عبةةد‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪02‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وإدارية‪ -‬سيطرتل على دوائر صنع القرار وترك مساحات محدودة آلخرين تة إشةراكه علةى أسةاس أنةل تمثيةل‬
‫ةمن مسةار‬ ‫سياسي واسع والحقيقة أن هؤالء ه جة ء مةن تركيبةة سياسةية تعتمةد التحةالف مةع شةركاء آخةرين‬
‫‪.‬‬ ‫محدد يقرره الرئيس الناظ األساسي للتحالف ومساره العاع والخا‬

‫فقبيلةةة حاشةةد التةةي ينتمةةي إليهةةا الةةرئيس يتع ة ز دورهةةا مةةن خةةالب نخةةب مختةةارة وفةةق محةةددات الةةوالء للةةرئيس‬
‫ويعملون وفق منطق الطاعةة مقابةل الحصةوب علةى امتيةازات ماديةة واجتماعيةة وسياسةية وهنةا يةت إعةادة إنتةاج‬
‫القبيلة وتعظي دورها وفاعليتها وتعمي منظومتها الثقافية ب ع أصالتها وتعبيرها الحقيقي عن المجتمع اليمني‪.‬‬

‫وهذا أمر مجانب للصواب وهو تعمي لنموذج مصغر ال يمثل اليمن الذي تتعدد فيل التكوينات القبلية والعشةائرية‬
‫وتختلف في الكثير من مالمحها األنثروبولوجية ثقافيةا وبنائيةا األمةر الةذي يجعةل التعمةي لنمةوذج قبلةي مةن بةاب‬
‫ةمن عمليةة‬ ‫تكريس زعامة قبيلة وسيطرتها سياسيا وإجبار اآلخرين علةى االنضةواء تحةت زعامةة هةذه القبيلةة‬
‫احتواء وإدماج (‪.)4‬‬

‫والحقيقةةة أن السةةلطة اليمنيةةة تتشةةكل مةةن تحةةالف رمةةوز عسةةكرية وقبليةةة وتجاريةةة ورجةةاب ديةةن تتةةداخل فةةي بنيةةة‬
‫اجتماعية واحدة من خالب الجذور القبلية والمذهبية التي تشمل العسكر والقبيلة والتجةار حيةث غةالبيته مةن قبيلةة‬
‫حاشد‪ .‬وانض إليها آخرون من قبيلة بكيل ومن محافظات تع وعدن وحضرموت وتهامة وفقا لتداخل المصالح ‪-‬‬
‫ووفق عالقات المصاهرة المنظور إليها قصديا من زاوية سياسية‪ -‬والت اما بةل وتسةليما بقيةادة وزعامةة الةرئيس‬
‫لهذا التحالف انطالقا من كونل رئيس الدولة ورئيس الح ب الحاك والقائد العاع للقوات المسلحة‪.‬‬

‫هذه ال عصبية الحاكمة في العقود الثالثة األخيةرة شةكلت وألوب مةرة فةي تةاريخ الةيمن مةا يمكةن أن نسةميل احتكةار‬
‫القبيلة "لمنصب الرئيس وقيادة المؤسسات العسكرية" حتى ظن البعض أنل قد وقر فةي وعةي المجتمةع وقناعاتةل‬
‫التسةةلي بحاشةةدية الرئاسةةة ومةةذهبيتها‪ .‬ولكةةن علةةى العكةةس مةةن ذلةةك أصةةبح األمةةر محةةل نقةةد فةةي مختلةةف الصةةحف‬
‫الح بية والخاصة مما يعني تشكل وعي مضةاد لهةذا االحتكةار السياسةي ومةن ثة الةدعوة إلةى فةك االرتبةاط بةين‬
‫منصب الرئاسة ومرجعيتل القبلية والمذهبية‪ .‬وأكثر أوجةل النقةد والتعبيةر السياسةي المباشةر رفضةا لهةذا االحتكةار‬
‫جاءت من خالب الحراك الجنوبي مع العل أن الح ب االشتراكي كان قد سبق في توجيل هذا النقد عاع ‪.0331‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪03‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫الكرائح المتضررة والمستفيدة من السلطة‬

‫إن ت ايد اندماج اليمن في النظاع االقتصادي الرأسمالي العالمي وتغلغل مفردات هذا النظاع في المجتمةع نةتج عنةل‬
‫تخلخل في الترك الجغرافي للسكان واهت از البناء االجتمةاعي التقليةدي فمةع اتسةائ السةوق الوطنيةة المسةتوردة‬
‫وت ايةةد حجة الهجةةرة مةةن الريةةف ومةةع ت ايةةد عمليةةات التحةةديث والتنميةةة التةةي قادتهةةا الدولةةة فةةي العقةةود األربعةةة‬
‫الما ية ترتب علي جميعها ظهور ثالثة مستويات من الحراك االجتماعي الحةراك الجغرافةي (التنقةل السةكاني)‬
‫والحراك المهني (االشتغاب بأعماب ومهن جديدة) والحراك التعليمي (من خالب المةدارس والجامعةات والبعثةات‬
‫الخارجية)‪.‬‬

‫ولما كان تغلغةل العالقةات الرأسةمالية الحديثةة مةن ركةائ نشةأة الطبقةات الحديثةة وتبلورهةا فهةذا التغلغةل لة يكةن‬
‫شةةامال ولة تصةةاحبل تغييةةرات جذريةةة فةةي القاعةةدة المعرفيةةة والعلميةةة والتكنولوجيةةة ولة تتسةةع القاعةةدة اإلنتاجيةةة‬
‫االقتصادية‪ .‬لكن يمكن القوب بوجود طبقة وسطى حديثة وبداية وا حة لطبقة عاملة (طبقة في طور التكوين) في‬
‫بداية مستوياتها التكوينية والتشكل البنائي الحديث كما ال يمكن القوب بوجود طبقة رأسمالية بةل هنةاك "بيوتةات"‬
‫(‪.)2‬‬ ‫تسمي نفسها رجاب األعماب أو القطائ الخا‬

‫ومع ذلك يمكن اإلشارة بو وح إلى الطبقة الوسطى التي تتبنى وتطةرح أفكةارا جديةدة عةن الليبراليةة واإلصةالح‬
‫السياسي واالقتصادي وبناء الديمقراطية والمجتمع المدني ومنها تشكلت التنظيمات الح بية بمختلف أيةدلوجياتها‬
‫(القوميةةة واالشةةتراكية واإلسةةالمية) والتنظيمةةات الجمعويةةة (نقابةةات وجمعيةةات ومنظمةةات) بةةل وقةةادت النضةةاب‬
‫د االستعمار في الجنوب و د اإلمامة في الشماب والكثير من موظفي الدولةة مةدنيين وعسةكريين هة‬ ‫الوطني‬
‫من أبناء هذه الطبقة‪.‬‬

‫أمةا الفئةات المهيمنةة فةةي قمةة السةل االجتمةةاعي االقتصةادي والسياسةي فهةي امتةداد حةديث للبنةةى القبليةة فةي إطةةار‬
‫تحةالف بينهةةا مةع رمةةوز القةةوى الحديثةة وفةةي هةةذا السةياق ظهةةر إعةةادة تحةالف بةةين العناصةةر المتبقيةة مةةن القةةوى‬
‫وهنا ظلت الدولة متحكمةة فةي المجتمةع مةن‬ ‫التقليدية مع السلطة السياسية في الدولة وبعض كبار القطائ الخا‬
‫خالب تحكمها المنفرد باالقتصاد مع تغيير في الممارسات والتحالفات (‪.)1‬‬

‫فالمشايخ كقوة تقليدية ت دع نفوذها القبلي واالجتماعي بالنفوذ السياسي فةي مؤسسةات الدولةة الرسةمية وتة دعة‬
‫نفوذها االقتصادي من قبل الدولة من خالب العطاء المادي الكبير (الدع بشكل شركات وتوكيالت تجارية)‪.‬‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪04‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وهنةةا يمكةةن القةةوب إن االسةةتفادة اقتصةةاديا واجتماعيةةا وسياسةةيا مةةن الدولةةة يكةةون عةةن طريةةق التنظيمةةات التقليديةةة‬
‫العصةةبوية والعالقةةات الشخصةةية والقرابيةةة والمصةةالح المتبادلةةة خاصةةة أن الدولةةة بمةةا تملكةةل مةةن الريةةع النفطةةى‬
‫وغيره يجعلها القوة الرئيسة في توزيع الثروة والمنح واالمتيةازات والعقةارات والخةدمات والوظةائف الكبيةرة فةي‬
‫جهازها اإلداري‪.‬‬

‫وهنةةا ت ايةةدت عمليةةة التةةداخل والتةةرابط بةةين النخةةب االجتماعيةةة التقليديةةة والنخةةب الحديثةةة (السياسةةية والعسةةكرية‬
‫‪ -‬تعتمد على الدولة من حيث حصولها علةى عقةود التوريةد‬ ‫ورجاب األعماب) فالعائالت التجارية ‪-‬القطائ الخا‬
‫وبناء المنشةآت والمقةاوالت والتةوكيالت التجاريةة (أى أنةل مةن خةالب الدولةة واالرتبةاط بهةا ظهةرت مجموعةات‬
‫تجارية كبيرة) هنا يظهر بو وح الخلل الكبير في توزيع الثروة والدخل وما يولده من مشكالت اجتماعية عميقة‬
‫ومتعةةددة أهمهةةا ظهةةور تميية معلةةن بةةين المةةواطنين (مةةن خةةالب الوظةةائف المدنيةةة والعسةةكرية واألمنيةةة والةةدع‬
‫االقتصةةادي والسياسةةي والخةةدمي) يةةت الحةةديث عنةةل علنةةا بةةل وأصةةبح مجةةاب للحةةديث العةةاع فةةي مختلةةف الصةةحف‬
‫خصوصا الخاصة والح بية‪ .‬فى هذا السياق تتفوق المعايير التقليدية على المعايير الحديثة في تحديد مكانةة الفةرد‬
‫اجتماعيا وتحديد دوره السياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫صفوة القوب أن الدولة اليمنية في سعيها إلةى التحةديث والتنميةة –كانةت وال تة اب‪ -‬تعتمةد آليةات تقليديةة بةل وتعيةد‬
‫إنتاج البنى والثقافة التقليدية وهةى فةي ذلةك تة اح عمليةات التحةديث أو تشةوهها‪ .‬وهنةا تبةرز أهة معوقةات بنةاء‬
‫الدولة اليمنية الحديثة وأه إشكاالت االندماج االجتماعي‪.‬‬

‫فاالحتكار العصبوي للسلطة والثروة تكمن دالالتل في التعبير عن غياب دولة العموع التةي تسةمح بتةداوب المواقةع‬
‫والمراتب والمنافع بشكل قانوني هنا يغيب التوازن االجتماعي ويضعف االندماج الةوطني‪ .‬وهةذا األخيةر يصةبح‬
‫مشكلة اجتماعية وسياسية في آن واحد تبرز بو وح عندما يصبح للتماي االجتماعي والعصبوي وجةود سياسةي‬
‫واقتصادي ممي ‪.‬‬

‫ةد مصةالح الةبعض اآلخةر أو‬ ‫فالتماي السياسي يصبح وسيلة لتحقيق المصالح االقتصادية واالجتماعية للةبعض‬
‫منها فالدولة اليمنية حاليا بما تملكل من ريع اقتصادي وقوة مادية تتدخل بشكل مباشر‬ ‫على حسابها أو باالنتقا‬
‫وغير مباشر في المسار االقتصادي بهدف إعادة تشةكيل عالقةات القةوة وخلةق توازنةات بةين الجماعةات التجاريةة‬
‫واالقتصادية الناشئة وفقا ألصولها االجتماعية والمذهبية‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪05‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫العمةل وزيةادة معةدالت‬ ‫واستمرار الرشوة والفسةاد وبالتةالي انسةداد فةر‬ ‫إ افة إلى ذلك فإن عدع تكافؤ الفر‬
‫العاطلين والفقراء وت ايد حج الحرمان البشةري لغالبيةة أفةراد المجتمةع يتولةد عنةل ت ايةد الةوعي تةدريجيا بعةدع‬
‫المواطنة المتساوية و عف االنةدماج االجتمةاعي وصةوال إلةى اإلحسةاس بةاالغتراب عةن النظةاع السياسةي (عةن‬
‫ةد مصةالحه ومةن ثة فهةو ال يمةثله‬ ‫الدولة) حيث يحس األفراد والجماعات بأن النظاع السياسي الحاك يعمةل‬
‫وال يعبر عن أهدافه ‪ .‬والحاب هذه يمكن القةوب إن غالبيةة أفةراد المجتمةع اليمنةي والطبقةة الوسةطى خصوصةا هة‬
‫الخاسرون من سياسات النظاع القائ والقبيلة كأفراد ومنظومة بنيوية هي األكثر حظا من هذا النظاع )‪.)8‬‬

‫موتقع اليمن الجيو إستراشيجي وشأثير في االتقا اليمن‬

‫يتمي اليمن بفارقتين أساسيتين على المستوى الجيوإستراتيجي فهو يتبوأ مكانا جغرافيا هامةا يشةكل مفتاحةا ألهة‬
‫بوابات البحر األحمر حيث مرور ناقالت النفط الدولية وحيث موقع اليمن بالنسةبة للمخة ون النفطةي العةالمي فةي‬
‫ج يرة العرب ودوب الخليج‪ .‬ويتمي اليمن أيضا بكثافة سكانية تشكال ثقال ديموغرافيا يمكن توظيفل إنمائيا وأمنيةا‬
‫في إطار تع ي االستقرار السياسي في اليمن ودوب الخليج‪.‬‬

‫وبةةالطبع لةةن تةةأتي قيمةةة الجغرافيةةا السياسةةية للةةيمن تلقائيةةا مةةن خةةالب الجغرافيةةا فحسةةب بةةل مةةن خةةالب التوظيةةف‬
‫السياسي الواعي لهذه الجغرافيا وهو األمر الغائب فةي السياسةة اليمنيةة التةي لة تسةتطع التوظيةف األمثةل لهةاتين‬
‫المي تين الجغرافيا والديموغرافيا معا‪ .‬ويتركة اهتمةاع النظةاع بةدال مةن ذلةك علةى تع ية سةيطرتل علةى السةلطة‬
‫وطموحاتل المتعلقة بها‪.‬‬

‫وتشةةكل الجغرافيةةا السياسةةية للةةيمن مفتاحةةا هامةةا لحةةل األزمةةات الداخليةةة سياسةةيا واقتصةةاديا فةةي حةةاب قيةةاع نظةةاع‬
‫ديمقراطي مدني يستمد مشروعية من انتخابات حرة ون يهة ويدرك بوعي أنماط العالقةات والتفةاعالت اإلقليميةة‬
‫والدولية وفق أجندة وطنية تدع سياسات إنمائية في الداخل وحضورا إيجابيا في الخارج‪.‬‬

‫ومن ث فإن االنفتاح على العال المحيط باليمن إقليميا ودوليا ال بد لل من استثمار مفيةد وإيجةابي لجغرافيةة المكةان‬
‫من خالب الممرات البحرية والج ر المتعددة والمتنوعة ومن خةالب التوظيةف األمثةل للسةكان فةي هةذه المشةاريع‬
‫االستثمارية عبر منهج الشراكة مع الخارج اإلقليمي والدولي‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪06‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫فإذا كانت اليمن قد اصطفت مع أمريكا في محاربة اإلرهاب الةذي اسةتوطن الةيمن عبةر تنظةي القاعةدة فةإن هةذا‬
‫االصطفاف يمكن توظيفل إنمائيا لصالح عموع المجتمع وليس النخبة الحاكمة فقةط ولمةا كانةت جغرافيةا الةيمن قةد‬
‫شكلت مالذا آمنا لتنظي القاعدة بحيث عمل على إعادة تنظي صفوفل داخل اليمن وهو تنظةي موحةد لمجموعةات‬
‫السةةعودية والةةيمن مةةن أفةةراد القاعةةدة فةةإن سةةهولة االنتقةةاب لألفةةراد والمجموعةةات مةةن الةةيمن إلةةى دوب الخلةةيج‬
‫والصوماب والقرن األفريقي كل ذلك يتطلب إعادة رس تصور إسةتراتيجي لتوظيةف أمثةل للجغرافيةا وفةق منطةق‬
‫البناء اإلنمائي في الداخل اليمني في إطار إستراتيجيات إقليمية ودولية تندمج اليمن في إطارها وفق ر يةة وطنيةة‬
‫تتمحور على التنمية في الداخل والحضور اإليجابي في الخارج‪.‬‬
‫وذلك يتطلب إعادة بناء النظاع السياسي وهيكلتل ليكون ممثال للشعب وديمقراطيا في اختيار حكامل وهو ما تتسع‬
‫فيل مسارات الشراكة سياسيا واقتصاديا في الداخل ومع الخارج‪ .‬غير أن العالقات غير المستقرة مةع دوب الخلةيج‬
‫ل تسمح بتدفق االستثمارات إلى اليمن ول تستطع اليمن تسويق جغرافيتها فالج ر غالبيتها غير مأهولة بالسكان‬
‫ةمن شةركات دوليةة فةي إدارة المةوان البحريةة‬ ‫وال توجد استفادة منها اقتصاديا وال ت تسويق المةوان اليمنيةة‬
‫وفوق هذا كلل ل تستثمر الظروف األمنية والسياسية المرتبطة باإلرهاب والقرصنة في خلةيج عةدن ليوظةف ذلةك‬
‫بما يعود بالنفع على اليمن دولة ومجتمعا‪.‬‬

‫الجةةدير بالةةذكر أن التنظيمةةات اإلرهابيةةة ‪-‬القاعةةدة مةةثال‪ -‬كةةان لةةديها اإلدراك الةةواعي لجغرافيةةا الةةيمن وتوظيفهةةا‬
‫لمشاريعها المدمرة لليمن وللمصالح الغربية فخةالب سةنوات قليلةة ووفةق ت ايةد الضةربات األمريكيةة علةى تنظةي‬
‫القاعدة في أفغانستان والعراق ت إقرار اليمن مكانا ومالذا آمنا يت فيل االستفادة من جغرافيا وعرة وسهولة طرق‬
‫المواصةةالت البريةةة والبحريةةة واالسةةتفادة مةةن المحةةيط القبلةةي ومنظومتةةل الثقافيةةة األمةةر الةةذي اكتشةةفتل اإلدارة‬
‫األمريكية متأخرة بعد أن وجهت إلى مصالحها عدد من الضربات انطالقا من قاعدة اليمن‪.‬‬

‫كما أن حركات التمرد الحوثية في شةماب الةيمن اسةتندت فةي نشةاطها العسةكري والسياسةي علةى إدراكهةا الةواعي‬
‫لطبي عة المكان وامتداداتل الجبلية والساحلية وعلى تركيبة المجتمةع القبليةة وعصةبويتها‪ .‬ومةن هنةا ظهةر الفةاعلون‬
‫غيةةر الرسةةميين فةةي سةةياق بيئةةة اجتماعيةةة وجغرافيةةة أدركةةوا إمكانةةات االسةةتفادة منهةةا وتوظيفهةةا لصةةالح نشةةاطه‬
‫السياسي والعسكري ومنازعة الدولة وظيفتها وحضورها في المجتمع‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪07‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫خاشمة‬

‫عموما تمر الدولة في اليمن بأزمة شاملة لكل مكوناتها وأبنيتها نتيجة لنظاع سياسي أ عف مرتك اتها المؤسسية‬
‫والقانونية بل والرم ية أيضا وأعاد إنتاج البنى العصبوية –في شكل جماعةات لهةا انتمةاءات غيةر وطنيةة تشةكل‬
‫مرجعية ألفراد المجتمع‪ -‬وفق عملية احتكار صادر بموجبها السلطة والثروة وأقصى عنهما غالبية المجتمع‪ .‬وفي‬
‫المقابل عمل هذا النظاع على تعظي المنافع لمجموعات متحالفة وفق أطر قبلية ومصلحية وهو ما أثار وعيا ناقدا‬
‫للسلطة واهت ازا في وعي األفراد بمفهوع الدولةة والوحةدة بةل وأطلةق مراجعةة لهةذين المفهةومين إلعةادة تحديةد‬
‫دالالتهما في إطار تقدي ر ى تغييرية للنظاع وآلياتل اإلجرائية‪.‬‬

‫فةةي هةةذا السةةياق ظهةةرت المجموعةةات غيةةر الرسةةمية لتبةةرز فاعليتهةةا السياسةةية والعسةةكرية بةةل ولتتحةةدى النظةةاع‬
‫وتفرأ وجودها على أرأ الواقع ومن ذلك جماعة الحوثي وتنظةي القاعةدة والحةراك الجنةوبي زد علةى ذلةك‬
‫فاعليةةة المجتمةةع المةةدني ومظاهراتةةل المتعةةددة والمتنوعةةة التةةي كانةةت تةةت دون إذن مسةةبق كمةةا يشةةترط قةةانون‬
‫المظاهرات والمسيرات‪.‬‬

‫إن اليمن في حاجة الى إعةادة هيكلةة نظامةل السياسةي برمتةل تغييةرا فةي المؤسسةات وآليةات عملهةا وتغييةرا فةي‬
‫الحاكمة وهذا التغيير يتطلب حراكةا شةعبيا واسةع المةدى‬ ‫الخطاب السياسي وفلسفة الدولة وتغييرا في الشخو‬
‫ال يبدو أن القوى المجتمعية أصبحت في حالة وعي وإدراك لل‪.‬‬

‫ولكن ما هو ممكن ومتاح إجراء عملية إصالح واسعة تدرجية تعتمد الحوار مع كل رمةوز المشةهد السياسةي فةي‬
‫الداخل والخارج وإعادة النظةر فةي السياسةات االقتصةادية و ةرورة اعتمةاد ر يةة اجتماعيةة موجهةة للسياسةات‬
‫االقتصادية للتخفيف من أزمات الفقر والبطالة‪.‬‬

‫وإذا أرادت الدولةة اليمنيةةة أن تكةةون وطنيةةة فعليهةا الةةتخلص مةةن الطبيعةةة الجهويةة واعتمةةاد مبةةدأ المواطنةةة محةةددا‬
‫للحقوق والواجبات وتأسيسا على ذلك يكون الهدف والغاية اعتماد مفهوع الدولة المدنية كإطار عاع ناظ للمجتمع‬
‫بغية الخروج من منطق القبيلة والعشيرة والطائفة‪.‬‬

‫وهنا ستكون وظيفة الدولة اإلنماء وليست الجباية وستكون الدولة تعبيةرا عةن المشةترك الةوطني العةاع ال تمثةيال‬
‫لمرجعية قبلية ومذهبية ولتحقيق االستقرار السياسي ال بد من تفعيل الدستور والقانون واعتمةاد سياسةات تحظةى‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪08‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫بإجمائ وطني بما في ذلك سياسات التنسيق األمني والعسكري مةع أمريكةا ودوب الجةوار وهنةا ال بةد مةن ر يةة‬
‫واعيةةةة لطبيعةةةة الجغرافيةةةا التةةةي تسةةةتند عليهةةةا الدولةةةة واسةةةتثمارها إقليميةةةا ودوليةةةا فةةةي إطةةةار الشةةةراكة السياسةةةية‬
‫واالقتصادية واألمنية مع اآلخرين عربا وأجانب‪.‬‬
‫___________________‬
‫المراجع والهوامش‬

‫فؤاد الصالحى ثالثية الدولة والقبيلة والمجتمع المدني مرك المعلومات‪.12-18 /2110/‬‬ ‫‪.0‬‬
‫انظر دراستنا بعنوان "التحديات االجتماعية التي تواجل اليمن في عشر سةنوات ‪ "2104-2112‬صةحيفة القةدس العربةي‪ -‬لنةدن‪ 24 21-‬أكتةوبر‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.2112‬‬
‫انظر في ذلك للمقارنة مع دراستنا المعنونة "القبيلة اليمنية ‪ ..‬إعادة إنتاج اجتماعي وتمو ع سياسي" دراسة قدمت إلى مؤتمر القبيلة والعشةيرة‬ ‫‪.1‬‬
‫في الوطن العربي عمان –األردن فبراير‪/‬شباط ‪.2113‬‬
‫انظر ما تناولل الكتاب والبةاحثون الغربيةون ومةنه مايكةل هدسةون التحةوالت السياسةية فةى الةيمن ‪-‬بحةوث ودراسةات غربيةة ‪ 31-31‬المعهةد‬ ‫‪.1‬‬
‫‪213-034‬‬ ‫األمريكي للدراسات اليمنية صنعاء ‪0334‬‬
‫انظر في ذلك رودو كناكيس القبيلة ال عيمة في اليمن في كتاب ديتلف نيلسون "التةاريخ العربةي القةدي " ترجمةة فةؤاد حسةنين دار المعةارف‪-‬‬ ‫‪.4‬‬
‫القاهرة ‪.0348‬‬
‫يمكة ن القةوب فةي الةيمن بوجةود بيةةوت أو أسةر تجاريةة لهةا دور فاعةل فةةي هةذا النشةاط منةذ بدايةة السةةتينيات وأخةرى تشةكلت مةع حقبةة الثمانينيةةات‬ ‫‪.2‬‬
‫والتسةةعينيات مةةن القةةرن الما ةةي ولكنهةةا ال تشةةكل طبقةةة متكاملةةة وال يمكةةن تسةةميتها برجوازيةةة وطنيةةة تسةةتطيع أن تقةةود التحةةوب االقتصةةادي‬
‫واإلنمائي في اليمن بل هي تعيل وت دهر من خالب دع الدولة لها‪.‬‬
‫انظةر للمقارنةةة فةي هةةذا الصةدد مةةع خلةةدون النقيةب "الدولةةة والمجتمةع فةةي الخلةيج والج يةةرة العربيةةة" مركة دراسةةات الوحةدة العربيةةة بيةةروت‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.0388‬‬
‫انظر للمقارنة في عملية إعادة التحوب من الدولة إلى القبيلة بدال من ترسيخ الدولة وتقليص القبيلة باعتبارها مؤسسة تقليدية يجب تجاوزهةا لبنةاء‬ ‫‪.8‬‬
‫دولة مدنية حديثة برهان غليون نظاع الطائفية من الدولة إلى القبيلة المرك الثقافى العربى بيروت‪.0331‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪09‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫االتقتصاد السياسي ودور في شكيي الجمااا الفاالة‬
‫*‬
‫ابدهللا الفقيه‬
‫‪ -‬جذور االتقتصاد الريعي‬
‫‪ -‬شطور االتقتصاد الريعي‬
‫‪ -‬أزمة االتقتصاد الريعي‬
‫‪ -‬النتائج السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬دور الريع في الصرااا العنيفة‬
‫‪ -‬خاشمة‪.‬‬

‫اتصف االقتصاد اليمني سواء في الدولتين الشطريتين السابقتين على الوحدة أو في مرحلة ما بعد الوحدة حتى‬
‫اليوع بكونل اقتصادا ريعيا‪ .‬والمقصود باالقتصاد الريعي "االقتصاد الذي يعتمد في استمراره على موارد‬
‫خارجية المصدر سواء أكانت تلك الموارد عائدات تأتي من مبيعات النفط أو من المساعدات الدولية أو‬
‫تحويالت المغتربين من أبناء الدولة أو م يجا من بعض أو كل هذه المصادر"‪)0(.‬‬

‫العمل وأن تقود إلى‬ ‫ويمكن للموارد الخارج ية بالطبع أن توجل إلى مجاالت االستثمار واإلنتاج وخلق فر‬
‫تحوب من "اقتصاد الريع" إلى "اقتصاد اإلنتاج" لكن الو ع في اليمن كما في معظ الدوب العربية األخرى‬
‫مع تفاوت في الدرجة هو استمرار نموذج "االقتصاد الريعي" الذي أفضى إلى نتائج على الصعيدين‬
‫االقتصادي والسياسي أبرزها هشاشة الدولة وافتقارها للقوة والشرعية وتشجيع الجماعات غير الرسمية‬
‫على التمرد عليها وغياب االستقرار على الصعد االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫ويقس هذا التقرير إلى خمس نقاط تستعرأ األولى والثانية جذور االقتصاد الريعي وكيفية تطوره وترك‬
‫الثالثة والرابعة على أزمة االقتصاد الريعي ونتائجها السياسية أما النقطة األخيرة فترك على اإلصالحات‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫*‬
‫أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪21‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫جذور االتقتصاد الريعي‬
‫يمكن إرجائ جذور االقتصاد الريعي السائد اآلن في الجمهورية اليمنية إلى النموذج االقتصادي الذي ساد في‬
‫الد ولتين اليمنيتين السابقتين على قياع الوحدة اليمنية فقد اعتمد اقتصاد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو‬
‫جنوب اليمن في مرحلة ما بعد االستقالب بشكل أساسي على الدع السوفياتي الكبير سواء أكان ذلك الدع‬
‫على شكل مساعدات ومعونات أو على شكل قروأ‪ .‬وارتك اقتصاد الجمهورية العربية اليمنية أو اليمن‬
‫الشمالي بشكل أساسي على الدع الخليجي والغربي وعائدات المغتربين اليمنيين في دوب الخليج‪ .‬وفي حين‬
‫اتجل الدع السوفياتي لجنوب اليمن إلى الدولة التي احتكرت وظائف اإلنتاج والتوزيع اتسمت العائدات‬
‫الريعية في اقتصاد شماب اليمن بالتنوئ واتجل بعضها إلى الدولة وبعضها اآلخر إلى المجتمع سواء كأفراد أو‬
‫كتنظيمات اجتماعية‪.‬‬

‫وقد ع ز االقتصاد الريعي الذي ساد في شماب اليمن استقالب الدولة النسبي عن المجتمع واستقالب بعض‬
‫الجماعات عن الدولة ولو نسبيا فقد اعتمدت سلطات الدولة في شماب اليمن في استمراريتها على موارد‬
‫مصدرها مستقل عن المواطنين وليس على موارد ينتجها مواطنوها كالضرائب مثال‪ .‬ووظفت تلك السلطات‬
‫الموارد الخارجية في تقدي الخدمات المجانية وإن على نطاق محدود وفي خلق نظاع لدع السلع األساسية‬
‫وفي شراء الوالء أو على األقل الحياد السياسي من الجماعات الفاعلة‪ .‬أما المجتمع بشكل عاع فقد وفرت لل‬
‫عائدات المغتربين مصدرا ريعيا جعلل مستقال نسبيا عن الدولة‪ .‬وبالنسبة لدور الريع في تشكيل الجماعات‬
‫الفاعلة فقد بدا وا حا بالنسبة للجماعات التالية‬

‫بن حسين‬ ‫‪ -0‬تقبيلتا حاشد وبيي ‪ :‬أدى الدع المادي السعودي لمشايخ قبيلة حاشد خصوصا الشيخ عبد‬
‫األحمر ولمشايخ قبيلة بكيل إلى تمتع شيوخ القبائل بمصدر مالي ثابت كفل لتلك القبائل االستقالب النسبي عن‬
‫مان عدع وصوب‬ ‫سلطات الدولة والعمل موازنا لها وقد لعبت تلك القبائل كقوى محافظة بطبيعتها على‬
‫الجماعات القومية واليسارية التي تراها السعودية تهديدا لها إلى السلطة‪.‬‬

‫وظهر دور تلك القوى موازنا للدولة وا حا عند صعود الرئيس إبراهي الحمدي* إلى السلطة (‪-0311‬‬
‫‪ ) 0311‬حيث عار ت تلك القبائل سياساتل التحديثية ومنها سعيل إلى التقارب مع جنوب اليمن الذي كانت‬
‫تهيمن عليل الماركسية ومحاو لتل إلبعاد شيوخ قبائل حاشد وبكيل عن مواقع الدولة سواء المدنية أو العسكرية‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪20‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫ومن المه اإلشارة هنا إلى أن شيوخ حاشد وبكيل كانوا يحصلون على الريع من الدولة حتى في عهد اإلمامة‬
‫مقابل والئه السياسي‪.‬‬

‫وفي حين شهد جنوب اليمن في مرحلة ما بعد االستقالب تصفية للفئات اإلقطاعية من مشايخ وسالطين التي‬
‫كانت تتلقى الريع من الحكومة البريطانية فإن سقوط اإلمامة في شماب اليمن والحرب التي تلت بين‬
‫الجمهوريين والملكيين قد عملت على تع ي استقالب القبائل وتع ي قوتها العسكرية‪ .‬وكما احتاج األئمة إلى‬
‫شراء والء القبائل اتبع الر ساء الجمهوريون المتعاقبون نفس السياسة‪ .‬وكان الرئيس الحمدي هو الوحيد في‬
‫تاريخ اليمن الشمالي الذي حاوب تهميل دور القبيلة وعدع شراء والئها وقد دفع حياتل ثمنا لتلك السياسة‪.‬‬

‫‪ .2‬الجمااا الدينية السنية‪ :‬دعمت السعودية الجماعات الوهابية أو تلك القريبة من الوهابية في اليمن وذلك‬
‫بغرأ توسيع رقعة التيار الحتواء كل من الشيوعية في جنوب اليمن والفكر ال يدي القريب من الشيعة في‬
‫شماب اليمن‪ .‬وكانت جماعة اإلخوان المسلمين أبرز الجماعات التي استفادت من الدع السعودي سواء بشكل‬
‫مباشر أو بشكل غير مباشر من خالب الدع السعودي لما كان يسمى بالمعاهد العلمية التي كانت تخضع‬
‫لسيطرة اإلخوان‪.‬‬

‫‪ .1‬الجمااا اليسارية‪ :‬ظهرت في وسط اليمن في سبعينيات وثمانينيات القرن الما ي خاصة في محافظات‬
‫إب وتع جماعات يسارية انتظمت فيما عرف بـ"الجبهة الوطنية" وقد استفادت تلك الجماعات من الدع الذي‬
‫كانت تتلقا ه من النظاع الشيوعي في جنوب اليمن ودخلت في حرب مع النظاع في الشماب وسعت إلى إحداث‬
‫تغير سياسي واجتماعي سريع عن طريق التخلص من القوى التقليدية الموالية للنظاع وقد تمكن النظاع في‬
‫شماب اليمن عن طريق التحالف مع القوى التقليدية بشقيها القبلي والديني وبفضل الدع السعودي ونتيجة‬
‫لتوقف دع النظاع في الجنوب لها من القضاء على تلك الجماعات‪.‬‬

‫‪ .1‬األحزاب القومية الصغيرة‪ :‬عرف اليمن في شمالل وجنوبل منذ النصف األوب من القرن العشرين مختلف‬
‫التكوينات القومية من بعثية وناصرية وغيرها ومع أنل ت حظر التعدد الح بي في اليمن بشمالل وجنوبل في‬
‫سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين ظلت األح اب القومية تعمل تحت األرأ مستفيدة من دع دوب مثل‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪22‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫مصر والعراق وسوريا وليبيا‪ .‬ومثلت هذه األح اب كل على حدة أو بالتحالف بينها ج ءا من القوى‬
‫المتصارعة على السلطة وهو الصرائ الذي قاد في بعض الحاالت إلى مصادمات عنيفة‪.‬‬

