Professional Documents
Culture Documents
التخطيط السياحي
التخطيط السياحي
اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
2022-2021
" ً "
!# F # ﻗﺮﻟا لﻮﺤﺘﻟا ﺞﻬﻨﻤﻟ ﺎ ﻘ 7ﺒ ﻄ ﺗو :
# ﻣﺎ ﺠﻟا ﻢ7 ﻠﻌﺘﻟا ﺮ 32 ﻄﺘﻟ ﺔﻟوﺪﻟا ەﺎ ﺠ ﺗا ﻞﻇ !#
: ً "
اﻟﺘﺪرHﺲ؛ اﺗﺨﺬ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋ Oﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت ﻗﺮارا RQورة ﺗﺤ32ﻞ اﻟTﺘﺎب اﻟﺠﺎﻣ #
[« واﻟﺬي ^ﻤﺜﻞ اﻟﻤﺤﺘﻮى اﻟﺮﻗ Fﻟﻠﻤﺤﺎ"aات اﻟbc »اﻟﻤﺼﺎﺣﺐ ﻟﻤﻘﺮر درا #
"
ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻣﻘﺮرا دراﺳ7ﺎ إ hإﻟicTو ^ j#ﻤﻜﻦ ﺗﺤﻤ7ﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﺘﻌﻠ7ﻤ7ﺔ وﻣﻦ
اﻟﻤﻜﺘnﺔ اﻟﺮﻗﻤ7ﺔ.
"
Fوﻗﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪر3ﺔ ﻻ sﺴﻤﺢ Qﺎﻟvﺴﺦ اﻟﻐ iyﻗﺎﻧﻮ jﻟﻠTﺘﺎب اﻟﺠﺎﻣ #
:اﻟﺮﻗ #
"
{ | !#ﺬا اﻟTﺘﺎب اﺣicام ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠ7Tﺔ اﻟﻔﻜ3€ﺔ ﻟﻠﻐ‚ ،iyﻤﺎ ƒﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻄﻠﻊ ﻋO رو #
{ اﻟﻤﻮﺿﺢ ﻋﻠ7ﻪ. ا ﺪ Qﻹا عﺎﺸﻤﻟا ﺺ7 ﺧiاﻟTﺘﺎب اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ وﻓﻘﺎ ﻟ c
#
اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ
ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻓﻲ طﺮﯾﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻹﻣﻜﺎن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﺳﯿﺎﺣﻲ ﯾﺘﻼءم ﻣﻊ
إﻣﻜﺎﻧﯿﺎت اﻟﺪول اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ،وﺗﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﮭﻮد ﺑﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ وﺑﯿﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ اﻷﺧﺮى ﻹﺣﺪاث
ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺮﺧﺎء ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ.
وإذا ﻛﺎن اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ﺿﺮورة أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻷي ﻧﺸﺎط إﻧﻤﺎﺋﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ أﻛﺜﺮ ﺿﺮورة ﻷﻧﮭﺎ ﻧﺸﺎط
ﻣﺮﻛﺐ ﯾﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻗﻄﺎﻋﺎت داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وﯾﺆﺛﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺄﺛﯿﺮا ً ﻣﺒﺎﺷﺮا ً ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻧﻈﺮﯾﺔ
وﻣﻔﮭﻮم ﺟﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ ﻟﻠﺴﯿﺎﺣﺔ ،ﯾﮭﺪف إﻟﻲ اﻟﺘﻨﺴﯿﻖ اﻟﻤﺘﺰاﻣﻦ واﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﯿﻦ
ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ ،ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻲ ﻧﻈﺎم إدارة وﺗﺸﻐﯿﻞ ﻓﻌﺎل ﯾﻌﻤﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ
اﻷھﺪاف اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﺮزھﺎ اﻟﻤﺠﮭﻮد اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ .وأن ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻛﺨﻠﯿﺔ
ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ اﻷﺟﺰاء ،ﻟﺒﻠﻮرة ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﮭﻮد ﻹﻧﺘﺎج ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ ،وﻟﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﺎﻣﻠﯿﻦ أﻛﻔﺎء ﯾﺆدون
وظﺎﺋﻔﮭﻢ دون اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ ﺑﺄدوار ﻣﺤﺪدة ،ﺑﻞ ﯾﺼﺒﺢ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻌﺎون ﻛﺎﻣﻞ.
وﯾﺘﻄﻠﺐ ھﺬا اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ طﺮﯾﻘﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ ﺣﺘﻤﯿﺔ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺠﮭﻮد ،وإﻋﺎدة ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷھﺪاف
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺤﺪدة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﯾﺪ وﻟﺒﯿﺌﺘﮫ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ واﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ وﻟﻤﻮارده وﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺗﮫ وﻟﻄﺮﯾﻘﺔ إدارﺗﮫ ،ﻓﺎﻟﺨﻄﺔ
اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻧﺸﻄﺔ وﻣﺸﺮوﻋﺎت ﯾﺘﻢ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻓﻲ إطﺎر زﻣﻨﻲ ﻣﺤﺪد ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ھﺬه
اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت ﻓﻲ وﻗﺘﮫ اﻟﻤﺤﺪد ﻣﻊ ﺗﺤﻘﯿﻖ أﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ وأﻋﻠﻲ ﻣﻌﺪل ﻣﺘﺎح ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷھﺪاف واﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ
اﻟﻤﻨﺸﻮدة.
وﻟﻘﺪ دﺧﻠﺖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ إطﺎرا ً ﺟﺪﯾﺪا ً ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﺗﺘﻮﺟﮫ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﺴﻮق
اﻟﺤﺮ ﻟﺘﻮاﺋﻢ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،وﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ دورا ً ﺑﺎرزا ً ﻓﻲ ﺗﺪﻋﯿﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي،
وأﺻﺒﺢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ اﻟﻤﻮﺟﮫ واﻟﻤﺨﻄﻂ ﺑﻔﺎﻋﻠﯿﺔ ھﻮ دﻋﺎﻣﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ.
ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﺗﻘﯿﯿﻢ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﮫ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﻮات ﻧﺠﺎح ﺗﺘﻢ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺳﺎس اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ
اﻟﻤﺘﺒﻊ وﻣﺪى ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻھﺪاف ﺑﺪﻗﺔ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺆدى اﻟﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻓﻲ
ﺗﺪﻋﯿﻢ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ.
وﺗﺘﻢ دراﺳﺔ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ وﺗﺤﻠﯿﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﻹدراك أﺑﻌﺎد اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻌﺮض
واﻟﻄﻠﺐ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وھﻤﺎ أﺑﻌﺎد اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ،وﺗﺤﻠﯿﻞ أھﻢ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ
ﻣﺼﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم.
فهرس المحتويات
4 الفصل االول
4 تخطيط التنمية السياحية
4 أوال :التنمية السياحية والتخطيط لها (الطبيعة والمفهوم)
4 -١التنميـة السياحيـة TOURIST DEVELOPMENT
7 -٢أبعـاد التنميـة السياحية
10 -٣طبيعة التخطيط السياىح
15 ثانيا :أنواع التخطيط السياح
21 الفصل الثان
21 تحليل التخطيط السياح
ً
21 أوال :تحليل التخطيط السياح كموجه للتنمية
21 -١تحليل السوق والموارد MARKET ANALYSIS
23 -٢تكامل التحليل والتجميع INTEGRATED ANALYSIS AND SYNTHESIS
24 -٣دور الدولة ف تخطيط التنمية السياحية
ً
25 ثانيا :مراحل التخطيط السياح وخطواته
28 ثالثا :تحليل القطاعات السياحية المعنية بالتخطيط
31 رابعا :األسس والمعايي التخطيطية BASIC PLANNING STANDARDS
34 الفصل الثالث
34 الخطة السياحية
34 أوال :تحليل الخطة السياحية
34 -١مفهوم الخطة السياحية
34 -٢الخطة القومية للتنمية السياحية
35 -٣أبعاد الخطة السياحية
35 ثانيا :تطور الخطة السياحية
35 -١سمات الخطة القومية للتنمية السياحية وتطورها
36 -٢أسس إعداد وتحضي الخطة القومية للسياحة
37 -٣عوامل نجاح الخطة القومية للتنمية السياحية
38 -٤محاور الخطة القومية للتنمية السياحية ومحدداتها
39 -٥العوامل المؤثرة ف الخطة القومية للتنمية السياحية
40 -٦مكونات الخطة القومية للسياحة
43 الفصل الرابع
43 تخطيط التنمية السياحية ف مرص
43 اوال :تحليل التخطيط السياح ف مرص
1
43 -١تحليل العرض السياىح ألقاليم مرص السياحية
44 -٢تحليل الطلب السياىح ف مرص
ر ً
46 ثانيا :معوقات تخطيط التنمية السياحية ف مرص ومقيحات عالجها
51 ثالثا :تقييم الوضع التنموى للقطاع السياح ف مرص
53 حت عام ٧١٠٢ ر
االسياتيجية الموضوعة للتنمية السياحية ر رابعا :تقييم
56 المراجع
2
3
الفصل االول
4
والمتمثلة في المدخالت المتوفرة في الدولة ،باإلضافة إلى مستوى التكنولوجيا والتدريب والخبرة والمبادأة
والقدرة على اتخاذ القرار .كل ذلك يؤثر على معدل النمو المحقق الذي يعتمد بالطبع على ما تريد الدولة
تحقيقه وفق سياستها القومية .فالنمو يؤدى للتغيير سواء أكان حسنا ً أم سيئاً ،ولذلك فتحديد الدولة ألهداف
النمو يعد مقياس نجاحها في تحقيقه بالطريقة الصحيحة.
ومن أهم خصائص النمو اإلطراد ،فهو ليس وضعا ً عارضا ً أو مؤقتاً ،حيث يعمل النمو على تفاعل قوى
داخلية مع أخرى خارجية بطريقة تضمن استمرار التفاعل وكفاءة نتائجـه ،ويتم النمو في إطار وجود نظام
موحد ومعروف ،وهو ما حققته الدول المتقدمة .أما الدول النامية فتحتاج إلى تغيير مدروس ومعلوم
التوجهات ،وهذا ما تستطيع التنمية تحقيقه كما سيلي توضيحه.
ب) التنميـة
التنمية ترتبط بالتغير اإلرادي المدفوع وتطوره ،وسنتوسع نسبيا ً في تعريف التنمية نظراً ألهميتها في الدراسة .ولم
تحظ التنمية باهتمام واضح في تحديد مفهومها إال في أعقاب الحرب العالمية الثانية ،ولقد اقتصر تعريفها على
ال ال يقتصر على اتجاه معين ،وال يمثل وضعا ً أو شك ً
ال اإلشارة لألوضاع االقتصادية .وكان مفهوم التنمية شام ً
محدداً للحياة ،ولكنه يعبر عن الهدف المرغوب تحقيقه ،والقدرة على التغيير والنمو والتطوير اإلرادي.
وبالرغم من التجاهل الواضح لألنشطة الخدمية ،إال أنه ظهرت بعض المناقشات حول الربط بين السياحة
ونظريات التنمية االقتصادية ،ولكنها كانت ال تزال في إطار محدود للغايــة .ولقد قدم كرافت KRAFT
( ) ١٩٦١أول محاولة للربط بين السياحة والتنمية ،حيث أشار إلى طبيعة الدول النامية والنمو االقتصادي،
وأنواع المساعدة التي تحتاجها تلك الدول ،والدور الذي يمكن للسياحة أن تلعبه لتدعيم أوضاع تلك الدول.
ولكنه أ ثار التساؤل حول كيفية تنمية السياحة كقطاع خدمي ترفيهي في مجتمع ال يمتلك االحتياجات الرئيسية
للحياة ،إال أنه عاد ووازن بين أهمية السياحة كصناعة ترويحية وكصناعة اقتصادية ،وأوضح أن السياحــة
يمكن أن تعالج مشاكل الدول النامية في توفير االحتياجات الضرورية.
وفي بداية السبعينات أوضح )١٩٧٣( KASSEضرورة التنمية السياحية في الدول النامية ،لقدرة القطاع
السياحي على النمو و التطور بإمكانيات و تكلفة محدودة بالمقارنة بالقطاعات األخرى إال أنه أثار موضوع
التكاليف الناجمة عن التنمية السياحية ،و قام بعمل دائرة موسعة لالنتقادات الموجهة للتنمية السياحية .
ورغم تباين المناقشات حول دور التنمية في السياحة إال أن الفكر اإليجابي سيطر على ضرورة تنمية
السياحة لتدعيم التنمية الشاملة.
وتتمثل التنمية السياحية في مجموعة متباينة من البرامج تهدف إلى تحقيق الزيادة المستمرة المتوازنة في
الموارد السياحية وتعميق اإلنتاجية في القطاع السياحي وترشيدها .وهي عملية مركبة متشعبة تضم عدة
عناصر متصلة ومتداخلة ،تهدف إلى االستغالل األمثل للموارد من خالل التطور العلمي والتكنولوجي
وربطها بعناصر البيئة واستخدامات الطاقة وتنمية الثروة البشرية للقيام بدورها الفعال في برامج التنمية،
وتحقيق التوسع في المرونة الالزمة لتضافر القطاعات اإلنتاجية.
ولقد تعددت تعريفات التنمية السياحية ،وكان من أهمها ما ذكره د .صالح عبد الوهاب حيث قال "إن التنمية
السياحية ال تقتصر على تنمية العرض السياحي فقط أو جزء منه ،وإنما يجب أن تمتد لتشمل تنمية كل من
العرض والطلب السياحي لتحقيق التالقي بينهما إلشباع رغبات السائحين والوصول إلى أهداف محددة
قومية وقطاعية وإقليمية موضوعة سلفا ً لتكون معيارا ً لقياس درجات التنمية السياحية المطلوبة".
ومن ثم فإن مكونات التنمية السياحية تتمثل أساسا ً في عملية التنمية الشاملة والمتكاملة لكل من العرض
والطلب معا ً.
ومما سبق نستخلص التعريف التالي للتنمية السياحية:
بأنها عملية مركبة ومتشعبة ،تتمثل في مجموعة مختلفة من البرامج تهدف إلى إحداث تغير نسبى موجـه ومتـوازن
بين العرض والطلب السياحي لتعميق اإلنتاجية للقطاع السياحى وترشيدها لتحقيق األهداف الموضوعة سلفا ً.
5
إال أن صناعة السياحة بدأت في تغيير مسارها تغييرا ً كلياً ،فظهرت السياحة البديلة التي تدور في جوهرها
حول تناول مفهوم التنمية السياحة وفق محور ارتكاز أساسي وهو اإلنسان وبيئته .فهدف التنمية السياحية
المثلى الحفاظ على القيم والموروث الثقافي والطبيعي وتحقيق الرخاء االقتصادي ،والتحكم في القدرة على
تحقيق الهدف يعتمد على مجموعة اعتبارات أهمها تحليل التكلفة والمنفعة لكافة أبعاد التنمية السياحية.
لذا اهتمت السياحة البديلة بالبعد االجتماعي و الطبيعي ليتكامال مع البعد االقتصادي ،و تعتبر السياحة
الطبيعية تطبيقا ً من تطبيقات السياحة البديلة تقوم أساسا ً على اإلحساس بأهمية التكلفة االجتماعية للتنمية
السياحية و ضرورة تفادى األضرار البيئية التي تتسبب عن توسيع قاعدة السياحة بصورة غير مالئمة
للموارد الوطنية ،فهي سياحة تقوم على احتضان الطبيعة وال تكتفي بالنظر إلى اآلثار االقتصادية للتنمية
السياحية ،ألنها نظرة ضيقة قد تنطوي على تنمية زائدة عن الحد يمكن أن تساهم في تدهور الموارد و
فقدان جاذبية المقصد السياحي.
فالسياحة الطبيعة كما عبرت عنها منظم ة السياحة العالمية أنها "تناسب السائحين المثقفين المبدعين الذين
يحترمون الموارد الطبيعية واالجتماعية والحضارية ،وأن هذا اللون من السياحة يتطلب تدريبا ً ووعيا ً من
السكان المضيفين ".
فالسياحة الطبيعية نمط جديد من أنماط السياحة لتحقيق االنسجام بل االتحاد بين السياحة والبيئة سواء كانت
اقتصادية أو اجتماعية أو طبيعية فهي نوع من السياحة يعتمد على حسن استخدام الموارد المتاحة
الستمرارها وتواصلها كمرغبات سياحية تدر عائدات اقتصادية ضخمة .وللسياحة الطبيعية مجموعة من
األبعاد المتباينة:
من حيث التجربة :تعتمد على الطبيعة وتفاعل السائح معها.
من حيث الخصائص :تتطلب مستوى مرتفع للمرافق األساسية ،وتحدد حجم السائحين وفق الطاقة االستيعابية
للمنطقة.
من حيث الموقع :تحدد مدى مالئمة الموقع وإسهامه في التنمية الشاملة للمنطقة ككـل.
وتتطلب السياحة الطبيعية معالجة خاصة في االهتمام بالبيئة الطبيعية والثقافية االجتماعيـة ،وتحتاج
الستثمارات ضخمة -نسبيا ً -الستخدام الطاقة النظيفة ،وهذا ما يمكن أن يتوافر بالـدول المتقدمة ،إال أنه
يفرض أعباء اقتصادية على الدول النامية ،مما يجعل االتجاه للسياحة الطبيعية في إطار التنمية من األمور
التي ال تزال غير مطبقة في الدول النامية إال أن المستقبل البد وأن يتضمن تطورا ً في المفهوم السياحي حتى
تستطيع تلك الدول في الدخول لمضمار المنافسة مع المقاصد السياحية العالمية.
وتتكون السياحة من عناصر رئيسية تتضمن السائح والتكنولوجيا واإلنتـاج واإلدارة وعناصر أخرى ،وتلك
المكونات هي التي ساهمت في خلق السياحة الجماهيرية ،ومع ظهـور السياحة البديلة تغيرت النظرة لتلك
العناصر.
فتؤثر التنمية السياحية على كل عنصر من مكونات السياحة وفق المنظور الجديد لتناوله ،فأصبح السائح
ال ،وتركز اهتمامه على الجودة والقيمة المرتفعة للتجديد .وقد أثرتأكثر خبرة وإدراكا ً ومرونة واستقال ً
التكنولوجيا على اإلدارة واإلنتاج ،فأصبحت جزءا ً من التنمية ،حيث إنها تساعد على رفع مستوى الجودة،
وتمثل جزءا ً أساسيا ً من العرض والطلب السياحي ،وأصبح إدراك الدول ألهمية التكنولوجيا معيار بقائها
وسط المنافسة الدولية .ونتيجة لما سبق أصبح اإلنتاج الكبير ليس هو اإلنتاج الناجح ،لتصبح القاعدة هي
الجودة و تنفيذ متطلبات السوق ،وليس السعر والكم هو أساس النجاح .
لذلك فالتنمية السياحية تغيرت وفق التغير السائد لصناعة السياحة ،فالعوامل الخمسة التي ساهمت في خلق
السياحة الجماهيرية أصبحت بذاتها مستهدفة للتغيير.
وما سبق هو تغير في أبعاد التنمية وتحرير السياحة ،فأصبح التكامل المحوري أساس التطور السياحي
بحيث يصبح لصناعة السياحة نظام SYSTEM INDUSTRYمتكامل دائم التطور والتغير.
6
ولقد أضافت السياحة البديلة للتنمية السياحية أبعادا ً أكثر عمقا ً تتمثل في أن التنمية السياحية البديلة (الحالية)
تتضمن مشروعات تنموية صغيرة متعددة تراعى البعد االجتماعي للمنطقة المنماة.
