You are on page 1of 119

‫مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‬

‫سلسلة كتب اقتصادية جامعية‬

‫التنمية االقتصادية‬
‫والتنمية المستدامة‬

‫إعداد‬

‫مدير مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‬


‫أستاذ االقتصاد‪-‬كلية االقتصاد واإلدارة جامعة ‪ 6‬أكتوبر‬
‫رئيس جمعية نهضة مصر إلحياء التراث اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫التنمية االقتصادية والتنمية المستدامة‬
‫إعداد‬
‫مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‬
‫الدكتور‪ /‬أحمد جابر بدران‬
‫كلية االقتصاد واإلدارة – جامعة ‪ 6‬أكتوبر‬
‫رئيس مجلس إدارة جمعية نهضة مصر‬

‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫أمحد جابر بدران‬
‫عنوان املصنف‪ :‬االقتصاد الرايضي‬
‫القسم‪ :‬االقتصاد الرايضي‬
‫املؤلف‪ :‬أمحد جابر بدران‬
‫اسم الناشر‪ :‬املؤلف‬
‫ط‪ -1‬القاهرة – ‪1435‬هـ – ‪2014‬م‬
‫مج‪24 × 17 1‬‬

‫اإلخراج الفين‪ :‬مىن حامد‬


‫عنوان الناشر‪ 7 :‬ش نوال متفرع من شارع وزارة الزراعة‬
‫العجوزة‪ -‬اجليزة‬

‫تليفاكس‪01001444141 -01111444141 )202( 37605305 :‬‬


‫‪E-mail : CLES1996@yahoo.com‬‬
‫‪E- mail: D_AhmedGaber@yahoo.com‬‬

‫‪3‬‬
‫العنوان الداخلي‬

‫‪4‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ِين ََل يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون} [الزمر‪]9 :‬‬ ‫ِين يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون َوالَّذ َ‬ ‫ست َ ِوي الَّذ َ‬
‫{ َه ْل يَ ْ‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫‪5‬‬
‫الفهرس‪$‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪6‬‬ ‫الفهرس‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬
‫الباب األول‬
‫‪20‬‬ ‫التنمية االقتصادية و النمو االفتصادى‬
‫الفصل األول‬
‫‪20‬‬ ‫ماهية التنمية‬
‫‪20‬‬ ‫‪-1-‬‬
‫مفهوم التنمية‬
‫‪22‬‬ ‫‪-2-‬‬
‫أنواع التنمية‬
‫‪23‬‬ ‫‪-3-‬‬
‫أهداف التنمية‬
‫‪24‬‬ ‫‪-4-‬‬
‫خصائص التنمية‬
‫‪25‬‬ ‫‪-5-‬‬
‫الفرق بين مفهوم التنمية‬
‫وبعض المفاهيم المشابهة لها‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪27‬‬ ‫التنمية االقتصادية و النمو االقتصادى‬
‫‪27‬‬ ‫‪-1-‬‬
‫مفهوم التنمية االقتصادية وتطوره‬
‫‪29‬‬ ‫‪-2-‬‬
‫أهمية وأهداف التنمية االقتصادية‬
‫‪29‬‬ ‫أوالا‪ :‬زيادة الدخل القومي‪:‬‬
‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬رفع مستوى المعيشة‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪32‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تقليل التفاوت في الدخول والثروات‪:‬‬
‫‪32‬‬ ‫رابعا‪ :‬بناء األساس المادي للتقدم‪:‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪-3-‬‬
‫النمو االقتصادي ومحدداته‬
‫‪33‬‬ ‫أوالا‪ :‬ماهية النمو االقتصادي‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬محددات النمو االقتصادي‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪-1‬حجم ونوعية الموارد البشرية‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪-2‬حجم ونوعية الموارد الطبيعية‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪-3‬التراكم الرأسمالي‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪-4‬التقدم العلمي والتكنولوجي‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪-5‬عوامل اجتماعية ومؤسسية‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪-4-‬‬
‫مراحل النمو االقتصادي‬
‫‪36‬‬ ‫أوالا‪ :‬مرحلة المجتمع التقليدي‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬مرحلة التهيؤ لالنطالق‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مرحلة االنطالق‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫رابعا‪ :‬مرحلة النضوج‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫خامس ا‪ :‬مرحلة االستهالك الوفير‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪-5-‬‬
‫كيفية قياس وتحليل النمو االقتصادى‬
‫‪37‬‬ ‫أوالا‪ :‬قياس النمو االقتصادى‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية تحليل النمو اإلقتصادي‪:‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪-6-‬‬
‫الفرق بين التنمية االقتصادية والنمو االقتصادي‬
‫‪40‬‬ ‫‪-7-‬‬
‫تصنيف الدول وفق معيار النمو والتنمية‬
‫‪40‬‬ ‫أوالا‪ :‬التصنيف البسيط‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التصنيف وفق خصائص عوامل اإلنتاج‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التصنيف وفق خصائص النشاط اإلقتصادي‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫رابعاا ا ا‪ :‬التصن نننيف حسن نني اإلملانين ننات البش ن نرية والطبيعين ننة‬
‫المتاحة لكل بلد‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪-1‬النوع اإلفريقي‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪-2‬نوع أمريلا الالتينية‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪-3‬النوع الشرق أسيوي للتنمية‪:‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫‪44‬‬ ‫نظريات التنمية االقتصادية والنمواالقتصادى‬
‫‪44‬‬ ‫‪-1-‬‬
‫نظرية النمو عند الكالسيك‬
‫‪45‬‬ ‫أوالا‪ :‬سياسة الحرية اإلقتصادية‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬التكوين الرأسمالي مفتاح التقدم‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الربح هو الحافز على اإلستثمار‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫رابع ا‪ :‬ميل األرباح للتراجع‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫خامسا‪ :‬حالة السلون‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫سادسا‪ :‬اإلنتقادات الموجهة للنظرية الكالسيلية‪:‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪-2-‬‬
‫نظرية ماركس للنمو‬
‫‪48‬‬ ‫‪-3-‬‬
‫نظرية شومبيتر‬
‫‪49‬‬ ‫‪-4-‬‬
‫النظرية الكنزية للنمو‬
‫‪50‬‬ ‫‪-5-‬‬
‫نظرية روزنشتين رودان‬
‫‪51‬‬ ‫‪-6-‬‬
‫نظرية نيركسه‬

‫‪8‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪-7-‬‬
‫نظرية هانس سنجر‬
‫‪52‬‬ ‫‪-8-‬‬
‫نظرية هير شمان‬
‫الباب الثانى‬
‫‪55‬‬ ‫التنمية االقتصادية والتخلف والتمويل والتنمية المستدامة‬
‫الفصل األول‬
‫‪55‬‬ ‫التنمية االقتصادية والتخلف والسياسات االقتصادية‬
‫‪56‬‬ ‫‪-1-‬‬
‫خصائص التنمية االقتصادية فى البالد النامية‬
‫‪56‬‬ ‫أوالا‪ :‬متخصصة في إنتاج المواد األولية‪:‬‬
‫‪56‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ارتفاع معدالت النمو السلاني‪:‬‬
‫‪56‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬انخفاض كفاءة استغالل الموارد الطبيعية‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫رابعا‪ :‬ندرة رأس المال‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫خامسااا‪ :‬اعتم نناد اقتص نناديات ال نندول النامي ننة عل ننى تجارته ننا‬
‫الخارجية‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫سادسا‪ :‬نقص القدرة التنظيمية والفنية‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫سابعا‪ :‬انخفاض المستوى الصحي والعليمي‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫ثامن ا‪ :‬سوء توزيع الثروة على طبقات المجتمع‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫تاسااعا‪ :‬تننرخر الم نرأة وارتفنناع نسننبة تشننغيل األطفننال و ل ن‬
‫نتيجة تغشى األمية وانخفاض مستوى الدخل‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪-2-‬‬
‫مفهوم التخلف االقتصادي وأسبابه‬
‫‪58‬‬ ‫أوالا‪ :‬األسباب الجغرافية للتخلف‪:‬‬
‫‪58‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬األسباب االجتماعية‪:‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثالثا‪ :‬العوامل السياسية‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪-3-‬‬
‫السياسات االقتصادية والتنمية االقتصادية‬
‫‪61‬‬ ‫أوالا‪ :‬مفهوم السياسة االقتصادية‪:‬‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع السياسة االقتصادية‪:‬‬
‫‪62‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهداف السياسة االقتصادية‪:‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪-4-‬‬
‫السياسة المالية والتنمية االقتصادية‬
‫‪63‬‬ ‫أوالا‪ :‬تعريف السياسة المالية‬
‫‪63‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬السياسة المالية في النظريات االقتصادية‬
‫‪63‬‬ ‫‪-1‬السياسة المالية في الفكر الكالسيلي‬
‫‪64‬‬ ‫‪-2‬السياسة المالية في الفكر الكينزي‬
‫‪65‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬أثر السياسة المالية على التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -1‬أثر اإلنفاق العام على التنمية‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -2‬أثر السياسة الضريبية على التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪68‬‬ ‫التنمية االقتصادية والتمويل‬
‫‪71‬‬ ‫‪-1-‬‬
‫مصادر التكوين الرأسمالي (التمويل)‬
‫‪72‬‬ ‫‪-2-‬‬
‫مصادر التمويل الداخلية‬
‫‪72‬‬ ‫أوالا‪ :‬أسلوب التمويل من خالل المدخرات المحلية‪:‬‬
‫‪74‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬التمويل من خالل الحصيلة الضريبية‪:‬‬
‫‪75‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خصائص النظم الضريبية للدول النامية‪:‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪-1‬انخفاض نسبة الضرائي إلى الدخل القومي‪:‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪-2‬انخفنناض نسننبة الض نرائي المباى نرة إلننى جملننة حصننيلة‬
‫الضرائي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪-3‬ارتفاع نسبة الضرائي على التجارة الخارجية إلى جملة‬
‫حصيلة الضرائي‪:‬‬
‫‪76‬‬ ‫رابع ا‪ :‬اختيار نوع الضرائب المالئم لتمويل التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫‪77‬‬ ‫خامسا‪ :‬العوامل التي تحدد حجم الطاقة الضريبية‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪-1‬حجم الدخل القومى‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪-2‬درجة العدالة في توزيع الدخل‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪-3‬مقن نندار من ننا تقدمن ننخ الدولن ننة من ننن خن نندمات مجانين ننة ألف ن نراد‬
‫المجتمع‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪-4‬النظام الضريبي‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫سادس ا‪ :‬أسس السياسة الضريبية في الدول النامية‪:‬‬
‫‪79‬‬ ‫الااادين‬ ‫ساااابعا‪ :‬تمويااال التنمياااة مااان خاااالل أسااالوب القااارو‬
‫األهلى)‪:‬‬
‫‪81‬‬ ‫ثامن ا‪ :‬الوسائل غير المباشرة لتمويل التنمية‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪-3-‬‬
‫التمويل وتضخمه والتمويل بالعجز‬
‫‪82‬‬ ‫أوالا‪ :‬التمويل التضخمي‬
‫‪82‬‬ ‫اآلراء المؤيدة للتمويل التضخمى‪:‬‬
‫‪83‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬تكاليف التضخم‪:‬‬
‫‪84‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬التمويل بالعجز‬
‫‪86‬‬ ‫‪-4-‬‬
‫مصادر التمويل الخارجية‬
‫‪86‬‬ ‫أوالا‪ :‬رؤوس األموال األجنبية الخاصة‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫األجنبية الخاصة‪:‬‬ ‫‪-1‬القرو‬
‫‪87‬‬ ‫‪-2‬االستثمارات األجنبية المباشرة‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬المساعدات المالية من الدول المتقدمة‪:‬‬
‫‪88‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قروض المنظمات الدولية‪:‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫‪11‬‬
‫‪91‬‬ ‫التنمية المستدامة‬
‫‪92‬‬ ‫‪-1-‬‬
‫مفهوم التنمية المستدامة‬
‫‪94‬‬ ‫‪-2-‬‬
‫سمات التنمية المستدامة‬
‫‪96‬‬ ‫‪-3-‬‬
‫مبادئ التنمية المستدامة‬
‫‪96‬‬ ‫المبدأ األول‪ :‬تحديد األولويات بعناية‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫المبدأ الثاني‪ :‬االستفادة من كل دوالر‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫المبدأ الثالث‪ :‬اغتنام فرص تحقيق الربح لكل األطراف‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫المبدأ الرابع‪ :‬استخدام أدوات السوق حيثما يلون مملنا‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫المباادأ الخااامس‪ :‬االقتصنناد فنني اسننتخدام القنندرات اإلداريننة‬
‫والتنظيمية‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫المبدأ السادس‪ :‬العمل مع القطاع الخاص‪:‬‬
‫‪98‬‬ ‫المبدأ السابع‪ :‬اإلىراك الكامل للمواطنين‪:‬‬
‫‪98‬‬ ‫المبدأ الثامن‪ :‬توظيف الشراكة التي تحقق نجاحا‪:‬‬
‫‪98‬‬ ‫المبدأ التاسع‪ :‬تحسين األداء اإلداري المبني على الكفنناءة‬
‫والفعالية‪:‬‬
‫‪98‬‬ ‫المبدأ العاشر‪ :‬إدماج البيئة من البداية‪:‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪-4-‬‬
‫المقومات األساسية للتنمية المستدامة‬
‫‪99‬‬ ‫أوالا‪ :‬تلبية الحاجات اإلنسانية للسلان‪:‬‬
‫‪99‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلدارة البيئية السليمة‪:‬‬
‫‪99‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬التنمية البشرية‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫رابع ا‪ :‬االقتصاد البيئي‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫خامسا‪ :‬التكنولوجيا السليمة بيئيا ‪-‬التكنولوجيا النظيفة‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫سادسا ا‪ :‬االعتمنناد علننى الننتات والتعنناون النندولي للمشننلالت‬

‫‪12‬‬
‫البيئية العالمية‪:‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪-5-‬‬
‫أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪101‬‬ ‫‪-6-‬‬
‫أبعاد التنمية المستدامة‬
‫‪102‬‬ ‫أوالا‪ :‬البعد األول‪ :‬البعد االقتصادي‪:‬‬
‫‪104‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬البعد الثاني‪ :‬البعد البيئي‪:‬‬
‫‪106‬‬ ‫ثالثا‪ :‬البعد الثالث‪ :‬البعد البشري واالجتماعي‪:‬‬
‫‪108‬‬ ‫‪-7-‬‬
‫مؤشرات التنمية‬
‫‪108‬‬ ‫أوالا‪ :‬مؤىرات القوة الدافعة‪:‬‬
‫‪108‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬مؤىرات الحالة‪:‬‬
‫‪108‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مؤىرات االستجابة‪:‬‬
‫‪109‬‬ ‫‪-8-‬‬
‫المؤشرات القطاعية للتنمية‬
‫‪109‬‬ ‫أوالا‪ :‬البصمة االيلولوجية‪:‬‬
‫‪110‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مؤىر المحاسبة البيئية ‪-‬المحاسبة الخضراء‪:‬‬
‫‪113‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬مؤىر التنمية البشرية‪:‬‬
‫‪114‬‬ ‫‪-9-‬‬
‫المؤشرات األساسية المجمعة في الفصول ذات الصلة بجدول‬
‫أعمال القرن ‪21‬‬
‫‪114‬‬ ‫أوالا‪ :‬المؤىرات االقتصادية‪:‬‬
‫‪115‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المؤىرات االجتماعية‪:‬‬
‫‪116‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬المؤىرات البيئية‪:‬‬
‫‪117‬‬ ‫رابع ا‪ :‬المؤىرات المؤسسية‪:‬‬
‫‪118‬‬ ‫المراجع‪:‬‬

‫‪13‬‬
14
‫المقدمة‬
‫اقتصنناديات التنميننة ‪ Development Economics‬فننرع يننانع جدينند‪ ,‬وىننيق‬
‫من فروع علم االقتصنناد الننتي يركننز علننى د ارسننة أسننباب التخلننف وسننبل الخننروج منهننا‬
‫باتبنناع إسننتراتيجيات وسياسننات معينننة‪ ,‬كمننا يهننتم هننتا العلننم بالتخصننيص األمثننل لمنوارد‬
‫اإلنتن نناج الن ن ننادرة ونموه ن ننا م ن ننع من ننرور ال ن ننزمن فض ن ننال ع ن ننن د ارسن ننة الت ن نرابط ب ن ننين البني ن ننة‬
‫االقتص ننادية و السياس ننية واالجتماعين نة وكيفي ننة تغيين نر ه ننتل البني ننة بم ننا يس ننمح بح نندو‬
‫تحسينات مستمرة في مستوى المعيشة و القضاء على الجهل والتخلف‪.‬‬
‫ومنننت نهايننة الحننرب العالميننة الثانيننة حظنني موبننوع التنميننة باهتمننام بننال س نواء‬
‫على مسننتوى الشننعوب و الحلومننات وت ازينند إحسنناس الشننعوب بانقسننام دول العننالم إلننى‬
‫بننالد متقدمننة وأخننرى متخلفننة بننالد غنيننة تضننم أقننل مننن خمننح سننلان العننالم وتحصننل‬
‫مرسنناة التخلننف وتضننم علننى مس ناحاتها‬ ‫علننى ثلثنني النندخل العننالمي وبننالد فقي نرة تعنني‬
‫أكث ننر م ننن ثلث نني س ننلان الع ننالم بينم ننا يق ننل نص ننيبها ع ننن س ننبع ال نندخل الع ننالمي وتتوس ننط‬
‫هات ننان المجموعت ننان مجموع ننة م ننن ال ننبالد متوس ننطة ال نندخل تض ننم أق ننل م نن س ننبع س ننلان‬
‫ال نندول المتخلف ننة تق ننع ف نني‬ ‫الع ننالم وتحص ننل عل ننى خم ننح ال نندخل الع ننالمي‪ .‬ولم ننا كانن ن‬
‫معظمها في جنوب الكرة األربية والدول المتقدمة تقع معظمهننا فنني ىننمالها فقنند فننرق‬
‫االقتصنناديون بننين ىننمال متقنندم وجنننوب متخلننف لتننزداد أهميننة التنميننة للنندول المتخلفننة‬
‫والتنني يطلننق عليهننا تردبننا النندول الناميننة والتنني تسننعى إلننى عبننور فجننوة التخلننف وترمننل‬
‫في تخطيها لإللحاق بركي التقدم‪.‬‬
‫ولق نند أص ننبح الع ننالم يع نني أكث ننر م ننن الس ننابق أن معظ ننم الح ننروب والث ننورات ف نني‬
‫عصرنا هتا يرجننع إلننى وجننود فجننوة التخلننف السننحيقة التنني تفصننل نالننتين يملكننونن عننن‬
‫المشننلالت التني تواجننخ النندول الناميننة فنني سننعيها النندؤوب‬ ‫نالتين ال يملكننونن‪ .‬أصننبح‬
‫لتحسننين مسننتوى معيشننة ىننعوبها وتطننوير اقتصننادياتها والنهننوض بهننا لمواكبننة عجلننة‬
‫التقنندم االقتص ننادي العننالمي م ننن أهننم التح ننديات الت نني تواجننخ حلوم ننات هننتل ال ننبالد من ننت‬
‫حصولها على استقاللها السياسي‪.‬‬
‫ولقد ىهد عقد السبعينات تغيرات جترية في مفهنوم التنميننة حيننث أصننبح أكثننر‬
‫ى ننموال م ننن مج ننرد الزي ننادة ف نني ال نندخل والن نناتن الق ننومي اإلجم ننالي لك ننون التنمي ننة ب ننتل‬

‫‪15‬‬
‫المفهوم الضيق لم تعنند كافيننة لحننل المشننلالت المزمنننة التنني تعنناني منهننا النندول الناميننة‬
‫والمتمثل ننة ف نني الفق ننر والبطال ننة وس ننوء توزي ننع ال نندخل‪ ,‬وب نندأ التح ننول إل ننى التنمي ننة الش نناملة‬
‫وتبني سياسات هادفة تتمثل في إزالة الفقر والبطالننة وتحقيننق العدالننة فنني توزيننع النندخل‬
‫القننومي لتصننبح هننتل األهننداف هنني المعننايير الحعيعيننة للحلننم علننى منندى نجنناح وفشننل‬
‫السياسة اإلنمائية ألي بلد‪ ,‬ويؤكنند االقتصنادي الباكسننتاني نمحبننوب الحننقن بننرن التنميننة‬
‫يج نني أن تعن نني توس ننيع خي ننارات كاف ننة أفن نراد المجتم ننع ف نني جمي ننع الحق ننول االقتص ننادية‬
‫والسياسية والثقافية كما أن التنمية بدون عدالة في توفير الفرص للجميع تعننني تحدينند‬
‫الخيارات لكثير من األفراد في المجتمع‪.‬‬
‫النندول الناميننة فنني تحقيننق طموحاتهننا فنني مجننال التنميننة خننالل‬ ‫بعنند أن أخفق ن‬
‫عق نند الس ننبعينات ج نناء عق نند الثمانين ننات ليقض نني عل ننى معظ ننم اآلم ننال بس ننبي التغين نرات‬
‫الجتري ننة الت نني ط نرأت عل ننى المس ننرح الع ننالمي عل ننى الص ننعيدين االقتص ننادي والسياس نني‬
‫بإلحنناق أبنرار كبينرة بهننتل البلنندان ممننا أدى بلثيننر مننن الكتنناب المهتمننين‬ ‫والتي تسبب‬
‫بقضايا التنمية والعالقننات الدوليننة بوصننف هننتل الحعبننة الزمنيننة نالعقنند الضننائعن‪ .‬فعلننى‬
‫الصعيد االقتصادي ىهد االقتصاد العالمي خننالل النصننف الثنناني مننن عقنند الثمانينننات‬
‫فترة ركود اقتصادي استمرت حتى أوائل عقد التسعينات‪ .‬أمننا علننى الصننعيد السياسنني‬
‫فقد جنناء تفكن االتحنناد السننوفيتي فنني أوائننل عقنند التسننعينات وتحننول جمهورياتننخ وبلنندان‬
‫أوروبا الشرقية من االقتصاد المخطننط مركزيننا إلننى اقتصنناد السننوق ليشننلل بنربة قويننة‬
‫تتمتع بها البلدان النامية في عالقاتها الدولية‪.‬‬ ‫إلى القوة التساومية التي كان‬
‫ولقد اىتدت المشلالت التي تواجخ العالم النامي حدة منت أوائل التسعينات نتيجة‬
‫الدولية بعد انهيار االتحاد السوفيتي وزيادة الضغوط‬ ‫الديناميلية السريعة لألحدا‬
‫التي تواجخ هتل الدول من قبل المنظمات الدولية والرامية إلى وجوب تقليص دور‬
‫القطاع العام في النشاط االقتصادي وتحرير االقتصاديات النامية من كافة أىلال‬
‫القيود وبالتالي فتح أسواقها أمام المنافسة الخارجية‪ .‬كما وقد ىهد العالم الغربي‬
‫تحوالت على الصعيدين االقتصادي والسياسي كان من نتائجها تدعيم هيمنة البلدان‬
‫المتقدمة على االقتصاد العالمي فتحقيق دول أوروبا الغربية لوحدتها االقتصادية‬
‫والسياسية واستكمال الواليات المتحدة األمريلية وكندا والملسي الجراءاتهم التفاقية‬

‫‪16‬‬
‫التجارة الحرة فضال عن تكثيف الجهود اليابانية ودول جنوب ىرق آسيا لتكوين‬
‫في‬ ‫من قوة الدول النامية وانعلس‬ ‫تجمع اقتصادي مواز كلها تحوالت أبعف‬
‫صورة تراجعات في معدالت النمو االقتصادي وزيادة أعباء المديونية وقد تميزت هتل‬
‫الحعبة باقتصاديات العالم الجديد أو القطي الواحد‪.‬‬
‫وآزاء كننل تل ن التطننورات السياسننية واالقتصننادية الس نريعة علننى السنناحة الدوليننة‬
‫كان لزاما على النندول الناميننة أن تعينند النظننر فنني سياسننيتها اإلنمائيننة ومحاولننة التكيننف‬
‫بصننورة أقننوى مننع األوبنناع االقتصننادية الدوليننة الجدينندة أو مننا يعننرف بالعولمننة وثننورة‬
‫قضننية حضننارية‬ ‫المعلوماتيننة فلننم تعنند التنميننة قضننية اقتصننادية فحسنني إنمننا أبننح‬
‫تتننداخل فيهننا عوامننل البيئننة السياسننية واالجتماعيننة وجميننع عوامننل النهضننة الحضننارية‪,‬‬
‫ونظ ن الر لزيننادة المضننطردة لحاجننة اإلنسننان للعدينند مننن السننلع والخنندمات األساسننية منهننا‬
‫والكماليننة وغيننر لن مننن النندوافع التنني تنندعو بننرورة األخننت بننالتخطيط نهجنال للتنميننة‬
‫االقتصادية واالجتماعية في الدول المتقدمة وبصورة أوبح في الدول النامية‪.‬‬

‫ويحاول هتا الكتنناب االجابننة علننى تسنناؤالت كثينرة ممننا قنند سننبق‪,‬ويتكون الكتنناب‬
‫من بابين‪:‬‬
‫فصول‪:‬‬ ‫الباب االول ويحتوى على ثال‬
‫الفصل األول‪ :‬تمهيدى يتضمن ماهية التنمية‬
‫الفص ن ن ن ن ننل الث ن ن ن ن ننانى‪ :‬يتض ن ن ن ن ننمن التنمي ن ن ن ن ننة االقتص ن ن ن ن ننادية والنم ن ن ن ن ننو االقتص ن ن ن ن ننادى‬
‫الفص ن ن ن ننل الثال ن ن ن ننث‪ :‬يتض ن ن ن ننمن نظري ن ن ن ننات التنمي ن ن ن ننة االقتص ن ن ن ننادية والنم ن ن ن ننو االقتص ن ن ن ننادى‬
‫فصول‪:‬‬ ‫اما الباب الثانى فيحتوى على ثال‬
‫الفصل االول‪ :‬يتضمن التنيمة االقتصادية والتخلف والسياسات االقتصادية‪.‬‬
‫الفصل الثانى‪ :‬يتضمن التنمية االقتصادية والتمويل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬يتضمن التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وفى النهاية ال يسعدنا ان أن نشلر المولى عزوجل فى توفيقننخ لنننا بنناخراج هننتا‬
‫الكتاب فى صورة تحظى بالقبول العام‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫واخر دعواتنا أن الحمد هلل رب العالمين‬

‫د‪ /‬أحمد جابر بدران‬

‫‪18‬‬
19
‫الفصل األول‪ :‬ماهية التنمية‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التنمية االقتصادية و النمو االقتصادى‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية والنمواالقتصادى‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫الباب األول‬
‫التنمية االقتصادية والنمو االقتصادى‬
‫الفصل األول‬
‫ماهية التنمية‬
‫يعتبر موبع التنمية من أهم الموبوعات التنني تشننغل تفكيننر الجيننل المعاصننر‬
‫اقتصننادياتها درجننة عاليننة مننن التقنندم أو‬ ‫مننن االقتصنناديين س نواء فنني الننبالد التنني بلغن‬
‫في البالد التي ال تزال حديثة النمو‪.‬‬
‫وتعتبر المشللة األساسية التي تواجننخ الننبالد المتخلفننة هننو الركننود المننزمن الننتي‬
‫فيخ وأصبح الخروج من حالة الركود هو الهدف الرئيسي للسياسننات االقتصننادية‬ ‫تعي‬
‫فيننخ‬ ‫تل الدول في جمود نشر عن الركود المزمن الننتي عاىن‬ ‫في هتل البالد‪ .‬وتعي‬
‫زمنال طويالل‪.‬‬
‫وتتطلي علميننة التنميننة تحطننيم هننتا الجمننود حتننى يلننون االقتصنناد القننومي قنناد الر‬
‫فنني موبننوع التنميننة بد ارسننة مظنناهر الجمننود‬ ‫على الحركة التاتية ولتل تعني األبحا‬
‫ف نني‬ ‫حت ننى يل ننون االقتص نناد الق ننومي ق نناد الر عل ننى الحرك ننة التاتي ننة ول ننتل تعن نني األبح ننا‬
‫موبوع التنمية بدراسة مظاهر الجمود االقتصادي وكيفية التغلي عليخ‪.‬‬
‫وس ن ننوف نتن ن نناول ف ن ننى ه ن ننتا الفص ن ننل مفه ن ننوم التنمي ن ننة و انن ن نواع التنمي ن ننة واه ن نندافها‬
‫وخصائصها ثم الفرق بين مفهوم التنمية و بعض المفاهيم المشابهة لها‪.‬‬
‫‪-1-‬‬
‫مفهوم التنمية‬
‫أوالا‪ :‬التنمية لغة هي‪ :‬النماء أو االزدياد التدريجي‪.‬‬
‫مثال نقول نما المال أى ازداد وكثر‪.‬‬
‫ثانيا اا‪ :‬التنمياااة اصاااطالحا‪ :‬يس ننتخدم اص ننطالح التنمي ننة ع ننادة ف نني المس ننتويات‬
‫االقتصننادية واالجتماعيننة وغيرهننا‪ ,‬ولعننل أول مننن اسننتعمل هننتا المصننطلح هننو ن بننوجين‬
‫ستيلى ن حين اقترح خطة تنمية العالم سنة ‪1889‬م‪.‬‬
‫التنمية برنها‪:‬‬ ‫تعريفات التنمية فعرف‬ ‫وقد تعدد وتنوع‬

‫‪21‬‬
‫تط ننور وتنظ ننيم‬ ‫‪ -‬نالعملي ننة الت نني تب ننتل بقص نند ووف ننق سياس ننة عام ننة إلح نندا‬
‫اجتم نناعي واقتص ننادي للن نناس وبيئ نناتهم س نواء ك ننانوا ف نني مجتمع ننات محلي ننة أم إقليمي ننة‬
‫باالعتماد علننى المجهننودات الحلوميننة واألهليننة علننى أن يلتسنني كننل منننهم قنندرة أكبننر‬
‫على مواجهة مشلالت المجتمع نتيجة لهتل العملياتن‪.‬‬
‫‪ -‬وتعننرف التنميننة كننتل برنهننا‪ :‬نعمليننة مجتمعيننة تراكميننة تننتم فنني إطننار نسننين‬
‫مننن الننروابط بننال التعقينند بسننبي تفاعننل متبننادل بننين العدينند مننن العوامننل االقتصننادية‬
‫واالجتماعية والسياسية واإلدارية واإلنسان هدفها النهائي ووسيلتها الرئيسية ن‪.‬‬
‫برنه ن ننا‪ :‬نعملي ن ننة تعبئ ن ننة وتنظ ن ننيم جه ن ننود أف ن نراد المجتم ن ننع‬ ‫كم ن ننا أنه ن ننا ع ن ننرف‬ ‫‪-‬‬
‫وجماعتننخ وتوجيههننا للعمننل المشننترك مننع الهيئننات الحلوميننة برسالننيي ديمقراطيننة لحننل‬
‫مشنناكل المجتمننع ورفننع مسننتوى أبنائننخ اجتماعيننا واقتصنناديا وصننحيا وثقافيننا ومقابلننة‬
‫احتياجاتهم باالنتفاع الكامل لكافة الموارد الطبيعية والبشرينة والفنية والمالية المتاحة‪.‬‬
‫النمننو بطريقننة سنريعة‬ ‫فالتنمية هي العمليات المقصودة التي تسننعى إلننى إحنندا‬
‫بننمن خطننط مدروسننة وفنني فت نرات زمنيننة معينننة وتخضننع لننإلرادة البش نرية وتحتنناج‬
‫إلى دفعننة قويننة تفرزهننا قنندرات إنسننانية بإملانهننا إخنراج المجتمننع مننن حالننة السننبات إلننى‬
‫حالة الحركة والتقدم كما أنها تتطلي حلما تسير نحول إلى األفضل‪.‬‬
‫ونس ن ننت نتن م ن ننن ل ن ن أن التنمي ن ننة ه ن نني فع ن ننل إرادي واع تحلمه ن ننا س ن ننلطة مري ن نندة‬
‫ومخطط ننة وبم ننا أن اإلس ننالم ال يحص ننر التنمي ننة ف نني الجان نني الم ننادي ب ننل يتع نندال إل ننى‬
‫اإلنسننان أي الفننرد والمجتمننع فالتنميننة حتننى تكننون ىنناملة وكاملننة البنند مننن تضننافر كننل‬
‫فردية أو جماعية‪.‬‬ ‫الجهود سواء كان‬
‫وهناك نظرتين لمفهوم التنمية‪:‬‬
‫النظاارة األولااى‪ :‬تعتمنند علننى التنميننة هنني‪ :‬نعمليننةن علننى اعتبننارات أن التغي نرات‬
‫البنائية الناجمننة عنهننا تننؤدي إلننى ردود أفعننال فنني كافننة األنسنناق وبالتننالي فنني الوظننائف‬
‫المرتبطة بها وكتل ألنها مجموعة من الخطوات المتتالية والمتداخلة والتي تننؤدي إلننى‬
‫محددة وهي تسير في اتجال واحد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحقيق غايات‬
‫أما النظرة الثانية‪ :‬فتنظر إلى التنمية بوصفها نأداةن وهننتا يرجننع إلننى اعتبننار أن‬
‫ه نندفا ف نني ح نند اته ننا ولكنه ننا وس ننيلة لتحقي ننق‬ ‫التنمي ننة أو ب نناألحرى خط ننة التنمي ننة ليسن ن‬

‫‪22‬‬
‫األه ننداف الت نني تحق ننق طموح ننات المجتم ننع وربم ننا يعل ننح ه ننتا مفه ننوم ن اإلرادةن بالنس ننبة‬
‫للمجتمع ‪.‬‬
‫ولكن عمد الباحثين على دراستها كعملية ‪ process‬وليح كرداة أو حالة‪ .‬وهنني‬
‫تحقيننق زيننادة تراكميننة سنريعة فنني الخنندمات وهنني تغيننر إيجننابي يهنندف بننخ نقنل المجتمننع‬
‫من حالة إلى حالة أفضلن‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫أنواع التنمية‬
‫يتطل نني نج نناح التنمي ننة وج ننود أع ننداد وفين نرة م ننن الكف نناءات اإلداري ننة والتنظيمي ننة‬
‫وتوسيع الجهاز الحلومي وإعادة تنظيمننخ وتدعيمننخ بهننتل الكفنناءات لمقابلننة احتياجننات‬
‫عملي ننة التنمي ننة كم ننا يتطل نني إع ننادة التفكي ننر ف نني تح ننديث وإدخ ننال أفك ننار جدي نندة داخ ننل‬
‫بع ننض التنظيم ننات والمؤسس ننات االقتص ننادية واالجتماعي ننة والسياس ننية والثقافي ننة والبيئي ننة‬
‫التي تعمل على إىباع الحاجات األساسية والثانوية وتنقسم التنمية إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬التنمياااة االقتصاااادية‪ :‬ه نني عملي ننة تس ننتخدم فيه ننا الدول ننة المن نوارد المتاح ننة‬
‫لتحقيق معدل سريع للتوسع االقتصادي يؤدي بالضرورة إلى زيادة مطننردة فنني دخلهننا‬
‫هتا إال إ ا تم التغلي علننى المعوقننات االقتصننادية وتننوفر رأس‬ ‫القومي لكن لن يحد‬
‫المال والخبرة الفنية والتكنولوجية ‪.‬‬
‫سلسن ننلة من ننن‬ ‫ثانياااا‪ :‬التنميااااة االجتماعيااااة‪ :‬هن نني الجهن ننود التن نني تبن ننتل إلحن نندا‬
‫المتغي نرات الوظيفيننة والهيلليننة الالزمننة لنمننو المجتم ننع و ل ن بزيننادة قنندرة أف نرادل عل ننى‬
‫استغالل الطاقات المتاحننة إلننى أقصننى حنند لتحقيننق قنندر مننن الحريننة والرفاهيننة لألفنراد‬
‫برسرع من معدل للنمو الطبيعي‪.‬‬
‫ثالثااااا‪ :‬التنميااااة السياسااااية‪ :‬ه ن نني د ارس ن ننة التنظ ن ننيم الرس ن ننمي للحلوم ن ننة واإلدارة‬
‫المركزية والمحلية ودراسة المشلالت التطبيعية في التنظننيم واإلجنراءات بتيننة تحقيننق‬
‫التكامل بين القضايا الوصفية والتقويمية‪.‬‬
‫فنني الجواننني الماديننة وغيننر‬ ‫رابع ا ا‪ :‬التنميااة الثقا يااة‪ :‬هنني التغييننر الننتي يحنند‬
‫المادية للثقافة بما فيها العلننوم والفنننون والفلسننفة والتكنولوجيننا واأل واق باإلبننافة إلننى‬
‫على مستوى بنيان المجتمع ووظائفخ‪.‬‬ ‫التغيير التي يحد‬

