You are on page 1of 156

‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫تحليل الموقف‪:‬‬

‫التحديات التنموية الرئيسية‬


‫التي تواجه مصر‬

‫‪2010‬‬
‫األستاذة الدكتورة هبة حندوسة‬
‫املؤلف الرئييس‪ ،‬ومنسق فريق عمل حتليل املوقف‬
‫أ‬
‫تقرير حتليل املوقف‪ ،‬وثيقة مجعت إسهامات العديد من األطراف املعنية‪ ،‬وأعدها فريق عمل بقيادة األستاذة الدكتورة هبة حندوسة‪ ،‬بالتشاور‬
‫مع خرباء من كافة القطاعات‪ ،‬ومستشارين مستقلني لدى احلكومة‪ ،‬ومنظامت األمم املتحدة ‪ ،‬وغريهم من رشكاء التنمية الوطنيني والدوليني يف‬
‫مرص‪.‬‬

‫أيضا باالطالع عىل جمموعة كبرية من الوثائق الرسمية وأدبيات التنمية احلديثة عن مرص‪.‬‬
‫وقد قام فريق العمل ً‬

‫كام تلقى فريق العمل الكثري من التعقيبات عىل املسودات املختلفة للتقرير كانت كلها موضع التقدير‪ ،‬وبقدر اإلمكان تم إدراج العديد منها‬
‫يف هذا التقرير‪.‬‬

‫ب‬
‫المحتويات‬

‫فايزة أبو النجا‪ ،‬وزيرة التعاون الدويل‬ ‫تقديم‬


‫جيمس راويل‪ ،‬رئيس جمموعة رشكاء التنمية واملنسق املقيم لألمم املتحدة واملمثل املقيم للربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة‬ ‫مقدمة‬
‫يف مجهورية مرص العربية‬
‫هبة حندوسة‪ ،‬املؤلف الرئييس ومنسق فريق عمل "حتليل املوقف"‬ ‫متهيد‬
‫شكر وتقدير‬

‫الملخص التنفيذي‬

‫‪1‬‬ ‫المقدمة واإلطار الفكري‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬ـ الغرض من حتليل املوقف واملبادئ اإلرشادية‬


‫‪2‬‬ ‫‪ - 2‬عملية املشاركة والتشاور‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -3‬القضايا االسرتاتيجية التي تواجه فعالية املساعدات اإلمنائية يف مرص‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -4‬اإلطار الفكري لتحليل املوقف‪ ،‬واملحاور الثالثة للتنمية املستدامة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -5‬التقدم يف حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -6‬دور األطراف صاحبة املصلحة ومشاركتها يف تنفيذ حتليل املوقف‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -7‬األهداف االسرتاتيجية للحكومة واخلطط اخلمسية‬

‫‪17‬‬ ‫القسم األول‪ :‬التحديات الرئيسية التى تحددت فى تقرير تحليل الموقف‬

‫‪27‬‬ ‫القسم الثانى‪ :‬تحليل الموقف‬


‫‪27‬‬ ‫‪ -1‬املحور األول ‪ :‬النمو املستدام والشامل‬
‫‪27‬‬ ‫‪ 1-1‬السياسة الكلية واالستقرار‬
‫‪30‬‬ ‫‪ 2-1‬القدرة التنافسية‬
‫‪32‬‬ ‫‪ 3-1‬قاطرات النمو‬
‫‪32‬‬ ‫‪-3-1‬أ‪ :‬الصناعات التحويلية ‪ :‬السياسات الصناعية‪ ،‬وسياسات التجارة الدولية واألسواق الداخلية‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -3-1‬ب‪ :‬الزراعة‬
‫‪35‬‬ ‫‪-3-1‬جـ ‪ :‬السياحة‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -3-1‬د‪ :‬تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -3-1‬هـ‪ :‬الطاقة املتجددة‬
‫‪39‬‬ ‫‪-3-1‬و‪ :‬التشييد واإلسكان‬
‫‪40‬‬ ‫‪-3-1‬ز‪ :‬املرشوعات متناهية الصغر‪ ،‬والصغرية‪ ،‬واملتوسطة‬
‫‪45‬‬ ‫‪ 4-1‬اسرتاتيجية تشغيل الشباب‬

‫‪49‬‬ ‫المحور الثاني ‪ :‬الحقوق االجتماعية ‪ -‬السياسية‬


‫‪49‬‬ ‫‪ 1-2‬السياسة االجتامعية املتكاملة ملرص ‪ :‬التغريات والتحديات‬
‫‪49‬‬ ‫‪-1-2‬أ‪ :‬شبكات األمان ودولة الرفاهة‬
‫‪51‬‬ ‫‪-1-2‬ب‪ :‬التغريات التي أجريت والتي يعتزم إجراؤها يف السياسة االجتامعية‬
‫‪54‬‬ ‫‪-1-2‬ج‪ :‬إصالحات وزارة التضامن االجتامعي وبناء القدرات‬
‫‪56‬‬ ‫‪ 2-2‬تقليص الفقر‬
‫‪57‬‬ ‫‪-2-2‬أ‪ :‬األمن الغذايئ‪ ،‬والرقم القيايس ألسعار املستهلكني والفقراء‬
‫‪59‬‬ ‫‪-2-2‬ب‪ :‬إلغاء دعم الطاقة واستهداف الفقراء‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 3-2‬النوع االجتامعي والشباب‬
‫‪60‬‬ ‫‪-3-2‬أ‪ :‬املرأة ‪ :‬اهتامم خاص‬
‫‪64‬‬ ‫‪-3-2‬ب‪ :‬الشباب بناة املستقبل‬
‫‪66‬‬ ‫‪ 4-2‬األرسة ‪ ،‬والطفل ‪ ،‬والسكان‬
‫‪66‬‬ ‫‪-4-2‬أ‪ :‬نتائج دراسة فقر األطفال متعدد األبعاد‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -4-2‬ب‪ :‬قضية اخلصوبة والسكان‬
‫‪70‬‬ ‫‪ 5-2‬التعليم‬
‫‪70‬‬ ‫‪-5-2‬أ‪ :‬حمو األمية وتعليم الكبار‬
‫‪72‬‬ ‫‪-5-2‬ب‪ :‬إصالح التعليم قبل اجلامعي‬
‫‪78‬‬ ‫‪-5-2‬ج‪ :‬حتليل قطاع التعليم العايل يف مرص‬
‫‪79‬‬ ‫‪ 6-2‬الصحة والتغذية‬
‫‪80‬‬ ‫‪-6-2‬أ‪ :‬برنامج إصالح القطاع الصحي‬
‫‪82‬‬ ‫‪-6-2‬ب‪ :‬أثر التدهور البيئي‬
‫‪82‬‬ ‫‪-6-2‬ج‪ :‬عبء املرض يف مرص‬
‫‪84‬‬ ‫‪-6-2‬د‪ :‬ختان اإلناث‬
‫‪84‬‬ ‫‪-6-2‬هـ‪ :‬صياغة السياسات‪ ،‬وتصميم الربامج وتنفيذها‬
‫‪86‬‬ ‫‪ 7-2‬املشاركة السياسية‬
‫‪86‬‬ ‫‪-7-2‬أ‪ :‬احلوكمة‬

‫ج‬
‫‪87‬‬ ‫‪-7-2‬ب‪ :‬الفساد‬
‫‪89‬‬ ‫‪-7-2‬ج‪ :‬الالمركزية‬
‫‪90‬‬ ‫‪-7-2‬د‪ :‬حقوق اإلنسان‬
‫‪93‬‬ ‫‪-7-2‬هـ‪ :‬الوصول للعدالة‬
‫‪93‬‬ ‫‪ 8-2‬احلامية االجتامعية‬
‫‪93‬‬ ‫‪-8-2‬أ‪ :‬قانون املعاشات اجلديد‬
‫‪94‬‬ ‫‪-8-2‬ب‪ :‬نظام جديد للتأمني الصحي االجتامعي الشامل‬

‫‪96‬‬ ‫‪ -3‬المحور الثالث ‪ :‬البيئة والموارد الطبيعية المستدامة‬

‫‪96‬‬ ‫‪ 1-3‬التنمية الزراعية والريفية املستدامة‪ ،‬واألمن الغذايئ‬


‫‪96‬‬ ‫‪-1-3‬أ‪ :‬القضايا األساسية والتحديات التي تواجه التنمية الزراعية‬
‫‪100‬‬ ‫‪-1-3‬ب‪ :‬التوجهات واألهداف االسرتاتيجية للحكومة‬
‫‪103‬‬ ‫‪ 2 -3‬حتليل الوضع املايئ يف مرص‬
‫‪105‬‬ ‫‪ 3 -3‬كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬والطاقة املتجددة‬
‫‪107‬‬ ‫‪ 4 -3‬سياسات تنمية موارد الطاقة املتجددة يف مرص‬
‫‪108‬‬ ‫‪ 5 -3‬محاية البيئة بالرتكيز عىل تغري املناخ‬
‫‪114‬‬ ‫‪ 6 -3‬املياه‪ ،‬والرصف الصحي‪ ،‬وإدارة املخلفات الصلبة‬
‫‪118‬‬ ‫‪ 7-3‬التخطيط العمراين‪ ،‬والعشوائيات‪ ،‬والنقل‬

‫اإلطارات‬

‫‪4‬‬ ‫إطار ‪ : 1‬بناء القدرات واملساءلة املتبادلة‬


‫‪11‬‬ ‫إطار ‪ : 2‬االتفاق العاملي لألمم املتحدة‬
‫‪12‬‬ ‫إطار ‪ : 3‬دور املجتمع املدين يف تنفيذ التنمية‬
‫‪13‬‬ ‫إطار ‪ : 4‬رسائل أساسية لألهداف االسرتاتيجية للحكومة املرصية‬
‫‪16‬‬ ‫إطار ‪ : 5‬اإلصالح املؤسىس ومتطلباته األساسية‬
‫‪29‬‬ ‫إطار ‪ : 6‬خطوات نحو إصالح السياسة النقدية يف مرص‬
‫‪44‬‬ ‫إطار ‪ : 7‬املبادرات اجلديدة للصندوق االجتامعي للتنمية‬
‫‪50‬‬ ‫إطار ‪ : 8‬املسح العاملي لريادة األعامل (‪)GEM‬‬
‫‪53‬‬ ‫إطار ‪ : 9‬التحويالت النقدية املرشوطة‬
‫‪55‬‬ ‫إطار ‪ : 10‬متابعة وتقييم برنامج األلف قرية‬
‫‪57‬‬ ‫إطار ‪ : 11‬مؤرش جديد للفقر متعدد األبعاد‬
‫‪63‬‬ ‫إطار‪ : 12‬املوازنة املستجيبة للنوع‬
‫‪75‬‬ ‫إطار ‪ : 13‬تركيز خاص عىل النهوض باألداء املهين للمعلم‬
‫‪81‬‬ ‫إطار ‪ : 14‬تكلفة سوء التغذية يف مرص‬
‫‪88‬‬ ‫إطار ‪ : 15‬برنامج التنمية املؤسسية‬
‫‪109‬‬ ‫إطار ‪ : 16‬دور املساعدات اإلمنائية يف محاية البيئة‬
‫‪110‬‬ ‫إطار ‪ : 17‬السياحة البيئية‬
‫‪112‬‬ ‫إطار ‪ : 18‬التعرض ملخاطر تغري املناخ‪ ،‬والتكيف معه يف قطاع الصحة‬
‫‪119‬‬ ‫إطار ‪ : 19‬املرشوعات الصغرية هي األنسب إلدارة املخلفات الصلبة يف مرص‬
‫‪121‬‬ ‫إطار ‪ : 20‬التصدي ملشكلة األلغام األرضية يف الصحراء الغربية مبرص‬

‫الجداول‬

‫‪3‬‬ ‫جدول ‪ : 1‬أبعاد فعالية املساعدات اإلمنائية‬


‫‪6‬‬ ‫جدول ‪ :2‬املحاور الثالثة لتحليل املوقف‬
‫‪15‬‬ ‫جدول ‪ : 3‬مصفوفة األهداف االسرتاتيجية‬
‫‪38‬‬ ‫جدول ‪-1-1‬أ ‪ :‬خمرجات مبادرة جمتمع املعلومات املرصي‬
‫‪52‬‬ ‫جدول ‪ -1-2‬أ ‪ :‬الربامج والنتائج‬
‫‪58‬‬ ‫شري اإلنفاق‪2009/2008 ،‬‬‫جدول ‪ -2-2‬أ ‪ :‬منط االستهالك حسب ُع رْ‬
‫‪67‬‬ ‫جدول ‪ -4-2‬أ‪ :‬نسبة األطفال الذين يعانون من نوع من احلرمان حسب ُخ رَْيسات الرثوة‪2008 ،‬‬
‫‪71‬‬ ‫جدول ‪ -5-2‬أ ‪ :‬توزيع السكان حسب الوضع التعليمي (‪ 10‬سنوات فأكرث) باملليون‬
‫‪73‬‬ ‫جدول ‪ -5-2‬ب ‪ :‬التكلفة التقديرية للربامج (ألف جنيه مرصى)‪2006/2005 ،‬‬
‫‪76‬‬ ‫جدول ‪ -5-2‬جـ ‪ :‬متوسط اإلنفاق عىل الطالب يف مرص مقارنة بالدول األخرى (معادل القوة الرشائية بالدوالر)‬
‫‪109‬‬ ‫جدول ‪ 5 -3‬أ ‪ :‬حجم املساعدات حسب القطاع البيئى‬

‫األشكال‬

‫‪5‬‬ ‫شكل ‪ : 1‬حماور التنمية املستدامة‬


‫‪46‬‬ ‫شكل ‪ 4-1‬أ ‪ :‬توزيع الوافدين اجلدد لقوة العمل حسب نوع أول وظيفة‬
‫‪56‬‬ ‫شكل ‪ -2-2‬أ ‪ :‬معدالت الفقر حسب اإلقليم‬
‫‪57‬‬ ‫شكل ‪ -2-2‬ب ‪ :‬إسهام املؤرشات يف مؤرش الفقر متعدد األبعاد (شدة الفقر)‬
‫‪120‬‬ ‫شكل‪ 7-3‬أ ‪ :‬اإلطار املؤسيس إلدارة أرايض الدولة‬

‫‪125‬‬ ‫الحواشي‬

‫‪128‬‬ ‫المراجع‬

‫د‬
‫تقديم‬

‫أثناء انعقاد منتدى أكرا رفيع املستوى لزيادة فعالية املساعدات اإلمنائية يف سبتمرب ‪ ،2008‬توليت رئاسة إحدى اجللسات التي تناولت‬
‫موضوع "األجندة غري املكتملة لفعالية مساعدات التنمية" حيث ركزت املناقشات عىل كيفية حتقيق مزيد من التقدم ىف احلد من تفتيت وفرض‬
‫مرشوطيات املساعدات اإلمنائية‪ ،‬وكذلك تعزيز ملكية الدول املتلقية للمساعدات ألولويات واسرتاتيجيات التنمية اخلاصة هبا‪ ،‬وتقوية التعاون‬
‫اإلقليمي والتعاون جنوب‪-‬جنوب‪ ،‬والنهوض بتنمية القدرات‪ ،‬وضامن زيادة القدرة عىل التنبؤ بتدفقات املساعدات‪ .‬وعىل الرغم من أن منتدى‬
‫أكرا كان مبثابة خطوة لألمام‪ ،‬خاصة أنه أتاح الفرصة للدول النامية ليصبح صوهتا مسموعا ً‪ ،‬فإنه يتبقى اإلقرار بأنه ال يزال هناك الكثري من‬
‫األمور التي يتعني إنجازها يف أجندة فعالية املساعدات اإلمنائية‪ .‬إن التحدى الرئييس الذى يواجهه رشكاء التنمية ‪ -‬سواء مقدمي املساعدات أو‬
‫الدول النامية ‪ -‬ال يعد حتديا ً فنيا ً ىف املقام األول‪ ،‬بل هو ٍ‬
‫حتد يتعلق بتوفر اإلرادة السياسية الالزمة لدفع األجندة املشار إليها إىل األمام ومبا يتيح‬
‫للدول النامية تنظيم أوضاعها الداخلية‪ .‬نحن نعرف ما يتعني علينا عمله‪ ،‬ولكننا يف معظم الدول النامية مل نواجه بعد العقبات التي حتول دون‬
‫حتقيق فعالية املساعدات اإلمنائية بااللتزام الكايف ورسعة االستجابة املطلوبة‪.‬‬

‫وعىل الرغم من تقدير احلكومة املرصية للدعم املُقدم من جانب رشكائها يف التنمية‪ ،‬إال أن هناك توافقا ً من اجلانبني عىل أن املوارد املالية‬
‫والبرشية التى تم استثامرها يف التنمية مل حتقق كافة النتائج املتوقعة‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬دار نقاش ممتد بيين وبني رئيس جمموعة رشكاء مرص يف‬
‫التنمية‪ ،‬السيد جيمس راوىل والسيد ولفهارد هبرنيز الرئيس املشارك السابق ملجموعة رشكاء مرص ىف التنمية يف مطلع عام ‪ – 2009‬اقرتحت‬
‫خالله مبادرة مرصية غري تقليدية للتعامل مع هذا اإلخفاق وهو ما رحب به كالمها وتم ترمجته بعد فرتة ممتدة من التنسيق والتحليل عىل املستوى‬
‫القومى وكذا مع كافة املستفيدين من املساعدات التنموية عىل املستويات احلكومية واألهلية واملدنية واألكادميية والبحثية إىل وثيقة "أجندة‬
‫القاهرة للعمل عىل زيادة فعالية املساعدات اإلمنائية‪ :‬اسرتاتيجية مشرتكة للتعاون من أجل التنمية" والتي تم املوافقة عليها يف أغسطس‪. 2009‬‬

‫وأجندة القاهرة هي ورقة مفاهيمية مبتكرة تتناول املبادئ األساسية لفعالية املساعدات اإلمنائية؛ وهي‪ :‬امللكية الوطنية لضامن أننا نضع بأنفسنا‬
‫أولويات واسرتاتيجيات التنمية اخلاصة بنا‪ ،‬واملواءمة بحيث يقوم رشكاؤنا يف التنمية بتوجيه دعمهم مبا يتامىش مع االسرتاتيجيات واألولويات‬
‫املرصية واستخدام األنظمة القومية‪ ،‬والتناغم بني الرشكاء لتجنب ازدواجية املساعدات من خالل حتسني التنسيق وتبسيط اإلجراءات‪ ،‬واإلدارة‬
‫القامئة عىل النتائج‪ ،‬واملساءلة املتبادلة بحيث نكون نحن ورشكاؤنا مسؤولني عن نتائج التنمية‪ .‬ويف واقع األمر‪ ،‬فإن أجندة القاهرة للعمل هي ترمجة‬
‫ألجندة أكرا للعمل مبا يتوافق مع السياق املرصي‪ ،‬وتقرتح جمموعة حمددة من اإلجراءات يف شكل «خمرجات» لزيادة فعالية املساعدات اإلمنائية‪.‬‬

‫ومبجرد أن بدأ العمل عىل املخرج األول من أجندة القاهرة‪ ،‬وهو تقرير "حتليل املوقف" ‪-‬الذي ُيلقى الضوء عىل التحديات التنموية الرئيسية‬
‫التي تواجه مرص خالل اخلمس إىل عرش سنوات القادمة‪ -‬اتضح أنه ميكن أيضا ً أن يساعد عىل توضيح األولويات القومية متوسطة األجل‪ ،‬وأن‬
‫يقرتح سياسات واسرتاتيجيات وفرص االستثامر التى قد تساهم ىف إحراز تقدم يف مواجهة هذه التحديات الرئيسية‪ .‬وبذلك‪ ،‬فقد اتسع نطاق‬
‫أجندة القاهرة من فعالية املساعدات اإلمنائية ليشمل فعالية التنمية بأكملها‪ ،‬مبا فيها من موارد مالية وبرشية –املحلية منها والدولية‪ .‬كام تضمنت‬
‫القيم مع غريها من الدول النامية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإهنا‬
‫األجندة أيضا ً ُبعد التعاون جنوب‪-‬جنوب؛ فمن ناحية تعترب مرص مستفيد ًة من التعاون ّ‬
‫تقدم جمموعة من اخلدمات التنموية للدول األخرى األقل منوا ً‪ ،‬مع الرتكيز بصفة خاصة عىل الدول االفريقية والدول املجاورة‪.‬‬

‫ويربز "حتليل املوقف" أيضا ً بعض التحديات املهمة العابرة للقطاعات والتي تتطلب بذل جهود أكرث حزما ً وتركيزا ً لتحسني قدرات املوارد‬ ‫ُ‬
‫املؤسسية والبرشية‪ ،‬وحتقيق تنسيق أفضل بني القطاعات واهليئات إىل جانب التنسيق بني اإلدارات املركزية واملحلية‪ ،‬وتوسيع نطاق أفضل‬
‫املامرسات‪ ،‬وزيادة توثيق وتدقيق البيانات لتعزيز الشفافية واملساءلة‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬التزمت احلكومة املرصية مبواجهة هذه التحديات خالل‬
‫األعوام القادمة‪ ،‬إذا ما توفر الدعم املُجدي واملنتظم من جانب رشكائنا يف التنمية‪.‬‬

‫هـ‬
‫وقد قام فريق عمل «حتليل املوقف» ‪ -‬حتت القيادة املمتازة لألستاذة الدكتورة هبة حندوسة ‪-‬بإعداد هذا التقرير استنادا ً إىل كافة الوثائق‬
‫والدراسات احلكومية املتوفرة‪ ،‬باإلضافة إيل الوثائق غري الرسمية التي قدمها خمتلف رشكاء التنمية مؤخرا ً‪ .‬كام شارك فريق العمل يف حوار ب ّناء مع‬
‫جمتمع التنمية القومي والدويل‪ ،‬مما جيعل تقرير «حتليل املوقف» حقا ً وثيقة وطنية تضم مسامهات خمتلف األطراف املعنية‪.‬‬

‫وهناك جمال آخر للعمل تتطلع إليه أجندة القاهرة وهو "املساءلة املتبادلة" والتى تأيت ضمن مقدمة أولويات احلكومة‪ .‬واملساءلة املتبادلة هي‬
‫عملية يكون مبقتضاها كافة الرشكاء مسؤولني أمام بعضهم البعض عن االلتزامات التي قام هبا كل طرف جتاه اآلخر طوعا ً‪ .‬ويرسين أن أُشري إىل‬
‫أنه قد تم بالفعل االتفاق عىل آلية للمساءلة املتبادلة قابلة للتنفيذ تستند إىل‪ )1:‬أجندة عمل مشرتكة‪ )2 ،‬إطار للمتابعة‪ )3 ،‬عملية تُبىن عىل‬
‫حوار ومفاوضات لتدعيم الشفافية من جانب الطرفني يك يتم مواجهة الصعوبات معا ً بطريقة أكرث فعالية ويف الوقت املحدد‪ .‬وسوف يبدأ قريبا ً‬
‫تنفيذ هذه اآللية كمرحلة أوىل يف قطاعني فرعيني مها‪ :‬الرعاية الصحية األولية والتعليم قبل اجلامعي‪ .‬وتُعد هذه اآللية مبثابة خطوة إجيابية أخرى‬
‫لوضع أجندة القاهرة حمل التنفيذ متهيدا ً لتطبيقها يف قطاعات أخرى‪.‬‬

‫وقد ناقش جملس الوزراء املرصى مسودة لتقرير «حتليل املوقف» وأبدى موافقته عليها من حيث املبدأ‪ ،‬عىل أن يتم إجراء بعض التعديالت‬
‫تصحيحا ً للبيانات وحتديثا ً لبعض املعلومات وهو ما تم بالفعل‪ ،‬وقد أعلن جملس الوزراء أيضا ً عن حتديث األولويات التنموية للحكومة والتي‬
‫مبكن أن يسرتشد هبا رشكاء مرص ىف التنمية عند وضع سياسات وخطط العمل فيام يتعلق مبساعدات التنمية الرسمية اخلاصة مبرص يف املستقبل‪.‬‬

‫وتأمل مرص – من خالل هذه املبادرة ‪ -‬أن تتيح هنجا ً ميكن أن يقدم منوذجا ً للدول املتلقية للمساعدات التنموية ولتلك التى تقدم هذه املساعدات‬
‫عىل حد سواء ىف إطار تطبيق أجندة عمل أكرا ومبا حيقق األولويات الوطنية للتنمية‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬فإننا نتطلع إىل اإلعالن عن نتائج إجيابية‬
‫يف املنتدى الرابع رفيع املستوى لفعالية املساعدات اإلمنائية املزمع عقده يف بوسان عام ‪.2011‬‬

‫لذا‪ ،‬فإنين أدعو كافة األطراف املعنية ‪ -‬مبا يف ذلك رشكاءنا يف التنمية ‪ -‬إىل االستفادة الكاملة من هذه الوثيقة حني وضع خطط العمل االسرتاتيجية‬
‫املستقبلية‪ ،‬وذلك وفقا ً ملبادئ إعالن باريس بشأن فعالية املساعدات اإلمنائية‪.‬‬

‫وأخريا ً ‪ ،‬أود التعبري عن خالص الشكر والتقدير ألعضاء فريق العمل اخلاص بتقرير «حتليل املوقف» بقيادة الدكتورة‪ /‬هبه حندوسة عىل هذه‬
‫الوثيقة املهمة‪ ،‬والشكر موصول أيضا ً إىل أعضاء جلنة تسيري أجندة القاهرة للعمل‪ ،‬الدكتور طلعت عبد امللك ‪ -‬املستشار االقتصادي لوزيرة‬
‫التعاون الدويل والرئيس املشارك لفريق العمل املختص بفعالية املساعدات التابع ملنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬والدكتور ماجد عثامن‬
‫‪ -‬رئيس مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار التابع ملجلس الوزراء‪ ،‬والسيد جيمس راويل ‪ -‬رئيس جمموعة رشكاء التنمية‪ ،‬والسيد ولفهارد هبرنيز‬
‫‪ -‬الرئيس املشارك السابق ملجموعة رشكاء التنمية‪ ،‬وأسجل إشادىت مبستوى التنسيق بني كافة القامئني عىل إصدار هذا التقرير سواء عىل مستوى‬
‫اإلعداد أو اإلرشاف املتميز والدعم الوافر واملساندة املستمرة ألجندة القاهرة للعمل‪.‬‬

‫مع أمىل وتطلعى ألن يكون التقرير خطوة إجيابية عىل طريق تفعيل مساعدات التنمية الرسمية وتعظيم االستفادة منها ومسامهة فاعلة ىف املسرية‬
‫احلالية للحكومة املرصية الستكامل سياسات اإلصالح االقتصادى وحتقيق أهداف التنمية االقتصادية واالجتامعية الشاملة عىل أرض الوطن‪.‬‬

‫فايزة أبو النجا‬


‫وزيرة التعاون الدويل‬

‫و‬
‫مقدمة‬

‫خالل السنوات اخلمسني املاضية‪،‬كان ملجتمع التنمية الدويل إسهامات مهمة ملرص من أجل إحراز تقدم يف جمال التنمية‪ .‬ومع هذا‪ ،‬شهدت مرص‬
‫انخفاضا يف تدفقات املساعدات اإلمنائية‪ ،‬عىل الرغم من حقيقة أهنا مازالت تواجه جمموعة من التحديات التنموية الصعبة حلد ما‪ .‬ويعزي هذا‬
‫االنخفاض – جزئيا – إيل انتقال مرص إيل جمموعة "الدول متوسطة الدخل" عىل الرغم من أهنا تشغل مركزا متأخرا بني هذه املجموعة‪ ،‬فقد قام‬
‫الكثري من الرشكاء الدوليني بتحويل املساعدات اإلمنائية من الدول متوسطة الدخل‪ ،‬مثل مرص‪ ،‬إيل الدول األقل منوا و‪/‬أو"الدول التي تواجه‬
‫أزمات"‪ .‬وهناك سبب آخر أسهم يف هذا االجتاه‪ ،‬وهو أن هناك تصورا بني رشكاء التنمية بأن مرص ال تستفيد بالكامل من املوارد التي يتيحها‬
‫التعاون التنموي لعدة أسباب منها عدم وضوح أولويات التعاون الدويل‪ ،‬واحلاجة إيل حتقيق تنسيق أفضل بني كافة األطراف الفاعلة يف عملية‬
‫التنمية‪ ،‬وكذلك احلاجة إيل تدعيم عملية املتابعة واإلبالغ عن نتائج التنمية‪.‬‬

‫يعد التعامل مع هذه القضايا هو هدف"أجندة القاهرة للعمل لزيادة فاعلية املساعدت اإلمنائية" وهي أجندة للعمل املشرتك‪ ،‬ومبادرة مشرتكة‬
‫بني احلكومة وجمموعة رشكاء التنمية التي تتألف من سبع وعرشين وكالة ثنائية‪ ،‬وإحدى عرشة وكالة متعددة األطراف ومؤسستني‪ .‬وتأخذ أجندة‬
‫القاهرة للعمل ـ التي أطلقت يف أغسطس ‪ 2009‬ـ يف احلسبان مسألتني مهمتان‪ :‬املبادىء التى تضمنها إعالن باريس وأجندة أكرا للعمل لزيادة‬
‫فاعلية املساعدات اإلمنائية (أي امللكية‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتناغم‪ ،‬واإلدارة القامئة عىل النتائج‪ ،‬واملساءلة املتبادلة)‪ ،‬وكذلك التحديات التنموية التى‬
‫وبناء عىل ذلك‪ ،‬تربز األجندة احلاجة إيل حتقيق تقدم يف عدد من املجاالت وذلك من خالل املخرجات األربعة الرئيسية التي‬ ‫ً‬ ‫تواجه مرص‪.‬‬
‫تشكل معا أجندة القاهرة للعمل‪.‬‬

‫وأول هذه املخرجات هو"حتليل املوقف" الذي حيدد التحديات التنموية الرئيسية التي تواجهها مرص عىل مدى اخلمس إىل العرش سنوات‬
‫القادمة‪ .‬والثاين‪ ،‬قيام احلكومة بتحديد جماالت التعاون الدويل ذات األولوية‪ .‬والثالث‪ ،‬تدعيم عملية إدارة الربامج القامئة عىل النتائج واإلبالغ‬
‫عنها‪ .‬والرابع‪" ،‬خطة عمل" بشأن زيادة فاعلية املساعدات اإلمنائية التي َ ُجت رْب املخرجات الثالثة األخرى‪ ،‬باإلضافة إيل االعتبارات األخرى‬
‫مثل املساءلة املتبادلة‪ ،‬وإدارة معلومات املساعدات اإلمنائية‪ .‬وقد أمكن حتقيق تقدم جيد للغاية يف أجندة القاهرة خالل العام املايض‪ ،‬إىل جانب‬
‫إحراز تقدم ملموس يف مجيع املخرجات األربعة‪.‬‬

‫تم حاليا االنتهاء من عملية إعداد تقرير "حتليل املوقف" التى شاركت فيها كافة األطراف املعنية‪ ،‬ونفذها فريق عىل درجة عالية من الكفاءة‬
‫يضم علامء اجتامع‪ ،‬وقامت األستاذة الدكتورة هبة حندوسة بالتنسيق بينهم‪ .‬وقد تضمنت هذه العملية إجراء مشاورات مكثفة مع احلكومة‪،‬‬
‫واملجتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬وغريهم من األطراف املعنية الوطنية والدولية‪ .‬وقد رسرنا نحن يف جمموعة رشكاء التنمية بأسلوب العمل‬
‫هذا‪ ،‬ولقيام جملس الوزراء مبناقشة حتليل املوقف بإسهاب خالل جلستني عقدا يف املجلس‪ ،‬كام أسعدنا أن نرى أن الكثري من رشكاء التنمية‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك منظامت األمم املتحدة يف مرص‪ ،‬قد تبنوا منهجية "حتليل املوقف" كأساس يستند عليه يف عملية التقييم والتخطيط اخلاصة هبم‪ ،‬وبذلك‬
‫ميكن تفادي ازدواج اجلهود واألعباء التي تتحملها احلكومة ورشكاء التنمية‪.‬‬

‫وبالنسبة للمخرج الثاين‪ ،‬وعقب املناقشات التي جرت حول التحديات التي تم حتديدها يف "حتليل املوقف" اختار جملس الوزراء عددا من‬
‫املجاالت األساسية التي تتطلب من رشكاء التنمية أن يركزوا فيها مساعدهتم يف السنوات القادمة‪ .‬وفيام يتعلق باملخرج الثالث اخلاص برتتيبات‬
‫اإلدارة سيتم قريبا اختاذ مبادرة لتدعيم قدرة وزارة الدولة للتنمية اإلدارية عىل تقديم خدمات دعم للوزارات األخرى تستند إيل اإلدارة القامئة‬
‫عىل النتائج‪ ،‬وذلك بالتعاون مع الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة وبتمويل من حكومتي كندا‪ ،‬وأملانيا‪ ،‬واحلكومة املرصية‪ ،‬باإلضافة إيل الربنامج‬
‫اإلمنايئ لألمم املتحدة‪ .‬وأخريا بالنسبة للمخرج الرابع اخلاص "بخطة العمل" بشأن زيادة فاعلية املساعدات اإلمنائية‪ ،‬وضعت احلكومة املرصية‬
‫ورشكاء التنمية الدوليني إطارا للمساءلة املتبادلة – كمرحلة أوىل – لتطبيقه يف قطاعي الرعاية الصحية األولية‪ ،‬والتعليم قبل اجلامعي‪.‬‬

‫ز‬
‫وخالل العمل يف إعداد أجندة القاهرة‪ ،‬كان املستوى الرفيع للقيادة واحلامس احلكومي مثار رىض جمموعة رشكاء التنمية‪ .‬ونحن نشيد أيضا‬
‫باملشاورات املكثفة التي أجريت عند إعداد "حتليل املوقف"‪ ،‬وبجودة التحليل التي دعمت هذه الوثيقة املهمة‪ .‬ومما ال شك فيه أن "حتليل‬
‫املوقف" هو وثيقة مجعت إسهامات أطراف عديدة‪ ،‬ونبعت من الواقع املرصي‪ ،‬وألقت الضوء عىل التحديات التنموية الرئيسية‪.‬‬

‫وأخريا أود‪ ،‬بصفتي رئيس جمموعة رشكاء التنمية‪ ،‬أن أتوجه بالشكر ألعضاء هذه املجموعة ملا قدموه من دعم فعال أثناء عملية إعداد "حتليل‬
‫املوقف"‪ ،‬مبا يف ذلك تبادل الوثائق والتجارب‪ ،‬باإلضافة إىل مشاركتهم يف اجللسات الرئيسية الرسمية التي عقدهتا جمموعة رشكاء التنمية مع فريق‬
‫عمل حتليل املوقف‪ ،‬فقد أسهم كل ذلك يف إثراء هذه الوثيقة‪.‬‬

‫جيمس راويل‬
‫رئيس جمموعة رشكاء التنمية‬
‫واملنسق املقيم لألمم املتحدة واملمثل املقيم للربنامج‬
‫اإلمنايئ لألمم املتحدة يف مجهورية مرص العربية‬

‫ح‬
‫تمهيد‬

‫يشري تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ 2008‬املعنون " العقد االجتامعي يف مرص‪ :‬دور املجتمع املدين" إىل أن املعركة اآلن مل تعد بني أيديولوجيات‬
‫اليسار أو اليمني‪ ،‬إمنا هي بشأن أى النظم العملية التي تستطيع أن تدير العدالة االجتامعية وتقدمها بصورة أفضل من خالل توفري اخلدمات‬
‫األساسية‪ ،‬وفرص كسب الدخل‪ ،‬وحتقيق مستويات أعىل من الشفافية واملساءلة واملزيد من حرية التعبري‪.‬‬

‫ويشري التقرير أيضا إيل أنه حتى ميكن وضع نظم لتقديم هذه السلع االجتامعية وتنفيذها فإن األمر سوف يتطلب أدوارا ومسؤوليات جديدة‬
‫للمجتمع املدين باعتباره "العمود الثالث" لألمة‪ ،‬الذى يكمل أدوار احلكومة والقطاع اخلاص‪ ،‬كام أن قطاع املجتمع املدين لديه إمكانيات وموارد‬
‫كثرية غري مستغلة ميكنها أن تعوض ما تفتقده احلكومة والقطاع اخلاص من قدرات حتى ميكن حتقيق األهداف وتنفيذ الربامج‪ .‬ولقطاع املجتمع‬
‫املدين ومنظامته دور مهم يف التنمية القومية – مبشاركة الدولة والقطاع اخلاص – نظرا ملا يتمتعون به من خربات يف جمال الرعاية وبرامج التنمية‬
‫االجتامعية‪ ،‬وباعتبارهم املالذ الذي تلجأ إليه مجاعات املصالح املهمة حيث إهنم يستطيعون التعبري عن آراء ومشاعر الكثري من رشائح املجتمع‬
‫املهمشة‪.‬‬

‫يف ظل هذه الرؤية اجلديدة للمشاركة‪ ،‬أصبحت السياسات القومية وتنفيذها مهمة مشرتكة‪ .‬وتتمثل خمرجات نجاح هذه املهمة يف وجود نظام‬
‫ترشيعي يتسم بقدر أكرب من الليربالية‪ ،‬وىف إجراء تشاور أكرث شموال بني كافة األطراف املعنية يف مرص‪ ،‬وتعاون ىف تنفيذ املبادرات االجتامعية‬
‫حتى ميكن تلبية االحتياجات واالهتاممات االجتامعية اجلديدة‪ ،‬وهذا سوف يضمن استخدام املوارد القومية عىل نحو حيقق التكامل واملشاركة‬
‫يف اجلهود التنموية يف مرص‪ .‬وقد كانت هذه هي التطلعات تضمنها تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪.2008‬‬

‫وبعد مرور عامني‪ ،‬وأثناء قيامي بعميل كمنسق لفريق عمل "حتليل املوقف"‪ ،‬تأكدت من أن اآلمال التي تضمنها تقرير التنمية البرشية ملرص‬
‫أصبحت ‪ -‬شيئا فشيئا ‪ -‬يف طريقها ألن تصبح واقعا فعليا‪ ،‬فقد لعب املجتمع املدين دورا بالغ األمهية أثناء إعداد حتليل املوقف‪ ،‬وإذا ما تم‬
‫تنفيذ ما أشار إليه حتليل املوقف واعتامده من كافة األطراف املعنية‪ ،‬فإنه سيقوم بتأدية دور مهم يف تشكيل مسار التنمية يف مرص يف املستقبل‪.‬‬

‫يف مطلع نوفمرب ‪ ،2009‬تم إعداد "حتليل املوقف" حيث استغرق هذا فرتة تزيد عىل عرشة أشهر‪ ،‬قاد فيها هذا العمل فريق مكون من جمموعة‬
‫أساسية من تسعة مستشارين عينهم الوزراء‪ ،‬ثم زاد عدد الفريق حتى وصل يف هناية األمر إيل أكرث من ‪ 80‬خبريا وطنيا من احلكومة‪ ،‬واملجتمع‬
‫املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص أيضا‪ .‬وباإلضافة إيل قيام فريق العمل باالطالع عىل جمموعة كبرية من الوثائق املتاحة‪ ،‬اطلع هذا الفريق أيضا عىل وثيقة‬
‫" األهداف االسرتاتيجية الثامنية" للحكومة‪ ،‬وعىل العمل اجلاري بشأن رؤية مرص ‪ 2030‬الذي يتواله مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار‪ .‬وقد‬
‫بذل فريق العمل قصارى جهده ليعكس يف " حتليل املوقف" كل من التحليل الرسمي واملستقل للقضايا والتحديات التي تقع حتت كل هدف‬
‫من "األهداف االسرتاتيجية الثامنية" والقطاعات ذات الصلة‪ .‬كام عقد فريق العمل أكرث من ‪ 25‬اجتامعا مع رشكاء التنمية الوطنيني والدوليني‪،‬‬
‫شمل أيضا عقد اجتامعات تشاورية استمرت ليومني كاملني مع ‪ 300‬ممثل عن املجتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬والنخبة األكادميية‪ ،‬واإلعالم‪.‬‬
‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬عقد اجتامعان مع جمموعة رشكاء التنمية‪ ،‬وثالثة اجتامعات مع فريق العاملني يف منظامت األمم املتحدة يف مرص لالطالع عىل‬
‫مسودات حتليل املوقف‪ ،‬وتلقى تعقيباهتم القيمة‪.‬‬

‫هكذا ساهم كل من رشكاء التنمية الوطنيني والدوليني بنشاط جم‪ ،‬وقدموا إسهامات مفيدة‪ ،‬وطرحوا تعقيبات ساعدت يف إثراء التقرير‪ ،‬وألقت‬
‫الضوء عىل اجلوانب املختلفة لوضع التنمية يف مرص‪ .‬وهلذا يعد هذا التقرير نتاج جهود مرصية صميمة‪ ،‬كام تشهد بذلك قامئة "الشكر والتقدير"‪،‬‬
‫وقد أمكن حتقيق توازن جيد بني اخلربات احلكومية وغري احلكومية مما أضاف عمقا ومصداقية هلذا التقرير‪.‬‬

‫األستاذة الدكتورة ‪ /‬هبة حندوسة‬


‫املؤلف الرئييس ومنسق فريق عمل "حتليل املوقف"‬

‫ط‬
‫ي‬
‫شكر وتقدير‬

‫املقدمة‪ :‬هبة حندوسة‪ ،‬ماجد عثامن‪ ،‬طلعت عبد امللك‪ ،‬أرشف العريب‬
‫التقدم يف تنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية‪ :‬حسني عبد العزيز سيد‪ ،‬أرشف العريب‪ ،‬رمضان حامد‪ ،‬هدى صبحي‪ ،‬فاطمة الزنايت‪ ،‬ألفت‬
‫فرج‪ ،‬رشين شوقي‪ ،‬نفيسة أبو السعود‪ ،‬هبة نصار‬

‫املحور األول‬
‫السياسة الكلية واالستقرار‪ :‬أمينة غانم‪ ،‬رانيا املشاط‪ ،‬رشين شوارىب‬ ‫‪1-1‬‬
‫التنافسية‪ :‬مىن الربادعي وآخرون‬ ‫‪2-1‬‬
‫قاطرات النمو‪ :‬عادلة رجب‪ ،‬أكرم بسطاوي ‪ ،‬هناء اهلاليل ‪ ،‬كريم رأفت ‪ ،‬لوسيا كارتيين ‪ ،‬هنال املغربل‪ ،‬رأفت عباس‪،‬‬ ‫‪3-1‬‬
‫رشيف كامل‪ ،‬سينا حبوس‪ ،‬سعاد كامل رزق‬
‫اسرتاتيجية تشغيل الشباب ‪ :‬هبة حندوسة‪ ،‬راجي أسعد‪ ،‬هالة حطاب‪ ،‬لويس ستفنسون‬ ‫‪4-1‬‬

‫املحور الثاين‬
‫السياسة االجتامعية ‪ :‬هانيا شلقامي‪.‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫ختفيض الفقر‪ :‬هبة الليثي‪ ،‬حممد عبد الغين رمضان‪ ،‬ماجد عثامن‪ ،‬سحر الطويلة‬ ‫‪2-2‬‬
‫النوع االجتامعي والشباب ‪ :‬مايا مريس‪ ،‬هبة حندوسة‬ ‫‪3-2‬‬
‫األرسة والطفل والسكان‪ :‬عزيزة حلمي‪ ،‬هالة شافعي‪ ،‬عالية املهدي‪ ،‬دينا جمدي‪ ،‬هبة الليثي‪ ،‬منال متويل‬ ‫‪4-2‬‬
‫التعليم‪ :‬حسن البيالوي‪ ،‬هدى منصور‪ ،‬حممد فاتح‪ ،‬حمسن اهلادي سعيد‪ ،‬مين الربادعي‪ ،‬نادية طوبة‪ ،‬رأفت رضوان‪،‬‬ ‫‪5-2‬‬
‫أمرية كاظم‪ ،‬إيناس حجازي‬
‫الصحة ‪ :‬حبيبة حسن واصف‪ ،‬حممد عبد الرمحن‪ ،‬ديزيريه لبيب‪ ،‬مدحية خطاب‪ ،‬وسام البيه‬ ‫‪6-2‬‬
‫املشاركة السياسية‪ :‬أرشف عبد الوهاب‪ ،‬غادة لبيب‪ ،‬لبىن عبد اللطيف‪ ،‬نجالء عرفة‪ ،‬أمحد رجب‬ ‫‪7-2‬‬
‫احلامية االجتامعية‪ :‬حممد معيط‪ ،‬أمنية حلمي‬ ‫‪8-2‬‬

‫املحور الثالث‬
‫الزراعة‪ :‬ضياء عبده‬ ‫‪1-3‬‬
‫املياه‪ :‬خالد أبو زيد‬ ‫‪2-3‬‬
‫كفاءة استخدام الطاقة‪ :‬عامد حسن‬ ‫‪3-3‬‬
‫الطاقة املتجددة‪ :‬عبد الرمحن صالح الدين حممد‬ ‫‪4-3‬‬
‫البيئة‪ :‬ياسمني فؤاد‪ ،‬عبد الرمحن اجلمل‪ ،‬عبري شقوير‪ ،‬السيد صربي‪ ،‬أمحد جوهري‪ ،‬داليا أبو الفتوح‪ ،‬حممود قيسوين‪،‬‬ ‫‪5-3‬‬
‫حممد الراعي‪ ،‬مصطفى فودة‬
‫املياه والرصف الصحي وإدارة املخلفات الصلبة‪ :‬سحر هتامي‪ ،‬ليىل إسكندر‬ ‫‪6-3‬‬
‫التخطيط العمراين‪ ،‬والعشوائيات‪ ،‬والنقل‪ :‬مصطفي مدبويل‪ ،‬خالد ثروت‬ ‫‪7-3‬‬

‫ك‬
‫حمرر ومستشار التقرير‪ :‬جيليان بوتر‬
‫ترمجة وحترير التقرير باللغة العربية‪ :‬نادية عبد العظيم‬
‫تصميم الغالف والتنسيق‪ :‬جوان كاننجهام وفرچن جرافيكس‬

‫البحوث والتنسيق ‪ِ :‬دفين عباس‪ ،‬فردريك ماتيس‪ ،‬هبة أبو شنيف‪ ،‬ماي سريافيم‪ ،‬حممد بيومي‪ ،‬مىن العجيزي‪ ،‬نادين هاشم فوزي‪.‬‬

‫لقد كانت هناك إسهامات من أكرث من ‪ 15‬وزارة وهيئة‪ ،‬وهذه اإلسهامات هي أيضا موضع التقدير العظيم‪ ،‬وقد تم ادراج كل منها يف األقسام‬
‫مستقال لإلسهام بخرباهتم ومعارفهم يف جمال املوضوعات املتخصصة‬
‫ً‬ ‫ريا‬
‫املتعلقة هبا يف هذا التقرير‪ .‬باإلضافة إىل ذلك تم االستعانة بـ‪ 46‬خب ً‬
‫التي تضمنها هذا التقرير‪ .‬إن قامئة األسامء الواردة أعاله ليست عىل سبيل احلرص‪ ،‬نظرا للمشاركة الواسعة لكثري من اخلرباء احلكوميني وغري‬
‫احلكوميني‪.‬‬

‫وجيدر توجيه كلمة شكر خاصة إىل جيمس راويل املمثل املقيم لربنامج األمم املتحدة اإلمناىئ واملنسق املقيم لألمم املتحدة يف مرص‪ ،‬ورئيس‬
‫جمموعة رشكاء التنمية‪ ،‬فقد كانت مساعدته يف قيادة عملية إعداد "أجندة القاهرة للعمل بشأن فاعلية مساعدات التنمية"‪ ،‬واملشاركة فيها ذات‬
‫قيمة كبرية‪ .‬كام أن التعقيبات التي أبداها أعضاء جمموعة رشكاء التنمية‪ ،‬وفريق العاملني مبنظامت األمم املتحدة يف مرص حتظى منا بكل تقدير‬
‫وامتنان‪ ،‬خاصة ألرائهم املتعلقة بالقضايا الفنية واخلربات الدولية ‪ .‬وقد تم إدراج معظم هذه التعقيبات يف منت دراسة حتليل املوقف‪ ،‬وهواملخرج‬
‫األول من املخرجات األربعة التي تشكل معا أجندة القاهرة للعمل‪.‬‬

‫أيضا للكثري من األفراد واألجهزة التي قدمت املشورة القيمة‪ ،‬والبيانات‪ ،‬والوثائق التي يرد معظمها يف قامئة املراجع‪.‬‬
‫واملؤلفون مدينون بالشكر ً‬

‫ل‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫ملخص تنفيذي‬

‫مقدمة‬
‫هيدف «حتليل املوقف» هذا إىل تقديم عرض عام لتحديات التنمية الرئيسية التي تواجه مرص خالل فرتة اخلمس إىل عرش سنوات القادمة‪،‬‬
‫استنادا َ إىل الوثائق املتوفرة ويف سياق عملية إعداد اتسمت مبشاركة واسعة النطاق لكافة األطراف املعنية‪ .‬وباستعراض هذه التحديات يتضح‬
‫ال عن الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والتدريب‬ ‫أهنا تغطي أبعادا ًَ متعددة للفقر والتهميش‪ ،‬خاصة فيام يتعلق باملياه‪ ،‬والرصف الصحي‪ ،‬وإسكان الفقراء‪ ،‬فض ً‬
‫املهىن‪ ،‬والتأمني االجتامعى جلميع املواطنني‪ ،‬والتحويالت النقدية املرشوطة للفئات التي تعاين من الفقر املدقع‪ ،‬وشبكة األمان االجتامعي‬
‫املوسعة‪ ،‬إىل جانب التشغيل يف املرشوعات املتوسطة يف الريف واحلرض يف ظل زيادة االنتاجية‪ ،‬وامليكنة الزراعية‪ .‬وتتضمن هذه القامئة أيضا ً‬
‫حتديات أخرى مزمنة مثل املساواة بني اجلنسني‪ ،‬وتوسيع املشاركة السياسية‪ ،‬وزيادة الشفافية واملساءلة العامة‪ ،‬وتدعيم احرتام حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫كام تشتمل حتديات التنمية هذه عىل عدد من القضايا التي برزت يف األعوام القليلة املاضية‪ ،‬ومنها آثار تغري املناخ‪ ،‬ووباء األنفلونزا‪ ،‬وارتفاع‬
‫األسعار العاملية للسلع الغذائية والوقود‪ ،‬وهى أمور كلها هلا آثار سلبية عىل الفقراء‪.‬‬

‫ويعترب «حتليل املوقف» املخرج األول من بني أربعة خمرجات تشكل معا ً أجندة القاهرة للعمل عىل رفع فعالية املساعدات اإلمنائية‪ .‬أما املخرج‬
‫الثاىن‪ ،‬فإنه يرمى إىل حتديد أولويات التنمية يف مرص‪ ،‬مع التمييز بني األولويات التي تسعى مرص ملواجهتها بالتعاون مع رشكائها يف التنمية‬
‫من ناحية‪ ،‬وبني األولويات التي ترى مرص أن مواردها املحلية (البرشية واملالية) تكفي للتعامل معها‪ .‬فيام يستهدف املخرج الثالث وضع أو‬
‫دعم ترتيبات اإلدارة بالنتائج يف الوزارة املختصة أو املجلس املسؤول عن كل قضية حتى يتسىن توضيح نتائج التنمية وحمصالهتا واألدوار‬
‫واملسؤوليات‪ ،‬باإلضافة إىل تسهيل رصد النتائج‪ .‬أما املخرج الرابع ألجندة القاهرة فيتعلق بوضع خطة عمل حول فعالية املساعدات‪ ،‬وهى خطة‬
‫َ ُجتب املخرجات الثالثة األخرى‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن أبعاد أخرى لزيادة فعالية املساعدات‪ ،‬مثل آليات املساءلة املتبادلة‪ ،‬وتدعيم إدارة املعلومات اخلاصة‬
‫باملساعدات‪ ،‬مع أخذ أفضل املامرسات الدولية يف االعتبار‪.‬‬

‫لقد شهدت مرص انخفاضا ً يف تدفقات املساعدات اخلارجية يف السنوات األخرية‪ ،‬وذلك رغم أهنا مازالت تواجه جمموعة من التحديات التنموية‬
‫الصعبة‪ ،‬ومل يتم تصنيفها كإحدى «الدول متوسطة الدخل» إال مؤخرا ً ‪-‬وإن كانت تقع يف مركز متأخر ضمن هذه املجموعة‪ -1‬ويف هذا السياق‪،‬‬
‫فإن اهلدف من وراء حتليل املوقف هو العمل عىل أن تركز السياسات واالسرتاتيجيات الوطنية‪ ،‬واملوارد املحلية والدولية عىل جماالت التنمية‬
‫ذات األولوية‪ ،‬والتي تعد مفتاح التنمية املستدامة والعادلة وحتقق فوائد ملموسة لكافة قطاعات املجتمع يف كل املناطق‪ ،‬مع إعطاء اهتامم خاص‬
‫للفئات املستضعفة من السكان‪.‬‬

‫ومن املتوقع أن تؤدي املخرجات األخرى ألجندة القاهرة للعمل إىل حتسني مستوى الشفافية والقدرة عىل التنبؤ بتدفق املساعدات‪ ،‬وإىل حتسني‬
‫املساءلة املتبادلة وفقا ً إلعالن باريس‪ ،‬وأجندة أكرا للعمل عىل رفع فعالية املساعدات اإلمنائية‪ .‬وهبذا‪ ،‬فإن أجندة القاهرة هتدف إىل تعزيز‬
‫وضعية مرص بالنسبة الستمرار ‪-‬ورمبا توسيع‪ -‬فرص حصوهلا عىل املساعدات من أجل التنمية‪.‬‬
‫‪ )1‬وف ًقا لتصنيف البنك الدويل‪ ،‬هناك ‪ 97‬دولة متوسطة الدخل منها ‪ 56‬دولة تقع يف الرشحية املنخفضة من الدخل املتوسط‪ ،‬و‪ 41‬دولة تقع يف الرشحية املرتفعة من الدخل‬
‫املتوسط‪ .‬وتعترب الدولة يف الرشحية املنخفضة من الدخل املتوسط إذا كان متوسط نصيب الفرد من إمجايل الدخل القومي يرتاوح بني ‪ 996‬دوالر أمرييك و‪ 3945‬دوالر‬
‫أمرييك‪ .‬وتعترب الدولة يف الرشحية املرتفعة من الدخل املتوسط إذا تراوح متوسط نصيب الفرد من إمجايل الدخل القومي بني ‪ 3946‬دوالرأمرييك و‪ 12195‬دوالر أمرييك‪.‬‬
‫وتعترب مرص إحدى الـ ‪ 56‬دولة التي تقع يف الرشحية املنخفضة من الدخل املتوسط حيث بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي اإلمجايل ‪ 2070‬دوالر أمرييك يف عام‬
‫‪ ،2009‬وذلك وفقا ً لطريقة أطلس املتبعة من ِقبل البنك الدويل والتي تضع مرص يف املركز ‪ 147‬من بني ‪ 213‬دولة‪ ،‬أو املركز ‪ 30‬من بني الـ ‪ 56‬دولة التي تقع يف الرشحية‬
‫‪.‬املنخفضة من الدخل املتوسط‬
‫شم‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫قياس فاعلية المساعدات اإلنمائية‬


‫هناك خسة معايري أساسية يتم استخدامها لقياس ومتابعة أداء أية دولة نامية يف حتقيق فعالية املساعدات وهي‪ :‬امللكية الوطنية‪ ،‬والتنسيق‪،‬‬
‫واملواءمة‪ ،‬واإلدارة بالنتائج واملساءلة املتبادلة‪ .‬وقد كان تصنيف مرص بالنسبة ملؤرش امللكية «معتدل»‪ ،‬واجلدير بالذكر أن امللكية تشري إىل هنج‬
‫ال يتضمن أيضا ً مشاركة املجتمع املدين والقطاع اخلاص‪ .‬ومازال عىل مرص أن متيض يف هذا الطريق حتى ميكنها استيفاء هذا املعيار‪.‬‬ ‫أكرث شمو ً‬
‫وبالنسبة للتنسيق‪ ،‬فقد تم تصنيف مرص عىل أهنا «معتدلة»‪ ،‬حيث قام رشكاء مرص يف التنمية بعمل مصفوفة يف عام ‪ 2005/2004‬شجعتهم‬
‫عىل إجراء مزيد من املشاورات لتسهيل عملية التنسيق بينهم وجتنب أي تكرار‪ .‬وبالنسبة ملسألة املواءمة فيام خيص مساعدات التنمية الرسمية‪،‬‬
‫فقد حصلت مرص عىل تصنيف «منخفض»‪ ،‬مما يشري إىل تعدد البعثات والعمل التحلييل بشكل يفتقر للتنسيق من جانب رشكاء التنمية‪ ،‬وكذلك‬
‫صعوبة التنسيق بني أولويات كل من الرشكاء من أجل حتقيق أثر أكرب‪ .‬ويُشري املبدآن الرابع واخلامس إلعالن باريس إىل إدارة التنمية بالنتائج‪،‬‬
‫واملساءلة املتبادلة‪ ،‬وحصلت مرص عىل تصنيف «معتدل» يف كل منهام‪ .‬وليست هناك قواعد واضحة بالنسبة آللية املساءلة املتبادلة يف مرص ُتلزم‬
‫اجلانبني –املرصي واألجنبي‪ -‬بااللتزام مبساءلة أكرث شفافية بالنسبة إلجراءات كل منهام ووفائهام بالتزاماهتام‪ ،‬ويتم اآلن تدارك هذا الوضع‪،‬‬
‫حيث اعتمدت جمموعة رشكاء مرص يف التنمية مؤخرا ً إطارا ً للمساءلة املتبادلة تم وضعه حتت قيادة وزارة التعاون الدويل‪ ،‬وسوف تبدأ أعامله‬
‫بنهاية عام ‪ .2010‬وهناك جمال آخر بحاجة لإلصالح هو رضورة ختفيض النفقات الثابتة املرتبطة بتدفق املساعدات اإلمنائية إىل أدىن حد والتي‬
‫تشمل املرصوفات واملرتبات اخلاصة بخرباء اجلهات املانحة‪.‬‬

‫عملية المشاركة والتشاور‬


‫لقد توىل قيادة عملية إعداد دراسة «حتليل املوقف» فريق عمل ضم جمموعة أساسية من تسعة مستشارين رشحهم السادة الوزراء‪ ،‬وتولت‬
‫ال عن قيادات‬ ‫التنسيق بينهم األستاذة الدكتورة هبة حندوسة‪ .‬وتم توسيع حجم فريق العمل ليضم أكرث من مثانني خبريا ً وطنيا ً من احلكومة فض ً‬
‫املجتمع املدىن والقطاع اخلاص‪ .‬وباإلضافة إىل مراجعة واستعراض الكم اهلائل من الوثائق املتاحة بالفعل‪ ،‬أُتيح لفريق العمل اإلطالع عىل‬
‫«األهداف االسرتاتيجية الثامنية» للحكومة‪ ،‬والعمل اجلارى بشأن «رؤية مرص ‪ »2030‬والذي يضطلع به مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار‪.‬‬
‫ال من التحليل الرسمى واملستقل للقضايا والتحديات التي تقع حتت كل من‬ ‫وقد بذل فريق العمل قصارى جهده ليعكس يف «حتليل املوقف» ك ً‬
‫األهداف االسرتاتيجية الثامنية‪ ،‬والقطاعات ذات الصلة بكل من هذه األهداف‪ .‬كام أخذ الفريق يف اعتباره ما يناهز خسني وثيقة ودراسة رسمية‬
‫وغري رسمية‪ ،‬مبا يف ذلك اخلطة اخلمسية السادسة احلالية (‪ )2012 – 2007‬والرؤية طويلة األجل (‪ ،)2022 – 2017‬والربنامج االنتخاىب‬
‫للرئيس (‪ ،)2011- 2005‬وتقرير األهداف اإلمنائية لأللفية يف مرص لعام ‪ ،2010‬والعقد االجتامعى اجلديد (‪ )2015 – 2005‬كام ُعرض يف‬
‫تقرير التنمية البرشية ملرص لعام ‪.2005‬‬

‫وقد تضمنت عملية املشاركة يف إعداد «حتليل املوقف» عقد أكرث من خسة وعرشين اجتامعا ً بني أعضاء فريق العمل‪ ،‬ورشكاء التنمية الوطنيني‬
‫والدوليني‪ .‬وقد شمل ذلك عقد العديد من االجتامعات مع جمموعة رشكاء مرص يف التنمية (‪ ،2)DPG‬وفريق العاملني يف هيئات األمم املتحدة يف‬

‫‪ )2‬تتكون جمموعة رشكاء مرص يف التنمية حاليا ً من اثنتى عرشة منظمة متعددة األطراف وهي‪ :‬بنك التنمية األفريقي‪ ،‬واالحتاد األورويب‪ ،‬ومنظمة األغذية والزراعة‪ ،‬وصندوق‬
‫التنمية الزراعية‪ ،‬ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬وبرنامج األمم املتحدة اإلمنايئ‪ ،‬وصندوق األمم املتحدة للسكان‪ ،‬ومنظمة األمم املتحدة للطفولة‪ ،‬ومنظمة األمم املتحدة للتنمية‬
‫الصناعية‪ ،‬ومكتب األمم املتحدة ملكافحة املخدرات واجلرمية‪ ،‬وبرنامج الغذاء العاملي‪ ،‬والبنك الدويل‪ .‬كام تتكون هذه املجموعة من ‪ 27‬منظمة ثنائية تابعة لـ (أملانيا‪،‬‬
‫األرجنتني‪ ،‬أسرتاليا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الربازيل‪ ،‬كندا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬وكالة التنمية الفرنسية‪ ،‬الوكالة األملانية للتنمية ‪ ،GTZ‬اهلند‪ ،‬أيرلندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬اهليئة اليابانية للتعاون‬
‫الدويل ‪ ،JICA‬البنك األملاين للتعمري والتنمية ‪ ،KFW‬هيئة املساعدات الدولية الكورية‪ ،) )COICA‬املكسيك‪ ،‬هولندا‪ ،‬الرنويج‪ ،‬روسيا‪ ،‬أسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويرسا‪،‬‬
‫تركيا‪ ،‬اململكة املتحدة‪ ،‬الوكالة األمريكية للتنمية الدولية ‪ ،USAID‬هذا إىل جانب مؤسستني مها‪ ،‬مؤسسة فورد‪ ،‬وجملس السكان)‪ ،‬وحيرض ممثلو احلكومات يف هذه املنظامت‪.‬‬
‫ويتألف نظام األمم املتحدة للتنمية من ‪ 23‬وكالة وصندوقا ً وبرناجما ً مقيام ً وهم‪ :‬منظمة األغذية والزراعة (‪ ،)FOA‬والصندوق الدويل للتنمية الزراعية (‪ ،)IFAD‬واملنظمة‬
‫الدولية للطريان املدين (‪ ،)ICAO‬ومنظمة العمل الدولية (‪ ،)ILO‬واالحتاد الدويل لالتصاالت (‪ ،)ITU‬وبرنامج األمم املتحدة املشرتك ملكافحة مرض اإليدز وفريوس‬
‫نقص املناعة البرشي (‪ ،)UNAIDS‬ومكتب تنسيق الشؤون اإلنسانية (‪ ،)OCHA‬والربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة (‪ ،)UNDP‬ومنظمة األمم املتحدة للتعليم والعلوم‬
‫والثقافة (‪ ،)UNESCO‬وصندوق األمم املتحدة للسكان (‪ ،)UNEPA‬وبرنامج األمم املتحدة للمستوطنات البرشية (‪ ،)UN-Habitat‬ومكتب مفوض األمم املتحدة‬
‫لشؤون الالجئني (‪ ،)UNHCR‬ومركز األمم املتحدة للمعلومات (‪ ،)UNIC‬وصندوق األمم املتحدة للطفولة (‪ ،)UNICEF‬ومنظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية‬
‫(‪ ،)UNIDO‬واالسرتاتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة لألمم املتحدة (‪ ،)UNISR‬وصندوق األمم املتحدة لتنمية املرأة (‪ ،)UN-FEM‬ومكتب األمم املتحدة‬
‫ملكافحة املخدرات واجلرمية (‪ ،)UNODC‬ومكتب األمم املتحدة خلدمات املرشوعات (‪ ،)UNOPS‬واالحتاد العاملي للربيد (‪ ،)UPU‬وبرنامج متطوعي األمم املتحدة‬
‫(‪ ،)UNV‬وبرنامج الغذاء العاملي (‪ ،)WFP‬ومنظمة الصحة العاملية (‪ ،)WHO‬باإلضافة إىل املنظمة الدولية للهجرة (‪ ،)IQM‬والبنك الدويل (‪ ،)WB‬ومؤسسة التمويل‬
‫الدولية (‪ ،)IFC‬كام يتألف نظام املساعدات باألمم املتحدة من مثاين هيئات غري مقيمة وهم‪ :‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية (‪ ،)IAEA‬ومكتب املندوب للشؤون اإلنسانية‬
‫(‪ ،)OHCHR‬وصندوق األمم املتحدة لتنمية رأس املال (‪ ،)UNCDF‬ومؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (‪ )UNCTAD‬واللجنة االقتصادية ألفريقيا التابعة لألمم‬
‫املتحدة (‪ ،)UNECA‬واللجنة االقتصادية واالجتامعية لغرب آسيا التابعة لألمم املتحدة (‪ ،)UNESCWA‬وبرنامج األمم املتحدة للبيئة (‪ ،)UNEP‬ومنظمة السياحة‬
‫العاملية التابعة لألمم املتحدة (‪ ،)UNWTO‬كام أن كل من وكالة األمم املتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئني (‪ ،)UNRWA‬ومنظمة األمم املتحدة ملراقبة اهلدنة (‪)UNTSO‬‬
‫هلا مكاتب اتصال يف مرص‪.‬‬

‫نص‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫مرص‪ ،‬باإلضافة إىل االجتامعات االستشارية التي استمرت ملدة يومني كاملني مع ثالمثائة ممثل من املجتمع املدىن‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬واألكادمييني‪،‬‬
‫ووسائل اإلعالم‪.‬‬

‫اإلطار الفكرى‬
‫إن االطار العام لتقرير «حتليل املوقف» هو التنمية املستدامة‪ .‬وت َعرف التنمية املستدامة بأهنا «التنمية التي تلبى احتياجات احلارض دون التضحية‬
‫بقدرة األجيال القادمة عىل تلبية احتياجاهتم»‪ ،‬وتتمثل يف ثالثة حماور تتبادل االعتامد والتأثري فيام بينها وهى التنمية االقتصادية‪ ،‬والتنمية‬
‫االجتامعية‪ ،‬ومحاية البيئة‪ .‬ويغطى املحور األول خمرجات اإلنتاج والنمو املؤثرة عىل مستوى املعيشة‪ .‬أما املحور الثاىن‪ ،‬فإنه يتناول البعد‬
‫االجتامعى‪/‬السياىس املتعلق بالعدالة وحقوق اإلنسان‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬فإن املحور الثالث يتعلق بضامن محاية البيئة واملوارد الطبيعية عىل املدى املتوسط‬
‫والطويل‪ .‬وتظهر الصالت بني املحاور الثالثة وبعضها البعض يف أي قطاع‪ ،‬وعىل سبيل املثال ميكن تناول الزراعة حتت كل من املحاور الثالثة‪،‬‬
‫فيتأثر بالسياسات واإلجراءات التي يتم اختاذها يف القطاعات األخرى ويؤثر بدوره عىل هذه القطاعات‪ ،‬ففي ظل املحور األول (الذي يتعلق‬
‫بالبعد االقتصادي) تعترب الزراعة قاطرة منو واعدة من خالل مسامهتها يف زيادة اإلنتاجية‪ ،‬والقيمة املضافة‪ ،‬والصادرات‪ ،‬وزيادة التشغيل يف‬
‫األعامل غري الزراعية‪ .‬ويف ظل املحور الثاين (البعد االجتامعي‪/‬السيايس)‪ ،‬ميكن حتديد مدى انخفاض معدالت الفقر يف املجتمعات الريفية‬
‫بالنظر إىل حتسن مستوى الصحة‪ ،‬وحمو األمية‪ ،‬وتنظيم األرسة‪ ،‬إىل جانب زيادة املشاركة يف شئون املجتمع املحيل‪ ،‬وإتاحة فرص للتعبري عن‬
‫الرأي‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬ويف ظل املحور الثالث‪ ،‬يتم حتليل التحديات لضامن حتقيق االستدامة ـ عىل املدى املتوسط والطويل ـ للموارد الزراعية واملائية‬
‫إىل جانب محاية البيئة واملوارد الطبيعية‪ .‬وهكذا‪ ،‬توجد نفس هذه الرتابطات يف كافة القطاعات اإلنتاجية مثل الصناعة والسياحة وغريها‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬النمو المستدام والشامل‬

‫يغطي املحور األول خمرجات السياسة االقتصادية الكلية للنمو املستدام والشامل‪ ،‬وتعتمد هذه املخرجات عىل وجود اسرتاتيجية فعالة للنهوض‬
‫بالقدرة التنافسية للقطاعات اإلنتاجية واخلدمية‪ ،‬وخلق فرص للتشغيل والنمو‪ .‬وقد حددت مرص ـ حتى اآلن‪ -‬خس قاطرات للنمو وهي‬
‫الصناعات التحويلية‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والتصنيع الزراعي‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬واملرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫وهناك قطاعان آخران واعدان ومها التشييد واإلسكان‪ ،‬والطاقة املتجددة‪ .‬وتعد سياسات سوق العمل التي تضمن توفري التعليم املالئم وتكوين‬
‫املهارات مبا يساعد عىل زيادة اإلنتاجية‪ ،‬وتوفري فرص عمل الئقة‪ ،‬من بني املخرجات بالغة األمهية التي يتضمنها املحور األول‪ .‬كام أن هناك‬
‫تركيزا ً عىل تشغيل الشباب‪ ،‬خاصة يف املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة يف القطاع اخلاص‪.‬‬

‫السياسة الكلية واالستقرار‬


‫جيب أن يستند النمو املستدام املنارص للفقراء عىل ركيزتني مهمتني‪ :‬األوىل‪ ،‬سياسات اقتصاد كىل سليمة تؤدي إىل استقرار األوضاع املالية‬
‫العامة‪ ،‬وبلورة سياسات نقدية جديرة بالثقة‪ ،‬والثانية‪ ،‬إصالحات هيكلية من شأهنا زيادة القدرة التنافسية‪ .‬وحيد اهليكل احلايل لإلنفاق العام من‬
‫قدرة السياسة املالية عىل حتقيق النمو املستدام والشامل‪ .‬ويتكون جزء كبري من اإلنفاق احلكومى من دعم للطاقة باهظ التكلفة وغري كفء‪.‬‬
‫وطبقا ً لبيانات احلساب اخلتامي لعام ‪ ،2009/2008‬فقد بلغت قيمة دعم املنتجات البرتولية ‪ 62,7‬مليار جنيه مرصى‪ ،‬وهو رقم يفوق جمموع‬
‫إنفاق امليزانية عىل التعليم والصحة (‪ 39,8‬مليار جنيه و‪ 15,7‬مليار جنيه لكل منهام عىل التواىل)‪ .‬ويبلغ دعم الطاقة هذا ‪-‬الذي يفيد األغنياء‬
‫أكرث من غريهم‪ -‬ثالثة أضعاف دعم السلع التموينية‪.‬‬

‫استراتيجية التنافسية في مصر وقاطرات النمو‬


‫قام رئيس الوزراء يف سبتمرب ‪ 2009‬بتكليف املجلس الوطين املرصي للتنافسية بوضع اسرتاتيجية للتنافسية كمفتاح خللق فرص عمل أكرث‪،‬‬
‫وأفضل‪ ،‬وأكرث استدامة للمرصيني‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬هناك ثالثة جماالت رئيسية تم الرتكيز عليها‪ ،‬وهى‪ )1 :‬االستثامر يف املوارد البرشية‪ ،‬أو‬
‫إعداد شباب مرص – اجليل القادم ‪ -‬للمنافسة يف املجتمع االقتصادى العاملى وحتقيق أقىص استفادة من التحول الدميوغرايف احلايل وتغري اهليكل‬
‫ال ُعمري‪ .‬ويتطلب حتقيق ذلك نظاما ً تعليميا ً أكرث مالءمة وإنصافا ً‪ ،‬مبا يف ذلك حتسني التدريب املهىن‪ )2 ،‬التحول األخرض وهو ينطوى عىل‬
‫التحول إىل أشكال الطاقة املتجددة يف القرن احلادى والعرشين وترشيد استخدام املياه والطاقة‪ ،‬و اتباع سبل أكرث حفاظا ً عىل البيئة يف كافة‬
‫الصناعات‪ ،‬واحلد من التلوث‪ )3 ،‬االبتكار والبحث العلمي و التطوير خللق اقتصاد معريف عن طريق االستثامر يف جمال االبتكار‪ ،‬وخلق مناخ‬

‫ض‬
‫س‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫أفضل للبحث والتطوير‪ ،‬ودعم جمتمعات االبتكار اجلديدة ذات القيمة املضافة‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يتعني عىل كل قطاع صناعي القيام بوضع‬
‫اسرتاتيجية تنافسية خاصة به‪ ،‬وعىل كل حمافظة أن تضع اسرتاتيجية التنمية االقتصادية املحلية اخلاصة هبا‪.‬‬

‫الصناعات التحويلية‪ :‬شهد قطاع الصناعات التحويلية منوا ً باهرا ً خالل السنوات األربع املاضية‪ ،‬فقد تبنت وزارة الصناعة والتجارة منذ عام‬
‫‪ 2004‬اسرتاتيجية جديدة للتنمية الصناعية هتدف إىل جعل مرص املركز الرئيىس للمنتجات الصناعية ذات التقنية املتوسطة‪ .‬وتشمل الصناعات‬
‫القامئة التي تتمتع فيها مرص مبيزة نسبية‪ :‬الصناعات اهلندسية‪ ،‬والغذائية‪ ،‬والكياموية‪ ،‬والدوائية‪ ،‬واملنسوجات واملالبس‪ ،‬ومواد البناء واألثاث‪،‬‬
‫وصناعات الورق والورق املقوى‪ ،‬وقد تم حتديد منتجات معينة تستهدف أسواقا ً حمددة يف الصناعات اهلندسية‪ ،‬واآلالت‪ ،‬واألجهزة االلكرتونية‬
‫االستهالكية األكرث اعتامدا ً عىل العاملة‪ ،‬ومكونات وقطع غيار السيارات‪ ،‬والتكنولوجيا احليوية‪ ،‬وعلوم احلياة‪ ،‬واملنتجات الشعبية التقليدية‪.‬‬
‫عال للصادرات‪ ،‬والتحول إىل إنتاج‬‫ورغم اإلنجاز الباهر الذي حتقق يف السنوات األخرية‪ ،‬إال أنه هناك حتديات التزال قامئة كاحلفاظ عىل معدل ٍ‬
‫منتجات صناعية عالية التقنية‪ ،‬ورفع مستوى إنتاجية العامل‪.‬‬

‫السياحة‪ :‬وضعت وزارة السياحة اسرتاتيجية لتحقيق ثالثة أهداف ‪ )1 :‬حتديد فرص النمو‪ )2 ،‬حتديد متطلبات االستثامر والتنمية‪ )3 ،‬وضع‬
‫خطة عمل تفصيلية للخمس سنوات األوىل‪ .‬وتتضمن الرؤية املتعلقة باالسرتاتيجية خطة حلامية املوارد الطبيعية والبيئة‪ ،‬وتطوير البنية التحتية‬
‫من أجل استيعاب ‪ 14‬مليون زائر يف عام ‪ ،2011‬والوصول بالعدد اإلمجايل للغرف السياحية إىل ‪ 240‬ألف حجرة‪ .‬أما فيام يتعلق بخطة املدى‬
‫الطويل‪ ،‬فهى تستهدف جذب حواىل ‪ 25‬مليون سائح يف عام ‪ ،2020‬وزيادة نصيب مرص يف سوق السياحة العاملية‪ .‬ويؤكد أداء منو قطاع‬
‫السياحة املرصى لعام ‪ 2009‬عىل أن السياحة ُتعترب موردا ً رئيسيا ً للدخل وعائدات النقد األجنبى‪ ،‬حيث ُتسهم ـ بطريقة مبارشة وغري مبارشة‬
‫ـ بنسبة ‪ %11,3‬من الناتج املحىل اإلمجاىل‪ ،‬كام أن السياحة أيضا ً قطاع يولد فرص عمل كثرية تصل إىل ‪ %12,6‬من فرص العمل يف مرص‪ .‬ويف‬
‫هذا السياق‪ ،‬فهناك حاجة لتنسيق مدخالت كافة القطاعات التي ختدم قطاع السياحة‪ ،‬مبا يف ذلك املطارات‪ ،‬والطريان‪ ،‬والنقل‪ ،‬واالتصاالت‪.‬‬

‫قطاع التصنيع الزراعي‪ :‬رغم وفرة املواد األولية ذات اجلودة العالية‪ ،‬خاصة الفاكهة واخلرضوات‪ ،‬إال أن القيمة املضافة لقطاع تصنيع‬
‫املنتجات الغذائية ال تزيد عن ‪ .%20‬وتعترب هذه النسبة منخفضة نسبيا ً إذا ما قورنت بالدول التي ُيقاس عليها يف هذا املجال‪ .‬وتتمتع املنتجات‬
‫املجمدة واملعلبة بالتزايد املستمر يف الطلب عليها واملعروض منها‪ ،‬وقد بلغ معدل منو هذا القطاع يف مرص ‪ %118‬منذ عام ‪ 2005‬وحتى عام‬
‫‪ .2009‬كام ارتفعت نسبة تصدير عصائر الفاكهة خاصة األنواع التي تستخدم الفواكه اإلستوائية واملضاف إليها الفيتامينات واملعادن‪ .‬أما فيام‬
‫يتعلق بإنتاج الزيتون‪ ،‬فقد زاد إنتاج مرص منه يف العقد املايض لتحتل مرص املرتبة الثامنة بني الدول املنتجة للزيتون عىل مستوى العامل‪ .‬ونظرا ً‬
‫ألن ‪ %87‬من مرشوعات تصنيع املنتجات الغذائية تعترب مرشوعات صغرية ومتوسطة‪ ،‬فإن هذا القطاع حيتاج إىل ختطيط اسرتاتيجي‪ ،‬خاصة‬
‫عند أخذ اجلودة‪ ،‬وسالمة الغذاء‪ ،‬وتعقب مصادره يف االعتبار‪ .‬ومن املهم بالنسبة لواضعي السياسات ضامن قدرة هذه املنتجات عىل الوصول إىل‬
‫أسواقها واالستفادة من موقع مرص االسرتاتيجي‪.‬‬

‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ :‬الغرض من عملية إعادة هيكلة قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت التي جترى حاليا ً يف مرص هو‬
‫خدمة التنمية عن طريق حترير قطاع االتصاالت‪ ،‬وفتح السوق أمام منافسات جديدة‪ .‬وقد تضمنت عملية إعادة اهليكلة حتى اآلن وضع قوانني‬
‫ونظم تتعلق باالتصاالت‪ ،‬والتجارة االلكرتونية‪ ،‬وحقوق امللكية الفكرية‪ ،‬وتنمية الصناعة‪ ،‬واالستثامر يف املوارد البرشية‪ ،‬وتشجيع االبتكار‬
‫والبحث والتطوير‪ .‬وقد أسفر إنشاء وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات عام ‪ ،1999‬وتبىن اخلطة القومية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫عن حدوث طفرة يف قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ .‬وميثل تفاوت معدالت الدخول عائقا ً أمام زيادة معدل استخدام تكنولوجيا‬
‫املعلومات‪ ،‬وخاصة استخدام الكمبيوتر يف التعليم واألعامل‪ ،‬مما يتطلب اإلرساع يف تنفيذ برنامج «تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت للجميع»‪.‬‬

‫املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة‪ :‬إذا ُنفذت االسرتاتيجية القومية لتنمية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة‬
‫بفعالية‪ ،‬فإن ذلك من شأنه توسيع نطاق هذا القطاع؛ فمن خالل زيادة عدد هذه املرشوعات بنسبة ‪ %30‬بحلول عام ‪( 2013‬ما يعين إضافة‬
‫ال إىل ‪ 2,5‬عامالً‪ ،‬فمن املتوقع أن ينتج عن ذلك زيادة فرص العمل بنحو ‪ 2,25‬مليون فرصة‬‫يقرب املليون) وزيادة حجم كل منها من ‪ 2,3‬عام ً‬
‫عمل عىل مدى السنوات اخلمس القادمة (مبتوسط ‪ 450,000‬فرصة عمل سنويا ً)‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن قطاع املرشوعات الصغرية واملتوسطة‬
‫يف مرص يعاين من عدة معوقات‪ )1 :‬معوقات تتعلق بالطلب عىل منتجات هذه املرشوعات بسبب ضعف القوة الرشائية من جانب املشرتين ذوى‬

‫عط‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫الدخل املنخفض‪ ،‬وحمدودية الروابط مع الرشكات األكرب‪ )2 ،‬معوقات متعلقة مبدخالت اإلنتاج والتي تتمثل يف انخفاض مستوى استخدام‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬وعدم احلصول عىل التمويل الكايف وعىل خدمات تنمية األعامل‪ )3 ،‬معوقات تتعلق بالعاملة لندرة العامل املهرة واملدربني‪ ،‬وعدم‬
‫القدرة عىل دفع أجور عالية وعىل تغطية التكاليف املرتفعة األخرى بخالف األجور‪ )4 ،‬معوقات تتعلق باإلجراءات القانونية والتنظيمية والتي‬
‫يتطلب االلتزام هبا حتمل هذه املرشوعات أعباءا ً ثقيلة مما يؤدى إىل زيادة نسبة املرشوعات بالقطاع غري املنظم‪.‬‬

‫إستراتيجية تشغيل الشباب‬


‫ال تلبي العاملة املرصية حاليا ً متطلبات السوق‪ ،‬مما يشكل عائقا ً كبريا ً أمام منو القطاع اخلاص وقدرته التنافسية‪ .‬ويعاىن الشباب الذي تلقى تعليام ً‬
‫جامعيا ً من معدالت بطالة عالية نتيجة لعدم التوافق بني املادة التعليمية واحتياجات سوق العمل‪ .‬كذلك يعاين خرجيو التعليم الفىن والتدريب‬
‫املهىن من انخفاض معدالت التشغيل فيام يرجع أساسا ً إىل ضعف مستوى التدريب‪ .‬وميثل التدريب املهين والتعليم الفين آخر املراحل التعليمية‬
‫الرسمية بالنسبة ألولئك الذين أُبعدوا عن التعليم العام أو اجلامعى‪ .‬إن معظم املؤسسات العاملة يف جمال التعليم الفىن والتدريب املهىن حيكمها‬
‫ال عن أهنا تستخدم معدات عفا عليها الزمن‪ ،‬وال تساير‬ ‫عامل «العرض»‪ ،‬وتفتقر إىل معايري واضحة لتطوير املناهج وتقديم برامج التدريب‪ ،‬فض ً‬
‫التطور التكنولوجى‪.‬‬

‫وهتدف خطة العمل القومية لتشغيل الشباب إىل ختفيض معدل البطالة بني الشباب من ‪ %23‬حسب تعداد ‪ 2006‬إىل ‪ %15‬يف غضون خس‬
‫سنوات‪ .‬وتبعا ً لذلك‪ ،‬فإن إمجاىل عدد الوظائف التي ينبغى توفريها خالل السنوات اخلمس التي حددهتا خطة العمل القومية يصل إىل ‪3,1‬‬
‫مليون وظيفة مبعدل ‪ 619,506‬وظيفة سنويا ً‪ ،‬وذلك الستيعاب الزيادة السنوية يف قوة العمل من فئة الشباب‪ ،‬إىل جانب الـ ‪ 1,9‬مليون عاطل‬
‫يف الفئة العمرية من ‪ 15‬إىل ‪ 30‬سنة‪ ،‬حسب تعداد ‪ .2006‬وال يقترص التحدى يف جمال تشغيل الشباب عىل جمرد توفري وظائف جديدة‪ ،‬فبالرغم‬
‫من أن االقتصاد غري الرسمى ميثل حاليا ً املصدر األساىس للتشغيل بالنسبة للوافدين اجلدد لسوق العمل‪ ،‬إال أن التحدى يكمن أيضا ً يف رضورة‬
‫إجياد فرص عمل أفضل‪ .‬ومازال التوظيف يف احلكومة والقطاع العام أكرث جذبا ً لنسبة كبرية من اخلرجيني الشباب عن العمل يف القطاع اخلاص‪،‬‬
‫ويرجع ذلك جزئيا ً إىل ممارسات القطاع اخلاص التي ال توفر ظروف عمل مالمئة وال متنح أجورا ً مناسبة للخرجيني‪ ،‬خاصة اإلناث‪ .‬لذا‪ ،‬فإنه من‬
‫الرضوري إعادة النظر يف احلد األدىن لألجور وفرض االلتزام به‪ .‬ومن األمهية مبكان كذلك تطوير مكاتب التوظيف يف إطار اسرتاتيجية تتسم‬
‫بالالمركزية للخدمات العامة للتشغيل‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬الحقوق االجتماعية‪/‬السياسية‬

‫يغطي املحور الثاين كافة خمرجات التنمية البرشية مبا يف ذلك سياسات وبرامج التخفيف من حدة الفقر‪ ،‬واحلصول عىل اخلدمات االجتامعية‬
‫(التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬وتنظيم األرسة) من ِقبل مجيع فئات السكان‪ ،‬مع توجيه اهتامم خاص لألطفال والشباب واملرأة‪ ،‬باإلضافة إىل ذوي اإلعاقة‬
‫واملسنني‪ .‬وهتتم التنمية البرشية أيضا ً بتوسيع املشاركة‪ ،‬وتطبيق الدميقراطية‪ ،‬واحلوكمة الرشيدة مما حيتاج إىل عملية مستمرة من أجل تطبيق‬
‫الالمركزية اإلدارية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واملالية‪ ،‬وتشجيع إجراء املزيد من اإلصالحات يف جمال تطبيق املعايري الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬وإصالح وتطبيق‬
‫القانون اجلديد لألحوال املدنية‪ ،‬وبذل جهود أكرث ملحاربة الفساد‪.‬‬

‫الحد من الفقر والسياسة االجتماعية المتكاملة لمصر‬


‫حققت مرص اهلدف املتعلق بالقضاء عىل الفقر املُدقع حيث انخفضت نسبة املواطنني الذين يعيشون يف حالة من الفقر املدقع‪ 3‬من ‪ %8,2‬يف‬
‫عام ‪ 1990‬إىل ‪ %3,4‬يف ‪ .2009/2008‬وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬فإنه وفقا ً خلط الفقر القومي‪ ،‬انخفضت حاالت الفقر من ‪ %24,2‬يف ‪-1990‬‬
‫‪ 1992‬إىل ‪ %21,6‬فقط يف ‪ .2009/2008‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬استقر خط الفقر األعىل عند نحو ‪ %40‬بني عقد التسعينات وعام ‪،2009/2008‬‬
‫وذلك وفقا ً ملسح الدخل واإلنفاق واالستهالك لألرس‪ .‬وختتص وزارة التضامن االجتامعي بتنفيذ برامج دعم الغذاء وبرامج التحويالت النقدية‪،‬‬

‫‪ُ )3‬يقاس الفقر من خالل نسبة السكان الذين يعيشون حتت خط الفقر‪ .‬ويتم حتديد خط الفقرالغذايئ للفقراء املدقعني باستخدام تكلفة حزمة الغذاء التي تتفق مع استهالك‬
‫األرس الفقرية وحتقق احلد األدىن من السعرات احلرارية املطلوبة‪ .‬ويتم بناء خط الفقر القومي بإضافة عالوة عىل اإلنفاق عىل السلع األساسية غري الغذائية‪ .‬يف عام ‪،2008‬‬
‫كان الفرد الذي ينفق أقل من ‪ 1648‬جنيها ً سنويا ً يعترب يف حالة فقر مدقع‪ ،‬بينام الشخص الذي ينفق أقل من ‪ 2223‬جنيها ً سنويا ً شخصا ً فقريا ً (خط الفقر األدىن)‪ .‬ويقرتب‬
‫مقياس الفقر املدقع من ‪ 1,25‬دوالر يوميا ً (الذي حدده اهلدف اإلمنايئ األول لأللفية)‪ ،‬بينام يقرتب مقياس الفقر األعىل من ‪ 2,5‬دوالر أمرييك يوميا ً‪ .‬ويتحدد معادل القوة‬
‫الرشائية للدوالر عىل أساس دوالر أمرييك واحد = ‪ 3,1‬جنيهات مرصية لعام ‪.2009/2008‬‬

‫ظ‬
‫ف‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫باعتبارها األدوات الرئيسية يف اسرتاتيجيتها الرامية إىل ختفيف حدة الفقر‪ .‬وال ميكن أن تنجح سياسة استهداف الفقراء إال إذا كانت جزءا ً‬
‫من عملية إعادة صياغة السياسات‪ ،‬وطريقة جديدة لتوفري احلامية وتوصيل املستحقات‪ .‬وهناك ثالث مبادرات تستحق التقدير قامت هبا وزارة‬
‫التضامن االجتامعى‪ ،‬وهي‪ :‬مرشوع استهداف الفقراء‪ ،‬ودعم السلع الغذائية وإسطوانات الغاز السائل‪ ،‬والتحويالت النقدية املرشوطة‪.‬‬

‫مرشوع األلف قرية‪ :‬حددت اخلرائط اجلغرافية للفقر األلف قرية األكرث فقرا ً يف مرص‪ ،‬وأظهرت أن أكرث من ‪ %50‬من األرس املوجودة يف‬
‫هذه القرى تعيش حتت خط الفقر القومي‪ ،‬كام أن هذه القرى حمرومة من البنية التحتية واخلدمات األساسية‪ .‬وتشتمل اخلطة الرئيسية املتكاملة‬
‫املقرتحة يف هذا الصدد عىل تزويد هذه القرى باملياه (أو حتسني جودهتا)‪ ،‬ومرافق الرصف الصحى‪ ،‬والطرق‪ ،‬واملدارس‪ ،‬واملرافق الصحية‪،‬‬
‫واخلدمات والربامج االجتامعية‪ ،‬والتدريب عىل تنمية املهارات‪ ،‬والقروض متناهية الصغر‪ ،‬واستثامرات القطاع اخلاص‪ .‬ومع هذا‪ ،‬وبعد مرور‬
‫عامني تقريبا ً‪ ،‬فقد تم مد الطرق إىل مائة وخسني قرية فقط‪ ،‬وكذلك حتسني البنية التحتية فيها‪ ،‬بينام مل تتحقق باقى التدخالت املمكنة بعد‪.‬‬

‫األمن الغذاىئ‪ ،‬ومؤرش أسعار املستهلك‪ ،‬والفقراء‪ :‬لقد أَثر ارتفاع األسعار العاملية للسلع الغذائية عىل تكلفة املعيشة من خالل‪ :‬زيادة أسعار‬
‫السلع الغذائية املستوردة‪ ،‬وزيادة تكلفة السلع املنتجة واخلدمات املقدمة حمليا ً وكذلك تكلفة اإلنتاج‪ .‬وقد ارتفع مؤرش أسعار املستهلك برسعة‬
‫شديدة وبلغ ذروته يف أغسطس ‪ ،2008‬وخاصة بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية‪ .‬وميثل اإلنفاق عىل الطعام ‪ %53‬من إمجاىل إنفاق الفئات‬
‫التي تقع يف ال ُعرش األفقر‪ ،‬و‪ %33‬من إمجاىل إنفاق الفئات التي تقع يف ال ُعرش األغىن‪ .‬وينعكس اجتاه كفة امليزان لصالح األغنياء يف معدل إنفاق‬
‫الفرد لدى كل جمموعة من جمموعات اإلنفاق‪ ،‬إذ يبلغ متوسط االستهالك لدى ال ُعرش األشد فقرا ً ‪ 1,466‬جنيها ً ‪ -‬وهو أقل من نصف املتوسط‬
‫عىل املستوى القومي‪ ،‬ويصل إىل ‪ %15‬فقط من متوسط اإلنفاق لدى ال ُعشرياألكرث ثراءا ً‪ .‬ويؤكد هذا عىل احلاجة إىل شمول الفقراء بالرعاية‬
‫واالستجابة لتحدى األمن الغذاىئ‪.‬‬

‫إلغاء دعم الطاقة واستهداف الفقراء‪ :‬بلغ إمجاىل الدعم ‪ 84,2‬مليار جنيها ً مرصيا ً‪ ،‬و‪ 93,8‬مليار جنيها ً مرصيا ً يف العامني املاليني ‪2008‬‬
‫و‪ 2009‬عىل التوايل‪ .‬وتعد قيمة الدعم املقدم للطاقة يف مرص أكرب من إمجاىل ما يتم ختصيصه للتعليم والصحة‪ .‬وحيظى اخلمس األغىن يف مرص‬
‫سني يتكلف نسبة ضئيلة فقط من إمجاىل دعم‬ ‫‪-‬وبصورة غري عادلة ‪ -‬بالنصيب األكرب من دعم الطاقة‪ ،‬وذلك بالرغم من أن تعويض أفقر ُخ رْ‬
‫الطاقة‪ .‬ولذلك فإنه من املهم مراجعة سياسة تسعري منتجات الطاقة وإعادة توجيه الدعم والتعويض إىل اإلثنني إىل ثالث أخاس األقل إنفاقا ً‬
‫يف مرص‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬فإن مرص بصدد وضع نظام فعال يستهدف األرس األكرث احتياجا ً وتقديم املساعدة إليها‪ .‬وتعمل وزارة التضامن‬
‫االجتامعى ‪-‬بالتعاون مع وزارة الدولة للتنمية اإلدارية‪ -‬عىل إعداد قاعدة بيانات واسعة‪ ،‬وتعميم نظام استخدام البطاقات الذكية حتى حتل‬
‫حمل نظام بطاقات التموين احلالية‪ ،‬ويتم استخدامها يف إدارة الدعم الغذاىئ‪ ،‬ويف تقديم أشكال أخرى من املساعدات (مبا يف ذلك التعويضات‬
‫النقدية) للمستحقني‪.‬‬

‫الخصائص الديموجرافية‪ ،‬واألطفال‪ ،‬والشباب‪ ،‬والنوع االجتماعي‬


‫األرسة والطفل والسكان‪ :‬ميثل األطفال حتت ‪ 15‬عاما ً ثلث سكان مرص‪ ،‬ويعيش أكرث من ُخس هؤالء األطفال يف حالة من الفقر‪ .‬ويتطلب‬
‫النمو املستدام الذي يراعي الفقراء واألطفال التزاما ً ببناء قدرة البالد املادية وبنيتها التحتية االجتامعية‪ ،‬وتعد أنجح السياسات هي تلك التي‬
‫تعالج الفقر بني األطفال عىل هذه اجلبهات املتعددة‪ ،‬بحيث جتمع بني هنج شامل (مثل دعم دخل الطفل) وبني اختاذ اإلجراءات التي تستهدف‬
‫أكرث األطفال تعرضا ً للفقر (مثل رعاية الطفولة يف املناطق املحرومة)‪ .‬وتعترب وزارة الدولة لألرسة والسكان املؤسسة الوطنية املسؤولة عن‬
‫التخطيط ووضع السياسات وتنسيق اجلهود للنهوض بوضع األرسة والسكان‪ .‬وقد متكن املجلس القومي للطفولة واألمومة أن يدعو لنهج يراعي‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬ويعمل عىل زيادة الوعي بشأن الظواهر االجتامعية املدمرة مثل عاملة األطفال‪ ،‬وعىل وضع ترشيعات حلامية األطفال املهمشني‪.‬‬
‫وقد قاد هذا املجلس عددا ً من عمليات اإلصالح املهمة ومن بينها قانون الطفل ‪ ،2008/126‬وتعديل القانون املدين‪ ،‬ورفع سن الزواج إىل‬
‫‪ 18‬عاما ً للفتيات‪ ،‬مع إلزام املتقدمني للزواج بإجراء الفحوص الطبية‪ ،‬وجتريم االستغالل اجلنيس‪ ،‬واالعتداء اجلنيس عىل األطفال‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫التعاون مع وزارات الداخلية‪ ،‬والعدل‪ ،‬والتضامن االجتامعي لتدريب القضاة‪ ،‬ووكالء النيابة وضباط الرشطة‪ ،‬واالخصائيني االجتامعيني لضامن‬
‫تطبيق قانون الطفل‪ .‬ولعل تقديم جمموعة من املبادرات املتكاملة التي تستهدف العائالت الفقرية يكون خري سبيل لتخفيض الزيادة السكانية‪.‬‬

‫عص‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫اهتامم خاص بالشباب‪ :‬مع تضخم فئة الشباب يف مرص لتصل إىل ‪ 20‬مليون شاب وشابة تقريبا ً يف املرحلة العمرية من ‪ 29 – 18‬سنة‪ ،‬متثل هذه‬
‫معدل البطالة ـ وهو األعىل عامليا ً خالل العقدين‬
‫الفئة هتديدا ً وفرصة يف آن واحد‪ .‬ومثة سمتان مشرتكتان تعدان عائ ًقا أمام الشباب‪ ،‬مها‪ :‬ارتفاع ّ‬
‫املاضيني – وكذلك فرتة االنتظار املمتدة التي تؤدي إىل تأخري عملية تكوين أرس مستقلة‪.‬‬

‫وميكن تصنيف خمرجات اسرتاتيجية متكني الشباب إىل ثالث جمموعات عىل النحو التايل‪ )1 :‬برامج قطاعية لتحسني فرص الوصول إىل التعليم‬ ‫ُ‬
‫ذي اجلودة العالية والتدريب املهين والصحة والرصف الصحي واإلسكان‪ )2 ،‬بيئة داعمة ألصحاب املرشوعات الصغرية ومتناهية الصغر مع‬
‫حتسني فرص احلصول عىل األرايض والقروض واخلدمات اإلرشادية‪ )3 ،‬تشجيع املرشوعات التطوعية التي يقودها ويديرها الشباب والتي‬
‫تستهدف تنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية واألهداف القومية األخرى‪ .‬وبالنسبة للفتيات‪ ،‬فإن هذه املرشوعات تقوم عىل أساس جمتمعي‪ .‬وتتمثل‬
‫املهارات األكرث احتياجا ً من ِقبل الشباب يف اإلدارة والقيادة وذلك ملشاركة احلكومة املحلية يف تقديم اخلدمات ومراقبة تطبيق احلوكمة الرشيدة‪.‬‬

‫ومن الناحية االجتامعية والثقافية‪ ،‬فإن املخرج األسايس يف السياسات والربامج القومية يتمثل يف وضع برنامج قومي تشرتك فيه الوزارات املعنية‬
‫كاف ًة لنرش ثقافة الرياضة والرتبية البدنية‪ ،‬وأسلوب احلياة الصحي‪ ،‬بالنسبة للشباب من اجلنسني‪ ،‬وإنشاء املكتبات العامة والتوسع فيها‪ ،‬وكذلك‬
‫املراكز املجتمعية واألماكن اآلمنة لتشجيع مشاركة الشباب وتعبريهم عن أنفسهم‪.‬‬

‫متكني املرأة‪ :‬بينام يكفل الدستور املرصي نفس احلقوق ٍ‬


‫لكل من الرجل واملرأة‪ ،‬إال أن الثقافة السائدة اآلن تبدو أقل تساحما ً يف فتح الباب أمام‬
‫املرأة‪ ،‬وبصفة خاصة للدخول يف سوق العمل والتوظيف إذ تراجعت نسبة مشاركة النساء لتصل إىل أقل من ‪ ،%20‬بل أن املؤسسات السياسية‬
‫والقضائية تُبدي حتركا ً بطيئا ً نحو األمام‪ ،‬وذلك عىل عكس املؤرشات االجتامعية األخرى‪ ،‬خاصة التعليم والصحة وبعض الترشيعات عىل جبهة‬
‫كل من املجلس القومي لألمومة والطفولة واملجلس القومي للمرأة إطارا ً مؤسسيا ً ملواجهة قضايا اجلنسني‪ ،‬ودعم‬ ‫األحوال الشخصية‪ .‬وقد وفر ٍ‬
‫مشاركة املرأة يف عملية التنمية‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬فقد قاد املجلس القومي للمرأة عددا ً من اإلصالحات املؤسسية لتعزيز مشاركة املرأة يف األجهزة‬
‫بشكل أكرب‪ ،‬كام دعا إىل تغيريات ترشيعية يف جمال األحوال املدنية والشخصية وإدراج قضايا اجلنسني يف عملية التخطيط القومي‪ .‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫احلكومية‬
‫اإلصالحات املهمة للمجلس تقديم فكرة إعداد موازنة تستهدف املساواة بني اجلنسني‪ .‬وعىل الرغم مما تقدم‪ ،‬فامزال هناك طريق طويل ملواجهة‬
‫حتدي املساواة بني اجلنسني ليس فقط عىل اجلبهة االقتصادية والسياسية‪ ،‬بل أيضا ً يف احلياة االجتامعية والثقافية‪.‬‬

‫إصالح النظام التعليمي‬


‫األمية وتعليم الكبار‪ :‬ينص قانون رقم ‪ 8‬لعام ‪ 1991‬عىل مسؤولية احلكومة واملنظامت اخلاصة ومنظامت املجتمع املدين يف وضع برامج تعليم‬
‫حمو ّ‬
‫القراءة والكتابة وتعليم الكبار متشيا ً مع اخلطط القومية‪ .‬كام صدر القرار اجلمهوري رقم ‪ 422‬لسنة ‪ 1991‬لينص عىل إنشاء اهليئة العامة ملحو‬
‫األمية وتعليم الكبار‪ ،‬التي تنحرص مهمتها يف حمو األمية وتعليم احلساب ومهارات احلياة‪ .‬وتوضح الزيادة الكبرية يف امليزانية املخصصة لتعليم‬
‫الكبار وحمو األمية من ‪ 109‬ماليني جنيه مرصى عام ‪ 1997‬إىل ‪ 192‬مليون جنيها ً مرصيا ً عام ‪ 2006‬استمرارالتزام احلكومة املرصية بربامج‬
‫حمو األمية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فقد زاد عدد امللتحقني بالفصول الدراسية من ‪ 486‬ألف دارسا ً عام ‪ 1997‬إىل أكرث من مليون عام ‪ 2006‬بزيادة متثل‬
‫أكرث من ‪ .%130‬وقد أجريت كام نفذت يف هذا الصدد جتارب وبرامج عديدة بالتعاون مع مجيع األطراف املعنية عىل املستوى املحيل‪ ،‬وكذلك‬
‫مع رشكاء دوليني ومع القطاع اخلاص غري احلكومي‪ .‬وعىل الرغم من اجلهود املبذولة‪ ،‬إال أن التعداد السكاين الذي أجراه اجلهاز املركزي للتعبئة‬
‫واإلحصاء عام ‪ 2006‬كشف عن أن عدد األميني فوق سن العارشة مازال يبلغ ‪ 16,8‬مليون نسمة‪.‬‬

‫إصالح التعليم قبل اجلامعي‪ :‬تبلغ نسبة سكان مرص يف سن تلقي التعليم ‪-‬أي فيام بني سن السادسة والسابعة عرشة‪ .%22 -‬ويضم نظام‬
‫التعليم قبل اجلامعي يف مرص ‪ 43‬ألف مدرسة‪ ،‬هبا نحو ‪ 1,6‬مليون موظف (من مدرسني وإداريني وآخرين)‪ ،‬يلتحق هبا نحو ‪ 16‬مليون طالبا ً‪.‬‬
‫ويعد التعليم من أهم اخلدمات التي تم االستثامر فيها استثامرا ً كبريا ً‪ ،‬حيث حتسنت فرص احلصول عليه وجتاوزت معدالت القيد الكيل يف مرحلة‬
‫التعليم األسايس نسبة الـ ‪.%100‬‬

‫وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬مازالت جودة التعليم متثل مشكلة‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬تتعامل اخلطة االسرتاتيجية الشاملة إلصالح التعليم قبل اجلامعي‬
‫عرب اثين عرش برناجما ً من الربامج ذات األولوية‪ .‬ويتوقف نجاح اإلصالح‬
‫خالل الفرتة من ‪ 2008/2007‬حتى‪ 2012/2011‬مع هذه القضية رْ‬
‫قغ‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫يف جمال التعليم عىل حتقيق اجلودة للجميع‪ .‬وإلحراز هذا النجاح‪ ،‬فقد تم تصميم معايري االعتامد عىل أساس املعايري املرصية جلودة التعليم‪ ،‬وتم‬
‫وضع كادر جديد للمعلمني عام ‪ ،2007‬تبعه إنشاء األكادميية املهنية للمعلمني‪ .‬وتعد المركزية قطاع التعليم قضية أساسية أيضا ً‪ .‬وتدعو اخلطة إىل‬
‫التشاور مع وزارات أخرى ذات صلة مبجال التعليم (وزارة الدولة للتنمية اإلدارية ووزارة املالية)‪ ،‬وكذلك إىل الدعم من ِقبل األجهزة القومية‬
‫والدولية‪ ،‬يك يتم نقل السلطة‪ ،‬واملسؤولية‪ ،‬واملساءلة عن حوكمة التعليم‪ ،‬ملكاتب التعليم باملحافظات (املديريات واإلدارات) واملدارس‪ .‬وقد‬
‫أرست وزارة التعليم املحاور األساسية لعملية التحول التدرجيي وبدأت تطبيق المركزية التعليم عىل أساس إرشادي كمرحلة أوىل يف ثالث‬
‫حمافظات هي الفيوم واإلسامعيلية واألقرص‪ .‬ومتثل حمدودية املوارد باملوازنة املخصصة لتنفيذ كافة برامج اخلطة عائقا ً أساسيا ً‪.‬‬

‫التعليم الفين والتدريب املهين‪ :‬يعتمد نظام التعليم الفين والتدريب املهين يف مرص ـ يف املرحلة الثانوية وعىل مستوى الكليات ـ عىل العرض‬
‫أكرث من استناده الحتياجات السوق حيث إن برامج التدريب العميل قليلة‪ ،‬واملناهج عتيقة‪ ،‬وهناك عجز يف التخصصات املتقدمة واحلديثة‪.‬‬
‫وقد قام املرشوع القومي ملعايري املهارات‪ ،‬املمول أساسا ً من ِق َبل «الصندوق االجتامعي للتنمية» بالتعاون مع أصحاب األعامل‪ ،‬بوضع ليس فقط‬
‫معايري للمهارة‪ ،‬بل أيضا ً إجراء االختبارات ومنح شهادات املتدربني‪ .‬ومن أجل استدامة املرشوع‪ ،‬وعالوة عىل توقيع بروتوكول بإنشاء جملس‬
‫التدريب الصناعي مع الصندوق االجتامعي للتنمية‪ ،‬فقد تم إسناد مهمة وضع معايري مهارات قطاع الصناعة إىل جملس التدريب الصناعي‬
‫واالحتادات املعنية‪ .‬كام يوجد أيضا ً عدة برامج ومرشوعات مستمرة تضم خمرجات متيز‪ ،‬خاصة فيام يتعلق برشاكات القطاع اخلاص‪ ،‬وتوفري‬
‫الرشكات لفرص عمل للمتدربني بعد انتهاء مدة تدريبهم‪ .‬ولكن مثة مشكلة رئيسية تكمن يف عدم القدرة عىل التوسع يف تطبيق أفضل املامرسات‬
‫حيث إنه ال ميكن تلبية إال جزء حمدود من الطلب عىل املهارات املختلفة يف سوق العمل‪.‬‬

‫التعليم العايل يف مرص‪ :‬يتسم نظام التعليم العايل يف مرص باملركزية الشديدة‪ ،‬ويتوزع بني جهات خمتلفة‪ ،‬وخيضع ملستويات مراقبة متعددة‪،‬‬
‫وتدخالت قوية من ِقبل النظام‪ .‬وإذا ما أجرينا مقارنة عىل املستوى الدويل نجد أن املؤسسات التعليمية ليس لدهيا سوى حوافز حمدودة بشكل‬
‫غري عادي لتحسني األداء واالستجابة لتغري متطلبات الطلبة وحاجة سوق العمل‪ .‬وال ترتبط خمصصات امليزانية بأدوار واحتياجات كل من‬
‫املؤسسات عىل حدة‪ .‬وتؤدي سياسات التوظيف إىل مشاكل تتمثل يف زيادة عدد املوظفني‪ ،‬والرتقي طبقا ً لعدد سنوات اخلدمة‪ ،‬واملكافآت‬
‫الضعيفة‪ .‬وختضع املؤسسات اخلاصة أيضا ً لنظم الرقابة التي تُفرض عىل املؤسسات العامة‪ ،‬مما ال يساعد عىل حتقيق مزايا ما ميكن أن يقدمه‬
‫ال‬
‫ال متواص ً‬
‫القطاع اخلاص القوي واملبدع‪ .‬وميثل االعتامد املستمر عىل نتائج امتحانات الشهادة الثانوية كأساس لاللتحاق بالتعليم العايل شاغ ً‬
‫وموضوعا ً مثريا ً للجدل‪ .‬وتشري املسوح إىل أن عملية اإلعداد للتوظيف غري كافية نتيج ًة لعدم مالءمة املناهج‪ ،‬وضعف عملية تكوين املهارات‬
‫العملية بسبب الرتكيز عىل حفظ املحتوى التعليمي‪ ،‬وطرق التدريس السلبية‪ ،‬ونقص األدوات واألجهزة‪.‬‬

‫وتعمل مرص حاليا ً عىل تغيري النهج الذي تطبقه بشأن جودة التعليم حيث تنتقل من النموذج الرقايب إىل منوذج يتسم بتحقيق قدر أكرب‬
‫من الالمركزية واجلمع بني تأكيد اجلودة وحتسني التعليم‪ .‬وقد تم وضع برنامج إصالح – مرشوع حتسني التعليم العايل‪ -‬من خالل بلورة خطة‬
‫اسرتاتيجية طويلة املدى (‪ )2017-2002‬يتم تنفيذها عىل ثالث مراحل خسية متعاقبة‪ .‬ويؤكد هذا أن قضايا اجلودة ومالءمة املناهج حتتاج‬
‫للمواجهة‪ ،‬وكذلك إجراءات تأكيد اجلودة واالعتامد يف التعليم‪ ،‬ذلك إىل جانب أمهية حتسني القدرات املؤسسية يف جمال التخطيط االسرتاتيجي‬
‫وإدارة التنفيذ‪ ،‬متضمنة حتديد أهداف التعلم املؤسيس كأساس ملراجعة املناهج وأصول التدريس وتقييمه وإعداد تقارير عن النتائج التعليمية‪.‬‬

‫البحث والتطوير واالبتكار‪ :‬يتم ختصيص ‪ %0,2‬فقط من الناتج املحيل اإلمجايل يف مرص للبحث والتطوير‪ ،‬ويأيت نحو ‪ %95‬من اإلنفاق‬
‫عىل هذا القطاع من ِقبل احلكومة‪ .‬إن إنشاء املجلس األعىل للعلوم والتكنولوجيا مؤخرا ً يضع األساس لتحقيق مستوى ٍ‬
‫عال من التنسيق‬
‫وحتديد األولويات بالنسبة للبحث والتطوير مبا يتفق مع االسرتاتيجيات واألهداف القومية‪ .‬ويقدم صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية اجلديد‪،‬‬
‫والصندوق املرصي األورويب لالبتكار حوافز لرفع مستوى جودة البحوث‪ ،‬وربط األنشطة البحثية باحتياجات التنمية الصناعية‪ .‬وعالوة عىل‬
‫ذلك‪ ،‬فقد وجه صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية دعوات للتقدم بعروض للطاقة املتجددة‪ ،HCV ،‬والزراعة‪ ،‬كام يتم حاليا ً توجيه الدعوة‬
‫للتقدم بعروض إلدارة املياه‪ .‬وقد وضع صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية جمموعة من آليات التمويل التنافسية لدعم البحوث رفيعة املستوى‪،‬‬
‫قدمة للعلامء الذين يعيشون يف مرص‪ ،‬والتي هتدف إىل حتديد معامل املجتمع العلمي والتصدي لظاهرة استنزاف‬ ‫مثل منح البحوث القومية امل ُ َ‬
‫العقول‪ .‬كام أعلن صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية أيضا ً ـ بالتعاون مع عدد الدول ـ عن منح للبحوث املشرتكة لدعم هذه البحوث‪ ،‬ومنح‬
‫دراسية‪ ،‬وبرامج لتبادل الزيارات‪ ،‬وعقد الندوات‪.‬‬

‫رف‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫الصحة والتغذية‬
‫حققت مرص تقدما ً كبريا ً يف ختفيض معدالت وفيات األطفال من ما يزيد عن ‪ 240‬لكل ‪ 1000‬مولود يف عام ‪ 1967‬إىل ‪ 28‬لكل ‪ 1000‬مولود‬
‫يف ‪ .2008‬وقد قام برنامج إصالح النظام الصحي بعملية إعادة تنظيم لدمج بعض الربامج الرأسية يف األنشطة الرئيسية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تنفيذ‬
‫برنامج صحة األرسة عىل النطاق القومي ‪-‬والذي يُعد حجر الزاوية يف برنامج إصالح النظام الصحي وسوف يتم من خالله تعميم نظام التأمني‬
‫الصحي ليشمل مجيع املرصيني‪ -‬مازال ينتظر االنتهاء من بعض التفاصيل اإلدارية‪.‬‬

‫أثر التلوث عىل الصحة‪ :‬شهدت العقود املاضية تأثري تدهور البيئة املتزايد عىل صحة املرصيني‪ .‬وقد أدت سياسة التوسع يف التصنيع‪ ،‬وتكثيف‬
‫اإلنتاج الزراعي الرأيس إىل زيادة ترصيف املخلفات الصناعية غري املعاجلة يف الطبيعة‪ ،‬وإىل زيادة كميات األسمدة الكياموية واملبيدات التي‬
‫جتد طريقها إىل قنوات الرصف وشبكة الري‪ .‬كام أدى التفريغ العشوايئ وترصيف مياه الرصف الصحي غري املعاجلة يف املجاري املائية واألرايض‬
‫إىل تفاقم التدهور البيئي‪ .‬ومن املتوقع أن تتسبب املشاكل األخرى مثل ندرة املياه وتغري املناخ يف جعل الصورة أكرث تعقيدا ً‪ .‬وهناك مشكلة‬
‫العشوائيات واملاليني الذين يعيشون هبا حتت ظروف غري صحية‪ ،‬مع أدىن حد من خدمات البنية التحتية األساسية أو حتى بدوهنا‪ ،‬مما يؤدي إىل‬
‫زيادة حجم املخاطر البيئية عىل الصحة‪.‬‬

‫األمراض املعدية‪ :‬يشكل فريوسا االلتهاب الكبدي الوبايئ (ب) وااللتهاب الكبدي الوبايئ (يس) حاليا ً هتديدا ً صحيا ً خطريا ً يف مرص‪ .‬ويعترب‬
‫الوضع الوبايئ لفريوس االلتهاب الكبدي الوبايئ (ب) متوسطا ً‪ ،‬حيث تبلغ نسبة اإلصابة به ما بني ‪ %2‬و‪ .%8‬وقد كشف فحص الدم الذي‬
‫أُجرى يف عام ‪ 2006‬أن ‪ %1,1‬من أكياس الدم التي تم مجعها من كل أنحاء البالد كانت حتمل فريوس االلتهاب الكبدي الوبايئ (ب)‪ .‬وتواجه‬
‫مرص وباء فريوس االلتهاب الكبدي الوبايئ (يس)‪ ،‬حيث إن معدالت اإلصابة به أعىل من مثيلتها يف الدول املجاورة ويف الدول األخرى التي‬
‫اختذت إجراءات مماثلة للسيطرة عىل هذا الفريوس‪ .‬وعىل املستوى القومي‪ ،‬تبلغ نسبة اإلصابة هبذا الفريوس ‪-‬اعتامدا ً عىل اختبار ‪PCR-‬‬
‫‪ %9,8 -RNA‬من إمجايل السكان‪ .‬وتبلغ هذه النسبة أقىص معدالهتا يف الفئة العمرية ‪ 50‬سنة فأكرث‪ ،‬وتنخفض إىل ‪ %4‬يف الفئة العمرية ‪19-15‬‬
‫سنة‪ .‬وتنترش اإلصابة بفريوس االلتهاب الكبدي الوبايئ (يس) يف مجيع املحافظات‪ ،‬وتبلغ أعىل نسبة يف الوجه البحري حيث تصل إىل ‪،%11,5‬‬
‫يليها الوجه القبيل بنسبة ‪ ،%10,2‬بينام تشهد املحافظات احلرضية أدىن نسبة حيث تبلغ ‪.%6,2‬‬

‫وهناك ما يدل عىل أن معدل انتشار وباء نقص املناعة البرشي (اإليدز) حتول من معدل منخفض بني السكان (أقل من ‪ )%1‬إىل وباء مركز‬
‫بني بعض الفئات (أكرث من ‪ .)%5‬وهناك جماالت حتتاج للمواجهة بصورة عاجلة مثل‪ :‬عدم توافر املعلومات الكافية عن فريوس نقص املناعة‬
‫البرشي واإليدز‪ ،‬خاصة بني النساء والشباب‪ ،‬ووجود دالئل عىل سلوكيات ذات خطورة عالية‪ ،‬إىل جانب االستخدام القليل جدا ً للواقي‬
‫الذكري‪ ،‬وانخفاض استخدام اخلدمات التي هتدف إىل احلصول عىل االستشارات‪ ،‬وإجراء االختبارات‪ ،‬ومنع انتقال املرض من األم إىل الطفل‪.‬‬
‫وجيدر اإلشارة أيضا ً إىل األمراض املعدية األخرى؛ فبعد أن حتسنت معدالت اإلصابة مبرض السل عىل مدى العقود املاضية‪ ،‬زادت معدالت‬
‫اإلصابة هبذا املرض نتيجة للظروف االجتامعية واالقتصادية السيئة‪ ،‬باإلضافة إىل ارتفاع معدالت سوء التغذية‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فمن الرضوري‬
‫أن تنتبه مرص لوباء أنفلوانزا الطيور والذي أصبح متوطنا ً يف صناعة الدواجن‪ ،‬مما جيعله ميثل هتديدا ً كبريا ً عىل صحة احليوان واإلنسان‪ ،‬إىل‬
‫جانب عواقبه اخلطرية عىل حياة وتغذية ماليني البرش‪ .‬وهناك حاجة لتنمية القدرات من أجل احلصول عىل بيانات ذات جودة عالية واستخدامها‬
‫ملراقبة ومواجهة األخطار التي تفرضها أنفلوانزا احليوان واألنفلوانزا البرشية وغريها من األمراض املعدية التي تظهر نتيجة تفاعل النظام‬
‫االيكولوجي واحليواين والبرشي‪ .‬وباملثل‪ ،‬جيب وضع اسرتاتيجيات والقيام مببادرات طويلة األجل للسيطرة عىل هذه األمراض بشكل مستدام‬
‫وتقليل األخطار التي هتدد الصحة واحلياة واألمن الغذايئ والتغذية‪.‬‬

‫ال عن حالة الفقر والبطالة احلالية إىل احلد من قدرة‬ ‫سوء التغذية‪ :‬أدت الزيادة يف أسعار الغذاء والوقود‪ ،‬باإلضافة إىل وباء أنفلونزا الطيور‪ ،‬فض ً‬
‫األرس حمدودة الدخل عىل التكيف‪ .‬وفيام خيص سوء التغذية‪ ،‬فقد كشفت األدلة العلمية احلديثة أن الفرتة من احلمل حتى ‪ 24‬شهرا ً من عمر‬
‫الطفل هي فرتة بالغة األمهية‪ ،‬حيث إهنا حتدد النتائج الصحية يف حياة البالغني‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يتعني بذل املزيد من اجلهود وذلك استنادا ً عىل‬
‫اإلطار القانوين الذي نص عليه قانون الطفل والذي تم حتديثه مؤخرا ً (‪ ،)2008‬وعىل الدور التنسيقي لوزارة الدولة لألرسة والسكان‪ ،‬حلشد‬
‫األطراف املعنيني حول هذا املوضوع‪ ،‬حيث إنه يصعب التغلب عىل األزمة احلالية وعىل تدهور احلالة الصحية لألطفال يف األرس املستضعفة‬
‫بدون وجود برنامج للحامية االجتامعية يستهدف األرس األكرث احتياجا ً‪ .‬وقد اكتملت املرحلة التحضريية من برنامج وزارة التضامن االجتامعي‬
‫للتحويالت النقدية املرشوطة (والذي يغطي الصحة والتعليم للطفل ضمن مزايا أخرى)‪ ،‬وجيري حاليا ً التطبيق امليداين يف القاهرة والوجه القبيل‪.‬‬
‫ق‬
‫ش‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫المشاركة وتطبيق الديمقراطية‬


‫الالمركزية‪ :‬تستند رؤية االسرتاتيجية القومية لتطبيق الالمركزية عىل ضامن حقوق املجتمعات املحلية يف حتديد االحتياجات واألولويات اخلاصة‬
‫هبا‪ ،‬وتأمني مستقبلها‪ .‬ويتم ذلك من خالل توسيع دور األجهزة التنفيذية املحلية‪ ،‬وخلق بيئة مواتية للمشاركة والشفافية واملساءلة‪ .‬وهناك حاجة‬
‫لبناء القدرات عىل املستويات اإلدارية الدنيا من أجل إقامة أنظمة إرشافية أقوى متكنها من تقييم األداء واحليلولة دون ظهور الفساد‪ .‬ومازالت‬
‫الالمركزية السياسية ومستوى مشاركة املواطنني يف االنتخابات املحلية أو القومية منخفضا ً للغاية‪ .‬لذا‪ ،‬يتعني إحياء ثقافة إبداء الرأي والتنافس‬
‫السيايس واملساءلة باالستناد عىل الكفاءة والقيادة املحلية كوضع أمثل‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬ميكن ملنظامت املجتمع املدين‪ ،‬والتعاونيات‪ ،‬ونقابات‬
‫العامل‪ ،‬واألحزاب السياسية‪ ،‬ومنظامت حقوق اإلنسان‪ ،‬ووسائل اإلعالم أن تلعب دورا ً هاما ً يف نرش ثقافة املشاركة‪ .‬وهناك قضية أخرى هي أن‬
‫الوضع احلايل ال يسمح للحكومة املحلية بجمع األموال؛ فيمكن أن تؤدي الالمركزية املالية إىل حتسني عملية وضع األولويات يف املوازنة‪ ،‬وزيادة‬
‫قدرة الناس عىل حتديد احتياجاهتم‪.‬‬

‫صدقت مرص عىل معظم معاهدات حقوق اإلنسان‪ ،‬ومازال عليها أن تؤكد التزامها بتنفيذ آليات حقوق اإلنسان الدولية‪ .‬وقد‬ ‫حقوق اإلنسان‪ّ :‬‬
‫أعربت مرص عن التزامها باالنتهاء من صياغة قانون متوازن ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬وإعادة النظر يف تعريف التعذيب يف القانون املرصي‪ ،‬وذلك‬
‫لضامن اتساقه مع اتفاقية مناهضة التعذيب‪ .‬ويف تقرير الدولة للمراجعة الدورية الشاملة‪ ،‬تعهدت مرص طواعي ًة باآليت‪ :‬إجراء مراجعة واسعة‬
‫النطاق لقوانني حقوق اإلنسان املرصية حتى تتامىش مع التزاماهتا الدولية‪ ،‬وإقرار ترشيعات ختص مجعيات ومنظامت املجتمع املدين‪ ،‬والعنف‬
‫ضد املرأة‪ ،‬وحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬واالجتار بالبرش‪ ،‬واالحتادات التجارية‪ ،‬والتأمني الصحي‪ ،‬والنظر يف اقرتاح املجلس القومي حلقوق‬
‫اإلنسان بشأن سن قانون موحد إلنشاء أماكن للعبادة‪ .‬وعىل اجلانب اإلجيايب‪ ،‬أجرت مرص تعديالت ترشيعية مثل قانون الطفل (الذي جيرم‬
‫ممارسة عادة ختان اإلناث)‪ ،‬وقانون حماكم األرسة‪ ،‬وانتقال جنسية األم ألطفاهلا‪ ،‬وختصيص ‪ 64‬مقعدا ً إضافيا ً للمرأة يف الربملان‪ .‬وعىل الرغم من‬
‫بعض التقدم الذي تم حتقيقه وااللتزامات املُتفق عليها‪ ،‬فامزال عىل مرص أن متيض قُدما ً يف طريق طويل لتحقيق احلوكمة الرشيدة‪.‬‬

‫احلوكمة والفساد‪ :‬يستهدف الربنامج االنتخايب لرئيس اجلمهورية الذي أُعلن عام ‪ 2005‬إجراء العديد من اإلصالحات يف اجلهاز اإلداري‬
‫للدولة‪ ،‬والتي تم عرضها بالتفصيل كأحد األهداف االسرتاتيجية للحكومة (ديسمرب ‪ .)2009‬والغاية من تلك اإلصالحات تقديم خدمة عامة‬
‫فعالة ورسيعة‪ ،‬وقادرة عىل إدارة املوارد بحكمة‪ ،‬وختليص النظام من كافة أشكال الفساد‪ ،‬وتقديم خدمات متميزة للمواطنني‪ .‬ويعمل اجلهاز‬
‫املركزي للتنظيم واإلدارة بالتعاون مع وزارة الدولة للتنمية اإلدارية عىل االنتهاء من مراجعة القانون اجلديد لألحوال املدنية‪ .‬وهناك أيضا ً أربعة‬
‫برامج يتم تنفيذها‪ ،‬وهي‪ :‬التنمية املؤسسية‪ ،‬وتطوير اخلدمات احلكومية‪ ،‬وختطيط موارد اهليئات العامة‪ ،‬وربط وتكامل قواعد البيانات القومية‪.‬‬
‫وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬فامزال هناك الكثري من العقبات التي يتعني التصدي هلا حتى ميكن ترسيخ مبادئ الشفافية‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬واالنضباط يف اجلهاز‬
‫اإلداري للدولة ويف تقديم اخلدمات العامة‪.‬‬

‫الحماية االجتماعية‬
‫ومستندا ً عىل قانون‬‫قانون املعاشات اجلديد‪ :‬تعمل مرص حاليا ً عىل وضع وتطبيق نظام جديد للمعاشات ممول كليا ً بناءا ً عىل مسامهات حمددة ُ‬
‫موحد يستهدف كافة رشائح السكان‪ .‬وللتشجيع عىل االلتزام هبذا النظام‪ ،‬خيفض نظام املعاشات اجلديد معدالت القيمة املُستقطعة من الفرد‬
‫املؤمن عليه إىل ‪ %11‬و‪ %19,5‬لصاحب العمل‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يوفر النظام اجلديد احلامية لكبار السن‪ ،‬والعاجزين‪ ،‬ويف حاالت إصابات‬
‫العمل‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والوفاة‪ ،‬وذلك بتكلفة أقل باملقارنة بنظام املعاشات التقاعدية احلايل‪ ،‬خاصة بالنسبة لذوي األجور املنخفضة واملتوسطة‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك العاملة النمطية والعاملة يف القطاع غري املنظم‪ .‬وسوف يرتفع سن التقاعد تدرجييا ً إىل ‪ 65‬سنة ملواجهة االرتفاع املتوقع يف العمر‪ ،‬وبالتايل‬
‫االلتزامات املالية التي يفرضها النظام‪ .‬وسوف ميثل معدل االستعاضة ملعاش الفرد ما بني ‪ %88 - %75‬من قيمة صايف آخر أجر قبل التقاعد‪،‬‬
‫أو العجز‪ ،‬أو الوفاة‪ .‬وسوف يساعد التطبيق التدرجيي لنظام املعاشات اجلديد عىل ختفيض األعباء املالية التي تتحملها اخلزانة العامة‪ ،‬وتعزيز‬
‫االستدامة املالية للنظام‪ ،‬واحلفاظ عىل دور الدولة يف إعادة توزيع الدخل‪ ،‬وحتسني الكفاءة االقتصادية‪ ،‬وتنمية سوق املال‪ .‬وحتى ميكن تطبيق‬
‫هذا النظام بنجاح‪ ،‬فمن الرضوري تعزيز ثقة الشعب يف قدرة احلكومة عىل الوفاء بالتزاماهتا طويلة األجل يف حالة التقاعد‪ ،‬وامتناعها عن‬
‫استخدام أموال املعاشات بصورة مفرطة يف متويل عجز املوازنة‪.‬‬

‫كت‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫نظام جديد وشامل للتأمني الصحي االجتامعي‪ :‬يسعى النظام اجلديد املُقرتح للتأمني الصحي إىل حتقيق احلامية املالية من خالل جتميع‬
‫املخاطر ومحاية األفراد من األمراض الكارثية التي قد تدفعهم إىل الدخول يف دائرة الفقر‪ .‬ويقرتح التوجه السيايس احلايل تغطية كافة السكان‬
‫(حيث يغطي النظام احلايل ‪ %50‬من السكان) وذلك يف إطار قانون موحد يستهدف حتقيق العدالة يف احلصول عىل خدمات ذات جودة عالية‪.‬‬
‫وتعمل احلكومة حاليا ً عىل تنفيذ خطة من شأهنا توفري احلد األدىن من الرعاية الصحية األساسية جلميع املرصيني‪ ،‬وضامن العمل عىل قامئة طويلة‬
‫من اإلجراءات الصحية األساسية‪ .‬وجيري حاليا ً تنفيذ برامج جتريبية يف حمافظات السويس‪ ،‬وسوهاج‪ ،‬واإلسكندرية‪ .‬وهناك خطة مرحلية مدهتا‬
‫عرش سنوات لتنفيذ مشاركة بني القطاعني العام واخلاص يلعب فيها قطاع التأمني دورا ً داعام ً هاما ً‪ .‬ويعتمد متويل هذا النظام عىل مبدأ التكافل‪،‬‬
‫والذي سوف يتطلب مسامهات مرتبطة مبستوى الدخل تُطبق عىل الذين حيصلون عىل دخل ثابت أو ميكن تقديره‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬البيئة والموارد الطبيعية المستدامة‬

‫يغطي املحور الثالث مجيع خمرجات املوارد الطبيعية التي تشمل‪ :‬األرايض الزراعية‪ ،‬واملياه‪ ،‬والطاقة ـ سواء موارد الطاقة غري املتجددة (مثل‬
‫البرتول والغاز) أو موارد الطاقة املتجددة (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)‪ -‬واستدامة هذه املوارد‪ .‬وهيدف املحور الثالث إىل حتليل وضع‬
‫اسرتاتيجية التنمية الزراعية‪ ،‬وقضايا األمن الغذايئ‪ ،‬واملياه والري‪ .‬كام يعطي هذا املحور أيضا ً اهتامما ً خاصا ً ألثر النمو والتنمية عىل البيئة‬
‫ويربز هذا املحور أمهية املامرسات الصديقة للبيئة‬ ‫والقطاعات ذات الصلة يف مرص‪ ،‬مبا يف ذلك قطاع املياه‪ ،‬والرصف الصحي‪ ،‬وإدارة املخلفات‪ُ .‬‬
‫مثل السياحة البيئية‪ ،‬وهيتم بصفة خاصة باألخطار النامجة عن تغري املناخ‪ ،‬وندرة املياه‪ ،‬وندرة الطاقة‪ ،‬إىل جانب احلاجة إىل التكيف‪ .‬وأخريا ً‪،‬‬
‫يتم تغطية قضايا االستدامة طويلة األجل يف جماالت التخطيط العمراين‪ ،‬والعشوائيات‪ ،‬والنقل‪.‬‬

‫التنمية الزراعية والريفية المستدامة‪ ،‬واألمن الغذائي‬


‫قضايا التنمية الزراعية املستدامة‪ :‬إن االرتباط بني التنمية البيئية‪ ،‬والتنمية الزراعية والريفية املستدامة‪ ،‬وتعزيز األمن الغذايئ‪ ،‬واحلد من‬
‫الفقر ميثل قضية حمورية من أجل حتقيق التنمية االقتصادية واالجتامعية يف مرص‪ .‬وتبلغ مسامهة القطاع الزراعي يف الناتج املحيل اإلمجايل أكرث‬
‫من ‪ ،%13‬كام يوفر هذا القطاع ما يزيد عن ‪ %30‬من فرص العمل‪ .‬ويف نفس الوقت‪ ،‬نجد أن نحو ‪ %57‬من إمجايل السكان يف مرص يعيشون يف‬
‫املناطق الريفية التي يسودها الفقر‪ .‬وعىل هذا‪ ،‬فإن دفع عجلة التنمية الزراعية والريفية املستدامة قُ ُدما ‪-‬كوسيلة للحد من الفقر وحتقيق األمن‬
‫يعد رشطا ً أساسيا ً لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتامعية املستدامة‪ ،‬ومن ثم جيب اعتبارها أولوية‬‫الغذايئ يف ظل التغريات املناخية املتوقعة‪ّ -‬‬
‫اجتامعية وسياسية يف مرص‪ .‬والزراعة يف مرص ال ُت َعد أسلوبا ً للحياة وقطاع ذا أمهية بالغة للتنمية االقتصادية واالجتامعية فحسب‪ ،‬ولكنها أيضا ً‬
‫ميكن أن ُمتثل قاطرة للنمو إذا حظيت باالهتامم الالزم‪.‬‬

‫الفقر ىف الريف واألمن الغذاىئ‪ :‬ومثة ارتباط وثيق بني النمو االقتصادي واحلد من اجلوع والفقر‪ ،‬كام أن مثة صلة وثيقة بني الفقر وانعدام األمن‬
‫الغذايئ‪ ،‬حيث إن معظم الفقراء إما يعانون من سوء التغذية أو انعدام األمن الغذايئ‪ .‬وتنفق األرس منخفضة الدخل جزءا ً كبريا ً من دخلها عىل‬
‫الغذاء‪ ،‬وهم أكرث ُعرضة آلثار التغريات يف أسعار املواد الغذائية أو ندرهتا‪ .‬كام أن ما يقرب من ‪ %70‬من الفقراء‪ ،‬أو الذين يعانون من انعدام‬
‫األمن الغذايئ‪ ،‬يعيشون يف املناطق الريفية حيث تعتمد األغلبية العظمى من هؤالء الناس‪ ،‬إىل حد كبري‪ ،‬عىل الزراعة للحصول عىل املنتجات‬
‫الغذائية (املن َتجة حمليا ً) ولتوليد الدخل‪ .‬ويبدأ التنوع االقتصادي عىل مستوى األرسة الريفية حيث يدعم كل من التنمية الزراعية وغري‬
‫الزراعية بعضهام البعض‪ .‬والبد أن تركز السياسات واالسرتاتيجيات املنارصة للفقراء عىل حتقيق األمن الغذايئ‪ ،‬واحلصول عىل األرايض واملياه‪،‬‬
‫وعىل أمهية الزراعة والتنمية الريفية‪ .‬وتعتمد كثري من األرس الريفية عىل الزراعة والعمل املزرعي (اإلنتاج)‪ ،‬ولكن نادرا ً ما ُيعترب ذلك املصدر‬
‫الرئييس للدخل‪ .‬وميثل الدخل من العمل املزرعي ما بني ‪ %25‬و‪ %40‬يف املتوسط من إمجايل الدخل يف املناطق الريفية‪ ،‬أما الدخل الذي يولده‬
‫النشاط غري املزرعي ‪-‬ولكنه مرتبط بالزراعة‪ -‬فإنه يعد مصدرا ً إضافيا ً للدخل يرتاوح ما بني ‪ %20‬و‪ .%35‬ومتثل اإليرادات والدخول من مصادر‬
‫أخرى غري العمل الزراعي حوايل ‪ %40‬من دخل األرسة الريفية‪.‬‬

‫تحليل وضع المياه في مصر‬


‫انخفاض املوارد املائية‪ :‬نتيجة الزيادة املستمرة يف عدد السكان منذ اتفاقية مياه النيل‪ ،‬انخفض متوسط نصيب الفرد يف مرص من املياه من‬
‫‪ 2500‬مرت مكعب للفرد يف السنة يف اخلمسينيات من القرن املايض‪ ،‬إىل ‪ 750‬مرت مكعب للفرد يف السنة حاليا ً‪ ،‬بل إنه من املتوقع أن يصل إىل‬

‫ثل‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫حد الفقر املايئ املتعارف عليه دوليا ً‪ ،‬والذي يبلغ ‪ 1000‬مرت مكعب للفرد يف‬
‫‪ 250‬مرت مكعب للفرد يف السنة يف عام ‪ ،2050‬وهذا أقل من ّ‬
‫السنة من املوارد املتجددة للمياه‪ .‬ويتم سد الفجوة املتزايدة بني املوارد املتجددة للمياه املتاحة ملرص وبني االحتياجات املائية من خالل إعادة‬
‫املستخرجة من الكثري من املنتجات الغذائية مثل‪:‬‬
‫َ‬ ‫استخدام املياه‪ ،‬واستخدام املياه اجلوفية غري املتجددة‪ ،‬وعمليات التحلية‪ ،‬واسترياد املياه‬
‫القمح‪ ،‬واللحوم‪ ،‬والذرة‪ ،‬وزيوت املائدة‪ ،‬وغريها‪ .‬وإىل جانب رضورة تلبية الطلب عىل املياه يف املستقبل يف مرص‪ ،‬البد أن حيظى حتدي الكثافة‬
‫السكانية املتزايدة بالقرب من املجارى املائية باالهتامم الكايف‪ ،‬مما سوف يؤثر يف النهاية عىل كميات التدفقات املائية املتاحة‪.‬‬

‫إن تلوث املجارى املائية واملياه اجلوفية بسبب الرصف املنزىل ورصف املناطق الصناعية‪ ،‬والتخلص من املخلفات الصلبة فيها‪ُ ،‬ميثل مشكلة‬
‫أخرى حتد من توفر مياه مبستوى جودة مالئم لالستخدام‪ .‬وتتزايد اآلن املنافسة عىل املياه بني قطاعات التنمية‪ ،‬وبني مستخدمي املياه بنفس‬
‫القطاع مما يرتتب عليه خلق رصاعات حول املياه‪ .‬ويف اآلونة األخرية‪ ،‬تزايد عدد الشكاوى املتعلقة بنقص مياه الرى‪ .‬ونظرا ً ملحدودية موارد‬
‫املياه‪ ،‬فقد تفاقم العجز يف مياه الرى بسبب االستخدام غري القانوين للمياه‪ ،‬واملخالفات املتعلقة بزراعة مساحات أكرب من املحاصيل التي حتتاج‬
‫إىل كميات كبرية من املياه لزراعتها مثل األرز‪ ،‬وذلك مبا يتعدى املساحات املسموح هبا‪.‬‬