وتّنمى المناطق دون تدمير البيئة ،فتحافظ على اإلطار األيكولوجى ،لتفادى اآلثار السلبية الناجمة عن التنمية
التقليدية .كذلك تراعى مبدأ العدالة في جعل كافة األفراد -سائحين ومضيفين -متحملين لتكاليف التنمية،
ومستمتعين بمنافعها ،وتراعى االحترام اإليجابي للحضارة والثقافة عن طريق سائح واع ذي خبرة ومضيف
مدرك ألهمية الحفاظ على الجودة ،ومنمى منسق فيما بينهم ،وتعمل على احترام االمتداد الطبيعي ،بحيث
تصبح المشروعات السياحية مكملة لالمتداد الطبيعــــي ،وليست مدمرة له وبالتالى يصبح المشروع
السياحي تعبيرا ً عن أصالة المنطقة وانعكاسا ً لتفردها.
ال لحسن إدارة التغير في الموارد الطبيعية والبشرية والتنمية السياحية من المنظور الجديد ،تمثل طريقا ً فعا ً
والحضارية والمالية وتطويرها ،وتوجيه تلك الموارد لتخدم دولة المقصد ودولة األصل معاً ،مع الحفاظ
على مستويات السالمة لتلك الموارد لعدم تدهورها .وهذا يمثل التحدي الحقيقي ،والمعادلة األساسية التي
يواجهها مخططو التنمية السياحية.
7
إن التنمية السياحية المتوازنة تنمية يبدأ تنفيذها بعد دراسة علمية كاملة مخططة ،في إطار التخطيط المتكامل
للتنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية للدولة ككل ،وتشير التنمية السياحية المتوازنة إلى ضرورة تحقيق
التوازن على عدة مستويات ومجاالت أهمها:
-التوازن بين التنمية السياحية و غيرها من مجاالت التنمية -اقتصادية و اجتماعية وبيئية وثقافية وغيرها
-في الدولة أو في المنطقة .
-التوازن في البعد الزمني للتنمية ،بناء على دراسة تواكب وتزامن بين تنمية وتخطيط كال من العرض
والطلب كما ً وكيفا ً.
-التوازن بين قرار نوعية التنمية المختارة ،والمتفقة مع األهداف القومية واإلقليمية والمحلية سواء من
الوجهة االقتصادية أو االجتماعية أو الحضارية والثقافية أو البيئية.
-التوازن بين تنمية مكونات المنتج السياحي نظر ًا لكونه منتجاً مركبا ،والتوازن بين متطلبات السائح والمضيف.
تجدر اإلشارة إلى ضرورة التفرقة بين التنمية السياحية المتوازنة والمتدرجة وسريعة الخطى ،فالتوازن
يتفق نسبيا ً في مفهومه مع التدرج ،ويختلف تماما ً عن التنمية سريعة الخطى ،حيث تتــم األخيرة بصورة
سريعة ،وهي أقرب ألن تكون طفرة ،حيث تخرج عن إطار التناسب بين القـدرة والقوة ،وال يتم فيها مراعاة
للتجانس أو دراسة لنتائج كل مرحلة من مراحلها .وما سبق هـو عكس التوازن .في حين أن التشابه بين
التوازن والتدرج يتمثل في االهتمام بقدرة السـوق علـى امتصاص نتائج التنمية ،إال أن التنمية المتوازنة
ال ،حيث تهتم بمحاور أُخرى.
أكثر شمو ً
-التنميـة السياحيـة المتواصلـة
SUSTAINABLE TOURISM DEVELOPMENT
إن السياح ة صناعة مركبة ،تمتزج مكوناتها ،وتتكامل مع قطاعات أخري .فتنمية تلك الصناعة يجب أن
تراعي الحفاظ علي استمرار فعاليتها ،وهذا ما يمثله التواصل .فالتنمية السياحية المتواصلة هي" :استخدام
الموارد الطبيعية والبشرية لمساندة األنشطة االقتصادية واالجتماعيـة والبيئية وتدعيمها ،بدون أثر سلبي
علي البيئة ،لتتمكن البيئة -اقتصادية واجتماعية وطبيعية -من االستمرار في إنتاج الخدمات في المستقبل
بنفس مستوي الجودة ".
فالسياحة شديدة الحساسية ،لذا يجب أن تراعي التنمية مستوي الطاقة االستيعابية للمنطقة لنتأكد من استمرار
جاذبيتها ،بل والمحافظة علي تلك الجاذبية ،من خالل المحافظة علي الموارد .والتواصل يهتم ببعدين:
-ما المجاالت التي يطبق فيها التواصل (أيكولوجيه ،اجتماعية ،اقتصادية).
-ما مدي التواصل ( مشروعات محلية -مدن -دول .) ..
ومعظم الدراسات التي تناولت التنمية السياحية المتواصلة ركزت علي المجال األيكولوجي أي االهتمام
بالبعد الطبيعى للبيئة ،وهذا يعتبر قصورا ً في تناول التواصل ،فيجب االهتمام بكافة المجاالت واالبعاد
الخاصة بالتنمية السياحية ،وتحديد األهداف ،والتحكم في آثار التنمية لضمان استمرار الكفاءة للبيئة
االقتصادية واالجتماعية والطبيعية .وتجدر اإلشارة إلى أن فكرة التواصل كانت محل نقاش في العقدين
األخيرين ،ولكن كان االختالف حول مفهومها وطرق تحقيقها .فدراسة التنمية السياحية المتواصلة ،هي
دراسة لضرورة التكامل بين التنمية السياحية والحفاظ علي البيئة.
فالسياحة ليست مجرد نماذج تطبق بطريقة آلية كما هو الحال في العلوم الطبيعية ،وإنما قواعد نسبية وهذا
ما يمثل القاعدة األساسية فى مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية ويُظهر تجريد السياحة إلى عناصرها
األولى كنظام مركب من خمسة عناصر أساسية:
-السائح .
-اتجاه المعلومات .
8
-النقل .
-التسهيالت والخدمات .
-عناصر الجذب السياحي .
وتلك العناصر تتفاعل معا ً بحيث يؤثر كل منهما في اآلخر تأثيرا ً متباد ً
ال ،وهذه العناصر هي األساس في
تخطيط التنمية السياحية بحيث يجب أن تنصب مجهودات التخطيط على كل عنصر منها بشكل مستقل
متكامل.
ب -تحليل قطبي التنمية السياحية ( االساس المعنى بالتخطيط)
-العرض السياحي:
تهتم التنمية السياحية بتطوير الموارد المختلفة لتحقيق إشباع رغبات السائحين و احتياجاتهم .وتلك الموارد
المتمثلة في العرض السياحي تتضمن :مركب الجذب ويشتمل على عوامل جذب طبيعية واجتماعية وثقافية
وتاريخية واقتصادية .مركب الخدمات ويتضمن البنية األساسية الفوقية والتحتية والسياحية ،والمرافق
المرتبطة بها ،وطرق الوصول للمنطقة السياحية.
وهناك مجموعة من المبادئ التي تحكم تقييم تلك المقومات األساسية من أهمها :
اعتبار الخدمة محاولة إلشباع متطلبات األفراد في بيئة معينة والخدمة هي اتصال وتفاعل بين األفراد يعتمد
على المضمون االجتماعي والحضاري السائد .وترتبط إدارة الخدمة بمدى كفاءة القائمين بها .كذلك تتصل
تنمية العرض السياحي بدراسة مستوى السائح اجتماعيا ً واقتصاديا ً ونفسياً...وغيرها.
ومن أهم القواعد الخاصة بإدارة العرض السياحي:
تحسين قيمة المنتج السياحي النهائي من خالل رفع مستوى الجودة والرقابة لضمان إشباع احتياجات
السائحين .والعمل على رفع مستوى األصالة في الصورة السياحية لتصبح دولة المقصد متميزة عن غيرها
بعيدا ً عن التقليد و المحاكاة ،و تنعكس األصالة في السياسة التسويقية المتبعة.
-الطلب السياحي:
يمثل القطب الثاني للتنمية السياحية والطلب السياحي الدولي هو المد الخارجي من السوق السياحي ،ويتكون
من مزيـج مركـب ومتداخل لعناصر مختلفة ،قد تتناقض أحياناً ،وتلك العناصر تتمثل في االحتياجات
والتوقعات الخاصة بالسائحين "
فالطلب السياحي ينج م عن تفاعل الدوافع والقدرة المالية والزمنية للسائح مع المنافسة والتكلفة والمسافة
لدولة المقصد ،بحيث تتناسب عكسيا ً مع بعضها.
والطلب السياحي يتضمن ثالثة أنواع رئيسية:
• الطلب الفعلي :ويتمثل في السائحين الحاليين
• الطلب المحتمل :يتمثل في أفراد يملكون الدوافع للسفر ولكن لديهم قيود وقتية أو مادية
• الطلب المؤجل :وهم أفراد ال يوجد لديهم الدافع للسفر لقصور المعلومات أو التسهيالت
والنوعان األخيران للطلب يمكن التأثير فيهما عن طريق انتهاج سياسة تسويقية فعالة ،مع االهتمام بتدعيم
النوع األول .والطلب السياحي يتضمن مجموعة من الخصائص أبرزها المرونة في استجابة الطلب
للتغيرات في األسعار والدخل ،والموسمية حيث يتركز في أوقات معينة ،والحساسية للتغيرات السياسية
واالجتماعية واالقتصادية المحيطة بالنشاط السياحي.
9
وتخضع تنمية الطلب السياحي لمجموعة من السياسات تتضمن ضرورة تحديد سياسة سياحية شاملة محددة
األهداف متضمنة استراتيجية تسويقية تعتمد على قاعدة دقيقة وشاملة من المعلومات الخاصة بالسوق
السياحي ومتطلباته.
10
• األسلوب العالجى (الخطة العالجية) :لتقليل اآلثار السلبية الناجمة عن التوسع السياحى وتدعيم
اإليجابيات.
• األسلوب الوقائى (الخطة الوقائية) :لالستغالل األمثل للموارد لتحقيق التنمية المبتغاة ،وتجنب ظهور
المشاكل الناجمة عن التنمية.
ومما سبق ،يتضح أن التخطيط عملية متعددة المحاور تعمل على تحليل الواقع والتنبؤ المستقبلى لمواجهة
التغيير وتوجيهه ،لتحقيق األهداف وفق منهج علمى مستمر ومرن يحقق النتائج المبتغاة.
ويتعين القيام بالتخطيط العلمى للتنمية السياحية لكى يتم التنسيق وتحقيق التواؤم بين مختلف القطاعات،
وإيجاد التوازن بين المطالب المتنافسة والمتعارضة أحيانا ً على قاعدة الموارد المحدودة ،وتعظيم النتائج
واآلثار اإليجابية للتنمية السياحية وتجنب النتائج واآلثار السلبية.
وهناك العديد من التعريفات التى تم تناولها فى االشارة للتخطيط السياحى وتباينت وفق تخصص القائم
بوضع التعريف ،وفيما يلى أشارة الى أهم تلك التعريفات حتى يتسنى لنا التعرف على االتجاهات المختلفة
واآلراء التى تناولت هذا التعريف وذلك للوصول الى وضع تعريف شامل للتخطيط السياحى.
عرف "جتز" )1987( Getzفذكر أن التخطيط السياحى:
"عملية قائمة على البحث والتطوير ،فيحدد الموارد المتاحة ،وكيفية استغاللها لتحقيق منافع اقتصادية
واجتماعية وطبيعية".
أما تعريف )1988(Gunnفأشار :
"أن التخطيط السياحى وسيلة للتطلع المستقبلى والعمل على توجيه النتائج والتغيرات للحصول على المزايا
السياحية".
وال يختلف تعريف التخطيط السياحى عن مفهوم التخطيط ،فأشار "إدوارد انسكيب" E. Inskeepفى
مؤلفه (التخطيط السياحى) عام :1991
" أن التخطيط السياحى الفعال يستخدم نفس مفاهيم التخطيط العام مع اتباع الخصائص والسمات المميزة
للقطاع السياحى وأشار الى أنه تنظيم المستقبل لتحقيق أهداف واضحة عن طرق التنبؤ ،لوضع إطار عام
لما سيكون عليه المستقبل -إال أن الدقة فى التنبؤ تقل كلما زاد المدى الزمنى -ووضع االستعدادات لمواجهة
التغير الحادث فيه".
وكذلك أوضح د .صالح عبد الوهاب ( )1989أن التخطيط السياحى :
"هو النظر إلى المستقبل بعين الرغبة فى تحديد األهداف للعمل على التقدم ،ورسم األساليب العلمية لتحقيق
هذه األهداف ،بغية مواجهة التطور الحادث فى العالقات االجتماعية واالقتصادية" .ويعد هذا التعريف
االكثر تعمقا ورؤية فى تناول مفهوم التخطيط السياحى.
ومما سبق يمكن وضع تعريف للتخطيط السياحى:
إن التخطيط السياحى عملية تعتمد على دراسات تنبؤية للوضع المستقبلى قائمة على تحليل الوضع الحالى،
إلحداث تغيير وفق األهداف المرسومة عن طريق االستغالل األمثل للموارد ،للوصول فى النهاية لتحسين
مستوى رفاهية المجتمع .فالتخطيط السياحى هو النظر إلى المستقبل بعين الرغبة فى تحديد األهداف للعمل
على التقدم ،ورسم األساليب العلمية لتحقيق هذه األهداف ،بغية مواجهة التطور الحادث فى العالقات
االجتماعية واالقتصادية.
ج -أهمية التخطيط السياحى وأهدافه للتنمية
من أبرز العوامل التى توضح أهمية التخطيط تتمثل فى القدرة على مواجهة التغيير وإمكانية مواكبته ،والعمل
وفق منطق الفعل (عمل إيجابى) ،وليس رد الفعل (عمل سلبى) .باالضافة الى التركيزعلى األهداف من خالل
11
تحديد الطرق التى تؤدى مباشرة لتحقيقها من خالل التوجه فى اتجاه معين،والعمل على الرشد فى األداء بتركيزه
على كفاءة العمل ،وتحديد األداء األمثل.
وأسباب ضرورة التخطيط للتنمية السياحية ،تتمثل فى اآلتى:
-يحقق التخطيط التكامل بين السياحة والقطاعات المتكاملة معها ،وفى نفس الوقت ،يوفر التجانس بين
مكونات العمل السياحى.
-السياحة نشاط حديث نسبياً ،لذلك فالتخطيط يضع الخطوط اإلرشادية لتنمية متوازنة.
-يُوجه التخطيط نمو العرض والطلب ليتالقا معا ً.
فقد أصبح التخطيط ضرورة فى عصر استعرت فيه المنافسة ،وأصبحت التدابير الوقائية والتوجيهية أقل
تكلفة من التدابير التصحيحية .ومما الشك فيه أن التخطيط السياحى يقوم على دراسة احتياجات السائح
والمقيم ليحدد كيفية إرضاء كل منهما بشكل تكاملى.
وتتمثل أهدافه فى:
تمثل أهداف التخطيط السياحى مجموعة من القيود والقواعد التى تفرضها ظروف معينة على متخذى
القرار ،ويجب مراعاتها والوفاء بها عند االختيار ما بين البدائل
وتمثل األهداف العامة للتخطيط السياحى أربع نقاط رئيسية:
إرضاء المستهلكين
إثابة المالكين
حماية الموارد البيئية
وأخيرا ً تحقيق التكيف المحلى والمشاركة الشعبية فى التخطيط السياحى
فالسياحة تبدأ برغبات السائحين وتنتهى بإشباع تلك الرغبات ،عن طريق استخدام الموارد ،إال أن
الخصائص المتداخلة للسياحة قد تؤدى أحيانا ً النخفاض مستوى اإلشباع نتيجة تعارض الكم والكيف فى
تخطيط التنمية السياحية .فالسياحة مرآة المجتمع بإيجابياته وسلبياته ،وبقدر اتفاق اإليجابيات مع توقعات
السائحين ،يُحدد مقدار نجاح العملية السياحية .لذلك فالتخطيط يجب أال يهدف فى إزالة العوائق،ولكنه يجب
أن يتزامن مع ذلك ،تهيئة المناخ اإليجابى للتنمية لتحقيق رضاء المستهلكين.
أما الهدف الخاص بإثابة المستثمرين ،فتخلف االتصال والحوار البناء بين أجهزة الدولة وبين القطاع الخاص
اليسمح بجذب االستثمارات التى تحتاج لمغريات لجذبها ،فالتعاون والتنسيق يشجع اتجاهات الخلق
واإلبداع ،ليتواكب مع االحتياجات المتجددة ،فيمثل تنظيم المشروعات الخاصة بالدولة ،وتلك الخاصة
بالقطاع الخاص أهم أهداف التخطيط الناجح.
والهدف الثالث والمتمثل فى حماية الموارد البيئية يمثل أساس السياحة ،فالحفاظ على الطابع والسمات
الخاصة لكل منطقة بما يُكسبها طابعا ً متفردا ً أصيالً،وتحقيق التوازن البيئى اقتصاديا ً واجتماعيا ً وطبيعيا ً من
أهم جوانب التخطيط،فالحفاظ على الطابع والتفرد البيئى يعتبر جانبا ً هاما ً من جوانب التخطيط السياحى
الذى اليجوز تجاهله.
والتكيف المحلى مع مشروعات التنمية يساعد على تالفى الضرر االجتماعى ،ويستفيـــد من المحليين فى
إدارة العمل السياحى .حيث يصبح المجتمع المحلى جزءا ً من المشروع السياحى.
ويمثل تجانس األهداف السابقة وتوافقها األساس فى أن يصبح التخطيط السياحى موجها ً للتنمية المتوازنة
والمتواصلة.
فالتخطيط السياحى عمليات متتابعة لتحقيق وضع أفضل ،وهو فى سبيل تحقيق ذلك ينتهج مجموعة من
الخطوات التى يجب أن يتوافر لها مقومات رئيسية تؤكد نجاحها.
12
د -التخطيط السياحى ومقومات نجاحه ومحدداته:
من أهم مقومات التخطيط الناجح ضرورة مراعاة ما يلى:
-أن تشمل الخطة تحليالً ووصفا ً تفصيليا ً لكافة المالبسات الخاصة بواقع التنفيذ ،حتى اليصطدم التنفيذ
بواقع لم يتم تقديره .فجمع البيانات التفصيلية الدقيقة الكاملة حول النشاط المراد تخطيطه مؤشر هام لنجاح
التخطيط .
-ضرورة تحديد مراحل التخطيط ،والمسئول عن كل مرحلة ،ومصادر التمويل ،والفترات الزمنية لكل
مرحلة وقواعد األداء المتوقع ،وتوافر الخبراء والمتخصصين لضمان نجاح كل مرحلة ،والتنسيق بين
المراحل.
-توافر حلول بديلة لمواجهة التغيير الغير متوقع ،والتنسيق بين األدوار ،وأن يكون هناك إدراك بالتغيرات
الحادثة أثناء التنفيذ إلمكان التوجيه فى الوقت المناسب.
وتلك المقومات تدعم التخطيط من خالل توحيد الجهود ،والقدرة على مواجهة التغيير ،واتخاذ القرار
الصحيح ،وتحقيق التنظيم والرقابة والتنسيق.
