Professional Documents
Culture Documents
مـــــقـــــدمـــــة.
المبحث األول :ماهية إدارة الموارد البشرية.
المطلب : 01التطور التاريخي إلدارة الموارد البشرية.
-1األهداف االقتصادية
-2األهداف االجتماعية
-3األهداف اإلنسانية
المبحث التاني :ماهية التنمية المستدامة و وضعها في الدول العربية
-2المطلب :01مفاهيم أساسية حول التنمية المستدامة.
-2-1تعريف التنمية المستدامة.
-2-2أبعاد التنمية المستدامة
-2-2-1األبعاد االقتصادية:
-2-2-2األبعاد البشرية
-2-2-3األبعاد البيئية:
-2-3تجارب الدول في تحقيق التنمية المستدامة(:)3
-2-4أهداف التنمية المستدامة
-3البطالة من منظور التنمية المستدامة
-3-1معدل البطالة:
-3-2وضع البطالة في الوطن العربي:
-3-3تحديد معالم البناء االستراتيجي للقضاء على البطالة
-3-3-1التخطيط:
-3-3-2التطبيق
-3-3-3التقييم
الـــخـــاتـــمـــة.
اإلشكالية
أكدت األحداث األخيرة في الدول العربية أن موضوع بطالة الشباب وتأخر تحقيق التنمية المستدامة من أهم الصعوبات التي تواجه
الدول والحكومات ،والتي تراهن على قربها الجغرافي من أوربا وعقدها للكثير من االتفاقياتـ التجارية وتشجيعها لالستثمار الخارجي
لحل هذه المشاكل ،ورغم توفر جل الدول العربية على احتياطي مالي متأتي من العوائد البترولية إال انه لم يمنع من خروج الشباب
للتظاهر من اجل الحصول على عمل شريف بدل االتكال على إعانات الحكومة.
إن التفسير الوحيد لمشكلة البطالة مع وجود فائض مالي يكمن في سوء تسيير هذا الفائض ،إذ يجب بناء إستراتيجية متكاملة تأخذ في
الحسبان الواقع االجتماعي واالقتصادي ومن ثم الخروج بقرارات صائبة ،ففي العالم هناك العديد من الدول لديها موارد وإمكانات
مادية وبشرية تعادل إمكانات الجزائر أو اقل منها وكانت إلى وقت قريب تعاني من مشكل البطالة ،وتدني مستوى الدخل الفردي و…
الخ،إال أنها حققت إلى حد ما أهداف التنمية المستدامة ،إال أن الجزائر ظلت تعاني من هذه المشاكل فهل يمكن للجزائر االستفادة من
تجارب الدول األخرى ومحاكاتها من اجل تحقيق التنمية المستدامة.
مما سبق يمكن أن نطرح السؤال التالي :ما هي متطلبات بناء إستراتيجية متكاملة لتحقيق التنمية المستدامة؟
إن الهدف من هذه الورقة هو تحديد متطلبات بناء إستراتيجية متكاملة تستغل نقاط القوة والضعف للوصول إلى تنمية مستدامة تعمل
على القضاء على البطالة ،بحيث يستفيد المجتمع من مداخيل التنمية في الجانب االقتصادي ،مع إيجاد فرص التشغيل لتامين الجانب
االجتماعي الذي يحقق العيش الكريم لكل مواطن.
تسعى المؤسسات في وقتنا الحالي إلى ضمان بقاءها واستمرارها في السوق ،مما يحتم عليها استغالل مواردها استغالال أمثال من
أجل الوصول إلى تحقيق أهدافها.
ومن الموارد التي تعتمد عليها المؤسسة ،والتي ال يمكن ألي منها االستغناء عنها مهما بلغت درجة التكنولوجيا المستخدمةـ بها ،نجد
العنصر البشري ،والذي تغيرت النظرة إليه من مجرد يد عاملة تعمل لتأخذ أجرا وبالتالي تمثل تكلفة ،إلى رأسمال استراتيجي تسعى
المؤسسة إلى استثماره من أجل تحقيق نتائج أكيدة.
المبحث األول :ماهية إدارة الموارد البشرية
تعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم اإلدارات في أي مؤسسة حيث أصبح عمل المؤسسة يتحدد بناءا على هذا العنصر ،فكل جانب
من جوانب أنشطة المؤسسة يتحدد نجاحه بناءا على كفاءة وفعالية مواردها البشرية.