‫ومن املتوقع أن تصبح مياه الرصف املعاجلة هي املورد املتجدد للمياه من أجل التوسع الزراعى يف املستقبل يف مرص‪ ،‬ما مل يتم احلصول عىل حصة‬
‫إضافية من مياه النيل‪ ،‬ويبقى من الرضوري أن ُينفذ الكود املرصى احلاىل إلعادة استخدام مياه الرصف املعاجلة يف الزراعة بشكل صحيح‪.‬‬

‫كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬والطاقة المتجددة‬


‫موارد الطاقة القابلة للنضوب‪ :‬تشكل املوارد اهليدروكربونية (النفط والغاز) ما يزيد عن ‪ %90‬من موارد الطاقة يف مرص‪ ،‬ومن املتوقع أن يستمر‬
‫هذا الوضع عىل مدى العرشين سنة القادمة عىل األقل‪ ،‬وقد أخذ الغاز الطبيعى حيل حمل النفط اخلام ببطء‪ .‬وخالل السنوات اخلمس املاضية‪،‬‬
‫أخذ احتياطي مرص من موارد الطاقة يتزايد مبتوسط ‪ %5‬يف السنة‪ ،‬حيث يساهم احتياطي الغاز الطبيعى مبعظم تلك الزيادة‪ ،‬بينام ظل احتياطي‬
‫النفط اخلام واملتكثفات ثابت نسبيا ً‪ ،‬إال أن االستهالك املحىل كان يتزايد برسعة نتيجة للنمو االقتصادى املستمر‪ ،‬وكانت أمناط االستهالك يف‬
‫الفرتة األخرية واملتوقعة مبثابة جرس إنذار ملستقبل التنمية االقتصادية وأمن الطاقة يف مرص‪ .‬ومن املتوقع أن تلعب كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬
‫وموارد الطاقة املتجددة‪ ،‬دورا ً مهام ً يف مواجهة هذا التحدى‪.‬‬

‫لح‪ ،‬وتشمل‪ )1 :‬إعادة هيكلة أسعار الطاقة للحفاظ عليها من عدم كفاءة وإساءة‬ ‫ومثة جمموعة من القضايا األساسية التي يتعني معاجلتها بشكل ُم ّ‬
‫االستخدام‪ )2 ،‬ترشيد استهالك الطاقة يف القطاعات التي يتزايد فيها الطلب‪ ،‬دون تقليل مستويات اخلدمة‪ ،‬أو التأثري سلبا ً عىل أهداف التنمية‬
‫االقتصادية‪ )3 ،‬تنويع موارد الطاقة املتوفرة عن طريق زيادة املوارد املتجددة مثل‪ :‬طاقة الرياح‪ ،‬والطاقة الشمسية‪ ،‬واحليوية‪ )4 ،‬ختصيص‬
‫املوارد الطبيعية للبالد بطريقة حتقق أعظم عائد من جهود التنمية االقتصادية واالجتامعية‪ .‬لذا‪ ،‬فإن كفاءة استخدام الطاقة ومصادر الطاقة‬
‫املتجددة أصبحا اآلن يف غاية األمهية يف عملية ختطيط موارد الطاقة يف مرص‪ ،‬وإذا تم ختطيط وتطبيق ذلك بطريقة مالمئة‪ ،‬فإن كفاءة استخدام‬
‫الطاقة ميكن أن تكون أهم األدوات التي تضمن إدارة الطلب بصورة حتقق فعالية التكلفة‪ ،‬وتراعي االستثامرات املستقبلية يف جمال موارد الطاقة‪،‬‬
‫وتساهم يف جهود ختفيف األخطار النامجة عن تغري املناخ‪.‬‬

‫االستثامر ىف الطاقة املتجددة‪ :‬تتمتع مرص بوفرة يف املوارد الطبيعية ومنها طاقة الرياح والطاقة الشمسية‪ ،‬إال أن استغالل هذه املوارد املتجددة‬
‫حيتاج إىل استثامرات كبرية ومكلفة‪ .‬والستغالل هذه املوارد الوفرية‪ ،‬أقامت مرص سلسلة من حمطات طاقة الرياح التي تشكل أكرب شبكة ملزارع‬
‫الرياح يف املنطقة‪ ،‬والتي تتضمن مرشوعا ً بطاقة ‪ 430‬ميجاوات يف الزعفرانة عىل خليج السويس‪ .‬وهناك مرشوع آخر بطاقة ‪ 120‬ميجاوات‬
‫مازال يف مرحلة اإلنشاء كان من املخطط تشغيله يف منتصف عام ‪ ،2010‬إىل جانب مرشوعات جديدة أخرى ملزارع الرياح يف مرحلة اإلعداد‪.‬‬
‫ويف فرباير ‪ ،2008‬وافق املجلس األعىل للطاقة عىل خطة طموح لتوفري ‪ %20‬من الكهرباء املولدة من مصادر متجددة للطاقة بحلول عام‬
‫‪ %12 ،2020‬منها من طاقة الرياح‪ ،‬مما يعين نحو ‪ 7200‬ميجاوات من طاقة مزارع الرياح‪ ،‬و‪ %8‬من موارد متجددة أخرى مثل الطاقة املائية‬
‫والطاقة الكهربائية بصفة أساسية‪ .‬وجيدر اإلشارة إىل أن مرص تتمتع بإمكانيات كبرية لتصدير الطاقة الشمسية باملقارنة بدول البحر املتوسط‪،‬‬
‫ولذا فإن توجيه الدعوة جلذب رشكاء للمسامهة يف تغطية الفجوة املالية لالستثامر يف تنمية جماالت الطاقة الشمسية سوف حيقق مكاسب متبادلة‪.‬‬

‫مخ‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫حماية البيئة مع التركيز على تغير المناخ‬


‫اإلصالح املؤسىس‪ :‬هناك عدد من التحديات املؤسسية واملنهجية املتشابكة التي تتسبب يف وجود قصور يف قطاع البيئة يف مرص‪ ،‬فالبيئة ليست‬
‫ال عن التخلص من املخلفات الناجتة عن القطاعات األخرى‪ ،‬وإمنا تقع عىل وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬وجهاز شؤون‬ ‫ال بذاته مسؤو ً‬
‫قطاعا ً مستق ً‬
‫البيئة ‪ -‬الذراع التنفيذي للوزارة– مسؤولية اإلرشاف عىل دمج السياسات البيئية يف القطاعات األخرى‪ ،‬والتنسيق بني األنشطة البيئية املختلفة‪.‬‬
‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فهناك تضارب بني جمموعة املؤرشات القومية والبيانات املتاحة ملتابعة وضع املوارد الطبيعية واالستدامة البيئية‪ ،‬والتي تكون‬
‫متناثرة بني خمتلف املؤسسات القومية‪ .‬وقد تم حاليا ً تشكيل جلنة قومية للتنمية املستدامة للقيام بالتنسيق بني سياسات وأنشطة خمتلف الوزارات‪،‬‬
‫باإلضافة إىل وضع إطار اسرتاتيجي للخطة القومية للتنمية املستدامة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فمن الرضوري دمج األبعاد والسياسات البيئية يف خمتلف‬
‫القطاعات‪ ،‬مبا يف ذلك وزارة التنمية االقتصادية ووزارة املالية‪ ،‬وذلك أثناء اإلعداد للخطط والربامج القطاعية لضامن دمج املنظور البيئي يف هذه‬
‫اخلطط والربامج‪.‬‬

‫ومن املرجو أن تساعد اللجنة القومية للتنمية املستدامة بدورها يف حتديد األولويات القومية واملتقاطعة ـ يف القطاعات املرتبطة بالبيئة وتغري املناخ‬
‫ـ بصورة أفضل‪ .‬وإذا أمكن التعامل مع هذه األولويات بشكل مالئم‪ ،‬فإهنا سوف توفر إطارا ً داعام ً لوضع سياسات تضمن االستخدام املستدام‬
‫للموارد الطبيعية املتاحة‪ .‬وعىل الرغم من أن ذلك ُيعد مهمة معقدة‪ ،‬إال أن الزيادة يف العوائد االقتصادية واالجتامعية سوف تكون كبرية للغاية‪.‬‬
‫فعىل سبيل املثال‪ ،‬تسعى وزارة الدولة لشوؤن البيئة جاهدة لتحقيق التكامل بني قطاع البيئة وإنتاج املنتجات العضوية ذات القيمة العالية‬
‫مثل األسمدة والعلف من املتبقيات الزراعية‪ .‬وهناك مثال آخر يتمثل يف قطاع إدارة املخلفات الذي تشمل عملياته أنشطة التدوير‪ ،‬وإنتاج‬
‫الكومبست‪ ،‬واألنشطة املولدة للطاقة‪.‬‬

‫تغيري املناخ‪ :‬يعترب قطاع الطاقة املصدر الرئييس إلنبعاثات غازات االحتباس احلراري‪ ،‬حيث يلبي الوقود احلفري ‪ %92‬من الطلب عىل الطاقة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن انبعاثات غازات االحتباس احلراري يف مرص ُتعترب حمدودة نسبيا ً (‪ %0,7‬من انبعاثات غازات االحتباس احلراري يف‬
‫العامل)‪ ،‬فقد زادت تلك االنبعاثات يف مرص لتصل إىل ‪ 193‬مليون طنا ً من ثاىن أوكسيد الكربون يف عام ‪ ،2000‬بعد أن كانت ‪ 116‬مليونا ً‬
‫عام ‪ .)Egypt INC/SNC( 1990‬إال أن مرص معرضة لآلثار املحتملة لتغري املناخ‪ ،‬مبا يف ذلك ارتفاع مستوى مياه البحر‪ ،‬وغرق األرايض‬
‫املنخفضة يف دلتا النيل‪ ،‬والتي تصل إىل ما يرتاوح بني ‪ %12-10‬من إمجايل املساحة‪ ،‬وما يصحب ذلك من آثار عىل املوارد املائية‪ ،‬واإلنتاجية‬
‫الزراعية‪ ،‬وما يرتبط بذلك من آثار اقتصادية واجتامعية‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬يعيش ‪ %57‬من سكان مرص يف املناطق الريفية‪ ،‬وهم أكرث عرضة‬
‫ألخطار تغري املناخ واملعاناة من النقص املتوقع يف املواد الغذائية‪.‬‬

‫ويرتبط تغري املناخ بقطاع الصحة ارتباطا ً وثيقا ً‪ ،‬وذلك يف إطار الزيادة املتوقعة يف احلاالت املرضية والوفيات بسبب األمراض غري املعدية‪،‬‬
‫والكوارث‪ ،‬واألمراض التي تنقلها اجلراثيم‪ .‬وهناك بعض اجلهود التي ُتبذل للحد من آثار تغري املناخ يف بعض القطاعات‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فال يوجد‬
‫حاليا ً أية جهود للتكيف مع اآلثار املبارشة وغري املبارشة عىل الصحة من جراء تغري املناخ‪ .‬كام جيب أن نسعى لبناء القدرات املؤسسية حتى‬
‫ميكن التعامل بصورة مالمئة مع إجراءات التكيف الالزمة‪ ،‬ووضع اسرتاتيجية لتنفيذ اإلجراءات املطلوبة‪ ،‬هذا إىل جانب توفري القدرات امل ُ َ‬
‫دربة‪.‬‬

‫المياه والصرف الصحي وإدارة المخلفات الصلبة‬


‫خالل السنوات اخلمس املاضية‪ ،‬استكملت احلكومة املرصية ‪ 1669‬مرشوعا ً خلدمات املياه والرصف الصحى‪ ،‬تكلفت ‪ 50‬مليار جنيها ً مرصيا ً‪.‬‬
‫ورغم منح األولوية ملرشوعات املياه‪ ،‬قامت احلكومة باستكامل ‪ 257‬مرشوعا ً للرصف الصحى‪ ،‬أضافت ‪ 2,5‬مليون مرت مكعب يوميا ً حتى هناية‬
‫‪ ،2009‬وكانت التكلفة الرتاكمية لتلك املرشوعات قد جتازوت ‪ 15‬مليار جنيها ً‪ ،‬وخيصص اجلزء األكرب من امليزانية احلالية ملرشوعات خدمات‬
‫الرصف الصحى حيث يتوقع االنتهاء من ‪ 96‬مرشوعا ً يف املدن ويف املناطق املتاخة للمدن‪ ،‬مبا يضيف حواىل ‪ 1,6‬مليون مرت مكعب يوميا ً من سعة‬
‫خدمات الرصف الصحى‪ .‬وسوف يبلغ إمجايل طاقة خدمات الرصف الصحى ‪ 15,3‬مليون مرت مكعب يوميا ً‪ ،‬مبا ميثل حواىل ‪ %68‬من السعة التي‬
‫حتتاج إليها البالد حاليا ً (بناء عىل صيغ تربط حجم املياه املنتجة بالسعة املطلوبة للرصف الصحى)‪.‬‬

‫التوسع ىف التغطية بالرصف الصحى‪ :‬بدءا ً من عام ‪ ،2009‬بلغ إمجاىل سعة خدمات الرصف الصحي املطلوبة ‪ 21‬مليون مرت مكعب يوميا ً‬
‫بينام تبلغ سعة خدمات الرصف الصحى احلالية ‪ 13,7‬مليون مرت مكعب يوميا ً‪ ،‬مبا ميثل ‪ %65‬من السعة املطلوبة‪ ،‬وكان من املقرر زيادهتا إىل ‪%68‬‬
‫نز‬
‫ملخص تنفيذي‬ ‫‪n‬‬

‫بحلول شهر يونية ‪ .2010‬وقد حتقق الوعد الوارد يف برنامج رئيس اجلمهورية بزيادة عدد القرى التي تغطيها خدمات الرصف الصحى من ‪%4‬‬
‫يف عام ‪ 2005‬إىل ‪ %11‬يف عام ‪ .2011‬وإىل جانب ذلك‪ ،‬جاري العمل عىل متكني ‪ %13,6‬من القرى من احلصول عىل خدمات الرصف الصحي‬
‫حتد رئيىس يتمثل يف التوسع يف تغطية خدمات الرصف الصحى للمناطق الريفية بحيث تصل‬ ‫كام كان خمططا ً يف برنامج رئيس اجلمهورية‪ .‬وهناك ٍ‬
‫نسبة التغطية إىل ‪ %100‬من القرى‪ .‬ولتمويل التغطية الكاملة للريف‪ ،‬فإن إمجاىل املبلغ املطلوب ُيقدر بـ ‪ 60‬مليار جنيها ً‪ ،‬ومن املتوقع أن يتطلب‬
‫األمر تنفيذ ثالث خطط خسية لالنتهاء من هذه املهمة‪.‬‬

‫إصالح إدارةاملخلفات الصلبة‪ :‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تعترب املخلفات الصلبة من أكرب القطاعات املسببة للتلوث يف مرص‪ ،‬كام أن اهليكل اإلداري‬
‫ومف َكك‪ ،‬ومتناثر بني عدد من األجهزة احلكومية‪ .‬ولذا‪ ،‬فهناك حاجة ماسة لوضع اسرتاتيجية جديدة‬‫املنوط به إدارة هذه املخلفات معقد للغاية‪ُ ،‬‬
‫وشاملة إلدارة املخلفات تشمل تقديم حوافز‪ ،‬ووضع برامج إلنشاء مصانع ذات جدوى اقتصادية ومالية للتدوير‪ ،‬وإنتاج الكومبست‪ ،‬وتوليد‬
‫الطاقة باستخدام املخلفات‪ .‬وميكن أيضا ً إعادة النظر يف اإلجراءات الالمركزية‪ ،‬وبرامج التوعية عىل مستوى املجتمع املحيل لتشجيع عملية‬
‫فرز القاممة عند مصدرها‪ .‬وهناك أيضا ً حاجة ماسة ملساندة وزارة الدولة لشؤؤن البيئة من أجل التصدي ملشكلة املخلفات اخلطرة التي تفرزها‬
‫القطاعات الطبية واإللكرتونية‪.‬‬

‫التخطيط العمرانى والمناطق العشوائية وقطاع النقل‬


‫سياسة أراىض الدولة‪ :‬إن احلصول عىل أراىض الدولة ألغراض استثامرية ميثل واحدا ً من أكرب عقبات التنمية التي تواجه احلكومة اآلن‪ ،‬ذلك‬
‫أن الغالبية العظمى من السكان مازالت تعيش عىل مساحة صغرية ُمتثل ‪ %5,5‬من األرايض املرصية‪ .‬وإن اهليئات القطاعية التابعة لوزارات‬
‫الزراعة والسياحة والصناعة واإلسكان قد استحوذت عىل مناطق كبرية من أرايض الدولة خارج ما يسمى بالزمام‪ ،‬األمر الذي أدى إىل وجود‬
‫عدة أسواق لبيع األرايض جمزأة‪ ،‬ومنعزلة‪ ،‬وأحيانا ً ذات مصالح وتوجهات متضاربة حيركها العرض‪ .‬وهلذا السبب‪ ،‬فإن املشكلة ليست مشكلة‬
‫عرض حمدود‪ ،‬ولكنها باألحرى مشكلة تتعلق بعدم وجود مواقع مناسبة هبا خدمات جيدة وأسعارها مقبولة مبا يالئم احتياجات التنمية‪ ،‬وتُعد هذه‬
‫املشكالت نتيجة نظام غري كفء إلدارة األراىض العامة‪ .‬وحيتاج األمر إىل وجود سياسة واضحة وشاملة لألرايض العامة تؤكد من جديد عىل دور‬
‫السوق يف ختصيص األراىض العامة‪ ،‬وتضع إطارا ً رشيدا ً للتخطيط‪ ،‬وتوفر حوافز تعكس االحتياجات واألولويات احلالية‪.‬‬

‫مواكبة النمو السكاىن‪ :‬نظرا ً الستمرار االرتفاع يف معدل الزيادة الطبيعية للسكان‪ ،‬فإنه من املتوقع أن يتجاوز عدد السكان يف مرص ‪140‬‬
‫مليون نسمة بحلول عام ‪ ،2050‬مبا يعين إضافة ‪ 60‬مليون نسمة إىل العدد احلاىل للسكان‪ .‬وحتتاج مرص إىل وضع رؤية جديدة تستهدف حتقيق‬
‫تنمية عمرانية متوازنة‪ ،‬وذلك بالرتكيز عىل بناء وتنمية مدن صغرية ومتوسطة‪ ،‬خاص ًة يف الوجه القبيل‪ ،‬من أجل القضاء عىل الفقر‪ ،‬وحتسني الوضع‬
‫االقتصادي واالجتامعي يف تلك املناطق املحرومة‪ .‬وجيب أيضا ً إعادة حتديد أدوار مراكز اجلذب احلالية بناءا ً عىل اإلمكانيات التنافسية اإلقليمية‬
‫لكل مركز من املراكز‪ ،‬وكيفية دجمها يف إطار السياسة اجلديدة الشاملة للتنمية العمرانية‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬جيب أن تزيد مساحة املناطق املأهولة‬
‫من ‪ %5,5‬إىل ‪ %15‬من إمجايل املساحة الكلية ملرص خالل العقود األربعة القادمة عن طريق إنشاء مراكز حرضية جديدة تربطها شبكات طرق‬
‫جيدة‪ ،‬وشبكات قومية للنقل العام‪ ،‬بحيث يقوم كل مركز بتشجيع عملية تنمية املحيط الذي حوله‪ ،‬وجذب أعداد حمددة من السكان ممن لدهيم‬
‫أسس اقتصادية وأنشطة واضحة‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬البد من دعم المركزية اإلدارة‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والتنفيذ‪.‬‬

‫قطاع النقل‪ :‬وقد شهد قطاع النقل يف مرص تطورات مهمة عىل مدى العقدين املاضيني‪ ،‬مثل التوسع يف املوانئ البحرية‪ ،‬واملطارات‪ ،‬ومد شبكة‬
‫الطرق‪ .‬وحترص احلكومة املرصية عىل إعطاء األولوية لوسائل النقل العام مبا يساعد عىل ختفيض استخدام السيارات اخلاصة‪ ،‬وما ينتج عنه من‬
‫ازدحام مروري‪ .‬ومن املتوقع أن يؤدي اخلط الثالث ملرتو األنفاق يف القاهرة الكربى إىل ختفيف بعض االزدحام يف الطرق‪ ،‬كام ُجيرى حاليا ً دراسة‬
‫إنشاء اخلط الرابع‪ .‬ويتم أيضا ً دراسة إنشاء شبكة للرتام الرسيع لربط املدن العمرانية ذات الكثافة السكانية العالية وخاص ًة يف منطقة القاهرة‬
‫الكربى‪ .‬إىل جانب ذلك جيري العمل حاليا ً عىل إعادة تأهيل شبكة القطارات مبا يف ذلك مدها للمدن اجلديدة مثل مدينة السادات وبرج العرب‪.‬‬
‫وعىل االسرتاتيجية املستدامة للنقل أن تأخذ يف االعتبار أثر قطاع النقل عىل البيئة‪ ،‬وتلوث اهلواء‪ ،‬واحلفاظ عىل الطاقة‪ ،‬والتكدس املروري‪،‬‬
‫وسالمة الركاب‪ .‬كام جيب التوسع يف البنية األساسية للنقل حتى تستوعب النمو يف قطاع السياحة من خالل إنشاء طرق تصل إىل املدن‪ ،‬واملواقع‬
‫السياحية‪ ،‬واملنتجعات الساحلية‪ ،‬وغريها من املقاصد السياحية‪.‬‬

‫هض‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫المقدمة واإلطار الفكري‬

‫هيدف «حتليل املوقف» إىل تقديم عرض عام لتحديات التنمية الرئيسية التي تواجه مرص خالل الفرتة من اخلمس إىل العرش سنوات القادمة‪،‬‬
‫استنا ًدا إىل الوثائق املتاحة‪ ،‬وعملية إعداد شارك فيها عىل نطاق واسع كافة األطراف املعنية‪ .‬ويوضح استعراض هذه التحديات‪ ،‬أهنا تغطي‬
‫ال عن الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والتدريب‬ ‫أبعا ًدا متعددة للفقر واالستبعاد‪ ،‬خاصة فيام يتعلق باملياه‪ ،‬والرصف الصحي‪ ،‬واإلسكان بالنسبة للفقراء‪ ،‬فض ً‬
‫املهين‪ ،‬والتأمني االجتامعي جلميع املواطنني‪ ،‬والتحويالت النقدية املرشوطة للفئات التي تعاين من الفقر املدقع‪ ،‬وتوسيع شبكة األمان االجتامعي‬
‫أيضا حتديات أخرى‬ ‫إىل جانب التشغيل يف املرشوعات املتوسطة يف الريف واحلرض‪ ،‬وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬واستخدام امليكنة الزراعية‪ .‬وهي تتضمن ً‬
‫مزمنة مثل املساواة بني اجلنسني‪ ،‬واملشاركة السياسية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬واملساءلة العامة‪ ،‬وتدعيم احرتام حقوق اإلنسان‪ .‬وتتضمن حتديات التنمية‬
‫أيضا عد ًدا من القضايا التي برزت عىل السطح يف األعوام القليلة املاضية ومنها آثار تغري املناخ‪ ،‬وجائحة األنفلونزا‪ ،‬وارتفاع األسعار العاملية‬ ‫ً‬
‫للسلع الغذائية والوقود‪ .‬وهي أمور هلا آثار سيئة عىل الفقراء ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ويعترب حتليل املوقف املخرج األول من بني أربعة خمرجات تشكل م ًعا «أجندة القاهرة للعمل»‪ .‬وبالبناء عىل حتليل املوقف‪ ،‬فإن املخرجات‬
‫الثالثة األخرى سوف تتناول يف املراحل التالية الوسائل التي يتم هبا التصدي للجوانب املختلفة لتحديات التنمية‪ ،‬أما املخرج الثاين فهو‬
‫يرمي إىل حتديد أولويات التنمية يف البالد‪ ،‬مع التمييز بني األولويات التي من أجلها تسعى مرص للحصول عىل تعاون رشكاء التنمية الدولية‪،‬‬
‫وبني األولويات التي ترى مرص أن مواردها املحلية (البرشية واملالية) كافية للتعامل مع هذه األولويات‪ .‬ويتعلق املخرج الثالث بوضع أو دعم‬
‫ترتيبات اإلدارة القامئة عىل النتائج يف الوزارة املختصة أو املجلس املسؤول عن كل قضية حتى يتسىن توضيح نتائج التنمية ومتحصالهتا واألدوار‬
‫واملسؤوليات‪ ،‬باإلضافة إىل تسهيل رصد النتائج واإلبالغ عنها‪ .‬واملخرج الرابع ألجندة القاهرة يتعلق بوضع خطة عمل بشأن زيادة فعالية‬
‫املساعدات‪ ،‬وهي خطة َ ُجتب املخرجات الثالثة األخرى‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن أبعاد أخرى بشأن فعالية املساعدات‪ ،‬مثل آليات املساءلة املتبادلة‪ ،‬وتدعيم‬
‫إدارة املعلومات اخلاصة باملساعدات‪ ،‬مع األخذ يف احلسبان أفضل املامرسات الدولية‪.‬‬

‫لقد شهدت مرص انخفاضًا يف تدفقات املساعدات اخلارجية يف السنوات األخرية‪ ،‬رغم أهنا مازالت تواجه جمموعة من التحديات التنموية‬
‫ريا‪ ،‬و إن كانت تقع يف مركز متأخر ضمن هذه املجموعة ‪ .2‬واهلدف‬ ‫الصعبة حلد ما‪ ،‬ومل ترتق إىل مستوى «جمموعة الدول متوسطة الدخل» إال أخ ً‬
‫من وراء حتليل املوقف هو العمل عىل أن تركز السياسات واالسرتاتيجيات القومية‪ ،‬واملوارد املحلية والدولية عىل جماالت التنمية التي حتظى‬
‫باألولوية‪ ،‬والتي تعد أساس التنمية املستدامة والعادلة وحتقق فوائد ملموسة لكافة رشائح املجتمع يف كل املناطق مع إعطاء اهتامم خاص ألكرث‬
‫الفئات املستضعفة من السكان‪ .‬ومن املتوقع أن تؤدي املخرجات األخرى ألجندة عمل القاهرة إىل حتسني مستوى الشفافية والقدرة عىل التنبؤ‬
‫بشأن تدفق املساعدات‪ ،‬وإىل حتسني املساءلة املتبادلة وف ًقا إلعالن باريس‪ ،‬وأجندة أكرا للعمل بشأن فاعلية املساعدات‪ .‬وهبذه الطريقة فإن‬
‫أجندة القاهرة للعمل هتدف إىل العمل عىل تدعيم واستمرار التعاون الدويل من أجل التنمية يف مرص والتوسع فيه إن أمكن‪.3‬‬

‫من املرجو أن تؤكد املخرجات األربعة ألجندة القاهرة نجاح التعاون من أجل التنمية‪ ،‬وأن تدعم الرأي الذي ينادي باستمرار املشاركة الدولية‪ .‬ومن‬
‫أيضا أن يؤدي هذا املسعى‪ ،‬عند استكامله‪ ،‬إىل زيادة الرتابط بني الرشكاء املرصيني والدوليني‪ ،‬وإىل حتسني فعالية وكفاءة التنمية‪ .‬وهذا سوف يساعد‬
‫املرجو ً‬
‫احلكومة املرصية ورشكاء التنمية عىل حتقيق نتائج تنموية أفضل حتى ميكن للمواطنني أن يلمسوا بسهولة ما تسفر عنه جهود التنمية من نتائج ملموسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫‪1‬ـ الغرض من تحليل الموقف والمبادئ اإلرشادية‬


‫تتمثل أهداف حتليل املوقف اخلمسة بالنسبة ألجندة القاهرة يف ‪:‬‬
‫‪ .1‬تقييم اجتاهات التنمية يف مرص يف اآلونة األخرية‪ ،‬وحتديد التحديات الرئيسية التي يتعني التغلب عليها من أجل اإلرساع بتحقيق التقدم‬
‫عىل جبهة التنمية البرشية‪ ،‬وأجندة حقوق اإلنسان وذلك بتطبيق هنج يكون اإلنسان هو حموره‪.‬‬
‫أساسا إىل الوثائق‬
‫‪ .2‬النهوض بالنمو املطرد والشامل الذي يستفيد منه اجلميع من أجل األجيال احلالية والقادمة‪ .‬ويستند حتليل املوقف ً‬
‫حاليا‪ ،‬باإلضافة إىل عدد حمدود من الدراسات اجلديدة‪ ،‬وذلك لسد «الفجوات القامئة» خاصة يف جمال تغري املناخ وتداعياته عىل‬
‫املتاحة ً‬
‫مرص‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتكيز عىل االختناقات املؤسسية‪ ،‬وسياسات اإلدارة التي تعرقل حتقيق النتائج التنموية عىل املستويات الكلية والقطاعية‪ ،‬حتى ميكن‬
‫الوصول لفهم أفضل ملتطلبات بناء القدرات ليك تتحقق نتائج فعالة‪.‬‬
‫‪ .4‬مساندة جهود مرص الرامية إىل وضع اسرتاتيجية متكاملة للتنمية لعام ‪ ،2030‬ويف حتقيق رؤية مرص يف أن تصبح دولة متقدمة‪ .‬وبالتحديد‪،‬‬
‫مساندهتا يف حتقيق األهداف االسرتاتيجية للحكومة املرصية‪ 4‬التي عرضتها يف ديسمرب ‪.2009‬‬
‫زمنيا وتقدم‬
‫إطارا ً‬
‫‪ .5‬تشجيع مرص عىل تصميم خطط عمل منبثقة من واقعها – من خالل املساندة الفعالة من جانب اجلهات املانحة – حتدد ً‬
‫اقرتاحات ميكن متابعتها لتنفيذ إعالن باريس وأجندة أكرا للعمل (أنظر أجندة أكرا للعمل‪ ،‬سبتمرب ‪ ،2008‬الفقرة ‪.)28‬‬

‫وهناك ثالثة مبادئ أساسية لفعالية التنمية يسرتشد هبا يف إعداد حتليل املوقف يف أجندة القاهرة ‪:‬‬
‫ال بني الرشكاء املرصيني‪ ،‬مثل املجتمع املدين والقطاع اخلاص‪ ،‬وكذلك مع الرشكاء الدوليني‪ ،‬مبا يف ذلك دول اجلنوب‪.‬‬
‫بناء مشاركات أكرث شمو ً‬
‫تقوية الشعور القومي مبلكية أجندة التنمية‪ ،‬وتدعيم املساءلة بني كل رشكاء التنمية‪ ،‬وحتقيق تنظيم أعظم بني األولويات القومية وأولويات‬
‫رشكاء التنمية‪.‬‬
‫النهوض بالقدرة القومية عىل إدارة التنمية‪ ،‬ويتوىل الرشكاء القيام بدور مساند باإلضافة إىل الرتكيز عىل النتائج املرجوة من خالل تطبيق‬
‫ترتيبات اإلدارة القامئة عىل النتائج‪.‬‬

‫ومن املرجو أن حيل «حتليل املوقف» حمل عمليات التقييم التي يقوم هبا رشكاء التنمية – أو عىل األقل حيد منها‪ .‬وهبذه الطريقة‪ ،‬سوف يشكل‬
‫عاما لرشكاء التنمية ويقلل من الوقت واملوارد التي يستخدمها هؤالء يف إجراء عمليات التقييم بأنفسهم‪ .‬فعىل سبيل‬
‫حتليليا ً‬
‫ً‬ ‫إطارا‬
‫«حتليل املوقف» ًَ‬
‫املثال‪ ،‬وافق فريق العاملني يف هيئات األمم املتحدة العاملة يف مرص عىل أن يشكل «حتليل املوقف» األساس إلطار مساعدات التنمية املقدمة من‬
‫األمم املتحدة القادم (‪ UN Development Assistance Framework )UNDAF‬وأن حيل حمل ما يسمى بـ ‪Common Country‬‬
‫(‪ Assessment )CCA‬والذي تستند إليه األمم املتحدة يف تقييم مدى التقدم الذي حترزه الدولة يف جمال التنمية والتحديات التي تواجهها‪.5‬‬ ‫‪l‬‬

‫‪ - 2‬عملية المشاركة والتشاور‬


‫لقد توىل قيادة عملية إعداد حتليل املوقف فريق عمل حتليل املوقف الذي ضم جمموعة أساسية من تسعة مستشارين رشحهم الوزراء‪ ،‬وتوىل‬
‫ال عن‬‫وطنيا من احلكومة فض ً‬
‫ريا ً‬ ‫التنسيق بينهم األستاذة الدكتورة هبة حندوسة‪ .‬وقد جرى توسيع فريق العمل هذا ليشمل أكرث من مثانني خب ً‬
‫قيادات املجتمع املدين والقطاع اخلاص‪ .‬وباإلضافة إىل مراجعة واستعراض الكم اهلائل من الوثائق املتاحة بالفعل‪ ،‬أُتيح للفريق اإلطالع عىل‬
‫«األهداف االسرتاتيجية الثامنية» للحكومة‪ ،‬والعمل اجلاري بشأن «رؤية مرص ‪ »2030‬الذي يضطلع به «مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار»‪.‬‬
‫ال من التحليل الرسمي واملستقل للقضايا والتحديات التي تقع حتت كل من‬ ‫وقد بذل فريق العمل قصارى جهده ليعكس يف حتليل املوقف ك ً‬
‫أيضا ما يناهز خسني وثيقة ودراسة رسمية وغري رسمية‪ ،‬مبا يف‬ ‫األهداف االسرتاتيجية الثامنية‪ ،‬والقطاعات ذات العالقة‪ .‬وقد أُ ِخذَ يف االعتبار ً‬
‫ذلك اخلطة اخلمسية السادسة احلالية (‪ )2012-2007‬والرؤية طويلة األجل (‪ ،)2022-2017‬والربنامج االنتخايب للرئيس (‪،)2011-2005‬‬
‫وتقرير األهداف اإلمنائية لأللفية يف مرص ‪ ،2010‬والعقد االجتامعي اجلديد (‪ )2015-2005‬الذي ُعرض يف تقرير التنمية البرشية ملرص ‪.2005‬‬

‫وقد تضمنت عملية املشاركة يف إعداد حتليل املوقف‪ ،‬عقد أكرث من خسة وعرشين اجتام ًعا بني أعضاء فريق العمل‪ ،‬ورشكاء التنمية الوطنيني‬
‫والدوليني‪ .‬وقد شمل ذلك العديد من االجتامعات مع جمموعة رشكاء التنمية (‪ 6)DPG‬وفريق العاملني يف هيئات األمم املتحدة يف مرص‪ ،7‬باإلضافة‬
‫إىل االجتامعات االستشارية التي استمرت ملدة يومني كاملني مع ‪ 300‬ممثل للمجتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬واألكادمييني‪ ،‬ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جدول ‪ : 1‬أبعاد فعالية املساعدات اإلمنائية‬


‫إجراءات هلا أولوية‬ ‫التحديات‬ ‫‪2007‬‬ ‫البعد‬
‫تقوية قدرة الوزارات املعنية يف عملية‬ ‫ضعف عملية إعداد وتنفيذ املوازنة‬ ‫معتدلة‬ ‫امللكية‬
‫إعداد املوازنة‪.‬‬ ‫احلكومية‬
‫تنفيذ إصالحات شاملة يف اإلدارة املالية‬ ‫استخدام حمدود لنظم الدولة‬ ‫معتدل‬ ‫التنظيم‬
‫العامة واملشرتيات احلكومية‪.‬‬
‫قيام اجلهات املانحة بالتنسيق بني بعثاهتا‪.‬‬ ‫انخفاض مستوى التنسيق بني بعثات‬ ‫منخفض‬ ‫التناغم‬
‫اجلهات املانحة‬
‫حتسني خطط ونظم املعلومات القومية‪.‬‬ ‫انخفاض مستوى جودة البيانات املتعلقة‬ ‫معتدلة‬ ‫اإلدارة بالنتائج‬
‫بالفقر‬
‫وضع نظم رسمية للتقيم بني الوزارات‬ ‫غياب التقييامت املتبادلة‬ ‫املساءلة املتبادلة معتدلة‬
‫واجلهات املانحة‪.‬‬

‫‪Source: OECD/DAC 2008 Survey on Monitoring the Paris Declaration : Making AID More Effective by 2010‬‬

‫‪ -3‬القضايا االستراتيجية التي تواجه فعالية المساعدات اإلنمائية في مصر‬


‫عىل الرغم من أن اهلدف العام ألجندة القاهرة هو حتسني فعالية التنمية الشاملة يف مرص‪ ،‬إال أن حتسني فعالية مساعدات التنمية (أي التعاون‬
‫املايل وغري املايل الذي حتصل عليه مرص من رشكاء التنمية الدوليني بكل من دول الشامل واجلنوب) هو جزء بالغ األمهية يف أجندة القاهرة‪.‬‬
‫واستنا ًدا إىل التقييامت التي أجريت عن أداء الدول النامية التي تطوعت للمشاركة يف املسحني اللذين أجريا يف عامي ‪ ،2008 ،2006‬من‬
‫خالل منظمة التعاون االقتصادي‪ .‬والتنمية وجلنة مساعدات التنمية‪ ،‬أصبح من الواضح أن أداء مرص بالنسبة لبعض أبعاد فعالية املساعدات‬
‫اإلمنائية كان يفوق أداء دول أخرى‪.8‬‬

‫فيام ييل تقييم موجز لوضع مرص‪:‬‬


‫‪ .1‬كان تصنيف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية وجلنة مساعدات التنمية ملؤرش “امللكية” يف مرص “معتدل”‪ .‬وقد تبنت احلكومة ملكية‬
‫أجندة التنمية منذ سنوات عديدة‪ ،‬وحصلت عىل موافقة الربملان (يف ديسمرب ‪ .)2004‬وعىل أي حال يشري مفهوم امللكية إىل هنج أكرث‬
‫ال حيث يتضمن مشاركة املجتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬الخ‪ .‬ولكن عىل مرص أن تستمر بعض الوقت يف امليض يف هذا الطريق‬ ‫شمو ً‬
‫حتى ميكنها حتقيق هذا املعيار اهلام بالكامل‪ .‬ويعد حتليل املوقف خطوة يف االجتاه الصحيح حيث أنه أدى إىل توسيع نطاق املشاورات‬
‫لتشمل اجلهات غري احلكومية‪ ،‬ومع هذا حيتاج األمر لتحقيق مزيد من التقدم من خالل املشاركة املستمرة واحلقيقية عىل كافة املستويات‪.‬‬
‫أيضا معتدالً‪ .‬وقد تم اختاذ خطوة هامة بوضع مصفوفة تم فيها تصنيف املرشوعات التي ميوهلا الرشكاء وف ًقا لقامئة أولويات‬‫‪ .2‬اعترب التنظيم ً‬
‫التنمية التي وافقت عليها مرص‪ .‬وهذه القامئة‪ ،‬التي وضعت يف بادئ األمر عام ‪ ،2005/2004‬حفزت عىل إجراء املزيد من املشاورات‬
‫بني الرشكاء للتنسيق فيام بينهم‪ ،‬وتقليل أي تداخل غري رضوري‪ .‬وحيتاج األمر إىل املزيد من املشاركة الفعالة من جانب احلكومة للعمل‬
‫عن كثب مع رشكاء التنمية من أجل التعجيل بتنفيذ هذه العملية‪ .‬وتتمثل إحدى املعوقات يف عدم توفر اخلربات الفنية وخربات التفاوض‬
‫الرضورية للمشاركة يف املناقشات اهلامة مع رشكاء مرص‪ .‬وهذا يوضح التحديات املتعلقة ببناء القدرات‪ ،‬لذا عىل مرص أن تواجه هذا‬
‫التحدي بجدية أكرث مما سبق‪ ،‬هذا عىل الرغم من اجلهود التي تستحق اإلشادة التي تبذهلا وزارة الدولة للتنمية اإلدارية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪.‬‬
‫‪ .3‬وبالنسبة لقضية التناغم يف مساعدات التنمية الرسمية (‪ ،)ODA‬حصلت مرص عىل تصنيف “منخفض”‪ .‬وهذا يشري إىل تعدد بعثات‬
‫ال‬
‫رشكاء التنمية دون أن يكون هناك تنسيق بينها‪ ،‬وضعف العمل التحلييل املنسق‪ ،‬والصعوبات التي تعرتض إعداد اسرتاتيجية أكرث تكام ً‬
‫يتم تنفيذها عىل أرض الواقع‪ .‬وقد أدى هذا ـ إىل جانب أمور أخرى ـ إىل تفتيت املساعدات اإلمنائية‪ ،‬وزيادة تكاليف املعامالت‪ ،‬وحماباة‬
‫مناطق معينة عند تقديم املساعدات اإلمنائية‪ ،‬وحرمان مناطق أخرى من هذه املساعدات‪ .‬وعىل الرغم من اجلهود الضخمة التي تبذهلا‬
‫وزارة التعاون الدويل عىل مدار سنوات طويلة‪ ،‬إال أن الوزارة نفسها حتتاج ملزيد من العاملني األكرث تأهيالً‪ ،‬والذين يتمتعون مبهارات‬
‫ال من التعامل الروتيين مع ملفات مساعدات التنمية الرسمية والقيام بعمليات املتابعة الروتينية‪.‬‬
‫التحليل والقدرة عىل استيعاب املفاهيم بد ً‬
‫ويف الواقع‪ ،‬يقع عىل الوزيرة ومساعدهيا عبء صنع السياسات وحتليلها‪ ،‬والتفكري املستقل والنقدي‪ ،‬إىل جانب املعرفة مبا يدور يف العامل‪.‬‬
‫أيضا من وضع برنامج لتنمية القدرات‪ ،‬ميكنها من القيام بنفسها بتدعيم القدرات القامئة وما يرتتب‬ ‫وهبذا املعىن‪ ،‬ميكن للوزارة أن تستفيد ً‬
‫‪3‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 1‬بناء القدرات واملساءلة املتبادلة‬

‫إن املساءلة املتبادلة تتطلب من اجلهات املانحة أن تكون اآلليات التي تقدمها والتي حتكم إجراءاهتا والتزاماهتا أكرث شفافية‪ ،‬وعىل نفس القدر من األمهية تتطلب‬
‫أيضا أن تقوم اجلهات التي تتلقى املساعدات اإلمنائية يف مرص بتنفيذ قواعد ونظم واضحة للشفافية واملساءلة‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬يبدو من الواضح أن ضعف القدرات‬ ‫ً‬
‫قد يكون أكرث االختناقات الصعبة التي تعوق جهود مرص الرامية إىل حتقيق تنمية رسيعة وذات توجه اجتامعي أكرث‪ .‬لقد أدى ضعف القدرات املؤسسية والبيئة‬
‫الداعمة‪ ،‬وضعف أداء نظم التقييم‪ ،‬ومنح احلوافز بدون متييز‪ ،‬إىل تدين األداء املؤسيس‪ ،‬وتسبب يف حدوث إهدار كبري لألموال العامة‪ ،‬كام أكدته تقارير اجلهاز املركزي‬
‫للمحاسبات وغريه من األجهزة الرقابية املامثلة‪ .‬وهناك بعض اجلهود التي تستحق االعرتاف هبا ومنها إجراءات اإلصالح التي قامت هبا وزارة التنمية اإلدارية‪ ،‬ومركز‬
‫تقييم املرشوعات والتحليل االقتصادي الكيل (‪ )PEMA‬بوزارة التعاون الدويل الذي يتوىل إجراء تقييامت آلثار املرشوعات عىل أساس انتقايئ‪ .‬وتتعاون هاتان‬
‫حاليا عىل تطوير مستوى جودة وحدات املتابعة والتقييم ‪ M&E‬يف الوزارات الرئيسية‪ ،‬ولكن ذلك يعد مبادرة مازالت يف مراحلها األوىل‪ .‬وعىل الرغم‬ ‫املؤسستان ً‬
‫التزاما أكرث من جانب املستويات احلكومية العليا‪ ،‬ومتابعة مستمرة لضامن أن تؤيت هذه‬
‫ً‬ ‫بالتنمية‬ ‫املعنية‬ ‫املرصية‬ ‫املؤسسات‬ ‫يف‬ ‫القدرات‬ ‫تطوير‬ ‫مهام‬ ‫تتطلب‬ ‫من ذلك‬
‫اجلهود بثامرها‪ ،‬وال جيب أن تقترص عملية بناء القدرات عىل جمرد تنظيم برامج تدريبية معتادة ل تقدم الكثري من أجل احلصول عىل نتائج ملموسة ومستدامة‪.‬‬

‫باختصار‪ ،‬حتتاج مرص إىل اسرتاتيجية واضحة لتنمية القدرات – اسرتاتيجية متتلكها مرص وتساندها‪ ،‬بإجراءات فعلية عىل املستويات العليا‪ .‬وال يكفي الرتكيز عىل‬
‫املؤسسات وحدها‪ ،‬فهذه املؤسسات تعمل يف مناخ سيايس‪ ،‬واجتامعي‪ ،‬وقانوين يشكل أداءها‪ .‬فهل تعد هذه البيئة «داعمة» أو «معوقة» لتنمية القدرات املؤسسية‪،‬‬
‫أو ما يطلق عليه عوامل القوة والضعف املتعلقة بالنظام؟ ‪ .‬فإذا كانت املؤسسات‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬تنتهك القوانني وقواعد السلوك‪ ،‬لذا يكون من الصعب تطوير‬
‫القدرات الفنية واإلدارية وحتسني األداء‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬تقوم أجندة أكرا للعمل‪ ،‬التي صدقت عليها مرص‪ ،‬ومعظم باقي أعضاء املجتمع الدويل‪ ،‬يف سبتمرب ‪،2008‬‬
‫بوضع ترتيبات لرشكاء التنمية ملساندة جهود تنمية القدرات يف مرص‪ ،‬طاملا أن هناك اسرتاتيجية واضحة نابعة منها‪ ،‬والتزام بتنفيذ برنامج جسور لإلصالح‪.‬‬

‫وهناك قضية أخرى متصلة بقضية القدرات وهي التي تتعلق باحلاجة العاجلة إلزالة القيود القانونية واألمنية املفروضة عىل املجتمع املدين ليك ميكن تعبئة طاقاته‬
‫ملساعدة احلكومة يف حتقيق التنمية‪ .‬وبينام تبدو األسباب التي تقدم والتي تربر عرقلة الدور التنموي للمجتمع املدين سطحية‪ ،‬فإن األسباب احلقيقية تكمن يف الرغبة‬
‫رية للدفاع عن أمنها القومي‪ .‬ويف نفس‬‫يف احلفاظ عىل الوضع القائم لصالح «األمن القومي»‪ 0‬لقد حان الوقت ألن نتعلم من الدول النامية األخرى التي ال تقل عنا َغ ِرْ َ‬
‫الوقت‪ ،‬جيب أن تكون هناك آلية ملساءلة منظامت املجتمع املدين– ليس أمام املحاكم األمنية – ولكن أمام األجهزة القضائية املختصة املستقلة‪.‬‬

‫ريا‪ .‬لقد استخدمت مرص مساعدات رسمية مبئات املاليني من الدوالرات لتنظيم مستويات خمتلفة من التدريب‪ ،‬ومع هذا‪ ،‬وبعد أكرث من‬ ‫ال صغ ً‬
‫سوف نسوق هنا مثا ً‬
‫عاما من هذا اإلنفاق السخي‪ ،‬مل يتحقق الكثري‪ ،‬فقد رحل بعض املتدربني بح ًثا عن فرص أفضل‪ ،‬وعاد آخرون ملؤسساهتم ليكتشفوا أن املناخ اإلداري واملتعلق‬ ‫ثالثني ً‬
‫بالنظام ال يشجع التغيري‪ ،‬وآخرون أوفدهم رؤساؤهم للتدريب كوسيلة ملكافآهتم عىل شئ ما وليس من أجل التعلم والعودة للمساعدة يف حتسني األداء‪ .‬ومما ال شك‬
‫ال ممتازة‪ ،‬وساعدوا يف بناء مؤسسات قوية‪ ،‬ولكن هؤالء ميثلون أقلية مطلقة‪ .‬ملاذا ؟‪ .‬إن الكثري من الدراسات الدولية كشفت عن أن‬‫فيه أن بعض املتدربني أدوا أعام ً‬
‫التدريب وحده ال يبين القدرات‪ ،‬فهو جمرد أحد مكونات خطة تنمية متكاملة ومدروسة بعناية يكون من شأهنا خلق بيئة تساعد عىل التغيري‪ .‬وما مل يتم تصحيح هذا‬
‫الوضع اخلطري‪ ،‬فإن تطبيق أسلوب اإلدارة بالنتائج سيحقق نتائج متواضعة للغاية‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬طلعت عبد امللك‪ ،‬مستشار اقتصادي لوزيرة التعاون الدويل‪.‬‬

‫عىل ذلك يف النهاية من آثار واسعة االنتشار‪ .‬ومبجرد توفر املزيد من هذه املهارات‪ ،‬فإن قضيتي التناغم والتنسيق وغريها من القضايا سيتم‬
‫طرحهاعىل مائدة احلوار عىل قدم املساواة مع رشكاء التنمية‪.‬‬
‫‪ .4‬تشري مبادئ إعالين باريس األخريين إىل “اإلدارة بنتائج التنمية” و”املساءلة املتبادلة”‪ .‬وقد حصلت مرص يف هذين املؤرشين عىل‬
‫تصنيف معتدل‪ ،‬وهو تصنيف معقول‪ .‬وقد تبني أن معظم مرشوعات التنمية التي قام مركز تقييم املرشوعات والتحليل االقتصادي الكيل‬
‫(‪ )PEMA‬بتقييمها تعتمد يف الغالب عىل اإلدارة باملخرجات وليس عىل اإلدارة بالنتائج‪ ،‬وليس حتى باملحصالت املستدامة‪ .‬وأي شخص‬
‫عىل دراية بأدبيات وفكر التنمية سيدرك بسهولة الفرق اهلائل بني إنتاج “املخرجات ‪ ،”Outputs‬وتوليد املحصالت ‪ ”Outcomes‬التي‬
‫تدوم‪ .‬وما مل يتم تصحيح هذا الوضع اخلطري فإن تطبيق احلكومة ألسلوب اإلدارة بالنتائج سوف حيقق مكاسب متواضعة للغاية‪ .‬وهذا يؤكد‬
‫أمهية بناء القدرات القومية والقطاعية‪.‬‬
‫‪ .5‬إن املساءلة املتبادلة قد تكون اإلجراء الوحيد الذي ميكن أن يكون ذا فاعلية يف املساعدة عىل دفع أجندة إصالح مساعدات التنمية‬
‫الرسمية لألمام‪ .‬وقد يكون من الظلم أن نقول أن مرص ليس لدهيا آليات للمساءلة املتبادلة‪ .‬فالوزيرة جتري مراجعات دولية مع الرشكاء‬
‫كل عىل حدة‪ .‬كام يقوم رؤساء اإلدارات مبتابعة األمور القامئة‪ ،‬وهناك عدد من املجموعات التي شكلتها جمموعة رشكاء التنمية (‪،)DPG‬‬
‫كل منها مسؤول عن قضية معينة‪ .‬وجتتمع هذه املجموعات مع نظرياهتا من املرصيني لتبادل اآلراء‪ ،‬وحماولة حل املشاكل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ليس‬
‫لدى مرص آلية ذات قواعد واضحة وطريقة عمل عملية تلزم كال الطرفني عىل إجراء مساءلة أكرث جدية وأكرث شفافية بشأن إجراءات‬
‫والتزامات كل طرف‪ .‬وهذا قصور واضح جيري اآلن تصحيحه‪ .‬لقد تطوع فريق العمل التابع ملجموعة رشكاء التنمية باملشاركة يف جهود‬
‫‪4‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫شكل ‪ : 1‬حماور التنمية املستدامة‬


‫حماور التنمية املستدامة الثالثة‪ ،‬من اليمني إىل اليسار‪ :‬النظرية‪ ،‬الوضع احلاىل‬
‫والتغيري املطلوب من أجل حتقيق توازن أفضل ىف النموذج‬

‫اإلجتامعية‬ ‫اإلقتصادية‬ ‫اإلقتصادية‬ ‫اإلجتامعية‬ ‫اإلقتصادية‬


‫‪hh‬‬ ‫اإلجتامعية‬
‫البيئية ‪h‬‬
‫البيئية‬ ‫البيئية‬

‫التغيري املطلوب‬ ‫الوضع احلاىل‬ ‫النظرية‬

‫املصدر ‪Brundhand Report 1987 :‬‬

‫احلكومة املرصية الرامية إىل تصميم ووضع آلية مقبولة من الطرفني يف هناية عام ‪ .2010‬وعىل الرغم من أن الوقت مل حين بعد للتنبؤ بأي‬
‫متاما هبذه املبادرة التي سيتم دعمها بتطبيق اإلدارة القامئة عىل النتائج باعتبارها‬
‫نتائج‪ ،‬فإن مرص – ممثلة يف وزيرة التعاون الدويل – ملتزمة ً‬
‫أحد املحاور األساسية للمبادرة‪.9‬‬

‫‪ -4‬اإلطار الفكري لتحليل الموقف‪ ،‬والمحاور الثالثة للتنمية المستدامة‬


‫التنمية املستدامة هي املوضوع الذي تم اختياره هلذا التقرير‪ ،‬مع التأكيد عىل االستدامة‪ .‬ويعد التقلص الرسيع يف نصيب الفرد من املياه‪،‬‬
‫واالنخفاض الرسيع يف موارد الطاقة القابلة للنضوب (البرتول‪ ،‬والغاز)‪ ،‬والتعدي عىل األرايض الزراعية مبعدالت ال ميكن حتملها‪ ،‬والتهديدات‬
‫حتديا صار ًخا‪ .‬وقد بدأ بالفعل الشعور باألثر السلبي عىل الصحة من جراء‬
‫املحتملة للتغري يف املناخ‪ ،‬من أكرث سيناريوهات املستقبل التي تشكل ً‬
‫إمهال البيئة‪ ،‬كام يعاين السكان معاناة شديدة من أزمة الغذاء العاملية التي حدثت يف عام ‪ ،2007‬ومن املحتمل أن تتكرر‪ .‬وجتدر مالحظة أن‬
‫موضوع االستدامة تم إدماجه يف بعض من أهم الوثائق اخلاصة بالتنمية‪ ،‬مثل تقرير ‪ Stiglitz Report‬الذي أعدته منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية بتكليف من الرئيس ساركوزي عام ‪ .2009‬وهذا النهج الشامل واجلسور يأخذ يف االعتبار حقوق اإلنسان والتوازن البيئي‪ ،‬ويتسق مع‬
‫إنجازات األهداف اإلمنائية لأللفية‪.‬‬

‫تقريبا مع صدور تقرير ‪ ،)1987( Brundtland‬وي َعرف التقرير‬ ‫عىل املستوى العاملي‪ ،‬بدأ الرتكيز عىل التنمية املستدامة منذ عقدين من الزمان ً‬
‫التنمية املستدامة بأهنا “التنمية التي تلبي احتياجات احلارض دون التضحية بقدرة األجيال القادمة عىل الوفاء باحتياجاهتا”‪ 0‬ويف وثيقة نتائج‬
‫القمة العاملية لألمم املتحدة عام ‪ 2005‬تم اإلشارة إىل “ركائر التعزيز واالعتامد املتبادل للتنمية املستدامة مثل التنمية االقتصادية‪ ،‬والتنمية‬
‫االجتامعية‪ ،‬واحلامية البيئية”‪(.‬أنظر شكل ‪)1‬‬

‫حاليا جمموعة من األدوات واآلليات التي ميكن أن تساعد صانعي السياسات يف صياغة‪ ،‬وتطوير‪ ،‬وتنفيذ اسرتاتيجيات التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫يوجد ً‬
‫ويشمل هذا وضع جمموعة متكاملة من املؤرشات التي تسمح بتحليل العالقات املتشابكة بني األبعاد االقتصادية‪ ،‬واالجتامعية‪ ،‬والبيئية للتنمية‬
‫خصيصا‬
‫ً‬ ‫املستدامة‪ .‬ويتمثل أحد نقاط القوة يف اإلطار املرصي يف وجود مهارات فنية متطورة بدرجة عالية ميكنها أن تصمم مؤرشات توضع‬
‫لقياس حالة التنمية البرشية ومدى ما حتقق من تقدم فيها‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬تتضح اإلرادة السياسية يف إعداد عدد من املراصد ملتابعة مؤرشات‬
‫الرفاهة (العدالة االجتامعية‪ ،‬األطفال‪ ،‬الشباب)‪.‬‬

‫أسسا بالغة األمهية من أجل صنع السياسات‪ ،‬ووضع‬ ‫تعترب املعلومات‪ ،‬والبيانات‪ ،‬واملقاييس املوثوق هبا‪ ،‬إىل جانب جودة البحوث والتحليل ً‬
‫الربامج واملرشوعات اجليدة‪ .‬وجيب أن تنطلق عملية صنع السياسات‪ -‬القامئة عىل القرائن‪ -‬من جمموعة من األهداف‪ ،‬ويفضل أن تكون مستندة‬
‫إىل رؤية عريضة تشمل كافة الرشائح املستضعفة يف املجتمع‪ ،‬سواء كانت هذه الرشائح من النساء‪ ،‬أو الشباب‪ ،‬أو الفقراء‪ .‬وحيتاج األمر إىل‬

‫‪5‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫جدول ‪ :2‬املحاور الثالثة لتحليل املوقف‬


‫منو مستدام وشامل‬
‫احلقوق االجتامعية – السياسية البيئة واملوارد الطبيعية املستدامة‬
‫(مستند إىل االعتبارات االقتصادية)‬
‫تغري املناخ‬ ‫ديناميكيات الفقر‬ ‫منو اقتصادي كيل‬
‫‪ -‬التخفيف من آثار تغري املناخ والتكيف‬ ‫النوع‬ ‫‪ -‬اسرتاتيجية التنافسية‬
‫ندرة املياه‬ ‫الصحة‬ ‫‪ -‬قاطرات النمو الست‬
‫‪ -‬إدارة املياه‬ ‫التعليم‬ ‫‪ -‬إىل جانب الطاقة املتجددة‬
‫ندرة الطاقة‬ ‫‪ -‬املشاركة‬ ‫التشغيل‬
‫‪ -‬الطاقة املتجددة‬ ‫‪ -‬احلوكمة‬ ‫‪ -‬اإلنتاجية‪ ،‬أخالقيات العمل‪ ،‬العمل الالئق‬
‫األمن الغذايئ‬ ‫‪ -‬الالمركزية‬ ‫السياسة واالستقرار عىل املستوى الكيل‬
‫‪ -‬استخدام األرض يف الزراعة‬ ‫احلامية االجتامعية‬ ‫‪ -‬استهداف التضخم‪ ،‬واحلصول عىل التمويل‬
‫التلوث‬ ‫‪ -‬املعاشات‬ ‫‪ -‬البيئة الداعمة‪ ،‬حقوق امللكية‬
‫‪ -‬العمل املنسق‬ ‫‪ -‬التأمني الصحي الشامل‬ ‫‪ -‬ختصيص املوازنة‬
‫العشوائيات‬
‫‪ -‬التخطيط العمراين‬
‫املصدر‪ :‬فريق عمل حتليل املوقف‬

‫وجود أدوات لإلدارة لقياس املدخالت واملخرجات والنتائج‪ ،‬والتطبيق الكامل لعملية املتابعة والتقييم القامئة عىل النتائج‪ .‬ومع هذا مازال‬
‫هناك نقص يف القدرات التي ميكنها العمل يف جانبني مهمني من جوانب صنع السياسات‪ .‬األول‪ ،‬حتديد أفضل املامرسات من أجل التوسع فيها‬
‫وتعميمها‪ .‬والثاين بناء القدرات يف جمال اإلدارة بالنتائج نفسها ويف كافة املخرجات التي حتقق الشفافية واملساءلة‪.‬‬

‫إن النهج املقرتح الذي طبقه فريق عمل “حتليل املوقف”‪ ،‬يؤكد أن التعاون يف جمال التنمية‪ ،‬وحتسني فعالية املساعدات اإلمنائية‪ ،‬جيب – يف هناية‬
‫األمر – أن يساند اجلهود التي تبذهلا مرص من أجل التحول من جمرد السعي إىل حتقيق النمو االقتصادي والتنمية االقتصادية إىل حتقيق “التنمية‬
‫املستدامة”‪ .‬هذا التحول املهم مل يتحقق بعد‪ ،‬وما يدل عىل ذلك التعرث امللحوظ يف اجلهود والربامج‪ ،‬والنتائج اهلزيلة بالقياس للموارد الضخمة‬
‫املوجهة إىل القاعدة الشعبية‪ ،‬باإلضافة إىل تذبذب اجتاهات املؤرشات االقتصادية الكلية‪ ،‬حتى مع عدم حدوث صدمات‪/‬وأزمات خارجية‪.‬‬
‫هناك مشكلة أخرى رئيسية وهي عدم إرشاك وزارة املالية يف وضع السياسات واالسرتاتيجيات اخلاصة بالتنمية االجتامعية‪ .‬وهذا أمر رضوري‬
‫تلقائيا يف موازنة الدولة‪ ،‬مبا يف ذلك اختيارات توليد اإليرادات‪ .‬وتتمثل املشكلة الثالثة يف غياب الرتابط‬
‫ً‬ ‫حتى ميكن أن ينعكس حتديد األولويات‬
‫بني القضايا واملبادرات‪ ،‬حتى وثائق اخلطط طويلة األجل ملرص ليست أكرث من وثائق تدرج فيها األهداف والربامج‪ ،‬وليست وثائق حتتوي عىل‬
‫أيضا‪ ،‬يتمثل احلل يف حتقيق تفاعل أفضل بني النظم والقطاعات عىل املستوى القومي والالمركزي‪.‬‬ ‫رؤية متكاملة‪ .‬وهنا ً‬

‫ومن املهم أن نتذكر أن مرص مازالت جتري عملية التحول من التخطيط التقليدي اجلامد إىل نظام مرن قادر عىل التكيف والتطور باستمرار‪.‬‬
‫حاليا والتي‬
‫كام أن مرص يف مرحلة تصميم اسرتاتيجية قومية شاملة للتنمية املستدامة ميكنها أن جتب كافة االسرتاتيجيات القطاعية املوجودة ً‬
‫تستطيع أن تستمر يف التطور‪ .‬وهذه العملية تتم يف سياق منظور طويل األجل ميتد إىل عام ‪ 2030‬وما بعده‪.‬‬

‫وألغراض حتليل املوقف‪ ،‬تم اختيار املحاور الثالثة اآلتية لتمثل املخرجات اجلوهرية واملتشابكة للتنمية االقتصادية واالجتامعية والسياسية‬
‫الناجحة واملستدامة واملقرتنة بحامية البيئة واملوارد الطبيعية‪ .‬وقد كانت املهمة التي أسندت لكافة أعضاء فريق حتليل املوقف هي دراسة‬
‫القطاعات وحتديد االرتباطات بني املحاور الثالثة‪ ،‬حيث غطي املحور األول معلامت اإلنتاج والنمو اخلاصة بالرفاهة‪ ،‬وتضمن املحور الثاين‬
‫البعد االجتامعي‪/‬السيايس حلقوق اإلنسان‪ ،‬يف حني تضمن املحور الثالث محاية البيئة عىل املدى املتوسط والطويل‪.10‬‬

‫‪ -5‬التقدم في تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬


‫إن حتديد األهداف اإلمنائية لأللفية بشكل يتفق مع االحتياجات القومية يساعد يف تغيري عملية التخطيط من “عملية ضيقة النطاق وتكنوقراطية”‬
‫إىل عملية تستند إىل حوار عام حول أهداف املجتمع وسبل حتقيقها‪ .11‬ومع هذا‪ ،‬ال حتدد األهداف اإلمنائية لأللفية السياسات‪ ،‬أو تقدم‬
‫اسرتاتيجية حمددة عن كيفية حتقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وقد اشرتكت مرص بصورة فعالة يف املشاورات العاملية التي انتهت إىل التصديق عىل األهداف اإلمنائية لأللفية عام ‪ .2000‬كام أن األولويات‬
‫والربامج املحددة يف اخلطط اخلمسية للتنمية تؤكد بصورة واضحة التزام مرص بتنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية‪ .‬وفيام يتعلق بالتقدم الذي حتقق‬
‫يف تنفيذ هذه األهداف‪ ،‬فإن املعلومات املذكورة فيام ييل تستند إىل البيانات الواردة يف تقرير عام ‪ ،12 2010‬الذي ميثل عالمة هامة وفارقة قبل‬
‫حلول التاريخ املستهدف بخمس سنوات‪.‬‬

‫وتشري التقارير السابقة إىل أن مرص مازالت متيض يف املسار الصحيح نحو حتقيق معظم األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬ومع ذلك تلقى هذه التقارير‬
‫الضوء عىل الفجوات الواسعة يف مستويات الدخول ومستويات املعيشة بني خمتلف أقاليم مرص‪ .‬ويعترب الفقر‪ ،‬واجلوع‪ ،‬والتشغيل‪ ،‬والفوارق بني‬
‫اجلنسني‪ ،‬والوصول إىل الرصف الصحي اآلمن من أبرز املجاالت التي توجد فيها هذه الفجوات‪ .‬وكام سريد ذكره بالتفصيل فيام بعد بالنسبة لكل‬
‫هدف من األهداف اإلمنائية الثامنية‪ ،‬فإن أكرث املهام إثارة للتحدي أمام مرص‪ ،‬خالل اخلمس سنوات القادمة حتى عام ‪ ،2015‬تتمثل يف ختفيض‬
‫نسبة األشخاص الذين يعيشون حتت خط الفقر القومي التي استقرت عند ‪ %20‬عىل مدى عقد من الزمان‪ .‬وقد تكون البطالة هي ثاين أكرث‬
‫ال من ‪،%10‬‬‫عاما‪ ،‬والذين يشكلون ‪ %90‬من إمجايل حجم البطالة‪ ،‬التي يبلغ معدهلا أقل قلي ً‬
‫التحديات خطورة‪ ،‬خاصة بني الشباب حتت الثالثني ً‬
‫وبالنسبة للفوارق بني اجلنسني‪ ،‬فإنه عىل الرغم من انخفاض الفجوة يف االلتحاق بالتعليم األسايس‪ ،‬مازال متثيل اإلناث يف احلياة السياسية من‬
‫أدين املستويات يف العامل‪ ،‬واألكرث من ذلك تراجعت مشاركة اإلناث يف قوة العمل خالل السنوات القليلة املاضية نتيجة عدم مالءمة ظروف‬
‫العمل يف القطاع اخلاص ومنها انخفاض األجور‪ ،‬وطول ساعات العمل وسوء املواصالت العامة‪ .‬وبالنسبة ملشكلة الوصول للرصف الصحي‬
‫ريا لالنزعاج‪ ،‬وهناك‬
‫اآلمن‪ ،‬خاصة يف املناطق الريفية‪ ،‬فإنه عىل الرغم من التحسن امللموس الذي حتقق يف اآلونة األخرية‪ ،‬مازال التحدي مث ً‬
‫تزايد يف انتشار األمراض املرتبطة بالرصف الصحي مثل الفشل الكلوي‪.‬‬

‫اهلدف األول (القضاء عىل الفقر املدقع واجلوع)‪ :‬القضاء عىل الفقر هو أحد األهداف الرئيسية للحكومة املرصية‪ ،‬وقد حددت احلكومة هدفًا‬
‫تقريبا يف ‪-1990‬‬‫ً‬ ‫قوميا يقيض بتخفيض نسبة الفقر إىل ‪ %15‬بحلول عام ‪ .2012/2011‬ومع ذلك انخفض خط الفقر القومي‪ 13‬من ‪%24‬‬ ‫ً‬
‫تقريبا‪ ،‬وهو ما يوضح أن‬
‫ً‬ ‫‪%24‬‬ ‫عند‬ ‫الفقر‬ ‫وطأة‬ ‫حتت‬ ‫يعيشون‬ ‫الذين‬ ‫األطفال‬ ‫نسبة‬ ‫استقرت‬ ‫وقد‬ ‫‪.2009/2008‬‬ ‫عام‬ ‫يف‬ ‫‪%21,6‬‬ ‫إىل‬ ‫‪1992‬‬
‫األطفال الفقراء يشكلون نسبة عالية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬حققت مرص هدف القضاء عىل الفقر املدقع‪ ،‬حيث انخفضت نسبة السكان الذين‬
‫يعيشون يف فقر مدقع من ‪ %8,2‬يف عام ‪ 1990‬إىل ‪ %3,4‬يف عام ‪ .2009/2008‬ومازال حتقيق التشغيل الكامل واملنتج‪ ،‬وتوفري فرص عمل‬
‫حتديا‪ ،‬خاصة بالنسبة للنساء والشباب‪ .‬وقد وصلت نسبة البطالة بني النساء والشبان يف الفئة العمرية ‪ 24-15‬سنة إىل ‪،%23‬‬ ‫الئقة يشكل ً‬
‫تقريبا يف‬
‫وهذه النسبة تصل إىل أكرث من ‪ %60‬بني الشابات يف نفس الفئة العمرية وذلك بالقياس إىل معدل البطالة اإلمجايل الذي بلغ ‪ً %9,4‬‬
‫عام ‪ .2009‬وقد تم توليد ‪ %75‬من فرص العمل بني عامي ‪ 1998‬و ‪ 2006‬يف القطاع غري الرسمي‪ .‬وبالنسبة للهدف الفرعي الثالث (ختفيض‬
‫نسبة األفراد الذين يعانون من اجلوع إىل النصف بني عامي ‪ 1990‬و‪ ،) 2015‬تعترب مشكلة سوء التغذية بني األطفال دون سن اخلامسة مشكلة‬
‫حادة‪ ،‬حيث بلغت نسبة األطفال الذين يعانون من التقزم ‪ ،%29‬ومن التقزم الشديد ‪ %14‬يف عام ‪ ،2008‬كام يبدو التفاوت يف سوء التغذية –‬
‫ال من األطفال يف املناطق احلرضية‪:‬‬‫ملموسا حيث أن احتامل معاناة األطفال يف املناطق الريفية من التقزم يكون أعىل قلي ً‬
‫ً‬ ‫حسب مكان اإلقامة –‬
‫حاليا بحث الزيادة املتصاعدة يف حالة سوء التغذية بني األطفال‪.‬‬ ‫‪ %27 ، %30‬عىل التوايل (املسح السكاين الصحي ملرص‪ .)2008 ،‬ويتم ً‬
‫ومع هذا فإن االضطراب املفاجئ يف املعروض من الدواجن والبيض‪ ،‬عقب إعدام ماليني الطيور كرد فعل جلائحة أنفلونزا الطيور يف فرباير‬
‫‪ ،2006‬كان له أثر كبري ومستمر عىل استهالك األرس من الدواجن والبيض‪ ،‬خاصة استهالك األطفال الصغار‪ ،‬كام شكل ضغطًا مرتف ًعا عىل‬
‫تقريبا نصف دخل الكثري من األرس املرصية قبل عام ‪ ،2006‬وف ًقا ملنظمة األغذية‬ ‫املوارد املالية لألرس حيث أن مبيعات الدواجن كانت متثل ً‬
‫والزراعة يف عام ‪.2009‬‬

‫اهلدف الثاين (توفري التعليم االبتدايئ للجميع)‪ :‬زادت نسبة القيد الصايف يف التعليم االبتدايئ من ‪ %86‬يف عام ‪ 1990‬إىل ‪ %96‬يف عام‬
‫‪ ،2009/2008‬ومن املمكن حتقيق هدف تعميم التعليم االبتدايئ بحلول عام ‪ .2015‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإن العقد األول من األلفية شهد توس ًعا‬
‫يف التعليم قبل املدريس الذي بلغت نسبته ‪ %22‬للذكور و ‪ %21‬لإلناث يف عام ‪ .2008/2007‬ومع هذا تشري املؤرشات اإلقليمية إىل أن هناك‬
‫ريا يف املحافظات احلرضية (أكرث من ‪ .)%40‬وقد بلغت نسبة األمية يف الفئة العمرية ‪24-15‬‬ ‫تفاوتات بني األقاليم‪ ،‬وأن نسبة التغطية أعىل كث ً‬
‫سنة ‪ %15,1‬يف عام ‪ %12,1( 2006‬بالنسبة للذكور و ‪ %18,2‬بالنسبة لإلناث)‪ .‬ووف ًقا لألرقام املطلقة يبلغ عدد األميني يف الفئة العمرية ‪24-15‬‬
‫سنة نحو ‪ 2,5‬مليون أمي (مليون من الذكور‪ ،‬و ‪ 1,5‬مليون من اإلناث)‪ .‬ويتمثل التحدي األكرب يف ارتفاع مستوى الترسب من املدرسة‪ .‬وقد‬

‫‪7‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫أشار تعداد عام ‪ 2006‬إىل أن حوايل نصف مليون طفل يف سن ‪ 18-6‬سنة ترسبوا من التعليم (‪ )%2,4‬وأن ‪ 1,3‬مليون مل يلتحقوا قط بالتعليم‬
‫(‪ .)%6,5‬وقد حتققت أعىل نسبة لعدم االلتحاق بالتعليم يف حمافظات البحرية‪ ،‬وبين سويف‪ ،‬والفيوم‪ ،‬واملنيا‪.‬‬

‫اهلدف الثالث (تعزيز املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة)‪ :‬قضت مرص عىل الفوارق بني اجلنسني يف التعليم الثانوي العام‪ ،‬حيث زادت نسبة‬
‫البنات إىل البنني‪ ،‬كام أن مرص يف طريقها لتحقيق نفس اإلنجاز يف التعليم االبتدايئ‪ .‬وقد زاد عدد مدارس الفصل الواحد من ‪ 418‬مدرسة‬
‫عام ‪ 1993‬إىل ‪ 3237‬يف عام ‪ ،2008‬وبلغ عدد الفتيات الاليت التحقن هبذه املدارس ‪ 66‬ألف فتاة‪ .‬ويعد توسيع نطاق التغطية بفصول التعليم‬
‫قبل املدريس لتصل نسبة القبول يف هذه الفصول إىل ‪ %60‬هو أحد التزامات احلكومة‪ .‬وقد زاد معدل البنات إىل البنني يف التعليم االبتدايئ‬
‫(اهلدف الفرعي اخلامس) من ‪ %81,3‬يف عام ‪ 1991/1990‬إىل ‪ %93‬يف عام ‪ .2008/2007‬وتشري التوقعات إىل أنه سيتم الوصول هلذا اهلدف‬
‫بحلول عام ‪ .2015‬ومع هذا تتخلف كث ًريا نسبة مشاركة اإلناث يف سوق العمل باملقارنة بنسبة الذكور (‪ %22,7‬لإلناث مقابل ‪ %75,5‬للذكور‬
‫عام ‪ 14)2008‬وال يتوقع حتقيق املساواة بني اجلنسني بحلول عام ‪ .2015‬ويف نفس الوقت بلغت نسبة البطالة بني النساء عىل املستوى القومي‬
‫‪ %22,9‬عام ‪( 2009‬أي تزيد ‪ 4,3‬مرات عن نسبة البطالة بني الذكور (‪ )%5,27‬ويعترب نصيب النساء يف الوظائف مدفوعة األجر يف القطاع‬
‫منخفضا للغاية‪ ،‬وتراجع كذلك خالل الفرتة من ‪ 1990‬إىل ‪ .2005‬كام أن متثيل املرأة يف كل من جمليس الشعب والشورى يشري إىل‬ ‫ً‬ ‫غري الزراعي‬
‫انعدام املساواة حلد كبري‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬هناك اجتاه نزويل يف متثيل اإلناث يف الربملان‪ .‬فقد انخفضت نسبة النساء املنتخبات واملعينات من ‪%3,9‬‬
‫مقعدا للمرأة يف الربملان‪ ،‬وبذلك يصل نصيبها‬
‫يف الفرتة ‪ 1990/1987‬إىل ‪ %1,8‬يف ‪ ، 2010/2005‬ويف يونيو ‪ 2009‬صدر قانون بتخصيص ‪ً 64‬‬
‫إىل أكرث من‪ %12‬من مقاعد الربملان‪ 0‬ويف جملس الشورى‪ ،‬زاد متثيل اإلناث من ‪ %5,7‬عام ‪ 2000‬إىل ‪ %7,9‬يف عام ‪ 2007‬نتيجة زيادة تعيني‬
‫النساء بقرار من رئيس اجلمهورية‪ .‬ومن املتوقع أن تصل هذه النسبة إىل ‪ %10‬فقط بحلول عام ‪ .2015‬وهو ما يعين أنه ال يتوقع حتقيق هذا اهلدف‪.‬‬

‫اهلدف الرابع (ختفيض وفيات األطفال)‪ :‬شهدت معدالت وفيات الرضع واألطفال يف مرص انخفاضًا متواصالً‪ ،‬وقد حتقق تقدم ملحوظ يف‬
‫سياسيا‬
‫ً‬ ‫التزاما‬
‫ً‬ ‫التغطية بالتحصني ضد احلصبة حيث بلغت نسبتها ‪ %98‬عام ‪( 2008‬املسح السكاين الصحي ملرص ‪ .)2008‬كام أبدت احلكومة‬
‫مستمرا بتحسني صحة األم والطفل‪ .‬وكانت مرص من إحدى الدول الست التي ساندت مؤمتر القمة حلامية وتنمية األطفال عام ‪ ،1990‬واتفاقية‬ ‫ً‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬الذي صدق عىل برامج واسرتاتيجيات األمومة اآلمنة‪ .‬وقد حققت مرص بالفعل هدف ختفيض معدل وفيات األطفال دون سن‬
‫اخلامسة بنحو الثلثني (اهلدف الفرعي السادس) وذلك وف ًقا ملا جاء يف املسح السكاين الصحي ملرص‪ ،2008 ،‬كام متيض مرص يف املسار الصحيح‬
‫صوب حتقيق هدف ختفيض معدل وفيات الرضع‪ .‬وقد انخفضت معدالت وفيات األطفال دون سن اخلامسة من نحو ‪ 85‬لكل ألف مولود حي‬
‫إىل حوايل ‪ 28,3‬لكل ألف مولود حي يف عام ‪ ،2008‬وهو اهلدف املراد حتقيقه بحلول عام ‪ .2015‬ومع هذا يتمثل التحدي الذي تواجهه مرص‬
‫يف ختفيض معدل وفيات األطفال حديثي الوالدة‪ ،‬حيث مل يتحقق نفس التحسن الذي شهده معدل وفيات الرضع واألطفال دون اخلامسة‪0‬‬
‫فقد انخفض املعدل من ‪ 33‬لكل ألف مولود حي عام ‪ 1990‬إىل ‪ 16‬لكل ألف مولود حي عام ‪ .15 2008‬ومن املمكن حتقيق تقدم أرسع من‬
‫خالل حتسني حالة التغذية لدى األطفال دون سن اخلامسة‪ ،‬حيث جيري ختصيص برامج خاصة ملكافحة التقزم‪ .‬وميكن أن تتضمن السياسات‬
‫اخلاصة بتحسني صحة األطفال تشجيع االعتامد عىل الرضاعة الطبيعية فقط يف تغذية الطفل حتى الشهر السادس من عمره‪ ،‬وتشجيع األمهات‬
‫املرضعات عىل تناول الوجبات الصحية‪ ،‬وتقديم املكمالت الغذائية لألمهات الفقريات بأسعار منخفضة‪ .‬وعالوة عىل ذلك فإن توفري الرعاية‬
‫الصحية أثناء احلمل‪ ،‬وتشجيع التباعد بني املواليد‪ ،‬وتنظيم األرسة من األمور اهلامة‪.‬‬

‫اهلدف اخلامس (حتسني صحة األم)‪ :‬نجحت مرص يف حتقيق انخفاض ملموس يف نسبة وفيات األمهات‪ ،‬وبذلك تكون قد حققت بالفعل هذا‬
‫اهلدف‪ .‬ووف ًقا لتقديرات وزارة الصحة‪ ،‬بلغت نسبة وفيات األمهات ‪ 174‬لكل ‪ 100‬ألف مولود حي عام ‪ ،2004‬ثم انخفضت إىل ‪ 55‬يف عام‬
‫تقريبا بني عامي ‪ 1992‬و ‪ ، 2000‬و‪ %70‬يف الفرتة من ‪ 2000‬حتى ‪ ،2008‬وإذا استمر‬‫ريا يصل إىل ‪ً %50‬‬ ‫‪ . 2008‬وهذا يعكس انخفاضًا كب ً‬
‫‪16‬‬

‫هذا االنخفاض‪ ،‬فإنه من املحتمل أن حتقق مرص هذا اهلدف بحلول عام ‪( ،2015‬إذ بلغت النسبة ‪ 43‬لكل ‪ 100‬ألف مولود حي)‪ .‬وقد شهدت‬
‫تقريبا يف عام ‪ 1998‬إىل ‪ %80‬عام ‪ .2008‬ومع هذا‬
‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬من ثلث الوالدات‬
‫نسبة الوالدات التي يرشف عليها أخصائيون مهرة زيادة كبرية ً‬
‫مازالت هناك تفاوتات ملحوظة‪ ،‬فعىل الرغم من أن نسبة الوالدات التي تتم حتت إرشاف طبي بلغت ‪ %90‬يف املناطق احلرضية‪ ،‬فإهنا بلغت ‪%72‬‬
‫يف املناطق الريفية‪ .‬وقد تضاعف استخدام وسائل تنظيم األرسة خالل الفرتة ‪ 1992 – 1980‬من ‪ %24‬إىل ‪ %48‬وبلغت ‪ %60‬عام ‪ ،2008‬عىل‬
‫الرغم من أنه من املالحظ ثبات هذه النسبة منذ عام ‪ .2003‬ووف ًقا ملا ورد يف املسح السكاين الصحي ملرص عام ‪ ،2008‬بلغ معدل اإلنجاب‬
‫تقريبا يف عام ‪.1991/1990‬‬
‫لإلناث قبل سن العرشين (‪ 19-15‬سنة) ‪ 50‬لكل ألف إمرأة مقابل ‪ً 73‬‬
‫‪8‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫اهلدف السادس (مكافحة فريوس نقص املناعة البرشي‪/‬اإليدز‪ ،‬واملالريا‪ ،‬واألمراض األخرى)‪ :‬حتتاج مرص إىل اختاذ خطوات لتحول‬
‫حاليا إىل وباء مرتكز‪ .‬وال تقترص اإلصابة بفريوس نقص املناعة البرشي‬
‫دون حتول مرض فريوس نقص املناعة البرشي من مستواه املنخفض ً‬
‫عىل الفئات األكرث تعرضًا لإلصابة هبذا الفريوس‪ ،‬ولكنه يف مرص يتمحور حول الفئة العمرية األكرث إنتاجية من السكان‪ ،‬كام تشهد مرص نسبة‬
‫نسبيا من اإلصابة بني اإلناث‪ .‬يف هناية عام ‪ 2008‬تم اكتشاف ‪ 3735‬حالة مصابة بني املرصيني واألجانب منها ‪ 963‬حالة (‪%25,8‬‬ ‫عالية ً‬
‫مصابة باإليدز)‪ .17‬ومع هذا تشري تقديرات منظمة الصحة العاملية‪/‬وبرنامج األمم املتحدة املشرتك ملكافحة مرض اإليدز وفريوس نقص املناعة‬
‫البرشي (‪ )UNAIDS‬إىل أن حاالت اإلصابة بفريوس نقص املناعة البرشي يف مرص بلغت ‪ 11‬ألف حالة (ما بني ‪ )19000 -7100‬يف عام‬
‫‪ .2008‬ويرجع الفرق بني هذه التقديرات إىل حمدودية آليات الرتصد النشط‪ ،‬وإىل املوقف السلبي السائد‪ .‬وقد أكدت البيانات احلديثة ضعف‬
‫املعرفة العامة بفريوس نقص املناعة البرشي‪ ،‬وعدم استخدام الواقي الذكري بصورة كافية‪ ،‬وعدم توفر بيانات عىل املستوى القومي عن األطفال‬
‫الذين فقدوا ذوهيم بسبب مرض اإليدز‪ .‬وتشمل التدخالت املطلوبة ملكافحة فريوس نقص املناعة البرشي‪/‬اإليدز إنشاء مركز معلومات خاص‬
‫بفريوس نقص املناعة البرشي ‪ resource center‬لسد فجوة املعلومات االسرتاتيجية عن هذا الفريوس‪ ،‬ومساندة اجلهود القومية ملتابعته‪،‬‬
‫وتدعيم خدمات الوقاية اجلارية‪ ،‬وبرامج الوصول للمرىض ‪ ، outreach‬ومراكز املشورة والفحص الطوعي ‪ ، VCT‬وتقديم اخلدمات غري‬
‫املوصومة ‪ ، non-stigmatized HIV services‬لزيادة حاالت اكتشاف املرض‪ ،‬والتوسع يف الرعاية الطبية للمصابني ذوي املناعة الضعيفة‬
‫وحلاالت اإلصابة باإليدز‪ .‬وقد نجحت مرص يف السيطرة عىل مرض املالريا‪ ،‬وتراجعت حاالت اإلصابة بالسل والبلهارسيا‪ .‬وبالنسبة ملرض‬
‫السل‪ ،‬حققت مرص األهداف العاملية من حيث اكتشاف حاالت اإلصابة والنجاح يف معاجلتها‪ ،‬ويأيت ترتيب مرص يف مركز متوسط بني دول‬
‫رشق البحر األبيض املتوسط من حيث حدوث اإلصابة مبرض السل‪ .‬ففي عام ‪ 2007‬بلغ معدل اإلصابة هبذا املرض ‪ 21‬لكل ‪ 100‬ألف نسمة‪،‬‬
‫ومعدل االنتشار ‪ 27‬لكل ‪ 100‬ألف نسمة (‪ .)World Health Organization 2009‬وفيام خيص البلهارسيا انخفضت نسبة انتشار اإلصابة‬
‫بالبلهارسيا املعوية من ‪ %14,8‬إىل ‪ %1,9‬بني عامي ‪ 1993‬و ‪ ،2004‬كام انخفضت نسبة انتشار اإلصابة بالبلهارسيا البولية من ‪ %6,6‬إىل ‪%1,6‬‬
‫(وزارة الصحة‪.)2008 ،‬‬

‫اهلدف السابع (ضامن االستدامة البيئية)‪ :‬مازال هذا املجال يشكل ً‬


‫حتديا أمام مرص‪ ،‬عىل الرغم من السياسات احلكومية وزيادة االستثامرات‪.‬‬
‫ويتعني عىل مرص أن تكبح مجاح النمو السكاين وما يرتتب عليه من آثار سيئة عىل البيئة‪ ،‬هذا إىل جانب رضورة السيطرة عىل الطلب املتزايد‬
‫عىل املوارد الطبيعية‪ .‬ويتعلق اهلدف الفرعي األول هلذا اهلدف العام باملوارد البيئية الطبيعية أوالنظام اإليكولوجي (األرض‪ ،‬اهلواء‪ ،‬والتنوع‬
‫األحيايئ)‪ ،‬بينام يتعلق اهلدف الفرعي الثاين باخلدمات املرتبطة بالبيئة‪ ،‬أو البيئة التي من صنع اإلنسان (مياه الرشب والرصف الصحي)‪ ،‬كام‬
‫خيتص هدف آخر بالبيئة العمرانية (نوعية اإلسكان)‪ .‬ووف ًقا لتعداد ‪ ،2006‬أمكن حتقيق اهلدف اخلاص مبصادر مياه الرشب املحسنة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫أيضا‪ ،‬أمكن حتقيق اهلدف اخلاص بخدمات الرصف الصحي‬ ‫يويص بإعادة تعريف “مصادر مياه الرشب املحسنة”‪ .‬وعىل أساس هذا التعداد ً‬
‫فقرا من أهم إجراءات تضييق الفجوة بني األقاليم‪.‬‬
‫املحسنة يف املناطق احلرضية فقط‪ .‬ويعترب استهداف األلف قرية األكرث ً‬

‫ومن الرضوري حتقيق التوازن بني الطلب عىل املوارد املائية واملعروض منها‪ ،‬خاصة وأن مصادر املياه اإلضافية حمدودة‪ .‬كام أصبح من احلتمي‬
‫تنفيذ اخلطة القومية املتكاملة إلدارة املوارد املائية‪ ،‬وختصيص املوارد املطلوبة‪ .‬وتشمل التحديات املحتملة ‪:‬زيادة الطلب عىل املياه لتواكب النمو‬
‫نظرا الرتفاع‬
‫السكاين‪ ،‬تلوث املياه من مصادر خمتلفة مثل الرصف الصناعي واملنزيل للمياه العادمة‪ ،‬والفرص املحدودة لتوفري موارد مائية بديلة ً‬
‫التكلفة‪ .‬وهناك هدف آخر يرمي إىل حتقيق حتسني ملموس يف حياة قاطين العشوائيات‪ .‬وقد تم ختصيص ‪ 3,148‬مليار جنيه خالل الفرتة من عام‬
‫‪ 1993‬حتى هناية عام ‪ 2007‬إلزالة أو تطوير أو تنمية ‪ 1221‬منطقة عشوائية يف كل املحافظات‪ .‬ويرتكز يف حمافظات القاهرة الكربى وحدها أكرث‬
‫من نصف سكان العشوائيات (‪ ،)%52,5‬هلذا أعطى هلا القدر األكرب من االهتامم وخصص هلا ما يقرب من ‪ %54‬من إمجايل املوازنة‪.‬‬

‫اهلدف الثامن (إقامة رشاكة عاملية من أجل التنمية)‪ :‬ويستند هذا اهلدف عىل خسة حماور أساسية ‪ :‬مساعدات التنمية الرسمية‪ ،‬والنفاذ إىل‬
‫األسواق (التجارة)‪ ،‬والقدرة عىل الوفاء بالديون‪ ،‬واحلصول عىل األدوية الرضورية‪ ،‬والوصول إىل التكنولوجيات اجلديدة‪ ،‬وفيام يتعلق بالتجارة‪،‬‬
‫انعكس األداء اجليد للصادرات املرصية عىل انخفاض نسبة فوائد الديون إىل الصادرات من السلع واخلدمات‪ ،‬فقد زادت هذه الصادرات‬
‫خالل السنوات املاضية من ‪ 10,5‬مليار دوالر يف عام ‪ 2004/2003‬إىل ‪ 25,2‬مليار دوالر عام ‪ .2009/2008‬وقد شكل نصيب االحتاد‬
‫تقريبا يف عام ‪ ،2009/2008‬بينام شكل نصيب الواليات املتحدة ‪ .%25,5‬وقد استفادت الصادرات من‬ ‫األورويب من الصادرات املرصية ‪ً %34‬‬
‫زيادة فرصة النفاذ إىل أسواق الدول املتقدمة من خالل اإلعفاءات اجلمركية‪ ،‬ومن ختفيض التعريفة اجلمركية عىل صادرات الدول النامية من‬

‫‪9‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫املنتجات الزراعية‪ ،‬واملنسوجات‪ ،‬واملالبس التي متت خالل الفرتة من عام ‪ 2000‬حتى ‪ .2007‬وقد انخفضت الديون اخلارجية ملرص كنسبة من‬
‫إمجايل الناتج املحيل من أكرث من ‪ %100‬يف عام ‪ 1991/1990‬إىل ‪ %16,7‬يف عام ‪ .2009/2008‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬انخفضت مدفوعات‬
‫خدمة الديون‪ ،‬كنسبة من حصيلة احلساب اجلاري‪ ،‬من أكرث من ‪ %25‬يف عام ‪ 1991/1990‬إىل ‪ %6‬يف عام ‪ .2009/2008‬وبالنسبة الستخدام‬
‫التكنولوجيات اجلديدة‪ ،‬حقق قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف مرص ًمنوا رسي ًعا‪ ،‬خاصة مع زيادة استخدام التليفونات املحمولة‬
‫واإلنرتنت‪ .‬فعىل الرغم من زيادة عدد املشرتكني يف خدمة التليفون األريض من ‪ 7,6‬لكل ‪ 100‬نسمة عام ‪ 1999‬إىل ‪ 13,3‬لكل ‪ 100‬نسمة عام‬
‫‪ ،2009‬فإن عدد املشرتكني يف خدمة التليفون املحمول زاد من فرد واحد لكل ‪ 100‬نسمة إىل ‪ 70,1‬لكل ‪ 100‬نسمة‪ .‬كام زاد عدد مستخدمي‬
‫اإلنرتنت بنسبة ‪ %18,9‬عام ‪ .2009‬ومع هذا مازالت هناك تفاوتات واسعة بني املحافظات‪ ،‬فخطوط التليفون مرتكزة يف القاهرة‪ ،‬واإلسكندرية‪،‬‬
‫وبورسعيد‪ ،‬بينام تكون النسب يف الوجه القبيل أقل بكثري‪ .‬وباملثل‪ ،‬فإن عدد املشرتكني يف خدمة اإلنرتنت يف املحافظات احلرضية أعىل بكثري منها‬
‫يف الوجهني البحري والقبيل‪.‬‬

‫‪ -6‬دور األطراف صاحبة المصلحة ومشاركتها في تنفيذ تحليل الموقف‬


‫يتطلب التصدي لتحديات التنمية‪ ،‬التي تم حتديدها يف هذا التقرير‪ ،‬تنفيذ عقد اجتامعي جديد‪ ،‬وحتديد أدوار جديدة لكل األطراف صاحبة‬
‫املصلحة يف مرص ولكل الالعبني‪ ،18‬كام يتطلب مراجعة كافة التحديات التي تواجهها مرص من كافة األبعاد إتباع هنج شامل ومتكامل‪ .‬وهذا‬
‫التصدي واسع النطاق – خاصة ملنابع الفقر وتداعياته – حيتاج إىل وقوف كافة الالعبني يف املجتمع وراءه‪ ،‬مبا يف ذلك املرشوعات اخلاصة‪.‬‬
‫ويف الواقع تؤكد األهداف االسرتاتيجية للحكومة املرصية – كام تم عرضها يف القسم اخلاص “بالتحديات” أمهية املشاركة بني القطاعني العام‬
‫واخلاص يف تنفيذ برامج املياه والرصف الصحي‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬بينام تتحمل احلكومة بالكامل مسؤولية التوسع يف شبكة األمان االجتامعي‪.‬‬
‫وبالنسبة ملنظامت املجتمع املدين‪ ،‬فإن اإلجراء االسرتاتيجي الذي يتعني عىل احلكومة اختاذه يتمثل يف تشجيع انخراط هذه املنظامت يف مشاركات‬
‫مع احلكومة املحلية يف كافة الربامج التي تدعم اخلدمات االجتامعية وتقليص الفقر‪.‬‬

‫إن الرسالة األساسية لتقرير ‪ Business Solutions‬الصادر عام ‪ 2007‬هي أن السياق احلايل ومؤرشات التنمية يف مرص تعتربان مبثابة دعوة‬
‫للمنشآت إىل إعادة تقييم مسؤولياهتا جتاه كافة األطراف صاحبة املصلحة‪ ،‬ويف نفس الوقت األخذ يف االعتبار دافع الربح‪ ،19‬واهلدف من وراء ذلك‬
‫هو أن يدرك قطاع األعامل اخلاص دوره اجلديد يف حتقيق الرخاء وخلق الفرص يف املجتمع والقيام هبذا الدور‪ .‬ويلقي التقرير الضوء عىل إمكانيات‬
‫املرشوع اخلاص بالنسبة للعمل إىل جانب منظامت املجتمع املحيل‪ ،‬من أجل إفساح املجال أمام هذه الربامج للوصول إىل الفئات األكرث حرمانًا‪.‬‬

‫إن االتفاق العاملي لألمم املتحدة ‪ Global Compact‬هو مبادرة سياسة اسرتاتيجية لقطاعات األعامل التي تلتزم مبواءمة عملياهتا واسرتاتيجياهتا‬
‫عامليا يف جماالت حقوق اإلنسان‪ ،‬ومعايري العاملة‪ ،‬والبيئة ومكافحة الفساد‪ .‬وقد أُطلق هذا االتفاق يف مرص عام‬
‫مع املبادئ العرشة املتفق عليها ً‬
‫‪ ،2004‬وبدأت الرشكات املرصية تتبىن بقوة فكرة املسؤولية االجتامعية للرشكات‪ .‬ويف أغسطس ‪ ،2007‬كان هناك ‪ 37‬مشار ًكا يف هذا االتفاق‬
‫ميثلون نحو نصف الرشكات العربية املشاركة يف هذا االتفاق‪ .‬وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬كان هناك تراجع حاد يف توسع هذا الربنامج منذ إطالقه‪ .‬فمعظم‬
‫األعضاء احلاليني هم الذين اشرتكوا قبل عام ‪ ،2004‬بينام تراجع بشدة عدد األعضاء اجلدد يف العامني التاليني‪ ،‬سواء من جانب الرشكات أو‬
‫املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة‪ .‬وتشري التقارير السنوية عن تقدم سري الربنامج‪ ،‬التي تصدرها الرشكات املشرتكة يف االتفاق‪ ،‬إىل‬
‫أن األثر املمكن لالتفاق العاملي يف مرص يبدو مشج ًعا‪ .‬وقد قدم عدد من التقارير أمثلة طيبة عن اجلهود التي تبذل لاللتزام مببادئ االتفاق ولضامن‬
‫قادرا عىل العمل يف بيئة تكفل حتقيق احلد األدىن‬
‫أن يكون للرشكات أثر إجيايب عىل جمتمعاهتا وعىل األمة بأرسها‪ .‬وحيتاج القطاع اخلاص ألن يكون ً‬
‫من اإلدارة الرشيدة‪ ،‬باملشاركة – بطرق جديدة – مع احلكومة واملجتمع املدين‪ .‬ومع األخذ يف االعتبار حجم االستثامرات املطلوبة لتوفري حلول‬
‫للتنمية يف قطاع األعامل‪ ،‬فإن الرشكات يف حاجة إىل ضامنات طويلة األجل تؤكد أهنا سوف جتين مثار تطبيق النهج اجلديدة املقرتحة‪.20‬‬

‫وف ًقا للتقرير السادس عن “القدرة التنافسية املرصية (‪ ،”)2009‬تعتمد القدرة التنافسية عىل اآليت‪ :‬مسار تنموي مسؤول للتنمية‪ ،‬وتشجيع‬
‫االستثامرات التي تستغل املوارد بكفاءة وحترتم البيئة‪ ،‬باإلضافة إىل احرتام حقوق العامل واملستهلكني‪ .23‬إن النمو االقتصادي املتواصل من‬
‫خالل االستثامرات املنتجة التي تؤدي إىل زيادة اإلنتاجية لن يؤدي مبارشة إىل حتقيق الرخاء وإىل وجود جمتمع تسوده العدالة‪ .‬وهلذا جيب‬
‫أن تقرتن زيادة اإلنتاجية والقدرة التنافسية بوجود قيادة نشطة لتطوير مهارات قوة العمل‪ ،‬وتقديم الرعاية الصحية واخلدمات االجتامعية‪،‬‬
‫وإدارة البيئة واملوارد الطبيعية مبا يضمن استداماهتام‪ .‬ويتطلب حتقيق حتسن يف أبعاد التنافسية املسؤولة وجود نظم يشارك فيها املجتمع املدين‬

‫‪10‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 2‬االتفاق العاملي لألمم املتحدة‬

‫عامليا‬
‫االتفاق العاملي لألمم املتحدة هو مبادرة سياسة اسرتاتيجية لقطاعات األعامل التي تلتزم مبواءمة عملياهتا واسرتاتيجياهتا مع املبادئ العرشة املتفق عليها ً‬
‫يف جماالت حقوق اإلنسان‪ ،‬والعاملة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬ومكافحة الفساد‪ .21‬ويدعو االتفاق العاملي الرشكات واملؤسسات األخرى إىل التعهد بااللتزام بعرشة مبادئ أساسية يف‬
‫رسميا‪ .‬ومنذ‬
‫ً‬ ‫جماالت حقوق اإلنسان‪ ،‬والعاملة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬ومكافحة الفساد واملساعدة يف نجاحها‪ .‬وقد وقع املشاركون عىل تعهداهتم بشأن املبادئ العرشة هلذا االتفاق‬
‫رسميا يف ‪ 26‬يوليو ‪ ،2000‬أخذت املبادرة يف النمو لتضم أكرث من ‪ 7700‬مشارك‪ ،‬وتشمل ‪ 5300‬قطاع أعامل يف ‪ 130‬دولة حول العامل‪.‬‬ ‫إطالق االتفاق ً‬

‫والشبكات املحلية هي جتمعات للمشاركني يف اإلتفاق الذين جيتمعوا م ًعا للمساعدة يف نجاح االتفاق العاملي لألمم املتحدة‪ ،‬ومبادئه يف إطار جغرايف معني‪ .‬ويتمثل‬
‫دورها يف تسهيل قيام الرشكات املحلية‪ ،‬وفروع الرشكات األجنبية املشرتكة يف االتفاق العاملي بتحقيق تقدم يف املبادئ العرشة‪ ،‬ويف نفس الوقت إتاحة الفرص لألطراف‬
‫املتعددة صاحبة املصلحة لالشرتاك يف عمل مجاعي‪ ،‬وتشجيع الرشكات املشاركة‪ ،‬مبا فيها فروع الرشكات األجنبية‪ ،‬عىل املشاركة يف الشبكات املحلية‪.‬‬

‫تم إطالق الشبكة املحلية املرصية يف فرباير ‪ ،2004‬ومنذ ذلك الوقت بدأت الرشكات املرصية تتبين بقوة مبدأ املسؤولية االجتامعية للرشكات‪ .‬ويتم إدارة الشبكة‬
‫حاليا من قبل املركز املرصي ملسؤولية الرشكات (‪ ،The Egyptian Corporate Responsibility Center )ECRC‬الذي أنشئ كمبادرة‬ ‫املحلية املرصية ً‬
‫من وزارة االستثامر والربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة‪ .‬ويقدم هذا املركز خدمات يف جمال املسؤولية االجتامعية للرشكات مبا يف ذلك التوعية‪ ،‬والتدريب‪ ،‬واخلدمات‬
‫االستشارية‪ ،‬ويعمل كنقطة اتصال لالتفاق العاملي لألمم املتحدة يف مرص باملشاركة مع «جمموعة منصور»‪ .‬ويساعد املركز يف متكني قطاعات األعامل من خالل تقديم‬
‫خدمات منها‪ :‬بناء القدرات‪ ،‬والدعوى‪ ،‬واملشاورات‪ ،‬وإدارة املعرفة ومنح الشهادات‪ .‬وقد تم إنشاء املركز هبدف بناء مناذج مستدامة لألعامل التي تشجع قطاعات‬
‫األعامل عىل االلتزام مببادئ املسؤولية االجتامعية للرشكات‪ ،‬وتطوير القدرة القومية عىل تصميم سياسات مستدامة بشأن املسؤولية االجتامعية للرشكات‪ ،‬وتطبيقها‪،‬‬
‫ومتابعتها‪ ،‬ويف نفس الوقت التصدي للفوارق اجلغرافية‪.‬‬

‫عىل الرغم من تراجع النمو يف الشبكة املحلية بعد إطالقها عام ‪ ،2004‬استطاعت مرص‪ ،‬بفضل محالت التوعية‪ ،‬ومبادرات بناء قدرات الرشكات اجلديدة من خالل‬
‫املركز املرصي ملسؤولية الرشكات وبالتعاون مع «جمموعة منصور» أن تتصدر مرة أخرى الدول العربية يف تبين االتفاق العاملي لألمم املتحدة‪ ،‬الذي أصبح يضم أعضاء‬
‫نشطني منهم ‪ 46‬رشكة‪ ،22‬أو مؤسسات‪ ،‬أو مرشوعات صغرية‪ ،‬أو مجعيات أهلية‪ ،‬أو احتادات أعامل‪ ،‬أو مؤسسات من القطاع العام‪ ،‬أو مؤسسات أكادميية‪ .‬وعالوة‬
‫عىل ذلك‪ ،‬فإنه منذ عام ‪ 2006‬يتم عقد اجتامعات إقليمية للشبكات املحلية إلتاحة الفرصة للتعلم من إنجازات الشبكات األخرى ولتبادل اخلربات عن القضايا‬
‫والعمليات ذات الصلة داخل اإلطار اجلغرايف‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬هنلة زيتون‪ ،‬نقطة االتصال اخلاصة باالتفاق العاملي لألمم املتحدة – الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة مبرص‪.‬‬

‫أيضا حقيقة أن‬


‫واحلكومة وقطاع األعامل عىل قدم املساواة‪ .‬ويبني مؤرش التنافسية املسؤولة ‪ً Responsibility Competitiveness Index‬‬
‫ريا فيام يتعلق باالتفاق العاملي لألمم املتحدة‪ .‬وقد تم وضع مؤرش التنافسية املسؤولة هبدف‬‫الرشكات املرصية ميكن أن يكون إنجازها أفضل كث ً‬
‫تقييم التقدم عىل املستوى القومي يف ‪ 108‬دول فيام يتعلق بتعزيز مناهج التنافسية املسؤولة من خالل قياس اجلوانب املختلفة لألطراف التي‬
‫حترك السياسات ‪ ، Policy driver‬وقطاعات األعامل‪ ،‬واألطراف الفاعلة يف املجتمع‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬تم تصنيف مرص باعتبارها من الدول‬
‫املتجاوبة مع التنافسية املسؤولة ‪ Compiler‬حيث تسعى إىل الوفاء باملعايري العاملية للجودة والعاملة ومحاية البيئة حتى ميكن إدماج األنشطة‬
‫االقتصادية يف األسواق العاملية بدرجة أكرب‪ .24‬ووف ًقا هلذا التقرير ميكن ملرص أن تصل إىل املستوى املتوسط من الدول املعززة للتنافسية املسؤولة‬
‫‪ ، Asserters‬وأن تسد الفجوة بنحو ‪ 9‬نقاط مئوية (من ‪ %53‬إىل ‪ ،)%62‬برشط أن تقوم األطراف التي حترك السياسات‪ ،‬واألطراف الفاعلة‬
‫يف املجتمع وقطاعات األعامل باختاذ اإلجراءات الرضورية خاصة فيام يتعلق بالسياسة البيئية‪ ،‬وسياسة العاملة‪ ،‬ومناخ األعامل‪ ،‬ونظم احلوكمة‪،‬‬
‫واملشاركة‪ ،‬ونظم اإلدارة البيئية‪ ،‬وتنمية املواهب‪.‬‬

‫ويوضح تقييم أثر الربامج التي تنفذها األطراف صاحبة املصلحة املختلفة عىل املرشوعات متناهية الصغر والصغرية أنه ميكن حتقيق الكثري‬
‫مبساعدة منظامت املجتمع املدين‪ .‬وعىل الرغم من أن عدد املرشوعات متناهية الصغر والصغرية التي حتصل عىل متويل كانت نسبتها ترتاوح ما‬
‫بني ‪ %5-3‬يف عام ‪ 1998‬وزادت إىل ما بني ‪ %20-15‬يف عام ‪ ،2006‬فإن الوصول هلذه املرشوعات مازال حمدو ًدا بالقيم النسبية‪ ،‬ومن املمكن‬
‫أن حيقق الصندوق االجتامعي للتنمية الكثري من أجل توسيع فرص احلصول عىل االئتامن متناهي الصغر من خالل استخدام اجلمعيات األهلية‪،‬‬
‫ومجعيات تنمية املجتمع‪ .‬وهناك جمال واسع أمام اإلرساع بانخراط عدد كبري من الوسطاء من املجتمع املدين يف تقديم االئتامن‪ ،‬والتدريب‪،‬‬
‫وغريمها من اخلدمات غري املالية املنوط بالصندوق االجتامعي للتنمية تقدميها لقطاع املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ .‬وقد أشار تقرير‬
‫التنمية البرشية ملرص عام ‪ ،2008‬بالتفصيل إىل القطاعات التي ميكنها أن تقدم اخلدمات العامة‪( .‬أنظر إطار ‪)3‬‬

‫‪11‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 3‬دور املجتمع املدين يف تنفيذ التنمية‬

‫بالنسبة ملرص‪ ،‬مثلها يف ذلك مثل معظم الدول‪ ،‬تعترب منظامت املجتمع املدين أكرث القنوات فاعلية يف العمل عىل زيادة التمكني‪ ،‬وامللكية‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬ويف توصيل‬
‫صوت الفئات البعيدة عن السلطة السياسية ومراكز صنع القرار‪ .‬وبحكم القرب املادي ملنظامت املجتمع املدين من املجتمعات املحلية‪ ،‬وفهمها أكرث ملطالب‬
‫جغرافيا وبني كافة اجلامعات املستهدفة حتى‬
‫ً‬ ‫واحتياجات مجاعات معينة‪ ،‬فإن هذه املنظامت هي أفضل من ينفذ عملية توسيع نطاق الربامج املتعلقة بتقليص الفقر‬
‫ميكن تنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية بحلول عام ‪ .2015‬وقد كان دور املجتمع املدين ومنظامته يف تنفيذ العقد االجتامعي اجلديد املقرتح هو املوضوع الذي تم اختياره‬
‫لتقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ .2008‬وقد دعا التقرير إىل تطبيق ‪ 6‬مبادئ‪ ،‬إىل جانب اإلجراءات املرتبطة هبا‪ ،‬حتى ميكن توجيه وتطوير املجتمع املدين يف مرص‬
‫ومنظامته‪ .‬وفيام ييل الرسائل األساسية التي هلا صلة بتقرير حتليل املوقف‪:‬‬

‫إن منظامت املجتمع املدين هي أكرث األدوات فاعلية يف حتقيق مؤرشات األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬وتنفيذ برامج العقد االجتامعي‪ .‬وتعترب قدرات املجتمع املدين‬
‫غري مستغلة بدرجة كافية‪ ،‬وهي تستطيع أن تكمل وتعوض النقص قدرة احلكومة عىل تنفيذ خمتلف أهداف وبرامج التنمية االجتامعية‪ .‬ويصدق هذا بالنسبة لتقديم‬
‫اخلدمات للفقراء واملناطق البعيدة يف املجاالت املتعلقة بتقليص الفقر‪ ،‬والتحويالت النقدية املرشوطة‪ ،‬والتعليم قبل املدريس‪ ،‬وحمو األمية‪ ،‬وتعليم الفتيات‪ ،‬واالئتامن‬
‫متناهي الصغر‪ ،‬ونوادي الشباب وتكنولوجيا املعلومات ويف محاية البيئة واحلفاظ عليها‪ ،‬واألكرث من ذلك‪ ،‬جيب اعتبار املجتمع املدين الساحة الرشعية التي ميكن أن‬
‫يشارك فيها املواطنون عند التحول نحو املجتمع الدميوقراطي‪ .‬وينبغي تشجيع املجتمع املدين عىل الدخول يف جماالت أنشطة أكرث تنو ًعا من أجل متكني املجتمع والعمل‬
‫أيضا تشجيع كافة أشكال املشاركات التي ينخرط فيها املجتمع املدين‪ ،‬مبا يف ذلك املشاركة مع احلكومة‪ ،‬وقطاع األعامل اخلاص‪ ،‬واجلهات املانحة‪.‬‬ ‫اجلامعي‪ .‬كام جيب ً‬

‫جيب عىل الدولة أن تستمر يف أداء دورها يف تقديم اخلدمات والسلع العامة‪ ،‬ولكن ينبغي أن ترتاجع عن احتكارها ألنواع معينة من سلسلة اخلدمات االجتامعية‬
‫نظرا ألن القطاع اخلاص يقدم خدماته لألغنياء‪ ،‬بينام يستطيع‬
‫حتى تفسح املجال أمام منظامت املجتمع املدين‪ .‬ومن أمثلة ذلك إدارة املستشفيات والتعليم اجلامعي‪ً ،‬‬
‫تارخييا‬
‫ً‬ ‫مهما يف تقديم هذه اخلدمات لغري األغنياء‪ .‬وتعترب املؤسسات األهلية حديثة العهد يف مرص عىل الرغم من االعرتاف‬ ‫دورا ً‬
‫قطاع املجتمع املدين أن يلعب ً‬
‫بجهودها الرائدة‪ .‬وسيكون من املهم لكل الالعبني الثالثة ‪ :‬الدولة‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬وقطاع األعامل‪ ،‬أن يشجعوا ويساندوا إحياء العمل اخلريي واإلنساين من أجل‬
‫االرتقاء باجلودة وتشجيع املنافسة يف كافة اخلدمات‪.‬‬

‫ميكن من خالل تنظيم "محلة قومية" تعبئة املجتمع من أجل حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬والدعوة لعقد اجتامعي جديد‪ .‬وتتمثل املزايا املتعددة هلذه احلملة‬
‫القومية يف ‪( :‬أ) إقامة منرب للرتكيز عىل توعية املواطنني ومشاركتهم‪( ،‬ب) إثارة احلوار بشأن اختيارات وأولويات الالعبني الثالثة‪ :‬الدولة‪ ،‬واملجتمع املدين والقطاع‬
‫وضوحا ولتحسني أنشطة الدعوى اخلاصة هبا‪ .‬ويتمثل هيكل األدوار املقرتح والعالقات التي يتم‬ ‫ً‬ ‫اخلاص‪( ،‬ج) إقامة منرب ملنظامت املجتمع املدين ليصبح دورها أكرث‬
‫اختبارها يف أربعة حماور‪ -1:‬قيام الدولة بوضع اإلطار التنظيمي الذي ميكن يف ظله أن تعمل منظامت املجتمع املدين بكل حرية‪ -2،‬تكون الوزارات املعنية مسؤولة‬
‫عن وضع معايري كل خدمة (التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬الخ)‪ -3 ،‬تقوم منظامت املجتمع املدين بإنشاء احتاد مستقل يكون الغرض األسايس منه وضع معايري احلوكمة‪ -4 ،‬تقوم‬
‫منظامت املجتمع املدين باعتامد عملية رشاء اخلدمات احلكومية‪ ،‬وأن يرجع القطاع اخلاص إىل احتاد منظامت املجتمع املدين املستقل كمحكم حمايد يقوم يإرشاده يف‬
‫اختيار املنظامت األهلية التي تقوم بتنفيذ أنشطة املسؤولية االجتامعية للرشكات‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬تقرير التنمية البرشية ملرص‪ -2008 ،‬العقد االجتامعي يف مرص – دور املجتمع املدين‪.‬‬

‫‪ -7‬األهداف االستراتيجية للحكومة والخطط الخمسية‬


‫أصدرت احلكومة املرصية (يف ديسمرب ‪ )2009‬وثيقة طموحة لألهداف االسرتاتيجية بعيدة املدى تشمل مثانية أهداف هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬احلفاظ عىل معدالت مرتفعة للنمو والتشغيل‪.‬‬
‫‪ .2‬بلوغ مستويات مرتفعة من التنمية البرشية املتكاملة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير البنية التحتية لتقديم خدمات أفضل للمواطنني‪.‬‬
‫‪ .4‬ضامن مستويات أعىل من العدالة االجتامعية ومكافحة الفقر‪.‬‬
‫‪ .5‬النهوض بالقدرة التنافسية للدولة يف السوق املحيل واألسواق الدولية‪.‬‬
‫‪ .6‬االرتقاء مبستويات املشاركة السياسية‪ ،‬وحتديث املنظومة الثقافية (مبا فيها وسائل اإلعالم)‪.‬‬
‫‪ .7‬احلفاظ عىل األمن القومي والبيئة من أجل تأمني حق األجيال القادمة يف مثار التنمية (مبا يف ذلك البحث والتطوير‪ ،‬واملياه‪ ،‬والطاقة)‪.‬‬
‫‪ .8‬حتقيق مستويات عالية من الكفاءة اإلدارية واحلوكمة (اإلصالح الترشيعي والالمركزية)‪.‬‬

‫تلخص مصفوفة األهداف االسرتاتيجية اآلتية مجيع جماالت السياسات التي تندرج حتت كل هدف اسرتاتيجي‪ .‬كام تقدم املصفوفة إجابات عن‬
‫أسئلة ثالثة هي ‪ )1 :‬ما األطراف صاحبة املصلحة أو األطراف الفاعلة يف كل جمال من جماالت السياسات؟‪ )2 .‬ما اجلهة احلكومية املسؤولة‬
‫بصفة أساسية عن كل جمال من جماالت السياسات؟‪ )3 .‬أين توجد يف تقرير حتليل املوقف األقسام ذات الصلة التي تناظر كل جمال من جماالت‬
‫‪12‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 4‬رسائل أساسية لألهداف االسرتاتيجية للحكومة املرصية‬

‫إن اهلدف األسايس السرتاتيجية احلكومة املرصية هو أن تصبح مرص دولة متقدمة بحلول عام ‪ .2030‬وقد تم تصميم االسرتاتيجية بغية خلق جمتمع حديث استنا ًدا‬
‫إىل جمموعة من السياسات التي تم وضعها باالتفاق مع احلزب الوطين الدميوقراطي لضامن تنفيذ هذه االسرتاتيجية‪ .‬وتتمثل القوة الدافعة لسياسات النمو (اهلدف‬
‫ثانيا‪ ،‬تشجيع النمو كثيف العاملة من خالل زيادة اإلنتاجية عن طريق تطوير التدريب من أجل توفري‬‫األول) يف ‪ :‬أوالً‪ ،‬إجراء مزيد من اإلصالحات يف مناخ األعامل‪ ،‬و ً‬
‫املهارات املطلوبة يف سوق العمل‪ .‬وثال ًثا‪ ،‬النهوض بالصادرات‪ ،‬وتقديم احلوافز والدعم لقطاعات معينة من أجل االلتزام باملعايري العاملية‪ .‬ويتعلق اهلدف اخلامس‬
‫أيضا بالنمو ويركز عىل السياسات التي هتدف إىل النهوض بالقدرة التنافسية ملرص يف األسواق املحلية والعاملية‪ .‬وتتمثل قاطرات النمو التي حددهتا اسرتاتيجية‬ ‫ً‬
‫احلكومة ملرص يف ‪ :‬التنمية الصناعية والزراعية‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وقطاع العقارات‪.‬‬

‫وتويل االسرتاتيجية أمهية عظمى للبعد االجتامعي للتنمية‪ ،‬وذلك بتحسني اخلدمات االجتامعية يف جماالت الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والنقل‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬إىل جانب العمل‬
‫عىل رسعة تنفيذ الربنامج االنتخايب للرئيس (‪ )2011-2005‬الذي يؤكد عىل حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬ويف نفس الوقت يرمي إىل تعزيز النمو كثيف التشغيل‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬مع استهداف الشباب‪ ،‬واملرأة واألطفال بصفة خاصة‪ .‬وفيام يتعلق باإلنصاف‪ .‬هناك ثالثة أهداف‬ ‫ومتثل قضية ختفيف حدة الفقر والربامج املتعلقة به بؤرة االهتامم ً‬
‫من األهداف االسرتاتيجية تتكامل يف سعيها نحو حتقيق تكافؤ الفرص والعدالة االجتامعية‪ .‬وقد ركز اهلدف الثاين (حتقيق مستويات عالية من التنمية البرشية) عىل‬
‫االرتقاء باجلودة وليس فقط جمرد الوصول للتعليم واخلدمات الصحية‪ ،‬باإلضافة إىل توفري خدمات خاصة تتعلق باألطفال والشباب واملرأة‪ .‬ويغطي اهلدف الثالث‬
‫(تطوير البنية التحتية) احلاجة إىل توفري خدمات البنية األساسية للمواطنني بصورة أفضل‪ ،‬خاصة املياه‪ ،‬والرصف الصحي‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬والغاز الطبيعي‪ ،‬والنقل‪،‬‬
‫واالتصاالت‪ ،‬مبا يف ذلك اخلدمات التي حتتاجها العشوائيات‪ .‬ويشمل اهلدف الرابع (تعزيز العدالة االجتامعية وحماربة الفقر) برامج تقليص الفقر‪ ،‬مثل برنامج تنمية‬
‫فقرا‪ ،‬والتوسع يف شبكات األمان االجتامعي‪ ،‬ومحاية املستهلك‪ ،‬وتطوير سياسات وبرامج السكان‪.‬‬ ‫األلف قرية األكرث ً‬

‫هناك اجتاه آخر لإلصالح يتم يف جماالت احلوكمة‪ ،‬والدميوقراطية‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ .‬فعىل احلكومة أن ختفض من حجمها أكرث‪ ،‬وأن تصبح أداء لتحقيق احلوكمة‬
‫الالمركزية‪ ،‬وزيادة مشاركة املواطنني‪ ،‬واشرتاك احلكومة واملجتمع يف حتمل املسؤوليات‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬تُعين مجيع األهداف االسرتاتيجية الثامنية بالتنمية املؤسسية‪،‬‬
‫وإصالح اجلهاز اإلداري للدولة (اخلدمة املدنية)‪ ،‬وإصالح نظام العدالة والنظام القضايئ‪ ،‬وتوفري خدمات حكومية أكرث كفاءة‪ -‬خاصة باستخدام تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت‪ -‬ومكافحة الفساد‪ ،‬وتنفيذ الالمركزية اإلدارية من أجل التنمية املحلية‪ .‬وجيري تشجيع القطاع اخلاص للعب دور حموري ومتزايد يف االقتصاد‪ ،‬ويف نفس‬
‫الوقت جيري تشجيع منظامت املجتمع املدين عىل زيادة انخراطها عىل جبهة الرفاهة االجتامعية‪ .‬ومع هذا‪ ،‬تواصل احلكومة حتمل املسؤوليات الكاملة يف توفري شبكات‬
‫األمان االجتامعي‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬ماجد عثامن‪ ،‬مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار‪.‬‬

‫السياسات؟ وكل جمال من جماالت السياسات يناظره حتد أو جمموعة من التحديات التي ميكن أن ترد يف تقرير حتليل املوقف‪ .‬وهلذا من املرجو أن‬
‫يستطيع تقرير حتليل املوقف أن يقدم هذه اإلجابات لصانعي السياسات يف حماوالهتم استكامل تصميم وصياغة حمتوى وتفاصيل االسرتاتيجية‬
‫الشاملة والطموحة اجلديدة للتنمية املستدامة‪.‬‬

‫وهناك عدد من املخرجات األساسية التي مازالت مفتقدة حتى ميكن ربط األهداف االسرتاتيجية للحكومة املرصية عىل مستويني ‪ :‬املستوى‬
‫األعىل ويتمثل يف الرؤية القومية الشاملة‪ ،‬واملستوى األدىن‪ ،‬ويتمثل يف السياسات والربامج املتعلقة بكل هدف‪ .‬وجيب أن يقدم جمال الرتكيز‬
‫األول رؤية قومية متسقة وواضحة تعد مبثابة مظلة تنضوي حتتها اسرتاتيجيات ختتص بقطاعات وقضايا وأقاليم معينة‪ .‬وإىل جانب هدف جعل‬
‫مرص من الدول ذات االقتصادات املتقدمة‪ ،‬من الرضوري أن تكون الرؤية مبثابة صورة شاملة وكاملة حتدد أفضل وضع ملرص من حيث أبعادها‬
‫حتديدا ملستويات اإلنجاز املطلوبة لتنمية املوارد البرشية‪ ،‬وللتنمية السكانية‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫االجتامعية والسياسية واالقتصادية‪ .‬وجيب أن تتضمن الرؤية ً‬
‫واملكانية‪ ،‬وتقسيم األدوار بني األطراف صاحبة املصلحة‪.‬‬

‫ويتمثل جمال الرتكيز الثاين للحكومة املرصية يف تصميم نظام جديد للتنسيق ميكنه إدماج االسرتاتيجيات القطاعية حتى ميكن لكافة اجلهود‬
‫وحاليا‪ ،‬يوجد‬
‫ً‬ ‫أن ختدم الغرض الرئييس واملشرتك وهو تنفيذ الرؤية‪ ،‬ومن أمهها تقليص الفقر‪ ،‬وإقامة جمتمع املعرفة‪ ،‬وخلق وظائف منتجة‪.‬‬
‫عرشة قطاعات عىل األقل قامت بتصميم اسرتاتيجيات جيدة‪ ،‬مثل قطاعات ‪ :‬الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬والبيئة‪،‬‬
‫حاليا إعداد اسرتاتيجيات قطاعية أخرى‪ ،‬مثل اسرتاتيجيات القطاع املايل‪ ،‬واملرشوعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬والطاقة‬ ‫والسياحة‪ .‬وجيري ً‬
‫بعضا‬
‫املتجددة (كام يرد ذكر ذلك يف القسم أوالً‪ 4-‬عن قاطرات النمو)‪ .‬ومن الرضوري أن نضمن أن هذه االسرتاتيجيات تتفاعل مع بعضها ً‬
‫بانتظام‪ ،‬وأن يكون هناك تواصل بني املسؤولني عن تنفيذ كل منها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫وبالنسبة ملجال الرتكيز الثالث واألخري‪ ،‬سيكون من األمور بالغة األمهية تشجيع إقامة حتالفات بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬وكذلك بني‬
‫ال واس ًعا إلقامة‬
‫األطراف صاحبة املصلحة والالعبني عىل املستوى املركزي واملستوى املحيل‪ .‬وتتيح األهداف االسرتاتيجية للحكومة املرصية جما ً‬
‫أيضا منظامت املجتمع املدين واجلهات املانحة‪ ،‬والتي تعترب رضورية لتنفيذ االسرتاتيجيات والسياسات يف الوقت‬ ‫مثل هذه املشاركات لتشمل ً‬
‫املحدد باالستفادة من جهود كافة األطراف‪ ،‬كلام أمكن ذلك‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪ ،‬فتح الباب أمام استثامرات القطاع اخلاص يف جمال البنية التحتية‪،‬‬
‫ودعوة اجلمعيات األهلية للمشاركة يف تقديم اخلدمات التعليمية والصحية واخلدمات العامة‪ ،‬وكذلك دعوة اجلهات املانحة للمساعدة يف بناء مناذج‬
‫جتريبية عن أفضل املامرسات وف ًقا للقطاعات واملجاالت ذات األولوية‪.‬‬

‫خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية في مصر‬


‫تركز اخلطة اخلمسية السادسة احلالية (‪ )2012-2007‬عىل املجاالت ذات األولوية مثل‪ :‬التشغيل‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واالقتصاد‪ ،‬وأهداف التنمية‬
‫االجتامعية املختلفة‪ .‬وتستند اخلطة عىل جمموعة من الركائز وهي‪ :‬رؤية طويلة األجل (رؤية مرص عام ‪ ،)2022 ،2017‬والربنامج االنتخايب‬
‫لرئيس اجلمهورية (‪ ،)2011-2005‬واألهداف اإلمنائية لأللفية (‪ ،)2015‬والعقد االجتامعي اجلديد (‪ )2015-2005‬املشار إليه يف تقرير‬
‫التنمية البرشية ملرص عام ‪.2005‬‬

‫ويرتكز اإلطار الفكري للخطة عىل جمموعة من املبادئ‪ ،‬أمهها ما ييل ‪:‬‬
‫النهوض بالنمو االقتصادي والتشغيل من خالل حتفيز االستثامر وتعزيز اإلصالحات االقتصادية‪.‬‬
‫مشاركة املجتمع املحيل أساسية يف تنفيذ عملية التنمية‪.‬‬
‫احلفاظ عىل الرثوات الطبيعية‪ ،‬وترشيد استخدامها لتحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫االرتقاء بالقدرة التنافسية لالقتصاد املرصي حتى ميكن اإلرساع بتحقيق االندماج يف االقتصاد العاملي‪.‬‬

‫وجتب اخلطة كافة األهداف التي تشملها هذه الركائر وبالتحديد ‪:‬‬
‫سنويا يف املتوسط‪ ،‬أن يبلغ معدل النمو يف متوسط نصيب الفرد من الدخل‬
‫ً‬ ‫يف جمال التنمية االقتصادية ‪ :‬أن يصل معدل النمو إىل ‪%8‬‬
‫سنويا ‪ .‬وقد تم إعداد اخلطة اخلمسية السادسة (‪)2012-2007‬‬
‫‪25‬‬
‫سنويا يف املتوسط‪ ،‬وتوفري ‪ 750‬ألف فرصة عمل جديدة ً‬ ‫احلقيقي ‪ً %6‬‬
‫نظرا لالعرتاف بدوره املتزايد‪ .‬وتواصل اخلطة تشجيعها للقطاع اخلاص من خالل خلق مناخ‬ ‫ألول مرة بالتعاون مع القطاع اخلاص‪ً ،‬‬
‫استثامر أفضل وتوسيع نطاق الفرص االستثامرية‪.‬‬
‫يف جمال التنمية االجتامعية والبرشية ‪ :‬ختفيض معدل النمو السكاين من ‪ %2.04‬إىل ‪ ،%1.9‬والسيطرة عىل التضخم ليصبح يف حدود ‪،%6‬‬
‫وختفيض نسبة السكان الذين يعيشون حتت خط الفقر من ‪ %20‬إىل ‪ %15‬بحلول عام ‪ ،2012‬وإىل ‪ %12‬بحلول عام ‪ ،2015‬وختفيض‬
‫نسبة األمية من ‪ %29,3‬عام ‪ 2006‬إىل ‪ %20‬عام ‪.26 2012‬‬

‫‪14‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جدول ‪ : 3‬مصفوفة األهداف االسرتاتيجية‬


‫األقسام املناظرة يف‬ ‫األهداف االسرتاتيجية الثامنية‬
‫تقرير حتليل املوقف‬ ‫اجلهة املنفذة للسياسات‬ ‫األطراف الفاعلة‬ ‫للحكومة املرصية‬
‫‪ -1‬احلفاظ عىل معدالت مرتفعة للنمو والتشغيل‬
‫‪2-1‬‬ ‫وزارة االستثامر‬ ‫القطاع اخلاص‬ ‫االستثامر‬
‫‪2-1‬‬ ‫البنوك وهيئة الرقابة املالية‬ ‫القطاع اخلاص‬ ‫التمويل‬
‫‪2-1‬‬ ‫البنك املركزي‬ ‫القطاع العام‪ /‬القطاع اخلاص‬ ‫السياسة النقدية‬
‫‪2-1‬‬ ‫وزارة املالية‬ ‫القطاع العام‪ /‬القطاع اخلاص‬ ‫املالية العامة‬
‫‪5-1‬‬ ‫وزارة القوى العاملة ووزارة التجارة والصناعة‬ ‫القطاع اخلاص‪ ،‬واجلهات املانحة‬ ‫التشغيل والتدريب‬
‫‪ -2‬بلوغ مستويات مرتفعة من التنمية البرشية املتكاملة‬
‫وزارة التعليم‪ ،‬وزارة التعليم العايل واهليئة العامة‬
‫‪5-2‬‬ ‫ملحو األمية وتعليم الكبار‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪ /‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫التعليم‬
‫‪6-2‬‬ ‫وزارة الصحة‬ ‫قطاع عام‪ /‬خاص‪ /‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫الصحة‬
‫‪3-2‬‬ ‫املجلس القومي للمرأة‬ ‫قطاع عام‪ /‬خاص‪ /‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫النوع االجتامعي‬
‫‪3-2‬‬ ‫املجلس القومي للشباب‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫الشباب‬
‫‪3-2‬‬ ‫املجلس القومي للطفولة واألمومة‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫األطفال‬
‫‪3-2‬‬ ‫املجلس القومي للرياضة‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫الرياضة‬
‫‪ -3‬تطوير البنية التحتية لتقديم خدمات أفضل للمواطن‬
‫‪7-3‬‬ ‫اهليئة العامة للتخطيط العمراين‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫التنمية العمرانية والتخطيط‬
‫‪6-3 ،2-3‬‬ ‫اهليئة العامة للمياه والرصف الصحي‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫املياه والرصف الصحي‬
‫‪3-3‬‬ ‫وزارة الكهرباء‪ ،‬وزارة البرتول‬ ‫قطاع عام‬ ‫الكهرباء والغاز الطبيعي‬
‫‪7-3‬‬ ‫وزارة النقل‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‬ ‫النقل‬
‫‪2-1‬‬ ‫وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‬ ‫االتصاالت‬
‫‪7-3‬‬ ‫اهليئة العامة للتخطيط العمراين‬ ‫قطاع خاص‪ /‬جهات مانحة‬ ‫العشوائيات‬
‫‪ -4‬ضامن مستويات أعىل من العدالة االجتامعية‬
‫‪ 5‬من املقدمة‬ ‫وزارة التضامن االجتامعي‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬مجعيات أهلية‪/‬جهات مانحة‬ ‫تقليص الفقر‬
‫‪ 1-2‬و‪6-2‬‬ ‫وزارة التضامن االجتامعي‬ ‫قطاع عام ‪ /‬مجعيات أهلية‬ ‫شبكات األمان االجتامعي‬
‫‪2-1‬‬ ‫جهاز محاية املستهلك‪ ،‬وزارة التجارة والصناعة‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‬ ‫محاية املستهلك‬
‫‪3-2‬‬ ‫وزارة األرسة والسكان‬ ‫قطاع عام‪/‬جهات مانحة‬ ‫السكان‬
‫‪ -5‬النهوض بالقدرة التنافسية للدولة يف السوق املحيل واألسواق الدولية‬
‫‪ 4-1‬أ‬ ‫وزارة التجارة والصناعة‬ ‫قطاع خاص‬ ‫التنمية الصناعية‬
‫‪1-3‬‬ ‫وزارة الزراعة‬ ‫قطاع خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫التنمية الزراعية واألمن الغذايئ‬
‫‪ 4-1‬جـ‬ ‫وزارة السياحة‬ ‫قطاع خاص‬ ‫السياحة‬
‫‪ 4-1‬أ‬ ‫وزارة التجارة والصناعة‬ ‫قطاع خاص‬ ‫التجارة‬
‫‪3،2،1‬‬ ‫وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫تنمية التكنولوجيا وجمتمع املعرفة‬
‫‪7-3‬‬ ‫وزارة اإلسكان‬ ‫قطاع خاص‬ ‫التنمية العقارية‬
‫‪ -6‬االرتقاء مبستويات املشاركة السياسية‪ ،‬وحتديث املنظومة الثقافية‬
‫‪2‬‬ ‫املجلس القومي حلقوق اإلنسان‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‪/‬جهات مانحة‬ ‫حقوق اإلنسان‬
‫‪2‬‬ ‫املجلس القومي حلقوق اإلنسان‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‪/‬جهات مانحة‬ ‫الدميوقراطية واملواطنة‬
‫‪2‬‬ ‫وزارة الداخلية‬ ‫قطاع عام‬ ‫األمن الداخيل وحقوق املواطن‬
‫‪2‬‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫التنمية الثقافية‬
‫‪2‬‬ ‫وزارة اإلعالم‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‬ ‫التنمية اإلعالمية‬
‫‪2‬‬ ‫وزارة اإلعالم‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‬ ‫التنمية اإلعالمية‬
‫‪ -7‬احلفاظ عىل األمن القومي والبيئة من أجل األجيال القادمة‬
‫‪2‬‬ ‫وزارة الدفاع‬ ‫قطاع عام‬ ‫األمن القومي‬
‫‪2‬‬ ‫وزارة اخلارجية‬ ‫قطاع عام‬ ‫السياسة اخلارجية والتعاون اخلارجي‬
‫‪4-3 ،2-3‬‬ ‫وزارات الكهرباء‪ /‬البرتول‪ /‬الري واملوارد املائية‬ ‫قطاع عام‪ /‬جهات مانحة‬ ‫أمن الطاقة واألمن املايئ‬
‫‪5-3‬‬ ‫وزارة البيئة‪ /‬جهاز شؤون البيئة‬ ‫قطاع عام‪/‬مجعيات أهلية‬ ‫البيئة‬
‫‪3 ،2 ،1‬‬ ‫وزارة التعليم العايل‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫البحث والتطوير‬
‫‪2‬‬ ‫مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار‬ ‫قطاع عام‪ /‬جهات مانحة‬ ‫إدارة األزمات والكوارث‬
‫‪ -8‬حتقيق مستويات عالية من الكفاءة اإلدارية واحلوكمة‬
‫‪3،2،1‬‬ ‫وزارة التنمية اإلدارية‬ ‫قطاع عام‪ /‬جهات مانحة‬ ‫التنمية املؤسسية‬
‫‪3،2،1‬‬ ‫وزارة التنمية اإلدارية‬ ‫قطاع عام‪ /‬جهات مانحة‬ ‫إصالح جهاز اخلدمة املدنية‬
‫‪3،2،1‬‬ ‫وزارة العدل‬ ‫قطاع عام ‪ /‬جهات مانحة‬ ‫العدالة الناجزة‬
‫‪3،2،1‬‬ ‫وزارة التنمية اإلدارية‬ ‫قطاع عام‪/‬جهات مانحة‬ ‫اخلدمات احلكومية‬
‫‪7-2‬‬ ‫وزارة الداخلية‪ /‬اجلهاز املركزي للمحاسبات‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬جهات مانحة‬ ‫مكافحة الفساد‬
‫‪15‬‬ ‫‪7-2‬‬ ‫وزارة التنمية املحلية‪ /‬وزارة التنمية اإلدارية‬ ‫قطاع عام‪/‬خاص‪/‬مجعيات أهلية‪ /‬جهات مانحة‬ ‫الالمركزية والتنمية املحلية‬
‫املقدمة واإلطار الفكري‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 5‬اإلصالح املؤسيس ومتطلباته األساسية‬