‫‪23‬‬
‫خامسا‪ :‬التنمية البيئية المسااتدامة)‪ :‬هنني التنني تلبنني احتياجننات الحابننر دون‬
‫أن يعرض للخطر قدرة األجيال التي من ىرنها أن تقودنا إلى ممارسة النننوع الصننحيح‬
‫من النمو االقتصادي القائم على التنوع الحيننوي والننتحلم فنني األنشننطة الضننارة بالبيئننة‬
‫وتجديد المواد القابلة للتجديد وحماية البيئة الطبيعية‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫أهداف التنمية‬
‫تهدف التنمية إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬تحس ننين حي نناة البش ننر م ننن خ ننالل رف ننع إى ننباع الحاج ننات األساس ننية للف ننرد‬
‫وتحقين ننق اتن ننخ اإلنسن ننانية وتحسن ننين فن ننرص العدالن ننة االقتصن ننادية واالجتماعين ننة وفن ننرص‬
‫المشاركة في العمليات السياسية‪.‬‬
‫سلسلة من المتغيرات الوظيفيننة والهيلليننة الالزمننة لنمننو المجتمننع‬ ‫ثاني ا‪ :‬إحدا‬
‫و لن بزيننادة قنندرة أفنرادل علننى اسننتغالل الطاقننة المتاحننة لتحقيننق أكبننر قنندر مننن الحريننة‬
‫والرفاهية برسرع من معدل النمو الطبيعي‪.‬‬
‫ثالثاا ا‪ :‬االنتق ننال إل ننى مرحل ننة جدي نندة ى نناملة اإلنت نناج واإلنس ننان ومقد ارت ننخ وف ننرص‬
‫حياتخ ومشاركتخ اإليجابية على مستوى مغاير لمرحلة سابقة‪.‬‬
‫رابعاا اا‪ :‬تهيئن ننة سن ننيطرة اإلنسن ننان علن ننى بيئتن ننخ وإملانيتن ننخ وطاقاتن ننخ لبنن نناء حاب ن نرل‬
‫ومسننتقبلخ مننن واقننع الشننعور بمسننؤولية االنتمنناء االجتمنناعي والقنندرة علننى المنافس نة فنني‬
‫عالم يحلمخ منطق الصراع‪.‬‬
‫خامسا اا‪ :‬ت ننرمين زي ننادة مس ننتمرة ف نني متوس ننط دخ ننل الف ننرد عب ننر فتن نرة ممت نندة م ننن‬
‫الن ننزمن وإلن ننى إنشن نناء التنظن ننيم السياسن نني الممثن ننل لمصن ننالح القن ننوى صن نناحبة المصن ننلحة‬
‫الحعيعيننة فنني التنميننة وإيجنناد أعننداد وفي نرة مننن الكفنناءات اإلداريننة والتنظيميننة وإج نراء‬
‫تغييرات في العيم والعادات وخلق مؤسسات وتنظيمات جديدة‪.‬‬
‫سادس ا ا‪ :‬إ ازلننة جميننع المصننادر الرئيسننية لبقنناء التخلننف منهننا والفقننر والطتيننان‬
‫وبعف الفرص االقتصادية وكتا الحرمان والقهر االجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ساااابعا ‪ :‬ته نندف التنمي ننة اإلس ننالمية إل ننى إقام ننة مجتم ننع يتمت ننع ب ننرعلى مس ننتويات‬
‫المعيشة الطيبة من خالل الزيادة فنني اإلنتنناج إلننى أقصننى حنند مملننن وتحقيننق الكفايننة‬
‫لك ننل واح نند س نواء بجه ننودل الخاص ننة أو العام ننة وتحقي ننق ال ننوفرة االقتص ننادية إل ننى جان نني‬
‫الرفاهية االجتماعية‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫خصائص التنمية‬
‫حالة وبالتننالي فإنهننا مسننتمرة ومتصنناعدة تعبين ار‬ ‫أوالا‪ :‬التنمية هي عملية وليس‬
‫عن احتياجات المجتمع وتزايدها‪.‬‬
‫ثانيا اا ‪ :‬التنمي ننة عملي ننة مجتمع ننة يج نني أن تس نناهم فيه ننا ك ننل الفئ ننات والقطاع ننات‬
‫والجماعات في المجتمع‪.‬‬
‫عمليننة عشنوائية بننل محننددة الغايننات‬ ‫ثالث ا‪ :‬التنميننة عمليننة واعيننة إ ن هنني ليسن‬
‫واألهداف‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التنمية عملية موجهة بموجي إدارة للتنمية تعني الغابات المجتمعننة وتلننزم‬
‫بتحعيقها‪.‬‬
‫خامسا اا‪ :‬إيج نناد تحن نوالت هيلل ننة وه ننتا يمث ننل إح نندى الس ننمات الت نني تمي ننز عملي ننة‬
‫التنميننة الشنناملة عننن النمننو االقتصننادي وهننتل التح نوالت بالضننرورة هنني تح نوالت فنني‬
‫اإلطار السياسي واالجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫سادساااا‪ :‬بنن نناء قاعن نندة وإيجن نناد طاقن ننة إنتاجين ننة اتين ننة وال تعتمن نند عن ننن الخن ننارج أي‬
‫مرتكزات البناء تكون محلية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تحقيق تزايد منتظم أي عبر فترات زمنية طويلة‪.‬‬
‫ثامنا اا‪ :‬زي ننادة ف نني متوس ننط إنتاجي ننة الف ننرد أي بتعبي ننر اقتص ننادي آخ ننر ه ننو ت ازي نند‬
‫متوسط الدخل الحعيقي للفرد ‪.‬‬
‫تاساااعا‪ :‬ت ازي نند ق نندرات المجتم ننع السياس ننية واالقتص ننادية واالجتماعي ننة ويج نني أن‬
‫يلون التزايد متصاعدا وهو الوسيلة لبلوغ غاياتخ‪.‬‬
‫عاشااا ا ار‪ :‬اإلط ن ننار اإلجتم ن نناعي‪ -‬السياس ن نني‪ :‬يتض ن ننمن آلي ن ننة التغي ن ننر وب ن ننمانات‬
‫استم اررل ويتمثل ل في نظام الحوافز القائم على أساس الربط بين الجهد والملافرة‬

‫‪25‬‬
‫‪-5-‬‬
‫الفرق بين مفهوم التنمية وبعض المفاهيم المشابهة لها‬
‫إن الكثي ننر م ننن الب نناحثين واألك نناديميين والمتتبع ننين لموب ننوع التنمي ننة يقع ننون ف نني‬
‫مغالطات وأخطاء هننتا المصننطلح أو المفهننوم حيننث يخلصننون بينننخ وبننين مجموعننة مننن‬
‫المصطلحات المشابهة لننخ سنواء مننن حيننث التقننارب اللغننوي كمصننطلح ن النمننون أو مننن‬
‫حيننث التشننابخ فنني المنندلول كمصننطلح التحننديث أو التطننور وغيننرهم مننن المصننطلحات‬
‫المتقاربة لهتا المصطلح‪ .‬وأهم الفروقات بين مفهوم التنميننة وبعيننة المصننطلحات تتمثننل‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬الفرق بين التنميننة ومصننطلح ّ‬
‫النمننو‪ :‬إن إصننطالح النمننو يشننير إلننى عمليننة‬
‫معين من جواننني الحينناة أمننا التنميننة‬
‫الزيادة الثابتة أو المستمرة التي تحد في جاني ّ‬
‫فه نني عب ننارة ع ننن تحقي ننق زي ننادة س نريعة تراكمي ننة ودائم ننة خ ننالل فت نرة م ننن ال ننزمن والنم ننو‬
‫يحد في الغالي عن طريق التطور البطيء والتحول التدريجي أ ّمنا التنميننة والتخلننف‬
‫إلى حالة التقدم والنمو ‪.‬‬
‫ثانيا ا ا‪ :‬الف ننرق ب ننين التنمي ننة والتغي ننر‪ :‬إن التغي ننر ال ي ننؤدي بالض ننرورة إل ننى التق نندم‬
‫واالرتقاء واالزدهار فقد يتغير الشيء إلى السالي بينما هدف التنمية هننو التغيننر نحننو‬
‫األفضل بوتيرة متصاعدة ومتقدمة‪.‬‬
‫ثالثااا‪ :‬الفننرق ب ننين التنمي ننة و التطننور‪ :‬إن التط ننور مفه ننوم يعتمنند باألس نناس عل ننى‬
‫نددة ثابتننة فنني مسننل‬
‫التصننور الننتي يفتننرض أن كننل المجتمعننات تمننر خننالل م ارحننل محن ّ‬
‫يندرج من أبسط األىلال إلى أعقدها‪.‬‬
‫رابعاا‪ :‬التقنندم مصننطلح يننرتي كمرحلننة أخينرة ونهائيننة بعنند حنندو التنميننة والتنميننة‬
‫الشاملة‪.‬‬
‫خامس ا ا‪ :‬التنميننة والتحننديث‪ :‬كثي ن ار مننا يلننون الخلننط بننين مفهننوم التنميننة ومفهننوم‬
‫التحديث فاألول يعني باإلبننافة إلننى مننا رأينننال سننابقا فنني التعريفننات الزيننادة فنني القنندرة‬
‫اإلنتاجي ننة بش ننلل يرف ننع مس ننتوى المعيش ننة مادي ننا وثقافي ننا وروحي ننا مص ننحوبا بق نندرة اتي ننة‬
‫مت ازي نندة عل ننى ح ننل مش نناكل التنمي ننة أم ننا التح ننديث فه ننو جل نني رم ننوز الحض ننارة الحديث ننة‬
‫وأدوات الحي ن ن نناة العص ن ن نرية مث ن ن ننل التجهي ن ن نزات التكنولوجي ن ن ننة والمع ن ن نّندات اآللي ن ن ننة والس ن ن ننلع‬

‫‪26‬‬
‫االستهالكية ولم تصمد نظريات التحديث أمام االنتقادات لسننبي بسننيط جنندا وهننو أنهننا‬
‫الخص ن ننائص النوعي ن ننة للع ن ننالم الثال ن ننث أو المتخل ن ننف ووق ن ننوع ه ن ننتل النظري ن ننات‬ ‫تجاهل ن ن‬
‫التحديثيننة أسننيرة للنمننو ج الغربنني ألنهننا لننم تهننتم بحعيقننة النمننو االجتمنناعي واإلملانننات‬
‫التاتية للعالم الثالث‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التنمية االقتصادية و النمو االقتصادى‬
‫تعتبننر قضننية التنميننة االقتصننادية هننى غايننة النننظم االقتصننادية المختلفننة س نواء‬
‫اى ننتراكية أو أرس ننمالية أو خل ننيط منه ننا‪ ,‬ل ننتا يعتب ننر النم ننو االقتص ننادي م ننن أه ننم‬ ‫كانن ن‬
‫األه ننداف السياس ننية للحلوم ننات ف نني مختل ننف بل نندان الع ننالم سن نواء المتقدم ننة منه ننا أو‬
‫المترخرة‪.‬‬
‫ولننتل يعتبننر بنرامن التنميننة االقتصننادية مننن أهننم أطروحننات األحنزاب المتطلعننة‬
‫إلى الحلم وعلى أساسها يقاس نجاح الحلومات أو إخفاقها كما تجري علننى أساسننها‬
‫محاسبة الحلام من قبل ىعوبهم‪.‬‬
‫ولننم تعنند التنميننة االقتصننادية مجننرد قيمننة ينندعى الننناس إليهننا ويش ن ّجعون عليهننا‬
‫فحس نني ب ننل أص ننبح الش ننغل الش نناغل للهيئ ننات التشن نريعية والمج ننالح التنظيمي ننة ف نني‬
‫مناقشن ننة الميزانين ننة وأسن ننعار العمن ننالت ومعن نندالت النمن ننو‬ ‫الن ننبالد‪ .‬وم ن نن ث ن ن بم أصن ننبح‬
‫والتضخم والبطالة من أهم أعمال مجالح الشعوب وكافة الدوائر الحاكمة‪.‬‬
‫وعلى أساس هننتا المصننطلح جننرى تصنننيف دول العننالم إلننى دول العننالم األول‬
‫والثنناني والثالننث كمننا جننرى تصنننيفخ إلننى دول متقدمننة ودول ناميننة ودول أقننل نمن ّنوال‪.‬‬
‫وعلى أساسخ أيضال تقوم إحصاءات لحساب ما يعرف بالدخل القومي للبالد المختلفننة‬
‫سنويال‪.‬‬
‫وبخ يتم تحديد متوسط دخل الفرد ّ‬
‫وس ننوف نتن نناول ف ننى ه ننتا الفص ننل مفه ننوم التنمي ننة االقتص ننادية وتط ننورل وأهمي ننة‬
‫وأه ننداف التنمي ننة االقتص ننادية‪ ,‬والنم ننو االقتص ننادي ومحددات ننخ و مراحل ننخ‪ ,‬وكيفي ننة قي نناس‬
‫وتحلي ننل النم ننو االقتص ننادى‪ ,‬و الف ننرق ب ننين التنمي ننة االقتص ننادية والنم ننو االقتص ننادي‪ ,‬و‬
‫تصنيف الدول وفق معيار النمو والتنمية‪.‬‬
‫‪-1-‬‬
‫مفهوم التنمية االقتصادية وتطوره‬
‫مر مفهوم التنمية االقتصادية بعدة تطورات‪:‬‬
‫‪ -‬فخننالل عقنندي األربعينننات والخمسننينات كننان ينظننر للتنميننة علننى أنهنا ارتفنناع‬
‫مستوى دخل األفراد وكان هتا مرادفا لمفهوم النمو االقتصادي حيث كان ينظر بعض‬

‫‪28‬‬
‫االقتصنناديين للتنميننة االقتصننادية علننى أنهنا عمليننة يننزداد فيهننا النندخل الننوطني ومتوسننط‬
‫دخننل الفننرد باإلبننافة إلننى تحقيننق معنندالت نمننو مرتفعننة فنني قطاعننات معينننة تعبننر عننن‬
‫التقدم‪.‬‬
‫‪ -‬وخالل عقنند السننتينات أصننبح التنميننة االقتصننادية تعننني منندى قنندرة االقتصنناد‬
‫الوطني على تحقيق زيادة سنوية من الناتن الوطني بحيننث يلننون أعلننى مننن معنندل زيننادة‬
‫السلان‪.‬‬
‫‪ -‬وبعنند أن صنناحي ارتفنناع معنندالت النمننو االقتصننادي زيننادة فنني عنندد الفقنراء‬
‫وارتفنناع معنندالت البطالننة أعينند فنني منتصننف السننبعينات مفهننوم التنميننة لتصننبح عمليننة‬
‫تخفيض أو القضاء على الفقر وسوء توزيع الدخل والبطالة‪ ....‬و ل من خالل الزيننادة‬
‫المستمرة في معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ومع حلول الثمانينات ىهدت الدول النامية تدهو ار فنني مسننتوى النندخل الحعيقنني‬
‫ألسننباب داخليننة وخارجيننة ممننا أدى إلننى لجوئهننا لالقتنراض الخننارجي ومننن ثننم اسننتتراف‬
‫الكثيننر مننن مواردهننا الطبيعيننة للوفنناء بالتزاماتهنا الخارجيننة ونتيجننة لننتل أصننبح هننناك‬
‫اهتماما بمفهوم التنمية‪.‬‬
‫وعملي ننة التنمين ننة االقتصن ننادية ه نني عملين ننة متواصن ننلة تس نناهم فن نني زين ننادة الن نندخل‬
‫القننومي لل ننبالد إال أن الزي ننادة المطننردة ف نني المل ننان والمنافسننة الش ننديدة ب ننين األنش ننطة‬
‫المختلفننة وعوامننل التلننو البيئنني واإلسنراف فنني اسننتخدام المنوارد االقتصننادية تشننلل‬
‫جميعها قاعدة التحديات التي تقف في مواجهتهننا مجموعننة مننن األهننداف والتنني تتمثننل‬
‫فنني المحافظننة علننى تل ن الم نوارد المتننوفرة وتنميتهننا والعمننل علننى زيننادة كمياتهننا والحنند‬
‫من التلو وتحسين نوعيتها‪.‬‬
‫والطلنني عل ننى م ننورد معننين إنم ننا ه ننو طلنني مش ننتق م ننن الطلنني عل ننى المنتج ننات‬
‫النهائية الجاهزة للفائنندة البشنرية والمنتجننة مننن هننتا المننورد فمننثال البتننرول فنني صننورتخ‬
‫األولي ننة ربم ننا ال يص ننلح إلى ننباع الحاج ننات البشن نرية ولك ننن بع نند سلس ننلة م ننن العملي ننات‬
‫االقتصننادية يصننير اىننتقاق العدينند مننن المنتجننات البتروليننة التنني يطلبهننا اإلنسننان سنواء‬
‫الستعمالها كوقود لسيارتخ أو للتدفئة أو لتوليد الكهرباء‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ومننن هنننا فننإن طلنني مننورد معننين يتحنندد بزيننادة أو بنننقص منندى تقنندم المعننارف‬
‫العلميننة البش نرية والتنني يترتنني عليهننا إمننا زيننادة الحاجننة إلننى مننورد معننين و ل ن بتقننديم‬
‫العدي نند م ننن الخ نندمات والس ننلع الجدي نندة الت نني تتطلبه ننا وإم ننا ب ننالنقص وه ننتا ين ننتن عن ننن‬
‫اكتشاف بديل أقل تكلفة‪.‬‬
‫ونخل ننص م ننن ل ن ال ننى ان التنمي ننة االقتص ننادية ه ننى عب ننارة ع ننن مجموع ننة م ننن‬
‫السياسننات واالجنراءات والتنندابير المقصننودة والموجهننة مننن أجننل تغييننر هيلننل االقتصنناد‬
‫القومى بهدف تحقيق زيادة سريعة ومستمرة فى متوسننط دخننل الفننرد الحعيقنني عبننر فتنرة‬
‫ممتدة من الزمن بحيث تعود ثمار هتل التنمية على الغالبية العطمى من االفراد‪.‬‬
‫وهلتا فان التنمية االقتصادية هى عملية حضارية ىاملة تنرتبط بخلننق أوبنناع‬
‫جديدة ومتطورة ‪ ,‬كما انها تعتمد بدرجة كبيرة على جدية صانعى القن اررات االقتصننادية‬
‫والسياسية فى الدولة والتزامهم بتحقيق التغيننر مننن الواقننع المتخلننف الننى واقننع متقنندم فننى‬
‫كافة المجاالت االقتصننادية واالجتماعيننة والثقافيننة ‪ ,‬وايمننانهم بننرن التنميننة تننتم باالنسننان‬
‫ومن أجل االنسان‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫أهمية وأهداف التنمية االقتصادية‬
‫للتنمين ننة االقتصن ننادية أهن ننداف عدين نندة تن نندور كلهن ننا حن ننول رفن ننع مسن ننتوى المعيشن ننة‬
‫فالشننعوب فنني المننناطق المتخلفننة ال تنظننر إلننى التنميننة باعتبارهننا غايننة فنني حنند اتهننا‬
‫وإنمننا تنظننر إليهننا علننى أنهننا وسننيلة لتحقيننق غايننات أخننرى‪ .‬وربمننا يلننون مننن الصننعي‬
‫على المرء أن يحدد أهنندافا معينننة فنني هننتا المجننال‪ .‬نظن ار الخننتالف ظننروف كننل دولننة‬
‫واخ ننتالف أوب نناعها االجتماعي ننة والسياس ننية واالقتص ننادية إال أن ننخ يمل ننن إبن نراز بع ننض‬
‫األه ننداف األساس ننية الت نني يج نني أن تتبل ننور حوله ننا الخط ننة العام ننة للتنمي ننة االقتص ننادية‬
‫واالجتماعية في الدول المتخلفة‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬زيادة الدخل القومي‪ :‬تعتبننر زيننادة النندخل القننومي مننن أول أهننداف التنميننة‬
‫االقتصادية في الدول المتخلفة بل هي أهم هننتل األهننداف علننى وجننخ اإلطننالق‪ .‬و لن‬
‫أن الغننرض األساسنني الننتي ينندفع هننتل الننبالد إلننى العيننام بالتنميننة االقتصننادية إنمننا هننو‬
‫فقره ننا وانخف نناض مس ننتوى معيشن ننة س ننلانها وازدي نناد نم ننو عن نندد س ننلانها وال س ننبيل إلن ننى‬

‫‪30‬‬
‫القضاء على هتا الفقر‪ .‬وانخفاض مستوى المعيشننة وتحاىننى تفنناقم المشننللة السننلانية‬
‫إال بزيادة الدخل القومي‪.‬‬
‫والنندخل القننومي الننتي نقصنند زيادتننخ هنننا هننو النندخل القننومي الحعيقنني ال النقنندي‬
‫أي ل التي يتمثل في السلع والخدمات التي تنتجها الموارد االقتصادية المختلفة فنني‬
‫خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫ول ننيح هن نناك م ننن ى ن ف نني أن زي ننادة ال نندخل الق ننومي الحعيق نني ف نني أي بل نند م ننن‬
‫البلدان إنما تحلمننخ عوامننل معينننة كمعنندل الزيننادة فنني السننلان وإملانيننات البلنند الماديننة‬
‫والفنيننة مننثال فكلمننا كننان معنندل الزيننادة فنني السننلان كبي ن ار كلمننا ابننطرت الدولننة إلننى‬
‫العمل على تحقيق نسبة أعلى للزيادة في دخلهننا القننومي الحعيقنني غيننر أن حنندود هننتل‬
‫الزيننادة مننن جهننة أخننرى تتوقننف علننى إملانيننات الدولننة الماديننة والفنيننة فكلمننا ت نوافرت‬
‫رؤوس أموال وكفنناءات أكبننر كلمننا أملننن تحقيننق نسننبة أعلننى للزيننادة فنني النندخل القننومي‬
‫هننتل العوامننل نننادرة‪ .‬فننإن نسننبة مننا يملننن تحعيقننخ مننن‬ ‫الحعيقنني وبننالعلح كلمننا كان ن‬
‫زيادة في الدخل القومي الحعيقي عادة ما تكون صغيرة نسبيا‪.‬‬
‫وعموم ننا يمل ننن الق ننول ب ننرن زي ننادة ال نندخل الق ننومي الحعيق نني أي ننا ك ننان حج ننم ه ننتل‬
‫الزين ننادة أو نوعهن ننا‪ .‬إنمن ننا تعتبن ننر من ننن أولن ننى أهن ننداف التنمين ننة االقتصن ننادية وأهمهن ننا علن ننى‬
‫اإلطالق في الدول المتخلفة إقتصاديا‪.‬‬
‫ثاني اا‪ :‬رفااع مسااتوى المعيشااة‪ :‬يعتبننر تحقيننق مسننتوى مرتفننع للمعيشننة مننن بننين‬
‫األه ننداف الهام ننة الت نني تس ننعى التنمي ننة االقتص ننادية إل ننى تحعيقه ننا ف نني ال نندول المتخلف ننة‬
‫إقتصاديا‪.‬‬
‫لن ن أن ننخ م ننن المعت ننتر تحقي ننق الض ننرورات المادي ننة للحي نناة م ننن مرك ننل ومل ننبح‬
‫ومسننلن مننا لننم يرتفننع مسننتوى المعيشننة للسننلان وتل ن المننناطق‪ .‬وبدرجننة كافيننة لتحقيننق‬
‫مثل هتل الغايات‪.‬‬
‫مجننرد وسننيلة لزيننادة النندخل القننومي السنننوي فحسنني‬ ‫فالتنميننة االقتصننادية ليسن‬
‫وإنما هي أيضا وسيلة لرفع مستوى المعيشة بلل ما يضمنخ هتا التعبير من معاني‪.‬‬
‫عننند حنند خلننق زيننادة فنني النندخل القننومي‬ ‫ل ألن التنميننة االقتصننادية إ ا وقفن‬
‫فعننال‪ .‬غيننر أن هننتل الزيننادة قنند ال تكننون مصننحوبة بننري تغييننر فنني‬ ‫فننإن هننتا قنند يحنند‬

‫‪31‬‬
‫لن عننندما يزينند السننلان بنسننبة أكبننر مننن نسننبة الزيننادة فنني‬ ‫مسننتوى المعيشننة‪ .‬ويحنند‬
‫الدخل القومي أو عندما يلون نظام توزيع هتا الدخل مختال‪.‬‬
‫فزيادة السلان بنسبة أكبر من زيادة الدخل القومي تجعننل مننن المتعننتر تحقيننق‬
‫زي ننادة ف نني متوس ننط نص ننيي الف ننرد م ننن ه ننتا ال نندخل وم ننن ث ننم إنخف نناض مس ننتوى معيش ننة‬
‫بالتالي‪.‬‬
‫فنني هننتل‬ ‫كتل الحال لو أن نظام توزيع هتا الدخل كان مختال‪ .‬فإن مننا يحنند‬
‫فنني النندخل القننومي إلننى طبقننة معينننة مننن‬ ‫الحالننة هننو تحننول معظننم الزيننادة التننى تحققن‬
‫الناس هي الطبقة المسيطرة على النشاط االقتصادي‪ .‬وهي عادة ما تكون قلة وبننتل‬
‫يظل مستوى معيشة الجزء األكبر من السلان على حالة إن لم ينخفض‪.‬‬
‫من هتا نجد أن هنندفا كرفننع مسننتوى المعيشننة إنمننا هننو مننن أهننم األهننداف التنني‬
‫يجي أن تعمل التنمية االقتصننادية علننى تحعيقننخ فنني كافننة البلنندان المتخلفننة والتنني تقننوم‬
‫بتنمية مواردها االقتصادية ولعل أقرب معياس للداللة على مستوى معيشة الفننرد هننو‬
‫متوسط ما يحصل عليخ من دخل‪ .‬فكلما كان هتا المتوسط مرتفعا كلمننا دل لن علننى‬
‫ارتفاع مستوى معيشتخ وبالعلح كلمننا كننان منخفضننا كلمننا دل علننى انخفنناض مسننتوى‬
‫معيشتخ بالتالي فمستوى المعيشة يقاس بما يستهلكخ الفرد من سلع وخدمات‪.‬‬
‫لتل إ ا كان رفع مستوى المعيشة هو من األهداف الهامة للتنميننة االقتصننادية‬
‫وإ ا ك ننان متوس ننط نص ننيي الف ننرد م ننن ال نندخل الق ننومي ه ننو معي نناس ه ننتا المس ننتوى م ننن‬
‫المعيش ننة ف ننال ب نند أن تعم ننل التنمي ننة االقتص ننادية عل ننى زي ننادة متوس ننط دخ ننل الف ننرد حت ننى‬
‫يتسنى رفع مستوى معيشتخ بالتالي‪.‬‬
‫وتحقيننق ه ننتا ق نند ال يق ننف عن نند ح نند خلننق زي ننادة ف نني ال نندخل الق ننومي فحس نني ب ننل‬
‫يجي أن ترتبط هتل الزيادة بتغيينرات فنني هيلننل الزيننادة السننلانية وطريقننة توزيننع النندخل‬
‫القننومي فيجنني العمننل علننى تنظننيم الزيننادة السننلانية والننتحلم فنني معنندالت الموالينند إلننى‬
‫المعدل المناسي وتحقيق توزيع عادل للدخل القومي‪.‬‬
‫ثالثاا ا ا‪ :‬تقلياااال التفاااااوت فااااي الاااادخول والثااااروات‪ :‬وهن ننتا الهن نندف من ننن األبعن نناد‬
‫االجتماعين ننة لعملين ننة التنمين ننة االقتصن ننادية فرغلن نني الن نندول المتخلفن ننة علن ننى الن ننرغم من ننن‬
‫إنخفنناض النندخل القننومي وهبننوط متوسننط نصننيي الفننرد مننن هننتا النندخل‪ .‬إال أن هننناك‬

‫‪32‬‬
‫فوارق كبيرة فنني توزيننع النندخول والثننروات‪ .‬إ تسننتحو فئننة صننغيرة علننى جننزء كبيننر مننن‬
‫الثروة ونصيي عادل من الدخل القومي بينما ال تمل غالبية أفنراد المجتمننع إال نسننبة‬
‫بئيلة من الثروة وتحصل على نصيي متوابع من الدخل القومي‪.‬‬
‫وال ى أن للتفاوت في توزيع الدخول والثننروات مسنناوم تتمثننل فنني عنندم ىننعور‬
‫األغلبين ننة بالعدالن ننة االجتماعين ننة‪ .‬كمن ننا أن هن ننتا التفن نناوت يمين ننل إلن ننى وبن ننع األفن نراد فن نني‬
‫طبقات وأهم هتل المساوم علننى اإلطننالق هنني الضننياع االقتصننادي فالغنينناء سننينفقون‬
‫أموالهم في السلع الكمالية وستوجخ موارد المجتمع إلى هننتل الناحيننة‪ .‬هننتا إن افتربن‬
‫أن الجهاز اإلنتاجي قننادر علننى التحننرك إلىننباع الطلنني المت ازينند مننن تلن الطبقننة‪ .‬ولننو‬
‫أننن ننا نن ننرى أن غالبين ننة الن نندول المخلفن ننة يعجن ننز جهازهن ننا اإلنتن نناجي عن ننن تلبين ننخ السن ننتهالك‬
‫المظهن ننرى الن ننتي تتمتن ننع بن ننخ طبقن ننة األغنين نناء فتتجن ننخ الدولن ننة إلن ننى االسن ننتيراد من ننن الن نندول‬
‫المتقدمة مع ما يرتبط هتا من عجز في ميزان المدفوعات ومتاعي اقتصادية أخرى‪.‬‬
‫وعلن نى لن ن فلن ننيح م ننن الغرين نني أن يعتب ننر تقلين ننل التف نناوت فن نني توزي ننع الن نندخول‬
‫والث ننروات م ننن ب ننين األه ننداف الهام ننة الت نني يج نني أن تس ننعى التنمي ننة االقتص ننادية إل ننى‬
‫تحعيقها بوسيلة أو برخرى‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬بناء األساس المادي للتقدم‪ :‬من تعرفينا للتنميننة االقتصننادية وجنندنا أنهننا‬
‫ال تقتصننر علننى مجننرد زيننادة النندخل القننومي وزيننادة متوسننط نصننيي الفننرد بننل يشننترط‬
‫بعض االقتصاديين أن تقترن تل الزيادات بمظنناهر فنني التوسننع فنني بعننض القطاعننات‬
‫فيها زيننادات هائلننة فنني‬ ‫الهامة من الناحية اإلقتصادية والفنية فهناك دول كبيرة تحد‬
‫ع ننن تنمي ننة إقتص ننادية بتل ن‬ ‫ال نندخل الق ننومي ومتوس ننط دخ ننل الف ننرد وال يمل ننن أن نتح نند‬
‫البالد‪.‬‬
‫فالتنمين ن ن ننة اإلقتصن ن ن ننادية يجن ن ن نني أن تقتن ن ن ننرن ببنن ن ن نناء األساسن ن ن نني المن ن ن ننادي للتقن ن ن نندم‬
‫‪ Construction Of The Material basis for progess‬متمننثال فنني قاعنندة‬
‫واس ننعة للهيل ننل اإلنت نناجي وال ي ننرتي ه ننتا إال ببن نناء الص ننناعات الثقيل ننة والت نني تم نند إل ننى‬
‫‪Reprodusction‬‬ ‫االقتصن نناد القن ننومي باحتياجاتن ننخ الالزمن ننة لعملين ننة إعن ننادة اإلنتن نناج‬
‫‪.Process‬‬

‫‪33‬‬
‫ك ننتل ف ننإن بن نناء القاع نندة الواس ننعة للهيل ننل اإلنت نناجي م ننا ه نني إال بداي ننة الطري ننق‬
‫للتنميننة وبعنندها يختننار االقتصنناد القننومي طريقننة تبعننا السننتراتيجية التنميننة االقتصننادية‬
‫واالجتماعية التي يرخت بها هتا المجتمع طبقا لظروفخ وحاجتخ‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫النمو االقتصادي ومحدداته‬
‫التنميننة االقتصننادية تعننني التغي نرات‬ ‫أوالا‪ :‬ماهيااة النمااو االقتصااادي‪ :‬إ ا كان ن‬
‫الجترية المقصودة في االقتصاد القومي بما يترتنني عليننخ تنميننة القطاعننات االقتصننادية‬
‫وتصحيح االختالالت الهيللية بينها بما يؤدي إلى زيادة النندخل القننومي ونصننيي الفننرد‬
‫في ننخ ف ننإن النم ننو االقتص ننادي ن‪Economic Growth‬ن يعن نني التغي ننر التلق ننائي ف نني‬
‫االقتصنناد القننومي وفنني مؤىنراتخ بمننا يعننني أيضننا ارتفنناع النندخل القننومي ونصننيي الفننرد‬
‫منخ ولكن الفارق الجوهري بين التنمية والنمو هو أن التغيرات في حالننة التنميننة تكننون‬
‫مقصننودة مننن جاننني الحلومننة واألفنراد أمننا التغيننر فنني حالننة النمننو االقتصننادي فيحنند‬
‫مننن خننالل التخطننيط‬ ‫تلقائيا طبقا لقوى السوق أما في حالة التنمية فإن التغييننر يحنند‬
‫االقتصادي الشامل وقيام الدولة بدور رئيح في عملية التنمية‪.‬‬
‫وهلتا يملن أن يلون هناك نمو اقتصادي دون أن تكون هننناك تنميننة حعيعيننة‬
‫حيننث إن النمننو يعننني زيننادة المؤىنرات االقتصننادية كالنندخل القننومي نصننيي الفننرد مننن‬
‫الدخل التجارة الداخلية والخارجية ‪ ..‬إلخ‬
‫دون أن تك ننون هن نناك تغيين نرات مقص ننودة ف نني البني ننان االجتم نناعي والثق ننافي أي‬
‫بنيان العيم والعادات والتقاليد ومستوى الصحة والتعليم‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫وحتى من الناحية اللغوية يتضح الفارق بين النمو والتنمية فننالنمو هننو مصنندر‬
‫للفعل الثالثنني ننمننان أي كبننر وزاد تلقائيننا دون تنندخل فنني حننين أن التنميننة هنني مصنندر‬
‫للفعل الرباعي ننمىن أي كبر وهنا يتضح أن الفعل يلون مقصودا ومستهدفا‪.‬‬
‫ومم ننا تق نندم يتض ننح أن ك ننال م ننن النم ننو االقتص ننادي والتنمي ننة االقتص ننادية يترت نني‬
‫عليخ زيادة الدخل القومي ومتوسننط نصننيي الفننرد منننخ إال أن مصننطلح التنميننة ينطننوي‬
‫تغيينرات هيلليننة مقصننودة فنني القطاعننات االقتصنناد القننومي وهننتا األمننر‬ ‫علننى إحنندا‬
‫لننيح بننروريا فنني حالننة النمننو االقتصننادي كمننا أن التنميننة االقتصننادية تنرتبط بالنندول‬

‫‪34‬‬
‫الناميننة وبننالتخطيط االقتصننادي فنني حننين أن مفهننوم النمننو االقتصننادي ي نرتبط بتفعيننل‬
‫قوى السوق الحر في الدول الرأسمالية المتقدمة‪.‬‬
‫ثانياااا ا‪ :‬محااااددات النمااااو االقتصااااادي‪ :‬وإ ا ك ن ننان ه ن ننتا ه ن ننو المقص ن ننود ب ن ننالنمو‬
‫االقتصادي فما هي أهم العوامل المحددة لخ؟ أهم تل العوامل هي‪:‬‬
‫‪-1‬حجاام ونوعياااة المااوارد البشااارية‪ :‬يمل ننن قي نناس النم ننو االقتص ننادي بواس ننطة‬
‫تطور معدل الدخل الحعيقي للفرد حيث‪:‬‬

‫الدخل القومي اإلجمالي الحعيقي‬


‫متوسط الدخل الحقيق للفرد =‬
‫عددد السلان‬
‫الزيننادة ف نني النندخل القننومي أكب ننر مننن الزي ننادة فنني الس ننلان‬ ‫وهلننتا فكلمننا كان ن‬
‫الزيادة في متوسط الدخل الحعيقي للفرد أكبر وهتا يتطلي أن يلون‪ :‬النمننو فنني‬ ‫كان‬
‫النمننو فنني معنندل زيننادة السننلان‪ .‬إن زيننادة عنندد السننلان يننؤدي‬ ‫متوسننط دخننل الفننرد‬
‫إل ننى زي ننادة حج ننم الق ننوة العامل ننة أي زي ننادة نس ننبة ع نندد الس ننلان الق ننادرين عل ننى العم ننل‬
‫والراغبين فيخ إلى إجمالي عدد السلان أي أن‪:‬‬
‫= عدد السلان في سن العمل والقادرين عليخ‬ ‫نسبة القوى العاملة‬
‫عدد السلان‬
‫وليح العبرة بنسبة القوة العاملننة فقننط وإنمننا المهننم هننو كفنناءة هننتل القننوة العاملننة‬
‫مم ننا يتطل نني رف ننع مس ننتوى تعل ننيمهم ومس ننتواهم الص ننحي والت نندريبي واالهتم ننام بمس ننتوى‬
‫التنظيم واإلدارة ونوعية اآلالت المستخدمة في اإلنتاج‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪-2‬حجم ونوعية الموارد الطبيعية‪:‬‬
‫يعتمنند اإلنت نناج وكننتل النم ننو االقتص ننادي فنني اقتص نناد م ننا علننى كمي ننة ونوعي ننة‬
‫م نواردل الطبيعيننة مثننل درجننة خصننوبة التربننة ووف نرة المعننادن ومصننادر الميننال ومسنناحة‬
‫الغابات وغير ل ‪.‬‬
‫فاإلنسان يستغل الموارد الطبيعية لتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ثابت ننة فم ننن‬ ‫ومن نن المعل ننوم أن كمي ننة ونوعي ننة المن نوارد الطبيعي ننة للمجتم ننع ليسن ن‬
‫المملن للمجتمع أن يلتشف منوارد جدينندة أو يطننور المنوارد الموجننودة ويحسننن نوعيتهننا‬
‫(ك نناآلالت واأل ارب نني الزراعي ننة م ننثال) و لن ن بمزي نند م ننن االس ننتثمار خاص ننة ف نني مج ننال‬
‫البحث العلمي‪.‬‬
‫‪-3‬التراكم الرأسمالي‪ :‬ونعني بخ االستثمار الجديد أي عدم استهالك جننزء مننن‬
‫إنت نناج االقتص نناد الق ننومي وتوجيه ننخ لبن نناء طاق ننات إنتاجي ننة‪ .‬أي بن نناء مش ننروعات البني ننة‬
‫األساسن ننية كن ننالطرق والجسن ننور والسن نندود ومشن ننروعات الن ننري والصن ننرف وكن ننتل إقامن ننة‬
‫المصننانع والمنشننمت بمننا تحتويننخ مننن آالت ومعنندات وتجيه نزات فنيننة كننل ل ن بهنندف‬
‫المساهمة في النمو االقتصادي وزيادة الدخل القومي‪.‬‬
‫‪-4‬التقدم العلمي والتكنولوجي‪ :‬هتا العامل يعتبر مننن أهننم العوامننل التنني تحنندد‬
‫حجم ومعدل النمو االقتصادي فالسرعة في تطوير وتطبيق المعرفننة الفنيننة يننؤدي إلننى‬
‫في القنرنين (‪ )19 18‬فنني كننل‬ ‫زيادة القدرات اإلنتاجية‪ .‬ولعل المخترعات التي حدث‬
‫مننن إنجلت ن ار والواليننات المتحنندة ومننا صنناحبها مننن نمننو اقتصننادي لخيننر دليننل علننى مننا‬
‫الح ننالي أص ننبح التق نندم العلم نني والتكنول ننوجي دور كبي ننر ف نني‬ ‫نق ننول‪ .‬كم ننا أن ننخ ف نني الوق ن‬
‫الدول التي نتعرفن تحقق نموا اقتصاديا أكبر وأسرع مننن‬ ‫النمو االقتصادي وأصبح‬
‫الدول التي نتمل ن مجرد الموارد الطبيعية أو الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪-5‬عواماال اجتماعيااة ومؤسسااية‪ :‬فننالنمو االقتصننادي يتطلنني تنوافر مؤسسننات‬
‫مصرفية متطورة لتمويننل األنشننطة االقتصننادية كمننا يتطلنني تعليمننا عصنريا قائمننا علننى‬
‫البحث والتطوير أكثر من مجرد التلقننين كمننا يتطلنني االسننتقرار السياسنني واالجتمنناعي‬
‫وتماس نسين المجتمع‪.‬‬
‫‪-4-‬‬