المطلب : 01التطور التاريخي إلدارة الموارد البشرية
إن إدارة الموارد البشرية بشكلها الحديث ليست وليدة الساعة ،إنما هي نتيجة للعديد من التطورات من حيث الوظيفة واألهداف
واألدوار ،تزامنت مع التغيرات التي شهدتها نمو المؤسساتـ أو الحاجات المتعلقة بالموارد البشرية ،ويمكن تلخيص أهم المراحل التي
مرت بها فيما يلي :
تميزت تلك الفترة باالعتماد الكلي على الصيد والزراعة وفيها لم يكن لنشاط إدارة الموارد البشرية اهتمام واضح ،حيث أن التجمعاتـ
الزراعية أو ألغراض الصيد كانت تنشأ بشكل عفوي بعيداً عن اإلدارة المنظمة التي تستند إلى مبادئ واضحة أو أدلة عمل .وبالرغم
من أن السمة السائدة للتجمعات في هذه الفترة كانت زراعية فقد توجهت جهود ال بأس بها وأثمرت في بناء حضارات عريقة قائمة
على أساس تنظيم وتعبئة الجهد البشري باتجاه أهداف كانت تعتبرها تلك الحضارات مهمة في بناء مجتمعاتها آنذاك.
وبالرغم من شيوع استخدام بعض المبادئ اإلدارية في تلك الفترة أال أن العملية اإلدارية تركزت حول استخدام األرض والموارد
البشرية لتحقيق أهداف محددة هي اإلنتاج الزراعي ،عالوة على وضوح صفة الدمج بين الملكية واإلدارة ،لهذا كان القطاع الزراعي
أحد أشكال اإلدارة المستخدمةـ في حقل الزراعة ،حيث كان المالك المدير هو الذي ينظم ويوجه وينسق ويقيم األفراد العاملين في
االقطاعات الزراعية.
يعد فريديريك تايلور “ ” Frederick Taylorاألب الحقيقي والقوة الدافعة باتجاه حركة اإلدارة العلمية ،استهدف “تايلور” من خالل
دراسته إلى تحويل المصالح المتعارضة بين العاملين وأرباب العمل مصالح مشتركة ،وعليه حدد “تايلور” المهمةـ األساسية للمدير في
تحقيق أقصى عائد ممكن ألصحاب العمل مع تحقيق عائد للعاملين في نفس الوقت ،منهجه العلمي يعتمد على تنمية قدرة المشرفين
على توجيه ودعم العاملين مع توفير حوافز مناسبة وتشجيعهم على زيادة اإلنتاج .ولقد ركزت هذه الحركة بشكل مباشر على تحقيق
مستوى عالي من اإلنتاج بغض النظر عن تحقيق مستويات جيدة من أهداف وطموحات العاملين ،حيث لم يكن في حينها تنظيمات
عمالية ترعى شؤون العاملين وتطالب لنيل جميع حقوقهم.
-3حركة العالقاتـ اإلنسانية :
أدى تجهل اإلدارة العلمية ألهداف العمال ورغباتهم الشخصية إلى ظهور مدرسة جديدة سنة 1924م هي مدرسة العالقات اإلنسانية
التي اهتمت بجانب مهم في حياة الفرد العامل يتمثل بعالقته بزمالء العمل والجماعاتـ داخل المؤسسة ،ففي الوقت الذي ركزت فيه
حركة اإلدارة العلمية على المواءمة بين الفرد والمنظمة والعمل ،ركزت العالقاتـ اإلنسانية على المواءمة بين الفرد والجماعة،
والجماعة والمنظمة ،والجماعة داخل المنظمة ،إضافة إلى المواءامات التي ركزت عليها حركة اإلدارة العلمية.
-4مرحلة مدرسة إدارة األفراد :
لم تكن فلسفة الحركتين اإلدارة العلمية والعالقاتـ اإلنسانية كافية لتوفير كل المتطلبات المتعلقة باألداء األمثل وإشباع الحاجاتـ
للطرفين العمل والعاملين ،لذا نشأت في هذه الفترة إدارات تسمى بإدارات األفراد كان جل اهتمامها ينصب على توفير الخدماتـ
والرعاية الصحية واالجتماعية ،كذلك هي تعمل كوسيط بين اإلدارة العليا وبين العاملين فهي تعمل على توجيه االهتمام بتوظيف
العاملين واالهتمام بتنمية مهاراتهم وإنتاجيتهم للوصول إلى مستوى أمثل في إنتاجية المنظمة .وقد لوحظ على هذه اإلدارة أنها شملت
االهتمام بجميع المستويات من العاملين باإلضافة إلى كونها أصبحت تمثل اإلدارة المنفذة إلرادات اإلدارات العليا في إدارة شؤون
الموارد البشرية وتنظيم أدائهم واالهتمام بتنميتهم وتدريبهم وبما يخدم زيادة وتحسين العملية اإلنتاجية.