ومن أهم محددات التخطيط السياحى التى قد تؤدى الى إعاقة قدرته على النجاح:
-مدى دقة البيانات والمعلومات التى يتم جمعها للتخطيط السياحى واتخاذ القرار ،وتلك النقطة تمثل مشكلة
فى معظم الدول النامية ،حيث يصعب التأكد من دقة البيانات ومدى حداثتها وتوافرها ،األمر الذى يؤثر
على القرار التخطيطى ونتائجه.
-الحواجز السيكولوجية :حيث يصاحب التخطيط تغييرا ً للوضع الحالى ،وإن لم يتكيف المجتمع المحلى
معه فيخلق جوا ً من المقاومة السلبية وعدم االستقرار.
-االرتفاع النسبى للتكاليف :حيث تعتمد مراحل التخطيط السياحى على تكاليف مرتفعة من وجهة نظر
قصيرة المدى.
-استخدام نماذج تخطيط لمناطق مماثلة ،وهو غالبا ً ما يتم فى الدول النامية ،حيث تستخدم نماذج لخطط
تنمية مناطق أخرى ،لعدم وجود خبرة كافية وقدرة على االبتكار ،ألن التخطيط يجب أن يتم وفق
خصائص مميزة وخاصة بكل منطقة على حدة.
فالتخطيط المحدد األهداف يوضح أهم الطرق لتحقيق التقدم وفق مقومات رئيسية تساعد على نجاحه.
والتخطيط السياحى تحكمة مجموعة من المبادئ التى تتعلق بالتخطيط كعملية ،وكذلك بالمنطقة التى يتم فيها
التخطيط.
ه -مبادئ التخطيط السياحى:
يعتمد التخطيط على مجموعة من المبادئ واألبعاد األساسية التى تّكون فى إطارها القواعد التى تحكم
التخطيط تنقسم إلى:
−مدى دقة األهداف ووضوحها وإسهام التخطيط فى تحيق تلك األهداف.
−أولوية التخطيط كإحدى الوظائف اإلدارية وأهمها ،ومن الضرورى أن يتكامل مع أجزائها األخرى.
−شمول التخطيط ،فيجب أن يشمل كاف ة مكونات السياحة ،مع إدراك كامل لتلك المكونات وكيفية تطويرها
وفق واقع توافرها.
−االستمرار أساس التخطيط ،يشمل المفاهيم الحالية والتراكيب والسلوك لتعديل نظم القيم السائدة مع تقبل
المجتمع لهذا التغير.
−سرية التخطيط :بحيث تكون مراحل التخطيط محاطة بسرية نسبية
13
−االختيار الدقيق والواضح للقائمين بالتخطيط ،فتوافر فريق عمل من خبراء متخصصين يحقق التكامل
الضرورى فى التخطيط السياحى و سهولة التنفيذ والرقابة وتقييم األداء من خالل توافر التغذية المرتدة فى
كافة مراحل التخطيط.
−تركيز المشروعات السياحية ،وذلك لتوفير فى استغالل الموارد والتكاليف Clusteringوالربط بين
عناصر الجذب والخدمات ،فيجب أن يراعى التخطيط تجانس الخدمات مع حجم الموارد السياحية المتوفرة
فى المنطقة.
−توفير وسيلة الوصول ،إليجاد السبيل األمثل للوصول لإلقليم ،ومنافذ الوصول به وتحديد الطاقة االستيعابية
لإلقليم بأنواعها الطبيعية واالجتماعية واأليكولوجية والثقافية واالقتصادية) ،بحيث يراعى حدودها فى وضع
مشروعات التنمية السياحية.
وتلك المبادئ التى تحكم التخطيط تتم فى إطار شامل،وتطبق فى كافة أنواع التخطيط السياحى المختلفة،
والتى تتنوع وفق الغرض من التنمية.
و -مداخل التخطيط السياحى Tourism Planning Approaches
يراعى التخطيط السياحى فى تطبيقه مجموعة من المداخل الرئيسية :
مدخل النظم Systems Approach
من أهم المداخل المستخدمة فى التخطيط السياحى وهو يعتمد على ثالثة نظم رئيسية:
−النظام البيئى : The Environmental Systemيحدد طبيعة البيئة المحيطة بالمنطقة أو الدولة
موضع التخطيط سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو طبيعية.
−النظام التنافسى : The Competitive Systemالمحدد للعالقات التنافسية المتعددة التى تتعرض
لها المنطقة.
−اإلطار التنظيمى الداخلى :The Internal Organizational Systemيشير للهيكل التنظيمى
واألهداف والسياسات والعالقات التنظيمية التى تجعل من القطاع المخطط نظاما ً موحداً.
والتخطيط الفعال يجب أن يتلقى المعلومات من تلك النظم مجتمعة ،ويترجمها فى شكل خطط عمل Action
، Planمما يعمل على الربط بين الخطط الموضوعة والنظم المختلفة ،لتحقيق التكامل لألهداف المبتغاة.
وهذا المنهج يتوافق مع ما سبق دراسته من خالل نظم المعلومات و اهميتها فى تدعيم الرؤية التنموية
لقطاعات الدولة.
مدخل شمولى Comprehensive Approach
وهو متصل بمدخل النظم ،ويتضمن حتمية شمول التخطيط كافة العوامل االقتصادية التكنولوجية والسياسية
واالجتماعية والثقافية والطبيعية ..وغيرها.
مدخل تكاملى Integrated Approach
ويتصل بمدخ ل النظم والمدخل الشمولى ،فالسياحة يجب تخطيطها كنظام تكاملى داخل القطاع ،ومتكامل مع
التنمية الشاملة.
مدخل التوازن والتواصل Sustainable and Balanced Approaches
يتم فيه اتباع التخطيط لمبادئ الطاقة االستيعابية وتحليل التكلفة والمنفعة ،وهو من أهم مداخل التخطيط.
المدخل االجتماعى Community Approach
ليوضح مدى مشاركة المجتمع فى اتخاذ القرار ،وهو يحدد الشكل واإلطار المثالى لتدخل المجتمع فى إدارة
التنمية السياحية وتخطيطها.
14
المدخل التنفيذى Implementation Approach
حيث يراعى هذا المدخل مدى واقعية التخطيط وقدرته على تحقيق األهداف ومقابلة التنفيذ بالقدرة عليها لتقليل
الفجوة فيما بين الواقع والمأمول.
المدخل النظامى Systematic Planning Process
ي راعى التتابع المنطقى للتخطيط السياحى فى كافة مستوياته .فالتخطيط يمثل امتزاج علم وفن ودرجة عالية من
الخلق واالبتكار ،وهو اليتعارض مع مدخل النظم بمحدداته ،ولكنه يتكامل معه ويتتابع إلحداث تنمية سياحية
ناجحة.
المدخل الطبيعى The Physical Approach
يقوم هذا المدخل على أساس دراسات المسح والتقييم للموارد الطبيعية ،ووضع برامج تنمية لزيادة الخدمات
والتسهيالت السياحية عن طريق تقييم شامل للسوق السياحى مع وضع خطة تفصيلية الستخدامات األراضى
وتقييم التكلفة والمنفعة.
مدخل السياسات االقتصادية Economic Policies Approach
وقد ظهر هذا االتجاه فى السبعينات تحت تأثير الدراسات التفصيلية الستخدامات األراضى وزيادة الوعى
بأهمية العوامل االجتماعية واالقتصادية فى التنمية السياحية ،وهذا المدخل أكثر تطورا ً من المدخل السابق،
حيث يهتم بتفصيل الدراسات السوقية والتنبؤية بحركة السياحة وأكثر تعمقا فى الرؤية الشاملة للعمل التخطيطى.
مدخل باسلوب The PASOLP Approach
Products Analysis Sequence for Outdoor Leisure Planning
وهو مدخل التحليل المتتابع لتخطيط األنشطة السياحية والترفيهية ،وقد ظهر هذا االتجاه منذ الخمسينيات،
وهو يعمل على تقنين التطورات الحديثة فى اتجاهات التخطيط السياحى ،ويشمل تحليل العرض والطلب
للوصول للتماثل وااللتقاء بينهما لتحقيق أهداف التنمية السياحية المالئمة للبيئة موضع التخطيط ،وهو بذلك
يحقق مبدأ التوازن فى التنمية ،ويضم مجموعة مراحل لدراسات المسح والتحليل للسياسات السياحية
المتبعة ،ووضع خطة الستخدامات األراضى وتقييم اآلثار المترتبة على التنفيذ.
15
ويتحكم فى مختلف قطاعات الهيكل االقتصادى فى الدول ليحقق التوازن ويمس كافة جوانب االقتصاد من
خالل صياغة خطة شاملة متكاملة األبعاد ،ووضع مشروع تفصيلى شامل لألهداف العامة واالستغالل
األمثل للموارد ،من خالل إجراء دراسات شاملة للوضع التنموى الحالى .ويشمل نوعين من األساليب فى
تناوله من أعلى إلى أسفل ،ومن أسفل إلى أعلى .واألسلوب الثانى هو المتبع فى الدول النامية نظرا ً لمحدودية
نظرتها التنموية وعدم قدرتها على اإللمام بكافة مواردها ،وقصور النظرة الشاملة لكل القطاعات بها ،وهى
من أهم المشاكل الخاصة بالتنمية السياحية فى مصر.
ب) التخطيط الجزئى:
ويهتم بأحد القطاعات أو أنشطة الهيكل االقتصادى ،ويمكن اعتبار التخطيط السياحى تخطيطا ً جزئياً،
واليغير من الصفة الجزئية وضع الدولة لخطة خاصة بكل قطاع ،مع التنسيق بين الخطط الجزئية على
أساس نظرة شاملة لالقتصاد بأكمله.ولقد ذكر L.Robbinsأن التخطيط الجزئى أسوأ من عدم التخطيط،
ولكننا النتفق مع هذا الرأى ،ألن الدول النامية تفتقر للقدرة على النظرة الشاملة للتخطيط ،فيصبح التخطيط
الجزئى مرحلة هامة النعاش االقتصاد ،ومقدمة للنظرة الشاملة التخطيطية.
جـ) التخطيط من مشروع آلخر:
يعتمد على توجيه االستثمارات لعدد محدود من المشروعات لها أهمية حيوية فى دفع عملية التنمية ،وإن لم
يقم بينها من العالقات ما يعتبر بنيانا ً متكامل ا ألجزاء ،والتشكل فى مجموعها فكرة موحدة لسياسة معينة.
ويرفض معظم الكتاب اعتبار هذا النوع أسلوبا تخطيطيا على اإلطالق ،إال أن البعض اآلخر يرى إمكانية
اعتباره مرحلة مبدئية للتخطيط الجزئى .ويمكن االستفادة من الرأى األخير فى الدول النامية فمع توفير
البعد االجتماع ى والطبيعى لهذا التخطيط يمكن أن يمثل الدعامة األولى للتخطيط الجزئى والشامل.
-٢أنواع التخطيط وفق المدة التى يستغرقها:
يغطى التخطيط مراحل زمنية متفاوته يحددها مجموعة من الظروف االقتصادية واإلدارية والسياسية ،وال
توجد فترة بعينها تعتبر ْمثلى بالنسبة لكل الدول ،حيث يحكم اختيار الفترة التخطيطية المناسبة األحوال
السائدة ،واألهداف المرسومة ،واإلمكانيات المتوفرة ،لذلك يظهر االختالف الزمنى فى مراحل التنمية.
ويمر التخطيط السياحى بثالث مراحل زمنية:
أ) تخطيط قصير األجل Short- Term Plans
يظهر فى المراحل األولى للتنمية ،خاصة فى الدول النامية ،لمحدودية رؤيتها التنبؤية ،ورغبتها فى حل
المشاكل المباشرة فى بداية التجربة التخطيطية .وتلعب الخطط الذى يفرزها هذا النوع دورا ً محدودا ً نسبيا ً
فى دفع عملية التنمية ،ويتم تفصيل الخطة قصيرة األجل ،حيث تغطى فترة زمنية تتراوح بين ستة أشهر
إلى أقل من ثالث سنوات.
ب) تخطيط متوسط األجل Medium - Term Plans
يمثل الفترة المثلى للتخطيط فهو من القصر بحيث يسمح بنجاح القدرة على التنبؤ ،ومن الطول بحيث يغطى
الوقت الالزم إلحداث تغيير جوهرى ،وهو يتسم بالواقعية والتفصيل وإمكانية توقع الوضع المستقبلى،
ويفرز خطة تمثل شريحة عملية وتطبيقية من الخطة طويلة األجل ،وكما يغطى فترة ما بين ثالث إلى أقل
من سبع سنوات وهو يمثل النمط االمثل الذى يفرز خطة قادرة على تحقيق تطورات ملموسة للتنمية
السياحية.
جـ) تخطيط طويل األجل Long- Term Plans
يواكب التقدم فى تحقيق خطوات جيدة لتنمية الرغبة فى دفع تنمية عمالقة من خالل تخطيط متكامل لقطاعات
الدولة .ومن هنا تظهر الحاجة للتخطيط طويل األجل إلحداث تغيرات جذرية فى االقتصاد القومى من خالل
رسم الخطوط العريضة للتطور دون الدخول فى التفاصيل ،فيضع تصورا ً عاما ً لالتجاهات التى يحتمل أن
16
يتحرك فيها االقتصاد ،وهو مقدمة لوضع الحدود الدنيا والعليا للتطور ،والتى يسير فى إطارها التخطيط
متوسط وقصير األجل ،وهو يغطى فترة تتراوح ما بين ٧سنوات إلى ٢٥سنة.
ويحدد التخطيط طويل األجل القطاعات التى تحتاج الستثمارات وفق أولويات تنميتها ،وكلما طالت مدة
الخطة الناجمة عن هذا النمط كلما زادت صعوبة التنبؤ الدقيق ووضع أهداف واضحة .لذلك فالمرونة تمثل
أهم مبادئ التخطيط طويل اآلجل ،ويتم تقسيمه إلى فترات زمنية أقصر اثناء مراحل تنفيذه.
ويجب اإلشارة إلى أن أنواع التخطيط -السابق توضيحها -ليست منفصلة زمنياً ،بل هناك اتصال وتتداخل
زمنى بينهم.
-٣التخطيط من حيث المضمون
يمثل التخطيط الطبيعى المدخل األساسى لدراسة أنواع التخطيط من حيث المضمــون ،فالتخطيط الطبيعى
هو الطريق المنطقى لترشيد استخدام األراضى والموارد الطبيعية األخرى بحيث يتداخل فى نظام قومى
الستخدامات األراضى.
والتخطيط الطبيعى عملية مركبة تتطلب استخدام عدة تحليالت وطرق تخطيطية من أهمها تحليل العرض
والطلب السياحيين ،وتحديد مستويات الطاقة االستيعابية ،والقواعد التى تحكم استخدام األرض والمحافظة
على الموارد لتحقيق التوازن البيئى ،ويزداد التخطيط الطبيعى وضوحا ً كلما زادت الخطة الناجمة عنه
تفصيالً.
ومن أهم أنواع التخطيط الطبيعى ما يلى:
أ) التخطيط التصورى Conceptual Planning
يتضمن وضع إطار عام لتصور المستقبل السياحى لمنطقة ما على أساس توافر مقومات وتسهيالت
وخدمات سياحية ،وتصور ما يجب أن يوجد بالمنطقة من تسهيالت وخدمات بناء على التنبؤ بالحركة
السياحية المتوقعة .ويمكن اعتبا ر التخطيط التصورى خطة مرحلية أولى فى سبيل وضع الخطة الشاملة
التفصيلية ،ويمثل التخطيط التصورى مرحلة هامة حيث يحدد إطار العمل التخطيطى المستقبلى،ويعتمد
على قاعدة كبيرة من المعلومات واإلحصاءات الدقيقة.
ب) تخطيط رائد أو شامل Master Planning
يضم اإلطار التفصيلى لألجزاء التى اعتمدها التخطيط التصورى فى إطاره وبدائله العامة ،ويحدد برنامج
العمل التنفيذى وتحديد الميزانية واألسواق المختارة بناء على معايير موضوعية لترتيب العمل ،وتحليل
المعطيات فى مضمونها التفصيلى لوضع إطار شامل مفصل ،وتخطيط المساحات األرضية بصورة
متكاملة لكل أجزاء المنطقة محل التخطيط .فالتخطيط الشامل مستوى أعلى من التصورى ألنه تفصيل
لمجمله نتيجة دراسات شاملة الجوانب االقتصادية واالجتماعية والطبيعية والنفسية ..وغيرها.
جـ) التخطيط الهيكلى Structural Planning
يوضح الهياكل القائمة فى اإلقليم من مشروعات بنية أساسية وموارد ،وتحديد محاور الحركة إلدخال
تغييرات جوهرية فيعمل على إقامة هياكل اقتصادية واجتماعية جديدة تعتمد على السياحة كمحور أساسى
للتنمية يتفاعل مع باقى محاور التنمية.
د) التخطيط الوظيفى Functional Planning
يعتمد على التطور البطىء فى وظائف الهياكل االقتصادية واالجتماعية القائمة ،والتتم فى إطاره تغييرات
سريعة أو طفرات مفاجئه ،ويتشابه مع التخطيط الهيكلى خاصة فى مجال التنمية السياحية ،فهو يمثل التطور
المتدرج لهياكل التنمية السياحية ألن التطور السريع قد يؤدى لتدهور كامل.
17
وبالتالى يمثل هذا النمط التطبيق السليم للتخطيط الهيكلى .وأوجه اختالفه عن التخطيط الهيكلى ،فى أن
التخطيط الوظيفى يعمل على تعديل الوظائف واألداء فى النظام السياحى دون المساس بهيكل العمل السياحى
وتحتاج الدول النامية للتخطيط الهيكلى كنمط فعال ومؤثر للعمل على إجراء تعديالت جذرية للهياكل
االقتصادية الموجودة لتساعدها على التحرر واالنطالق التنموى.
هـ) تخطيط العمل التنفيذى Action Planning
ويعرف هذا النوع ايضا على أنه التخطيط التشغيلى وهو يقوم بوضع معايير وموازنات تقديرية تسمح
بقياس النتائج بشكل محدد وواضح ،وتحديد خطوات التنفيذ للخطة الموضوعة لتحقيق االهداف المرسومة.
و) التخطيط االستراتيجى Strategic Planning
يُعتبر اإلطار التوجيهى لخطط التنمية ويسعى ليحقق األهداف المرسومة من خالل تفهم القائمين على وضع
البرامج التنفيذية للخطط السياحية وألهداف التخطيط ،ويضع استراتيجية وصفية وتحليلية للتنمية الشاملة،
ويلى التخطيط االستراتيجى التخطيط الرائد والهيكلى ،وإن سبقهم فيتماثل مع التخطيط التصورى.
-٤التخطيط من حيث المجال
أ) تخطيط اقتصادى :يهدف إ لى تحسين القطاع االقتصادى لرفع مستوى المعيشة وتوفير االحتياجات
الرئيسية.
ب) تخطيط اجتماعى :يهتم بالبعد االجتماعى عن طريق مشروعات التنمية االجتماعية.
جـ) تخطيط ثقافى :لوضع مشروعات تطوير للجانب الثقافى والحضارى فى الدولة.
د) تخطيط طبيعى :للمحافظة على التوازن البيئى واالستغالل األمثل لألرض.
18
واأليكولوجية حتى لو اختلفت فى اإلطار اإلدارى أو السياسى أو االقتصادى ،حيث يعاد رسم هذه الحدود
نتيجة للتخطيط اإلقليمى.
ويشتمل على أربع وظائف رئيسية :استشارية لوضع األهداف ،تنسيقية لترشيد الحلول البديلة ،وتحديدية
لتوضيح خط سير العمل ،وتنموية لتحقيق نمط التنمية المرغوبة.