‫‪36‬‬
‫مراحل النمو االقتصادي‬
‫يصنف روستو ‪ Rusto‬مراحل النمو االقتصادي بخمح مراحل هي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬مرحلة المجتمع التقليدي المتمس بتقاليد معينخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة التهيؤ لالنطالق وهي مرحلة وبع أسح التنمية‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬مرحلننة االنطننالق وهنني المرحلننة التنني يجتنناز فيهننا المجتمننع الفتنرة الحرجننة‬
‫من حياتخ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحلة النضوج‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬مرحلة االستهالك الوفير‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬مرحلاااة المجتماااع التقليااادي‪ :‬ويتمي ننز المجتم ننع ف نني ه ننتل المرحل ننة ب ننالركود‬
‫واالسننتقرار و لن بسننبي نظامننخ السياسنني التقلينندي المحننافا ونظامننخ االقتصننادي الننتي‬
‫يقوم على أساليي بدائية إنتاجية غير متطورة تعتمد أساسا على الطاقننة البشنرية وفنني‬
‫هتل المرحلة تقل االستثمارات بالنسبة للدخل القومي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلااة التهيااؤ لالنطااالق‪ :‬وتبنندأ هننتل المرحلننة عننادة بمجننرد نجنناح بعننض‬
‫الرواد الننتين يخرجننون عننن إطننار الفكننر التقلينندي إلننى النندعوة لألخننت بننبعض التنظيمننات‬
‫الثوري ننة ويق نوم بع ننض األف نراد باس ننتخدام األس نناليي العلمي ننة الحديث ننة الت نني تس نناعد عل ننى‬
‫خف ننض تك نناليف اإلنت نناج ويتغي ننر النش نناط اإلنت نناجي وهيل ننل الدول ننة الت نني تعم ننل عل ننى‬
‫التخلص من األوباع والنظم التقليدية ويتسع نطاق التجارة الخارجية والداخلية ويزداد‬
‫حجم االستثمارات‪.‬‬
‫ثالثااا ا‪ :‬مرحلااااة االنطااااالق‪ :‬ويعتبن ننر هن ننتل المرحلن ننة من ننن أدق وأصن ننعي الم ارحن ننل‬
‫وأكثرهن ننا تعقين نندا وترتفن ننع فيهن ننا معن نندالت التنمين ننة وارتفن نناع نسن ننبة االسن ننتثمار‪ .‬وفن نني هن ننتل‬
‫المرحل ننة يل ننون الكي ننان السياس نني واالجتم نناعي للدول ننة ق نند نم ننا‪ .‬وتتص ننف ه ننتل المرحل ننة‬
‫بحنندو ثننورات فنني األسنناليي اإلنتاجيننة وتوسننع س نريع فنني التصنننيع وحنندو تغي نرات‬
‫جترية في أساليي اإلنتاج الزراعي ويرتفع معدل االدخار واالستثمار إلى مننا يزينند عننن‬
‫‪ %10‬من الدخل القومي‪.‬‬
‫رابع ا ا‪ :‬مرحلااة النضااو ‪ :‬وفنني هننتل المرحلننة ينضننن المجتمننع فكري نال وفني نال وهنني‬
‫مرحلة طويلننة نسننبيا مننن النمننو المطننرد‪ .‬تميننل فيهننا األجننور إلننى االرتفنناع وتتعنندل فيهننا‬

‫‪37‬‬
‫تشن نريعات الدول ننة وت ننزداد إع ننداد الفئ ننات الفني ننة والفكري ننة والثقافي ننة ويتحق ننق نم ننو سن نريع‬
‫ومتن نوازن لجمين ننع القطاعن ننات االقتصن ننادية‪ .‬وترتفن ننع معن نندالت االسن ننتثمار ويزين نند اإلنتن نناج‬
‫القومي بمعدالت تفوق الزيادة السلانية‪.‬‬
‫خامساا اا‪ :‬مرحلااااة االسااااتهالك الااااوفير‪ :‬بعن نند أن يصن ننل المجتمن ننع إلن ننى مرحلن ننة‬
‫النضننوج يبنندأ فنني أن يحنندد لنفسننخ وزنننا خاصننا بننخ متننرث ار بوبننعخ الجغ ارفنني وبم نواردل‬
‫وبإملانياتننخ وبمركنزل السياسنني‪ .‬وهننتا يجعننل تفكينرل يتجننخ إلننى السننعي لتحقيننق مزينند مننن‬
‫السلطان فنني الخننارج وزيننادة الرفاهيننة االجتماعيننة فنني الننداخل مننع إعننادة توزيننع النندخل‬
‫وتوفير السلع االستهالكية والتوسع في االستهالك وتحديد ساعات العمل‪.‬‬
‫وفى رأى روستو فإن التطور االقتصادي ال ينتهنني إلننى نظننام محنندد معننين كمننا‬
‫يرى كارل منناركح وإنمننا هننناك احتمنناالت مختلفننة فنني اتجننال هننتا التطننور ويؤخننت علننى‬
‫نظريننة الم ارحننل لروسننتو أنهننا ال تعتبننر تفسنني ار حعيعيننا للتخلننف فهنني تصننف المننرحلتين‬
‫اللت ننين يظه ننر فيه ننا التخل ننف والمرحل ننة الت نني تب نندأ عن نندها التنمي ننة ولكنه ننا ال تفص ننح ع ننن‬
‫األسباب المؤدية إلى هتا التغيير وهتا االنتقال من حالة التخلف إلى حالة التقدم‪.‬‬
‫‪-5-‬‬
‫كيفية قياس وتحليل النمو االقتصادى‬
‫أوالا‪ :‬قياااس النمااو االقتصااادى‪ :‬يقتضنني النمننو اإلقتصننادي الزيننادة فنني الننناتن‬
‫الحعيقي وفي متوسط دخل الفرد وبالتننالي فننإن قينناس هننتا النمننو يننتم بعينناس نمننو الننناتن‬
‫ونمو الدخل الفردي‪.‬‬
‫‪-1‬الناتج الوطني‪ :‬هو معياس لحصيلة النشاط اإلنتاجي وحساب معدل نمول‬
‫هو مايصطلح على تسميتخ معدل النمو ويملن حساب الناتن الوطني بحساب الناتن‬
‫المحقق في البلد وتقييمخ بعملة ل البلد ومن ثم مقارنتخ بنتائن الفترة السابقة ومعرفة‬
‫معدل النمو ومايعاب على هتل المعدالت أنها نقدية والترخت بعين اإلعتبار أثر‬
‫التضخم‪.‬‬
‫كما أن لكل دولة عملتها الوطنية وبالتالي اليملن مقارنة النمو المحقق في‬
‫مختلف البلدان وفق هتا المعياس ولتا تستخدم غالبال عملة دولية واحدة لتقييم الناتن‬
‫الوطني لمختلف البلدان حتى يسهل المقارنة بين معدالت النمو المحققة فيها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-2‬الدخل الفردي‪ :‬تكمن أهمية قياس نمو الدخل الفردي في معرفة العالقة‬
‫بين نمو اإلنتاج وتطور السلان‪ -‬ويعتبر هتا المعياس قياس عيني للنمو اي يعيح‬
‫النمو المحقق على مستوى كل فرد من حيث زيادة ماينفقخ‪.‬‬
‫كما يملن أيضنال قينناس النمننو مننن خننالل قينناس القنندرة الشنرائية لنندوالر واحنند فنني‬
‫بل نندما م ننثالل ومقارنته ننا بالق نندرة الش نرائية ل نننفح المق نندار‪ -‬أي دوالر واح نند‪ -‬ببعي ننة ال نندول‬
‫ومن ثم ترتيي الدول األكثر نموال وفق أكبر قدرة ىرائية ‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬أهمية تحليل النمو اإلقتصادي‪ :‬نعني برهمية النمو اإلقتصننادي مايحققننخ‬
‫النمو للفرد والمجتمع من مزايا ومحاسن‪:‬‬
‫‪-1‬بالنسبة لألف ارد‪ :‬إن النمو اإلقتصادي يسمح بزيادة دخل الفرد الحعيقي‬
‫وكتا زيادة اإلنتاج المادي الموجخ لتلبية الحاجات اإلنسانية المختلفة وبالتالي فإن‬
‫النمو اإلقتصادي يرفع من القدرة الشرائية لألفراد ويساعد في القضاء على الفقر‬
‫ومظاهر البؤس بين األفراد وتحسين الصحة العامة‪ .‬كما يساعد النمو على تخفيض‬
‫عدد ساعات العمل لألفراد ويفتح لهم آفاق التحضر والرفاهية‪.‬‬
‫‪-2‬بالنسبة للدولة‪ :‬إن الدولة هي الحامية العامة لألفراد و الساهرة على أى‬
‫من خالل مختلف هيئاتها وهياكلها وبمرن النمو اإلقتصادي يؤدي إلى‬ ‫منهم و ل‬
‫زيادة عائدات الدولة وبالتالي فإنخ يسهل لها مهاتها المختلفة ويدفها للبحث عن‬
‫تقنيات جديدة في مجال اإلنتاج والدفاع‪ .‬كما أن النمو يؤدي بالدولة إلى إعادة توزيع‬
‫الدخل على األفراد وبمان بعض الخدمات اإلجتماعية كالصحة والتعليم باإلبافة‬
‫أن تدقيق الدولة وبحثها في مصادر النمو يجعلها تستطيع بناء إستراتيجية مستقبلية‬
‫لمواصلة هتا النمو و ل بناءال على إحصائيات ومعطيات ميدانية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪-6-‬‬
‫الفرق بين التنمية االقتصادية والنمو االقتصادي‬
‫والتنمية‬ ‫النمو‪CROISSANT‬‬ ‫مفهوم‬ ‫بين‬ ‫اختالف‬ ‫هناك‬
‫‪ DEVELOPPEMENT‬فالنمو يشير إلى التقدم التلقائي أو الطبيعي أو العفوي‬
‫دون تدخل من قبل الفرد والمجتمع في حين أن التنمية هي العملية المقصودة التي‬
‫النمو بصورة سريعة في إطار خطط مدروسة وفترات زمنية معينة‪.‬‬ ‫تسعى إلى إحدا‬
‫اى أن النمو اإلقتصادي يلون مزيدال من الناتن بينما تتضمن التنمية‬
‫تنويعخ فضالل عن التغيرات الهيللية الفنية التي يتم بها‬ ‫اإلقتصادبة زيادتخ و كتل‬
‫عن طريق مزيد من المدخالت التي تؤدي‬ ‫اإلنتاج وإ ا كان النمو يملن أن يحد‬
‫إلى مزيد من الناتن أو إدخال تحسينات على مستوى الكفاية اإلنتاجية فإن التنمية‬
‫حيث تضمن تغيرات في ملونات الناتن نفسخ‬ ‫اإلقتصادية تتهي إلى أبعد من ل‬
‫وفي إسهامات القطاعات المولدة لهتا الناتن‪.‬‬
‫فالتنمية إ ن أوسع مضمونال من النمو حيث يملن وصف التنمية على أنها‬
‫نمو مصحوب بتغيرات هيللية وهتل التغيرات يجي أن تشمل هيلل اإلقتصاد الوطني‬
‫وتسعى لتنويع مصادر الدخل فيخ ‪.‬‬
‫ويرى بونيخ ن أن النمو اإلقتصادي ليح سوى عملية توسع إقتصادي تلقائي‬
‫تتم في ظل تنظيمات إجتماعية ثابتة و محددة وتقاس بحجم التغيرات الكمية‬
‫اعيا أي إجراء‬
‫فعاالل و و ل‬
‫الحادثة في حين أن التنمية اإلقتصادية تفترض تطوي الر ّ‬
‫تغيرات في التنظيمات اإلجتماعية للدولةن‪.‬‬
‫اى ان النمو يراد بخ مجرد الزيادة في الدخل الفردي الحعيقي أما التنمية‬
‫فالراجع تعريفها برنها تتحصل في الدخول في مرحلة النمو اإلقتصادي السريع بعبارة‬
‫أخرى تحقيق زيادة سريعة تراكمية ودائمة في الدخل الفردي الحعيقي عبر فترة‬
‫ممتدة من الزمن‪ ,‬وبمرن أي ىيء ينمو البد أن يتغير فإن التنمية التتحقق دون تغير‬
‫عناصر التنمية هي التغير‬ ‫جتري في ال بنيان اإلقتصادي واإلجتماعي ومن هنا كان‬
‫البنياني والدفعة القوية واإلستراتيجية المالئمة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫فلو أختنا اإلنسان كمثال فإن اإلنسان ينمو من مرحلة الطفولة إلى الشباب‬
‫أي يزداد من حيث الوزن و الطول وهتا معنى نمول أما التنمية فتعني التغير في‬
‫تصرفات الفرد نتيجة التجربة و الخبرات الملتسبة‪.‬‬
‫‪-7-‬‬
‫تصنيف الدول وفق معيار النمو والتنمية‬
‫سنحاول حصر مجموعة من العوامل المتشابهة بين عدد من الدول وتصنيفها‬
‫في نفح الصنف و ل من أجل معرفة مدى تقدم دولة ما مقارنة بالدول األخرى أو‬
‫ترخرها عنها‪.‬‬
‫وسنتطرق يما يلي إلى تصنيفات التالية‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬التصنيف البسيط‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬التصنيف وفق خصائص عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التصنيف وفق خصائص النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التصنيف حسي اإلملانيات البشرية والطبيعية المتاحة لكل بلد‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬التصنيف البسيط‪ :‬من أهم أنواع التصنيف البسيط‪ :‬تصنيف البن‬
‫الدولي و تصنيف األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ -1‬تصنيف البنك الدولي‪ :‬تكمن بساطة هتا التصنيف في إعتماد على‬
‫معيار الدخل للفصل بين بلد متخلف و آخر متقدم‪ .‬بحيث إ ا بل متوسط الدخل‬
‫الحعيقي قيمة معينة نقول أن البلد متخلف و إ ا تعداها نقول أنخ سار في طريق‬
‫مجموعات ‪:‬‬ ‫التنمية و يقسم البن الدولي إلى ثال‬
‫‪ -‬مجموعة اإلقتصاديات منخفظة الدخل ‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة اإلقتصاديات متوسطة الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة اإلقتصاديات مرتفعة الدخل‪.‬‬
‫‪-‬حيث أن الدول التي يلون دخل الفرد فيها أقل من ‪ 700‬دوالر و ل‬
‫برسعار ‪ 1992‬تعتبر دول منخفضة الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬بينما الدول التي يقل فيها دخل الفرد عن ‪ 7000‬دوالر ويزيد عن ‪700‬‬
‫دوالر تعتبر دوالل متوسطة الدخل أو دول متخلفة (‪.)Pays sous développés‬‬

‫‪41‬‬
‫ويقسم البن الدولي الدول متوسطة الدخل إلى مجموعة دول متوسطة الدخل‬
‫األدنى بين (‪ )3000-700‬دوالر ومن بين هتل الدول نجد الجزائر مجموعة دول‬
‫متوسطة الدخل األعلى (‪ )7000-3000‬دوالر ‪.‬‬
‫‪-‬أما الدول التي يتجاوز دخل الفرد السنوي فيها ‪ 7000‬دوالر فتعتبر دوالل لً‬
‫متقدمة‪.‬‬
‫‪-2‬تصنيف األمم المتحدة‪ :‬يعتبر تصنيف األمم المتحدة كمحاولة لتفسير‬
‫التنمية من الجاني اإلجتماعي و ل بدراسة مشاكل الصحة و التعليم ومستوى الدخل‬
‫الحعيقي‪ -‬وتحديد معيار يرخت بعين اإلعتبار هتل الجواني ووفقخ يتم تصنيف الدول‬
‫‪.‬‬
‫إلى ثالثة مجموعات‬
‫المجموعة األولى‪ :‬هي المجموعة ات التنمية البشرية العالية والتي يتراوح‬
‫معياس التنمية بها بين (‪ 0.8‬و ‪ )1‬وتقع جميع الدول المتقدمة في هتل المجموعة‪.‬‬
‫أما المجموعة الثانية‪ :‬فهي مجموعة الدول ات التنمية البشرية المتوسطة‬
‫وهي التي يتراوح مؤىر التنيمة البشرية مابين (‪ 0.50‬و ‪.)0.79‬‬
‫المجموعة الثالثة‪ :‬مجموعة الدول ات التنمية البشرية المنخفضة وهي الدول‬
‫التي يقل معياس التنمية فيها عن (‪.)0.50‬‬
‫ثاني ا‪ :‬التصنيف وفق خصائص عوامل اإلنتا ‪ :‬إن التصنيف وفق هتا‬
‫المدخل يقتضي دراسة الخصائص الكمية و النوعية لعوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪-1‬العمل‪ :‬ففي الدول النامية عادة يلون هناك فائض في اليد العاملة غير‬
‫المؤهلة وحاجة إلى اليد العاملة الماهرة وهو التي يؤدي إلى إنخفاض إنتاجية اليد‬
‫العاملة بالدول النامية علح الدول المتقدمة ‪.‬‬
‫‪-2‬التقدم التكنولوجي ‪ :‬إن تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات‬
‫التطبيعية‬ ‫اإلقتصادية يقتضي من الدول النامية إعطاء األهمية للتكوين و البحو‬
‫التي بواسطتها تستطيع الدول النامية التحلم ولو تدريجيال في التكنولوجيا و األساليي‬
‫الفعاّلة للتنظيم وبالتالي رفع إنتاجية القطاعات اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪-3‬الموارد الطبيعية ‪ :‬إن إختالف الدول من مواردها الطبيعية والبيئة السائدة‬
‫بها حيث أن وفرة الموارد الطبيعية عامل رئيسي من العوامل المساعدة على تحقيق‬

‫‪42‬‬
‫التقدم التي حققتخ بريطانيا غداة اكتشاف مناجم الحديد‬ ‫النمو وخير مثال على ل‬
‫والفحم وكتل فإن الطقح المعتدل يساعد و يحفز على العمل وبالتالي زيادة اإلنتاج‬
‫و تحقيق فوائض إبافية إال أن هتل التحاليل التخلو من إستثناءات حيث نجد أن‬
‫معظم الدول النامية اليوم تحتوي على خيرات باطنية كبيرة و طقح معتدل إال أنها‬
‫مايبرز لنا جليال قصور‬ ‫تراوح ملانها وإنعدام الحافز فيها إلى التنمية و ل‬ ‫بقي‬
‫تصنيف التنمية بهتا المنظور‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التصنيف وفق خصائص النشاط اإلقتصادي‪ :‬وفق هتل النظرة يتم‬
‫قطاعات القطاع االول ويضم ( الزراعة والمواد‬ ‫تقسيم النشاط اإلقتصادي إلى ثال‬
‫األولية ) وقطاع الصناعة وقطاع الخدمات حيث أننا نجد في معظم البلدان النامية‬
‫حوالي من ‪ % 40‬إلى ‪ %60‬من الناتن الوطني بها يرجع إلى القطاع األول أما‬
‫القطاع الصناعي فيعتبر مصدر لن من ‪ %10‬إلى ‪ %20‬من الناتن‪ .‬بينما يساهم‬
‫ونجد أيضال أن جل اليد العاملة مشتغلة‬ ‫قطاع الخدمات مابين ‪ %20‬و ‪%40‬‬
‫بالقطاع األول في الدول النامية وبالتالي فإنخ حسي هتل النظرة فإن تغير مساهمة‬
‫أو ملانخ مختلف القطاعات في الناتن الوطني تبرز لنا مدى سير البلد في طريق‬
‫النمو‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬التصنيف حسب اإلمكانيات البشرية والطبيعية المتاحة لكل بلد‪ :‬وفق‬
‫هتا التصنيف يتم أخت بلد معين كنوع لبعية الدول المشابهة لخ من حيث الثروات‬
‫الطبيعية المتاحة وكتل من حيث الطاقات البشرية ايضا‪ .‬وتم تحديد النوع اإلفريقي‬
‫والنوع األمريلي(أمريلا الالتينية) والنوع الشرق أسيوي‪.‬‬
‫‪-1‬النوع اإلفريقي‪ :‬ممثال في كينيا ومن مالمحها أنها دولة غنية بالموارد‬
‫الطبيعية ونقص في الموارد البشرية خاصة من الناحية النوعية واإلعتماد على‬
‫صادرات المنتجات األولية‪.‬‬
‫وهي غنية بالموارد الطبيعية‬ ‫‪-2‬نوع أمريكا الالتينية‪ :‬ممثال في الملسي‬
‫والبشرية ويعتمد التصنيع فيها على الرأس المال األجنبي وصادرات البترول‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪-3‬النوع الشرق أسيوي للتنمية‪ :‬ويتمثل في التيوان التي تتميز بغنى الموارد‬
‫البشرية وقلة الموارد الطبيعية وتمويل التصنيع عن طريق صادرات المنتجات‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫نظريات التنمية االقتصادية والنمواالقتصادى‬
‫تعتبننر د ارسننة التطننور التنناريخي لننألراء واألفكننار االقتصننادية فنني مجننال التنميننة‬
‫االقتصادية من األهمية للتعرف علننى أوجننخ القصننور فنني هننتل األفكننار ومنندى انطباقهننا‬
‫على األحوال المعاصرة‪.‬‬
‫وق نند ك ننان للفك ننر التج نناري ف نني العص ننور الوس ننطى وال ننتي ترك ننز ف نني زي ننادة ق ننوة‬
‫الدول ننة والحص ننول عل ننى الث ننروة وت ننرك الحري ننة الفردي ننة واهتم ننامهم بالعم ننل وأهميت ننخ ف نني‬
‫للمدرسة الكالسيلية ونظرياتها في التجارة الدولية في إطار‬ ‫زيادة الناتن الكلى وكان‬
‫الحريننة االقتصننادية التنني تعتمنند علننى نظريننة التكنناليف المطلقننة الدم سننميث والتكنناليف‬
‫النسبية لريلارد ونظرية الكسي في التجننارة الخارجيننة لجننون سننتيورات ميننل واهتمامنناتهم‬
‫فنني التخصننص وتقسننيم العمننل كننل هننتل األفكننار سنناعدت علننى وبننع األسننح لنظريننة‬
‫النمو االقتصادي في المجتمع الرأسمالي وقد كان لنقد وهجوم كارل ماركح علننى هننتل‬
‫النظري ننات وإبن نراز مس نناوم ال أرس ننمالية وإح ننالل االى ننتراكية محله ننا دور ه ننام ف نني ص ننقل‬
‫كن ننتل نظرين ننة كينن ننز فن نني عن ننالج مشن نناكل البطالن ننة‬ ‫نظرين ننات النمن ننو االقتصن ننادي وكانن ن‬
‫والتوظيف دور هام في اصالح الجهاز الرأسمالي وعالج مساوم هتا النظام‪.‬‬
‫دول كثيرة بعد الحرب العالمية الثانية بالسياسة التي تتبعهننا لتنشننيط‬ ‫وقد اهتم‬
‫السياس ننات الت نني يل ننزم اتباعه ننا موب ننع د ارس ننة م ننن جان نني‬ ‫التنمي ننة االقتص ننادية وكان ن‬
‫العدينند مننن رجننال الفكننر واالقتصنناد فقننام بعضننهم بوبننع األسننح لنظريننات فنني التنميننة‬
‫ونلخص فيما يلي أهم هتل النظريات‪.‬‬
‫‪-1-‬‬
‫نظرية النمو عند الكالسيك‬
‫تتضمن نظرية النمو عند الكالسي آراء كل من آدام سميث وديفيد ريلاردو‬
‫المتعلقة بالنمو باإلبافة إلى آراء التجاريين حول مصدر الثروة من التجارة‬
‫الخارجية ثم آراء كل من ستيوارت مل حول األسواق و روبيرت مالتوس حول‬
‫السلان ويملن حصر عناصر النظرية الكالسيلية في النمو في مايلي‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫بضرورة‬ ‫أوالا‪ :‬سياسة الحرية اإلقتصادية‪ :‬نادى اإلقتصاديون الكالسي‬
‫الحرية الفردية و أهمية أن تكون التجارة حرة مع سيادة المنافسة الكاملة و البعد عن‬
‫أي تدخل للدولة في الحياة اإلقتصادية و أن اليد الخفية هي التي تدفع بالدخل‬
‫الوطني نحو القمة‪.‬‬
‫التكوين الرأسمالي‬ ‫ثاني ا‪ :‬التكوين الرأسمالي مفتاح التقدم‪ :‬إعتبر الكالسي‬
‫أكدو على برورة تحقيق قدر كاف من المدخرات‬ ‫مفتاح التقدم اإلقتصادي لتل‬
‫كما أن الرأسماليون و مالك األرابي هم وحدهم القاردون على تحقيق ل اإلدخار‬
‫لإلستق ارر عند مستوى الكفاف وبالتالي فإن‬ ‫علح العمال التين تميل أجورهم‬
‫دخولهم المنخفضة التملنهم من تحقيق نسبة مدخرات ات أهمية تتكر ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الربح هو الحافز على اإلستثمار‪ :‬يمثل الربح الحافز الرئيسي التي‬
‫يدفع الرأسماليين على إتخا قرار اإلستثمار وكلما زاد معدل األرباح زاد معدل‬
‫التكوين الرأسمالي و اإلستثمار‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬ميل األرباح للتراجع‪ :‬تميل األرباح للتراجع مع التقدم نظ الر لتزايد حدة‬
‫بزيادة األجور‬ ‫المنافسة بين الرأسماليين على التراكم الرأسمالي ويفسر سميث ل‬
‫بسبي حدة المنافسة بين الرأسماليين بينما يرى ريلاردو أن إرتفاع‬ ‫التي تحد‬
‫تراجعال‬ ‫األجور و الربح التي يتحقق بسبي إرتفاع أسعار المحاصيل الزراعية يحد‬
‫في األرباح‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حالة السكون‪ :‬اعتقد الكالسي بحتمية الوصول إلى حالة اإلستقرار‬
‫كنهاية لعملية التراكم الرأسمالي ل أنخ ما إن تبدأ األرباح في التراجع حتى تستمر‬
‫إلى أن يصل معدل الربح إلى الصفر و يتوقف التراكم الرأسمالي ويستقر السلان و‬
‫يصل معدل األجور إلى مستوى الكفاف و حسي آدم سميث فإن ندرة الموارد‬
‫الطبيعية توقف النمو اإلقتصادي و تقودل إلى حالة السلون‪ .‬أما ريلاردو ومالتوس‬
‫فقد نظ ار للنمو السلاني و تراجع النمو في رأس المال من خالل قانون تناقص الغلة‬
‫و التي يمثل بدورل ععبة أمام التنمية ‪.‬‬
‫عبر ميل عن نفح الفكرة عندما أثار أنخ في حالة غياب التحسينات‬‫وقد ّ‬
‫الفنية في الزراعة وارتفاع معدل السلان عن معدل التراكم الرأسمالي فإن مستوى‬

‫‪46‬‬
‫األرباح يبدأ في التراجع و يصل اإلقتصاد إلى حالة السلون و لكنخ كان مرحبال بها‬
‫على أساس أنها ستقود التحسينات في توزيع الدخل و تحسين ظروف العمل حتى‬
‫فإن النتيحة النهائية للتنمية هي‬ ‫يتم التحلم في عدد العمال‪ .‬في نظر الكالسي‬
‫الركود ن ‪ Stagnation‬ن هتا الركود ينتن عن الميل الطبيعي ألرباح نحو التراجع و‬
‫هتا فسوف يتوقف‬ ‫مايترتي على ل من قيود على التراكم الرأسمالي وعندما يحد‬
‫التكوين الرأسمالي و يستقر عدد السلان و تسود حالة من السلون‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬اإلنتقادات الموجهة للنظرية الكالسيكية‪:‬‬
‫‪-1‬تجاهل الطبقة الوسطى‪ :‬نتفترض النظرية وجود تقسيم طبقي بين‬
‫الرأسماليين ( بما فيهم مالك األرابي) والعمال وتتجاهل بالتالي دور الطبقة‬
‫الوسطى التي تقدم إسهامات أساسية في عملية النمو اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪-2‬إهمال القطاع العام‪.‬‬
‫إلى اإلفتراض الكالسيلي برن‬ ‫‪-3‬اعطاء أهمية أقل للتكنولوجيا ويرجع ل‬
‫المعارف الفنية من المعطيات و أنها التتغير مع الزمن‪.‬‬
‫‪-4‬القوانين غير الحعيعية‪ :‬تقوم النظرة التشاؤمية لإلقتصاديين الكالسي أمثال‬
‫ريلاردو و مالتوس على أن النتيجة الحتمية للتطور الرأسمالي هي الكساد‪.‬‬
‫األجور نحو‬ ‫أن آل‬ ‫‪ -5‬خطر النظرة لألجور و األرباح‪ :‬في الواقع لم يحد‬
‫مستوى الكفاف كما أن الدول المتقدمة لم تصل إلى مستوى الكساد الدائم‪.‬‬
‫النظرية الكالسيلية حالة‬ ‫‪-6‬عدم واقعية مفهوم عملية النمو حيث إفترب‬
‫من السلون مع وجود تغير يدور حول نقطة التوازن الساكنة أي أن الكالسي‬
‫و مستمر كما في حالة نمو األىجار‬ ‫بعض النمو في ىلل ثاب‬ ‫إفتربو حدو‬
‫والواقع أن هتا التفسير اليعد تفسي الر مقنعال لعملية النمو اإلقتصادي كما هو عليخ‬
‫اليوم‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫نظرية ماركس للنمو‬
‫تتلخص نظرية كارل ماركس في النمو في العناصر التالية‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬مفهوم فائض العيمة‬

‫‪47‬‬
‫ثانيا‪ :‬التطور نحو الرأسمالية اإلحتكارية‬
‫ثالث ا‪ :‬السير نحو رأسمالية الدولة‬
‫يعرف ماركح فائض العيمة الحعيعية‬
‫أوالا‪ :‬مفهوم فائض القيمة‪ :‬حيث ّ‬
‫وفائض العيمة الكامن ويقصد بفائض العيمة الحعيقي زيادة اإلنتاج عن حاجة‬
‫اإلستهالك أي ماهو مخصص لإلستثمار‪ .‬أما فائض العيمة الكامن فهو ل‬
‫الفائض الناتن لما يلون النظام اإلقتصادي في أسمى عطائخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التطور نحو الرأسمالية اإلحتكارية‪ :‬يرى ماركح أن التسيير المركزي‬
‫لإلقتصاد بتية تحقيق المنفعة العامة سوف يؤدي بلل مؤسسة للبحث عن فائدتها‬
‫يعني‬ ‫الخاصة أي الطريقة التي تملنها من تحقيق فائض العيمة الكامن لها و ل‬
‫اإلستعمال األمثل لمواردها الطبيعية والقوة العاملة‪.‬‬
‫وحتى تحقق المؤسسات أكبر فائض قيمة مملن فإنها تسعى إلى تخطي‬
‫المنافسة والوصول إلى اإلنتاج الموسع بهدف خفض تكاليف اإلنتاج ويؤدي ل إلى‬
‫تركز اإلنتاج في أيدي قلة من الرأسماليين وبالتالي التستطيع المؤسسات الصغيرة‬
‫الصمود في وجخ المنافسة وينجم عن هتا زيادة الفائض المحقق من طرف الرأسمالية‬
‫اإلحتكارية وهو مايدعم هتا النظام‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬السير نحو رأسمالية الدولة‪ :‬كما يرى ماركح أنخ بعد هتل المرحلة‬
‫يجي أن تتضمن الدولة هتا الفائض اإلقتصادي حيث تنبر ماركح أنخ بعد المرحلة‬
‫التنافسية فإن النظام اإلقتصادي الرأسمالي يقتضي تدخل الدولة‪.‬‬
‫والدولة بفضل نفقاتها العامة تساعد على فتح مناصي عمل جديدة وتساعد‬
‫الرأسماليين من جهة أخرى بواسطة اإلنفاقات العسلرية وماتتيحخ من مستعمرات‬
‫تعتبر فرصة مواتية إلستثمار الفائض المحقق من طرف الرأسماليين وحتى يحقق‬
‫الرأسماليين أعلى فائض مملن فإنهم يستخدمون البطالة كسالح من أجل رفع الغبن‬
‫عنهم وهو مايؤدي بالمجتمع إلى الدخول في مرحلة جديدة من مراحل التطور‪.‬‬
‫ويقصد كارل ماركح بالتطور الرقي التي يشمل في طياتخ التطور والنمو‬
‫اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وقنند أعينني علننى منناركح إهمالننخ للطلنني ودورل فنني تحدينند العيمننة وإقتصننارل فقننط‬
‫علننى العمننل كمحنندد للعيمننة‪ .‬كمننا أن واقننع النندول ال أرسننمالية اليننوم ينننافي ما هنني إليننخ‬
‫منناركح مننن أن أجننور العمننال سننوف تتجننخ إلننى اإلنخفنناض فنجنند أجننور العمننال تت ازينند‬
‫ف نني ال نندول المتقدم ننة و لن ن ل ننم ي ننؤثر عل ننى الف ننائض المحق ننق به ننا‪ .‬باإلب ننافة إل ننى تنب ننر‬
‫ماركح بزوال الرأسمالية عن طريق الثورة العمالية وحلول اإلىتراكية محلهننا كننان تنبن لنؤا‬
‫علسيال‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫نظرية شومبيتر‬
‫رغ ننم اعتق نناد ى ننومبيتر ب ننرن للنظ ننام ال أرس ننمالي أخط نناؤل وعيوب ننخ إال أن ننخ ي ننرى أن‬
‫عمليننة النمننو مملنننة طالمننا أنهننا تقننوم فنني ظننل ال أرسننمالية المتطننورة‪ .‬وتقننوم نظريتننخ فنني‬
‫التنمية علننى مبنندأ االبتكننار والتجدينند الننتي يعتمنند علننى التكنولوجيننا الحديثننة فنني النشنناط‬
‫االقتصننادي بمننا يننؤدي إلننى التنميننة وزيننادة النندخل القننومي فنني الننبالد هننتا فضننال عننن‬
‫أهمية المنظم التي تقوم على أكتافخ عملية النمو‪.‬‬
‫وتجم ن ن ننع نظري ن ن ننة ى ن ن ننوميتر ب ن ن ننين اإلط ن ن ننار الع ن ن ننام ال ن ن ننتى نس ن ن ننجخ االقتص ن ن نناديون‬
‫الكالسيليون الجدد وبين التحليل التاريخي والحركي لماركح‪.‬‬
‫ويرى ىوميتر أن النمو االقتصادي عملية دائبخ سريعة مفاجئة تظهر في زمننن‬
‫معين ثم تخمد في زمن آخر دون ثمة انتظام واتساق في مراحلها‪.‬‬
‫ويهننتم ىننوميتر بننالتغيرات االجتماعيننة والثقافيننة التنني تط ن أر علننى المجتمننع وهننو‬
‫نفح االتجال التي سار فيخ كارل ماركح‪.‬‬
‫تغي ن نرات فن نني البيئن ننة االجتماعين ننة‬ ‫و كن ننر أن النمن ننو االقتصن ننادى يحتن نناج إحن نندا‬
‫والثقافية تسير جنبا إلى جني مع مقتضيات النمو ويقصنند بتلن التغينرات خلننق المنننا‬
‫االجتماعي والسياسي والسيلولوجي والثقافي المالئم لتحقيق النمو‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫النظرية الكنزية للنمو‬
‫يننرى كينننز أن النندخل الكلنني دالننة فنني مسننتوى التشننغيل و بالتننالي فإنننخ كلمننا زاد‬
‫حجم التشغيل زاد الدخل الكلي كما يتوقننف حجننم التشننغيل علننى الطلنني الفعلنني والننتي‬