‫ويمكن النظر إلى عملية تحقيق الوحدة اليمنية على أنها نتجت ج ئيا على األقل عن تقلبات االقتصاد الريعي‬
‫في الدولتين الشطريتين فقد أدى توقف االتحاد السوفياتي عن تقدي المعونات الكبيرة لجنوب اليمن إلى و ع‬
‫الدولة الجنوبية في مأزق حرج‪ .‬أما في الشماب فقد واجهت الدولة تراجعا في الموارد الريعية نتيجة لعاملين‬
‫صالح مع الرئيس صداع حسين في عقد الثمانينيات وهو ما قوبل‬ ‫على األقل تحالف الرئيس علي عبد‬
‫بفتور كبير انعكس على حج المساعدات المقدمة لشماب اليمن من دوب الخليج خصوصا السعودية والكويت‬
‫التوظف المتاحة للعمالة اليمنية غير الماهرة‬ ‫وحدوث تحوب في بنية سوق العمل الخليجي أثر سلبا على فر‬
‫في معظمها وبالتالي على حج تحويالتها السنوية‪.‬‬

‫شطور االتقتصاد الريعي‬

‫واجهت الوحدة اليمنية بعد قيامها مباشرة في ‪ 22‬مايو‪/‬أيار‪ 0331‬أزمة اقتصادية كبيرة بسبب تقلبات االقتصاد‬
‫الريعي فقد أدى الموقف اليمني الذي فه على أنل مساند للرئيس العراقي صداع حسين في غ وه للكويت إلى‬
‫عدة نتائج على الصعيد االقتصادي‪ .‬من جهة قامت الحكومة السعودية بطرد مئات اآلالف من العماب اليمنيين‬
‫وهو ما أدى إلى فقد اليمن لتحويالته السنوية ومن جهة ثانية توقفت المعونات الخارجية لليمن سواء تلك التي‬
‫كانت تقدع من دوب الخليج أو من الدوب الغربية‪.‬‬

‫وشهدت اليمن في السنوات األربع األولى لقياع الوحدة صراعا سياسيا بين النخبة التي كانت تحك الجنوب‬
‫وتلك التي كانت تحك الشماب ول يكن ذلك الصرائ في أسبابل ومسارات تطوره بمع ب عن االقتصاد الريعي‬
‫للبالد فقد اتهمت النخبة الشمالية نظيرتها الجنوبية بالسعي إلى االنفصاب لتستأثر وحدها بعائدات االكتشافات‬
‫النفطية التي ظهرت بعد قياع الوحدة في جنوب اليمن وبدأت عملية استخراجها‪ .‬كما اتهمتها أيضا قبل وأثناء‬
‫الحرب األهلية بتلقي دع خارجي لشراء األسلحة والتمرد على الشرعية‪ .‬وبرزت دولة الكويت متهما رئيسا‬
‫حيث أرادت وفقا لالتهامات االنتقاع من موقف صنعاء المؤيد للرئيس العراقي في غ وه للكويت وقد انتهت‬
‫تلك الحرب بانتصار النخبة الشمالية على النخبة الجنوبية‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪23‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وقد تبلور االقتصاد الريعي في الجمهورية اليمنية في أعقاب حرب العاع ‪ 0331‬األهلية وا حا من خالب نمو‬
‫نسبة مساهمة قطائ الخدمات في الناتج المحلي اإلجمالي مقارنة بمساهمة قطاعات الصناعة وال راعة والبناء‬
‫والتشييد وكذلك من خالب معدالت النمو المحققة في تلك القطاعات‪ .‬وبينما بلغت إيرادات اليمن من النفط في‬
‫العاع ‪ 0334‬حوالي مليار دوالر بلغت عاع ‪ 2111‬حوالي ‪ 1.1‬مليارات أو ما يعادب ‪ %11‬من عائدات‬
‫الحكومة‪ .‬ويساه النفط بحوالي ‪ %11‬من الدخل المحلي اإلجمالي في حين يوظف أقل من ‪ %0‬من قوة العمل‬
‫بينما يساه القطائ ال راعي بـ‪ %21‬فقط من الناتج المحلي الصافي في الوقت الذي يوظف ‪ %41‬من قوة‬
‫العمل‪)2(.‬‬

‫ويعكس التباين في حج مساهمة القطاعين ال راعي والنفطي في الدخل المحلي اإلجمالي مقارنة بحج العمالة‬
‫صغر القاعدة السكانية المستفيدة من عمليات استخراج النفط من جهة والطبيعة الريعية لهذا المورد من جهة‬
‫أخرى حيث ال تعكس عائداتل ومساهمتل في الدخل المحلي الجهد المبذوب في إنتاجل‪.‬‬

‫وتراوحت مساهمة قطائ النفط والغاز بين ‪ %22‬و‪ %28‬من جملة الموارد الذاتية للموازنة العامة للدولة في‬
‫السنوات من ‪ 2111‬إلى ‪ 2111‬ومثلت أيضا حوالي ‪ %21‬إلى ‪ %24‬من الموارد العامة للدولة‪ .‬وبلغت‬
‫مساهمة النفط ‪ %22‬من اإليرادات الذاتية للدولة في العاع ‪ )1(.2112‬أما الضرائب فقد شكلت المصدر الثاني‬
‫من حيث األهمية وقد بلغت مساهمتها حوالي ‪ %22‬من إجمالي اإليرادات العامة للدولة في الفترة من ‪2111‬‬
‫إلى ‪ .2111‬وبلغت مساهمة اإليرادات الضريبية التي تعاني من تخلف أساليب الجباية والتحصيل وعدع كفاية‬
‫اإلدارة الضريبية وانتشار ظاهرة التهريب والتهرب الضريبي(‪ %21 )1‬في موازنة العاع ‪.)4(2112‬‬

‫أزمة االتقتصاد الريعي‬

‫يمكن النظر إلى األزمة المركبة التي تواجل اليمن اليوع على أنها ج ئيا على األقل تعبير عن نتائج ومضاعفات‬
‫وتقلبات االقتصاد الريعي وعن قرب انهيار هذا النموذج االقتصادي بسبب استن اف الموارد التي تشكل‬
‫مصدرا للريع من جهة وتراجع الدع الخارجي من جهة أخرى‪ .‬ويتمثل مأزق االقتصاد الريعي في اليمن في‬
‫التالي‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪24‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -2‬ضعف النمو االتقتصادي‬

‫بلغ معدب النمو االقتصادي في اليمن ‪ %4.4‬في الفترة من ‪ 0331‬إلى ‪ 2111‬وهو ما يمكن ترجمتل إلى معدب‬
‫نمو سنوي بمقدار ‪ %0.4‬في نصيب الفرد من الدخل السنوي بعد أخذ عامل ال يادة السكانية في االعتبار(‪.)2‬‬
‫وقد تحقق ذلك النمو في تلك الفترة نتيجة تراك عنصري العمل ورأس الماب وليس نتيجة تحسن في نمو‬
‫اإلنتاجية(‪ .)1‬ويبين الجدوب التالي معدب نمو مساهمة القطائ غير النفطي مقارنة بمعدب نمو القطائ النفطي في‬
‫الفترة من ‪ 2110‬إلى ‪ .2112‬والوا ح أن معدب النمو إذا ما أخذ معدب النمو السكاني الذي ال يقل عن ‪%1‬‬
‫في االعتبار ال يختلف كثيرا عما تحقق في العقد السابق‪.‬‬

‫معدب نمو مساهمة القطائ غير النفطي في الدخل المحلي اإلجمالي ‪2112-2110‬‬

‫‪2112‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2110‬‬

‫‪3.3‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫الناتج‬ ‫نمو‬


‫المحلي‬
‫اإلجمالي‬

‫‪-6.3‬‬ ‫‪-1.3‬‬ ‫‪-6.3‬‬ ‫‪-2.3‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫النفطي‬

‫‪5.6‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫غير النفطي‬

‫‪Source:‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪Bank,‬‬ ‫‪Yemen‬‬ ‫‪Economic‬‬ ‫‪Updates,‬‬ ‫‪Spring‬‬ ‫‪2006,‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪URL: http://siteresources.worldbank.org/INTYEMEN/Resources/310077-1098870168865/YEU-Spring06.pdf‬‬

‫وتعد اليمن الدولة األفقر ليس فقط في العال العربي ولكن أيضا في الشرق األوسط وفي العال أجمع إذا‬
‫استثنيت منطقة جنوب الصحراء األفريقية‪ .‬ووفقا لمؤشرات البنك الدولي فإن معدب دخل الفرد السنوي للفرد‬
‫في اليمن بلغ ‪ 0121‬دوالرا في العاع ‪ .2113‬وتقدر نسبة البطالة في اليمن بحوالي ‪ %11‬بينما يرتفع المعدب‬
‫بين الشباب ليصل إلى أكثر من ‪ .%41‬ويعيل أكثر من نصف اليمنيين تحت خط الفقر بينما يعاني قرابة‬
‫النصف من األمية األبجدية(‪.)8‬‬

‫عف‬ ‫ويع و الدكتور سيف ال عسلي وزير المالية السابق سبب الفشل في تحقيق النمو االقتصادي باإلشارة إلى‬
‫عيفة وتهمل سياسات النمو االقتصادي‬ ‫عف يجعلها تتبنى سياسات اقتصادية‬ ‫المؤسسات االقتصادية وهو‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪25‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫القوية(‪ .)3‬كما أن تلك المؤسسات الضعيفة حسب العسلي تؤدي إلى توزيع غير فعاب للموارد العامة بحيث‬
‫يت إنفاق معظ الموارد على أنشطة غير إنتاجية وبشكل ال يساعد على تحقيق النمو االقتصادي(‪.)01‬‬

‫عف المؤسسات المسؤولة عن إدارة االقتصاد إلى عوامل سياسية حيث يقوع الفرئ التنفيذي‬ ‫ويع و العسلي‬
‫بإ عاف تلك المؤسسات عنوة وذلك عن طريق صياغة القوانين بطريقة غامضة بهدف منع تلك المؤسسات‬
‫القانونية لتع ي استقاللها والعمل على إثارة الخالفات داخل المؤسسات وخلق‬ ‫من استخداع النصو‬
‫التنافس بين القيادات المختلفة والعمل على نقل القيادات بسرعة قبل أن تتمكن من بناء قواعد لها وتعدد‬
‫بينها وتشجيع الفساد في مؤسسات الدولة بما يجعل‬ ‫المؤسسات التي تقوع بنفس الوظيفة وتنازئ االختصا‬
‫القيادات تخضع تماما ويمكن تغييرها في أي لحظة ‪ ...‬إلخ(‪.)00‬‬

‫ووا ح أن توفر الريع مصدرا للدخل للخ ينة العامة يغنيها عن فرأ الضرائب هو الذي يشجع السلطة‬
‫الحاكمة على المضي في تلك السياسات التي تكرس هشاشة الدولة‪ .‬كما يشجعها أيضا على الجمع بين السياسة‬
‫والتجارة طالما غابت المساءلة وعلى اإلصرار على التعيين من أعلى بما يترتب على ذلك التعيين من غياب‬
‫الحاف لتوظيف الموارد العامة بشكل فعاب يمكن أن يع ز التنمية‪.‬‬

‫‪ -1‬شراجع أسعار النفط‬

‫تعاني اليمن التي شهدت طفرة في عائدات النفط في السنوات ‪ 2111-2110‬تراجعا كبيرا في إنتاج النفط من‬
‫غوطا على االحتياطي النقدي للبالد خاصة أن عائدات‬ ‫جهة وفي أسعاره من جهة أخرى وهو ما خلق‬
‫النفط تمثل ‪ %31‬من عائدات الصادرات و‪ %11‬من اإليرادات المالية(‪ .)02‬وقد أدت هذه التطورات إلى‬
‫تنامي ع ج الموازنة في اليمن في السنتين األخيرتين‪ .‬وا طرت الحكومة اليمنية في منتصف العاع ‪2101‬‬
‫وبعد أن فقد الرياب قرابة ‪ %11‬من قيمتل أماع الدوالر خالب بضعة أياع إلى التدخل للمحافظة على سعره وهو‬
‫ما ساه بين عوامل أخرى في انخفاأ احتياطي البالد من النقد األجنبي من ‪ 1.0‬مليارات دوالر مع نهاية‬
‫‪ 2113‬إلى قرابة ‪ 2‬مليارات دوالر بنهاية ‪.2101‬‬

‫ويغطي االحتياطي النقدي الحالي حسب بعض التقديرات حاجات البالد من الواردات لثمانية أشهر فقط(‪.)01‬‬
‫وإذا كان النظاع القائ قد وظف عائدات الريع في شراء الوالءات وتقدي بعض الخدمات فإن تراجع العائدات‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪26‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫الريعية مضافا إليل تراكمات عوامل أخرى مثل سيطرة قلة صغيرة على السلطة والثروة وغياب المؤسسات‬
‫التمثيلية الفعالة يؤدي إلى احتداع الصرائ حوب الموارد وسعي الجماعات الفاعلة غير الرسمية لإلطاحة‬
‫بالجماعة المسيطرة على الدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬نفاد المخزون من النفط‬

‫تراجع إنتاج النفط في اليمن من ‪ 101‬آالف برميل في اليوع في العاع ‪ 2111‬إلى ‪ 121‬ألف برميل في العاع‬
‫‪ 2111‬ث إلى ‪ 111‬ألف برميل في العاع ‪ .)01(2118‬وتوقع تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي مع نهاية‬
‫العقد الما ي أن ينفد مخ ون النفط في اليمن خالب ‪ 21‬سنة وهو ما يستدعي العمل على تخفيض عج‬
‫الموازنة غير النفطية(‪.)04‬‬

‫وتشير دراسة أعدتها منظمة النقد الدولية إلى أنل بقسمة االحتياطي النفطي على معدب اإلنتاج السنوي والمقدر‬
‫بـ‪ 012‬مليون برميل سنويا فإن الكميات الموجودة من النفط ستنفد خالب خمس سنوات فقط (أعدت الدراسة في‬
‫العاع ‪ ) 2111‬وخالب عشر سنوات إذا ما أ يفت الكميات المحتمل وجودها‪ .‬وتخلص الدراسة إلى وجود ثالثة‬
‫سيناريوات‬

‫السيناريو األول‪ :‬في حالة تقدير النفاد بناء على االحتياطي الموجود وفي هذه الحالة فإن إنتاج النفط سينخفض‬
‫بمقدار ‪ %31‬بحلوب العاع ‪.2102‬‬

‫السيناريو الثاني‪ :‬في حالة إ افة الكميات التي يمكن أن تكتشف في المستقبل وفي هذه الحالة تقدر الدراسة‬
‫انخفاأ النفط بمقدار ‪ %21‬بحلوب العاع ‪.2102‬‬

‫السيناريو الثالث‪ :‬االحتماب الواقعي الذي يعتمد على االحتماب األوب مع أخذ تجارب الدوب األخرى في‬
‫االعتبار وبموجب هذا السيناريو ستنفد كميات النفط تماما بحلوب العاع ‪ .2108‬ورغ أن اليمن بدأت في‬
‫تصدير الغاز مع نهاية العاع ‪ 2101‬فإن االتفاقات المبرمة بين الحكومة اليمنية والشركات المنفذة قد شابها كما‬
‫ئيال جدا‪.‬‬ ‫يبدو الكثير من الفساد مما يجعل الريع الذي يمكن أن تحصل عليل الدولة اليمنية‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪27‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ :6‬شدني الدام الدولي‬

‫يتصف الدع الدولي لليمن باالنخفاأ مقارنة ببعض الدوب النامية األخرى وذلك لثالثة أسباب على األقل‬
‫السبب األوب يتمثل في السياسة الخارجية التي ال تراعي مصالح اليمنيين كما تبدت في الموقف اليمني من‬
‫الغ و العراقي للكويت حيث أدار المسؤولون اليمنيون ظهوره لمصالح شعوبه التي كانت تتطلب الوقوف‬
‫مع دوب الخليج التي كانت تستضيف أكثر من مليوني يمني وكانت تقدع لليمن المعونات السخية‬
‫والقروأ(‪ . )02‬وقد أدى الموقف اليمني من الغ و العراقي للكويت إلى توقف المعونات الخليجية وهو ما‬
‫أسه في انخفاأ عائدات اليمن من المعونات من مستواها في الثمانينيات من القرن الما ي الذي بلغ ‪%08‬‬
‫من إجمالي العائدات إلى أقل من ‪ %2‬في التسعينيات(‪.)01‬‬

‫عف القدرة االستيعابية وانخفاأ أداء الحكومة مما شكل عامل إحباط‬ ‫أما السبب الثاني فيتمثل في‬
‫عيفة غير أمينة ال يمكن‬ ‫للمانحين والمقر ين فالمجتمع الدولي ينظر إلى الحكومة اليمنية على أنها‬
‫االعتماد عليها وغير موثوقة(‪ .)08‬ويبين الجدوب التالي تقيي البنك الدولي ألداء الحكومة اليمنية في الفترة من‬
‫‪ 0331‬إلى ‪ 0338‬وألداء البنك في تعاملل معها‪.‬‬

‫أداء الحيومة اليمنية وفقا لتقييم البنك الدولي‬


‫الحكومة‬ ‫أداء‬ ‫أداء البنك‬ ‫االستدامة‬ ‫التطور المؤسسي‬ ‫النتائج‬ ‫الفترة‬
‫اليمنية‬

‫عيف‬ ‫عيف‬ ‫غير محتملة‬ ‫هامشي‬ ‫عيفة‬ ‫‪0334-0331‬‬


‫مقبوب‬ ‫مقبوب‬ ‫غير مؤكدة‬ ‫متوا ع‬ ‫مقبولة‬ ‫‪0338-0332‬‬

‫‪Source: World Bank, Yemen Economic Updates, Spring 2006, 20‬‬

‫ويتمثل السبب الثالث في الفساد الذي فشلت الحكومة اليمنية في الحد منل حتى بعد إنشاء الهيئة العليا لمكافحة‬
‫الفساد في العاع ‪ .2111‬ويبين الجدوب التالي درجة الجمهورية اليمنية على مقياس الفساد في الفترة ‪-2111‬‬
‫‪ . 2101‬ويقوب خبراء البنك الدولي إن عدع قدرة هيئة مكافحة الفساد على تحقيق تقدع في مكافحتل يرجع إلى‬
‫الضعف المؤسسي وإلى احتماب اختطاف الدولة من قبل جماعات مصالح قوية(‪.)03‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪28‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫درجة الجمهورية اليمنية‬
‫الى مؤشر تقياس الفساد (وفقا‬
‫لمنظمة الكفافية الدولية)‬
‫الدرجة‬ ‫السنة‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪1121‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪1113‬‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪1113‬‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪1112‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪1115‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪1113‬‬

‫وكانت المؤس سات المالية الدولية قد بدأت منذ سنوات ممارسة الضغوط على النظاع اليمني للقياع بإصالحات‬
‫وربطت استمرار الدع بتنفيذ اإلصالحات المطلوبة‪ .‬ولجأ البنك الدولي واالتحاد األوروبي إلى تخفيض‬
‫دعمهما لليمن‪ .‬ومع أن المانحين الت موا في مؤتمر لندن بدع اليمن بمبالغ تجاوزت الـ‪ 4‬مليارات دوالر غير‬
‫أن فشل الحكومة اليمنية في القياع بإصالحات تحد من الفساد وترفع القدرة االستيعابية قد حرع البالد من تلك‬
‫المعونات ول ي د المستخدع منها حتى اآلن عن ‪.%01‬‬

‫النتائج السياسية‬

‫تطور النظاع السياسي في اليمن بشكل مواز لتطور االقتصاد الريعي ففي ثمانينيات القرن الما ي وكان‬
‫صالح على‬ ‫الريع ما زاب مقتصرا على المعونات الخارجية وعائدات المغتربين عمل الرئيس علي عبد‬
‫جعل الجيل الذي تتوجل إليل معظ الموارد الريعية خا عا ألسرتل وأبناء قريتل (سنحان) لكن قطاعات‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪29‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫التجارة واألعماب الحرة والخدمة المدن ية تركت لليمنيين عامة وصحيح أن الفساد كان موجودا لكن في نطاق‬
‫يقة جدا‪.‬‬ ‫دائرة‬

‫أما وقد تبلور نموذج االقتصاد الريعي في الجمهورية اليمنية فإن أوب إفرازاتل تمثل في توجهات تركي السلطة‬
‫والثروة على خطوط أسرية وعشائرية وقبائلية ومناطقية‪ .‬وامتدت عملية سنحنة الجيل إلى سنحنة للتجارة‬
‫والمقاوالت والنقل واالستثمارات والمواقع العامة ذات الصلة بما في ذلك المواقع المدنية‪.‬‬

‫وسرعان ما ظهر التوجل نحو تأبيد السلطة من خالب التعديالت الدستورية المتكررة وتوريثها من خالب إعادة‬
‫بناء الجيل واألجه ة المدنية بطريقة تجعل أبناء الرئيس وأنسابل وبعض المقربين منل ه المسيطرين على‬
‫السلطة الفعلية في البالد‪ .‬وإذا كان الرئيس صالح بعد انتخابل رئيسا من قبل مجلس النواب في العاع ‪ 0331‬قد‬
‫عين نائبا لل فإنل ل يعين نائبا لل بعد انتخابات ‪ 0333‬وانتخابات ‪ 2112‬تاركا نائبل يمارس اختصاصاتل دون‬
‫قرار تعيين وذلك لقطع الطريق أماع تولي النائب للرئاسة ولو لفترة مؤقتة في حاب حدوث شيء ما للرئيس‪.‬‬

‫وسرعان ما تطور النظاع اليمني وفقا لروبرت بيروز إلى نوئ من نظاع حك القلة هو "الكلبتوكراسي" التي‬
‫" فقد تكونت كما يقوب بيروز طبقة صغيرة من‬ ‫وللصو‬ ‫باللصو‬ ‫يعرفها بيروز بأنها "حك اللصو‬
‫المشايخ والضباط ورجاب األعماب تتمتع بقيمها ودوافعها وثقافتها السياسية المختلفة عن قي ودوافع المجتمع‬
‫اليمني‪ .‬وتمكن أفراد تلك الطبقة من خالب سيطرته على المواقع الحكومية التي يتدفق من خاللها الريع من‬
‫اإلثراء الشخصي على حساب التنمية واألهداف األخرى‪.‬‬

‫وتمثل هشاشة الدولة الحديثة في اليمن من وجهة نظر بيروز سببا ونتيجة لظهور حك القلة الذي يسيطر‬
‫على اليمن فغياب الدولة الحديثة مكن حك القلة من التطور والحفاظ على السلطة ث البدء بنقلها إلى الجيل‬
‫الثاني من ذات الجماعة في عملية يمكن وصفها بـ"خصخصة الدولة" وبدورها عملت تلك القلة على استخداع‬
‫سلطتها في الدولة لمعار ة وإ عاف محاوالت بناء الدولة وعلى نحو أخص تلك الجهود المتعلقة بإحالب‬
‫"معيار الكفاءة" محل "معيار الوالء" ومحاربة الفساد(‪.)21‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪31‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫ومن الوا ح أن الريع قد لعب دورا ما في ظهور حك القلة وفي إعاقة نمو الدولة وافتقارها إلى القدرة‬
‫والشرعية‪ .‬واتصفت مؤسسات الدولة اليمنية وما زالت بالضعف والعج عن تقدي الخدمات األساسية وفي‬
‫مقدمتها األمن الداخلي والخارجي والتمثيل السياسي والرفاه خصوصا عند حدوث األزمات االقتصادية‪.‬‬

‫عف الدرجة التي تحققها اليمن على مقاييس االستقرار السياسي فعالية‬ ‫ويتضح هذا العج من خالب‬
‫الحكومة وجودة القواعد المنظمة وسيادة القانون والسيطرة على الفساد والتمتع بالحقوق السياسية والمدنية‬
‫وحرية الصحافة وقوة النظاع السياسي‪.‬‬

‫وقد أدى اعتماد الدولة على الموارد الريعية إلى صرف النظر عن سياسة فرأ الضرائب للحصوب على‬
‫رورة التغلغل داخل المجتمع وتطوير جوانب الشرعية والقدرة‪ .‬وحيث إن‬ ‫الموارد بما تتضمنل األخيرة من‬
‫السيطرة على مؤسسات الدولة الهشة يعني السيطرة على الموارد فإن الصرائ بين األطراف المختلفة داخل‬
‫وخارج الدولة قد اشتد وتحوب مع منتصف العقد األوب من القرن الحادي والعشرين إلى صرائ عنيف بعد‬
‫حوالي عقد من االستقرار النسبي‪.‬‬

‫دور الريع في الصرااا العنيفة‬

‫ساه االقتصاد الريعي بطرق مختلفة في ظهور أو على األقل تقوية الجماعات غير الرسمية من جهة وفي‬
‫ظهور الصراعات العنيفة التي تخو ها بعض تلك الجماعات مع الدولة إن جازت التسمية من جهة أخرى‬
‫فقد عمل الريع سواء أكان مصدره القابضين على السلطة أو الخارج في تقوية الجماعات غير الرسمية‬
‫وتع ي استقاللها عن السلطة‪ .‬كما ساه الريع كما سبقت اإلشارة في تكريس هشاشة الدولة وفشلها في التوزيع‬
‫العادب للثروة وبالتالي تشجيع الجماعات غير الرسمية على التمرد عليها‪ .‬وجاءت أزمة االقتصاد الريعي بكل‬
‫تفاصيلها وسياقاتها لتسه بدورها في تحويل تلك الصراعات إلى صراعات م منة‪ .‬وال يستبعد أن يكون الريع‬
‫المتدفق للدولة لدعمها في مواجهة تلك الصراعات قد مثل حاف ا لها في إبقاء بعض تلك الصراعات دون حس ‪.‬‬
‫ويت هنا التركي على دور الريع في ظهور وتطور التمرد الحوثي والحراك الجنوبي والقاعدة والصراعات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪30‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ .2‬التمرد الحوثي‬

‫ساه الريع في ظهور "الشباب المؤمن" في بداية تسعينيات القرن الما ي كحركة إحيائية داخل المذهب‬
‫ال يدي فقد دع الرئيس صالح جما عة الحوثي ماليا وسعى لدى اإليرانيين للحصوب على دع للجماعة وذلك‬
‫بهدف تقويتها ليوازن بها على الصعيد الداخلي تنامي دور ح ب اإلصالح ومنافسيل على السلطة من بيت‬
‫د نظامل في مرحلة ما قبل‬ ‫األحمر في قبيلة حاشد وليوازن بها على الصعيد الخارجي الضغوط السعودية‬
‫ترسي الحدود بين البلدين‪.‬‬

‫وساه الريع كذلك مع عوامل أخرى في تحوب الحركة إلى تمرد مسلح فعندما نجح صالح في حل خالفاتل‬
‫الحدودية مع السعودية حاوب إ عاف الجماعة وتفكيكها ودع الجماعات السلفية المضادة لها وقد ردت‬
‫الجماعة باللجوء إلى توظيف العنف لمقاومة ما تقوب إنل سلطة غير عادلة‪ .‬وساهمت عوامل غير بعيدة عن‬
‫عف التنمية في اليمن عامة وفي محافظة صعدة خاصة وغياب العدالة في‬ ‫أزمة االقتصاد الريعي مثل‬
‫توزيع الثروة وارتفائ نسبة البطالة واألمية و عف مؤسسات الدولة وغيرها في استمرار الجماعة وتوسعها‬
‫جغرافيا واستقطاب الم يد من المناصرين‪.‬‬

‫د‬ ‫وتذهب إحدى النظريات المفسرة الستمرار الصرائ إلى أن النظاع اليمني ربما وجد في استمرار الحرب‬
‫الحوثي طريقة مقنعة للحصوب على دع سعودي كبير كما أن أطرافا داخل الجيل اليمني أو في أوساط‬
‫القبائل اليمنية ربما وجدت في استمرار التمرد طريقا مضمونا للحصوب بشكل مستمر على تحويالت مالية‬
‫كبيرة سواء من النظاع أو من الحكومة السعودية‪.‬‬

‫‪ .1‬الحراك الجنوبي‬

‫رغ أن الحراك الجنوبي كان وما زاب ذا طابع سلمي فإن السياسات األمنية التي وظفتها السلطة في احتواء‬
‫الحراك قد قادت في السنوات األربع الما ية إلى سقوط المئات من القتلى من المدنيين وأفراد الجيل واألمن‬
‫على السواء وقد لعب االقتصاد الريعي دورا كبيرا في ظهور الحراك الجنوبي‪.‬‬

‫فالنهب الذي تعر ت لل أرا ي وممتلكات الدولة الجنوبية السابقة على الوحدة وسيطرة المرك على عوائد‬
‫االستثمار‬ ‫النفط المستخرج من الجنوب واحتكار أقارب الرئيس وأنسابل وأبناء قريتل والمقربين منه لفر‬
‫السياسية واالقتصادية المتاحة للجنوبيين‬ ‫وعقود المقاوالت العامة والمواقع القيادية في الدولة وغياب الفر‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪32‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫مثلت كلها بين عوامل أخرى األسباب المباشرة‬ ‫وتدهور الخدمات األساسية التي كانت الدولة تقدمها له‬
‫لظهور الحراك الجنوبي ولتطوره فيما بعد إلى حركة انفصالية‪.‬‬

‫ومع أن النظاع اتبع في الجنوب سياسة توظيف بعض عوائد الريع في شراء الوالءات كما فعل في الشماب فإن‬
‫طبيعة المجتمع الجنوبي الذي تراجع فيل تأثير التراتبية االجتماعية والقبيلة وعالقات القرابة قد جعلت تأثير‬
‫تلك السياسات محدودا‪.‬‬

‫كما لعب االقتصاد الريعي وما زاب يلعب دورا كبيرا في استمرار الحراك الجنوبي فرغ الكثير من‬
‫الغموأ حوب المصادر التي يحصل منها قادة الحراك على األمواب الالزمة لتنفيذ األنشطة التي يقومون بها‬
‫فإن الوا ح أن هناك تدفقات مالية قد يكون مصدرها الداخل أو الخارج أو خليطا من ذا وذاك‪ .‬وقد يكون‬
‫مصدر الريع الخارجي المغتربين اليمنيين أو الشخصيات السياسية الجنوبية المنفية في الخارج أو حتى بعض‬
‫الدوب المجاورة وغير المجاورة‪.‬‬

‫‪ .3‬القاادة‬

‫ارتبط ظهور وتطور القاعدة في اليمن بالتدفقات الريعية سواء من الداخل أو من الخارج ففي ظل تردي‬
‫األو ائ االقتصادية واالجتماعية وجد الكثير من الشباب اليمني في ثمانينيات القرن الما ي في السفر إلى‬
‫أفغانستان للجهاد في ظل التمويل السعودي للمجاهدين فرصة لحل مشاكله االقتصادية من جهة وكسب‬
‫الثواب من جهة أخرى‪.‬‬

‫واعتمدت تلك الجماعات بعد استقرارها في اليمن في عقد التسعينيات في بقائها على المرتبات والمخصصات‬
‫د خصومل وخصوصا‬ ‫التي قدمها لها النظاع اليمني إما لشراء حالة السل أو عرفانا بجودها في دع النظاع‬
‫في حرب العاع ‪ .0331‬أما في العقد األوب من القرن الواحد والعشرين فبدا وا حا أن الحكومة اليمنية‬
‫د‬ ‫تخصص اعتمادات لقادة بعض تلك الجماعات لمنعها من القياع ببعض العمليات من جهة ولتوظيفها سياسيا‬
‫خصومها سواء في الشماب أو في الجنوب كما يذهب الكثيرون من جهة أخرى‪ .‬ويبدو أن نشاط القاعدة في‬
‫النصف الثاني من العقد األخير قد ارتبط ج ئيا على األقل بالريع‪ .‬فإما أن هناك قادة جددا يسعون للحصوب‬
‫على حصة منل أو أن القادة المخضرمين في التنظي يضغطون على الحكومة لإليفاء بوعود ل تنفذ أو‬
‫الستعادة مخصصات قطعت عليه ‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪33‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وتعمل الصراعات الداخلية العنيفة خصوصا التمرد الحوثي والحراك الجنوبي على استن اف طاقات النظاع‬
‫وموارده التي ي فترأ أن توجل نحو تحقيق االستقرار والبناء االقتصادي ومكافحة الفقر والسيطرة على حدود‬
‫البالد ومكافحة التهريب والقضاء على الجماعات اإلرهابية‪ .‬كما تعمل تلك الصراعات واألو ائ االقتصادية‬
‫واالجتماعية على جعل اليمن بيئة خصبة لظهور ونمو وانتشار القاعدة‪.‬‬

‫ورغ أن النظاع اليمني يتلقى الكثير من الدع الخارجي المخصص لمحاربة القاعدة فإن المالحظ أن حاجات‬
‫النظاع تجعلل يوجل ذلك الدع نحو الصراعات التي يخو ها مع الخصوع السياسيين أو نحو نشاطات مولدة‬
‫للريع‪ .‬وتبين البرقيات المرسلة من السفارة األميركية في صنعاء التي سربها موقع ويكيليكس مع نهاية العاع‬
‫‪ 2101‬أن النظاع اليمني وجل المعدات والتجهي ات التي حصل عليها والقوات التي دربت لمحاربة القاعدة إلى‬
‫المجهود الحربي في صعدة‪.‬‬

‫كما قاع النظاع اليمني بتأجير زوارق حربية حصل عليها من الواليات المتحدة األميركية بهدف تقوية خفر‬
‫السواحل اليمني بما عليها من جنود لشركات خاصة تقدع الخدمات األمنية للشركات العابرة في خليج عدن‬
‫مقابل عشرات اآلالف من الدوالرات تدفعها كل سفينة(‪.)20‬‬

‫ومن غير المستبعد كما يذهب بعض المحللين أن يكون النظاع اليمني قد وجد في القاعدة مصدرا هاما من‬
‫مصادر الريع والدع السياسي ففي ظل تنامي األزمات السياسية واالقتصادية وتراجع الدع الخارجي ربما‬
‫وجد النظاع في إبقاء حربل مع القاعدة مفتوحة إلى ما ال نهاية سياسة مثلى للحصوب على دع الواليات المتحدة‬
‫والغرب والدوب المجاورة‪.‬‬

‫‪ .6‬أخرى‬

‫تنتشر في اليمن الصراعات القبلية وحوادث اختطاف السياح‪ .‬أما الصراعات القبلية فتظهر مساهمة الريع فيها‬
‫بو وح من خالب توظيف النظاع الحاك للموارد في إذكاء الصراعات القبلية وذلك كإستراتيجية للبقاء في‬
‫السلطة بالحفاظ على مستوى معين من العداء والصرائ بين تلك القبائل و مان عدع اتحادها في مواجهة‬
‫النظاع‪ .‬وأما اختطاف السياح فإن القبائل تمارسل بغرأ الضغط على الحكومة المرك ية للحصوب على‬
‫نصيبها من الموارد‪.‬‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪34‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫خاشمة‬

‫يتطلب تحقيق االستقرار في اليمن االنتقاب من نموذج االقتصاد الريعي السائد الذي يتصف بالتقلب وعدع‬
‫القابلية لالستمرار إلى نموذج االقتصاد اإلنتاجي‪ .‬لكن مثل ذلك االنتقاب ال يمكن أن يتحقق بمع ب عن القياع‬
‫بإصالحات سياسية عميقة سابقة ومصاحبة توزئ السلطة رأسيا وأفقيا وتفعل مبدأ االنتخابات الحرة والن يهة‬
‫والعادلة في اختيار الحكاع ومبدأ الكفاءة كأساس للتعيين بدال عن مبادل القرابة والوالء السياسي والتوريث‪.‬‬
‫وأما الجانب االقتصادي فإن األولوية يجب أن تعطى للخطوات التالية‬

‫‪ .0‬إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بإدارة االقتصاد الوطني وتحديد أدوارها بو وح واستقطاب الكفاءات‬
‫إلدارتها و مان درجة معقولة من االستقالب السياسي لتلك المؤسسات‪.‬‬

‫‪ .2‬تبني إستراتيجية تنموية تعطي األولوية لمشاريع البنية األساسية خاصة تلك المتعلقة بالطرق والطاقة‬
‫الكهربائية وحماية الملكية الخاصة وتحقيق األمن واالستقرار والتخفيف من الفقر‪.‬‬

‫‪ .1‬خصخصة المؤسسات االقتصادية المملوكة للدولة بما في ذلك شركة يمن موبايل للهاتف النقاب‬
‫والمؤسسة االقتصادية اليمنية ومصانع اإلسمنت والبنوك التجارية وغيرها من خالب عملية شفافة‬
‫ون يهة‪.‬‬

‫‪ .1‬تفعيل مؤسسات محاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين وتطبيق مبادل الن اهة والشفافية في إدارة الدولة‬
‫لشؤونها‪.‬‬

‫______________‬
‫المراجع والهوامل‬

‫‪-0‬‬
‫‪Iliya Harik, and Denis J. Sullivan, eds., Privatization and Liberalization in the Middle East. Bloomington, IN: Indiana‬‬
‫‪University Press, 1992, 21.‬‬
‫‪-2‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪35‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
Arab Political Systems: Baseline Information and Reforms – Yemen, found at
www.carnegieendowment.org/arabpoliticalsystems
2112 1 ‫ يناير‬1 ‫" الوحدوي‬...‫ "الكتل البرلمانية ألح اب المعار ة والمستقلين‬-1
3-8 2111 ‫ ديسمبر‬21 ‫" صوت الشورى‬.2114 ‫احمد سعيد الدهي "قراءة في الموازنة العامة لعاع‬ -1
1 2112 ‫ يناير‬1 ‫" الوحدوي‬...‫ "الكتل البرلمانية ألح اب المعار ة والمستقلين‬-4
-2
World Bank, Economic growth in the Republic of Yemen: sources, constraints, and potentials, Volume 1, 13/10/2002
(ISBN 0-8213-5210-5)
-1
World Bank, Economic growth in the Republic of Yemen: sources, constraints, and potentials, Volume 1, 13/10/2002
(ISBN 0-8213-5210-5)
:‫ انظر‬.%14‫ بـ‬2118 ‫قدر البنك الدولي معدب الفقر في اليمن في أواخر عاع‬ -8
World Bank, Yemen Economic Updates, Winter 2008, 3
-3
Saif M. Al-Asly, “ Political Economy of Economic Growth Policies: the Case of Yemen Republic,” 2
-01
Saif M. Al-Asly, “ Political Reform and Economic Institutional Building: A Case Study of Budgetary Institutional
Reform in Yemen,” October 2003.
-00
Saif M. Al-Asly, “ Political Reform and Economic Institutional Building: A Case Study of Budgetary Institutional
Reform in Yemen,” October 2003.
Ibid. -02
2100. ‫ يناير‬21 "‫ مليار دوالر احتياطي اليمن من النقد األجنبي بنهاية أكتوبر الما ي‬4.3" ‫ وكالة األنباء الرسمية سبأ‬-01
-01
World Bank, Yemen Economic Updates, Spring 2009, 5
2111-0331 ‫ صندوق النقد الدولي المساعدة الفنية المقدمة من الصندوق خالب السنوات المالية‬-04
-02
Saif M. Al-Asly, “ Political Economy of Economic Growth Policies: the Case of Yemen Republic,” 10
-01
World Bank, Yemen Economic Updates, Spring 2006, 5
-08
World Bank, Yemen Economic Updates, Spring 2006, 5
-03
World Bank, Yemen Economic Updates, Spring 2009, 11
-21

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ 36 1122 - ‫ تقارير معمقة‬،‫مركز الجزيرة للدراسات‬


Burrowes, Robert D., "Yemen, Its Political Economy and the Effort against Terrorism," in Robert I.
Rotberg, ed., Battling Terrorism in the Horn of Africa, Washington, DC: Brookings Institution Press/WPF, 2005
-20
See: Margaret Coker, “U. S. Military Aid Is Available for Hire in Yemen,” The Wall Street Journal, Jan 4, 2011.
Burrowes, Robert D., "Yemen, Its Political Economy and the Effort against Terrorism," in Robert I.
Rotberg, ed., Battling Terrorism in the Horn of Africa, Washington, DC: Brookings Institution Press/WPF, 2005

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ 37 1122 - ‫ تقارير معمقة‬،‫مركز الجزيرة للدراسات‬


‫القبيلة فاا غير رسمي في اليمن‬
‫*‬
‫اادل مجاهد الكرجبي‬
‫‪ -‬شوجها الفاالين القبليين‬
‫‪ -‬الدولة المهجنة‪ ..‬شماهي الحدود بين القبيلة والدولة‬
‫‪ -‬المؤسسا الوسيطة بين الدولة والقبيلة‬
‫‪ -‬الفاالون القبليون وبقية الفاالين غير الرسميين‬
‫‪ -‬مستقب دور القبيلة‬
‫‪ -‬خاشمة‬

‫يمكن القو ب من منظور إثني وثقافي إن كل اليمنيين ينتمون إلى قبائل وجله إن ل يكن كلهة ينتمةون إلةى خمةس‬
‫قبائل عربية هي حمير ومذحج وكندة وحاشد وبكيل‪ .‬ولكن عوامل اقتصةادية وسياسةية وثقافيةة واجتماعيةة أدت‬
‫إلى إ عاف تأثير البنى والروابط والعالقةات القبليةة بةين السةكان الةذين ينتمةون إلةى قبائةل حميةر ومةذحج وكنةدة‬
‫واستمر تأثيرها في أوساط المواطنين الذين ينتمون إلى قبيلتي حاشد وبكيل اللتين يتركة وجودهمةا فةي المنطقةة‬
‫الممتدة مةن شةماب مدينةة صةنعاء إلةى الحةدود الجنوبيةة للمملكةة العربيةة السةعودية لةذلك فةإن الحةديث عةن الةدور‬
‫السياسةةي للقبائةةل وعةةن ا لبنيةةة القبليةةة عمومةةا إنمةةا يتركة علةةى الحةةديث عةةن قبيلتةةي حاشةةد وبكيةةل اللتةةين اسةةتطائ‬
‫شيوخهما االحتفاظ بقوة سياسية كبيةرة وبةأدوار سياسةية هامةة يمارسةونها مةن خةالب البنةى الرسةمية حينةا ومةن‬
‫خالب البنى غير الرسمية أحيانا أخرى‪.‬‬

‫شوجها الفاالين القبليين‬

‫يسعى الفاعلون ال قبليون إلى تحقيق مصالح ومنافع مادية مباشةرة سةواء كةانوا أفةرادا أع نخبةا وقيةادات حتةى إن‬
‫معظ األعماب االحتجاجية التي تقوع بها القبائل تكون في سبيل مطالب مادية مباشرة أما القيةادات القبليةة فةيمكن‬
‫وصفها غالبا بأنها نخب من الباحثين عن الريع‪.‬‬

‫وء هذه السمة الحاكمة لكل أفعاب الفاعلين القبليين يمكن تلخيص التوجهات العامة له في ما يلي‬ ‫وفي‬

‫‪ -‬معظة القيةةادات القبليةةة تتبنةةى توجهةةات محافظةةة لةةذلك هةةي تسةةعى دائمةةا لالرتبةةاط بالنظةةاع والحة ب الحةةاك أو‬
‫باألح اب اإلسالمية وال تتحالف مع األح اب السياسية الساعية إلةى التغييةر القوميةة أو اليسةارية أو الليبراليةة‬

‫*‬
‫أستاذ علم االجتماع السياسي بجامعة صنعاء‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪38‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫السيما أن النخبة الحاكمة هي التي تمتلك التصرف بالموارد العامة وإدارتها وهي ال تعادي النظاع إال إذا بدأ هةو‬
‫بمعاداتها‪.‬‬

‫‪ -‬القيادات القبلية ال تستقر على توجل محدد ومواقفها دائمة التغير فكثير من شيوخ القبائل مثال حضروا مؤتمر‬
‫قبائل بكيل العاع الذي دعا إليل الشيخ أمين العكيمي فةي ‪ 1‬نوفمبر‪/‬تشةرين الثةاني ‪ 2101‬ثة حضةروا فةي المقابةل‬
‫المؤتمر الذي دعا إليل ونظمل الشيخ ناجي بن عبد الع ي الشايف في اليوع التالي والذي عقد في مواجهة األوب‪.‬‬

‫‪ -‬تتحدد مواقف القيادات القبلية في حاالت كثيرة وفقا لمبدأ عدو عدوي صديقي فأثناء الحرب الجمهورية الملكية‬
‫(سبتمبر‪/‬أيلوب ‪ -0322‬مارس‪/‬آذار ‪ )0311‬حاربت معظة قبائةل حاشةد مةع الجمهوريةة ومعظة قبائةل بكيةل مةع‬
‫الملكية‪ .‬وفي عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين (باستثناء فترة حك العقيد إبراهي الحمدي الممتدة‬
‫بةةين يونيةةو‪/‬ح يران ‪ 0311‬وأكتوبر‪/‬تشةةرين األوب ‪ )0311‬كانةةت حاشةةد مقربةةة مةةن النظةةاع فيمةةا كانةةت بكيةةل‬
‫متعاطفة مع المعار ة السرية بةل ومةع الجنةوب وفةي األعةواع األربعةة التةي تلةت توحيةد شةطري الةيمن كانةت‬
‫مواقةةف قبيلةةة حاشةةد أقةةرب إلةةى مواقةةف المةةؤتمر الشةةعبي العةةاع ومواقةةف قبيلةةة بكيةةل أقةةرب إلةةى مواقةةف الحة ب‬
‫االشتراكي اليمني‪.‬‬

‫ومن المعروف أن شيوخ القبائل القويةة سةواء كةانوا أعضةاء فةي الحة ب الحةاك أو فةي التجمةع اليمنةي لإلصةالح‬
‫المعارأ يغلبون انتماءاته القبلية على انتماءاته الح بية وإذا تعار ت مصلحة القبيلة مع مصةلحة الحة ب‬
‫فإنه ينحازون إلى مصلحة القبيلة‪.‬‬

‫الدولة المهجنة‪ ..‬شماهي الحدود بين القبيلة والدولة‬

‫صالح إلى السلطة تشكلت نخبة حاكمة نفعية ال تتبنى مشروعا وطنيا إنما تتبنى‬ ‫منذ وصوب الرئيس علي عبد‬
‫إستراتيجية بقاء فعملت على بناء الدولة وتنظي عالقتها بالمجتمع وتشةكيل النظةاع السياسةي بمةا يؤهةل الفةاعلين‬
‫غير الرسميين على حساب الفاعلين الرسميين سواء على مستوى جهاز الدولة أو على مستوى المجتمع‪.‬‬

‫فعلى مستوى أجهة ة الدولةة لة يةت مأسسةة السةلطة السياسةية فةت بنةاء دولةة كالقبيلةة ولة يةبن جةيل قةوي يحمةي‬
‫الديمقراطية بل بني جيل عائلي عو ا عن ذلك‪ .‬وعلى مستوى عالقة الدولة بالمجتمع ل يستحدث نظاع لتسةهيل‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪39‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫شروط الوصوب إلى مواقع السلطة بل عملت السلطة على إ عاف كل ما سواها من خالب التضييق على الحق‬
‫في التنظي واحتكار وسائل اإلعالع‪.‬‬

‫دولة كالقبيلة‬

‫ت بناء الدولة بما يشبل القبيلة حيث باتت موارد الدولة كما لو كانت مملوكة للنظاع فالسلطة في مؤسسات الدولة‬
‫مخولةةة ألفةةراد ولةةيس لمؤسسةةات أو فةةرق وقةةد بنيةةت إدارة تقةةوع علةةى تركي ة السةةلطة موجهةةة بةةاألوامر ال إدارة‬
‫موجهة باألهداف إدارة منظمة على أساس العالقات الشخصية المباشرة ونظمةت عمليةات الوصةوب إلةى مواقةع‬
‫السةةلطة السياسةةية واإلداريةةة علةةى أسةاس المكانةةة االجتماعيةةة التقليديةةة الموروثةةة ال علةةى أسةةاس التنةةافس وتكةةافؤ‬
‫فباتت الدولة منظمة وفقا لتراتبية) تشبل التراتبية القبلية فشيوخ القبائل وأبنا ه يحتلون مواقع السلطة‬ ‫الفر‬
‫العليا فيما أبناء القبائل والمواطنون العاديون يحتلون مواقع تنفيذية فمةن بةين محةافظي المحافظةات الةـ‪ 20‬هنةاك‬
‫على األقل ‪ 01‬محافظا من عائالت مشيخية‪.‬‬

‫ول يةت بنةاء جةيل قةوي وهةو مةا جعةل الدولةة بحاجةة دائمةة لالسةتعانة بالمليشةيات القبليةة أو مةا يسةمى بةالجيل‬
‫د جماعة الحوثي في الفترة بةين‬ ‫الشعبي فقد استعان الجيل بالمليشيات القبلية في الحروب الست التي خا ها‬
‫‪ 2111‬و‪ 2101‬واستعانت الحكومة بالمليشيات القبلية في محاربة القاعدة عاع ‪ 2101‬حيث أعلةن محةافظ شةبوة‬
‫فةةي أكتوبر‪/‬تشةةرين األوب ‪ 2101‬عةةن تشةةكيل فةةرق قبليةةة داعمةةة للجةةيل فةةي مواجهةةة تنظةةي القاعةةدة علةةى غةةرار‬
‫الصحوات في العراق‪.‬‬

‫تة تصةةمي نظةةاع انتخةةابي مالئة للبنةةى القبل يةةة أكثةةر ممةةا يالئة التنظيمةةات السياسةةية الحديثةةة ويسةةاه فةةي تكةةريس‬
‫الوراثة في السلطة التشريعية فقةد أجريةت االنتخابةات التكميليةة فةي ‪ 21‬مةن الةدوائر التةي ينتمةي نوابهةا للمةؤتمر‬
‫الشعبي وقد أسفرت االنتخابات عن وراثة ‪ 08‬دائرة ‪ 00‬دائرة ورثها أبنةاء النةواب المتةوفين و‪ 1‬دوائةر ورثهةا‬
‫اإلخوة و‪ 2‬ورثهما أبناء اإلخوة و‪ 2‬ورثهما قريب من العائلة المشيخية نفسها أما الـ‪ 4‬الباقيةة فلة تةورث نتيجةة‬
‫خضوعها لتسويات لتقاس السلطة بين العائالت المشيخية‪.‬‬

‫قسمت اليمن إلى ‪ 20‬محافظة تض حوالي ‪ 111‬مديرية ويتطابق التقسي اإلداري في المناطق الريفيةة مةع البنةى‬
‫والعالقةةات القبليةةة فةةالكثير مةةن الوحةةدات اإلداريةةة (المةةديريات) تتطةةابق مةةع الوحةةدات القبليةةة فمةةديريات عةةنس‬
‫وسفيان وخوالن وأرحب وهمدان وخارف واألزارق وعياب ي يد وعياب سةريح وبنةي حشةيل وبنةي مطةر وبنةي‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪41‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫صري وبني قيس وبنةي العةواع هةي وحةدات إداريةة وكةذلك هةي وحةدات قبليةة وتتطةابق حةدودها اإلداريةة مةع‬
‫حدودها االجتماعية القبلية وت تقسي محافظة مأرب وفقا لالنقسامات القبلية فمديرية مةأرب الةوادي تكةاد تكةون‬
‫ديارا لقبيلة فالتسمية السائدة بين السكان لهذه المديريةة هةي وادي عبيةدة وتنقسة إلةى سةت تتطةابق أسةما ها مةع‬
‫أسماء عشائر قبيلة عبيدة الست الرئيسية‪.‬‬

‫ل يت تغلغل الدولةة فةي المنةاطق الريفيةة فةال زالةت كثيةر مةن المنةاطق الريفيةة تفتقةر لمؤسسةات وأجهة ة الدولةة‬
‫كالشرطة والمحاك وغيرهةا لةذلك فةإن ‪ %81‬مةن القضةايا فةي المنةاطق الريفيةة يةت التقا ةي فيهةا أمةاع القضةاء‬
‫العرفي القبلي وحتى في الحاالت التي ت تأسيسها فقةد تة تعيةين مسةؤولين ينتمةون إلةى النخةب القبليةة فةي مواقةع‬
‫السةةلطة واتخةةاذ القةةرار فيهةةا األمةةر الةةذي أثةةر سةةلبا علةةى قةةدرة الدولةةة علةةى تحقيةةق الةةدمج االجتمةةاعي فهةةؤالء‬
‫المسةةؤولون يمارسةةون معظة سةةلطاته بأسةةاليب قبليةةة فيةةت تحكةةي كبةةار المسةةؤولين الرسةةميين بمةةن فةةيه وزراء‬
‫وقضاة في الخالف بين القبائل بل إن رئيس الجمهورية ت تحكيمل في أكثر من قضية خالف بين القبائةل وحكة‬
‫شيوخ القبائل في قضايا الخالف بين الدولة والقبائل‪.‬‬

‫ت اختيار نظاع االنتخاب الفردي في الدوائر الصغيرة والفوز باألغلبية المطلقة وهو نظةاع انتخةابي يالئة النخةب‬
‫التقليدية والتنظيمات القبلية أكثر مما يالئة النخةب والقةوى االجتماعيةة الحديثةة والتنظيمةات السياسةية السةيما أن‬
‫تقسي الدوائر االنتخابية التشريعية والمحلية تطابق مةع التقسةي القبلةي ففةاز شةيوخ القبائةل بمعظة مقاعةد مجلةس‬
‫النةةواب وعضةةوية المجةةالس المحليةةة وعنةةدما تة التحةةوب إلةةى انتخةةاب محةةافظي المحافظةةات عةةاع ‪ 2118‬اعتبةةر‬
‫أعضاء المجالس المحلية هيئة ناخبة النتخاب المحافظين وهو ما أدى إلى أن ‪ 01‬من محافظي المحافظات البالغ‬
‫عدده ‪ 20‬محافظا ينتمون إلى عائالت من شيوخ القبائل‪.‬‬

‫حصرت سلطة اختيار شاغلي مواقع السلطة العليةا فةي الجهةاز اإلداري للدولةة وأعضةاء السةلك الدبلوماسةي وفةي‬
‫الهيئات والمؤسسات والمصالح الحكومية بيد رئيس الدولة لذلك فإن جل وكالء المحافظةات ووكةالء المحافظةات‬
‫المساعدين ه من شيوخ القبائل أو من أبناء شيوخ القبائل‪.‬‬

‫تقبيلة كالدولة‬
‫تمةةارس القبائةةل مةةا يشةةبل السةةيادة علةةى أرا ةةيها وال تتةةدخل الدولةةة حتةةى فةةي الحةةاالت التةةي تمةةارس فيهةةا القبيلةةة‬
‫ممارسات تتعارأ مع القانون ويتعامل النظاع مع القبائل كمةا لةو كانةت تمثةل دويةالت مسةتقلة أو كمةا لةو كانةت‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪40‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وحةةدات مرتبطةةة بنظةةاع فةةدرالي أو تقةةوع علةةى تقاس ة السةةلطة فتخةةتص الدولةةة بالسةةلطة فةةي المةةدن والمنةةاطق‬
‫الحضرية ويختص شيوخ القبائل بالسلطة في المناطق الريفية عموما والقبلية خصوصا‪.‬‬

‫تتمثل أه مالمح إ فاء الطابع الرسمي على القبيلة فيما يلي‬

‫ل تضع الدولة تشريعات تنظ تعبئة الموارد الطبيعية كةالمراعي والميةاه واألرأ وبعةض التشةريعات تخةتص‬
‫بالسةةكان الحضةةريين فمةةثال قةةانون العمةةل ال يخضةةع لةةل العةةاملون فةةي قطةةائ ال راعةةة التقليديةةة وال العةةاملون فةةي‬
‫المشروعات العائلية فضال عن ذلك فإن الدولة فو ت سلطتها في المناطق القبلية لشيوخ القبائل الذين يفر ون‬
‫على بعض الشركات ‪-‬التي تمارس نشاطها في مناطقه ‪ -‬توظيةف بعةض أبنةاء قبةائله بغةض النظةر عةن حاجةات‬
‫الشركة‪.‬‬

‫شهدت الطريق بين مأرب وصنعاء خالب العاع ‪ 2113‬فقط حوالي ‪ 48‬حادث تقطع أعاقت وصوب الغاز المنقوب‬
‫من محافظة مأرب إلى العاصمة والمحافظات األخرى عبر الناقالت أدت إلى حدوث أزمات شديدة في العاصمة‬
‫وفي مدن يمنية أخرى وبعض هةذه التقطعةات تطالةب بتوظيةف أبنةاء القبائةل سةواء فةي الشةركات النفطيةة أو فةي‬
‫الجهاز اإلداري للدولة وتضةطر الدولةة لالسةتجابة لمطالةب القبائةل لةذلك حصةلت محافظةة مةأرب علةى نصةيب‬
‫وافر من الوظائف التي اعتمدت عاع ‪.2113‬‬

‫فوأ قانون اإلجراءات الج ائية شيوخ القبائل سلطة الضبط القضائي في المناطق القبلية وفو ته التشريعات‬
‫وظائف التوثيق والسجل المدني وغيرها من الوظائف أما على مسةتوى الممارسةة فةإن شةيوخ القبائةل يمارسةون‬
‫هيمنة على األجه ة الحكومية المحلية‪.‬‬

‫استطاعت القبائةل فةي العقةود الما ةية جمةع ترسةانات كبيةرة مةن األسةلحة إلةى درجةة أن بعةض القبائةل اليمنيةة‬
‫تمتلك أسلحة ثقيلة مثل المدافع والرشاشات الثقيلة والمتوسطة والصواريخ أمةا األسةلحة الصةغيرة فةإن مخة ون‬
‫القبائل منها وفقا لبعض المصادر يقارب خمسة أ عاف مخ ون الدولة ومةا يمتلكةل شةيوخ القبائةل مةن أسةلحة‬
‫خفيفة ي يد قليال عما تمتلكل الدولة ومعظ هذه األسلحة بيد قبائل حاشد وبكيةل ومشةايخها‪ .‬وعنةدما و ةع قةانون‬
‫تنظي حمل السالح ل يتدخل في شؤون القبيلة ول يتطرق إال لتنظي حمل األسلحة في المدن‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪42‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫هناك على األقل ‪ 02‬سجنا خاصا يديرها شيوخ قبائل ورغة معرفةة الدولةة بهةذه السةجون لة تتخةذ أي إجةراءات‬
‫إلغالقها ومحاسبة الشيوخ الذين يديرونها وفقا للقانون بل على العكةس فةإن الدولةة تقةر بشةكل غيةر مباشةر بهةذه‬
‫السجون فقد جاء في أحد األحكاع الصادرة عن إحدى المحةاك الرسةمية اعتةراف بأحةد هةذه السةجون حيةث ورد‬
‫فيل "أما بشأن ما يقوع بل المته باعتباره شيخا من مشايخ تهامة من حبس وحج حرية رعاياه وأوالده حسب‬
‫تعب ير أهل تهامة فهو موروث اجتماعي بحاجة إلى معالجة مو وعية من الجهات المعنية وال يعفينا من الحكة‬
‫بإدانةة المةةته بهةةذا الشةةأن بمقتضةةى نةةص المةةادة ‪ 212‬عقوبةةات مةع وقةةف تنفيةةذ العقوبةةة بحةةدها األدنةةى إلةةى أن تةةت‬
‫المعالجة التي أشرنا إليها بحيثيات هذا الحك "‪.‬‬

‫فةةي مطلةةع العةةاع ‪ 2118‬هةةرب أبنةةاء قريتةةي الصةةفة ورعةةاش فةةي مديريةةة ذي سةةفاب بمحافظةةة إب إلةةى العاصةةمة‬
‫صنعاء بسبب اال طهاد الذي يعانونل من قبل أحد مشايخ القبائل وتعسفل فةي فةرأ ال كةاة والواجبةات الماليةة‬
‫األخرى وظلوا في مخي في العاصةمة صةنعاء لمةدة شةهر وقةد خلةص تقريةر لجنةة تقصةي الحقةائق التةي شةكلها‬
‫مجلس النواب للتحقيق في هذه القضية إلى أن معظ شكاوى المواطنين هي شكاوى صحيحة ومع ذلك لة تتخةذ‬
‫الدولة أي إجراءات بحق الشيخ وكلفت شيخا آخر للتوسط وحل المشةكلة وتكفلةت الدولةة بةدفع تعويضةات نقديةة‬
‫لهؤالء المواطنين عن المصروفات التي تكلفوها أثناء وجوده في العاصمة‪.‬‬

‫غالبا تقف الدولة محايدة وال تتدخل في الحروب القبلية التي تقوع بين القبائل فقد شهد العةاع الما ةي حروبةا بةين‬
‫القبائل حوب المراعي والمياه وأشهر الحروب القبلية التةي شةهدتها الةيمن فةي العةاع الما ةي الحةرب بةين قبيلتةي‬
‫الشمالن وهمدان البكيليتين والحرب بين قبيلة سفيان البكيلية وقبيلة العصيمات الحاشدية‪.‬‬

‫تنظر القبائل إلى أن لهةا حقةا فةي الثةروة لةذلك فةإن حةراك أبنةاء الصةحراء الةذي أعلةن عةن تأسيسةل عةاع ‪2113‬‬
‫طالب بأن تخصص لمحافظات الصحراء ‪ %41‬من عائدات النفط لةذلك فةإن الدولةة توكةل للقبائةل مهمةة حراسةة‬
‫أنابيب النفط كما تفرأ القبائل على الشركات النفطية توظيف أفرادها‪.‬‬

‫المؤسسا الوسيطة بين الدولة والقبيلة‬

‫ال تتعامل الدولة مع أفراد القبائل مباشرة بل تتعامل معه عبةر الشةيوخ الةذين منحةوا سةلطة كاملةة علةى قبةائله‬
‫وهناك مؤسسات وسيطة للتعامل مع القبائل منها المؤسسات التالية‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪43‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫صالح في مطلع الثمانينيات جهازا لتنظةي توزيةع الريةع علةى‬ ‫مصلحة شؤون القبائ ‪ :‬أسس الرئيس علي عبد‬
‫النخب القبلية سمي مصلحة شؤون القبائل وأسس لها فروعا في كل المحافظات اليمنية وهي مصةلحة ال يوجةد‬
‫قانون ينظمها وتدار وفقا لتعليمات شخصية مباشرة لتقدي عطايا مالية شهرية منتظمة لشةيوخ القبائةل وقةد بلةغ‬
‫ةمان‬ ‫عدد الشةيوخ المسةجلين لةديها حتةى العةاع ‪ 2114‬حةوالي ‪ 133‬شةيخا مةنه ‪ 8‬شةيوخ مشةايخ و‪ 23‬شةيخ‬
‫و‪ 222‬شيخا و‪ 011‬شيخ محل أو عاقل‪.‬‬

‫منظمة دار السالم أسست الحكومة عاع ‪ 0331‬دارا للتحكي للتوسط والتحكي في قضةايا الثةأر وعو ةا عةن أن‬
‫تقةةوع الحكومةةة بإنفةةاذ القةةانون فةةي التعامةةل مةةع منفةةذي جةةرائ االختطةةاف تطلةةب مةةن شةةيوخ القبائةةل التةةدخل فةةي‬
‫المفاو ات إلطالق المختطفين ففةي العةاع ‪ 2113‬أحيلةت قضةية اختطةاف أحةد كبةار التجةار فةي الةيمن إلةى هةذه‬
‫اللجنة والتوسط بين الدولة والقوى القبلية التي تتمرد على الدولة‪.‬‬

‫الحزب الحاكم‪ :‬بنى النظاع الح ب الحاك عاع ‪ 0382‬بشكل يتةواءع مةع البنةى القبليةة وشةكل الحة ب الحةاك آليةة‬
‫مؤسسية لمأسسة البنى والعالقات القبلية تماما كمةا هةو الحةاب فةي المةؤتمرات الشةعبية فةي ليبيةا فر سةاء فةروئ‬
‫الح ب الحاك في محافظات ومديريات الجمهورية جله من شيوخ القبائل وصيغ قةانون االنتخابةات بمةا يتةواءع‬
‫مع البنى القبلية‪.‬‬

‫المؤشمرا والتحالفا القبلية‬


‫إن القيادات القبلية تتخذ قراراتها وترس سياساتها عبر ما يسمى بالمؤتمرات القبلية وهي مؤتمرات غير منظمةة‬
‫وفقةةا للتشةةريعات المنظمةةة لمنظمةةات المجتمةةع المةةدني وذلةةك رغ ة أن بعضةةها أدى إلةةى تشةةكيل تنظيمةةات دائمةةة‬
‫درجت القبائل عندما تريد أن تعارأ الدولة أو أن تساندها أو حتى تساند قةوى خارجيةة علةى تشةكيل مةؤتمرات‬
‫قبلية وقد كانت بكيل أكثر تشكيال لمثل هذه المؤتمرات‪.‬‬

‫المؤشمرا القبلية‬
‫بةةن حسةةين‬ ‫صةةالح منةةذ وصةةولل إلةةى السةلطة بعالقةةة اعتمةةاد متبةةادب بالشةةيخ عبةةد‬ ‫ارتةةبط الةةرئيس علةةي عبةةد‬
‫األحمر فكانا يوصفان بأنهما "شةيخ الةرئيس ورئةيس الشةيخ" لةذلك كةان شةيوخ قبائةل بكيةل يشةكون مةن التميية‬
‫ده وعقدوا قبل قياع الوحدة عددا من المؤتمرات للمطالبة بالمساواة بين القبائل في التمثيل في أجهة ة الدولةة‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪44‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وبالم ساواة في تعامل النظاع مع القبائل اليمنية كان آخرها مؤتمر بكيل للسل واإلصالح الذي لعب الشيخ عرفج‬
‫بن هضبان دورا رئيسا في انعقاده في مديرية "رغوان" بمحافظة مأرب عاع ‪.0383‬‬

‫واستمرت خريطة توزيع القوة التي تشكلت قبل الوحةدة فةي السةنوات الخمةس األولةى التةي تلةت قيةاع الوحةدة عةاع‬
‫‪ 0331‬وسعى شيوخ القبائل البكيلية إلى عقد مؤتمرات قبلية صنفت على أنها مواليةة للحة ب االشةتراكي اليمنةي‬
‫في مقابل المؤتمر الشعبي العاع فكان مؤتمر التالح الوطني الذي لعب دورا في عقده الشةيخ أحمةد عبةاد شةريف‬
‫(من القيادات العليا للح ب االشتراكي اليمنةي) فةي ديسةمبر‪/‬كانون األوب ‪ 0330‬وخلةص المةؤتمر إلةى عةدد مةن‬
‫القةةرارات التةةي تطالةةب بالمسةةاواة بةةين القيةةادات القبليةةة و"اعتبةةار كةةل الواجهةةات والشخصةةيات االجتماعيةةة فةةي‬
‫مسةةتوى واحةةد وقةةدر واحةةد فةةي المكانةةة والصةةالحية والوجاهةةة"‪ .‬ومةةن هةةذه المةةؤتمرات أيضةةا مةةؤتمر سةةبأ للقبائةةل‬
‫اليمنية عاع ‪ 0331‬الذي ترأسل الشيخ الغادر (أحد أه مشايخ قبيلة خوالن البكيلية) وانعقد آخر في منطقة "ذنةل"‬
‫بيان بمحافظة مأرب ومنها مؤتمر مجلس بكيل الذي ترأسل الشيخ محمد أبو لحوع (أحد أهة مشةايخ قبيلةة‬ ‫بني‬
‫نه البكيلية) عاع ‪.0331‬‬

‫شحالف تقبائ مأرب والجوف‬


‫في العاع ‪ 0338‬اتخذت الحكومة قرارا برفع أسعار المشتقات النفطية في إطةار رفةع الةدع عةن الخةدمات والسةلع‬
‫التي تنتجها أو تبيعها الدولة فتحركت مظاهرات وأعماب احتجاجية في مختلةف محافظةات الجمهوريةة بمةا فيهةا‬
‫المحافظةةات القبليةةة وقامةةةت مظةةاهرات فةةةي بعةةض منةةةاطق محةةافظتي مةةةأرب والجةةوف وقةةةد قابلةةت الحكومةةةة‬
‫المظاهرات التي قامت في مناطق قبائل الجدعان فةي مةأرب والجةوف وبعةض عشةائر همةدان فةي الجةوف بعنةف‬
‫شديد وواجهتها عسكريا وترتب على ذلك سقوط عدد من القتلى والجرحى فتنادت قبائل مأرب والجوف لنصرة‬
‫القبائل التي تمت المواجهةة بينهةا وبةين الدولةة فأوقفةت الدولةة الحملةة العسةكرية فةاجتمع شةيوخ القبائةل فةي بيةر‬
‫مسعودة الواقعةة علةى أرأ قبيلةة الجةدعان البكيليةة بمحافظةة مةأرب وأعلنةوا عةن تأسةيس تحةالف قبائةل مةأرب‬
‫قبائل بكيلية وأخرى مذحجية وعين الشيخ علوي الباشا بن زبع أمينا عاما لل‪.‬‬ ‫الجوف و‬
‫حراك أبناء الصحراء‬
‫في منتصف يوليو‪/‬تمةوز ‪ 2113‬أعلةن عةن تأسةيس حةراك أبنةاء الصةحراء وقةد أيةد مؤسسةوه الحةراك الجنةوبي‬
‫وطةالبوا بنظةاع فةدرالي وأن يتأسةةس إقلةي يسةمى إقلةةي الصةحراء يضة خمةس محافظةةات هةي الجةوف ومةةأرب‬
‫وشبوة وحضرموت والمهرة وأن يخصص ‪ % 41‬من عائدات النفط لهذا اإلقلةي باعتبةاره اإلقلةي المنةتج للةنفط‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذا ربما يشكل خلطا ألوراق الصرائ السياسي في تلك الفترة فعو ا عن مطالبةة الحةراك الجنةوبي‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪45‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫بفك الروابط طالب بإقلي فدرالي يض ثالث محافظات تنتمي إلةى مةا كةان يسةمى بجمهوريةة الةيمن الديمقراطيةة‬
‫الشعبية (الجنوب) ومحافظتين تنتميان إلى ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية (الشماب)‪.‬‬