-5مرحلة مدرسة إدارة الموارد البشرية :
انتهجت هذه المدرسة مفاهيم جديدة تعتمد على إدارة الموارد البشرية من خالل وظائف معينة ساعدت المنظمات على تحقيق النجاح
من خالل زيادة الكفاءة في اإلنتاجية والتي تكونت نتيجة تسليط االهتمام من قبل مدرسة إدارة الموارد البشرية على إدارة العاملين
بشكل أكثر توسعا ً وفاعلية ،مثل االهتمام اختيار وتعيين األفراد وتحديد أجورهم وحوافزهم ،والعمل على زيادة خبرة األفراد من
خالل التدريب وتنمية المهارات وتقديم الدعم الكافي لهم ،إضافة إلى بناء عالقات تعاونية بين العاملين والتدخل في حل مشاكلهمـ
المختلفة ،كما ساهمت مدرسة إدارة الموارد البشرية.
لقد طورت هذه المدرسة مفاهيم جديدة لم تكن مطروحة في السابق مما أدى إلى نجاح أفكارها ألنها تصب في تطوير العالقة بين
إدارة الموارد البشرية وبين إدارات المنظمات لتحقيق التنسيق الدائم بينهما للوصول إلى مستوى عالي من الفهم المشترك للمصالح،
ليؤدي بالنتيجة إلى تحقيق أهداف المنظمة بأقل التكاليف وبفترات زمنية أقصر ،إضافة إلى امتالك المنظمة العاملين الذين يدفعون
العمل دوما ً إلى النجاح ومن العوامل التي أدت إلى زيادة االهتمام بالعنصر البشري وظهور هذه المدرسة ما يلي:
يمكن تقسيم وجهات النظر إلدارة الموارد البشرية إلى نظرتين التقليدية والحديثة ،يتمثل األول في النظرة التقليدية والتي تنظر إلدارة
الموارد البشرية على أساس كونها نشاط روتيني تنفيذي بحت يرتكز على حفظ الملفات وسجالت العاملين وضبط أوقات حضورهم
وانصرافهم و إجازاتهم…..الخ أما النظرة الحديثة فتعتبر إدارة الموارد البشرية كوظيفة أساسية في المؤسسة شانها شان باقي
الوظائف و ذلك ألهمية العنصر البشري في الكفاية اإلنتاجية للمؤسسة.
لتوضيح مفهوم إدارة الموارد البشرية نستعرض بعض التعاريف من وجهة نظر بعض الكتاب :
-1يعرف (كاسبو) إدارة الموارد البشرية على أنها :
” العملية (( processالتي من خاللها تكفل المؤسسة االستخدام الفعال للعاملين بما يحقق أهداف المؤسسة والعاملين بها “.
” عبارة عن القانون أو النظام الذي يحدد طرق و تنظيم معاملة األفراد العاملين بالمؤسسة بحيث يمكنهم تحقيق ذواتهم أيضا
االستخدام األمثل لقدراتهم وإمكانياتهم لتحقيق أعلى إنتاجية “.
” تشتمل على عمليات أساسية ينبغي أداؤها ومجموعة من القواعد العامة يجب أتباعها ،وكذلك مجموعة أدوات وأساليب يتعين
استخدامها إلدارة مجموعات األفراد في التنظيم ،والمهنة الرئيسية لمدير إدارة الموارد البشرية هي مساعدة المديرين في المؤسسة
وتزويدهم بما يحتاجون إليه من رأي أو مشورة متخصصة تمكنهم من إدارة مرؤوسيهم بطريقة أكثر فاعلية “
ويمكن إعطاء تعريف شامل إلدارة الموارد البشرية كما يلي :
– “عملية تتكون من أربعة خطوات تتضمن البعد الذي يتعلق بالناس في اإلدارة :الحصول عليهم ،وإعدادهم ،تنشيطهم واإلبقاء
عليهم “.
تكتسي إدارة الموارد البشرية أهمية بالغة في المؤسسة باعتبار العنصر البشري هو الغالب على المؤسسة ،وتتمثل أهمية وظيفة إدارة
الموارد البشرية فيما يلي :
- 1تساعد على تشخيص الفعالية والكفاءة التنظيمية من خالل بعض الوسائل المتعلقة باألفراد العاملين ،وكذلك قياس الكفاءة المهنية
اإلنتاجية ومعدل الغيابات والتأخرات ودوران العمل ،ومعدالت الحوادث والشكاوي.