‫‪49‬‬
‫يتحقننق عننند تسنناوي الطلنني الكلنني والعننرض الكلنني ويتكننون الطلنني الفعلنني مننن الطلنني‬
‫علننى اإلسننتهالك والطلنني علننى اإلسننتثمار أي أن الفجننوة مننابين النندخل و اإلسننتهالك‬
‫يتم ملؤها باإلستثمار ‪.‬‬
‫يعتمد الدخل و التشغيل أساسال على مستوى اإلستثمار و التي يتوقف على‬
‫الكفاية الحدية لرأس المال و سعر الفائدة وتعني الكفاية الحدية لرأس المال العائد‬
‫المتوقع من األصول الرأسمالية الجديدة وتسمى العالقة بين الزيادة في اإلستثمار و‬
‫الدخل بالمضاعف الكينزي و تعطي بالصيغة التالية ‪:‬‬
‫التغير في الدخل= المضاعف × الزيادة في اإلستثمار‬
‫وبالتننالي فإنننخ مننن أجننل تحقيننق زيننادات كبي نرة فنني النندخل و التشننغيل البنند مننن‬
‫بخ دفعات أكبر من اإلستثمارات‪.‬‬
‫ولقد حصر كينز الشروط الظرورية للنمو اإلقتصادي في ‪ :‬القدرة على الننتحلم‬
‫فنني السننلان التصننميم علننى تجننني الح ننروب األهليننة اإلص نرار علننى التقنندم العلم نني‬
‫معدل التراكم‪.‬‬
‫ومنخ يتضح أن كينز لم يقدم نمو جال منتضمال للتنمية اإلقتصادية و ترك مهمننة‬
‫ل لمن أطلق عليهم الالحقون من أمثال هارود دومننار جننون روبنسننون وغيننرهم كمننا‬
‫لننم تتعننرض النظريننة الكينزيننة لتحليننل مشنناكل النندول الناميننة بننل إنصنني إهتمامهننا علننى‬
‫اإلقتصاديات الرأسمالية المتقدمة ‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫نظرية روز نشتين رودان‬
‫نظرية الدفعة القوية)‬
‫نتيجن ننة لمن ننا ظهن ننر من ننن مظن نناهر الن نندورات االقتصن ننادية وتعاقن نني فت ن نرات الرخن نناء‬
‫والكسنناء خاصننة بعنند الحننرب العالميننة الثاني نة ظهننرت آراء تنننادى بتنندخل الحلومننة فنني‬
‫الش ننئون االقتص ننادية لتحقي ننق التنمي ننة االقتص ننادية‪ .‬وتبل ننورت ه ننتل اآلراء ف نني نظري ننات‬

‫‪50‬‬
‫حديثننة تؤي نند ه ننتا الت نندخل وتعتبننر نظري ننة الدفع ننة القومي ننة مننن أول ننى النظري ننات ف نني ه ننتا‬
‫‪ Big‬مننن االسننتثمار يملننن مننن‬ ‫المجننال وتننرى النظريننة أن العيننام بدفعننة قويننة ‪Push‬‬
‫التغلي علننى الركننود االقتصننادي وتحقننق قنند ار أعلننى مننن األنتنناج والنندخل وعندئننت ينتشننر‬
‫أثر التنميننة علننى المجتمننع كلننخ ويشننير زوزنشننتين إلننى أن هننناك حنند أدنننى مننن المنوارد‬
‫يجي تخصيصخ للتنمية االقتصادية حتى تنجح العملية في مجموعها‪.‬‬
‫ويننرى روزنشننتين أن النمننو ج السننوفيتي فنني التنميننة والننتى يعتمنند علننى سياسننة‬
‫االكتفاء الننتاتي نمننو ج غيننر مثننالي لمننا لننخ مننن صننفات بننطء النمننو االقتصننادي والخلننل‬
‫التي ينتابخ خاصة من ناحية نقص حجم التجارة الخارجية والنفقات الباهظننة المرتبطننة‬
‫بالتنمي ننة التاتي ننة‪ .‬وف نني أري ننخ أن النم ننو ج المالئ ننم للتنمي ننة ف نني ال نندول النامي ننة ه ننو ال ننتى‬
‫يعتمد على توافر رؤوس أموال كبيرة قد تقترض مننن الخننارج حتننى ال يتحمننل االقتصنناد‬
‫القومي تبعات التمويل‪ .‬ويجي أن يتضمن هتا النمو ج نشر الصناعات الخفيفننة التننى‬
‫تسننتعمل عنندد كبيننر مننن العمننال والبعنند بقنندر اإلملننان عننن الصننناعات الثقيلننة ونفقاتهننا‬
‫الباهظننة‪ .‬واالهتم نام ببننناء قاعنندة صننناعية ومشننروعات عامننة فنني ىننلل طننرق وكبننارى‬
‫وسل حديد ومحطات كهرباء ومصادر للطاقننة المحركننة‪ .‬وهننتل كلهننا ينننتن عنهننا دفعننة‬
‫واحدة تنقل المجتمع إلى مرحلة االنطالق الفعلي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪-6-‬‬
‫نظرية نيركسه‬
‫وتتبلور هتل النظرية حول فكرة النمو المتوازن وأهميتخ للتنمية ويرى أن تكننوين‬
‫كميننة مننن رأس المننال وتوزيعهننا علننى عنندد مننن الصننناعات المختلفننة يضننمن حالننة مننن‬
‫النمننو المتنوازن فنني هننتل الصننناعات وينندلل علننى أريننخ بننرن اإلنتاجيننة المنخفضننة يننؤدي‬
‫إلننى دخننل منننخفض وهنني ترجننع إلننى نقننص رأس المننال الننتي يننؤدي بنندورل إلننى نقننص‬
‫اإلنتنناج وانخف نناض االس ننتهالك والمنندخرات وه ننتا بالت ننالي يننؤدي إل ننى نق ننص االس ننتثمار‬
‫وهلننتا فننالفقر يننؤدي إلننى مزينند مننن الفقننر ويننرى نيركسننخ أن يلننون تكننوين رأس المننال‬
‫علننى نطنناق كبيننر يننؤدي إلننى اتسنناع نطنناق السننوق ويزينند بالتننالي الطلنني علننى منتجننات‬
‫هتل الصناعات ولتل ينادى بإنشاء عدد مننن الوحنندات اإلنتاجيننة المتكاملننة فنني وقن‬
‫واحد ألن كل وحدل فيها تخلق طلنني علننى منتجننات الوحنندة األخننرى وهلننتا يعننم الرخنناء‬
‫والرفاهية على سائر انحاء المجتمع‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫نظرية هانس سنجر‬
‫ي ننرى س نننجر أن الدول ننة المختلف ننة ه نني الت نني يعم ننل فيه ننا أكث ننر م ننن ‪ %70‬م ننن‬
‫أفرادهننا فنني االسننتغالل الز ارعنني فنني حننين أن هننتل النسننبة فنني النندول المتقدمننة ال تزينند‬
‫عن ‪ %15‬ويتفق مع أرثر لويح من حيننث أن الهنندف مننن عمليننة التنميننة زيننادة نسننبة‬
‫االدخار من ‪ %5‬من الدخل القومي إلى حوالي ‪ %10‬وهي النسننبة السننائدة فنني النندول‬
‫المتقدمة‪.‬‬
‫لهتا ينادى سنجر بالعمل على تخفيض نسبة العمال في الز ارعننة كوسننيلة لرفننع‬
‫انتاجيننة العمالننة حيننث تبلننع إنتاجيننة العامننل فنني الز ارعننة نحننو ثلننث إنتاجيننة العامننل فنني‬
‫القطاعات األخرى‪.‬‬
‫ويش ننير سن نننجر إل ننى أن االسن ننتثمار ف نني الصن ننناعة أفض ننل عنن نندما تك ننون الن ننبالد‬
‫رقعننة األرض الصننالحة للز ارعننة كبينرة‬ ‫ملتظة بالسلان بينمننا تفضننل الز ارعننة إ ا كانن‬
‫وباختصن ننار ين ننرى سن نننجر أن التنمين ننة تسن ننتهدف تركين ننز الم ن نواد المتاحن ننة المحن نندودة فن نني‬

‫‪52‬‬
‫االسننتثمارات التنني تزينند مننن مرونننة وقنندرل االقتصنناد القننومي علننى النمننو و لن بتوسننيع‬
‫السوق وزيادة الطلي‪.‬‬
‫‪-8-‬‬
‫نظرية هير شمان‬
‫نظرية النمو الغير متوازن‬
‫ويقال عنها نظرية النمو الغير متوازن على علح نظرية التوازن‪.‬‬
‫فف نني أري ننخ أن اس ننتراتيجية التنمي ننة الت نني تق ننوم عل ننى االخ ننتالل المتعم نند أو النم ننو‬
‫الغي ننر مت نوازن ه نني أفض ننل طري ننق لتحقي ننق التنمي ننة االقتص ننادية‪ .‬وال يع ننارض هيرى ننمان‬
‫نظرين ننة الدفعن ننة الكبي ن نرة ولكنن ننخ يبن ننين أن القن نندرة علن ننى االسن ننتثمار هن نني إحن نندى العوائن ننق‬
‫األساسننية التنني تواجننخ النندول المتخلفننة ويوصننى بدفعننخ كبي نرة فنني عنندد مننن الصننناعات‬
‫االستراتيجية‪.‬‬
‫ويس ننتدل عل ننى ل ن ب ننرن ت نناريخ ال نندول المتقدم ننة يش ننير إل ننى أن التنمي ننة ل ننم تك ننن‬
‫متوازن ننة ف نني جمي ننع القطاع ننات األخ ننرى فق نند ب نندأت التنمي ننة ف نني بع نض األنش ننطة الت نني‬
‫ورائها أنشطة أخرى‪.‬‬ ‫سحب‬
‫أما نظرية النمو المتوازن في رأيخ فإنها ال تصلح للدول المتخلفة ولكنها تصننلح‬
‫للنندول المتقدمننة حيننث تعتبننر وسننيلة لعننالج مشننلالت مثننل البطالننة ففنني النندول المتقدمننة‬
‫تتن نوافر الص ننناعات والمع نندات ال أرس ننمالية والمنظم ننين واألنم نناط االس ننتهالكية وتنحص ننر‬
‫المش ننللة ف نني زي ننادة العم ننال واس ننتعمال الطاق ننات المعطل ننة وه نني مش ننللة تختل ننف ع ننن‬
‫مشللة الدول المتخلفة‪.‬‬

‫اإلنتقادات الموجهة للنظرية‪:‬‬


‫النمو غير المتوازن‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم تحديد تركيبة و إتجال ووق‬
‫‪ -‬التقليل من قيمة معوقات النمو الغير متوازن‪.‬‬
‫‪ -‬إملانية التعرض للتضخم نتيجة زيادة اإلستثمارات الخارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن الضغوط الناجمة عن عدم التوازن قد تكبح عملية التنمية‪.‬‬

‫‪53‬‬
54
‫الفصل األول‪ :‬التنمية االقتصادية والتخلف‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التنمية االقتصادية ووسائل تمويلها‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التنمية المستدامة‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫الباب الثانى‬
‫التنمية االقتصادية والتخلف والتمويل والتنمية المستدامة‬
‫الفصل األول‬
‫التنمية االقتصادية والتخلف والسياسات االقتصادية‬
‫التنمي ننة االقتص ننادية ه نني إجن نراءات تتخ ننت ع ننن قص نند م ننن ى ننرنها زي ننادة ال نندخل‬
‫القومي الحعيقي خالل فترة زمنية معينة بمعدل أكبننر مننن زيننادة نمننو السننلان‪ ,‬حيننث أن‬
‫واق ننع ال نندول النامي ننة يوب ننح بم ننا الي نندع مج نناالل للش ن أنه ننا تحت نناج إل ننى نم ننو إقتص ننادي‬
‫يخرجها من الوبعية المزرية التي تعيشها ‪.‬‬
‫فلقضية التنمية االقتصادية بعدال مجتمعيال علي مستوي العالم المتقدم أو النننامي‬
‫حي ننث تع نند ه نندفال تس ننعى إلي ننخ جمي ننع ال نندول م ننن خ ننالل العم ننل عل نني االحتف ننا بمع نندل‬
‫مناسنني مننن التنميننة حتنني يتحقننق للمجتمننع علنني المنندى البعينند التوظننف الكامننل دون‬
‫حدو تضخم أو انكماش أما الدول النامية فان الهدف مننن التنميننة هننو زيننادة معنندالت‬
‫النمو في الدخل القومي الحعيقي ‪ ...‬أي الحد من البطالننة واالرتقنناء بننالمواطن وتحقينق‬
‫آمالننخ فنني حينناة كريمننة وفق نال للمعننايير الصننحية والتعليميننة واالجتماعيننة وكننل مننا يجعننل‬
‫منخ إنسانال صالحال مساهمال في تقدم وطنخ‪.‬‬
‫أن التنمية أحد الغايات النبيلة لبناء عالم أفضل يقضي علي المعاناة اإلنسننانية‬
‫وهنني بهننتا البنند أن تكننون تغيي ن الرً حضنناريا يتننناول أبنيننخ المجتمننع كافننة بالقنندر الننتى‬
‫يع ننالن أس ننباب الفق ننر والتخل ننف‪ ,‬ويض ننمن ح ننق المحت نناجين ف نني المن نوارد المتاح ننة ف نني‬
‫وتق ن ننديم الرعاي ن ننة الص ن ننحية ح ن ننال‬ ‫المجتم ن ننع وت ن ننوفير الض ن ننمانات االجتماعي ن ننة لهن ن نم‬
‫مربهم‪ ......‬إلخ‬
‫تغيي ننر ج ننترى ف نني‬ ‫كم ننا إن أب ننرز م ننا تنط ننوي علي ننخ عملي ننة التنمي ننة ه نني إح نندا‬
‫هننتا التغيننر فنني هيلننل المجتمننع‬ ‫المجتمع يقضي بننخ علنني مسننببات التخلننف وأن أحنندا‬
‫علنني كافننة مسننتوياتخ االقتصننادية واالجتماعيننة يعنند القاسننم المشننترك بننين كافننة تجننارب‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫وسننوف نتطننرق فنني هننتا الفصننل إلننى خصننائص التنميننة االقتصننادية فننى الننبالد‬
‫النامية‪ ,‬وماالمقصود بالتخلف االقتصادى وأسبابخ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫وما هو دور السياسات االقتصادية في تحقيق التنمية؟‬
‫‪-1-‬‬
‫خصائص التنمية االقتصادية فى البالد النامية‬
‫منخفضة بننالبالد المتخلفننة‬ ‫سلانها في مستوى معي‬ ‫تسمى البالد التي يعي‬
‫وبعنند أن بنندأت الكثيننر مننن هننتل الننبالد فنني الحصننول علننى اسننتقاللها وبنندأت فنني السننير‬
‫قدما نحو النمو أطلق عليهننا الننبالد الناميننة‪ .‬وتتميننز الننبالد الناميننة بعنندة خصننائص وإ ا‬
‫وجنندت هننتل الخصننائص فنني بلنند أطلننق عليننخ بلنند نننامي وأهننم خصننائص هننتل الننبالد مننا‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬متخصصااة فاااي إنتااا المااواد األوليااة‪ :‬فع ننادة م ننا يت ننوفر ف نني ه ننتل ال ننبالد‬
‫العمال ننة والث ننروة الطبيعي ننة‪ .‬والقطاع ننات المنتج ننة للمن نواد األولي ننة ه نني الز ارع ننة والتع نندين‬
‫ولتل ترتفع نسبة العمالة الزراعية والعمالة في قطاعات التعدين بهتل الدول‪ .‬وبالتننالي‬
‫تسننود هننتل القطاعننات علننى اقتصنناديات هننتل النندول وتنننخفض بالتننالي نسننبة مسنناهمة‬
‫الصناعة والتجارة بها في الدخل القومي ونسبة المشتغلين بالصناعة والتجارة منها‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬ارتفاع معدالت النمو السكاني‪ :‬ترتفع معدالت المواليد في الدول الناميننة‬
‫ممننا يترتنني عليننخ زيننادة معنندل نمننو السننلان بدرجننة كبي نرة تفننوق الزيننادة فنني معنندل نمننو‬
‫الموارد االقتصادية مما يترتي عليخ ارتفاع البطالة وبعف المستوى الغتائي‪.‬‬
‫كفاااءة اسااتغالل الم اوارد الطبيعي اة يالحننا فنني الننبالد الناميننة‬ ‫ثالث اا‪ :‬انخفااا‬
‫أنها ال تشننلو مننن قلننة المنوارد بقنندر مننا تشننلو مننن بننعف اسننتغالل هننتل المنوارد‪ .‬فهننتل‬
‫تعتمد على الزراعة فإن لديها مساحات من األرابي المملن زراعتهننا‬ ‫البالد وإن كان‬
‫ولكنها غير مستغلة مثال ل األرابي الزراعيننة فنني السننودان والهننند‪ .‬كمننا قنند تتنوافر‬
‫في هتل الدول المعادن الغير مستغلة ومصادر الطاقة قد تكون غير مستغلة كتل ‪.‬‬
‫رابعاا ا‪ :‬نااادرة رأس الماااال‪ :‬و ل ن نتيج ننة لض ننعف الم نندخرات الناج نني ع ننن الفق ننر‬
‫وسننوء توزيننع ال نندخل بننين الس ننلان وزيننادة المي ننل لالسننتهالك‪ .‬وع ننادة مننا تس ننتغل رؤوس‬
‫األموال في هتل الدول في ىراء األرابي والعقارات التي تعطى أرباحا سريعة‪.‬‬
‫خامس ا ا‪ :‬اعتماااد اقتصاااديات الاادول الناميااة علااى تجارتهااا الخارجيااة‪ :‬حيننث‬
‫يعتمد االقتصاد على إنتاج عنندد قليننل مننن المنواد الخننام التنني تصنندر بركملهننا للحصننول‬

‫‪57‬‬
‫على النقد األجنبي الالزم لحصول الدولة على احتياجاتها الغتائية مننن النندول األجنبيننة‬
‫واحتياجاتهننا مننن المعنندات الالزمننة للتنميننة‪ .‬وحتننى االسننتثمارات األجنبيننة الموجهننة لهننتل‬
‫الدول فعادة ما تكون موجهة لقطاع التصدير‪.‬‬
‫سادس اا‪ :‬نقااص القاادرة التنظيميااة والفنيااة‪ :‬و ل ن لنننقص التنندريي وعنندم وجننود‬
‫الحافز االقتصادي وبيق السوق وانخفاض المستوى التعليمي والثقافي‪.‬‬
‫المسااتوى الصااحي والتعليمااي‪ :‬ترتفننع نسننبة األميننة فنني النندول‬ ‫سابعا‪ :‬انخفااا‬
‫النامية فتصل في بعض الدول إلى ‪ %95‬ونتيجة لتل والنخفنناض المسننتوى المعيشنني‬
‫ومستويات الدخل فإن المستوى الصحي أيضا يتصف في هتل الدول بالتخلف‪.‬‬
‫ثامنااا‪ :‬سااوء توزيااع الثااروة علااى طبقااات المجتمااع‪ :‬حي ننث تتك ننون مجتمع ننات‬
‫الدول النامية عادة من طبقتين األولى هنني طبقننة األغنينناء التنني تمتلن عننادة مسنناحات‬
‫ىاسننعة م ننن األ ارب نني الزراعيننة والطبق ننة الثاني ننة ه نني طبقننة الفالح ننين والعم ننال الت نني ال‬
‫تمل إال القليل‪.‬‬
‫تاسع ا‪ :‬تأخر المرأة وارتفاع نساابة تشااغيل األطفااال‪ :‬و لن نتيجننة تفشننى األميننة‬
‫وانخفاض مستوى الدخل‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫مفهوم التخلف االقتصادي وأسبابه‬
‫يشير لفا نالنندول المتخلفننة أو الناميننةن بصننفة عامننة إلننى دول أو مننناطق يجمننع‬
‫فيم ننا بينه ننا خص ننائص أو ص ننفات معين ننة ويطل ننق عليه ننا أحيان ننا تعبي ننر الع ننالم الثال ننث‪.‬‬
‫والبالد المتخلفة هي البالد التي ينخفض مستوى المعيشة فيها انخفابا كبين ار بالعينناس‬
‫إلى البالد المتقدمة‪.‬‬
‫ويعتننرض بعننض االقتصنناديين علننى هننتا التعريننف ألنننخ ال يشننير إلننى الوسننائل‬
‫اإلنتاجين ننة والمن نوارد المتاحن ننة فن ننالتخلف بمفهومن ننخ االقتصن ننادي ال يعنن نني بالضن ننرورة فقن ننر‬
‫المجتمننع مننن حيننث الم نوارد االقتصننادية يقنندر مننا يعننني افتقننار المجتمننع إلننى الوسننائل‬
‫التي يملن بواسطتها استغالل هتل الموارد بطريقة أكثننر فاعليننة وبالشننلل الننتي يجعلهننا‬
‫بالفعل قادرة على تحقيق التقدم االقتصادي‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ويجنني اإلىننارة إلننى أن وصننف النندول بننالتخلف االقتصننادي ال يعننني بالضننرورة‬
‫أن النندول تقننف جميعننا علننى درجننة واحنندة مننن حيننث مسننتوى التقنندم أو التخلننف فهننناك‬
‫فننروق اقتصننادية واجتماعيننة وثقافيننة وسياسننية وابننحة بننين هننتل النندول بننل قنند تشننترك‬
‫بعضها في بعض الخصائص مع الدول المتقدمة‪.‬‬
‫ويملن أن نرجع أسباب التخلف االقتصادي إلى مجموعة من العوامل أهمها‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬األسااباب الجغ ار يااة للتخلااف‪ :‬يننرى بعننض االقتصنناديين أن بخننل الطبيعننة‬
‫يعتبر سببا رئيسيا لظهور التخلف االقتصادي ويتمثل بخل الطبيعة في سننوء الظننروف‬
‫الجوي ننة وب ننعف الترب ننة ون نندرة المن نوارد الطبيعي ننة الص ننالحة لالس ننتغالل‪ .‬وي نندللون عل ننى‬
‫صننحة هننتل النظريننة فنني أن معظننم النندول المتخلفننة اقتصنناديا تقننع فنني المننناطق الحننارة‬
‫بينم ننا معظ ننم ال نندول المتقدم ننة تق ننع ف نني المن نناطق المعتدل ننة‪ .‬إال أن ننخ يعي نني ه ننتل النظري ننة‬
‫وجود بعض الدول المتخلفننة مثننل كوريننا وىننيلى فنني المننناطق المعتدلننة كمننا أن اإلنتنناج‬
‫الصناعي ال يرتبط وجودل بالمنا ‪.‬‬
‫ثاني ا ا‪ :‬األسااباب االجتماعيااة‪ :‬يننرى فريننق مننن االقتصنناديين أن ظنناهرة التخلننف‬
‫التنني تعنناني منهننا بعننض النندول تنشننر نتيجننة لفعننل مجموعننة مننن العوامننل يطلننق عليهننا‬
‫عوامل األزدواج االجتماعي بين النظم والعيم االجتماعية المحليننة وتلن المسننتوردة مننن‬
‫الخارج األمر التي يترتي عليخ حدو حالة مننن التفكن االجتمنناعي والننتى يشننلل فنني‬
‫حنند اتننخ عائقننا للتقنندم ويننرى بعننض االقتصنناديين أن ظنناهرة االزدواج االجتمنناعي قنند‬
‫سببا لحدو ‪.‬‬ ‫تكون إحدى مظاهر التخلف وليس‬
‫وتق ننوم ف نني ه ننتل المجتم ننع بع ننض المجموع ننات الت نني ترخ ننت عل ننى عاتقه ننا إنش نناء‬
‫بع ن ننض الص ن ننناعات مس ن ننتخدمة الم ن نواد الخ ن ننام المتاح ن ننة والمع ن نندات الحديث ن ننة ال أرس ن ننمالية‬
‫وأس نناليي اإلدارة – الفني ننة ويترت نني عل نني لن ن وج ننود قط نناعيين أح نندهما متخل ننف يتب ننع‬
‫أسنناليي اإلنتنناج القديمننة واآلخننر متقنندم يتبننع أسنناليي اإلنتنناج الحديثننة‪ .‬ويسننتغل القطنناع‬
‫األول فنني امتص نناص العمالننة والخام ننات منننخ ويبي ننع لننخ إنتاج ننخ المرتفننع ال ننثمن‪ .‬وب ننتل‬
‫ين ننزداد القطن نناع المتخلن ننف فقن نرا‪ .‬األمن نر الن ننتي يترتن نني علين ننخ ازدين نناد الخلن ننل فن نني التن نوازن‬
‫االقتصادي بين القطاعات المختلفة للدولة الواحدة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ثالث اا‪ :‬العواماال السياسااية‪ :‬يننرى بعننض الكتنناب أن االسننتعمار لعنني دو ار كبي ن ار‬
‫فنني تخل ننف ال نندول فاالس ننتعمار يعمننل عل ننى تنمي ننة القطاع ننات التنني ين ننتن الم نواد الخ ننام‬
‫األولية الالزمننة لصننناعاتخ وبالتننالي تصننبح معنندالت التبننادل التجنناري فنني غيننر صننالح‬
‫النندول المتخلفننة علننى المنندى الطويننل حيننث تحصننل علننى الخامننات برسننعار زهينندة تبيننع‬
‫إنتاجهن ننا الصن ننناعي والز ارعن نني لهن ننتل الن نندول برثمن ننان مرتفعن ننة‪ .‬فالن نندول المتخلفن ننة تخسن ننر‬
‫كمسننتهل للسننلع الصننناعية وكمنتجننخ للم نواد األوليننة كمننا أن ربننط اقتص ناديات النندول‬
‫المس ننتعمرة باقتص نناديات ال نندول الت نني تس ننتعمرها يعتب ننر ع ننامال رئيس ننيا ف نني تخل ننف ه ننتل‬
‫ال نندول‪ .‬ول ننتل ي ننرى بع ننض الكت نناب أن االس ننتعمار والتج ننارة الخارجي ننة مس ننئوولين ع ننن‬
‫التخلن ننف االقتصن ننادي وأن االسن ننتقالل يعتبن ننر بن ننرورة من ننن بن ننروريات القضن نناء علن ننى‬
‫التخلف االقتصادي‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫السياسات االقتصادية والتنمية االقتصادية‪:‬‬
‫تتمث ننل السياس ننة االقتص ننادية ف نني قي ننام الدول ننة بخطن نوات وإجن نراءات ترم ننى إل ننى‬
‫تحقين ننق أهن ننداف اقتصن ننادية محن ننددة األهن ننداف وتسن ننعى الن نندول من ننن خن ننالل السياسن ننات‬
‫االقتصننادية إلننى تحقيننق مجموعننة مننن األهننداف االقتصننادية تتمثننل فنني إىننباع حاجننات‬
‫أفنراد المجتمننع مننن مختلننف السننلع وبصننفة خاصننة تلن السننلع التنني يطلننق عليهننا السننلع‬
‫العام ننة وتحقي ننق النم ننو االقتص ننادي وزي ننادة ف ننرص التوظ ننف ف نني المجتم ننع حت ننى يمل ننن‬
‫ع ننالج مش ننللة البطال ننة أيض ننا العم ننل عل ننى تحقي ننق اس ننتقرار نس ننبي ف نني المس ننتوى الع ننام‬
‫لألسعار حتى يملن الحفا على مستوى معيشة أفراد المجتمع وبجاني مننا سننبق مننن‬
‫أهن ننداف تسن ننعى الحلومن ننات إلن ننى تحسن ننين وبن ننع مين نزان المن نندفوعات من ننن خن ننالل زين ننادة‬
‫الصادرات والعمل على تخفيض حجم الواردات‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬مفهااوم السياسااة االقتصااادية‪ :‬تعننرف السياسننة االقتصننادية علننى أنهننا‪ :‬ن‬
‫تص ننرف ع ننام للس ننلطات العمومي ننة واع منس ننجم وه ننادف ي ننتم العي ننام ب ننخ ف نني المج ننال‬
‫االقتص ننادي أي يتعل ننق باإلنت نناج التب ننادل اس ننتهالك الس ننلع والخ نندمات وتك ننوين رأس‬
‫المالن‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وتعرف كتل برنها‪ :‬نمجموعة الق اررات التي تتختها السننلطات العموميننة بهنندف‬
‫توجيخ النشاط في اتجال مرغوب فيخن‪.‬‬
‫وتتضمن السياسة االقتصادية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد األهداف التي تسعى السلطات أي تحعيقها‪.‬‬
‫‪ -‬وبع تدرج بين األهداف إ أن بعض األهداف تكون غير منسجمة‪.‬‬
‫‪ -‬تحلي ننل االرتباط ننات ب ننين األه ننداف و لن ن بوب ننع نم ننو ج اقتص ننادي يوب ننح‬
‫العالقات بين األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬اختين ننار الوسن ننائل التن نني تنفن ننت بهن ننا السياسن ننة االقتصن ننادية من ننن وسن ننائل نقدين ننة‬
‫الصرف الجباية‪..‬إلخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع السياسة االقتصادية‪:‬‬
‫هناك أنواع للسياسة االقتصادية منها‪:‬‬
‫‪-1‬سياس ن ننة الض ن ننبط الت ن نني تس ن ننعى للمحافظ ن ننة عل ن ننى التوازن ن ننات الكلي ن ننة الكب ن ننرى‬
‫لالقتصاد‪.‬‬
‫‪-2‬سياسة اإلنعاش التي تهدف إلى إعادة إطالق اآللة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬سياس ننة إع ننادة هيلل ننة الجه نناز الص ننناعي الت نني ترم نني إل ننى تكثي ننف الجه نناز‬
‫الصناعي مع تطور الطلي العالمي‪.‬‬
‫‪-4‬سياس ننة االنكم نناش الت نني ته نندف إل ننى التقل ننيص م ننن ارتف نناع مس ننتوى األس ننعار‬
‫وتؤدي إلى تقليص النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف السياسة االقتصادية‪:‬‬
‫تنقسم أهداف السياسة االقتصادية إلى ثالثة مستويات‪:‬‬
‫المساااتوى األول‪ :‬أه ننداف اقتص ننادية إ تتعل ننق بتحقي ننق الرفاهي ننة االقتص ننادية‬
‫وه نني ع ننادة أربع ننة أه ننداف رئيس ننية وتس ننمى نب ننالمربع الس ننحري للسياس ننة االقتص نناديةن‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪-1‬نمننو اقتصننادي مسننتمر‪ :‬ويقنناس النمننو انطالقننا مننن التغيننر الننتي يحصننل فنني‬
‫الن نناتن المحل نني الخ ننام وه ننو اله نندف ال ننتي تس ننعى إل ننى تحعيق ننخ أغل نني ال نندول بمع نندالت‬
‫مرتفعة‪.‬‬
‫‪-2‬مس ننتوى مرتف ننع للتش ننغيل‪ :‬ويقص نند بالتش ننغيل هن ننا عموم ننا التوظي ننف الكام ننل‬
‫لعوامل اإلنتاج والتي أساسها عنصر العمالة التي تعتبر عبئا كبي ار في حالة البطالة‪.‬‬
‫‪-3‬اسننتقرار فنني مسننتوى األسننعار‪ :‬و ل ن مننن خننالل الننتحلم فنني التضننخم الننتي‬
‫يعتبر معرقال للسياسة االقتصادية خاصة ما يسمى بالتضخم الجامع‪.‬‬
‫‪-4‬توازي اقتصادي مع الخننارج‪ :‬وهننو تنوازن مينزان المنندفوعات الننتي يعبننر عننن‬
‫مركز الدولة عالميا ويبين مدفوعات الدولة لألجاني ومقبوباتها منهم‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬أهداف لتحقيق الرفاهية االجتماعية وكيفية استغالل الموارد‪.‬‬
‫المسااااتوى الثالااااث‪ :‬ى ن ننبخ أه ن ننداف وتتعل ن ننق أساس ن ننا بنفق ن ننات تق ن ننوم به ن ننا الدول ن ننة‬
‫بخصوص الدفاع الوطني التعليم والصحة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫السياسة المالية والتنمية االقتصادية‬
‫تعد السياسة المالية مننن أهننم السياسننات التنني تعتمنند عليهننا الحلومننة فنني تحقيننق‬
‫التوازن والنمو االقتصادي وتوفير فرص العمل للوصول إلى وبع التوظف الكامل‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫أوالا‪ :‬تعريف السياسة المالية‪:‬‬
‫برنهننا اسننتخدام الحلومننة للض نرائي واإلنفنناق العننام والموازنننة العامننة للدولننة مننن‬
‫أجننل تحقيننق االسننتقرار االقتصننادي أي أن السياسننة الماليننة تتمثننل فنني األمننور الماليننة‬
‫للدولننة والهادفننة إلننى تحقيننق التنوازن فنني الموازنننة وزيننادة اإلنتنناج ومنننع حنندو التضننخم‬
‫والكس نناد ويمل نن الق ننول ب ننرن اله نندف األساس نني للسياس ننة المالي ننة ه ننو تحقي ننق االس ننتقرار‬
‫االقتصادي من خالل محاربة التضخم والكساد والسعي من خالل ل لتحقيق التنميننة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬السياسة المالية في النظريات االقتصادية‪:‬‬
‫وفنني نظ نرل س نريعة نعننرض هنننا السياسننة الماليننة فنني كننل مننن الفكننر الكالس نيلي‬
‫والفكر الكينزي‪.‬‬
‫‪-1‬السياساااة المالياااة فاااي الفكااار الكالسااايكي‪ :‬ك ننان االقتص نناديون الكالس نني‬
‫يؤمنننون بننرن السياسننة النقديننة السننليمة أكثننر فعاليننة مننن السياسننة الماليننة حيننث أنهننا مننن‬
‫الص ننعي أن تحق ننق االس ننتقرار االقتص ننادي أو أن تق ننوم بع ننالج مش ننللة البطال ننة أي ف نني‬
‫حدود بيقة‪ .‬وبالتالي من المملننن خلننق مزينند مننن فننرص العمننل والمسنناهمة فنني عننالج‬
‫زي ننادة ف نني حج ننم اإلنف نناق الحل ننومي والت نني يمل ننن‬ ‫مش ننللة البطال ننة ع ننن طري ننق إح نندا‬
‫مصادر إيرادية وهي على الترتيي‪:‬‬ ‫تدبيرها من خالل ثال‬
‫المصاادر األول‪ :‬قيننام الحلومننة بفننرض بنرائي جدينندة أو برفننع نسننبة الضنرائي‬
‫الحالية وفي هتل الحالة من الصعي أن يزداد حجننم اإلنفنناق القننومي ألن الزيننادة التنني‬
‫في اإلنفاق الحلومي سيقابلها بنننفح القنندر فنني الغالنني نقننص فنني حجننم إنفنناق‬ ‫ستحد‬
‫األفراد نتيجة لفرض الضرائي‪.‬‬
‫المصااادر الثااااني‪ :‬قي ننام الحلوم ننة بإص نندار ق ننرض ع ننام جدي نند وف نني ه ننتل الحال ننة‬
‫ارتف نناع ف نني س ننعر الفائ نندة وم ننا يترت نني علي ننخ م ننن ح نندو نق ننص ف نني اإلنف نناق‬ ‫س ننيحد‬
‫االستثماري الخاص بنفح الننتي سننيزيد بننخ اإلنفنناق الحلننومي وبالتننالي مننن الصننعي أن‬
‫يزداد حجم اإلنفاق القومي ألن نقص االستثمار يعني نقص اإلنتاج والدخل‪.‬‬
‫تضخم‬ ‫المصدر الثالث‪ :‬من الملن أن يزداد الطلي الكلي من خالل استحدا‬
‫نقدي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪-2‬السياساااة المالياااة فاااي الفكااار االقتصاااادي الكينااازي فك ننان كين ننز ي ننرى أن‬
‫السياسة المالية تكننون أكثننر فعاليننة مننن السياسننة النقديننة وبالتننالي مننن المملننن االعتمنناد‬
‫عل ننى أدوات السياس ننة المالي ننة ف نني ع ننالج م ننا يواج ننخ المجتم ننع م ننن مش نناكل اقتص ننادية‬
‫وعالج كل من التضخم والكساد‪.‬‬
‫ويرتكن ننز التحلين ننل الكينن ننزي فن نني اسن ننتخدام أدوات السياسن ننة المالين ننة علن ننى ىن ننللين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫الشااكل األول‪ :‬فنني ظننل وجننود حالننة مننن (االنكمنناش) فنني النشنناط االقتصننادي‬
‫طرق‪:‬‬ ‫يملن عالج لهتل الحالة بثال‬
‫‪-‬تقن ننوم الحلومن ننة بزين ننادة حجن ننم اإلنفن نناق الحلن ننومي من ننا يعنن نني زين ننادة االسن ننتثمار‬
‫واإلنتاج والدخل‪.‬‬
‫‪-‬تقننوم الحلومننة بتخفننيض الض نرائي ممننا يعن ني زيننادة الحننافز علننى االسننتثمار‬
‫واإلنتاج‪.‬‬
‫(عجز) في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬تقوم الحلومة باستحدا‬
‫الشااكل الثاااني‪ :‬ف نني ظننل وج ننود حال ننة مننن (التض ننخم) فنني النش نناط االقتص ننادي‬
‫طننرق – علننح مننا أتبننع عننند عننالج االنكمنناش – وهنني‬ ‫يملن عالج لهتل الحالة بثال‬
‫على الترتيي‪:‬‬
‫‪-‬تق ننوم الحلوم ننة بتخف ننيض حج ننم اإلنف نناق الحل ننومي وم ننا يتب ننع ل ن م ننن نق ننص‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تقن ننوم الحلومن ننة بزين ننادة الض ن نرائي ومن ننا يتبن ننع ل ن ن من ننن نقن ننص للحن ننافز علن ننى‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫نفائضن في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬تقوم الحلومة باستحدا‬
‫ويسن ننتند كينن ننز علن ننى مضن نناعف االسن ننتثمار فن نني تحقين ننق االسن ننتقرار االقتصن ننادي‬
‫بص ن ننورة س ن نريعة حي ن ننث أن زي ن ننادة االس ن ننتثمار بمبل ن ن مع ن ننين وف ن نني ظ ن ننل المي ن ننل الح ن نندى‬
‫زيادة مضاعفة في الدخل القومي‪.‬‬ ‫االستهالكي في المجتمع تحد‬