‫مؤشمر التحالف الوطني‬


‫ةغوطا علةى شةيوخ القبائةل لالنسةحاب مةن‬ ‫صةالح‬ ‫قبل انتخابات ‪ 0331‬التشريعية مارس الةرئيس علةي عبةد‬
‫التجمع اليمني لإلصالح واستعادة عضويته في الح ب الحاك وقد استجاب للضغوط عةدد مةن شةيوخ القبائةل‬
‫بةن حسةين األحمةر لة يلةب دعوتةل وإن كةان قةد ا ةطر فةي‬ ‫لكن رئيس التجمع ا ليمنةي لإلصةالح الشةيخ عبةد‬
‫انتخابات عاع ‪ 2111‬ألن يترشح مستقال فبدأ الرئيس بمحاولة إ عاف سلطتل االجتماعية في إطار قبيلةة حاشةد‬
‫بةن حسةين األحمةر فةي اتخةاذ مواقةف معار ةة‬ ‫وتعظي قةوة شةيوخ آخةرين فةي المقابةل بةدأ أوالد الشةيخ عبةد‬
‫للرئيس فدعموا في االنتخابات الرئاسية التي انعقةدت فةي سةبتمبر‪/‬أيلوب ‪ 2112‬مرشةح اللقةاء المشةترك المنةافس‬
‫بن حسين األحمر في التحضةير لتأسةيس مجلةس التضةامن‬ ‫صالح وبدأ الشيخ حسين عبد‬ ‫للرئيس علي عبد‬
‫الوطني‪ .‬وعقد مؤتمره التأسيسي في ‪ 23‬يوليو‪/‬تموز ‪ 2111‬وحضره عدد كبير من شةيوخ القبائةل ومةن أعضةاء‬
‫مجلس النواب ومن األكاديميين‪.‬‬

‫صديق صديقي صديقي‬


‫تعمةةل القيةةادات القبليةةة وفقةةا لمبةةدأ صةةديق صةةديقي صةةديقي وعةةدو عةةدوي صةةديقي فةةرغ أن جةةل المةةؤتمرات‬
‫والتحالفات القبلية التي تشكلت في العقدين الما يين تأسست على قاعدة مواجهة النظاع فإن معظ شيوخ القبائةل‬
‫الذين شكلوها يرتبطون بعالقةات صةداقة ومصةالح بالعائلةة الحاكمةة فةي المملكةة العربيةة السةعودية لةذلك أعةادوا‬
‫وء العداوة المشتركة بجميع هذه المكونات بما يسمى بجماعة الحوثي التي‬ ‫صياغة عالقته بالنظاع اليمني في‬
‫تشكل عدوا مشتركا للمم لكةة العربيةة السةعودية والنظةاع فةي الةيمن وبالتةالي كةان مةوقفه مةن الحةوثي هةو خدمةة‬
‫للمملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬في ‪ 21‬أغسطس‪/‬آب ‪ 2101‬اندلعت مواجهات مسلحة بين مسلحين تابعين للشيخ حسةين األحمةر ومسةلحين مةن‬
‫جماعةةةة الحةةةوثي فةةةي مدينةةةة حةةةوث ودعةةةا الشةةةيخ حسةةةين األحمةةةر الجتمةةةائ موسةةةع لشةةةيوخ قبيلةةةة حاشةةةد فةةةي ‪2‬‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األوب ‪ 2101‬ووقعت في االجتمائ وثيقة جةاء فيهةا "فةي حالةة اكتشةاف أي فةرد مةن أفةراد القبيلةة‬
‫يحاوب االنتماء أو المناصرة أو نشر أفكار المتمردين يعد ذلك اعتداء على القبيلة وعلى كةل فةرد فةي قبائةل حاشةد‬
‫وعلى جميع قبائل حاشد االستنفار الكامل بعتادها وعدتها لصد االعتداءات مهما كلف األمر من التضحيات"‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪46‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬في يونيو‪/‬ح يران ‪ 2113‬قدع مجلةس التضةامن الةوطني مبةادرة جةاءت خطوطهةا العامةة متوائمةة مةع توجهةات‬
‫صالح لتوصيف األزمة في الجنوب ومةع ر يتةل لحلهةا فاقترحةت إقامةة حكة محلةي كامةل‬ ‫الرئيس علي عبد‬
‫الصال حيات وإعادة النظر في تنظي المؤسسةات العسةكرية واألمنيةة علةى أسةس وطنيةة ال علةى أسةس ح بيةة أو‬
‫قبلية واستقاللية القضاء وجعلل مهيمنا على جميع المؤسسات والكشف عن تقرير هالب‪-‬باصره الذي حةدد أهة‬
‫نةةاهبي األرا ةةي وإحالةةة الفاسةةدين للقضةةاء لينةةالوا ج ة اءه وإنصةةاف المتقاع ةدين العسةةكريين والمةةدنيين فةةي‬
‫المحافظات الجنوبية ومساواته في بقية المحافظات‪.‬‬

‫‪ -‬في ‪ 08‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2100‬قدع مجلس التضامن الةوطني مبةادرة تقةوع علةى إيقةاف المهةاترات اإلعالميةة‬
‫والخطابات غير المسؤولة والعودة إلى طاولة الحوار الوطني الشامل‪ .‬ويشارك فيل جميع األطراف اليمنية ومنهةا‬
‫قادة المعار ة السياسية فةي الخةارج وقةوى الحةراك السةلمي فةي المحافظةات الجنوبيةة وقةادة الفعاليةات السياسةية‬
‫والمدنية دون استثناء ألي طرف من أجل االتفاق على اآلليةة والمبةادل العامةة للحةوار‪ .‬وطالةب المةؤتمر الشةعبي‬
‫العاع بإيقاف اإلجراءات األحادية بشأن االنتخابات النيابية والتعديالت الدستورية حتى تطرح على طاولةة الحةوار‬
‫واالتفاق على مشروئ دستور يكون بوابة للحل الشامل للقضةايا السياسةية الخالفيةة خاصةة تلةك المتعلقةة بالقضةية‬
‫الجنوبيةةة وإصةةالح النظةةاع السياسةةي واالنتخةةابي علةةى أن تبقةةى اللجنةةة العليةةا لالنتخابةةات الحاليةةة قائمةةة حتةةى يةةت‬
‫االستفتاء على مشروئ التعديالت الدستورية المتوافق عليها‪.‬‬

‫‪ -‬في ‪ 2‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 2100‬وقبل المهرجان الذي دعا إليل اللقاء المشترك في صنعاء بيةوع واحةد دعةت‬
‫القيادة المشتركة لمجلةس بكيةل العةاع للسةل واإلصةالح كةل القةوى السياسةية إلةى تجنيةب الةبالد مخةاطر فتنةة قةد ال‬
‫تعةةرف نهايتهةةا وذلةةك باإلسةةرائ نحةةو الحةةوار الةةوطني الجةةاد بحضةةور كةةل القةةوى السياسةةية بمةةا فيهةةا الحوثيةةون‬
‫والحراك الجنوبي‪ .‬وطالب الح ب الحاك والمعار ة بوقف التجمعات والمسيرات والمناكفات اإلعالمية وكل ما‬
‫يؤدي إلى التصعيد والشقاق والتهيئة النخراط مختلف األطراف في حوار وطني شامل‪.‬‬

‫‪ -‬في ‪ 4‬نوفمبر‪/‬تشرين الثةاني ‪ 2113‬دان الشةيخ علةي محمةد العجةي األمةين العةاع المسةاعد لمجلةس تحةالف قبائةل‬
‫مةةأرب والجةةوف حةةادث جبةةل الةةدخان الةةذي أودى بحيةةاة جنةةديين سةةعوديين وجةةرح ‪ 00‬آخةةرين بنيةةران مسةةلحين‬
‫حوثيين‪.‬‬

‫‪ -‬في ‪ 28‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2100‬دعا الشةيخ علةي القبلةي نمةران رئةيس المجلةس األعلةى لتحةالف قبائةل مةأرب‬
‫والجوف إلةى تأجيةل االنتخابةات والعةودة إلةى الحةوار حتةى يخةرج الجميةع بوفةاق وطنةي يخةدع الةيمن والمصةلحة‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪47‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫العامة وهو ما يبدو أنل جاء في إطار التمهيد للمبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية فيما بعد وأعلن فيهةا تجميةد‬
‫اإلجراءات التمهيدية لالنتخابات التشريعية ودعا فيها للحوار‪.‬‬

‫الفاالون القبليون وبقية الفاالين غير الرسميين‬

‫تسةةعى التنظيمةةات القبليةةة إلةةى الحصةةوب علةةى منةةافع ماديةةة فرديةةة مباشةةرة وبالتةةالي تختلةةف أهةةدافها عةةن أهةةداف‬
‫الفاعلين غير الرسميين األيديولوجيين والسيما الذين يتبنون أيديولوجيا دينية كتنظةي القاعةدة أو جماعةة الحةوثي‬
‫وتختلف مطالبها عن مطالب الفاعلين غير الرسميين المدنيين كةالحراك الجنةوبي الةذي يسةعى إلةى و ةع حلةوب‬
‫جماعية للمشكالت االجتماعية كالبطالة وانتشار األمراأ وتدهور التعلي مةن خةالب بةرامج سياسةية تقةوع علةى‬
‫و ع حلوب للبطالة وتحسين المؤسسات الصحية والتعليمية و مان استقالب القضاء فمطالةب الفةاعلين القبليةين‬
‫هةي غالبةا مطالةب فرديةةة وأحيانةا جمعيةة تتعلةق بعائلةةة أو عشةيرة أو قبيلةة ويميلةون إلةةى التعبيةر عنهةا باسةةتخداع‬
‫وسائل عنيفة كاختطاف السائحين والرعايةا األجانةب أو المةواطنين اليمنيةين أو قطةع الطرقةات وتتركة بشةكل‬
‫محةددين أو المطالبةة بةاإلفراج عةن‬ ‫أساسي على مطالب مادية مباشرة مثل المطالبةة بتةوفير وظةائف ألشةخا‬
‫سجين محدد أو المطالبة بتنفيذ حك قضائي محدد مع ذلك تأثرت البنى القبلية بالفاعلين غير الرسميين اآلخرين‬
‫وأثرت فيه ‪.‬‬

‫شنظيم القاادة‬
‫توفر الجماعات القبلية الحماية لألفةراد الةذين ينتمةون إليهةا بغةض النظةر عةن توجهةاته السياسةية فعنةدما كانةت‬
‫الدولة تتمتع بالقوة والقدرة في محافظة شبوة ل توفر قبيلة بلحارث الحماية ألبي علي الحارثي المته بالمشاركة‬
‫في تفجير المدمرة األميركية كوب عاع ‪ 2110‬وهو ما ا طره لالحتماء بقبيلة عبيدة في وادي مأرب ولكن بعةد‬
‫إحياء البنى والعالقةات القبليةة فةي المحافظةات الجنوبيةة وتراجةع قةوة الدولةة وفةرت قبيلةة العوالةق فةي المحافظةة‬
‫نفسها الحماية للداعية اإلسالمي المتشدد أنور العولقي‪ .‬بل امتةد نشةاط تنظةي القاعةدة فةي العةامين ‪ 2113‬و‪2101‬‬
‫مةةن محافظةةة مةةأرب إلةةى محةةافظتي شةةبوة وأبةةين القبليتةةين فةةي الجنةةوب وبةةات نشةةاطل شةةبل علنةةي فةةي هةةاتين‬
‫المحافظتين ففةي ‪ 3‬سةبتمبر‪/‬أيلوب ‪ 2101‬وزئ تنظةي القاعةدة بشةكل علنةي قائمةة تضة أسةماء عةدد مةن الكةوادر‬
‫األمنية واالستخبارية في مدينة زنجبار في محافظة أبين متوعدا هذه العناصر بالقتل فضال عن أن عملياتل في‬
‫هةةاتين المحةةافظتين ل ة تعةةد تقتصةةر علةةى العمليةةات االنتحاريةةة والفرديةةة أو العمليةةات التةةي تنفةةذها المجموعةةات‬
‫الصغيرة بل بات ينفذ أحيانا عمليات مواجهة مباشرة كمةا حةدث فةي مديريةة لةودر بمحافظةة أبةين فةي األسةبوئ‬
‫الثالث من أغسطس‪/‬آب ‪.2101‬‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪48‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫جمااة الحوثي‬
‫بدأ التمرد الحوثي تمردا لنخبة محدودة في محافظة صعدة غيةر أن الطةابع القبلةي لمحافظةة صةعدة والمحافظةات‬
‫المجاورة لهةا سةاعد النخبةة الحوثيةة علةى تعبئةة الجمةاهير القبليةة لالنخةراط فةي الصةرائ وبالتةالي اتسةائ نطاقةل‬
‫اجتماعيةةا وجغرافيةةا ليمتةةد إلةةى بعةةض منةةاطق محافظةةات عمةةران وحجةةة والجةةوف وصةةنعاء واسةةتغل الحوثيةةون‬
‫الصرائ بين قبيلة صبارة التي تتبع قبيلة سفيان البكيلية وقبيلة ذو محمد التةي تنتمةي لقبيلةة العصةيمات الحاشةدية‬
‫الذي ترجع جذوره إلى ما ي يد عن ‪ 011‬عاع‪.‬‬

‫فبعد االنتخابةات المحليةة فةي ديسةمبر‪/‬كانون األوب ‪ 2112‬اسةتغل الحوثيةون الصةرائ بةين قبيلتةي ذو معقةل وبنةي‬
‫ع ي اللتين تنتميان لقبيلة سفيان على خلفية مقتل الشيخ أحمد يحيى القعةود المرشةح لمقعةد تمثيةل المديريةة فةي‬
‫مجلس المحافظة لذلك اتسع نطاق الحرب الرابعة ليشمل مديرية سفيان حيث شارك الشيخ صغير حمةود ع ية‬
‫عضو مجلس النواب عةن الحة ب ال حةاك والمسةلحون التةابعون لةل فةي هةذه الحةرب إلةى جانةب الجةيل وشةارك‬
‫يحيى القعود والمسلحون التابعون لل إلى جانب المقاتلين الحوثيين‪.‬‬ ‫الشيخ عبد‬

‫يرى أبناء بكيل الذين دعموا الحوثي أنه ينتقمون بهذا من السلطة ومن المملكة العربية السةعودية اللتةين تةدعمان‬
‫قبيلة حاشد واستطائ الحوثيون تعبئةة أفةراد مةن قبيلةة وائلةة (الشةيعية اإلسةماعيلية) انتقامةا مةن المملكةة العربيةة‬
‫ةد هةذه القبيلةة و ةد قبائةل نجةران اإلسةماعيلية واسةتطاعوا اسةتغالب‬ ‫السعودية "المتهمة بأنها تمةارس القمةع"‬
‫الخالف –الذي يمتد ألكثر مةن ثالثةين عامةا‪ -‬بةين قبيلتةي الشةوالن وهمةدان اللتةين تشةكالن فةرعين مةن قبيلةة دهة‬
‫البكيلية في الجوف واستطاعوا التواجد في قبيلة أرحةب وتأسةيس مركة فكةري فةي قريةة بيةت أبةو نشةطان علةى‬
‫خلفية ما يشعر بل شيوخها من إقصاء يمارسل عليه النظاع‪.‬‬

‫الحراك الجنوبي‬
‫تحالف النظاع مةع القيةادات القبليةة جعلةل دائمةا بحاجةة إلةى إر ةائها بةالتحويالت الماليةة والعقاريةة وفةي مقةدمها‬
‫األرا ي وقد جاءت معظ األرا ي في الجنوب أما في الشماب فإن الدولة ال تمتلك أرا ي بل علةى العكةس‬
‫تقوع بشراء أراأ من شيوخ القبائل بمبالغ مبالغ فيها لقد أدى ذلك إلى غضب أبناء المناطق الجنوبيةة وبالتةالي‬
‫تشكل الحراك‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪49‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫في ظل إحياء النظاع للبنى والعالقات القبلية في الجنوب وتحالفل مع شيوخ القبائل وما اتبعل من سياسةات مواليةة‬
‫للنخب القبلية أخضع السكان المحليون في المحافظات الجنوبية لقمع مركب قمع سياسي يمارسةل النظةاع وقمةع‬
‫اجتماعي تمارسل النخب القبلية وجرد المواطنين من حماية الدولة له وهو ما أثار استياءه ‪.‬‬

‫النخةةب األولةةى التةةي شةةكلت الحةةراك الجنةةوبي وقادتةةل فةةي العةةامين ‪ 2111‬و‪ 2118‬هةةي نخةةب حديثةةة تتكةةون مةةن‬
‫الضباط وخريجي الجامعات العاطلين لذلك كان الحراك الجنوبي يبحث عن حلوب جماعية في إطار دولة الوحدة‬
‫للمشكالت االجتماعية وفي مقدمها مشكلة البطالة وتسييس الوظيفة العامة وأطلةق علةى نفسةل الحةراك الجنةوبي‬
‫السلمي وقد شكل التحاق بعض النخب القبلية بةالحراك الجنةوبي مثةل طةارق الفضةلي والشةيخ عبةد الةرب النقيةب‬
‫عاع ‪ 2113‬نقطة تحوب في مسيرة الحراك الجنوبي فبدأ التحوب نحو استخداع العنف وبةدأ يطةرح المطالبةة بفةك‬
‫االرتباط‪.‬‬
‫مستقب دور القبيلة‬

‫بسبب الطريقة التي اتبعها النظاع في التعامل مع القبائل فإن معظة مةوارد الةبالد تخصةص علةى شةكل تحةويالت‬
‫للنخب القبلية على حساب اإلنفاق االجتماعي فضال عن ذلك األمةر الةذي أثةر سةلبا علةى قةدرة الدولةة علةى أداء‬
‫وظائفها في مجاب التنمية‪.‬‬

‫إن مراعاة التوازنات القبلية في شةغل الوظةائف العليةا فةي الدولةة وإدارة األجهة ة الحكوميةة وفقةا ألسةاليب إدارة‬
‫البنى القبلية أدى إلى فشل هذه المؤسسات وعةدع قةدرتها علةى أداء أهةدافها فةالجيل لة يسةتطع أداء وظيفتةل فةي‬
‫حماية الةبالد فاسةتطاعت القاعةدة أن تتواجةد فةي الةيمن وكةذا الحوثيةون ولة تسةتطع المؤسسةات الريا ةية وال‬
‫التعليمية حيةث معظة مةدراء المةدارس الريفيةة والوحةدات الصةحية والمشةروعات التنمويةة هة مةن أبنةاء شةيوخ‬
‫القبائةةل سةةواء تةةةوافرت فةةيه شةةروط شةةةغل الوظةةائف أع ال وبالتةةةالي تةةردى التعلةةي والصةةةحة وكةةل الخةةةدمات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫ل تعد الدولة قادرة على أداء وظائفها في مجاب توزيع ثمار التنمية وبالتالي تتحي برامج التنميةة لصةالح النخةب‬
‫على حساب الجماهير ولصالح األقالي القوية التي تتس بقوة البنى القبلية على حساب المناطق واألقالي الضعيفة‬
‫التي ال تتمتع بقوة قبلية وهو ما أدى إلى تململ اجتماعي في هةذه المنةاطق فقةد بةدأ هةذا التملمةل فةي المحافظةات‬
‫الجنوبية منذ العاع ‪ 2111‬وبات منذ العاع ‪ 2111‬يطلةق عليةل الحةراك الجنةوبي ومنةذ العةاع ‪ 2113‬بةدأت بعةض‬
‫فصائلل في طرح فكرة االنفصاب أو فك االرتباط ومنذ ‪ 00‬فبراير‪/‬شباط ‪ 2100‬بدأت تشكل ثةورة شةعبية تطالةب‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪51‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫بتغي يةر النظةاع وقةد بةدأت هةذه االحتجاجةات طةالب جامعةة صةنعاء والشةباب فةي محافظةات تعة والحديةةدة وإب‬
‫وعدن ولحج والضالع والبيضاء وحضرموت وقد التحق بها بعد ذلةك بقيةة محافظةات الجمهوريةة وشةارك فيهةا‬
‫نخب قبلية‪.‬‬

‫في حاب نجاح الجماهير فةي تغييةر النظةاع فةإن المتوقةع تراجةع القبيلةة مسةتقبال وذلةك رغة أن هنةاك نخبةا قبليةة‬
‫مشاركة في الثورة الشعبية ذلك أن أبناء القبائل والنخب القبلية باتوا مرهقين من استمرار القبلية وبةاتوا يعةانون‬
‫مةةن الثةةارات ومةةن المشةةكالت فةةبعض شةةيوخ القبائةةل هرب ةوا إلةةى السةةعودية وبعضةةه األخةةر قتةةل وهكةةذا فةةإن‬
‫التوجهات القبلية من المحتمل أن تتراجع بسبب ترشيد مصالح النخب القبلية فالذي يسعى إلى الحفاظ على البنيةة‬
‫القبلية هو النظاع أما النخب القبلية فقد بات كثير منها راغبا في تغيير النظاع واستبداب نظاع يقوع على المواطنةة‬
‫‪.‬‬ ‫المتساوية منل ويتيح التنافس على السلطة على أساس تكافؤ الفر‬

‫أما في حاب فشل الثورة الشعبية في تغيير النظاع فإن استمراره في االعتماد على إستراتيجيتل التقليدية التي تقةوع‬
‫على التحالف مع الفاعلين القبليين وتنظي الفو ى القبلية مةن شةأنل أن يةؤدي إلةى تع ية أزمةات الدولةة بةل قةد‬
‫يؤدي إلى انهيارها أو وقوعها في حالة من الفو ى غير المسيطر عليها السيما إذا استمر إسةناد مهةاع عسةكرية‬
‫د الحراك الجنوبي‬ ‫د القاعدة أو‬ ‫للفاعلين القبليين في مواجهة الفاعلين غير الرسميين اآلخرين كالحوثيين أو‬
‫فمن شةأن ذلةك أن يةؤدي إلةى حةرب أهليةة أو إلةى سةقوط الدولةة وتفككهةا مةن خةالب انفصةاب الجنةوب أو فصةل‬
‫الحوثيين لمحافظة صعدة وتكوين دولة شيعية فيها وبالتالي فإن النظاع سوف يسعى إلى تع ي البنية القبلية‪.‬‬

‫خاشمة‬

‫سواء تغير النظاع أع ل يتغير يجةب تنفيةذ إصةالحات جذريةة تقةوع علةى إعةادة بنةاء الدولةة بمةا يخلةق منهةا جهةازا‬
‫رسميا لممارسة القوة السياسية وإصالح النظةاع االنتخةابي بحيةث تغةدو االنتخابةات عمليةة تنافسةية بةين أحة اب‬
‫سياسةةية ال عمليةةة للتنةةافس بةةين القيةةادات القبليةةة وإصةةالح التشةةريعات المنظمةةة للوصةةوب إلةةى مواقةةع السةةلطة فةةي‬
‫الجهاز اإلداري للدولة بما يجعلها منظمة وفقا لمعايير مو ةوعية ال بمةا يجعلهةا خا ةعة للعالقةات الشخصةية‬
‫وإصالح التشريعات المنظمة لبنى وعمليات صناعة القرار بما يضفي عليها طابعا مؤسسيا ويجردها مةن الطةابع‬
‫الشخصي وإلغاء المؤسسات واألجه ة غير الدستورية وفي مقدمها مصلحة شؤون القبائل وبناء أجه ة الدولةة‬
‫وفي مقد مها بناء جيل مؤسسي بما يغني الدولة عن االستعانة بالجيل الشةعبي وبمةا يخلةص الجةيل مةن الطةابع‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪50‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫العائلي ويضمن عدع تدخلل في السياسة ويؤهلل ألداء دوره في حماية سةيادة الدولةة وبنةاء أجهة ة شةرطة قويةة‬
‫وقادرة على حفظ األمن‪.‬‬

‫يجب إعادة النظر في التقسي اإلداري الحةالي القةائ علةى مراعةاة البنةى والعالقةات القبليةة وو ةع تقسةي إداري‬
‫يراعي أهداف التنمية البشرية وتقليص عدد المحافظات والمديريات بما يمكةن الدولةة مةن فةرأ سةيادتها علةى‬
‫كامل إقليمها ويسهل تغلغلها في المجتمع ويؤسس لعالقة بين الدولة والمواطن تقوع علةى التعامةل المباشةر عبةر‬
‫أجه تها الرسمية التي ينبغي تأسيسها في كل المحافظات والمديريات ويقلص النفقات اإلدارية والتشغيلية وبما‬
‫يساعد في عملية الدمج االجتماعي لةيس فقةط بةين الشةماب والجنةوب بةل أيضةا بةين سةكان كةل شةطر مةن خةالب‬
‫تقسةةي يسةةتند علةةى روابةةط مدنيةةة تقةةوع علةةى المصةةالح المشةةتركة وال يسةةتند علةةى الةةروابط االجتماعيةةة التقليديةةة‬
‫واألهلية التي تقوع على القرابةة واالنتمةاءات القبليةة ويجةب أن تؤخةذ بعةين االعتبةار متطلبةات النظةاع االنتخةابي‬
‫الجديةةد عنةةد و ةةع التقسةةي اإلداري بحيةةث تشةةكل المديريةةة دائةةرة انتخابيةةة محليةةة والمحافظةةة دائةةرة انتخابيةةة‬
‫تشريعية‪.‬‬

‫وي جةةب فةةرأ سةةيطرة الدولةةة االجتماعيةةة المباشةةرة مةةن خةةالب إخضةةاعها سةةلوك األفةةراد االجتمةةاعي وتوجهةةات‬
‫سلوكه لقواعد القانون واإلجراءات الرسمية التي تحددها وإ عاف هيمنة قواعد التنظيمات القبلية على األفراد‬
‫وتنظي عالقة الدولة بالمواطنين بما يكفل تعاملها معه بشكل مباشةر ودون وسةاطة مةن النخةب القبليةة وتأسةيس‬
‫هيئة مستقلة للخدمة المدنية بما يضمن فصل اإلدارة عن السياسة وحياد الوظيفة العامة وخضوعها للمنافسة وفقا‬
‫‪.‬‬ ‫لمبدأ المواطنة المتساوية وتكافؤ الفر‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪52‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫الحركة الحوثية فاا غير رسمي في اليمن‬
‫*‬
‫ابد اليريم محمد الخيواني‬
‫‪ -‬نكأة الحركة الحوثية‬
‫‪-‬أهداف الحوثي المؤسس‬
‫‪ -‬الحوثية وبقية الفاالين غير الرسميين‬
‫‪ -‬موتقف السلطة من الحوثية‬
‫‪ -‬حدود الفع الحوثي غير الرسمي‬
‫‪ -‬الحرب مع السلطة‬
‫‪ -‬مستقب الحوثية‬
‫‪ -‬خاشمة‬

‫من عملية صرائ ال تحتك‬ ‫إن مفتاح الفه للفاعلين غير الرسميين يكمن في عملية إعادة إنتاج القوى الالعبة‬
‫من مؤسسات الدولة بل من خالب محددات القوة والعالقات خارج بنية‬ ‫للدستور واألطر القانونية‬

‫الحركة الحوثية اس ينسب إلى لقب مؤسسها السيد حسين نجل السيد بدر الدين الحوثي أحد كبار علماء المذهب‬
‫ال يدي الذي يقطن بمحافظة صعدة في أقصى شماب اليمن‪.‬‬

‫نكأة الحركة الحوثية‬

‫ل تتأسس الحركة الحوثية في أوب أمرها حركة سياسية منظمة لها أهداف ونظ ولوائح كسواها من الحركات‬
‫السياسية إنما بدأ إطارها الفكري يتشكل من خالب مالزع "منشورات" وتسجيالت للسيد حسين الحوثي على‬
‫مجموعة من األفكار اإلسالمية التي تستهدف التجديد الديني في إطار المذهب ال يدي‪.‬‬

‫أثناء الحرب حتى إن االس "الحركة الحوثية" ل يطلق عليها إال أثناء‬ ‫وتبلورت الحركة لتأخذ شكلها الخا‬
‫الحرب وأطلقتل السلطات بعد اندالئ المواجهات بين الطرفين فهي ل تتأسس حركة منج ة لها أهداف‬
‫وطموحات سياسية وإال لكانت اختارت لنفسها اسما مختلفا عن الذي اشتهرت بل‪.‬‬

‫فالحوثية تأسست كحالة فكرية ودينية منذ العاع ‪ 2111‬على يد السيد حسين الحوثي وكان يطلق على مؤيديها‬
‫وصف "جماعة الشعار" نسبة إلى تبنيه "الشعار" أداة ووسيلة رئيسة لنشر أفكاره ور اه الفكرية والدينية‬
‫مع غياب تاع ألي ر ية أو برنامج سياسي محدد‪.‬‬

‫*‬
‫صحفي مختص بالحركة الحوثية‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪53‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫ولكن الطبيعة الحركية للجماعة وظروف المواجهة مع النظاع أحدثت نقلة نوعية في طبيعة الحركة وتحديدا‬
‫منذ العاع ‪ 2114‬حيث اتسعت مساحة انتشارها وازدادت فاعليتها وأخذت تفرأ نفسها فاعال غير رسمي‬
‫دها حتى إنها دخلت في مواجهة مباشرة‬ ‫باليمن مستفيدة من استمرار الحروب الخمس التي شنتها السلطة‬
‫مع المملكة العربية السعودية وذلك بعد خو ها خمس حروب في مواجهة السلطات السعودية وتقوب الحركة‬
‫إن كل حروبها كانت دفاعا عن النفس‪.‬‬

‫أهداف الحوثي المؤسس‬

‫كان السيد حسين الحوثي حريصا على تقدي نفسل شخصية إسالمية مجددة في المذهب ال يدي وأصدر لهذه‬
‫الغاية مجموعة من المالزع تحتوي على أفكار ومراجعات فقهيل دينية تنطلق من المذهب ال يدي بشكل أساسي‬
‫مع استيعاب آراء المذاهب األخرى والواقع المعاصر وقدمها في قالب عصري بعيد عن الطابع التقليدي‬
‫متجاوزا الواقع المحلي السياسي وتفاصيلل و ّمن أفكاره بعدا قوميا وإسالميا يقوب أتباعل إنل ال يتصادع مع‬
‫السياسة الرسمية لليمن‪.‬‬

‫دها ويعتمد على التوعية‬ ‫د األطراف التي يهتف‬ ‫والحوثي كما يصفل مؤيدوه يرفض العنف حتى‬
‫والتدريس وال يريد المواجهة مع النظاع الحاك وهدفل تحصين البلد من الغ و األمريكي اإلسرائيلي كما‬
‫يقوب وليس هناك ‪-‬برأيل‪ -‬من شيء جامع كالقضية الفلسطينية ورفض الهيمنة األمريكية وعليل فقد تبنى‬
‫أكبر الموت ألمريكا الموت إلسرائيل النصر لإلسالع" وبدأ ترديد هذا الشعار في بعض‬ ‫الحوثي شعار "‬
‫المساجد عقب الصالة حتى وصل إلى مسجد الهادي بعاصمة المحافظة صعدة في العاع ‪ 2110‬وكانت‬
‫المالزع والتدريس بالمراك التي يشرف عليها وسيلتل للوصوب إلى الناس ومخاطبته حتى كان يلتف اآلالف‬
‫منه بنهاية الفصل الدراسي حولل في مران فيما يشبل تظاهره سنوية وكانوا يأتون من صعدة والمناطق‬
‫المجاورة ما لفت نظر السلطة إلى تعاظ شعبيتل ودوره‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪54‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫ل تكن السلطات اليمنية في البداية من عجة من الشعار بل كان االن عاج لدى علماء ال يدية بصعدة الذين ل‬
‫ولكن كانت مالزع الحوثي تنتشر بسرعة‬ ‫يجدوا من المناسب ترديد هذا الشعار عقب الصالة في بيوت‬
‫وتستقطب الكثير من الشباب في مناطق تواجد المذهب ال يدي خاصة وامتدت الهتافات بالشعار للجامع الكبير‬
‫بصنعاء وأصبح أنصار الجماعة هدفا لالعتقاب عقب كل صالة جمعة ما جعله يعتقدون بأهمية ما يقومون‬
‫بل وأن السلطات اليمنية تعتقله بضغط أمريكي بل كان مرددو الشعار رغ تكرار عمليات االعتقاب‬
‫منا على هذا "الشعار"‪.‬‬ ‫ده واثقين من أن السلطة ال تستهدفه وأنها موافقة‬ ‫أسبوعيا‬

‫الحوثية وبقية الفاالين غير الرسميين‬

‫تختلف الحركة الحوثية عموما عن غيرها من القوى الفاعلة غير الرسمية باليمن لكنها قد تتشابل معها في‬
‫جوانب أخرى وتحديدا القبيلة والحراك السلمي الجنوبي‪.‬‬

‫ولعل التشابل األه بين الحوثية والحراك الجنوبي أنهما جاءا معبرين عن معاناة ومطالب الشرائح التي‬
‫يمثلونها وذلك بغض النظر عن اختالف هذه المطالب‪ .‬كما أن تكوين الطرفين جاء من خارج إطار من‬
‫يملكون "زماع الفعل ورد الفعل" أي السلطة والمعار ة إ افة إلى تساويهما كهدف لقمع السلطات نتيجة‬
‫للسياسة الرسمية الخاطئة تجاههما مع اإلشارة إلى أنهما وجدا عند تأسيسهما حا نة جغرافية لكل منهما‪.‬‬
‫ولكن يتمي الحراك بأنل يطرح قضية سياسية ويذكر بنموذج كان لوقت قريب يشكل دولة معترفا بها‪.‬‬

‫أما التكتالت القبل ية فبقدر ما تختلف مع الحوثية بالنشأة ثمة مشترك اجتماعي يجمعها بالحوثية وهو االنتماء‬
‫لألعراف والتقاليد القبلية لكن تتمي الحوثية عن القبيلة بامتالكها لر ية دينية وفكرية محددة وبسعيها لتحقيق‬
‫أهداف تتجاوز االهتمامات المحلية والقبلية كالشعار الذي يصر الحوثيون على ترديده كما أن الفرد في‬
‫الحركة الحوثية ليس خا عا لوصاية الشيخ كما في القبيلة‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪55‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫موتقف السلطة من الحوثية‬