- 2تقديم النصائح واإلرشادات للمديرين التنفيذيين في جميع الجوانب المتعلقة باألفراد العاملين.
- 3تساعد على كشف المشاكل المتعلقة باألفراد العاملين والصعوبات المؤثرة على فعالية المؤسسة.
-4التنسيق بين جميع النشاطاتـ المتعلقة باألفراد العاملين واإلدارة من خالل مناقشتها
- 5يعتبر تسيير الموارد البشرية بمثابة جهاز إنذار وتحذير داخل المؤسسة من حدوث مشاكل خطيرة تؤثر على إستراتيجية المؤسسة
كتفاقم الصراعات بين العمال و اإلدارة ووصولها إلى حد اإلضراب والتوقف عن العمل ،فتقوم إدارة تسيير الموارد البشرية بمحاولة
تهدئة األوضاع قبل الوقوع في المشاكل.
- 6توفير اإلجراءات المتعلقة باألفراد العاملين ،من توظيف العمل ،إعداد وتهيئة األفراد العاملين ،إعداد البرامج التدريبية ،هيكل
األجور والرواتب والحوافز التشجيعية ،وكل هذا لضمان إنتاجية أفضل وأداء أعلى.
إن الهدف العام من تسيير الموارد البشرية هي وضع استراتيجيات لتحسين إدارة الموارد البشرية وذلك بهدف تحقيق توازن حقيقي
بين التنمية الفردية وإدارة الموظفين ،حسب ظروف المؤسسة والضغوطات الخارجية.
إن الهدف األساسي لتسيير الموارد البشرية هو تزويد المؤسسة بموارد بشرية ذات الخصائص التالية :
-1موارد بشرية منتجة :
وذلك ضمن كفاءة العامل أو الموظف الذي تسعى المؤسسةـ إلى ترقيته ،فالكفاءة تساهم مساهمة فعالة في زيادة اإلنتاجية.
-2موارد بشرية مستقرة :
حيث أن االستقرار للمورد البشري يعني بالضرورة استقرار المؤسسة في حد ذاتها ألن الفكرة األساسيةـ في مجال تنمية الموارد
البشرية تتمثل في احتكار جميع أفراد المؤسسة “موارد” موضوعة تحت تصرف المؤسسة وفق شروط محددة واستقرارها يعني
استقرار المؤسسة.
-3موارد بشرية فعالة :
للفاعلية دور هام في تطور المؤسسة وازدهارها فمورد بشري منتج مستقر تنقصه الفعالية هو مورد عديم الجدوى.
يمكن إدراج الخصائص السابقة في األهداف اآلتية :
-1األهداف االقتصادية :نخص بالذكر ما يلي :
– فتح فرص التعليم والرفع من المستوى الدراسي للعمال والموظفين مما يدفعهم إلى المساهمة في األهداف االقتصادية للمؤسسة.
– جودة محيط العمل مما يساهم في الكفاءة اإلنتاجية وتحقيق األهداف االقتصادية للمؤسسة.
-2األهداف االجتماعية :تتمثل في :
– العدالة في توزيع مناصب العمل وتكافؤ فرص التكوين والتدريب.
– استجابة إدارة الموارد البشرية لبعض المحددات االجتماعية كالتشريعات والقوانين الخاصة والعاملين.
– وضع الفرد المناسب في المكان المناسب وفقا لكفاءته وخبرته مما يعطي فرصا جديدة للتطور والنمو.
– تحقيق أهداف المجتمع عن طريق إدماج األفراد باألعمال المختلفة للمؤسسة.
-3األهداف اإلنسانية :وتتمثل هذه األهداف في :
– االهتمام بالجانب النفسي للعامل ومحاولة مساعدته عند الحاجة وذلك بحل مشاكله سواء داخل المؤسسة أو خارجها.
– محاولة خلق ظروف عمل مالئمة للعالقات اإلنسانية.
– توفير ظروف أحسن للتقليل من المشاكل اليومية للعامل.
– الرضا عن العمل واالستعداد للتغيير.
– محاولة تفهم العمال وتحقيق الثقة والرضا في عملهم مما يدفعهمـ إلى المبادرة واإلبداع ومن ثم تحسين الكفاءة اإلنتاجية.
المبحث التاني :ماهية التنمية المستدامة و وضعها في الدول العربية
-2المطلب االول :مفاهيم أساسية حول التنمية المستدامة.
-2-1تعريف التنمية المستدامة.