‫‪64‬‬
‫ثالثا‪ :‬أثر السياسة المالية على التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫مننن خننالل أدوات السياسننة الماليننة يملننن التننرثير علننى حجننم االسننتثمار القننومي‬
‫وما لتل من آثار على التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1‬أثر اإلنفاق العام على التنمية‪:‬‬
‫ينقسن ننم اإلنفن نناق العن ننام (الحلن ننومي) إلن ننى إنفن نناق اسن ننتهالكي وإنفن نناق اسن ننتثماري‬
‫وكمثال لإلنفاق االستهالكي الدعم التي تقدمة الدولة لألفراد ويؤدي هننتا النندعم بنندورل‬
‫إلى مزينند مننن اإلنفنناق االسننتهالكي وبالتننالي زيننادة الحننافز لنندى المسننتثمرين علننى زيننادة‬
‫اإلنتاج (العرض) لمقابلة الزيادة في الطلي نتيجة الدعم‪.‬‬
‫أيضا عندما تزيد الحلومة اإلنفاق االسننتثماري وتزينند مننن عنندد مشننروعاتها ممننا‬
‫يعني زيادة فرص العمل وزيادة اإلنتاج والدخل وهي أمور تحقق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر السياسة الضريبية على التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫من المعروف أن الحلومة يملنهننا أن تننؤثر مننن خننالل السياسننة الضنريبية علننى‬
‫حجننم االسننتثمار وبالتننالي علننى التنميننة االقتصننادية فننإ ا أرادت الحلومننة أن تزينند مننن‬
‫الحافز على االستثمار داخل المجتمع فعليها أن تقننوم بتخفننيض معنندالت الضنرائي أو‬
‫بتق ننديم بع ننض اإلعف نناءات الض نريبية المحف نزة عل ننى االس ننتثمار وعن نند زي ننادة االس ننتثمار‬
‫نتيجة الستخدام أدوات السياسة المالية يتغير موقع الطلي على االسننتثمار فينتقننل إلننى‬
‫اليمين بالرغم من ثبات سعر الفائدة كما يتضح‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫يتبننين مننن الرسننم أنننخ عننند انخفنناض سننعر الفائنندة مننن ‪ %8 :%10‬يت ازينند حجننم‬
‫االستثمار من ‪ 180 : 100‬مليون جنيخ ومع ثبات سعر الفائدة واستخدام المزينند مننن‬
‫األس نناليي اإلنتاجي ننة الحديث ننة وزي ننادة توقع ننات رج ننال األعم ننال باألرب نناح وزي ننادة الح نوافز‬
‫الموجهة لالستثمار وزيادة السلان ومستويات الدخول يتزايد االستثمار وينتقننل منحنننى‬
‫الطلي على االستثمار إلى اليمين من ط‪ : 1‬ط‪.2‬‬

‫‪66‬‬
67
‫الفصل الثاني‬
‫التنمية االقتصادية والتمويل‬
‫لننيح هننناك مننن ى ن فنني أن ننندرة رأس المننال أو قصننور رأس المننال وانخفنناض‬
‫معدل التكوين الرأسمالي تعد من أهم مظاهر التخلف االقتصادي باإلبافة إلى كونها‬
‫تتسننبي فنني إبطنناء عمليننة التنميننة لتلن النندول المتخلفننة والواقننع أن الننندرة النسننبية لنرأس‬
‫المال تتخت مظاهر مختلفة مننن دولننة ألخننرى بننل ومننن قطنناع آلخننر الزراعيننة أو القابلننة‬
‫للزراعة‪.‬‬
‫هتا عالوة على أن الدول النامية تكون غالبال أقننل اسننتعدادال لإلفننادة الكاملننة مننن‬
‫انتاجي ننة األرض الزراعي ننة نظن ن الر ل نننقص المصن ننادر ال أرس ننمالية الالزمن ننة لرف ننع اإلنتاجين ننة‬
‫الحدي ننة وع نندم ت نوافر الخب نرة الفني ننة‪ .‬وحت ننى ف نني ال نندول النامي ننة الت نني تترك ننز فيه ننا رؤوس‬
‫بننرؤوس األمنوال المسننتثمرة‬ ‫األمنوال فنني قطنناع الز ارعننة فإنهننا تكننون قليلننة إ ا مننا قورنن‬
‫في الزراعة في الدول المتخلفة و لن لتخلننف وبدائيننة وسننائل وأسنناليي اإلنتنناج الز ارعنني‬
‫المستخدمة في الدول النامية‪.‬‬
‫وتختلننف مشننللة التكننوين ال أرسننمالى اليننوم – فنني ظننروف التخلننف – عننن تل ن‬
‫التى واجهتها الدول الرأسمالية خننالل القننرن التاسننع عشننر مننن حيننث اخننتالف الظننروف‬
‫التكنولوجي ن ننة واخ ن ننتالف مفه ن ننوم دور الدول ن ننة ف ن نني االنم ن نناء فدول ن ننة الي ن ننوم تلت ن ننزم بالعي ن ننام‬
‫بمشن ننروعات البنين ننة األساسن ننية للمجتمن ننع – بنن نناء الطن ننرق مشن ننروعات الن ننرى والصن ننرف‬
‫مرافق القننوى الكهربائيننة منند ىننبلات السننل الحديديننة ‪ ...‬وغيرهننا مننن أننواع االسننتثمار‬
‫– حيننث تفتقننر النندول المتخلفننة أص نالل إلننى مثننل هننتل الم ارفننق وعلننى ل ن فننإن العننيء‬
‫الواقننع علننى حلومننات تل ن النندول مننن حيننث تننوفير رؤوس األم نوال الالزمننة لمثننل تل ن‬
‫المشننروعات يصننبح أكبننر نسننبيال ممننا تلتننزم بننخ الحلومننات الحديثننة فنني النندول المتقدمننة‬
‫ات الميزاني ن ننات القومي ن ننة الض ن ننخمة‪ .‬كم ن ننا أن المش ن ننروعات الص ن ننناعية الحديث ن ننة ات‬
‫تحت نناج إل ننى رؤوس أمن نوال ب ننخمة سن نواء إلنش نناء تلن ن‬ ‫التكنولوجي ننا المتقدم ننة أص ننبح‬
‫المشروعات أو لتشغيلها بعنند اإلنشنناء – نظن الر لكننون تلن المشننروعات يننتم بننناء سننعاتها‬
‫اإلنتاجيننة علننى أسنناس مننن االسننتفادة مننن مبنندأ وفننورات السننعة – وهننتا أمننر لننم يقابننل‬
‫الدول المتقدمة في بداية مراحل نموها االقتصادي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ولعلنن ننا نتسن نناءل اآلن عن ننن من نندى أهمين ننة التكن ننوين ال أرسن ننمالي فن نني دفن ننع عجن ننالت‬
‫التنمي ننة االقتص ننادية واالجتماعي ننة‪ .‬وم ننن المع ننروف أن ننخ وحت ننى نهاي ننة الح ننرب العالمي ننة‬
‫الثانين ننة كن ننان االقتصن نناديون يضن ننعون التكن ننوين ال أرسن ننمالي فن نني المقن ننام األول من ننن بن ننين‬
‫مجموع ننة العوام ننل االقتصن ننادية واالجتماعي ننة والثقافين ننة الت نني ت ننؤثر فن نني عملي ننة التنمين ننة‬
‫ويرجننع ل ن فنني المقننام األول إلننى تننرثرهم بننالفكر االقتصننادى الكالسننيلي الننتي لننم يننر‬
‫فرق نال أساسننيال بننين نمننو االقتصنناد القننومي بصننفة عامننة ونمننو المشننروع الفننردي فحيننث‬
‫ينمننو المشننروع الفننردي بزيننادة ت نراكم رأس المننال فننإنهم يننرون أيضننا أن نمننو االقتصنناد‬
‫القننومي يتوقننف علننى درجننة التنراكم ال أرسننمالي فنني المجتمننع وبمعنننى آخننر فننإنهم كننانوا‬
‫ينظننرون للنمننو االقتصننادي علننى أنننخ دالننة للت نراكم ال أرسننمالي‪ .‬غيننر أن تل ن النظ نرة قنند‬
‫تغيننرت حيننث تبننين قصننورها فمنننت نهايننة الحننرب العالميننة الثانيننة بصننفة خاصننة ظهننر‬
‫الكثيننر مننن الكتابننات التنني تؤكنند أن أسننباب التنميننة االقتصننادية ال تتهيننر بمجننرد ت نوافر‬
‫رؤوس األموال وإنما يقتضى األمر باإلبافة إلننى لن وبننع خطننة اقتصننادية رىننيدة‬
‫وت ننوفير األي نندي العامل ننة المدرب ننة واس ننتخدام المع ننارف الفني ننة الحديث ننة وإقام ننة الهياك ننل‬
‫األساسن ننية وتن ننوفير البيئن ننة االجتماعين ننة المالئمن ننة وغين ننر لن ن من ننن المقومن ننات األساسن ننية‬
‫للتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫لكن مما ال ى فيخ أن عامل رأس المال عامل استراتيجي مننن عوامننل التنميننة‬
‫لكنخ ليح العامل الوحيد المؤثر في التنمية‪.‬‬
‫وعلننى الننرغم مننن ل ن فننال يجننوز التقليننل مننن أهميننة التكننوين ال أرسننمالي كعامننل‬
‫جوهري من العوامل المؤثرة في التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫ويرج ننع لن ن إل ننى أن العوام ننل األخ ننرى الت نني ت ننؤثر ف نني عملي ننة التنمي ننة تتوق ننف‬
‫ب نندورها إل ننى ح نند بعي نند عل ننى م نندى ت نوافر التك ننوين ال أرس نمالي‪ .‬فت نوافر رأس الم ننال وم ننا‬
‫ي ننؤدي إلي ننخ م ننن تموي ننل كثي ننر م ننن المش ننروعات اإلنتاجي ننة يهين ن العوام ننل األخ ننرى أن‬
‫تتغير بما يالئم احتياجات التنمية‪.‬‬
‫وليح فنني وسننع البلنند المتخلننف أن يرفننع معدالتننخ للتكننوين ال أرسننمالي بسننهولة إ‬
‫أنخ نظ ار النخفاض الناتن الكلي في حالة االقتصاد المتننرخر يظننل الفننارق المطلننق بننين‬
‫منخفض ننا بوج ننخ ع ننام‪ .‬والدرج ننة الت نني تتك ننون به ننا‬ ‫مس ننتويات المعيش ننة ومطال نني الع نني‬

‫‪69‬‬
‫المدخرات تحددها بشلل ظاهر اإلنتاجية الكلية المنخفضة‪ .‬فإ ا زادت اإلنتاجية أملننن‬
‫رفع أو زيادة إملانية تكوين مدخرات لكن الشواهد العملية تشير إلى أنخ ناد الر ما يلننون‬
‫فنني االملننان رفننع معنندال االسننتثمار خننالل الم ارحننل األولننى مننن النمننو االقتصننادي إلننى‬
‫أكثننر مننن (‪ )%15 – 10‬مننن المنننتن القننومى االجمننالي فنني معظننم البلنندان المتخلفننة‪.‬‬
‫فبننالرغم مننن الجهننود االنمائيننة التنني بننتلتها كثيننر مننن النندول فلننم تننتملن كننل مننن سننيالن‬
‫والفلبين وىيلى وجواتيماال وهندوراس والملسي مننن رفننع تلن المعنندالت إلننى أكثننر مننن‬
‫(‪ )%15 – 10‬خننالل الفت نرة (‪ .)1952 – 1947‬ولننم تننتملن كننل مننن بلغاريننا والمجننر‬
‫م ننن رف ننع لن ن المع نندل ع ننن (‪ )%10 – 9‬ف نني ح ننين ل ننم تتج نناوز تلن ن النس ننبة (‪– 15‬‬
‫‪ )%16‬بالنسننبة لالتحنناد السننوفيتي‪ .‬ويبنندو أن لن المعنندل يتوقننف علننى مقنندار المنوارد‬
‫فيننخ الواليننات المتحنندة األمريليننة‬ ‫الننتي تملنن‬ ‫الغيننر مس نتغلة فنني المجتمننع ففنني الوق ن‬
‫بمواردهن ننا الشاسن ننعة من ننن أن تسن ننتغل تصن نننيعها بنسن ننبة (‪ )%22-20‬فن ننإن انجلت ن ن ار فن ننى‬
‫المقابننل لننم تننتملن مننن أن تتجنناوز (‪ )%10 – 9‬كمعنندل لالسننتثمار‪ .‬لكننن األمننر لننيح‬
‫متوقفننا علننى اإلملانيننات والم نوارد غيننر المسننتغلة فقننط فنني تحدينند ل ن المعنندل بننل ان‬
‫القروض والمعونات الخارجية يملن أن تلعي دو الر هامال فى رفع معدالت االستثمار‪.‬‬
‫وعل ن ننى ل ن ن ف ن ننإن تموي ن ننل التنمي ن ننة ال يعتم ن نند فق ن ننط عل ن ننى الم ن نوارد المحلي ن ننة (أي‬
‫المص ننادر الوطني ننة الداخلي ننة وإنم ننا يعتم نند ك ننتل وبدرج ننة م ننا عل ننى المص ننادر التمويلي ننة‬
‫الخارجي ننة‪ .‬وإ ا ك ننان الع ننيء األكب ننر ف نني ه ننتا الش ننرن إنم ننا يق ننع عل ننى ع نناتق الم نندخرات‬
‫الوطنية فإن الحاجة لالستعانة بالمدخرات األجنبية ترجع إلى اعتبارين أساسيين‪:‬‬
‫يتعلق أولهمننا بتعزيننز المنندخرات الوطنيننة ومننن ثننم إتاحننة الفرصننة لتحقيننق معنندل‬
‫أعلى من التكوين الرأسمالي والسيما في المراحل األولى للتنمية حيث ينننخفض مسننتوى‬
‫االدخ ننار ال ننوطني بينم ننا ت ننزداد الحاج ننة إل ننى االس ننتثمار لتحقي ننق مع نندل مناس نني للتنمي ننة‬
‫االقتصننادية‪ .‬فنني حننين يتعلننق ثانيهمننا بامننداد النندول الناميننة بننالعمالت األجنبيننة الالزمننة‬
‫للوفاء باحتياجات عملية التنمية االقتصننادية والسننيما أن هننتل النندول تتعننرض بابننطراد‬
‫للعجز في موازين مدفوعاتها‪.‬‬
‫ولكن على الرغم من ل فمهما زادت حاجة الدول الناميننة لالسننتعانة بنناألموال‬
‫األجنبيننة فإنننخ ال مننانع مننن أن يقننع علننى عنناتق االقتصنناد القننومي تنندبير الشننطر األكبننر‬

‫‪70‬‬
‫م ننن األمن نوال الالزم ننة لتموي ننل التنمي ننة ألن االقتن نراض الخ ننارجي يتوق ننف أساسن نال عل ننى‬
‫اعتبارات سياسية عالوة على ما يفربخ من أعباء السداد في المستقبل‪.‬‬
‫‪-1-‬‬
‫مصادر التكوين الرأسمالي التمويل)‬
‫يملنن ننا تقس ننيم وس ننائل التك ننوين ال أرس ننمالي – مص ننادر أو وس ننائل التموي ننل‪ -‬م ننن‬
‫ع نندة وجه ننات نظ ننر‪ .‬ف ننإ ا نظرن ننا إل ننى تل ن المص ننادر م ننن الناحي ننة القومي ننة فإن ننخ يمل ننن‬
‫تقس ننيمها إل ننى مجم ننوعتين ع ننامتين تتعل ننق أوالهم ننا بالمص ننادر الخارجي ننة مث ننل الق ننروض‬
‫األجنبين ننة الخاصن ننة والقن ننروض األجنبين ننة العامن ننة والمسن نناعدات والهبن ننات من ننن حلومن ننات‬
‫أجنبية والمساعدات والهبات من هيئات دولية في حين تشتمل الثانيننة علننى المصننادر‬
‫الداخلين ننة متمثل ن ننة ف ن نني السياسن ننة الض ن نريبية والق ن ننروض العامن ننة والم ن نندخرات المحلي ن ننة‪...‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ك ننتل ق نند تقس ننم وس ننائل التجمي ننع ال أرس ننمالي م ننن حي ننث طبيعته ننا وآثاره ننا فهن نناك‬
‫الوسن ننائل التقليدين ننة ات األثن ننر المباىن ننر أي تل ن ن التن نني تحقن ننق فعن ننال تجمين ننع لألم ن نوال‬
‫الالزمن ننة لالسن ننتثمار وتشن ننمل االقتن نراض من ننن مصن ننادر داخلين ننة وخارجين ننة والضن نرائي‪...‬‬
‫وغيره ننا وهن نناك الوس ننائل غي ننر التقليدي ننة ات األث ننر غي ننر المباى ننر مث ننل تنظ ننيم األجه نزة‬
‫المصرفية واألسواق النقدية وتخطيط التجارة الخارجية ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬
‫وقد يلجر البعض إلى تقسننيم مصننادر التمويننل تقسننيما عامننا مننن حيننث األسننلوب‬
‫المتبع وفى هتا التقسيم يلون لدينا أسلوب الضرائي ويشمل كل مننا يتعلننق بالضنرائي‬
‫م ننن حي ننث طبيعته ننا وأ نواعه ننا ووس ننائل تحس ننين أجهزته ننا‪ ...‬وأس ننلوب التموي ننل الخ ننارجي‬
‫وأسن ننلوب التموين ننل بن ننالعجز أو من ننا يطلن ننق علين ننخ أسن ننلوب التموين ننل التضن ننخمي وأسن ننلوب‬
‫االدخار القومي وخالفخ من األساليي سواء التقليدية منها أو غير التقليدية‪.‬‬
‫ولننيح مننن المهننم اتبنناع أسننلوب أو آخننر فنني تقسننيم مصننادر التمويننل بقنندر مننا‬
‫يجي أن يبنى تحليل كل من هتل المصادر على أساس االعتبارات التالية‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬مدى فاعلية ل المصدر في تجميع األموال الالزمة للتنمية‪.‬‬
‫ثاني اا‪ :‬إلننى أي منندى يملننن االعتمنناد عليهننا لضننمان تنندفق مسننتمر مننن األم نوال‬
‫الالزمة وما هي الصعوبات التي تعوق هتا التدفق‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ثالث اا‪ :‬مننا هنني الحنندود العمليننة إلملننان االسننتفادة مننن هننتل الوسننيلة مثننال ل ن‬
‫إلى أي مدى يملن فرض برائي على الصادرات أو برائي تصاعدية أو عقارية‪.‬‬
‫إحنندى هننتل الوسننائل قائمننة بالفعننل فنني اإلج نراءات الالزمننة‬ ‫رابع ا ا‪ :‬إ ا مننا كان ن‬
‫لالرتفاع بلفاءتها كمصدر من مصادر التجميع الرأسمالي‪.‬‬
‫خامسا ا‪ :‬مننا هنني المخنناطر التنني تكتنننف أي مننن هننتل الوسننائل سنواء فنني المنندى‬
‫القصننير أو فنني المنندى الطويننل وكيننف يملننن تجننني آثارهننا الضننارة (أسننلوب االقتنراض‬
‫األجنبي – أسلوب التمويل بالعجز)‪.‬‬
‫سادس ا‪ :‬هل تصلح هتل الوسيلة في ظروف معينة دون غيرهننا ولمننا ا ومننا هنني‬
‫العوامل األكثر مالئمة الستخدامها مع بمان نتائن إيجابية‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫مصادر التمويل الداخلية‬
‫كم ننا س ننبق الق ننول ف ننإن مص ننادر التموي ننل الداخلي ننة ه نني الت نني يق ننع عليه ننا الع ننيء‬
‫األكبر في تمويل عمليات وبنرامن التنميننة االقتصننادية واالجتماعيننة حيننث أنننخ ال يملننن‬
‫أن يتحمل مجتمع ما عيء التنمية عن مجتمع آخر‪.‬‬
‫وتتعنندد وتتبنناين مصننادر التمويننل الننداخلي مننن مجتمننع آلخننر إال أنننخ يملننن أن‬
‫نح ن نندد أربع ن ننة مص ن ننادر رئيس ن ننية للتموي ن ننل ال ن ننداخلي تتمث ن ننل ف ن نني الم ن نندخرات االختياري ن ننة‬
‫والض نرائي والق ننروض والوس ننائل غي ننر المباى نرة لتموي ننل التنمي ننة والت نني تتعل ننق بل ننل م ننن‬
‫فننائض فنني مي نزان‬ ‫التمويننل بننالعجز (التمويننل التضننخمي) والتمويننل م ننن خننالل احنندا‬
‫المدفوعات والتمويل من خالل االستفادة من البطالة المقنعة‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬أسلوب التمويل من خالل المدخرات المحلية‪:‬‬
‫أن ب ن ننيق ك ن ننل م ن ننن الطاق ن ننة االدخاري ن ننة واالس ن ننتثمارية لتع ن نند م ن ننن أه ن ننم س ن ننمات‬
‫االقتصننادية المتخلفننة كمننا أن اتسنناعها ليعنند مننن أهننم سننمات المجتمعننات المتقدمننة أمننا‬
‫تلن ن المجتمعن ننات النامين ننة فن ننإن سن ننعة طاقتهن ننا االدخارين ننة واالسن ننتثمارية تقن ننع بن ننين هن ننتين‬
‫النعيضين‪.‬‬
‫ويميننل أغل نني الكتنناب ع ننن اقتص نناديات النندول النامي ننة إل ننى األخننت بفك نرة الحلق ننة‬
‫المفرغ ن ننة للفق ن ننر والوص ن ننول إل ن ننى االس ن ننتنتاج القائ ن ننل ب ن ننرن ب ن ننعف إملاني ن ننات االدخ ن ننار‬

‫‪72‬‬
‫االختياري إنما يرجع إلى بملة النندخل الفننردي والننتي لننن يرتفننع إال بارتفنناع اإلنتاجيننة‬
‫م ننن خ ننالل تض ننافر عنص ننر العم ننل م ننع كمي ننات مض نناعفة م ننن رؤوس األمن نوال‪ .‬وه ننتا‬
‫االتجننال في ننخ الكثي ننر م ننن المبالغ ننة وي ننؤدي بنننا إل ننى القن ننوط والرك ننون إل ننى فك نرة ب ننرورة‬
‫االستعانة برؤوس األموال األجنبية‪.‬‬
‫وإ ا م ننا عرفن ننا االدخ ننار عل ننى أن ننخ االمتن نناع ع ننن االس نتهالك ف نني الفت نرة الزمني ننة‬
‫الحالي ننة بغ ننرض زي ننادة الق نندرة عل ننى االس ننتهالك ف نني الفت نرات الزمني ننة المقبل ننة ف ننإن لن ن‬
‫ينسحي على ادخار القطاع العائلي وهننو مننا يختلننف عننن مفهننوم االدخننار بالنسننبة لكننل‬
‫من قطاع األعمال وقطاع الحلومة‪.‬‬
‫وعلى ل فإن تعريف االدخار على أنخ الجزء المتبقى من الدخل بعنند االنفنناق‬
‫علننى االسننتهالك بشننرط أن يسننتخدم بعنند لن فنني االنفنناق علننى االسننتثمار ليعنند تعريفننا‬
‫العائلي واألعمال والحلومي‪.‬‬ ‫مناسبا لكل من القطاعات الثال‬
‫وتتخ ننت م نندخرات القط نناع الع ننائلي ع نندة ص ننور م ننن لن ن الم نندخرات التعاقدي ننة‬
‫كعقود الترمين على الحياة أو المعاىات أو الترمينننات االجتماعيننة‪ .‬كمننا قنند ترخننت ىننلل‬
‫الزيادة في األصول السائلة سواء كان ل في ىلل أرصدة نقدية أم في ىننلل أصننول‬
‫مالية مثل األسننهم والسننندات والشننهادات االسننتثمارية وقنند يلننون فنني اسننتثماري مباىننر‬
‫مثن ننل بنن نناء المسن نناكن أو اصن ننالح األ اربن نني أو خالفن ننخ من ننن أوجن ننخ النشن نناط االسن ننتثماري‬
‫الفن ننردي‪ .‬ويتوقن ننف مسن ننتوى االدخن ننار فن نني القطن نناع العن ننائلي علن ننى تفاعن ننل مجموعن ننة من ننن‬
‫العوامننل أهمهننا مق نندار النندخل ونم ننط توزيننع ال نندخل حجننم األص ننول السننائلة والع ننادات‬
‫والعيم االستهالكية السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫أم ننا ادخ ننار قط نناع األعم ننال فإن ننخ يتمث ننل ف نني م نندخرات قط نناع األعم ننال الخ نناص‬
‫ومدخرات قطاع األعمال العام‪ .‬فبالنسبة لمدخرات قطاع األعمال الخنناص فتتمثننل فنني‬
‫األرباح غير الموزعة والتي يلون من المتوقع زيادتهننا كلمننا زادت األربنناح التنني تحققهننا‬
‫المشروعات‪.‬‬
‫وتجنندر االىننارة هنننا إلننى أن هننتا الغننرض األخيننر ال يتحقننق فنني معظننم النندول‬
‫النامية لعدة أسباب منها أن األرباح التي يحققها القطاع الخاص إنما ترجع في معظننم‬
‫األحوال إلى المتمتننع بمركننز احتكننارى ومنهننا كننتل عننادات االسننتهالك التنني تتميننز بهننا‬

‫‪73‬‬
‫الطبقة الرأسمالية في تل الدول والتي ال تختلف كثي ار عن عننادات االسننتهالك السننائدة‬
‫بننالريف هننتا عننالوة علننى تخننوف رجننال األعمننال مننن خطننر التننرميم وبالتننالي عننزوفهم‬
‫عن احتجاز األرباح‪.‬‬
‫أمننا منندخرات قطنناع األعمننال العننام فإنننخ تتمثننل فيهننا يننؤول للحلومننة مننن أربنناح‬
‫المشروعات المملوكة لها وهي تتوقف على أثمان منتجاتها وتكلفة اإلنتاج‪.‬‬
‫ويتمثن ننل ادخن ننار القطن نناع الحلن ننومي فن نني الفن ننرق بن ننين اإلي ن نرادات الحلومين ننة من ننن‬
‫الض نرائي والمص ننروفات الحلومي ننة الجاري ننة (االس ننتهالك الحل ننومي) ويتوق ننف االدخ ننار‬
‫الحلننومي علننى العدينند مننن العوامننل والتنني مننن أهمهننا أسننعار وأن نواع الض نرائي درج ننة‬
‫كفنناءة األجهنزة الضنريبية فنني التحصننيل مسننتوى الكفنناءة الحلوميننة فنني اإلدارة العامننة‬
‫االستهالك الحلومي ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬التمويل من خالل الحصيلة الضريبية‪:‬‬
‫تت س ننم ال نندول النامي ننة بش ننلل ع ننام بض ننعف وتخل ننف ك ننل م ننن نظمه ننا وأجهزته ننا‬
‫الض نريبية وانتشننار ظنناهرة التهننرب الض نريبي‪ .‬وفنني تل ن النندول وفنني ظننل الحاجننة إلننى‬
‫تن نندفق منن ننتظم من ننن الحصن ننيلة الض ن نريبية الالزمن ننة ألغن نراض التنمين ننة وأغ ن نراض النفقن ننات‬
‫الجاري ننة والب نند وأن يتج ننخ االهتم ننام نح ننو اص ننالح ه ننتا الجه نناز وتيس ننير مهم ننة المم ننولين‬
‫ورفع كفاءة العاملين بخ والوصول إلى أعلى معنندالت للتحصننيل كننتل فالبنند مننن تنندفق‬
‫المعدالت الضريبية والقدرة الدخلية لسلان المجتمع‪.‬‬
‫ويرى كثير من االقتصاديين أن الضرائي تتمثل ما بين (‪ )%15 - %10‬مننن‬
‫قيمة الناتن القومي في الدول المتخلفننة بينمننا تصننل تلن النسننبة إلننى مننا بننين (‪- %30‬‬
‫‪ )%40‬فنني النندول المقتدمننة‪ .‬وقنند ال يلننون مننن السننليم أو مننن المتنناح عمليننا رفننع نسننبة‬
‫الضن نرائي ف نني ال نندول النامي ننة إل ننى نف ننح نس ننبتها ف نني االقتص نناديات المتقدم ننة إال أن ننخ‬
‫الجنندال فنني بننرورة زيننادة الحصننيلة الض نريبية كشننرط أساسنني التاحننة الفرصننة للنمننو‬
‫االقتصادي السريع‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬خصائص النظم الضريبية للدول النامية‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫تتمي ننز ال نننظم االقتص ننادية لل نندول النامي ننة بالعدي نند م ننن الخص ننائص االقتص ننادية‬
‫والسننلوكية الت نني ت ننؤثر بش ننلل أو ب ننمخر عل ننى نظامهننا الض نريبي ولك ننن بش ننلل ع ننام ف ننإن‬
‫النظم الضريبية لتل الدول تتميز بمجموعة من الخصائص لعل من أهمها‪:‬‬
‫نساااابة الضااارائب إلااااى الاااادخل القااااومي‪ :‬نتيجن ننة التسن نناع نطن نناق‬ ‫‪-1‬انخفااااا‬
‫المع ننامالت غي ننر النقدي ننة ف نني ال نندول النامي ننة وبخاص ننة ف نني القط نناع الريف ننى وانخف نناض‬
‫مسننتوى النندخل الفننردي وكننتل انخفنناض مسننتوى الننوعى الض نريبي وعنندم وجننود دفنناتر‬
‫وسننجالت حسننابية منظمننة لغالبيننة المشننتغلين بالنشنناط االقتصننادي باإلبننافة إلننى عنندم‬
‫كف نناءة األجهن نزة الضن نريبية‪ ...‬إل ننخ نتيج ننة لك ننل لن ن تتس ننم تلن ن ال نندول بس ننيادة أس ننلوب‬
‫التق نندير الج ازف نني للن نربط الضن نريبي وك ننتل انخف نناض نس ننبة تلن ن الضن نرائي إل ننى ال نندخل‬
‫القومى والتي ال تتجاوز ‪ %15‬من اجمالى دخل المجتمع‪.‬‬
‫نساابة الض ارائب المباشاارة إلااى جملااة حصاايلة الض ارائب‪ :‬تشننتمل‬ ‫‪-2‬انخفااا‬
‫الضرائي المباىرة على تل الضرائي التي تجي على الدخول الفرديننة وعلننى األعمننال‬
‫التجاري ننة واألرب نناح غي ننر الموزع ننة واألرب نناح االس ننتثنائية وأرب نناح رأس الم ننال والمرتب ننات‬
‫وبريبة األفراد واألرابي الزراعية والمباني وبرائي ورسوم األيلولة على التركات‪.‬‬
‫وطالمن ننا أن فن ننرض النظن ننام الضن نريبى المباىن ننر المتسن ننم بالعدالن ننة تحن ننول دونن ننخ‬
‫الكثير من الععبات فإن الدول المتخلفة ال يملنها أن تصننر علننى اسننتخدامخ‪ .‬ومننن ثننم‬
‫ف ننإن إح نندى الم ازي ننا الرئيس ننية الت نني تع ننزى إل ننى نظ ننام بن نرائي ال نندخل ف نني ب ننالد الغ ننرب‬
‫الصناعية – وهننو تصنناعد الضنريبة – ينعنندم وجودهننا فنني بعننض البلنندان الناميننة حيننث‬
‫يق ننع ع ننيء الض نرائي عل ننى كاه ننل طبق ننة الم ننوظفين‪ .‬ونتيج ننة لك ننل ل ن ت نننخفض نس ننبة‬
‫حصيلة الضرائي المباىرة إلى جملة حصيلة الضنرائي فنني النندول الناميننة عننن مثيلتهننا‬
‫في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪-3‬ارتفاع نسبة الضرائب على التجارة الخارجية إلى جملة حصيلة الضرائب‪:‬‬
‫نظ ار لألهميننة المرتفعننة لقطنناع التجننارة الخارجيننة للسننلع المنظننورة فنني النندول الناميننة فنني‬
‫تكوين موازين المدفوعات الخاصة بتل الدول ولكون حصيلة الصادرات السلعية لتل‬
‫الدول تشلل نسبة عالية من الدخل القومي لها – تزيد في غالبيننة األحيننان عننن ‪%20‬‬
‫الننتي تتضنناءل فيننخ أهميننة تجننارة الس نلع المتطننورة فنني م نوازين منندفوعات‬ ‫‪ -‬فنني الوق ن‬

‫‪75‬‬
‫ال نندول المتقدم ننة وبالت ننالى أهمي ننة ص ننادراتها الس ننلعية بالنس ننبة إل ننى دخله ننا الق ننومى‪ .‬ف ننإن‬
‫ال نندول النامي ننة تع نند تجارته ننا الخارجي ننة مص نند ار رئيس ننيا م ننن مص ننادر تموي ننل الحص ننيلة‬
‫الضن نريبية هن ننتا باإلبن ننافة إلن ننى سن ننهولة تحصن ننيل تل ن ن الض ن نرائي علن ننى الصن ننادرات أو‬
‫الواردات السلعية‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬اختيار نوع الضرائب المالئم لتمويل التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫بعنند اسننتعراض الخصننائص األساسننية للنننظم الض نريبية فنني النندول الناميننة فإنننخ‬
‫يتحننتم اإلجابننة علننى التسنناؤل الخنناص بمنندى أفضننلية االعتمنناد علننى أي مننن الضنرائي‬
‫المباىن نرة أو الضن نرائي غي ننر المباىن نرة بالنس ننبة لل نندول النامي ننة ول ننيح هن نناك اتف نناق ب ننين‬
‫االقتصنناديين حننول اإلجابننة علننى ل ن التسنناؤل فبينمننا يننرى الننبعض اسننتخدام الض نريبة‬
‫المباى نرة فننإن الننبعض اآلخننر يننرى اسننتخدام الض نرائي غيننر المباى نرة بينمننا يننرى فريننق‬
‫ثالننث بننرورة اسننتخدام كننل مننن نننوعى الضنريبة مباىنرة وغيننر مباىنرة‪ .‬ويننرى النندكتور‪/‬‬
‫على لطفى أن مصنلحة النندول الناميننة تقتضنني االعتمنناد علننى الضنرائي غيننر المباىنرة‬
‫لتمويل خطط التنمية ويرجع ل لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬تتميز الضرائي غير المباىرة برنخ تؤدى إلى جاني وظيفتهننا الماليننة وظيفننة‬
‫اقتصادية وهننى تحقيننق التنوازن بننين العننرض والطلنني لكننل فننرع مننن فننروع اإلنتنناج‪ .‬ففننى‬
‫حالة زيننادة العننرض عننن الطلنني يننؤدي تخفننيض الضنريبة إلننى تخفننيض الننثمن ومننن ثننم‬
‫زيادة الطلي يتعادل مع العرض والعلح صحيح‪.‬‬
‫‪-2‬الضرائي غير المباىرة أكثر عدالة من الضرائي المباىنرة ويرجننع لن إلننى‬
‫ك ننون الضن نرائي المباىن نرة تح ننابى أص ننحاب ال نندخول المرتفع ننة عل ننى حس نناب أص ننحاب‬
‫الدخول الضعيفة‪ .‬فالعمال والموظفين (أصحاب الدخول الضعيفة) ال يلننون لننديهم أي‬
‫فربننة للتهننرب مننن الض نريبة المباى نرة ولننو جزئيننا ألنهننم ينندفعونها بننناء علننى إق نرار مننن‬
‫الغير – صاحي العمل أو الحلومة – وغالبا ما يننتم تحصننيلها عننند المنبننع‪ .‬أمننا رجننال‬
‫األعمننال وأصننحاب المهننن الح نرة – أصننحاب النندخول المرتفعننة‪ -‬فتكننون لننديهم فننرص‬
‫كثيرة للتهرب من الضريبة المباىرة ألنهم يدفعونها بناء على إقرار يقدمول برنفسهم‪.‬‬
‫‪-3‬فنني ظننل الض نريبة المباى نرة تكننون هننناك تفرقننة بننين المملننوين‪ .‬نننتكر منهننا‪:‬‬
‫تفرقة بننين الممننولين الننتين يلونننون ملننزمين بحلننم القننانون بإمسنناك دفنناتر منتظمننة وبننين‬