‫د الحوثي واتهمتل‬ ‫شنت السلطة منذ بداية الحرب األولى في منتصف العاع ‪ 2111‬حربا إعالمية موازية‬
‫تارة بادعاء النبوة وتارة أخرى بالمهدوية وصوال إلى اإلمامة وقالت بانتمائل للمذهب الشيعي االثني عشري‬
‫ووصمتل بالعمالة إليران وذلك للداللة على خروجل عن النظاع قانونيا ودينيا بل وأخالقيا‪.‬‬

‫د جماعة الحوثي‬ ‫ولكن فقدت معظ هذه االتهامات جدواها ألنها جاءت في سياق الحروب التي شنت‬
‫بصعدة ورأى فيها الكثير من المحللين بغض النظر عن فحواها مجرد عمل دعائي لتبرر السلطة حروبها‬
‫د هذه الجماعة‪.‬‬ ‫شعبيا وسياسيا‬

‫وتقوع الحركة الحوثية بالفعل على فكرة اإلمامة كمرجعية لفكرها السياسي باعتبار أن اإلمامة هي من أصوب‬
‫المذهب ال يدي الخمسة وتفصيل ذلك أن اإلمامة عند ال يدية محصورة بالبطنين (الحسن والحسين) من أوالد‬
‫عليل وسل ‪ .‬غير أن ال يدية ليست بدعا في‬ ‫علي بن أبي طالب وفاطمة ال هراء بنت الرسوب الكري صلى‬
‫دها وإال فإن هناك نصا في كتب السنة يعين الخالفة في قريل فهل‬ ‫هذا األمر وال يبرر ذلك شن الحروب‬
‫؟‬ ‫نجد أثرا لهذا الحك في واقع السنة ليحك واقع ال يدية ما يقابلل مما لديه من نصو‬

‫باط ينتمي كثير‬ ‫والواقع أن ال يدية وعلماءها متعايشون مع النظاع الجمهوري منذ قياع الثورة التي فجرها‬
‫منه للمذهب ال يدي بل ومن ساللة الهاشميين أي البطنين وهذا معناه أنه تجاوزوا هذه النقطة‪.‬‬

‫وقد أفتى عدد من أكبر علماء ال يدية(‪ )0‬عاع ‪ 0331‬بأن الحك يكون بالقوي األمين أي ليس حكرا على‬
‫البطنين والقس المعروف والمنشور الذي أصدره إماع ال يدية العالمة مجد الدين المؤيدي(‪ )2‬والذي أكد فيل‬
‫وسنة نبيل‪.‬‬ ‫أنل ال يمانع أن يحك حتى حبشي بكتاب‬

‫بل إن السيد حسين الحوثي كان قد صرح لصحيفة الشورى في يوليو‪/‬تموز ‪ 2111‬قائال "إنل لو خرج اإلماع‬
‫زيد بن علي من غير مجلس النواب المنتخب ما قبلنا بل" في إشارة وا حة إلى اإليمان والتسلي بدولة‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪56‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫المؤسسات وأن اإلماع أو الرئيس أو القائد يجب أن يأتي من البرلمان وباالنتخاب وهذا يو ح بطالن تهمة‬
‫اإلمامة وأنها ليست السبب الحقيقي للحرب‪.‬‬

‫ولكن هذا ال ينفي وجود طموح سياسي لدى الحركة الحوثية والمه أن يكون في إطار الشرعية والقوانين‬
‫والدستور والنظاع الجمهوري القائ وعن طريق االنتخابات والبرلمان وه ال يحتاجون لتغيير اسمه كي‬
‫يمارسوا حقه في الترشح واالنتخاب مثل غيره من المواطنين‪.‬‬

‫حدود الفع الحوثي غير الرسمي‬

‫بدأ الحوثي نشاطل في منطقة صعدة التي تقع على الحدود اليمنية السعودية البالغ عدد سكانها حوالي ‪ 111‬ألف‬
‫نسمة أغلبه ينتمون للمذهب ال يدي الذي يخاف عليل بعض أبنائل من أن يتعرأ للطمس تراثا وفكرا‬
‫و تعاني المنطقة من سوء الخدمات وغياب البنية التحتية ويعتمد سكانها على ال راعة وفيها أكبر سوق للسالح‬
‫ربما على مستوى الشرق األوسط (سوق الطلح) حتى إنل تبائ فيها األسلحة الثقيلة ما عدا الدبابات‬
‫والطائرات وذلك بعل السلطة وموافقتها‪.‬‬

‫إن مؤسس الحركة الحوثية الس يد حسين الحوثي كان نائبا في البرلمان عن ح ب الحق بين العامين ‪0331‬‬
‫و‪ 0331‬وهو نجل السيد بدر الدين الحوثي أحد كبار علماء المذهب ال يدي الذي عرف إلى جانب قيامل‬
‫بالتدريس بحل الخالفات والصلح بين القبائل‪ .‬وامتدادا لدور األب ‪-‬خاصة مع غياب السلطة‪ -‬مارس االبن‬
‫المؤس س وحركتل هذا الدور وعلى نطاق واسع فعملت األخيرة على حل خالفات الناس في مناطق وجودها‬
‫بالشرئ واألعراف والمصالحات كما قامت بتشغيل وإصالح مولدات الكهرباء وتأمين الطرق إلى جانب‬
‫عنايتها بالتدريس وإحياء المناسبات الدينية ومتابعة قضايا المعتقلين من أبنائها والتعويض عنه ‪.‬‬

‫وبقدر ما مثل هذا الدور سدا لفرام نتج عن غياب الدولة في بعض األماكن أعطى للحركة دورا بديال أو‬
‫م احما لدور السلطة في مناطق نفوذ الحوثيين خاصة أن سلطة الحركة تكرست على بعض المناطق‬
‫باالستناد إلى األمرالواقع الذي فر تل نتائج الحرب‪ .‬أ ف إلى ذلك أن غياب وجود بنية تحتية ومشاريع‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪57‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫رائب وأن ال فرق بين غياب الدولة‬ ‫تنموية في تلك المناطق جعل ساكنيها يرون في السلطة مجرد جابي‬
‫وحضورها وهو ما انعكس إيجابا على شعبية الحوثيين وزاد من نفوذه ‪.‬‬

‫وهكذا فإن غياب السلطة وخدماتها وعدع حرصها على إثبات وجودها في تلك المناطق تسبب بتآكل وظائف‬
‫الدولة وتخلي الناس عن التطلع إليها في أكثر من مكان لصالح الحركة الحوثية ولن يكون من السهل في‬
‫المستقبل منع الحركة من م احمة السلطة في الحك المحلي واالنتخابات واألوقاف والتعلي حيث باتت الحركة‬
‫عف تواجد القطاعات الرسمية وتآكلها‪.‬‬ ‫قادرة على فرأ نفسها في مقابل‬

‫كما أن النظاع الرسمي باليمن عموما يعاني من التحلل لصالح أطراف ومكونات أخرى مراك قوى أو قبيلة‬
‫أو الحوثيين ما ي يد من دور الفاعلين غير الرسميين والحوثيون في صعدة في مقدمته بطبيعة الحاب‪ .‬مع‬
‫العل أن السلطة في الفترة األخيرة تخلت عن بعض وظائفها طوعا لصالح اآلخرين ونأت بنفسها عن معالجة‬
‫المشاكل وحل الخالفات بل إن تعنتها لست سنوات وإدخالها مفردات الصرائ اإلقليمي لليمن واإلصرار على‬
‫الحس بالقوة وإخفاقها المتكرر في تحقيق ذلك أدى إلى تقليص دورها كسلطة وأطاح بهيبتها وع ز من نفوذ‬
‫وانتشار الحركة الحوثية وشجع الحراك الجنوبي على رفع سقف مطالبل وتصعيد احتجاجاتل‪.‬‬

‫ول يبدر من الحركة الحوثية حتى اآلن أي ن وئ لالستقالب أو اتجاه نحو إلغاء أي من مظاهر وجود الدولة‬
‫شكال ‪-‬من عل أو نشيد‪ -‬أو مضمونا مثل رفض وجود السلطة المحلية‪ .‬ول تنف الحركة خضوعها للدولل‬
‫اليمنية ويؤكد ذلك أنها ل تق أثناء الحرب بالسيطرة على مرك المحافظة (صعدة) وهي قادرة على ذلك ول‬
‫تستهدف مقرات الحكومة بمدينة صعدة‪ .‬وإذا عدنا إلى طبيعة نشأة الحركة وتأسيسها فسنجد أنها اخت لت‬
‫د أميركا ومع فلسطين لكنها في المقابل ل تطرح مشروعا أو برنامجا‬ ‫برنامجها بشعار تحدد فيل أنها‬
‫سياسيا ول تقدع ر ية وطنية للقضايا التي ته اليمنيين‪.‬‬

‫وفي الوقت الراهن وألن الحركة الحوثية تعد نفسها ج ءا من الشعب اليمني ولديها نفس المطالب والقضايا‬
‫وقعت اتفاقات مع لجنة الحوار الوطني التي أنشأها اللقاء المشترك الذي يض عدة أح اب يسارية وقومية‬
‫وإسالمية وال يعقل أن هذه األح اب ستوقع اتفاقا وطنيا مع حركة لديها ن وئ نحو االستقالب أو ال تعترف‬
‫بالجمهورية والدولة‪ .‬بل إن الحركة تضع نفسها بهذا االتفاق في المو ع الجيوسياسي والظرف اإلقليمي‬
‫والدولي الذي لن يساعدها على الن وئ نحو االستقالب أو الطموح لممارسة أي دور إقليمي‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪58‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وال ننسى أن محافظة صعدة جغرافيا تقع بين اليمن والسعودية حيث ال يمكن الوصوب إليها إال من خاللهما‬
‫فقط وتفتقر للبنى التحتية والخدمات واإلمكانات وال تطل على أي بحر وتاريخيا ل تكن اال ج ءا من الدولة‬
‫اليمنية أو عاصمة لها وال يوجد لديها أهداف يمكن القوب إنها تنب بالن وئ نحو االستقالب عن سلطة الدولة أو‬
‫السعي المتالك دور إقليمي كما أنل ليس هناك ما يمكن أن تضيفل المتالك مثل هذا الدورعلى األقل في الوقت‬
‫الراهن‪.‬‬

‫لكن من المؤكد أن هناك تصنيفا لحركة الحوثيين في إطار التجاذبات بالمنطقة بين مشاريع االعتداب والممانعة‬
‫ويمكن تصنيفها مؤيدا لقوى الممانعة وهذا هو حدود الدور الذي يمكن أن تلعبل إقليميا‪.‬‬

‫الحرب مع السلطة‬

‫كانت السلطة قادرة على تسوية األزمة مع الحركة الحوثية إن أرادت ودون اللجوء للحرب التي استمرت ست‬
‫سنوات لكنها فضلت الحرب التي سيقت كل المبررات لشنها واستمرارها وإلخفاء السبب الحقيقي لها وهو‬
‫ما ذكره رئيس الجمهورية عند اجتماعل بعلماء المذهب ال يدي في أغسطس‪/‬آب ‪ 2111‬حيث قاب "أنت فتحت‬
‫ملف التوريث وأنا فتحت الحرب بصعدة"‪.‬‬

‫وكانت صحيفة "الشورى" اليمنية قد فتحت ملف توريث الحك والوظيفة العامة باليمن وهي قضيل حساسة‬
‫ع ّد الرئيس نقاشها رسالة من العدنانيين باليمن الذين كانوا يحكمون استنادا إلى الشرعية الدينية قبل الثورة‬
‫ويعده الرئيس الطرف األخطر على مشروئ توريث نجلل أحمد فالشرعية الدينية أقوى حجة من الشرعية‬
‫القبلية والعسكرية ما داع أمر الجمهورية قد آب إلى التوريث وقد نشر وكتب حوب مسألة التوريث أكثر من‬
‫مرة في عدة صحف ومقابالت ول ينف الرئيس التوريث حينها رسميا‪.‬‬

‫واستمرت الحرب ست جوالت بمبررات متجددة تتجاوز العقل والمصةلحة الوطنيةة والمنطةق دون الوقةوف علةى‬
‫هذا السبب الذي دخلت تحتل عدة أهداف أخرى تخدمل بطريقة أو بأخرى‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪59‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫أكبر الموت ألمريكا المةوت إلسةرائيل‬ ‫في حين كان الحوثي يرى أن السلطة لن تختلف معل بسبب الشعار (‬
‫النصر لإلسالع) الذي برأيل يحمي اليمن من أي تدخل أو غ و خارجي وال يكلف السلطة إحراجا سياسيا ألنةل ال‬
‫يعدو كونل نشاطا شعبيا محليا‪ .‬وبناء علةى هةذه القناعةة كةان الحةوثي األكثةر تفةاجؤا مةن إعةالن الحكومةة الحةرب‬
‫ده في يوليو‪/‬تموز ‪ 2111‬وأظهر الحوثيون استماتة في مواجهة السلطة بسبب الظروف الصعبة للمنطقة التي‬
‫ال تتوافر فيها أدنى الخدمات والرفض الرسمي لكل الحلوب واإلصرار على استضعافه وانتهاج سياسة العقاب‬
‫ده فضال عما كان يستشعره بعض أبناء المذهب ال يدي في تلك المنطقة مةن وجةود جهةود لطمةس‬ ‫الجماعي‬
‫مذهبه ‪.‬‬

‫ةد الجةيل اليمنةي فةي أكثةر مةن‬ ‫وبعد صمود الحوثيين في الحروب التي خا ةوها واالنتصةارات التةي حققوهةا‬
‫معركة زادت شعبية الحوثي وتجاوزت محيطل وصار محل أعجاب أبناء المنطقة التي تعةاني الحرمةان والظلة‬
‫وغياب التنمية‪ .‬ول يفلح لجوء السلطة إلى وسائل العقةاب الجماعيةة كالفصةل مةن الوظةائف وإغةالق المةدارس‬
‫ومنع الخدمات الطبية والكهرباء عن عموع مديريات محافظة صعدة في إ ةعاف الحركةة أو الحةد مةن شةعبيتها‬
‫بل واجل الحوثيةون ذلةك بسةد الفةرام المعيشةي واإلنمةائي الةذي تسةببت بةل السةلطة مةا جعةل الحةوثي وجماعتةل‬
‫يحظون بشرعية شعبية ذات وظيفة منافسة للسلطة والدولة الغائبة‪.‬‬

‫وهكذا فإن الظروف المحيطة وطبيعة النشةأة والةدور الةذي لعبةل الحوثيةون وشخصةية المؤسةس حسةين الحةوثي‬
‫واألخطاء الرسمية في التعامل معل واعتماد السلطة منهج القةوة لحسة المعركةة مةع جماعتةل وعةدع القبةوب بةأي‬
‫خيارات أو حلوب أخرى ودخةوب السةعودية فةي مواجهةة مةع هةذه الجماعةة كةل ذلةك عة ز مةن وجةود الحةوثيين‬
‫فةةةةاعال غيةةةةر رسةةةةمي ومةةةةا كةةةةان يسةةةةتطيع أن يكةةةةون كةةةةذلك دون كةةةةل تلةةةةك السياسةةةةات الرسةةةةمية الخاطئةةةةة‪.‬‬

‫مستقب الحوثية‬

‫توقف البعض كثيرا عند هذه النقطة وحدود الطموح السياسي للحوثية وإذا عدنا لطبيعة نشةأة الحوثيةة فسةنجد أن‬
‫شعارها ذو بعد يتجاوز حدود اليمن لكنل من الناحية الواقعية لة يكةن سةوى شةعار ال مضةمون سياسةيا لةل وهةذا‬
‫بالطبع ال يعني أن الحركة الحوثية كفكرة لن تتحرك أو تلتقةي مةع غيرهةا مةن األفكةار علةى المسةتوى الةوطني أو‬
‫العربي واإلسالمي خاصة أن تعاليمها تتجاوز حدود االنغالق المذهبي والطائفي وقد تجد نفسةها متفقةة مةع فكةر‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪61‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫أو توجل إسالمي آخر في محيطها وقد يعدها طرف إقليمي ممهدة لتوجةل أو تفكيةر أو تةراث أو نظةرة مةا ويلتقةي‬
‫من هذه الحدود إنما المؤكد أن الحركة الحوثية ال تسةعى للتوسةع فةي محيطهةا‬ ‫معها فتلعب دورا يتجاوز اليمن‬
‫اإلقليمي بأي شكل‪.‬‬

‫ولكن من المؤكد أن الحركة الحوثيةة فاعةل فةرأ نفسةل ومةن الصةعب تجاوزهةا فةي المسةتقبل علةى المسةتوى‬
‫الةةوطني‪ .‬ودور الحةةوثيين مرشةةح للتعةةاظ فةةي الةةيمن ولةةيس االنكمةةاش ألنهة مةةن ناحيةةة أحيةةوا تةةراث المةةذهب‬
‫ال يدي حتى إن الراحل حسين الحوثي المؤسس سيحسب من مجددي هذا الفكر وبالتالي فهذا سةيعود بمةردود‬
‫إيجابي على الحركةة الحوثيةة فةي محيطهةا كمةا أنهة وطنيةا ليسةوا علةى صةداع مةع مكونةات الهويةة للشخصةية‬
‫اليمنية ومنفتحون على كل القوى السياسية وزواب الته الموجهة إليه سيعطي بقيةة األطةراف فرصةة تعةرّفه‬
‫بالحركة الحوثية عن كثب بعيدا عن الصورة المشوهة التي قدمتها السلطة عنه وه في الوقت نفسةل يحظةون‬
‫بإعجاب غير قليل في محيطه المذهبي والقبلي وهذا كلل لصالحه وسيمنحه هامل حركة أوسع‪.‬‬

‫خاشمة‬

‫الحوثية ليس نبتا غريبا عن اليمن وهي اليوع واقع ملموس ومؤثر والتفكير بالحيلولة دون ازدهارها ينطوي‬
‫على رفض االعتراف بحقوقها الفكرية والشرعية التي يكفلها الدستور والقانون وإن كان أتباعها أقلية فله‬
‫من ذلك معناه العودة لمنطق الحرب‪.‬‬ ‫ومنعه‬ ‫الحق بحرية الفكر والمعتقد والتعبير وممارستل‬

‫وسياسيا ينطوي الواقع القائ على الكثير من التشابكات وتقاطعات المصالح فهناك قوى معار ة مستفيدة من‬
‫بقاء األو ائ على ما هي عليل وكانت بعض قيادات أكبر ح ب يمني الذي هو اإلصالح مستفيدة من الحرب‬
‫في صعدة بشكل أو بآخر وحر ت على الحرب ول تسع إليجاد حل لها وكانت تعتقد أن الحس العسكري‬
‫يصب في مصلحتها وإن كانت مواقف اإلصالح في إطار اللقاء المشترك مختلفة إلى حد ما‪.‬‬

‫وهناك مراك قوى بالسلطة لديها ارتباطات خارجية ومصالح خاصة مع المملكة العربية السعودية التى تسعى‬
‫ألن تكون الال عب الوحيد واألقوى باليمن مستفيدة من خريطة عالقاتها مع القبائل ومع رجاب السلطة ومع‬
‫النظاع عموما‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪60‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫لهذا ال يمكن التفا ب بالمستقبل كثيرا مع استمرار الو ع القائ ويمكن أن ينمو دور الفاعلين غير الرسميين‬
‫وي داد فعالية أكثر من ذي قبل بل قد ي يد عدد الفاعلين غير الرسميين خاصة عندما تشهد الدولة تحلال ما‬
‫حيث ل يتبلور الشارئ اليوع إلى شكل قوة تغييرية تريد أن تتجاوز أخطاء السلطة والرئيس وعائلتل وأن تحقق‬
‫تغييرا جذريا في الواقع اليمني وأن تعمل على صناعة واقع آخر تسوده العدالة والديمقراطية والمساواة‬
‫والقانون والم أموب من حركة الشارئ والشباب اليوع أن يبنوا دولة مدنية تحقق آماب وطموحات اليمنيين‬
‫الوحيد‪.‬‬ ‫الفاعل‬ ‫هي‬ ‫الدولة‬ ‫فيل‬ ‫وتكون‬ ‫الرسميين‬ ‫غير‬ ‫الفاعلون‬ ‫فيها‬ ‫يذوب‬
‫_________________‬
‫هوامش‪:‬‬

‫‪ -0‬الفتوى صدرت بتوقيع العلماء محمد محمد المنصور حمود عباس المؤيد أحمد محمد الشامي قاس محمد الكبسي‪.‬‬

‫‪ -2‬مجد الدين المؤيدي (‪ )2111 - 0314‬عال دين يمني يعد من أبرز علماء ال يدية في القرن األخير‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪62‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫الحراك الجنوبي‪ ،‬فاا غير رسمي في اليمن‬
‫*‬
‫محمد الي أبو بير السقاف‬
‫‪ -‬شجاه الوحدة للموروث ولالشفاتقيا السابقة‬
‫‪ -‬الحرب ومطلب فك االرشباط‬
‫‪ -‬القضية الجنوبية والحراك في مواجهة السلطة والدولة‬
‫‪ -‬الحراك الجنوبي وبقية الفاالين غير الرسميين‬
‫‪ -‬خاشمة‬

‫يؤشر ظهور القضية الجنوبية في شكل الحراك الجنوبي كحامل شرعي للقضية إلى أمرين أولهما في اختيار‬
‫التسمية بالجنوبية كقضية وكحراك دون اإلفصاح عن يمنيتها أع ال‪.‬‬

‫واألمر الثاني يتعلق بتغييب الح ب االشتراكي اليمني الح ب الحاك سابقا للجنوب وهو من وقع باسمل‬
‫األمين العاع للح ب اتفاقيات الوحدة األخيرة مع دولة الشماب ويؤخذ على هذا الح ب فترة حكمل الشمولي‬
‫وعدع تأمينل لحقوق ومصالح أبناء دولة الجنوب عند إبرامل التفاقيات الوحدة‪.‬‬

‫الحراك منذ قيامل وبمختلف فصائلل على إيجاد مسافة تفصل بينل وبين الح ب االشتراكي ليكون‬ ‫وقد حر‬
‫قوة فاعلة جنوبية غير رسمية تختلف بأهدافها وتكوينها عن الح ب االشتراكي‪ .‬فمن أه أهداف الحراك التي‬
‫تمي ه عن االشتراكي أنل يدعو لفك االرتباط بالشماب واستعادة استقالب وسيادة دولة الجنوب‪ .‬بينما الح ب‬
‫االشتراكي كبقية األح اب السياسية المعار ة المنتمية إلى كتلة اللقاء المشترك يسعى للوصوب إلى السلطة‬
‫في إطار دولة الوحدة‪.‬‬

‫واالختالف اآلخر بينهما يتمثل في أن الحراك يحتضن جميع فئات أبناء الجنوب من مستقلين وح بيين منتمين‬
‫إلى جميع األح اب السياسية القائمة في اليمن بمن فيه أعضاء في الح ب الحاك المؤتمر الشعبي العاع‪ .‬كما‬
‫أن جميع أعضاء الحراك وقياداتل مقتصرة فقط على أبناء الجنوب وال يوجد بينه أحد من أبناء المحافظات‬
‫الشمالية في حين أن غالبية قواعد الح ب االشتراكي وبقية األح اب األخرى هي من الشماب بحك فارق‬
‫الكثافة السكانية بين الشماب والجنوب التي تصل إلى ما نسبتل ‪ %81‬في الشماب مقابل ‪ %21‬في الجنوب‪.‬‬

‫*‬
‫دكتوراه الدولة في القانون الدولي السوربون‪ ،‬وناشط حقوقي‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪63‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫شجاه الوحدة للموروث ولالشفاتقيا السابقة‬

‫أدت الحرب األولى في سبتمبر‪/‬أيلوب ‪ 0312‬بين الشماب والجنوب إلى توقيع أوب اتفاقية دولية للوحدة في‬
‫القاهرة في أكتوبر من نفس العاع تلتها حرب ثانية بين البلدين في فبراير ‪ 0313‬ول تنل من دولة الجنوب‪ .‬ث‬
‫كانت الحرب الداخلية في الجنوب والمسماة بمذابح ‪ 01‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 0382‬لتترك أثرا كبيرا كان من أه‬
‫حية هذه الحرب األهلية اآلالف من‬ ‫نتائجها إ عاف القوة العسكرية وقدراتها القتالية لدولة الجنوب فقد راح‬
‫الجنوبيين في الصرائ بين أنصار الرئيس علي ناصر محمد وجماعتل الذين أطلق عليه اس (ال مرة)‬
‫ومعار يل الذين انتصروا في المواجهة المسلحة وتولوا السلطة بعدها بقيادة علي سال البيض كأمين عاع‬
‫للح ب االشتراكي وكانوا يسمون (بالطغمة)‪.‬‬

‫وأدى هذا الصرائ بين الجماعتين إلى ن وح ما بين‪ 21‬ألفا و‪ 11‬ألفا من أفضل ألوية الجيل الجنوبي وكوادره‬
‫مع أسره إلى اليمن الشمالي واستخدمت صنعاء هذه القوة الحقا لتحقق نصرها العسكري في حرب ‪.0331‬‬

‫فقد كانت مذابح ‪ 01‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 0382‬من العناصر الرئيسة التي تسببت بإ عاف القوة التفاو ية‬
‫السلطة اليمنية الحالية على إذكاء الصراعات التي‬ ‫الجنوبية في طريقها إلى الوحدة مع الشماب ال بل تحر‬
‫د أطراف أخرى وذلك في سياق مواجهتها للحراك‬ ‫أفرزتها تلك الحرب التاريخية لتحرأ أطرافا‬
‫الجنوبي‪.‬‬

‫عف القوة التفاو ية للجنوب فإن أه مظاهرها قد تمثلت في اثنتين‬ ‫وباإلشارة إلى‬

‫‪ -0‬إقرار القادة الجنوبيين لوحدة ارتجالية تحت الضغوط ل تأخذ بعين االعتبار االختالف في الموروث‬
‫التاريخي والسياسي الذي عاشل الجنوبيون إبان فترة االستعمار البريطاني أو في المرحلة التالية لل في‬
‫دولته المستقلة‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪64‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -2‬عدع إدراك القادة الجنوبيين لمكامن القوة والضعف في دولته مقارنة مع الشماب هذا فضال عن‬
‫تفريطه باتفاقيات الوحدة السابقة بقبوله التوقيع على اتفاقية صنعاء في ‪ 22‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 0331‬التي‬
‫تناقض في آلياتها االتفاقيات المعقودة‪.‬‬

‫‪ -2‬اختالف الموروث التاريخي والسياسي‬

‫تمت الوحدة بين الدولتين اليمن الشمالي والجنوبي دون أن تأخذ باالعتبار االختالف بينهما في الموروث‬
‫التاريخي والسياسي ويمكن تميي ه وفق اآلتي‬

‫جنوب اليمن‬
‫عرف جنوب اليمن في عهد االحتالب البريطاني مفهوع الدولة واإلدارة وسيادة القانون والمجتمع المدني‬
‫والتعددية الح بية والسياسية والحياة البرلمانية‪ .‬ونشأت في ظل دولة االستقالب دولة مرك ية مدنية يحكمها‬
‫نظاع الح ب الواحد ممثال بالح ب االشتراكي‪.‬‬

‫أما النظاع السياسي فقد كان ذا طابع أيديولوجي علماني وكان االقتصاد موجها ومعتمدا على ملكية القطائ‬
‫العاع والمختلط ألدوات اإلنتاج والصناعات الخدمية التي كانت بعض مكوناتها قد أممت أصال ول يت بعد‬
‫الوحدة إعادتها ألصحابها وتركت على ما هي عليل ليسهل استيالء دولة الوحدة عليها وهو ما حصل حيث‬
‫وزعت مع أرا ي وعقارات الدولة األخرى على المتنفذين والمقربين من السلطة بعد حرب ‪.0331‬‬

‫وكانت دولة الجنوب تقوع على محاصرة القبيلة دستوريا وتشريعيا وعدع االعتراف بها وكانت تحتكر وحدها‬
‫أدوات العنف وممارستل‪.‬‬

‫اليمن الكمالي‬
‫عاش اليمن الشمالي ظروفا مختلفة عن تلك التي في الجنوبي من ذلك‬

‫‪ -‬تعايشت الدولة واإل دارة مع نظاع األعراف القبلية الذي أثبت في بعض األحيان أنل السائد فوق سيادة‬
‫القانون‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪65‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫صالح‬ ‫‪ -‬حظرت فيل الحياة الح بية دستوريا وت تأسيس المؤتمر الشعبي العاع في عهد الرئيس علي عبد‬
‫وكانت تسميتل بالمؤتمر بسبب هذا الحظر‪.‬‬

‫‪ -‬النظاع السياسي يقوع على تحالف المؤسستين العسكرية والقبلية خاصة في ظل حك الرئيس علي عبد‬
‫صالح واالقتصاد يجمع بين حرية السوق واالقتصاد الموجل‪.‬‬

‫‪ -‬الدولة والمؤسسة القبلية بيدهما أدوات العنف لذا فإن تسليح القبيلة كان وال ي اب من أه روافد ديمومة‬
‫وفاعلية دور القبيلة السياسي‪.‬‬

‫‪ -1‬الوحدة واالشفاتقيا السابقة‬

‫أقرت كل االتفاقيات من اتفاقية الوحدة األولى الموقعة في القاهرة في أكتوبر‪/‬تشرين األوب ‪ 0312‬حتى اتفاق‬
‫عدن في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 0383‬خطوات تسبق إعالن قياع دولة الوحدة أهمها تنظي استفتاء على‬
‫دستور الوحدة وإقراره وانتخاب أعضاء البرلمان الجديد الموحد في إطار من التعددية الح بية على أن يت‬
‫أيضا انتخاب أعضاء مجلس الرئاسة وتشكيل الحكومة الموحدة‪.‬‬

‫ولكن ما حدث في اتفاقية صنعاء في ‪ 22‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 0331‬جاء بعكس ذلك فقد اتفق الطرفان على إعالن‬
‫قياع الجمهورية اليمنية في ‪ 22‬مايو‪/‬أيار ‪ 0331‬وتشكيل مجلس النواب الموحد بدمج أعضاء مجلس الشورى‬
‫للشماب وعدده ‪ 043‬عضوا مع أعضاء مجلس الشعب األعلى للجنوب وعدده ‪ 000‬عضوا يضاف إليه‬
‫‪ 10‬عضوا يختارون بقرار من مجلس الرئاسة‪.‬‬

‫والالفت أن قانون االنتخابات العامة الذي صدر عاع ‪ 0332‬اعتمد تقسي الدوائر االنتخابية وفق المعيار‬
‫السكاني وعليل خصص للجنوب ‪ 42‬مقعدا بدال من الرق السابق ‪ 022‬مقعدا‪ .‬وبذلك أصبح الجنوب الذي تبلغ‬
‫مساحتل الجغرافية ‪ 112‬ألف كل مربع (يعادب ثلثي مساحة اليمن الموحد اإلجمالية البالغة ‪ 444‬ألف كل‬
‫مربعا) وينتج ما يقارب ‪ %81‬من نفط دولة الوحدة ممثال في مجلس النواب بـ‪ 42‬مقعدا نيابيا فقط أي بفارق‬
‫مقعدين فقط عن المقاعد المخصصة لمحافظة صنعاء وأمانة العاصمة البالغة ‪ 41‬مقعدا‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪66‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وابتكرت اتفاقية صنعاء منصب نائب رئيس مجلس الرئاسة الذي شغلل ممثال للجنوب السيد علي سال البيض‬
‫وهو منصب ل ينص عليل دستور الوحدة الذي فرغت اللجنة الدستورية من إعداده في نهاية العاع ‪0380‬‬
‫وتسبب ذلك بغياب اختصاصات نائب الرئيس الدستورية‪.‬‬

‫كما أن الدستور نفسل الذي كان من المفترأ االستفتاء عليل قبل ‪ 11‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 0331‬ل يستفت‬
‫عليل إال في مايو‪/‬أيار ‪ 0330‬أي بعد عاع من قياع دولة الوحدة بل ذهبت السلطة أبعد من ذلك واعتبرت‬
‫االستفتاء على الدستور كأنل استفتاء على الوحدة وأنل ال حاجة الستفتاء الشعب على الوحدة بذاتها‪.‬‬

‫الحرب ومطلب فك االرشباط‬

‫تركت حرب صيف ‪ 0331‬آثارا سيئة على الحياة في الجنوب أدت إلى ميالد القضية الجنوبية والحراك‬
‫الجنوبي المطالب بفك االرتباط مع الشماب‪.‬‬

‫وباشتداد األزمة السياسية بين شريكي دولة الوحدة تشكلت لجنة حوار من القوى السياسية لحل األزمة‬
‫وتوصلت إلى صياغة ما سمي بوثيقة العهد واالتفاق وت التوقيع عليها في عمان بتاريخ ‪ 0331/2/21‬تحت‬
‫إشراف الملك حسين وهي االتفاقية التي تنصلت منها السلطة بعد انتصارها في حرب ‪.0331‬‬

‫صالح في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء في ‪ 0331/1/21‬بمن لة‬ ‫فقد اعتبر خطاب الرئيس علي عبد‬
‫إعالن حرب على الجنوب تاله مباشرة صدور عدة قرارات جمهورية منها إعالن حالة الطوارل في‬
‫‪ 0331/4/4‬وإسقاط الشرعية الدستورية عن علي سال البيض ث عن حيدر العطاس بقرار من مجلس الرئاسة‬
‫اتخذه انفراديا أعضا ه الثالثة الشماليون وفي غياب ممثلي الجنوب االثنين وردا على ذلك أعلن علي سال‬
‫البيض في ‪ 0331/4/20‬فك االرتباط بالشماب‪ .‬وصدر قراران عن مجلس األمن الدولي رق (‪ )321‬و(‪)310‬‬
‫في يونيو ‪ 0331‬دعا الطرفين لحل مشاكلهما بالحوار وليس من خالب استعماب القوة ونوه إلى إبقاء هذه‬
‫المسألة "قيد النظر الفعلي"‪ .‬ولكن انتهت الحرب في ‪ 0331/1/1‬به يمة الجنوب عسكريا‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪67‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫واعتبرت بعض النخب والقيادات الجنوبية أن الحرب حولت الوحدة إلى احتالب وأنها أسقطت اتفاقيات الوحدة‬
‫واستبدلت بدستور الوحدة دستورا جديدا للعاع ‪.0331‬‬

‫التكريع أداة انقالبية‬

‫يرى الحراك الجنوبي أن الحرب ألغت الوحدة التوافقية بالوسائل العسكرية وأن التشريع استخدع كأداة انقالبية‬
‫إللغاء األسس القانونية لدولة الوحدة ولالستيالء على ثروات الجنوب وإلغاء مقومات دولتل ومن ذلك‬