ظهر أول تعريف للتنمية المستدامة في قمة األرض بريوديجانيرو عام 1992المنعقدة بالبرازيل من خالل أجندة القرن الواحد
والعشرين(أجندة ،)21ومنذ ذلك الحين عكف خبراء االقتصاد والسياسةـ واالجتماع على تحديد مفهوم مصطلح التنمية المستدامة
وأبعاده واهم المؤشرات ،وفي هذا البحث سنكتفي بإيراد التعريفين التاليين:
تعريف الفاو للتنمية المستدامة ) الذي تم تبنيه في عام ) 1989كما يلي :
“التنمية المستدامة هي إدارة وحماية قاعدة الموارد الطبيعية وتوجيه التغير التقني والمؤسسي بطريقة تضمن تحقيق واستمرار إرضاء
الحاجات البشرية لألجيال الحالية والمستقبلية .إن تلك التنمية المستدامة (في الزراعة والغابات والمصادر السمكية) تحمي األرض
والمياه والمصادر الوراثية النباتية والحيوانية وال تضر بالبيئة وتتسم بأنها مالئمة من الناحية الفنية ومناسبة من الناحية االقتصادية
ومقبولة من الناحية االجتماعية”.
تعريف هيئة ترونتالند للتنمية المستدامة :
“التنمية التي تغطي احتياجات الحاضر دون اإلضرار بقدرة األجيال المستقبلية على تغطية احتياجاتها) “الهيئة العالمية للبيئة والتنمية
– )1986
مما سبق يتبين أن المنظور االقتصادي واالجتماعي والبيئي للتنمية المستدامة يتجسد في إحداث التنمية االقتصادية التي تلبي
احتياجات المجتمع في الوقت الحالي مع المحافظةـ على البيئة والموارد الطبيعية لألجيال الالحقة.
-2-2أبعاد التنمية المستدامة
تؤخذ التنمية المستدامة أبعادا كثيرة تشمل كل القطاعات التي من شانهاـ المشاركة في ترقية ورفاهية المجتمع ،ويمكن تلخيصها في
األبعاد الثالثة التالية:
-2-2-1األبعاد االقتصادية:
يفسر الفكر االقتصادي الكالسيكي التنمية المستدامة باستمرارية الموارد المتعددة في دعم البنى االقتصادية لتحقيق الرفاهية للمجتمع،
أما الفكر االقتصادي الحديث فيرى انه من الضروري الحفاظ على الموارد الطبيعية والبشرية والبيئية التي تساهم في الوقت الحالي
ومستقبال في تامين احتياجات السكان ،ومن أهم األبعاد االقتصادية ما يلي(()1عمر شريف:)2007 ،
حصة االستهالك الفردي من الموارد الطبيعية:
فالمالحظ أن سكان البلدان الصناعية يستغلون قياسا على مستوى نصيب الفرد من الموارد الطبيعية في العالم أضعاف ما يستخدمه
سكان البلدان النامية.
إيقاف تبديد الموارد الطبيعية:
فالتنمية المستدامة في البلدان الغنية تتلخص في اجراء تخفيضات متواصلة من مستويات االستهالك المبددة للطاقة والموارد الطبيعية
وذلك عبر تحسين مستوى الكفاءة وتغيير أسلوب الحياة ،أما البلدان النامية فترى ضرورة الحفاظ على الموارد قدر اإلمكان باستعمال
الترشيد.
المساواة في توزيع الموارد:
إن تخفيف حدة الفقر وتحسين مستوى المعيشة أصبح مسؤولية كل البلدان الغنية والفقيرة وتتمثل هذه المسؤولية في جعل فرص
الحصول على الموارد والمنتجات فيما بين جميع األفراد داخل المجتمع اقرب إلى المساواة.
تقليص اإلنفاق العسكري:
كما أن التنمية المستدامة يجب أن تعني في جميع البلدان تحويل األموال من اإلنفاق على األغراض العسكرية وامن الدولة إلى اإلنفاق
على احتياجات التنمية ،ومن شان إعادة تخصيص ولو جزء صغير من الموارد المكرسة اآلن لألغراض العسكرية لإلسراع بالتنمية
بشكل ملحوظ.
-2-2-2األبعاد البشرية
ترتكز كل االقتصاديات العالم على العنصر البشري لذا ينبغي االهتمام به ،وتسعى التنمية المستدامة إلى تحقيق المستوى األمثل في
رعاية وترقية الموارد البشرية بكل أبعادها وهي :
االستخدام الكامل للموارد البشرية :
من خالل االستفادة من كل الطاقاتـ البشرية والمتمثلة في األفكار واإلبداعات واالختراعات ،وتخصيص كل الموارد لدعم المواهب
في كل المجاالت.