ويتشابه مع التخطيط القومى ،إال أن التخطيط اإلقليمى أكثر تحديدا ً ،وهذا يتوقف على حجم الدولة ومساحتها
اإلجمالية .ويجب أن ي تم التخطيط اإلقليمى فى ظل التخطيط القومى كمنهج علمى موحد األهداف،وفى إطار
مشترك لتحقيق النظرة الشاملة للتخطيط السياحى.
د) التخطيط المحلى Local Planning
ويعنى تخطيط منطقة أو مجموعة من المشروعات فى منطقة ما ذات مساحة ال تقل عن أربعة كيلومتر مربع
فأكثر ،وأحيانا ً يتم التجاوز عـن هذه المساحة بحيث يغطى المشروع السياحى متكامل مساحة أقل من ذلك.
والتخطيط المحلى أكثر تحديدا ً من اإلقليمى ويهتم بتحديد طرق استخدام األرض بحيث يتداخل فى نظام
قومى الستخدامات األراضى والموارد المتاحة ،لذا تزداد أهمية التخطيط الطبيعى فى هذا المستوى .ويركز
التخطيط المحلى على التحديد الدقيق لمواقع األنشطة والتسهيالت والخدمات لتحقيق التوازن من حيث السعة
والجودة والتوافق والتجانس بين االستخدام المتباين للمساحات األرضية لتحقيق تجانس للمنطقة.
هـ) تخطيط موقع التسهيالت
ويمثل تخطيط مشروع فندقى أو سياحى فيحدد الموقع وأشكال التسهيالت المطلوبة.
و) تصميم التسهيالت
ويضم تحديد المساحات األرضية وأشكال التصميم والمعمار والهندسة للمنتجع أو الفندق مع الحفاظ على
اإلطار المتجانس للمبانى مع البيئة الطبيعية.
ز) تخطيط المنتجعات السياحية Planning Tourist Resorts
يمثل المنتجع وحدة جغرافية محددة تتجمع فيه عناصر جذب سياحية طبيعية أو حضارية ،وتتوافر فيه
خدمات متعددة .وتخضع المنتجعات السياحية لعدة عوامل تحدد مواقعها فى إطار التخطيط اإلقليمى ،وتنقسم
المنتجعات إلى منتجعات جبلية ومنتجعات شاطئية ومنتجعات إستشفائية ومنتجعات الترفيه والرياضة.
ومن المنطقى أن البنية الفوقية والخدمات يجب أن تندمج فى إطار متجانس مع الطبيعة أو المرغب السياحى
الرئيسى .ويتطور تخطيط المنتجع السياحى إلى خطة لتنمية الموقع تتضمن مكونات التسهيالت ومواقعها
بالنسبة لخطة استخدامات األرض ،ويعتمد تخطيط المنتجع على تقييم السوق والمنتج المقدم ،تحديد أهداف
التنمية ،التأكد من القبول االجتماعى والطبيعى للتوسع السياحى ،وتحليل الوضع التنافسى للمنتجع ،وتحديد
الصورة األساسية التى يعتمد عليها المنتجع لتمييزه عن باقى المنتجعات المنافسة له.
ويجب تحديد األجهزة الحكومية والخاصة المرتبطة بتخطيط المنتجع ،والتنظيم االجتماعى المؤثر فيه،
ودرجة المشاركة المحلية وأجهزة التمويل واالستثمارات ،وتحليل البيئة الطبيعية للمنتجع لوضع خطة مثلى
تحقق تنمية متوازنة ومتواصلة.
خاتمة:
نعرض مراحل هذا النمط التخطيطى على اعتبار أنه أكثر االنواع التخطيطية الذى يحتاج الى رؤية وتعامل
خاص ليتناسب مع مدى حساسية الموارد التى يتعامل معها.
19
20
الفصل الثاني
21
-التقسيم وف ق الدوافع :ويقسم السائحين وفق اهتماماتهم وأنشطتهم وآرائهم ودوافع السفر وهو ما يطلق عليه
). Activities, Interests and Opinions (AIO
-التقسيم الجغرافى :يقسم السائحين وفق موقع الدول المصدرة ،ويهتم هذا التقسيم بعنصر المسافة وسهولة
الوصول.
وهناك أنواع من األسواق السياحية تتنوع وفق:
❖ الهدف فى السفر:
سوق قضاء األجازات :ويتميز بطول مدة اإلقامة نتيجة للرغبة فى الترفيه ،ويقسم هذا السوق السائحين لنوع
تقليدى يذهب لنفس المكان كل عام ،والنوع التجريبى الذين يؤثرون الذهاب إلى مكان جديد ،وهو النوع الذى
يمكن التأثير فيه من خالل السياسات التسويقية.
سوق السياحة الثقافية :حيث يكون محوره الطلب على األنشطة الثقافية.
سوق سياحة المؤتمرات :وهو من أكثر األسواق أهمية فى العشرين عاما ً األخيرة باالضافة الى االهداف
الدينية وتلك المرتبطة باالعمال واالهتمامات الخاصة والعرقية......وغيرها.
❖ من حيث السن :وهو يحدد أنواع األسواق وفق سن السائحين والمراحل العمرية والمتطلبات الخاصة بكل
مرحلة.
❖ من حيث اتجاهات حركة السياحة العالمية :وينظر للتقارب الجغرافى كحجر الزاوية فى المد السياحى
نحو بالد سياحية كثيرة.
❖ ويتم تقدير التنبؤ بالطلب المستقبلى على أساس نسبة النمو فى كل من هذه الشرائح.
ب) تحليل المنافسة Competition Analysisوهى دراسة للمقاصد السياحية المنافسة للمنطقة المخططة
سواء نتيجة للقرب الجغرافى أو تماثل الخدمة ،ويعطى اإلدراك ألبعاد التنمية فى المناطق المنافسة القدرة
على تخطيط تنمية ذات طابع متميز ومتفرد ،مما يمنح المنطقة القدرة على االحتفاظ بنصيبها من الحركة
السياحية واإلضافة المستمرة لهذا النصيب السوقى من خالل التنبؤ بالطلب الكلى للمقصد وتقييم النصيب
السوقى المستقبلى لها.
جـ) تحديد أهداف السوق Market Targetsمن المداخل الهامة التى استخدمتها منظمة السياحة العالمية
) (WTOلوضع هدف سوقى واضح ومحدد ،يشير إلى أعداد السائحين وأنواعهم التى تستطيع المنطقة أن
تستوعبهم وترغب فى جذبهم ،وكذلك تحديد المستوى االجتماعى والثقافى واالقتصادى للسائحين المرغوب
فيهم ،وهذا يعطى الدولة قدرة على التنمية الواضحة األهداف ،وبالتالى تحدد مسار التخطيط.
ويعتمد هدف السوق على مجموعة من المتغيرات يصعب التنبؤ بها جميعا ً فى عملية التخطيط ،مثل
األوضاع االقتصادية العالمية وأثرها على صناعة السياحة والسفر .لذلك فدائما ً ما يوضع معدل أعلى وأدنى
لتلك األهداف اعتمادا ً على توقعات النمو المتباينة.
ويجب أن يحدد المخطط السياحى أهداف السوق بحيث يحافظ على التوازن فيما بين تنمية التسهيالت
والخدمات السياحية وبين مستويات الطلب السوقى لتحقيق أفضل استغالل لالستثمارات والموارد ،ويوضح
التغير المستمر فى اتجاهات السوق ضرورة مرونه التخطيط ليسمح بالتعديالت المستقبلية والناجمة عن
التقييم المستمر لمراحل التنمية .فتحليل السوق يمثل مدخال أساسيا ً للتخطيط السياحى ليحقق مستوى تنمية
جيدا ً للمنطقة لتستطيع مواجهة التطور العالمى والمنافسة المستمرة.
ويضم تحليل السوق والموارد تقييم العرض الحالى من أشكال إقامة ،ومشروعات بنية أساسية ،وطرق
ووسائل نقل بالمنطقة ،وبالتالى يحدد برامج التنمية للعرض السياحى ،ويوضح فترات الموسمية من خالل
تحديد أوقات التدفق السياحى ،ويحدد متطلبات استغالل األرض وتحليل الطاقة االستيعابية ،ووضع الخطط
للوصول إلى التوازن المثالى بين مشروعات التنمية ونماذج السوق .وتوضيح الصورة السياحية القائمة
22
لدولة المقصد ،وقدرة التنظيم والتسويق واإلدارة السياحية على تحقيق األهداف المرسومة من خالل إقامة
عالقة بين االحتياجات الحقيقية للسوق والمنتج السياحى المقدم .وهذا هو جوهر التخطيط ليتالقى العرض
والطلب فى توازن وتجانس لتحقيق أهداف التنمية السياحية.
ولذلك عندما نقيم التخطيط السياحى يجب تحديد أهمية مرحلة التحليل حيث توضح قيمة المعلومات المجمعة
وتحليلها بدقة ،أما مرحلة التوليف فهى جمع المعلومات ونتائج تحليلها لوضع رباط مشترك يساعد فى تحديد
التوصيات النهائية للتخطيط.
23
-٣دور الدولة في تخطيط التنمية السياحية
يتطلب التوسع في الطلب السياحي و تنوعه قدرا ً متساويا ً من اإلمكانيات وفرص االختيار المتنوعة .وهذا
يحتاج إلى دراسة لمجالت التنمية السياحية من تخطيط وتسويق متكامل ،واستراتيجيات تحقق أكبر نصيب
من الحركة السياحية الدولية ،باإلضافة إلجراءات الحماية للبيئة الطبيعية والحضارية.
كل ما سبق يتطلب عمالً منظما ً مخططا ً تخطيطا ً سليما ً ال تتداخل معه أي محاوالت عفوية ،وال يقبل
االتجاهات الفردية بإمكانياتها المحدودة.لذلك فالدولة يقع على عاتقها دور:
-التنسيق بين مختلف المجهودات وأجهزة السياحة عن طريق وضع سياسة عامة تحدد دور كل جهة
رسمية مختصة لبلوغ تنمية سياحية متوازنة ومتواصلة.
-وكذلك تقع على الدولة الوظيفة التشريعية والمتمثلة في وضع القواعد المتكاملة للتنمية السياحية
سواء من ناحية العرض بمقوماته المختلفة ،أو من جهة الطلب السياحي ،وللحفاظ على البيئة
بأبعادها المختلفة .والتشريع إما أن يتم بشكل موحد أساسي للسياحة متضمنا ً كافة النقاط،أو تشريعات
متفرقة تجمع في تقنين متكامل يسمى " تقنين السياحة".
-كذلك تهتم الدولة بالدور التخطيطي والتمويلي عن طريق ضمان توازن المنتج السياحي مع تحقيق
الرضا الكامل والمستمر للسائحين ،والعمل على تحقيق المتطلبات االجتماعية واالقتصادية
والطبيعية للمنطقة ،بحيث يكون تخطيط التنمية السياحية جزءا ً ال يتجزأ من تخطيط التنمية الشاملة
للدولة.
-وكذلك يجب أن تهتم الدولة بتوفير االستثمارات للمشروعات السياحية لوضع القواعد األساسية
(مشروعات البنية األساسية) لإلسراع من التنمية السياحية خاصة في المناطق الجديدة ،وكذلك
تشجيع االستثمارات الخاصة (محلية وأجنبية) عن طريق منح الحوافز الضريبية والمالية لجذب
ا لمستثمرين لإلسهام في مشروعات التنمية السياحية ،في إطار محدد واضح.
فالدولة لديها الحق في تحديد معايير نمو القطاع الخدمي ،ومدى كفايته لحاجات األفراد في المجتمع بحيث
يرتفع مستوى إشباع هذه الحاجات بصورة مطردة وفق اإلمكانيات المتاحة في الدولة .فليس من الحتمي أن
تشارك الدولة في المشروعات ،إال أنه من الضروري أن تتواجد كموجه عام التجاهات التنمية.
ويجب على الدولة أن تدعم التوسع السياحي ،إن كان هو الحل األمثل للتنمية بها ،أن تزيد من التسهيالت
السياحية وفق مستويات الطاقة االستيعابية لمناطقها .وأن ترفع كافة المعوقات التي تواجه التقدم السياحي.
وتضع سياسة للتنشيط السياحي وتعليم القوى البشرية ورفع مستوى الخدمات ،وقيادة العمل لبناء صورة
سياحية إيجابية تحقق تنمية سياحية متوازنة ومتواصلة.
وذلك ال يعنى تحجيم دور القطاع الخاص ،فقد أصبح الخط الفاصل بين دور كل من القطاع العام والخاص
غير واضح تماما ً في النظم االقتصادية السائدة في عدد من الدول النامية ،فالدولة ال يجب أن يتوقف دورها
في توفير المرافق األساسية ،ووضع إطار للسياسة السياحية العامة ،بل يجب أن يكون لها دور في
المشروعات السياحية .فترك زمام األمور للقطاع الخاص قد يحول النشاط السياحي لنشاط اقتصادي بحت
ألن المستثمر الخاص غالبا ً ال يهتم إال بالربحية المادية للمشروع ،إال أن تدخل الدولة بشكل منظم ومحدد
سوف يوفر تأمين البعد االجتماعي والطبيعي ليتوازنا مع البعد االقتصادي لتحقيق تنمية سياحية متوازنة
ومتواصلة.
وإجمالي ما سبق يوضح أن دور الدولة يتثمل في:
-١وضع سياسة سياحية عامة تحدد إطار السياحة وهيكلها.
24
-٢وظيفة تشريعية وتخطيطية وتمويلية وتنسيقية.
-٣المساعدة على رفع مستوى الوعي الشعبي بالسياحة.
-٤إعادة تنظيم قطاع السياحة تنظيما ً ديناميكيا ً وفق نظرية النظم.
-٥إدارة ا لسياحة في األوقات العادية وخاصة في أوقات األزمات.
-٦تنمية القوى البشرية العاملة في القطاع السياحي.
وارتباط العرض والطلب تحكمه مجموعة من المعايير التي تحدد التنمية السياحية ومداها.
وهى خطوة جمع البيانات الدقيقة والواضحة والشاملة والحديثة،عن طريق الجهاز اإلحصائى أو مراكز
المعلومات الرئيسية.
ب) إعداد الدراسة Study Preparation
وتتم عن طريق الجهاز التخطيطى الرسمى مع توصيات من القطاعين العام والخاص ،فتعمل على تحديد
التكلفة والمنفعة االقتصادية واالجتماعية والطبيعية الناجمة عن التنمية السياحية.
وتضم إعداد الدراسة تنظيم الخطة ،واختيار فريق العمل ،ودراسة عناصر التكلفة ،وإعداد برنامج عملى
تفصيلى ،وتحديد الموارد المتاحة لبيان نقاط الضعف والقوة ،وتحديد قدرة الدولة على تحقيق التنمية ،وبيان
مركزها التنافسى .إلدخال التعديل أو التطوير لكل ما سبق وفق الحاجة وإعطاء صورة متكاملة ومترابطة
عن الوضع الحالى.
-٢مرحلة تحديد الوضع المرغوب الوصول إليه وتحقيقه
تحدد الخطوط العامة للوضع المستهدف ،وتجدر هنا وضع سياسة سياحية شاملة فى إطار السياسة العامة
وتضم تلك المرحلة ثالث خطوات رئيسية:
أ) تحديد األهداف Determination of Objectives
تعكس تحديد األهداف المبتغاه من الخطة الوضع المرغوب فيه ،ومن أمثلة األهداف العامة فى تلك الخطوة ما يلى:
• تحديد أنواع محددة للسياحة ومستوى السائحين المرغوب فيه.
• تحقيق منافع سياحية تدعم النمو االقتصادى واالجتماعى وتحافظ على البيئة الطبيعية.
• توجيه سياسة تسويقية واضحة لألسواق المحددة.
25
ب) المسح Survey
من أهم الخطوات ،فيتم جمع البيانات كميا ً وكيفيا ً وفق األهداف العامة للخطة ،وهى تحتاج لتوافر خبراء
ومنظمين متخصصين فى جمع البيانات ،وتتضمن تلك الخطوة مسحا ً عاما ً للمنطقة وللعناصر اإلدارية من
خالل بحوث علمية وميدانية ومراجعة الوثائق والخرائط ووسائل التكنولوجيا المتطورة.
ويتضمن مسحا ً عاما ً لخصائص المنطقة وكذلك يتضمن مسح العناصر التنظيمية وأخيراً يضم تحديد أهم
منظمات التعليم السياحى ومراكزه وبرامج التدريب ،ومدى قدرة تلك الجهات على تكوين كوادر عمالية لتغطية
المشروعات المخططة مستقب ً
ال ،واقترح التوسيع فيها أو تحسينها إن كانت غير كافية أو مؤهلة للقيام بدورها.
جـ) التحليل والتجميع Analysis and Synthesis
يوضح تحديد األهداف حجم البيانات المطلوبة ،والتى يتم تحليلها وتجميعها فى إطــــار متكامل يمثل النتائج
والتوصيات .لذلك فتلك الخطوة تتم فى إطارين لبيانات المسح المتاحة:
• اإلطار التحليلى :وهو يتضمن:
العمل على تقييم الموارد Assets Evolution؛ لتحليل البيانات الخاصة بالموارد الطبيعية واالجتماعية
واالقتصادية المستغلة والمتاحة.
كذلك تحليل السوق Market Analysis؛ فيتم دراسة البيانات الخاصة باألسواق السياحية األولية والثانوية
والمحتملة لتصبح أساس مستوى التنمية المقترحة.
والقيام بتخطيط التنمية Development Planning؛ من أهم مراحل التحليل حيث تحدد شكل الخطة
ومصادر التمويل واستراتيجيات التسويق واالستثمار والهيكل التنظيمى للعمل.
وتحليل األثر Impact Analysis؛ وتعتمد على تحليل نتائج التنمية السابقة والحالية السلبية واإليجابية
لإلشارة إلى المخاطر المحتملة أو المحفزات المتوقعة من التنمية المخططة مستقبالً.
• اإلطار التجميعى :فيتم وضع األجزاء التى تم تحليلها معا ً لتشكل وحدة يمكن عن طريقها وضع النتائج
والتوص يات الخاصة بكيفية استغالل الموارد والخدمات بالشكل األمثل ،وتحديد الفرص والبدائل المتاحة
والمعوقات الفعلية الناجمة عن التنمية الحالية ،وهذا من شأنه توفير رؤية أوضح لمسار التنمية المستقبلية.
وهناك مجموعة من المبادئ يجب مراعاتها فى اإلطار التجميعى:
-حيادية ا لقائم على التخطيط وعدم تحيزه التجاه أو أفكار تؤثر على تقيمهم.
-التوازن فى المجهودات البحثية لكافة عناصر التخطيط ،ليصبح التجميع فى خالصة ذات معنى.
-التعميم لوضع النتائج والخالصة بشكل عام ،دون إعادة البحث فى تفاصيل العناصر المجمعة.
ومما سبق يتضح أن نسبة النجاح فى تلك الخطوة تعتمد بشكل أساسى على مدى دقة المعلومات الناجمة عن المسح
ووضوحها وشمولها وحداثتها ،للوصول إلى نتائج نهائية واقعية يمكن االعتماد عليها فى المرحلة التالية.
-٣مرحلة وضع الخطة إلحداث التغيير المطلوب
وهى مرحلة تعتمد على فعالية المراحل السابقة ونجاحها ،والدقة فى النتائج النهائية لتلك المراحل ،فيتم
وضع البدائل الكلية وبيان النماذج القياسية ألشكال استخدام األرض المتاحة ووضع إطار العمل السياحى.