‫‪ -‬أقر مجلس النواب اليمني الموحد في أكتوبر‪/‬تشرين األوب ‪ 0331‬تعديل ‪ 81‬مادة من أصل ‪ 010‬مادة من‬
‫دستور الوحدة المستفتى عليل في مايو‪/‬أيار ‪ 0330‬وخالفا التفاقية الوحدة التي ألغت دستوري الدولتين‬
‫السابقتين أعيدت ‪-‬تحت مسمى التعديل‪ -‬مجموعة من مواد دستور الشماب للعاع ‪ 0311‬إلى الدستور الجديد كما‬
‫عليها في اإلعالن العالمي‬ ‫ألغيت من هذا األخير بعض المواد كالمادة المتعلقة بحقوق المواطن المنصو‬
‫لحقوق اإلنسان القا ية "بأنل ال تميي بين المواطنين بسب الجنس أو اللون ‪ ...‬أو العقيدة"‪ .‬وكذلك استبدب من‬
‫مجلس الرئاسة كهيئة تمثيل للشماب والجنوب هيئة فردية ممثلة برئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬أصدر الرئيس في أكتوبر‪/‬تشرين األوب ‪ 0331‬قرارات بقانون تتعلق بالجرائ والعقوبات وباإلجراءات‬
‫الج ائية وبالعقوبات واإلجراءات العسكرية واستخدمت للتعجيل بمحاكمة قادة الجنوب‪.‬‬

‫‪ -‬أصدر الرئيس قرارا جمهوريا بقانون لسنة ‪ 0334‬يتعلق بأرا ي وعقارات الدولة سمح بموجبل لرئيس‬
‫الجمهورية بتوزيع أرا ي وعقارات الدولة بشكل رئيسي في الجنوب على أفراد من أسرتل ومن العسكريين‬
‫والتجار والشيوخ الذين شاركوا في حرب ‪ 0331‬مكافأة له ‪.‬‬

‫‪ -‬شكلت اللجنة العليا للخصخصة بموجب قانون الخصخصة للعاع ‪ 0333‬بطريقة أتاحت لمجموعة من‬
‫المتنفذين تملك المؤسسات الصناعية والتجارية والفندقية والخدمية للقطائ العاع والمختلط إ افة إلى تملك‬
‫المنشآت والمباني والعقارات الحكومية‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪68‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬وزعت السلطة السياسية بعد العاع ‪ 0331‬امتيازات نفطية في أرا ي الجنوب لعدد من الشخصيات القبلية‬
‫والعسكرية الشمالية ولبعض أقارب الرئيس إ افة إلى أن معظ شركات الخدمات للعمليات البترولية هي بيد‬
‫شخصيات غير جنوبية بل إن غالبية العماب فيها يستقدمون من خارج أبناء المحافظات المنتجة للنفط في‬
‫الجنوب مع العل أن أغلب القطاعات النفطية تقع في الجنوب فقد أظهرت دراسات قاع بها األستاذ في جامعة‬
‫عدن حسين مثنى العاقل أن من بين ‪ 011‬قطائ يقع ‪ 32‬قطاعا نفطيا في المحافظات الجنوبية‪ .‬أما القطاعات‬
‫المنتجة للنفط فهناك ‪ 01‬قطاعا إنتاجيا منها ‪ 02‬في محافظات الجنوب مقابل قطائ واحد في الشماب‪.‬‬

‫شداايا أخرى للحرب‬

‫وهناك تداعيات أخرى للحرب يمكن استخالصها من المطالب واألهداف التي تستظل بها أبرز الجهات المكونة‬
‫للحراك ومنها‬

‫‪ -‬أدخلت السلطة بعد حرب ‪ 0331‬ثقافة القبيلة السائدة في الشماب إلى الجنوب بتعمي مصلحة شؤون القبائل‬
‫على الجنوب وعينت "مشايخ وعقاب حارات" وهو ما ل تعرفل عدن وبقية المحافظات الجنوبية طيلة‬
‫تاريخها‪.‬‬

‫‪ -‬عسكرة المدن في الجنوب بعد أن كان المجتمع المدني قد ترسخ في الجنوب منذ فترة االستعمار البريطاني‬
‫وأثناء فترة دولة االستقالب‪.‬‬

‫‪ -‬تغيير التركيبة السكانية في الجنوب بتشجيع ن وح المواطنين من الشماب إلى الجنوب وتوزيع األرا ي‬
‫عليه بالمجان ليستوطنوها بكثافة‪.‬‬

‫مديريات ذات كثافة‬ ‫‪ -‬تغيير التقسيمات اإلدارية للدولة بذريعة مسح آثار التشطير بين البلدين من ذلك‬
‫مت بنفس القانون‬ ‫سكانية من محافظات تع وإب والبيضاء إلى محافظة الضالع بقانون العاع ‪ 0338‬كما‬
‫مديريتان أخريان من محافظة تع إلى محافظة لحج‪ .‬وأ يفت أيضا مديرية من محافظة البيضاء إلى محافظة‬
‫شبوة بقانون العاع ‪ .0333‬ومن المالحظ أيضا أنل ت فصل مديرية باب المندب اإلستراتيجي الهاع من محافظة‬
‫عدن في الجنوب إلى محافظة تع الشمالية التي ال تطل على بحر‪.‬‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪69‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬حل جيل وقوات أمن الجنوب بعد حرب ‪ 0331‬بتسريح غالبية قادة وأفراد الجيل واألمن وإحالته إلى‬
‫التقاعد البالغ إجمالي عدده (‪ )82211‬فرد ومن جهة أخرى بلغ عدد المحالين إلى التقاعد اإلجباري‬
‫(‪ )422202‬من أصل (‪ )281111‬من إجمالي الموظفين والعاملين في القطائ المدني في الجنوب‪.‬‬

‫القضية الجنوبية والحراك في مواجهة السلطة والدولة‬

‫هناك عامالن رئيسان فجرا القضية الجنوبية والحراك الجنوبي وهما‬

‫‪ ) 0‬النخبة الجنوبية من مفكرين وكتاب وصحفيين وفنانين في استشعاره بقضيته والمظال التي لحقت به‬
‫نتيجة السياسات الخاطئة التي ارتكبت في مرحلة اإلعداد وتحقيق الوحدة من قبل قيادة الجنوب‪.‬‬

‫‪ )2‬جمعيات المتعاقدين العسكريين واألمنيين التي أنشئت في ‪ 2111‬وطالبت ألوب مرة في الداخل الجنوبي‬
‫بحق الجنوبيين في تقرير المصير واستطاعت تحريك الشارئ في فعاليات شعبية شارك فيها اآلالف من‬
‫الجنوبيين‪ .‬وتتكون تلك الجمعيات من قيادات عسكرية وأمنية عليا و باط وجنود أحيلوا للتقاعد أو فصلوا من‬
‫الخدمة بعد حرب ‪ 0331‬وجمعيه جنوبيون‪.‬‬

‫وهناك عوامل أخرى ساهمت في صناعة قضية الجنوب قامت بها بعض الكيانات والهيئات الجنوبية غير‬
‫الرسمية وجاءت قبل تشكيل جمعيات المتقاعدين والعسكريين وتلك التي تشكلت بعدها في ‪.2111‬‬

‫بدايا هيئا وكيانا القضية الجنوبية‬

‫سعت أطراف جنوبية في الداخل والخارج بعد حرب ‪ 0331‬مباشرة إلى إعالن رفضها لتداعيات الحرب على‬
‫الجنوب وتبنت مطالبل‪.‬‬

‫في الداخ‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪71‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬ظهرت قيادات بارزة في الح ب االشتراكي بنهاية حرب ‪ 0331‬تمثلت بشخصين هما محمد حيدر مسدوس‬
‫وحسن باعوع طالبا من داخل وخارج ح بهما االشتراكي بضرورة إصالح مسار الوحدة وإزالة آثار حرب‬
‫‪.0331‬‬

‫‪ -‬تشكلت لجان شعبية في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية في أغسطس‪/‬آب ‪ 0338‬واستمرت حتى‬
‫‪ 2110‬في نشاطها الرافض لتداعيات حرب ‪ 0331‬بوصفها ناتجة عن عملية "احتالب لدولة جنوب اليمن"‬
‫وذلك في سياق الدفائ عن حق أبناء محافظات الجنوب "باألفضلية" في التوظيف والسكن وتوزيع األرا ي‬
‫ث تأسس بعد ذلك ما عرف باس "ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية" في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2110‬‬

‫‪ -‬جرى تنظي "ملتقيات التصالح والتسامح" بين الجنوبيين أنفسه وذلك في ‪ 01‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪2112‬‬
‫وعقدت اجتماعاتها في جمعية ردفان بعدن لطي صفحة الصراعات الدموية على السلطة بين القيادات‬
‫الجنوبية خاصة تلك التي وقعت في ‪ 01‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 0382‬ووصفت بالمذابح‪.‬‬

‫في الخارج‬
‫بعد حرب ‪ 0331‬ولجوء بعض القيادات الجنوبية إلى الخارج تأسست في العاصمة لندن الجبهة الوطنية‬
‫للمعار ة الجنوبية (موج) ث تلتها حركة تقرير المصير (حت ) إلى أن تأسس التجمع الديمقراطي الجنوبي‬
‫(تاج) في أغسطس ‪ 2111‬وفي لندن أيضا وأعلن بشكل صريح خالفا لآلخرين المطالبة بحق تقرير المصير‬
‫و"تحرير الجنوب العربي" وليس جنوب اليمن‪.‬‬

‫الحراك الجنوبي‪ ..‬ميوناشه وأهدافه ووسائ التغيير‬

‫أدت تداعيات حرب ‪ 0331‬وما أعقبها من والدة حركات احتجاجية حقوقية وسياسية وما رافق ذلك أو تبعل‬
‫من انحسار لسلطة الدولة إلى والدة الحراك الجنوبي عاع ‪ .2111‬وتمي الحراك عن سواه بتغير مكوناتل‬
‫وأهدافل ابتداء من العاع ‪ 2118‬وبوصفل مظلة لعدة كيانات سياسية وحقوقية جنوبية‪.‬‬

‫ميونا الحراك‪:‬‬
‫المرحلة األولى كانت المطالب في هذه المرحلة حقوقية ول ترق للمطالبة باالستقالب أو االنفصاب‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪70‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬جمعيات المتقاعدين العسكريين واألمنيين والمدنيين وتشكلت في مارس‪/‬آذار ‪ 2111‬وتوجت بتشكيل‬
‫مجلس التنسيق األعلى للرئاسة برئاسة العميد الركن ناصر النوبة وانتشرت تشكيالتها على مستوى جميع‬
‫محافظات ومديريات الجنوب‪.‬‬

‫‪ -‬جمعية العاطلين عن العمل ولها وجود تنظيمي في جميع المحافظات الجنوبية‪.‬‬

‫‪ -‬جمعيات شباب بال عمل وتض العاطلين من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية‪.‬‬

‫‪ -‬منظمة ولجان "منا لي ثورة ‪ 01‬أكتوبر‪/‬تشرين األوب وحرب التحرير"‪.‬‬

‫‪ -‬جمعيات الم ارعين التي توحدت تحت تسمية مجلس تنسيق الجمعيات ال راعية‪.‬‬

‫‪ -‬جمعية الدبلوماسيين المسرحين‪.‬‬

‫المرحلة الثاني ة بدأت في هذه المرحلة الكيانات بالمطالبة باالستقالب ول تقتصر على الحقوقية حيث تشكلت‬
‫كيانات أخرى بهياكل تنظيمية جديدة وبمسميات تدب على أهدافها الرئيسية التي ل تجر تلك التي كانت في‬
‫العاع ‪ 2111‬على اإلفصاح عنها كاستقالب الجنوب ومن هذه الكيانات المجلس الوطني األعلى للنضاب‬
‫السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب وتأسست في ‪ 2118 /01/01‬برئاسة حسن باعوع وحركة النضاب‬
‫السلمي الجنوبي (نجاح) في مارس ‪.2113‬‬

‫وفي هذه المرحلة أنشأ ناصر النوبة رئيس مجلس التنسيق األعلى لجمعية المتقاعدين العسكريين واألمنيين في‬
‫‪ 2118 /0/03‬ك يانا آخر ال يقتصر على العسكريين ومطالبه الحقوقية سماه الهيئة الوطنية العليا الستقالب‬
‫الجنوب‪ .‬ث تأسس في مايو‪/‬أيار ‪ 2113‬مجلس قيادة الثورة السلمية بدمج أغلب الكيانات التي تأسست ابتداء‬
‫من العاع ‪ 2118‬باستثناء الهيئة الوطنية العليا الستقالب الجنوب المشار إليها آنفا واختيرت قيادتل من ر ساء‬
‫تلك المكونات كما اختير الرئيس السابق علي سال البيض رئيسا لها‪ .‬وفي ‪ 11‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 2113‬ت‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪72‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫التراجع عن التسمية باس "مجلس قيادة الثورة" واستبدب منها اس "المجلس األعلى للحراك السلمي لتحرير‬
‫الجنوب" واختير حسن باعوع رئيسا لل‪.‬‬

‫أهداف الحراك‬

‫ت حقوقية مطلبية ث تحولت إلى سياسية‬


‫انطلقت الجمعيات والهيئات التي تشكلت في مطلع العاع ‪ 2111‬كيانا ٍ‬
‫بسبب عدع تجاوب السلطة مع مطالبها وذهب بعضها إلى المطالبة بإنهاء ما تسميل "احتالب الجنوب" وفك‬
‫االرتباط مع دولة الشماب مع اإلشارة إلى أنها ال تعده انفصاال لمراعاة الفرق بين المصطلحين وفق القانون‬
‫الدولي‪.‬‬

‫ففك االرتباط يعني بمفهوع القانون الدولي أن الوحدة قد تمت بين دولتين ذاتي سيادة وهما عضوان في األم‬
‫المتحدة والمنظمات الدولية وتريد إحداهما أو الطرفان معا فك رابطة الوحدة واستعادة كل منهما لسيادتل‬
‫واستقاللل كما حدث في الوحدة المصرية السورية في العاع ‪ 0320‬وتشيكوسلوفاكيا في‪ ...0332‬إلخ ‪.‬‬

‫بينما االنفصاب يعني اقتطائ ج ء من أرا ي دولة قائمة وإعالن نفسها دولة مستقلة مثلما حدث مع كاتنغا في‬
‫أزمة الكونغو عاع ‪ 0321‬وبيافرا مع نيجيريا عاع ‪.0311‬‬

‫لذلك فالحراك يرى أن إعالن الحرب عاع ‪ 0331‬من اليمن الشمالي على الجنوب أنهى الوحدة التوافقية وأن‬
‫إصرار السلطة على تسمية مطالب الحراك باالنفصالية يكرس المفاهي السائدة في الشماب من أن الجنوب هو‬
‫الفرئ والشماب هو األصل ويكرس ت ييف التاريخ بالقوب بأن اليمن كان دولة واحدة وهذا ل يحدث منذ‬
‫قرون(‪ )0‬والتوحد الذي تحقق فعال هو ما حدث في ‪ /22‬مايو‪ -‬أيار ‪.0331/‬‬

‫صياغة برامج المستقب‬


‫قامت بعض مكونات الحراك الجنوبي خاصة في الفترة بين العامين ‪ 2113‬و‪ 2101‬بصياغة برامج سياسية‬
‫للمستقبل وتتعلق بمرحلة استعادة دولة الجنوب المستقلة وفك ارتباطها مع الشماب وذلك بهدف سد الفرام‬
‫الذي كان يعاني منل الحراك بعدع توفيره ر ية سياسية للمستقبل‪ .‬وهنا طرح مشروعان سياسيان من قبل بعض‬
‫قياديي الجنوب في الخارج أحدهما تقدع بل علي سال البيض وآخر قدمل حيدر أبوبكر العطاس وصيغ كل‬
‫مشروئ منهما على حدة بتعاون وتنسيق مع قيادة الحراك في الداخل وبمساندة مجموعة من النخب األكاديمية‬
‫الجنوبية وفيما يلي أه البنود التي توافق المشروعان عليها كعناوين رئيسة‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪73‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -0‬تحديد فترة انتقالية مدتها سنتان يعاد فيها بناء هياكل الدولة ومؤسساتها‪.‬‬

‫‪ -2‬تشكيل جمعية وطنية مؤقتة ومجلس رئاسة ومجلس وزراء‪.‬‬

‫‪ -1‬تحديد أسس بناء الدولة بنهاية الفترة االنتقالية وإعداد دستور جديد يؤكد على مبادل الفصل بين‬
‫السلطات وشكل النظاع السياسي كنظاع برلماني وشكل الدولة الفدرالي‪.‬‬

‫وبصياغة برنامج للمستقبل يكون الحراك قد غطى الفرام الذي كان يعانيل من غياب ر يتل السياسية للمستقبل‬
‫الذي انتقد عليل بشدة‪.‬‬

‫وسائ الحراك في التغيير‬


‫يرى الحراك أن قضية الجنوب هي قضيتل وأنها قضية شعب وأرأ وثروة وهوية يجب استعادتها بالنضاب‬
‫السلمي وتجسيدا لهذا المبدأ يتجنب الحراك االنجرار إلى العمل المسلح لتحقيق أهدافل مع العل أن من بين‬
‫مكو ناتل جمعيات المتقاعدين العسكريين واألمنيين وه من أفراد القوات المسلحة واألمنية الجنوبية ومن أبرز‬
‫األساليب التي اتبعوها حتى اآلن في أنشطته إقامة المهرجانات واالعتصامات والمسيرات والمظاهرات‬
‫إ افة إلى اإل راب والعصيان المدني‪.‬‬

‫وفي الوقت نفسل تبذب بعض القوى في الحراك الجنوبي جهودا حثيثة لتوحيد جميع مكونات جنوب اليمن تحت‬
‫مظلة واحدة مع احتفاظ كل منها بشخصيتل المستقلة ليكون الحراك هو الحامل الشرعي للقضية الجنوبية‬
‫والمعبر السياسي عنها محليا وإقليميا ودوليا‪.‬‬

‫إجراءا السلطة ضد الحراك‬

‫قامت السلطة بإجراءات عدة في مواجهة تظاهرات ونشاطات الحراك الجنوبي المتواصلة من ذلك‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪74‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬عالجت السلطة أو ائ مجموعة قليلة من المتقاعدين العسكريين واألمنيين الجنوبيين فقط وبررت‬
‫ذلك بقلة موارد الدولة المالية وعدع توفر معلومات وإحصائيات دقيقة عن عدد المتقاعدين‬
‫والمسرحين ورتبه الوظيفية ورواتبه المستحقة وأن أزمة المتقاعدين ال تقتصر على الجنوبيين بل‬
‫تشمل أيضا آخرين من الشماب‪.‬‬

‫‪ -‬تتبع السلطة اليمنية في مواجهة الحراك الجنوبي سياسات تنفذها في العادة "سلطات احتالب" ال‬
‫سلطات وطنية كما يرى مؤيدو الحراك مؤكدة بذلك ما تردده بعض قيادات الحراك من أن الجنوب‬
‫بعد حرب ‪ 0331‬أصبح "أر ا محتلة"‪.‬‬

‫‪ -‬واجهت السلطة الحراك بتكثيف تواجدها العسكري في أغلب مدن الجنوب خاصة في مدن محافظة‬
‫الضالع ولحج وأبين ونشرت نقاط عسكرية وأمنية تفصل بينها مسافات متقاربة وهي مظاهر تخلو‬
‫منها مدن المحافظات الشمالية باستثناء محافظة صعدة‪.‬‬

‫‪ -‬أغلب مدراء األمن والقيادات العسكرية ليسوا من أبناء الجنوب وكذلك محافظو المحافظات الجنوبية‬
‫إلى منتصف ‪ 2118‬كانوا جميعه من الشماب ث جرى تعويضه بمحافظين جنوبيين وفرأ حصار‬
‫مطبق على المناطق الساخنة في ردفان ومحافظات الضالع ويافع ولحج مرتين أولهما في مايو‪/‬أيار‬
‫‪ 2101‬وثانيتهما في يناير ‪ 2100‬لمدة ال تقل عن ثالثة أسابيع‪ .‬وكان أحد أهداف سياسة "الحصار"‬
‫د ناشطي الحراك وهو ما ل يتحقق ولكن على صعيد آخر حققت السلطة نجاحا‬ ‫إثارة تذمر شعبي‬
‫نسبيا في زرئ ثقافة الكراهية بين مواطني الجنوب والشماب من خالب نسبة عمليات قتل وتشويل إلى‬
‫ناشطي الحراك الجنوبي وهو ما تنفيل قياداته بشدة‪.‬‬

‫‪ -‬سعت السلطة إلى حجب أخبار الحراك ومنع نقل صورة سياسة اليد الحديدية التي تعتمدها السلطة‬
‫فصادرت سبع صحف مستقلة لفترة قصيرة كتغطية على إيقاف صحيفة "األياع" العدنية‬ ‫ده‬
‫(الجنوبية) ألكثر من عامين حتى اآلن وسجن رئيس تحريرها وولداه لعدة أشهر‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪75‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬استخدمت السلطة العنف المفرط في قمع فعاليات الحراك حتى بالذخيرة الحية وصوال إلى األسلحة‬
‫رب مدن الجنوب(‪ )2‬وهناك ازدياد مستمر في عدد المعتقلين وصدرت أحكاع مغلظة‬ ‫الثقيلة في‬
‫هذا فضال عما وجهت من اتهامات للسلطة بأنها حاولت اغتياب بعض القيادات من الحراك‬ ‫ده‬
‫الجنوبي وفشلت‪.‬‬

‫‪ -‬اتهاع السلطة للحراك الجنوبي تارة بتحالفل مع القاعدة وتارة أخرى بتحالفل مع الحوثيين ول توفر‬
‫السلطة جهدا لتأكيد التهمة األولى بأن الجنوب أصبح مرتعا لإلرهاب القاعدي بينما تراجعت‬
‫عملياتل في المحافظات الشمالية بعد أن طالت هجمات متتالية مبنى األمن السياسي في عدن إ افة‬
‫إلى ما تبعل من هجمات مسلحة استهدفت األمن العاع واألمن السياسي في أبين في منتصف العاع‬
‫الما ي‪.‬‬

‫الحراك وشأك سلطا الدولة‬

‫أثبت الحراك قدرتل على الحد من سلطة الدولة في كثير من المواجهات‬

‫‪ -‬فقد أحكمت مجموعة من المسلحين من أبناء ردفان ويافع والضالع سيطرتها على مدينة الحبيلين بردفان‬
‫سيطرة شبة مطلقة ألكثر من عامين منذ مطلع العاع ‪ 2113‬حتى يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2100‬مستفيدة من‬
‫انشغاب الجيل اليمني بحرب صعدة السادسة‪.‬‬

‫‪ -‬ل يعد بوسع الرئيس اليمني التنقل في الجنوب بحرية ومن األمثلة على ذلك أنل بات يكتفي بمقابلة‬
‫أعضاء المجالس المحلية الجنوبية في قصر الرئاسة بصنعاء بدال من االلتقاء به في مجالسه ‪ .‬وبهذا فمن‬
‫الوا ح أن الحراك أصبح يمثل تحديا لسلطة الدولة ورموزها وللرئيس نفسل‪.‬‬

‫‪ -‬حث الحراك الجنوبيين على العصيان المدني ودعا بعض قادتل إلى تفعيل ما أسماه بالمحاربة االقتصادية‬
‫للنظاع من خالب نقل اإل رابات الشاملة إلى قطاعات النفط والموان والمطارات والكهرباء والمياه‬
‫ودعوا أبناء الجنوب إلى االمتنائ عن دفع الضرائب وفواتير المياه والكهرباء‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪76‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -‬نجح الحراك في مقاطعة مرحلة اإلعداد لالنتخابات النيابية التي كان من المقرر إجرا ها في ‪21‬‬
‫أبريل‪/‬نيسان ‪ 2113‬وأجلت لعامين وكرر موقفل من جديد بأنل سيقاطع اإلعداد لالنتخابات النيابية فيما إذا‬
‫أجريت في أبريل القادع من هذا العاع‪.‬‬

‫من الوا ح أن تنامي قدرة الحراك واتسائ قاعدتل الشعبية في الجنوب يقابلها تآكل في سلطات الدولة‬
‫ووظائفها وانفالت سيطرتها على أج اء من محافظات الجنوب التي يعدها الحراك مناطق محررة وست داد‬
‫رقعتها تدريجيا في المستقبل القريب‪.‬‬

‫الحراك الجنوبي وبقية الفاالين غير الرسميين‬

‫يتمي الحراك الجنوبي عن بقية الفا علين غير الرسميين في اليمن وال سيما الحركة الحوثية وتنظي القاعدة‬
‫إ افة إلى التكتالت القبلية بممي ات عدة‪.‬‬

‫الحراك والحركة الحوثية‬

‫يمثل الحراك فئة تقوب أنها كانت تنتسب لدولة مستقلة لها هويتها الخاصة بها وتريد استعادة هذه الدولة من‬
‫د السلطة‪ .‬ومن الناحية الرسمية يتمي الحراك‬ ‫خالب العمل السلمي‪ .‬بينما اعتمد الحوثيون المواجهة المسلحة‬
‫صالح والحراك االنفصالي يهدد وحدة‬ ‫عن الحركة الحوثية باعتبار أن األخير يهدد نظاع الرئيس علي عبد‬
‫اليمن‪.‬‬

‫وعلى صعيد الصرائ مع السلطة ل تسمح األخيرة ألي وساطة إقليمية أو دولية بالتدخل بينما وافقت ورحبت‬
‫د الحوثيين وخضعت لمطالب الواليات المتحدة بإيقاف‬ ‫بالوساطة القطرية وأشركت السعودية في حربها‬
‫د الحوثيين لتتفرم أي السلطة لمكافحة اإلرهاب والقاعدة‪.‬‬ ‫حربها‬

‫الحراك والتيتال القبلية‬

‫توجد قبائل في الجنوب لكنها ليست تكتالت قبلية مثل الشماب فقد ت تطويق القبائل في نهاية فترة االستعمار‬
‫البريطاني ون عت أسلحتها‪ .‬كما حلت معظ قضايا الثأر بين قبائل الجنوب في إطار دولة االستقالب ويشارك‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪77‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫أعضاء من القبائل الجنوبية في الحراك ويقفون مع بقية شرائح المجتمع المدني في نشاطاتل السلمية الستعادة‬
‫الجنوب‪.‬‬

‫الحراك والقاادة‬

‫يعتمد الحراك الجنوبي في وجوده وأعضائل وأنشطتل على أبناء الجنوب وساحة عملل هي الجنوب حصرا‬
‫ويريد دولتل الخاصة عبر العمل السلمي‪ .‬أما القاعدة فهي تنظي أممي ال تقتصر في أنشطتها أو في وجودها‬
‫على اليمن فهي موجودة في الشماب بمأرب والجوف وفي الجنوب بأبين وشبوة وحضرموت وتعتمد العنف‬
‫لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫ويعتقد غالبية قيادات الحراك أن القاعدة هي صناعة السلطة خرج أعضا ها من القصر الرئاسي للدولة وتتبع‬
‫رب‬ ‫قيادة الدولة ومؤسساتها األمنية وأن الرئيس يستخدمها لتشويل صورة الحراك إقليميا ودوليا ليبرر‬
‫قواعد الحراك بحجة مكافحة اإلرهاب كما حدث في شبوة في سبتمبر‪/‬أيلوب ‪ 2101‬ما أدى إلى تهجير ما بين‬
‫‪ 04111‬و‪ 21111‬شخص من مدينة الحوطة‪.‬‬

‫خاشمة‬

‫ل يهت النظاع السياسي اليمني القائ إال بظهور جمعيات المتقاعدين العسكريين واألمنيين ندا قويا موازيا لل‬
‫خاصة بعد أن أصبحت هذه الجمعيات ج ءا من ائتالف ن ب إلى الشارئ يطالب بحق الجنوب في تقرير‬
‫مصيره وهو ما ل تنجح فيل األح اب السياسية منذ نهاية حرب ‪.0331‬‬

‫ويثبت المشهد العربي الذي تجلى فيل سقوط الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك‬
‫أن النضاب السلمي كخيار إستراتيجي للحراك ل يستنفد غر ل بعد خاصة أن الحراك الجنوبي هو األوب في‬
‫العال العربي الذي تبنى النضاب السلمي يوميا ومنذ سنوات لتحقيق مطالبل‪.‬‬

‫ومشاركة الحراك في الثورة الحالية في الشماب والجنوب دليل على نضجل السياسي والحضاري ألن الحراك‬
‫لو رفع مطالبل بفك االرتباط‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪78‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫ده من اإلصالح إلى االنفصاب‬ ‫‪ -‬سيعطى الرئيس صالح ذريعة للقوب بتغير طبيعة االحتجاجات‬
‫وسيساعده ذلك على إجهاأ الثورة ومع ذلك ال ي اب صالح يرفع في خطبل ف اعتي "انفصاب الجنوب‬
‫وعودة اإلمامة"‪.‬‬

‫د مطلب الحراك بفك االرتباط ولكن يؤمل برد جميل شمالي نحو‬ ‫‪ -‬سيقف مئات األلوف في الشماب‬
‫الحراك بأن يعطى الجنوبيون حق تقرير المصير‪ .‬كما أنل من المعروف تاريخيا أن األنظمة الديمقراطية‬
‫د بعض‪.‬‬ ‫ال تشن حربا بعضها‬

‫أما المستقبل ومرحلة ما بعد الثورة فليس من المتوقع أن يتخلى الحراك الجنوبي عن هدفل بفك االرتباط‬
‫المستوح ى من تجربة عقدين من الوحدة ولوجود اختالف جذري بين هوية الشعبين في الجنوب والشماب‬
‫وتطلعاتهما‪.‬‬

‫______________________________‬
‫هوامش‬

‫(‪ )0‬أشار عبد أحمد غان وزير العدب السابق ورئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي العاع (الح ب الحاك ) إلى أن "انقساع اليمن إلى شطرين شمالي‬
‫وجنوبي قد ت قبل أكثر من قرنين"‪ .‬وذلك في مقالة لل بعنوان "مقاربة أولية ألوجل الشبل واالختالف بين الوحدة اليمنية والوحدة األلمانية"‪ .‬انظر صحيفة‬
‫‪ 22‬سبتمبر العدد ‪ 0424‬تاريخ ‪ 8‬يوليو‪/‬تموز ‪.2101‬‬

‫(‪ )2‬انظر تقرير هيومن رايتس عن "إطالق قذائف للدبابات والمدافع" من إحدى مواقع الجيل اليمني على قرية في الحبيلين ( محافظة لحج ) في ‪ 28‬أبريل‪/‬‬
‫نيسان ‪ . 2113‬تقرير هيومن رايتس وتل "باس الوحدة رد الحكومة اليمنية القاسي على احتجاجات الحراك الجنوبي" الصادر في ديسمبر ‪ /‬كانون األوب‬
‫‪ .2113‬الرابط اإللكتروني‬
‫‪http://www.hrw.org/node/87091‬‬

‫ونقلت صحيفة الصحوة اليمنية أن القصف العشوائي بمختلف أنوائ األسلحة الثقيلة والمتوسطة الذي تعر ت لل مدينة الضالع في ‪ 1‬يونيو ‪/‬ح يران ‪2101‬‬
‫من قبل قوات اللواء (‪ )14‬مدرئ نتج عنل ‪ 2‬قتلى مدنيين وأصيب ‪ 08‬جريحا من المواطنين إ افة إلى تضرر حوالي ‪ 11‬من ال ‪ .‬انظر الصحيفة المذكورة‬
‫العدد ‪ 0223‬بتاريخ ‪ 2101 /2/01‬الرابط اإللكتروني‬
‫‪http://www.alsahwa-yemen.net/arabic/pdf/201006101229/21D_4.pdf‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪79‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫القاادة‪ ،‬فاا غير رسمي في اليمن‬
‫*‬
‫محمد سيف حيدر‬
‫‪ -‬الخلفية وسياتقا الظهور‬
‫‪ -‬القاادة وبقية الفاالين غير الرسميين‬
‫‪ -‬حدود القدرة الى التييف والعم‬
‫‪ -‬البنية التنظيمية ودوائر الحركة والتأثير‬
‫‪ -‬شهديد القاادة لسلطة الدولة اليمنية‬
‫‪ -‬خاشمة‬

‫حتى زمن قريب ل يكن الحديث عن تنظي القاعدة في اليمن فاعال غير رسمي يعتد بدوره ويتخذ لل موقعا متقدما‬
‫من خريطة الفاعلين الكبار في هذا البلد واردا أو ممكنا غير أن السنوات القليلة األخيرة شهدت حضةورا غيةر‬
‫مسةةبوق للقاعةةدة بعةةد فتةةرة مةةن الهةةدوء أعةةادت خاللهةةا بنةةاء نفسةةها مع ة زة قةةدراتها العملياتيةةة ومحدث ةة هياكله ةا‬
‫التنظيمية وموسعة شبكة تحالفاتها محليا وإقليميا‪.‬‬

‫ومع ات سائ طموحات هذا التنظي الذي تمكن من جعل األرا ي اليمنية ساحة لنشاطاتل العنيفة و"قاعدة انطالق"‬
‫لعملياتل الخارجية بدأ الملف اليمني يشق طريقل إلى طاولة النقاشات اإلقليمية والدولية فةي ظةل تنةامي المخةاوف‬
‫من إمكانية تحوب اليمن إلى بؤرة ا طرابات مشابهة ألفغانستان وباكستان‪.‬‬

‫من ديناميات المشةهد اليمنةي الةراهن أخةذ‬ ‫وفي الوقت نفسل فإن الظهور المتعاظ للتنظي وما يقوع بل من دور‬
‫يلقي بظاللل على طبيعة التفاعالت الجارية في هذا المشهد المعقد الذي بات مفتوحا على كةل االحتمةاالت بحيةث‬
‫ل يعد من الممكن اليوع تجاهل ما يؤديل هذا الفصيل وما يطرحل من تصورات ور ى عنةد الحةديث عةن مسةتقبل‬
‫هذا البلد الذي يبدو للكثيرين اليوع على حافة الهاوية‪.‬‬

‫الخلفية وسياتقا الظهور‬

‫منذ البداية ارتبط تطةور تنظةي القاعةدة فةي الةيمن فةي تحوالتةل المختلفةة بسةياق تةاريخي وتنظيمةي وفكةري أوسةع‬
‫يتجاوز اإلطار المحلي الذي تتمو ع فيل قياداتل وعناصره وتمارس في ساحاتل أنشطتها الرئيسية‪.‬‬
‫وحتى نفه السياق الذي انبثق فيل دور القاعدة في اليمن بوصفها فةاعال غيةر رسةمي يسةه فةي تشةكيل ديناميةات‬
‫المشهد اليمني على أكثر مةن صةعيد ومسةتوى ال بةد مةن إلقةاء نظةرة علةى أبةرز المحطةات فةي تحةوالت التنظةي‬