‫‪76‬‬
‫الممولين التين ال يلزمهم القانون بتل ‪ ...‬تفرقة بين الممولين الننتين تسننمح لهننم طبيعننة‬
‫عملهننم بننالتهرب مننن الض نريبة والممننولين الننتين ال تسننمح لهننم طبيعننة عملهننم بننتل ‪...‬‬
‫تفرقننة بننين الممننولين الننتين لهننم صننالت خاصننة بالمسننئولين عننن تقنندير الض نريبة وبننين‬
‫الممولين التين تنعدم صالتهم بالمسئولين‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪-4‬تتميز الضرائي غير المباىنرة بالمرونننة حيننث تننزداد حصننيلتها –علننى الننرغم‬
‫من عدم زيادة معدالتها‪ -‬في فترات الرواج نتيجة لكثرة المعامالت وزيادة االنفاق‪.‬‬
‫‪-5‬ال تستدعى الضرائي غير المباىنرة وجننود جهنناز اداري بننخم لتقنندير وربننط‬
‫وتحصيل الضريبة وملافحة التهرب منها بعلح الحال في الضرائي المباىرة‪.‬‬
‫‪-6‬يعنند التهننرب مننن الض نرائي التصنناعدية المباى نرة أم ن ار سننهال بعيننام الممننولين‬
‫بإخفنناء جننزء مننن دخننولهم أو توزيعهننا علننى أف نراد أسننرهم حتننى يخضننع كننل دخننل علننى‬
‫حنندة لش نريحة ب نريبية منخفضننة‪ .‬فنني حننين أنننخ يملننن تطبيننق التصنناعد فنني الض نرائي‬
‫غير المباىرة دون املانية للتهرب منها و ل من خالل التمييز فنني الضنريبة بننين كننل‬
‫من ننن السن ننلع الضن نريبية الالزمن ننة ألصن ننحاب الن نندخول المنخفضن ننة والسن ننلع الكمالين ننة التن نني‬
‫يستهلكها وى الدخول المرتفعة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬العوامل التي تحدد حجم الطاقة الضريبية‪:‬‬
‫تعرف الطاقة الضريبية للمجتمع برنها أقصننى قنندر مننن اإلينرادات العامننة يملننن‬
‫تحص ننيلها بواس ننطة الضن نرائي و ل ن دون االخ ننالل بالقواع نند االقتص ننادية والمالي ننة الت نني‬
‫تحل ننم نش نناط المم ننولين ودون المسن ناس باالعتب ننارات الس ننيلولوجية له ننم‪ .‬ويتح نندد حج ننم‬
‫الطاقة الضريبية للمجتمع على مجموعة من العوامل لعل من أبرزها‪:‬‬
‫‪-1‬حجاام الاادخل القااومى‪ :‬مننن المعننروف أن النندخل القننومى مننا هننو إال مجمننوع‬
‫دخ ن ننول األفن ن نراد ال ن ننتين س ن نناهموا ف ن نني العملي ن ننات االنتاجي ن ننة ب ن ننالمجتمع أو ه ن ننو مجم ن ننوع‬
‫فنني العمليننة االنتاجيننة خ ننالل‬ ‫متحصننالت أو عوائنند العناصننر االنتاجيننة الت نني سنناهم‬
‫سنة وحيث أن متحصننالت العناصننر االنتاجيننة مننا هنني إال دخولننخ لمننالكي هننتل المنوارد‬
‫فإنهننا بالتننالى تمثننل األوعيننة التنني تفننرض عليهننا الض نرائي وعلننى ل ن فننإن زيننادة حجننم‬
‫الدخل القومى تؤدي إلى زيادة الطاقة الضريبية للمجتمع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-2‬درجة العدالااة فااي توزيااع الاادخل‪ :‬إ ا مننا اتسننم توزيننع النندخل القننومى بدرجننة‬
‫عالية من عدم العدالة فإن ل يؤدي إلى زيادة القدر الخابع للضريبة حيث تخضع‬
‫الضرائي الدخل لمعدالت مرتفعة من الضريبة التصاعدية‪.‬‬
‫‪-3‬مقاادار مااا تقدمااه الدولااة ماان خاادمات مجانيااة ألف اراد المجتمااع‪ :‬حيننث أن‬
‫زيننادة تل ن الخنندمات مثننل التعلننيم والصننحة واألمننن‪ ..‬يننؤدي إلننى زيننادة مقنندرة المجتمننع‬
‫على تحمل عيء الضريبة على الرغم من انخفاض مستويات الدخول الفردية‪.‬‬
‫‪-4‬النظاااااام الضاااااريبي مث ن ننل‪ :‬نوعي ن ننة الضن ن نرائي ومع ن نندالتها وكف ن نناءة الجه ن نناز‬
‫الضريبي ودرجة الوعى الضريبى للممولين ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أسس السياسة الضريبية في الدول النامية‪:‬‬
‫إن المهمننة الرئيسننية للسياسننة الضنريبية للدولننة الناميننة تكننون فنني تعبئننة الفننائض‬
‫االقتصننادي وتوجيهننخ إلننى الوجهننات المنتجننة ثننم محاولننة زيادتننخ بشننلل مضننطرد‪ .‬وفننى‬
‫ب ننوء تلن ن المهم ننة ف ننإن الضن نرائي تص ننبح وس ننيلة امتص نناص الج ننزء األكب ننر م ننن لن ن‬
‫الفننائض الننتي ال يسننتخدم ألغ نراض اسننتثمارية وتصننبح المشننللة الرئيسننية هنني البحننث‬
‫عننن مصننادر ل ن الفننائض أو اكتشننافخ وتوجيهننخ نحننو االسننتثمار دون أن يترتنني علننى‬
‫تل العملية انتقاص فرص ظهور مثل ل الفائض االقتصادي‪.‬‬
‫وحيننث أن سياسننة التنميننة هننى فننى جننوه ار سياسننة اجتماعيننة قوميننة يسننتفيد منهننا‬
‫جميننع أفننراد المجتمننع فننإن األمننر ليسننتدعى بننرورة أن ترسننم السياسننة الضنريبية بحيننث‬
‫يسننهم كننل فننرد فنني تمويننل عمليننة التنميننة (مننن خننالل ب نرائبخ) بالقنندر الننتي يسننمح بننخ‬
‫الف ن ننائض االقتص ن ننادى غي ن ننر المس ن ننتخدم أو بمعن ن ننى آخ ن ننر الغي ن ننر موج ن ننخ اختياري ن ننا نح ن ننو‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫وحيننث يختلننف الفننائض االقتصننادى مننن فننرد آلخننر نظ ن ار الخننتالف احتياجاتننخ‬
‫االستهالكية واختالف مستويات دخولهم واختالف مستوى الدخل التى يجعل لنندى كننل‬
‫منهم الحافز لبننتل المزينند مننن الجهننود لننتل يجنني أن تتسننم السياسننة الضنريبية بالعدالننة‬
‫ف نني توزي ننع أعبائه ننا وإ ا م ننا علمن ننا أن عملي ننة التنمي ننة االقتص ننادية ه نني عملي ننة تراكمي ننة‬
‫بمعن ننى أن ننخ س ننوف يص نناحبها ارتف نناع ف نني ال نندخل وبالت ننالي ارتف نناع ف نني حج ننم الف ننائض‬
‫االقتصادي في المراحل األولى فإنخ يجي أن ترسم السياسة الضريبية بحيث ال تسمح‬

‫‪78‬‬
‫بننرن تننؤول الزيننادة فننى النندخل إلننى االنفنناق االسننتهالكي كاملننة أو بمعنننى آخننر فننإن تلن‬
‫السياسننة يجنني أن ترخننت فنني اعتبارهننا أن يلننون معنندل الت ازينند فنني االنفنناق االسننتهالكي‬
‫أق ننل م ننن مع نندل الزي ننادة المتوقع ننة ف نني ال نندخل الق ننومي وبخاص ننة ف نني الم ارح ننل األول ننى‬
‫للتنمية‪.‬‬
‫وإ ا ما كان هدف سياسة التنمية هو تشجيع النمو فنني قطنناع أو نشنناط انتنناجي‬
‫فإنخ يجي أن ترخت السياسة الضريبية هتا الهدف بعين االعتبننار وهننو مننا يعننرف بمبنندأ‬
‫االعفنناء الض نريبي أو التخفيضننات الض نريبية‪ .‬كمننا أن الض نرائي علننى ال نواردات يجنني‬
‫أن تخطط بمن االطار العام لخطة التنميننة فقنند تعفننى مننثال السننلع ال أرسننمالية الالزمننة‬
‫الننتى تفننرض فيننخ ب نرائي مرتفعننة‬ ‫إلقامننة صننناعات وطنيننة مننن الض نرائي فنني الوق ن‬
‫على السلع االستهالكية‪.‬‬
‫على أنخ وفننى كثيننر مننن الندول يملننن تجميننع حصننيلة بنريبية كبينرة مننن خننالل‬
‫الضرائي على العقننارات والملكيننات الزراعيننة ولكننن لكنني يتننرتى لن يشننترط عنندم وجننود‬
‫النفو السياسنني فنني أينندى الطبقننة الغنيننة حيننث أنهننا فنني تلن الحالننة سننوف تسننتطيع أن‬
‫تقاوم أى اتجاهات تشريعية بريبية تفقدها جزءا من المزايا أو الملاسنني الماديننة التنني‬
‫تتمتع بها‪.‬‬
‫الدين األهلى)‪:‬‬ ‫سابع ا‪ :‬تمويل التنمية من خالل أسلوب القرو‬
‫تلن ن‬ ‫ان المقصن ننود بن ننالقروض المسن ننتخدمة فن ننى تموين ننل عملين ننات التنمين ننة ليسن ن‬
‫القننروض التننى تقننوم عليهننا الحلومننات بغننرض تغطيننة جننزء مننن نفقاتهننا الجاريننة أو سنند‬
‫عجز طارم فى الموازنة العامة للدولة ولكننا نقصد فى هتا الجننزء تلن القننروض التننى‬
‫تصدرها الدولة بتيننة تمويننل بعننض مشننروعات التنميننة‪ .‬وفننى هننتا الصنندد يننرى ننورمننان‬
‫تلن القننروض‬ ‫بوكانان هوارد اليحن أنخ ال يوجنند ىن يحننول دون االقتنراض مننا دامن‬
‫تل ن المشننروعات مدروسننة‬ ‫ستسننتخدم فنني مشننروعات التنميننة الحلوميننة وطالمننا كان ن‬
‫نس ننبة ال نندين األهل ننى ف نني الوالي ننات‬ ‫وتس ننتثمر فيه ننا األمن نوال آلح ننال طويل ننة‪ .‬ولق نند بلغ ن‬
‫المتحنندة األمريليننة وكننندا وبلجيلننا فننى عننام ‪ 1950‬نحننو ‪ %94 %117 %109‬مننن‬
‫‪%10 %15 %18‬‬ ‫دخولهننا القوميننة علننى الترتينني فننى حننين أن تل ن النسننبة بلغ ن‬
‫في كل مننن الب ارزيننل وسننيالن والملسننين فننى نفننح العننام علننى الترتينني وتتركننز مشنناكل‬

‫‪79‬‬
‫االقتنراض الرئيسننية التننى تواجننخ حلومننات الننبالد المتخلفننة فنني اختفنناء عننادات االدخننار‬
‫م ننن بع ننض من نناهن الحي نناة وانع نندام وج ننود أسن نواق منتظم ننة ل ننألوراق المالي ننة الحلومي ننة‬
‫وانعنندام الطلنني مننن جاننني المصننارف التجاريننة ومؤسسننات التننرمين يضنناف إلننى ل ن‬
‫اتجننال الحلومننات نفسننها صننوب التمويننل بالوسننائل التضننخمية ومننا يتبعننخ مننن مخنناوف‬
‫تسن نناور الشن ننعي فن ننى التضن ننخم‪ .‬وإ ا لن ننم تكن ننن زين ننادة القن ننروض مصن ننحوبة فن ننإن التنمين ننة‬
‫االقتصادية يملن أن تمول إلى حد ما دون ما ارهاق للطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫وعن نند الح ننديث ع ننن الق ننروض أو ال نندين األهل ننى فإن ننخ غالب ننا م ننا يواجهن ننا الس نؤال‬
‫التالى‪:‬‬
‫الحلوم ننة بماله ننا م ننن س ننلطة تس ننتطيع أن تف ننرض م ننا تش نناء من ننن‬ ‫إ ا م ننا كانن ن‬
‫الضرائي باإلبافة إلى كونها تمل الوسائل الكفيلة بتحديد كميننة النقننود فننى المجتمننع‬
‫فلم ننا ا تلج ننر إل ننى أس ننلوب الق ننروض الداخلي ننة‪ .‬واإلجاب ننة عل ننى ل ن الس نؤال ات ى ننقين‬
‫يتعل ننق األول منه ننا ب ننرن ق نندرة الحلوم ننة عل ننى إص نندار النق ننود أو عل ننى ف ننرض الض نرائي‬
‫سلطة مطلقة وإنما يحلمها العديد من االعتبارات والقننوى االقتصننادية والسياسننية‬ ‫ليس‬
‫واالجتماعية‪ .‬بينما يتصل ثانيهما برن هناك اختالفات جوهريننة بننين كننل مننن الضنرائي‬
‫والق ننروض فحي ننث تك ننون حص ننيلة الضن نرائي غي ننر قابل ننة للتخص ننيص لمش ننروع أو وج ننخ‬
‫انفنناقى معننين فننإن القننروض العامننة تحتمننل هننتا التخصننيص وحيننث تحمننل الض نرائي‬
‫صننفة االجبننار فننإن القننروض وبحلننم طبيعتهننا اختياريننة تعاقديننة وحيننث ال تننرد الضنريبة‬
‫لنندافعيها تننرد قيمننة القننرض وفوائنندل لمننن اكتتنني فيننخ وحيننث تننؤدي الضنرائي إلننى زيننادة‬
‫االيرادات العامة دون تحميننل أعبنناء ابننافية آجلننة أو عاجلنة علننى جاننني النفقننات فننإن‬
‫القروض تزيد من اإليرادات العامة عند إصدارها ولكنهننا تزينند مننن النفقننات العامننة عننند‬
‫استهالكها وأخي الر فإن اآلثار المترتبة على فرض الضريبة تختلف كلية عن تلن التننى‬
‫تترتي على إصدار القروض العامة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الوسائل غير المباشرة لتمويل التنمية‪:‬‬
‫نظن ن الر لع نندم كفاي ننة وس ننائل التموي ننل ال ننداخلى الس ننابق االى ننارة إليه ننا ع ننن الوف نناء‬
‫النمو االقتصادى أو بمعنننى آخننر فننى مواجهننة‬ ‫باحتياجات العديد من الدول فى إحدا‬
‫النمننو االقتصننادي فننى‬ ‫المطالنني المت ازينندة لعمليننات الت نراكم ال أرسننمالى الالزمننة الحنندا‬

‫‪80‬‬
‫النندول المتخلفننة المتقدمننة منهننا أو الناميننة فإنهننا فننى الغالنني مننا تلجننر إلننى ابتنناع بعننض‬
‫األساليي غير المباىرة فى توفير رؤوس األموال الالزمننة لنندفع عجلننة النمننو و لن مننن‬
‫خ ننالل عملي ننات التموي ننل التض ننخمى أو م ننا يطل ننق علي ننخ بالتموي ننل ب ننالعجز (اس ننتحدا‬
‫ف ننائض ف نني‬ ‫عج ننز ف نني الموازن ننة العام ننة للدول ننة) وك ننتل التموي ننل م ننن خ ننالل اس ننتحدا‬
‫موازين المدفوعات أو التمويل من خالل االستفادة من ظاهرة البطالة المقنعة‪.‬‬
‫وتختلف اآلراء والحجن التى يسوقها االقتصاديين حول املانية ومدى استخدام‬
‫أي من األساليي السابقة والمخاطر التى تصاحي كل منهننا إال أن تجننارب العدينند مننن‬
‫الدول فى مجال التنمية االقتصادية تشير إلى أن تل الوسائل الغيننر مباىنرة أصننبح‬
‫إح نندى‬ ‫مصنند الر أساس ننيا م ننن مصننادر التموي ننل ال ننداخلى بننل يمل ننن الق ننول أنهننا أص ننبح‬
‫سمات االقتصاديات النامية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪-3-‬‬
‫التمويل وتضخمه والتمويل بالعجز‬
‫أوالا‪ :‬التمويل التضخمي‪:‬‬
‫العج ننز ف ننى الموازن ننة العام ننة‬ ‫يعتب ننر التموي ننل ع ننن طري ننق التض ننخم أو اس ننتحدا‬
‫للدولة من المسائل التى أثارت –ومازال ‪ -‬الكثير من الجدل العلمى وبخاصة بالنسننبة‬
‫لعمليات التنمية للدول حديثة العهد بها‪.‬‬
‫وتتلخص فكرة التمويل التضننخمى فننى التجنناء الدولننة إلننى خلننق مزينند مننن النقننود‬
‫واالئتمن نان لتموين ننل بعن ننض المشن ننروعات التنمين ننة وتشن ننغيل العن نناطلين واسن ننتغالل المن نوارد‬
‫الطبيعي ننة وم ننن ث ننم تحقي ننق مع نندالت س نريعة للتنمي ننة‪ .‬وت نرتبط فك نرة التموي ننل التض ننخمى‬
‫بالعالقننة بننين توسننيع الطاقننة االنتاجيننة للمجتمننع وكميننة الوقننود أو وسننائل النندفع الالزمننة‬
‫لحمننل كميننات االنتنناج مننن بدايننة م ارحننل العمليننات االنتاجيننة إلننى نهايتننخ فننإ ا لننم تقتننرن‬
‫الزيننادة فنني اإلنتنناج بزيننادة مناسننبة فننى حجننم وسننائل النندفع فننإن ل ن سننوف يننؤدي إلننى‬
‫تعطيل أو توقف تدفق تيار السلع والخدمات مما يعرض المنتجين لخسائر فادحننة‪ .‬إال‬
‫هدفال فننى حنند اتهننا حيننث‬ ‫أنخ يجي أن يؤخت في االعتبار أن زيادة وسائل الدفع ليس‬
‫تؤدى زيادتها عن القدر المطلوب منها إلى إعاقة التقدم االقتصادى ومنعخ عننن طريننق‬
‫غاياتخ‪.‬‬
‫ولننتل فقنند ظهننرت بعننض اآلراء والحجننن التننى يؤينند بعضننها ويعننارض الننبعض‬
‫اآلخن ننر منهن ننا أسن ننلوب التموين ننل بن ننالعجز‪ .‬وكن ننال الجن ننانبين يتخن ننت من ننن النتن ننائن التطبيعين ننة‬
‫وخب نرات ال نندول مم ننا يؤي نند وجه ننة نظ ننرل‪ .‬وعل ننى ك ننل ف ننإن مش ننللة التموي ننل التض ننخمى –‬
‫كغيرهننا مننن المشنناكل االقتصننادية‪ -‬تتوقننف علننى الظننروف األخننرى السننائدة بننالمجتمع‬
‫وعلى كيفية مواجهة النتائن المحتملة وتالفى آثارها السيئة إن وجدت‪.‬‬
‫اآلراء المؤيدة للتمويل التضخمى‪:‬‬
‫تسننتند آراء مؤينندى التمويننل التضننخمى إلننى أنننخ ال يملننن حنل مشننللة ننندرة رأس‬
‫الم ننال باألس نناليي التقليدين ننة كالضن نرائي والق ننروض واالدخن ننار االختي نناري فهن نناك حن نندود‬
‫قصوى لما يملن تجميعخ من تل الوسائل وكتل فإنخ من العسير إجبننار األفنراد علننى‬
‫العجن ننز فن نني‬ ‫زين ننادة االنتن نناج دون زين ننادة أجن ننورهم النقدين ننة‪ .‬كمن ننا أن التموين ننل باسن ننتحدا‬

‫‪82‬‬
‫الموازنننة العامننة لننن يحتنناج إلننى مهننارة أو خبنرة إداريننة وتنظيميننة كبينرة كتلن الضننرورية‬
‫لتنشيط التمويل بالوسائل السالفة التكر‪.‬‬
‫العجننز قنند يننؤدي إلننى إحنندا‬ ‫كتل يرى هؤالء المؤيدين أن التمويننل باسننتحدا‬
‫الدول ننة‬ ‫تض ننخم س ننعرى ولك ننن ل ن التض ننخم الس ننعرى ل ننن يس ننتمر ط ننويالل إ ا م ننا اتبع ن‬
‫السياسة االقتصادية السننليمة التننى تعمننل علننى تالفننى آثننارل‪ .‬باإلبننافة إلننى أن التمويننل‬
‫التضننخمى سننوف يملننن الدولننة مننن تنفيننت المشننروعات التننى تزينند مننن طاقتهننا االنتاجيننة‬
‫وبالتالى يزداد حجم المنندخرات فننى الم ارحننل التاليننة وكننتل سننوف تننزداد حصننيلة الدولننة‬
‫من الضرائي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تكاليف التضخم‪:‬‬
‫تجمع وجننول الننرأى – فيمننا عنندا الشننا النننادر منهننا – علننى أن تكنناليف التضننخم‬
‫اقتصاديال وسياسيال واجتماعيال تبل حنندا يجعننل مننن الواجنني رسننم سياسننة إلحنراز التنميننة‬
‫االقتصن ننادية دون تلن ن التكن نناليف‪ .‬فالتضن ننخم يثن ننبط الحن نوافز علن ننى االدخن ننار االختين نناري‬
‫ويغننرى علننى االسننتهالك كثي ن الر بواسننطة أولئ ن المنتفعننين بننخ‪ .‬وتننتهي الملاسنني والتننى‬
‫يج بها التضخم إلننى أوجننخ التحسننم فنني قيمننة األ اربنني والملاتنني والمبننانى الضننخمة‬
‫وك ننتل ف ننى الملتن ننز م ننن العم ننالت األجنبي ننة والمخت ننزن م ننن الس ننلع وف ننى االق نندام عل ننى‬
‫المخاطر والمغامرة أكثر مما تتهي فى االستثمار الصناعي‪.‬‬
‫ويصنناحي التضننخم الكبيننر ت ازينند فننى عنندد األف نراد المشننتغلين بالتجننارة وحنندها‬
‫ووتوقف إلى حين عملية االنتخاب الطبيعي بين المؤسسات التجاريننة فتظننل علننى قينند‬
‫الحين نناة حتن ننى أقله ن ننا مهن ننارة وكفاي ن ننة وين ننتم تش ن ننويخ وابن ننطراب العالق ن ننة بن ننين التك ن نناليف‬
‫واألسعار ويساء استخدام الموارد ويغدو التخطيط الحلومي والتجاري أم ار مستحيالل‪.‬‬
‫ويعزى التضخم رؤوس األموال على النزوح والهجرة إلى الخننارج كمننا أنننخ يصنند‬
‫النواردات‬ ‫رأس المننال األجنبننى عننن االقبننال والمشنناركة فننى مشننروعات التنميننة فتنننتع‬
‫وتضعف الصادرات ويزداد ويتوالى العجز فننى مينزان المنندفوعات ويصننبح لننيح هننناك‬
‫من وسيلة سوى خفض قيمة العملة وفرض القيود المباىرة أو الرقابة على الصرف‪.‬‬
‫أو المح نندود مث ننل فئ ننة‬ ‫ويض ننار م ننن ج نراء ك ننل ل ن الفئ ننات ات ال نندخل الثاب ن‬
‫المن ن ننوظفين الحلن ن ننوميين‪ .‬باإلبن ن ننافة إلن ن ننى كن ن ننل لن ن ن فن ن ننإن التضن ن ننخم يخلن ن ننق الحن ن ن اززات‬

‫‪83‬‬
‫االجتماعية وينعدم ىعور الفرد بالمسئولية كما يقلل من الحوافز على العمل الشنريف‬
‫والجهنند التنظيمنني ويبعننث علننى عنندم االسننتقرار فننى سننوق العمالننة وبسننبي كثنرة التنندخل‬
‫الحلومى األمر التى يتنافى وروح االقدام الفردى‪.‬‬
‫وعالوة علننى التصنندع االجتمنناعى والضننياع االقتصننادى فننإن التضننخم ال ينمننى‬
‫– إال ى ننيئا قل ننيال ويؤي نند ل ن مجموع ننة الد ارس ننات الت ننى ق ننام به ننا‬ ‫االدخ ننار – ان ح نند‬
‫ص ننندوق النق نند ال نند ولى ف ننى العدي نند م ننن بل نندان الع ننالم الن ننامى والمتق نندم ولفتن نرات زمني ننة‬
‫طويلة‪.‬‬
‫وعلى السلطات النقدية فى الدول السائرة فى طريق النهوض واجي حتمننى هننو‬
‫تجننني التضننخم لننيح هننتا فقننط بننل ان واجبهننا يمتنند بالمثننل إلننى التعننويض عننن فعننل‬
‫الق ننوى االنكماى ننية وأنه ننا يج نني عليه ننا أن تعم ننل عل ننى الحيلول ننة دون تحوي ننل الم نندخرات‬
‫المحلية إلى استثمارات خارجية و ل لمنع األثر االنكماىي لصادرات رأس المال‪ .‬وال‬
‫حاجة للقول أنخ بدون وجود ميزانيننة حلوميننة لعننالج التضننخم ال يلننون ثمننة فائنندة كبينرة‬
‫أو ج نندوى م ننن ف ننرض الرقاب ننة النقدي ننة‪ .‬ويق ننال أن ت ننمزر السياس ننة المالي ننة والنقدي ننة الت ننى‬
‫توصى على عدم زيادة حجم النقود عن ل الحجم الالزم للتوسع في التجارة الداخلية‬
‫وزيادة عدد السلان برنها سياسة عالج التضخم‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬التمويل بالعجز‪:‬‬
‫ين ننرى هن ننتا الفرين ننق من ننن االقتصن نناديين أنن ننخ ال يملن ننن أن يلن ننون أسن ننلوب التموين ننل‬
‫هننناك مشننللة‬ ‫بالعجز بهتل السهولة وبهتل النتائن البنناهرة وبهننتل البسنناطة إال لمننا كانن‬
‫اس ننمها ن نندرة رأس الم ننال ول ننو أن أس ننلوب التموي ننل التض ننخمى ك ننان خالي ننا م ننن المش نناكل‬
‫إليخ جميع الدول فهو أفضل من االقتراض الخارجى باإلبافة إلى كونخ لننن‬ ‫التجه‬
‫يفقنند الحلومننة ىننعبيتها بعلننح الضنرائي‪ .‬فيننرى هننتا الفريننق مننن االقتصنناديين أنننخ لننيح‬
‫العجننز إلننى زيننادة االدخننار عننن المزينند‬ ‫هناك من بمان ألن يؤدى التمويل باسننتحدا‬
‫م ننن حص ننيلة الض نرائي وحت ننى إ ا م ننا زاد االدخ ننار االختي نناري ف ننإن ه ننتا ق نند يت نندفق إل ننى‬
‫االستثمار الخاص وقد تجنند الحلومننة أنهننا فننى نفننح الوبننع مننن حيننث تحملهننا ألعبنناء‬
‫االستثمار العام‪ ...‬وهلتا قد تزداد أو تطول فترة التضخم وتزداد آثارل‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ونظ الر لكون المشروعات التى يتم تمويلها من خالل ل األسلوب فى الم ارحننل‬
‫األولى للتنمية هى مشروعات البنية األساسية كالسدود والخزانات والطننرق وخالفننخ وأن‬
‫طويننل نسننبيال‬ ‫الزيادة الناىئة عننن مثننل تلن المشننروعات لننن تننرتى إال بعنند مضننى وقن‬
‫وحيث أن الميل لالستهالك فى تل المجتمعات مرتفع وهيللهننا االقتصننادى يفتقننر إلننى‬
‫الطاقات الصناعية الكبيرة وبالتالى يتسم العننرض الكلننى فيهننا بعنندم المرونننة فننى المنندى‬
‫القصير وحيث يسود طابع االكتفاء التاتى فى طاعات الريف فإن المشللة تعنند أكثننر‬
‫خطورة مما يرى المؤيدين حيث تؤدى الزيادة فى الدخل إلننى زيننادة الطلنني علننى السننلع‬
‫االسننتهالكية الغتائيننة ولننن تعننود الزيننادة فننى النندخل الناىننئة مننن ارتفنناع األسننعار علننى‬
‫طبقة المنظمين والقادرين علننى االدخننار واالسننتثمار فحسنني كمننا هننو الحننال فننى النندول‬
‫المتقدم ننة ب ننل س ننتعود عل ننى فئ ننات ال ننزراع والتج ننار وه ننى الفئ ننات الت ننى ال تعن ننى زي ننادة‬
‫دخننولهم بالضننرورة زيننادة فننى مقنندرتهم االدخاريننة باإلبننافة إلننى أن هننتل الطبقننات لننيح‬
‫أن لننديها مينوالل لالسننتثمار فنني حنناالت ومشنناريع صننناعية‪ .‬وعلننى ل ن‬ ‫هننناك مننا يثبن‬
‫فإن ننخ م ننن المنتظ ننر أن يل ننون األث ننر التض ننخمى س ننيئا ف نني ال نندول النامي ننة وبخاص ننة ف نني‬
‫المدى القصير‪.‬‬
‫العجننز‬ ‫مننن كننل مننا سننبق يملننننا أن نخلننص إلننى أن أسننلوب التمويننل باسننتحدا‬
‫في الميزانية يجي وخاصة فى بداية مراحل التنمية االقتصادية أن يوجخ إلى المشنناريع‬
‫ات األثر المباىر من حيث زيننادة االنتنناج ألن هننتا سننيجعلخ محنندود المنندى طالمننا أن‬
‫االسننتثمار األولننى يخلننق انتاجننا إبننافيا ودخننال ابننافيا‪ .‬وأنننخ يجنني علننى المجتمعننات‬
‫النامية أال تفرط في استخدام هتا األسننلوب ثننم تجنند نفسننها أمننام مجموعننة مننن المشنناكل‬
‫الض ننخمة والمعق نندة والتن نى ق نند تك ننون تكلف ننة حله ننا أكث ننر م ننن الفائ نندة الت ننى ع ننادت عل ننى‬
‫المجتمع من جراء استخدام أسلوب التمويل بالعجز‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫مصادر التمويل الخارجية‬

‫‪85‬‬
‫ان مشننللة االعتم نناد علننى المص ننادر األجنبيننة ف ننى تمويننل عملي ننات التنميننة ف ننى‬
‫بالبس نناطة الت ننى تص ننورها الكثي ننر م ننن الكتاب ننات‪ .‬فق نند تغي ننرت‬ ‫دول الع ننالم الثال ننث ليس ن‬
‫األوباع السياسية واالقتصادية فى الكثير من تل الدول بعنند تحررهننا السياسننى حيننث‬
‫تحنناول تل ن النندول جاهنندة أن تننتخلص مننن كننل أىننلال التبعيننة االقتصننادية وأن تكننون‬
‫عوائ نند موارده ننا لش ننعوبها وأن تحص ننل عل ننى عائ نند مج ننز لص ننادراتها‪ .‬ان ال نندول النامي ننة‬
‫تحتاج إلى كميات بخمة من رؤوس األموال واالسننتثمارات األجنبيننة الالزمننة العطنناء‬
‫دفع ن ننة قوي ن ننة لعملي ن ننات التك ن ننوين ال أرس ن ننمالي ف ن نني الم ارح ن ننل األول ن ننى م ن ننن خط ن ننط التنمي ن ننة‬
‫االقتصادية – لكن هناك العديد من االعتبارات الواجي مراعاتها عننند مناقشننة موبننوع‬
‫رأس المال األجنبى وعالقتخ بالتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫فهنن نناك من ننثال قن نندرة الن نندول النامين ننة علن ننى االقت ن نراض وقن نندرتها علن ننى سن ننداد تل ن ن‬
‫القن ننروض وخدم ن ننة ال ن نندين الخ ن ننارجى (الفوائن نند) وم ن نندى فاعلي ن ننة الق ن ننروض األجنبي ن ننة وأى‬
‫المصننادر أفضننل مننن غيرهننا فننى الحصننول علننى تل ن األم نوال أى أن المجنناالت يملننن‬
‫أن يسن نناهم رأس المن ننال األجنبن ننى فن ننى تمويلهن ننا باإلبن ننافة إلن ننى الشن ننروط التن ننى تضن ننعها‬
‫الج ه ننات المقرب ننة وم نندى مالئمته ننا واس ننتعداد ال نندول النامي ننة لقبوله ننا وأث ننر لن ن عل ننى‬
‫اقتصاديات النندول إلننى غيننر لن مننن االعتبننارات الهامننة التننى يجنني أن تراعيهننا النندول‬
‫النامية عندما تقرر االستعانة برأس المال األجنبى لتمويل عمليات التنميننة االقتصننادية‬
‫وتنقسم رؤوس األمنوال األجنبيننة حسنني مصنندرها إلننى ثالثننة أقسننام رئيسننية يتعلننق أولهننا‬
‫بن ننرؤوس األمن ننال األجنبين ننة الخاصن ننة ويتعلن ننق ثانيهن ننا بالمسن نناعدات المالين ننة من ننن الن نندول‬
‫المتقدمة فى حين يتعلق ثالثها بقروض ومنح المنظمات الدولية‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬رؤوس األموال األجنبية الخاصة‪:‬‬
‫علننى الننرغم مننن أن الجننزء األكبننر مننن تحركننات رؤوس األمنوال األجنبيننة يتمثننل‬
‫فى القروض أو المعونات الحلومية إال أن االعتقاد السائد هننو أن هننتل مرحلننة انتقاليننة‬
‫يج نني أن تتبعه ننا مرحل ننة تك ننون فيه ننا ال نندول النامي ننة مهي ننرة لتش ننجيع االس ننتثمار األجنب ننى‬
‫الخاص‪ .‬وإ ا رأت دولة أن تسير فى هتا االتجننال فالبنند مننن تكييننف تشنريعاتها القوميننة‬
‫علن نى النح ننو ال ننتى يج ننتب رؤوس األمن نوال األجنبي ننة الخاص ننة ويجع ننل منه ننا أداة تس ننهم‬
‫إسهاما ايجابيا فى االنماء و ل من خالل تننوفير الضننمانات الكافيننة حننول عنندم تننرمين‬

‫‪86‬‬
‫أو مص ننادرة تلن ن األمن نوال أو منعه ننا م ننن تحوي ننل أرباحه ننا إل ننى الخ ننارج فتنقس ننم رؤوس‬
‫األموال األجنبية الخاصة إلى نوعين‪:‬‬
‫األجنبيااة الخاصااة‪ :‬وتتمثننل القننروض األجنبيننة الخاصننة فننى ىنراء‬ ‫‪-1‬القاارو‬
‫أص ن ننحاب رؤوس األمن ن نوال بال ن نندول المتقدم ن ننة ل ن ننألوراق المالي ن ننة (األس ن ننهم أو الس ن ننندات‬
‫الحلومي ننة) الت ننى تص نندرها الحلوم ننات أو الهيئ ننات العام ننة أو الخاص ننة بال نندول النامي ننة‪.‬‬
‫وعل ننى ل ن فل ننيح هن نناك للمس ننتثمر األجنب ننى س ننيطرة أو رقاب ننة عل نى المش ننروعات الت ننى‬
‫يعتمد تمويلها على ل النوع من القروض كما أن أسعار الفائنندة عليهننا تعنند منخفضننة‬
‫نسننبيا ولقنند اختفننى فنني السنننوات األخي نرة (فيمننا عنندا بالنسننبة إلس نرائيل) ل ن النننوع مننن‬
‫القننروض و ل ن لزيننادة مجنناالت االسننتثمار فنني النندول المتقدمننة وعنندم ثقننة المسننتثمرين‬
‫األجاني فى النظام السياسى واالقتصادى للكثير من الدول النامية‪.‬‬
‫‪-2‬االسااتثمارات األجنبيااة المباشاارة‪ :‬تتمثننل تل ن االسننتثمارات فننى المشننروعات‬
‫واألنشننطة التننى يملكهننا ويننديرها األجاننني بسننبي ملكيننتهم الكاملننة لهننا أو لنصننيي كبيننر‬
‫منها مما يبرر لهم حننق اإلدارة والرقابننة المباىنرة علننى المشننروع لكننن يالحننا أن النندول‬
‫الناميننة لننديها قنندر كبيننر مننن التخننوف مننن هننتا النننوع مننن االسننتثمارات نظ ن ار لتجربتهننا‬
‫الس ن ننابقة خ ن ننالل مرحل ن ننة اس ن ننتثمارها واس ن ننتنزاف تل ن ن الش ن ننركات لموارده ن ننا القومي ن ننة دون‬
‫باهظن ننة التكن نناليف‬ ‫االهتمن ننام بمصن ننلحة الدولن ننة كمن ننا أن رؤوس األم ن نوال تل ن ن أصن ننبح‬
‫الرتفاع نسبة ما يتم تحويلخ للخارج من عوائد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المساعدات المالية من الدول المتقدمة‪:‬‬
‫ان المسن ن نناعدات المالين ن ننة التن ن ننى تقن ن نندمها الن ن نندول المتقدمن ن ننة إلن ن ننى الن ن نندول النامين ن ننة‬
‫(المعامالت الثنائية الحلومية) تشلل فى الواقع أهم عناصر انسننياب األمنوال األجنبيننة‬
‫إلننى النندول النامي ننة حيننث تشننلل أكث ننر مننن ‪ %65‬مننن اجم ننالى األم نوال األجنبيننة الت ننى‬
‫تنساب تجال الدول النامية‪ .‬وترخت المسنناعدات الماليننة مننن النندول المتقدمننة ىننلل المنننح‬
‫أو المسنناعدات أو الهبننات أو أنهننا تك ننون فننى صننورة ق ننروض طويلننة األجننل والم نننح ال‬
‫تحمننل الت ازمننا بالسننداد مسننتقبال فننى حننين تحمننل القننروض مثننل ل ن االلت نزام وتختلننف‬
‫القروض المقدمة من الدول المتقدمة إلى تل النامية من حيث الشروط التى تصنناحي‬
‫كننل قننرض والتننى تجعننل مننن بعننض القننروض قروبننا ميس نرة والننبعض اآلخننر قروبننا‬

