You are on page 1of 63

‫اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ‬

‫اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ﺣﻧﺎن اﻟﻌﺻﺎر‬


‫د‪ .‬ﺳﺎرة ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح‬
‫ﻗﺳم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ‬

‫‪2022-2021‬‬
‫"‬ ‫ً‬ ‫"‬
‫‪!# F‬‬ ‫‪#‬‬ ‫ﻗ‬‫ﺮ‬‫ﻟ‬‫ا‬ ‫ل‬‫ﻮ‬‫ﺤ‬‫ﺘ‬‫ﻟ‬‫ا‬ ‫ﺞ‬‫ﻬ‬‫ﻨ‬‫ﻤ‬‫ﻟ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫‪7‬‬‫ﺒ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺗ‬‫و‬ ‫‪:‬‬
‫‪#‬‬ ‫ﻣ‬‫ﺎ‬ ‫ﺠ‬‫ﻟ‬‫ا‬ ‫ﻢ‬‫‪7‬‬ ‫ﻠ‬‫ﻌ‬‫ﺘ‬‫ﻟ‬‫ا‬ ‫ﺮ‬ ‫‪3‬‬‫‪2‬‬ ‫ﻄ‬‫ﺘ‬‫ﻟ‬ ‫ﺔ‬‫ﻟ‬‫و‬‫ﺪ‬‫ﻟ‬‫ا‬ ‫ە‬‫ﺎ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺗ‬‫ا‬ ‫ﻞ‬‫ﻇ‬ ‫!‬‫‪#‬‬
‫‪:‬‬ ‫ً "‬
‫اﻟﺘﺪر‪H‬ﺲ؛ اﺗﺨﺬ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋ‪ O‬ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت ﻗﺮارا ‪RQ‬ورة ﺗﺤ‪32‬ﻞ اﻟ‪T‬ﺘﺎب اﻟﺠﺎﻣ ‪#‬‬
‫[« واﻟﺬي ^ﻤﺜﻞ اﻟﻤﺤﺘﻮى اﻟﺮﻗ‪ F‬ﻟﻠﻤﺤﺎ"‪a‬ات اﻟ‪bc‬‬ ‫»اﻟﻤﺼﺎﺣﺐ ﻟﻤﻘﺮر درا ‪#‬‬
‫"‬
‫ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻣﻘﺮرا دراﺳ‪7‬ﺎ إ‪ h‬إﻟ‪icT‬و ‪^ j#‬ﻤﻜﻦ ﺗﺤﻤ‪7‬ﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﺘﻌﻠ‪7‬ﻤ‪7‬ﺔ وﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﻜﺘ‪n‬ﺔ اﻟﺮﻗﻤ‪7‬ﺔ‪.‬‬

‫"‬
‫‪ F‬وﻗﺪ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪر‪3‬ﺔ ﻻ ‪s‬ﺴﻤﺢ ‪Q‬ﺎﻟ‪v‬ﺴﺦ اﻟﻐ‪ iy‬ﻗﺎﻧﻮ‪ j‬ﻟﻠ‪T‬ﺘﺎب اﻟﺠﺎﻣ ‪#‬‬
‫‪ :‬اﻟﺮﻗ ‪#‬‬
‫"‬
‫{ ‪| !#‬ﺬا اﻟ‪T‬ﺘﺎب اﺣ‪ic‬ام ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠ‪7T‬ﺔ اﻟﻔﻜ‪3€‬ﺔ ﻟﻠﻐ‪‚ ،iy‬ﻤﺎ ‪ƒ‬ﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻄﻠﻊ ﻋ‪O‬‬ ‫رو ‪#‬‬
‫{ اﻟﻤﻮﺿﺢ ﻋﻠ‪7‬ﻪ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ﺪ‬ ‫‪Q‬‬‫ﻹ‬‫ا‬ ‫ع‬‫ﺎ‬‫ﺸ‬‫ﻤ‬‫ﻟ‬‫ا‬ ‫ﺺ‬‫‪7‬‬ ‫ﺧ‬‫‪i‬‬‫اﻟ‪T‬ﺘﺎب اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ وﻓﻘﺎ ﻟ ‪c‬‬
‫‪#‬‬

‫ﻣﻊ ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺘﻤﻨ‪7‬ﺎت ‪Q‬ﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ اﻟﻄﻼب‪.‬‬


‫اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ‬

‫اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬

‫د‪ .‬ﺳﺎرة ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬ﺣﻨﺎن اﻟﻌﺼﺎر‬

‫ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ واﻟﻔﻨﺎدق‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ‬
‫ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻓﻲ طﺮﯾﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻹﻣﻜﺎن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﺳﯿﺎﺣﻲ ﯾﺘﻼءم ﻣﻊ‬
‫إﻣﻜﺎﻧﯿﺎت اﻟﺪول اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ‪ ،‬وﺗﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﮭﻮد ﺑﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ وﺑﯿﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ اﻷﺧﺮى ﻹﺣﺪاث‬
‫ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺮﺧﺎء ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎن اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ﺿﺮورة أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻷي ﻧﺸﺎط إﻧﻤﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ أﻛﺜﺮ ﺿﺮورة ﻷﻧﮭﺎ ﻧﺸﺎط‬
‫ﻣﺮﻛﺐ ﯾﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻗﻄﺎﻋﺎت داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وﯾﺆﺛﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺗﺄﺛﯿﺮا ً ﻣﺒﺎﺷﺮا ً ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻧﻈﺮﯾﺔ‬
‫وﻣﻔﮭﻮم ﺟﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ ﻟﻠﺴﯿﺎﺣﺔ‪ ،‬ﯾﮭﺪف إﻟﻲ اﻟﺘﻨﺴﯿﻖ اﻟﻤﺘﺰاﻣﻦ واﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﯿﻦ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ‪ ،‬ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻲ ﻧﻈﺎم إدارة وﺗﺸﻐﯿﻞ ﻓﻌﺎل ﯾﻌﻤﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ‬
‫اﻷھﺪاف اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﺮزھﺎ اﻟﻤﺠﮭﻮد اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ‪ .‬وأن ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻛﺨﻠﯿﺔ‬
‫ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ اﻷﺟﺰاء‪ ،‬ﻟﺒﻠﻮرة ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﮭﻮد ﻹﻧﺘﺎج ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ‪ ،‬وﻟﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﺎﻣﻠﯿﻦ أﻛﻔﺎء ﯾﺆدون‬
‫وظﺎﺋﻔﮭﻢ دون اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ ﺑﺄدوار ﻣﺤﺪدة‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺼﺒﺢ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻌﺎون ﻛﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫وﯾﺘﻄﻠﺐ ھﺬا اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ طﺮﯾﻘﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ ﺣﺘﻤﯿﺔ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺠﮭﻮد‪ ،‬وإﻋﺎدة ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷھﺪاف‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺤﺪدة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﯾﺪ وﻟﺒﯿﺌﺘﮫ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ واﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ وﻟﻤﻮارده وﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺗﮫ وﻟﻄﺮﯾﻘﺔ إدارﺗﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺨﻄﺔ‬
‫اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻧﺸﻄﺔ وﻣﺸﺮوﻋﺎت ﯾﺘﻢ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻓﻲ إطﺎر زﻣﻨﻲ ﻣﺤﺪد ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ھﺬه‬
‫اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت ﻓﻲ وﻗﺘﮫ اﻟﻤﺤﺪد ﻣﻊ ﺗﺤﻘﯿﻖ أﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ وأﻋﻠﻲ ﻣﻌﺪل ﻣﺘﺎح ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷھﺪاف واﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﻨﺸﻮدة‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ دﺧﻠﺖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ إطﺎرا ً ﺟﺪﯾﺪا ً ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﺗﺘﻮﺟﮫ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﺴﻮق‬
‫اﻟﺤﺮ ﻟﺘﻮاﺋﻢ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ دورا ً ﺑﺎرزا ً ﻓﻲ ﺗﺪﻋﯿﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪،‬‬
‫وأﺻﺒﺢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ اﻟﻤﻮﺟﮫ واﻟﻤﺨﻄﻂ ﺑﻔﺎﻋﻠﯿﺔ ھﻮ دﻋﺎﻣﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﺗﻘﯿﯿﻢ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﮫ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﻮات ﻧﺠﺎح ﺗﺘﻢ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺳﺎس اﻟﺘﺨﻄﯿﻄﻲ‬
‫اﻟﻤﺘﺒﻊ وﻣﺪى ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻھﺪاف ﺑﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺆدى اﻟﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺪﻋﯿﻢ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺘﻢ دراﺳﺔ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ وﺗﺤﻠﯿﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﻹدراك أﺑﻌﺎد اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻌﺮض‬
‫واﻟﻄﻠﺐ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وھﻤﺎ أﺑﻌﺎد اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ‪ ،‬وﺗﺤﻠﯿﻞ أھﻢ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺼﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‪.‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل االول‬
‫‪4‬‬ ‫تخطيط التنمية السياحية‬
‫‪4‬‬ ‫أوال‪ :‬التنمية السياحية والتخطيط لها (الطبيعة والمفهوم)‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -١‬التنميـة السياحيـة ‪TOURIST DEVELOPMENT‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -٢‬أبعـاد التنميـة السياحية‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -٣‬طبيعة التخطيط السياىح‬
‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع التخطيط السياح‬
‫‪21‬‬ ‫الفصل الثان‬
‫‪21‬‬ ‫تحليل التخطيط السياح‬
‫ً‬
‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬تحليل التخطيط السياح كموجه للتنمية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -١‬تحليل السوق والموارد ‪MARKET ANALYSIS‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -٢‬تكامل التحليل والتجميع ‪INTEGRATED ANALYSIS AND SYNTHESIS‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -٣‬دور الدولة ف تخطيط التنمية السياحية‬
‫ً‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مراحل التخطيط السياح وخطواته‬
‫‪28‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تحليل القطاعات السياحية المعنية بالتخطيط‬
‫‪31‬‬ ‫رابعا‪ :‬األسس والمعايي التخطيطية ‪BASIC PLANNING STANDARDS‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪34‬‬ ‫الخطة السياحية‬
‫‪34‬‬ ‫أوال‪ :‬تحليل الخطة السياحية‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -١‬مفهوم الخطة السياحية‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -٢‬الخطة القومية للتنمية السياحية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -٣‬أبعاد الخطة السياحية‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تطور الخطة السياحية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -١‬سمات الخطة القومية للتنمية السياحية وتطورها‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -٢‬أسس إعداد وتحضي الخطة القومية للسياحة‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -٣‬عوامل نجاح الخطة القومية للتنمية السياحية‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -٤‬محاور الخطة القومية للتنمية السياحية ومحدداتها‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -٥‬العوامل المؤثرة ف الخطة القومية للتنمية السياحية‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -٦‬مكونات الخطة القومية للسياحة‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪43‬‬ ‫تخطيط التنمية السياحية ف مرص‬
‫‪43‬‬ ‫اوال‪ :‬تحليل التخطيط السياح ف مرص‬

‫‪1‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -١‬تحليل العرض السياىح ألقاليم مرص السياحية‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -٢‬تحليل الطلب السياىح ف مرص‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬معوقات تخطيط التنمية السياحية ف مرص ومقيحات عالجها‬
‫‪51‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تقييم الوضع التنموى للقطاع السياح ف مرص‬
‫‪53‬‬ ‫حت عام ‪٧١٠٢‬‬ ‫ر‬
‫االسياتيجية الموضوعة للتنمية السياحية ر‬ ‫رابعا‪ :‬تقييم‬
‫‪56‬‬ ‫المراجع‬

‫‪2‬‬
3
‫الفصل االول‬

‫تخطيط التنمية السياحية‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫يواجه العالم اآلن العديد من التحديات الناجمة عن محدودية نمو الموارد مقارنة بالنمو السكاني المطرد‪،‬‬
‫ولقد انبثق عن ذلك رغبة الدول في تحقيق التطور المتوازن للوصول إلى رفع مستويات الشعوب‪،‬‬
‫والرفاهية‪ ،‬وزيادة السعادة العالمية اإلجمالية‪ .‬والتنمية هي الوسيلة الفعالة لتحقيق ما تصبو إليه الدول‪ ،‬وهي‬
‫تنمية شاملة تختلف وفق السياسة التي تنتهجها الدول واألهداف التي تسعى لتحقيقها‪.‬‬
‫وتشمل التنمية الفعالة العديد من قطاعات الدولة‪ ،‬خاصة القطاعات التي تحقق النتائج اإليجابية بصورة‬
‫مؤكدة‪ ،‬ومن هذا المنطلق ظهر االهتمام بقطاع السياحة كقطاع خدمـــي وظاهرة إنسانية اجتماعية ذات‬
‫عائد اقتصادي مرتفع‪ ،‬مما يمثل أهمية خاصة للدول النامية‪.‬‬
‫ويمثل التحول من التنمية السياحية التقليدية إلى التبادلية اعترافا ً صريحا ً بأولويات جديدة تدور في حقيقتها‬
‫حول محور ارتكاز واحد هو اإلنسان ‪ ،‬فالهدف األساسي من التنمية السياحية تنمية اإلنسان ال تنمية األشياء‪.‬‬
‫فالتنمية السياحية ليست غاية في ذاتها‪،‬و إنما وسيلة لبلوغ األهداف‪ ،‬ويعد التخطيط ضرورة لتنمية السياحة‬
‫بشكل متوازن ‪ ،‬محققا ً التواؤم بين مكونات التنمية السياحية‪،‬وبين مختلف قطاعات التنمية الشامل‪،‬و يمثل‬
‫التخطيط السياحى أحد مداخل اإلدارة السياحية‪ ،‬فهو ليس غاية فى حد ذاته‪ ،‬ولكنه أحد مكونات السياسة‬
‫الشاملة لتحقيق األهداف المبتغاه من التنمية السياحية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التنمية السياحية والتخطيط لها (الطبيعة والمفهوم)‬

‫‪ -١‬التنميـة السياحيـة ‪Tourist development‬‬


‫تمثل التنمية تطورا ً وتغيرا ً ماديا ً موجها ً ديناميكياً‪ ،‬وهذا هو أساس التطور السياحي‪ ،‬إال أنه في البداية‪،‬‬
‫سيطر على معظم كتاب التنمية تجاهل واضح فى دراسة القطاعات الخدمية‪ ،‬وركزت التنمية على االنتقال‬
‫من المجتمع الزراعي إلى الصناعي‪ .‬وفيما يلى بيان بتحديد واضح لمفهوم التنمية التنمية والنمـو‪.‬‬
‫أ ) النمـو‬
‫إن النمو عملية تحول إلحداث تغيرات هيكلية في البناء االقتصادي واالجتماعي والطبيعي بصورة منظمة‬
‫تلقائية ‪ ،‬فالنمو طريق ال نهاية له يحقق رخاء اإلنسانية و يعنى الوصول إلى غاية التقدم و االزدهار‪.‬‬
‫وبمحاولة تتبع تعريف النمو نجد أنه ارتبط أساسا ً بالوضع االقتصادي ألي دولة‪ ،‬فلقد عرف "كوالن كالرك‬
‫االقتصادي األسترالي " سيطرة االقتصاد على مراحل النمو والتحديـث وذكر أن الدولة تمر بثالث خطوات‬
‫رئيسية لتطور قطاعاتها قطاع إنتاجي أول ( زراعة صناعات استخراجية) ‪ ،‬قطاع ثان (صناعات تحويلية)‬
‫‪،‬قطاعا ً ثالثا ً ( تجارة و خدمـات) ووضح أن النمو هو االنتقال من القطاع األول إلي القطاع الثاني في حين‬
‫ذكر "االقتصادي األمريكي روستو "أن النمو يتم في المجتمعات المتقدمة التي تحتوى على نظام يعمل على‬
‫االرتقاء التلقائي بدون تدخل خارجي‪ ،‬ويرى أن المجتمع يتحول من تقليدي إلى انتقالي إلى االنطالق إلى‬
‫النضوج‪ ،‬والنمو يتم بين مرحلة االنطالق و النضوج ‪.‬‬
‫وتختلف درجة تحقيق النمو وفق محددات متباينة من أهمها المرحلة الزمنية التي يحدث فيها ولذلك ذكر‬
‫المحللون أن الدول التي تبدأ متأخرة تحقق معدالت نمو أسرع نتيجة الستفادتها من التجارب السابقة والتقدم‬
‫التكنولوجي وبالتالي تفادى العثرات وتجارب الصواب والخطـأ وتشمل المحددات أيضا ً الوظيفة اإلنتاجية‬

‫‪4‬‬
‫والمتمثلة في المدخالت المتوفرة في الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى مستوى التكنولوجيا والتدريب والخبرة والمبادأة‬
‫والقدرة على اتخاذ القرار‪ .‬كل ذلك يؤثر على معدل النمو المحقق الذي يعتمد بالطبع على ما تريد الدولة‬
‫تحقيقه وفق سياستها القومية‪ .‬فالنمو يؤدى للتغيير سواء أكان حسنا ً أم سيئاً‪ ،‬ولذلك فتحديد الدولة ألهداف‬
‫النمو يعد مقياس نجاحها في تحقيقه بالطريقة الصحيحة‪.‬‬
‫ومن أهم خصائص النمو اإلطراد‪ ،‬فهو ليس وضعا ً عارضا ً أو مؤقتاً‪ ،‬حيث يعمل النمو على تفاعل قوى‬
‫داخلية مع أخرى خارجية بطريقة تضمن استمرار التفاعل وكفاءة نتائجـه‪ ،‬ويتم النمو في إطار وجود نظام‬
‫موحد ومعروف‪ ،‬وهو ما حققته الدول المتقدمة‪ .‬أما الدول النامية فتحتاج إلى تغيير مدروس ومعلوم‬
‫التوجهات‪ ،‬وهذا ما تستطيع التنمية تحقيقه كما سيلي توضيحه‪.‬‬
‫ب) التنميـة‬
‫التنمية ترتبط بالتغير اإلرادي المدفوع وتطوره‪ ،‬وسنتوسع نسبيا ً في تعريف التنمية نظراً ألهميتها في الدراسة‪ .‬ولم‬
‫تحظ التنمية باهتمام واضح في تحديد مفهومها إال في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولقد اقتصر تعريفها على‬
‫ال ال يقتصر على اتجاه معين‪ ،‬وال يمثل وضعا ً أو شك ً‬
‫ال‬ ‫اإلشارة لألوضاع االقتصادية‪ .‬وكان مفهوم التنمية شام ً‬
‫محدداً للحياة‪ ،‬ولكنه يعبر عن الهدف المرغوب تحقيقه‪ ،‬والقدرة على التغيير والنمو والتطوير اإلرادي‪.‬‬
‫وبالرغم من التجاهل الواضح لألنشطة الخدمية‪ ،‬إال أنه ظهرت بعض المناقشات حول الربط بين السياحة‬
‫ونظريات التنمية االقتصادية‪ ،‬ولكنها كانت ال تزال في إطار محدود للغايــة‪ .‬ولقد قدم كرافت ‪KRAFT‬‬
‫(‪ ) ١٩٦١‬أول محاولة للربط بين السياحة والتنمية‪ ،‬حيث أشار إلى طبيعة الدول النامية والنمو االقتصادي‪،‬‬
‫وأنواع المساعدة التي تحتاجها تلك الدول‪ ،‬والدور الذي يمكن للسياحة أن تلعبه لتدعيم أوضاع تلك الدول‪.‬‬
‫ولكنه أ ثار التساؤل حول كيفية تنمية السياحة كقطاع خدمي ترفيهي في مجتمع ال يمتلك االحتياجات الرئيسية‬
‫للحياة‪ ،‬إال أنه عاد ووازن بين أهمية السياحة كصناعة ترويحية وكصناعة اقتصادية‪ ،‬وأوضح أن السياحــة‬
‫يمكن أن تعالج مشاكل الدول النامية في توفير االحتياجات الضرورية‪.‬‬
‫وفي بداية السبعينات أوضح ‪ )١٩٧٣( KASSE‬ضرورة التنمية السياحية في الدول النامية‪ ،‬لقدرة القطاع‬
‫السياحي على النمو و التطور بإمكانيات و تكلفة محدودة بالمقارنة بالقطاعات األخرى إال أنه أثار موضوع‬
‫التكاليف الناجمة عن التنمية السياحية ‪ ،‬و قام بعمل دائرة موسعة لالنتقادات الموجهة للتنمية السياحية ‪.‬‬
‫ورغم تباين المناقشات حول دور التنمية في السياحة إال أن الفكر اإليجابي سيطر على ضرورة تنمية‬
‫السياحة لتدعيم التنمية الشاملة‪.‬‬
‫وتتمثل التنمية السياحية في مجموعة متباينة من البرامج تهدف إلى تحقيق الزيادة المستمرة المتوازنة في‬
‫الموارد السياحية وتعميق اإلنتاجية في القطاع السياحي وترشيدها‪ .‬وهي عملية مركبة متشعبة تضم عدة‬
‫عناصر متصلة ومتداخلة‪ ،‬تهدف إلى االستغالل األمثل للموارد من خالل التطور العلمي والتكنولوجي‬
‫وربطها بعناصر البيئة واستخدامات الطاقة وتنمية الثروة البشرية للقيام بدورها الفعال في برامج التنمية‪،‬‬
‫وتحقيق التوسع في المرونة الالزمة لتضافر القطاعات اإلنتاجية‪.‬‬
‫ولقد تعددت تعريفات التنمية السياحية‪ ،‬وكان من أهمها ما ذكره د‪ .‬صالح عبد الوهاب حيث قال "إن التنمية‬
‫السياحية ال تقتصر على تنمية العرض السياحي فقط أو جزء منه‪ ،‬وإنما يجب أن تمتد لتشمل تنمية كل من‬
‫العرض والطلب السياحي لتحقيق التالقي بينهما إلشباع رغبات السائحين والوصول إلى أهداف محددة‬
‫قومية وقطاعية وإقليمية موضوعة سلفا ً لتكون معيارا ً لقياس درجات التنمية السياحية المطلوبة"‪.‬‬
‫ومن ثم فإن مكونات التنمية السياحية تتمثل أساسا ً في عملية التنمية الشاملة والمتكاملة لكل من العرض‬
‫والطلب معا ً‪.‬‬
‫ومما سبق نستخلص التعريف التالي للتنمية السياحية‪:‬‬
‫بأنها عملية مركبة ومتشعبة‪ ،‬تتمثل في مجموعة مختلفة من البرامج تهدف إلى إحداث تغير نسبى موجـه ومتـوازن‬
‫بين العرض والطلب السياحي لتعميق اإلنتاجية للقطاع السياحى وترشيدها لتحقيق األهداف الموضوعة سلفا ً‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إال أن صناعة السياحة بدأت في تغيير مسارها تغييرا ً كلياً‪ ،‬فظهرت السياحة البديلة التي تدور في جوهرها‬
‫حول تناول مفهوم التنمية السياحة وفق محور ارتكاز أساسي وهو اإلنسان وبيئته‪ .‬فهدف التنمية السياحية‬
‫المثلى الحفاظ على القيم والموروث الثقافي والطبيعي وتحقيق الرخاء االقتصادي‪ ،‬والتحكم في القدرة على‬
‫تحقيق الهدف يعتمد على مجموعة اعتبارات أهمها تحليل التكلفة والمنفعة لكافة أبعاد التنمية السياحية‪.‬‬
‫لذا اهتمت السياحة البديلة بالبعد االجتماعي و الطبيعي ليتكامال مع البعد االقتصادي‪ ،‬و تعتبر السياحة‬
‫الطبيعية تطبيقا ً من تطبيقات السياحة البديلة تقوم أساسا ً على اإلحساس بأهمية التكلفة االجتماعية للتنمية‬
‫السياحية و ضرورة تفادى األضرار البيئية التي تتسبب عن توسيع قاعدة السياحة بصورة غير مالئمة‬
‫للموارد الوطنية‪ ،‬فهي سياحة تقوم على احتضان الطبيعة وال تكتفي بالنظر إلى اآلثار االقتصادية للتنمية‬
‫السياحية ‪ ،‬ألنها نظرة ضيقة قد تنطوي على تنمية زائدة عن الحد يمكن أن تساهم في تدهور الموارد و‬
‫فقدان جاذبية المقصد السياحي‪.‬‬
‫فالسياحة الطبيعة كما عبرت عنها منظم ة السياحة العالمية أنها "تناسب السائحين المثقفين المبدعين الذين‬
‫يحترمون الموارد الطبيعية واالجتماعية والحضارية‪ ،‬وأن هذا اللون من السياحة يتطلب تدريبا ً ووعيا ً من‬
‫السكان المضيفين "‪.‬‬
‫فالسياحة الطبيعية نمط جديد من أنماط السياحة لتحقيق االنسجام بل االتحاد بين السياحة والبيئة سواء كانت‬
‫اقتصادية أو اجتماعية أو طبيعية فهي نوع من السياحة يعتمد على حسن استخدام الموارد المتاحة‬
‫الستمرارها وتواصلها كمرغبات سياحية تدر عائدات اقتصادية ضخمة‪ .‬وللسياحة الطبيعية مجموعة من‬
‫األبعاد المتباينة‪:‬‬
‫من حيث التجربة‪ :‬تعتمد على الطبيعة وتفاعل السائح معها‪.‬‬
‫من حيث الخصائص‪ :‬تتطلب مستوى مرتفع للمرافق األساسية‪ ،‬وتحدد حجم السائحين وفق الطاقة االستيعابية‬
‫للمنطقة‪.‬‬
‫من حيث الموقع ‪ :‬تحدد مدى مالئمة الموقع وإسهامه في التنمية الشاملة للمنطقة ككـل‪.‬‬
‫وتتطلب السياحة الطبيعية معالجة خاصة في االهتمام بالبيئة الطبيعية والثقافية االجتماعيـة‪ ،‬وتحتاج‬
‫الستثمارات ضخمة ‪ -‬نسبيا ً ‪ -‬الستخدام الطاقة النظيفة‪ ،‬وهذا ما يمكن أن يتوافر بالـدول المتقدمة‪ ،‬إال أنه‬
‫يفرض أعباء اقتصادية على الدول النامية‪ ،‬مما يجعل االتجاه للسياحة الطبيعية في إطار التنمية من األمور‬
‫التي ال تزال غير مطبقة في الدول النامية إال أن المستقبل البد وأن يتضمن تطورا ً في المفهوم السياحي حتى‬
‫تستطيع تلك الدول في الدخول لمضمار المنافسة مع المقاصد السياحية العالمية‪.‬‬
‫وتتكون السياحة من عناصر رئيسية تتضمن السائح والتكنولوجيا واإلنتـاج واإلدارة وعناصر أخرى‪ ،‬وتلك‬
‫المكونات هي التي ساهمت في خلق السياحة الجماهيرية‪ ،‬ومع ظهـور السياحة البديلة تغيرت النظرة لتلك‬
‫العناصر‪.‬‬
‫فتؤثر التنمية السياحية على كل عنصر من مكونات السياحة وفق المنظور الجديد لتناوله‪ ،‬فأصبح السائح‬
‫ال‪ ،‬وتركز اهتمامه على الجودة والقيمة المرتفعة للتجديد‪ .‬وقد أثرت‬‫أكثر خبرة وإدراكا ً ومرونة واستقال ً‬
‫التكنولوجيا على اإلدارة واإلنتاج‪ ،‬فأصبحت جزءا ً من التنمية‪ ،‬حيث إنها تساعد على رفع مستوى الجودة‪،‬‬
‫وتمثل جزءا ً أساسيا ً من العرض والطلب السياحي‪ ،‬وأصبح إدراك الدول ألهمية التكنولوجيا معيار بقائها‬
‫وسط المنافسة الدولية‪ .‬ونتيجة لما سبق أصبح اإلنتاج الكبير ليس هو اإلنتاج الناجح ‪ ،‬لتصبح القاعدة هي‬
‫الجودة و تنفيذ متطلبات السوق ‪ ،‬وليس السعر والكم هو أساس النجاح ‪.‬‬
‫لذلك فالتنمية السياحية تغيرت وفق التغير السائد لصناعة السياحة‪ ،‬فالعوامل الخمسة التي ساهمت في خلق‬
‫السياحة الجماهيرية أصبحت بذاتها مستهدفة للتغيير‪.‬‬
‫وما سبق هو تغير في أبعاد التنمية وتحرير السياحة‪ ،‬فأصبح التكامل المحوري أساس التطور السياحي‬
‫بحيث يصبح لصناعة السياحة نظام ‪ SYSTEM INDUSTRY‬متكامل دائم التطور والتغير‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ولقد أضافت السياحة البديلة للتنمية السياحية أبعادا ً أكثر عمقا ً تتمثل في أن التنمية السياحية البديلة (الحالية)‬
‫تتضمن مشروعات تنموية صغيرة متعددة تراعى البعد االجتماعي للمنطقة المنماة‪.‬‬
‫وتّنمى المناطق دون تدمير البيئة‪ ،‬فتحافظ على اإلطار األيكولوجى‪ ،‬لتفادى اآلثار السلبية الناجمة عن التنمية‬
‫التقليدية‪ .‬كذلك تراعى مبدأ العدالة في جعل كافة األفراد ‪ -‬سائحين ومضيفين ‪ -‬متحملين لتكاليف التنمية‪،‬‬
‫ومستمتعين بمنافعها‪ ،‬وتراعى االحترام اإليجابي للحضارة والثقافة عن طريق سائح واع ذي خبرة ومضيف‬
‫مدرك ألهمية الحفاظ على الجودة‪ ،‬ومنمى منسق فيما بينهم‪ ،‬وتعمل على احترام االمتداد الطبيعي‪ ،‬بحيث‬
‫تصبح المشروعات السياحية مكملة لالمتداد الطبيعــــي‪ ،‬وليست مدمرة له وبالتالى يصبح المشروع‬
‫السياحي تعبيرا ً عن أصالة المنطقة وانعكاسا ً لتفردها‪.‬‬
‫ال لحسن إدارة التغير في الموارد الطبيعية والبشرية‬ ‫والتنمية السياحية من المنظور الجديد‪ ،‬تمثل طريقا ً فعا ً‬
‫والحضارية والمالية وتطويرها‪ ،‬وتوجيه تلك الموارد لتخدم دولة المقصد ودولة األصل معاً‪ ،‬مع الحفاظ‬
‫على مستويات السالمة لتلك الموارد لعدم تدهورها‪ .‬وهذا يمثل التحدي الحقيقي‪ ،‬والمعادلة األساسية التي‬
‫يواجهها مخططو التنمية السياحية‪.‬‬

‫‪ -٢‬أبعـاد التنميـة السياحية‬


‫للتنمية مجموعة من المؤشرات التي تشكل أبعادا ً رئيسية تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫* البعد االقتصادي‪ :‬يذكر ‪ MOBAGUNJE‬أن بداية تفسير التنمية انحصر في أهميتها االقتصادية‪ ،‬وفي‬
‫أواخر الستينات‪ ،‬بدأ االهتمام بمبدأ التوزيع وقياس المنافع االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وأصبحت التنمية هي‬
‫تحقيق العدالة ‪ ،‬فليس كافيا ً أن نحدد من المنتفع من نتائجها‪ ،‬بل األهم التعرف على من يدفع ثمن تلك النتائج‪،‬‬
‫لذا ظهر التخطيط للتنمية كاستراتيجية هامة لتحقيق التنمية الصحيحة‪.‬‬
‫* البعد االجتماعي‪ :‬بدأ النظر للتنمية على أنها حالة تنجم جزئيا ً عن التغير االجتماعي المتمثل في التحضر‬
‫‪ ، MODERNIZATION‬فالتنمية وسيلة للتحضر في سلوك األفراد وقيمهم والعمل على زيادة الحرية‬
‫والمبادأة‪ ،‬ألن المجتمع يمثل أساس التنمية‪.‬‬
‫* البعد البيئي‪ :‬ظهر االهتمام بهذا البعد مع بداية الستينات‪ ،‬إال أنه لم يأخذ نصيبه من الرعاية حتى منتصف‬
‫السبعينات ‪ ،‬فالتنمية تتم في إطار متجانس يستغل البيئة و يحافظ عليها لتصبح التنمية طريقا ً مستمرا ً للتغير‬
‫لألفضل‪.‬‬
‫* البعد الثقافي والحضاري ‪ :‬يراعى أن يتم التغيير في القيم مع الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري‬
‫والقيم السائدة ‪ ،‬فتصبح التنمية وسيلة لتدعيم كل ما هو أصيل وحضـاري‪.‬‬
‫وتهتم التنمية السياحية الجديدة بأبعاد مختلفة‪ ،‬تلك األبعاد ُتكسب التنمية مجموعة من الصفات األساسية التي‬
‫تمثل خصائص التنمية والتى يجب أن يراعيها التخطيط ‪ ،‬وهي متعددة أهمها يتمثل في التوازن والتواصل‪.‬‬
‫أ‪ -‬التنمية السياحية المتوازنة و المتواصلة كبعد للتنمية البديلة‪:‬‬
‫إن التنمية السياحية وفق تطورها الحالي تهتم بأبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية تمثل شروطا ً لنجاحها‪ .‬وتلك‬
‫األبعاد تجعل التنمية تتصف بصفات أساسية من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬التوازن‪.‬‬
‫‪ -‬التواصل‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية السياحية المتوازنة‬
‫‪BALANCED TOURISM DEVELOPMENT‬‬

‫‪7‬‬
‫إن التنمية السياحية المتوازنة تنمية يبدأ تنفيذها بعد دراسة علمية كاملة مخططة‪ ،‬في إطار التخطيط المتكامل‬
‫للتنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية للدولة ككل‪ ،‬وتشير التنمية السياحية المتوازنة إلى ضرورة تحقيق‬
‫التوازن على عدة مستويات ومجاالت أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬التوازن بين التنمية السياحية و غيرها من مجاالت التنمية ‪ -‬اقتصادية و اجتماعية وبيئية وثقافية وغيرها‬
‫‪ -‬في الدولة أو في المنطقة ‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن في البعد الزمني للتنمية‪ ،‬بناء على دراسة تواكب وتزامن بين تنمية وتخطيط كال من العرض‬
‫والطلب كما ً وكيفا ً‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن بين قرار نوعية التنمية المختارة‪ ،‬والمتفقة مع األهداف القومية واإلقليمية والمحلية سواء من‬
‫الوجهة االقتصادية أو االجتماعية أو الحضارية والثقافية أو البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن بين تنمية مكونات المنتج السياحي نظر ًا لكونه منتجاً مركبا‪ ،‬والتوازن بين متطلبات السائح والمضيف‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى ضرورة التفرقة بين التنمية السياحية المتوازنة والمتدرجة وسريعة الخطى‪ ،‬فالتوازن‬
‫يتفق نسبيا ً في مفهومه مع التدرج‪ ،‬ويختلف تماما ً عن التنمية سريعة الخطى‪ ،‬حيث تتــم األخيرة بصورة‬
‫سريعة‪ ،‬وهي أقرب ألن تكون طفرة‪ ،‬حيث تخرج عن إطار التناسب بين القـدرة والقوة‪ ،‬وال يتم فيها مراعاة‬
‫للتجانس أو دراسة لنتائج كل مرحلة من مراحلها‪ .‬وما سبق هـو عكس التوازن‪ .‬في حين أن التشابه بين‬
‫التوازن والتدرج يتمثل في االهتمام بقدرة السـوق علـى امتصاص نتائج التنمية‪ ،‬إال أن التنمية المتوازنة‬
‫ال‪ ،‬حيث تهتم بمحاور أُخرى‪.‬‬
‫أكثر شمو ً‬
‫‪ -‬التنميـة السياحيـة المتواصلـة‬
‫‪SUSTAINABLE TOURISM DEVELOPMENT‬‬
‫إن السياح ة صناعة مركبة‪ ،‬تمتزج مكوناتها‪ ،‬وتتكامل مع قطاعات أخري‪ .‬فتنمية تلك الصناعة يجب أن‬
‫تراعي الحفاظ علي استمرار فعاليتها ‪ ،‬وهذا ما يمثله التواصل‪ .‬فالتنمية السياحية المتواصلة هي‪" :‬استخدام‬
‫الموارد الطبيعية والبشرية لمساندة األنشطة االقتصادية واالجتماعيـة والبيئية وتدعيمها‪ ،‬بدون أثر سلبي‬
‫علي البيئة‪ ،‬لتتمكن البيئة ‪ -‬اقتصادية واجتماعية وطبيعية ‪ -‬من االستمرار في إنتاج الخدمات في المستقبل‬
‫بنفس مستوي الجودة "‪.‬‬
‫فالسياحة شديدة الحساسية‪ ،‬لذا يجب أن تراعي التنمية مستوي الطاقة االستيعابية للمنطقة لنتأكد من استمرار‬
‫جاذبيتها ‪ ،‬بل والمحافظة علي تلك الجاذبية‪ ،‬من خالل المحافظة علي الموارد‪ .‬والتواصل يهتم ببعدين‪:‬‬
‫‪ -‬ما المجاالت التي يطبق فيها التواصل (أيكولوجيه‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اقتصادية)‪.‬‬
‫‪ -‬ما مدي التواصل ( مشروعات محلية ‪ -‬مدن ‪ -‬دول ‪.) ..‬‬
‫ومعظم الدراسات التي تناولت التنمية السياحية المتواصلة ركزت علي المجال األيكولوجي أي االهتمام‬
‫بالبعد الطبيعى للبيئة‪ ،‬وهذا يعتبر قصورا ً في تناول التواصل‪ ،‬فيجب االهتمام بكافة المجاالت واالبعاد‬
‫الخاصة بالتنمية السياحية‪ ،‬وتحديد األهداف‪ ،‬والتحكم في آثار التنمية لضمان استمرار الكفاءة للبيئة‬
‫االقتصادية واالجتماعية والطبيعية‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن فكرة التواصل كانت محل نقاش في العقدين‬
‫األخيرين‪ ،‬ولكن كان االختالف حول مفهومها وطرق تحقيقها‪ .‬فدراسة التنمية السياحية المتواصلة‪ ،‬هي‬
‫دراسة لضرورة التكامل بين التنمية السياحية والحفاظ علي البيئة‪.‬‬
‫فالسياحة ليست مجرد نماذج تطبق بطريقة آلية كما هو الحال في العلوم الطبيعية‪ ،‬وإنما قواعد نسبية وهذا‬
‫ما يمثل القاعدة األساسية فى مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية ويُظهر تجريد السياحة إلى عناصرها‬
‫األولى كنظام مركب من خمسة عناصر أساسية‪:‬‬
‫‪ -‬السائح ‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه المعلومات ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬النقل ‪.‬‬
‫‪ -‬التسهيالت والخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر الجذب السياحي ‪.‬‬
‫وتلك العناصر تتفاعل معا ً بحيث يؤثر كل منهما في اآلخر تأثيرا ً متباد ً‬
‫ال‪ ،‬وهذه العناصر هي األساس في‬
‫تخطيط التنمية السياحية بحيث يجب أن تنصب مجهودات التخطيط على كل عنصر منها بشكل مستقل‬
‫متكامل‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحليل قطبي التنمية السياحية ( االساس المعنى بالتخطيط)‬
‫‪ -‬العرض السياحي‪:‬‬
‫تهتم التنمية السياحية بتطوير الموارد المختلفة لتحقيق إشباع رغبات السائحين و احتياجاتهم ‪ .‬وتلك الموارد‬
‫المتمثلة في العرض السياحي تتضمن‪ :‬مركب الجذب ويشتمل على عوامل جذب طبيعية واجتماعية وثقافية‬
‫وتاريخية واقتصادية‪ .‬مركب الخدمات ويتضمن البنية األساسية الفوقية والتحتية والسياحية‪ ،‬والمرافق‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬وطرق الوصول للمنطقة السياحية‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من المبادئ التي تحكم تقييم تلك المقومات األساسية من أهمها ‪:‬‬
‫اعتبار الخدمة محاولة إلشباع متطلبات األفراد في بيئة معينة والخدمة هي اتصال وتفاعل بين األفراد يعتمد‬
‫على المضمون االجتماعي والحضاري السائد‪ .‬وترتبط إدارة الخدمة بمدى كفاءة القائمين بها‪ .‬كذلك تتصل‬
‫تنمية العرض السياحي بدراسة مستوى السائح اجتماعيا ً واقتصاديا ً ونفسياً‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫ومن أهم القواعد الخاصة بإدارة العرض السياحي‪:‬‬
‫تحسين قيمة المنتج السياحي النهائي من خالل رفع مستوى الجودة والرقابة لضمان إشباع احتياجات‬
‫السائحين‪ .‬والعمل على رفع مستوى األصالة في الصورة السياحية لتصبح دولة المقصد متميزة عن غيرها‬
‫بعيدا ً عن التقليد و المحاكاة ‪،‬و تنعكس األصالة في السياسة التسويقية المتبعة‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب السياحي‪:‬‬
‫يمثل القطب الثاني للتنمية السياحية والطلب السياحي الدولي هو المد الخارجي من السوق السياحي‪ ،‬ويتكون‬
‫من مزيـج مركـب ومتداخل لعناصر مختلفة‪ ،‬قد تتناقض أحياناً‪ ،‬وتلك العناصر تتمثل في االحتياجات‬
‫والتوقعات الخاصة بالسائحين "‬
‫فالطلب السياحي ينج م عن تفاعل الدوافع والقدرة المالية والزمنية للسائح مع المنافسة والتكلفة والمسافة‬
‫لدولة المقصد‪ ،‬بحيث تتناسب عكسيا ً مع بعضها‪.‬‬
‫والطلب السياحي يتضمن ثالثة أنواع رئيسية‪:‬‬
‫• الطلب الفعلي‪ :‬ويتمثل في السائحين الحاليين‬
‫• الطلب المحتمل‪ :‬يتمثل في أفراد يملكون الدوافع للسفر ولكن لديهم قيود وقتية أو مادية‬
‫• الطلب المؤجل‪ :‬وهم أفراد ال يوجد لديهم الدافع للسفر لقصور المعلومات أو التسهيالت‬
‫والنوعان األخيران للطلب يمكن التأثير فيهما عن طريق انتهاج سياسة تسويقية فعالة‪ ،‬مع االهتمام بتدعيم‬
‫النوع األول‪ .‬والطلب السياحي يتضمن مجموعة من الخصائص أبرزها المرونة في استجابة الطلب‬
‫للتغيرات في األسعار والدخل‪ ،‬والموسمية حيث يتركز في أوقات معينة‪ ،‬والحساسية للتغيرات السياسية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية المحيطة بالنشاط السياحي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وتخضع تنمية الطلب السياحي لمجموعة من السياسات تتضمن ضرورة تحديد سياسة سياحية شاملة محددة‬
‫األهداف متضمنة استراتيجية تسويقية تعتمد على قاعدة دقيقة وشاملة من المعلومات الخاصة بالسوق‬
‫السياحي ومتطلباته‪.‬‬

‫‪ -٣‬طبيعة التخطيط السياحى‬


‫يمثل التخطيط السياحى أحد مداخل اإلدارة السياحية‪ ،‬فهو ليس غاية فى حد ذاته‪ ،‬ولكنه أحد مكونات السياسة‬
‫الشاملة لتحقيق األهداف المبتغاه من التنمية السياحية‪.‬‬
‫أ‪ -‬المصطلحات المرتبطة بالتخطيط السياحى‬
‫يختلط مفهوم التخطيط السياحى فى العديد من الدراسات مع بعض المصطلحات المرتبطة به‪ ،‬لذلك وجدنا‬
‫ضرورة التمييز بين تلك المصطلحات للوصول للتعريف الدقيق للتخطيط السياحى‪.‬‬
‫السياسة‪:‬‬
‫هى القواعد التوجيهية العامة وإطار العمل األساسي لتحقيق األهداف العامة الموضوعة سلفا في ظل نظام‬
‫اقتصادي واجتماعي معين والسياسة السياحية "هي إطار العمل األساسي لألجهزة الرسيمة وغير الرسمية‬
‫في الدولة للنهوض بالسياحة والتقدم بها‪ ،‬لتحقيق األهداف القومية المتوخاة منها كقطاع إنتاجي وخدمي‬
‫عام‪.‬‬
‫فيتم تحديد سياسات التنمية السياحية فى مرحلة وضع الخطة ‪ -‬أحد خطوات التخطيط‪ -‬فى ضوء السياسة‬
‫السياحية العامة‪ ،‬ويتم اختيار السياسة المثلى لتحقيق أهداف التنمية السياحية‪ ،‬ويمكن تبنى سياسات مختلفة‬
‫لمناطق متباينة‪ ،‬ولكن يجب أن تتجانس السياسات ‪.‬‬
‫االستراتيجية‪:‬‬
‫هى أسلوب العمل الذى يستخدم الموارد المتاحة لتحقيق األهداف المحددة والفوز فى مجال المنافسة مع‬
‫تحليل التكلفة والمنفعة فى إطار السياسة العامة‪.‬‬
‫البرامج‪:‬‬
‫هى نوع من الخطط المؤقتة التى تُعد لالستخدام فى مواجهة موقف معين لتحقيق هدف محدد ينتهى عمل‬
‫البرنامج بتحققه‪.‬‬
‫اإلجراءات‪:‬‬
‫تمثل االتجاهات التى يجب اتباعها لتنفيذ عمل ما يحتاج إلى جهود متتابعة‪ ،‬وهى وثيقة الصلة بالتخطيط‪،‬‬
‫فهى تحدد خطوات العمل المستقبلية‪.‬‬
‫الخطة‪:‬‬
‫هى وثيقة تفصيلية لالستراتيجية تتضمن اإلجابات على األسئلة المحددة التى تتعلق بالموضوع والطريقة‬
‫والزمن المناسب للتغيير‪ ،‬والمكان واألشخاص المسئولين عن التنفيذ‪ ،‬والتمويل والرقابة على التنفيذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬طبيعة التخطيط السياحى‬
‫هو عملية منظمة لوضع ترتيبات عقلية مقدما لمقابلة أحداث مستقبلية‪ ،‬أو هو محاولة علمية لمواكبة التغيير‬
‫الذى هو عنصر هام من عناصر الحياة االجتماعية المنظمة‪.‬‬
‫ولقد أصبح التخطيط الزما ً فى الدول على اختالف نظمها السياسية واالقتصادية لمواكبة التنافس على التقدم‬
‫بين تلك الدول‪ ،‬ويعتمد التخطيط على أسلوبين رئيسيين‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫• األسلوب العالجى (الخطة العالجية)‪ :‬لتقليل اآلثار السلبية الناجمة عن التوسع السياحى وتدعيم‬
‫اإليجابيات‪.‬‬
‫• األسلوب الوقائى (الخطة الوقائية)‪ :‬لالستغالل األمثل للموارد لتحقيق التنمية المبتغاة‪ ،‬وتجنب ظهور‬
‫المشاكل الناجمة عن التنمية‪.‬‬
‫ومما سبق‪ ،‬يتضح أن التخطيط عملية متعددة المحاور تعمل على تحليل الواقع والتنبؤ المستقبلى لمواجهة‬
‫التغيير وتوجيهه‪ ،‬لتحقيق األهداف وفق منهج علمى مستمر ومرن يحقق النتائج المبتغاة‪.‬‬
‫ويتعين القيام بالتخطيط العلمى للتنمية السياحية لكى يتم التنسيق وتحقيق التواؤم بين مختلف القطاعات‪،‬‬
‫وإيجاد التوازن بين المطالب المتنافسة والمتعارضة أحيانا ً على قاعدة الموارد المحدودة‪ ،‬وتعظيم النتائج‬
‫واآلثار اإليجابية للتنمية السياحية وتجنب النتائج واآلثار السلبية‪.‬‬
‫وهناك العديد من التعريفات التى تم تناولها فى االشارة للتخطيط السياحى وتباينت وفق تخصص القائم‬
‫بوضع التعريف‪ ،‬وفيما يلى أشارة الى أهم تلك التعريفات حتى يتسنى لنا التعرف على االتجاهات المختلفة‬
‫واآلراء التى تناولت هذا التعريف وذلك للوصول الى وضع تعريف شامل للتخطيط السياحى‪.‬‬
‫عرف "جتز" ‪ )1987( Getz‬فذكر أن التخطيط السياحى‪:‬‬
‫"عملية قائمة على البحث والتطوير‪ ،‬فيحدد الموارد المتاحة‪ ،‬وكيفية استغاللها لتحقيق منافع اقتصادية‬
‫واجتماعية وطبيعية"‪.‬‬
‫أما تعريف ‪ )1988(Gunn‬فأشار ‪:‬‬
‫"أن التخطيط السياحى وسيلة للتطلع المستقبلى والعمل على توجيه النتائج والتغيرات للحصول على المزايا‬
‫السياحية"‪.‬‬
‫وال يختلف تعريف التخطيط السياحى عن مفهوم التخطيط‪ ،‬فأشار "إدوارد انسكيب" ‪ E. Inskeep‬فى‬
‫مؤلفه (التخطيط السياحى) عام ‪:1991‬‬
‫" أن التخطيط السياحى الفعال يستخدم نفس مفاهيم التخطيط العام مع اتباع الخصائص والسمات المميزة‬
‫للقطاع السياحى وأشار الى أنه تنظيم المستقبل لتحقيق أهداف واضحة عن طرق التنبؤ‪ ،‬لوضع إطار عام‬
‫لما سيكون عليه المستقبل ‪ -‬إال أن الدقة فى التنبؤ تقل كلما زاد المدى الزمنى ‪ -‬ووضع االستعدادات لمواجهة‬
‫التغير الحادث فيه"‪.‬‬
‫وكذلك أوضح د‪ .‬صالح عبد الوهاب (‪ )1989‬أن التخطيط السياحى ‪:‬‬
‫"هو النظر إلى المستقبل بعين الرغبة فى تحديد األهداف للعمل على التقدم‪ ،‬ورسم األساليب العلمية لتحقيق‬
‫هذه األهداف‪ ،‬بغية مواجهة التطور الحادث فى العالقات االجتماعية واالقتصادية"‪ .‬ويعد هذا التعريف‬
‫االكثر تعمقا ورؤية فى تناول مفهوم التخطيط السياحى‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن وضع تعريف للتخطيط السياحى‪:‬‬
‫إن التخطيط السياحى عملية تعتمد على دراسات تنبؤية للوضع المستقبلى قائمة على تحليل الوضع الحالى‪،‬‬
‫إلحداث تغيير وفق األهداف المرسومة عن طريق االستغالل األمثل للموارد‪ ،‬للوصول فى النهاية لتحسين‬
‫مستوى رفاهية المجتمع‪ .‬فالتخطيط السياحى هو النظر إلى المستقبل بعين الرغبة فى تحديد األهداف للعمل‬
‫على التقدم‪ ،‬ورسم األساليب العلمية لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬بغية مواجهة التطور الحادث فى العالقات‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أهمية التخطيط السياحى وأهدافه للتنمية‬
‫من أبرز العوامل التى توضح أهمية التخطيط تتمثل فى القدرة على مواجهة التغيير وإمكانية مواكبته‪ ،‬والعمل‬
‫وفق منطق الفعل (عمل إيجابى)‪ ،‬وليس رد الفعل (عمل سلبى)‪ .‬باالضافة الى التركيزعلى األهداف من خالل‬

‫‪11‬‬
‫تحديد الطرق التى تؤدى مباشرة لتحقيقها من خالل التوجه فى اتجاه معين‪،‬والعمل على الرشد فى األداء بتركيزه‬
‫على كفاءة العمل‪ ،‬وتحديد األداء األمثل‪.‬‬
‫وأسباب ضرورة التخطيط للتنمية السياحية‪ ،‬تتمثل فى اآلتى‪:‬‬
‫‪ -‬يحقق التخطيط التكامل بين السياحة والقطاعات المتكاملة معها‪ ،‬وفى نفس الوقت‪ ،‬يوفر التجانس بين‬
‫مكونات العمل السياحى‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة نشاط حديث نسبياً‪ ،‬لذلك فالتخطيط يضع الخطوط اإلرشادية لتنمية متوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬يُوجه التخطيط نمو العرض والطلب ليتالقا معا ً‪.‬‬
‫فقد أصبح التخطيط ضرورة فى عصر استعرت فيه المنافسة‪ ،‬وأصبحت التدابير الوقائية والتوجيهية أقل‬
‫تكلفة من التدابير التصحيحية‪ .‬ومما الشك فيه أن التخطيط السياحى يقوم على دراسة احتياجات السائح‬
‫والمقيم ليحدد كيفية إرضاء كل منهما بشكل تكاملى‪.‬‬
‫وتتمثل أهدافه فى‪:‬‬
‫تمثل أهداف التخطيط السياحى مجموعة من القيود والقواعد التى تفرضها ظروف معينة على متخذى‬
‫القرار‪ ،‬ويجب مراعاتها والوفاء بها عند االختيار ما بين البدائل‬
‫وتمثل األهداف العامة للتخطيط السياحى أربع نقاط رئيسية‪:‬‬
‫إرضاء المستهلكين‬
‫إثابة المالكين‬
‫حماية الموارد البيئية‬
‫وأخيرا ً تحقيق التكيف المحلى والمشاركة الشعبية فى التخطيط السياحى‬
‫فالسياحة تبدأ برغبات السائحين وتنتهى بإشباع تلك الرغبات‪ ،‬عن طريق استخدام الموارد‪ ،‬إال أن‬
‫الخصائص المتداخلة للسياحة قد تؤدى أحيانا ً النخفاض مستوى اإلشباع نتيجة تعارض الكم والكيف فى‬
‫تخطيط التنمية السياحية‪ .‬فالسياحة مرآة المجتمع بإيجابياته وسلبياته‪ ،‬وبقدر اتفاق اإليجابيات مع توقعات‬
‫السائحين‪ ،‬يُحدد مقدار نجاح العملية السياحية ‪ .‬لذلك فالتخطيط يجب أال يهدف فى إزالة العوائق‪،‬ولكنه يجب‬
‫أن يتزامن مع ذلك‪ ،‬تهيئة المناخ اإليجابى للتنمية لتحقيق رضاء المستهلكين‪.‬‬
‫أما الهدف الخاص بإثابة المستثمرين‪ ،‬فتخلف االتصال والحوار البناء بين أجهزة الدولة وبين القطاع الخاص‬
‫اليسمح بجذب االستثمارات التى تحتاج لمغريات لجذبها‪ ،‬فالتعاون والتنسيق يشجع اتجاهات الخلق‬
‫واإلبداع‪ ،‬ليتواكب مع االحتياجات المتجددة‪ ،‬فيمثل تنظيم المشروعات الخاصة بالدولة‪ ،‬وتلك الخاصة‬
‫بالقطاع الخاص أهم أهداف التخطيط الناجح‪.‬‬
‫والهدف الثالث والمتمثل فى حماية الموارد البيئية يمثل أساس السياحة‪ ،‬فالحفاظ على الطابع والسمات‬
‫الخاصة لكل منطقة بما يُكسبها طابعا ً متفردا ً أصيالً‪،‬وتحقيق التوازن البيئى اقتصاديا ً واجتماعيا ً وطبيعيا ً من‬
‫أهم جوانب التخطيط‪،‬فالحفاظ على الطابع والتفرد البيئى يعتبر جانبا ً هاما ً من جوانب التخطيط السياحى‬
‫الذى اليجوز تجاهله‪.‬‬
‫والتكيف المحلى مع مشروعات التنمية يساعد على تالفى الضرر االجتماعى‪ ،‬ويستفيـــد من المحليين فى‬
‫إدارة العمل السياحى‪ .‬حيث يصبح المجتمع المحلى جزءا ً من المشروع السياحى‪.‬‬
‫ويمثل تجانس األهداف السابقة وتوافقها األساس فى أن يصبح التخطيط السياحى موجها ً للتنمية المتوازنة‬
‫والمتواصلة‪.‬‬
‫فالتخطيط السياحى عمليات متتابعة لتحقيق وضع أفضل‪ ،‬وهو فى سبيل تحقيق ذلك ينتهج مجموعة من‬
‫الخطوات التى يجب أن يتوافر لها مقومات رئيسية تؤكد نجاحها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪ -‬التخطيط السياحى ومقومات نجاحه ومحدداته‪:‬‬
‫من أهم مقومات التخطيط الناجح ضرورة مراعاة ما يلى‪:‬‬
‫‪ -‬أن تشمل الخطة تحليالً ووصفا ً تفصيليا ً لكافة المالبسات الخاصة بواقع التنفيذ‪ ،‬حتى اليصطدم التنفيذ‬
‫بواقع لم يتم تقديره ‪ .‬فجمع البيانات التفصيلية الدقيقة الكاملة حول النشاط المراد تخطيطه مؤشر هام لنجاح‬
‫التخطيط ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تحديد مراحل التخطيط‪ ،‬والمسئول عن كل مرحلة‪ ،‬ومصادر التمويل‪ ،‬والفترات الزمنية لكل‬
‫مرحلة وقواعد األداء المتوقع ‪ ،‬وتوافر الخبراء والمتخصصين لضمان نجاح كل مرحلة‪ ،‬والتنسيق بين‬
‫المراحل‪.‬‬
‫‪ -‬توافر حلول بديلة لمواجهة التغيير الغير متوقع‪ ،‬والتنسيق بين األدوار‪ ،‬وأن يكون هناك إدراك بالتغيرات‬
‫الحادثة أثناء التنفيذ إلمكان التوجيه فى الوقت المناسب‪.‬‬
‫وتلك المقومات تدعم التخطيط من خالل توحيد الجهود‪ ،‬والقدرة على مواجهة التغيير‪ ،‬واتخاذ القرار‬
‫الصحيح‪ ،‬وتحقيق التنظيم والرقابة والتنسيق‪.‬‬
‫ومن أهم محددات التخطيط السياحى التى قد تؤدى الى إعاقة قدرته على النجاح‪:‬‬
‫‪ -‬مدى دقة البيانات والمعلومات التى يتم جمعها للتخطيط السياحى واتخاذ القرار‪ ،‬وتلك النقطة تمثل مشكلة‬
‫فى معظم الدول النامية‪ ،‬حيث يصعب التأكد من دقة البيانات ومدى حداثتها وتوافرها‪ ،‬األمر الذى يؤثر‬
‫على القرار التخطيطى ونتائجه‪.‬‬
‫‪ -‬الحواجز السيكولوجية‪ :‬حيث يصاحب التخطيط تغييرا ً للوضع الحالى‪ ،‬وإن لم يتكيف المجتمع المحلى‬
‫معه فيخلق جوا ً من المقاومة السلبية وعدم االستقرار‪.‬‬
‫‪ -‬االرتفاع النسبى للتكاليف‪ :‬حيث تعتمد مراحل التخطيط السياحى على تكاليف مرتفعة من وجهة نظر‬
‫قصيرة المدى‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام نماذج تخطيط لمناطق مماثلة‪ ،‬وهو غالبا ً ما يتم فى الدول النامية‪ ،‬حيث تستخدم نماذج لخطط‬
‫تنمية مناطق أخرى‪ ،‬لعدم وجود خبرة كافية وقدرة على االبتكار‪ ،‬ألن التخطيط يجب أن يتم وفق‬
‫خصائص مميزة وخاصة بكل منطقة على حدة‪.‬‬
‫فالتخطيط المحدد األهداف يوضح أهم الطرق لتحقيق التقدم وفق مقومات رئيسية تساعد على نجاحه‪.‬‬
‫والتخطيط السياحى تحكمة مجموعة من المبادئ التى تتعلق بالتخطيط كعملية‪ ،‬وكذلك بالمنطقة التى يتم فيها‬
‫التخطيط‪.‬‬
‫ه‪ -‬مبادئ التخطيط السياحى‪:‬‬
‫يعتمد التخطيط على مجموعة من المبادئ واألبعاد األساسية التى تّكون فى إطارها القواعد التى تحكم‬
‫التخطيط تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ −‬مدى دقة األهداف ووضوحها وإسهام التخطيط فى تحيق تلك األهداف‪.‬‬
‫‪ −‬أولوية التخطيط كإحدى الوظائف اإلدارية وأهمها‪ ،‬ومن الضرورى أن يتكامل مع أجزائها األخرى‪.‬‬
‫‪ −‬شمول التخطيط ‪ ،‬فيجب أن يشمل كاف ة مكونات السياحة‪ ،‬مع إدراك كامل لتلك المكونات وكيفية تطويرها‬
‫وفق واقع توافرها‪.‬‬
‫‪ −‬االستمرار أساس التخطيط‪ ،‬يشمل المفاهيم الحالية والتراكيب والسلوك لتعديل نظم القيم السائدة مع تقبل‬
‫المجتمع لهذا التغير‪.‬‬
‫‪ −‬سرية التخطيط ‪ :‬بحيث تكون مراحل التخطيط محاطة بسرية نسبية‬

‫‪13‬‬
‫‪ −‬االختيار الدقيق والواضح للقائمين بالتخطيط‪ ،‬فتوافر فريق عمل من خبراء متخصصين يحقق التكامل‬
‫الضرورى فى التخطيط السياحى و سهولة التنفيذ والرقابة وتقييم األداء من خالل توافر التغذية المرتدة فى‬
‫كافة مراحل التخطيط‪.‬‬
‫‪ −‬تركيز المشروعات السياحية‪ ،‬وذلك لتوفير فى استغالل الموارد والتكاليف ‪ Clustering‬والربط بين‬
‫عناصر الجذب والخدمات‪ ،‬فيجب أن يراعى التخطيط تجانس الخدمات مع حجم الموارد السياحية المتوفرة‬
‫فى المنطقة‪.‬‬
‫‪ −‬توفير وسيلة الوصول‪ ،‬إليجاد السبيل األمثل للوصول لإلقليم‪ ،‬ومنافذ الوصول به وتحديد الطاقة االستيعابية‬
‫لإلقليم بأنواعها الطبيعية واالجتماعية واأليكولوجية والثقافية واالقتصادية)‪ ،‬بحيث يراعى حدودها فى وضع‬
‫مشروعات التنمية السياحية‪.‬‬
‫وتلك المبادئ التى تحكم التخطيط تتم فى إطار شامل‪،‬وتطبق فى كافة أنواع التخطيط السياحى المختلفة‪،‬‬
‫والتى تتنوع وفق الغرض من التنمية‪.‬‬
‫و‪ -‬مداخل التخطيط السياحى ‪Tourism Planning Approaches‬‬
‫يراعى التخطيط السياحى فى تطبيقه مجموعة من المداخل الرئيسية ‪:‬‬
‫‪ ‬مدخل النظم ‪Systems Approach‬‬
‫من أهم المداخل المستخدمة فى التخطيط السياحى وهو يعتمد على ثالثة نظم رئيسية‪:‬‬
‫‪ −‬النظام البيئى ‪ : The Environmental System‬يحدد طبيعة البيئة المحيطة بالمنطقة أو الدولة‬
‫موضع التخطيط سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو طبيعية‪.‬‬
‫‪ −‬النظام التنافسى ‪ : The Competitive System‬المحدد للعالقات التنافسية المتعددة التى تتعرض‬
‫لها المنطقة‪.‬‬
‫‪ −‬اإلطار التنظيمى الداخلى ‪ :The Internal Organizational System‬يشير للهيكل التنظيمى‬
‫واألهداف والسياسات والعالقات التنظيمية التى تجعل من القطاع المخطط نظاما ً موحداً‪.‬‬
‫والتخطيط الفعال يجب أن يتلقى المعلومات من تلك النظم مجتمعة‪ ،‬ويترجمها فى شكل خطط عمل ‪Action‬‬
‫‪ ، Plan‬مما يعمل على الربط بين الخطط الموضوعة والنظم المختلفة‪ ،‬لتحقيق التكامل لألهداف المبتغاة‪.‬‬
‫وهذا المنهج يتوافق مع ما سبق دراسته من خالل نظم المعلومات و اهميتها فى تدعيم الرؤية التنموية‬
‫لقطاعات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬مدخل شمولى ‪Comprehensive Approach‬‬
‫وهو متصل بمدخل النظم‪ ،‬ويتضمن حتمية شمول التخطيط كافة العوامل االقتصادية التكنولوجية والسياسية‬
‫واالجتماعية والثقافية والطبيعية‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬مدخل تكاملى ‪Integrated Approach‬‬
‫ويتصل بمدخ ل النظم والمدخل الشمولى‪ ،‬فالسياحة يجب تخطيطها كنظام تكاملى داخل القطاع‪ ،‬ومتكامل مع‬
‫التنمية الشاملة‪.‬‬
‫‪ ‬مدخل التوازن والتواصل ‪Sustainable and Balanced Approaches‬‬
‫يتم فيه اتباع التخطيط لمبادئ الطاقة االستيعابية وتحليل التكلفة والمنفعة‪ ،‬وهو من أهم مداخل التخطيط‪.‬‬
‫‪ ‬المدخل االجتماعى ‪Community Approach‬‬
‫ليوضح مدى مشاركة المجتمع فى اتخاذ القرار‪ ،‬وهو يحدد الشكل واإلطار المثالى لتدخل المجتمع فى إدارة‬
‫التنمية السياحية وتخطيطها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬المدخل التنفيذى ‪Implementation Approach‬‬
‫حيث يراعى هذا المدخل مدى واقعية التخطيط وقدرته على تحقيق األهداف ومقابلة التنفيذ بالقدرة عليها لتقليل‬
‫الفجوة فيما بين الواقع والمأمول‪.‬‬
‫‪ ‬المدخل النظامى ‪Systematic Planning Process‬‬
‫ي راعى التتابع المنطقى للتخطيط السياحى فى كافة مستوياته‪ .‬فالتخطيط يمثل امتزاج علم وفن ودرجة عالية من‬
‫الخلق واالبتكار‪ ،‬وهو اليتعارض مع مدخل النظم بمحدداته‪ ،‬ولكنه يتكامل معه ويتتابع إلحداث تنمية سياحية‬
‫ناجحة‪.‬‬
‫‪ ‬المدخل الطبيعى ‪The Physical Approach‬‬
‫يقوم هذا المدخل على أساس دراسات المسح والتقييم للموارد الطبيعية‪ ،‬ووضع برامج تنمية لزيادة الخدمات‬
‫والتسهيالت السياحية عن طريق تقييم شامل للسوق السياحى مع وضع خطة تفصيلية الستخدامات األراضى‬
‫وتقييم التكلفة والمنفعة‪.‬‬
‫‪ ‬مدخل السياسات االقتصادية ‪Economic Policies Approach‬‬
‫وقد ظهر هذا االتجاه فى السبعينات تحت تأثير الدراسات التفصيلية الستخدامات األراضى وزيادة الوعى‬
‫بأهمية العوامل االجتماعية واالقتصادية فى التنمية السياحية‪ ،‬وهذا المدخل أكثر تطورا ً من المدخل السابق‪،‬‬
‫حيث يهتم بتفصيل الدراسات السوقية والتنبؤية بحركة السياحة وأكثر تعمقا فى الرؤية الشاملة للعمل التخطيطى‪.‬‬
‫‪ ‬مدخل باسلوب ‪The PASOLP Approach‬‬
‫‪Products Analysis Sequence for Outdoor Leisure Planning‬‬
‫وهو مدخل التحليل المتتابع لتخطيط األنشطة السياحية والترفيهية‪ ،‬وقد ظهر هذا االتجاه منذ الخمسينيات‪،‬‬
‫وهو يعمل على تقنين التطورات الحديثة فى اتجاهات التخطيط السياحى‪ ،‬ويشمل تحليل العرض والطلب‬
‫للوصول للتماثل وااللتقاء بينهما لتحقيق أهداف التنمية السياحية المالئمة للبيئة موضع التخطيط ‪ ،‬وهو بذلك‬
‫يحقق مبدأ التوازن فى التنمية‪ ،‬ويضم مجموعة مراحل لدراسات المسح والتحليل للسياسات السياحية‬
‫المتبعة‪ ،‬ووضع خطة الستخدامات األراضى وتقييم اآلثار المترتبة على التنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التخطيط السياحى‬


‫إن تباين التخطيط السياحى ينجم عن طبيعة استخدامه وتعددها‪ ،‬ويتحدد نوع التخطيط وفق الهدف منه‪ ،‬فهو‬
‫حلقات متصلة توجهها سياسة واضحة‪ .‬ويضم التخطيط السياحى عدة أنواع كالً منها يتسم بخاصية مميزة‪،‬‬
‫وسوف نشير بشكل سريع إلى تلك األنواع دون الخوض فى تفصيلها‪.‬‬
‫ومن أهم أقسام التخطيط السياحى‪:‬‬
‫‪ -١‬التقسيم وفق النطاق الذي يغطيه التخطيط‪.‬‬
‫‪ -٢‬التقسيم وفق الحدود الجغرافية والمساحة التى يشغلها‪.‬‬
‫‪ -٣‬التقسيم وفق المدة التى يستغرقها‪.‬‬
‫‪ -٤‬التقسيم وفق المضمون‪.‬‬
‫‪ -١‬أنواع التخطيط من حيث النطاق‪:‬‬
‫وتشير إلى أنواع التخطيط التى تغطى قطاعات الهيكل االقتصادى وتنقسم إلى‪:‬‬
‫أ) تخطيط شامل‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫ويتحكم فى مختلف قطاعات الهيكل االقتصادى فى الدول ليحقق التوازن ويمس كافة جوانب االقتصاد من‬
‫خالل صياغة خطة شاملة متكاملة األبعاد‪ ،‬ووضع مشروع تفصيلى شامل لألهداف العامة واالستغالل‬
‫األمثل للموارد‪ ،‬من خالل إجراء دراسات شاملة للوضع التنموى الحالى‪ .‬ويشمل نوعين من األساليب فى‬
‫تناوله من أعلى إلى أسفل‪ ،‬ومن أسفل إلى أعلى‪ .‬واألسلوب الثانى هو المتبع فى الدول النامية نظرا ً لمحدودية‬
‫نظرتها التنموية وعدم قدرتها على اإللمام بكافة مواردها‪ ،‬وقصور النظرة الشاملة لكل القطاعات بها‪ ،‬وهى‬
‫من أهم المشاكل الخاصة بالتنمية السياحية فى مصر‪.‬‬
‫ب) التخطيط الجزئى‪:‬‬
‫ويهتم بأحد القطاعات أو أنشطة الهيكل االقتصادى‪ ،‬ويمكن اعتبار التخطيط السياحى تخطيطا ً جزئياً‪،‬‬
‫واليغير من الصفة الجزئية وضع الدولة لخطة خاصة بكل قطاع‪ ،‬مع التنسيق بين الخطط الجزئية على‬
‫أساس نظرة شاملة لالقتصاد بأكمله‪.‬ولقد ذكر ‪ L.Robbins‬أن التخطيط الجزئى أسوأ من عدم التخطيط‪،‬‬
‫ولكننا النتفق مع هذا الرأى‪ ،‬ألن الدول النامية تفتقر للقدرة على النظرة الشاملة للتخطيط‪ ،‬فيصبح التخطيط‬
‫الجزئى مرحلة هامة النعاش االقتصاد ‪ ،‬ومقدمة للنظرة الشاملة التخطيطية‪.‬‬
‫جـ) التخطيط من مشروع آلخر‪:‬‬
‫يعتمد على توجيه االستثمارات لعدد محدود من المشروعات لها أهمية حيوية فى دفع عملية التنمية‪ ،‬وإن لم‬
‫يقم بينها من العالقات ما يعتبر بنيانا ً متكامل ا ألجزاء‪ ،‬والتشكل فى مجموعها فكرة موحدة لسياسة معينة‪.‬‬
‫ويرفض معظم الكتاب اعتبار هذا النوع أسلوبا تخطيطيا على اإلطالق‪ ،‬إال أن البعض اآلخر يرى إمكانية‬
‫اعتباره مرحلة مبدئية للتخطيط الجزئى‪ .‬ويمكن االستفادة من الرأى األخير فى الدول النامية فمع توفير‬
‫البعد االجتماع ى والطبيعى لهذا التخطيط يمكن أن يمثل الدعامة األولى للتخطيط الجزئى والشامل‪.‬‬
‫‪ -٢‬أنواع التخطيط وفق المدة التى يستغرقها‪:‬‬
‫يغطى التخطيط مراحل زمنية متفاوته يحددها مجموعة من الظروف االقتصادية واإلدارية والسياسية‪ ،‬وال‬
‫توجد فترة بعينها تعتبر ْمثلى بالنسبة لكل الدول‪ ،‬حيث يحكم اختيار الفترة التخطيطية المناسبة األحوال‬
‫السائدة‪ ،‬واألهداف المرسومة‪ ،‬واإلمكانيات المتوفرة‪ ،‬لذلك يظهر االختالف الزمنى فى مراحل التنمية‪.‬‬
‫ويمر التخطيط السياحى بثالث مراحل زمنية‪:‬‬
‫أ) تخطيط قصير األجل ‪Short- Term Plans‬‬
‫يظهر فى المراحل األولى للتنمية‪ ،‬خاصة فى الدول النامية‪ ،‬لمحدودية رؤيتها التنبؤية‪ ،‬ورغبتها فى حل‬
‫المشاكل المباشرة فى بداية التجربة التخطيطية‪ .‬وتلعب الخطط الذى يفرزها هذا النوع دورا ً محدودا ً نسبيا ً‬
‫فى دفع عملية التنمية‪ ،‬ويتم تفصيل الخطة قصيرة األجل‪ ،‬حيث تغطى فترة زمنية تتراوح بين ستة أشهر‬
‫إلى أقل من ثالث سنوات‪.‬‬
‫ب) تخطيط متوسط األجل ‪Medium - Term Plans‬‬
‫يمثل الفترة المثلى للتخطيط فهو من القصر بحيث يسمح بنجاح القدرة على التنبؤ‪ ،‬ومن الطول بحيث يغطى‬
‫الوقت الالزم إلحداث تغيير جوهرى‪ ،‬وهو يتسم بالواقعية والتفصيل وإمكانية توقع الوضع المستقبلى‪،‬‬
‫ويفرز خطة تمثل شريحة عملية وتطبيقية من الخطة طويلة األجل‪ ،‬وكما يغطى فترة ما بين ثالث إلى أقل‬
‫من سبع سنوات وهو يمثل النمط االمثل الذى يفرز خطة قادرة على تحقيق تطورات ملموسة للتنمية‬
‫السياحية‪.‬‬
‫جـ) تخطيط طويل األجل ‪Long- Term Plans‬‬
‫يواكب التقدم فى تحقيق خطوات جيدة لتنمية الرغبة فى دفع تنمية عمالقة من خالل تخطيط متكامل لقطاعات‬
‫الدولة‪ .‬ومن هنا تظهر الحاجة للتخطيط طويل األجل إلحداث تغيرات جذرية فى االقتصاد القومى من خالل‬
‫رسم الخطوط العريضة للتطور دون الدخول فى التفاصيل‪ ،‬فيضع تصورا ً عاما ً لالتجاهات التى يحتمل أن‬

‫‪16‬‬
‫يتحرك فيها االقتصاد‪ ،‬وهو مقدمة لوضع الحدود الدنيا والعليا للتطور‪ ،‬والتى يسير فى إطارها التخطيط‬
‫متوسط وقصير األجل‪ ،‬وهو يغطى فترة تتراوح ما بين ‪ ٧‬سنوات إلى ‪ ٢٥‬سنة‪.‬‬
‫ويحدد التخطيط طويل األجل القطاعات التى تحتاج الستثمارات وفق أولويات تنميتها‪ ،‬وكلما طالت مدة‬
‫الخطة الناجمة عن هذا النمط كلما زادت صعوبة التنبؤ الدقيق ووضع أهداف واضحة‪ .‬لذلك فالمرونة تمثل‬
‫أهم مبادئ التخطيط طويل اآلجل‪ ،‬ويتم تقسيمه إلى فترات زمنية أقصر اثناء مراحل تنفيذه‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن أنواع التخطيط ‪-‬السابق توضيحها ‪ -‬ليست منفصلة زمنياً‪ ،‬بل هناك اتصال وتتداخل‬
‫زمنى بينهم‪.‬‬
‫‪ -٣‬التخطيط من حيث المضمون‬
‫يمثل التخطيط الطبيعى المدخل األساسى لدراسة أنواع التخطيط من حيث المضمــون‪ ،‬فالتخطيط الطبيعى‬
‫هو الطريق المنطقى لترشيد استخدام األراضى والموارد الطبيعية األخرى بحيث يتداخل فى نظام قومى‬
‫الستخدامات األراضى‪.‬‬
‫والتخطيط الطبيعى عملية مركبة تتطلب استخدام عدة تحليالت وطرق تخطيطية من أهمها تحليل العرض‬
‫والطلب السياحيين‪ ،‬وتحديد مستويات الطاقة االستيعابية‪ ،‬والقواعد التى تحكم استخدام األرض والمحافظة‬
‫على الموارد لتحقيق التوازن البيئى‪ ،‬ويزداد التخطيط الطبيعى وضوحا ً كلما زادت الخطة الناجمة عنه‬
‫تفصيالً‪.‬‬
‫ومن أهم أنواع التخطيط الطبيعى ما يلى‪:‬‬
‫أ) التخطيط التصورى ‪Conceptual Planning‬‬
‫يتضمن وضع إطار عام لتصور المستقبل السياحى لمنطقة ما على أساس توافر مقومات وتسهيالت‬
‫وخدمات سياحية‪ ،‬وتصور ما يجب أن يوجد بالمنطقة من تسهيالت وخدمات بناء على التنبؤ بالحركة‬
‫السياحية المتوقعة‪ .‬ويمكن اعتبا ر التخطيط التصورى خطة مرحلية أولى فى سبيل وضع الخطة الشاملة‬
‫التفصيلية‪ ،‬ويمثل التخطيط التصورى مرحلة هامة حيث يحدد إطار العمل التخطيطى المستقبلى‪،‬ويعتمد‬
‫على قاعدة كبيرة من المعلومات واإلحصاءات الدقيقة‪.‬‬
‫ب) تخطيط رائد أو شامل ‪Master Planning‬‬
‫يضم اإلطار التفصيلى لألجزاء التى اعتمدها التخطيط التصورى فى إطاره وبدائله العامة‪ ،‬ويحدد برنامج‬
‫العمل التنفيذى وتحديد الميزانية واألسواق المختارة بناء على معايير موضوعية لترتيب العمل‪ ،‬وتحليل‬
‫المعطيات فى مضمونها التفصيلى لوضع إطار شامل مفصل‪ ،‬وتخطيط المساحات األرضية بصورة‬
‫متكاملة لكل أجزاء المنطقة محل التخطيط‪ .‬فالتخطيط الشامل مستوى أعلى من التصورى ألنه تفصيل‬
‫لمجمله نتيجة دراسات شاملة الجوانب االقتصادية واالجتماعية والطبيعية والنفسية ‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫جـ) التخطيط الهيكلى ‪Structural Planning‬‬
‫يوضح الهياكل القائمة فى اإلقليم من مشروعات بنية أساسية وموارد‪ ،‬وتحديد محاور الحركة إلدخال‬
‫تغييرات جوهرية فيعمل على إقامة هياكل اقتصادية واجتماعية جديدة تعتمد على السياحة كمحور أساسى‬
‫للتنمية يتفاعل مع باقى محاور التنمية‪.‬‬
‫د) التخطيط الوظيفى ‪Functional Planning‬‬
‫يعتمد على التطور البطىء فى وظائف الهياكل االقتصادية واالجتماعية القائمة‪ ،‬والتتم فى إطاره تغييرات‬
‫سريعة أو طفرات مفاجئه‪ ،‬ويتشابه مع التخطيط الهيكلى خاصة فى مجال التنمية السياحية‪ ،‬فهو يمثل التطور‬
‫المتدرج لهياكل التنمية السياحية ألن التطور السريع قد يؤدى لتدهور كامل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وبالتالى يمثل هذا النمط التطبيق السليم للتخطيط الهيكلى‪ .‬وأوجه اختالفه عن التخطيط الهيكلى‪ ،‬فى أن‬
‫التخطيط الوظيفى يعمل على تعديل الوظائف واألداء فى النظام السياحى دون المساس بهيكل العمل السياحى‬
‫وتحتاج الدول النامية للتخطيط الهيكلى كنمط فعال ومؤثر للعمل على إجراء تعديالت جذرية للهياكل‬
‫االقتصادية الموجودة لتساعدها على التحرر واالنطالق التنموى‪.‬‬
‫هـ) تخطيط العمل التنفيذى ‪Action Planning‬‬
‫ويعرف هذا النوع ايضا على أنه التخطيط التشغيلى وهو يقوم بوضع معايير وموازنات تقديرية تسمح‬
‫بقياس النتائج بشكل محدد وواضح‪ ،‬وتحديد خطوات التنفيذ للخطة الموضوعة لتحقيق االهداف المرسومة‪.‬‬
‫و) التخطيط االستراتيجى ‪Strategic Planning‬‬
‫يُعتبر اإلطار التوجيهى لخطط التنمية ويسعى ليحقق األهداف المرسومة من خالل تفهم القائمين على وضع‬
‫البرامج التنفيذية للخطط السياحية وألهداف التخطيط‪ ،‬ويضع استراتيجية وصفية وتحليلية للتنمية الشاملة‪،‬‬
‫ويلى التخطيط االستراتيجى التخطيط الرائد والهيكلى‪ ،‬وإن سبقهم فيتماثل مع التخطيط التصورى‪.‬‬
‫‪ -٤‬التخطيط من حيث المجال‬
‫أ) تخطيط اقتصادى‪ :‬يهدف إ لى تحسين القطاع االقتصادى لرفع مستوى المعيشة وتوفير االحتياجات‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫ب) تخطيط اجتماعى‪ :‬يهتم بالبعد االجتماعى عن طريق مشروعات التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫جـ) تخطيط ثقافى ‪ :‬لوضع مشروعات تطوير للجانب الثقافى والحضارى فى الدولة‪.‬‬
‫د) تخطيط طبيعى‪ :‬للمحافظة على التوازن البيئى واالستغالل األمثل لألرض‪.‬‬

‫‪ -٥‬أنواع التخطيط من حيث الحدود الجغرافية‬


‫يميز بين أنواع التخطيط وفق المساحة التى يشغلها‪ ،‬وينقسم إلى‪:‬‬
‫أ) التخطيط الدولى ‪International Planning level‬‬
‫يتم هذا المستوى حين تشترك أكثر من دولة فى مساحات أرضية متقاربة جغرافياً‪ ،‬واشتراكهم فى أهداف‬
‫إنمائية متقاربة ألحد القطاعات‪ ،‬ويهتم التخطيط الدولى بجمع المعلومات الكمية والوصفية المتاحة وتحديد‬
‫أفضل البدائل الستغاللها لتحقق األهداف المشتركة للدول والتخطيط الدولى يعنى بخدمة النقل الدولى‬
‫والبرامج السياحية والتسويقية المشتركة‪ ،‬ولقد تم وضع إطار عام للتخطيط السياحى على المستوى الدولى‪،‬‬
‫من خالل العديد من المنظمات الدولية التى من أهمها منظمة السياحة العالمية ‪World Tourism‬‬
‫‪ (WTO) Organization‬ويعد التخطيط الدولى ضعيفا ً نسبيا ً العتماده على درجة التعاون بين دول‬
‫مستقلة ذات سياسات وأهداف متباينة‪.‬‬
‫ب) التخطيط القومى ‪National Planning‬‬
‫ويعتمد على دراسات توجيهية للدولة ككل وفق أهدافها التنموية‪ ،‬ويتضمن تعبئة الموارد وإدارتها لتحقيق‬
‫األهداف المبتغاة ‪ .‬ومن أهم اعتبارات هذا المستوى التخطيطى‪ ،‬تحديد مناطق األولوية‪ ،‬وتوزيع عناصر‬
‫الجذب والتسهيالت والخدمات‪ ،‬ووضع هيكل للتنظيم السياحى‪ ،‬والتقنيات التى يراعى استخدامها لتحقيق‬
‫توازن فى النمو على أساس جغرافى لتحديد المستقبل السياحى‪ ،‬والقضاء على المعوقات التى تواجه التنمية‬
‫السياحية‪ ،‬وتحليل الطلب السياحى ونمط التسويق الفعال‪.‬‬
‫جـ) التخطيط اإلقليمى ‪Regional Planning‬‬
‫يعنى تخطيط إقليم أو منطقة جغرافية ذات شكل متميز وخصائص مستقلة‪ ،‬ويغطى مساحة تتراوح بين عدة‬
‫مئات إلى عدة آالف من الكيلومترات المربعة‪ .‬ويتعامل مع وحدة جغرافية مترابطة من النواحى التنسيقية‬

‫‪18‬‬
‫واأليكولوجية حتى لو اختلفت فى اإلطار اإلدارى أو السياسى أو االقتصادى‪ ،‬حيث يعاد رسم هذه الحدود‬
‫نتيجة للتخطيط اإلقليمى‪.‬‬
‫ويشتمل على أربع وظائف رئيسية‪ :‬استشارية لوضع األهداف ‪ ،‬تنسيقية لترشيد الحلول البديلة‪ ،‬وتحديدية‬
‫لتوضيح خط سير العمل‪ ،‬وتنموية لتحقيق نمط التنمية المرغوبة‪.‬‬
‫ويتشابه مع التخطيط القومى‪ ،‬إال أن التخطيط اإلقليمى أكثر تحديدا ً‪ ،‬وهذا يتوقف على حجم الدولة ومساحتها‬
‫اإلجمالية‪ .‬ويجب أن ي تم التخطيط اإلقليمى فى ظل التخطيط القومى كمنهج علمى موحد األهداف‪،‬وفى إطار‬
‫مشترك لتحقيق النظرة الشاملة للتخطيط السياحى‪.‬‬
‫د) التخطيط المحلى ‪Local Planning‬‬
‫ويعنى تخطيط منطقة أو مجموعة من المشروعات فى منطقة ما ذات مساحة ال تقل عن أربعة كيلومتر مربع‬
‫فأكثر‪ ،‬وأحيانا ً يتم التجاوز عـن هذه المساحة بحيث يغطى المشروع السياحى متكامل مساحة أقل من ذلك‪.‬‬
‫والتخطيط المحلى أكثر تحديدا ً من اإلقليمى ويهتم بتحديد طرق استخدام األرض بحيث يتداخل فى نظام‬
‫قومى الستخدامات األراضى والموارد المتاحة‪ ،‬لذا تزداد أهمية التخطيط الطبيعى فى هذا المستوى‪ .‬ويركز‬
‫التخطيط المحلى على التحديد الدقيق لمواقع األنشطة والتسهيالت والخدمات لتحقيق التوازن من حيث السعة‬
‫والجودة والتوافق والتجانس بين االستخدام المتباين للمساحات األرضية لتحقيق تجانس للمنطقة‪.‬‬
‫هـ) تخطيط موقع التسهيالت‬
‫ويمثل تخطيط مشروع فندقى أو سياحى فيحدد الموقع وأشكال التسهيالت المطلوبة‪.‬‬
‫و) تصميم التسهيالت‬
‫ويضم تحديد المساحات األرضية وأشكال التصميم والمعمار والهندسة للمنتجع أو الفندق مع الحفاظ على‬
‫اإلطار المتجانس للمبانى مع البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫ز) تخطيط المنتجعات السياحية ‪Planning Tourist Resorts‬‬
‫يمثل المنتجع وحدة جغرافية محددة تتجمع فيه عناصر جذب سياحية طبيعية أو حضارية‪ ،‬وتتوافر فيه‬
‫خدمات متعددة‪ .‬وتخضع المنتجعات السياحية لعدة عوامل تحدد مواقعها فى إطار التخطيط اإلقليمى‪ ،‬وتنقسم‬
‫المنتجعات إلى منتجعات جبلية ومنتجعات شاطئية ومنتجعات إستشفائية ومنتجعات الترفيه والرياضة‪.‬‬
‫ومن المنطقى أن البنية الفوقية والخدمات يجب أن تندمج فى إطار متجانس مع الطبيعة أو المرغب السياحى‬
‫الرئيسى‪ .‬ويتطور تخطيط المنتجع السياحى إلى خطة لتنمية الموقع تتضمن مكونات التسهيالت ومواقعها‬
‫بالنسبة لخطة استخدامات األرض‪ ،‬ويعتمد تخطيط المنتجع على تقييم السوق والمنتج المقدم‪ ،‬تحديد أهداف‬
‫التنمية‪ ،‬التأكد من القبول االجتماعى والطبيعى للتوسع السياحى‪ ،‬وتحليل الوضع التنافسى للمنتجع‪ ،‬وتحديد‬
‫الصورة األساسية التى يعتمد عليها المنتجع لتمييزه عن باقى المنتجعات المنافسة له‪.‬‬
‫ويجب تحديد األجهزة الحكومية والخاصة المرتبطة بتخطيط المنتجع‪ ،‬والتنظيم االجتماعى المؤثر فيه‪،‬‬
‫ودرجة المشاركة المحلية وأجهزة التمويل واالستثمارات‪ ،‬وتحليل البيئة الطبيعية للمنتجع لوضع خطة مثلى‬
‫تحقق تنمية متوازنة ومتواصلة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫نعرض مراحل هذا النمط التخطيطى على اعتبار أنه أكثر االنواع التخطيطية الذى يحتاج الى رؤية وتعامل‬
‫خاص ليتناسب مع مدى حساسية الموارد التى يتعامل معها‪.‬‬

‫‪19‬‬
20
‫الفصل الثاني‬

‫تحليل التخطيط السياحي‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التخطيط العلمى للتنمية السياحية هو الوسيلة الوحيدة العلمية للتنسيق بين القطاعات‪ ،‬إليجاد التوازن بين‬
‫المطالب المتنافسة والمتعارضة فيما بينهم‪ .‬فالتخطيط بمثابة وقاية وعالج للتنمية‪ ،‬وهو أقل تكلفة فى الحالتين‬
‫وفق المنظور طويل األجل لنتائج التنمية السياحية‪.‬‬
‫فتخطيط التنمية السياحية بمثابة العملية والنتيجة‪ ،‬حيث يصعب انتهاج التخطيط العلمى دون توقع تنمية‬
‫متوازنة نسبياً‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تحليل التخطيط السياحى كموجه للتنمية‬


‫يشتمل التخطيط السياحى كموجه للتنمية على تحليل مكونات التنمية ‪ -‬التى سبق اإلشارة إليها ‪ -‬حيث يقوم‬
‫التخطيط بتوجيه العرض السياحى ليتالقى مع الطلب الحالى‪.‬‬
‫ويشمل تحليل التخطيط السياحى بعدين رئيسيين ‪:‬‬
‫‪ -١‬تحليل السوق والموارد ‪.Market Analysis‬‬
‫‪ -٢‬تكامل التحليل والتجميع للعناصر االقتصادية واالجتماعية والبيئة‪Integrated Analysis and Synthes .‬‬
‫‪ - ٣‬تحديد دور الدولة فى تخطيط التنمية السياحية‪.‬‬

‫‪ -١‬تحليل السوق والموارد ‪Market Analysis‬‬


‫يعتمد التخطيط على دراسة األسواق السياحية على اعتبار أنها تمثل المحور الثانى للتنمية السياحية الممثلة‬
‫فى جانب الطلب السياحى التى تنصب على المنتج السياحى وتطويره وحجم الطلب عليه‪ ،‬فدراسة السوق‬
‫يحدد أنواع األسواق السياحية المسببة للتدفق السياحى وامتدادها على مناطق معينة‪ ،‬فالدولة تحدد أهدافها‬
‫التسويقية وفق الدراسة السوقية‪ .‬ويتضمن تحليل السوق تحديد نوعية الموارد التى يجب تنميتها فى المنطقة‪،‬‬
‫وبالتالى يُستخدم فى التخطيط لتنمية الموارد واألنشطة والتسهيالت التى تحتاجها المنطقة‪ ،‬وتحديد‬
‫استراتيجيات التسويق المتبعة وتحليل السوق يتضمن ثالثة أسس رئيسية‪:‬‬
‫أ ) شرائح السوق (أقسام السوق) ودراسة السوق‪.‬‬
‫ب) تحليل المنافسة‪.‬‬
‫جـ) تحديد أهداف السوق‪.‬‬
‫أ) شرائح السوق ‪ Market Segments‬ويعتمد التقسيم على أربعة أبعاد رئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬التقسيم الديموجرافى أو االقتصادى االجتماعى وهو التقسيم الذي يهتم بالسمات االجتماعية ‪ ,‬حيث يقسم‬
‫السائحين وفق خصائصهم االقتصادية واالجتماعية من حيث السن والتعليم والمستوى الثقافى ومستوى‬
‫الدخل‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم وفق م دى توافر المنتج السياحى‪ :‬وهو يربط بين أنواع السائحين واحتياجاتهم ورغباتهم وعالقة‬
‫ذلك بطبيعة المنتج السياحى و ما تستطيع المنطقة أن توفره من منتجات سياحية أو يحتمل أن تملكها فى‬
‫إطارها التخطيطى ليتناسب مع تلك االحتياجات والتطلعات من قبل السائحين‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬التقسيم وف ق الدوافع‪ :‬ويقسم السائحين وفق اهتماماتهم وأنشطتهم وآرائهم ودوافع السفر وهو ما يطلق عليه‬
‫)‪. Activities, Interests and Opinions (AIO‬‬
‫‪ -‬التقسيم الجغرافى‪ :‬يقسم السائحين وفق موقع الدول المصدرة‪ ،‬ويهتم هذا التقسيم بعنصر المسافة وسهولة‬
‫الوصول‪.‬‬
‫وهناك أنواع من األسواق السياحية تتنوع وفق‪:‬‬
‫❖ الهدف فى السفر‪:‬‬
‫سوق قضاء األجازات‪ :‬ويتميز بطول مدة اإلقامة نتيجة للرغبة فى الترفيه‪ ،‬ويقسم هذا السوق السائحين لنوع‬
‫تقليدى يذهب لنفس المكان كل عام‪ ،‬والنوع التجريبى الذين يؤثرون الذهاب إلى مكان جديد‪ ،‬وهو النوع الذى‬
‫يمكن التأثير فيه من خالل السياسات التسويقية‪.‬‬
‫سوق السياحة الثقافية‪ :‬حيث يكون محوره الطلب على األنشطة الثقافية‪.‬‬
‫سوق سياحة المؤتمرات‪ :‬وهو من أكثر األسواق أهمية فى العشرين عاما ً األخيرة باالضافة الى االهداف‬
‫الدينية وتلك المرتبطة باالعمال واالهتمامات الخاصة والعرقية‪......‬وغيرها‪.‬‬
‫❖ من حيث السن‪ :‬وهو يحدد أنواع األسواق وفق سن السائحين والمراحل العمرية والمتطلبات الخاصة بكل‬
‫مرحلة‪.‬‬
‫❖ من حيث اتجاهات حركة السياحة العالمية‪ :‬وينظر للتقارب الجغرافى كحجر الزاوية فى المد السياحى‬
‫نحو بالد سياحية كثيرة‪.‬‬
‫❖ ويتم تقدير التنبؤ بالطلب المستقبلى على أساس نسبة النمو فى كل من هذه الشرائح‪.‬‬
‫ب) تحليل المنافسة ‪ Competition Analysis‬وهى دراسة للمقاصد السياحية المنافسة للمنطقة المخططة‬
‫سواء نتيجة للقرب الجغرافى أو تماثل الخدمة‪ ،‬ويعطى اإلدراك ألبعاد التنمية فى المناطق المنافسة القدرة‬
‫على تخطيط تنمية ذات طابع متميز ومتفرد‪ ،‬مما يمنح المنطقة القدرة على االحتفاظ بنصيبها من الحركة‬
‫السياحية واإلضافة المستمرة لهذا النصيب السوقى من خالل التنبؤ بالطلب الكلى للمقصد وتقييم النصيب‬
‫السوقى المستقبلى لها‪.‬‬
‫جـ) تحديد أهداف السوق ‪ Market Targets‬من المداخل الهامة التى استخدمتها منظمة السياحة العالمية‬
‫)‪ (WTO‬لوضع هدف سوقى واضح ومحدد‪ ،‬يشير إلى أعداد السائحين وأنواعهم التى تستطيع المنطقة أن‬
‫تستوعبهم وترغب فى جذبهم‪ ،‬وكذلك تحديد المستوى االجتماعى والثقافى واالقتصادى للسائحين المرغوب‬
‫فيهم‪ ،‬وهذا يعطى الدولة قدرة على التنمية الواضحة األهداف‪ ،‬وبالتالى تحدد مسار التخطيط‪.‬‬
‫ويعتمد هدف السوق على مجموعة من المتغيرات يصعب التنبؤ بها جميعا ً فى عملية التخطيط‪ ،‬مثل‬
‫األوضاع االقتصادية العالمية وأثرها على صناعة السياحة والسفر‪ .‬لذلك فدائما ً ما يوضع معدل أعلى وأدنى‬
‫لتلك األهداف اعتمادا ً على توقعات النمو المتباينة‪.‬‬
‫ويجب أن يحدد المخطط السياحى أهداف السوق بحيث يحافظ على التوازن فيما بين تنمية التسهيالت‬
‫والخدمات السياحية وبين مستويات الطلب السوقى لتحقيق أفضل استغالل لالستثمارات والموارد‪ ،‬ويوضح‬
‫التغير المستمر فى اتجاهات السوق ضرورة مرونه التخطيط ليسمح بالتعديالت المستقبلية والناجمة عن‬
‫التقييم المستمر لمراحل التنمية‪ .‬فتحليل السوق يمثل مدخال أساسيا ً للتخطيط السياحى ليحقق مستوى تنمية‬
‫جيدا ً للمنطقة لتستطيع مواجهة التطور العالمى والمنافسة المستمرة‪.‬‬
‫ويضم تحليل السوق والموارد تقييم العرض الحالى من أشكال إقامة‪ ،‬ومشروعات بنية أساسية‪ ،‬وطرق‬
‫ووسائل نقل بالمنطقة‪ ،‬وبالتالى يحدد برامج التنمية للعرض السياحى‪ ،‬ويوضح فترات الموسمية من خالل‬
‫تحديد أوقات التدفق السياحى‪ ،‬ويحدد متطلبات استغالل األرض وتحليل الطاقة االستيعابية‪ ،‬ووضع الخطط‬
‫للوصول إلى التوازن المثالى بين مشروعات التنمية ونماذج السوق‪ .‬وتوضيح الصورة السياحية القائمة‬

‫‪22‬‬
‫لدولة المقصد‪ ،‬وقدرة التنظيم والتسويق واإلدارة السياحية على تحقيق األهداف المرسومة من خالل إقامة‬
‫عالقة بين االحتياجات الحقيقية للسوق والمنتج السياحى المقدم‪ .‬وهذا هو جوهر التخطيط ليتالقى العرض‬
‫والطلب فى توازن وتجانس لتحقيق أهداف التنمية السياحية‪.‬‬
‫ولذلك عندما نقيم التخطيط السياحى يجب تحديد أهمية مرحلة التحليل حيث توضح قيمة المعلومات المجمعة‬
‫وتحليلها بدقة‪ ،‬أما مرحلة التوليف فهى جمع المعلومات ونتائج تحليلها لوضع رباط مشترك يساعد فى تحديد‬
‫التوصيات النهائية للتخطيط‪.‬‬

‫‪ -٢‬تكامل التحليل والتجميع ‪Integrated Analysis and Synthesis‬‬


‫يشتمل التخطيط السياحى على مجموعة خطوات من أهمها‪ ،‬المسح والتقييم للموارد وتحليل السوق‪ .‬ويجب‬
‫على المخطط أن يستخلص من تلك العناصر التى تم تحليلها نتيجة نهائية مجمعة توفق بين مختلف اتجاهات‬
‫المعلومات والبحوث‪ ،‬وتلك الخطوة تسمى بالتوليف ‪ ،Synthesis‬وهى تتم بين مرحلة جمع البيانات ووضع‬
‫تصور كا مل للخطة‪ .‬ويترتب على إهمال هذه المرحلة فشل التخطيط السياحى‪.‬‬
‫لذلك تضم تلك الدراسة البحوث والتحليل‪ ،‬والتوليف والتجميع‪.‬‬
‫أ) االتجاه التحليلى ‪Analysis Approach‬‬
‫‪ -‬المبدأ التجريبى‪ :‬يقوم بالتحليل من خالل التجربة الشخصية األصلية والمباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬المبدأ الكمى‪ :‬ويعمل على القياس إلزالة الغموض وفق الكم‪.‬‬
‫‪ -‬المبدأ التعاونى‪ :‬ويعنى أن البحث يواجه اختبارات قياسية للمجتمع‪.‬‬
‫وتحليل البيانات والمعلومات المتاحة الستحداث نتائج ومعلومات مطلوبة تتم عن طريق تحليل للعوامل‬
‫االقتصادية واالجتماعية والطبيعية لإلقليم‪ ،‬وعمل دراســات تنبــؤ علمــى عن المستقبل السياحى للمنطقة‪.‬‬
‫ومن أهم اعتبارات التحليل فى التخطيط السياحى‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل الطاقة االستيعابية ‪ Carrying Capacity‬وهى تمثل المنهاج األساسى المستخدم لوضع الخطة‬
‫السياحية‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل النماذج االقتصادية من أنشطة وعمالة ومجاالت اقتصادية متنوعة وتحليل التكلفة والمنفعة‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل النماذج االجتماعية من توزيع سكان وسن وجنس وتعليم ومستوى اجتماعى‪.‬‬
‫ب‪ -‬توليف شتات المعلومات ‪Synthesis Approach‬‬
‫يراعى فى تلك المرحلة أن يكون القائمون بها حياديين‪ .‬وتعتمد تلك الخطوة على بعض المبادئ الرئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬التعميم‪ :‬يهتم بجمع الخصائص واالعتبارات العامة دون إعادة البحث فى كل عنصر من العناصر ودقائقه‬
‫التي تم جمعها‪ .‬أى تناول العموميات دون الدخول فى التفاصيل‪.‬‬
‫‪ -‬التحفظ‪ :‬أى عدم اإلسهاب واإلطناب فى تقييم العناصر أو فى وضع التقرير النهائى‪.‬‬
‫فالتوليف والتجميع أساس العمل الخالق للوصول للنتيجة التى توضح الموقف الراهن ومستقبل التنمية‪.‬‬
‫وهناك ثالثة عناصر هامة تحدد مدى فاعلية التحليل والتجميع وهم ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد التسهيالت السياحية واحتياجات البنية األساسية وبناء الطاقة االستيعابية للمنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬التكامل ويقصد به مدى ارتباط التحليل مع التوليف‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الفرص والعقبات أمام التنمية السياحية وهى من أهم تقنيات التخطيط‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -٣‬دور الدولة في تخطيط التنمية السياحية‬
‫يتطلب التوسع في الطلب السياحي و تنوعه قدرا ً متساويا ً من اإلمكانيات وفرص االختيار المتنوعة‪ .‬وهذا‬
‫يحتاج إلى دراسة لمجالت التنمية السياحية من تخطيط وتسويق متكامل‪ ،‬واستراتيجيات تحقق أكبر نصيب‬
‫من الحركة السياحية الدولية‪ ،‬باإلضافة إلجراءات الحماية للبيئة الطبيعية والحضارية‪.‬‬
‫كل ما سبق يتطلب عمالً منظما ً مخططا ً تخطيطا ً سليما ً ال تتداخل معه أي محاوالت عفوية‪ ،‬وال يقبل‬
‫االتجاهات الفردية بإمكانياتها المحدودة‪.‬لذلك فالدولة يقع على عاتقها دور‪:‬‬

‫‪ -‬التنسيق بين مختلف المجهودات وأجهزة السياحة عن طريق وضع سياسة عامة تحدد دور كل جهة‬
‫رسمية مختصة لبلوغ تنمية سياحية متوازنة ومتواصلة‪.‬‬

‫‪ -‬وكذلك تقع على الدولة الوظيفة التشريعية والمتمثلة في وضع القواعد المتكاملة للتنمية السياحية‬
‫سواء من ناحية العرض بمقوماته المختلفة‪ ،‬أو من جهة الطلب السياحي‪ ،‬وللحفاظ على البيئة‬
‫بأبعادها المختلفة‪ .‬والتشريع إما أن يتم بشكل موحد أساسي للسياحة متضمنا ً كافة النقاط‪،‬أو تشريعات‬
‫متفرقة تجمع في تقنين متكامل يسمى " تقنين السياحة"‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك تهتم الدولة بالدور التخطيطي والتمويلي عن طريق ضمان توازن المنتج السياحي مع تحقيق‬
‫الرضا الكامل والمستمر للسائحين‪ ،‬والعمل على تحقيق المتطلبات االجتماعية واالقتصادية‬
‫والطبيعية للمنطقة‪ ،‬بحيث يكون تخطيط التنمية السياحية جزءا ً ال يتجزأ من تخطيط التنمية الشاملة‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬وكذلك يجب أن تهتم الدولة بتوفير االستثمارات للمشروعات السياحية لوضع القواعد األساسية‬
‫(مشروعات البنية األساسية) لإلسراع من التنمية السياحية خاصة في المناطق الجديدة‪ ،‬وكذلك‬
‫تشجيع االستثمارات الخاصة (محلية وأجنبية) عن طريق منح الحوافز الضريبية والمالية لجذب‬
‫ا لمستثمرين لإلسهام في مشروعات التنمية السياحية‪ ،‬في إطار محدد واضح‪.‬‬

‫فالدولة لديها الحق في تحديد معايير نمو القطاع الخدمي‪ ،‬ومدى كفايته لحاجات األفراد في المجتمع بحيث‬
‫يرتفع مستوى إشباع هذه الحاجات بصورة مطردة وفق اإلمكانيات المتاحة في الدولة‪ .‬فليس من الحتمي أن‬
‫تشارك الدولة في المشروعات‪ ،‬إال أنه من الضروري أن تتواجد كموجه عام التجاهات التنمية‪.‬‬

‫ويجب على الدولة أن تدعم التوسع السياحي‪ ،‬إن كان هو الحل األمثل للتنمية بها‪ ،‬أن تزيد من التسهيالت‬
‫السياحية وفق مستويات الطاقة االستيعابية لمناطقها‪ .‬وأن ترفع كافة المعوقات التي تواجه التقدم السياحي‪.‬‬
‫وتضع سياسة للتنشيط السياحي وتعليم القوى البشرية ورفع مستوى الخدمات‪ ،‬وقيادة العمل لبناء صورة‬
‫سياحية إيجابية تحقق تنمية سياحية متوازنة ومتواصلة‪.‬‬
‫وذلك ال يعنى تحجيم دور القطاع الخاص‪ ،‬فقد أصبح الخط الفاصل بين دور كل من القطاع العام والخاص‬
‫غير واضح تماما ً في النظم االقتصادية السائدة في عدد من الدول النامية‪ ،‬فالدولة ال يجب أن يتوقف دورها‬
‫في توفير المرافق األساسية‪ ،‬ووضع إطار للسياسة السياحية العامة‪ ،‬بل يجب أن يكون لها دور في‬
‫المشروعات السياحية‪ .‬فترك زمام األمور للقطاع الخاص قد يحول النشاط السياحي لنشاط اقتصادي بحت‬
‫ألن المستثمر الخاص غالبا ً ال يهتم إال بالربحية المادية للمشروع‪ ،‬إال أن تدخل الدولة بشكل منظم ومحدد‬
‫سوف يوفر تأمين البعد االجتماعي والطبيعي ليتوازنا مع البعد االقتصادي لتحقيق تنمية سياحية متوازنة‬
‫ومتواصلة‪.‬‬
‫وإجمالي ما سبق يوضح أن دور الدولة يتثمل في‪:‬‬
‫‪ -١‬وضع سياسة سياحية عامة تحدد إطار السياحة وهيكلها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -٢‬وظيفة تشريعية وتخطيطية وتمويلية وتنسيقية‪.‬‬
‫‪ -٣‬المساعدة على رفع مستوى الوعي الشعبي بالسياحة‪.‬‬
‫‪ -٤‬إعادة تنظيم قطاع السياحة تنظيما ً ديناميكيا ً وفق نظرية النظم‪.‬‬
‫‪ -٥‬إدارة ا لسياحة في األوقات العادية وخاصة في أوقات األزمات‪.‬‬
‫‪ -٦‬تنمية القوى البشرية العاملة في القطاع السياحي‪.‬‬
‫وارتباط العرض والطلب تحكمه مجموعة من المعايير التي تحدد التنمية السياحية ومداها‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مراحل التخطيط السياحى وخطواته‬


‫بدأ االتجاه لتخطيط الموارد وتطويرها فى أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وكان فى ذلك الوقت غير معقد‬
‫ويتم فى إطار زمنى متوسط‪ ،‬ثم سرعان ما أُدخلت النظم الرياضية واإلحصائية والمحاسبية فأصبح شديد‬
‫التعقيد‪ .‬وأد ُخلت أنماط التحليل والتنبؤ فى الفكر التخطيطى بحيث يتم فى مراحل ونظم قابلة للنقل نسبيا ً من‬
‫دولة ألخرى وفق مزايا كل دولة‪.‬‬
‫وتلك النظم تمثل اإلطار العام للتخطيط‪ ،‬وتتركز مراحل التخطيط السياحى فى أربع نقاط رئيسية‪ ،‬لكل‬
‫مرحلة مجموعة من الخطوات األساسية‪ ،‬كما سنوضح فيما يلى‪:‬‬
‫‪ -١‬مرحلة تقييم الوضع التنموى الحالى‬
‫يقوم التخطيط السياحى على قاعدة أساسية من البيانات الخاصة بالمنطقة المراد تنميتها‪ ،‬وتحديد المدى‬
‫التنموى الذى وصلت إليه لتقييم الموارد المستغلة والمتاحة‪ ،‬ومراكز القوة والضعف لكالً منهما‪ ،‬وتضم تلك‬
‫المرحلة خطوتين أساسيتين‪.‬‬
‫أ) جمع اليبانات ‪Collecting Data‬‬

‫وهى خطوة جمع البيانات الدقيقة والواضحة والشاملة والحديثة‪،‬عن طريق الجهاز اإلحصائى أو مراكز‬
‫المعلومات الرئيسية‪.‬‬
‫ب) إعداد الدراسة ‪Study Preparation‬‬
‫وتتم عن طريق الجهاز التخطيطى الرسمى مع توصيات من القطاعين العام والخاص‪ ،‬فتعمل على تحديد‬
‫التكلفة والمنفعة االقتصادية واالجتماعية والطبيعية الناجمة عن التنمية السياحية‪.‬‬
‫وتضم إعداد الدراسة تنظيم الخطة‪ ،‬واختيار فريق العمل‪ ،‬ودراسة عناصر التكلفة‪ ،‬وإعداد برنامج عملى‬
‫تفصيلى‪ ،‬وتحديد الموارد المتاحة لبيان نقاط الضعف والقوة‪ ،‬وتحديد قدرة الدولة على تحقيق التنمية‪ ،‬وبيان‬
‫مركزها التنافسى‪ .‬إلدخال التعديل أو التطوير لكل ما سبق وفق الحاجة وإعطاء صورة متكاملة ومترابطة‬
‫عن الوضع الحالى‪.‬‬
‫‪ -٢‬مرحلة تحديد الوضع المرغوب الوصول إليه وتحقيقه‬
‫تحدد الخطوط العامة للوضع المستهدف‪ ،‬وتجدر هنا وضع سياسة سياحية شاملة فى إطار السياسة العامة‬
‫وتضم تلك المرحلة ثالث خطوات رئيسية‪:‬‬
‫أ) تحديد األهداف ‪Determination of Objectives‬‬
‫تعكس تحديد األهداف المبتغاه من الخطة الوضع المرغوب فيه‪ ،‬ومن أمثلة األهداف العامة فى تلك الخطوة ما يلى‪:‬‬
‫• تحديد أنواع محددة للسياحة ومستوى السائحين المرغوب فيه‪.‬‬
‫• تحقيق منافع سياحية تدعم النمو االقتصادى واالجتماعى وتحافظ على البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫• توجيه سياسة تسويقية واضحة لألسواق المحددة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ب) المسح ‪Survey‬‬

‫من أهم الخطوات ‪ ،‬فيتم جمع البيانات كميا ً وكيفيا ً وفق األهداف العامة للخطة‪ ،‬وهى تحتاج لتوافر خبراء‬
‫ومنظمين متخصصين فى جمع البيانات‪ ،‬وتتضمن تلك الخطوة مسحا ً عاما ً للمنطقة وللعناصر اإلدارية من‬
‫خالل بحوث علمية وميدانية ومراجعة الوثائق والخرائط ووسائل التكنولوجيا المتطورة‪.‬‬
‫ويتضمن مسحا ً عاما ً لخصائص المنطقة وكذلك يتضمن مسح العناصر التنظيمية وأخيراً يضم تحديد أهم‬
‫منظمات التعليم السياحى ومراكزه وبرامج التدريب‪ ،‬ومدى قدرة تلك الجهات على تكوين كوادر عمالية لتغطية‬
‫المشروعات المخططة مستقب ً‬
‫ال‪ ،‬واقترح التوسيع فيها أو تحسينها إن كانت غير كافية أو مؤهلة للقيام بدورها‪.‬‬
‫جـ) التحليل والتجميع ‪Analysis and Synthesis‬‬
‫يوضح تحديد األهداف حجم البيانات المطلوبة‪ ،‬والتى يتم تحليلها وتجميعها فى إطــــار متكامل يمثل النتائج‬
‫والتوصيات‪ .‬لذلك فتلك الخطوة تتم فى إطارين لبيانات المسح المتاحة‪:‬‬
‫• اإلطار التحليلى‪ :‬وهو يتضمن‪:‬‬
‫العمل على تقييم الموارد ‪ Assets Evolution‬؛ لتحليل البيانات الخاصة بالموارد الطبيعية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية المستغلة والمتاحة‪.‬‬
‫كذلك تحليل السوق ‪Market Analysis‬؛ فيتم دراسة البيانات الخاصة باألسواق السياحية األولية والثانوية‬
‫والمحتملة لتصبح أساس مستوى التنمية المقترحة‪.‬‬
‫والقيام بتخطيط التنمية ‪Development Planning‬؛ من أهم مراحل التحليل حيث تحدد شكل الخطة‬
‫ومصادر التمويل واستراتيجيات التسويق واالستثمار والهيكل التنظيمى للعمل‪.‬‬
‫وتحليل األثر ‪ Impact Analysis‬؛ وتعتمد على تحليل نتائج التنمية السابقة والحالية السلبية واإليجابية‬
‫لإلشارة إلى المخاطر المحتملة أو المحفزات المتوقعة من التنمية المخططة مستقبالً‪.‬‬
‫• اإلطار التجميعى‪ :‬فيتم وضع األجزاء التى تم تحليلها معا ً لتشكل وحدة يمكن عن طريقها وضع النتائج‬
‫والتوص يات الخاصة بكيفية استغالل الموارد والخدمات بالشكل األمثل‪ ،‬وتحديد الفرص والبدائل المتاحة‬
‫والمعوقات الفعلية الناجمة عن التنمية الحالية‪ ،‬وهذا من شأنه توفير رؤية أوضح لمسار التنمية المستقبلية‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من المبادئ يجب مراعاتها فى اإلطار التجميعى‪:‬‬
‫‪ -‬حيادية ا لقائم على التخطيط وعدم تحيزه التجاه أو أفكار تؤثر على تقيمهم‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن فى المجهودات البحثية لكافة عناصر التخطيط‪ ،‬ليصبح التجميع فى خالصة ذات معنى‪.‬‬
‫‪ -‬التعميم لوضع النتائج والخالصة بشكل عام‪ ،‬دون إعادة البحث فى تفاصيل العناصر المجمعة‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح أن نسبة النجاح فى تلك الخطوة تعتمد بشكل أساسى على مدى دقة المعلومات الناجمة عن المسح‬
‫ووضوحها وشمولها وحداثتها‪ ،‬للوصول إلى نتائج نهائية واقعية يمكن االعتماد عليها فى المرحلة التالية‪.‬‬
‫‪ -٣‬مرحلة وضع الخطة إلحداث التغيير المطلوب‬
‫وهى مرحلة تعتمد على فعالية المراحل السابقة ونجاحها‪ ،‬والدقة فى النتائج النهائية لتلك المراحل‪ ،‬فيتم‬
‫وضع البدائل الكلية وبيان النماذج القياسية ألشكال استخدام األرض المتاحة ووضع إطار العمل السياحى‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وتتضمن تلك المرحلة وضع األهداف المحددة ‪ ،Objectives‬وتقييم البدائل التخاذ القرار حول أفضل البدائل‪،‬‬
‫وتلك هى أهم خطوة فى التخطيط السياحى فهى جوهر العملية التخطيطية‪ .‬فتلك المرحلة تتضمن خطوتين‪:‬‬
‫أ) وضع خطة مثلى‪:‬‬
‫إن وجود سياسة سياحية واضحة وإطارا ً تخطيطيا ً محددا ً من االمور الحتمية لنجاح تلك الخطوة‪ ،‬فال توجد‬
‫خطة تنمية منفردة ‪-‬إال فى حاالت بعض الدول النامية‪ -‬الى منطقة أو ألى مستوى تخطيطى‪ ،‬فال تتم أى‬
‫خطة إال فى إطار واضح لتوجهات السياسة السياحية الشاملة والرؤية التخطيطية المحددة‪.‬‬
‫ويتضمن وضع الخطة عن طريق تحديد وضع تصور مبدئى للمناهج المتعددة والوسائل المختلفة التى تؤدى‬
‫الى تحقيق الرؤية التخطيطية واالهداف الموضوعة والموافقة على الخطة المقترحة التى تمثل البديل االمثل‬
‫من البدائل المتعددة‪ ،‬ثم وضع الخطة النهائية فى شكل خطة تصورية‪ ،‬ثم تحديد أهم البرامج المتبعة وتحليل‬
‫التكلفة والمنفعة وتوزيع المسئوليات واإلطار الزمنى لكل عناصر الخطة والميزانية المقترحة وطرق‬
‫التمويل مع االحتفاظ بالبدائل المقترحة للخطة المثلى‪.‬‬
‫ب) تحديد التوصيات الخاصة بالقرار التخطيطى‪:‬‬
‫فيتم وضع التوصيات الخاصة بتقييم الخطة المختارة فى تقرير مكتوب شامل مكتمل وموضوعى وذلك‬
‫بهدف أقراره رسميا‪ ،‬متضمنا ً رسومات بيانية وجداول توضيحية وتحديد طرق الربط واالتصال بين‬
‫الحكومة وأجهزة التخطيط السياحى‪ ،‬وتحديد الخطوات النظرية للتنفيذ وأولوياتها‪.‬‬

‫‪ -٤‬مرحلة التنفيذ والمتابعة لتحقيق الوضع المستهدف‪:‬‬


‫وهى آخر مداخل التخطيط السياحى‪ ،‬وفى إطارها يتم تقسيــم الخطة ليسهـــل تحـديد وتوزيع المسئوليات المختلفة‬
‫على الجهات التنفيذية‪ ،‬ويجب توافر ظروف هيكلية مالئمة وكوادر فنية وإدارية ذات كفاءة لتقود التنفيذ‪ ،‬مع‬
‫منحها استقاللية وحرية نسبية فى اتخاذ القرارات لعدم عرقلة سير التنمية‪ ،‬فالتخطيط يجب أن يكون مركزى‬
‫اإلعداد ال مركزى التنفيذ‪.‬‬
‫وبإتمام مرحلة التنفيذ تنتهى الخطة الحالية‪ ،‬وفى نفس الوقت‪ ،‬تبدأ مرحلة تخطيطية جديدة وكذلك يمثل‬
‫وجود التغذية المرتدة ضرورة لسببين أولهما‪ :‬يمثل التأكد من فعالية التنفيذ ومطابقة المراحل السابقة بالالحقة‬
‫فى الخطة‪ ،‬وتحقيق األهداف المرسومة‪ ،‬والثانى يتمثل فى ضرورة تجميع نتائج الخطة النهائية واعتبارها‬
‫مدخالت أساسية لوضع خطة مستقبلية جديدة‪ .‬وتلك المرحلة تتضمن خطوتين أساسيتين‪:‬‬
‫أ) التنفيذ والمتابعة ‪Implementation and Reformulation‬‬
‫إن الموافقة على الخطة ليست محرر إصدار القرار من السلطات العليا لوضعها موضع التنفيذ‪ ،‬ولكن يجب‬
‫إعالم جميع األطراف المعنية وتحديد أدوارهم لنجاح التنفيذ‪ .‬ومرحلة التنفيذ من أكثر الخطوات تعقيداً‪ ،‬فالخبراء‬
‫يقومون بوضع الخطة ويتأثر التنفيذ بالنظم اإلدارية واالجتماعية واالقتصادية السائدة‪ ،‬ويقوم القطاع العام‬
‫ال بدوره فى تنفيذ الخطة الموضوعة‪ ،‬وهنا يبرز دور المتابعة المستمرة وهذا اليتم فى بعض الدول‬ ‫والخاص ك ً‬
‫النامية حيث تفتقد الى الدقة فى التنفيذ مما يحول التخطيط الى نشاطا ً نظريا ً‪.‬‬
‫ب) التقييم والتغذية المرتدة ‪Evaluation and Feedback‬‬
‫إن التخطيط الجيد يجب أن يوفر نظاما ً وميكانيكية فعالة للمراجعة والتغذية المرتدة المستمرة‪ ،‬ووضع مقاييس‬
‫واضحة للمتابعة‪ ،‬وتقييم نتائج كل مرحلة يتم تنفيذها بنجاح فى إطار جدول زمنى محدد‪ .‬وتلك الخطوة تحدد‬
‫أوجه القصور فى الخطة للعمل على تعديلها وفق نتائج المتابعة المستمرة‪ ،‬فالتقييم ضرورى لتحسين األداء‬
‫وضمان سالمة التنفيذ‪ ،‬وتلك الخطوة يجب أن تتسم بمرون ة لتحقيق فعالية من التخطيط واتخاذ القرار إلى‬
‫جانب توافر خطط بديلة عند حودث تغيرات جوهرية غير متوقعة إلحداث التعديل المطلوب‪.‬‬
‫فالقاعدة األساسية استمرارية التخطيط فى إطار أى ظروف متغيرة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ومعظم الكتابات الخاصة بمراحل التخطيط قامت بضم المرحلتين الثالثة والرابعة معا ً تحت إطار كيفية‬
‫االنتقال من الوضع الحالى للمستهدف‪ .‬إال أن الفصل هنا ضرورة للدراسة العملية‪ ،‬فوضع الخطة يمثل نهاية‬
‫المرحلة النظرية للتخطيط ‪ ،‬أما التنفيذ والمتابعة والتقييم فهى مرحلة الواقع العملى للخطة‪.‬‬
‫وهذا اليلغى التداخل والترابط بين كافة المراحل التخطيطية‪ ،‬فالواقع العملى للتخطيط اليضع حدود ًا فاصلة بين كل‬
‫مرحلة وأخرى حيث تمثل كافة المراحل السابقة سلسلة متكاملة الحلقات فنقص أو قصور أو ضعف إحدى الحلقات‬
‫التخطيطية يؤدى الى فشل فى تحقيق النتائج المستهدفة من العمل التخطيطى ككل‪ ،‬فنجاح كل مرحلة يعتمد أساساً‬
‫على نجاح المرحلة السابقة بشكل متصل ومستمر للعمل على تحقيق األهداف المرسومة للتنمية السياحية المبتغاة‪ .‬مع‬
‫توافر قدر من المرونة لمواجهة التغير‪ ،‬والتغذية المرتدة للتأكد من سير خطوات التخطيط وفق اإلطار المحدد له‪،‬‬
‫حيث تعتمد كل مرحلة على ما يسبقها وما يليها لتحقيق التوازن فى تنمية السياحية‪.‬‬
‫فالتخطيط العلمى للتنمية السياحية هو الوسيلة الوحيدة العلمية للتنسيق بين القطاعات‪ ،‬إليجاد التوازن بين‬
‫المطالب المتنافسة والمتعارضة فيما بينهم‪ .‬فالتخطيط بمثابة وقاية وعالج للتنمية‪ ،‬وهو أقل تكلفة فى الحالتين‬
‫وفق المنظور طويل األجل لنتائج التنمية السياحية‪ .‬فتخطيط التنمية السياحية بمثابة العملية والنتيجة‪ ،‬حيث‬
‫يصعب انتهاج التخطيط العلمى دون توقع تنمية متوازنة نسبياً‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحليل القطاعات السياحية المعنية بالتخطيط‬


‫ال واحداً‬
‫تتكون صناعة السياحة من عدة عناصر‪ ،‬يمثل كل عنصر صناعة قائمة بذاتها تتصل معا ً وتتكامل لتنتج ك ً‬
‫وهو العرض السياحى المصنوع الذى يتساند مع العرض السياحى الطبيعى (الطبيعة‪ ،‬المناخ‪ ،‬الشواطىء‪،).....‬‬
‫والعرض يجب أن يقابل الطلب السياحى الذى يتناول استراتيجيات تسويقية ودراسات سوقية‪.‬‬
‫ويتعين على مخططى التنمية السياحية فى أى دولة أو إقليم أو منطقة‪ ،‬أن يكونوا على دراية كاملة بما يجرى‬
‫فى مختلف القطاعات السياحية المرتبطة بالعرض والطلب السياحيين على المستوى الدولى والقومى‬
‫واإلقليمى‪ .‬وأن يضعوا مختلف القطاعات السياحية فى االعتبار األساسى لتخطيطهم‪ ،‬حتى يأتى هذا التخطيط‬
‫محيطا غير معيبا ً بنقص يؤثر فى نتائجه‪.‬‬
‫فالسياحة ال يمكن وضع خطة تنميتها إال بصورة متكاملة بحيث تتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬التسهيالت السياحية‪ :‬والخاصة بإجراءات الحدود المتبعة مع السائحين‪.‬‬
‫‪ -‬التسويق السياحى‪ :‬عن طريق اتباع استراتيجية تسويقية متكاملة خارجيا ً وداخليا ً من خالل جهاز السياحة الرسمى‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم اإلدارى السياحى‪ :‬يتضمن وضع التنظيم الحكومى المتالئم مع إمكانيات الدولة وظروفها‪ ،‬ويشمل‬
‫حجم السلطة الرسمية للسياحة وكيانها‪ ،‬وما تتضمنه من إدارات وأقسام يحددها مدى التدخل الذى تباشره‬
‫فى صناعة السياحة وكذلك يجب تحديد خطة التنظيم السياحى متضمنة احتياجات الدولة من أجهزة للتنسيق‬
‫بين مختلف قطاعات الدولة التى يتصل نشاطها بصناعة السياحة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة الدولة لمساعدة القطاع السياحى‪ :‬لتحديد سياسة الدولة تجاه صناعة السياحة‪ ،‬وهل تترك السياحة‬
‫فى الدولة للنمو العشوائى والتقدم التلقائى دون تنظيم تشريعى متكامل؟ أم أنها تساعد فى تخطيط قطاعات‬
‫صناعة السياحة! وتتمثل مساندة الدولة لصناعة السياحة فى وضع تشريع سياحى شامل‪ ،‬واتباع سياسة‬
‫سياحية واضحة محددة المعالم‪ ،‬وتحديد مصادر التمويل المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية األنشطة النوعية فى صناعة السياحة‪ :‬حيث تشمل الخطة تنمية كافة القطاعات السياحية‪ ،‬وأهم هذه‬
‫القطاعات‪ .‬اإلقامة والنقل وإدارة الموارد السياحية‪ ..‬وغيرها‪ .‬واليمكن أن تتكامل تنمية األنشطة النوعية إال‬
‫بتنمية القوى البشرية للوصول ألداء ُمشرف يتفق مع المستويات العالمية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬تحديد مجاالت عمل لكل من القطاعين العام والخاص‪ :‬البد للخطة أن تحدد معالم النشاط السياحى لكل من‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬فيجب تقسيم مجال عمل القطاع العام فى التنمية السياحية وتحديد مجال متكافئ‬
‫ومتوازن معه للقطاع الخاص‪ ،‬للعمل على ازدهار حركة السياحة فى الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة األزمات‪ :‬أظهرت التغيرات التكنولوجية واالقتصادية واالجتماعية سمات جديدة على عالمنا‪ ،‬وظهرت‬
‫عالقات دولية وإقليمية ذات أبعاد جديدة فى شكل "النظام العالمى الجديد"‪ ،‬ونتيجة لذلك وضحت قضايا أساسية‬
‫شغلت اهتمام رجال السياسة واالقتصاد فى مجال البيئة والتواصل‪ ،‬والفروق بين الدول النامية والمتقدمة‪،‬‬
‫والصراعات اإلقليمية واإلرهاب والتطرف والجريمة المنظمة‪ .‬وتتعرض السياحة ألزمات تختلف شدتها‬
‫وأسبابها ونتائجها‪ ،‬وتلك األزمات إما نابعة من القطاع نفسه‪ ،‬أو من القطاعات المؤثرة على السياحة‪.‬‬
‫وال تتم إدارة األزمات فقط عند حدوثها‪ ،‬ولكنها تغطى وضعين أساسيين؛ أحدهما‪ :‬القيام بمواجهة األزمات‬
‫الحادثة والمؤثرة على السياحة من خالل تحديد اإلجراءات الواجب اتخاذها عند حدوث هذه األزمات‪،‬‬
‫واألخر ‪ :‬وهو الدور األهم واألخطر ويهتم بمحاولة تفادى حدوث األزمات‪.‬‬
‫فالدولة يجب أن تتبع خطة عملية مدروسة إلدارة األزمات‪ ،‬تنتهجها مؤسساتها المختلفة لتساهم فى حل‬
‫المشكالت والقضايا المؤثرة على سير التنمية السياحية‪.‬‬
‫‪ -١‬تخطيط القطاعات السياحية‬
‫وفيما يلى عرضا سريعا ً ألهم الصناعات التى يجب تخطيط تنميتها فى إطار التخطيط السياحى لتنمية منطقة‬
‫أو دولة ما‪ ،‬ومن أهم القطاعات التى يتضمنها التخطيط السياحى ما يلى‪:‬‬
‫أ) تخطيط صناعة النقل‪.‬‬
‫ب) تخطيط صناعة الفنادق‪.‬‬
‫جـ) تخطيط الموارد السياحية‪.‬‬

‫أ) تخطيط صناعة النقل‪:‬‬


‫فتخطيط السياحة‪ ،‬البد وأن يشتمل على تخطيط وسائل النقل بأنواعه‪ ،‬فالسياحة نتيجة مترتبة على سفر‬
‫األشخاص من جهة ألخرى‪ ،‬لذلك فالتطور فى نقل األشخاص يُعد نتيجة هامة فى نمو السياحة وتطورها‪.‬‬
‫فتطور السياحة العالمية واتساع قاعدتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وليد تطور وتقدم وسائل النقل‪.‬‬
‫ولقد كان النقل الجوى ‪ -‬بصفة خاصة ‪ -‬عبر الخمسين سنة األخيرة هو العنصر الرئيسى فى دخول دول‬
‫ومناطق بعيدة عن األسواق السياحية الرئيسية إلى مجال المنافسة السياحية الدولة‪ .‬فالزيادة فى حركة السياحة‬
‫الدولية نتاج التقدم التكنولوجى فى النقل الجوى‪ .‬وقبل هذا التطور الهائل فى النقل الجوى كان النقل السياحى‬
‫الدولى يتقاسمه نسبة ‪ ٪٣٥‬للنقل البحرى‪ ،‬ونسبة ‪ ٪٣٥‬للنقل الجوى‪ ،‬و‪ ٪٣٠‬للنقل البرى‪ .‬وحتى اآلن اليزال‬
‫نصيب هذه الوسائط المختلفة للنقل السياحى يختلف من منطقة ألخرى‪ ،‬إال أن النقل الجوى أصبح يحتكر ما‬
‫اليقل عن ‪ ٪٦٥‬من حركة النقل السياحى فى العالم‪ .‬أما النقل البرى فتنحصر أهميته فى السياحة الداخلية‪.‬‬
‫وبالنسبة لل نقل البرى فانحسر دوره فى تدعيم صناعة السياحة عن طريق السكك الحديدية والسيارات إال أن‬
‫عنصر السرعة والراحة أصبح من العوائق التى يواجهها النقل البرى مقارنة بالنقل الجوى‪.‬‬
‫أما النقل البحرى فرغم الهبوط المستمر فى استخدامه نتيجة المنافسة الشديدة من الطائرة‪ ،‬إال أن نقل‬
‫السائحين قد اتخذ شكالً جديدا ً هو شكل الدورة السياحية البحرية ‪ Cruise‬وهى رحالت ذهاب وإياب‬
‫ألغراض سياحية تنظمها شركات المالحة أو السياحة أو االتحادات السياحية للمجموعات‪ .‬وهى رحالت‬
‫تتميز بالراحة الكاملة واالنتقال لزيارة المعالم السياحية فى عدة دول أو موانئ تتوقف بها الباخرة‪.‬‬
‫والتخطيط السياحى يجب أن يراعى أهم الطرق والموانى التى تتوافر بالمنطقة‪ ،‬ومن هنا يتحدد أهم وسائل‬
‫النقل التى توفر سهولة الوصول للمنطقة وربطها بالمناطق المجاورة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ب) تخطيط صناعة اإلقامة (الفنادق)‬
‫تمثل أشكال اإلقامة الدعامة الثانية من دعائم السياحة (السفر واإلقامة والترفيه) ويجب أن تتضمن دراسة‬
‫السياحة تفصيال لتخطيط منشآت اإلقامة بجميع أنواعها سواء أكانت تدار إدارة تجارية أم غير تجارية‪.‬‬
‫وتقسم منشآت اإلقامة إلى أنواع مختلفة كما يلى‪:‬‬
‫‪ -١‬من حيث األهمية االقتصادية تقسم لفنادق‪ ،‬وأماكن إيواء تكميلية مثل قرى األجازات والمخيمات‬
‫والموتيالت وبيوت الشباب‪.‬‬
‫‪ -٢‬من حيث نوع النزالء‪ :‬تقسم لمنشآت تجارية لجميع مجموعات السائحين وهى الفنادق‪ ،‬ومنشآت ذات‬
‫طبيعة خاصة يفد إليها نوع معين من النزالء مثل نقابات العمال‪ ،‬وهى قرى األجازات والمخيمات‪.‬‬
‫‪ -٣‬من حيث نوع الملكية‪ :‬وتقسم ألماكن مملوكة ملكية خاصة كالفنادق والمخيمات‪ ،‬ومنشآت تدار بواسطة‬
‫شركة أو هيئة مثل سلسلة فنادق ضخمة‪.‬‬
‫‪ -٤‬من حيث مدة الموسم السياحى‪ :‬وتقسم لمنشآت إقامة تعمل على مدار العام كالفنادق‪ ،‬وأخرى تعمل لفترة‬
‫محددة من السنة مثل المنتجعات الصيفية أو الشتوية‪.‬‬
‫‪ -٥‬من حيث الراحة والسعر‪ :‬تختلف الفنادق والمخيمات والموتيالت حسب اختالف نوعها وحسب مكان‬
‫وجودها‪ .‬وهذا يؤدى لتنوع األسعار‪ ،‬وعنصر الراحة وفق مدى الخدمات المتوفرة فيها ومستواها‪.‬‬
‫‪ -٦‬من حيث الموقع‪ :‬فتختلف أشكال اإلقامة وفق الموقع الجغرافى‪ ،‬فهناك فنادق المدن‪ ،‬والجبال ومنتجعات‬
‫الشواطئ ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -٧‬من حيث نمط البناء‪ :‬وتقسم أماكن اإلقامة لمبانى ثابتة تضم الفنادق ‪ ..‬وهكذا‪ ،‬ومبانى متنقلة مثل الخيام‬
‫والفنادق العائمة‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -٨‬من حيث الحجم‪ :‬فتختلف أشكال اإلقامة وفق عدد الغرف وعدد األسرة‪ ،‬وحجم المخيمات وقرى األجازات‪.‬‬
‫‪ -٩‬من حيث المستوى أو الدرجة‪ :‬صنفت أشكال اإلقامة إلى خمسة مستويات أعالها الفنادق ذات الخمسة‬
‫نجوم‪ ،‬وأدناها الفنادق ذات النجمة الواحدة‪ .‬ويبنى االختالف على أساس التصميم الداخلى‪ ،‬واتساع المناطق‬
‫العامة والغرف وطريقة التأسيس ومستوى اإلعداد والخدمة‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫وأهم أشكال اإلقامة على اإلطالق هى الفنادق‪ ،‬وهى منشأة تجارية تقدم للعمالء خدمات المبيت والطعام‬
‫والشراب وتسهيالت أخرى‪ .‬وقد جعل التطور فى صناعة الفنادق من الفندق مركزا ً تجاريا ً وثقافيا ً وحضاريا ً‬
‫وفنيا ً واجتماعيا ً لتكامل الخدمات فيه‪ ،‬وتعدد أوجه نشاطه وتباينه‪.‬‬
‫فالمخطط السياحى يجب أن يحدد عدد أشكال اإلقامة المطلوبة لتنمية المنطقة السياحية حسب دراسات‬
‫السوق وتقدير حجم الطلب الحالى والمتوقع‪ ،‬وكذلك وفــق حــدود الطاقـــة االستيعابية للمنطقة‪.‬‬
‫وتنجم اإلدارة الفندقية الناجحة من وجود سياسة سياحية علمية وتخطيط سليم وخبرة لمتخصصين فضال‬
‫عما يكون للسياحة كقطاع إنتاجى من أولوية ورعاية من الدولة‪.‬‬
‫أما الجزء التالي فيغطى تخطيط الدعامة الثالثة للسياحة وهى الترفيه‪.‬‬
‫‪ -٣‬تخطيط الموارد السياحية‬
‫يمثل التخطيط السياحى وسيلة هامة للحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والحضارية واالجتماعية (التراث)‬
‫باعتبارها أحد المدخالت الرئيسية فى تنمية السياحة‪ .‬فبعد أن يتم مسح الموارد وتقييمها وتحديد الموارد األولية‬
‫والثانوية بالنسبة لإلقليم أو المنطقة‪ .‬فمن مبادئ التخطيط األساسية تحديد طرق الوصول المحددة والكافية لتلك‬
‫الموارد وتوفير شبكات النقل والبنية األساسية لتصبح المنطقة مالئمة الستقبال السائحين‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ولن نغطى كافة مجاالت التخطيط وتقنياته‪ .‬ولكن سنوضح بعض المدخالت األساسية التى يجب على‬
‫المخططين السياحيين إدراكها من خالل تعاونهم مع المتخصصين فى تخطيط الموارد وتتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬تخطيط عوامل الجذب الطبيعية وإدارتها ‪Planning and Managing Natural Attraction Resources‬‬
‫تخطيط عوامل الجذب تتم وفق سياسة قومية واضحة‪ ،‬وفى غيابها يجب على المخطط أن يضع شكالً تقريبيا ً‬
‫للسياسة المالئمة للمنطقة‪ .‬وتشتمل على تحليل ب يئى وأيكولوجى لآلثار الناجمة عن التنمية ووضع حدود‬
‫للطاقة االستيعابية وتحديد نوعية التسهيالت‪ ،‬وتطبيق أسس تخطيطية لتوزيع الخدمات والتسهيالت فى‬
‫مناطق قريبة تتكامل مع عوامل الجذب الموجـودة والمتاحة فى الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تخطيط عوامل الجذب الثقافية وإدارتها ‪Planning and Managing Cultural Attraction Resources‬‬
‫وتخطط بشكل مشابه للعوامل الطبيعية مع ضرورة تحديد األثر االجتماعى والثقافى‪ .‬وخاصة فى المراحل‬
‫األولى للتنمية‪ ،‬حيث تتعرض المنطقة الختفاء العديد من القيم الثقافية نظرا ً لالهتمام المطلق بالتقدم‬
‫االقتصادى‪ ،‬مما يؤدى لضياع خصائصه الفريده‪ .‬فالمخطط يجب أن يدرك التطور التاريخى لتلك الموارد‬
‫للتعامل معها دون أن يُفقدها قيمتها التراثية‪.‬‬
‫‪ -‬تخطيط األنواع الخاصة لعوامل الجذب ‪Planning Consideration for Special Types of Attraction‬‬
‫وتتضمن التسهيالت والخدمات المدعمة لعوامل الجذب متضمنة ضرورة توفير خدمات متنوعة وتسهيالت‬
‫متمثلة فى المتنزهات واألنشطة الرياضية وقاعات مجهزة للمؤتمرات والمالهى وغيرها‪ ،‬ويتم تخطيطها‬
‫لتتناسب مع عوامل الجذب واحتياجات المنطقة وأهدافها من التنمية السياحية‪ .‬ويجب أن يتم تخطيط‬
‫القطاعات السياحية بشكل متكامل‪ ،‬ألن اإلهمال فى قطاع ما يؤثر على كفاءة باقى القطاعات‪ .‬فالنظرة‬
‫التخطيطية الشاملة يجب أن تغطى كافة القطاعات المرتبطة بالعمل السياحى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األسس والمعايير التخطيطية ‪Basic Planning Standards‬‬


‫تتضمن مجموعة من المعايير لتقييم التخطيط السياحى للوصول إلى تحقيق األهداف المبتغاة من التنمية‬
‫السياحية‪ .‬وسوف نركز على األسس والمعايير للوصول إلى تحديد واضح لتلك المعايير التخطيطية مع‬
‫إمكانية تطبيقها على المستويات القومية واإلقليمية والمحلية‪ ،‬والعمل على االستفادة من تلك األسس فى تقييم‬
‫تخطيط االقاليم السياحية فى مصر‪.‬‬
‫‪ -١‬أسس التنمية العمرانية ومعاييرها‬
‫هناك مجموعة من األسس الالزمة لتحديد نوعية البيئة التى تتم تنميتها‪ ،‬وتحديد السمات التخطيطية المحققة لتنمية‬
‫متوازنة‪ ،‬وتتمثل تلك األسس فى وضوح األهداف‪ ،‬حيث إن تخطيط االمثل يعتمد على تكامل كافة العناصر التخطيطة‬
‫فى إطار شامل يهتم بدراسة خصائص السوق وطبيعة الموقع ومنهجية إعداد خطط التنمية‪ .‬لذلك يجب أن تظهر‬
‫أهداف التخطيط بوضوح شامل لتحقيق المتطلبات الفردية للسائح عن طريق توفير كافة الخدمات والتسهيالت‬
‫المطلوبة لتوفير خبرات مختلفة للسائح نتيجة تعدد األنشطة وخلق صورة سياحية جذابة مبتكرة‪.‬‬
‫‪ -٢‬اتجاهات التخطيط الطبيعى‬
‫تختلف وفق اختالف المواقع المراد تخطيطه وتنوع العوامل والموارد المتاحة‪ ،‬من حيث طبوغرافية األرض‬
‫وامتدادات واجهاتها البحرية ووجود بحيرات ساحلية أوعدم وجودها‪ ،‬والعمق الداخلى لألرض ومدى وجود‬
‫التجمعات السكانية‪ ..‬إلى غير ذلك من عوامل طبيعية وبشرية‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -٣‬التنمية ومبادئ التصميم‬
‫تُحدد مستويات التصميم مدى امتداد الخاصية الطبيعية فى اتصال المبانى والخدمات والتسهيالت مع‬
‫الطبيعة‪ ،‬وتظهر تلك المستويات فى الخطة القومية واإلقليمية بشكل عام‪ ،‬وتتم فى إطار قواعد محددة وأسس‬
‫قانونية للحفاظ على المنطقة مع الحرص على توافر مرونة كافية تسمح بتطبيق أفكار خالقة ومتجددة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وهناك مبادئ تصميمية محددة أهمها‪:‬‬
‫• االتصال بالطبيعة ‪ :Contact With Nature‬فاالتصال يتضمن‪ ،‬اتصال بصرى ومادى يجب تواجدهم‬
‫غالبا ً معاً‪ ،‬ويتمثل االتصال المادى فى إحاطة السائح بموارد الطبيعة‪ ،‬وهو أهم من االتصال البصرى‬
‫الذى يكتفى بتوفير منظر عام للرؤية‪.‬‬
‫• التكامل البيئى ‪ : Environmental Integration‬فيجب إيجاد عالقة جيدة بين االقليم المخطط والبيئة‬
‫الطبيعة من خالل تخفيض طابع تكوينات المبانى واالتجاه للتنسيق والتصميم المتعادل والعمل على خلق‬
‫هوية ذات طابع مميز‪.‬‬
‫• تجميع األنشطة ‪ :Grouping of Activities‬يجب تجميع الخدمات والتسهيالت على نحو يسمح بقدر‬
‫من االتصال مع عوامل الجذب‪،‬وكذلك يجب أال تكون واضحة أكثر من الالزم مما يؤدى للقضاء على‬
‫اإلثارة والتغيير‪.‬‬
‫• تجنب تدمير البيئة ‪ :Avoiding Poor Environments‬فى مراحل التنمية األولى للمنتجع يجب أن‬
‫يراعى التخطيط تنظيم حركة المرور‪ ،‬وإنشاء المبانى‪ ،‬وتخطيط المبانى بشكل متداخل ليسهل توفير ما‬
‫تحتاج إليه من مشروعات بنية أساسية ومراعاة تلك المبادئ برفع جودة العمل التخطيطى‪.‬‬
‫ويجب أن يقوم التخطيط السياحى على وجود التناسق بين مختلف مكونات المشروعات السياحية داخل‬
‫الخطة السياحية‪ ،‬وأن تنتشر المناطق الخضراء والمفتوحة وتتخلل المبانى واإلنشاءات بشكل يحافظ على‬
‫البيئة والمظهر الجمالى للمكان وفق مجموعة األسس العمرانية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -٤‬األسس والمعايير االقتصادية واإلدارية والتسويقية والبيئية السياحية‪:‬‬
‫• األسس االقتصادية‪ :‬تعمل على تحديد الجدوى االقتصادية للمشروع وفق بيانات السوق وتحديد‬
‫التكلفة الحالية والمستقبلية وفق سياسة التشغيل واألسعار وتوقعات المبيعات‪ .‬والعمل على تحديد‬
‫تكاليف رأس المال شاملة األرض واإلنشاء والتجهيزات والتسهيالت‪ .‬وتتنوع مصادر التمويل‬
‫شاملة المنظمات الدولية‪ ،‬وصناديق التنمية القومية واإلقليمية‪ ،‬والبنوك‪ ،‬وسالسل الفنادق العالمية‪،‬‬
‫وجهات شبه عامة وشركات داخلية‪ ،‬وتمويل خاص‪.‬‬
‫• األسس اإلدارية والتنظيمية‪ :‬وتشمل تحديد السلطة التنفيذية والهيكل التنظيمى ليوفر التنسيق الالزم‬
‫لإلدارة‪ ،‬ووضع دراسة علمية للظروف العامة والخاصة والعوامل المحلية واإلقليمية‪.‬‬
‫• األسس التسويقية‪ :‬وهى دراسة األسواق السياحية المختلفة المؤثرة على الحركة السياحية‪ ،‬لتحديد‬
‫اإل طار التسويقى ومناطق توجيهه‪ ،‬باإلضافة لتنشيط الحركة الداخلية والخارجية للسياحة‪.‬‬
‫• األسس البيئية الطبيعية واالجتماعية‪ :‬وتتمثل فى تحديد الطاقة االستيعابية مع تحديد المناطق البيئية‬
‫ذات المقومات الطبيعية المتميزة والفريدة‪ ،‬والتى يجب الحفاظ عليها فى إطارها الطبيعى دون‬
‫التدخل التخطيطى فيها والحفاظ على الطابع الخاص لها‪ ،‬وإضفاء البعد الجمالى‪ ،‬باإلضافة لوصف‬
‫المشروع عن طريق خرائط ورسوم توضيحية وصور فوتوغرافية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫يلى دراستنا المستفيضة عن مفهوم التخطيط السياحى وتحليل أهم أبعاده ومكوناته ضرورة االشارة بشيء‬
‫من التفصيل الى الخطة السياحية على اعتبار أنها تمثل جوهر العمل التخطيطى والوسيلة االساسية التى‬
‫تحول العلم التخطيطي والنظري الى حقائق ونتائج فعلية تؤدى الى التنمية الشاملة‪.‬‬

‫‪32‬‬
33
‫الفصل الثالث‬

‫الخطة السياحية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التخطيط السياحي الذي يفرز الخطة يمثل الموجه األساسي لخطوات التنمية السياحية‪ ،‬لذا وجب عند بداية‬
‫دراسة التخطيط حتمية تناول مفهوم دقيق وواضح للخطة السياحية بصفة عامة والخطة القومية للتنمية السياحية‬
‫بشكل خاص على اعتبارها إحدى االنماط التى تمكننا من تحديد أهمية الخطة كمحور التخطيط السياحى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحليل الخطة السياحية‬

‫‪ -١‬مفهوم الخطة السياحية‬


‫تعددت التعريفات الخاصة بوضع مفهوم واضح للخطة كان من أهمها‪ ،‬الخطة في تعريفها العام‪" :‬هي‬
‫مجموعة من القرارات التي تتخذ بغرض تحقيق أهداف معينة خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬فهي تمثل الخطوات‬
‫المتتابعة التي يضعها التخطيط لتعينه في تحقيق أهداف محددة سلفا عن المستقبل"‪.‬‬
‫وعرفها د‪ .‬صالح عبد الوهاب في مؤلفه السياحة في عالم متغير "الخطة هي الوثيقة التفصيلية المعدة إلنجاز‬
‫تطور ما‪ ،‬وهي تتضمن تحديد ما يجب عمله‪ ،‬وكيفية القيام به‪ ،‬والفترة الزمنية المناسبة لذلك‪ ،‬والمسئولين‬
‫عن تنفيذه‪ ،‬وتحديد طرق التمويل‪ ،‬وأساليب الرقابة والمتابعة"‪.‬‬
‫وذكر إيريك لوه ‪" : Eric Laws‬إن الخطة تمثل حالة من الخطوات المتتابعة التنفيذية المتعلقة بالتطبيق‬
‫الملزم لدورات التخطيط المستقبلية"‪.‬‬
‫وأوضح د‪ .‬محمد دويدار "أن الخطة وسيلة لتصوير الهيكل المستقبلي‪،‬بما يوجد بين أجزائه من عالقات‬
‫اعتماد متبادل‪ ،‬وكذلك تعد وسيلة لتصوير التغييرات التي يتعين إدخالها علي الهيكل الحالي‪ ،‬للوصول إلي‬
‫الهيكل المستقبلي"‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن وضع تعريف للخطة السياحية‪:‬‬
‫هي مجموعة خطوات متتابعة ومتداخلة ومتسقة لتصوير المستقبل‪ ،‬متضمنة التتابع في اتخاذ القرارات لتحديد‬
‫من؟ وما؟ ومتي؟ وكيف؟ نحقق األهداف المرسومة‪ ،‬من خالل استغالل كافة الموارد واإلمكانيات المتاحة‪.‬‬
‫وهناك مسألتين رئيسيتين في عملية تحضير وتنفيذ الخطة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مسألة أمثلية الخطة‪ :‬فالخطة كوسيلة أكثر فعالية لتحقيق أكبر نتيجة لمجهود معين في ظل ظروف‬
‫معينة‪ ،‬ويجب أن تحدد أفضل األهداف والوسائل‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسألة تناسق الخطة‪ :‬فالتنسيق بين أجزاء الخطة‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬والوسائل المستخدمة بها‪ ،‬تعمل علي تحقيق‬
‫تناسق بين أجزاء الخطة‪.‬‬

‫‪ -٢‬الخطة القومية للتنمية السياحية‬


‫يمثل أساس التخطيط السياحي ضرورة وضع خطة قومية تعد جزء ال يتجزأ من الخطة الشاملة للتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية في الدولة‪ ،‬تستند علي جوهر وأهداف تلك الخطة في ضوء درجة األولوية‬
‫الممنوحة للنشاط السياحي في الدولة‪ .‬لذا في ضوء وضع خطة قومية للتنمية السياحية يجب أن تحدد الدولة‬
‫مدي أهمية وتأثير وفعالية النشاط السياحي كأحد القطاعات اإلنتاجية ذو القدرة علي مواجهة المنافسة‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك وفق حتمية إجراء تقييم شامل لمستقبل كافة القطاعات المتاحة‪ ،‬والميزة التنافسية لكل منهم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫فالخطة القومية للسياحة تبرز وفق درجة االهتمام بالنشاط نفسه‪ ،‬وهي تهتم بكافة جوانب العمل السياحي‬
‫بحيث تحقق نموا متوازنا لكافة المجاالت المرتبطة به‪.‬‬
‫فالخطة تتمثل في إطار المادي لمجموعة متباينة ومتداخلة ومتكاملة من المثل واآلمال التي تسيطر علي‬
‫أفكار المجتمع‪ ،‬وتتبلور فيها السبل التي يمكن للدولة من خال لها أن تحول رغباتها بالنسبة للمجتمع الجديد‬
‫الذي تصبو إليه‪ ،‬إلي حقيقة واقعة‪.‬‬
‫وهي الوسيلة األكثر فعالية لتحقيق أكبر نتيجة لمجهود معين في ظل ظروف معينة‪ ،‬ومحاولة السيطرة‬
‫المتعمدة لوحدة تنظيمية علي قوي اقتصادية‪ ،‬لتحقيق هدف‪.‬‬
‫فالخطة نتيجة للجهد التخطيطي‪ ،‬وهي التزام بمجموعة من االتجاهات‪ ،‬وتفسير لرغبة التغيير بشكل واضح‬
‫يتصف بالشمول لكافة أجزاء وموارد ووسائل الدولة السياحية والخطة تنقسم إلي ثالث عناصر أساسية هي‬
‫الهدف الذي تسعي لتحقيقه‪ .‬وتحديد الوسائل التي تتخذ لتحقيق األهداف‪ .‬باالضافة الى ضرورة التحديد‬
‫المسبق وال واضح للفترة الزمنية المخصصة إلنجازها وتنفيذها بالشكل االمثل‪.‬‬
‫وتمتاز الخطة بعدة خصائص أساسية تبرز فى أن الخطة تنصب علي المستقبل‪ ،‬أي أنها تستلزم النظر فيما‬
‫يستجد‪ .‬كذلك الخطة توضع علي أساس عدد من األهداف يجب تحديدها مسبقا‪ .‬مع ضرورة التنسيق ألدوات‬
‫السياسة االق تصادية واالجتماعية المستخدمة في تحقيق األهداف الموضوعة‪ ،‬مع ضرورة وجود سياسة‬
‫سياحية واضحة في هذا اإلطار‪.‬‬

‫‪ -٣‬أبعاد الخطة السياحية‬


‫وتتضح عدة أبعاد رئيسية للخطة ‪:‬‬
‫الموضوع‪ :‬ويشمل التخطيط الوظيفي والذي يضم دراسة شاملة لألبعاد المختلفة لقطاعات السياحة‪ ،‬ويتضمن خطط‬
‫إنتاج‪ -‬بحوث‪ -‬تسويق‪ -‬موارد بشرية‪.‬‬
‫العناصر‪ :‬ويشمل تخطيط وتليل شامل ومتكامل لكافة العناصر‪ ،‬ويتضمن السياسات ‪ -‬االستراتيجيات‪ -‬البرامج‪.‬‬
‫الوقت‪ :‬ويشمل الفترة الزمنية والتى يتم تحديدها فى إطار االهداف المرسومة والقدرات المتاحة‪ ،‬ويتضمن خطط‬
‫طويلة‪ -‬متوسطة‪ -‬قصيرة اآلجل‪.‬‬
‫التنظيم‪ :‬ويشمل التخطيط للهياكل التنظيمية الخاصة بالمنظمات واالجهزة التخطيطية والسياحية ‪ ،‬ويتضمن خطط‬
‫اإلدارات والمشرعات والفروع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطور الخطة السياحية‬

‫‪ -١‬سمات الخطة القومية للتنمية السياحية وتطورها‬


‫إن وجود خطة ال يكفي العتبار النشاط مخططا فقد يتم تحضير الخطة علي غير أساس من الواقع‪ ،‬أو علي‬
‫أساس خاطئ ال يمكن تنفيذها عمليا‪ ،‬أوال يتم تنفيذ‪ -‬بالرغم من سالمتها نظريا‪ -‬لعدم توافر الشروط التنظيمية‬
‫الالزمة لقيامها‪ ،‬بالتالي يصبح اإلطار الحقيقي للسياحة قوميا غير مخطط بالرغم من وجود خطة‪.‬‬
‫ولقد تطور استخدام الخطة فمنذ عام ‪ ، 1970‬اقتصرت أهمية التخطيط السياحي علي مشكلة جذب العمالء‪،‬‬
‫مما جعل الخطة التسويقية هي أساس مفهوم العمل التخطيطي للقطاع السياحي ثم ظهرت األهمية االقتصادية‬
‫للنشاط السياحي‪ ،‬مما برز معه حتمية وضع خطة التنمية السياحية بشكل عام‪ ،‬وأوضح جن ‪ Gunn‬عام‬
‫(‪ ) 1988‬ضرورة شمولها لجانبي العرض والطلب السياحي‪ ،‬مع حقن الجودة داخل الخطة لتحقيق التوازن‬
‫والتواصل‪ ،‬ومراعاة األبعاد االجتماعية والطبيعية والثقافية للخطة‪.‬‬
‫فالسياسة السياحية الشاملة أساس العمل التخطيطي تحوي استراتيجيات متعددة يتفرع منها الخطط المحددة‬
‫التي قوامها الخطة القومية للتنمية السياحية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫فإن طبيعة النشاط السياحي المركبة‪ ،‬تجعله متداخل مع عدد من القطاعات االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وجوهره كخدمة تبرز حتمية تكامله مع باقي أجزاء النسيج القومي‪ ،‬ولذا فالخطة القومية للسياحة هي جزء‬
‫ال يتجزأ من الخطة الشاملة للدولة‪ .‬وتهتم الدول التي وتعتبر صناعة السياحة بها ذو بعد تنموي وقطاع‬
‫إنتاجي فعال‪ ،‬في وضع خطة قومية لتنمية السياحة‪ ،‬التي تعكس وتحدد مدي اهتمامها بالقطاع أو الشكل‬
‫الذي تتعامل به في تنميته‪ .‬وجوهر الخطة القومية للتنمية السياحية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تهتم بالدراسة التنبؤية الدقيقة للحياة المستقبلية للمجتمع من خالل دراسة الواقع الحالي وماضيه‬
‫القريب‪ ،‬لتحديد أهدافا توضح الوسائل التي تحققها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تراعي الخطة القومية دراسة بعدي التنمية ممثال في‪:‬‬
‫▪ الطلب السياحي الحالي والمحتمل‪.‬‬
‫▪ العرض السياحي المتاح والفعلي‪.‬‬
‫ج‪ -‬تهتم الخطة القومية بثالث مؤشرات أساسية‪:‬‬
‫⚫ التمويل‬ ‫⚫ العمالة‬ ‫⚫ األرض‬
‫وعلي ذلك فالخطة القومية للسياحة هي وثيقة لتقدير اإلمكانيات والموارد المتاحة‪ ،‬وتحليل األسواق السياحية‬
‫لتحديد األهداف القومية خالل فترة مستقبلية‪ ،‬واختيار الوسائل التي تحققها‪.‬‬
‫فالخطة القومية هي خطة طويلة أو متوسطة األجل‪ ،‬ملزمة في تحضيرها وتنفيذها‪ ،‬مرنة ومستمرة‪،‬‬
‫وتدريجية وجزئية وشاملة وتكاملية ومجتمعية وواقعية ومنظمة ومركزية التحضير وغير مركزية التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -٢‬أسس إعداد وتحضير الخطة القومية للسياحة‬


‫هناك عدة مبادئ أساسية يتم مراعاتها في دراسة الخطة القومية‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعتبار الخطة القومية السياحية جزء من استراتيجية سياحية تنبثق من وجود سياسة سياحية تحدد اهتمام‬
‫الدولة بالقطاع السياحي‪ ،‬وإعداد تنبؤ دقيق له‪ .‬ووحدة الخطة وشمولها وواقعية األهداف الموضوعة ذات‬
‫البساطة وال وضوح ومراعاة تقسيم الخطة لمراحل زمنية وخضوعها لدراسات تحليل التكلفة والمنفعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المركزية النسبية لتحضير وتنفيذ الخطة‪ ،‬والطابع الملزم للخطة والمرونة والموضوعية‪ .‬ومراعاة‬
‫التنسيق والتوزيع العادل فيما بين األقاليم السياحية لترشيد استغالل الموارد وحتمية تحقيق مبدا التوازن‬
‫والتواصل في الخطة التنموية‪.‬‬
‫متابعة وتقييم وتنسيق مرحلة التنفيذ علي ضوء األهداف والمسارات‪ .‬وتحديد المعامالت الفنية المحددة‬ ‫ج‪-‬‬
‫الحالية والجديدة وفق المسارات المحققة‪ .‬باإلضافة الى شمولها لجانبي التنمية السياحية وهما الطلب والعرض‪.‬‬

‫د‪ -‬تقدير اإلمكانيات القومية وتحديد األهداف القومية‪ :‬من خالل جرد شامل لكافة اإلمكانيات السياحية‬
‫القومية‪ ،‬وأولويات استغاللها الذي يتم في ضوء اإلمكانيات‪ ،‬وفي إطار الدراسة المستفيضة لمتطلبات‬
‫واحتياجات المجتم ع‪ ،‬ومن أهم سمات األهداف العامة للخطة القومية؛ الواقعية والدقة والوضوح والتناسق‬
‫والعمومية والتغير والمرونة والتوازن‪ .‬مع ضرورة مراعاة الخطة للطاقة الحاملة القصوي للتنمية السياحية‬
‫في الدولة‪ .‬حيث يتم اختيار الوسائل المثلي من عدة بدائل في إطار عملية "االختيار السياحي"‪.‬‬
‫ه‪ -‬تحديد فترة زمنية مثلي لتحقيق األهداف القومية‪ :‬حيث أن اختالف المدة يؤثر في كيفية تحقيق الغرض‬
‫من التخطيط‪ ،‬فالطول قد يؤدي إلي صعوبة الرؤية المستقبلية الواضحة والواقعية والموضوعية‪ ،‬والقصر‬
‫يتضمن صعوبة إحداث تغيرات هيكلية حقيقية للقطاع السياحي‪ ،‬لذا يجب أن تلجأ الدولة المنوطة بالتخطيط‬
‫في وضع عدة خطط تختلف في مداها الزمني بالرغم من تكاملها في إطار شمولية التخطيط‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫والخطة القومية للتنمية السياحية يتحدد شكلها ومنهجها وفق طيبعة الدولة والتخطيط بها‪ ،‬فإدارة االقتصاد‬
‫القومي ‪ -‬وفق خطة قومية ألي نشاط‪ -‬تمثل الوسيلة الوحيدة التي يتمكن بها المجتمع من تحقيق النمو‬
‫المتناسب لقطاعاته المختلفة‪.‬‬

‫‪ -٣‬عوامل نجاح الخطة القومية للتنمية السياحية‬


‫يشترط لتحقيق كفاءة للخطة القومية توافر مجموعة من العناصر من أهمها‪:‬‬
‫[أ] الكفاءة االقتصادية‪:‬‬
‫إن محدودية الموارد االقتصادية المتاحة للدول‪ -‬خاصة النامية‪ -‬والتي تمثل أساس الموارد السياحية‬
‫المستخدمة في الخطة‪ ،‬هي األساس الذي يبني عليه أهمية التخطيط السياحي‪ ،‬فمبدأ الكفاءة االقتصادية في‬
‫اإلنتاج يقتضي تخصيص هذه الموارد في استخداماتها المتعددة للحصول علي أقصي قدر ممكن من اإلنتاج‬
‫أفضل استخدام متاح للموارد‪.‬‬
‫[ب] الواقعية‪:‬‬
‫إذا حققت الخطة القومية للتنمية مبدأ الكفاءة والتوافق المنطقي‪ ،‬فيجب أن تراعي مبدأ هام آخر أال وهو‬
‫الواقعية‪ ،‬والمقصود به أتفاق األهداف المطلوب تحقيقها والوسائل المستخدمة‪ ،‬للوصول إلي الوضع‬
‫المستهدف فالخطط التي ال تراعي هذا المبدأ ينجم عنه سوء تخصيص الموارد‪ ،‬مما يترتب عليه تكديس‬
‫استثمارات في أوجه ال يمكن االنتفاع بها‪ ،‬في حين أنها لو وجهت إلي مجاالت أخرى سوف تحقق معدل‬
‫نمو أكبر في االقتصاد القومي ككل‪.‬‬
‫[ج] المرونة واالقتصاد في وقت وتكاليف األعداد‪:‬‬
‫يجب أن تتصف الخطة بالمرونة‪ ،‬فنظرا ً ألن التخطيط يعتمد علي التنبؤ المستقبلي‪ ،‬وبالتالي تتعامل الخطة‬
‫مع ظروف متغيرة‪ ،‬مما يلزم معه أحيانا معالجتها بأساليب مختلفة عن تلك الموضوعة في الخطة مما يتطلب‬
‫توافر إمكانية إحداث هذا التغيير‪.‬‬
‫وتحتاج العمليات التي ينطوي عليها إعداد الخطة إلي وقت وتكاليف‪ .‬ومن المتوقع أنه كلما زادت فترة‬
‫األعداد كلما زادت دقة الخطة وذلك نتيجة الحصول علي بيانات أكثر دقة وأحدث‪ ،‬إال أنه يجب مراعاة‬
‫التحديد الزمني لتلك الفترة حتي ال تؤثر علي مبدأ الرشادة االقتصادية بالخطة‪.‬‬
‫[د] تناسق الخطة والدقة واالستقرار والتغذية المرتدة‪:‬‬
‫سواء داخل النشاط السياحي أو في إطار تفاعله وتكامله مع باقي القطاعات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والخدمية بالدولة‪ .‬ويجب تحديد الهدف تحديدا واضحا باإلضافة لدقة المعلومات واإلحصاءات المتاحة‪،‬‬
‫ويجب أن توضع التنبؤات المستقبلية والتي تبني عليها الخطة بشكل دقيق وواضح‪ ،‬ولقد ذكر هنري فايول‬
‫في هذا اإلطار "إن الخطة الجيدة هي الخطة التي يمكن أن نواجه بها المستقبل القريب بأعلى درجة ممكنة‬
‫من التحديد"‪.‬‬
‫ويجب أن تستمر الدقة في كافة مراحل وخطوات الخطة‪ ،‬وكذلك في حتمية تتابع الخطط واستمرارها لتحقيق‬
‫النمو السياحي المتواصل‪ ،‬ويظهر في هذا اإلطار أهمية التغذية المرتدة لتصبح الخطة الحالية نتيجة منطقية‬
‫للخطة السابقة‪ ،‬ومقدمة ناجحة للخطة الجديدة المستقبلية‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح ضرورة أن يكون هناك وحدة في كافة مراحل الخطة وتتابعها وعناصرها ومكوناتها‪،‬‬
‫كذلك نظرة شمولية وموضوعية للعمل التخطيطي ككل ليصبح عمل تكاملي في نتيجته وأثره‪ .‬وفي عالقته‬
‫بباقي قطاعات التنمية في الدولة‪ .‬وأن تشمل الخطة تحليال وصفا ً تفصيليا ً لكافة المالبسات الخاصة بواقع‬
‫التنفيذ‪ ،‬مع االستفادة من الخبرات الماضية في وضع تنبؤ مستقبلي دقيق وواضح‪ ،‬ووضع أهداف ومعايير‬
‫واقعية‪ ،‬وتحقيق مرونة الخطة والتكامل بين التحضير والتنفيذ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مع ضرورة تحديد مراحل الخطة تحديدا واضحا‪ ،‬والمسئول عن كل مرحلة‪ ،‬ومصادر التمويل والفترة‬
‫الزمنية لكل خطوة‪ ،‬وتحديد قواعد األداء المتوقع وسبل التقييم والمتابعة‪ .‬مع توافر حلول بديلة لمواجهة‬
‫التغيير الغير متوقع‪ .‬والرشد في األداء بتركيزه علي كفاءة العمل وتحديد األداء األمثل وااللتزام بتنفيذه‪.‬‬
‫باإلضافة الى القدرة علي التركيز لتحقيق األهداف من خالل أفضل الطرق المؤدية لها‪ .‬وتحديد األولويات‬
‫بوضوح‪ ،‬والتركيز علي االستراتيجيات المختلفة وفق درجة األهمية‪ .‬وتأكيد العالقة بين الكفاءة والتكلفة‬
‫لضمان أفضل تأثير بأقل تكلفة‪ .‬والعمل مع القطاع الخاص‪ .‬واالهتمام بالبعد االجتماعي والبيئي عند التغيير‪،‬‬
‫ودعم المشاركة المحلية‪ .‬والتسجيل الدقيق والشامل للمعلومات لدعم القدرة علي التصرف في ضوء الحقائق‪.‬‬

‫‪ -٤‬محاور الخطة القومية للتنمية السياحية ومحدداتها‬


‫إن الخطة القومية تمثل الخطة الرئيسية للعمل السياحي‪ ،‬وتحتوي علي األهداف العامة ووسائل استغالل‬
‫الموارد لتحقيق التنمية‪ ،‬وتعتمد علي أربع محاور رئيسية‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬الطبيعة والسمات العامة‪ :‬فالخطة القومية تتعامل مع مستقبل الوضع الحالي وتضع تحديد‬
‫واضح لل فرص والصعوبات المستقبلية‪ ،‬الستغاللها أو القضاء عليها‪ ،‬وتقوم بفحص البدائل الختيار الشكل‬
‫األمثل لصنع الرؤية المستقبلية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬العملية‪ :‬الخطة القومية كعملية تتمثل في التحديد الدقيق لما يجب فعله؟ ومتي؟ وكيف؟ ومن‬
‫يقوم بذلك؟‪ ،‬وهي عملية مستمرة متغيرة‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬المفهوم الدقيق والهدف‪ :‬وهو ال يتركز في تحديد تعريف‪ ،‬ولكنه يمثل ضرورة تهيئة المناخ‬
‫التخطيطي الجيد والمتمثل في البيئة الداخلية والخارجية للخطة القومية لتهيئة سبل النجاح لها‪ ،‬لتحقيق‬
‫المرجو منها‪ .‬باإلضافة لضرورة وضوح الهدف الذي يتنوع وفق احتياجات كل دولة ولكنه ينحصر في‬
‫محاولة تدعيم التنمية السياحية المتوازنة والمتواصلة‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬الهيكل‪ :‬فالخطة القومية تنعكس أثارها علي هيكل الخطط المرحلية‪ ،‬فتتضمن وضع إطار‬
‫واضح للدولة من خالل اإللمام الكامل بالقطاع السياحي بها‪.‬‬
‫تنقسم أهم المحددات التي تنعكس سلبا علي الخطة‪ ،‬وتحول كليا أو جزئيا دون تحقيق األهداف المحددة إلي أقسام‬
‫متباينة‪ ،‬تتضح كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬صعوبة األهداف‪:‬‬
‫صعوبة تحديد واختيار األهداف لعدم اإللمام الدقيق والكامل بالوضع الحالي وإمكانياته‪ .‬وصعوبة التعبير‬
‫كميا ً وبطريقة قا بلة للقياس والتقييم عن بعض األهداف المختارة‪ .‬وعدم القدرة على تصنيف األهداف‬
‫وترتيبها تنازليا ً أو تصاعديا ً بحسب أهميتها النسبية واحتماالت تحققها‪ .‬وعدم توضيح العالقات الكمية‬
‫المباشرة بين األهداف والعوامل والمتغيرات المشاركة في تحقيقها‪ .‬ومعوقات المحافظة علي ما تم تحقيقه‬
‫من األهداف ألسباب متباينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬صعوبة الظروف الداخلية‪:‬‬
‫وهي محددات تظهر أثناء ممارسة المخطط لوظائفه في إطار داخلي وتتمثل في‪ :‬االفتقار لهيكل تنظيمي‬
‫واضح يقسم االختصاصات ويحدد العالقات ومتناسق‪ .‬وضعف وعي وكفاءة العنصر البشري وتجاهل‬
‫المبادأة الفردية‪ .‬واالفتقار لتقنيات إنتاجية وإدارية لها متطلباتها وفاعليتها‪ .‬وعدم توافق اإلمكانيات المادية‬
‫والمعنوية للجهاز التخطيطي والطموح الشديد للخطة مما يحدد من قدرتها علي التنفيذ‪ ،‬بالرغم من سالمتها‬
‫نظريا‪ ،‬ونقص الدراسات الميدانية المستمرة لمتابعة وتقييم نتائج تنفيذ الخطة‪.‬‬
‫باإلضافة الى نقص المعلومات الالزمة إلعداد الخطة إعدادا علميا سليما‪ .‬والتعدد‪ ،‬والتعقد‪ ،‬والتداخل‬
‫وسرعة التغير والمحدودية لعناصر الجهاز التخطيطي‪ ،‬واستخدام نماذج تخطيط لمناطق مماثلة بدون إدراك‬
‫واعي للبيئة المحلية ودراسة إلبعادها‪ ،‬وموارد مالية محدودة تتنازعها استخدامات مختلفة‪ .‬والمقاومة‬

‫‪38‬‬
‫الداخلية لتطوير التخطيط من جانب بعض اإلداريين فإن التخطيط من العمليات اإلدارية المكلفة نسبيا ً من‬
‫وجهة النظر قصيرة المدي مع انعدام فائدة الخطة طويلة اآلجل في مواجهة األزمات الفورية‪.‬‬
‫ج‪ -‬صعوبة الظروف الخارجية‪:‬‬
‫تتمثل في الظروف المحيطة بالجهاز التخطيطي السياحي‪ ،‬وتتحدد في األمور التالية‪:‬‬
‫تعدد الجوانب التي تشكل الحياة الخارجية والمناخ المحيط بالخطة وهي تمثل‪ :‬متغيرات متباينة سياسية‬
‫واقتصادية واجتماعية وطبيعية وتكنولوجية وقانونية وعلمية وثقافية وفنية‪....‬الخ‪ .‬وتكاثر العوامل والمتغيرات‬
‫المكونة والمؤثرة في كل جانب من جوانب المناخ المحلي‪ .‬مع تداخل وتشابك الجوانب المختلفة للمناخ المحيط‪،‬‬
‫وتفاعل المتغيرات سلبا وإيجابيا كل جانب آخر‪ .‬سرعة التغير والتبدل في الظواهر ومتغيراتها في المناخ‬
‫المحيط‪ .‬باالضافى الى أن أحداث البيئة الخارجية ومتغيراتها ليس من الممكن التحكم فيها‪.‬‬
‫د‪ -‬صعوبات يفرضها طبيعة النشاط السياحي‪:‬‬
‫هناك صعوبات يفرضها طبيعة النشاط السياحي المتمثلة في حساسيته الشديدة ألي تغيرات سياسية أو‬
‫اقتصادية خارجية‪ ......‬الخ‪ .‬والمنافسة الشديدة التي تعاني منها الدول السياحية علي وجه الخصوص تلك‬
‫التي ال تملك ميزة تنافسية واضحة مما يحد من قدرتها علي المواجهة واالستمرار‪ .‬وكذلك عشوائية التنمية‬
‫السياحية في كثير من الدولة النامية ‪ -‬ومنها مصر‪ -‬والتي انتهجت األسلوب التخطيطي في مرحلة الحقة‬
‫للتنمية‪ ،‬مما أدي للتنمية غير المتكافئة‪ .‬ومحدودية الوعي السياحي في المجتمع‪ ،‬مما يخلق جو عدائي‬
‫للمشروعات السياحية القائمة والمستقبلية‪ ،‬وهذا ينعكس علي قدرتها في تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫كذلك نقص الوعي لدي الدولة بأهمية القطاع السياح ي النسبية‪ ،‬وهذا يؤثر علي سياستها في تطويره‪.‬‬
‫وصعوبة القياس الكمي لبعض مكونات النشاط السياحي‪ .‬وعدم تحقيق التنسيق الكامل بين مشروعات الخطة‬
‫ومكونات العمل السياحي‪ .‬وصعوبة التوزيع العادل لفوائد التنمية السياحية علي كافة األقاليم السياحية‪ ،‬مما‬
‫يؤدي لعدم التوازن الكلي في المناطق علي المستوي القومي‪.‬‬
‫هـ‪ -‬صعوبة الموارد واإلمكانيات‪:‬‬
‫صعوبة التحديد واالختيار والمفاضلة بين بدائل قد تكون النهائية‪ .‬أن أي مورد يتم استخدامه يكون له نفقات‪:‬‬
‫باالضافة الى النفقة المباشرة‪ .‬ونفقة الفرصة البديلة‪ .‬ومحدودية الطاقة أو القدرة ألي مورد‪ .‬وال محدودية‬
‫االستخدامات لمجاالت توظيف الموارد‪ ،‬مما يخلق صعوبة تخصيص الموارد بين االستخدامات البديلة‪،‬‬
‫لضمان تحقيق االستخدام األمثل‪ .‬وصعوبة التعامل مع الموارد‪ ،‬مما يتضح في كيفية تحديد المزيج األمثل‬
‫مع األخذ في االعتبار الحتماالت التداخل والعالقات التبادلية بينها‪.‬‬
‫كذلك تعرض الموارد للتقادم أو ضعف القدرة علي اإلنتاج لصعوبات الصيانة والمحافظة‪ .‬وللموارد البشرية‬
‫صعوبات خاصة تظهر من تباين سلوك األداء‪ .‬وتسارع وتعاظم ثورة المعلومات والثورة التكنولوجية وثورة التوقعات‬
‫لدي السائح‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح أن جوهر الصعوبات التي تواجه الخطة السياحية تتمثل في ضرورة "التغيير" ‪Change‬‬
‫التي تعد السمة األساسية للخطة‪.‬‬

‫‪ -٥‬العوامل المؤثرة في الخطة القومية للتنمية السياحية‬


‫تتعدد العوامل التي تؤثر في الخطة سواء في مرحلة وضعها أو في مراحل تنفيذها ومتابعتها‪ ،‬وتختلف‬
‫درجة تأثير وفاعلية كل عامل وفق المرحلة ودرجة التداخل التي تمر بها الخطة‪ ،‬إال أن تلك العوامل تتواجد‬
‫بشكل متكامل في الخطة بشكل عام‪ ،‬ومن أهم تلك العوامل‪:‬‬
‫أ‪ -‬عوامل بيئية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اقتصادية لتحديد الهيكل االقتصادي ومدي فاعليته‪ .‬ومكانه القطاع السياحي وأهميته النسبية‪ .‬وأهم‬
‫النظم التشريعية التي تخدم القطاع السياحي‪ .‬وتحديد حجم العمالة واالستثمار‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ثانيا‪ :‬اجتماعية ممثلة فى النظام االجتماعي والثقافي وتياراته الفكرية والعادات والتقاليد‪ .‬والنظام التعليمي‬
‫والمشاركة المحلية وأهم النظم السياسية الموجودة فى الدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬طبيعية تتمثل فى الموارد حجمها ومدي تداخل استخدامها وأهم النظم التشريعية والقوانين المرتبطة‬
‫بالموارد البيئية والطبيعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬عوامل إدارية‪:‬‬
‫تظهر فى الفلسفة اإلدارية المتبعة‪ .‬ودرجة المركزية والالمركزية في منشآت اتخاذ القرار وأهم المهارات المتاحة‬
‫لعملية التخطيط ومدي االلتزام بالخطة باالضافة الى التعرف الواضح لحدود تدخل الدولة في صنع القرار‪.‬‬
‫ج‪ -‬عوامل تنظيمية‪:‬‬
‫تتمثل فى النمط التنظيمي السائد وخصائص المناخ التنظيمي ومستوي الموضوعية ودقة المعلومات المتاحة‬
‫وسبل تطويرها‪.‬‬

‫‪ -٦‬مكونات الخطة القومية للسياحة‬


‫إن أساس الخطة القومية للسياحة اعتبارها جزء ال يتجزأ من الخطة القومية للتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫في الدولة‪ ،‬وبالتالي يجب أن تستند علي ذات األسس التي تعتمد عليه تلك الخطة في ضوء األولوية التي‬
‫وضعت فيه السياحة بالنسبة إلي قطاعات التنمية األخرى‪.‬‬
‫ويجب علي الدولة أن تحدد الشكل الذي تتعامل به في تنمية القطاع السياحي‪ ،‬من خالل اعتبار النشاط‬
‫السياحي أحد القطاعات اإلنتاجية الرئيسية في الدولة‪ ،‬مع االختالف لكونها قطاع خدمي‪ ،‬ويجدر الذكر أن‬
‫أولي اعتبارات الخطة القومية للتنمية السياحية تتمثل في مدي توافر مشروعات بنية المرافق األساسية‬
‫وضرورة توافرها قبل البدء في أعداد منطقة ما أعدادا سياحيا‪.‬‬
‫والخطة القومية للسياحة تشمل كافة جوانب العمل السياحي بحيث تحقق نمو متوازن لكل المجاالت ما يتالءم‬
‫مع اتجاهات الحركة السياحية‪ .‬ويهدف التخطيط القومي للسياحة إلي القيام بحصر واستخدام الموارد‬
‫السياحية بأفضل صورة لتحقيق األهداف المرسومة‪ ،‬فالخطة القومية للسياحة هي أحد السبل المدعمة لتحقيق‬
‫التنمية الشاملة للدولة‪.‬‬
‫فالسياحة تمثل قطاعا ً إنتاجيا يجب االهتمام بتخطيطه علي المستوي القومي وذلك لعدة أسباب أهمها أن‬
‫السياحة تدر دخال بالعمالت الحرة وتمثل سوق قابل للتوسع مما يفتح معه أفاقا لزيادة النشاط االقتصادي‬
‫من خاللها عن طريق الزيادة المطردة في الدخل وهى مجال خصب لتنشيط الدورة االقتصادية من خالل‬
‫األثر المضاعف للسياحة فهى تعتبر نشاط اقتصادي حيث تنمي مشروعات ذات عائد كالفنادق والمالهي‪ ...‬وهكذا‪،‬‬
‫وكذلك تنشط صناعات أخرى مرتبطة ومتكاملة معه و أداة فعالة ومؤثرة في النظام العام لخلق تكامل اجتماعي‬
‫وحضاري علي المستوي القومي‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من العناصر التي تؤثر في اقتصاد الدولة وبالتالي يكون لها أثر علي الخطة القومية الموضوعة‬
‫وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -١‬توافر خطة واضحة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -٣‬البطالة‪.‬‬ ‫‪ -٢‬جودة االنتاج المحلي‪.‬‬
‫‪ -٥‬التشريعات المساندة القتصاد السوق‪.‬‬ ‫‪ -٤‬الخصخصة‪.‬‬
‫‪ -٧‬المؤسسات الوسيطة بين الدولة والسوق‪.‬‬ ‫‪ -٦‬الكيان االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -٩‬التجارة الدولية‪.‬‬ ‫‪ -٨‬بنية االتصاالت والمعلومات‪.‬‬
‫‪ -١٠‬اإلدارة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ويهدف التخطيط القومي للسياحة إلي القيام بحصر واستخدام الموارد السياحية بأفضل صورة لتحقيق األهداف‬
‫المرسومة‪ ،‬وذلك من خالل الخطة القومية للسياحة كأحد السبل المدعمة لتحقيق التنمية الشاملة للدولة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫يلى التحليل المتكامل للتخطيط السياحى بأبعاده ومكوناته المختلفة ضرورة قياس أثر االتجاهات الدولية‬
‫الحديثة فى طبيعة التخطيط السياحى ممثلة فى التطبيقات التكنولوجية والمعلوماتية اللذان يمثال أهم تلك‬
‫االتجاهات التى أدت الى تغيير فى منهجية التعامل مع التخطيط السياحى كما سيلى فى الفصل التالى‪.‬‬

‫‪41‬‬
42
‫الفصل الرابع‬

‫تخطيط التنمية السياحية فى مصر‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫دخلت التنمية فى مصر إطارا ً جديدا ً للنظام االقتصادى‪ ،‬تتوجه فيه إلى نظام اقتصاديات السوق الحر لتوائم‬
‫التغيرات العالمية‪ ،‬ولقد حقق القطاع السياحى دورا ً بارزا ً فى تدعيم النظام االقتصادى‪ ،‬وأصبح التطور‬
‫السياحى يمثل قاطرة التنمية الشاملة‪ .‬كما أصبح تقييم ما حققته التنمية السياحية من خطوات نجاح تتم عن‬
‫طريق تحديد األساس التخطيطى المتبع للتعرف على فعالية التنمية السياحية فى تدعيم التنمية الشاملة‪.‬‬
‫وتتم دراسة التخطيط السياحى وتحليله فى مصر‪ ،‬إلدراك أبعاد التنمية من خالل تحليل العرض والطلب‬
‫السياحيين فى مصر‪ ،‬وذلك من خالل تحليل التنمية الس ياحية على النطاق القومى واإلقليمى والمحلى يمكن‬
‫التعرف على منهجية التنمية المتبعة للقطاع السياحى فى مصر لتدعيمها أو تصحيحها‪ ،‬فالتوسع فى‬
‫المشروعات السياحية ينجم عنه آثارا ً جانبية سلبية وإيجابية‪ ،‬لذلك يجب على المخطط السياحى توجيه‬
‫الموارد وتنميتها فى إطار محدد حتى ال تتحول المقومات البيئية إلى محددات للتنمية السياحية فى مصر‪.‬‬
‫وسيتم عرض ذلك من خالل تحليل التنمية السياحية فى مصر‪ .‬وتقييم خطط التنمية السياحية فى مصر‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تحليل التخطيط السياحى فى مصر‬


‫إن السياحة من الصناعات المدعمة للتنمية االقتصادية واالجتماعية فى مصر‪ ،‬ولقد تغيرت مالمح الخريطة‬
‫السياحية فى العقدين األخيرين‪ ،‬حيث إنها شهدت تطوراً متواص ً‬
‫ال فى خلق مراكز إنتاجية جديدة باإلضافة للمراكز‬
‫التقليدية ‪-‬الفرض الرابع‪ -‬وسوف نقوم بعرض وتقييم إمكانيات التنمية ومقوماتها السياحية فى مصر‪.‬‬
‫تتوافر فى مصر موارد سياحية طبيعية وبشرية متنوعة‪ ،‬ويعتبر تقييم الموارد السياحية ‪ -‬وفق معايير‬
‫موضوعية كمية وكيفية ‪ -‬جزءا ً ال يتجزأ من العمل التحضيرى لخطة التنمية السياحية الشاملة فى مصر‪،‬‬
‫ولقد أصبح من أبجديات أسس التنمية السياحية بصفة عامة ضرورة مراعاة التفاعل بين األسواق المصدرة‬
‫للسائحين وبين المنتج السياحى المصرى بما يقتضى تنويع أنماط السياحة المصرية بما هى مؤهلة له بحكم‬
‫تنوع مكونات العرض السياحى المصرى‪ ،‬لتتوسع فى استغالل مواردها الطبيعية من شواطئ ممتدة بطول‬
‫‪ ٢٤٠٠‬كيلو متر على البحرين المتوسط واألحمر‪ ،‬والتى يمكن االستفادة منها فى السياحة الترفيهية‪ ،‬لتتكامل‬
‫مع اإلطار الثقافى المتميز‪.‬‬

‫‪ -١‬تحليل العرض السياحى ألقاليم مصر السياحية‬


‫يتحدد تخطيط التنمية السياحية فى مصر وفق أولويات التنمية فى أقاليمها المختلفة‪ ،‬حيث قسمت الخطة‬
‫القومية للسياحة مصر إلى تسعة أقاليم سياحية‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫أ ) إقليم القاهرة‪ :‬ويضم محافظات القاهرة والجيزة وبنى سويف والفيوم‪.‬‬
‫ب) إقليم الدلتا ‪ :‬ويضم محافظات الوجه البحرى‪.‬‬
‫جـ) إقليم الصعيد ‪ :‬ويضم المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان‪.‬‬
‫د ) إقليم قناة السويس‪ :‬ويضم بورسعيد واإلسماعيلية والسويس‪.‬‬
‫هـ) إقليم الواحات ‪ :‬ويضم واحات سيوة والبحرية والفرافرة والداخلة والخارجة‪.‬‬
‫و ) إقليم اإلسكندرية‪ :‬ويضم محافظة اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ز ) إقليم الساحل الشمالى الغربى‪ :‬ويمتد من اإلسكندرية إلى السلوم‪.‬‬
‫ح ) إقليم البحر األحمر ‪ :‬ويمتد من جنوب السويس حتى الحدود السودانية‪.‬‬
‫ط ) إقليم سيناء ‪ :‬ويضم محافظتى سيناء الشمالية والجنوبية‪.‬‬
‫ويتميز كل إقليم بمقومات سياحية فريدة‪ ،‬وبالتالى يتّبع كل إقليم أسلوبا ً تخطيطيا ً خاصا به ومتكام ً‬
‫ال مع باقى األقاليم‪،‬‬
‫ويضم كل إقليم مناطق سياحية فرعية تختلف من حيث األهمية واالستغالل السياحى من منطقة ألخرى‪.‬‬
‫ومن خالل تقييم تلك األقاليم سياحياً‪ ،‬يبرز إقليم القاهرة كأنشط مركز سياحى فى مصر لجذب الحركة‬
‫السياحية الوافدة نظرا ً الحتوائه على ‪ ٪٢٩.٣‬من الطاقة الفندقية اإلجمالية فى مصر‪ ،‬فضال عن توافر‬
‫المقومات السياحية الثقافية والتجارية ومراكز المؤتمرات‪ .‬وباإلضافة لذلك تمتاز مصر بكثرة امتداد‬
‫سواحلها‪ ،‬ومن أهم المناطق الساحلية إقليم اإلسكندرية حيث إنه مركز سياحى رئيسى للسياحة الترفيهية‬
‫والمؤتمرات والتجارة لكونه الميناء األول فى مصر‪ ،‬ومن أبرز مواقع جذب السياحة الداخلية صيفاً‪ ،‬وإن‬
‫كان اآلن وصل لدرجة التشبع فأصبح مركز طرد سياحى أكثر منه مركز جذب خاصة للسياحة الدولية‪،‬‬
‫مما أتاح الفرصة لمواقع سياحية جديدة لكى تنشط مثل منطقة الساحل الشمالى الغربى والبحر األحمر وخليج‬
‫العقبة‪ ،‬وتختلف مقومات السياحة ومواسمها فى تلك المناطق‪ ،‬ولكنها تتفق فى كونها ُمستغلة بشكل غير‬
‫سليم تخطيطيا ً ‪ ،‬مما يهدد من احتمالية وصولها إلى الوضع المتردى إلقليم اإلسكندرية اآلن‪.‬‬
‫وبالنسبة إلقليم الصعيد فتتمثل فيه السياحة الثقافية التقليدية باعتباره مركز جذب سياحى هام للحركة السياحية‬
‫الوافدة إلى مصر خالل مراحل التنمية األولى‪ ،‬كذلك إقليم الدلتا الذى يجذب الطلب السياحى الثقافى الذى‬
‫يمثل المكون األساسى إلجمالى الطلب السياحى فى مصر‪.‬‬
‫ومن المواقع المتميزة ببريق خاص للسياحة الدولية خاصة مع انتشار أنماط السياحة الخاصة وسياحة‬
‫السفارى‪ ،‬منطقة ا لواحات فهى من األقاليم التى يمكن أن تجذب تلك األنواع الجديدة من الطلب السياحى إذا‬
‫أحسن تخطيطها فى إطار تنموى متوازن متواصل‪.‬‬
‫ال نحو أنماط سياحية جديدة متمثلة فى‬ ‫وقد شهدت التنمية السياحية فى مصر‪ ،‬فى بداية الثمانينات‪ ،‬تحو ً‬
‫االهتمام بالمناطق الساحلية الترفيهية والترويحية‪ ،‬فبدأت مناطق البحر األحمر وسيناء فى دخول دائرة‬
‫الضوء بوضوح‪ ،‬وظهرت العديد من مشروعات التنمية السياحية فى تلك المناطق بدرجة تفوق أحيانا طاقة‬
‫المنطقة الحامله‪ ،‬وسوف نركز على تلك األقاليم باعتبارها أقاليم ذات أولوية فى التنمية السياحية حاليا ً فى‬
‫مصر‪ ،‬مع تفصيل إقليم سيناء نظرا ً الرتباطه بمنطقة الدراسة‪ ،‬شرم الشيخ‪ ،‬وتأثير الخطط الموضوعة به‬
‫على حاضر التنمية ومستقبلها فى شرم الشيخ‪.‬‬

‫‪ -٢‬تحليل الطلب السياحى فى مصر‬


‫أ) السياحة الدولية‪:‬‬
‫حققت السياحة الدولية انتشارا ً واسعا ً فى القرن العشرين ‪ ،‬وخاصة خالل العقود األخيرة منه‪ ،‬وتصاعد‬
‫نصيب مصر تباعا ً فى الثمانينات التساع قاعدة السياحة الدولية ولسياسة االنفتاح االقتصادى الناجحة فى‬
‫تلك المرحلة‪ .‬وتحليل حركة الطلب السياحى الدولى عالميا ً واقليميا ً ومحليا ً يظهر كما يظهر فيما يلى‪:‬‬
‫‪ -‬لم يتخذ التطور فى الحركة السياحية الدولية فى العالم إطارا ً ومنهجا ً موحداً‪ ،‬فلقد تذبذبت األرقام السياحية‬
‫فى المناطق السياحية وفق االبعاد السياسية واالقتصادية واالجتماعية السائدة فظهرت الزيادة الكبيرة فى‬
‫تطور الحركة السياحية فى المراحل األولى للتنمية السياحية فى العالم نظرا ً لدخول المناطق فى مراحل‬
‫االكتشاف والنمو والنضوج‪ ،‬أما انخفاض معدل النمو فى العقد األخير للقرن العشرين فيرجع لدخول العديد‬
‫من المناطق السياحية فى إطار الثبات بل واتجاه بعض تلك المقاصد إلى الركود واالنحدار‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫السياحة قوة اقتصادية واجتماعية ال يستهان بها في العالم وقد ترتبت على حجمها الحالي ونموها المستقبلي‬
‫المحتمل تداعيات خطيرة بالنسبة للبيئة المحلية والبيئة العالمية‪ .‬ففي عام ‪ ٢٠٠٤‬كان هناك ‪ ٧٦٠‬مليون‬
‫سائح دولي‪ .‬وتشير توقعات منظمة األمم المتحدة للسياحة العالمية إلى تضاعف هذا العدد بحلول عام ‪.٢٠٢٠‬‬
‫وتتعلق هذه األرقام بالرحالت الدولية‪ ،‬وفي معظم البلدان يكون حجم السياحة المحلية أكبر بكثير من عدد‬
‫السائحين الدوليين القادمين‪.‬‬
‫ومن المعتقد حاليا ً أن السياحة تخلق ‪ ٢١٥‬مليون وظيفة (‪ ٨.١‬في المائة من إجمالي الوظائف في العالم)‪.‬‬
‫وتشير االتجاهات والتوقعات األخيرة إلى انتشار السياحة إلى مقاصد جديدة‪ ،‬سوف تنمو السياحة إلى البلدان‬
‫األقل تقدما ً بأسرع منها إلى البلدان ذات االقتصاديات المتقدمة خالل السنوات العشر القادمة‪ ،‬ويوجد اآلن‬
‫اهتمام سوقي متنام بالسياحة الريفية وسياحة األنشطة مقارنة بسياحة المنتجعات التقليدية‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫أن هذا من شأنه أن يخلق فرصا ً للنمو االقتصادي والتخفيف من حدة الفقر‪ ،‬فإنه يحدث أيضا ً تأثيرات بيئية‬
‫ناجمة عن السياحة في المناطق التي قد تكون قد ظلت غير متأثرة بنمو السياحة حتى اآلن‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى نمو السياحة المستمر‪ ،‬فإن هناك سببا ً آخر لتوجيه اهتمام خاص إلى السياحة داخل سياق‬
‫السياسات العامة البيئية هو تلك العالقة الخاصة المتبادلة بين صناعة السياحة والبيئة‪ .‬فعلى خالف معظم‬
‫األنشطة االقتصادية األخرى‪ ،‬يعتمد ازدهار صناعة السياحة ذاته بشدة على نوعية البيئة‪ .‬ذلك أن السياح‬
‫يبحثون بصورة متزايدة عن األماكن الجذابة غير الملوثة لكي يقومون بزيارتها‪ ،‬كما أن االنخراط في‬
‫السياحة يمكن أن يجعل السكان المحليين كذلك أكثر إدراكا ً للحاجة إلى الحفاظ على البيئة‪ .‬وكما أن البيئة‬
‫المرتفعة الجودة جزء رئيسي من المنتج السياحي‪ ،‬فيمكن للسياحة أن تكون حليفا ً لعملية حفظ البيئة وقوة‬
‫اقتصادية وسياسية داعمة لها‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لحركة السياحة فى الشرق األوسط‪ ،‬فقد تطورت من (‪ )١٩٧‬ألف سائح عام ‪ ١٩٥٠‬إلى (‪)٢٢.١٤٤‬‬
‫مليون سائح عام ‪ ، ٢٠٠٢‬وهو تطور ملحوظ ولكنه تخلله فترات هبوط شديد نتيجة لعدم االستقرار السياسى‬
‫بالمنطقة‪ ،‬وفترات الحروب بين مصر وإسرائيل والعراق وإيران‪ ،‬وتصاعد األزمة اللبنانية‪ ،‬وتكرر حوادث‬
‫شهدت اإلرهاب واالغتياالت السياسية واالوضاع التردية فى العراق وفلسطين‪ ..‬وغيرها‪ .‬إال أن التسعينات‬
‫ال لتحسن األحوال االقتصادية لمعظم دول المنطقة‪،‬‬ ‫فترة رواج سياحى للمنطقة‪ ،‬فشهدت نموا ً سياحيا ً مقبو ً‬
‫وتقليل الضغوط السياسية‪ ،‬وظهور مؤشرات السالم الدولى‪ ،‬باإلضافة لظهور منظمة سياحية ذات أهمية كبيرة‬
‫فى دعم التنمية السياحية بالمنطقة‪ ،‬وهى منظمة التعاون السياحى )‪ )*((MEMTTA‬وتم إنشاؤها عام ‪،١٩٩٥‬‬
‫وتلك المنظمة هدفها العمل على تدعيم نصيب المنطقة من الحركة السياحية العالمية‪ ،‬وتدعيم الوضع السياحى‬
‫بها‪ .‬ولقد ظهرت هذه المنظمة فى أعقاب المؤتمر االقتصادى الدولى المنعقد فى عمان باألردن إال أن القرن‬
‫الواحد والعشرين ال يزال التطور السياحى للمنطقة به غير متناسب مع امكانياتها السياحية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحركة السياحية فى مصر فنالحظ ما يلى‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نصيب مصر من السياحة الدولية فى الثمانينات نظرا ً التساع قاعدة السياحة الدولية وإلى سياسة‬
‫االنفتاح االقتصادى المتبعة ‪ ،‬وعادت الحركة للتناقص فى النصف الثانى من الثمانينات لظروف عدم‬
‫االستقرار السياسى التى مرت بها المنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬تذبذب معدالت النمو السياحى بشكل كبير خالل التسعينات نتيجة حوادث اإلرهاب التى شهدتها تلك الفترة‬
‫(‪ ،) ١٩٩٣( ،)١٩٩١‬واالفتقار للنظرة الشاملة فى تخطيط التنمية السياحية‪ ،‬والعيوب الواضحة فى‬
‫األساليب التنشيطية‪ ،‬من تقليدية ونقص الهادفية وعدم التجانس وغياب السياسة السياحية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬الثبات النسبي لتطور الطلب السياحى فى مصر خ الل السبع سنوات االولى من القرن الواحد والعشرين‬
‫وعدم أرتفاعه نظرا لألحداث السياسية التى تمر بها المنطقة العربية‪.‬‬

‫(*)‬
‫‪The Middle East- Mediterranean Travel and Tourism Association.‬‬

‫‪45‬‬
‫وتنقسم األسواق السياحية الممثلة لحركة السياحة بمصر إلى أسواق أولية‪ :‬وهي المصدر الرئيسى للطلب‬
‫السياحى فى مصر‪ .‬وأسواق ثانوية‪ :‬وهي المدعمة للحركة السياحية‪ ،‬وتنشط كلما زادت الحمالت التسويقية‬
‫إليها‪ .‬وأسواق محتملة‪ :‬وهى التى يمكن أن تحقق طلبا ً سياحيا ً مستقبليا ً للمنطقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬السياحة الداخلية‪:‬‬
‫تشير الدراسات السياحية الدولية إلى تغير النظرة العالمية ألهمية السياحة الداخلية‪ ،‬فأصبحت خدمة‬
‫ضرورية يجب أن توفرها الدولة لمواطنيها فى حدود قدراتهم المالية المتباينة لتحقيق تقدم فى مستوى‬
‫الرفاهية والصحة النفسية للشعب‪ ،‬فبعد أن واجهت السياحة الدولية تغيرات هيكلية فى طبيعتها وتراكيبها‪،‬‬
‫ظهرت األهمية المتجددة للسياحة الداخلية كصمام أمن يساعد على تحقيق مجموعة من المزايا‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -١‬توفير فرص عمل جديدة تتسم باالستقرار مقارنة بالسياحة الدولية‪.‬‬
‫‪ -٢‬تثقيف مواطنى الدولة ل ُحسن استخدام أوقات فراغهم فى األنشطة السياحية‪ ،‬وبالتالى العمل على تحقيق‬
‫االستغالل األمثل للموارد السياحية‪.‬‬
‫‪ -٣‬تحسين مستوى تشغيل المنشآت السياحية‪ ،‬والتغلب على مشكلة الموسمية للعمل السياحى‪.‬‬
‫‪ -٤‬تنمية الخدمات والتسهيالت السياحية ومد شبكات الطرق والمرافق األساسية لفتح نطاقات سياحية جديدة‪.‬‬
‫وما سبق يؤكد التأثير االيجابى الغير مباشر على االقتصاد القومى‪ ،‬باإلضافة للمزايا االجتماعية والثقافية‬
‫والتعليمية‪ ،‬وتخطيط السياحة الداخلية يجب أن يتم فى إطار التجانس مع السياحة الدولية من خالل تطبيق‬
‫مبادئ تخطيطية واحدة للسياحة بشقيها الدولى والداخلى‪ ،‬وينحصر اإلختالف فى مدى التسهيالت وحجمها‬
‫ومستوياتها وأسعارها وطرق التسويق لها‪.‬‬
‫وبتحليل حركة السياحة الداخلية فى مصر‪ ،‬نالحظ عدم االهتمام الكافى بتدعيم المناطق السياحية وتنميتها‬
‫الستقبال السائحين المحليين‪ ،‬مما ينعكس على دور السياحة الداخلية فى دعم العملية السياحية فى مصر‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى قصور الوعى السياحى بالمردود االجتماعى للسياحة الداخلية‪،‬ليس فقط على مستوى‬
‫المواطنين‪ ،‬بل على مستوى الجهات المسئولة عن التخطيط والتسويق السياحى فى مصر‪.‬‬
‫باالضافة الى عدم التوازن المكانى والزمنى فى توزيع حركة السياحة الداخلية‪ ،‬وعلى الرغم من بداية‬
‫االهتمام بتدعيم السياحة الداخلية إال أنها تقتصر على سياحة الشواطئ فــى مناطق محـدودة ولفترات زمنية‬
‫معينة‪.‬‬
‫والشك أن نمو الطلب السياحى يتوقف على معدل النمو السكانى ومستوى الدخل ودرجة التحضر‪ ،‬ومدى‬
‫الوعى التخطيطى فى تنمية المناطق لتوفير متطلبات السياحة دوليا ً وداخلياً‪ .‬إال أن تقدير الحجم الفعلى‬
‫للسياحة الداخلية فى مصر يعد من األمور الغير متاحة نظرا ً لعدم توافر البيانات الخاصة بحركة السياحة‬
‫الداخلية وعجز الجهاز اإلحصائى المصرى عن تتبع مراحل تطورها‪ ،‬إال أن أهمية السياحة الداخلية فى‬
‫مصر التنحصر فى دعم االقتصاد بل فى تحقيق دعم للصحة النفسية لطبقات الشعب المختلفة‪ ،‬ولذا يجب‬
‫االهتمام بتشجيع المشروعات السياحية على التنوع والتباين فى مستويات اشكال اإلقامة والخدمات‬
‫والتسهيالت ليتالئم مع مستوى األفراد فى مصر‪ ،‬مع ضرورة قياس اآلثار البيئية المختلفة الناجمة عن تنمية‬
‫السياحة الداخلية وتشجيعها على التقدم وفق أسس وقواعد علمية وعملية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬معوقات تخطيط التنمية السياحية فى مصر ومقترحات عالجها‬


‫على الرغم من التطور السريع فى حركة التنمية السياحية وإنجازاتها فى مصر‪ ،‬إال أنه يوجد العديد من‬
‫المعوقات التى تعترض نمو الحركة السياحية فى مصر مما ي ُحد من استغالل الموارد والمقومات السياحية‬
‫بالشكل األمثل‪ .‬ولذلك فإننا سنحاول فى هذا المجال اإلحاطة بأساسيات هذه المعوقات المؤثرة فى الحركة‬
‫السياحية بصورة مباشرة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وتنقسم معوقات التنمية السياحية فى مصر إلى قسمين رئيسيين‪ ،‬أحدهما يرتبط بمنطقة الشرق األوسط على‬
‫اعتباره اإلقليم األشمل‪ ،‬واآلخر مرتبط بطبيعة القطاع السياحى وسياسة تطويره‪.‬‬
‫‪ -١‬المعوقات المرتبطة بالشرق األوسط‪:‬‬
‫تؤثر معوقات التنمية السياحية فى منطقة الشرق األوسط تأثيرا ً كبيرا ً على مستوى التدفق السياحى إلى‬
‫مصر باعتبار مصر جزء ال يتجزأ من المنطقة تتأثر بها وتؤثر فيها‪ ،‬ومن أهم تلك المعوقات‪:‬‬
‫أ) البعد المكانى للمنطقة عن األسواق السياحية الرئيسية‪ ،‬مما ينعكس على سهولة الرحلة وتكلفتها‪.‬‬
‫ب) عدم االستقرار السياسى بالمنطقة وكثرة المنازعات بين الدول من حروب أهلية وتوترات سياسية وعدم‬
‫االستقرار االقتصادى وضعف اإلمكانيات االستثمارية‪ ،‬ومشاكل النمو السياحى غير المخطط بشكل علمى‬
‫سليم لعدم وجود سياسة سياحية مستقرة لكثير من دول المنطقة‪.‬‬
‫جـ) هبوط مستوى الخدمات والتسهيالت السياحية بما اليتالئم مع عوامل الجذب الغنية ونوعية السائحين المطلوبة‪.‬‬
‫وتقليدية البرامج السياحية وطرق التسويق وعدم توافر المعلومات الدقيقة عن واقع الوضع السياحى بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ -٢‬معوقات مرتبطة بصناعة السياحة فى مصر‪:‬‬
‫تتمثل فى كافة اإلجراءات المرتبطة بالسياحة سواء بالنسبة للسياسة الحكومية فى مصر‪ ،‬أو الممارسات‬
‫التى تتضمنها حدود اختصاصات وزارة السياحة كجهة تنفيذية‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫أ) المعوقات المرتبطة بالمرافق العامة والبنية األساسية‪:‬‬
‫تعاني معظم المناطق السياحية ذات األهمية فى مصر قصورا ً فى حجم المرافق العامة األساسية بها بكافة‬
‫أنواعها من كهرباء ومياه وصرف صحى ونقل وطرق واتصاالت‪ ،‬عن حد مواكبة التطور السياحى فى‬
‫تخطيط تلك المناطق وتنميتها‪ ،‬باإلضافة لسياسة الدولة فى تحميل المشروعات السياحية بأعباء المرافق‬
‫األساسية وتكاليفها‪ ،‬مما يقلل من القوة الجاذبة لتلك المشروعات فى جذب مصادر االستثمار المتنوعة‪.‬‬
‫ب) معوقات مرتبطة بالموارد السياحية‪:‬‬
‫يعاني تخطيط التنمية السياحية فى مصر من التوزيع الجغرافى غير المتوازن وسيادة نمط السياحة الثقافية‪،‬‬
‫باإلضافة لعدم االهتمام بتلك الموارد‪ ،‬ويرجع ذلك لبروز عدد من األسباب‪ ،‬أهمها إهمال أعمال الصيانة‬
‫والترميم بالمناطق األثرية‪ ،‬وضعف الميزانيـــات المخصصة لــذلك‪ ،‬وعدم العناية بنظافة تلك المناطق‬
‫وتنظيم زيارتها‪ ،‬وعدم تطوير المناطق السياحية األثرية بما يتناسب مع أهميتها كعناصر جذب رئيسية‪.‬‬
‫باإلضافة الى ارتفاع نسب التلوث عن المعدالت المقبولة سواء‪ ،‬التلوث الجوى الناجم عن تقلص المساحات‬
‫الخضراء وانتشار المصانع بصورة عشوائية وتلوث مياه النيل والشواطئ‪ ،‬واالعتداء على الحياة البحرية‬
‫مما يؤثر على كفاءة مشروعات التنمية الخاصة بالسياحة الترفيهية أو التلوث السمعى والبصرى‪.‬‬
‫جـ) معوقات نابعة من د اخل القطاع السياحى نفسه بمعناه الشامل‪:‬‬
‫‪ -‬روتينية التنظيم السياحى وعدم ديناميكيته فى مصر‪ ،‬وضعف فعالية المجهودات التسويقية داخليا ً‬
‫وخارجيا ً‪ ،‬وعدم انتهاج سياسة فعالة للتدريب السياحى والفندقى‪ ،‬مما يضعف مستوى الخدمات المقدمة للعجز‬
‫عن توفير العمالة المتخصصة للمشروعات السياحية وقصور الوعى السياحى لدى المواطنين بأهمية‬
‫السياحة‪ ،‬وهبوط مستوى اإلدارة السياحية ‪ ،‬وضعف اإلحصاءات السياحية التى التزال فى بداية تطورها‪،‬‬
‫ومحدودية النظرة التخطيطية‪ ،‬وعدم توافر خريطة سياحية شاملة توضح مراحل التنمية لكل منطقة وأولويات‬
‫التخطيط للم راكز السياحية لغياب النظام الجيد للمعلومات واإلحصاء السياحى‪.‬‬
‫‪ -‬سوء توجيه االستثمارات فى قطاع السياحة‪ ،‬ومشاكل القطاع العام السياحى خاصة فى مجال اإلدارة الفندقية‬
‫وضعف الرقابة على الخدمات‪ ،‬باإلضافة لعدم اتباع سياسة تسعيرية علمية سليمة للخدمات‪ ،‬واالعتماد فى تحديد‬
‫األسعار على عنصر التكلفة دون النظر لباقى العناصر وأهمها عنصر المنافسة الخارجية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪-‬عدم االستقرار األمنى الداخلى – نسبيا ً ‪ -‬مما يؤثر على حركة السياحة خاصة مع ارتباط ذلك بضعف‬
‫مستوى التسويق واإلدارة‪ ،‬مما يصعب فى إطاره التعايش السياحى فى ظل هذه الحوادث‪.‬‬
‫د) معوقات مرتبطة باإلجراءات الحكومية فى إدارة القطاع السياحى‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد جهات االختصاص الرسمى والشركات والجهات العاملة فى الحقل السياحى وتضاربها‪ ،‬وعدم‬
‫إعطاء السياحة كقطاع اقتصادى هام ما تستحقه من أولوية سواء بالنسبة لالعتمادات المالية المخصصة‬
‫للوزا رة‪ ،‬أو تضارب القوانين المانحة الختصاصاتها‪ ،‬مما يؤدى لضعف دورها فى التدريب والرقابة‬
‫والتجديد والجهود التسويقية داخليا ً وخارجياً‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود سياسة ثابتة ومعلنة فيما يتعلق بالتصرف فى األراضى المملوكة للدولة إلقامة المشروعات‬
‫السياحية‪ ،‬مما يجعل لكل محافظة أسلوب ها الخاص‪ ،‬ولكل جهاز حكم محلى قدرة على فرض رسوم على‬
‫المزارات السياحية أو التصرف فى األراضى دون الرجوع لوزارة السياحة‪ ،‬مما يضعف من مركز مصر‬
‫التنافسى لصعوبة وضع برامج ثابتة عن المنطقة السياحية‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد الجهات اإلشرافية على الفنادق‪ ،‬باإلضافة للمشاكل التموينية التى تعترضها وتذبذب سياسات اإلعفاء‬
‫الجمركى والضريبى على المشروعات السياحية وتعقد إجراءات منح التراخيص للمنشآت السياحية‬
‫والفندقية‪ ،‬وعدم جدوى تطبيق القرار الوزارى رقم ‪ ٢٦‬لعام ‪ ١٩٨٢‬بشأن توصيف الفنادق وتقييمها‪.‬‬
‫‪ -‬التسوية فى اإلعفاءات والتيسيرات بين المناطق الس ياحية المختلفة‪ ،‬بالرغم من ضرورة تحديد أولويات‬
‫الحاجة لمثل هذه المساعدات وفق احتياجات كل منطقة وفق مرحلة التنمية التى تمر بها وتأثير السياسات‬
‫االقتصادية واالجتماعية على القطاع السياحى دون وجود سياسة سياحية واضحة لتحديد األولويات السياحية‬
‫باالضافة الى عجز ا لدولة عن تدبير العملة الحرة الالزمة لسداد االلتزامات السياحية للخارج مما يعوق‬
‫حركة االستثمار فى مصر واختالل توازن السوق السياحى فى مصر لتقلص سياسة االئتمان وارتفاع سعر‬
‫فائدة قروض المشروعات السياحية‪.‬‬
‫‪ -٣‬التوصيات الهادفة للتغلب على المعوقات‪:‬‬
‫يتطلب تنشيط قطاع السياحة فى مصر تضافر مجموعة من العناصر ولتحسين أوضاع التنمية السياحية‬
‫لذلك يجب إقرار سياسة سياحية شاملة وملزمة لكافة الجهات السياحية المرتبطة بها‪ ،‬والعمل على معالجة‬
‫المعوقات التى تواجه القطاع السياحى محليا ً ودوليا ً وذلك من اجل الوصول بالقطاع السياحى الى االطار‬
‫االمثل ليحقق اآلمال المنصبة عليه كأحد قطاعات التنمية الرائدة فى الدولة‪ ،‬ويتم تحقيق ذلك من خالل‬
‫تغطية بعدين رئيسين‪:‬‬
‫أ) على المستوى اإلقليمى (الشرق األوسط)‪:‬‬
‫العمل على عودة المنظمات اإلقليمية الفعالة لمتابعة سياسات التنمية السياحية واستراتيجيتها للتغلب على‬
‫ال من التنافس‪ ،‬والعمل على تشجيع روؤس‬ ‫المشاكل‪ ،‬ووضع خريطة سياحية للمنطقة ككل إلحالل التكامل بد ً‬
‫األموال العربية واألجنبية فى االستثمار السياحى وحماية المناطق السياحية من الزحف العمرانى والصناعى‬
‫من خالل نظرة سياحية شاملة وتشجيع اتفاقيات التعاون السياحى بين الدول السياحية‪.‬‬
‫ب) على المستوى القومى (مصر)‪:‬‬
‫يتضمن ضرورة تحديد مكانة النشاط السياحى وأولويته بين القطاعات اإلنتاجية فى الدولة‪ ،‬واعتبار التخطيط‬
‫السياحى جزءا ً ال يتجزأ من خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مع إقرار سياسة سياحية شاملة تتضمن‬
‫تنظيم عدة نقاط‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬فى مجال المرافق العامة والبنية األساسية والخدمات السياحية‪:‬‬
‫تحقيق التكامل االقتصادى والترابط الطبيعى لمختلف أقاليم مصر السياحية‪ ،‬وتوفير أماكن إقامة باألعداد‬
‫والمستويات االقتصادية المختلفة‪ ،‬وتوزيع أشكال اإلقامة بشكل متوازن حتى ال تحدث تنمية زائدة عشوائية‬

‫‪48‬‬
‫تؤدى لنتائج عكسية باالضافة الى سرعة استكمال عمليات اإلحالل والتجديد لمشروعات البنية األساسية ‪-‬‬
‫خاصة فى المناطق الجديدة ‪ -‬وتمهيد الطرق وتحويل المطارات المحلية لمطارات دولية وتشجيع الطيران‬
‫العارض فى حدود المصلحة الوطنية‪ ،‬ورفع مستوى الخدمات السياحية المقدمة للسائحين وتوفير كافة‬
‫التسهيالت والمتطلبات الالزمة لتحقيق الرضاء السياحى والحفاظ على الموارد المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬فى مجال تطوير المنتج السياحى‪:‬‬
‫وضع قــواعــد تنسيق بين اإلحصاءات التى يصدرها الجهاز المركزى للتعبئة واإلحصـــاء ووزارة السياحة‬
‫مع إنشاء قاعدة بيانات قوية شاملة متجددة إلمداد الجهات المختصة بالعمل السياحى بالمعلومات الالزمة‬
‫لها‪ .‬باالضافة الى التطوير المستمر للمنتج السياحى المصرى‪ ،‬ورفع مستوى الصورة السياحية لمصر‬
‫داخليا ً وخارجياً‪ ،‬وإعادة تخطيطه كما وكيفا ً وإحالل العنصر المحلى كمكون رئيسى‪ .‬وتنويع المنتج السياحى‬
‫مع ضرورة تحقيق التوازن بين متطلبات السياحة الدولية والداخلية‪ ،‬واعتبار األخيرة هى الركيزة األساسية‬
‫لتحقيق استقرار التنمية السياحية‪.‬‬
‫والعمل على تحديد استراتيجية واضحة للتسويق السياحى اعتمادا ً على دراسات شاملة لألسواق السياحية‬
‫وتعميق التعاون بين هيئة التنشيط السياحى وقطاع األعمال السياحية لتطوير البرامج السياحية‪ .‬وقيام جهاز‬
‫حماية البيئة بمجلس الوزراء واألكاديمية ومركز البحث العلمى‪ ..‬وغيرها بالتعاون الوثيق لمقاومة التلوث‬
‫من خالل برامج واضحة ومراعاة هذا البعد مستقبالً فى تخطيط التنمية السياحية للمناطق المختلفة‪.‬‬
‫كذلك من خالل االهتمام بالنظافة العامة للمدن والمناطق السياحية ومراعاة البعد الجمالى فى التصميم‪،‬‬
‫والتشدد فى الرقابة على تنظيم المناطق السياحية والخدمات الفندقية والبرامج المختلفة بمكوناتها وأسعارها‬
‫ومراحل تنفيذها‪ ،‬وتوفير وسائل الخدمات االجتماعية لضمان تحقيق أفضل مستوى للمنتج المقدم للسائح‪.‬‬
‫‪ -‬فى مجال التشريع والتنظيم السياحى‪:‬‬
‫إدخال تعديالت على التنظيم السياحى فى مصر لتصبح وزارة السياحة وأجهزتها األخرى خلية عضوية‬
‫ديناميكية ‪ ،‬وتعديل اختصاصات المجلس األعلى للسياحة لزيادة فعاليته فى وضع السياسة العامة للسياحة‬
‫وتوحيد الجهات المسئولة عن النشاط السياحى والفندقى فى جهاز موحد يصدر التراخيص للمنشآت ويشرف‬
‫على أراضى البناء المخصصة للمشروعات السياحية‪.‬‬
‫اعتبار السياحة مرفقا ً قوميا ً وتحديد دور المحافظات فى االستثمار فى مشروعات المرافق العامة وتنشيطها‪،‬‬
‫واالهتمام بالمناطق السياحية وتنميتها عن طريق الجهات اإلقليمية‪ ،‬والعمل على تبسيط إجراءات الحدود‪.‬‬
‫وضرورة العمل على حل مشاكل التمويل التى تواجه القطاع العام السياحى من خالل منح القروض وتيسير‬
‫إجراءات تسوية الديون‪ ،‬ووضع قواعد مستقرة بشأن األراضى الممنوحة للمشروعات السياحية ‪ ،‬وإعادة‬
‫تطبيق اإلعفاءات الجمركية على معدات المنشآت السياحية والفندقية ‪ ،‬وتطوير األساليب التى تحكم اإلدارة‬
‫الفندقية المصرية مع دعمها بكفاءات أجنبية إلدارتها بشروط يتفق عليها‪.‬‬
‫دعم اإلمكانات المادية لهيئة اآلثار لتطوير المناطق اآلثرية وصيانتها‪ ،‬وعدم تدخل وزارة السياحة فى أعمال‬
‫المنظمات األهلية وإعطائها فرصتها فى الخلق واالبتكار مع االحتفاظ بالدور اإلشرافى العام‪ .‬وتوجيه‬
‫االستثمارات للمناطق ذا ت األولوية‪ ،‬وتشجيع القطاع الخاص للمساهمة فى المشروعات السياحية وإنشاء‬
‫شركات للتوريدات الغذائية لمد المنشآت باحتياجاتها بصفة مستمرة‪ .‬دعم القطاع السياحى ماليا ً للقيام‬
‫بالدراسات التخطيطية الالزمة عن طريق المكاتب االستشارية المصرية المتخصصة واالستعانة بالخبرة‬
‫األجنبية كلما دعت الحاجة‪.‬‬
‫إصدار قانون العاديات والسلع السياحية لتنظيم هذا القطاع لمواجهة المنافسة الدولية‪ .‬وإنشاء جهاز إلدارة‬
‫األزمات فى مصر لمواجهة األحداث الطارئة‪ ،‬ووضع سياسة واضحة للتعامل مع الظروف المتغيرة‪،‬‬
‫ووضع األسس الكفيلة بخلق مناسبات سياحية قومية من خالل وضع أجندة سياحية ثابتة لتنشيط الحركة‬
‫السياحية على مدار العام‪ .‬ووضع سياسة سعرية لضمان إطالق الحرية لقطاع األعمال فى إطار ميكانيكية‬
‫العرض والطلب السياحيين‪ ،‬والنظر فى تطبيق األسعار المحلية فى استهالك المنشآت السياحية والفندقية‬

‫‪49‬‬
‫للمرافق العامة‪ ،‬وتثبيت أسعار اإلقامة بالفنادق‪ ،‬والحد من ارتفاع أسعار السفر إلى مصر داخليا ً وخارجيا ً‬
‫من خالل تشجيع الطيران العارض التابع لمصر للطيران‪.‬‬
‫والعمل على تسهيل إجراءات تصدير الطرود الخاصة بالمنتجات السياحية مع مصلحة الجمارك ومصلحة‬
‫البريد لزيادة الصادرات‪ ،‬وحل مشكلة استيراد الخامـات مـن خالل توفيرها بالسوق المحلى‪ .‬وعدم المساس‬
‫بالمزايا التى منحها قانون استثمار المال العربى واألجنبى للقطاع الخاص ليشارك فى إنشاء المشروعات‬
‫الجديدة‪ ،‬وتشجيع االستثمار بالمناطق الجديدة خاصة فى البحر األحمر وسيناء من خالل لجنة عليا دائمة‬
‫تتحدد مهمتها فى وضع سياسة عامة للتنمية السياحية بكل منطقة‪ ،‬من خالل عقد اجتماعات مستمرة على‬
‫مستوى الوزراء والمحافظين لتذليل العقبات أمام مستثمرى القطاع الخاص والقضاء على معوقات النمو‬
‫السياحى‪ ،‬وتحديد الهيئات والجهات المتعاملة مع النشاط السياحى واختصاص كل جهة لمنع تضارب‬
‫االختصاصات وتالفى الروتينية فى العمل السياحى‪.‬‬
‫‪ -‬فى مجال النشاط اإلعالمى للقطاع السياحى‪:‬‬
‫العمل على تنمية الوعى السياحى لدى المواطنين ووضع سياسة قومية لمحو األمية‪ ،‬وتضمين المناهج‬
‫الدراسية بموضوعات سياحية ونشر السلوك الجماهيرى السليم فى معاملة السائحين والحفاظ على البيئة‬
‫الطبيعية وحماية التراث‪ ،‬والعمل على تدعيم المشاركة المحلية لسكان المناطق السياحية فى تنمية المناطق‬
‫سياحياً‪ ،‬ومتابعة المكاتب المصرية الخاصة باإلعالم السياحى لمواجهة أى دعاية سلبية عن الوضع السياحى‬
‫فى مصر‪.‬‬
‫وقد صدر عن مجلس الوزراء مجموعة من القرارات "أربعة عشر قراراً" للتنشيط السياحى وزيادة‬
‫االستثمار وحل كافة المشكالت التى تواجه السياحة فى مصر‪ ،‬وفى مقدمتها حل مشاكل الطيران العارض‪،‬‬
‫والبواخر السياحية فى الموانئ المصرية‪ ،‬وإنشاء مطارات جديدة ودعم جهود مشروعات البنية األساسية‬
‫واالهتمام بقضية الوعى السياحى واعتبارها قضية قومية‪.‬‬
‫‪ -‬فى مجاالت التدريب السياحى‪:‬‬
‫توفير العمالة المتخصصة كما ً وكيفا ً لتغطية متطلبات العمل السياحى عن طريق تدعيم كليات السياحة‬
‫والمعاهد المتخص صة‪ ،‬وإعداد برامج تدريب خاصة بالعاملين فى المنشآت السياحية والفندقية‪ ،‬واالستعانة‬
‫بالعمالة األجنبية المتخصصة فى حدود ضيقة لالستفادة من الخبرة الدولية فى هذا المجال‪ .‬واعتبار التدريب‬
‫السياحى عنصرا الزما من عناصر التنمية السياحية‪ ،‬ورفع المستويات اإلدارية الفنية للعاملين باألجهزة‬
‫المرتبطة بالعمل السياحى‪ ،‬وإقامة مراكز متخصصة للتدريب على صناعات السلع والعاديات السياحية‬
‫محليا‪.‬‬
‫‪ -‬فى مجال تهيئة المناخ العام وتحقيق االستقرار‪:‬‬
‫تهيئة االستقرار السياسى واالجتماعى داخل األراضى المصرية وتدعيم العالقات الدوليـــة واإلقليمية‪،‬‬
‫والعمل على استقرار السياسات النقدية والجمركية واالقتصادية وتوجيهها لتشجيع التنمية السياحية‪ .‬وتحرير‬
‫سوق النقد األجنبى من القيود للوصول إلى توحيد سعر الصرف‪ ،‬والعمل على التخطيط العلمى السليم‬
‫لمراحل التنيمة السياحية وعالج معوقات استمرارها‪.‬‬
‫ومن خالل العرض السا بق يتضح بعض المعوقات التى تعترض الدولة عند قيامها بوضع خطط التنمية‬
‫وتنفيذها‪ ،‬وبعض الحلول والمقترحات التى تدور فى إطار ضرورة وضع سياسة سياحية عامة تترجم‬
‫الستراتيجيات لبلوغ األهداف وفق برنامج زمنى محدد لكافة أبعاد التنمية التى تقترن بخطة قابلة للتنفيذ‬
‫تنظيميا ً وفنيا ً وماليا ً وبشرياً‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقييم الوضع التنموى للقطاع السياحى فى مصر‬
‫تعد مصر إحدى الدول النامية ذات المقومات السياحية المتنوعة‪ ،‬والتى يحتل بها القطاع السياحى مكانا ً‬
‫متميزا ً باعتباره ركيزة أساسية لسياسة اإلصالح االقتصادى القومى‪ ،‬وقد أسهمت خطط التنمية السياحية‬
‫بمصر فى ازدهار الحركة السياحية ‪ -‬إلى حد ما ‪ -‬وإن كانت قد واجهتها العديد من العقبات عند القيام بتنفيذ‬
‫تلك الخطط‪.‬‬
‫‪ -١‬أهداف التنمية السياحية فى مصر‪:‬‬
‫تقوم استراتيجية التنمية السياحية فى مصر على أساس تخطيط مناطق جذب معينة يتم اختيارها وفق أولوية‬
‫التنمية‪ ،‬إال أن الخطوط الرئيسية لتخطيط النمو السياحى فى مصر يجب أن يتضمن مجموعة من األهداف‬
‫تسعى الخطط لتحقيقها‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫أ) تدعيم التنمية االقتصادية من خالل اإليرادات السياحية وفرص العمالة‪ ،‬ولذا يجب أن تحدد الدولة المعدل‬
‫المناسب للنمو الذى تبغيه فى قطاع السياحة ليحقق اآلثار المطلوبة‪.‬‬
‫ب) ترشيد القرارات االستثمارية لمختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬وأن تكون االستثمارات السياحية قائمة‬
‫على دراسات جدوى جادة بمدى مساهمتها فى تدعيم التنمية االقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬
‫جـ) تشجيع السياحة الداخلية تشجيعا ً فعليا لتصبح أساس السياحة الدولية ومدعمة للصحة النفسية للمجتمع‬
‫المصرى‪ ،‬واختيار المناطق ذات االولوية فى التنمية السياحية لكل من السياحة الدولية والداخلية وفق‬
‫اعتبارات استخدامات األراضى والتخطيط الطبيعى واالقتصادى واالجتماعى‪.‬‬
‫د ) تحديد كافة أهداف التنمية تحديدا ً واضحا ً وملزما ً لكافة األجهزة الرسمية وغير الرسمية بالدولة‪ .‬والبحوث‬
‫العلمية السياحية مقدمة ضرورية لوضع الخطط السياحية‪ ،‬واالتجاه لتناول مبدأى التركيز واالنتشار فى‬
‫المشروعات السياحية وفق اإلطار المحدد للتنمية العمرانية ومشروعات البنية األساسية ‪.‬‬
‫و) زيادة االهتمام باإلطار الطبيعى فى خطط التنمية السياحية‪ ،‬والعمل على تحقيق المشاركة الشعبية فى‬
‫المشروعات من خالل زيادة الوعى الشعبى‪ ،‬واالهتمام بالتعليم والتدريب السياحى‪ .‬وإيجاد قاعدة‬
‫إحصائية علمية تغذى بنظام معلومات متكامل لتحقيق تنمية سياحية مثلى‪ .‬مع تحديد دور القطاع الخاص‬
‫ومدى مساهمته فى مشروعات التنمية السياحية‪ ،‬واقتصار دور الدولة على الرقابة والمشاركة فى بعض‬
‫المشروعات واالهتمام بتدعيم مشروعات البنية األساسية‪.‬‬
‫وبالرغم من األهداف الواضحة التى يجب أن يتبناها الجهاز السياحى الرسمى فى مصر ممث ً‬
‫ال فى وزارة‬
‫السياحة ‪ ،‬إال أن خطط التنمية السياحية فى مصر بعيدة عن تحقيق تلك األهداف بالشكل المتوازن‪ ،‬بل يمثل‬
‫البعد االقتصادى األساس فى الفكر التنموى‪ ،‬أما البعد االجتماعى والبعد البيئى فال يتم تناولهما إال فى إطار‬
‫محدود لبعض خطط التنمية مثل الخطة اإلقليمية لتنمية سيناء‪.‬‬
‫‪ -٢‬تقييم خطط التنمية السياحية فى مصر‪:‬‬
‫إن تتبع التطور السياحى وخطط التنمية السياحية فى مصر يتم من خالل تقييم ثالث مراحل رئيسية‪:‬‬
‫أ) المرحلة األولى‪ :‬التخطيط السياحى خالل فترة ما قبل الثمانينات‪.‬‬
‫ب) المرحلة الثانية‪ :‬الخطط الخمسية األولى والثانية للتنمية السياحية‪.‬‬
‫جـ) المرحلة الثالثة‪ :‬التخطيط السياحى فى فترة التسعينات‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أ) المرحلة األولى‪:‬‬
‫إن تسلسل األولويات فى نظر واضعى خطط التنمية الشاملة فى مصر فى تلك المرحلة لم تمكن القطاع‬
‫السياحى من الحصول على االستثمارات التى تتناسب مع أهميته‪ ،‬ومع ذلك فقد شهدت هذه الفترة تركيز‬
‫األغلبية العظمى من خطط التنمية السياحية على متطلبات السياحة الدولية الوافدة إلى مصر من حيث‬
‫المستوى أو السعة‪ ،‬وذلك فى مناطق االنتشار التقليدية (القاهرة ‪ -‬اإلسكندرية ‪ -‬األقصر وأسوان) حيث‬
‫تركزت بها خطط التنمية السياحية‪.‬‬
‫وتميزت فترة الستينات بالتوسع فى استثمار إمكانات مصر الطبيعية والبشرية لتنمية القطاع السياحى بعد‬
‫أن برزت أهميته االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫واعتبارا ً من منتصف السبعينات‪ ،‬انتهجت مصر سياسة االنفتاح االقتصادى بعد أن صدر القانون رقم ‪٤٣‬‬
‫لسنة ‪ ١٩٧٤‬بشأن استثمار المال العربى واألجنبى واالستفادة من التكنولوجيا المتطورة‪ ،‬واستفاد القطاع‬
‫السياحى من أحكام هذا القانون من خالل اإلعفاءات الجمركية والضريبية والحوافز االقتصادية المختلفة‪،‬‬
‫باإلضافة لمب ادرات التشجيع لالستثمار فى القطاع السياحى والفندقى من خالل منح حوافز ممثلة فى القانون‬
‫رقم ‪ ١‬لسنة ‪.١٩٧٣‬‬
‫وفى تلك الفترة طبقت خطة التنمية السياحية التى استمرت خمس سنوات (‪ )١٩٨٠ -٧٦‬واتجهت ألقاليم‬
‫سياحية غير تقليدية وظهر إقليم الساحل الشمالى على خريطة مصر السياحية‪ ،‬ونظرا ً ألن هذه الخطة لم‬
‫تكن إال مجرد تنبؤات مستقبلية عن المتغيرات السياحية‪ ،‬فإنه يمكن التجاوز عن وضعها فى الترتيب كإحدى‬
‫الخطط اإلنمائية السياحية‪ .‬وفى تلك الفترة قامت خطة قومية للسياحة (‪ )١٩٧٨‬وضعها فريق الخبراء‬
‫األلمان (شتايجنبرجر) اعتمدت على وضع جدول للتنبؤ العلمى لمستقبل التنمية السياحية فى مصر حتى‬
‫‪ ١٩٩٠‬من خالل تقييم كيفى للمناطق السياحية واألسواق السياحية‪.‬‬
‫ب) المرحلة الثانية‪:‬‬
‫شهدت تلك المرحلة وضع أول خطة خمسية للتنمية السياحية فى مصر خالل النصف األول من عقد‬
‫الثمانينات‪ ،‬والتى استمر تنفيذها خالل الفترة الممتدة بين عامى (‪ ،)١٩٨٧ -١٩٨٢‬وقد أدت تلك الخطة‬
‫لتحقيق نتائج مثمرة وتلك الخطة اتسمت بإيجابيات متعددة لعل فى مقدمتها االتجاه لتنمية مناطق سياحية‬
‫جديدة وخصوصا فى جنوب سيناء والبحر األحمر مما فتح مجا ً‬
‫ال لتنويع المنتج السياحى المقدم‪ ،‬ودخول‬
‫التنمية السياحية فى مصر لمرحلة التطور و االهتمام بالسياحة الداخلية بدرجة أكبر من ذى قبل‪ ،‬لالستفادة‬
‫من التطورات االقتصادية واالجتماعية فى مصر وتحسين المرافق العامة والخدمات المرتبطة بتوسيع‬
‫نطاق النشاط السياحى الدولى والمحلى‪.‬‬
‫‪ -‬إن فترة نهاية الثمانينات شهدت تكثيف الخطط المؤثرة على تدعيم العرض السياحى ‪ -‬دون تقدير متوازن‬
‫للطلب السياحى ‪ -‬وركزت خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية على القطاع السياحى‪ ،‬وتم وضع خطة‬
‫خمسية ثانية للتنمية السياحية (‪ )١٩٩٢ -٨٧‬ولقد استطاعت الخطة أن تحقق االرقام المستهدفة بل وزادت‬
‫المعدالت المحققة عن األرقام المستهدفة‪ ،‬وعملت على مواجهة المعوقات المرتبطة بالتنمية السياحية فى‬
‫مصر والقضاء عليها‪ ،‬مما أدى لزيادة إسهام القطاع السياحى فى التنمية الشاملة للدولة من خالل برامج‬
‫تنشيط السياحة الداخلية وتعمير مناطق تنمية سياحية جديدة‪ ،‬وبرامج التدريب والتنشيط داخليا ً وخارجيا ً‬
‫وتدعيم التسهيالت السياحية المتاحة‪.‬‬
‫جـ) المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫وهى مرحلة التسعينات‪ ،‬وشهدت تلك الفترة خططا ً إقليمية عديدة للتنمية السياحية فى مصر نتج عنها إحداث‬
‫تغيرات كبيرة على خريطة توزيع المغريات السياحية المستغلة‪ ،‬وتم التركيز فى تلك الفترة على تنمية‬
‫سيناء‪ ،‬وتمثل ذلك فى المشروع القومى لتنمية سيناء (‪.)٢٠١٧ -١٩٩٤‬‬

‫‪52‬‬
‫وتزامن مع تلك المرحلة وضع الدولة للخطة الخمسية الرابعة للتنمية االقتصادية واالجتماعية (‪-٩٢‬‬
‫‪ ،) ١٩٩٧‬والتى سعت إلى تطوير القطاع السياحى فى أحد أجزائها‪ ،‬لذلك فلقد تطورت الطاقة الفندقية فى‬
‫مصر من خالل تلك المرحلة التخطيطية‪.‬‬
‫ولقد تبنت وزارة السياحة ‪ -‬من خالل هيئة التنمية السياحية ‪ -‬فكرا ً تنمويا ً يعتمد على وضع معايير موضوعية‬
‫لمشروعات التنمية السياحية من أهمها‪:‬‬
‫‪ -١‬تنويع المنتج السياحى ليشمل مراكز خدمية وثقافية وترويحية وتحقيق التكامل بين المشروعات فى‬
‫المركز السياحى الواحد‪ ،‬واالحترام الكامل للبيئة الطبيعية لضمان تنمية متوازنة ومتواصلة‪ ،‬حيث تكون‬
‫مواقع التنمية السياحية بمثابة مراكز إنتاجية ومصادر متجددة للدخل ولفرص العمل‪.‬‬
‫‪ -٢‬وضع مخططات تفصيلية بمشاركة بيوت الخبرة العالمية والوطنية المتخصصة فى السياحة للمناطق‬
‫السياحية المختلفة‪ ،‬وتمكين القطاع الخاص من تنفيذ هذه التنمية بالكامل‪ ،‬وتشجيع المشاركة األجنبية مع‬
‫القطاع الخاص المصرى بهدف االستفادة من الخبرة‪.‬‬
‫وقد شهدت تلك المرحلة إنجازات واسعة تحققت من خالل طفرة حقيقية فى مجال التنمية واالستثمار السياحى‬
‫فى مصر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تقييم االستراتيجية الموضوعة للتنمية السياحية حتي عام ‪٢٠٢‬‬


‫لم نجد في مصر استراتيجية واضحة نظرا ً لعدم وجود سياسة سياحية للقطاع السياحي بصفة عامة‪ ،‬وبالرغم‬
‫من تتابع الخطط الخمسية للتنمية السياحية منذ عام ‪ ١٩٨٢‬وبشكل مستمر وقومي إال أن غياب استراتيجية‬
‫حقيقية أعاق تحقيق تنمية فعلية في القطاع السياحي‪ ،‬بالرغم من حدوث بعض التطورات التي ال يمكن‬
‫إغفالها‪ ،‬إال أن وجود سياسة قومية للتنمية الشاملة في مصر يمكن أن تساهم في تحويل القطاعات التنموية‪-‬‬
‫ومن ضمنها القطاع السياحي‪ -‬إلي مرتكزات واضحة لتحقيق مفهوم النمو الشامل‪.‬‬
‫ولمعرفة أوجه التطورات تجدر اإلشارة إلي االستراتيجية‪ -‬سنشير إليها مجازا ً‪ -‬الموضوعة من قّبل وزارة‬
‫السياحة وهيئة التنمية السياحية في مصر والهيئة المصرية العامة للتنشيط ‪.‬‬
‫وتحتاج هذه األهداف الطموحة إلي تضافر كافة الموارد القومية والطاقات العملية والعلمية واإلبداعية لخدمة‬
‫السياحة‪ ،‬وتوفير المناخ المالئم لنمو السياحة دون معوقات‪ ،‬فضال عن تنشيط الطلب السياحي الدولي بصورة‬
‫علمية متطورة تتفق مع ما طرأ علي السياحة الدولية من متغيرات أنتجت ما يسمي بالسياحة الجديدة التي‬
‫ال يجدي فيها استخدام أدوات التسويق القديمة التي كانت تستعمل في الستينات والسبعينات وحتي الثمانينات‪.‬‬
‫ففي السياحة الجديدة‪ ،‬علي سبيل المثال لم يعد لمنظمي الرحالت الشاملة نفس المكانة واألهمية التي كانت‬
‫لهم‪ ،‬وأصبحت هناك منافذ توزيع جديدة مختلفة تقوم أساسا علي محور المستهلك النهائي وهو السائح‪ ،‬لذلك‬
‫يتعين دراسة األسواق المصدرة دراسة متعمقة‪ ،‬وإعداد استراتيجية تنشيطية وتسويقية مناسبة لكل سوق‬
‫علي حده‪.‬‬
‫‪ -١‬المالمح األساسية الستراتيجية التنمية السياحية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تصنيفات مراكز التنمية السياحية‬

‫تستند االستراتيجية للتصنيفات التالية لمراكز التنمية السياحية‪:‬‬


‫‪ -‬المراكز الرئيسية‪ :‬المرتكز بها أكبر نسبة من الحركة السياحية؛ القاهرة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬المراكز السياحية النشطة‪ :‬التي تتصف بمقومات خاصة للجذب مما يسهل سبل النمو بها مثل األقصر‬
‫وأسوان وشرم الشيخ والغردقة‪.‬‬
‫‪ -‬المراكز السياحية الواعدة‪ :‬التي تمتلك إمكانات سياحية هائلة غير مستغلة‪ ،‬أو محدودة االستغالل مثل‪:‬‬
‫مناطق رأس الحكمة علي الساحل الشمالي‪ ،‬ور أس بايناس علي ساحل البحر األحمر‪ ،‬وطابا علي خليج‬

‫‪53‬‬
‫العقبة‪ ،‬وسيوه بالصحراء الغربية‪ ،‬والمنيا شمال الصعيد‪ ،‬وأبو سمبل جنوب أسوان‪ .‬ويُفضل تنمية تلك‬
‫المناطق إما بصورة مكثفة أو معتدلة وفق أولويات التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬المراكز السياحية الفرعية‪ :‬وهي التي يفضل تنميتها علي نطاق محدود بما يتوافق مع إمكاناتها ولما يحقق‬
‫مبدأ التواصل فى التنمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬عناصر االستراتيجية‪:‬‬
‫‪ -‬الحد من النمو السريع للطاقات اإليوائية بالمراكز الرئيسية‪ ،‬واالرتقاء بمستوي جودة المنتج‪ ،‬وكان من‬
‫الضرورى إجراء دراسات اجتماعية و تسويقية مصاحبة لهذا المحور‪.‬‬
‫‪ -‬تكثيف التنمية بالمناطق النشطة‪ ،‬وكان ضروري عمل دراسة اجتماعية وبيئية لمدي قدرة المنطقة علي‬
‫إستيعاب ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية بعض المناطق كمراكز واعدة كالعين السخنة وسانت كاترين‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية عدد من المناطق ا لفرعية لتتراوح الطاقات اإليوائية ما بين ألف وألفي غرفة‪.‬‬
‫‪ -‬دعم سياحة االهتمامات الخاصة في مجال سياحة اليخوت والسفاري والرياضة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخطط الفرعية الالزمة لتحقيق أهداف الخطة القومية للسياحة‪:‬‬
‫وتتضمن خطة التنشيط السياحي (الخارجي والداخلي) وتنمية السياحة‪ ،‬خطة التدريب‪ ،‬خطة تنمية الوارد‬
‫بالمناطق السياحية‪ ،‬خطة الدراسات والبحوث‪ ،‬خطة التشريعات والتسهيالت وبذلك فإن إطار االستراتيجية‬
‫القومية للتنمية السياحية في مصر يدور في مجملة حول تعظيم وتطوير المنتج السياحي‪ ،‬وتوسيع قاعدة‬
‫األسواق والتعامل معها بأسلوب متطور‪ ،‬ورفع مستوي جودة الخدمات السياحية في ضوء تنظيم واضح‬
‫للقطاع السياحي‪.‬‬
‫ولقد تبنت الخطط (‪ )٢٠٢٢-٨٢‬عدة محاور لتحديث الدولة والمجتمع في مصر منها‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬تنمية اإلنسان المصري من خالل‪:‬‬
‫االرتقاء بمستوي الدخل والمعيشة االرتقاء بنوعية الحياة‪ .‬وإحداث قفزة نوعية في التعليم والعمل على تنمية‬
‫القدرات والطاقات اإلنتاجية والحفاظ علي الهوية الثقافية وتأكيد االنتماء‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬تنمية قاعدة اإلنتاج والموارد الطبيعية واالقتصادية من خالل‪:‬‬
‫تنمية قاعدة الموارد الطب يعية والقدرة التنافسية لإلنتاج المحلي وتأمين الحد األدني الالزم من الغذاء‪ .‬وتوسيع‬
‫وتطوير البنية األساسية‪ .‬وإعادة هيكلة الصناعة الوطنية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬تطوير اإلدارة والبناء المؤسسي الناجح‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬بناء وتنمية القاعدة الوطنية للعلم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫المح ور الخامس‪ :‬التفاعل الخالق مع المحيط اإلقليمي والنظام العالمي‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫مم ا سبق يوضح أن التنمية السياحية للمدينة ترتبط بشكل رئيسى بمخطط تنمية القطاع المرتبط بدوره‬
‫باإلقليم وباقى أقاليم الجمهورية‪ ،‬وعلى ذلك فمراعاة مبادئ التخطيط ومراحله التى سبق تناولها هى أساس‬
‫التنمية من تقييم سليم للوضع الحالى وفق معلومات دقيقة وشاملة‪ ،‬وتحديد األهداف المحددة والعامة فى‬
‫إطار الخطة القومية‪ ،‬وبيان أهم البدائل لتحقيق تلك األهداف ودور كل جهة متخصصة أو غير متخصصة‬
‫فى القيام بمهامها فى إطار الخطة الموضوعة‪.‬‬
‫كل هذا من خالل سياسة سياحية واضحة‪ ،‬وجهة واحدة تنبثق منها كافة القرارات الرئيسية‪ ،‬والمرونة فى‬
‫التنفيذ ‪ -‬من أهم خطوات التخطيط ‪ -‬التى نفتقر إليها فى مصر حتى ال نتعرض للخطأ الدائم الذى يعوق‬
‫التنمية السياحية بمصر‪ ،‬أال وهى الفجوة الكبيرة بين ما يتم وضعه وتحديده نظرياً‪ ،‬وما يتم تنفيذه عملياً‪.‬‬

‫‪54‬‬
55
‫المراجع‬
‫أوالً‪ :‬قائمة المراجع العربية‬
‫سالمة رمزى على إبراهيم‪ ،‬اقتصاديات التنمية‪ ،‬منشأة المعارف‪ :‬اإلسكندرية‪.١٩٩٥ ،‬‬
‫عبد الوهاب صالح‪ ،‬السياحة الدولية‪ .‬دار الهنا للطباعة‪ :‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.١٩٨٦ ،‬‬
‫عبد الوهاب صالح‪ ،‬تخطيط الموارد السياحية‪ .‬دار الشعب‪ :‬القاهرة‪.١٩٨٨ ،‬‬
‫عبد الوهاب صالح‪ ،‬السياحة فى عالم متغير‪ .‬مؤسسة الهالل‪ :‬القاهرة‪.١٩٩٦ ،‬‬
‫الشرقاوى على‪ ،‬إدارة األعمال (الوظائف والممارسات اإلدارية)‪ .‬الدار الجامعية‪ :‬اإلسكندرية‪.1986 ،‬‬
‫الزوكة محمد خميس‪ ،‬صناعة السياحة من المنظور الجغرافى‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ :‬اإلسكندرية‪.1992 ،‬‬
‫إبراهيم محمد يسرى‪ ،‬التربية ا لحديثة والتنمية الشاملة (رؤية فى انثروبولوجيا السياحة)‪ .‬القاهرة‪.1993 ،‬‬
‫الدراسات‪:‬‬
‫العصار حنان‪ ،‬تخطيط التنمية السياحية‪ .‬رسالة ماجستير‪.١٩٩٨‬‬
‫العصار حنان‪ ،‬دور تكنولوجيا المعلومات فى دعم الخطة القومية للتنمية السياحية فى مصر‪ .‬رسالة‬
‫دكتوراه‪.٢٠٠٥ ،‬‬

‫ثانياً‪ :‬قائمة المراجع األجنبية‬

‫‪Cooper C., Fletcher J.. and Others ,Tourism pprinciples and Practices,‬‬
‫‪pitman ,London,1993.‬‬

‫‪Gartner C.W., Tourism Development: Principles, Processes and Policies,‬‬


‫‪Van Nostrand Reinhold ,USA ,1996.‬‬

‫‪Gunn A.C., Tourism Planning ,Taylor and Francis, New York,1988.‬‬

‫‪Hordoy E.,Miltin D.and Atterthwaite D., Environmental Problems in Third‬‬


‫‪World Cities, Earth can Publications LTD., London,1992.‬‬

‫‪Inskeep E., Tourism planning: An Integrated and Sustainable‬‬


‫‪Development Approach ,Van Nostrand Reinhold, New York, 1991.‬‬

‫‪Mcintosh R.W,Goeldner C.R.and Ritchie J.R., Tourism Principles, practices‬‬


‫‪and Philosophies, 2nd Edition , John Wiley and Sons Inc., New York,1984‬‬

‫‪56‬‬
Pearce D., Tourist Development, Second Edition, Longman Scientific Group
(FE) Limited, Hong Kong , 1989.

Periodicals:

Cornell, Manning E. and Dougherty T.D,Hotel and Restaurant Adminstration,1995.

World Tourism organization:

a) An Integrated Approach to Resort Development, first Edition, Spain, 1992.

b) National and Regional Tourism Planning, Rutledge, London, 1994.

57
‫ﺗﺻﻣﯾم وإﻧﺗﺎج‬
‫وﺣدة اﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠم ﻋن ﺑﻌد‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﻔﻧﺎدق‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ‬

‫‪2022-2021‬‬

You might also like