الصحة والتعليم:
إن التنمية المستدامة تتفاعل تفاعال قويا مع األبعاد األخرى للتنمية المستدامة ،فاألفراد األصحاء والمتعلمين ومع توفرهم على تغذية
جيدة أمر يساعد على التنمية االقتصادية.
أهمية توزيع السكان:
كما أن لتوزيع السكان أهميته البالغة ،فتمركز السكان في المدن الكبرى يؤدي إلى نقص حظوظ حصول الفرد على الخدماتـ الصحية
والتعليم ،وأيضا حدوث عواقب وخيمة على البيئة والنظم الطبيعية المحيطة.
تكافؤ فرص العمل:
يعد العمل من أهم مطالب الفرد ألجل الحصول على العيش الكريم ،وتسعى التنمية المستدامة من خالل أبعادها االجتماعية إلى
حصول الفرد على التعليم والتكوين الالزمين لتأهيله للحصول على شغل ،وعلى عكس الدول الرأسمالية المتقدمة التي تتمركز الثروة
فيها لدى قلة من األفراد ،فالدول النامية تعيش في أزمة بطالة بسبب التخلف االجتماعي واالقتصادي.
-2-2-3األبعاد البيئية:
يركز البيئيون في مقاربتهم للتنمية المستدامة على مفهوم الحدود البيئة والتي تعني أن لكل نظام بيئي طبيعي حدود معينة ال يمكن
تجاوزها ،لذا فان االستدامة من المنظور البيئي تعني دائما وضع الحدود أمام االستهالك والنمو السكاني والتلوث وأنماط اإلنتاج
السيئة ،واستنزاف المياه وقطع الغابات وانجراف التربة،
وهكذا فإن عملية التنمية المستدامة هـي عملية مـوجبة تهدف باالتجاه األفـضل واألحسن والخير االجتماعي العام ،وتنادي بالمساواة
في الفرص وتسعى إلى تلبية الحاجاتـ البشرية األساسية من تعليم وصحة ومعرفة وتطوير القدرات وحماية حقوق اإلنسان األساسية
في مختلف المجاالت ،والقضاء على أنواع التمييز بين البشر.
-2-4أهداف التنمية المستدامة
إن التنمية المستدامة عملية واعية ،وهادفة ومعقدة ،طويلة األمد ،شاملة ومتكاملة في أبعادها االقتصادية ،االجتماعية ،السياسية،
الثقافية والبيئية.
وإذا كانت غايتها هي الحفاظ على حياة اإلنسان وأبنائه من بعده فهي أيضا تسعى إلى إيجاد البنى التحية والبرامج اإلنمائية التي تعزز
هذا التوجه ،دون الضرر بعناصر البيئة المحيطة (( )4محمد مصطفى األسعد.) 2000 ،
الحقيقة انه ال يمكن حصر أهداف التنمية المستدامة في هذا البحث نظرا لتعددها وإسهاب الخبراء في تحديدها كل حسبـ منظوره ،وما
يهمنا نحن هو أهداف التنمية المستدامة في خلق فرص العمل وتحققي المساواة في توزيعها.
-3البطالة من منظور التنمية المستدامة
يعد مشكل البطالة من أهم المشاكل التي تواجهها دول العالم كله ،فرغم تحقيق التقدم العلمي وتكنولوجي وتوفر كل سبل ترقية العمل
وتوفيره ،إال أن هناك ما يسمى بعدم تكافؤ فرص التشغيل.
وتعد البطالة من أهم المؤشرات االجتماعية للتنمية المستدامة والتي يعتمد عليها خبراء اللجان الدولية للتنمية المستدامة في ترتيب تقدم
الدول ،ويشير تقرير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا إلى أن مؤشر البطالة يحسب بالطريقة التالية:
- 3-1معدل البطالة :نسبة األشخاص العاطلين عن العمل إلى مجموع القوى العاملة.
المؤشر :جميع أفراد القوة العاملة الذين ليسوا موظفين يتقاضون مرتبات أو عاملين مستقلين كنسبة مئوية من القوة العاملة ككل.
ويعبر هذا المؤشر على مدى تقدم الدولة أو تخلفها ،ويرجع ارتفاع هذا المعدل إلى وجود طاقات بشرية معطلة ال يستفاد منها ،بسبب
غياب التنمية االقتصادية والبشرية الالزمة.