‫‪87‬‬
‫صعبة إال أنخ أيا كننان ىننلل هننتل المسنناعدات فإنهننا تنرتبط بالدرجننة األولننى بالعالقننات‬
‫السياسية بين الدول المانحة وتل المتلعيننة للمسنناعدات الماليننة‪ .‬وفننى كننل األحنوال فننإن‬
‫المسنناعدات الماليننة تتميننز بعنندم كفايتهننا علننى الننرغم مننن اتجاههننا نحننو الت ازينند مننن عننام‬
‫باحتياجننات النندول الناميننة مننن جهننة‬ ‫بننئيلة جنندا إ ا مننا قورن ن‬ ‫آلخننر إال أنهننا ما ازل ن‬
‫وبإملاني ننات ال نندول المتقدم ننة اقتص نناديا م ننن جه ننة أخ ننرى‪ .‬كم ننا تتمي ننز تل ن المس نناعدات‬
‫المالية بسوء التوزيع بشلل صار سواء من حيث اسهام كل دولننة مننن النندول المتقدمننة‬
‫أو من حيث نصيي كل دولة من الدول النامية‪.‬‬
‫فمن حيث مدى اسهام كل دولة من الدول المتقدمة فيلفى أن نقننارن بننين نسننبة‬
‫تلن النسننبة‬ ‫ما يتحملخ الفرد من القننروض فننى كننل دولننة مننن النندول المتقدمننة فقنند بلغن‬
‫فى فرنسا ‪ %1.9‬وفى الواليات المتحدة األمريلية ‪ %0.7‬وفى انجلتن ار ‪ %0.5‬وفننى‬
‫ال ننتى ل ننم تتج نناوز في ننخ ‪ %0.1‬بالنس ننبة لب نناقى دول‬ ‫الماني ننا الغربي ننة ‪ %0.3‬ف ننى الوقن ن‬
‫أوروبا الغربية‪.‬‬
‫أما من حيث نصيي كل دولة مننن النندول الناميننة فننإن المسنناعدات الماليننة التنني‬
‫تقنندمها النندول المتقدمننة تتميننز كننتل بسننوء توزيننع صننار وللداللننة علننى لن يلفننى أن‬
‫نشير إلى أن نصيي الفرد من المساعدات المالية فى الدول التى يقل دخل الفننرد فيهننا‬
‫عن ‪ 100‬دوالر سنويال يقل عن نصيي نظينرل فننى النندول التننى يقننل متوسننط دخننل الفننرد‬
‫فيهننا عننن ‪ 200‬دوالر سنننويا بننل أكثننر مننن لن فننإن النندول التننى يزينند دخننل الفننرد فيهننا‬
‫ع ننن ‪ 200‬دوالر س نننويا يزي نند نص ننيي الف ننرد فيه ننا م ننن المس نناعدات المالي ننة ع ننن دول‬
‫المجموعتين األولى والثانية مجتمعة‪.‬‬
‫المنظمات الدولية‪:‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قرو‬
‫لننم تبنندأ المنظمننات الدوليننة فننى تقننديم القننروض إلننى النندول الناميننة إال بعنند نهايننة‬
‫الح ننرب العالمي ننة الثاني ننة‪ .‬وف ننى أعق نناب تل ن الح ننرب وطبق ننا التفاقي ننة نبرت ننون وودزن فق نند‬
‫أنش البن النندولى لالنشنناء والتعميننر ولسنننا بحاجننة إلننى اسننتعراض مهننام وأنشننطة تلن‬
‫المؤسسة ولكننا سنقتصر على اإلجراءات التي يتختها البن القراض الدول‪.‬‬
‫تتقدم الدولة الراغبة في االقتراض بطلي إلى البنن وينندرس الطلنني فننى المركننز‬
‫نتيجننة الد ارسننة التمهيديننة مقبولننة يخطننر البن ن الدولننة صنناحبة‬ ‫الرئيسننى وإ ا مننا كان ن‬

‫‪88‬‬
‫الطلنني برنننخ فننى حاجننة إلننى مزينند مننن الد ارسننة‪ .‬ثننم يقننوم البن ن بارسننال بعثننة منننخ إلننى‬
‫الدولة الطانبة لدراسة املانيات وظروف المشروع المزمع االقتنراض مننن أجلننخ وتتكننون‬
‫بعثة البن من مهندس واقتصادى وخبير فننى الشننئون غيننر الهندسننية يلننون متخصصننا‬
‫ف نني الجان نني الن ننوعى للمش ننروع‪ .‬وي نندرس الفني ننون الجوان نني الفني ننة للمش ننروع (الجوان نني‬
‫التكنيليننة) بينمننا يقننوم االقتصننادى بد ارسننة الحالننة االقتصننادية فنني الدولننة الراغبننة فننى‬
‫االقتراض من حيث قدرة الدولة على سداد مديونيتها مستقبال وبعد ل يقرر البنن مننا‬
‫إ ا كان من المملننن أن يمننول المشننروع مننن عجمننخ وغالبننا مننا تكننون المعننايير التنني تننتم‬
‫الموافقة بموجبها على القرض هي أن المشننروع المطلننوب االقتنراض مننن أجلننخ مشننروع‬
‫يع ننود عل ننى البل نند ب ننالنفع وك ننتل إملاني ننة الس ننداد مس ننتقبال‪ .‬وإ ا م ننا تق ننرر م نننح الق ننرض‬
‫فتش ننلل لج ننان التقي نيم والمتابع ننة للترك نند م ننن أن الق ننرض الم ننتكور يس ننتخدم ف نني الغ ننرض‬
‫التى اتفق عليخ‪.‬‬
‫وعلننى الننرغم مننن أن ثمننة اعتبننارات سياسننية قنند تشننوب ق ن اررات البن ن فننى منننح‬
‫القننروض أو رفضننها إال أن الد ارسننات الجننادة التننى تقننوم بهننا البعثننات الميدانيننة الى ن‬
‫تكشف الكثير مما يفيد الدول النامية ويسنناعدها علننى تخطننيط مسننارها االقتصننادى فننى‬
‫االتجننال السننليم كمننا قنند يلشننف منواطن بننعف يملننن تقويتهننا أو مشنناكل عاجلننة يملننن‬
‫عالجها‪.‬‬
‫وباإلبافة إلى البن النندولى لالنشنناء والتعميننر هننناك الهيئننات االنمائيننة التابعننة‬
‫لمساعدة الدول النامية وبخاصة فى مجال المعونة الفنيننة‪.‬‬ ‫لألمم المتحدة والتى أنشئ‬
‫وهناك هيئات ىبخ دولية بدأت تمارس نشاطها مثل بن التنمية االفريقي وبنن التنميننة‬
‫العرب ن ننى وص ن ننناديق االنم ن نناء العربي ن ننة والمص ن ننرف العرب ن ننى االس ن ننالمي للتنمي ن ننة وه ن ننتل‬
‫المؤسس ننات س ننيلون له ننا دور ه ننام ف ننى تموي ننل عملي ننات التنمي ننة ف ننى دول الع ننالم الثال ننث‬
‫مستقبالل‪..‬‬

‫‪89‬‬
90
‫الفصل الثالث‬
‫التنمية المستدامة‬
‫إن مفهن ننوم التنمين ننة المسن ننتدامة الن ننتي تهن نندف إلين ننخ السياسن ننة االقتصن ننادية من نرتبط‬
‫بالرفاهيننة االجتماعيننة وبرفننع مسننتوى المعيشننة و ل ن مننن خننالل رفننع مسننتوى ونوعيننة‬
‫حاجات اإلنسان األساسية والثانوية على المدى البعيد‪.‬‬
‫وتشلل التنمية المستدامة هدفا مننن أهننداف السياسننات االقتصننادية فنني كننل دول‬
‫العالم ولها ترثير وابح على الموارد الطبيعية وعلى مستقبل التنمية البشرية عموما‪.‬‬
‫والتنمية المستدامة ال تمثل ظاهرة أو اهتماما جديدا فالدافع وراء مخاوفنا الحالية‬
‫يرجننع إلننى آالف السنننين ولكننن التنميننة المسننتدامة كمصننطلح فعنندد قليننل نسننبيا سننمع بننخ‬
‫قبننل مننؤتمر األمننم المتحنندة للبيئننة والتنميننة فنني يونيننو‪ 1992‬وارتننبط هننتا المفهننوم بت ازينند‬
‫الننوعي إزاء المشنناكل البيئيننة مننن خننالل اللجننان والمننؤتمرات التنني مهنندت الطريننق لظهننور‬
‫فكرة التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ويعننود أول اسننتخدام لهننتا المصننطلح لناىننطين فنني منظمننة غيننر حلوميننة سنننة‬
‫‪1980‬تدعى ب ‪ world wildlife fund‬وقد ترجم إلى العربية بعدة مسننميات منهننا‬
‫التنميننة القابلننة لإلدامننة القابلننة لالسننتمرار الموصننولة المطننردة المتواصننلة البيئيننة‬
‫المحتملة‪.‬‬
‫وتعتبر رئيح وزراء النروين ‪ Gro Harlem Bruntland‬أول من استخدم‬
‫مصطلح التنمية المستدامة بشلل رسمي سنة ‪ 1987‬في تقرير نمستقبلنا المشتركن‬
‫للتعبير عن السعي لتحقيق نوع من العدالة والمساواة بين األجيال الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫وخ ن ننالل الص ن ننفحات التالي ن ننة س ن ننوف نتع ن ننرف عل ن ننى مفه ن ننوم التنمي ن ننة المس ن ننتدامة‬
‫(سماتها مبادئها مقوماتها أهدافها مؤثراتها)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪-1-‬‬
‫مفهوم التنمية المستدامة‬
‫إن مفهوم التنمية المستدامة واسع التداول فلم يعد المشلل في غياب التعاريف‬
‫بل في تعددها ووجهة نظرها ولقد عانى مصطلح التنمية المستدامة من التزاحم‬
‫الشديد في التعريفات ومن بين تل التعريفات‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬تعريف معهد الموارد العالمية‪ :‬حيث تضمن التقرير الصادر عن هتا‬
‫المعهد تقسيم التعريفات المقدمة للتنمية المستدامة إلى أربع مجموعات‪:‬‬
‫‪ -‬اقتصاديا‪ :‬تعني التنمية المستدامة للدول المتقدمة التخفيض في استهالك‬
‫الطاقة والموارد أما بالنسبة للدول النامية فهي تعني التوظيف األمثل للموارد المتاحة من‬
‫أجل رفع مستوى المعيشة والحد من الفقر‪.‬‬
‫‪ -‬اجتماعيا‪ :‬تعني السعي من أجل تحقيق االستقرار في النمو الديموغرافي‬
‫ورفع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية خاصة في المناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬بيئيا‪ :‬تعني حماية الموارد الطبيعية واالستخدام األمثل لألرابي الزراعية‬
‫والموارد المائية‪.‬‬
‫‪ -‬تكنولوجيا‪ :‬تعني نقل المجتمع إلى عصر الصناعات النظيفة التي تستخدم‬
‫تكنولوجيات غير بارة بالبيئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف االتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة سنة ‪ : 1980‬فقد عرف‬
‫التنمية المستدامة برنها‪ :‬نالتنمية التي ترخت في االعتبار البيئة واالقتصاد والمجتمعن‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬تعريف البنك الدولي‪ :‬فيعتبر نمط االستدامة هو رأس المال وعرف‬
‫التنمية المستدامة برنها‪ :‬نتل التي تهتم بتحقيق التكافؤ المتصل التي يضمن إتاحة‬
‫نفح الفرص التنموية الحالية لألجيال القادمة و ل بضمان ثبات رأس المال الشامل أو‬
‫زيادتخ المستمرة عبر الزمنن‪.‬‬
‫وعرف المبدأ الثالث التي تقرر في مؤتمر األمم المتحدة للبيئة والتنمية التي‬
‫انعقد في ريو دي جانيرو سنة ‪ 1992‬التنمية المستدامة برنها‪ :‬نبرورة انجاز الحق في‬
‫التنمية حيث تتحقق بشلل متساو الحاجات التنموية والبيئية ألجيال الحابر‬

‫‪92‬‬
‫والمستقبلن وأىار المؤتمر في مبدئخ الرابع أن تحقيق التنمية المستدامة ينبغي أن ال‬
‫يلون بمعزل عن حماية البيئة بل تمثل جزءا ال يتج أز من عملية التنمية‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬كما يرى مجلس منظمة األغذية والزراعة‪ (FAO) :‬أن التنمية‬
‫المستدامة هي إدارة قاعدة الموارد الطبيعية وصيانتها وتوجيخ التغيرات التكنولوجية‬
‫والمؤسسية بطريقة تضمن تلبية االحتياجات البشرية الحالية والمقبلة بصورة مستمرة‪.‬‬
‫في حين نجد بعض االقتصاديين وبعوا للتنمية المستدامة تعريفا بيقا ينصي‬
‫على الجواني المادية وآخر اقتصادي يركز على اإلدارة المثلى للموارد الطبيعية وهتا‬
‫لجعل المفهوم أقرب للتحديد‪.‬‬
‫ويؤكد أصحاب التعريف المادي للتنمية المستدامة على برورة استخدام الموارد‬
‫الطبيعية بطريقة ال تؤدي إلى فنائها أو تدهورها أو تؤدي إلى تناقص جدواها المتجددة‬
‫بطريقة فعالة أو غير‬ ‫بالنسبة لألجيال المقبلة و ل مع المحافظة على رصيد ثاب‬
‫متناقص من الموارد الطبيعية مثل التربة والميال الجوفية والكتلة البيولوجية‪.‬‬
‫بينما يركز أصحاب التعريف االقتصادي للتنمية المستدامة على الحصول على‬
‫الحد األقصى من منافع التنمية االقتصادية بشرط المحافظة على خدمات الموارد‬
‫الطبيعية ونوعيتها‪.‬‬
‫وحسي تقرير اإلتحاد العالمي للمحافظة على الموارد الطبيعية الصادر سنة‬
‫‪1981‬تح عنوان ناإلستراتيجية الدولية للمحافظة على البيئةن فإن التنمية المستدامة‬
‫تعني‪ :‬نالسعي الدائم لتطوير نوعية الحياة اإلنسانية مع األخت باالعتبار قدرات النظام‬
‫البيئي التي يحتضن الحياة وإملاناتخ‪.‬‬
‫مما سبق يتبين لنا أن التنمية حتى تكون مستدامة يجي أال تتجاهل العوامل‬
‫تحوالت في‬ ‫البيئية وأال تؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية كما يجي أن تحد‬
‫القاعدة الصناعية والتكنولوجيا السائدة‪.‬‬
‫كما يالحا من خالل التعريفات أعالل أنها تخلط بين التنمية المستدامة من جهة‬
‫وبين متطلباتها من جهة أخرى لتل فهي لم توبح بدقة جوهر التنمية المستدامة‬
‫واسعة التداول‬ ‫لكن مهما كان أصل المفهوم وتعريفخ فالتنمية المستدامة قد أصبح‬

‫‪93‬‬
‫اهتماما كبي ار من قبل المتخصصين والمهتمين‬ ‫ومتعددة االستخدامات حيث الق‬
‫بشؤون البيئة‪.‬‬
‫ونجد أن أغلبية الكتابات تزكي تعريف لجنة البيئة والتنمية التابعة لألمم المتحدة‬
‫والمعروفة بلجنة نبريتالند" حيث تعرف هتل اللجنة التنمية المستدامة )‪ (PNUD‬على‬
‫أنها‪" :‬تنمية تسمح بتلبية احتياجات األجيال الحاضرة دون اإلخالل بقرة األجيال‬
‫القادمة على تلبية احتياجاتها"‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫سمات التنمية المستدامة‬
‫‪ -‬التنمية المستدامة تختلف عن التنمية بشلل عام باعتبارها أكثر تداخال‬
‫وأكثر تعقيدا من هتل األخيرة خاصة فيما يتعلق بالمجال الطبيعي والمجال‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تتوجخ التنمية المستدامة أساسا إلى تلبية متطلبات واحتياجات أكثر الشرائح‬
‫فق ار في المجتمع وتسعى إلى حد الفقر في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬للتنمية المستدامة بعد نوعي يتعلق بتطوير الجواني الروحية والثقافية‬
‫واإلبقاء على الخصوصية الحضارية للمجتمعات‬
‫‪ -‬ال يملن في حالة التنمية المستدامة فصل عناصرها وقياس مؤى ارتها لشدة‬
‫تداخل األبعاد الكمية والنوعية‪.‬‬
‫‪ -‬المالحا من خالل التعاريف المتعلقة بالتنمية المستدامة أنها مستمدة من‬
‫مبادئها الثالثة وهي‪ :‬نالعدالة االجتماعية حماية البيئة الفعالية االقتصاديةن وهنا نجد‬
‫االهتمام بربط الجواني االقتصادية واالجتماعية بالجواني البيئية بمعنى أن األرض‬
‫يجي أن يحول إلى األجيال المستقبلية‬ ‫واإلملانيات الطبيعية التي تحتويها كمي ار‬
‫بشلل غير منقوص وفي هتا اإلطار قام الفيلسوف السويدي ‪Hans JONASS‬‬
‫بدمن المفاهيم الثالثة للتنمية ليستنتن مفهوم التنمية المستدامة حسي الشلل التالي‪:‬‬
‫شكل ‪9‬‬

‫‪94‬‬
‫تحقيق التنمية المستدامة‬
‫من خالل التقاء العناصر الثالثة الرئيسية‬
‫كما يرى بعض االقتصاديين أن لمفهوم التنمية المستدامة مستويين أحدهما قوي‬
‫واآلخر بعيف تكون االستدامة قوية إ ا وقع حقل النشاطات االقتصادية بمن مجال‬
‫النشاطات اإلنسانية وهتل األخيرة تكون بمن الدائرة البيولوجية وعليخ فالنشاطات‬
‫االقتصادية تنمو بشلل متضائل على المدى الطويل إ ا تم اإلبرار بالطبيعة بربرار‬
‫جسيمة كما يوبحخ الشلل التالي‪:‬‬
‫شكل ‪10‬‬

‫بيئة‬

‫اجتماعية‬

‫اقتصادية‬

‫االستدامة القوية الغطاء البيئي)‬


‫يوبح الشلل أن إملانية التوسع نحو الخارج في التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية يجي أن يتم في إطار الحدود البيئية لهتا فاالستدامة القوية ترفض فكرة‬
‫اإلحالل بين مختلف أىلال رأس المال البشري المالي التكنولوجي ‪ ...‬وتدعم برورة‬
‫بقاء على األقل جزء من مخزون رأس المال الطبيعي ثابتا‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫أما االستدامة الضعيفة تفترض درجة من اإلحالل بين مختلف أىلال رأس‬
‫المال بحيث يلون مخزون رأس المال الشامل ثابتا استنادا إلى قاعدة ن‪sollow‬ن التي‬
‫تقر أن‪ :‬رأس المال الطبيعي القابل للفناء يملن استبدالخ كليا بمرور الزمن برأس المال‬
‫التكنولوجي أو المالي‪.‬‬

‫شكل ‪11‬‬

‫بيئة‬

‫اجتماعية‬

‫اقتصادية‬

‫االستدامة الضعيفة الغطاء االقتصادي)‬


‫يوبح الشلل كيف يملن التوسع على حساب رصيد الموارد البيئية ىريطة بقاء‬
‫رصيد رأس المال الشامل ثابتا من خالل اتجال عمليات التنمية نحو الداخل‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫مبادئ التنمية المستدامة‬
‫مع بدايننة القننرن الواحنند والعشنرين بنندأت تتبلننور عقينندة بيئيننة جدينندة تبناهننا البنن‬
‫العالمي لإلنشاء والتعمير تقوم على عشر مبادم أساسية هي كما يلي‪:‬‬

‫المبدأ األول‪ :‬تحديد األولويات بعناية‪:‬‬


‫خطن ننورة مشن ننلالت البيئ ن ننة ونن نندرة الم ن نوارد المالي ن ننة التشن نندد فن نني وب ن ننع‬ ‫اقتض ن ن‬
‫األولوي ننات وتنفي ننت إج نراءات الع ننالج عل ننى م ارح ننل وه ننتل الخط ننة قائم ننة عل ننى التحلي ننل‬
‫التقن نني لرث ننار الص ننحية واإلنتاجي ننة واإليلولوجي ننة لمش ننلالت البيئ ننة وتحدي نند المش ننلالت‬
‫الواجي التصدي إليها بفعالية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المبدأ الثاني‪ :‬االستفادة من كل دوالر‪:‬‬
‫معظننم السياسننات البيئيننة بمننا فيهننا السياسننات الناجحننة مللفنة بنندون مبننرر‬ ‫كان‬
‫وب نندأ التركي نند عل ننى فعالي ننة التكلف ننة وه ننتا التركي نند يس ننمح بتحقي ننق انج ننازات كثي نرة بم نوارد‬
‫مح نندودة وه ننو يتطل نني نهج ننا متع نندد الف ننروع ويناى نند المختص ننين واالقتص نناديين ف نني‬
‫مجننال البيئننة والعمننل سننويا علننى تحدينند السننبل األقننل تكلفننة للتصنندي للمشننلالت البيئيننة‬
‫الرئيسية ‪.‬‬
‫المبدأ الثالث‪ :‬اغتنام فرص تحقيق الربح لكل األطراف‪:‬‬
‫بعض الملاسي في مجال البيئة سوف تتضمن تكنناليف ومفابننالت والننبعض‬
‫لتحسننين الكفنناءة والحنند مننن‬ ‫اآلخننر يملننن تحعيقننخ كمنتجننات فرعيننة لسياسننات صننمم‬
‫الفقننر نظ ن ار لخفننض الم نوارد التنني تكننرس لحننل مشننلالت البيئننة ومنهننا خفننض النندعم‬
‫على استخدام الموارد الطبيعية ‪.‬‬
‫المبدأ الرابع‪ :‬استخدام أدوات السوق حيثما يكون ممكنا‪:‬‬
‫إن الح نوافز القائمننة علننى السننوق والراميننة إلننى خفننض األب نرار الض نريبية هنني‬
‫األفض ننل م ننن حي ننث المب نندأ والتطبي ننق فعل ننى س ننبيل المث ننال تق ننوم بع ننض ال نندول النامي ننة‬
‫وتن نندفق النفاين ننات رسن ننوم قائمن ننة علن ننى قواعن نند السن ننوق بالنسن ننبة‬ ‫بفن ننرض رسن ننوم االنبعن ننا‬
‫لعمليات االستخراج‪.‬‬
‫المبدأ الخامس ‪ :‬االقتصاد في استخدام القدرات اإلدارية والتنظيمية‪:‬‬
‫يجي العمل على تنفيت سياسات أكثر تنظيمننا وقنندرة مثننل‪ :‬فننرض بنرائي علننى‬
‫الوقودأو قيود االستيراد ألنواع معينة من المبيدات الحشرية إدخننال مبنندأ الحنوافز علننى‬
‫المؤسسننات الصننناعية التنني تس ننعى إلننى التقليننل مننن األخط ننار البيئيننة مثننل الحم ننالت‬
‫الرامية إلى إطالع الرأي العام ونشر الوعي العننام الننتي يعتبننر أقننوى مننن النننهن األكثننر‬
‫تقليدية‪.‬‬
‫المبدأ السادس‪ :‬العمل مع القطاع الخاص‪:‬‬
‫يج نني عل ننى الدول ننة التعام ننل بجدي ننة وموب ننوعية م ننع القط نناع الخ نناص باعتب ننارل‬
‫عنص ن ار أساسننيا فنني العمليننة االسننتثمارية و ل ن مننن خننالل تشننجيع التحسننينات البيئيننة‬
‫للمؤسسات وإنشاء نظام (اإليزو) التي يشهد برن الشركات لديها أنظمة سننليمة لننإلدارة‬

‫‪97‬‬
‫والبيئن ننة ‪ .‬كن ننتل توجين ننخ التموين ننل الخن نناص صن ننوب أنشن ننطة تحسن ننين البيئن ننة مثن ننل م ارفن ننق‬
‫معالجة النفايات وتحسين كفاءة الطاقة‪.‬‬
‫المبدأ السابع‪ :‬اإلشراك الكامل للمواطنين‪:‬‬
‫عند التصدي للمشلالت البيئية لبلد ما تكون فرص النجنناح قويننة بدرجننة كبينرة‬
‫إ ا ىارك المواطنون المحليون ومثل هتل المشاركة برورية لألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬قدرة المواطنين في المستوى المحلي على تحديد األولويات ‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء المجتمعات المحلية يعرفون حلوال مملنة على المستوى المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء المجتمعات المحلية يعملون غالبا على مراقبة مشاريع البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬إن مش نناركة الم نواطنين تمل ننن أن تس نناعد عل ننى بن نناء قواع نند جماهيري ننة تؤي نند‬
‫التغيير ‪.‬‬
‫المبدأ الثامن ‪ :‬توظيف الشراكة التي تحقق نجاحا‪:‬‬
‫يجي على الحلومات االعتماد على االرتباطات الثالثية التي تشمل‪ :‬الحلومة‬
‫– القطاع الخاص – منظمات المجتمع المدني وغيرها وتنفيت تدابير متضافرة‬
‫للتصدي لبعض قضايا البيئة‪.‬‬
‫المبدأ التاسع‪ :‬تحسين األداء اإلداري المبني على الكفاءة والفعالية‪:‬‬
‫بوسع المديرين البارعين إ نجاز تحسينات كبيرة في البيئة بردنى التكاليف‬
‫للهواء والتبار من‬ ‫يستطيعون خفض نسبة التلو‬ ‫فمثال أصحاب المصانع‬
‫‪%60‬إلى ‪ %80‬بفضل تحسين تنظيم المنشمت من الداخل‪.‬‬
‫المبدأ العاشر‪ :‬إدما البيئة من البداية‪:‬‬
‫فإن الوقاية تكون أرخص كثي ار وأكثر‬ ‫عندما يتعلق األمر بحماية البيئة‬
‫فعالية من العالج وتسعى معظم البلدان اآلن إلى تقييم تخفيف الضرر المحتمل من‬
‫تضع في الحسبان التكاليف والمنافع‬ ‫وبات‬ ‫االستثمارات الجديدة في البنية التحتية‬
‫النسبية عند تصميم استراتيجيتها المتعلقة بالطاقة كما أنها تجعل من البيئي عنص ار‬
‫فعاال في إطار السياسات االقتصادية والمالية واالجتماعية والتجارية والبيئية‪.‬‬
‫نستنتن أن المبادم العشرة يسترىد بها اآلن جيل جديد من صانعي السياسة‬
‫البيئية والعقيدة البيئية الجديدة التي تتميز بمزيد من التشدد في إدماج تكاليف ومنافع‬

‫‪98‬‬
‫البيئة في تقرير السياسة يجعل من السلان ملان الصدارة في اإلستراتيجيات البيئية‬
‫ويشخص ويعالن البواعث السلوكية لإلبرار بالبيئة ‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫المقومات األساسية للتنمية المستدامة‬
‫إلرساء مفهوم التنمية المستدامة فالبد من توفر عدد من المقومات التي تشلل‬
‫مرتكزات التنمية المستدامة وأهمها‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬تلبية الحاجات اإلنسانية للسكان‪ :‬فالوظيفة األساسية للتنمية المستدامة‬
‫هي إعادة توجيخ الموارد بما يضمن الوفاء باالحتياجات األساسية للمجتمع وتحسين‬
‫مستوى معيشتهم لتل نجدها ترتكز كثي ار على مسرلة القضاء على الفقر انطالقا من‬
‫اقتناعها أن عالما يستوطنخ الفقر والالمساواة سيلون دون ى عربة لألزمات البيئية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫ويتطلي ل ترمين مستوى سلاني مستديم أي يملن تلبية هتل المتطلبات بيسر‬
‫أكبر عندما يلون حجم السلان مستق ار على مستوى مالئم لحجم إنتاجية النظام البيئي‬
‫كما يشترط أيضا أن يلون هناك التزام أخالقي برن نفعل من أجل األجيال القادمة ما‬
‫فعلتخ األجيال السابقة من أجلنا على األقل‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬اإلدارة البيئية السليمة‪ :‬ال يملن تلبية احتياجات الحابر دون إخالل‬
‫بقدرة األجيال المقبلة على تلبية حاجاتها ما لم توجد إدارة قادرة على بمان استم اررية‬
‫االستفادة من الموارد الطبيعية دون إهدار وفي إطار القيود البيئية‪.‬‬
‫ونعني باإلدارة البيئية السليمة تل التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة‬
‫باالستخدام الفعال لكل األدوات المملنة نالتشريعات والقوانين البيئية تقييم األثر‬
‫البيئي االلتزام بمبدأ المحاسبة البيئية قاعدة المعلومات البيئية وغيرهان‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬التنمية البشرية‪ :‬تتضمن متكرات المتحدثين ‪-‬البيئة والتنمية‪ -‬الصادر‬
‫عن األمم المتحدة برن التنمية البشرية تساوي التنمية القابلة لالستمرار ويؤكد هتا أنخ‬
‫ال وجود للتنمية المستدامة بدون تنمية بشرية مستدامة والتنمية البشرية هي عملية‬
‫توسيع الخيارات المتاحة أمام المجتمع وأهم هتل الخيارات اكتساب المعرفة الحرية‬
‫السياسية بمان حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وتتضمن التنمية البشرية ثالثة جوانب‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬تشليل القدرات البشرية مثل تحسين مستوى الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬هو استثمار المجتمع لقدراتخ الملتسبة‪.‬‬
‫‪ -‬الثالث‪ :‬يتعلق بالمعرفة والتعليم‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬االقتصاد البيئي‪ :‬يعتبر االقتصاد الجهاز العصبي للتفاعالت بين البيئة‬
‫والتنمية لتل فإن التنمية المستدامة تعتمد على مدى النجاح في الموازنة بين النظام‬
‫االقتصادي والنظام البيئي ‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬التكنولوجيا السليمة بيئيا ‪-‬التكنولوجيا النظيفة‪ :-‬تتعارض التنمية‬
‫المستدامة مع تكنولوجيا مضرة بالبيئة وعليخ لتحقيق التنمية المستدامة البد من إعادة‬
‫توجيخ التكنولوجيا المستخدمة مما يجعلها أكثر مالئمة للبيئة و ات استخدام أقل للموارد‬
‫والطاقة وتولد قد ار أقل من التلو والنفايات‪.‬‬
‫لتا يتعين على الدول النامية أن تستورد تكنولوجيا نظيفة مالئمة لبيئتها المحلية‬
‫وأن تعمل باستمرار على تطوير قد ارتها التاتية فيما يتعلق بالتعامل مع التكنولوجيا مما‬
‫يجعلها تكسي قدرات ومهارات تقنية تؤمن لها في نهاية المطاف القدرة على تطوير‬
‫وإنتاج تكنولوجيا محلية نظيفة ‪.‬‬
‫سادس ا‪ :‬االعتماد على الذات والتعاون الدولي للمشكالت البيئية العالمية‪:‬‬
‫التنمية المستدامة هي تنمية في إطار االعتماد على التات داخل الحدود الوطنية وفي‬
‫مع بيئتها‬ ‫حدود القيود التي تفربها الموارد الطبيعية أي البد لكل دولة أن تتعاي‬
‫وفقا لألسح المحلية وبما يتيح الموائمة بين حاجاتها ورغباتها واإلدارة الرىيدة للموارد‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫وبما أن التنمية المستدامة هدفا لكل ىعوب العالم المتقدمة والنامية وأن النظم‬
‫الطبيعية ومشاكل البيئة ال تعترفان بالحدود اإلقليمية فإن التعاون الدولي أم ار بروريا‬
‫لدفع التنمية المستدامة نحو األمام‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪-5-‬‬
‫أهداف التنمية المستدامة‬
‫على اعتبار أن التنمية المستدامة تتمحور حول اإلنسان فيجي أن تحافا على‬
‫فيها فالهدف الرئيسي هو إجراء تغييرات جوهرية في البنى التحتية‬ ‫البيئة التي يعي‬
‫والفوقية للمجتمع دون الترثير السلبي على عناصر البيئة‪.‬‬
‫وعند التدقيق في مفهوم التنمية المستدامة ومتابعة ما نشر عنخ من برامن‬
‫وسياسات يملن تحديد ألهداف المرجوة من هتل التنمية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أنها تساهم في وبع االستراتيجيات التنموية برؤية مستقبلية أكثر توازنا‬
‫وعدال‪.‬‬
‫‪ -‬أنها تنطلق من أهمية تحليل األوباع االقتصادية والسياسية االجتماعية‬
‫واإلدارية برؤية ىمولية وتكاملية وتجني األنانية في التعامل مع الموارد والطاقات‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف إلى توحيد الجهود بين القطاعات العامة والخاصة لتحقيق األهداف‬
‫والبرامن التي تساهم في تلبية حاجات األجيال الحالية والقادمة‪.‬‬
‫التغيير الفكري والسلوكي والمؤسسي التي يتطلبخ وبع‬ ‫‪ -‬تهدف إلى إحدا‬
‫السياسات والبرامن التنموية وتنفيتها بلفاءة وفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى نطاق الممارسة الميدانية فالتنمية المستدامة تنشط فرص الشراكة‬
‫والمشاركة في تبادل الخبرات والمهارات وتساهم في تفعيل التعليم والتدريي لتحفيز‬
‫اإلبداع والبحث عن أساليي تفكير جديدة‪.‬‬
‫‪-6-‬‬
‫أبعاد التنمية المستدامة‬
‫لقد ىهدت الدول النامية منت بداية ثمانينيات القرن المابي تدهو ار في مستوى‬
‫الدخل الحعيقي ألسباب داخلية وخارجية مما أدى بها إلى االقتراض الخارجي وهو ما‬
‫فقد ازداد‬ ‫نتن عنخ استنزاف مواردها الطبيعية للوفاء بالتزاماتها الخارجية ولتل‬
‫االهتمام بمفهوم التنمية التي يمثل أبعادا متعددة ومرتبطة فيما بينها وقد حدد مؤتمر‬

‫‪101‬‬
‫القمة العالمية للتنمية المستدامة المنعقد في نجوهانسبرغن سنة ‪ 2002‬األبعاد الرئيسية‬
‫لمفهوم التنمية المستدامة في ثالثة محاور هي كما يلي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬البعد األول‪ :‬البعد االقتصادي‪:‬‬
‫ويقصد بخ تحسين مستوى معيشة األفراد من خالل تلبية احتياجاتهم من السلع‬
‫والخدمات‪.‬‬
‫ويعين البعد االقتصادي للتنمية المستدامة االنعلاسات الراهنة والمقبلة‬
‫لالقتصاد على البيئة و أنخ يطرح مسرلة اختيار وتمويل وتحسين التقنيات‬
‫الصناعية في مجال توظيف الموارد الطبيعية‪ .‬وتوفق التنمية المستدامة بين هتين‬
‫البعدين ليح في أختها بعين االعتبار المحافظة على الطبيعة فحسي بل بتقديرها‬
‫لمجموع العالقات المقامة بين الطبيعة وبين األفعال البشرية كتل ‪.‬‬
‫و تمنح التنمية المستدامة باعتبارها مؤسسة على التمزر بين اإلنسان والبيئة‬
‫واألفضلية للتكنولوجيات والمعارف والعيم التي تضع في األولوية الديمومة الكبيرة‪.‬‬
‫وتدافع التنمية المستدامة عن عملية تطوير التنمية االقتصادية التي ترخت في‬
‫حسابها ‪-‬على المدى البعيد‪ -‬التوازنات البيئية األساسية باعتبارها قواعد للحياة‬
‫البشرية والطبيعية والنباتية‪.‬‬
‫وتتجلى األبعاد االقتصادية من خالل تلبية الحاجات والمتطلبات المادية‬
‫لإلنسان عن طريق اإلنتاج واالستهالك حيث تختلف بين البلدان المتقدمة والنامية‬
‫غير أنخ وفي ظل محدودية الموارد المتاحة للعديد من البلدان فالبعد االقتصادي‬
‫يصعي تحعيقخ ما لم تتوفر مجموعة من العوامل ويملن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬حصة االستهالك الفردي من الموارد الطبيعية‪ :‬تشير اإلحصائيات أن‬
‫استغالل الدول الصناعية للموارد الطبيعية يمثل أبعاف ما تستخدمخ الدول النامية‬
‫على مستوى نصيي الفرد فالواليات المتحدة األمريلية تستهل من الطاقة الناجمة عن‬
‫النفط والغاز والفحم أكثر من الهند ب ‪ 33‬مرة وكما هو الحال في دول منظمة التعاون‬
‫والتنمية االقتصادية )‪ (OCDE‬أعلى بعشر مرات في المتوسط للدول النامية‪.‬‬
‫فالتنمية المستدامة في الدول الغنية تتلخص في إجراء تخفيضات متواصلة من‬
‫عبر تحسين مستوى‬ ‫مستويات االستهالك المبددة للطاقة والموارد الطبيعية و ل‬