‫جيب أن يتم التحول من نظام التخطيط الرسمي اجلامد إىل نظام التخطيط االسرتاتيجي‪ ،‬خاصة إذا أخذ يف احلسبان مستوى عدم التيقن واملخاطر املرتبطة‬
‫بالسيناريوهات متوسطة وطويلة األجل يف مرص املتعلقة مبشاكل املياه والتهديدات البيئية‪ ،‬وتغري املناخ‪ ،‬واملعادلة الصعبة لسلسلة االرتباطات بني األرض والسكان‬
‫واملياه‪.‬‬
‫وسوف يكون من الرضوري وضع إطار ترشيعي واضح للقيام بعملية جديدة جيري فيها صياغة اسرتاتيجية قومية للتنمية املستدامة‪ .‬وهناك أربع أفكار أساسية‬
‫جديدة ومبتكرة ميكن أخذها يف االعتبار‪:‬‬
‫أساسيا يف‬
‫ً‬ ‫ا‬‫عنرص‬
‫ً‬ ‫تصبح‬ ‫أن‬ ‫جيب‬ ‫بل‬ ‫الوزراء‪،‬‬ ‫جملس‬ ‫يف‬ ‫قليلة)‬ ‫جهات‬ ‫(أو‬ ‫واحدة‬ ‫جهة‬ ‫نطاق‬ ‫يف‬ ‫املستدامة‬ ‫للتنمية‬ ‫القومية‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫جيب أال تنحرص‬ ‫‪.1‬‬
‫أيضا خاضعة للنقاش العام‪ ،‬ومتابعة األداء‪ ،‬والتعديل والتحسني املستمر‪.‬‬ ‫عملية صنع السياسات التي يتم اختاذها يف مجيع الوزارات واهليئات‪ ،‬وأن تظل ً‬
‫وينبغي أن يصبح تصميم السياسات املتكاملة املقرتحة مسعى مجاعي عرب وزارات املجلس واهليئات شبه املستقلة حتى يتم صياغة املبادرات املتعلقة‬
‫بالسياسات يف املستقبل من جانب احلكومة بأسلوب مجاعي ومنسق‪ ،‬ثم يتم بعد ذلك مناقشتها مع اجلمهور العام وخمتلف األطراف صاحبة املصلحة‪.‬‬
‫جيب أن يتم تنفيذ املبادرات املتعلقة بسياسات وبرامج معينة عىل املستوى الالمركزي‪ ،‬وأن يسند ذلك إىل مؤسسات وأجهزة معينة تعمل عىل مستوى‬ ‫‪.2‬‬
‫ال ثم تنقل عىل الفور إىل‬
‫املجتمع املحيل‪ ،‬كام يتم اختاذ القرارات اخلاصة بقطاعات معينة مثل الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والطاقة عىل املستوى املركزي أو ً‬
‫األجهزة املختصة عىل املستوى املحيل‪ .‬وبالنسبة ملرص‪ ،‬يعترب إعداد تقارير تفصيلية عن التنمية البرشية يف املحافظات أحد اآلليات التي سوف تساعد يف‬
‫ذلك‪ ،‬ويف رصد ومتابعة تنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية عىل مستوى املحافظات‪ .‬وجيري اآلن وضع اإلطار املؤسيس إلصدار تقارير التنمية البرشية املحلية‬
‫التي ميكن أن تعمل كقناة اتصال بني املركز واإلقليم لضامن أن يصبح متابعة التقدم يف تنفيذ األهداف العامة الفرعية والسياسات والربامج هو األسلوب‬
‫النمطي يف نظام التقييم واملتابعة‪ ،‬والغرض من ذلك أن يفهم املستفيدون عىل مستوى املجتمع املحيل واألرس عملية تقديم اخلدمات وأن يتمتعوا بحقوقهم‬
‫أيضا فهم عملية تقييم أداء من يقدمون اخلدمة‪.‬‬ ‫متاما‪ ،‬وليس فقط فهم اخلدمة يف حد ذاهتا‪ ،‬ولكن ً‬ ‫ً‬
‫تقوية سلطة وزارة الدولة للبيئة‪ ،‬ومن أحد اإلجراءات املمكنة يف ذلك أن متتد مسؤولية تنفيذ السياسات وخطط العمل املتعلقة بالبيئة إىل مستويات أعىل‬ ‫‪.3‬‬
‫كأن تقع هذه املسؤولية عىل عدة وزارات وأن تكون مسؤولة أمام رئيس الوزراء مبارشة‪ .‬فالنظام احلايل‪ ،‬الذي يف ظله تقع سلطة التنفيذ عىل وزارة البيئة‬
‫ال مبارشة أمام رئيس‬ ‫وحدها حيد من قدرهتا عىل انفاذ قراراهتا وسياساهتا‪ .‬وميكن احلد من هذا القيد بإنشاء جملس قومي للتنمية املستدامة يكون مسؤو ً‬
‫الوزراء‪ .‬ويضم يف عضويته الوزراء األساسيني‪ ،‬وممثلني عن املجتمع املدين‪.‬‬
‫جيب تطبيق نظام املتابعة واإلبالغ عن التقدم املحرز يف تنفيذ املبادرات بأرسع وقت ممكن‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار تطبيق مبادئ الشفافية‪ ،‬واملساءلة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫واملشاركة‪ .‬وحتى يتسم الرصد واملتابعة بالفاعلية‪ ،‬يتعني عىل مرص أن تضع جمموعة متكاملة من املؤرشات تسمح بتحليل االرتباطات بني األبعاد االقتصادية‬
‫حاليا جمموعة كبرية من املؤرشات عىل مستوى قطاعات وموضوعات معينة‪ .‬وما نحتاجه اآلن هو إفساح‬ ‫واالجتامعية والبيئية للتنمية املستدامة‪ .‬ويتوفر ً‬
‫املجال أمام النظام لتطبيق مبادئ الشفافية واملساءلة‪ ،‬ولتحقيق تقدم أكرث نحو إدماج مؤرشات األداء االقتصادي مع مؤرشات احلوكمة والتنمية االجتامعية‬
‫والبيئية‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬هبة حندوسة‪ ،‬املؤلف الرئييس لتقرير التنمية البرشية ملرص‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫القسم األول‪ :‬التحديات الرئيسية‬


‫التى تحددت فى تقرير تحليل الموقف‬

‫كام ذُكر سالفا ً يف املقدمة‪ ،‬فإن األهداف العامة لتقرير «حتليل املوقف» تتمثل يف عرض التحديات الرئيسية التي يتعني التصدي هلا خالل اخلمس‬
‫تقدم يف التنمية البرشية يف مرص‪ .‬وفيام ييل عرض موجز لقامئة التحديات التي تبدو كتحديات‬ ‫إىل عرش سنوات القادمة من أجل التعجيل بإحراز ٍ‬
‫ال هبا‪ .‬وهناك ثالث مالحظات ينبغي اإلشارة إليها‪ ،‬وتم ترتيبها حسب أمهيتها‪ :‬األوىل‪ ،‬إن هذه القامئة من التحديات‬ ‫ضخمة تتطلب اهتامما ً عاج ً‬
‫ليست عىل سبيل احلرص‪ ،‬فهناك حتديات أخرى كثرية ميكن إضافتها يف سياق التحليل الذي يتضمنه هذا التقرير‪ .‬والثانية‪ ،‬إنه عىل الرغم من أن‬
‫عد حتديا ً قامئا ً بذاته يلزم التعامل‬ ‫ٍ‬
‫حتديات رئيسية‪ ،‬إال أن بعضها ميكن تقسيمه إىل خمرجات منفصلة كل منها ُي ّ‬ ‫هذه التحديات تعترب يف حد ذاهتا‬
‫معه بصفة مستقلة‪ .‬والثالثة‪ ،‬إن عملية حتديد األولويات التي يتوقع أن تصحب حتليل املوقف جيب أن تتضمن التمييز بني التحديات التي تسعى‬
‫مرص فيها للتعاون مع رشكائها يف التنمية من أجل التصدي هلا‪ ،‬وبني التحديات التي تتوفر املوارد املحلية (البرشية واملالية) الكافية ملواجهتها‪.‬‬

‫التحديات المؤسسية المقطعية‬


‫حتدي بناء القدرات‪ :‬يعترب ضعف القدرات أصعب االختناقات التي تعوق جهود مرص الرامية إىل التعجيل بتحقيق تنمية ذات توجه اجتامعي‬
‫أكرب‪ .‬وقد أدى تدين القدرات املؤسسية‪ ،‬والقصور يف نظم تقييم األداء ومنح احلوافز بدون متييز‪ ،‬إىل التأثري سلبا ً عىل األداء اجليد وعىل األموال‬
‫العامة‪ ،‬وذلك كام ورد بالتقرير السنوي للجهاز املركزي للمحاسبات وبعض اجلهات الرقابية األخرى‪ .‬ويتطلب االرتقاء بقدرات املؤسسات‬
‫املعنية بالتنمية واملؤسسات التنظيمية التزاما ً أكرب من جانب كبار املسؤولني باحلكومة‪ ،‬باإلضافة إىل متابعة مستمرة لضامن أن تُثمر هذه اجلهود‬
‫عن نتائج إجيابية‪ ،‬وأن حتقق الربامج التدريبية نتائجا ً ملموسة ومستدامة‪ .‬وباختصار‪ ،‬فإن مرص حتتاج إىل اسرتاتيجية قومية واضحة املعامل لتنمية‬
‫القدرات؛ اسرتاتيجية نابعة منها‪ ،‬تد ّعمها ليس فقط بالقول وإمنا باألفعال اجلادة عىل أعىل املستويات‪ .‬وال يكفي أن يتم الرتكيز عىل مؤسسات‬
‫فردية‪ ،‬بل جيب االعرتاف بأن هذه املؤسسات تعمل يف إطار بيئة سياسية واجتامعية وقانونية تشكل أداءها‪ ،‬فمثالً‪ ،‬يؤدي انتهاك القوانني وقواعد‬
‫السلوك إىل صعوبة تنمية القدرات الفنية واإلدارية‪ ،‬وحتسني األداء‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬فإن أجندة أكرا للعمل بشأن فعالية املساعدات اإلمنائية‬
‫صدقت مرص عليها يف سبتمرب ‪ 2008‬تنص عىل اختاذ ترتيبات من أجل قيام‬ ‫‪ Accra Agenda for Action on Aid Effectiveness‬التي ّ‬
‫رشكاء التنمية مبساندة مرص يف جهودها لبناء القدرات طاملا كانت لدهيا اسرتاتيجية واضحة ونابعة منها (‪ ،)owned‬والتزمت بتنفيذ برنامج حمدد‬
‫وجسور لإلصالح‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد أصبح إصالح نظام اخلدمة املدنية مهام ً للغاية بالنسبة لتنمية املؤسسات حيث سيسمح بجذب العاملني‬
‫ذوي الكفاءات العالية من أجل عملية التنمية واإلصالح‪.‬‬

‫حتدي التنسيق واالتصال‪ :‬يعد التنسيق غري الكايف بني القطاعات واألجهزة (أي التنسيق عىل املستوى األفقي)‪ ،‬وكذلك التنسيق عىل‬
‫املستوى الرأيس بني اإلدارات املركزية واملحلية‪ ،‬مشكل ًة مزمن ًة يف عملية صنع السياسات‪ .‬عالو ًة عىل ذلك‪ ،‬حيتاج اإلطار املؤسيس لعملية املتابعة‬
‫والتقييم واإلبالغ عن مدى التقدم يف مبادرات التنمية إىل تقويته وتدعيمه‪ ،‬كام يتطلب األمر أيضا ً حتديد متطلبات تنفيذ برنامج ف ّعال لبناء‬
‫القدرات يف جمال املتابعة والتقييم ألجهزة وهيئات معينة عىل املستوى املركزي واملحيل‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فمن الرضوري وجود خطط واضحة‬
‫للمعلومات‪ ،‬واالتصال‪ ،‬واملساءلة يف الوزارات أو اهليئات املعنية‪ ،‬كام جيب ترمجة األهداف واألولويات إىل اسرتاتيجيات وسياسات ومؤرشات‬
‫موحدة تتسم بالتنسيق اجليد‪ ،‬ويستطيع العاملون يف كل األجهزة والوزارات التعرف عليها ومتابعتها‪ .‬ومن الرضوري أيضا ً إرشاك وزارة املالية‬
‫يف وضع السياسات واالسرتاتيجيات اخلاصة بالتنمية االجتامعية حتى تنعكس األولويات التم يتم حتديدها تلقائيا ً يف املوازنة العامة‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫االختيارات اخلاصة بتوليد اإليرادات‪ .‬وهناك مشكلة ثالثة تتمثل يف غياب حلقات االتصال الف ّعالة من أجل التحديث املستمر للتخطيط طويل‬
‫األجل‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫التحديات الرئيسية التى حتددت ىف تقرير حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫حتدي تعميم أفضل املامرسات‪ :‬إن حتديد أفضل املامرسات باالستناد عىل األدلة وما شهدته مرص خالل العقد املايض سوف يفيد عملية حتقيق‬
‫التنمية االجتامعية وتنفيذ الربامج املحددة التي يويص هبا هذا التقرير‪ .‬ونجد أفضل املامرسات هذه يف كل جماالت التنمية البرشية بدءا ً من‬
‫ال إىل شبكات الرصف الصحي للقرى ذات الكثافة املنخفضة‪ .‬ولتعميم هذه املامرسات يتعني إصالح السياسات‪،‬‬ ‫التعليم قبل املدريس ووصو ً‬
‫ووضع اإلطار املؤسيس لتنمية القدرات عىل خمتلف املستويات‪ ،‬وتعبئة املوارد‪ ،‬وتقوية عملية املتابعة‪.‬‬

‫وتشمل التحديات الرئيسية ‪-‬التي تواجه تعميم أفضل املامرسات ‪ -‬املعوقات اآلتية‪:‬‬
‫•ال حتقق املامرسات املبتكرة اجلديدة النجاح يف ظل اهلياكل والنظم البريوقراطية والتنظيمية العتيقة‪.‬‬
‫كاف بتعميم املرشوعات الناجحة من خالل تقديم املساعدات الفنية والتمويل الرضوري للمجتمعات املحلية‪.‬‬ ‫•ال يوجد اهتامم ٍ‬
‫•ال يوجد ختطيط مايل وتعبئة للموارد بشكل ٍ‬
‫كاف‪.‬‬

‫وبالنسبة لألنشطة التي ميكن تعميمها عىل املستوى القومي‪ ،‬فإهنا ميكن إذا ً أن تشمل‪ :‬اإلسكان‪ ،‬وشبكات الرصف الصحي للفقراء‪ ،‬وتطوير‬
‫العشوائيات‪ ،‬والتأمني الصحي لألرس عىل اختالف مستويات دخوهلا‪ ،‬وخدمات اإلرشاد الزراعي وامليكنة الزراعية‪ ،‬والبحث والتعليم العايل‬
‫غري اهلادف للربح‪ .‬وتتطلب جهود تعميم املامرسات الناجحة توسيع نطاق املشاركات وتقويتها حتى ميكن حتقيق تغطية واسعة هلذه األنشطة‪،‬‬
‫علام ً بأن عقد مشاركات جديدة يستلزم وضع نظم جديدة لإلدارة والتشغيل ملساندة عملية تعميم أفضل املامرسات‪ ،‬يف حني يتم االحتفاظ بالقيم‬
‫واخلواص األساسية للمرشوعات التجريبية‪.‬‬

‫حتدي الوصول إىل البيانات املوثوق هبا‪ :‬تعترب البيانات املوثوق هبا قليلة للغاية يف كل القطاعات‪ .‬ويرجع هذا ـ ً‬
‫جزئيا ـ إىل غياب الشفافية‬
‫وضعف إمكانية الوصول إىل هذه البيانات‪ ،‬وكذلك –ويف املقام األول‪ -‬إىل عدم وجود القدرة عىل مجع البيانات ومقارنتها بني خمتلف املؤسسات‬
‫واألجهزة‪ ،‬وإجراء التحليل االقتصادي واستخدام نظم النمذجة‪ .‬وحتى ميكن اإلرساع بوضع نظام سليم لتبادل املعلومات‪ ،‬وتنسيق عملية‬
‫توزيع األدوار واملسؤوليات‪ ،‬فإنه ‪-‬إىل جانب بناء القدرات يف جمال مجع وحتليل البيانات‪ -‬متثل االستفادة من األهداف االسرتاتيجية الثامنية التي‬
‫أعلنتها احلكومة مؤخرا ً أحد احللول املتاحة‪ .‬وقد تم وضع مرشوع القانون اخلاص بالكشف عن املعلومات وتداوهلا‪ ،‬والذي سوف يتم عرضه‬
‫عىل الربملان يف إحدى الدورات الربملانية القادمة‪ .‬ومن املنتظر أن يؤدي صدور هذا القانون إىل حل الكثري من املشكالت املتعلقة بالشفافية‬
‫واملساءلة‪.‬‬

‫التحديات المتعلقة بالمحور األول ‪ :‬النمو المستدام والشامل‬


‫حتدي النمو املرتفع واملستدام‪ :‬عىل الرغم من أن مرص حققت منوا ً يفوق ما كان متوقعا ً يف ظل ظروف الكساد العاملي‪ ،‬إال أن معدل منو‬
‫الناتج القومي اإلمجايل شهد انخفاضا ً مبقدار خس نقاط مئوية‪ ،‬وسوف يستمر هذا االنخفاض حتى عام ‪ .2014‬يتوقع أن يصل معدل منو‬
‫الناتج القومي اإلمجايل ملرص إىل ‪ ،%5.6‬أي بانخفاض قدره نقطة مئوية واحدة عن املستوى الذي تم حتقيقه قبل األزمة العاملية األخرية‬
‫(‪ .)IMF, 2010e‬وإذا كانت األزمة قد أدت إىل تقلص قدرة جانب العرض عىل مستوى العامل‪ ،‬إال أن األثر عىل مرص رمبا يكون أقوى‪ ،‬نظرا ً‬
‫ملواطن الضعف التي كانت موجودة قبل األزمة‪ ،‬ال سيام من حيث معدالت البطالة والفقر‪ .‬لذا‪ ،‬فإنه جيب وضع إطار لسياسة مالية متوسطة‬
‫األجل للتصدي ألمور طويلة األجل تستوجب االهتامم هبا مثل جودة النمو‪ ،‬وإنتاجية العامل‪ ،‬والقدرة التنافسية‪ ،‬والنمو‪ ،‬وخلق فرص العمل‪.‬‬

‫حتدي توحيد قوانني احلامية االجتامعية‪ :‬إن التزايد املستمر للقدرة الرشائية لدى بعض املرصيني قد م ّكن الكثري منهم من احلصول عىل‬
‫خدمات أفضل‪ ،‬مبا يف ذلك القدرة عىل احلصول عىل تعليم خاص‪ ،‬ورعاية صحية خاصة‪ ،‬واستخدام الطرق واملناطق اخلاصة‪ ،‬ووسائل النقل‬
‫اخلاصة‪ ،‬واالستعانة بأفراد احلراسة‪ ،‬والرتدد عىل أماكن الرتفيه اخلاصة‪ .‬وعىل الصعيد اآلخر‪ ،‬فقد أصبحت األماكن واخلدمات العامة املجال‬
‫املتاح للفقراء وأصحاب الدخول اآلخذة يف االنخفاض‪ .‬وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬جيب أال يكون الفقراء هم هدف السياسة االجتامعية فقط‪ ،‬بل‬
‫جيب أن تشمل هذه السياسة مجيع املواطنني أيضا ً‪ .‬ومن املهم للغاية أن تأخذ السياسة االجتامعية مببدأ التكافل االجتامعي يف كل من قانون‬
‫املعاشات اجلديد‪ ،‬والقانون اجلديد للتأمني الصحي االجتامعي‪ .‬ومن ّثم‪ ،‬فقد أصبحت زيادة مسامهات األغنياء أمرا ً رضوريا ً لتحقيق التضامن‬
‫االجتامعي وتقليل الفوارق االجتامعية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫حتدي توفري بيئة داعمة ألنشطة األعامل وريادة املرشوعات‪ :‬إن ترتيب مرص املتأخر فيام خيص مؤرشات التنافسية العاملية يرجع بدرجة كبرية‬
‫إىل بعض مواطن الضعف املوجودة يف االقتصاد املرصي‪ ،‬والتي تشمل‪ :‬تدين مستوى كفاءة سوق العمل‪ ،‬وانخفاض مستوى جودة املؤسسات‬
‫التعليمية‪ .‬ومازال املنتجون واملستثمرون يف قطاعات الصناعة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬واخلدمات يواجهون عددا ً من املعوقات التي تفرس سبب شغل مرص‬
‫مركزا ً متأخرا ً نسبيا ً‪ ،‬عىل الرغم من أهنا تأيت عىل رأس الدول التي قامت بإصالحات اقتصادية (كام ورد يف تقرير «ممارسة أنشطة األعامل» الصادر‬
‫عن البنك الدويل)‪ .‬وهلذا ينبغي أن تتصدى مرص لقضية كفاءة القطاع املايل حتى ميكن حتسني فرص الوصول إىل التمويل قصري وطويل األجل‪،‬‬
‫وتقديم منتجات مالية جديدة تتناسب مع خمتلف أحجام وفئات أنشطة األعامل‪.‬‬

‫حتدي تنفيذ اسرتاتيجية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ :‬يعتمد النجاح يف حتقيق أهداف االسرتاتيجية القومية لتنمية املرشوعات‬
‫متناهية الصغر والصغرية عىل عدد من املخرجات ذات األمهية البالغة والتي تتعلق بعوامل هيكلية تشمل ما ييل‪:‬‬
‫•إنشاء وحدة مفوضة لتنسيق تنفيذ االسرتاتيجية بحيث تكون قابلة للمساءلة عن أدائها‪.‬‬
‫•السعي لتحقيق تبين الوزارات واألجهزة املعنية –عىل املستوى القومي‪ -‬هلذه االسرتاتيجية‪.‬‬
‫•وضع آليات مؤسسية من أجل التشاور املستمر مع األطراف املعنية باملرشوعات متناهية الصغر والصغرية بشأن تنفيذ االسرتاتيجية‪.‬‬
‫•إنشاء شبكة مشاركة إقليمية للحصول عىل معلومات ذات قيمة مضافة عن املامرسات اجليدة‪ ،‬واألدوات والتدريب املتطور‪.‬‬
‫•بناء نظام معلومات جغرايف عن مقدمي اخلدمات اخلاصة باملرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ ،‬وعن برامج هذه املرشوعات‪.‬‬
‫•زيادة عدد املؤهلني املتخصصني يف دعم املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ ،‬وكذلك زيادة عدد مراكز خدمات تنمية األعامل يف كل‬
‫أرجاء البالد‪.‬‬
‫كمية خاصة بكل غاية وهدف‪.‬‬ ‫•وضع نظام ملتابعة األداء استنادا ً عىل مؤرشات ّ‬
‫•زيادة حجم البيانات اخلاصة بقطاع املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ ،‬وحتسني مستوى جودهتا‪ ،‬وتوقيت صدورها‪ ،‬وكذلك األمر‬
‫بالنسبة للبحوث اجلارية عن اجتاهات وأداء هذا القطاع‪ ،‬وإعداد تقارير سنوية عن أدائه‪.‬‬

‫كام أن هناك حاجة إىل إعداد خطة عمل لتنفيذ االسرتاتيجية مبشاركة كل األطراف املعنية عىل أن تتضمن هذه اخلطة برامج ومرشوعات‬
‫ومبادرات معينة يتم تنفيذها عىل أساس سنوي لتحقيق األهداف والنتائج املستهدفة يف هناية فرتة السنوات اخلمس‪ .‬وأن تشمل اخلطة املوازنات‬
‫التقديرية السنوية‪ ،‬واملوارد البرشية املطلوبة‪ ،‬والرشكاء واألجهزة املسؤولة عن التنفيذ لكل برنامج ومرشوع ومبادرة‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬فإنه يلزم‬
‫تطبيق منهج اإلدارة القامئة عىل النتائج‪.‬‬

‫حتدي تشغيل الشباب‪ :‬لقد زادت الفجوة بني التعليم ومتطلبات سوق العمل خالل العقد املايض‪ ،‬األمر الذي جعل معدل بطالة الشباب (‪-15‬‬
‫‪ 29‬سنة) يقفز إىل ‪ %45‬بني خرجيي اجلامعات بالنسبة لإلناث‪ ،‬و‪ %25‬بالنسبة للذكور‪ ،‬وذلك مقابل ‪ %30‬بالنسبة لإلناث و‪ %12‬بالنسبة للذكور‬
‫بني خرجيي اجلامعات من مجيع األعامر (‪ 64-15‬سنة)‪ .‬وبناءا ً عىل ذلك‪ ،‬فالتحدي القائم يتمثل يف تشجيع العمل احلر وريادة األعامل واالبتكار‬
‫لدى الشباب‪ ،‬خاص ًة من خالل تقديم املساعدات الفنية والتسويقية‪ ،‬وإتاحة فرص أفضل للحصول عىل التمويل بالنسبة لرائدي املرشوعات‪.‬‬
‫وميكن أن ُتستخدم مراكز دعم تنمية األعامل كأداة لزيادة اإلنتاجية والدخول‪ ،‬ال سيام بالنسبة للنساء الفقريات‪ .‬كام أنه من الرضوري حتسني‬
‫حوافز وأجور مسؤويل اإلقراض اخلاص باملرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ ،‬وكذلك حوافز وأجور جمموعات املقرتضني‪ ،‬ومقدمي خدمات‬
‫دعم تنمية األعامل‪ ،‬وذلك بالتوازي مع ما تم اقرتاحه بشأن حتسني وضع األخصائيني االجتامعيني‪ .‬وهناك طريقة أخرى لتشغيل الشباب وهي‬
‫تشجيع احلصول عىل فرص عمل باخلارج من خالل تقديم تعليم وتدريب معتمد يستجيب ملتطلبات السوق‪ .‬باإلضافة إىل وضع برامج أخرى‬
‫لتسهيل وصول املرصيني الباحثني عن عمل إىل الوظائف اخلالية املناسبة هلم يف مرص واخلارج‪.‬‬

‫حتدي دمج منظامت املجتمع املدين كأطراف قامئة بالتغيري‪ :‬ينبغي عىل الدولة واألجهزة الترشيعية مراجعة قانون اجلمعيات األهلية من أجل‬
‫توفري بيئة داعمة ملنظامت املجتمع املدين‪ ،‬كام جيب أيضا ً أن تتم هذه املراجعة يف سياق أسلوب يتسم بالتشاور واملشاركة‪ ،‬يتم من خالله دعوة‬
‫منظامت املجتمع املدين ـ وتشجيعها ـ للمشاركة يف عملية إصالح القانون الذي يتعني أن ُيراعى فيه االلتزام باملعايري الدولية‪ ،‬ويف نفس الوقت‬
‫يواكب السياق املرصي مبا يسمح بتوفري قدر أكرب من احلرية ملنظامت املجتمع املدين‪ ،‬ويتيح هلا العمل كرشيك للحكومة يف عملية التنمية‪.‬‬
‫ويتضمن هذا إزالة العوائق أمام متطلبات عملية التسجيل والرتخيص‪ ،‬وتوسيع نطاق األنشطة املسموح هبا‪ ،‬وإزالة القيود والضوابط غري‬

‫‪19‬‬
‫التحديات الرئيسية التى حتددت ىف تقرير حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫الرضورية التي تُفرض عىل املوارد املالية‪ ،‬والتدخالت البريوقراطية املفرطة‪ .‬وينبغي أيضا ً أن يشجع اإلطار القانوين عىل متتع منظامت املجتمع‬
‫املدين بحرية الدعوة إىل تغيري السياسات‪ ،‬وممارسة إجراءات املساءلة‪ ،‬ومتابعة أداء احلكومة والقطاع اخلاص ومنظامت املجتمع املدين‪.‬‬

‫حتدي الصناعات التحويلية املوجهة للتصدير‪ :‬شهد القطاع الصناعي تقدما ً مبهرا ً بعد أربع سنوات من وضع االسرتاتيجية القومية للتنمية‬
‫الصناعية موضع التنفيذ‪ .‬ويف واقع األمر‪ ،‬فقد فاق أداء القطاع خالل هذه الفرتة األهداف املتوقعة لالسرتاتيجية‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬ينمو القطاع‬
‫حاليا ً مبعدل سنوي يبلغ نحو ‪ ،%7.8‬وهو معدل أعىل من املعدل املستهدف يف االسرتاتيجية املتوقع لعام ‪ .2011‬وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬فقد‬
‫جاءت املرحلة التي يتعني فيها عىل عملية التعمق الصناعي املطلوبة أن تتغلب عىل حتديني رئيسيني‪ :‬األول هو تغيري هيكل الصادرات احلايل‬
‫من الصادرات التي تعتمد عىل املوارد واملنتجات األولية إىل هيكل به نسبة أكرب من الصادرات ذات التكنولوجيا املتوسطة والعالية‪ ،‬والثاين‬
‫صدر لالحتاد األورويب‪ ،‬ذلك باإلضافة إىل أنه جيب إدراك أن منافسة الواردات‬ ‫هو مراعاة املعايري الصحية اخلاصة باملنتجات الغذائية التي تُ ّ‬
‫اآلسيوية جعلت االمتثال للمعايري العاملية مسألة جوهرية‪.‬‬

‫حتدي استدامة وتنويع املنتج السياحي‪ :‬هتدف وزارة السياحة إىل صياغة خطة قومية شاملة لقطاع السياحة تتضمن جمموعة كبرية من‬
‫األهداف التي تشمل‪ :‬حتديد فرص النمو يف املستقبل‪ ،‬والعوائق التي تعرقل تنمية القطاع واخلطط الالزمة للتغلب عليها‪ ،‬ومتطلبات التنمية‬
‫واحتياجات االستثامر‪ ،‬وأولويات التنفيذ ومراحله‪ ،‬ووضع خطة عمل تفصيلية للمرحلة األوىل (خس سنوات)‪ .‬يصحب ذلك وضع رؤية خمططة‬
‫للحفاظ عىل مكاسب صناعة السياحة‪ ،‬ومحاية املوارد الطبيعية والبيئة من أجل األجيال احلالية والقادمة‪ ،‬األمر الذي سوف يتطلب وضع‬
‫وتطبيق سياسات وإجراءات صديقة للبيئة يف جمال السياحة‪ .‬وتدعم وزارة السياحة أيضا ً خطة لتنويع املنتجات السياحية نتيجة ظهور منتجات‬
‫جديدة مثل‪ :‬السياحة البيئية‪ ،‬ورياضة اجلولف‪ ،‬ورياضة اليخوت‪ ،‬وسياحة التسوق‪ ،‬وسياحة املغامرات‪ ،‬والسياحة العالجية‪ ،‬وسياحة اإلقامة‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تنظم الوزارة محلة توعية للمواطنني املرصيني لزيادة وعيهم بأمهية السياحة كصناعة حيوية للتنمية االقتصادية يف مرص‪،‬‬
‫ال عن ذلك‪ ،‬فقد اختذت وزارة السياحة الكثري من اخلطوات نحو إصالح وحتسني مناخ األعامل واالستثامر يف‬ ‫ولصالح املواطن املرصي‪ .‬وفض ً‬
‫جمال التنمية السياحية‪ ،‬كام منحت حوافز مالية ورضيبية لكل من املستثمرين املرصيني واألجانب‪ .‬إن االنطالق قُدما نحو تنفيذ هذه اخلطط‬
‫له أمهية كبرية نظرا ً لإلسهام الكبري لقطاع السياحة يف االقتصاد املرصي وما حيمله من إمكانات جتعله من القطاعات الرائدة يف إدخال أشكال‬
‫جديدة للطاقة‪.‬‬

‫التحديات المتعلقة بالمحور الثاني ‪ :‬الحقوق االجتماعية ـ السياسية‬


‫حتدي احلد من الفقر‪ :‬عىل الرغم من أن نسبة املرصيني الذين يعيشون عىل أقل من ‪ 1.25‬دوالر أمرييك يوميا هي ‪ ،%3.4‬إال أن نسبة الذين‬
‫يعيشون عىل أقل من ‪ 2.5‬دوالر أمرييك يوميا ً بلغت ‪( %42.8‬أي ما يقرب من خط الفقر العلوي وكانت نسبته ‪ %40.5‬يف ‪2005/2004‬‬
‫و‪ %41.2‬يف ‪ .)2009/2008‬وترتفع هذه النسبة إىل أكرث من النصف بالنسبة لألطفال‪ ،‬وهو ما يكشف عن أن األطفال يشكلون نسبة عالية‬
‫للغاية بني الفقراء‪ .‬وهناك تغري آخر يف السياسة االجتامعية يتمثل يف االهتامم املتجدد باحلد من الفقر‪ ،‬وإجراء التدخالت الالزمة لعملية‬
‫االستهداف اجلغرايف لإلنفاق العام عىل البنية التحتية يف الوجه القبيل حيث يعيش ‪ %30‬من السكان‪ .‬كام تضمن الربنامج االنتخايب للرئيس‬
‫الذي أُعلن عام ‪ 2005‬تنفيذ عدد من مرشوعات التنمية املبتكرة والطموحة التي تستهدف االفقراء مثل برامج اإلسكان للفقراء‪ ،‬والتحويالت‬
‫النقدية املرشوطة‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬ينبغي إعادة النظر يف هيكل خمصصات املوازنة اخلاصة بالدعم احلكومي‪ ،‬واملنح‪ ،‬واملزايا اخلاصة‪ ،‬حتى ميكن‬
‫زيادة املخصص من املوازنة لربامج احلامية االجتامعية لألرس الفقرية وأطفاهلم‪.‬‬

‫حتدي تنفيذ السياسات والربامج االجتامعية‪ :‬يتمثل التحدي احلقيقي يف إمكانية تنفيذ برامج وزارة التضامن االجتامعي نظرا ً النخفاض‬
‫األجور‪ ،‬وعدم وجود االهتامم‪ ،‬والتدين الكبري ملستوى التدريب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد نجحت الوزارة يف تطوير سجالهتا‪ ،‬ومنافذ خدماهتا‪ ،‬ويف خلق‬
‫جمموعات قامئة بالتغيري‪ ،‬كام أُسند لألخصائيني االجتامعيني الذين أظهروا مواهب خاصة عىل مستوى املحافظات مهمة تدريب أقراهنم عىل كيفية‬
‫تقديم خدمات أفضل‪ .‬ولكن االختبار احلقيقي يكمن يف كيفية العمل يف ظل اإلطار احلايل دون االصطدام بالعقبات املتمثلة يف التشكيك يف‬
‫النوايا الطيبة‪ ،‬وضعف االهتامم أو القدرات‪ .‬واألخطر من ذلك هو وجود فجوة واسعة بني العاملني يف اإلدارة العليا ـ التي تشكل نظاما ً موازيا ً‬
‫متنح فيه رواتب جمزية‪ ،‬ويتوفر فيه املناخ املشجع عىل االبتكار وخوض املخاطرة ـ وبني املستوى األدىن من اإلداريني واألخصائيني االجتامعيني‬
‫ال من التدريب‪.‬‬
‫الذين يتقاضون رواتب منخفضة‪ ،‬ومل يتلقوا إال قدرا ً ضئي ً‬

‫‪20‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫حتدي التحول الدميوجرايف‪ :‬مازالت مرص متر مبرحلة التحول الدميوجرايف‪ ،‬يف حني أهنا تواجه ظاهرة تضخم فئة الشباب‪ ،‬ودخول أكرث من مليون‬
‫وافد جديد منهم يف قوة العمل سنويا ً‪ .‬وعىل الرغم من انخفاض معدل اإلنجاب من ‪ 4.1‬إىل ‪ 3.1‬بني عامي ‪ 1991‬و‪ ،2005‬فقد استقر هذا‬
‫املعدل منذ ذلك احلني‪ ،‬مبا يرتتب عىل ذلك من آثار جسيمة تتمثل يف الزيادة املستمرة لالختالل بني األرض واملياه والسكان‪ .‬لذا‪ ،‬تعترب عملية‬
‫ال من عقبة من أصعب التحديات خالل العقد القادم‪ .‬وقد تم إعادة إنشاء وزارة األرسة‬ ‫حتويل التحول الدميوجرايف يف مرص إىل فرصة بد ً‬
‫والسكان يف عام ‪ 2009‬للتعامل مع قضية معدل النمو السكاين البالغ ‪ .%2.1‬ويف هذا الصدد‪ ،‬ينبغي عىل احلكومة أن تركز جهودها عىل دمج‬
‫برامج السكان مع برامج حمو األمية‪ ،‬والصحة اإلنجابية‪ ،‬واحلد من الفقر‪ ،‬ودمج قضايا اجلنسني يف أنشطة املجتمع عىل املستوى املحيل‪.‬‬

‫حتدي تقليص حرمان األطفال والتفاوتات اإلقليمية‪ :‬تؤثر السياسة العامة تأثريا ً قويا ً عىل النتائج التي تعود عىل األطفال وعىل حصوهلم‬
‫عىل حقوقهم‪ .‬ويتطلب النمو املستدام واملنارص للفقراء واألطفال االلتزام ببناء الصحة العامة لألفراد وتطوير بنيتها التحتية االجتامعية‪ .‬كام‬
‫جيب أن تكون السياسات واالسرتاتيجيات التي ترمي إىل تقليص احلرمان الذي يعاين منه األطفال جزءأ ال يتجزأ من إطار قومي تنموي متعدد‬
‫القطاعات‪ ،‬تقوم فيه وزارة األرسة والسكان بدور املنسق الفعال‪ .‬وعقب العقد الثاين حلامية الطفل املرصي (‪2000‬ـ‪ ،)2010‬يتعني وضع خطة‬
‫عمل قومية متكاملة للتصدي للتفاوتات اإلقليمية‪ ،‬يعتمد نجاح تصميمها وتنفيذها عىل إقامة منتدى للحوار املستمر بني القطاعات وبني خمتلف‬
‫التخصصات عىل املستوى السيايس عىل أن يضم هذا احلوار كافة األطراف املعنية‪ ،‬ويكون له سلطة اختاذ القرار بشأن ختصيص املوارد‪.‬‬

‫حتدي مشاركة املرأة يف األنشطة االجتامعية واالقتصادية‪ :‬وفقا ً لربامج العقد االجتامعي‪ ،‬ميكن توفري آالف الوظائف للشابات املتعلامت يف‬
‫جمتمعاهتن املحلية‪ ،‬وذلك من خالل العمل يف قطاع اجلمعيات األهلية لتوفري –عىل سبيل املثال‪ -‬التعليم قبل املدريس ملا بني ثالثة إىل أربعة‬
‫ماليني طفل‪ ،‬ويف برنامج التأمني الصحي الشامل‪ ،‬والتحويالت النقدية املرشوطة‪ .‬ومن املتوقع أن يؤدي تنفيذ هذه الربامج الثالثة إىل خلق أكرث‬
‫للمعلامت‪ ،‬والعامالت يف جمال الصحة‪ ،‬واألخصائيات االجتامعيات خالل السنوات القليلة القادمة حتى عام ‪.2015‬‬ ‫ِ‬ ‫من نصف مليون وظيفة‬
‫وجيب عىل وزارة التنمية املحلية واالحتاد العام للجمعيات األهلية تبين فكرة التمييز لصالح املرأة يف مجعيات تنمية املجتمع وعىل مستوى‬
‫اجلمعيات األهلية حتى ميكن العمل عىل حتقيق املزيد من التوازن العادل بني اجلنسني يف جمال القيادة والتوظيف يف منظامت املجتمع املدين‪.‬‬
‫وتعترب أفضل طريقة للنساء يك يطالنب بحقهن يف توسيع نطاق مشاركتهن السياسية واالقتصادية هي من خالل منظامت املجتمع املدين‪ .‬كام جيب‬
‫استغالل إمكانيات مجعيات تنمية املجتمع واجلمعيات األهلية لتحقيق املساواة بني اجلنسني يف القيادة‪ .‬ونظرا ً ملا تتمتع به املرأة من ميزة نسبية يف‬
‫شؤون األرسة واملجتمع‪ ،‬فإن العمل عىل مستوى مجعيات تنمية املجتمع يفيدها كثريا ً باعتبار ذلك ميدانا ً للتدريب والتمكني السيايس يف الدوائر‬
‫املحلية‪ .‬وعالو ًة عىل ذلك‪ ،‬فإن كافة منظامت املجتمع املدين املولدة للدخل تعترب –من الناحية االقتصادية‪ -‬معربا ً للنساء املستفيدات إىل عامل‬
‫األعامل وريادة املرشوعات‪.‬‬

‫حتدي أخد املوازنة العتبارات املساواة بني اجلنسني‪ :‬إن إرساء قواعد املوازنة املراعية للمساواة بني اجلنسني ‪gender responsive‬‬
‫حتد رئييس‪ .‬ومن أجل جعل‬ ‫‪ budgeting‬يف وزارة املالية‪ ،‬والتخطيط املراعي للمساواة بني اجلنسني يف وزارة التنمية االقتصادية هو مبثابة ٍ‬
‫املساواة بني اجلنسني قضية عابرة للقطاعات ‪ crosscutting‬فإن العمل باملوازنة اآلخذة العتبارات املساواة بني اجلنسني لدى رشكاء التنمية‪،‬‬
‫ويكمل هذا تبين مناهج تطبق نظم املوازنات اآلخذة‬ ‫ّ‬ ‫ويف العمليات اخلاصة بالتخطيط ووضع املوازنات عىل املستوى القومي‪ ،‬هو حتد رئييس‪.‬‬
‫لقضايا املساواة بني اجلنسني يف االعتبار وكذلك موازنات الربامج‪ ،‬وذلك عند توزيع املخصصات واإلنفاق عىل املستوى القطاعي واملحيل‪ .‬ويف‬
‫سياق متصل‪ ،‬ميكن إدخال أساليب لتقييم التقدم املُحرز فيام خيص مراعاة املساواة بني اجلنسني‪ ،‬ومتابعة األداء‪ ،‬ووضع مؤرشات لتقييم مدى‬
‫فعالية املساعدات اإلمنائية‪ ،‬يف الوزارات ويف املجتمع املدين‪ ،‬مبا يف ذلك إجراء عمليات املراجعة الدورية للموازنات التي تأخذ يف االعتبار‬
‫املساواة بني اجلنسني‪ .‬وهذه اآلليات واألدوات ميكن أن تسمح بتتبع جهود تعبئة املوارد املحلية‪ ،‬وختصيص مساعدات التنمية الرسمية التي ُمتنح‬
‫لتدعيم عمليات وضع وتنفيذ السياسات‪ ،‬والقوانني‪ ،‬والربامج اخلاصة باملساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة‪ .‬وهناك حاجة لزيادة االهتامم مبتابعة‬
‫نتائج التنمية واإلبالغ عنها للتأكد من أن جهود التنمية ترتجم إىل آثار إجيابية عىل عملية متكني املرأة واملساواة بني اجلنسني‪ ،‬ولرصد التقدم الذي‬
‫تم إحرازه يف هذا املجال‪.‬‬

‫حتدي التعليم قبل املدريس من أجل حتقيق تكافؤ الفرص‪ :‬هتدف اخلطة االسرتاتيجية القومية إلصالح قطاع التعليم إىل زيادة نسبة الوصول‬
‫للتعليم قبل املدريس إىل ‪ %60‬بحلول عام ‪( 2012/2011‬والتي بلغت ‪ %23.2‬يف عام ‪ .)2008/2007‬وهيدف برنامج دعم التعليم ملراحل‬

‫‪21‬‬
‫التحديات الرئيسية التى حتددت ىف تقرير حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫الطفولة املبكرة إىل زيادة نسبة احلصول عىل التعليم قبل املدريس إىل ‪ %33‬خالل عام ‪ ،2010‬وإىل رفع جودة التعليم‪ ،‬وبناء قدرات وزارة‬
‫التعليم عىل ختطيط وإدارة الربامج‪ .‬وتتمثل النتائج اإلجيابية للتعليم قبل املدريس يف ثالثة أمور‪ :‬إتاحة فرص متكافئة لألطفال إلعدادهم ملرحلة‬
‫التعليم األسايس‪ ،‬وإتاحة الفرصة لألمهات إلحلاق أطفاهلم برياض األطفال مبا ُمي ّكنهن من البحث عن أنشطة مدرة للدخل‪ ،‬وتوفري فرص عمل‬
‫آلالف الشابات املتعلامت‪ .‬وعىل الرغم من ذلك‪ُ ،‬تعترب املوارد البرشية واملالية والقدرات املادية احلالية‪ ،‬باإلضافة إىل التنسيق بني الوزارات‬
‫املختلفة‪ ،‬وبني احلكومة ومنظامت املجتمع املدين غري كافية‪ .‬كام أن ميزانية التعليم ـ التي ترتاوح بني ‪ 6‬و‪ 7‬مليار جنيه ـ ال تستطيع وزارة التعليم‬
‫حتملها مبفردها‪ ،‬إىل جانب أنه ال ميكن للهيئة العامة لألبنية التعليمية أن تقوم مبفردها باستكامل البنية التحتية املطلوبة‪.‬‬

‫حتدي احلصول عىل تعليم أسايس جيد‪ :‬مازالت هناك حاجة للتحول من نظام تعليمي يعتمد بصورة مفرطة عىل حفظ واستظهار املحتوى‬
‫الدرايس وعىل ُسبل للتدريس ال تعتمد عىل التفاعل مع التالميذ‪ ،‬ويفتقر إىل املرافق التعليمية واألجهزة الكافية‪ ،‬إىل نظام ذي جودة عالية‬
‫يشارك فيه بفعالية مجيع التالميذ يف ظل بيئة تعليمية صديقة لألطفال‪ ،‬ويتيح هلم احلصول عىل املادة التعليمية التي تالئم تطلعهم الكتساب‬
‫املعرفة‪ ،‬ومهارات احلياة‪ ،‬والقدرات االجتامعية‪ .‬وهذا يعين رضورة تطوير املناهج الدراسية‪ ،‬وتطوير املرافق التعليمية‪ ،‬مبا يشمل توفري املكتبات‬
‫واملعامل‪ ،‬وخلق بيئة مدرسية تضم كافة األطفال‪ ،‬وباألخص األطفال ذوي االحتياجات اخلاصة‪ .‬وينبغي أن تستمر عملية تطوير مهارات‬
‫املعلمني‪ ،‬وعقد امتحانات االعتامد‪ ،‬وكذلك توفري فرص للرتقي‪ .‬وجيب رفع نسبة املعلمني باملقارنة باملوظفني اإلداريني‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬فمن الرضوري‬
‫أن حتظى املدارس بقدر أكرب من االستقاللية‪ ،‬عىل أن يكونوا موضع مساءلة عن أعامهلم ونتائجهم‪ .‬كام يتعني تطبيق نظام شامل يبدأبتقويم نظام‬
‫التعليم‪ ،‬ثم متابعة وتقييم نتائجه‪ ،‬وكذلك االستمرار يف تطوير خمتلف أنواع التعليم املدريس من أجل استيفاء احتياجات كافة فئات األطفال‪،‬‬
‫خاصة يف املناطق الريفية والنائية‪ ،‬مع إعطاء أمهية خاصة الحتياجات اإلناث‪.‬‬

‫حتدي حمو األمية وتعليم الكبار‪ :‬بلغت نسبة األمية بني األفراد يف الفئة العمرية ‪ 24-15‬سنة ‪ %15.1‬يف عام ‪ ،2006‬أي ما يشكل ‪ 2.5‬مليون‬
‫أمي (مليون من الذكور‪ ،‬ومليون ونصف من اإلناث)‪ .‬ويتمثل التحدي األكرب يف ارتفاع مستوى الترسب من املدارس‪ ،‬فقد أشار تعداد عام‬ ‫ّ‬
‫‪ 2006‬إىل أن حوايل نصف مليون طفل (‪ )%2.4‬يف الفئة العمرية ‪ 18-6‬سنة قد ترسبوا من املدارس‪ ،‬بينام مل يلتحق باملدارس قط ‪ 1,3‬مليون‬
‫طفل (‪ .)%6.5‬ويف الفئة العمرية ‪ 65-25‬سنة‪ ،‬تكون نسبة األمية مرتفعة حيث تبلغ ‪ 12.2( %40.1‬مليون نسمة)‪ .‬وجيب أن تركز برامج حمو‬
‫األمية وتعليم الكبار عىل تنمية التفكري املعارص‪ ،‬والتفكري النقدي‪ ،‬باإلضافة إىل القدرة عىل التكيف مع ظروف السوق املتغرية‪ ،‬والتسامح‪،‬‬
‫وقبول اآلخر‪ ،‬واستيعاب تكنولوجيا العرص‪ .‬ويتعني عىل هذه املؤسسات أن تضع مقاييس ومعايري لالرتقاء مبستوى اجلودة‪ ،‬وتوجيه اهتامم أكرب‬
‫لفئات معينة وللمناطق املحرومة‪ .‬وتشمل املجاالت ذات األولوية يف أي اسرتاتيجية مستقبلية للتعليم العايل وضع إطار قومي للمؤهالت تتحدد‬
‫فيه السامت التي يتعني توافرها يف اخلريج لكل نوع ومستوى من املؤهالت‪ ،‬والذي ُيعد إصالحا ً جوهريا ً‪ ،‬حيث أنه يركز عىل نتائج التعليم التي‬
‫ويعترب حتقيق التنسيق بني الوزارات املعنية من أجل النجاح يف وضع وتنفيذ اإلطار القومي‬ ‫سوف تقود إصالحات الحقة يف العملية التعليمية‪ُ .‬‬
‫للمؤهالت مبثابة ٍ‬
‫حتد كبري يف حد ذاته‪.‬‬

‫حتدي إصالح نظم التدريب املهين‪ :‬البد من وضع جمموعة واضحة من احلوافز‪ ،‬مثل تطوير املناهج واألجهزة‪ ،‬واملشاركة يف تكاليف التدريب‪،‬‬
‫وتقديم حوافز رضيبية ألصحاب األعامل‪ ،‬وتوفري فرص لشغل وظائف خالية‪ ،‬ليك يصبح التعليم الفين والتدريب املهين من ضمن االختيارات‬
‫املناسبة اجلذابة للشباب‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬جيب االلتزام مببدأ املساءلة جنبا ً إىل جنب مع وضع نظام سليم ملنح الشهادات يستند إىل معايري‬
‫امليض قدما ً يف هذا املجال وجود روابط وثيقة بني مقدمي التعليم الفين والتدريب‬
‫ّ‬ ‫فضل املعايري املعرتف هبا دوليا ً‪ .‬ويتطلب‬ ‫األداء املُعرتف هبا‪ُ ،‬‬
‫وي َ‬
‫املهين وبني أصحاب األعامل لتحديد أمور تتعلق مبحتوى املناهج‪ ،‬واملعدات‪ ،‬وتدريب املدربني ‪-‬وذلك بدعم من ِقبل جمالس التدريب‪ ،-‬ومنح‬
‫املتدربني شهادات دولية توفر هلم فرصة للحصول عىل مزيد من التعليم وحتقق هلم إمكانية احلصول عىل وظيفة‪ ،‬ووضع برامج للتدريب وما يرتبط‬
‫عتمدة للتدريب تعمل يف إطار نظام متكامل لضامن اجلودة واالعتامد‪.‬‬ ‫بذلك من خدمات بناءا ً عىل متطلبات أصحاب األعامل‪ ،‬وإنشاء مؤسسات ُم َ‬
‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬يعد انتقال الطالب من مراحل التعليم الثانوي العام والتعليم الثانوي الفين واملهين إىل التعليم العايل يف اجلامعات والكليات‪،‬‬
‫وغريها من مؤسسات التعليم العايل‪ ،‬أحد التحديات الكربى إلصالح التعليم يف مرص‪ .‬و ُمتثل تلك املرحلة اإلنتقالية إشكالية كبرية ألن هيكلها‬
‫وعملياهتا ال تتسم باملرونة الكافية التي مت َكن الشباب أو الكبار من االنتقال بيرس ما بني التعليم وسوق العمل خالل مراحل حياهتم املختلفة‪،‬‬
‫مما يؤثر يف األجل الطويل عىل الصالح االقتصادي واالجتامعي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫حتدي البحث والتطوير واالبتكار‪ :‬هناك عدد من التحديات التي يتعني التغلب عليها حتى تتحول العلوم والتكنولوجيا من كوهنا عبئا ً عىل‬
‫احلكومة إىل كوهنا مصدرا ً للدخل‪ .‬ويتمثل التحدي األول يف غياب رؤية واسرتاتيجية قومية للعلوم والتكنولوجيا مرتبطة بقضايا التنمية‪ .‬إىل‬
‫جانب ذلك‪ ،‬فهناك عقبة رئيسية ومستمرة عىل املستوى اهليكيل تعرتض عملية تنمية القدرات يف املستقبل وهي انفصال البحث عن التعليم‬
‫اجلامعي وتبادل املعرفة‪ ،‬واستمرار غلبة البحث واالبتكار الذي حيركه جانب العرض‪ .‬وجيري حاليا ً ‪ -‬من خالل مبادرات اإلصالح‪ -‬دراسة‬
‫إجراءات ملعاجلة أوجه الضعف هذه‪ .‬وتتعرض مرص أيضا ً ملشكلة استنزاف العقول‪ ،‬حيث إن معظم الباحثني الذين حيصلون عىل درجات علمية‬
‫من دولة متقدمة ال يعودون إىل املؤسسات القومية (صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية‪ .)2010 ،‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬يؤدي انخفاض مرتبات‬
‫الباحثني‪ ،‬وتدين حالة املرافق يف الكثري من املؤسسات البحثية‪ ،‬وعدم مرونة القوانني واللوائح إىل عرقلة مشاركة القطاع اخلاص‪ ،‬وتسويق‬
‫التكنولوجيا‪ .‬ويعد نقل املعرفة من املؤسسات البحثية إىل السوق قضية أساسية يف خلق بيئة داعمة للبحث والتسويق رفيعا املستوى‪.‬‬

‫حتدي التعامل مع تداعيات التدهور البيئي عىل الصحة‪ :‬وصل األثر الرتاكمي للتعرض لألخطار البيئية يف مرص إىل مستويات حرجة‪،‬‬
‫ويربز ذلك ـ من بني أمور أخرىـ من خالل ارتفاع نسبة اإلصابة باإلسهال‪ ،‬والديدان األسطوانية املعوية‪ ،‬والرمد احلبيبي‪ ،‬وسوء التغذية‪ ،‬وأمراض‬
‫الكىل‪ ،‬وأنواع عديدة من مرض الرسطان‪ ،‬وأمراض اجلهاز التنفيس‪ ،‬ومشاكل اجلهاز العصبي‪ ،‬واألمراض اجللدية‪ ،‬واحلساسية بأنواعها‪ .‬ومل‬
‫تستطع كل من مبادرات البحث العلمي والدراسات التحليلية اإلملام بكل احلقائق املتعلقة باألمراض التي يسببها التدهور البيئي يف مرص‬
‫بحيث ميكن التوصل إىل إجراء عالجي أو إجراءات وقائية‪ ،‬بل إن خطورة األوضاع وتزايد حجم الطلب قد يكونا وراء استجابة اخلدمات‬
‫ال من وضع سياسات لتحديد املخاطر‪ ،‬والتوعية هبا‪،‬‬ ‫العالجية املتمثلة يف تضاعف عدد مراكز الغسيل الكلوي‪ ،‬ومستشفيات عالج الرسطان بد ً‬
‫وإدارهتا مبا ُمي ّكن من احلد من تعرض السكان للمخاطر البيئية‪.‬‬

‫حتدي األمراض املعدية‪ :‬عىل الرغم من التحسن يف نسب اإلصابة مبرض السل خالل العقود األخرية‪ ،‬إال أن اإلحصائيات املُقدمة ملنظمة الصحة‬
‫العاملية يف عام ‪ 2009‬تشري إىل أن عدد حاالت اإلصابة اجلديدة باملرض قد زادت باملقارنة بعام ‪ ،2008‬وذلك نتيجة تدين األحوال االجتامعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وارتفاع حاالت سوء التغذية‪ .‬كام أن اإلصابة بااللتهاب الكبدي (ب) و(يس) مازالت تشكل هتديدا ً صحيا ً خطريا ً‪ ،‬فعىل املستوى‬
‫القومي‪ ،‬تبلغ نسبة السكان املصابني بفريوس الكبدي الوبايئ (يس)‪ ،‬استنادا ً الختبار ‪ .%9.8 ،PCR–RNA‬وتبلغ أعىل نسبة لإلصابة لدى‬
‫الفئة العمرية من ‪ 50‬سنة فأكرث‪ ،‬وتنخفض إىل ‪ %4‬يف الفئة العمرية ‪ 19-15‬سنة‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يتعني عىل مرص أن تظل منتبهة لوباء‬
‫أنفلونزا الطيور الذي أصبح متوطنا ً يف صناعة الدواجن يف مرص‪ ،‬وهو بذلك مازال يشكل هتديدا ً خطريا ً لصحة اإلنسان واحليوان إىل جانب‬
‫العواقب اخلطرية عىل معيشة وتغذية ماليني من الناس‪ .‬وهناك حاجة لرفع القدرات اخلاصة بكيفية احلصول عىل بيانات جيدة واستخدامها‬
‫ملراقبة والتصدي بفعالية للتهديدات التي تشكلها أنفلونزا احليوان‪ ،‬ووباء األنفلونزا‪ ،‬وغريها من األمراض املعدية األخرى التي تنشأ من خالل‬
‫تفاعل النظام البيئي لكل من اإلنسان واحليوان‪ .‬وباملثل‪ ،‬جيب أيضا ً وضع اسرتاتيجيات والقيام بتدخالت طويلة األجل للسيطرة املستدامة عىل‬
‫هذه األمراض من أجل احلد من األخطار التي هتدد الصحة‪ ،‬واملعيشة‪ ،‬واألمن الغذايئ‪ ،‬والتغذية‪.‬‬

‫حتدي وضع اسرتاتيجية للوقاية من اإلصابة بفريوس نقص املناعة البرشى‪/‬اإليدز‪ :‬يتعني عىل مرص أن تتخذ خطوات عاجلة لتجنب‬
‫حتول اإلصابة بفريوس نقص املناعة البرشية من مستوى منخفض إىل وباء مرتكز‪ .‬وتشمل األولويات حتسني صدقية املعلومات االسرتاتيجية‬
‫املتعلقة بالسكان األكرث ُعرضة لإلصابة باملرض‪ ،‬وإعادة حتديد االجتاه القومي للتعامل مع هذا الفريوس وفقا ً للعوامل التي تتسبب يف انتشار‬
‫ماسة لتوسيع‬
‫الوباء استنادا ً إىل الدالئل‪ ،‬ويشمل هذا حتسني نظم الرصد‪ ،‬وآليات املتابعة والتقييم‪ ،‬وإجراء دراسات كيفية‪ .‬وهناك أيضا ً حاجة ّ‬
‫نطاق الربامج املوجهة للسكان األكرث تعرضا ً لإلصابة هبذا الفريوس حتى تصبح أكرث شموالً‪ ،‬وضامن الوقاية من أي إصابات جديدة‪ ،‬وتشجيع‬
‫استخدام الواقي الذكري‪ ،‬والرتكيز أكرث عىل اخلدمات التي ال توصم مستخدميها (‪ ،)non-stigmatizing services‬مثل تقديم االستشارات‬
‫التطوعية والعالج‪ ،‬واملراكز التي تساعد يف منع انتقال الفريوس من األمهات لألطفال‪ ،‬ورفع الدعم املقدم لألفراد املتعايشني مع هذا الفريوس‪.‬‬

‫حتدي القضاء عىل سوء التغذية لدى األطفال‪ :‬تتزايد حاالت سوء التغذية يف مرص ـ خاصة بني األطفال ـ كام أشار املسح السكاين والصحي‬
‫ويعترب سوء التغذية أحد مؤرشات الطفولة القليلة التي شهدت تدهورا ً‪ .‬فاحلرمان الغذايئ الشديد ‪ -‬الذي يقاس باستخدام‬
‫ملرص لعام ‪ُ ،2008‬‬
‫بيانات عن مقاييس فشل وظائف اجلسم البرشي يف األطفال حتت سن اخلامسة ـ يعاين منه نحو ‪ %17‬من األطفال يف هذه الفئة العمرية‪ ،‬أي‬
‫أن ‪ 1.5‬مليون طفل حتت سن اخلامسة يعانون من حرمان غذايئ شديد‪ .‬وتعترب مشكلة سوء التغذية بني هؤالء األطفال مشكلة حادة حيث ُتشري‬

‫‪23‬‬
‫التحديات الرئيسية التى حتددت ىف تقرير حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫املسوح لعام ‪ 2008‬إىل أن ‪ %29‬من األطفال يعانون من التقزم‪ ،‬و‪ %14‬يعانون من التقزم الشديد‪ .‬ويعترب التفاوت حسب مكان اإلقامة كبريا ً‬
‫حيث إن األطفال يف املناطق الريفية أكرث ُعرضة لإلصابة بالتقزم باملقارنة لألطفال يف املناطق احلرضية (‪ %30‬و‪ %27‬لكل منهام عىل التوايل)‪.‬‬
‫وملا كانت مشاكل التغذية يف مرحلة الطفولة املبكرة تُعترب مصدر معظم األمراض املزمنة غري املعدية املرتبطة بالتغذية لدى البالغني‪ ،‬فإن توفري‬
‫الرعاية الصحية أثناء فرتة احلمل ويف فرتة الطفولة املبكرة ميكن أن يؤدي إىل إنخفاض حاد يف عدد احلاالت املصابة هبذه األمراض‪ ،‬وإىل ختفيض‬
‫االنفاق عىل التأمني الصحي اخلاص بأمراض التغذية املزمنة التي سوف يتحملها نظام التأمني الصحي القومي يف املستقبل‪.‬‬

‫حتدي تطبيق الالمركزية والدميقراطية‪ :‬هناك حاجة ألن تتم عملية التنمية عىل املستوى املحيل‪ ،‬وإىل إجراء حتديد واضح للسلطات أو‬
‫املسؤوليات بني اهليئات‪ ،‬و بني املركز واألطراف‪ .‬وكذلك جيب إجراء تقييم أفضل لقدرات اجلهات القضائية املحلية عىل صياغة الربامج‪،‬‬
‫وتنفيذها‪ ،‬وإعداد تقارير بشأهنا‪ ،‬باإلضافة إىل أمهية استثارة احلوار‪ ،‬ومتثيل املواطنني‪ ،‬والتوصل إىل إمجاع يف الرأي من أجل توجيه عملية‬
‫حتديد األولويات عىل املستوى املحيل‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإنه من أجل تدعيم العملية الدميقراطية واملنافسة السياسية (اللذين يعتربان عاملني‬
‫أساسيني لتحقيق التنمية املستدامة) جيب وضع جمموعة من القوانني واللوائح التي تتسم باملصداقية لرتسيخ مبادئ الدميقراطية وقواعد املنافسة‬
‫السياسية‪ .‬وهذا اإلطار جيب أن يشمل كافة القوانني واللوائح التي ُتدير العمليات السياسية (مبا يف ذلك االنتخابات‪ ،‬واألحزاب السياسية‪،‬‬
‫والبيئة املحيطة)‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬يعد احلد من الفساد وحتسني احلوكمة الدميقراطية لتحقيق مزيد من الشفافية واملساءلة باملؤسسات العامة حتديا ً‪ ،‬حيث‬
‫جيب دعم املجالس الشعبية املحلية لرفع قدراهتا يف مواجهة الفساد‪ ،‬حتى تتمكن من ممارسة الرقابة واملتابعة يف جمال تقديم اخلدمات‪ .‬ويتعني‬
‫أيضا ً حتسني قدرة املجتمع املدين لتحفيز جمتمعاته املحلية لرضورة حتقيق قدر أعظم من املساءلة والشفافية‪.‬‬

‫حتدي محاية واحرتام حقوق اإلنسان‪ :‬أقر تقرير املراجعة الدورية الشاملة يف خامتته وتوصياته بجهود احلكومة املرصية يف رفع مستوى الوعي‬
‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬وأوىص بتنمية ثقافة حقوق اإلنسان‪ ،‬وتدعيم برامج بناء القدرات لدى الشعب‪ ،‬ومن ثم ينبغي وضع هذه التوصيات موضع‬
‫التنفيذ‪ .‬ومازال عىل مرص أن تواصل مسريهتا نحو إجراء تغيري ملحوظ يف سلوكيات وثقافة محاية واحرتام حقوق اإلنسان‪ ،‬وتنفيذ الترشيعات‬
‫اخلاصة بحقوق اإلنسان بصورة أفضل‪ .‬كام أن هناك حاجة إىل بناء كوادر قومية متخصصة يف حقوق اإلنسان‪ ،‬ووضع مناهج و ُكتيبات عن حقوق‬
‫اإلنسان ومنهجيات للتدريب‪ ،‬وتنفيذ اسرتاتيجيات لدمج حقوق اإلنسان يف نظام التعليم‪.‬‬

‫التحديات المرتبطة بالمحور الثالث ‪ :‬الموارد البيئية والمستدامة‬


‫حتدي االستثامر يف القطاع الزراعي‪ُ :‬يعترب االستثامر يف القطاع الزراعي منخفضا ً‪ ،‬لذا جيب توجيه اهتامم أكرب لتمويل عملية التنمية الزراعية‬
‫والريفية‪ ،‬وأن تأخذ االسرتاتيجية القومية يف احلسبان أمهية هذا القطاع ومسامهته يف مكافحة الفقر‪ ،‬وتغري املناخ‪ ،‬وعدم استقرار األسواق‬
‫العاملية‪ ،‬وأن ينعكس ذلك يف زيادة االستثامر فيه‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬يتعني تطوير القدرات البرشية واملؤسسية يف القطاع الزراعي‪ ،‬وتقييم كافة‬
‫اجلهود السابقة التي ُبذلت يف جمال التدريب وبناء القدرات‪ ،‬ورصد نتائجها وآثارها‪ .‬وهناك حاجة أيضا ً لتقوية الروابط بني مراكز البحوث‬
‫الزراعية وخدمات اإلرشاد الزراعي‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬يعد توفري املدخالت الزراعية يف التوقيت املناسب‪ ،‬وتطويرومتابعة أسواقها‪ ،‬وتقديم جمموعة مناسبة‬
‫من هذه املدخالت للمزارعني بأسعار معقولة ‪-‬من خالل التعاونيات‪ -‬أمورا ً رضورية لتحقيق األهداف املرجوة‪.‬‬

‫حتدي تدهور كفاءة األرض وزيادة التفتيت يف احليازة الزراعية‪ :‬إن حتدي توفر األرض وكفاءهتا اإلنتاجية‪ ،‬إىل جانب ندرة املوارد املائية‪،‬‬
‫يعوق االستفادة من إنفتاح االقتصاد املرصي‪ .‬ومن املتوقع أن تزداد ندرة املياه‪ ،‬باإلضافة إىل عدم توافر األرض وتدهور جودهتا يف املستقبل‪،‬‬
‫وهذا سوف يؤدي إىل احلد بصورة أكرب من قدرة القطاع الزراعي عىل االستفادة من أي ارتفاع يف أسعار املنتجات الزراعية يف األسواق‪ ،‬كام‬
‫سيؤثر عىل قدرة جانب العرض الكيل أو اخلاص عىل االستجابة ألي حتسن يف مؤرشات السوق‪ .‬ونظرا ً ألن الترشيعات التي حتكم استخدام‬
‫األرايض تضم العديد من املؤسسات والوزارات‪ ،‬لذا فهناك حاجة عاجلة لتطوير وتبسيط هذه الترشيعات‪.‬‬

‫حتدي تدعيم القدرات الفنية واملؤسسية إلدارة املوارد الطبيعية‪ :‬تواجه هذه القدرات حتديات مالية وإدارية وفنية جسيمة‪ ،‬وتتطلب مواجهة‬
‫ماسة إلجراء تنسيق قوي بني البحوث‪ ،‬ونقل املعرفة الفنية‪ ،‬وخدمات اإلرشاد الزراعي‪،‬‬ ‫عاجلة عىل كافة املستويات‪ .‬كام أن هناك حاجة ّ‬
‫واملجتمع املدين من أجل زيادة اإلنتاجية والقدرة التنافسية لقطاع الزراعة‪ .‬وجيب أيضا ً زيادة االستثامر يف السلع العامة‪ ،‬وتولية إهتامم خاص‬
‫للبحوث ونقل التكنولوجيا والبنية التحتية‪ ،‬وكذلك حتديث املؤسسات الزراعية والغذائية‪ ،‬وباألخص االهتامم بتنمية القدرات املتعلقة بوضع‬

‫‪24‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وحتليل ومتابعة السياسات الزراعية لدعم قطاع الزراعة كقاطرة للنمو‪ .‬كام يالحظ أن التنسيق ال يزال ضعيفا ً عىل املستويني الرأيس واألفقي بني‬
‫املؤسسات العاملة يف جمال الزراعة واملنتجات الغذائية‪ ،‬وهو ما يتطلب تقويته‪.‬‬

‫حتدي التوسع يف مصايد األسامك‪ :‬توسعت مصايد األسامك يف مرص‪ ،‬ومع ذلك ميكن تطويرها بحيث تستطيع تلبية احلاجة للربوتني من ِقبل‬
‫السكان املتزايدين وميسوري احلال‪ ،‬فامليزة النسبية إلنتاج االسامك ليست ُمس َتغلة بالكامل‪ .‬وحيتاج األمر إىل إعادة النظر يف الترشيعات التي‬
‫حتظر إنشاء مزارع سمكية عىل األرايض الزراعية مبا يتيح ملنتجي األسامك إمكانية زراعة القمح أو املحاصيل الشتوية األخرى‪ .‬وهذا يدعو إىل‬
‫السامح بإنتاج القمح (كغذاء لألسامك بصفة أساسية) يف األرايض غري الزراعية املخصصة للمزارع السمكية‪ ،‬وذلك بعد صيد األسامك‪.‬‬

‫حتدي نقص مياه النيل‪ :‬لقد أصبح هذا هو القيد األسايس الذي هيدد األمن الغذايئ‪ ،‬واستعادة شهرة أرايض الدلتا ووادي النيل يف مرص‬
‫بخصوبتها وما اقرتن بذلك من كميات كبرية من املحاصيل وإنتاجية عالية‪ .‬وتأيت مرص يف املركز الثاين بني الدول اإلفريقية من حيث عدد‬
‫السكان (‪ 79.2‬مليون نسمة)‪ .‬وختضع قضية حصة مرص من مياه النيل حاليا ً ملفاوضات متعرسة‪ .‬وقد انخفض متوسط نصيب الفرد من املياه‬
‫سنويا ً من ‪ 1893‬مرت مكعب يف عام ‪ 1959‬إىل ‪ 934‬مرت مكعب يف عام ‪ ،2000‬وهو ما يقل عن املقياس الدويل والبالغ ‪ 1000‬مرت مكعب‬
‫للفرد سنويا ً‪ .‬وألسباب اجتامعية وسياسية‪ ،‬تقرر جتنب املقرتح اخلاص بتقايض مثن املياه من املزارعني‪ .‬وهذا يعين بالنسبة لصانعي السياسات أن‬
‫ماسة للحفاظ عىل املياه‪ ،‬وختفيض املساحات املزروعة ببعض املحاصيل مثل األرز وقصب السكر‪ .‬وتتضمن التحديات األخرى‬ ‫هناك حاجة ّ‬
‫املرتبطة باملياه استمرار منو الكثافة السكانية بجوار املجاري املائية‪ ،‬وانخفاض جودة املياه نتيجة التخلص من مياه الرصف يف املجاري املائية‪.‬‬

‫طرق بعد‪ ،‬بسبب الرتويج الضعيف لسعة حمطات الطاقة املتجددة‪ ،‬ويتمثل‬ ‫حتدي الطاقة املتجددة‪ :‬هناك إمكانيات هائلة للطاقة املتجددة مل تُ َ‬
‫ذلك يف التوسع املحدود يف استخدام تطبيقات الطاقة الشمسية يف إنتاج الطاقة احلرارية والفوتوفولتية‪ .‬وبالرغم من أن استخدام تكنولوجيا‬
‫الكتلة احليوية ‪ biomass‬يف مرص ميتاز بتنافسية التكلفة عىل املدى الطويل‪ ،‬إال أن الرتويج هلا كان ضعيفا ً‪ ،‬ومل تُبذَ ل جهود كافية للتسويق‬
‫هلا‪ .‬إىل جانب ذلك‪ ،‬تعترب دورة اإلدارة املالية لتكنولوجيا الطاقة املتجددة ضعيفة‪ ،‬كام أن زيادة التوعية بالطاقة املتجددة مازالت تشكل حتديا ً‬
‫واضحا ً‪ ،‬حيث الزال من الصعوبة مبكان توافر املعلومات اخلاصة مبزايا الطاقة املتجددة لدى خمتلف رشائح املجتمع‪ ،‬وعن االستخدامات‬
‫املناسبة لكل رشحية‪ ،‬حتى ما يسهل استخدامه عىل مستوى األرس باملناطق الريفية مثل استخدام وحدات الغاز احليوي ‪.biogas‬‬

‫حتدي أمن الطاقة‪ :‬تزايد بصورة رسيعة االستهالك املحيل للبرتول والغاز نتيجة النمو االقتصادي املستمر‪ ،‬وهو ما يشكل هتديدا ً للتنمية االقتصادية‬
‫مبرص‪ ،‬وأمن الطاقة يف املستقبل‪ .‬وقد أسفر دعم أسعار الطاقة للمستخدم النهايئ منذ مدة طويلة – من أجل احلفاظ عىل العدالة االجتامعية – عن‬
‫ضغوط قوية عىل موازنة احلكومة والتي تتحمل الفرق بني تكاليف اإلنتاج والسعر املدعم الذي يدفعه املستخدم النهايئ‪ .‬واستمرار الدعم مبستواه‬
‫حتد جسيم هيدد النمو االقتصادي وأمن الطاقة‪ .‬لذا‪ ،‬فمن‬ ‫وهيكله احلايل (حوايل ‪ 70‬مليار جنيه سنويا ً) سوف يدفع موازنة الدولة إىل مواجهة ٍ‬
‫الرضوري التعجيل برتشيد استهالك الطاقة يف القطاعات األكرث طلبا ً دون ختفيض مستوى اخلدمة أو التأثري سلبا ً عىل أهداف التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وكذلك من الرضوري تنويع موارد الطاقة املتاحة بالتوسع يف استخدام موارد الطاقة املتجددة مثل الرياح‪ ،‬والطاقة الشمسية‪ ،‬والطاقة احليوية‪.‬‬

‫وخيىش أيضا ً حدوث انحسار‬ ‫حتدي تغري املناخ‪ :‬هناك تنبؤات تشري إىل أن مرص سوف تكون ضحية رئيسية لظاهرة االحتباس احلراري العاملي‪ُ ،‬‬
‫يف ساحل البحر املتوسط مبقدار عدة أمتار‪ ،‬وغرق جزء كبري من األرايض اخلصبة بالدلتا‪ .‬وقد يكون لتغري املناخ آثار سلبية عىل إدارة املناطق‬
‫الساحلية يف مرص‪ .‬ويقع أخطر أثر الرتفاع مستوى مياه البحر عىل منطقة دلتا النيل‪ ،‬حيث ميكن غرق ما بني ‪ %12-%10‬من املساحة الكلية‬
‫ويعد دمج اإلجراءات اخلاصة مبواجهة تغري املناخ يف خطط التنمية القومية حتديا ً أساسيا ً يف مرص‪ .‬لذا‪ ،‬فهناك‬
‫لألرايض املنخفضة بشامل الدلتا‪ُ .‬‬
‫حاجة لوضع اسرتاتيجية قومية للتكيف مع تغري املناخ واسرتاتيجية قومية القتصاد يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون‪ ،‬من خالل تبين منهج‬
‫يضم كافة األطراف املعنية عىل املستوى القومي والدويل‪ ،‬إىل جانب رضورة وضع برنامج متكامل لتمويل إجراءات ختفيض انبعاثات الكربون‪،‬‬
‫باإلضافة إىل توفري املوارد املالية لتنفيذ إجراءات مواجهة تغري املناخ يف خمتلف القطاعات‪.‬‬

‫ال عن التخلص من املخلفات الناجتة عن القطاعات األخرى‪ ،‬وإمنا تقع عىل‬ ‫حتدي محاية البيئة‪ :‬إن البيئة ليست قطاعا ً مستق ً‬
‫ال بذاته مسؤو ً‬
‫وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬وجهاز شؤون البيئة ‪ -‬الذراع التنفيذي للوزارة– مسؤولية اإلرشاف عىل دمج السياسات البيئية يف القطاعات‬

‫‪25‬‬
‫التحديات الرئيسية التى حتددت ىف تقرير حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫األخرى‪ ،‬والتنسيق بني األنشطة البيئية املختلفة‪ ،.‬وهي مهمة عسرية بالفعل‪ .‬وترتبط حتديات املخلفات الصلبة أساسا ً بالقيود التي ترتبها قيود‬
‫نظامية ومؤسسية وعىل مستوى األفراد داخل اإلدارة احلكومية بوجه عام‪ .‬كام أن اهليكل اإلداري املنوط به إدارة هذه املخلفات معقد للغاية‪،‬‬
‫ومف َكك‪ ،‬ومبعرث بني عدد من األجهزة احلكومية‪.‬‬
‫ُ‬

‫حتدي ختصيص األرايض‪ :‬تتسم أسواق بيع األرايض يف مرص بأهنا جمزأة‪ ،‬ومنعزلة‪ ،‬وحيركها العرض‪ ،‬وهلذا السبب‪ ،‬فإن املشكلة ليست مشكلة‬
‫عرض حمدود‪ ،‬ولكنها باألحرى مشكلة تتعلق بعدم وجود مواقع مناسبة هبا خدمات جيدة وأسعارها مقبولة مبا يالئم احتياجات التنمية‪ ،‬و ُتعد هذه‬
‫املشكالت نتاج نظام غري كفء إلدارة األراىض العامة‪ .‬لذا‪ ،‬جيب وضع سياسة واضحة وشاملة لألرايض العامة تؤكد من جديد عىل دور السوق‬
‫يف ختصيص األراىض العامة‪ ،‬وتضع إطارا ً رشيدا ً للتخطيط‪ ،‬وتوفر حوافز تعكس االحتياجات واألولويات احلالية‬

‫حتدي التوسع يف وسائل النقل‪ :‬مل يتمكن قطاع النقل يف مرص من مواجهة الزيادة اهلائلة يف استخدام املركبات‪ ،‬والقصور يف تنمية وسائل نقل‬
‫بديلة لشبكة الطرق‪ .‬وتدرك احلكومة املرصية أن وسائل النقل اجلامعي هي احلل لتخفيض الضغط الذي تسببه املركبات اخلاصة وما يرتبط بذلك‬
‫من ازدحام مروري‪ .‬وتشمل التحديات التي تواجه قطاع النقل حاليا ً‪ )1 :‬قصور السياسات‪ ،‬وضعف التكامل بني اخلطط‪ ،‬والضعف املؤسيس‬
‫الذي يعوق حتقيق االستدامة بقطاع النقل‪ )2 ،‬القيود املالية املفروضة عىل املوازنة العامة نظرا ً ألن مرشوعات النقل حتتاج إىل استثامرات ضخمة‬
‫والعائد املايل منها ال جيذب القطاع اخلاص‪ )3 ،‬عدم كفاية املعرفة الفنية وحمدودية برامج بناء القدرات والتوعية‪ )4 ،‬نقص البيانات واملعلومات‬
‫الالزمة لربامج التخطيط يف املجاالت التي خيدمها قطاع النقل‪ .‬وكام هو معروف يف أي دولة‪ ،‬يستفيد الكثريون من املزايا اخلارجية واإلجيابية‬
‫لالستثامر يف التوسع يف شبكة النقل‪ ،‬إال أنه من الصعب حتصيل تكلفة هذه االستثامرات بالكامل‪ ،‬لذا‪ ،‬يتعني حتديد رسوم خاصة‪ ،‬ورضائب‬
‫وتعريفات لفرضها عىل املركبات امللوثة للبيئة حتى ميكن توفري الدعم لوسائل النقل اجلامعي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫القسم الثانى‪ :‬تحليل الموقف‬

‫‪ -1‬المحور األول ‪ :‬النمو المستدام والشامل‬


‫‪27‬‬
‫‪ 1-1‬السياسة الكلية واالستقرار‬
‫أدت اإلصالحات اهليكلية واسعة النطاق التي أجريت يف يوليو ‪ 2004‬إىل حتقيق منو اقتصادي قوي حتى يونيو ‪ ،2008‬أي قبل بدء األزمة‬
‫املالية العاملية‪ ،‬فقد ارتفعت معدالت النمو من ‪ %4‬يف العام املايل ‪ 2004/2003‬إىل أكرث من ‪ %7‬يف العام املايل ‪ ،2008/2007‬وقد دعم‬
‫هذا النمو الطلب اخلارجي القوي‪ ،‬وتطبيق سعر رصف حقيقي تنافيس‪ -‬بعد التخفيض الكبري يف قيمة اجلنيه املرصي عام ‪ -2003‬والتدفقات‬
‫الكبرية الداخلة من االستثامرات األجنبية املبارشة‪ ،‬حيث ارتفع صايف التدفقات من االستثامرات األجنبية املبارشة من ‪ 509‬مليون دوالر عام‬
‫‪ 2001/2000‬إىل ‪ 6,1‬مليار دوالر يف عام ‪ ،2006/2005‬وإىل ‪ 11,1‬مليار دوالر يف عام ‪ 2007/2006‬ثم إىل ‪ 13,2‬مليار دوالر يف عام‬
‫‪ ،2008/2007‬وإن تراجعت إىل ‪ 8,1‬مليار يف عام ‪ .2009/2008‬وبالنسبة لالستثامرات اخلاصة املحلية‪ ،‬تم إنشاء أكرث من ‪ 33‬ألف رشكة‬
‫خالل الفرتة من ‪ 2005/2004‬حتى ‪ 2009/2008‬باستثامرات تقدر بنحو ‪ 134‬مليار جنيه يف عام ‪ ،2008/2007‬وبنحو ‪ 113.5‬مليار جنيه‬
‫يف عام ‪ ،2009/2008‬مقابل ‪ 46,4‬مليار جنيه يف عام ‪ .28 2005/2004‬وعىل الرغم من ذلك زاد إمجايل إنتاجية عوامل اإلنتاج بأقل من ‪%1‬‬
‫سنويا يف املتوسط‪ ،‬خالل الفرتة من ‪ 2005‬حتى ‪ .292008‬وقد متثل أحد مواطن الضعف األخرى يف مسار النمو يف مرص يف الصادرات كثيفة‬ ‫ً‬
‫استخدام املوارد نتيجة دعم الطاقة وترتب عىل ذلك أن اإلنتاج كثيف رأس املال‪.‬‬

‫ونتيجة األزمة املالية العاملية تباطأ النمو حتى بلغ ‪ %4,7‬يف عام ‪ 2009/2008‬باملقارنة بـ ‪ %7,2‬يف عام ‪ ،2008/2007‬وزادت البطالة زيادة‬
‫طفيفة حيث بلغ معدهلا ‪ %9,4‬عام ‪ ،2009/2008‬وتباطأ تب ًعا لذلك النمو يف متوسط نصيب الفرد من الناتج املحيل احلقيقي حتى بلغ ‪%2,4‬‬
‫مقابل ‪ %5‬يف عام ‪ .2008/2007‬وحتول الفائض الذي حتقق يف ميزان احلساب اجلاري‪ ،‬والذي بلغ ‪ %0,5‬من الناتج املحيل اإلمجايل عام‬
‫‪ ،2008/2007‬إىل عجز بلغ ‪ %2,4‬من الناتج املحيل اإلمجايل يف عام ‪ ،2009/2008‬وزادت املرصوفات احلكومية (من ‪ %31,5‬إىل ‪%33,8‬‬
‫انعكاسا لزيادة الدعم واملزايا االجتامعية (‪ %2‬من الناتج املحيل اإلمجايل) لتخفيف أثر األزمة املالية عىل الفقراء‪،‬‬
‫ً‬ ‫من الناتج املحيل اإلمجايل)‪،‬‬
‫أيضا االحتياطيات‬‫انعكاسا لزيادة املرصوفات الرأساملية (‪ %0,4‬من الناتج املحيل اإلمجايل)‪ ،‬حتى ميكن حتفيز االقتصاد‪ .‬وقد تراجعت ً‬ ‫ً‬ ‫وكذلك‬
‫الدولية لدى البنك املركزي من ‪ %34,6‬مليار دوالر يف عام ‪ 2008/2007‬إىل ‪ 31,3‬مليار دوالر يف عام ‪( 2009/2008‬وهو ما يعادل ‪ 7,5‬أشهر‬
‫انعكاسا لالنخفاض يف صايف التدفقات من االستثامرات األجنبية املبارشة‪ ،‬والتدفقات الرأساملية اخلارجة‪.30‬‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫من الواردات)‪ ،‬وقد يكون هذا ً‬

‫نسبيا‪ .‬وساعد عىل ذلك ما اتسم به هذا القطاع من حتفظ‪ ،‬وكفاية رأس‬ ‫جيدا ً‬‫كان وضع القطاع املرصيف املرصي خالل االضطراب املايل العاملي ً‬
‫املال‪ ،‬ووفرة السيولة‪ ،‬والنمو املعتدل يف االئتامن املمنوح للقطاع اخلاص‪ ،‬ومتويل التجزئة القوي‪ ،‬والتعرض املحدود ملخاطر العمالت األجنبية‬
‫واملنتجات املالية املتقدمة واملعقدة‪ ،‬كل هذا جتنب تفاقم مواطن الضعف يف ميزانيات البنوك‪ ،‬واحلاجة إىل قيام احلكومة بإعادة اهليكلة الرأساملية‬
‫للبنوك واختاذ إجراءات أخرى لتدعيم االستقرار يف القطاع املايل‪ .‬وعقب حدوث األزمة‪ ،‬ظلت السيولة وفرية‪ ،‬واستقرت نسبة القروض إىل‬
‫الودائع حول ‪ %50‬وحتقق فائض يف االحتياطيات‪.‬‬

‫مازال التضخم يشكل مصدر قلق بالغ لالقتصاد املرصي‪ .‬فعىل الرغم من تباطؤ النشاط االقتصادي‪ ،‬ارتفع معدل التضخم الرئييس‬
‫(‪ )headline–inflation‬من ‪( %11,6‬عىل أساس سنوي) يف عام ‪ 2008/2007‬إىل ‪ %16,5‬يف ‪ .2009/2008‬أما معدل التضخم األسايس‬
‫‪27‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫‪ ، core–inflation‬فقد اقرتب من معدل التضخم الرئييس الذي يستند إىل الرقم القيايس ألسعار املستهلكني‪ ،‬عىل الرغم من االرتفاع امللموس‬
‫يف أسعار الفواكه واخلرض (‪ )%24,1‬الذي يشكل ‪ %8,8‬من التضخم الرئييس عىل أساس الرقم القيايس ألسعار املستهلكني‪ .‬وهذا املعدل‬
‫األخري خفف منه تباطؤ التضخم بالنسبة لألصناف التي يتم حتديد أسعارها ‪ )%13,8( Regulated‬والتي متثل ‪ %19,4‬من سلة الرقم القيايس‬
‫ألسعار املستهلكني‪.31‬‬

‫إن تعرث اجتاه النمو طويل األجل يف مرص الذي بلغ ‪ ،%7,2‬وتراجع املؤرشات املالية وما ترتب عىل ذلك من تباطؤ النمو االقتصادي كان له‬
‫تداعيات خطرية متثلت يف زيادة مستوى الفقر وليس فقط يف انخفاض مستويات الدخل‪ .‬ووفقا ً للجنة التنمية بالبنك الدويل (‪ 2007‬ص‪)2‬‬
‫“النمو االقتصادي ليس غاية يف حد ذاته ولكنه وسيلة لتحقيق اهلدف العام وهو ختفيض الفقر”‪ .‬ومع هذا توجهت السياسة املالية يف مرص–‬
‫بدرجة أكرب– نحو زيادة معدالت النمو‪ ،‬ويف اآلونة األخرية اجتهت نحو حماولة استعادة مستويات النمو االقتصادي التي كانت سائدة قبل‬
‫األزمة (‪ .)IMF, 2010e‬وسوف تستفيد مرص مبارشة من استعادة النمو االقتصادي العاملي‪ ،‬كام ستساعدها احليوية التي كانت تتمتع هبا قبل‬
‫كافيا لتحقيق منو مطرد‪،‬‬
‫األزمة يف أن متيض يف طريقها نحو حتقيق معدل منو أقوى وختفيض مستوى الفقر يف املستقبل‪ .‬ومع هذا‪ ،‬لن يكون ذلك ً‬
‫ولتحسني مستوى رفاهة مجيع األفراد الذين يعيشون يف مرص‪ ،‬فهناك حاجة لتنفيذ سياسات يتم توجيهها نحو حتقيق منو قوي ومتواصل يؤدي‬
‫إىل ختفيف حدة الفقر‪.‬‬

‫ينبغي أن يستند النمو املطرد واملنارص للفقراء عىل ركيزتني مهمتني‪ .‬األوىل‪ ،‬سياسات اقتصادية كلية سليمة تؤدي إىل استدامة أوضاع املالية‬
‫العامة وتوفري الثقة يف السياسات النقدية‪ .‬الثانية‪ ،‬إصالحات هيكلية تؤدي إىل النهوض بالقدرة التنافسية‪ ،‬وهذا يتضمن تنفيذ سياسات لتحسني‬
‫البنية التحتية البرشية‪ ،‬واملادية‪ ،‬واالجتامعية‪ ،‬وشبكات األمان االجتامعي التي حتمي الفقراء والفئات املستضعفة‪.‬‬

‫أيضا‬
‫وفيام يتعلق بالسياسات االقتصادية الكلية السليمة واملستدامة‪ ،‬تتمثل إحدى التوصيات يف وضع إطار متوسط األجل لإلنفاق‪ .‬وقد ُيقرتح ً‬
‫أن ينص قانون املوازنة عىل قيام احلكومة بتقديم برنامج اقتصادي كيل كامل مع املوازنة السنوية‪ ،‬إىل جانب تقديم رؤية متوسطة األجل (ثالث‬
‫نظرا ألمهية اإلنفاق العام املنتج جيب بحث إمكانية‬
‫سنوات) للتمويل العام‪ .‬وهذه اخلطة ستتضمن‪ ،‬بحكم الرضورة‪ ،‬خطة سنوية لإلقراض‪ .‬و ً‬
‫الدعوة إىل اإلفصاح عن عملية ختصيص املوازنة وعقد حوار بشأهنا‪ .‬وحتى ميكن حتسني إنتاجية اإلنفاق العام يتعني إجراء حتليل للتكاليف‬
‫ريا‪ ،‬هناك عنرص آخر للسياسة الكلية السليمة وهو أهنا جيب أن تنطوي عىل قاعدة يف السياسة‬ ‫واملنافع لتقييم كل املرشوعات العامة‪ .‬وأخ ً‬
‫النقدية تضمن استقالل البنك املركزي‪.‬‬

‫وبالنسبة للركيزة الثانية‪ ،‬حتى يكون النمو منارصا للفقراء ومطر ًدا‪ ،‬جيب أن هتتم السياسة املالية بأن يكون منط النمو كام ييل‪ )1( :‬قويا‪”)2( ،‬شامال‬
‫‪ ”inclusive‬مبعىن أنه يشمل مجيع الفئات يف قوة العمل‪ )3( ،‬واسع النطاق‪ ،‬مبعىن أنه يشمل كافة قطاعات االقتصاد (منو متوازن)‪ )4( ،‬متعدد‬
‫األبعاد مبعىن أنه شامل(‪ )comprehensive‬ويأخذ يف االعتبار األبعاد االجتامعية األخرى إىل جانب الدخل‪ )5( ،‬متواصال مبعىن أنه مدفوع‬
‫بقدرة تنافسية قوية‪ .‬وسوف يؤدي منط النمو الشامل (‪ )inclusive‬إىل ختفيض الفقر يف األجل الطويل إذا كان إطار سياسة املالية العامة‬
‫أيضا‪.‬‬
‫مستداما ً‬

‫نجاحا عندما يؤدي حتويل املرصوفات‬ ‫ً‬ ‫هناك ثالثة دروس بالنسبة للسياسة املالية املنارصة للفقراء‪ .‬الدرس األول‪ ،‬أن السياسات املالية حتقق‬
‫إىل تغيري منط اإلنفاق احلكومي لصالح اإلنفاق املنتج‪ .‬وبصفة خاصة يؤدي زيادة اإلنفاق عىل التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والبنية التحتية‪ ،‬ومناخ األعامل‪،‬‬
‫ومرونة العاملة‪ ،‬والبحث والتطوير‪ ،‬إىل زيادة إنتاجية عوامل اإلنتاج‪ ،‬والنمو طويل األجل‪ .‬والدرس الثاين‪ ،‬أن السياسة املالية املستدامة‬
‫فرصا أفضل بخالف تنفيذها من خالل جانب الرضائب‪.‬‬ ‫التي تستهدف ختفيض عجز املوازنة ويتم تنفيذها من خالل جانب اإلنفاق متنح ً‬
‫كام أن التصحيح املايل الذي يعتمد عىل ختفيض االستثامر أو الزيادة املفرطة يف اإليرادات قد يؤدي إىل عرقلة مسار النمو يف البالد‪ .‬والدرس‬
‫فرصا أكرث إلعادة توزيع الدخل يف األجلني القصري والطويل‬ ‫الثالث‪ ،‬هو أن السياسة املالية املستدامة التي يتم تنفيذها من خالل اإلنفاق متنح ً‬
‫باملقارنة باالعتامد عىل جانب الرضائب‪ .‬وتوضح األدبيات أن هناك عالقة قوية بني اإلنفاق االجتامعي‪ ،‬خاصة عىل إصالح نظم التعليم والصحة‪،‬‬
‫واملعاشات‪ ،‬والتأمني الصحي والتأثري بصورة أفضل عىل توزيع الدخل وتكوين رأس املال البرشي وتوزيعه‪ .‬وتعترب برامج الرفاهة االجتامعية‬
‫أيضا للنمو املنارص للفقراء‪.‬‬
‫التي تركز عىل استحقاقات املعاشات والصحة ذات أمهية بالغة ً‬
‫‪28‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫‪32‬‬
‫إطار ‪ : 6‬خطوات نحو إصالح السياسة النقدية يف مرص‬

‫خالل السنوات القليلة املاضية اختذ البنك املركزي املرصي الكثري من اخلطوات اهلامة لتطوير السياسة النقدية يف مرص هبدف تبين سياسة استهداف التضخم‬
‫كإطار للسياسة النقدية مبجرد اختاذ اإلجراءات األساسية الالزمة‪ .‬وتتضمن سياسة استهداف التضخم اإلعالن عن أهداف رقمية ملعدالت التضخم ـ خالل األجل‬
‫املتوسط ـ مع التزام السلطات النقدية بتنفيذ هذه األهداف‪.33‬‬

‫قدرا أكرب من االستقالل‪ ،‬كام تم وضع إطار مؤسيس واضح لتحديد أسعار الفائدة‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬أطلق‬
‫ومبوجب قانون البنوك اجلديد رقم ‪ُ 88‬منح البنك املركزي ً‬
‫ناجما شام ًال وبعيد املدى إلصالح القطاع املرصيف‪ ،‬تضمن اخلطوات اهلامة التي تساعد عىل التغلب عىل أوجه القصور التي كانت موجودة‬
‫البنك املركزي يف عام ‪ 2004‬بر ً‬
‫أيضا الرشوط األساسية لتطبيق سياسة استهداف التضخم‪ ،‬وتشمل كذلك (قضية القروض املتعرثة) وإعادة هيكلة وخصخصة‬ ‫يف القطاع املرصيف من قبل‪ ،‬وتتضمن ً‬
‫البنوك التي تساهم فيها الدولة‪ ،‬إىل جانب إجراء إصالحات تنظيمية أخرى‪ ،‬وحترير سعر الرصف واألسواق النقدية واستمرار جهود اإلرشاف عىل البنوك‪.‬‬

‫وقد كانت استعادة الثقة يف سوق الرصف األجنبي‪ ،‬وإحالل األدوات السعرية حمل األدوات النقدية الكمية حجر الزاوية يف برنامج البنك املركزي إلصالح‬
‫السياسة النقدية‪ .‬وقد تم التخيل عن سعر الرصف كأداة تثبيت أسمية ‪ ،nominal anchor‬وأعلن عن أن استقرار األسعار هو هدف السياسة النهايئ‪ .‬ويلتزم البنك‬
‫املركزي بتحقيق معدالت تضخم منخفضة عىل املدى املتوسط‪ ،‬الذي يعتقد أنه أمر رضوري للحفاظ عىل الثقة‪ ،‬وحتقيق معدالت عالية ومستدامة لكل من االستثامر‬
‫والنمو االقتصادي‪ .‬وقد حتولت مرص نحو تطبيق نظام موحد ومرن لسعر الرصف خالل عام ‪ .2004‬وقد اقرتب سعر السوق املوازي (الذي كان يزيد بأكرث من ‪%15‬‬
‫أيضا وجود قطاع مرصيف متطور وعميق‬ ‫يف هناية عام ‪ )2003‬مع السعر املعلن يف اجلهاز املرصيف يف النصف الثاين من عام ‪ 2004‬نتيجة استعادة الثقة‪ .‬إن من املهم ً‬
‫حتى ميكن تنفيذ إجراءات السياسة النقدية بأسلوب سليم‪ .‬وتعترب السياسة النقدية يف إطار استهداف التضخم سياسة ذات توجه للسوق‪ ،‬ويتوقع أن يعمل اجلهاز‬
‫بناء عىل مبادئ السوق‪ .‬وقد أدت سيطرة البنوك اململوكة للدولة عىل السوق إىل مجود هيكل أسعار الفائدة يف مرص‪ .‬ويف ظل برنامج إصالح اجلهاز املرصيف‬
‫املرصيف ً‬
‫أجرى القطاع املرصيف تغيريات جوهرية سمحت بخروج الكثري من البنوك الضعيفة‪ ،‬وبإجراء عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق‪ ،‬والترصف يف حصص الدولة يف‬
‫البنوك اخلاصة‪ ،‬وبخصخصة أحد البنوك الكبرية اململوكة للدولة‪ .‬هذه اإلجراءات أدت إىل ختفيض كبري يف نسبة البنوك التي تساهم فيها الدولة‪ ،‬وتم عالج مشكلة‬
‫القروض املتعرثة الكبرية من خالل املخصصات والتسويات النقدية‪ .‬وقد قامت احلكومة والبنك املركزي بتنفيذ برنامج تم تصميمه لتنقية ميزانيات البنوك‪ ،‬وتسوية‬
‫القروض املتعرثة لدى املرشوعات العامة واخلاصة‪.‬‬

‫وعالوة عىل ما تقدم أجريت تغيريات مؤسسية وتشغيلية كثرية‪ ،‬يف ظل الربنامج لتسهيل صياغة السياسة النقدية وتقييمها‪.‬‬
‫فبالنسبة لإلجراءات املؤسسية ‪:‬‬
‫جيدا‪ ،‬شكل جلنة السياسة النقدية التي جتتمع يوم اخلميس كل ستة أسابيع لتقرر سياساهتا الرئيسية‪.‬‬‫ً‬ ‫املحدد‬ ‫اختصاصه‬ ‫ميارس‬ ‫أن‬ ‫حتى ميكن للبنك املركزي‬
‫وتتكون اللجنة من ‪ 6‬أعضاء من جملس إدارة البنك املركزي‪.‬‬
‫لتعزيز الشفافية‪ ،‬وتدعيم الثقة يف البنك املركزي‪ ،‬واملساعدة يف تأكيد توقعات التضخم‪ ،‬يتم اإلعالن عن قرارات جلنة السياسة النقدية إىل السوق من خالل‬
‫بيان السياسة النقدية الذي يعلن عىل موقع البنك املركزي بعد كل اجتامع‪.‬‬
‫وبالنسبة للتغيريات اإلجرائية ‪:‬‬
‫تم التخيل عن سعر الرصف كأداة تثبيت اسمية‪ ،‬وأعلن أن استقرار األسعار هو هدف السياسة النهايئ‪.‬‬
‫إطارا ألسعار الفائدة حده األقىص سعر عائد االقرتاض من البنك املركزي ملدة ليلة واحدة‪ ،‬وحده األدىن سعر عائد‬ ‫يف ‪ 2‬يونيو ‪ ،2005‬وضع البنك املركزي ً‬
‫اإليداع لديه ملدة ليلة واحدة‪ .‬وحتدد جلنة السياسة النقدية املدي الذي يتحرك خالله عائد املعامالت بني البنوك ملدة ليلة واحدة‪ .‬ويف الواقع يعد استخدام‬
‫عائد املعامالت بني البنوك ملدة ليلة واحدة هو اهلدف التشغييل للبنك املركزي املرصي‪.‬‬
‫يف أغسطس ‪ ،2005‬بدأ البنك املركزي يف إصدار أوراق مالية خاصة به إلدارة السيولة من خالل عمليات السوق املفتوحة للتمييز بني األدوات النقدية‬
‫واألدوات املالية‪.‬‬
‫يف أكتوبر ‪ ،2009‬قدم البنك املركزي الرقم القيايس للتضخم األسايس الذي استبعد الفاكهة واخلرض واألسعار املدارة‪ .‬وقد ساعد هذا الرقم القيايس البنك‬
‫جيدا‪ ،‬وسوف يستخدم كأداة هامة للحيلولة دون انتشار أثر التقلب يف أسعار‬ ‫ترحيبا ً‬
‫ً‬ ‫املركزي يف توضيح رؤيته بالنسبة للضغوط التضخمية‪ .‬وقد القى ذلك‬
‫الغذاء والوقود‪ .‬كام أطلق البنك املركزي عىل موقعه اإللكرتوين صفحة متخصصة عن السياسة النقدية ‪ ،‬ويعتزم نرش تقرير دوري عن السياسة النقدية يف‬
‫عام ‪ 2010‬مما حيسن من إمكانية اإلفصاح عن سياساته‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬رانيا املشاط‪ ،‬رئيس إدارة السياسة النقدية‪ ،‬البنك املركزي املرصي‪.‬‬

‫أثر السياسة المالية على القدرة التنافسية والنمو‬


‫سيساعد اإلصالح اجلاري يف نظام دعم الطاقة عىل احلد من مظاهر عدم كفاءة اإلنفاق‪ ،‬ويتيح فرصة أكرب لإلنفاق عىل االحتياجات االجتامعية‬
‫ذات األولوية وعىل البنية التحتية‪ .‬فإىل جانب أن الدعم يزاحم اإلنفاق عىل االحتياجات االجتامعية ذات األولوية وعىل البنية التحتية فإنه‬
‫يؤدي إىل اإلفراط يف االستهالك‪ .‬ويؤدي اهليكل احلايل لإلنفاق العام إىل تقويض قدرة السياسة املالية عىل حتقيق االستدامة والنمو الشامل‪،‬‬
‫ريا من اإلنفاق‬
‫جانبا كب ً‬
‫حيث أن مدفوعات خدمة الدين‪ ،‬واألجور‪ ،‬والدعم‪ ،‬والتحويالت األخرى تشكل ‪ %75‬من إمجايل اإلنفاق العام‪ .‬كام أن ً‬

‫‪29‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫احلكومي يذهب إىل دعم الطاقة الذي يتسم بعدم الكفاءة والتكلفة الباهظة‪ .‬ومل تؤد الزيادات التدرجيية املتتالية يف األسعار املحلية إىل اقرتاب‬
‫األسعار املحلية من األسعار العاملية‪ ،‬وظلت بعض األسعار أدىن من األسعار العاملية ومن األسعار يف البلدان املجاورة‪.‬‬

‫ال كانت أسعار الغاز املسال أقل‬


‫خالل عام ‪ ،2009‬كانت أسعار الوقود املحلية أقل من األسعار العاملية بنسبة ترتاوح بني ‪ .%75 ،%30‬فمث ً‬
‫بنسبة ‪ %75‬من األسعار العاملية‪ .‬وأسعار الوقود – النفط والبنزين (ومها األقل دعما) – أقل بنسبة ‪ %30‬من ٍ‬
‫األسعار العاملية‪ .‬وعىل الرغم‬ ‫ً‬
‫من انخفاض األسعار العاملية للنفط بعد األزمة‪ ،‬كان أكرث من ربع اإلنفاق األويل‪ ،‬ونحو ثلثي الدعم احلكومي مازال يذهب إىل عدد قليل من‬
‫املنتجات البرتولية (البنزين‪ ،‬الديزل‪ ،‬الغاز املسال‪ ،‬الكريوسني‪ ،‬زيت الوقود)‪ .‬ووف ًقا للحسابات اخلتامية للميزانية عن العام املايل ‪،2009/2008‬‬
‫بلغ دعم املنتجات البرتولية ‪ 62,7‬مليار جنيه‪ ،‬وهو ما يفوق إمجايل مرصوفات امليزانية عىل التعليم والصحة (‪ 39,8‬مليار جنيه‪ 15,7 ،‬مليار‬
‫جنيه عىل التوايل)‪ .‬ويبلغ دعم الطاقة هذا ـ الذي يستفيد من معظمه األغنياء ـ ثالثة أضعاف دعم السلع املدرجة عىل بطاقات التموين مثل‬
‫السكر‪ ،‬وزيت الطعام باإلضافة إىل الغاز‪.‬‬

‫بعيدا عن امليزة النسبية طويلة األجل ملرص‪ .‬وبالنظر إىل‬‫هناك نتيجة أخرى خطرية لدعم الطاقة وهي أنه يؤدي إىل توجيه هيكل اإلنتاج ً‬
‫ما تتسم به الصادرات املرصية من أهنا كثيفة استخدام املوارد (النفط والغاز)‪ ،‬واعتامد املوازنة عىل إيرادات اهليئة املرصية العامة للبرتول‬
‫(‪ ،)EGPC‬هناك موضوعان مرتابطان يتعلقان بالسياسة‪ :‬األول‪ ،‬أثر انتعاش أسعار البرتول والغاز عىل سعر الرصف احلقيقي‪ ،‬واألثر العام عىل‬
‫باقي االقتصاد‪ ،‬والثاين‪ ،‬شفافية املؤسسات التي تتعامل مع املوارد‪ .‬هذان مها املوضوعان اللذان يتعني عىل أجندة التنمية املرصية خالل العقد‬
‫القادم أن تبحثهام‪.‬‬

‫‪ 2-1‬القدرة التنافسية‬
‫هناك اجتاه متزايد نحو تقييم القدرة التنافسية ملرص يف الكثري من التقارير الدولية ومنها تقرير البنك الدويل عن ممارسة أنشطة األعامل ‪World‬‬
‫‪ Bank’s Doing Business‬ومؤرش التنافسية الذي يصدره املنتدى االقتصادي العاملي ‪ World Economic Forum‬والنموذج العاملي‬
‫لريادة األعامل ‪ ، Global Entrepreneurship Model‬ومؤرش إدراك الفساد يف تقرير الشفافية العاملية ‪Transparency International‬‬
‫‪ .Corruption Perception Index‬وفيام يتعلق مبؤرش إدراك الفساد‪ ،‬الذي يصنف الدول وف ًقا للدرجة التي ُيدرك هبا الفساد بني املسؤولني‬
‫يف احلكومة والسياسيني‪ ،‬استقرت درجة مرص عند ‪ 2,8‬من ‪ 10‬نقاط‪ .‬وجدير بالذكر أن النقاط التي تقل عن خسة تشري إىل أن الفساد يشكل‬
‫مشكلة خطرية‪ .‬ويف هذا الصدد بلغ ترتيب مرص ‪ 111‬من بني ‪ 180‬دولة عام ‪(2009‬جتدر اإلشارة إىل أن ترتيب مرص قفز إىل املركز ‪ 98‬طبقا‬
‫لتقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر يف ‪ 26‬أكتوبر‪.)2010‬‬

‫ووف ًقا لتقرير البنك الدويل عن ممارسة أنشطة األعامل عام ‪ ،2010‬أدرجت مرص ضمن أعىل عرش دول قامت بإصالحات للسنة اخلامسة وبنفس‬
‫الرتتيب‪ .34‬وهي الدول التي كانت األحسن من حيث تيسري ممارسة أنشطة األعامل‪ ،‬والتي قطعت خطوات إجيابية يف ثالثة جماالت عىل األقل‬
‫من بني ‪ 10‬جماالت ألداء األعامل‪ .‬وقد حتسن أداء مرص يف أربعة جماالت هي ‪ :‬تأسيس أنشطة األعامل‪ ،‬إصدار تراخيص البناء‪ ،‬احلصول عىل‬
‫االئتامن‪ ،‬وتنفيذ العقود‪ .‬ومع هذا مل يتحسن أداء مرص يف املجاالت الستة األخرى وهي ‪ :‬تشغيل العاملني‪ ،‬تسجيل امللكية‪ ،‬محاية املستثمرين‪،‬‬
‫دفع الرضائب‪ ،‬التجارة عرب احلدود‪ ،‬تصفية األعامل‪.‬‬

‫ويرتاوح ترتيب مرص يف تقرير ممارسة أنشطة األعامل من مركز متقدم يبلغ ‪( 24‬تأسيس أنشطة األعامل إىل مركز مثري للدهشة يبلغ ‪ 101‬من ‪125‬‬
‫عام ‪ )2007‬و من ‪( 29‬للتجارة عرب احلدود إىل مركز متدن يصل إىل ‪( 156‬إصدار تراخيص البناء) و ‪( 148‬تنفيذ العقود)‪ .‬ومن املالحظ أن‬
‫أيضا من األربعة جماالت التي أجرت فيها مرص إصالحات إجيابية‪ .‬وعالوة عىل ذلك تشري‬‫املجالني اللذين حتتل فيهام مرص ترتيبني متأخرين مها ً‬
‫مسوح تقييم مناخ االستثامر التي جيرهيا البنك الدويل (‪ The World Bank’s Investment Climate Assessment )ICA‬إىل أن عدم‬
‫التيقن املتعلق بالسياسات يعد من أحد العقبات التي يواجهها رواد األعامل‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬تقدم ترتيب مرص من املركز الـ ‪ 126‬من بني ‪183‬‬
‫دولة يف عام ‪ 2008‬إىل املركز الـ ‪ 116‬يف عام ‪ ،2009‬وإىل املراكز ‪ 106‬يف عام ‪ .2010‬وعىل غرار الدول األخرى التي استمرت يف تنفيذ برامج‬
‫لإلصالح‪ ،‬تتبىن مرص أجندة طويلة األجل تستهدف النهوض بالقدرة التنافسية ملنشآهتا ولالقتصاد ككل‪ ،‬وتعمل عىل إدماج اإلصالحات اخلاصة‬
‫بتنظيم قطاع األعامل يف أجندة موسعة للنهوض بالقدرة التنافسية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وبالنظر إىل مؤرش التنافسية العاملية يتبني أن ترتيب مرص حتسن من املركز الـ ‪( 81‬من بني ‪ 133‬دولة) يف عام ‪ 2009‬إىل املركز السبعني يف عام‬
‫‪ ،201035‬وحصلت مرص عىل أربع نقاط من بني ‪ 7‬نقاط‪ ،‬وهي الدرجة العظمى عىل مؤرش التنافسية‪ ،‬وذلك عىل مدى األربع سنوات السابقة‪.‬‬
‫وقد حصل القطاع املايل عىل أعىل نقاط عىل الرغم من األزمة املالية العاملية‪ ،‬وكان وراء ذلك ـ حلد كبري ـ إنشاء هيئة الرقابة املالية املرصية‬
‫كزا عن العام السابق‪ ،‬كام حتقق أكرب تقدم يف جماالت البنية التحتية‪ ،‬والتعليم العايل‪،‬‬ ‫اجلديدة‪ .‬وقد قفز ترتيب السوق املالية يف مرص بـ ‪ 22‬مر ً‬
‫وتطور األعامل واالستعداد التكنولوجي‪.‬‬

‫وبوجه عام‪ ،‬يرجع التحسن الذي حققته مرص يف ترتيب القدرة التنافسية – يف جانب كبري منه – إىل تراجع مراكز الدول األخرى‪ .‬ففي الواقع‬
‫ظل متوسط إمجايل النقاط التي حصلت عليها مرص بدون تغيري خالل السنوات األخرية‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار أن التحسن الذي حتقق يف بعض‬
‫عرشحمورا الذين يكونون مؤرش التنافسية العاملية‪،‬‬
‫ً‬ ‫املجاالت قابلة تراجع يف البعض اآلخر‪ .‬وقد عانت مرص من تذبذب األداء بالنسبة لإلثىن‬
‫وكانت أدىن النقاط يف املجاالت املرتبطة بالتنمية البرشية واالستقرار االقتصادي الكيل‪ .‬وبوجه خاص‪ ،‬كانت أضعف املجاالت هي ‪ :‬التعليم‬
‫االبتدايئ والصحة‪ ،‬والتعليم العايل والتدريب‪ ،‬وكفاءة سوق العمل‪ .‬فالتعليم والصحة مها املجاالت اللذان يسامهان يف حتسني مستوى جودة‬
‫رأس املال البرشي يف الدولة‪ ،‬ومها األساس الذي يضمن حتقيق نتائج مثىل السرتاتيجية التنافسية‪ .‬وعىل الرغم من أن الوصول للتعليم حتسن‬
‫ريا‪ ،‬إال أن مرص حتتل املركز ‪ 123‬بالنسبة جلودة مؤسساهتا التعليمية‪ .‬وعالوة عىل ذلك حتتل مرص املركز الـ ‪ 126‬بالنسبة لكفاءة سوق العمل‪،‬‬
‫كث ً‬
‫حيث تؤدي اللوائح التنظيمية الصارمة التي حتكم هذا السوق‪ ،‬وهجرة العقول‪ ،‬وانخفاض نسبة مشاركة املرأة إىل احلد من إمكانية حتقيق نجاح‬
‫يف هذا املجال بالذات‪.‬‬

‫استراتيجية التنافسية المصرية‬


‫يف سبتمرب ‪ ،2009‬كلف رئيس الوزراء املجلس الوطين املرصي للتنافسية بوضع اسرتاتيجية التنافسية املرصية‪ .‬ويتم صياغة هذه االسرتاتيجية‬
‫من خالل حوار جمتمعي واسع‪ ،‬وإعدادها بأسلوب يضمن الوصول إىل توافق يف الرأي حول جمموعة من األولويات قصرية وطويلة األجل‪ ،‬وكذلك‬
‫تصميمها بحيث حتفز الكثري من املفكرين‪ ،‬والشخصيات التي تشكل الرأي العام‪ ،‬والقيادات عىل طرح تعقيباهتم ومردودهم وآرائهم‪ 0‬وتعد‬
‫اسرتاتيجية التنافسية املرصية األساس خللق فرص عمل أكرث‪ ،‬وأفضل وأكرث استدامة للمرصيني‪ .‬كام أن اسرتاتيجية التنافسية االقتصادية‬
‫سوف تقود مرص نحو الرخاء يف القرن الواحد والعرشين‪ ،‬واستعادة مكانتها يف العامل‪ .‬وتركز هذه االسرتاتيجية عىل النهوض مبستوى حياه‬
‫الشعب‪ 0‬واالقتصاد الذي يتمتع بالقدرة التنافسية سوف يؤدي إىل رسعة تقليص الفقر‪ ،‬ومي َكن املجتمع املرصي من إجياد حلول للمشاكل التي‬
‫احتياجا‪ .‬وتعزيز القدرة التنافسية يعين حتقيق زيادة مطردة يف اإلنتاجية التي تؤدي بالتايل إىل حتسني مستويات املعيشة‬
‫ً‬ ‫تعاين منها الفئات األشد‬
‫بشكل يشعر به املواطن املرصي العادي‪.‬‬

‫سوف يسعى املجلس الوطين املرصي للتنافسية – بالتشاور عىل نطاق واسع مع األطراف صاحبة املصلحة املرصية ـ إىل الوصول إىل توافق يف‬
‫الرأي حول القوى الدافعة األساسية للنهوض بالقدرة التنافسية‪ .‬وهناك ثالث جماالت يتم الرتكيز عليها‪ ،‬أو ثالث موضوعات هامة ذات تأثري‬
‫قوي هي ‪ :‬االستثامر يف البرش‪ ،‬والتحول األخرض‪ ،‬والبحث والتطوير واالبتكار‪.‬‬

‫أعضاء قادرين عىل املنافسة يف املجتمع‬


‫ً‬ ‫جمال الرتكيز األول (االستثامر يف البرش) ‪ :‬إن إعداد الشباب املرصي (جيل املستقبل) ليكونوا‬
‫االقتصادي الدويل ‪ ،‬سوف يساعد مرص عىل حتقيق أقىص استفادة من التحول الدميوجرايف احلايل‪ ،‬وتغري الرتكيب العمري‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫نظام تعليم يستجيب ملتطلبات اقتصاد يواجه تغريات رسيعة‪ .‬ويتضمن هذا وضع تعليم أفضل‪ ،‬وأكرث مالمئة‪ ،‬وأكرث إنصافًا‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫تطوير التدريب املهين‪.‬‬

‫جمال الرتكيز الثاين (التحول األخرض) ‪ :‬يعين التحول إىل استخدام الطاقة املتجددة بأشكاهلا املعروفة يف القرن الواحد والعرشين‪،‬‬
‫وكفاءة استخدام املياه والطاقة‪ ،‬واستخدام اجلوانب “اخلرضاء” يف كافة الصناعات كميزة تنافسية‪ ،‬وحتسني نوعية احلياة من خالل ختفيض‬
‫التلوث‪ ،‬كام يعين التحول األخرض التنمية املستدامة‪ .‬ومن املمكن أن تكون الطاقة والتكنولوجيا البيئية مصدرين لنمو اإلنتاجية‪.‬‬

‫جمال الرتكيز الثالث (البحث والتطوير واالبتكار) ‪ :‬هناك رضورة ألن تقوم مرص بتطوير قدرهتا عىل االبتكار حتى ميكنها أن جتاري‬

‫‪31‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫املنافسة املتزايدة من دول مثل اهلند‪ ،‬والصني‪ ،‬واإلمارات العربية املتحدة‪ .‬ومن خالل االستثامر يف االبتكار‪ ،‬وخلق مناخ أفضل للبحث‬
‫والتطوير‪ ،‬ودعم التجمعات اجلديدة التي تعمل يف جمال االبتكار‪ ،‬تستطيع مرص أن ختلق اقتصاد معرفة حيقق قيمة مضافة أعىل‪ .‬وهذا‬
‫بدوره يتطلب جذب االستثامر األجنبي من خالل رشكات تتمتع بالقدرة عىل االبتكار وبتحسني اآلليات التي تنظم احلوافز التي تشجع‬
‫عىل االستغالل التجاري للبحوث التي جترهيا اجلامعات ومعاهد البحوث املرصية‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل ما تقدم‪ ،‬يتعني عىل القطاعات االقتصادية الرئيسية يف مرص مثل السياحة والزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬واخلدمات املالية‪ ،‬والتشييد‪،‬‬
‫واخلدمات اللوجستية‪ ،‬وخدمات التجزئة أن تعمل كل منها عىل وضع اسرتاتيجية للنهوض بقدرهتا التنافسية‪ ،‬كام ينبغي عىل كل حمافظة أن تضع‬
‫أيضا‬
‫أيضا اسرتاتيجية التنمية االقتصادية املحلية اخلاصة هبا‪ ،‬وبذلك ستصبح املبادرات االقتصادية املحلية عىل مستوى املحليات واملحافظات ً‬‫ً‬
‫من القوى الدافعة األساسية لتعزيز القدرة التنافسية‪ ،‬ففي كثري من املجاالت‪ ،‬تصبح املبادرات ذات فاعلية عندما تتخذ عىل املستوى املحيل‪،‬‬
‫غالبا ما يتم تشكيله عىل أفضل وجه إذا تم ذلك عىل املستوى املحيل‪ .‬وقد بدأت الكثري من املحافظات يف تقييم أصوهلا‬‫كام أن مناخ األعامل ً‬
‫وإمكانياهتا االقتصادية من أجل تعبئة االستثامر‪ ،‬وخلق فرص عمل يف املحليات التابعة هلا‪.‬‬

‫‪ 3-1‬قاطرات النمو‬
‫“إن االسرتاتيجية املرصية للتنافسية هي األساس يف خلق فرص عمل أكرث‪ ،‬وأفضل‪ ،‬وأكرث استدامة للمرصيني ‪ .‬والغرض من هذه االسرتاتيجية‬
‫‪36‬‬

‫هو التعرف عىل القطاعات الرئيسية وتنميتها يف كل من‪ :‬الصناعة التحويلية‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والسياحة‪ ،‬باإلضافة إىل التشييد‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬واخلدمات املالية‪ .‬وتقر االسرتاتيجية باحلاجة إىل وجود رؤية طويلة األجل تعد مبثابة مظلة لكافة القطاعات وأقاليم مرص لوضع‬
‫االسرتاتيجيات وخطط العمل اخلاصة هبا‪ .‬ومن الرضوري الرتكيز عىل االستقرار االقتصادي والتنمية البرشية إذا أردنا حتسني الوضع التنافيس‬
‫تقدما يف عدد من القطاعات الواعدة‪ .‬وميكن من خالل اجلهود املشرتكة لكل‬ ‫ملرص‪ .‬كام أنه بتنفيذ التدخالت املستهدفة‪ ،‬ميكن ملرص أن حتقق ً‬
‫من احلكومة‪ ،‬وقطاعات األعامل‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬باإلضافة إىل حتسني إنتاجية املوارد الطبيعية‪ ،‬والبرشية‪ ،‬واملالية‪ ،‬أن تنطلق مرص يف االجتاه‬
‫الصحيح‪ .‬إن القدرة التنافسية لكل قطاع أو إقليم هي دالة يف كل من امليزة النسبية الكامنة والعديد من العوامل األخرى مثل البحث والتطوير‪،‬‬
‫والبنية التحتية التي ختلق مزايا نسبية جديدة‪ .‬واهلدف هو حتقيق منو متوازن عرب القطاعات واألقاليم باإلضافة إىل النمو الشامل الذي يفيد كافة‬
‫املجتمعات واملواطنني‪ 0‬وتتضمن االسرتاتيجية الصناعية اختيار اإلجراءات التي حتقق أفضل نتائج من بني عدة اختيارات بديلة‪.‬‬

‫وهناك عدد من القطاعات والقطاعات الفرعية التي برزت إمكانياهتا بالفعل‪ ،‬ويبدو هذا مما حققته من ارتفاع معدالت النمو‪ ،‬والتشغيل‬
‫والصادرات‪ .‬وتستند بعض هذه القطاعات – مثل املنسوجات‪ ،‬وجتهيز املنتجات الغذائية – عىل ما تتمتع به من مزايا نسبية‪ ،‬مبا يف ذلك توفر املواد‬
‫اخلام‪ ،‬ومالءمة املناخ‪ ،‬وتوفر املوارد البرشية‪ .‬هذا بينام تعتمد قطاعات أخرى عىل االبتكار وريادة األعامل‪ ،‬خاصة يف جمايل السياحة وتكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت‪ .‬إن خلق ميزة تنافسية جيب أن يتضمن توفري تعليم وتدريب عايل اجلودة‪ ،‬وبنية حتتية‪ ،‬ومناخ أعامل ٍ‬
‫موات‪ ،‬وكلها تشكل‬
‫خمرجات السياسة املطلوبة هلذه القطاعات من أجل ازدهارها يف املستقبل‪ .‬واألقسام التالية توضح امليزات التنافسية الفعلية الكامنة يف قطاعات‬
‫الصناعة التحويلية‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والسياحة‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬والطاقة املتجددة‪ ،‬والتشييد‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬واملرشوعات متناهية‬
‫الصغر والصغرية واملتوسطة‪.‬‬

‫‪-3-1‬أ‪ :‬الصناعات التحويلية ‪ :‬السياسات الصناعية‪ ،‬وسياسات التجارة الدولية واألسواق‬


‫الداخلية‬
‫خلفية عن السياسات‬
‫تعد السياسات الصناعية‪ ،‬وسياسات التجارة الدولية واألسواق الداخلية جوانب ثالثة للسياسة االقتصادية القومية التي تندرج حتت‬
‫اختصاصات وزارة التجارة والصناعة‪.‬‬

‫وهتدف وزارة التجارة والصناعة إىل االندماج يف االقتصاد العاملي‪ ،‬ولكن حتقيق ميزة تنافسية عىل املستوى الدويل‪ ،‬وتسجيل معدالت عالية من‬
‫النمو لن يتحقق إال من خالل االرتباط الوثيق بني كل من السياسة الصناعية والسياسة التجارية‪ ،‬باإلضافة إىل جعل سياسة التصدير – وتصدير‬
‫أساسيا يف السياسة التجارية‪ .‬وتسعى وزارة التجارة والصناعة حثي ًثا نحو إعادة توجيه جهود التنمية‬
‫ً‬ ‫عنرصا‬
‫ً‬ ‫املنتجات الصناعية خاصة –‬

‫‪32‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫بعيدا عن سياسات اإلحالل حمل الواردات التي طبقت يف املايض‪ ،‬والتوجه بقوة نحو اتباع هنج شامل يعتمد عىل التصدير‪.‬‬
‫الصناعية يف مرص ً‬
‫أساسيا يف هذه السياسة‪.‬‬
‫ً‬ ‫عنرصا‬
‫ً‬ ‫ويعد اندماج مرص يف سالسل العرض العاملية‪ ،‬خاصة سالسل القيمة‬

‫الصناعات التحويلية‬
‫باهرا خالل السنوات القليلة املاضية‪ .‬وقد انعكس هذا يف زيادة نصيب القطاع من إمجايل االستثامرات‪ ،‬من‬ ‫شهد قطاع الصناعات التحويلية ًمنوا ً‬
‫‪ %5‬يف عام ‪ 2004/2003‬إىل نحو ‪ %23‬يف عام ‪ ،2007/2006‬كام زاد نصيبه من حجم العاملة من ‪ %12‬إىل ‪ %13‬خالل الفرتة نفسها‪ .‬ومنذ عام‬
‫‪ ،2004‬تبنت وزارة التجارة والصناعة اسرتاتيجية قومية قوية للتنمية الصناعية‪ .‬وقد استهدفت الرؤية التي تضمنتها هذه االسرتاتيجية أن تصبح‬
‫مرص الدولة الصناعية الرائدة يف الرشق األوسط وشامل إفريقيا‪ ،‬واملركز الرئييس للمنتجات الصناعية ذات التكنولوجيا املتوسطة‪ .‬ويتم حتقيق‬
‫هذه األهداف من خالل ‪ :‬تدعيم الصناعات القامئة التي تتمتع فيها مرص مبيزة نسبية‪ .‬وتشمل هذه الصناعات ‪ :‬الصناعات اهلندسية‪ ،‬والغذائية‪،‬‬
‫والكياموية‪ ،‬والدوائية‪ ،‬واملنسوجات واملالبس‪ ،‬ومواد البناء‪ ،‬واألثاث‪ ،‬والورق والورق املقوى‪ .‬وتتطلب هذه القطاعات حتسني مستوى جودهتا‬
‫وقدرهتا عىل النفاذ إىل أسواق التصدير‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬تم استهداف صناعات حمددة جديدة لتقوية القاعدة الصناعية ملرص‪ .‬وهذا حيتاج إىل‬
‫توجيه استثامرات مكثفة يف جمال تنمية املهارات والتكنولوجيا حتى تصبح مرص قادرة بدرجة أفضل عىل استهداف تنمية منتجات خاصة جديدة‪.‬‬
‫وتقرتح االسرتاتيجية استهداف املنتجات اآلتية ‪ :‬املنتجات اهلندسية‪ ،‬واآلالت واملعدات‪ ،‬واإللكرتونيات االستهالكية كثيفة العاملة‪ ،‬ومكونات‬
‫السيارات‪ ،‬ومنتجات علوم األحياء والتكنولوجيا احليوية‪ ،‬واملنتجات التقليدية الرتاثية‪ .‬وقد حددت االسرتاتيجية القومية للتنمية الصناعية ثالث‬
‫ركائز أساسية هي ‪ )1( :‬بناء القدرات املحلية‪ )2( ،‬الربط باألسواق العاملية‪ )3( ،‬وضع اإلطار املؤسيس للحوكمة الصناعية‪.‬‬

‫وتتمثل التحديات الكربى التي تواجهها مرص يف حتسني مهارات اإلدارة‪ ،‬والنهوض باإلنتاجية‪ ،‬وحتسني جودة املدخالت املصنوعة يف مرص‪،‬‬
‫وختفيض تكلفتها‪ .‬ومازال انخفاض متوسط نصيب العاملة من القيمة املضافة الصناعية وانخفاض إنتاجيتها‪ ،‬وعدم التزام املنتجات املحلية‬
‫بتطبيق املعايري الدولية‪ ،‬باملقارنة بالدول األخرى‪ ،‬من األمور املثرية للقلق‪.‬‬

‫أبرز تدخالت احلكومة ورشكاء التنمية‬


‫يف إطار جماالت السياسة التي تتعامل معها وزارة التجارة والصناعة يتم إجراء الكثري من التدخالت املشرتكة مع رشكاء التنمية بالتوازي‬
‫ال هلا‪ .‬وبينام تتضمن السياسة الصناعية وسياسة التجارة الدولية برامج حتصل عىل مساعدات يف إطار‬ ‫مع أنشطة احلكومة املرصية واستكام ً‬
‫مرشوعات مشرتكة‪ ،‬فإن اجلانب األعظم من جماالت العمل اجلديدة تعكس حتديات مستقبلية‪.‬‬

‫ال ‪ :‬تدور حوارات حول وضع برامج تتعلق بالطاقة املتجددة عىل مستويني‪ :‬أ‪ -‬كقطاع صناعي (توربينات الرياح)‪ ،‬واخلاليا الشمسية ‪solar‬‬ ‫فأو ً‬
‫‪ panel‬وغريها من املعدات ذات الصلة)‪ ،‬ب‪ -‬كوسيلة لتوليد الطاقة وآليات توزيعها (التي تقع ضمن اختصاص وزارة الكهرباء)‪ .‬وهذا أمر مهم‬
‫تدرجييا من دعم قطاع الطاقة الذي حيملها بتكاليف باهظة‪ ،‬والذي يعد من أهم العوامل التي حالت دون متتع‬‫ً‬ ‫إذا كان عىل مرص أن تتخلص‬
‫الصناعة املحلية بالقدرة التنافسية يف بعض القطاعات الفرعية‪ .‬وقد كان حلكومات اليابان‪ ،‬وأملانيا‪ ،‬والواليات املتحدة أثر ملموس يف املشاركة‬
‫يف احلوارات ويف التفكري يف هذه املجاالت‪ .‬وعىل املستوى اإلقليمي‪ ،‬تم القيام ببعض اجلهد يف إطار االحتاد من أجل املتوسط‪ ،‬وهو املبادرة التي‬
‫تقدمت هبا فرنسا ولكن يف إطار إقليمي وليس قومي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬هناك مبادرات للتصدي للتحديات املتعلقة باالختالالت املوجودة يف األسواق الداخلية‪ .‬ففي عام ‪ ،2009‬قدمت احلكومة األسبانية ـ‬ ‫و ً‬
‫بالتعاون مع صندوق األهداف اإلمنائية لأللفية باألمم املتحدة – مرشو ًعا بإسم (‪Pro-poor Horticultural Value Chains )PPHVC‬‬
‫‪C‬‬

‫الذي يسعى – باختصار – إىل إجراء تدخالت لبناء القدرات من أجل إقامة روابط بني املناطق التي تتفاوت يف مستوى تقدمها يف مرص‪ .‬ويعترب‬
‫دور القطاع اخلاص بالغ األمهية‪ ،‬وسيقوم بربط قطاعات األعامل الكبرية القامئة بالقطاعات االقتصادية الصغرية‪ .‬ويعترب هذا صورة مصغرة من‬
‫منوذج عام عن كيفية قيام جمال السياسة هذا مبعاجلة التفاوتات‪ ،‬وضامن عدم تركز مثار التنمية االقتصادية بشكل كبري يف بعض املناطق اجلغرافية‬
‫عىل حساب مناطق أخرى‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫تفضيليا ألسواق أوروبا‪،‬‬


‫ً‬ ‫ثال ًثا ‪ :‬هناك فرصة مهمة أخرى يتعني استغالهلا‪ .‬وتتمثل يف اتفاقات التجارة الثنائية واإلقليمية التي حتقق ملرص نفاذًا‬
‫مواتيا‬
‫ً‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬وتركيا‪ ،‬إىل جانب دول أخرى يف إفريقيا والرشق األوسط (اتفاق أغادير)‪ .‬ويعترب املناخ االقتصادي اخلارجي‬
‫للصادرات املرصية‪ .‬فمرص عضو يف منظمة التجارة العاملية‪ ،‬كام وقعت اتفاقية املشاركة مع االحتاد األورويب‪ ،‬التي تسمح ملرص بالنفاذ الفوري‬
‫ألسواق الدول األعضاء يف االحتاد األورويب والتي سرتغمها عىل اإللغاء التدرجيي للتعريفة اجلمركية عىل الواردات – وهي عملية يتعني استكامهلا‬
‫أيضا عضو يف عدة جتمعات جتارية أفريقية ورشق أوسطية‪ .‬وميكن هلذه‬ ‫بحلول عام ‪ 2015‬بعد أن تم إجراء عدة ختفيضات مجركية كبرية‪ .‬ومرص ً‬
‫التجمعات أن تكون أكرث أمهية ملرص إذا نجحت يف االرتقاء مبستوى جودة منتجاهتا ومن ثم دعم القدرة الرشائية بني الدول العربية واألفريقية‪.‬‬

‫التحديات الرئيسية التي يتعني التغلب عليها‬


‫من منظور األهداف‪ ،‬تواجه احلكومة املرصية بالفعل حتديات صعبة يف جماالت السياسة التي تتعامل معها وزارة التجارة والصناعة من حيث‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوافق بني مستوى التعليم ومهارات قوة العمل احلالية وبني املهارات الفعلية واملعارف التي يتطلبها القطاع اخلاص خاصة القدرة عىل‬
‫االبتكار‪ 0‬ب‪ -‬التغلب عىل التحديات اللوجستية من حيث تسهيل النقل الداخيل وتوزيع السلع واخلدمات التي يعوقها عدم توفر البنية التحتية‬
‫عائدا ولكنها متثل اجتاه النمو‬
‫ال حتى تدر ً‬ ‫أو عدم كفايتها‪ ،‬ج‪ -‬تشجيع القطاع اخلاص عىل االستثامر يف القطاعات التي تستغرق وق ًتا طوي ً‬
‫االقتصادي يف املستقبل (مثل التكنولوجيا العالية والبحث والتطوير)‪ ،‬د‪ -‬تطبيق أكرث رصامة لنظم ومعايري األمان وتأكيد معايري ونظم اجلودة‬
‫من جانب احلكومة‪ ،‬هـ‪ -‬تشجيع ريادة األعامل والعمل احلر املوجه نحو النمو وليس العمل املؤقت‪.‬‬

‫‪ -3-1‬ب‪ :‬الزراعة‬
‫قطاع التصنيع الزراعي يف مرص‬
‫بلغت قيمة اإلنتاج أكرث من ‪ 81‬مليار جنيه عام ‪( 2007‬عىل أساس أسعار عام ‪ )2006‬ويأيت قصب السكر‪ ،‬والطامطم‪ ،‬والقمح‪ ،‬األرز‪ ،‬والذرة‬
‫عىل رأس املنتجات الزراعية من حيث الكمية‪ ،‬بينام تأيت الطامطم‪ ،‬واألرز‪ ،‬واللنب اجلامويس‪ ،‬والقمح والعنب عىل رأس القامئة من حيث القيمة‪.‬‬
‫صافيا للسلع الزراعية‪ .‬وتشمل أهم الواردات من‬
‫ً‬ ‫وتساهم الزراعة بنحو ‪ %15‬من إمجايل الناتج املحيل يف مرص‪ .‬وقد أصبحت مرص مستور ًدا‬
‫حيث القيمة القمح‪ ،‬والذرة‪ ،‬واللحوم‪ ،‬وفول الصويا‪ ،‬والتبغ‪ .‬بينام تشمل أهم الصادرات األرز‪ ،‬والقطن‪ ،‬والبطاطس‪ ،‬والربتقال‪ ،‬والعنب‪.‬‬

‫وعىل الرغم من وفرة املواد األولية وجودهتا‪ ،‬خاصة الفواكه واخلرض‪ ،‬فإن القيمة املضافة ملرص يف قطاع جتهيز املنتجات الغذائية ال تتجاوز ‪.%20‬‬
‫نسبيا مقارنة بالنسبة املرجعية لدى دول مثل (تركيا‪ ،‬واملغرب‪ ،‬والصني‪ ،‬وأسبانيا)‪ .‬وتتمتع مرص مبيزة نسبية ملحوظة يف‬
‫وهذه تعترب نسبة منخفضة ً‬
‫معدوما‪.‬‬
‫ً‬ ‫إنتاج البطاطس والطامطم بصفة خاصة‪ ،‬إىل جانب الزيتون‪ ،‬إال أن تصدير منتجاهتا املجهزة يكاد يكون‬

‫ريا يف هذا‬
‫تزايدا يف الطلب واملعروض منهام‪ .‬وقد حققت مرص ًمنوا كب ً‬
‫ومع هذا يشهد قطاع جتهيز الفواكه واخلرض‪ ،‬خاصة املجمدة واملعلبة‪ً ،‬‬
‫القطاع بلغ ‪ %118‬خالل الفرتة من عام ‪ 2005‬حتى عام ‪ .2009‬وبلغت قيمة صادرات هذا القطاع أكرث من ‪ 10‬مليارات جنيه يف عام ‪،2009‬‬
‫كام زادت صادرات مرص من عصائر الفواكه االستوائية‪ ،‬والعصائر املضاف إليها الفيتامينات واملعادن‪ .‬وبالنسبة إلنتاج الزيتون‪ ،‬زاد إنتاج مرص‬
‫منه خالل العقد املايض حتى أهنا شغلت املركز الثامن بني الدول املنتجة للزيتون يف العامل‪.‬‬

‫اهتامما بالتخطيط اإلسرتاتيجي‪ ،‬خاصة‬


‫ً‬ ‫وتشكل املنشآت الصغرية واملتوسطة ‪ %87‬من منشآت قطاع جتهيز املنتجات الغذائية‪ ،‬وهو ما يتطلب‬
‫عندما يتعلق األمر باجلودة وسالمة الغذاء‪ ،‬والقدرة عىل تتبع مصدر ومقصد هذه املنتجات‪ .‬ومن الرضوري أن يعمل صانعو السياسات عىل ضامن‬
‫النفاذ لألسواق‪ ،‬واالستفادة من املوقع اجلغرايف اإلسرتاتيجي ملرص وتنمية املنتجات التي حيركها الطلب‪.‬‬

