You are on page 1of 45

‫المملكة المغربية‬

‫المجلس األعلى للحسابات‬

‫تقرير موضوعاتي حول‪:‬‬


‫مدى جاهزية المغرب لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪2030-2015‬‬

‫يناير ‪2019‬‬
‫مداولة‬

‫طبقا لمقتضيات القانون رقم ‪ 62-99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية كما تم تغييره وتتميمه؛‬
‫تم إنجاز مهمة مراجعة جاهزية المملكة المغربية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ‪ ،2030-2015‬من طرف‬
‫فريق يتكون من السيد حسن النمراني رئيس المجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬والسيد‬
‫محمد عبد المحسن حنين رئيس فرع بالمجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة (مقررا)‪،‬‬
‫والسيد عبد الوهاب قادري رئيس فرع بالغرفة األولى‪ ،‬والسيدة حياة يادوني رئيسة فرع بالغرفة الثالثة‪،‬‬
‫والسيد سعيد لمرابطي رئيس فرع بالغرفة الثالثة‪ ،‬والسيد عبد الكريم جغيلفة مستشار بغرفة التدقيق والبت‬
‫في الحسابات‪.‬‬

‫وقد تم تداول هذا التقرير الموضوعاتي من طرف هيئة مكونة من السادة‪:‬‬


‫‪ -‬ذ‪ .‬إدريس جطو‪ ،‬الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬رئيسا؛‬
‫‪ -‬ذ محمد دير‪ ،‬الكاتب العام للمجلس األعلى للحسابات بالنيابة‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬محمد الصوابي‪ ،‬رئيس الغرفة األولى‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬محمد كمال الداودي‪ ،‬رئيس الغرفة الرابعة‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬إبراهيم بن به‪ ،‬رئيس غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬بوشعيب بيبط‪ ،‬رئيس غرفة التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬عبد العزيز كلوح‪ ،‬المقرر العام‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬عبد الصمد األزرق‪ ،‬المكلف بتنسيق أعمال المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬عضوا؛‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬ياسين ناصيري بن الصغير‪ ،‬رئيس فرع بالغرفة الثانية نيابة عن رئيس الغرفة الثانية‪ ،‬عضوا‪.‬‬

‫وحرر بالرباط في ‪ 17‬يناير ‪2019‬‬


‫الفهرس‬

‫مقدمة‪ :‬سياق مهمة المراجعة ‪4 ...............................................................................................................‬‬


‫المقاربة المنهجية ‪6 ..............................................................................................................................‬‬
‫أهم الخالصات والتوصيات ‪8 ...................................................................................................................‬‬
‫الجزء األول‪ :‬اإلطار العام لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ‪10 ..........................................................................‬‬
‫أوال‪ .‬اإلجراءات المتخذة من أجل تنفيذ برنامج ‪10 ............................................................................... 2030‬‬
‫أ‪ .‬االلتزام السياسي‪ :‬إرادة معلنة بوضوح لتنفيذ خطة ‪10..................................................................................... 2030‬‬
‫ب‪ .‬اإلطار الدستوري والتشريعي‪ :‬مرجع مالئم لتنزيل خطة ‪11.............................................................................2030‬‬
‫ت‪ .‬التوعية وتعزيز الحوار بين مختلف األطراف المعنية بأهداف التنمية المستدامة ‪13..........................................................‬‬
‫ث‪ .‬تفعيل أهداف التنمية المستدامة في إطار السياق الوطني‪ :‬تنظيم مناظرة وطنية ولكن دون متابعة حقيقية ‪16............................‬‬
‫ج ‪-‬تحديد األولويات‪ :‬ضعف وتيرة إلتقائية االستراتيجيات الوطنية الجارية مع خطة ‪17................................................ 2030‬‬
‫ح‪ .‬تخطيط وتمويل أهداف التنمية المستدامة‪ :‬قصور التدابير المتخذة في انتظار مطابقة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة لخطة‬
‫‪20........................................................................................................................................................2030‬‬
‫ثانيا‪ .‬مراجعة التدابير المتخذة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتعليم ‪21 ....................................‬‬
‫أ‪ -‬وزارة الصحة‪ :‬تدابير ملحوظة لتنفيذ أهداف الصحة ‪21...........................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬وزارة التربية الوطنية‪ :‬تشكيل لجنة وطنية من أجل تنسيق الهدف الرابع ‪25..................................................................‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬نظام جمع بيانات وقياس مؤشرات أهداف التنمية المستدامة ‪30 .....................................................‬‬
‫أوال‪ .‬اإلطار التنظيمي والمؤسساتي للنظام اإلحصائي الوطني ‪30....................................................................................‬‬
‫أ‪ .‬مكونات وتنظيم النظام اإلحصائي الوطني ‪30........................................................................................................‬‬
‫ب‪ .‬عمل وتنسيق النظام اإلحصائي الوطني ‪32..........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬قدرة النظام اإلحصائي الوطني على إنتاج مؤشرات قياس وتتبع أهداف التنمية المستدامة ‪36............................................‬‬
‫أ‪ .‬احترام المعايير اإلحصائية الدولية من قبل النظام اإلحصائي للمندوبية السامية للتخطيط ‪36................................................‬‬
‫ب‪ .‬التخطيط لعمليات النظام اإلحصائي الوطني وقياس أهداف التنمية المستدامة ‪38..............................................................‬‬
‫ت‪ .‬إنتاج مؤشرات أهداف التنمية المستدامة ‪39..........................................................................................................‬‬
‫ث‪ .‬تحديد القيم المرجعية ‪41...............................................................................................................................‬‬
‫ج‪ .‬تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ :‬ضرورة وضع نظام للرصد والتتبع ‪41.........................................................................‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬جواب رئيس الحكومة (نص مترجم) ‪42 ..................................................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪ :‬سياق مهمة المراجعة‬

‫‪ .1‬خالل دورتها السبعين المنعقدة بتاريخ ‪ 25‬شتنبر ‪ ،2015‬والمخصصة لخطة التنمية ما بعد سنة ‪،2015‬‬
‫صادقت الجمعية العامة لألمم المتحدة على برنامج (‪ )2015-2030‬المتعلق بإطار العمل العالمي الذي‬
‫يعتمد على تنفيذ ‪ 17‬هدفا للتنمية المستدامة المفصلة في ‪ 169‬غاية (قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫رقم ‪.)70/1‬‬

‫‪ .2‬هذه الخطة‪ ،‬التي تحمل شعار "تحويل عالمنا‪ :‬خطة التنمية المستدامة في أفق سنة ‪ ،"2030‬تندرج في‬
‫سياق استمرارية الزخم الذي انطلق مع أهداف األلفية للتنمية‪ ،‬ويعتمد على مقاربة مندمجة تأخذ بعين‬
‫االعتبار المكونات االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫‪ .3‬تمت المصادقة على خطة ‪ 2030‬من طرف جميع الدول والتي يتعين عليها‪ ،‬حسب القرار رقم ‪،70/1‬‬
‫تكييفه وفقا الحتياجاتها الخاصة مع ضمان إجراء مقارنة دولية بين البلدان‪ .‬وقد اعتبر القرار سالف‬
‫الذكر األهداف السبعة عشر للتنمية متكاملة وغير قابلة للتجزيء‪.‬‬
‫بيان رقم ‪ :1‬أهداف التنمية المستدامة‬

‫‪4‬‬
‫‪ .4‬وتغطي هذه األهداف جميع مجاالت التنمية وتهم جميع الدول المتقدمة منها والنامية‪ .‬وقد نتج عن تنوع‬
‫األهداف وغاياتها عدة ترابطات تتطلب وضع مقاربة منهجية متناسقة ومندمجة على المستوى الوطني‬
‫مع تحديد األولويات‪.‬‬
‫بيان رقم ‪ :2‬الترابطات الموجودة بين األهداف السبعة عشر وغاياتها‬

‫المصدر‪ :‬المندوبية السامية للتخطيط‪2018 ،‬‬

‫‪ .5‬وقد ركزت األمم المتحدة مرارا‪ ،‬وخاصة بمناسبة اعتماد خطة ‪ ،2030‬على ضرورة إشراك األجهزة‬
‫العليا للرقابة في عملية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ .6‬وفي هذا الصدد‪ ،‬وضعت المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (‪(INTOSAI‬‬
‫مساهمة أعضائها في متابعة ومراجعة أهداف التنمية المستدامة في مرتبة األولوية األفقية الثانية من‬
‫بين األولويات الخمس المحددة في إطار خطتها االستراتيجية ‪.2022-2017‬‬

‫‪ .7‬وحسب المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة‪ ،‬يمكن لمساهمة األجهزة العليا للرقابة‬
‫في هذه العملية أن تأخذ عدة أشكال‪ ،‬خاصة القيام بمهمات رقابة األداء‪ ،‬أو مراجعة مدى جاهزية‬
‫الحكومات الوطنية لتنفيذ وقيادة وتقييم درجة التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬والقيام‬
‫الحقا بمراقبة العمليات والتأكد من صدقية المعطيات المقدمة‪.‬‬

‫‪ .8‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬قام المجلس األعلى للحسابات بمهمة موضوعاتية حول مراجعة مدى جاهزية الحكومة‬
‫المغربية لقيادة وتنفيذ وتتبع أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬التي تشكل موضوع هذا التقرير‪.‬‬

‫‪ .9‬وقد تم تبليغ تقرير المالحظات إلى السيد رئيس الحكومة بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،2018‬وتم التوصل‬
‫بالجواب بتاريخ ‪ 7‬دجنبر ‪ ،2018‬وقد تم إدراج التعقيبات ذات الطابع العام بالكامل في آخر هذا التقرير‪،‬‬
‫بينما تم إدراج األجوبة المحددة بعد الفقرات المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المقاربة المنهجية‬

‫‪ -1‬موضوع وإطار المراجعة‬


‫‪ .10‬تهدف مهمة مراجعة مدى جاهزية الحكومة لتنفيذ خطة ‪ 2030‬إلى تقييم التدابير المتخذة من طرف‬
‫مختلف الفاعلين على المستويين االستراتيجي والمؤسساتي من أجل ضمان إطار مالئم لتحديد‬
‫األولويات وتبني وتنسيق وتتبع ورصد األهداف السبعة عشر (‪ )17‬والغايات المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪ .11‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تندرج هذه المراجعة في إطار تحقيق هدف التنمية المستدامة رقم ‪" 16‬السالم والعدل‬
‫والمؤسسات القوية"‪ ،‬والذي يرمي إلى إحداث مؤسسات فعالة ومسؤولة وشفافة وقادرة على تخطيط‬
‫تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬إضافة إلى وضع تقرير حول التقدم الحاصل خالل الفترة السابقة لسنة‬
‫‪.2030‬‬

‫‪ -2‬أهداف ونطاق المراجعة‬


‫‪ .12‬تهدف المراجعة إلى تحديد مدى جاهزية الحكومة المغربية لتنفيذ خطة األمم المتحدة حول أهداف التنمية‬
‫المستدامة في أفق سنة ‪.2030‬‬

‫‪ .13‬ولهذا الغرض‪ ،‬حددت المهمة سؤالين أساسيين تفرعت عنهما أسئلة جزئية مقدمة على النحو التالي‪:‬‬
‫بيان رقم ‪ :3‬أسئلة مهمة المراجعة‬

‫هل قامت الحكومة باتخاذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة؟‬
‫‪ .1‬هل هناك التزام سياسي رسمي؟‬
‫‪ .2‬هل اعتمدت الحكومة واألطراف المتدخلة نظاما للتنسيق والتتبع؟‬
‫السؤال ‪1‬‬

‫‪ .3‬هل تبنت األطراف المتدخلة أهداف التنمية المستدامة؟‬


‫‪ .4‬هل هناك تعريف واضح اللتزامات ووسائل األطراف المتدخلة؟‬
‫‪ .5‬هل تمت ترجمة أهداف التنمية المستدامة لبرامج عمل مفصلة؟‬
‫‪ .6‬هل تمت مراعاة البعد الترابي لتنزيل أهداف التنمية المستدامة؟‬
‫هل النظام اإلحصائي الوطني قادر على إنتاج المعطيات الضرورية لتتبع ورصد أهداف التنمية‬
‫المستدامة؟‬
‫السؤال ‪2‬‬

‫‪ .7‬هل يسمح النظام اإلحصائي الوطني بتكييف وقياس المؤشرات؟‬


‫‪ .8‬هل يسمح النظام اإلحصائي الوطني بتحديد القيم المرجعية لكل مؤشر؟‬
‫‪ .9‬هل هناك آليات لرصد ومراقبة جودة المعطيات؟‬

‫‪ .14‬وقد شملت المراجعة باألساس سبع وزارات ومؤسسات تم اختيارها نظرا النخراطها في عملية تنسيق‬
‫وتتبع األشغال التحضيرية لتنفيذ برنامج ‪ 2030‬و‪/‬أو لمساهمة أنظمتها المعلوماتية اإلحصائية في إنتاج‬
‫مؤشرات تتبع أهداف التنمية المستدامة‪ .‬ويتعلق األمر بالوزارات واألجهزة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي؛‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة؛‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬وزارة الصحة؛‬
‫‪ -‬وزارة التربية الوطنية؛‬
‫‪ -‬كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة؛‬
‫‪ -‬المندوبية السامية للتخطيط؛‬
‫‪ -‬المرصد الوطني للتنمية البشرية‪.‬‬

‫‪ .15‬وبهدف اإلجابة على أسئلة مهمة المراجعة‪ ،‬تم اعتماد مقاربة منهجية تقوم على العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المراجعة الوثائقية والببليوغرافية من خالل تحليل الوثائق والمعلومات والتجارب المتعلقة‬
‫بخطة ‪ 2030‬على المستويين الدولي والوطني؛‬
‫‪ -‬تنظيم ندوتين في يوليوز وشتنبر ‪ ،2017‬بالتنسيق مع الوزارات واألجهزة المستهدفة بعملية‬
‫المراجعة‪ ،‬بشأن تحديات ما بعد أهداف األلفية للتنمية ودرجة االستعداد لتنفيذ خطة ‪2030‬؛‬
‫‪ -‬تنظيم ورشتين لتبادل الخبرات في إطار برنامج شراكة مع المحكمة الوطنية الهولندية للتدقيق‬
‫في شهري شتنبر ‪ 2017‬ومارس ‪ 2018‬بالرباط‪ ،‬ومع األجهزة العليا للرقابة من بلدان أخرى‬
‫(الجزائر والعراق واألردن وفلسطين وتونس) خالل شهري مارس ‪ 2017‬ويونيو ‪2018‬‬
‫بالهاي‪ ،‬وشهر دجنبر ‪ 2017‬بالرباط؛‬
‫‪ -‬تجميع المعلومات المتعلقة بتنفيذ خطة ‪ 2030‬من خالل توجيه استبيانات إلى الوزارات‬
‫والمؤسسات المعنية؛‬
‫‪ -‬إنجاز التحقيقات والمقابالت مع المسؤولين بالوزارات واألجهزة المذكورة سابقا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى رئيس اللجنة المكلفة بالتنمية المستدامة باالتحاد العام لمقاوالت المغرب (القطاع الخاص)‬
‫وكذا منظمة غير حكومية عاملة بالقطاعين الصحي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ .16‬وتم اختيار الهدفين الثالث والرابع للتنمية المستدامة‪ ،‬المتعلقين على التوالي بقطاعي الصحة والتعليم‪،‬‬
‫كنماذج لتشخيص درجة جاهزية القطاعات الحكومية لتنفيذ خطة ‪2030‬؛‬

‫‪ .17‬وشملت المهمة الفترة الممتدة من ‪ 25‬شتنبر‪ 2015‬إلى ‪ 31‬ماي ‪ ،2018‬وهي الفترة المعنية بخالصات‬
‫هذه المراجعة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أهم الخالصات والتوصيات‬

‫‪ -1‬أهم الخالصات‬

‫‪ .18‬مكنت مراجعة الجاهزية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة من تسجيل التزام المغرب بشكل واضح بتنزيل‬
‫برنامج ‪ ،2030‬وكذلك توفره على إطار دستوري وتشريعي مالئم لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬

‫‪ .19‬وقد مكن تنظيم مناظرة وطنية سنة ‪ 2016‬حول تنزيل خطة ‪ 2030‬للتنمية المستدامة في السياق الوطني‬
‫من إطالق مشاورات ونقاش بين مختلف الفاعلين المعنيين بتنفيذ هذا البرنامج‪ .‬غير أن هذه المناظرة‬
‫لم تتبعها إجراءات ملموسة لتفعيل توصياتها‪.‬‬

‫‪ .20‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تبقى درجة استيعاب األهداف التنموية وتبنيها من طرف المواطنين والجهات المعنية‬
‫غير كافية‪ ،‬وذلك نتيجة لغياب إطار للتنسيق والتتبع يسمح بتجميع وضمان تكامل اإلجراءات المتخذة‬
‫من طرف مختلف األطراف المتدخلة‪ ،‬وكذا غياب استراتيجية للتواصل والتحسيس حول أهداف التنمية‬
‫المستدامة تتالءم مع كافة المستويات والغايات المستهدفة‪.‬‬

‫‪ .21‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن تأخر وضع إطار للتنسيق والتتبع بهدف تنفيذ خطة ‪ 2030‬أدى إلى ضعف‬
‫انخراط المتدخلين المعنيين وغياب التشاور معهم حول أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وهو ما تجلى في‬
‫ضعف توزيع األدوار والمسؤوليات‪ ،‬وغياب استراتيجية أو برنامج وطني يحدد األولويات الوطنية‪،‬‬
‫في ما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وكذا غياب خطط عمل مفصلة تحدد الكيفيات واآلجال‬
‫والمتدخلين وطرق التمويل الخاصة بهذه األهداف‪.‬‬

‫‪ .22‬كما تم تسجيل بطء وتيرة اتخاذ التدابير الرامية النسجام ومالءمة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫واالستراتيجيات القطاعية مع أهداف التنمية المستدامة‪ .‬إضافة إلى كون هذه االستراتيجية الوطنية‬
‫تسجل نقائص متعلقة بضعف تبنيها من طرف بعض المتدخلين‪ ،‬وبتواجد تباين بين األطراف المعنية‬
‫حول اإلطار المالئم لتحديد المشاريع واألولويات بغرض مقاربة االستراتيجية الوطنية مع أهداف‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ .23‬وعلى مستوى تجميع المعطيات الخاصة بقياس المؤشرات‪ ،‬سجلت مهمة المراجعة فعالية النظام‬
‫اإلحصائي الوطني من حيث استجابته للمعايير الدولية‪ ،‬وتوفره على اإلمكانيات المطلوبة إلنتاج‬
‫المؤشرات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ .‬غير أن هذا النظام مدعو لتجاوز بعض النقائص‬
‫المتعلقة بغياب تنسيق ومالءمة اإلجراءات والعمليات اإلحصائية المنجزة من طرف مختلف مكوناته‪.‬‬
‫وهو ما يستدعي تفعيل دور لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية في انتظار خلق المجلس الوطني‬
‫لإلحصاء‪ ،‬وكذا تطوير التعاون مع المنتجين المؤسساتيين للمعطيات‪ ،‬خاصة على المستوى الترابي‪.‬‬

‫‪ .24‬وبخصوص تغطية المؤشرات والغايات المستهدفة‪ ،‬الحظت مهمة المراجعة كون الالئحة النهائية‬
‫للمؤشرات التي يمكن أن ينتجها النظام اإلحصائي الوطني لم يتم حصرها بعد‪ .‬حيث يقتصر األمر على‬
‫تشخيص أولي تم إنجازه من طرف المندوبية السامية للتخطيط ومن طرف بعض مكونات هذا النظام‪،‬‬
‫والذي خلص لقدرة هذا األخير على إنتاج ‪ 48‬بالمائة من المؤشرات المعتمدة في برنامج ‪ ،2030‬في‬
‫حين لم يتم بعد إعداد قائمة القيم المرجعية لهذه المؤشرات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .25‬وقد سجل تكليف المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬بموجب المرسوم الجديد المتعلق بإعادة تنظيمها‪ ،‬بإنجاز‬
‫التقارير حول أهداف التنمية المستدامة‪ .‬إال أنه لم يتم التطرق بصفة صريحة للجهة المسؤولة عن مهمة‬
‫التتبع والرصد‪.‬‬
‫‪ -2‬التوصيات‬
‫‪ .26‬مع تسجيل التزام المغرب الواضح والمعلن من طرف السلطات العمومية بالتنمية المستدامة‪ ،‬أسفرت‬
‫مهمة المراجعة عن مجموعة من النقائص وتقترح مجموعة من الجوانب التي يتعين أن تشتغل عليها‬
‫الحكومة قصد التنفيذ األفضل لخطة ‪ 2030‬وبلوغ األهداف المتوخاة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس‬
‫األعلى للحسابات بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إحداث هيئة ونظام يضمن انخراط مختلف المتدخلين المعنيين وتجميعهم‪ ،‬بهدف ضمان تنسيق‬
‫وتتبع تنفيذ خطة ‪ 2030‬المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة؛‬
‫‪ .2‬توسيع المشاورات مع جميع األطراف الفاعلة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي‪،‬‬
‫والحرص على وضع استراتيجية وطنية للتحسيس والتواصل تكون مالئمة لجميع الفئات‪،‬‬
‫بهدف ضمان االنخراط الفعلي وتملك أهداف التنمية المستدامة وتبنيها من طرف الجميع؛‬
‫‪ .3‬ترسيم وتعميم نتائج أشغال مالءمة أهداف التنمية المستدامة مع السياق الوطني وتحديد‬
‫األولويات في هذا الشأن‪ ،‬والعمل على توزيع األدوار والمسؤوليات على المستويين الوطني‬
‫والمحلي بهدف تحقيق هذه األهداف؛‬
‫‪ .4‬تفعيل أشغال مالءمة وإلتقائية االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة واالستراتيجيات القطاعية‬
‫مع المخطط الوطني الذي سيتم اعتماده بهدف تنفيذ أهداف التنمية المستدامة؛‬
‫‪ .5‬وضع خطط عمل مفصلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمصادقة عليها‪ ،‬مع تحديد الوسائل‬
‫واآلجال والمتدخلين وطرق التمويل الضرورية لتنزيلها‪ ،‬مع العمل على تضمينها للمبادرات‬
‫ذات الصلة المتخذة من طرف بعض القطاعات الوزارية وفاعلين آخرين؛‬
‫‪ .6‬التعجيل بتفعيل مسطرة تحيين وتأهيل وإصالح اإلطار القانوني والتنظيمي والمؤسساتي للنظام‬
‫اإلحصائي الوطني؛‬
‫‪ .7‬العمل على تفعيل وتعزيز دور لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية‪ ،‬وحث األطراف المتدخلة‬
‫على احترام الصالحيات الممنوحة لهذه اللجنة‪ ،‬بهدف تجاوز المقاربات المنهجية القطاعية‬
‫المجزئة لجمع وإنتاج اإلحصائيات‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة؛‬
‫‪ .8‬تفعيل المسار الالزم لوضع ومالءمة وتكييف وإثراء الغايات المنشودة والمؤشرات المرتبطة‬
‫بأهداف التنمية المستدامة وقيمها المرجعية وربطها بالسياق الوطني‪ ،‬والسهر على استثمار‬
‫الجهود المبذولة من طرف بعض األطراف الفاعلة في هذا المجال واالستفادة منها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الجزء األول‪ :‬اإلطار العام لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‬