‫*‬
‫باحث في الشؤون اليمنية‬
‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪81‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫الت اريخية والعمالنية منذ ظهوره في الساحة اليمنية حتى انخراطل المباشر فةي السياسةات الداخليةة بةالتوازي مةع‬
‫تبلور طموحاتل وأجندتل المحلية فضال عن طموحاتل اإلقليمية والعالمية‪.‬‬

‫الخلفية التاريخية‬
‫تاريخيا ل يبدأ الفرئ اليمني لتنظةي القاعةدة فةي التشةكل فةاعال ذا بنيةة وهويةة وا ةحتي المعةال واألطةر الهيكليةة‬
‫والتنظيميةةة إال فةةي أواخةةر عقةةد التسةةعينيات مةةن القةةرن الما ةةي وتحديةةدا فةةي سةةنة ‪ 0338‬عنةةدما عينةةت القيةةادة‬
‫المرك ية للقاعدة في أفغانستان اليمني محمد عمير العةولقي زعيمةا لفةرئ التنظةي فةي الةيمن والةذي شةرئ حينهةا‬
‫مباشرة في تدبير المأوى و استقطاب األعضاء والمناصةرين ومحاولةة تمكةين التنظةي مةن االنتشةار فةي منةاطق‬
‫عدة من البالد‪.‬‬

‫والمالحةظ أن مةةا أعقةةب هةةذه الخطةةوات التأسيسةةية للفةةرئ اليمنةي للقاعةةدة مةةن تحركةةات علةةى األرأ اليمنيةةة كةةان‬
‫ينسج مع تعريف التنظي المرك ي بقيادة أسامة بن الدن وأيمن الظواهري ور يتل لنفسل ودوره بوصفل "جبهة‬
‫في األرأ وتخليص المستضعفين في كةل مكةان‬ ‫جهادية عالمية لمقاتلة اليهود والصليبيين بغية تطبيق حك‬
‫من الظل "‪.‬‬

‫ولهذا ل يكن من قبيل المصادفة أن المحاولة العملية األولى إليجاد موط قدع للقاعدة في اليمن ‪-‬ككيةان تنظيمةي‪-‬‬
‫قةد ت امنةت مةع ( وتلةت) عمليةة اإلعةداد لتفجيةر المةدمرة األميركيةة (كةوب) فةي مينةاء عةدن سةنة ‪ 2111‬إذ سةةعى‬
‫التنظي إلةى تنشةيط وجةوده بشةكل أكبةر مةن خةالب عناصةره المحليةة باإل ةافة إلةى العناصةر األجنبيةة وال سةيما‬
‫المصرية التي سبق لها االستقرار في اليمن فضال عن أولئك الةذين توجهةوا حةديثا إلةى هنةاك بةأوامر مةن القيةادة‬
‫المرك ية للتنظي ‪.‬‬

‫لكن هذه المحاولة ل يقيض لها النجاح بفعةل الحملةة األمنيةة اليمنيةة‪-‬األميركيةة المشةتركة التةي اسةتهدفت عناصةر‬
‫التنظي وخالياه عقب هجمات ‪ 00‬سبتمبر‪/‬أيلوب ‪ 2110‬وانتهت فعليا بمقتل القيادي أبو علي الحارثي وعةدد مةن‬
‫مرافقيةةل بواسةة طة صةةةاروخ أطلقتةةل طةةائرة أميركيةةةة مةةن دون طيةةةار اسةةتهدف سةةيارته بصةةةحراء مةةأرب فةةةي‬
‫نوفمبر‪/‬تشةرين الثةةاني ‪ .2112‬وكةةان الفةةرئ اليمنةي للقاعةةدة قةةد حةةاوب قبلهةةا إثبةات وجةةوده وفاعليتةةل وقدرتةةل علةةى‬
‫ةربات مةؤثرة لخصةومل رغة الضةغوط األمنيةة الشةديدة التةي واجههةا مةن خةالب تةدبير‬ ‫المبادرة عبةر توجيةل‬
‫هجوع على سفينة حربية أميركية في ميناء الشحر المطل على بحر العرب لكن السفينة تمكنةت مةن اإلفةالت بعةد‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪80‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫تلقيها تحذيرا من المخابرات األميركية ولجأ عناصر القاعدة إلةى تعةويض ذلةك مةن خةالب اسةتهداف ناقلةة الةنفط‬
‫الفرنسية (ليمبورم) قرب سواحل المكال في ‪ 2‬أكتوبر‪/‬تشرين األوب من السنة نفسها‪.‬‬

‫غير أن هذه العملية ‪-‬في الواقع‪ -‬آذنت بقرب نهاية التنظي في اليمن ولما يكتمةل بنيانةل تمامةا بعةد إذ زادت إثرهةا‬
‫وتيرة المالحقات األمنية لعناصر القاعدة وخالياها الموجودة في البلد التي ل تجد بفعل الضةغوط التةي تعر ةت‬
‫لها فسحة مواتيةة مةن ال وقةت لتثبيةت وجودهةا ونشةر عناصةرها فةي األوسةاط المجتمعيةة المحليةة ولة تنتةل سةنة‬
‫‪ 2111‬إال وكان التنظي قد تهاوى بشكل شبل تاع‪.‬‬

‫التكي الثاني لقاادة اليمن‬


‫بعد حوالي ثالث سنوات من الكمون بفعل المالحقات األمنية وتحديدا في فبراير‪/‬شباط ‪ 2112‬تمكن ‪ 21‬معةتقال‬
‫من قيادات وأعضاء تنظي القاعدة من الفةرار مةن سةجن األمةن السياسةي المحصةن الةذي يقةع فةي قلةب العاصةمة‬
‫اليمنية صنعاء‪ .‬وكما تبين الحقا آذنت عملية الهروب الكبير هذه بحدوث تحوب كبير في مسار تنظي القاعدة فةي‬
‫اليمن وآلية عملل كما في طبيعة العالقة الهشة والمتذبذبة أصال بين القاعدة والسلطات اليمنية‪ .‬وتاليا أخذت أجندة‬
‫التنظةةي المحليةةة فةةي التشةةكل والتبلةةور شةةيئا فشةةيئا بةةالتوازي مةةع تمكةةن جيةةل "قاعةةدي" جديةةد فتةةي مةةن أخةةذ زمةةاع‬
‫المبادرة وفةق أسةس أكثةر راديكاليةة تنكةر شةرعية المنظومةة الحاكمةة القائمةة وتةرفض الةدخوب فةي أي تسةويات‬
‫معها‪.‬‬

‫وهكذا شرئ "أبو بصير" ناصر الوحيشي السكرتير السابق ألسامة بن الدن ورفيقةل قاسة الريمةي المكنةى بةـ"أبو‬
‫هريرة الصنعاني" في قيادة عملية إعادة بناء التنظي من نقطة الصفر تقريبا ول تمض سوى فترة وجية ة حتةى‬
‫تمكن فصةيلهما مةن اسةتقطاب عشةرات األعضةاء والمناصةرين المنحةدرين مةن أمةاكن مختلفةة تكةاد تشةمل معظة‬
‫منةاطق الةبالد وقبائلهةا وأبةةدى التنظةي الةذي أطلةةق علةى نفسةل مسةةمى "تنظةي قاعةدة الجهةةاد فةي جنةوب ج يةةرة‬
‫العرب" تشديدا وا حا على نواياه من خالب شن حملة منخفضة المستوى (وفاشلة في معظمهةا) طالةت مصةالح‬
‫غربية ومنشآت نفطية ومقار أمنية‪.‬‬

‫غيةةر أن عمليةةة بنةةاء الفةةرئ اليمنةةي للقاعةةدة ل ة تأخةةذ مةةداها وزخمهةةا فةةي الواقةةع إال بعةةد أن انض ة إليهةةا عةةدد مةةن‬
‫الجهاديين السعوديين الذين لجؤوا إلى الةيمن إثةر تمكةن السةلطات السةعودية مةن تةدمير فةرئ التنظةي فةي المملكةة‪.‬‬
‫وبحلوب سنة ‪ 2113‬أعلن عن اندماج خاليا القاعةدة فةي كةل مةن الةيمن والسةعودية فةي كيةان إقليمةي واحةد أطلةق‬
‫عليل اس "تنظي قاعةدة الجهةاد فةي ج يةرة العةرب"‪ .‬وتبعةا لةذلك طةرأ تغيةر وا ةح فةي بنيةة التنظةي وتوجهاتةل‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪82‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫العمالنية إذ ت ايد ثقل المكون السعودي في هياكلل القيادية والميدانية وشرئ يفرأ هيمنتل تةدريجيا علةى عقلةل‬
‫العملياتي واأليديولوجي كما قنواتل المالية وأدواتل الدعائية‪.‬‬

‫ويمكن القوب في هذا السياق إ نل بمجرد اإلعالن عن االندماج بين فرعةي القاعةدة فةي الةيمن والسةعودية اتخةذت‬
‫اليمن موقعها الجديد لةدى التنظةي بوصةفها "حا ةنة مثاليةة" للعمةل الحركةي والتعبةوي تشةابل فةي بعةض األوجةل‬
‫"الحا نة األع" للقاعدة أي أفغ انستان وتقع على مرمى حجر من غايتةل األسةمى "بةالد الحةرمين" أي العربيةة‬
‫السعودية‪.‬‬

‫القاادة وبقية الفاالين غير الرسميين‬

‫باتسةةائ الفجةةوة بةةين النظةةاع السياسةةي اليمنةةي الةةذي يبةةدو اليةةوع محاصةةرا بةةين فكةةي األزمةةات الداخليةةة والضةةغوط‬
‫الخارجية وبين المجتمع انضةمت "القاعةدة فةي ج يةرة العةرب" إلةى قةوى رفةض مجتمعيةة وحركةات احتجاجيةة‬
‫أخرى تشةكلت خةارج األطةر السياسةية التقليديةة وبةرزت فةي السةنوات القليلةة الما ةية فةي قلةب المشةهد اليمنةي‬
‫وتفاعالتل الصراعية كالحركة الحوثية والحةراك الجنةوبي وبعةض التكةتالت القبليةة (كمجلةس التضةامن الةوطني‬
‫األحمر)‪.‬‬ ‫الذي أسسل حسين بن عبد‬

‫وإذ يلتقةي هةؤالء جميعةا فةي معار ةته للدولةة ولسياسةات نظةاع الحكة القةائ ويشةتركون بةدرجات متفاوتةة فةةي‬
‫م احمة الدولة وتهديد سلطتها وشرعيتها ه فيما عدا ذلةك يتبةاينون فةي إسةتراتيجياته وتصةوراته للواقةع ومةا‬
‫ينبغي أن يكون كما في وسائل التعبير عن رفضه ويعمل كل واحد منه على أن يمي نفسل عةن اآلخةرين مةن‬
‫خالب القياع (أو عدع القياع) بعدد من األمور الرئيسية مثل جغرافية التمرك والنشاط والمشاركة في السياسةات‬
‫الح بية والمواجهة المسلحة مع الدولةة والتشةويل العلنةي للهويةات الدينيةة والسياسةية والجهويةة األخةرى (انظةر‬
‫الجدوب التالي)‪.‬‬

‫جدول يلخص خصائص وإستراشيجيا القاادة مقارنة بأهم الفاالين غير الرسميين الناشطين في اليمن حاليا‬
‫المشاركة في‬ ‫المشاركة المباشرة المواجهة‬
‫أعماب العنف‬ ‫المسلحة مع‬ ‫والعلنية في‬
‫جغرافية التمرك‬
‫والتشويل‬ ‫السياسات الح بية الدولة‬
‫والنشاط‬
‫الطائفية أو‬ ‫والديمقراطية‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪83‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫الجهوية‬

‫كل األرا ي اليمنية‬


‫والسعودية وساحات‬
‫القاعدة في‬
‫عالمية أخرى‬
‫ج يرة العرب‬
‫نع‬ ‫نع‬ ‫ال‬ ‫كأوروبا والواليات‬
‫المتحدة وباكستان‬

‫شماب اليمن (تحديدا‬


‫صعدة والجوف‬
‫نع‬ ‫نع‬ ‫نع‬ ‫الحركة‬
‫وعمران)‬
‫الحوثية‬

‫ال (فيما عدا‬


‫بعض‬
‫نع‬ ‫ال‬ ‫محافظات جنوب‬ ‫الحراك‬
‫المواجهات‬
‫اليمن حصرا‬ ‫الجنوبي‬
‫المتفرقة)‬

‫نع‬ ‫ال‬ ‫نع‬ ‫التكتالت القبلية‬


‫شماب اليمن وشرقها‬

‫فالقاعدة في اليمن وإن بادرت إلظهار دورها فاعال نشطا يحةاوب التةأثير فةي السياسةات المحليةة تظةل محكومةة‬
‫بر يتهةةا األيديولوجيةةة المتشةةددة وتصةةوراتها السياسةةية الجامةةدة التةةي تةةرفض بشةةدة االنخةةراط والمشةةاركة فةةي‬
‫السياسات الح بية والديمقراطية من منطلق أن الدولة اليمنية بكل مكوناتها بعيدة عن اإلسالع "بسبب وقوعها في‬
‫نةةواقض وقواصة تلحقهةةا بركةةب دوب الكفةةر والةةردة ‪ ....‬وهةةي موغلةةة فةةي الكفةةر ال يةةأتي زمةةان إال وهةةي منةةل فةةي‬
‫ازدياد" حسب تعبير أبي ذر السمهري اليماني في كتابل "معال الوثنية في الدولة اليمنية"‪.‬‬

‫وإلى جانب الطابع السري وغير المعلن والعنيةف لتحركةات قيةادات القاعةدة وعناصةرها مةن بةين أكثةر مةا يمية‬
‫التنظي عن الفاعلين اآلخرين في اليمن قدرتل الفائقة على الم ج بين ما هو محلي وما هو عالمي في إستراتيجيتل‬
‫ومةةا تحملةةل مةةن طموحةةات إزاء طبيعةةة دوره وأهدافةةل علةةى حةةد سةةواء‪ .‬فمةةثال ل ة تعةةد القاعةةدة تخفةةي نواياه ةا أو‬
‫طموحاتها العالميةة ورغبتهةا فةي مواصةلة اسةتهداف مةن تصةفل بةـ"العدو البعيةد" كاشةفةع النقةاب عةن إسةتراتيجية‬
‫جديدة لمقاتلة أميركا وحلفائهةا وإنهةاكه أمنيةا واقتصةاديا تةدعى "إسةتراتيجية األلةف جةرح"‪ .‬وفةي نفةس الوقةت‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪84‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫تؤكد أنهةا ما ةية فةي مسةاعيها لهةدع نظة الحكة فةي اإلقلةي كونهةا تجسةد "العةدو القريةب" الةذي مكةن الواليةات‬
‫المتحةةدة ودوب الغةةرب مةةن الهيمنةةة علةةى شةةبل الج يةةرة العربيةةة و"تةةدنيس بةةالد الحةةرمين" بالقواعةةد العسةةكرية‬
‫والقوات التي تنطلق لغ و "ديار اإلسالع" كما حصل مع العراق‪.‬‬

‫حدود القدرة الى التييف والعم‬

‫مع أن ما تواجهل اليمن حاليا من مخاطر يتجاوز كثيرا ما تمثلل القاعدة فإن قدرة األخيرة علةى تهديةد االسةتقرار‬
‫الداخلي وشرعية الدولة القائمةة مةا فتئةت تتنةامى بةاطراد وبصةفة خاصةة بعةد أن تخلةى التنظةي عةن إسةتراتيجية‬
‫ةد نظةاع الحكة ‪ .‬والمؤكةد أن مةا يقةف وراء قةدرة‬ ‫االختفاء عن األنظار وتبنيل إستراتيجية العداء العلني والسافر‬
‫القاعدة على التأثير والتدخل في السياسةة المحليةة هةو امتالكهةا ذراعةا عسةكريا فةاعال زادتةل الخبةرات السةعودية‬
‫الناتجة عن اندماج فرعيها اليمني والسعودي فضال عن خبرة المقاتلين اليمنيين العائةدين مةن العةراق والخبةرات‬
‫األجنبية األخرى قوة وفاعلية وتأثيرا‪.‬‬

‫في اتجاه مواز تبدو أعداد أفراد التنظي ومناصريل في ت ايد مسةتمر خصوصةا مةن فئةة الشةباب وصةغار السةن‬
‫األكثر تحمسا للعمل "الجهةادي" فةي وسةط مجتمعةي فقيةر وراكةد تسةوده مشةاعر اإلحبةاط واليةأس‪ .‬وبينمةا تةذهب‬
‫التقديرات الحكومية إلى أن عدد عناصر القاعةدة حاليةا يتةراوح بةين ‪ 211‬و‪ 111‬عنصةر يرفةع بعةض المةراقبين‬
‫الرق إلى نحو ‪ 1111‬شخص‪ .‬وأيا كان األمر فقد بدا وا حا أن مساحات انتشار القاعدة قد توسعت داخل الةيمن‬
‫وعبةةر الحةةدود وأنه ةا تمكن ةت مةةن اسةةتقطاب عةةدد ال يسةةتهان بةةل مةةن اليمنيةةين والعةةرب واألجانةةب لالنخةةراط فةةي‬
‫صفوفها (فإ افة إلى السعوديين رصد وجود مصريين وصوماليين وسوريين وج ائريين وليبيةين وباكسةتانيين‬
‫وأفغان وأميركيين وغيره )‪.‬‬

‫وبما أن تنظي القاعدة في ج يرة العرب ليس العبا مجتمعيا قويةا كةالحوثيين أو الناشةطين الجنةوبيين مةثال فهةو‬
‫يحتاج من أجل الحفاظ علةى ثباتةل وتماسةكل وتةأمين كةوادره وقياداتةل إلةى وجةود تحالفةات دائمةة ودعة العبةين‬
‫آخرين تأتي القبائل والمجتمعات المحلية في مقدمته ‪ .‬ولذا عمل التنظي في السنوات األخيرة على توثيق صةالتل‬
‫القبلية خصوصا في مناطق طرفية يقل فيها حضور الدولة وتنعدع فيها سلطة القانون‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪85‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫فعلى سبيل المثاب يوفر بعض أفراد قبيلة عبيدة في مةأرب الحمايةة لعناصةر التنظةي وبهةذا عة زت القاعةدة مةن‬
‫حضورها في وادي عبيدة‪ .‬أما في شبوة التي تبعد حوالي ‪ 111‬ميل جنوب شرق العاصمة صنعاء فيقوع عناصر‬
‫من قبيلة العوالق وفرعهةا باكةازع بتةوفير المةأوى لعناصةر التنظةي ‪ .‬والمعسةكر التةدريبي الةذي اسةتهدفتل الغةارات‬
‫األميركية في ‪ 01‬ديسمبر‪/‬كانون األوب ‪ 2113‬كان يقع في مديرية المحفد الواقعة جنوب أبين وتهيمن عليها قبيلة‬
‫باكازع‪ .‬وفي الجوف الواقعة على بعد ‪ 31‬ميال شماب شرق صنعاء يؤوي بعض أفراد قبيلة الحريةدان عةددا مةن‬
‫مقاتلي تنظي القاعدة في ج يرة العرب ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫والالفت أن األمر في حاالت عدة قد تعدى مسألة اللجوء إلى حماية القبائل هربا من القمع الحكومي إلةى محاولةة‬
‫منافسةةة الدولةةة نفسةةها أو الحلةةوب محلهةةا عبةةر القيةةاع بةةبعض وظائفهةةا التوزيعيةةة مةةن قبيةةل بنةةاء المةةدارس وتةةوفير‬
‫المعلمين مثلما حصل فةي وادي رفةض بشةبوة عنةدما قةاع القيةادي فهةد القصةع بتةوفير ‪ 02‬معلمةا لمدرسةة قريتةل‬
‫هناك رغ أن األسر المحلية كانت تعل أنل ينتمي للقاعدة أو تجاهل وجود الدولة كلية كسلطة مرجعية عبر أداء‬
‫هاع محايثة كالتحكي في الن اعات القبلية والفصل فيها طبقا ألحكاع الشريعة اإلسالمية كمةا‬
‫بعض كوادر القاعدة َم ٍ‬
‫المحضار فالرجل ‪-‬حتى لحظة مقتلةل فةي غةارة أمنيةة اسةتهدفت من لةل بمنطقةة الحوطةة‬ ‫في حالة القيادي عبد‬
‫مطلع سنة ‪ -2101‬عمل على الم اوجة بين دوره كأحد مشايخ ميفعة القبليةين فةي شةبوة وانتمائةل الحركةي لتنظةي‬
‫"القاعدة في ج يرة العةرب" مةن خةالب تحكيمةل بةين أفةراد القبائةل المتخاصةمين وفةق تصةوره العقائةدي ألحكةاع‬
‫الشريعة وتقديمها ‪-‬إطارا مرجعيةا‪ -‬علةى التقاليةد واألعةراف القبليةة المهيمنةة وهةو أمةر ال يتفةق مةع مةا يقةوع بةل‬
‫الكثير من المشايخ القبليين في اليمن‪.‬‬

‫وقد ارتفعت وتيرة مساعي القاعدة هذه بعد أن نجحت بعض خاليا التنظي في إيجاد ما يشبل "المعاقةل والمةالذات‬
‫الجهوية اآلمنة" في مناطق عةدة تحةاذي العاصةمة صةنعاء السةاحة الرئيسةة لنشةاط القاعةدة واألهة وتحديةدا فةي‬
‫بعض نواحي مأرب والجوف والبيضاء وإلى حد ما صعدة وهي منةاطق كثيةرا مةا يتحةرك فيهةا أعضةاء التنظةي‬
‫وقياداتل بحرية ودون خوف مستغلين الطابع القبلي الغالب عليها وحالة النفور السائدة في مجتمعاتها المحلية إزاء‬
‫وهي إلى ذلك تعد معبرا مثاليا سواء للقادمين من السةعودية أو الةذاهبين إليهةا بغةرأ التهريةب أو‬ ‫سلطة المرك‬
‫ممارسة العنف المنظ أو التجارة غير المشروعة بشتى أشكالها‪ .‬ومع تعقد الو ع السياسي واألمني واالقتصادي‬
‫في جنوب اليمن بدأ التنظي يكثف وجوده ونشةاطل فةي محافظةات كةأبين وشةبوة وتحديةدا فةي أوسةاط مجتمعةات‬
‫المناطق النائية التي تفتقر للبنية التحتية وال تستفيد من مشاريع الدولة التنموية كما سبقت اإلشارة‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪86‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫البنية التنظيمية ودوائر الحركة والتأثير‬

‫يعوب تنظي "قاعدة الجهاد في ج يرة العرب" فةي إدارة نشةاطاتل المختلفةة فةي أرجةاء الةيمن وعبةر الحةدود علةى‬
‫بنية وهيكل تنظيمي شبكي تديره قيادة مستقرة تعطيل الهيكلية واإللهاع والتوجيل وتشةير الشةواهد إلةى أن التنظةي‬
‫يتخذ قراراتل ويعمل بطريقة ال مرك ية تضمن لل المرونة والفاعلية‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثاب تقةوع السةلطات اليمنيةة بشةكل متكةرر باعتقةاب وقتةل أعضةاء فةي التنظةي تعةده مةن العناصةر‬
‫الرئيسة داخلل ففي يونيو‪/‬ح يران ‪ 2113‬مثال أعلنت عن اعتقاب السعودي حسن بن علوان مدعيةة أنةل الممةوب‬
‫الرئيس للجماعة و"واحد من أخطر عناصر القاعدة"‪ .‬وفي وقت سابق من العاع نفسل (تحديدا في فبراير‪/‬شةباط)‬
‫قةةاع القائةةد الميةةداني محمةةد العةةوفي بتسةةلي نفسةةل مبةةديا اسةةتعداده للتعةةاون مةةع السةةلطات السةةعودية واليمنيةةة‪ .‬وفةةي‬
‫أغسطس‪/‬آب ‪ 2101‬أعلن أن القيادي ح اع مجلي سل نفسل إلى األجه ة األمنيةة اليمنيةة‪ .‬ولكةن المعلومةات التةي‬
‫وغيره ل تؤد إلى اعتقاب قادة القاعةدة الكبةار كمةا أنهةا لة توقةف وتيةرة الهجمةات التةي‬ ‫قدمها هؤالء األشخا‬
‫يقوع بها التنظي ‪ .‬وهذا يدب على أن زعماء القاعدة ال يعطون قادته الميدانيين حرية كبيرة في التصرف فحسةب‬
‫بل ويكون التواصل معه في أدنى مستوياتل حالما يصبح أولئك القادة كوادر رسةمية ولةديه مهةاع لتنفيةذ هجمةات‬
‫أو ما شابل‪ .‬والتواصل المستمر مع من قبض عليه كان سيؤدي إلى اعتقاب مسؤولين كبار في التنظي ‪.‬‬

‫ويتكون تنظي "قاعدة الجهاد في ج ير ة العةرب" فةي صةورتل الحاليةة مةن عةدد مةن اللجةان واألقسةاع والفةروئ‬
‫فهنةةاك القيةةادة التةةي تقةةوع بإصةةدار التوجيهةةات الشةةاملة‬ ‫المسةةتقلة والهرميةةة التةةي يحةةتفظ كةةل منهةةا بعملةةل الخةةا‬
‫والممثلة في مجلس شورى التنظي الذي يعد أعلى هيئة فيل ويرأسل األمير ناصر الوحيشي ويض في عضويتل‬
‫نائةةب األميةةر السةةعودي سةةعيد الشةةهري المكنةةى "أبةا سةةفيان األزدي" باإل ةةافة إلةةى مسةؤولي اللجةةان العسةةكرية‬
‫واألمنيةةة واإلعالميةةة والهيئةةات الدعويةةة والشةةرعية وأمةةراء الواليةةات ومسةةؤولي المعسةةكرات وقيةةادات وكةةوادر‬
‫وشخصيات أخرى يمنية وسعودية بشكل أساسي‪.‬‬
‫لقد مثلت هذه البنية التنظيمية والقدرات المرافقة لها مصدر قوة أكبر للقاعدة في اليمن وع زت بصورة وا حة‬
‫طموحاتها المت ايدة لالنخراط فةي السياسةة المحليةة مةع مةا يتبةع ذلةك مةن إمكانيةة تشةكيلها تهديةدا فعليةا ومباشةرا‬
‫للدولة اليمنية وفرأ نفسها فاعال ذا شأن أو رقما هاما في المعادلة الداخلية بعد أن ظل ذلك أمرا ممتنعا إلى حد‬
‫كبير في المرحلة التي سبقت عملية االندماج بين فرعي التنظي في اليمن والسعودية‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪87‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫على أن السمة األكثر أهمية والتي أخذت تمي "القاعدة في ج يرة العرب" عن غيرها من أذرئ القاعدة العالمية‬
‫وتعطي أقوالها وأفعالها تأثيرا يتخطى في أ حيةان كثيةرة حةدود إمكاناتهةا الفعليةة تظةل مرتبطةة بمةدى تمكنهةا مةن‬
‫تكييةةف أطرهةةا المرجعيةةة والميدانيةةة وتوظيفهةةا لتةةتالءع مةةع التةةوترات القائمةةة والمظةةال المنتشةةرة فةةي أوسةةاط‬
‫المجتمعات ال محلية سواء في اليمن أو في المملكة العربية السةعودية فةالتنظي لة يتةوان عةن اسةتخداع خلةيط مةن‬
‫القضايا الدينية واالجتماعية واالقتصادية بغرأ جذب أعضاء جدد ودمجت دعواتل العامة للمجتمةع المسةل مةن‬
‫أجل االنضماع إليل لتحقيق أهدافل "الجهادية" بمناشدات خاصة موجهة للشعبين اليمني والسعودي‪.‬‬

‫وبالتركي على اليمن (بما أن الحديث عنها) نجةد أن القاعةدة تحةاوب تقةدي روايةة متماسةكة للتظلمةات المجتمعيةة‬
‫تتوافةق والمبةةادل األساسةةية أليديولوجيةة التنظةةي فعلةةى سةةبيل المثةاب ال الحصةةر ثمةةة تشةديد فةةي مختلةةف أدبيةةات‬
‫التنظي وأطره المرجعية واإلعالمية وخطابات قادتل على أن الدولة اليمنيةة بعيةدة كةل البعةد عةن تطبيةق الشةريعة‬
‫اإلسةةالمية وأن ال قةةائمين علةةى النظةةاع الحةةاك "مرتةةدون" و"عمةةالء ألميركةةا ولحكةةاع السةةعودية"‪ .‬وتةةته القاعةةدة‬
‫البطانة التي تحيط بالرئيس بأنها تحتكر وتمتص خيرات البالد مؤكدة أن تلةك البطانةة مسةؤولة عةن الفسةاد الةذي‬
‫يجتاح البالد وكذلك استن اف ثروتها النفطية‪.‬‬

‫كما تع ف القاعدة أيضا على وتر الفقر المنتشر بين اليمنيةين وتبةدي تةذمرها مةن ارتفةائ أسةعار المةواد الغذائيةة‬
‫األساسية‪ .‬ومن ث تحاوب استثارة سخط الشعب اليمني بشرائحل كافة على الدولةة بتشةديدها علةى أنهة "أصةبحوا‬
‫مظلومين ومغلوبين على أمره في ظل هذا النظاع الذي تحكمل مجموعة ال يهمها مصلحة البالد وإنمةا البقةاء فةي‬
‫السلطة" وتحثه على االنضماع إليها وتبني قضيتها بمناشدته مباشرة‪.‬‬

‫كما سعت القاعدة وال ت اب إلى االستفادة من حالة االحتقان السائدة في عدد من مدن وأقةالي جنةوب الةبالد‪ .‬ففةي‬
‫ةد نظةاع‬ ‫مايو‪/‬أيار ‪ 2113‬نشر زعي التنظي ناصر الوحيشي تسةجيال صةوتيا أكةد فيةل مناصةرتل أبنةاء الجنةوب‬
‫الحك ما داموا سيعملون على تطبيق الشريعة في تلك األرجاء لكن قادة الحراك االنفصالي في الجنوب رفضوا‬
‫مناصرة القاعدة له خشية أن تعت على معار ته المدنية وأن تص حراكه االحتجاجي باإلرهاب‪.‬‬

‫ومن الناحية العمالنية فإن القاعدة مةا انفكةت تظهةر نشةاطا محمومةا علةى مسةارين متةوازيين تضةمهما سةاحتان‬
‫متباينتان فهي من جهة أولةى تتخةذ مةن الجغرافيةا اليمنيةة ميةدانا لنشةاطاتها وعملياتهةا المحليةة التةي أخةذت فةي‬
‫التمدد لتشمل مساحات واسعة من البالد شماال وجنوبا مر ّك ة خاللها على ثالثةة أهةداف رئيسةية هةي المنشةآت‬
‫النفطية والسياح والخبراء األجانب ومسؤولو األمن واالستخبارات والمؤسسة العسكرية‪ .‬وال يةت التركية علةى‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪88‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫رب األجانب فحسب بل وبهدف تدمير االقتصاد أيضا مةن خةالب شةل حركةة وفعاليةة‬ ‫الهدفين األولين بغرأ‬
‫موارد العملة الصعبة الرئيسية التي تموب الخ ينة العامة(**)‪.‬‬

‫أما الهجمات التي تستهدف قوات األمن والجيل فهي من أجل ردعه من مالحقة عناصر التنظي ومعظة الةذين‬
‫استهدفته هجمات القاعدة في اليمن ه من مسؤولي المخابرات الذين كةانوا يحققةون فةي قضةايا متعلقةة بةالتنظي ‪.‬‬
‫وعبر اسةتخداع أسةلوب "قةوائ المةوت السةوداء" مضةت القاعةدة فةي تصةفية حسةاباتها القديمة‪/‬الجديةدة مةع القةادة‬
‫والمسؤولين األمنيين اليمنيين الذين تولوا مهاع مالحقتها منةذ انخةراط الةيمن فةي الحةرب العالميةة علةى اإلرهةاب‬
‫واحدا تلو اآلخر محققة نجاحا الفتا باعتراف السلطات اليمنية نفسها التةي أقةرت بةأن القاعةدة تمكنةت مةن اغتيةاب‬
‫العشرات من المسؤولين األمنيين الذين خططت قيادة التنظي لتصفيته ‪.‬‬

‫وقد شهدت المرحلةة األخيةرة تحةوال جديةدا ومثيةرا فةي نشةاط القاعةدة علةى السةاحة اليمنيةة الداخليةة بإعالنهةا أن‬
‫جماعة الحوثيين أ حت "هدفا مشروعا" لهجماتها تحت دعاوى قياع هؤالء بـ"سفك دماء إخواننا من أهل السنة‬
‫في مناطق شةماب الةيمن وتهجيةره مةن أرا ةيه وهةدع بيةوته علةى ر وسةه وأخةذ مسةاجده السةنية بةالقوة‬
‫" حسةب مةا جةاء فةي كلمةة صةوتية لنائةب‬ ‫وتحويلها إلى مساجد وحسينيات رافضية وثنية يستغيثون فيها بغير‬
‫زعةةي التنظةةي السةةعودي سةةعيد الشةةهري فةةي ‪ 28‬يناير‪/‬كةةانون الثةةاني ‪ .2100‬وكةةان التنظةةي قةةد أعلةةن قبلهةةا تبنيةةل‬
‫لهجةةومين انتحةةاريين فةةي كةةل مةةن محةةافظتي صةةعدة والجةةوف اسةةتهدفا فةةي أواخةةر نوفمبر‪/‬تشةةرين الثةةاني ‪2101‬‬
‫تجمعات للحوثيين وقبائل مؤيدة له وأسفرت عن مصرئ وجرح العشرات‪.‬‬

‫من جهة ثانية تخوأ "القاعةدة فةي ج يةرة العةرب" انطالقةا مةن مكامنهةا فةي الةيمن حربةا شرسةة مةع الواليةات‬
‫المتحدة وبقية دوب الغرب وكذلك مع المملكة العربية السعودية التي ال ت اب ‪-‬بفعل ثقل المكةون السةعودي فيهةا‪-‬‬
‫محط اهتمامها المرك ي‪ .‬والقاعدة فةي خضة هةذا التركية وتلةك الحةرب تواجةل إشةكاالت وتعقيةدات عةدة تكتنةف‬
‫من المجاب‬ ‫محاولتها المواءمة بين أجندتها وطموحاتها المحلية التي تؤسس دورها الوظيفي فاعال غير رسمي‬
‫الجيوسياسي لليمن ودولتل وبين أجندتها وطموحاتها المعولمة التي تتجاوز حةدود هةذا البلةد قاصةدة إلحةاق األذى‬
‫والدمار بخصومها العتيدين سواء في المحيط اإلقليمي (وتحديدا في شةبل الج يةرة العربيةة والقةرن األفريقةي) أو‬
‫تعدتها إلى المنظومة الغربية وقائدتها الواليات المتحدة األميركية‪.‬‬