‫التحديات‬
‫تركز احلكومة عىل تنمية الوجه القبيل‪ ،‬وتضعه عىل رأس قامئة األولويات يف أجندهتا السياسية‪ .‬ويتمتع الوجه القبيل بإمكانيات عظيمة بالنسبة لزيادة‬
‫حاليا‪ .‬وتكمن مصادر امليزة النسبية يف الرتبة اخلصبة‪ ،‬واملياه‪ ،‬وانخفاض تكلفة العاملة‪ ،‬وتوفر األرايض القابلة‬
‫اإلنتاج الزراعي تفوق ما يتحقق ً‬
‫للزراعة يف املناطق التي يطلق عليها األرايض املستصلحة اجلديدة التي تبلغ مساحتها نحو ‪ 2‬مليون فدان‪ ،‬كام أن ظروف املناخ املتميزة تعطي‬
‫للمزارعني يف الوجه القبيل ميزة إضافية تتمثل يف إمكانية مجع الفواكه يف وقت مبكر يرتاوح بني ‪ 4-3‬أسابيع‪ ،‬ويف توفر الفواكه يف غري موسمها‪ ،‬هذا‬
‫جزءا كب ًريا من املساحة املزروعة خالية من اآلفات واألمراض الشائعة‪ ،‬هذا إيل جانب انخفاض تكلفة األيدي العاملة‪.‬‬ ‫إىل جانب أن ً‬
‫‪34‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫حاليا ارتفاع مستوى تفتيت احليازات الزراعية‪ ،‬وبالتايل إهدار مزايا اقتصاديات‬
‫ويعترب اإلنتاج هو التحدي األكرب يف الوجه القبيل‪ ،‬ويعوقه ً‬
‫النطاق‪ .‬وهناك مشاكل تتعلق بانخفاض إنتاجية األصناف التقليدية التي تتسم حلد كبري بعدم النقاء‪ ،‬الذي حيد من املكاسب املمكنة‪ ،‬كام يعترب‬
‫ريا‪ ،‬خاصة بالنسبة للمنتجات القابلة للتلف وذلك بسبب التعامل السئ قبل وبعد احلصاد‪ ،‬وسوء حالة وسائل‬ ‫الفاقد يف املحاصيل بعد احلصاد كب ً‬
‫وغالبا ما يعتمد استخدام‬
‫ً‬ ‫النقل والبنية التحتية‪ .‬ويعاين الكثري من املزارعني من عدم كفاية املعلومات‪ ،‬سواء بالنسبة لإلنتاج أو األسواق‪،‬‬
‫املدخالت‪ ،‬مبا يف ذلك األسمدة‪ ،‬واملبيدات‪ ،‬واملياه عىل املامرسات التقليدية‪ ،‬وليس عىل خدمات اإلرشاد الزراعي احلديثة‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪،‬‬
‫تعترب اخلدمات اللوجستية عقبة كبرية أمام هذا القطاع‪ ،‬حيث تتسبب البنية التحتية األساسية‪ ،‬ووسائل النقل واملناولة غري السليمة يف خسائر‬
‫أيضا‪.‬‬
‫كبرية يف سلسلة العرض من حيث الكمية واجلودة ً‬

‫الفرص‬
‫تنطوي اسرتاتيجية حتول القطاع الزراعي يف مرص عىل فرص وآفاق جديدة‪ ،‬خاصة إذا تضمن هنج التنمية املستدامة ربط اإلنتاج بنظم‬
‫مصدرا للنمو االقتصادي‬
‫ً‬ ‫التصدير‪ .‬وكام تم إيضاحه يف التقرير السابع للمركز الوطين املرصي للتنافسية‪ ،37‬ميكن أن يكون القطاع الزراعي‬
‫وللنهوض بالقدرة التنافسية حيث أنه ميتلك يف نفس الوقت القدرة عىل حتقيق أهداف األمن الغذايئ‪ ،‬وزيادة التشغيل‪ ،‬وتعظيم دخول املزارعني‪،‬‬
‫وإمجايل الدخل القومي‪ ،‬باإلضافة إىل النمو املتوازن واملطرد‪.‬‬

‫وف ًقا للربنامج املرصي اإليطايل ملبادلة الديون‪ ،‬ومبادرة التجارة اخلرضاء‪ ،‬يتمثل اهلدف يف تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية املرصية‬
‫كما ونو ًعا‪ ،‬وتسهيل نفاذها إىل أوروبا‪ ،‬ووضع خطة للمساندة الشاملة‬
‫يف أسواق دول االحتاد األورويب‪ ،‬وحتسني اإلنتاج من احلاصالت البستانية ً‬
‫لسلسلة اإلنتاج والتصدير‪ .‬وسوف يسمح إتباع هنج يستجيب للطلب بالتحول من حتقيق األهداف األساسية إىل األهداف األكرث إثارة للتحدي‬
‫وف ًقا الستجابة السوق‪ ،‬وبالتعاون بني كافة األطراف اخلاصة صاحبة املصلحة يف وضع وإدارة النظام‪ ،‬وبتوفر اإلرادة السياسية لالستمرار يف‬
‫مساندة القطاع يف املستقبل من خالل توفري االستثامرات الرضورية‪.‬‬

‫لقد بدأت بعض الفرص تظهر يف الوجه القبيل‪ ،‬فهناك اجتاه عام الستصالح األرايض الواقعة عىل أطراف حمافظات الوجه القبيل‪ ،‬وتتجه الزراعة‬
‫أكرث فأكرث نحو الصحراء لالستفادة من األرايض البكر وباستخدام أساليب الري واإلنتاج احلديثة التي تؤدي إىل زيادة اإلنتاجية وتقلل من‬
‫استهالك املياه‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬توجه احلكومة املرصية اهتاممها لتنمية الوجه القبيل وجذب االستثامرات إليه‪ ،‬وتطوير البنية التحتية الرضورية‬
‫للربط باألسواق ويبدو ذلك من إنشاء طرق رسيعة جديدة‪.‬‬

‫أساسا)‪ ،‬الذي أنشئ مببادرة خاصة يف األقرص باستغالل حرارة الشمس‪ ،‬أحد قصص النجاح امللحوظ‪.‬‬ ‫ويعترب مرشوع جتفيف اخلرض (الطامطم ً‬
‫نظرا الستفادة املرشوع من توفر حمصول الطامطم يف املنطقة‪ ،‬والطقس احلار‪ ،‬واهلواء اجلاف‪ ،‬فإنه وفر فرصة أخرى لتحقيق قيمة مضافة‪ ،‬وتوليد‬ ‫و ً‬
‫دخل‪ ،‬وختفيض الفاقد يف املحصول بعد حصاده‪ ،‬باإلضافة إىل إمكانية التصدير‪ .‬وعالوة عىل ذلك لوحظ أن هناك حتول نحو إنتاج املحاصيل‬
‫نظرا ملا حتمله من إمكانيات تصديرية واعدة‪ .‬وهناك قصص نجاح أخرى لوحظت‬ ‫ذات القيمة املضافة العالية مثل العنب‪ ،‬والرمان‪ ،‬والكانتلوب‪ً ،‬‬
‫يف سلسلة العرض الزراعية اخلاصة بالبطاطس‪ .‬وتنترش يف هذا القطاع الزراعة بالتعاقد‪ ،‬حيث يقوم أصحاب مرشوعات جتهيز املنتجات الغذائية‬
‫مبد املزارعني بتقاوي البطاطس وبعض املدخالت مثل التقاوي واألسمدة واملبيدات ثم يشرتون املنتج وف ًقا لألسعار املتفق عليها يف العقد‪.‬‬

‫‪-3-1‬جـ ‪ :‬السياحة‬
‫اسرتاتيجية وزارة السياحة‬
‫يتمثل دور وزارة السياحة يف التخطيط لتنمية السياحة‪ ،‬والتنسيق بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬وترتكز جهودها األساسية يف خلق بيئة تساعد‬
‫عىل تسهيل وتعزيز منو السياحة وجتنب املامرسات غري املرغوب فيها‪ .‬وتعترب وزارة السياحة مسؤولة عن تنظيم ومراقبة األنشطة السياحية‪،‬‬
‫وتشجيع تنمية املرشوعات من خالل حل املشكالت وإزالة العقبات وإتاحة فرص جديدة‪.‬‬

‫ويسند تنفيذ هذه املهام املذكورة أعاله إىل جهازين يعدان ساعدي الوزارة الرئيسيني ومها‪ :‬هيئة تنشيط السياحة‪ ،‬واهليئة املرصية للسياحة‬
‫ُ‬
‫وذلك بالتعاون مع أجهزة أخرى مثل مركز القاهرة الدويل للمؤمترات‪ ،‬واالحتاد املرصي للسياحة‪ .‬وقد قامت وزارة السياحة بتصميم اسرتاتيجية‬

‫‪35‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫لتنفيذ خطة قصرية األجل وخطة طويلة األجل‪ .‬فبالنسبة للخطة قصرية األجل‪ ،‬التي بدأت من عام ‪ 2006/2005‬وتغطي فرتة خس سنوات‪،‬‬
‫سنويا‪ ،‬ليصل إمجايل عدد الغرف إىل ‪ 240‬ألف غرفة تستوعب عدد الزوار‬
‫فإهنا تتضمن تطوير البنية األساسية بإنشاء ‪ 15‬ألف غرفة إضافية ً‬
‫سنويا‪ ،‬وذلك باالستفادة من التطويرالذي أجري يف قطاعات‬
‫املستهدف الذي يقدر بنحو ‪ 14‬مليون زائر عام ‪ ،2011‬أي مبعدل منو يقدر بـ ‪ً %10‬‬
‫أخرى مثل ‪ :‬االتصاالت‪ ،‬النقل‪ ،‬املطارات‪ ،‬والطريان‪ ،‬واإلصالح اجلمريك والرضيبي‪.‬‬

‫وبالنسبة للخطة طويلة األجل فإهنا تتضمن زيادة عدد السياح إىل ‪ 25‬مليون سائح بحلول عام ‪ ،2020‬وزيادة نصيب مرص يف سوق السياحة‬
‫العاملي‪ .‬وتشمل هذه األهداف زيادة االستثامرات السياحية من خالل تقديم احلوافز‪ ،‬وتوفري البنية التحتية والعلوية الرضورية لضامن توفر فنادق‬
‫جيدة‪ ،‬وبناء فنادق بيئية‪ ،‬وتنمية سياحة رجال األعامل‪ .‬وهناك تسهيالت أخرى تستهدف جذب املستثمرين إلنشاء مراكز التسوق الفاخرة‪،‬‬
‫وتشجيع سياحة اإلقامة لقضاء العطالت‪ ،‬وتشجيع خمططي حدائق املالهي حتى ميكن إشباع رغبات خمتلف فئات السياح‪.‬‬

‫الوضع احلايل (يناير ‪ /‬ديسمرب) ‪2009‬‬


‫تؤكد األرقام أن السياحة هي املولد األسايس للدخل واإليرادات من العمالت األجنبية‪ ،‬وهي التي تساهم بنحو ‪ %11,3‬من الناتج املحيل‬
‫اإلمجايل‪ ،‬سواء بطريق مبارش أو غري مبارش‪ ،‬كام تساهم بنحو ‪ %21,4‬من حصيلة العمالت األجنبية‪ ،‬وبنحو ‪ %44,1‬من الصادرات اخلدمية‪،‬‬
‫وتعد هذه مبثابة إيرادات مبارشة بالعمالت األجنبية‪ ،‬وهلا نفس أمهية اإليرادات األخرى بالعمالت األجنبية مثل إيرادات الصادرات البرتولية‪،‬‬
‫والتحويالت‪ ،‬والصادرات الصناعية والزراعية‪ ،‬ورسوم قناة السويس‪.‬‬

‫وتشمل أهم بيانات السياحة ما ييل ‪:‬‬


‫بلغ عدد السياح ‪ 12,5‬مليون سائح (بانخفاض نسبته ‪ %2,3‬عن نفس الفرتة من العام السابق‪.‬‬
‫بلغ عدد الليايل السياحية ‪ 126,5‬مليون ليلة (بانخفاض نسبته ‪.)%2,1‬‬
‫بلغت قيمة اإليرادات ‪ 10,76‬مليار دوالر خالل نفس الفرتة (بانخفاض نسبته ‪.)%2,1‬‬
‫بلغت طاقة الغرف الفندقية ‪ 214,5‬ألف غرفة (الغرف القامئة)‪.‬‬
‫بلغ عدد الغرف الفندقية حتت اإلنشاء ‪ 200‬ألف غرفة‪.‬‬

‫التوزيع اإلقليمي للسياح الوافدين (يناير ‪ /‬ديسمرب ‪)2009‬‬


‫نسبة السياح األوروبيني ‪ : %75,1‬عدد السياح الروس ‪ 2035,3‬ألف بزيادة نسبتها (‪ ،)%11,5‬وعدد السياح الربيطانيني ‪ 1346.7‬ألف‬
‫بزيادة نسبتها (‪ ،)%12‬وعدد السياح األملان ‪ 1202.3‬ألف بانخفاض نسبته (‪ ،)%0,01‬والسياح اإليطاليني ‪ 1047,9‬ألف بانخفاض‬
‫نسبته (‪.)%2,3‬‬
‫ميثل السياح العرب ‪ %14,9‬من إمجايل السياح بانخفاض نسبته ‪ %4‬عن عام ‪.2008‬‬

‫أيضا بنحو ‪ %4‬من إمجايل االستثامرات (أي بنحو ‪ %13‬من إمجايل استثامرات اخلدمات اإلنتاجية)‪ .‬وتلعب استثامرات القطاع‬
‫وتساهم السياحة ً‬
‫هاما حيث تشكل ‪ %73‬من هذه االستثامرات‪ .‬وبالنسبة ملسامهة قطاع السياحة يف حصيلة الرضائب‪ .‬فإنه يساهم بنحو ‪ %6‬من‬ ‫دورا ً‬
‫اخلاص ً‬
‫إمجايل حصيلة رضائب املبيعات‪ %24,5 ،‬من حصيلة الرضائب املبارشة التي تفرض عىل اخلدمات‪.‬‬

‫والسياحة قطاع كثيف العاملة حيث أن له روابط أمامية وخلفية مع حوايل ‪ 70‬قطا ًعا آخر‪ ،‬وهلذا ميثل التوظيف يف هذا القطاع (املبارش وغري‬
‫املبارش) نحو ‪ %12,6‬من إمجايل التوظيف‬

‫ويبلغ حجم الوظائف املبارشة يف القطاع أكرث من ‪ 1,2‬مليون وظيفة‪ ،‬منها أكرث من الربع يف الفنادق‪ .‬هذا باإلضافة إىل أن هناك ‪ 1,5‬مليون‬
‫عامل يعملون يف جمال خدمات السفر وغريها من اخلدمات السياحية ذات الصلة‪.‬‬
‫مكتبا يف مجيع أنحاء العامل ‪ 12 :‬يف أوروبا (بروكسل‪ ،‬برين‪ ،‬فرانكفورت‪ ،‬لندن‪ ،‬مدريد‪ ،‬موسكو‪ ،‬باريس‪ ،‬بولندا‪ ،‬روما‪،‬‬
‫وهليئة السياحة املرصية ‪ً 17‬‬
‫استوكهلم‪ ،‬فيينا‪ ،‬استانبول)‪ ،‬ومكتبان يف أمريكا الشاملية (مونرتيال‪ ،‬نيويورك)‪ ،‬وثالثة مكاتب يف آسيا (بومباي‪ ،‬طوكيو‪ ،‬وبكني)‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وبالنسبة لإلحصاءات والبحوث‪ ،‬تقوم وزارة السياحة ـ بالتنسيق مع األجهزة األخرى‪ ،‬مثل اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪ ،‬والبنك‬
‫املركزي املرصي‪ ،‬وغريمها ـ بإدارة كافة جوانب املعلومات واإلحصاءات حتى ميكن توفري بيانات للتخطيط السياحي مبا يف ذلك احلسابات‬
‫الفرعية للسياحة‪ ،‬وحتسني اخلدمات‪ .‬وتنظم وزارة السياحة برامج تدريبية بالتعاون مع غرفة االحتاد املرصي للسياحة ‪ ،‬وغريها من اجلهات‬
‫أيضا بناء القدرات بتنظيم برامج لتنمية املهارات مع‬
‫لتحقيق أرباح أكرث وااللتزام باملعايري التي حتقق هلا االستدامة‪ .‬وتشجع وزارة السياحة ً‬
‫الكثري من اجلهات املانحة ومن خالل التمويل الذايت يف بعض الربامج مثل برامج تدريب الصبية والتدريب من خالل العمل‪.‬‬

‫‪ -3-1‬د‪ :‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬


‫حاليا يف قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت تنمية هذا القطاع من خالل حترير قطاع االتصاالت‪،‬‬
‫تستهدف عملية إعادة اهليكلة التي جتري ً‬
‫وفتح السوق أمام املنافسة اجلديدة‪ .‬وقد تضمنت عملية إعادة اهليكلة هذه – حتى اآلن – وضع قوانني ولوائح تتعلق باالتصاالت‪ ،‬والتجارة‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬وحقوق امللكية الفكرية‪ ،‬وتنمية الصناعة‪ ،‬واالستثامر يف املوارد البرشية‪ ،‬وتشجيع االبتكار والبحث والتطوير‪ .‬ويف عام ‪ ،1999‬تم‬
‫حتديد قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت كقطاع ذي أولوية عىل أعىل مستوى للسياسة‪ ،‬كام تم إنشاء وزارة جديدة‪ ،‬وهي وزارة االتصاالت‬
‫وتكنولوجيا املعلومات‪ .‬وقد أسفر إنشاء هذه الوزارة‪ ،‬ووضع خطة قومية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت عن حدوث طفرة يف منو هذا القطاع‪.‬‬
‫وقد أسند إىل وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات مهمة إنشاء جمتمع املعلومات والتي بدأت مع إعداد اخلطة القومية لتكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت (‪.)2009-1999‬‬

‫ويف ملحة رسيعة‪ ،‬استهدفت اخلطة بناء جمتمع يستند إىل املعرفة حتى ميكنه أن ينهض بالتنمية االجتامعية‪/‬االقتصادية وحيفز النمو االقتصادي‬
‫وذلك من خالل حتقيق مثانية أهداف حمددة ‪:‬‬
‫استكامل البنية التحتية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت إلتاحة االتصال البيين‪.‬‬
‫إقامة شبكات معلومات بني احلكومة والقطاع اخلاص ومنظامت املجتمع املدين‪.‬‬
‫ربط مرص بالسوق الرقمي العاملي املتنامي‪.‬‬
‫االستثامر يف رأس املال البرشي من خالل برامج التعلم مدى احلياة وخدمة رشائح خمتلفة من املجتمع‪.‬‬
‫بناء جمتمع مستعد الكرتو ًنيا وقادر عىل االنخراط يف جمتمع املعلومات العاملي‪.‬‬
‫حتديث البنية التحتية كخطوة لبناء طريق املعلومات الرسيع‪.‬‬
‫تشجيع إقامة صناعة تصديرية من خالل تنمية ودعم القدرات االبتكارية واإلبداعية والبحث والتطوير يف املجاالت املرتبطة بتكنولوجيات‬
‫املعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫التعاون يف جمال املرشوعات عالية التكنولوجيا التي هلا آثار جتارية واجتامعية اقتصادية وذلك عن طريق املشاركة بني القطاعني العام‬
‫واخلاص‪.‬‬

‫ونتيجة للتغريات التي طرأت عىل األسواق املحلية والعاملية‪ ،‬تم تعديل الرؤية واالسرتاتيجية يف عامي ‪ .2004 ،2000‬وقد اختذت وزارة‬
‫االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات خطوات عملية مثل ‪:‬‬
‫إجراء حتديث جذري يف اهليئة القومية للربيد يف عام ‪ ،2002‬حتى ميكنها تقديم اخلدمات اإللكرتونية بفاعلية‪.‬‬
‫إنشاء اهليئة القومية لالتصاالت يف عام ‪ ،2003‬حتى ميكنها تنسيق عملية حترير قطاع االتصاالت‪.‬‬
‫إنشاء جهاز تنمية صناعة تكنولوجيا املعلومات يف عام ‪ ،2004‬حتى ميكن تنمية صناعة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت املوجهة للتصدير‪.‬‬

‫وقد أدت املشاركة بني هذه املؤسسات وقطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت اخلاص إىل النمو الرسيع لقطاع تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت حيث بلغ معدل النمو ‪ %20‬يف عام ‪ ،2006‬وجتاوز ‪ %25‬يف عام ‪ .382007‬ويقود قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت النمو يف‬
‫استثناء من ذلك‪ .‬وقد كان البرش – أغىل مورد – أحد املخرجات اهلامة يف اخلطة القومية‬
‫ً‬ ‫إمجايل الناتج املحيل يف الكثري من البلدان‪ ،‬ومرص ليست‬
‫لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت خاصة الشباب يف الفئة العمرية ‪ 29-15‬سنة الذين يشكلون أكرث من ‪ %31,33‬من إمجايل السكان ‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫‪37‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫جدول ‪-1-1‬أ خمرجات مبادرة جمتمع املعلومات املرصي‬


‫التعلم اإللكرتوين «رعاية رأس املال البرشي»‬ ‫االستعداد اإللكرتوين «وصول متساو للجميع»‬
‫تشجيع استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف التعليم‪.‬‬ ‫متكني مجيع املواطنني من الوصول للتكنولوجيات اجلديدة بسهولة ويف‬
‫تشكيل جيل جديد من املواطنني الذين يفهمون تكنولوجيا املعلومات‬ ‫حدود قدرهتم املالية‪.‬‬
‫واالتصاالت‪ ،‬وجيدون راحة يف استخدامها يف حياهتم اليومية‪.‬‬ ‫تنمية بنية حتتية قومية لالتصاالت‪.‬‬
‫األعامل اإللكرتونية «وسيلة جديدة ألداء األعامل»‬ ‫احلكومة اإللكرتونية « تقوم»احلكومة اآلن باآليت»‬
‫إقامة منشآت جديدة تعتمد عىل التكنولوجيا اجلديدة‪.‬‬ ‫تقديم خدمات حكومية عالية اجلودة للجمهور يف الشكل الذي يناسبهم‪.‬‬
‫حتسني مهارات قوة العمل‪.‬‬ ‫الوصول إىل اخلدمات احلكومية بقدر كبري من الراحة واليرس‪.‬‬
‫استخدام الوثائق اإللكرتونية‪.‬‬ ‫إتاحة الفرصة للمواطنني للمشاركة يف عملية صنع القرارات‪.‬‬
‫تنمية البنية التحتية للدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫استخدام تكنولوجيا املعلومات كعامل مساعد عىل زيادة فرص التشغيل‪.‬‬
‫خلق فرص عمل جديدة وحتسني القدرة التنافسية‬
‫الثقافة اإللكرتونية «النهوض بالثقافة املرصية»‬ ‫الصحة اإللكرتونية «التوسع يف إتاحة اخلدمات الصحية»‬
‫توثيق اهلوية الثقافية املرصية باستخدام أدوات تكنولوجيا املعلومات‬ ‫حتسني نوعية حياة املواطن والرعاية الصحية والبيئة التي يعمل‬
‫واالتصاالت يف احلفاظ عىل املخطوطات واملحفوظات‪ ،‬ومواد الفهرسة‪.‬‬ ‫فيها العاملون‪.‬‬
‫إتاحة الوصول إىل املواد الثقافية والتارخيية العاملية‪.‬‬ ‫استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت للوصول للسكان يف األماكن البعيدة‪.‬‬
‫إثارة االهتامم باحلياة الثقافية املرصية والرتاث الثقايف املرصي وتنميته‪.‬‬ ‫تنظيم تدريب مستمر لألطباء‪.‬‬
‫تطوير أدوات بناء شبكة قومية للصحة‪.‬‬
‫مبادرة تصدير تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت «تنمية الصناعة»‬
‫مساندة إنشاء صناعة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت موجهة للتصدير‪.‬‬
‫تنمية صناعة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتكون مبثابة قاطرة قوية لنمو الصادرات وخلق فرص عمل‪.‬‬
‫املصدر ‪ :‬رشيف كامل‪ ،‬استنا ًدا إىل بيانات وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪.2007 ،‬‬

‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت للتنمية‬


‫يف مايو ‪ ،2007‬أطلقت وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات االسرتاتيجية القومية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪ .)2010-2007‬وقد‬
‫مهدت اخلطة الطريق ملبادرة جمتمع املعلومات املرصي التي متثل رؤية «اسرتاتيجية تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت» مرتمجة إىل مبادرات‬
‫وبرامج لنرش االتصال من خالل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ .‬وقد تضمنت مبادرة جمتمع املعلومات املرصية سبعة حماور رئيسية‪ ،‬تم تصميم‬
‫كل منها للمساعدة يف سد الفجوة الرقمية واإلرساع بانتقال مرص إىل جمتمع املعلومات‪.40‬‬

‫ولتحقيق الزيادة السنوية املستهدفة يف عدد مستخدمي اإلنرتنت ونوادي تكنولوجيا املعلومات التي تبلغ (‪ ،)%20‬وزيادة عدد مستخدمي التليفون‬
‫املحمول بنسبة ‪ ،%25‬وعدد الرشكات العاملة يف جمال تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات بنسبة ‪ %15‬فقد شملت السياسات املقرتحة ما ييل ‪:‬‬
‫إقامة مشاركة بني القطاعني العام واخلاص يف املجاالت التي ال يتواجد فيها القطاع اخلاص‪ ،‬وتنظيم أفضل لسوق تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت لضامن عدالة املامرسات السوقية‪ ،‬والتوسع يف كل من البنية التحتية األساسية واملساعدة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وزيادة‬
‫نظرا ألمهيتها املتنامية‬
‫اجلهود الرامية إىل سد فجوة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬خاصة بالنسبة للوصول إىل خدمة اإلنرتنت فائق الرسعة ً‬
‫يف تطوير أداء الناس ألعامهلم ويف اتصاالهتم‪.‬‬

‫االستعداد اإللكرتوين‬
‫قامت وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات بتنفيذ برامج خمتلفة ملحو أمية الكمبيوتر‪ ،‬وتشجيع استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف‬
‫شتى أنحاء مرص‪ .‬ويعد برنامج «تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت للجميع» هو أحد هذه الربامج‪ .‬وإدرا ًكا بأن تعميم الوصول إىل تكنولوجيا‬
‫أساسيا لتحقيق التنمية االجتامعية ‪ /‬االقتصادية‪ ،‬فقد تم تصميم الربنامج ليك حيقق هدفني أساسيني‪ .‬األول‪،‬‬
‫ً‬ ‫عنرصا‬
‫ً‬ ‫املعلومات واالتصاالت يعد‬
‫مساعدة احلكومة يف إدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف اخلدمات احلكومية والعامة من خالل زيادة نفاذ تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫وتشجيع االندماج يف جمتمع املعرفة‪ ،‬وتقديم خدمات عامة أفضل‪ ،‬وحتسني نوعية احلياة‪ ،‬والتوسع يف استخدام مكاتب الربيد يف تقديم املزيد من‬
‫ثانيا‪ ،‬تستهدف االسرتاتيجية تسهيل وصول تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت جلميع املواطنني من خالل استخدام الكمبيوتر‪،‬‬ ‫اخلدمات العامة‪ .‬و ً‬
‫والتوسع يف وصول اإلنرتنت واإلنرتنت فائق الرسعة جلميع املجتمعات‪ ،‬وزيادة إمكانية توظيف الشباب من خالل التدريب عىل تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتشجيع موظفي احلكومة عىل احلصول عىل شهادات اعتامد دولية يف مهارات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫‪ -3-1‬هـ‪ :‬الطاقة المتجددة‬


‫وف ًقا لتقرير «القدرة التنافسية املرصية» السابع سوف تتيح إمكانيات الطاقة املتجددة طويلة األجل ملرص االستفادة املبكرة من الصناعات‬
‫اجلديدة يف هذا املجال‪ ،‬وإمكانية خلق فرص عمل‪ ،‬وضامن بيئة صحية ونظيفة بدرجة أكرب‪ .41‬ويعتمد قطاع الطاقة يف مرص عىل مصادر متنوعة‬
‫للطاقة األولية تشمل الوقود احلفري (النفط والغاز الطبيعي)‪ ،‬بينام تشمل مصادر الطاقة املتجددة‪ ،‬املياه‪ ،‬والرياح‪ ،‬والشمس‪ ،‬والكتلة احليوية‪.‬‬
‫ضخما‪ ،‬حيث أن النمو يف الطلب يفوق‬ ‫ً‬ ‫حتديا‬
‫وتنطوي الطاقة الشمسية عىل الكثري من االستخدامات املمكنة‪ .‬ويواجه قطاع الطاقة يف مرص ً‬
‫ريا املعروض من موارد الطاقة املولدة‪ .‬ووف ًقا لتقرير «القدرة التنافسية املرصية ‪ ،»2010‬يعد استخدام الطاقة املتجددة للحد من االختالل بني‬
‫كث ً‬
‫أيضا‪،‬‬
‫أمرا بالغ األمهية «للتحول األخرض» يف مرص‪ .‬كام أن استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية يف توليد الكهرباء مهامن ً‬ ‫الطلب والعرض ً‬
‫عىل الرغم من أن تكلفتهام غري تنافسية‪ ،‬ألهنام مينحان ما يطلق عليه « ‪ »hedge-benefit‬ضد احتامل عدم توفر الوقود احليوي يف املستقبل‪.‬‬

‫ويستخدم يف إنتاج الطاقة الشمسية ضوء الشمس مبارشة‪ .‬وهلذا جيب أن توجد مرشوعات اإلنتاج يف األماكن التي تتعرض مبارشة ألشعة‬
‫الشمس‪ .‬ولذلك تعترب بلدان البحر املتوسط والرشق األوسط مواقع جذابة الستخدام الطاقة الشمسية‪ .‬وتتمتع مرص بإمكانيات كبرية إلنتاج‬
‫الطاقة الشمسية تفوق مجيع دول شامل أفريقيا‪ ،‬ولكن مرص مل تستغل هذه اإلمكانيات اهلائلة‪ ،‬وهناك عوائق حتول دون منو هذا املصدر‪ .‬ومن‬
‫املمكن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية من خالل التكنولوجيا الفوتوفلطية ‪ ،‬وكذلك إنتاج الطاقة احلرارية من خالل الطاقة الشمسية أو‬
‫ريا الدول األخرى يف املنطقة‪ ،‬ولكن الطاقة املركبة‬
‫بنظام الطاقة الشمسية املركزية‪ .‬وتتمتع مرص بقدرة فائقة يف التكنولوجيا الفوتوفلطية تتجاوز كث ً‬
‫ال تعكس ذلك‪ .‬ويف الواقع ليست هناك تطبيقات متصلة بشبكات للنظم الفوتوفلطية يف مرص‪ ،‬وإمنا تستخدم بعض التطبيقات مثل شحن أبراج‬
‫نظرا حلجم السوق املحدود‪ ،‬فإن سوق التكنولوجيا الفوتوفلطية املحيل يعتمد فقط عىل تقديم اخلدمات أو تركيب هذه‬ ‫التليفونات املحمولة‪ .‬و ً‬
‫التكنولوجيا‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه عىل الرغم من اجلدوى االقتصادية العالية وكفاءة سخانات املياه الشمسية‪ ،‬عجزت مرص عن استغالل‬
‫أيضا‪ .‬وقد كان لدى مرص أول مرشوع يف العامل الستخدام الطاقة احلرارية الشمسية يف توليد البخار‪ ،‬ولكن مل تكن هناك متابعة‪ ،‬لذا كان‬ ‫هذا ً‬
‫إدماج الطاقة الشمسية يف العمليات الصناعية حمدو ًدا‪.‬‬

‫أيضا بإمكانيات فائقة يف إنتاج طاقة الرياح‪ ،‬وهناك خطط للتوسع فيها‪ .‬وتعترب تكاليف إنتاج طاقة الرياح أقل حلد ما من تكاليف‬ ‫وتتمتع مرص ً‬
‫إنتاج الطاقة الشمسية‪ .‬وتتمتع مرص مبركز متقدم وبإمكانيات اقتصادية عظيمة يف توليد الطاقة من الرياح باملقارنة باالحتاد األورويب‪ ،‬ومنطقة‬
‫شامل أفريقيا والرشق األوسط‪ .‬ومع هذا فإن تنمية طاقة الرياح متدنية إذا ما قورنت بالطاقة املركبة‪ .‬وعندما بدأت تنمية هذه الطاقة ألول مرة يف‬
‫وحاليا‪ ،‬هتدف أحدث اسرتاتيجية للمجلس األعىل املرصي‬ ‫ً‬ ‫عام ‪ 1988‬كان هليئة الطاقة اجلديدة واملتجددة مرشوعات كثرية متصلة بشبكات‪.‬‬
‫إىل أن تغطي الطاقة املولدة من الرياح ‪ %12‬من إمجايل الطاقة املولدة بحلول عام ‪ .2020‬وعىل الرغم من أن الطلب عىل طاقة الرياح كان‬
‫حمدو ًدا يف املايض‪ ،‬مما حال دون تنمية صناعة حملية قوية‪ ،‬إال أن هذا االجتاه آخذ يف التغري برسعة‪.‬‬

‫مازال معدل إنتاج النفط والغاز الطبيعي إىل االحتياطيات مرتف ًعا‪ ،‬ولكن املوارد آخذة يف النضوب نتيجة زيادة الطلب الداخيل والتصدير‪.‬‬
‫وسيكون من الصعب االستمرار يف ذلك من خالل املوارد الطبيعية غري املتجددة‪ .‬ويعزي الطلب املتزايد عىل الطاقة إىل منو السكان والنمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وكالمها سيستمران وراء الزيادة يف الطلب عىل الطاقة‪ .‬ويف ضوء هذه احلقيقة‪ ،‬جيب أن تكون قضية كفاءة استخدام الطاقة حمور‬
‫تركيز السياسة‪.‬‬

‫‪-3-1‬و‪ :‬التشييد واإلسكان‬


‫وف ًقا لتقرير «القدرة التنافسية املرصية» السابع‪ .‬تساهم صناعة التشييد يف مرص مبا يرتاوح بني ‪ %6-4‬من الناتج املحيل اإلمجايل‪ ،‬ومبا يرتاوح بني‬
‫‪ %8-7‬من إمجايل العاملة‪ .‬وتعترب صناعة التشييد التنافسية ذات أمهية بالغة من أجل فاعلية تكاليف توفري املباين السكنية والتجارية‪ ،‬وكذلك‬
‫بالنسبة للبنية التحتية للنقل والطاقة‪ ،‬واملياه‪ ،‬والرصف الصحي‪ .‬إن تضاعف حجم صناعة التشييد‪ ،‬وقاعدة املوارد البرشية يف مرص يعدان‬
‫أيضا جوانب ضعف تتمثل يف صعوبة احلصول عىل األرض والتمويل‪ ،‬وكذلك ارتفاع تكلفة‬ ‫من أهم عوامل القوة يف هذه الصناعة‪ ،‬ولكن هناك ً‬
‫التمويل يف حالة احلصول عليه‪ ،‬وتعقد اللوائح وعمليات إصدار الرتاخيص‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬من املمكن حتسني القدرة التنافسية لصناعة التشييد يف‬
‫مرص من خالل زيادة الشفافية وإجراء املناقصات التنافسية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫وحتى ميكن النهوض بالقدرة التنافسية لقطاع التشييد البد من وضع اسرتاتيجية شاملة لتكون مبثابة مرجعية ذات قيمة عالية لصانعي السياسات‬
‫والقامئني عىل هذه الصناعة من أجل تنميتها وزيادة مسامهتها يف التنمية‪ ،‬والنمو‪ ،‬والتصدير‪ .‬وتنمية «التشييد األخرض» مهم ملرص حتى ميكنها‬
‫أن تنافس يف السوق العاملي‪ ،‬ولذلك من املهم تشجيع األوضاع السوقية التي متنح حوافز جتارية للمنشآت لتطبيق أساليب بناء صديقة للبيئة‪.‬‬
‫وجيب أن تقوم املبادرات التي تقودها احلكومة هبذه اجلهود وتساندها‪ .‬وميكن للقواعد التنظيمية‪ ،‬واحلوافز املالية‪ ،‬والترشيعات أن تساهم يف حتقيق‬
‫ذلك‪ .‬ويتعني عىل احلكومة أن تأخذ زمام املبادرة يف الدعوة إىل زيادة وعي املقاولني والعمالء يف هذا الشأن‪ .‬ومن املهم حدوث تفاعل بني السوق‬
‫ال آخر‬
‫وحاليا ال يقوم أي جانب منهام بالضغط من أجل تشجيع التشييد األخرض‪ .‬و يعترب ختفيض الفاقد جما ً‬ ‫ً‬ ‫واحلكومة بشأن صناعة التشييد‪،‬‬
‫حيتاج إىل الرتكيز عليه يف اسرتاتيجية قطاع التشييد حيث يتعني تشجيع إعادة التدوير‪ ،‬واحلد من الضوضاء واألتربة وتوفري الطاقة‪.‬‬

‫وقد شهد سوق اإلسكان عد ًدا من اإلصالحات ذات التوجه للسوق‪ ،‬وتُ ٍوجت بالقانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ -1994‬الذي يعرف يف سوق اإلسكان باسم‬
‫«قانون اإلجيارات اجلديد»‪ -‬والذي سمح للمالك بتوقيع عقود حمددة املدة‪ .‬ويعزي النمو يف اإلسكان الذي خيضع لقانون اإلسكان اجلديد إىل‬
‫اإلقبال عليه من فئات عديدة ومتنوعة من الشباب‪ ،‬وحيظى هذا النوع من اإلسكان باهتامم متزايد يف املناطق الريفية‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫أصبحت عقود اإلجيارات اجلديدة أكرث جاذبية لكافة الطبقات‪ .‬وهناك تغري آخر ملحوظ يف سوق اإلسكان وهو زيادة اإلسكان التمليك الذي‬
‫شكل ‪ %78‬من إمجايل سوق اإلسكان عام ‪.2009‬‬

‫‪-3-1‬ز‪ :‬المشروعات متناهية الصغر‪ ،‬والصغيرة‪ ،‬والمتوسطة‬


‫خلفية عن قطاع املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‬
‫تشكل املرشوعات متناهية الصغر والصغرية ‪ %99‬من املرشوعات اخلاصة يف مرص‪ ،‬كام تستوعب ‪ %85‬من العاملة يف القطاع اخلاص غري‬
‫الزراعي‪ ،‬و‪ %40‬من إمجايل حجم العاملة‪ .‬وعىل مدى السنوات الثامين السابقة كانت هذه املرشوعات تستوعب بصفة أساسية الوافدين عىل‬
‫سنويا يف املتوسط خالل العرش سنوات املاضية‪ ،‬وزاد‬
‫قوة العمل‪ .‬وعىل الرغم من أن إمجايل املرشوعات متناهية الصغر والصغرية زاد مبعدل ‪ً %4‬‬
‫هشا ‪ vulnerable‬إىل حد كبري‪ .‬ويرجع السبب وراء‬ ‫التشغيل فيها بأكرث من ‪ ،%5‬يعترب قطاع املرشوعات متناهية الصغر والصغرية قطا ًعا ً‬
‫ارتفاع معدالت النمو يف إنشاء هذه املرشوعات إىل ارتفاع معدالت البطالة التي تدفع الشباب إىل إنشاء مرشوعات جديدة‪ ،‬خاصة يف جمال‬
‫جتارة التجزئة‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل زيادة احتامل فشل هذه املرشوعات‪ .‬ويبلغ متوسط عدد العاملة يف املرشوعات متناهية الصغر والصغرية ‪2,3‬‬
‫عامل‪ ،‬كام أن ثالثة أرباع مجيع املرشوعات اخلاصة يعمل لدهيا أقل من ‪ 3‬عامل‪ ،‬وأكرث من ‪ %80‬من املرشوعات متناهية الصغر والصغرية هي‬
‫مرشوعات غري رسمية وتتسم بانخفاض القيمة املضافة‪ ،‬وتدين نوعية اإلنتاج‪ ،‬وضعف قدرهتا عىل التصدير‪.‬‬

‫وختضع املرشوعات متناهية الصغر والصغرية الرسمية إلطار قانوين وتنظيمي يتسم بالتعقيد‪ ،‬والبريوقراطية‪ ،‬وال يستجيب لظروف التشغيل‬
‫اخلاصة هبا‪ .‬كام تواجه هذه املرشوعات الكثري من املعوقات األخرى‪ ،‬منها صعوبة الوصول للتمويل الرسمي‪ ،‬وخدمات تنمية األعامل‪ ،‬واألسواق‪،‬‬
‫واملعلومات‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬والعاملة املاهرة‪ ،‬واملدخالت بأسعار معقولة‪ .‬وعىل الرغم من أن عدد كل من املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‬
‫يف تزايد فإن هذا مل يسفر عن انخفاض مستوى الفقر‪ ،‬بل يف الواقع‪ ،‬زادت مستويات الفقر يف السنوات األخرية‪ .‬ويقوم معظم رواد األعامل‬
‫اجلدد بتمويل مرشوعاهتم عند بدء تأسيسها من مواردهم الشخصية‪ .‬ووف ًقا للمسح العاملي لريادة األعامل ‪Entrepreneurship Monitor‬‬
‫(‪ ،Survey )GEM‬فإن الغالبية العظمى من املرشوعات الوليدة واملبتدئة يف مرص هي مرشوعات صغرية‪ ،‬كام أن ‪ %60‬من رواد األعامل‬ ‫‪M‬‬

‫املبتدئني يف مرص ميولون مرشوعاهتم عند بدء تأسيسها بأقل من ‪ 50‬ألف جنيه‪ .‬ومع هذا يرتاوح هذا املبلغ ما بني ‪ 100‬جنيه إىل ‪ 10‬مليون جنيه‬
‫أخبارا طيبة وهي أن رواد األعامل يتوقعون منو التشغيل يف املنشآت متوسطة احلجم خالل اخلمس سنوات القادمة‪،‬‬‫ً‬ ‫وحتمل نتائج هذا املسح‬
‫بنسبة ‪.%25‬‬

‫وقد كان هناك خالف يف الرأي بني خمتلف األجهزة واهليئات حول تعريف املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ .‬وعىل أي حال‪ ،‬ي َعرف قانون‬
‫املرشوعات الصغرية رقم ‪ 141‬لسنة ‪ 2004‬املرشوعات متناهية الصغر بأهنا الرشكات أو املنشآت الفردية التي تبلغ قيمة رأسامهلا املدفوع أقل من‬
‫‪ 50‬ألف جنيه‪ ،‬واملرشوعات الصغرية بأهنا الرشكات أو املنشآت الفردية التي تبلغ قيمة رأسامهلا املدفوع ما بني ‪ 50‬ألف جنيه ومليون جنيه‪ ،‬ويبلغ‬
‫عدد العاملني هبا ما بني ‪ 50-6‬عامالً‪ .‬ووف ًقا للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪ ،‬تشكل املرشوعات متناهية الصغر ‪ %92,5‬من إمجايل‬
‫املرشوعات‪ ،‬والصغرية ‪ ،%7,3‬واملتوسطة أو الكبرية أقل من ‪ %0,2( %1‬فقط)‪ .‬كام أن ‪ %1,5‬فقط من مرشوعات القطاع اخلاص لدهيا أكرث‬

‫‪40‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫عاديا‪ ،‬إال أن عدد املرشوعات اخلاصة متوسطة وكبرية احلجم‪،‬‬


‫من ‪ 10‬عامل‪ .‬ورغم أن هيمنة املرشوعات متناهية الصغر تعترب يف حد ذاهتا شيئًا ً‬
‫ونسبة قوة العمل التي تعمل هبا منخفضة باملقاييس اإلقليمية والدولية‪ .‬ومتيل املرشوعات متناهية الصغر والصغرية يف مرص ألن يكون رأسامهلا‬
‫ريا للغاية‪ ،‬فحوايل ‪ %59‬من املرشوعات التي يعمل هبا ما بني ‪ 4-1‬عامل يقل رأسامهلا عن ‪ 5‬آالف جنيه (أقل من ‪ 1000‬دوالر أمرييك)‪،‬‬ ‫صغ ً‬
‫كام أن ‪ %6‬فقط من مجيع املرشوعات يزيد رأسامهلا املستثمر عن ‪ 50‬ألف جنيه (أقل من ‪ 10‬آالف دوالر أمرييك)‪ ،‬وف ًقا لبيانات املسح التتبعي‬
‫لسوق العمل يف مجهورية مرص العربية عام ‪.2006‬‬

‫وتتزايد نسبة املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ .‬وبينام كان نصيب هذه املرشوعات من العاملة يبلغ ‪ %73,5‬من إمجايل العاملة يف القطاع‬
‫اخلاص عام ‪ ،1996‬قفزت هذه النسبة إىل أكرث من ‪ %85‬عام ‪ .2008‬ومن ناحية أخرى شهدت املرشوعات املتوسطة والكبرية انخفاضًا يف‬
‫تقريبا‪ ،‬من ‪ %26,5‬إىل ‪ %14,7‬خالل نفس الفرتة‪ .‬وكام هو احلال يف كل الدول النامية‪ ،‬ترتكز املرشوعات‬
‫ً‬ ‫نصيبها من العاملة بحوايل النصف‬
‫متناهية الصغر والصغرية يف قطاعي التجارة واخلدمات‪ .‬ففي ديسمرب ‪ 2008‬كانت ‪ %59‬من إمجايل هذه املرشوعات تعمل يف جتارة التجزئة‬
‫واجلملة‪ ،‬و‪ %27‬يف اخلدمات‪ ،‬و‪ %14‬يف الصناعة‪ .‬وبالرغم من أن هذه املرشوعات تشكل غالبية منشآت القطاع اخلاص يف مرص‪ ،‬إال أن‬
‫مسامهتها يف الصادرات منخفضة للغاية وال تزيد عن ‪ %4‬من إمجايل الصادرات يف عام ‪.2008‬‬

‫وهناك مشاركة حمدودة للمرأة يف املرشوعات التي تعمل فيها حلساهبا‪ ،‬ويف املرشوعات متناهية الصغر والصغرية اململوكة هلا‪ ،‬حيث تصل نسبة‬
‫املرشوعات متناهية الصغر والصغرية اململوكة للمرأة إىل ‪ %18‬فقط من إمجايل هذه املرشوعات‪ .‬وعادة ما يكون رأس املال يف هذه املرشوعات‬
‫ال ألن تقوم بالتصدير‪ ،‬أو أن تكون‬
‫ال ألن تعمل يف جمال جتارة التجزئة‪ ،‬وأقل احتام ً‬
‫ال لتشغيل عامل آخرين‪ ،‬وأكرث احتام ً‬
‫منخفضا‪ ،‬كام أهنا أقل احتام ً‬
‫ً‬
‫مسجلة‪ .‬إن الوضع احلايل لتواجد املرأة يف أنشطة ريادة األعامل واملرشوعات متناهية الصغر والصغرية يعكس بوجه عام انخفاض مشاركتها‬
‫يف قوة العمل‪ .‬فهناك أكرث من مليون امرأة يف قوة العمل ترغب يف العمل ولكنها ال تستطيع أن جتد وظيفة‪ .‬لذلك قد يكون هناك إمكانية أكرب‬
‫ملشاركة النساء يف قطاع املرشوعات أكرث من الرجال‪ .‬وتبدو الصورة أفضل بالنسبة للتمويل متناهي الصغر حيث تشكل النساء ما يصل إىل‬
‫‪ %74‬من العمالء النشطاء الذين حيصلون عىل متويل متناهي الصغر من الصندوق االجتامعي للتنمية‪ .‬وهلذا هناك إمكانية كبرية مل تطرق بعد‬
‫لتشجيع املزيد من النساء لدخول سوق العمل وأن يبحنث عن إمكانية العمل يف جمال ريادة األعامل أو املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬هناك الكثري من العوائق التي تواجهها النساء والتي جيب التصدي هلا‪ ،‬منها املقاومة التي تتعرض هلا أنشطتهن االقتصادية بسبب‬
‫التقاليد االجتامعية واألعراف الثقافية‪ ،‬وتدين مستوى التعليم ومعرفة القراء والكتابة‪ ،‬والتدريب وخدمات تنمية األعامل‪ ،‬واألسواق‪ ،‬وضعف‬
‫حقوق امللكية‪ ،‬وصعوبة التعامل مع اهليئات التنظيمية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اسرتاتيجية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‬
‫إذا أمكن تنفيذ االسرتاتيجية القومية لتنمية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية بفاعلية‪ ،‬فإن هذا سيقود إىل توسيع هذا القطاع‪ .‬ومن املتوقع‬
‫زيادة عدد املرشوعات متناهية الصغر والصغرية خالل خسة أعوام بنسبة ‪( %30‬وهو ما يعين إضافة ما يقرب من مليون مرشوع متناهي الصغر‬
‫وصغري)‪ ،‬إىل جانب زيادة متوسط حجم العاملة يف كل مرشوع من ‪ 2.3‬إىل ‪ 2.5‬عامل‪ ،‬وهو ما سيسفر عن زيادة فرص العمل يف هذا القطاع‬
‫أيضا أن يصبح قطاع‬ ‫سنويا)‪ .‬وتتوقع االسرتاتيجية ً‬
‫ً‬ ‫بـ ‪ 2.25‬مليون وظيفة عىل مدى اخلمس سنوات القادمة (أي مبتوسط ‪ 450‬ألف وظيفة‬
‫املرشوعات متناهية الصغر والصغرية أكرث قدرة عىل زيادة فرص التسويق يف األنشطة ذات القيمة املضافة واجلودة واإلنتاجية املرتفعة‪ .‬وبذلك‬
‫سوف تساهم االسرتاتيجية القومية لتنمية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية يف حتسني القدرة عىل حتديد األولويات القومية‪ ،‬خاصة زيادة الناتج‬
‫املحيل اإلمجايل‪ ،‬وخلق الوظائف‪ ،‬وزيادة التصنيع‪ ،‬وتعزيز القدرة التنافسية‪ ،‬وتنمية الصادرات‪ ،‬وتقليص الفقر من خالل التوسع يف توليد الدخل‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬هناك جمموعة أخرى من األهداف التي يرجى حتقيقها من خالل تنفيذ االسرتاتيجية القومية للمرشوعات متناهية الصغر‬
‫والصغرية وهي ‪ :‬زيادة نسبة املرشوعات الرسمية من إمجايل املرشوعات متناهية الصغر والصغرية من ‪ %20‬إىل ‪ %40‬خالل اخلمس سنوات‬
‫القادمة‪ ،‬وزيادة نسبة املرشوعات متناهية الصغر والصغرية اململوكة للنساء من ‪ %18‬إىل ‪ %24‬خالل اخلمس سنوات القادمة‪ ،‬زيادة نسبة ماليك‬
‫املرشوعات متناهية الصغر والصغرية – اجلديدة والقامئة – والعاملني هبا ممن حصلوا عىل تعليم فين وتدريب مهين من ‪ %3,5‬إىل ‪ ،%10‬وزيادة‬
‫نسبة املرشوعات متناهية الصغر والصغرية التي تصل إىل املعلومات اخلاصة باألعامل واألسواق‪ ،‬وخدمات تنمية األعامل‪ ،‬واملساعدات الفنية‪،‬‬
‫والتدريب عىل ريادة األعامل واإلدارة إىل ‪.%50‬‬

‫‪41‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫ويعاين قطاع املرشوعات متناهية الصغر والصغرية من الكثري من املعوقات‪ ،‬التي ميكن تصنيفها إىل‪ )1( :‬معوقات تتعلق بانخفاض الطلب عىل‬
‫منتجات هذه املرشوعات نتيجة ضعف القدرة الرشائية لعمالء القطاع األساسيني ذوي الدخول املنخفضة‪ ،‬وتزايد املنافسة احلادة‪ ،‬وانخفاض‬
‫حجم العمل يف أنشطة التصدير‪ ،‬وضعف الروابط مع املنشآت الكبرية‪ ،‬واالعتامد عىل منافذ تسويق حمدودة وغري منظمة وغري منسقة‪)2( ،‬‬
‫معوقات تتعلق مبدخالت اإلنتاج مثل انخفاض استخدام التكنولوجيا وضعف القدرة عىل احلصول عىل التمويل اخلارجي‪ ،‬وضعف القدرة عىل‬
‫احلصول عىل املدخالت بأسعار معقولة‪ ،‬وضعف القدرة عىل احلصول عىل املعلومات وخدمات تنمية األعامل‪ )3( ،‬معوقات تتعلق بالعمليات‬
‫اإلنتاجية واإلدارة نتيجة عدم تطور نظم اإلنتاج وضعف املعارف الفنية لإلدارة‪ )4( ،‬معوقات تتعلق بالعاملة نتيجة ندرة العاملة املاهرة واملدربة‪،‬‬
‫أعباء‬
‫ً‬ ‫وعدم القدرة عىل دفع أجور عالية‪ ،‬وعىل تغطية التكاليف املرتفعة األخرى بخالف أجور العاملة‪ )5( ،‬معوقات قانونية وتنظيمية تفرض‬
‫ثقيلة وتكاليف مرتفعة عىل املرشوعات الصغرية من أجل التزامها مبتطلبات دجمها يف القطاع املنظم (وهو ما يؤدي إىل زيادة الصبغة غري الرسمية‬
‫هلذه املرشوعات‪ )6( ،‬معوقات تتعلق بريادة األعامل نتيجة االفتقار إىل بيئة وثقافة داعمة ومالمئة لتشجيع مبادرات ريادة األعامل‪ .‬وهناك مثال‬
‫آخر إلحدى العوائق التي تواجهها املرشوعات الصغرية وهي أن اجلمعيات األهلية التي متنح االئتامن متناهي الصغر للمرشوعات متناهية‬
‫الصغر والصغرية واملتوسطة ال ُيسمح هلا بقبول املدخرات إىل جانب تقديم القروض‪ .‬وقد تزايد عدد هذه اجلمعيات كام أن هناك مؤسسات‪ ،‬مثل‬
‫الصندوق االجتامعي للتنمية‪ ،‬أسند إليها مهمة تقديم اإلقراض متناهي الصغر واملساعدات إىل املرشوعات متناهية الصغر من خالل وسطاء‬
‫هم يف غالب األحوال مجعيات أهلية‪.‬‬

‫إنه من الرضوري وضع السياسات‪ ،‬والتدابري‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬وآليات التنسيق السليمة لدعم منو املرشوعات متناهية الصغر والصغرية عىل‬
‫املستويني القومي واملحيل‪ ،‬وللتخفيف من القيود املفروضة عليها‪ ،‬وخللق مناخ ُتعامل فيه مجيع املرشوعات عىل قدم املساواة‪ ،‬وللتصدي هلياكل‬
‫األسواق غري التنافسية لفشل النظم يف تقديم اخلدمات املالية وغري املالية‪ .‬وهذا يتطلب مسامهة ومشاركة عىل كل املستويات‪ ،‬ومن مجيع‬
‫أجهزة احلكومة‪ ،‬وجمتمع املانحني‪ ،‬واجلمعيات األهلية‪ ،‬ومقدمي خدمات األعامل‪ ،‬والقطاع املايل واملرصيف‪ ،‬ومؤسسات التعليم‪ ،‬ورشكات القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإنه حتى ميكن أن يتحقق كل هذا‪ ،‬وأن يؤيت بثامره‪ ،‬فإن األمر يتطلب إجراء تغيريات هامة وجوهرية يف عملية صنع‬
‫السياسة االقتصادية التي تضع القطاع اخلاص املحيل‪ ،‬ويف مقدمته املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‪ ،‬يف قلب إصالحات احلكومة‪ ،‬إىل جانب‬
‫حتقيق االندماج والعدالة‪ ،‬ووضع هياكل للحوكمة لضامن حتقيق هذا االندماج والعدالة واملشاركة الفعالة بالفعل‪.‬‬

‫كام جيب عىل مرص أن تسعى إىل تقوية الصلة بني اهلجرة وتنمية املرشوعات الصغرية واملتوسطة بتشجيع استثامر حتويالت املهاجرين يف جماالت‬
‫منتجة‪ ،‬وتشجيع استثامر رأس املال املايل‪ ،‬واالجتامعي‪ ،‬والبرشي املرتبط بعودة املهاجرين‪ .‬وتعترب التحويالت مصدر دخل هام للغاية لالقتصاد‬
‫املرصي (يف ‪ ،2008‬كانت هذه التحويالت متثل ‪ %5,3‬من الناتج املحيل اإلمجايل) وميكن ربطها بفرص النمو املطرد والشامل املختلفة املشار‬
‫إليها يف هذا التقرير‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬قامت منظمة اهلجرة الدولية بإجراء مسح عىل أرس املهاجرين يف الكثري من املحافظات الريفية إللقاء‬
‫تقريبا من األرس التي أُجري‬
‫الضوء عىل العالقة بني التحويالت واالستثامر املحيل‪ ،‬بالرتكيز عىل املنشآت الصغرية واملتوسطة‪ .‬وقد تبني أن ‪ً %80‬‬
‫عليها املسح ال تقوم باستثامر هذه التحويالت – وهو ما يؤكد العوامل التي سيأيت ذكرها فيام بعد‪ .‬وللتصدي هلذه القضايا‪ ،‬ولتعزيز األثر التنموي‬
‫للتحويالت‪ ،‬يويص التقرير بتحفيز املهاجرين عىل استثامر أمواهلم‪ ،‬باإلضافة إىل حتسني مناخ األعامل‪ ،‬واحلد من التخوف املرتبط باالستثامر يف‬
‫مرص‪ .‬ويف نفس الوقت‪ ،‬تقوم املنظمة الدولية للهجرة ببحث األنشطة املمكنة عىل مستوى املجتمع املحيل – مثل التدريب مبقابل نقدي عىل حمو‬
‫أمية أرس املهاجرين – وهو ما قد يساعد يف تشجيع االستثامر املنتج للتحويالت‪.‬‬

‫عاما‪ .‬وقد استطاع الصندوق أن ينمي قدرته عىل الوصول إىل املستفيدين من خالل شبكة من‬ ‫أُنشئ الصندوق االجتامعي للتنمية منذ عرشين ً‬
‫املكاتب اإلقليمية تغطي ‪ 29‬حمافظة يف مرص‪ .‬ويغطي نشاط الصندوق املجاالت اآلتية ‪ )1( :‬تنمية املرشوعات الصغرية‪ )2( ،‬تنمية التمويل‬
‫متناهي الصغر‪ )3( ،‬البنية التحتية للمجتمع املحيل‪ )4( ،‬تنمية املجتمع املحيل‪ )5( ،‬تنمية املوارد البرشية‪ )6( ،‬خدمات األعامل‪ .‬وقد استطاع‬
‫منحا وقروضًا من ‪ 15‬جهة مانحة ثنائية ومتعددة األطراف‪ .‬وعىل الرغم من أن اجلانب األعظم‬ ‫الصندوق منذ إنشائه تعبئة ‪ 2‬مليار دوالر تشمل ً‬
‫من القروض يتم تقدميها للصندوق بأسعار فائدة ميرسة‪ ،‬إال أنه يعمل عىل أساس مبدأ استعاضة التكلفة وذلك هبدف حتقيق االستدامة‪ ،‬حيث‬
‫أنه ال حيصل عىل أي خمصصات من موازنة احلكومة‪ .‬ومل يتم حدي ًثا إجراء تقييم للصندوق االجتامعي للتنمية ولالختناقات التي مازال يواجهها‬
‫يف عملياته‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫أيضا عن مساندة املرشوعات متناهية الصغر والصغرية عن طريق مركز حتديث الصناعة وذلك من‬ ‫وتعترب وزارة التجارة والصناعة مسؤولة ً‬
‫خالل‪ :‬تنمية املراكز التكنولوجية القامئة عىل التجمعات خلدمة قطاعات معينة مثل اجللود أو األثاث يف املناطق التي تكون فيها كثافة التجمعات‬
‫أيضا عىل تشجيع الربط بني املنشآت الكبرية والصغرية لتنمية الصناعات املغذية‪ ،‬إىل جانب الربط‬
‫الصناعية عالية‪ .‬ويعمل مركز حتديث الصناعة ً‬
‫ريا بقضية التدريب‬‫اهتامما كب ً‬
‫ً‬ ‫بني املرشوعات متناهية الصغر والصغرية يف مرص واملنشآت الكبرية يف اخلارج‪ ،‬خاصة يف أوروبا‪ .‬وهتتم الوزارة‬
‫أيضا عن تشجيع انخراط قطاع األعامل‬ ‫املهين من خالل جملس التدريب الصناعي وشبكات مراكز التدريب اخلاصة به‪ .‬وهذا املجلس مسؤول ً‬
‫اخلاص يف برامج إصالح التعليم الفين والتدريب املهين ‪ ، TVET‬خاصة ما يتعلق بتطوير املناهج‪ ،‬وتوفري التجهيزات واملعدات املناسبة ملراكز‬
‫التعليم الفين والتدريب املهين‪.‬‬

‫أيضا بوضع اسرتاتيجية شاملة للنهوض بالقدرة التنافسية للمرشوعات الصغرية واملتوسطة‬ ‫وقد قامت اهليئة العامة لالستثامر واملناطق احلرة ً‬
‫وبإنتاجيتها‪ .‬وترتكز هذه االسرتاتيجية عىل أربعة حماور هامة هي ‪ :‬ريادة األعامل‪ ،‬األقطاب التنافسية‪ ،‬الوصول للتمويل‪ ،‬وخدمات تنمية‬
‫األعامل‪ .‬وقد قامت هيئة االستثامر بإنشاء وحدة يف مركزها الرئييس خلدمات تنمية األعامل‪ ،‬وسوف تستغل مكانتها اإلقليمية لتقوم بدور امليرس‬
‫حاليا اختيار رشكة مرخصة إلدارة صندوق مبليار جنيه‪ ،‬سوف يتم إطالقه‬
‫ملقدمي خدمات تنمية األعامل‪ .‬وبالنسبة للوصول للتمويل‪ ،‬جتري اهليئة ً‬
‫قريبا‪ ،‬لتنمية املرشوعات الصغرية واملتوسطة كوسيلة خللق فرص عمل‪ .‬ويستهدف هذا الصندوق الرشكات املبتدئة والرشكات التي تتوسع يف‬ ‫ً‬
‫نشاطها والتي يقيمها رواد أعامل واعدون‪ .‬وعىل الرغم من أن الصندوق يف جوهره ينطوي عىل أهداف تنموية إال أنه سيدار عىل أسس جتارية‪.‬‬

‫وبالنسبة لقانون التمويل متناهي الصغر اجلديد‪ ،‬تقوم اهليئة املرصية للخدمات املالية‪ ،‬وهي هيئة تنظيمية تم إنشاؤها مبوجب قانون تنظيم الرقابة‬
‫عىل األسواق واألدوات املالية غري املرصفية‪ ،‬بتنظيم أسواق األوراق املالية واملؤسسات املالية غري املرصفية‪ .‬وترشف وزارة التضامن االجتامعي‬
‫عىل التمويل متناهي الصغر الذي يقدم من خالل اجلمعيات األهلية‪ .‬ومن املتوقع أن ينشئ ‪ -‬مرشوع قانون التمويل متناهي الصغر – املتوقع‬
‫صدوره يف عام ‪ 2010‬فئة جديدة من املؤسسات املالية غري املرصفية (رشكات التمويل متناهي الصغر) لتسهيل اإلقراض التجاري متناهي‬
‫الصغر حتت إرشاف اهليئة املرصية للخدمات املالية‪.‬‬

‫الصندوق االجتامعي للتنمية ‪ :‬التطورات احلديثة‬


‫أنشأت احلكومة املرصية الصندوق االجتامعي للتنمية يف عام ‪ 1991‬كآلية لشبكة أمان اجتامعي هبدف ختفيف اآلثار السلبية لربنامج اإلصالح‬
‫االقتصادي والتصحيح اهليكيل‪ .‬وقد أكد قانون املرشوعات الصغرية رقم ‪ 141‬لسنة ‪ 2004‬الدور الرئييس للصندوق االجتامعي للتنمية يف تنمية‬
‫املرشوعات متناهية الصغر والصغرية يف مرص‪ .‬ويتبع الصندوق أسلوبني منفصلني لتمويل املرشوعات متناهية الصغر واملرشوعات الصغرية سريد‬
‫ذكرها فيام بعد‪ .‬ويتمثل الفرق الواضح بني األسلوبني يف أنه يتعني عىل رواد األعامل تسجيل مرشوعاهتم (إذا مل تكن مرخصة) قبل أن يتلقوا‬
‫القرض وهذا هو السبب األسايس يف ارتفاع عدد املرشوعات الصغرية املبتدئة التي حصلت عىل ‪ %74‬من القروض يف مايو ‪.2009‬‬

‫وتقوم إدارة التمويل متناهي الصغر بالصندوق االجتامعي للتنمية مبساندة األنشطة املولدة للدخل‪ ،‬وخلق فرص عمل مستدامة هبدف ختفيض‬
‫مستوى الفقر‪ ،‬وحتسني املؤرشات االجتامعية‪/‬االقتصادية‪ .‬ويتمثل اهلدف األسايس من تقديم التمويل متناهي الصغر يف رفع مستوى دخول‬
‫أساسا مع اجلمعيات األهلية‪ .‬ومنذ إنشاء إدارة التمويل متناهي‬‫األرس الفقرية‪ ،‬خاصة األرس التي ترأسها نساء‪ .‬ويعمل الصندوق االجتامعي ً‬
‫الصغر‪ ،‬عمل الصندوق مع ‪ 441‬مجعية أهلية ومنظمة جمتمع‪ ،‬وقدم خدماته لنحو ‪ 802,529‬عميالً‪ .‬ووف ًقا ملا ورد يف التقارير تعترب جودة حمفظة‬
‫التمويل متناهي الصغر ممتازة‪ ،‬حيث كان ‪ %1,8‬فقط من حمفظة اإلقراض معرض ملخاطر يف ديسمرب ‪ .2008‬ومتثل أكرب خس مجعيات أهلية‬
‫أيضا إىل أن‬
‫أداء ‪ %38‬من إمجايل اجلمعيات التي يتعامل معها الصندوق والبالغ عددها ‪ 441‬يف أغسطس ‪ .2009‬وهذا الرقم يشري ً‬ ‫وأحسنها ً‬
‫ريا من اجلمعيات األهلية الصغرية التي ميوهلا الصندوق االجتامعي للتنمية‪ .‬وتصل مدة عقود التمويل مع اجلمعيات األهلية إىل‬‫هناك عد ًدا كب ً‬
‫خس سنوات – ويشرتط أن حتصل النساء عىل ‪ %30‬من القروض‪ ،‬وأن تشكل املرشوعات املبتدئة ‪. %10‬‬
‫‪43‬‬

‫وتقع مسؤولية متويل املرشوعات الصغرية يف الصندوق االجتامعي للتنمية عىل جهاز تنمية املرشوعات الصغرية (‪ .)SEDO‬ويقوم الصندوق‬
‫بتقديم األموال – التي تصل قيمتها إىل ‪ 131,2‬مليون جنيه – للبنوك إلعادة إقراضها للمرشوعات الصغرية واملتوسطة‪ .‬وتبلغ قيمة حمفظة أموال‬
‫‪ SEDO‬ضعف قيمة حمفظة التمويل متناهي الصغر بالصندوق رغم أهنا ختدم أقل من ُعرش عدد املرشوعات‪ ،‬وتتساوى يف جودهتا مع حمفظة‬

‫‪43‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 7‬املبادرات اجلديدة للصندوق االجتامعي للتنمية‬

‫سند إىل الصندوق االجتامعي للتنمية مرشوعات جديدة‪ .‬ويبدو ذلك يف تنويع حمفظته مبصادر جديدة للمساندة‪ ،‬باإلضافة إىل تنويع العمليات التي يشارك فيها‬ ‫أُ ِ‬
‫مثل تشجيع إقامة مرشوعات الفرانشيز لدى املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫(‪ )1‬يتضمن برنامج دعم قطاع الفرانشيز متويل ديون احلاصل عىل الفرانشيز‪ ،‬وبناء قدرات األطراف صاحبة املصلحة املحلية (الصندوق االجتامعي للتنمية‪،‬‬
‫اجلمعية املرصية لتنمية الفرانشيز‪ ،‬املؤسسات املالية‪ ،‬االستشاريني – املحامني – اجلهاز القضايئ)‪ .‬ومن املتوقع أن ينشئ املرشوع ‪ 375‬منفذً ا للفرانشيز‪ ،‬وخيلق أكرث‬
‫من ‪ 7000‬وظيفة مبارشة‪ ،‬ويعمل عىل زيادة عدد املرشوعات الصغرية واملتوسطة التي تعمل يف القطاع الرسمي‪ ،‬كام سيساعد عىل نقل التكنولوجيا إىل املرشوعات‬
‫الصغرية واملتوسطة ويشجع عىل زيادة اإلنتاجية وإمكانيات التصدير‪.‬‬
‫(‪" )2‬اتفاقية تيسري احلصول عيل التمويل للمرشوعات متناهية الصغر والصغرية"‬
‫وخيتص هذا املرشوع بإقراض اجلمعيات األهلية‪ ،‬والبنوك ومؤسسات التمويل متناهي الصغر املحتملة من أجل زيادة وحتسني عمليات اإلقراض للمرشوعات‬
‫أيضا من الوصول إىل جمموعة أكرب من‬ ‫متناهية الصغر والصغرية‪ .‬وهذا سيمكن هذه املرشوعات ليس فقط من احلصول عىل مزيد من التمويل ولكن سيمكنها ً‬
‫اخلدمات املالية‪ ،‬مبا يف ذلك الودائع‪ ،‬والتأمني باإلضافة إىل املنتجات املالية اإلسالمية‪ ،‬والبنوك املتنقلة وبذلك سوف تستطيع املرشوعات الصغرية واملتوسطة أن تدير‬
‫املخاطر بفاعلية أكرث‪ ،‬وأن حتصل عىل مصادر متويل منخفضة املخاطر وأن ختفض تكاليف املعامالت والتأخري يف السداد‪.‬‬
‫اقتصاديا‪ ،‬والذين ميكنهم البدء يف إنشاء مرشوعات يف األنشطة التجارية املتعلقة‬
‫ً‬ ‫(‪ )3‬مرشوع حتسني مستويات املعيشة الذي يستهدف فقراء الريف النشطني‬
‫بالعمل الزراعي وغري الزراعي‪ .‬واهلدف من ذلك هو حتسني مستوى معيشة املزارعني أصحاب احليازات الصغرية الذين يعملون يف اإلنتاج الزراعي وجتهيز وتسويق‬
‫منتجات معينة (احلاصالت البستانية‪ ،‬املاشية‪ ،‬واألسامك)‪ .‬وذلك بتقوية مجعيات املزارعني أصحاب احليازات الصغرية (مبا فيها اجلمعيات التعاونية)‪ ،‬وإقامة روابط‬
‫أعامل بني مجعيات املزارعني وقطاعات التصنيع الزراعي الكبرية يف سلسلة القيمة‪.‬‬
‫(‪ )4‬مرشوع صندوق األوبك للتنمية الدولية‬
‫وهو أول تدخل من صندوق األوبك يف الرشق األوسط يف جمال التنمية االجتامعية‪ .‬وهيدف املرشوع إىل حتسني األوضاع االجتامعية‪/‬االقتصادية للمجتمعات‬
‫املحلية عن طريق زيادة دخول األرس املرصية الفقرية من خالل تقديم قروض صغرية من البنوك واجلمعيات األهلية الوسيطة‪ .‬كام يدعم هذا املرشوع جهود احلكومة‬
‫بيئيا‪ ،‬وبالتايل ميكن ختفيض البطالة من خالل خلق فرص عمل‪ ،‬وتشجيع العمل احلر‪.‬‬ ‫يف زيادة دخول سكان الريف عن طريق تنمية أنشطة جمدية اقتصاديًا ومستدامة ً‬
‫ريا ومتوسطًا والتوسع فيها‪ ،‬وبخلق ‪ 23,3‬ألف فرصة عمل‪.‬‬ ‫ومن املخطط أن يقوم املرشوع بإنشاء ‪ 9330‬مرشو ًعا صغ ً‬

‫املصدر ‪ :‬هناء اهلاليل‪ ،‬الصندوق االجتامعي للتنمية‪.‬‬

‫التمويل متناهي الصغر‪ .‬وقد بلغت نسبة النساء الاليت حصلن عىل قروض ‪ %27‬يف ديسمرب ‪ ،2008‬وقد كان املستهدف أن تصل هذه النسبة إىل‬
‫‪ .%35‬ويتم اختيار البنوك التي حتصل عىل متويل الصندوق االجتامعي للتنمية عن طريق إجراء تقييم مايل‪ ،‬وعىل أساس مستوى جودة حمافظها‪،‬‬
‫وقدراهتا املؤسسية‪ ،‬ورغبتها وقدرهتا عىل رفع حجم خط االئتامن‪ .‬وهذا يأخذ يف االعتبار إمكانية الوصول إىل املستفيدين‪ ،‬ونطاق وصول شبكة‬
‫فروعها‪ ،‬والقدرات املهنية واخلربات‪ ،‬وسجل نشاطها يف جمال متويل املرشوعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬والقدرات املالية مثل الربحية‪ ،‬والسيولة‪،‬‬
‫أقساما للمرشوعات‬
‫ً‬ ‫وكفاية رأس املال‪ ،‬والرافعة املالية‪ ،‬ونسبة املتأخرات‪ ،‬ومعدالت النمو‪ .44‬وعىل الرغم من أن عد ًدا من البنوك أنشأت‬
‫متزايدا وتكي ًفا أكرث مع املرشوعات الصغرية‪ ،‬إال أن معايري حتليل اجلدارة االئتامنية‪ ،‬ومتطلبات املوافقة عىل‬
‫ً‬ ‫اهتامما‬
‫ً‬ ‫الصغرية واملتوسطة وأبدت‬
‫القرض مازالت متثل مشكلة حيث أهنا نفس املعايري واملتطلبات املطبقة عىل املنشآت الكبرية‪ ،‬مما جيعل تكاليف اإلجراءات اإلدارية مرتفعة‬
‫ويعوق فرصة حصول املرشوعات الصغرية عىل التمويل‪.‬‬

‫وهيدف «قطاع التسويق واإلدارة» بالصندوق االجتامعي للتنمية إىل تقديم «حزمة متكاملة من الدعم الفين واخلدمات التسويقية» لزيادة‬
‫القدرة التنافسية للمرشوعات متناهية الصغر والصغرية يف السوق املحيل وأسواق التصدير‪ ،‬وللمساعدة يف خلق فرص عمل‪ .‬ويعمل قطاع‬
‫أساسا يف تقديم اخلدمات للمرشوعات متناهية الصغر والصغرية وذلك باحلصول عىل اخلدمات املطلوبة من خالل نظام التعهيد‬‫التسويق واإلدارة ً‬
‫أساسا عىل بروتوكوالت تعاون يتم توقيعها بني الصندوق االجتامعي للتنمية وأطراف مؤسسية أخرى –‬ ‫‪ . outsourcing‬وتعتمد آلية التعهيد ً‬
‫اجلامعات‪ ،‬املؤسسات البحثية أو مراكز التدريب – وعىل التعاقد املبارش مع استشاريني حمليني و‪/‬أو دوليني‪ .‬ومع هذا‪ ،‬مازالت خدمات اإلرشاد‬
‫التي يقوم الصندوق ال ترقى إىل مستوى خدماته يف جمال االئتامن متناهي الصغر‪ ،‬وإن كان أمامها جمال واسع للتحسن والتوسع‪ .‬وكام حتدد يف‬
‫اسرتاتيجية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية هناك حاجة للتحرك بالتوازي مع اخلدمات املالية وغري املالية للنهوض باإلنتاجية والقدرة‬
‫عىل تسويق عمليات املرشوعات متناهية الصغر والصغرية ويقوم الصندوق‪ ،‬من خالل مكاتبة اإلقليمية‪ ،‬بتقديم خدمات األعامل اآلتية ‪ :‬تطبيق‬
‫خصيصا هلم‪ ،‬سواء تم تقدميها من‬
‫ً‬ ‫أسلوب «الشباك الواحد ‪ one stop shop‬لضامن حصول رواد األعامل عىل حزمة من اخلدمات التي صممت‬
‫جانب الصندوق االجتامعي أو من جانب املنظامت أو املنشآت التي عقد معها الصندوق اتفاقات‪ ،‬وتبسيط وتيسري إجراءات تسجيل األعامل‬

‫‪44‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫(من ناحية الوقت والتكلفة)‪ ،‬وتُقدم خدمات الصندوق االجتامعي للتنمية جمانًا‪ ،‬ويتم متويلها من املنح املقدمة من اجلهات املانحة ومن عائد‬
‫الفوائد التي حيصل عليها الصندوق االجتامعي للتنمية‪ .‬وتشمل هذه اخلدمات مساعدة املرشوعات يف إعداد خطط األعامل‪ ،‬وطلبات احلصول‬
‫عىل القروض‪ ،‬وهي خدمة حظيت بتقدير البنوك‪ .‬ويتم متابعة أنشطة املرشوع يف موقع العمل‪ ،‬ويتم تلقي التقارير من إدارات التشغيل الرئيسية‪،‬‬
‫وتقوم إدارة نظم املعلومات بتتبع هذه التقارير وتقدم معلومات بشأهنا إىل اإلدارة العليا‪.‬‬

‫وعىل الرغم من املوارد املالية الكبرية التي أتاحها عدد من اجلهات املانحة وتم ختصيصها للتمويل متناهي الصغر‪ ،‬مل يقم الصندوق االجتامعي‬
‫للتنمية أو اجلمعيات األهلية التي ميوهلا الصندوق بجمع معلومات عن أثر أنشطة التمويل متناهي الصغر من حيث خلق فرص عمل مستدامة‪،‬‬
‫واالستثامرات‪ ،‬ومعدل فشل املرشوعات‪ ،‬وعن حتسني األوضاع املعيشية للمستفيدين‪ .‬واألمر حيتاج إجراء هذا التقييم بصورة منتظمة حتى حيصل‬
‫الصندوق عىل إشارات ترشده يف حتسني نتائج أنشطته‪.‬‬

‫‪ 4-1‬استراتيجية تشغيل الشباب‬


‫إن املشاكل التي يواجهها الشباب تنبع جذورها من البطالة النامجة عن السياسات االقتصادية غري املناسبة التي كانت متبعة عىل مدى خسة‬
‫أحساسا زائ ًفا بالرضا واإلنجاز‪ ،‬وكذلك عندما كانت البريوقراطية املتضخمة بشكل‬
‫ً‬ ‫عقود‪ ،‬وذلك عندما طبق نظام ضامن التشغيل الذي أعطى‬
‫مفرط تعترب قاطرة النمو وليس عب ًئا ال حتتمله موازنة احلكومة‪ .‬وقد أسفرت هذه السياسة عن ارتفاع معدل منو فاتورة أجور املوظفني اإلداريني‬
‫عىل حساب املرصوفات العامة عىل التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والبنية التحتية‪ .‬وعندما كان القطاع العام – مبا يشمله من اجلهاز اإلداري للدولة‪،‬‬
‫ال عن توظيف أكرث من ثلث جمموعة الشباب الذين يدخلون قوة العمل‬ ‫واخلدمات االجتامعية‪ ،‬واملرشوعات العامة – يف قمة هيمنته‪ ،‬كان مسؤو ً‬
‫سنويا (شكل ‪4-1‬أ)‪ .‬ويف نفس الوقت كان أداء القطاع اخلاص الرسمي متواض ًعا‪ ،‬فقد استغرق األمر من املرشوعات الرسمية يف القطاع اخلاص‬ ‫ً‬
‫عاما لتضاعف قدرهتا عىل استيعاب الوافدين اجلدد لقوة العمل‪ ،‬من ‪ %5‬يف الثامنينيات إىل ‪ %10‬يف العقد األول من األلفية اجلديدة‪.‬‬
‫‪ً 20‬‬

‫وحاليا‪ ،‬ال تلبي العاملة املرصية متطلبات سوق العمل‪ .‬وهو ما يشكل عقبة جسيمة أمام منو القطاع اخلاص‪ ،‬وقدرته التنافسية يف ظل اقتصاد‬ ‫ً‬
‫منفتح ومتحرر‪ .‬ومما يزيد من حدة هذه املشكلة عدم وجود اسرتاتيجية مناسبة للموارد البرشية عىل مستوى املنشآت تعطي ألصحاب األعامل‬
‫توجهات واضحة بشأن قضايا العاملة والتشغيل‪ ،‬وال تتاح لكل الشباب نفس فرص الوصول لشبكات الدعم أو الوظائف الالئقة أو األجور‬
‫املجزية‪ ،‬فمن ناحية‪ ،‬ترتفع معدالت البطالة بني خرجيي اجلامعات نتيجة عدم التوافق بني نوعية التعليم الذي حصلوا عليه واحتياجات سوق‬
‫العمل املنظم‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬تنخفض معدالت تشغيل خرجيي التعليم الفين التدريب واملهين‪ .‬ويعترب التعليم الفين والتدريب املهين هناية‬
‫مرحلة التعليم الرسمي بالنسبة ألولئك الذين أُبعدوا عن التعليم العام والعايل‪ .‬ومع هذا‪ ،‬تتسم معظم مؤسسات التعليم الفين والتدريب املهين‬
‫بأهنا تعتمد عىل جانب العرض‪ ،‬وتفتقر إىل معايري واضحة لتطوير املناهج وتقديم التدريب‪ .‬كام أهنا تستخدم معدات عتيقة ال تساير التطورات‬
‫التكنولوجية‪ .‬والنتيجة هي أن خرجيي التعليم الفين والتدريب املهين يعتربوا عاملة غري ماهرة وال يستطيعوا تلبية احتياجات قطاع الصناعة أو‬
‫اخلدمات من الوظائف املتخصصة أو فائقة املهارة‪ ،‬لذا سيجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن وظائف يف القطاع غري الرسمي‪ .‬ومن املفارقات‬
‫أن الدالئل تشري إىل أن العاملة غري املاهرة تتمتع مبيزة أهنا تستطيع أن جتد فرصة عمل‪ ،‬رمبا يرجع ذلك إىل انتعاش قطاع التشييد‪.‬‬

‫وهناك مفهومان أساسيان يكمنان وراء رضورة إجراء تغيري جوهري مهم من أجل مواجهة الفشل احلايل يف عالج االختالل يف سوق العمل‪ ،‬ومها‬
‫‪ :‬احلوافز واملساءلة‪ .‬فعند كل مستوى من مستويات التدخل‪ ،‬جيب وضع جمموعة من احلوافز حتى ميكن أن يصبح التعليم هو املدخل األسايس‬
‫عمليا يف سوق العمل‪ ،‬ووضع سلة متوازنة من حوافز‬‫للتوظيف‪ .‬وهذا يشمل تصميم أفضل للمناهج اخلاصة باملوضوعات التي ميكن تطبيقها ً‬
‫التدريب لقطاعات األعامل والصناعة‪ ،‬والتأكيد بشدة عىل رضورة اكتساب املهارات التي يتطلبها السوق‪ ،‬مثل إجادة لغة ثانية‪ .‬وبالنسبة‬
‫متقدما وأجهزة متطورة‪ ،‬ومنح شهادات مناسبة‪ .‬إن عالج فشل سوق العمل هو‬
‫ً‬ ‫ال‬
‫للتعليم الفين والتدريب املهين‪ ،‬يتعني توفر موظفني مؤهلني تأهي ً‬
‫مسؤولية مشرتكة بني كافة األطراف صاحبة املصلحة مبا فيهم الشباب‪ ،‬وأصحاب األعامل‪ ،‬واالحتادات‪/‬والغرف باإلضافة إىل احلكومة‪ .‬ولتحقيق‬
‫تقدم لألمام‪ ،‬يتعني إقامة عالقات وثيقة بني مقدمي اخلدمات التعليمية وأصحاب األعامل‪ ،‬واملشاركة الفعالة من جانب أصحاب األعامل يف وضع‬
‫حمتوى املناهج‪ ،‬ويف توفري األجهزة واملعدات‪ ،‬وتدريب املعلمني‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫شكل ‪ 4-1‬أ ‪ :‬توزيع الوافدين اجلدد لقوة العمل حسب نوع أول وظيفة‬
‫‪%‬‬
‫‪45‬‬
‫‪40‬‬ ‫العمل ىف القطاع العام‬
‫‪35‬‬ ‫العمل بأجر ىف القطاع‬
‫‪30‬‬ ‫اخلاص الرسمى‬
‫‪25‬‬
‫عمل منتظم بأجر ىف‬
‫‪20‬‬
‫القطاع اخلاص غري‬
‫‪15‬‬
‫الرسمى‬
‫‪10‬‬
‫عمل بأجر غري منتظم‬
‫‪5‬‬
‫عمل بدون أجر‬
‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪Source: Ragui Assaad and Ghada Barsoum in ”Generation in Waiting,“ Brookings Institute Press, 2009‬‬

‫وعىل الرغم من أن الشباب املرصي مازالوا يفضلون العمل يف احلكومة‪ ،‬إال أن هناك نسبة متزايدة تفضل العمل كرواد أعامل‪ ،‬وذلك وف ًقا ملا ورد‬
‫يف املسح العاملي لريادة األعامل(‪ .Global Entrepreneurship Monitor Survey )GEM‬ففيام يتعلق بانخراط الشباب يف أنشطة ريادة‬
‫األعامل‪ ،‬كانت النتائج التي تضمنها (‪ )GEM‬مبرشة باخلري‪ ،‬حيث حتقق أعىل معدل للنشاط الريادي اإلمجايل يف مرص لدى الشباب يف الفئة‬
‫العمرية ‪ 34-25‬سنة (‪ – )%15‬وهو نفس املعدل الذي حتقق يف الدول األخرى التي شملها املسح ‪ -‬وهذه الفئة هي أهم جممع لرواد األعامل‬
‫الذي سوف تنطلق منه معظم املرشوعات والوظائف اجلديدة يف السنوات القادمة‪ .‬أما الفئة العمرية الثانية التي حققت ثاين أعىل معدل للنشاط‬
‫فقد كانت فئة الشباب يف السن من ‪ 24-18‬سنة (‪ ،)%12,3‬وهو معدل يفوق املعدالت التي حتققت يف معظم الدول التي شملها املسح‪ ،‬لذا‬
‫حيقق الشباب املرصي ملرص ميزة قوية بالنسبة لريادة األعامل‪ .‬وهذا معناه من ناحية السياسة أنه جيب بذل جمهود كبري للنهوض مبهارات ريادة‬
‫مبكرا يف النظام التعليمي كجزء من املناهج الرسمية واألنشطة غري‬
‫األعامل‪ ،‬والقدرات‪ ،‬واملعارف الفنية للشباب املرصي‪ .‬وينبغي أن يبدأ هذا ً‬
‫الدراسية‪ .‬ولسوء احلظ‪ ،‬حققت مرص ثاين أدىن معدل بني ‪ 43‬دولة فيام يتعلق بنسبة السكان الذين تلقوا أي معلومات عن ريادة األعامل يف نظام‬
‫التعليم والتدريب (‪ %7,5‬فقط) وهذا الوضع يتعني تصحيحه عىل الفور‪.‬‬

‫وهناك إدراك متزايد يف مرص بأن التشغيل املنتج‪ ،‬والعمل الالئق للشباب ال ميكن حتقيقه من خالل تدخالت مشتتة و منعزلة عن بعضها ‪ ،‬وهذا‬
‫يتطلب إتباع منهج متامسك حيدد سياسات للمساندة تتمركز حول اسرتاتيجية متكاملة للنمو وخلق فرص عمل باإلضافة إىل تدخالت تستهدف‬
‫أيضا‬
‫فئات أو قطاعات معينة ملساعدة الشباب عىل التغلب عىل العوائق التي يواجهوهنا عند دخول سوق العمل والبقاء فيه‪ .‬كام يتطلب األمر ً‬
‫مشاركة بني عدد كبري من األطراف الفاعلة من أجل اختاذ إجراء حاسم‪ ،‬ومستمر‪ ،‬ومتسق‪ .‬ويف الواقع هذا هو النهج العام ألجندة التشغيل‬
‫العاملية لدى منظمة العمل الدولية ‪ ،ILO's Global Employment Agenda‬كام يأيت هذا النهج يف صلب القرار املتعلق بتشغيل الشباب‬
‫الذي اختذه عام ‪ 2005‬مؤمتر العمل الدويل ‪.International Labor Conference, 2005‬‬

‫يف هذا السياق جيدر اإلشارة إىل أنه يف عام ‪ ،2003‬أصبحت مرص إحدى الدول الرائدة يف شبكة توظيف الشباب التابعة لألمني العام لألمم‬
‫املتحدة (‪ ،)YEN‬وهي رشاكة بني األمم املتحدة والبنك الدويل ومنظمة العمل الدولية‪ .45‬وكجزء من التزام مرص‪ ،‬كدولة رائدة يف هذه الشبكة‪،‬‬
‫بدأت احلكومة املرصية يف إعداد خطة العمل القومية لتشغيل الشباب مبساعدة مكتب منظمة العمل الدولية اإلقليمي الفرعي لشامل أفريقيا‪،‬‬
‫وقطاع التشغيل يف املقر الرئييس ملنظمة العمل الدولية وباملشاركة مع سكرتارية شبكة توظيف الشباب ‪ ، YEN‬وقد كانت خطة العمل هذه‬
‫نتاج عملية كاملة وشاملة شارك فيها الكثري من الالعبني واألطراف املعنية صاحبة املصلحة‪ .‬وقد كانت وزارة القوى العاملة واهلجرة وراء هذه‬
‫العملية وساندهتا بقوة‪ ،‬وذلك بالرشاكة مع الرشكاء االجتامعيني وبالتعاون الوثيق مع أطراف فاعلة حملية ودولية مبا يف ذلك منظامت الشباب‪،‬‬
‫ووكاالت التنمية واألطراف املانحة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وتتمثل الغاية من خطة العمل هذه – بالنسبة للشباب – يف زيادة فرص التشغيل‪ ،‬وتوفري وظائف الئقة ومنتجة للشباب الذين يلتحقون بسوق‬
‫سنويا‪ .‬ويرتبط هذا اهلدف ارتباطًا وثي ًقا باألهداف الرئيسية للخطة اخلمسية السادسة للتنمية االقتصادية واالجتامعية‪2008/2007 ،‬‬ ‫ً‬ ‫العمل‬
‫– ‪ ،2012/2011‬ويرجع السبب يف ربط اخلطة القومية لتشغيل الشباب باخلطة اخلمسية السادسة إىل حقيقة أن اخلطة تأخذ يف اعتبارها‬
‫األهداف االقتصادية واالجتامعية الكربى التي ترمي إليها الدولة‪ .‬وتستند اخلطة إىل ثالثة حماور رئيسية ‪ :‬الربنامج االنتخايب الذي تتبناه احلكومة‬
‫أيضا باخلطة‬
‫للفرتة ‪ 2011-2005‬والعقد االجتامعي اجلديد للمشاركة االجتامعية‪ ،‬واألهداف اإلمنائية لأللفية‪ .‬ويتعني ربط خطة العمل القومية ً‬
‫جزءا من هذه اخلطة‪.‬‬
‫اخلمسية السابعة القادمة (‪ ،)2017/2016 – 2013/2012‬حيث أن تنفيذ خطة العمل القومية يغطي ً‬

‫وقد بلغ معدل النمو السنوي املتوسط يف قوة العمل يف الفئة العمرية ‪ 30-15‬سنة ‪ %5‬خالل الفرتة ‪.462007 -2002‬و قد تم تقدير قوة العمل‬
‫خالل الفرتة ‪ 2015-2010‬عىل هذا األساس باإلضافة إىل عدد الوظائف املطلوبة سنويا خالل فرتة خطة العمل القومية لتشغيل الشباب‪0‬‬
‫وهتدف هذه اخلطة إىل ختفيض معدل البطالة بني الشباب من ‪ ،%23‬وف ًقا لتعداد عام ‪ ،2006‬إىل ‪ %15‬يف هناية اخلطة‪ .‬وتب ًعا لذلك‪ ،‬سيصل إمجايل‬
‫سنويا‪ ،‬وذلك المتصاص الزيادة‬
‫عدد الوظائف التي يتعني خلقها خالل سنوات اخلطة اخلمس إىل ‪ 3,1‬مليون وظيفة مبتوسط ‪ 619,506‬وظائف ً‬
‫السنوية يف قوة العمل من الشباب‪ ،‬وجزء من رصيد العاطلني الذي بلغ ‪ 1.9‬مليون عاطل يف الفئة العمرية ‪ 30-15‬سنة‪ ،‬وف ًقا لتعداد عام ‪.2006‬‬

‫حمليا‪ ،‬ويف نفس الوقت ينهض بالتنمية‬


‫هاما يف ختفيف ضغوط التشغيل ً‬ ‫دورا ً‬
‫ويف هذا السياق‪ ،‬ميكن حلراك العاملة عىل املستوى الدويل أن يلعب ً‬
‫االجتامعية‪/‬االقتصادية يف مرص‪ ،‬إال أن هذا يتطلب الرتكيز عىل إجراء إصالحات واسعة عىل التعليم العايل والتعليم الفين والتدريب املهين‪ ،‬حتى‬
‫ميكن النهوض بالقدرة التنافسية للعاملة املرصية يف أسواق العمل الدولية‪ ،‬وخلق سبل جديدة للهجرة املنظمة‪ .‬وهناك حاجة لبحث مدى مالءمة‬
‫دوليا‪ .‬وعالوة‬
‫العاملة املرصية للطلب يف سوق العاملة الدولية‪ ،‬باإلضافة إىل رضورة تشجيع وتسهيل احلصول عىل شهادات االعتامد املعرتف هبا ً‬
‫عىل ذلك‪ ،‬ينبغي العمل عىل زيادة إمكانية احلصول عىل فرص عمل باخلارج عن طريق توفري التعليم والتدريب املعتمد واملوجه للسوق‪ ،‬وكذلك‬
‫من خالل وضع النظم التي تسهل عىل املرصيني الباحثني عن عمل الوصول إىل الوظائف الشاغرة املناسبة يف اخلارج‪ .‬وهكذا ميكن أن يلعب‬
‫احلراك الدويل للعاملة دورا مهام ً يف التخفيف من ضغوط التشغيل املحلية‪ ،‬ويف نفس الوقت تعزيز التنمية االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬

‫ووف ًقا لتعداد السكان عام ‪ ،2006‬فإن نحو ‪ %91,5‬من إمجايل العاطلني كانوا يف الفئة العمرية ‪ 30-15‬سنة‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬كان العاطلون‬
‫ذووا التعليم املتوسط والعايل يشكلون ‪ %79,5‬من إمجايل العاطلني‪ ،‬وكان ‪ %93‬من العاطلني من الباحثني عن عمل ألول مرة‪ .‬وتعاين اإلناث من‬
‫البطالة أكرث من الذكور‪ ،‬حيث بلغت نسبة البطالة بينهن ‪ %40‬مقابل ‪ %19‬بالنسبة للذكور يف الفئة العمرية ‪ 30-15‬سنة‪ ،‬واألكرث أمهية من‬
‫ذلك‪ ،‬أن البطالة تكون بني الفقراء الذي ال يكون يف مقدورهم البقاء عاطلني‪.47‬‬

‫فنظرا ألن القطاع غري املنظم يعد املصدر األسايس لتشغيل الوافدين‬
‫ال يتمثل حتدي تشغيل الشباب يف مرص يف خلق املزيد من الوظائف فقط‪ً ،‬‬
‫أيضا يف خلق وظائف أفضل‪ .‬وقد أوضحت بيانات تعداد عام ‪ 1996‬أن عدد العاملني يف منشآت‬ ‫اجلدد إىل سوق العمل‪ ،‬فإن التحدي يتمثل ً‬
‫القطاع اخلاص غري الزراعي التي يعمل بكل منها أقل من خسة عامل بلغ ‪ 2.5‬مليون عامل‪ ،‬يضاف إىل ذلك العامل غري الزراعيني الذين‬
‫يعملون خارج املنشآت والبالغ عددهم ‪ 2,5‬مليون عامل‪ ،‬وبذلك يصبح إمجايل عدد العامل يف القطاع غري املنظم ‪ 5‬مليون عامل يشكلون ‪%48‬‬
‫من إمجايل عدد العامل يف القطاع اخلاص‪ ،‬و ‪ %86‬من إمجايل عدد العامل يف القطاع اخلاص غري الزراعي‪ .‬وهذا معناه أن معدل منو التشغيل يف‬
‫سنويا يف املتوسط خالل العرش سنوات من عام ‪ 1996‬وحتى عام ‪ ،482006‬هذا عىل الرغم من أن الرقم الوارد يف‬
‫القطاع غري املنظم بلغ ‪ً %9‬‬
‫سنويا‪.‬‬
‫تعداد ‪ 2006‬كان أقل حيث بلغ ‪ً %6‬‬

‫سياسات وبرامج غري كافية‬


‫يف عام ‪ ،2006‬كان التشغيل يف القطاع غري املنظم يشكل ‪ %58‬من إمجايل التشغيل يف القطاع اخلاص‪ ،‬و ‪ %92‬بعد استبعاد التشغيل يف‬
‫مهما يف خلق فرص العمل بصفة‬
‫دورا ً‬
‫الزراعة ‪ .‬وهناك اتفاق يف الرأي عىل أن املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة ميكنها أن تؤدي ً‬
‫‪49‬‬

‫عامة‪ ،‬وللشباب بصفة خاصة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فإن برامج تنمية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة مثل ‪ :‬برنامج مبارك للتضامن‪ ،‬وجهاز‬
‫تنمية املرشوعات الصغرية (‪ )SEDO‬التابعة للصندوق االجتامعي للتنمية‪ ،‬واألرس املنتجة‪ ،‬وبنك نارص‪ ،‬ومجعيات األعامل‪ ،‬وبرامج ضامن‬
‫ماليا هلذه املرشوعات‪ ،‬مل تكن ذات فاعلية كبرية من حيث خلق فرص عمل ومل يتجاوز تأثريها فرتة القرض‪ ،‬واألكرث‬‫دعما ً‬
‫االئتامن‪ ،‬التي متنح ً‬
‫‪47‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫من ذلك‪ ،‬كان تأثري هذه الربامج عىل خلق فرص العمل حمدو ًدا نتيجة ضعف آليات املتابعة والتقييم‪ ،‬وكان معدل فشل هذه املرشوعات مرتف ًعا‬
‫نتيجة نقص اخلربة‪ ،‬وضعف الطلب‪ ،‬وإجراءات اإلقراض املعقدة‪.50‬‬

‫وقد حاولت احلكومة املرصية تنمية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة بعدة سبل‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬كانت هناك مساندة من‬
‫جانب الكثري من اجلهات املانحة واجلمعيات األهلية لتنمية هذه املرشوعات عن طريق توفري الدعم املايل والفين‪ .‬ويف عام ‪ ،2004‬أصدرت‬
‫احلكومة قانون تنمية املرشوعات الصغرية رقم ‪ ،2004/141‬ووضعت وزارة املالية اسرتاتيجية وخطة عمل لدعم القدرة التنافسية للمرشوعات‬
‫متناهية الصغر والصغرية واملتوسطة يف مرص‪ .‬ويف عام ‪ ،2005‬أطلقت احلكومة «االسرتاتيجية القومية للتمويل متناهي الصغر» هبدف تقديم‬
‫أيضا إىل إنشاء صناعة التمويل متناهي الصغر وإدماجه يف تنمية‬
‫اخلدمات املالية للفقراء واملرشوعات متناهية الصغر‪ .‬وهتدف االسرتاتيجية ً‬
‫أيضا‪ ،‬وضع الصندوق االجتامعي للتنمية االسرتاتيجية القومية لالئتامن متناهي الصغر‪ .‬ويف عام ‪ 2008‬قام كل من‬ ‫القطاع املايل‪ .‬ويف ‪ً 2005‬‬
‫الصندوق االجتامعي ووزارة املالية‪ ،‬والوكالة الكندية للتنمية الدولية (‪ )CIDA‬بإعداد اسرتاتيجية لتنمية املرشوعات متناهية الصغر والصغرية‬
‫خالل الفرتة ‪ .2012-2008‬ومع هذا مل يتم بعد تقييم أثر هذه املبادرات‪.‬‬

‫إن خلق بيئة داعمة هلذه املرشوعات لتتمكن من بدء النشاط والعمل والنمو‪ ،‬ويف نفس الوقت ختفض من تكلفة انسحاهبا من السوق‪ ،‬قد يشجع‬
‫نسبة كبرية من املنشآت اخلاصة غري الرسمية عىل العمل عىل اكتساب الصفة الرسمية‪ ،51‬ومع هذا‪ ،‬فإنه عىل الرغم من أمهية هذه املرشوعات يف‬
‫ال عن املرشوعات الكبرية والعمالقة التي تستوعب نسبة كبرية من الوظائف وتوفر فرص‬ ‫خلق فرص عمل للشباب إال أنه ال ميكن اعتبارها بدي ً‬
‫عمل الئقة‪.‬‬

‫تقريبا من العاملة تعمل يف احلكومة ويف القطاع العام‪ .‬وعىل‬


‫ومع هذا‪ ،‬يشري توزيع العاملة حسب القطاع‪ ،‬وف ًقا لتعداد عام ‪ ،2006‬إىل أن ‪ً %27‬‬
‫الرغم من أن احلكومة ألغت نظام ضامن التشغيل منذ سنوات مضت‪ ،‬مازال العمل يف احلكومة والقطاع العام أكرث جاذبية لنسبة كبرية من‬
‫اخلرجيني الشباب من العمل يف القطاع اخلاص‪ .‬وميكن تفسري ذلك بعدم الثقة يف ممارسات القطاع اخلاص الذي ال يقدم حوافز عمل كافية هلؤالء‬
‫أيضا ندرة القدرات الفنية واملهنية املاهرة ونصف املاهرة‪ ،‬مما جيعلهم ال يقدمون عىل العمل يف الوظائف‬
‫الشباب خاصة لإلناث‪ .‬ويعكس هذا ً‬
‫املتاحة يف القطاعات الصناعية الكبرية‪.‬‬

‫وهذا يربز االختالل بني الطلب والعرض يف سوق العمل الذي ميكن تفسريه بعدد من العوامل‪ .‬األول‪ ،‬أن سياسات سوق العمل ال تتوافق‬
‫مع السياسات االقتصادية الكلية يف إطار اسرتاتيجية قومية للتشغيل هتدف إىل زيادة فرص التشغيل‪ .‬باإلضافة إىل ذلك أن انعدام التنسيق‬
‫ال قصرية األجل‬‫بني السياسات والربامج القامئة‪ ،‬وعدم كفاية التمويل يؤدي إىل ضعف فاعليتها‪ .‬كام أن هذه السياسات والربامج تعترب حلو ً‬
‫للتغلب عىل فشل سوق العمل‪ ،‬وتب ًعا لذلك‪ ،‬ال جيب املبالغة يف أثر هذه السياسات والربامج عىل خلق فرص عمل‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬مل تقم‬
‫احلكومة املرصية بتقديم حوافز كافية أو توفري مناخ أعامل مناسب للبدء يف تأسيس املرشوعات أو وضع سياسات للحد األدىن لألجور والتأمني‬
‫االجتامعي‪ ،‬أو قوانني ولوائح للعمل تضمن توفري فرص عمل الئقة ‪.52‬‬

‫ويعترب وضع سياسات للحد األدىن لألجور وإنشاء مكاتب للتشغيل من أكرث سياسات سوق العمل واملؤسسات مالءمة لتشغيل الشباب ‪:‬‬
‫وجيب اعتبار احلد األدىن لألجور مبثابة حافز لالستثامر يف رأس املال البرشي‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فإنه حيفز الطلب الكيل‪ .53‬وعىل الرغم من ذلك‪،‬‬
‫متدنيا للغاية‪ ،‬وال يرتبط بأي هدف اقتصادي‪ ،‬واألهم من ذلك‪ ،‬أنه ال ينفذ خاصة يف القطاع اخلاص‪ .‬وهلذا جيب تنفيذ‬
‫مازال احلد األدىن لألجور ً‬
‫القواعد التنظيمية لسوق العمل بصفة عامة‪ ،‬وتلك املتعلقة باحلد األدىن لألجور بصفة خاصة حتى ميكن ضامن التزام منشآت القطاع اخلاص‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد‪ ،‬قد يقوم املجلس القومي لألجور‪ 54‬بوضع اسرتاتيجية جديدة للحد األدىن لألجور بالرتكيز بصفة خاصة عىل الشباب‪ .‬ويبدو‬
‫اهلدف األسايس هلذه االسرتاتيجية يف إدماج احلد األدىن لألجور يف املؤرشات االقتصادية األخرى مثل معدل التضخم‪ ،‬واإلنتاجية‪ ،‬ونصيب الفرد‬
‫مرجعيا للحد األدىن لألجور مع الدول األخرى املامثلة ملرص ولكل من منشآت‬
‫ً‬ ‫معيارا‬
‫من الناتج املحيل اإلمجايل‪ .‬وجيب أن تضع االسرتاتيجية ً‬
‫أيضا إعادة النظر يف احلد األدىن لألجور كل ثالثة سنوات عىل األقل لضامن اتساقه مع التطورات االقتصادية‬‫القطاع العام واخلاص‪ .‬كام جيب ً‬
‫الكلية‪.55‬‬

‫‪48‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫من بني اجلوانب الكثرية التي تؤدي إىل زيادة التشغيل بوجه عام‪ ،‬وتشغيل الشباب بوجه خاص‪ ،‬هوأن يتم تقوية القدرة املؤسسية عىل تقديم‬
‫استشارات عن الوظائف املناسبة‪ ،‬وإرشادات عن بناء املسار الوظيفي للباحثني عن عمل‪ .‬ومن ناحية أخرى ينبغي أن يكون هناك اتصال‬
‫بأصحاب األعامل ملعرفة احتياجاهتم مما يؤدي إىل حتقيق توافق سليم بني متطلباهتم واملهارات املوجودة‪ .‬وفيام يتعلق باإلرشادات اخلاصة ببناء‬
‫املسار الوظيفي فإنه ميكن تطويرها يف إدارة اخلدمات العامة للتشغيل ‪ Public Employment Services‬بوزارة القوى العاملة واهلجرة‬
‫بالتعاون مع وزارة التعليم‪ ،‬وكذلك ميكن بحث إدراج موضوعات توجيه املسار الوظيفي وإرشاداته يف مناهج وزارة التعليم‪ .‬وهذا سوف يقدم‬
‫للشباب معلومات أفضل عن فرص العمل‪ ،‬والتدريب عىل أنشطة البحث عن عمل‪ ،‬ومعلومات عن الطلب يف سوق العمل‪ ،‬وفهم أفضل لفرص‬
‫العمل ومتطلباهتا يف القطاع اخلاص‪.‬‬

‫أيضا إصالح مكاتب التشغيل يف إطار اسرتاتيجية المركزية للخدمات العامة للتشغيل حيث إن حتسني معرفة الشباب بالفرص املوجودة يف‬‫وجيب ً‬
‫سوق العمل‪ ،‬واألجور‪ ،‬وظروف العمل يساعدهم احلصول عىل وظائف‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يساعد استخدام اإلرشادات واالستشارات املاهرة‬
‫يف تصحيح االختالل بني طلب وعرض العاملة‪.56‬كام أن تطوير مكاتب التشغيل واالرتقاء بقدراهتا الفنية سوف يساعد عىل سد الفجوة بني الطلب‬
‫عىل املهارات يف سوق العمل واملعروض منها‪ .‬وينبغي عىل مكاتب التشغيل أن تكون قادرة عىل توفري التدريب عىل مهارات البحث عن عمل‪،‬‬
‫ومساعدة الباحثني عن عمل عىل كتابة وحتديث بيان احلالة‪ ،‬وإعداد طلبات التقدم للوظيفة‪ ،‬وتنظيم املقابالت الشخصية‪ .‬وميكن هلذه املكاتب‬
‫أيضا أن تقدم مساعدات أفضل للشباب يف أوقات األزمات االقتصادية‪ .‬وتشجيع إنشاء أجهزة خاصة للتوظيف ميكن أن يكون هلا دور هام خاصة‬ ‫ً‬
‫يف املحافظات أو املراكز التي ال توجد فيها مكاتب عامة للتشغيل‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬الحقوق االجتماعية ‪ -‬السياسية‬

‫‪ 1-2‬السياسة االجتماعية المتكاملة لمصر‪ :‬التغيرات والتحديات‬


‫أجرت مرص تغريات جوهرية يف السياسات خالل العقد املايض‪ .‬وقد حقق االقتصاد املرصي بعض املكاسب نتيجة النمو املبهر الذي حتقق‬
‫بفضل السياسات االقتصادية الليربالية املحفزة لالستثامر‪ ،‬التي شملت تبسيط نظم الرضائب وختفيضها‪ ،‬وتيسري إجراءات االستثامر‪ ،‬وإعادة‬
‫أيضا عىل سوق العمل حيث‬ ‫هيكلة القطاع املرصيف‪ ،‬وخصخصة بعض صناعات القطاع العام‪ .‬وقد كان الرتفاع مستويات النمو بعض اآلثار ً‬
‫تم خلق بعض الوظائف ملاليني الشباب الوافدين إىل سوق العمل‪ .‬وعىل الرغم من هذه املكاسب مازالت هناك مشاكل اجتامعية تتطلب إجراء‬
‫تغيريات يف السياسات‪ ،‬فاجلزء املفقود يف قصة املرصيني يتعلق بالسياسات االجتامعية والسلع العامة التي حيصلون عليها‪.‬‬

‫خالل العامني املاضيني قامت وزارة التضامن االجتامعي بتوجيه بعض االهتامم ملهمة إعادة تنظيم السياسة االجتامعية واإلنفاق االجتامعي‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ليست الوزارة الالعب الوحيد يف ديناميكيات السياسة االجتامعية‪ ،‬فأصحاب األعامل اخلريية واملجتمع املدين‪ ،‬والسياسيون‪ ،‬واملتخصصون‬
‫كل منهم له دور ميكن أن يلعبه‪ .‬ومع هذا‪ ،‬تعترب الدولة أهم العب ورشيك يف توفري احلامية االجتامعية‪ .‬وهناك ثالثة مصادر ممكنة للحلول‬
‫التنموية‪ .‬احللول القامئة عىل السوق مثل زيادة التشغيل واالستثامر واالبتكار‪ ،‬واحللول القامئة عىل املجتمع التي تعتمد عىل األفراد أو اجلامعات‬
‫واألجهزة اخلاصة يف التصدي للمشاكل املحلية‪ ،‬واحللول القامئة عىل سياسات الدولة التي تتعامل مع احتياجات واستحقاقات املجتمع ككل‪.‬‬
‫وهذا التمييز هو أسلوب مهم للتحليل حيث يساعد عىل وضع املشاكل االجتامعية واحللول يف إطارها الصحيح‪ .‬ويركز هذا القسم عىل اجلهود‬
‫التي تقودها الدولة‪.‬‬

‫‪-1-2‬أ‪ :‬شبكات األمان ودولة الرفاهة‬


‫جيري اآلن تغيري نظام الرفاهة يف مرص‪ ،‬ومل يظهر بعد منوذج اجتامعي جديد‪ .‬وعىل الرغم من تعديل الدستور املرصي ليتواءم مع اإلصالحات‬
‫السياسية التي أجريت يف العقد املايض‪ ،‬مثل االنتخاب املبارش لرئيس اجلمهورية‪ ،‬إال أن الرشوط االجتامعية للمشاركة بني املواطنني والدولة مل‬
‫تتغري بعد‪ ،‬ال يف مظهرها وال يف جوهرها‪ ،‬وكان هناك تدهور ملحوظ يف حمتوى ومضمون هذه اخلدمات االجتامعية‪ .‬واملشكلة التي تواجهها مرص‬
‫هي أنه عىل الرغم من زيادة اإلنفاق االجتامعي‪ ،‬مثل زيادة العالوة االجتامعية‪ ،‬ومد مظلة التأمني الصحي لكافة أطفال املدارس‪ ،‬فإن حزمة‬
‫اخلدمات واحلقوق االجتامعية مل توقف اإلدراك أو الشعور بزيادة الفقر والفقر املدقع‪ .‬وهذا النظام االجتامعي الذي كان يتسم من قبل بالسخاء‬

‫‪49‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 8‬املسح العاملي لريادة األعامل (‪)GEM‬‬

‫وف ًقا للمسح العاملي لريادة األعامل عام ‪ ،2008‬كان هناك ‪ 3‬مليون رائد أعامل ناشئ حياولون تأسيس ‪ 1,34‬مليون مرشوع جديد عام ‪ ،2008‬و ‪ 2‬مليون رائد‬
‫أعامل يف املراحل األوىل ملرشوعاهتم ميتلكون ‪ 938‬ألف مرشوع مبتدئ‪ .‬وتعترب نسبة البالغني يف أنشطة ريادة األعامل عالية‪ ،‬حيث إن ربع البالغني يف سن العمل لدهيم‬
‫أنشطة يف هذا املجال أو كان لدهيم يف املايض (‪ %37‬من الرجال ‪ %13 ،‬من النساء)‪ .‬وتشغل مرص املرتبة الـ ‪ 11‬عىل مستوى أنشطة ريادة األعامل املبكرة من بني ‪43‬‬
‫ال مما كان متوق ًعا بالنسبة ملرص بالنظر إىل متوسط نصيب الفرد من الناتج املحيل‬
‫دولة متقدمة ونامية أخرى شملها املسح عام ‪ ،2008‬وإن كان هذا الرتتيب أدىن قلي ً‬
‫اإلمجايل‪ ،‬وهناك جمال للقيام باملزيد من أنشطة ريادة األعامل يف مرص‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬تعترب نسبة املرصيني الذين يقبلون عىل أنشطة ريادة األعامل أعىل بكثري من‬
‫املتوسط يف الدول التي شملها املسح‪ .‬ويشري املسح إىل أن نحو ثلث املرصيني يتوقعون البدء يف مرشوعات خالل الثالث سنوات القادمة‪ .‬كام يرى أكرث من النصف‬
‫ال أن لدهيم املعارف واملهارات التي متكنهم من بدء هذه املرشوعات‪.‬‬
‫قلي ً‬

‫إن احتامل انخراط الرجال يف املراحل األوىل ألنشطة ريادة األعامل يفوق احتامل انخراط النساء يف هذه األنشطة بثالث مرات‪ ،‬حيث تبلغ نسبة الرجال البالغني‬
‫‪ %19‬مقابل ‪ %6‬للنساء البالغات وبوجه عام‪ ،‬يشكل الرجال ما يزيد عىل ‪ %80‬من رواد األعامل يف املراحل األوىل للمرشوعات يف مرص‪ .‬وقد خلصت دراسات املسح‬
‫إىل أنه ميكن حتقيق نتائج إجيابية رسيعة يف معدل بدء تأسيس املرشوعات إذا زادت مشاركة املرأة يف نشاط ريادة األعامل‪ .‬وهلذا يعترب اتساع الفجوة بني الرجال‬
‫والنساء يف معدل نشاط ريادة األعامل مسألة حتتاج لالهتامم‪ .‬وبالنسبة للسياسة‪ ،‬جيب عىل مرص أن تشارك بفاعلية يف جهود تنمية روح ريادة األعامل بني النساء وتبدأ‬
‫يف وضع مبادرات ملساندهتا‪.‬‬

‫لقد كانت تقييامت اخلرباء املرصيني لنقاط القوة يف الكثري من الظروف اإلطارية لريادة األعامل يف مرص ‪Entrepreneurial Framework Conditions‬‬
‫سلبية إىل حد كبري‪ .‬وكان أدين تقييم يتعلق بحالة الدعم املوجه للبحث والتطوير ونقل التكنولوجيا‪ ،‬مبا يف ذلك الدعم املايل للمنشآت اجلديدة والنامية حتى ميكنها‬
‫احلصول عىل تكنولوجيا جديدة‪ ،‬وكذلك الوصول إىل البحوث والتكنولوجيا‪ ،‬والدعم التسويقي للمهندسني والعلامء الذين لدهيم تكنولوجيات وتطبيقات ميكن تسويقها‪،‬‬
‫ونقل املعارف والتكنولوجيا من اجلامعات ومراكز البحوث العامة إىل املنشآت اجلديدة والنامية‪ .‬وينعكس ضعف نظام التعليم بالنسبة لريادة األعامل عىل شغل مرص‬
‫املركز األخري بالنسبة للدول األخرى التي شملها املسح فيام يتعلق ببند التعليم والتدريب‪ .‬وشغلت مرص املركز ‪ 21‬من بني ‪ 31‬دولة شملها املسح بالنسبة لتصور‬
‫جدا تتعلق باآليت ‪ )1( :‬ضعف‬
‫اخلرباء عن توفر التمويل الكايف للمنشآت اجلديدة والتي يف املراحل املبكرة من النمو‪ .‬وقد كانت البنود التي حصلت عىل تقييم ضعيف ً‬
‫نظام التعليم فيام يتعلق بريادة األعامل‪ ،‬والذي انعكس يف شغل مرص للمركز األخري بني الدول األخرى التي شملها املسح‪ )2( ،‬صعوبة التعامل مع البريوقراطية‬
‫واللوائح احلكومية ومتطلبات الرتخيص‪ )3( ،‬غياب الربامج احلكومية التي تدعم أي فرد يرغب يف إنشاء مرشوع جديد أو تنميته أو صعوبة الوصول هلذه الربامج‪،‬‬
‫(‪ )4‬غياب الدعم الفعال الذي تقدمه الساحات العلمية واحلاضنات للمنشآت اجلديدة أو النامية‪.‬‬

‫رسميا‪ ،‬وتتحدد فيها اسرتاتيجية لدعم رواد األعامل‬


‫ً‬ ‫وهناك إشكالية تتمثل يف غياب وثيقة سياسة عىل املستوى احلكومي بشأن تنمية ريادة األعامل يتم تطبيقها‬
‫اجلدد‪ ،‬واملرشوعات اجلديدة والنامية عىل وجه اخلصوص‪ .‬وتعترب املبادرات احلالية لتنمية ريادة األعامل ومساندة املرشوعات املبتدئة غري متكاملة ومفتتة‪ ،‬وحتى‬
‫ميكن تنمية القطاع اخلاص‪ ،‬فإنه من الرضوري تشجيع مزاولة املزيد من أنشطة ريادة األعامل‪ .‬ولتحسني أداء مرص يف هذا املجال بالنسبة للدول األخرى التي شملها‬
‫املسح‪ ،‬فإن األمر يتطلب بذل جهود لتعزيز ثقافة ريادة األعامل بني الشباب من أجل احلصول عىل املعارف واملهارات لبدء عمل ناجح وتنميته‪ ،‬وحتسني الظروف‬
‫اإلطارية اخلاصة بريادة األعامل‪ ،‬ومتكني رواد األعامل من مزاولة نشاطهم بسهولة‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬هالة حطب‪ ،‬اجلامعة الربيطانية يف مرص‪ ،‬و‪ ، Lois Stevenson‬مركز بحوث التنمية الدولية‪.‬‬

‫نظاما ضعي ًفا بفعل غياب املتابعة‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬وانعدام الدعم ومتكني املواطنني‪ .‬فلو كان هذا النظام قد نجح يف متكني املواطنني‬
‫والفاعلية أصبح ً‬
‫لكان من املمكن أن يدافعوا عنه ويؤكدوا استمرار صالحيته‪ .‬وهلذا‪ ،‬تعرض نظام السلع العامة‪ ،‬واملرصوفات االجتامعية لالختالس‪ ،‬واحلرمان‬
‫من املوارد والتجاهل واإلمهال‪ ،‬ومع ذلك ظل فكرة عزيزة وومهية للمواطنة املرصية‪ ،‬ويف الواقع ميكن القول أن األمور كان من املمكن أن تكون‬
‫أسوأ لو مل يوجد بقايا هلذا النموذج‪.‬‬

‫االتجاهات الحديثة للسياسة‬


‫ختتص وزارة التضامن االجتامعي بربامج دعم الغذاء والتحويالت النقدية باعتبارها أدوات أساسية السرتاتيجية التخفيف من حدة الفقر‪.‬‬
‫وهناك ضغط متزايد لوضع معايري استهداف سهلة من أجل جعل هذه األدوات فعالة وتقلل من اهلدر‪ ،‬وال يتوقع الكثري من وزارة التضامن‬
‫االجتامعي من حيث اخلروج بسياسة اجتامعية تدمج الربامج املختلفة وتضع اسرتاتيجية حتقق التوازن بني كافة احتياجات خمتلف الطبقات‬
‫جزءا من عملية إعادة صياغة السياسة‪ ،‬ووسيلة جديدة لتوفري احلامية‬
‫والفئات االجتامعية‪ .‬وميكن أن ينجح استهداف الفقراء فقط إذا كان ً‬
‫واحلصول عىل االستحقاقات‪ .‬وقد قامت وزارة التضامن االجتامعي بتبين عملية إعادة صياغة السياسة التي أسفرت عن تقديم ورقة منهجية‬
‫عن السياسات االجتامعية املتكاملة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وتتمثل املالمح األساسية ملسودة هذه الورقة املنهجية يف‪: 57‬‬


‫النمو االقتصادي وحده ال يضمن حتقيق الرفاهة والتنمية االجتامعية‪.‬‬
‫التنمية البرشية هي حمرك النمو احلقيقية‪.‬‬
‫بعض األشخاص سيظلون مستضعفني ومهمشني يف إطار النمو والتنمية‪ ،‬وهؤالء األشخاص حيتاجون محاية خاصة‪.‬‬

‫ثم تقرتح الورقة إجراء تغيريات جوهرية عىل مستوى ‪:‬‬


‫السياسات االقتصادية ‪ :‬ضامن أال تؤدي السياسات واإلصالحات إىل اإلرضار بالفقراء‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬جيدر مالحظة أن التضخم‬
‫يرض بالفقراء أكرث من األغنياء‪ ،‬لذلك جيب النظر إىل أسعار الفائدة ليس فقط كأداة من أدوات السياسة املالية ولكن كقرار له تبعاته‬
‫االجتامعية‪.‬‬
‫اخلدمات والسلع العامة ‪ :‬بتحويل الرتكيز من الوصول للسلع واخلدمات إىل بحث املسائل املتعلقة باإلنصاف واملساواة‪ .‬وجيب أن تكون‬
‫اخلدمات فعالة حيث أن التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬واملياه والرصف الصحي واإلسكان تعترب تدخالت ملكافحة الفقر وأدوات لتحقيق االندماج‬
‫االجتامعي واإلنصاف‪.‬‬
‫برامج احلامية االجتامعية ‪ :‬بتحسني االستهداف‪ ،‬وتوفري محاية أفضل وأكرث فاعلية‪ ،‬ومحاية احلقوق وامللكية‪.‬‬

‫وفيام ييل اآلليات املقرتحة لتنفيذ هذه السياسة ‪:‬‬


‫إجراء عملية مشاورات عامة‪ ،‬وتبادل للمعلومات خللق قوة دفع‪ ،‬وحشد الرأي العام‪ ،‬وحتقيق توافق يف الرأي حول أجندة للسياسات‬
‫االجتامعية املتكاملة وتشمل اآلليات املقرتحة ‪ :‬إنشاء مرصد اجتامعي ملتابعة وبحث التغيريات االجتامعية وكفاءة اخلدمات؛ عقد منتدى‬
‫سنوي جيمع كل األطراف صاحبة املصلحة من جمتمع مدين‪ ،‬وحكومة‪ ،‬وجمالس حملية لوضع أجندات اجتامعية للتدخالت‪.‬‬
‫إعادة النظر يف اإلطار املؤسيس احلايل‪ ،‬والبنية التحتية للسياسات واخلدمات االجتامعية من خالل تشكيل فريق عمل عىل مستوى جملس‬
‫الوزراء لضامن توفر اإلرادة السياسية‪ ،‬وإزالة العقبات السياسية التي تعرتض إجراء التغيري‪.‬‬
‫أيضا بتطوير القدرات عىل مستوى األجهزة التنفيذية يف خمتلف الوزارات لضامن تقديم خدمات ذات جودة عالية وفعالة‪ ،‬وحتسني‬ ‫وتويص الورقة ً‬
‫عملية صنع السياسات‪ ،‬ومتابعة القدرات املوجودة يف احلكومة‪.‬‬

‫‪-1-2‬ب‪ :‬التغيرات التي أجريت والتي يعتزم إجراؤها في السياسة االجتماعية‬


‫قامت وزارة التضامن االجتامعي بإعداد جمموعة من أوراق السياسات استعدا ًدا للمؤمتر السنوي للحزب الوطين الدميقراطي احلاكم‪ .‬وهذه‬
‫األوراق تقدم كشف حساب بالتدخالت واملبادرات التي تم اختاذها والتي يعتزم اختاذها يف جمال السياسات واخلدمات االجتامعية‪ .‬ويقدم هذا‬
‫القسم املعلومات التي وردت يف هذه األوراق‪ ،‬ولكن سيضع هذه املعلومات بعد ذلك يف سياق هذا النموذج االجتامعي والذي يوضح ما يعنيه هذا‬
‫النموذج بالنسبة للحقوق واالستحقاقات االقتصادية واالجتامعية‬

‫وهناك مبادرتان من املبادرات التي ورد ذكرها أعاله جيدرالنظر فيهام بعناية‪:‬‬

‫‪ -1‬مشروع استهداف الفقراء‬


‫املشكلة ‪ :‬اإلنفاق عىل الفقراء ينقصه االستهداف اجليد‪ ،‬فليس هناك قاعدة معلومات عن األرس‪/‬األفراد ميكنها أن تساعد يف تقديم‬
‫اإلعانات ملن يستحقوهنا بالفعل‪ .‬ويعتمد النظام احلايل عىل حتديد الفئات املستحقة‪ ،‬واألفراد الذين يستطيعون إثبات أن قواعد االستحقاق‬
‫تنطبق عليهم ميكنهم احلصول عىل هذه اإلعانات وهناك ثالث مشاكل يف هذا النظام‪:‬‬
‫أساسا‪ ،‬وال تعكس الصعوبات واالحتياجات احلالية‪.‬‬ ‫معايري االستحقاق عتيقة‪ ،‬وهي تعتمد عىل اخلصائص الدميوجرافية ً‬
‫املبالغ املدفوعة ضئيلة للغاية‪.‬‬
‫يعاين النظام من الفساد نتيجة سهولة إثبات االستحقاقات غري احلقيقية (باحلصول عىل شهادات طبية ملفقة مثالً)‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫جدول ‪ -1-2‬أ ‪ :‬الربامج والنتائج‬


‫مالحظات‬ ‫النتائج‬ ‫الربنامج‬
‫شهريا ألطفال األرس‬
‫ً‬ ‫عالوة قيمتها ‪ 40‬ج‬ ‫‪ 600‬ألف مستفيد‬ ‫إعانات أطفال املدارس‬
‫املستفيدة من مزايا الضامن االجتامعي‬
‫زاد املبلغ بنسبة ‪%20‬‬ ‫‪1,8‬مليون مستفيد‬ ‫معاشات الضامن االجتامعي‬
‫زيادة األصناف املدعمة وكميتها (‪9‬مليار جنيه)‬ ‫‪ 63‬مليون مستفيد‬ ‫بطاقات التموين‬
‫زاد عدد املستفيدين والقروض‬ ‫االئتامن متناهي الصغر‬
‫بناء املساكن‪ ،‬دور األيتام‪ ،‬خدمات أفضل يف الوحدات‬ ‫تنمية قدرات مؤسسات احلامية االجتامعية‬
‫االجتامعية‪ ،‬تدريب األخصائيني االجتامعيني‪ ،‬الخ‬
‫أنظر أدناه‬ ‫استهداف الفقراء‬
‫أنظر أدناه‬ ‫رفع كفاءة دعم الغذاء‬
‫املصدر‪ :‬وزارة التضامن االجتامعي‬

‫االستجابة ‪ :‬حتى ميكن استعراض الوضع احلايل للفقر يف مرص‪ ،‬وملد مظلة الضامن االجتامعي واحلامية االجتامعية إىل من هم يف أشد‬
‫احلاجة إليها‪ ،‬قامت وزارة التضامن االجتامعي مببادرة واسعة لوضع مؤرش للفقر ميكن تطبيقه عىل األرس لتحديد ما إذا كانت تستحق دعم‬
‫الدولة أو ال‪ .‬وتتضمن هذه املعايري ‪ :‬مكان اإلقامة‪ ،‬مستوى التعليم‪ ،‬التزاحم يف املسكن‪ ،‬ملكية األصول‪ ،‬الخ‪ .‬وقد تعاونت وزارة التضامن‬
‫االجتامعي مع مراكز البحوث القومية عىل إجراء مسح لكل األرس املعيشية يف حمافظتني ـ عىل أساس جتريبي ـ حتى ميكن الوصول لصيغة‬
‫لتقدير الفقر اعتام ًدا عىل معايري واضحة وشفافة‪ .‬وتشتق هذه الصيغة من نتائج املسح‪ ،‬مع مراعاة أن تكون هذه الطريقة تتسم بالكفاءة‬
‫والشفافية يف حتديد األولويات وعبء االحتياجات‪ .‬وقد تم استكامل مسح األرسة الذي يعتمد عىل املقابالت الشخصية بخرائط الفقرالتي‬
‫حاليا قاعدة بيانات تغطي ‪ 9‬حمافظات‪ ،‬وتساعد وزارة التضامن االجتامعي عىل حتديد من هم أشد حاجة لدعم‬ ‫مجعت عن مرص‪ .‬وتتوفر ً‬
‫الدولة بأشكاله املختلفة‪.‬‬

‫فقرا يف مرص والتي تصل فيها نسبة الفقر إىل ‪ %50‬أوأكرث وتكون حمرومة من اخلدمات‬
‫أيضا خرائط الفقر التي حتدد األلف قرية األكرث ً‬‫وهناك ً‬
‫األساسية والبنية التحتية‪.‬‬

‫النتيجة ‪ :‬تم وضع مؤرش بديل لبحث ممتلكات أو دخل األرسة ‪means test‬لتحديد األرس املستحقة لدعم الدولة‪ .‬وباإلضافة إىل‬
‫فقرا التي حتتاج الستثامرات يف البنية التحتية‪ ،‬وبرامج اخلدمات واحلامية االجتامعية والضامن االجتامعي‬
‫ذلك تم حتديد األلف قرية األكرث ً‬
‫باستخدام طريقة االستهداف اجلغرايف‪.‬‬

‫‪ -2‬دعم الغذاء والطاقة‬


‫املشكلة ‪ :‬هناك شبه إمجاع ً‬
‫حاليا بني النخبة السياسية يف مرص عىل أن دعم الغذاء والطاقة مها أهم شبكة أمان اجتامعي‪ ،‬ولكن البد من‬
‫حتسني عملية تقديم هذا الدعم حتى ميكن الوصول للفقراء بشكل أفضل‪.‬‬

‫حاليا اخلبز البلدي والدقيق (وكالمها حيصل عىل دعم يستفيد منه اجلميع)‪ ،‬باإلضافة إىل السلع املدعمة التي حيصل‬ ‫يغطي نظام دعم الغذاء ً‬
‫عليها حائزو بطاقات التموين (السكر‪ ،‬األرز‪ ،‬زيت الطعام‪ ،‬الشاي)‪ .‬ومتثل تكلفة دعم الغذاء يف مرص ‪ %1,8‬من إمجايل الناتج املحيل عام‬
‫‪ .2008‬ومازالت التكلفة بالقيمة املطلقة مرتفعة حيث بلغت ‪ 21,5‬مليار جنيه يف العام املايل ‪ .2009/2008‬ويستحوذ اخلبز البلدي ودقيق‬
‫القمح البلدي وحدمها عىل أكرث من ‪ %75‬من تكلفة دعم الغذاء‪ ،‬ويف عام ‪ 2008‬بلغت التكلفة التي حتملتها احلكومة لتغطية دعم اخلبز وحده‬
‫قرشا للرغيف‪.‬‬‫‪ 16,2‬مليار جنيه‪ .‬وقد ظل سعر رغيف اخلبز ثاب ًتا عند خسة قروش منذ عام ‪ ،1989‬بينام تبلغ تكلفته عىل احلكومة ما بني ‪ً 20-19‬‬
‫ال كام جيب‪ .‬وتشري نتائج الدراسة املشرتكة بني برنامج الغذاء العاملي‪ TNT/‬إىل‬
‫وهناك إدراك ـ منذ مدة طويلة ـ بأن برنامج دعم اخلبز ليس فعا ً‬
‫قريبا عن البنك الدويل‬
‫أن ‪ %39‬من الدقيق املدعم يفقد عن طريق اهلدر والترسب خالل سلسلة العرض‪ .‬وهذا يؤكد نتائج دراسة ستصدر ً‬
‫(‪ )Food Subsidies : Benefits and Leakages‬تشري إىل أن نسبة الترسب تصل إىل ‪ %31‬يف نظام دعم اخلبز البلدي‪ ،‬و‪ %26‬يف املتوسط‬
‫يف نظام بطاقات التموين‪ .‬وبالقضاء عىل هذا الترسب كان ميكن توفري ‪ 5,5‬مليار جنيه من اإلنفاق العام يف العام املايل ‪ 0,5( 2009‬من الناتج‬
‫أيضا أن الـ ‪ %20‬األغىن من السكان حيصلون عىل ‪ %30,5‬من إمجايل دعم الغذاء (أو ‪ %43‬من املزايا التي‬ ‫املحيل اإلمجايل)‪ .‬وتبني الدراسة ً‬
‫‪52‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 9‬التحويالت النقدية املرشوطة‬

‫يتطلب تنظيم محلة للتنمية القومية املستدامة من أجل تقليص الفقر قيام مشاركات عىل املستوى القومي‪ ،‬والعمل م ًعا لتحقيق هدف مشرتك‪ .‬ويؤدي التحديد اجليد‬
‫ألدوار كل من احلكومة‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلاص إىل إزالة االزدواج يف األدوار‪ .‬وخلق تفاعل وختفيض الفاقد عند ختصيص أو استخدام املوارد‪ .‬وبوجه‬
‫عام‪ ،‬وردت هذه املقرتحات يف تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ 2005‬يف سياق اقرتاح «العقد االجتامعي اجلديد»‪ .‬وبالنسبة للتصدي لقضية الفقر بصفة خاصة‪،‬‬
‫نادى التقرير بقيام رشاكات فعالة ومتكاملة بني الوزارات والقطاعات االجتامعية‪ .‬واقرتح التقرير برنامج التحويالت النقدية املرشوطة لألرس الفقرية كوسيلة لضامن‬
‫ماليا مقابل أن تلتزم‬
‫اقتالع الفقر‪ ،‬وهو برنامج يتم مبقتضاه صياغة عقد بني الدولة واألفراد واستخدام منظامت املجتمع املدين كوسطاء‪ ،‬وتقوم الدولة بدعم هذه األرس ً‬
‫كل منها باستخدام موارد الدولة واملوارد األخرى يف حتقيق أهداف تنموية‪.‬‬

‫وكان أحد االقرتاحات العملية هو وضع برنامج جتريبي يف مرص استنا ًدا إىل جتربة ناضجة طبقت يف شييل يطلق عليها برنامج تضامن (‪.)Chilean Solidario‬‬
‫ووف ًقا هلذا الربنامج تستخدم التحويالت النقدية املرشوطة لألرس التي تعاين من الفقر املدقع كوسيلة لضامن اقتالع الفقر‪ .‬وكان االتفاق هو أنه يف مقابل زيادة مبلغ‬
‫اإلعانة تلتزم األرسة بإرسال أطفاهلا للمدرسة‪ ،‬وبالتسجيل يف برامج بناء القدرات املوجودة‪ ،‬وبرامج حمو األمية أو يف نظم التشغيل‪ ،‬وبتسجيل ممتلكاهتا حتى حتصل‬
‫عىل كل حقوقها واستحقاقاهتا‪ .‬وجيدر مالحظة أن برامج التحويالت النقدية املرشوطة هي برامج مكملة لربامج شبكات األمان االجتامعي األخرى املوجودة مثل‬
‫برنامج دعم الغذاء عىل األقل يف األجل املتوسط‪.‬‬

‫والنموذج احلايل املطبق يف مرص هو منوذج تقوم وزارة التضامن االجتامعي مبقتضاه بتحديد براجمه ومرشوعاته‪ ،‬وجتنيد مجعيات تنمية املجتمع ومنظامت املجتمع املدين‬
‫نجاحا حمدو ًدا‪ ،‬ومييل أكرث إىل تقديم‬
‫ً‬ ‫الكبرية لتنفيذ رؤية الوزارة دون أن تستفيد مما ميكن أن تقدمه هذه األخرية من خدمات مبتكرة وهامة‪ .‬وقد حقق هذا النموذج‬
‫جيدا‪،‬‬
‫ً ً‬ ‫ا‬ ‫تدريب‬ ‫املدربني‬ ‫غري‬ ‫االجتامعيني‬ ‫اخلدمات اخلريية‪ ،‬وتوزيع اإلعانات أكرث من العمل عىل بناء القدرات أو حتقيق أهداف تنموية‪ ،‬كام يعتمد عىل األخصائيني‬
‫وعىل نظم متابعة غري فعالة‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬كان لبعض منظامت املجتمع املدين يف حي عني الصرية – إحدى عشوائيات القاهرة – عالقات جيدة مع عمالئها‪ ،‬لذا‬
‫تم التعاقد معها من الباطن من جانب الوزارة وبرشوط هذه الوزارة‪ ،‬ويف نفس الوقت هناك منظامت أخرى هلا عالقات مماثلة مع جهات مانحة (سواء جهات فردية‬
‫أو مؤسسية) يطلب منها أن تطبق قامئة من األنشطة املحددة مسب ًقا باعتبارها مقدمة خدمات أو وسيطة‪.58‬‬

‫وحتى ينجح برنامج التحويالت النقدية املرشوطة يف مرص‪ ،‬جيب عىل وزارة التضامن االجتامعي أن تقبل منظامت املجتمع املدين كرشيك له دور أوسع‪ ،‬وليس‬
‫عامليا يكمن يف جودة التنفيذ (التعاون البريوقراطي والتدريب اجليد لألخصائيني‬
‫جمرد منفذ لربامج الوزارة‪ ،‬وقد كان مفتاح نجاح التحويالت النقدية املرشوطة ً‬
‫االجتامعيني)‪ ،‬باإلضافة إىل الدرجة التي يتم هبا حتقيق توافق يف الرأي حول الرشوط‪ .‬وميكن للمجتمع املدين أن يكون رشي ًكا يضمن أن يكون الربنامج ليس جمرد‬
‫مورد آخر للدولة يتم استغالله من جانب الصفوة حسنة النية دون أن حيقق غرضه‪.‬‬