‫أوال‪ .‬اإلجراءات المتخذة من أجل تنفيذ برنامج ‪2030‬‬


‫أ‪ .‬االلتزام السياسي‪ :‬إرادة معلنة بوضوح لتنفيذ خطة ‪2030‬‬

‫‪ .27‬التزم المغرب بشكل واضح سنة ‪ 2015‬بتنفيذ خطة ‪ ،2030‬وقد أكد هذا االلتزام على أعلى مستوى‬
‫بالدولة وكذا على مستوى الحكومة وباقي المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -1‬الخطاب الملكي الموجه للجمعية العامة لألمم المتحدة‬


‫‪ .28‬أكد جاللة الملك محمد السادس في الخطاب الملكي السامي الموجه للدورة ‪ 70‬للجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة المنعقدة بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،2015‬على كون هذه الدورة‪ ":‬تكتسي أهمية خاصة‪ ،‬لكونها ستشهد‬
‫باألساس‪ ،‬المصادقة على خطة التنمية المستدامة لما بعد ‪ .2015‬وهي مناسبة لتأكيد التزامنا الجماعي‪،‬‬
‫من أجل تحقيق األهداف النبيلة‪ ،‬التي يدعو إليها ميثاق منظمتنا‪ ،‬واالستجابة لتطلعات شعوب العالم"‪.‬‬
‫‪ -2‬البرنامج الحكومي‬
‫‪ .29‬التزمت الحكومة المغربية‪ ،‬من خالل برنامجها الذي قدم للبرلمان في أبريل ‪ 2017‬برسم الوالية‬
‫التشريعية ‪ ،20211-2017‬بتطبيق الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬وبإعداد وتنفيذ‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وتعزيز اإلطار المؤسساتي المتعلق بها‪ ،‬إضافة إلى دعم وتفعيل‬
‫الصندوق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ .‬ووفقا للبرنامج الحكومي‪ ،‬يأتي هذا االلتزام "تفعيال‬
‫للتوجيهات الملكية السامية القاضية بتكريس االنخراط اإلرادي للمغرب في الجهود العالمية الرامية‬
‫لبلوغ أهداف التنمية المستدامة"‪.‬‬
‫‪ -3‬مبادرات بعض المؤسسات الدستورية‬
‫‪ .30‬قامت العديد من المؤسسات الدستورية باتخاذ مبادرات للمساهمة في تنفيذ خطة ‪ .2030‬ويتعلق األمر‬
‫باألساس بالبرلمان‪ ،‬والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ .‬حيث‬
‫نظمت هذه المؤسسات سلسلة من األنشطة التي تعكس انخراطها في المجهودات الوطنية من أجل إنجاح‬
‫وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .31‬فعلى مستوى البرلمان‪ ،‬نظم مجلس المستشارين بتاريخ ‪ 19‬يناير ‪ 2017‬يوما تحسيسيا لفائدة أعضائه‬
‫حول موضوع "أهداف التنمية المستدامة ‪ ،2030‬أية أدوار للبرلمان؟"‪ .‬كما نظم مجلس النواب يوما‬
‫دراسيا بتاريخ ‪ 4‬شتنبر ‪ 2018‬حول المحاور المخصصة على مستوى برنامج ‪ 2030‬لتعزيز المساواة‬
‫بين الجنسين واستقاللية النساء‪.‬‬
‫‪ .32‬وعلى مستوى المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬تم تنظيم مجموعة من التظاهرات للتكوين والتحسيس‬
‫والتعبئة‪ ،‬بشراكة مع المجتمع المدني المحلي والمنظمات الدولية‪ .‬واهتمت هذه التظاهرات بأهداف‬
‫التنمية المستدامة وغاياتها المرتبطة بإشكالية حماية حقوق اإلنسان ومقاربة النوع‪.‬‬
‫‪ .33‬كما نظم المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ورشتين على عالقة بأهداف التنمية المستدامة‪ .‬حيث‬
‫تمحورت الورشة األولى حول موضوع "االنتقال من أهداف األلفية من أجل التنمية إلى أهداف التنمية‬
‫المستدامة"‪ ،‬في حين ركزت الورشة الثانية على الشروط الضرورية لجعل الخدمات األساسية للمدن‬
‫الحالية والمستقبلية مواكبة ألهداف التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ 1‬طبقا ألحكام الفصل ‪ 88‬من الدستور‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -4‬التقديم الطوعي لتقرير حول أهداف التنمية المستدامة بالمنتدى السياسي رفيع المستوى‬
‫للتنمية المستدامة‬
‫‪ .34‬بادرت الحكومة المغربية بشكل طوعي لتقديم تقرير حول اإلجراءات األولية المتخذة لتنفيذ خطة‬
‫‪ ،2030‬وذلك بمناسبة انعقاد دورة المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة في يوليوز ‪2016‬‬
‫تحت رعاية المجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة‪ .‬هذه المبادرة الطوعية تترجم األهمية التي‬
‫توليها الحكومة لهذه الخطة‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلطار الدستوري والتشريعي‪ :‬مرجع مالئم لتنزيل خطة ‪2030‬‬
‫‪ .35‬يتجلى التزام المغرب بالتنمية المستدامة من خالل مجموعة من المراجع من أهمها الدستور والقانون‬
‫اإلطار بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة وحصيلة برنامج أهداف األلفية من أجل التنمية‬
‫باإلضافة إلى اعتماد سياسات قطاعية تندمج في إطار مقاربة للتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -1‬التزام دستوري لفائدة التنمية المستدامة‬
‫‪ .36‬يكرس دستور سنة ‪ 2011‬التزام المغرب بإدماج سياساته التنموية في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬وهو‬
‫االلتزام الذي تمت ترجمته باالعتراف بالتنمية المستدامة كحق أساسي من حقوق المواطنين وبمسؤولية‬
‫الدولة في تنزيلها على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ .37‬إذ يعتبر الفصل ‪ 31‬من الدستور التنمية المستدامة من بين الحقوق األساسية المعترف بها للمواطنين‪،‬‬
‫والذي يتمم الئحة باقي الحقوق المتمثلة في الحق في الولوج للعالجات الصحية والرعاية االجتماعية‬
‫والتغطية الصحية والتضامن والتعليم العصري الميسر الولوج وذي الجودة والتكوين المهني والتربية‬
‫البدنية والفنية والسكن الالئق والشغل والحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة‪.‬‬
‫‪ .38‬ولهذه الغاية‪ ،‬حث الدستور كال من الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على العمل من‬
‫أجل تعبئة جميع الوسائل المتاحة قصد تيسير استفادة المواطنين من هذه الحقوق على قدم المساواة‪.‬‬
‫وفي نفس السياق ينص الفصل ‪ 35‬منه على أن "الدولة تعمل على تحقيق تنمية بشرية مستدامة‪ ،‬من‬
‫شأنها تعزيز العدالة االجتماعية‪ ،‬والحفاظ على الثروات الطبيعية الوطنية‪ ،‬وعلى حقوق األجيال‬
‫القادمة"‪.‬‬
‫‪ .39‬وبهدف تعريف وتوضيح أفضل لألولوية التي تحظى بها التنمية المستدامة‪ ،‬فباإلضافة إلى أن الدستور‬
‫المغربي أكد على المسؤولية األساسية للدولة‪ ،‬فإنه حث كذلك على مشاركة وانخراط المواطنين في‬
‫إعداد البرامج التنموية‪.‬‬
‫‪ .40‬إذ أصبح مطلوبا من المواطن أن يلعب دورا محوريا في تنفيذ التنمية المستدامة‪ ،‬حيث أكد الفصل ‪136‬‬
‫من الدستور على مبادئ التدبير الحر‪ ،‬والتعاون والتضامن وتأمين مشاركة السكان المعنيين في تدبير‬
‫شؤونهم والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة‪.‬‬
‫‪ -2‬إطار قانوني مالئم لتنفيذ برنامج ‪2030‬‬
‫‪ .41‬أقر المغرب سنة ‪ 2014‬القانون اإلطار رقم ‪ 99.12‬بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫ويترجم هذا القانون اإلرادة في التوفر على ترسانة قانونية متقدمة تأخذ بعين االعتبار اإلكراهات‬
‫المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة وكذا االلتزامات الدولية للمغرب‪.‬‬
‫‪ .42‬وقد أكد هذا القانون على ضرورة أخذ عنصر التنمية المستدامة بعين االعتبار في السياسات التنموية‬
‫وإشراك جميع الفاعلين فيها وتوحيد الرؤية االستراتيجية للعمل الحكومي‪.‬‬
‫‪ -3‬حصيلة أهداف األلفية من أجل التنمية وتحدي ما بعد عام ‪2015‬‬
‫‪ .43‬انضم المغرب إلعالن األلفية منذ سنة ‪ .2000‬وقد ترجم هذا االلتزام بانخراطه في اإلصالحات‬
‫المجتمعية واالستراتيجية في انسجام مع أهداف األلفية من أجل التنمية‪ ،‬والتي تمثلت أهمها في إطالق‬
‫‪11‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة ‪ 2005‬ومراجعة مدونة األسرة سنة ‪ 2004‬ووضع استراتيجيات‬
‫جديدة للتربية والصحة وتحديث برامج التنمية القروية والماء والكهرباء والطرق القروية وبرامج السكن‬
‫االجتماعي ومحاربة السكن غير الالئق‪ ،‬إضافة إلطالق استراتيجيات قطاعية أخرى‪.‬‬

‫‪ .44‬كما عملت الحكومة على تعبئة موارد مالية إضافية من أجل تحقيق أهداف األلفية للتنمية‪ ،‬حيث تم‬
‫تخصيص ‪ 50‬بالمائة من الميزانية العامة للقطاعات االجتماعية في سنة ‪ ،2014‬حسب التقرير الوطني‬
‫الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط سنة ‪ 2015‬تحت عنوان‪" :‬المغرب بين أهداف األلفية للتنمية‬
‫وأهداف التنمية المستدامة‪ :‬اإلنجازات والتحديات"‪.‬‬

‫‪ .45‬ومن حيث اعتماد ومالءمة األهداف للسياق الوطني‪ ،‬تمت مراجعة برنامج ‪ 2015‬ألهداف األلفية‬
‫للتنمية لالنتقال من ‪ 22‬إلى ‪ 31‬هدفا ومن ‪ 48‬إلى ‪ 79‬مؤشرا كما هو مبين في الجدول التالي‪:‬‬
‫بيان رقم ‪ :4‬مالءمة أهداف األلفية من أجل التنمية‪ :‬إثراء للغايات المستهدفة وللمؤشرات حسب األهداف المتوخاة‬
‫عدد المؤشرات‬ ‫عدد الغايات‬ ‫األهداف‬
‫المغرب‬ ‫األمم المتحدة‬ ‫المغرب‬ ‫األمم المتحدة‬
‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الهدف ‪ :1‬التقليص من الفقر المدقع والجوع (الحصول على شغل منتج وعمل الئق بالنسبة للجميع)‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الهدف ‪ :2‬ضمان التعليم االبتدائي للجميع‬
‫‪10‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الهدف ‪ :3‬النهوض بالمساواة بين الجنسين واستقاللية النساء‬
‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الهدف ‪ :4‬تقليص وفيات األطفال دون سن الخامسة‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الهدف ‪ :5‬تحسين صحة األم (التوصل في أفق ‪ 2015‬إلى االستفادة الكاملة من خدمات الصحة اإلنجابية)‬
‫الهدف ‪ :6‬محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)‪ ،‬وحمى المستنقعات (المالريا) وأمراض أخرى‬
‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫(التوصل في أفق ‪ 2010‬إلى تعميم الولوج للعالج ضد السيدا بالنسبة لجميع المصابين)‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الهدف ‪ :7‬ضمان بيئة مستدامة (تقليص نسبة فقدان التنوع البيولوجي في أفق ‪)2010‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الهدف ‪ :8‬إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية‬
‫المجموع‬
‫‪79‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪22‬‬

‫المصدر‪ :‬معطيات المندوبية السامية للتخطيط‬

‫‪ .3.1‬حصيلة إيجابية فيما يخص تنفيذ برنامج ‪2015‬‬


‫‪ .46‬وفقا لمعطيات المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬تمكن المغرب من تحقيق نتائج جيدة في تنفيذ أهداف األلفية‬
‫من أجل التنمية‪ .‬حيث تمكن من القضاء على الجوع والحد من الفقر والهشاشة والفوارق‪ .‬وقد أحرز‬
‫تقدما مهما في قطاع الصحة من خالل الحد من وفيات األطفال واألمهات واستئصال بعض األمراض‪.‬‬
‫كما نجح أيضا في تحقيق نتائج جيدة فيما يتعلق بتعميم التعليم االبتدائي‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬اتخذ المغرب‬
‫مبادرات هامة لضمان بيئة مستدامة عبر خاصة تعميم الربط بشبكات الماء والكهرباء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تبرز‬
‫تحديات جديدة في مرحلة ما بعد أهداف األلفية من أجل التنمية‪ ،‬المرتبطة على الخصوص بتوطيد‬
‫المكتسبات والحد من الفوارق المتعلقة بالغايات المستهدفة التي لم يتم بلوغها‪.‬‬
‫‪ .3.2‬تحديات ما بعد أهداف األلفية من أجل التنمية‬
‫‪ .47‬سبق للمغرب أن قام بتقييم لإلنجازات المسجلة في إطار األهداف اإلنمائية لأللفية من خالل تقرير‬
‫وطني بعنوان "المغرب بين أهداف األلفية للتنمية وأهداف التنمية المستدامة‪ :‬المكتسبات والتحديات"‪،‬‬
‫أعدته المندوبية السامية للتخطيط في سنة ‪ .2015‬وقد شمل هذا التقرير تقييم للجوانب المؤسساتية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية واعتمد على معطيات اإلحصاء العام للسكان والسكنى والبحث الوطني حول‬
‫استهالك األسر لسنة ‪ 2014‬والبحث الديموغرافي المتواتر لسنة ‪.2010‬‬
‫‪ .48‬ويتضح رغم النتائج اإليجابية التي تم تحقيقها‪ ،‬أن المغرب يواجه تحديات جديدة لما بعد عام ‪،2015‬‬
‫حيث يجب تعزيز المكتسبات‪ ،‬ال سيما فيما يخص‪:‬‬
‫‪ -‬القضاء على الجوع والحد من الفقر والهشاشة؛‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬الحد من الفوارق؛‬
‫‪ -‬تعميم التعليم االبتدائي؛‬
‫‪ -‬خفض معدل وفيات الرضع واألمهات؛‬
‫‪ -‬القضاء على بعض األمراض مثل المالريا؛‬
‫‪ -‬تعميم الولوج لشبكتي الماء والكهرباء‪.‬‬
‫‪ .49‬كما يتعين اتخاذ التدابير الالزمة للحد من الفجوات المتعلقة بالغايات المستهدفة التي لم يتم بلوغها‪ ،‬وال‬
‫سيما في مجاالت‪:‬‬
‫تعميم التعليم الثانوي؛‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع تمدرس الفتيات‪ ،‬خاصة في الوسط القروي؛‬ ‫‪-‬‬
‫الرفع من جودة التعليم؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية‪ ،‬ال سيما في الوسط القروي؛‬ ‫‪-‬‬
‫القضاء على األمراض المعدية واألمراض غير المعدية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز المساواة بين الجنسين؛‬ ‫‪-‬‬
‫الحد من الفوارق المجالية والترابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ت‪ .‬التوعية وتعزيز الحوار بين مختلف األطراف المعنية بأهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .50‬ترتكز خطة ‪ 2030‬على نهج تشاركي يشمل العديد من األطراف المعنية المنتمية للحكومة والجماعات‬
‫الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني‪ .‬ويتمثل التحدي في تعزيز أشكال التآزر والشراكات المتعددة‬
‫األطراف بما يتيح نموا شامال ومتماسكا يساهم بفعالية ونجاعة في إنجاز خطة ‪.2030‬‬
‫‪ .51‬وقد شكلت التوعية بأهداف التنمية المستدامة وتبنيها موضوع مبادرات من جانب بعض األطراف‬
‫المعنية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬وعلى الرغم من أن البحث الوطني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط‬
‫كشف عن وجود مستوى جيد من الثقة لدى المواطنين في قدرة البالد على تنفيذ خطة عام ‪ ،2030‬فإن‬
‫بعض اإلكراهات ال تزال قائمة بسبب غياب إطار موحد يهم اإلعداد وتتبع تنفيذ البرنامج المذكور‪.‬‬
‫‪ -1‬مستوى مرضي لثقة المواطنين في قدرة البالد على تنفيذ خطة عام ‪2030‬‬
‫‪ .52‬مكن البحث الوطني حول تصور األسر لبعض مرامي األهداف الرئيسية للتنمية المستدامة‪ ،‬والذي‬
‫قامت به المندوبية السامية للتخطيط سنة ‪ ،2016‬من قياس درجة ثقة المغاربة في قدرة البالد على تنفيذ‬
‫خطة ‪ ،2030‬ال سيما من خالل القضايا المرتبطة مباشرة باألبعاد الرئيسية ألهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .53‬وقد أظهرت النتائج أن غالبية السكان واثقون من أن المغرب يمتلك القدرات الالزمة لتحقيق األهداف‬
‫بنسب ثقة تتراوح بين ‪ 70‬و‪ 91‬بالمائة‪.‬‬
‫‪ .54‬وكشف البحث عن اإلجراءات الرئيسية التي يتعين اتخاذها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫حيث أن اإلنتظارات تعطي أهمية أكبر إلصالح اإلدارة بالمعنى الواسع وضرورة ضمان مساواة‬
‫حقيقية في الولوج إلى التعليم والصحة‪.‬‬
‫‪ .55‬وعلى الرغم من هذه الثقة‪ ،‬التي عبر عنها المواطنون‪ ،‬فإن تبني خطة ‪ 2030‬من طرفهم ينطوي على‬
‫بعض أوجه القصور فيما يخص إشراك جميع األطراف المعنية وتطوير مستوى الوعي بالتحديات‬
‫الوطنية فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة تعزيز التواصل مع المواطنين حول أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .56‬أظهرت نتائج البحث الوطني حول تصور األسر لبعض مرامي األهداف الرئيسية للتنمية المستدامة‬
‫سالف الذكر بأن ما يقرب من ‪ 84‬بالمائة من الذين تم استجوابهم ليسوا على علم بالتزام المجتمع الدولي‬
‫والمملكة المغربية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق عام ‪ .2030‬ويظهر هذا الوضع أن‬

‫‪13‬‬
‫درجة تبني المواطنين لهذه األهداف غير كافية وأن هناك حاجة إلى جهد أكبر في التواصل والتوعية‬
‫خصوصا وأن األهداف تم اعتمادها منذ فترة وجيزة‪.‬‬
‫‪ .57‬وفضال عن ذلك‪ ،‬كشفت البيانات التي تم الحصول عليها من وزارتي الصحة والتعليم غياب أية مبادرة‬
‫على مستوى هذين القطاعين لتحسين معرفة المواطنين باألهداف والغايات التي تندرج ضمن مجال‬
‫تدخلهم‪.‬‬
‫‪ -3‬غياب بنية مؤسساتية تضم مختلف األطراف‬
‫‪ .58‬الحظ المجلس األعلى للحسابات أن الحكومة لم تحدد مقاربة رسمية ألجل تنفيذ خطة ‪ 2030‬ألهداف‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬لم يتم تعيين أي جهاز لقيادة لإلعداد لتنفيذ البرنامج‪ .‬وبالرغم من‬
‫بعض التدابير الخاصة من قبل بعض الوزارات والمؤسسات كوزارات الصحة والتعليم والمندوبية‬
‫السامية للتخطيط‪ ،‬ال توجد‪ ،‬إلى حدود مايو ‪ ،2018‬أي بنية وطنية للحكامة قائمة على أساس توزيع‬
‫واضح لألدوار والمسؤوليات بين مختلف المتدخلين‪.‬‬
‫‪ .59‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم تعمل الحكومة على تبني خطة للتواصل أو استراتيجية لتعبئة كل األطراف تحدد‬
‫كيفية إشراك جميع القطاعات الوزارية والمستويات الحكومية األخرى والسكان في حوار وطني واسع‬
‫حول خطة ‪.2030‬‬
‫‪ .60‬ومن شأن هذه الوضعية أن تعيق تنفيذ وبلوغ أهداف التنمية المستدامة اعتبارا لضرورة توفر قيادة‬
‫وطنية وبنية إدارية واضحة االختصاصات قصد تدبير العمل الحكومي في هذا المجال وتنسيق المقاربة‬
‫الوطنية مع مختلف المستويات الحكومية والمواطنين حول خطة ‪ 2030‬وتحديد األولويات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم إعداد خطة وطنية لتأمين االنخراط الشامل في خطة ‪ 2030‬ألهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .61‬فيما يتعلق بتوسيع االنخراط في خطة ‪ 2030‬ألهداف التنمية المستدامة على مستوى القطاعات الوزارية‬
‫والمستويات الحكومية األخرى (األجهزة العمومية والجماعات الترابية)‪ ،‬يتضح أن التدابير المتخذة‬
‫‪2‬‬
‫تتسم بالظرفية وال تندرج في إطار رؤية طويلة األمد‪ .‬حيث أظهر تحليل األجوبة على االستبيانات‬
‫بأن اإلجراءات المتخذة قليلة واقتصرت على المستوى المركزي‪ .‬وبالتالي يمكن اعتبار مستوى‬
‫االنخراط في األهداف في القطاع العام كافيًا على مستوى اإلدارات المركزية‪ ،‬خصوصا الهيئات‬
‫المسؤولة عن التخطيط‪ ،‬بينما يبدو هذا االنخراط ضعيفا على المستويين الجهوي والمحلي ألن‬
‫اإلجراءات المتخذة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬شبه غائبة‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف الجهود المبذولة لضمان انخراط الجماعات الترابية في خطة ‪ 2030‬ألهداف التنمية‬
‫المستدامة‬
‫‪ .62‬تزامنت مصادقة المغرب على خطة ‪ 2030‬مع تنزيل ورش الجهوية الموسعة‪ ،‬مما جعلها فرصة‬
‫مواتية للجماعات الترابية قصد المشاركة بفاعلية في تنزيل أهداف التنمية المستدامة على المستوى‬
‫الترابي‪.‬‬
‫‪ .63‬وقد كرست الجهوية الموسعة دور الجماعة الترابية باعتبارها المؤسسة األكثر مالئمة واألقرب إلى‬
‫تلبية احتياجات المواطنين‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يتوفر الفاعلون الترابيون المحليون (الجهة واإلقليم‬
‫والجماعة) على سلطة واسعة في وضع وتنفيذ خطط التنمية والمشاركة في تنفيذ السياسات العمومية‪.‬‬
‫‪ .64‬وقد بذلت الدولة جهودا ً كبيرة لتمكين هذه الهيئات من المشاركة في تنفيذ السياسات العمومية‪ .‬ال سيما‬
‫من خالل اإلصالحات المؤسساتية والقانونية وتوفير الموارد المالية وتطوير الشراكات في مختلف‬
‫القطاعات‪.‬‬