‫‪102‬‬
‫الكفاءة ىريطة التركد من عدم تصدير الضغوط البيئية إلى الدول النامية كما تعني‬
‫التنمية المستدامة تغيير أنماط االستهالك التي تهدد التنوع البيولوجي والمنتجات‬
‫الحيوانية باالنقراض‪.‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية البلدان المتقدمة عن التلوث ومعالجته‪ :‬أدى االستهالك المتراكم‬
‫من الموارد الطبيعية مثل المحروقات للدول الصناعية في المابي إلى إسهامها في‬
‫مشلالت التلو العالمي لتا تقع عليها المسؤولية الكاملة في معالجتخ ما دام تكسي‬
‫الموارد المالية والتقنية والبشرية الكفيلة باستخدام تكنولوجيا أنظف واستخدام الموارد‬
‫بلثافة أقل‪.‬‬
‫‪ -3‬تقليص تبعية البلدان النامية‪ :‬ثمة جاني يربط بين الدول الغنية والفقيرة لخ‬
‫ترثير على تحقيق التنمية المستدامة ل أنخ بالقدر التي ينخفض فيخ استهالك الموارد‬
‫الطبيعية في الدول الصناعية يتباطر نمو صادرات هتل المنتجات في الدول النامية‬
‫وتنخفض أسعارها مما يحرم الدول النامية من إيرادات تحتاج إليها لتحقيق تنميتها‬
‫االقتصادية واالجتماعية ألجل ل ال بد على الدول النامية االعتماد على نمط تنموي‬
‫يقوم على االعتماد على التات لتنمية القدرات التاتية وترمين االكتفاء التاتي‪.‬‬
‫فالتنمية المستدامة في الدول الفقيرة تعني استغالل الموارد الطبيعية ألغراض‬
‫التحسين المستمر لمستويات المعيشة وتخفيف عيء الفقر ألن هناك روابط وثيقة‬
‫بين الفقر وتدهور البيئة والنمو السريع للسلان والتخلف الناجم عن التاريخ‬
‫االستعماري والتبعية المطلقة للقوى الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ -4‬المساواة في توزيع الموارد‪ :‬تعتبر الوسيلة الناجحة للتخفيف من عيء‬
‫الفقر وتحسين مستويات المعيشة مسؤولية كل من الدول الغنية والفقيرة وتعتبر هتل‬
‫الوسيلة غاية في حد اتها وتتمثل في جعل فرص الحصول على الموارد والمنتجات‬
‫والخدمات فيما بين جميع األفراد داخل المجتمع أقرب إلى المساواة‪.‬‬
‫‪ -5‬تقليص اإلنفاق العسكري‪ :‬كما تعني التنمية المستدامة أيضا تحويل‬
‫األموال من اإلنفاق لألغراض العسلرية وأمن الدولة إلى اإلنفاق على احتياجات‬
‫التنمية ومن ىرن إعادة تخصيص ولو جزء بسيط من المواد الملرسة اآلن لألغراض‬
‫العسلرية اإلسراع بالتنمية بشلل ملحو ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -6‬توفر عناصر اإلنتاج الرئيسية وفي مقدمتها رأس المال والتنظيم والمعرفة‪.‬‬
‫‪ -7‬رفع مستوى كفاءة وفعالية األفراد والمنظمات المعنية بتنفيت السياسات‬
‫والبرامن التنموية‪.‬‬
‫‪ -8‬زيادة معدالت النمو في اإلنتاج لزيادة معدل الدخل الفردي وتنشيط العالقة‬
‫والتغتية الراجعة بين المدخالت والمخرجات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البعد الثاني‪ :‬البعد البيئي‪:‬‬
‫تطرح التنمية المستدامة بتركيدها على مبدأ الحاجات البشرية مسرلة السلم‬
‫الصناعي أي الحاجات التي يتكفل النظام االقتصادي بتلبيتها‪ .‬لكن الطبيعة تضع‬
‫هو‬ ‫حدودا يجي تحديدها واحترامها في مجال التصنيع والهدف من وراء كل ل‬
‫التسيير والتوظيف األحسن للرأسمال الطبيعي بدال من تبتيرل‪.‬‬
‫ويرتكز مفهوم التنمية المستدامة على حعيقة أن استنزاف الموارد الطبيعية‬
‫والتي تعتبر برورة ألي نشاط زراعي أو صناعي ستكون لخ آثار سلبية على التنمية‬
‫واالقتصاد بشلل عام لهتا فإن أهم أبعاد التنمية المستدامة يتمثل في محاولة إيجاد‬
‫الموازنة بين النظام االقتصادي والنظام البيئي‪.‬‬
‫ويركز البعد البيئي على حماية النظم البيئية والحفا على الموارد الطبيعية‬
‫للنظم البيئية من جراء‬ ‫واالستخدام األمثل لها على أساس مستديم والتنبؤ لما قد يحد‬
‫التنمية‪ .‬ويملن إجمال األبعاد البيئية في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬صيانة المياه‪ :‬تعني التنمية المستدامة وبع حد لالستخدامات المبددة‬
‫وتحسين كفاءة ىبلات الميال كما تعني تحسين نوعية الميال وقصر المسحوبات من‬
‫ابطرابا في النظم االيلولوجية التي تعتمد على‬ ‫الميال السطحية على معدل ال يحد‬
‫هتل الميال وقصر المسحوبات من الميال الجوفية بما يضمن تجددها‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليص مالجئ األنواع البيولوجية‪ :‬معنال أن يتم صيانة ثراء األرض في‬
‫التنوع البيولوجي لألجيال المقبلة و ل بإبطاء عمليات االنقراض وتدمير المالج‬
‫والنظم االيلولوجية بدرجة كبيرة وإن أملن وقفها‪.‬‬
‫‪ -3‬إتالف التربة‪ ،‬استعمال المبيدات‪ ،‬تدمير الغطاء النباتي والمصائد‪ :‬فمن‬
‫المالحا أن تعرية التربة وفقدان إنتاجيتها يؤديان إلى التقليص من غلتها كما أن‬

‫‪104‬‬
‫اإلفراط في استخدام األسمدة ومبيدات الحشرات يؤدي إلى تلويث الميال السطحية‬
‫والجوفية أما الضغوط البشرية والحيوانية فهي في عالقة سلبية مع الغطاء النباتي‬
‫والغابات كما أن هناك مصائد كثيرة من األسماك في الميال العتبة أو البحرية يرى‬
‫استغاللها فعال بمستويات غير مستدامة‪.‬‬
‫‪ -4‬حماية المناخ من االحتباس الحراري‪ :‬ويعني عدم المخاطرة بإجراء‬
‫تغييرات كبيرة في البيئة العالمية من ىرنها أن تحد تغيير في الفرص المتاحة لألجيال‬
‫أو النظم الجغرافية الفيزيائية‬ ‫بالحيلولة دون زعزعة استقرار المنا‬ ‫المقبلة و ل‬
‫والبيولوجية أو تدمير طبقة األوزون الحامية لألرض من جراء النشاط البشري‪.‬‬
‫‪ -5‬المحروقات واالحتباس الحراري‪ :‬حيث يجري استخراج المحروقات‬
‫الهواء في‬ ‫وإحراقها وطرح نفاياتها داخل البيئة فتصبح بتل مصد ار رئيسيا لتلو‬
‫المناطق العمرانية ولألمطار الحمضية واالحتباس الحراري التي يهدد تغير المنا‬
‫وتشير اإلحصائيات إلى تزايد استخدام ‪.‬‬
‫الغازات‬ ‫فالتنمية المستدامة ترمي إلى الحد من المعدل العالمي لزيادة انبعا‬
‫الح اررية من خالل الحد بصورة كبيرة من استخدام المحروقات وإيجاد مصادر أخرى‬
‫للطاقة إلمداد المؤسسات الصناعية كما تعني أيضا أن تتخت البلدان الصناعية‬
‫تكنولوجيا جديدة‬ ‫ثاني أوكسيد الكاربون واستحدا‬ ‫الخطوات األولى للحد من انبعا‬
‫الستخدام الطاقة الح اررية بلفاءة أكبر وتوفير إمدادات من الطاقة غير الح اررية تكون‬
‫مرمونة ونفقتها محتملة‪.‬‬
‫‪ -6‬الحيلولة دون تدهور طبقة األوزون‪ :‬تمثل اإلجراءات التي اتختت‬
‫لمعالجة هتل المشللة في اتفاقية كيوتو مشجعة جدا حيث جاءت للمطالبة بالتخلص‬
‫تدريجيا من المواد الكيميائية المهددة لألوزون وتوبح برن معالجة مخاطر البيئة‬
‫الواليات المتحدة األمريلية التوقيع‬ ‫العالمية يحتاج إلى تعاون دولي في حين رفض‬
‫فوق إرادة المجتمع الدولي مادام ال‬ ‫على هتل االتفاقية اعتقادا منها برن قوتها أصبح‬
‫أحد يستطيع إجبارها على ل ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البعد الثالث‪ :‬البعد البشري واالجتماعي‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫لقد أصبح ينظر لإلنسان على أنخ المحور األساسي للتنمية وهو وسيلة وهدف‬
‫في آن واحد‪.‬‬
‫وهتا الطرح للتنمية يختلف عن الفكر الكالسيلي لتكوين رأس المال البشري‬
‫فنمو الناتن اإلجمالي ىرط بروري للتنمية لكنخ غير كافي –خاصة‪ -‬عندما تكون‬
‫التنمية البشرية غير متوفرة‪.‬‬
‫وتجدر اإلىارة إلى صعوبة تحقيق التوازن بين البعد البيئي والبعد البشري‬
‫للتنمية المستدامة وهنا تظهر برورة وجود مؤىرات محددة تسمح للدول النامية‬
‫بتحديد درجة نفا الموارد الطبيعية وبالتالي إيجاد توازن بين استغالل الموارد المتاحة‬
‫كالنفط وبين حجم السلان ومتطلبات التنمية دون الترثير سلبا على مستوى معيشة‬
‫األجيال القادمة‪.‬‬
‫والبعد البشري للتنمية المستدامة يسعى إلى استقرار النمو الديموغرافي ووقف‬
‫النزوح إلى المدن وتحقيق أكبر قدر من المشاركة الشعبية في تخطيط التنمية‬
‫وتحسين قدرة الحلومات على توفير الخدمات المختلفة للسلان و ل يتم من خالل‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تثبيت النمو الديموغرافي‪ :‬حيث أن هتا األمر أصبح يلتسي أهمية بالغة‬
‫ليح ألنخ يستحيل نمو السلان لفترة طويلة بنفح المعدالت الحالية فقط بل كتل النمو‬
‫بغوطا حادة على الموارد الطبيعية وعلى قدرة الحلومات على توفير‬ ‫السريع يحد‬
‫الخدمات‪.‬‬
‫‪ -2‬مكانة الحجم النهائي للسكان وأهمية توزيعه‪ :‬توحي اإلسقاطات الحالية‬
‫في بوء االتجاهات الحابرة للخصوبة برن عدد سلان العالم سيستقر عند حالي‬
‫‪11.6‬مليار نسمة وهو أكثر من بعف عدد السلان الحاليين وبالتالي وجي النظر‬
‫ل أن حدود قدرة األرض على إعالة‬ ‫في الحجم النهائي التي يصل إليخ السلان‬
‫الحياة البشرية غير معروفة بدقة‪.‬‬
‫كما تهتم التنمية المستدامة بضرورة النهوض بالتنمية الريفية لتقليل الهجرة إلى‬
‫المدن فاالتجاهات الحالية نحو توسيع المناطق الحضرية وال سيما تطور المدن الكبيرة‬
‫لها عواقي بيئية كبيرة إ تقوم المدن بتركيز النفايات والمواد الملوثة فتسبي في كثير‬

‫‪106‬‬
‫من األحيان أوباع لها خطورة على المجتمع وتدمر النظم الطبيعية المحيطة بها‬
‫وعلية فالتنمية المستدامة تعني اتخا تدابير سياسية خاصة مثل اعتماد اإلصالح‬
‫الزراعي واعتماد تكنولوجيات تؤدي إلى التقليص للحد األدنى من اآلثار البيئية‬
‫للتحضر‪.‬‬
‫‪ -3‬االستخدام الكامل للموارد البشرية‪ :‬تعني التنمية المستدامة إعادة‬
‫تخصيص الموارد بما يضمن الوفاء باالحتياجات البشرية األساسية بمعنى تحسين‬
‫الرفال االجتماعي وحماية التنوع الثقافي واالستثمار في رأس المال البشري بتدريي‬
‫المربين والعاملين في الرعاية الصحية وغيرهم من المتخصصين التين تدعو إليهم‬
‫الحاجة الستمرار التنمية‪.‬‬
‫‪ -4‬األسلوب الديمقراطي والمشاركة في الحكم على المستوى السياسي‪:‬‬
‫يشلل اعتماد النمط الديمقراطي وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخا القرار‬
‫والحلم بما يعزز ثقة األفراد برهمية دورهم القاعدة األساسية في تحقيق التنمية‬
‫المستدامة في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -5‬استعمال تكنولوجيا أنظف في المرافق الصناعية‪ :‬ل أن تدفق النفايات‬
‫خاصة في الدول النامية تكون نتيجة لتكنولوجيات تفتقر إلى الكفاءة أو لعمليات التبديد‬
‫وال تخضع للرقابة إلى حد كبير فالتنمية المستدامة تعني التحول إلى تكنولوجيات‬
‫أنظف وأكفر وتقلص من استهالك الطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية إلى أدنى حد‬
‫كما تتسبي هتل التكنولوجيات في ملوثات أقل في المقام األول وتعيد تدوير النفايات‬
‫داخليا مع إبقاء التكنولوجيات التقليدية التي تفي هتل المعايير‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪-7-‬‬
‫مؤشرات التنمية‬
‫تشير التنمية المستدامة إلى مجموعة واسعة من القضايا تنطوي على نهن‬
‫متكامل في إدارة االقتصاد و تحقيق النمو وايضاالمحافظة على البيئة كرحد العناصر‬
‫الداعمة لتحقيق التنمية واالهتمامات بالمجاالت البشرية والقدرة المؤسسية‪.‬‬
‫ويحتاج صانعو القرار إلى معلومات للمضي قدما نحو تحقيق التنمية‬
‫المستدامة مثل‪ :‬معلومات عن مرحلة التقدم الراهنة ومعلومات عن االتجاهات ونقاط‬
‫الضغط ومعلومات عن أثر التدخالت وهتل المؤىرات تسمح ألصحاب القرار‬
‫ووابعي السياسات من رصد التقدم المحرز في سبيل تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وينبغي وبع المقاييح العددية للتنمية المستدامة بحتر نظ ار للخصائص‬
‫الفريدة التي تتمتع بها المقاييح الزمانية والملانية‪ .‬فقد تكون لدينا أرقام ولكن ال توحي‬
‫بما نريد معرفتخ ‪-‬نفوهم اليقين أكثر خطورة من جهل اليقينن‪.-‬‬
‫الحالي نحن بحاجة إلى إعداد مؤىرات جيدة للتنمية المستدامة‬ ‫وفي الوق‬
‫لتقويم أثر النشاطات والترثير على الق اررات نحو األحسن حيث يقتضي التوازن بين‬
‫األنشطة االقتصادية والرفال االجتماعي واحتياجات البيئة في عملية التنمية تغيير أنماط‬
‫صنع القرار‪.‬‬
‫في هتا اإلطار اعتمدت لجنة التنمية المستدامة التابعة لألمم المتحدة سنة‬
‫‪ 1995‬إطا ار تحليليا يصنف المؤىرات إلى ثالثة فئات رئيسية وهي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬مؤشرات القوة الدافعة‪ :‬والتي تصف األنشطة والعمليات واألنماط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مؤشرات الحالة‪ :‬التي توفر صورة للحالة الراهنة لألمور‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مؤشرات االستجابة‪ :‬والتي توجد التدابير المتختة بصدد التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫وقد جرت العادة على استخدام المؤىرات االقتصادية في تحديد أهداف التنمية‬
‫وقياس التقدم المحرز حيث كان نمو الدخل الفردي الهدف الرئيسي للتنمية غير أن‬
‫إ أن بيانات المجاميع االقتصادية الكلية تحجي أوجخ التفاوت بين‬ ‫األمر لم يعد كتل‬
‫الفئات كما أنخ تم اإلقرار برن ثمة أهداف أخرى مثل تحسين الخدمات الصحية‬

‫‪108‬‬
‫والتعليمية وحماية البيئة في عملية التنمية االقتصادية والنهوض بمؤسسات الحلم ال‬
‫تقل أهمية لتحقيق تنمية مستدامة ومع ل ينبغي التركيد على أهمية االستناد إلى‬
‫مبادم اقتصادية كلية كنقطة انطالق لتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وتختلف مؤىرات قياس التقدم في تحقيق التنمية المستدامة باختالف الهيرة‬
‫المعدة لها ويرجع ل إلى المتغيرات المرخو ة في اإلعتبار والغرض من المؤىر‬
‫وحتى وجهات النظر حول مفهوم التنمية المستدامة في حد اتخ‪ .‬وسنركز على‬
‫المؤىرات القطاعية للتنمية المستدامة والمؤىرات األساسية المجمعة في الفصول ات‬
‫الصلة بجدول أعمال القرن‪.21‬‬
‫‪-8-‬‬
‫المؤشرات القطاعية للتنمية‬
‫تنطوي على إعداد مؤىر البعد البيئي للتنمية المستدامة ومن أهمها‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬البصمة االيكولوجية‪:‬‬
‫أسح هتا المؤىر كل من ‪ REES‬و ‪ WACKERNAGEL‬وهو يعيح‬
‫الضغط التي يمارسخ اإلنسان على الطبيعة حيث يقوم على المساحة المنتجة‬
‫الضرورية لمجتمع ما لتلبية متطلباتخ ‪-‬استهالكخ من الموارد احتياجاتخ من طرح‬
‫النفايات ومن بين أهم خصائص المؤىر نجد‪:‬‬
‫‪ -‬المرونة‪ :‬حيث يملن قياس البصمة االيلولوجية للعالم لدولة لشخص‬
‫لمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬الديناميلية‪ :‬حيث تتطور حسي عدة عوامل مثل‪ :‬النمو الديمغرافي‬
‫واالستهالك المتوسط للفرد التقدم التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬الربط المباىر بين أهم نقطتين للتنمية المستدامة وهما الحاجة والموارد‪.‬‬
‫وتجدر اإلىارة هنا أن وحدة العياس المستخدمة في هتا المؤىر هي نوحدة‬
‫المساحةن الهلتار وتعتمد على‪:‬‬
‫‪ -‬المساحة الضرورية المتصاص غاز الكاربون‪.‬‬
‫‪ -‬المساحة الضرورية لتربية المواىي‪.‬‬
‫‪ -‬المساحة الضرورية للزراعة ‪-‬تلبية االحتياجات الغتائية‪.-‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -‬المساحة الضرورية لإلنشاء‪.‬‬
‫‪ -‬المساحة الضرورية للصيد‪.‬‬
‫كما يملن الحصول على البصمة االيلولوجية لمتوسط المساحة لكل فرد بقسمة‬
‫مساحة األرض على عدد السلان فمثال البصمة االيلولوجية للواليات المتحدة‬
‫األمريلية لوحدها ‪-‬متوسط استهالك الدولة مقد ار بوحدة المساحة‪ -‬تستحو على ما‬
‫يفوق ‪ %20‬من المساحة الكلية لكوكي األرض ‪-‬حسي دراسة أجراها باحثون في‬
‫كولومبيا خالل بداية التسعينات من القرن المابي‪.-‬‬
‫ثاني ا‪ :‬مؤشر المحاسبة البيئية ‪-‬المحاسبة الخضراء‪:‬‬
‫تهدف المحاسبة الوطنية إلى وبع في األفق متغيرات معبرة عن حالة وتطور‬
‫االقتصاد الوطني إلعطاء أصحاب القرار قاعدة للعمل فنظام المحاسبة الوطنية هو‬
‫مجموعة الحسابات التي تقوم بها الدول دوريا لمتابعة تطور اقتصادها وعادة ال يتم‬
‫إدماج العيمة االقتصادية للموارد الطبيعية في نظام المحاسبة الوطنية ومع بروز مفهوم‬
‫التنمية المستدامة أدى بالحلومات إلى الرغبة في إدماج البعد االقتصادي الكلي للبيئة‬
‫في حقل القرار السياسي خصوصا بواسطة محاسبة بيئية خاصة تسمى المحاسبة‬
‫الخضراء‪.‬‬
‫ويملن تعريفها برنها‪ :‬الوصف المنهجي داخل إطار محاسبي للعالقات المتبادلة‬
‫بين البيئة واالقتصاد‪.‬‬
‫وقد أعدت المحاسبة الوطنية الخضراء في القرن العشرين ابتداءا من‬
‫السبعينات وتم استكمالها في بداية التسعينات بهدف صياغة مؤىرات تنمية مستدامة‬
‫الغرض منها اإلحاطة باألبعاد البيئية‪.‬‬
‫وال تتموبع االستعماالت الواعدة أكثر للحسابات البيئية على مستوى االقتصاد‬
‫الكلي حيث لم يتم تحديد دقيق لالستخدامات الملموسة للحسابات باإلبافة إلى‬
‫استمرار مشاكل منهجية كبيرة بقدر ما تتموبع على المستوى القطاعي حيث يترجم‬
‫الطلي على مثل هدل األدوات حاجات دقيقة مثل تسيير الماء أو الغابات‪.‬‬
‫وتستعمل أدوات المحاسبة البيئية في ما يلي‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬تسيير المصادر الطبيعية والبيئية‪ :‬تقتضي إقامة هتل الحسابات جهدا‬
‫إدماجيا و تنظيميا للمعلومة وكتا هيللة وانسجام للمعطيات حول البيئة‪ .‬وتسمح هتل‬
‫الحسابات باكتساب معرفة المحيط وهي ىرط أولي لتسيير ناجح‪ .‬وهتا بتشخيص حالة‬
‫المصادر واألوساط الطبيعية وكتا تطورها تبعا للضغوطات التي يمارسها النشاط‬
‫البشري‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم مساعدة إلى صانعي القرار‪ :‬تسمح الحسابات بتقدير االتجاهات الهامة‬
‫لتطور البيئة وآثار النشاطات االقتصادية القطاعية على حركة مخزون المصادر‬
‫الطبيعية وبالتالي تساعد صانعي القرار في بلورة سياسات التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير مؤىرات الديمومة‪ :‬تجمع حسابات البيئة معلومات قاعدية يملن‬
‫انطالقا منها إعداد مؤىرات الديمومة مثل مؤىرات االستعمال الملثف للغابات‪.‬‬
‫ورغم أنخ ال يوجد نمو ج واحد لمحاسبة بيئية يملن تمييز بين ثالثة مقاربات‬
‫رئيسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضبط نظام المحاسبة الوطنية‪ :‬تعتمد على مبدأ الناتن الداخلي الخام‬
‫األخضر وتهدف هتل المقاربة االقتصادية الكلية الخاصة بالمحاسبة البيئية إلى تهيئة‬
‫نظام المحاسبة الوطنية بإدماج عدة معطيات داخلية كتكلفة األبرار االيلولوجية‬
‫وانخفاض مخزونات الموارد الطبيعية نفقات تسيير البيئة و قيمة الخدمات البيئية‬
‫وهتا بهدف ترىيد استخدام الموارد الطبيعية –تحسين طرق استهالكها تدهورها‪ -‬بما‬
‫يسمح بتجددها والتي تعد استهالكات وسيطية متعددة وعليخ يملن تخفيض مبل‬
‫العيمة المضافة بالنسبة لكل إنتاج ومن ثم حساب الناتن الداخلي الخام مصحح من‬
‫اختراقات البيئة‪ .‬فهتا ما يسمى بالناتن الداخلي الخام األخضر‪.‬‬
‫وقد طبق ألول مرة في أندونسيا مع نهاية الثمانينات من طرف المعهد العالمي‬
‫للموارد )‪ (WRI‬التي قيم اندثار الغابات اإلندونيسية بهدف إدماج هتا التقييم في‬
‫انتبال االيلولوجيين واالقتصاديين حول نقائص‬ ‫المنتوج الداخلي الصافي حيث ألف‬
‫نظام المحاسبة الوطنية مما أدى إلى صياغة مؤىر اقتصادي كلي معبر عن ديمومة‬
‫االقتصاد اإلندونيسي‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫إن ببط نظام المحاسبة الوطنية و حساب الناتن الداخلي الخام األخضر‬
‫يتصفان ببعض التغيرات الناتجة بالدرجة األولى عن الخصائص الجوهرية للبيئة التي‬
‫تعتبر باألساس ات طابع غير تجاري فالمشلالت المنهجية العملية المرتبطة بإدماج‬
‫البيئة في نظام المحاسبة الوطنية لم تجد إلى اليوم حلوال لها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحسابات التابعة‪ :‬وهي تهدف إلى تكملة نظام المحاسبة الوطنية على‬
‫أساس الحسابات التابعة للمعلومة االقتصادية التي يحتويها نظام المحاسبة الوطنية من‬
‫دون تغييرل ‪.‬‬
‫في دول كثيرة لتوفير المعلومات المحاسبية المفصلة حول نشاط‬ ‫وقد استعمل‬
‫خاص مثل‪ :‬البحث و التربية و النقل والحماية االجتماعية و حماية البيئة‪.‬‬
‫وتسمح المحاسبة التابعة بتحديد الجهود المتعلقة بحماية البيئة في بلد ما من‬
‫أي تغيير في مؤىرات االقتصاد الكلي ‪-‬الناتن الداخلي الخام والناتن‬ ‫دون أن يحد‬
‫الوطني الخام‪ -‬فال تصحح بالتالي عجزها‪.‬‬
‫وتجمع حسابات البيئة التابعة المعلومات الفيزيائية الصادرة عن اإلحصائيات‬
‫حول حالة البيئة والمصادر الطبيعية ومعلومات متوفرة في اإلطار المركزي للمحاسبة‬
‫الوطنية مثل‪ :‬مصاريف تجديد المحيط أو تكاليف األبرار البيئية‪.‬‬
‫إ ن تمد هتل الحسابات القدرة التحليلية لنظام المحاسبة الوطنية‪ .‬و تقدم هتل‬
‫الحسابات الوظائف الثالثة األساسية‪:‬‬
‫‪ -‬تفكي نظام المحاسبة الوطنية الستخراج المظاهر البيئية منخ‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم مخزون المصادر الطبيعية و الخدمات البيئية خارج السوق‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم األبرار البيئية الناتجة عن النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات المصادر و التراث الطبيعي‪ :‬منت سنة ‪ 1970‬تم تخيل حسابات‬
‫تسمية حسابات المصادر الطبيعية‬ ‫فيزيائية للبيئة ‪-‬من طرف النرويجيين‪ -‬وتح‬
‫نظ ار لصعوبة التقدير النقدي لبعض المظاهر البيئية في المحاسبة البيئية التابعة‬
‫وتعالن هتل األخيرة مصادر نظام اإلنتاج معب ار عنها بوحدة فيزيائية أو نقدية‪.‬‬
‫وامتد ل في فرنسا التي عمدت على استخدام مؤىرات مادية ونقدية للمصادر‬
‫الطبيعية القابلة للتسويق والعناصر الطبيعية عديمة العيمة التجارية بما في ل‬

‫‪112‬‬
‫األنظمة البيئية وأطلق عليها اسم المورو الطبيعي وتتضمن المحاسبة التابعة كما‬
‫تشلل وصلة بين المحاسبة الوطنية –النقدية‪ -‬والمحاسبة المادية‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬مؤشر التنمية البشرية‪:‬‬
‫وهو مؤىر وطني تم إعدادل مع بداية التسعينات من القرن المابي يعتمد على‬
‫إدماج معطيات اجتماعية نوعية يحيط برهم الجواني االجتماعية للتنمية حيث يرتبط‬
‫بالمستوى التعليمي نصيي الفرد من الدخل الوطني ‪ ....‬ويقتصر هتا المؤىر على‬
‫إبراز التقدم في مستوى التنمية البشرية من خالل معطيات اقتصادية واجتماعية‬
‫فحسي ويركز المؤىر على الخيارات المتعلقة بالتنمية البشرية المتاحة وأهمها‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى معيشي الئق يملن تحعيقخ من خالل زيادة متوسط نصيي الفرد من‬
‫الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى الئق من التعليم والرعاية الصحية والتغتية المالئمة‪.‬‬
‫‪ -‬توفر فرص العمل التي تضمن تحقيق الدخل المناسي‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة الكاملة لكافة األفراد للمشاركة في الق اررات التي يتختها‬
‫المجتمع‬
‫‪ -‬تمتع األفراد بالحرية السياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪-9-‬‬
‫المؤشرات األساسية المجمعة في الفصول ذات الصلة‬
‫بجدول أعمال القرن ‪21‬‬
‫ويملن تقسيمها إلى أربعة قضايا رئيسية هي‪:‬‬
‫ثاني ا‪ :‬المؤىرات االجتماعية‪.‬‬ ‫أوالا‪ :‬المؤىرات االقتصادية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المؤىرات المؤسسية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المؤىرات البيئية‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬المؤشرات االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -1‬التعاون الدولي لتعجيل التنمية المستدامة‪ :‬ويملن قياسها من خالل‬
‫نصيي الفرد من الناتن المحلي اإلجمالي ويحسي بقسمة الناتن المحلي اإلجمالي‬
‫برسعار السوق الجارية في سنة معينة على عدد السلان ويملن تصنيفخ من مؤىرات‬
‫القوة الدافعة ويعيح هتا المؤىر مستوى اإلنتاج الكلي وحجمخ ومع أنخ ال يعيح‬
‫التنمية المستدامة قياسا كامال فإنخ يمثل عنص ار هاما من عناصر نوعية الحياة‪.‬‬
‫‪ -2‬حصة االستثمار الثابت اإلجمالي إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ :‬ويمثل‬
‫اإلنفاق على إبافات األصول الثابتة لالقتصاد كنسبة من الناتن المحلي اإلجمالي‬
‫يعيح هتا المؤىر نسبة االستثمار اإلجمالي إلى اإلنتاج ويعبر عنخ بنسبة مئوية‪.‬‬
‫‪ -3‬صادرات ‪ /‬واردات السلع والخدمات‪ :‬ويبين قدرة البلدان على االستمرار في‬
‫االستيراد‪.‬‬
‫‪ -4‬تغيير أنماط االستهالك‪ :‬ويملن قياسخ من خالل نصيي الفرد السنوي من‬
‫استهالك الطاقة حيث يعيح هتا المؤىر نصيي الفرد من الطاقة في بلد ما‪.‬‬
‫‪ -5‬الموارد واآلليات المالية‪ :‬ويتم قياسها من خالل المؤىرات التالية‪:‬‬
‫• رصيد الحساب الجاري كنسبة مئوية من الناتن المحلي اإلجمالي وتعني‬
‫نسبة مجموع صافي الصادرات من السلع والخدمات وصافي الدخل وصافي التحويالت‬
‫إلى الناتن المحلي اإلجمالي‪ .‬ويبين هتا المؤىر فائض أو عجز الحساب الجاري‬
‫مقارنة بالناتن المحلي اإلجمالي ويعيح مدى سرعة ترثر االقتصاد‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫• مجموع الدين الخارجي كنسبة مئوية من الناتن المحلي اإلجمالي ويقصد‬
‫بمجموع الدين المعطى أو المتلقي ويعيح هتا المؤىر درجة مديونية البلدان ويساعد‬
‫في تقييم قدرتها على تحمل الديون‪.‬‬
‫• صافي المساعدات اإلنمائية الرسمية المتلقاة كنسبة مئوية من الناتن المحلي‬
‫اإلجمالي تشمل المساعدات اإلنمائية الرسمية المنح أو القروض التي يقدمها القطاع‬
‫الرسمي إلى بعض البلدان واألقاليم بهدف النهوض بالتنمية أوالخدمات االجتماعية‬
‫بشروط مالية تسهيلية ويعيح هتا المؤىر مستويات المساعدة ميسرة الشروط التي‬
‫ترمي إلى النهوض بالتنمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤشرات االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -1‬ملافحة الفقر‪ :‬ويملن رصد التقدم المحرز من خالل‪:‬‬
‫• معدل البطالة وهو نسبة األىخاص العاطلين عن العمل إلى مجموع القوى‬
‫العاملة يبين المؤىر جميع أفراد القوة العاملة الغير موظفين أو عاملين مستقلين كنسبة‬
‫من القوة العاملة‪.‬‬
‫• مؤىر الفقر البشري بالنسبة للبلدان النامية فإن هتا المؤىر مركي من‬
‫ثالثة أبعاد وهي‪ :‬نحياة طويلة وصحيةن وتقاس بنسبة مئوية من الناس التين لم يبلغوا‬
‫سن األربعين‪.‬نتوفر الوسائل االقتصاديةن يقاس بنسبة مئوية من الناس التين ال يملنهم‬
‫االنتفاع بالخدمات الصحية والميال المرمونة وننسبة األطفال دون الخامسة نالتين‬
‫يعانون من وزن ناقص بدرجة معتدلة أو ىديدة ‪.‬‬
‫خط الفقر الوطني ويعبر عن النسبة المئوية‬ ‫• السلان التين يعيشون تح‬
‫للسلان التين يعيشون دون خط الفقر الوطني وتختلف التقديرات الوطنية بين البلدان‬
‫ويستند غالبا إلى التقديرات المستمدة من مسوح األسر المعيشية تجدر اإلىارة أن‬
‫المؤىرين السابقين يستخدمان في تقييم حالة الفقر في بلد ما كنسبة مئوية‪.‬‬
‫‪ -2‬الديناميلية الديمغرافية واالستدامة ‪ :‬ويقاس من خالل معدل النمو السلاني‬
‫وهو عبارة عن متوسط تغير المعدل السنوي بالنسبة لحجم السلان ويعيح هتا المؤىر‬
‫معدل النمو السلاني للسنة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعزيز التعليم والوعي العام والتدريي‪ :‬و ل عن طريق‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫• معدل اإللمام بالقراءة والكتابة بين البالغين‪ :‬ويعبر عن نسبة األىخاص‬
‫التين ال تتجاوز أعمارهم ‪ 15‬سنة وال يدركون القراءة والكتابة ويحدد المؤىر نسبة‬
‫األميين بين البالغين‪.‬‬
‫• المعدل اإلجمالي لاللتحاق بالمدارس الثانوية ‪ :‬مجموع الملتحقين بالمدارس‬
‫الثانوية كنسبة من عدد السلان التين هم في سن الدراسة بالمدارس الثانوية ويبين‬
‫مستوى المشاركة في التعليم الثانوي‪.‬‬
‫‪ -4‬حماية صحة اإلنسان وتعزيزها‪ :‬عن طريق‪:‬‬
‫• متوسط العمر المتوقع عند الوالدة ‪ :‬يستخدم كبديل لخ نسبة األىخاص التين‬
‫ال يتوقع لهم أن يبلغوا سن األربعين يفترض هتا المؤىر أن األنماط السائدة ستظل‬
‫على حالها طوال حياة الفرد‪.‬‬
‫• عدد السلان التين ال يحصلون على ميال مرمونة والخدمات الصحية‪ :‬إن‬
‫توفر درجة مرتفعة من االنتفاع بميال الشرب المرمونة والخدمات الصحية أمر أساسي‬
‫للتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -5‬تعزيز التنمية المستدامة للمستوطنات البشرية ‪ :‬وتقاس بنسبة السلان في‬
‫المناطق الحضرية ويعتبر أكثر المؤىرات استخداما لعياس درجة التوسع الحضري‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬المؤشرات البيئية‪:‬‬
‫‪ -1‬حماية نوعية موارد الميال العتبة وإمداداتها‪ :‬و ل عن طريق‪:‬‬
‫• الموارد المتجددة ‪ /‬عدد السلان ‪ :‬ويبين نصيي الفرد السنوي من الموارد‬
‫المائية المتجددة المتاحة‪.‬‬
‫• استخدام الميال‪ /‬االحتياطات المتجددة ‪ :‬و يبين نسبة كمية الميال المستخدمة‬
‫إلى مجموع الكمية المنتجة‪.‬‬
‫‪ -2‬النهوض بالزراعة والتنمية الريفية المستدامة‪ :‬من خالل‪:‬‬
‫• نصيي الفرد من األرابي الزراعية ‪ :‬يبين المؤىر نصيي الفرد من المساحة‬
‫اإلجمالية لألرابي المتاحة لإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫• استخدام األسمدة ‪ :‬يحدد كمية األسمدة المستخدمة في الزراعة للوحدة من‬
‫األرابي الزراعية حيث يعيح كثافة استخدام األسمدة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -3‬ملافحة إزالة الغابات والتصحر‪:‬‬
‫في‬ ‫• التغير في مساحة الغابات ‪ :‬وهو التغير التي يحصل مع مرور الوق‬
‫مساحة الغابات كنسبة من المساحة اإلجمالية للبلد‪.‬‬
‫• نسبة األرابي المتضررة بالتصحر يتم الحصول علية عن طريق مساحة‬
‫األرابي المصابة بالتصحر ونسبتها إلى المساحةاإلجمالية للبلد ويعيح مساحة‬
‫التصحر وىدتخ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المؤشرات المؤسسية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحصول على المعلومات ووسائل االتصال‪:‬‬
‫• الحصول على المعلومات‪ :‬و ل من خالل أجهزة التلفاز لكل ‪ 1000‬نسمة‬
‫وأجهزة الراديو لكل ‪ 1000‬نسمة وعدد الصحف اليومية لكل ‪ 1000‬نسمة وتبين‬
‫هتل المؤىرات مدى حصول السلان على المعلومات‪.‬‬
‫• الحصول على وسائل االتصال ‪ :‬من خالل خطوط الهاتف الرئيسية لكل‬
‫‪1000‬نسمة ويعتبر هتا المؤىر أهم معياس لدرجة تطور االتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية في أي بلد‪.‬‬
‫‪-2‬الحصول على المعلومات بالوسائل اإللكترونية ‪ :‬ويملن الوصول إلى هتا‬
‫لكل ‪ 1000‬ىخص وحاملي‬ ‫المؤىر من خالل عدد المشتركين في االنترن‬
‫الحواسيي الشخصية لكل ‪ 1000‬ىخص ويعيسان المؤىران مدى مشاركة البلدان في‬
‫عصر المعلومات‪.‬‬
‫‪-3‬العلم والتكنولوجيا ‪ :‬ويملن الوصول إليخ من خالل عدد العلماء والمهندسين‬
‫العاملين في مجال البحث والتطوير لكل مليون نسمة واإلنفاق على البحث والتطوير‬
‫كنسبة مئوية من الناتن القومي اإلجمالي تجدر اإلىارة إلى أن المؤىرين السابقين‬
‫يبينان حجم الموارد المخصصة للبحث والتطوير‪.....‬‬

‫‪117‬‬
‫المراجع‬
‫‪-1‬عمرو محيي الدين‪ -‬التنمية والتخلف‪ -‬ملتبة النهضة المصرية‪ -‬القاهرة‬
‫‪.1990‬‬
‫‪-2‬عمرو محيي الدين‪ -‬التنمية والتخلف‪ -‬ملتبة النهضة المصرية‪ -‬القاهرة‬
‫‪.1996‬‬
‫محمد العقاد محمود محمد عارف نظرية العيمة ملتبة المدينة‬ ‫‪-3‬مدح‬
‫بالزقازيق ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪-4‬س واجل فن التخطيط ملتبة األنجلو المصرية القاهرة ‪1963‬م‪.‬‬
‫‪-5‬علي لطفى دراسات في تنمية المجتمع القسم الثاني ‪1974‬م‪.‬‬
‫‪-6‬نورمان بوكانان هوارداليح وسائل التنمية االقتصادية الجزء الثاني‬
‫ملتبة النهضة المصرية القاهرة ‪1958‬م‪.‬‬

‫‪118‬‬
119

You might also like