‫تستطيع الدولة أن حتقق هذه الرشاكة إذا توافرت لدهيا اإلرادة السياسية لتحقيق ذلك‪ .‬والتحويالت النقدية املرشوطة ليست جمرد حتويالت بسيطة للموارد إىل‬
‫الفقراء يف شكل خدمة أو نقد‪ ،‬ولكنها استثامر للنقود يف عملية بناء القدرات‪ .‬ومتنح األرس التحويالت النقدية لألرس مقابل التزاماهتا باالستثامر يف تنمية رأس ماهلا‬
‫ختفض املدفوعات حيث تكون األرس خالل هذه الفرتة قد‬ ‫البرشي من خالل احلضور املنتظم للمدرسة‪ ،‬ومتابعة النمو والرعاية الصحية‪ .‬ويف هناية الفرتة املحددة ُ َ‬
‫اكتسبت القدرات التي سوف تساعدها عىل التخلص من إعاقات الفقر (األمية‪ ،‬إدمان املخدرات‪ ،‬ضعف الصحة) ‪ ،‬ويتم مساعدة األرس عىل احلصول عىل االئتامن‪،‬‬
‫متاما‪.‬‬
‫والعمل‪ ،‬واملسكن‪ ،‬استنا ًدا إىل احتياجاهتا وانجازاهتا‪ ،‬وبعد فرتة أخرى (عادة عامني) تتوقف املدفوعات ً‬

‫املصدر‪ :‬هانيا شلقامي‪ ،‬مركز البحوث االجتامعية‪ ،‬اجلامعة األمريكية بالقاهرة‪.‬‬

‫حيصل عليها املستفيدون بعد األخذ يف االعتبار الترسب)‪ ،‬كام حيصل الـ ‪ %60‬األغىن من السكان عىل ‪ %45‬من إمجايل دعم الغذاء (أو ‪ %64‬من‬
‫املزايا التي حيصل عليها املستفيدون بعد األخذ يف االعتبار الترسب)‪ .‬وميكن أن يؤدي استهداف الـ ‪ %40‬األفقر من سكان مرص إىل توفري ‪%40‬‬
‫من إمجايل الدعم‪.‬‬

‫ويبلغ عدد بطاقات التموين التي تدرج فيها السلع الغذائية األخرى ‪ 12‬مليون بطاقة مقيد عليها ‪ 63‬مليون مستفيد‪ .‬وعىل الرغم من حتسن‬
‫نظام بطاقات التموين إال أنه مازال يعاين من الكثري من املشاكل مثل ‪ :‬االستهداف السئ للربنامج كشبكة أمان‪ ،‬وارتفاع مستوى الترسب‪،‬‬
‫وعملية التسجيل مازالت صعبة بالنسبة للفقراء لعدم وجود املستندات املطلوبة‪ ،‬كام أنه ليست هناك مواءمة بني كمية ونوعية السلع املقدمة‬
‫واعتبارات التغذية‪.‬‬

‫أيضا‪ .‬وتستخدم هذه األنابيب من جانب الصناعات واألعامل الصغرية‪ ،‬ولذلك يكون‬‫وحتصل أنابيب الغاز املسال عىل دعم يستفيد منه اجلميع ً‬
‫غالبا احلصول عليها لالستهالك املنزيل‪ .‬وعالوة عىل ذلك يتبىن الصندوق االجتامعي للتنمية نظام توزيع األنابيب من خالل تشجيع‬
‫من الصعب ً‬

‫‪53‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫ريا من دعم‬
‫جزءا كب ً‬
‫جنيها‪ ،‬وبذلك يضع الشاب يف جيبه ً‬
‫الشباب عىل رشاء األنبوبة بسعر مدعم يبلغ ‪ 4‬جنيهات وبيعها بسعر يصل إىل ‪ً 11‬‬
‫الدولة‪ .‬كام أن الترسب‪ ،‬والرسقة‪ ،‬واهلدر‪ ،‬والفساد من سامت إنتاج وتوزيع هذه السلعة األساسية‪.‬‬

‫االستجابة ‪ :‬كانت هناك حماولة لتقليل الفاقد يف إنتاج وتوزيع اخلبز البلدي وجعل هذا النظام أكرث كفاءة وذلك بفصل اإلنتاج عن‬
‫ال من توزيع الدقيق عىل املخابز التي ميكن أن ترسق الدقيق وتبيع معظمه يف السوق‬ ‫التوزيع‪ ،‬وبيع اخلبز اجلاهز من منافذ توزيع بد ً‬
‫عمليا‪ ،‬وحتاول‬
‫ال من األرغفة رديئة اجلودة‪ .‬وتدرك وزارة التضامن االجتامعي أن اإلرشاف عىل املخابز مستحيل ً‬ ‫السوداء‪ ،‬وختبز عد ًدا قلي ً‬
‫تغيري الطريقة التي ينتج هبا اخلبز حيث أن رد الفعل احلايل يتمثل يف توقيع العقوبات عىل املخابز‪ .‬وهناك مناطق فيها خمابز حكومية (تم‬
‫خبزا وتوزعه يف عبوات حتتوي كل منها عىل عرشة أرغفة‪.‬‬ ‫بناؤها وتشغيلها يف بعض األماكن يف اجليش) تنتج ً‬

‫حاليا إدراج السلع التموينية عىل البطاقات الذكية لكافة األرس املستحقة مع حتسني االستهداف‪ .‬ويتوقع أن يؤدي هذا النظام إىل‬
‫وجيري ً‬
‫ختفيض ترسب السلع الغذائية‪ .‬ولكن مازالت عملية التسجيل للحصول عىل البطاقات صعبة للفقراء نتيجة نقص املستندات‪ ،‬كام أنه ليست‬
‫هناك مواءمة بني كمية ونوعية السلع املقدمة واعتبارات التغذية‪ .‬وهناك اقرتاح بإصدار كوبونات لتوزيع أنابيب الغاز لكل األرس التي ليس‬
‫شهريا لألرسة التي يصل عدد أفرادها إىل خسة‪ ،‬وكوبونني لألرسة التي يزيد‬
‫ً‬ ‫لدهيا توصيالت للغاز الطبيعي‪ .‬وتتضمن اخلطة توزيع كوبون واحد‬
‫عدد أفرادها عن خسة‪ .‬وهذه اخلطة مازال جيري جتربتها‪ .‬فإذا قُبلت سيتم تنفيذها خالل خس سنوات‪.‬‬

‫النتيجة ‪ :‬املؤرش الوحيد املتاح ً‬


‫حاليا لتقييم أي جتارب جديدة لرتشيد دعم السلع واملنتجات يتمثل يف تلك الطوابري التي نراها يف شوارع‬
‫املدن املرصية‪ ،‬ومستوى الشكاوى والنزاعات حول هذه السلع النادرة املدعمة‪.‬‬

‫‪-1-2‬ج‪ :‬إصالحات وزارة التضامن االجتماعي وبناء القدرات‬


‫تتوىل وزارة التضامن االجتامعي إعادة هيكلة براجمها‪ ،‬وتدريب األخصائيني االجتامعيني الذين يتعاملون مبارشة مع املستفيدين‪ ،‬وبناء مؤسسات‬
‫جديدة وتطوير املؤسسات القدمية (أي دور األيتام ودور األحداث)‪ ،‬واالنفتاح عىل التعاون الدويل‪ .‬وهناك مبادرة مثرية لإلعجاب مع الربنامج‬
‫اإلمنايئ لألمم املتحدة لتقديم خدمات شاملة ومتكاملة للمواطنني ذوي االحتياجات اخلاصة‪ ،‬ومازالت هذه املبادرة يف مرحلة التخطيط‪.‬‬

‫وهناك التزام بتحسني عملية املتابعة والتقييم والتواصل‪ ،‬وكذلك توجد خطط لوضع اسرتاتيجية للتواصل االجتامعي بالتعاون مع برنامج‬
‫أيضا عدد من اخلطوط الساخنة للمواطنني‪ ،‬وخطة لوضع كل منافذ اخلدمات عىل شبكة اإلنرتنت باستخدام تكنولوجيا‬ ‫الغذاء العاملي‪ ،‬ويوجد ً‬
‫نظاما لتبادل املعلومات الداخلية بني كافة اإلدارات‪ ،‬كام وضع علامء‬
‫نظم املعلومات اجلغرافية‪ .‬وقد أنشأ خرباء تكنولوجيا املعلومات بالوزارة ً‬
‫جديدا لألرس يعترب ركيزة لقاعدة بيانات كاملة حيث حيتوي عىل معلومات عن املستفيدين من املعاشات االجتامعية‪ ،‬والتحويالت‪،‬‬
‫االجتامع مل ًفا ً‬
‫اعتبارا من عام ‪.2010‬‬
‫ً‬ ‫واخلدمات عىل أن يضم هذا امللف مجيع العمالء‬

‫التحديات ونقاط الخالف‬


‫من الصعب رسد كل هذه القامئة من اإلنجازات واالحتياجات دون النظر بعمق إىل الفجوات واألمور التي مل يتم إنجازها‪ .‬فهناك ثالث مشكالت‬
‫رئيسية تواجه عملية وضع السياسات االجتامعية يف مرص‪:‬‬
‫‪ .1‬احلامية‪ ،‬والتوزيع‪ ،‬والنمو‪ :‬تعتمد السياسة االقتصادية الليربالية التي طبقتها مرص عىل االستثامر وآليات السوق من أجل حتقيق النمو‪،‬‬
‫والرثوة‪ ،‬وخلق فرص العمل‪ .‬وقد أدى هذا إىل حتقيق معدل منو سنوي بلغ ‪ .%8‬ومع هذا فشلت السياسة يف حتقيق العدالة يف توزيع مثار‬
‫التنمية‪ ،‬وكشفت الكثري من الدراسات والتقارير عن انتشار الفقر يف العشوائيات‪ ،‬واملدن‪ ،‬والقرى‪.‬‬
‫‪ .2‬التنفيذ والتعاون ‪ :‬يتمثل التحدي احلقيقي يف القدرة عىل تنفيذ السياسة‪ ،‬فمث ً‬
‫ال أبرز الربنامج التجريبي عن التحويالت النقدية املرشوطة‬
‫يف عني الصرية انخفاض أجور األخصائيني االجتامعيني‪ ،‬وانعدام االهتامم‪ ،‬والتدريب السئ‪ ،‬وعدم القدرة عىل اخلروج من نطاق نظام تقديم‬
‫اخلدمة القديم‪ ،‬فتدريب هؤالء األخصائيني وكذلك تدريب اللجنة الوزارية التي ترشف عىل الربنامج يستغرق يوم كامل ملدة شهرين‪،‬‬
‫ويستمر الدعم ألكرث من سنة‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬توجد قصص نجاح وأفكار جيدة‪ ،‬فقد نجحت الوزارة يف تطوير سجالهتا‪ ،‬ومنافذ‬
‫اخلدمات‪ ،‬وتشكيل فرق من رواد التغيري‪ ،change agents ،‬وتوفري أخصائيني اجتامعيني ظهرت مواهبهم واستعداداهتم يف تدريب‬

‫‪54‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 10‬متابعة وتقييم برنامج األلف قرية‬

‫فقرا التي تضم ما بني ‪ 12-10‬مليون مواطن يف تسع حمافظات‪،‬‬ ‫يف إطار االلتزام بالتصدي للفقر أعلنت احلكومة املرصية عن عزمها استهداف األلف قرية األكرث ً‬
‫والتي تم حتديدها عن طريق خريطة الفقر‪ .‬وهتدف هذه املبادرة إىل حتسني مستوى معيشة سكان هذه القرى األلف بصورة مستدامة عن طريق توفري اخلدمات‬
‫األساسية وإتاحة الوصول إليها‪ ،‬باإلضافة إىل حتسني مستوى تقديم اخلدمات بحيث تتناسب مع قدرات املواطنني املالية‪ ،‬وحتقق العدالة يف احلصول عليها‪.‬‬

‫بدأت احلكومة املرصية تنفيذ املرحلة األوىل من املبادرة يف ‪ 151‬قرية باستثامرات تصل إىل نحو ‪ 4,3‬مليار جنيه‪ .‬ومن الناحية اإلدارية تقع هذه القرى يف ‪24‬‬
‫وحدة حملية يف ست حمافظات هي ‪ :‬الرشقية‪ ،‬البحرية‪ ،‬املنيا‪ ،‬أسيوط‪ ،‬سوهاج‪ ،‬قنا‪ .‬وتضم هذه القرى ‪ 1,5‬مليون مواطن‪ .‬ويستغرق تنفيذ املرحلة األوىل بالكامل ثالث‬
‫معنيا‪ .‬وتتوىل جلنة قومية بوزارة اإلسكان واملرافق تنسيق املبادرة واألرشاف عىل‬
‫حكوميا ً‬
‫ً‬ ‫سنوات (‪ .)2011-2009‬ويشارك يف تنفيذها وإدارهتا ‪ 12‬وزارة وجها ًزا‬
‫سري العمل هبا حتت إرشاف وزير اإلسكان بصفته منسق املجموعة الوزارية للتنمية االجتامعية يف جملس الوزراء‪.‬‬

‫رئيسيا ‪ :‬التعليم الرسمي‪ ،‬البنية التحتية‪ ،‬فصول حمو األمية‪ ،‬اخلدمات الصحية وخدمات‬
‫ً‬ ‫برناجما‬
‫ً‬ ‫وتشمل املرحلة األوىل استثامرات يف حزمة متكاملة تتكون من ‪12‬‬
‫اإلسعاف‪ ،‬وحدات سكنية جديدة‪ ،‬مرافق وشبكات الرصف الصحي‪ ،‬طرق جديدة‪ ،‬وسائل جديدة ومطورة إلدارة املخلفات‪ ،‬خدمات املطايف‪ ،‬خدمات للشباب‬
‫وخدمات رياضية‪ ،‬تقديم االئتامن متناهي الصغر من صندوق التنمية املحلية‪ ،‬والصندوق االجتامعي للتنمية‪ ،‬وخدمات التضامن االجتامعي اجلديدة واملطورة‪،‬‬
‫وخدمات الربيد‪ .‬وتشمل بعض الربامج بناء القدرات وتدريب األطباء واملمرضني واملوظفني اإلداريني يف الوحدات الصحية واملوظفني املعنيني بالتنمية املحلية‪،‬‬
‫وامليرسين يف فصول حمو األمية‪ ،‬والعاملني يف وحدات التضامن االجتامعي‪.‬‬

‫نظام متابعة وتقييم مبادرة احلكومة ‪ :‬قام مركز العقد االجتامعي‪ ،‬إىل جانب فريق من اخلرباء الدوليني‪ ،‬بوضع نظام ملتابعة وتقييم املرحلة األوىل للمبادرة‪ .‬وهيدف‬
‫هذا النظام املقرتح إىل تقديم املشورة والتوصيات – التي تستند إىل األدلة – بشأن السياسات اخلاصة بربامج املبادرة فيام يتعلق باآليت ‪ :‬فاعلية املبادرة من حيث أثرها‬
‫عىل حتقيق الغايات النهائية املتعلقة بتقليص الفقر وحتسني األوضاع املعيشية‪ ،‬وكفاءة املبادرة من حيث استخدام املوارد املالية املتاحة يف تنفيذ األنشطة املخططة يف‬
‫توقيتاهتا املحددة وتنفيذ األهداف املطلوب حتقيقها عند كل مرحلة و كذلك النتائج النهائية ألنشطة املرشوع‪ ،‬وتنفيذ األهداف التمويلية ذات الصلة‪ ،‬وحتقيق العدالة‪،‬‬
‫واالستدامة وف ًقا للدالئل التي تشري إىل وجود املقومات االقتصادية واالجتامعية والبيئية األساسية التي تضمن استمرارية النتائج املحققة‪.‬‬

‫مكون تقييم أثر املبادرة يف نظام املتابعة والتقييم ‪ :‬السؤال األسايس يف مكون تقييم أثر املبادرة يف نظام املتابعة والتقييم هو ‪« :‬لو مل تُطرح مبادرة احلكومة‪ ،‬ماذا‬
‫من املمكن أن يكون عليه الوضع الذي نالحظه يف األحوال االجتامعية واالقتصادية للسكان يف قرى املبادرة يف هناية عام ‪ 2011‬وما بعده؟‬

‫انصب تصميم البحث املقرتح لتقييم أثر مبادرة احلكومة عىل دراسة الوضع «قبل و بعد املبادرة»‪« ،‬ويف ظل التدخالت وبدوهنا» وتب ًعا لذلك‪ ،‬فإنه باإلضافة إىل‬
‫حاليا تنفيذ املرحلة األوىل‪ .‬وتنتمي هذه‬
‫قرى املبادرة الـ ‪ ،151‬تم اختيار جمموعة من القرى الضابطة تتكون من ‪ 35‬قرية من نفس املحافظات الست التي جيري فيها ً‬
‫فقرا‪ .‬وقد تم اقرتاح تصميم طويل ‪ panel design‬بناء عليه سوف يتم مرة أخرى – عند إجراء دراسة أثر املبادرة يف هناية‬ ‫القرى الضابطة إىل قامئة األلف قرية األكرث ً‬
‫عام ‪ – 2011‬مقابلة نفس األرس التي شملتها الدراسة األساسية (يف قرى املبادرة والقرى الضابطة) قبل تنفيذ املبادرة‪.‬‬

‫وسوف تشمل الدراسة األساسية‪ ،‬والدورة التالية لبحث أثر املبادرة ثالثة خمرجات فرعية‪ :‬األول ‪ ،‬دراسة كيفية من أجل ‪ :‬أ‪ -‬التأكد من مشاركة سكان هذه القرى‬
‫من خالل مساعدهتم يف التعرف عىل احتياجاهتم ومشاكلهم واملوارد االجتامعية واالقتصادية والبرشية املتاحة يف جمتمعاهتم‪ ،‬ب‪ -‬متابعة وتقييم أثر املبادرة من حيث‬
‫مدى تلبية التدخالت احلكومية لالحتياجات الفعلية ملواطين هذه القرى‪ .‬أما املخرج الثاين والثالث فهام يتعلقان بإجراء مسحني للمجتمع املحيل (القرى) واألرس‬
‫هبدف ‪ :‬أ‪ -‬تقدير الفرق يف مستوى مؤرشات املخرجات والنتائج والغايات يف كل من قرى املبادرة والقرى الضابطة قبل وبعد تنفيذ املبادرة‪ ،‬ب‪ -‬تقديم توصيات قامئة‬
‫عىل أدلة بشأن السياسات (قبل وبعد تنفيذ املبادرة) من خالل اإلجابة عىل األسئلة اآلتية ‪:‬‬
‫ما مدى الفقر أو اهلشاشة الذي تكون عليه األرس يف هذه القرى‪ ،‬وما هي األحوال املعيشية هلا ؟‬
‫ما هو مستوى التمكني االقتصادي هلذه األرس‪ ،‬وما الذي يعوقها عن الوصول لألسواق؟‬
‫ما هي التطلعات احلالية للجيل األصغر سنًا يف هذه القرى لإلفالت من براثن الفقر؟‬
‫إىل أي مدى تستفيد األرس الفقرية يف هذه القرى من الربامج االجتامعية والصحية املوجودة بالفعل؟‬

‫املصدر ‪ :‬سحر الطويلة‪ ،‬مركز العقد االجتامعي‪.‬‬

‫أقراهنم يف املحافظات عىل كيفية تقديم اخلدمات بصورة أفضل‪ .‬ولكن االختبار احلقيقي يكمن يف كيفية العمل يف ظل اإلطار احلايل دون‬
‫التعرث يف املعوقات املتمثلة يف التشكيك يف النوايا الطيبة‪ ،‬وانعدام االهتامم‪ ،‬وضعف القدرات‪ .‬وما هو أخطر من ذلك‪ ،‬وجود فجوة بني‬
‫نظاما موازيًا يتم فيه تقايض أجور مرتفعة‪ ،‬ويشجع عىل االبتكار وخوض املخاطرة‪ ،‬وبني اإلداريني‬
‫العاملني يف اإلدارة العليا الذين يشكلون ً‬
‫يف املستويات الدنيا من اإلدارة واألخصائيني االجتامعيني الذين ال حيصلون إال عىل القدر البسيط من التدريب‪ ،‬وال توجد أي استثامرات‬
‫لتطويرهم‪ ،‬وخيضعون لقرارات وبروتوكوالت إدارية جامدة وصارمة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫شكل ‪ -2-2‬أ ‪ :‬معدالت الفقر حسب اإلقليم‬


‫‪50‬‬
‫‪45‬‬ ‫فرباير ‪2005‬‬
‫‪40‬‬
‫‪35‬‬ ‫فرباير ‪2006‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫ريف الوجه القبىل حرض الوجه القبىل ريف الوجه البحرى حرض الوجه البحرى املحافظات احلرضية‬ ‫إمجاىل‬
‫‪Source: World Bank. )2009(. "Arab Republic of Egypt - Economic Growth, Inequality and Poverty: Social Mobility in Egypt between 2005 and 2008"k‬‬

‫‪ .3‬تسييس ‪ politicization‬السياسة االجتامعية ‪ :‬إن غياب هنج قائم عىل احلقوق حيدد احلقوق العامة للمواطنني شجع املرصيني عىل‬
‫مطالبة احلكومة بتقديم إعانات ملواجهة الفقر‪ ،‬ويف نفس الوقت يضحون بحقوقهم كمواطنني‪ .‬وال يشارك الناس‪ -‬قدر استطاعتهم‪ -‬يف‬
‫املشاورات التي جتري حول عملية صنع السياسة االجتامعية‪ 0‬كام ترحب األرس الفقرية باملعاشات الشهرية أوالتحويالت النقدية التي‬
‫كافيا للحامية االجتامعية‪ .‬وهناك عدد ال حرص له من أصحاب‬ ‫مصدرا ً‬
‫ً‬ ‫حيصلون عليها من احلكومة حتى لو كانت مبالغ ضئيلة وال تعترب‬
‫األعامل اخلريية املستعدين إلطعام الفقراء وكسوهتم وعالجهم وتدريبهم‪ ،‬ولكن هذه اجلهود ال تتسم باالستمرارية وال حتقق طفرة تنموية‪.‬‬
‫وخيىش أن تكون هذه اجلهود وسيلة الكتساب دعم شعبي ملن يريد أن حيصل عىل مقعد يف املجالس النيابية‪ ،‬وأن تكون احلامية االجتامعية‬
‫جزءا من سياسة قومية طويلة األجل القتالع الفقر والتخلف‪.‬‬
‫هي جواز مرور أي شخص لصندوق االقرتاع وليست ً‬

‫‪ 2-2‬تقليص الفقر‬
‫بينام شهدت مرص انخفاضا يف مستويات الفقر إال أن التعرض للفقر مل يصب كل املرصيني بنفس املعدل خالل الفرتة ما بني عام ‪2005‬‬
‫و ‪ .2008‬فقد خرج من رشك الفقر‪ 1,8‬مليون نسمة خالل الفرتة من فرباير ‪ 2005‬وفرباير ‪ ، 2008‬معظمهم كانوا يعيشون يف املناطق‬
‫احلرضية‪ ،‬بينام زاد عدد الفقراء املدقعني الذين يستهلكون أقل من تكلفة سلة غذاء الكفاف بنحو ‪ 1,1‬مليون نسمة‪ 590‬ومازال األطفال بصفة‬
‫خاصة هم الفئة األكرث تعرضًا للفقر‪ ،‬حيث زاد عدد األطفال الذين يرزحون حتت وطأة الفقر ليصلوا إىل أكرث من ‪ 7‬مليون طفل‪.‬‬

‫يعترب النمو االقتصادي أقوى حمرك لتخفيض الفقر‪ ،‬ولكن النمو يف مرص مل يؤد إىل حتسن فوري يف األوضاع املعيشية للشعب‪ .‬وخالل الفرتة من‬
‫عام ‪ 2005‬حتى عام ‪ 2008‬زاد مستوى عدم املساواة بصورة كبرية‪ ،‬وارتفع معامل جيين بنقطتني مئويتني حيث بلغ ‪ .6030,46‬وقد كان النمو‬
‫االقتصادي رسي ًعا يف املناطق احلرضية باملقارنة باملناطق الريفية‪ ،‬ولكن األثر عىل الفقراء (من حيث نسبة االنخفاض) نتيجة النمو كان أقل‪.‬‬
‫وميكن أن يعزي هذا – جز ًئيا – إىل عدم املساواة يف توزيع الدخل يف املناطق احلرضية‪ ،‬الذي قلل من األثر الذي كان من املمكن أن حيدثه النمو‬
‫ريا أثر النمو عىل مستويات معيشة الفقراء‪ ،‬كام اتسعت الفوارق بني األقاليم يف بعض احلاالت‪ .‬وعالوة عىل‬
‫عىل الفقر‪ .‬وقد انخفض انخفاضًا كب ً‬
‫ذلك‪ ،‬إذا استمرت حالة عدم املساواة يف الزيادة ـ وهذا هو احلال يف مرص ـ فإن األثر اإلجيايب للنمو عىل الفقر سوف ينخفض أكرث‪.‬‬

‫وهناك عوامل ميكن أن تفرس حلد ما تباين آثار النمو االقتصادي عىل تقليص الفقر ‪ ،‬مثل منط النمو القطاعي‪ ،‬وخصائص سوق العمل وقوة‬
‫العمل‪ .‬ويف الفرتة ‪ 2008-2005‬ساءت جودة الوظائف (من حيث اإلنتاجية وانتظام الدخل) التي ارتبطت بارتفاع احتامل التعرض للفقر‪.‬‬
‫وكانت الزراعة والقطاع غري الرسمي مها القطاعان الرئيسيان اللذان شهدا انخفاضًا يف الفقر‪ ،‬حيث كان املشتغلون يف الزراعة يشكلون أكرث‬
‫من نصف مجيع من خرجوا من دائرة الفقر‪ 61‬خالل السنوات الثالث‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه عىل الرغم من التوسع يف مظلة شبكات األمان‬
‫االجتامعي‪ ،‬مازال هناك قصور يف استهداف املوارد للفقراء‪ ،‬حيث مازال الكثري من الفقراء خارج هذه املظلة‪ ،‬كام أن الترسب كبري‪ ،‬واملبالغ‬
‫املمنوحة ضئيلة للغاية مما ال تسفر عن أثر ملموس يف ختفيض التعرض للفقر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 11‬مؤرش جديد للفقر متعدد األبعاد‬

‫قامت مبادرة جامعة أكسفورد للفقر والتنمية البرشية (‪ The Oxford Poverty and Human Development Initiative)OPHI‬والربنامج اإلمنايئ‬
‫لألمم املتحدة بإطالق مقياس جديد وشامل للفقر يعطي صورة متعددة األبعاد عن الناس الذين يعيشون يف فقر‪ ،‬مما ميهد الطريق إىل إجراء استهداف أكرث فاعلية‬
‫ملوارد التنمية‪ .‬وهذا املؤرش املبتكر للفقر متعدد األبعاد هو مكمل خلطوط ومقاييس الفقر التقليدية املتعلقة بالدخل واالستهالك‪ ،‬وسوف يظهر املؤرش يف تقرير التنمية‬
‫قريبا‪ .‬ويقيس املؤرش مدى شدة ‪ 10‬أشكال للحرمان (كام هو موضح يف الشكل املبني فيام بعد) وذلك عىل مستوى األرسة‪،‬‬ ‫البرشية العاملي العرشين الذي سيصدر ً‬
‫ال عن الفقر الشديد باملقارنة باملقاييس املتعلقة بدخل وإنفاق األرسة‪ 0‬ويكشف املؤرش نطاق الفقر عىل‬
‫وعندما تؤخذ هذه األشكال م ًعا فإهنا تعطي صورة أكرث تفصي ً‬
‫مستوى األرسة‪ ،‬وداخل األقاليم‪ ،‬وعىل املستوى القومي والعاملي‪ .‬ويعترب مؤرش الفقر متعدد األبعاد أول مقياس عاملي من نوعه‪ ،‬وميكنه أن يساعد صانعي السياسات‬
‫يف استهداف املوارد وتصميم السياسات بفاعلية أكرث‪.‬‬

‫وقد تم دراسة بيانات من ‪ 104‬دول ميثل سكاهنا ‪ %78‬من سكان العامل‪ ،‬و تبني أنه من بني الـ ‪ 5,2‬مليار نسمة الذين أجرى عليهم التحليل‪ ،‬كان الثلث (‪1,7‬‬
‫مليار) يعيشون يف فقر متعدد األبعاد‪ ،‬وهم بذلك يزيدون عن الـ ‪ 1,3‬مليار نسمة الذين يعيشون يف فقر مدقع يف هذه الدول‪ ،‬أي يعيشون عىل أقل من ‪ 1,25‬دوالر‬
‫يوميا‪ .‬ووف ًقا هلذا املقياس‪ ،‬تبني أن بعض الدول – ومنها مرص – يكون معدل الفقر املدقع فيها أعىل مقارنة باملقياس البسيط الذي يعتمد عىل دخل أو إنفاق األرسة‬
‫ً‬
‫املستخدم يف حساب خط الفقر القومي أو الغذايئ‪ ،‬هذا بينام يكون معدل الفقر املدقع يف دول أخرى أقل‪.‬‬

‫ومؤرش الفقر متعدد األبعاد هو مؤرش مركب يتم حسابه برضب نسبة الفقر يف متوسط شدة الفقر بني الفقراء‪ 0‬ويعد الناس فقراء إذا كانوا حمرومني من ‪ %30‬عىل‬
‫األقل من املؤرشات املرجحة‪ .‬وبالنسبة ملرص‪ ،‬فإنه بناء عىل بيانات املسح السكاين الصحي لعام ‪ ،2008‬وجد أن مؤرش الفقر متعدد األبعاد يبلغ ‪ 0,026‬وهذا الرقم‬
‫هو حاصل رضب نسبة الفقر الشديد البالغة ‪(%6,4‬مؤرش الفقر متعدد االبعاد) يف متوسط شدته بني الفقراء (متوسط عدد أشكال احلرمان التي تعاين منها كل أرسة)‬
‫والبالغ ‪ ،%40,4‬وميثل ‪ 5,1‬مليون نسمة‪ .‬وميكن تفكيك مؤرش الفقر متعدد األبعاد العام لرنى مدى مسامهة كل مؤرش فرعي يف الفقر متعدد األبعاد‪ .‬ويوضح الشكل‬
‫اآليت خمرجات مؤرش الفقر متعدد األبعاد‪ ،‬حيث متثل كل قطعة من الشطرية نسبة إسهام كل مؤرش فرعي يف إمجايل الفقر متعدد األبعاد يف مرص‪ .‬وكلام كان اإلسهام‬
‫أكرب‪ ،‬كان النصيب املرجح للمؤرش الفرعي من إمجايل الفقر أكرب‪ .‬وتعاين مرص‪ ،‬بالقياس إىل الدول األخرى‪ ،‬نتيجة املتغريات املرتبطة بالتعليم حيث أن حوايل نصف‬
‫شدة الفقر (‪ )%48,4‬تأيت من مؤرش تعليم الوالدين والتحاق األطفال يف املدارس‪.‬‬

‫شكل ‪ -2-2‬ب ‪ :‬إسهام املؤرشات يف مؤرش الفقر متعدد األبعاد (شدة الفقر)‬
‫مياه الرشب‬
‫األصول‬
‫الكهرباء‬ ‫األرضية‬
‫التعليم‬
‫الرصف الصحى‬

‫التغذية‬
‫وقود الطبخ صفر‬ ‫التحاق األطفال‬
‫بالتعليم‬
‫وفيات األطفال‬

‫املصدر ‪ :‬دفين عباس‪ ،‬استنا ًداإىل‬


‫‪Sabina Alkire and Maria Emma Santos. 2010. Multidimensional Poverty Index: 2010 Data. Oxford Poverty and Human Development‬‬
‫‪Initiative. www.ophi.org.uk/policy/multidimensional-poverty-index/.‬‬

‫هتدف اخلطة اخلمسية السادسة إىل خفض نسبة السكان الفقراء من ‪ %20‬يف ‪ 2007/2006‬إىل ‪ %15‬بحلول عام ‪ ،2012‬ولتحقيق ذلك البد‬
‫أن يتضاعف عدد األرس املستفيدة من الدعم النقدي ليصل إىل ‪ 2‬مليون أرسة خالل فرتة اخلمس سنوات‪ ،‬يصاحب ذلك بدء التحول التدرجيي‬
‫يف تدابري احلامية االجتامعية للفقراء من الدعم السلعي إىل الدعم النقدي‪.‬‬

‫‪-2-2‬أ‪ :‬األمن الغذائي‪ ،‬والرقم القياسي ألسعار المستهلكين والفقراء‬


‫أثر االرتفاع يف األسعار العاملية للسلع الغذائية عىل تكلفة املعيشة من خالل قناتني رئيسيتني ‪ :‬زيادة أسعار السلع النهائية املستوردة‪ ،‬وزيادة‬
‫تكلفة السلع واخلدمات املحلية وتكلفة اإلنتاج‪ .‬وقد ارتفع الرقم القيايس ألسعار املستهلكني يف مرص ارتفا ًعا رسي ًعا وبلغ أقصاه يف أغسطس‬
‫‪ ،2008‬خاصة بالنسبة للسلع الغذائية‪ ،‬وارتفع متوسط سعر سلة الغذاء مقارنة مبستوى األسعار يف يناير ‪ 2007‬مبقدار ‪ 1,427‬مرة‪ ،‬بينام ارتفع‬
‫ال أسعار السلع‪ .‬ومع هذا‪ ،‬منذ هناية عام ‪ 2007‬ارتفعت‬ ‫الرقم القيايس العام ألسعار املستهلكني بنسبة ‪ .%29,2‬ويف أكتوبر ‪ ،2008‬انخفضت قلي ً‬

‫‪57‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫شري اإلنفاق‪2009/2008 ،‬‬


‫جدول ‪ -2-2‬أ ‪ :‬منط االستهالك حسب ُع رْ‬
‫شريات‬
‫ال ُع رْ‬
‫إمجايل‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جمموعات السلع‬
‫‪44,2‬‬ ‫‪33,0‬‬ ‫‪44,0‬‬ ‫‪46,3‬‬ ‫‪47,7‬‬ ‫‪48,7‬‬ ‫‪49,9‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪51,3‬‬ ‫‪52,0‬‬ ‫‪52,6‬‬ ‫الطعام واملرشوبات‬
‫‪2,5‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫الرشاب والتبغ‬
‫‪5,8‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪5,8‬‬ ‫‪6,0‬‬ ‫‪6,1‬‬ ‫‪6,2‬‬ ‫‪6,2‬‬ ‫‪6,3‬‬ ‫‪6,5‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫املالبس واملنسوجات‬
‫واألحذية‬
‫‪17,9‬‬ ‫‪19,7‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪17,4‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪17,2‬‬ ‫‪17,2‬‬ ‫‪17,0‬‬ ‫‪16,8‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫املسكن ولوازمه‬
‫‪3,6‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪3,3‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,3‬‬ ‫األثاث واألجهزة املنزلية‬
‫وصيانة املسكن‬
‫‪6,5‬‬ ‫‪9,1‬‬ ‫‪7,2‬‬ ‫‪6,0‬‬ ‫‪5,7‬‬ ‫‪5,3‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪4,6‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫الرعاية واخلدمات الصحية‬
‫‪4,5‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪2,6‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫النقل‬
‫‪2,6‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪2,6‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪2,2‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫االتصاالت‬
‫‪2,1‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪1,4‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪1,0‬‬ ‫‪1,0‬‬ ‫‪0,9‬‬ ‫الثقافة والرتفيه‬
‫‪3,4‬‬ ‫‪5,5‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪2,6‬‬ ‫‪2,6‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪2,2‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫التعليم‬
‫‪4,1‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪4,4‬‬ ‫‪4,8‬‬ ‫املطاعم والفنادق‬
‫‪2,9‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫متنوعات‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫إمجايل‬

‫املصدر ‪ :‬مسح الدخل واإلنفاق واالستهالك لألرس‪.‬‬

‫أسعار السلع برسعة مقارنة مبستويات األسعار يف يناير ‪ 2007‬بالنسبة للسلع الغذائية ومجيع السلع مبقدار ‪1,686‬و ‪ 1,458‬مرة عىل التوايل‪.‬‬
‫وقد كان لنمط دخول وإنفاق األرسة أثره عىل الرفاهة التي تأثرت بدورها بارتفاع أسعار السلع الغذائية‪.‬‬

‫أمناط االستهالك وفقًا لل ُعشري ‪ :‬يعترب الغذاء هو البند األسايس يف إمجايل بنود اإلنفاق بالنسبة لكل ُع رْ‬
‫شري من السكان‪ ،‬سواء كانوا يعيشون‬ ‫‪62‬‬

‫يف املناطق احلرضية أو الريفية‪ .‬وميثل اإلنفاق عىل الغذاء ‪ %44,2‬من إمجايل اإلنفاق بالنسبة لكل السكان‪ ،‬ويقل نصيب الغذاء كلام انتقلنا من‬
‫شري األغىن‪ ،‬من حيث نسبة امليزانية‬ ‫شري األفقر وال ُع رْ‬
‫شري األغىن‪ .‬ويبلغ الفرق بني ال ُع رْ‬ ‫شري األفقر (‪ )%52,6‬ليصل إىل ‪ %33‬فقط لدى ال ُع رْ‬
‫ال ُع رْ‬
‫املخصصة للغذاء‪ ،‬نحو ‪ 20‬نقطة مئوية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن زيادة أسعار السلع الغذائية بنسبة أكرب باملقارنة ببنود اإلنفاق األخرى هلا أثر سلبي عىل‬
‫الفئات الفقرية حيث أهنم إما خيصصون نسبة أكرب من ميزانيتهم للغذاء أو أهنم يستهلكون سل ًعا أرخص ووجبات غذائية غري متوازنة‪ .‬وقد‬
‫أسفر هذا عن زيادة خطرية يف مظاهر سوء التغذية امللحوظ بني النساء واألطفال خالل الفرتة ‪ 632008- 2005‬أما ثاين أهم بند يف اإلنفاق فهو‬
‫اإلسكان ويليه امللبس‪ ،‬وهذا ينطبق عىل كل جمموعات اإلنفاق كام يتبني من جدول ‪ 2-2‬أ‪ .‬وينعكس التحيز نحو األغنياء يف متوسط نصيب‬
‫جنيها‪ ،‬أي أقل من نصف املتوسط‬ ‫شري األفقر ‪ً 1466‬‬ ‫الفرد من اإلنفاق الذي خيص كل جمموعة إنفاق‪ .‬ويصل متوسط استهالك األفراد يف ال ُع رْ‬
‫شري األغىن‪.‬‬
‫عىل املستوى القومي‪ ،‬وميثل ‪ %15‬من استهالك األشخاص يف ال ُع رْ‬

‫وملا كان الفقر يسود أكرث يف املناطق الريفية‪ ،‬وكانت الزراعة النشاط الرئييس املدر للدخل بالنسبة ملعظم الناس‪ ،‬فإن هناك حاجة لالستثامر أكرث‬
‫يف حتديث القطاع الزراعي‪ ،‬ويف حتقيق األمن الغذايئ لألرس كام حتدده الركائز األربعة ‪ :‬الوفرة‪ ،‬االستقرار‪ ،‬الوصول‪ ،‬االستخدام‪ .‬ومع زيادة دخل‬
‫السكان الريفيني‪ ،‬سيكونون يف وضع أفضل للسعي إىل احلصول عىل رعاية صحية وتعليم أفضل وغريمها من اخلدمات االجتامعية‪ ،‬ويقومون بدفع‬
‫مقابل هذه اخلدمات يف األجل الطويل‪ .‬وهذا سيؤدي إىل زيادة استدامة تقديم هذه اخلدمات وختفيف العبء عىل موازنة احلكومة‪ .‬ويف نفس‬
‫الوقت‪ ،‬فإن السكان عندما يزيد دخلهم ـ من العمل الزراعي‪ ،‬والعمل غري الزراعي – سيكون يف استطاعتهم االستثامر يف صيانة وحتسني املوارد‬
‫الطبيعية النادرة مثل األرض واملياه‪.‬‬

‫وجيري حساب الرقم القيايس ألسعار املستهلكني من سلسلة األسعار املنفصلة التي تغطي سل ًعا وخدمات خمتلفة ثم يتم ترجيح هذه مبتوسط «سلة‬
‫السلع» الذي يتم مراجعته من وقت آلخر‪ .‬ومع هذا تستهلك األرس يف جمموعات اإلنفاق املختلفة سلة سلع خمتلفة وبالتايل خيتلف األثر عىل‬
‫مستويات معيشتهم كلام تغريت األسعار‪ .‬وحيث إن أسعار السلع الغذائية زادت برسعة تفوق االرتفاع يف الرقم القيايس ألسعار املستهلكني‪ ،‬وأن‬
‫األرس يف جمموعات اإلنفاق املنخفضة تنفق نسبة أعىل من دخلها عىل الغذاء (وكذلك عىل السلع الرضورية)‪ ،‬فإن األرس يف جمموعة اإلنفاق‬
‫‪58‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫األدىن حيتمل أن تتأثر أكرث من األرس يف جمموعات اإلنفاق األخرى‪ .‬وحتى ميكن إبراز هذه احلقيقة قمنا بإعداد رقم قيايس ألسعار املستهلكني‬
‫لكل ُخيس استنا ًدا إىل سلة السلع التي تستهلك فعالً‪ .‬وهلذا‪ ،‬فإن التغري يف األسعار التي يعلنها اجلهاز املركزي للتعبئة العامة اإلحصاء يف نرشته‬
‫الشهرية كانت مرجحة بسلة السلع لكل ُخيس‪ ،‬وعىل هذا األساس تم حساب الرقم القيايس ألسعار املستهلكني يف كل ُخيس‪.‬‬

‫شري األفقر انخفاضًا رسي ًعا يف مستويات معيشتها نتيجة تغريات األسعار‪ .‬وعىل وجه التحديد‪ ،‬يف مارس ‪ ،2010‬كان‬ ‫وتواجه األرس يف ال ُع رْ‬
‫حمسوبا عىل أساس الرقم القيايس ألسعار املستهلكني (يناير ‪ 2007‬هو فرتة األساس)‪ ،‬يرتفع برسعة كبرية‪ ،‬حيث بلغت نسبة الزيادة‬ ‫ً‬ ‫التضخم‪،‬‬
‫ميس األغىن ‪ .%39‬وجيدر مالحظة أن الرقم القيايس‬ ‫يف األسعار ‪ %43,5‬بالنسبة لل ُخميس األدىن‪ ،‬بينام بلغت نسبة الزيادة يف األسعار بالنسبة لل ُخ رْ‬
‫ميسني الثالث والرابع أثرا أقل للزيادة يف األسعار‪ ،‬وشهد الرقم‬‫تقريبا‪ ،‬بينام شهد الرقم يف اخلُ رْ‬
‫ال ً‬ ‫ميسني األفقر يعترب متامث ً‬
‫ألسعار املستهلكني يف اخلُ رْ‬
‫أثرا للتغري يف األسعار‪ .‬ومن إحدى املشاكل عدم تسجيل مجيع املواليد حيث تصل نسبة التسجيل إىل ‪ .%93‬وهذا الوضع‬ ‫ميس األغىن أقل ً‬ ‫يف اخلُ رْ‬
‫ريا من املجتمعات الفقرية من إمكانية احلصول عىل اخلدمات األساسية‪ ،‬واالجتامعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والصحية‪ ،‬أو حتى االستفادة‬ ‫جزءا كب ً‬
‫حيرم ً‬
‫من القروض والضامن االجتامعي‪ .‬ويتعني اختاذ إجراءات لنرش رسالة أمهية تسجيل املواليد من خالل منظامت املجتمع املحيل ومجعيات املجتمع‬
‫املحيل حتى يتسىن خلق وعي عام وتعميم ثقافة احلق يف اكتساب اهلوية‪.‬‬

‫‪-2-2‬ب‪ :‬إلغاء دعم الطاقة واستهداف الفقراء‬


‫إن السياسة املالية التي تعتمد عىل الدعم والتحويالت حلامية الفئات املستضعفة حتقق محاية قصرية األجل فقط‪ ،‬وتتجاهل هذه السياسة االستثامر‬
‫يف رأس املال البرشي وبذلك تضحي بالعائد الدائم الذي يتحقق يف املستقبل من حيث خلق الوظائف‪ ،‬والنمو‪ ،‬وتقليص الفقر الذي يضمن‬
‫استمرارية هذه السياسة‪ .‬ويستند الرتكيز عىل استخدام السياسة املالية يف تقليص الفقر عىل املسلمة التي ترى أن السياسة املالية هي األداء‬
‫الرئيسية التي ميكن استخدامها بفاعلية وبأسلوب مبتكر للنهوض بالتنمية البرشية من خالل التأثري عىل مستويات اإلنفاق العام‪ ،‬ومكوناته‬
‫وكفاءته يف حتسني اإلنتاجية والقدرة التنافسية (‪.)Development Committee, 2007‬‬

‫وتشري التقديرات إىل أن دعم الطاقة يشكل ما بني ‪ %60‬و ‪ %96‬من السعر الذي حيقق استعادة التكلفة الكاملة‪ .‬ويعترب حجم دعم الطاقة أكرب‬
‫من املخصص يف املوازنة للصحة والتعليم‪ .‬ففي العامني املاليني ‪ ،2009 ، 2008‬بلغ إمجايل الدعم ‪ 84,2‬مليار جنيه‪ ،‬و‪ 93,8‬مليار جنيه عىل‬
‫أيضا أن اخلُميس األغىن يف مرص يستفيد بنسبة كبرية من دعم الطاقة بالقياس إىل باقي الرشائح‪ ،‬وأن تكلفة تعويض الفئات‬‫التوايل‪ .‬ويقدر ً‬
‫ال من دعم الطاقة بأكمله‪ .‬وهلذا من املهم اختاذ إجراءات واستخدام أدوات ملراجعة السياسة‬
‫جزءا ضئي ً‬
‫ميسني األفقر ميكن أن تشكل ً‬ ‫يف اخلُ رْ‬
‫ميسني أو حتى الثالث ُخيسات األدىن من اإلنفاق‪.‬‬
‫السعرية ملنتجات الطاقة‪ ،‬وإعادة توجيه الدعم والتعويضات نحو اخلُ رْ‬

‫وكام تم اإلشارة إليه من قبل‪ ،‬جتري وزارة التضامن االجتامعي اختاذ ترتيبات بشأن وضع شبكة أمان اجتامعي‪ .‬وبالتعاون مع وزارة التنمية اإلدارية‬
‫يتم وضع قاعدة بيانات موسعة ومتكاملة سوف متكن من تتبع نوع ومستوى الدعم الذي حتصل عليه األرس يف إطار خمتلف أنواع املساعدة‬
‫وخمتلف برامج شبكة األمان االجتامعي املتاحة يف مرص‪ .‬وسوف يساعد هذا يف احلد من مشكلة تداخل املستفيدين وغياب آلية التنسيق يف‬
‫تقديم املساعدات لألرس ذات الدخل املنخفض‪ .‬إن جتربة البطاقة الذكية احلالية وتعميمها – التي يعتزم أن حتل حمل نظام بطاقات التموين‬
‫أيضا يف تقديم أشكال أخرى من املساعدة لألشخاص املستحقني مبا فيها التعويضات‬ ‫واستخدامها يف إدارة دعم الغذاء – ميكن أن تستخدم ً‬
‫ال الستهداف األرس املحتاجة‪ ،‬وتقديم املساعدات هلا – نظام يتم تصميمه للمسامهة يف حتسني‬ ‫نظاما فعا ً‬
‫النقدية‪ ،‬لذا يرجى أن تضع مرص برسعة ً‬
‫األمن الغذايئ لألرس‪ .‬وسوف توزع تكلفة إنشاء هذه النظم عىل عدة برامج منها برنامج التحويالت النقدية املرشوطة باإلضافة إىل إلغاء دعم‬
‫الطاقة (الرجاء الرجوع إىل القسم ‪.)1-2‬‬

‫‪ 3-2‬النوع االجتماعي والشباب‬


‫تعين املساواة بني النوع االجتامعي أنه يتم األخذ يف االعتبار اهتاممات واحتياجات وأولويات كل من النساء والرجال‪ ،‬مع االعرتاف بتنوع‬
‫الفئات املختلفة من النساء والرجال‪ .‬وتعترب املساواة بني النساء والرجال من ناحية قضية حقوق إنسان ورشط أسايس‪ ،‬ومؤرش للتنمية املستدامة‬
‫املرتكزة عىل البرش‪ .‬ويشري متكني املرأة‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬إىل العمل عىل زيادة قوة النساء السياسية أو االجتامعية أو االقتصادية داخل‬
‫أيضا تدعيم الثقة يف قدراهتن‪.‬‬
‫املجتمعات واملنظامت‪ ،‬ويتضمن ً‬
‫‪59‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫وقد شهدت مرص منذ مرحلة مبكرة بعض احلركات النسائية االجتامعية الناجحة‪ .‬وحدي ًثا‪ ،‬ميكن مالحظة أن الرسعة التي حصلت هبا الفتيات‬
‫مبهرا‪ .‬ومع هذا مازالت هناك صعوبة أكرث يف دخول املرأة يف قوة العمل واحلصول عىل‬
‫عىل التعليم خالل العقود الثالثة املاضية تعد إنجا ًزا ً‬
‫وظيفة‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬تشري آخر إحصائيات إىل تراجع معدل مشاركة اإلناث يف قوة العمل إىل أقل من ‪.64%20‬‬

‫وتتعلق املشكلة التي يواجهها الشباب املرصي مع قدوم األلفية اجلديدة بالفشل يف إدارة السياسة االقتصادية وقنواهتا عىل املستوى القومي‪،‬‬
‫وعدم تفاعلها مع مبادئ العدالة االجتامعية واالندماج االجتامعي‪ .‬ويعاين الشباب من ظاهرتني شائعتني هلام تبعات سيئة عليهم ومها ‪ :‬مستوى‬
‫البطالة الذي يعد من أعىل املستويات يف العامل خالل العقدين املاضيني‪ ،‬وطول فرتة االنتظار حتى يبدأ الشباب يف تكوين أرسة واحلياة يف مسكن‬
‫حاليا أن مرص لدهيا ما يقرب من ‪ 20‬مليون شاب وشابة يف الفئة العمرية‬
‫مستقل باملقارنة مبا كان حيدث منذ عقد مىض‪ .‬وتعين تضخم فئة الشباب ً‬
‫هتديدا وفرصة يف آن واحد‪.65‬‬
‫‪ 29-18‬سنة يشكلون ً‬

‫‪-3-2‬أ‪ :‬المرأة ‪ :‬اهتمام خاص‬


‫إصالح قانون األرسة‬
‫شهدت مرص عد ًدا من اإلصالحات اهلامة يف قانون األرسة أدت إىل تعزيز احلقوق القانونية للمرأة يف ميدان الزواج واألرسة‪ 0‬ففي عام ‪،2000‬‬
‫أصدر الربملان القانون رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2000‬الذي استهدف تسهيل عملية التقايض يف املنازعات األرسية واإلرساع بالبت فيها‪ .‬وقد كان هذا‬
‫إنجازا هاما حيث أن املرأة املتقاضية تعاين بشدة من طول املدة التي تستغرقها قضايا الطالق والنفقة‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإنه حتى ميكن تيسري‬
‫حصول املرأة عىل الطالق تنص املادة ‪ 20‬من القانون رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2000‬عىل إعطاء املرأة احلق القانوين يف طلب طالق اخللع‪ .‬ووف ًقا هلذه‬
‫املادة‪ ،‬ميكن للمرأة التي ترفع قضية خلع أن حتصل عىل الطالق مقابل التنازل عن حقوقها املالية‪ ،‬ورد الصداق الذي حصلت عليه من زوجها‬
‫يوما‪ .‬كام متنح املادة ‪ 17‬من نفس القانون للمرأة يف ظل الزواج العريف (غري‬ ‫عند الزواج‪ ،‬وذلك بعد فرتة من حماوالت الصلح بينهام مدهتا ‪ً 90‬‬
‫املسجل) احلق يف رفع قضية طالق‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يف أغسطس ‪ ،2000‬تم إصدار منوذج جديد من عقد الزواج ميكن للزوجني مبوجبه أن‬
‫يسجال فيه رشوطهام‪ .‬ويف نوفمرب ‪ُ ،2000‬منحت املرأة احلق يف السفر بدون إذن زوجها‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪2004‬‬
‫ماليا‪،‬‬
‫بشأن إنشاء حماكم األرسة‪ .‬وقد كانت الفكرة وراء إصدار قانون حماكم األرسة هي إجياد نظام قضايئ يسهل اللجوء إليه‪ ،‬وكفء وغري مرهق ً‬
‫ويراعي مصالح األرسة واألطفال‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2004‬بشأن إنشاء صندوق التأمني عىل األرسة والنفقة‪ .‬وهذا‬
‫الصندوق خيفف عىل املرأة األعباء املالية التي تواجهها أثناء الطالق‪ ،‬كام يعد مبثابة أداة ملواجهة الطوارئ املالية التي تتعرض هلا املرأة حتى يتم‬
‫رصف النفقة سواء من جانب الزوج أو عن طريق بنك نارص االجتامعي بالنسبة للعاملني يف اجلهاز احلكومي‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك تم يف ‪2008‬‬
‫عاما‪ ،‬ومنح األطفال الذين يولدون خارج‬ ‫تعديل قانون الطفل وذلك لتجريم عملية ختان اإلناث‪ ،‬ورفع سن زواج الفتيات والفتيان إىل ‪ً 18‬‬
‫عالقة الزواج احلق يف أن حيملوا اسم عائلة األم‪.‬‬

‫املامرسات التمييزية‬
‫عىل الرغم من التعديالت التي أدخلت عىل القوانني للقضاء عىل التمييز القانوين بني اجلنسني‪ ،‬هناك مشاكل يف قانون األرسة أو قانون األحوال‬
‫الشخصية‪ .‬فاهليكل القانوين يعترب أن الرجل هو مصدر الدخل الوحيد يف األرسة‪ ،‬لذلك فهو يتمتع مبزايا معينة ترتبط هبذا الدور مثل وجوب‬
‫طاعة املرأة له‪ .‬وعىل الرغم من أن الرجل املرصي ينفرد بحق التطليق‪ ،‬وال حيتاج للجوء للقضاء‪ ،‬فإن املرأة املرصية جيب أن تلجأ للمحاكم‬
‫وجتتاز عقبات إجرائية ال حرص هلا للحصول عىل الطالق‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬ميكن للرجل أن يطلق زوجته وقتام يشاء مبجرد النطق شفاهة بكلمة‬
‫ماليا عن الطالق املفاجئ‪ ،‬كام لألب حق الوصاية التلقائية عىل أطفاله‪ ،‬وطرد الزوجة املطلقة من مسكن الزوجية‬ ‫الطالق‪ ،‬وأن يتجنب تعويضها ً‬
‫إذا مل يكن لدهيا أطفال أو إذا كانوا ختطوا سن احلضانة‪ .‬وال يوجد يف مرص قانون جيرم العنف األرسي‪ .‬ومثل هذه احلاالت يتم التعامل معها من‬
‫خالل قانون العقوبات الذي جيعل من الصعب عىل املرأة إثبات واقعة العنف حيث يتطلب القانون تقديم تقرير طبي من مستشفى عام يثبت‬
‫عمليا إثباته يف إطار احلياة الزوجية‪ ،‬كام أن ترصف الرشطة والشعور بالوصمة مينع املرأة من‬
‫وقوع رضر مادي وشهادة شاهدين‪ ،‬وهو أمر يصعب ً‬
‫التقدم بشكاوى‪ .‬وقد قامت وزارة التضامن االجتامعي بإنشاء أربعة دور إيواء للنساء الاليت تعرضن للعنف األرسي‪ ،‬باإلضافة إىل دار أخرى‬
‫تديرها مجعية أهلية خاصة بحقوق املرأة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬مازالت هذه الدور غري مستخدمة بالكامل حيث ال تعلم الرشطة أو غريها بوجود هذه الدور‪،‬‬
‫نادرا ما يشريون عىل املرأة باللجوء إليها‪ ،‬وإذا أشاروا للمرأة بذلك‪ ،‬فإهنا ال تلجأ إليها خوفًا من الشعور بالوصمة‪.‬‬
‫وحتى إذا علموا هبا فإهنم ً‬

‫‪60‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫تطبيق القانون‬
‫أيضا يف تطبيق القانون‪ .‬فاللجوء للعدالة يعد مشكلة بالنسبة لكثري من النساء‪ ،‬وتكلفة االستعانة مبحام باهظة خاصة بالنسبة للنساء‬
‫تبدو املشكلة ً‬
‫الفقريات‪ ،‬والوقت الذي يقىض يف املحاكم للحصول عىل حكم يكون طويالً‪ ،‬وهناك الكثري من الثغرات الثقافية التي تتعلق بتنفيذ القوانني‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك أن معظم القضاة من الرجال‪ ،‬عىل الرغم من تعيني ثالثني قاضية إىل جانب قاضية يف املحكمة الدستورية العليا‪ ،‬كام أن كل‬
‫قوات الرشطة من الرجال‪ ،‬حتى نصوص قانون العقوبات تتحيز ضد املرأة‪ ،‬حيث يفرض القانون املرصي عىل املرأة التي ترتكب جرمية الزنا‬
‫عقوبات أشد من تلك التي يفرضها عىل الرجل؛ فالزوجة الزانية تعاقب بالسجن ملدة عامني‪ ،‬بينام يعاقب الزوج الزاين بالسجن ملدة ال تتجاوز‬
‫ستة أشهر‪ ،‬وبينام تعاقب الزوجة إذا ارتكبت جرمية الزنا يف أي مكان‪ ،‬فإنه بالنسبة للزوج يشرتط العتبار هذا الفعل جرمية زنا أن يرتكبها الزوج‬
‫يف منزل الزوجية‪ ،‬كام يعترب قتل الزوجة (وليس الزوج) يف حالة ارتكاب جرمية الزنا يف مستوى اجلنحة حيث مينح قتل الزوجة يف هذه احلالة‬
‫حكم خمفف‪.‬‬

‫وبالنسبة للكثري من النساء‪ ،‬فإن جمرد السري يف شوارع املدينة أو التواجد يف املواصالت العامة – يف أي وقت من السنة – ميكن أن يقود إىل‬
‫التعرض لتعليقات جنسية خمزية‪ .‬فهل ميكن للمرأة أن تتعايش مع هذا ؟ وما هي نظرة املجتمع للمرأة التي تتعرض للتحرش ؟ هل هي الضحية‬
‫ريا تم إنشاء مكتب شكاوى املرأة‬
‫أم اجلاين ؟ كيف ميكننا كمجتمع أن نحارب أشكال التحرش اجلنيس التي تصل أحيانًا إىل االغتصاب ؟ وأخ ً‬
‫‪ Ombudsman‬يف املجلس القومي للمرأة للمساواة بني النوع االجتامع‪ ،‬وتلقي الشكاوى املتعلقة بالتمييز ضد املرأة وفحصها‪.‬ولكن املهم هو‬
‫تطبيق نص القانون كام ورد بوضوح يف قانون العقوبات‪0‬‬

‫قانون العقوبات املرصي ‪ :‬املواد املتعلقة بالتحرش اجلنيس‬


‫الباب الرابع ‪ :‬هتك العرض وإفساد األخالق‬
‫مادة ‪ : 268‬كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو رشع يف ذلك يعاقب باألشغال الشاقة من ثالث سنني إىل سبع‪ .‬وإذا كان عمر‬
‫من وقعت عليه اجلرمية املذكورة مل يبلغ ست عرشة سنة أو كان مرتكبها ممن ُنص عنهم يف الفقرة الثانية من املادة ‪( 267‬من أصول املجين‬
‫خادما باألجرة عندها أو عند من تقدم ذكرهم) جيوز إبالغ مدة‬‫ً‬ ‫عليها أو من املتولني تربيتها أو مالحظتها أو ممن هلم سلطة عليها أو كان‬
‫العقوبة إىل أقىص احلد املقرر لألشغال الشاقة املؤقتة‪.‬‬
‫ال بحياء أنثى يعاقب باحلبس مدة ال تزيد عىل سنة أو بغرامة ال تتجاوز ثالمثائة جنيه (رفع‬
‫فاضحا خم ً‬
‫ً‬ ‫ال‬
‫مادة ‪ : 278‬كل من فعل عالنية فع ً‬
‫احلد األقىص للغرامة بالقانون ‪ ،1982/29‬اجلريدة الرسمية العدد ‪ 16‬يف ‪)1982/4/22‬‬

‫الباب السابع ‪ :‬القذف والسب‪ ،‬وإفشاء األرسار‬


‫مادة ‪ 306‬مكرر ‪ :‬يعاقب باحلبس مدة ال جتاوز سنة وبغرامة ال تقل عن مائتي جنيه وال تزيد عن ألف جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني‬
‫كل من تعرض ألنثى عىل وجه بخدش حياءها بالقول أو الفعل يف طريق عام أو مكان مطروق‪ .‬ويرسي حكم الفقرة السابقة إذا كان‬
‫خدش حياء األنثى قد وقع عن طريق التليفون‪ .‬فإذا عاد اجلاين مرة أخرى إىل ارتكاب جرمية من نفس نوع اجلرمية املنصوص عليها يف‬
‫الفقرة السابقة خالل سنة من تاريخ احلكم عليه يف اجلرمية األوىل تكون العقوبة احلبس وغرامة ال تقل عن خسامئة جنيه وال تزيد عىل‬
‫ثالثة آالف جنيه أو إحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬

‫ويعرف املجلس القومي للمرأة ـ باالشرتاك مع املركز املرصي للمرأة ـ التحرش‬ ‫تفتقر هذه املواد إىل التحديد الدقيق ملفهوم التحرش اجلنيس‪ُ .‬‬
‫نفسيا‪ ،‬برصف النظر عن مكان ارتكابه‬
‫وبدنيا و ً‬
‫جنسيا ً‬
‫ً‬ ‫اجلنيس بأنه « سلوك جنيس متعمد غري مرغوب فيه يرتكبه املتحرش ينتج عنه إيذاء الضحية‬
‫سواء يف مكان العمل‪ ،‬أو الشارع‪ ،‬أو املوصالت العامة‪ ،‬أو املؤسسات التعليمية‪ ،‬أو حتى يف األماكن اخلاصة‪ ،‬مثل املنزل‪ ،‬أو يف صحبة آخرين‬
‫مثل األقارب أو الزمالء‪ ،‬الخ‪ .‬باإلضافة إىل ذلك تقدمت املنظمتان إىل الربملان مبرشوع مقرتحات لتعديل القانون‪ .‬وتتفاقم هذه املشكلة يف غياب‬
‫قانون حيظر التحرش اجلنيس‪ ،‬أو قوات أمن هلا إطار قانوين ميكنها من توفري األمن يف الشوارع للفتيات والنساء‪ .‬إن احلاجة للحامية واألمن حتتم‬
‫وضوحا‪ .‬ويف نفس الوقت الذي تتأكد فيه أمهية وضع تعريف واضح‪ ،‬أو إصدار قانون جديد‪ ،‬جيب مساندة كل‬ ‫ً‬ ‫إجراء تدخل ترشيعي أكرث‬
‫فورا‪ ،‬وتكون واثقة من أن كل املسؤولني عن تنفيذ القانون لدهيم‬
‫النساء الاليت يتعرضن للتحرش اجلنيس وتشجيعهن عىل اإلبالغ عن الواقعة ً‬
‫الرغبة والقدرة عىل معاجلة قضية التحرش اجلنيس‪ ،‬وأن ترص عىل اعرتاف اآلخرين بحقهن‪ .‬ومن الرضوري أن يصدر الربملان املرصي ترشي ًعا‬

‫‪61‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫متاما‬
‫يتصدى للتحرش اجلنيس بكافة أشكاله‪ ،‬سواء ارتكب من أفراد أو مجاعات‪ ،‬يف الشارع أو مكان العمل‪ ،‬وذلك للتأكد من أن القانون يساند ً‬
‫املسؤولني عن تنفيذ القوانني يف سعيهم نحو القضاء عىل هذه الظاهرة‪.‬‬

‫املجال االجتامعي‬
‫حاليا قدر كبري من املعلومات‪ ،‬والبيانات‪ ،‬والسالسل الزمنية‪ ،‬واستطالعات الرأي واملسوح عن املجموعة الكاملة للمؤرشات التي‬ ‫ال يوجد ً‬
‫تتعلق بوضع املرأة يف املجال االقتصادي إىل جانب وضعها عىل الساحة االجتامعية والسياسية‪ .‬وتشري كل املؤرشات االجتامعية إىل إحراز تقدم‬
‫خاصة يف جمال التعليم والصحة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬تشري املؤرشات االقتصادية إىل عدم حدوث تقدم من حيث مشاركة املرأة يف سوق العمل‪ .‬وعىل‬
‫مستوى املؤسسات السياسية وحتى القضائية هناك ما يشري إىل حدوث تقدم بطئ‪.‬‬

‫حاليا – خاصة بالنسبة للمرأة – مرتفعة نتيجة القيود املفروضة عىل سوق العمل‪ ،‬وعدم توفر ظروف العمل الالئقة يف‬
‫وتعترب مستويات البطالة ً‬
‫القطاع اخلاص‪ ،‬ونقص اخلدمات التي متكن املرأة من العمل مثل رياض األطفال يف مرحلة ما قبل املدرسة‪ ،‬ودور احلضانة التي يقيمها أصحاب‬
‫أيضا إىل طول ساعات العمل بصورة غري عادية‪ ،‬وتدين األجور التي تنطوي عىل‬
‫األعامل‪ ،‬ووسائل االنتقال اآلمنة للمسافات الطويلة‪ .‬كام أشري ً‬
‫االستغالل‪ ،‬والتحرش اجلنيس‪.‬‬

‫ويبني مسح النشء والشباب يف مرص ‪ )SYPE( 2010‬أنه بالنسبة لقضاء الوقت‪ ،‬تقيض املرأة يف األعامل املنزلية ساعات أطول مما يقضيها‬
‫يوميا ساعات يف االلتقاء بأصدقائهم أو ممارسة الرياضة أكرث من الشابات من نفس‬
‫نظرائهن من الرجل‪ .‬وبالنسبة ألوقات الفراغ‪ ،‬يقيض الشبان ً‬
‫العمر‪ .‬كام أن الوصول لإلنرتنت متحيز للذكور يف كل مكان ويستخدمونه ضعف ما تستخدمه الفتيات‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬تعتقد ‪ %49‬من الفتيات‬
‫يف الفئة العمرية ‪ 29-18‬سنة أنه جيب أن يطعن أخاهم حتى ولو كان أصغر منهن‪ .66‬وهذا التمييز يتأكد أكرث إذا عرفنا التوجهات التي تغرس‬
‫يف أذهان البنات والبنني سواء من جانب اآلباء‪ ،‬واملدرسة‪ ،‬و‪/‬أو اإلعالم‪ .‬ومرة أخرى حيتاج هذا ملزيد من البحث عن جذور مثل هذا التمييز‬
‫خاصة يف مناهج املدرسة وتدريب املدرسني ورسائل اإلعالم‪.‬‬

‫ويبني استعراض اجتاهات جتربة التنمية يف مرص أن هناك ثالثة عوامل ميكن أن تساعد يف التخفيف من حدة مشاكل استبعاد الشباب‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل تدعيم تقدم املرأة يف املطالبة بحق املساواة مع الرجل يف املنزل‪ ،‬والعمل‪ ،‬ويف املجتمع بوجه عام‪ .‬هذه العوامل الثالثة هي ‪ :‬جهود احلكومة‬
‫يف السيطرة عىل النمو السكاين‪ ،‬وجهود احلكومة للوصول إىل تعليم عايل اجلودة‪ ،‬وجهود احلكومة يف تقليص الفقر‪.‬‬

‫اسرتاتيجيات متكني املرأة‬


‫ميكن تصنيف خمرجات اسرتاتيجية متكني املرأة‪ ،‬والشباب‪ ،‬والفقراء يف جمموعتني‪:‬‬
‫‪ .1‬املجموعة األوىل‪ ،‬برامج قطاعية بسيطة ومبارشة لتحسني فرص الوصول إىل مستوى عال من اجلودة يف التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والرصف‬
‫الصحي‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬والبيئة‪ .‬وإذا أمكن قيام رشاكات مبتكرة بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬فإن هذا سيكون أنسب وسيلة الستثامر قوة‬
‫ثقافتنا ونظم الدعم األرسي التقليدية‪ .‬وحتى اآلن أقدمت مرص عىل خطوة مهمة لدمج النوع االجتامعي يف املوازنة‪ ،‬واستهداف فئات‬
‫معينة من املستفيدين‪ .‬واملطلوب هو ختصيص موارد للتوسع يف املامرسات التي حققت أفضل نتائج وللبدء يف ممارسات جتريبية جديدة‪.‬‬
‫‪ .2‬املجموعة الثانية‪ ،‬هي مبادرات مقرتحة حتت عنوان التمكني من خالل املشاركة‪ .‬وتتضمن جمموعة الربامج املقرتحة قيام املجتمع املدين‬
‫باستغالل الطاقات غري املستغلة للمرأة والشباب‪ .‬وتعترب املرشوعات التطوعية التي يقودها ويديرها الشباب‪ ،‬والتي ترمي إىل حتقيق‬
‫األهداف اإلمنائية لأللفية وغريها من األهداف القومية أهم سبيل للمشاركة‪ .‬وتساعد أنشطة الشباب التطوعية يف بناء املهارات الشخصية‬
‫واالجتامعية‪ ،‬وتدعم الشعور باحرتام الذات والثقة يف اآلخرين‪ .‬وترتاوح هذه األنشطة ما بني حمو األمية إىل مكافحة إدمان املخدرات أو‬
‫انحراف األحداث ‪ ،‬وبالنسبة للمرأة‪ ،‬فإن معظم هذه الربامج تكون مستندة إىل املجتمع املحيل وتستهدف بناء قدرات النساء ومساعدهتن‬
‫عىل بناء قدرات النساء اآلخريات يف كل من املجال االجتامعي والسوق‪ .‬وتعترب مهارات اإلدارة والتنظيم والقيادة أهم املهارات املطلوبة‬
‫للشباب حتى ميكنهم املشاركة مع احلكومة املحلية يف تقديم اخلدمات‪ ،‬وأن يصبحوا املصدر الرئييس للمتابعة من أجل حتقيق اإلدارة‬
‫الرشيدة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار‪ :12‬املوازنة املستجيبة للنوع‬

‫تشري املوازنة املستجيبة للنوع إىل حتليل املرصوفات واإليرادات الفعلية اخلاصة بالنساء والفتيات باملقارنة بتلك اخلاصة بالرجال والبنني‪ .‬ولذلك فهي تعترب آلية‬
‫مهمة لضامن املساواة بني اجلنسني حيث أهنا تساعد احلكومات واجلهات املانحة عىل حتديد السياسات التي حتتاج إىل تعديل‪ ،‬ومعرفة أين يتم إعادة ختصيص املوارد‪،‬‬
‫مؤرشا عن مدى االلتزام بتلبية االحتياجات اخلاصة باملرأة وحقها يف الرعاية الصحية والتعليم والعمل وغريها من قضايا التنمية‪ .‬ويتمثل اهلدف التنموي‬ ‫ً‬ ‫وتقدم‬
‫الرئييس للموازنة املستجيبة للنوع يف مرص يف إدماج النوع االجتامعي يف األطر االقتصادية الكلية واملؤسسات االقتصادية حتى ميكن زيادة فرص االختيار أمام املرأة‪،‬‬
‫ولتدعيم قدراهتا االقتصادية وحقوقها ومعيشتها‪.‬‬

‫يف هذا الصدد‪ ،‬قام املجلس القومي للمرأة بدور قيادي‪ .‬فباالشرتاك مع وزارة املالية ووزارة التنمية االقتصادية قام املجلس منذ عام ‪ 2002‬ببذل عدة جهود‬
‫لتخطيط ووضع املوازنات واألطر التشغيلية – باالشرتاك مع وزارة التنمية االقتصادية – إلدماج النوع االجتامعي يف اخلطط اخلمسية للتنمية االقتصادية واالجتامعية‬
‫(‪ )2007-2002‬و (‪ )2012-2007‬بدعم من صندوق األمم املتحدة للمرأة ‪ .UNIFEM‬وبالتعاون مع هذا الصندوق وضع املجلس املؤرشات القومية للمساواة‬
‫بني اجلنسني‪ ،‬ودعا إىل مراعاة املساواة بينهام ومشاركة املرأة يف عملية ختطيط ووضع املوازنة‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإنه – باملشاركة مع وزارة املالية وبدعم من صندوق‬
‫ريا‪ ،‬قام املجلس بتعريف عضوات‬ ‫بدءا من التخطيط وحتى التنفيذ‪ .‬وأخ ً‬ ‫األمم املتحدة للمرأة وسفارة هولندا – عمل املجلس عىل إدماج النوع يف عملية وضع املوازنة ً‬
‫ال يف املناقشات املتعلقة باملوازنة القومية يف الربملان‪.‬‬
‫دورا فعا ً‬
‫جملس الشعب بعملية املوازنة املستجيبة للنوع وعملية املوازنة القومية حتى ميكن أن يلعنب ً‬

‫ونتيجة هلذه املبادرات‪ ،‬قامت وزارة املالية بتعديل املنشور الدوري ملوازنة األعوام ‪ 2010 ، 2009 ، 2008‬لتأكيد دمج احتياجات املرأة واألطفال‪ ،‬وضامن إنصاف‬
‫النوع يف ختطيط املوازنة القومية وختصيص املوارد‪ .‬كام قامت الوزارة بتعديل مناذج املوازنة لضامن ختصيص املوارد بصورة تراعي النوع االجتامعي‪ ،‬كام عدلت تقرير‬
‫اإلحصاءات املالية بحيث تقسم البيانات حسب النوع‪.‬‬

‫ولكن مازالت هناك حتديات منها ‪ :‬غياب آليات التتبع املنتظمة واألدوات التي ميكن أن تسمح بتتبع جهود تعبئة املوارد املحلية‪ ،‬وخمصصات مساعدات التنمية‬
‫الرسمية التي تدعم تنفيذ السياسات‪ ،‬والقوانني والربامج املتعلقة باملساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة‪ ،‬وكذلك ال يوجد اهتامم كاف للمتابعة واإلبالغ عن نتائج التنمية‬
‫حتى ميكن بيان أن جهود التنمية ميكن أن ترتجم إىل آثار إجيابية عىل متكني املرأة واملساواة بني اجلنسني‪ ،‬كام تعترب األبحاث املستندة لقرائن حمدودة‪ ،‬وكذلك املعلومات‬
‫املتعلقة بفجوات التمويل املخصص للتصدي لقضايا املرأة‪.‬‬

‫وتشمل بعض التوصيات اخلاصة باملوازنة املستجيبة للنوع ما يأيت ‪:‬‬


‫وضع إطار مؤسيس للموازنة املستجيبة للنوع يف وزارة املالية‪ ،‬وللتخطيط الذي يراعي النوع يف وزارة التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫تطبيق املوازنة املستجيبة للنوع عىل عمليات التخطيط ووضع املوازنة يف كل من اجلهات املانحة واجلهات القومية‪.‬‬
‫تدعيم تبين ال ُنهج التي تطبق املوازنة املستجيبة للنوع عىل املستوى القطاعي واملحيل بالنسبة لتخصيص املوازنة واإلنفاق‪.‬‬
‫لفت نظر اجلهات التي تقدم مساعدات التنمية الرسمية ورشكاء التنمية إىل جعل املساواة بني اجلنسني هي القاسم املشرتك يف كافة القطاعات التي‬
‫تقدم هلا املساعدات اإلمنائية‪.‬‬
‫تنسيق أنشطة كل من احلكومة واجلهات املانحة‪ ،‬وتدعيم املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة‪.‬‬
‫إجراء تقييم ملدى حتقيق تقدم يف مراعاة النوع االجتامعي‪ ،‬ووضع مؤرشات لألداء ومتابعة مدى فاعلية املساعدات اإلمنائية يف الوزارات‪ ،‬ويف املجتمع‬
‫املدين‪ ،‬ويشمل هذا إجراء تدقيق للموازنة املستجيبة للنوع‪.‬‬
‫وضع قواعد لتصنيف املوازنة القومية وف ًقا للنوع االجتامعي ومتكني املرأة‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬مايا مريس‪ ،‬صندوق األمم املتحدة للمرأة‪.‬‬

‫وضع اإلطار املؤسيس إلصالح قضايا النوع االجتامعي‬


‫يكفل الدستور املرصي متتع كافة املواطنني بحقوقهم‪ ،‬حيث تشري املواد ‪ 40 ،17 ،13 ،11 ،8‬ـ من بني مواد أخرى ـ إىل أن الدولة تكفل‬
‫حتقيق املساواة يف احلقوق بني الرجل واملرأة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬يعترب التمييز بني اجلنسني حقيقة واقعة‪ .‬وقد قامت احلكومة بتبين مبادرات وتنفيذ‬
‫سياسات خمتلفة للقضاء عىل هذا التمييز‪ .‬كام وضع املجلس القومي للطفولة واألمومة‪ ،‬واملجلس القومي للمرأة (تم إنشاؤمها يف عام ‪ 1988‬وعام‬
‫مؤسسيا للتصدي لقضايا النوع االجتامعي‪ ،‬وتدعيم مشاركة املرأة يف عملية التنمية‪ .‬ويعترب املجلس القومي لألمومة‬ ‫ً‬ ‫إطارا‬
‫‪ 2000‬عىل التوايل) ً‬
‫والطفولة هو أعىل هيئة حكومية أسند إليها صنع السياسات‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والتنسيق ومتابعة وتقييم األنشطة التي جتري يف جمال محاية وتنمية‬
‫الطفل‪ .‬أما املجلس القومي للمرأة فهو أول مؤسسة سياسية تركز عىل القضايا املتعلقة باملرأة التي تشمل متكني املرأة‪ ،‬ومتابعة وتنفيذ املعاهدات‬
‫الدولية والقوانني املرصية التي تؤثر عىل حياة املرأة‪ .‬ومنذ إنشاء املجلس‪ ،‬تم افتتاح ‪ 27‬فر ًعا يف املحافظات املرصية‪ ،‬واشرتك بفاعلية يف تنفيذ‬
‫االسرتاتيجيات الرامية إىل حتسني حياة املرأة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫وعىل صعيد الترشيعات‪ ،‬طالب املجلس بتعديل قانون اجلنسية الذي تم تعديله بالفعل من أجل منح األطفال الذين يولدون ألب مرصي أو‬
‫مرصيا‬
‫ً‬ ‫بناء عىل طلبها‪ ،‬إذا كان زوجها‬
‫ألم مرصية اجلنسية املرصية بال قيود‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬جيوز منح الزوجة األجنبية اجلنسية املرصية‪ً ،‬‬
‫أجنبيا ميكنها االحتفاظ باجلنسية املرصية إذا رغبت يف اكتساب جنسية زوجها‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو مكتسبا للجنسية املرصية‪ ،‬كام أن املرأة املرصية التي تتزوج‬
‫ريا‪ ،‬صدر قانون إنشاء حمكمة األرسة لضامن حقوق املرأة ورسعة الفصل يف املنازعات‪.‬‬ ‫وأخ ً‬

‫أيضا ‪ :‬تعديل املادة ‪ 62‬من الدستور لزيادة مشاركة املرأة يف الربملان‪ ،‬وتعديل قانون‬
‫ومن إنجازات املجلس القومي للمرأة عىل صعيد الترشيعات ً‬
‫مقعدا يف الربملان يف انتخابات ‪ ،2010‬وقانون اخللع الذي سهل دعاوى الطالق‪،‬‬ ‫االنتخابات وختصيص حصة للمرأة لضامن حصوهلا عىل ‪ً 64‬‬
‫حاليا ‪ 30‬قاضية)‪.‬‬
‫وتنظيم احلملة التي دعت إىل زيادة عدد القاضيات (عددهم ً‬

‫ال عن إنشاء ‪ :‬املرصد اإلعالمي ‪ ،‬مكتب شكاوى املرأة‪ ،‬وحدات تكافؤ الفرص يف مجيع‬‫وعىل الصعيد املؤسيس كان املجلس القومي للمرأة مسؤو ً‬
‫الوزارات‪ ،‬مركز التأهيل السيايس للمرأة‪ ،‬مركز تنمية مهارات املرأة‪ ،‬وحدة اتفاقية القضاء عىل أشكال التمييز ضد املرأة‪ ،‬منتدى تعزيز دور‬
‫الربملانيات املرصيات وإدماج النوع االجتامعي‪.‬‬

‫وبالنسبة إلنجازات املجلس عىل جبهة العمليات‪ ،‬نجح املجلس القومي للمرأة يف ‪ :‬وضع منهجية للتخطيط القومي يرست إدماج قضايا النوع‬
‫االجتامعي يف اخلطط اخلمسية القومية للتنمية االجتامعية واالقتصادية (‪ ،)2012-2007( ، )2007-2002‬ووضع إطار اسرتاتيجي هيدف إىل‬
‫حتقيق اهلدف الثالث من األهداف اإلمنائية لأللفية بشأن املساواة بني اجلنسني بحلول عام ‪ ،2015‬وإدخال أساليب إعداد املوازنة املستجيبة‬
‫بدءا من التخطيط حتى التنفيذ‪ ،‬ووضع املؤرشات القومية للمساواة بني اجلنسني يف مرص‪.‬‬
‫للنوع ً‬

‫‪67‬‬
‫‪-3-2‬ب‪ :‬الشباب بناة المستقبل‬
‫حاليا عند مفرتق الطرق‪ ،‬حيث‬ ‫ميتلك الشباب القدرة عىل إحداث التغيري‪ ،‬وعىل تنفيذ العقد االجتامعي اجلديد بني املواطنني والدولة‪ .‬وتقف مرص ً‬
‫تضخمت فئة الشباب يف الفئة العمرية من ‪ 29-18‬سنة (‪ 19,8‬مليون شاب وشابة) بدرجة غري مسبوقة‪ ،‬وهي بذلك ميكن أن تتحول إما إىل فرصة‬
‫أو إىل لعنة نتيجة البطالة‪ .‬وهناك حاجة ماسة خللق بيئة وسياسات داعمة حتى ميكن ترمجة تضخم فئة الشباب إىل منو‪ ،‬وتشغيل واندماج اجتامعي‪.‬‬
‫ويؤدي إقصاء الشباب إىل طول فرتة االنتظار حتى يبدأوا حياهتم اخلاصة حيث ينتظرون فرتات طويلة يعانون فيها من البطالة‪ ،‬ويعيشون مع‬
‫آبائهم‪ ،‬ويعجزون عن الزواج أو متلك مسكن‪ .‬ومن الصعب عىل الشبان أن حيصلوا عىل فرص‪ ،‬كام تتقلص الفرص كث ًريا أمام مشاركة الشابات يف‬
‫احلياة العامة‪ .‬وهناك تراجع واضح يف السلوكيات التي تتسم بالتسامح واحرتام اآلخرين سواء كانوا من دين آخر أو من جنس آخر‪ .‬ويسود بني‬
‫حاليا عدد من القيم السلبية‪ ،‬باإلضافة إىل التطرف‪ ،‬وعدم تقبل آراء اآلخرين‪ ،‬وانعدام الشعور باالنتامء والسلبية‪.‬‬
‫الشباب ً‬

‫الشباب والتعليم‪ :‬يعمل التعليم كأداة لالندماج‪ ،‬والتمكني االجتامعي‪ ،‬والنهوض بالقدرة التنافسية‪ .‬ومتكني الشباب من خالل التعليم يعين‬
‫أنه سيغرز فيهم قيم املواطنة التي حتدث التغيري يف املجتمع بأسلوب دميقراطي‪ .‬ومن املهم والرضوري الرتكيز عىل إصالح التدريب املهين وبناء‬
‫املهارات‪ .‬وجيب تشجيع القطاع اخلاص وقطاعات األعامل املحلية‪ ،‬عن طريق نظم للحوافز‪ ،‬عىل امتصاص التضخم يف فئة الشباب‪ .‬كام جيب‬
‫الرتكيز أكرث عىل متطلبات دخول السوق واالستجابة الحتياجاته‪ ،‬خاصة إجادة اللغات‪ .‬وجيب أن تتواءم خمرجات النظام التعليمي مع الطلب‬
‫يف سوق العمل‪ ،‬وأن يتم تطوير التعليم الفين‪ .‬وعند مراجعة مناهج كل موضوع جيب االهتامم بتنمية مهارات حل املشاكل‪ ،‬والقدرة عىل اإلدارة‬
‫وعىل ريادة األعامل‪ ،‬ومهارات الكمبيوتر وإدراك قيمة العمل احلر‪ .‬ومازال سوق العمل املرصي يفتقر إىل العاملة الفنية واملاهرة سواء من حيث‬
‫العدد أو الكفاءة‪ .‬وجيب أن يكون هناك اتساق وتناغم بني كافة األجهزة احلكومية التي يعمل كل منها مبعزل عن اآلخر‪ ،‬وذلك من خالل االتفاق‬
‫عىل أسس مشرتكة ملعايري التدريب ومتطلبات منح الشهادات‪ .‬هذا إىل جانب أمهية التغلب عىل شعور الشباب بالوصمة من التعليم الفين الذي‬
‫يرتبط يف األذهان بالفقر وبأنه اختيار الفرصة الثانية‪ .‬ومن املمكن أن توضح محالت التوعية ما ميكن أن حيققه التعليم الفين والتدريب املهين من‬
‫مزايا مالية ومسار مهين ناجح‪.‬‬

‫الشباب والفقر‪ :‬يأيت احلرمان يف أشكال كثرية‪ ،‬منها احلرمان من الفرص واالختيارات األساسية‪ ،‬مثل خوض حياة طويلة وخالقة وسليمة ً‬
‫صحيا‪،‬‬
‫ويتمتع فيها الفرد بدخل كاف وباحلرية واحرتام الذات واحرتام اآلخرين‪ .‬وهناك فوارق واسعة بني أقاليم مرص‪ ،‬ويعترب ريف الوجه القبيل أكرث‬

‫‪64‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫األقاليم معاناة من احلرمان (‪ %43,7‬من سكانه يعانون من الفقر الناجم عن تدين الدخل)‪ .‬ووف ًقا ملسح النشء والشباب يف مرص‪ ،‬فإنه بينام‬
‫ميثل شباب الريف ‪ %59‬من إمجايل عدد شباب مرص‪ ،‬فإهنم يشكلون ‪ %85‬من الشباب الفقراء يف مرص‪ .‬لذلك من الواضح أن هناك ارتباطًا بني‬
‫الفقر وبني السكىن يف الريف‪ ،‬وبالتايل نقص فرص الوصول للسلع واخلدمات العامة‪ ،‬كام أن هناك تفاعل يف اجتاهني بني الفقر وأسبابه‪ ،‬فنقص‬
‫التعليم واملهارات‪ ،‬وانعدام فرص العمل الالئقة هي عوامل تسبب الفقر‪ .‬لذا يويص بإجراء االستهداف اجلغرايف لألرس الفقرية وإتاحة التدريب‬
‫فقرا‪،‬‬
‫من خالل العمل‪ ،‬والسعي إىل حمو األمية وإجياد فرص عمل لتوليد الدخل‪ ،‬وجيب عىل املبادرات القومية‪ ،‬مثل مبادرة األلف قرية األكرث ً‬
‫خصيصا للتسويق يف كل من املجتمعات املحلية وخارج القرى‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن تدمج برامج لألنشطة املولدة لفرص العمل التي تصمم‬

‫الشباب وخلق فرص العمل‪ :‬تشغل مرص املرتبة ‪ 120‬من بني ‪ 128‬دولة عىل مقياس فجوة النوع وتعترب مشاركة اإلناث يف سوق العمل من‬
‫ال تشكل الشابات يف الفئة العمرية (‪ 29-18‬سنة) ‪ %18,5‬من قوة العمل املرصية مقارنة بأكرث من ‪ %50‬بالنسبة‬ ‫أدىن املستويات يف العامل‪ .‬فمث ً‬
‫أيضا فإن ‪ %1‬فقط من الفتيات يقضني وقتهن يف أعامل تطوعية مقابل ‪ %3‬من الرجال‪ ،‬كام أن ‪ %11‬فقط من الشابات‬ ‫للرجال‪ .‬ووف ًقا للمسح ً‬
‫حاليا هو املصدر األسايس للتشغيل بالنسبة للوافدين‬ ‫اشرتكن يف االنتخابات األخرية‪ ،‬مقابل ‪ %30‬من الرجال‪ .‬ويعترب القطاع غري الرسمي ً‬
‫اجلدد إىل سوق العمل‪ .‬كام يتسم السوق بالتمييز احلاد ضد النوع االجتامعي‪ .‬وهلذا‪ ،‬يتمثل التحدي يف حتسني نوعية الوظائف‪ .‬واألمر يتطلب‬
‫وضع سياسات فعالة لسوق العمل مثل ‪ )1( :‬تطبيق سياسة احلد األدىن لألجور‪ )2( ،‬املسامهة يف اشرتاكات الضامن االجتامعي بالنسبة لوظائف‬
‫الشباب اجلديدة (تقرير التنمية البرشية ملرص‪ )3( ،)2005 ،‬توفري خدمات التوظيف‪ )4( ،‬إصالح نظام التعليم والتعليم الفين والتدريب املهين‬
‫حتى ميكن تلبية احتياجات سوق العمل‪ )5( ،‬صدور ترشيعات تقيض بتقليل فجوة النوع يف األجور وفرص العمل يف القطاع اخلاص‪ .‬وهناك‬
‫فرص عمل لتنفيذ برامج األهداف اإلمنائية يف مرص‪ ،‬كام أن هناك بعض املجاالت التي حتتاج بصورة عاجلة إىل موارد برشية مثل محالت حمو‬
‫فقرا وغريها من املناطق الفقرية‪.‬‬
‫األمية‪ ،‬والتعليم قبل املدريس‪ ،‬واألخصائيني االجتامعيني يف األلف قرية األكرث ً‬

‫الشباب وريادة األعامل‪ :‬تشغل مرص املرتبة احلادية عرش بالنسبة ألنشطة ريادة األعامل املبكرة من بني ‪ 43‬دولة شملها املسح العاملي لريادة‬
‫تقريبا حتت سن الثالثني قاموا بتأسيس مرشوعات وإن كانت متواضعة‪ .‬وحيث أن الشباب يف‬ ‫األعامل (‪ ،2008 ،)GEM‬وهناك ‪ 2‬مليون شاب ً‬
‫الفئتني العمريتني (‪ 24-18‬سنة و ‪ 34-24‬سنة) حققوا أعىل معدالت ألنشطة ريادة األعامل (‪ %15 ،%12‬عىل التوايل)‪ ،‬لذلك حيقق شباب مرص‬
‫هلا ميزة قوية يف هذا املجال تتمثل يف إمكانية خلق غالبية الوظائف وإنشاء معظم املرشوعات خالل األعوام القادمة‪ .‬وهلذا يتعني بذل اجلهود‬
‫للنهوض مبهارات ريادة األعامل والقدرات االبتكارية واإلبداعية‪ ،‬واملبادرات الشخصية‪ ،‬والتفكري املستقل بني الشباب لتحسني مناخ األعامل‬
‫واحلد من البريوقراطية‪ ،‬وتسهيل الوصول إىل التمويل واخلدمات التسويقية‪ ،‬والتدريب عىل املهارات من خالل برامج خمصصة لدعم صغار‬
‫رواد األعامل عند تأسيس املرشوعات ويف خالل املراحل األوىل لنموها‪ ،‬وذلك إىل جانب تنمية املرشوعات الصغرية واملتوسطة ومرشوعات‬
‫الفرانشيز (االمتياز التجاري) كنموذج مرن لألعامل‪ ،‬وكذلك املرشوعات متناهية الصغر للشباب ذوي اخللفية التعليمية البسيطة من خالل‬
‫محالت التوعية حتى ميكن نرش ثقافة ريادة األعامل بني الشباب يف مرص‪ .‬وللتغلب عىل مشكلة نقص األرايض من خالل مرشوع قومي‪ ،‬يقرتح‬
‫تبين مرشوع»أرض املرشوعات» «‪ ،»Project Land‬توزيع قطع أراض عىل الشباب يف املناطق اجلديدة مبرص‪ ،‬مثل أطراف الصحراء (الظهري‬
‫الصحراوي)‪ ،‬وعىل امتداد وادي النيل‪ ،‬والرشيط الساحيل‪ ،‬واملدن اجلديدة‪ ،‬واملناطق العمرانية‪ .‬ويشرتط لذلك أن يستقر الشباب املستفيدون‬
‫يف هذه األرض ويعملوا يف مرشوعات مبتكرة مثل املرشوعات السياحية الصغرية‪ ،‬والزراعة صديقة البيئة‪ ،‬وغريها من األنشطة ذات القيمة‬
‫ال بتملك بعض األصول‬ ‫املضافة العالية مثل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬والنقل‪ ،‬واإلسكان‪ .‬وملامرسة أنشطة ريادة األعامل يتعني البدء أو ً‬
‫باإلضافة إىل رأس املال البرشي ومنح الشباب أصول رأساملية مادية‪ ،‬وبذلك ميكن فتح سبل جديدة أمام التشغيل والرخاء‪ ،‬والغرض هو تقديم‬
‫عنرص أسايس حيقق كل من عدالة التوزيع وأسس االستثامر اجليد‪.‬‬

‫مشاركة الشباب يف احلياة االجتامعية – السياسية واملجال العام‪ :‬ال توجد بيئة سياسية واجتامعية واقتصادية داعمة ملشاركة الشباب‪ .‬وهلذا‬
‫ينبغي القيام باآليت ‪ :‬ترسيخ ثقافة املشاركة بني الشباب من خالل املؤسسات التعليمية‪ ،‬ومنظامت املجتمع املدين‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬والتوسع يف برامج الثقافة‬
‫السياسية‪ ،‬ووضع برامج عن مهارات القيادة التي من شأهنا إثراء معارف الشباب‪ ،‬وزيادة مشاركتهم يف احلياة االجتامعية – السياسية‪ ،‬ومتكينهم‬
‫من ممارسة حقوق وواجبات املواطنة‪ ،‬وتشجيع املشاركة املبكرة للشباب – منذ املدرسة االبتدائية – يف عملية صنع القرار‪ ،‬وتشجيع الشباب عىل‬
‫التعبري عن رأهيم‪ ،‬بد ًال من السيطرة عليهم يف إطار النظام األبوي الذي يقوض قدراهتم‪ ،‬وتفعيل املنتديات واملنابر العلامنية إلدماج الشباب يف احلياة‬
‫االجتامعية – السياسية حتى يقوى شعورهم باالنتامء‪ ،‬والوالء واملواطنة‪ .‬واهلدف من كل هذا هو مواجهة االستقطاب الديين للمجتمع الناتج جز ًئيا‬

‫‪65‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫أيضا التوقف عن ترويع‬‫من ميل الشباب للمشاركة يف املؤسسات الدينية التي تؤدي يف النهاية إىل تدعيم الوالء الديين عىل حساب املواطنة‪ .‬وجيب ً‬
‫الشباب الذين يعربون عن رأهيم‪ ،‬ويشاركون يف األنشطة السياسية‪ ،‬وكذلك التوقف عن فرض رقابة عىل املدونني والقبض عليهم‪ .‬وإصالح األداء‬
‫أيضا‪ ،‬وكذلك التنفيذ الفعال‬
‫هاما ً‬‫أمرا ً‬
‫احلكومي يف إطار نظام رشيد إلدارة املوارد البرشية يقوم عىل الكفاءة‪ ،‬سواء يف التوظيف أو الرتقيات‪ ،‬يعد ً‬
‫لسياسات الالمركزية‪ ،‬خاصة يف بعدها السيايس‪ ،‬التي سوف تفتح آفاقًا جديدة للمشاركة االجتامعية – السياسية عىل املستوى املحيل‪.‬‬

‫الشباب واهلجرة ‪ :‬تؤدي اهلجرة إىل توسيع الفرص أمام الشباب‪ ،‬وتفتح هلم الطريق أمام احلصول عىل دخل أعىل‪ ،‬واكتساب املهارات‪ .‬وهلذا‪،‬‬
‫جيب عىل الدولة أن تشجع اهلجرة يف ظل منهج شامل وإطار مؤسيس يأخذ يف االعتبار اهليكل احلايل للموارد البرشية‪ .‬وينبغي عىل برامج التعليم‬
‫بناء عىل دراسات للتوقعات املستقبلية‪ ،‬خاصة يف‬‫وتكوين املهارات أن تكون قادرة عىل االستجابة ملتطلبات أسواق العمل يف الدول املضيفة ً‬
‫أيضا أن تتفاوض مع الدول املضيفة بشأن حترك العاملة عىل أساس اهلجرة املؤقتة‬ ‫أسواق أوروبا واالقتصادات الصاعدة‪ .‬كام يتعني عىل الدولة ً‬
‫(‪ 5-4‬سنوات)‪ ،‬وبرشوط حتقق مصالح مجيع األطراف املعنية‪ .‬وتتمثل أفضل ممارسة يف وضع برامج خاصة للمتدربني الشباب الكتساب مهارات‬
‫معينة حيتاجها سوق العمل اإليطايل‪.‬‬

‫‪ 4-2‬األسرة ‪ ،‬والطفل ‪ ،‬والسكان‬

‫‪68‬‬
‫‪-4-2‬أ‪ :‬نتائج دراسة فقر األطفال متعدد األبعاد‬
‫ميثل األطفال حتت سن اخلامسة عرش ثلث سكان مرص وأكرث من خس األطفال الذين يرزحون حتت وطأة الفقر‪ .‬وتقدم دراسة حديثة وتفصيلية‬
‫ريا للمشاكل والتحديات التي يتعني التصدي هلا بني القطاعات واألقاليم‪ .‬وهلذا ينبغي‬ ‫تشخيصا خط ً‬
‫ً‬ ‫عن اجلوانب متعددة األبعاد لفقر األطفال‬
‫زيادة االستثامر يف إمكانيات األطفال حتى ميكن احلفاظ عىل وترية التقدم والتنمية يف مرص‪ .‬ويشري حتليل موازنة الدولة أن خمصصات املوازنة‬
‫املوجهة لتنمية األطفال زادت بالقيم املطلقة خالل العقد املايض‪ ،‬ولكنها انخفضت وف ًقا لألمهية النسبية‪ .‬وتتأثر النتائج التي تعود عىل األطفال‬
‫التزاما ببناء القدرة املادية‬
‫ً‬ ‫وحصول األطفال عىل حقوقهم بدرجة كبرية بالسياسة العامة‪ .‬ويتطلب النمو املنارص للفقراء واألطفال ليس فقط‬
‫أيضا تنمية البنية التحتية االجتامعية هلا‪ ،‬ويرتبط هذا بصفة خاصة باالستثامر يف إمكانيات األطفال الذين حتدد نوعية حياهتم‬
‫لألمة ولكن يتطلب ً‬
‫مستقبل البلد‪ .‬فاألطفال هم مستقبل مرص‪.‬‬

‫وفقر األطفال‪ ،‬مثل أي شكل من أشكال الفقر‪ ،‬له أبعاد متعددة‪ ،‬كام أن التخفيف من حدته هو نتيجة لتفاعل معقد بني هياكل األرس‪ ،‬وظروف‬
‫سوق العمل‪ ،‬والدعم احلكومي‪ ،‬باإلضافة إىل عوامل أخرى‪ .‬وهلذا تكون أنجح السياسات هي التي تتصدى لفقر األطفال عىل جبهات متعددة‪.‬‬
‫وهذه السياسات جتمع بني ُهنج شاملة (مثل دعم دخول األطفال) وإجراءات تستهدف الفئات األكرث هشاشة (مثل األطفال يف املناطق‬
‫املحرومة) وتسهيل الوصول إىل سوق العمل وخمتلف اخلدمات (التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬اإلسكان)‪.‬‬
‫ويف نفس الوقت‪ ،‬فإن السياسات الناجحة هي التي تتصدى لفقر األطفال مبارشة دون االعتامد عىل اآلثار غري املبارشة عىل رفاهة الطفل‪ .‬ومن‬
‫أهم التوصيات التي وردت يف التقرير ‪ :‬اعتامد خطة عمل قومية لألطفال‪ ،‬والتنسيق بني القطاعات املتعددة‪ ،‬كام أن السياسات واالسرتاتيجيات‬
‫جزءا ال يتجزأ من إطار متعدد القطاعات للتنمية القومية تتوىل تنسيقه بفاعليه وزارة األرسة‬
‫اخلاصة بتقليص حرمان األطفال جيب أن تكون ً‬
‫والسكان املختصة بذلك‪ .‬وعقب العقد الثاين حلامية ورفاهة الطفل املرصي (‪ )2010-2000‬جيب وضع خطة عمل قومية متكاملة للتصدي‬
‫للتفاوتات بني األقاليم بصفة خاصة‪ .‬كام أن نجاح تصميم وتنفيذ خطة العمل املتكاملة يعتمد عىل إجياد منرب إلدارة حوار بني قطاعات متعددة‬
‫وبني شخصيات من خمتلف التخصصات عىل مستوى السياسة وبني كافة األطراف صاحبة املصلحة عىل أن يكون هلذا املنرب قوة اختاذ القرار‬
‫بشأن ختصيص املوارد‪.‬‬

‫وهناك توصية أخرى رئيسية وهي بناء محاية اجتامعية فعالة وكفء‪ ،‬فالتحويالت النقدية والدعم املقدم ملساعدة األرس ـ الذي تستفيد منه مبارشة‬
‫إسهاما‬
‫ً‬ ‫وحاليا‪،‬ال يساهم الدعم‬
‫ً‬ ‫ال للغاية من إمجايل اإلنفاق االجتامعي‪.‬‬
‫وجزءا ضئي ً‬
‫ال من إمجايل الدعم واملنح‪ً ،‬‬ ‫جزءا ضئي ً‬
‫األرس الفقرية ـ يشكل ً‬
‫كب ًريا يف دخل األرس الفقرية‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه نتيجة عدم كفاءة إدارة هذه الربامج‪ ،‬ال يستفيد الفقراء من إجراءات احلامية االجتامعية‬
‫املوجودة‪ .‬وهلذا يتعني اآليت ‪ :‬زيادة مبلغ التحويالت يف برامج احلامية االجتامعية املوجهة لألرس الفقرية وأطفاهلا وتوسيع نطاق تغطيتها‪ ،‬ومراجعة‬
‫خمصصات املوازنة املوجهة للدعم واملنح واملزايا اخلاصة حتى ميكن زيادة االعتامدات املوجهة لربامج احلامية االجتامعية لألرس الفقرية وأطفاهلا‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جدول ‪ -4-2‬أ‪ :‬نسبة األطفال الذين يعانون من نوع من احلرمان حسب ُخ رَْيسات الرثوة‪2008 ،‬‬

‫املياه‬ ‫الرصف‬ ‫الصحة‬ ‫املعلومات‬ ‫التعليم‬ ‫الغذاء‬ ‫تكسية‬ ‫املأوى‬ ‫مؤرش ُخيسات الرثوة‬
‫الصحي‬ ‫األرضية‬
‫‪2,84‬‬ ‫‪4,15‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪2,41‬‬ ‫‪3,21‬‬ ‫‪17,0‬‬ ‫‪2,20‬‬ ‫‪14,8‬‬ ‫إمجايل‬
‫‪7,21‬‬ ‫‪8,29‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪10,20‬‬ ‫‪9,08‬‬ ‫‪16,3‬‬ ‫‪6,80‬‬ ‫‪50,10‬‬ ‫اخلُميس األول (األفقر)‬
‫‪3,47‬‬ ‫‪4,52‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪0,18‬‬ ‫‪2,95‬‬ ‫‪17,4‬‬ ‫‪2,17‬‬ ‫‪14,29‬‬ ‫اخلُميس الثاين‬
‫‪1,97‬‬ ‫‪4,29‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪0,04‬‬ ‫‪1,13‬‬ ‫‪16,0‬‬ ‫‪0,57‬‬ ‫‪2,54‬‬ ‫اخلُميس الثالث‬
‫‪0,47‬‬ ‫‪2,34‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0,55‬‬ ‫‪17,9‬‬ ‫‪0,40‬‬ ‫‪0,54‬‬ ‫اخلُميس الرابع‬
‫‪0,17‬‬ ‫‪0,32‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0,81‬‬ ‫‪17,6‬‬ ‫‪0,03‬‬ ‫‪0,03‬‬ ‫اخلُميس اخلامس (األغىن)‬

‫ومتابعة القروض امليرسة التي تستهدف زيادة إنتاجية األرسة وإدماجها يف سوق العمل للتأكد من أهنا تستخدم يف األغراض التي متنح من أجلها‪،‬‬
‫كام أن األرس التي تستفيد من مثل هذا الدعم جيب أن تتلقى مساعدة فنية وتسويقية‪ ،‬هذا باإلضافة إىل رضورة وضع برنامج لإلصالح اإلداري‬
‫يشمل وضع معايري واضحة وشفافة لالستحقاق‪ ،‬وتبسيط وتيسري اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬والنهوض بقدرات اإلخصائيني االجتامعيني ومكافآهتم‪.‬‬

‫وعىل الصعيد الثقايف‪ ،‬تتمثل التوصيات العملية يف ‪ :‬رضورة بذل جهود مشرتكة بني الوزارات لوضع برنامج قومي لنرش ثقافة الرياضة‪ ،‬والتدريبات‬
‫البدنية‪ ،‬وأسلوب احلياة الصحي بني كل البنات والبنني من مجيع األعامر‪ ،‬وإنشاء مكتبات املجتمع‪ ،‬واملراكز املجتمعية وغريها من األماكن اآلمنة‬
‫هاما يف السياسات والربامج القومية للشباب‪.‬‬
‫عنرصا ً‬
‫ً‬ ‫لألطفال وتوسيع نطاق تغطيتها‪ ،‬كام أن جيب اعتبار التعبري عن الذات وممارسته‬

‫حتديا خط ًريا‪ .‬وتشري الدالئل إىل أن العامل األطفال يأتون من أرس كبرية ومنخفضة الدخل‪،‬‬
‫وعىل صعيد آخر‪ ،‬مازالت مشكلة عاملة األطفال متثل ً‬
‫تقريبا ربع إمجايل دخل األرسة‪ .‬وتوجد نسبة كبرية من العامل األطفال يف القطاع الزراعي الذين يتم استئجارهم حلصد حمصول‬
‫كام أن أجورهم متثل ً‬
‫أيضا يف عدد من القطاعات التي تعتربها احلكومة قطاعات خطرة مثل دباغة اجللود‪ ،‬وصيد األسامك‪ ،‬وأشغال الزجاج‪،‬‬ ‫القطن‪ .‬ويعمل األطفال ً‬
‫واحلدادة‪ ،‬وتشغيل املعادن والنحاس‪ ،‬والبناء‪ ،‬والنجارة‪ ،‬والتعدين‪ ،‬وإصالح السيارات‪ ،‬وصناعة املنسوجات‪ ،‬وصناعة الطوب‪ .‬ووف ًقا لتقديرات بعض‬
‫الدراسات‪ ،‬فإن ما بني ‪ 2,8 – 2,6‬مليون طفل يعملون يف الشوارع ولكن ال توجد بيانات دقيقة عن األطفال الذين يعملون كخدم يف املنازل‪.69‬‬

‫عرف بأنه العمل الذي يقوم به طفل (طفلة) أو فتى(فتاه) يف منزل شخص‬ ‫وي َ‬
‫ومازال عمل األطفال كخدم يف املنازل ظاهرة موجودة يف مرص‪ُ ،‬‬
‫آخر نظري بعض األتعاب أو نظري تقديم الطعام أو مكان للنوم‪ .‬وتشري التقديرات إىل أن ‪ %99‬من خدم املنازل األطفال من البنات الاليت يعملن‬
‫يف هذه املنازل بدافع احلاجة االقتصادية‪ .‬والفكرة الشائعة بني الفقراء أن الفتاة الصغرية أكرث قدرة واستعدا ًدا للقيام باألعامل املنزلية بدون أي‬
‫أيضا‪ .‬ويبدو أن عمل األطفال كخدم مستبعد من القوانني والسياسات التي تتصدى لألشكال‬ ‫ال يف منزهلا ً‬
‫تدريب ألهنا تقوم هبذه األعامل فع ً‬
‫األخرى من عاملة األطفال‪ ،‬كام يبدو أن عاملة األطفال كخدم غري معرتف هبا وغري منظمة وال يتم التصدي هلا‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬ال يعد عمل األطفال‬
‫كخدم من الناحية القانونية مبثابة عمل‪ ،‬وهلذا فهو مستبعد من ترتيبات محاية األطفال يف قانون الطفل‪ .‬وهلذا ينبغي اختاذ إجراءات لتوسيع نطاق‬
‫الربامج واملرشوعات لتدعيم جهود مرص يف التصدي لقضية عاملة األطفال واملساعدة يف إعادة دمج العامل األطفال يف نظام التعليم‪ ،‬ووضع‬
‫تدابري ملنع ترسب األطفال من املدارس‪.70‬‬

‫‪ -4-2‬ب‪ :‬قضية الخصوبة والسكان‬


‫مازالت قضايا السكان وديناميكياهتا وأبعادها الرئيسية الثالثة – الزيادة السكانية‪ ،‬وتوزيع السكان‪ ،‬وخصائص السكان – متثل حتد رئييس جلهود‬
‫تقريبا‪ ،‬وأن أكرث من ‪ %90‬من السكان يعيشون عىل أقل من ‪ %10‬من مساحة األرض‪،‬‬ ‫التنمية يف مرص‪ .‬وأخذً ا يف االعتبار منو السكان مبعدل يبلغ ‪ً %2‬‬
‫فإن هذا يضع ضغوطًا قوية عىل البيئة‪ ،‬واملوارد املائية‪ ،‬واألرايض الزراعية‪ ،‬والبنية التحتية‪ ،‬باإلضافة إىل نوعية اخلدمات التعليمية والصحية‪ .‬ويعترب‬
‫حتديا‪.‬‬
‫التحصيل التعليمي‪ ،‬والصحة‪ ،‬وفرص العمل‪ ،‬واملهارات التي ميكن تسويقها واملستوى االقتصادي ككل أكرث خصائص السكان ً‬

‫نسبيا‪،‬‬
‫وعىل الرغم من التأخر امللحوظ يف سن الزواج بني الشباب خالل السنوات املاضية‪ ،‬كان االنخفاض يف معدل اإلنجاب الكيل بطي ًئا ً‬
‫عاما املاضية‪ ،‬مما يثري القلق عىل أعىل املستويات السياسية‪.‬‬
‫تقريبا خالل اخلمسة عرش ً‬
‫خاصة يف املناطق احلرضية‪ ،‬حيث ظل هذا املعدل ثاب ًتا ً‬
‫نسبيا يشري إىل أن «نافذة الفرصة الدميوجرافية» يف مرص ستكون مسطحة‬
‫كام أن اهليكل العمري للسكان مقرت ًنا بارتفاع معدل النمو السكاين ً‬
‫‪67‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫أساسا عىل ثالثة عوامل ‪ :‬مستويات اإلنجاب يف املستقبل‪ ،‬مشاركة املرأة يف قوة العمل‪ ،‬والتحصيل‬
‫وممتدة‪ .‬ويعتمد االستفادة من هذه «الفرصة» ً‬
‫العلمي ومهارات السكان يف سن العمل املطلوبة للقطاعات املختلفة يف االقتصاد‪.‬‬

‫ويعكس صدور قرار الرئيس مبارك بإنشاء وزارة الدولة لألرسة والسكان يف مارس ‪ 2009‬رؤية القيادة السياسية التي تعترب متكني األرسة هو‬
‫األساس يف التعامل مع قضايا املجتمع والسكان‪ .‬والوزارة هي املؤسسة القومية املسؤولة عن ختطيط وصنع السياسات والتنسيق بني جهود‬
‫الدولة للنهوض بوضع األرسة والسكان والتعامل مع القضايا ذات الصلة‪ .‬وتعمل الوزارة عىل تفعيل دور الكيانات اآلتية ‪ :‬املجلس القومي‬
‫للطفولة واألمومة‪ ،‬املجلس القومي للسكان‪ ،‬املجلس القومي ملكافحة املخدرات وعالج اإلدمان‪ ،‬وصندوق مكافحة املخدرات وعالج اإلدمان‪.‬‬

‫وقد بدأت الوزارة اجلديدة مهامها بتقييم الوضع احلايل من خالل عقد اجتامعات تشاورية مع املحافظني‪ ،‬واألكادمييني‪ ،‬واالقتصاديني‪ ،‬ورجال‬
‫األعامل‪ ،‬والبنوك‪ ،‬والسكان‪ ،‬واألرس‪ ،‬وخرباء اجلمعيات األهلية الذين يعملون يف جماالت السكان واألرسة وكذلك املؤسسات الدينية‪ .71‬وكان‬
‫الغرض من ذلك هو استقراء جوانب القوة والضعف والبناء عىل التجارب املاضية حتى ميكن صياغة رؤية للمستقبل‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإنه‬
‫نظرا ألمهية الالمركزية والدور بالغ األمهية للمحافظني‪ ،‬عقدت الوزارة أربعة منتديات ضمت مجيع املحافظات خالل صيف ‪ 2009‬ملتابعة قضايا‬
‫ً‬
‫األرسة والسكان‪.‬‬

‫املجلس القومي للسكان‬


‫خالل الفرتة من ‪ ،2010-2008‬كان أهم إنجاز للمجلس القومي للسكان هو تفعيل اخلطة القومية اإلسرتاتيجية للسكان حتى عام ‪.2012‬‬
‫بناء عىل اخلطط املحلية للمحافظات ذات األهداف الواقعية التي ميكن‬‫وبدأت وزارة األرسة والسكان مراجعة اخلطة وتعديل االسرتاتيجية ً‬
‫تنفيذها وقياسها يف خالل إطار زمين متفق عليه‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬عقدت الوزارة أول مؤمتر إقليمي عن قضية ضبط النمو السكاين يف شامل‬
‫ووسط الوجه القبيل‪ .‬وقد سبق عقد هذا املؤمتر تنظيم ورش عمل إلعداد خطط تنفيذية لضبط النمو السكاين يف حمافظات الفيوم‪ ،‬واملنيا‪ ،‬وبين‬
‫سويف‪ ،‬وأسيوط‪ .‬وجاري القيام بعمل مماثل يف املحافظات األخرى‪.‬‬

‫املجلس القومي للطفولة واألمومة‬


‫عىل مدى عدة سنوات‪ ،‬استطاع املجلس القومي للطفولة واألمومة خلق مناخ ثقايف ورأي عام داعم لألطفال‪ ،‬خاصة األطفال األكرث هشاشة‪.‬‬
‫وقد حقق املجلس إنجازات ملموسة عىل مستوى السياسة‪ ،‬وعمل عىل حتفيز وتفعيل املناخ الترشيعي وتطوير اإلطار القانوين الذي يضمن‬
‫حقوق الطفل واألم‪.‬‬

‫ويعمل املجلس ـ من خالل شبكة من الرشكاء املرصيني والدوليني ـ عىل تنفيذ كافة براجمه‪ .‬وكان من أحد أهم إنجازاته الدفاع عن أمهية تبين‬
‫هنج حقوق األطفال‪ ،‬وزيادة الوعي بخطورة بعض الظواهر االجتامعية‪ ،‬مثل األطفال الذين يعيشون يف الشوارع‪ ،‬وعاملة األطفال‪ ،‬والعنف ضد‬
‫األطفال‪ ،‬وتشجيع إصدار ترشيع حلامية األطفال املهمشني‪ .‬وحتقي ًقا هلذه الغايات تقدم املجلس بعدد من الترشيعات واإلصدارات من بينها ‪:‬‬

‫قانون الطفل رقم ‪ 2008/126‬بتعديل القانون رقم ‪ .1996/12‬وقد نجح املجلس القومي للطفولة واألمومة يف إجراء تغيري كيفي يف ضامن‬
‫حقوق األطفال‪ ،‬خاصة الفئات املهمشة‪ .‬وقد وسعت التعديالت من مفهوم محاية األطفال مؤكدة أن الدولة تضمن – كحد أدىن – احلقوق‬
‫املنصوص عليها يف اتفاقية حقوق الطفل وغريها من االتفاقيات الدولية السارية يف مرص‪ .‬وقد استندت التعديالت التي أجريت عىل‬
‫مبادئ الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وتتفق مع الثقافة االجتامعية‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك اعتمد املجلس يف إعداد هذه التعديالت عىل النهج التشاريك‬
‫املجتمعي‪ ،‬كام اتبع مرشوع الالئحة التنفيذية هلذا القانون نفس النهج التشاريك‪.‬‬
‫إعداد التقريرين الدوريني الثالث والرابع وتقدميهام إىل جلنة األمم املتحدة املعنية بحقوق الطفل بشأن تنفيذ اتفاقية حقوق األطفال‪.‬‬
‫إعداد أول تقريرين ملرص وتم تقدميهام إىل جلنة حقوق الطفل يف جنيف‪ ،‬ويغطي هذان التقريران اإلجراءات التي اختذهتا مرص لتنفيذ مواد‬
‫الربوتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال‪ ،‬ودعارة األطفال‪ ،‬والصور اإلباحية لألطفال‪ ،‬وكذلك الربوتوكول اخلاص‬
‫بانخراط األطفال يف الرصاعات املسلحة‪ ،‬وهو ما يعكس التزام مرص هبذين الربوتوكولني‪.‬‬
‫تعديل القانون املدين ورفع سن الزواج إىل ‪ 18‬سنة للفتيات مع االلتزام بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جتريم االستغالل اجلنيس لألطفال من خالل اإلنرتنت حلامية األطفال من كل أشكال االستغالل اجلنيس واالنحراف اجلنيس‪.‬‬
‫إنشاء صندوق رعاية األطفال واألمومة‪.‬‬
‫توقيع بروتوكول مع وزارة التعليم يف عام ‪ 2008‬لنرش مناهج التعليم النشط يف املدارس العامة‪.‬‬
‫االنتهاء من إعداد اخلطة القومية ملكافحة االجتار يف األطفال‪ .‬وتعمل وزارة األرسة والسكان عىل منع اهلجرة غري املنظمة للقرص بدون‬
‫صحبة ذوهيم‪ .‬وهي ظاهرة مازالت جتعل عد ًدا خمي ًفا من الشباب معرضني لالستغالل وإساءة املعاملة ‪ -‬يف دول العبور ودول املقصد – وذلك‬
‫بتنمية الوعي باملخاطر املرتبطة هبذه اهلجرة والدعوة إىل إجياد بدائل آمنة وحملية‪.‬‬
‫التعاون مع مجيع حمافظي األقاليم إلصدار قرارات تنفيذية إلنشاء جلان عامة وجلان فرعية حلامية الطفل مبوجب قانون الطفل رقم‬
‫‪.2008/126‬‬
‫التعاون مع وزارات الداخلية‪ ،‬والعدل‪ ،‬والتضامن االجتامعي لتدريب القضاة‪ ،‬ووكالء النيابة‪ ،‬وضباط الرشطة‪ ،‬واألخصائيني االجتامعيني‬
‫لضامن تنفيذ قانون الطفل‪.‬‬

‫آليات االتصال‬
‫يوميا‪،‬‬
‫خط مساعدة الطفل ‪ ،16000‬هو خط جماين أطلقته سيدة مرص األوىل يف يونيو ‪ .2005‬ويعمل اخلط طوال األسبوع ملدة ‪ 24‬ساعة ً‬
‫هاما يف متابعة العنف ضد األطفال‪.‬‬
‫دورا ً‬
‫ويغطي كافة املحافظات ويقدم خدمات حلامية الطفل‪ .‬وتلعب هذه اخلدمة ً‬

‫خط األطفال ذوي االحتياجات اخلاصة (‪ )080088/86666‬أطلقته سيدة مرص األوىل يف سبتمرب ‪ .2003‬ويقدم اخلط استشارات طبية‬
‫وقانونية وتعليمية جمانًا إىل جانب معلومات أخرى عن اخلدمات التي تقدمها الدولة أو اجلمعيات األهلية‪.‬‬

‫خط االستشارات األرسية املجانية (‪ ،)16021‬ويعمل عىل املستوى القومي‪ .‬وهو وسيلة لتقديم املشورة وتسهيل الوصول إىل اخلدمات التي‬
‫حتتاجها األرسة‪ .‬ويقدم اخلط االستشارات األرسية وحيذر من زواج األطفال ولديه خدمة اإلبالغ عن زواج األطفال‪.‬‬

‫مكافحة املخدرات وعالج اإلدمان‬


‫أعد املجلس القومي ملكافحة املخدرات وعالج اإلدمان‪ ،‬بالتعاون مع صندوق مكافحة املخدرات وعالج اإلدمان‪ ،‬اسرتاتيجية قومية شاملة‬
‫ملكافحة املخدرات‪ .‬وقد أطلق رئيس الوزراء هذه االسرتاتيجية يف عام ‪ .2008‬وأصدر املجلس باملشاركة مع الصندوق عد ًدا من األبحاث‬
‫العلمية واإلرشادات العملية‪ ،‬منها الدليل الطبي ملعاجلة اإلدمان‪ ،‬ودليل للقيادات الدينية لتنمية الوعي بأخطار اإلدمان وتعاطي املخدرات‪،‬‬
‫وكذلك دليل للجمعيات األهلية بشأن قضية تعاطي املخدرات واإلدمان‪.‬‬

‫ونظم الصندوق عد ًدا من ورش العمل التدريبية لبناء قدرات ‪ 40‬ألف شخص يشملون‪ :‬أخصائيني اجتامعيني‪ ،‬وأخصائيني نفسيني يف املدارس‬
‫ونوادي الدفاع االجتامعي‪ ،‬وقيادات املجتمع املحيل‪ ،‬ومؤسسات املجتمع املدين‪ ،‬وإعالميني متخصصني‪ ،‬ووكالء نيابة‪ ،‬وطالب كليات التمريض‪،‬‬
‫أيضا وبالتعاون مع وزارة الصحة قوافل طبية يف ‪ 26‬حمافظة لنرش رسائل وعي وللمساعدة عىل التعرف‬ ‫والقيادات الدينية‪ .‬كام نظم الصندوق ً‬
‫عىل االكتشاف املبكر لإلدمان واخلدمات العالجية‪ ،‬خاصة يف املناطق البعيدة وبني الفئات املهمشة‪.‬‬

‫وباملشاركة مع صندوق التمويل القومي لألطفال‪ ،‬وجهاز الشباب والرياضة‪ ،‬أعد الصندوق محلة إعالمية ضد املخدرات تتضمن إعالنات يف‬
‫التلفزيون والراديو واإلنرتنت ويف الشوارع وكان مقرر هلا أن تبدأ يف مايو ‪ 2010‬ولفرتة خس سنوات‪ .‬وهناك خط ساخن يقدم خدمات إرشادية‬
‫بدءا من عام ‪.2010‬‬
‫أيضا يف توفري خط لكل املحافظات ً‬
‫وخدمات استقبال وخدمات عالجية من خالل مستشفيات كثرية‪ .‬وبدأت الوزارة ً‬

‫وقد توجت هذه اإلنجازات بقيام املجلس القومي للطفولة واألمومة بإنشاء املرصد القومي حلقوق الطفل (‪ ،)ENCRO‬وهو مبادرة ثالثية بني‬
‫مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار‪ ،‬واملجلس القومي للطفولة واألمومة‪ ،‬واليونيسيف‪ .‬وهيدف املرصد إىل وضع أسس آلية األبحاث العلمية التي‬
‫بناء عليها يقوم املجلس القومي للطفولة واألمومة مبتابعة وتقييم التقدم الذي يتم إحرازه يف جمال تنمية الطفولة واألمومة‪ .‬وهتدف املبادرة إىل‬
‫ً‬
‫املسامهة يف حتسني وضع األطفال حتى ميكن محاية واحرتام وتعزيز حقوقهم‪ .‬ويصدر املرصد معلومات اسرتاتيجية دقيقة ومنتظمة عن رفاهة‬

‫‪69‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫أيضا إىل وضع نظام ملتابعة وتقييم خطة العمل القومية لألطفال‬
‫األطفال املرصيني من أجل وضع سياسات قامئة عىل القرائن‪ ،‬كام هيدف املرصد ً‬
‫ولتدخالت املجلس القومي لألمومة والطفولة‪ .‬ومن املأمول أن يعمل مرشوع املرصد عىل تقوية املجلس وقدرته عىل التنسيق واملتابعة والدعوة‬
‫إىل وضع سياسات عامة تشاركية وأكرث شفافية لألطفال‪.‬‬

‫‪ 5-2‬التعليم‬
‫ترى القيادة السياسية أن التعليم هو أساس األمن القومي‪ .‬ويعترب نظام التعليم يف مرص من أكرب النظم يف العامل حيث يشمل ‪ 43‬ألف مدرسة‪،‬‬
‫حاليا بذل‬
‫و يعمل به ‪ 1,6‬مليون موظف (مدرسني وإداريني وغريهم)‪ ،‬ويلتحق به أكرث من ‪ 16‬مليون طالب يف خمتلف مراحل التعليم‪ .‬وجيري ً‬
‫جهود لإلصالح من جانب احلكومة – خاصة وزاريت التعليم والتعليم العايل – لتحسني األوضاع التعليمية وجودهتا حتى ميكن حتقيق أهداف‬
‫«التعليم للجميع» واألهداف اإلمنائية لأللفية بحلول عام ‪.2015‬‬

‫وعىل الرغم من هذا التقدم امللحوظ‪ ،‬مازالت هناك الكثري من التحديات التي تواجه التعليم‪ .‬وتشمل هذه التحديات‪ :‬األمية التي مازالت‬
‫منترشة‪ ،‬خاصة بني النساء‪ ،‬وزيادة عدد املترسبني من التعليم‪ ،‬وانخفاض معدل االلتحاق بالتعليم قبل املدريس‪ ،‬وارتفاع عدد اخلرجيني املتعطلني‬
‫نتيجة انعدام التوافق بني التعليم ومتطلبات سوق العمل‪ .‬وسوف يعرض هذا القسم بعض هذه التحديات‪ ،‬ويناقش مبادرات اإلصالح التي تم‬
‫تنفيذها‪ ،‬باإلضافة إىل االسرتاتيجيات وبعض املجاالت ذات األولوية التي يتعني أن تبحثها احلكومة يف املستقبل‪.‬‬

‫والتعليم حق تكفله الدولة مبوجب دستور عام ‪ ،1971‬وهو إجباري يف مرحلة التعليم األسايس (االبتدايئ واإلعدادي) ويقدم جما ًنا يف مجيع‬
‫ريا عندما يتعلق األمر بتحقيق الرخاء عىل املستوى القومي ألنه خيلق قوة عمل‬
‫دورا كب ً‬
‫مراحل التعليم‪ .‬وبينام يلعب التعليم العايل بصفة خاصة ً‬
‫ماهرة‪ ،‬فإنه عىل اجلانب اآلخر تؤدي األمية إىل تواصل الفقر بني األجيال وتوقف النمو‪ .‬وقد كشف التعداد الذي أجراه اجلهاز املركزي للتعبئة‬
‫‪72‬‬

‫العامة واإلحصاء يف عام ‪ 2006‬أن عدد األميني بلغ ‪ 16,8‬مليون شخص‪ ،‬أو ما يقرب من ثلث السكان البالغني‪ .‬وهناك قلق حول استمرار هذه‬
‫املعدالت العالية منذ ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪-5-2‬أ‪ :‬محو األمية وتعليم الكبار‬


‫فقرا‪ .‬ووف ًقا ملسح‬
‫هناك ارتباط قوي بني الفقراء واألمية (‪ )UNDP,2008‬واملناطق الريفية‪ ،‬خاصة يف الوجه القبيل‪ ،‬الذي يعترب أكرث املناطق ً‬
‫أبدا باملدرسة‪ ،‬كام أن ‪ %24‬منهم ترسبوا من‬
‫النشء والشباب يف مرص عام ‪ ،2010‬كان ‪ %29‬من األفراد الذين يأتون من أفقر األرس مل يلتحقوا ً‬
‫املدرسة قبل استكامل التعليم األسايس‪.‬‬

‫وتعترب نسبة األمية يف الفئة العمرية ‪ 65 - 25‬سنة مرتفعة حيث تصل إىل ‪ .%40‬وقد بلغت نسبة األمية يف املناطق الريفية ‪ %62‬مقابل ‪ %27‬يف‬
‫املناطق احلرضية‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬تكون أمية اإلناث أعىل بكثري من أمية الذكور حيث بلغت ‪ %69‬مقابل ‪ %31‬عىل التوايل‪ ،‬وف ًقا للتقرير‬
‫القومي عن حمو األمية وتعليم الكبار الصادر باالشرتاك مع اليونسكو‪ .‬وبوجه عام يعترب عدد ونسبة األمية بني اإلناث أعىل منها يف املناطق‬
‫الريفية عنها يف املناطق احلرضية‪.‬‬

‫اإلطار الترشيعي‬
‫التعليم حق تكفله الدولة‪ ،‬وهو إجباري يف املرحلة االبتدائية واإلعدادية‪ .‬ويؤكد دستور عام ‪ 1971‬التزام احلكومة بتوفري التعليم جمانًا يف كل‬
‫املراحل التعليمية‪ .‬ولتحقيق ذلك صدر القانون رقم ‪ 1991/8‬لتوضيح مسؤولية احلكومة‪ ،‬والقطاع اخلاص ومنظامت املجتمع املدين عن وضع‬
‫متشيا مع اخلطط القومية‪ .‬وقد صدر القرار اجلمهوري رقم ‪ 1991/422‬بتنظيم اهليئة العامة ملحو األمية وتعليم‬ ‫برامج ملحو األمية وتعليم الكبار ً‬
‫الكبار (أصبحت اآلن اهليئة العامة لتعليم الكبار)‪ .‬وهتتم اهليئة بتعلم القراءة والكتابة ومبادئ احلساب ومهارات احلياة‪ ،‬وتشجع مشاركة املجتمع‬
‫املحيل ومنظامت املجتمع املدين‪ ،‬والالمركزية ومسؤولية اإلدارة املحلية عن تنفيذ برامج حمو األمية‪ ،‬ورقابة اجلودة عىل العملية التعليمية‪ ،‬وإجياد‬
‫اختيارات جديدة للتعلم وحتقيق التكامل بني خطط حمو األمية وتعليم الكبار‪ ،‬ومنع الترسب من التعليم األسايس‪ ،‬واملساءلة املجتمعية من خالل‬
‫التقرير القومي ملحو األمية الذي يقدم إىل املجالس الترشيعية املختلفة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جدول ‪ -5-2‬أ ‪ :‬توزيع السكان حسب الوضع التعليمي (‪ 10‬سنوات فأكرث) باملليون‬

‫درجة جامعية‬ ‫أعىل من شهادة‬ ‫شهادة‬ ‫أقل من شهادة‬ ‫جييد‬ ‫أمي‬ ‫إمجايل السكان ‪10‬‬ ‫اإلقليم‬
‫فأعىل‬ ‫متوسطة‬ ‫متوسطة‬ ‫متوسطة‬ ‫القراءة والكتابة‬ ‫سنوات فأكرث‬
‫نسبة‬ ‫مليون‬ ‫نسبة‬ ‫مليون‬ ‫نسبة‬ ‫مليون‬ ‫نسبة‬ ‫مليون‬ ‫نسبة‬ ‫مليون‬ ‫نسبة‬ ‫مليون‬ ‫مليون‬
‫‪15,8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪28,0‬‬ ‫‪7,0‬‬ ‫‪20,6‬‬ ‫‪5,2‬‬ ‫‪10,9‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪20,0‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪25,1‬‬ ‫األقاليم احلرضية‬
‫‪4,7‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫‪0,7‬‬ ‫‪22,5‬‬ ‫‪7,2‬‬ ‫‪20,5‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪4,4‬‬ ‫‪36,6‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪32,2‬‬ ‫األقاليم الريفية‬
‫‪9,6‬‬ ‫‪5,5‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪24,9‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪20,6‬‬ ‫‪11,8‬‬ ‫‪12,4‬‬ ‫‪7,1‬‬ ‫‪29,3‬‬ ‫‪16,8‬‬ ‫‪57,3‬‬ ‫إمجايل‬

‫املصدر ‪ :‬رأفت رضوان (اهليئة العامة ملحو األمية وتعليم الكبار)‪.‬‬

‫متويل مرشوعات وبرامج تعليم الكبار‬


‫ال من توجيهها إىل برامج تعليم الكبار‪،‬‬
‫كان هناك جدال حول ما إذا كان يتم دعم تعليم الكبار أو توجه املوازنات للمسار األسايس للتعليم بد ً‬
‫وقد حتققت زيادة كبرية يف موازنة تعليم الكبار وحمو األمية خالل السنوات العرش املاضية‪ ،‬من ‪ 109‬مليون جنيه عام ‪ 1997‬إىل ‪ 192‬مليون‬
‫جنيه عام ‪ .2006‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تقوم األجهزة املشاركة يف تنفيذ املرشوعات بتمويل أنشطتها بنفسها‪ .‬ومع هذا مازالت برامج حمو أمية‬
‫الكبار ضعيفة وحتتاج إىل توسيع نطاقها بدرجة كبرية حتى يكون هلا أثر ملموس‪.‬‬

‫استهداف الربامج لزيادة معدالت املشاركة‬


‫شهدت السنوات العرش األخرية زيادة ملموسة يف أعداد املقبولني يف فصول حمو األمية وتعليم الكبار نتيجة استخدام أساليب جديدة والرتكيز‬
‫سنويا هبذه الفصول من ‪ 486‬ألف يف عام ‪ 1997‬إىل أكرث من مليون شخص يف عام ‪ ،2006‬بنسبة‬ ‫عىل فئات معينة‪ .‬فقد زاد عدد امللتحقني ً‬
‫زيادة جتاوزت ‪ .%130‬وتقوم عدة برامج ملحو األمية باستهداف رشائح معينة من السكان‪ ،‬يتم حتديدها بإجراء دراسات أولية لتحديد متطلباهتا‪.‬‬
‫وهذه الربامج تستهدف النساء األميات من خالل إنشاء احتادات نسائية إىل جانب برامج ملحو األمية عن طريق نوادي التكنولوجيا املتاحة يف‬
‫أيضا نزالء السجون‪ ،‬وذوي االحتياجات اخلاصة مثل الصم والعميان‪ ،‬وعامل القطاع الصناعي واملشاركني يف مراكز‬ ‫املحافظات‪ ،‬كام تستهدف ً‬
‫التدريب املهين‪ ،‬والشباب يف القوات املسلحة والرشطة‪ ،‬والشباب يف مراكز الشباب‪ ،‬كام تقدم برامج للتعلم الذايت من خالل الرشائط والكتب‬
‫الدراسية للمترسبني من فصول حمو األمية‪ .‬ومن األمثلة األخرى التي جيدر اإلشارة إليها مرشوع بعنوان ‪":‬قرية خالية من األمية"‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل ذلك أجريت عدة جتارب و ُنظرْمت الكثري من الربامج ملحو األمية وتعليم الكبار بالتعاون مع كافة األطراف صاحبة املصلحة عىل‬
‫املستوى املحيل‪ .‬والكثري من هذه الربامج يتم تنظيمها مع الرشكاء الدوليني‪ .‬وفيام ييل نشري إىل ثالثة من هذه التجارب وما حققته من إنجازات‪.‬‬
‫ومن الواضح أن هذه التجارب تعد مبثابة مناذج ميكن أن حيتذي هبا عند توسيع نطاق الربامج الناجحة ‪:‬‬
‫كزيا حيث تتوىل املحافظة اختاذ‬
‫‪ .1‬قامت إحدى املنظامت الدولية‪ ،‬بالتعاون مع حمافظة دمياط‪ ،‬بتنفيذ مرشوع متكامل ملحو األمية ال مر ً‬
‫القرارات املتعلقة بإدارة املرشوع‪ .‬وقد كشفت النتائج عن فاعلية هذا النهج‪ ،‬وتم توقيع بروتوكوالت تعاون مع حمافظتني أخريني لتنفيذ‬
‫برامج حمو األمية‪ ،‬وتقوم الوحدات املحلية بتنفيذها بالكامل باستخدام خطط املنظمة الدولية وبتمويل منها‪ .‬وقد شمل ذلك إجراء مسوح‬
‫ميدانية‪ ،‬وحتديد أماكن الدراسة‪ ،‬وإنشاء بنوك البيانات وتعيني املدرسني‪ ،‬وفتح الفصول واإلرشاف عليها‪ ،‬وحتديد النظام املايل‪ ،‬وإعداد‬
‫اللوائح املالية اخلاصة بحوافز العاملني يف اإلدارة املحلية‪ ،‬واملالحظة امليدانية للفصول وتنسيق االمتحانات‪ .‬وقامت املنظمة بتدريب‬
‫املدرسني‪ ،‬وتقديم الكتب وأدوات التعلم‪ ،‬وتقوم باملتابعة‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬والتقييم‪ ،‬ووضع االمتحانات وإصدار الشهادات للدارسني الناجحني‪.‬‬
‫‪ .2‬هناك مبادرة أخرى عىل املستوى القومي تم فيها بنجاح االستعانة بطلبة اجلامعة يف برامج حمو األمية‪ ،‬استنا ًدا إىل النجاح الذي حققه‬
‫مرشوع ‪ .UNESCO's UNLED‬يف هذا السياق تم تنفيذ مرشوع جتريبي رائد بالتعاون مع جامعة الزقازيق واليونسكو حيث يتم‬
‫جنيها عن كل أمي تم حمو أميته‪.‬‬
‫االستعانة بطالب ملحو أمية خسة يف القرى أو املركز الذي يعيش فيه‪ .‬ومينح الطالب ‪ 5‬درجات و‪ً 50‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تم إنشاء مركز «حمو األمية وتعليم الكبار» يف كلية الرتبية باجلامعة‪ ،‬حيث جيري تقديم دورات تدريبية للطالب حتى‬
‫حاليا اختاذ إجراءات لتكرار هذه املبادرة الناجحة يف جامعات أخرى‪.‬‬‫يصبحوا معلمني يف فصول حمو األمية‪ .‬وجيري ً‬
‫أيضا‪ ،‬حيث استغلت مكانتهم االجتامعية‬ ‫نجاحا ً‬
‫ً‬ ‫‪ .3‬حققت املبادرة الثالثة – التي استعانت مبدريس وزارة التعليم أثناء أجازاهتم الصيفية –‬
‫ال لكل مدرس (أو تعاقد‬ ‫العالية يف املناطق الريفية للوصول للطلبة‪ .‬وقد تم تطبيق منوذج يف حمافظة الغربية‪ ،‬حيث أسند وزير التعليم فص ً‬
‫معه عىل تعليم خسة أميني)‪ ،‬كرشط لتجديد عقده يف العام التايل‪ .‬وقد أسفر هذا املرشوع عن زيادة هائلة يف عدد من جييدون القراءة‬
‫جنيها‪.‬‬
‫والكتابة يف املحافظة‪ ،‬بلغ ‪ %34‬من املستهدف يف السنة‪ .‬وانخفضت التكلفة املبارشة لكل طالب إىل أقل من ‪ً 80‬‬
‫‪71‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫نظرة إىل املستقبل‬