‫‪ 2‬األجوبة عن االستبيانات التي أرسلها المجلس األعلى للحسابات لوزارات الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والشؤون العامة والحكامة والصحة‬
‫والتربية الوطنية وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والمندوبية السامية للتخطيط والمرصد الوطني للتنمية البشرية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .65‬وبالرغم من توفر هذا المناخ المالئم قصد أخذ أهداف التنمية المستدامة بعين االعتبار على المستوى‬
‫المحلي‪ ،‬سجل المجلس األعلى للحسابات بأن الجماعات الترابية تبقى‪ ،‬الحلقة الضعيفة في عملية‬
‫االنخراط والتعبئة لتنفيذ خطة ‪ 2030‬نظرا لضعف أنشطة التوعية‪.‬‬
‫‪ .66‬ورغم مشاركة بعض الجماعات الترابية في المناظرة الوطنية بشأن تفعيل أهداف التنمية المستدامة‬
‫لسنة ‪ ،2016‬لم يتم القيام بأية مبادرة مماثلة على المستوى الجهوي أو المحلي‪ .‬إذ باستثناء ورشة العمل‬
‫الجهوية حول التحسيس بأهداف التنمية المستدامة ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬والتي نظمتها جهة طنجة ‪-‬‬
‫تطوان‪-‬الحسيمة بتاريخ ‪ 23‬مايو ‪ 2017‬لفائدة المنتخبين والفاعلين المحليين‪ ،‬بشراكة مع المندوبية‬
‫السامية للتخطيط وبدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان‪ ،‬فإنه لم يتم تنظيم أي نشاط من هذا القبيل‪.‬‬
‫‪ -6‬ضرورة توسيع نطاق انخراط القطاع الخاص‬
‫‪ .67‬عهدت خطة ‪ 2030‬للقطاع الخاص بدور محدد في إطار الهدف ‪ 12‬من أهداف التنمية المستدامة‪ .‬حيث‬
‫تشجع التدابير المتخذة في الغاية ‪ 6.12‬القطاع الخاص على اعتماد استراتيجيات للتنمية المستدامة‬
‫ومسؤولة من خالل تحويل األرباح إلى نمو اقتصادي مستدام وإدماج اجتماعي وحماية بيئية‪.‬‬
‫‪ .68‬يعتبر القطاع الخاص بالمغرب شريكا رئيسيا للحكومة‪ ،‬حيث تربط بينهما شراكات لضمان مشاركة‬
‫فعالة للقطاع في تنفيذ السياسات القطاعية على المستوى الوطني فضال عن توفير إطار للحوار الدائم‬
‫بين الطرفين‪ .‬ويعتبر دور ممثلي أرباب العمل مهما في تسهيل انخراط المقاوالت في خطة ‪2030‬‬
‫ألهداف التنمية المستدامة والمساهمة في تنفيذها‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم التوقيع على اتفاقية للشراكة‬
‫قصد إنشاء فرع مغربي عن "شبكة الميثاق العالمي‪ ،"3‬تلتزم من خاللها الكونفدرالية العامة لمقاوالت‬
‫المغرب بإشراك النسيج اإلنتاجي الوطني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .69‬غير أن نطاق مشاركة القطاع الخاص ليس بالمستوى المطلوب بالنظر إلى العدد القليل من اإلجراءات‬
‫المتخذة لضمان تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وبالتالي فإن إشراك وتوعية النسيج االقتصادي بأكمله‬
‫بما في ذلك المقاوالت الكبرى والصغرى وانفتاحه بشكل أكبر على الجهات الفاعلة األخرى‪ ،‬وال سيما‬
‫أمرا ضروريًا‪.‬‬
‫الجماعات الترابية والجمعيات المحلية‪ ،‬يعتبر ً‬
‫‪ -7‬انخراط غير كاف للمجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .70‬لقد تم اعتماد إشراك المجتمع المدني في جهود التنمية من خالل دستور ‪ .2011‬لذلك‪ ،‬فالعديد من‬
‫السياسات واالستراتيجيات القطاعية تعكس إرادة الدولة في إشراك النسيج الجمعوي في تحقيق األهداف‬
‫المسطرة والغايات المتوخاة‪ .‬ويتعلق األمر باستراتيجيات مرتبطة بالصحة والتعليم والتنمية البشرية‬
‫والبيئة والتنمية المستدامة واألسرة والتضامن‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .71‬ويضم المغرب نسيجا جمعويا يتكون من أكثر من ‪ 150 000‬جمعية تعمل في جميع المجاالت‪ ،‬مما‬
‫يشكل‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬إمكانات بشرية كبيرة ومصدرا ً ملهما للمبادرات واألفكار‪ .‬إال أنه‪ ،‬يجب تأطير انخراط‬
‫المجتمع المدني وفقا لمبادئ تعتمد نظاما متكافئا لالختيار ينبني على معايير االستعداد والتنظيم والقدرة‬
‫على التفكير واالقتراح‪.‬‬
‫‪ .72‬لكن في غياب مقاربة متبصرة إلشراك المجتمع المدني‪ ،‬وفي ظل تشتته وعدم تنظيمه في إطار تمثيليات‬
‫مهيكلة فإن مشاركته في اإلعداد لتنفيذ خطة ‪ 2030‬تبقى شبه غائبة‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فغالبا ً ما ينظر الفاعلون‬
‫الحكوميون إلى التنسيق مع الجمعيات على أنه مهمة صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر في غياب معايير‬
‫محددة مسبقا ً الختيار الجمعيات التي يمكن أن تنضم لهيئات القيادة‪.‬‬
‫‪ .73‬وقد قامت الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني منذ إنشائها بعدة مبادرات تهدف‬
‫لتحسين إطار اشراك المجتمع المدني في السياسات العمومية‪ .‬لكن أظهرت التحريات التي أجريت في‬

‫‪ 3‬الميثاق العالمي‪ ،‬الذي أطلقته األمم المتحدة عام ‪ ،2000‬هو إطار اللتزام طوعي يتم من خالله دعوة الشركات والجمعيات والمنظمات غير‬
‫الحكومية إلى احترام عشرة مبادئ مقبولة عالميا تتعلق بحقوق اإلنسان ومعايير العمل والبيئة ومكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫هذا الباب مع الوزارة المعنية أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لرفع درجة الوعي واالنخراط وإشراك‬
‫المنظمات غير الحكومية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ث‪ .‬تفعيل أهداف التنمية المستدامة في إطار السياق الوطني‪ :‬تنظيم مناظرة وطنية ولكن دون متابعة‬
‫حقيقية‬
‫‪ .74‬تشجع خطة ‪ 2030‬الحكومات على أن تقرر الطرق الكفيلة بدمج غايات محددة في استراتيجياتها وفي‬
‫برمجة مخططاتها وسياساتها‪ .‬ويتعلق األمر بكيفية تحديد أولوياتها وسياساتها وبرامجها بما يتوافق مع‬
‫أهداف وغايات برنامج عام ‪ .2030‬وينبغي على الحكومات أيضا إجراء مشاورات وتحليل الصيغ التي‬
‫يمكن من خاللها للسياسات والبرامج المعتمدة أن تساعد أو تعرقل تحقيق األهداف والغايات‪ .‬وتتيح هذه‬
‫المقاربة رصد الثغرات الموجودة في السياسات والبرامج‪ ،‬وتحديد القرارات التي يمكن اتخاذها لتغيير‬
‫أو تحسين أو تعديل هذه السياسات والبرامج بغية تحقيق األهداف والغايات‪.‬‬
‫‪ .75‬وفي هذا السياق‪ ،‬اقتصر دور الحكومة على تنظيم مناظرة وطنية واحدة أثناء إعداد التقرير الموجه‬
‫إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى للتنمية المستدامة لسنة ‪ ،2016‬دون أن يعقبها اتخاذ إجراءات‬
‫حقيقية وملموسة لتكييف السياسات والبرامج مع خطة ‪ 2030‬وإدماج الغايات المستهدفة ذات األولوية‬
‫بالنسبة للمغرب‪.‬‬
‫‪ -1‬تنظيم مناظرة وطنية حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .76‬نظمت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي‪ ،‬بشراكة مع المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬المناظرة‬
‫الوطنية حول تفعيل أهداف التنمية المستدامة تحت شعار‪" :‬تأكد أال يتخلف أحد عن الركب"‪.‬‬
‫‪ .77‬وانعقد هذا الحدث في الرباط في الفترة الممتدة من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬مايو‪ 2016‬وعرف مشاركة العديد من‬
‫الفاعلين بما في ذلك الوزارات والجماعات الترابية واالتحاد العام لمقاوالت المغرب والجمعيات وممثلي‬
‫منظمات األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ .78‬وقد ناقشت محاور المناظرة مجموعة من اإلشكاليات ذات العالقة باإلنسان وكوكب األرض والسالم‬
‫والشراكات‪ ،‬باإلضافة إلى دورة نظمت لفائدة األطفال والشباب‪ .‬وقد أبرزت أشغال المناظرة مختلف‬
‫التحديات واآلليات التي يمكن أن تضمن انخراطا واسعا ضمن خطة ‪ 2030‬ألهداف التنمية المستدامة‬
‫وتحسين تنفيذها‪.‬‬
‫‪ .79‬وقد أظهرت التحريات التي أجريت من قبل المجلس األعلى للحسابات أن هذه المشاورات الوطنية‬
‫كان لها تأثير إيجابي فيما يخص المنظور المتعلق بأهداف التنمية المستدامة‪ ،‬والفرص والرهانات‬
‫المرتبطة بها على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬وكذا فيما يخص تحديد الخطوات المتخذة بصفة شاملة‪.‬‬
‫‪ .80‬كما مكنت المناظرة الوطنية من تحسيس الفاعلين بضرورة تحديد األولويات الوطنية المتعلقة بأهداف‬
‫التنمية المستدامة من خالل مقاربة متكاملة وتشاركية‪ ،‬والوقوف على أهمية اعتمادها وتنفيذها من قبل‬
‫القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والمواطنين‪.‬‬
‫‪ -2‬التأخر في تنفيذ توصيات المناظرة الوطنية‬
‫‪ .81‬مكن تنظيم المناظرة الوطنية من اعتماد التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع نطاق عملية تبني أهداف التنمية المستدامة من خالل زيادة مشاركة القطاع العام والقطاع‬
‫الخاص والمجتمع المدني والمواطنين؛‬
‫‪ -‬مالئمة األولويات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة والتي تمر عبر مالئمة النموذج المؤسساتي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي مع المتطلبات الجديدة لخطة عام ‪2030‬؛‬
‫‪ -‬ضبط تنسيق السياسات العمومية من خالل تقاربها وتكاملها قصد تفادي طابعها القطاعي وتحسين‬
‫االلتقائية بين مكوناتها؛‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬تحسين نظام المعلومات اإلحصائية الذي يتطلب تدخل مختلف الشركاء وتعديل أساليب العمل من‬
‫أجل إنتاج البيانات والمؤشرات المطلوبة؛‬
‫‪ -‬ضمان تتبع وتقييم تنفيذ األهداف وكذا تفادي أو تصحيح اآلثار السلبية الناتجة عن المعيقات المالية‬
‫أو المؤسسية التي لم يتم أخذها بعين االعتبار وبشكل كاف؛‬
‫‪ -‬ضمان تمويل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وال سيما عن طريق تعبئة مصادر التمويل األخرى‬
‫غير التمويل العمومي واعتماد نظام للمسؤولية والمساءلة‪.‬‬
‫‪ .82‬غير أن هذه التوصيات لم تتبعها نتائج ملموسة‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى غياب إطار مؤسساتي يكون‬
‫مسؤوالً عن تحديد األولويات وتنسيق اإلجراءات وضمان التشاور حول التوصيات ورصدها وتتبع‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫ج ‪-‬تحديد األولويات‪ :‬ضعف وتيرة إلتقائية االستراتيجيات الوطنية الجارية مع خطة ‪2030‬‬
‫‪ .83‬تتوفر الحكومة على العديد من االستراتيجيات والبرامج الوطنية والقطاعية‪ .‬غير أن اإلجراءات‬
‫المعتمدة لضمان التقارب بين هذه االستراتيجيات والبرامج مع خطة عام ‪ ،2030‬وفقا لألولويات‬
‫والخيارات الوطنية‪ ،‬تظل ضعيفة‪ .‬ويهم هذا الوضع‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬االستراتيجية الوطنية‬
‫للتنمية المستدامة واالستراتيجيات القطاعية للوزارات‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم وضع تدابير‪ ،‬على المستوى الوطني‪ ،‬لتحديد األولويات والتخطيط لتنفيذ خطة ‪2030‬‬
‫‪ .84‬منذ انعقاد المناظرة الوطنية لشهر مايو ‪ ،2016‬لم يتم اتخاذ أي تدابير على المستوى الوطني تضم‬
‫جميع الفاعلين‪ .‬فغياب هذه التدابير لم يسمح بعقد مشاورات بين مختلف األطراف المعنية حول‬
‫األولويات الوطنية وفق ما هو محدد في إطار قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬التخطيط‬
‫لإلجراءات الالزمة لتنفيذ خطة ‪.2030‬‬
‫‪ .85‬وفي هذا السياق‪ ،‬واصلت الوزارات العمل على استراتيجياتها الخاصة‪ ،‬التي قامت بتطويرها‪ ،‬والتي‬
‫غالبا ً ما يعود تاريخ وضعها إلى ما قبل اعتماد خطة ‪ .2030‬وبالتالي تختلف درجة الوعي بالتحديات‬
‫الجديدة والمشاركة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من قطاع ألخر‪.‬‬
‫صا أوليًا بشأن مقاربة لتحديد‬
‫‪ .86‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬أجرت وزارة الصحة خالل سنة ‪ 2016‬تشخي ً‬
‫األولويات والتخطيط لألهداف وتنفيذها‪ .‬لكن لم تتم متابعة الجهود المبذولة بسبب عدم وجود إطار‬
‫وطني شامل‪ .‬وقد ساهم التزام الوزارة مع منظمة الصحة العالمية في تضمين جوانب عديدة من أهداف‬
‫التنمية المستدامة في إطار استراتيجية الوزارة للفترة ‪ 2021-2017‬غير أن هذه التدابير لم تكن‬
‫موضوع مشاورات مع جميع المتدخلين المعنيين ألجل تحديد األولويات‪ ،‬وضمان انخراطهم وكذا‬
‫التمويل والمشاركة في اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ .87‬وفيما يتعلق بالوزارة المكلفة بالتعليم‪ ،‬فإنها لم تعمل على مراجعة أولويات رؤيتها االستراتيجية‬
‫بالمقارنة مع خطة ‪ .2030‬فالوزارة ال تزال تعتمد نفس األولويات على اعتبار أن خطة ‪ 2030‬تتوافق‬
‫مع الرؤية االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .88‬أما بالنسبة للمندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬فهناك العديد من الجهود التي تبذل على مستوى تعريف‬
‫المؤشرات وتنمية القدرات‪ ،‬لكن أنشطة التنسيق مع القطاعات الحكومية فيما يتعلق بجمع البيانات حول‬
‫أهداف التنمية المستدامة لم تتم مباشرتها بعد بسبب عدم تحديد األولويات وتوزيع المسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -2‬االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة كإطار لتنفيذ خطة ‪2030‬‬
‫‪ .89‬طبقا للقانون اإلطار رقم ‪ 99.12‬بشأن الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬أعدت الحكومة‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة عن الفترة الممتدة بين ‪ .2030-2017‬وتمثل هذه االستراتيجية‬
‫اإلطار العام لوضع سياسة شاملة للتنمية المستدامة وتحديد المبادئ العامة التي يجب احترامها من أجل‬
‫تحقيق األهداف العامة والخاصة المحددة (المادة ‪ 15‬من القانون اإلطار المذكور أعاله)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .90‬ويمكن اعتبار االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة بمثابة استجابة أولية اللتزام المغرب بتنفيذ خطة‬
‫‪ .2030‬حيث أن قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 70/1‬بشأن أهداف التنمية المستدامة أشار في‬
‫فقرته ‪ 63‬إلى ما يلي‪" :‬ستنصب جهودنا بشـكل رئيسـي علـى وضع استراتيجيات للتنمية المستدامة‬
‫تتسم باالتساق وتمسك الدول بزمامها‪ ،‬تسندها أطر تمويل وطنية متكاملة ‪".‬‬
‫‪ .91‬وهكذا يتضح أن االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تمثل اإلطار المناسب لتحديد أولويات أهداف‬
‫التنمية المستدامة والتخطيط لتنفيذ خطة ‪ .2030‬إال أن التحريات التي قام بها المجلس لدى مجموعة من‬
‫الفاعلين كشفت العديد من أوجه القصور المتعلقة بعملية اعتماد االستراتيجية‪ ،‬مما أدى إلى بطء عملية‬
‫تكييفها وتقاربها ألجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .2.1‬تأخر في المصادقة على االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫‪ .92‬ألزم الميثاق الوطني للتنمية المستدامة الحكومة بإعداد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في‬
‫غضون عام واحد من تاريخ دخول القانون اإلطار سالف الذكر حيز التنفيذ‪ .‬علما أن هذا القانون نشر‬
‫بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ .2014‬غير أن االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة لم تتم‬
‫المصادقة عليها إال في حدود شهر يونيو ‪ ،2017‬وهو ما أدى إلى تأخير ألكثر من سنتين بالمقارنة مع‬
‫األجل القانوني المحدد‪.‬‬
‫‪ .93‬وهكذا‪ ،‬وبالنظر إلى الفترة التي أعدت فيها‪ ،‬فإن العديد من األهداف التي حددتها النسخة المعتمدة من‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة قد تم تجاوزها أو تغييرها من قبل الوزارات المعنية‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬أكد مسؤولون من وزارات الصحة والتعليم والمندوبية السامية للتخطيط أن إداراتهم لم تأخذ‬
‫في االعتبار االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة عند وضع استراتيجياتهم القطاعية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬ضعف نسبة انخراط القطاعات الوزارية في االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫‪ .94‬لقد تم إعداد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تحت إشراف وتنسيق كتابة الدولة المكلفة بالبيئة‬
‫(حاليا كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة)‪ .‬وقد أدى هذا األمر إلى أن الوزارات األخرى اعتبرت‬
‫بأن االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تعكس االهتمامات البيئية دون مراعاة العناصر األخرى‬
‫للتنمية المستدامة وال سيما الجانبين االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ .95‬كما أن إجراءات التنسيق التي باشرتها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة لم تمكن من تجاوز‬
‫المقاربة القطاعية وضمان المشاركة الكافية لألطراف المعنية وبالتالي االنخراط في مخرجات‬
‫االستراتيجية‪ .‬كما أن المشاورات التي أجريت خالل إعداد االستراتيجية لم تشمل بما فيه الكفاية‬
‫القطاعات الوزارية‪ .‬وقد نتج عن هذا الوضع أن االلتزامات التي تم التعهد بها على مستوى إعداد‬
‫االستراتيجية لم تؤخذ بعين االعتبار أثناء إعداد االستراتيجيات القطاعية لمختلف الوزارات‪ .‬وفضال‬
‫عن ذلك‪ ،‬فإن مستوى االلتزام الحالي للوزارات باالستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تكشف عن‬
‫وجود بعض الخالفات بخصوص الوفاء بااللتزامات‪ ،‬وال سيما تلك المتعلقة بالجوانب المالية وبدرجة‬
‫االنخراط في اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .96‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تعتبر وزارة الصحة أنه من الضروري القيام بعملية مالءمة حتى تكون االستراتيجية‬
‫في انسجام تام مع برنامج القطاع الصحي للفترة ‪ ،2021-2017‬على الرغم من أن وضع هذا البرنامج‬
‫تم خالل مرحلة اإلعداد والمناقشة لالستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‪ ،‬حيث تتضمن االستراتيجية‬
‫التزامات تعتبرها الوزارة متجاوزة ولم تعد من أولوياتها‪ .‬وتنطبق هذه الحالة مثال على تعميم نظام‬
‫المساعدة الصحية والذي بلغ نسبة إنجاز تعادل ‪ 99‬بالمائة من الهدف المحدد منذ فبراير ‪ ،2015‬ولكن‬
‫هذا التعميم ال زال يعتبر من بين األهداف التي تصبو لتحقيقها االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫خالل الفترة ‪.2030-2017‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ .97‬وفد أثارت الوزارة المكلفة بالتعليم نفس المالحظة‪ ،‬حيث تدعو إلى مراجعة األهداف بغية تكييفها مع‬
‫الرؤية االستراتيجية للقطاع‪.‬‬
‫‪ .2.3‬عدم أخذ أهداف التنمية المستدامة بعين االعتبار في إطار االستراتيجية الوطنية للتنمية‬
‫المستدامة بالرغم من اعتمادها بعد خطة ‪2030‬‬
‫‪ .98‬بالرغم من اعتماد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في يونيو ‪ ،2017‬أي بعد مرور حوالي سنتين‬
‫من اعتماد خطة ‪ 2030‬من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في سبتمبر ‪ ،2015‬لم يتم اتخاذ أي‬
‫إجراءات لتكييف محتوى االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة مع البرنامج المذكور‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬يتعارض هذا الوضع مع المبدأ األول الذي اعتمدته االستراتيجية الوطنية والمتعلق باحترام القانون‬
‫الدولي وعلى وجه الخصوص االتفاقيات التي وقعتها المملكة وصادقت عليها في مجال حماية البيئة‬
‫والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .99‬ويبرز تحليل محتوى االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وجود بعض العناصر التي تتقاطع مع‬
‫خطة ‪ .2030‬وتهم هذه العناصر األهداف رقم ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 13‬و‪ 14‬و‪ .15‬إال‬
‫أن هذا التقاطع ال يعكس تبني هذه االستراتيجية ألولويات وطنية بالمقارنة مع أهداف التنمية المستدامة‪،‬‬
‫كما أنه ال يعكس اعتماد الغايات والمؤشرات ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ .2.4‬إطالق دراسة ألجل مالءمة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة مع برنامج ‪2030‬‬
‫في غياب مشاركة فعالة لمختلف المتدخلين‬
‫‪ .100‬كلفت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة مكتبا للدراسات قصد إجراء دراسة حول تنفيذ وتتبع‬
‫أهداف التنمية المستدامة بالمغرب‪ .‬هذه الدراسة‪ ،‬التي سيتم إنجازها في غضون عام واحد‪ ،‬تهدف إلى‬
‫توسيع نطاق تبني أهداف التنمية المستدامة ومالءمتها مع األولويات الوطنية‪ ،‬وإعادة توجيه مخطط‬
‫عمل االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة من أجل تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقييم‬
‫الميزانية الالزمة لتمويل اإلجراءات التي يتعين اتخاذها‪.‬‬
‫‪ .101‬إال أن جلسات العمل التي أجراها المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬مع بعض األطراف‪ ،‬أظهرت أن النهج‬
‫المتبع للقيام بهذه الدراسة يثير خالفات بين القطاعات الوزارية وال يعكس االهتمام بتنفيذ أهداف التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالحاجة إلى إشراك جميع المتدخلين‪.‬‬
‫‪ .102‬وعلى الرغم من الشروع في هذه الدراسة منذ ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،2017‬إال أن مجموعة من الخالفات ال‬
‫تزال قائمة حول الوزارة أو القطاع الذي يتعين أن يتولى مسؤولية المراقبة والتنسيق واإلشراف على‬
‫ورش تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وقد لوحظ هذا التباين على وجه الخصوص بين كتابة الدولة‬
‫المكلفة بالتنمية المستدامة والمندوبية السامية للتخطيط (والتي لم يتم إشراكها في تتبع الدراسة) والوزارة‬
‫المكلفة بالشؤون العامة والحكامة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي‪.‬‬
‫‪ .103‬من جهة أخرى‪ ،‬تعتبر كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة أن نتائج الدراسة لن يتم تنزيلها إال‬
‫ابتداء من سنة ‪ ،2021‬أي بعد تنفيذ وتقييم المرحلة األولى من االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫والمتعلقة باالنتقال إلى اقتصاد أخضر ومندمج (‪ .)2017-2020‬وبالتالي‪ ،‬فإن هذا الوضع يمكن أن‬
‫يهدد تعهدات المغرب بخصوص تنفيذ برنامج ‪ 2030‬من خالل تعطيل دمج أهداف التنمية المستدامة‬
‫في السياسات الوطنية إلى ما بعد عام ‪.2021‬‬
‫‪ .2.5‬إنشاء لجنة استراتيجية للتنمية المستدامة ال تشمل برنامج ‪2030‬‬
‫‪ .104‬أحدثت في سنة ‪ ،2018‬لجنة استراتيجية للتنمية المستدامة‪ ،‬تحت سلطة رئيس الحكومة‪ ،‬تعنى بتنفيذ‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (المرسوم رقم ‪ 2. 17. 655‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪2018‬‬
‫بإحداث اللجنة االستراتيجية للتنمية المستدامة)‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .105‬وتتولى هذه اللجنة مهمة تحديد األولويات وإطالق أشغال األوراش المرتبطة باالستراتيجية الوطنية‪،‬‬
‫ووضع حلول لنقاط التحكيم والمصادقة والتواصل بشأن وضعية تقدم مختلف األوراش‪ .‬ويجب أن تعقد‬
‫اجتماعاتها مرة في السنة وكلما دعت الضرورة الستشارتها‪.‬‬
‫‪ .106‬غير أن المرسوم رقم ‪ 2. 17. 655‬سالف الذكر لم يشر إلى أهداف التنمية المستدامة و إلى الدور‬
‫الذي يمكن أن تضطلع به اللجنة االستراتيجية في تنزيل خطة ‪ .2030‬وقد تسبب هذا الوضع في خلق‬
‫ارتباك بين األطراف المتدخلة حول الهيئة المكلفة بتنسيق المجهودات في إطار تنفيذ برنامج ‪.2030‬‬
‫مع العلم أن اللجنة االستراتيجية ال تضم بين أعضاءها بعض الهيآت الرئيسية كالمندوبية السامية‬
‫للتخطيط‪.‬‬
‫‪ .107‬وفي هذا السياق‪ ،‬تنص المادة ‪ 3‬من المرسوم سالف الذكر على أن اللجنة االستراتيجية تتألف من‬
‫ممثلين عن ‪ 19‬قطاع وزاري ذي أولوية‪ .‬ويجوز للرئيس أن يستدعي‪ ،‬بصفة استشارية‪ ،‬أي سلطة‬
‫حكومية أو مؤسسة أو جمعية أو أي شخص آخر يعتبر وجوده مفيدا‪.‬‬
‫‪ -3‬استراتيجيات قطاعية بمثابة خطط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .108‬شرع المغرب في اعتماد عدة برامج وطنية تتداخل من حيث األهداف العامة والغايات مع أهداف‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬لكن‪ ،‬وفي غياب تحديد أوجه تقاطع خطة ‪ 2030‬والبرامج الوطنية‪ ،‬فإنه من الصعب‬
‫إيجاد روابط واضحة حول األولويات الوطنية فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة‪ ،‬مع العلم أن كل هذه‬
‫البرامج تتوفر على مخططاتها الخاصة للعمل مصحوبة بأهداف كمية وخطط للتمويل‪.‬‬
‫‪ .109‬ويتعلق األمر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بمخطط المغرب األخضر ومخطط هاليوتيس (‪)Halieutis‬‬
‫والرؤية االستراتيجية للتكوين المهني‪ ،‬واستراتيجية السياحة ‪ 2020‬والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬
‫واالستراتيجية الطاقية الوطنية‪ .‬وعلى سبيل التوضيح‪ ،‬تم أخذ هذين المثالين بعين االعتبار‪.‬‬
‫‪ .110‬تغطي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عدة أهداف من أجندة ‪ 2030-2015‬خصوصا بعض الغايات‬
‫التي تشكل أهداف التنمية البشرية رقم ‪ 1‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ .9‬وقد ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫البشرية في تقليص معدل الفقر من خالل تمويل ‪ 44.477‬مشروعا و‪ 8800‬من األنشطة المدرة للدخل‬
‫استفاد منها ‪ 10‬ماليين شخص خالل الفترة ‪.4 2016-2005‬‬
‫‪ .111‬أما بخصوص االستراتيجية الطاقية الوطنية‪ ،‬والتي انطلقت في عام ‪ ،2009‬فهي تساهم أيضا في‬
‫تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬خصوصا الهدف رقم ‪ 7‬والمتعلق ب" الحصول على طاقة نظيفة‬
‫وبأسعار معقولة"‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للغايات ‪ 1.7‬و‪ 2.7‬و‪3.7‬و ‪7‬أ و‪7‬ب المرتبطة به‪.‬‬

‫ح‪ .‬تخطيط وتمويل أهداف التنمية المستدامة‪ :‬قصور التدابير المتخذة في انتظار مطابقة االستراتيجية‬
‫الوطنية للتنمية المستدامة لخطة ‪2030‬‬
‫‪ .112‬من خالل اعتماد خطة استراتيجية ومخططات مفصلة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬يمكن للحكومة‬
‫أن تمنح لنفسها صالحيات وأن تتوفر على مقاربة يتم التقيد بها قصد تقييم نجاحاتها وتصحيح نقائصها‪.‬‬
‫غير أنه‪ ،‬في ظل غياب مخطط استراتيجي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬تبقى االستراتيجية الوطنية‬
‫للتنمية المستدامة واالستراتيجيات القطاعية هي إطار التخطيط الوحيد المتاح حاليًا‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تم‬
‫الوقوف على المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ 4‬المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ :‬االنطالقة والتطور‪ ،‬التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬ماي‪2017.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -1‬اختالف مقاربات التخطيط بين االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة واالستراتيجيات‬
‫القطاعية‬
‫‪ .113‬تنص االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على وضع مخططات عمل للتنمية المستدامة‪ .‬وفي‬
‫هذا الصدد‪ ،‬بلورت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة واحدا وعشرين اقتراحا يحدد التزامات واحدا‬
‫وعشرين قطاعا وزاريا تحظى باألولوية من حيث التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .114‬غير أن استجابة الواحد وعشرين قطاعا المعنية ظلت شبه غائبة‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬وحدهما وزارتي‬
‫الداخلية والصحة قامتا بتقديم إجاباتهما بخصوص االقتراحات‪.‬‬
‫‪ .115‬كما لوحظ أيضا أن المقترحات المقدمة إلى القطاعات المعنية ال تتقاطع بالضرورة مع استراتيجياتها‬
‫القطاعية وصارت في معظمها متجاوزة‪.‬‬
‫‪ .116‬ويدل هذا الوضع على قصور المقاربة المعتمدة من طرف كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة‬
‫لوضع مخططات العمل‪ ،‬حيث تتم دعوة كل قطاع لاللتزام بشكل فردي بتنفيذ األهداف دون اللجوء إلى‬
‫استشارات مع القطاعات األخرى‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن مكانة األطراف المتدخلة األخرى والتزاماتهم‬
‫ال يتم تثمينها بشكل جيد في غياب مبادرات مشابهة لفائدتهم‪.‬‬
‫‪ .117‬ويجدر التذكير‪ ،‬في هذا الباب‪ ،‬بتوجيهات الخطاب الملكي السامي في ‪ 30‬يوليو ‪ ،2012‬بمناسبة‬
‫عيد العرش‪ ،‬الذي جدد من خالله صاحب الجاللة دعوته للحكومة " من أجل توفير شروط التكامل بين‬
‫مختلف االستراتيجيات القطاعية واعتماد آليات لليقظة والمتابعة والتقويم تساعد على تحقيق التناسق‬
‫فيما بينها وقياس نجاعتها وحسن توظيف االعتمادات المرصودة لها مع االجتهاد في إيجاد بدائل للتمويل‬
‫من شأنها إعطاء دفعة قوية لمختلف هذه االستراتيجيات"‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تقدير كلفة تمويل االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫‪ .118‬لم تقدم االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة أية تقديرات رسمية لكلفة تنفيذها على أرض الواقع‪.‬‬
‫وقدرت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة بأن ‪ 95‬في المائة من التدابير ال تتطلب ميزانية إضافية‬
‫وأن التدابير الموصى بها سيتم تنفيذها في إطار المشاريع المبرمجة أو الجاري تنفيذها‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فإن بعض التدابير المعتمدة لها طبيعة مؤسساتية أو قانونية‪.‬‬
‫‪ .119‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإنه من حيث تمويل االستراتيجيات والبرامج القطاعية لم يتم بذل أي مجهود‬
‫لتجميع المعطيات العامة حول االعتمادات المخصصة وطرق استغاللها حسب طبيعة كل هدف أو غاية‬
‫بعينها‪ .‬ومن جانب آخر‪ ،‬فإن عملية تجميع المعطيات تبقى صعبة في ظل غياب تحديد أوجه تقاطع‬
‫االستراتيجيات القطاعية وأهداف التنمية المستدامة وبالنظر لما تتطلبه العملية من إشراك لجميع‬
‫القطاعات الوزارية المعنية ال سيما تلك المكلفة بالمالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬مراجعة التدابير المتخذة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتعليم‬
‫أ‪ -‬وزارة الصحة‪ :‬تدابير ملحوظة لتنفيذ أهداف الصحة‬
‫‪ .120‬تعتبر خطة ‪ 2030‬الصحة بأنها ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع‬
‫األعمار‪ .‬كما يعتبر بأن الصحة ومحدداتها تؤثر وتتأثر في الحد ذاته باألهداف والغايات األخرى التي‬
‫تشكل جزءا ً ال يتجزأ من التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .121‬وقد تم اعتماد العديد من الغايات المرتبطة بالصحة والمضمنة بأهداف التنمية المستدامة نتيجة وجود‬
‫برامج لم يتم إنجازها في إطار أهداف األلفية للتنمية‪ ،‬كما أن الكثير من الغايات األخرى تم اعتمادها‬
‫انطالقا من قرارات المنتدى الدولي للصحة ومخططات العمل ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ .122‬على المستوى الوطني‪ ،‬رغم أنه ال يوجد مخطط وطني لتنفيذ برنامج ‪ ،2030‬فإن وزارة الصحة‬
‫أطلقت مسارا لمالءمة أهداف الصحة مع السياق الوطني وتبنيها خصوصا الهدف رقم ‪.3‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .123‬وطبقا لما تعتمده منظمة الصحة العالمية‪ ،‬تعتبر وزارة الصحة أن الغايات التي تندرج في مجال‬
‫تدخلها يمكن أن تنقسم إلى فئتين‪ )1( :‬غايات الصحة و (‪ )2‬غايات مرتبطة بالصحة‪ .‬وتعتبر وزارة‬
‫الصحة نفسها مسؤولة مباشرة عن تنفيذ غايات الهدف رقم ‪ 3‬وبعض الغايات األخرى المضمنة‬
‫باألهداف رقم ‪ 1‬ورقم ‪ 2‬ورقم ‪ 6‬ورقم ‪ 11‬ورقم ‪ 13‬ورقم ‪ 16‬ورقم ‪.17‬‬
‫بيان رقم ‪ :5‬تقاطع الهدف رقم ‪ 3‬مع بعض األهداف األخرى‬

‫الهدف ‪ – 3‬ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع األعمار‬

‫الغاية‪ 8.3 :‬تحقيق التغطية الصحية الشاملة‪ ،‬بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية‪ ،‬وإمكانية الحصول على خدمات الرعاية‬
‫الصحية األساسية الجيدة وعلى األدوية األساسية‪.‬‬

‫‪.3‬أ تعزيز تنفيذ االتفاقية اإلطار لمكافحة‬ ‫تخفيض الوفيات الناجمة عن‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪ 1.3‬خفض نسبة الوفيات النفاسية‪.‬‬
‫التبغ‪.‬‬ ‫األمراض غير المعدية وتعزيز الصحة‬
‫‪ 2.3‬وضع نهاية لوفيات المواليد واألطفال‬
‫‪.3‬ب توفير إمكانية الحصول على األدوية‬ ‫غايات‬ ‫العقلية‪.‬‬ ‫غايات‬ ‫دون سن الخامسة التي يمكن تفاديها‪.‬‬ ‫أهداف‬
‫واللقاحات األساسية ودعم البحث وتطوير‬ ‫مرتبطة‬ ‫‪ 5.3‬تعزيز الوقاية من اإلفراط في‬ ‫جديدة‬ ‫األلفية‬
‫اللقاحات واألدوية‪.‬‬ ‫استعمال المواد المخدرة وعالج ذلك‪.‬‬ ‫‪ 3.3‬وضع نهاية ألوبئة اإليدز والسل‬
‫بآليات‬ ‫للهدف‬ ‫والمالريا واألمراض المدارية المهملة‬ ‫غير‬
‫‪.3‬ج زيادة تمويل الصحة وتوظيف القوى‬ ‫تنفيذ‬ ‫‪ 3.6‬خفض عدد الوفيات واإلصابات‬ ‫رقم ‪3‬‬ ‫ومكافحة االلتهاب الكبدي الوبائي واألمراض‬ ‫المنجزة‬
‫العاملة في هذا القطاع في البلدان النامية‪.‬‬ ‫الناجمة عن حوادث المرور بالنصف‪.‬‬ ‫المنقولة بالمياه واألمراض المعدية األخرى‪.‬‬
‫الهدف‬ ‫وبرامج‬
‫‪.3‬د تعزيز القدرات في مجال اإلنذار‬ ‫رقم ‪3‬‬ ‫‪ 7.3‬الحد من عدد الوفيات واألمراض‬ ‫‪ 7.3‬ضمان حصول الجميع على خدمات‬ ‫موسعة‬
‫المبكر والحد من المخاطر وإدارة المخاطر‬ ‫الناجمة عن التعرّ ض للمواد الكيميائية‬ ‫رعاية الصحة الجنسية واإلنجابية‪.‬‬
‫الصحية‪.‬‬ ‫وتلوث الهواء والماء‬
‫ّ‬ ‫الخطرة وتلويث‬
‫والتربة‪.‬‬

‫تقاطع مع األهداف االقتصادية واألهداف األخرى االجتماعية والبيئية ومع الهدف رقم ‪ 17‬حول آليات التنفيذ‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الصحة في برنامج التنمية المستدامة في أفق ‪ ،2030‬تقرير الكتابة العامة‬

‫‪ -1‬محاولة تنزيل وطني لألهداف والغايات في غياب األولويات الوطنية‬


‫‪ .124‬ينطلق التنزيل الوطني لألهداف والغايات المرتبطة بالصحة من المبدأ الذي يقوم على أن األولويات‬
‫الوطنية المتصلة ببرنامج ‪ 2030‬قد تم تحديدها مسبقا‪ .‬فبخصوص وزارة الصحة‪ ،‬كانت هذه األهداف‬
‫موضوع نقاش داخل هيآتها ومع شركائها‪ ،‬مما ساعدها على وضع إطار عمل يضم جميع األهداف‬
‫والغايات المزمع إنجازها مع تحديد القطاعات الوزارية والمؤسسات األخرى التي يجب أو يمكن‬
‫إشراكها في هذا المسار‪ .‬وقد واكب هذا العمل نقاش حول المؤشرات والطرق المثلى الواجب اتباعها‬
‫من أجل مالءمتها وقياسها وجمع المعطيات المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ .125‬لكن‪ ،‬وفي غياب تنزيل فعلي لألهداف وللغايات على الصعيد الوطني فإن المجهودات المبذولة من‬
‫طرف وزارة الصحة توقفت عند هذه المرحلة ولم يتم استكمالها‪ .‬إال أن الوزارة أكدت بأنها اتخذت‬
‫اإلجراءات المناسبة من أجل اخذ أهداف الصحة والغايات بعين االعتبار أثناء اعداد وتنفيذ استراتيجيتها‬
‫‪.2021-2017‬‬
‫‪ -2‬منهجية إعداد مخطط العمل الخاص بأهداف التنمية المستدامة على مستوى وزارة الصحة‬
‫‪ .126‬تم إعداد مخطط العمل بناء على مقاربة تشاركية منسقة من طرف مديرية التخطيط والموارد المالية‬
‫والتي قامت بإشراك المديريات المركزية للوزارة من خالل تعيين محاورين مركزيين وبعض الشركاء‪.‬‬
‫‪ .127‬تم إعداد مخطط عمل وزارة الصحة من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بناء على تقييم الغايات‬
‫واألهداف حسب الفئات‪ .‬ويأخذ هذا المخطط بعين االعتبار اإلشكالية في سياقها العام وذلك وفق مدى‬
‫انسجام التدابير المراد اتخاذها والشركاء المتدخلين‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ .128‬حسب الوزارة‪ ،‬ينص هذا المخطط على تدابير ستسمح‪ ،‬من جهة‪ ،‬بتجاوز النقائص المسجلة أثناء‬
‫مراحل تنفيذ برنامج أهداف األلفية للتنمية خصوصا ما يتعلق بصحة األم والطفل‪ 5‬ومن جهة أخرى‬
‫بتعزيز المكتسبات واالنفتاح على برامج جديدة‪ .‬وقد تم تقسيم التدابير المكونة للمخطط إلى فئات رئيسية‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫مواصلة المجهودات من أجل بلوغ أهداف األلفية للتنمية بخصوص الجوانب المرتبطة بصحة األم‬ ‫‪-‬‬
‫والطفل؛‬
‫الوقاية ومحاربة األمراض المعدية وتعزيز القدرات من حيث اإلنذار السريع وخفض وتدبير‬ ‫‪-‬‬
‫المخاطر الصحية؛‬
‫رفع التحدي بخصوص األمراض غير المعدية والصحة العقلية والصدمات (السالمة الطرقية)‬ ‫‪-‬‬
‫واإلعاقات؛‬
‫االشتغال على المحددات البيئية للصحة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز البحث والتطوير و تحقيق شمولية الوصول إلى األدوية؛‬ ‫‪-‬‬
‫عصرنة تدبيرالموارد البشرية؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان التغطية الصحية الشاملة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -3‬تقديم التدابير‪ :‬ضرورة اللجوء إلى مقاربة متعددة القطاعات‬


‫‪ .129‬عملت وزارة الصحة‪ ،‬بالنسبة لكل جزء من األهداف والغايات‪ ،‬على التعريف بالسياق العام للمغرب‬
‫واإلطار المؤسساتي والقانوني والتقدم المنجز والنقائص المسجلة‪ ،‬مصحوبة بإحصائيات ومعطيات‬
‫صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬واإلطار الدولي والتدابير المتخذة بالشراكة مع منظمة الصحة‬
‫العالمية والنتائج المحصلة وكذا الصعوبات واالكراهات والتدابير الجارية التي تقوم بها الوزارة‪.‬‬
‫‪ .130‬يوضح مخطط العمل بالنسبة لكل الغايات الوطنية المزمع بلوغها في أفق ‪ 2030‬المحاور‬
‫االستراتيجية للتدخل والتدابير الواجب تفعيلها والهيئة أو المصلحة المسؤولة عن التنفيذ والبرامج الجارية‬
‫المتعلقة بهذا الجانب باإلضافة إلى الشركاء الوطنيين والدوليين‪.‬‬
‫‪ .131‬وحددت الوزارة ‪ 19‬غاية مرتبطة بستة أهداف للتنمية المستدامة وقد سمح تنفيذ هذه الغايات بتحديد‬
‫‪ 114‬محورا استراتيجيا يتوزع على ‪ 300‬إجراء‪ .‬وتعطي هذه العناصر فكرة حول مدى تعقيد هذا‬
‫الورش ودور المقاربة المتعددة القطاعات‪.‬‬

‫‪ 5‬إشكالية تم التعبير عنها في القرار المتعلق بأهداف التنمية المستدامة خصوصا الفقرة ‪ 16‬والتي ذكرت بأن األهداف المتعلقة بصحة األم الرضيع‬
‫والطفل والصحة اإلنجابية لم يتم تحقيقها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫بيان رقم ‪ :6‬خالصة المعطيات المرتبطة بعدد الغايات والمحاور االستراتيجية واإلجراءات الواجب اتخاذها‬

‫اإلجراءات‬ ‫المحاور االستراتيجية‬ ‫الغايات‬ ‫األهداف‬ ‫المواضيع‬

‫‪2.2‬و ‪ 1.3‬و ‪ 2.3‬و‬


‫‪77‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ 2‬و‪ 3‬و‪5‬‬ ‫صحة األم والطفل‬
‫‪ 7.3‬و ‪5.5‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ 3.3‬و‪.3‬د‬ ‫‪3‬‬ ‫الوقاية ومحاربة األمراض المنقولة‬

‫األمراض غير المنقولة والصحة‬


‫‪ 4.3‬و‪ 5.3‬و‪ 6.3‬و‪.3‬أ‬
‫‪46‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 3‬و‪10‬‬ ‫العقلية والصدمات (السالمة‬
‫و‪2.10‬‬
‫الطرقية) واإلعاقات‬

‫‪ 9.3‬و ‪ 5.11‬و ‪1.13‬‬


‫‪39‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ 3‬و‪ 11‬و‪13‬‬ ‫المحددات البيئية للصحة‬
‫و ‪ 2.13‬و ‪3.13‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.3‬ب‬ ‫‪3‬‬ ‫األدوية‬

‫‪43‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪.3‬ج‬ ‫‪3‬‬ ‫تدبير الموارد البشرية‬

‫‪20‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التغطية الصحية الشاملة‬

‫‪300‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬وزارة الصحة‬

‫‪ -4‬تمويل مخطط عمل وزارة الصحة‪ :‬غياب تقييم للحاجيات‬


‫‪ .132‬لوحظ في هذا المجال أن وزارة الصحة لم تقم بأي تقييم لحصر الفارق بين الموارد الوطنية المتوفرة‬
‫والتمويالت الضرورية من أجل الوفاء بالتزامات خطة ‪ 2030‬فيما يخص الهدف رقم ‪ .3‬ومن شأن هذا‬
‫التقييم أن يسمح بتحديد العجز في التمويل في مجال الصحة والتحفيز على تعبئة موارد إضافية للتمويل‬
‫من لدن مصادر أخرى عمومية كانت أو خاصة أو دولية‪.‬‬
‫‪ .133‬وفي ظل الوضع الحالي‪ ،‬فإن الموارد الوطنية المدرجة في إطار ميزانية وزارة الصحة تبقى‬
‫المصدر الرئيسي لتمويل برامج الصحة التي من خاللها سيتم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد الشركاء دون وضع إطار للتنسيق‬
‫‪ .134‬قامت وزارة الصحة بتحديد العديد من الشركاء حسب طبيعة األهداف والغايات المتصلة بها‪،‬‬
‫كالقطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص‪ .‬غير أن تحديد الشركاء‬
‫لم يواكبه وضع إطار مرجعي للتنسيق والتشاور من أجل الوصول إلى تدابير تهدف إلى تبني مخططات‬
‫عمل وكذا من أجل تحديد األولويات التي سيتم على أساسها تطوير عالقات وثيقة للشراكة والتعاون‪.‬‬
‫‪ .135‬وأدى غياب االلتزام العملي حول هذا الموضوع‪ ،‬خصوصا من طرف القطاعات الوزارية‬
‫والمستويات الحكومية األخرى‪ ،‬إلى أن الوزارة لم تسجل تقدما ملحوظا في تنفيذ األهداف‪ ،‬خصوصا‬
‫فيما يتعلق بالتدابير التي تتطلب مساهمة العديد من القطاعات‪ .‬ونتج عن ذلك غياب انخراط األطراف‬
‫المتدخلة األخرى في تنفيذ مخطط العمل‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -6‬اعتبار جزئي ألهداف التنمية المستدامة والغايات المستهدفة في إطار االستراتيجية القطاعية‬
‫‪2021-2017‬‬
‫‪ .136‬نظرا ألن المسار الذي جرى إطالقه من خالل إعداد مخطط العمل لم يتم استكماله‪ ،‬قامت وزارة‬
‫الصحة بتضمين بعض االلتزامات المتصلة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في استراتيجية (‪-2017‬‬
‫‪ .)2021‬وتم اعتبار هذه األهداف بناء على رؤية الوزارة الخاصة وأخذا بعين االعتبار لتحديات ما بعد‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ .137‬وتهدف االستراتيجية المتبعة من طرف الوزارة إلى تعزيز المكتسبات وإدخال برامج جديدة وفق‬
‫تطور مؤشرات الصحة بالمغرب‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن استراتيجية الوزارة تطمح إلى منح أهمية خاصة‬
‫لتعزيز برامج صحة األم والطفل والعناية باألوضاع الصحية لذوي االحتياجات الخاصة وتعزيز برامج‬
‫محاربة األمراض المعدية وغير المعدية وإطالق برامج صحية جديدة‪ .‬وتتعلق هذه األخيرة بالتكفل‬
‫بمرضى االلتهاب الكبدي الفيروسي "س" وأمراض القلب ومحاربة مرض الصمم والسمنة عند‬
‫األطفال‪.‬‬
‫‪ .138‬هذه البرامج تتقاطع مع مختلف الغايات المحددة في مخطط العمل‪ ،‬لكن تنفيذها سيكون وفق الرؤية‬
‫القطاعية ودونما التوفر على هامش مهم لالشتغال على المحددات البيئية للصحة في غياب إطار للتنسيق‬
‫وتوزيع األدوار‪.‬‬

‫ب‪ -‬وزارة التربية الوطنية‪ :‬تشكيل لجنة وطنية من أجل تنسيق الهدف الرابع‬
‫‪ .139‬يتمثل الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع‬
‫وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"‪ .‬ويتكون من سبعة أهداف وثالث طرق للتنفيذ أو للتدبير‬
‫المصاحب‪.‬‬
‫‪ .140‬يضمن هذا الهدف لجميع الفتيات والفتيان إتمام سلك كامل من التعليم االبتدائي والثانوي مجانا بحلول‬
‫عام ‪ .2030‬كما يهدف إلى توفير فرص متكافئة للحصول على التعليم المهني والقضاء على التفاوت‬
‫فيما بين الجنسين وفي الدخل‪ ،‬بهدف تمكين الجميع من الوصول إلى الدراسات العليا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫بيان رقم ‪ :7‬غايات و آليات تنفيذ الهدف رقم ‪4‬‬

‫الهدف ‪ ": 4‬ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"‬

‫‪. 4‬أ بناء المرافق التعليمية التي تراعي الفروق بين‬ ‫‪ 1.4‬ضمان أن يتمتّع جميع الفتيات والفتيان بتعليم ابتدائي وثانوي‬
‫الجنسين‪ ،‬واإلعاقة‪ ،‬واألطفال‪ ،‬ورفع مستوى المرافق‬ ‫مجاني ومنصف وجيّد‪ ،‬مما يؤدي إلى تحقيق نتائج تعليمية مالئمة‬
‫التعليمية القائمة وتهيئة بيئة تعليمية فعالة ومأمونة وخالي ة‬ ‫وفعالة بحلول عام ‪.2030‬‬
‫من العنف للجميع‬
‫‪ 2.4‬ضمان أن تتاح لجميع الفتيات والفتيان فرص الحصول على‬
‫‪. 4‬ب الزيادة بنسبة كبيرة في عدد المنح الدراسية المتاحة‬ ‫نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة‬
‫للبلدان النامية على الصعيد العالمي‪ ،‬وبخاصة ألقل البلدان‬ ‫والتعليم قبل االبتدائي حتى يكونوا جاهزين للتعليم االبتدائي بحلول‬
‫نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان األفريقية‪،‬‬ ‫عام ‪2030‬‬
‫لاللتحاق بالتعليم العالي‪ ،‬بما في ذلك منح التدريب المهني‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬والبرامج التقنية‬ ‫‪ 3.4‬ضمان تكافؤ فرص جميع النساء والرجال في الحصول‬
‫والهندسية والعلمية في البلدان المتقدمة النمو والبلدان‬ ‫على التعليم التقني والمهني والتعليم العالي الجيّد والميسور التكلفة‪،‬‬
‫النامية األخرى‪ ،‬بحلول عام ‪2020‬‬ ‫بما في ذلك التعليم الجامعي‪ ،‬بحلول عام ‪2030‬‬

‫‪. 4‬ج الزيادة بنسبة كبيرة في عدد المع لِّّمين المؤهلين‪ ،‬بما‬ ‫ثالث طرق للتنفيذ‬ ‫‪ 4.4‬الزيادة بنسبة كبيرة في عدد الشباب والكبار الذين تتوافر‬
‫في ذلك من خالل التعاون الدولي لتدريب المع ل ِّّمين في‬ ‫لديهم المهارات المناسبة‪ ،‬بما في ذلك المهارات التقنية والمهنية‪،‬‬

‫سبع غايات‬
‫نمو ا والدول‬ ‫للعمل وشغل وظائف الئقة ولمباشرة األعمال الحرة بحلول عام‬
‫البلدان النامية‪ ،‬وبخاصة في أقل البلدان ًّ‬
‫الجزرية الصغيرة النامية‪ ،‬بحلول عام ‪2030‬‬ ‫‪2030‬‬
‫‪ 5.4‬القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم وضمان تكافؤ‬
‫فرص الوصول إلى جميع مستويات التعليم والتدريب المهني‬
‫للفئات الضعيفة‪ ،‬بما في ذلك لألشخاص ذوي اإلعاقة والشعوب‬
‫األصلية واألطفال الذين يعيشون في ظل أوضاع هشة‪ ،‬بحلول عام‬
‫‪2030‬‬
‫‪ 6.4‬ضمان أن يل ّم جميع الشباب ونسبة كبيرة من الكبار‪ ،‬رجاالً‬
‫ونساء على حد سواء‪ ،‬بالقراءة والكتابة والحساب بحلول عام‬
‫‪2030‬‬
‫‪ 7.4‬ضمان أن يكتسب جميع الدارسين المعارف والمهارات‬
‫سبُل من بينها‬
‫الالزمة لدعم التنمية المستدامة‪ ،‬وذلك بجملة من ال ُ‬
‫التعليم لتحقيق التنمية المستدامة واتّباع أساليب العيش المستدامة‪،‬‬
‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬والمساواة بين الجنسين‪ ،‬والترويج لثقافة السالم‬
‫ونبذ العنف والمواطنة العالمية وتقدير التنوع الثقافي وتقدير‬
‫مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة‪ ،‬بحلول عام ‪2030‬‬

‫‪ .141‬يتميز استعداد وزارة التربية الوطنية لتنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة باعتماد إطار‬
‫للتشاور من خالل تشكيل لجنة وطنية للتنسيق‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فقد تم تسجيل بعض أوجه القصور‬
‫من حيث استيعاب مقتضيات الهدف والمالءمة مع الرؤية االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -1‬إحداث لجنة وطنية من أجل تنسيق الهدف الرابع‬
‫‪ .142‬بناء على توصيات لجنة التوجيه " التربية ‪ "2030‬التابعة لمنظمة اليونسكو‪ ،‬بادرت الوزارة المكلفة‬
‫بالتعليم إلى تشكيل لجنة وطنية لتنسيق الهدف الرابع ‪.‬وتتكون هذه اللجنة من ممثلين عن وزارة التربية‬
‫الوطنية وغيرها من القطاعات الوزارية والهيئات العمومية وهيئات الدعم والتنسيق المعنية بالهدف‬
‫الرابع‪ ،‬فضالً عن مكتب اليونسكو بالرباط واللجنة الوطنية للتعليم والعلوم والثقافة‪ .‬غير أن‪ ،‬تأثير‬
‫المبادرات المتخذة من طرف لجنة التنسيق الوطنية منذ إنشائها ظل ضعيفا بسبب االفتقار إلى مأسستها‪.‬‬
‫‪ -1.1‬غياب الطابع المؤسساتي عن اللجنة الوطنية التنسيق‬
‫‪ .143‬ال تتوفر لجنة التنسيق الوطنية على إطار مؤسساتي يحدد صالحياتها وتكوينها‪ .‬ولسد هذه الفجوة‪،‬‬
‫وضعت الوزارة اإلطار المرجعي لتحديد دورها‪ .‬ويتعلق األمر بالمهام التالية‪:‬‬
‫إبراز الجهود التي تبذلها الوزارة من خالل التتبع المنهجي والمنتظم لتطور المؤشرات القطاعية؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪26‬‬
‫تنفيذ أنشطة التوعية وتعبئة الفاعلين الوطنيين حول الهدف الرابع‪ ،‬التعليم ‪ ،2030‬من أجل االنخراط‬ ‫‪-‬‬
‫الفعال للجميع؛‬
‫وضع قاعدة للمعطيات تتيح تتبع الغايات المحددة ضمن الهدف الرابع؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعبئة مختلف فئات المجتمع حول القضايا التربوية؛‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة في تعزيز التخطيط في مجال التربية؛‬ ‫‪-‬‬
‫وضع خارطة طريق لتدابير الهدف الرابع وتتبع تنفيذها؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان التتبع والتقييم المنتظمين والمستمرين للتقدم المحرز في مسار بلوغ غايات الهدف الرابع؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان التنسيق التقني الشامل للهدف الرابع‪ ،‬وتعبئة مختلف الجهات الفاعلة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان جمع البيانات وتقاسم ونشر المعلومات حول الهدف الرابع؛‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان تعبئة محلية لجميع الجهات الفاعلة على مستوى المدرسة لتطوير التفكير االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫التربوي وتوسيع أسس الشراكة والتعاون بين الفاعلين والشركاء والمستفيدين؛‬
‫ضمان التنسيق عن قرب مع جميع الشركاء؛‬ ‫‪-‬‬
‫صياغة التقرير الوطني حول الهدف الرابع بحلول نهاية عام ‪.2018‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .144‬وفي هذا الصدد‪ ،‬عقدت لجنة التنسيق الوطنية عدة اجتماعات‪ .‬إال أن مبادراتها تواجه عدة صعوبات‬
‫نظرا لعدم توفرها على صالحيات القيادة‪ ،‬وخاصة لضمان مالءمة السياسات القطاعية مع مقاصد‬
‫الهدف الرابع‪ ،‬وكذا ترجمة هذا التوافق إلى مخططات عمل تتضمن التدابير الالزمة المسندة لكل طرف‬
‫والقيام بمتابعة التقدم المنجز في هذا المجال‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تجد لجنة التنسيق صعوبة في عقد‬
‫اجتماعاتها بانتظام (من حيث المبدأ كل ثالثة أشهر وفقا ً للشروط المرجعية)‪ ،‬بسبب غياب المقتضيات‬
‫القانونية التي تلزم الجهات المتدخلة باالمتثال إلطار العمل المحدد سابقاً‪ .‬ووفقا ً لمحاضر اجتماعات‬
‫هذه اللجنة‪ ،‬فإن عدد األعضاء وصفتهم تختلف من قطاع آلخر ومن اجتماع إلى آخر‪ ،‬بسبب عدم‬
‫تعيينهم بصفة رسمية‪.‬‬
‫‪ -1.2‬الخالصات األولى للجنة التنسيق الوطنية حول تنفيذ الهدف الرابع‬
‫‪ .145‬مكن عمل لجنة التنسيق الوطنية من توفير معلومات مهمة حول تنفيذ السياسات القطاعية المتعلقة‬
‫بهدف التعليم‪ .‬كما مكن من الوقوف على نقاط القوة والضعف التي تميز المقاربة الوطنية الخاصة بهذا‬
‫الموضوع‪ .‬في مذكرتها المتعلقة بتنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬سلطت لجنة التنسيق‬
‫الوطنية الضوء على أبرز الفرص والتحديات التي تواجه تنفيذ هذا الهدف‪.‬‬
‫‪ .146‬ومن بين ما تم تسجيله كفرص‪ ،‬تأكيد وجود االلتزام الحكومي والمجتمعي لتحقيق مقاصد الهدف‬
‫الرابع‪ ،‬وكذا اعتماد الرؤية االستراتيجية ‪ 2030-2015‬التي تتضمن بعض غايات الهدف الرابع‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تنوع المتدخلين بما يساعد على تظافر مجهودات الجميع‪.‬‬
‫‪ .147‬وتشمل التحديات عدة جوانب منها على وجه الخصوص‪ :‬ضرورة إنشاء نظام للمعلومات قادر‬
‫على إنتاج معطيات موثوقة وجيدة تغطي جميع مؤشرات غايات الهدف الرابع؛ والحاجة إلى ضمان‬
‫اتساق أكبر لمؤشرات تتبع مقاصد الهدف الرابع وتكييفها مع السياق الوطني وتقوية قدرات الفرق‬
‫الوطنية المكلفة بتتبع وتنفيذ الهدف الرابع فيما يخص التخطيط و تجميع المعطيات الالزمة لحساب‬
‫مؤشرات تتبع هذا الهدف ومن حيث إعداد تقارير التتبع ؛ وضرورة ضمان تنسيق الهدف الرابع على‬
‫المستوى الوطني نظرا لتنوع القطاعات المتدخلة في مجال التعليم و التكوين ؛ وتعبئة مصادر تمويل‬
‫تنفيذ الهدف الرابع وحتى السياسات القطاعية‪ ،‬وإسهام الشركاء في التمويل وفي تقوية القدرات‪.‬‬
‫‪ -2‬انخراط محدود في الهدف الرابع‬
‫‪ .148‬على مستوى االنخراط في األهداف‪ ،‬تظل األنشطة المنفذة من طرف وزارة التربية الوطنية محدودة‬
‫التأثير‪ .‬إذ اقتصرت عمليات التوعية ودعم االنخراط على االجتماعات التي عقدتها لجنة التنسيق‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .149‬وفي هذا الصدد‪ ،‬نظمت الوزارة ثالثة ملتقيات‪ :‬خصص األول لتوعية مختلف الشركاء الممثلين‬
‫بلجنة التنسيق الوطنية‪ ،‬والثاني شمل أعضاء اللجنة مع عرض للسياسات القطاعية في عالقتها مع‬
‫الهدف الرابع‪ ،‬في حين ركز الملتقى الثالث على دراسة تقاطع السياسات القطاعية مع الهدف الرابع‬
‫وعرض للمؤشرات‪.‬‬
‫‪ .150‬غير أن الوزارة لم تقم باإلجراءات الالزمة لتوعية موظفيها وشركائها‪ ،‬بما في ذلك الجماعات‬
‫الترابية والقطاع الخاص والجمعيات والمواطنين‪ ،‬رغم اعتبارهم بمثابة فاعلين أساسيين‪.‬‬
‫‪ -3‬غياب تدابير فعالة من أجل مالءمة المشاريع المقدمة من طرف القطاعات الوزارية األخرى مع‬
‫غايات الهدف الرابع‬
‫‪ .151‬حددت لجنة التنسيق الوطنية مجموعة من السياسات القطاعية والشركاء العموميين الواجب إشراكهم‬
‫في تنفيذ غايات الهدف الرابع‪ .‬لكن هذا التصور اقتصر على حالة التشخيص ولم يتم ترجمته إلى‬
‫إجراءات فعلية للتنسيق والمالءمة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تمثل الغاية ‪ 2.4‬موضوعا لعدة مشاريع دون‬
‫وجود أي التزام يقضي بضرورة تناسق االستراتيجيات كما هو موضح أسفله‪:‬‬

‫بيان رقم ‪ :8‬خارطة ألهم الشركاء الذين يتوفرون على استراتيجيات قطاعية مرتبطة بالهدف رقم ‪4‬‬

‫الغايات‬

‫‪.4 4.7 6.4 5.4 4.4 3.4 2.4‬أ ‪.4‬ب ‪.4‬ج‬ ‫‪1.4‬‬

‫التربية الوطنية‬

‫التكوين المهني‬

‫التعليم العالي‬

‫الشؤون االسالمية‬

‫الثقافة واالتصال‬

‫األسرة والتضامن‬

‫الصحة‬

‫الشغل‬

‫الشباب والرياضة‬

‫محاربة األمية‬

‫التعاون الوطني‬

‫المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم األولي‬

‫المديرية العامة للجماعات المحلية‬

‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬

‫المصدر‪ :‬الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‬

‫‪28‬‬
‫‪ -4‬ضرورة مالءمة الرؤية االستراتيجية مع الهدف الرابع‬
‫‪ .152‬تطبيقا للتوجيهات الملكية السامية التي دعت المجلس األعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي لوضع‬
‫خارطة طريق إلصالح المدرسة‪ ،‬وبعد مشاورات واسعة مع مختلف الجهات الفاعلة والشركاء‬
‫بخصوص الوضعية الراهنة وآفاق المدرسة المغربية‪ ،‬تم وضع رؤية استراتيجية لإلصالح تغطي‬
‫الفترة ‪ .2030-2015‬وتهدف هذه الرؤية إلى إنشاء مدرسة منصفة وذات جودة‪ .‬هذه الرؤية تتألف من‬
‫‪ 23‬رافعة تغيير تتمركز حول أربعة أسس وهي‪ :‬اإلنصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع وتشجيع‬
‫الفرد والمجتمع والحكامة وإدارة التغيير‪.‬‬
‫‪ .153‬وإذا كانت هذه الرؤية االستراتيجية تتماشى في العديد من جوانبها مع أهداف التنمية المستدامة‬
‫خصوصا الهدف الرابع‪ ،‬فإن إعدادها تم قبل اعتماد برنامج ‪ 2030‬المتعلق بأهداف التنمية المستدامة‪،‬‬
‫وهو ما يدعو إلى ضرورة مالءمة التخطيط للمشاريع المنبثقة عن الرؤية االستراتيجية مع غايات‬
‫الهدف الرابع‪.‬‬
‫‪- 4.1‬عدم التطابق من حيث التخطيط‬
‫‪ .154‬لتنفيذ حزمة المشاريع المضمنة برافعات الرؤية االستراتيجية‪ ،‬وضعت وزارة التربية الوطنية خطة‬
‫تنفيذية للفترة ‪ 2021-2017‬تتألف من ‪ 24‬إجراء يحظى باألولوية سيتم تنفيذها في هذا األفق‪ .‬غير أنه‬
‫لم يتم وضع هذه الخطة بهدف تنفيذ الهدف الرابع والتقاطعات مع األهداف األخرى‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬
‫لم يتم ذكر الغايات والمؤشرات والقيم المرجعية ذات الصلة‪ .‬كما أن مضمون الخطة التنفيذية يثير عدة‬
‫مالحظات تتعلق بالتأخر المسجل وإشراك الفاعلين اآلخرين ومراعاة االهداف األخرى والغالف المالي‬
‫اإلجمالي الواجب تعبئته ومصادر التمويل وطبيعة آلية التتبع والتقييم‪.‬‬
‫‪- 4.2‬مالءمة محدودة لإلجراءات األفقية التي تشمل الفاعلين األخرين‬
‫‪ .155‬وضعت وزارة التربية الوطنية تنزيال لمحاور الرؤية االستراتيجية ‪ ،2030-2015‬من خالل ‪16‬‬
‫ً‬
‫متكامال تغطي ثالثة مجاالت وهي‪ :‬المساواة وتكافؤ الفرص وإنعاش جودة التعليم والتكوين‬ ‫عا‬
‫مشرو ً‬
‫والحكامة والتعبئة‪.‬‬
‫‪ .156‬هذه المشاريع التي تم تطويرها في إطار استراتيجية ‪ 2020- 2015‬تتوافق مع غايات الهدف رقم‬
‫‪ ،4‬ولكنها تقتصر على اإلجراءات التي يتعين على وزارة التربية الوطنية اتخاذها‪ ،‬بصفتها الجهة‬
‫الرئيسية المعنية بتنفيذ هذا الهدف‪ .‬في حين لم تتم معالجة السياسات واالستراتيجيات القطاعية األخرى‬
‫المتصلة بالتعليم‪ ،‬ال سيما من حيث اإلجراءات األفقية التي تقتضي تدخل الفاعلين األخرين مع تحديد‬
‫دور كل طرف‪.‬‬
‫‪ -5‬إطار تمويل الهدف الرابع‬
‫‪ .157‬لم تتناول الخطة التنفيذية هذا الجانب‪ .‬كما أن لجنة التنسيق الوطنية لم تقم بإعداد مخطط عمل‬
‫مشترك لتقدير كلفة كل سياسة قطاعية وكذا التكاليف االجمالية‪ .‬وفي غياب إطار مناسب للتمويل‪ ،‬تظل‬
‫ميزانية الدولة المصدر الرئيسي للتمويل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬نظام جمع بيانات وقياس مؤشرات أهداف التنمية المستدامة‬

‫أوال‪ .‬اإلطار التنظيمي والمؤسساتي للنظام اإلحصائي الوطني‬


‫أ‪ .‬مكونات وتنظيم النظام اإلحصائي الوطني‬
‫‪ -1‬النظام اإلحصائي الوطني‪ :‬المصادر الرئيسية للمعلومات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .158‬يتكون النظام اإلحصائي الوطني من جميع األجهزة والمصالح اإلحصائية التي تعمل بشكل جماعي‬
‫على جمع وإنتاج ونشر اإلحصائيات الرسمية باسم الحكومة‪.‬‬
‫‪ .159‬ويهدف النظام اإلحصائي الوطني إلى توفير معلومات إحصائية مفيدة وشاملة ودقيقة وموضوعية‪،‬‬
‫من شأنها أن تساهم في تسليط الضوء على الرهانات الكبرى والقضايا األساسية للمغرب‪ ،‬سواء من‬
‫الناحية االجتماعية أو االقتصادية أو البيئية‪ ،‬السيما تلك المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة‪ .‬ويخضع‬
‫هذا النظام للعديد من النصوص القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪ .160‬ويتميز النظام اإلحصائي الوطني بدرجة عالية من الالمركزية‪ ،‬فباإلضافة إلى المندوبية السامية‬
‫للتخطيط‪ ،‬التي تعتبر النواة الرئيسية لهذا النظام‪ ،‬تقوم أجهزة أخرى بجمع وتحليل ونشر المعلومات‬
‫اإلحصائية‪ ،‬التي تغطي بشكل أساسي مجاالت تدخلها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يمكن تلخيص أهم منتجي‬
‫المعلومات والبيانات اإلحصائية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة على النحو التالي‪:‬‬
‫بيان رقم ‪ :9‬مكونات النظام اإلحصائي الوطني‬

‫‪30‬‬
‫‪ .1.1‬المندوبية السامية للتخطيط‪ :‬الجهاز المركزي للنظام اإلحصائي الوطني على مستوى إنتاج‬
‫إحصائيات أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .161‬منذ إحداثها‪ ،‬في أبريل ‪ 1998‬كوزارة منتدبة للتوقعات االقتصادية والتخطيط‪ ،‬ثم رفعها إلى مستوى‬
‫وزارة في يوليو ‪ ،2002‬ثم تحويلها إلى مندوبية سامية للتخطيط ابتداء من سنة ‪ ،2003‬تشكل هذه‬
‫األخيرة النواة المركزية للنظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬إذ تعد المنتج الرئيسي للمعلومات اإلحصائية في‬
‫المجاالت االقتصادية والديموغرافية واالجتماعية‪ ،‬كما تتولى إعداد المحاسبة الوطنية‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬تقوم هذه المندوبية بإعداد الدراسات المتعلقة بالظرفية والوضعية الماكرو اقتصادية للمغرب‬
‫والدراسات االستشرافية‪ .‬وتتمتع المندوبية السامية للتخطيط باستقالل مؤسساتي على مستوى إعداد‬
‫وتنفيذ برامجها وقيامها باألبحاث والدراسات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ .162‬وقد تم الشروع في إعادة هيكلة هذا الجهاز‪ ،‬بعد صدور المرسوم رقم ‪ 2.17.670‬المتعلق بتحديد‬
‫اختصاصات وتنظيم المندوبية السامية للتخطيط (الجريدة الرسمية رقم ‪ 6670‬بتاريخ ‪ 03‬ماي ‪،)2018‬‬
‫وذلك بهدف تحديث اإلطار القانوني المنظم الختصاصاتها وهيكلة وحداتها اإلدارية‪ ،‬ومالءمتها مع‬
‫التغييرات والتوجهات االستراتيجية الجديدة للمندوبية السامية‪ .‬كما ينص هذا المرسوم على إعداد تقرير‬
‫حول أهداف التنمية المستدامة من طرف مديرية التخطيط‪.‬‬
‫‪ .2.1‬القطاعات الحكومية‪ :‬تكليف مصالح إحصائية إلنتاج بيانات ذات صلة بأهداف التنمية‬
‫المستدامة‬
‫‪ .163‬تتوفر الوزارات الكبرى على مصالح إحصائية تقوم بجمع وتحليل ونشر البيانات في حدود مجاالت‬
‫تدخلها‪ .‬ومن بين أهم منتجي المعلومات اإلحصائية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة‪ ،‬نذكر على سبيل‬
‫المثال ال الحصر‪ :‬وزارات الفالحة والتنمية القروية والمياه والغابات‪ ،‬والصحة‪ ،‬والتربية الوطنية‪،‬‬
‫والتشغيل‪ ،‬واالقتصاد والمالية‪ ،‬والسياحة‪ ،‬وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .164‬كما تتولى مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬تجميع المعلومات‬
‫من مصالح الوزارة وإنتاج اإلحصائيات المالية الحكومية المتعلقة بالضرائب والدين الخارجي‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .3.1‬أجهزة عمومية أخرى منتجة للبيانات اإلحصائية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .165‬يتولى المرصد الوطني للتنمية البشرية مهمة تحليل وتقييم آثار برامج التنمية البشرية واقتراح‬
‫التدابير واإلجراءات الكفيلة بالمساهمة في إعداد االستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وتنفيذ المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وأهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .166‬كما يتولى بنك المغرب جمع ونشر اإلحصائيات المصرفية والنقدية وأسعار الصرف‪.‬‬
‫‪ .167‬فيما يتولى مكتب الصرف مسؤولية جمع وإنتاج البيانات اإلحصائية المتعلقة بالتجارة الخارجية‪،‬‬
‫وميزان األداءات‪ ،‬وكذا تحديد الوضعية الخارجية للمغرب في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام اإلحصائي الوطني‪ :‬بطء عملية اإلصالح‬
‫‪ .168‬في أفق إصالح النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬أعدت الحكومة المغربية مشروع قانون إلنشاء مجلس‬
‫وطني لإلحصاء يحل محل لجنة تنسيق الدراسات االحصائية (‪ .)COCOES‬غير أن هذا القانون لم‬
‫ير النور بعد‪ ،‬رغم عرض مشروعه على األمانة العامة للحكومة منذ سنة ‪.2003‬‬
‫‪ .169‬وقد سبق لمجلس الحكومة النظر في مشروع القانون رقم ‪ 109.14‬المتعلق بالنظام اإلحصائي‬
‫الوطني في اجتماعه المنعقد بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪ .2015‬ويهدف مشروع هذا القانون إلى تحديث اإلطار‬
‫القانوني للنظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬الذي لم يعد يستجيب للتطورات التي تعرفها البنيات اإلنتاجية‬
‫للمعلومات اإلحصائية الرسمية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ .170‬كما يتوخى المشروع تحسين حكامة النظام اإلحصائي من خالل إنشاء المجلس الوطني لإلحصاء‪،‬‬
‫والتنصيص على أحكام ومبادئ ملزمة لجميع مكونات النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬تضمن جودة البيانات‬
‫اإلحصائية الرسمية‪ ،‬السيما من حيث مدى توفر االستقاللية العلمية والمهنية والحياد‪ ،‬واحترام المعايير‬
‫واألساليب والمواثيق والتصنيفات المعمول بها على المستويين الوطني والدولي خالل جميع مراحل‬
‫إعداد وتنفيذ العمليات اإلحصائية‪ .‬كما يتضمن مشروع القانون أحكاما ً ملزمة لألطراف المتدخلة في‬
‫النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬تروم الحرص على احترام السرية المهنية وإتاحة اإلحصائيات الرسمية‬
‫المتوفرة لجميع المستخدمين‪.‬‬
‫‪ .171‬ولهذا الغرض‪ ،‬قرر مجلس الحكومة خالل اجتماعه‪ ،‬سالف الذكر‪ ،‬إنشاء لجنة وزارية تتولى دراسة‬
‫أحكام مشروع القانون ‪ 109.14‬المتعلق بالنظام اإلحصائي الوطني‪ .‬غير أن هذا المشروع لم يتم بعد‬
‫اعتماده‪ ،‬كما أن المجلس الوطني لإلحصاء لم يحدث بعد‪.‬‬
‫ب‪ .‬عمل وتنسيق النظام اإلحصائي الوطني‬
‫‪ -1‬مكونات النظام اإلحصائي الوطني‪ :‬ضعف التنسيق‬
‫‪ .172‬ينص المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 370.67‬بتاريخ ‪ 10‬جمادى األولى ‪ 5( 1388‬غشت‬
‫‪ )1968‬المتعلق بالدراسات اإلحصائية في مادته األولى على أنه "تحدث لدى الوزير األول (رئيس‬
‫الحكومة) لجنة لتنسيق الدراسات اإلحصائية يعهد إليها بتنسيق وإنجاز الدراسات اإلحصائية‪ ،‬سواء‬
‫كانت هذه الدراسات ناتجة عن أبحاث أو عن أشغال تسيير عادي أو استثنائي‪ ،‬يمكن أن ينجم عنها بيان‬
‫إحصائي‪.".‬‬
‫‪ .173‬فقد كان من المفروض أن تتولى لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية مسؤولية المراقبة والتنسيق بين‬
‫مختلف مكونات النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬وذلك من أجل تسهيل تبادل المعلومات فيما بينها وضمان‬
‫انسجام المنهجيات المتبعة والنتائج المتوصل إليها‪ .‬غير أن تحريات المجلس األعلى للحسابات أظهرت‬
‫أن هذه اللجنة ال تضطلع بدورها كامال‪ ،‬بحيث تم اختصار تدخالتها في بعض اإلجراءات الشكلية التي‬
‫تقوم بها كتابتها (تتولى مديرية اإلحصاء التابعة للمندوبية السامية لإلحصاء مهمة كتابة هذه اللجنة)‪.‬‬
‫وتكرس هذه الوضعية التباعد المالحظ بين مكونات النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬بحيث تقوم بعض‬
‫األجهزة‪ ،‬في مجال إنتاج المعلومات والبيانات اإلحصائية‪ ،‬بإعداد استراتيجياتها بشكل منفصل تما ًما‬
‫عن بعضها البعض‪ ،‬دون مراعاة للمعايير اإلحصائية‪ .‬كما يتم إنجاز عمليات إحصائية دون الحصول‬
‫على موافقة لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية‪ ،‬وفي غياب أي تنسيق مع المندوبية السامية للتخطيط‪،‬‬
‫ودون احترام التعاريف الرسمية والتصنيفات والمفاهيم المشتركة‪.‬‬
‫‪ .174‬وفي هذا السياق‪ ،‬أقرت المندوبية السامية للتخطيط بأن غياب التنسيق من شأنه أن يؤثر على جودة‬
‫إنتاج األجهزة األخرى لمؤشرات تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬والتي من المفروض أن تمتثل‬
‫للمبادئ التوجيهية لألمم المتحدة‪ ،‬وأن تحترم المعايير التوجيهية والمنهجيات المستخدمة في قياس بيانات‬
‫ومؤشرات مستوى التقدم في إنجاز أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وذلك بتشاور مع المندوبية السامية‬
‫للتخطيط‪ .‬كما أن هذه األجهزة ملزمة مبدئيا بأن تقدم تلقائيا إلى المندوبية السامية للتخطيط الملفات‬
‫المنهجية والمفاهيم والمعايير المعتمدة قصد إجراء األبحاث اإلحصائية‪ ،‬وذلك طبقا ألحكام قانون‬
‫اإلحصاء‪.‬‬
‫‪ .175‬ومن أجل التخفيف من ضعف التنسيق تلجأ المندوبية السامية للتخطيط إلى عقد اتفاقيات ثنائية مع‬
‫أهم منتجي المعلومات اإلحصائية‪ ،‬كما يتم بذل جهود للتنسيق من خالل االتصاالت المباشرة‬
‫والمراسالت والمشاركة في اللجان القطاعية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -2‬المستوى الترابي‪ :‬تعاون محدود في سياق يتسم بطلب متزايد على المعلومات اإلحصائية‬
‫‪ .176‬منح المغرب للفاعلين المحليين مسؤوليات مهمة على مستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬من‬
‫أجل ذلك‪ ،‬يعتبر التزام المغرب بتنزيل الجهوية المتقدمة استجابة لتحديات التنمية الجهوية‪ ،‬السيما في‬
‫شقها المتعلق بالتخفيف من االختالالت المجالية‪ ،‬والحد من ظواهر اإلقصاء االجتماعي‪ ،‬والتخفيف من‬
‫األضرار البيئية وآثارها السلبية على التنمية المستدامة والتنافسية الجهوية للمدن المغربية‪.‬‬
‫‪ .177‬ومن بين العناصر الضرورية لحسن تنزيل سياسة الجهوية المتقدمة‪ ،‬التي تلتقي في مجملها مع‬
‫أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬يشكل توفير بيانات إحصائية حديثة وموثوقة للفاعلين المحليين أمرا ً ال غنى‬
‫عنه‪ .‬مع العلم أن هذه اإلحصائيات يجب أن تغطي جميع الجوانب المرتبطة بالميزانيات ومخططات‬
‫وبرامج اإلدارة الترابية‪.‬‬
‫‪ .178‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تتوفر المندوبية السامية للتخطيط على مديريات جهوية على صعيد كل جهة‪ ،‬طبقا‬
‫للقرار رقم ‪ 1343.02‬بتاريخ ‪ 22‬يوليوز ‪ 2002‬بتحديد اختصاصات وتنظيم المصالح الخارجية لوزارة‬
‫التوقعات االقتصادية والتخطيط‪.‬‬
‫‪ .179‬ويفترض أن تقوم هذه المديريات الجهوية باالستجابة للحاجيات من المعلومات اإلحصائية الحديثة‬
‫والموثوقة‪ ،‬لفائدة الجماعات الترابية والفاعلين المحليين‪ ،‬وذلك من خالل جمع ومعالجة البيانات‬
‫اإلدارية وإنجاز األبحاث الميدانية‪.‬‬
‫‪ .180‬غير أن المجلس األعلى للحسابات أثار في تقريره الخاص الصادر في أكتوبر ‪ ،2013‬المتعلق‬
‫بمراقبة تسيير المديريات الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بكل من الدار البيضاء وفاس وأكادير‪،‬‬
‫ضعف التعاون بين المديريات الجهوية وبعض اإلدارات المنتجة للبيانات‪.‬‬
‫‪ .181‬ويتعلق األمر على سبيل المثال بإدارة الضرائب‪ ،‬والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية‬
‫والمراكز الجهوية لالستثمار التي تتوفر على معطيات مهمة حول الشركات‪ .‬وينطبق نفس األمر على‬
‫البحوث المتعلقة بالتشغيل‪ ،‬إذ يسجل ضعف اللجوء لخدمات الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫وصناديق التقاعد ولمعطيات وزارة الداخلية (السيما عملية البحث المتعلقة بجرد الممتلكات الجماعية)‪.‬‬
‫‪ -3‬تدبير النظام اإلحصائي الوطني‪ :‬إكراهات مالية متعلقة بالمخصصات يتعين تجاوزها‬
‫‪ .1.3‬قصور مرتبط بنقص الموارد البشرية‬
‫‪ .182‬يمثل نقص الموظفين المتخصصين في اإلحصاء على صعيد المصالح القطاعية والجهوية عائقا ً‬
‫لتحسين اإلنتاج اإلحصائي‪ .‬كما يزيد من حدة هذا النقص ضعف تنظيم برامج التكوين المستمر لفائدة‬
‫الموظفين المنتمين للنظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬سواء المتخصصين منهم أو غير المتخصصين‪.‬‬
‫‪ .183‬من جهة أخري‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى محدودية قدرة معظم المتدخلين على التحديد الدقيق لحاجياتهم‬
‫من المعلومات والبيانات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ .2.3‬قصور في تعبئة الموارد‬
‫‪ .184‬بينت التحريات المنجزة ضعف تعبئة الموارد‪ ،‬منها المالية وكذا العتاد‪ ،‬خاصة المعلوماتي‪ ،‬الالزمة‬
‫لقيام مصالح النظام اإلحصائي الوطني بمهامها االعتيادية‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تعاني العديد من األجهزة‬
‫من نقائص على مستوى حفظ وتأمين البيانات‪ ،‬وذلك بسبب ضعف السياسة العامة المتبعة في اقتناء‬
‫واستخدام البرمجيات اإلحصائية‪ .‬وتفسر هذه الوضعية النقص المالحظ في التحليل المعمق للبيانات‬
‫اإلحصائية التي يتم إنتاجها‪.‬‬
‫‪ .185‬لذلك وجب التذكير بأن عدم تخصيص الموارد المالية الكافية يشكل إحدى المعيقات الرئيسية‬
‫الستدامة العمليات اإلحصائية على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ . 3.3‬نقائص على مستوى النشر والتواصل‬
‫‪ .186‬تقوم المندوبية السامية للتخطيط بنشر جل بياناتها اإلحصائية بواسطة الوسائط اإللكترونية‪ ،‬وهو ما‬
‫يتيح االستفادة منها على نطاق واسع بالنسبة لمختلف المستخدمين (ومنها‪ :‬شبكة األنترنت واألقراص‬
‫المدمجة والدالئل اإلحصائية‪ ،‬والقواعد المعلوماتية المتعلقة بالمسح الخرائطي للفقر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الكتالوجات والمكتبات اإللكترونية المنشورة على األنترنت‪ ،‬إلخ)‪ .‬أما بالنسبة لباقي منتجي المعلومات‬
‫اإلحصائية‪ ،‬فقد تبين آن نشر المعلومات اإلحصائية ال يخضع لسياسة تواصلية ناجعة‪ ،‬بحيث يتم‬
‫استخدام وسائل نشر متفرقة تعتمد في الغالب على الوسائط الورقية‪.‬‬
‫‪ .187‬في نفس السياق‪ ،‬ووفقا للمقابالت التي تم القيام بها‪ ،‬أثارت بعض األجهزة مشاكل مرتبطة بصعوبة‬
‫تبادل المعلومات اإلحصائية فيما بينها‪ ،‬وعلى وجه الخصوص مع المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب غياب التنسيق بين مختلف مكونات النظام اإلحصائي الوطني‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظمة المعلومات اإلحصائية القطاعية‪ :‬نقائص مرتبطة بمناهج جمع وتناسق البيانات‬
‫اإلحصائية‬
‫‪ .1.4‬نقائص في وثوقية وفي قابلية المعلومات اإلحصائية للمقارنة‬
‫‪ .188‬تتطلب عملية إعداد وتتبع وتقييم أهداف التنمية المستدامة توفير معلومات إحصائية موثوقة وفي‬
‫الوقت المناسب‪ ،‬وهو ما يتم التعبير عنه باستمرار من قبل األجهزة العمومية والفاعلين الخواص‪ .‬وقد‬
‫ازدادت الحاجة إلى إحصائيات موثوقة السيما بعد التطور المضطرد لألنظمة المعلوماتية اإلحصائية‬
‫لجل القطاعات الوزارية‪ ،‬على المستوى الوطني والجهوي‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لوزارات المالية‬
‫والصحة والتعليم والفالحة والتجارة والتشغيل‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .189‬غير أن عدم تحيين النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالنظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬وكذا تعطيل‬
‫آليات التنسيق والتعاون‪ ،‬السيما لجنة تنسيق الدراسات اإلحصائية‪ ،‬أدى إلى عدم مأسسة معظم أنظمة‬
‫المعلومات اإلحصائية واتسامها بالبطء والتفكك وصعوبة الرقمنة‪ .‬كما ال يتم‪ ،‬بشكل كاف‪ ،‬استغالل‬
‫البيانات الناتجة عن هذه األنظمة بسبب التأخر في جمعها وعدم اكتمالها فضالً عن ضعف جودتها‪ ،‬كما‬
‫هو الشأن بالنسبة لنظام المعلومات اإلحصائية لوزارة الصحة الذي ال يتضمن البيانات المتعلقة بالقطاع‬
‫الخاص‪.‬‬
‫‪ .190‬عالوة على ذلك‪ ،‬وبالموازاة مع تعميم تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬أصبح من الضروري‬
‫حل المشاكل المرتبطة موثوقية اإلحصائيات وقابليتها للمقارنة ومالءمة المنهجيات المتعلقة بجمع‬
‫ومعالجة البيانات‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن حسن أداء وكفاءة القطاعات أصبح يقاس بمدى قدرتها على‬
‫نشر التقارير المتضمنة للمعلومات اإلحصائية سواء األصلية منها أو تلك التي تتم معالجتها الحقا‪ .‬وفي‬
‫هذا السياق‪ ،‬فإن مخاطر نشر إحصائيات متضاربة أصبح جد وارد أمام الدور المحدود للجنة تنسيق‬
‫الدراسات اإلحصائية (كما هو الشأن بالنسبة لإلحصائيات المتعلقة بالتشغيل وبمعدل النمو‪ ،‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ .191‬وأمام غياب برامج واضحة تروم مالءمة منهجيات جمع المعلومات اإلحصائية والتقريب بين‬
‫األنظمة اإلحصائية القطاعية‪ ،‬تقتصر المندوبية السامية للتخطيط واإلدارات المعنية على تنظيم بعض‬
‫االجتماعات التشاورية حول بعض المؤشرات‪ .‬كما تقوم المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬عند الطلب‪،‬‬
‫بدراسة الملفات المنهجية المتعلقة باألبحاث اإلحصائية المزمع إنجازها من طرف األجهزة المعنية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تبدي المندوبية رأيها التقني بشأن المعايير واألساليب اإلحصائية المعتمدة (خطط أخذ‬
‫العينات‪ ،‬االستبيانات‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬إلخ)‪ .‬كما تقدم مساعدتها إلى المؤسسات األخرى (عند الطلب) من أجل‬
‫القيام باألبحاث والعمليات اإلحصائية (أخذ العينات‪ ،‬وضع الخرائط‪ ،‬واالستبيانات‪ ،‬وتحديد التسميات‬
‫والمفاهيم والمعايير اإلحصائية‪ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫النظام الوطني للمعلومات الصحية‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪ .192‬تتولى وزارة الصحة إنتاج المعلومات اإلحصائية الصحية‪ ،‬حيث تتوفر على نظام مهم للمعلومات‪.‬‬
‫ويشمل هذا النظام‪ ،‬حسب المخطط المديري المتعلق بالمنظومة الوطنية للمعلومات‪ ،‬مجموعة من‬
‫اآلليات والمساطر من أجل إنتاج ومعالجة وتوفير المعلومات اإلحصائية المطلوبة للمخططين‬
‫والمدبرين في المجال الصحي‪ ،‬وكذا لمهنيي القطاع‪ ،‬خصوصا األطر الطبية وشبه الطبية‪.‬‬
‫‪ .193‬كما يرتكز هذا النظام على ثالث دعامات‪ )1( :‬نظام للمعلومات اعتيادي‪ )2( ،‬الدراسات والبحوث‬
‫الميدانية‪ )3( ،‬نظام للمعلومات خارجي‪.‬‬
‫‪ .194‬وعلى الرغم من قدرة هذا النظام على إنتاج المؤشرات المرتبطة بالهدف الثالث من أهداف التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬غير أنه لم يصل بعد إلى درجة التطور المطلوب من حيث االندماج والرقمنة والتوافق‬
‫والتفاعل والمرونة والتعميم على جميع المستويات‪ ،‬وكذا من حيث التركيز على المؤشرات المرتبطة‬
‫بالفرد‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يجدر التذكير بالصعوبات القائمة في مجال تجميع المعلومات اإلحصائية‬
‫المتعلقة بالقطاع الخاص وبالعالم القروي‪.‬‬
‫‪ .195‬ومن أجل تجاوز هذه الصعوبات‪ ،‬أكدت وزارة الصحة عزمها على تعميم النظام المعلوماتي على‬
‫مستوى جميع المؤسسات الصحية بالموازاة مع تعزيز دور الجهة‪ ،‬في أفق إحداث مراصد جهوية‬
‫للصحة ومديرية مركزية لنظام المعلومات‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن تأهيل النظام الوطني للمعلومات الصحية ال‬
‫يمكن أن يحقق أهدافه إال إذا تم إحداثه وفق ما هو منصوص عليه في المادة ‪ 17‬من القانون اإلطار رقم‬
‫‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض العالجات‪.‬‬
‫‪ .3.4‬نظام المعلومات اإلحصائية لوزارة التربية الوطنية‬
‫‪ .196‬على غرار وزارة الصحة‪ ،‬تتوفر وزارة التربية الوطنية على نظام للمعلومات متطور نسبيا لتجميع‬
‫وإنتاج المعلومات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ .197‬ويرتكز هذا النظام على أربع مكونات‪ :‬نظام للمعلومات اإلحصائية‪ ،‬نظام التخطيط المدرسي‪ ،‬نظام‬
‫حركية الموظفين ونظام تدبير التمدرس على مستوى المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة‪.‬‬
‫‪ .198‬كما تجدر اإلشارة إلى أن قيادة نظام تجميع وإنتاج اإلحصائيات يتم في نفس الوقت من طرف عدة‬
‫مديريات مركزية‪ ،‬وعلى رأسها مديرية اإلحصاء واالستراتيجية والتخطيط‪ .‬حيث تتولى هذه األخيرة‬
‫إنجاز بحوث وتحاليل إحصائية‪ ،‬وتسهر على تفعيل الدالئل وتتبع قاعدة المعطيات‪ ،‬باإلضافة إلى إنجاز‬
‫دراسات اقتصادية واجتماعية وتتبع مخططات التمدرس وكذا مؤشرات تعميم التمدرس‪.‬‬
‫‪ .199‬وعلى مستوى تتبع أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن منظومة التربية الوطنية تتوفر‬
‫على قدرات هامة قد تسمح بجمع وإنتاج مجموعة من مؤشرات التنمية المستدامة المتعلقة بتتبع الهدف‬
‫الرابع‪ ،‬حيث قامت الوزارة ببعض اإلجراءات قصد إدماج هذه المؤشرات في نظام معلوماتها‬
‫اإلحصائية (‪ ) ESISE‬عن طريق إعداد جذاذات لهذا الغرض توضح طرق احتساب البيانات‬
‫ومصادرها ومعالجتها وتطبيقاتها ووتيرة إنجازها وكذا تحديد األطراف المتدخلة والصعوبات المحتملة‪.‬‬
‫‪ .200‬لكن رغم ذلك‪ ،‬فإن هذا النظام الزال يعاني من عدة نقائص‪ ،‬خصوصا تلك المتعلقة بإدماج مختلف‬
‫مكونات المنظومة التربوية‪ ،‬وكذا غياب منهجية لمراقبة جودة المعطيات المعتمدة في قياس المؤشرات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ضرورة إجراء بحوث ميدانية من أجل توفير المعلومات الناقصة‪.‬‬
‫‪ .4.4‬نظام المعلومات اإلحصائية لوزارة الفالحة‬
‫‪ .201‬تتولى وزارة الفالحة إنتاج المعلومات اإلحصائية المتعلقة بالمجال الفالحي‪ .‬ألجل ذلك‪ ،‬تقوم مديرية‬
‫االستراتيجية واإلحصاء التابعة لها بعدة مهام يؤطرها مرسوم تنظيمي‪ .‬وتتعلق بجمع البيانات المتعلقة‬
‫بالقطاع الفالحي ومعالجتها وتحسين جودتها وجعلها قابلة لالستغالل‪ .‬وتتم عملية إنتاج المعلومات‬
‫اإلحصائية الفالحية باعتماد العينات والقيام بالبحوث‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ .202‬وفيما يتعلق بجودة اإلحصائيات التي يتم إنتاجها‪ ،‬يعتبر مسؤولو المندوبية السامية للتخطيط بأن‬
‫المنهجيات المعتمدة من قبل قسم اإلحصاء في وزارة الفالحة سليمة وتتماشى مع المعايير الدولية‪ .‬كما‬
‫أن الرقمنة المتعلقة بالمجال‪ ،‬وتحديث العينات واستخدام نظم المعلومات الجغرافية من أجل إنجاز‬
‫عمليات إحصاء األشجار المثمرة م ّكنت من تحسين جودة المعلومات التي يتم جمعها وتطوير قاعدة‬
‫البيانات الجغرافية‪ .‬كما تتوفر الوزارة على دالئل خاصة بكل فئة من عمليات المسح تعرف المفاهيم‬
‫األساسية المستخدمة وتوضح األسئلة المطروحة‪.‬‬
‫‪ .203‬وبالرغم من قدرة هذا النظام على إنتاج المعلومات اإلحصائية‪ ،‬فإنه يعاني من بعض النقائص‪،‬‬
‫السيما على مستوى الموارد البشرية‪ ،‬وكذا عدم كفاية اإلحصائيات التي يتم إنتاجها مقارنة باحتياجات‬
‫المرتفقين‪ ،‬باإلضافة لغياب بحوث حول مستوى رضى المستعملين لهذه المعطيات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪-5.4‬نظام المعلومات اإلحصائية للمرصد الوطني للتنمية البشرية‬
‫‪ .204‬من أجل القيام بمهمته المتعلقة بتقييم السياسات العمومية في مجال التنمية البشرية‪ ،‬أنشأ المرصد‬
‫الوطني للتنمية البشرية آلية تساعده على جمع بيانات محينة لرصد وتتبع مؤشرات التنمية البشرية في‬
‫المغرب‪ ،‬بما فيها المؤشرات الواردة في برنامج ‪ 2030‬ألهداف التنمية المستدامة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬قام‬
‫المرصد بتصميم نظام معلوماتي يحمل اسم "البشرية" تم تعزيزه ببحث حول تتبع مؤشرات األسر‪.‬‬
‫‪ .205‬ويسعى المرصد من خالل هذا النظام إلى تجميع المعطيات وتزويد المتدخلين واألكاديميين وباقي‬
‫الشركاء ببيانات منظمة وموحدة وموثقة تتعلق بالتنمية البشرية‪ .‬ويتكون هذا النظام من قاعدة بيانات‬
‫ولوحة قيادة ومركز توثيق افتراضي وأبحاث ميدانية يقوم بها المرصد‪ ،‬باإلضافة إلى نظام معلومات‬
‫جغرافية‪ .‬كما يتيح هذا النظام عرض معلومات منتقاة ومنظمة في جذاذات رقمية معززة بخرائط‬
‫موضوعاتية‪ ،‬تسمح بتتبع وضعية المغرب في مجال التنمية البشرية مقارنة بالدول األخرى‪.‬‬
‫‪ .206‬وتشمل المواضيع العامة التي يتناولها نظام المعلومات "البشرية" عدة مجاالت‪ :‬البيئة والموارد‬
‫الطبيعية ومناخ األعمال‪ ،‬والسكان والديموغرافية‪ ،‬واالقتصاد‪ ،‬والنشاط والتشغيل‪ ،‬ومستوى العيش‬
‫والفقر والولوج إلى الخدمات األساسية والبنية التحتية‪ ،‬وكذا مؤشرات مندمجة حول التنمية البشرية‬
‫والصحة والرعاية االجتماعية والتعليم والمعرفة والحكامة‪.‬‬
‫‪ .207‬وفي نفس السياق‪ ،‬أنشأ المرصد الوطني للتنمية البشرية "دراسة بحثية حول األسر" تهدف إلى جمع‬
‫بيانات متعلقة بعينة تمثل المستوى المعيشي لجميع األسر في المغرب‪ ،‬وذلك من أجل تلبية الحاجيات‬
‫المرتبطة بتحليل البيانات المستقاة من مختلف األبحاث بنوعيها األفقي والعمودي‪ .‬ويعتبر رصد وتحليل‬
‫دينامية التنمية البشرية الهدف الرئيسي من وراء تصميم وإنجاز هذه األبحاث‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬قدرة النظام اإلحصائي الوطني على إنتاج مؤشرات قياس وتتبع أهداف التنمية‬
‫المستدامة‬
‫أ‪ .‬احترام المعايير اإلحصائية الدولية من قبل النظام اإلحصائي للمندوبية السامية للتخطيط‬
‫‪ -1‬نظام المعلومات اإلحصائية للمندوبية السامية للتخطيط‪ :‬نظام يخضع للمعايير الدولية للجودة‬
‫‪ .208‬على مستوى المعايير والمناهج المعتمدة‪ ،‬تتوفر المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬باعتبارها النواة‬
‫الرئيسية للنظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬على المؤهالت الضرورية لتقييم التقدم الحاصل في تنفيذ أهداف‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تشير قاعدة بيانات األمم المتحدة للممارسات الجيدة في هذا المجال‪،‬‬
‫إلى كون النظام اإلحصائي المغربي مطابق لمبادئ الدقة والحياد والولوج المتكافئ للجميع‪ .‬كما أن‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحكم تشغيله متاحة للعموم‪.‬‬
‫‪ .209‬عالوة على ذلك‪ ،‬اتخذت المندوبية السامية للتخطيط عددا من التدابير للحفاظ على سرية البيانات‬
‫واألفراد‪ .‬فقد قامت‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بنشر ميثاق يحدد قواعد استخدام وأمن نظام معلوماتها‪ ،‬ويلزم‬

‫‪36‬‬
‫هذا الميثاق كل مستخدم‪ ،‬سواء أكان موظفا بالمندوبية أو متعاقدا معها أو مستخدما للبيانات في إطار‬
‫مهني أو شخصي‪.‬‬
‫‪ .210‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬التزمت المندوبية منذ سنة ‪ ،2005‬بالمعيار الخاص المتعلق بنشر البيانات‬
‫لصندوق النقد الدولي‪ ،‬وأقامت عالقات متميزة للتبادل والتعاون العلمي والتقني مع وكاالت األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬وخاصة برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬وصندوق األمم المتحدة للسكان واليونيسيف واللجنة‬
‫االقتصادية ألفريقيا‪.‬‬
‫‪ .211‬كما تعتبر المندوبية السامية عضوا في العديد من مجموعات العمل واللجان المتخصصة‪ ،‬بما في‬
‫ذلك اللجنة اإلحصائية باألمم المتحدة‪ ،‬وهيئة التعاون اإلحصائي األورو متوسطي ( ‪MEDSTAT‬‬
‫‪ ،)III‬واللجنة اإلحصائية لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬والبنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬والبنك الدولي‪،‬‬
‫والمكتب اإلحصائي لالتحاد األوروبي (‪ )Eurostat‬واللجنة التوجيهية للشراكة اإلحصائية من أجل‬
‫التنمية في فجر القرن الحادي والعشرين (‪ ،)PARIS21‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .212‬كما تم‪ ،‬خالل الدورة التاسعة واألربعين للجنة اإلحصائية لألمم المتحدة‪ 6‬المنعقدة سنة ‪،2018‬‬
‫انتخاب المغرب‪ ،‬ممثال في المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬لتقلد منصب الرئاسة المشتركة مع دولة المجر‬
‫للفترة ‪ ،2019-2018‬للمجموعة رفيعة المستوى المكلفة بالشراكة والتنسيق وبناء القدرات اإلحصائية‬
‫من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام اإلحصائي الوطني‪ :‬إجراءات مراقبة الجودة بحاجة للتطوير وإضفاء الطابع الرسمي‬
‫عليها‬
‫‪ .213‬تهدف إجراءات مراقبة الجودة التي وضعتها طرف المندوبية السامية للتخطيط إلى إنتاج ونشر‬
‫معلومات إحصائية موثوقة وذات جودة‪ .‬ولبلوغ هذه الغاية تقوم المندوبية بحلقات دراسية لتوعية‬
‫موظفيها بأهمية الجوانب المتعلقة بالجودة‪.‬‬
‫‪ .214‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وضعت المندوبية عدة إجراءات لفحص جودة اإلحصاءات‪ ،‬ال سيما فيما يخص‬
‫جمع المعلومات‪ .‬وأقامت لجانا تقنية إلجراء عمليات إحصائية ذات جودة‪ ،‬إلى جانب تشكيل لجان‬
‫أخرى لضمان جودة بعض العمليات اإلحصائية المعنية‪ .‬كما تلعب مديرية المحاسبة الوطنية دورا ً هاما ً‬
‫في رصد المشاكل المرتبطة بالجودة‪.‬‬
‫‪ .215‬تقع مسؤولية نشر اإلحصائيات‪ ،‬أساسا‪ ،‬على عاتق مديرية اإلحصاء‪ .‬كما أن نشر المعلومات‬
‫اإلحصائية بصفة مشتركة بين المندوبية السامية واألجهزة األخرى‪ ،‬تخضع إلجراءات تروم‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫تقسيم المسؤوليات واألعباء‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬التأكيد على ضرورة االلتزام باإلعالن عن التغييرات‬
‫التي يتم إدخالها على المنهجيات والمصادر والتقنيات اإلحصائية قبل تنزيلها‪.‬‬
‫‪ .216‬لكن‪ ،‬ورغم الجهود المبذولة‪ ،‬غالبا ً ما تجد مديرية اإلحصاء نفسها أمام ضرورة التحكيم بين جوانب‬
‫مختلفة للجودة مثل احترام اآلجال ودقة وموثوقية البيانات‪ .‬وبالتالي فإن هذه الوضعية غير مؤطرة‬
‫بآليات رسمية من أجل تحسيس المرتفقين بأهمية هذه المقترحات واخذ وجهات نظرهم بعين االعتبار‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم تقم المندوبية السامية للتخطيط بعد بوضع نظام رسمي وموحد لمراقبة الجودة‬
‫وتحسيس الموظفين والشركاء والمستخدمين بمحتواه‪.‬‬

‫‪ 6‬اللجنة اإلحصائية لألمم المتحدة هي هيئة عليا في النظام اإلحصائي الدولي مسؤولة عن مراجعة واعتماد المنهجيات والمعايير اإلحصائية على‬
‫المستوى العالمي‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ب‪ .‬التخطيط لعمليات النظام اإلحصائي الوطني وقياس أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ -1‬المندوبية السامية للتخطيط‪ :‬تحيين نظام إنتاج المعلومات اإلحصائية‬
‫‪ .217‬أظهرت التحريات التي أجريت على مستوى المندوبية السامية للتخطيط أنها اتخذت مجموعة من‬
‫التدابير من أجل تحيين نظام اإلنتاج اإلحصائي والقيام بعمليات إحصائية تمكن من تحديد مدى تحقيق‬
‫أهداف وغايات التنمية المستدامة وذلك وفقا لألبعاد الرئيسية المطلوبة كالمعطى الجغرافي والنوع‬
‫والسن والحالة االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ .218‬وفي هذا السياق‪ ،‬قامت هذه المندوبية بتحيين نظام المحاسبة الوطنية (وفقا لمعايير نظام المحاسبة‬
‫لألمم المتحدة لسنة ‪ )2008‬مع تغيير السنة المرجعية للحسابات الوطنية إلى ‪ 2007‬بدل سنة ‪.1998‬‬
‫وشرعت منذ سنة ‪ 2012‬في ورش إصالحي لتغيير السنة المرجعية للحسابات الوطنية إلى سنة ‪2014‬‬
‫بدل سنة ‪ 2007‬وذلك عبر تحديث عملياتها اإلحصائية الهيكلية‪.‬‬
‫‪ .219‬كما أنجزت المندوبية السامية سنة ‪ 2014‬اإلحصاء العام السادس للسكان والسكنى وذلك من أجل‬
‫تحديث قواعد البيانات الديموغرافية‪ .‬وقد مكنت نتائج هذا اإلحصاء من تكوين مجموعة من المؤشرات‬
‫من الناحية الديموغرافية والخصائص السوسيو‪-‬اقتصادية للسكان‪ ،‬وكذا المؤشرات متعددة األبعاد للفقر‪،‬‬
‫فضال عن توقعات النمو لعدد السكان واألسر للفترة ما بين ‪ 2015‬و‪ ،2050‬وذلك على المستوى الوطني‬
‫والجهوي واإلقليمي والمحلي‪.‬‬
‫‪ .220‬وفي نفس السياق‪ ،‬وضعت المندوبية السامية عينة رئيسية‪ ،)échantillon maître( ،‬استنادا إلى‬
‫البيانات الخرائطية واإلحصائية التي جاء بها إحصاء سنة ‪ .2014‬وتعتبر هذه اآللية بمثابة إطار‬
‫مرجعي لتوفير المعطيات اإلحصائية‪ ،‬سواء من حيث تكوين العينات التمثيلية للسكان واألسر‪ ،‬وإجراء‬
‫األبحاث اإلحصائية‪ ،‬السيما تلك المدرجة في إطار البرنامج الوطني لألبحاث اإلحصائية للفترة ‪2015‬‬
‫و‪ ،2024‬والذي ستشرع في إنجازه المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع هيئات أخرى من القطاعين‬
‫العام والخاص‪.‬‬
‫‪ .221‬ورغم كل هذا المجهود‪ ،‬فقد تم الوقوف على بعض النقائص المرتبطة‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بقدرة‬
‫النظام اإلحصائي الوطني على إنتاج كافة مؤشرات القياس والتتبع ألهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -2‬استغالل البيانات اإلدارية‪ :‬ضرورة بذل المزيد من المجهودات من طرف الشركاء‬
‫‪ .222‬من شأن استغالل المعطيات اإلدارية ألجل إنتاج بيانات إحصائية‪ ،‬بما فيها تلك المتعلقة بتتبع إنجاز‬
‫أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬أن يتيح الولوج إلى معطيات محينة متوفرة لدى اإلدارات‪ ،‬وذلك عوض‬
‫اللجوء إلى بعض العمليات اإلحصائية الجزئية‪ ،‬كما تمكن من التخفيف من األعباء الناجمة عن استطالع‬
‫آراء العديد من المؤسسات‪.‬‬
‫‪ .223‬وفي هذا السياق‪ ،‬عملت المندوبية السامية للتخطيط على تطوير عالقات التعاون مع القطاعات‬
‫والمؤسسات العمومية في مجال إنتاج البيانات اإلدارية والتحليل اإلحصائي‪ .‬ويتجلى هذا التعاون في‬
‫توقيع اتفاقيات شراكة مع بعض منتجي البيانات مثل بنك المغرب ووزارة السياحة والمكتب المغربي‬
‫للملكية الصناعية والتجارية والصندوق الوطني للضمان االجتماعي والوكالة الوطنية لتقنين‬
‫المواصالت والمديرية العامة لألمن الوطني ووزارة النقل‪.‬‬
‫‪ .224‬لكن‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإن تكثيف استخدام البيانات اإلدارية ألغراض إحصائية‪ ،‬يعتبر من‬
‫أبرز التحديات التي تواجه النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬حيث ال تزال غير مستغلة بصفة شاملة‪ ،‬خاصة‬
‫على مستوى تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يالحظ غياب التشاور بين الشركاء‬
‫على مستوى القطاعات من أجل تحديد القواعد التي يجب اتباعها قصد تحويل المعلومات اإلدارية إلى‬
‫بيانات إحصائية‪ ،‬وكذا تطوير وتقنين وتنظيم عملية إرسال الملفات اإللكترونية المتضمنة لهذه‬
‫المعطيات االدارية بطريقة موثوقة‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬يتعين اتخاذ التدابير التالية‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫التحليل األولي للمصادر اإلدارية وتحديد مرجع واحد أو أكثر؛‬ ‫‪-‬‬
‫وضع مسطرة للمصادقة على المعلومات الواردة من مختلف مصادر البيانات والوثائق قصد‬ ‫‪-‬‬
‫تحديث ودمج أو استبدال البيانات التي تم جمعها؛‬
‫ضمان التعاون الوثيق بين خبراء الجهاز المنتج للبيانات والمندوبية السامية للتخطيط من أجل‬ ‫‪-‬‬
‫االتفاق على تعريف المفاهيم والتعاريف والتصنيفات المتعلقة بالوحدات والمتغيرات‪ ،‬أو‬
‫إيجاد قواعد بديلة إن تعذر ذلك؛‬
‫ضمان حضور المندوبية السامية في عملية إنتاج البيانات اإلدارية (باعتبارها النواة األساسية‬ ‫‪-‬‬
‫للنظام اإلحصائي الوطني)‪ ،‬وذلك من أجل التقليص من مخاطر غياب الرقابة على مصادر‬
‫إنتاج المعلومات والتي قد تؤدي إلى وجود معطيات ناقصة أو خاطئة‪.‬‬
‫‪ -3‬العينات المعتمدة على المستوى الوطني‪ :‬ضرورة إجراء تصحيحات للحصول على بيانات‬
‫إحصائية مفصلة على المستوى المحلي‬
‫‪ .225‬أشار تقرير المجلس األعلى للحسابات لسنة ‪ 2013‬المتعلق بمراقبة تسيير المديريات الجهوية‬
‫للمندوبية السامية للتخطيط بكل من لدار البيضاء وفاس وأكادير إلى كون الدراسات الوطنية المنجزة‬
‫بطلب من مديرية اإلحصاء ال تلبي غالبا تطلعات السلطات المحلية لتعزيز بياناتها الخاصة‪.‬‬
‫‪ .226‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تبين أن المديريات الجهوية تقتصر على توفير بيانات تتعلق بالمستوى الجهوي‪،‬‬
‫في حين أن الشركاء على المستوى المحلي في حاجة إلى الحصول على بيانات إحصائية أدق وأكثر‬
‫تفصيال‪ ،‬تخص المستوى اإلقليمي‪ .‬ويعزى ذلك إلى عدم توسيع نطاق التمثيلية اإلحصائية للعينات‬
‫المتعلقة بالمسوحات‪.‬‬
‫‪ .227‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإ ن المديريات الجهوية ال تتوفر على قاعدة جهوية للبيانات قصد تلبية الطلب‬
‫المتزايد على للمعلومات اإلحصائية الالزمة لبرمجة مختلف عمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫الجهوية والمحلية‪.‬‬
‫ت‪ .‬إنتاج مؤشرات أهداف التنمية المستدامة‬
‫يصل عدد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الوطني إلى ‪ 244‬مؤشرا‪ ،‬ويطرح توطينها‬
‫المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحاجة إلى المزيد من الجهود لتغطية مؤشرات وغايات أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ .228‬لم يتم بعد تحديد القائمة النهائية لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة التي يمكن تقديمها من طرف‬
‫النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬إذ تم االكتفاء فقط بإجراء تشخيص أولي بشكل منفصل من قبل بعض‬
‫الفاعلين في إطار هذا النظام‪.‬‬
‫‪ .229‬وطبقا للمعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬يمكن للنظام اإلحصائي الوطني إنتاج‬
‫‪ 48‬في المائة من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬موزعة بالتساوي بين المندوبية السامية للتخطيط‬
‫وباقي الفاعلين في النظام اإلحصائي (الوزارات‪ ،‬المؤسسات العمومية‪ ،‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ .230‬كما يتيح النظام اإلحصائي الوطني‪ ،‬حسب طبيعة المؤشر‪ ،‬إنتاج ‪ 63‬في المائة من مؤشرات‬
‫المستوى األول و‪ 40‬في المائة من مؤشرات المستوى الثاني و‪ 30‬في المئة من تلك المتعلقة بالمستوى‬
‫الثالث‪ .7‬وتجدر اإلشارة إلى أن البيانات الخاصة بالمؤشرات التي سيتم إنتاجها لم تتغير مقارنة بالبيانات‬

‫‪ 7‬اعتمدت لجنة اإلحصاء باألمم المتحدة‪ ،‬في مارس ‪ ،2017‬قائمة تضم ‪ 244‬مؤشرا تتعلق بأهداف التنمية المستدامة‪ .‬تم تصنيفها إلى عدة‬
‫مستويات حسب درجة صعوبة حسابها‪:‬‬
‫المستوى األول‪ :‬المفهوم محدد‪ ،‬التعريف معتمد‪ ،‬المنهجية معتمدة‪ ،‬المعايير متاحة والبيانات موجودة؛‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬المفهوم محدد‪ ،‬التعريف معتمد‪ ،‬المنهجية معتمدة‪ ،‬المعايير متاحة‪ ،‬البيانات غير متاحة أو قليلة؛‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى الثالث‪ :‬مفهوم غير محدد‪ ،‬التعريف غير محدد‪ ،‬المنهجية غير معتمدة‪ ،‬المعايير غير موجودة‪ ،‬البيانات غير متاحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪39‬‬
‫التي تم إصدارها سنة ‪ 2016‬في تقرير المغرب حول آليات تنفيذ خطة التنمية المستدامة في أفق ‪،2030‬‬
‫عرض خالل المنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .231‬وعلى صعيد آخر‪ ،‬يتطلب وضع المؤشرات األخرى‪ ،‬التي ال تشملها اإلحصائيات المتوفرة‪ ،‬القيام‬
‫بعمليات إحصائية جديدة ومراجعة تلك التي لها طابع دائم ومهيكل‪ ،‬السيما على مستوى المندوبية‬
‫السامية للتخطيط‪.‬‬
‫‪ .232‬و حسب المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬من بين المؤشرات التي تشكل صعوبات خاصة تلك المتعلقة‬
‫بالبعد البيئي‪ ،‬نظرا ً لندرة اإلحصائيات البيئية وتواتر عمليات جمع البيانات المتعلقة بها‪ ،‬إذ ال تزال‬
‫العديد من المؤشرات مصنفة في فئة المستوى الثالث دون أي منهجية‪ .‬أضف الى ذلك الصعوبات التي‬
‫تشوب المؤشرات الحالية حسب األمم المتحدة كتلك المتعلقة بإشكالية التواتر والتفكك والتي يمكن أن‬
‫تشكل تحديات إضافية (على المستوى الجغرافي‪ ،‬والنوع‪ ،‬ومستوى الدخل‪ ،‬واإلعاقة‪ ،‬والهجرة‪ ،‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ .233‬على الرغم من أن مكونات النظام اإلحصائي الوطني واعية بمدى استعجال تنمية القدرات المتعلقة‬
‫بوضع وبتتبع المنهجيات والمقاربات المتعلقة بتحديد المؤشرات التي قد تطرح بعض الصعوبات‪ ،‬إال‬
‫أن غياب آليات للتنسيق يعوق هذه العملية‪ ،‬ذلك أن معالجة هذه المؤشرات تتطلب تنسيقًا وثيقًا على‬
‫المستوى الوطني قصد استهداف هذه المؤشرات واالتفاق على مدى مالءمة بعضها لمتابعة أهداف‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -2‬القطاعات الوزارية‪ :‬ضرورة التنسيق والتناغم بين اإلجراءات المتخذة‬
‫✓ وزارة الصحة‬
‫‪ .234‬وضعت خطة العمل التي قامت بإعدادها وزارة الصحة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة إطارا‬
‫للترجمة الوطنية لهدف التنمية المستدامة الثالث والغايات المتعلقة بالصحة‪ ،‬وكذا تفعيل التنسيق بين‬
‫مختلف القطاعات‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬تم إنجاز تشخيص أولي لمؤشرات تتبع أهداف التنمية المستدامة‬
‫المتعلقة بالصحة‪.‬‬
‫‪ .235‬وقد حددت الوزارة سبعة وثالثين (‪ )37‬مؤشرا يتعلق بالصحة‪ ،‬بما في ذلك ‪ 26‬مؤشرا يرتبط‬
‫بالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وأحد عشر (‪ )11‬مؤشرا آخر يعنى باألهداف األخرى‬
‫للتنمية المستدامة‪ .‬كما صنفت الوزارة هذه المؤشرات إلى خمس فئات على أساس مدى توفر البيانات‬
‫المطلوبة لتحديدها‪:‬‬
‫المؤشرات التي يمكن تحديدها بواسطة األبحاث الوطنية؛‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشرات التي يمكن تقديرها انطالقا من المعلومات االعتيادية المتوفرة لدى وزارة الصحة؛‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشرات التي يمكن استخراجها من األنظمة المعلوماتية للقطاعات األخرى؛‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشرات التي ال تتوفر بخصوصها أي بيانات (‪ 7‬مؤشرات)؛‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشرات التي ليس لها تعريف أو منهجية واضحة (‪ 3‬مؤشرات)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ وزارة التربية الوطنية‬
‫‪ .236‬وفقا ً للتشخيص األولي الذي قامت به وزارة التربية الوطنية‪ ،‬تبين أنه من بين (‪ )43‬مؤشرا ً خاصا‬
‫بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬يقع خمسة وعشرون منها (‪ )25‬ضمن نطاق نظام‬
‫المعلومات المتوفرة بالوزارة‪ ،‬من بينها تسعة عشر (‪ )19‬مؤشرا متاحا وستة (‪ )6‬مؤشرات تتطلب‬
‫القيام بأبحاث محددة‪.‬‬
‫‪ .237‬بالنسبة للمؤشرات األخرى التي ال تدخل ضمن اختصاص الوزارة‪ :‬سبعة (‪ )7‬تقع على عاتق‬
‫مديرية التخطيط التابعة للـمندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬ومؤشران على عاتق الهيئات الدولية‪ ،‬وستة (‪)6‬‬
‫مؤشرات تندرج ضمن نطاق القطاعات الوزارية األخرى وثالثة (‪ )3‬مؤشرات تحتاج الى تحديد‬
‫منهجية الحتسابها‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫✓ كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة‬
‫‪ . .238‬في إطار االستراتيجية الوطنية‪ ،‬وضعت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة الئحة مكونة من‬
‫‪ 342‬مؤشرا يغطي سبع (‪ )7‬رهانات تم تحديدها وتصنيفها إلى ‪ 31‬محورا استراتيجيا و‪ 132‬هدفا‪.‬‬
‫‪ .239‬غير أنه‪ ،‬لم يتم إجراء أي تشخيص لتأكيد توفر البيانات وقدرة النظام اإلحصائي الوطني على‬
‫توفيرها‪ .‬كما أنه لم يتم أي تقييم لمدى التقائية المؤشرات المحددة في االستراتيجية الوطنية للتنمية‬
‫المستدامة وتلك المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫✓ المرصد الوطني للتنمية البشرية‬
‫‪ .240‬يعتبر المسؤولون القائمون على المرصد الوطني للتنمية البشرية أن نظامه معلوماته يمكن أن يوفر‬
‫ثالثين (‪ )30‬مؤشرا ً للبعد البشري وفقا ً لألهداف التالية‪ :‬ستة (‪ )6‬من بين ستة (‪ )6‬مؤشرات من الهدف‬
‫األول ؛ أربعة (‪ )4‬مؤشرات من أصل أحد عشر (‪ )11‬من الهدف الثاني ؛ ستة (‪ )6‬مؤشرات من أصل‬
‫خمسة وعشرين (‪ )25‬من الهدف الثالث ؛ أربعة (‪ )4‬من أصل ثمانية (‪ )8‬مؤشرات للهدف الرابع ؛‬
‫أربعة (‪ )4‬من أصل أربعة عشر (‪ )14‬مؤشرا للهدف الخامس ؛ وثالثة (‪ )3‬من أصل عشرة (‪)10‬‬
‫مؤشرات للهدف السادس وثالثة (‪ )3‬من أصل عشرة (‪ )10‬مؤشرات للهدف ‪ 10‬من أهداف التنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫‪ .241‬كما أن المرصد‪ ،‬في إطار توطين مؤشرات قياس أهداف التنمية المستدامة ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ ،10‬اقترح‬
‫إضافة ثالثة عشر (‪ )13‬مؤشرا ً أكثر مالءمة للسياق الوطني‪ .‬ويتعلق األمر بخمس (‪ )5‬مؤشرات‬
‫مرتبطة بالهدف األول وثمان (‪ )8‬مؤشرات بالنسبة للهدف ‪.10‬‬
‫ث‪ .‬تحديد القيم المرجعية‬
‫‪ .242‬دعا قرار األمم المتحدة المتعلق بأهداف التنمية المستدامة إلى وضع بيانات مرجعية وطنية ودولية‬
‫حتى يمكن قياس التقدم في إنجازها بدقة أكبر‪ ،‬وخاصة تلك التي ليس لها أهداف رقمية واضحة‪.‬‬
‫‪ .243‬وفي هذا السياق‪ ،‬كشفت التحريات التي أجريت على مستوى القطاعات الوزارية ذات الصلة‬
‫والمندوبية السامية للتخطيط عدم وجود تشخيص أولي للبيانات المرجعية المتاحة‪ .‬في هذا الصدد‪،‬‬
‫وبصرف النظر عن وزارة الصحة‪ ،‬التي أطلقت عمليات جمع البيانات (األبحاث) لتحديد القيم المرجعية‬
‫لبعض مؤشرات تتبع أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬فإن القطاعات األخرى ال تتوفر على رؤية فيما يتعلق‬
‫باإلجراءات التي يتعين القيام بها لوضع قائمة البيانات المرجعية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ :‬ضرورة وضع نظام للرصد والتتبع‬
‫‪ .244‬لم يتم بعد اختيار األجهزة أو الهيئة المسؤولة عن الرصد والتتبع‪ ،‬سواء بالنسبة لجميع أهداف التنمية‬
‫المستدامة ولكل هدف على حدة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬أعطى المرسوم رقم ‪ 2-17-670‬الصادر في ‪6‬‬
‫أبريل ‪ 2018‬بتحديد اختصاصات وتنظيم المندوبية السامية للتخطيط مهمة إعداد تقارير حول أهداف‬
‫التنمية المستدامة لمديرية التخطيط التابعة للمندوبية السامية‪ .‬غير أنه لم ترد أي إشارات صريحة حول‬
‫الجهة المختصة للقيام بمهمة الرصد والتتبع‪.‬‬
‫‪ .245‬عالوة على ذلك‪ ،‬الحظ المجلس األعلى للحسابات أن مهمة الرصد والتتبع توجد محط خالف بين‬
‫مختلف األجهزة المعنية‪ ،‬خاصة كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة‪ ،‬التي ترأس لجنة القيادة من‬
‫أجل التتبع والمصاحبة التابعة للجنة االستراتيجية للتنمية المستدامة‪ ،‬باإلضافة إلى المندوبية السامية‬
‫للتخطيط ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬جواب رئيس الحكومة (نص مترجم)‬

‫جوابا على مالحظات تقرير المجلس األعلى للحسابات (المجلس) حول تقييم تنزيل الحكومة ألهداف األمم‬
‫المتحدة للتنمية المستدامة‪ ،‬أبعث إليكم ملخصا بتعقيبات القطاعات الوزارية المعنية بهذا التقييم والمندوبية‬
‫السامية للتخطيط والمرصد الوطني للتنمية البشرية‪ .‬وتتعلق هذه التعقيبات بانخراط الحكومة في أهداف‬
‫التنمية المستدامة وبتنزيلها‪ ،‬وكذا بعض المالحظات الخاصة قصد أخذها بعين االعتبار عند إعداد النسخة‬
‫النهائية من التقرير‪.‬‬
‫‪ .I‬المالحظات العامة‬
‫يُفهم من خالل دراسة تقرير المجلس‪ ،‬أن هذا األخير يعتبر أهداف التنمية المستدامة بمثابة إطار يسمو على‬
‫االستراتيجيات والسياسات الوطنية‪ ،‬والتي يجب أن تكون مدمجة ضمنه بغض النظر عن الخصوصيات‬
‫الوطنية‪ .‬غير أن أهداف التنمية المستدامة تشكل إطارا مرجعيا يجب على الدول األعضاء أن تأخذه بعين‬
‫االعتبار عند إعداد وتنزيل االستراتيجيات والسياسات الوطنية‪ .‬كما أن قرار األمم المتحدة رقم‬
‫‪ A/RES/70/1‬ينص على أن أهداف التنمية المستدامة هي "شاملة من حيث تطبيقها‪ ،‬تراعي اختالف‬
‫الواقع المعيش في كل بلد وقدراته ومستوى تنميته وتحترم السياسات واألولويات الوطنية"‪.‬‬
‫هذه الرؤية مطابقة لموقف المغرب المعبر عنه في الخطاب الملكي بمناسبة الدورة ‪ 69‬للجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة المنعقدة بتاريخ ‪ 25‬شتنبر ‪ ،2014‬والذي أكد على "ان تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ال يتم بقرارات أو‬
‫وصفات جاهزة‪ ،‬كما أنه ليس هناك نموذج واحد في هذا المجال‪ .‬فكل بلد له مساره الخاص‪ ،‬حسب تطوره‬
‫التاريخي‪ ،‬ورصيده الحضاري‪ ،‬وما يتوفر عليه من طاقات بشرية‪ ،‬وموارد طبيعية‪ ،‬وحسب خصوصياته‬
‫السياسية‪ ،‬وخياراته االقتصادية‪ ،‬وما يواجهه من عراقيل وتحديات"‪.‬‬
‫وفيما يخص تنزيل أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬ينبغي التذكير أن المغرب انخرط في هذه االلتزامات‪ ،‬على‬
‫غرار باقي الدول األعضاء في األمم المتحدة‪ ،‬كما ان الحكومة أكدت إرادتها لتحقيق هذه األهداف عند تقديم‬
‫البرنامج الحكومي أمام البرلمان‪ .‬األهمية التي يوليها المغرب ألهداف التنمية المستدامة تنعكس في التعبئة‬
‫على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الوطني ألجل تنفيذ األهداف‪.‬‬
‫فعلى الصعيد الدولي‪ ،‬شارك المغرب في مختلف اللقاءات حول أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬سواء عند مرحلة‬
‫تصور هذه األهداف أو في المناقشات التي تمت فيما بعد حول تنفيذها من طرف الدول‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫بادر المغرب‪ ،‬بتاريخ ‪ 19‬يوليوز ‪ ،2016‬بتقديم تقرير اختياري حول التدابير األولية المتخذة من أجل تنزيل‬
‫أهداف التنمية المستدامة في إطار المنتدى السياسي رفيع المستوى للمجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم‬
‫المتحدة بنيويورك‪.‬‬
‫وعلى الصعيد الوطني‪ ،‬تم تنظيم أول لقاء وطني بالرباط في شهر ماي ‪ 2016‬مع مختلف األطراف المعنية‬
‫من أجل التحسيس بضرورة تفعيل أهداف التنمية المستدامة وإدماجها في االستراتيجيات الوطنية والسياسات‬
‫القطاعية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬انخرطت مختلف الوزارات والمؤسسات العمومية المعنية في منهجية تشاركية وتعاونية مع‬
‫األطراف الفاعلة من أجل التخطيط وتحديد األولويات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة وبغاياتها وإدراجها‬
‫في مخططات عملهم‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم عقد عدة اجتماعات تنسيقية تروم دعم التشاور حول تنزيل هذه‬
‫األهداف‪ ،‬خصوصا من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الصحة ووزارة الطاقة‬
‫والمعادن والتنمية المستدامة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‬
‫والمندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ال زال مسلسل إرساء أهداف التنمية المستدامة يحتاج إلى إحداث بنية للتنسيق بهدف‬
‫تحديد األولويات والتتبع والتقييم‪ .‬ومن أجل ذلك‪ ،‬فإن الحكومة بصدد التفكير في مأسسة آلية لهذه الغاية‬
‫وتحديد مهامها قصد تحسين فعالية المجهودات المبذولة من طرف بلدنا للوفاء بالتزاماته‪.‬‬
‫وفيما يخص تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬فإن القطاعات الوزارية المكلفة بتوفير المعلومة اإلحصائية‬
‫قد شرعت في تشخيص وضعية المعلومات المتوفرة‪ .‬وقد مكن هذا التشخيص من قياس أهمية المعطيات‬
‫اإلحصائية الضرورية من حيث الكم والكيف الواجب توفيرها أو تحسينها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تجدر اإلشارة‬
‫إلى ان الهدف ليس هو تتبع جميع الغايات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة‪ ،‬بل تلك التي تدخل ضمن‬
‫األولويات والتي قام المغرب بوضع مقياس مرجعي لها‪ ،‬مع الحرص على ترشيد الموارد‪.‬‬
‫وعالقة بتحسين جودة وتنوع المعلومة اإلحصائية‪ ،‬أوصى المجلس بإصالح النظام اإلحصائي الوطني‬
‫وتفعيل ودعم لجنة التنسيق والدراسات اإلحصائية (‪ .)COCOES‬غير أن هذه اآللية لم تعد تعكس المبادئ‬
‫األساسية لإلحصائيات الرسمية كما أوصت بذلك لجنة األمم المتحدة‪ .‬لهذا‪ ،‬فأن الحكومة بصدد مراجعة‬
‫النصوص القانونية التي تروم تحيين قانون اإلحصاء ومأسسة المجلس الوطني لإلحصاء (‪.)CNS‬‬
‫‪ .II‬المالحظات الخاصة‬
‫وعالوة على المالحظات المشار إليها أعاله‪ ،‬ألتمس منكم عند صياغة التقرير النهائي أخذ المالحظات التالية‬
‫بعين االعتبار‪:‬‬
‫‪ ‬فيما يخص الهدف الثالث‪ ،‬سجلت وزارة الصحة ضمن "مخطط الصحة ‪ "2025‬التسع غايات‬
‫المتعلقة بهذا الهدف‪ ،‬والتي يجب تحقيقها في أفق ‪ .2030‬وفي هذا السياق‪ ،‬يجب تعويض كل‬
‫اإلشارات الواردة في التقرير من استراتيجية أو برنامج قطاعي لوزارة الصحة ‪2017-2021‬‬
‫بمخطط الصحة ‪.2025‬‬
‫‪ ‬إن االستراتيجية الوطنية للصحة ‪ 2021-2017‬مضمنة في "مخطط الصحة ‪ "2025‬وفي مخطط‬
‫وزارة الصحة في أفق ‪( 2021‬الفقرة ‪ 86‬والفقرة ‪ .)96‬ويرتكز هذا المخطط على ثالث دعامات‬
‫متفرعة إلى ‪ 25‬محور مندمج تضم ‪ 125‬إجراء (النقطة ‪ ،6‬الصفحة ‪.)25‬‬
‫‪ ‬إن اإلطار القانوي المشار إليه في تقرير المجلس يستحسن تتميمه بالمرسوم التطبيقي رقم ‪-562‬‬
‫‪ 24( 214‬يوليوز ‪( .)2015‬الفقرة ‪.)1778‬‬
‫‪ ‬فيما يتعلق بالتنمية المستدامة‪ ،‬ومنذ المصادقة على االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في‬
‫المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ ،2017‬تم الشروع في مسلسل تنزيلها وفي تسريع‬
‫وتيرته‪ ،‬ال سيما بوضع إطار للحكامة (المرسوم رقم ‪ 2.17.655‬المتعلق بإحداث اللجنة‬
‫اإلستراتيجية للتنمية المستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6660‬بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ .)2018‬حيث تم‬
‫إحداث لجنتين‪ :‬اللجنة االستراتيجية يترأسها رئيس الحكومة ولجنة القيادة تترأسها كتابة الدولة‬
‫المكلفة بالتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬من أجل تفعيل االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‪ ،‬قامت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة‬
‫بإجراء مشاورات مع جميع الفاعلين توجت بإعداد مخطط العمل ‪ ،2021-2019‬يضم األهداف‬
‫والتدابير الواجب اتخاذها‪ .‬إن هذه المرحلة األولية ستساهم في دعم إلتقائية االستراتيجية الوطنية‬
‫للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة (الفقرة ‪.)94‬‬
‫‪ ‬قامت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة بالمشاورات مع جميع الفاعلين من أجل تحديد الرهانات‬
‫الكبرى‪ ،‬والمحاور االستراتيجية واألهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة (الفقرة ‪ .)95‬إن دعم التناسق‬
‫بين االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة يتم في إطار مخططات عمل‬

‫هذه الفقرة تم حذفها من التقرير النهائي‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪43‬‬
‫حول التنمية المستدامة والتي تم إعدادها بعد المصادقة على االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬
‫(الفقرة ‪.)99‬‬
‫‪ ‬لقد تم اقتراح أكثر من عشرين مخطط عمل قطاعي للتنمية المستدامة من أجل تحديد مساهمة كل‬
‫قطاع في هذه االستراتيجية‪ ،‬مع مخطط عمل أفقي للتنمية المستدامة يتعلق بتفعيل جانب اإلدارة‬
‫المثالية (الفقرة ‪.)114‬‬
‫‪ ‬إن المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬طبقا للمرسوم الذي يحدد اختصاصاتها‪ ،‬تتولى بالفعل إعداد تقارير‬
‫حول أهداف التنمية المستدامة‪ .‬إال أنه لم يتم بعد تعيين الجهة التي ستقوم مهمة التتبع وإعداد التقارير‬
‫بهذا الشأن‪ ،‬وذلك في انتظار إحداث آلية التنسيق المشار إليها سابقا‪( .‬نقطة ‪ 8‬في خالصات عامة‬
‫وتوصيات)‬
‫‪ ‬إن البحث حول التشغيل الذي قامت به المندوبية السامية للتخطيط لم يعتمد على خدمات الصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي وصندوق التقاعد (الفقرة ‪.)181‬‬
‫‪ ‬لقد تم اتخاذ اإلجراءات التي تروم تبني بعض أهداف التنمية المستدامة على المستوى الجهوي‪ ،‬عبر‬
‫إعداد مخططات ترابية لمكافحة االحتباس الحراري‪( .‬الفقرة ‪)61‬‬

‫‪44‬‬
‫طبعة المجلس األعلى للحسابات ‪2019‬‬

‫رقم اإليداع القانوني‪2019MO1361 :‬‬

‫ردمك‪978-9920-751-10-0 :‬‬

You might also like