‫فبقدر ما تضفي هذه االزدواجية العمالنيةة علةى "القاعةدة فةي ج يةرة العةرب" صةورتها المفتر ةة كقةوة متغولةة‬
‫تصعب ه يمتها أو النيل منها غير أنها تمثل معضلة حقيقية للتنظي سيتحت عليل مواجهتها عاجال أع آجال إذ إن‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪89‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫هذه االزدواجية ببساطة تستن ف طاقاتل وتكتيكاتل وتشتتها في جبهةات عةدة وربمةا تةودي بةل ‪-‬حةاب اإلمعةان فةي‬
‫اتباعها‪ -‬إلى التهلكة في نهاية المطاف‪.‬‬

‫وبالمثل فإن االزدواجية هذه تلقي بظاللها على الطريقة التي يتعاطى بها نظاع الحك في اليمن مع خطةر "القاعةدة‬
‫في ج يرة العرب" فبفعل ت ايد الضغوط التي يتعرأ لها من التنظي سواء تحت وطأة ما يقةوع بةل مةن أعمةاب‬
‫عنف تطوب الدولة وأجه تها ومسؤوليها في موازاة محاوالت ال تكل لضرب واستن اف بلةدان حليفةة كالسةعودية‬
‫ةغوط هائلةةة مةن جانةةب‬ ‫وأميركةا انطالقةةا مةن األرا ةةي اليمنيةة أو فةةي ظةل مةةا يمةارس عليةةل (أي النظةاع) مةةن‬
‫الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي وكذلك من قبل دوب الجةوار الخليجةي وفةي مقةدمتها السةعودية إلنهةاء ملةف‬
‫القاعدة بصورة تامة والتخلةي عةن سياسةات الةدمج واالحتةواء التةي انتهجهةا فةي تعاملةل مةع خطةر التنظةي يلجةأ‬
‫النظاع إلى إ فاء صبغة أمنية مت ايدة علةى سياسةاتل الداخليةة وتوجهاتةل إزاء الفةاعلين المحليةين علةى اخةتالفه‬
‫وهو ما يفقده القدرة على توليد مبةادرات ذات معنةى تلقةى قبةوال وإجماعةا عامةا ويرشةح األزمةات المختلفةة التةي‬
‫تعاني منها البالد للتفاق خاصة أن النظاع السياسةي اليمنةي لة يعةد فةي إمكانةل تحمةل التكةاليف الباهظةة لسياسةات‬
‫الرعايةةة التةةي انتهجهةةا فةةي العقةةود الثالثةةة الما ةةية بهةةدف توسةةيع نفةةوذه وترسةةيخ سةةلطتل واأله ة مةةن ذلةةك كةةبح‬
‫المخاطر التي تستهدف بقاءه‪.‬‬

‫وليس أدب على الطابع األمني المت ايد لسياسات النظاع من تبني الحكومة اليمنية لمفهوع وإستراتيجية "الضةربات‬
‫االستباقية" في سياق المواجهة الشاملة الراهنة مع القاعدة رغ ما تثيره مثل هذه اإلستراتيجية مةن جةدب قةانوني‬
‫وسياسي صاخب ال يكاد يهدأ حتى يعود من جديد ناهيك عن اآلثار الجانبية الكارثيةة التةي ترتبةت عنهةا وأثةارت‬
‫استياء العديد من اليمنيين السيما من أبناء القبائل كما حصل في الضربات التي استهدفت أواخر ‪ 2113‬عناصر‬
‫القاعدة في منطقة المعجلةة بةأبين ووادي رفةض بشةبوة والغةارة التةي أدت إلةى مقتةل نائةب محةافظ مةأرب جةابر‬
‫الشبواني في أواخر مايو‪/‬أيار ‪.2101‬‬

‫وإذا كان لهذه المقاربة األمنية المتشددة عيوبها وإشكاالتها فإن لها أيضا بالنسةبة للنظةاع الحةاك فةي الةيمن بعةض‬
‫الفوائد التي ال يمكن إنكارها فةالحرب علةى القاعةدة خصوصةا فةي السةنوات القليلةة األخيةرة سةاهمت فةي حقةن‬
‫شرعية النظاع المتآكلة بشرعية إقليمية ودولية هو في أشد الحاجة إليها وبذلك فإنهةا سةاندتل ‪-‬مةن حيةث لة يتوقةع‬
‫كثيرون‪ -‬في مقاومة الضغوط المت ايدة عليل سواء من الداخل أو من الخارج‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪91‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫وعلى عكس ما كان ينتظره خصوع النظاع فقد حصل على دع مالي ما انفك يت ايد شيئا فشيئا كما حظي بتأييةد‬
‫سياسةةي ودبلوماسةةي (وربمةةا عسةةكري) غيةةر معهةةود فةةي تصةةديل ألهة خطةةرين يواجههمةةا وهمةةا التمةةرد الحةةوثي‬
‫"المتحققة" في ملفةات أخةرى قةد‬ ‫المسلح في الشماب والحراك الجنوبي المتصاعد في الجنوب ناهيك عن الفر‬
‫يراهن النظاع اليوع على حسمها أو تمريرها بعد أن استعصى عليل ذلك سابقا‪.‬‬

‫شهديد القاادة لسلطة الدولة اليمنية‬

‫بينما ال يمكن النظر إلى القاعدة حاليا منافسا طبيعيا على السلطة أو تهديدا وجوديا لها على اعتبار أن احتمةاالت‬
‫ئيلة جدا فإن من النجاحات الهامة للقاعدة التةي تجةدر اإلشةارة إليهةا هنةا أنهةا‬ ‫نجاحها في اإلطاحة بنظاع الحك‬
‫تمكنت أخيرا قصدت ذلك أع ل تقصد من النفاذ إلى قلب السجاب المحتدع بةين السةلطة الحاكمةة ومعار ةيها فةي‬
‫اليمن وهو ما زاد من حدة االستقطاب السياسي في البلد فنظاع الحك ل يأب جهدا فةي اتهةاع المعار ةة خاصةة‬
‫أح اب اللقاء المشترك وناشطي الحراك الجنوبي بتشجيع أعماب القاعدة و"أنشطتها اإلرهابية التي تستهدف أمن‬
‫الوطن واستقراره" فيما جادلت قوى المعار ة ‪-‬من جهتها‪ -‬بأن القاعدة من منتجات النظاع الحةاك نفسةل وأنهةا‬
‫مختفية في عباءتل وتعمل تحت سمعل وبصره‪.‬‬

‫ومهما يكن األمر فما من شك في أن استمرار الظروف المعقدة التي تمر بها اليمن وتبةدو فيهةا المخةاطر محيقةة‬
‫بوحدتها الترابية وتماسك دولتها تقدع للتنظي فرصة مواتية لم يد من االنتشةار واسةتقطاب المجنةدين وتطةوير‬
‫القةةدرات العسةةكرية والمهةةارات القتاليةةة ومقاومةةة الضةةغوط األمنيةةة والحكوميةةة المت ايةةدة خاصةةة فةةي ظةةل حالةةة‬
‫االستياء المجتمعية السائدة من تنامي مظاهر التدخل األميركي في اليمن تحت يافطة "محاربة اإلرهاب"‪.‬‬
‫كما أن رغبة القاعدة الوا حة والملموسة في استغالب الصدمة االجتماعية الناجمة عن الظل واالسةتبعاد تعطيهةا‬
‫م ايا معينة في ظل المناخ السةائد والةذي يلفةل كثيةر مةن االحتقةان والتةوتر وال سةيما فةي عةدد مةن منةاطق شةماب‬
‫اليمن وجنوبها وشرقها‪ .‬فمثال تعيل محافظات جنوبية كأبين وشبوة منذ سنوات خلت في حالة "فرام قوة" بفعل‬
‫عف وجود الدولة في المراك الحضرية أو غيابها التاع في األطةراف والمنةاطق النائيةة ولةذلك تحةاوب القاعةدة‬
‫ملء هذا الفرام مستفيدة من سيطرة مشةاعر اإلحبةاط والغضةب فةي أوسةاط المةواطنين المسةتبعدين والمحةرومين‬
‫تجاه السلطة المرك ية في صنعاء‪ .‬وبالفعل تمكنت القاعدة من فرأ سيطرتها فةي أوقةات متقطعةة علةى منةاطق‬
‫ومديريات جنوبية عدة في السنتين األخيرتين كما حصل مع مدينةة لةودر فةي أبةين التةي سةيطرت عليهةا مجةاميع‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪90‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫تابعة للقاعدة لعدة أياع في أغسطس‪/‬آب ‪ 2101‬قبل أن يتمكن الجيل اليمنةي مةن بسةط سةلطة الدولةة عليهةا مجةددا‬
‫بعد قتاب عنيف مع عناصر التنظي ‪.‬‬

‫ول يقتصر تهديد القاعدة لسلطة الدولة ووحدتها على ذلك أو على عملياتها االنتقاميةة التةي لة تنقطةع واسةتهدفت‬
‫مقار أمنية وعسكرية ومسؤولين أمنيين وعسكريين فضةال عةن تكةرار هجماتهةا علةى المنشةآت النفطيةة وأنابيةب‬
‫رب السل المجتمعي ‪-‬الهل أصال‪-‬‬ ‫نقل النفط والغاز في مناطق مختلفة من البالد شماال وجنوبا بل تعدتها إلى‬
‫عبةةر محاولةةة إشةةعاب فتيةةل الصةةرائ الطةةائفي فةةي الةةيمن مةةن خةةالب إعالنهةةا الحةةرب علةةى الحةةوثيين بذريعةةة أنهة‬
‫يشةكلون امتةدادا لجماعةات "الةروافض" الشةةيعية المعاديةة "ألهةل السةنة" ومةن ثة الشةروئ فةي اسةتهداف بعةةض‬
‫تجمعاته في صعدة والجوف بهجمات انتحارية كما حصل في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2101‬‬

‫و رغ أن هجمات القاعدة أخفقةت حتةى اآلن فةي اسةتثارة صةدامات طائفيةة ملموسةة وواسةعة النطةاق السةيما فةي‬
‫مناطق الصدئ القبلي والمذهبي في شماب اليمن فإنهةا قةد تة رئ بةذورا لصةراعات مجتمعيةة علةى خلفيةات دينيةة‬
‫ومذهبية ال يمكن توقع حدودها وحج انعكاسها على وحدة المجتمع اليمني وتماسك عراه في قادع األياع‪.‬‬

‫ومع أن "القاعدة في ج يرة العرب" تحاوب تقدي نفسها بديال أفضل من منظومة الحك القائمة عبر تبنيها للمظال‬
‫المجتمعية والتشديد على أولوية تحكي الشريعة وتأسيس دولة الخالفة اإلسالمية هي في الواقع ال توفر أكثر مةن‬
‫التنفيس عن التظلمةات المسةتحكمة والتةي ثمةة الكثيةر منهةا‪ .‬باإل ةافة إلةى ذلةك ورغة تمكةن القاعةدة مةن إقامةة‬
‫روابط بينها وبين بعض الهياكل القبلية في شماب اليمن وجنوبهةا وشةرقها لةيس وا ةحا أنهةا سةوف تكةون قةادرة‬
‫على استغالب االستياء القبلي وحشةد المجتمعةات المحليةة التةي تتحةرك فةي أوسةاطها لةدع قضةيتها "الجهاديةة"‬
‫العنيفة وجهودها الد وب الستهداف عرى النظاع ومؤسساتل األمنية والعسكرية‪.‬‬

‫والحقيقة أن العالقة بةين القاعةدة وبعةض المجتمعةات القبليةة رغة مةا تشةهده مةن تقةارب ودمةج يوحيةان لعناصةر‬
‫التنظي وقياداتل بمشاعر االطمئنةان والثقةة تبقةى عر ةة لالنفةراط فةي أي لحظةة نظةرا لتضةارب أجنةدة القاعةدة‬
‫السياسية وأطرها المرجعية مع األعراف والتقاليد القبليةة األكثةر تجةذرا وثباتةا ناهيةك عةن أن التنظةي فيمةا عةدا‬
‫مشروعل األساسي المرتك على العنةف والم يةد مةن العنةف ال يملةك الكثيةر ممةا يمكةن تقديمةل لتحسةين أو ةائ‬
‫المجتمعةةات المحليةةة التةةي يتحةةرك فةةي أوسةةاطها وتتطلةةع للدولةةة غالبةةا ‪-‬ولةةيس ألي قةةوى أخةةرى‪ -‬لتلبيةةة متطلباتهةةا‬
‫الحياتية وتحسين ظروفها االقتصادية كما أن ر ية التنظي المتشددة دينيا وتدخلةل المحتمةل فةي السياسةات القبليةة‬
‫قد ال يحظيان بجاذبية أو بقبوب بين أبناء القبائل على المدى البعيد‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪92‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫عالوة على ذلك كلل من المرجح أن تبادر القبائل إلى "فك ارتباطها" مع القاعدة إذا وجةدت نفسةها فةي لحظةة مةا‬
‫ةرباته‬ ‫مجبرة على االختيار بين التخلي عن حماية عناصر التنظي وتوفير المالذ له فيما ه يواصلون تسديد‬
‫للنظةةاع وأبنيتةةل المختلفةةة أو الةةدخوب فةةي مواجهةةات غيةةر متكافئةةة مةةع الدولةةة ومةةن ورائهةةا حلفا هةةا اإلقليمي ةون‬
‫غوط وأعباء أمنية واجتماعية واقتصادية هائلة‪.‬‬ ‫والدوليون مع ما قد يتخلل ذلك من‬

‫وإذا أدركنا أن والء القبائل اليمنية ليس ثابتةا بةل يتغيةر وفقةا للمعطيةات السياسةية واالقتصةادية وأن ثمةة شةكوكا‬
‫كبيةرة فةي قةدرة القاعةةدة علةى التعةاطي األمثةةل والمسةتداع مةع تطلعةات القبائةةل واحتياجاتهةا االقتصةادية والتنمويةةة‬
‫الضرورية فإن كفة الحفاظ على مصالح القبائل وتأمينها ستكون األرجح على ما عداها بكل تأكيد‪.‬‬

‫خاشمة‬

‫إن أي سةةعي للحيلولةةة دون ازدهةةار القاعةةدة فةةي الةةيمن ال يمكنةةل أن يتجاهةةل حقيقةةة أن نجاحهةةا ‪-‬كمةةا سةةبق للخبيةةر‬
‫األميركي أليستير هاريس أن الحظ بتبصر‪ -‬يكاد يعتمد "اعتمادا كليا على المدى الذي تلقى فيل أطرهةا ودعاواهةا‬
‫صدى لدى السكان اليمنيةين‪ .‬وأنةل فةي مواجهةة النشةاط الضةعيف لتطبيةق القةانون فةي الةيمن تواجةل "القاعةدة فةي‬
‫اليمن" وفي ج يرة العرب مشكلة تجديد نفسها باستمرار مةن خةالب تجنيةد أعضةاء جةدد وإذا مةا فشةلت فةي ذلةك‬
‫فسةةيطويها النسةةيان‪ .‬وبالتةةالي السةةؤاب عمةةا إذا كانةةت "القاعةةدة فةةي ج يةةرة العةةرب" ستصةةمد وتشةةكل تهديةةدا أمنيةةا‬
‫مت ايدا يعتمد على مدى تأثير رسالتها في المجتمعات المحلية"‪.‬‬

‫ولمواجهة تحدي القاعدة فةي هةذا المجةاب ينبغةي علةى الحكومةة اليمنيةة ‪-‬الحاليةة أو مةا سةيعقبها مةن حكومةات قةد‬
‫يتمخض عنها الحراك الثوري المتصاعد في البالد مستقبال‪ -‬اتخاذ التدابير واإلجراءات الالزمة التي تفضي إلةى‬
‫تعطيل قدرة القاعدة على التواصل المباشر وغ يةر المباشةر مةع القبائةل والمجتمعةات المحليةة فةي عمةوع منةاطق‬
‫اليمن خاصة الطرفية منها ومن بين تلك اإلجراءات والتدابير مةثال تبنةي سياسةة طويلةة األجةل لالرتبةاط القبلةي‬
‫ترتك على االستجابة الحتياجات القبائل والمجتمعات المحلية ومتطلباتهةا األساسةية وتةوفير المرافةق والخةدمات‬
‫الضرورية في المناطق الطرفية والنائية وتع ي سلطة شيوخ القبائل المعتدلين وذوي الوجاهات المتعةاونين مةن‬
‫أجل مجابهة دعاية التنظي واستخداع نهج أيديولوجي مضاد أليديولوجية القاعدة يضع حدا النجذاب أبناء القبائةل‬
‫والسكان المحليين إلى خطابات القاعدة ورسائلها‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪93‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫فضال عن ذلك ينبغي خلق بيئة محلية مواتية تعيد الروح لشرعية النظاع السياسي المتآكلة وذلك من خالب اتخاذ‬
‫سلسلة من السياسات العملية وإجراءات بناء الثقةة بحيةث تفضةي إلةى تطبيةع الو ةع فةي الةبالد وحلحلةة األزمةات‬
‫التي تعصف بالساحة الداخلية بدءا من معضلة صعدة والتوترات في الجنوب وليس انتهاء بانسداد أفق الحوار أو‬
‫تعثره بين فرقاء اللعبةة السياسةية (السةلطة والمعار ةة) وعلةى نحةو يجعةل لجةوء القاعةدة وغيرهةا إلةى اسةتخداع‬
‫العنف أو التهديد بل أمرا مرفو ةا ومةدانا مةن كةل فئةات المجتمةع وتنظيماتةل السياسةية وتتضةمن تحسةين جةودة‬
‫الحك والحد من الفساد المستشري بتفعيل آليات المسةائلة والن اهةة وتةوفير بيئةة سياسةية أكثةر انفتاحةا وتسةامحا‬
‫إزاء المعار ين السياسيين وأصحاب الرأي‪.‬‬

‫والحةةاب أن تضةةا ب الشةةرعية يصةعب مةةن جهةةود النظةةاع لمكافحةةة "التطةةرف" المسةةتعر ومةةا لة تكسةةب الحكومةةة‬
‫اليمنيةةة تأييةةد الجمةةاهير لسياسةةاتها المتعلقةةة بمكافحةةة "العنةةف والتطةةرف" فةةإن مواجهةةة القاعةةدة سةةتظل صةةعبة‬
‫ومتعثرة‪ .‬وقد خلص تقرير صادر عةن مؤسسةة رانةد البحثيةة إلةى أن "عةدع الشةرعية النةابع مةن تةدابير اإلصةالح‬
‫المتخلفة والحقوق ذات الصلة أو ‪-‬كما في كثير من األحيان‪ -‬إبطاب المكاسب المحدودة ي يد من جاذبية الجماعات‬
‫المتطرفة"‪.‬‬

‫وفي ظل اإلرهاصات الثورية التي تموج بها اليمن هذه األياع ومع تبلور صيغة جديدة للشرعية السياسية تتوافق‬
‫ةةرورة بنائهةةا وصةةوغها علةةى نحةةو يسةةتجيب مةةع تطلعةةاته وتةةوقه للحريةةة‬ ‫فئةةات كثيةةرة مةةن اليمنيةةين علةةى‬
‫والديمقراطية والعدالة االجتماعيةة تبةرز القاعةدة تحةديا فعليةا يختبةر بنةاة الةيمن "الجديةد" كمةا شةرعيته الثوريةة‬
‫البازغة ففي حاب نجح هؤالء فةي تحقيةق هةدفه وتمكنةوا مةن صةياغة منظومةة سياسةية واجتماعيةة علةى أسةس‬
‫مغايرة كليا تتمحور حوب القي المدنية والديمقراطية وحقوق اإلنسةان فةإن ملةف القاعةدة سةيت حسةمل شةيئا فشةيئا‬
‫عبر خلق بيئة مجتمعية طاردة ال تتيح لهذا التنظي العمل واالنتشةار وتحةد مةن جاذبيةة أيديولوجيتةل القائمةة علةى‬
‫مبدأ "التغيير االنقالبي" بفعل نجاح منطق "التغيير السلمي" و َغلَبتل على ما سواه‪.‬‬

‫أما إذا أخفق اليمنيون في مسعاه الثوري سواء ببقاء منظومة الحكة األوتوقراطيةة الحاليةة كمةا هةي دون تغييةر‬
‫يذ َكر أو من خالب إعادة إنتاج المنظومات السياسية واالجتماعية البالية نفسها في المستقبل المنظور بالتوازي مةع‬
‫عدع حصوب تحوب سياسي ومجتمعي جوهري وذي مغ ى فإن الفو ى ربما تكون سيدة الموقف وصاحبة اليةد‬
‫العليةةةةةةا ومةةةةةةن خاللهةةةةةةا سةةةةةةيجد "القاعةةةةةةديون" الفرصةةةةةة ة سةةةةةةانحة للتمةةةةةةدد فةةةةةةي طةةةةةةوب الةةةةةةبالد وعر ةةةةةةها‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪94‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫_________________‬
‫هوامش‬
‫** كشف تقرير رسمي أفصح عنل فةي أكتوبر‪/‬تشةرين األوب ‪ 2101‬أن هجمةات عناصةر القاعةدة فةي العةاع ‪ 2113‬وحةدها تسةببت بخسةائر للةيمن بلغةت نحةو‬
‫مليار دوالر‪ .‬وأو ح تقرير األداء الحكومي عةن سةنة ‪ 2113‬أن عمليةات التنظةي أدت إلةى الحةد مةن السةياحة الوافةدة والداخليةة وأخةرت تحقيةق معةدب النمةو‬
‫المستهدف إ افة إلى زيادة اإلنفاق العسكري واألمني لمواجهة نشاط القاعدة األمر الذي ساه في ارتفائ نسبة عجة الموازنةة مةن ‪ %8‬إلةى ‪ %3‬مةن النةاتج‬
‫المحلي‪ .‬كما أشار التقرير إلى آثار اقتصادية واجتماعية أخرى من بينهةا إحجةاع الةدوب والمنظمةات المانحةة عةن تنفيةذ بعةض الت امةات القةروأ والمسةاعدات‬
‫الخارجية لليمن إذ بلغت أدنى مستوياتها ول تتجاوز ‪ 81‬مليار لاير‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪95‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫استنتاجا وخالصا المحرر‬
‫ةعيفة هشةة‬ ‫يحمل اليمن الموحد بذور بقائل دولة قوية إذا الح األمل بالتغيير مثلما يحمل بذور استمراره دولةة‬
‫أو ربما انقسامل على نفسل إلى كيانات متعددة إذا استمر الو ع القائ على ما هو عليل‪.‬‬

‫فالنظاع اليمني الحةالي يقةوع فةي جانبةل السياسةي علةى العائلةة والقرابةة والةوالء وتبةادب المنةافع ويقةوع أمنةل علةى‬
‫التوافق والصفقات بحك أن ملكية السالح متاحة بأيةدي النةاس وليسةت حكةرا علةى الدولةة ويقةوع اقتصةاده علةى‬
‫الريةةع واحتكةةار الثةةروة وتوزيعهةةا وفةةق الخريطةةة السياسةةية التةةي ي كيهةةا النظةةاع أو تةةتالءع مةةع حاجاتةةل للبقةةاء‬
‫واالستمرار ويتس اجتماعل على التقابل بين القبلي والمدني (أي غير القبلي) وبين الشمالي والجنوبي‪.‬‬

‫ويشهد اليمن أيضا فوارق طبيعية ومفتعلة بين الشماب والجنوب حتى باتت تمثل خطرا شةديدا علةى وحةدة الةبالد‬
‫وال يمكن إغفالها بغض النظر عن الموقف من دعاة "فك االرتباط" أو "االنفصاب" وهناك "الحةروب الداخليةة"‬
‫المتوالية مع الحوثيين التي يشير مجرد وصفها "بالحروب" إلى أن الدولة هي في أوهن حاالتها‬

‫إ افة إلى استثمار النظاع لصورة القاعدة لحشد الدع الدولي وتأييده الستمرار النظاع القائ ‪.‬‬

‫وهناك تغيير يلوح في األفق حيةث يشةهد الةيمن بأح ابةل ومعظة شةرائحل وفئاتةل حراكةا شةعبيا جامعةا كةان مةن‬
‫نتائجل تقلص الحواج االجتماعية وتراجع المطالب الخاصة لتتقدع بدال من ذلك المطالب الموحدة التي رفعت في‬
‫الساحات تحت عنوان "ثورة شعبية" ال زالت مستمرة إلى اللحظة‪ .‬وبغض النظر عن النتيجةة التةي سةتنتهي إليهةا‬
‫الثورة فإن ما بعدها لن يكون مثل ما قبلها من حيث المبةدأ ولكةن حتمةا يتوقةف المشةهد المسةتقبلي للبلةد وإلةى حةد‬
‫بعيد على السلوك الذي سيتبعل الفاعلون غير الرسميين في المرحلة الجديةدة خاصةة أن جةل بةرامجه وتجةاربه‬
‫وتوجهاته تنتمي إلى المرحلة السابقة على الثورة‪.‬‬

‫وهذه األخيرة عالج التقرير المعمق غالبها ويمكن الخروج منها بخالصات واستنتاجات أساسةية مةن المرشةح أن‬
‫يكون بعضها محل اختبار في المرحلة المقبلة التي ال ت اب في طور التشكل من أبرزها‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪96‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫عفت الدولة عن فرأ وجودها‬ ‫‪ -0‬يظهر الفاعلون غير الرسميين في المشهد السياسي ويتع ز حضوره كلما‬
‫عيفة وهشةة وغيةر‬ ‫الرم ي والمادي في آن واحد وكلما اقتربت من نموذج "الدولة الفاشلة" حيث تكون الدولة‬
‫قادرة على السيطرة على كامل أرا يها أو الدفائ عن تماع سيادتها وهذا ما ينطبق على اليمن إلى حد بعيد‪.‬‬

‫‪ -2‬ساه االقتصةاد الريعةي ‪-‬الةذي يعتمةد علةى العائةدات النفطيةة والمسةاعدات الخارجيةة والتحةويالت الماليةة مةن‬
‫المغتربين‪ -‬والفساد المستشري في الطبقة الحاكمة وأجه ة االقتصاد اليمني فةي إنتةاج شةرائح اجتماعيةة غا ةبة‬
‫والدة قةوى فاعلةة غيةر رسةمية وأي تغييةر فةي الةيمن ال‬ ‫تحمل السالح في وجل الدولة وهو ما ع ز مةن فةر‬
‫يلحةظ تغييةر البنيةةة االقتصةادية للدولةة مةةن "اقتصةاد الريةع" إلةةى اقتصةاد "اإلنتةاج" فإنةةل سةيكرر أخطةاء المرحلةة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‪ -1‬تتشةةارك معظ ة القةةوى الفاعلةةة غيةةر الرسةةمية فةةي الةةيمن بقةةدرتها علةةى تهديةةد أمةةن الدولةةة ونظامهةةا السياسةةي‬
‫وبالقدرة على السيطرة على األرأ وحتى إدارة الحياة العامة أحيانا كما هو الحاب مع القبيلة في بعةض المنةاطق‬
‫الشمالية والحراك الجنوبي أحيانا في بعض المناطق الجنوبية والحركة الحوثية في صعدة‪.‬‬

‫‪ -1‬يتمية أكثةةر الفةةاعلين غيةةر الرسةةميين فةةي الةةيمن بةةدع شةةعبي فةةائق ويقومةةون فةةي المقابةةل برعايةةة جمهةةوره‬
‫وتأمين مصالحه المحلية وحتى اإلقليمية أحيانا مستعينين بقةدرته علةى السةيطرة علةى األرأ أو علةى الةتحك‬
‫بأجه ة الدولة التي تدخل تحت نطاق نفوذه ‪.‬‬

‫‪ -4‬يتمتع جميع الفاعلين غير الرسميين في اليمن (أو يتهمون) بإقامة عالقات أو عقد تحالفةات إقليميةة قةد تتجةاوز‬
‫أحيانةةا الحةةدود الوطنيةةة للدولةةة كعالقةةة بعةةض القبائةةل اليمنيةةة مةةع السةةعودية وعالقةةة الحركةةة الحوثيةةة مةةع إيةةران‬
‫وكنسةةج بعةةض رمةةوز الحةةراك الجنةةوبي لعالقةةات إقليميةةة ودوليةةة مةةن منطلةةق اسةةتمرار الدولةةة فةةي جنةةوب الةةيمن‬
‫إ افة إلى طبيعة جماعة القاعدة العابرة للحدود وعدع اعترافها بوجود الدولة أصال‪.‬‬

‫‪ -2‬تعد القبيلة الفاعل األبرز لما تملكل من جذور تاريخية وقي اجتماعية يهرئ إليهةا المجتمةع عنةد غيةاب السةلطة‬
‫وعند الملمات الكبرى وعظ دور القبيلة سياسيا بسبب شراكتها الطويلة مع النظاع بدءا من مرحلة تأسيس اليمن‬
‫الموحد وانتهاء بإدارة النظاع القائ وتقاس المنافع معل‪.‬‬
‫‪ -1‬إن عالقة القبيلة مع النظاع ل تكن عالقة والء تاع بقدر ما كانت عالقة مصالح ل تخل مةن بعةض التناقضةات‬
‫في بعض المراحل ما يعني أن االنفكاك بينهما أمر ممكن وهو ما يحصل مةؤخرا‪ .‬وبالمقابةل فقةد اعتةادت القبيلةة‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪97‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫أن تكون الشريك غير الرسمي للحك وتأقلمت مع هذا الدور ما يعني أن إعادة تحالف القبيلة مع النظاع السياسةي‬
‫أمر ممكن نظريا لكنل من المستحيل أن يكون على نفس األسس السابقة‪.‬‬

‫‪ -8‬ل تستطع الحركة الحوثية أن تفرأ نفسها حركةة إسةالمية أو إصةالحية أو وطنيةة فةي المشةهد اليمنةي رغة‬
‫وجاهةةة بعةةض المطالةةب الحقوقيةةة التةةي تطرحهةةا وغلةةب التصةةنيف المةةذهبي االنفصةةالي لمجمةةل نشةةاطاتها بسةةبب‬
‫الحروب الداخلية التي خا تها وبسبب الشعارات التي تطرحها وتلبي أحيانا كثيرة طموحات جهات إقليمية أكثر‬
‫مما تستجيب أو تنسج مع مطالب وطموحات اليمنيين‪.‬‬

‫‪ -3‬أعطةةت األبعةةاد المطلبيةةة المقرونةةة بالشةةعور بةةالخوف مةةن انةةدثار المةةذهب ال يةةدي للحركةةة الحوثيةةة انتشةةارا‬
‫جغرافيا واسعا على أساس مذهبي لكن في المقابةل حكة عليهةا بةالجمود سياسةيا وربمةا علةى مسةتويات أخةرى‬
‫وهو ما يفسر وقوعها أسيرة حروب متوالية وأسيرة الدفائ عن أيديولوجيتها وتحسين صةورتها فةي منطقةة تعةج‬
‫بالمتغيرات والحراك‪.‬‬

‫‪ -01‬أذكت السلطة اليمنية مطالب الحراك الجنوبي "باالنفصاب" أو فك االرتباط كما يصفل الحراك نتيجة سوء‬
‫إدارتهةةا للجنةةوب وعةةدع تلبيةةة مطالبةةل الحقوقيةةة الملحةةة‪ .‬وإذا اسةةتمرت المعادلةةة القائمةةة حاليةةا فةةي إدارة األزمةةة‬
‫الجنوبية فإن مقوالت التمية التةاريخي والقيمةي واالجتمةاعي بةين الجنةوب والشةماب سةتتع ز وإن مطلةب "فةك‬
‫االرتباط" سي داد على حساب المطالب الحقوقية التي يسهل التعامل معها‪.‬‬

‫‪ -00‬ل يحس الحراك الجنوبي أمره بشكل نهائي حتى الساعة في ما إذا كان حركة مطلبيةة أع حركةة تحةرر مةن‬
‫احتالب على ما يقةوب قادتةل وهةو مةا كشةفت عنةل مواقةف بعةض األطةراف فةي الحةراك بتأييةدها للثةورة الشةعبية‪.‬‬
‫وليس من المتوقةع أن يحسة أمةره بسةهولة إال إذا حصةل تغييةر جةذري لصةالح الثةورة الشةعبية فعنةدها قةد تحسة‬
‫الغالبية في الحراك أمرها باتجاه الوحدة مع استمرار كيانات أخرى متمسكة بصيغة التحرر من "االحتالب"‪.‬‬

‫‪ -02‬إن قوة انتشار القاعدة في اليمن وازدياد فاعليتها ليس متعلقا في معظمةل بقوتهةا األيديولوجيةة كمةا هةو شةأنها‬
‫في أماكن أخرى إنما يتأتى ذلك من قدرتها على االستفادة من الواقع القبلي والمذهبي المتفلت مةن سةلطة الدولةة‬
‫إ افة إلى وجود مبررات جهوية ومطلبية كثيرة تساعد على ذلك‪.‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪98‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬
‫‪ -01‬أدخلت السلطة تنظي القاعدة فةي الصةرائ اليمنةي طرفةا داخليةا بمحاولتهةا عقةد تحالفةات دوليةة أو اسةتجالب‬
‫مسةةاعدات متعةةددة الوجةةوه تحةةت عنةةوان مواجهةةة خطةةر القاعةةدة ويقةةوب الةةبعض إن السةةلطة تعمةةدت ذلةةك لتؤكةةد‬
‫تعاطف أو تحالف بعض األطراف المحلية مع القاعدة وهو ما يبرر استعماب السلطة العنف المفرط فةي مواجهةة‬
‫المعار ة اليمنية المحلية‪.‬‬

‫‪ -01‬تتوالةد الجماعةات الفاعلةةة غيةر الرسةمية عةةادة فةي الةةدوب الفاشةلة أو تلةك التةةي تتجةل نحةو الفشةةل ممةا يجعةةل‬
‫استمرار هذه الجماعات كقوى فاعلة غير رسمية أو الحد من توالدها مرهونا بإعادة بناء الدولة اليمنية‪ .‬وفةي هةذه‬
‫الحالة فإن هذه القوى قد تستمر وت دهر كأي جماعة "رسمية" تمارس دورها تحت مظلة الدولة مع استثناء فيما‬
‫يتعلق بالقاعدة‪.‬‬

‫‪ -04‬أ خيةرا بوجةود الدولةة القويةة سةيفقد علةى األرجةح تنظةي القاعةدة فةي الةيمن شةروط اسةتمراره "فةاعال غيةةر‬
‫رسمي" لكن مةن المحتمةل أن يسةتمر وجةوده التقليةدي ألسةباب ال تتصةل بفشةل الدولةة وذلةك "كجماعةة عنةف"‬
‫مناوئة للدولة اليمنية غير المشروعة دينيا برأيل كما هو حاب بقية فروعل في الدوب األخرى المستقرة‪.‬‬

‫‪ -‬انتهى ‪-‬‬

‫الفاعلون غير الرسميين في اليمن‬ ‫‪99‬‬ ‫مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬تقارير معمقة ‪1122 -‬‬

You might also like