‫أيضا أن ينمي التفكري العرصي والنقدي‪ ،‬والقدرة عىل التكيف مع‬ ‫جيب أال يقترص هدف برامج تعليم الكبار عىل جمرد حمو األمية‪ ،‬ولكن جيب ً‬
‫ظروف السوق املتغرية‪ ،‬والتسامح‪ ،‬وقبول اآلخر‪ ،‬والتعامل مع تكنولوجيا هذا العرص‪ .‬وهذه األهداف من املرجح أهنا تؤثر مبارشة عىل حمتوى‬
‫وطرق التدريب‪ .‬وينبغي عىل املؤسسات التي تعمل يف جمال تعليم الكبار أن تضع معايري ومستويات للنهوض باجلودة‪ ،‬وأن توجه اهتامما أكرث‬
‫لفئات معينة وللمناطق املحرومة‪ ،‬كام جيب عىل كليات الرتبية وكليات تدريب املدرسني أن تركز أكرث عىل تعليم الكبار‪.‬‬

‫وبوجه عام‪ ،‬هناك حاجة لتعميق مبادئ املساواة وعدم التمييز‪ ،‬وتطوير طرق التدريس‪ ،‬وتنفيذ أطر تعكس أكرث اهتاممات الرشائح االجتامعية‬
‫املختلفة‪ .‬وعىل وجه التحديد جيب الرتكيز عىل تنظيم وتوجيه عمل املؤسسات املحلية يف جمال تعليم الكبار‪ ،‬وتوفري التمويل للفئات املهملة‪،‬‬
‫ووضع آليات التعاون مع الرشكاء املناسبني‪ ،‬خاصة يف حمافظات اجلنوب‪ ،‬لالستفادة من التجارب الناجحة‪ ،‬ووضع آليات جديدة للتمويل من‬
‫أيضا إجراء دراسات وبحوث لتقييم نتائج محالت تعليم الكبار وحمو األمية من أجل‬
‫القطاع اخلاص والرشكات متعددة اجلنسيات‪ .‬وحيتاج األمر ً‬
‫التوسع يف الربامج الناجحة‪.‬‬

‫‪-5-2‬ب‪ :‬إصالح التعليم قبل الجامعي‬


‫تبلغ نسبة السكان يف سن االلتحاق باملدرسة – أي يف السن من ‪ 17-6‬سنة – ‪ ،%22‬منهم ‪ 9‬مليون ملتحقون بالتعليم االبتدايئ (‪ 12-6‬سنة)‪،‬‬
‫و‪ 4‬مليون بالتعليم اإلعدادي (‪ 15-13‬سنة) و ‪ 2,2‬مليون بالتعليم الثانوي (العام واملهين)‪ .‬وهلذا يعترب نظام التعليم قبل اجلامعي أحد أكرب نظم‬
‫أيضا‬
‫التعليم يف املنطقة‪ ،‬فهو يضم أكرث من ‪ 43‬ألف مدرسة‪ ،‬ونحو ‪ 1,6‬مليون موظف (مدرسني وإداريني وغريهم) ونحو ‪ 16‬مليون طالب‪ ،‬وهو ً‬
‫أحد أهم اخلدمات االجتامعية اهلامة التي وجهت فيها مرص استثامرات ضخمة‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬بالنسبة للتعليم األسايس‪ ،‬مبا يف ذلك التعليم العام‬
‫واخلاص واألزهري يف كل من املرحلتني االبتدائية واإلعدادية جتاوز معدل القيد اإلمجايل ‪ 0%100‬وعىل الرغم من كل ذلك‪ ،‬مازالت مسألة‬
‫حتديا ضخام‪ ،‬وهذا حيتم إجراء اإلصالح حتى ميكن االنتقال من نظام تعليم شديد الرتكيز عىل حفظ املحتوى‪ ،‬ويعتمد عىل‬ ‫جودة التعليم متثل ِ‬
‫طرق تدريس غري تفاعلية‪ ،‬وال يوفر التجهيزات واألجهزة‪ ،‬إىل نظام يشارك فيه الطلبة بفاعلية يف عملية التعلم‪ ،‬ويعتمد عىل معلمني أكفاء ومواد‬
‫تعليمية مناسبة تزود الطالب باملعرفة ومهارات احلياة والقدرات االجتامعية‪ .‬ويتمثل أهم عنرص للتغيري يف تدريب املعلم ومكافأته‪ ،‬ومنح املدارس‬
‫قدرا من االستقالل من خالل عملية الالمركزية‪.‬‬
‫ً‬

‫كان التصدي هلذه القضايا هو حمور اخلطة االسرتاتيجية القومية إلصالح التعليم قبل اجلامعي (‪ .)2012/2011-2008/2007‬وهلذه اخلطة‬
‫ثالثة أهداف أساسية ‪ )1(:‬ضامن مستويات عالية من األداء التعليمي رفيع املستوى من خالل النهوض باجلودة‪ ،‬واملالءمة‪ ،‬وإتاحة التعليم لكل‬
‫رشائح املجتمع‪ )2( ،‬ضامن وجود نظام كفء لإلدارة‪ ،‬واملشاركة الفعالة للمجتمع املحيل من خالل الالمركزية‪ ،‬وختطيط مايل متوسط األجل‪،‬‬
‫ومتابعة تركز عىل نتائج التخطيط والتنفيذ‪ )3( ،‬ضامن حتقيق املساواة يف الوصول إىل التعليم‪ ،‬وهذا يشمل زيادة صايف معدالت االلتحاق‪ ،‬خاصة‬
‫يف املناطق املحرومة وتدعيم املشاركة املجتمعية‪.‬‬

‫جزءا من عملية إصالح التعليم قبل اجلامعي‪ .‬وميكن تصنيف هذه الربامج حتت ثالث جمموعات ‪:‬‬ ‫ناجما ذات أولوية تعترب ً‬
‫وقد حددت اخلطة ‪ 12‬بر ً‬
‫‪ .1‬برامج خاصة باجلودة‪ ،‬وفيها يعد اإلصالح القائم عىل املدرسة هو الربنامج األسايس يف هذه املجموعة‪ ،‬بينام يعد تطوير املناهج وتنمية‬
‫املوارد البرشية مبثابة برامج مساندة سوف تضمن نجاح اإلصالح القائم عىل املدرسة‪.‬‬
‫‪ .2‬برامج دعم النظام واإلدارة‪ ،‬وتقدم الدعم الفين إلصالح النظام‪ .‬وتشمل هذه املجموعة وضع األطر املؤسسية لالمركزية‪ ،‬واستخدام‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف اإلدارة‪ ،‬وحتديث نظام املتابعة والتقييم‪ ،‬وبناء املدارس‪.‬‬
‫‪ .3‬برامج ملستويات التعليم املختلفة‪ ،‬ويركز كل منها عىل مستوى تعليمي معني ‪ :‬تعليم الطفولة املبكرة‪ ،‬التعليم األسايس‪ ،‬حتديث التعليم‬
‫الثانوي‪ ،‬تعليم البنات واألطفال خارج املدرسة‪ ،‬واألطفال ذوي االحتياجات اخلاصة‪.‬‬

‫نتائج اإلصالح األساسية‬


‫من الواضح أن اخلطة االسرتاتيجية القومية تدرك أن الربنامج حيتاج إىل إعادة هيكلة وزارة التعليم‪ ،‬مع إعطاء املدارس قدر أكرب من االستقاللية‬
‫واملشاركة املجتمعية‪ .‬وهنا جيب توجيه اهتامم خاص لالحتياجات اخلاصة بالفتيات وغريهن من األطفال املهمشني‪ .‬ويتم تناول قضية اجلودة من‬

‫‪72‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جدول ‪ -5-2‬ب ‪ :‬التكلفة التقديرية للربامج (ألف جنيه مرصي)‪2006/2005 ،‬‬


‫عدد‬ ‫متوسط‬ ‫إمجايل‬ ‫تكلفة الربنامج كنسبة‬ ‫تكلفة الربنامج‬ ‫الربنامج‬ ‫م‬
‫األنشطة‬ ‫التكلفة‬ ‫التكاليف‬ ‫من إمجايل‬ ‫باجلنيه املرصي‬
‫السنوية‬ ‫باملليون‬ ‫التكلفة‬
‫‪12‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪1,276‬‬ ‫‪5,42‬‬ ‫‪1275,569,891‬‬ ‫برنامج رعاية الطفولة املبكرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪1,425‬‬ ‫‪6,06‬‬ ‫‪1425,416,889‬‬ ‫تعليم مستند عىل املجتمع‬ ‫‪2‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪437‬‬ ‫‪2,187‬‬ ‫‪9,30‬‬ ‫‪2187,440,380‬‬ ‫اإلصالح املتمركز عىل املدرسة‬ ‫‪3‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0,05‬‬ ‫‪12,735,300‬‬ ‫الالمركزية‬ ‫‪4‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪725‬‬ ‫‪3,626‬‬ ‫‪15,42‬‬ ‫‪3625,944,000‬‬ ‫تكنولوجيا‬ ‫‪5‬‬
‫املعلومات واالتصاالت‬
‫‪46‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0,06‬‬ ‫‪13,705,025‬‬ ‫الثانوي العام‬
‫‪70‬‬ ‫‪452‬‬ ‫‪2,259‬‬ ‫‪9,61‬‬ ‫‪2259,182,600‬‬ ‫الثانوي الفين‬
‫‪116‬‬ ‫‪455‬‬ ‫‪2,273‬‬ ‫‪9,67‬‬ ‫‪2272,887,625‬‬ ‫إمجايل الثانوي‬ ‫‪6‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0,02‬‬ ‫‪4,708,950‬‬ ‫املتابعة والتقييم‬ ‫‪7‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪796‬‬ ‫‪3,39‬‬ ‫‪796,457,400‬‬ ‫إصالح التعليم األسايس‬ ‫‪8‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪4,00‬‬ ‫‪941,400,600‬‬ ‫تطوير املناهج‬ ‫‪9‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪398‬‬ ‫‪1,991‬‬ ‫‪8,47‬‬ ‫‪1991,202,852‬‬ ‫تنمية املوارد البرشية‬ ‫‪10‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪1,35‬‬ ‫‪316,941,256‬‬ ‫ذوو االحتياجات اخلاصة‬ ‫‪11‬‬
‫‪543‬‬ ‫‪2970‬‬ ‫‪14,850‬‬ ‫‪63,16‬‬ ‫‪14850,705,143‬‬ ‫إمجايل التكلفة‬
‫‪1733‬‬ ‫‪8,663‬‬ ‫‪36,84‬‬ ‫‪8662,930,000‬‬ ‫التشييد‬ ‫‪12‬‬
‫‪4703‬‬ ‫‪23514‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪23513,635,143‬‬ ‫إمجايل التكلفة شاملة‬
‫التشييد‬
‫املصدر ‪ :‬وزارة التعليم‬

‫خالل وضع اختبارات قياسية وتدريب للمدرسني‪ .‬كام أن إصالح نظام إدارة املالية العامة بوضع إطار متوسط األجل للمرصوفات‪ ،‬وتطبيق نظام‬
‫أيضا من املخرجات املهمة للنهوض مبستوى اجلودة‪ .‬وجيري‬
‫موازنة الربامج‪ ،‬وبعض أشكال الالمركزية املالية‪ ،‬وتتبع املرصوفات العامة يعترب ً‬
‫حاليا تنفيذ مسح تتبع املرصوفات العامة‪ ،‬وإصالح املالية العامة اخلاصة بالتعليم يف ثالث حمافظات عىل أساس جتريبي‪.‬‬
‫ً‬

‫وقد تم توجيه الدعم املقدم من اجلهات املانحة الرئيسية للخطة االسرتاتيجية القومية‪ ،‬وما تبع ذلك من متويل وتدخالت‪ ،‬إىل الربنامج‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫مازالت هناك حتديات تتعلق باملوارد البرشية واملالية يتعني مواجهتها حتى ميكن أن حيقق الربنامج نتائج ناجحة ومستدامة يف األجل الطويل‪.‬‬

‫تعترب المركزية قطاع التعليم قضية أساسية يف اخلطة‪ ،‬التي ُيستهدف من تنفيذها ضامن توسيع نطاق مشاركة األطراف صاحبة املصلحة‬
‫وزيادة فاعليتهم يف مرحلة التخطيط والتنفيذ‪ .‬وتب ًعا لذلك‪ ،‬تدعو اخلطة للتشاور مع الوزارات املعنية األخرى (وزارة الدولة للتنمية اإلدارية‬
‫ووزارة املالية)‪ ،‬وملساندة األجهزة القومية والدولية يف نقل السلطة‪ ،‬واملسوؤلية واملساءلة عن حوكمة التعليم إىل مكاتب التعليم يف املحافظات‬
‫حاليا زمام املبادرة يف تطبيق الالمركزية‪ ،‬وتعمل باالشرتاك مع األطراف األخرى صاحبة‬
‫(املديريات واملدارس)‪ .‬وقد أخذت وزارة التعليم ً‬
‫املصلحة عىل تفعيل برنامج الالمركزية‪ ،‬وتضع الركائز األساسية للتحول التدرجيي‪ ،‬وتطبيق الالمركزية عىل أساس جتريبي يف ثالث حمافظات‬
‫(الفيوم‪ ،‬اإلسامعيلية‪ ،‬األقرص)‪.‬‬

‫ومنذ إطالق عملية اإلصالح عام ‪ ،2007‬كان إصالح املدارس يقع يف صلب كافة عمليات إصالح التعليم يف مرص‪ .‬ويصب هذا اإلصالح عىل‬
‫جماالت مهمة للجودة املتكاملة‪ ،‬ويضع املدارس يف دائرة التحسني املستمر مبا يف ذلك عملية التقييم الذايت‪ ،‬ووضع خطة حتسني املدارس‪ .‬ومن‬
‫املتوقع أن تتمتع املدارس بقدر أكرب من االستقالل وختضع للمساءلة عن عملياهتا ونتائجها‪ .‬ومع هذا حيتاج األمر إىل نظام شامل للتقييم‬
‫التعليمي واملتابعة والتقييم‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬قامت وزارة التعليم‪ ،‬بالتعاون مع الرشكاء الدوليني بوضع اختبارات مناسبة تعترب مبثابة مؤرشات‬
‫ملدى التقدم الذي تم إحرازه مثل‪ :‬اختبار التفكري الناقد وحل املشاكل‪ ،‬ومقياس مالحظة حجرة الدراسة عىل أساس املعايري‪ ،‬ومقياس تقويم‬
‫اإلدارة التعليمية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫وتتمثل الركيزة األساسية لنجاح إصالح التعليم يف االنتقال من الوصول للتعليم إىل وصول اجلميع للتعليم اجليد‪ .‬وحتقي ًقا هلذا اهلدف‪ ،‬تم تعميم‬
‫معايري لالعتامد مستندة إىل «املعايري املرصية جلودة التعليم»‪ ،‬كام تم وضع كادر جديد للمعلمني يف عام ‪ ،2007‬وتىل ذلك إنشاء «األكادميية‬
‫أيضا قانون بإنشاء «اهليئة القومية لضامن جودة واعتامد التعليم» لتقييم كل من العملية التعليمية والقدرة‬
‫املهنية للمعلمني»‪ .‬ويف عام ‪ 2006‬صدر ً‬
‫املؤسسية للمدارس من أجل احلصول عىل االعتامد‪.‬‬

‫وخالل الفرتة التي جرى فيها النظر يف إصالح التعليم (‪ )2008 - 2003‬حظي املدرسون ومهنة التدريس باهتامم كبري متثل يف صدور قوانني‬
‫عظيما بالتدريب وبناء القدرات ألهم عنرص للتغيري وهم املدرسني‪ ،‬فهناك نقص‬
‫ً‬ ‫اهتامما‬
‫ً‬ ‫وقرارات خمتلفة وآليات للحوافز‪ .‬وتوجه وزارة التعليم‬
‫مستمر يف املدرسني عىل املستوى القومي‪ .‬وكان من نتيجة ذلك أن الوزارة قامت بالتعاقد مع عدد كبري من املدرسني – بعضهم مل يتلق أي تدريب‬
‫متدربا يف خمتلف مستويات وجماالت التعليم‬
‫ً‬ ‫قبل شغل الوظيفة – وأدى ذلك إىل انخفاض مستويات التدريس مما حتم تدريب ‪1,832,568‬‬
‫ومازالت العملية مستمرة‪.‬‬

‫ووف ًقا ملبادرة من سيدة مرص األوىل‪ ،‬وكجزء من املرشوع القومي إلصالح التعليم‪ ،‬بدأ مرشوع املائة مدرسة الذي يتضمن تطوير مائة مدرسة‬
‫عامة يف خمتلف املستويات التعليمية يف املناطق منخفضة الدخل بالقاهرة‪ ،‬وبعد نجاح هذه املرحلة‪ ،‬تم طرح ثالث مراحل أخرى للفرتة ‪-2008‬‬
‫‪ 2010‬تشمل ‪ 208‬مدارس إضافية ختدم أكرث من ‪ 300‬ألف طالب‪ .‬وجيري التوسع يف هذه املبادرة لتشمل حمافظتني إضافيتني (اجليزة واألقرص)‬
‫كجزء من برنامج إعادة تأهيل املدارس يف خطة اإلصالح‪.‬‬

‫وفيام يتعلق بتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬فإن اهلدف العام هو توفري وتطوير وصيانة البنية األساسية والدعم الفين املطلوب لتطبيق طرق‬
‫التدريس احلديثة واستمرارها‪ ،‬وختطيط وإدارة التعليم الفعال‪ ،‬وتتمثل األهداف األخرى يف حتديث وتقوية البنية التحتية التكنولوجية يف مجيع‬
‫وحاليا تم تزويد املدارس بأكرث من ‪ 300‬ألف كمبيوتر شخيص‪ ،‬وربط ‪25800‬‬ ‫ً‬ ‫املدارس‪ ،‬وتفعيل دور إدارة نظم املعلومات يف العملية التعليمية‪.‬‬
‫مدرسة بشبكة اإلنرتنت‪ .‬كام زاد عدد املدارس يف إطار مبادرة التعليم املرصي إىل ‪ 2000‬مدرسة إعدادية‪ ،‬وزاد عدد املدارس الذكية إىل ‪173‬‬
‫مدرسة‪ ،‬وعدد املدرسني الذين تم تدريبهم للحصول عىل الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر (‪ )ICDL‬إىل ‪ 240‬ألف مدرس‪ ،‬وعدد مدريس‬
‫الكمبيوتر إىل ‪ 44‬ألف‪ ،‬وعدد املدرسني الذين تدربوا عىل برنامج تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت «التعليم للمستقبل» إىل ‪ 266‬ألف‪.‬‬

‫وتتضمن اخلطط املستقبلية استمرار العمل عىل الوصول الفعال للتعليم عايل اجلودة‪ ،‬واالتساق بني التعلم الثانوي العام والتعليم الفين‪ ،‬وختفيض‬
‫نسبة األمية – وهي اخلطوة األوىل نحو التعلم مدى احلياة – والتوسع يف توفري خمتلف النظم التعليمية‪ ،‬وترسيخ أسس الالمركزية واملساءلة‪ ،‬واألخذ‬
‫بنظام تداول القيادة‪ ،‬وبناء القدرات‪ ،‬واستمرار تطوير مهنة التعليم‪.‬‬

‫التحديات التي تواجه إصالح التعليم قبل الجامعي‬


‫تقع التحديات الرئيسية أمام إصالح التعليم قبل اجلامعي يف مرص حتت ثالثة جمموعات رئيسية ‪ :‬حتديات ثقافية‪ ،‬حتديات مالية‪ ،‬وحتديات اإلدارة‬
‫املدرسية‪.‬‬

‫‪ -1‬التحديات الثقافية‬
‫املشاركة املجتمعية‬
‫يتطلب اإلصالح املتمركز عىل املدرسة توسيع نطاق املشاركة املجتمعية استنا ًدا إىل ثقافة تتسم بالنزعة التطوعية عميقة اجلذور‪ ،‬ويكون فيها‬
‫املجتمع مؤمنًا بأمهية املشاركة يف إدارة شؤون املدرسة‪ .‬وحتقي ًقا هلذا اهلدف‪ ،‬تم وضع إطار ترشيعي‪ ،‬وهو القرار الوزاري املنظم ملجالس أمناء‬
‫املدرسة‪ ،‬كأداة منظمة ملشاركة املجتمع‪ ،‬والذي يضم اآلباء واملعلمني املنتخبني‪ ،‬والشخصيات العامة من خارج املدرسة‪ .‬ومن املتوقع أن يكون‬
‫هلذا أثر إجيايب عىل قيادات املدرسة‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬وتقديم اخلدمة والشفافية‪.‬‬

‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإن ارتفاع مستوى املشاركة املجتمعية‪ ،‬والعمل التطوعي الفعال هو حجر الزاوية يف المركزية قطاع التعليم‪ .‬هلذا تبدو احلاجة‬
‫إىل تنظيم محلة قوية لإلعداد ملشاركة املجتمع عىل مستوى املدرسة‪ ،‬ومراجعة اللوائح والقرارات التي حتكم جملس األمناء يف كل مدرسة لتسهيل‬

‫‪74‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 13‬تركيز خاص عىل النهوض باألداء املهين للمعلم‬

‫خاصا للمعلمني كأحد‬


‫كادرا ً‬
‫يتمثل املخرج األسايس يف االرتقاء بجودة التعليم يف النهوض مبستوى أداء املعلم وحتفيزه‪ .‬وحتقي ًقا هلذه الغاية وضعت وزارة التعليم ً‬
‫خمرجات اسرتاتيجيات اإلصالح يف اخلطة االسرتاتيجية القومية للتعليم‪ .‬وقد صدر قرار الكادر اخلاص للمعلمني رقم ‪ 2007/155‬بتعديل قانون التعليم ‪.1981/139‬‬
‫ويغطي هذا الكادر كل من يزاول مهنة التدريس يف املدرسة‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬واإلرشاف‪ ،‬واألخصائيني االجتامعيني والنفسيني والتكنولوجيني‪ ،‬باإلضافة إىل الصحافة‬
‫أيضا‬
‫املدرسية‪ ،‬واإلعالم املدريس‪ ،‬وأخصايئ املكتبات‪ .‬ويف إطار هذا الكادر اخلاص اجلديد يتم ربط املرتب واحلوافز بكافة جوانب أداء املعلم‪ .‬وقد أنشأ القانون ً‬
‫األكادميية املهنية للمعلمني لتدريبهم‪.‬‬

‫قادرا عىل‬
‫وهناك خسة مستويات للرتقي‪ :‬مدرس‪ ،‬مدرس أول‪ ،‬مدرس أول أ‪ ،‬مدرس خبري‪ ،‬ومدير‪ .‬ومن املتوقع أنه خالل مسار الرتقي هذا سوف يصبح املعلم ً‬
‫االرتقاء مبعارفه ومهاراته من خالل التطوير املستمر‪ .‬وينص قانون الكادر رصاحة عىل أن املستوى الذي سيشغله املعلم سوف يستند إىل استيفاء مطلبني‪ :‬سنوات‬
‫اخلربة والدرجات التي يتم احلصول عليها يف اختبار حتديد املستوى وعندما تقرر هذا النوع من االختبارات ألول مرة يف يناير ‪ 2008‬كان يعترب مبثابة ِ‬
‫حتد يف السياق‬
‫املرصي‪ .‬ثم تم إجراؤه عىل أساس جتريبي عىل ‪ 21‬ألف معلم‪ 0‬وقد بلغ عدد املدرسني الذين تقدموا الجتياز هذا االختبار عىل موقع وزارة التعليم ‪ 990,4‬ألف مدرس‬
‫وتم بالفعل عقد االختبار ألكرث من ‪ 800‬ألف معلم يف أغسطس ‪.2008‬‬

‫املصدر ‪ :‬نادية طوبة‪ ،‬اجلامعة األمريكية بالقاهرة‪.‬‬

‫املشاركة املجتمعية والنهوض بخربات املجتمع املدين ومهاراته يف عملية إدارة املدرسة لتحقيق احلوكمة القادرة عىل صنع السياسات الرشيدة‪،‬‬
‫وختطيط وتنفيذ خطط وسياسات اإلصالح‪.‬‬

‫حتديث الثقافة التقليدية‬


‫أيضا إىل التحول عن طرق التدريس التقليدية التي تعتمد عىل االستظهار واحلفظ‪ ،‬والتي يعترب فيها املعلم‬
‫هيدف اإلصالح املتمركز عىل املدرسة ً‬
‫هو صاحب السلطة واملعرفة والطالب جمرد متلق سلبي‪ ،‬ويتمثل إصالح طرق التدريس يف تطبيق منوذج يستند إىل املتعلم‪ ،‬وحيرتم اهتامماته‪،‬‬
‫ويعتمد عىل احلوار والعالقات الدميقراطية يف الفصل الدرايس لتنمية مهارات التفكري والقدرة عىل اإلبداع استنا ًدا إىل احرتام حقوق واهتاممات‬
‫األطفال‪ ،‬والتسامح‪ ،‬وحرية التفكري واإلبداع لدى كل من املعلم واملتعلم عىل حد سواء‪.‬‬

‫إن غياب مثل هذه القيم حيد من جهود اإلصالح يف الفصل الدرايس ويعوقها‪ ،‬وتنمية هذه القيم سوف خيلق ثقافة داعمة جلهود اإلصالح اجلديد‬
‫الذي جيب أن يتحقق عىل عدد من املستويات التي تبدأ من حمتوى املناهج‪ ،‬وتدريب املعلمني‪ ،‬والتقييم الذي يقدر األساليب املبتكرة حلل‬
‫املشاكل‪ ،‬واحلوافز التي توضع بعناية والتي تكافئ األنشطة الثقافية خارج املناهج الدراسية التقليدية‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديات التمويل‬
‫سنويا‪ .‬وقد بلغت موازنة التعليم يف عام ‪ 2007/2006‬نحو ‪27,5‬‬
‫سنويا من حيث القيمة املطلقة‪ ،‬وتبلغ نسبة الزيادة ‪ً %7‬‬ ‫تزيد موازنة التعليم ً‬
‫مليار جنيه‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %4,1‬من إمجايل الناتج املحيل‪ .‬وقد زادت يف العام املايل ‪ 2009/2008‬بأكرث من ‪ ،%10,4‬ومع هذا مل تزد املرصوفات‬
‫كنسبة من إمجايل الناتج املحيل عن ‪.%3,3‬‬

‫ومنذ عدة سنوات كانت فاتورة األجوريف قطاع التعليم تبتلع أكرث من ‪ %80‬من إمجايل موازنة التعليم‪ .‬وهذا يعين أن املخصصات املالية للتعليم‬
‫أيضا أن ما ينفق عىل العمليات التعليمية التي تتعلق‬‫ال تعكس النمو احلقيقي يف االحتياجات املتزايدة للنهوض بجودة التعليم‪ .‬وهذا يعين ً‬
‫بالطالب أنفسهم مازال ضئيالً‪ ،‬حيث يرتاوح متوسط التكلفة لكل طالب (مواد تعليمية‪ ،‬كتب دراسية‪ ،‬وجبات مدرسية‪...‬الخ) ما بني ‪%7 ، %6‬‬
‫من موازنة التعليم‪ .‬وتقدر التكلفة لكل تلميذ بـ ‪ 1,7‬ألف جنيه وهي تكلفة منخفضة بالقياس إىل اإلنفاق عىل التالميذ يف الدول التي هلا نفس‬
‫الظروف االقتصادية ملرص‪.‬‬

‫ويشري مسح األرسة املرصية عن التعليم ‪ Egypt's Household Survey on Education 2006/2005‬أن إنفاق األرسة السنوي عىل‬
‫جنيها للتالميذ يف املدرسة الثانوية‪.‬‬
‫جنيها للتالميذ يف املدرسة اإلعدادية‪ ،‬و‪ً 950‬‬
‫جنيها‪ ،‬كام يبلغ ‪ً 599‬‬
‫األطفال يف املدرسة االبتدائية يبلغ ‪ً 357‬‬
‫وبطبيعة احلال هذه األرقام عبارة عن متوسطات‪ ،‬وهناك تفاوتات ترجع إىل عوامل مثل الفقر‪ ،‬أو اإلقامة يف الريف أو احلرض‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ميثل‬
‫‪75‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫جدول ‪ -5-2‬جـ ‪ :‬متوسط اإلنفاق عىل الطالب يف مرص مقارنة بالدول األخرى (معادل القدرة الرشائية بالدوالر)‬
‫املرحلة التعليمية‬ ‫الدولة‬
‫ثانوي‬ ‫إعدادي‬ ‫ابتدايئ‬ ‫قبل االبتدايئ‬ ‫السنة املالية‬
‫‪856‬‬ ‫‪859‬‬ ‫‪846‬‬ ‫‪797‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫األردن‬
‫‪2,920‬‬ ‫‪2920‬‬ ‫‪1,830‬‬ ‫‪439‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪639‬‬ ‫‪639‬‬ ‫‪454‬‬ ‫‪427‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫بريو‬
‫‪512‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫الفلبني‬
‫‪2281‬‬ ‫‪2124‬‬ ‫‪2139‬‬ ‫‪2470‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫شييل‬
‫‪1182‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪368‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫اهلند‬
‫‪1275‬‬ ‫‪1,119‬‬ ‫‪1,066‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫جمموعة الـ ‪19‬‬
‫‪7582‬‬ ‫‪6,560‬‬ ‫‪5,450‬‬ ‫‪4508‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫‪394‬‬ ‫‪405‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪2005/2004‬‬ ‫مرص (تقديرات وحدة التخطيط االسرتاتيجي)‬

‫املصدر‪ :‬اخلطة اإلسرتاتيجية القومية إلصالح التعليم قبل اجلامعي يف مرص ‪ ،2012/2011 - 2008/2007‬ص‪ ،343‬استنادا إىل احصاءات اليونسكو ووحدة التخطيط االسرتاتيجي‪ /‬وزارة التعليم‪.‬‬

‫اإلنفاق عىل الدروس اخلصوصية نسبة كبرية مما تنفقه األرسة عىل أطفاهلا‪ ،‬حيث تصل إىل ‪ %41‬من إمجايل إنفاق األرسة عىل األطفال يف املدرسة‬
‫االبتدائية‪ .‬كام يشكل اإلنفاق عىل تالميذ املدارس اإلعدادية والثانوية ‪ %61‬من إمجايل إنفاق األرسة‪ .‬وتشري هذه املؤرشات إىل أن التمويل‬
‫قارصا حلد كبري عن الوفاء بحاجات التعليم‪.‬‬
‫ً‬ ‫مازال‬

‫وتوضح اخلطة االسرتاتيجية القومية إلصالح التعليم قبل اجلامعي يف مرص (‪ )2012/2011 – 2008/2007‬أنه حتى ميكن تنفيذ اخلطة التي‬
‫تستهدف حتقيق تعليم رفيع املستوى‪ ،‬وضامن عدالة الوصول للتعليم‪ ،‬باإلضافة إىل كفاءة النظام‪ ،‬فإن هذا حيتاج لدعم مايل يصل إىل حوايل ‪25‬‬
‫مليار جنيه يف اخلطة اخلمسية‪ ،‬باإلضافة إىل املوازنة التقديرية للدولة‪ ،‬وف ًقا ألسعار ‪ .2007/2006‬وهذا يعين زيادة معدل منو اإلنفاق عىل التعليم‬
‫من ‪ %3,3‬من إمجايل الناتج املحيل إىل ‪ %6,5‬حتى ميكن متويل اخلطة يف الربامج الـ ‪ 12‬لتطوير التعليم‪.‬‬

‫هذا النقص يف التمويل أدى إىل قصور يف تنفيذ اجلوانب األساسية يف اخلطة االسرتاتيجية القومية إلصالح التعليم قبل اجلامعي‪ .‬ويبدو هذا‬
‫واضحا يف النقاط التالية ‪:‬‬
‫ً‬
‫عدم قدرة وزارة التعليم عىل حتقيق إنجازات ملموسة يف برامج التعليم املجتمعي التي تستهدف حوايل نصف مليون طفل خارج نظام‬
‫التعليم (غري ملتحقني بالتعليم أو مترسبني منه) وذلك بإعطائهم فرصة ثانية للتعليم‪ .‬وقد كان من املستهدف تنفيذ هذه الربامج من خالل‬
‫املشاركة املجتمعية وبطرق غري تقليدية‪.‬‬
‫عدم القدرة عىل تنفيذ جانب كبري من أحد الربامج اخلاصة باإلدماج الشامل لألطفال ذوي االحتياجات اخلاصة‪ ،‬حيث مل تستطع وزارة‬
‫التعليم أن تتوسع يف هذا الربنامج ومل يتم إنشاء سوى ‪ 20‬مدرسة بدعم من اجلهات املانحة‪.‬‬
‫عدم القدرة عىل حتقيق مجيع أهداف اخلطة اخلاصة بالنهوض باجلودة يف ‪ %10‬من املدارس من بني ‪ 43‬ألف مدرسة يف السنة األوىل من‬
‫التنفيذ (‪ )2008/2007‬وتأهيلها لالعتامد‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 4‬آالف مدرسة‪ .‬ونتيجة نقص التمويل قامت وزارة التعليم بإعادة تأهيل نحو‬
‫ألف مدرسة فقط‪.‬‬
‫عدم القدرة عىل القضاء عىل الكثافة العالية يف املدارس من خالل بناء مدارس جديدة‪ .‬وتستهدف اخلطة االسرتاتيجية القومية إلصالح‬
‫ال سنويًا‪ ،‬بينام تكفي املوارد‬
‫التعليم بناء ‪ 70509‬فصول دراسية بتكلفة تقديرية تبلغ ‪ 8,7‬مليار جنيه يف ‪ ،2006/2005‬مبعدل ‪ 14100‬فص ً‬
‫املالية املتاحة منذ عام ‪ 2007‬لبناء ‪ 8‬آالف فصل فقط‪.‬‬

‫حتديات التطوير‬
‫تشري اخلطة االسرتاتيجية القومية إلصالح التعليم إىل احلاجة للعنرص البرشي القادر عىل اإلدارة اجليدة عىل املستوى التنفيذي أوعىل مستوى‬
‫القيادات التعليمية واإلدارية‪ .‬ويعترب هذا أهم التحديات التي تواجه وزارة التعليم‪ .‬وحتى ميكن تطوير القيادات عىل خمتلف املستويات فإن‬
‫هذا حيتاج إىل ‪:‬‬
‫مديرين لـ ‪ 43‬ألف مدرسة‪ ،‬وقيادات مساعدة مبعدل وكيلني للمدارس متوسطة احلجم‪ ،‬ووكيل واحد للمدارس الصغرية‪ ،‬وثالثة وكالء‬
‫للمدارس الكبرية‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫مديرين ورؤساء املديريات التعليمية ‪ departments‬باإلضافة إىل اإلدارات التعليمية ‪ directorates‬يف خمتلف املحافظات‪.‬‬
‫إعداد الكوادر البرشية للقيام بعملية التخطيط‪ ،‬ووضع السياسات واملتابعة والتقييم‪.‬‬
‫اختيار أعضاء جمالس األمناء يف املدارس لتحفيز املشاركة املجتمعية‪ ،‬وضامن كفاءة األداء واحلوكمة الرشيدة‪.‬‬
‫إعداد وتطوير الكوادر من أجل إجراء التغيري ونرش الثقافة اجلديدة‪.‬‬

‫مازال عىل وزارة التعليم أن حتقق كافة أهداف التنمية املهنية وبناء الكوادر القادرة عىل إدارة التنمية‪ .‬وقد نجحت الوزارة يف تطبيق املرحلة‬
‫األوىل والثانية من تسكني املعلمني يف كل مستوى من املستويات اخلمسة وف ًقا للقانون الصادر عام ‪ 2007‬الذي ينظم جدول أجور املعلمني‪.‬‬
‫وتبلغ تكاليف هاتني املرحلتني حوايل ‪ 5‬مليار جنيه‪ ،‬ولكن املعضلة تتمثل يف تقديم الربامج التدريبية الكافية املطلوبة التي جتعل مؤهالت املعلمني‬
‫واملديرين واملفتشني وغريهم من العاملني متفقة مع املعايري والتوصيف الوظيفي‪ .‬وتقدر اخلطة االسرتاتيجية املتطلبات املالية هلذا املكون بـ ‪1,9‬‬
‫مليار جنيه خالل اخلطة اخلمسية وف ًقا ألسعار ‪.2006/2005‬‬

‫وبالنسبة للمستقبل‪ ،‬تشمل بعض التوصيات ما ييل ‪:‬‬


‫ال عن أي جهة حكومية‪ ،‬وذلك لتنمية‬ ‫إنشاء املجلس املرصي لالمتحانات ‪ Egyptian Examination Board‬الذي يكون مستق ً‬
‫القدرة عىل وضع وإدارة االختبارات اخلاصة برتقية ومنح الشهادات للمعلمني التي تتفق مع املعايري القومية والدولية‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‬
‫ال عن وضع وإدارة تقييامت األداء املطلوبة للرتقيات ومنح الشهادات‪.‬‬ ‫يكون هذا املجلس مسؤو ً‬
‫يرأس وزير التعليم جملس إدارة األكادميية املهنية للمعلمني‪ .‬وال يوجد أي ترتيبات تتعلق باملعلمني الذين ميارسون املهنة خارج نظام الوزارة‬
‫ومن الرضوري أن يتم التعامل مع أي قرارات فنية خاصة مبنح الشهادات والرتقيات من خالل جهة خارجية تتسم باملوضوعية‪.‬‬
‫من الرضوري توجيه بعض االستثامرات للبحوث من أجل حتليل املعلومات الوفرية التي تتاح من نتائج اختبارات كادر املعلمني‪ .‬وتشمل‬
‫البيانات معلومات عن املعلمني عىل كافة املستويات يف كل حمافظات مرص‪ .‬وميكن أن تساعد هذه البيانات يف اختاذ القرارات املالية‬
‫اخلاصة بتدريب املعلمني يف مجيع األماكن ويف ظل خمتلف الظروف‪.‬‬

‫‪ -3‬التعليم الفني والتدريب المهني‬


‫يعترب التعليم الفين والتدريب املهين هو هناية املسار التعليمي الرسمي ملن أُبعدوا عن التعليم العام‪ ،‬ولكن هذا الوضع بدأ يتغري يف بعض‬
‫القطاعات‪ .‬ومع هذا مازال االقتصاد املرصي يفتقد إىل العاملة املاهرة املطلوبة والتي حصلت عىل التدريب الرضوري واملهارات املتطورة‪.‬‬

‫هييمن عىل نظام التعليم الفين والتدريب املهين عدد من الوزارات واألجهزة احلكومية التي يعمل كل منها مبعزل عن اآلخر‪ ،‬هذا عىل الرغم‬
‫من وجود عدد من الكيانات املتميزة هنا وهناك‪ .‬وقد خلص الكثري من دورات املسوح التي أجريت إىل نفس النتائج بالنسبة ملشاكل التعليم‬
‫الفين والتدريب املهين حيث أوضحت ما ييل ‪ :‬أن معظم مؤسسات التدريب حيركها العرض وليس طلب السوق‪ ،‬وأن التمويل يتم من مصادر‬
‫عامة ومبوازنات غري كافية يتم حتديدها عىل أساس اإلنفاق يف العام السابق وليس عىل أساس األداء العام الفعيل‪ ،‬وال يوجد معايري واضحة‬
‫لتطوير املناهج وتقديم التدريب‪ ،‬إىل جانب نقص التدريب العميل يف موقع العمل‪ ،‬واالعتامد عىل مناهج غري حديثة‪ ،‬ونقص التخصصات احلديثة‬
‫واملتقدمة‪.‬‬

‫ويف إطار إصالح نظام التعليم الفين والتدريب املهين‪ ،‬من الرضوري دراسة مدى مالءمته لطلب سوق العمل الدويل‪ ،‬باإلضافة إىل وضع معايري‬
‫دوليا‪ ،‬كلام أمكن ذلك‪ .‬وهناك عدد من الربامج واملرشوعات اجلارية تتضمن خمرجات للتميز‪ ،‬مثل معهد دون بوسكو الذي‬ ‫لالعتامد معرتف هبا ً‬
‫تقريبا‪ .‬ويقوم مكتب التعاون اإليطايل للتنمية بدعم معهد دون بوسكو من خالل بناء قدرات املعلمني واملدربني‪ .‬وعالوة‬
‫أقيم يف مرص منذ قرن ً‬
‫عىل ذلك‪ ،‬تقوم إيطاليا بتمويل مرشوع سوف يقوم – إيل جانب أنشطة أخرى – بتجديد مركزين للتدريب املهين يف ريف مرص‪ ،‬وحتديث مناهجهام‬
‫(استنا ًدا إىل طلب سوق العمل اإليطايل) والتدريب عىل طرق التدريس التي تتفق مع منوذج دون بوسكو‪ .‬ويقوم مكتب التعاون اإليطايل‬
‫أيضا بتمويل عملية تصميم وتنفيذ مرشوع للتعليم الفين العايل والتدريب املهين يستند إىل مفهوم التجمعات التكنولوجية وهو مرشوع‬
‫للتنمية ً‬
‫‪ Mechanical Tec‬يف األمريية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫أيضا من مرشوعات التعليم الفين والتدريب املهين التي تتسم بالتميز‪ ،‬خاصة فيام يتعلق مبشاركة القطاع اخلاص‪،‬‬ ‫وتعد مبادرة مبارك – كول ً‬
‫وفرص العمل التي تقدمها املنشآت بعد التدريب‪ .‬وتعترب مبادرة مبارك – كول أول مبادرة ناجحة تربط التعليم الفين مبتطلبات الصناعة وسوق‬
‫العمل‪ .‬وقد هدفت املبادرة إىل حتقيق املواءمة بني مؤهالت خرجيي املدارس الثانوية الفنية ومتطلبات السوق‪ .‬وقد وضع مرشوع «مستويات‬
‫املهارة القومية» ‪ -‬الذي كان يتم تم متويله يف األصل من الصندوق االجتامعي للتنمية بالتعاون مع أصحاب األعامل – مستويات املهارة وكذلك‬
‫إجراءات اختبار املتدربني ومنحهم الشهادات‪ .‬ولتحقيق االستدامة‪ ،‬ويف إطار بروتوكول بني جملس التدريب الصناعي والصندوق االجتامعي‬
‫للتنمية‪ ،‬تم إسناد مهمة وضع مستويات املهارة يف القطاع الصناعي إىل جملس التدريب الصناعي املرصي يف مطلع عام ‪ ،2007‬بينام أسندت‬
‫مهمة وضع مستويات املهارة املتعلقة بالسياحة والتشييد إىل االحتادات اخلاصة بكل منهام‪.‬‬

‫ويعترب كل من مرشوع «تنمية املهارات» الذي يدعمه البنك الدويل‪ ،‬ومرشوع «االحتاد األورويب للتعليم الفين والتدريب املهين» مرشوعني‬
‫تقريبا كتطور طبيعي للسياسة العامة ملرشوع التعليم الفين والتدريب املهين التي وضعت عام ‪.2002‬‬
‫متالزمني حيث تم تصميمهام يف نفس الوقت ً‬
‫ويف اآلونة األخرية شاركت منشآت القطاع اخلاص الكربى يف تطوير عدد من مراكز التدريب‪ .‬وهناك منوذج آخر وهو معهد دون بوسكو اخلاص‬
‫واضحا للتوظف بأجور مناسبة‪ ،‬والرتقي الوظيفي وهي مقومات تفتقدها معظم مؤسسات التعليم الفين والتدريب املهين العامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫مسارا‬
‫الذي ُيتيح ً‬

‫ومن الواضح – رغم ذلك – أن مثل هذه الربامج الناجحة جيب توسيع نطاقها حتى تأيت بالنتائج املرجوة‪ .‬وهناك تدخالن مطلوبان إلصالح نظام‬
‫التعليم الفين والتدريب املهين ومها يتعلقان باحلوافز واملساءلة مثل ‪ )1( :‬وضع جمموعة واضحة من احلوافز ـ تطوير املناهج واملعدات واألجهزة‪،‬‬
‫واملشاركة يف تكاليف التدريب‪ ،‬ومنح حوافز رضيبية ألصحاب األعامل ولشغل الوظائف اخلالية‪ -‬وذلك حتى يصبح التعليم الفين والتدريب‬
‫جنبا إىل جنب مع منح الشهادات املالمئة املستندة إىل معايري لألداء معرتف هبا– ويفضل‬
‫ال من الشباب‪ )2( ،‬تسري املساءلة ً‬ ‫اختيارا مقبو ً‬
‫ً‬ ‫املهين‬
‫دوليا‪ .‬ويشمل طريق التقدم نحو األمام ‪ :‬إجياد عالقات وثيقة بني مقدمي التعليم الفين والتدريب املهين وأصحاب األعامل للتشاور‬‫معرتف هبا ً‬
‫بشأن حمتوى املناهج‪ ،‬واملعدات واألجهزة‪ ،‬وتدريب املدربني‪ ،‬إىل جانب الدعم القوي من جمالس التدريب‪ ،‬ومنح املتدربني شهادات دولية‬
‫وإتاحة الفرصة هلم للتحرك نحو احلصول عىل املزيد من التعليم والقابلية للتوظف‪ ،‬ووضع حزمة تدريب وتقديم خدمات مرتبطة بالتدريب يف ضوء‬
‫متطلبات أصحاب األعامل‪ ،‬وإنشاء مؤسسات تدريب معتمدة يف إطار نظام متكامل لتأكيد اجلودة ومنح الشهادات‪.‬‬

‫‪-5-2‬ج‪ :‬تحليل قطاع التعليم العالي في مصر‬


‫يعد انتقال الطالب من مسار التعليم الثانوي والفين‪/‬املهين إىل مرحلة التعليم العايل واجلامعات والكليات وغريها من مؤسسات التعليم العايل‬
‫نظرا ألن هيكله وعملياته ال تتسم باملرونة الكافية التي مت َكن‬
‫من أشد التحديات التي تواجه إصالح التعليم يف مرص‪ .‬وميثل هذا االنتقال إشكالية ً‬
‫الشباب أو الكبار من التنقل بني الدراسة والعمل يف خمتلف مراحل حياهتم‪ ،‬كام أنه يؤثر يف األجل الطويل عىل الرفاهة االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬

‫ووف ًقا لتقارير وزارة التعليم العايل عن عام ‪ ،2010/2009‬يعترب قطاع التعليم العايل يف مرص خليط من التعليم العام واخلاص الذي خيدم نحو‬
‫‪ 2,8‬مليون طالب‪ %80 ،‬منهم مقيدون يف جامعات الدولة والباقي (‪ )%20‬مقيدون يف اجلامعات اخلاصة ومؤسسات التعليم العايل‪ .‬ويضم النظام‬
‫‪ 17‬جامعة عامة تشمل ‪ 6‬أفرع مقيد هبا ‪ 1,1‬مليون طالب جامعي يدرسون طول الوقت‪ ،‬باإلضافة إىل ‪ 500‬ألف طالب يدرسون بعض الوقت‬
‫ويف برامج التعليم املفتوح‪ ،‬و ‪ 200‬ألف طالب متخرج‪ .‬ويوجد لدى جامعة األزهر اإلسالمية عدة كليات جامعية موزعة يف كل أنحاء مرص منها‬
‫‪ 43‬كلية للذكور و ‪ 25‬كلية لإلناث مقيد هبا ‪ 320‬ألف طالب جامعي ونحو ‪ 16‬ألف طالب متخرج‪ .‬ويضم التعليم الفين حوايل ‪ 120‬ألف طالب‬
‫وصحيا متوسطًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فنيا‬
‫معهدا ً‬
‫جغرافيا يف كل ربوع مرص‪ ،‬وتضم ‪ً 45‬‬
‫ً‬ ‫مقيدين يف ‪ 8‬كليات فنية منترشة‬

‫ويشمل التعليم العايل اخلاص ‪ 17‬جامعة خاصة (هناك ثالثة جامعات جيري إنشاؤها) مقيد هبا حوايل ‪ 60‬ألف طالب جامعي وحوايل ألف‬
‫طالب متخرج (بعض اجلامعات اخلاصة مثل اجلامعة األمريكية يف القاهرة‪ ،‬واجلامعة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا هلا وضع خاص‪ ،‬حيث أهنا‬
‫خاصا مقيدا به نحو ‪ 400‬ألف طالب‪ ،‬وحوايل ‪550‬‬
‫عاليا ً‬‫معهدا ً‬‫تتبع اتفاقيات خاصة مع حكومة كل منهام)‪ ،‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬هناك ‪ً 117‬‬
‫خاصا مقيد به ‪ 24‬ألف طالب‪.‬‬ ‫فنيا ً‬‫معهدا ً‬
‫طالب متخرج‪ ،‬هذا باإلضافة إىل ‪ً 11‬‬

‫ويعترب نظام التعليم العايل املرصي شديد الرتكيز‪ ،‬ويتوزع بني أجهزة كل منها منعزلة عن األخرى‪ ،‬وخيضع ملستويات متعددة من الضوابط‪ ،‬وله‬

‫‪78‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫جيدا‪ .‬وباملقارنة باملعايري الدولية‪ ،‬فإن سلطة املؤسسات التعليمية يف حتسني األداء واالستجابة‬
‫سلطات تدخل واسعة‪ ،‬ولكنها غري خمططة ختطيطًا ً‬
‫للتغريات يف متطلبات الطالب واحتياجات سوق العمل حمدودة للغاية‪ ،‬وال يتم الربط بني خمصصات املوازنة وأدوار واحتياجات املؤسسات كل‬
‫عىل حدة‪ .‬ومتاثل سياسات التشغيل والعاملة يف هذا القطاع تلك املطبقة يف القطاع العام‪ ،‬مما يؤدي إىل تفاقم مشكلة العاملة الزائدة‪ ،‬وتتم الرتقيات‬
‫أيضا لكثري من الضوابط التنظيمية املفروضة عىل‬ ‫وف ًقا لعدد سنوات اخلدمة‪ ،‬هذا إىل جانب تدين األجور واملرتبات‪ .‬وختضع املؤسسات اخلاصة ً‬
‫املؤسسات العامة‪ ،‬وبذلك تنمحي املزايا التي مينحها القطاع اخلاص القوي واخلالق‪.‬‬

‫وبالنسبة للجامعات العامة هناك خماوف من استمرار االعتامد عىل نتائج امتحانات املدارس الثانوية كأساس للقبول يف التعليم العايل‪ ،‬ومازالت‬
‫هذه القضية ختضع جلدل مستمر‪ .‬وتشري املسوح إىل غياب الفرص الكافية الختيار جمال الدراسة الذي يالئم املسار الوظيفي املفضل للطالب‪،‬‬
‫نظرا للرتكيز الشديد عىل حفظ‬ ‫وعدم إجراء اإلعداد والتأهيل الكايف للتشغيل نتيجة عدم مالءمة املناهج‪ ،‬وضعف تكوين املهارات العملية ً‬
‫حاليا مراجعة إجراءات إصالح التعليم العايل‬
‫واستظهار املحتوى‪ ،‬إىل جانب طرق التدريب غري التفاعلية ونقص التجهيزات واألجهزة‪ .‬وجيري ً‬
‫اسرتشا ًدا بتحليل املوقف والفجوة الذي جيريه البنك الدويل ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬والذي يركز عىل جمموعة من القضايا املتعلقة‬
‫بالوصول للتعليم العايل‪ ،‬والتمويل‪ ،‬واحلوكمة‪ ،‬واالستقاللية‪ ،‬واحلراك‪ ،‬وإضفاء الصبغة الدولية واجلودة‪ .‬وقد طلب وزير التعليم العايل إجراء هذه‬
‫املراجعة حتى ميكن دفع عملية اإلصالح والنهوض هبا‪.‬‬

‫البحث والتطوير واإلبتكار‬


‫يف مرص خيصص ‪ %0,2‬من الناتج املحيل اإلمجايل للبحث والتطوير‪ ،‬ويأيت ‪ %95‬من اإلنفاق من احلكومة‪ .‬ويضع املجلس األعىل للعلوم‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬الذي أنشئ حدي ًثا‪ ،‬األساس لتحقيق مستوى ِ‬
‫عال من التنسيق وحتديد األولويات التي تتفق مع أهداف واسرتاتيجيات التنمية‬
‫القومية‪ .‬ومينح صندوق العلوم والتكنولوجيا التنافيس‪ ،‬وصندوق االبتكار املرصي‪ /‬األورويب ‪Science and Technology Competitive‬‬
‫‪ Fund and the EU Egypt Innovation Fund‬حوافز للنهوض مبستوى جودة البحوث‪ ،‬وربط أنشطة البحوث باحتياجات التنمية‬
‫الصناعية‪ .‬ومع هذا هناك عقبة هيكلية كبرية أمام تنمية القدرات يف املستقبل وهي انفصال البحوث عن التعليم اجلامعي وتبادل املعارف‪،‬‬
‫حاليا بحث اختاذ إجراءات لعالج أوجه القصور هذه يف‬
‫واستمرار تطبيق النهج الذي يعتمد عىل جانب العرض يف البحوث واالبتكار‪ .‬ويتم ً‬
‫مبادرات اإلصالح‪.‬‬

‫مبادرات اإلصالح احلالية‬


‫تسعى مرص إىل تطبيق هنج يستهدف االرتقاء بجودة التعليم من خالل االنتقال من منوذج مركزي إىل منوذج المركزي جيمع بني العمل عىل تأكيد‬
‫اجلودة واالرتقاء هبا‪ .‬وقد تم وضع برنامج لتحقيق تقدم يف اإلصالح من خالل خطة اسرتاتيجية طويلة األجل (‪ )2017-2002‬يتم تنفيذها عىل‬
‫ثالث مراحل خسية متتابعة يف إطار مرشوع «حتسني التعليم العايل» ‪ .Higher Education Enhancement‬هذا يؤكد أن قضايا اجلودة وما‬
‫يتصل هبا حتتاج إىل معاجلتها‪ ،‬وكذلك إجراءات تأكيد اجلودة واالعتامد‪ ،‬إىل جانب حتسني القدرات املؤسسية اخلاصة بالتخطيط االسرتاتيجي وإدارة‬
‫التنفيذ‪ ،‬مبا يف ذلك التحديد الواضح ألهداف التعلم املؤسيس كأساس ملراجعة املناهج‪ ،‬وطرق التدريس والتقييم واإلبالغ عن نتائج التعليم‪.‬‬

‫‪ 6-2‬الصحة والتغذية‬
‫تعترب الصحة يف هذا التحليل مبثابة هدف تنموي ورشط رضوري ومسبق لتحقيق أهداف التنمية حيث أهنا حتدد نوعية احلياة‪ ،‬وإنتاجية رأس‬
‫املال البرشي للدولة‪ ،‬وأداء املجتمع لوظائفه‪ .‬ويعترب رأس املال البرشي األصل الرئييس وأساس التنمية البرشية املتواصلة‪ ،‬وحتسني صحة‬
‫األرسة هو ما يسعى إىل حتقيقه قطاع الصحة ‪ .73‬إن ما تتسم به املشاكل الصحية من تشابك‪ ،‬وتأثر كل منها باألخرى يدعو إىل وضع رؤية شاملة‪،‬‬
‫وتنمية القدرة عىل تطبيق ُهنج وبرامج متكاملة للتصدي هلا‪ .‬ويؤدي الضعف املؤسيس يف هذا املجال إىل جعل رؤية قطاع الصحة تنحرص فيه‬
‫فقط عند إجراء تدخالته دون إرشاك القطاعات األخرى ‪ ،‬مع الرتكيز أكرث عىل اخلدمات التي تعتمد عىل اإلجراءات الوقائية أكرث من التصدي‬
‫لألسباب اجلذرية لسوء الصحة‪.‬‬

‫ريا يف حتسني صحة املرصيني عىل مدى العقود املاضية‪ ،‬كام يتضح ذلك من التحسن يف املؤرشات الصحية‪ ،‬خاصة‬
‫تقدما كب ً‬
‫حققت مرص ً‬
‫االنخفاض املتزايد يف معدالت وفيات األطفال من أكرث من ‪ 240‬لكل ‪ 1000‬مولود حي يف عام ‪ 1967‬إىل ‪ 28‬لكل ألف مولود حي يف عام‬

‫‪79‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫‪ .74 2008‬وتتضح قدرة وزارة الصحة عىل التعامل مع املشاكل الصحية الكربى عىل املستوى القومي عندما ُختصص موارد خاصة للربامج‬
‫الرأسية التي تتصدي للمشاكل الصحية ذات األولوية مثل برنامج مكافحة االلتهابات الكبدية الفريوسية ‪.Viral hepatitis programmes‬‬

‫أساسا متويل اخلدمات الصحية يف مرص‪ ،‬وميثل اإلنفاق من جيبها اخلاص ‪( %60‬مقابل ‪ %51‬عام ‪ .)1994‬وتساهم وزارة املالية‬ ‫وتتحمل األرس ً‬
‫بـ ‪ %35,3‬فقط‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 201‬جنيه للفرد‪ .‬ويف نفس الوقت تراجع إسهام اجلهات املانحة من ‪ %2,9‬يف عام ‪ 1994‬إىل ‪ %0,6‬عام ‪.2007‬‬
‫وتتوىل وزارة الصحة إدارة معظم برامج الصحة الوقائية والصحة العامة‪ ،‬بينام تقوم أجهزة القطاع العام األخرى مثل هيئة التأمني الصحي‪،‬‬
‫ريا التوزيع النسبي لإلنفاق عىل الرعاية الصحية بني القطاع العام‬
‫واملستشفيات واملعاهد التعليمية بتقديم الرعاية العالجية األولية‪ .‬ومل يتغري كث ً‬
‫والقطاع اخلاص منذ عام ‪ .1995/1994‬فأجهزة القطاع العام استحوذت عىل ‪ %43‬من مرصوف األرسة عىل الرعاية الصحية يف عام ‪2002‬‬
‫‪ ،‬مقابل ‪ %54‬ألجهزة القطاع اخلاص‪ .‬وتنفق األرس ‪ %42‬من جيبها اخلاص للحصول عىل الرعاية الصحية من العيادات اخلاصة‪ ،‬ييل ذلك‬
‫ال يف اإلنفاق باملقارنة بعام ‪ ، 1995/1994‬عندما كان معظم اإلنفاق يتم يف الصيدليات‬ ‫الصيدليات اخلاصة واملستقلة (‪ .)%34‬وهذا ميثل حتو ً‬
‫غريبا أن تكون نسبة ما تنفقه األرس‬
‫(‪ %63‬من مرصوفات األرسة)‪ .‬وتقدم الرعاية يف مستشفيات وزارة الصحة جمانًا أو بدعم كبري‪ ،‬ولذلك ليس ً‬
‫من جيبها اخلاص يف مستشفيات وزارة الصحة ضئيلة‪ .‬ومن الرضوري تأكيد أمهية الصحة العامة يف ظل تراجع سلوك الباحثني عن الرعاية‬
‫ريا من‬‫جانبا كب ً‬
‫الصحية الذي لوحظ بني األرس الفقرية عندما ظهر وباء أنفلونزا الطيور وفرض حظر تربية الدواجن يف املنازل ‪ .‬وحيث أن ً‬
‫‪75‬‬

‫دخل هذه األرسة يأيت من تربية الدواجن‪ ،‬فقد انخفضت قوهتا الرشائية نتيجة إجراءات احلظر الشديد التي فرضها وباء أنفلونزا الطيور‪ ،‬وتفاقم‬
‫الوضع أكرث بارتفاع أسعار الغذاء‪ ،‬وأدى النقص املفاجئ والكبري من املوارد املالية إىل التضحية باألمن الغذايئ لألرس واحلد من قدرهتا عىل‬
‫التكيف مع هذا الواقع‪.‬‬

‫أساسا من موازنة احلكومة أو من خالل املرىض الذين يدفعون مقابل هذه اخلدمات من جيبهم‬
‫يف مرص‪ ،‬مازال متويل اخلدمات الصحية يتم ً‬
‫اخلاص‪ .‬وهذا النمط من نظام التمويل املزدوج للخدمات الصحية هو النمط السائد يف معظم الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يتحقق‬
‫تقريبا من إمجايل الناتج‬
‫الشكل الوحيد املنظم لتمويل اخلدمات الصحية عن طريق موازنة احلكومة‪ .‬يف عام ‪ 2002/2001‬أنفقت مرص ‪ً %6‬‬
‫املحيل عىل الرعاية الصحية مقابل ‪ %3,7‬يف عام ‪ .1995/1994‬وبلغ إمجايل اإلنفاق عىل الرعاية الصحية يف عام ‪ )23( 2002/2001‬مليار‬
‫جنيه بزيادة نسبتها ‪ %207‬عن عام ‪ .1995/1994‬وبالنظر إىل مصادر متويل الرعاية الصحية يف مرص يتضح أن القطاع اخلاص – األرس‬
‫أساسا – هو الذي يتحمل العبء األكرب لتمويل الرعاية الصحية‪ .‬ومبقارنة مصادر التمويل بني عام ‪ 1995/1994‬و ‪ 2002/2001‬يتبني أن‬
‫ً‬
‫املسامهة العامة تراجعت من ‪ %46‬إىل ‪ %32‬من اإلنفاق عىل الصحة‪ .‬وهذا الرتاجع يف اإلنفاق العام يتم تعويضه من مسامهات األرس التي‬
‫زادت بنسبة ‪ .76%61‬ويعزي جانب كبري من هذه الزيادة الكبرية إىل ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية يف مرص وزيادة الطلب عىل خدمات‬
‫القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪-6-2‬أ‪ :‬برنامج إصالح القطاع الصحي‬


‫مل تتحقق بعد التغطية الكاملة ‪-‬عىل املستوى القومي‪ -‬لربنامج إصالح القطاع الصحي الذي بدأ مبرحلة متهيدية يف منتصف التسعينات‪ .‬ويف نفس‬
‫الوقت قامت وزارة الصحة بإجراء عملية إعادة تنظيم وإعادة هيكلة لدعم السياسات التي يتضمنها برنامج إصالح القطاع الصحي‪ ،‬ولتدعيم‬
‫الوزارة يف أدائها لوظائفها املعتادة‪ .‬وقد وضع الربنامج سياسة جديدة بشأن حوافز املوظفني ساندها برنامج لإلرشاف‪ ،‬كام أقام عالقة تعاقدية‬
‫بني مقدمي الرعاية الصحية وبني من يدفع مقابل اخلدمة‪ ،‬وساعدت عملية إعادة اهليكلة عىل إدماج بعض الربامج الرأسية يف املسار الرئييس‬
‫لألنشطة‪ ،‬ويف وضع معايري جلودة اخلدمات‪ ،‬ويف تطوير أداء العاملني يف جمال الصحة‪ ،‬وتطوير نظم املعلومات الصحية‪ ،‬ومنح قدر أكرب من‬
‫االستقالل عىل املستويات الالمركزية‪ .‬إن مستويات اجلودة القومية التي أرساها برنامج إصالح القطاع الصحي بالنسبة لتقديم خدمة الرعاية‬
‫تدرجييا يف أجهزة اخلدمات الصحية التي تم جتديدها عقب تنظيم‬ ‫ً‬ ‫دوليا يتم تطبيقها‬
‫الصحية ذات اجلودة العالية والتي تم تطويرها واعتامدها ً‬
‫برنامج إعادة تدريب للعاملني بعد اعتامدهم‪ .‬وعىل الرغم من أن التغطية الكاملة اقترصت عىل عدد قليل من املحافظات التي بادرت بإصالح‬
‫حاليا مقدمي‬
‫القطاع الصحي يف بداية عملية اإلصالح‪ ،‬فإن هناك خطة لتعميم تطبيق معايري اجلودة واعتامد أجهزة اخلدمات الصحية تغطي ً‬
‫خدمات الرعاية الصحية األولية‪ .‬وتتيح السياسات التي توجه تطور وأداء قطاع إنتاج الدواء النشط يف مرص مساندة قوية لربنامج إصالح‬
‫القطاع الصحي‪ .‬وهناك بعض اخلدمات التي تم تطويرها وحتديثها مثل خدمة الطوارئ ونقل الدم‪ ،‬إال أن هناك خدمات أخرى ـ مثل خدمات‬
‫إدارة سالمة الغذاء ـ مازالت يف حاجة لدعم أكرث حتى تستطيع وزارة الصحة أن تقوم بدورها الرائد املعتاد ومبهامها الفنية يف هذا املجال‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 14‬تكلفة سوء التغذية يف مرص‬

‫الوضع‬
‫عىل الرغم من التحسن امللموس يف صحة املرصيني عىل مدى نصف القرن املايض‪ ،‬كام يدل عىل ذلك انخفاض معدل وفيات األطفال دون سن اخلامسة‪ ،‬من أكرث‬
‫ال من ‪ 240‬لكل ‪ 1000‬مولود حي يف عام ‪ 1967‬إىل ‪ 28‬لكل ‪ 1000‬مولود حي يف ‪( 2008‬املسح السكاين الصحي ملرص عام ‪ ،)2008‬فإن القضية املطروحة‬ ‫قلي ً‬
‫اآلن هي نوعية حياة األطفال الباقني عىل قيد احلياة‪ .‬فقد كشف املسح السكاين الصحي ملرص عام ‪ 2008‬أن ما طرأ من انخفاض يف مستويات سوء التغذية خالل‬
‫تدهورا‪ .‬وتشري نتائج املسح إىل أنه بالرغم من أن وضع التغذية‬
‫ً‬ ‫معاكسا‪ ،‬وأن سوء التغذية هو أحد مؤرشات الطفولة القليلة الذي شهد‬
‫ً‬ ‫السنوات األخرية أخذ اجتا ًها‬
‫نسبيا خالل الفرتة بني عامي ‪ 2000‬و ‪ 2005‬إال أن التقزم – الذي يعد أحد مظاهر نقص التغذية املزمن وطويل األجل – زاد‬ ‫ً‬ ‫تغيري‬ ‫دون‬ ‫بني األطفال الصغار ظل‬
‫يف عام ‪ .2008‬وتبني األرقام القومية اخلاصة بسوء التغذية أن ‪ %29‬من األطفال حتت سن اخلامسة يعانون من التقزم‪ ،‬وأن ‪ %6‬ناقيص الوزن‪ ،‬و‪ %7‬يعانون من اهلزال‪.‬‬
‫( املسح السكاين الصحي ملرص)‪ ،‬وهذه املتوسطات ختفي التفاوتات اإلقليمية الواسعة بالنسبة النتشار نقص التغذية‪ ،‬حيث يكون التقزم أقل من املتوسط يف الوجه‬
‫القبيل‪ ،‬ويصل إىل الضعف يف الوجه البحري إذ تصل النسبة إىل ‪.%39,3‬‬

‫أيضا نتيجة عدد من العوامل األخرى التي تشمل (عىل سبيل املثال ال احلرص) العادات الغذائية‪ ،‬واملامرسات‬ ‫ومشكلة نقص التغذية ال تنتج عن الفقر فقط‪ ،‬فهي ً‬
‫الصحية‪ ،‬وارتفاع عبء املرض‪ .‬وحدوث التقزم وارتفاع معدالت اإلصابة باألنيميا ال يقترص عىل الفقراء‪ ،‬فقد وجد أنه يعرب كافة احلواجز االجتامعية – االقتصادية‬
‫ويؤثر عىل كل رشائح الرثوة‪ .‬واألطفال معرضون لنقص املغذيات الدقيقة ‪ micronutrient‬نتيجة نقص ما حيصلون عليه من احلديد وفيتامني أ والزنك‪ ،‬كام تشري إىل‬
‫تقريبا مازالوا معرضني لإلصابة باالضطرابات‬
‫ذلك الدراسات املعنية بالتغذية‪ .‬وبينام تبلغ نسبة األرس التي تستهلك امللح املزود باليود ‪ %79‬فإن نصف مليون طفل ً‬
‫الناجتة عن نقص اليود‪ .‬وتشهد مرص زيادة يف نسبة البالغني الذين يعانون من البدانة‪ ،‬حيث أن ‪ %70‬من األشخاص يف سن ‪ 15‬سنة فأكرث يعانون من الوزن الزائد أو‬
‫البدانة‪ ،‬كام أن هناك أكرث من طفل من بني كل ‪ 8‬أطفال يولد ناقص الوزن مما يعرضهم خلطر اإلصابة مبرض السكر والقلب بالقياس إىل األطفال الذين يبدأون حياهتم‬
‫وهم متمتعون بتغذية جيدة‪ .‬إن هذا «العبء املزدوج» املتمثل يف نقص التغذية وزيادة الوزن ميكن أن يعزي إىل نظم الصحة العامة السيئة‪ ،‬والتقدم البطئ يف حتسن‬
‫البنية التحتية األساسية للمجتمع‪ ،‬خاصة يف املناطق الريفية والعشوائيات املزدمحة‪ .‬إن أسلوب احلياة الذي حيتم اجللوس مدة طويلة‪ ،‬وتغري العادات الغذائية‪ ،‬وتناول‬
‫الوجبات الغنية بالكربوهيدرات والسكريات مسؤولة عن زيادة البدانة واألمراض املزمنة املرتبطة بالتغذية‪ .‬وتشري األرقام الواردة أعاله إىل أن مرص لن تستطيع‬
‫حتقيق اهلدف (جـ) من اهلدف اإلمنايئ األول لأللفية الذي يتعلق بتخفيض معدل األطفال ناقيص الوزن املسجل يف عام ‪ 1991‬إىل النصف بحلول عام ‪.2015‬‬

‫تكلفة سوء التغذية‬


‫شهرا األوىل من احلياة‪ .‬فإذا استمر احلال عىل ما هو عليه‬
‫حتدث معظم األرضار – التي يتعذر إزالتها – الناجتة عن سوء التغذية يف فرتة احلمل واألربعة وعرشين ً‬
‫ومل يتخذ أي إجراء‪ ،‬فإنه من املتوقع أن خترس مرص ـ بحلول عام ‪2015‬ـ ما يصل إىل ‪ 1,3‬مليار دوالر نتيجة األمراض املزمنة (‪ .)The Lancet, 2009‬واألطفال‬
‫الذين يعانون من سوء التغذية منذ امليالد وحتى عامهم الثاين يكونون معرضون لقصور يف قدراهتم املعرفية مما يؤثر عىل قدرهتم عىل التعلم وعىل إنتاجية البلد والنمو‬
‫االقتصادي والتنمية‪ .‬وتتمثل التكاليف االقتصادية لنقص التغذية وزيادة الوزن يف التكاليف املبارشة مثل زيادة العبء عىل نظام الرعاية الصحية‪ ،‬ويف التكلفة غري‬
‫املبارشة مثل تدهور اإلنتاجية‪ .‬وتعترب أنيميا األطفال وحدها مسؤولة عن انخفاض أجور البالغني بنسبة ‪ .%2,5‬ويفقد الناتج املحيل اإلمجايل ملرص أكرث من ‪814‬‬
‫سنويا نتيجة نقص الفيتامينات واملعادن (‪ ،)World Bank )2009( and UNICEF 2004‬بينام تبلغ تكلفة توسيع نطاق التغذية باملغذيات الدقيقة‬ ‫مليون دوالر ً‬
‫األساسية ‪ 55‬مليون دوالر سنويًا‪ .‬وخيتلف العائد عىل االستثامر يف خمتلف التدخالت األساسية للتصدي لسوء التغذية‪ ،‬حيث حيقق تعميم تزويد امللح باليود أعىل عائد‬
‫إذ يصل إىل ‪ %3000‬بينام حيقق تزويد بنود الغذاء األساسية باحلديد أدىن عائد حيث يقدر بـ ‪.%800‬‬

‫إهناء الوضع القائم‬


‫إن حتديث سياسة واسرتاتيجية التغذية القومية ومواءمتها مع متطلبات الوضع احلايل يتعني أن يقرتن بالنهوض بالقدرة التشغيلية عىل توسيع نطاق اإلجراءات‬
‫إجراء رسي ًعا يف جمال التغذية‪ ،‬وسيكشف هذا التحليل جوانب‬
‫ً‬ ‫اخلاصة بالتغذية‪ .‬وجتري اآلن يف اليونيسف استعدادات إلجراء حتليل ملدى استعداد مرص ألن تتخذ‬
‫ويقيم بصفة خاصة القدرة التشغيلية والفجوات املوجودة يف البيانات العلمية املطلوبة الختاذها كأساس لصياغة سياسة واسرتاتيجية مستندة إىل األدلة‬
‫القوة والضعف َ‬
‫وتتطلب التدخالت التي تستهدف وقف التدهور املتصاعد يف وضع التغذية يف مرص استبدال النهج الصحي السائد الذي ينظر إىل حل وحيد وبسيط للمشاكل مبعزل‬
‫عن األسباب الكامنة والروابط التنموية التي تعتمد وتؤثر عىل بعضها البعض‪ .‬وهلذا حيتاج األمر إىل تدخالت شاملة وعاجلة وذات استهداف جيد حلامية رأس املال‬
‫البرشي ملرص‪ ،‬وجتنب التضحية بالتقدم اهلام الذي حتقق عىل جبهة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬حبيبة حسن واصف‪ ،‬معدل من ‪:‬‬


‫‪.World Bank Briefs on Nutrition in Egypt )2010(: Solutions to Primary Causes of Malnutrition, and Nutrition at a Glance : Egypt‬‬

‫عقب التصديق عىل إنشاء صندوق االستثامر القومي لتطوير أكرث من ‪ 2000‬وحدة من وحدات صحة األرسة‪ ،‬فإن تنفيذ منوذج وحدات صحة‬
‫األرسة عىل النطاق القومي‪ ،‬الذي من خالله سيتم تنفيذ نظام التأمني الصحي االجتامعي الشامل‪ ،‬ينتظر إهناء الرتتيبات اإلدارية‪ ،‬خاصة آليات‬
‫التمويل‪ ،‬قبل أن يتم تعميم هذا النموذج عىل املستوى القومي‪ .‬ويف نفس الوقت تم تدعيم القدرة الرشائية هليئة التأمني الصحي حتى ميكنها‬
‫الوفاء مبتطلبات دورها كام ورد يف خطة إصالح نظام التأمني الصحي‪ .‬ومن بني اإلجراءات التي تم اختاذها لإلعداد لتنفيذ اإلصالح‪ ،‬التصديق‬
‫عىل خريطة تنظيمية جديدة‪ ،‬ووضع برنامج مكثف للتدريب‪ .‬وقد تم إعداد قانون جديد للتأمني الصحي ووضع منوذج اكتوارى بالتعاون مع‬
‫‪81‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫وزارة املالية التي أعدت تنبؤات مالية طويلة األجل للكشف عن مدى استدامة النموذج اجلديد وآثاره املالية املتوقعة عىل موازنة الدولة‪ ،‬وأجرى‬
‫اختبار ميداين يف حمافظة السويس لتجربة هذا النموذج اجلديد‪ ،‬وقد أخذ يف االعتبار الفقراء كام حددهتم وزارة التضامن االجتامعي‪.‬‬

‫‪-6-2‬ب‪ :‬أثر التدهور البيئي‬


‫تم تصميم برنامج إصالح القطاع الصحي يف التسعينيات ملواجهة املشاكل الصحية التي تصدرت قامئة االهتاممات يف ذلك الوقت‪ .‬ومنذ ذلك‬
‫احلني‪ ،‬شهدت العقود املاضية زيادة يف عبء األمراض الناجتة عن التدهور البيئي‪ .‬فقد أدت السياسات التي تستهدف التوسع يف التصنيع‪،‬‬
‫وتكثيف اإلنتاج الزراعي الرأيس إىل زيادة ترصيف املخلفات الصناعية غري املعاجلة يف الطبيعة‪ ،‬ويف زيادة متبقيات األسمدة الكياموية واملبيدات‬
‫أيضا إىل تفاقم التدهور البيئي‬
‫التي وجدت طريقها نحو قنوات الرصف وشبكة الري‪ .‬أدى هذا إىل زيادة األخطار البيئية عىل الصحة‪ .‬ومما أدى ً‬
‫التفريغ والترصيف العشوايئ ملياه املجاري غري املعاجلة يف املجاري املائية واحلقول (تبلغ نسبة التغطية بالرصف الصحي يف املناطق الريفية‬
‫‪ %24,3‬وف ًقا للجهاز املركزي للتعبئة العامة اإلحصاء‪ ،‬تعداد ‪ .،)2006‬ومن املتوقع أن تؤدي ندرة املياه وتغري املناخ إىل استكامل الصورة بقامئة‬
‫جديدة من األخطار الصحية‪.77‬‬

‫كام أن البيئات غري الصحية يف هذا العدد املتنامي من العشوائيات‪ ،‬التي يعيش فيها املاليني حتت ظروف صحية سيئة‪ ،‬وال يتوفر فيها احلد األدىن‬
‫أيضا إىل زيادة حجم األخطار الصحية واألرضار البيئية التي يتعرض هلا املرصيون‪ 0‬يف مثل هذه‬ ‫من خدمات البنية التحتية األساسية‪ ،‬أدت ً‬
‫غالبا بالنمو احلرضي الرسيع‪،‬‬ ‫املجتمعات (عىل سبيل املثال يف منطقة الكيلو أربعة ونصف) تفاقمت األخطار البيئية الصحية‪ ،‬التي ترتبط ً‬
‫أيضا هذا‬
‫وبارتفاع معدالت اهلجرة الداخلية والدولية‪ ،‬وغياب التخطيط خلدمات البنية التحتية األساسية‪ .‬ويزيد من األخطار البيئية الصحية ً‬
‫الرقم املخيف حلوادث الطرق واإلصابات يف أماكن العمل‪ ،‬والزيادة املستمرة يف تدخني التبغ‪.‬‬

‫حددت الدراسات التي أُجريت لتقدير العبء البيئي لألمراض قيمة تأشريية ملخرجات معينة من األخطار البيئية‪ 780‬ويف مرص وصل األثر‬
‫الرتاكمي للتعرض لألخطار البيئية إىل مستويات حرجة‪ ،‬ويبدو ذلك يف جمموعة من الظروف املرضية التي ترجع إىل املخاطر البيئية‪ .‬وأكرث أمثلة‬
‫األمراض شيو ًعا هي اإلسهال املتكرر‪ ،‬ويليه اإلصابة بالدودة االسطوانية املعوية‪ ،‬والرتاكوما‪ ،‬وسوء التغذية‪ ،‬وأمراض الكىل‪ ،‬واألنواع العديدة‬
‫من الرسطان‪ ،‬وأمراض اجلهاز اهلضمي‪ ،‬وإعاقات اجلهاز العصبي (التي تتسبب عادة من امللوثات الكياموية)‪ ،‬واألمراض اجللدية‪ ،‬واحلساسية‬
‫مبظاهرها املختلفة‪ .‬ومل تستطع مبادرات األبحاث والتحليالت العلمية أن تلم بكل املعلومات اخلاصة باملظاهر املتنامية للعبء البيئي لألمراض يف‬
‫ال من ذلك‪ ،‬فإن خطورة األوضاع وحجم الطلب عىل اخلدمات العالجية قد تكون وراء‬ ‫مرص حتى ميكن تطبيق هنج حتديد وإدارة املخاطر‪ .‬وبد ً‬
‫ال من وضع سياسة لتحديد املخاطر واإلبالغ‬ ‫استجابة هذه اخلدمات من خالل مضاعفة مراكز الغسيل الكلوي ومستشفيات عالج الرسطان بد ً‬
‫عنها وإدارهتا للحد من تعرض املرصيني لألخطار البيئية‪.‬‬

‫‪-6-2‬ج‪ :‬عبء المرض في مصر‬


‫تدرجييا من األمراض املعدية والطفيلية إىل األمراض غري املعدية‪ .‬وقد كان هذا نتيجة حتسن برامج مكافحة‬ ‫ً‬ ‫يتحول عبء املرض يف مرص‬
‫أرضارا ضخمة‬
‫ً‬ ‫األمراض املعدية‪ ،‬وحتديث أسلوب حياة املرصيني‪ ،‬وزيادة العمر املتوقع عند امليالد‪ .‬وهذا العبء املضاعف للمرض يفرض‬
‫عىل صحة الناس وعىل اقتصاد البلد‪ .‬وهلذا من الرضوري وضع اسرتاتيجيات ملواجهة التطور يف عبء األمراض مستقبالً‪ .‬ويف الوقت احلايل‪،‬‬
‫أساسا من األمراض غري املعدية‪ ،‬ويأيت ضغط الدم وتليف الكبد عىل رأس األمراض املسببة للوفاة حيث تسببا م ًعا يف ‪%13,7‬‬ ‫تتسبب الوفيات ً‬
‫من حاالت الوفاة عام ‪ .792007‬ويف نفس الوقت‪ ،‬فإن أمراض اإلسهال واجلهاز اهلضمي التي تسببت يف ‪ %2,6‬من حاالت الوفاة عام ‪ 2001‬مل‬
‫تكن تأيت يف مقدمة األسباب التي أدت إىل الوفاة يف عام ‪ ،2007‬عىل الرغم من أهنا مازالت مثرية للقلق الشديد‪ .80‬وبالتوازي مع هذا‪ ،‬وارتباطًا‬
‫بالتحول الدميوجرايف ملرص‪ ،‬تشهد مرص حالة من التحول يف األمراض الوبائية تتسم باآليت ‪ )1( :‬انخفاض معدل وفيات الرضع واألطفال نتيجة‬
‫اإلسهال وأمراض الطفولة التي ميكن الوقاية منها‪ ،‬وعدوى اجلهاز التنفيس‪ )2( .‬االنتشار املتزايد لبعض العوامل التي تنطوي عىل خماطر مثل‬
‫السمنة والتدخني وارتفاع ضغط الدم املسؤولة عن األمراض املزمنة‪ )3( ،‬تغري البيئة االجتامعية‪ /‬االقتصادية الذي قاد إىل تناول وجبات غري‬
‫متوازنة أو غري كافية‪ ،‬وتبين أساليب احلياة التي تفرض اجللوس ملدة طويلة‪ ،‬وتزايد حركة التصنيع‪ ،‬وزيادة حوادث الطرق‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬برزت‬
‫األمراض املزمنة غري املعدية‪ ،‬واملرتبطة بالتغذية كسبب رئييس للوفاة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫ريا للصحة يف مرص‪ .‬وتعترب اإلصابة بااللتهاب الكبدي (ب) متوسطة‪ ،‬وترتاوح بني ‪ %2‬و‬‫هتديدا خط ً‬
‫ويشكل االلتهاب الكبدي (ب) و(ىس) ً‬
‫‪ .%8‬وقد كشف حتليل عينات الدم الذى أجري عام ‪ 2006‬عن أن ‪ %1,1‬من أكياس الدم التي تم مجعها من كافة أنحاء مرص كانت هبا إصابة‬
‫أيضا وباء االلتهاب الكبدي (ىس) مبعدالت أعىل من الدول املجاورة‪ ،‬ومن دول أخرى يف العامل اختذت إجراءات مماثلة‬
‫إجيابية‪ .‬وتواجه مرص ً‬
‫للسيطرة عىل اإلصابة‪ .‬وعىل املستوى القومي تبني من اختبار ‪ PCR-RNA‬أن ‪ %9,8‬من إمجايل السكان لدهيم إصابة نشطة بفريوس(ىس)‬
‫وتكون نسبة اإلصابة أعىل لدى الفئة العمرية ‪ 50‬سنة فأكرث وتنخفض إىل ‪ %4‬يف الفئة العمرية ‪ 19-15‬سنة‪ .‬وينترش الفريوس(ىس)يف مجيع‬
‫املحافظات‪ .‬ويشهد الوجه البحري أعىل نسبة لإلصابات حيث تبلغ ‪ ،%11,5‬مقابل ‪ %10,2‬يف الوجه القبيل‪ .‬وتصل هذه النسبة إىل أدىن مستوى‬
‫يف املحافظات احلرضية إذا تصل إىل ‪.%6,2‬‬

‫هناك ما يدل عىل أن وباء فريوس نقص املناعة البرشي بدأ يتحول من انتشاره مبستوى منخفض بني السكان عامة (أقل من ‪ )%1‬إىل وباء مرتكز‬
‫(أكرث من ‪ )%5‬بني بعض الفئات (أنظر اهلدف السادس من األهداف اإلمنائية لأللفية حتت بند ‪ 6‬من املقدمة)‪ .‬وهناك جماالت عديدة حتتاج‬
‫للتصدي هلا بصورة عاجلة مثل ‪ :‬غياب املعرفة الكافية بفريوس نقص املناعة البرشي واإليدز‪ ،‬خاصة بني النساء والشباب‪ ،‬وتزايد السلوكيات‬
‫التي تنطوي عىل خطورة‪ ،‬وانخفاض استخدام الواقي الذكري‪ ،‬واالستخدام الضعيف خلدمات املشورة واالختبار الطوعي وملنع انتقال املرض‬
‫من األم إىل الطفل‪ .‬وقد كانت االسرتاتيجيات املقرتحة حلامية الزوجات من خطر التعرض لإلصابة من خالل أزواجهن وراء التوصية بإدماج‬
‫الوقاية من مرض اإليدز وأنشطة مكافحة الفريوس يف برامج صحة األم والطفل‪.‬‬

‫وجيدر إلقاء الضوء عىل إمكانية تعرض جمتمعات املهاجرين يف مرص لفريوس نقص املناعة البرشي وغريه من األمراض املعدية‪ .‬وتشري‬
‫التقديرات إىل أنه تم اكتشاف ‪ 2612‬حالة إصابة بفريوس نقص املناعة البرشي‪/‬اإليدز يف مرص بني عامي ‪1986‬و‪ ، 2006‬منها ‪ 722‬حالة‬
‫بني مواطنني أجانب معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء‪ .‬وللوصول لفهم أفضل هلذا الوضع‪ ،‬طلبت املنظمة الدولية للهجرة إجراء بحث‬
‫كيفي لتحليل احلاالت املعرضة هلذا املرض بني السودانيني غري املسجلني يف القاهرة‪ .81‬وقد وجدت الدراسة أن معظم احلاالت اإلجيابية لدى‬
‫السودانيني أصيبوا هبا قبل وصوهلم ملرص‪ .‬وحيث أن املرض ينتقل من خالل العالقات اجلنسية‪ ،‬ويف ضوء الظروف االجتامعية واالقتصادية التي‬
‫يعيش فيها املهاجرون غري املسجلني يف مرص – حيث يناضلون من أجل الوصول إىل خدمات الرعاية الصحية واخلدمات األخرى – ويعيشون يف‬
‫مناطق حرضية مزدمحة – فإن كل هذا يزيد من خطورة تعرضهم لإلصابة بفريوس نقص املناعة البرشي‪ .‬وبالتوازي مع ذلك‪ ،‬يواجه املهاجرون‬
‫املصابون هبذا املرض عوائق كبرية أمام احلصول عىل خدمات الصحة اجلنسية واإلنجابية‪ ،‬مبا يف ذلك االختبار والعالج الذي جيري يف رسية‪.‬‬

‫وعىل أي حال‪ ،‬وجد أن الشعور بالوصمة هو أهم حاجز أمام حتقيق تقدم يف مواجهة هذا املرض‪ .‬وهناك أمراض أخرى معدية تستحق االهتامم‬
‫هبا‪ .‬فبالنسبة ملرض السل بعد أن حتسنت نسبة اإلصابة به يف العقود األخرية‪ ،‬زادت حاالت اإلصابة نتيجة سوء األوضاع االجتامعية واالقتصادية‬
‫للفقراء‪ ،‬وارتفاع مستوى سوء التغذية‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬من الرضوري أن تظل مرص منتبهة لوباء أنفلونزا الطيور الذي أصبح متوطنًا يف‬
‫هتديدا لصحة اإلنسان واحليوان‪ ،‬باإلضافة إىل عواقبه اخلطرية عىل معيشة وتغذية ماليني الناس‪ .‬كام‬
‫صناعة الدواجن يف مرص‪ ،‬ومازال يشكل ً‬
‫أن هناك حاجة لتحسني القدرة عىل احلصول عىل البيانات اجليدة واستخدامها يف املراقبة واالستجابة الفعالة حتى ميكن احلد من التهديدات‬
‫التي تفرضها أنفلونزا احليوانات والطيور وغريها من األمراض التي تظهر من تفاعل النظام البيئي لإلنسان واحليوان‪ ،‬وباملثل‪ ،‬ينبغي وضع‬
‫اسرتاتيجيات وتدخالت طويلة األجل من أجل مكافحة هذه األمراض‪ ،‬واحلد من التهديدات التي تشكلها عىل الصحة‪ ،‬واملعيشة‪ ،‬واألمن‬
‫الغذايئ‪ ،‬والتغذية‪.‬‬

‫إن النمو االقتصادي املرتفع الذي حتقق خالل السنوات األخرية مل تصل مثاره إىل املحتاجني إمنا أسفر عن اتساع التفاوت يف الدخول‪ .‬وقد أدى‬
‫ارتفاع أسعار الغذاء والوقود ووباء أنفلونزا الطيور – وهو ما أضاف املزيد من الفقر والبطالة – إىل الكشف عن مواطن الضعف املوجودة يف‬
‫مرص بل إىل زيادهتا‪ ،‬وأضعف قدرة األرس ذات الدخل املنخفض عىل التعامل مع هذه الظروف‪ .‬وهذا يعين أن برامج الصحة الوقائية املستندة‬
‫إىل املجتمع‪ ،‬والتي توفر الثقافة واملعلومات الصحية املطلوبة من أجل إتباع أسلوب احلياة الصحي سوف ال جتد االستجابة الكافية حيث إن‬
‫مستويات الفقر الشديد سوف تقوض قدرة األرس عىل إتباع النصائح الصحية‪ .‬ويتأثر السعي نحو احلصول عىل الرعاية الصحية واألمن الغذايئ‬
‫(كما ونو ًعا) بالدخل املحدود‪ .‬وقد اعتمدت املبادرات الناجحة األخرية من أجل حتسني مستوى الصحة والتغذية يف املجتمع عىل تنفيذ برامج‬
‫ً‬
‫تستهدف توليد الدخل ويف نفس الوقت تستهدف متكني املرأة حتى ميكن النهوض بقدرة األرس عىل التعامل مع احلياة الصحية‪ .‬وبدون برنامج‬

‫‪83‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫للحامية االجتامعية الذي يستهدف األرس املحتاجة ال ميكن أن نضمن إمكانية التغلب عىل األزمة املالية والتدهور يف صحة األطفال يف األرس‬
‫املستضعفة‪ .‬وقد استكملت املرحلة التمهيدية لربنامج التحويالت النقدية املرشوطة الذي تنفذه وزارة التضامن االجتامعي (تغطي الرشوط‬
‫ميدانيا يف القاهرة والوجه القبيل‪.‬‬
‫ً‬ ‫صحة وتعليم األطفال)‪ ،‬وجيري تطبيقه‬

‫وتشري الدالئل العلمية إىل أن الفرتة منذ امليالد وحتى األشهر األربعة والعرشين هي فرتة حرجة حيث أهنا تشمل األساس الذي حيدد النتائج‬
‫الصحية يف حياة البالغني‪ .‬وهناك الكثري مما يتعني عمله يف هذا الصدد استنا ًدا إىل اإلطار القانوين الذي كفله قانون الطفل املعدل الذي صدر‬
‫حدي ًثا (‪ )2008‬وإىل املهمة التنسيقية التي أسندت إىل وزارة األرسة والسكان حلشد األطراف صاحبة املصلحة املعنية حول هذا املوضوع‪.‬‬
‫استثامرا يف رأس املال البرشي لألمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫واالستثامر يف مثل هذا الربنامج يساهم يف استغالل كافة اإلمكانيات التنموية لألطفال‪ ،‬وميثل‬

‫أيضا أن مشاكل التغذية يف مرحلة الطفولة املبكرة هي أصل معظم األمراض غري املعدية املرتبطة بالتغذية يف حياة البالغني‬
‫وتبني الدالئل العلمية ً‬
‫مثل البدانة أو الرسطان‪ 82‬لذلك فإن وضع اسرتاتيجيات وإجراء تدخالت حلامية احلمل وصحة الطفولة املبكرة ميكن أن حتمي رأس املال البرشي‬
‫ريا من األمراض غري املعدية املزمنة يف املراحل التالية من احلياة‪ .‬واألهم من ذلك أن هذا سوف خيفض من فاتورة التأمني الصحي‬‫لألمة‪ ،‬وحتد كث ً‬
‫عندما يصدر قانون نظام التأمني الصحي االجتامعي‪.‬‬

‫‪-6-2‬د‪ :‬ختان اإلناث‬


‫كان املسح السكاين الصحي يف مرص عام ‪ 1995‬أول مسح عىل املستوى القومي يشمل أسئلة عن ممارسة عادة ختان اإلناث‪ .‬ووف ًقا ألحدث‬
‫مسح صدر عام ‪ ،2008‬انخفضت نسبة ختان اإلناث من ‪ %97,3‬عام ‪ 2000‬إىل ‪ %96‬عام ‪ 2005‬ثم إىل ‪ %91,1‬يف عام ‪ ،2008‬وذلك بني‬
‫أيضا أن نسبة‬
‫النساء الاليت سبق هلن الزواج يف الفئة العمرية ‪ 49-15‬سنة والاليت شملهن املسح السكاين الصحي‪ .‬وكشفت بيانات املسح ً‬
‫أيضا من ‪ %76,5‬يف عام ‪ 2005‬إىل ‪ %74.4‬يف ‪.2008‬‬ ‫اخلتان بني الفتيات يف الفئة العمرية ‪ 17-15‬سنة انخفضت ً‬
‫واضحا من جانب احلكومة وصانعي القرارات خللق بيئة داعمة لتتبع كل أشكال‬ ‫ً‬ ‫التزاما‬
‫ً‬ ‫وتشري التطورات األخرية يف مرص إىل أن هناك‬
‫أيضا إىل أن ‪%77,4‬‬ ‫وممارسات العنف ضد األطفال‪ ،‬مبا يف ذلك ختان اإلناث‪ ،‬والقضاء عليها‪ .‬وتشري بيانات املسح السكاين الصحي لعام ‪ً 2008‬‬
‫من عمليات اخلتان جيرهيا أخصايئ طبي‪ .‬وقد أصدرت وزارة الصحة القرار رقم ‪ 271‬لسنة ‪ 2007‬الذي حيظر عىل مجيع األطباء‪ ،‬واملمرضات‬
‫وغريهم من مقدمي اخلدمات الصحية إجراء أي قطع ألي جزء طبيعي من األعضاء التناسلية لألنثى‪ ،‬كام أصدرت نقابة األطباء املرصية بيانًا‬
‫حتذر فيه األطباء من إجراء هذه العملية سواء يف املستشفيات أو العيادات أو املنازل‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬صدرت فتوى يف عام ‪ 2007‬حتظر‬
‫هذه العملية باعتبارها ممارسة ال تتفق مع أحكام الدين اإلسالمي‪ ،‬ويف يونيو ‪ 2008‬وافق الربملان املرصي عىل جتريم هذه املامرسة من خالل‬
‫إصدار ترشيع يعتربها جرمية يعاقب عليها القانون‪ .‬كام أضيفت املادة (‪ 242‬مكرر) لقانون العقوبات حلظر ختان اإلناث‪ ،‬وجتريم من جيرهيا‬
‫ومعاقبته بالسجن أو الغرامة أو بكلتا العقوبتني‪.‬‬

‫‪-6-2‬هـ‪ :‬صياغة السياسات‪ ،‬وتصميم البرامج وتنفيذها‬


‫ال تسفر األطر واآلليات املؤسسية لصياغة السياسات وتصميم الربامج التي تتطلب تنفيذها من خالل العمل املشرتك عن نتائج ناجحة يف مجيع‬
‫األحوال‪ ،‬حيث أن املتبع عادة هو أن كل قطاع يعمل داخل حدود املجال اخلاص به فقط‪ .‬ويف داخل القطاع الواحد تدار قنوات االتصال‬
‫رأسيا‪ ،‬وعادة ما يؤدى ذلك إىل عرقلة آليات العمل‬
‫وجيري إدارة املوارد املالية وغريها من املوارد‪ ،‬وتتم التغذية العكسية للمعلومات الفنية ً‬
‫نظرا ملا تتسم به املشاكل الصحية من‬
‫املشرتك يف القطاع الواحد عند األطراف أو حتى عند املستوى األوسط‪ .‬وهذا الوضع حيتاج إىل تغيري ً‬
‫تشابك وتأ ثريكل منها عىل األخرى‪ ،‬وهذا يدعو إىل العمل عىل زيادة فهم قطاع الصحة للمحددات األساسية لصحة السكان‪ ،‬فالطبيعة املعقدة‬
‫ريا من التعاون بني‬
‫قدرا كب ً‬
‫واملركبة للعمليات التي تؤثر عىل الصحة ال ميكن عالجها من خالل إجراءات من جانب قطاع واحد‪ ،‬بل تتطلب ً‬
‫القطاعات‪ .‬ومن أمثلة الظروف الصحية التي تؤثر عىل بعضها البعض إدمان املخدرات وحوادث الطرق وإدارة حاالت اإلعاقة‪.‬‬

‫إن تصميم وتنفيذ برامج تتطلب االستعانة بتخصصات متعددة‪ ،‬وتشارك فيها قطاعات عديدة‪ ،‬وتستطيع أن تنهي عزلة القطاعات عن بعضها‬
‫البعض تتطلب وجود بيئة داعمة تكون من أهم أسسها‪ :‬الشفافية‪ ،‬وحرية تبادل املعلومات‪ ،‬وتبدأ بإجراء حوار عىل مستوى السياسة بني القطاعات‬
‫لتصل ملفاهيم مشرتكة‪ ،‬ولتشارك معا يف التخطيط إلسرتاتيجيات متكاملة‪ .‬كام أن وضع هيكل مؤسيس ميكنه أن يسمح بتحقيق تعاون فعال بني‬

‫‪84‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫القطاعات ‪ -‬عند كل مستويات التنفيذ ‪ -‬سوف يسهل هذا التنفيذ‪ .‬وتعترب احلوكمة الرشيدة واملساءلة خمرجات أساسية للنجاح‪ .‬ويؤدي وجود‬
‫قنوات إلبالغ القرارات املشرتكة املتفق عليها وامللزمة جلميع الرشكاء‪ ،‬ووجود منوذج لإلدارة يسهل قيام كل رشيك بإدارة موارده اخلاصة واإلبالغ‬
‫عن استخدام هذه املوارد يساعد يف خلق تفاعل وتعاون بني كل الرشكاء‪ ،‬وبذلك ميكن تعظيم أثر إسهام كل منهم يف حتسني صحة املرصيني‪.‬‬

‫تقع مسؤولية وضع األولويات والربامج القومية‪ ،‬وحتديد جماالت العمل التي ميكن أن يكون هلا أثر إجيايب عىل صحة ورفاهة املرصيني عىل قطاعات‬
‫كثرية بخالف قطاع الصحة مثل القطاعات املعنية باآليت ‪ :‬شؤون األرسة والسكان‪ ،‬احلامية االجتامعية‪ ،‬التعليم‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الشباب والرياضة‪،‬‬
‫التخطيط العمراين‪ ،‬املياه والرصف الصحي‪ ،‬اإلسكان‪ ،‬خدمات البنية التحتية األساسية (وتشمل املواصالت)‪ ،‬البيئة‪ ،‬الصناعة والتجارة‪ ،‬احلكم‬
‫املحيل باإلضافة إىل منظامت املجتمع املدين‪ .‬وتشمل بعض اإلجراءات التي تعود بالفائدة عىل صحة األرسة واألطفال ورفاهيتهم ما ييل ‪ :‬برامج‬
‫احلامية االجتامعية وشبكات األمان االجتامعي ذات االستهداف اجليد‪ ،‬برامج واسرتاتيجيات تقليص الفقر‪ ،‬أعامل اإلرشاد املجتمعي لدعم قدرة‬
‫األرس عىل التكيف‪ ،‬اسرتاتيجيات حتسني األمن الغذايئ لألرس‪ ،‬تنفيذ قواعد ولوائح محاية البيئة‪ ،‬وإجياد حلول بديلة للحفاظ عىل سالمة البيئة‪.‬‬
‫إن اإلرساع بإنشاء «جهاز سالمة الغذاء» وإصدار «قانون الغذاء» يف مرص‪ ،‬واالهتامم بقضية توفري فرص ممارسة الرياضة البدنية جلميع املرصيني‬
‫ميكن أن يكون هلا أثر إجيايب مبارشعىل صحتهم ووضعهم الغذايئ‪.‬‬

‫عىل الرغم من أنه جيري منذ مدة مناقشة قضية توافق التعليم الطبي مع املالمح األساسية للصحة يف مرص‪ ،‬بحيث ميكن أن يعكس التطور يف‬
‫أيضا من أن البحوث‬‫النظم الصحية‪ ،‬ويساير التقدم الذي طرأ عىل املامرسات الطبية‪ ،‬إال أنه مل يتم بعد اختاذ أي إجراء يف هذا الشأن‪ .‬وعىل الرغم ً‬
‫عامليا عىل عدد من اجلبهات‪ ،‬إال أن بحوث النظام الصحي ‪Health System‬‬ ‫الصحية التي تتناول املشاكل الصحية قد تكون متقدمة ومعروفة ً‬
‫‪ Research‬مازالت حتتاج لتطوير‪ ،‬كام أن البحوث والدراسات املكثفة التي أجريت عند إعداد برنامج إصالح القطاع الصحي يف منتصف‬
‫التسعينيات مل تضع األساس لربنامج مستمر لبحوث النظام الصحي‪ ،‬وهناك حاجة لربنامج ُيبين حول حتليل وتفسري املعلومات املنتظمة التي ترد‬
‫يف الوقت املحدد من امليدان‪ .‬ومبجرد تنفيذ هذا الربنامج فإن نتائج بحوث النظام الصحي سوف تضع األساس لصياغة سياسات واسرتاتيجية‬
‫لتوجيه عملية تطوير النظام‪ ،‬وحل املشاكل‪ ،‬وحتديد االحتياجات املطلوبة إلجراء بحوث مكملة‪ .‬وقد يرجع هذا إىل أنه سيتم استكامل برنامج‬
‫تدعيم نظام املعلومات الصحية القومي مبجرد أن يتم تنفيذ منوذج إصالح القطاع الصحي بالكامل يف مجيع املحافظات‪.‬‬

‫إن كل ما أشري إليه أعاله يقصد منه جذب االنتباه إىل حقيقة أن التدهور يف صحة املرصيني – وهم املورد البرشي الذي يشري إليه االقتصاديون‬
‫باعتباره أصل من أصول مرص – ال ميكن القضاء عليه أو حتسينه من خالل رؤية تنحرص فقط يف قطاع الصحة‪ ،‬أو من خالل اسرتاتيجيات‬
‫تستهدف فقط حتسني جودة اخلدمات الصحية وتغطيتها وإمكانية الوصول إليها‪ .‬إن حتقيق فهم أفضل ملسؤوليات وأدوار كل رشيك سوف تؤدي‬
‫إىل زيادة قيمة اجلهود اجلامعية التي ترمي إىل حتسني صحة املرصيني‪ .‬وقد حيتاج األمر إىل مراجعة وتفعيل وظائف وإسهامات املجلس األعىل‬
‫للصحة‪ ،‬الذي تم إنشاؤه ليعمل كجهاز تنسيقي عىل أعىل مستوى لربنامج إصالح القطاع الصحي‪ .‬ومن أحد مسؤوليات هذا املجلس إجراء‬
‫حوار عىل مستوى السياسة بني القطاعات والرشكاء كخطوة أوىل نحو صياغة سياسات متكاملة للنهوض بالصحة‪ ،‬وتعميم ُهنج شاملة ومتعددة‬
‫التخصصات للتعاون بني القطاعات‪ .‬وميكن أن يتم حتقيق التنسيق الفعال بني القطاعات من خالل توفري بيانات موثوق هبا وتبادهلا من خالل‬
‫قنوات ميكن جلميع الرشكاء الوصول إليها‪ ،‬وكذلك من خالل احلوكمة الرشيدة واملساءلة‪ ،‬واإلجراءات اإلدارية واإلطار املؤسيس‪ ،‬ومناذج اإلدارة‬
‫تدرجييا حمل أسلوب «التنسيق» احلايل الذي يقف‬
‫ً‬ ‫التي تسهل وتدعم العمل املشرتك واملتكامل‪ .‬وجيب وضع آليات تساند النُهج املتكاملة وحتل‬
‫عند جمرد تشكيل «جلنة تنسيق» عىل املستوى املركزي جتمع م ًعا ممثيل القطاعات املشاركة‪ .‬وبدون منح هذه اللجنة سلطة صنع القرارات أو‬
‫ختصيص املوارد سوف تكون مهمتها التنسيقية حمدودة للغاية‪.83‬‬

‫إن حتديث اإلطار القانوين والقواعد السائدة التي يسهل تنفيذ كل ما ورد ذكره أعاله هو أول إحدى املهام التي يتعني أن يتوالها الرشكاء‪ .‬وعىل‬
‫وزارة الصحة أن تكون قادرة عىل التنبؤ باآلثار الصحية للسياسات واالسرتاتيجيات اخلاصة بالقطاعات األخرى وإدارهتا‪ .‬وكام يفرض قطاع‬
‫البيئة عىل مجيع القطاعات األخرى إجراء تقييم لألثر البيئي للسياسات‪ ،‬واملرشوعات واخلطط االستثامرية هلذه القطاعات‪ ،‬جيب أن يكون هناك‬
‫أيضا تقييم لألثر املتوقع عىل الصحة‪ ،‬وقد ميتد هذا ليشمل تقييم األثر السلبي عىل الصحة من بعض برامج اإلعالم العام‪.‬‬
‫ً‬

‫‪85‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫‪ 7-2‬المشاركة السياسية‬
‫مازالت مرص تطبق نظام حكم يتسم بالتسلسل اهلرمي حيث تتدرج السلطات من املستوى األعىل إيل املستوى األدىن‪ ،‬وبالتايل تعد املشاركة‬
‫ضعيفة‪ .‬وهناك عدد من اآلليات التي ميكن أن تساعد يف زيادة مستوى املشاركة‪ ،‬ولكن هذه اآلليات مازالت قليلة يف إطار نظام احلكم بوجه‬
‫عام واهليئات العامة بوجه خاص‪ .‬وتشمل هذه اآلليات ‪ :‬الالمركزية‪ ،‬وتطبيق الدميقراطية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬واملساءلة أمام اجلمهور العام‪ .‬وقد بلغت‬
‫مقعدا‬
‫نسبة املشاركة يف االنتخابات العامة األخرية أقل من ‪ %20‬ملن هلم حق التصويت‪ ،‬واستحوذ احلزب الوطين الدميقراطي احلاكم عىل ‪ً 311‬‬
‫أيضا‪ ،‬واملجالس املحلية يسيطر عليها احلزب‬ ‫مقعدا أي بنسبة (‪ )%69‬من املقاعد يف الربملان‪ .‬وتعترب املشاركة املجتمعية ضعيفة ً‬
‫من بني ‪ً 454‬‬
‫رضوريا من أجل انخراط املجتمعات املحلية يف تنفيذ برامج التنمية‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫أيضا ‪ .‬ويعد توسيع نطاق املشاركة ً‬
‫‪84‬‬
‫احلاكم ً‬

‫‪-7-2‬أ‪ :‬الحوكمة‬
‫وبدءا من وضع السياسات وحتى آليات تقديم‬ ‫إن النظم االجتامعية واالقتصادية – عىل حد سواء – ال ميكن إدارهتا بسالسة يف غياب اخلدمة الفعالة‪ً .‬‬
‫اخلدمات تعد القدرة املؤسسية اجليدة بالغة األمهية من أجل استمرار التقدم‪ ،‬وهلذا حيظى إصالح اخلدمة املدنية يف مرص باألولوية األوىل‪ .‬وبالتحديد‪،‬‬
‫هناك حاجة إلحياء األخالقيات والقيم التي ترسخ قيمة األمانة والنزاهة‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال إذا تم التصدي لالمباالة‪ ،‬والفساد ‪ 85‬وهلذا جيب أن ينظر‬
‫إىل اخلدمة املدنية مرة أخرى عىل أهنا توفر العمل الرشيف‪ ،‬وأهنا قامئة عىل اجلدارة وتركز عىل العمل اجلاد وتكافئ االنضباط وتقدر األمانة كث ًريا‪.‬‬

‫شديد‪ ،‬وينظم القانون ‪ 47‬لسنة ‪ 1974‬التوظيف يف احلكومة العامة‪،‬‬‫رْ‬ ‫وحاليا‪ ،‬خيضع التوظيف يف اخلدمة العامة عىل املستوى القومي لضوابط‬
‫ً‬
‫أساسا لقوانني العمل‪ .‬وتضم اخلدمة العامة موظفي كل من احلكومة العامة‪ ،‬واحلكومة‬
‫وذلك بخالف التوظيف يف القطاع اخلاص الذي خيضع ً‬
‫املحلية‪ ،‬وقطاع التعليم‪ ،‬وقطاع الصحة‪ .‬ويتيح اإلطار القانوين للعمل يف احلكومة ضامنات للتوظيف مدى احلياة‪ ،‬ويضع قواعد للتعيني وإهناء‬
‫اخلدمة‪ ،‬وينص عىل قواعد معينة للموارد البرشية لضامن تكوين مستقبل وظيفي‪ ،‬ويطبق قواعد معينة للرتقية واحلراك الوظيفي‪ ،‬ومينح مزايا‬
‫خاصة تشمل الضامن االجتامعي واملعاش‪.‬‬

‫إصالح نظام اخلدمة املدنية‬


‫تتمثل التوجهات الرئيسية نحو إجراء التغيري يف‪ :‬زيادة املرونة اإلدارية‪ ،‬وترسيخ القيم األساسية املرتبطة بحقوق اخلدمة العامة وإصالحها‪ .‬وقد‬
‫حدد الربنامج االنتخايب لرئيس اجلمهورية واألهداف االسرتاتيجية الثامنية للحكومة املرصية أهدافًا عديدة عىل املستويني السيايس واإلداري‬
‫منها ‪ :‬إجياد خدمة عامة تتسم بالكفاءة والفاعلية والنشاط‪ ،‬وقادرة عىل التكيف مع التغيري وإدارة املوارد بحكمة‪ ،‬وتقدم خدمات متميزة‬
‫للمواطنني وتتفاعل معهم باستمرار‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك جيب أن تتم عملية صنع القرار عىل املستوى املحيل‪ ،‬كام جيب تدعيم املرأة‪ ،‬والتوسع يف‬
‫متثيل األحزاب السياسية يف الربملان‪ .‬وينبغي إجراء هذه اإلصالحات حتى ميكن حتقيق املزيد من احلريات املدنية‪ ،‬والشفافية يف صنع القرارات‪،‬‬
‫وحرية التعبري من خالل حترير اإلعالم‪.‬‬

‫وهيدف الربنامج إىل حتسني دخول ومعاشات موظفي احلكومة‪ ،‬خاصة من هلم األولوية يف املساعدة‪ ،‬وذلك من خالل وضع أطر جديدة لألجور‬
‫واملرتبات التي تستهدف تضييق الفجوة بني أعىل وأدىن مرتب لنفس املركز الوظيفي‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه خالل السنوات الست األخرية تم‬
‫زيادة مرتبات املوظفني يف املستويات الدنيا بنسبة ‪ ،%100‬وبنسبة ‪ %75‬للموظفني يف املستويات العليا‪ ،‬كام زاد احلد األدىن للحوافز من ‪ %25‬إىل‬
‫‪ ،%75‬وتم تطوير نظم احلوافز واملكافآت‪ .‬وحتى اآلن تم ترقية أكرث من ‪ 400‬ألف موظف‪ ،‬واستفاد هؤالء من زيادة املرتبات‪.‬‬

‫اإلنجازات الترشيعية الرئيسية‬


‫حاليا بذل جهود مشرتكة بني اجلهاز املركزي للتنظيم واإلدارة ووزارة الدولة للتنمية اإلدارية ‪ -‬التي متثل أجهزة احلكومة املركزية املسؤولة عن‬
‫جيري ً‬
‫إدارة املوارد البرشية العامة‪ .‬واجلهاز املركزي للتنظيم واإلدارة يتبع رئيس الوزراء وله اختصاصات واسعة وف ًقا لقانون إنشائه رقم ‪.1964/118‬‬
‫باإلضافة إيل ذلك أُسند إىل وزارة الدولة للتنمية اإلدارية مهمة إصالح اجلهاز اإلداري للدولة وف ًقا للقرار اجلمهوري رقم ‪ .2004/323‬ويعمل كل‬
‫من اجلهاز والوزارة م ًعا إلهناء كل القضايا املرتبطة بالوظيفة العامة‪ ،‬ومراجعة قانون اخلدمة املدنية اجلديد‪ .‬ويركز هذا القانون اجلديد عىل الكفاءة‬
‫واجلدارة يف شغل وظائف اخلدمة العامة‪ ،‬ويضع نظاما للتقييم احلقيقي ألداء العاملني‪ ،‬ويدعم السلطة املختصة مبدها باحلقوق الرضورية‪ ،‬وذلك‬
‫إلدارة عمليات احلكومة بحيث تقدم اخلدمات العامة يف أقل وقت وبأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬هذا إىل جانب اقرتاح جدول مرتبات جديد ملوظفي احلكومة‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫ويتعاون اجلهاز املركزي للتنظيم واإلدارة مع كيانات رئيسية أخرى‪ ،‬إىل جانب وزارة الدولة للتنمية اإلدارية‪ ،‬مثل وزارة املالية‪ ،‬جلنة ااألجور‪،‬‬
‫وزارة القوى العاملة واهلجرة‪ ،‬وزارة الدولة للتنمية االقتصادية‪ .‬وتشمل مهامه ما ييل ‪:‬‬
‫اإلرشاف عىل ختطيط وإدارة قوة العمل‪.‬‬
‫وضع قواعد ومبادئ إدارة املوارد البرشية‪.‬‬
‫حتديد مستوى التوظيف العام يف احلكومة‪.‬‬
‫حتديد حدود فاتورة األجور‪.‬‬

‫وتشمل اختصاصات وزارة الدولة للتنمية اإلدارية عىل ‪ :‬التنمية املؤسسية وبناء قدرات قوة العمل احلكومية‪ ،‬باإلضافة إىل وضع وتنفيذ آليات‬
‫جديدة تتسم بالكفاءة والفاعلية إلجراءات العمل احلكومي (مبادرة احلكومة اإللكرتونية)‪ .‬ويتم ممارسة هذا االختصاص من خالل تنفيذ أربعة‬
‫حيويا يف وضع اإلطار املؤسيس الالزم وهتيئة مناخ العمل‬
‫دورا ً‬‫برامج أساسية‪ .‬ويتم الرتكيز بصفة خاصة عىل برنامج التنمية املؤسسية الذي يلعب ً‬
‫لتنفيذ الربامج الثالثة (تطوير اخلدمات احلكومية‪ ،‬وختطيط موارد املرشوع‪ ،‬وتكامل قواعد البيانات القومية‪.‬‬

‫‪-7-2‬ب‪ :‬الفساد‬
‫وقعت مرص عىل االتفاق العاملي لألمم املتحدة ‪ ،Global Compact‬ووافقت عىل لعب دور فعال يف مكافحة الفساد وغسل األموال‪ .‬ثم وقعت‬
‫أيضا عىل اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد وصدقت عليها‪ .‬وقد نشطت احلكومة‪ ،‬وصحف املعارضة‪ ،‬والتلفزيون يف الكشف عن الفساد عىل‬
‫ً‬
‫كل املستويات‪ ،‬كخطوة لألمام لتمكني اإلعالم من تأدية دور قوي يف خلق مجهور مسؤول ومستجيب‪.‬‬

‫وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬هناك عدة عوامل تعرقل هذه اجلهود مثل قصور اإلدارة القانونية‪ ،‬ووجود نصوص يف القوانني‪ ،‬باإلضافة للثقافة‪ ،‬مت َكن من‬
‫القيام مبامرسات فاسدة‪ ،‬وحتد من أثر جهود احلكومة يف الوصول لكافة القطاعات‪ .‬وقد تم إنشاء جلنة الشفافية والنزاهة ملكافحة الفساد عام‬
‫‪ ،2007‬وتضم يف عضويتها عد ًدا من ممثيل املجتمع املدين واجلمعيات األهلية‪ .‬ويعد إنشاء هذه اللجنة من جانب احلكومة خطوة هامة يف جهودها‬
‫الرامية إىل حماربة الفساد‪ .‬ويعترب التعامل السليم مع شكاوي الفساد من خالل إنشاء «مكتب للشكاوى» ‪ ،‬وزيادة مستوى الشفافية يف موازنة‬
‫الدولة‪ ،‬وبناء قدرات املجالس املحلية بالنسبة للقضايا املتعلقة باإلدارة الرشيدة‪ ،‬ووضع ميثاق رشف للمجتمع املدين املرصي‪ ،‬ووضع مؤرشات‬
‫ال من الرجوع لقوانني عتيقة أو للتقارير‪.‬‬
‫قومية لتقييم الفساد‪ ،‬كل ذلك إجراءات جيدر الرجوع إليها بد ً‬

‫هناك تقرير دوري يتم عرضه عىل رئيس الوزراء بشأن اإلنجازات التي حتققت يف جمال مكافحة الفساد والتحديات التي تنطوي عليها‪ .‬وقد‬
‫صدر أول تقرير يف هناية أكتوبر عام ‪ ،2007‬وتم فيه تناول التعريفات املختلفة للفساد‪ ،‬وعرض أهم التجارب الدولية يف مكافحتة ‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫املؤرشات التي تم وضعها عىل املستوى الدويل لقياس الفساد‪ .‬وصدر التقرير الثاين يف أغسطس ‪ ،2008‬حيث تناول وضع الشفافية والنزاهة‬
‫تدرجييا عن املنهج العام إىل تطبيق‬
‫ً‬ ‫وجهود مكافحة الفساد يف مرص‪ .‬وقد هدفت اللجنة املذكورة من إصدار التقرير األول والثاين إىل التحول‬
‫حتديدا وذلك من خالل تقديم رؤية عامة ملختلف تعريفات الفساد‪ ،‬وأشكاله وجوانبه‪ ،‬باإلضافة إىل أمثلة من التجارب التي نجحت‬ ‫منهج أكرث ً‬
‫يف مكافحته‪ .‬وقد تناول التقرير العالقة بني الربامج احلكومية واجلهود املبذولة للحد من الفساد ومكافحته ولكن هناك الكثري مما يتعني عمله حتى‬
‫ميكن تبديد فكرة وحقيقة أن الفساد يشكل مشكلة جسيمة‪.‬وقد صدر التقرير الثالث يف ‪ 2010‬وينقسم التقرير إىل ثالثة أقسام‪/‬قضايا‪ ،‬بعضها‬
‫له منظور فين خالص‪ ،‬والبعض اآلخر له توجه عام‪ ،‬ويشري إىل ‪ 6‬توصيات هي ‪:‬‬
‫تقوية اإلطار القانوين املتعلق بتحقيق الشفافية والنزاهة‪.‬‬
‫وضع آليات لسد الثغرات يف الترشيعات املتعلقة بحامية الشاهدين واملبل َغني عن حاالت الفساد‪.‬‬
‫وضع آليات جديدة لتلقي شكاوي املواطنني وفحصها بالتعاون مع اجلهات املسؤولة عن املتابعة‪.‬‬
‫رفع مستوى كفاءة اجلهاز اإلداري للدولة من خالل دراسة األوضاع املؤسسية احلالية واملشاكل األساسية املرتبطة بالتنظيم‪.‬‬
‫الرتكيز عىل البحث امليداين للتعرف عىل قيم الشفافية والنزاهة لدى املرصيني‪ ،‬ودور اإلعالم يف منع ومكافحة الفساد‪.‬‬
‫تنمية التعاون الدويل يف جمال الشفافية والنزاهة‪ ،‬لنرش املعارف واملعلومات عن االجتاهات واخلربات الدولية احلالية يف جمال حماربة الفساد‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 15‬برنامج التنمية املؤسسية‬

‫هيدف برنامج التنمية املؤسسية إىل وضع هياكل إدارية حديثة وذلك من خالل تعديل نظم املرتبات واحلوافز‪ ،‬وتطوير بيئة العمل‪ ،‬باإلضافة إىل تنمية املوارد‬
‫البرشية‪ ،‬وتدريب موظفي اجلهاز اإلداري للدولة عىل نظم اإلدارة احلديثة‪ .‬وتتمثل الغاية األساسية لربنامج التنمية املؤسسية يف حث املؤسسات احلكومية عىل العمل‬
‫وف ًقا لالسرتاتيجيات والتوجيهات الرامية إىل إجراء تطوير جذري يف األداء املؤسيس‪ ،‬وخلق جهاز حكومي يتصف بالفاعلية والكفاءة‪ .‬ويتم هذا من خالل وضع وتنفيذ‬
‫برنامج متكامل يستند إىل خطط تنفيذ واضحة من أجل زيادة فاعلية السلطة اإلدارية للدولة داخل الوحدات احلكومية وبني بعضها البعض‪.‬‬
‫وقد نجحت محلة اإلصالح يف برنامج التنمية املؤسسية يف إجراء مسح أفقى للقطاعات احلكومية التالية التي تقوم بتنفيذ مرشوعات إلعادة هيكلة وإعادة هندسة‬
‫عملياهتا وهي ‪ :‬التعليم‪ ،‬الصحة والسكان‪ ،‬الزراعة‪ ،‬النقل‪ ،‬العدل‪ ،‬التضامن االجتامعي‪ ،‬التجارة والصناعة‪.‬‬

‫برنامج تطوير اخلدمات احلكومية‬


‫هيدف الربنامج إىل تقديم خدمات ميرسة وبوسائل فعالة ومرحية للمواطنني واملستثمرين يف كل أرجاء مرص‪ .‬ويقدم الربنامج أكرث من ‪ 1000‬خدمة الكرتو ًنيا‪،‬‬
‫و‪ 700‬خدمة عامة باإلضافة إىل توفري خدمة الدفع اإللكرتوين من خالل بوابة احلكومة اإللكرتونية‪ .‬وهذه األخرية تقدم اخلدمات من خالل تطبيقات خمتلفة مثل‬
‫شبكة اإلنرتنت‪ ،‬وبروتوكول التطبيقات الالسلكية عىل التليفون املحمول‪ ،‬وخدمة الرسائل القصرية‪ ،‬واالستجابة الصوتية التفاعلية‪ ،‬ومركز اتصال اخلدمة العامة‪ .‬وتقدم‬
‫هذه اخلدمات للمواطنني‪ ،‬ورجال األعامل‪ ،‬واألجانب وتشمل إصدار شهادات امليالد‪ ،‬واالستفسار عن فاتورة التليفونات األرضية‪ ،‬ونتيجة القبول يف اجلامعات‪ ،‬وتلقي‬
‫شكاوي السياح‪ ،‬وخدمات املرور‪ ،‬باإلضافة إىل املعلومات القانونية‪.‬‬

‫برنامج ختطيط موارد املرشوع‬


‫هيدف الربنامج إىل تطوير عمليات العمل احلكومي‪ ،‬وختفيض اإلنفاق من خالل ميكنة األجهزة احلكومية باستخدام تكنولوجيات املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتتضمن‬
‫ميكنة وحدات احلسابات احلكومية‪ ،‬واملخازن‪ ،‬وإدارات املشرتيات‪ ،‬وجتميع األرايض واملباين احلكومية باإلضافة إىل األرشفة اإللكرتونية‪ ،‬وتبادل املعلومات بني‬
‫حكوميا‪،‬‬
‫ً‬ ‫األجهزة احلكومية‪ .‬وقد تم حتى اآلن ميكنة ‪ 508‬من وحدات احلسابات احلكومية‪ ،‬و خمازن يف ‪179‬جهازا حكوميا وعمل أرشفة الكرتونية يف ‪ 36‬جها ًزا‬
‫كزا يف ‪ 11‬حمافظة‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ميكنة ‪ 47‬مر ً‬

‫برنامج ربط وتكامل قواعد البيانات القومية‬


‫يتضمن الربنامج تطبيق نظام كارت األرسة‪ ،‬وربط بيانات بطاقة الرقم القومي بقواعد بيانات قطاعي الصحة والتأمني‪ ،‬وتطوير إجراءات تسجيل املمتلكات‬
‫العقارية‪ ،‬ووضع رقم قومي للمنشآت االقتصادية‪ .‬وقد أدى الربنامج إىل زيادة استخدام تطبيقات البطاقة الذكية يف توزيع الغذاء املدعم‪ .‬وحتى ديسمرب ‪ 2009‬تلقت‬
‫‪ 6,8‬مليون أرسة يف ‪ 20‬حمافظة الدعم من خالل التطبيق اجلديد‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬أرشف عبد الوهاب‪ ،‬نائب الوزير‪ ،‬وزارة الدولة للتنمية اإلدارية‬

‫وعىل أي حال‪ ،‬أمكن حتقيق بعض التقدم‪ .‬فهناك أجهزة رقابية مثل اجلهاز املركزي ‪ -‬للمحاسبات الذي يعد املراجع العام ‪ -‬إىل جانب جهات‬
‫أخرى تراقب سلوك املوظف العام (هيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬النائب العام‪ ،‬مكتب النائب العام‪ ،‬جملس الدولة )‪ .‬ويف كل احلاالت يتم تنفيذ اللوائح‬
‫بحسم‪ .‬كام حتسنت أجور موظفي احلكومة بصورة كبرية خالل السنوات الثالث املاضية‪ .‬ولكن هذه اجلهود حتتاج توجيه اهتامم أكرث حتى ميكن‬
‫أيضا حماكمة بعض كبار موظفي الدولة وعوقبوا بالسجن يف حاالت شدت انتباه‬ ‫حتقيق نتائج مرضية يف مكافحة حاالت الفساد الصغرية‪ .‬وقد تم ً‬
‫الرأي العام‪ .‬كام تلتزم قطاعات األعامل والرشكات بتطبيق معايري املحاسبة املرصية التي تعترب متوافقة حلد كبري مع املعايري الدولية‪ ،‬وتساعد يف‬
‫احلد من ممارسة الفساد يف أداء األعامل‪ .‬كام يتم تشجيع الرشكات املقيدة يف البورصة والرشكات اململوكة للدولة عىل االستعانة مبديرين مستقلني‪،‬‬
‫وتقوم اهليئة التنظيمية بوضع ضوابط صارمة بشأن الشفافية‪ ،‬والتعامل الداخيل‪ ،‬وتضارب املصالح‪.‬‬

‫وهناك مبادرة أخرى وهي إنشاء مركز الشفافية يف وزارة االستثامر التي تعمل عىل تعزيز الشفافية وحماربة الفساد من أجل حتسني مناخ األعامل‪.‬‬
‫ويقع عىل الرشكات اخلاصة عبء مساعدة احلكومة املرصية عىل ترسيخ مبادىء النزاهة من خالل ميثاق رشف الرشكات الذي يتم متابعة‬
‫وحتديثه‪ .‬ويتعني عىل كل من احلكومة وقطاع الرشكات أن يتفقا عىل نتائج واضحة يف حالة ارتكاب املخالفات‪ .‬ومن املفيد قيام اإلعالم بالكشف‬
‫عن حاالت الفساد والعقوبات التي تقع عىل مرتكبيها حتى يكون ذلك راد ًعا لعدم ارتكاب ممارسات غري قانونية‪ .‬وينبغي تعليم مبادئ الشفافية‬
‫واألخالق يف املدارس وعىل مستوى اجلامعات‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫‪-7-2‬ج‪ :‬الالمركزية‬
‫يف نوفمرب ‪ ،2007‬أصدر احلزب الوطين الدميقراطي واحلكومة املرصية ورقة سياسات عن الالمركزية حددا فيها رؤيتهام االسرتاتيجية بشأن‬
‫تطبيق الالمركزية‪ .‬ويف نوفمرب ‪ ،2008‬أصدر احلزب واحلكومة ورقة السياسات الثانية عقب إطالق الربنامج القومي لالمركزية يف ثالث حمافظات‬
‫(الفيوم‪ ،‬واإلسامعيلية‪ ،‬واألقرص)‪ .‬ويف يوليو ‪ 2009‬قررت احلكومة توسيع نطاق الالمركزية يف مجيع املحافظات‪ .‬وكانت وزارة التنمية املحلية قد‬
‫أصدرت يف مايو ‪ 86 2009‬بيانًا عن اسرتاتيجية الالمركزية للعرش سنوات القادمة‪ .‬وقامت وزارة التنمية املحلية بإنشاء وحدة دعم الالمركزية‪،‬‬
‫كام تم إنشاء ثالث وحدات يف املحافظات الثالث لدعم تنفيذ برنامج الالمركزية القومي عىل املستوى املحيل‪ .‬ويف يوليو ‪ ،2009‬شكلت الوزارة‬
‫جلنة تسيري الالمركزية لتضم مثاين وزارات‪.‬‬

‫وتستند رؤية االسرتاتيجية القومية لالمركزية عىل ضامن حقوق املجتمعات املحلية يف حتديد أنشطتها‪ ،‬وتأمني مستقبلها‪ .‬ويتم هذا من خالل‬
‫توسيع دور األجهزة التنفيذية املحلية‪ ،‬وخلق بيئة داعمة للمشاركة والشفافية واملساءلة‪ .‬وتتمثل الرسالة يف «الوصول إىل إدارة حملية قوية وفعالة‬
‫من خالل حتديد شامل ألدوار اإلدارة املحلية والتنسيق بني هذه األدوار وأدوار األجهزة املركزية حتى ميكن حتقيق التنمية الشاملة واملستدامة‪،‬‬
‫أيضا رضورة مطلقة حيث أن املستويات‬ ‫وتلبية االحتياجات اليومية للمواطنني‪ ،‬وتطوير أسلوب تقديم اخلدمات العامة ‪ . 87‬ويعد بناء القدرات ً‬
‫اإلدارية الدنيا تفتقد عادة القدرة عىل أداء الوظائف اجلديدة‪ .‬وهناك حاجة لنظم رقابة قوية لتقييم األداء‪ ،‬ومنع الفساد‪ ،‬إىل جانب تدريب وبناء‬
‫قدرات املسؤولني املحليني‪ ،‬وكذلك أعضاء املجالس الشعبية املنتخبني‪.‬‬

‫وبحكم الرضورة‪ ،‬ترتبط الالمركزية السياسية بالدميوقراطية واملشاركة‪ .‬ويف الوقت احلايل مازالت مشاركة املواطنني يف االنتخابات املحلية أو‬
‫القومية ضئيلة للغاية‪ .‬وهلذا جيب استعادة ثقافة التعبري عن الرأي‪ ،‬واملنافسة السياسية واملساءلة‪ ،‬وكوضع مثاىل‪ ،‬جيب أن تستند إىل الكفاءة‬
‫وغالبا ما ينظر إىل منظامت املجتمع املدين كشكل هام للمشاركة الشعبية‪ ،‬ويف نفس الوقت ميكن للتعاونيات‪ ،‬ونقابات العامل‪،‬‬
‫ً‬ ‫والقيادة املحلية‪.‬‬
‫مهما يف نرش ثقافة املشاركة‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬جيب اعتبار املجتمع املدين‬
‫دورا ً‬‫واألحزاب السياسية‪ ،‬ومنظامت حقوق اإلنسان واإلعالم أن تؤدي ً‬
‫الساحة الرشعية التي يشارك فيها املواطنون يف مرحلة التحول نحو جمتمع دميوقراطي‪ ،‬وتشجيع منظامت املجتمع املدين عىل الدخول يف ميادين‬
‫نشاط أكرث تنو ًعا من أجل متكني املجتمع وتعزيز العمل اجلامعي‪.‬‬

‫دعا تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ 2003‬إىل زيادة املشاركات العامة‪/‬اخلاصة يف العديد من املجاالت القطاعية‪ ،‬وكذلك إتاحة فرص أكرث‬
‫لألطراف صاحبة املصلحة يف القاعدة الشعبية للتعبري عن رأهيا‪ .‬ويف تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪2004‬دعا التقرير إىل تطبيق الالمركزية‪ ،‬كام‬
‫كان العنوان الفرعي لتقرير عام ‪« 2008‬دور املجتمع املدين»‪ .‬ومع ذلك هناك حترك بطئ نحو تبين نظام دميوقراطي المركزي‪ ،‬لذلك تتزايد املطالبة‬
‫بإتاحة قدر أكرب من االستقالل عىل املستوى اإلقليمي‪ ،‬و كان وراء ذلك الوعي بالفجوة الواسعة بني الوصول للخدمات ونوعيتها سواء بني األقاليم أو‬
‫يف داخل اإلقليم الواحد‪ .‬ومن األمثلة العملية اهلامة لتطبيق الالمركزية جتربة احتادات مستخدمي املياه ومشاركة املزارعني يف اقتسام مياه الري عىل‬
‫نظرا ملا يعود عىل احلكم املحيل من مزايا نتيجة ذلك‪.‬‬
‫مستوى املسقى وهناك ضغوط من جانب بعض كبار املسؤولني يف احلكومة لتطبيق الالمركزية ً‬
‫‪88‬‬

‫حاليا بإعداد خطة الالمركزية املالية‪ ،‬إال أن املجالس املحلية مازالت ال تستطيع أن حتصل اإليرادات أو‬
‫وعىل الرغم من أن وزارة املالية تقوم ً‬
‫ختلق مصادر أخرى لتحصيل اإليرادات بدون إذن من جملس الوزراء ويف ظل الوضع احلايل ال يسمح للحكومة املحلية بتحصيل أموال حيث‬
‫‪89‬‬

‫حمليا مغاىل فيها نتيجة انعدام الثقة وتوقع ختفيض هذه املوازنات‪ .‬ومع‬
‫أن هذا من سلطة احلكومة املركزية‪ .‬وعادة ما تكون املوازنات التي حتدد ً‬
‫ذلك‪ ،‬ميكن أن تؤدي الالمركزية املالية إىل حتسني عملية حتديد األولويات‪ ،‬كام ترتبط بقدرة املواطنني عىل حتديد احتياجاهتم‪ ،‬إىل جانب أن السامح‬
‫حافزا عىل املستوى املحيل ليس‬
‫للحكومة املحلية باالحتفاظ بنسبة أعىل من حصيلة بعض الرضائب‪ ،‬مثل رضائب الرشكات‪ ،‬ميكن أن يعد ً‬
‫أيضا لدعم القطاع اخلاص‪ ،‬وزيادة النشاط االقتصادي وتنويعه يف كل حمافظة‪ .‬كام أن نقل سلطة اختاذ قرارات‬ ‫فقط لتحصيل الرضائب‪ ،‬ولكن ً‬
‫اإلنفاق إىل احلكومات املحلية جيعل املجتمعات املحلية قادرة عىل املشاركة ىف حتمل التكاليف من خالل تعبئة املوارد املحلية‪ ،‬وهناك مساءلة‬
‫أكرث عن تنفيذ وتشغيل مرشوعات معينة‪ ،‬وعن القطاعات األساسية‪ ،‬كالصحة والتعليم‪ ،‬كام أن تعبئة املوارد املالية يساعد احلكومات املحلية‬
‫عىل احلفاظ عىل مقدمي اخلدمات األكفاء‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫حتميا‪ .‬ففي الوقت احلايل هناك غياب للتقييم الشامل لالحتياجات املستندة عىل األهداف‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬
‫حمليا يعترب ً‬
‫إن التنفيذ احلقيقي لعملية التنمية ً‬
‫اإلمنائية لأللفية عىل املستوى اإلقليمي‪ ،‬كام أن هناك عدم حتديد واضح للسلطات واملسؤوليات بني اجلهات وبني املركز واألطراف‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫ختصيص موارد املوازنة‪ ،‬وليس هناك تقييم لقدرة اجلهات املختصة اإلقليمية عىل صياغة الربامج وتنفيذها‪ ،‬وإعداد تقارير بشأهنا‪ ،‬خاصة برامج‬
‫ريا هناك غياب للحوار أو للتمثيل أو لبناء اإلمجاع لتوجيه عملية حتديد األولويات عىل املستوى املحيل‪.‬‬
‫اإلنفاق العام‪ .‬وأخ ً‬

‫‪-7-2‬د‪ :‬حقوق اإلنسان‬


‫صدقت مرص عىل وثيقة حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬وتعهدت بالوفاء بالتزاماهتا الدولية‪ ،‬وبتصعيد تعاوهنا مع آليات حقوق اإلنسان الدولية‪.‬‬
‫ويف يناير ‪ ،2010‬قامت اللجنة املعنية بالقضاء عىل كافة أشكال التمييز ضد املرأة مبراجعة التقريرين الدوريني السادس والسابع بشأن تنفيذ‬
‫التوصيات التي تعهدت هبا مرص يف هذا الشأن‪ .‬ويف فرباير ‪ ،2010‬قام جملس حقوق اإلنسان يف األمم املتحدة مبناقشة تقرير مرص يف إطار‬
‫مؤخرا بتقديم تقريرها الدوري للجنة املعنية‬
‫ً‬ ‫املراجعة الدورية الشاملة مللف مرص (‪ .Universal Periodic Review )UPR‬وقامت مرص‬
‫باحلقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية‪ .‬ويف عامي ‪ 2010 ، 2009‬كانت هناك زيارات ملرص يف إطار آلية اإلجراءات اخلاصة التي يضطلع‬
‫هبا جملس حقوق اإلنسان ‪ ،UN Special Procedures‬وبالتحديد ‪ :‬أ) زيارة املقرر اخلاص لألمم املتحدة بشأن تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‬
‫أثناء مواجهة اإلرهاب (إبريل ‪ ،)2009‬ب) زيارة اخلبري املستقل بشأن قضية التزامات حقوق اإلنسان املتعلقة بالوصول إىل مياه الرشب اآلمنة‬
‫والرصف الصحي اآلمن (يونيو ‪ ،)2009‬و زيارة املقرر اخلاص املعين باالجتار يف النساء واألطفال (إبريل ‪.)2010‬‬