-3-2وضع البطالة في الوطن العربي:
رغم أن جل الدول العربية تعيش حاليا في بحبوحة مالية متأتية من عائدات البترول إال أنها تعيش مشاكل حقيقية تواجه اقتصادها
وتتجسد في ارتفاع معدل البطالة ،صحيح أن هناك نسبة معينة من البطالة االختياري (عزوف الشباب عن العمل رغم توفره) إال أن
عدم تكافؤ الفرص التشغيلية ورداءة التسيير (التسيير العشوائي) ومع وجود عراقيل بيروقراطية في وجه الشباب،ـ كل هذا أدى إلى
تفاقم أزمة البطالة.
إن اعتماد الدول العربية على العمالة األجنبية ال يفسر تحقيق العمالة الكاملة ،وإنما يفسر وجود نقص في االعتماد على العمالة
المحلية ،أو على عدم كفاءتها،ـ فاالقتناع الشبه تام لدى مسؤولي المؤسسات الخاصة والعمومية بان اليد العاملة األجنبية أكثر مهارة
رغم ارتفاع تكاليف تشغيلها ،يعد المشكل الرئيسي في القضية.
يالحظ من خالل تدقيق المؤشرات الرقمية لمعدالت النمو السنوية لألقطار العربية أن هناك تفاوتا ً ملحوظا ً بينها فيما يخص مستويات
التشغيل ومعدالت نمو فرص العمل تبعا ً للظروف االقتصادية لكل بلد ،من حيث الموارد الطبيعية والبشرية والهيكلية االقتصادية،
حسب ويقدر متوسط نسبة البطالة في الدول العربية بنحو %15من إجمالي قوة العمل ،أي بمعنى أن هناك أكثر من 15مليون عاطل
يبحثون عن العمل من القادرون عليه وال يجدونه ،ووفقا ً للبيانات الموضحة بالكشف الحقا ً يتضح أن التفاوت يقع بين %31.1في
فلسطين و %1.1في الكويت (باستثناء العراق)((.)5فارس رشيد البياتي)2008 ،
الجدول رقم( :) 01معدالت البطالة مقارنة مع معدل النمو للقوة العاملة في الوطن العربي
الدولة معدل النمو السنوي للقوة العاملة 2004معدل البطالة
الجزائر 27.3 3.8
سوريا 11.7 4.5
المغرب 11.6 2.5
مصر 9.2 2.3
السعودية 4.6 6.3
المصدر :منظمة العمل العربية ،تقرير إحصائي لسنة .2007
وبما أن معظم سكان العالم العربي من الشباب ،إذ تشكل نسبة الشباب من العاطلين نسبة %90في مصر والعراق ونسبة من %40
– % 60في األردن وفلسطين ولبنان والجزائر وتونس واليمن ،فان معدالت نمو القوة العاملة تزداد بمعدالت اكبر من السكان حيث
قدر معدلها ب %3.4خالل الفترة 2002- 1995مقارنة بنمو معدل السكان السنوي الذي بلغ ℅2.4خالل نفس الفترة وارتفعت
نسبة البطالة عن نسبة الوظائف المقدرة ب ℅2.5في الدول العربية مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة بها والتي كانت ℅10في
العديد من الدول العربية ما عدا دول مجلس التعاون الخليجي وهذا التزايد يعود إلى العرض المتزايد لسوق العمل خاصة خريجي
التعليم العالي وعدم استيعابـ السوق لهذه األعداد الهائلة.
من خالل الجدول التالي نستعرض معدالتـ البطالة لدى بعض الدول العربية ،وتبقى هذه المعدالت غير دقيقة بسبب قوانين كل بلد في
حسابـ معدل البطالة ،ونقص المعلومات واإلحصائيات من جهة أخرى.
الجدول رقم( :)02معدالت البطالة لدى الشباب حسب الجنس سنة 2005
الرقم الدولة الذكور اإلناث كال الجنسين
01الجزائر ℅45.60 ℅56.35 ℅ 47.20
02سوريا ℅19.89 ℅33.69 ℅15.99
03المملكة المغربية ℅15.70 ℅14.40 ℅16.20
04مصر ℅25.80 ℅37.24 ℅18.40
05السعودية ℅25.90 ℅31.60 ℅24.40
المصدر :منظمة العمل العربية ،تقرير إحصائي لسنة .2007
-3-3تحديد معالم البناء االستراتيجي للقضاء على البطالة
-3-3-1التخطيط:
إن التخطيط االستراتيجي للقضاء على البطالة يعتمد على ثالثة خطوات رئيسية تتمثل في ما يلي:
- 1القيام بجمع المعلومات والبيانات األساسية عن مشكلة البطالة ،من خالل بناء قاعدة معطياتـ تتغذى من شبكة معلومات إحصائية
تقوم بإحصاء عدد العاطلين عن العمل وتصنيفهم على حسب القطاعات والمناطق والمهارات المكتسبة لديهم.