26
وتتضمن تلك المرحلة وضع األهداف المحددة ،Objectivesوتقييم البدائل التخاذ القرار حول أفضل البدائل،
وتلك هى أهم خطوة فى التخطيط السياحى فهى جوهر العملية التخطيطية .فتلك المرحلة تتضمن خطوتين:
أ) وضع خطة مثلى:
إن وجود سياسة سياحية واضحة وإطارا ً تخطيطيا ً محددا ً من االمور الحتمية لنجاح تلك الخطوة ،فال توجد
خطة تنمية منفردة -إال فى حاالت بعض الدول النامية -الى منطقة أو ألى مستوى تخطيطى ،فال تتم أى
خطة إال فى إطار واضح لتوجهات السياسة السياحية الشاملة والرؤية التخطيطية المحددة.
ويتضمن وضع الخطة عن طريق تحديد وضع تصور مبدئى للمناهج المتعددة والوسائل المختلفة التى تؤدى
الى تحقيق الرؤية التخطيطية واالهداف الموضوعة والموافقة على الخطة المقترحة التى تمثل البديل االمثل
من البدائل المتعددة ،ثم وضع الخطة النهائية فى شكل خطة تصورية ،ثم تحديد أهم البرامج المتبعة وتحليل
التكلفة والمنفعة وتوزيع المسئوليات واإلطار الزمنى لكل عناصر الخطة والميزانية المقترحة وطرق
التمويل مع االحتفاظ بالبدائل المقترحة للخطة المثلى.
ب) تحديد التوصيات الخاصة بالقرار التخطيطى:
فيتم وضع التوصيات الخاصة بتقييم الخطة المختارة فى تقرير مكتوب شامل مكتمل وموضوعى وذلك
بهدف أقراره رسميا ،متضمنا ً رسومات بيانية وجداول توضيحية وتحديد طرق الربط واالتصال بين
الحكومة وأجهزة التخطيط السياحى ،وتحديد الخطوات النظرية للتنفيذ وأولوياتها.
27
ومعظم الكتابات الخاصة بمراحل التخطيط قامت بضم المرحلتين الثالثة والرابعة معا ً تحت إطار كيفية
االنتقال من الوضع الحالى للمستهدف .إال أن الفصل هنا ضرورة للدراسة العملية ،فوضع الخطة يمثل نهاية
المرحلة النظرية للتخطيط ،أما التنفيذ والمتابعة والتقييم فهى مرحلة الواقع العملى للخطة.
وهذا اليلغى التداخل والترابط بين كافة المراحل التخطيطية ،فالواقع العملى للتخطيط اليضع حدود ًا فاصلة بين كل
مرحلة وأخرى حيث تمثل كافة المراحل السابقة سلسلة متكاملة الحلقات فنقص أو قصور أو ضعف إحدى الحلقات
التخطيطية يؤدى الى فشل فى تحقيق النتائج المستهدفة من العمل التخطيطى ككل ،فنجاح كل مرحلة يعتمد أساساً
على نجاح المرحلة السابقة بشكل متصل ومستمر للعمل على تحقيق األهداف المرسومة للتنمية السياحية المبتغاة .مع
توافر قدر من المرونة لمواجهة التغير ،والتغذية المرتدة للتأكد من سير خطوات التخطيط وفق اإلطار المحدد له،
حيث تعتمد كل مرحلة على ما يسبقها وما يليها لتحقيق التوازن فى تنمية السياحية.
فالتخطيط العلمى للتنمية السياحية هو الوسيلة الوحيدة العلمية للتنسيق بين القطاعات ،إليجاد التوازن بين
المطالب المتنافسة والمتعارضة فيما بينهم .فالتخطيط بمثابة وقاية وعالج للتنمية ،وهو أقل تكلفة فى الحالتين
وفق المنظور طويل األجل لنتائج التنمية السياحية .فتخطيط التنمية السياحية بمثابة العملية والنتيجة ،حيث
يصعب انتهاج التخطيط العلمى دون توقع تنمية متوازنة نسبياً ،والعكس صحيح.
28
-تحديد مجاالت عمل لكل من القطاعين العام والخاص :البد للخطة أن تحدد معالم النشاط السياحى لكل من
القطاعين العام والخاص ،فيجب تقسيم مجال عمل القطاع العام فى التنمية السياحية وتحديد مجال متكافئ
ومتوازن معه للقطاع الخاص ،للعمل على ازدهار حركة السياحة فى الدولة.
-إدارة األزمات :أظهرت التغيرات التكنولوجية واالقتصادية واالجتماعية سمات جديدة على عالمنا ،وظهرت
عالقات دولية وإقليمية ذات أبعاد جديدة فى شكل "النظام العالمى الجديد" ،ونتيجة لذلك وضحت قضايا أساسية
شغلت اهتمام رجال السياسة واالقتصاد فى مجال البيئة والتواصل ،والفروق بين الدول النامية والمتقدمة،
والصراعات اإلقليمية واإلرهاب والتطرف والجريمة المنظمة .وتتعرض السياحة ألزمات تختلف شدتها
وأسبابها ونتائجها ،وتلك األزمات إما نابعة من القطاع نفسه ،أو من القطاعات المؤثرة على السياحة.
وال تتم إدارة األزمات فقط عند حدوثها ،ولكنها تغطى وضعين أساسيين؛ أحدهما :القيام بمواجهة األزمات
الحادثة والمؤثرة على السياحة من خالل تحديد اإلجراءات الواجب اتخاذها عند حدوث هذه األزمات،
واألخر :وهو الدور األهم واألخطر ويهتم بمحاولة تفادى حدوث األزمات.
فالدولة يجب أن تتبع خطة عملية مدروسة إلدارة األزمات ،تنتهجها مؤسساتها المختلفة لتساهم فى حل
المشكالت والقضايا المؤثرة على سير التنمية السياحية.
-١تخطيط القطاعات السياحية
وفيما يلى عرضا سريعا ً ألهم الصناعات التى يجب تخطيط تنميتها فى إطار التخطيط السياحى لتنمية منطقة
أو دولة ما ،ومن أهم القطاعات التى يتضمنها التخطيط السياحى ما يلى:
أ) تخطيط صناعة النقل.
ب) تخطيط صناعة الفنادق.
جـ) تخطيط الموارد السياحية.
29
ب) تخطيط صناعة اإلقامة (الفنادق)
تمثل أشكال اإلقامة الدعامة الثانية من دعائم السياحة (السفر واإلقامة والترفيه) ويجب أن تتضمن دراسة
السياحة تفصيال لتخطيط منشآت اإلقامة بجميع أنواعها سواء أكانت تدار إدارة تجارية أم غير تجارية.
وتقسم منشآت اإلقامة إلى أنواع مختلفة كما يلى:
-١من حيث األهمية االقتصادية تقسم لفنادق ،وأماكن إيواء تكميلية مثل قرى األجازات والمخيمات
والموتيالت وبيوت الشباب.
-٢من حيث نوع النزالء :تقسم لمنشآت تجارية لجميع مجموعات السائحين وهى الفنادق ،ومنشآت ذات
طبيعة خاصة يفد إليها نوع معين من النزالء مثل نقابات العمال ،وهى قرى األجازات والمخيمات.
-٣من حيث نوع الملكية :وتقسم ألماكن مملوكة ملكية خاصة كالفنادق والمخيمات ،ومنشآت تدار بواسطة
شركة أو هيئة مثل سلسلة فنادق ضخمة.
-٤من حيث مدة الموسم السياحى :وتقسم لمنشآت إقامة تعمل على مدار العام كالفنادق ،وأخرى تعمل لفترة
محددة من السنة مثل المنتجعات الصيفية أو الشتوية.
-٥من حيث الراحة والسعر :تختلف الفنادق والمخيمات والموتيالت حسب اختالف نوعها وحسب مكان
وجودها .وهذا يؤدى لتنوع األسعار ،وعنصر الراحة وفق مدى الخدمات المتوفرة فيها ومستواها.
-٦من حيث الموقع :فتختلف أشكال اإلقامة وفق الموقع الجغرافى ،فهناك فنادق المدن ،والجبال ومنتجعات
الشواطئ ..وهكذا.
-٧من حيث نمط البناء :وتقسم أماكن اإلقامة لمبانى ثابتة تضم الفنادق ..وهكذا ،ومبانى متنقلة مثل الخيام
والفنادق العائمة ..وهكذا.
-٨من حيث الحجم :فتختلف أشكال اإلقامة وفق عدد الغرف وعدد األسرة ،وحجم المخيمات وقرى األجازات.
-٩من حيث المستوى أو الدرجة :صنفت أشكال اإلقامة إلى خمسة مستويات أعالها الفنادق ذات الخمسة
نجوم ،وأدناها الفنادق ذات النجمة الواحدة .ويبنى االختالف على أساس التصميم الداخلى ،واتساع المناطق
العامة والغرف وطريقة التأسيس ومستوى اإلعداد والخدمة ..وغيرها.
وأهم أشكال اإلقامة على اإلطالق هى الفنادق ،وهى منشأة تجارية تقدم للعمالء خدمات المبيت والطعام
والشراب وتسهيالت أخرى .وقد جعل التطور فى صناعة الفنادق من الفندق مركزا ً تجاريا ً وثقافيا ً وحضاريا ً
وفنيا ً واجتماعيا ً لتكامل الخدمات فيه ،وتعدد أوجه نشاطه وتباينه.
فالمخطط السياحى يجب أن يحدد عدد أشكال اإلقامة المطلوبة لتنمية المنطقة السياحية حسب دراسات
السوق وتقدير حجم الطلب الحالى والمتوقع ،وكذلك وفــق حــدود الطاقـــة االستيعابية للمنطقة.
وتنجم اإلدارة الفندقية الناجحة من وجود سياسة سياحية علمية وتخطيط سليم وخبرة لمتخصصين فضال
عما يكون للسياحة كقطاع إنتاجى من أولوية ورعاية من الدولة.
أما الجزء التالي فيغطى تخطيط الدعامة الثالثة للسياحة وهى الترفيه.
-٣تخطيط الموارد السياحية
يمثل التخطيط السياحى وسيلة هامة للحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والحضارية واالجتماعية (التراث)
باعتبارها أحد المدخالت الرئيسية فى تنمية السياحة .فبعد أن يتم مسح الموارد وتقييمها وتحديد الموارد األولية
والثانوية بالنسبة لإلقليم أو المنطقة .فمن مبادئ التخطيط األساسية تحديد طرق الوصول المحددة والكافية لتلك
الموارد وتوفير شبكات النقل والبنية األساسية لتصبح المنطقة مالئمة الستقبال السائحين.
30
ولن نغطى كافة مجاالت التخطيط وتقنياته .ولكن سنوضح بعض المدخالت األساسية التى يجب على
المخططين السياحيين إدراكها من خالل تعاونهم مع المتخصصين فى تخطيط الموارد وتتضمن:
-تخطيط عوامل الجذب الطبيعية وإدارتها Planning and Managing Natural Attraction Resources
تخطيط عوامل الجذب تتم وفق سياسة قومية واضحة ،وفى غيابها يجب على المخطط أن يضع شكالً تقريبيا ً
للسياسة المالئمة للمنطقة .وتشتمل على تحليل ب يئى وأيكولوجى لآلثار الناجمة عن التنمية ووضع حدود
للطاقة االستيعابية وتحديد نوعية التسهيالت ،وتطبيق أسس تخطيطية لتوزيع الخدمات والتسهيالت فى
مناطق قريبة تتكامل مع عوامل الجذب الموجـودة والمتاحة فى الدولة.
-تخطيط عوامل الجذب الثقافية وإدارتها Planning and Managing Cultural Attraction Resources
وتخطط بشكل مشابه للعوامل الطبيعية مع ضرورة تحديد األثر االجتماعى والثقافى .وخاصة فى المراحل
األولى للتنمية ،حيث تتعرض المنطقة الختفاء العديد من القيم الثقافية نظرا ً لالهتمام المطلق بالتقدم
االقتصادى ،مما يؤدى لضياع خصائصه الفريده .فالمخطط يجب أن يدرك التطور التاريخى لتلك الموارد
للتعامل معها دون أن يُفقدها قيمتها التراثية.
-تخطيط األنواع الخاصة لعوامل الجذب Planning Consideration for Special Types of Attraction
وتتضمن التسهيالت والخدمات المدعمة لعوامل الجذب متضمنة ضرورة توفير خدمات متنوعة وتسهيالت
متمثلة فى المتنزهات واألنشطة الرياضية وقاعات مجهزة للمؤتمرات والمالهى وغيرها ،ويتم تخطيطها
لتتناسب مع عوامل الجذب واحتياجات المنطقة وأهدافها من التنمية السياحية .ويجب أن يتم تخطيط
القطاعات السياحية بشكل متكامل ،ألن اإلهمال فى قطاع ما يؤثر على كفاءة باقى القطاعات .فالنظرة
التخطيطية الشاملة يجب أن تغطى كافة القطاعات المرتبطة بالعمل السياحى.
31
وهناك مبادئ تصميمية محددة أهمها:
• االتصال بالطبيعة :Contact With Natureفاالتصال يتضمن ،اتصال بصرى ومادى يجب تواجدهم
غالبا ً معاً ،ويتمثل االتصال المادى فى إحاطة السائح بموارد الطبيعة ،وهو أهم من االتصال البصرى
الذى يكتفى بتوفير منظر عام للرؤية.
• التكامل البيئى : Environmental Integrationفيجب إيجاد عالقة جيدة بين االقليم المخطط والبيئة
الطبيعة من خالل تخفيض طابع تكوينات المبانى واالتجاه للتنسيق والتصميم المتعادل والعمل على خلق
هوية ذات طابع مميز.
• تجميع األنشطة :Grouping of Activitiesيجب تجميع الخدمات والتسهيالت على نحو يسمح بقدر
من االتصال مع عوامل الجذب،وكذلك يجب أال تكون واضحة أكثر من الالزم مما يؤدى للقضاء على
اإلثارة والتغيير.
• تجنب تدمير البيئة :Avoiding Poor Environmentsفى مراحل التنمية األولى للمنتجع يجب أن
يراعى التخطيط تنظيم حركة المرور ،وإنشاء المبانى ،وتخطيط المبانى بشكل متداخل ليسهل توفير ما
تحتاج إليه من مشروعات بنية أساسية ومراعاة تلك المبادئ برفع جودة العمل التخطيطى.
ويجب أن يقوم التخطيط السياحى على وجود التناسق بين مختلف مكونات المشروعات السياحية داخل
الخطة السياحية ،وأن تنتشر المناطق الخضراء والمفتوحة وتتخلل المبانى واإلنشاءات بشكل يحافظ على
البيئة والمظهر الجمالى للمكان وفق مجموعة األسس العمرانية واالقتصادية واالجتماعية.
-٤األسس والمعايير االقتصادية واإلدارية والتسويقية والبيئية السياحية:
• األسس االقتصادية :تعمل على تحديد الجدوى االقتصادية للمشروع وفق بيانات السوق وتحديد
التكلفة الحالية والمستقبلية وفق سياسة التشغيل واألسعار وتوقعات المبيعات .والعمل على تحديد
تكاليف رأس المال شاملة األرض واإلنشاء والتجهيزات والتسهيالت .وتتنوع مصادر التمويل
شاملة المنظمات الدولية ،وصناديق التنمية القومية واإلقليمية ،والبنوك ،وسالسل الفنادق العالمية،
وجهات شبه عامة وشركات داخلية ،وتمويل خاص.
• األسس اإلدارية والتنظيمية :وتشمل تحديد السلطة التنفيذية والهيكل التنظيمى ليوفر التنسيق الالزم
لإلدارة ،ووضع دراسة علمية للظروف العامة والخاصة والعوامل المحلية واإلقليمية.
• األسس التسويقية :وهى دراسة األسواق السياحية المختلفة المؤثرة على الحركة السياحية ،لتحديد
اإل طار التسويقى ومناطق توجيهه ،باإلضافة لتنشيط الحركة الداخلية والخارجية للسياحة.
• األسس البيئية الطبيعية واالجتماعية :وتتمثل فى تحديد الطاقة االستيعابية مع تحديد المناطق البيئية
ذات المقومات الطبيعية المتميزة والفريدة ،والتى يجب الحفاظ عليها فى إطارها الطبيعى دون
التدخل التخطيطى فيها والحفاظ على الطابع الخاص لها ،وإضفاء البعد الجمالى ،باإلضافة لوصف
المشروع عن طريق خرائط ورسوم توضيحية وصور فوتوغرافية.
خاتمة:
يلى دراستنا المستفيضة عن مفهوم التخطيط السياحى وتحليل أهم أبعاده ومكوناته ضرورة االشارة بشيء
من التفصيل الى الخطة السياحية على اعتبار أنها تمثل جوهر العمل التخطيطى والوسيلة االساسية التى
تحول العلم التخطيطي والنظري الى حقائق ونتائج فعلية تؤدى الى التنمية الشاملة.
32
33
الفصل الثالث
الخطة السياحية
مقدمة:
إن التخطيط السياحي الذي يفرز الخطة يمثل الموجه األساسي لخطوات التنمية السياحية ،لذا وجب عند بداية
دراسة التخطيط حتمية تناول مفهوم دقيق وواضح للخطة السياحية بصفة عامة والخطة القومية للتنمية السياحية
بشكل خاص على اعتبارها إحدى االنماط التى تمكننا من تحديد أهمية الخطة كمحور التخطيط السياحى.
34
فالخطة القومية للسياحة تبرز وفق درجة االهتمام بالنشاط نفسه ،وهي تهتم بكافة جوانب العمل السياحي
بحيث تحقق نموا متوازنا لكافة المجاالت المرتبطة به.
فالخطة تتمثل في إطار المادي لمجموعة متباينة ومتداخلة ومتكاملة من المثل واآلمال التي تسيطر علي
أفكار المجتمع ،وتتبلور فيها السبل التي يمكن للدولة من خال لها أن تحول رغباتها بالنسبة للمجتمع الجديد
الذي تصبو إليه ،إلي حقيقة واقعة.
وهي الوسيلة األكثر فعالية لتحقيق أكبر نتيجة لمجهود معين في ظل ظروف معينة ،ومحاولة السيطرة
المتعمدة لوحدة تنظيمية علي قوي اقتصادية ،لتحقيق هدف.
فالخطة نتيجة للجهد التخطيطي ،وهي التزام بمجموعة من االتجاهات ،وتفسير لرغبة التغيير بشكل واضح
يتصف بالشمول لكافة أجزاء وموارد ووسائل الدولة السياحية والخطة تنقسم إلي ثالث عناصر أساسية هي
الهدف الذي تسعي لتحقيقه .وتحديد الوسائل التي تتخذ لتحقيق األهداف .باالضافة الى ضرورة التحديد
المسبق وال واضح للفترة الزمنية المخصصة إلنجازها وتنفيذها بالشكل االمثل.
وتمتاز الخطة بعدة خصائص أساسية تبرز فى أن الخطة تنصب علي المستقبل ،أي أنها تستلزم النظر فيما
يستجد .كذلك الخطة توضع علي أساس عدد من األهداف يجب تحديدها مسبقا .مع ضرورة التنسيق ألدوات
السياسة االق تصادية واالجتماعية المستخدمة في تحقيق األهداف الموضوعة ،مع ضرورة وجود سياسة
سياحية واضحة في هذا اإلطار.
35
فإن طبيعة النشاط السياحي المركبة ،تجعله متداخل مع عدد من القطاعات االقتصادية واالجتماعية،
وجوهره كخدمة تبرز حتمية تكامله مع باقي أجزاء النسيج القومي ،ولذا فالخطة القومية للسياحة هي جزء
ال يتجزأ من الخطة الشاملة للدولة .وتهتم الدول التي وتعتبر صناعة السياحة بها ذو بعد تنموي وقطاع
إنتاجي فعال ،في وضع خطة قومية لتنمية السياحة ،التي تعكس وتحدد مدي اهتمامها بالقطاع أو الشكل
الذي تتعامل به في تنميته .وجوهر الخطة القومية للتنمية السياحية:
أ -أن تهتم بالدراسة التنبؤية الدقيقة للحياة المستقبلية للمجتمع من خالل دراسة الواقع الحالي وماضيه
القريب ،لتحديد أهدافا توضح الوسائل التي تحققها.
ب -أن تراعي الخطة القومية دراسة بعدي التنمية ممثال في:
▪ الطلب السياحي الحالي والمحتمل.
▪ العرض السياحي المتاح والفعلي.
ج -تهتم الخطة القومية بثالث مؤشرات أساسية:
⚫ التمويل ⚫ العمالة ⚫ األرض
وعلي ذلك فالخطة القومية للسياحة هي وثيقة لتقدير اإلمكانيات والموارد المتاحة ،وتحليل األسواق السياحية
لتحديد األهداف القومية خالل فترة مستقبلية ،واختيار الوسائل التي تحققها.
فالخطة القومية هي خطة طويلة أو متوسطة األجل ،ملزمة في تحضيرها وتنفيذها ،مرنة ومستمرة،
وتدريجية وجزئية وشاملة وتكاملية ومجتمعية وواقعية ومنظمة ومركزية التحضير وغير مركزية التنفيذ.
د -تقدير اإلمكانيات القومية وتحديد األهداف القومية :من خالل جرد شامل لكافة اإلمكانيات السياحية
القومية ،وأولويات استغاللها الذي يتم في ضوء اإلمكانيات ،وفي إطار الدراسة المستفيضة لمتطلبات
واحتياجات المجتم ع ،ومن أهم سمات األهداف العامة للخطة القومية؛ الواقعية والدقة والوضوح والتناسق
والعمومية والتغير والمرونة والتوازن .مع ضرورة مراعاة الخطة للطاقة الحاملة القصوي للتنمية السياحية
في الدولة .حيث يتم اختيار الوسائل المثلي من عدة بدائل في إطار عملية "االختيار السياحي".
ه -تحديد فترة زمنية مثلي لتحقيق األهداف القومية :حيث أن اختالف المدة يؤثر في كيفية تحقيق الغرض
من التخطيط ،فالطول قد يؤدي إلي صعوبة الرؤية المستقبلية الواضحة والواقعية والموضوعية ،والقصر
يتضمن صعوبة إحداث تغيرات هيكلية حقيقية للقطاع السياحي ،لذا يجب أن تلجأ الدولة المنوطة بالتخطيط
في وضع عدة خطط تختلف في مداها الزمني بالرغم من تكاملها في إطار شمولية التخطيط.
36
والخطة القومية للتنمية السياحية يتحدد شكلها ومنهجها وفق طيبعة الدولة والتخطيط بها ،فإدارة االقتصاد
القومي -وفق خطة قومية ألي نشاط -تمثل الوسيلة الوحيدة التي يتمكن بها المجتمع من تحقيق النمو
المتناسب لقطاعاته المختلفة.
37
مع ضرورة تحديد مراحل الخطة تحديدا واضحا ،والمسئول عن كل مرحلة ،ومصادر التمويل والفترة
الزمنية لكل خطوة ،وتحديد قواعد األداء المتوقع وسبل التقييم والمتابعة .مع توافر حلول بديلة لمواجهة
التغيير الغير متوقع .والرشد في األداء بتركيزه علي كفاءة العمل وتحديد األداء األمثل وااللتزام بتنفيذه.
باإلضافة الى القدرة علي التركيز لتحقيق األهداف من خالل أفضل الطرق المؤدية لها .وتحديد األولويات
بوضوح ،والتركيز علي االستراتيجيات المختلفة وفق درجة األهمية .وتأكيد العالقة بين الكفاءة والتكلفة
لضمان أفضل تأثير بأقل تكلفة .والعمل مع القطاع الخاص .واالهتمام بالبعد االجتماعي والبيئي عند التغيير،
ودعم المشاركة المحلية .والتسجيل الدقيق والشامل للمعلومات لدعم القدرة علي التصرف في ضوء الحقائق.
38
الداخلية لتطوير التخطيط من جانب بعض اإلداريين فإن التخطيط من العمليات اإلدارية المكلفة نسبيا ً من
وجهة النظر قصيرة المدي مع انعدام فائدة الخطة طويلة اآلجل في مواجهة األزمات الفورية.
ج -صعوبة الظروف الخارجية:
تتمثل في الظروف المحيطة بالجهاز التخطيطي السياحي ،وتتحدد في األمور التالية:
تعدد الجوانب التي تشكل الحياة الخارجية والمناخ المحيط بالخطة وهي تمثل :متغيرات متباينة سياسية
واقتصادية واجتماعية وطبيعية وتكنولوجية وقانونية وعلمية وثقافية وفنية....الخ .وتكاثر العوامل والمتغيرات
المكونة والمؤثرة في كل جانب من جوانب المناخ المحلي .مع تداخل وتشابك الجوانب المختلفة للمناخ المحيط،
وتفاعل المتغيرات سلبا وإيجابيا كل جانب آخر .سرعة التغير والتبدل في الظواهر ومتغيراتها في المناخ
المحيط .باالضافى الى أن أحداث البيئة الخارجية ومتغيراتها ليس من الممكن التحكم فيها.
د -صعوبات يفرضها طبيعة النشاط السياحي:
هناك صعوبات يفرضها طبيعة النشاط السياحي المتمثلة في حساسيته الشديدة ألي تغيرات سياسية أو
اقتصادية خارجية ......الخ .والمنافسة الشديدة التي تعاني منها الدول السياحية علي وجه الخصوص تلك
التي ال تملك ميزة تنافسية واضحة مما يحد من قدرتها علي المواجهة واالستمرار .وكذلك عشوائية التنمية
السياحية في كثير من الدولة النامية -ومنها مصر -والتي انتهجت األسلوب التخطيطي في مرحلة الحقة
للتنمية ،مما أدي للتنمية غير المتكافئة .ومحدودية الوعي السياحي في المجتمع ،مما يخلق جو عدائي
للمشروعات السياحية القائمة والمستقبلية ،وهذا ينعكس علي قدرتها في تحقيق أهدافها.
كذلك نقص الوعي لدي الدولة بأهمية القطاع السياح ي النسبية ،وهذا يؤثر علي سياستها في تطويره.
وصعوبة القياس الكمي لبعض مكونات النشاط السياحي .وعدم تحقيق التنسيق الكامل بين مشروعات الخطة
ومكونات العمل السياحي .وصعوبة التوزيع العادل لفوائد التنمية السياحية علي كافة األقاليم السياحية ،مما
يؤدي لعدم التوازن الكلي في المناطق علي المستوي القومي.
هـ -صعوبة الموارد واإلمكانيات:
صعوبة التحديد واالختيار والمفاضلة بين بدائل قد تكون النهائية .أن أي مورد يتم استخدامه يكون له نفقات:
باالضافة الى النفقة المباشرة .ونفقة الفرصة البديلة .ومحدودية الطاقة أو القدرة ألي مورد .وال محدودية
االستخدامات لمجاالت توظيف الموارد ،مما يخلق صعوبة تخصيص الموارد بين االستخدامات البديلة،
لضمان تحقيق االستخدام األمثل .وصعوبة التعامل مع الموارد ،مما يتضح في كيفية تحديد المزيج األمثل
مع األخذ في االعتبار الحتماالت التداخل والعالقات التبادلية بينها.
كذلك تعرض الموارد للتقادم أو ضعف القدرة علي اإلنتاج لصعوبات الصيانة والمحافظة .وللموارد البشرية
صعوبات خاصة تظهر من تباين سلوك األداء .وتسارع وتعاظم ثورة المعلومات والثورة التكنولوجية وثورة التوقعات
لدي السائح.
ومما سبق يتضح أن جوهر الصعوبات التي تواجه الخطة السياحية تتمثل في ضرورة "التغيير" Change
التي تعد السمة األساسية للخطة.
39
ثانيا :اجتماعية ممثلة فى النظام االجتماعي والثقافي وتياراته الفكرية والعادات والتقاليد .والنظام التعليمي
والمشاركة المحلية وأهم النظم السياسية الموجودة فى الدولة.
ثالثا :طبيعية تتمثل فى الموارد حجمها ومدي تداخل استخدامها وأهم النظم التشريعية والقوانين المرتبطة
بالموارد البيئية والطبيعية.
ب -عوامل إدارية:
تظهر فى الفلسفة اإلدارية المتبعة .ودرجة المركزية والالمركزية في منشآت اتخاذ القرار وأهم المهارات المتاحة
لعملية التخطيط ومدي االلتزام بالخطة باالضافة الى التعرف الواضح لحدود تدخل الدولة في صنع القرار.
ج -عوامل تنظيمية:
تتمثل فى النمط التنظيمي السائد وخصائص المناخ التنظيمي ومستوي الموضوعية ودقة المعلومات المتاحة
وسبل تطويرها.
40
ويهدف التخطيط القومي للسياحة إلي القيام بحصر واستخدام الموارد السياحية بأفضل صورة لتحقيق األهداف
المرسومة ،وذلك من خالل الخطة القومية للسياحة كأحد السبل المدعمة لتحقيق التنمية الشاملة للدولة.
خاتمة:
يلى التحليل المتكامل للتخطيط السياحى بأبعاده ومكوناته المختلفة ضرورة قياس أثر االتجاهات الدولية
الحديثة فى طبيعة التخطيط السياحى ممثلة فى التطبيقات التكنولوجية والمعلوماتية اللذان يمثال أهم تلك
االتجاهات التى أدت الى تغيير فى منهجية التعامل مع التخطيط السياحى كما سيلى فى الفصل التالى.
41
42
الفصل الرابع
43
ز ) إقليم الساحل الشمالى الغربى :ويمتد من اإلسكندرية إلى السلوم.
ح ) إقليم البحر األحمر :ويمتد من جنوب السويس حتى الحدود السودانية.
ط ) إقليم سيناء :ويضم محافظتى سيناء الشمالية والجنوبية.
ويتميز كل إقليم بمقومات سياحية فريدة ،وبالتالى يتّبع كل إقليم أسلوبا ً تخطيطيا ً خاصا به ومتكام ً
ال مع باقى األقاليم،
ويضم كل إقليم مناطق سياحية فرعية تختلف من حيث األهمية واالستغالل السياحى من منطقة ألخرى.
ومن خالل تقييم تلك األقاليم سياحياً ،يبرز إقليم القاهرة كأنشط مركز سياحى فى مصر لجذب الحركة
السياحية الوافدة نظرا ً الحتوائه على ٪٢٩.٣من الطاقة الفندقية اإلجمالية فى مصر ،فضال عن توافر
المقومات السياحية الثقافية والتجارية ومراكز المؤتمرات .وباإلضافة لذلك تمتاز مصر بكثرة امتداد
سواحلها ،ومن أهم المناطق الساحلية إقليم اإلسكندرية حيث إنه مركز سياحى رئيسى للسياحة الترفيهية
والمؤتمرات والتجارة لكونه الميناء األول فى مصر ،ومن أبرز مواقع جذب السياحة الداخلية صيفاً ،وإن
كان اآلن وصل لدرجة التشبع فأصبح مركز طرد سياحى أكثر منه مركز جذب خاصة للسياحة الدولية،
مما أتاح الفرصة لمواقع سياحية جديدة لكى تنشط مثل منطقة الساحل الشمالى الغربى والبحر األحمر وخليج
العقبة ،وتختلف مقومات السياحة ومواسمها فى تلك المناطق ،ولكنها تتفق فى كونها ُمستغلة بشكل غير
سليم تخطيطيا ً ،مما يهدد من احتمالية وصولها إلى الوضع المتردى إلقليم اإلسكندرية اآلن.
وبالنسبة إلقليم الصعيد فتتمثل فيه السياحة الثقافية التقليدية باعتباره مركز جذب سياحى هام للحركة السياحية
الوافدة إلى مصر خالل مراحل التنمية األولى ،كذلك إقليم الدلتا الذى يجذب الطلب السياحى الثقافى الذى
يمثل المكون األساسى إلجمالى الطلب السياحى فى مصر.
ومن المواقع المتميزة ببريق خاص للسياحة الدولية خاصة مع انتشار أنماط السياحة الخاصة وسياحة
السفارى ،منطقة ا لواحات فهى من األقاليم التى يمكن أن تجذب تلك األنواع الجديدة من الطلب السياحى إذا
أحسن تخطيطها فى إطار تنموى متوازن متواصل.
ال نحو أنماط سياحية جديدة متمثلة فى وقد شهدت التنمية السياحية فى مصر ،فى بداية الثمانينات ،تحو ً
االهتمام بالمناطق الساحلية الترفيهية والترويحية ،فبدأت مناطق البحر األحمر وسيناء فى دخول دائرة
الضوء بوضوح ،وظهرت العديد من مشروعات التنمية السياحية فى تلك المناطق بدرجة تفوق أحيانا طاقة
المنطقة الحامله ،وسوف نركز على تلك األقاليم باعتبارها أقاليم ذات أولوية فى التنمية السياحية حاليا ً فى
مصر ،مع تفصيل إقليم سيناء نظرا ً الرتباطه بمنطقة الدراسة ،شرم الشيخ ،وتأثير الخطط الموضوعة به
على حاضر التنمية ومستقبلها فى شرم الشيخ.
44
السياحة قوة اقتصادية واجتماعية ال يستهان بها في العالم وقد ترتبت على حجمها الحالي ونموها المستقبلي
المحتمل تداعيات خطيرة بالنسبة للبيئة المحلية والبيئة العالمية .ففي عام ٢٠٠٤كان هناك ٧٦٠مليون
سائح دولي .وتشير توقعات منظمة األمم المتحدة للسياحة العالمية إلى تضاعف هذا العدد بحلول عام .٢٠٢٠
وتتعلق هذه األرقام بالرحالت الدولية ،وفي معظم البلدان يكون حجم السياحة المحلية أكبر بكثير من عدد
السائحين الدوليين القادمين.
ومن المعتقد حاليا ً أن السياحة تخلق ٢١٥مليون وظيفة ( ٨.١في المائة من إجمالي الوظائف في العالم).
وتشير االتجاهات والتوقعات األخيرة إلى انتشار السياحة إلى مقاصد جديدة ،سوف تنمو السياحة إلى البلدان
األقل تقدما ً بأسرع منها إلى البلدان ذات االقتصاديات المتقدمة خالل السنوات العشر القادمة ،ويوجد اآلن
اهتمام سوقي متنام بالسياحة الريفية وسياحة األنشطة مقارنة بسياحة المنتجعات التقليدية .وعلى الرغم من
أن هذا من شأنه أن يخلق فرصا ً للنمو االقتصادي والتخفيف من حدة الفقر ،فإنه يحدث أيضا ً تأثيرات بيئية
ناجمة عن السياحة في المناطق التي قد تكون قد ظلت غير متأثرة بنمو السياحة حتى اآلن.
وباإلضافة إلى نمو السياحة المستمر ،فإن هناك سببا ً آخر لتوجيه اهتمام خاص إلى السياحة داخل سياق
السياسات العامة البيئية هو تلك العالقة الخاصة المتبادلة بين صناعة السياحة والبيئة .فعلى خالف معظم
األنشطة االقتصادية األخرى ،يعتمد ازدهار صناعة السياحة ذاته بشدة على نوعية البيئة .ذلك أن السياح
يبحثون بصورة متزايدة عن األماكن الجذابة غير الملوثة لكي يقومون بزيارتها ،كما أن االنخراط في
السياحة يمكن أن يجعل السكان المحليين كذلك أكثر إدراكا ً للحاجة إلى الحفاظ على البيئة .وكما أن البيئة
المرتفعة الجودة جزء رئيسي من المنتج السياحي ،فيمكن للسياحة أن تكون حليفا ً لعملية حفظ البيئة وقوة
اقتصادية وسياسية داعمة لها.
-بالنسبة لحركة السياحة فى الشرق األوسط ،فقد تطورت من ( )١٩٧ألف سائح عام ١٩٥٠إلى ()٢٢.١٤٤
مليون سائح عام ، ٢٠٠٢وهو تطور ملحوظ ولكنه تخلله فترات هبوط شديد نتيجة لعدم االستقرار السياسى
بالمنطقة ،وفترات الحروب بين مصر وإسرائيل والعراق وإيران ،وتصاعد األزمة اللبنانية ،وتكرر حوادث
شهدت اإلرهاب واالغتياالت السياسية واالوضاع التردية فى العراق وفلسطين ..وغيرها .إال أن التسعينات
ال لتحسن األحوال االقتصادية لمعظم دول المنطقة، فترة رواج سياحى للمنطقة ،فشهدت نموا ً سياحيا ً مقبو ً
وتقليل الضغوط السياسية ،وظهور مؤشرات السالم الدولى ،باإلضافة لظهور منظمة سياحية ذات أهمية كبيرة
فى دعم التنمية السياحية بالمنطقة ،وهى منظمة التعاون السياحى ) )*((MEMTTAوتم إنشاؤها عام ،١٩٩٥
وتلك المنظمة هدفها العمل على تدعيم نصيب المنطقة من الحركة السياحية العالمية ،وتدعيم الوضع السياحى
بها .ولقد ظهرت هذه المنظمة فى أعقاب المؤتمر االقتصادى الدولى المنعقد فى عمان باألردن إال أن القرن
الواحد والعشرين ال يزال التطور السياحى للمنطقة به غير متناسب مع امكانياتها السياحية.
أما بالنسبة للحركة السياحية فى مصر فنالحظ ما يلى:
-ارتفاع نصيب مصر من السياحة الدولية فى الثمانينات نظرا ً التساع قاعدة السياحة الدولية وإلى سياسة
االنفتاح االقتصادى المتبعة ،وعادت الحركة للتناقص فى النصف الثانى من الثمانينات لظروف عدم
االستقرار السياسى التى مرت بها المنطقة.
-تذبذب معدالت النمو السياحى بشكل كبير خالل التسعينات نتيجة حوادث اإلرهاب التى شهدتها تلك الفترة
( ،) ١٩٩٣( ،)١٩٩١واالفتقار للنظرة الشاملة فى تخطيط التنمية السياحية ،والعيوب الواضحة فى
األساليب التنشيطية ،من تقليدية ونقص الهادفية وعدم التجانس وغياب السياسة السياحية العامة للدولة.
-الثبات النسبي لتطور الطلب السياحى فى مصر خ الل السبع سنوات االولى من القرن الواحد والعشرين
وعدم أرتفاعه نظرا لألحداث السياسية التى تمر بها المنطقة العربية.
(*)
The Middle East- Mediterranean Travel and Tourism Association.
45
وتنقسم األسواق السياحية الممثلة لحركة السياحة بمصر إلى أسواق أولية :وهي المصدر الرئيسى للطلب
السياحى فى مصر .وأسواق ثانوية :وهي المدعمة للحركة السياحية ،وتنشط كلما زادت الحمالت التسويقية
إليها .وأسواق محتملة :وهى التى يمكن أن تحقق طلبا ً سياحيا ً مستقبليا ً للمنطقة.
ب -السياحة الداخلية:
تشير الدراسات السياحية الدولية إلى تغير النظرة العالمية ألهمية السياحة الداخلية ،فأصبحت خدمة
ضرورية يجب أن توفرها الدولة لمواطنيها فى حدود قدراتهم المالية المتباينة لتحقيق تقدم فى مستوى
الرفاهية والصحة النفسية للشعب ،فبعد أن واجهت السياحة الدولية تغيرات هيكلية فى طبيعتها وتراكيبها،
ظهرت األهمية المتجددة للسياحة الداخلية كصمام أمن يساعد على تحقيق مجموعة من المزايا ،أهمها:
-١توفير فرص عمل جديدة تتسم باالستقرار مقارنة بالسياحة الدولية.
-٢تثقيف مواطنى الدولة ل ُحسن استخدام أوقات فراغهم فى األنشطة السياحية ،وبالتالى العمل على تحقيق
االستغالل األمثل للموارد السياحية.
-٣تحسين مستوى تشغيل المنشآت السياحية ،والتغلب على مشكلة الموسمية للعمل السياحى.
-٤تنمية الخدمات والتسهيالت السياحية ومد شبكات الطرق والمرافق األساسية لفتح نطاقات سياحية جديدة.
وما سبق يؤكد التأثير االيجابى الغير مباشر على االقتصاد القومى ،باإلضافة للمزايا االجتماعية والثقافية
والتعليمية ،وتخطيط السياحة الداخلية يجب أن يتم فى إطار التجانس مع السياحة الدولية من خالل تطبيق
مبادئ تخطيطية واحدة للسياحة بشقيها الدولى والداخلى ،وينحصر اإلختالف فى مدى التسهيالت وحجمها
ومستوياتها وأسعارها وطرق التسويق لها.
وبتحليل حركة السياحة الداخلية فى مصر ،نالحظ عدم االهتمام الكافى بتدعيم المناطق السياحية وتنميتها
الستقبال السائحين المحليين ،مما ينعكس على دور السياحة الداخلية فى دعم العملية السياحية فى مصر،
ويرجع ذلك إلى قصور الوعى السياحى بالمردود االجتماعى للسياحة الداخلية،ليس فقط على مستوى
المواطنين ،بل على مستوى الجهات المسئولة عن التخطيط والتسويق السياحى فى مصر.
باالضافة الى عدم التوازن المكانى والزمنى فى توزيع حركة السياحة الداخلية ،وعلى الرغم من بداية
االهتمام بتدعيم السياحة الداخلية إال أنها تقتصر على سياحة الشواطئ فــى مناطق محـدودة ولفترات زمنية
معينة.
والشك أن نمو الطلب السياحى يتوقف على معدل النمو السكانى ومستوى الدخل ودرجة التحضر ،ومدى
الوعى التخطيطى فى تنمية المناطق لتوفير متطلبات السياحة دوليا ً وداخلياً .إال أن تقدير الحجم الفعلى
للسياحة الداخلية فى مصر يعد من األمور الغير متاحة نظرا ً لعدم توافر البيانات الخاصة بحركة السياحة
الداخلية وعجز الجهاز اإلحصائى المصرى عن تتبع مراحل تطورها ،إال أن أهمية السياحة الداخلية فى
مصر التنحصر فى دعم االقتصاد بل فى تحقيق دعم للصحة النفسية لطبقات الشعب المختلفة ،ولذا يجب
االهتمام بتشجيع المشروعات السياحية على التنوع والتباين فى مستويات اشكال اإلقامة والخدمات
والتسهيالت ليتالئم مع مستوى األفراد فى مصر ،مع ضرورة قياس اآلثار البيئية المختلفة الناجمة عن تنمية
السياحة الداخلية وتشجيعها على التقدم وفق أسس وقواعد علمية وعملية.
46
وتنقسم معوقات التنمية السياحية فى مصر إلى قسمين رئيسيين ،أحدهما يرتبط بمنطقة الشرق األوسط على
اعتباره اإلقليم األشمل ،واآلخر مرتبط بطبيعة القطاع السياحى وسياسة تطويره.
-١المعوقات المرتبطة بالشرق األوسط:
تؤثر معوقات التنمية السياحية فى منطقة الشرق األوسط تأثيرا ً كبيرا ً على مستوى التدفق السياحى إلى
مصر باعتبار مصر جزء ال يتجزأ من المنطقة تتأثر بها وتؤثر فيها ،ومن أهم تلك المعوقات:
أ) البعد المكانى للمنطقة عن األسواق السياحية الرئيسية ،مما ينعكس على سهولة الرحلة وتكلفتها.
ب) عدم االستقرار السياسى بالمنطقة وكثرة المنازعات بين الدول من حروب أهلية وتوترات سياسية وعدم
االستقرار االقتصادى وضعف اإلمكانيات االستثمارية ،ومشاكل النمو السياحى غير المخطط بشكل علمى
سليم لعدم وجود سياسة سياحية مستقرة لكثير من دول المنطقة.
جـ) هبوط مستوى الخدمات والتسهيالت السياحية بما اليتالئم مع عوامل الجذب الغنية ونوعية السائحين المطلوبة.
وتقليدية البرامج السياحية وطرق التسويق وعدم توافر المعلومات الدقيقة عن واقع الوضع السياحى بالمنطقة.
-٢معوقات مرتبطة بصناعة السياحة فى مصر:
تتمثل فى كافة اإلجراءات المرتبطة بالسياحة سواء بالنسبة للسياسة الحكومية فى مصر ،أو الممارسات
التى تتضمنها حدود اختصاصات وزارة السياحة كجهة تنفيذية ،وأهمها:
أ) المعوقات المرتبطة بالمرافق العامة والبنية األساسية:
تعاني معظم المناطق السياحية ذات األهمية فى مصر قصورا ً فى حجم المرافق العامة األساسية بها بكافة
أنواعها من كهرباء ومياه وصرف صحى ونقل وطرق واتصاالت ،عن حد مواكبة التطور السياحى فى
تخطيط تلك المناطق وتنميتها ،باإلضافة لسياسة الدولة فى تحميل المشروعات السياحية بأعباء المرافق
األساسية وتكاليفها ،مما يقلل من القوة الجاذبة لتلك المشروعات فى جذب مصادر االستثمار المتنوعة.
ب) معوقات مرتبطة بالموارد السياحية:
يعاني تخطيط التنمية السياحية فى مصر من التوزيع الجغرافى غير المتوازن وسيادة نمط السياحة الثقافية،
باإلضافة لعدم االهتمام بتلك الموارد ،ويرجع ذلك لبروز عدد من األسباب ،أهمها إهمال أعمال الصيانة
والترميم بالمناطق األثرية ،وضعف الميزانيـــات المخصصة لــذلك ،وعدم العناية بنظافة تلك المناطق
وتنظيم زيارتها ،وعدم تطوير المناطق السياحية األثرية بما يتناسب مع أهميتها كعناصر جذب رئيسية.
باإلضافة الى ارتفاع نسب التلوث عن المعدالت المقبولة سواء ،التلوث الجوى الناجم عن تقلص المساحات
الخضراء وانتشار المصانع بصورة عشوائية وتلوث مياه النيل والشواطئ ،واالعتداء على الحياة البحرية
مما يؤثر على كفاءة مشروعات التنمية الخاصة بالسياحة الترفيهية أو التلوث السمعى والبصرى.
جـ) معوقات نابعة من د اخل القطاع السياحى نفسه بمعناه الشامل:
-روتينية التنظيم السياحى وعدم ديناميكيته فى مصر ،وضعف فعالية المجهودات التسويقية داخليا ً
وخارجيا ً ،وعدم انتهاج سياسة فعالة للتدريب السياحى والفندقى ،مما يضعف مستوى الخدمات المقدمة للعجز
عن توفير العمالة المتخصصة للمشروعات السياحية وقصور الوعى السياحى لدى المواطنين بأهمية
السياحة ،وهبوط مستوى اإلدارة السياحية ،وضعف اإلحصاءات السياحية التى التزال فى بداية تطورها،
ومحدودية النظرة التخطيطية ،وعدم توافر خريطة سياحية شاملة توضح مراحل التنمية لكل منطقة وأولويات
التخطيط للم راكز السياحية لغياب النظام الجيد للمعلومات واإلحصاء السياحى.
-سوء توجيه االستثمارات فى قطاع السياحة ،ومشاكل القطاع العام السياحى خاصة فى مجال اإلدارة الفندقية
وضعف الرقابة على الخدمات ،باإلضافة لعدم اتباع سياسة تسعيرية علمية سليمة للخدمات ،واالعتماد فى تحديد
األسعار على عنصر التكلفة دون النظر لباقى العناصر وأهمها عنصر المنافسة الخارجية.
47
-عدم االستقرار األمنى الداخلى – نسبيا ً -مما يؤثر على حركة السياحة خاصة مع ارتباط ذلك بضعف
مستوى التسويق واإلدارة ،مما يصعب فى إطاره التعايش السياحى فى ظل هذه الحوادث.
د) معوقات مرتبطة باإلجراءات الحكومية فى إدارة القطاع السياحى:
-تعدد جهات االختصاص الرسمى والشركات والجهات العاملة فى الحقل السياحى وتضاربها ،وعدم
إعطاء السياحة كقطاع اقتصادى هام ما تستحقه من أولوية سواء بالنسبة لالعتمادات المالية المخصصة
للوزا رة ،أو تضارب القوانين المانحة الختصاصاتها ،مما يؤدى لضعف دورها فى التدريب والرقابة
والتجديد والجهود التسويقية داخليا ً وخارجياً.
-عدم وجود سياسة ثابتة ومعلنة فيما يتعلق بالتصرف فى األراضى المملوكة للدولة إلقامة المشروعات
السياحية ،مما يجعل لكل محافظة أسلوب ها الخاص ،ولكل جهاز حكم محلى قدرة على فرض رسوم على
المزارات السياحية أو التصرف فى األراضى دون الرجوع لوزارة السياحة ،مما يضعف من مركز مصر
التنافسى لصعوبة وضع برامج ثابتة عن المنطقة السياحية.
-تعدد الجهات اإلشرافية على الفنادق ،باإلضافة للمشاكل التموينية التى تعترضها وتذبذب سياسات اإلعفاء
الجمركى والضريبى على المشروعات السياحية وتعقد إجراءات منح التراخيص للمنشآت السياحية
والفندقية ،وعدم جدوى تطبيق القرار الوزارى رقم ٢٦لعام ١٩٨٢بشأن توصيف الفنادق وتقييمها.
-التسوية فى اإلعفاءات والتيسيرات بين المناطق الس ياحية المختلفة ،بالرغم من ضرورة تحديد أولويات
الحاجة لمثل هذه المساعدات وفق احتياجات كل منطقة وفق مرحلة التنمية التى تمر بها وتأثير السياسات
االقتصادية واالجتماعية على القطاع السياحى دون وجود سياسة سياحية واضحة لتحديد األولويات السياحية
باالضافة الى عجز ا لدولة عن تدبير العملة الحرة الالزمة لسداد االلتزامات السياحية للخارج مما يعوق
حركة االستثمار فى مصر واختالل توازن السوق السياحى فى مصر لتقلص سياسة االئتمان وارتفاع سعر
فائدة قروض المشروعات السياحية.
-٣التوصيات الهادفة للتغلب على المعوقات:
يتطلب تنشيط قطاع السياحة فى مصر تضافر مجموعة من العناصر ولتحسين أوضاع التنمية السياحية
لذلك يجب إقرار سياسة سياحية شاملة وملزمة لكافة الجهات السياحية المرتبطة بها ،والعمل على معالجة
المعوقات التى تواجه القطاع السياحى محليا ً ودوليا ً وذلك من اجل الوصول بالقطاع السياحى الى االطار
االمثل ليحقق اآلمال المنصبة عليه كأحد قطاعات التنمية الرائدة فى الدولة ،ويتم تحقيق ذلك من خالل
تغطية بعدين رئيسين:
أ) على المستوى اإلقليمى (الشرق األوسط):
العمل على عودة المنظمات اإلقليمية الفعالة لمتابعة سياسات التنمية السياحية واستراتيجيتها للتغلب على
ال من التنافس ،والعمل على تشجيع روؤس المشاكل ،ووضع خريطة سياحية للمنطقة ككل إلحالل التكامل بد ً
األموال العربية واألجنبية فى االستثمار السياحى وحماية المناطق السياحية من الزحف العمرانى والصناعى
من خالل نظرة سياحية شاملة وتشجيع اتفاقيات التعاون السياحى بين الدول السياحية.
ب) على المستوى القومى (مصر):
يتضمن ضرورة تحديد مكانة النشاط السياحى وأولويته بين القطاعات اإلنتاجية فى الدولة ،واعتبار التخطيط
السياحى جزءا ً ال يتجزأ من خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية ،مع إقرار سياسة سياحية شاملة تتضمن
تنظيم عدة نقاط ،أهمها:
-فى مجال المرافق العامة والبنية األساسية والخدمات السياحية:
تحقيق التكامل االقتصادى والترابط الطبيعى لمختلف أقاليم مصر السياحية ،وتوفير أماكن إقامة باألعداد
والمستويات االقتصادية المختلفة ،وتوزيع أشكال اإلقامة بشكل متوازن حتى ال تحدث تنمية زائدة عشوائية
48
تؤدى لنتائج عكسية باالضافة الى سرعة استكمال عمليات اإلحالل والتجديد لمشروعات البنية األساسية -
خاصة فى المناطق الجديدة -وتمهيد الطرق وتحويل المطارات المحلية لمطارات دولية وتشجيع الطيران
العارض فى حدود المصلحة الوطنية ،ورفع مستوى الخدمات السياحية المقدمة للسائحين وتوفير كافة
التسهيالت والمتطلبات الالزمة لتحقيق الرضاء السياحى والحفاظ على الموارد المتاحة.
-فى مجال تطوير المنتج السياحى:
وضع قــواعــد تنسيق بين اإلحصاءات التى يصدرها الجهاز المركزى للتعبئة واإلحصـــاء ووزارة السياحة
مع إنشاء قاعدة بيانات قوية شاملة متجددة إلمداد الجهات المختصة بالعمل السياحى بالمعلومات الالزمة
لها .باالضافة الى التطوير المستمر للمنتج السياحى المصرى ،ورفع مستوى الصورة السياحية لمصر
داخليا ً وخارجياً ،وإعادة تخطيطه كما وكيفا ً وإحالل العنصر المحلى كمكون رئيسى .وتنويع المنتج السياحى
مع ضرورة تحقيق التوازن بين متطلبات السياحة الدولية والداخلية ،واعتبار األخيرة هى الركيزة األساسية
لتحقيق استقرار التنمية السياحية.
والعمل على تحديد استراتيجية واضحة للتسويق السياحى اعتمادا ً على دراسات شاملة لألسواق السياحية
وتعميق التعاون بين هيئة التنشيط السياحى وقطاع األعمال السياحية لتطوير البرامج السياحية .وقيام جهاز
حماية البيئة بمجلس الوزراء واألكاديمية ومركز البحث العلمى ..وغيرها بالتعاون الوثيق لمقاومة التلوث
من خالل برامج واضحة ومراعاة هذا البعد مستقبالً فى تخطيط التنمية السياحية للمناطق المختلفة.
كذلك من خالل االهتمام بالنظافة العامة للمدن والمناطق السياحية ومراعاة البعد الجمالى فى التصميم،
والتشدد فى الرقابة على تنظيم المناطق السياحية والخدمات الفندقية والبرامج المختلفة بمكوناتها وأسعارها
ومراحل تنفيذها ،وتوفير وسائل الخدمات االجتماعية لضمان تحقيق أفضل مستوى للمنتج المقدم للسائح.
-فى مجال التشريع والتنظيم السياحى:
إدخال تعديالت على التنظيم السياحى فى مصر لتصبح وزارة السياحة وأجهزتها األخرى خلية عضوية
ديناميكية ،وتعديل اختصاصات المجلس األعلى للسياحة لزيادة فعاليته فى وضع السياسة العامة للسياحة
وتوحيد الجهات المسئولة عن النشاط السياحى والفندقى فى جهاز موحد يصدر التراخيص للمنشآت ويشرف
على أراضى البناء المخصصة للمشروعات السياحية.
اعتبار السياحة مرفقا ً قوميا ً وتحديد دور المحافظات فى االستثمار فى مشروعات المرافق العامة وتنشيطها،
واالهتمام بالمناطق السياحية وتنميتها عن طريق الجهات اإلقليمية ،والعمل على تبسيط إجراءات الحدود.
وضرورة العمل على حل مشاكل التمويل التى تواجه القطاع العام السياحى من خالل منح القروض وتيسير
إجراءات تسوية الديون ،ووضع قواعد مستقرة بشأن األراضى الممنوحة للمشروعات السياحية ،وإعادة
تطبيق اإلعفاءات الجمركية على معدات المنشآت السياحية والفندقية ،وتطوير األساليب التى تحكم اإلدارة
الفندقية المصرية مع دعمها بكفاءات أجنبية إلدارتها بشروط يتفق عليها.
دعم اإلمكانات المادية لهيئة اآلثار لتطوير المناطق اآلثرية وصيانتها ،وعدم تدخل وزارة السياحة فى أعمال
المنظمات األهلية وإعطائها فرصتها فى الخلق واالبتكار مع االحتفاظ بالدور اإلشرافى العام .وتوجيه
االستثمارات للمناطق ذا ت األولوية ،وتشجيع القطاع الخاص للمساهمة فى المشروعات السياحية وإنشاء
شركات للتوريدات الغذائية لمد المنشآت باحتياجاتها بصفة مستمرة .دعم القطاع السياحى ماليا ً للقيام
بالدراسات التخطيطية الالزمة عن طريق المكاتب االستشارية المصرية المتخصصة واالستعانة بالخبرة
األجنبية كلما دعت الحاجة.
إصدار قانون العاديات والسلع السياحية لتنظيم هذا القطاع لمواجهة المنافسة الدولية .وإنشاء جهاز إلدارة
األزمات فى مصر لمواجهة األحداث الطارئة ،ووضع سياسة واضحة للتعامل مع الظروف المتغيرة،
ووضع األسس الكفيلة بخلق مناسبات سياحية قومية من خالل وضع أجندة سياحية ثابتة لتنشيط الحركة
السياحية على مدار العام .ووضع سياسة سعرية لضمان إطالق الحرية لقطاع األعمال فى إطار ميكانيكية
العرض والطلب السياحيين ،والنظر فى تطبيق األسعار المحلية فى استهالك المنشآت السياحية والفندقية
49
للمرافق العامة ،وتثبيت أسعار اإلقامة بالفنادق ،والحد من ارتفاع أسعار السفر إلى مصر داخليا ً وخارجيا ً
من خالل تشجيع الطيران العارض التابع لمصر للطيران.
والعمل على تسهيل إجراءات تصدير الطرود الخاصة بالمنتجات السياحية مع مصلحة الجمارك ومصلحة
البريد لزيادة الصادرات ،وحل مشكلة استيراد الخامـات مـن خالل توفيرها بالسوق المحلى .وعدم المساس
بالمزايا التى منحها قانون استثمار المال العربى واألجنبى للقطاع الخاص ليشارك فى إنشاء المشروعات
الجديدة ،وتشجيع االستثمار بالمناطق الجديدة خاصة فى البحر األحمر وسيناء من خالل لجنة عليا دائمة
تتحدد مهمتها فى وضع سياسة عامة للتنمية السياحية بكل منطقة ،من خالل عقد اجتماعات مستمرة على
مستوى الوزراء والمحافظين لتذليل العقبات أمام مستثمرى القطاع الخاص والقضاء على معوقات النمو
السياحى ،وتحديد الهيئات والجهات المتعاملة مع النشاط السياحى واختصاص كل جهة لمنع تضارب
االختصاصات وتالفى الروتينية فى العمل السياحى.
-فى مجال النشاط اإلعالمى للقطاع السياحى:
العمل على تنمية الوعى السياحى لدى المواطنين ووضع سياسة قومية لمحو األمية ،وتضمين المناهج
الدراسية بموضوعات سياحية ونشر السلوك الجماهيرى السليم فى معاملة السائحين والحفاظ على البيئة
الطبيعية وحماية التراث ،والعمل على تدعيم المشاركة المحلية لسكان المناطق السياحية فى تنمية المناطق
سياحياً ،ومتابعة المكاتب المصرية الخاصة باإلعالم السياحى لمواجهة أى دعاية سلبية عن الوضع السياحى
فى مصر.
وقد صدر عن مجلس الوزراء مجموعة من القرارات "أربعة عشر قراراً" للتنشيط السياحى وزيادة
االستثمار وحل كافة المشكالت التى تواجه السياحة فى مصر ،وفى مقدمتها حل مشاكل الطيران العارض،
والبواخر السياحية فى الموانئ المصرية ،وإنشاء مطارات جديدة ودعم جهود مشروعات البنية األساسية
واالهتمام بقضية الوعى السياحى واعتبارها قضية قومية.
-فى مجاالت التدريب السياحى:
توفير العمالة المتخصصة كما ً وكيفا ً لتغطية متطلبات العمل السياحى عن طريق تدعيم كليات السياحة
والمعاهد المتخص صة ،وإعداد برامج تدريب خاصة بالعاملين فى المنشآت السياحية والفندقية ،واالستعانة
بالعمالة األجنبية المتخصصة فى حدود ضيقة لالستفادة من الخبرة الدولية فى هذا المجال .واعتبار التدريب
السياحى عنصرا الزما من عناصر التنمية السياحية ،ورفع المستويات اإلدارية الفنية للعاملين باألجهزة
المرتبطة بالعمل السياحى ،وإقامة مراكز متخصصة للتدريب على صناعات السلع والعاديات السياحية
محليا.
-فى مجال تهيئة المناخ العام وتحقيق االستقرار:
تهيئة االستقرار السياسى واالجتماعى داخل األراضى المصرية وتدعيم العالقات الدوليـــة واإلقليمية،
والعمل على استقرار السياسات النقدية والجمركية واالقتصادية وتوجيهها لتشجيع التنمية السياحية .وتحرير
سوق النقد األجنبى من القيود للوصول إلى توحيد سعر الصرف ،والعمل على التخطيط العلمى السليم
لمراحل التنيمة السياحية وعالج معوقات استمرارها.
ومن خالل العرض السا بق يتضح بعض المعوقات التى تعترض الدولة عند قيامها بوضع خطط التنمية
وتنفيذها ،وبعض الحلول والمقترحات التى تدور فى إطار ضرورة وضع سياسة سياحية عامة تترجم
الستراتيجيات لبلوغ األهداف وفق برنامج زمنى محدد لكافة أبعاد التنمية التى تقترن بخطة قابلة للتنفيذ
تنظيميا ً وفنيا ً وماليا ً وبشرياً.
50
ثالثا :تقييم الوضع التنموى للقطاع السياحى فى مصر
تعد مصر إحدى الدول النامية ذات المقومات السياحية المتنوعة ،والتى يحتل بها القطاع السياحى مكانا ً
متميزا ً باعتباره ركيزة أساسية لسياسة اإلصالح االقتصادى القومى ،وقد أسهمت خطط التنمية السياحية
بمصر فى ازدهار الحركة السياحية -إلى حد ما -وإن كانت قد واجهتها العديد من العقبات عند القيام بتنفيذ
تلك الخطط.
-١أهداف التنمية السياحية فى مصر:
تقوم استراتيجية التنمية السياحية فى مصر على أساس تخطيط مناطق جذب معينة يتم اختيارها وفق أولوية
التنمية ،إال أن الخطوط الرئيسية لتخطيط النمو السياحى فى مصر يجب أن يتضمن مجموعة من األهداف
تسعى الخطط لتحقيقها ،من أبرزها:
أ) تدعيم التنمية االقتصادية من خالل اإليرادات السياحية وفرص العمالة ،ولذا يجب أن تحدد الدولة المعدل
المناسب للنمو الذى تبغيه فى قطاع السياحة ليحقق اآلثار المطلوبة.
ب) ترشيد القرارات االستثمارية لمختلف القطاعات االقتصادية ،وأن تكون االستثمارات السياحية قائمة
على دراسات جدوى جادة بمدى مساهمتها فى تدعيم التنمية االقتصادية واالجتماعية للدولة.
جـ) تشجيع السياحة الداخلية تشجيعا ً فعليا لتصبح أساس السياحة الدولية ومدعمة للصحة النفسية للمجتمع
المصرى ،واختيار المناطق ذات االولوية فى التنمية السياحية لكل من السياحة الدولية والداخلية وفق
اعتبارات استخدامات األراضى والتخطيط الطبيعى واالقتصادى واالجتماعى.
د ) تحديد كافة أهداف التنمية تحديدا ً واضحا ً وملزما ً لكافة األجهزة الرسمية وغير الرسمية بالدولة .والبحوث
العلمية السياحية مقدمة ضرورية لوضع الخطط السياحية ،واالتجاه لتناول مبدأى التركيز واالنتشار فى
المشروعات السياحية وفق اإلطار المحدد للتنمية العمرانية ومشروعات البنية األساسية .
و) زيادة االهتمام باإلطار الطبيعى فى خطط التنمية السياحية ،والعمل على تحقيق المشاركة الشعبية فى
المشروعات من خالل زيادة الوعى الشعبى ،واالهتمام بالتعليم والتدريب السياحى .وإيجاد قاعدة
إحصائية علمية تغذى بنظام معلومات متكامل لتحقيق تنمية سياحية مثلى .مع تحديد دور القطاع الخاص
ومدى مساهمته فى مشروعات التنمية السياحية ،واقتصار دور الدولة على الرقابة والمشاركة فى بعض
المشروعات واالهتمام بتدعيم مشروعات البنية األساسية.
وبالرغم من األهداف الواضحة التى يجب أن يتبناها الجهاز السياحى الرسمى فى مصر ممث ً
ال فى وزارة
السياحة ،إال أن خطط التنمية السياحية فى مصر بعيدة عن تحقيق تلك األهداف بالشكل المتوازن ،بل يمثل
البعد االقتصادى األساس فى الفكر التنموى ،أما البعد االجتماعى والبعد البيئى فال يتم تناولهما إال فى إطار
محدود لبعض خطط التنمية مثل الخطة اإلقليمية لتنمية سيناء.
-٢تقييم خطط التنمية السياحية فى مصر:
إن تتبع التطور السياحى وخطط التنمية السياحية فى مصر يتم من خالل تقييم ثالث مراحل رئيسية:
أ) المرحلة األولى :التخطيط السياحى خالل فترة ما قبل الثمانينات.
ب) المرحلة الثانية :الخطط الخمسية األولى والثانية للتنمية السياحية.
جـ) المرحلة الثالثة :التخطيط السياحى فى فترة التسعينات.
51
أ) المرحلة األولى:
إن تسلسل األولويات فى نظر واضعى خطط التنمية الشاملة فى مصر فى تلك المرحلة لم تمكن القطاع
السياحى من الحصول على االستثمارات التى تتناسب مع أهميته ،ومع ذلك فقد شهدت هذه الفترة تركيز
األغلبية العظمى من خطط التنمية السياحية على متطلبات السياحة الدولية الوافدة إلى مصر من حيث
المستوى أو السعة ،وذلك فى مناطق االنتشار التقليدية (القاهرة -اإلسكندرية -األقصر وأسوان) حيث
تركزت بها خطط التنمية السياحية.
وتميزت فترة الستينات بالتوسع فى استثمار إمكانات مصر الطبيعية والبشرية لتنمية القطاع السياحى بعد
أن برزت أهميته االقتصادية واالجتماعية.
واعتبارا ً من منتصف السبعينات ،انتهجت مصر سياسة االنفتاح االقتصادى بعد أن صدر القانون رقم ٤٣
لسنة ١٩٧٤بشأن استثمار المال العربى واألجنبى واالستفادة من التكنولوجيا المتطورة ،واستفاد القطاع
السياحى من أحكام هذا القانون من خالل اإلعفاءات الجمركية والضريبية والحوافز االقتصادية المختلفة،
باإلضافة لمب ادرات التشجيع لالستثمار فى القطاع السياحى والفندقى من خالل منح حوافز ممثلة فى القانون
رقم ١لسنة .١٩٧٣
وفى تلك الفترة طبقت خطة التنمية السياحية التى استمرت خمس سنوات ( )١٩٨٠ -٧٦واتجهت ألقاليم
سياحية غير تقليدية وظهر إقليم الساحل الشمالى على خريطة مصر السياحية ،ونظرا ً ألن هذه الخطة لم
تكن إال مجرد تنبؤات مستقبلية عن المتغيرات السياحية ،فإنه يمكن التجاوز عن وضعها فى الترتيب كإحدى
الخطط اإلنمائية السياحية .وفى تلك الفترة قامت خطة قومية للسياحة ( )١٩٧٨وضعها فريق الخبراء
األلمان (شتايجنبرجر) اعتمدت على وضع جدول للتنبؤ العلمى لمستقبل التنمية السياحية فى مصر حتى
١٩٩٠من خالل تقييم كيفى للمناطق السياحية واألسواق السياحية.
ب) المرحلة الثانية:
شهدت تلك المرحلة وضع أول خطة خمسية للتنمية السياحية فى مصر خالل النصف األول من عقد
الثمانينات ،والتى استمر تنفيذها خالل الفترة الممتدة بين عامى ( ،)١٩٨٧ -١٩٨٢وقد أدت تلك الخطة
لتحقيق نتائج مثمرة وتلك الخطة اتسمت بإيجابيات متعددة لعل فى مقدمتها االتجاه لتنمية مناطق سياحية
جديدة وخصوصا فى جنوب سيناء والبحر األحمر مما فتح مجا ً
ال لتنويع المنتج السياحى المقدم ،ودخول
التنمية السياحية فى مصر لمرحلة التطور و االهتمام بالسياحة الداخلية بدرجة أكبر من ذى قبل ،لالستفادة
من التطورات االقتصادية واالجتماعية فى مصر وتحسين المرافق العامة والخدمات المرتبطة بتوسيع
نطاق النشاط السياحى الدولى والمحلى.
-إن فترة نهاية الثمانينات شهدت تكثيف الخطط المؤثرة على تدعيم العرض السياحى -دون تقدير متوازن
للطلب السياحى -وركزت خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية على القطاع السياحى ،وتم وضع خطة
خمسية ثانية للتنمية السياحية ( )١٩٩٢ -٨٧ولقد استطاعت الخطة أن تحقق االرقام المستهدفة بل وزادت
المعدالت المحققة عن األرقام المستهدفة ،وعملت على مواجهة المعوقات المرتبطة بالتنمية السياحية فى
مصر والقضاء عليها ،مما أدى لزيادة إسهام القطاع السياحى فى التنمية الشاملة للدولة من خالل برامج
تنشيط السياحة الداخلية وتعمير مناطق تنمية سياحية جديدة ،وبرامج التدريب والتنشيط داخليا ً وخارجيا ً
وتدعيم التسهيالت السياحية المتاحة.
جـ) المرحلة الثالثة:
وهى مرحلة التسعينات ،وشهدت تلك الفترة خططا ً إقليمية عديدة للتنمية السياحية فى مصر نتج عنها إحداث
تغيرات كبيرة على خريطة توزيع المغريات السياحية المستغلة ،وتم التركيز فى تلك الفترة على تنمية
سيناء ،وتمثل ذلك فى المشروع القومى لتنمية سيناء (.)٢٠١٧ -١٩٩٤
52
وتزامن مع تلك المرحلة وضع الدولة للخطة الخمسية الرابعة للتنمية االقتصادية واالجتماعية (-٩٢
،) ١٩٩٧والتى سعت إلى تطوير القطاع السياحى فى أحد أجزائها ،لذلك فلقد تطورت الطاقة الفندقية فى
مصر من خالل تلك المرحلة التخطيطية.
ولقد تبنت وزارة السياحة -من خالل هيئة التنمية السياحية -فكرا ً تنمويا ً يعتمد على وضع معايير موضوعية
لمشروعات التنمية السياحية من أهمها:
-١تنويع المنتج السياحى ليشمل مراكز خدمية وثقافية وترويحية وتحقيق التكامل بين المشروعات فى
المركز السياحى الواحد ،واالحترام الكامل للبيئة الطبيعية لضمان تنمية متوازنة ومتواصلة ،حيث تكون
مواقع التنمية السياحية بمثابة مراكز إنتاجية ومصادر متجددة للدخل ولفرص العمل.
-٢وضع مخططات تفصيلية بمشاركة بيوت الخبرة العالمية والوطنية المتخصصة فى السياحة للمناطق
السياحية المختلفة ،وتمكين القطاع الخاص من تنفيذ هذه التنمية بالكامل ،وتشجيع المشاركة األجنبية مع
القطاع الخاص المصرى بهدف االستفادة من الخبرة.
وقد شهدت تلك المرحلة إنجازات واسعة تحققت من خالل طفرة حقيقية فى مجال التنمية واالستثمار السياحى
فى مصر.
53
العقبة ،وسيوه بالصحراء الغربية ،والمنيا شمال الصعيد ،وأبو سمبل جنوب أسوان .ويُفضل تنمية تلك
المناطق إما بصورة مكثفة أو معتدلة وفق أولويات التنمية.
-المراكز السياحية الفرعية :وهي التي يفضل تنميتها علي نطاق محدود بما يتوافق مع إمكاناتها ولما يحقق
مبدأ التواصل فى التنمية.
ب -عناصر االستراتيجية:
-الحد من النمو السريع للطاقات اإليوائية بالمراكز الرئيسية ،واالرتقاء بمستوي جودة المنتج ،وكان من
الضرورى إجراء دراسات اجتماعية و تسويقية مصاحبة لهذا المحور.
-تكثيف التنمية بالمناطق النشطة ،وكان ضروري عمل دراسة اجتماعية وبيئية لمدي قدرة المنطقة علي
إستيعاب ذلك.
-تنمية بعض المناطق كمراكز واعدة كالعين السخنة وسانت كاترين.
-تنمية عدد من المناطق ا لفرعية لتتراوح الطاقات اإليوائية ما بين ألف وألفي غرفة.
-دعم سياحة االهتمامات الخاصة في مجال سياحة اليخوت والسفاري والرياضة.
ج -الخطط الفرعية الالزمة لتحقيق أهداف الخطة القومية للسياحة:
وتتضمن خطة التنشيط السياحي (الخارجي والداخلي) وتنمية السياحة ،خطة التدريب ،خطة تنمية الوارد
بالمناطق السياحية ،خطة الدراسات والبحوث ،خطة التشريعات والتسهيالت وبذلك فإن إطار االستراتيجية
القومية للتنمية السياحية في مصر يدور في مجملة حول تعظيم وتطوير المنتج السياحي ،وتوسيع قاعدة
األسواق والتعامل معها بأسلوب متطور ،ورفع مستوي جودة الخدمات السياحية في ضوء تنظيم واضح
للقطاع السياحي.
ولقد تبنت الخطط ( )٢٠٢٢-٨٢عدة محاور لتحديث الدولة والمجتمع في مصر منها:
المحور األول :تنمية اإلنسان المصري من خالل:
االرتقاء بمستوي الدخل والمعيشة االرتقاء بنوعية الحياة .وإحداث قفزة نوعية في التعليم والعمل على تنمية
القدرات والطاقات اإلنتاجية والحفاظ علي الهوية الثقافية وتأكيد االنتماء.
المحور الثاني :تنمية قاعدة اإلنتاج والموارد الطبيعية واالقتصادية من خالل:
تنمية قاعدة الموارد الطب يعية والقدرة التنافسية لإلنتاج المحلي وتأمين الحد األدني الالزم من الغذاء .وتوسيع
وتطوير البنية األساسية .وإعادة هيكلة الصناعة الوطنية.
المحور الثالث :تطوير اإلدارة والبناء المؤسسي الناجح.
المحور الرابع :بناء وتنمية القاعدة الوطنية للعلم والتكنولوجيا.
المح ور الخامس :التفاعل الخالق مع المحيط اإلقليمي والنظام العالمي.
خاتمة:
مم ا سبق يوضح أن التنمية السياحية للمدينة ترتبط بشكل رئيسى بمخطط تنمية القطاع المرتبط بدوره
باإلقليم وباقى أقاليم الجمهورية ،وعلى ذلك فمراعاة مبادئ التخطيط ومراحله التى سبق تناولها هى أساس
التنمية من تقييم سليم للوضع الحالى وفق معلومات دقيقة وشاملة ،وتحديد األهداف المحددة والعامة فى
إطار الخطة القومية ،وبيان أهم البدائل لتحقيق تلك األهداف ودور كل جهة متخصصة أو غير متخصصة
فى القيام بمهامها فى إطار الخطة الموضوعة.
كل هذا من خالل سياسة سياحية واضحة ،وجهة واحدة تنبثق منها كافة القرارات الرئيسية ،والمرونة فى
التنفيذ -من أهم خطوات التخطيط -التى نفتقر إليها فى مصر حتى ال نتعرض للخطأ الدائم الذى يعوق
التنمية السياحية بمصر ،أال وهى الفجوة الكبيرة بين ما يتم وضعه وتحديده نظرياً ،وما يتم تنفيذه عملياً.
54
55
المراجع
أوالً :قائمة المراجع العربية
سالمة رمزى على إبراهيم ،اقتصاديات التنمية ،منشأة المعارف :اإلسكندرية.١٩٩٥ ،
عبد الوهاب صالح ،السياحة الدولية .دار الهنا للطباعة :القاهرة ،الطبعة األولى.١٩٨٦ ،
عبد الوهاب صالح ،تخطيط الموارد السياحية .دار الشعب :القاهرة.١٩٨٨ ،
عبد الوهاب صالح ،السياحة فى عالم متغير .مؤسسة الهالل :القاهرة.١٩٩٦ ،
الشرقاوى على ،إدارة األعمال (الوظائف والممارسات اإلدارية) .الدار الجامعية :اإلسكندرية.1986 ،
الزوكة محمد خميس ،صناعة السياحة من المنظور الجغرافى ،دار المعرفة الجامعية :اإلسكندرية.1992 ،
إبراهيم محمد يسرى ،التربية ا لحديثة والتنمية الشاملة (رؤية فى انثروبولوجيا السياحة) .القاهرة.1993 ،
الدراسات:
العصار حنان ،تخطيط التنمية السياحية .رسالة ماجستير.١٩٩٨
العصار حنان ،دور تكنولوجيا المعلومات فى دعم الخطة القومية للتنمية السياحية فى مصر .رسالة
دكتوراه.٢٠٠٥ ،
Cooper C., Fletcher J.. and Others ,Tourism pprinciples and Practices,
pitman ,London,1993.
56
Pearce D., Tourist Development, Second Edition, Longman Scientific Group
(FE) Limited, Hong Kong , 1989.
Periodicals:
57
ﺗﺻﻣﯾم وإﻧﺗﺎج
وﺣدة اﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠم ﻋن ﺑﻌد
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﻔﻧﺎدق
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ
اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ
2022-2021