‫يف تقرير فرباير ‪ 2010‬الذي قدمته مرص يف إطار املراجعة الدورية الشاملة تعهدت مرص باآليت ‪:‬‬
‫إعادة النظر يف بعض التحفظات التي أدخلتها عىل معاهدات حقوق اإلنسان لبحث سحب هذه التحفظات‪.‬‬
‫بحث االنضامم إىل االتفاقية الدولية حلامية مجيع األشخاص من االختفاء القرسي‪ ،‬والربوتوكول االختياري لألتفاقية الدولية بشأن احلقوق‬
‫االقتصادية واالجتامعية والثقافية والربوتوكول االختياري التفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقات‪.‬‬
‫االنتهاء من صياغة قانون متوازن ملكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫إعادة النظر يف تعريف التعذيب يف القانون املرصي لضامن اتساقه مع اتفاقية مكافحة التعذيب‪.‬‬
‫دراسة تعديل قانون املرافعات واإلجراءات اجلنائية بغرض منع املقاضاة اجلنائية أو املدنية ألطراف أخرى يكون من شأهنا احلجر عىل‬
‫حرية الفكر واإلبداع‪.‬‬
‫عقد لقاءات دورية مع منظامت املجتمع املدين العاملة يف أنشطة حقوق اإلنسان كرشكاء يف تدعيم هذه احلقوق‪.‬‬
‫إدخال مناهج حقوق اإلنسان يف خمتلف مراحل التعليم مبا يف ذلك التعليم اجلامعي‪.‬‬
‫حتسني برامج بناء القدرات يف جمال حقوق اإلنسان‪ ،‬وتكثيف اجلهود لتنمية الوعي هبذه احلقوق‪.‬‬

‫وخالل مناقشة ملف مرص يف إطار املراجعة الدورية الشاملة‪ ،‬كانت هناك ‪ 119‬توصية أيدهتا مرص‪ .‬ومن بينها التوصية املتعلقة بااللتزامات‬
‫الدولية املتعلقة بالالجئني‪ ،‬والتوصية املتعلقة بتنفيذ برنامج إلدماج السكان الالجئني يف املجتمع املرصي‪ ،‬أخذً ا يف االعتبار ما اتصفت به مرص‬
‫عىل مدى التاريخ من كرم‪ .‬وترى مرص أن هاتني التوصيتني منفذتان بالفعل أو أهنا بصدد تنفيذمها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك ‪ 14‬توصية مل توافق عليها‬
‫مرص‪ ،‬و ‪ 7‬توصيات وجد أهنا غري دقيقة‪ ،‬و ‪ 25‬توصية وافقت مرص عىل بحثها‪ .‬وقد تم اعتامد نتائج املراجعة اخلاصة مبرص خالل الدورة الرابعة‬
‫مرص(كليا وجز ًئيا) عىل ‪ 12‬توصية إضافية‪ ،‬وبذلك يصل عدد التوصيات التي وافقت‬
‫ً‬ ‫عرش ملجلس حقوق اإلنسان يف يونيو ‪ ،2010‬حيث وافقت‬
‫عليها مرص ‪ 140‬توصية‪ .‬وعربت مرص عن التزامها باخلطة القومية ملتابعة تنفيذ كل التوصيات التي تبنتها‪.‬‬

‫املجلس القومي حلقوق اإلنسان‬


‫أنشئ املجلس القومي حلقوق اإلنسان مبوجب القانون ‪ 94‬لسنة ‪ ،2003‬وهو يتبع جملس الشورى ومعتمد يف املستوى (أ)‪ ،‬أي أنه ملتزم مببادئ باريس‬
‫ملنظامت حقوق اإلنسان القومية ‪ 0‬ويف إطار اختصاصاته ودوره االستشاري لتعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪ ،‬يقوم املجلس القومي حلقوق اإلنسان‬
‫برصد انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وترسيخ مبدأ املواطنة واحلقوق االقتصادية والعامة‪ ،‬ومكافحة التعذيب‪ ،‬وضامن احرتام الكرامة اإلنسانية‪ .‬وقد أنشأ‬
‫تقريرا مستق ًال يف إطار املراجعة‬
‫مكتبا للشكاوى ‪ ،‬ونرش وحدات متنقلة حتى ميكن الوصول إىل املواطنني يف مجيع املحافظات‪ .‬وقدم املجلس ً‬
‫املجلس ً‬
‫مكتوبا يف دورة يونيو ‪ 2010‬ملجلس حقوق اإلنسان إلقرار نتائج املراجعة اخلاصة‬
‫ً‬ ‫أيضا بيا ًنا‬
‫الدورية الشاملة مللف مرص يف فرباير ‪ ،2010‬وقدم ً‬
‫‪90‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫مبرص‪ .‬وحتى ميكن تدعيم وتوسيع نطاق صالته باجلمعيات األهلية‪ ،‬عقد املجلس عدة مشاورات ومؤمترات مع اجلمعيات األهلية ملناقشة عدة موضوعات‬
‫مثل املواطنة‪ ،‬واالجتار بالبرش وقانون اجلمعيات األهلية‪ ،‬الخ‪ ...‬وأثناء إعداده للتقرير املستقل عن مرص يف إطار املراجعة الدوية الشاملة‪ ،‬عقد‬
‫املجلس جلسات اجتامع مع اجلمعيات األهلية للوقوف عىل مردودهم بشأن أحوال حقوق اإلنسان يف مرص‪ ،‬ودور املجلس القومي حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وأنشأ املجلس وحدة لإلرشاف عىل االنتخابات ملساندة اجلمعيات األهلية التي تقوم هبذا الدور‪ ،‬ولتنظيم تدريب عىل عملية مراقبة واإلرشاف عىل‬
‫االنتخابات هبدف بناء كادر قومي من مراقبي االنتخابات املؤهلني‪ .‬وعند اإلعداد النتخابات جملس الشورى يف يونيو ‪ ،2010‬نظم املجلس ألول مرة‬
‫اجتام ًعا للجمعيات األهلية مع ممثيل اللجنة العليا لالنتخابات إلبداء رأهيم وتساؤالهتم بشأن أدوار ومسؤوليات مراقبي االنتخابات‪ .‬ويصدر املجلس‬
‫سنويا تقريره عن وضع حقوق اإلنسان‪ ،‬وأنشطته‪ ،‬يف ضوء اختصاصاته‪ .‬وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬جيب التأكيد عىل أن منظامت املجتمع املدين مازالت‬ ‫ً‬
‫حتتاج لفرصة أكرب للعمل كقناة بني املواطنني واحلكومة لتحقيق املزيد من مشاركة الناس ومتكينهم ولالستامع آلرائهم يف عملية صنع القرار‪.‬‬

‫املجلس القومي للمرأة‬


‫أُنشئ املجلس القومي للمرأة عام ‪ 2000‬لتدعيم تقدم املرأة وتقوية دورها يف املجتمع‪ .‬واتساقًا مع اختصاصاته‪ ،‬قام املجلس بإعداد تقرير‬
‫«التوجه االسرتاتيجي القومي لتقدم املرأة ‪ National Strategic Orientation for the Advancement of Woman‬وتصدي للدفاع‬
‫بقوة عن حقوق املرأة‪ ،‬والتمكني االقتصادي للمرأة‪ ،‬واحلقوق السياسية للمرأة‪ ،‬ووصول املرأة ملناصب القضاء‪ .‬ومن أهم اإلنجازات الرئيسية‬
‫للمجلس القومي للمرأة إدماج مكون النوع يف اخلطط االجتامعية واالقتصادية القومية‪ ،‬وإنشاء مركز تنمية مهارات املرأة‪ ،‬وتعديل قانون اجلنسية‬
‫مقعدا للمرأة يف الربملان‪ ،‬وقانون الرضائب اجلديد رقم ‪ 91‬لسنة ‪2005‬‬ ‫بالقانون رقم ‪ ، 2004/154‬والقانون الذي مبقتضاه تم ختصيص ‪ً 64‬‬
‫الذي ألغى املواد التي متيز بني الرجل واملرأة يف فرض الرضائب‪ ،‬وحقق املساواة بينهام يف اإلعفاءات الرضيبية‪ ،‬وأنشأ املركز القومي للتأهيل‬
‫السيايس للمرأة لبناء كوادر قومية نسائية يف جمال العمل السيايس‪ ،‬وأنشأ منتدى تعزيز الربملانيات املرصيات‪ ،‬ومكتب شكاوى املرأة‪ .‬كام أعد‬
‫املجلس القومي للمرأة التقريرين السادس والسابع املقدمني للجنة القضاء عىل كافة أشكال التمييز ضد املرأة ‪ CEDAW‬من خالل التشاور‬
‫مع اجلمعيات األهلية والوزارات املعنية‪ ،‬ورأس املجلس وفد مرص خالل مراجعة هذين التقريرين يف يناير ‪.2010‬‬

‫املجلس القومي للطفولة واألمومة‬


‫أُنشئ املجلس القومي للطفولة واألمومة يف عام ‪ 1988‬ليقدم توصياته بشأن السياسات العامة اخلاص باألطفال واألمهات‪ ،‬ولتقديم املشورة‬
‫بشأن مرشوع اخلطة القومية لتحسني وضع األطفال واألمهات يف خمتلف املجاالت‪ ،‬خاصة يف جمال الرفاهة االجتامعية واألرسية‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫والتعليم‪ ،‬والثقافة‪ ،‬واملعلومات‪ ،‬واحلامية االجتامعية‪ .‬وقد نجح املجلس يف التصدي لقضايا معقدة خاصة قضية األطفال الذين يعيشون يف‬
‫الشوارع‪ ،‬وتعليم الفتيات‪ ،‬والزواج املبكر‪ ،‬وحقوق ذوي اإلعاقات‪ ،‬ومشكلة ختان اإلناث التي حقق فيها نتائج ملموسة من حيث عدد القرى‬
‫التي أعلنت ختليها عن هذه العادة‪ ،‬وبناء قدرات اجلمعيات األهلية‪ ،‬وصدور قانون الطفل الذي جرم ممارسة عادة ختان اإلناث‪ .‬وقد حظى‬
‫املجلس باالعرتاف الدويل به كنموذج حيتذى لتجاربه يف هذه املجاالت‪.‬‬

‫خطة العمل القومية حلقوق اإلنسان‬


‫وف ًقا الختصاصات املجلس القومي حلقوق اإلنسان‪ ،‬قام املجلس يف عام ‪ 2007‬بإعداد خطة العمل القومية لتعزيز ومحاية حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫بالتشاور مع الكثري من الوزارات املعنية واجلمعيات األهلية‪ .‬وقد كانت هذه اخلطوة استجابة إلحدى توصيات جلنة احلقوق االقتصادية‬
‫واالجتامعية والثقافية يف مايو ‪ ،2000‬يف إطار التقرير الدوري ملرص عام ‪ .1997‬ويعمل املجلس القومي حلقوق اإلنسان عن كثب مع ممثيل‬
‫اهليئات القومية واجلمعيات األهلية إلدماج مكون حقوق اإلنسان يف تنفيذ خطة التنمية القومية‪ ،‬وللتأكد من أن الوصول للخدمات معرتف به‬
‫كحقوق أساسية‪ ،‬وأن الوزارات سوف ختصص مبالغ هلذا الغرض من مواردها املعتادة‪.‬‬

‫أشار املجلس القومي حلقوق اإلنسان إىل رضورة محاية حقوق املهاجرين يف إطار اهلجرة الدولية من مرص وإليها وعن طريقها‪ .‬ويف عام ‪2006‬‬
‫و‪ 2007‬تلقى مكتب الشكاوى املرصي ‪ 215‬شكوى من مواطنني يعيشون يف اخلارج‪ .‬وخالل الفصل األول من عام ‪ 2008‬تلقى املكتب‬
‫‪ 172‬شكوى أخرى قدمها مهاجرون مرصيون‪ .‬وقد أوىص التقرير السنوي للمجلس عام ‪« 2009/2008‬بتعزيز دور وزارة اخلارجية واجلهات‬
‫أيضا إىل وضع اسرتاتيجية شاملة ومتعددة األبعاد تتضمن مشاركة كافة‬
‫األخرى ذات الصلة يف حل مشاكل املرصيني يف اخلارج»‪ .‬ودعا التقرير ً‬
‫اهليئات املعنية ملكافحة اهلجرة غري الرشعية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫حقوق اجلامعات املهاجرة يف مرص‬


‫من املهم اإلشارة إىل أن اجلامعات املهاجرة يف مرص تتمتع بحقوق خاصة وف ًقا للقانون الدويل‪ ،‬ومع ذلك هذه اجلامعات معرضة بدرجة كبرية للفقر‪،‬‬
‫وما يرتبط بذلك نتيجة إقامتهم الطويلة‪ ،‬وضعف فرص حصوهلم عىل عمل بصفة قانونية أو حصوهلم عىل اخلدمات األساسية‪ .‬وعىل الرغم من‬
‫التقدم الذي حتقق‪ ،‬كام أن الكثري منهم ميكنهم االستفادة من مزايا التوسع يف شبكة األمان االجتامعي وبرنامج الدعم‪ ،‬إال أن هناك من جيد صعوبة‬
‫يف احلصول عىل السلع الغذائية األساسية واخلدمات املدعمة‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬هناك حاجة لتحسني فرص الوصول للتعليم قبل اجلامعي اجليد‬
‫ال عىل الرغم من أن األطفال السودانيني هلم حق االلتحاق بالتعليم االبتدايئ العام ‪ ،‬فإنه وف ًقا لقرار وزارة التعليم رقم‬
‫بني اجلامعات املهاجرة‪.‬فمث ً‬
‫‪ 24‬لسنة ‪ 1992‬من الرضوري تقديم مستندات لاللتحاق باملدارس( مثل شهادة امليالد‪ ،‬وجواز سفر سار‪ ،‬وبطاقة حتقيق الشخصية) وغالبا ما‬
‫سنويا‪ 0‬وهناك مشكلة أخرى وهي انعدام التامسك املجتمعي يف املناطق‬ ‫تعجز األرس املهاجرة عن احلصول عليها‪ ،‬وعىل دفع رسوم التعليم اخلاص ً‬
‫التي يعيشون فيها خاصة العشوائيات‪ .‬وهذا الوضع يثري االستياء والتوجس مبا يؤدي إىل عزلتهم ومنو الشعور بكراهية الغرباء‪.‬‬

‫بناء القدرات يف جمال حقوق اإلنسان‬


‫تقوم الكثري من اهليئات القومية بوضع رؤى واسرتاتيجيات خاصة هبا لتعزيز ثقافة حقوق اإلنسان وتنمية الوعي هبا وتعليمها‪ .‬وقد وضعت وزارة‬
‫التعليم رؤية شاملة عن كيفية إدماج حقوق اإلنسان يف مناهج املراحل التعليمية من االبتدايئ إىل الثانوي‪ ،‬كام قام املجلس األعىل للجامعات‬
‫بوضع رؤية إلدماج حقوق اإلنسان يف مناهج التعليم العايل‪ ،‬وقامت الكليات العسكرية بالفعل بإدماج حقوق اإلنسان يف مناهجها‪ ،‬وقامت‬
‫وزارة اإلعالم بوضع خطة لتنمية الوعي بحقوق اإلنسان من خالل برامج اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬بينام يواصل املجلس القومي حلقوق اإلنسان‬
‫جهوده يف تنمية ثقافة حقوق اإلنسان‪ .‬وقد قام مرشوع بناء القدرات يف جمال حقوق اإلنسان‪ ،‬الذي تنفذه وزارة اخلارجية‪ ،‬بتدريب وتنمية‬
‫تقريبا من العاملني يف جهاز الرشطة‪ ،‬و ‪ 4‬آالف من أعضاء‬
‫الوعي بحقوق اإلنسان لدى العاملني باجلهات املسؤولة عن تنفيذ القوانني (‪ 12‬ألف ً‬
‫اجلهات القضائية والنيابة)‪ ،‬إىل جانب ‪ 1000‬إعالمي‪ ،‬و‪ 1100‬حمام ‪ 150 ،‬من أعضاء الربملان‪.‬‬

‫التحديات‬
‫عىل الرغم من كل هذه اجلهود‪ ،‬مازالت هناك حاجة إلجراء تغيري ملحوظ يف التوجهات والثقافة جتاه محاية واحرتام حقوق اإلنسان‪ ،‬وتكوين‬
‫كادر قومي من املتخصصني يف حقوق اإلنسان‪ ،‬ويف وضع مناهج عن حقوق اإلنسان‪ ،‬وأدلة ومنهجية للتدريب‪ ،‬وتنفيذ اسرتاتيجيات إلدماج‬
‫حقوق اإلنسان يف النظام التعليمي‪ .‬وقد أقرت نتائج وتوصيات املراجعة الدورية الشاملة بجهود احلكومة لتنمية الوعي بحقوق اإلنسان‪ ،‬وتقوية‬
‫برامج القدرات للجمهور العام‪.‬‬

‫أيضا حاجة إىل إجراء اآليت‪:‬‬ ‫وحتى ميكن حتقيق املزيد من محاية حقوق اإلنسان هناك ً‬
‫تدعيم أكرث لقدرات مؤسسات حقوق اإلنسان‪ ،‬خاصة مكاتب الشكاوى‪ ،‬لضامن محاية حقوق املرأة واألطفال وذوي اإلعاقات ومجيع‬
‫املواطنني بوجه عام‪.‬‬
‫االستمرار يف مراجعة القوانني الوطنية للتأكد من أهنا تتفق مع االلتزامات التي قررهتا قوانني حقوق اإلنسان الدولية‪.‬‬
‫وضع مؤرشات للحوكمة عىل املستوى الوطين تشمل مؤرشات قومية لقياس مدى احلصول عىل احلقوق االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬
‫صياغة خطط تنمية قومية وحملية‪ ،‬وبرامج وسياسات عامة تسرتشد مببادئ حقوق اإلنسان وبالنهج القائم عىل حقوق اإلنسان من أجل‬
‫التعجيل بتحقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‪.‬‬
‫استمرار مرص يف تقديم التقارير الدورية إيل األجهزة املعنية بإتفاقيات األمم املتحدة وتقوية عملية متابعة توصياهتا مبا يف ذلك التوصيات‬
‫املتعلقة باملراجعة الشاملة‪.‬‬
‫إدماج املعارف املتعلقة بحقوق اإلنسان ومبادئه وقيمة يف النظام التعليمي‪.‬‬
‫تدعيم عملية بناء القدرات يف األجهزة املسؤولة عن تنفيذ القوانني‪.‬‬
‫تدعيم عملية بناء القدرات يف اجلمعيات األهلية يف جمال حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫النهوض مبهارات متابعة واإلرشاف عىل االنتخابات ووضع معايري لذلك‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫‪-7-2‬هـ‪ :‬الوصول للعدالة‬


‫يعترب الوصول للعدالة والنزاهة حجرا الزاوية األساسيني للتنمية ومحاية حقوق اإلنسان‪ .‬وال تتحقق سيادة القانون إال عندما يكون مجيع األفراد‪ ،‬واملنظامت‪،‬‬
‫واملؤسسات‪ ،‬يف القطاعني العام واخلاص‪ ،‬مسؤولني أمام القانون الذي يصدر من الشعب‪ ،‬وينفذ عىل اجلميع بال تفرقة‪ ،‬وحيكم به قضاء مستقل من خالل‬
‫قاض وعضو نيابة‪ ،‬ويضم‬ ‫إطار مؤسيس حتكمة مبادئ الشفافية‪ ،‬والنزاهة واملساءلة‪ .‬وحتظي مرص بنظام قضايئ راسخ ومتقدم‪ ،‬ويتألف من حوايل ‪ 10‬آالف ٍ‬
‫حماكم جنائية ومدنية ومتخصصة (املحكمة االقتصادية وحماكم األرسة) باإلضافة إىل قضاة متخصصني يف املسائل البيئية والعاملية والتجارية‪ ،‬إىل جانب‬
‫جملس الدولة واملحكمة الدستورية العليا‪ .‬ويتمثل التحدي األسايس لنظام العدالة املرصي يف الزيادة املستمرة يف عدد القضايا التي تنظرها املحاكم سنويًا‪،‬‬
‫والتي ميكن أن يصل عددها إىل اآلالف‪ .‬ويف ضوء هذا التحدي الضخم هناك حاجة لتطوير نظام العدالة من خالل تدعيم قدرته‪ ،‬والنهوض بأدائه عن‬
‫طريق تدريب القضاة‪ ،‬وأعضاء النيابة‪ ،‬والتحديث املستمر للترشيعات واإلجراءات وتعديلها‪ ،‬واالرتقاء بقدرات العاملني يف نظام العدالة حتى يستطيعوا‬
‫أن يستجيبوا للحاجات املتنامية‪ .‬وجيب االستمرار يف تنمية التعاون املؤسيس والدويل يف جمال األمور اجلنائية مع الدول املجاورة والدول األخرى‪.‬‬

‫ويعد دور مراكز املعلومات القضائية ذا أمهية خاصة‪ ،‬حيث حيتاج األمر إىل ميكنة أعامل املحاكم لتبسيط وتسهيل إجراءات التقايض‪ ،‬وتوفري‬
‫املعلومات واإلحصائيات الرضورية لدعم نظام العدالة‪ ،‬وحتقيق قدر أعظم من الشفافية‪ .‬وجيب أن تكون إدارة العدالة هي حمور عملية اإلصالح‬
‫من خالل توفري الدعم املؤسيس واملساعدة الفنية ملؤسسات التدريب القامئة‪ ،‬والرتكيز عىل أمهية القضاء املتخصص‪ ،‬كام أن بناء القدرات جيب أن‬
‫أيضا‬
‫أيضا العاملني يف املحاكم بخالف أعضاء اهليئة القضائية حتى ميكن إدماج كافة املهن مبارشة يف النظام القضايئ‪ .‬ويتضمن هذا ً‬ ‫يستهدف ً‬
‫العمل عىل إقامة نظام فعال للدفاع واملساعدات القانونية‪ .‬وسوف تشمل هذه العملية كافة األطراف صاحبة املصلحة‪ ،‬خاصة املجتمع املدين‬
‫(اجلمعيات األهلية التي تقدم املساعدات القانونية‪ ،‬ونقابة املحامني واألكادمييني)‪.‬‬

‫العدالة املتعلقة باألطفال‬


‫هناك حاجة لتبين هنج متمركز حول الطفل بالنسبة للجرائم التي يرتكبها األطفال وذلك بتغيري الترشيعات التي حتكم هذه اجلرائم‪ ،‬وتبين ُهنج‬
‫وسياسات منفصلة‪ ،‬وكذلك إقامة مؤسسات خاصة للتعامل مع األطفال اخلارجني عىل القانون‪ ،‬وإتباع ُهنج متعددة التخصصات لبناء قدرات‬
‫األشخاص املتصلني باألطفال‪ ،‬وحتديث البيانات‪ ،‬وإدارة امللفات لزيادة كفاءة أجهزة العدالة‪ ، ،‬وإجياد وسائل للعقاب بديلة لعقوبة السجن‪،‬‬
‫وتصميم وتنفيذ سياسات وبروتوكوالت خاصة لتجنب تعرض األطفال الضحايا أو الذين يدلوا بشهاداهتم لألذى‪ ،‬ووضع برامج للمساعدة يف‬
‫إعادة تأهيل األطفال املذنبني والضحايا وإعادة إدماجهم يف املجتمع‪.‬‬

‫‪ 8-2‬الحماية االجتماعية‬

‫‪-8-2‬أ‪ :‬قانون المعاشات الجديد‬


‫بناء عىل جتارب الدول األخرى يف شتى أنحاء العامل وضعت مرص نظاما جديدا للمعاشات مموال كليا‪ ،‬وقائم عىل االشرتاكات املحددة‪ .‬ويؤدي‬ ‫ً‬
‫ربط قيمة املعاش باالشرتاكات إىل حتفيز األفراد عىل االلتزام بسداد االشرتاكات‪ ،‬واالستمرار يف العمل ألطول مدة ممكنة‪ .‬ولتشجيع هذا‬
‫االلتزام خفض قانون املعاشات اجلديد نسب االشرتاكات إىل ‪ %11‬لألفراد املؤمن عليهم‪ ،‬و ‪5‬و‪ % 19‬ألصحاب األعامل‪ .‬ويستند نظام املعاشات‬
‫اجلديد عىل قانون موحد يستهدف كافة فئات السكان‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬مينح النظام اجلديد محاية من العديد من املخاطر‪ ،‬وأمهها الشيخوخة‪،‬‬
‫والعجز‪ ،‬وإصابات العمل‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والوفاة وذلك بتكلفة منخفضة بالقياس إيل نظام املعاشات احلايل‪ ،‬خاصة بالنسبة ألصحاب الدخول‬
‫املنخفضة واملتوسطة‪ .‬ويتحقق هذا من خالل تطبيق أساليب إدارة حمرتفة ومبتكرة‪ ،‬وفتح حسابات تضامن لتمويل هذه املخاطر من خالل‬
‫جتنيب نسبة من االشرتاكات التي يتم حتصيلها من األشخاص املؤمن عليهم وأصحاب األعامل‪ .‬ويتم تشجيع العاملة غري املنتظمة وغري الرسمية‬
‫عىل االشرتاك يف النظام واالستفادة من مزايا املعاشات‪ ،‬ويغطي النظام اجلديد اآليت‪:‬‬
‫تدرجييا حتى سن اخلامسة والستني ملواجهة االرتفاع يف العمر املتوقع‪،‬‬
‫ً‬ ‫معاشات الشيخوخة ‪ :‬هيدف هذا النظام إىل زيادة سن التقاعد‬
‫وبالتايل االلتزامات املالية للنظام‪ .‬وعىل أساس مبدأ االشرتاكات املحددة فإن معدل االستعاضة للمعاش للفرد سوف يصل إيل ما بني‬
‫‪ %75‬و ‪ %88‬من قيمة آخر أجر صايف قبل التقاعد أو العجز أو الوفاة‪.‬‬
‫شهريا بنسبة ‪ %60‬من إمجايل آخر‬‫ً‬ ‫التأمني ضد البطالة ‪ :‬إذا تعرض شخص للبطالة ملدة ‪ 6‬أشهر – بدون خطأ من جانبه ‪ -‬سيتم تعويضه‬
‫تأمينيا (أي ‪ %75‬من صايف األجر) وينخفض هذا التعويض بنسبة ‪ %4‬من األجر شهريًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أجر مغطى‬
‫‪93‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫معاشات العاملة غري املنتظمة وغري الرسمية ‪ :‬يقوم النظام باملسامهة بنسبة ‪ %25‬من االشرتاكات مبعىن إضافة ‪ 25‬قرشا لكل جنيه يدفعه‬
‫العامل ىف حسابه الشخىص قبل بلوغه سن اخلامسة والستني‪ ،‬ويوفر النظام اجلديد محاية للعاملة غري املنتظمة وغري الرسمية وأرسهم من‬
‫خماطر الشيخوخة‪ ،‬والعجز‪ ،‬والوفاة‪.‬‬
‫حدا أدىن للمعاش لكل مواطن مقيم يف مرص بلغ سن اخلامسة‬ ‫املعاش األسايس‪ :‬ألغراض التضامن االجتامعي مينح النظام اجلديد ً‬
‫والستني وال حيصل عىل معاش من الدولة‪.‬‬
‫توريث املعاش‪ :‬حيدد قانون املعاش اجلديد بكل وضوح معايري استحقاق املعاش لألرامل‪ ،‬واألبناء‪ ،‬والبنات‪ ،‬والوالدين‪ ،‬واألخوة‬
‫واألخوات‪.‬‬
‫احلفاظ عىل القيمة احلقيقية للمعاشات‪ :‬يسمح النظام اجلديد بربط الزيادة يف املعاشات مبعدل التضخم السنوي‪ .‬وهذا سوف يؤدي‬
‫تلقائيا إىل احلفاظ عىل القيمة احلقيقية للمعاشات‪.‬‬
‫ً‬

‫ويتوقع أن يساعد النظام اجلديد عىل حتسني الكفاءة االقتصادية‪ 0‬وحتديد قيمة املعاش عىل أساس طريقة االشرتاكات املحددة يربط ربطا وثيقا‬
‫بني اشرتاكات األفراد طوال سنوات اخلدمة وبني قيمة املعاشات املستحقة هلم‪ .‬وهذا سوف ٌيشجع املشرتكني عىل العمل لفرتة أطول وادخار مبلغ‬
‫أكرث‪ .‬وعندما ينظر األفراد إىل اشرتاكاهتم عىل أهنا مبثابة مدخرات سيتم اسرتدادها يف املستقبل باإلضافة إىل معدل العائد السائد يف السوق عىل‬
‫دم عىل دفع االشرتاكات املستحقة عىل أساس أجره احلقيقي‪ ،‬ويستمر يف العمل ألطول مدة‬ ‫حساباهتم‪ ،‬وليس باعتبارها رضيبة‪ ،‬فإنه سوف ُي رْق ِ‬
‫ممكنة حتى حيصل عىل معاش أعىل‪ ،‬ويبحث عن أفضل وسيلة الستثامر هذه املدخرات‪.‬‬

‫وسوف يساعد التنفيذ التدرجيي لنظام املعاشات اجلديد عىل ختفيض األعباء املالية التي تتحملها اخلزانة العامة‪ ،‬ويدعم االستدامة املالية للنظام‪،‬‬
‫وحيسن الكفاءة االقتصادية‪ ،‬وينمي سوق رأس املال‪ .‬ومع هذا ينقل النظام اجلديد عبء إدارة‬ ‫وحيافظ عىل دور الدولة يف إعادة توزيع الدخل‪َ ،‬‬
‫املخاطر من احلكومة لألفراد‪ .‬وحتى ميكن تنفيذ النظام اجلديد بنجاح من الرضوري تعزيز ثقة اجلمهور يف قدرة احلكومة عىل الوفاء بالتزاماهتا‬
‫طويلة األجل عند التقاعد وأال ُت رْف ِرط يف استخدام أموال املعاشات يف متويل عجز املوازنة‪.‬‬

‫‪-8-2‬ب‪ :‬نظام جديد للتأمين الصحي االجتماعي الشامل‬


‫حاليا‪ ،‬يطبق النظام الصحي العام يف مرص اسرتاتيجية جتمع بني تقديم خدمات صحية جمانية وبني وضع نظم تأمني تستهدف فئات معينة‪ .‬وتُقدم‬ ‫ً‬
‫خدمات الرعاية الصحية األولية واألدوية جما ًنا يف وحدات الرعاية الصحية األولية‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك تقدم خدمات املستشفيات العامة جما ًنا‬
‫لغري املؤمن عليهم‪ .‬وتغيري هذا الوضع‪ ،‬الذي يعد مبثابة حق مكتسب‪ ،‬سوف يقابل مبقاومة من جانب كل من مقدمي اخلدمة واملستفيدين‪ .‬وإذا‬
‫كانت نسبة كبرية من الناس تسعى للحصول عىل الرعاية الصحية من املنشآت الصحية اخلاصة‪ ،‬وأن كل من الفقراء واألغنياء يدفعون مبالغ‬
‫كبرية من جيبهم اخلاص للحصول عىل اخلدمات الصحية‪ ،‬فإن هذا ال يعين تلقائيا أهنم سيكونون راغبني يف دفع مقابل هذه اخلدمات يف املنشآت‬
‫الصحية العامة‪ .‬وهناك حاجة لتغيري موقف اجلمهور من اخلدمات الصحية العامة املجانية إذا أردنا استمرار هذه اخلدمات‪ .‬وهذا سوف يتحقق‬
‫إذا تم تطوير هذه اخلدمات واالرتقاء هبا إىل املستوى الذي يغين عن استخدام اخلدمات اخلاصة‪.‬‬

‫ويستهدف من نظام التامني الصحي يف مرص توفري محاية مالية من خالل جتميع املخاطر‪ ،‬واحلامية من األمراض الكارثية التي تدفع الناس نحو‬ ‫ُ‬
‫هوة الفقر‪ .‬وهناك العديد من الترشيعات التي تنظم التأمني الصحي منها خسة قوانني وقرار وزاري واحد‪ .‬وعالوة عىل ذلك ال يغطي التأمني كل‬
‫السكان‪ ،‬ويرتك الفئات األكرث حرمانًا‪ .‬ويؤدي عدم كفاية إيرادات هيئة التأمني الصحي – وهي اجلهاز الرئييس املسؤول عن التأمني الصحي –‬
‫‪90‬‬
‫إىل إعاقتها عن تقديم خدمة مالمئة ألعضائها‪ ،‬وهذا القصور يف تقديم اخلدمة يدفع املؤمن عليه إيل أن يدفع من جيبه اخلاص للقطاع اخلاص‬
‫مقابل اخلدمة الصحية‪ .‬ويقدر العجز السنوي يف موازنة التأمني الصحي بنحو ‪ 200‬مليون جنيه‪ .‬ومن املحتمل أن يزيد هذا العجز مع تغري‬
‫الوضع الدميوجرايف يف مرص‪ ،‬والزيادة املتوقعة يف عدد املسنني‪ .‬وتعمل هيئة التأمني الصحي كممول ومقدم اخلدمة يف آن واحد‪ .‬وهذه املسؤولية‬
‫املزدوجة تزيد من التكاليف اإلدارية‪ ،‬وال تسمح باملتابعة السليمة مما يرتتب عىل ذلك ثغرات إدارية وفساد نتيجة لضعف الرقابة‪.‬‬

‫ويقرتح التوجه السيايس احلايل تغطية مجيع السكان بنظام التأمني الصحي االجتامعي يف إطار قانون موحد يستهدف حتقيق املساواة يف الوصول‬
‫للرعاية الصحية ومتويلها من خالل إلغاء التفاوتات القامئة يف النتائج الصحية‪ ،‬وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية جلميع السكان خاصة‬

‫‪94‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫الفئات املحرومة‪ .‬وقد اقرتح احلزب الوطين الدميوقراطي احلاكم ‪ -‬يف مطلع عام ‪ - 2004‬تطبيق نظام التأمني الصحي الشامل عىل الفئات التي‬
‫ال تغطيها هيئة التأمني الصحي أو أي نظام آخر وذلك بتكلفة تقدر بـ ‪ 23,3‬مليار جنيه ‪ .91‬وهذا يغطي ‪ %50‬من السكان‪ ،‬وخيلق ‪ 23‬ألف‬
‫فرصة عمل‪ %50 ،‬فيها للنساء‪ ،‬وذلك وف ًقا للرؤية التي اقرتحها تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ .2005‬وقد تضمن الربنامج االنتخايب لرئيس‬
‫حدا أدىن أساسيا من الرعاية الصحية لكل املرصيني‪ .‬ومن‬‫اجلمهورية إجراء إصالح جدي‪ ،‬ولذلك تعمل احلكومة عىل تنفيذ خطة سوف توفر ً‬
‫املتوقع أن يساهم املواطنون يف التكلفة مقابل احلصول عىل اخلدمة (اشرتاكات سنوية أو مسامهات رضيبية) ‪ ،‬وبالنسبة للفئات املستهدفة فإهنا‬
‫ستحصل عىل كل األدوية أو بعضها بسعر مدعم‪.‬‬

‫هناك خطة مرحلية ملدة عرش سنوات سوف تطلق رشاكة بني القطاعني العام واخلاص لتقديم رعاية صحية أكرث شموالً‪ .‬ويعترب تقديم التأمني‬
‫فقرا بدعم من احلكومة خطوة هامة نحو حتقيق مساواة أكرث‪ ،‬حيث حيظى املواطنون من خالهلا عىل معاملة‬ ‫الصحي االجتامعي للمواطنني األشد ً‬
‫هاما‪ .‬وعىل الرغم‬
‫داعما ً‬
‫دورا ً‬ ‫عادلة تتفق مع احتياجاهتم وليس عىل مستوى دخلهم‪ .‬ويف ظل هذا التحول يف النظام سوف تلعب صناعة التأمني ً‬
‫حاليا التأمني الصحي‪ ،‬فإن نحو ‪ 1,2‬مليون شخص فقط يشرتكون يف هذه الرشكات‪ .‬وخالل السنوات‬ ‫من أن هناك ‪ 84‬رشكة خاصة يف مرص تقدم ً‬
‫القادمة لن تكون األمور مؤكدة بالنسبة للصناعة وهي يف طريقها الخرتاق التحديات التي يفرضها نظام الرعاية الصحية اجلديد‪ ،‬ومع هذا يثق‬
‫املسؤولون عنها يف قدرهتم عىل النمو‪ ،‬كام تم اإلشارة إىل ذلك يف مؤمتر التأمني يف مرص عام ‪.2009‬‬

‫ويتمثل البعد األسايس يف نظام التأمني الصحي االجتامعي يف فصل وظيفة املمول عن وظيفة مقدم اخلدمة يف هياكل إدارة النظام‪ .‬وتشمل األبعاد‬
‫األخرى أن يكون التعاقد عىل أساس أداء مقدم اخلدمة من كل من القطاع العام واخلاص‪ ،‬وإتباع منهج إدارة حاالت التأمني الصحي(منهج‬
‫إدارة احلالة)‪ ،‬والتحول إىل منهج إدارة حاالت التأمني الصحي ونظم إدارة املطالبات‪ ،‬ونظم األعامل واملعلومات اإللكرتونية‪ ،‬التي تقلل من‬
‫مؤخرا عىل إنشاء مرشوع نظم األعامل واملعلومات اإللكرتونية إلدارة‬
‫وقوع األخطاء الطبية‪ ،‬وحاالت االحتيال وغريها‪ ،‬وقد وافق البنك الدويل ً‬
‫وتشغيل وظيفة املمول يف نظام التأمني الصحي االجتامعي‪ ،‬وقد صدق الربملان عىل هذا املرشوع‪ .‬وبالنسبة لتجربة هذا النظام يبدو أن املرشوع‬
‫التجريبي يف حمافظة السويس متقدم حتى اآلن‪ ،‬بينام هو مازال يف مرحلة األنشطة التحضريية يف سوهاج واإلسكندرية‪.‬‬
‫ويعترب التأمني الصحي آلية متويل هامة تستخدم املشاركات بني القطاعني العام واخلاص لتمويل وتقديم اخلدمة‪ .‬وهناك ثالثة مصادر رئيسية‬
‫ومستدامة لتمويل نظام التأمني الشامل ‪:‬‬
‫اشرتاكات صاحب العمل والعاملني ‪ :‬يتطلب مبدأ التكافل أن تكون نسبة االشرتاك مرتبطة بالدخل‪ .‬وهذا خيتلف عن التأمني الصحي‬
‫اخلاص الذي حيدد قسط التأمني بناء عىل املخاطر الصحية‪ .‬وسوف يطبق نظام االشرتاك املرتبط بالدخل عىل أصحاب الدخول املنتظمة‬
‫أو الدخول التي ميكن تقديرها‪ .‬وعادة ما يتسم اقتسام االشرتاكات بني صاحب العمل والعاملني عىل أساس مبدأ املسؤولية املشرتكة‪.‬‬
‫قدرا أكرب‪ ،‬ويرجع السبب وراء ذلك إىل أن القدرة االقتصادية لصاحب العمل تكون أكرب من العامل‪.‬‬ ‫وبوجه عام يدفع صاحب العمل ً‬
‫املدفوعات املشرتكة ‪ :‬يتمثل اهلدف األسايس يف نظام املدفوعات املشرتكة يف ختفيض احتامالت االستخدام غري الرضوري أو املفرط‬
‫ال من أن يكون وسيلة لزيادة اإليرادات‪ .‬وحتدد املدفوعات‬ ‫للخدمات واملنتجات الصحية من قبل املستفيدين‪ ،‬واحتواء التكاليف‪ ،‬بد ً‬
‫املشرتكة كنسبة من قيمة الدواء يف حالة العالج اخلارجي‪ ،‬أو كنسبة من قيمة االستشارات الطبية أو التشخيص لدى األخصائيني بالنسبة‬
‫حلاالت حمددة‪.‬‬
‫الرضائب التي تفرض ألغراض خاصة ‪ : dedicated tax‬باإلضافة إىل االشرتاكات املبارشة التي يدفعها املشاركون يف سوق العمل‪،‬‬
‫تقوم بعض الدول بفرض ما يسمي ‪ dedicated tax‬لتمويل اخلدمة الصحية‪ .‬وعادة ما تفرض هذه الرضائب عىل أنواع من املنتجات‬
‫التي تعترب ضارة بصحة األفراد والسكان‪ ،‬لذلك يطلق عليها أحيانًا ‪ .»sin tax‬فعىل سبيل املثال حيقق فرض هذه الرضيبة عىل التبغ‬
‫غرضني ‪ :‬زيادة اإليرادات لتحسني اخلدمات الصحية العامة‪ ،‬ومنع استخدام منتجات معينة هلا آثار صحية ضارة‪ 0‬ويف األجل الطويل قد‬
‫تؤدي رضيبة التبغ التي تستخدم لتمويل أنشطة مكافحة التدخني إىل انخفاض اإليرادات من هذا املصدر بالذات‪ ،‬حيث سينخفض عدد‬
‫املدخنني‪ ،‬ولكن انخفاض اإليرادات من صناعة التبغ سوف يعوضه انخفاض تكاليف الرعاية الصحية‪ ،‬وزيادة إنتاجية السكان وحتسن‬
‫صحتهم‪ ،‬هذا إىل جانب منو الصناعات األخرى نتيجة استخدام الناس للدخل الذي أمكن توفريه‪ -‬نتيجة عدم استخدام التبغ‪ -‬يف رشاء‬
‫منتجات أخرى غري ضارة بالصحة‪.‬‬

‫وهناك برامج جتريبية جيري تنفيذها حاليا يف السويس وسوهاج واإلسكندرية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫‪ -3‬المحور الثالث ‪ :‬البيئة والموارد الطبيعية المستدامة‬

‫‪ 1-3‬التنمية الزراعية والريفية المستدامة‪ ،‬واألمن الغذائي‬


‫إن االرتباط بني التنمية البيئية والتنمية الزراعية والريفية املستدامة‪ ،‬وزيادة األمن الغذايئ‪ ،‬واحلد من الفقر‪ ،‬قضية حمورية من أجل حتقيق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتامعية يف مرص‪ .‬ويساهم القطاع الزراعي بنحو ‪ %15‬يف الناتج املحيل اإلمجايل ‪ ،‬ومبا يزيد عىل ‪ %30‬من فرص العمل‪،‬‬
‫ويف نفس الوقت‪ ،‬يعيش نحو ‪ %57‬من إمجايل السكان يف مرص يف املناطق الريفية التي يسود فيها الفقر‪ ،‬كام يعيش ‪ %70‬من الفقراء املدقعني‬
‫يف املناطق الريفية‪ .‬وبالنسبة للسكان الذين يعيشون يف الوجه القبيل ‪ -‬والبالغ نسبتهم ‪ %25‬من إمجايل عدد السكان‪ ،‬فإن ‪ %66‬منهم فقراء‬
‫مدقعني‪ ،‬و‪ %51‬منهم فقراء و ‪ %31‬قريبني من خط الفقر‪ .‬ويف ضوء واقع االقتصاد املرصي هذا‪ ،‬ويف ظل التغريات املناخية املتوقعة فإن دفع‬
‫التنمية الزراعية والريفية املستدامة قَ ُد ًما‪ ،‬كوسيلة للحد من الفقر وانعدام األمن الغذايئ‪ ، ،‬يعد رشطًا أساسيا للتنمية االقتصادية واالجتامعية‬
‫املستدامة‪ ،‬ومن ثم جيب اعتبارها أولوية اجتامعية وسياسية يف مرص‪.‬‬

‫أيضا قاطرة للنمو إذا‬


‫والزراعة يف مرص ليست أسلوب حياة فحسب‪ ،‬حيث إهنا بالغة األمهية للتنمية االجتامعية واالقتصادية القومية‪ ،‬وإمنا هي ً‬
‫حظيت باالهتامم الواجب‪ ،‬كام أشري إىل ذلك يف املحور األول‪ .‬وقد تم إدراك هذه احلقيقة عىل املستوى العاملي من قبل البنك الدويل يف تقريره‬
‫السنوي لعام ‪ ،2008‬الذي ُك ِر َس ملوضوع الزراعة‪ ،‬ويف القمة العاملية لألمن الغذايئ (روما ‪ ،)2009‬ويف اسرتاتيجية احلكومة املرصية عن‬
‫التنمية الزراعية املستدامة حتى ‪ ،2030‬ومن قبل احلزب الوطين الدميقراطي احلاكم عام ‪.2009‬‬

‫اقتصاديا‪ ،‬أو حتى معدل منو منخفض يف متوسط نصيب الفرد‬


‫ً‬ ‫ومثة عالقة قوية بني النمو االقتصادي واحلد من اجلوع‪ ،‬فالدول التي مل حتقق ًمنوا‬
‫من الناتج املحيل اإلمجايل‪ ،‬مل تستطع ختفيض عدد األشخاص الذين يعانون من سوء التغذية‪ ،‬بل يف الغالب زاد عدد هؤالء األشخاص‪ .‬وهلذا‬
‫فإن معدالت النمو االقتصادي يف الدول التي تنخفض فيها مستويات االستهالك من الغذاء‪ ،‬وتوجد هبا حاالت كثرية من نقص التغذية‪ ،‬من‬
‫املحتمل أن تعجز عن حتقيق ما هو مطلوب لتخفيض الفقر بحلول عام ‪.2015‬‬

‫أيضا عالقة قوية بني الفقر وانعدام األمن الغذايئ‪ .‬فمعظم الفقراء إما أهنم يعانون من نقص التغذية أو من انعدام األمن الغذايئ‪ .‬وكام ورد‬
‫وهناك ً‬
‫ترضرا من تقلب‬
‫ً‬ ‫بالتفصيل يف القسم ‪ ،2-2‬تنفق األرس ذات الدخل املنخفض نسبة كبرية من دخلها لرشاء السلع الغذائية‪ ،‬وهم أكرث الفئات‬
‫أيضا عائ ًقا أمام النمو‬
‫أسعار الغذاء وندرته خالل فرتة نشوب النزاعات‪ ،‬واالضطرابات السياسية‪ ،‬والكوارث الطبيعية‪ .‬ويعترب نقص التغذية ً‬
‫االقتصادي؛ فعندما يعاين الناس من نقص التغذية فإهنم يعجزون عن العمل‪ ،‬وتتأثر قدراهتم اجلسامنية والعقلية‪ ،‬وبالتايل تنخفض إمكانيات‬
‫النمو االقتصادي‪ .‬ويعيش نحو ‪ %70‬من الفقراء‪ ،‬أو الذين يعانون من انعدام األمن الغذايئ‪ ،‬يف املناطق الريفية‪ ،‬كام تعتمد نسبة كبرية منهم‬
‫حمليا‪ ،‬ولتوليد الدخل‪ .‬ويبدأ التنويع االقتصادي من األرسة التي تعمل يف الزراعة‪ ،‬وتؤثر التنمية‬
‫عىل الزراعة للحصول عىل الغذاء (الذي ينتج ً‬
‫الزراعية وغري الزراعية عىل كل منهام األخرى‪ .‬وهلذا جيب أن تركز السياسات واالسرتاتيجيات املنارصة للفقراء عىل األمن الغذايئ واحلصول‬
‫عىل األرض واملياه‪ ،‬وحتقيق التنمية الزراعية والريفية‪.‬‬

‫‪-1-3‬أ‪ :‬القضايا األساسية والتحديات التي تواجه التنمية الزراعية‬


‫األمن الغذايئ أم االكتفاء الذايت الغذايئ‬
‫غالبا لبس بني مفهوم األمن الغذايئ املستدام بأركانه األربعة األساسية‪ ،‬وبني االكتفاء الذايت الغذايئ‪ .‬ويستند مفهوم األمن الغذايئ عىل ‪:‬‬
‫يوجد ً‬
‫(‪ )1‬توفر الغذاء من اإلنتاج املحيل إذا حتققت امليزة النسبية‪ ،‬أو من الواردات‪ )2( ،‬استقرار املعروض من الغذاء واستقرار أسعاره‪ )3( ،‬وصول‬
‫كل رشائح الدخل للغذاء‪ ،‬والقدرة عىل رشائه من السوق‪ )4( ،‬استخدام الغذاء‪ ،‬عندما حتصل كل الفئات باختالف أعامرها وجنسها عىل الغذاء‬
‫سلبا‬
‫اآلمن واالحتياجات من خمرجات التغذية‪ .‬وهذا خيتلف عن االكتفاء الذايت الغذايئ الذي ميكن أن يكون باهظ التكلفة عىل املجتمع‪ ،‬ويؤثر ً‬
‫عىل املوارد الطبيعية املحدودة‪ ،‬وعىل استدامتها لتنتفع هبا األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫التنمية الزراعية يف إطار اسرتاتيجية شاملة للتنمية الريفية‬


‫يعمل يف قطاع الزراعة ‪ %30‬من السكان النشطني اقتصاديا‪ .‬وهناك تناقض واضح بني كرب حجم قوة العمل التي تعمل يف الزراعة وبني مستوى‬
‫إسهامها يف االقتصاد املرصي الذي يتضح من انخفاض مستوى اإلنتاجية‪ .‬وتعتمد أعداد كبرية من األرس الريفية عىل الزراعة واإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫نادرا ما تعترب الزراعة املساهم الرئييس يف توليد دخلها‪ .‬ووف ًقا ملصادر الدخل‪ ،‬يشكل الدخل املتولد من اإلنتاج الزراعي (املاشية‬
‫ومع هذا ً‬
‫واملحاصيل) ما بني ‪ %40-25‬يف املتوسط من إمجايل الدخل الريفي‪ ،‬ويشكل الدخل املتولد من األنشطة األخرى بخالف زراعة املحاصيل‬
‫وتربية املاشية ما يرتواح بني ‪ ،%35-20‬كام تشكل اإليرادات األخرى مثل األجور نحو ‪ %40‬من الدخل الريفي لألرس‪ .‬وهذا الوضع يصدق‬
‫أيضا بالنسبة لفقراء الريف الذين حيصلون عىل ‪ %25,7‬يف املتوسط من مواردهم من الزراعة‪ ،‬بينام يأيت ‪ %42‬من دخلهم من األجور واملرتبات‪.‬‬
‫ً‬

‫زيادة كفاءة استخدام املياه يف الري‬


‫سنويا‪ .‬ومن خالل‬
‫مبقتىض اتفاقية مياه النيل املوقعة بني مرص والسودان وإثيوبيا عام ‪ ،1959‬تبلغ حصة مرص من املياه ‪ 55,5‬مليار مرت مكعب ً‬
‫تنفيذ عدة مرشوعات ملعاجلة املياه استطاعت اهليئات املسؤولة عن املياه أن تزيد املعروض من املياه مبقدار ‪ 1,2‬مليار مرت مكعب يف عام ‪،2007‬‬
‫وهلذا الغرض تم معاجلة كميات كبرية من مياه الرصف الزراعي وأعيد استخدامها يف املجاالت الزراعية غري الضارة بصحة اإلنسان أو النبات‬
‫أو احليوان‪ .‬ويصل إمجايل كمية املوارد املائية املتجددة املتاحة نحو ‪ 58,3‬مليار مرت مكعب منها ‪ 55,5‬مليار مرت مكعب مياه متجددة تأيت من‬
‫مصادر خارجية (من النيل)‪ ،‬باإلضافة إىل مليار مرت مكعب من مياه األمطار والسيول‪ ،‬و ‪ 1,8‬مليار مرت مكعب من مصادر متجددة داخلية‪.‬‬
‫سنويا ‪ 51‬مم من األمطار‪ ،‬ويرتكز يف منطقة الساحل الشاميل‪ .‬ومتثل موارد املياه املتجددة ‪ %85,4‬من إمجايل استخدام‬‫ويصل متوسط اهلطول ً‬
‫املياه (‪ 68,7‬مليار مرت مكعب) وتستهلك الزراعة ‪ %86,4‬من استخدامات املياه‪.‬‬

‫زيادة تفرْتيت وتناثر احليازات الزراعية‬


‫شهد العقدان املاضيان زيادة تفتيت وتناثر احليازات الزراعية‪ .‬فقد زادت نسبة احليازات التي تقل عن ثالثة أفدنة من نحو ‪ 2,29‬مليون فدان‬
‫أيضا متوسط مساحة احليازة من ‪ 6,3‬أفدنة عام ‪1950‬‬
‫عام ‪ 1980‬إىل نحو ‪ 3‬ماليني فدان يف عام ‪ ،2000‬وف ًقا آلخر تعداد زراعي‪ ،‬وانخفض ً‬
‫إىل ‪ 2,1‬فدان‪ ،‬وزادت نسبة احليازات القزمية (أقل من فدان) إىل ‪ %43‬من إمجايل احليازات الزراعية عام ‪ 2000‬مقابل ‪ %21,4‬عام ‪.1950‬‬
‫ونتيجة هذا التفتيت فُقدت مساحة نسبتها ‪ %12‬من أخصب األرايض الزراعية نتيجة حتديد احلدود والفواصل بني احليازات‪ ،‬وهو وضع أضعف‬
‫القدرة عىل حتديث األنشطة الزراعية وزيادة اإلنتاجية‪.‬‬

‫تدهور كفاءة األرض (تصنيف املوارد األرضية)‬


‫زاد إمجايل مساحة األرايض الزراعية من ‪ 5,87‬مليون فدان عام ‪ 1980‬إىل ‪ 8,44‬مليون فدان يف عام ‪ ،2007‬كام زادت املساحة املحصولية‬
‫من حوايل ‪ 11,1‬مليون فدان عام ‪ 1980‬إىل ‪ 15,18‬مليون يف ‪ .2007‬وقد انخفضت مساحة األرايض من فئة الدرجة األوىل خالل الفرتة‬
‫‪ 2005-2001‬إىل أقل من ثلث ما كانت عليه خالل الفرتة ‪ ،2000-1996‬بينام زادت نسبة األرايض من فئة الدرجة الثانية من نحو ‪%33,6‬‬
‫أيضا األرايض من فئة الدرجة الثالثة والرابعة من ‪ 1,455‬مليون فدان إىل ‪ 2,936‬مليون فدان‪ .‬وهذه‬
‫إىل ‪ %41,8‬خالل هذه الفرتة‪ .‬وزادت ً‬
‫الظاهرة توضح أمهية مراجعة سياسات احلكومة يف جمال احلفاظ عىل األرض‪ ،‬ووضع برامج ومرشوعات حتسني األرايض عىل قمة األولويات‬
‫خالل السنوات القادمة‪.‬‬

‫املوارد والقدرات البرشية يف قطاع الزراعة‬


‫زاد سكان الريف من ‪ 22,7‬مليون نسمة عام ‪ 1980‬إىل نحو ‪ 41,9‬مليون يف عام ‪ ،2007‬أي بزيادة نسبتها ‪ . %85‬ويف مرص‪ ،‬تشكل الزراعة‬
‫واألنشطة املرتبطة بالزراعة واملكملة هلا املصدر األسايس لدخل الغالبية العظمى من سكان الريف‪ .‬وبالتوازي مع هذه الزيادة الكبرية يف‬
‫عدد سكان الريف خالل العقدين املاضيني‪ ،‬زادت قوة العمل يف الزراعة من ‪ 4,15‬مليون عام ‪ 1980‬إىل نحو ‪ 6,89‬مليون عام ‪ .2007‬وقد‬
‫سنويا‪ .‬وقد‬
‫استطاعت برامج التنمية الزراعية أن ختلق نحو ‪ 2,74‬مليون فرصة عمل عىل مدى الـ ‪ 27‬سنة املاضية‪ ،‬مبعدل ‪ 100‬ألف وظيفة ً‬
‫زاد عدد احلاصلني عىل التعليم الزراعي والبيطري ‪ ،‬ولكن مستويات مهارة اخلرجيني منخفضة‪ .‬وهناك ‪ 185‬مدرسة للتعليم الزراعي موزعة يف‬
‫كل املحافظات‪ ،‬وتضم ‪ 302‬ألف طالب يف خمتلف التخصصات‪ .‬ويعترب املستوى التعليمي للمدارس الثانوية الزراعية ضعيف للغاية باملقارنة‬
‫باملستويات العاملية احلالية‪ .‬لذلك يتطلب حتقيق أي تنمية للزراعة املرصية يف املستقبل تطوير التعليم يف هذه املدارس واجلامعات‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫دور احلكومة والقدرات املؤسسية يف إدارة التنمية الزراعية والريفية املستدامة‬


‫هناك عدم توازن بني مسؤوليات األجهزة احلكومية ‪ -‬ممثلة يف وزارة الزراعة واستصالح األرايض ومؤسساهتا – وبني ممارساهتا الفعلية‪ .‬وتعترب‬
‫اجلهات الثالث التالية مؤسسات نشطة يف جمال الزراعة‪ :‬وزارة الزراعة واستصالح األرايض واملؤسسات امللحقة هبا‪ ،‬واجلمعيات التعاونية‬
‫الزراعية‪ ،‬ومنظامت املجتمع املدين‪ .‬ويتسم اهليكل املؤسيس لوزارة الزراعة بالتعقيد الشديد واالزدواجية‪ .‬ومن أمثلة اإلدارات التي يوجد فيها‬
‫مزامحة من احلكومة للقطاع اخلاص واملجتمع املدين ‪ :‬اإلدارة املركزية للتقاوي ‪ Central Seed Department‬واإلدارة العامة للخدمات‬
‫البيطرية‪ ،‬ووحدات الزراعة امليكانيكية ‪ Mechanical Cultivation Units‬واإلدارة املركزية للتعاون الزراعي ‪ ،‬والبنك الرئييس للتنمية‬
‫واالئتامن الزراعي‪ .‬ويف نفس الوقت تتزايد مشاركة منظامت املجتمع املدين يف التنمية الريفية‪.‬‬

‫األبحاث الزراعية‪ ،‬ونقل التكنولوجيا‪ ،‬وإمكانية النهوض باإلنتاجية‬


‫استنا ًدا إىل برامج األبحاث احلالية واملخطط تنفيذها‪ ،‬التي تتضمنها اسرتاتيجية القطاع الزراعي حتى عام ‪ ،2030‬وباإلضافة إىل اإلمكانيات‬
‫الكبرية التي يتيحها استخدام التكنولوجيا احليوية‪ ،‬فإنه من املتوقع أن تزيد إنتاجية األرض بحلول عام ‪ 2030‬وذلك عىل النحو التايل‪( :‬حماصيل‬
‫احلبوب‪ 3,5 :‬أطنان للقمح‪ 5,2 ،‬أطنان لألرز‪ 5 ،‬أطنان للذرة‪ ،‬حماصيل السكر‪ 65,4 :‬طن لقصب السكر و ‪ 35‬طن لسكر البنجر‪ ،‬حماصيل‬
‫األلياف‪ 1,8 :‬طن للقطن‪ ,‬حماصيل األعالف‪ 50 :‬طن برسيم مستديم‪ ،‬حماصيل الفاكهة‪ 15 :‬طن موالح‪ 4 ،‬أطنان عنب‪ 10 ،‬أطنان مانجو‪،‬‬
‫دعما أكرث ملراكز األبحاث الزراعية‪ ،‬حيث‬
‫حماصيل اخلرض‪ 30 :‬طن طامطم‪ 14 ،‬طن بطاطس)‪ .‬وهذا التحسن يف اإلنتاجية سوف يتطلب ً‬
‫انخفضت املوازنة املخصصة هلذه املراكز‪.‬‬

‫أساسا إىل زيادة املساحة‬


‫وعىل الرغم من أن إنتاج القمح والذرة واألرز زاد بأكرث من الضعف منذ عام ‪ ،1990‬إال أن هذه الزيادة ترجع ً‬
‫ريا خالل الثامنينيات‪ .‬ومع هذا‪ ،‬كان معدل النمو يف اإلنتاجية‬
‫املحصولية وليس إىل زيادة اإلنتاجية‪ .‬وقد كان معدل التحسن يف اإلنتاجية كب ً‬
‫سنويا بالنسبة للذرة واألرز‪ ،‬ويبلغ نحو ‪ %0,5‬للقمح‪ .‬وقد ثبتت إنتاجية القمح والذرة‬
‫ال عىل ‪ً %1‬‬ ‫خالل الفرتة من ‪ 1990‬إىل ‪ 2000‬يزيد قلي ً‬
‫يف عام ‪ ،2000‬ويعترب املعروض من احلبوب قضية كربى بالنسبة ملرص‪ ،‬فوفقا لوزارة الزراعة واستصالح األرايض يبلغ متوسط نصيب الفرد من‬
‫استهالك القمح نحو ‪ 180‬كيلو جرام سنويا‪ ،‬وعىل الرغم من النمو الكبري يف اإلنتاج املحيل خالل العقدين املاضيني‪ ،‬إال أنه يغطي ‪ %55‬فقط‬
‫سنويا‪.‬‬
‫من احتياجات مرص‪ .‬وخالل الفرتة األخرية استوردت مرص ‪ %6,5‬من القمح املعروض يف السوق العاملي أو ما يوازي ‪ 7,15‬مليون طن ً‬

‫استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬


‫كافيا‪ .‬وقد أُدخلت نظم قواعد البيانات يف إطار شبكة اتصاالت التنمية‬
‫عىل الرغم من زيادة استخدام تكنولوجيا املعلومات إال أن ذلك مل يكن ً‬
‫الريفية والزراعية وغريها من الربامج والشبكات الداعمة‪.‬‬

‫القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية عرب سلسلة القيمة‬


‫من املعروف أن أي مساعي لتنمية وحتسني القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية املرصية يف السوق املحيل واألسواق العاملية تتطلب جهو ًدا جادة‬
‫عىل خمتلف املستويات‪ :‬املستوى القومي‪ ،‬ويف القطاع الزراعي‪ ،‬وكذلك عىل مستوى املؤسسات اإلنتاجية‪ .‬وتسعى احلكومة إىل النهوض بالقدرة‬
‫التنافسية عىل املستوى القومي من خالل اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وحتسني مناخ االستثامر والسياسات املالية النقدية الكلية‪ ،‬وسياسات التجارة‬
‫اخلارجية‪ .‬ومع ذلك مازال األمر حيتاج إىل بذل جهود أعظم يف ضوء مؤرشات القدرة التنافسية الدولية‪.‬‬

‫إعداد قطاع الزراعة للتكيف مع تغري املناخ (أوجه الضعف والقدرة عىل التكيف)‬
‫(بناء عىل الفروض املتاحة) ‪ )1( :‬اجلفاف (عىل الرغم من رضورة األخذ يف احلسبان الفيضانات إال أهنا غري متوقعة لوجود‬
‫تتضمن خماطر املناخ ً‬
‫تقلبا‪ ،‬وتؤثر عىل اإلنتاجية والنمط املوسمي)‪ )3( ،‬اإلجهاد‬
‫السدود العالية‪ )2( ،‬ضغط احلرارة ‪ ( temperature stress‬حرارة أعىل وأكرث ً‬
‫املايئ (أمناط اهلطول وزيادة البخر واستهالك املياه)‪ )4( ،‬السيول التي تغمر السواحل (تؤثر عىل إقليم الدلتا والبحريات الشاملية ملرص)‪،‬‬

‫وتشمل اآلثار املبارشة املحتملة (خيتلف مدى خماطر تغري املناخ بتغري الفروض بشأن التنمية يف املستقبل) ‪:‬‬
‫بوار األرايض الزراعية واملراعي (زيادة جفاف املاء) ويتفاوت حسب املحاصيل واملاشية ومصائد األسامك‪ ،‬حيث تنخفض إنتاجية القمح‬

‫‪98‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫سلبيا‪ ،‬وسوف تزيد معدالت‬‫تأثرا ً‬


‫بنسبة ‪ ،%18‬والشعري والذرة بنسبة ‪ ،%19‬واألرز بنسبة ‪ ،%17‬وسوف تتأثر األرايض الزراعية اهلامشية ً‬
‫التصحر‪.‬‬
‫نزوح السكان إيل (اجلنوب واألرايض املرتفعة و رشق‪/‬غرب الدلتا واملناطق ذات املميزات واخلصائص اإلقليمية الواضحة) وآثار اجتامعية‬
‫واقتصادية هلجرة العاملة من األرايض اهلامشية واملناطق الساحلية‪ 0‬وارتفاع مستوى البحر مبقدار مرت إيل مرتين سوف جيرب حوايل ‪ 8‬مليون‬
‫من السكان إىل اهلجرة من الدلتا إىل مناطق أخرى‪.‬‬
‫ترضرا‪ ،‬وخسائر اقتصادية نتيجة التغريات يف اإلنتاج والتجارة)‪.‬‬‫ً‬ ‫الفقر‪ ،‬وانخفاض الناتج املحيل اإلمجايل (الفئات منخفضة الدخل األكرث‬
‫انعدام األمن الغذايئ (من حيث توفر الغذاء‪ ،‬استقرار املعروض‪ ،‬الوصول إليه‪ ،‬استخدامه)‪ .‬وتشمل اآلثار غري املبارشة املحتملة ‪ :‬بالنسبة للخدمات‬
‫االجتامعية‪/‬القطاعات ‪ :‬تدهور الصحة‪ ،‬ونقص فرص التعليم‪ ،‬بينام يقود الفقر إىل انخفاض القدرة عىل استمرار هذه اخلدمات يف األجل الطويل‪.‬‬

‫إن الصلة بني تغري املناخ والتنمية الزراعية والريفية املستدامة والفقر جيب إدراكها وإبرازها‪ .‬ويأيت األثر عىل اإلنتاج الزراعي من انخفاض‬
‫إنتاجية املحاصيل واملاشية ومصائد األسامك‪ ،‬وانخفاض املساحة‪ ،‬مما يؤدي إىل انخفاض األنشطة الزراعية املولدة للدخل من العمل الزراعي‬
‫(دخل لتغطية تكاليف استمراراخلدمات االجتامعية)‪ .‬كام أن نزوح السكان يؤدي إيل عدم املساواة بني األقاليم‪ ،‬ويؤثر عىل الصحة والتعليم‪،‬‬
‫واخلدمات االجتامعية األخرى‪ ،‬واخلدمات املساندة وكذلك عىل األنشطة املولدة للدخل مما يسفر عن املزيد من الفقر النسبي والفقر املطلق‪،‬‬
‫والتأثري عىل األمن الغذايئ من حيث توفره (من خالل اإلنتاج والتجارة)‪ ،‬واستقرار املعروض (الذى يتأثر باجلفاف وضغط احلرارة واألمراض‬
‫عابرة احلدود‪ ،‬الخ) والوصول للغذاء (الذي يتأثر بإنخفاض الدخول والفقر)‪ ،‬ومستوى التغذية واستخدام الغذاء (الفئات املستهدفة‬
‫واسرتاتيجيات التكيف)‪.‬‬

‫تم يف عام ‪ 2010‬عزل اجلني املسئول عن الشعور واإلحساس باحلرارة يف النباتات مما قد يؤدى إيل استنباط نباتات تستطيع أن تثمر حتت أى‬
‫درجات حرارة‪ .‬فمن املعروف أن احلرارة من العوامل البيئية التي تنظم منو النبات‪ ،‬ولكن مل يتم من قبل اكتشاف اآللية التي من خالهلا يشعر‬
‫النبات بالتغريات احلرارية ‪.92‬‬

‫استخدام أفضل للمخلفات الزراعية‬


‫وف ًقا لدراسات حديثة (املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ )2006،‬تبلغ كمية اإلنتاج السنوي من املخلفات الزراعية نحو ‪ 59‬مليون طن‪ .‬ويف‬
‫سنويا‪ .‬ويرتاوح متوسط كمية اإلنتاج‬
‫نفس الوقت تقدر كمية املخلفات الناجتة خالل عمليات إعداد وتعبئة اخلرض والفواكه نحو مليون طن ً‬
‫من خملفات املحاصيل ما بني ‪ 3,05 – 1,13‬أطنان للفدان من القش‪ ،‬و ما بني ‪ 1,18‬و ‪ 2,30‬طن للفدان من احلطب‪ .‬وتقدر خملفات الصوب‬
‫الزجاجية بـ ‪ 14‬طنا للفدان‪ ،‬وخملفات اخلرض يف احلقل بنحو ‪ 3,0‬أطنان للفدان‪ .‬ويف الريف املرصي تستخدم املخلفات الزراعية كعلف‬
‫للحيوانات‪ ،‬ويف إنتاج الكومبوست‪ ،‬والسباخ والوقود املبارش‪ .‬وتقدر الكمية التي تستخدم كعلف جاف للحيوانات بنحو ‪ 10‬مليون طن‪ ،‬أي ما‬
‫يوازي ‪ %30‬من إمجايل خملفات املحاصيل‪ .‬وتقدر كمية املخلفات الزراعية التي تتحول إىل سامد عضوي‪ ،‬وكومبوست و‪/‬أو سباخ بـ ‪ 9,4‬مليون‬
‫سنويا‪ ،‬أي ما يوازي ‪ %42‬من‬
‫سنويا‪ ،‬أي ما يوازي ‪ %28‬من إمجايل خملفات املحاصيل‪ .‬وتستخدم الكمية الباقية التي تبلغ ‪ 14‬مليون طن ً‬ ‫طن ً‬
‫إمجايل خملفات املحاصيل‪ ،‬كوقود مبارش يف املواقد البدائية أو يتم حرقها يف األرايض الفضاء‪ .‬وحتسني استخدام املخلفات الزراعية سوف يكون‬
‫له آثار عىل الصحة والبيئة (السحابة السوداء) والدخل والتشغيل والنوع االجتامعي‪.‬‬

‫إمكانيات مصائد األسامك غري مستغلة بالكامل‬


‫حتظى مرص بعدة مصادر لإلنتاج السميك ومبسطحات مائية تبلغ مساحتها ‪ 14‬مليون فدان‪ .‬ويعتمد اإلنتاج السميك يف مرص عىل صيد األسامك‬
‫(من البحار‪ ،‬والبحريات‪ ،‬وهنر النيل وفروعه)‪ ،‬باإلضافة إىل االستزراع السميك‪ .‬وقد زاد اإلنتاج السميك زيادة كبرية‪ ،‬من ‪ 243‬ألف طن يف عام‬
‫‪ 1980‬إىل حوايل ‪ 970‬ألف طن يف عام ‪ .2007‬ويعترب السمك أرخص مصدر للربوتني احليواين‪ .‬ويفي اإلنتاج السميك املحيل مبعظم احتياجات‬
‫االستهالك املحيل‪ .‬وتقدر كمية الواردات بـ ‪ 215‬ألف طن‪ ،‬متثل ‪ %18‬من إمجايل االستهالك الذي يقدر بنحو ‪ 1,175‬مليون طن يف عام ‪،2007‬‬
‫مبا يف ذلك السمك املجهز‪ .‬وقد ُعرف قطاع مصائد األسامك بأنه القطاع الذي يوفر عىل الفور الربوتني احليواين عايل اجلودة‪ .‬ويف الوقت احلايل‬
‫سنويا‪ ،‬وهو ما يقرتب من املتوسط العاملي‪.‬‬
‫يبلغ نصيب الفرد من االستهالك ‪ 16‬كيلو جرام ً‬

‫‪99‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫تساهم مصائد األسامك البحرية بنحو ‪ %12,3‬من إمجايل اإلنتاج السميك بينام تساهم الرثوة السمكية من املجاري املائية الداخلية والبحريات‬
‫والنيل بنحو ‪ ،%26,4‬ويساهم االستزراع السميك بأكرب كمية‪ ،‬أي بحوايل ‪ %61,3‬من إمجايل اإلنتاج‪ .‬وقد انخفض اإلنتاج السميك من الصيد‬
‫خالل السنوات األخرية نتيجة زيادة عدد سفن الصيد‪ ،‬واستخدام شبكات الصيد التي تعترب غري قانونية وتؤدي إىل تدمري الرثوة السمكية‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إىل تلوث املياه نتيجة ترصيف مياه الرصف الزراعي والصناعي يف البحريات الشاملية والبحر املتوسط‪ .‬وقد زاد باضطراد اإلنتاج من‬
‫ريا اإلنتاج من الصيد حيث‬
‫االستزراع السميك من ‪ 12,400‬ألف طن يف عام ‪ %8,3( 1977‬من إمجايل اإلنتاج السميك) حتى أصبح يتجاوز كث ً‬
‫بلغ ‪ 693‬ألف طن‪ ،‬أي ما يشكل حوايل من ‪ %65-60‬من إمجايل اإلنتاج السميك عام ‪ .2008‬ومن األمور اهلامة إعالن أن بعض البحريات يف‬
‫مرص تعترب مناطق حممية‪ ،‬حيث أُعلنت بحرية قارون ومنخفض الريان منطقة حممية عام ‪ ،1989‬ويف عام ‪ 1998‬أُعلنت بحرية الربلس كذلك‪.‬‬
‫نظرا لدورها يف إيواء الطيور املائية أثناء الشتاء‪.‬‬
‫وهذه املوارد تتمتع بأمهية دولية ً‬

‫إمكانية تقوية التعاون الدويل واإلقليمي( مع الرتكيز عىل تعاون اجلنوب‪/‬اجلنوب)‬


‫إن اإلطالع عىل أنشطة الصندوق املرصي للتعاون الفين مع أفريقيا‪ ،‬والصندوق املرصي للتعاون الفين مع دول الكومنولث املستقلة والدول‬
‫اإلسالمية األوروبية‪ ،‬وكالمها يعمل حتت رعاية وزارة اخلارجية‪ ،‬يشري إىل تعاون اجلنوب واجلنوب املوسع واملثمر مع عدد كبري من الدول النامية‬
‫أيضا أنشطة عىل مستوى األقاليم الفرعية‪ .Sub-regional .‬ومن أحد املالمح املثرية‬ ‫الشقيقة‪ ،‬ومعظمه عىل املستوى الثنايئ‪ ،‬وإن كان يشمل ً‬
‫لالنتباه هو ذلك التنوع اهلائل لألنشطة ونطاقها التي يدعمها كال الصندوقني‪ ،‬كام أن معظم التدخالت تبدو صغرية بطبيعتها‪ .‬وملرص بعض‬
‫التجارب يف جمال التعاون الثاليث التي هتدف إىل مساندة الدول النامية الشقيقة‪ ،‬ومن ذلك تعاون الصندوق املرصي للتعاون الفين مع أفريقيا‬
‫مع الوكالة الرنوجيية للتعاون التنموي (‪ ، )NORAD‬ووكالة التنمية الدولية اليابانية (‪ ،)JICA‬والبنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والصندوق العريب‬
‫للمساعدات الفنية للدول األفريقية‪ ،‬وكذلك التعاون مع ثالث دول هي ‪ :‬مجهورية تشيك‪ ،‬واليونان‪ ،‬ومجهورية كوريا‪ .‬وعىل نفس املنوال‪ ،‬هناك‬
‫حاليا بحث إقامة تعاون ثاليث‬
‫تعاون قائم بني وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات و الوكالة الكندية للتنمية الدولية (‪ .)CIDA‬وجيري ً‬
‫يتضمن بنك التنمية األفريقي واالحتاد األورويب‪ .‬وقد دخل الصندوق االجتامعي للتنمية يف مرص جمال التعاون الثاليث ملساعدة دول اجلنوب‬
‫األخرى يف كل من أفريقيا واملنطقة العربية‪.‬‬

‫التنمية اإلقليمية القامئة عىل امليزات النسبية‬


‫هناك رضورة قصوى لتحقيق تنمية ريفية متوازنة تستند إىل املزايا اخلاصة واملزايا النسبية ملختلف املناطق اجلغرافية والبيئيات الزراعية يف مرص‪.‬‬
‫وتبدو هذه الرضورة أكرث إحلاحا إذا أدى تغري املناخ إىل نزوح السكان من إقليم الدلتا‪ .‬وهناك خسة أقاليم جغرافية جيب أخذها يف االعتبار‬
‫وهي ‪ :‬الوجه القبيل (حمافظات أسيوط‪ ،‬وسوهاج‪ ،‬وقنا‪ ،‬وأسوان‪ ،‬والوادي اجلديد)‪ ،‬مرص الوسطى (حمافظات اجليزة‪ ،‬وبين سويف‪ ،‬والفيوم‪،‬‬
‫واملنيا)‪ ،‬وسط الدلتا (حمافظات القليوبية‪ ،‬واملنوفية‪ ،‬والغربية‪ ،‬والدقهلية‪ ،‬وكفر الشيخ‪ ،‬ودمياط)‪ ،‬رشق الدلتا (حمافظات الرشقية‪ ،‬وبورسعيد‪،‬‬
‫واإلسامعيلية‪ ،‬والسويس‪ ،‬وشاميل سيناء‪ ،‬وجنويب سيناء) غرب الدلتا (حمافظات البحرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، ،‬ومطروح)‪.‬‬

‫‪-1-3‬ب‪ :‬التوجهات واألهداف االستراتيجية للحكومة‬


‫فيام ييل األهداف االسرتاتيجية للحكومة لتحقيق التنمية الزراعية املستدامة حتى ‪2030‬‬
‫‪ -1‬االستخدام املستدام للموارد الطبيعية الزراعية‪:‬‬
‫‪ : 1/1‬زيادة كفاءة استخدام املياه يف الزراعة‬
‫‪ : 2/1‬االستمرار يف استصالح األرايض‬
‫‪ : 3/1‬التنمية املستدامة يف إنتاجية وحدة األرض واملياه‬
‫‪ : 4/1‬تعظيم العائد املستدام من الزراعة املروية مبياه األمطار‬
‫‪ : 5/1‬احلفاظ عىل الرتبة ومحايتها‬
‫‪ -2‬تنمية اإلنتاجية الزراعية لوحدة األرض واملياه‪:‬‬
‫‪ : 1/2‬تنمية إنتاجية املحاصيل‬
‫‪ : 2/2‬تنمية إنتاجية الوحدة من الرثوة احليوانية‬
‫‪ : 3/2‬تنمية مصائد األسامك‬

‫‪100‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫‪ -3‬دعم القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية يف السوق املحيل واألسواق العاملية‪:‬‬


‫‪ : 1/3‬الفرص املتاحة‬
‫‪ : 2/3‬خمرجات القدرات التنافسية ومواجه التحديات‬
‫‪ : 3/3‬التوجهات الرئيسية لدعم القدرات التنافسية‬
‫‪ : 4/3‬حتقيق مستويات عالية من األمن الغذايئ يف السلع االسرتاتيجية‬
‫‪ -4‬حتقيق مستويات عالية من األمن الغذايئ يف السلع االسرتاتيجية‪:‬‬
‫‪ : 1/4‬زيادة نسبة االكتفاء الذايت من السلع الغذائية‬
‫‪ : 2/4‬تطوير أمناط االستهالك لتحسني مستويات التغذية‬
‫‪ : 3/4‬ختفيض الفاقد أثناء تسويق السلع الغذائية‬
‫‪ : 4/4‬حتسني جودة وسالمة السلع الغذائية‬
‫‪ : 5/4‬تنمية شبكة الضامن االجتامعي‬
‫‪ -5‬حتسني مناخ االستثامر الزراعي‪.‬‬
‫‪ -6‬حتسني معيشة سكان الريف‪:‬‬
‫‪ : 1/6‬املربرات والفرص املتاحة‬
‫‪ : 2/6‬املخرجات األساسية لتحسني األوضاع املعيشية لسكان الريف‬

‫وتتعلق العقبات والقيود مبا يأيت ‪ :‬السياسات الزراعية‪ ،‬مثل االستثامرات الزراعية املحدودة‪ ،‬ومجود سياسات منح االئتامن والقدرة عىل صياغة‬
‫وحتليل ومتابعة السياسات‪ ،‬واملؤسسات الزراعية والتنسيق‪ ،‬وانعدام االتساق بني تنمية اإلنتاج وحتسني اخلدمات التسويقية وجودة وسالمة‬
‫الغذاء‪ ،‬وضعف نظام املعلومات‪ ،‬والتفاوت بني الزراعة املوجهة للتصدير والزراعة صغرية احلجم‪ .‬وقد تم تصميم برامج التنفيذ من جانب وزارة‬
‫الزراعة ومنظمة األغذية والزراعة ‪ ، FAO‬والصندوق الدويل للتنمية الزراعية ‪ IFAD‬لتحقيق األهداف االسرتاتيجية املشار إليها أعاله‪.‬‬
‫وتتضمن برامج التنفيذ مبادرات لبناء القدرات عىل املستويات الفنية واإلدارية للعاملني يف القطاع الزراعي سواء يف املؤسسات العامة أو‬
‫اخلاصة‪ .‬وتدعو االسرتاتيجية إىل خلق جيل جديد من العاملني ذوي الكفاءة واملهارة التي تتفق واملستويات العاملية‪.‬‬

‫المعايير المقترحة الختيار األولويات‬


‫بالنسبة للمنهجية‪ ،‬تم استخدام عدد من املعايري الختيار األولويات العرش الرئيسية (مشار إليها بالتفصيل فيام بعد) من بني ‪ 21‬أولوية يف‬
‫االسرتاتيجية الزراعية للحكومة‪ .‬وتشمل املعايري ‪ )1( :‬اآلثار املتعددة عىل األهداف االسرتاتيجية‪ )2( ،‬وضوح املسؤوليات املؤسسية‪)3( ،‬‬
‫القدرات البرشية واالستيعابية‪ )4( ،‬الرشوط األساسية لتتابع الربامج‪/‬املجموعات األخرى‪ )5( ،‬استمرارية الربامج القامئة‪ )6( ،‬توفر التمويل‪.‬‬
‫واستنا ًدا إىل هذه املعايري الستة ميكن جتميع األولويات العرش حتت ‪ :‬أ‪ -‬االستخدام الكفء للموارد الطبيعية‪ ،‬ب‪ -‬النهوض باإلنتاجية والقدرة‬
‫التنافسية للمنتجات الزراعية‪ ،‬جـ‪ -‬بناء قدرات املؤسسات والقدرات البرشية‪ ،‬د‪ -‬تقليص الفقر‪.‬‬

‫األولويات الرئيسية ومجاالت العمل‬

‫االستخدام الكفء للموارد الطبيعية‬


‫‪ .1‬حتسني كفاءة نظام الري ‪ :‬من أحد املكونات الرئيسية السرتاتيجية التنمية الزراعية حتقيق حتسن تدرجيي يف كفاءة نظم الري لتغطي ‪%80‬‬
‫من املساحة الزراعية البالغة ‪ 8‬ماليني فدان‪ ،‬وختفيض املساحات املزروعة أر ًزا حتى ميكن توفري ‪ 12,4‬مليار مرت مكعب من املياه بحلول‬
‫عام ‪ ،2030‬وتشمل األهداف ما ييل ‪ :‬تلبية احتياجات خطط استصالح األرايض‪ ،‬وحتقيق معدل مناسب من التنمية الزراعية الرأسية‪،‬‬
‫وتغيري الرتكيب املحصويل بشكل تطوعي‪ ،‬وحتسني األحوال البيئية والصحة العامة يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ .2‬احلفاظ عىل األرايض الزراعية ومحايتها والتوسع يف املناطق املستصلحة ‪ :‬بالنسبة حلامية املساحات املزروعة اخلصبة‪ ،‬هناك رضورة‬
‫قصوى لتجنب املزيد من التعدي عىل األرايض ذات الرتبة عالية اجلودة املتاحة للزراعة‪ .‬وجيب أن تكون هناك تدخالت جادة من جانب‬
‫احلكومة لوقف تبوير األرايض الصاحلة للزراعة‪ .‬خاصة القضاء عىل فساد موظفي احلكومة الذين يغمضون أعينهم عن هذه االنتهاكات‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫ومن املشكالت املرتبطة بذلك النقص الشديد يف األرايض املتاحة للتوسع العمراين‪ ،‬والذي ميكن احلد منه من خالل التخطيط العمراين‬
‫جيدا عىل املستويني املركزي واملحيل‪ .‬وفيام يتعلق بالتوسع يف املناطق املستصلحة‪ ،‬فإن هذا يعد أحد مكونات اسرتاتيجية‬
‫الذي يتم تصميمه ً‬
‫القطاع الزراعي‪ ،‬وميكن تنفيذه باستخدام كميات املياه التي جيب توفريها من خالل تطوير نظم الري احلقيل الستصالح مساحات جديدة‬
‫تقدر بنحو ‪ 1,25‬مليون فدان بحلول عام ‪ ،2017‬ونحو ‪ 3,1‬ماليني فدان بحلول عام ‪ .2030‬وتعاين األرايض الزراعية يف مناطق الدلتا‬
‫ووادي النيل من مشكلتني هامتني ‪ :‬استمرار التعدي عىل األرايض الزراعية وحتويلها من االستخدامات الزراعية إىل االستخدامات‬
‫سنويا‪ ،‬باإلضافة إىل تدهور خصوبة الرتبة يف كثري من املناطق الزراعية‪ .‬ويتطلب مواجهة هاتني‬ ‫ً‬ ‫غري الزراعية مبعدل ‪ 20‬ألف فدان‬
‫املشكلتني إجراء مسوح دورية للرتبة الختاذها كأساس لتحديد معدالت استخدام األسمدة‪ ،‬وإجراء الرتميم والصيانة املستمرة لنظم‬
‫الرصف الزراعية‪ ،‬وإقامة نظم للرصف يف املناطق التي ال توجد هبا هذه النظم‪ .‬وتتضمن األهداف‪ )1( :‬زيادة القدرة عىل إضافة أرايض‬
‫جديدة من خالل استخدام طرق فعالة ومنخفضة التكلفة (‪ )2‬ضامن استخدام املناطق املستصلحة اجلديدة لإلنتاج الزراعي‪ )3( ،‬هتيئة‬
‫الظروف إلقامة جمتمعات زراعية مستقرة يف املناطق اجلديدة املستصلحة‪.‬‬
‫‪ .3‬التكيف مع تغري املناخ (أوجه الضعف والقدرة عىل التكيف)‪ :‬تم تغطية هذا اجلزء يف القسم ‪ 5 – 3‬من هذا التقرير‬

‫النهوض باإلنتاجية والقدرة التنافسية للمنتجات الزراعية‬


‫‪ .4‬النهوض باإلنتاجية والقدرة التنافسية للمنتجات الزراعية عرب سلسلة القيمة ‪ :‬عىل مستوى القطاع الزراعي هناك الكثري من‬
‫املخرجات واملجاالت التي جيب استهدافها من أجل تطويرها‪ ،‬وتشمل املجاالت االسرتاتيجية ذات األولوية ‪ )1( :‬وضع مستويات للجودة‬
‫للمنتجات الزراعية‪ )2( ،‬اإلملام باألساليب الفنية احلديثة واملتقدمة التي تدعم الكفاءة االقتصادية لإلنتاج الزراعي‪ )3( ،‬استخدام‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احلديثة التي ختدم القطاع الزراعي‪ )4( ،‬تطوير اخلدمات التسويقية واألسواق الزراعية بوجه عام‪)5( ،‬‬
‫تطوير العمليات التي تتم قبل وبعد احلصاد لتحسني جودة املنتجات‪ )6( ،‬تطبيق األساليب احلديثة يف متابعة وحتليل والتنبؤ باملخاطر‬
‫الطبيعية والفنية والتسويقية من خالل إنشاء وحدة خاصة إلدارة املخاطر الزراعية‪ )7( ،‬ربط املزارعني‪ ،‬خاصة صغار املزارعني‪ ،‬باألسواق‪،‬‬
‫ويشمل هذا تطوير نظم وقنوات التسويق‪ )8( ،‬تفعيل وتقوية دور احلكومة يف ممارسة الرقابة عىل مستويات جودة كل من املدخالت‬
‫واملنتجات‪ ،‬وحظر االحتكار والغش‪ ،‬ومحاية املستهلك‪ )9( ،‬تقوية اآلليات املؤسسية والتنظيمية التي تدعم الروابط بني التسويق املحيل‬
‫والتسويق اخلارجي‪ )10( ،‬ختفيض الفاقد عرب سلسلة القيمة‪.‬‬
‫‪ .5‬تنمية مصائد األسامك ‪ :‬من املتوقع استمرار النمو امللحوظ يف قطاع مصائد األسامك خاصة االستزراع السميك ليصل حجم اإلنتاج‬
‫القومي إىل ‪ 1,5‬مليون طن من األسامك بحلول عام ‪ .2017‬وفيام خيتص بصيد األسامك‪ ،‬فإنه جيب استهداف حد أقىص من اإلنتاج‬
‫املستدام‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬ينبغي االستمرار يف االستخدام الرشيد للموارد التي ال تستغل بالكامل مثل الصيد يف أعامق البحر‪ .‬ويتوقع أن‬
‫حيقق االستزراع السميك ًمنوا أكرث‪ ،‬وفيام ييل املجاالت األساسية التي جيب أخذها يف االعتبار لتنمية قطاع مصائد األسامك ‪ )1( :‬تكثيف‬
‫وتنويع أنشطة االستزراع السميك‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار اآلثار النامجة عن هذا التكثيف خاصة اآلثار البيئية‪ )2( ،‬جيب أن تأخذ سلة‬
‫اإلنتاج الضيقة لالستزراع السميك يف االعتبار تنويع األصناف التي يتم استزراعها‪ )3( ،‬زيادة الزريعة ذات اجلودة العالية‪ )4( ،‬إنشاء‬
‫مزارع سمكية صديقة للبيئة تتضمن إجراء تقييم لألثر البيئي عند الرتخيص ملرشوعات االستزراع السميك‪ ،‬باإلضافة إىل وضع برنامج‬
‫ملزم للمتابعة البيئية ملرشوعات االستزراع السميك‪ ،‬و تطبيق مبادئ «اإلدارة املتكاملة للمناطق الساحلية»‪ )5( ،‬ضامن أن يكون مستوى‬
‫جودة وسالمة األسامك‪ ،‬سواء من الصيد أو االستزراع السميك‪ ،‬يتطابق مع مستويات اجلودة والسالمة املحلية والدولية‪ )6( ،‬مراجعة‬
‫الترشيعات وتعديلها‪ ،‬مع األخذ يف االعتبار الطبيعة الديناميكية لقطاع مصائد األسامك‪ ،‬خاصة االستزراع السميك‪.‬‬

‫بناء القدرات المؤسسية والبشرية‪ ،‬ومناخ السياسة الخاص بإدارة التنمية الزراعية‬
‫‪ .6‬بناء القدرات املؤسسية والبرشية إلدارة التنمية الزراعية والريفية ‪ :‬تتضمن األهداف األساسية هلذه األولوية ‪ )1( :‬تطوير املهارات‬
‫العلمية والفنية للعاملني يف جمال البحوث‪ ،‬واإلرشاد الزراعي‪ ،‬ونقل التكنولوجيا‪ )2( ،‬تطوير املهارات واخلربات العلمية والفنية مع توجيه‬
‫اهتامم خاص ملجاالت صياغة السياسات الزراعية‪ ،‬والتحليل‪ ،‬واملتابعة‪ ،‬والتقييم‪ )3( ،‬حتديث برامج التعليم الزراعي يف مجيع املؤسسات‬
‫التعليمية وعىل كل املستويات‪ )4( ،‬تدعيم الروابط بني برامج التعليم الزراعي ومتطلبات سوق العمل‪ )5( ،‬إثارة الشعور لدى قيادات‬
‫املزارعني بأمهية متابعة التطورات الزراعية‪ )6( ،‬تشجيع القيادات الريفية عىل استفادة املزارعني اآلخرين من جتارهبم ومعارفهم‪.‬‬
‫‪ .7‬حتسني مناخ االستثامر الزراعي‪ :‬يتطلب حتسني مناخ االستثامر الزراعي توجيه اهتامم أكرب من جانب وزارة الزراعة واستصالح األرايض‬

‫‪102‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫– بالتعاون مع الوزارات األخرى املعنية ‪ -‬إىل القضاء عىل االختناقات التي حتد من االستثامر الزراعي‪ .‬وتشمل األهداف الرئيسية‪)1( :‬‬
‫تسهيل عملية ختصيص مناطق االستصالح اجلديدة‪ ،‬من خالل إنشاء إدارة واحدة تتألف من ممثيل كافة الوزارات املعنية التي يتعامل معها‬
‫مبارشة املستثمرون ورجال األعامل‪ )2( ،‬مراجعة قوانني وإجراءات ختصيص األرايض‪ ،‬وكذلك مراجعة سياسات منح االئتامن واإلقراض‪،‬‬
‫(‪ )3‬قيام وزارة الزراعة واستصالح األرايض بإعداد خريطة استثامرية واضحة للزراعة‪.‬‬
‫‪ .8‬تطوير عملية نقل التكنولوجيا املستندة عىل األبحاث ‪ :‬وتشمل األهداف الرئيسية هلذه األولوية‪ )1( :‬حتقيق تنسيق قوي بني مؤسسات‬
‫البحوث الزراعية يف إطار خطة قومية للبحوث حتدد جماالت البحوث وموازناهتا‪ )2( ،‬حتسني مستويات دخول الباحثني‪ )3( ،‬حتقيق أعىل‬
‫مستوى من التنسيق والتعاون بني اجلامعات ومؤسسات البحوث املتخصصة‪ )4( ،‬متكني شباب الباحثني من التفاعل مع نظرائهم عىل‬
‫املستوى الدوىل حتى ميكن حتسني قدراهتم البحثية‪.‬‬

‫تقليص الفقر‬
‫‪ .9‬ختفيض التفاوتات بني األقاليم ‪ :‬هناك تفاوت يف مستوى التنمية بني خمتلف األقاليم اجلغرافية يف مرص‪ ،‬فكل إقليم له مزاياه اخلاصة‪،‬‬
‫وميزاته النسبية التي حتتاج الستغالهلا بكفاءة‪ .‬وجدير بالذكر أن هناك الكثري من املؤرشات التي تربز اخلصائص الواضحة ملختلف‬
‫ال يرتكز حزام إنتاج األلبان واألرز يف شامل الدلتا‪ ،‬بينام يرتكز حزام إنتاج اخلرض يف املحافظات املحيطة بإقليم‬‫األقاليم يف مرص‪ .‬فمث ً‬
‫القاهرة الكربى‪ ،‬ويرتكز حزام إنتاج النباتات الطبية والعطرية يف مرص الوسطي‪ ،‬وحزام القصب والبلح املجفف ونصف املجفف يف الوجه‬
‫القبيل‪ .‬وعىل الرغم من االختالفات املوجودة بني خمتلف األقاليم بالنسبة للموارد الطبيعية والظروف املناخية‪ ،‬ال تؤخذ هذه االختالفات‬
‫يف احلسبان يف السياسات التي تنظم استخدام األرض واملوارد املائية‪ ،‬باإلضافة إىل سياسات استخدام األسمدة ملختلف املحاصيل‪،‬‬
‫وسياسات التسويق وتوطني التكنولوجيا الزراعية‪ .‬وملواجهة هذا الوضع‪ ،‬من الرضوري معرفة خصائص األقاليم املختلفة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل املشاكل واالختناقات التي تواجه اجلهود التنموية‪ ،‬والتعرف عىل فرص التنمية يف كل إقليم‪ ،‬وهذا سيساعد يف حتقيق غايتني ‪ :‬وضع‬
‫اسرتاتيجيات التنمية وأهدافها عىل أسس موضوعية‪ ،‬وصياغة اخلطط التنفيذية عىل نحو يتيح استغالل املالمح اخلاصة ملختلف األقاليم‪،‬‬
‫والتصدي للمشاكل اإلقليمية والعوامل التي تعرقل التنمية‪.‬‬
‫‪ .10‬التشغيل والدخل من األنشطة األخرى غري العمل الزراعي مع الرتكيز عىل االستغالل األفضل للمخلفات الزراعية ‪:‬هناك‬
‫مزايا عديدة ميكن حتقيقها من استغالل املخلفات الزراعية واملنتجات الصناعية الثانوية بوجه خاص وتشمل‪ )1( :‬إقامة مرشوعات‬
‫صغرية للتصنيع الزراعي يف املناطق الريفية وشبه احلرضية‪ )2( ،‬خلق فرص عمل جديدة يف املجتمعات الريفية‪ )3( ،‬استخدامها لتسميد‬
‫الرتبة يف األرايض املستصلحة (كومبوست)‪ ،‬مما يساعد يف زيادة األرايض املزروعة‪ )4( ،‬ترشيد استخدام مياه الري املطلوبة يف األرايض‬
‫املستصلحة‪ )5( ،‬تنمية الزراعة العضوية مما يزيد الصادرات‪ )6( ،‬ختفيض استخدام األسمدة الكياموية واملبيدات‪ )7( ،‬تستخدم كبديل‬
‫إلنتاج األعالف وبالتايل تقلل من استرياد هذه األعالف‪ )8( ،‬ختفيض تكلفة أعالف احليوانات والدواجن‪ )9( ،‬خلق مصادر جديدة‬
‫للطاقة املتجددة من الغاز احليوي وااليثانول وغريه‪ )10( ،‬محاية البيئة من التلوث‪.‬‬

‫‪ 2 -3‬تحليل الوضع المائي في مصر‬


‫سنويا من موارد املياه املتجددة التي تكفي لتغطية‬
‫ً‬ ‫عامليا مبقدار ‪ 1000‬مرت مكلعب للفرد‬
‫حاليا حتت حد الندرة املايئ الذي يقدر ً‬ ‫تقع مرص ً‬
‫أساسا عىل مياه النيل‪ ،‬وتبلغ‬
‫االحتياجات املحلية الزراعية والصناعية وغريها من االحتياجات األساسية الالزمة لعملية التنمية‪ .‬وتعتمد مرص ً‬
‫سنويا‪ ،‬وفق ما نصت عليه اتفاقية مياه النيل مع السودان عام ‪ .1959‬ومع التزايد املستمر يف‬
‫حصتها من هذه املياه ‪ 55,5‬مليار مرت مكعب ً‬
‫سنويا يف اخلمسينات إىل ‪750‬‬‫عدد السكان منذ ذلك احلني تناقص نصيب الفرد يف مرص من موارد املياه املتجددة من ‪ 2500‬مرت مكعب للفرد ً‬
‫سنويا يف عام ‪ .2050‬وهذه الفجوة املتزايدة بني‬
‫سنويا يف الوقت احلايل‪ .‬ومن املتوقع أن يبلغ نصيب الفرد ‪ 250‬مرت مكعب ً‬ ‫مرت مكعب للفرد ً‬
‫موارد املياه املتجددة املتاحة واالحتياجات من املياه حتتم رضورة الوصول إىل حد الندرة املايئ من خالل إعادة استخدام املياه‪ ،‬واستخدام املياه‬
‫اجلوفية غري املتجددة‪ ،‬وحتلية مياه البحر‪ ،‬واسترياد املياه االفرتاضية ‪ virtual water‬الكامنة يف الكثري من املنتجات الغذائية مثل القمح‪،‬‬
‫واللحوم‪ ،‬والذرة‪ ،‬وزيوت الطعام وغريها‪.‬‬

‫منوذجا للتخطيط باملشاركة‪ ،‬اشرتكت كافة القطاعات التي هلا عالقة باملياه ـ ملدة ثالث سنوات ـ يف وضع اخلطة القومية‬ ‫وكمثال ملا ميكن اعتباره ً‬
‫للموارد املائية حتى عام ‪ ،2017‬وذلك حتت مظلة وزارة املوارد املائية والري‪ .‬وتبلغ التكاليف االستثامرية املطلوبة لتنفيذ هذه اخلطة‪ -‬من عام ‪2003‬‬

‫‪103‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫حاليا تنفيذ‬
‫وحتى عام ‪ 145 -2017‬مليار جنيه‪ ،‬بينام تبلغ التكاليف اجلارية املطلوبة لعمليات التشغيل والصيانة نحو ‪ 45‬مليار جنيه‪ .‬وجيري ً‬
‫نظرا لضعف التنسيق بني الوزارات قد ال يتم تنفيذها بالكامل‪ .‬ووف ًقا للخطة القومية للموارد املائية ملرص‪ ،‬تستخدم الزراعة ‪ %85‬من‬
‫اخلطة‪ ،‬ولكن ً‬
‫املوارد املائية املتجددة‪ ،‬وتستخدم الصناعة ‪ %9,5‬منها‪ ،‬وتشكل االستخدامات املنزلية ‪ .%5,5‬وتتمثل املوارد املائية السنوية املبارشة وغري املبارشة‬
‫يف ‪ 55,5 :‬مليار مرت مكعب من مياه النيل‪ ،‬و ‪ 1,0‬مليار مرت مكعب من مياه األمطار والسيول‪ ،‬و ‪ 6,5‬مليار مرت مكعب من املياه اجلوفية املتجددة‪،‬‬
‫و ‪ 5‬مليار مرت مكعب من إعادة استخدام مياه الرصف الزراعي‪ ،‬و ‪ 0,7‬مرت مكعب من إعادة استخدام املياه العادمة املعاجلة‪.‬‬

‫وقد استهدفت خطة تلبية االحتياجات السنوية من املياه يف عام ‪ 2017‬تنمية املوارد املائية التقليدية وغري التقليدية بحيث ميكن توفري املياه من‬
‫املصادر اآلتية عىل النحو اآليت ‪:‬‬
‫‪ 57,5‬مليار مرت مكعب من مياه النيل (إذا تم تنفيذ مرشوع قناة جونلجي مع السودان)‪.‬‬
‫‪ 1,5‬مليار مرت مكعب من األمطار والسيول (إذا تم إنشاء سدود للسيول)‪.‬‬
‫‪ 8‬مليار مرت مكعب من املياه اجلوفية املتجددة‪.‬‬
‫‪ 8,5‬مليار مرت مكعب من إعادة استخدام مياه الرصف الزراعي‪.‬‬
‫‪ 2‬مليار مرت مكعب من إعادة استخدام املياه العادمة املعاجلة (إذا تم إنشاء مرشوعات ملعاجلة املياه العادمة)‪.‬‬
‫‪ 3‬مليار مرت مكعب (إذا تم تعديل الرتكيب املحصويل وختفيض مساحة املحاصيل الرشهة للمياه)‪.‬‬
‫‪ 4‬مليار مرت مكعب نتيجة االقتصاد يف استخدام املياه من خالل حتسني مرشوعات الري‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل التحدي املتمثل يف تلبية االحتياجات املستقبلية من املياه يف مرص‪ ،‬هناك حتديات أخرى يواجهها قطاع املياه تؤثر سلبا عىل‬
‫التنمية يف املستقبل‪ .‬وتشمل هذه التحديات زيادة الكثافة السكانية بالقرب من املجاري املائية التي تؤثر يف هناية األمر عىل تدفق املياه وجودهتا‬
‫نتيجة ترصيف املياه العادمة يف هذه املجاري املائية‪ .‬كام تؤثر التعديات احلرضية عىل األرايض الزراعية ـ بطريقة مبارشة ـ عىل قطاع املياه‬
‫نتيجة إهدار االستثامرات يف البنية التحتية للري والرصف‪ ،‬والتي تشمل العديد من القناطر وحمطات ضخ املياه‪ ،‬وحوايل ‪ 100‬ألف كيلومرت من‬
‫القنوات واملصارف‪.‬‬

‫وحتى ميكن تعويض الفاقد يف األرايض الزراعية‪ ،‬وما يرتبط بذلك من فاقد يف البنية التحتية للري والرصف‪ ،‬سوف يتطلب وضع نظام بديل ‪ -‬يف‬
‫املستقبل ‪ -‬للزراعة يف األرايض الصحراوية استثامرات ضخمة يف البنية التحتية‪ ،‬والتشغيل‪ ،‬والصيانة لتوصيل وضخ املياه لري األرايض البعيدة‬
‫عن املجرى الرئييس للنيل‪ .‬وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬فإن األثر املبارش للزحف العمراين عىل األرايض الزراعية اخلصبة القدمية هو أثر مدمر‪ ،‬وال‬
‫ميكن بسهولة تعويض هذه األرايض بأراض صحراوية‪ ،‬أو الوصول لنفس مستوى إنتاجيتها دون القيام باستثامرات ضخمة‪.‬‬

‫ويعد تلوث املجاري املائية واملياه اجلوفية‪ ،‬نتيجة ترصيف املياه العادمة الصناعية‪ ،‬واملخلفات الصلبة فيها‪ ،‬حتد آخر أمام توفري املياه الصاحلة‬
‫لالستخدام‪ .‬كام يشتعل التنافس عىل املياه بني قطاعات التنمية وبني مستخدمي املياه يف نفس القطاع‪ .‬ومن املتوقع أن خيلق هذا رصاعات بينهم‪.‬‬
‫نظرا ملحدودية املوارد املائية‪ ،‬أدي احلصول عىل املياه بطريقة غري قانونية‪،‬‬
‫وقد زاد يف اآلونة األخرية عدد شكاوي مياه الري نتيجة نقص املياه‪ .‬و ً‬
‫وارتكاب خمالفات تتمثل يف زراعة مساحات من املحاصيل الرشهة للمياه ـ مثل األرز ـ تفوق املساحات املسموح هبا‪ ،‬إىل تفاقم مشكلة نقص‬
‫مياه الري‪ .‬وحلسن احلظ أدت السياسة التجارية التي طبقت عام ‪ ،2009/2008‬والتي حظرت تصدير األرز‪ ،‬نتيجة ارتفاع سعره يف السوق‬
‫املحيل‪ ،‬إىل ختفيض املساحة املزروعة أر ًزا بنحو ‪ 1,7‬مليون فدان يف عام ‪ .2009‬وتبلغ املساحة املسموح بزراعتها أر ًزا نحو ‪ 1,1‬مليون فدان‪،‬‬
‫وهي تكفي لتلبية الطلب يف السوق املحيل بل وتزيد ‪ ،‬ومع ذلك بلغت هذه املساحة أكرث من مليون فدان‪ ،‬حيث إن األرز من املحاصيل املربحة‬
‫للمزارعني‪ ،‬خاصة عندما يتم تصديره‪ .‬ومن املتوقع أن يؤدي ختفيف احلظر عىل تصدير األرز يف اآلونة األخرية إىل زيادة املساحة املزروعة أر ًزا‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وإىل تفاقم مشكلة النقص يف املياه‪ .‬وهلذا سيظل حتقيق التوازن بني احلاجة إىل زيادة صادرات مرص من األرز‪ ،‬واحلاجة إىل ختفيض‬
‫حتد يتطلب إرادة سياسية قوية‪ ،‬وتنسيق بني السياسات القطاعية‪ ،‬ورؤية واضحة لألولويات القومية‪.‬‬ ‫املحاصيل الرشهة للمياه مبثابة ٍ‬

‫أيضا احلاجة إىل حتسني كفاءة نظام الري حتى ميكن تلبية بعض‬
‫ومن التحديات التي تواجه اخلطة القومية للموارد املائية حتى عام ‪ً 2017‬‬
‫احتياجات خطة التوسع يف املساحة الزراعية‪ ،‬والتي تقدر بـ ‪ 3,4‬مليون فدان خالل الفرتة من عام ‪ 1997‬وحتى عام ‪ .2017‬ومن املتوقع أن‬

‫‪104‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫سنويا يف عام ‪ 1997‬إىل ‪ 3900‬مرت مكعب‬‫مكعبا للفدان ً‬


‫رتا ً‬ ‫تسفر هذه اخلطة عن ختفيض الطلب عىل املياه املستخدمة يف الزراعة من ‪ 4850‬م ً‬
‫سنويا بحلول عام ‪ .2017‬وسوف يؤدي أي توسع يف الزراعة بعد عام ‪ 2017‬إىل ختفيض مياه الزراعة املتاحة للفدان إىل مستويات غري‬ ‫للفدان ً‬
‫مواتية‪ ،‬ما مل يكن هناك اعتامد عىل موارد مائية غري تقليدية مثل املياه العادمة املعاجلة‪.‬‬

‫حاليا ملرص من هنر النيل‪ .‬ويواجه‬


‫حتديا آخر أمام املوارد املائية املتاحة ً‬
‫ويشكل عدم التأكد من آثار تغري املناخ عىل املوارد املائية لنهر النيل ً‬
‫قطاع املياه حتديات أخرى مثل‪ :‬ختصيص املبالغ املطلوبة للحامية من السيول وختزين املياه‪ ،‬واملبالغ املطلوبة لزيادة التغطية بخدمات املياه‬
‫العادمة احلالية‪ ،‬ويف نفس الوقت احلفاظ عىل املستوى احلايل لتغطية السكان املتزايدين بخدمات املياه‪ .‬وتقدر تكلفة حتقيق اهلدف املتعلق‬
‫بالرصف الصحي ـ املتضمن يف األهداف اإلمنائية لأللفية ـ بحلول عام ‪ 2015‬بـ ‪ 120‬مليار جنيه‪ ،‬ومع هذا سيظل نحو ‪ 28‬مليون نسمة بدون‬
‫خدمات الرصف الصحي املحسنة‪.‬‬

‫يف عام ‪ ،2008‬قامت وزارة املوارد املائية والري بصياغة اسرتاتيجية ملواجهة ندرة املياه حتى عام ‪ .2050‬كام نظمت ورشة عمل يف مطلع عام‬
‫‪ ،2009‬تم خالهلا عرض اسرتاتيجيات واختيارات بديلة بشأن إجياد وسائل مبتكرة لتلبية احتياجات مرص من املياه حتى عام ‪ .2050‬وقد‬
‫أشارت بعض املعلومات التي عرضت يف الورشة إىل أن الطلب عىل املياه من جانب السكان‪ ،‬الذين يتوقع وصول عددهم إىل ‪ 170‬مليون نسمة‪،‬‬
‫حيتم اختاذ إجراءات جادة حتى ميكن الوفاء هبذا الطلب‪ .‬وتتضمن هذه اإلجراءات إعادة ختصيص مياه النيل من الزراعة والصناعة للقطاع‬
‫بعيدا عن وادي النيل والدلتا حلامية‬
‫املنزيل‪ ،‬ويف نفس الوقت تنمية موارد مائية بديلة للزراعة والصناعة‪ ،‬كام جيب أن يتم التوسع العمراين املخطط ً‬
‫أيضا وضع آليات‬ ‫حاليا‪ ،‬وما يرتبط هبا من بنية أساسية وشبكات للري والرصف‪ ،‬من الزحف العمراين‪ .‬ويتطلب األمر ً‬ ‫األرايض الزراعية املوجودة ً‬
‫قوية إلنفاذ القوانني‪ .‬وكذلك حتقيق التنسيق الكفء بني السياسات القطاعية مبا يف ذلك التجارة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وإدارة املياه‪ ،‬واملعروض من املياه‬
‫لالستخدامات املنزلية‪ ،‬والتنمية العمرانية‪ ،‬باإلضافة إىل استخدام نظم للحوافز وأدوات اقتصادية لتدعيم سياسات إدارة املياه‪.‬‬

‫مائيا متجد ًدا إلستخدامه يف التوسع الزراعي يف املستقبل‪ ،‬وذلك إذا مل يتم زيادة نصيب مرص‬‫ومن املتوقع أن تصبح املياه العادمة املعاجلة مور ًدا ً‬
‫من مياه النيل‪ ،‬وهلذا ينبغي تنفيذ الكود املرصي بشأن إعادة استخدام املياه العادمة يف الزراعة‪ .‬كام جيب عىل املدن الساحلية أن تلجأ إىل حتلية‬
‫أيضا توجيه املياه اجلوفية غري املتجددة نحو االستخدامات املنزلية وتعبئة املياه‪،‬‬
‫مياه البحر من أجل االستخدامات املنزلية والصناعية‪ .‬ويتعني ً‬
‫وتنفيذ إجراءات احلفاظ عىل املياه يف كل القطاعات بكفاءة من خالل قوانني البناء اجلديدة اخلاصة باستخدام أجهزة موفرة للمياه‪ ،‬واستخدام‬
‫نظم الري السطحي واملضغوطة املحسنة‪ ،‬وآليات استعادة تكلفة خدمات املياه املستخدمة بناء عىل أجهزة قياس االستهالك‪.‬‬

‫وجتري وزارة املوارد املائية والري منذ عدة سنوات بحث إمكانية زيادة مشاركة احتادات مستخدمي املياه يف اإلرشاف عىل القنوات الفرعية‪.‬‬
‫ذاتيا بالكامل ويقوم القطاع اخلاص بتقديم كافة اخلدمات‪ ،‬وبذلك تقل احلاجة إىل تدخل وزارة املوارد املائية‬ ‫وميكن هلذه االحتادات أن تدار ً‬
‫والري‪ ،‬ووزارة الزراعة واستصالح األرايض عىل املستوى التشغييل‪ ،‬وهذا سوف يفيد وزارة املوارد املائية والري التي تعاين من النقص الشديد يف‬
‫فرصا أكرث للرقابة عىل االستثامرات يف البنية التحتية اخلاصة بإدارة وتوزيع املياه املحلية‪ .‬وتسعي وزارة املوارد املائية‬
‫املوظفني‪ ،‬كام يتيح للمزارعني ً‬
‫والري إىل إجراء إصالحات مؤسسية لتتواءم مع دورها املستقبيل كمدير ومنظم للقطاع‪ .‬ويعين عدم صدور قرارات يف هذا الشأن أن اإلجراءات‬
‫التي اختذت مازالت حمدودة‪ ،‬وهذه األفكار حتتاج لبحثها بعمق‪ ،‬إيل أن يتم إجراء ختطيط منسق بني الوزارات حتت قيادة جملس قومي قوي‬
‫للمياه‪ ،‬هذه اإلجراءات ستظل غري منفذة‪.‬‬

‫‪ 3 -3‬كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬والطاقة المتجددة‬

‫تحدي العرض والطلب‬


‫يشكل اهليدروكربون (النفط والغاز) أكرث من ‪ %90‬من موارد الطاقة يف مرص‪ ،‬وهو وضع يتوقع أن يستمر ملدة عرشين سنة عىل األقل‪ ،‬وأن حيل‬
‫سنويا يف املتوسط‪ ،‬وسامهت االحتياطيات‬
‫الغاز الطبيعي ببطء حمل الزيت اخلام‪ .‬وخالل السنوات اخلمس املاضية زادت االحتياطيات بنسبة ‪ً %5‬‬
‫نسبيا‪ ،‬يف الوقت الذي زاد فيه االستهالك املحيل‬
‫من الغاز الطبيعي مبعظم هذه الزيادة‪ ،‬بينام ظلت االحتياطيات من الزيت اخلام واملرتكزات ثابتة ً‬
‫بدرجة رسيعة نتيجة النمو االقتصادي حتى خالل فرتة التباطؤ االقتصادي العاملي‪ .‬وتعترب أمناط االستهالك احلالية واملتوقعة مبثابة إشارات‬

‫‪105‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫دورا‬
‫حتذير للمسؤولني عن التنمية االقتصادية وأمن الطاقة يف املستقبل‪ .‬وهلذا يتوقع أن تلعب كفاءة استخدام الطاقة وموارد الطاقة املتجددة ً‬
‫بالغ األمهية يف مواجهة هذا التحدي‪.‬‬

‫تحدي الدعم‬
‫أدى دعم أسعار الطاقة للمستخدم النهايئ منذ مدة طويلة‪ ،‬من أجل حتقيق العدالة االجتامعية‪ ،‬إىل فرض ضغوط ضخمة عىل موازنة احلكومة‬
‫حيث يتعني عليها حتمل الفرق بني تكاليف اإلنتاج واألسعار املدعمة‪ .‬ففي عام ‪ ،2008/2007‬بلغت فاتورة الدعم ضعف اإلنفاق احلكومي‬
‫تقريبا عىل الدفاع واألمن القومي‪ ،‬وما يقرب من أربعة أضعاف اإلنفاق عىل الصحة والتعليم‪ .‬وإذا استمر الدعم عىل مستواه وشكله احلايل (‪70‬‬
‫ً‬
‫تقريبا) فإنه سوف هيدد النمو االقتصادي وأمن الطاقة يف مرص‪.‬‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫سنوي‬
‫ً‬ ‫جنيه‬ ‫مليار‬

‫كفاءة استخدام الطاقة خالل الخمس وعشرين سنة الماضية‬


‫تم خالل هذه الفرتة القيام بأنشطة واسعة النطاق من أجل حتقيق كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وذلك بفضل دعم املنظامت املانحة الثنائية ومتعددة‬
‫األطراف‪ ،‬وكان انخراط احلكومة يف هذا الشأن حمدو ًدا‪ .‬ولسوء احلظ‪ ،‬فإنه بعد ‪ 25‬سنة من الربامج واألنشطة التي تم القيام هبا‪ ،‬ال ميكن القول‬
‫بأن هناك أثرا ملموسا هلا‪ ،‬أو حتوال حقيقيا يف السوق‪ .‬وهناك ثالثة أسباب رئيسية مسؤولة عن عدم النجاح يف حتقيق كفاءة استخدام الطاقة‬
‫أو لوجود مقاومة لذلك‪ .‬األول‪ ،‬أن دعم أسعار الطاقة للمستخدم النهايئ ال يشجعه عىل االستثامر يف املجاالت الين تنهض مبستوى الكفاءة‬
‫يف االستخدامات القامئة‪ ،‬أو القيام باالستثامرات اإلضافية الالزمة لرفع مستوى الكفاءة يف املباين اجلديدة عن املستويات السائدة‪ ،‬والثاين‪ ،‬أن‬
‫املناخ املؤسيس والترشيعي داخل قطاع الطاقة ال يدفع السوق نحو السعي لتحقيق مستوى كفاءة أعىل‪ ،‬فليس هناك قوانني ولوائح وإجراءات‬
‫أيضا اختيارات وحلول يف السوق جلذب وتشجيع املستخدمني النهائيني نحو حتقيق الكفاءة‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫تدفع السوق نحو ذلك‪ ،‬وال توجد ً‬
‫ذلك‪ ،‬ال يوجد تنسيق بني الوزارات ذات الصلة بكفاءة استخدام الطاقة – وزارة البرتول والكهرباء بصفة أساسية‪ .‬والثالث‪ ،‬أنه نتيجة الفراغ‬
‫املؤسيس‪ ،‬فإن مستوى الوعي‪ ،‬واملعلومات‪ ،‬والقدرات بني مستخدمي الطاقة بشأن تطبيقات الكفاءة حمدود بكل تأكيد‪.‬‬

‫األولويات الحالية‬
‫إن سيناريو استمرار الوضع القائم ال ميكن وال جيب األخذ به بالنسبة للتخطيط للمستقبل‪ .‬وهناك جمموعة من القضايا األساسية التي تتطلب‬
‫التصدي هلا ومنها ‪ )1( :‬إعادة هيكلة نظام تسعري الطاقة لتفادي سوء االستخدام وعدم الكفاءة ـ ويكمن التحدي هنا يف كيفية ترشيد الدعم‪،‬‬
‫ويف نفس الوقت محاية الرشائح الفقرية يف املجتمع‪ )2( ،‬ترشيد استهالك الطاقة يف القطاعات التي تستخدمها دون أن يؤدي ذلك إىل ختفيض‬
‫سلبا عىل أهداف التنمية االقتصادية‪ )3( ،‬تنويع موارد الطاقة من خالل زيادة املوارد املتجددة مثل طاقة الرياح‪،‬‬
‫مستويات اخلدمة أو التأثري ً‬
‫والطاقة الشمسية‪ ،‬والطاقة احليوية‪ )4( ،‬ختصيص املوارد الطبيعية ملرص بطريقة تؤدي إىل تعظيم العوائد االقتصادية واالجتامعية‪ .‬ومن أجل‬
‫هذا‪ ،‬أصبحت كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬والطاقة املتجددة ذات أمهية بالغة يف ختطيط موارد الطاقة يف مرص‪ ،‬وإذا أمكن تعميم وإجراء هذا‬
‫بطريقة سليمة‪ ،‬فإن كفاءة استخدام الطاقة ميكن أن تكون أفضل أداة إلدارة الطلب بشكل حيقق فاعلية التكلفة ‪ ،‬وللتخفيف من التهديدات‬
‫التي ينطوي عليها تغري املناخ‪.‬‬

‫وقد تعهدت احلكومة بإنتاج ‪ %20‬من الكهرباء املولدة من موارد الطاقة املتجددة بحلول عام ‪ ،2020‬كام تبنت أهدافًا معينة لتخفيض إمجايل‬
‫االستهالك من الطاقة‪ .‬ويؤكد إنشاء وحدة كفاءة استخدام الطاقة يف جملس الوزراء‪ ،‬ملساندة املجلس األعىل للطاقة‪ ،‬االهتامم البالغ من قبل‬
‫احلكومة هبذا املوضوع‪.‬‬

‫األجندة القومية لكفاءة استخدام الطاقة و تحقيق االقتصاد منخفض الكربون‬


‫فيام ييل املخرجات األساسية التي يتعني أن تتضمنها األجندة القومية لكفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وللتحول صوب االعتامد عىل مصادر الطاقة‬
‫النظيفة ومنخفضة الكربون ‪:‬‬
‫رؤية واضحة للهدف األسايس من حتقيق الكفاءة‪ .‬وهذا الوضوح سوف يساعد عىل حتديد املسؤوليات وإجراء املساءلة‪ ،‬وتوضيح‬
‫فاعلية يف حتديد الرشائح‬
‫االختصاصات من أجل وضع السياسات السليمة‪ ،‬وتدعيم أدوات السوق‪ .‬كام أنه سيساعد يف حتديد أفضل النُهج ً‬
‫املستهدفة‪ ،‬كام سيكون العامل األسايس يف حتديد األهداف‪ ،‬فإذا كان السبب الرئييس هو أن يتم إشباع الطلب يف املستقبل باستثامرات‬

‫‪106‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫رأساملية أقل‪ ،‬فإن الكفاءة هي الوسيلة لتحقيق ذلك‪ ،‬وعىل الوزارات املعنية بالطاقة أن تكون القوة الدافعة هلذا‪ .‬وإذا كان اهلدف هو‬
‫ختفيف آثار تغري املناخ‪ ،‬لذا جيب أن يتم الرتكيز عىل ختفيض انبعاثات الكربون‪.‬‬
‫إطار مؤسيس كفء‪ .‬ملا كانت معظم قطاعات االقتصاد يتوفر هبا إمكانيات الكفاءة‪ ،‬لذلك يويص بتطبيق منوذج مؤسيس يضمن حتقيق‬
‫التعاون بني األجهزة املتعددة بصورة أفضل‪ .‬ومن املتوقع أن تؤدي «وحدة كفاءة استخدام الطاقة»‪ ،‬التي أُنشئت حدي ًثا يف جملس الوزراء‪،‬‬
‫إىل متهيد الطريق أمام وضع هيكل مؤسيس مستدام له من االختصاصات والسلطات ما جيعله حيظي باعرتاف كافة األطراف املعنية صاحبة‬
‫املصلحة‪.‬‬
‫خريطة طريق للتنفيذ‪ ،‬تربط موارد الطاقة بالتنمية االقتصادية‪ ،‬إىل جانب وضع مؤرشات قطاعية ـ عىل املستوى الكيل واجلزيئ ـ ترتبط‬
‫مبارشة بنمو الناتج املحيل اإلمجايل‪ .‬وهذا سوف ميهد املرسح للرشوع يف وضع أفضل خطط التشغيل فاعلية‪ ،‬ومبادرات السياسة املالمئة‪.‬‬

‫‪ 4 -3‬سياسات تنمية موارد الطاقة المتجددة في مصر‬


‫تنعم مرص مبوارد طبيعية وفرية‪ ،‬من بينها طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي أكدهتا الكثري من دراسات تقييم املوارد‪ ،‬التي أعدهتا أطالس طاقة‬
‫الرياح والطاقة الشمسية يف مرص‪ .‬وحتى ميكن استغالل هذه اإلمكانيات‪ ،‬قامت مرص بإنشاء سلسلة من حمطات توليد الطاقة من الرياح التي‬
‫تشكل أكرب مزرعة للرياح متصلة بالشبكة القومية لنقل الكهرباء يف منطقة الزعفرانة عىل خليج السويس‪ ،‬وتشكل هذه املحطات أكرب مزرعة‬
‫للرياح يف املنطقة بقدرة ‪ 430‬ميجا وات‪ .‬ويتم تشغيل املحطات عىل مراحل متعاقبة منذ عام ‪ ،2001‬بالتعاون مع أملانيا‪ ،‬والدامنارك‪ ،‬وأسبانيا‪،‬‬
‫واليابان‪ .‬وهناك مرشوع آخر يف مرحلة اإلنشاء بقدرة ‪ 120‬ميجا وات‪ ،‬وقد كان يعتزم تشغيله يف منتصف عام ‪ .2010‬ويف نفس الوقت هناك‬
‫مرشوعات جديدة ملزارع الرياح مازالت يف طور اإلعداد‪.‬‬

‫حاليا تشغيل العديد من املرشوعات التجريبية يف جمال الطاقة الشمسية وتتضمن مرشوعات للسخانات الشمسية‪ ،‬ونظم اخلاليا‬ ‫وجيري ً‬
‫الفوتوفلطية‪ .‬ولكن أهم هذه املرشوعات هو مرشوع إنشاء حمطة متكاملة للطاقة الشمسية والدورة املركبة بقدرة ‪ 140‬ميجاوات‪ .‬وتبلغ قدرة اجلزء‬
‫حاليا ومن املخطط أنه يبدأ تشغيله يف هناية عام ‪ .2010‬ويتم متويل هذا املرشوع ـ جز ًئيا‬
‫املولد من الطاقة الشمسية ‪ 40‬ميجاوات‪ ،‬وجيري إنشاؤه ً‬
‫ـ بدعم من اليابان ومرفق البيئة العاملي‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن املخرج األسايس لرؤية مرص يتمثل يف الرتكيز عىل ط رَْرق الطاقة الشمسية من خالل‬
‫سلسلة من حمطات توليد الطاقة الشمسية التي يتم إقامتها من خالل خطة طويلة األجل‪ ،‬وستبدأ مبرشوع لتوليد الطاقة احلرارية الشمسية بقدرة‬
‫‪ 100‬ميجاوات‪ ،‬ومرشوعات اخلاليا الفوتوفلطية بقدرة ‪ 20‬ميجاوات‪ ،‬ويتم إقامتها خالل اخلطة اخلمسية القادمة (‪.)2017-2012‬‬

‫يف فرباير ‪ ،2008‬وافق املجلس األعىل للطاقة عىل خطة طموحة لتوليد ‪ %20‬من الكهرباء من الطاقات املتجددة بحلول عام ‪%12 :2020‬‬
‫من طاقة الرياح‪ ،‬ترتجم إىل ‪ 7200‬ميجاوات من الطاقة املركبة للرياح‪ ،‬و ‪ %8‬من موارد الطاقة املتجددة األخرى‪ .‬وهي الطاقة املائية والطاقة‬
‫رئيسيا يف حتقيق هذا اهلدف‪ .‬وتتضمن السياسات الرامية إىل‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫ال واس ًعا لالستثامرات اخلاصة ألن تلعب ً‬
‫أساسا‪ .‬وتتيح هذه اخلطة جما ً‬
‫الشمسية ً‬
‫زيادة مشاركة القطاع اخلاص مرحلتني ‪ :‬األوىل‪ ،‬تطبيق أسلوب العطاءات التنافسية من خالل طرح مناقصات دولية لقيام القطاع اخلاص بإنشاء‬
‫مرشوعات لتوليد الطاقة من الرياح ملدة خس سنوات‪ .‬والثانية‪ ،‬وضع نظام لتعريفة التغذية بالكهرباء ‪ feed-in tariff‬الذي سيتم تطبيقه أخذً ا‬
‫يف االعتبار األسعار التي حتققت يف املرحلة األوىل‪.‬‬

‫وقد وجهت الدعوة الدولية للتقدم بسابق اخلربة إلنشاء أول حمطة خاصة لتوليد الطاقة من الرياح بقدرة ‪ 250‬ميجاوات يف مايو ‪ ،2010‬وف ًقا‬
‫لنظام (‪ .Build Own Operate )BOO‬وتم تلقي ‪ 34‬عرضًا‪ ،‬وأعلنت قامئة خمترصة بعرشة مطورين مؤهلني يف مطلع نوفمرب ‪ .2009‬وسوف‬
‫تؤدي اخلربة املكتسبة من خالل سلسلة العطاءات التنافسية ملرشوعات توليد طاقة الرياح اخلاصة إىل متهيد الطريق لوضع إطار جتاري لطاقة‬
‫الرياح يف مرص‪.‬‬
‫وتقوم احلكومة املرصية مبساندة املرشوعات التي ينفذها مطورو القطاع اخلاص عىل النحو اآليت ‪:‬‬
‫تم ختصيص أكرث من ‪ 7600‬كيلومرت مربع يف األرايض الصحراوية ملرشوعات توليد طاقة الرياح يف املستقبل‪.‬‬
‫يتم حاليا احلصول عىل تراخيص ختصيص األرايض من هيئة الطاقة اجلديدة واملتجددة ‪.NREA‬‬
‫سيتم توقيع اتفاقية استخدام األرايض مع املستثمر للمنطقة املخصصة للمرشوع جمانًا (سيتم دفع املرصوفات فقط بعد بدء تشغيل‬
‫املرشوع عىل أقساط من ‪ 5-3‬سنوات)‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫أيضا دراسة‬
‫ستقوم هيئة الطاقة اجلديدة واملتجددة ‪ -‬بالتعاون مع االستشاري الدويل ـ بإعداد تقرير «تقييم األثر البيئي»‪ ،‬الذي يتضمن ً‬
‫هجرة الطيور‪.‬‬
‫يتم ختفيض املخاطر املالية من خالل اتفاقية طويلة األجل لرشاء الطاقة (‪ Power Purchase Agreement )PPA‬ترسي ملدة‬
‫ترتاوح بني ‪ 25 – 20‬سنة‪.‬‬
‫تضمن احلكومة املرصية كافة االلتزامات املالية خالل فرتة رسيان هذه االتفاقية‪.‬‬
‫تكون هذه االتفاقية بالعملة األجنبية‪ ،‬ماعدا جزء ضئيل بالعملة املحلية لتغطية التكاليف املحلية‪.‬‬
‫تعفى معدات الطاقة املتجددة من الرسوم اجلمركية (تعريفة صفر)‬
‫يستفيد املرشوع من ائتامن الكربون ‪credit carbon‬‬
‫حتصل الرشكة القامئة عىل املرشوع عىل ترخيص توليد الطاقة من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء املرصي‪.‬‬

‫‪ 5 -3‬حماية البيئة بالتركيز على تغير المناخ‬


‫إن التحدي الذي تواجهه مرص يف القرن الواحد والعرشين يتمثل يف رضورة حتقيق توازن بني احلاجة إىل تنمية مرص‪ ،‬واحلاجة إىل محاية‬
‫مواردها البيئية والطبيعية‪ .‬وقد تصاعدت املشاكل مبعدالت متسارعة حلد كبري نتيجة قيام الدولة بالتوسع يف استغالل قاعدة املوارد املحدودة‬
‫للوفاء باحلاجات االقتصادية لسكاهنا الذين يتزايدون برسعة‪ .‬ومتثل اخلطة الوطنية للعمل البيئي أجندة مرص لإلجراءات البيئية خالل ‪ 15‬عاما‬
‫(‪ .)2017-2002‬وتكمل هذه اخلطة اخلطط القطاعية للنمو االقتصادي والتنمية االجتامعية وتتكامل معها‪ .‬وتصف اخلطة حالة البيئة يف مرص‬
‫من حيث حالة اهلواء‪ ،‬واملوارد املائية‪ ،‬واألرض‪ ،‬والبيئة البحرية‪ ،‬والتنوع احليوي‪ ،‬واملخلفات‪ ،‬واألمن احليوي‪ .‬كام تتضمن اخلطة اإلجراءات‬
‫املقرتحة ملعاجلة كل من هذه املشاكل‪ .‬وهيدف اإلجراء التصحيحي‪ ،‬الذي تقرتحه اخلطة الوطنية للعمل البيئي يف خمتلف املجاالت إىل خلق فرص‬
‫عمل للعاطلني‪ ،‬خاصة النساء والشباب واملجموعات املهمشة‪.‬‬

‫وتبدو أهم القضايا التي جيب إلقاء الضوء عليها يف رضورة حتقيق معدالت مرتفعة للنمو االقتصادي بأقل قدر ممكن من الرضر الذي يصيب‬
‫البيئة‪ .‬وهناك قضية هامة أخرى تتعلق بتقييم الرضر الذي ميكن أن يلحق بالبيئة نتيجة تسارع وترية النمو االقتصادي‪ ،‬وبتحديد املجاالت التي‬
‫تلقائيا عىل حتديد أي هذه املجاالت الذي حيظي باألولوية يف االهتامم‪ .‬وتواجه مرص‬
‫ً‬ ‫يتوقع أن يتعاظم فيها مثل هذا الرضر‪ .‬وهذا سوف يساعد‬
‫أساسا‬
‫أيضا حتديات عندما يتعلق األمر بتحديد التشكيلة املناسبة ألدوات السياسة التي ميكن توظيفها لتخفيض التلوث‪ .‬وحتى اآلن تعتمد مرص ً‬ ‫ً‬
‫عىل األوامر والرقابة لتخفيض التلوث‪ ،‬بينام تعتمد الكثري من الدول األخرى‪ ،‬مبا يف ذلك الواليات املتحدة‪ ،‬ودول أخرى يف أوروبا‪ ،‬عىل اجلمع بني‬
‫األوامر‪ ،‬والرقابة‪ ،‬وفرض الرضائب‪ ،‬والدعم‪ ،‬والرتاخيص‪.‬‬

‫حماية البيئة‬
‫هناك عدد من التحديات املقطعية واملتشابكة‪ ،‬مؤسسية ونظامية‪ ،‬تعترب مسؤولة عن ضعف قطاع البيئة يف مرص‪ .‬وقطاع البيئة ليس قطا ًعا‬
‫ال وحده عن إزالة املخلفات التي تولدها القطاعات األخرى‪ .‬وتقوم وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬وذراعها التنفيذي‪ ،‬وهو جهاز‬ ‫ال مسؤو ً‬‫مستق ً‬
‫شؤون البيئة‪ ،‬باإلرشاف عىل دمج السياسات البيئية يف القطاعات األخرى‪ ،‬والتنسيق بني خمتلف األنشطة البيئية‪ ،‬وهي مهمة ضخمة بالفعل‪.‬‬
‫وقد أسفر هذا عن عدم االتساق بني جمموعة املؤرشات القومية والبيانات املتاحة لرصد مسار التقدم املتناثر بني خمتلف املؤسسات القومية‪ .‬ويف‬
‫قسما‬
‫عام ‪ ،2009‬قامت احلكومة بتحديث رؤيتها‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬وسياساهتا بالتعاون مع الوزارات واألجهزة املعنية‪ .‬وعىل الرغم من أن هناك ً‬
‫عن السياسات البيئية يف وثيقة «األهداف االسرتاتيجية للحكومة» حتت اهلدف االسرتاتيجي «محاية األمن القومي وضامن حق األجيال القادمة‬
‫أيضا عد ًدا من السياسات البيئية املقطعية ختتص هبا وزارات أخرى‪ .‬لذلك يرجى أن يسمح تشكيل‬ ‫يف االستفادة من مثار التنمية»‪ ،‬فإن هناك ً‬
‫اللجنة القومية للتنمية املستدامة‪ ،‬الذي تم مؤخرا‪ ،‬بتحديد األولويات القومية واملقطعية يف القطاعات املتعلقة بالبيئة وتغري املناخ بصورة أفضل‪.‬‬

‫املناطق املحمية‬
‫بالنسبة لإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪ ،‬فإنه كام ورد يف مبادرة احلكومة عن السياحة البيئية عام ‪ ،2003‬يتعني عىل مرص أن تعلن أن ‪ %15‬من‬
‫مساحة أراضيها تعد منطقة حممية بحلول عام ‪ ،2017‬وتعترب وزارة الدولة لشؤون البيئة وجهاز شؤون البيئة اجلهتني الرئيسيتني املسؤولتني عن تنسيق‪،‬‬
‫وتنفيذ‪ ،‬ورصد‪ ،‬ومتابعة املناطق املحمية‪ .‬وقد تم يف عام ‪ 1995‬إنشاء قطاع محاية الطبيعة واحلفاظ عىل الطبيعة بجهاز شؤون البيئة‪ ،‬وهو قطاع مسؤول‬

‫‪108‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 16‬دور املساعدات اإلمنائية يف محاية البيئة‬


‫قامت وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ /‬وجهاز شؤون البيئة املرصي‪ ،‬بالتعاون مع أحد املكاتب االستشارية الوطنية‪ ،‬بإعداد تقرير تقييم بعنوان»عرش سنوات من جتربة‬
‫اجلهات املانحة يف جمال اإلدارة البيئية مرص» ‪2002 ,EEAA, FES(.‬وقد هدف التقرير إىل تقييم الدعم الذي تقدمه اجلهات املانحة للقضايا املتعلقة بالبيئة خالل‬
‫الفرتة من (‪ .)2002-1992‬وتغطي هذه الفرتة وضع أول وثاين خطة وطنية للعمل البيئي عام (‪ )1992‬و (‪ .)2002‬وترجع األسباب األساسية لتقييم هذه الفرتة إىل‬
‫الرغبة يف معرفة إىل أي مدى أدى الدعم الذي تقدمه اجلهات املانحة إىل حتقيق األولويات املحددة يف اخلطة الوطنية‪ .‬ففي خالل الفرتة ما بني عامي ‪ 1991‬و‪،2001‬‬
‫بلغت قيمة املبالغ التي خصصتها اجلهات املانحة يف جمال البيئة‪ ،‬وتم تنسيقها من خالل جهاز شؤون البيئة ومكتب التعاون الفين للبيئة التابع له‪ ،‬ما يعادل ‪2,4‬‬
‫برناجما ومرشو ًعا يف جمال البيئة‪ .‬ويشمل هذا الرقم املبالغ املقدمة من اجلهات املانحة الثنائية ومتعددة األطراف فقط‪ ،‬التي‬
‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬تم توزيعها عىل ‪51‬‬
‫مليار جنيه ً‬
‫تقريبا‪ ،‬بينام بلغت قيمة املساعدات‬
‫ً‬ ‫جنيه‬ ‫مليار‬ ‫‪1,8‬‬ ‫الثنائية‬ ‫املساعدات‬ ‫قيمة‬ ‫بلغت‬ ‫وقد‬ ‫للبيئة‪.‬‬ ‫الفين‬ ‫التعاون‬ ‫ومكتب‬ ‫البيئة‬ ‫شؤون‬ ‫جهاز‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫تم التنسيق بينها‬
‫تقريبا‪ ،‬أي بنسبة ‪ %25 ، %75‬لكل منهام عىل التوايل‪.‬‬
‫متعددة األطراف ‪ 0,5‬مليار جنيه ً‬