- 2تحليل المعلومات المحصل عليها وإعطائها األهمية الالزمة من خالل تحديد األولويات ومدى تطابقها مع المعايير المحددة مسبقا.
-3إيجاد خطة إستراتيجية محكمةـ مبنية على أساس ومعطيات محينة ،وباالعتماد على خبراء أكفاء في كل مجال اقتصادي،
واجتماعي ،وسياسي ،وتعليمي ،يحدد الزمن الالزم للخطة واهم المراحل التي تمر بها ،وتحديد توجهات سوق العمل ،وعدد طالبي
العمل ،وعارضيه ،ومدى توفر المهارات الالزمة لشغل فرص العمل المتواجدة والمستقبلية.
-3-3-2التطبيق
بعد التخطيط االستراتيجي وتحديد الهدف والرؤية ،نقوم بتطبيق الخط ّة ،فانه ال معنى للخطة دون تطبيقها ،ويكون التطبيق بواسطة
خبراء وإطارات مؤهلة لذلك ،بحيث ال يوجد مجال للخطأ ،ويجب توفير كل الوسائل المادية والبشرية والمالية الالزمة.
إن البرامج والخطط المطبقة تستلزم تكاثف جهود كل األطراف مما ينبغي إيجاد إطار قانوني وتنظيمي يقوم بتسهيل تطبيق الخطة،
وتوفير الحماية والدعم الالزم لألفراد الذين يقومون بالتنفيذ.
-3-3-3التقييم
بعد مرحلتي التخطيط والتنفيذ تأتي مرحلة تقييم المسار االستراتيجي ،بقياس مدى مطابقة األهداف المحققة باألهداف والمسطرة،
وتحليل االنحرافات ،والعمل على التغذية العكسيةـ للخطة األولية ،وبتصحيح األخطاء وتوجيه العاملين فيه واستبدالهم إذا تطلب األمر.
االقتراحات و التوصيات:
- 1العمل على تفعيل و تثمين دور إدارة الموارد البشرية على مستوى جميع المؤسسات اإلنتاجية و الخدماتية في المجتمع .
- 2ضرورة تعزيز إدارة الموارد البشرية بالكفاءات و الموارد المادية و المالية .
- 3االعتماد على إدارة الموارد البشرية كإدارة أولى متخصصة و مسؤولة لصياغة االستراتيجيات و الخطط التنموية.
- 4العمل على خلق التنسيق و التشاور بين إدارة المواد البشرية و بين اإلدارات األخرى ذات االهتمام و االنشغال الواحد .
عرف مفهوم إدارة الموارد البشرية تطورا كبيرا ،يرجع هذا التطور إلى مختلف الظروف والتغيرات التي تطرأ أثناء كل حقبة زمنية،
والتي فرضت على المؤسسة تجديد أفكارها وتحديث نظرتها للعنصر البشري ،فاهتمت تدريجيا بظروف العاملين بعد أن كانت تعتبره
مجرد آلة ،إلى اعتباره شريكا مهما في العملية اإلدارية.
ويمكن القول بأن إدارة الموارد البشرية في وقتنا الحالي تمثل تلك اإلدارة التي تسعى إلى الحصول على المورد البشري وتطويره
والحفاظ عليه من خالل مجموعة من الوظائف.
ومن خالل تطور اهتمام المؤسسة بإدارة الموارد البشرية تغير موقعهاـ في الهيكل التنظيمي حتى وصل إلى االرتباط المباشر باإلدارة
العامة.
-1المذكرات :
بوشافع فلة ،سالمي وسيلة ،أهمية تسيير الموارد البشرية في المؤسسة ،دراسة حالة مركز اتصاالت الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل
شهادة الدراسات الجامعيةـ التطبيقية ،جامعة التكوين المتواصل ،مركز البويرة ،فرع تقنيات بنكية.2006/2007 ،
-2االنــتــرنــت :
- 1عبد القادر إسحق إسماعيل ،نشأة إدارة الموارد البشرية ومراحل تطورها،
إدارة بحوث االستثمار في شركة مشاريع الكويت االستثمارية إلدارة األصول (كامكو) ،تقرير عن االقتصاد التركي ومقارنته
باالقتصاد العربي ( 11مايو.)2011
تقرير الصندوق النقد الدولي لعام .2011
منظمة العمل العربية ،تقرير إحصائي لسنة .2007
مؤسسة اإلحصاءاتـ الرسمية لالتحاد األوروبي (اليوروستات).
نشر الموضوع: