Professional Documents
Culture Documents
يناير 2019
مداولة
طبقا لمقتضيات القانون رقم 62-99المتعلق بمدونة المحاكم المالية كما تم تغييره وتتميمه؛
تم إنجاز مهمة مراجعة جاهزية المملكة المغربية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،2030-2015من طرف
فريق يتكون من السيد حسن النمراني رئيس المجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط-سال-القنيطرة ،والسيد
محمد عبد المحسن حنين رئيس فرع بالمجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط-سال-القنيطرة (مقررا)،
والسيد عبد الوهاب قادري رئيس فرع بالغرفة األولى ،والسيدة حياة يادوني رئيسة فرع بالغرفة الثالثة،
والسيد سعيد لمرابطي رئيس فرع بالغرفة الثالثة ،والسيد عبد الكريم جغيلفة مستشار بغرفة التدقيق والبت
في الحسابات.
3
مقدمة :سياق مهمة المراجعة
.1خالل دورتها السبعين المنعقدة بتاريخ 25شتنبر ،2015والمخصصة لخطة التنمية ما بعد سنة ،2015
صادقت الجمعية العامة لألمم المتحدة على برنامج ( )2015-2030المتعلق بإطار العمل العالمي الذي
يعتمد على تنفيذ 17هدفا للتنمية المستدامة المفصلة في 169غاية (قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة
رقم .)70/1
.2هذه الخطة ،التي تحمل شعار "تحويل عالمنا :خطة التنمية المستدامة في أفق سنة ،"2030تندرج في
سياق استمرارية الزخم الذي انطلق مع أهداف األلفية للتنمية ،ويعتمد على مقاربة مندمجة تأخذ بعين
االعتبار المكونات االقتصادية واالجتماعية والبيئية.
.3تمت المصادقة على خطة 2030من طرف جميع الدول والتي يتعين عليها ،حسب القرار رقم ،70/1
تكييفه وفقا الحتياجاتها الخاصة مع ضمان إجراء مقارنة دولية بين البلدان .وقد اعتبر القرار سالف
الذكر األهداف السبعة عشر للتنمية متكاملة وغير قابلة للتجزيء.
بيان رقم :1أهداف التنمية المستدامة
4
.4وتغطي هذه األهداف جميع مجاالت التنمية وتهم جميع الدول المتقدمة منها والنامية .وقد نتج عن تنوع
األهداف وغاياتها عدة ترابطات تتطلب وضع مقاربة منهجية متناسقة ومندمجة على المستوى الوطني
مع تحديد األولويات.
بيان رقم :2الترابطات الموجودة بين األهداف السبعة عشر وغاياتها
.5وقد ركزت األمم المتحدة مرارا ،وخاصة بمناسبة اعتماد خطة ،2030على ضرورة إشراك األجهزة
العليا للرقابة في عملية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
.6وفي هذا الصدد ،وضعت المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ((INTOSAI
مساهمة أعضائها في متابعة ومراجعة أهداف التنمية المستدامة في مرتبة األولوية األفقية الثانية من
بين األولويات الخمس المحددة في إطار خطتها االستراتيجية .2022-2017
.7وحسب المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ،يمكن لمساهمة األجهزة العليا للرقابة
في هذه العملية أن تأخذ عدة أشكال ،خاصة القيام بمهمات رقابة األداء ،أو مراجعة مدى جاهزية
الحكومات الوطنية لتنفيذ وقيادة وتقييم درجة التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ،والقيام
الحقا بمراقبة العمليات والتأكد من صدقية المعطيات المقدمة.
.8وفي هذا اإلطار ،قام المجلس األعلى للحسابات بمهمة موضوعاتية حول مراجعة مدى جاهزية الحكومة
المغربية لقيادة وتنفيذ وتتبع أهداف التنمية المستدامة ،التي تشكل موضوع هذا التقرير.
.9وقد تم تبليغ تقرير المالحظات إلى السيد رئيس الحكومة بتاريخ 11أكتوبر ،2018وتم التوصل
بالجواب بتاريخ 7دجنبر ،2018وقد تم إدراج التعقيبات ذات الطابع العام بالكامل في آخر هذا التقرير،
بينما تم إدراج األجوبة المحددة بعد الفقرات المتعلقة بها.
5
المقاربة المنهجية
.11إضافة إلى ذلك ،تندرج هذه المراجعة في إطار تحقيق هدف التنمية المستدامة رقم " 16السالم والعدل
والمؤسسات القوية" ،والذي يرمي إلى إحداث مؤسسات فعالة ومسؤولة وشفافة وقادرة على تخطيط
تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،إضافة إلى وضع تقرير حول التقدم الحاصل خالل الفترة السابقة لسنة
.2030
.13ولهذا الغرض ،حددت المهمة سؤالين أساسيين تفرعت عنهما أسئلة جزئية مقدمة على النحو التالي:
بيان رقم :3أسئلة مهمة المراجعة
هل قامت الحكومة باتخاذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة؟
.1هل هناك التزام سياسي رسمي؟
.2هل اعتمدت الحكومة واألطراف المتدخلة نظاما للتنسيق والتتبع؟
السؤال 1
.14وقد شملت المراجعة باألساس سبع وزارات ومؤسسات تم اختيارها نظرا النخراطها في عملية تنسيق
وتتبع األشغال التحضيرية لتنفيذ برنامج 2030و/أو لمساهمة أنظمتها المعلوماتية اإلحصائية في إنتاج
مؤشرات تتبع أهداف التنمية المستدامة .ويتعلق األمر بالوزارات واألجهزة التالية:
-وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي؛
-الوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة؛
6
-وزارة الصحة؛
-وزارة التربية الوطنية؛
-كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة؛
-المندوبية السامية للتخطيط؛
-المرصد الوطني للتنمية البشرية.
.15وبهدف اإلجابة على أسئلة مهمة المراجعة ،تم اعتماد مقاربة منهجية تقوم على العناصر التالية:
-المراجعة الوثائقية والببليوغرافية من خالل تحليل الوثائق والمعلومات والتجارب المتعلقة
بخطة 2030على المستويين الدولي والوطني؛
-تنظيم ندوتين في يوليوز وشتنبر ،2017بالتنسيق مع الوزارات واألجهزة المستهدفة بعملية
المراجعة ،بشأن تحديات ما بعد أهداف األلفية للتنمية ودرجة االستعداد لتنفيذ خطة 2030؛
-تنظيم ورشتين لتبادل الخبرات في إطار برنامج شراكة مع المحكمة الوطنية الهولندية للتدقيق
في شهري شتنبر 2017ومارس 2018بالرباط ،ومع األجهزة العليا للرقابة من بلدان أخرى
(الجزائر والعراق واألردن وفلسطين وتونس) خالل شهري مارس 2017ويونيو 2018
بالهاي ،وشهر دجنبر 2017بالرباط؛
-تجميع المعلومات المتعلقة بتنفيذ خطة 2030من خالل توجيه استبيانات إلى الوزارات
والمؤسسات المعنية؛
-إنجاز التحقيقات والمقابالت مع المسؤولين بالوزارات واألجهزة المذكورة سابقا ،باإلضافة
إلى رئيس اللجنة المكلفة بالتنمية المستدامة باالتحاد العام لمقاوالت المغرب (القطاع الخاص)
وكذا منظمة غير حكومية عاملة بالقطاعين الصحي واالجتماعي.
.16وتم اختيار الهدفين الثالث والرابع للتنمية المستدامة ،المتعلقين على التوالي بقطاعي الصحة والتعليم،
كنماذج لتشخيص درجة جاهزية القطاعات الحكومية لتنفيذ خطة 2030؛
.17وشملت المهمة الفترة الممتدة من 25شتنبر 2015إلى 31ماي ،2018وهي الفترة المعنية بخالصات
هذه المراجعة.
7
أهم الخالصات والتوصيات
-1أهم الخالصات
.18مكنت مراجعة الجاهزية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة من تسجيل التزام المغرب بشكل واضح بتنزيل
برنامج ،2030وكذلك توفره على إطار دستوري وتشريعي مالئم لتحقيق هذه األهداف.
.19وقد مكن تنظيم مناظرة وطنية سنة 2016حول تنزيل خطة 2030للتنمية المستدامة في السياق الوطني
من إطالق مشاورات ونقاش بين مختلف الفاعلين المعنيين بتنفيذ هذا البرنامج .غير أن هذه المناظرة
لم تتبعها إجراءات ملموسة لتفعيل توصياتها.
.20وفي هذا الصدد ،تبقى درجة استيعاب األهداف التنموية وتبنيها من طرف المواطنين والجهات المعنية
غير كافية ،وذلك نتيجة لغياب إطار للتنسيق والتتبع يسمح بتجميع وضمان تكامل اإلجراءات المتخذة
من طرف مختلف األطراف المتدخلة ،وكذا غياب استراتيجية للتواصل والتحسيس حول أهداف التنمية
المستدامة تتالءم مع كافة المستويات والغايات المستهدفة.
.21وفضال عن ذلك ،فإن تأخر وضع إطار للتنسيق والتتبع بهدف تنفيذ خطة 2030أدى إلى ضعف
انخراط المتدخلين المعنيين وغياب التشاور معهم حول أهداف التنمية المستدامة .وهو ما تجلى في
ضعف توزيع األدوار والمسؤوليات ،وغياب استراتيجية أو برنامج وطني يحدد األولويات الوطنية،
في ما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة ،وكذا غياب خطط عمل مفصلة تحدد الكيفيات واآلجال
والمتدخلين وطرق التمويل الخاصة بهذه األهداف.
.22كما تم تسجيل بطء وتيرة اتخاذ التدابير الرامية النسجام ومالءمة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
واالستراتيجيات القطاعية مع أهداف التنمية المستدامة .إضافة إلى كون هذه االستراتيجية الوطنية
تسجل نقائص متعلقة بضعف تبنيها من طرف بعض المتدخلين ،وبتواجد تباين بين األطراف المعنية
حول اإلطار المالئم لتحديد المشاريع واألولويات بغرض مقاربة االستراتيجية الوطنية مع أهداف
التنمية المستدامة.
.23وعلى مستوى تجميع المعطيات الخاصة بقياس المؤشرات ،سجلت مهمة المراجعة فعالية النظام
اإلحصائي الوطني من حيث استجابته للمعايير الدولية ،وتوفره على اإلمكانيات المطلوبة إلنتاج
المؤشرات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة .غير أن هذا النظام مدعو لتجاوز بعض النقائص
المتعلقة بغياب تنسيق ومالءمة اإلجراءات والعمليات اإلحصائية المنجزة من طرف مختلف مكوناته.
وهو ما يستدعي تفعيل دور لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية في انتظار خلق المجلس الوطني
لإلحصاء ،وكذا تطوير التعاون مع المنتجين المؤسساتيين للمعطيات ،خاصة على المستوى الترابي.
.24وبخصوص تغطية المؤشرات والغايات المستهدفة ،الحظت مهمة المراجعة كون الالئحة النهائية
للمؤشرات التي يمكن أن ينتجها النظام اإلحصائي الوطني لم يتم حصرها بعد .حيث يقتصر األمر على
تشخيص أولي تم إنجازه من طرف المندوبية السامية للتخطيط ومن طرف بعض مكونات هذا النظام،
والذي خلص لقدرة هذا األخير على إنتاج 48بالمائة من المؤشرات المعتمدة في برنامج ،2030في
حين لم يتم بعد إعداد قائمة القيم المرجعية لهذه المؤشرات.
8
.25وقد سجل تكليف المندوبية السامية للتخطيط ،بموجب المرسوم الجديد المتعلق بإعادة تنظيمها ،بإنجاز
التقارير حول أهداف التنمية المستدامة .إال أنه لم يتم التطرق بصفة صريحة للجهة المسؤولة عن مهمة
التتبع والرصد.
-2التوصيات
.26مع تسجيل التزام المغرب الواضح والمعلن من طرف السلطات العمومية بالتنمية المستدامة ،أسفرت
مهمة المراجعة عن مجموعة من النقائص وتقترح مجموعة من الجوانب التي يتعين أن تشتغل عليها
الحكومة قصد التنفيذ األفضل لخطة 2030وبلوغ األهداف المتوخاة .وفي هذا اإلطار ،يوصي المجلس
األعلى للحسابات بما يلي:
.1إحداث هيئة ونظام يضمن انخراط مختلف المتدخلين المعنيين وتجميعهم ،بهدف ضمان تنسيق
وتتبع تنفيذ خطة 2030المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة؛
.2توسيع المشاورات مع جميع األطراف الفاعلة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي،
والحرص على وضع استراتيجية وطنية للتحسيس والتواصل تكون مالئمة لجميع الفئات،
بهدف ضمان االنخراط الفعلي وتملك أهداف التنمية المستدامة وتبنيها من طرف الجميع؛
.3ترسيم وتعميم نتائج أشغال مالءمة أهداف التنمية المستدامة مع السياق الوطني وتحديد
األولويات في هذا الشأن ،والعمل على توزيع األدوار والمسؤوليات على المستويين الوطني
والمحلي بهدف تحقيق هذه األهداف؛
.4تفعيل أشغال مالءمة وإلتقائية االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة واالستراتيجيات القطاعية
مع المخطط الوطني الذي سيتم اعتماده بهدف تنفيذ أهداف التنمية المستدامة؛
.5وضع خطط عمل مفصلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمصادقة عليها ،مع تحديد الوسائل
واآلجال والمتدخلين وطرق التمويل الضرورية لتنزيلها ،مع العمل على تضمينها للمبادرات
ذات الصلة المتخذة من طرف بعض القطاعات الوزارية وفاعلين آخرين؛
.6التعجيل بتفعيل مسطرة تحيين وتأهيل وإصالح اإلطار القانوني والتنظيمي والمؤسساتي للنظام
اإلحصائي الوطني؛
.7العمل على تفعيل وتعزيز دور لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية ،وحث األطراف المتدخلة
على احترام الصالحيات الممنوحة لهذه اللجنة ،بهدف تجاوز المقاربات المنهجية القطاعية
المجزئة لجمع وإنتاج اإلحصائيات ،خاصة تلك المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة؛
.8تفعيل المسار الالزم لوضع ومالءمة وتكييف وإثراء الغايات المنشودة والمؤشرات المرتبطة
بأهداف التنمية المستدامة وقيمها المرجعية وربطها بالسياق الوطني ،والسهر على استثمار
الجهود المبذولة من طرف بعض األطراف الفاعلة في هذا المجال واالستفادة منها.
9
الجزء األول :اإلطار العام لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة
.27التزم المغرب بشكل واضح سنة 2015بتنفيذ خطة ،2030وقد أكد هذا االلتزام على أعلى مستوى
بالدولة وكذا على مستوى الحكومة وباقي المؤسسات.
10
-4التقديم الطوعي لتقرير حول أهداف التنمية المستدامة بالمنتدى السياسي رفيع المستوى
للتنمية المستدامة
.34بادرت الحكومة المغربية بشكل طوعي لتقديم تقرير حول اإلجراءات األولية المتخذة لتنفيذ خطة
،2030وذلك بمناسبة انعقاد دورة المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة في يوليوز 2016
تحت رعاية المجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة .هذه المبادرة الطوعية تترجم األهمية التي
توليها الحكومة لهذه الخطة.
ب .اإلطار الدستوري والتشريعي :مرجع مالئم لتنزيل خطة 2030
.35يتجلى التزام المغرب بالتنمية المستدامة من خالل مجموعة من المراجع من أهمها الدستور والقانون
اإلطار بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة وحصيلة برنامج أهداف األلفية من أجل التنمية
باإلضافة إلى اعتماد سياسات قطاعية تندمج في إطار مقاربة للتنمية المستدامة.
-1التزام دستوري لفائدة التنمية المستدامة
.36يكرس دستور سنة 2011التزام المغرب بإدماج سياساته التنموية في إطار التنمية المستدامة ،وهو
االلتزام الذي تمت ترجمته باالعتراف بالتنمية المستدامة كحق أساسي من حقوق المواطنين وبمسؤولية
الدولة في تنزيلها على أرض الواقع.
.37إذ يعتبر الفصل 31من الدستور التنمية المستدامة من بين الحقوق األساسية المعترف بها للمواطنين،
والذي يتمم الئحة باقي الحقوق المتمثلة في الحق في الولوج للعالجات الصحية والرعاية االجتماعية
والتغطية الصحية والتضامن والتعليم العصري الميسر الولوج وذي الجودة والتكوين المهني والتربية
البدنية والفنية والسكن الالئق والشغل والحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة.
.38ولهذه الغاية ،حث الدستور كال من الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على العمل من
أجل تعبئة جميع الوسائل المتاحة قصد تيسير استفادة المواطنين من هذه الحقوق على قدم المساواة.
وفي نفس السياق ينص الفصل 35منه على أن "الدولة تعمل على تحقيق تنمية بشرية مستدامة ،من
شأنها تعزيز العدالة االجتماعية ،والحفاظ على الثروات الطبيعية الوطنية ،وعلى حقوق األجيال
القادمة".
.39وبهدف تعريف وتوضيح أفضل لألولوية التي تحظى بها التنمية المستدامة ،فباإلضافة إلى أن الدستور
المغربي أكد على المسؤولية األساسية للدولة ،فإنه حث كذلك على مشاركة وانخراط المواطنين في
إعداد البرامج التنموية.
.40إذ أصبح مطلوبا من المواطن أن يلعب دورا محوريا في تنفيذ التنمية المستدامة ،حيث أكد الفصل 136
من الدستور على مبادئ التدبير الحر ،والتعاون والتضامن وتأمين مشاركة السكان المعنيين في تدبير
شؤونهم والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة.
-2إطار قانوني مالئم لتنفيذ برنامج 2030
.41أقر المغرب سنة 2014القانون اإلطار رقم 99.12بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة.
ويترجم هذا القانون اإلرادة في التوفر على ترسانة قانونية متقدمة تأخذ بعين االعتبار اإلكراهات
المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة وكذا االلتزامات الدولية للمغرب.
.42وقد أكد هذا القانون على ضرورة أخذ عنصر التنمية المستدامة بعين االعتبار في السياسات التنموية
وإشراك جميع الفاعلين فيها وتوحيد الرؤية االستراتيجية للعمل الحكومي.
-3حصيلة أهداف األلفية من أجل التنمية وتحدي ما بعد عام 2015
.43انضم المغرب إلعالن األلفية منذ سنة .2000وقد ترجم هذا االلتزام بانخراطه في اإلصالحات
المجتمعية واالستراتيجية في انسجام مع أهداف األلفية من أجل التنمية ،والتي تمثلت أهمها في إطالق
11
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005ومراجعة مدونة األسرة سنة 2004ووضع استراتيجيات
جديدة للتربية والصحة وتحديث برامج التنمية القروية والماء والكهرباء والطرق القروية وبرامج السكن
االجتماعي ومحاربة السكن غير الالئق ،إضافة إلطالق استراتيجيات قطاعية أخرى.
.44كما عملت الحكومة على تعبئة موارد مالية إضافية من أجل تحقيق أهداف األلفية للتنمية ،حيث تم
تخصيص 50بالمائة من الميزانية العامة للقطاعات االجتماعية في سنة ،2014حسب التقرير الوطني
الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط سنة 2015تحت عنوان" :المغرب بين أهداف األلفية للتنمية
وأهداف التنمية المستدامة :اإلنجازات والتحديات".
.45ومن حيث اعتماد ومالءمة األهداف للسياق الوطني ،تمت مراجعة برنامج 2015ألهداف األلفية
للتنمية لالنتقال من 22إلى 31هدفا ومن 48إلى 79مؤشرا كما هو مبين في الجدول التالي:
بيان رقم :4مالءمة أهداف األلفية من أجل التنمية :إثراء للغايات المستهدفة وللمؤشرات حسب األهداف المتوخاة
عدد المؤشرات عدد الغايات األهداف
المغرب األمم المتحدة المغرب األمم المتحدة
21 10 7 3 الهدف :1التقليص من الفقر المدقع والجوع (الحصول على شغل منتج وعمل الئق بالنسبة للجميع)
6 3 4 1 الهدف :2ضمان التعليم االبتدائي للجميع
10 4 4 1 الهدف :3النهوض بالمساواة بين الجنسين واستقاللية النساء
7 3 1 1 الهدف :4تقليص وفيات األطفال دون سن الخامسة
9 3 3 2 الهدف :5تحسين صحة األم (التوصل في أفق 2015إلى االستفادة الكاملة من خدمات الصحة اإلنجابية)
الهدف :6محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) ،وحمى المستنقعات (المالريا) وأمراض أخرى
6 8 3 3
(التوصل في أفق 2010إلى تعميم الولوج للعالج ضد السيدا بالنسبة لجميع المصابين)
10 10 4 4 الهدف :7ضمان بيئة مستدامة (تقليص نسبة فقدان التنوع البيولوجي في أفق )2010
10 16 5 7 الهدف :8إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية
المجموع
79 59 31 22
12
-الحد من الفوارق؛
-تعميم التعليم االبتدائي؛
-خفض معدل وفيات الرضع واألمهات؛
-القضاء على بعض األمراض مثل المالريا؛
-تعميم الولوج لشبكتي الماء والكهرباء.
.49كما يتعين اتخاذ التدابير الالزمة للحد من الفجوات المتعلقة بالغايات المستهدفة التي لم يتم بلوغها ،وال
سيما في مجاالت:
تعميم التعليم الثانوي؛ -
تشجيع تمدرس الفتيات ،خاصة في الوسط القروي؛ -
الرفع من جودة التعليم؛ -
تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية ،ال سيما في الوسط القروي؛ -
القضاء على األمراض المعدية واألمراض غير المعدية؛ -
تعزيز المساواة بين الجنسين؛ -
الحد من الفوارق المجالية والترابية. -
ت .التوعية وتعزيز الحوار بين مختلف األطراف المعنية بأهداف التنمية المستدامة
.50ترتكز خطة 2030على نهج تشاركي يشمل العديد من األطراف المعنية المنتمية للحكومة والجماعات
الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني .ويتمثل التحدي في تعزيز أشكال التآزر والشراكات المتعددة
األطراف بما يتيح نموا شامال ومتماسكا يساهم بفعالية ونجاعة في إنجاز خطة .2030
.51وقد شكلت التوعية بأهداف التنمية المستدامة وتبنيها موضوع مبادرات من جانب بعض األطراف
المعنية .وفي هذا الصدد ،وعلى الرغم من أن البحث الوطني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط
كشف عن وجود مستوى جيد من الثقة لدى المواطنين في قدرة البالد على تنفيذ خطة عام ،2030فإن
بعض اإلكراهات ال تزال قائمة بسبب غياب إطار موحد يهم اإلعداد وتتبع تنفيذ البرنامج المذكور.
-1مستوى مرضي لثقة المواطنين في قدرة البالد على تنفيذ خطة عام 2030
.52مكن البحث الوطني حول تصور األسر لبعض مرامي األهداف الرئيسية للتنمية المستدامة ،والذي
قامت به المندوبية السامية للتخطيط سنة ،2016من قياس درجة ثقة المغاربة في قدرة البالد على تنفيذ
خطة ،2030ال سيما من خالل القضايا المرتبطة مباشرة باألبعاد الرئيسية ألهداف التنمية المستدامة.
.53وقد أظهرت النتائج أن غالبية السكان واثقون من أن المغرب يمتلك القدرات الالزمة لتحقيق األهداف
بنسب ثقة تتراوح بين 70و 91بالمائة.
.54وكشف البحث عن اإلجراءات الرئيسية التي يتعين اتخاذها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حيث أن اإلنتظارات تعطي أهمية أكبر إلصالح اإلدارة بالمعنى الواسع وضرورة ضمان مساواة
حقيقية في الولوج إلى التعليم والصحة.
.55وعلى الرغم من هذه الثقة ،التي عبر عنها المواطنون ،فإن تبني خطة 2030من طرفهم ينطوي على
بعض أوجه القصور فيما يخص إشراك جميع األطراف المعنية وتطوير مستوى الوعي بالتحديات
الوطنية فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة.
-2ضرورة تعزيز التواصل مع المواطنين حول أهداف التنمية المستدامة
.56أظهرت نتائج البحث الوطني حول تصور األسر لبعض مرامي األهداف الرئيسية للتنمية المستدامة
سالف الذكر بأن ما يقرب من 84بالمائة من الذين تم استجوابهم ليسوا على علم بالتزام المجتمع الدولي
والمملكة المغربية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق عام .2030ويظهر هذا الوضع أن
13
درجة تبني المواطنين لهذه األهداف غير كافية وأن هناك حاجة إلى جهد أكبر في التواصل والتوعية
خصوصا وأن األهداف تم اعتمادها منذ فترة وجيزة.
.57وفضال عن ذلك ،كشفت البيانات التي تم الحصول عليها من وزارتي الصحة والتعليم غياب أية مبادرة
على مستوى هذين القطاعين لتحسين معرفة المواطنين باألهداف والغايات التي تندرج ضمن مجال
تدخلهم.
-3غياب بنية مؤسساتية تضم مختلف األطراف
.58الحظ المجلس األعلى للحسابات أن الحكومة لم تحدد مقاربة رسمية ألجل تنفيذ خطة 2030ألهداف
التنمية المستدامة .عالوة على ذلك ،لم يتم تعيين أي جهاز لقيادة لإلعداد لتنفيذ البرنامج .وبالرغم من
بعض التدابير الخاصة من قبل بعض الوزارات والمؤسسات كوزارات الصحة والتعليم والمندوبية
السامية للتخطيط ،ال توجد ،إلى حدود مايو ،2018أي بنية وطنية للحكامة قائمة على أساس توزيع
واضح لألدوار والمسؤوليات بين مختلف المتدخلين.
.59باإلضافة إلى ذلك ،لم تعمل الحكومة على تبني خطة للتواصل أو استراتيجية لتعبئة كل األطراف تحدد
كيفية إشراك جميع القطاعات الوزارية والمستويات الحكومية األخرى والسكان في حوار وطني واسع
حول خطة .2030
.60ومن شأن هذه الوضعية أن تعيق تنفيذ وبلوغ أهداف التنمية المستدامة اعتبارا لضرورة توفر قيادة
وطنية وبنية إدارية واضحة االختصاصات قصد تدبير العمل الحكومي في هذا المجال وتنسيق المقاربة
الوطنية مع مختلف المستويات الحكومية والمواطنين حول خطة 2030وتحديد األولويات الوطنية.
-4عدم إعداد خطة وطنية لتأمين االنخراط الشامل في خطة 2030ألهداف التنمية المستدامة
.61فيما يتعلق بتوسيع االنخراط في خطة 2030ألهداف التنمية المستدامة على مستوى القطاعات الوزارية
والمستويات الحكومية األخرى (األجهزة العمومية والجماعات الترابية) ،يتضح أن التدابير المتخذة
2
تتسم بالظرفية وال تندرج في إطار رؤية طويلة األمد .حيث أظهر تحليل األجوبة على االستبيانات
بأن اإلجراءات المتخذة قليلة واقتصرت على المستوى المركزي .وبالتالي يمكن اعتبار مستوى
االنخراط في األهداف في القطاع العام كافيًا على مستوى اإلدارات المركزية ،خصوصا الهيئات
المسؤولة عن التخطيط ،بينما يبدو هذا االنخراط ضعيفا على المستويين الجهوي والمحلي ألن
اإلجراءات المتخذة ،في هذا الصدد ،شبه غائبة.
-5ضعف الجهود المبذولة لضمان انخراط الجماعات الترابية في خطة 2030ألهداف التنمية
المستدامة
.62تزامنت مصادقة المغرب على خطة 2030مع تنزيل ورش الجهوية الموسعة ،مما جعلها فرصة
مواتية للجماعات الترابية قصد المشاركة بفاعلية في تنزيل أهداف التنمية المستدامة على المستوى
الترابي.
.63وقد كرست الجهوية الموسعة دور الجماعة الترابية باعتبارها المؤسسة األكثر مالئمة واألقرب إلى
تلبية احتياجات المواطنين .وفي هذا السياق ،يتوفر الفاعلون الترابيون المحليون (الجهة واإلقليم
والجماعة) على سلطة واسعة في وضع وتنفيذ خطط التنمية والمشاركة في تنفيذ السياسات العمومية.
.64وقد بذلت الدولة جهودا ً كبيرة لتمكين هذه الهيئات من المشاركة في تنفيذ السياسات العمومية .ال سيما
من خالل اإلصالحات المؤسساتية والقانونية وتوفير الموارد المالية وتطوير الشراكات في مختلف
القطاعات.
2األجوبة عن االستبيانات التي أرسلها المجلس األعلى للحسابات لوزارات الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والشؤون العامة والحكامة والصحة
والتربية الوطنية وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والمندوبية السامية للتخطيط والمرصد الوطني للتنمية البشرية.
14
.65وبالرغم من توفر هذا المناخ المالئم قصد أخذ أهداف التنمية المستدامة بعين االعتبار على المستوى
المحلي ،سجل المجلس األعلى للحسابات بأن الجماعات الترابية تبقى ،الحلقة الضعيفة في عملية
االنخراط والتعبئة لتنفيذ خطة 2030نظرا لضعف أنشطة التوعية.
.66ورغم مشاركة بعض الجماعات الترابية في المناظرة الوطنية بشأن تفعيل أهداف التنمية المستدامة
لسنة ،2016لم يتم القيام بأية مبادرة مماثلة على المستوى الجهوي أو المحلي .إذ باستثناء ورشة العمل
الجهوية حول التحسيس بأهداف التنمية المستدامة ذات الطابع االجتماعي ،والتي نظمتها جهة طنجة -
تطوان-الحسيمة بتاريخ 23مايو 2017لفائدة المنتخبين والفاعلين المحليين ،بشراكة مع المندوبية
السامية للتخطيط وبدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان ،فإنه لم يتم تنظيم أي نشاط من هذا القبيل.
-6ضرورة توسيع نطاق انخراط القطاع الخاص
.67عهدت خطة 2030للقطاع الخاص بدور محدد في إطار الهدف 12من أهداف التنمية المستدامة .حيث
تشجع التدابير المتخذة في الغاية 6.12القطاع الخاص على اعتماد استراتيجيات للتنمية المستدامة
ومسؤولة من خالل تحويل األرباح إلى نمو اقتصادي مستدام وإدماج اجتماعي وحماية بيئية.
.68يعتبر القطاع الخاص بالمغرب شريكا رئيسيا للحكومة ،حيث تربط بينهما شراكات لضمان مشاركة
فعالة للقطاع في تنفيذ السياسات القطاعية على المستوى الوطني فضال عن توفير إطار للحوار الدائم
بين الطرفين .ويعتبر دور ممثلي أرباب العمل مهما في تسهيل انخراط المقاوالت في خطة 2030
ألهداف التنمية المستدامة والمساهمة في تنفيذها .فعلى سبيل المثال ،تم التوقيع على اتفاقية للشراكة
قصد إنشاء فرع مغربي عن "شبكة الميثاق العالمي ،"3تلتزم من خاللها الكونفدرالية العامة لمقاوالت
المغرب بإشراك النسيج اإلنتاجي الوطني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
.69غير أن نطاق مشاركة القطاع الخاص ليس بالمستوى المطلوب بالنظر إلى العدد القليل من اإلجراءات
المتخذة لضمان تنفيذ أهداف التنمية المستدامة .وبالتالي فإن إشراك وتوعية النسيج االقتصادي بأكمله
بما في ذلك المقاوالت الكبرى والصغرى وانفتاحه بشكل أكبر على الجهات الفاعلة األخرى ،وال سيما
أمرا ضروريًا.
الجماعات الترابية والجمعيات المحلية ،يعتبر ً
-7انخراط غير كاف للمجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
.70لقد تم اعتماد إشراك المجتمع المدني في جهود التنمية من خالل دستور .2011لذلك ،فالعديد من
السياسات واالستراتيجيات القطاعية تعكس إرادة الدولة في إشراك النسيج الجمعوي في تحقيق األهداف
المسطرة والغايات المتوخاة .ويتعلق األمر باستراتيجيات مرتبطة بالصحة والتعليم والتنمية البشرية
والبيئة والتنمية المستدامة واألسرة والتضامن ،إلخ.
.71ويضم المغرب نسيجا جمعويا يتكون من أكثر من 150 000جمعية تعمل في جميع المجاالت ،مما
يشكل ،بالتأكيد ،إمكانات بشرية كبيرة ومصدرا ً ملهما للمبادرات واألفكار .إال أنه ،يجب تأطير انخراط
المجتمع المدني وفقا لمبادئ تعتمد نظاما متكافئا لالختيار ينبني على معايير االستعداد والتنظيم والقدرة
على التفكير واالقتراح.
.72لكن في غياب مقاربة متبصرة إلشراك المجتمع المدني ،وفي ظل تشتته وعدم تنظيمه في إطار تمثيليات
مهيكلة فإن مشاركته في اإلعداد لتنفيذ خطة 2030تبقى شبه غائبة .وبالفعل ،فغالبا ً ما ينظر الفاعلون
الحكوميون إلى التنسيق مع الجمعيات على أنه مهمة صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر في غياب معايير
محددة مسبقا ً الختيار الجمعيات التي يمكن أن تنضم لهيئات القيادة.
.73وقد قامت الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني منذ إنشائها بعدة مبادرات تهدف
لتحسين إطار اشراك المجتمع المدني في السياسات العمومية .لكن أظهرت التحريات التي أجريت في
3الميثاق العالمي ،الذي أطلقته األمم المتحدة عام ،2000هو إطار اللتزام طوعي يتم من خالله دعوة الشركات والجمعيات والمنظمات غير
الحكومية إلى احترام عشرة مبادئ مقبولة عالميا تتعلق بحقوق اإلنسان ومعايير العمل والبيئة ومكافحة الفساد.
15
هذا الباب مع الوزارة المعنية أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لرفع درجة الوعي واالنخراط وإشراك
المنظمات غير الحكومية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
ث .تفعيل أهداف التنمية المستدامة في إطار السياق الوطني :تنظيم مناظرة وطنية ولكن دون متابعة
حقيقية
.74تشجع خطة 2030الحكومات على أن تقرر الطرق الكفيلة بدمج غايات محددة في استراتيجياتها وفي
برمجة مخططاتها وسياساتها .ويتعلق األمر بكيفية تحديد أولوياتها وسياساتها وبرامجها بما يتوافق مع
أهداف وغايات برنامج عام .2030وينبغي على الحكومات أيضا إجراء مشاورات وتحليل الصيغ التي
يمكن من خاللها للسياسات والبرامج المعتمدة أن تساعد أو تعرقل تحقيق األهداف والغايات .وتتيح هذه
المقاربة رصد الثغرات الموجودة في السياسات والبرامج ،وتحديد القرارات التي يمكن اتخاذها لتغيير
أو تحسين أو تعديل هذه السياسات والبرامج بغية تحقيق األهداف والغايات.
.75وفي هذا السياق ،اقتصر دور الحكومة على تنظيم مناظرة وطنية واحدة أثناء إعداد التقرير الموجه
إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى للتنمية المستدامة لسنة ،2016دون أن يعقبها اتخاذ إجراءات
حقيقية وملموسة لتكييف السياسات والبرامج مع خطة 2030وإدماج الغايات المستهدفة ذات األولوية
بالنسبة للمغرب.
-1تنظيم مناظرة وطنية حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
.76نظمت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ،بشراكة مع المندوبية السامية للتخطيط ،المناظرة
الوطنية حول تفعيل أهداف التنمية المستدامة تحت شعار" :تأكد أال يتخلف أحد عن الركب".
.77وانعقد هذا الحدث في الرباط في الفترة الممتدة من 3إلى 5مايو 2016وعرف مشاركة العديد من
الفاعلين بما في ذلك الوزارات والجماعات الترابية واالتحاد العام لمقاوالت المغرب والجمعيات وممثلي
منظمات األمم المتحدة.
.78وقد ناقشت محاور المناظرة مجموعة من اإلشكاليات ذات العالقة باإلنسان وكوكب األرض والسالم
والشراكات ،باإلضافة إلى دورة نظمت لفائدة األطفال والشباب .وقد أبرزت أشغال المناظرة مختلف
التحديات واآلليات التي يمكن أن تضمن انخراطا واسعا ضمن خطة 2030ألهداف التنمية المستدامة
وتحسين تنفيذها.
.79وقد أظهرت التحريات التي أجريت من قبل المجلس األعلى للحسابات أن هذه المشاورات الوطنية
كان لها تأثير إيجابي فيما يخص المنظور المتعلق بأهداف التنمية المستدامة ،والفرص والرهانات
المرتبطة بها على الصعيدين الوطني والدولي ،وكذا فيما يخص تحديد الخطوات المتخذة بصفة شاملة.
.80كما مكنت المناظرة الوطنية من تحسيس الفاعلين بضرورة تحديد األولويات الوطنية المتعلقة بأهداف
التنمية المستدامة من خالل مقاربة متكاملة وتشاركية ،والوقوف على أهمية اعتمادها وتنفيذها من قبل
القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والمواطنين.
-2التأخر في تنفيذ توصيات المناظرة الوطنية
.81مكن تنظيم المناظرة الوطنية من اعتماد التوصيات التالية:
-توسيع نطاق عملية تبني أهداف التنمية المستدامة من خالل زيادة مشاركة القطاع العام والقطاع
الخاص والمجتمع المدني والمواطنين؛
-مالئمة األولويات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة والتي تمر عبر مالئمة النموذج المؤسساتي
واالقتصادي واالجتماعي مع المتطلبات الجديدة لخطة عام 2030؛
-ضبط تنسيق السياسات العمومية من خالل تقاربها وتكاملها قصد تفادي طابعها القطاعي وتحسين
االلتقائية بين مكوناتها؛
16
-تحسين نظام المعلومات اإلحصائية الذي يتطلب تدخل مختلف الشركاء وتعديل أساليب العمل من
أجل إنتاج البيانات والمؤشرات المطلوبة؛
-ضمان تتبع وتقييم تنفيذ األهداف وكذا تفادي أو تصحيح اآلثار السلبية الناتجة عن المعيقات المالية
أو المؤسسية التي لم يتم أخذها بعين االعتبار وبشكل كاف؛
-ضمان تمويل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،وال سيما عن طريق تعبئة مصادر التمويل األخرى
غير التمويل العمومي واعتماد نظام للمسؤولية والمساءلة.
.82غير أن هذه التوصيات لم تتبعها نتائج ملموسة ،ويرجع ذلك أساسا إلى غياب إطار مؤسساتي يكون
مسؤوالً عن تحديد األولويات وتنسيق اإلجراءات وضمان التشاور حول التوصيات ورصدها وتتبع
تنفيذها.
ج -تحديد األولويات :ضعف وتيرة إلتقائية االستراتيجيات الوطنية الجارية مع خطة 2030
.83تتوفر الحكومة على العديد من االستراتيجيات والبرامج الوطنية والقطاعية .غير أن اإلجراءات
المعتمدة لضمان التقارب بين هذه االستراتيجيات والبرامج مع خطة عام ،2030وفقا لألولويات
والخيارات الوطنية ،تظل ضعيفة .ويهم هذا الوضع ،على وجه الخصوص ،االستراتيجية الوطنية
للتنمية المستدامة واالستراتيجيات القطاعية للوزارات.
-1عدم وضع تدابير ،على المستوى الوطني ،لتحديد األولويات والتخطيط لتنفيذ خطة 2030
.84منذ انعقاد المناظرة الوطنية لشهر مايو ،2016لم يتم اتخاذ أي تدابير على المستوى الوطني تضم
جميع الفاعلين .فغياب هذه التدابير لم يسمح بعقد مشاورات بين مختلف األطراف المعنية حول
األولويات الوطنية وفق ما هو محدد في إطار قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ،وبالتالي ،التخطيط
لإلجراءات الالزمة لتنفيذ خطة .2030
.85وفي هذا السياق ،واصلت الوزارات العمل على استراتيجياتها الخاصة ،التي قامت بتطويرها ،والتي
غالبا ً ما يعود تاريخ وضعها إلى ما قبل اعتماد خطة .2030وبالتالي تختلف درجة الوعي بالتحديات
الجديدة والمشاركة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من قطاع ألخر.
صا أوليًا بشأن مقاربة لتحديد
.86وعلى سبيل المثال ،أجرت وزارة الصحة خالل سنة 2016تشخي ً
األولويات والتخطيط لألهداف وتنفيذها .لكن لم تتم متابعة الجهود المبذولة بسبب عدم وجود إطار
وطني شامل .وقد ساهم التزام الوزارة مع منظمة الصحة العالمية في تضمين جوانب عديدة من أهداف
التنمية المستدامة في إطار استراتيجية الوزارة للفترة 2021-2017غير أن هذه التدابير لم تكن
موضوع مشاورات مع جميع المتدخلين المعنيين ألجل تحديد األولويات ،وضمان انخراطهم وكذا
التمويل والمشاركة في اإلنجاز.
.87وفيما يتعلق بالوزارة المكلفة بالتعليم ،فإنها لم تعمل على مراجعة أولويات رؤيتها االستراتيجية
بالمقارنة مع خطة .2030فالوزارة ال تزال تعتمد نفس األولويات على اعتبار أن خطة 2030تتوافق
مع الرؤية االستراتيجية.
.88أما بالنسبة للمندوبية السامية للتخطيط ،فهناك العديد من الجهود التي تبذل على مستوى تعريف
المؤشرات وتنمية القدرات ،لكن أنشطة التنسيق مع القطاعات الحكومية فيما يتعلق بجمع البيانات حول
أهداف التنمية المستدامة لم تتم مباشرتها بعد بسبب عدم تحديد األولويات وتوزيع المسؤوليات.
-2االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة كإطار لتنفيذ خطة 2030
.89طبقا للقانون اإلطار رقم 99.12بشأن الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ،أعدت الحكومة
االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة عن الفترة الممتدة بين .2030-2017وتمثل هذه االستراتيجية
اإلطار العام لوضع سياسة شاملة للتنمية المستدامة وتحديد المبادئ العامة التي يجب احترامها من أجل
تحقيق األهداف العامة والخاصة المحددة (المادة 15من القانون اإلطار المذكور أعاله).
17
.90ويمكن اعتبار االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة بمثابة استجابة أولية اللتزام المغرب بتنفيذ خطة
.2030حيث أن قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 70/1بشأن أهداف التنمية المستدامة أشار في
فقرته 63إلى ما يلي" :ستنصب جهودنا بشـكل رئيسـي علـى وضع استراتيجيات للتنمية المستدامة
تتسم باالتساق وتمسك الدول بزمامها ،تسندها أطر تمويل وطنية متكاملة ".
.91وهكذا يتضح أن االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تمثل اإلطار المناسب لتحديد أولويات أهداف
التنمية المستدامة والتخطيط لتنفيذ خطة .2030إال أن التحريات التي قام بها المجلس لدى مجموعة من
الفاعلين كشفت العديد من أوجه القصور المتعلقة بعملية اعتماد االستراتيجية ،مما أدى إلى بطء عملية
تكييفها وتقاربها ألجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
.2.1تأخر في المصادقة على االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
.92ألزم الميثاق الوطني للتنمية المستدامة الحكومة بإعداد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في
غضون عام واحد من تاريخ دخول القانون اإلطار سالف الذكر حيز التنفيذ .علما أن هذا القانون نشر
بالجريدة الرسمية بتاريخ 20مارس .2014غير أن االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة لم تتم
المصادقة عليها إال في حدود شهر يونيو ،2017وهو ما أدى إلى تأخير ألكثر من سنتين بالمقارنة مع
األجل القانوني المحدد.
.93وهكذا ،وبالنظر إلى الفترة التي أعدت فيها ،فإن العديد من األهداف التي حددتها النسخة المعتمدة من
االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة قد تم تجاوزها أو تغييرها من قبل الوزارات المعنية .وفي هذا
الصدد ،أكد مسؤولون من وزارات الصحة والتعليم والمندوبية السامية للتخطيط أن إداراتهم لم تأخذ
في االعتبار االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة عند وضع استراتيجياتهم القطاعية.
.2.2ضعف نسبة انخراط القطاعات الوزارية في االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
.94لقد تم إعداد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تحت إشراف وتنسيق كتابة الدولة المكلفة بالبيئة
(حاليا كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة) .وقد أدى هذا األمر إلى أن الوزارات األخرى اعتبرت
بأن االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تعكس االهتمامات البيئية دون مراعاة العناصر األخرى
للتنمية المستدامة وال سيما الجانبين االقتصادي واالجتماعي.
.95كما أن إجراءات التنسيق التي باشرتها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة لم تمكن من تجاوز
المقاربة القطاعية وضمان المشاركة الكافية لألطراف المعنية وبالتالي االنخراط في مخرجات
االستراتيجية .كما أن المشاورات التي أجريت خالل إعداد االستراتيجية لم تشمل بما فيه الكفاية
القطاعات الوزارية .وقد نتج عن هذا الوضع أن االلتزامات التي تم التعهد بها على مستوى إعداد
االستراتيجية لم تؤخذ بعين االعتبار أثناء إعداد االستراتيجيات القطاعية لمختلف الوزارات .وفضال
عن ذلك ،فإن مستوى االلتزام الحالي للوزارات باالستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تكشف عن
وجود بعض الخالفات بخصوص الوفاء بااللتزامات ،وال سيما تلك المتعلقة بالجوانب المالية وبدرجة
االنخراط في اإلستراتيجية.
.96فعلى سبيل المثال ،تعتبر وزارة الصحة أنه من الضروري القيام بعملية مالءمة حتى تكون االستراتيجية
في انسجام تام مع برنامج القطاع الصحي للفترة ،2021-2017على الرغم من أن وضع هذا البرنامج
تم خالل مرحلة اإلعداد والمناقشة لالستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ،حيث تتضمن االستراتيجية
التزامات تعتبرها الوزارة متجاوزة ولم تعد من أولوياتها .وتنطبق هذه الحالة مثال على تعميم نظام
المساعدة الصحية والذي بلغ نسبة إنجاز تعادل 99بالمائة من الهدف المحدد منذ فبراير ،2015ولكن
هذا التعميم ال زال يعتبر من بين األهداف التي تصبو لتحقيقها االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
خالل الفترة .2030-2017
18
.97وفد أثارت الوزارة المكلفة بالتعليم نفس المالحظة ،حيث تدعو إلى مراجعة األهداف بغية تكييفها مع
الرؤية االستراتيجية للقطاع.
.2.3عدم أخذ أهداف التنمية المستدامة بعين االعتبار في إطار االستراتيجية الوطنية للتنمية
المستدامة بالرغم من اعتمادها بعد خطة 2030
.98بالرغم من اعتماد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في يونيو ،2017أي بعد مرور حوالي سنتين
من اعتماد خطة 2030من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في سبتمبر ،2015لم يتم اتخاذ أي
إجراءات لتكييف محتوى االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة مع البرنامج المذكور .عالوة على
ذلك ،يتعارض هذا الوضع مع المبدأ األول الذي اعتمدته االستراتيجية الوطنية والمتعلق باحترام القانون
الدولي وعلى وجه الخصوص االتفاقيات التي وقعتها المملكة وصادقت عليها في مجال حماية البيئة
والتنمية المستدامة.
.99ويبرز تحليل محتوى االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وجود بعض العناصر التي تتقاطع مع
خطة .2030وتهم هذه العناصر األهداف رقم 2و 3و 4و 5و 6و 7و 11و 12و 13و 14و .15إال
أن هذا التقاطع ال يعكس تبني هذه االستراتيجية ألولويات وطنية بالمقارنة مع أهداف التنمية المستدامة،
كما أنه ال يعكس اعتماد الغايات والمؤشرات ذات الصلة.
.2.4إطالق دراسة ألجل مالءمة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة مع برنامج 2030
في غياب مشاركة فعالة لمختلف المتدخلين
.100كلفت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة مكتبا للدراسات قصد إجراء دراسة حول تنفيذ وتتبع
أهداف التنمية المستدامة بالمغرب .هذه الدراسة ،التي سيتم إنجازها في غضون عام واحد ،تهدف إلى
توسيع نطاق تبني أهداف التنمية المستدامة ومالءمتها مع األولويات الوطنية ،وإعادة توجيه مخطط
عمل االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة من أجل تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقييم
الميزانية الالزمة لتمويل اإلجراءات التي يتعين اتخاذها.
.101إال أن جلسات العمل التي أجراها المجلس األعلى للحسابات ،مع بعض األطراف ،أظهرت أن النهج
المتبع للقيام بهذه الدراسة يثير خالفات بين القطاعات الوزارية وال يعكس االهتمام بتنفيذ أهداف التنمية
المستدامة ،ال سيما فيما يتعلق بالحاجة إلى إشراك جميع المتدخلين.
.102وعلى الرغم من الشروع في هذه الدراسة منذ 3أكتوبر ،2017إال أن مجموعة من الخالفات ال
تزال قائمة حول الوزارة أو القطاع الذي يتعين أن يتولى مسؤولية المراقبة والتنسيق واإلشراف على
ورش تنفيذ أهداف التنمية المستدامة .وقد لوحظ هذا التباين على وجه الخصوص بين كتابة الدولة
المكلفة بالتنمية المستدامة والمندوبية السامية للتخطيط (والتي لم يتم إشراكها في تتبع الدراسة) والوزارة
المكلفة بالشؤون العامة والحكامة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.
.103من جهة أخرى ،تعتبر كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة أن نتائج الدراسة لن يتم تنزيلها إال
ابتداء من سنة ،2021أي بعد تنفيذ وتقييم المرحلة األولى من االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
والمتعلقة باالنتقال إلى اقتصاد أخضر ومندمج ( .)2017-2020وبالتالي ،فإن هذا الوضع يمكن أن
يهدد تعهدات المغرب بخصوص تنفيذ برنامج 2030من خالل تعطيل دمج أهداف التنمية المستدامة
في السياسات الوطنية إلى ما بعد عام .2021
.2.5إنشاء لجنة استراتيجية للتنمية المستدامة ال تشمل برنامج 2030
.104أحدثت في سنة ،2018لجنة استراتيجية للتنمية المستدامة ،تحت سلطة رئيس الحكومة ،تعنى بتنفيذ
االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (المرسوم رقم 2. 17. 655الصادر بتاريخ 14مارس 2018
بإحداث اللجنة االستراتيجية للتنمية المستدامة).
19
.105وتتولى هذه اللجنة مهمة تحديد األولويات وإطالق أشغال األوراش المرتبطة باالستراتيجية الوطنية،
ووضع حلول لنقاط التحكيم والمصادقة والتواصل بشأن وضعية تقدم مختلف األوراش .ويجب أن تعقد
اجتماعاتها مرة في السنة وكلما دعت الضرورة الستشارتها.
.106غير أن المرسوم رقم 2. 17. 655سالف الذكر لم يشر إلى أهداف التنمية المستدامة و إلى الدور
الذي يمكن أن تضطلع به اللجنة االستراتيجية في تنزيل خطة .2030وقد تسبب هذا الوضع في خلق
ارتباك بين األطراف المتدخلة حول الهيئة المكلفة بتنسيق المجهودات في إطار تنفيذ برنامج .2030
مع العلم أن اللجنة االستراتيجية ال تضم بين أعضاءها بعض الهيآت الرئيسية كالمندوبية السامية
للتخطيط.
.107وفي هذا السياق ،تنص المادة 3من المرسوم سالف الذكر على أن اللجنة االستراتيجية تتألف من
ممثلين عن 19قطاع وزاري ذي أولوية .ويجوز للرئيس أن يستدعي ،بصفة استشارية ،أي سلطة
حكومية أو مؤسسة أو جمعية أو أي شخص آخر يعتبر وجوده مفيدا.
-3استراتيجيات قطاعية بمثابة خطط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
.108شرع المغرب في اعتماد عدة برامج وطنية تتداخل من حيث األهداف العامة والغايات مع أهداف
التنمية المستدامة .لكن ،وفي غياب تحديد أوجه تقاطع خطة 2030والبرامج الوطنية ،فإنه من الصعب
إيجاد روابط واضحة حول األولويات الوطنية فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة ،مع العلم أن كل هذه
البرامج تتوفر على مخططاتها الخاصة للعمل مصحوبة بأهداف كمية وخطط للتمويل.
.109ويتعلق األمر ،على سبيل المثال ،بمخطط المغرب األخضر ومخطط هاليوتيس ()Halieutis
والرؤية االستراتيجية للتكوين المهني ،واستراتيجية السياحة 2020والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية
واالستراتيجية الطاقية الوطنية .وعلى سبيل التوضيح ،تم أخذ هذين المثالين بعين االعتبار.
.110تغطي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عدة أهداف من أجندة 2030-2015خصوصا بعض الغايات
التي تشكل أهداف التنمية البشرية رقم 1و 3و 4و 5و 6و 7و .9وقد ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية
البشرية في تقليص معدل الفقر من خالل تمويل 44.477مشروعا و 8800من األنشطة المدرة للدخل
استفاد منها 10ماليين شخص خالل الفترة .4 2016-2005
.111أما بخصوص االستراتيجية الطاقية الوطنية ،والتي انطلقت في عام ،2009فهي تساهم أيضا في
تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،خصوصا الهدف رقم 7والمتعلق ب" الحصول على طاقة نظيفة
وبأسعار معقولة" ،كما هو الشأن بالنسبة للغايات 1.7و 2.7و3.7و 7أ و7ب المرتبطة به.
ح .تخطيط وتمويل أهداف التنمية المستدامة :قصور التدابير المتخذة في انتظار مطابقة االستراتيجية
الوطنية للتنمية المستدامة لخطة 2030
.112من خالل اعتماد خطة استراتيجية ومخططات مفصلة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،يمكن للحكومة
أن تمنح لنفسها صالحيات وأن تتوفر على مقاربة يتم التقيد بها قصد تقييم نجاحاتها وتصحيح نقائصها.
غير أنه ،في ظل غياب مخطط استراتيجي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،تبقى االستراتيجية الوطنية
للتنمية المستدامة واالستراتيجيات القطاعية هي إطار التخطيط الوحيد المتاح حاليًا .في هذا الصدد ،تم
الوقوف على المالحظات التالية:
4المبادرة الوطنية للتنمية البشرية :االنطالقة والتطور ،التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،ماي2017.
20
-1اختالف مقاربات التخطيط بين االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة واالستراتيجيات
القطاعية
.113تنص االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على وضع مخططات عمل للتنمية المستدامة .وفي
هذا الصدد ،بلورت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة واحدا وعشرين اقتراحا يحدد التزامات واحدا
وعشرين قطاعا وزاريا تحظى باألولوية من حيث التنمية المستدامة.
.114غير أن استجابة الواحد وعشرين قطاعا المعنية ظلت شبه غائبة .وفي الواقع ،وحدهما وزارتي
الداخلية والصحة قامتا بتقديم إجاباتهما بخصوص االقتراحات.
.115كما لوحظ أيضا أن المقترحات المقدمة إلى القطاعات المعنية ال تتقاطع بالضرورة مع استراتيجياتها
القطاعية وصارت في معظمها متجاوزة.
.116ويدل هذا الوضع على قصور المقاربة المعتمدة من طرف كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة
لوضع مخططات العمل ،حيث تتم دعوة كل قطاع لاللتزام بشكل فردي بتنفيذ األهداف دون اللجوء إلى
استشارات مع القطاعات األخرى .باإلضافة إلى ذلك ،فإن مكانة األطراف المتدخلة األخرى والتزاماتهم
ال يتم تثمينها بشكل جيد في غياب مبادرات مشابهة لفائدتهم.
.117ويجدر التذكير ،في هذا الباب ،بتوجيهات الخطاب الملكي السامي في 30يوليو ،2012بمناسبة
عيد العرش ،الذي جدد من خالله صاحب الجاللة دعوته للحكومة " من أجل توفير شروط التكامل بين
مختلف االستراتيجيات القطاعية واعتماد آليات لليقظة والمتابعة والتقويم تساعد على تحقيق التناسق
فيما بينها وقياس نجاعتها وحسن توظيف االعتمادات المرصودة لها مع االجتهاد في إيجاد بدائل للتمويل
من شأنها إعطاء دفعة قوية لمختلف هذه االستراتيجيات".
-2عدم تقدير كلفة تمويل االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
.118لم تقدم االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة أية تقديرات رسمية لكلفة تنفيذها على أرض الواقع.
وقدرت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة بأن 95في المائة من التدابير ال تتطلب ميزانية إضافية
وأن التدابير الموصى بها سيتم تنفيذها في إطار المشاريع المبرمجة أو الجاري تنفيذها .باإلضافة إلى
ذلك ،فإن بعض التدابير المعتمدة لها طبيعة مؤسساتية أو قانونية.
.119عالوة على ذلك ،فإنه من حيث تمويل االستراتيجيات والبرامج القطاعية لم يتم بذل أي مجهود
لتجميع المعطيات العامة حول االعتمادات المخصصة وطرق استغاللها حسب طبيعة كل هدف أو غاية
بعينها .ومن جانب آخر ،فإن عملية تجميع المعطيات تبقى صعبة في ظل غياب تحديد أوجه تقاطع
االستراتيجيات القطاعية وأهداف التنمية المستدامة وبالنظر لما تتطلبه العملية من إشراك لجميع
القطاعات الوزارية المعنية ال سيما تلك المكلفة بالمالية.
ثانيا .مراجعة التدابير المتخذة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتعليم
أ -وزارة الصحة :تدابير ملحوظة لتنفيذ أهداف الصحة
.120تعتبر خطة 2030الصحة بأنها ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع
األعمار .كما يعتبر بأن الصحة ومحدداتها تؤثر وتتأثر في الحد ذاته باألهداف والغايات األخرى التي
تشكل جزءا ً ال يتجزأ من التنمية المستدامة.
.121وقد تم اعتماد العديد من الغايات المرتبطة بالصحة والمضمنة بأهداف التنمية المستدامة نتيجة وجود
برامج لم يتم إنجازها في إطار أهداف األلفية للتنمية ،كما أن الكثير من الغايات األخرى تم اعتمادها
انطالقا من قرارات المنتدى الدولي للصحة ومخططات العمل ذات الصلة.
.122على المستوى الوطني ،رغم أنه ال يوجد مخطط وطني لتنفيذ برنامج ،2030فإن وزارة الصحة
أطلقت مسارا لمالءمة أهداف الصحة مع السياق الوطني وتبنيها خصوصا الهدف رقم .3
21
.123وطبقا لما تعتمده منظمة الصحة العالمية ،تعتبر وزارة الصحة أن الغايات التي تندرج في مجال
تدخلها يمكن أن تنقسم إلى فئتين )1( :غايات الصحة و ( )2غايات مرتبطة بالصحة .وتعتبر وزارة
الصحة نفسها مسؤولة مباشرة عن تنفيذ غايات الهدف رقم 3وبعض الغايات األخرى المضمنة
باألهداف رقم 1ورقم 2ورقم 6ورقم 11ورقم 13ورقم 16ورقم .17
بيان رقم :5تقاطع الهدف رقم 3مع بعض األهداف األخرى
الهدف – 3ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع األعمار
الغاية 8.3 :تحقيق التغطية الصحية الشاملة ،بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية ،وإمكانية الحصول على خدمات الرعاية
الصحية األساسية الجيدة وعلى األدوية األساسية.
.3أ تعزيز تنفيذ االتفاقية اإلطار لمكافحة تخفيض الوفيات الناجمة عن 4.3 1.3خفض نسبة الوفيات النفاسية.
التبغ. األمراض غير المعدية وتعزيز الصحة
2.3وضع نهاية لوفيات المواليد واألطفال
.3ب توفير إمكانية الحصول على األدوية غايات العقلية. غايات دون سن الخامسة التي يمكن تفاديها. أهداف
واللقاحات األساسية ودعم البحث وتطوير مرتبطة 5.3تعزيز الوقاية من اإلفراط في جديدة األلفية
اللقاحات واألدوية. استعمال المواد المخدرة وعالج ذلك. 3.3وضع نهاية ألوبئة اإليدز والسل
بآليات للهدف والمالريا واألمراض المدارية المهملة غير
.3ج زيادة تمويل الصحة وتوظيف القوى تنفيذ 3.6خفض عدد الوفيات واإلصابات رقم 3 ومكافحة االلتهاب الكبدي الوبائي واألمراض المنجزة
العاملة في هذا القطاع في البلدان النامية. الناجمة عن حوادث المرور بالنصف. المنقولة بالمياه واألمراض المعدية األخرى.
الهدف وبرامج
.3د تعزيز القدرات في مجال اإلنذار رقم 3 7.3الحد من عدد الوفيات واألمراض 7.3ضمان حصول الجميع على خدمات موسعة
المبكر والحد من المخاطر وإدارة المخاطر الناجمة عن التعرّ ض للمواد الكيميائية رعاية الصحة الجنسية واإلنجابية.
الصحية. وتلوث الهواء والماء
ّ الخطرة وتلويث
والتربة.
تقاطع مع األهداف االقتصادية واألهداف األخرى االجتماعية والبيئية ومع الهدف رقم 17حول آليات التنفيذ
المصدر :منظمة الصحة العالمية ،الصحة في برنامج التنمية المستدامة في أفق ،2030تقرير الكتابة العامة
22
.128حسب الوزارة ،ينص هذا المخطط على تدابير ستسمح ،من جهة ،بتجاوز النقائص المسجلة أثناء
مراحل تنفيذ برنامج أهداف األلفية للتنمية خصوصا ما يتعلق بصحة األم والطفل 5ومن جهة أخرى
بتعزيز المكتسبات واالنفتاح على برامج جديدة .وقد تم تقسيم التدابير المكونة للمخطط إلى فئات رئيسية
كالتالي:
مواصلة المجهودات من أجل بلوغ أهداف األلفية للتنمية بخصوص الجوانب المرتبطة بصحة األم -
والطفل؛
الوقاية ومحاربة األمراض المعدية وتعزيز القدرات من حيث اإلنذار السريع وخفض وتدبير -
المخاطر الصحية؛
رفع التحدي بخصوص األمراض غير المعدية والصحة العقلية والصدمات (السالمة الطرقية) -
واإلعاقات؛
االشتغال على المحددات البيئية للصحة؛ -
تعزيز البحث والتطوير و تحقيق شمولية الوصول إلى األدوية؛ -
عصرنة تدبيرالموارد البشرية؛ -
ضمان التغطية الصحية الشاملة. -
5إشكالية تم التعبير عنها في القرار المتعلق بأهداف التنمية المستدامة خصوصا الفقرة 16والتي ذكرت بأن األهداف المتعلقة بصحة األم الرضيع
والطفل والصحة اإلنجابية لم يتم تحقيقها.
23
بيان رقم :6خالصة المعطيات المرتبطة بعدد الغايات والمحاور االستراتيجية واإلجراءات الواجب اتخاذها
24
-6اعتبار جزئي ألهداف التنمية المستدامة والغايات المستهدفة في إطار االستراتيجية القطاعية
2021-2017
.136نظرا ألن المسار الذي جرى إطالقه من خالل إعداد مخطط العمل لم يتم استكماله ،قامت وزارة
الصحة بتضمين بعض االلتزامات المتصلة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في استراتيجية (-2017
.)2021وتم اعتبار هذه األهداف بناء على رؤية الوزارة الخاصة وأخذا بعين االعتبار لتحديات ما بعد
.2015
.137وتهدف االستراتيجية المتبعة من طرف الوزارة إلى تعزيز المكتسبات وإدخال برامج جديدة وفق
تطور مؤشرات الصحة بالمغرب .وبناء على ذلك ،فإن استراتيجية الوزارة تطمح إلى منح أهمية خاصة
لتعزيز برامج صحة األم والطفل والعناية باألوضاع الصحية لذوي االحتياجات الخاصة وتعزيز برامج
محاربة األمراض المعدية وغير المعدية وإطالق برامج صحية جديدة .وتتعلق هذه األخيرة بالتكفل
بمرضى االلتهاب الكبدي الفيروسي "س" وأمراض القلب ومحاربة مرض الصمم والسمنة عند
األطفال.
.138هذه البرامج تتقاطع مع مختلف الغايات المحددة في مخطط العمل ،لكن تنفيذها سيكون وفق الرؤية
القطاعية ودونما التوفر على هامش مهم لالشتغال على المحددات البيئية للصحة في غياب إطار للتنسيق
وتوزيع األدوار.
ب -وزارة التربية الوطنية :تشكيل لجنة وطنية من أجل تنسيق الهدف الرابع
.139يتمثل الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع
وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع" .ويتكون من سبعة أهداف وثالث طرق للتنفيذ أو للتدبير
المصاحب.
.140يضمن هذا الهدف لجميع الفتيات والفتيان إتمام سلك كامل من التعليم االبتدائي والثانوي مجانا بحلول
عام .2030كما يهدف إلى توفير فرص متكافئة للحصول على التعليم المهني والقضاء على التفاوت
فيما بين الجنسين وفي الدخل ،بهدف تمكين الجميع من الوصول إلى الدراسات العليا.
25
بيان رقم :7غايات و آليات تنفيذ الهدف رقم 4
الهدف ": 4ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"
. 4أ بناء المرافق التعليمية التي تراعي الفروق بين 1.4ضمان أن يتمتّع جميع الفتيات والفتيان بتعليم ابتدائي وثانوي
الجنسين ،واإلعاقة ،واألطفال ،ورفع مستوى المرافق مجاني ومنصف وجيّد ،مما يؤدي إلى تحقيق نتائج تعليمية مالئمة
التعليمية القائمة وتهيئة بيئة تعليمية فعالة ومأمونة وخالي ة وفعالة بحلول عام .2030
من العنف للجميع
2.4ضمان أن تتاح لجميع الفتيات والفتيان فرص الحصول على
. 4ب الزيادة بنسبة كبيرة في عدد المنح الدراسية المتاحة نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة
للبلدان النامية على الصعيد العالمي ،وبخاصة ألقل البلدان والتعليم قبل االبتدائي حتى يكونوا جاهزين للتعليم االبتدائي بحلول
نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان األفريقية، عام 2030
لاللتحاق بالتعليم العالي ،بما في ذلك منح التدريب المهني
وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ،والبرامج التقنية 3.4ضمان تكافؤ فرص جميع النساء والرجال في الحصول
والهندسية والعلمية في البلدان المتقدمة النمو والبلدان على التعليم التقني والمهني والتعليم العالي الجيّد والميسور التكلفة،
النامية األخرى ،بحلول عام 2020 بما في ذلك التعليم الجامعي ،بحلول عام 2030
. 4ج الزيادة بنسبة كبيرة في عدد المع لِّّمين المؤهلين ،بما ثالث طرق للتنفيذ 4.4الزيادة بنسبة كبيرة في عدد الشباب والكبار الذين تتوافر
في ذلك من خالل التعاون الدولي لتدريب المع ل ِّّمين في لديهم المهارات المناسبة ،بما في ذلك المهارات التقنية والمهنية،
سبع غايات
نمو ا والدول للعمل وشغل وظائف الئقة ولمباشرة األعمال الحرة بحلول عام
البلدان النامية ،وبخاصة في أقل البلدان ًّ
الجزرية الصغيرة النامية ،بحلول عام 2030 2030
5.4القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم وضمان تكافؤ
فرص الوصول إلى جميع مستويات التعليم والتدريب المهني
للفئات الضعيفة ،بما في ذلك لألشخاص ذوي اإلعاقة والشعوب
األصلية واألطفال الذين يعيشون في ظل أوضاع هشة ،بحلول عام
2030
6.4ضمان أن يل ّم جميع الشباب ونسبة كبيرة من الكبار ،رجاالً
ونساء على حد سواء ،بالقراءة والكتابة والحساب بحلول عام
2030
7.4ضمان أن يكتسب جميع الدارسين المعارف والمهارات
سبُل من بينها
الالزمة لدعم التنمية المستدامة ،وذلك بجملة من ال ُ
التعليم لتحقيق التنمية المستدامة واتّباع أساليب العيش المستدامة،
وحقوق اإلنسان ،والمساواة بين الجنسين ،والترويج لثقافة السالم
ونبذ العنف والمواطنة العالمية وتقدير التنوع الثقافي وتقدير
مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة ،بحلول عام 2030
.141يتميز استعداد وزارة التربية الوطنية لتنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة باعتماد إطار
للتشاور من خالل تشكيل لجنة وطنية للتنسيق .وعلى الرغم من ذلك ،فقد تم تسجيل بعض أوجه القصور
من حيث استيعاب مقتضيات الهدف والمالءمة مع الرؤية االستراتيجية.
-1إحداث لجنة وطنية من أجل تنسيق الهدف الرابع
.142بناء على توصيات لجنة التوجيه " التربية "2030التابعة لمنظمة اليونسكو ،بادرت الوزارة المكلفة
بالتعليم إلى تشكيل لجنة وطنية لتنسيق الهدف الرابع .وتتكون هذه اللجنة من ممثلين عن وزارة التربية
الوطنية وغيرها من القطاعات الوزارية والهيئات العمومية وهيئات الدعم والتنسيق المعنية بالهدف
الرابع ،فضالً عن مكتب اليونسكو بالرباط واللجنة الوطنية للتعليم والعلوم والثقافة .غير أن ،تأثير
المبادرات المتخذة من طرف لجنة التنسيق الوطنية منذ إنشائها ظل ضعيفا بسبب االفتقار إلى مأسستها.
-1.1غياب الطابع المؤسساتي عن اللجنة الوطنية التنسيق
.143ال تتوفر لجنة التنسيق الوطنية على إطار مؤسساتي يحدد صالحياتها وتكوينها .ولسد هذه الفجوة،
وضعت الوزارة اإلطار المرجعي لتحديد دورها .ويتعلق األمر بالمهام التالية:
إبراز الجهود التي تبذلها الوزارة من خالل التتبع المنهجي والمنتظم لتطور المؤشرات القطاعية؛ -
26
تنفيذ أنشطة التوعية وتعبئة الفاعلين الوطنيين حول الهدف الرابع ،التعليم ،2030من أجل االنخراط -
الفعال للجميع؛
وضع قاعدة للمعطيات تتيح تتبع الغايات المحددة ضمن الهدف الرابع؛ -
تعبئة مختلف فئات المجتمع حول القضايا التربوية؛ -
المشاركة في تعزيز التخطيط في مجال التربية؛ -
وضع خارطة طريق لتدابير الهدف الرابع وتتبع تنفيذها؛ -
ضمان التتبع والتقييم المنتظمين والمستمرين للتقدم المحرز في مسار بلوغ غايات الهدف الرابع؛ -
ضمان التنسيق التقني الشامل للهدف الرابع ،وتعبئة مختلف الجهات الفاعلة؛ -
ضمان جمع البيانات وتقاسم ونشر المعلومات حول الهدف الرابع؛ -
ضمان تعبئة محلية لجميع الجهات الفاعلة على مستوى المدرسة لتطوير التفكير االجتماعي -
التربوي وتوسيع أسس الشراكة والتعاون بين الفاعلين والشركاء والمستفيدين؛
ضمان التنسيق عن قرب مع جميع الشركاء؛ -
صياغة التقرير الوطني حول الهدف الرابع بحلول نهاية عام .2018 -
.144وفي هذا الصدد ،عقدت لجنة التنسيق الوطنية عدة اجتماعات .إال أن مبادراتها تواجه عدة صعوبات
نظرا لعدم توفرها على صالحيات القيادة ،وخاصة لضمان مالءمة السياسات القطاعية مع مقاصد
الهدف الرابع ،وكذا ترجمة هذا التوافق إلى مخططات عمل تتضمن التدابير الالزمة المسندة لكل طرف
والقيام بمتابعة التقدم المنجز في هذا المجال .عالوة على ذلك ،تجد لجنة التنسيق صعوبة في عقد
اجتماعاتها بانتظام (من حيث المبدأ كل ثالثة أشهر وفقا ً للشروط المرجعية) ،بسبب غياب المقتضيات
القانونية التي تلزم الجهات المتدخلة باالمتثال إلطار العمل المحدد سابقاً .ووفقا ً لمحاضر اجتماعات
هذه اللجنة ،فإن عدد األعضاء وصفتهم تختلف من قطاع آلخر ومن اجتماع إلى آخر ،بسبب عدم
تعيينهم بصفة رسمية.
-1.2الخالصات األولى للجنة التنسيق الوطنية حول تنفيذ الهدف الرابع
.145مكن عمل لجنة التنسيق الوطنية من توفير معلومات مهمة حول تنفيذ السياسات القطاعية المتعلقة
بهدف التعليم .كما مكن من الوقوف على نقاط القوة والضعف التي تميز المقاربة الوطنية الخاصة بهذا
الموضوع .في مذكرتها المتعلقة بتنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ،سلطت لجنة التنسيق
الوطنية الضوء على أبرز الفرص والتحديات التي تواجه تنفيذ هذا الهدف.
.146ومن بين ما تم تسجيله كفرص ،تأكيد وجود االلتزام الحكومي والمجتمعي لتحقيق مقاصد الهدف
الرابع ،وكذا اعتماد الرؤية االستراتيجية 2030-2015التي تتضمن بعض غايات الهدف الرابع،
باإلضافة إلى تنوع المتدخلين بما يساعد على تظافر مجهودات الجميع.
.147وتشمل التحديات عدة جوانب منها على وجه الخصوص :ضرورة إنشاء نظام للمعلومات قادر
على إنتاج معطيات موثوقة وجيدة تغطي جميع مؤشرات غايات الهدف الرابع؛ والحاجة إلى ضمان
اتساق أكبر لمؤشرات تتبع مقاصد الهدف الرابع وتكييفها مع السياق الوطني وتقوية قدرات الفرق
الوطنية المكلفة بتتبع وتنفيذ الهدف الرابع فيما يخص التخطيط و تجميع المعطيات الالزمة لحساب
مؤشرات تتبع هذا الهدف ومن حيث إعداد تقارير التتبع ؛ وضرورة ضمان تنسيق الهدف الرابع على
المستوى الوطني نظرا لتنوع القطاعات المتدخلة في مجال التعليم و التكوين ؛ وتعبئة مصادر تمويل
تنفيذ الهدف الرابع وحتى السياسات القطاعية ،وإسهام الشركاء في التمويل وفي تقوية القدرات.
-2انخراط محدود في الهدف الرابع
.148على مستوى االنخراط في األهداف ،تظل األنشطة المنفذة من طرف وزارة التربية الوطنية محدودة
التأثير .إذ اقتصرت عمليات التوعية ودعم االنخراط على االجتماعات التي عقدتها لجنة التنسيق
الوطنية.
27
.149وفي هذا الصدد ،نظمت الوزارة ثالثة ملتقيات :خصص األول لتوعية مختلف الشركاء الممثلين
بلجنة التنسيق الوطنية ،والثاني شمل أعضاء اللجنة مع عرض للسياسات القطاعية في عالقتها مع
الهدف الرابع ،في حين ركز الملتقى الثالث على دراسة تقاطع السياسات القطاعية مع الهدف الرابع
وعرض للمؤشرات.
.150غير أن الوزارة لم تقم باإلجراءات الالزمة لتوعية موظفيها وشركائها ،بما في ذلك الجماعات
الترابية والقطاع الخاص والجمعيات والمواطنين ،رغم اعتبارهم بمثابة فاعلين أساسيين.
-3غياب تدابير فعالة من أجل مالءمة المشاريع المقدمة من طرف القطاعات الوزارية األخرى مع
غايات الهدف الرابع
.151حددت لجنة التنسيق الوطنية مجموعة من السياسات القطاعية والشركاء العموميين الواجب إشراكهم
في تنفيذ غايات الهدف الرابع .لكن هذا التصور اقتصر على حالة التشخيص ولم يتم ترجمته إلى
إجراءات فعلية للتنسيق والمالءمة .فعلى سبيل المثال ،تمثل الغاية 2.4موضوعا لعدة مشاريع دون
وجود أي التزام يقضي بضرورة تناسق االستراتيجيات كما هو موضح أسفله:
بيان رقم :8خارطة ألهم الشركاء الذين يتوفرون على استراتيجيات قطاعية مرتبطة بالهدف رقم 4
الغايات
.4 4.7 6.4 5.4 4.4 3.4 2.4أ .4ب .4ج 1.4
التربية الوطنية
التكوين المهني
التعليم العالي
الشؤون االسالمية
الثقافة واالتصال
األسرة والتضامن
الصحة
الشغل
الشباب والرياضة
محاربة األمية
التعاون الوطني
28
-4ضرورة مالءمة الرؤية االستراتيجية مع الهدف الرابع
.152تطبيقا للتوجيهات الملكية السامية التي دعت المجلس األعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي لوضع
خارطة طريق إلصالح المدرسة ،وبعد مشاورات واسعة مع مختلف الجهات الفاعلة والشركاء
بخصوص الوضعية الراهنة وآفاق المدرسة المغربية ،تم وضع رؤية استراتيجية لإلصالح تغطي
الفترة .2030-2015وتهدف هذه الرؤية إلى إنشاء مدرسة منصفة وذات جودة .هذه الرؤية تتألف من
23رافعة تغيير تتمركز حول أربعة أسس وهي :اإلنصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع وتشجيع
الفرد والمجتمع والحكامة وإدارة التغيير.
.153وإذا كانت هذه الرؤية االستراتيجية تتماشى في العديد من جوانبها مع أهداف التنمية المستدامة
خصوصا الهدف الرابع ،فإن إعدادها تم قبل اعتماد برنامج 2030المتعلق بأهداف التنمية المستدامة،
وهو ما يدعو إلى ضرورة مالءمة التخطيط للمشاريع المنبثقة عن الرؤية االستراتيجية مع غايات
الهدف الرابع.
- 4.1عدم التطابق من حيث التخطيط
.154لتنفيذ حزمة المشاريع المضمنة برافعات الرؤية االستراتيجية ،وضعت وزارة التربية الوطنية خطة
تنفيذية للفترة 2021-2017تتألف من 24إجراء يحظى باألولوية سيتم تنفيذها في هذا األفق .غير أنه
لم يتم وضع هذه الخطة بهدف تنفيذ الهدف الرابع والتقاطعات مع األهداف األخرى .عالوة على ذلك،
لم يتم ذكر الغايات والمؤشرات والقيم المرجعية ذات الصلة .كما أن مضمون الخطة التنفيذية يثير عدة
مالحظات تتعلق بالتأخر المسجل وإشراك الفاعلين اآلخرين ومراعاة االهداف األخرى والغالف المالي
اإلجمالي الواجب تعبئته ومصادر التمويل وطبيعة آلية التتبع والتقييم.
- 4.2مالءمة محدودة لإلجراءات األفقية التي تشمل الفاعلين األخرين
.155وضعت وزارة التربية الوطنية تنزيال لمحاور الرؤية االستراتيجية ،2030-2015من خالل 16
ً
متكامال تغطي ثالثة مجاالت وهي :المساواة وتكافؤ الفرص وإنعاش جودة التعليم والتكوين عا
مشرو ً
والحكامة والتعبئة.
.156هذه المشاريع التي تم تطويرها في إطار استراتيجية 2020- 2015تتوافق مع غايات الهدف رقم
،4ولكنها تقتصر على اإلجراءات التي يتعين على وزارة التربية الوطنية اتخاذها ،بصفتها الجهة
الرئيسية المعنية بتنفيذ هذا الهدف .في حين لم تتم معالجة السياسات واالستراتيجيات القطاعية األخرى
المتصلة بالتعليم ،ال سيما من حيث اإلجراءات األفقية التي تقتضي تدخل الفاعلين األخرين مع تحديد
دور كل طرف.
-5إطار تمويل الهدف الرابع
.157لم تتناول الخطة التنفيذية هذا الجانب .كما أن لجنة التنسيق الوطنية لم تقم بإعداد مخطط عمل
مشترك لتقدير كلفة كل سياسة قطاعية وكذا التكاليف االجمالية .وفي غياب إطار مناسب للتمويل ،تظل
ميزانية الدولة المصدر الرئيسي للتمويل.
29
الجزء الثاني :نظام جمع بيانات وقياس مؤشرات أهداف التنمية المستدامة
30
.1.1المندوبية السامية للتخطيط :الجهاز المركزي للنظام اإلحصائي الوطني على مستوى إنتاج
إحصائيات أهداف التنمية المستدامة
.161منذ إحداثها ،في أبريل 1998كوزارة منتدبة للتوقعات االقتصادية والتخطيط ،ثم رفعها إلى مستوى
وزارة في يوليو ،2002ثم تحويلها إلى مندوبية سامية للتخطيط ابتداء من سنة ،2003تشكل هذه
األخيرة النواة المركزية للنظام اإلحصائي الوطني ،إذ تعد المنتج الرئيسي للمعلومات اإلحصائية في
المجاالت االقتصادية والديموغرافية واالجتماعية ،كما تتولى إعداد المحاسبة الوطنية .وباإلضافة إلى
ذلك ،تقوم هذه المندوبية بإعداد الدراسات المتعلقة بالظرفية والوضعية الماكرو اقتصادية للمغرب
والدراسات االستشرافية .وتتمتع المندوبية السامية للتخطيط باستقالل مؤسساتي على مستوى إعداد
وتنفيذ برامجها وقيامها باألبحاث والدراسات اإلحصائية.
.162وقد تم الشروع في إعادة هيكلة هذا الجهاز ،بعد صدور المرسوم رقم 2.17.670المتعلق بتحديد
اختصاصات وتنظيم المندوبية السامية للتخطيط (الجريدة الرسمية رقم 6670بتاريخ 03ماي ،)2018
وذلك بهدف تحديث اإلطار القانوني المنظم الختصاصاتها وهيكلة وحداتها اإلدارية ،ومالءمتها مع
التغييرات والتوجهات االستراتيجية الجديدة للمندوبية السامية .كما ينص هذا المرسوم على إعداد تقرير
حول أهداف التنمية المستدامة من طرف مديرية التخطيط.
.2.1القطاعات الحكومية :تكليف مصالح إحصائية إلنتاج بيانات ذات صلة بأهداف التنمية
المستدامة
.163تتوفر الوزارات الكبرى على مصالح إحصائية تقوم بجمع وتحليل ونشر البيانات في حدود مجاالت
تدخلها .ومن بين أهم منتجي المعلومات اإلحصائية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة ،نذكر على سبيل
المثال ال الحصر :وزارات الفالحة والتنمية القروية والمياه والغابات ،والصحة ،والتربية الوطنية،
والتشغيل ،واالقتصاد والمالية ،والسياحة ،وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة.
.164كما تتولى مديرية الخزينة والمالية الخارجية ،التابعة لوزارة االقتصاد والمالية ،تجميع المعلومات
من مصالح الوزارة وإنتاج اإلحصائيات المالية الحكومية المتعلقة بالضرائب والدين الخارجي ،إلخ.
.3.1أجهزة عمومية أخرى منتجة للبيانات اإلحصائية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة
.165يتولى المرصد الوطني للتنمية البشرية مهمة تحليل وتقييم آثار برامج التنمية البشرية واقتراح
التدابير واإلجراءات الكفيلة بالمساهمة في إعداد االستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية ،وتنفيذ المبادرة
الوطنية للتنمية البشرية ،وأهداف التنمية المستدامة.
.166كما يتولى بنك المغرب جمع ونشر اإلحصائيات المصرفية والنقدية وأسعار الصرف.
.167فيما يتولى مكتب الصرف مسؤولية جمع وإنتاج البيانات اإلحصائية المتعلقة بالتجارة الخارجية،
وميزان األداءات ،وكذا تحديد الوضعية الخارجية للمغرب في هذا المجال.
-2النظام اإلحصائي الوطني :بطء عملية اإلصالح
.168في أفق إصالح النظام اإلحصائي الوطني ،أعدت الحكومة المغربية مشروع قانون إلنشاء مجلس
وطني لإلحصاء يحل محل لجنة تنسيق الدراسات االحصائية ( .)COCOESغير أن هذا القانون لم
ير النور بعد ،رغم عرض مشروعه على األمانة العامة للحكومة منذ سنة .2003
.169وقد سبق لمجلس الحكومة النظر في مشروع القانون رقم 109.14المتعلق بالنظام اإلحصائي
الوطني في اجتماعه المنعقد بتاريخ 27ماي .2015ويهدف مشروع هذا القانون إلى تحديث اإلطار
القانوني للنظام اإلحصائي الوطني ،الذي لم يعد يستجيب للتطورات التي تعرفها البنيات اإلنتاجية
للمعلومات اإلحصائية الرسمية.
31
.170كما يتوخى المشروع تحسين حكامة النظام اإلحصائي من خالل إنشاء المجلس الوطني لإلحصاء،
والتنصيص على أحكام ومبادئ ملزمة لجميع مكونات النظام اإلحصائي الوطني ،تضمن جودة البيانات
اإلحصائية الرسمية ،السيما من حيث مدى توفر االستقاللية العلمية والمهنية والحياد ،واحترام المعايير
واألساليب والمواثيق والتصنيفات المعمول بها على المستويين الوطني والدولي خالل جميع مراحل
إعداد وتنفيذ العمليات اإلحصائية .كما يتضمن مشروع القانون أحكاما ً ملزمة لألطراف المتدخلة في
النظام اإلحصائي الوطني ،تروم الحرص على احترام السرية المهنية وإتاحة اإلحصائيات الرسمية
المتوفرة لجميع المستخدمين.
.171ولهذا الغرض ،قرر مجلس الحكومة خالل اجتماعه ،سالف الذكر ،إنشاء لجنة وزارية تتولى دراسة
أحكام مشروع القانون 109.14المتعلق بالنظام اإلحصائي الوطني .غير أن هذا المشروع لم يتم بعد
اعتماده ،كما أن المجلس الوطني لإلحصاء لم يحدث بعد.
ب .عمل وتنسيق النظام اإلحصائي الوطني
-1مكونات النظام اإلحصائي الوطني :ضعف التنسيق
.172ينص المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم 370.67بتاريخ 10جمادى األولى 5( 1388غشت
)1968المتعلق بالدراسات اإلحصائية في مادته األولى على أنه "تحدث لدى الوزير األول (رئيس
الحكومة) لجنة لتنسيق الدراسات اإلحصائية يعهد إليها بتنسيق وإنجاز الدراسات اإلحصائية ،سواء
كانت هذه الدراسات ناتجة عن أبحاث أو عن أشغال تسيير عادي أو استثنائي ،يمكن أن ينجم عنها بيان
إحصائي.".
.173فقد كان من المفروض أن تتولى لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية مسؤولية المراقبة والتنسيق بين
مختلف مكونات النظام اإلحصائي الوطني ،وذلك من أجل تسهيل تبادل المعلومات فيما بينها وضمان
انسجام المنهجيات المتبعة والنتائج المتوصل إليها .غير أن تحريات المجلس األعلى للحسابات أظهرت
أن هذه اللجنة ال تضطلع بدورها كامال ،بحيث تم اختصار تدخالتها في بعض اإلجراءات الشكلية التي
تقوم بها كتابتها (تتولى مديرية اإلحصاء التابعة للمندوبية السامية لإلحصاء مهمة كتابة هذه اللجنة).
وتكرس هذه الوضعية التباعد المالحظ بين مكونات النظام اإلحصائي الوطني ،بحيث تقوم بعض
األجهزة ،في مجال إنتاج المعلومات والبيانات اإلحصائية ،بإعداد استراتيجياتها بشكل منفصل تما ًما
عن بعضها البعض ،دون مراعاة للمعايير اإلحصائية .كما يتم إنجاز عمليات إحصائية دون الحصول
على موافقة لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية ،وفي غياب أي تنسيق مع المندوبية السامية للتخطيط،
ودون احترام التعاريف الرسمية والتصنيفات والمفاهيم المشتركة.
.174وفي هذا السياق ،أقرت المندوبية السامية للتخطيط بأن غياب التنسيق من شأنه أن يؤثر على جودة
إنتاج األجهزة األخرى لمؤشرات تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،والتي من المفروض أن تمتثل
للمبادئ التوجيهية لألمم المتحدة ،وأن تحترم المعايير التوجيهية والمنهجيات المستخدمة في قياس بيانات
ومؤشرات مستوى التقدم في إنجاز أهداف التنمية المستدامة ،وذلك بتشاور مع المندوبية السامية
للتخطيط .كما أن هذه األجهزة ملزمة مبدئيا بأن تقدم تلقائيا إلى المندوبية السامية للتخطيط الملفات
المنهجية والمفاهيم والمعايير المعتمدة قصد إجراء األبحاث اإلحصائية ،وذلك طبقا ألحكام قانون
اإلحصاء.
.175ومن أجل التخفيف من ضعف التنسيق تلجأ المندوبية السامية للتخطيط إلى عقد اتفاقيات ثنائية مع
أهم منتجي المعلومات اإلحصائية ،كما يتم بذل جهود للتنسيق من خالل االتصاالت المباشرة
والمراسالت والمشاركة في اللجان القطاعية.
32
-2المستوى الترابي :تعاون محدود في سياق يتسم بطلب متزايد على المعلومات اإلحصائية
.176منح المغرب للفاعلين المحليين مسؤوليات مهمة على مستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية .من
أجل ذلك ،يعتبر التزام المغرب بتنزيل الجهوية المتقدمة استجابة لتحديات التنمية الجهوية ،السيما في
شقها المتعلق بالتخفيف من االختالالت المجالية ،والحد من ظواهر اإلقصاء االجتماعي ،والتخفيف من
األضرار البيئية وآثارها السلبية على التنمية المستدامة والتنافسية الجهوية للمدن المغربية.
.177ومن بين العناصر الضرورية لحسن تنزيل سياسة الجهوية المتقدمة ،التي تلتقي في مجملها مع
أهداف التنمية المستدامة ،يشكل توفير بيانات إحصائية حديثة وموثوقة للفاعلين المحليين أمرا ً ال غنى
عنه .مع العلم أن هذه اإلحصائيات يجب أن تغطي جميع الجوانب المرتبطة بالميزانيات ومخططات
وبرامج اإلدارة الترابية.
.178وفي هذا اإلطار ،تتوفر المندوبية السامية للتخطيط على مديريات جهوية على صعيد كل جهة ،طبقا
للقرار رقم 1343.02بتاريخ 22يوليوز 2002بتحديد اختصاصات وتنظيم المصالح الخارجية لوزارة
التوقعات االقتصادية والتخطيط.
.179ويفترض أن تقوم هذه المديريات الجهوية باالستجابة للحاجيات من المعلومات اإلحصائية الحديثة
والموثوقة ،لفائدة الجماعات الترابية والفاعلين المحليين ،وذلك من خالل جمع ومعالجة البيانات
اإلدارية وإنجاز األبحاث الميدانية.
.180غير أن المجلس األعلى للحسابات أثار في تقريره الخاص الصادر في أكتوبر ،2013المتعلق
بمراقبة تسيير المديريات الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بكل من الدار البيضاء وفاس وأكادير،
ضعف التعاون بين المديريات الجهوية وبعض اإلدارات المنتجة للبيانات.
.181ويتعلق األمر على سبيل المثال بإدارة الضرائب ،والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية
والمراكز الجهوية لالستثمار التي تتوفر على معطيات مهمة حول الشركات .وينطبق نفس األمر على
البحوث المتعلقة بالتشغيل ،إذ يسجل ضعف اللجوء لخدمات الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
وصناديق التقاعد ولمعطيات وزارة الداخلية (السيما عملية البحث المتعلقة بجرد الممتلكات الجماعية).
-3تدبير النظام اإلحصائي الوطني :إكراهات مالية متعلقة بالمخصصات يتعين تجاوزها
.1.3قصور مرتبط بنقص الموارد البشرية
.182يمثل نقص الموظفين المتخصصين في اإلحصاء على صعيد المصالح القطاعية والجهوية عائقا ً
لتحسين اإلنتاج اإلحصائي .كما يزيد من حدة هذا النقص ضعف تنظيم برامج التكوين المستمر لفائدة
الموظفين المنتمين للنظام اإلحصائي الوطني ،سواء المتخصصين منهم أو غير المتخصصين.
.183من جهة أخري ،تجدر اإلشارة إلى محدودية قدرة معظم المتدخلين على التحديد الدقيق لحاجياتهم
من المعلومات والبيانات اإلحصائية.
.2.3قصور في تعبئة الموارد
.184بينت التحريات المنجزة ضعف تعبئة الموارد ،منها المالية وكذا العتاد ،خاصة المعلوماتي ،الالزمة
لقيام مصالح النظام اإلحصائي الوطني بمهامها االعتيادية .في هذا الصدد ،تعاني العديد من األجهزة
من نقائص على مستوى حفظ وتأمين البيانات ،وذلك بسبب ضعف السياسة العامة المتبعة في اقتناء
واستخدام البرمجيات اإلحصائية .وتفسر هذه الوضعية النقص المالحظ في التحليل المعمق للبيانات
اإلحصائية التي يتم إنتاجها.
.185لذلك وجب التذكير بأن عدم تخصيص الموارد المالية الكافية يشكل إحدى المعيقات الرئيسية
الستدامة العمليات اإلحصائية على نطاق واسع.
33
. 3.3نقائص على مستوى النشر والتواصل
.186تقوم المندوبية السامية للتخطيط بنشر جل بياناتها اإلحصائية بواسطة الوسائط اإللكترونية ،وهو ما
يتيح االستفادة منها على نطاق واسع بالنسبة لمختلف المستخدمين (ومنها :شبكة األنترنت واألقراص
المدمجة والدالئل اإلحصائية ،والقواعد المعلوماتية المتعلقة بالمسح الخرائطي للفقر ،باإلضافة إلى
الكتالوجات والمكتبات اإللكترونية المنشورة على األنترنت ،إلخ) .أما بالنسبة لباقي منتجي المعلومات
اإلحصائية ،فقد تبين آن نشر المعلومات اإلحصائية ال يخضع لسياسة تواصلية ناجعة ،بحيث يتم
استخدام وسائل نشر متفرقة تعتمد في الغالب على الوسائط الورقية.
.187في نفس السياق ،ووفقا للمقابالت التي تم القيام بها ،أثارت بعض األجهزة مشاكل مرتبطة بصعوبة
تبادل المعلومات اإلحصائية فيما بينها ،وعلى وجه الخصوص مع المندوبية السامية للتخطيط ،وذلك
بسبب غياب التنسيق بين مختلف مكونات النظام اإلحصائي الوطني.
-4أنظمة المعلومات اإلحصائية القطاعية :نقائص مرتبطة بمناهج جمع وتناسق البيانات
اإلحصائية
.1.4نقائص في وثوقية وفي قابلية المعلومات اإلحصائية للمقارنة
.188تتطلب عملية إعداد وتتبع وتقييم أهداف التنمية المستدامة توفير معلومات إحصائية موثوقة وفي
الوقت المناسب ،وهو ما يتم التعبير عنه باستمرار من قبل األجهزة العمومية والفاعلين الخواص .وقد
ازدادت الحاجة إلى إحصائيات موثوقة السيما بعد التطور المضطرد لألنظمة المعلوماتية اإلحصائية
لجل القطاعات الوزارية ،على المستوى الوطني والجهوي ،كما هو الشأن بالنسبة لوزارات المالية
والصحة والتعليم والفالحة والتجارة والتشغيل ،إلخ.
.189غير أن عدم تحيين النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالنظام اإلحصائي الوطني ،وكذا تعطيل
آليات التنسيق والتعاون ،السيما لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية ،أدى إلى عدم مأسسة معظم أنظمة
المعلومات اإلحصائية واتسامها بالبطء والتفكك وصعوبة الرقمنة .كما ال يتم ،بشكل كاف ،استغالل
البيانات الناتجة عن هذه األنظمة بسبب التأخر في جمعها وعدم اكتمالها فضالً عن ضعف جودتها ،كما
هو الشأن بالنسبة لنظام المعلومات اإلحصائية لوزارة الصحة الذي ال يتضمن البيانات المتعلقة بالقطاع
الخاص.
.190عالوة على ذلك ،وبالموازاة مع تعميم تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت ،أصبح من الضروري
حل المشاكل المرتبطة موثوقية اإلحصائيات وقابليتها للمقارنة ومالءمة المنهجيات المتعلقة بجمع
ومعالجة البيانات .وتجدر اإلشارة إلى أن حسن أداء وكفاءة القطاعات أصبح يقاس بمدى قدرتها على
نشر التقارير المتضمنة للمعلومات اإلحصائية سواء األصلية منها أو تلك التي تتم معالجتها الحقا .وفي
هذا السياق ،فإن مخاطر نشر إحصائيات متضاربة أصبح جد وارد أمام الدور المحدود للجنة تنسيق
الدراسات اإلحصائية (كما هو الشأن بالنسبة لإلحصائيات المتعلقة بالتشغيل وبمعدل النمو ،إلخ).
.191وأمام غياب برامج واضحة تروم مالءمة منهجيات جمع المعلومات اإلحصائية والتقريب بين
األنظمة اإلحصائية القطاعية ،تقتصر المندوبية السامية للتخطيط واإلدارات المعنية على تنظيم بعض
االجتماعات التشاورية حول بعض المؤشرات .كما تقوم المندوبية السامية للتخطيط ،عند الطلب،
بدراسة الملفات المنهجية المتعلقة باألبحاث اإلحصائية المزمع إنجازها من طرف األجهزة المعنية.
وفي هذا اإلطار ،تبدي المندوبية رأيها التقني بشأن المعايير واألساليب اإلحصائية المعتمدة (خطط أخذ
العينات ،االستبيانات ،المفاهيم ،إلخ) .كما تقدم مساعدتها إلى المؤسسات األخرى (عند الطلب) من أجل
القيام باألبحاث والعمليات اإلحصائية (أخذ العينات ،وضع الخرائط ،واالستبيانات ،وتحديد التسميات
والمفاهيم والمعايير اإلحصائية ،إلخ).
34
النظام الوطني للمعلومات الصحية .2.4
.192تتولى وزارة الصحة إنتاج المعلومات اإلحصائية الصحية ،حيث تتوفر على نظام مهم للمعلومات.
ويشمل هذا النظام ،حسب المخطط المديري المتعلق بالمنظومة الوطنية للمعلومات ،مجموعة من
اآلليات والمساطر من أجل إنتاج ومعالجة وتوفير المعلومات اإلحصائية المطلوبة للمخططين
والمدبرين في المجال الصحي ،وكذا لمهنيي القطاع ،خصوصا األطر الطبية وشبه الطبية.
.193كما يرتكز هذا النظام على ثالث دعامات )1( :نظام للمعلومات اعتيادي )2( ،الدراسات والبحوث
الميدانية )3( ،نظام للمعلومات خارجي.
.194وعلى الرغم من قدرة هذا النظام على إنتاج المؤشرات المرتبطة بالهدف الثالث من أهداف التنمية
المستدامة ،غير أنه لم يصل بعد إلى درجة التطور المطلوب من حيث االندماج والرقمنة والتوافق
والتفاعل والمرونة والتعميم على جميع المستويات ،وكذا من حيث التركيز على المؤشرات المرتبطة
بالفرد .وفي هذا الصدد ،يجدر التذكير بالصعوبات القائمة في مجال تجميع المعلومات اإلحصائية
المتعلقة بالقطاع الخاص وبالعالم القروي.
.195ومن أجل تجاوز هذه الصعوبات ،أكدت وزارة الصحة عزمها على تعميم النظام المعلوماتي على
مستوى جميع المؤسسات الصحية بالموازاة مع تعزيز دور الجهة ،في أفق إحداث مراصد جهوية
للصحة ومديرية مركزية لنظام المعلومات .وهكذا ،فإن تأهيل النظام الوطني للمعلومات الصحية ال
يمكن أن يحقق أهدافه إال إذا تم إحداثه وفق ما هو منصوص عليه في المادة 17من القانون اإلطار رقم
34.09المتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض العالجات.
.3.4نظام المعلومات اإلحصائية لوزارة التربية الوطنية
.196على غرار وزارة الصحة ،تتوفر وزارة التربية الوطنية على نظام للمعلومات متطور نسبيا لتجميع
وإنتاج المعلومات اإلحصائية.
.197ويرتكز هذا النظام على أربع مكونات :نظام للمعلومات اإلحصائية ،نظام التخطيط المدرسي ،نظام
حركية الموظفين ونظام تدبير التمدرس على مستوى المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة.
.198كما تجدر اإلشارة إلى أن قيادة نظام تجميع وإنتاج اإلحصائيات يتم في نفس الوقت من طرف عدة
مديريات مركزية ،وعلى رأسها مديرية اإلحصاء واالستراتيجية والتخطيط .حيث تتولى هذه األخيرة
إنجاز بحوث وتحاليل إحصائية ،وتسهر على تفعيل الدالئل وتتبع قاعدة المعطيات ،باإلضافة إلى إنجاز
دراسات اقتصادية واجتماعية وتتبع مخططات التمدرس وكذا مؤشرات تعميم التمدرس.
.199وعلى مستوى تتبع أهداف التنمية المستدامة ،تجدر اإلشارة إلى أن منظومة التربية الوطنية تتوفر
على قدرات هامة قد تسمح بجمع وإنتاج مجموعة من مؤشرات التنمية المستدامة المتعلقة بتتبع الهدف
الرابع ،حيث قامت الوزارة ببعض اإلجراءات قصد إدماج هذه المؤشرات في نظام معلوماتها
اإلحصائية ( ) ESISEعن طريق إعداد جذاذات لهذا الغرض توضح طرق احتساب البيانات
ومصادرها ومعالجتها وتطبيقاتها ووتيرة إنجازها وكذا تحديد األطراف المتدخلة والصعوبات المحتملة.
.200لكن رغم ذلك ،فإن هذا النظام الزال يعاني من عدة نقائص ،خصوصا تلك المتعلقة بإدماج مختلف
مكونات المنظومة التربوية ،وكذا غياب منهجية لمراقبة جودة المعطيات المعتمدة في قياس المؤشرات،
باإلضافة إلى ضرورة إجراء بحوث ميدانية من أجل توفير المعلومات الناقصة.
.4.4نظام المعلومات اإلحصائية لوزارة الفالحة
.201تتولى وزارة الفالحة إنتاج المعلومات اإلحصائية المتعلقة بالمجال الفالحي .ألجل ذلك ،تقوم مديرية
االستراتيجية واإلحصاء التابعة لها بعدة مهام يؤطرها مرسوم تنظيمي .وتتعلق بجمع البيانات المتعلقة
بالقطاع الفالحي ومعالجتها وتحسين جودتها وجعلها قابلة لالستغالل .وتتم عملية إنتاج المعلومات
اإلحصائية الفالحية باعتماد العينات والقيام بالبحوث.
35
.202وفيما يتعلق بجودة اإلحصائيات التي يتم إنتاجها ،يعتبر مسؤولو المندوبية السامية للتخطيط بأن
المنهجيات المعتمدة من قبل قسم اإلحصاء في وزارة الفالحة سليمة وتتماشى مع المعايير الدولية .كما
أن الرقمنة المتعلقة بالمجال ،وتحديث العينات واستخدام نظم المعلومات الجغرافية من أجل إنجاز
عمليات إحصاء األشجار المثمرة م ّكنت من تحسين جودة المعلومات التي يتم جمعها وتطوير قاعدة
البيانات الجغرافية .كما تتوفر الوزارة على دالئل خاصة بكل فئة من عمليات المسح تعرف المفاهيم
األساسية المستخدمة وتوضح األسئلة المطروحة.
.203وبالرغم من قدرة هذا النظام على إنتاج المعلومات اإلحصائية ،فإنه يعاني من بعض النقائص،
السيما على مستوى الموارد البشرية ،وكذا عدم كفاية اإلحصائيات التي يتم إنتاجها مقارنة باحتياجات
المرتفقين ،باإلضافة لغياب بحوث حول مستوى رضى المستعملين لهذه المعطيات اإلحصائية.
-5.4نظام المعلومات اإلحصائية للمرصد الوطني للتنمية البشرية
.204من أجل القيام بمهمته المتعلقة بتقييم السياسات العمومية في مجال التنمية البشرية ،أنشأ المرصد
الوطني للتنمية البشرية آلية تساعده على جمع بيانات محينة لرصد وتتبع مؤشرات التنمية البشرية في
المغرب ،بما فيها المؤشرات الواردة في برنامج 2030ألهداف التنمية المستدامة .في هذا اإلطار ،قام
المرصد بتصميم نظام معلوماتي يحمل اسم "البشرية" تم تعزيزه ببحث حول تتبع مؤشرات األسر.
.205ويسعى المرصد من خالل هذا النظام إلى تجميع المعطيات وتزويد المتدخلين واألكاديميين وباقي
الشركاء ببيانات منظمة وموحدة وموثقة تتعلق بالتنمية البشرية .ويتكون هذا النظام من قاعدة بيانات
ولوحة قيادة ومركز توثيق افتراضي وأبحاث ميدانية يقوم بها المرصد ،باإلضافة إلى نظام معلومات
جغرافية .كما يتيح هذا النظام عرض معلومات منتقاة ومنظمة في جذاذات رقمية معززة بخرائط
موضوعاتية ،تسمح بتتبع وضعية المغرب في مجال التنمية البشرية مقارنة بالدول األخرى.
.206وتشمل المواضيع العامة التي يتناولها نظام المعلومات "البشرية" عدة مجاالت :البيئة والموارد
الطبيعية ومناخ األعمال ،والسكان والديموغرافية ،واالقتصاد ،والنشاط والتشغيل ،ومستوى العيش
والفقر والولوج إلى الخدمات األساسية والبنية التحتية ،وكذا مؤشرات مندمجة حول التنمية البشرية
والصحة والرعاية االجتماعية والتعليم والمعرفة والحكامة.
.207وفي نفس السياق ،أنشأ المرصد الوطني للتنمية البشرية "دراسة بحثية حول األسر" تهدف إلى جمع
بيانات متعلقة بعينة تمثل المستوى المعيشي لجميع األسر في المغرب ،وذلك من أجل تلبية الحاجيات
المرتبطة بتحليل البيانات المستقاة من مختلف األبحاث بنوعيها األفقي والعمودي .ويعتبر رصد وتحليل
دينامية التنمية البشرية الهدف الرئيسي من وراء تصميم وإنجاز هذه األبحاث.
ثانيا .قدرة النظام اإلحصائي الوطني على إنتاج مؤشرات قياس وتتبع أهداف التنمية
المستدامة
أ .احترام المعايير اإلحصائية الدولية من قبل النظام اإلحصائي للمندوبية السامية للتخطيط
-1نظام المعلومات اإلحصائية للمندوبية السامية للتخطيط :نظام يخضع للمعايير الدولية للجودة
.208على مستوى المعايير والمناهج المعتمدة ،تتوفر المندوبية السامية للتخطيط ،باعتبارها النواة
الرئيسية للنظام اإلحصائي الوطني ،على المؤهالت الضرورية لتقييم التقدم الحاصل في تنفيذ أهداف
التنمية المستدامة .وفي هذا الصدد ،تشير قاعدة بيانات األمم المتحدة للممارسات الجيدة في هذا المجال،
إلى كون النظام اإلحصائي المغربي مطابق لمبادئ الدقة والحياد والولوج المتكافئ للجميع .كما أن
النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحكم تشغيله متاحة للعموم.
.209عالوة على ذلك ،اتخذت المندوبية السامية للتخطيط عددا من التدابير للحفاظ على سرية البيانات
واألفراد .فقد قامت ،على سبيل المثال ،بنشر ميثاق يحدد قواعد استخدام وأمن نظام معلوماتها ،ويلزم
36
هذا الميثاق كل مستخدم ،سواء أكان موظفا بالمندوبية أو متعاقدا معها أو مستخدما للبيانات في إطار
مهني أو شخصي.
.210باإلضافة إلى ذلك ،التزمت المندوبية منذ سنة ،2005بالمعيار الخاص المتعلق بنشر البيانات
لصندوق النقد الدولي ،وأقامت عالقات متميزة للتبادل والتعاون العلمي والتقني مع وكاالت األمم
المتحدة ،وخاصة برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،وصندوق األمم المتحدة للسكان واليونيسيف واللجنة
االقتصادية ألفريقيا.
.211كما تعتبر المندوبية السامية عضوا في العديد من مجموعات العمل واللجان المتخصصة ،بما في
ذلك اللجنة اإلحصائية باألمم المتحدة ،وهيئة التعاون اإلحصائي األورو متوسطي ( MEDSTAT
،)IIIواللجنة اإلحصائية لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،والبنك اإلفريقي للتنمية ،والبنك الدولي،
والمكتب اإلحصائي لالتحاد األوروبي ( )Eurostatواللجنة التوجيهية للشراكة اإلحصائية من أجل
التنمية في فجر القرن الحادي والعشرين ( ،)PARIS21إلخ.
.212كما تم ،خالل الدورة التاسعة واألربعين للجنة اإلحصائية لألمم المتحدة 6المنعقدة سنة ،2018
انتخاب المغرب ،ممثال في المندوبية السامية للتخطيط ،لتقلد منصب الرئاسة المشتركة مع دولة المجر
للفترة ،2019-2018للمجموعة رفيعة المستوى المكلفة بالشراكة والتنسيق وبناء القدرات اإلحصائية
من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
-2النظام اإلحصائي الوطني :إجراءات مراقبة الجودة بحاجة للتطوير وإضفاء الطابع الرسمي
عليها
.213تهدف إجراءات مراقبة الجودة التي وضعتها طرف المندوبية السامية للتخطيط إلى إنتاج ونشر
معلومات إحصائية موثوقة وذات جودة .ولبلوغ هذه الغاية تقوم المندوبية بحلقات دراسية لتوعية
موظفيها بأهمية الجوانب المتعلقة بالجودة.
.214باإلضافة إلى ذلك ،وضعت المندوبية عدة إجراءات لفحص جودة اإلحصاءات ،ال سيما فيما يخص
جمع المعلومات .وأقامت لجانا تقنية إلجراء عمليات إحصائية ذات جودة ،إلى جانب تشكيل لجان
أخرى لضمان جودة بعض العمليات اإلحصائية المعنية .كما تلعب مديرية المحاسبة الوطنية دورا ً هاما ً
في رصد المشاكل المرتبطة بالجودة.
.215تقع مسؤولية نشر اإلحصائيات ،أساسا ،على عاتق مديرية اإلحصاء .كما أن نشر المعلومات
اإلحصائية بصفة مشتركة بين المندوبية السامية واألجهزة األخرى ،تخضع إلجراءات تروم ،من جهة،
تقسيم المسؤوليات واألعباء ،ومن جهة أخرى ،التأكيد على ضرورة االلتزام باإلعالن عن التغييرات
التي يتم إدخالها على المنهجيات والمصادر والتقنيات اإلحصائية قبل تنزيلها.
.216لكن ،ورغم الجهود المبذولة ،غالبا ً ما تجد مديرية اإلحصاء نفسها أمام ضرورة التحكيم بين جوانب
مختلفة للجودة مثل احترام اآلجال ودقة وموثوقية البيانات .وبالتالي فإن هذه الوضعية غير مؤطرة
بآليات رسمية من أجل تحسيس المرتفقين بأهمية هذه المقترحات واخذ وجهات نظرهم بعين االعتبار.
باإلضافة إلى ذلك ،لم تقم المندوبية السامية للتخطيط بعد بوضع نظام رسمي وموحد لمراقبة الجودة
وتحسيس الموظفين والشركاء والمستخدمين بمحتواه.
6اللجنة اإلحصائية لألمم المتحدة هي هيئة عليا في النظام اإلحصائي الدولي مسؤولة عن مراجعة واعتماد المنهجيات والمعايير اإلحصائية على
المستوى العالمي.
37
ب .التخطيط لعمليات النظام اإلحصائي الوطني وقياس أهداف التنمية المستدامة
-1المندوبية السامية للتخطيط :تحيين نظام إنتاج المعلومات اإلحصائية
.217أظهرت التحريات التي أجريت على مستوى المندوبية السامية للتخطيط أنها اتخذت مجموعة من
التدابير من أجل تحيين نظام اإلنتاج اإلحصائي والقيام بعمليات إحصائية تمكن من تحديد مدى تحقيق
أهداف وغايات التنمية المستدامة وذلك وفقا لألبعاد الرئيسية المطلوبة كالمعطى الجغرافي والنوع
والسن والحالة االجتماعية واالقتصادية.
.218وفي هذا السياق ،قامت هذه المندوبية بتحيين نظام المحاسبة الوطنية (وفقا لمعايير نظام المحاسبة
لألمم المتحدة لسنة )2008مع تغيير السنة المرجعية للحسابات الوطنية إلى 2007بدل سنة .1998
وشرعت منذ سنة 2012في ورش إصالحي لتغيير السنة المرجعية للحسابات الوطنية إلى سنة 2014
بدل سنة 2007وذلك عبر تحديث عملياتها اإلحصائية الهيكلية.
.219كما أنجزت المندوبية السامية سنة 2014اإلحصاء العام السادس للسكان والسكنى وذلك من أجل
تحديث قواعد البيانات الديموغرافية .وقد مكنت نتائج هذا اإلحصاء من تكوين مجموعة من المؤشرات
من الناحية الديموغرافية والخصائص السوسيو-اقتصادية للسكان ،وكذا المؤشرات متعددة األبعاد للفقر،
فضال عن توقعات النمو لعدد السكان واألسر للفترة ما بين 2015و ،2050وذلك على المستوى الوطني
والجهوي واإلقليمي والمحلي.
.220وفي نفس السياق ،وضعت المندوبية السامية عينة رئيسية ،)échantillon maître( ،استنادا إلى
البيانات الخرائطية واإلحصائية التي جاء بها إحصاء سنة .2014وتعتبر هذه اآللية بمثابة إطار
مرجعي لتوفير المعطيات اإلحصائية ،سواء من حيث تكوين العينات التمثيلية للسكان واألسر ،وإجراء
األبحاث اإلحصائية ،السيما تلك المدرجة في إطار البرنامج الوطني لألبحاث اإلحصائية للفترة 2015
و ،2024والذي ستشرع في إنجازه المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع هيئات أخرى من القطاعين
العام والخاص.
.221ورغم كل هذا المجهود ،فقد تم الوقوف على بعض النقائص المرتبطة ،على وجه الخصوص ،بقدرة
النظام اإلحصائي الوطني على إنتاج كافة مؤشرات القياس والتتبع ألهداف التنمية المستدامة.
-2استغالل البيانات اإلدارية :ضرورة بذل المزيد من المجهودات من طرف الشركاء
.222من شأن استغالل المعطيات اإلدارية ألجل إنتاج بيانات إحصائية ،بما فيها تلك المتعلقة بتتبع إنجاز
أهداف التنمية المستدامة ،أن يتيح الولوج إلى معطيات محينة متوفرة لدى اإلدارات ،وذلك عوض
اللجوء إلى بعض العمليات اإلحصائية الجزئية ،كما تمكن من التخفيف من األعباء الناجمة عن استطالع
آراء العديد من المؤسسات.
.223وفي هذا السياق ،عملت المندوبية السامية للتخطيط على تطوير عالقات التعاون مع القطاعات
والمؤسسات العمومية في مجال إنتاج البيانات اإلدارية والتحليل اإلحصائي .ويتجلى هذا التعاون في
توقيع اتفاقيات شراكة مع بعض منتجي البيانات مثل بنك المغرب ووزارة السياحة والمكتب المغربي
للملكية الصناعية والتجارية والصندوق الوطني للضمان االجتماعي والوكالة الوطنية لتقنين
المواصالت والمديرية العامة لألمن الوطني ووزارة النقل.
.224لكن ،وعلى الرغم من ذلك ،فإن تكثيف استخدام البيانات اإلدارية ألغراض إحصائية ،يعتبر من
أبرز التحديات التي تواجه النظام اإلحصائي الوطني ،حيث ال تزال غير مستغلة بصفة شاملة ،خاصة
على مستوى تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة .وفي هذا اإلطار ،يالحظ غياب التشاور بين الشركاء
على مستوى القطاعات من أجل تحديد القواعد التي يجب اتباعها قصد تحويل المعلومات اإلدارية إلى
بيانات إحصائية ،وكذا تطوير وتقنين وتنظيم عملية إرسال الملفات اإللكترونية المتضمنة لهذه
المعطيات االدارية بطريقة موثوقة .ولهذا الغرض ،يتعين اتخاذ التدابير التالية:
38
التحليل األولي للمصادر اإلدارية وتحديد مرجع واحد أو أكثر؛ -
وضع مسطرة للمصادقة على المعلومات الواردة من مختلف مصادر البيانات والوثائق قصد -
تحديث ودمج أو استبدال البيانات التي تم جمعها؛
ضمان التعاون الوثيق بين خبراء الجهاز المنتج للبيانات والمندوبية السامية للتخطيط من أجل -
االتفاق على تعريف المفاهيم والتعاريف والتصنيفات المتعلقة بالوحدات والمتغيرات ،أو
إيجاد قواعد بديلة إن تعذر ذلك؛
ضمان حضور المندوبية السامية في عملية إنتاج البيانات اإلدارية (باعتبارها النواة األساسية -
للنظام اإلحصائي الوطني) ،وذلك من أجل التقليص من مخاطر غياب الرقابة على مصادر
إنتاج المعلومات والتي قد تؤدي إلى وجود معطيات ناقصة أو خاطئة.
-3العينات المعتمدة على المستوى الوطني :ضرورة إجراء تصحيحات للحصول على بيانات
إحصائية مفصلة على المستوى المحلي
.225أشار تقرير المجلس األعلى للحسابات لسنة 2013المتعلق بمراقبة تسيير المديريات الجهوية
للمندوبية السامية للتخطيط بكل من لدار البيضاء وفاس وأكادير إلى كون الدراسات الوطنية المنجزة
بطلب من مديرية اإلحصاء ال تلبي غالبا تطلعات السلطات المحلية لتعزيز بياناتها الخاصة.
.226وفي هذا اإلطار ،تبين أن المديريات الجهوية تقتصر على توفير بيانات تتعلق بالمستوى الجهوي،
في حين أن الشركاء على المستوى المحلي في حاجة إلى الحصول على بيانات إحصائية أدق وأكثر
تفصيال ،تخص المستوى اإلقليمي .ويعزى ذلك إلى عدم توسيع نطاق التمثيلية اإلحصائية للعينات
المتعلقة بالمسوحات.
.227باإلضافة إلى ذلك ،فإ ن المديريات الجهوية ال تتوفر على قاعدة جهوية للبيانات قصد تلبية الطلب
المتزايد على للمعلومات اإلحصائية الالزمة لبرمجة مختلف عمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية
الجهوية والمحلية.
ت .إنتاج مؤشرات أهداف التنمية المستدامة
يصل عدد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الوطني إلى 244مؤشرا ،ويطرح توطينها
المالحظات التالية:
-1الحاجة إلى المزيد من الجهود لتغطية مؤشرات وغايات أهداف التنمية المستدامة
.228لم يتم بعد تحديد القائمة النهائية لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة التي يمكن تقديمها من طرف
النظام اإلحصائي الوطني ،إذ تم االكتفاء فقط بإجراء تشخيص أولي بشكل منفصل من قبل بعض
الفاعلين في إطار هذا النظام.
.229وطبقا للمعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط ،يمكن للنظام اإلحصائي الوطني إنتاج
48في المائة من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة ،موزعة بالتساوي بين المندوبية السامية للتخطيط
وباقي الفاعلين في النظام اإلحصائي (الوزارات ،المؤسسات العمومية ،إلخ).
.230كما يتيح النظام اإلحصائي الوطني ،حسب طبيعة المؤشر ،إنتاج 63في المائة من مؤشرات
المستوى األول و 40في المائة من مؤشرات المستوى الثاني و 30في المئة من تلك المتعلقة بالمستوى
الثالث .7وتجدر اإلشارة إلى أن البيانات الخاصة بالمؤشرات التي سيتم إنتاجها لم تتغير مقارنة بالبيانات
7اعتمدت لجنة اإلحصاء باألمم المتحدة ،في مارس ،2017قائمة تضم 244مؤشرا تتعلق بأهداف التنمية المستدامة .تم تصنيفها إلى عدة
مستويات حسب درجة صعوبة حسابها:
المستوى األول :المفهوم محدد ،التعريف معتمد ،المنهجية معتمدة ،المعايير متاحة والبيانات موجودة؛ -
المستوى الثاني :المفهوم محدد ،التعريف معتمد ،المنهجية معتمدة ،المعايير متاحة ،البيانات غير متاحة أو قليلة؛ -
المستوى الثالث :مفهوم غير محدد ،التعريف غير محدد ،المنهجية غير معتمدة ،المعايير غير موجودة ،البيانات غير متاحة. -
39
التي تم إصدارها سنة 2016في تقرير المغرب حول آليات تنفيذ خطة التنمية المستدامة في أفق ،2030
عرض خالل المنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة.
.231وعلى صعيد آخر ،يتطلب وضع المؤشرات األخرى ،التي ال تشملها اإلحصائيات المتوفرة ،القيام
بعمليات إحصائية جديدة ومراجعة تلك التي لها طابع دائم ومهيكل ،السيما على مستوى المندوبية
السامية للتخطيط.
.232و حسب المندوبية السامية للتخطيط ،من بين المؤشرات التي تشكل صعوبات خاصة تلك المتعلقة
بالبعد البيئي ،نظرا ً لندرة اإلحصائيات البيئية وتواتر عمليات جمع البيانات المتعلقة بها ،إذ ال تزال
العديد من المؤشرات مصنفة في فئة المستوى الثالث دون أي منهجية .أضف الى ذلك الصعوبات التي
تشوب المؤشرات الحالية حسب األمم المتحدة كتلك المتعلقة بإشكالية التواتر والتفكك والتي يمكن أن
تشكل تحديات إضافية (على المستوى الجغرافي ،والنوع ،ومستوى الدخل ،واإلعاقة ،والهجرة ،إلخ).
.233على الرغم من أن مكونات النظام اإلحصائي الوطني واعية بمدى استعجال تنمية القدرات المتعلقة
بوضع وبتتبع المنهجيات والمقاربات المتعلقة بتحديد المؤشرات التي قد تطرح بعض الصعوبات ،إال
أن غياب آليات للتنسيق يعوق هذه العملية ،ذلك أن معالجة هذه المؤشرات تتطلب تنسيقًا وثيقًا على
المستوى الوطني قصد استهداف هذه المؤشرات واالتفاق على مدى مالءمة بعضها لمتابعة أهداف
التنمية المستدامة.
-2القطاعات الوزارية :ضرورة التنسيق والتناغم بين اإلجراءات المتخذة
✓ وزارة الصحة
.234وضعت خطة العمل التي قامت بإعدادها وزارة الصحة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة إطارا
للترجمة الوطنية لهدف التنمية المستدامة الثالث والغايات المتعلقة بالصحة ،وكذا تفعيل التنسيق بين
مختلف القطاعات .وفي نفس السياق ،تم إنجاز تشخيص أولي لمؤشرات تتبع أهداف التنمية المستدامة
المتعلقة بالصحة.
.235وقد حددت الوزارة سبعة وثالثين ( )37مؤشرا يتعلق بالصحة ،بما في ذلك 26مؤشرا يرتبط
بالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة ،وأحد عشر ( )11مؤشرا آخر يعنى باألهداف األخرى
للتنمية المستدامة .كما صنفت الوزارة هذه المؤشرات إلى خمس فئات على أساس مدى توفر البيانات
المطلوبة لتحديدها:
المؤشرات التي يمكن تحديدها بواسطة األبحاث الوطنية؛ -
المؤشرات التي يمكن تقديرها انطالقا من المعلومات االعتيادية المتوفرة لدى وزارة الصحة؛ -
المؤشرات التي يمكن استخراجها من األنظمة المعلوماتية للقطاعات األخرى؛ -
المؤشرات التي ال تتوفر بخصوصها أي بيانات ( 7مؤشرات)؛ -
المؤشرات التي ليس لها تعريف أو منهجية واضحة ( 3مؤشرات). -
✓ وزارة التربية الوطنية
.236وفقا ً للتشخيص األولي الذي قامت به وزارة التربية الوطنية ،تبين أنه من بين ( )43مؤشرا ً خاصا
بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ،يقع خمسة وعشرون منها ( )25ضمن نطاق نظام
المعلومات المتوفرة بالوزارة ،من بينها تسعة عشر ( )19مؤشرا متاحا وستة ( )6مؤشرات تتطلب
القيام بأبحاث محددة.
.237بالنسبة للمؤشرات األخرى التي ال تدخل ضمن اختصاص الوزارة :سبعة ( )7تقع على عاتق
مديرية التخطيط التابعة للـمندوبية السامية للتخطيط ،ومؤشران على عاتق الهيئات الدولية ،وستة ()6
مؤشرات تندرج ضمن نطاق القطاعات الوزارية األخرى وثالثة ( )3مؤشرات تحتاج الى تحديد
منهجية الحتسابها.
40
✓ كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة
. .238في إطار االستراتيجية الوطنية ،وضعت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة الئحة مكونة من
342مؤشرا يغطي سبع ( )7رهانات تم تحديدها وتصنيفها إلى 31محورا استراتيجيا و 132هدفا.
.239غير أنه ،لم يتم إجراء أي تشخيص لتأكيد توفر البيانات وقدرة النظام اإلحصائي الوطني على
توفيرها .كما أنه لم يتم أي تقييم لمدى التقائية المؤشرات المحددة في االستراتيجية الوطنية للتنمية
المستدامة وتلك المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.
✓ المرصد الوطني للتنمية البشرية
.240يعتبر المسؤولون القائمون على المرصد الوطني للتنمية البشرية أن نظامه معلوماته يمكن أن يوفر
ثالثين ( )30مؤشرا ً للبعد البشري وفقا ً لألهداف التالية :ستة ( )6من بين ستة ( )6مؤشرات من الهدف
األول ؛ أربعة ( )4مؤشرات من أصل أحد عشر ( )11من الهدف الثاني ؛ ستة ( )6مؤشرات من أصل
خمسة وعشرين ( )25من الهدف الثالث ؛ أربعة ( )4من أصل ثمانية ( )8مؤشرات للهدف الرابع ؛
أربعة ( )4من أصل أربعة عشر ( )14مؤشرا للهدف الخامس ؛ وثالثة ( )3من أصل عشرة ()10
مؤشرات للهدف السادس وثالثة ( )3من أصل عشرة ( )10مؤشرات للهدف 10من أهداف التنمية
المستدامة.
.241كما أن المرصد ،في إطار توطين مؤشرات قياس أهداف التنمية المستدامة 1و 2و ،10اقترح
إضافة ثالثة عشر ( )13مؤشرا ً أكثر مالءمة للسياق الوطني .ويتعلق األمر بخمس ( )5مؤشرات
مرتبطة بالهدف األول وثمان ( )8مؤشرات بالنسبة للهدف .10
ث .تحديد القيم المرجعية
.242دعا قرار األمم المتحدة المتعلق بأهداف التنمية المستدامة إلى وضع بيانات مرجعية وطنية ودولية
حتى يمكن قياس التقدم في إنجازها بدقة أكبر ،وخاصة تلك التي ليس لها أهداف رقمية واضحة.
.243وفي هذا السياق ،كشفت التحريات التي أجريت على مستوى القطاعات الوزارية ذات الصلة
والمندوبية السامية للتخطيط عدم وجود تشخيص أولي للبيانات المرجعية المتاحة .في هذا الصدد،
وبصرف النظر عن وزارة الصحة ،التي أطلقت عمليات جمع البيانات (األبحاث) لتحديد القيم المرجعية
لبعض مؤشرات تتبع أهداف التنمية المستدامة ،فإن القطاعات األخرى ال تتوفر على رؤية فيما يتعلق
باإلجراءات التي يتعين القيام بها لوضع قائمة البيانات المرجعية.
ج .تنفيذ أهداف التنمية المستدامة :ضرورة وضع نظام للرصد والتتبع
.244لم يتم بعد اختيار األجهزة أو الهيئة المسؤولة عن الرصد والتتبع ،سواء بالنسبة لجميع أهداف التنمية
المستدامة ولكل هدف على حدة .من ناحية أخرى ،أعطى المرسوم رقم 2-17-670الصادر في 6
أبريل 2018بتحديد اختصاصات وتنظيم المندوبية السامية للتخطيط مهمة إعداد تقارير حول أهداف
التنمية المستدامة لمديرية التخطيط التابعة للمندوبية السامية .غير أنه لم ترد أي إشارات صريحة حول
الجهة المختصة للقيام بمهمة الرصد والتتبع.
.245عالوة على ذلك ،الحظ المجلس األعلى للحسابات أن مهمة الرصد والتتبع توجد محط خالف بين
مختلف األجهزة المعنية ،خاصة كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ،التي ترأس لجنة القيادة من
أجل التتبع والمصاحبة التابعة للجنة االستراتيجية للتنمية المستدامة ،باإلضافة إلى المندوبية السامية
للتخطيط ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة.
41
الجزء الثالث :جواب رئيس الحكومة (نص مترجم)
جوابا على مالحظات تقرير المجلس األعلى للحسابات (المجلس) حول تقييم تنزيل الحكومة ألهداف األمم
المتحدة للتنمية المستدامة ،أبعث إليكم ملخصا بتعقيبات القطاعات الوزارية المعنية بهذا التقييم والمندوبية
السامية للتخطيط والمرصد الوطني للتنمية البشرية .وتتعلق هذه التعقيبات بانخراط الحكومة في أهداف
التنمية المستدامة وبتنزيلها ،وكذا بعض المالحظات الخاصة قصد أخذها بعين االعتبار عند إعداد النسخة
النهائية من التقرير.
.Iالمالحظات العامة
يُفهم من خالل دراسة تقرير المجلس ،أن هذا األخير يعتبر أهداف التنمية المستدامة بمثابة إطار يسمو على
االستراتيجيات والسياسات الوطنية ،والتي يجب أن تكون مدمجة ضمنه بغض النظر عن الخصوصيات
الوطنية .غير أن أهداف التنمية المستدامة تشكل إطارا مرجعيا يجب على الدول األعضاء أن تأخذه بعين
االعتبار عند إعداد وتنزيل االستراتيجيات والسياسات الوطنية .كما أن قرار األمم المتحدة رقم
A/RES/70/1ينص على أن أهداف التنمية المستدامة هي "شاملة من حيث تطبيقها ،تراعي اختالف
الواقع المعيش في كل بلد وقدراته ومستوى تنميته وتحترم السياسات واألولويات الوطنية".
هذه الرؤية مطابقة لموقف المغرب المعبر عنه في الخطاب الملكي بمناسبة الدورة 69للجمعية العامة لألمم
المتحدة المنعقدة بتاريخ 25شتنبر ،2014والذي أكد على "ان تحقيق التنمية المستدامة ،ال يتم بقرارات أو
وصفات جاهزة ،كما أنه ليس هناك نموذج واحد في هذا المجال .فكل بلد له مساره الخاص ،حسب تطوره
التاريخي ،ورصيده الحضاري ،وما يتوفر عليه من طاقات بشرية ،وموارد طبيعية ،وحسب خصوصياته
السياسية ،وخياراته االقتصادية ،وما يواجهه من عراقيل وتحديات".
وفيما يخص تنزيل أهداف التنمية المستدامة ،ينبغي التذكير أن المغرب انخرط في هذه االلتزامات ،على
غرار باقي الدول األعضاء في األمم المتحدة ،كما ان الحكومة أكدت إرادتها لتحقيق هذه األهداف عند تقديم
البرنامج الحكومي أمام البرلمان .األهمية التي يوليها المغرب ألهداف التنمية المستدامة تنعكس في التعبئة
على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الوطني ألجل تنفيذ األهداف.
فعلى الصعيد الدولي ،شارك المغرب في مختلف اللقاءات حول أهداف التنمية المستدامة ،سواء عند مرحلة
تصور هذه األهداف أو في المناقشات التي تمت فيما بعد حول تنفيذها من طرف الدول .وفي هذا الصدد،
بادر المغرب ،بتاريخ 19يوليوز ،2016بتقديم تقرير اختياري حول التدابير األولية المتخذة من أجل تنزيل
أهداف التنمية المستدامة في إطار المنتدى السياسي رفيع المستوى للمجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم
المتحدة بنيويورك.
وعلى الصعيد الوطني ،تم تنظيم أول لقاء وطني بالرباط في شهر ماي 2016مع مختلف األطراف المعنية
من أجل التحسيس بضرورة تفعيل أهداف التنمية المستدامة وإدماجها في االستراتيجيات الوطنية والسياسات
القطاعية.
وهكذا ،انخرطت مختلف الوزارات والمؤسسات العمومية المعنية في منهجية تشاركية وتعاونية مع
األطراف الفاعلة من أجل التخطيط وتحديد األولويات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة وبغاياتها وإدراجها
في مخططات عملهم .وفي هذا السياق ،تم عقد عدة اجتماعات تنسيقية تروم دعم التشاور حول تنزيل هذه
األهداف ،خصوصا من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الصحة ووزارة الطاقة
والمعادن والتنمية المستدامة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي
والمندوبية السامية للتخطيط ،إلخ.
42
وعلى الرغم من ذلك ،ال زال مسلسل إرساء أهداف التنمية المستدامة يحتاج إلى إحداث بنية للتنسيق بهدف
تحديد األولويات والتتبع والتقييم .ومن أجل ذلك ،فإن الحكومة بصدد التفكير في مأسسة آلية لهذه الغاية
وتحديد مهامها قصد تحسين فعالية المجهودات المبذولة من طرف بلدنا للوفاء بالتزاماته.
وفيما يخص تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،فإن القطاعات الوزارية المكلفة بتوفير المعلومة اإلحصائية
قد شرعت في تشخيص وضعية المعلومات المتوفرة .وقد مكن هذا التشخيص من قياس أهمية المعطيات
اإلحصائية الضرورية من حيث الكم والكيف الواجب توفيرها أو تحسينها .وفي هذا اإلطار ،تجدر اإلشارة
إلى ان الهدف ليس هو تتبع جميع الغايات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة ،بل تلك التي تدخل ضمن
األولويات والتي قام المغرب بوضع مقياس مرجعي لها ،مع الحرص على ترشيد الموارد.
وعالقة بتحسين جودة وتنوع المعلومة اإلحصائية ،أوصى المجلس بإصالح النظام اإلحصائي الوطني
وتفعيل ودعم لجنة التنسيق والدراسات اإلحصائية ( .)COCOESغير أن هذه اآللية لم تعد تعكس المبادئ
األساسية لإلحصائيات الرسمية كما أوصت بذلك لجنة األمم المتحدة .لهذا ،فأن الحكومة بصدد مراجعة
النصوص القانونية التي تروم تحيين قانون اإلحصاء ومأسسة المجلس الوطني لإلحصاء (.)CNS
.IIالمالحظات الخاصة
وعالوة على المالحظات المشار إليها أعاله ،ألتمس منكم عند صياغة التقرير النهائي أخذ المالحظات التالية
بعين االعتبار:
فيما يخص الهدف الثالث ،سجلت وزارة الصحة ضمن "مخطط الصحة "2025التسع غايات
المتعلقة بهذا الهدف ،والتي يجب تحقيقها في أفق .2030وفي هذا السياق ،يجب تعويض كل
اإلشارات الواردة في التقرير من استراتيجية أو برنامج قطاعي لوزارة الصحة 2017-2021
بمخطط الصحة .2025
إن االستراتيجية الوطنية للصحة 2021-2017مضمنة في "مخطط الصحة "2025وفي مخطط
وزارة الصحة في أفق ( 2021الفقرة 86والفقرة .)96ويرتكز هذا المخطط على ثالث دعامات
متفرعة إلى 25محور مندمج تضم 125إجراء (النقطة ،6الصفحة .)25
إن اإلطار القانوي المشار إليه في تقرير المجلس يستحسن تتميمه بالمرسوم التطبيقي رقم -562
24( 214يوليوز ( .)2015الفقرة .)1778
فيما يتعلق بالتنمية المستدامة ،ومنذ المصادقة على االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في
المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 25يونيو ،2017تم الشروع في مسلسل تنزيلها وفي تسريع
وتيرته ،ال سيما بوضع إطار للحكامة (المرسوم رقم 2.17.655المتعلق بإحداث اللجنة
اإلستراتيجية للتنمية المستدامة ،الجريدة الرسمية عدد 6660بتاريخ 29مارس .)2018حيث تم
إحداث لجنتين :اللجنة االستراتيجية يترأسها رئيس الحكومة ولجنة القيادة تترأسها كتابة الدولة
المكلفة بالتنمية المستدامة.
من أجل تفعيل االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ،قامت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة
بإجراء مشاورات مع جميع الفاعلين توجت بإعداد مخطط العمل ،2021-2019يضم األهداف
والتدابير الواجب اتخاذها .إن هذه المرحلة األولية ستساهم في دعم إلتقائية االستراتيجية الوطنية
للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة (الفقرة .)94
قامت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة بالمشاورات مع جميع الفاعلين من أجل تحديد الرهانات
الكبرى ،والمحاور االستراتيجية واألهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة (الفقرة .)95إن دعم التناسق
بين االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة يتم في إطار مخططات عمل
43
حول التنمية المستدامة والتي تم إعدادها بعد المصادقة على االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة
(الفقرة .)99
لقد تم اقتراح أكثر من عشرين مخطط عمل قطاعي للتنمية المستدامة من أجل تحديد مساهمة كل
قطاع في هذه االستراتيجية ،مع مخطط عمل أفقي للتنمية المستدامة يتعلق بتفعيل جانب اإلدارة
المثالية (الفقرة .)114
إن المندوبية السامية للتخطيط ،طبقا للمرسوم الذي يحدد اختصاصاتها ،تتولى بالفعل إعداد تقارير
حول أهداف التنمية المستدامة .إال أنه لم يتم بعد تعيين الجهة التي ستقوم مهمة التتبع وإعداد التقارير
بهذا الشأن ،وذلك في انتظار إحداث آلية التنسيق المشار إليها سابقا( .نقطة 8في خالصات عامة
وتوصيات)
إن البحث حول التشغيل الذي قامت به المندوبية السامية للتخطيط لم يعتمد على خدمات الصندوق
الوطني للضمان االجتماعي وصندوق التقاعد (الفقرة .)181
لقد تم اتخاذ اإلجراءات التي تروم تبني بعض أهداف التنمية المستدامة على المستوى الجهوي ،عبر
إعداد مخططات ترابية لمكافحة االحتباس الحراري( .الفقرة )61
44
طبعة المجلس األعلى للحسابات 2019
ردمك978-9920-751-10-0 :