‫جدول ‪ 5 -3‬أ ‪ :‬حجم املساعدات حسب القطاع البيئى‬

‫نسبة من إمجايل املساعدات‬ ‫حجم املساعدات‪/‬املعادل باجلنيه املرصي‬ ‫املرشوعات‪/‬الربامج‬ ‫قطاعات البيئة‬
‫‪42,9‬‬ ‫‪1,025.266,400‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دعم السياسات‬
‫‪15,4‬‬ ‫‪367,311,720‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ختفيض التلوث الصناعي‬
‫‪10,8‬‬ ‫‪257,487,300‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ختفيض تلوث اهلواء‬
‫‪6,9‬‬ ‫‪165,600,000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محاية طبقة األوزون‬
‫‪6,3‬‬ ‫‪149,022,808‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الدعم املؤسيس وبناء القدرات‬
‫‪5,8‬‬ ‫‪139,718,448‬‬ ‫‪7‬‬ ‫إدارة املوارد الطبيعية والثقافية‬
‫‪3,8‬‬ ‫‪90,663,320‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرصد البيئي‬
‫‪2,5‬‬ ‫‪60,225,960‬‬ ‫‪5‬‬ ‫إدارة موارد األرض واملياه‬
‫‪2‬‬ ‫‪56,194,200‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الوعي البيئي ودعم اجلمعيات األهلية‬
‫‪1,8‬‬ ‫‪41,188,417‬‬ ‫‪5‬‬ ‫إدارة املناطق الساحلية‬
‫‪1,8‬‬ ‫‪39,942,127‬‬ ‫‪4‬‬ ‫إدارة املخلفات الصلبة واخلطرة‬
‫‪100‬‬ ‫‪2,392,580,700‬‬ ‫‪51‬‬ ‫إمجايل‬
‫املصدر ‪ :‬ياسمني فؤاد‪ ،‬وزارة الدولة لشؤون البيئة‬

‫أيضا بالسياسات‪ ،‬والربامج‪ ،‬والدراسات‪،‬‬‫عن إدارة املناطق املحمية‪ ،‬وتنفيذ إجراءات احلفاظ عليها‪ ،‬وإنفاذ قانون البيئة يف املناطق املحمية‪ ،‬وخيتص ً‬
‫وغريها من اإلجراءات لضامن االلتزام بالترشيعات اخلاصة بحامية املوائل ‪( Habitat‬موطن احليوان والنبات)‪ ،‬واألنواع‪ ،‬وباتفاقيات احلفاظ عىل‬
‫الطبيعة‪ .‬ويتكون قطاع محاية واحلفاظ عىل الطبيعة من إدارتني تابعتني ‪ :‬إدارة املناطق املحمية‪ ،‬وإدارة التنوع احليوي‪ .‬وتتوىل اإلدارة األوىل اإلرشاف‬
‫عىل الشبكة القومية للمناطق املحمية‪ ،‬بينام تقوم اإلدارة األخرى بإجراء الدراسات‪ ،‬والبحوث‪ ،‬وتقديم املعلومات‪ ،‬واخلدمات األخرى‪ .‬وخيتص قطاع‬
‫محاية واحلفاظ عىل الطبيعة «بحامية‪ ،‬وإدارة‪ ،‬وتنمية املوارد الربية ملرص‪ ،‬وذلك باحلفاظ عىل التنوع احليوي للبلد‪ ،‬وكذلك احلفاظ عىل العينات التي‬
‫اقتصاديا»‪ .‬ويعد إنشاء املناطق املحمية أحد األدوات الرئيسية‬
‫ً‬ ‫متثل الرتاث الطبيعي هلا‪ ،‬وضامن أن تتم إدارة واستخدام املوارد بصورة مستدامة وجمدية‬
‫جزءا من‬
‫السرتاتيجية مرص للحفاظ عىل التنوع احليوي‪ ،‬وغريه من املوارد الطبيعية والثقافية األخرى‪ .‬كام يعد إنشاء‪ ،‬وتنمية‪ ،‬وإدارة املحميات القومية ً‬
‫اسرتاتيجية شاملة للبيئة والتنمية يف مرص‪ .‬ومنذ الثامنينيات‪ ،‬اختذت احلكومة املرصية عدة مبادرات حلامية جزء كبري من املوائل الطبيعية من استنزاف‬
‫املوارد واإلزعاج البرشي‪ .‬ويشكل القانون ‪ 93 1983/102‬األساس الترشيعي لإلطار القانوين للمناطق املحمية‪.‬‬

‫وتواجه املناطق التي تم بالفعل إعالهنا مناطق حممية حتديات مؤسسية ومالية وفنية‪ ،‬وهلذا‪ ،‬من الصعب للغاية افرتاض توفر املوارد إلدارة حمميات جديدة‪.‬‬
‫وهناك تفاوات كبري يف مستوى إدارة املناطق املحمية‪ .‬فبينام لبعض املناطق يتوفر شبكة بنية أساسية متقدمة‪ ،‬وموظفني‪ ،‬وبرامج‪ ،‬مازالت مناطق أخرى‬
‫وغالبا ما يرجع تنمية بعض املحميات إيل قيام إحدى اجلهات املانحة بتمويلها ‪ ،‬أو نتيجة متيز املوقع اخلاص هبذه املحميات‪.‬‬
‫تفتقر إىل األنشطة اإلدارية‪ً .‬‬
‫هناك مشكلة أخرى‪ ،‬وهي أنه يتم إدارة املوارد الطبيعية من منظور قطاعي‪ ،‬وقد يتعارض هذا يف بعض احلاالت مع املصلحة القومية‪ .‬وقد أسفر‬
‫هذا عن غياب آلية مشرتكة بني القطاعات عىل املستوى القومي لإلرشاف عىل إدارة املوارد الطبيعية‪ ،‬التي جيب أن تكون من بني مسؤوليات‬
‫وزارة الدولة لشؤون البيئة وجهاز شؤون البيئة‪ .‬وتنعم مرص مبوارد برية غري عادية تدعم االقتصاد‪ ،‬ومتنحها ميزة نسبية يف صناعة السياحة‬
‫املتنامية والقامئة عىل اهلبات الطبيعية‪ ،‬مبا يف ذلك الشعاب املرجانية‪ ،‬والصحاري ذات املعامل الطبيعية اخلالبة‪ ،‬والرواسب احلفرية الغنية ‪،fossils‬‬
‫وهجرات الطيور الواسعة‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 17‬السياحة البيئية‬

‫وف ًقا ملجتمع السياحة البيئية ‪ ،‬تُ َعرف السياحة البيئية‪ ،‬بأنه السفر املسؤول الذي حيافظ عىل البيئات الطبيعية‪ ،‬وعىل رفاهة السكان املحليني‪ .‬ووف ًقا ملصادر صناعة‬
‫سنويا‬
‫السياحة تعترب السياحة البيئية أرسع قطاعات صناعة السفر ًمنوا‪ .‬وهناك تقديرات تشري إىل أن الطلب عىل السياحة البيئية يف السوق العاملي ينمو بنحو ‪ً %20‬‬
‫تقريبا‪ .‬وقد أصبح املسافرون أكرث حساسية للقضايا املتعلقة بالبيئة‪ ،‬كام أن املناطق املحمية أصبحت املقصد الرئييس هلؤالء املسافرين‪ .‬وحيث أنه من املعروف أن‬ ‫ً‬
‫املسافرين الذين يقصدون السياحة البيئية ال يسعون كثريا وراء تناول الطعام الفاخرأو اإلقامة يف فنادق رفيعة املستوى‪ ،‬عىل الرغم من أن هذا يف مقدورهم‪ ،‬لذا يعد‬
‫توفري كافة اخلدمات وإجراءات السالمة هلذا النوع من املسافرين مبثابة حتد ألي بلد‪ ،‬حيث أن ما بعنيهم هو أن املكان الذي يقيمون فيه ال يدمر املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫متشيا مع اهلدف اخلاص باستدامة البيئة يف إطار األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬فإهنا تعمل عىل‬
‫نظرا ألن وزارة السياحة تدرك أمهية تنمية وتشجيع السياحة البيئية‪ً ،‬‬‫و ً‬
‫تنمية السياحة البيئية كمنتج جديد جيذب الرشائح الغنية التي تقصد أسواق السياحة املميزة واألماكن التي ينشدها حمبي األماكن الطبيعية‪ ،‬مثل املحميات القومية‬
‫يف الفيوم‪ ،‬وشامل وجنوب سيناء‪ ،‬باإلضافة إىل الصحراء الغربية والرشقية مبا فيها من واحات رائعة‪ ،‬وأقدم الرسوم املوجودة يف الكهوف‪.‬‬

‫ويرتبط هبذا املنتج سياحة املغامرات‪ ،‬ويشري تقرير مؤرش سياحة املغامرات لعام ‪ ،2009‬إىل أن مرص كانت من بني أفضل الدول التي حققت قفزة واسعة يف‬
‫ترتيبها عىل هذا املؤرش حيث تقدمت بـ ‪ 19‬نقطة‪ ،‬واستفادت من التقييم املرتفع يف جمال السالمة واملوارد الثقافية‪ .‬وتاريخ مرص الغين باحلضارات القدمية‪ ،‬والرموز‬
‫اخلالدة لتلك اإلمرباطوريات معروف يف شتى أرجاء العامل‪ ،‬ومع هذا فإن جغرافية مرص التي يسودها النيل‪ ،‬وتغلب عليها األرايض الصحراوية الشاسعة‪ ،‬والرشيط‬
‫الساحيل املمتد خيلق فرصة عظيمة لرحالت السفاري واإلبحار يف النيل‪ ،‬وسياحة الغوص يف البحرين األمحر واملتوسط‪.‬‬

‫وعىل الرغم من تنوع املناطق السياحية‪ ،‬مازالت السياحة البيئية يف مرص متخلفة‪ .‬لذا ينبغي عىل وزارة السياحة أن تعمل عىل ضامن التنمية املستدامة هلذا املنتج‪.‬‬
‫وهناك جانبان رئيسيان جيب أخذمها يف االعتبار عند تنشيط السياحة البيئية ‪ )1( :‬توفري بنية أساسية مادية خلدمة السياح الذين ينشدون املغامرة مثل ‪ :‬الطرق‪،‬‬
‫واملطارات‪ ،‬وتسهيالت اإلقامة‪ ،‬واملمرات يف الطرق الوعرة‪ )2( ،‬بنية أساسية غري مادية ‪ ،‬مثل اخلرائط اخلاصة باملمرات‪ ،‬واملعلومات اخلاصة بالرتاث والثقافة‪ ،‬وحمال‬
‫بيع لوازم الرحالت‪ ،‬وبرامج تدريب ملقدمي اخلدمات‪ ،‬مبا فيهم املرشدين‪ ،‬واملرتمجني‪ ،‬والفنادق البيئية‪ ،‬والقواعد التنظيمة‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫وحتى ميكن جذب عدد أكرب من السياح‪ ،‬حتاول مرص تغيري الكثري من األوضاع ومنها إعادة الرتكيز عىل النمو األخرض‪ .‬وهناك مرشوعات كثرية جيري تنفيذها‪.‬‬
‫ويعترب احلرص عىل التناغم مع البيئة هو املحرك األول لصنع السياسات (أي يف جمال الطاقة‪ ،‬إدارة املخلفات‪ ،‬األغذية العضوية)‪ ،‬إىل جانب التأكيد عىل حتقيق‬
‫التوازن يف االستغالل االقتصادي‪ ،‬والرقابة البيئية‪ ،‬وتعظيم استغالل الشواطئ من خالل تأجريها وإتاحتها للجمهور‪ ،‬وإقامة مناطق لألنشطة االجتامعية والرتفيهية‪.‬‬
‫حمليا‪،‬‬
‫ولكن حتى ميكن حتقيق االستدامة االقتصادية‪ ،‬واالجتامعية‪ ،‬والبيئية هناك خطوات كثرية مازال يتعني اختاذها مثل‪ :‬العمل عىل تعظيم نسبة ما ينفقه الزائر ً‬
‫واالرتقاء مبستوى جودة الوظائف املحلية التي ختلقها وتدعمها السياحة‪ ،‬وذلك بإرشاك املجتمع املحيل يف التنمية املستقبلية للمناطق السياحية مع احرتام الرتاث‬
‫ريا ضامن ختفيض التلوث إىل أدىن حد ممكن من خالل ختفيض كل أنواع االنبعاثات‬ ‫الطبيعي والتارخيي‪ ،‬والثقافة والتقاليد‪ ،‬واحلفاظ عىل املناطق الطبيعية‪ ،‬وأخ ً‬
‫ومراقبة إدارة املخلفات الصلبة‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬عادلة رجب‪ ،‬وزارة السياحة‪.‬‬

‫وقد تم يف اآلونة األخرية بذل جهود لتنمية السياحة البيئية (التي تتعلق باجلوانب البيئية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬واألثرية‪ ،‬واالجتامعية املحلية)‪ ،‬وهو ما ميكن‬
‫أن يشري إىل اجتاه جديد يف املستقبل‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تم بالفعل وضع مناذج لآلثار البيئية يف داخل املحميات‪ .‬ومن املرجو أن تصبح هذه‬
‫اآلثار‪ ،‬خاصة يف وادي احليتان‪ ،‬مبثابة منوذج ألساليب البناء‪ ،‬وأن ترفع مستوى الوعي بإمكانية وضع تصميامت وابتكارات متمشية مع البيئة يف‬
‫أماكن أخرى مبرص‪.‬‬

‫وتعترب األنشطة التقليدية هي األنشطة االقتصادية الرئيسية للسكان الذين يعيشون يف معظم املناطق املحمية وحوهلا‪ ،‬مثل رعي احليوانات‪،‬‬
‫وصيد األسامك‪ ،‬ومجع النباتات الطبية‪ ،‬باإلضافة للزراعة‪ ،‬وكذلك األنشطة املرتبطة بصناعة السياحة‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪ .‬وينبغي اعتبار النهوض‬
‫واضحا‪ .‬كام جيب إقامة رشاكة قوية وفعالة بني‬
‫ً‬ ‫بالتنمية االقتصادية واالجتامعية املستدامة للمجتمعات املحلية املحيطة باملناطق املحمية هدفًا‬
‫وحدات إدارة املناطق املحمية‪ ،‬والسلطات املحلية‪ ،‬ومنظامت املجتمع املدين‪ ،‬واملنظامت املجتمعية‪ ،‬ومجاعات املصالح مثل الوكاالت السياحية‪.‬‬

‫تغري املناخ‬
‫عىل الرغم من أن انبعاثات غازات الدفيئة (غازات الصوبة الزجاجية) يف مرص تعترب حمدودة (‪ %0,7‬من انبعاثات غازات الدفيئة عىل املستوى‬
‫العاملي)‪ ،‬إال أن هناك احتامل تعرض مرص آلثار تغري املناخ‪ ،‬مبا يف ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر‪ ،‬وغرق دلتا النيل‪ ،‬وما يرتبط بذلك من آثار‬
‫اجتامعية واقتصادية‪ .‬وقد زادت انبعاثات غازات الدفيئة يف مرص إىل ‪ 193‬مليون طن من ثاين أكسيد الكربون املكاىفء يف عام ‪ 2000‬مقابل‬
‫‪110‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫‪ 116‬مليون طن من ثاين أكسيد الكربون املكاىفء عام ‪ .1990‬ويعترب قطاع الطاقة هو املصدر الرئييس النبعاثات غازات الدفيئة حيث أن ‪%92‬‬
‫من الطلب عىل الطاقة يف مرص يتم إشباعه باستخدام الوقود احلفري‪ .‬وعىل أي حال يعيش ‪ %58‬من السكان املرصيني يف املناطق الريفية‪،‬‬
‫ويعتربوا أكرث تعرضًا لتغري املناخ كام يتوقع أن يعانوا من نقص املواد الغذائية األساسية‪.‬‬

‫وهناك عدد من التحديات العامة املرتبطة بتغري املناخ يف مرص‪ .‬ويعد إدماج إجراءات مواجهة تغري املناخ يف خطط التنمية القومية هو التحدي‬
‫مهما لتحرك البلد نحو االقتصاد منخفض الكربون‪ .‬وباإلضافة‬
‫األسايس يف مرص‪ .‬كام تفتقد مرص إىل برنامج متكامل لتمويل الكربون الذي يعد ً‬
‫إىل ذلك‪ ،‬هناك نقص يف املوارد املالية الالزمة لتنفيذ إجراءات مواجهة تغري املناخ يف خمتلف القطاعات‪.‬‬

‫ويف عام ‪ 2000‬رشعت مرصيف وضع اسرتاتيجية آللية التنمية النظيفة‪ ،‬وتشكيل هيئة قومية لعملية املوافقة عىل برامج هذه اآللية‪ .‬وقد اختارت‬
‫االسرتاتيجية‪ -‬وف ًقا لعدة سيناريوهات‪ -‬الربامج التي ميكنها ختفيض انبعاثات غازات الدفيئة بنحو ‪ 3-1,5‬مليون طن من ثاين أكسيد الكربون املكاىفء‪،‬‬
‫حتى عام ‪ .2010‬ومع هذا هناك نقص يف استخدام آلية التنمية النظيفة كأداة لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة‪ ،‬وكمصدر لتمويل مرشوعات تغري‬
‫املناخ‪ .‬ويرجع هذا إىل انخفاض مستوى الوعي‪ ،‬وضعف القدرات املؤسسية مما ال يشجع جمتمع األعامل عىل إنشاء مرشوعات الطاقة النظيفة‪.‬‬

‫ويرتبط تغري املناخ ارتباطًا وثي ًقا بقطاع الصحة‪ ،‬حيث تزداد حاالت املرض والوفيات نتيجة التغريات املتطرفة يف الطقس‪ ،‬وانعدام األمن الغذايئ‬
‫والتغذية‪ ،‬واألمراض غري املعدية‪ ،‬والكوارث‪ ،‬واألمراض التي تنقلها احليوانات واجلراثيم‪ .‬وبالنسبة لألمراض املعدية‪ ،‬من املتوقع أن يكون هناك‬
‫تغري ملحوظً يف التوزيع اجلغرايف ألنواع البلهارسيا‪ ،‬حيث ظهرت حدي ًثا حاالت يف حمافظتي سيناء والبحر األمحر‪ .‬وقد يعزي هذا إىل حتركات‬
‫السكان من املناطق التي تتوطن فيها البلهارسيا‪ ،‬وإىل نظم الري التي جلبت مياه النيل إىل مرشوعات التنمية الزراعية يف األرايض اجلديدة‬
‫أيضا يف تسهيل عودة األمراض القدمية من جديد‪ ،‬مثل السل‪ ،‬ويعكس ظهور مرض السل حدوث‬ ‫املستصلحة‪ ،‬وميكن أن يسهم تغري املناخ ً‬
‫ثانويا لتغري املناخ مثل هجرة السكان مما ينتج عنه ارتفاع الكثافة السكانية يف العشوائيات‬
‫تغريات خمتلفة يف البيئة البرشية التي تعترب نا ًجتا ً‬
‫الفقرية واملزدمحة بالقرب من املناطق احلرضية‪ ،‬والتغريات التي تطرأ عىل السلوكيات الشخصية‪ ،‬ومعاناة الناس من سوء التغذية‪.‬‬

‫ومن أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها هذا القطاع عدم وجود اسرتاتيجية للتكيف مع تغري املناخ حتى تستطيع مرص أن تتغلب عىل آثاره‬
‫املبارشة وغري املبارشة عىل الصحة ـ التي مازال الكثري منها يعترب من قبيل «التنبؤات» ـ‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬قد يتفاقم الوضع من جراء ضعف القدرة‬
‫املؤسسية عىل تطبيق إجراءات التكيف والتخفيف من آثار تغري املناخ‪ ،‬وحتى مع وجود االسرتاتيجية قد ال توجد قدرات مدربة عىل تنفيذها‪ .‬ومن‬
‫املتوقع أن تؤدي آثار تغري املناخ إىل تغيري خريطة الفقر والتعرض النعدام األمن الغذايئ‪ ،‬خاصة يف إقليم الدلتا‪ ،‬وما قد يسفر عنه من هجرة السكان‪.‬‬
‫وميكن أن تساعد نظم اإلنذار املبكر كل من احلكومة واملجتمع املدين يف ختطيط االسرتاتيجيات املناسبة الرامية إىل التغلب عىل آثار تغري املناخ‪.‬‬

‫وتشمل اإلجراءات التي جيب أن حتظى باألولوية ‪ :‬وضع آلية للتنسيق تضم كافة األطراف املعنية صاحبة املصلحة‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء هيئة‬
‫تابعة ملجلس الوزراء للتنسيق بني خمتلف اجلهات‪ ،‬وتكون مسؤولة عن تطبيق أفضل املامرسات والدروس املستفادة‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬وضع‬
‫آلية تسمح بتطبيق األفكار اخلالقة واملبتكرة التي يبدعها املوظفون يف كل مؤسسة (خاصة يف األجهزة احلكومية)‪ ،‬ووضع اسرتاتيجية قومية‬
‫للتنمية املستدامة حتدد فيها األدوار واملسؤوليات بوضوح حتى ميكن ضامن حتقيق التوازن بني اجلوانب االجتامعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬وإدماج‬
‫اجلوانب البيئية يف املناهج التعليمية‪ ،‬ويتبعها مرشوعات جتريبية لضامن تطبيق املفاهيم النظرية‪ ،‬وتدعيم دور اإلعالم‪ ،‬واجلمعيات األهلية‪،‬‬
‫واملجتمع املدين يف محاية البيئة وتعزيز أفضل املامرسات‪ ،‬ووضع معايري الستدامة املرشوعات البيئية حتى ميكن استمرار املرشوع بعد أن ينتهي‬
‫التمويل سواء كان من املصادر القومية أو الدولية‪.‬‬

‫املناطق الساحلية‬
‫أيضا عىل إدارة املناطق الساحلية يف مرص‪ ،‬ومن أخطر هذه اآلثار ارتفاع مستوى سطح البحر يف إقليم الدلتا‪،‬‬
‫سيكون لتغري املناخ آثار ضارة ً‬
‫الذي ميكن أن يسفر عن غرق ما بني ‪ %12-10‬من األرايض املنخفضة الشاملية يف الدلتا‪ .‬وسوف يؤثر هذا عىل مناطق اقتصادية وحرضية مهمة‪،‬‬
‫مثل أجزاء من مدن اإلسكندرية‪ ،‬ودمياط‪ ،‬وبورسعيد ويتمثل أكرب حتد يف امللوحة املفرطة التي ستنترش يف أكرث من نصف دلتا النيل والتي‬
‫ستتسبب يف نزوح وهجرة أكرث من ‪ 5‬مليون نسمة‪ ،‬وزيادة البطالة‪ ،‬وانتشار أنواع خمتلفة من األمراض‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫إطار ‪ : 18‬التعرض ملخاطر تغري املناخ‪ ،‬والتكيف معه يف قطاع الصحة‬

‫تعترب مرص من البلدان املعرضة خلطر تغري املناخ‪ .‬وتعاين مرص من مشكلة حادة وهي ارتفاع معدل منو السكان‪ .‬وعىل الرغم من برامج تنظيم األرسة‪ ،‬فإنه من‬
‫نظرا ألن نصيب مرصمن املياه النظيفة واألرايض الزراعية‬
‫املتوقع أن يصل عدد السكان إىل ‪ 99‬مليون نسمة بحلول عام ‪ ،2025‬وإىل ‪ 121‬مليون نسمة عام ‪ .2050‬و ً‬
‫وحاليا‪ ،‬يعيش ‪ %58‬من السكان املرصيني يف املناطق الريفية‪ ،‬وهم معرضون أكرث لتغري‬
‫ً‬ ‫نقصا ملحوظًا يف املياه واألرايض الزراعية والغذاء‪.‬‬
‫حمدود‪ ،‬فإهنا سوف تواجه ً‬
‫املناخ‪ .‬ومما يزيد من تفاقم املشكلة تزايد رشحية السكان املسنني‪ ،‬وهبوط األرض‪ ،‬وارتفاع مستوى البحر‪ ،‬وتزايد معدالت تآكل األرايض الزراعية‪ ،‬وترسب املياه‬
‫املاحلة‪ ،‬وملوحة الرتبة‪ ،‬وتلوث وتدهور املنظومة البيئية‪.‬‬

‫ومن املتصور أن تشمل اآلثار املبارشة لتغري املناخ اإلصابة برضبات الشمس والظواهر املرتبطة باحلرارة‪ ،‬ورسطانات اجللد‪ ،‬واملياه البيضاء (الكرتاكت)‪،‬‬
‫واإلصابات والوفيات‪ .‬وتشمل اآلثار غري املبارشة‪ ،‬نزوح السكان‪ ،‬واالضطرابات االجتامعية‪/‬االقتصادية‪ .‬وفيام يتعلق باألمراض املعدية من املتوقع حدوث تغري يف‬
‫التوزيع اجلغرايف للبلهارسيا يف مرص‪ ،‬وعودة مرض املالريا‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬ذكرت منظمة الصحة العاملية أن الناس يف منطقة دلتا النيل معرضون لإلصابة بالدودة‬
‫الكبدية (الفاشيوال)‪ ،‬ويفرض تغري املناخ هتديدات باإلصابة باألمراض التي حتملها املياه والغذاء‪ ،‬ومشاكل بحرية وساحلية ومنها الطحالب الضارة ‪ ،‬واالضطرابات‬
‫البيئية‪ .‬كام تعاين مرص من تزايد عبء األمراض غري املعدية مثل ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬وأمراض السكر والقلب‪ .‬ومن املحتمل أن يؤدي تغري املناخ إىل تفاقم حاالت‬
‫الوفاة بسبب أمراض القلب من خالل آليات مبارشة وغري مبارشة‪ .‬كام أن التغريات املوسمية يف حالة احلمى الروماتيزمية تشبه بدرجة كبرية التغريات يف التهاب‬
‫امليكروب السبحي‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬قد تؤثر التغريات يف هطول األمطار‪ ،‬واحلرارة والرطوبة والرياح يف حدوث العوامل البكتريية وعىل قوة وتعايش الفريوسات‬
‫املسببة لألمراض‪ ،‬والتي تؤدي إىل التعرض لإلصابة بأمراض اجلهاز التنفيس احلادة‪ ،‬كام تؤثر عىل التوزيع اجلغرايف وإنتاج حبوب اللقاح املسببة للحساسية‪0‬‬

‫ويتضمن التكيف مع تغري املناخ وضع اسرتاتيجيات‪ ،‬وسياسات واختاذ إجراءات لتقليل اآلثار الضارة لتغري املناخ عىل الصحة‪ .‬واهلدف األسايس هو تقليل عبء‬
‫األمراض‪ ،‬واإلصابات‪ ،‬والعجز‪ ،‬والوفيات املرتبطة بتغري املناخ بأقل تكلفة ممكنة‪ .‬ومن املهم اإلشارة إىل أن األنشطة الالزمة للنهوض بالقدرة عىل التكيف تساوي‬
‫يف أمهيتها األنشطة الرامية إىل حتقيق التنمية املستدامة‪ .‬ويف مرص تشمل هذه األنشطة ‪ :‬حتسني الوصول إىل املياه اآلمنة والرصف الصحي اآلمن‪ ،‬وحتسني التعليم‬
‫واملعلومات‪ ،‬وحتسني القدرة والكفاءة املؤسسية‪ .‬كام أن حتقيق العدالة يف الوصول للرعاية الصحية‪ ،‬وحتسني خدمات اإلسعاف‪ ،‬والبنية األساسية للصحة العامة‪،‬‬
‫واإلنفاق الكايف عىل الرعاية الصحية والربامج الوقائية يعد رضورة أساسية للتكيف مع تغري املناخ‪.‬‬

‫وقد ال يكون من املمكن الوقاية متاما من الكوارث‪ ،‬ولكن مع التخطيط السليم واالستعداد اجليد‪ ،‬ميكن التقليل من األثر السلبي هلذه الكوارث‪ .‬كام أن الرتكيز عىل‬
‫الصيانة املستمرة لنظم اإلنذار املبكر العامة‪ ،‬وحتسني سبل السيطرة عىل الكوارث‪ ،‬وإنفاذ قوانني البناء ميكن أن تساعد يف ختفيض هذه املخاطر‪ .‬ومن أهم سبل دعم‬
‫أيضا رفع مستوى الوعي املجتمعي واالستعداد من خالل تعريف اجلمهور مبخاطر تغري املناخ وعواقبه املحتملة‪ .‬وعىل‬ ‫اسرتاتيجيات وسياسات مواجهة تغري املناخ ً‬
‫الرغم من ذلك‪ ،‬يعترب التعليم‪ ،‬والوعي العام والتدريب بشأن تغري املناخ غري كاف‪ .‬وهناك الكثري مما يتعني عمله‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬مدحية خطاب‪ ،‬عميدة كلية الطب سابقا‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬

‫وتعترب املنطقة الساحلية لدلتا النيل منطقة غنية باملوائل ‪ ،habitat‬وتوفر ‪ %65‬من إمجايل اإلنتاج السميك ملرص‪ .‬وسوف تتعرض هذه املنطقة‬
‫لعدد من اآلثار النامجة عن تغري املناخ‪ .‬ومع ارتفاع درجة احلرارة‪ ،‬وترسب املياه املاحلة نتيجة ارتفاع مستوى البحر ستتحول البحريات املوجودة‬
‫أيضا الشعاب املرجانية يف البحر األمحر‪ ،‬التي تعترب بال شك من أروع الشعاب املرجانية‬
‫حاليا إىل بحريات ضحلة وخلجان‪ ،‬وسوف تتأثر بشدة ً‬ ‫ً‬
‫تقريبا‪ .‬وهناك أكرث من ألف نوع من الشعاب املرجانية‪،‬‬
‫يف العامل‪ ،‬والتي يتوفر هبا أعىل مستوى من التنوع احليوي وتعد موئال لربع احلياة البحرية ً‬
‫منها ‪ 270‬نو ًعا غري معروفة يف أي مكان آخر بخالف مرص‪ ،‬و ‪ 39‬نو ًعا تنفرد هبا مرص‪ .‬وسوف تتأثر هذه الشعاب بشدة بحرارة سطح البحر التي‬
‫ميكن أن تفقدها الطحالب التي متدها باملخرجات الغذائية واأللوان‪.‬‬

‫وينبغي عىل مرص أن حتدد أولوياهتا يف القطاعات ذات الصلة بالبيئة وتغري املناخ‪ ،‬إىل جانب حتديد األولويات التي تعد القاسم املشرتك بني هذه‬
‫القطاعات‪ .‬وإذا تم التعامل بطريقة سليمة مع هذه األولويات‪ ،‬فإهنا سوف ختلق بيئة داعمة للسياسات من أجل محاية املوارد الطبيعية املتاحة‪.‬‬
‫وهناك عدد من األولويات القومية العامة املطلوبة ملعاجلة األثر السلبي لتغري املناخ عىل املستويات الفردية‪ ،‬واملؤسسية‪ ،‬والنظامية‪ .‬فعىل املستوى‬
‫الفردي ‪ :‬يتعني حتسني القدرات الوطنية يف خمتلف الوزارات املعنية واملجتمع املدين حتى ميكنها التعامل مع تغري املناخ‪ ،‬وعىل املستوى املؤسيس‬
‫‪ :‬جيب تقوية اهليكل املؤسيس اجلديد لإلدارة املركزية لتغري املناخ يف وزارة الدولة لشؤون البيئة باعتبارها نقطة االتصال باتفاقية األمم املتحدة‬
‫اإلطارية لتغري املناخ حتى تؤدي مهامها بالكامل‪ ،‬وعىل املستوى النظامي ‪ :‬هناك حاجة إلنشاء املجلس األعىل لتغري املناخ‪ ،‬برئاسة رئيس‬
‫جملس الوزراء وعضوية الوزارات ذات الصلة‪ .‬وسيقوم وزير الدولة لشؤون البيئة بدور املنسق يف املجلس‪ .‬وسوف يشمل هذا تشكيل جلنة للعلوم‬
‫والتكنولوجيا تضم علامء مرصيني يف جمال تغري املناخ واملجاالت املرتبطة به‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إدماج تغري املناخ يف خطط القطاعات‬


‫حتى ميكن إدماج قضية تغري املناخ يف كل خطط القطاعات‪ ،‬هناك حاجة لوضع اسرتاتيجية قومية للتكيف مع تغري املناخ‪ ،‬واسرتاتيجية قومية‬
‫لالقتصاد منخفض الكربون‪ ،‬من خالل تطبيق هنج متعدد األطراف متثل فيه جهات وطنية ودولية‪ .‬وتعد هذه فرصة سانحة لتضمني قسم عن تغري‬
‫املناخ يف االسرتاتيجية القومية للتنمية املستدامة القادمة التي يتوقع صدورها بحلول عام ‪.2011‬‬

‫وقد صدر قرار رئيس جملس الوزراء رقم ‪ 1537‬لسنة ‪ 2009‬بشأن تشكيل اللجنة القومية إلدارة األزمات والكوارث واحلد من أخطارها‪.‬‬
‫وستتوىل هذه اللجنة أدوار ومسؤوليات الربنامج القومي للحد من أخطار الكوارث‪ ،‬كام ورد يف االسرتاتيجية الدولية للحد من الكوارث باألمم‬
‫املتحدة‪ ،‬وأولويات إطار عمل هيوجو‪.‬‬

‫ووف ًقا هلذا اإلطار‪ ،‬من املهم أيضا إدماج احلد من املخاطر املرتبطة بالتغريات املناخية احلالية وتغري املناخ يف املستقبل يف اسرتاتيجية احلد من‬
‫خماطر الكوارث والتكيف مع تغري املناخ‪ .‬وسوف يكون هذا جزء من مسؤوليات الربنامج القومي للحد من أخطار الكوارث حتى ميكن حتسني‬
‫آلية التنسيق القومية‪ ،‬وجتنب إزدواج اجلهود‪ .‬وجيب األخذ يف االعتبار احلاجة للتصدي ملشاكل تغري املناخ يف إطار اسرتاتيجيات احلد من‬
‫خماطر الكوارث كجزء من إطار عمل هيوجو ‪ .2015-2005 :‬وقد تم تفويض مسؤولية إعداد االسرتاتيجيات القومية والسيناريوهات واخلطط‬
‫املرتبطة هبا بشأن التكيف مع املناخ‪ ،‬واملنوطة بالربنامج القومي للحد من أخطار الكوارث إىل مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار مبجلس الوزراء‪.‬‬

‫وبالنسبة للقضايا املتعلقة بالصحة‪ ،‬فإن حتديد السيناريوهات املحتملة املشتقة من الدراسات املتعلقة باآلثار الصحية لتغري املناخ واألخطار‬
‫النامجة عنه سوف يرشد إىل نوع املوارد التي يتعني تعبئتها‪ ،‬والربامج التي يتم تنفيذها للتغلب عىل هذه اآلثار‪ .‬وتعد عدالة الوصول إىل اخلدمات‬
‫الصحية من أهم عوامل النجاح يف مواجهة اآلثار الصحية لتغري املناخ‪ ،‬إىل جانب خدمات الطوارئ الفعالة‪ ،‬وكفاءة إجراءات الصحة العامة‪،‬‬
‫ووضع برامج وقائية ذات تصميم جيد‪ ،‬باإلضافة إىل القدرة عىل التعبئة الرسيعة للموارد عندما تربز احلاجة إىل ذلك‪.‬‬

‫وبالنسبة إلدارة املناطق الساحلية‪ ،‬وكجزء من اسرتاتيجية التكيف‪ ،‬هناك حاجة ملحة إلقامة نظم رصد منهجية‪ ،‬وبناء قواعد للبيانات‪ ،‬وبناء‬
‫القدرات‪ ،‬وتنمية الوعي‪ ،‬كام ينبغي التشديد بكل حزم عىل إجراء تقييامت لألثر البيئي قبل إقامة أي مرشوع‪ ،‬ويشمل هذا التقييم االستامع لرأي‬
‫اجلمهور خاصة الفئات االجتامعية املستضعفة‪.‬‬

‫الطاقة‬
‫سوف تستمر احلاجة إىل الطاقة واالستهالك منها يف تزايد‪ ،‬ففي خالل خسة أعوام فقط سوف يشكل الطلب ‪ %150‬تقريبا من اإلنتاج‪ .‬والسبيل‬
‫الوحيد لسد هذه الفجوة‪ ،‬عىل مدى السنوات العرش القادمة‪ ،‬هو زيادة الواردات من النفط أو إجياد مصادر طاقة بديلة وجديدة‪ .‬وباإلضافة‬
‫إىل ذلك‪ ،‬هناك حتدي الدعم‪ ،‬حيث استمرت احلكومة يف دعم أسعار الطاقة كجزء من سياستها لتحقيق العدالة االجتامعية وخاصة للفقراء‪،‬‬
‫ففي موازنة عام ‪ ،2008/2007‬بلغت فاتورة الدعم ضعف قيمة اإلنفاق احلكومي عىل الدفاع واألمن القومي‪ ،‬وأربعة أضعاف اإلنفاق عىل‬
‫ريا هناك مشكلة كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬حيث ال يوجد أثر مستدام‬ ‫الصحة والتعليم‪ .‬وهذا بكل تأكيد هيدد النمو االقتصادي وأمن الطاقة‪ .‬وأخ ً‬
‫أو حتول يف السوق بالنسبة لتكنولوجيات كفاءة الطاقة‪ .‬وهذا يرتبط بالدعم احلكومي الذي ال يشجع مستخدم الطاقة النهايئ عىل االستثامر‬
‫يف تطبيقات كفاءة الطاقة‪ .‬وعالوة عىل ذلك تتضاعف التحديات املؤسسية والنظامية يف هذا الشأن‪ .‬فبالنسبة للتحديات األوىل‪ ،‬تعترب البيئة‬
‫أيضا يف مستوى‬‫املؤسسية والترشيعية التي تشجع عىل الوصول إىل مستوى أعىل من الكفاءة ضعيفة‪ ،‬وبالنسبة للتحديات األخرى‪ ،‬هناك ضعف ًَ‬
‫الوعي واملعلومات لدى مستخدمي الطاقة عن تطبيقات كفاءة الطاقة‪.‬‬

‫الطاقة املتجددة‬
‫هناك إمكانيات ضخمة للقدرة التوليدية للطاقة املتجددة مل تطرق بعد‪ ،‬كام أن مستوى االستغالل التجاري للطاقة املتجددة املركبة ضعيف‬
‫للغاية‪ .‬وهذا يبدو من حمدودية التوسع يف تطبيقات الطاقة الشمسية (الطاقة احلرارية الشمسية‪ ،‬واخلاليا الفوتوفلطية الشمسية)‪ .‬كام أن تنمية‬
‫أيضا ومل تبذل أي جهود الستغالل هذه التكنولوجيا عىل‬
‫تكنولوجيات الطاقة احليوية حتى حتقق فاعلية التكلفة يف األجل الطويل تعترب ضئيلة ً‬
‫املستوى التجاري‪ .‬وعىل الرغم من ذلك تشري التقديرات املتحفظة إىل أنه ميكن يف املدى القصري مجع ‪ %20‬من موارد الكتلة احليوية بسهولة‪،‬‬

‫‪113‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫سنويا‪ .‬وعىل الرغم من توفر املوارد املالية يف القطاع املرصيف إال أن هيكل‬
‫واستخدامها يف إنتاج الطاقة‪ ،‬وهذا ميكن أن يولد نحو ‪ 4‬مليون طن ً‬
‫اإلدارة املالية لتكنولوجيا الطاقة املتجددة يعترب ضعي ًفا‪ .‬ويبدأ هذا بنقص اخلربة لدى القطاع املرصيف بشأن تقييم العروض املقدمة إلنشاء‬
‫مرشوعات الطاقة املتجددة‪ ،‬وارتفاع تكلفة املكونات التي ال تتمتع باإلعفاءات اجلمركية حتي بالنسبة ملتطلبات الصيانة‪ .‬وهذه التحديات‬
‫حيويا هاما ناتج عن نقص‬
‫ً‬ ‫حتديا‬
‫ال تشجع مستخدمي الطاقة النهائيني عىل االستثامر يف تكنولوجيا الطاقة املتجددة‪ .‬كام يظل غياب الوعي ً‬
‫املعلومات لدى فئات املجتمع املختلفة بشأن مزايا الطاقة املتجددة وكذلك بشأن التطبيقات املناسبة هلذه الطاقة لدى كل فئة ـ حتى عىل‬
‫مستوى األرسة يف املناطق الريفية ـ حيث يكون من املناسب استخدام الغاز احليوي‪.‬‬

‫اإلجراءات املتعلقة بالطاقة‬


‫هناك عدد من اإلجراءات اخلاصة بالسياسات يتعني اختاذها عىل املستوى القومي بالنسبة لقطاع الطاقة‪ ،‬ويعقبها إجراءات أخرى يتم اختاذها‬
‫عىل مستوى كل قطاع‪ ،‬وتتضمن هذه اإلجراءات ‪ )1( :‬إعادة هيكلة تسعري الطاقة من خالل اإللغاء التدرجيي للدعم‪ ،‬ويراعي يف نفس الوقت‬
‫محاية الفقراء والفئات املهمشة‪ )2( ،‬ترشيد استهالك الطاقة يف قطاع الطلب‪ )3( ،‬زيادة مصادر الطاقة املتجددة مثل طاقة الرياح‪ ،‬والطاقة‬
‫الشمسية والطاقة احليوية لالستخدامات املستقبلية‪ )4( ،‬وضع خطة تنفيذ تربط موارد الطاقة بالتنمية االقتصادية‪ ،‬ومبؤرشات القطاعات عىل‬
‫املستوى الكيل واجلزيئ التي ترتبط مبارشة بالناتج املحيل اإلمجايل‪.‬‬

‫أيضا عدد من اإلجراءات األخرى يتعني عىل وزارة الكهرباء والطاقة اختاذها يف قطاع الطاقة‪ ،‬وذلك باالتفاق والتنسيق مع الوزارات األخرى‬ ‫وهناك ً‬
‫ذات الصلة مثل البيئة‪ ،‬واالستثامر‪ ،‬واملالية‪ .‬وتشمل هذه اإلجراءات ‪ )1( :‬التوسع يف استخدام تكنولوجيات اخلاليا الفوتوفلطية الشمسية‪ ،‬وهي التي‬
‫مناسبا يف توليد الكهرباء‪ ،‬وضخ املياه اجلوفية يف املناطق الريفية والنائية‪ )2( ،‬طرح مناقصات تنافسية للسامح للقطاع اخلاص بإمداد‬
‫ً‬ ‫يكون استخدامها‬
‫الشبكات بالكهرباء املولدة من مصادر الطاقة املتجددة‪ ،‬وعقد اتفاقيات طويلة األجل لرشاء الطاقة‪ )3( ،‬فرض تعريفة للتغذية بالكهرباء –‪feed–in‬‬
‫‪ ،tariff‬باإلضافة إىل إنشاء صندوق للطاقة املتجددة لتعويض الفرق بني تكلفة الطاقة املتجددة وأسعار السوق‪ )4( ،‬تنظيم محالت توعية تستند إىل‬
‫مسوح السوق حتى ميكن استهداف الفئات املناسبة‪ ،‬خاصة استهداف املدارس واجلامعات والقطاع اخلاص‪ )5( ،‬إلغاء الرضائب واجلامرك عىل مكونات‬
‫شبكات الطاقة املتجددة املستوردة أو ختفيضها بدرجة كبرية‪ )6( ،‬رضورة توجيه استثامرات أكرث للبحث والتطوير يف جمال تطبيقات الطاقة املتجددة‪.‬‬

‫‪ 6 -3‬المياه‪ ،‬والصرف الصحي‪ ،‬وإدارة المخلفات الصلبة‬


‫يف خالل السنوات األربع املاضية‪ ،‬ويف إطار تعهد احلكومة بالوفاء بالتزاماهتا الواردة يف الربنامج االنتخايب للرئيس عام ‪ ،2005‬بذلت جهود‬
‫ملموسة لتحسني الوصول خلدمات املياه ذات اجلودة العالية واملستمرة‪ ،‬ولتوفري املوارد الالزمة لذلك‪ ،‬هذا باإلضافة إىل وضع خطة لتحديد‬
‫أولويات االستثامر يف شبكات املجاري ونظم املعاجلة يف كل من املناطق احلرضية والريفية‪ .‬ويعزي الكثري من التقدم الذي تم إحرازه خالل‬
‫السنوات القليلة املاضية يف هذين املرفقني األساسيني إىل توفر األموال العامة إىل جانب اإلجراءات اإلدارية واملؤسسية املكملة التي تم اختاذها‪.‬‬

‫ويتمثل التغري اجلوهري الذي طرأ عىل السياسة املتبعة يف إدارة مرشوعات املياه والرصف الصحي‪ ،‬الذي بدأ يف عام ‪ ،2006‬يف ختصيص موازنة‬
‫استثامرية سنوية هامة للبدء يف مرشوعات جديدة‪ ،‬واستكامل املرشوعات القامئة التي بدأ العمل فيها بالفعل حيث أعطيت هلا األولوية‪ .‬ويعتمد‬
‫هذا النهج عىل األهداف القامئة عىل النتائج والتي تركز عىل توفري اخلدمات للمواطنني كمؤرش لألداء‪ ،‬وليس عىل حجم اإلنفاق أو عىل عدد‬
‫املرشوعات التي جيري تنفيذها‪ ،‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يركز هذا النهج عىل الشفافية ورغبة احلكومة يف االلتزام باستكامل عدد معني من املرشوعات‬
‫سنويا‪ 0‬وااللتزام بإنتاج كمية معينة من مياه الرشب (و‪/‬أو بطاقة معينة لتجميع مياه املجاري ومعاجلتها يف حالة خدمات الرصف الصحي) حيد من‬
‫ً‬
‫تصور املستفيدين بأن املرصوفات العامة التي ختصص هلذه املرشوعات يتم توجيهها لتغطية املرصوفات السياسية للحكومة املحلية‪.‬‬

‫وميكن حرصالتوجيهات املؤسسية املتعلقة بالسياسة والتي يتم تنفيذها يف ثالثة جمموعات أساسية ‪ )1( :‬إرشاك جملس الشعب منذ املراحل‬
‫األوىل يف حتديد أولويات اإلنفاق‪ ،‬ويف حتقيق املفاضلة بني املوارد املخصصة ملرشوعات املياه والرصف الصحي‪ )2( ،‬تقوية دور الرشكة القومية‬
‫القابضة ملياه الرشب والرصف الصحي وأجهزهتا التابعة‪ ،‬وقطاع املياه العام‪ ،‬ومرافق املياه العادمة العاملة عىل مستوى املحافظات يف متابعة‬
‫التغطية وغريها من اجلوانب املتعلقة بتقديم خدمات املياه والرصف الصحي‪ )3( ،‬الرشوع يف إقامة أول رشاكة عامة‪/‬خاصة إلنشاء حمطات‬
‫لإلمداد مبياه الرشب وشبكات جتميع مياه املجاري ومعاجلتها يف املجتمعات اجلديدة‪ ،‬ويف املناطق احلرضية اجلديدة بإقليم القاهرة الكربى‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫خدمات المياه والصرف الصحي ‪ :‬التغطية‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والتكلفة االستثمارية‬


‫يف خالل اخلمس سنوات املاضية‪ ،‬قامت احلكومة املرصية باستكامل ‪ 1669‬مرشو ًعا خلدمات املياه والرصف الصحي بتكلفة بلغت ‪ 50‬مليار‬
‫جنيه‪ .‬وهذه املرشوعات أسفرت عن توفري خدمات مياه الرشب جلميع السكان عىل مسافة تبعد أقل من ‪ 15‬دقيقة من املنزل‪ ،‬وحل املشاكل‬
‫املرتبطة بجودة املياه واستمرار تدفقها بال انقطاع‪ .‬وفيام يتعلق بكل خدمة عىل حدة‪ ،‬أقامت احلكومة ‪ 1225‬حمطة وشبكة للمياه أدت إىل زيادة‬
‫يوميا يف هناية عام ‪ .2009‬وجيري‬
‫يوميا‪ ،‬وكان من املخطط أن تصل إىل ‪ 27,1‬مليون مرت مكعب ً‬‫كمية مياه الرشب املنتجة بـ ‪ 8‬مليون مرت مكعب ً‬
‫حاليا تنفيذ ‪ 77‬مرشو ًعا وشبكة إلنتاج املياه‪ ،‬ومن املتوقع استكامهلا يف هناية ‪ ،2010‬لتضيف ‪ 3‬ماليني مرت مكعب سنويًا‪ ،‬وبذلك يشكل إمجايل‬
‫ً‬
‫اإلنتاج الذي تم إضافته خالل خس سنوات نحو ‪ %40‬من الكمية املنتجة يف عام ‪ ،2005‬ويبلغ إمجايل تكلفة هذه املرشوعات أكرث من ‪21‬‬
‫مليار جنيه‪.‬‬

‫وعىل الرغم من أن احلكومة تعطي األولوية ملرشوعات املياه‪ ،‬فإهنا قامت باستكامل ‪ 257‬مرشو ًعا خلدمات الرصف الصحي أضافت ‪ 2,5‬مليار‬
‫مرت مكعب لطاقة جتميع ومعاجلة مياه املجاري واملياه العادمة حتى هناية عام ‪ .2009‬وتصل التكلفة الرتاكمية هلذه املرشوعات إىل أكرث من ‪15‬‬
‫مليار جنيه‪ .‬وخيصص اجلانب األكرب من املوازنة اجلارية ملرشوعات خدمات الرصف الصحي حيث يتوقع االنتهاء من ‪ 96‬مرشو ًعا يف املدن ويف‬
‫يوميا لطاقة خدمات الرصف الصحي‪ .‬وسوف يبلغ إمجايل‬ ‫املناطق القريبة من املناطق احلرضية حول املدن‪ ،‬تضيف نحو ‪ 1,6‬مليون مرت مكعب ً‬
‫حاليا (استنا ًدا إىل احلسابات التي تنسب كمية املياه‬
‫يوميا‪ ،‬تشكل نحو ‪ %68‬من الطاقة املطلوبة ً‬
‫طاقة هذه اخلدمات ‪ 15,3‬مليون مرت مكعب ً‬
‫املنتجة إىل طاقة الشبكات العامة لتجميع مياه املجاري ونظم املعاجلة)‪.‬‬

‫وباملثل‪ ،‬يوجه اهتامم أكرث للتغطية بخدمات الرصف الصحي يف املناطق الريفية‪ ،‬التي يلقى عليها الضوء دامئا ألسباب سياسية وأسباب تتعلق‬
‫بالتنمية البرشية‪ ،‬رغم أن خدمات الرصف الصحي يف املراكز احلرضية حتتاج إىل حتسينات جوهرية أكرث من حيث التغطية واجلودة‪ .‬وقد تلقت‬
‫عظيما‪ ،‬حيث زادت نسبة التغطية بخدمات الرصف الصحي العامة من ‪ %75‬من البلديات (‪ 230‬مدينة صغرية وكبرية) يف عام ‪ 2006‬إىل‬ ‫ً‬ ‫اهتامما‬
‫ً‬
‫حاليا‪ ،‬ويتوقع حتقيق التغطية الكاملة بعد استكامل املرشوعات اجلارية‪ .‬وهناك نحو ‪ 25‬مدينة صغرية ومدينة كبرية يف ‪ 10‬حمافظات سوف‬
‫‪ً %88‬‬
‫حتصل عىل خدمة الرصف الصحي العامة ألول مرة يف هناية عام ‪ .2010‬ويف عام ‪ ،2009‬كان إمجايل طاقة خدمات الرصف الصحي املطلوبة‬
‫حاليا ‪ 13,7‬مليون مرت مكعب‪ ،‬متثل ‪ %65‬من الطاقة املطلوبة‪ .‬وسوف تزيد هذه‬
‫يوميا‪ ،‬بينام تبلغ طاقة هذه اخلدمات ً‬
‫تبلغ ‪ 21‬مليون مرت مكعب ً‬
‫النسبة إىل ‪ %68‬بعد استكامل مرشوعات املياه والرصف الصحي يف يونيو ‪.2010‬‬

‫ومازالت السياسة التي حتكم التوسع يف تغطية املناطق الريفية بخدمات اإلمداد باملياه والرصف الصحي تعطي األولوية ـ يف توفري هاتني‬
‫اخلدمتني ـ ملد الشبكات احلرضية إىل املناطق ‪ 94‬الريفية القريبة‪ .‬ويعد تدهور نوعية املياه اخلام عند املصدر هو التحدي الكبري الذي يواجه‬
‫احلفاظ عىل جودة شبكات اإلمداد مبياه الرشب‪ .‬وقد نتج التدهور يف نوعية املياه اخلام من تزايد التلوث العضوي والكياموي للمسطحات‬
‫املائية بسبب الترصيف املستمر واملبارش ملياه املجاري واملخلفات الصناعية غري املعاجلة يف املجاري املائية‪ ،‬باإلضافة إىل التلوث الناتج من‬
‫اإلفراط يف استخدام األسمدة الكياموية واملبيدات‪ .‬ويف الواقع مل تقرتن اجلهود املبذولة لتحقيق التغطية الكاملة للمناطق الريفية بشبكات‬
‫اإلمداد مبياه الرشب بإنشاء مرافق للتخلص اآلمن من تدفقات مياه املجاري الزائدة‪ ،‬وهذا هو لب أزمة الرصف الصحي احلالية يف املناطق‬
‫نظرا ألن الربامج اخلاصة مبرافق‬
‫الريفية‪ ،‬حيث إن املراحيض املنزلية احلالية والبيارات التقليدية ال تستطيع ترصيف مياه املجاري الزائدة‪ .‬و ً‬
‫الرصف الصحي املحسن يف املناطق الريفية تعتمد أكرث عىل وسائل موجودة يف املوقع‪ ،‬وعىل التخلص اآلمن من مياه املجاري العادمة‪ ،‬وليس‬
‫عىل الشبكات العامة وحمطات املعاجلة كبرية احلجم‪ ،‬لذا جيب االعرتاف بأن الربامج التي تستند إىل الوسائل املوجودة يف املوقع يف املجتمعات‬
‫املحلية جيب أن تنفذ بالتوازي وبالتكامل مع توفري شبكات الرصف الصحي العامة كبرية احلجم‪ .‬إن إطار الرصف الصحي املتكامل يف املناطق‬
‫الريفية الذي يطبقه مرشوع البنك الدويل للرصف الصحي املتكامل يف الريف (أنظر أدناه) يربط ألول مرة يف مرص االستثامر يف خدمات‬
‫الرصف الصحي يف الريف بتحسني نوعية املياه (والصحة) وإىل جانب استهداف التغطية الكاملة بالرصف الصحي املحسن يف املنازل‪ ،‬هيدف‬
‫هنائيا من ترصيف مياه املجاري غري املعاجلة يف املجاري املائية‪ ،‬واختاذ إجراءات تتسم بفاعلية التكلفة إلدارة‬‫أيضا إىل التخلص ً‬‫املرشوع ً‬
‫املخلفات الصلبة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫تأكيد جودة المياه‬


‫يف الوقت الذي ُوجهت فيه استثامرات ضخمة لضامن توفري كميات كافية من املياه‪ ،‬وحصول ما يزيد عىل ‪ %99‬من السكان عىل مصادر مياه‬
‫أيضا عىل تدعيم البنية األساسية التنظيمية التي تضمن توفري مياه ذات جودة عالية‪ .‬ويتم حتقيق هذا اهلدف من خالل‬
‫مقبولة‪ ،‬كان هناك تركيز ً‬
‫شبكة من األجهزة التي تكون مهمتها التأكد من أنه جيري رصد جودة املياه بانتظام‪ ،‬وأن هناك إرشاف كاف عىل خمتلف مراحل إنتاج املياه‬
‫الصاحلة للرشب‪.‬‬

‫وتتمثل اجلهات الرئيسية التي حددها القانون لرصد جودة املياه يف ‪ :‬وزارة الصحة بالنسبة ملياه الرشب‪ ،‬ووزارة املوارد املائية والري بالنسبة للمياه‬
‫غري املعاجلة عند املصدر‪ ،‬والرشكة القابضة ملياه الرشب والرصف الصحي‪ ،‬ورشكاهتا التابعة‪ ،‬التي تعمل حتت إرشاف وزارة اإلسكان بالنسبة‬
‫ملراقبة جودة املياه الصاحلة للرشب التي تنتجها شبكات معاجلة املياه‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن جهاز تنظيم مرفق املياه والرصف الصحي‪ ،‬الذي‬
‫تم إنشاؤه عام ‪ 2005‬يعترب مبثابة جهاز محاية املستهلك واجلهاز التنظيمي الرئييس الذى يقوم بالتنسيق بني أدوار كل من اجلهات املختصة‬
‫بالرقابة الفنية عىل اجلودة‪.‬‬

‫كزا‬
‫وختتص وزارة املوارد املائية والري برصد جودة مياه النيل يف ‪ 300‬مركز للرصد عند املصدر‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬لدى هذه الوزارة ‪ 230‬مر ً‬
‫يقوم برصد جودة املياه اجلوفية املستخدمة يف إمداد بعض املناطق مبياه الرشب‪ .‬وتبدأ مسؤولية وزارة الصحة بصياغة وحتديد معايري جودة املياه‬
‫املناسبة لالستهالك اآلدمي‪ ،‬وتقدير نسب املعادن اهلامة واملواد العضوية‪ ،‬واخلصائص املادية (اللون والرائحة)‪ ،‬واملعادن الثقيلة وغريها‪ .‬ويتم‬
‫بعد ذلك إدماج هذه املعايري ـ كام هو احلال بالنسبة للمعايري املتعلقة باملواد الغذائية ـ يف جمموعة املعايري املرصية التي تلتزم هبا املنشآت العامة‬
‫أو اخلاصة املنتجة للمواد الغذائية‪ .‬ويتم إنفاذ هذه املعايري من خالل معاينة جودة املياه التي تنتجها خمتلف الرشكات‪ .‬ويتم مجع عينات من‬
‫تقريبا من الرشكات والشبكات يف شتى أنحاء‬ ‫أسبوعيا مجع نحو ‪ 7500‬عينة ً‬ ‫ً‬ ‫مواقع اإلنتاج والتوزيع وحتليلها يف معامل وزارة الصحة‪ ،‬ويتم‬
‫البالد وفحصها‪.‬‬

‫تقريبا‪ ،‬بفحص جودة املياه‬


‫تقوم الرشكة القابضة ملياه الرشب والرصف الصحي‪ ،‬باعتبارها اجلهاز الرئييس الذي تعمل يف ظله مجيع رشكات املياه ً‬
‫ال متنقال‪ .‬وجيري‬
‫ال يف املواقع التي توجد هبا حمطات معاجلة املياه‪ ،‬و ‪ 165‬معم ً‬
‫ال يف خمتلف املحافظات‪ ،‬باإلضافة إىل ‪ 850‬معم ً‬‫من خالل ‪ 19‬معم ً‬
‫معايرة النتائج ووسائل الفحص باالعتامد عىل أحد معامل املعايرة يف الرشكة القابضة‪ .‬وهذا العمل ينتج عنه سحب وحتليل ‪ 1,4‬مليون عينة‬
‫تقريبا‪ ،‬ويف حالة عدم املطابقة مع املعايري املحددة يتم اختاذ اإلجراءات الالزمة‪.‬‬
‫ً‬

‫ويتمثل الدور الرئييس جلهاز تنظيم مرفق املياه يف عملية وضع املعايري التي تضمن سالمة مياه الرشب‪ .‬ومن أجل القيام هبذا الدور يقوم هذا‬
‫اجلهاز بجمع عينات عشوائية من مواقع اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬ويقوم بإجراء تفتيش يف املوقع عىل معامل رشكات املياه للتأكد من كفاءة ودقه‬
‫الفحص‪ ،‬وبالتايل للتقليل من األخطاء واالختبارات غري الرضورية التي تؤدي إىل زيادة تكاليف الفحص‪.‬‬

‫تحد قائم‬
‫الصرف الصحي في الريف ‪ٍ :‬‬
‫تقريبا‪ ،‬من ‪ 42‬مليون نسمة يف عام ‪ 1981‬إىل ‪ 76‬مليون نسمة عام ‪ ،2009‬زادت كمية مياه الرشب املنتجة‬ ‫نظرا ألن عدد السكان تضاعف ً‬ ‫ً‬
‫يوميا‪ .‬وقد كانت الزيادة يف طاقة خدمات الرصف الصحي كبرية بصورة‬ ‫يوميا إىل ‪ 27,4‬مليون مرت ً‬‫بأربعة أضعاف‪ ،‬من ‪ 5,8‬مليون مرت مكعب ً‬
‫يوميا‪ .‬وهذه األرقام ال تشري فقط إىل‬
‫يوميا إىل أكرث من ‪ 13,7‬مليون مرت مكعب ً‬‫ملحوظة خالل نفس الفرتة‪ ،‬حيث ارتفعت من مليون مرت مكعب ً‬
‫أيضا إىل ارتفاع نسبة املياه العادمة التي يتم تدفقها ومعاجلتها (من أقل من‬
‫ارتفاع نصيب الفرد من استهالك مياه الرشب املنتجة‪ ،‬ولكنها تشري ً‬
‫حاليا)‪ ،‬وما يصحب ذلك من آثار متوقعة عىل البيئة ومصادر املياه‪ ،‬خاصة يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ %20‬يف عام ‪ 1981‬إىل ما يرتاوح بني ‪ً %68-65‬‬
‫ومع ذلك جتدر اإلشارة إىل أن متوسط نصيب الفرد من استهالك املياه الصاحلة للرشب مرتفع للغاية يف مرص‪ ،‬حيث يقدر بنحو ‪ 30,1‬مرت مكعب‬
‫يوميا‪ ،‬عىل أساس أن عدد السكان بلغ ‪ 84‬مليون نسمة يف عام ‪ .2010‬ويرتجم هذا إىل ‪ 356‬لرتا للفرد يف اليوم منها ما يرتاوح بني ‪ 60-40‬لرتا‬
‫ً‬
‫فاقدا يف هذه املياه‪ .‬ويف عام ‪ ،2050‬ستصل كمية مياه الرشب التي يتم استهالكها وف ًقا هلذا املعدل إىل نحو ‪ 20‬مليار مرت‬
‫للفرد يف اليوم متثل ً‬
‫تقريبا من مياه النيل املتدفقة إىل مرص‪.‬‬
‫سنويا‪ ،‬أي ما يوازي ‪ً %40‬‬
‫مكعب ً‬

‫‪116‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫وباإلضافة إىل منظومة إدارة جودة املياه عىل املستوى القومي‪ ،‬فإنه نتيجة وجود ‪ 414‬قرية تعاين من مشاكل ارتفاع نسبة تركيز احلديد واملنجنيز‬
‫نتيجة االعتامد عىل مصادر املياه اجلوفية سيتم ربط هذه القرى مبصادر املياه السطحية و‪/‬أو مبحطات التخلص من احلديد واملنجنيز التي سيتم‬
‫إنشاؤها‪ .‬وقد حتقق ما تعهد به الربنامج االنتخايب لرئيس اجلمهورية بزيادة عدد القرى املغطاه بخدمات الرصف الصحي من ‪ %4‬عام ‪2005‬‬
‫إىل ‪ %11‬عام ‪ .2011‬كام كان من املستهدف أن حتصل ‪ %13,6‬من القرى عىل خدمات الرصف الصحي يف يونيو ‪ .2010‬يعد التوسع يف التغطية‬
‫ضخما‪ ،‬حيث يقدر التمويل املطلوب هلذه التغطية الكاملة بنحو ‪ 60‬مليار جنيه‪ ،‬ومن املتوقع‬ ‫ً‬ ‫حتديا‬
‫بخدمات الرصف الصحي لتشمل كافة القرى ً‬
‫أن يتطلب استكامل هذه املهمة تنفيذ ثالث خطط خسية‪ .‬وإلجياد توازن بني هذا اإلطار الزمين‪ ،‬وتوفري املوارد الرضورية‪ ،‬ومحاية البيئة‪ ،‬والرتبة‪،‬‬
‫ومصادر املياه‪ ،‬يتعني عىل احلكومة أن حتدد القرى ذات األولوية التي سيتم توفري هذه اخلدمات هلا‪.‬‬

‫معايير تحديد القرى ذات األولوية إلمدادها بخدمات الصرف الصحي‬


‫قام اخلرباء الفنيون من خمتلف الوزارات بوضع معايري واضحة وشفافة الختيار املجموعة األوىل من القرى املؤهلة ملدها بخدمات الرصف‬
‫الصحي عندما تتوفر املوارد‪ .‬وقد تم ترتيب هذه القرى كالتايل ‪ )1( :‬القرى القريبة من املجاري املائية‪ )2( ،‬القرى التي يوجد هبا مياه جوفية‬
‫ذات منسوب عال والتي ميكن أن تتلوث من تدفق مياه الرصف الصحي‪ )3( ،‬حجم السكان (حسب الرتتيب التنازيل)‪.‬‬
‫وبتطبيق هذه املعايري‪ ،‬تبني أن هناك ‪ 508‬قري مؤهلة ألن تندرج حتت الفئة األوىل و‪ 600‬قرية أخرى مؤهلة ألن تندرج حتت الفئة الثانية‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬هناك ‪ 316‬قرية من بني باقي القرى جيري فيها تنفيذ مرشوعات‪ ،‬وهلذا ستعطي األولوية الستكامل هذه املرشوعات بغض‬
‫النظر عن مؤرش حجم السكان‪ ،‬وهذا يعين أن هناك بالفعل ‪ 1424‬قرية هلا األولوية لإلمداد بخدمات الرصف الصحي‪.‬‬

‫ويف نفس الوقت‪ ،‬سوف تعطي األولوية ألي توسعات مطلوبة يف طاقة املحطات القامئة من أجل استيعاب التدفقات اإلضافية من املياه العادمة‬
‫التي تأيت من مصدرين‪ )1( :‬القرى اجلديدة التي تم توصيلها بالشبكة القومية لتجميع ومعاجلة املياه العادمة نتيجة املرشوعات التي تم تنفيذها‬
‫يف األعوام القليلة املاضية‪ )2( ،‬التوسع املكاين يف املدن والقرى التي يوجد هبا حمطات لإلمداد بخدمات الرصف الصحي ولكن سيتم تقويتها‬
‫الستيعاب التدفقات اإلضافية من املياه العادمة‪ .‬وإذا توافرت املوارد‪ ،‬سيتم التوسع يف هذه اخلدمات لتصل إىل باقي القرى وف ًقا لرتتيب‬
‫األولويات املذكورة أعاله‪.‬‬

‫التوقعات المستقبلية في األجل المتوسط‬


‫هاما ألي توقعات مستقبلية يف األجل املتوسط من أجل استكامل التغطية الكاملة بخدمات‬ ‫عنرصا ً‬
‫ً‬ ‫بينام يظل الوصول إىل التمويل العام‬
‫أيضا معاجلة القضايا اهليكلية والقضايا املتعلقة بالسياسات التي تتجاوز جمرد توفر املوارد لتنفيذ‬‫الرصف الصحي يف الريف‪ ،‬فإنه من الرضوري ً‬
‫املرشوعات العامة يف هذا القطاع‪ ،‬والتي ترتبط أكرث باإلطار العام لتوفري خدمات املياه والرصف الصحي‪ .‬وتشمل هذه القضايا ما ييل‪:‬‬
‫التوسع يف االعتامد عىل الرشاكات العامة‪/‬اخلاصة يف مرشوعات املياه واملياه العادمة كآلية لتخفيض الضغط عىل املوازنة احلكومية‪ ،‬كلام‬
‫أمكن ذلك‪ ،‬ولوضع األسس التنظيمية الالزمة لضامن كفاءة هذه الرشاكات‪.‬‬
‫تصميم خطة قومية تتضمن كل من اخلدمات الرضورية التي يتم تقدميها يف خمتلف املناطق باإلضافة إىل مقدار الدعم املستهدف لبعض‬
‫املناطق و‪/‬أو لبعض فئات املستهلكني‪ ،‬وبذلك يرتفع مستوى كفاءة تقديم هذه اخلدمات دون التضحية بالبعد االجتامعي للوصول الشامل‬
‫هلذه اخلدمات‪.‬‬
‫تدعيم دور املجتمع املدين يف خمتلف جوانب تصميم وتنفيذ خدمات املياه والرصف الصحي مبا يف ذلك اختيار املرشوعات‪ ،‬وتنفيذها ومتابعة‬
‫اجلوانب املختلفة للخدمات‪.‬‬
‫ضامن محاية االستثامرات الضخمة التي تم تنفيذها يف هذا القطاع خالل السنوات القليلة املاضية من خالل التأكيد عىل أمهية توفري املبالغ‬
‫الالزمة للتشغيل والصيانة‪ ،‬وعىل سبل توفري هذه املوارد دون االستمرار يف االعتامد عىل موازنة احلكومة‪.‬‬
‫بناء عليها تقييم الوصول خلدمات الرصف الصحي بحيث تشمل ـ إىل جانب وصول املواطنني للخدمة ـ كافة‬ ‫التوسع يف األسس التي يتم ً‬
‫اآلثار املتعلقة بالبيئة والصحة والتنمية املرتبطة هبذا القطاع‪ ،‬وأن تتزامن كافة السياسات يف قطاع الزراعة والصناعة‪ ،‬باإلضافة إىل توفري‬
‫خدمات الرصف الصحي لضامن كفاءة استغالل كل املوارد الطبيعية للبالد‪.‬‬
‫تأكيد أمهية مشاركة املجتمع يف حتديد حجم اإلنفاق الرأساميل وعبء الدعم املطلوب لتوفري بعض اخلدمات وذلك يف سياق ختصيص الدعم‬
‫عىل االستخدامات‪ ،‬والقطاعات‪ ،‬واألقاليم‪ ،‬وفئات اجتامعية معينة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫تشجيع تطبيق مناذج التمويل املشرتك بني القطاعني العام واخلاص للمرشوعات الصغرية‪ ،‬خاصة يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫تدعيم قدرات وزارات الزراعة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬واإلسكان عىل إجراء دراسات اجتامعية‪/‬اقتصادية‪/‬بيئية متكاملة تتضمن اآليت ‪:‬‬
‫ـ القيام بإجراء حتليل لآلثار االجتامعية والتنموية ملختلف املرشوعات وتوجهات السياسة‪ ،‬باستخدام منهجية حتليل التكاليف واملنافع‪.‬‬
‫ـ تقدير األثر قصري وطويل األجل للسياسات عىل األهداف االسرتاتيجية طويلة األجل للحفاظ عىل البيئة ومحايتها‪ ،‬باإلضافة إىل كفاءة‬
‫استخدام املياه واملوارد الطبيعية األخرى‪.‬‬
‫ـ وضع السياسات الرضورية وآليات التنفيذ إلتي حتقق استثامرات رشيدة‪ ،‬وتوزيع التكاليف والعوائد بني األجهزة احلكومية املشاركة‪ ،‬وبني‬
‫أيضا يف املجالني العام واخلاص‪.‬‬
‫منتجي هذه اخلدمات ومستخدميها ً‬

‫إدارة المخلفات الصلبة‬


‫قطاع املخلفات الصلبة هو أكرب قطاع متسبب يف التلوث يف مرص‪ .‬وقد كشفت دراسة أجراها الصندوق االجتامعي للتنمية عام ‪ 2000‬أن إدارة‬
‫املخلفات الصلبة متثل األولوية األوىل لدى ‪ 19‬حمافظة ‪ 95‬وال توجد أي اسرتاتيجية إلدارة املخلفات يف املناطق الريفية‪ ،‬ويتم إلقاء املخلفات‬
‫الصلبة يف املصارف والقنوات املائية‪ ،‬أو ترتك يف األماكن الفضاء‪ .‬ويف املناطق احلرضية يتم التعامل مع املخلفات الصلبة بوسائل تقليدية أو آلية‬
‫سواء عند مرحلة مجع املخلفات أو يف املرحلة النهائية لتجهيزها (من خالل جتهيز الكومبوست‪ ،‬أو التدوير أو الدفن أو احلرق)‪ .‬وهذا النظام مل‬
‫يستطع مواكبة النمو السكاين والتوسع احلرضي‪ .‬وهناك خالف يف الرأي حول خدمات الرشكات األجنبية املسؤولة عن إدارة املخلفات الصلبة‪،‬‬
‫ولكن من منظور املستهلك فإن املشكلة مازالت قامئة حيث ٌيغري «الزبالون» عىل صناديق القاممة املوجودة يف الشوارع وينتقون منها ما هو مفيد‬
‫هلم‪ ،‬ويبعرثون الباقي حول الصناديق التي جتذب احليوانات الضالة والفرئان‪ .‬وإذا كان األمر يتطلب محاية الصحة العامة‪ ،‬إال أن برامج احلد من‬
‫الفقر التي تستهدف «الزبالني» سوف تؤدي إىل القضاء عىل هذه الظاهرة‪.‬‬

‫وتتعلق التحديات املرتبطة بقطاع إدارة املخلفات الصلبة بالعوائق النظامية واملؤسسية والفردية داخل النظام احلكومي بوجه عام‪ .‬فاهليكل‬
‫اإلداري املسئول عن إدارة املخلفات يتسم بالتعقيد‪ ،‬والتفتت‪ ،‬ومبعرث بني أجهزة حكومية عديدة‪ .‬كام أن موظفي احلكومة املسؤولني عن إدارة‬
‫املخلفات الصلبة غري مؤهلني يف العادة للقيام مبثل هذا العمل‪ .‬إىل جانب ذلك مل يتم حتديد رسوم مجع القاممة عىل أسس مالية سليمة‪ ،‬كام مل‬
‫يستغل النظام النتائج التي أسفرت عن برامج التوعية األهلية (مثل استخدام األكياس البالستيك‪ ،‬وفرز القاممة العضوية(الرطبة) عند املصدر)‪.‬‬
‫ماليا‪ ،‬حيث إن املخلفات املخلوطة مل تؤد إىل إنتاج كومبوست‬
‫وقد ثبت أن االستثامرات احلكومية يف خطط إنتاج الكومبوست كانت غري جمدية ً‬
‫ميكن تسويقه‪ ،‬كام أدت إىل ارتفاع تكلفة التشغيل يف مصانع إنتاج الكومبوست‪ .‬وإذا كان من املمكن فصل املخلفات العضوية عند املصدر‬
‫بتكلفة ضئيلة ألصبحت مصانع إنتاج الكومبوست ذات جدوى مالية‪ .‬وهناك سوق لألنواع اجليدة من الكومبوست يتم إنتاجه من اجلزء العضوي‬
‫أيضا عىل املخلفات األخرى مثل الورق‪ ،‬واملعادن‪ ،‬والبالستيك‪.‬‬
‫من املخلفات‪ .‬ويصدق هذا ً‬

‫وهلذا‪ ،‬ال تستطيع الصناعة الرسمية لتدوير املخلفات أن حتصل عىل املوارد الثمينة املوجودة يف املخلفات‪ ،‬وتضطر إىل استرياد املدخالت‬
‫التي تستخرج من املخلفات بتكلفة باهظة‪ .‬لذا يتعني إجراء تغري جذري وهام يف أساليب إدارة املخلفات الصلبة حتى ميكن احلصول عىل‬
‫مدخالت الصناعة من املواد التي تستخرج من املخلفات‪ .‬وحتتاج وزارة التنمية املحلية‪ ،‬وهي الوزارة املسؤولة عن متويل إدارة املخلفات الصلبة‬
‫عىل املستوى القومي‪ ،‬إىل جانب وحدات اإلدارة املحلية والتخطيط‪ ،‬احلصول عىل متويل لتطوير القدرات‪ ،‬والستعادة التكلفة‪ ،‬وملنح حوافز‬
‫أيضا إنشاء أسواق غري رسمية‬
‫للصناعات اخلاصة إلعادة استخدام املخلفات (الورق‪ ،‬واملعادن‪ ،‬والبالستيك‪ ،‬عىل سبيل املثال)‪ .‬وقد اقرتح ً‬
‫للسلع ألنواع معينة من املخلفات لزيادة الطلب عىل مستوى املحافظات‪ ،‬ومنح قروض بأسعار فائدة منخفضة إلقامة مرشوعات باالستفادة من‬
‫القطاع غري الرسمي عىل غرار املرشوع الناجح ملحافظة قنا‪ .‬وعىل أي حال حيتاج هذا القطاع إىل إدماجه يف القطاع الرسمي‪ ،‬وتطويره وإدماجه‬
‫يف اهليكل الرسمي إلدارة املخلفات الصلبة‪.‬‬

‫‪ 7-3‬التخطيط العمراني‪ ،‬والعشوائيات‪ ،‬والنقل‬


‫مهما للغاية للنمو والتنمية االقتصادية‪ ،‬إال أن الوصول ألرايض الدولة ـ التي تشكل الغالبية العظمى املتاحة للتنمية‬
‫تعترب األرض يف مرص مور ًدا ً‬
‫حاليا أحد أهم حتديات التنمية التي تواجه احلكومة‪ .‬وأمام إقامة اجلانب األعظم من السكان عىل رقعة صغرية‬‫يف مرص ـ ألغراض االستثامر ‪ -‬متثل ً‬
‫من األرايض املرصية (نحو ‪ )%5,5‬بينام تغطي الصحراء النسبة الباقية التي متلكها الدولة والتي مل تصل إليها جهود التنمية‪ ،‬وقد حاولت مرص‬

‫‪118‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 19‬املرشوعات الصغرية هي األنسب إلدارة املخلفات الصلبة يف مرص‬

‫تقدم الدراسات واملسوح الدليل عىل قدرة قطاع تدوير املخلفات غري الرسمي عىل خلق فرص عمل بأسلوب ال يضارعه فيه أي قطاع آخر ـ حيث إن كل طن من‬
‫املواد التي يتم إلقاؤها يف القاممة يولد ‪ 7‬فرص عمل ـ وهو بذلك يتيح فرص عمل هائلة خاصة للعاملة غري املاهرة ونصف املاهرة‪ ،‬وللعاملة األمية عىل وجه اخلصوص‪.‬‬
‫وقد بلغت قيمة االستثامرات يف قطاع تدوير املخلفات باملرشوعات الصغرية واملتوسطة ما يزيد عىل ‪ 50‬مليون دوالر‪ ،‬كام أن هذا القطاع يشكل أحد قطاعات النمو‬
‫االقتصادي الديناميكية املتنامية‪ .‬نتيجة ازدهار تعاون اجلنوب واجلنوب بني مرص ودول أفريقية‪ ،‬من خالل اجلهات املانحة‪ ،‬ومن خالل هذه الدول نفسها‪ ،‬أصبحت‬
‫مرص تعمل كحاضنة لقطاعات التدوير التي بدأت تنترش يف كافة أرجاء الدول األفريقية جنوب الصحراء‪.‬‬

‫إن مشاكل املخلفات هلا حلول كثرية‪ ،‬ولكن ليس هناك حل واحد ميكن تطبيقه يف مجيع األحوال‪ .‬واإلجراء املقرتح هو أن يتم اختيار احلل الذي يناسب الواقع‬
‫املرصي الذي يتسم باآليت ‪ :‬ارتفاع معدالت البطالة بني الشباب‪ ،‬ارتفاع مستويات الفقر‪ ،‬انخفاض مستوى اإلملام بالقراءة والكتابة‪ ،‬ارتفاع معدالت الترسب من‬
‫التعليم لدى تالميذ املدارس‪ ،‬انخفاض مستوى املهارات الفنية بني قوة العمل‪ ،‬ارتفاع الواردات من املواد املطلوبة لصناعة تدوير املخلفات‪ ،‬فشل النظم املركزية‬
‫يف إدارة املخلفات‪ ،‬ضعف القدرة املالية للسكان‪ ،‬وعدم رغبتهم يف دفع مقابل خدمة مجع املخلفات‪ ،‬ضعف املعارف الفنية الالزمة الستخدام املعدات اخلاصة بجمع‬
‫املخلفات‪ ،‬ضعف القدرة عىل متابعة العقود الدولية والرشكات الدولية العاملة يف جمال إدارة املخلفات‪ ،‬وانخفاض مستوى املساءلة املهنية بني املوظفني املسؤولني عن‬
‫إدارة املخلفات يف املحليات‪.‬‬

‫ويتم تصميم نظام إدارة املخلفات الصلبة بأسلوب ال يتسم بالتكامل‪ ،‬وهيمل اجلوانب الشاملة الالزمة لوضع نظام تشغييل ووظيفي متامسك‪ .‬وحتى حتقق احللول‬
‫اخلاصة مبشاكل املخلفات النجاح ويكون هلا آثار طويلة املدى جيب أن تنبع من تقييامت األطراف صاحبة املصلحة‪ ،‬وبالتشاور معهم حتى تعكس اهتامماهتم وقدراهتم‬
‫وأن حتقق هذه احللول مصلحة مجيع األطراف‪ .‬وميكن بتطبيق هنج سلسلة القيمة يف إدارة املخلفات الذي يركز عىل إنتاج الكومبوست والتدوير أن حيافظ عىل املوارد‬
‫النادرة وخيفض من انبعاثات غازات الدفيئة (الصوبة الزجاجية)‪ .‬وحيث إن جتربة االستعانة بالرشكات متعددة اجلنسيات يف مجع القاممة يف القاهرة واإلسكندرية مل‬
‫تنجح‪ ،‬فإنه من األفضل االستعانة بالرشكات الصغرية كثيفة العاملة والقريبة من مصادر توليد القاممة حيث يؤدي ذلك إىل ختفيض تكلفة النظام ومن عبء الرسوم‬
‫التي يدفعها السكان‪ ،‬هذا إىل جانب ختفيض بصمة الكربون‪.‬‬

‫لقد فشلت جتربة القاهرة يف نظم إدارة املخلفات الصلبة املركزية الكبرية ـ سواء كانت نظم تطبقها احلكومة أو الرشكات متعددة اجلنسيات ـ وتوضح التجارب أن‬
‫أيضا ‪:‬‬
‫اجلوانب اآلتية قد تؤدي إىل وضع نظم ناجحة للمدن الكبرية والصغرية ً‬
‫نظام يعتمد عىل املنشآت الصغرية واملتوسطة التي تعمل عىل املستوى املحيل والتي حتصل عىل ترخيص رسمي من احلكومة لتقديم هذه اخلدمة‪.‬‬
‫نظام يوفر فرص عمل للشباب املتعطلني ويزيد من الفرص االقتصادية املستدامة‪.‬‬
‫نظام مي َكن الشباب من استخدام التكنولوجيا اجلديدة واملناسبة وغري املكلفة وسهلة الصيانة والتي يتم متويلها من البنوك املحلية و‪/‬أو من الصندوق‬
‫االجتامعي للتنمية‪ ،‬وكذلك االستفادة من املساعدات الفنية والدعم املقدم ألنشطة األعامل‪.‬‬
‫نظام يؤدي إىل تطوير معايري الصحة والسالمة من خالل اشرتاط وجود أجهزة للحامية واستخدام وسائل صحية يف حتميل املخلفات ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬ليىل اسكندر‪.CID Consulting ،‬‬

‫استغالل هذه األرايض غري املستخدمة‪ ،‬والتوسع يف خلق املناطق املأهولة من خالل االعتامد عىل منوذج التنمية القطاعية‪ .‬ووف ًقا هلذا النهج أُسند‬
‫هليئات قطاعية مستقلة تابعة لكل من وزارات الزراعة‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬واإلسكان اإلرشاف عىل مناطق واسعة من أرايض الدولة خارج‬
‫ما يطلق عليه الزمام (حدود األرايض الزراعية التي تم مسحها) وقد خلق هذا جمموعة من أسواق األرايض التي تتسم باالنقسام وانعزاهلا عن‬
‫بعضها البعض والتي تستند إىل جانب العرض‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬ال تكمن املشكلة يف حمدودية األرايض املتاحة لالستثامر‪ ،‬ولكن هذه املشكلة تتمثل يف ندرة األرايض التي توجد يف مواقع مناسبة‪ ،‬وتتمتع‬
‫بخدمات مناسبة‪ ،‬وتتاح بأسعار معقولة‪ ،‬وتلبي احتياجات التنمية‪ .‬وقد أدى االعتامد عىل منوذج التنمية القطاعية إىل وجود إطار مؤسيس إلدارة‬
‫أرايض الدولة يتسم بالتعقيد والتفتت وتشتته بصورة غري عادية بني هيئات حكومية مركزية متعددة ترشف عىل أرايض الدولة خارج الزمام‬
‫وموزعة عىل مستويات قطاعية‪ ،‬وبني احلكومات املحلية التي ترشف عىل أرايض الدولة داخل الزمام وموزعة عىل مستويات جغرافية‪ .‬وهذا‬
‫وقرارا ال‬
‫الوضع هو نتيجة تراكم كم هائل من الترشيعات التي صدرت عىل مدى العقود األربعة املاضية‪ ،‬والتي احتوت عىل أكرث من ‪ 40‬قانونًا ً‬
‫يوجد تنسيق بينها‪ ،‬ويتعارض معظمها مع بعضها البعض‪ .‬وهذا يعكس غياب إطار للسياسات يتسم بالتامسك‪ ،‬والفشل يف مراجعة السياسات‬
‫تعقيدا اإلجراءات املعقدة والتعسفية املرتبطة بتخصيص األرايض‬
‫املاضية يف ضوء التحديات احلالية ومتطلبات التنافسية‪ .‬ومما يزيد هذه املشكلة ً‬
‫اململوكة للدولة‪ ،‬والتسعري‪ ،‬وضوابط التنمية‪ ،‬إىل جانب عدم وجود نظام معلومات متكامل عن أرايض الدولة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫شكل‪ 7-3‬أ ‪ :‬اإلطار املؤسيس إلدارة أرايض الدولة‬


‫الدولة‬

‫‪g g‬‬
‫الوزارات واجلهات الرئيسية التي هلا سلطة الترصف يف أرايض الدولة‬
‫‪g‬‬

‫‪g‬‬

‫‪g‬‬

‫‪g‬‬

‫‪g‬‬

‫‪g‬‬

‫‪g‬‬

‫‪g‬‬
‫الثقافة‬ ‫الرى‬ ‫اإلسكان‬ ‫السياحة‬ ‫الزراعة‬ ‫الصناعة‬ ‫البرتول‬ ‫الدفاع‬ ‫الداخلية‬

‫‪g‬‬
‫‪g‬‬

‫البيئة‬ ‫االستثامر‬

‫‪g‬‬
‫‪g‬‬

‫هيئة املجتمعات الرشكة القابضة‬ ‫رشكات‬


‫اهليئة العامة‬ ‫متخصصة‬ ‫هيئات متخصصة‬
‫لتنمية غرب‬ ‫العمرانية‬ ‫هيئة تنشيط‬ ‫للتنمية‬ ‫هيئة قناة‬
‫الدلتا وجنوب‬ ‫السياحة‬ ‫للبرتول والغاز‬
‫اجلديدة‬ ‫الصناعية‬ ‫الطبيعى‬ ‫السويس‬
‫الوادى‬ ‫هيئة السكك‬

‫‪g‬‬
‫‪g‬‬

‫رشكات قابضة‬ ‫احلديد‪ ،‬الخ‬


‫املجلس األعىل‬ ‫عديدة‬
‫‪g‬‬

‫لآلثار‬
‫اهليئة العامة ملرشوعات التعمري والتنمية الزراعية‬
‫اهليئة العامة للرثوة السمكية‬
‫هيئة اإلصالح الزراعى‬

‫‪ 26‬حمافظة (جهاز محاية أصول الدولة)‬


‫خارج الزمام ترشف عليه احلكومة املركزية‬ ‫داخل الزمام ترشف عليه اإلدارة املحلية‬
‫(عىل املستوى القطاعي)‬ ‫(عىل املستوى اجلغرايف)‬
‫املصدر‪:‬وزارة اإلسكان‬

‫رشيدا للتخطيط‬
‫إطارا ً‬‫وهلذا هناك حاجة لوضع سياسة واضحة وشاملة ألرايض الدولة تعيد تأكيد دور السوق يف ختصيص األرايض العامة‪ ،‬ثم تضع ً‬
‫واحلوافز يعكس االحتياجات واألولويات احلالية‪ .‬ومثل هذا اإلطار سوف حيقق التوازن بني األهداف احلكومية التي تتمثل يف حتقيق الكفاءة‪،‬‬
‫وبناء عىل أهداف حمددة بصورة جيدة مثل توفري‬
‫والعدالة‪ ،‬واالستدامة البيئية‪ ،‬ويؤكد عىل ختصيص األرايض العامة استنا ًدا إىل آليات السوق‪ً ،‬‬
‫نظرا ألن‬
‫بناء عىل النهج الذي حيركه الطلب‪ .‬وأخ ًريا‪ ،‬فإنه ً‬
‫اإلسكان الذي يتفق وقدرات املواطنني‪ ،‬واحلفاظ عىل البيئة‪ ،‬وختطيط استخدام األرايض ً‬
‫الدور األسايس للقطاع العام هو خلق البيئة الداعمة جلذب االستثامرات اخلاصة‪ ،‬واالهتامم بتطوير أسواق األرايض والعقارات‪ ،‬فإن حتسني إدارة‬
‫األرايض العامة يتعني أن يتم يف إطار جهود متكاملة وشاملة لوضع األسس التنظيمية لألسواق حتى ميكن أن تؤدي هذه األسواق وظائفها بكفاءة‪.‬‬
‫أيضا التصدي هلذه التحديات بإصالح أوجه االختالل يف نظم تسجيل األرايض واملمتلكات والرضائب املفروضة عليها‪.‬‬ ‫وهذا سيتطلب ً‬

‫مصر ‪ : 2050‬الحاجة إلى خطة قومية للتنمية العمرانية‬


‫إن معدل الزيادة الطبيعية يف السكان ـ املستمر يف االرتفاع ـ إذا مل ينخفض سيصل عدد السكان إىل ‪ 140‬مليون نسمة بحلول عام ‪ .2050‬وهذا‬
‫التحدي يدعو إىل وضع رؤية جديدة ملرص تستهدف اآليت ‪:‬‬
‫حتقيق تنمية عمرانية متوازنة بالرتكيز عىل املدن الصغرية ومتوسطة احلجم‪ ،‬خاصة يف الوجه القبيل‪ ،‬وذلك حتى ميكن القضاء عىل الفقر‪،‬‬
‫وحتسني األوضاع االجتامعية واالقتصادية يف هذه املناطق املحرومة‪.‬‬
‫إعادة حتديد أدوار املدن األقطاب احلالية مثل القاهرة‪ ،‬واإلسكندرية‪ ،‬وبورسعيد وغريها‪ ،‬يف إطار سياسة شاملة تركز عىل البناء عىل‬
‫القدرات التنافسية اإلقليمية لكل قطب وعىل كيفية إدماجه يف سياسة التنمية العمرانية اجلديدة‪.‬‬
‫زيادة املساحة املأهولة بالسكان من ‪ %5,5‬إىل ‪ %15‬من إمجايل املساحة الكلية ملرص خالل األربعة عقود القادمة‪ ،‬وذلك بإنشاء مراكز‬
‫جيدا بشبكة طرق ذات كفاءة عالية‪ ،‬وبشبكات قومية للنقل العام‪ .‬وسوف يعمل كل مركز كمحفز لتنمية املناطق‬ ‫حرضية جديدة متصلة ً‬

‫‪120‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬

‫إطار ‪ : 20‬التصدي ملشكلة األلغام األرضية يف الصحراء الغربية مبرص‬

‫يعد مستوى تركيز األلغام األرضية يف مرص هو الثاين عىل مستوى العامل‪ ،‬حيث يقدر عدد األلغام التي تم زرعها خالل احلرب العاملية الثانية بنحو ‪ 105‬مليون لغم‪،‬‬
‫تشكل ‪ %21‬من إمجايل األلغام األرضية املزروعة يف العامل‪ .‬وتنترش هذه األلغام عىل مساحة تبلغ ‪ 248‬ألف هكتار‪ ،‬متثل ‪ %22‬من إمجايل مساحة مرص‪ .‬ومتتد منطقة‬
‫األلغام من حمافظة مطروح إىل حمافظة اإلسكندرية‪ .‬وقد قامت احلكومة املرصية عام ‪ 2000‬بتشكيل اللجنة القومية لإلرشاف عىل إزالة األلغام وتنمية الرشيط‬
‫الساحيل الشاميل الغريب‪ .‬وتضم اللجنة عد ًدا من الوزارات املعنية‪ ،‬واهليئات واملحافظات‪ ،‬وقامت بإعداد خطة للتنمية تقدر استثامراهتا بنحو ‪ 60‬مليار جنيه (‪10,6‬‬
‫مليار دوالر)‪ .‬وتتضمن مرشوعات لتطوير البنية التحتية من أجل تنمية الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والسياحة البيئية‪ ،‬واإلسكان‪.‬‬

‫وحاليا‪ ،‬قامت القوات املسلحة املرصية بإزالة‬


‫ً‬ ‫وقد ركزت املرحلة األوىل من اخلطة‪ ،‬التي انتهت يف عام ‪ ،2009‬عىل تشكيل سكرتارية فنية لإلرشاف عىل التنفيذ‪.‬‬
‫نحو ‪ 3‬مليون لغم يف مساحة تبلغ ‪ 38,7‬ألف هكتار يف الصحراء الغربية‪ ،‬بتكلفة تبلغ ‪ 27‬مليون دوالر حتملتها موازنة الدولة‪ .‬ويف نوفمرب ‪ ،2006‬وافقت وزارة التعاون‬
‫أيضا بدعوة أكرب خس‬‫الدويل والربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة عىل مرشوع إلزالة األلغام األرضية‪ ،‬وتنمية املناطق التي تأثرت هبذه األلغام‪ ،‬كام قامت السكرتارية ً‬
‫رشكات دولية ذات خربة ومتخصصة يف إنتاج أجهزة الكشف عن األلغام لتحديد أكرث هذه األجهزة مالءمة للرتبة واملناخ يف مرص‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬وزارة التعاون الدويل‪ ،‬مرص‪.2010 ،‬‬

‫املحيطة به‪ ،‬وجلذب عدد حمدد من السكان‪ ،‬وإلقامة أنشطة قامئة عىل أسس اقتصادية واضحة‪.‬‬
‫التصدي ملا يرتتب عىل الصلة املحتملة بني تغري املناخ (مبا يف ذلك ارتفاع منسوب البحر‪ ،‬وندرة املياه‪ ،‬والتصحر) واحلراك البرشي (مبا‬
‫سلبا عىل قضايا التنمية‬
‫نظرا حلجم هذا النزوح‪ ،‬فإن اهلجرة الناجتة عن العوامل البيئية ميكن أن تؤثر ً‬
‫يف ذلك نزوح السكان) يف مرص‪ .‬و ً‬
‫البرشية املختلفة (عىل سبيل املثال‪ ،‬التوسع احلرضي الرسيع وما يرتبط به من قضايا الصحة البيئية)‪ ،‬وأن تقوض التقدم اهلام الذي أُشري‬
‫إليه يف هذا التقرير‪.‬‬
‫تدعيم المركزية اإلدارة والتخطيط والتنفيذ‪.‬‬

‫وقد تم تكليف املجلس األعىل للتخطيط والتنمية العمرانية‪ ،‬الذي يرأسه رئيس الوزراء‪ ،‬والذي أنشئ مبقتىض قانون البناء رقم ‪،2008/119‬‬
‫بتويل هذه املهمة البالغة األمهية والتي تتضمن وضع خطط التنمية اخلمسية القادمة‪ ،‬خاصة بحضور وزراء التنمية االقتصادية‪ ،‬واالستثامر‪،‬‬
‫واإلسكان‪ ،‬والتنمية املحلية باعتبارهم أعضاء أساسيني‪ ،‬إىل جانب الكثري من الشخصيات العامة‪ ،‬وممثيل املجتمع املدين‪ ،‬والقطاعات اخلاصة‪.‬‬

‫قضايا متعلقة بقطاع النقل‬


‫نسبيا يف املحافظات‬
‫نظرا الرتفاع الكثافة السكانية ً‬‫يف إطار التخطيط العمراين للمستقبل‪ ،‬من املهم وضع اسرتاتيجية مرتابطة لقطاع النقل‪ .‬و ً‬
‫احلرضية الكبرية مثل القاهرة الكربى واإلسكندرية‪ ،‬يكون من الرضوري إنشاء شبكة املرتو أو مدها‪ .‬وسوف تؤدي اخلطط احلالية ملرشوع‬
‫حاليا تنفيذ املرحلة األوىل من اخلط الثالث بني العتبة‬
‫اخلط الثالث ملرتو القاهرة إىل تغطية ‪ %17‬من الطلب عىل النقل العام للمدينة‪ .‬وجيري ً‬
‫والعباسية (‪ 4,2‬كيلومرت وخس حمطات)‪ .‬وسوف تربط املرحلة الثانية بني العباسية ومرص اجلديدة (‪ 7,12‬كيلومرت وأربع حمطات)‪ .‬وسيؤدي‬
‫املرشوع إىل ختفيف االزدحام املروري الذي تسببه ‪ 20‬مليون رحلة يومية بالسيارات يف املدينة‪ .‬ويتوقع أن تبلغ تكلفة املرشوع ‪ 498‬مليون يورو‪.‬‬

‫وقد شهد قطاع النقل يف مرص تطورات هامة أخرى خالل العقدين املاضيني‪ ،‬مثل ‪ :‬التوسع يف املوانئ البحرية واملطارات‪ ،‬باإلضافة إىل مد شبكة‬
‫الطرق مبا يف ذلك الكباري والطرق الدائرية والرسيعة‪ .‬ويف اآلونة األخرية كان هناك تركيز عىل تطوير شبكة السكك احلديد والنقل النهري‪ ،‬ومع‬
‫متاما مع اسرتاتيجية التخطيط العمراين‬
‫هذا تتطلب التنمية االجتامعية واالقتصادية املستدامة وضع اسرتاتيجية شاملة وخطة عمل للنقل تتسق ً‬
‫والتجمعات السكانية اجلديدة‪ .‬ويتعني عىل اسرتاتيجية النقل املستدامة أن تأخذ يف االعتبار كافة القطاعات األخرى ذات الصلة مثل السياحة‪،‬‬
‫وكذلك البيئة وتلوث اهلواء‪ ،‬واحلفاظ عىل الطاقة‪ ،‬والتكدس املروري‪ ،‬وسالمة الركاب‪.‬‬

‫وحترص احلكومة املرصية عىل إعطاء األولوية للنقل اجلامعي حتى ميكن احلد من استخدام السيارات اخلاصة‪ ،‬وما يرتبط بذلك من تكدس‬
‫وحاليا‪ ،‬يتزايد هذا التكدس املروري عىل الرغم من التطور امللحوظ يف شبكة الطرق‪ .‬ومن املتوقع أن يؤدي اخلط الثالث ملرتو أنفاق‬
‫ً‬ ‫مروري‪.‬‬
‫حاليا دراسة اخلط الرابع وإنشاء شبكة الرتام الرسيع لربط املجتمعات العمرانية‬
‫القاهرة الكربى إىل ختفيف االزدحام يف الطرق حلد ما‪ .‬وجيري ً‬
‫‪121‬‬
‫حتليل املوقف‬ ‫‪n‬‬

‫حاليا إعادة تأهيل شبكة السكك احلديد بالكامل‪ ،‬مبا يف ذلك مدها إىل املدن اجلديدة‬
‫كثيفة السكان‪ ،‬خاصة يف إقليم القاهرة الكربى‪ .‬كام يتم ً‬
‫مثل السادات‪ ،‬وبرج العرب‪.‬‬

‫رئيسيا‪ .‬وهذا يتطلب األخذ يف احلسبان البنية األساسية للطرق‪ ،‬مبا يف ذلك الطرق الرسيعة‬
‫ً‬ ‫ويرتبط النقل اجليد بقطاع السياحة الذي يعد قطا ًعا‬
‫الرئيسية والطرق الثانوية املؤدية إىل املدن‪ ،‬واملواقع السياحية‪ ،‬واملنتجعات الساحلية‪ ،‬وغريها من املقاصد السياحية‪ .‬ومن الرضوري مراعاة‬
‫املواصفات الفنية جلودة الطرق‪ ،‬باإلضافة إىل صيانتها‪ ،‬إىل جانب اإلجراءات السليمة املتعلقة بأمن الطرق‪ ،‬ونظافتها ومحاية البيئة‪ .‬وجيب أن‬
‫أيضا التوسع يف وسائل االنتقال املتنوعة من العاصمة إىل املواقع السياحية أو بني املواقع السياحية وبعضها بعضا ً‪ ،‬حتى ميكن‬
‫تشمل خطط النقل ً‬
‫حتقيق قدر أكرب من السالسة يف التدفق املروري‪.‬‬

‫وفيام يتعلق بتخفيض التلوث‪ ،‬تم وضع عدد من الربامج لتخفيض عوادم السيارات‪ ،‬ومنها تسيري وسائل النقل العام اجلامعي بالغاز الطبيعي‪،‬‬
‫وحتسني مواصفات الوقود‪ ،‬وإجراء اختبارات للكشف عن مستوى عوادم السيارات‪ ،‬وإحالل السيارات القدمية ـ خاصة أسطول سيارات األجرة‬
‫القدمية ـ بسيارات جديدة‪ ،‬واستخدام احلوافز املناسبة واإلعفاءات الرضيبية‪.‬‬

‫حاليا يف ‪:‬‬
‫وتتمثل التحديات التي يواجهها قطاع النقل ً‬
‫عدم وجود سياسات مالمئة‪ ،‬أو ضعف التكامل بني اخلطط الالزمة إلجياد قطاع نقل قوي‪ ،‬إىل جانب ضعف األطر املؤسسية والتنظيمية (مع‬
‫تعدد الوزارات واهليئات املسؤولة عن النقل وضعف الرتابط بينها)‪.‬‬
‫نقص آليات التنفيذ نتيجة حمدودية املوارد املالية (موازنات غري كافية) كام أن مرشوعات النقل تتطلب استثامرات ضخمة ويف نفس الوقت‬
‫ال تكون عوائدها املالية كافية جلذب القطاع اخلاص‪.‬‬
‫انعدام املعارف الفنية وحمدودية برامج بناء القدرات والتوعية‪.‬‬
‫عدم وجود البيانات واملعلومات الالزمة لربامج التخطيط يف القطاع (خاصة املعلومات املتعلقة مبرشوعات التنمية التي خيدمها قطاع‬
‫النقل)‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬ ‫املراجع‬

‫الحواشي‬
‫(‪ )1‬رجاء الرجوع إىل قامئة هذه التحديات يف القسم األول من هذا التقرير‪.‬‬
‫(‪ )2‬وف ًقا لتصنيف البنك الدويل هناك ‪ 97‬دولة متوسطة الدخل منها ‪ 56‬دولة تقع يف الرشحية املنخفضة من الدخل املتوسط‪ ،‬و‪ 41‬دولة تقع‬
‫يف الرشحية املرتفعة من الدخل املتوسط‪ .‬وتعترب الدولة يف الرشحية املنخفضة من الدخل املتوسط إذا كان متوسط نصيب الفرد من إمجايل‬
‫الدخل القومي يرتاوح بني ‪ 996‬دوالر أمرييك و ‪ 3945‬دوالر أمرييك‪ .‬وتعترب الدولة يف الرشحية املرتفعة من الدخل املتوسط إذا تراوح متوسط‬
‫نصيب الفرد من إمجايل الدخل القومي بني ‪ 3946‬دوالر أمرييك و‪12195‬دوالر أمرييك‪ .‬وتعترب مرص من بني الـ ‪ 56‬دولة التي تقع يف الرشحية‬
‫املنخفضة من الدخل املتوسط‪.‬‬
‫(‪ )3‬هناك ‪ 5‬معايري أساسية يتم استخدامها لقياس ومتابعة أداء الدول النامية يف حتقيق فعالية املساعدات وهي ‪ :‬امللكية‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتناغم‪،‬‬
‫واإلدارة بالنتائج‪ ،‬واملساءلة املتبادلة‪ .‬وملزيد من التفصيل أنظر البند(‪( )3‬القضايا االسرتاتيجية املتعلقة بفعالية املساعدات يف مرص)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أنظر البند (‪ )7‬وجدول (‪( )3‬مصفوفة األهداف االسرتاتيجية) يف هذه املقدمة لإلطالع عىل األهداف الثامنية بالتفصيل‪.‬‬
‫‪)5( United Nations Development Assistance Framework, )2006(. United Nations Development Assistance‬‬
‫‪Framework :2007-2011 Egypt. United Nations Egypt.‬‬
‫يساعد تقرير إطار مساعدات التنمية لألمم املتحدة ‪ UNDAF‬املرشوعات والربامج التي سوف تساعد مرص عىل حتسني نوعية حياه األفراد‬
‫ورفاهتهم من خالل تقديم خدمات اجتامعية أفضل‪ ،‬إىل جانب مساعدة الدولة واملؤسسات يف سعيها لتحسني مهامها من أجل تنفيذ األهداف‬
‫اإلمنائية لأللفية‪.‬‬
‫حاليا من ‪ 12‬منظمة متعددة األطراف وهي ‪( :‬بنك التنمية األفريقي‪ ،‬االحتاد األورويب‪ ،‬منظمة األغذية‬ ‫(‪ )6‬تتكون جمموعة رشكاء التنمية ً‬
‫والزراعة‪ ،‬الصندوق الدويل للتنمية الزراعية‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ‪ ،‬صندوق األمم املتحدة للسكان‪ ،‬منظمة‬
‫األمم املتحدة للطفولة‪ ،‬منظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية‪ ،‬مكتب األمم املتحدة ملكافحة املخدرات واجلرمية‪ ،‬برنامج الغذاء العاملي‪ ،‬البنك‬
‫الدويل)‪ ،‬كام تتكون هذه املجموعة من ‪ 27‬منظمة ثنائية هي (أملانيا‪ ،‬األرجنتني‪ ،‬أسرتاليا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الربازيل‪ ،‬كندا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬وكالة التنمية‬
‫الفرنسية‪ ،‬الوكالة األملانية للتنمية ‪ ،GTZ‬اهلند‪ ،‬أيرلندا‪ ،‬اجلايكا (اليابان) ‪( KFW‬أملانيا)‪ ،‬كويكا (كوريا)‪ ،‬املكسيك‪ ،‬هولندا‪ ،‬الرنويج‪ ،‬روسيا‪،‬‬
‫أسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويرسا‪ ،‬تركيا‪ ،‬اململكة املتحدة‪ ،‬الوكالة األمريكية للتنمية الدولية ‪ ،USAID‬هذا إىل جانب مؤسستني مها‪ ،‬مؤسسة فورد‪،‬‬
‫وجملس السكان)‪ .‬وحيرض ممثلو احلكومات يف هذه املنظامت‪.‬‬
‫ناجما هي ‪ :‬منظمة األغذية والزراعة (‪ ،)FAO‬الصندوق الدويل للتنمية الزراعية‬
‫(‪ )7‬يتألف نظام األمم املتحدة للتنمية من ‪ 23‬وكالة وصندوقًا وبر ً‬
‫(‪ ،)IFAD‬املنظمة الدولية للطريان املدين (‪ ،)ICAO‬منظمة العمل الدولية (‪ ،)ILO‬االحتاد الدويل لالتصاالت (‪ ،)ITU‬برنامج األمم املتحدة‬
‫املشرتك ملكافحة مرض اإليدز وفريوس نقص املناعة البرشي (‪ ،)UNAIDS‬ومكتب تنسيق الشؤون اإلنسانية (‪ ،)OCHA‬والربنامج اإلمنايئ‬
‫لألمم املتحدة (‪ ،)UNDP‬ومنظمة األمم املتحدة للتعليم والعلوم والثقافة (‪ ،)UNESCO‬وصندوق األمم املتحدة للسكان (‪،)UNEPA‬‬
‫وبرنامج األمم املتحدة للمستوطنات البرشية (‪ ،)UN-Habitat‬ومكتب مفوض األمم املتحدة السامي لشؤون الالجئني (‪ ،)UNHCR‬ومركز‬
‫األمم املتحدة للمعلومات (‪ ،)UNIC‬ومنظمة األمم املتحدة للطفولة (‪ ،)UNICEF‬ومنظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية (‪،)UNIDO‬‬
‫واالسرتاتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة لألمم املتحدة (‪ ،)UNISDR‬وصندوق األمم املتحدة لتنمية املرأة (‪ ،)UN-FEM‬ومكتب‬
‫األمم املتحدة ملكافحة املخدرات واجلرمية (‪ ،)UNODC‬ومكتب األمم املتحدة خلدمات املرشوعات (‪ ،)UNOPS‬واالحتاد العاملي للربيد‬
‫(‪ ،)UPU‬وبرنامج متطوعي األمم املتحدة (‪ ،)UNV‬وبرنامج الغذاء العاملي (‪ ،)WFP‬ومنظمة الصحة العاملية (‪ ،)WHO‬باإلضافة إىل‬
‫املنظمة الدولية للهجرة (‪ ،)IOM‬والبنك الدويل (‪ ،)WB‬ومؤسسة التمويل الدولية (‪ ،)IFC‬كام يتألف نظام املساعدات باألمم املتحدة من‬
‫‪ 8‬هيئات غري مقيمة هي ‪ :‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية (‪ ،)IAEA‬ومكتب املندوب السامي للشؤون اإلنسانية (‪ ،)OHCHR‬وصندوق‬
‫األمم املتحدة لتنمية رأس املال (‪ ،)UNCDF‬ومؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (‪ )UNCTAD‬واللجنة االقتصادية ألفريقيا التابعة‬
‫لألمم املتحدة (‪ ،)UNECA‬واللجنة االقتصادية واالجتامعية لغرب آسيا التابعة لألمم املتحدة (‪ ،)UNESCWA‬وبرنامج األمم املتحدة‬
‫للبيئة (‪ ،)UNEP‬ومنظمة السياحة العاملية التابعة لألمم املتحدة (‪ ،)UNWTO‬كام أن كل من وكالة األمم املتحدة لغوث وتشغيل الالجئني‬
‫(‪ ،)UNRWA‬ومنظمة األمم املتحدة ملراقبة اهلدنة (‪ )UNTSO‬هلا مكاتب اتصال يف مرص‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪n‬‬

‫(‪ )8‬ملزيد من التفصيل‪ ،‬رجاء الرجوع إىل الفصل الثامن من املسح الذي أجرته منظمة التعاون االقتصادي والتنمية وجلنة مساعدات التنمية‪.0‬‬
‫(‪ )9‬من املجاالت األخرى التي حتتاج إلصالح ختفيض النفقات التي يتم رصفها من تدفقات املساعدات اإلمنائية لتغطية التكاليف الثابتة والتي‬
‫تشمل مرصوفات ومرتبات اخلرباء الذين توفدهم اجلهات املانحة‪.‬‬
‫(‪ )10‬ميكن هنا إعطاء مثالني‪ .‬األول عن الزراعة التي تظهر كقاطرة واعدة للنمو يف ظل املحور األول‪ ،‬وتظهر يف ظل املحور الثاين حتت تقليص‬
‫ريا تظهر يف املحور الثالث يف ظل التحديات واملخاطر الكثرية التي يواجهها القطاع الزراعي خاصة بالنسبة‬ ‫الفقر يف املجتمعات الريفية‪ ،‬وأخ ً‬
‫لندرة املياه وتغري املناخ‪ .‬واملثال الثاين يتعلق بقطاع الطاقة حيث تظهر الطاقة املتجددة يف ظل املحور األول كقاطرة واعدة للنمو‪ .‬كام أن تسعري‬
‫نظرا ألمهية ختفيض دعم الطاقة الذي حيايب األغنياء ويعوق االستهداف‬ ‫الطاقة يعترب عنرص سياسة مهم حتت بند العدالة وتقليص الفقر‪ً ،‬‬
‫جسيما للموارد املستدامة لذا تأىت حتت املحور الثالث‪.‬‬
‫ً‬ ‫هتديدا‬
‫أيضا ً‬‫الكفء للفقراء املستحقني‪ .‬وحيث تشكل ندرة الطاقة ً‬
‫‪)11( United Nations Development Program. )2006(. How to Guide MDG-Based National Development‬‬
‫‪Plans. New York, NY, USA, May, 2006.‬‬
‫(‪ )12‬هذا التقرير هو جهد مشرتك بني الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة ووزارة التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ُ )13‬ي َعرف وقع الفقر بأنه نسبة السكان الذين يعيشون حتت خط الفقر‪ .‬ويتم حتديد خط الفقر الغذايئ للفقراء املدقعني باستخدام تكلفة حزمة‬
‫الغذاء التي تتفق مع استهالك األرس الفقرية وحتقق احلد األدىن من االحتياجات من السعرات احلرارية املطلوبة‪ .‬وقد تم تعديل مقياس خط‬
‫الفقر للفقراء املدقعني من دوالر أمرييك واحد إىل ‪ 1,25‬دوالر‪ ،‬وذلك لألخذ يف احلسبان معدالت التضخم‪ .‬ويتم حتديد خط الفقر القومي بإضافة‬
‫عالوة عىل خط الفقر الغذايئ لإلنفاق عىل السلع الرضورية غري الغذائية‪ ،‬ويف مرص كان الشخص الذي أنفق يف عام ‪ 2008‬أقل من ‪1648‬‬
‫ريا (خط الفقر األدىن) ويبلغ خط الفقر األعىل ‪ 2801‬جنيه‬ ‫سنويا يعترب فق ً‬
‫جنيها ً‬
‫ريا مدق ًعا‪ ،‬والذي أنفق أقل من ‪ً 2223‬‬ ‫سنويا يعترب فق ً‬
‫جنيها ً‬‫ً‬
‫يوميا (اهلدف األول)‪،‬‬
‫ريا من ‪ 1,25‬دوالر ً‬ ‫سنويا للفرد مع إضافة عالوة ضئيلة لإلنفاق عىل السلع غري الغذائية‪ .‬ويقرتب مقياس الفقر املدقع كث ً‬‫ً‬
‫جنيها‬
‫ً‬ ‫‪3,1‬‬ ‫=‬ ‫واحد‬ ‫أمرييك‬ ‫دوالر‬ ‫أساس‬ ‫عىل‬ ‫للدوالر‬ ‫الرشائية‬ ‫القوة‬ ‫معادل‬ ‫ويتحدد‬ ‫ا‪.‬‬ ‫يومي‬
‫ً‬ ‫دوالر‬ ‫‪2,5‬‬ ‫من‬ ‫ا‬‫ري‬
‫ً‬ ‫كث‬ ‫األعىل‬ ‫الفقر‬ ‫مقياس‬ ‫يقرتب‬ ‫بينام‬
‫عام ‪.2009/2008‬‬
‫(‪ )14‬مسح قوة العمل بالعينة‪.2008 ،‬‬
‫(‪ )15‬املسح السكاين الصحي ملرص‪.2008 ،‬‬
‫ريا الرقم القومي‪ ،‬وهذا‬
‫(‪ )16‬وف ًقا لتقديرات منظمة الصحة العاملية تبلغ نسبة وفيات األمهات ‪ 130‬لكل ‪ 100‬ألف مولود حي‪ ،‬وهو رقم يفوق كث ً‬
‫التقدير تم احلصول عليه من النموذج املستخدم‪ ،‬وكال التقديرين حيتاجان ملراجعة‪.‬‬
‫(‪ )17‬برنامج اإليدز القومي‪ ،2008 ،‬ووزارة الصحة‪.2009 ،‬‬
‫(‪ )18‬كان املوضوع األسايس لتقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ 2005‬هو «اختيار مستقبلنا ‪ :‬نحو عقد اجتامعي جديد» وكان املوضوع األسايس‬
‫لتقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪ 2008‬هو «العقد االجتامعي يف مرص ‪ :‬دور املجتمع املدين»‪.‬‬
‫‪)19( Ministry of Investment and UNDP, )2007(, Business Solution for Human Development.‬‬
‫‪)20( UNDP and Institute of National Planning, Egypt Human Development Report, 2008 : Egypt›s Social‬‬
‫‪Contract – The Role of Civil Society, Cairo, Egypt.‬‬
‫عامليا‪ )2( ،‬التأكيد‬
‫(‪ )21‬املبادئ العرشة لالتفاق العاملي هي ‪ :‬جيب عىل قطاعات األعامل أن تؤيد‪ )1( :‬احرتام محاية حقوق اإلنسان املعلن عنها ً‬
‫عىل أهنا ال تشارك يف انتهاك حقوق اإلنسان‪ )3( ،‬حرية تكوين االحتادات‪ ،‬واالعرتاف الفعال باحلق يف املساومة االجتامعية‪ )4( ،‬القضاء عىل‬
‫كل أشكال العمل اإلجباري والقرسي‪ )5( ،‬القضاء الفعال عىل عاملة األطفال‪ )6( ،‬القضاء عىل التمييز يف الوظائف واملهن‪ )7( ،‬النهج الوقايئ‬
‫للتحديات البيئية‪ )8( ،‬اختاذ مبادرات لتشجيع قدر أعظم من املسؤولية البيئية‪ )9( ،‬تشجيع تنمية ونرش التكنولوجيات صديقة البيئة‪)10( ،‬‬
‫العمل عىل مكافحة الفساد بكافة أشكاله‪ ،‬مبا يف ذلك االبتزاز والرشوة‪.‬‬
‫(‪ )22‬لإلطالع عىل املشاركني من مرص أنظر ‪:‬‬

‫‪124‬‬
n ‫ التحديات التنموية التي تواجه مرص‬:‫حتليل املوقف‬ ‫املراجع‬

http://www.unglobalcompact.org/participants/search?commit=Search&keyword=&country%5B%5D=
53&joined_after=&joined_befor=&business_type=all&sector_id=all&cop_status=all&organization_type_
id=&commit=Search)or www.unglobalcompact.org(.
)23( Egyptian National Competitiveness Council )2009(. The 6th Egyptian Competitiveness Report. Beyond
the Financial Crisis : Competitiveness and Sustainable Development, Cairo, Egypt, June 2009.
.‫) املرجع السابق‬24(
‫ وتدفقات االستثامر األجنبي‬، %24 ‫ إىل‬%20 ‫أيضا زيادة االستثامر كنسبة من الناتج املحيل اإلمجايل من‬
ً ‫) تشمل أهداف التنمية االقتصادية‬25(
.2007 ‫ مليار دوالر يف عام‬14 ‫ مليار دوالر إىل‬7 ‫املبارش الداخلة من‬
‫ ألف وحدة سكنية‬415 ‫ وإنشاء‬%25 ‫ إىل‬%19 ‫أيضا زيادة مشاركة اإلناث يف قوة العمل من‬
ً ‫) تشمل أهداف التنمية االجتامعية والبرشية‬26(
.‫ فصل لرياض األطفال‬800 ‫ آالف مدرسة و‬3 ‫ و‬،‫للفئات منخفضة الدخل‬
: ‫ الفصل الثاين من التقرير السابع عن القدرة التنافسية املرصية بعنوان‬،‫) ملزيد من التفصيل عن السياسة الكلية أنظر أمينة غانم‬27(
Green Egypt : A Vision for Tomorrow, Cairo, Egypt, May 2010.
.‫) بيانات وزارة االستثامر‬28(
.‫) تقديرات البنك الدويل‬29(
)30( ECES )2010(, Egypt's Recent Macroeconomic Performance and Statistics.
.‫) املرجع السابق‬31(
)32( Aِl–Mashat, R., )2007(. "Monetary Policy in Egypt: A Retrospective and Preparedness for Inflation
Targeting", ECES Working Paper No. 134 )Cairo: Egyptian Center for Economic Studies(.
)33( Mishkin, F. )1999(. "International Experience with Different Monetary Policy Regimes". Journal of
Monetary Economics 43: 579-605.
)34( The World Bank, IFC and Palgrave Macmillan )2009(. Doing Business 2010. Washington, D.C. USA.
.2010 ‫ أكتوبر‬26 ‫قفزت مرص إىل املركز الثامن والتسعني طب ًقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر يف‬
)35( Egyptian National Competitiveness Council )2010 (. The 7th Egyptian Competitiveness Report. Green
Egypt: A Vision for Tomorrow, Egypt, May, 2010.
)36( Egyptian Competitiveness Strategy : Draft White Paper, May 2010.
)37( Egyptian National Competitiveness Council )2010( ‫املرجع السابق‬.
. )2007( ‫) غرفة التجارة األمريكية يف مرص‬38(
.)2009( ‫) اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬39(
.)2007( ‫) وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬40(
)41( Egyptian National Competitiveness Council )2010( ‫ مرجع سبق ذكره‬.
)42( Mobilizing Egyptian Micro and Small Enterprises in Egypt )2009-2013( from the National Strategy
for Micro and Small Enterprises Development and Blueprint for Intiatives.
‫ وتقدم‬،‫ ألف دوالر‬900 ‫ ألف دوالر و‬35 ‫) ترتاوح قيمة القروض املقدمة من الصندوق االجتامعي للتنمية إىل اجلمعيات األهلية ما بني‬43(
125
‫‪n‬‬

‫بالعملة املحلية‪ .‬ويتم رصف القروض عىل رشائح استنا ًدا إىل معدل الرصف وجودة حمفظة القروض‪ .‬ويطبق الصندوق أسعار الفائدة التجارية‬
‫مؤخرا‪ .‬وتغطي هذه الفائدة متوسط تكلفة املبالغ‬
‫عىل القروض املقدمة للجمعيات األهلية‪ ،‬وترتاوح أسعار الفائدة هذه ما بني ‪ %10,5‬و ‪ً %10,8‬‬
‫املقدمة للصندوق من اجلهات املانحة والبالغة ‪ %2,9‬والتكاليف الثابتة‪ ،‬وخماطر تقلب أسعار العملة‪ .‬ومع هذا ختتلف مدة القروض املقدمة‬
‫للجمعيات األهلية وف ًقا للسياسات وأغراض كل منها‪ .‬وتعترب أسعار الفائدة مساوية لألسعار السائدة يف السوق أو قريبة منها‪ .‬وبحساب أسعار‬
‫الفائدة الفعلية – أسعار الفائدة السنوية – فإهنا قد تصل إىل ‪.%27‬‬
‫(‪ )44‬يستند التقييم املايل إىل القوائم املالية عن ثالث سنوات‪ ،‬ويشمل مؤرشات عن الربحية‪ ،‬والسيولة‪ ،‬واملالءة املالية‪ ،‬واملخاطر‪ ،‬والنمو‪ .‬ويتم‬
‫سنويا للتأكد من أن املركز املايل للبنوك املشاركة مل يتدهور‪.‬‬
‫مراجعة هذا التقييم ً‬
‫‪)45( MOMM and ILO, Egypt Youth Employment National Action Plan, May 2009.‬‬
‫(‪ )46‬اعتمد اختيار الفرتة عىل توفر البيانات (تم استخدام بيانات من «مسح قوة العمل بالعينة» الذي يصدره اجلهاز املركزي للتعبئة العامة‬
‫واإلحصاء) إصدارات خمتلفة‪.‬‬
‫‪)47( )EL- Ehwany and El-Megharbel, 2008(.‬‬
‫‪)48( Kamel Rizk )1999(.‬‬
‫(‪ )49‬اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء (‪.)2008‬‬
‫‪)50( De Gobbi and Nesporova)2005(.‬‬
‫‪)51( Kamel Risk )2007(.‬‬
‫‪)52( World Bank, )2007(.‬‬
‫‪)53( International Labor Organization )2004( and Auer et al. )2005(.‬‬
‫(‪ )54‬أنشئ املجلس القومي لألجور عام ‪ 2003‬مبوجب قانون العمل رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬وقرار رئيس الوزراء رقم ‪ 983‬لسنة ‪ .2003‬وتشمل‬
‫أهدافه الرئيسية حتديد احلد األدىن لألجور عىل املستوى القومي يف ضوء تكلفة املعيشة مع األخذ يف االعتبار حتقيق التوازن بني األجور واألسعار‪،‬‬
‫ومراجعة احلد األدىن لألجور كل ثالثة أعوام‪ .‬ويرأس املجلس وزير التنمية االقتصادية ويضم يف عضويته ممثيل وزارات ‪ :‬التنمية املحلية‪ ،‬املالية‪،‬‬
‫التجارة والصناعة‪ ،‬القوى العاملة واهلجرة‪ ،‬املجلس القومي للمرأة‪ ،‬مجعيات رجال األعامل وأعضاء االحتاد العام لنقابات العامل‪ .‬وعىل الرغم من‬
‫إنشائه منذ أكرث من سبع سنوات‪ ،‬مل تتبني فاعليته حتى اآلن‪.‬‬
‫‪)55( Helmy, )2005(.‬‬
‫‪)56( Betcherman et al. 2004.‬‬
‫(‪ )57‬وزارة التضامن االجتامعي‪ ،‬جلنة صياغة السياسات االجتامعية‪.‬‬
‫(‪ )58‬قامت مرص بتنفيذ أول برنامج للتحويالت النقدية املرشوطة عىل أساس جتريبي يف عني الصرية التحق فيه ‪ 200‬أرسة‪ .‬ومل يتم بعد إجراء‬
‫أي تقييم عن آثار هذا الربنامج وسوف تتوسع الوزارة يف هذه التجربة لتشمل ‪ 40‬قرية يف الوجه القبيل يف عام ‪ 2010‬باستخدام تصميم جتريبي‬
‫الختبار األثر عىل الفقر‪.‬‬
‫‪)59( World Bank )2009(, Arab Republic of Egypt – Economic Growth and Poverty : Social Mobility in Egypt‬‬
‫‪between 2005 and 2008, Cairo, Egypt. 21 April 2009.‬‬
‫(‪ )60‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )61‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )62‬يستند اخلُميس وال ُع رْشري عىل ترتيب السكان وف ًقا ملتوسط نصيب كل منهم من اإلنفاق‪.‬‬
‫‪)63( World Food Programme, 2008 and Egypt DHS, 2008.‬‬
‫‪126‬‬
‫‪n‬‬ ‫حتليل املوقف‪ :‬التحديات التنموية التي تواجه مرص‬ ‫املراجع‬

‫‪)64( Population Council/IDSC )2010(, Survey of Young People in Egypt.‬‬


‫(‪ )65‬معهد التخطيط القومي‪ /‬الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة (‪ .)2010‬تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪.2010‬‬
‫‪)66( Population Council/IDSC )2010(, Survey of Young People in Egypt.‬‬
‫(‪ )67‬الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة ومعهد التخطيط القومي (‪ .)2010‬تقرير التنمية البرشية ملرص‪ : 2010‬الشباب يف مرص‪ :‬بناة مستقبلنا‪.‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مرص‬
‫(‪ )68‬اليونيسف وجامعة القاهرة (‪ .)2010‬فقر األطفال والتفاوت يف مستوى معيشتهم يف مرص ‪ :‬بناء البنية التحتية االجتامعية ملستقبل مرص‪.‬‬
‫(‪ )69‬معلومات مقدمة من مكتب التعاون اإليطايل مبرص‪.‬‬
‫(‪ )70‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )71‬ملخص تقرير إنجازات وزارة الدولة لألرسة والسكان (‪ ،)2010-2008‬يناير ‪.2010‬‬
‫قويا الحتامل أن يعيش أطفاهلن يف فقر‪.‬‬
‫ال ً‬‫(‪ )72‬أكدت الكثري من الدراسات احلديثة عن فقر األطفال أن املستوى التعليمي لألم يعد عام ً‬
‫‪)73( World Bank)2004(. The Millennium Development Goals for Health: Rising to the Challenge.‬‬
‫(‪ )74‬املسح السكاين الصحي ملرص‪.2008 ،‬‬
‫‪)75( Food and Agriculture Organization )FAO(, 2009.‬‬
‫‪)76( National Health Accounts, 2005.‬‬
‫‪)77( Madiha Khattab, Climate Change and Health, 2010‬‬
‫‪)78( WHO)2006(.Preventing Disease through Healthy Environments : Towords an Estimation of the‬‬
‫‪Environmental Burden of Disease.‬‬
‫‪)79( National Information Center for Health Report )2007(.‬‬
‫‪)80( National Information Center for Health Report )2001(.‬‬
‫(‪ )81‬دراسة أجريت بتكليف من املنظمة الدولية للهجرة‪.‬‬
‫‪)82( The Lancet, 2007.‬‬
‫‪)83( Disiree Labib, Ministry of Health‬‬
‫(‪ )84‬الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة ومعهد التخطيط القومي (‪ .)2004‬تقرير التنمية البرشية ملرص‪ :‬الالمركزية من أجل احلكم الرشيد‪.‬‬
‫(‪ )85‬تقرير التنمية البرشية ملرص ‪.2005‬‬
‫(‪ )86‬لبىن عبد اللطيف‪ ،‬املنسق القومي لالمركزية‪ ،‬وكبري مستشاري وزير الدولة للتنمية املحلية‪ .)2009( .‬عرض تقدميي أمام االجتامع الثاين‬
‫للجنة الفرعية لألمور السياسية (مرص واالحتاد األورويب) عن‪:‬‬
‫‪Human Rights and Democracy– International and Regional Issues. The National Program for Decentral-‬‬
‫‪ization : Progress Report June 2009, 6 June 2009‬‬
‫(‪ )87‬املرجع السابق‬
‫(‪ )88‬الربنامج اإلمنايئ لألمم املتحدة ومعهد التخطيط القومى (‪ ،)2005‬تقرير التنمية البرشية ملرص ‪ .2005‬اختيار مستقبلنا ‪ :‬نحو عقد‬
‫اجتامعي جديد‪.‬‬
‫(‪ )89‬وف ًقا لتعديل القانون ‪ ،1979/43‬املعدل مرة أخرى يف عام ‪.1988‬‬
‫(‪ )90‬تقرير التنمية البرشية ‪ ،2004‬املسح القومي لألرس ‪ ،2002‬ومسح حمافظة السويس ‪.2004‬‬
‫(‪ )91‬جلنة السياسات باحلزب الوطين الدميقراطي‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪n‬‬

‫‪)92( Kumar and Wigge )2010( now reveal that eviction of the histone variant H2A.Z from nucleosomes‬‬
‫‪performs a central role in plant thermosensory perception.‬‬
‫(‪ )93‬منذ صدور هذا القانون تم اإلعالن عن ‪ 27‬منطقة حممية يف كل أنحاء مرص وهي ‪ )1( :‬حممية العومايد‪ )2( ،‬حممية بحرية الربلس‪،‬‬
‫(‪ )3‬حممية أشطم اجلميل‪ )4( ،‬حممية زرانيك‪ )5( ،‬حممية األحراش‪ )6( ،‬حممية واحة سيوة‪ )7( ،‬حممية الصحراء البيضاء‪ )8( ،‬حممية وادي‬
‫الريان‪ )9( ،‬حممية بحرية قارون‪ )10( ،‬حممية قبة احلسنة‪ )11( ،‬حممية غابة املعادي احلجرية‪ )12( ،‬حممية وادي دجلة‪ )13( ،‬حممية كهف‬
‫وادي سنور‪ )14( ،‬حممية طابا‪ )15( ،‬حممية أبو جالوم‪ )16( ،‬حممية سانت كاترين‪ )17( ،‬حممية نبق‪ )18( ،‬حممية راس حممد‪ )19( ،‬حممية‬
‫وادي السيوطي‪ )20( ،‬حممية جزر هنر النيل‪ )21( ،‬حممية سالوجا غزال‪ )22( ،‬حممية وادي ٍمجَال‪ )23( ،‬حممية جبل علبة‪ )24( ،‬حممية وادي‬
‫العالقي‪ )25( ،‬حديقة ِجلف كبري العامة‪ )26( ،‬جزر البحر األمحر الشاملية‪ )27( ،‬حممية أم الدباديب‬
‫‪)94( World Bank Report No. 32230-EG )2005(: ”Arab Republic of Egypt — Operational Framework for‬‬
‫‪Integrated Rural Sanitation Delivery.‬‬
‫(‪ )95‬هذا البيان من تقرير التنمية البرشية ملرص عام ‪. 2005‬‬

‫‪128‬‬
n ‫ التحديات التنموية التي تواجه مرص‬:‫حتليل املوقف‬

‫المراجع‬

Abu Zeid, Khaled. 2009. Towards A 2050 National Water Strategy for Water in Egypt. Workshop on Egypt’s Water Strategies for
2050, January. Aswan, Egypt.
Advisory Panel Project on Water Management. 2008. Facing Water Scarcity: A Call for Integrated Policies. Policy Note, October.
Al-Mashat, R. 2007. Monetary Policy in Egypt: A Retrospective and Preparedness for Inflation Targeting, ECES Working Paper
No.134. Cairo: Egyptian Center for Economic Studies.
Arab Republic of Egypt. 2010. Ministry of State for Administrative Development, Institutional Development Program. Highlights on
Civil Service Reform in Egypt between 2004–2009. 18 February.
CAPMAS 2008. Labor Force Sample Survey 2008.
CEDARE & AWC. 2006. The Status of Achievement of the Water MDGs in the Arab Region. Centre for Environment & Development
for the Arab region & Europe (CEDARE) & the Arab Water Council (AWC).
Egypt Demographic and Health Survey. 2008.
Egypt National Capacity Self Assessment. 2007. National Strategy and Action Plan for Capacity Development. December
Egyptian National Competitiveness Council. 2009. The 6th Egyptian Competitiveness Report. Beyond the Financial Crisis: Competi-
tiveness and Sustainable Development. Cairo, Egypt, June.
El-Araby, Ashraf. 2009. Access and Equity in Higher Education: A Comparative Assessment of Financing Policies in Six Arab Countries.
31 August.
El Baradei, Mona. 2009. Access, Equity and Competitiveness of Higher Education: The Case of Egypt. Paper presented to The Arab
Regional Conference on Higher Education (ARCHE + 10). Beirut, Lebanon, March.
FAO. 2004. Economic Valuation of Water Resources in Agriculture: From the Sectoral to a Functional Perspective of Natural Resource
Management. FAO Water Reports, Rome 2004. The Double Burden of Malnutrition: Case Study from Six Developing Countries.
FAO Food and Nutrition Paper 84. Organic Agriculture and Food Security. International Conference on Organic Agriculture and
Food Security. Rome, 3 5 May 2007.
Highly Pathogenic Avian Influenza: A Rapid Assessment of its Socio-economic Impact on Vulnerable Households in Egypt. Pre-
pared by Limon, Georgina et al. Rome.
How to Feed the World in 2050 (2009) in preparation for the World Summit on Food Security, November 2009; High Level
Expert Forum, Rome 12–13 October.
Grantham-McGregor, S. et. al., and the International Child Development Steering Group, 2007. Developmental Potential in the First
5 Years for Children in Developing Countries.
Herrera, S., H. Selim. H. Youssef, and C. Zaky. 2010. Egypt Beyond the Crisis – Medium Term Challenges for Sustained Growth. World
Bank. Mimeo.
International Food Policy Research Institute (IFPRI). 2009. Climate Change: Impact on Agriculture and Costs of Adaptation, Food
Policy Report 21. Washington, D. C.
International Fund for Agricultural Development (IFAD). 2001. Rural Poverty Report 2001,The Challenge of EndingRural Poverty.
Oxford University Press, Oxford, UK.
International Monetary Fund (IMF). 2010. Regional Economic Outlook - Middle East and Central Asia Department. Washington, D.C.
May.
Ministry of Agriculture and Land Reclamation. 2009. Sustainable Agricultural Development Strategy Towards 2030. Cairo, Egypt.
Ministry of Economic Development. Economic and Social Development Plan (2007–2012). www.mop.gov.eg.
Ministry of Health. 2009. National AIDS Program, 2008.
Ministry of Health 2010. Strategic Plan for Health 2010–2020. May.
Ministry of Investment and UNDP. 2007. Business Solutions for Human Development.
Ministry of Local Development. 2009. Decentralization Support Unit (DSU) Case Study. December.
Ministry of Manpower and International Labor Organization. 2009. Egypt Youth Employment National Action Plan.
Ministry of Trade and Industry 2010, Technical Office of the Minister. Impacts of Manufacturing Exports on Economic Growth.
February.
Ministry of State for Administrative Development, Institutional Development Program. Highlights on Educational Achievements in
Egypt between 2004–2009. 10 January.
Ministry of State for Administrative Development, Institutional Development Program. Highlights on Social Achievements in Egypt
between 2004–2009. 10 January.
Ministry of Water Resources & Irrigation (MWRI), Egyptian-Dutch Advisory Panel on Irrigation & Drainage (APP). 2008. Facing
Water Scarcity in Egypt: A Strategy for 2050.
MWRI. 2004. National Water Resources Plan for 2017.
Mishkin, F. 1999. “International Experience with Different Monetary Policy Regimes.” Journal of Monetary Economics 43: 579–605.
National Strategy for Micro and Small Enterprise Development and Blueprint for Initiatives 2009. Mobilizing Egyptian Micro and
Small Enterprises in Egypt (2009–2013)
OECD/World Bank. 2010. “Higher Education in Egypt: Review of National Policies for Education.” OECD Publishing, France (www.
oecd.org/publishing) and (www.worldbank.org).
Population Council/IDSC (2010), Survey of Young People in Egypt.
Projects Management Unit (PMU), Ministry of Higher Education (MOHE). 2009. “Implementation Completion and Results (ICR)
Report for HEEP.” Egypt (www.heep.edu.eg).“Evaluation of the First Phase of HEEP 2002–2009.” Egypt (www.heep.edu.eg).
Said, Mohsen Elmahdy. 2009. The Impact of Reform Projects in Higher Education: The Case of Egypt. UNESCO
129
n

Strategic Planning Unit (SPU), Ministry of Higher Education (MOHE). 2010. “Higher Education in Egypt: Country Background Re-
port,” Egypt (www.mhe-spu.org).
The 7th Egyptian Competitiveness Report. 2010. Green Egypt: A Vision for Tomorrow. Cairo, Egypt, May.
The Egyptian Government 2009: Vision, Objectives and Action Policies. December.
UNICEF. 2010. Child Poverty and Disparities in Egypt: Building the Social Infrastructure for Egypt’s Future. Report by the Center for
Economic and Financial Research and Studies; Ministry of Family and Population; UNICEF.
United Nations Development Assistance Framework. 2006. United Nations Development Assistance Framework: 2007–2011 Egypt.
United Nations Egypt.
United Nations Development Program and Institute of National Planning. 2004. Egypt Human Development Report: Choosing De-
centralization for Good Governance. Cairo, Egypt. Egypt Human Development Report, 2008: Egypt’s Social Contract – The Role of
Civil Society. Cairo, Egypt. Egypt Human Development Report, 2010: Youth in Egypt: Building our Future. Cairo, Egypt.
United Nations Development Program. 2006. How to Guide to MDG-Based National Development Plans. New York, NY, USA. May .
United Nations Millennium Declaration. 8 September 2000.
WFP. October 2008. Vulnerability Analysis and Mapping Study.
World Bank. 2003. Water Resources Sector Strategy: Strategic Directions for World Bank Engagement, Washington, DC.
World Bank 2008. World Development Report 2008: Agriculture for Development, Washington, D.C.
World Bank 2009. Economic Growth, Inequality and Poverty: Social Mobility in Egypt between 2005 and 2008.
World Bank and Ministry of Economic Development, Government of Egypt. 2007. Poverty Assessment Update. Cairo, Egypt.
World Bank, Global Food Crisis Response Program, Framework Document for Proposed Loans, WFP, FAO, IFRC; OXFAM and Others,
Climate Change, Food Insecurity and Hunger: Key Messages for UNFCCC Negotiators, Technical Paper of the IASC Task Force
on Climate Change, October 2009.
World Bank, IFC and Palgrave MacMillan. 2009. Doing Business 2010. Washington, D.C.

130

You might also like